الصفحة 472

لا ورب هذه البينة (1) لا تجتمع عليه قريش أبدا ولو وليها لانتقضت عليهالعرب من أقطارها. فعلم رسول الله - (ص) - إني علمت مافي نفسه فأمسك وأبى الله إلا إمضاء ما حتم.

وهذا إشارة من عمر إلى اليوم الذي قال فيه رسول الله - صلى اللهعليه وآله -: إئتوني بدواة وكتف فقال عمر: إن الرجل ليهجر.

ولنرجع إلى ما رواه الزبير بن بكار قال (2) حدثني عمي مصعبعن جدي عبد الله بن مصعب قال: تقدم وكيل من مؤنسه إلى شريك بنعبد الله القاضي مع خصم له فإذا الوكيل مدل بموضعه من مؤنسه فجعليسطو على خصمه ويغلظ له.

فقال له شريك: كف لا أم لك.

فقال: أو تقول لي هذا؟ فأنا قهرمان (3) مؤنسة.

فقال: يا غلام اصفعه. فصفعه عشر صفعات (4). فانصرفبخزي (5) فدخل على مؤنسة فشكى إليها ما صنع شريك به. فكتبت رقعةإلى المهدي تشكو شريكا وما صنع بوكيلها فعزله. وكان قبل هذا قد دخلإليه فأغلظ له الكلام وقال له: ما مثلك من يولي أحكام المسلمين.

قال: ولم يا أمير المؤمنين؟

قال: لخلافك الجماعة ولقولك بالإمامة.

قال: ما أعرف دينا إلا عن الجماعة فكيف أخالفها وعنها

____________

1 - ش، د و م: هذا البيت.

2 - نفس المصدر 2 / 43.

3 - القهرمان: الوكيل أو أمين الدخل والخرج.

4 - أ: اصقعه مصقعة عشر صقعات.

5 - م: محزونا.

ش ود: محزنا.


الصفحة 473
أخذت ديني. وأما الإمامة فما أعرف إماما إلا كتاب الله وسنة نبيه- (ص) -. فهما إماماي وعليهما عقدي. فأما ما ذكر أميرالمؤمنين أن ما مثلي يولي أحكام المسلمين فذاك شئ أنتم فعلتموه. فإنكان خطأ وجب عليكم الاستغفار منه وإن كان صوابا وجب عليكمالامساك عنه.

قال: ما تقول في علي بن أبي طالب - عليه السلام -؟

قال: ما قال فيه جدك العباس وعبد الله.

قال: وما قالا؟ قال: أما العباس فمات وهو عنده أفضل أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وآله -. وقد شاهد كبراء الصحابة المهاجرين يحتاجون إليهفي الحوادث ولم يحتج إلى أحد منهم حتى خرج من الدنيا. وأما عبد اللهبن عباس - رضي الله عنه - فضارب معه بسيفين (1) وشهد حروبهوكان فيها رأسا متبعا (2) وقائدا مطاعا. فلو كانت إمامته جورا كان أولمن يقعد (3) عنه أبوك لعلمه بدين الله وفقهه في أحكام الله.

فسكت المهدي وخرج شريك فما كان بين عزله وبين هذاالمجلس إلا جمعة أو نحوها.

حدث الزبير (4) قال: إن ابن الزبير قال لابن عباس: قاتلت أمالمؤمنين وحواري رسول الله - صلى الله عليه وآله - وأفتيت بتزويج المتعة.

قال: أنت أخرجتها وأبوك وخالك وبنا سميت أم المؤمنين

____________

1 - ش، د و م: بصفين.

2 - ش، د و م: متتبعا.

3 - ش ود: يبعد.

م: يد عنه.

4 - كشف الغمة 2 / 45. وفيه: حدث الزبير عن رجاله.


الصفحة 474
وكنا لها خير بنين [ فتجاوز الله عنها ] (1). وقاتلت أنت وأبوك عليا فإنكان علي مؤمنا فقد ضللتم بقتالكم أمير المؤمنين وإن كان كافرا فقد بؤتمبسخط من الله [ ورسوله ] (2) بفراركم من الزحف. وأما المتعة فإنانحلها. سمعت النبي - صلى الله عليه وآله - يحلها ويرخص فيهافأفتيت فيها.

حدث الزبير (3) عن مطرف بن المغيرة بن شعبة قال: وفدت معأبي المغيرة على معاوية وكان أبي يأتيه فيتحدث معه ثم ينصرف إليفيذكر معاوية ويعجب بما يرى منه. إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاءورأيته مغتما (4) [ منذ الليلة ] (5). فانتظرته ساعة وظننت أنه لشئحدث فينا وفي علمنا.

فقلت: ما لي أراك مغتما منذ الليلة؟

فقال: يا بني جئت من عند أخبث الناس.

قلت: وما ذاك؟

قال: قلت له وقد خلوت به: إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين.

فلو أظهرت عدلا وبسطت خيرا فإنك قد كبرت. ولو نظرت إلى إخوتكمن بني هاشم فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه.

