الإهداء:

بسمه تعالى شأنه

إلى بضعة رسول الله الأعظم - صلى الله عليه وآله وسلم.

إلى سليلة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، أم الأئمة وأولياء الأمة.

إلى عقيلة أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب - عليه وعلى أبنائه الكرام البررة أفضل ما صلى وسلم الإله علىأحد من أوليائه.

إلى فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، سلام اللهعليها - أقدم هذه البضاعة المزجاة، عسى أن تحظىمنها بالقبول - إن شاء الله - فتجعلنا من السعداء فيالدارين - آمين يا رب العالمين.


عبيدها المقر بالرق - حسين     
11 / 9 / 1369 هـ ش       
13 / 5 / 1411 هـ ق       
(يوم استشهادها صلوات الله عليها) 


الصفحة أ

مقدمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، سيما بقيةالله في الأرضين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

1 - استقل العقل السليم لأجل دوام الدين ونفي التحريف عنه وقوام الأمةوطرد الانحراف عنها، بنصب الخليفة وجعل الوصي وكونه معصوما من الذنوب فيالعلم والعمل، ولولا تلك العصمة لكان الوصي أو الخليفة ظالما، لقوله - تعالى -:

" ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون "، (القرة / 229)

وقد قال - سبحانه -: " لا ينال عهدي الظالمين ". (البقرة / 124)

إذا فالمستفاد من الآية، أن الإمامة عهد من الله، يخبر نبيه عمن عهد الله إليه كمايخبر عن سائر أوامر الله وأحكامه كما تقوله مدرسة أهل البيت - عليهم السلام.

لقد قال الله - تبارك وتعالى - في حق رسوله: " وما ينطق عن الهوي إن هو إلاوحي يوحى "، (النجم / 3 - 4).

وفي حق أهل البيت: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيتويطهركم تطهيرا " (الأحزاب / 33)

روى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال:

لما نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الرحمة هابطة، قال: " ادعوالي، ادعوا لي " فقالت صفية: من يا رسول الله؟ قال: " أهل بيتي عليا وفاطمةوالحسن والحسين "، فجئ بهم فألقي عليهم النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كساءهثم رفع يديه ثم قال: " اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وآل محمد " وأنزل الله

الصفحة ب
- عز وجل - " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1).

وفي رواية أخرى، قالت أم سلمة: قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟

قال: " إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي " (2)، فظهر أن الله - تعالى - عصم النبيوأهل بيته عليهم السلام - من الرجس وطهرهم تطهيرا.

2 - ورسوله الله صلى الله عليه وآله - عين خليفته ووصيه من بعده وذلك فيأول يوم دعا الأقربين إليه للإسلام بعد نزول قوله - تعالى -، " وأنذر عشيرتكالأقربين "، (الشعراء / 214)

كما رواه الطبري وغيره عن علي بن أبي طالب - عليه السلام -، قال: لما نزلتهذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وآله - " وأنذر عشيرتك الأقربين " دعانيرسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال لي:

يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أنيمتى بادءتهم بهذا الأمر أرى ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبرئيل فقال يا محمدإن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجلشاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ماأمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلاأو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليهدعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله - صلى اللهعليه وآله - حذيفة (أي قطعة) من اللحم فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحيالصفحة، ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشئ من حاجة، وماأرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهمليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم قال: اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه

____________

1 - مستدرك الصحيحين 3 / 147 ورواية أخرى في صحيح الترمذي 13 / 248، ومسند أحمد 6 / 306،وأسد الغابة 4 / 29 و ج 2 / 297، وتهذيب التهذيب 2 / 297، وغيره. كما ذكره مفصلا في معالم المدرستين1 / 198 - 199.

2 - تفسير السيوطي 5 / 198 و 199.


الصفحة ج
حتى رووا منه جميعا، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أرادرسول الله - صلى الله عليه وآله أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لشد ماسحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال:

الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أنأكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي، قال ففعلت ثمجمعتم، ثم دعاني بالطعام فقربته لم، ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهمبشئ حاجة، ثم قال: أسقهم فجئتهم بذاك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا،ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلمشابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنياوالآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أنيكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت - وإنيلأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا - أنا يا نبي الله أكونوزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعواله وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمعلابنك وتطيع (1).

