
(1) المحكم والمتشابه: 3|112ـ113، نقلاً عن تفسير النعماني.
( 163 )
"ألم تَرَ إلى الَّذينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ
مُوتُوا ثُمَّ أَحياهُمْ إنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ على الناسِ وَلكِنّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَشْكُرُونَ"
(البقرةـ243).
19ـ قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في
تفسير القرآن: [حدَّثنا] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن
أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن
علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر
بن محمد الصادق _ عليه السلام _ يقول: في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن
يبلغ نحو 128 صفحة روى فيه عن الاِمام الصادق _ عليه السلام _ مجموعة أسئلة
لاَمير الموَمنين _ عليه السلام _ عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيه:
وَأَمَّا الرَّدُّ عَلى مَنْ أَنْكَرَ الرَّجْعةَ فَقَوْلُ اللّهِ عزَّ وَجَلَّ: "وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ
أُمّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ " أي إلى الدُّنيا، وأمَّا معنى حشر
الآخرة فقوله عزَّ وجل: "وَحَشـرْناهُم فَلَم نُغادِرْ مِنْهُمْ أحَداً".
وقوله سبحانه: "وَحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أنَّهم لا يَرْجِعُونَ" في الرَّجعَةِ
فأمَّا في القيامَةِ، فَهُمْ يَرْجِعُونَ.
وَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالى: "وَإِذْ أَخَذَ اللّهُُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وحِكْمَةٍ
ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُـرنَّهُ" وهذا لا يكونُ إلاّ في
الرَّجعةِ ومثلهُ ما خاطَبَ اللّهُ بهِ الاَئمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ والاِنْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ
فَقالَ سبحانهُ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمنوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنّهُمْ في
الاَرْضِ كما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهم وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ
ولَيُبْدِلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدونَنِي لا يُشْـرِكُونَ بي شَيْئاً" وهذا إنَّما يكون إذا
رجعوا إلى الدُّنيا.
ومثلُ قَوْلِهِ تَعالى: "وَنُريدُ أَنْ نَمُنَّ على الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ" وقولهِ سُبْحانَهُ: "إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ
لَرادُّكَ إلى مَعادٍ" أي رَجْعَةِ الدُّنيا.
( 164 )
ومِثْلُهُ قَوْلُهُ: "أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ ديارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ
فَقالَ لَهم اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحياهُمْ" وقَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: "واخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ
رَجُلاً لِمِيقاتِنا" فَرَدَّهُمْ اللّهُ تعالى بَعْدَ المَوتِ إلى الدُّنيا وَشَـرِبُوا وَنَكَحوا وَمِثْلُهُ
خَبَـرُ العُزَيْرِ» (1).
"هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهُدى ودين الحق ليُظهره على الدين كُلّه ولو كره
المشرِكون" (التوبة ـ 33).
20ـ عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ـ من حديث طويل ـ قال فيه:
«...كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ التي أوْحاها اللّهُ تعالى لِعَدُوَّهِ إِبليس، إلى أن يبْلغ
الكِتابُ أجلَهُ، وَيَحِقَّ القَوْلُ على الكافِرِينَ ويَقْتَرِبَ الوَعْدُ الحَقُّ، الَّذي بَيَّنَهُ في
كتابِهِ، بِقوْلِهِ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وعَمِلُوا الصَّالحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في
الاَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهمْ" وَذَلِكَ إذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ الاِسلامِ إلاَّ اسْمُهُ
وَمِنَ القُرْآنِ إلاّ رَسْمُهُ، وَغابَ صاحِبُ الاَمْرِِ بِإيضاحِ الغَدْرِ لَهُ في ذَلِكَ، لاشْتِمالِ
الفِتنَةِ عَلَى القُلُوبِ، حَتَّى يَكُونَ أَقرَبُ النَّاسِ إلَيْهِ أَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لَهُ وَعِندَ ذَلِكَ
يُوَيِّدُهُ اللّهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها، وَيُظْهِرُ دِينَ نَبِيِّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ على يديهِ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ولََو كَرِهَ المُشْـرِكُونَ»(2).
"واخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِـمِيقاتِنا فَلَمَّـا أَخَذَتْـهُمْ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ
لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتهلِكُنا بِمَـا فَعَل السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إلاَّ فِتْنَتُكَ
تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِيُّنا فاَغْفِر لَنَا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْـرُ
الغافِرِينَ" (الاَعراف ـ 155).
21ـ أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في تفسير
القرآن:
____________

(1) المحكم والمتشابه: 3 و 57، البحار: 53|118، 93|3 و 86 وفيه: «جعفر بدل حفص»، الاِيقاظ
من الهجعة: 377.

