
(1) احتجاج الطبرسي: 340، البحار: 9|15، وذكر له مصدرين هما: «الاحتجاج»، والثاني: «أمالي»
ابن الشيخ بهذا السند: عن الحسين بن عبيد اللّه، عن هارون بن موسى، عن محمّد بن همّام، عن
عليّ بن الحسين الهمداني، عن محمّد بن البرقي، عن محمّد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن
الصادق
_ عليه السلام _ ، عن آبائه
_ عليهم السلام _ ... الخ.

وذكره الاِمام شمس الدين أبي عليّ فخار بن معد الموسوي في كتابه الجليل «الحجة على الذاهب
إلى تكفير أبي طالب» : 15 فقال: وبالاسناد عن الشيخ أبي الفتح الكراجكي ـ رحمه اللّه ـ قال:
حدَّثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان القمي ـ رضي اللّه
عنه ـ قال: حدَّثني القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان بن عبد اللّه النصيبي في داره، قال: حدَّثنا
جعفر بن محمّد العلوي، قال: حدَّثنا عبيد اللّه أحمد قال: حدَّثنا محمّد بن زياد، قال: حدَّثنا
مفضل ابن عمر، عن جعفر بن محمّد الصادق
_ عليهم السلام _ ، عن أبيه، عن آبائه ـ عليهم السلام
ـ ... الخ، المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان، كنز الكراجكي: 80، أمالي ابن الشيخ:
192، تفسير أبي الفتوح: 4|211، الدرجات الرفيعة، ضياء العالمين، تفسير البرهان: 3|794.

شيخ البطحاء، ورئيس مكّة، وشيخ قريش، أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عمّ
الرسول وكافله، وأبو الاَئمّة (سلام اللّه عليهم أجمعين).

كان أبو طالب
_ عليه السلام _ شيخاً وسيماً جسيماً، عليه بهاء الملوك ووقار الحكماء، وكانت
قريش تسمّيه: «الشيخ»، وكانوا يهابونه، ويخافون سطوته، وكانوا يتجنّبون أذيّة رسول اللّه صلَّى
اللّه عليه و آله و سلَّم في أيَّامه، فلمَّـا توفّـي (سلام اللّه عليه) ، اجتروَا عليه واضطر إلى الهجرة
من وطنه مكة المكرمة إلى المدينة المنوّرة.

قيل لاَكثم بن صيفي ـ حكيم العرب ـ: ممّن تعلّمت الحكمة والرياسة، والحلم والسيادة؟ قال: من
حليف الحلم والاَدب، سيّد العجم والعرب، أبو طالب بن عبد المطلب.

وجرى ذات يوم كلام خشن بين معاوية بن أبي سفيان وصعصعة وابن الكواء، فقال معاوية: لولا
أنّي أرجع إلى قول أبي طالب لقتلتكم وهو:
قابلت جهلهم حلماً ومغفرة * والعفو عن قدرة ضرب من الكرم

وكان (سلام اللّه عليه) مستودعاً للوصايا فدفعها إلى رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وهو
الذي كفله وحماه من قريش ودافع عنه.

روى عن فاطمة بنت أسد: أنّه لما ظهر امارة وفاة عبد المطلب قال لاَولاده: مَنْ يكفل محمّداً؟
قالوا: هو أكيس منّا، فقل له يختار لنفسه، فقال عبد المطلب: يا محمّد ! جدك على جناح السفر
إلى القيامة، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك؟ فنظر في وجوههم ثمَّ زحف إلى عند أبي
طالب، فقال له عبد المطلب: يا أبا طالب ! إنّي قد عرفت ديانتك وأمانتك، فكن له كما كنت له.

كانت لاَبي طالب
_ عليه السلام _ مواقف في موَازرة الرسول
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ومقاومته
المشركين، وله كثير من أمثالها في دفاعه عن محمّد، وعن دين محمّد، وعن قرآن محمّد، وعن
أتباع محمّد.