إن أمر الإمامة بعد الرسول - صلى الله عليه وآله - كان من الأمور الهامة التي كانرسول الله - صلى الله عليه وآله - يفكر فيها، ويهتم بها من بداية تبليغه - كما تقدم آنفا -إلى قبيل مماته.

روى ابن عباس وقال:

لما حضر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطابقال: " هلم أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده "، قال عمر: إن النبي غلبه الوجع

____________

1 - تاريخ الطبري ط أوربا 1 / 1171 - 1172، وتاريخ ابن الأثير 2 / 222، شرح ابن أبي الحديد3 / 263، والسيرة الحلبية 1 / 285، وتفسير الطبري 19 / 72 - 75، والبداية والنهاية 3 / 39 - 40، ومسند أحمد 2 / 352، ح 1371، والدر المنثور للسيوطي 5 / 97، والنور المشتعل للحافظ أبي نعيم الإصبهاني / 155 - 160وخصائص وحي المبين لابن بطريق / 89 - 90، وكنز العمال 6 / 397.


الصفحة د
وعندكم كتاب الله، فحسبنا كتاب الله، واختلف أهل البيت فمنهم من يقول ماقال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال: " قوموا عني، لا ينبغي عنديالتنازع " (1).

وفي رواية بكي ابن عباس حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم -، وجعه، فقال: " آتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لنتضلوا بعده أبدا "، فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي التنازع فقالوا هجر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم.. (2).

وفي رواية فكان ابن عباس يقول، أن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهمولغطهم (3).

3 - بالإضافة إلى ما ذكرنا من منع القوم أن يكلمهم الرسول - صلى الله عليهوآله - وإحجامهم عن دعوته في يوم الدار، ومنعهم كتابة وصيته في آخر ساعاتحياته:

1 - 3 - نشطوا - أيضا - لمنع كتابة حديث الرسول بعد رحلته، والظاهر منبعض الأحاديث أنه كان كذلك في زمان صحته - أيضا - سبحان الله!

قال عبد الله بن عمرو بن العاص: " كنت أكتب كل شئ أسمعه من

____________

1 - البخاري / 1 كتاب العلم، باب كتابة العلم / 22، وطبقات ابن سعد 2 / 244، ومسند أحمد،الحديث 2992.

2 - البخاري / 2، كتاب الجهاد، باب جوائز الوفد / 120، وكتاب الجزية، باب إخراج اليهود منجزيرة العرب / 136، وصحيح مسلم 5، كتاب الوصية، باب ترك الوصية / 75، ومسند أحمد، الحديث1935، وطبقات ابن سعد 2 / 244، وتاريخ الطبري 3 / 193.

3 - البخاري / 4، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب كراهية الاخلاف / 180، وكتاب المرضي،باب " قول المريض قوموا عني " / 5، و ج 3 كتاب المغازي، باب مرض النبي / 62، وصحيح مسلم 5،كتاب الوصية، آخر باب ترك الوصية / 76 ومسند أحمد، الحديث 3111، وتاريخ ابن كثيرة 5 / 227 -228، وتيسير الوصول 4 / 194، وتاريخ الذهبي 1 / 311، وتاريخ الخميس 1 / 182، والبدء والتاريخ5 / 95، وتاريخ أبي الفداء 1 / 151،

الصفحة هـ
رسول الله - صلى الله عليه وآله - فهنتني قريش، وقالوا: تكتب كل شئ سمعته منرسول الله - صلى الله عليه وآله، ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكتعن الكتابة فذكرت ذلك لرسول الله فأومأ بإصبعه إلى فيه، وقال: " أكتبفوالذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق " (1).

روى الذهبي أن أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم، فقال: " إنكم تحدثون عنرسول الله - صلى الله عليه وآله، أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا،فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلواحلاله وحرموا حرامه " (2).