(2) الاحتجاج: 1|256، نور الثقلين: 2|212، البحار: 93|125، الصافي: 2|338، كلّهم عن
الاحتجاج، والاَخير بتفاوت يسير.
( 165 )
[حدَّثنا] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن يوسف
بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي حمزة،
عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق ـ
عليه السلام ـ يقول: ـ في حديث طويل ـ عن أنواع آيات القرآن يبلغ نحو 128
صفحة روى فيه الاِمامالصادق
_ عليه السلام _ مجموعة أسئلة لاَمير الموَمنين ـ
عليه السلام ـ عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها:
«وأمَّا الرَّدُّ على من أنكَرَ الرَّجْعَةَ فقولُ اللّهِ عَزَّ وجلَّ: "ويَومَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ
أُمّةٍ فَوْجاً مِـمَّن يُكَذِّبُ بآياتنا فهم يُوزَعون"، أي إلى الدُّنيا، وأمّا معنى حشر
الآخرة فقوله عزَّ وجلَّ: "وَحَشَرناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أحَداً" وقوله سبحانه:
"وَحَرامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكناها أنَّهُم لا يَرْجِعون" في الرَّجعَةِ فأمّا في القيامة فهم
يرجعون.
ومثل قوله تعالى: "وإذْ أخذ اللّهُ مِيثاقَ النَبيِّينَ لما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ
ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِه وَلَتَنْصُـرُنَّهُ" وَهذَا لا يَكُونُ إلاَّ في
الرَّجْعَةِ. وَمِثلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ بهِ الاَئمّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصـرِ والاِنْتِقامِ مِنْ أَعدائِهِم
فَقالَ سُبْحانَهُ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِين آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ـ إلى قولِه ـ لا
يُشْـرِكُونَ بي شَيئاً" وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا. وَمثْلُ قوله تعالى:
"ونُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذْينَ اسْتُضْعِفوا في الاَرْضِ وَنَجْعلَهُمْ أَئِمّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الوارثِينَ" وقوله سبحانه: "إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ لَرادُّكَ إلى مَعادٍ" أي
رَجعَةِ الدُّنيا، ومثله قوله: "أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجْوا مِنْ دِيارِهمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ
المَوتِ فَقالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْياهُمْ"، وقوله عزَّ وجلَّ: "واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ
سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا" فَرَدَّهُمُ اللّهُ تعالى بَعْدَ الموتِ إلى الدُّنيا» (1).
"وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في الاَرْضِ
كَمَـا
____________

(1) المحكم والمتشابه: 3 و 112ـ113، نقلاً عن تفسير النعماني.
( 166 )
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضْـى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ
بَعْدِ خَوْفِهِم أمْناً يعبدونني لا يُشرِكُون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلكَ فَأولَئِكَ هُمُ
الفاسِقون" (النور ـ 55).
22ـ قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في
تفسير القرآن: أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن أحمد بن
يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن علي بن أبي
حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر بن محمد
الصادق _ عليه السلام _ يقول: ... في حديث طويل عن أنواع آيات القرآن يبلغ
نحو 128 صفحة روى فيه الاِمام الصادق _ عليه السلام _ مجموعة أسئلة لاَمير
الموَمنين _ عليه السلام _ ، عن آيات القرآن وأحكامه جاء فيها:
«وأمّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ
أُمّةٍ فَوْجَاً ممَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ" أي إلى الدُّنيا، وأمّا معنى حشْـرِ
الآخرة فَقولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَحَشَـرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً " و قوله سبحانه:
"وَحَرْامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ" في الرَّجْعَةِ فأمَّا في القيامَةِ فإنَّهُمْ
يَرجِعُونَ، ومِثْلُ قولِهِ تعالى: "وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتْنصُـرُنَّهُ"، وَهَذا لا يَكُون
إلاّ في الرَّجْعَةِ.
ومِثْلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ بِهِ الاَئِمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ وَالانْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ
فقالَ سُبحانَهُ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ـ إلى قولِهِ ـ لا
يُشْـرِكُونَ بي شَيْئاً" وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا.
ومثلُهُ قوله تعالى: "وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوَارِثينَ" وقولُهُ سبحانه: "إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ
لَرادُّكَ إلى مَعادٍ" أي رَجعَةِ الدُّنيا.
( 167 )
ومثلُهُ قولُهُ: "أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ
فَقَالَ لَهمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ" وقوله عزَّ وجلَّ: "واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ
رَجُلاً لِمِيقاتِنا" فَردَّهم اللّهُ تعالى بعد الموتِ إلى الدُّنيا» (1).
23ـ عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : ـ من حديث طويل ـ قال فيه:
«...كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ التي أوْحاها اللّهُ تعالى لِعَدُوِّهِ إِبليس، إلى أن يبْلُغَ
الكِتابُ أَجَلَهُ، وَيَحقَّ القَوْلُ عَلَـى الكافِرِينَ وَيَقْتَرِبَ الوَعْدُ الحَقُّ، الَّذي بَيَّنَهُ في
كتابِهِ بِقَوْلِهِ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في
الاَرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهمْ" وَذَلِكَ إذَا لم يَبْقَ مِنَ الاِسلامِ إلاّ اسْمُهُ،
وَمِنَ القُرْآنِ إلاَّ رَسْمُهُ، وَغابَ صاحِبُ الاَمْرِ بِإِيضاحِ الغَدْرِ لَهُ في ذَلِكَ، لاشْتِمالِ
الفِتْنَةِ عَلَى القُلُوبِ، حتَّى يَكُونَ أَقْرَبُ النَّاسِ إليْهِ أَشدَّهُمْ عَداوةً لَهُ، وَعِنْدَ ذَلِكَ
يُوَيِّدُهُ اللّهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها، وَيُظْهِرُ دِيْنَ نَبِيِّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ عَلَى يَدَيْهِ
"عَلَى الدَّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْـرِكُونَ" (2).
"إنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ"
(الشعراءـ4).
24ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا محمد بن المفضل بن
إبراهيم بن قيس قال: حدَّثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدَّثنا ثعلبة بن ميمون،
عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي ـ عليهما
السلام ـ قال: سئل أمير الموَمنين _ عليه السلام _ عن قوله تعالى: "فاخْتَلَفَ
الاَحْزابُ مِنْ بَينهمْ" فقال:
«انْتَظِرُوا الفَرَجَ مِنْ ثلاثٍ» فقيل: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ فَقالَ: «اخْتِلافُ
أَهْلِِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ، والرَّاياتُ السُّود مِنْ خُراسانَ، والفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ.
____________