فقال: هيهات هيهات ملك أخو بني تيم فعدل وفعل ما فعلفوالله ما عدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل: أبو بكر. ثم ملكأخو بني عدي فاجتهد وشمر عشر سنين. فوالله ما عدا أن هلك فهلك

____________

1 - من المصدر.

2 - ليس في م والمصدر.

3 - كشف الغمة 2 / 44. وفيه: حدث الزبير عن رجاله قال: قال مطرف بن...

4 - المصدر: معتما.

5 - من المصدر.


الصفحة 475
ذكره إلا أن يقول قائل: عمر. ثم ملك عثمان فملك رجل لم يك أحدفي مثل نسبه وفعل ما فعل وعمل به ما عمل. فوالله ما عدا أن هلك فهلكذكره وذكر ما فعل به. وأن أخا بني هاشم يصاح به في كل يوم خمسمرات: أشهد أن محمدا رسول الله. فأي عمل يبقى بعد هذا لا أم لك؟ لاوالله إلا دفنا دفنا.

وهذا الكلام في حق النبي - عليه السلام - يدل على وهن عقيدتهفيه.

حدث الزبير عن رجاله (1) قال: دخل محقن بن أبي محقن الضبيعلى معاوية فقال: يا أمير المؤمنين جئتك من عند ألأم العرب وأبخل العربوأعيا العرب وأجبن العرب.

قال: ومن هو يا أخا بني تميم؟

قال: علي بن أبي طالب.

قال معاوية: اسمعوا يا أهل الشام ما يقول أخوكم العراقيفابتدروه أيهم ينزل عليه ويكرمه.

فلما تصدع الناس عنه قال: كيف قلت؟ فأعاد عليه.

فقال له: ويحك يا جاهل كيف يكون ألأم العرب وأبوه أبوطالب وجده عبد المطلب وامرأته فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليهوآله -. وأنى يكون أبخل العرب فوالله لو كان له بيتان بيت تبن وبيتتبر (2) لأنفد تبره قبل تبنه. وأنى يكون أجبن العرب فوالله ما التقتفتيان قط إلا كان فارسهم غير مدافع. وأنى يكون أعيا العرب فوالله ماسن البلاغة لقريش غيره. ولما قامت أم محقن عنه ألأم فأبخل وأجبن وأعيا

____________

1 - كشف الغمة 2 / 47.

2 - التبر - بكسر التاء -: الذهب غير مضروب.


الصفحة 476
لبظر أمه. فوالله لولا ما تعلم لضربت الذي فيه عيناك فإياك عليك لعنةالله والعودة إلى مثل ذلك.

قال: والله أنت أظلم مني أي شئ قاتلته وهذا محله؟

قال: على خاتمي هذا حتى يجوز به أمري.

قال: فحسبك ذلك عوضا من سخط الله وأليم عذابه.

قال: لا يا ابن محقن ولكني أعرف من الله ما جهلت حيثيقول - تعالى -: (ورحمتي وسعت كل شئ) (1).

حدث الزبير بن بكار (2) بإسناده إلى عمار بن ياسر قال: قالرسول الله - صلى الله عليه وآله -: أوصي من آمن بالله وصدقني بولايةعلي بن أبي طالب. من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله. ومنأحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله.

المبحث السابع والثلاثون: في حديث الفتوة:

أجمع الناس كافة على أن جبريل - عليه السلام - نزل في غزاةأحد ونادى: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.

وقد روى الخوارزمي (3) وغيره (4) عن محمد بن عبيد الله بن أبيرافع قال: نادى المنادي يوم أحد: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.

____________

1 - الأعراف / 156.

2 - نفس المصدر 2 / 52.

3 - بل ابن المغازلي في مناقبه / 197، ح 234.

4 - كالطبري في تاريخه 2 / 514، ذهبي في ميزان الاعتدال 3 / 324، رقم 6613 وعسقلاني في لسانالميزان 4 / 406، رقم 1241.


الصفحة 477
وقد روى هذا بطرق متعددة (1). وروى أبو عمر (2) الزاهد بإسناده عن ابن عباس قال: إنالمصطفى - صلى الله عليه وآله - قال ذات يوم وهو نشيط: أنا الفتى ابنالفتى أخو الفتى.

فقوله: (أنا الفتى) لأنه فتى العرب بإجماع أي سيدها. وقوله:

(ابن الفتى) يعني: إبراهيم الخليل - عليه السلام - في قوله- عز وجل -: (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) (3). وقوله:

(أخو الفتى) يعني: عليا - عليه السلام -. وهو معنى قول جبريل فييوم بدر وقد عرج إلى السماء بالفتح وهو فرح يقول: لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي.

وعن ابن عباس قال: رأيت أبا ذر وهو متعلق بأستار الكعبة وهو

____________

1 - أنظر: إحقاق الحق 6 / 12 - 23.

2 - هكذا في ج. وفي سائر النسخ: أبو عمرو.

3 - الأنبياء / 60.


