الصفحة 313

ثم قال: يا عمر قم فاطلبهما. يا سلمان يا أبا ذر يا فلان يا فلان.

قال: فأحصينا على رسول الله - صلى الله عليه وآله - سبعينرجلا بعثهم في طلبهما وحثهم. فرجعوا ولم يصيبوهما فاغتم النبي- صلى الله عليه وآله - غما شديدا. ووقف على باب المسجد وهو يقول:

بحق إبراهيم خليلك وبحق آدم صفيك إن كانا قرتا عيني وثمرتا فؤاديأخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما.

قال: فإذا جبريل - عليه السلام - هبط فقال: يا رسولالله إن الله - تعالى - يقرئك السلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتمالصبيان فاضلان في فاضلان في الآخرة وهما في الجنة قد وكلتبهما ملكا يحفظهما إذا ناما وإذا قاما. ففرح رسول الله - صلى الله عليهوآله - فرحا شديدا ومضى جبريل عن يمينه والمسلمون حوله حتى دخلحظيرة بني النجار فسلم على ذلك الملك الموكل بهما. ثم جثى النبي- صلى الله عليه وآله - على ركبتيه وإذا الحسن معانق الحسين وهمانائمان وذلك الملك قد جعل جناحه تحتهما والآخر فوقهما وعلى كل واحدمنهما دراعة من شعر أو صوف والمداد على شفتيهما (1) فما زال النبي- صلى الله عليه وآله - يلثمهما (2) حتى استيقظا. فحمل النبي - صلى الله عليه وآله - الحسن وحمل جبرئيل الحسين وخرج النبي - صلى الله عليهوآله - من الحظيرة.

قال ابن عباس: وجدنا الحسن - عليه السلام - عن يمين النبي- صلى الله عليه وآله - والحسين - عليه السلام - عن يساره - صلى اللهعليه وآله - وهو يقبلهما ويقول: من أحبكما فقد أحب رسول الله ومن

____________

1 - م: ثنيتهما.

2 - هكذا في المصدر و م. وفي سائر النسخ: بينهما.


الصفحة 314
أبغضكما فقد أبغض رسول الله. فقال أبو بكر: يا رسول الله اعطني أحدهما أحمله.

فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: نعم الحمولة ونعم المطيةتحتهما.

فلما أن صار إلى باب الحظيرة لقيه عمر بن الخطاب فقال له مثلمقالة أبي بكر فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله - كما رد على أبيبكر (1). فرأيت الحسن متشبثا بثوب رسول الله - صلى الله عليه وآله -ووجدنا يد النبي على رأسه. فدخل النبي - صلى الله عليه وآله -المسجد فقال: لأشرفن اليوم ابني كما شرفهما الله - تعالى -. وقال:

يا بلال علي بالناس فنادى فيهم فاجتمعوا.

فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: يا معشر أصحابي بلغوا عننبيكم محمد - صلى الله عليه وآله - سمعنا رسول الله - صلى الله عليهوآله - يقول: ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين فإن جدهما رسول الله وجدتهماخديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة. معشر الناس هل أدلكم علىخير الناس أبا وأما؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين فإن أباهما علي بن أبي طالب- عليه السلام - وهو خير منهما شاب يحب الله ورسوله ويحبه اللهورسوله ذو المنفعة والمنقبة في الإسلام. وأمهما فاطمة بنت رسول الله سيدةنساء أهل الجنة. معشر الناس ألا أدلكم خير الناس عما وعمة؟

____________

1 - ش ود: صاحبه.


الصفحة 315
قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين فإن عمهما جعفر ذو الجناحينيطير بهما في الجنة مع الملائكة وعمتهما أم هانئ بنت أبي طالب. معاشرالناس ألا أدلكم على خير الناس خالا وخالة؟

قالوا: بلى يا رسول الله.