(1) المحكم والمتشابه: 3 و 112ـ113، نقلاً عن تفسير النعماني.

(2) الاحتجاج: 1|256.
( 168 )
فَقِيلَ: وَما الفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ؟
فَقالَ: أَوَ ما سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللّه عزَّ وجلَّ في القُرآنِ: "إنْ نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ
السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ" هِيَ آيةٌ تَخْرِجُ الفَتاةَ مِنْ خِدرِها، وَتُوقِظُ
النَّائِمَ، وَتُفْزِعُ اليَقْظانَ» (1).
"وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً ممَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُم يُوزَعُونَ" (النمل
ـ83).
25ـ قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في
تفسير القرآن: (حدَّثنا) أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن
أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن
علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر
بن محمد الصادق _ عليه السلام _ يقول: ـ في حديث طويل ـ عن أنواع آيات
القرآن يبلغ نحو 128 صفحة، روى فيه الاِمام الصادق _ عليه السلام _ مجموعة
أسئلة لاَمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها:
«وأمّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ
أُمّةٍ فَوْجَاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ" أي إلى الدُّنيا، وأمّا معنى حشْـرِ
الآخرةِ فَقولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَحَشَـرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً " و قوله سبحانه:
"وَحَرْامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ" في الرَّجْعَةِ فأمَّا في القيامَةِ فإنَّهُمْ
يَرجِعُونَ.
ومِثْلُ قولِهِ تعالى: "وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ لمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ
ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتنصُـرُنَّهُ"، وَهَذا لا يَكُونَ إلاّ في
الرَّجْعَةِ.
____________

(1) غيبة النعماني: 251، عنه البحار: 52|229 و 285، حلية الاَبرار: 2|611 و 613، عقد الدرر:
104 مرسلاً، وفيه: «انْظُرُوا...» قلنا: يا أمير الموَمنين وما هي؟ «... وَهِيَ آيَةٌ»، المحجة: 160،
البرهان: 3|179 و 180، تأويل الآيات: 1|387، وقال أيضاً (محمّد بن العباس): حدَّثنا الحسين
بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: حدَّثنا صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان، عن
معلّـى بن خنيس، عن أبي عبد اللّه
_ عليه السلام _ قال: «قال أمير الموَمنين
_ عليه السلام _ :ـ كما
في غيبة النعماني» بتفاوت يسير.
( 169 )
ومِثْلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ بِهِ الاَئِمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ وَالانْتِقامِ مِنْ أعْدائِهِمْ
فقالَ سُبحانَهُ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتَ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ في
الاَرْضِ كَمَـا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضْـى لَهُمْ
وَلَيُبْدِلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِم أمْناً يعبدونَنِي لا يُشرِكُون بي شيئاً" وهذا إنَّما يكون إذا
رَجَعُوا إلى الدُّنيا.
ومثلُ قوله تعالى: "وَنُرِيدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ" وقولِهِ سبحانه: "إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ
لَرادُّكَ إلى مَعادٍ" أي رَجعة الدُّنيا.
ومثلُهُ قولُهُ: "أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ
فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ" وقوله عزَّ وجلَّ: "واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ
رَجُلاً لِمِيقاتِنا" فَردَّهم اللّهُ تعالى بعد الموتِ إلى الدُّنيا» (1).
"وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الوَارِثينَ" (القصص ـ 5).
26ـ عنه (محمّد بن علي) عن الحسين بن محمد القطعي، عن علي بن
حاتم، عن محمد بن مروان، عن عبيد بن يحيى الثوري، عن محمد بن الحسين،
عن أبيه، عن جده، عن علي _ عليه السلام _ في قوله "وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ" قال:
«هُمْ آلُ محَمَّدٍ يَبْعَثُ اللّهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ
وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ» (2).
____________

