الصفحة 188
أقدم بغير علم فهو خائض عشوات ركاب شهوات (1) خباط (2)جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم (3) بضرس قاطعفيغنم (4) يذرو (5) الروايات ذرو (6) الريح الهشيم تبكي (7) منه المواريثوتصرخ منه الدماء (8) ويستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم به الحلاللا يسلم بإصدار ما عليه ورد ولا يندم على ما منه فرط.

أيها الناس عليكم بالطاعة والمعرفة بمن لا تعذرون بجهالته. فإنالعلم الذي هبط به آدم وجميع ما فضلت به النبيون إلى محمد خاتم النبيين فيعترة نبيكم محمد - صلى الله عليه وآله -. فأين يتاه بكم بل أينتذهبون؟ يا من نجى من أصلاب أصحاب السفينة هذه مثلها فيكمفاركبوها فكما نجا في هاتيك من نجا فكذلك ينجو في هذه من دخلها أنارهين بذلك قسما حقا وما أنا من المتكلفين. والويل لمن تخلف ثم الويللمن تخلف أما بلغكم ما قال فيهم نبيكم - (ص) وسلم -حيث يقول في حجة الوداع: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لنتضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وإنهما لن يفترقا يردا عليالحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما. ألا هذا عذب فرات فاشربوا وهذاملح أجاج فاجتنبوا (9).

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: شبهات.

2 - ش، د و م: خابط.

3 - المصدر: (لم يعض على العلم) بدل: (ولا يعض في العلم).

4 - ليس في المصدر و م.

5 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: يذري.

6 - م: زق.

7 - المصدر: وتعج.

8 - نهج البلاغة صبحي صالح، خطبة 17. وفيه تقديم وتأخير في العبارات.

9 - نهج البلاغة في مستدرك نهج البلاغة 1 / 528 - 533، باختلاف كثير فيها.


الصفحة 189
وقال - عليه السلام -: ترد على أحدهم القضية في حكم منالأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيهابخلاف قوله ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوبآراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد. أفأمرهم اللهسبحانه - بالاختلاف فأطاعوه أم نهاهم عنه فعصوه أم أنزل الله ديناناقصا فاستعان بهم على إتمامه أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أنيرضى أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول - (ص) وسلم -عن تبليغه وأدائه؟ والله - سبحانه - يقول: (ما فرطنا في الكتاب منشئ) (1) وفيه تبيان كل شئ. وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنهلا اختلاف فيه فقال - سبحانه -: (ولو كان من عند غير الله لوجدوافيه اختلافا كثيرا) (2). وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى

____________

1 - الأنعام / 38.

2 - النساء / 82.


الصفحة 190
عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات (1) إلا به (2).

وقال - عليه السلام -: يا ابن آدم لا يكن أكثر همك يومكالذي إن فاتك لم يكن من أجلك فإن كان يوما تحضره يأتي الله فيهبرزقك (3).

واعلم أنك لن تكسب شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنالغيرك (4) يكثر في الدنيا به نصيبك (5) ويحظى به وارثك ويطول معهيوم القيامة حسابك. فاسعد بما لك في حياتك وقدم ليوم معادك زادا يكونأمامك (6) فإن السفر بعيد والموعد القيامة والمورد الجنة أو النار (7).

وكلامه ومواعظه وحكمه أكثر من أن تحصى فلا نطول الكتابحذرا من الأضجار إذ هو موضوع لغير ذلك.

الباب الثاني: في الفضائل الحاصلة له - عليه السلام - من خارج:

وفيه مباحث:

الأول: في نسبه:

لا شك أن النسب والقرب من رسول الله - صلى الله عليه وآله - مزية وفضيلة على غيرهم ولهذا شرفهم الله - تعالى - بسهمذوي القربى فقال - تعالى -: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (8). وقال

____________

1 - د و م: الظلماء.

2 - نهج البلاغة صبحي صالح، خطبة 18.

3 - نهج البلاغة صبحي صالح، ص 522، قصار الحكم، رقم 267، وفيه هكذا: يا بن آدم، لاتحمل هم يومك الذي لم يأتك على يومك الذي قد أتاك. فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك.

4 - نفس المصدر، ص 503، قصار الحكم، رقم 192، مع اختلاف.

