http://www.imamsadeq.org كتاب موسوعة أحاديث أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ تأليف اللجنة العليا للتحقيق في مؤسسة نهج البلاغة ص 1 - ص 34

 



موسوعة أحاديث

أمير المؤمنين علي

عليه السلام








تأليف


اللجنة العليا للتحقيق في مؤسسة نهج البلاغة





( 5 )

إهداء ودعاء


إلى بقية الله في الأرضين
ووارث علوم الأنبياء والمرسلين
المعدّ لقطع دابر الظالمين
والمدّخر لإحياء معالم الدين
الحجّة بن الحسن (عجل الله تعالى فرجه)

( 6 )

( 7 )





مقدمة المؤسسة


( 8 )

( 9 )



عقيدة المسلمين في المهدي


مِنَ الخطأ أنْ يظنَّ البعض: بأنَّ فكرة الاِمام المنتظر، وانتظار الفرج في آخر الزمان مِنْ خصائص ـ الشيعة ـ، بل وأنَّ انتظار مصلح عالمي يحكم بالعدل، ويحطِّم أركان الجبابرة مطلب عام يوَمن به كثير مِنَ المجتمعات البشرية، سيّما أصحاب الاَديان السماوية.

فاليهود يعتقدون: بخروج مصلح في آخر الزمان، ويسمُّونه: «ايليا»، ويعتقد النصارى: بخروج ـ عيسى بن مريم ـ.

وجاء عَنِ الكتب الدينية للهندوس: في أواخر الجك الرابع ـ أي الدورة الرابعة ـ يتَّجه أهل الاَرض إلى الفساد، ويكفر أكثرهم، ويرتكبون المعاصي الكبيرة، ويحكمهم الاَرذلون، والنَّاس يومئذ أشبه بالذئاب يأكل بعضهم بعضاً، وينهب بعضهم بعضاً، ويفسد الكهنة ورجال الدين، والحقُّ يكون مَعَ اللصوص، ويحتقر المتَّقون الزاهدون.

هنالك يأتي «برهمن كلا» ـ أي رجل الدِّين الشجاع ـ فيطهِّر الاَرض بسيفه


( 10 )
القاطع مِنَ المفسدين والاَرجاس، ويحفظ الطيبين والاَطهار (1).

ويعتقد البوذيون: أنَّ في كلِّ زمان تظهر شخصيات كاملة ليعلِّموا أتباعهم المحبَّة والصبر والتضحيَّة، ويعلمونهم تعاليم «بوذا»، وهوَلاء بدورهم يرشدون النَّاس.

ويعتقد المجوس: أنَّ في آخر الزمان يظهر شخص اسمه: «اشيزريكا»، ويظهر معه شخص آخر اسمه «پتياره» ـ أي الدَّجال ـ، فيفسد في الاَرض عشرين عاماً، ثم يحكم الاَرض «اشيزريكا» فيحيي العدل، ويبيد الظلم، ويخضع له الحكام والسلاطين، فترحل الفتن والمصائب إلى الاَبد، ليحلَّ محلّها الراحة والاَمان.

وبالاِيجاز، فإنَّ التبشير بخروج هذا المصلح وانتظار قيامه، مذكور في صحف الاَنبياء، والعهد القديم والجديد، وفي زبور داود، وكتاب دانيال، وإنجيل متي ويوحنّا، وفي عقائد الهندوس والبوذيين، وَمَن أرادَ ذلك فليراجع الكتب المفصَّلة.

أمَّا المسلمون باختلاف عقائدهم ومذاهبهم، يعتقدون بظهور الحجَّة تحتَ اسم ـ المهدي ـ حتّى أنَّ بعض الانتهازيين استغل هذه العقيدة الراسخة في قلوب عامة المسلمين، فادَّعى المهدوية في إيران، وكثيرون في السودان والمغرب العربي.

وقد ذكر الشيخ عبد المحسن العباد ـ في «مجلة الجامعة الاِسلامية»: العدد(3) ـ أسماء العلماء والحفَّاظ الذين ذكروا أحاديث المهدي المنتظر في كتبهم، نذكر منهم:


____________

(1) ما للهند: 321.

( 11 )

1ـ أبو داود في «سننه».

2ـ الترمذي في «جامعه».

3ـ ابن ماجة في «سننه».

4ـ أحمد في «مسنده».

5ـ الحاكم في «المستدرك».

6ـ النسائي في «الخصائص الكبرى».

7ـ الطبراني في «الكبير» و «الاَوسط» و «الصغير».

8ـ نعيم بن حمَّـاد في كتاب «الفتن».

9ـ الدارقطني في «الاَفراد».

10ـ البارودي في «معرفة الصحابة».

11ـ الخطيب في «تلخيص المتشابه» وفي «المتَّفق والمفترق».

12ـ ابن عساكر في «تاريخه».

13ـ ابن جرير في «تهذيب الآثار».

14ـ أبو بكر بن المقري في «معجمه».

15ـ أبو عمرو الداني في «سننه».

16ـ البيهقي في «دلائل النبوة».

17ـ ابن الجوزي في «تاريخه».

18ـ يحيى الحماني في «مسنده».

19ـ الروياني في «مسنده».

20ـ ابن سعد في «الطبقات» (1).


____________

(1) المهدي المنتظر | للشيخ محمَّد حسن آل ياسين: 55.

( 12 )

وقد اعترف الدكتور أحمد أمين بذلك، فقال: إنَّه من أشراط الساعة، وأنَّه لابدَّ في آخر الزمان مِنْ ظهور رَجُلٍ من أهلِ البيت: يُوَيِّد الدِّين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الاِسلامية، ويسمَّى: «المهدي» (1).

ويقول الدكتور عبد الحليم النجار في مقدَّمته لكتاب «المهدويَّةُ في الاِسلام»: إنَّ علماء الحديث يرون أنَّ ـ فكرة المهديِّ ـ بلغت مبلغ التواتر المعنوي(2).

ويقول الشيخ منصور علي ناصف: اشتهر بين العلماء سلفاً وخلفاً: أنَّه في آخر الزمان لابدَّ مِنْ ظُهور رَجُلٍ مِن أهْلِ البيت، يُسمَّى: «المهدي»، يستولي على الممالك الاِسلامية، ويتبعه المسلمون، ويعدل بينهم، ويوَيِّد الدِّين.

