الصفحة 19
المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقالت (1): قد فضلت على من تقدمني من النساء لأنآسية بنت مزاحم عبدت الله سرا في موضع لا يحب الله أن يعبد (2) فيه إلااضطرارا وأن مريم بنت عمران هزت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منهارطبا جنيا وأني دخلت بيت الله الحرام فأكلت (3) من ثمار الجنةوأرزاقها (4). فلما أردت أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة سميهعليا فهو علي. والله العلي الأعلى يقول: إني (5) شققت اسمه مناسمي وأدبته بأدبي وأوقفته (6) على غامض علمي وهو الذي يكسرالأصنام في بيتي وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي ويقدسني ويمجدني.

فطوبى لمن أحبه وأطاعه وويل لمن أبغضه وعصاه.

[ قالت (7) فولدت عليا ولرسول الله - صلى الله عليه وآله -ثلاثون سنة. فأحبه (8) رسول الله - صلى الله عليه وآله - حبا شديدا

____________

1 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: ثم قالت.

2 - المصدر والبحار: لا يحب أن يعبد الله.

3 - هكذا في المصدر، م ود. وفي سائر النسخ: وأكلت.

4 - البحار: أوراقها.

5 - من المصدر.

6 - من البحار: وقفة.

أ: واقفة.

7 - هكذا في البحار ود. وفي سائر النسخ: قال.

8 - م والبحار: وأحبه.


الصفحة 20
وقال لي (1): اجعلي مهده بقرب فراشي وكان - صلى الله عليه وآله - (2)يلي أكثر تربيته وكان يطهر عليا في وقت غسله ويجره اللبن (3) عندشربه ويحرك مهده عند نومه ويناغيه في يقظته ويحمله على صدره

____________

1 - هكذا في (خ ل) وفي متنه سائر النسخ: لهما.

2 - البحار: رسول الله - صلى الله عليه وآله -.

3 - أي: يجعل اللبن في فيه.


الصفحة 21
ويقول: هذا أخي ووليي وناصري وصفيي وذخري وكهفيوصهري (1) ووصيي وزوج كريمتي وأميني وصيتي وخليفتي. وكانيحمله دائما ويطوف به جبال مكة وشعابها وأوديتها ] (2).

____________

1 - البحار: (وظهري وظهيري) ولعله الأظهر.

2 - ليس في المصدر.


الصفحة 22

الصفحة 23

الفصل الثالث
في الفضائل (1) الثابتة له حال كماله وبلوغه

أن الفضائل إما أن تكون حاصلة للشخص باعتبار أفعاله وآثارهوإما أن لا تكون حاصلة بهذا الاعتبار بل بأسباب (2) خارجة عنه.

فهنا بابان:

الباب الأول: في الفضائل المكتسبة من الفعل (3) والأثر (4):

هذه الفضائل أن تكون نفسانية أو بدنية.

فهنا مطلبان:

المطلب الأول: في الفضائل النفسانية:

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فضائله.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: لأسباب.

3 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: النقل.

4 - من م.


الصفحة 24
وننظمها (1) مباحث:

المبحث (2) الأول: الإيمان (3):

وهذه الفضيلة لا يوازنها شئ من الفضائل إذ باعتبارها يحصل للمكلف النعيم المخلد والخلاص منالعذاب (4) السرمد كما قال - تعالى - (5): (إن الله لا يغفر أن يشرك بهويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). وقد أجمع المسلمون كافة على أن أمير المؤمنين- عليه السلام - سبق إلى الإسلام قبل كل أحد ولم يشرك بالله- تعالى - طرفة عين ولم يسجد لصنم بل هو الذي تولى تكسير (6) الأصناملما صعد على كتف النبي - صلى الله عليه وآله -.

روى أحمد بن حنبل في مسنده (7) عن أبي مريم (8) عن علي- عليه السلام - (9) قال: انطلقت أنا والنبي - صلى الله عليه وآله -حتى أتينا الكعبة.

فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله - اجلس.

فجلست (10) وصعد على منكبي. فذهبت لأنهض (11) فلم أطق.

فرأى مني ضعفا فنزل.

____________

1 - يتضمنها.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث.

3 - أ: في الإيمان.

4 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: العقاب.

5 - النساء / 48.

6 - م: بكسر.

7 - مسند أحمد بن حنبل 1 / 84.

8 - د (خ. ل.): أبي هريرة.

9 - أ: عن أمير المؤمنين - عليه السلام -.

10 - من م.

11 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: لأنهض به.


الصفحة 25
وجلس (1) نبي الله - صلى الله عليه وآله - وقال: اصعد علىمنكبي.

فصعدت على منكبيه.

قال: فنهض (2).

قال: فإنه تخيل إلي (3) إني لو شئت لنلت أفق السماء حتىصعدت على البيت وعليه تمثال صفر أو نحاس. فجعلت أزاوله عن يمينهوشماله ومن (4) بين يديه وخلفه حتى إذا استمكنت منه قال لي رسولالله - صلى الله عليه وآله -: اقذف به. فقذفت (5) به فتكسر كماتتكسر (6) القوارير. ثم نزلت وانطلقت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وآله -نستبق حتى توارينا بالبيوت (7) خشية أن يلقانا أحد من الناس.

وروى الطبري صاحب (الخصائص) (8) عن النبي - صلى الله عليه وآله -قال: صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين. وذلكلأنه (9) لم ترتفع شهادة أن لا (10) إله إلا الله إلى (11) السماء إلا مني

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: جلس لي.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فنهض بي.

3 - هكذا في المصدر، م ود. وفي سائر النسخ: يخيل لي.

4 - من م.

5 - أ: فقذفته.

6 - يتكسر.

7 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: البيوت.

8 - لم نعثر عليه ولكن أخرجه في إحقاق الحق 7 / 363 - 364، عن مناقب الخوارزمي / 19 وعنمناقب ابن المغازلي / 14، وعن ميزان الاعتدال ولسان الميزان وينابيع المودة. ويوجد، أيضا، فيالإصابة، القسم الأول، 8 / 183.

9 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: أنه.

10 - هكذا في د و أ. وفي سائر النسخ: ألا.

11 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: في.


الصفحة 26
ومنه (1).

ومن كتاب (اليواقيت) لأبي عمر الزاهد: عن ليلى الغفاريةعن رسول الله - صلى الله عليه وآله - أن علي بن أبي طالب أول الناسإيمانا وأول الناس لقاء بي (2) يوم القيامة وآخر الناس بي (3) عهدا عندالموت.

ومن كتاب مسند أحمد (4): عن ابن عباس قال: أول من صلىمع النبي - صلى الله عليه وآله - بعد خديجة علي - عليها السلام -.

وروى أبو المؤيد (5) عن سلمان قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وآله -يقول: أول الناس ورودا علي الحوض يوم القيامة أولهمإسلاما (6) وهو (7) علي بن أبي طالب.

ومن كتاب مسند أحمد بن حنبل (8): عن عمرو بن ميمون قالإني لجالس (9) إلى ابن عباس إذ أتاه (10) تسعة رهط.

فقالوا (11): يا ابن عباس (12) إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو بنا عن

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: منه ومني.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: لي.

3 - لبس في م. وفي أ: لي.

4 - مسند أحمد بن حنبل / 373.

5 - مناقب الخوارزمي / 17.

6 - م: إيمانا.

7 - من د.

8 - مسند أحمد بن حنبل 1 / 330 - 331.

9 - م: جالس.

10 - د: أتوا.

11 - هكذا في المصدر و م. وفي سائر النسخ: قالوا.

12 - المصدر: يا أبا عباس.


الصفحة 27
هؤلاء (1).

قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم.

قال: وهو يومئذ صحيح لم يعم (2).

قال: فانطلقوا فتحدثوا (3) فلا ندري ما قالوا.