5 - م: (فيه تصبك) بدل: (به نصيبك).

6 - م: لك إماما.

7 - نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة 8 / 235 - 236.

8 - الشعراء / 214.


الصفحة 191
- تعالى -: (وأنه لذكر لك ولقومك) (1). وحرم عليهم الصدقات تشريفاوتعظيما. وكل من كان من الرسول - (ص) - أقرب كانأرفع. وقال أمير المؤمنين - عليه السلام -: نحن أهل بيت لا يقاس بناأحد (2).

قال الجاحظ - وهو عدو أمير المؤمنين عليه السلام -: صدق

____________

1 - الزخرف / 44.

2 - نهج البلاغة صبحي صالح، خطبة 2 + إحقاق الحق 7 / 3، نقلا عن روضة الأحباب / 214 +علل الشرائع / 177.


الصفحة 192
علي (1) - عليه السلام - كيف يقاس بقوم منهم رسول الله - والأطيبان علي وفاطمة والسبطان الحسنوالحسين والشهيدان أسد الله حمزة وذو الجناحين جعفر وسيد الوادي (3)عبد المطلب وساقي الحجيج (4) العباس وحكيم (5) البطحاء والنجدة أبوطالب (6) والخير فيهم والأنصار أنصارهم (7) والمهاجر (8) من هاجر إليهمومعهم والصديق من صدقهم والفاروق من فرق بين الحق والباطل فيهموالحواري حواريهم وذو الشهادتين لأنه شهد لهم ولا خير إلا فيهم ولهمومنهم ومعهم؟ وأبان رسول الله - (ص) - أهل بيته بقوله:

إني تارك فيكم الخليفتين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدودمن السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي. نبأني اللطيف الخبير أنهما لنيفترقا حتى يردا علي الحوض (9). ولو كانوا كغيرهم لما قال عمر لما طلبمصاهرة علي - عليه السلام -: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليهوآله - يقول: (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي) (10).

____________

1 - من م.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: فيهم.

3 - م: الورى.

4 - ش و أ: الحجاج.

5 - م ود: (حليم). وهكذا في نهج الحق / 253.

6 - من.

7 - نهج الحق / 253: (من نصرهم) بدل: (أنصارهم).

8 - هكذا في م. وفي سائر النسخ (المهاجرين) وفي نهج الحق: (المهاجرون).

9 - صحيح الترمذي 2 / 308.

10 - مستدرك الحاكم 3 / 158 + حلية الأولياء 7 / 314 + مناقب ابن المغازلي / 108.


الصفحة 193
فأما علي - عليه السلام - فلو أفردنا لآياته (1) الشريفة ومقاماتهالكريمة [ ومناقبه السنية ] (2) كتابا (3) لأفنينا في ذلك الطوامير الطوالالعرق صحيح والمنشأ كريم والشأن عظيم والعمل جسيم والعلم كثيروالبيان عجيب واللسان خطيب والصدر رحيب وأخلاقه وفق أعراقهوحديثه (4) يشهد بقديمه هذا قول عدوه منه - (ص) -.

وأمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. ربت رسول الله- (ص) - في حجرها وكانت كالأم له وسبقت إلىالإيمان وهاجرت معه إلى المدينة ولما ماتت تولى رسول الله - صلى اللهعليه وآله - أمرها وكفنها بقميصه (5). ولما بلغ الحفر إلى اللحد حفرهرسول الله - (ص) - بيده وأخرج ترابه بيده ونام في قبرهاثم قال: الله (6) الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت اغفر لأمي فاطمةبنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها قبرها (7) ومدخلها بحق نبيك محمدوالأنبياء الذين من قبلي فإنك أرحم الراحمين (8).

ولقنها فسمع منه: ابنك ابنك لا جعفر ولا عقيل. فقيل له: يارسول الله رأيناك قد صنعت مع أم علي - عليه السلام - صنعا لم تصنعهبغيرها كفنتها في قميصك وتوسدت لحدها وقلت لها: ابنك ابنك لا جعفر

____________

1 - ج و أ: لأيامه.

2 - ليس في م.

3 - من م.

4 - ش ود: حدوثه.

5 - تذكرة الخواص / 20 + مناقب ابن المغازلي / 6.

6 - م: يا الله.

