الجزء السابع



( 322 )


( 323 )

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ عن الأصبغ بن نباتة عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أنا مدينة الحكمة وأنت يا علي بابها وكذب من زعم انه يدخلها من غير بابها » (1) .
2 ـ عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
الصديقون ثلاث : حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون ، وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم (2) .
3 ـ زيد بن أرقم ، قال : « كنا جلوسا بين يدي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ألا أدلكم على من إن استرشدتموه لن تضلوا ولن تهلكوا ؟ قلنا : بلى يارسول الله ، فقال : هو هذا ـ وأشار إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ ثم قال : والوه وآخوه ووازروه واصدقوه ، وانصحوه فان جبرئيل ( عليه السلام ) أخبرني بما قلت لكم » (3) .
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 2 : 190 .
(2) رواه الصدوق في أماليه 1 : 385 ، عنه البحار 38 : 212 ، وفي الخصال 1 : 184 عنه البحار 35 : 414 .
(3) رواه مع اختلاف الصدوق في أماليه : 386 ، أقول : مر ما يشابهه تحت أرقام : 199 ، 324 ، 346 .

( 324 )

4 ـ عبد الله بن الفضل الهاشمي قال :
« قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) من قال فينا بيت شعر ، بنى الله له بيتا في الجنة » (1) .
5 ـ ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) :
« يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل » (2) .
6 ـ قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد حفيد العباس سنة 337 ، قال : حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة ، قال : حدثني أبي في سنة 360 ، قال : حدثني علي بن موسى الرضا سنة 194 ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين بن علي ، قال : حدثنا أبي الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى برضاها » (3) .
7 ـ عن عكرمة ، عن ابن عباس : « ان عليا ( عليه السلام ) كان يقول في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ان الله يقول : ( أفإن مات أو قتل أنقلبتم على أعقابكم ) (4) ، والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه [ حتى أموت ] (5) ، والله اني لأخوه وابن عمه [ ووارثه ] (6) فمن أحق به مني » (7) .
____________
(1) رواه الصدوق في العيون : 5 ، عنه المحجة البيضاء 5 : 229 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 1 : 316 ، عنه البحار 39 : 272 ، أقول : مر مثله تحت الرقم : 308 .
(3) رواه الصدوق في معاني الأخبار : 303 ، وعيون الأخبار 2 : 46 ، والأمالي : 313 ، ورواه الشيخ في أماليه 2 : 41 ، عنهم البحار 43 : 19 ، ورواه المفيد في أماليه : 94 ، والطبرسي في الاحتجاج 2 : 103 ، عنه البحار 43 : 20 .
(4) آل عمران : 144 .
(5) من أمالي الشيخ .
(6) من امالي الشيخ .
(7) رواه الشيخ في أماليه 2 : 116 .

( 325 )

8 ـ قال : أخبرنا الحسين بن نصر بن مزاحم ، قال : حدثنا أبي ، عن عمار بن أبي اليقظان ، عن أبي هريرة العبدي ، عن ربيعة السعدي قال :
« أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لي : من الرجل ؟ فقلت : أنا ربيعة السعدي ، قال : مرحبا بأخ لي قد سمعت به ولم أر شخصه قبل اليوم ، حاجتك ، قال : قلت : ما جئت في طلب عرض من الدنيا ولكن قدمت من العراق من عند قوم افترقوا على خمس فرق ، فقال حذيفة : سبحان الله ما دعاهم إلى ذلك والأمر واضح بين لمن عقله ، وما يقولون ؟
قال : قلت : قالت فرقة : ان أبا بكر أحق الناس بالناس وأولى الناس بالأمر ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يسميه الصديق وكان معه في الغار ، وقالت فرقة : بل عمر بن الخطاب ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : اللهم أعز الاسلام والدين بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب ، فقال حذيفة بن اليمان ( رضي الله عنه ) : ان الله عز وجل إنما أعز الدين بمحمد ولم يعزه بغيره .
وقالت فرقة : أبو ذر الغفاري ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ، وقد أظلته الخضراء وأقلته الغبراء فرسول الله أصدق منه وخير .
وقالت فرقة : سلمان الفارسي ، لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أدرك العلم الأول والاخر وهو بحر لا ينزف وهو منا أهل البيت ، قال : ثم سكت ، فقال حذيفة : ما منعك من ذكر الطبقة الخامسة هم ومن يشرب من السلسبيل والزنجبيل ؟ وان لعلي وشيعته من الله عز وجل مقاما يغبط به الأولون والآخرون » .
9 ـ قال : حدثني الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول ( صلى الله عليه وآله ) :
« علي مني وأنا من علي ، قاتل الله من قاتل عليا ، لعن الله من خالف عليا ، علي إمام الخليقة بعدي ، من تقدم على علي فقد تقدم علي ومن فارقه فقد فارقني