(1) المحكم والمتشابه: 3 و 112ـ113.

(2) غيبة الطوسي: 113، منتخب الاَثر: 171 و 295، البحار: 51|54 و 63، نور الثقلين: 4|110،
إثبات الهداة: 3|503 و 568 ، منتخب الاَنوار المضيئة: 17ـ ممّا صح لي روايته عن محمّد بن
أحمد الاَيادي ـ رحمه اللّه ـ، يرفعه إلى أمير الموَمنين علي بن أبي طالب
_ عليه السلام _ قال:
«المسْتَضْعَفُونَ في الاَرْضِ المَذْكُورُونَ في الكِتابِ الَّذِينَ يَجْعَلُهُمُ اللّهُ أَئِمَّة نَحْنُ أَهْلَ البَيْت، يَبْعَثُ
اللّهُ مَهْدِيَّهُمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ».
( 170 )
27ـ وقال أبو عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق _ عليهما السلام _ : «قال أمير
الموَمنين _ عليه السلام _ : لَتَعْطِفَنَّ عَلَيْنَا الدُّنيا بَعْدَ شَمَـاسِها، عَطْفَ الضَّـرُوسِ
عَلَـى وَلَدِهَا، ثُمَّ قَرَأَ : "وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ"»(1).
"أوَ لَـمْ يَرَوْا أنَّا نَسُوقُ الماءَ إلى الاَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ
أَنْعامُهُمْ وَأنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِـرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ
يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ
إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَّ" (السجدة | 27 ـ 30).
____________