قال: عليكم بالحسن والحسين فإن خالهما القاسم بن محمد رسولالله. وخالتهما زينب بنت رسول الله. ألا يا معشر الناس أعلمكم أنجدهما في الجنة وجدتهما في الجنة وأبوهما في الجنة وأمهما في الجنةوعمهما في الجنة وعمتهما في الجنة وخالهما في الجنة وخالتهما في الجنةوهما في الجنة. ومن أحب ابني علي فهو معنا في الجنة. ومن أبغضهمافهو في النار. وأن من كرامتهما على الله - تعالى - أنه سماهما في التوراة: شبرا وشبيرا.

فلما سمع الشيخ الإمام هذا مني قدمني وقال: هذه حالك وأنتتروى في علي هذا. وكساني خلعة وحملني على بغلة بعتها بمائة دينار.

ثم قال لي: أدلك على من يفعل بك خيرا ههنا أخوان في هذهالمدينة: أحدهما كان إمام قوم وكان إذا أصبح لعن عليا - عليهالسلام - ألف مرة كل غداة فغير الله - تعالى - ما به من نعمة فصار آيةللسائلين (1) وهو اليوم يحبه. وأخ لي يحبه (2) منذ خرج من بطن أمه فقمإليه ولا تحتبس (3) عنده. والله يا سليمان لقد ركبت البغلة وإني يومئذ لجائع. فقام معي

____________

1 - م: للعالمين.

2 - م: محبة.

3 - م: لا تجلس.


الصفحة 316
الشيخ وأهل المسجد حتى صرنا إلى الدار وقال الشيخ: إني أنتظرك (1).

فدققت الباب وقد ذهب من كان معي فإذا شاب (2) آدم قد خرج إلى.

فلما رأى البغلة قال: مرحبا بك والله ما كساك أبو فلان خلعته (3) ولاحملك على بغلته إلا أنك تحب الله ورسوله. إن أقررت عيني لأقرن عينك.

والله يا سليمان إني لا ألبس (4) بهذا الحديث الذي سمعتهوتسمعه أخبرني أبي عن جدي عن أبيه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وآله - جلوسا بباب داره فإذا فاطمة - عليها السلام - قد أقبلتوهي حاملة الحسين وهي تبكي بكاء شديدا. فاستقبلها رسول الله - صلى الله عليه وآله - فتناول الحسين منها وقال: لها ما يبكيك يا فاطمة؟

قالت: يا أبة عيرتني نساء قريش وقلن: زوجك أبوك معدما لامال له.

فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: مهلا وإياي أن أسمع هذامنك فإنني لم أزوجك حتى زوجك الله - تعالى - من فوق عرشه وشهدعلى ذلك جبريل. وأن الله - تعالى - اطلع على الدنيا (5) فاختار منالخلائق أباك فبعثه نبيا ثم اطلع ثانية فاختار من الخلائق عليا - عليهالسلام - فأوحى إلي فزوجتك إياه واتخذته وصيا ووزيرا. فعلي أشجعالناس قلبا وأعلم الناس علما وأحلم الناس حلما وأقدم الناس

____________

1 - هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: انظر لا تحتبس.

2 - آدم: شديد السمرة.

3 - م: خلعة.

4 - ج و أ: لأنس.

المصدر: لأنفس.

5 - م: اطلع على الدنيا اطلاعة.


الصفحة 317
إسلاما وأسمحهم كفا وأحسنهم (1) خلقا. يا فاطمة آخذ لواءالحمد ومفاتيح الجنة بيدي فادفعهما (2) إلى علي فيكون آدم ومن ولد تحتلوائه. يا فاطمة إني مقيم غدا عليا - عليه السلام - على حوضي يسقيمن عرف من أمتي. يا فاطمة وابناك الحسن والحسين سيدا شباب أهلالجنة وكان قد سبق اسمهما في توراة موسى وكان اسمهما في التوراة (3)شبرا وشبيرا فسماهما الحسن والحسين لكرامة محمد - صلى الله عليه وآله -على الله - تعالى - ولكرامتهما عليه. يا فاطمة يكسى أبوك حلتين منحلل الجنة ويكسي علي حلتين من حلل الجنة ولواء الحمد في يدي وأمتيتحت لواي فأناوله عليا لكرامته (4) على الله - تعالى -. وينادي مناد:

يا محمد نعم الجد جدك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي. وإذا دعاني ربالعالمين دعا عليا معي فإذا جثوت جثا علي معي وإذا شفعت شفع عليمعي وإذا أجبت أجيب علي معي وأنه في المقام عوني على مفاتيح الجنة.

قومي يا فاطمة إن عليا وشيعته هم الفائزون غدا.

وقال بينا فاطمة جالسه إذ أقبل رسول الله - صلى الله عليه وآله -حتى جلس إليها فقال: يا فاطمة [ ما لي أراك باكية حزينة؟

قالت: بأبي وأمي يا رسول الله كيف لا أبكي وتريد أنتفارقني. فقال لها: يا فاطمة ] (5) لا تبكي ولا تحزني (6) فلا بد من

____________

1 - أ، ج والمصدر: أحسن الناس.

2 - م، ج والمصدر: فأدفعهما.

3 - هكذا في م. وفي سائر النسخ والمصدر: الجنة.

4 - ش، د و م: لكرامة علي.

5 - ليس في م و ش.

6 - ج والمصدر: لا تبكين ولا تحزين.


الصفحة 318
مفارقتك.

فاشتد بكاؤها. ثم قالت: يا أبة أين ألقاك؟

قال: تلقيني على تل الحمد (1) اشفع لأمتي.

قالت: يا أبة فإن لم ألقك؟

قال: تلقيني على الصراط وجبرئيل عن يميني وميكائيل عن شماليوإسرافيل آخذ بحجزتي والملائكة خلفي وأنا أنادي: يا رب أمتي أمتيهون عليهم الحساب. ثم انظر يمينا وشمالا إلى أمتي وكل نبي يومئذمشتغل بنفسه يقول: يا رب نفسي نفسي. وأنا أقول: يا رب أمتيأمتي. فأول من يلحق بي يوم القيامة من أمتي أنت وعلي والحسنوالحسين. فيقول الرب: يا محمد إن أمتك لو أتوني بذنوب كأمثال الجباللغفرت ما لم يشركوا بي شيئا ولم يوالوا لي عدوا.

فلما سمع الشاب هذا مني أمر لي بعشرة آلاف درهم وكسانيثلاثين ثوبا. ثم قال لي: من أين أنت؟

قلت: من أهل الكوفة.

قال: عربي أنت أم مولى (2)؟

قلت: بل عربي.

قال: فكما أقررت عيني أقررت عينك. ثم قال: آتني (3) غدا فيمسجد بني فلان وإياك أن تخطئ الطريق.

فذهبت إلى الشيخ وهو جالس في المسجد ينتظرني. فلما رآنياستقبلني وقال: ما فعل أبو فلان؟

____________

1 - م: (تحت لواء الحمد) بدل (على تل الحمد).

2 - م: مولد.

3 - م: إنني.


الصفحة 319
قلت: كذا وكذا.

قال: جزاه الله خيرا وجمع بيننا وبينه (1) في الجنة.

فلما أصبحت يا سليمان ركبت البغلة وأخذت في الطريقالذي وصف لي. فلما سرت غير بعيد تشابه علي الطريق وسمعت إقامةالصلاة من مسجد فقلت: والله لأصلين مع هؤلاء القوم. فنزلت عنالبغلة ودخلت المسجد فوجدت رجلا قامته مثل قامة صاحبي فصرت عنيمينه. فلما صرنا في ركوع أو سجود إذ عمامته قد رمي بها من خلفهفتفرست في وجهه فإذا وجهه وجه خنزير ورأسه وحلقة ويداه ورجلاه فلمأعلم ما أصلي وما قلت في صلاتي متفكرا في أمره وسلم الإمام. وتفرسالرجل في وجهي وقال: أتيت أخي بالأمس فأمر لك بكذا وكذا؟

قلت: نعم.