وروي عن قرظة بن كعب أنه قال: " لما سرنا عمر إلى العراق مشي معنا عمرإلا صرار، ثم قال: أتدرون لم شيعتكم؟ قلنا أردت أن تشيعنا وتكرمنا، قال:

إن مع ذلك لحاجة، إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فلاتصدوهم بالأحاديث عن رسول الله وأنا شريككم، قال قرضة: فما حدثت بعدهحديثا عن رسول الله - صلى الله عليه وآله. " وفي رواية أخرى: فلما قدم قرظة بن كعب، قالوا: حدثنا، فقال: نهاناعمر (3)، وأما عثمان فقد أقر ذلك حيث قال على المنبر: " لا يحل لأحد يروي حديثالم يسمع به في عهد أبي بكر ولا في عهد عمر " (4).

____________

1 - سنن الدارمي / 1، باب من رخص في الكتابة من المقدمة / 125، وسنن أبي داود / 2، باب كتابةالعلم / 126، ومسند أحمد 2 / 162، و 207، 216، ومستدرك الحاكم 1 / 105 - 106، وجامع بيان العلموفضله لابن عبد البر 1 / 85 ط. الثانية - ط العاصمة بالقاهرة سنة 1388.

2 - تذكرة الحفاظ بترجمة أبي بكر 1 / 2 - 3 -3 - نفس المصدر 1 / 4 - 5، وجامع بيان العلم وفضله 2، باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دونالتفهم له / 147.

4 - منتخب الكنز بهامش مسند أحمد 4 / 64، فانظر تفصيل منع كتابة الحديث على عهد الخلفاءالثلاثة:

طبقات ابن سعد 5 / 140، تذكرة الحفاظ 1 / 7، كنز العمال، ط الأولى 5 / 239، ومنتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمد 4 / 61، تاريخ ابن كثير 8 / 107.


الصفحة و
2 - 3 - واستمر ذاك المنع نافذا حتى ولي الحكم عمر بن عبد العزيز الأموي،فإنه كتب إلى أهل المدينة: " أن انظروا حديث رسول الله فاكتبوه فإني قد خفتدروس العلم وذهاب أهله ".

وكان ابن شهاب الزهري أول من دون الحديث على رأس المائة بأمر عمر بنعبد العزيز ثم كثر التدوين والتصنيف (1).

3 - 3 - وفي سبيل المنع خنقوا أنفاس نقلة الحديث والصحابة والتابعين،كأبي ذر فإنه كان جالسا عند الجمرة الوسطى وقد اجتمع الناس يستفتونه فأتاه رجلفوقف عليه، ثم قال: ألم تنه عن الفتيا؟ فرفع رأسه إليه، فقال: أرقيب أنتعلي؟! لو وضعتم الصمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت أني أنفذ كلمةسمعت من رسول الله - صلى الله عليه وآله - قبل أن تجيزوا علي لأنفذته (2).

ومن أجل مخالفته لأوامر السلطة نفي من بلد إلى بلد حتى لقي حتفه طريدا فريدابالربذة.

وقتل حجر بن عدي وأصحابه صبرا (3) وقتل وصلب رشيد الهجري (4) وميثمالتمار (5).

4 - 3 - وحين أغلقوا على المسلمين باب التحدث عن رسول الله - صلى اللهعليه وآله - فتحوا لهم باب وضع الحديث فانتشر حديث كثير موضوع في تفخيمأنفسهم وتكريمهم، مثل ما قال - صلى الله عليه وآله - بالنسبة إلى وصيه وخليفته (6)،وأوردوها في أبواب مجامعهم الروائية المعنونة بالفضائل وجعلوها في جنب أحاديثرسول الله - صلى الله عليه وآله - الصحيحة في فضائل وصيه علي بن أبي طالب - عليه

____________

1 - فتح الباري / 1، باب كتابة العلم / 218.

2 - سنن الدارمي 1 / 132، وطبقات ابن سعد 2 / 354.

3 - عبد الله بن سبأ 2 / فصل حقيقة ابن سبأ والسبئية.