(1) خصائص الاَئمّة: 70، عنه البرهان: 3|218 و 219، مجمع البيان: 4|239، تأويل الآيات :
1|413 ـ عن محمّد بن العباس ـ رحمه اللّه ـ، عن عليّ بن عبد اللّه بن أسد، عن إبراهيم بن
محمّد، عن يوسف بن كليب المسعودي، عن عمر بن عبد الغفار بإسناده، عن ربيعة بن ناجد قال:
سمعت عليّاً
_ عليه السلام _ يقول: ... وفيه: «لَتَعْطِفَنَّ هذِهِ الدُّنْيا عَلَـى أَهْل البَيْتِ كَمَـا تَعْطِفُ»،
وفي 1|414ـ عن محمّد بن العبّاس، عن عليّ بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن محمّد، عن يحيى بن
صالح الجزيري بإسناده، عن أبي صالح، عن عليّ
_ عليه السلام _ : ... وفيه: «والذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ
النَّسْمَةَ لَتَعْطِفَنَّ عَلَيْنا هذِهِ الدُّنْيا» شواهد التنزيل: 1|431 ـ أخبرنا عبد الرحمان بن الحسن
(أخبرنا) محمّد بن إبراهيم بن سلمة (أخبرنا) محمّد بن عبد اللّه بن سليمان (أخبرنا) يحيى بن
عبد الحميد الحماني (أخبرنا) شريك، عن عثمان، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ قال: ـ أوّله
ـ، وفي 1|432 ـ أبو النضر العياشي في «تفسيره» (عن) عليّ بن جعفر بن العباس الخزاعي،
ومحمّد ابن علي بن خلف العطار، عن عمرو بن عبد الغفار، (عن) شريك، عن عثمان بن أبي
ربيعة (زرعه ل)، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ قال: سمعت عليّاً يقول: وتلا هذه الآية ـ أوله
ـ، وفيه: «... لَيَعْطِفَنَّ هذِهِ الآيَةُ عَلى بَني هاشِمٍ عَطْفَ النَّابِ»، منتخب الاَثر: 149، حلية الاَبرار:
2|597، نهج البلاغة: 506 حكمة (209) عن أمير الموَمنين مرسلاً، شرح ابن أبي الحديد:
19|29 حكمة (205) مرسلاً، شرح ابن ميثم البحراني: 5|349 حكمة (194) مرسلاً، ينابيع
المودّة: 437، البحار: 24|167و 170.
( 171 )
28ـ ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وعليه
خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته
هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق _ عليه السلام _ فيمكن أن يكون تاريخ
كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه _ عليه السلام _ انتقل بعد سنة مائة وأربعين من
الهجرة، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر بن محمد _ عليه السلام _ وبعض ما فيه عن غيرهما، ذكر في الكتاب
المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ تسمّى «المخزون»، ثمّ ذكر
الخطبة بطولها جاء فيها:
«...وَتُخْرِجُ لَهُمُ الاَرْضُ كُنُوزَها وَيَقُولُ القائِمُ _ عليه السلام _ كُلُوا هَنيئاً بِمَا
أسْلَفْتُمْ في الاَيَّامِ الخاليةِ، فالمسْلِمونَ يَوْمَئذٍ أهْلُ صَوابٍ لِلدِّينِ أُذِنَ لَهُمْ في الكَّلامِ
فَيوْمَئِذٍ تَأْويلُ هذه الآية "وجاءَ رَبُّكَ والمَلَكُ صَفّاً صفّاً" فلا يَقْبلُ اللّهُ يَوْمَئِذٍ إلاّ
دينَهُ الحقَّ ألا للّهِ الدِّينُ الخالِصُ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هذهِ الآيةِ : "أوَ لم يَرَوْا أنَّا نَسُوقُ
الماءَ إلى الاَرْضِ الجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِـرُونَ *
وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قُلْ يَوْمَ الفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِيمانُـهُمْ ولا هُمْ يُنْظَرُونَ * فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَّ"(1).
"فَمَـا زَالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصيداً خامِدِينَ" (الاَنبياء ـ 15).
29ـ ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وعليه
خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته
هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق _ عليه السلام _ فيمكن أن يكون تاريخ
كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه _ عليه السلام _ انتقل بعد سنة مائة وأربعين من
الهجرة، وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر بن محمد _ عليه السلام _ وبعض ما فيه عن غيرهما ذكر في الكتاب
المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ تسمّى «المخزون» .
____________