وقد روى أحاديث ـ المهدي ـ جماعة مِنْ خيار الصحابة، وأخرجها أكابر المحدِّثين: كأبي داود، والترمذي، وابن ماجة، والطبراني، وأبي يُعلى، والبزاز، والاِمام أحمد، والحاكم (رضي اللّه عنهم أجمعين)، ولقد أَخطأ مَنْ ضَعَّفَ أحاديث ـ المهدي ـ كلَّها : كابن خلدون وغيره (3).

وهذا الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رئيس الجامعة الاِسلامية في المدينة المنورة ـ ، يقول: إنَّ أمْرَ ـ المهدي ـ أمْرٌ معلومٌ، والاَحاديث فيه مستفيضة، بل متواترة متعاضدة ... فهي بحقّ ٍتدلُّ على أنَّ هذا الشخص الموعود به: أمرهُ ثابتٌ وخروجه حقٌّ (4).

وجاء في مقال للشيخ صفاء الدين آل شيخ الحلقة ـ مِنْ علماء السنَّة في


____________

(1) المهدي والمهدوية: 110.
(2) أدب الشيعة: 101.
(3) التاج الجامع للاَُصول: 5|310.
(4) مجلة الجامعة الاِسلامية: 161 ـ العدد (3).


( 13 )
العراق ـ: وأمَّا ـ المهدي المنتظر ـ فقد بلغت الاَحاديث الواردة فيه حدَّاً مِنَ الكثرة يورث الطمأنينة: بأنَّ هذا كائن في آخر الزمان، فيعيد للاِسلام سلامته، وللاِيمان قوَّته، وللدين نضارته، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها على جميع الاصطلاحات المحرَّرة في الاَُصول.

أمَّا الآثار عن الصَّحابة المصرَّحة ـ بالمهدي ـ فهي كثيرة، لها حكم الرفع، فإنَّ ما أورده: البرزنجي في «الاِشاعة لاَشراط الساعة»، والآلوسي في «تفسيره»؛ والترمذي؛ وأبو داود؛ وابن ماجة؛ والحاكم؛ وأبو يعلى؛ والطبراني؛ وعبد الرزاق؛ وابن حبنل؛ ومسلم؛ وأبو نعيم؛ وابن عساكر؛ والبيهقي؛ والخطيب في «تاريخه»؛ والدارقطني؛ والردياني؛ ونعيم بن حمَّاد في «الفتن»؛ كذا ابن أبي شيبة؛ وأبو نعيم الكوفي؛ والبزاز؛ والدَّيمي؛ وعبد الجبار الخولاني في «تاريخه»؛ والجويني؛ وابن حبَّان؛ وأبو عمرو الدَّاني في «سننه».

ففي ذلك كفاية ... فالاِيمان بخروجه واجبٌ، واعتقاد ظهوره تصديق لاَحاديث الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ (1).

وإليك هذا الاستفتاء من رابطة العالم الاِسلامي في مكَّة:

يستفسر شخص اسمه: الكرم أبو محمَّد مِنْ كينيا، عن ـ المهدي المنتظرـ وموعد ظهوره، فيجيبه أمين عام الرابطة ـ السيِّد محمّد صالح القزاز ـ موضحاً أنَّ ـ ابن تيمية ـ موَسس المذهب الوهابي، قد قَبِلَ الاَحاديث الدالة على ـ ظهور المهدي ـ، ضمن رسالة مختصرة أعدَّها خمسة مِنْ رجال الدين في الحجاز.


____________

(1) المهدي المنتظر: الشيخ محمّد حسن آل ياسين.


( 14 )

موسوعة أحاديث أمير الموَمنين _ عليه السلام _ :

نظرة سريعة إلى موسوعة أحاديث أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : كانت مسألة جمع أحاديث أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ضرورة علمية لابدَّ منها، سيَّما وقد وردت في حقِّ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ مِنَ الاَحاديث التي لا يمكن ضمُّها وجمعها في أسفار ومجلَّدات ودورات،وإن تصدى البعض مِنَ الحفَّاظ والرواة إلى جمعها وتدوينها عبر التاريخ، بيد أنَّهم لَم يأتوا بها بصورة كاملة ومستوعبة وجامعة مِنْ كافة النواحي.

لذلك نجد في كلِّ كتابٍ وسفرٍ شطراً منْ مناقبه، ونتفاً مِنْ فضائله الجمَّة، وبعض من كلماته القيمة، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلُّ على أنَّ أئمَّة الحديث لم يتمكنوا من استيعاب حميع مناقب الاِمام أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وخطبه ورسائله، وأنَّ جمعها وتدوينها في الواقع خارج عن حدود إمكانياتهم العلمية، وعنْ صعيد البحث والتحقيق والتتبع.

فَبَعْدَ أنْ خاض رئيس اللجنة العليا للتحقيق في ـ بنياد نهج البلاغة ـ لجج الجوامع الكبيرة لاَُمهات الكتب، فأرَّقه عدم وجود كتاب جامع مانع يغني عن جميع الاَُصول، فيكون المرجع لكلِّ عِلْمٍ وفَنٍّ، وشاملاً لكلِّ باب وموضوع، وأن يكون شافياً كافياً، يستقصي جميع الروايات والاَخبار، بجميع أسانيدها التي وردت عن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ .

فأصبحت ضالَّته المنشودة البحث والتنقيب في المراجع والمصادر والاَُصول، والجوامع الاَخيرة، أمثال: «الوافي» و «الوسائل» و «البحار»، ثُمَّ نَظَرَ لاَغلب الاَُصول، ناقداً ممحِّصاً، وباحثاً فاحصاً، فوفقه اللّه لجمعها، بَعْدَ صرف الاَوقات العزيزة في تحقيقها واتِّحاد أخبارها، مَعَ المصادر والجوامع، وإفراد كامل أسانيدها.


( 15 )

لهذا السبب كانت الحاجة إلى عمل أساسي يُسهل على الباحث والقارىَ أن يرجع إلى النص في أيّ موضوع شاء، فيرى بغية ما أورده، ونهاية ما أراده، أكثر ممَّا يُقدِّمه له الكاتب ... وذلك هو الهدف مِنْ جامع أحاديث الاِمام عليٍّ ـ عليه السلام ـ وموضوعاتها.

وَمِنْ حسنات هذا العصر الزاهر، أن يتوجَّه جماعة إلى حسب مناهج علمية خاصة تيسّـر للمطالع فهمها والاستفادة منها.