4 - رجال الكشي / 131.

5 - نفس المصدر / 134.

6 - الغدير 5 / 297 - 378، وأضواء على السنة المحمدية / 118.


الصفحة ز
السلام، وخصائصه وإن كان ما يتعلق به أكثر جدا، ولكن لم يتعرضوا بمقدماتهاولوازمها ونتائجها العقلية واكتفوا بأن يقال: " كرم الله وجهه " فحسب، بل قالبعضهم: " الحمد لله الذي تفرد بالكمال... وقدم المفضول على الأفضل اقتضاهاالتكليف " (1).

5 - 3 - وهو خليفة رسول الله - صلى الله عليه وآله - بل نفسه كما دلت عليه آيةالمباهلة في قوله - تعالى -: " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالواندع أبناءنا وأبناءكم ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللهعلى الكاذبين " (آل عمران / 61)، فإنه أجمع المفسرون ثم نبتهل فنجعل لعنة اللهعلى الكاذبين " (آل عمران / 61) - فإنه أجمع المفسرون كالزمخشري، والطبري،والثعلبي، وفخر الدين الرازي، والبيضاوي، والنسفي، والسيوطي، و... على أن" أبناءنا " إشارة إلى الحسن والحسين، عليهما السلام - و (نساءنا " إشارة إلى فاطمة- عليها السلام -، و " أنفسنا " إشارة إلى علي، عليه السلام - فجعله الله - تعالى - نفسمحمد - صلى الله عليه وآله. (2).

قال الزمخشري: روي أنهم لما دعاهم إلى المباهلة قالوا حتى نرجع وننظر - إلىأن قال. فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيدالحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا فقالأسقف نجران: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها لو شاء الله أن يزيل جبلا منمكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يومالقيامة... " (3) أضف إلى ذلك أن الرسول - صلى الله عليه وآله، نص على أن علياكنفسه (4)، وعديله ونظيره وأخوه (5).

6 - 3 - ومن هنا يظهر وجه قياس رسول الله صلى الله عليه وآله - إياه على

____________

1 - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 3.

2 - راجع: إحقاق الحق 3 / 46 - 61.

3 - الكشاف 1 / 434.

4 - أنظر: إحقاق الحق 6 / 449 - 458، و ج 17 / 15 - 20. 5 - أنظر: نفس المصدر 6 / 458 - 486.


الصفحة ح
الأنبياء والرسل - عليهم السلام - كقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: " من أراد أنينظر إلى علم آدم آدم وفقه نوح فلينظر إلى علي بن أبي طالب " (1)، و " يا علي، إنمامثلك في هذه الأمة كمثل عيسى بن مريم " (2).

ويظهر - أيضا، وجه عدم قياسه - صلى الله عليه وآله - إياه على أحد من الناس،حيث قال في حديث تزويج الزهراء، عليها السلام -: " بعلك لا يقاس عليه أحد منالناس " (3)، وقال - عليه السلام: " لا يقاس بآل محمد - صلى الله عليه وآله - منهذه الأمة أحد " (4).

4 - فأما فضائله عليه السلام، فكثيرة وعظيمة، حتى قال ابن أبي الحديد: " ماأقول في رجل أقر له أعدؤه وخصومه بالفضل، ولم يمكنهم جحد مناقبه، ولا كتمانفضائله، فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض وغربها،واجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره، والتحريض عليه، ووضع المعايب، والمثالب له،ولعنوه على جميع المنابر، وتوعدوا مادحيه، بل حبسوهم وقتلوهم، ومنعوا من روايةحديث يتضمن له فضيلة، أو يرفع له ذكرا، حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه، فمازاده ذلك، إلا رفعة وسموا، وكان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه، وكلما كتم تضوعنشره، وكالشمس لا تستر بالراح، وكضوء النهار إن حجب عنه عين واحدة، أدركتهعيون كثيرة " (5).

1 - 4 - فإليك في هذا المجال شطرا من النعوت والأوصاف التي نص بهارسول الله - صلى الله عليه وآله - في حقه - عليه السلام - من كتب العامة (6).