قال (4): فجاء ينفض ثوبه وهو (5) يقول: أف وتف (6)وقعوا في رجل قال له النبي - صلى الله عليه وآله - لأبعثن رجلا لا يخزيهالله أبدا يحب الله ورسوله [ ويحبه الله ورسوله ] (7).

____________

1 - هكذا في حاشية م. وفي متنه وفي سائر النسخ: (أن تخلونا هؤلاء) بدل (أن تخولينا عنهؤلاء).

2 - المصدر: قبل أن يعمى.

3 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: (فابتدؤوا وتحدثوا) وفي المصدر: (فابتدؤوا) بدل: (فانطلقواوتحدثوا).

4 - من المصدر.

5 - ليس في المصدر.

6 - هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: أف وتف وقعوا في رجل له عشر.

7 - من م.


الصفحة 28
قال فاستشرف لها (1) من استشرف.

قال: أين علي.

قالوا هو في الرحى (2) يطحن.

قال: وما كان أحدكم يطحن عنه (3).

قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن (4) يبصر (5). فتفل (6) فيعينيه (7) ثم هز (8) الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي.

قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه.

قال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.

قال: وقال (9) لبني عمه: أيكم يواليني (10) في الدنيا والآخرة؟

قال: وعلي جالس معهم فأبوا.

فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة.

فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة (11).

قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

____________

1 - ليس في أ.

2 - هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: الرجل.

3 - هكذا في د. وفي سائر النسخ: (يطحن). وفي المصدر (ليطحن).

4 - ليس في المصدر.

5 - أ: ينظر.

6 - م: قالت فنفث. المصدر: فنفث.

7 - هكذا في المصدر. وفي سائر النسخ: عينه.

8 - أ: مد.

9 - (وقال) ليس في د و ش.

10 - م: تواليني.

11 - المصدر: (قال أنت ولي في الدنيا والآخرة. قال: فتركه. ثم أقبل علي رجل منهم. فقال:

أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا. قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة) بدل: (وقاللبني عمه... أنت وليي في الدنيا والآخرة).


الصفحة 29
قال وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - ثوبه فوضعه علىعلي وفاطمة وحسن وحسين فقال (1): (إنما يريد الله ليذهب عنكمالرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).

____________

1 - الأحزاب / 33.


الصفحة 30
قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب رسول الله - صلى الله (1) عليهوآله -. ثم نام مكانه.

____________

1 - م والمصدر: النبي.


الصفحة 31
قال وكان المشركون يريدون (1) رسول الله - صلى الله عليه وآله -فجاء أبو بكر وعلى نائم.

قال (2): وأبو بكر يحسب أنه نبي الله.

[ قال: فقال: يا نبي الله](3).

قال: فقال له علي: إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه.

قال (4) فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار.

قال: وجعل علي يرمي بالحجارة كما كان يرمي رسول الله وهويتضور (5) قد لف رأسه بالثوب (6) لا يخرجه حتى أصبح. ثم كشف عن

____________

1 - هكذا في د و ش (خ. ل.) وفي متنه وسائر النسخ: يريدون.

2 و 3 و 4 - من المصدر.

5 - هكذا في المصدر و م. وفي سائر النسخ: يتصور.

6 - هكذا في م ود. وفي سائر النسخ: في الثوب.


الصفحة 32
رأسه الثوب (1) فقالوا (2): كان صاحبك نرميه (3) فلا يتضور (4) [ وأنتتتضور (5) ] (6) وقد استنكرنا ذلك.

قال: وخرج بالناس (7) في غزاة (8) تبوك فقال له علي:

أخرج معك؟ فقال (9) له نبي الله: لا.

____________

1 - من م.

2 - المصدر: فقالوا إنك للئيم.

3 - المصدر: نراميه.

4 و 5 - هكذا في المصدر و م. وفي سائر النسخ: يتصور.

6 - ليس في ش.