(1) مختصر بصائر الدرجات: 195 و 201.
( 172 )
«... وَيَبْعَثُ السُّفْيَانِيُّ مائَةً وَثَلاثينَ أَلْفاً إلى الكوفَةِ فَيَنْزِلُونَ بِالرَّوحاءِ
والفَارُوقِ وَمَوضِعِ مَرْيَمَ وَعِيسَـى _ عليهما السلام _ بِالقادِسِيَّةِ وَيَسِيرُ مِنْهُمْ ثَمانُونَ
ألْفاً حَتى يَنْزِلُوا الكوفَةَ، مَوْضِعْ قَبْـرِ هُودٍ _ عليه السلام _ بِالنُّخَيْلَةِ فَيَهْجُمُوا عَلَيْهِ
يَوْمَ زِينَةٍ وَأَميرُ النَّاسِ جَبَارٌ عَنِيدٌ يُقالُ لَهُ الكَاهِنُ السَّاحِرُ فَيَخْرُجُ مِنْ مَدِينَةٍ يُقالُ لَها
الزَّوْراءُ في خَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الكَهَنَةِ وَيَقْتُلُ عَلَـى جِسْـرِها سَبْعِينَ أَلْفاً حَتَّى يَحْتَمي
النَّاسُ الفُرَاتَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ مِنَ الدِّماءِ وَنَتْنِ الاَجسامِ وَيَسْبِي مِنَ الكُوفَةِ أبْكاراً لا
يُكْشَفُ عَنْها كَفٌّ ولا قِناعٌ حَتَّى يُوضَعْنَ في المَحامِلِ يَزْلُفُ بِهِنَّ الثُّوَيَّةَ وَهِيَ
الغَريّينِ ثُمَّ يَخْرُجُ عَنِ الكُوفَةِ مائَةُ أَلْفٍ بَيْنَ مُشْـرِكٍ وَمُنْافِقٍ حَتَّى يَضْـرِبُوا دِِمَشْقَ
لا يَصُدُّهُمْ عَنْها صَادٌّ وَهِيَ إِرَمُ ذَاتُ العِمادِ وَتُقْبِلُ رَاياتُ شَرْقِيِّ الاَرْضِ لَيْسَتْ
بِقِطْنٍ ولا كَتَّان ولاحَرْير مخْتَمَةٌ في رُوَُوُسِ القَنا بِخاتَمِ السَّيِّدِ الاَكْبَـرِ يَسُوقُها رَجُلٌ
مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يَوْمَ تَطِيرُ بِالمَشْـرِقِ يُوجَدُ رِيحُها
بِالمَغْرِبِ كَالمِسْكِ الاَذْفَرِ يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمامها شَهْراً وَيَخلُفُ أَبْناءُ سَعْدٍ السِّقاءَ
بِالكُوفَةِ طالِبينَ بِدماءِ آبائِهِمْ وَهُمْ أَبْناءُ الفَسَقَةِ حَتَّى تَهْجُمَ عَلَيْهِمْ خَيْلُ الحُسَيْـنِ ـ
عليه السلام ـ يَسْتَبِقانِ كَأَنَّهُما فَرَسَا رِهَانٍ شُعْثٌ غُبْـرٌ أَصْحَابُ بَوَاكِـي وَفَوارِحَ إذْ
يَضْـرِبُ أَحَدُهُمْ بِرِجْلِهِ باكِيةً يَقُولُ لا خَيْـرَ في مَجْلِسٍ بَعْدَ يَوْمِنا هَذا اللَّهُمَّ فَإِنَّا
التائِبُونَ الخاشِعُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ فَهُمُ الاَبْدَالُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ عَزَّ وَجلَّ:
"إنَّ اللّهُ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ" والمُطَهَّرُنَ نُظراوَُهُمْ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ وَيَخْرِجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ رَاهِبٌ مُسْتَجِيبٌ لِلاِمامِ
فَيَكُونُ أَوَّلَ النَّصارى إِجابَةً وَيَهْدِمُ صَوْمَعَتَهُ وَيَدُقُّ صَلِيبَها وَيَخْرُجُ بِالمَوالي
وَضُعَفاءِ النَّاسِ والخَيْلِ فَيَسِيرُونَ إِلى النُّخَيْلَةِ بِأَعْلامِ هُدىً فَيَكُونُ مُجتَمَعُ النَّاسِ
جَمِيعاً مِنَ الاَرْضِ كُلِّها بِالفَارُوقِ وَهِي مَحَجَّةُ أمير المُوَمِنينَ _ عليه السلام _ وَهِيَ
ما بَيْـنَ البَـرْسِ والفُرَاتِ فَيُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ فِيمَا بَيْـنَ المَشْـرِقِ والمَغْرِبِ ثَلاثَةُ آلافٍ مِنَ
اليَهُودِ والنَّصارَى يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعضاً فَيَوْمَئذٍ تَأْوِيلُ هذِهِ الآيةِ: "فَما زَالَتْ تِلْكَ
دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ" بِالسَّيْفِ وَتَحْتَ ظِلِّ السَّيْفِ...» (1).
____________

(1) مختصر بصائر الدرجات: 199ـ 200.
( 173 )
"فَلَمّـا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذَا هُمْ مِنْها يَرْكُضُـونَ * لا تَرْكُضُـوا وَارْجِعُوا إِلَـى ما
أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ" (الاَنبياء| 12 ـ 13).
30ـ ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وعليه
خط السيدرضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته:
هذاالكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق _ عليه السلام _ فيمكن أن يكون
تاريخكتابتهبعد المائتين من الهجرة لاَنّه _ عليه السلام _ انتقل بعد سنة مائة
وأربعين منالهجرة،وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة
بن صدقة،عن جعفر بن محمد _ عليه السلام _ تسمّى «المخزون» ، ثم ذكر الخطبة
بطولها جاء فيها:
«...ثُمَّ يَخْرُجُ عَنِ الكُوفَةِ مائَةُ أَلْفٍ بَيْنَ مُشْـرِكٍ وَمُنْافِقٍ حَتَّى يَضْـرِبُوا دِِمَشْقَ
لا يَصُدُّهُمْ عَنْها صَادٌّ وَهِيَ إِرَمُ ذَاتُ العِمادِ وَتُقْبِلُ رَاياتُ شَرْقِ الاَرْضِ لَيْسَتْ
بِقِطْنٍ ولا كَتَّان ولاحَرير مخْتَمَةٌ في رُوَُوُسِ القَنا بِخاتَمِ السَّيِّدِ الاَكْبَـرِ يَسُوقُها رَجُلٌ
مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يَوْمَ تَطِيرُ بِالمَشْـرِقِ يُوجَدُ رِيحُها
بِالمَغْرِبِ كَالمِسْكِ الاَذْفَرِ يَسِيرُ الرُّعْبُ أَمامَها شَهْراً وَيَخْلُفُ أَبْناءُ سَعْدٍ السِّقاءَ
بِالكُوفَةِ طالِبينَ بِدماءِ آبائِهِمْ وَهُمْ أَبْناءُ الفَسَقَةِ حَتَّى تَهْجُمَ عَلَيْهِمْ خَيْلُ الحُسَيْـنِ ـ
عليه السلام ـ ...إلى أن قال: وَيَخْلُفُ مِنْ بني الاَشْهَبِ الزَّاجِرُ اللَّحْظ في أُناسٍ مِنْ
غَيْـرِ أَبِيهِ هِرَاباً حَتَّى يَأْتُوا سَبَطْرَى عَوْذاً بِالشَّـجَرِ فَيَوْمَئِذٍ تَأوِيلُ هذِهِ الآيةِ: "فَلَمّـا
أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذَا هُمْ مِنْها يَرْكُضُـونَ * لا تَرْكُضُـوا وَارْجِعُوا إِلَـى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ
وَمَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ" وَمَساكِنُهُم الكُنُوزُ الَّتي غَلَبُوا عَلَيْها مِنْ أَمْوَالِ
المُسْلِمينَ»(1).
____________