وَكَانَ مِنْ حسن حظ «بنياد نهج البلاغة» أن يَسْلُكَ هذه الطريق فيمَنْ سَلَك، ويقع اختياره على تقديم هذا الكتاب بكلِّ فخرٍ واعتزاز.

كلمة حول موضوع الكتاب:

1ـ تَمَّ هذا العمل تحت إشراف اللجنة العليا للتحقيق في «بنياد نهج البلاغة».

2ـ أوكلت الهيئة العلمية في ـ بنياد نهج البلاغة ـ إلى حجَّة الاِسلام السيِّد يحيى العلوي بجمع الاَحاديث مِنْ بعض المصادر، فقامَ مشكوراً بهذه المهمَّة، ملتمساً رحمة اللّه، وطلب رضاه، فقد أجهد نفسه طويلاً، خدمةً للاِسلام ورعاية للمسلمين، وهذا ما ينفعه في دنياه وأُخراه، مستحضراً قول الرسول الاَعظم (صلَّـى اللّه عليه وآله) القدوة الحسنة: «إذا مات الاِنسان انقطع عمله إلاَّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (1).

3ـ أُحيل تكميل الموضوع إلى لجنة التحقيق في ـ بنياد نهج البلاغةـ فقامت هي الاَُخرى مشكورة بتنظير الاَحاديث ومقابلتها مَعَ النسخ الاَصلية المعتمدة، وكتابة عناوين ومقدَّمات للفصول، وما رأته ضرورياً ونافعاً.


____________

(1) رواه مسلم.


( 16 )

4ـ جُمِعَت هذه الاَحاديث مِنْ مصادر وكتب ثابتة معروفة مِنَ الفريقين.

5ـ طريقنا في التحقيق كانت إبراز متن صحيح وكامل مِنْ غير أغلاط، وقد أَشرنا إلى اختلاف الحديث، والاختلاف اليسير فيه في الهامش، مَعَ ذكر الزيادة أو النقيصة في ـ المتن ـ تتميماً للفائدة.

6ـ تقطيع ـ المتن ـ بأحسن وجه، يحفظ له المعنى، ويسهِّل على القارىَ تقبّله، ويضيف عليه جمالية في الاِخراج.

7ـ شرح بعض الكلمات المذكورة في ـ المتن ـ التي تبدو غير واضحة المعنى شرحاً موجزاً، باعتماد أهم معاجم اللغة.

8ـ ترجمة مختصرة لبعض الرواة الواردة أسماوَهم في الحديث.

9ـ التعليق المقتضب عند الضرورة.

10ـ والشيء الذي يلفت النظر في الكتاب: هو أنَّنا لم نصطدم بالمشدِّدين في نقد الحديث، ولا ننساق مع العاطفة، كي لا تفقدنا الغاية التي أُلِّف الكتاب مِن أجلها، معتمدين على أحاديث آل البيت _ عليهم السلام _ ، ومستندين على رواة لهم وزنهم في مجال الرواية، لَمْ يخدش ساحة عظمتهم برٌّ ولا فاجرٌ.

11ـ ممَّا تقتضيه الاَمانة العلمية نقلنا كلَّ ما وَرَدَ في أسانيد الحديث ونصِّه: مِنْ تعبيرات الصَّلاة على النبيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ؛ وتعبيرات التسليم والترضي على الاَئمَّة مِن أهل البيت، والصحابة، والرواة (رضي اللّه عنهم)، كما ذكرتها المصادر حرفياً.

12ـ ومِنْ ثمَّ تأتي مرحلة ترتيب هوامش الكتاب وفقاً للمعلومات والملاحظات المثبتة في الفقرات المتقدَّمة.

13ـ وأخيراً قمنا بإعداد الفهارس الفنيَّة الشاملة لمحتويات هذا الكتاب: مِن الآيات والاَحاديث والرواة وأسماء الكتب وأسماء الاَمكنة وغيرها، ممَّا يجدها


( 17 )
القارىَ كلاّ ً في محلِّه.

14ـ ثُمَّ إنَّ جميع ما أُثبت بين المعقوفات فهو زيادات منَّا، أضفناها إمَّا تجميلاً للفظ وتحبيراً للكلام، وإمَّا تصحيحاً للقول وتصويباً للبيان.

15ـ كتابنا هذا هو ـ المجلَّد الاَوّل ـ مِنْ موسوعة أحاديث أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ ، وسوف نواصل بإذن اللّه تعالى تقديم المجلَّدات الاَُخرى.


( 18 )




( 19 )


الباب الاَوّل

الفصل الاَوّل

اسم المهدي

ـ عجل اللّه فرجه الشريف ـ





( 20 )


( 21 )

1


«اسْمُ المَهْدِيّ»


1ـ حَدَّثنا أَبي و محمّد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن إسماعيل بن إبان، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر _ عليه السلام _ يقول: «سَأَلَ عُمَرُ أَمِيرَ المُوَْمِنينَ _ عليه السلام _ عَنِ المَهْدِيِّ فَقَالَ: يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبِرْنِي عَنِ المَهْدِيِّ مَا اسْمُهُ؟ قَالَ: أَمَّا اسْمُهُ فَلاَ، إِنَّ حَبِيبي وَخَليلي عَهِدَ إِلَيَّ أَنْ لا أُحَدِّثَ بِاسْمِهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَهُوَ مِمَّا اسْتَوْدَعَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَسُولَهُ في علْمِهِ» (1).