7 - هكذا في المصدر. وفي سائر النسخ: الناس.

8 - أ: غزوة.

9 - المصدر: قال فقال.


الصفحة 33
فبكى علي.

فقال له: أما ترضى أن تكون مني (1) بمنزله هارون من موسىإلا أنك لست بنبي. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

قال: وقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أنت ولي كل مؤمن بعدي (2).

قال: وسدوا (3) أبواب المسجد غير باب علي فيدخل المسجدجنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال: وقال: من كنت مولاة فعلي مولاه (4).

قال: وأخبرنا الله - عز وجل - [ في القرآن ] (5) إنه قد رضي (6)عن أصحاب الشجرة (فعلم ما في قلوبهم) (7) هل حدثنا أحد أنه سخطعليهم بعد.

ومن كتاب مسند أحمد (8): عن عفيف الكندي (9) قال: كنت

____________

1 - ليس في ج.

2 - هكذا في م.

ش: أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدي.

د: أنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي.

ج و أ: أنت ولي في كل مؤمن بعدي.

3 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: سد.

4 - هكذا في ش ود (خ. ل) وفي سائر النسخ: (فإن مولاه علي) بدل: (فعلي مولاه).

5 - من المصدر.

6 - المصدر: رضي عنهم.

7 - الفتح / 18.

8 - مسند أحمد بن حنبل 1 / 290.

9 - م ود: الكنهل.


الصفحة 34
تاجرا (1) فقدمت (2) الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منهبعض التجارة وكان تاجرا (3) فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجلمن خباء قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رآها قد مالت (4) قاميصلي.

قال: ثم خرجت امرأة من ذلك (5) الخباء الذي خرج منه (6) ذلكالرجل (7) فقامت خلفه تصلي (8). ثم خرج غلام حين راهق الحلم منذلك الخباء فقام معه يصلي (9).

قال: فقلت للعباس: من هذا يا عباس؟

قال: هذا محمد بن عبد الله ابن أخي.

فقلت (10): من هذه المرأة؟

قال: هذه (11) امرأته خديجة بنت خويلد.

فقلت (12): من هذا الفتى؟

____________

1 - المصدر: امرء تاجرا.

2 - م: (مكة) وبعد وجودها، الظاهر: (للحج).

3 - المصدر: امرء تاجرا.

4 - المصدر: (مالت يعني) بدل: (قد مالت).

5 - من المصدر.

6 - من المصدر.

7 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: الرجل منه.

8 - هكذا في المصدر. وفي ج: (فصلت) وليس في سائر النسخ.

9 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: فصلي.

10 - المصدر: قال فقلت.

11 - من المصدر.

12 - قال قلت.


الصفحة 35
فقال (1): هذا علي بن أبي طالب ابن عمه.

فقلت: فما هذا الذي يصنع؟

قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابنعمه هذا الفتى وهو يزعم أنه ستفتح (3) عليه كنوز كسرى وقيصر.

قال: فكان (4) عفيف [ وهو ] (5) ابن عم الأشعث (6) يقول بعدذلك وقد أسلم (7): لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثالثا مع علي- عليه السلام - (8).

ومن كتاب المناقب (9): عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى معالنبي - صلى الله عليه وآله - علي بن أبي طالب - عليه السلام -.

ومن مسند أحمد (10): إن النبي - صلى الله عليه وآله - قال لفاطمة- (ع ا) - أوما (11) ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهمعلما وأعظمهم حلما.

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: قال.

2 - من المصدر.

3 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: سيفتح.

4 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: (وكان) بدل (قال فكان).

5 - من المصدر.

6 - المصدر: الأشعث بن قيس.

7 - المصدر: (وأسلم بعد ذلك فحس إسلامه) بدل (بعد ذلك وقد أسلم).

8 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: ثانيا.

9 - مناقب أحمد بن حنبل / 25. ومثله أيضا في / 18.

10 - مسند أحمد بن حنبل 5 / 26.