7 - ليس في م.

8 - شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 1 / 14.


الصفحة 194
ولا عقيل فما سبب ذلك؟

فقال: إني ذكرت لها يوما أن الناس يحشرون يوم القيامة عراةحفاة (1) فقالت: (وا سوأتاه يومئذ) فقلت: إني أكفنك بقميصي ليستركفي ذلك اليوم. ففعلت وتوسدت قبرها لتأمن من ضغطة القبر. ونزل عليهاالملكان فقالا لها: من ربك؟ فقالت: الله ربي. فقالا لها: من نبيك؟

فقالت: محمد نبيي. فقالا: من إمامك؟ فارتج عليها فقلت: ابنك ابنكلا جعفر وعقيل وهو أول هاشمي من هاشميين وأول من ولده هاشممرتين.

وأبوه: أبو طالب عبد مناف بن المطلب - شيبة الحمدوعنده يجتمع نسبه ونسب رسول الله (ص) - بن هاشم بنعبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهربن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزاربن معد بن عدنان (2) بن مبدع بن منيع (3) بن أدد (4) بن كعب بنيشجب (5) بن يعرب (6) بن الهميسع بن قيدار (7) بن إسماعيل بن إبراهيمالخليل - عليه السلام -.

____________

1 - من م.

2 - إلى هنا ليس اختلاف في المصادر وأما ما بعدها على نحو الآتي: (ابن أدبن أددبن الهميسع بنيشحب - وقيل: اسحب أو يشجب - بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الله.) (أنظر:

عمدة ابن بطريق / 23 + كفاية الطالب / 408 - 407).

3 - هكذا في ج و أ. وفي م: (مشبع). وفي سائر النسخ: (متبع).

4 - أ: أ ود.

5 - م: يشخب.

6 - أ: العرب.

7 - هكذا في م. وفي ش و أ: (قيدر). وفي سائر النسخ: (قيذر).


الصفحة 195
وهو ابن عم رسول الله - (ص) - لأبيه وأمه وعماهحمزه والعباس وإخوته (1) جعفر وعقيل وابناه الحسن والحسين وزوجتهسيدة نساء العالمين. فهو واسطة عقد (2) الكمال المخصوص عند الله (3)بالكمال (4) والافضال.

المبحث (5) الثاني: في تزويجه بفاطمة - عليها السلام -:

قال ابن عباس: كانت فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليهوآله - تذكر فلا يذكرها أحد لرسول الله - صلى الله عليه وآله - إلاأعرض عنه وقال: أتوقع الأمر من السماء أن أمرها إلى الله - تعالى -.

فقال سعد بن معاذ الأنصاري لعلي بن أبي طالب - عليهالسلام -: إني والله ما أرى النبي - عليه السلام - يريد بها غيرك.

فقال له علي - عليه السلام -: ما أنا بذي دنيا يلتمس ماعندي وقد علم - صلى الله عليه وآله - إنه ما لي حمراء ولا بيضاء.

فقال له سعد: اعزم عليك لتفعلن. فقال له علي - عليه السلام -: ماذا أقول؟

قال له: تقول له جئتك خاطبا إلى الله - تعالى - وإلى رسولهفاطمة بنت محمد.

فانطلق علي - عليه السلام - [ وتعرض للنبي - صلى الله عليهوآله - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: ] (6) كأن لك حاجة؟

____________

1 - ش، و م: أخواه.

2 - ج و أ: عند.

3 - ج و أ: من.

4 - من م.

5 - النسخ: البحث.

6 - ليس في م.


الصفحة 196
قال: أجل.

فقال: هات.

فقال: جئتك خاطبا إلى الله وإلى رسوله فاطمة بنت محمد.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: مرحبا وحبا (1).

فقال: ذلك لسعد.

فقال: لقد أنكحتك ابنته إنه لا يخلف ولا يكذب.

فدعا رسول الله - صلى الله عليه وآله - تلك الليلة بلالا فقال:

إني قد زوجت فاطمة ابنتي بابن عمي وأنا أحب أن يكون من أخلاقأمتي الطعام عند النكاح اذهب يا بلال إلى الغنم فخذ شاة وخمسة أمدادشعير (2) فاجعل قصعة (3) فلعلي أجمع عليها المهاجرين والأنصار.