( 326 )

ومن آثر على علي (1) فقد آثر علي ، أنا سلم لم سالمه وحرب لمن حاربه ، وولي لمن والاه وعدو لمن عاداه » (2) .
10 ـ عن الصادق ( عليه السلام ) ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على حجلة (3) من نور وعلى رأسك تاج له أربعة أركان ، على كل ركن ثلاثة أساطير (4) : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله علي [ ولي الله وتعطيه ] (5) مفتاح الجنة ، ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة ، فتقعد عليه ثم يجمع لك الأولون والآخرون في صعيد واحد فتأمر لشيعتك (6) الى الجنة وبأعدائك الى النار ، فأنت قسيم الجنة وأنت قسيم النار ، لقد فاز من تولاك وخاب وخسر من عاداك ، فأنت في ذلك اليوم أمين الله وحجة الله الواضحة » (7) .
11 ـ قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري ، عن الحسن بن علي الكوفي ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق ، عن يحيى بن العلا ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال :
« ان عبدا مكث في النار سبعين خريفا والخريف سبعون سنة ، قال : ثم انه سأل الله عز وجل بحق محمد وأهل بيته لما رحمتني ، قال : فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل ( عليه السلام ) ان اهبط إلى عبدي فاخرجه ، فقال : يا رب وكيف بي بالهبوط في النار ؟ قال : إني قد أمرتها أن تكون بردا وسلاما ، قال : يا رب فما علمي بموضعه قال : انه في جب من سعير سجين ؟ قال : فهبط في النار وهو معقول على وجهه فاخرجه ، فقال الله عز وجل : يا عبدي كم لبثت تناشدني في النار ؟ قال : ما احصني يا رب قال : أما وعزتي لولا ما سألتني به لأطلت هوانك ولكنه حتم على نفسي لا يسألني عبد بحق محمد وأهل بيته إلا غفرت له ما كان بيني وبينه وقد غفرت لك اليوم » .
____________
(1) في الأمالي : عليه .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 525 .
(3) في الأمالي : عجلة .
(4) في الأمالي : اسطر .
(5) من الامالي ، وفيه : مفاتيح ، وضع .
(6) في الأمالي : بشيعتك .
(7) رواه الصدوق في الأمالي : 533 .

( 327 )

12 ـ عن الحكم بن الصلت ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« خذوا بحجزة هذا الأنزع ـ يعني عليا ( عليه السلام ) ـ فانه الصديق الأكبر والفاروق بين الحق والباطل ، من أحبه هداه الله ومن تخلف عنه محقه الله ، ومنه سبطا امتي الحسن والحسين وهما ابناي ومن الحسين ائمة الهدى ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم ، فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى ، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور » (1) .
13 ـ عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) في حديث طويل يقول فيه :
« ان الله تبارك وتعالى لما أسرى بنبيه قال له : يا محمد قد انقضت نبوتك وانقطع أكلك فمن لامتك من بعدك ؟ فقلت : يا رب إني بلوت خلقك فلم أجد أطوع لي من علي بن أبي طالب ، فقال الله عز وجل : ولي يا محمد ، فمن لامتك من بعدك ؟ فقلت : يا رب إني قد بلوت خلقك فلم أجد أحدا أشد حبا لي من علي بن أبي طالب ، فقال : ولي يا محمد ، فأبلغه انه راية الهدى وإمام أوليائي ونور لمن أطاعني » (2) .
14 ـ عن كرام بن عمر الخثعمي ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد ( عليهم السلام ) يقولان :
« ان الله تعالى عوض الحسين من قتله : ان جعل الامامة في ذريته والشفاء في تربته وإجابة وإجابة الدعاء عند قبره ، ولا تعد أيام زيارته جائيا وراجعا من عمره ، قال محمد بن مسلم : فقلت لأبي عبد الله هذه الخلال تنال بالحسين ( عليه السلام ) فماله هو في نفسه ؟ قال : ان الله تعالى ألحقه بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) فكان معه في درجته
____________
(1) رواه الصدوق في أماليه : 180 و 536 .
(2) رواه الصدوق في أماليه : 386 ، أقول : مر مثله تحت الرقم : 280 .