____________

(1) كمال الدين: 2|648، الاِرشاد: 363 ـ كما في كمال الدين بتفاوت يسير، مرسلاً عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، وفيه: قال: أخْبِرني عن صفتِهِ، قال: «هُوَ شابٌ مُرْبُوعٌ حَسَنُ الوَجْهِ، حَسَنُ الشَّعْرِ، يسْبِلُ شَعْرَهُ عَلَـى مَنْكِبَيْهِ، وَيَعْلُو نُورُ وَجْهِهِ سَوَادَ شَعْر لحْيَتِهِ ورَأسه، بأبي ابن خيرة الاِماء» ، إثبات الهداة 7|414، عن كمال الدِّين، وفيه: «... فإنَّ حبيبي عَهِدَ». وقال: رواه الطبرسي في «إعلام الورى» عن عمرو بن شمر . إعلام الورى: 434، كما في الاِرشاد مرسلاً عن عمرو بن شمر. الخرائج: 3|1152 ـ آخره ـ كما في الاِرشاد بتفاوت يسير مرسلاً. غيبة الطوسي: 281 ـ كما في الاِرشاد بتفاوت يسير ـ عن سعد بن عبد اللّه، ثمَّ بقية سند الصدوق، عقد الدرر: 41، مرسلاً عن أبي جعفر محمَّد بن عليٍّ الباقر _ عليهما السلام _ ، وفي أوَّله: سُئل أمير الموَمنين عليّ ـ عليه السلام ـ ، عن صفة المهديِّ، فقال: «هُوَ شابٌ مَربُوعٌ...» لوائح السفاريني: 2|5 ـ كما في عقد الدررـ مرسلاً عن محمّد بن عليّ، غاية المواعظ للآلوسي: 1|83، البحار 51|33 ـ عن كمال الدين، وقال: ورواه الطوسي في الغيبة من طريق سعد مثله، وفي 51|36 ـ عن غيبة الطوسي، وقال: ورواه النعماني في الغيبة عن عمرو بن شمر مثله، فرائد فوائد الفكر: 4 ـ كما في عقد الدرر، مرسلاً عن أبي جعفر محمّد بن علي، منتخب الاَثر: 187، عن كتاب المهدي، مستدرك الوسائل: 12|286 ـ أوّله ـ عن إعلام الورى، روضة الواعظين 2|266 ـ كما في الاِرشاد، المستجاد: 556 ـ عن الاِرشاد.


( 22 )

2ـ حدَّثنا عبد اللّه بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمان، عمّن حدّثه، عن علي ابن أبي طالب (رضي اللّه عنه) قال: «المَهْدِيُّ مَوْلِدُهُ بِالمَدِينَةِ، مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، اسْمُهُ اسْمُ أَبِي، وَمُهَاجِرُهُ بَيْتُ المَقْدِسِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، فِي وَجْهِهِ خَالٌ، أَقْنَى أجْلى، في كَتِفِهِ عَلاَمَةُ النَّبيِّ، يَخْرُجُ بِرَايَةِ النَّبِيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ مِنْ مَرْطٍ مُخمَّلَةٍ سَوْدَاءٍ، مُرَبَّعَةٍ فيها حَجَرٌ لَمْ تُنْشَـرْ مُنْذُ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وَلا تُنْشَـرُ حَتَّى يَخْرُجَ المَهْدِيُّ، يُمِدُّهُ اللّهُ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ يَضْـرِبُونَ وُجُوهَ مَنْ خَالَفَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ، يُبْعَثُ وَهُوَ مَا بَيْـنَ الثلاثينَ إلى الاَرْبَعينَ» (1).

3ـ وفي رواية الاَعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمان، أنَّ علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ قال: «...فَيُحيي اللّهُ (بـِ) المَهْدْيِّ ـ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ ـ السُّنَنَ الَّتي قَدْ اُمِيتَتْ،


____________

(1) ابن حمّاد: 101 ، عرف السيوطي، الحاوي: 2|73 ـ عن ابن حمّاد، وفيه: «...واسْمُهُ اسْمُ نَبيّ»، ملاحم ابن طاووس: 73ـ عن ابن حمّاد، وفي سنده القاسم بن عبد الرحمان بدل الهيثم بن عبد الرحمان، وفيه: «...اسْمُهُ اسْمُ أبيه»، كنز العمال 14|589 حديث (39671) ـ عن ابن حمّاد، وفيه: «... اسْمُهُ اسْمُ نبيٍّ... مُعَلّمَةٍ»، برهان المتقي: 100، عن عرف السيوطي، غاية المواعظ 1|83 ـ بعضه ـ مرسلاً عنه _ عليه السلام _ ، جمع الجوامع 2|104 ـ عن نعيم، وفيه: «...اسْمُهُ اسْمُ نَبيٍّ ... مِنْ مَرْطٍ مُعَلّمَةٍ» ، الاِشاعة: 88ـ ملخّصاً ـ عن ابن حمّاد، فرائد فوائد الفكر: 4 ـ بعضه ـ عن ابن حمّاد، وفي ص 11 عن ابن حمّاد ... إلى قوله: بيت المقدس، وفيه «... اسْمُهُ اسْمُ نبيٍّ»، صواعق ابن حجر: 167 ـ أوَّله ـ مرسلاً، المغربي: 580 ـ عن ابن حمّاد، وفيه «... اسْمُهُ اسْمُ نبيٍّ»، عقد الدرر: 37 ـ عن ابن حمّاد، وفيه «... واسْمُهُ اسْمُ نبيٍّ... مَنْ خَالَفَهُ»، بيان الشافعي: 515ـ516 ـ كما في ابن حمّاد بتفاوت يسير، بسنده إلى نعيم بن حمّاد، وفيه «... فيها حجم بَدَل حجر» وليس فيه... عمَّن حدَّثه ... «واسمه اسم أبي» وقال: رواه الطبراني في «معجمه»، وأخرجه أبو نعيمفي «مناقب المهدي».


( 23 )
وَيَسُـرُّ بِعَدْلِهِ وَبَرَكَتِهِ قُلُوبُ المُوَْمِنينَ، وَتَتَأَلَّفُ إِلَيهِ عُصَبٌ مِنَ العَجَمِ وَقَبائِلٌ مِنَ العَرَبِ، فَيَبْقَى عَلَى ذَلِكَ سِنينَ لَيْسَتْ بالكَثيرَةِ، دُونَ العَشرَةِ، ثُمَّ يَمُوتُ» (1).

أقول: إنَّ المهديَّ هو ـ مُحَمَّدُ بْنُ الحسن العسكريِّ ـ _ عليهما السلام _ ، والتعبير عن أبيه هنا ـ بعبد اللّه ـ لو صدر عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، فمحمول على التقيَّة، لكي يشتبه الاَمر على أعدائه بعد ولادته، حفظاً لوجوده الشريف عن كيد الاَعادي. أو مصحّف عن النسّاخ، كما صحّفوا كلمة «ابني» في الخبر المشتهر النبوي «بأبي» كما لا يخفى، خصوصاً مع أنَّ الكثيرين من كبار علمائهم وافقونا في اسْمه واسْم أبيه ( _ عليهما السلام _ ).

ولقد نظمت أربعين اسْماً من أسماء الاَعاظم من علمائهم في ارجوزتي المسمّاة بـ«الدُّرر المكنونة» في الاِمام والاِمامة، مع أسامي كتبهم التي ذكروا فيها: اسمه واسم أبيه (صلوات اللّه عليهما وعلى جدِّهما وآبائهما)(2).