(1) علي سيد المسلمين.

____________

1 - مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي / 212، وإحقاق الحق 4 / 392 - 405.

2 - إحقاق الحق 7 / 292.

3 - إحقاق الحق 7 / 3.

4 - نهج البلاغة / 47، الخطبة 2.

5 - شرح نهج البلاغة 1 / 16 - 17.

6 - إن شئت تعيين محل كل واحدة من تلك فانظر: إحقاق الحق 4 / 3 - 389.


الصفحة ط
(2) علي إمام المتقين.

(3) علي قائد الغر المحجلين

(4) علي يعسوب المؤمنين

(5) علي ولي المتقين

(6) علي يعسوب الدين

(7) علي أمير المؤمنين " أمير كل مؤمن "

(8) علي سيد ولد آدم " ما خلا النبيين "

(9) علي خاتم الوصيين

(10) علي أول من يرى رسول الله يوم القيامة

(11) علي أول من يصافح النبي يوم القيامة

(12) علي الصديق الأكبر

(13) علي فاروق هذه الأمة

(14) علي الفاروق بين الحق والباطل

(15) علي أول من صدق رسول الله " آمن رسول الله "

(16) علي أول من آمن بالله

(17) علي يعسوب المسلمين

(18) علي خليفة رسول الله " في أمته من بعده "

(19) علي يعسوب قريش

(20) علي خير من تركه رسول الله

(21) علي سيد العرب

(22) علي سيد في الدنيا والآخرة

(23) علي سيد المؤمنين

(24) علي وزير رسول الله

(25) علي صاحب رسول الله

(26) علي أول من وحد الله مع رسوله


الصفحة ي
(27) علي منجز وعد رسول الله

(28) علي موضع سر رسول الله

(29) علي خير من تركه (أخلفه) رسول الله من بعده

(30) علي قاضي دين رسول الله

(31) علي أخو رسول الله " في الدنيا والآخرة "

(32) علي عيبة علم رسول الله

(33) علي باب رسول الله الذي يؤتي منه

(34) علي وصي رسول الله

(35) علي القائم بأمر رسول الله

(36) علي الإمام على أمة رسول الله " إمام الأمة "

(37) علي خليفة الله في أرضه " بعد رسوله "

(38) علي إمام خلق الله " البرية "

(39) علي مولى البرية

(40) علي وارث علم رسول الله

(41) علي أبو ذرية النبي " ولد النبي "

(42) علي عضد " عاضد رسول الله "

(43) علي أمين رسول الله على وحيه

(44) علي مولى من كان رسول الله مولاه

(45) علي صاحب لواء رسول الله في المحشر

(46) علي قاضي عداة رسول الله

(47) علي الذائد عن حوض رسول الله

(48) علي أبو هذه الأمة

(49) علي صاحب حوض رسول الله

(50) علي قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين

(51) علي ولي المؤمنين " كل مؤمن " بعد رسول الله


الصفحة ك
(52) علي صفي رسول الله

(53) علي حبيب رسول الله

(54) علي سيد الأوصياء " الوصيين "

(55) علي أفضل الوصيين

(56) علي خاتم الأوصياء

(57) علي خير الأوصياء " الوصيين "

(58) علي إمام الأتقياء

(59) علي وارث النبي

(60) علي سيف الله

(61) علي الهادي

(62) علي أبو الأئمة الطاهرين

(63) علي أقدم الناس سلما

(64) علي وزير رسول الله " في السماء والأرض "

(65) علي أحب الأوصياء إلى الله

(66) علي أعظم " أشرف " الناس حسبا

(67) علي أكرم الناس منصبا

(68) علي أرحم الناس بالرعية

(69) علي أعدل الناس بالسوية " في الرعية "

(70) علي أبصر الناس بالقضية

(71) علي ولي الله

(72) علي ولي رسول الله " في الدنيا والآخرة "