( 328 )

[ ومنزلته ] (1) ثم تلا أبو عبد الله : ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ) (2) » (3) .
15 ـ قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد :
« ان رسول الله لما دعا الناس بعد غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك ، فقام وذلك في يوم الخميس ، دعا الناس الى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأخذ بضبعيه فرفعهما ، حتى نظر الناس إلى بياض ابطي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) (4) ، فقال رسول الله : الله أكبر على إكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب تعالى برسالتي والولاية لعلي بعدي » (5) .
قال محمد بن أبي القاسم ( رضي الله عنه ) : قال أبو سعيد السجستاني في كتاب الولاية : هذا حديث غريب حسن من حديث قيس بن الربيع الأسدي الكوفي ، عن أبي هارون عمارة بن جوين العبدي ، عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري الانشاري ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فهذه الألفاظ لا أعلم أحدا حدث به عنه غير أبي زكريا يحيى بن عبد الرحمان الجماني الكوفي ، وما كتبناه إلا بهذا الاسناد ، والمشهور ان نزول هذه الآية كان يوم حجة الوداع ، فأما يوم غدير خم فلم أكتبه إلا من هذا الوجه والله أعلم .
قال ( محمد ) : ويوم الغدير أيضا كان في حجة الوداع ، ولأنها لم تكن في يوم واحد فما انكار أبي سعيد من الخبر ، اللهم إلا أن يريد بقوله : ان نزول هذه الآية كان يوم حجة الوداع أنها نزلت بمكة ، فانه ذكر ذلك ، ويكون وجه الجمع بين الروايات في ذلك ان الآية والأمر باظهار الولاية وأخذ العهد والبيعة نزل به
____________
(1) من الأمالي .
(2) الطور : 21 .
(3) رواه الشيخ في أماليه 1 : 325 .
(4) المائدة : 3 .
(5) رواه في البحار 37 : 179 عن سليم بن قيس : 152 ، رواه السيد في الطرائف : 146 عن أبي بكر بن مردويه ، الغدير 2 : 35 ، إحقاق الحق 6 : 275 .

( 329 )

جبرئيل في عرفات على ما تبين لي ذلك ، فانتظر النبي رجوعه إلى المدينة ليعرضه عليهم لها لما رآه من المصلحة في ذلك ، ولم يكن جبرئيل أمره عن الله بتعجيل ذلك ، ثم تغيرت المصلحة بعد ذلك ويكون جاءه جبرئيل هناك ولم يبين له متى ينتظر وأين يفعل ذلك ، لأن تأخير البيان جائز عن وقت الخطاب للمصلحة ، ولأن الواجب عندنا لمن سمع مطلق الأمر ولا قرينة ولا دلالة أن يعلم أنه مأمور باتيانه فيتوقف في انقطاعه على تعيين الوقت ، فعزم النبي على تبليغه إذا دخل المدينة ، فلما بلغ موضع الغدير جاءه جبرئيل بآية التهديد ، فأبان الوقت والموضع وأمره بالأداء ، فروى الناس ذلك على حسب ما عرفوا وأحبوا وشرح جميع ذلك نعرفه ، يطول الكتاب بذكره .
16 ـ عن أنس بن مالك ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) انه قال :
« نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة : أنا وعلي وجعفر والحسن والحسين وفاطمة » (1) .
17 ـ قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، عن أبيه ، عن جده ( عليه السلام ) قال :
« جاء رجل الى الرضا ( عليه السلام ) ، فقال له : يابن رسول الله ! أخبرني عن قوله عز وجل : ( الحمد لله رب العالمين ) ما تفسيره ؟
فقال : لقد حدثني أبي ، عن جدي ، عن الباقر ، عن زين العابدين ، عن أبيه ( عليهم السلام ) : أن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : أخبرني عن قول الله عزوجل : ( الحمد لله رب العالمين ) ما تفسيره ؟
فقال : الحمد لله هو ان عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ، لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا : الحمد
____________
(1) رواه الصدوق في الأمالي : 384 مع اختلاف .
( 330 )