فأخذ بيدي وأقامني. فلما رآنا أهل المسجد تبعونا. فقاللغلامه: أغلق الباب (2) ولا تدع أحدا يدخل علينا. ثم ضرب بيده إلىقميصه فنزعها وإذا جسده جسد خنزير.

فقلت: يا أخي ما هذا الذي أرى بك؟

قال: كنت مؤذن القوم وكنت كل يوم إذا أصبحت العن علياألف مرة بين الأذان والإقامة.

قال: فخرجت من المسجد ودخلت داري [ هذه ] (3) وهو يومجمعة وقد لعنته أربعة آلاف مرة ولعنت أولاده. فاتكأت علي هذاالدكان فذهب بي النوم فرأيت في منامي كأنما أنا بالجنة قد أقبلت

____________

1 - أ، ج والمصدر: بينهم.

2 - هنا زيادة في ش وهي: ولا تدخل أحدا علينا.

3 - من م والمصدر.


الصفحة 320
فإذا علي فيها متكئ والحسن والحسين معه متكئون بعضهم ببعضمسرورون (1) تحتهم مصليات من نور وإذا أنا برسول الله - صلى الله عليهوآله - جالسا والحسن والحسين قدامه وبيد الحسن إبريق وبيد الحسينكأس.

فقال النبي - صلى الله عليه وآله - للحسن (2): اسقني فشرب.

ثم قال للحسين: اسق أباك عليا فشرب. ثم قال للحسن: اسق الجماعةفشربوا. ثم قال: اسق المتكئ على الدكان.

فولى الحسين (3) بوجهه عني وقال: يا أبة كيف أسقيه وهو يلعن[ أبي في ] (4) كل يوم ألف مرة وقد لعنه اليوم أربعة آلاف مرة؟!

فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: ما لك لعنك الله تلعنعليا وتشتم أخي؟ ما لك لعنك الله تشتم أولادي الحسن والحسين؟!

ثم بصق النبي - صلى الله عليه وآله - فملأ وجهي وجسدي. فلماانتبهت (5) من منامي وجدت موضع البصاق الذي أصابني [ من بصاقالنبي - صلى الله عليه وآله - ] (6) قد مسخ كما ترى وصرت آيةللسائلين.

ثم قال: يا سليمان سمعت (7) من فضائل علي أعجب من هذين

____________

1 - د: مزورون.

م: مؤثر ومن.

2 - م: للحسين.

3 - م: الحسن.

4 - ليس في م.

5 - هكذا في المصدر و م. وفي سائر النسخ: انتهيت.

6 - ليس في د.

7 - م: أسمعت.

أ: هل سمعت.


الصفحة 321
الحديثين؟ يا سليمان حب علي إيمان وبغضه نفاق. لا يحب عليا إلامؤمن ولا يبغضه إلا كافر.

فقلت: يا أمير المؤمنين الأمان؟

فقال: لك الأمان.

قال: فقلت: ما تقول يا أمير المؤمنين في من يقتل هؤلاء؟

قال: في النار لا شك في ذلك.

فقلت: ما تقول فيمن قتل أولادهم وأولاد أولادهم؟

قال: فنكس رأسه.

ثم قال: يا سليمان الملك عقيم ولكن حدث عن فضائل علي- عليه السلام - ما شئت.

