
(1) هو صباح بن يحيى المزني يكنّى أبا محمّد، كوفي ثقة عند النجاشي، وضعيف عند استاذه ابن
الغضائري، كما في الجامع.

(2) الحارث بن حصيرة معنون في أصحاب الصادق
_ عليه السلام _ وقال العلاّمة المامقاني: إمامي
مجهول.

(3) حبَّة بن جوين العرني من أصحاب أمير الموَمنين والحسن بن عليّ
_ عليهما السلام _ ، وقال
العلاّمة المامقاني: حسن.

(4) الظاهر أنَّه يقصد
_ عليه السلام _ أنَّهم يعلمونهم القرآن على حدوده كاملة، وقد ورد أنَّ القرآن
الذي بخط عليٍّ ويتوارثه الاَئمّة
_ عليهم السلام _ يتفاوت مع القرآن في ترتيب سوره وربّما آياته،
لا في الزيادة والنقصان، كما جاء في رواية أبي ذرّ الغفاري (رضي اللّه عنه) أنَّه قال: لما توفّـي
رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _ جمع عليٌّ
_ عليه السلام _ القرآن، وجاء به إلى المهاجرين
والاَنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول اللّه
_ صلى الله عليه وآله وسلم _... فلما
استُخلف عمر، سأل عليّاً أن يدفع إليهم القرآن ... فقال: يا أبا الحسن! إن جئت بالقرآن الذي كنت
قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه.

فقال
_ عليه السلام _ : «هَيْهَاتَ لَيْسَ إلى ذَلِكَ سَبيلٌ، إنّما جئتُ بِهِ إلى أبي بكر لِتَقُومَ الحُجَّةُ
عَلَيْكُمْ، ولا تَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ: إنَّا كُنَّا عَنْ هَذا غَافِلينَ، أو تَقُولوا: مَا جِئْتَنَا بِهِ.

إنَّ القرآنَ الّذي عِنْدي لا يَمَسَّهُ إلاّ المُطَهَّرونَ والاَوصياءُ مِنْ ولدِي».

قَالَ عمرُ: فَهَلْ لاظْهَارِِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ.

فَقَالَ: «نَعَمْ، إذَا قَامَ القَائِم مِنْ وُلْدي يُظْهِرُهُ وَيَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيهِ، فَتَجري السُّنَّةُ بِهِ، صَلَواتُ اللّهِ
عَلَيْهِ».

راجع: احتجاج الطبرسي: 1|155، نور الثقلين: 5|226، البحار: 92|42.
( 346 )
قِبْلَتَهُ»
(1).
2ـ عنه (الفضل بن شاذان)، عن عليِّ بن الحكم، عن الرَّبيع بن محمّد
المسليّ، عن سعد بن ظريف، عن الاَصبغ بن نباتة (قال):
قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ـ في حديث له حتّى انتهى إلى مسجد
الكوفة، وكان مبنياً بخزف ودنان وطين ـ (2)فقال: «وَيْلٌ لِمَنْ هَدَمَكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ
سَهَّلَ هَدْمَكَ، وَوَيْلٌ لِبَانِيكَ بِالمَطبوخِ المغيِّـرِ قِبْلَةَ نُوحٍ، طُوبَى لمنْ شَهِدَ هَدْمَكَ
مَعَ قَائِمِ أَهْلِ بَيْتي، أُولَئِكَ خِيَارُ الاَُمّة مَعَ أبْرارِ العِتْرَةِ» (3).
3ـ حدَّثنا محمد بن علي بن فضل الكوفي قال: حدَّثنا محمّد بن جعفر
المعروف ـ بابن التبّان ـ قال: حدَّثنا إبراهيم بن خالد المقري الكسائي قال: حدَّثنا
عبد اللّه بن داهِر الرازي، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة، قال:
بَيْنا نحن ذات يوم حول أمير الموَمنين _ عليه السلام _ في مسجد الكوفة إذ قال:
____________

(1) النعماني: 317ـ 318، عنه البحار: 52|364.

(2) قال في الاَقرب: الدن ـ بالفتح ـ الراقود العظيم، لا يقعد إلاّ أن يحفر له، والجمع دنان ـ والمراد
بناء حيطانه من الخزف وكسرات الدنان بدلاً من الآجر المطبوخ.

(3) غيبة الطوسي: 283، البحار: 52|332ـ 333، وفي سنده: طريف بدل ظريف، إثبات الهداة:
7|35، وفي سنده: طريف بدل ظريف، وليس فيه: ... وكان مبنياً بخزف ودنان وطين ... «ويل
لمن هدمك، ويل لمن سهّل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغيّـر قبلة نوح».
( 347 )
«يا أَهْلَ الكُوفَةِ ! لَقَدْ حَبَاكُمْ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَـا لَمْ يَحْبُ بِهِ أَحَداً، فَفَضَّلَ
مُصَلاَّكُمْ وَهُوَ بَيْتُ آدَمَ وَبَيْتُ نُوحٍ وَبَيْتُ إدْرِيس، وَمُصَلَّـى إبْراهِيمَ الخَلِيلِ
وَمُصلَّـى أخي الخِضْـر وَمُصَلاَّيَ.
وَإنَّ مَسْجِدَكُمْ هذَا أَحَدُ الاَربَعَةِ المسَاجِدِ الَّتي اخْتَارَهَا اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ لاَهْلِهَا،
وَكَأَنِّي بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ في ثَوبَيْـنِ أَبْيَضَيْـنِ شبيهٌ بِالمُحْرِمِ يَشْفَعُ لاَهْلِهِ وَلِمَنْ صَلَّـى
فِيه فَلاَ تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ، وَلا تَذْهَبُ الاَيَّامُ حَتَّى يُنْصَبَ فِيهِ الحَجَرُ الاَسْودُ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ
زَمانٌ يَكُونُ مُصلَّـى المهْدِيّ مِنْ وُلْدي، وَمُصَلَّـى كُلِّ مُوَْمِنٍ، وَلا يَبْقَى عَلَـى
الاَرْضِ مُوَمِنٌ إلاَّ كانَ بِهِ أوْ حَنَّ قَلبُهُ إليهِ.
فَلا تَهْجُروهُ وَتَقَرَّبُوا إلى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصَّلاةِ فيهِ، وَارْغَبُوا إليهِ في قَضَاءِ
حَوائِجكُمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فيهِ مِنَ البَـرَكَةِ لاَتوهُ مِنْ أقْطَارِ الاَرْضِ، وَلَوْ حَبْواً
على الثَّلْجِ» (1).
____________