4ـ وأخرج أيضاً (نعيم)، عن عليّ _ عليه السلام _ قال: «اسْمُ المَهْدِيِّ مُحَمّدٌ» (3).


____________

(1) ابن المنادي: 91، كنز العمال: 14|591 حديث (39678) ـ عن ابن المنادي، وفيه: «مِنَ العَجَمِ»، عرف السيوطي، الحاوي: 2|84 ـ عن ابن المنادي، ولم يسنده إلى عليٍّ _ عليه السلام _ ، وفيه: «...فَيُحْيي اللّهُ تعالى ...(مِنَ) العَجَمِ ... سِنينَ دُونَ العَشْـرَةِ»، المغربي: 581 ـ عن ابن المنادي في الملاحم.
(2) مصباح البلاغة: 359 ـ 360.
(3) برهان المتقي: 101 حديث8.


( 24 )




( 25 )
الباب الاول

الفصل الثاني

صفات المهدي وشمائله


( 26 )






( 27 )

2


«صفة المهديّ وشمائله»


1ـ حدَّثنا عليُّ بن أحمد بن موسى (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال: حدَّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيُّ قال: حدَّثنا إسماعيل بن مالك، عن محمَّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمَّد بن عليّ الباقر، عن أبيه، عن جدِّه _ عليهم السلام _ قال: «قال أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ ـ وهو على المنبر ـ : يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَبْيَضُ اللَّوْنِ، مُشْـرَبٌ بِالحُمْرةِ، مُبَدَّحُ (1)البَطْنِ، عَرِيضُ الفَخِذَيْنِ، عَظِيمُ مِشَاشِ(2) المَنْكِبَيْنِ، بِظَهْرِهِ شَامَتَانِ، شَامَةٌ عَلَـى لَوْنِ جِلْدِهِ، وَشَامَةٌ عَلَـى شَبَهِ شَامَةِ النَّبِيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، لَهُ اسْمَـانِ: اسْمٌ يَخْفَى واسْمٌ يُعْلَنُ، فَأَمَّا الَّذِي يَخْفَى فَأَحْمَدُ، وَأَمَّا الَّذِي يُعْلَنُ فَمُحَمَّد، إِذَا هَزَّ رَايَتَهُ أَضَاءَ لَهَا مَا بَيْـنَ المَشْـرِقِ وَالمَغْرِبِ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَـى رُوَُوسِ العِبَادِ فَلا يَبْقَى مُوَْمِنٌ إِلاَّ صَارَ قَلْبُهُ أَشَدَّ مِنْ زُبُرِ الحَدِيدِ، وَأَعْطاهُ اللّهُ تَعَالَى قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً، وَلاَ يَبْقَى مَيِّتٌ إِلاَّ دَخَلَتْ عَلَيْهِ تِلْكَ الفَرْحَةُ (في قَلْبِهِ) وَهُوَ في قَبْرِهِ،


____________

(1) «مبدح البطن»: أي واسعة وعريضة، قال الفيروز آباديُّ: البداح: كسحاب المتّسع من الاَرض أو اللينة الواسعة، والبدح بالكسر الفضاء الواسع، وامرأة بيدح. بادن والاَبدح: الرجل الطويل [السمين] والعريض الجنبين من الدوابِّ.
(2) المشاشة بالضمِّ: رأس العظم الممكن المضغ. والجمع مشاش، والشامة: علامة تخالف البدنالّذيهي فيه، وهي هنا إمّا بأن تكون أرفع من سائر الاَجزاء أو أخفض وإن لم تخالف في اللون.


( 28 )
وَهُمْ يَتَزَاوَروُنَ فِي قُُبُورِهِمْ، وَيَتَبَاشَـروُنَ بِقيَامِ القَائِم صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ»(1).

2ـ أخبرنا عليُّ بن أحمد قال: حدَّثنا عبيد اللّه بن موسى العلويُّ، عن بعض رجاله، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل بن عياش، عن الاَعمش، عن أبي وائل قال: نظر أمير الموَمنين عليٌّ _ عليه السلام _ إلى الحسين ـ عليه السلام ـ .

فقال: «إنَّ ابْني هَذَا سَيِّدٌ، كَمَا سَمَّاهُ رَسولُ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ سَيِّداً، وَسَيُخْرِجُ اللّهُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلاً بِاسْمِ نَبيِّكُمْ، يُشبهُهُ في الخَلْقِ والخُلْقِ يَخْرُج عَلَـى حِين غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ، وَإِماتَةٍ لِلحَقِّ وَإِظْهارٍ للْجَورِ، وَاللّهِ لَوْ لَـمْ يَخْرُج (2) لَضُـرِبَتْ عُنُقُهُ، يَفْرَحُ بِخُرُوجِهِ أَهل السَّماواتِ وسُكّانُها.

وَهُوَ رَجُلٌ أَجلَى الجَبينِ، أَقْنَى الاَنْفِ (3) ضَخْمُ البَطْنِ، أَذْيَلُ الفَخِذَيْنِ(4) بِفَخِذِهِ اليُمْنَى شَامةٌ، أَفْلَجُ الثَّنايا (5) ويَمْلاَُ الاَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَـاً


____________

(1) كمال الدين: 2|653، البحار: 51|35، منتخب الاَثر: 186 عن كمال الدين، إثبات الهداة: 6|444 ـ بعضه ـ عن كمال الدين بتفاوت يسير في السند، إعلام الورى: 434 ـ كما في كمال الدين بتفاوت يسير، قال: وروى محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن منذر، عن أبي جعفر الباقر _ عليه السلام _ ، عن أبيه، عن جدِّه، قال: «قال أمير الموَمنين عليُّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ على المنبر: ـ وفيه: ...«حُمْرَةُ ... لون شامَةِ النبيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ... فَإِذا هَزَّ ... أَعْطاهُ اللّهُ تَعالى... ولا يَبْقَى مُوَْمِن إلاّ دَخَلَ في قَلْبهِ وفي قَبْرِه» حلية الاَبرار: 2|582، كما في كمال الدين بتفاوت يسير، عن ابن بابويه، وفيه: «...فَإِذا هَزَّ رَأْسَهُ ... وَلا يَبْقَى مَيِّتٌ مِنَ الموَمِنينَ» وفي: ص 585ـ586، كما في روايته الاَُولى بتفاوت يسير، عن ابن بابويه، وفي: ص 617ـ 618، عن ابن بابويه ملخّصاً. الخرائج: 3|1149ـ 1150 كما في إعلام الورى بتفاوت يسير، مرسلاً.
(2) كذا ولعلّه تحريف: «لو يخرج قبل لضربت عنقه».
(3) القنا في الاَنف: طوله ودقّة أرنبته، مع حدب في وسطه.
(4) أزيل الفخذين: من الزَّيل ـ كناية عن كونهما عريضتين، كما مرَّ في خبر آخر، وفي بعض النّسخ ـ بالباء الموحّدةـ من الزَّبول، فينافي ما سبق ظاهراً، وفي بعضها: أَربل ـ بالرَّاء المهملة والباء الموحّدة ـ من قولهم: رجل ربل كثير اللّحم وهذا أظهر.
(5) فلج الثنايا: انفراجها وعدم التصاقها.