الصفحة 478
يقول: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا (1) أبو ذر. لو صمتمحتى تكونوا كالأوتار وصليتم حتى تكونوا كالحنايا (2) ما ينفعكم ذلكحتى تحبوا عليا - عليه السلام -.

فإذا كان مثل هذا يرويه أزهد الناس عند السنة (3) وهو أبو عمر (4)الزاهد كيف يجوز التغابي عنه لولا محبة الدنيا وطلب الرئاسة.

____________

1 - هنا زيادة في ج و أ. وهي: أعرفه بنفسي أنا.

2 - ج و أ: كالحناير.

ش ود: كالخبايا.

3 - م: البينة.

4 - ش، د، م و أ: أبو عمرو.


الصفحة 479

الفصل الرابع
في فضائله الثابتة له بعد وفاته - عليه السلام -

روى الشيخ العالم ابن بابويه وهو رجل فاضل من أعقاب الشيخالمصنف الكبير المعظم الصدوق أبي جعفر محمد بن بابويه (1) في كتابصنفه في فضائل مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام -. والتزم أن يروىأربعين حديثا كل حديث يرويه أربعون رجلا وذكر فيه قصة عجيبة (2)قال: إن الشاعر الببغاء (3) وفد على بعض الملوك وكان يفد عليه في كلسنة فوجده في الصيد. فكتب وزير الملك يخبره بقدومه فأمره بأن يسكنهفي بعض دوره. وكان على باب تلك الدار غرفة كان الببغاء يبيت كل ليلةفيها ولها مطلع إلى الدرب. وكان كل ليلة يخرج الحارس بعد نصفالليل فيصيح بأعلى صوته: يا غافلين اذكروا الله [ على باغضي معاوية

____________

1 - هو منتجب الدين أبو الحسن علي بن الشيخ موفق الدين عبيد الله بن الشيخ شمس الدين أبيمحمد الحسن المدعو (حسكا) بن الحسين بن الحسن بن الشيخ الفقيه الحسين (أخي الشيخ الصدوق) بن أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، من أعلام القرن السادس. وكتابه هذا(الأربعين عن الأربعين من الأربعين في فضائل أمير المؤمنين) يعني به: الأربعون حديثا عنأربعين شيخا من أربعين صحابيا طبع أخيرا في قم. وعني بتحقيقه ونشره مدرسة الإمام المهدي- عليه السلام -. وفيه بعد نقل أربعين حديثا يتلوه أربعة عشر حكاية لطيفة في مناقبه - عليهالسلام -.

2 - نفس المصدر / 98 - 100 ونقل العلامة المجلسي في البحار 42 / 9 - 15، رقم 12 عن العلامةالحلي في كشف اليقين. وبالنسبة إلى هذا الحديث، بين ما في المصدر والكشف اختلاف. فراجع.

3 - هو أبو الفرح عبد الواحد بن نصر المخزومي المعروف بالببغاء، شاعر أديب، له ديوان ومدائح فيسيف الدولة. تنقل في البلاد ومدح الكبار. توفي في شعبان سنة 398 (أنظر هامش المصدر).


الصفحة 480
- لعنه الله - ] (1). وكان الشاعر الببغاء ينزعج لصوته.

فاتفق في بعض الليالي أن الشاعر رأى في منامه أن النبي - صلى الله عليه وآله - قد جاء هو وعلي - عليه السلام - إلى ذلك الدرب ووجدالحارس. فقال النبي - صلى الله عليه وآله - لعلي - عليه السلام -:

يا علي اصفعه (2) بيدك فله اليوم أربعون سنة يسبك. فضربه أمير المؤمنين- عليه السلام - بين كتفيه فانتبه الشاعر منزعجا من المنام. ثم انتظرالصوت الذي كان من الحارس كل وقت فلم يسمعه فتعجب من ذلك.

ثم رأى صياحا ورجالا قد اقبلوا إلى دار الحارس فسألهم الخبر فقالوا له:

إن الحارس حصل له بين كتفيه ضربة بقدر الكف وهي تتشقق (3) وتمنعهالقرار. فلم يكن وقت الصباح إلا وقد مات وشاهده بهذه الحال أربعوننفسا (4).

وكان ببلد الموصل شخص يقال له: حمدان بن حمدون (6) بن الحرثالعدوي كان شديد العناد كثير البغض (7) لمولانا أمير المؤمنين - عليهالسلام -. فأراد بعض أهل الموصل الحج فجاء إليه يودعه ويقول له:

____________

1 - من ج و أ. وفي سائر النسخ: (ثم يسب عليا - عليه السلام -). وفي البحار أيضا.

وصححناه بما في المصدر.

2 - ج: اصقعه.

أ: اصفقه.

م: اصفقه.

3 - م: تنشقق.

ش ود: يتشقق.

4 - م: نقيبا.

5 - ش، د و م: أحمد.

6 - م: حمدويه.

7 - م: كثير النقص.


الصفحة 481
إنني قد عزمت على الخروج إلى الحج فإن كان هناك حاجة تعرفني حتىأقضيها لك.