(1) أمالي الصدوق: 189، مجلس (40)، إثبات الهداة: 3|452، ـبعضهـ عن الفقيه، وأمالي
الصدوق، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10|13ـ14، قال: ومن عجيب ما وقفت عليه من
ذلك قوله في الخطبة التي يذكر فيها الملاحم، وهو يشير إلى القرامطة: يَنْتَحِلُونَ لَنَا الحُبَّ
والهَوَى ويَضْمِرُونَ لَنَا البُغْض والقِلَى، وَآيةُ ذَلِكَ قَتْلُهُمْ وُرَّاثَنَا وَهَجْرُهُمْ أَحْدَاثَنَا، وصح ما أخبر به
لاَنّ القرامطة قتلت من آل أبي طالب
_ عليه السلام _ كثيراً... وفي هذه الخطبة قال وهو يشير إلى
السارية التي كان يسند إليها في مسجد الكوفة: كَأَنِّي بِالحَجَرِ الاَسودِ مَنْصُوباً هاهُنَا، ويْحَهُمْ إِنَّ
فَضِيلَتَهُ لَيْسَتْ في نَفْسِهِ بَلْ في مَوْضِعِهِ وَأُسِّه، يَمْكُثُ هاهُنَا برْهَةً ثُمَّ هاهُنَا برْهَةً ـ وَأَشَارَ إلى
البَحْرَيْن ـ ثُمَّ يَعُودُ إلى مأْواهُ، وَأُمِّ مثْوَاهُ ووقع الاَمر في الحجر الاَسود بموجب ما أَخبر به ـ عليه
السلام ـ ، الفقيه: 1|231 ـ كما في أمالي الصدوق ـ بتفاوت يسير وقال: وروي عن الاَصبغ بن
نباتة (طريقه إلى الاَصبغ كما في مشيخة الفقيه: 4|445 ـ عن محمّد بن علي ماجيلويه ـ رضي
اللّه عنهـ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الهيثم بن عبد اللّه النهدي، عن الحسين بن
علوان، عن عمرو بن ثابت، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة) أنّه قال: وفيه: «مِنْ فَضْلِ،
مُصَلاّكُمْ بيت آدَمَ ... قَدْ أُتِـيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، البحار: 100|389 ـ عن أمالي الصدوق، روضة
الواعظين: 2|337ـ كما في أمالي الصدوق بتفاوت يسير، مرسلاً عن الاَصبغ. وسائل الشيعة:
3|526 عن الفقيه، وأمالي الصدوق.
( 348 )
4ـ عنه (محمّد بن أحمد بن يحيى) عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبّة العرني،
قال: خرجَ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ إلى الحيرة فقال:
«لَتَصِلَنَّ هَذِهِ بِهذِهِ ـ وأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلى الكُوفَةِ والحيرَةِ ـحَتَّى يُبَاعُ الذِّراعُ فيما
بَيْنَهما بِدَنانيرَ، وَلَيُبْنَيَـنّ بِالحِيرَةِ مَسْجدٌ لَهُ خَمْسُمائَةِ بابٍ يُصَلِّـي فِيهِ خَليفَةُ القائِمِ
عَجَّلَ اللّهُ تَعالى فَرَجَهُ، لاَنَّ مسْجِدَ الكوفَةِ لَيَضِيقُ عَنْهُمْ، وَلَيُصَلِّيَنَّ فيهِ اثنا عَشَـر
إماماً عَدْلاً، قُلْت: يا أمير الموَمنينَ، وَيَسَعُ مَسْجِدُ الكُوفَةِ هذا الَّذي تَصِفُ النَّاسَ
يَوْمَئِذٍ؟ قال: تُبْنى لَهُ أرْبَعُ مَسَاجِدَ مَسْجِدُ الكُوفَةِ أصْغَرُها وهذا وَمَسْجِدانِ في
طَرَفي الكُوفَةِ مِنْ هذا الجانِب وهذا الجانِبِ ـ وأوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ البَصْـريّين
والغريّيْـن» (1).
5ـ أحمد بن محمّد، عـن يعقـوب بن عبـد اللّه، عن إسماعيل بن زيد ـ
مولى الكاهليِّـ عنه، عن أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ قال:
«قال أميرُ الموَمنين _ عليه السلام _ في وصف مسجد الكوفة: في وسطه
عين مِنْ دهن، وعين مِنْ لبن، وعين مِنْ ماء، شراب للموَمنين، وعين من ماء طهور
للموَمنين» (2).
***
____________

(1) التهذيب: 3|253ـ254، ملاذ الاَخيار: 5|478ـ479، عن التهذيب.

(2) البحار: 52|374، راجع التهذيب: 1|325ـ باب فضل المساجد.