لله على ما أنعم به [ علينا ] (1) رب العالمين ، وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات ، أما الحيوانات فهو يقبلها في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته ، واما الجمادات فيمسكها بقدرته ويمسك المتصل منها أن يتهافت (2) ويمسك المتهافت منها أن يتلاصق ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه ويمسك الأرض ان تنخسف إلا بأمره انه بعباده رؤوف رحيم .
وقال ( عليه السلام ) : ورب العالمين مالكهم وخالقهم وسايق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ، فالرزق مقسوم وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا ليس تقوى متق بزائده ولا فجور فاجر بناقصه وبينه ستر وهو طالبه ، ولو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت ، فقال الله جل جلاله : قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا وذكرنا به من خير في كتب الأولين .
قبل أن نكون ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد صلوات الله عليهم وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم ، وذلك ان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجا بني اسرائيل وأعطاه التوراة والألواح رأى مكانه من ربه عز وجل ، فقال : يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم يكرم بها أحد [ قبلي (3) ] ، فقال الله جل جلاله : يا موسى ! أما علمت أن محمدا أفضل عندي (4) من جميع ملائكتي وجميع خلقي ، قال [ موسى ] (5) يا رب فان كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي ؟
قال الله جل جلاله : يا موسى ! أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ، فقال موسى : يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في امم الأنبياء أفضل عندك من امتي ظللت عليهم الغمام وأنزلت
____________
(1) من العيون .
(2) التهافت : التساقط .
(3) من العيون .
(4) في العيون : عندي أفضل .
(5) من العيون .

( 331 )

عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر ، فقال جل جلاله : يا موسى ! أما علمت ان فضل امة محمد على جميع الامم كفضله على جميع خلقي ، فقال موسى : يا رب ! ليتني كنت أراهم ، فأوحى الله جل جلاله إليه : يا موسى ! انك لن تراهم ، فليس هذا أوان ظهورهم ولكن سوف تراهم في الجنان (1) جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون وفي خيراتها يتبحبحون (2) أفتحب أن أسمعك كلامهم ؟ قال : نعم إلهي ، قال الله جل جلاله : قم بين يدي واشدد مئزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، ففعل ذلك موسى ( عليه السلام ) ، فنادى ربنا جل جلاله : يا امة محمد ، فأجابوه كلهم ، وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم : لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك (3) لا شريك لك .
قال : فجعل الله عز وجل تلك الاجابة شعار الحج (4) ثم نادى ربنا عز وجل يا امة محمد ان قضاي عليكم ان رحمتي سبقت غضبي وعفوي قبل عقابي ، قد استجبت لكم من قبل أن تدعوني وأعطيتكم من قبل أن تسألوني ، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله ومحق في أفعاله ، وان علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، وان أولياءه المصطفين المطهرين المبلغين (5) بعجايب آيات الله ودلايل حجج الله من بعدهما ادخله جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر .
قال ( عليه السلام ) : فلما بعث الله عز وجل نبينا محمدا ( صلى الله عليه وآله ) قال : يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا امتك بهذه الكرامة ، ثم قال عز وجل لمحمد : قل : الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من هذه الفضيلة ، وقال لامته : قولوا أنتم : الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل » (6) .
____________
(1) في العيون : الجنات .
(2) بحبح الرجل : إذا تمكن في المقام .
(3) في العيون : النعمة والملك لك .
(4) في العيون : الحاج .
(5) في العيون : المنبئين .
(6) رواه الصدوق في العيون 1 : 283 .