فقال له: إن لي حاجة مهمة وهي سهلة عليك.

فقال له: مرني بها حتى أفعلها.

فقال: إذا قضيت الحج ووردت المدينة وزرت النبي - صلى اللهعليه وآله - فخاطبه عني وقل له: يا رسول الله ما أعجبك من علي بنأبي طالب حتى تزوجه بابنتك عظم بطنه أو دقة ساقيه أو صلعة رأسه؟

وحلفه وعزم عليه أن يبلغ هذا الكلام.

فلما ورد المدينة وقضي حوائجه نسي تلك الوصية فرأى أميرالمؤمنين - عليه السلام - في منامه فقال له: ألا تبلغ وصية فلان إليك؟

فانتبه ومشى لوقته إلى القبر المقدس وخاطب النبي - صلى الله عليهوآله -. بما أمره الرجل به.

ثم نام فرأى أمير المؤمنين - عليه السلام - فأخذه ومشى هو وإياهإلى منزل ذلك الرجل وفتح الأبواب وأخذ مدية فذبحه أمير المؤمنين- عليه السلام - بها ثم مسح المدية بملحفة كانت عليه ثم جاء إلىسقف باب الدار فرفعه بيده ووضع المدية تحته وخرج. فانتبه الحاج منزعجامن ذلك وكتب صورة المنام هو وأصحابه.

وانتبه سلطان الموصل في تلك الليلة وأخذ الجيران والمشتبهينورماهم في السجن وتعجب (1) أهل الموصل من قتله حيث لم يجدوا نقباولا تسليقا (2) على حائط ولا بابا مفتوحا ولا قفلا. وبقي السلطان متحيرا

____________

1 - ج: استعجب.

أ: تحير.

2 - ج و أ: أثر مسلقين.


الصفحة 482
في أمره ما يدري ما يصنع في قضيته فإن ورود أحد من الخارج متعذر مععدم هذه العلامات ولم يسرق الدار شئ البتة.

ولم يزل الجيران وغيرهم في السجن إلى أن ورد الحاج من مكةفلقي الجيران في السجن فسأل عن سبب ذلك. فقيل له: إن في الليلةالفلانية وجد فلان مذبوحا في داره ولم يعرف قاتله. فكبر وقاللأصحابه: أخرجوا صوره المنام المكتوبة عندكم فأخرجوها وقرأوهافوجدوا ليلة المنام هي ليلة القتل. ثم مشى هو والناس بأجمعهم إلى دارالمقتول فأمر بإخراج الملحفة وأخبرهم بالدم الذي فيها فوجدوها كماقال. ثم أمر برفع الردم فرفع فوجد السكين تحته فعرفوا صدق منامه.

فأفرج عن المحبوسين ورجع أهله إلى الإيمان وكان ذلك من ألطاف الله - تعالى -في حق ذريته.

وكان لأبي دلف ولد فتحادث أصحابه في حب علي - عليهالسلام - وبغضه. فروى بعضهم عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنهقال: يا علي ما يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك منافق شقي ولدزنية أو حيضة.

فقال ولد أبي دلف: ما تقولون في الأمير هل يؤتى في أهله؟

فقالوا: لا.

فقال: والله إني أشد الناس بغضا لعلي بن أبي طالب.

فخرج أبوه وهم في التشاجر فقال: [ ما تقولون؟

فقالوا: كذا وكذا وحكوا كلام ولده.

فقال: ] (1) والله إن هذا الخبر لحق. والله إنه لولد زنية وحيضةمعا. إني كنت مريضا في دار أخي في حمى ثلاث فدخلت علي جاريته

____________

1 - ليس في م.


الصفحة 483
لقضاء حاجة فدعتني نفسي إليها فأبت وقالت: إني حائض. فكابرتهاعلى نفسها فوطئتها فحملت بهذا الولد فهو لزنية وحيضة معا.

وحكى والدي - رحمه الله - اجتزت يوما في بعض دروببغداد مع أصحابي فأصابني عطش شديد فقلت لبعض أصحابي: أطلبماء من بعض الدور. فمضى يطلب الماء ووقفت أنا وباقي أصحابيننتظر الماء وصبيان يلعبان أحدهما يقول: الإمام هو علي أمير المؤمنينوالآخر يقول: إنه أبو بكر.

فقلت: صدق النبي - صلى الله عليه وآله -: يا علي ما يحبكإلا مؤمن ولا يبغضك إلا ولد حيضة (1) [ أو زنية ] (2).

فخرجت المرأة بالماء وقالت: بالله عليك اسمعني ما قلت.

فقلت: حديث رويته عن النبي - صلى الله عليه وآله - لا حاجةإلى ذكره. فكررت السؤال فرويته لها.

فقالت: والله يا سيدي إنه لخبر صدق إن هذين ولدايالذي يحب عليا ولد طهر (3) والذي يبغضه حملته في الحيض جاء والدهإلي فكابرني على نفسي حالة الحيض ونال مني فحملت بهذا الذي يبغضعليا.