ففعل ثم دعا الناس فأكل (4) الجميع.

ثم قال: يا بلال احملها إلى أمهاتك فقل لهن كلن (5) وأطعمنمن عيشكن (6) ففعل. ثم أن النبي - صلى الله عليه وآله - دخل علىالنساء وقال: إني قد زوجت ابنتي بابن (7) عمي وإني دافعها إليهفدونكن ابنتكن.

فقمن إلى الفتاة فعلقن عليها من حليهن وطيبنها وجعلن في بيتهافراشا حشوه ليف ووسادة وكساء خيبريا ومركنا وجرارا ومطهرة

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: حيا.

2 - م، ش ود: خبز.

3 - هكذا في أ. وفي سائر النسخ: قطعة.

4 - ش ود: فأكلوا.

5 - ش ود: كلين.

6 - ج و أ: عشيكن.

7 - ج و أ: لابن.


الصفحة 197
للماء وستر صوف رقيق.

وكان - عليه السلام - قد بعث سلمان وبلالا ليشتريا لها (1) ذلككله. فلما وضع بين يديه بكى وجرت دموعه ثم رفع رأسه إلى السماءوقال: اللهم بارك للقوم جل آنيتهم الخزف.

واتخذن أم أيمن بوابه. ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وآله -هتف بفاطمة فلما رأت زوجها مع رسول الله - صلى الله عليه وآلهوسلم - بكت فأخذ النبي - صلى الله عليه وآله - بيدها ويد علي فلماأراد أن يجعل كفها في كف علي بكت.

فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: ما زوجتك نفسي بلالله تولى تزويجك في السماء كان جبرئيل خاطبا (2) والله - تعالى -الولي (3) وأمر شجرة طوبى فحملت الحلي والحلل والدر والياقوت ثمنثرته وأمر الحور العين فاجتمعن فلقطن فهن يتهادينه إلى يوم القيامةويقلن: هذا نثار فاطمة. وقد زوجتك خير أهلي لقد زوجتك سيدا فيالدنيا وسيدا في الآخرة من الصالحين.

وأمكنه من كفها وقال لهما: اذهبا إلى بيتكما جمع الله بينكماوأصلح بالكما ولا تهيجا شيئا حتى آتيكما.

فامتثلا (4) حتى جلسا مجلسهما وعندهما أمهات المؤمنين (5) وبينهنوبين علي حجاب وفاطمة مع النساء. ثم أقبل النبي - صلى الله عليه

____________

1 - ج و أ: إشتريا له.

2 - ج، م و أ: الخاطب.

3 - أ: المولى.

4 - ج و أ: (آتينكما فأقبلا) بدل: (آتيكما فامتثلا).

5 - ش ود: المسلمين.


الصفحة 198
وآله - فدخل وخرج النساء مسرعات سوى أسماء بنت عميس وكانتقد حضرت وفاة خديجة - عليها السلام - فبكت فقالت (1): أتبكين وأنتسيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي - صلى الله عليه وآله - ومبشرة علىلسانه بالجنة.

فقالت: ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا بد لها من امرأةتفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة عهد بصباوأخاف ألا يكون لها من يتولى أمورها حينئذ.

فقلت (2): يا سيدتي لك عهد الله أني إن بقيت إلى ذلك الوقتأن أقوم مقامك في هذا الأمر.

فلما كان تلك الليلة وأمر النبي - صلى الله عليه وآله - النساءبالخروج فخرجن وبقيت. فلما أراد الخروج رأى سوادي فقال: منأنت؟

فقلت (3): أسماء بنت عميس.

فقال: ألم آمرك أن تخرجي؟

فقلت: بلى يا رسول الله وما قصدت بذلك خلافك ولكنيأعطيت خديجة - رضي الله عنها - عهدا فحدثته فبكي وقال فأسأل اللهأن يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعنيمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ناوليني المركن واملئيه (4) ماءفملأته فملأ فاه ثم مجه فيه ثم قال: اللهم إنهما مني وأنا منهما. اللهم

____________

1 - ج و أ: فقلت.

2 - م: قالت أسماء بنت عميس: فقلت.

3 - م: فقالت.

4 - م: أمكنه.


الصفحة 199
كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فأذهب عنهما الرجس وطهرهماتطهيرا.