(1) مختصر بصائر الدرجات: 195 و 200، عنه البحار: 53|83ـ84، وفيه: «...بَنِي أَشْهَبَ ...غَنِموا
مِنْ».
( 174 )
"وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الوَارِثينَ" (القصص ـ 5).
31ـ قال أبو عبد اللّه محمد بن إبراهيم بن حفص النعماني في كتابه في
تفسير القرآن: [حدَّثنا] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال: حدَّثنا جعفر بن
أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسين بن
علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر قال: سمعت أبا عبد اللّه جعفر
بن محمد الصادق _ عليه السلام _ يقول ـ في حديث طويل ـ: عن أنواع آيات
القرآن يبلغ نحو (128) صفحة، روى فيه الاِمام الصادق _ عليه السلام _ مجموعة
أسئلة لاَمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، عن آيات القرآن وأحكامه، جاء فيها:
«وأمّا الرَّدُّ على مَنْ أَنكَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ: "وَيَوْمَ نَحْشُـرُ مِنْ كُلِّ
أُمّةٍ فَوْجَاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ" أي إلى الدُّنيا وأمّا معنى حشْـرِ
الآخرة فَقولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: "وَحَشَـرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً " و قوله سبحانه:
"وَحَرْامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ" في الرَّجْعَةِ فأمَّا القيامَةِ فإنَّهُمْ
يَرجِعُونَ.
ومِثْلُ قولِهِ تعالى: "وإذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثاقَ النَّبيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ
ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُوَْمِنُنَّ بِهِ وَلَتْنصُـرُنَّهُ"، وَهَذا لا يَكُونُ إلاّ في
الرَّجْعَةِ.
ومِثْلُهُ ما خاطَبَ اللّهُ تعالى بِهِ الاَئِمَّةَ، وَوَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْـرِ وَالانْتِقامِ مِنْ
أعْدائِهِمْ فقالَ سُبحانَهُ: "وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتَـ إلى قوله:ـ لا
يُشرِكُون بي شيئاً" وهذا إنَّما يكون إذا رَجَعُوا إلى الدُّنيا.
ومثلُ قوله تعالى: "وَنُريدُ أنْ نَمُنَّ عَلَـى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الاَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ" وقولِهِ سبحانه: "إنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآنَ
لَرادُّكَ إلى مَعادٍ" أي رَجعة الدُّنيا.
( 175 )
ومثلُهُ قولُهُ: "أَلَـمْ تَرَ إلى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِم وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ
فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ" وقوله عزَّ وجلَّ: "واخْتَارَ مُوسَـى قَوْمَهُ سَبْعِينَ
رَجُلاً لِمِيقاتِنا" فَردَّهمُ اللّهُ تعالى بعد الموتِ إلى الدُّنيا» (1).
"فاخْتَلَفَ الاَحْزابُ مِنْ بَيْنِهمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظيمٍ"
(مريم ـ37).
32ـ أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدَّثنا محمد بن المفضل بن
إبراهيم بن قيس قال: حدَّثنا الحسن بن علي بن فضال قال: حدَّثنا ثعلبة بن ميمون،
عن معمر بن يحيى، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي ـ عليهما
السلام ـ قال: سُئِلَ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ عن قوله تعالى: "فاخْتَلَفَ
الاَحْزابُ مِنْ بَينهُمْ" فقال:
«انْتَظِرُوا الفَرَجَ مِنْ ثلاثٍ» فقيل: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ فَقالَ: «اخْتِلافُ
أَهْلِِ الشَّامِ بَيْنَهُمْ، والرَّاياتُ السُّود مِنْ خُراسانَ، والفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ. فَقِيلَ:
وَما الفَزْعَةُ في شَهْـرِ رَمَضانَ؟ فَقالَ: أَوَ ما سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللّه عزَّ وجلَّ في القُرآنِ "إنْ
نَشَأ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعينَ" هِيَ آيةٌ تُخْرِجُ الفَتاةَ
مِنْ خِدرِها، وَتُوقِظُ النَّائِمَ، وَتُفْزِعُ اليَقْظانَ»(2).
____________

(1) المحكم والمتشابه: 3 و 112ـ113، نقلاً عن تفسير النعماني.