وروى صاحب كتاب نهاية الطلب (1) وغاية السؤال للحنبلي (2)بإسناده إلى ابن عباس قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وآله - وعلىفخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي - عليهالسلام -. [ وهو يقبل هذا تارة وذلك أخرى ] (3) إذ هبط جبريل - عليهالسلام - بوحي (4) من رب العالمين. فلما سرى عنه قال: أتاني جبريلمن ربي - عز وجل - فقال: يا محمد إن الله - تعالى - يقرأ عليك السلامويقول لك: لست أجمعهما لك فافد أحدهما بصاحبه. فنظر النبي - صلى الله عليه وآله - إلى إبراهيم وبكى و [ نظر ] (5) إلى الحسين وبكى وقال: إن

____________

1 - ش، د و م: نهاية المطلب.

2 - إحقاق الحق 11 / 316، نقلا عن غاية السؤول، للحنبلي، على ما في مناقب الكاشي. وأخرجهفي فضائل الخمسة 3 / 317، عن تاريخ بغداد للخطيب 2 / 204.

3 - ليس في ج و أ.

4 - م و أ: يوحي.

5 - من ج و أ.


الصفحة 322
إبراهيم أمه أمه متى مات لم يحزن عليه غيري وأم الحسين فاطمة وأبوهعلي ابن عمي لحمي ودمي (1) ومتى مات حزنت عليه ابنتي وحزن ابنعمي وحزنت أنا أؤثر حزني على حزنهما (2). يا جبرئيل يقبض إبراهيمفقد فديت الحسين به (3).

قال: فقبض بعد ثلاثة فكان النبي - صلى الله عليه وآله - إذارأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت منفديته بابني إبراهيم.

وفضائل أولاده أظهر من الشمس وكذا الأئمة المعصومون من أولادالحسين - عليه السلام - لا تحصى (4) وفضائلهم كثيرة.

روى الخوارزمي في مناقبه (5) عن ابن عباس قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله - مثل أهل بيتي [ فيكم ] (6) مثل سفينة نوح منركبها نجا ومن تخلف عنها هلك (7).

[ وعن أبي ذر (8) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -:

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها

____________

1 - ش ود: (لحمه لحمي) بدل (لحمي ودمي).

2 - هكذا في ج و أ. وفي سائر النسخ: حزينهما.

3 - ج و أ: منه.

4 - ج و أ: لا تحصر.

5 - بل المغازلي في مناقبه / 132، ح 173. وأيضا فيه / 134، ح 176.

6 - من المصدر.

7 - م: غرق.

8 - نفس المصدر / 134، ح 177. ومثله فيه أيضا / 133، ح 175 باختصار.


الصفحة 323
غرق ] (1) ومن قاتلهم (2) في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال.

____________

1 - ليس في م.

2 - ج و أ: قاتلهما.

المصدر: قاتلنا.


الصفحة 324

الصفحة 325

الصفحة 326

الصفحة 327

الصفحة 328
وعن ابن عباس (1) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -للحسين - عليه السلام -: المهدي من ولدك.

ومن كتاب الفردوس (2): عن ابن عباس قال: سمعت النبييقول بأذني وإلا صمتا: أنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحهاوالحسن والحسين ثمارها ومحبونا (3) أهل البيت ورقها في الجنة حقا حقا.

وعن جابر بن عبد الله (4) قال: قال رسول الله - صلى الله عليهوآله -: إن الجنة تشتاق إلى أربعة من أهلي قد أحبهم اللهوأمرني بحبهم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين والمهدي - صلى اللهعليهم - الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم - عليه السلام -.

وقال - صلى الله عليه وآله (5) -: أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة

____________

1 - لم نعثر عليه لا في مناقب ابن المغازلي ولا في مناقب الخوارزمي. ولكن أخرجه في إحقاق الحق13 / 115 عن مناقب عبد الله الشافعي (المخطوط، ص 215) نقلا عن ابن المغازلي.

2 - ش ود: المناقب. والحديث في الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي 1 / 52، رقم 35. وأخرجه فيإحقاق الحق 9 / 157، عن عدة الكتب.

3 - المصدر: محبون.