فهلا يأخذك العجب بعد اطلاعك على هذا وشبهه من أقوال أبي طالب و أفعاله، ألا تستغرب بعد هذا
لو سمعت بعصابة أثّرت فيها الروح الاَموية الخبيثة، فدفعها خبث عنصرها، ورداءة نشأتها،
وجرّها الحقد إلى القول بأنّ أبا طالب
_ عليه السلام _ مات كافراً !!! وإن تعجب فعجب قولهم: أبو
طالب يموت كافراً؟!!!.

أبو طالب الذي يقول:
ولقد علمت بأنّ دين محمّد * من خير أديان البريّة ديناً

يموت كافراً ؟!!!

أبو طالب الذي يقول:
ليعلم خيار النّاس أنَّ محمّداً * وزير لموسى والمسيح بن مريم
أتانا بهدى مثل ما أتيا به * فكل بأمر اللّه يهدي ويعصم

يا للّه ويا للعجب قائل هذا يموت كافراً ؟!!!

أبو طالب الذي يقول:
ألا تعلموا أنّا وجدنا محمّداً * رسولاً كموسى خط في أوّل الكتب

ويقول مخاطباً رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ :
أنت النبيُّ محمّد * قرم أغر مسود

وهو الذي يقول:
لقد أكرم اللّهُ النبيّ محمّداً * فأكرم خلق اللّه في النّاس أحمد
وشق له من اسمه ليجلّه * فذو العرش محمود وهذا محمّد

ويقول:
قل لمن كان في كنانة في العز * وأهل الندى وأهل المعالي
قد أتاكم من المليك رسول * فاقبلوه بصالح الاَعمال

ويقول:
فخير بني هاشم أحمد * رسول الاِله على فترة

ويقول:
إنَّ ابن آمنة النبيّ محمّد * عندي بمنزلة من الاَولاد

ويقول:
صدق ابن آمنة النبيّ محمّد * فتميزوا غيظاً به وتقطعوا
إنّ ابن آمنة النبيّ محمّد * سيقوم بالحقّ الجلي ويصدق

أبو طالب الذي يقول:
يا شاهد اللّه عليَّ فاشهد * آمنت بالواحد ربّ أحمد
من ظل في الدين فإنّي مهتدي

كلّ هذا وأبو طالب مات كافراً !!!

إذا كان الاِيمان بالتوحيد والاقرار بنبوّة محمّد لا تكفي في إيمان الرَّجل، ويكون معتقدها والمقرُّ
بها كافراً، فما هو الاِسلام اذن؟!!

إذا كان الذب عن رسول اللّه والاعتراف بنبوّته كفراً فما هو الاِسلام؟

طبعاً يقول لسان حال تلك العصابة في الجواب: الاِيمان أن تتمكن في نفسك مبادىَ أبي سفيان،
وتوَمن بالذي يحلف به أبو سفيان، وتقول كما قال: ما من جنّة ولا نار.

أسمعت هذا وبعد فهلاّ ترفع يدك إلى الدعاء وتقول معي: اللّهمّ ! ادخلني النار التي يقطن فيها عليّ بن أبي طالب ، واجعلني في الضحضاح الذي فيه أبو طالب، ولا تدخلني الجنَّة التي يدخل فيها أبو سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن معاوية، فسلام على تلك النار، ولعنة الله على هذه الجنّة.
ولولا أبو طالب وابنه * لما مثل الدين شخصاً فقاما
فذاك بمكة آوى وحامي * وذاك بيثرب خاض الحماما
فللّه ذا فاتحاً للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
( 95 )
3ـ حدَّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ، عن
أبيه، عن
( 96 )
جدِّه أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه محمّد بن خالد، عن محمّد بن داود،
عن محمَّد بن الجارود العبدي، عن الاَصبغ بن نباتة قال: خرج علينا أمير الموَمنين
علي بن أبي طالب
_ عليه السلام _ ذات يوم، ووضع يده في يد ابنه الحسن ـ عليه
السلام ـ .
( 97 )
وهو يقول: «خرج علينا رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ ذات يوم
ويده في يدي هكذا، وهو يقول: خير الخلق بعدي وسيّدهم أخي هذا، وهو إمام
كلّ مسلم، ومولى كلّ موَمن
(1)بعدوفاتي.
ألا وإنّي أقول: خير الخلف بعدي وسيّدهم ابني هذا، وهو إمام كلِّ موَمن،
ومولى كلِّ موَمن (2)بعد وفاتي، ألا وإنَّه سَيُظلمُ بَعدي كما ظُلِمْتُ بعد رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وخير
____________

(1) في بعض النسخ: «أمير كلّ موَمن».