(73) علي ولي المؤمنين بعد رسول الله

(74) علي المؤدي عن رسول الله

(75) علي إمام كل مؤمن ومؤمنة

(76) علي ولي كل مؤمن ومؤمنة


الصفحة ل
(77) علي الآخذ بسنة رسول الله

(78) علي الذاب عن ملة رسول الله

(79) علي أولى الناس بعد رسول الله

(80) علي أول الناس " المؤمنين " إيمانا

(81) علي أوفى الناس " المؤمنين " بعهد الله

(82) علي أقوم الناس بعهد الله

(83) علي أقسم الناس " المؤمنين " بالسوية

(84) علي أرأف الناس " المؤمنين " بالرعية

(85) علي أعدل الناس في الرعية

(85) علي أعدل الناس في الرعية

(86) علي أمين الناس علي سره

(87) علي أعظم الناس عند الله مزية

(88) علي سيد الأولين والآخرين ما خلا النبيين

(89) علي قبلة العارفين

(90) علي أول المسلمين (الأصحاب) إسلاما

(91) علي أكثر الأمة علما

(93) علي أعظم الأمة " أفضل الأمة " " أوفر الأمة " حلما " أحلم الناس "

(94) علي أحسن الناس خلقا

(95) علي أعلم الأمة بالله

(96) علي أول الناس ورودا على الحوض

(97) علي آخر الناس عهدا برسول الله

(98) علي أول الناس لقيا برسول الله

(99) علي أشجع الناس قلبا

(100) علي أسخى " أسمح " الناس كفا

(101) علي قسيم الجنة والنار


الصفحة م
(102) علي أصح الناس دينا

(103) علي أفضل الناس يقينا

(104) علي أكمل الناس حلما

(105) علي راية الهدى

(106) علي منار الإيمان

(107) علي إمام أولياء الله

(108) علي نور جميع من أطاع الله

(109) علي صاحب راية رسول الله يوم القيامة.

(110) علي أمين رسول الله " ثقة رسول الله " على مفاتيح خزائن رحمة الله

(111) علي كبير الناس

(112) علي نور أولياء الله

(113) علي إمام من أطاع الله

(114) علي أمين رسول الله في القيامة

(115) علي صاحب حوض رسول الله

(116) علي حبيب قلب رسول الله

(117) علي مستودع مواريث الأنبياء

(118) علي أمين الله على أرضه

(119) علي حجة الله على بريته

(120) علي ركن الإيمان

(121) علي عمود الإسلام

(122) علي مصباح الدجى

(123) علي منار الهدى

(124) علي العلم المرفوع لأهل الدنيا

(125) علي الطريق الواضح

(126) علي الصراط المستقيم


الصفحة ن
(127) علي الكلمة التي ألزمها الله المتقين

(128) علي أعلم المؤمنين بأيام الله

(129) علي أعظم المؤمنين رزية

(130) علي غاسل رسول الله

(131) علي دافن رسول الله

(132) علي المتقدم إلى كل شديدة وكريهة

(133) علي أقوم الناس بأمر الله

(134) علي الرؤوف بالناس

(135) علي الأواه

(136) علي الحليم

(137) علي أفضل الناس منزلة

(138) على أقرب الناس قرابة

(139) علي أعظم الناس غنى

(140) علي حجة رسول الله

(141) علي باب الله

(142) علي خليل الله

(143) علي خليل رسول الله

(144) علي سيف رسول الله

(145) علي الطريق إلى الله

(146) علي النبأ العظيم

(147) علي المثل الأعلى

(148) علي إمام المسلمين

(149) علي سيد الصديقين

(150) علي قائد المسلمين إلى الجنة

(151) علي أتقي الناس


الصفحة س
(152) علي أفضل الناس " هذه الأمة "