4 - لم نعثر عليه لا في الفردوس الديلمي ولا في المناقبين الخوارزمي وابن المغازلي ولا في مصدر آخر.

5 - أخرجه في إحقاق الحق 9 / 481 - 483 عن عدة كتب من مصادر أهل السنة.


الصفحة 329
المكرم لذريتي والقاضي حوائجهم والساعي لهم في أمورهم عندمااضطروا إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه.

وروى الخوارزمي (1) بإسناده عن الليث بن سعد قال:

حججت سنة عشرة ومائة (2) وطفت بالبيت وسعيت الصفا والمروةورقيت أبا قبيس فوجدت رجلا يدعو وهو يقول: يا رب يا رب حتىانطفأ (3) نفسه. [ ثم قال: يا الله يا الله حتى انطفأ نفسه. ثم قال: يا حييا قيوم حتى انطفأ نفسه] (4) ثم قال: [ ذا الجلال والإكرام حتىانطفأ نفسه. ثم قال: ] (5) أي رب أي رب حتى انطفأ نفسه. ثم قال:

اللهم إن بردي قد خلقا فاكسني وإني جائع فاطعمني فماشعرت (6) إلا بسلة فيها عنب لا عجم له وبردين ملقاوين (7) فخرجتإليه وجلست لآكل معه.

فقال لي: مه (8).

فقلت: أنا شريكك في هذا الخير.

فقال: بماذا؟

فقلت: كنت تدعو وأنا أؤمن على دعائك.

____________

1 - بل ابن المغازلي في مناقبه / 389، ح 444، وأخرجه في إحقاق الحق 12 / 239 - 241 عنمصادر كثيرة.

2 - المصدر: سنة ثلاث عشرة ومائة.

3 - ش ود: انقطع.

4 - ليس في المصدر.

5 - ليس في م.

6 - م: سعدت.

7 - م: سلقاوان.

8 - أي: اكفف.


الصفحة 330
فقال لي: كل ولا تدخر شيئا. فأكلنا وليس في البلاد (1) إذ ذاكعنب. ثم انصرفنا عن ري ولم ينقص من السلة شئ.

ثم قال لي: خذ أحد البردين إليك.

فقلت: أنا غني عنهما.

فقال لي: فتوار عني حتى ألبسهما. فتواريت فلبسهما وأخذالأخلاق بيده ونزل.

فاتبعته فلقيه سائل فقال له: اكسني [ كساك الله ] (2) يا ابن[ بنت ] (3) رسول الله. فأعطاه الأخلاق.

فاتبعت السائل فقلت: من هذا؟

فقال لي [ هذا ] (4) جعفر بن محمد الصادق - عليه السلام -.

وحج سفيان [ الثوري ] (5) فقال: رأيت جعفر بن محمد - عليهماالسلام - لم أر حاجا وقف بالمشاعر واجتهد في التضرع والابتهال مثله.

فلما وصل عرفه أخذ من الناس جانبا واجتهد في الدعاء في الموقف. ثمنزل عليه عنب من السماء فأخذ يأكل. ثم قال لي: يا سفيان ادنوكل. ولم يكن وقت عنب (6) ثم قال: يا سفيان أتدري كم الحاج؟

فقلت: الله وابن رسوله أعلم.

فقال: يا سفيان إنهم أربعمائة ألف حاج. وإنه لا حج صحيحمقبول إلا لأربعة نفر وأن الله - تعالى - يقبل الجميع (7) لأجل قبول حج

____________

1 - المصدر: البلد.

2 - ليس في م.

3 و 4 - ليس في المصدر.

5 - من م.

6 - ج و أ: عنب من السماء.

7 - ش، د و م: حج الجميع.


الصفحة 331
الأربعة.

والأخبار في فضائلهم أكثر من أن تحصى.

وفي الجمع بين الصحيحين: عن جابر بن سمرة (1) قال: سمعتالنبي - صلى الله عليه وآله - يقول: يكون بعدي اثنا عشر أميرا كلهم منقريش.