(2) في بعض النسخ: «وهو إمام كلّ مسلم وأمير كلّ موَمن».
( 98 )
الخلق وسيّدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين المظلوم بعد أخيه، المقتول في
أرض كربلاء، أما إنَّه
(1)وأصحابه من سادة الشهداء يوم القيامة.
ومن بعد الحسين تسعة من صلبه خلفاء اللّه في أرضه، وحججه على
عباده، وأُمناوَه على وحيه، وأئمّة المسلمين، وقادة الموَمنين، وسادة المتّقين.
تاسعهم القائم الذي يملوَ اللّه عزَّ وجلّ به الاَرض نوراً بعد ظلمتها، وعدلاً
بعد جورها، وعلماً بعد جهلها، والذي بعث أخي محمَّداً بالنبوّة، واختصّني
بالاِمامة، لقد نزل بذلك الوحي من السماء على لسان الرّوح الاَمين جبرئيل.
ولقد سئل رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وأنا عنده، عن الاَئمّة بعده،
فقال للسائل: والسماء ذات البروج إنّ عددهم بعدد البروج، وربِّ الليالي والاَيام
والشهور، إنَّ عددهم كعدد الشهور، فقال السائل: فمن هم يا رسول اللّه؟ فوضع
رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يده على رأسي.
فقال: أوّلهم هذا وآخرهم المهديُّ، من والاهم فقد والاني ، ومن عاداهم
فقد عاداني، ومن أحبّهم فقد أحبّني، وَمَن أبغضهم فقد أبغضني، ومن أنكرهم فقد
أنكرني، ومن عرفهم فقد عرفني.
بهم يحفظ اللّه عزَّ وجلَّ دينه، وبهم يعمر بلاده، وبهم يرزق عباده، وبهم
ينزل القطر من السماء، وبهم يخرج بركات الاَرض، هوَلاء أصفيائي وخلفائي
وأئمّة المسلمين وموالي الموَمنين»(2).
4ـ حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدَّثنا عليُّ بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن
أبيه محمَّد بن عليَّ، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين _ عليهم السلام _ .
قال: «سئل أمير الموَمنين _ عليه السلام _ عن معنى قول رسول اللّه صلَّى اللّه
عليه و آله و سلَّم : إنّي مخلّف
____________

(1) في بعض النسخ: «في أرض كرب وبلاء ألا وانَّه».

(2) كمال الدين: 1|259ـ 260 ، منتخب الاَثر: 91.
( 99 )
فيكم الثقلين: كتاب اللّه وعترتي، مَنْ العترة؟
قال: أنّا والحسن والحسين والاَئمّة التسعة من وُلد الحسين، تاسعهم
مهديّهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب اللّه، ولا يفارقهم حتّى يردوا على رسول اللّه
حوضه» (1).
5ـ وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، قال: حدَّثنا أبو علي
الحسن ابن محمد النهاوندي قال: حدَّثنا العباس بن مطر الهمداني قال: حدَّثنا
إسماعيل بن علي المقري قال: حدَّثنا محمد بن سليمان قال: حدَّثني أبو جعفر
العرجي، عن محمّد بن يزيد، عن سعيد بن عباية، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا
أمير الموَمنين _ عليه السلام _ بالمدينة، وقد ذكر الفتنة وقربها، ثمّ ذكر قيام القائم
من ولده وأنَّه يملوَها عدلاً كما ملئت جوراً، قال سلمان: فأتيته خالياً (2)فقلت: يا
أمير الموَمنين! متى يظهر القائم من ولدك؟
فتنفّس الصعداء وقال: « لا يظهر القائم حتى يكون أُمور الصبيان، وتضييع
حقوق الرَّحمن، ويتغنّى بالقرآن بالتطريب والاَلحان، فإذا قتلت ملوك بني العباس
أُولي الغمار والالتباس أصحاب الرمي عن الاَقواس بوجوه كالتراس، وخربت
البصرة، وظهرت العشرة ... هناك يقوم المهديُّ من ولد الحسين لا ابن مثله ... »
(3).
6ـ وعنه (إبراهيم بن محمد الثقفي) قال: حدَّثني إسماعيل بن يسار، قال:
حدَّثني عليُّ بن جعفر الحضرمي، عن سليم بن قيس الشامي، أنَّه سمع عليّاً ـ عليه
السلام ـ يقول:
____________

(1) إعلام الورى: 375، عيون الاَخبار: 304، منتخب الاَثر: 94.

