الجزء الثامن



( 368 )


( 369 )

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ بحذف الاسناد قال : حدثنا يعقوب بن يوسف الضبي ، قال : حدثنا عبيدالله (1) بن موسى ، قال : حدثنا جعفر الأحمر ، [ عن الشيباني ] (2) ، عن جميع بن عمير قال : قالت عمتي لعائشة وأنا أسمع :
« لله أنت مسيرك (3) إلى علي ما كان ؟ قالت : دعينا منك انه ما كان من الرجال أحب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من علي ، ولا من النساء أحب إليه من فاطمة » (4) .
2 ـ قال : حدثنا محمد بن عمر ، عن الأحلج ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ابن بريم :
« ان عليا ( عليه السلام ) لما توفي قام الحسن فصعد المنبر فقال : أيها الناس انه قد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون والآخرون بعلم وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يبعثه المبعث فيقاتل ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما ينثني حتى يفتح الله عليه » (5) .
3 ـ قال : حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي الوراق ، عن سلام بن أبي عمرة ،
____________
(1) في الأصل : عبد الله .
(2) من الأمالي .
(3) في الأصل : أرأيت ، وما أثبتناه من البحار ، أقول : لله أنت ، كلمة تقال عند الاشفاق .
(4) رواه الشيخ في أماليه 1 : 211 ، البحار 43 : 23 .
(5) مر مثله تحت الرقم : 473 .

( 370 )

عن معروف ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال :
« خطب الحسن بن علي بعد وفاة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين عليا ، فقال : خاتم الأوصياء (1) ووصي خاتم الأنبياء وأمير الصديقين والشهداء [ والصالحين ] (2) ، ثم قال : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ( بعلم ) (3) ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يعطيه الراية فيقاتل جبرئيل عن يمينه ومكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، والله لقد قبضه الله عز وجل في الليلة التي قبض فيها وصي موسى ( عليه السلام ) ، وعرج بروحه في الليلة التي فيها رفع عيسى ( عليه السلام ) ، وفي الليلة التي أنزل فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهبا ولا فضة إلا شيئا على صبي له ، وما ترك في بيت المال إلا سبعمائة ( وخمسين ) (4) درهما فضلت عن عطائه أراد أن يشتري بها خادما لام كلثوم .
ثم قال : من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم تلا هذه الآية قول يوسف ( عليه السلام ) : ( واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب ) (5) . ثم أخذ في كتاب الله عز وجل فقال : أنا ابن البشير ، وأنا ابن النذير ، وأنا ابن الداعي إلى الله باذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن ( الطهر ) (6) الذي ارسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله تعالى ولايتهم ومودتهم ، فقال فيما أنزل على محمد : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) (7) ، واقتراف الحسنة مودتنا » (8) .
____________
(1) في البحار : خاتم الوصيين .
(2) من البحار .
(3) ليس في البحار .
(4) ليس في البحار .
(5) يوسف : 38 .
(6) ليس في البحار .
(7) الشورى : 22 .
(8) رواه في البحار 43 : 361 ، وأيضا في 43 : 362 عن المفيد في إرشاده وابن أبي الحديد في شرحه .

( 371 )

4 ـ عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد قال : « قيل : لأبي عبد الله ( عليه السلام ) للمؤمنين من الاعياد عيد غير العيدين والجمعة ؟ قال : فقال : نعم ، لهم ما هو أعظم من هذا ، يوم اقيم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فعقد له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الولاية في أعناق الرجال [ والنساء ] (1) بغدير خم ، فقلت : وأي يوم ذلك ؟ قال : الأيام تختلف ، ثم قال : [ يوم ] (2) ثمانية عشر من ذي الحجة ، قال : ثم قال : والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا وينبغي أن تكثر فيه ذكر الله تعالى والصلاة على النبي ويوسع الرجل فيه على عياله » (3) .
5 ـ عن الشعبي عن مسروق قال :
« قالت لي عائشة : يا مسروق هل عندك علم من المخرج ؟ قال : قلت : نعم قتله علي بن أبي طالب يا امه ، أخبرني أنس سمعت من رسول الله يقول فيه ، قالت : سمعت رسول الله يقول : هم شر الخلق يقتلهم خير الخلق والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة » .
6 ـ عن ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
« أمرني الله عز وجل بحب أربعة وأخبرني انه يحبهم ، انك يا علي منهم ، انك يا علي منهم ، وسلمان وأبو ذر والمقداد » (4) .
7 ـ عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) : « ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ) (5) ، وهي ولاية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » (6) .
8 ـ قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه محمد بن خالد ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمش ، عن عباية بن ربعي عن عبد الله بن عباس قال :
____________
(1) من البحار وثواب الأعمال .
(2) من البحار وثواب الأعمال .
(3) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : 68 ، عنه البحار 97 : 112 .
(4) رواه الصدوق في عيون الأخبار 2 : 32 ، عنه البحار 22 : 322 .
(5) إبراهيم : 28 .
(6) رواه في البرهان : 2 : 315 ، عن النطنزي مع اختلاف .