ثم دعا فاطمة فضرب كفا بين يديها وأخرى بين عاتقيها (1)وأخرى على هامتها ثم نفخ (2) جلدها وخديها (3) ثم التزمها (4) وقال:

اللهم إنهما مني وأنا منهما. اللهم فكما أذهبت عني الرجس وطهرتنيتطهيرا فطهرهما. ثم أمرها أن تشرب منه وتتمضمض وتستنشق وتتوضأ (5)ثم دعا بمركن آخر فصنع به كالأول. ثم أغلق عليهما الباب وانطلق ولميزل يدعو لهما حتى توارى في حجرته لم يشرك أحدا معهما في الدعاء (6).

قال ابن عباس: لما إن كانت ليلة زفت فيها فاطمة إلى علي- عليهما السلام - كان النبي - صلى الله عليه وآله - قدامها وجبريل عنيمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون ألف ملك من ورائها يسبحون اللهويقدسونه حتى طلع الفجر (7).

والأخبار شائعة بهذا ونحوه وهو من أعظم الفضائل [ الحمد لله علىولاية أهل البيت - عليه السلام -](8).

____________

1 - ش ود: عاتقها.

2 - هكذا في أ. وفي سائر النسخ: نضج.

3 - هكذا في ش. وفي سائر النسخ: جذبه.

4 - ش ود: التزمهما.

5 - ش ود: توضأ.

6 - كشف الغمة 1 / 350.

7 - نفس المصدر 1 / 353.

8 - ليس في ج، م و أ.


الصفحة 200

المبحث (1) الثالث: في مؤاخاته للنبي - عليهما السلام -:

من كتاب مسند أحمد بن حنبل (2): عن زيد بن أدمي قال:

دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وآله - فذكر علي - عليه السلام -قصة مؤاخاة رسول الله - صلى الله عليه وآله (3) - بين الصحابة.

فقال: قال علي - عليه السلام -: لقد ذهبت روحي وانقطعظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت.

فإن كان هذا من سخطك (4) علي فلك العتبي والكرامة.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: والذي بعثني بالحق نبياما أخرتك (5) إلا لنفسي. فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي

____________

1 - النسخ: البحث.

2 - بل مناقب أحمد بن حنبل / 42.

3 - هكذا في ج، أ. أما في سائر النسخ: (قصة المؤاخاة بين الصحابة).

4 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: سخط.

5 - ج: أخترتك.


الصفحة 201
بعدي وأنت أخي ووارثي.

قال: قال: وما أرث منك يا رسول الله؟

قال: ما ورث الأنبياء [ من قبلي (1).

قال: وما ورث الأنبياء من ] قبلك (2)؟

____________

1 - من المصدر.

2 - م: قبلي.


الصفحة 202

الصفحة 203

الصفحة 204
قال (1): كتاب الله وسنتهم (2) وأنت معي في قصري في الجنة معابنتي فاطمة وأنت أخي ورفيقي.

____________

1 - من المصدر.

2 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: وسنة نبيهم.


الصفحة 205
ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وآله -: (إخوانا على سررمتقابلين) المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض.


الصفحة 206
وروى الفقيه ابن المغازلي الشافعي (1) عن أنس قال: لما كان

____________

1 - لم نعثر عليه في مناقب ابن المغازلي، ولكن نقل عنه في إحقاق الحق 5 / 79.


الصفحة 207
يوم المباهلة وآخى النبي - صلى الله عليه وآله - بين المهاجرينوالأنصار (1) وعلي واقف يراه ويعرف مكانه ولم يؤاخ بينه وبين أحدفانصرف علي باكي العينين (2).

فافتقده النبي - صلى الله عليه وآله - فقال: ما فعل أبو الحسن؟

قالوا: انصرف باكي العينين (3) يا رسول الله.

قال: يا بلال اذهب فأتني به.

فمضى بلال إلى علي - عليه السلام - وقد دخل منزله باكيالعينين (4).

فقالت فاطمة: ما يبكيك؟ لا أبكى الله عينيك (5).

قال: يا فاطمة آخى النبي - صلى الله عليه وآله - [ بينالمهاجرين والأنصار ] (6) وأنا واقف يراني ويعرف مكاني لم يؤاخ بيني وبينأحد.