(2) يقال: خلا بفلان وإليه ومعه: سأله أن يجتمع به في خلوة، ففعل، فالمراد ـ أنّي أتيته ونحن في
خلوة.

(3) دلائل الاِمامة: 253ـ 254، العدد القوية: 75، مرسلاً، وقال: قال سلمان الفارسي (رضي اللّه
عنه): أتيت أمير الموَمنين عليَّ بن أبي طالب
_ عليه السلام _ خالياً، فقلت: يا أمير الموَمنين! متى
القائم من ولدك؟ فتنفّس الصعداء وقال: ... وفيه: « ...ويتغنّى بالقرآن، فإذا قتلت ملوك بني
العباس أُولي العمى والالتباس... وخربت البصرة، هناك يقوم القائم من ولد الحسين ـ عليه
السلام ـ»، البحار: 52|275 ـ عن العدد القوية، منتخب الاَثر: 248ـ عن دلائل الاِمامة ملخّصاً،
وفي : 435 ـ عن نفس الرحمن، نفس الرحمن في فضائل سلمان: 103 ـ عن العدد القوية.
( 100 )
«إنّي وأوصيائي من ولدي أئمّة مهتدون كلّنا محدّثُون».
قلت: يا أمير الموَمنين مَنْ هُم؟
قال: «الحسن والحسين، ثُمَّ ابني علي بن الحسين ـ قال: وعليٌّ يومئذ رضيع
ـ ثُمَّ ثمانية من بعده واحداً بعد واحد، وهم الذين أقسم اللّه بهم، فقال: "ووالد وما
ولد" أمّا الوالد فرسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وما ولد يعني هوَلاء
الاَوصياء».
فقلت: يا أمير الموَمنين أيجتمع إمامان؟
فقال: «لا، إلاّ وأحدهما مصمت لا ينطق حتى يمضي الاَوّل» (1).
7ـ قال سلمان الفارسي (رضي اللّه عنه): أتيت أمير الموَمنين ـ عليه السلام
ـ خالياً فقلت: يا أمير الموَمنين! متى [يظهرج القائم من ولدك؟
فتنفَّس الصعداء، وقال: «لا يظهر القائم حتّى يكون أُمور الصبيان، ويضيّع
حقوق الرَّحمن ويتغنّى بالقرآن.
فإذا قتلت ملوك ـ بني العبّاس ـ أُولي العمى والالتباس، أصحاب الرَّمي عن
الاَقواس بوجوه كالتراس، وخربت البصرة.
هناك يقوم القائم من ولد الحسين _ عليه السلام _ » (2).
8ـ وأسند عليّ بن محمّد إلى عليٍّ _ عليه السلام _ : «قول النبيِّ صلَّى اللّه
عليه و آله و سلَّم : قال اللّه تعالى: لاَُعَذِّبَنَّ كلَّ رعيّة دانت بإمام جائر وإن كانت في
نفسها برَّة تقيّة، ولاَرحمنَّ كلَّ رعيّة
____________

(1) اختصاص المفيد: 324ـ باب الاَئمّة
_ عليهم السلام _ كلّهم مفهمون محدّثون ـ وفيه: قال سليم:
سألت محمّد بن أبي بكر فقلت: أكان عليٌّ
_ عليه السلام _ محدّثاً؟ فقال: نعم، قلت: ويحدّث
الملائكة الاَئمّة؟ فقال: أو ما تقرأ: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدّث) ، قلت:
فأمير الموَمنين محدّث؟ فقال: نعم، وفاطمة كانت محدّثة ولم تكن نبيّة، البحار: 26|79 وفي
سنده: عبد اللّه عن إبراهيم بن محمّد الثقفيّ، وفيه: «...مهديون بدل أئمّة مهتدون» ...فقلت بدل
قلت، بصائر الدرجات: 106، كفاية الاَثر: 57، بتفاوت يسير.