(153) علي أعلم الناس

(154) علي صالح المؤمنين

(155) علي عالم الناس

(156) علي الدال

(157) علي العابد

(158) علي الهادي (159) علي المهدي

(160) علي الفتي

(161) علي المجتبى للإمامة

(162) علي صاحب رسول الله في المقام المحمود

(163) علي الملك في الآخرة

(164) علي صاحب سر رسول الله

(165) علي الأمين في أهل الأرض

(166) علي الأمين في أهل السماء

(167) علي محيي سنة رسول الله

(168) علي ممسوس في ذات الله

(169) علي أكمل الأمة يقينا

(170) علي مقيم الحجة

(171) علي حجة النبي علي أمته يوم القيامة

(172) علي شيخ المهاجرين والأنصار

(173) علي لحم رسول الله ودمه وشعره

(174) علي أبو السبطين

(175) علي أبو الريحانتين

(176) علي مفرج الكرب عن رسول الله


الصفحة ع
(177) علي أسد الله في أرضه

(178) علي سيف الله " على أعدائه "

(179) علي حبيب الله

(180) علي حامل راية رسول الله

(181) علي صاحب لواء الحمد

(182 علي أول من يدخل الجنة

(183) علي أول من يقرع باب الجنة

(184) علي رباني هذه الأمة

(185) علي ديان العرب

(186) علي ديان هذه الأمة

(187) علي ذو قرني الجنة

(188) علي عبقري أصحاب رسول الله

(189) علي أمير البررة

(190) علي قاتل الفجرة

(191) علي قاتل الكفرة

(192) علي الأخيشن " الأخشن " " المخشوشن " " الأخشى " في ذات الله.

(193) علي صهر رسول الله

(194) علي خير البشر

(195) علي خير الناس

(196) علي خير الرجال

(197) علي خير هذه الأمة بعد نبيها

(198) علي خير البرية

(199) علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعد النبي

(200) علي صاحب رسول الله في الجنة

(201) على أب الأمة


الصفحة ف
(202) علي أمير آيات القرآن

(203) علي صاحب لواء رسول الله في الدنيا والآخرة

(204) علي إمام البررة

(205) علي رفيق رسول الله في الجنة

(206) علي أحب الخلق إلى الله ورسوله

(207) علي باب العلم

(208) علي أحب الرجال إلى النبي

(209) علي أقرب الناس من رسول الله

(210) علي أجود الناس منزلة

(211) علي أعظم الناس عند الله عناء

(212) علي أعظم الناس على الله

(213) علي قائد الأمة إلى الجنة

(214) علي حجة الله على الناس بعد رسول الله

(215) علي أمين رسول الله

(216) علي الصديق

(217) علي الشاهد

(218) علي أقرب الناس إلى الجنة

(219) علي قائد المؤمنين إلى الجنة

(220) علي المهتدي

(221) علي المهتدي

(221) علي أبو اليتامى والمساكين

(222) علي زوج الأرامل

(223) علي ملجأ كل ضعيف

(224) علي مأمن كل خائف

(225) علي حبل الله المتين

(226) علي العروة الوثقى


الصفحة ص
(227) علي كلمة التقوى

(228) علي عين الله

(229) علي لسان الله الصادق

(230) علي جنب الله

(231) علي يد الله المبسوطة على عباده بالمغفرة والرحمة

(232) علي باب حطة

(233) علي أول من صدق رسول الله

(234) علي أول من وحد الله

(235) علي باب علم رسول الله

(236) علي باب مدينة العلم

(237) علي أبو العترة الطاهرة الهادية

(238) علي وارث علم النبيين

(239) علي أحكم الناس حكما

(240) علي حجة الله في أرضه بعد النبي

(241) علي أمين رسول الله على حوضه

(242) علي ولي كل مؤمن ومؤمنة " كل مسلم ومسلمة "

(243) علي ولي من كان رسول الله وليه

(244) علي خليفة الله على عباده

(245) علي المبلغ من الله ورسوله

(246) علي قاصم عداة رسول الله

(247) علي خدن رسول الله

2 - 4 - وعلى الباحث المتتبع أن يستكشف السبب في كثرة أحاديث فضائلعلي - عليه السلام - ويستنتج الحكم الإلهي منها. يظهر له بأدنى تأمل أن السبب فيتلك، شدة عناية الرسول - صلى الله عليه وآله - بإبلاغ الدين، وإكماله وإتمامه وعلمهباختلاف الأمة بعد رحلته كما نقل ابن حجر الهيثمي عن بعض المتأخرين من ذرية