( 29 )
وَجَـوْراً»(1).


____________

(1) غيبة النعماني: 214 ـ215، ملاحم ابن طاووس: 144، عن فتن السليلي، بسنده: حدَّثنا عمر بن عبد الوهاب الآدمي قال: أخبرنا محمّد بن هارون السهروردي قال: حدَّثنا أبو عليّ الحسن بن محمّد الاَنصاري ـ من ولد عمير بن الحمام ـ قال: أخبرنا عليُّ بن بهرام قال: حدَّثنا موسى بن إبراهيم قال: حدَّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جدِّه قال:
«دخل الحسين بن عليِّ على عليِّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ وعنده جلساوَه فقال: ـ وفيه: «هَذَا سَيِّدُكُمْ، سَمَّـاهُ ... وَلَيُخْرِجَنَّ رَجُلاً مِنْ صُلْبِهِ، شَبَهي شَبَهُهُ في الخَلْقِ والخُلقِ يَمْلَوَ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَـا مُلِئَتْ ... قِيلَ لَهُ: ومتى ذَلِكَ يا أمير الموَمنين؟ فَقَالَ: هَيْهاتَ إِذَا خَرَجْتُمْ عَنْ دِينِكُمْ كَمَا تخْرجُ المَرْأَةُ عَنْ وَرْكيْهَا لِبَعْلها»، عمدة ابن البطريق: 434، عن الجمع بين الصحاح الستّة، وفيه: «قال عليٌّ _ عليه السلام _ ونظر إلى ابنه الحسين وقال: ... كما سَمَّـاهُ رَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ، وَسَيَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ رَجُلٌ يُسمَّى بِاسْمِ نَبِيِّكُمْ، يُشبِهُهُ في الخَلْقِ وَلا ... يَمْلوَ الاَرْضَ عَدْلاً»، البحار: 51|120، عن غيبة الطوسي، إثبات الهداة: 3|505، عن غيبة الطوسي، ابن حمّاد: 103ـ حدَّثنا غير واحد، عن ابن عياش، عمّن حدَّثه، عن محمّد بن جعفر، عن علي بن أبي طالب (رضي اللّه عنه) قال: «سَمَّى النَّبِيُّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ الحَسَنَ (الحُسَيْـنَ) سَيِّداً، وَسَيخْرجُ (اللّهُ) مِنْ صُلْبِهِ رَجُلاً اسْمُهُ اسْمُ نبيِّكُمْ، يَمْلوَ الاَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً»، لوائح السفاريني: 2|4 ـ كما في رواية عقد الدرر الثالثة ـ، وقال: وفي حديث أبي وائل، عن عليّ (رضي اللّهعنه) قال: ...، ينابيع المودَّة: 2|432، عن مشكاة المصابيح، الطرائف: 1|177ـ كما في العمدة، عن الجمع بين الصحاح الستّة، العطر الوردي: 49، عن أبي داود، عون المعبود: 11|381، عن أبي داود، غيبة الطوسي: 115ـ 116 كما في غيبة النعماني بتفاوت يسير قال: وبهذا الاِسناد (جماعة عن التلعكبري)، عن أحمد بن عليّ الرازي، عن أحمد بن إدريس، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن إسماعيل بن عياش، عن الاَعمش، عن أبي وائل (قال): نظر أمير الموَمنين _ عليه السلام _ إلى ابنه الحسين _ عليه السلام _ فقال: ـ وفيه «كَمَا سَمَّاه اللّهُ ... إماتَةٍ مِنَ الحقِّ وإظْهارٍ منَ الجَوْرِ... أَهْلُ السَّمَـاءِ وَسُكَّانُها، يَمْلوَُ الاَرْضَ عَدْلاً» وليس فيه: «... وهَوَ رَجُلٌ أَجْلَـى ... أَفْلَجُ الثَّنايا، عقيدة أهل السنّة والاَثر في المهديِّ المنتظر: 16، عن أبي داود، التاج الجامع للاَُصول: 5|343، عن أبي داود، جامع الاَُصول: 11|49 حديث (7814)، عن أبي داود، مشكاة المصابيح: 3|26، عن أبي داود، أسنى المطالب للجزري: 130، بسنده إلى أبي داود، وفيه: ... وَنَظرَ إلى ابْنِهِ الحُسين، كنز العمال: 13|647 حديث (37636)، عن أبي داود وابن حمَّـاد، مقدَّمة ابن خلدون: 248، عن أبي داود، الاِذاعة: 137، عن أبي داود، مرقاة المفاتيح: 5|186، عن مشكاة المصابيح، فرائد فوائد الفكر: 4، مرسلاً عن أبي وائل، عن عليٍّ _ عليه السلام _، عرف السيوطي، الحاوي: 2|59 ـ كما في أبي داود وقال: وأخرج أبو داود، ونعيم بن حمّاد في «الفتن» عن عليٍّ، وفيه: «كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً»، ذيل صواعق ابن حجر: 237، عن أبي داود، الرَّد على من كذب بالاَحاديث الصحيحة الواردة في المهديِّ: 27، عن أبي داود، المغربي: 495، عن مقدَّمة ابن خلدون، وقال في ص 496: ... فصحيح أو حسن بلا شك ولا ريبة، وأفاض في بيان ذلك، جمع الجوامع: 2|35، عن أبي داود ونعيم بن حمّاد، فتن ابن كثير: 1|38، عن أبي داود، مشكاة المصابيح: 3|26، عن أبي داود، عقد الدرر: 23ـ 24 كما في أبي داود بتفاوت، وليس فيه: «يُشبههُ في الخلْقِ والخُلقِ» وقال: وعن الاَعمش، عن أبي وائل قال: نَظَرَ

( 30 )

3ـ حدَّثنا عليُّ بن أحمد بن محمَّد بن موسى بن عمران (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا محمَّد بن أبي عبد اللّه الكوفي قال: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمَّد بن عبد الحميد، وعبد الصمد (عبد اللّه) بن محمَّد جميعاً، عن حنان بن سدير، عن عليّ بن الحزور، عن الاَصبغ بن نباتة قال:

سمعت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول: «صَاحِبُ هَذا الاَمْرِ الشَّـرِيدُ الطَّرِيدُ الفَرِيدُ الوَحِيدُ» (1).