قالت: لا يحزنك الله (7) لعله إنما أخرك (8) لنفسه.

فقال بلال: يا علي أجب النبي - صلى الله عليه وآله -.

فأتى علي النبي - صلى الله عليه وآله - فقال النبي - صلى اللهعليه وآله -: ما يبكيك يا أبا الحسن؟

فقال: آخيت بين المهاجرين والأنصار يا رسول الله وأنا واقفتراني وتعرف مكاني ولم تؤاخ بيني وبين أحد.

____________

1 - ليس في المصدر.

2 و 3 و 4 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: العين.

5 - هكذا في المصدر و أ. وفي سائر النسخ: عينك.

6 - ليس في م.

7 - ليس في المصدر.

8 - م و ش: (ذخرك). وفي سائر النسخ: (أدخرك) وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.


الصفحة 208
قال - صلى الله عليه وآله - إنما ادخرتك لنفسي (1) ألا يسرك أنتكون أخا نبيك؟

قال: بلى يا رسول الله أنى لي بذلك؟

فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: اللهم إن هذا مني وأنا منه ألاإنه بمنزلة هارون من موسى [ إلا أنه لا نبي بعدي ] (2) ألا من كنت مولاهفهذا علي مولاه. فانصرف علي قرير العين فاتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخ بخيا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مسلم (3).

قال حذيفة بن اليمان (4) آخى رسول الله - صلى الله عليهوآله - بين المهاجرين والأنصار وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره. ثم أخذبيد علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال: هذا أخي.

قال حذيفة: فرسول الله - صلى الله عليه وآله - سيد المرسلين (6)وإمام المتقين ورسول رب العالمين الذي ليس له [ في الأنام ] (7) شبيه (8) ولانظير [ وعلي أخوه ] (9).

والأخبار في ذلك كثيرة وهذه منزلة شريفة ومقام (10) عظيم [ لم

____________

1 - هكذا في المصدر و أ. وفي سائر النسخ: ذخرتك.

2 - ليس في المصدر، ج و م.

3 - ش ود: مؤمن ومؤمنة.

4 - مناقب ابن المغازلي / 38، ح 60.

5 - ليس في ج و أ.

6 - المصدر: المسلمين.

7 - من المصدر.

8 - هكذا في المصدر و م. وفي سائر النسخ: شبه.

9 - من ج و أ. وهنا في أ زيادة وهي: ليس له شبه ولا نظير.

10 - ج: سنام. أ: شأن.


الصفحة 209
يحصل لأحد مثله] (1).

المبحث (2) الرابع: في سد الأبواب:

خصص النبي - صلى الله عليهوآله - أمير المؤمنين - عليه السلام - بفضيلة لم يشركه (3) فيها سواه.

روى أحمد بن حنبل في مسنده (4) عن زيد بن أرقم قال: كانلنفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله - أبواب شارعة فيالمسجد.

فقال يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي. فتكلم في ذلكأناس (5).

قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وآله - فحمد الله وأثنىعليه ثم قال: أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقالفيه قائلكم. والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشئ فاتبعته.

ومن كتاب مناقب ابن المغازلي الشافعي (6): عن عدي بن ثابتقال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى المسجد فقال: إن اللهأوحى إلى نبيه موسى: أن ابن لي مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسىوهارون وابنا هارون. وإن الله أوحى إلي: أن ابن (7) مسجدا طاهرالا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي.

وعن حذيفة بن الأسيد الغفاري (8) قال: لما قدم أصحاب النبي

____________

1 - ليس في م.

2 - النسخ: البحث.

3 - م: لم يشترك.

4 - مسند أحمد بن حنبل 4 / 369.

5 - المصدر: الناس.

6 - مناقب ابن المغازلي / 252، ح 301.

7 - م: ابن لي.

8 - نفس المصدر / 253 - 255، ح 303.


الصفحة 210
- صلى الله عليه وآله - المدينة لم يكن لهم بيوت (1) فكانوا يبيتون فيالمسجد. فقال لهم النبي: لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا. ثم إن القوم بنوابيوتا (2) حول المسجد وجعلوا (3) أبوابها إلى المسجد وأن النبي - صلى اللهعليه وآله - بعث إليهم معاذ بن جبل فنادى أبا بكر فقال: إن رسول الله- (ص) - يأمرك أن تخرج من المسجد [ وتسد بابك] (4).