( 332 )

18 ـ عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول :
« بينا الحسين ( عليه السلام ) عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أتاه جبرئيل فقال : يا محمد أتحبه ؟ قال : نعم ، قال : أما ان امتك ستقتله ، قال : فحزن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لذلك حزنا شديدا ، فقال جبرئيل : أيسرك أن أريك التربة التي يقتل فيها ؟
قال : فخسف جبرئيل ما بين مجلس رسول الله إلى كربلا حتى التقت القطعتان هكذا ، وجمع بين السبابتين ، فتناول بجناحه من التربة ، فناولها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم دحا الأرض أسرع من طرف العين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل فيك » (1) .
19 ـ قال : حدثنا الحسن بن علي بن أبي المغيرة ، عن الحرث بن المغيرة النصري قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) :
« اني رجل كثير العلل والأمراض وما تركت دواء إلا تداويت به فما انتفعت به ، فقال لي : أين أنت من طين قبر الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، فان فيه شفاء من كل داء وأمنا من كل خوف ، فإذا أخذته فقل هذا الكلام :
اللهم اني اسألك بحق هذه الطينة ، وبحق الملك الذي أخذها ، وبحق النبي الذي قبضها ، وبحق الوصي الذي حل فيها صل على محمد وأهل بيته وافعل بي كذا وكذا . قال : ثم قال أبو عبد الله : أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل وأراها النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : هذه تربة الحسين تقتله امتك من بعدك والذي قبضها فهو محمد رسول الله وأما الذي حل فيها فهو الحسين ( عليه السلام ) والشهداء ، قلت : قد عرفت جعلت فداك الشفاء من كل داء فكيف الأمن من كل خوف ؟
فقال : إذا خفت سلطانا أو غير سلطان ، فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من طين قبر الحسين فتقول : اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك واجعله لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف . فانه قد يرد ما تخاف . قال الحرث بن المغيرة : فأخذت كما أمرني وقلت ما قال لي فصح جسمي وكان لي أمانا من ما خفت
____________
(1) رواه ابن قولويه في الكامل : 60 ، وفي البحار 44 : 228 .
( 333 )

وما لم أخف كما قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، فما رأيت مع ذلك بحمد الله مكروها ولا محذورا » (1) .
20 ـ قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : قالت :
« دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفي يده خاتم فضة عقيق فقلت : يارسول الله ما هذا الفص ؟ فقال لي : من جبل أقر لله بالربوبية ولعلي بالولاية ولولده بالامامة ولشيعته بالجنة » (2) .
21 ـ قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن يعقوب بن إسحاق ، عن أبي زكريا الواسطي ، عن هشام بن أحمر قال : قال أبو الحسن الأول ( عليه السلام ) :
« هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم ؟ قلت : لا ، قال : بلى قد قدم رجل فانطلق بنا ، فركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل ، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق ، فقال له : أعرض علينا ، فعرض علينا تسع جوار ، كل ذلك يقول أبو الحسن : لا حاجة لي فيها ، ثم قال : أعرض علينا ، قال : ما عندي شيء ، فقال : بلى أعرض علينا ، قال : لا والله ما عندي إلا جارية مريضة ، فقال له : ما عليك أن تعرضها ، فأبى عليه ثم انصرف .
ثم انه أرسلني من الغد إليه فقال لي : قل له : كم غايتك فيها ؟ فإذا قال كذا وكذا فقل : قد أخذتها ، فأتيته فقال : هي لك ولكن من الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ فقلت : رجل من بني هاشم ، فقال : من أي بني هاشم ؟ فقلت : ما عندي أكثر من هذا ، فقال : أخبرك عن هذه الوصيفة إني اشتريتها من أقصى المغرب فلقيتني إمرأة من أهل الكتاب ، فقالت : ما هذه الوصيفة معك ؟ فقلت : اشتريتها لنفسي ، فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه عند مثلك أن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير الأرض ،
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 325 ، وفي التهذيب 6 : 74 ، رواه ابن قولويه في الكامل : 282 ، عنه البحار 101 : 118 .
(2) تقدم ما يشابهه تحت الرقم : 12 .