(2) البحار: 52|275.
( 101 )
دانت بإمام عادل منّي وإن كانت في نفسها غير برَّة تقيّة.
قلت: فكم يكون بعدك؟ قال: تسعة من ولد الحسين _ عليهم السلام _
تاسعهم قائمهم يحزن لفقده أهل الاَرض والسماء، فكم موَمن متأسّف حيران،
كأنّي بهم آيس ما يكون إذ نودي في رجب ثلاثة أصوات: نداء يسمع من البعد
كالقرب: ألا لعنة اللّه على الظالمين. والثاني: أزفة الآزفة، والثالث: يرون بدناً مع
قرن الشمس أنَّ اللّه قد بعث فلان بن فلان حتى ينسبه إلى علي _ عليه السلام _ »
(1).
9ـ وفي المودَّة العاشرة من كتاب «مودَّة القربى» للسيّد عليّ الهمداني قال:
وعن عليٍّ _ عليه السلام _ قال: «قال رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : لا
تذهب الدُّنيا حتّى يقوم بأُمّتي رجلٌ من ولد الحسين يملاَ الاَرض عدلاً كما ملئت
ظلماً» (2).
10ـ قال الشيخ حسن بن سليمان ـ رحمه اللّه ـ في كتاب «المختصر» روى
بعض علماء الاِماميّة في كتاب «منهج التحقيق إلى سواء الطريق»، باسناده عن
سلمان الفارسي، [عن علي _ عليه السلام _ ]:
«والَّذي رفع السماء بغير عمد، لو أنَّ أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر
نفس واحد، لا زال حتّى آذن له، وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده
الحسين، وتسعة من ولد الحسين، تاسعهم قائمهم» (3).
11ـ وروى الحسن بن سليمان بن خالد في كتاب مختصر البصائر قال:
أجاز لي الشيخ الشهيد محمّد بن مكي الشامي ثم ذكر السند إلى محمّد بن علي بن
بابويه عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي عن
الحسن بن معاذ عن قيس بن حفص عن يونس بن أرقم عن أبي يسار عن
الضحاك بن مزاحم عن النزال ابن سمرة عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ في
حديث طويل يذكر فيه الدجّال قال: «يقتله
____________

(1) الصراط المستقيم: 2| 127 ـ 128.

(2) المصدر نفسه: 2|116. هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.

(3) البحار: 27|35ـ36ـ37، ح 5. المختصر: 71ـ76.
( 102 )
اللّه بالشام على يدي من يصلّـي المسيح بن مريم خلفه» إلى أن قال: فقال النزال
بن سمرة لصعصعة: ما عنى أمير الموَمنين
_ عليه السلام _ بهذا القول؟ فقال: إنّ
الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد
الحسين
_ عليه السلام _ (1).
12ـ عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمّه، عن ابن أبي عمير، عن حمزة
بن حمران، عن أبيه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن أمير
الموَمنين _ عليهم السلام _ : إنّه جاء إليه رجل فقال له: يا أبا الحسن إنّك تدّعي أمير
الموَمنين فمن أمَّرك عليهم؟ قال: اللّه عزَّ وجلَّ أمّرني عليهم .
فجاء الرجل إلى رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فقال : يا رسول اللّه
أيصدق علي فيما يقول إنّ اللّه أمّره على خلقه فغضب النبيّ صلَّى اللّه عليه و آله و
سلَّم ثمّ قال: إنّ عليّاً أمير الموَمنين بولاية من اللّه عزّ وجلّ عقدها له فوق عرشه
وأشهد على ذلك ملائكته، أنّ عليّاً خليفة اللّه وحجّة اللّه وانّه لاِمام المسلمين
طاعته مقرونة بطاعة اللّه ومعصيته مقرونة بمعصية اللّه، فمن جهله فقد جهلني
ومن عرفه فقد عرفني، ومن أنكر إمامته فقد أنكر نبوَّتي، ومن جحد إمرته فقد
جحد رسالتي، ومن دفع فضله فقد تنقصني، ومن قاتله فقد قاتلني، ومن سبّه فقد
سبّني لاَنّه منّي خلق من طينتي، وهو زوج فاطمة ابنتي وأبو ولدي الحسن
والحسين. ثم قال: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين
حجج اللّه على خلقه، أعداوَنا أعداء اللّه، وأولياوَنا أولياء اللّه (2).
13ـ عن المسيَّب ، عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ قال: « واللّه لقد خلفني
رسول اللّه في أُمّته فأنا حجّة اللّه عليهم بعد نبيّه وانّ ولايتي لتلزم أهل السماء كما
تلزم أهل الاَرض
____________