وكان بعض الزهاد يعظ الناس فوعظ في بعض الأيام وأخذ يمدحعليا - عليه السلام - فقاربت الشمس للغروب واظلم الأفق. فقالمخاطبا للشمس [ شعرا ] (4):

____________

1 - م: كافر.

2 - من أ.

3 - ج: ظاهر.

4 - ليس في ج و أ.


الصفحة 484

لا تغربي يا شمس حتى ينقضيمدحي لصنو (1) المصطفى ولنجله
واثني (2) عنانك إن أردت (3) ثناءهأنسيت يومك إذ رددت لأجله
إن كان للمولى وقوفك فليكنهذا الوقوف لخيله ولرجله

فرجعت (4) الشمس وأضاء الأفق حتى انقضاء المدح. وكان ذلكبمحضر جماعة كثيرة تبلغ حد التواتر. واشتهرت هذه القصة عند الخواصوالعوام (5).

وكان في الحلة شخص من أهل الدين والصلاح ملازم لتلاوةالكتاب العزيز. فرجمه الجن وكان تأتي إليه الحجارة من الخزائن والروازنالمسدودة وألحوا عليه بالرجم وأضجروه. وشاهدت أنا المواضع التي كانيأتي الرجم منها. ولم يقصر في طلب العزائم والتعاويذ ووضعها فيمنزله وقراءتها فيه ولم ينقطع عنه الرجم مدة. فخطر بباله دخل ووقف

____________

1 - م: لصفو.

2 - ج و أ: يثني.

3 - ش، د و م: عزمت.

4 - ش، د و م: فوقفت.

5 - تذكرة الخواص / 55، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار 41 / 191 عن كشف اليقين.


الصفحة 485
على باب البيت الذي كان يأتي الرجم منه فخاطبهم وهو لا يراهموقال: والله لئن لم تنتهوا عني لأشكونكم إلى أمير المؤمنين علي بن أبيطالب - عليه السلام - فانقطع عنه الرجم في الحال ولم يعد إليه.

وكان بالحلة أمير فخرج يوما إلى الصحراء فوجد على قبة مشهدالشمس طيرا فأرسل عليه صقرا يصطاده فانهزم الطير منه فتبعه حتى وقعفي دار الفقيه ابن نما (1) والصقر يتبعه حتى وقع عليه فتشنجت رجلاهوجناحاه وعطل. فجاء بعض أتباع الأمير فوجد الصقر على تلك الحالفأخذه وأخبر مولاه بذلك. فاستعظم هذه الحال وعرف علو منزله المشهدوشرع في عمارته.

ونقل ابن الجوزي وكان حنبلي المذهب في كتاب تذكرهالخواص (2): كان عبد الله بن المبارك يحج سنة ويغزو (3) سنة وداومعلى (4) ذلك خمسين سنة. فخرج في بعض سني الحج وأخذ معه خمسمائةدينار (5) إلى موقف الجمال بالكوفة ليشتري جمالا للحج فرأى امرأةعلوية (6) على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة.

قال: فتقدمت إليها وقلت: لم تفعلين هذا؟

____________

1 - لعله جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي نجم الدين من أجلاء العلماء وكبراءها.

صاحب كتاب مثير الأحزاب المعروف بمقتل ابن نما وشرح الثار في أحوال المختار. وهو من مشايخالعلامة الحلي - رحمة الله عليهما -.

2 - تذكرة الخواص / 328. وأخرجه العلامة المجلسي في البحار 42 / 11، رقم 12 عن كشفاليقين.

3 - م: يعمر.

4 - المصدر: (فعل) بدل (وداوم على).

5 - المصدر: (قال لما كانت السنة التي حج فيها أخذت في كمي خمسمائة دينار وخرجت) بدل(فخرج... دينار).

6 - المصدر: (لأشتري جملا فرأيت امرأة) بدل (ليشتري... علوية).


الصفحة 486
فقالت: يا عبد الله لا تسأل عما لا يعنيك.

قال: فوقع في خاطري من كلامها شئ فألححت عليها.

فقالت: يا عبد الله قد ألجأتني إلى كشف سري إليك أنا امرأةعلوية ولي أربع بنات يتامى مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ماأكلنا شيئا وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة أصلحها وأحملها إلىبناتي فنأكلها (1).

فقلت في نفسي: ويحك يا ابن المبارك أين أنت عن هذه؟

فقلت: افتحي حجرك. ففتحت فصببت الدنانير في طرف إزارها وهيمطرقة لا تلتفت [ إلي ] (2).

قال: ومضيت إلى المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلكالعام. ثم تجهزت إلى بلادي وأقمت حتى حج الناس وعادوا. فخرجتأتلقى جيراني وأصحابي فجعل كل من أقول له: قبل الله حجك وشكرسعيك يقول لي: وأنت كذلك (3) أما قد اجتمعنا بك في مكان كذاوكذا. وأكثر علي الناس في القول فبت متفكرا في ذلك فرأيت رسولالله - صلى الله عليه وآله - في منامي وهو يقول لي: يا عبد الله لاتعجب فإنك أغثت ملهوفة من ولدي فسألت الله أن يخلق ملكا علىصورتك يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة. فإن شئت أن تحج وإن شئت أنلا تحج.