فقال: سمعا وطاعة. فسد بابه وخرج من المسجد. ثم أرسل إلى عمرفقال: إن رسول الله - (ص) - يأمرك أن تسد بابك الذي فيالمسجد وتخرج منه. فقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله غير أني أرغب إلى اللهفي خوخة (5) في المسجد. فأبلغه معاذ ما قال عمر. ثم أرسل إلى عثمانوعنده رقية فقال: سمعا وطاعة. فسد بابه وخرج من المسجد. ثم أرسلإلى حمزة فسد بابه وقال: سمعا وطاعة لله ولرسوله (6). وعلي - عليهالسلام - في ذلك متردد (7) لا يدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج. وكانالنبي - (ص) - قد بني له في المسجد بيتا بين أبياته فقال لهالنبي - (ص) - أسكن طاهرا مطهرا.

فبلغ حمزة قول النبي - (ص) - لعلي - عليهالسلام - فقال: يا محمد تخرجنا وتمسك غلمان بني عبد المطلب.

____________

1 - هنا زيادة في المصدر. وهي يبيتون فيها.

2 - م: سوقا.

3 - ليس في م.

4 - ليس في المصدر.

5 - د: فرصة.

6 - م: (فسد بابه وخرج من المسجد) بدل: (لله ولرسوله).

7 - المصدر: يتردد.


الصفحة 211
فقال له نبي الله: لو كان (1) الأمر لي ما جعلت دونكم من أحد.

والله ما أعطاه إياه (2) إلا الله وإنك لعلى خير من الله ورسوله أبشر.

فبشره النبي - (ص) - فقتل يوم أحد شهيدا. ونفسذلك رجال (3) على علي فوجدوا أنفسهم وتبين فضله عليهم وعلىغيرهم من أصحاب رسول الله - (ص) -.

فبلغ ذلك النبي - (ص) - فقام خطيبا فقال: إنرجالا يجدون في أنفسهم من أن أسكن (4) عليا في المسجد. والله ماأخرجتهم ولا أسكنته. إن الله - عز وجل - أوحى إلى موسى وأخيه: أنتبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة. وأمر موسىأن لا يسكن مسجده (5) ولا ينكح فيه ولا يدخله إلا هارون وذريته. وإنعليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو أخي دون أهلي ولا يحل مسجديلأحد ينكح فيه النساء إلا علي وذريته. فمن ساءه ذلك فهاهنا وأومأ بيدهنحو الشام.

____________

1 - المصدر: لا لو كان.

2 و 3 - ليس في م.

4 - ج: في أن أسكن.

المصدر: في إني أسكنت، بدل: (من أن أسكن).

5 - ش: مسجدا.


الصفحة 212

الصفحة 213

المبحث (1) الخامس: في المباهلة:

قضية (2) المباهلة تدل على فضل تام وورع كامل لمولانا أمير المؤمنين- عليه السلام - وأفضل الصلوات وأكمل التحيات - ولولديه وزوجته -صلى الله عليهم. حيث استعان بهم رسول الله - (ص) - فيالدعاء إلى الله والتأمين على دعائه لتحصل له الإجابة فيه. ولما انتشرالإسلام بعد الفتح وقوي سلطانه وفد إلى النبي - (ص) - الوفود. منهم من أسلم ومنهم من استأمن ليعود إلى قومه برأيه- عليه السلام - فيهم. وكان ممن وفد عليه أبو حارثة أسقف نجران فيثلاثين رجلا من النصارى منهم العاقب والسيد وعبد المسيح فقدموا المدينةعند صلاة العصر وعليهم لباس الديباج والصلب فصار إليهم اليهودوتساءلوا (3) بينهم. فقالت النصارى لهم: لستم على شئ. وقالت لهماليهود: لستم على شئ كما حكى الله - تعالى - عنهم.

فلما صلى النبي - (ص) - العصر توجهوا إليهيقدمهم الأسقف فقال: يا محمد ما تقول في السيد المسيح؟

فقال: عبد الله اصطفاه وانتجبه.

فقال الأسقف: أتعرف له أبا؟

فقال النبي - (ص) -: لم يكن عن نكاح فيكون لهأب.