11 - هكذا في المصدر، وفي النسخ: ألا.


الصفحة 36
وقال الثعلبي (1) في تفسير قوله - تعالى -: (والسابقون الأولونمن المهاجرين والأنصار) (2) اتفقت العلماء على أن أول من آمن بعد خديجةمن الذكور برسول الله - صلى الله عليه وآله - علي بن أبي طالبعليهالسلام -.

ومن كتاب الخصائص للطبري (3): عن أبي ذر وسلمان قالا:

أخذ رسول الله - صلى الله عليه وآله - بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي وهذا فاروق هذه الأمة وهذا يعسوب وأول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر.

____________

1 - مجمع البيان 5 / 65، نقلا عن تفسير الثعلبي.

2 - التوبة / 100.

3 - إحقاق الحق 4 / 34، نقل عن أرجح المطالب / 447. ثم قال: أخرجه الطبري والديلمي.


الصفحة 37

الصفحة 38

الصفحة 39
وفيه (1): عن العباس بن عبد المطلب قال: سمعت عمر بنالخطاب وهو يقول: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فإني سمعت رسولالله - صلى الله عليه وآله - يقول في علي ثلاث خصال وددت أن ليواحدة منهن فواحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس كنت أناوأبو بكر وأبو عبيدة بن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله - صلى اللهعليه وآله - [ إذ ضرب النبي - صلى الله عليه وآله - ] (2) كتف علي بنأبي طالب - عليه السلام - فقال: يا علي أنت أول المسلمين إسلاماوأنت أول المؤمنين إيمانا وأنت مني بمنزلة هارون من موسى كذب يا

____________

1 - أنظر كنز العمال 6 / 395.

2 - ليس في م.


الصفحة 40
علي من زعم أنه يحبني ويبغضك (1). ولما نزل قوله - تعالى -: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (2) جمعرسول الله - صلى الله عليه وآله - بني عبد المطلب في دار أبي طالب وهمأربعون رجلا وأمر أن يصنع لهم فخذ شاة مع مد من طعام (3) البر ويعد لهمصاعا من اللبن وكان الرجل يأكل الجذعة في مقام واحد ويشرب

____________

1 - ر. كنز العمال 6 / 395.

2 - الشعراء / 214.

3 - من أ.


الصفحة 41
الزق (1) من الشراب (2) فأكلوا من اليسير ما كفاهم اظهارا لمعجزته.

ثم قال لهم: يا بني عبد المطلب إن الله - تعالى - بعثني إلى الخلقكافة وبعثني إليكم خاصة فقال: (وأنذر عشيرتك الأقربين.) وأناأدعوكم كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهماالعرب والعجم وتنقاد لكم بها الأمم وتدخلون بهما الجنة وتنجون (3) بهما منالنار: (شهادة ألا إله إلا الله وأني رسول الله). فمن يجيبني (4) إلى هذاالأمر ويؤازرني على القيام به يكن أخي ووصيي ووزيري ووارثيوخليفتي من بعدي.

فلم يجبه أحد منهم.

فقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: فقمت بين يديه وأنا إذ ذاكأصغرهم سنا فقلت: أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا (5) الأمر.

فقال: اجلس.

ثم أعاد على القوم (6) القول ثانية فصمتوا (7) وقمت فقلت مثل (8) مقالتي الأولى.

____________

1 - هكذا في م و ش. وفي سائر النسخ: الفرق.

2 - م: اليسر.

3 - ش: تخرجون. وهكذا في د (خ. ل).

4 - هكذا في جميع النسخ. والظاهر: يجبني.

5 - ليس في م.

6 - م: (فأعاد) بدل: (ثم أعاد على القوم).

7 - ج: فاصمتوا.

8 - ليس في م.


الصفحة 42
فقال: اجلس.

ثم أعاد على القوم مقالته (1) ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرففقمت وقلت: أنا يا رسول الله أنا أؤازرك على هذا الأمر.

فقال: اجلس فأنت أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي منبعدي.

فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب: ليهنئك اليوم إن دخلتاليوم (2) في دين ابن أخيك فقد جعل ابنك أميرا عليك (3). والأخبار فيذلك كثيرة لا تحصى.

المبحث (4) الثاني: العلم:

وقد أجمع الناس كافة على أن علي بن أبي طالب - عليه السلام - كان أعلم أهل زمانه ومنه استفاد الناسجميع العلوم العقلية والنقلية ويدل على ذلك وجوه:

____________

1 - م: (القول) بدل (على القوم مقالته).

2 - من م.

3 - راجع: تاريخ الطبري 2 / 62، كنز العمال 6 / 392، خصائص النسائي / 86، مسند أحمد بنحنبل 1 / 195 وكفاية الطالب / 206.

4 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: البحث.


الصفحة 43

الأول:

إن علي بن أبي طالب - عليه السلام - كان في غايةالذكاء والفطنة شديد الحرص على التعلم (1) عظيم الملازمة لرسول الله- صلى الله عليه وآله - ليلا ونهارا من صغر سنه (2) إلى حين مفارقته وهوأكمل أشخاص البشر علما وفضلا.

ومن المعلوم بالضرورة أن مثل هذا التلميذ الملازم لهذه الملازمةلهذا المعلم (3) الكامل مع شدة حرص المعلم على التعليم وحرص المتعلمعلى التعلم فإن التلميذ في غاية الكمال ونهاية الفضل والعلم (4).

____________

1 - هكذا في ش ود. وفي ج و أ: (العلم). وفي م التعليم.

2 - ج و أ: صغره.

3 - ش ود: العلم.

4 - ش ود: والعلم في حقه.


الصفحة 44
وهذا برهان قطعي لمي (1) لا خلاف فيه.

الثاني:

قال الله - تعالى - في حقه: (وتعيها أذن واعية) (2).

روى الثعلبي في تفسيره (3) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله - سألت الله - عز وجل - أن يجعلها أذنك يا علي.

وروى أبو نعيم الحافظ الشافعي (4) بإسناده قال: قال رسول الله

____________

1 - ليس في م.

2 - الحاقة / 12.

3 - تفسير الثعلبي، مخطوط، ص 202.

4 - حلية الأولياء / 1 / 67.


الصفحة 45
- صلى الله عليه وآله -: يا علي إن الله - عز وجل - أمرني أن أدنيكوأعلمك فأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) فأنت أذن واعيةلعلمي (1).

الثالث:

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: أقضاكمعلي (2). والقضاء يستلزم العلم والدين. فإذا كان أقضى من غيره وجبأن يكون أعلم منه.

وروى البيهقي عن علي - عليه السلام - (3) قال: بعثني رسول

____________

1 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: للعلم.

2 - مجمع الزوائد 9 / 114 + الاستيعاب في هامش الإصابة 3 / 38 + حلية الأولياء 1 / 65 / 66.

3 - ليس في سنن البيهقي حديثا بهذا النص. ولكن يوجد فيه (ص 86) ثلاث أحاديث بهذا المعنى.

فراجع.


الصفحة 46
الله - صلى الله عليه وآله - إلى اليمن فقلت: بعثتني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء.


الصفحة 47
فضرب في صدري وقال: اللهم أهدي قلبه وثبت لسانه. قال: فوالذي فلق الحبة ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين.


الصفحة 48
وروى النسائي في صحيحه (1) وأحمد بن حنبل في مسنده (2)قال: قال علي - عليه السلام -: بعثني رسول الله - صل الله عليهوآله - إلى اليمن وأنا حديث (3) السن.

____________

1 - بل في خصائصه / 69 و 11.

2 - مسند أحمد بن حنبل 1 / 83 و 84 و 11 و 136 و 149 + صحيح ابن ماجة، باب ذكر القضاء /168 + حلية الأولياء 4 / 381.

3 - النسخ: (حديث). وما أثبتناه في المتن من المصادر.