ونقل ابن الجوزي في كتابه (4) قال: قرأت في الملتقط وهو كتاب

____________

1 - هكذا في المصدر. في م: (يأكلنا). وفي سائر النسخ: (فيأكلنها قال).

2 - من المصدر.

3 - هكذا في المصدر: وفي النسخ: قبل الله حجك وشكر سعيك.

4 - نفس المصدر / 330. وفيه: قرأت على عبد الله بن أحمد المقدسي سنة أربع وستمائة. وقال...

وأخرجه في البحار 42 / 12، نقلا عن كشف اليقين.


الصفحة 487
لجدي أبي الفرج ابن الجوزي قال: كان ببلخ رجل من العلويين نازلابها وكان له زوجة وبنات فتوفي.

قالت المرأة: فخرجت بالبنات إلى سمرقند خوفا من شماتةالأعداء واتفق وصولي في شدة البرد فأدخلت البنات مسجدا ومضيتلاحتال لهن في القوت فرأيت الناس مجتمعين على شيخ فسألت عنه.

فقالوا: هذا شيخ البلد [ فتقدمت إليه ] (1) وشرحت حالي له.

فقال: أقيمي عندي البينة أنك علوية ولم يلتفت إلي. فيأستمنه وعدت إلى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة وحولهجماعه.

فقلت: من هذا؟

فقالوا: ضامن البلد وهو مجوسي.

فقلت: عسى يكون عنده فرج [ فتقدمت إليه ] (2) وحدثتهحديثي وما جرى لي مع شيخ البلد [ وإن بناتي في المسجد ما لهم شئ يقوتونبه ] (3).

فصاح بخادم له فخرج فقال: قل لسيدتك تلبس ثيابها. فدخلفخرجت امرأة ومعها جوار.

فقال لها: اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتهاإلى الدار. فجاءت معي وحملت البنات وقد أفرد لنا دارا في داره [ وأدخلناالحمام وكسانا ثيابا فاخرة وجاءنا بألوان الأطعمة وبتنا بأطيبليلة ] (4).

____________

1 - من المصدر.

2 و 3 - من المصدر.

4 - من المصدر.


الصفحة 488
فلما كان نصف الليل رأى شيخ البلد المسلم في منامه كأن القيامةقد قامت واللواء على رأس محمد - صلى الله عليه وآله - وإذا قصر منالزمرد الأخضر فقال: لمن هذا القصر؟

فقيل: لرجل مسلم موحد فتقدم إلى رسول الله - صلى الله عليهوآله - فسلم عليه فأعرض عنه.

فقال: يا رسول الله [ لم ] (1) تعرض عني وأنا رجل مسلم؟

فقال له: أقم البينة عندي أنك مسلم. فتحير الرجل.

فقال له رسول الله - صلى الله عليه وآله -: نسيت ما قلتللعلوية وهذا القصر للشيخ الذي هي في داره.

فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي وبث (2) غلمانه في البلد وخرجبنفسه يدور على العلوية. فأخبر أنها في دار المجوسي فجاء إليه فقال: أينالعلوية؟

قال: عندي.

قال: أريدها.

قال: ما لك إليها (3) سبيل.

قال: هذه ألف دينار وسلمهن إلي.

فقال: لا والله ولا مائة ألف دينار.

فلما ألح عليه قال له: المنام الذي رأيته أنت رأيته أنا أيضاوالقصر الذي رأيته لي خلق وأنت تدل علي بإسلامك. والله ما نمت ولاأحد في داري إلا وقد أسلمنا كلنا على يد العلوية وعاد من بركاتها علينا

____________

1 - ليس في المصدر و ج وفي أ: أتعرض.

2 - هكذا في المصدر و ج. وفي سائر النسخ: بعث.

3 - هكذا في أ. وفي م: (مالي إلى هذا). وفي سائر النسخ: ما إلى هذا.


الصفحة 489
ورأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - فقال لي: القصر لك ولأهلك بمافعلت مع العلوية وأنتم من أهل خلقكم الله مؤمنين في القدم.

ونقل أيضا في كتابه (1) عن ابن أبي الدنيا: أن رجلا رأىرسول الله - صلى الله عليه وآله - في منامه وهو يقول: امض إلى فلانالمجوسي وقل له: قد أجيبت الدعوة. فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلايظن المجوسي أنه يتعرض له وكان الرجل في دنيا واسعة (2) فرأى الرجلرسول الله - صلى الله عليه وآله - ثانيا وثالثا. فأصبح فأتى المجوسي وقالله في خلوة من الناس: أنا رسول رسول الله - صلى الله عليه وآله - إليكوهو يقول لك: قد أجيبت الدعوة.