____________

(1) كمال الدين: 1|303، إثبات الهداة: 3|463، عن كمال الدين بتفاوت يسير في سنده، وفي 7|141، عن كنز الفوائد للكراجكي، وفي 7|217، عن مقتضب الاَثر بتفاوت يسير، مقتضب الاَثر: 31، قال: وممّا حدَّثني به هذا الشيخ الثقة أبو الحسين عبد الصمد بن عليٍّ، وأخرجه إليَّ من أصل كتابه وتاريخه في سنة خمس وثمانين ومائتين سماعة من عبيد بن كثير أبي سعد العامري قال: حدَّثني نوح بن درّاج، عن يحيى بن الاَعمش، عن زيد بن وهب، عن ابن أبي جحيفة السوائي من سواءة بن عامر، والحرث بن عبد اللّه الحارثي الهمداني، والحـرث بن شرب، كلٌّ حدّثنا : أنّـهم كانوا عند عليّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ ، فكان إذا أقبل ابنه الحسن _ عليه السلام _ يقول: «مرحباً يابن رسول اللّه» وإذا أقبل الحسين _ عليه السلام _ يقول: «بأبي أنت وأُمّي يا أبا ابن خِيرَةِ الاِماء» فقيل له: يا أمير الموَمنين! ما بالك تقول هذا للحسن وتقول هذا للحسين؟ ومَنْ ابن خيرَةِ الاِماء؟ فقالَ: «ذاك الفقيدُ الطريدُ الشَّرِيدُ محمّد بن الحسن بْنِ عليّ بْنِ محمّدِ بْنِ عليّ بْنِ مُوسى بْنِ جعفر بْنِ مُحمّد بْنِ عليّ بْنِ الحسين هذا»، ووضع يدَهُ على رأسِ الحسينِ _ عليه السلام _ ، البحار:51|110، عن مقتضب الاَثر بتفاوت يسير في سنده، وفي 51|120، عن كمال الدين، منتخب الاَثر: 240، عن البحار، الصراط المستقيم: 2|241 ـ عن المقتضب، كنز الفوائد: 175، كما في كمال الدين مرسلاً وفيه « ...هُوَ».


( 31 )

4ـ أخْبرنا عليُّ بن الحسين بهذا الاِسناد (قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن حسّان الرّازي) عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ أنَّه قال: «إنَّ عليّاً _ عليه السلام _ قال:

«كَانَ لي أَنْ أَقْتُلَ المُوَلِّـيَ، وَأُجْهِزَ عَلَـى الجريح، وَلَكِنِّي تَرَكْتُ ذَلِكَ لِلْعاقِبَةِ مِنْ أَصْحَابي، إِنْ جُرِحُوا لَمْ يُقْتَلُوْا، والقَائِمُ لَهُ أَنْ يَقْتُلَ المُوَلّـيَ وَيُجْهِزَ عَلَـى الجَريحِ» (1).

5ـ حدَّثنا محمَّد بن همّام، ومحمَّد بن الحسن بن جمهور جميعاً، عن الحسن بن محمَّد ابن جمهور، عن أبيه، عن سليمان بن سماعة، عن أبي الجارود، عن القاسم بن الوليد الهمداني، عن الحارث الاَعور الهمداني، قال: قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ :

«بِأَبي ابْنُ خَيْـرَةِ الاِمَاءِ ـ يعني القائم من ولده _ عليه السلام _ ـ َيسُومُهُمْ خَسْفاً، وَيَسْقِهيهِمْ بِكأسٍ مُصبَّــرةٍ (2) وَلا يُعْطيهمْ إلاّ السَّيْفَ هَرْجاً (3) فَعِنْدَ ذَلِكَ تَتَمَنَّى فَجَرَةُ قُرَيْشٍ لَوْ أَنَّ لَهَا مُفادَاةً مِنَ الدُّنيْا وَمَا فيهَا لِيُغْفَرَ لَهَا، لا تَكُفُّ عَنْهُمْ حَتَّى يَرْضى اللّهُ» (4).


____________

(1) غيبة النعماني: 231 ـ 232، البحار: 52|353 ـ عن غيبة النعماني، مستدرك الوسائل: 11|54 ـ عن غيبة النعماني، وفيه: «ولكن تركت ...للعافية».
(2) من الصبر ـ ككتف ـ وهو عصارة شجر مر، والجمع: صبورـ بضم الصادـ، والواحدة: «صبرة» ـ بفتح الصاد وكسر الباء ـ ولا تسكن باوَه إلاّ في ضرورة الشعر، كقوله: صبرت على شيء أمرّ مِنَ الصبر.
(3) أي قتلاً.
(4) غيبة النعماني: 229، كنز العمال: 14|589 حديث (39670)، إثبات الهداة: 3|539، عرف السيوطي، الحاوي 2|73، ابن حمّاد: 96 ـ حدَّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملاي، عن المنهال، عن زر بن حبيش، سمع عليّاً (رضي اللّه عنه) يقول: «يفرّج اللّه الفتن برجل منّا، يسومهم خسفاً، لا يعطيهم إلاّ السيف، يضعُ السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجاً، حتى يقولوا: واللّه، ما هذا من ولد فاطمة، لو كان من ولدها لرحمنا، يعزيه اللّه ببني العبّاس وبني أُميّة» ملاحم ابن طاووس: 66، وفيه: الملائي: «يعرجُ ... يُعزي».


( 32 )

6ـ حدَّثنا عليُّ بن أحمد قال: حدَّثني عبيد اللّه بن موسى العلويُّ، عن أبي محمّد موسى بن هارون بن عيسى المعبديِّ قال: حدَّثنا عبد اللّه بن مسلمة بن قعنب قال: حدَّثنا سليمان بن بلال قال: حدَّثنا جعفر بن محمّد _ عليهما السلام _ ، عن أبيه، عن جدِّه، عن الحسين بن علي _ عليهم السلام _ .