(1) اثبات الهداة: 460.

(2) منتخب الاَثر: 72 وقال: ورواه في غاية المرام عن ابن بابويه بسنده عن عليّ بن الحسين إلاّ أنّه
ذكر بعد قوله (أنّ علياً أمير الموَمنين) (وقائد الغر المحجّلين) وذكر لاَنّه خلق من طينتي بدل لاَنّه
منِّي خلق من طينتي، ورواه في كتاب «بشارة المصطفى»، بسنده عن أبي حمزة، عن عليِّ بن
الحسين
_ عليه السلام _ .
( 103 )
وانَّ الملائكة لتتذاكر فضلي وذلك تسبيحها عندها، أيّها النّاس اتّبعوني أهدكم
سواء السبيل ولا تأخذوا يميناً وشمالاً فتضلّوا وأنا وصيّ نبيّكم وخليفته وإمام
الموَمنين ومولاهم وأميرهم، وأنا قائد شيعتي إلى الجنّة وسائق أعدائي إلى النار، أنا
سيف اللّه على أعدائه ورحمته على أوليائه، أنا صاحب حوض رسول اللّهصلَّى
اللّه عليه و آله و سلَّم ولوائه وصاحب مقام شفاعته، والحسن والحسين وتسعة من
ولد الحسين خلفاء اللّه في أرضه وأمناوَه على وحيه وأئمّة المسلمين بعد نبيّه
وحجج اللّه على بريّته»
(1).
14ـ باسناده عن عبد الرزاق، عن محمّد بن راشد، عن أبان بن أبي عيَّاش،
عن سليم بن قيس: أنّ علياً قال لطلحة في حديث طويل عند ذكر تفاخر
المهاجرين والاَنصار بمناقبهم وفضائلهم: «يا طلحة أليس قد شهدت رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ حين دعانا بالكتف ليكتب فيها ما لا تضلّ الاَُمّة بعده
ولا تختلف فقال صاحبك ما قال إنّ رسول اللّه يهجر فغضب رسول اللّه وتركها؟»
قال: بلى، قد شهدته. قال: «فإنّكم لمّا خرجتم أخبرني رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و
آله و سلَّم بالذي أراد أن يكتب فيها ويشهد عليه العامّة وإنّ جبرئيل أخبره بأنّ اللّه
قد علم أنّ الاَُمّة ستختلف وتفترق ثم دعا بصحيفة، فأملاَ عليّ ما أراد أن يكتب
بالكتف، وأشهد على ذلك ثلاثة رهط، سلمان الفارسي، وأبا ذر، والمقداد وسمّى
من يكون من أئمّة الهدى الذين أمر الموَمنين بطاعتهم إلى يوم القيامة فسمَّاني
أوّلهم ثم ابني هذا حسن ثم ابني هذا حسين ثم تسعة من ولد ابني هذا حسين
كذلك يا أبا ذر وأنت يا مقداد؟» قالا: نشهد بذلك على رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و
آله و سلَّم . فقال طلحة: واللّه لقد سمعت من رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و
سلَّم يقول لاَبي ذر: ما أقلّت الغبراء ولا أظلّت الخضراء ذا لهجة أصدق ولا أبرّ من
أبي ذر، وأنا أشهد أنّهما لم يشهدا إلاّ الحقّ، وأنت أصدق وأبرَّ منهما (2).
***
____________

(1) منتخب الاَثر: 68 وقال: ورواه في غاية المرام عن أبي الحسن الفقيه بن شاذان (صاحب المناقب
المائة) من طرق العامّة.

(2) منتخب الاَثر: 74، عن غيبة النعماني.