فقال له: أتعرفني؟

قال: نعم.

قال: فإني أنكر دين الإسلام ونبوة محمد - صلى الله عليهوآله -.

فقال: أنا أعرف هذا وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ومرة.

فقال: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

ودعا أهله وأصحابه فقال لهم: كنت على ضلال وقد رجعت إلىالحق فأسلموا. فمن أسلم فما لي بيده فهو له ومن أبى فلينزع ما لي عنده.

فأسلم القوم وأهله. وكانت له ابنة متزوجة من ابنه (3) [ ففرق بينهما ] (4).

____________

1 - نفس المصدر / 331. وفيه: قرأت على عبد الله بن أحمد المقدسي بهذا التاريخ قال: وجدت فيكتاب الجوهري...

أخرجه في البحار 42 / 12 عن كشف اليقين.

2 - المصدر: في الدنيا في سعة.

3 - المصدر: ابن ابنه.

4 - ليس في المصدر.


الصفحة 490
ثم قال: أتدري ما الدعوة؟

فقلت: لا والله وأنا أريد أن أسألك الساعة.

فقال: لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعوت الناس فأجابواوكان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم فأمرت غلماني أن يبسطوالي حصيرا في وسط الدار. فسمعت صبية تقول لأمها: يا أماه قد آذانا هذاالمجوسي برائحة طعامه.

فأرسلت إليهن بطعام كثير وكسوة ودنانير (1) للجميع. فلما نظرواإلى ذلك قالت الصبية للباقيات: والله ما نأكل حتى ندعو له. فرفعن (2)أيديهن وقلن: حشرك الله مع جدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله -.

وأمن بعضهن فتلك الدعوة أجيبت.

ونقل ابن الجوزي أيضا في كتابه (3) عن جده أبي الفرجبإسناده إلى ابن الخصيب قال: كنت كاتبا للسيدة أم المتوكل. فبينا أنافي الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها ومعه كيس فيه ألف دينارفقال: السيدة تقول لك فرق هذا في أهل الاستحقاق فهو من أطيبمالي واكتب لي أسامي الذين تفرقه فيهم حتى إذا جائني من هذا الوجهشئ صرفته إليهم.

قال: فمضيت إلى منزلي وجمعت أصحابي وسألتهم عنالمستحقين فسموا لي أشخاصا ففرقت فيهم ثلاثمائة دينار وبقي الباقيبين يدي إلى نصف الليل وإذا بطارق يطرق علي باب داري.

____________

1 - المصدر: دراهم.

2 - ش، د: فدفعن.

3 - نفس المصدر والموضع وفي البحار - أيضا -.


الصفحة 491
فقلت (1): من هو؟

فقال: فلان العلوي. وكان جاري.

[ فقلت: هذا جاري من مدة ولم يقصدني ] (2) فأذنت له فدخل[ فرحبت به ] (3) وقلت:

[ ما شأنك؟

فقال: إني جائع. فأعطيته من ذلك دينارا فدخلت إلى زوجتيفقالت: ] (4) ما الذي عناك في هذه الساعة؟

فقلت: طرقني الساعة طارق من ولد رسول الله - صلى الله عليهوآله - ولم يكن عندي ما أطعمه فأعطيته دينارا فأخذه وشكرنيوانصرف.

[ فلما وصل إلى الباب خرجت ] (5) زوجتي وهي تبكي وتقول:

أما تستحي يقصدك مثل هذا الرجل وتعطيه دينارا وقد عرفت استحقاقهاعطه الجميع. فوقع كلامها قلبي وقمت خلفه فناولته الكيس فأخذه وانصرف.

فلما عدت إلى الدار ندمت وقلت: الساعة يصل الخبر إلى المتوكلوهو يمقت العلويين فيقتلني.

فقالت لي زوجتي: لا تخف واتكل على الله وعلى جدهم. فبينانحن كذلك إذا بالباب يطرق والمشاعل بأيدي الخدم وهم يقولون: أجبالسيدة. فقمت مرعوبا وكلما مشيت قليلا تواترت الرسل. فوقفت (6)

____________

1 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: (يطرق الباب فسألته) بدل (يطرق... فقلت).

2 و 3 - من المصدر.

4 - من البحار.

5 - من المصدر. وفي لنسخ: فخرجت.

6 - المصدر: (والرسل تتواتر فأدخلوني من دار إلى دار حتى أوقفوني) بدل (تواترت الرسلفوقفت).


الصفحة 492
عند ستر السيدة وقال لي الخادم: السيدة وراء هذا الستر.

قال: فسمعت بكاءها وهي تنتحب وتقول (1): يا أحمد جزاك اللهخيرا وجزى زوجتك خيرا كنت الساعة نائمة فجاءني رسول الله - صلى الله عليه وآله - وقال لي: جزاك الله خيرا وجزى زوجة [ ابن ] (2) الخصيبخيرا. فما معنى هذا؟ فحدثتها الحديث وهي تبكي. فأعطتني (3) دنانيروكسوة وقالت: هذا للعلوي وهذا لزوجتك وهذا لك.