قال: «جاء رَجلٌ إلى أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، فقال له: في حديث آخره ـ ثم رجع إلى صفة المهدي _ عليه السلام _ فقال: أَوسَعُكُمْ كَهْفاً، وَأَكْثَرُكُمْ عِلْماً، وَأوْصَلُكُمْ رَحِماً، اللَّهُمَ فَاجْعَلْ بَعْثَهُ خُروجاً منَ الغمَّةِ، وَاجْـمَعْ بِهِ شَمْلَ الاَُمَّةِ. فَإِنْ خَارَ اللّهُ لَكَ فَاعْزِمْ وَلاَ تَنْثَنِ(1)عَنْهُ إنْ وُفِّقْتَ لَهُ، وَلا تَجُوزَنَّ عَنْهُ (2)إِنْ هُدِيتَ إِلَيْهِ، هاهْ ـ وَأومأ بيده إلى صدره ـ شَوْقاً إِلى رُوَْيَتِهِ» (3).

7ـ وروى قاضي القضاة ـ رحمه اللّه تعالى ـ ، عن كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عبّاد ـ رحمه اللّه ـ ، بإسناد متصل بعليٍّ _ عليه السلام _ أنَّه ذكر المهدي، وقال: إنَّه من ولد الحسين _ عليه السلام _، وذكر حليته فقال:

«رجل أجلى الجبين، أقنى الاَنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، أبلج الثنايا،


____________

(1) «ولا تنثن»: أي لا تنعطف.
(2) في بعض النسخ: «ولا تجيزن عنه».
(3) غيبة النعماني: 212ـ214، عنه البحار: 51|115 وفي سنده: العبدي بدل المعبدي ... عبد اللّه ابن مسلم ... هلال ... يا أمير الموَمنين (عليكَ السَّلامُ) ... وفيه: «ومَجفُوا أهْلها إذَا أَتَتْ ... هَلَعَتْ، وَلا يحورُ إذا الموَمنُونَ اكْتَنَفَتْ»، منتخب الاَثر: 309، إثبات الهداة: 3|537، كلاهما عن غيبة النعماني.


( 33 )
بفخذه اليمنى شامة» (1).

8ـ وروى السيّد هبة اللّه بن أبي محمّد الحسن الموسوي في كتاب «المجموع الرائق من أزهار الحدائق» قال: ممّا ظفرت به من خطب أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ ممّا نقلته من الخزائن الرَّضوية الطاووسيّة، من كتاب يتضمّن خطباً لاَمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، منها: الخطبة اللوَلوَية.

حدَّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد اللّه، عن أبيه، عن يعقوب الجريمي، عن أبي حبيش الهروي، عن أبي عبد اللّه بن عبد الرزاق، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي سعيد الخدريِّ، عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري، عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، وذكر ـ خطبة ـ طويلة جدَّاً، فيها: علامات آخر الزمان، واخبار بمغيّبات كثيرة، منها: دولة بني أُميّة، وبني العبّاس، وأحوال الدَّجال والسفيانيِّ.

إلى أن قال: «المهديُّ من ذُرِّيتي، يظهر بين الركن والمقام، وعليه قميص إبراهيم وحلّة إسماعيل، وفي رجله نعل شيت، والدليل عليه قول النبيِّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : عيسى بن مريم ينزل من السماء، ويكون مع المهديِّ من ذُرِّيتي، فإذا ظهر فاعرفوه.

فانَّه مربوع القامة، حلك سواد الشعر، ينظر من عين ملك الموت، يقف على باب الحرم، فيصيح بأصحابه صيحة، فيجمع اللّه تعالى عسكره في ليلة واحدة، وهم ثلاثمائة


____________

(1) شرح ابن أبي الحديد: 1|281 ـ 282، ثمَّ قال: وذكر هذا الحديث بعينه عبد اللّه بن قتيبة في كتاب «غريب الحديث»، ورواه أيضاً في 19|130 مرسلاً عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، وأشار إلى رواية ابن قتيبة إيّاه، نهاية ابن الاَثير: 2|325، الفتاوى الحديثية: 30، وقال: قال عبد الغافر، وابن الجوزي، وابن الاَثير في ذكر عليّ: أنَّ المهدي من ولد الحسن، وأنَّه منفرج الفخذين، منتخب الاَثر: 151، غريب الحديث لابن الجوزي 1|449، قال: وقال عليٌّ _ عليه السلام _ في صفة المهدي: «أزيلْ الفخذين» ـ والمراد: انفراج فخذيه، وتباعد ما بينهما وهو الزيل، ينابيع المودَّة: 497، عرف السيوطي، الحاوي: 2|85، وقال: قال عبد الغافر الفارسي في «مجمع الغرائب»؛ وابن الجوزي في «غريب الحديث»؛ وابن الاَثير في «النهاية»، في حديث عليّ: أنَّه ذكر المهدي من ولد الحسن، وأنَّه منفرج الفخذين، برهان المتقي: 101.


( 34 )
وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الاَرض».

ثمَّ ذكر تفصيلهم وأماكنهم وبلادهم، إلى أن قال: «فيتقدَّم المهديُّ من ذُرِّيتي، فيصلّـي إلى قبلة جدِّه رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ويسيرون جميعاً إلى أن يأتوا بيت المقدس».

ثمَّ ذكر الحرب بينه وبين الدَّجال، وذكر: أنَّهم يقتلون عسكر الدَّجال من أوَّله إلى آخره، وتبقى الدُّنيا عامرة، ويقوم بالقسط والعدل.

إلى أن قال: «ثمَّ يموت عيسى، ويبقى المنتظر المهديُّ من آل محمّد صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم ، فيسير في الدُّنيا، وسيفه على عاتقه، ويقتل اليهود والنصارى وأهل البدع» (1).

9ـ محمّد بن يحيى، عن أبي جعفر _ عليه السلام _ قال: «خرج أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ذات ليلة عتمة، وهو يقول: همهمة همهمة وليلة مظلمة، خرج عليكم الاِمام، عليه قميص آدم، وفي يده خاتم سليمان وعصا موسى» (2).


____________

(1) اثبات الهداة: 7|175 و 3|587، الشيعة والرجعة: 1|176ـ177، مستدرك النوري: 11|377، المهدي الموعود المنتظر : 1|110ـ 111.
(2) البحار: 14|81 ح 24، أُصول الكافي: 1|221ـ222.