( 372 )

« أقبل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ذات يوم إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) باكيا وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقال له رسول الله : مه يا علي ، فقال علي ( عليه السلام ) : يارسول الله ماتت امي فاطمة بنت أسد .
قال : فبكى النبي ثم قال : رحم الله امك يا علي ، أما انها [ ان كانت لك اما فقد ] (1) كانت لي اما ، خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين وكفنها (2) فيهما ، ومر النساء فليحسن غسلها ولا تخرجها حتى أجئ فالي أمرها ، قال : وأقبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد ساعة واخرجت فاطمة ام علي ( عليه السلام ) فصلى عليها النبي ( صلى الله عليه وآله ) صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ، ثم كبر عليها أربعين تكبيرة ثم دخل (3) القبر فتمدد فيه ، فلم يسمع له أنين ولا حركة ، ثم قال : يا علي ادخل ، يا حسن ادخل ، فدخلا القبر فلما فرغ مما إحتاج إليه قال [ له ] (4) : يا علي اخرج ، يا حسن اخرج ، فخرجا .
ثم زحف (5) النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى صار عند رأسها ثم قال : يا فاطمة أنا محمد سيد ولد آدم ولا فخر ، فان أتاك منكر ونكير فسألاك من ربك ؟ فقولي : الله ربي ومحمد نبيي والاسلام ديني والقرآن كتابي وابني [ امامي و ] (6) وليي ، ثم قال : اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت ، ثم خرج [ من قبرها ] (7) وحثا عليها حثيات (8) ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما ، ثم قال : والذي نفس محمد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي ، فقام إليه عمار بن ياسر فقال : فداك أبي وامي يارسول الله لقد صليت عليها صلاة لم تصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة ؟
قال : يا أبا اليقظان وهل (9) ذلك هي مني ، لقد كان لها من أبي طالب ولد كثير
____________
(1) من البحار .
(2) في البحار : فكفنها .
(3) في البحار : دخل إلى .
(4) رواه في البحار .
(5) الزحف : الدبيب على الركبتين قليلا قليلا .
(6 و 7) من البحار .
(8) حثا التراب : صبه ، الحثى : ما غرف باليد من التراب وغيره .
(9) في البحار : أهل .

( 373 )

ولقد كان خيرهم كثيرا و [ كان ] (1) خيرنا قليلا ، فكانت تشبعني وتجيعهم وتكسوني وتعريهم وتدهنني وتشعثهم (2) ، قال : فلم كبرت عليها أربعين تكبيرة يارسول الله ؟ قال : نعم يا عمار ، التفت إلى (3) يميني ونظرت إلى أربعين صفا الملائكة ، فكبرت لكل صف تكبيرة ، قال : فتمددت (4) في القبر ولم يسمع لك أنين ولا حركة ؟ قال : ان الناس يحشرون يوم القيامة عراة ، فلم أزل أطلب إلى ربي عز وجل ان يبعثها ستيرة والذي نفس محمد بيده ما خرجت من قبرها حتى رأيت مصباحين من نور عند رأسها [ ومصباحين من نور عند يديها ] (5) ومصباحين من نور عند رجليها ، وملكيها الموكلين بقبرها يستغفران لها الى أن تقوم الساعة » (6) .
9 ـ قال : حدثنا عبد الله بن المسلم الملائي [ عن أبيه ] (7) عن إبراهيم بن علقمة ، عن الأسود ، عن عائشة قالت :
« قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما حضره الموت : أدعوا لي حبيبي ، فقلت : أدعوا له ابن أبي طالب ، فوالله ما يريد غيره ، فلما جاءه فرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه ، فلم يزل محتضنه (8) حتى قبض ويده عليه » (9) .
10 ـ قال : حدثنا ناصح ، عن زكريا ، عن أنس قال : « اتكأ النبي ( صلى الله عليه وآله ) على علي فقال : يا علي أما ترضى أن تكون أخي وأكون أخاك ، وتكون وليي ووصيي ووارثي ، تدخل رابع أربعة الجنة ، أنا وأنت والحسن والحسين وذريتنا خلف ظهورنا ، ومن تبعنا من امتنا عن أيمانهم وشمائلهم ، قال : بلى يارسول الله » .
____________
(1) من البحار .
(2) الاشعث : المغبر الرأس .
(3) في البحار : عن .
(4) في البحار : فتمددك .
(5) من البحار .
(6) رواه الصدوق في أماليه : 189 ، والفتال في روضة الواعظين : 123 ، عنه البحار 35 : 70 .
(7) من أمالي الشيخ .
(8) احتضن الصبي ، جعله في حضنه ، وهو ـ بالكسر ـ ما دون الإبط إلى الكشح .
(9) رواه الشيخ في أماليه 1 : 211 ، عنه البحار 22 : 455 .