ومن مسند أحمد بن حنبل (2): عن مسروق قال: كنا جلوسا فيالمسجد مع عبد الله بن مسعود فأتاه رجل فقال: يا ابن مسعود هلحدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟

قال: نعم كعدة نقباء بني إسرائيل.

وقال النبي - صلى الله عليه وآله - للحسين - عليه السلام -هذا ابني إمام [ أخو إمام ] (3) [ ابن إمام ] (4) أبو أئمة تسعة [ و ] (5) تاسعهمقائمهم.

____________

1 - أخرج العلامة العسكري الأحاديث التي بهذا المضمون في مقدمته على مرآة العقول 1 / 24.

2 - مسند أحمد 1 / 406، ومثله فيه أيضا 1 / 398. وفيه: كنا مع عبد الله جلوسا في المسجد يقرئنافأتاه رجل...

3 - ليس في د.

4 و 5 - ليس في م.


الصفحة 332

الصفحة 333

الصفحة 334

الصفحة 335
ومن كتاب المناقب (1) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله- صلى الله عليه وآله - قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني قدتر كت فيكم الثقلين كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض

____________

1 - مناقب ابن المغازلي / 235، ح 283.


الصفحة 336
وعترتي أهل بيتي. وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يرداعلي الحوض فانظروا ماذا تخلفوني فيهما.


الصفحة 337

الصفحة 338

الصفحة 339

الصفحة 340

الصفحة 341

الصفحة 342

الصفحة 343

الصفحة 344

الصفحة 345

الصفحة 346

الصفحة 347

الصفحة 348

الصفحة 349

الصفحة 350
وعن ابن عباس (1) قال: لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجرا إلاالمودة في القربى) (2) قالوا (3): يا رسول الله من هؤلاء الذين أمر اللهبمودتهم؟

قال: علي وفاطمة وولدهما.

ولما حضر الحسن - عليه السلام - الوفاة بكىفقال له أخوه الحسين - عليه السلام - أتبكي خوفا من الموتوأنت أحد سيدي شباب أهل الجنة وحججت البيت ماشيا عشرين حجةوقاسمت الله - تعالى - مالك نصفين ثلاث مرات وتصدقت بنعل وأبقيتنعلا؟

____________

1 - نفس المصدر / 307 - 309، ح 352.

2 - الشورى / 23.

3 - ش ود: قيل.


الصفحة 351
فقال - عليه السلام - ما بكيت خوفا [ من الموت ] (1) ولكنلفراق الأحبة (2).

المبحث العشرون: في زوجته - عليها السلام -:

كان رسول الله - صلى الله عليه وآله - يعظم فاطمة زوجة علي- عليه السلام - [ عظيما ومنع الناس من تزويجها سوى علي - عليهالسلام (3) ] (4).

قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: فاطمة بضعة منييؤذيني ما يؤذيها (5).

وروى الخوارزمي (6) قال: قال رسول الله - صلى الله عليهوآله -: يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.

وعن عبد الله بن مسعود (7) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه

____________

1 - من ش ود.

2 - لم نعثر عليه في مناقب ابن المغازلي ولا في كتاب آخر. ولكن في مقتل الحسين للخوارزمي / 137يوجد حديث مشابه ولكن باختلاف كثير في الألفاظ وبعض المعاني.

3 - انظر: مناقب ابن المغازلي / 341 - 349.

4 - من ج و أ.

5 - أنظر: إحقاق الحق 10 / 190 - 199 و 209 - 211 + 19 / 77 - 78 و 83 - 84.

6 - بل ابن المغازلي في مناقبه / 351، ح 401، ومثله فيه أيضا ص 352، ح 402.

7 - نفس المصدر / 353، ج 403.


الصفحة 352
وآله -: إن فاطمة حصنت فرجها فحرم الله - تعالى - ذريتها منالنار (1).

وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله (2) -: إنما سميت ابنتيفاطمة لأن الله - عز وجل - فطمها وفطم من أحبها من النار.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله - (3): إذا كان يوم القيامةنادى مناد تحت الحجب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم ونكسوارؤوسكم فهذه فاطمة بنت محمد تريد أن تمر على الصراط.

وعن ابن عباس (4) قال: كان النبي - صلى الله عليه وآله - يكثرالقبل (5) لفاطمة - عليها السلام -.

فقالت له عائشة: يا نبي الله إنك لتكثر قبل فاطمة] (6).

فقال النبي - صلى الله عليه وآله -: إن جبريل ليلة أسري بيأدخلني الجنة وأطعمني من جميع ثمار الجنة فصار ماء في صلبي فواقعتخديجة فحملت فاطمة. فإذا اشتقت إلى تلك الثمار قبلت فاطمة - عليهاالسلام - فأصيب من روائحها بشم (7) الثمار التي أكلتها.

وعن عائشة (8) قالت: مرض رسول الله - صلى الله عليه وآله -فجاءت فاطمة - عليها السلام - فأكبت عليه فسارها فبكت ثم أكبت

____________

1 - م، د، والمصدر: فحرم الله تعالى على ذريته النار.

2 - نفس المصدر / 65، ح 92.

3 - نفس المصدر / 355، ح 404.

4 - نفس المصدر / 357، ح 406.

5 - المصدر و أ: التقبيل.

6 - من المصدر.

7 - المصدر: (فأصببت من رائحتها قصم) (بدل فأصيب من روائحها بشم).

8 - نفس المصدر / 362، ح 408.


الصفحة 353
عليه أخرى فسارها فضحكت. فلما توفي النبي - صلى الله عليه وآله -سألتها.

فقالت: لما أكببت عليه أخبرني أنه ميت من وجعه ذلك (1)فبكيت. ثم أكببت عليه أخرى فأخبرني أني أسرع أهل بيته لحوقا به وأنيسيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنه عمران فرفعت رأسي فضحكت.

وعن أنس (2) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: حسبك من نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة

____________

1 - م: (في رجعة هذه) بدل (من وجعه ذلك).

2 - نفس المصدر / 363، ح 409.


الصفحة 354
فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد.

وعن يزيد بن عبد الملك النوفلي (1) عن أبيه عن جده قال (2):

دخلت على فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - فبدأتنيبالسلام وقالت: قال أبي وهو ذا حي (3): إن من سلم علي وعليك ثلاثة أيامفله الجنة.

قال: فقلت لها: هذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك؟

قالت: في حياتنا وبعد موتنا (4).

ولما نزل قوله - تعالى - (5): (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكمكدعاء بعضكم بعضا) (6) قالت فاطمة - عليها السلام - تهيبت (7) النبي- صلى الله عليه وآله - أن أقول له: يا أبة فجعلت أقول له: يا رسول الله.

فأقبل علي وقال: يا بنية لم تنزل فيك ولا في أهلك من قبل أنتمني وأنا منك وإنما نزلت في أهل الجفاء (8) والبذخ والكبر (9) فقولي:

يا أبة فإنه أحب للقلب وأرضى للرب ثم قبل النبي - صلى الله عليه

____________

1 - نفس المصدر والصفحة، ح 410.

2 - هنا زيادة في النسخ وهي: قال علي - عليه السلام -.

3 - هكذا في المصدر، وفي النسخ: هو.

4 - المصدر: وفاتنا.

ج: مماتنا.

5 - الحديث في نفس المصدر / 364، رقم 411. وفيه بعد ذكر إسناده: عن أبيه الحسين بن علي،عن أمه فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وآله - قالت: لما نزل على النبي - صلى الله عليهوآله -...

6 - النور / 63.

7 - م: تهييت للنبي.

8 - ج و أ: الجهاد.

9 - أ: من أنكر.