(2) غيبة النعماني: 251، عنه البحار: 52|229، وفيه: فقلت: يا أمير الموَمنين وما هنَّ؟ ورواه أيضاً
في 52|285، إثبات الهداة: 3|734، وفي سنده: محمّد بن الفضل بدل المفضل، عقد الدرر: 104
مرسلاً، عن أمير الموَمنين عليٍّ
_ عليه السلام _ ، وفيه: قلنا بدل فقيل، حلية الاَبرار2|611، ورواه
أيضاً في 2|613، البرهان: 3|179 وفي سنده: محمّد بن الفضل بدل المفضل، ورواه أيضاً في
3|180، تأويل الآيات: 1|387ـ حدّثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس قال:
حدَّثنا صفوان بن يحيى، عن أبي عثمان، عن معلّـى بن خنيس، عن أبي عبد اللّه
_ عليه السلام _
قال: «قال أمير الموَمنين
_ عليه السلام _ ـ كما في المتن بتفاوت يسير، وفيه: «يستيقظ بدل
توقظ».
( 176 )
"ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَموالٍ وَبَنينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفيراً"
(الاِسراءـ6).
33ـ ووقفت على كتاب خطب لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وعليه
خط السيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس ما صورته
هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الصادق _ عليه السلام _ فيمكن أن يكون تاريخ
كتابته بعد المائتين من الهجرة لاَنّه _ عليه السلام _ انتقل بعد سنة مائة وأربعين من
الهجرة وقد روى بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر بن محمد _ عليه السلام _ وبعض ما فيه عن غيرهما، ذكر في الكتاب
المشار إليه خطبة لمولانا أمير الموَمنين _ عليه السلام _ تسمّى «المخزون»، ثمّ ذكر
الخطبة بطولها جاء فيها:
«... ألا يَا أَيُّها النَّاسُ، سَلُوني قَبْلَ أَنْ تَشْـرَعَ بِرِجْلِها فِتْنَةٌ شَـرْقِيَّةٌ وَتَطَأُ في
خطامَها بَعْدَ مَوْتٍ وحياةٍ أوْ تَشُبَّ نَارٌ بِِالحَطَبِ الجَزْلِ غَرْبيَّ الاَرْضِ وَرَافِعَة ذَيْلَها
تَدْعُو يَا وَيْلَها بِذِحْلَةٍ أوْ مِثْلِهِا، فَإِذَا اسْتَدارَ الفَلَكُ قُلْتُمْ مَاتَ أوْ هَلَكَ بِأَيِّ وادٍ
سَلَكَ، فَيوْمَئِذٍ تَأْويلُ هذِهِ الآيةِ "ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْناكُمْ بِأَموالٍ
وَبَنينَ وَجَعَلْناكُمْ أكْثَرَ نَفيراً" وَلِذَلِكَ آياتٌ وعلاماتٌ أَوَّلُهُنَّ إِحْصارُ الكُوفَةِ بِالرَّصْدِ
والخَنْدَقِ وَتَحْرِيقِ الزَّوَايا في سِكَكِ الكُوفَةِ وَتَعْطِيلُ المَساجِدِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَتَخْفِقُ
رَاياتٌ ثَلاثٌ حَوْلَ المَسْجِدِ الاَكْبَرِ يَشَّبَّهْنَ بالهُدَى، القاتِلُ والمَقْتُولُ في النارِ، وقَتْلٌ
كثيرٌ، وَموتٌ ذرِيعٌ، وقَتلُ النَّفسِ الزَّكيةِ بِظَهرِ الكوفة في سَبعينَ والمذبوح بين
الركن والمقام وقتل الاَسبع المظفر صبراً في بيعةِ الاَصنام، مع كثير من شياطينِ
الاِنسِ وخروج السفياني براية خضراء وصليب من ذهب أميرها رجل من كلب
واثني عشر ألف عنان من خيل يحمل السفياني متوجهاً إلى مكّة والمدينة أميرها
أحد من بني أُميّة يقال له: خزيمة أطمس العين الشمال، على عينه طرفة تميل
بالدُّنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالاً ونساءً مِنْ آل محمَّد صلَّى
اللّه عليه و آله و سلَّم فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها: دار أبي الحسن الاَموي
...» (1).
____________

(1) مختصر بصائر الدرجات: 199.