( 334 )

فلا تلبث عنده إلا قليلا حتى تلد له غلاما يدين له شرق الأرض وغربها قال : فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلا حتى ولدت عليا ( عليه السلام ) » .
22 ـ قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبو عبد الله ( عليه السلام ) ، قال المجاشعي : وحدثنا الرضا ( عليه السلام ) ، عن أبيه موسى ، عن أبيه أبي عبد الله جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال :
« سمعت عليا يقول لرأس اليهود : على كم افترقتم ؟ فقال : على كذا وكذا فرقة ، فقال علي ( عليه السلام ) : كذبت ، ثم أقبل علي على الناس فقال : والله لو ثنيت لي الوسادة لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الأنجيل بأنجيلهم وبين أهل القرآن بقرآنهم ، افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة سبعون منها في النار وواحدة ناجية في الجنة وهي التي اتبعت يوشع بن نون وصي موسى ، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت شمعون وصي عيسى ، وتفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة اثنان وسبعون في النار وواحدة في الجنة وهي التي اتبعت وصي محمد ، وضرب بيده على صدره ثم قال : ثلاثة عشر فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلها تنتحل مودتي وحبي واحدة منها في الجنة وهم النمط الأوسط واثنا عشر في النار » (1) .
23 ـ قال : حدثنا أسود بن عامر ، عن شريك ، عن منصور ، عن ربعي ، عن علي ( عليه السلام ) ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال :
« يا معاشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للايمان فيضربكم أو يضرب رقابكم ، قال أبو بكر : أنا هو يارسول الله ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو يارسول الله ؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، وكان قد أعطى عليا نعله يخصفه » (2) .
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 42 : 137 .
(2) رواه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 2 : 649 و 571 و 593 و 637 مع اختلاف في اللفظ ، عنه العمدة 224 ـ 226 ، رواه الترمذي في صحيحه 5 : 634 .

( 335 )

24 ـ زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ( عليه السلام ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :
« عشر خصال ما أحب لي بواحدة ما طلعت عليه شمس ، قال رسول الله : يا علي أنا أخوك في الدنيا والآخرة ، وأنت أقرب الخلايق مني يوم القيامة في الموقف ومنزلي مواجه منزلك في الجنة كما يواجه منزل الاخوان في الله جل جلاله ، وأنت وزيري ووصيي والخليفة في أهلي وفي المسلمين ، وأنت صاحب لواي في الدنيا والآخرة ، ووليك وليي ووليي ولي الله ، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله » (1) .
25 ـ عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« ان الله تعالى قال : لاعذبن كل رعية في الاسلام أطاعت إماما جائرا ليس من الله وان كانت الرعية في أعمالهم برة تقية ، ولأعفون عن كل رعية في الاسلام أطاعت إماما هاديا من الله ، وإن كانت الرعية في أعمالها ظالمة مسيئة » .
26 ـ قال : حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري ، عن زيد بن اسامة قال :
« كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق ( عليه السلام ) ، فأقبل علينا أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقال : ان الله تعالى جعل تربة جدي الحسين ( عليه السلام ) شفاء من كل داء وأمانا من كل سوء وخوف ، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه وليمرها على ساير جسده ، وليقل :
اللهم بحق هذه التربة وبحق من حل بها وثوى فيها وبحق أبيه وامه وأخيه والأئمة من ولده ، وبحق الملائكة الحافين به ، إلا جعلتها شفاء من كل داء وبرءا من كل مرض ، ونجاة من كل آفة ، وحرزا مما أخاف وأحذر ، ثم ليستعملها .
قال أبو اسامة : فأنا استعملتها من دهري الأطول كما قال ووصف أبو عبد الله ، فما رأيت بحمد الله مكروها » (2) .
____________
(1) رواه الشيخ في أماليه 1 : 196 ، والمفيد في أماليه : 173 أقول : مر مثله تحت الرقم : 186 ، ومر ما يشابهه تحت أرقام : 130 ـ 233 .
(2) رواه الشيخ في أماليه 2 : 326 .