قال: وكان ذلك يساوي مائة (4) ألف درهم. فأخذت المالوجعلت طريقي على بيت العلوي فطرقت الباب فصاح (5): من داخلالمنزل: هات ما معك يا أحمد. وخرج وهو يبكي فسألته عن بكائه.

فقال: لما دخلت منزلي قالت لي زوجتي: ما هذا الذي معك؟

فعرفتها. فقالت: قم بنا نصلي وندعو للسيدة ولأحمد وزوجته. فصليناودعونا. ثم نمت فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله - في المنام وهويقول: قد شكرتهم على ما فعلوا معك فالساعة يأتونك بشئ فاقبله منهم.

ولنقتصر على هذا القدر في هذا المختصر. فإن من رام إحصاء جميعالفضائل فقد طلب المحال لأن فضائله - عليه أفضل الصلاة والسلام -لا تحصى كثرة. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمدالنبي وآله الطاهرين

____________

1 - هكذا في المصدر. وفي ج و أ: " فسمعت بكاءها وقالت ". وفي ش و د و م: " فسمعتهاتقول " بدل " وقال لي خادم... وتقول ".

2 - ليس في المصدر.

3 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: فأخرجت.

4 - م: مائتي.

5 - هكذا في المصدر. وفي النسخ: فقال.


الصفحة 493
[ فرغت من تسويده في المحرم سنة عشر وسبعمائة، بالبلدةالسلطانية - عمرها الله تعالى - وكتب حسن بن يوسف بن المطهر، مصنفالكتاب حامدا لله ومصليا على سيدنا محمد وآله.

هذا صورة خط المصنف: وكتب العبد الفقير إلى الله - تعالى -الغني به عمن سواه المفتقر إلى عفوه ورضاه، محمد بن علي بن حسنالجباعي - آمنه الله يوم الفزع الأكبر وجعل أئمته ذخيرته في المحشر - مننسخة بخط مصنفها - رحمه الله - وذلك يوم الثلاثاء، من شعبان من سنةاثنتين وخمسين وثمان مائة. والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمدالنبي وعلى آله الطيبين الطاهرين ] (1).

[ قد فرغت من تسويده في المحرم سنة عشر وسبعمائة بالبلدةالسلطانية - عمرها الله تعالى - وكتب حسن بن يوسف بن المطهر، مصنفالكتاب حامدا لله - تعالى - ومصليا على سيدنا محمد وآله - صلى اللهعليه وآله وسلم - وتشرف بكتابته وتسويده أحوج خلق الله - تعالى -وأقل عبيده، الضعيف اللهيف الطريد، محمد بن المرحوم محمد شريفالشريف المدعو بسعيد - غفر الله تعالى وزرهما وقبل يوم القيامة عذرهما -وفرغ منه في منتصف ربيع الآخر من شهور سنة اثنتين وثلاثين ومأتين بعدالألف من الهجرة، في المشهد الرضوي - على مشرفه ألوف صنوفالسلام -. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبينالطاهرين ] (2).

[ تم الكتاب الموسوم بكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين - صلى الله عليه إلى يوم الدين - طلبا عند الله ثوابه وتقربا إلى الله مرضاته - عصر

____________

1 - نهاية نسخة ج.

2 - نهاية نسخة أ.


الصفحة 494
الاثنين حادي عشر، شهر جمادي الثاني، سنة ست وثمانين وألف. غفرالله لكاتبه ولمن ترحم عليه والمؤمنين والمؤمنات بحرمة أمير المؤمنين وابن عمه- صلوات الله عليه وآله - (وكتب في هامش النسخة: كاتبه الفقير الحقيرمؤمن بن عبد الجواد الكاظمي) ] (1).

[ تم الكتاب الموسم بكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين - صلى الله عليه إلى يوم الدين - طلبا عند الله ثوابه وتقربا إلى الله مرضاته - ظهرالسبت عشر شهر رجب المرجب سنة عشر وألف، غفر الله لكاتبه ولمن ترحمعليه وللمؤمنين والمؤمنات بحرمة أمير المؤمنين وابن عمه - صلوات عليهوآله -. (وكتب في هامش النسخة: بلغ القبال بعون الله الملك المتعالوصلى الله على محمد وآله خير آل) ] (2).

[ وقد وقع الفراغ في يوم الثلاثاء أول شهر ربيع الأول من شهور سنة 1298 من الهجرة النبوية - على مهاجرها آلاف التحية - وطبع في دار طباعة جناب فخر الحاج حاجي إبراهيم تبريزي وقابله مقابلة كاملة العلام الفهام والفاضل القمقمام جناب الميرزا محمد علي آقا - سلمه الله تعالى وأيده ووفقه وإيانا - وأنا العبد الآثم محمد هاشم. والسلام على من اتبع الهدى ] (3).

____________

1 - نهاية نسخة ش.

2 - نهاية نسخة د.

3 - نهاية نسخة م.