قال: فكيف قلت: إنه عبد مخلوق وأنت لم تر عبدا مخلوقا إلا عننكاح وله والد؟

____________

1 - النسخ: البحث.

2 - م: قصة.

3 - ش: تساكوا.


الصفحة 214
فأنزل الله - تعالى - الآيات من قوله - تعالى -: (إن مثل عيسىعند الله كمثل آدم) (1) إلى قوله: (فنجعل لعنة الله على الكاذبين.) (2)فتلاها على النصارى ودعاهم إلى المباهلة وقال: إن الله أخبرنيأن العذاب ينزل على المبطل عقيب المباهلة ويتبين (3) الحق من الباطل.

فاجتمع الأسقف وأصحابه وتشاوروا فاتفق رأيهم على استنظارهإلى صبيحة غد. فلما رجعوا إلى رحالهم (4) قال الأسقف: انظروا محمدافإن غدا بأهله وولده فاحذروا مباهلته وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه علىغير شئ.

وقال العاقب: والله لقد علمتم (5) يا معشر النصارى إن محمدانبي مرسل ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم. والله ما باهل قومنبيا قط. فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم لتهلكن. فإن أبيتمإلا ألف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرجل وانصرفوا إلىبلادكم.

فاتوا رسول الله - (ص) - من الغد وقد جاء آخذابيد علي - عليه السلام - والحسن والحسين يمشيان بين يديه وفاطمة- عليها السلام - تمشي خلفه فسأل الأسقف عنهم.

فقالوا: هذا ابن عمه وصهره وأبو ولده وأحب الخلق إليه علي بنأبي طالب. وهذان الطفلان ابنا ابنته من علي وهما من أحب الخلق إليه.

وهذه الجارية فاطمة ابنته وهي أعز الناس عنده وأقربهم إلى قلبه.

____________

1 - آل عمران / 59.

2 - نفس السورة / 61.

3 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: تبين.

4 - م: رجالهم.

5 - ج و أ: عرفتم.


الصفحة 215
فنظر الأسقف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم: انظرواقد جاء بخاصته من ولده وأهله ليباهل بهم (1) واثقا بحقه (2). والله ما جاءبهم وهو يتخوف الحجة عليه فاحذروا مباهلته. والله لولا مكانة قيصرلأسلمت له ولكن صالحوه على ما يتفق بينكم (3) وارجعوا إلى بلادكموارتؤوا (4) لأنفسكم. يا معشر النصارى إني لأرى (5) وجوها لو شاء الله أنيزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوه (6) فتهلكوا ولا يبقى على وجهالأرض نصراني إلى يوم القيامة.

فقالوا: يا أبا القاسم رأينا أن (7) لا نباهلك وأن نقرك (8) علىدينك ونثبت على ديننا.

قال فإذ أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم.

فأبوا.

قال (9): فإني أناجزكم.

فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة ولكن نصالحك على أنلا تغزونا (10) ولا تخيفنا (11) ولا تردنا عن ديننا على أن نؤدي إليك كل عام

____________

1 و 2 - ليس في م.

3 - م: (سبق نبيكم) بدل: (ما يتفق بينكم).

4 - م: ارتادوا.

5 - م، ش ود: لأرى والله.

6 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: تباهلوا.

7 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: أنا.

8 - ش، د و م: نقر.

9 - م: فقال النبي - صلى الله عليه وآله -.

10 - ش: لا تغزو علينا.

11 - هكذا في ش و م. وفي سائر النسخ: لا تجيبنا.


الصفحة 216
ألفي حلة قيمة كل حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فبالحساب ألف فيصفر وألف في رجب وثلاثين درعا عارية (1) من حديد.

فصالحهم على ذلك وقال: والذي نفسي بيده الهلاك قدبدا (2) على أهل نجران ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم الواديعليهم نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ولماحال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا (3).

وقد جعل الله - تعالى - في هذه الآية نفس محمد هي نفس علي- عليه السلام - حيث قال: (وأنفسنا وأنفسكم).

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ: عادية.

2 - م: تدلى.

3 - أخرج مدارك نزول آية المباهلة في شأن أمير المؤمنين وسائر أهل البيت - عليهم السلام - منكتب العامة في إحقاق الحق 3 / 46 - 62 و 9 / 70 - 91.