http://www.imamsadeq.org كتاب موسوعة أحاديث أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ تأليف اللجنة العليا للتحقيق في مؤسسة نهج البلاغة ص 324 - ص 348

( 324 )




( 325 )

الباب الثامن

الفصل الثالث

علائم بعد الظهور



( 326 )




( 327 )

23


«علائم بعد الظهور»


1ـ حدَّثنا عليّ بن حسّان، قال: حدثني أبو عبد اللّه الرياحي، عن أبي الصامت الحلوائي، عن أبي جعفر _ عليه السلام _ ، من حديـث في فضـل أمير الموَمنين عنه _ عليه السلام _:

«أنا قسيمُ الجنَّة والنَّارِ لا يدْخُلُها داخِلٌ إلاَّ على أحَدِ قِسْمَينِ، وأنا الفارُوقُ الاَكْبَرُ وأنا الاِمامُ لِمَنْ بعْدي، والمُوَدِّي عَمّن كانَ قَبْلِـي، ولا يَتَقَدّمُني أَحَدٌ إلاّ أحمَدُ صَلّـى اللّهُ عليهِ وآلِه، وَإِنِّي وَإيَِّاهُ لَعَلَى سَبيلٍ واحدٍ إلاّ أنَّهُ هُوَ المدْعُوُّ باسمِهِ، وَلَقدْ أُعطيتُ السِّتَّ: عِلمَ المنايا والبلايا والوصايا والاَنْصابَ وَفَصلَ الخطابِ، وإِنَّي لَصاحِبُ الكرَّاتِ وَدَولَةِ الدُّولِ، وإِنِّي لَصاحِبُ العَصا، والمَيْسَم، والدَّابَّةِ التي تُكَلِّمُ النَّاسَ» (1).


____________

(1) بصائر الدرجات: 199، مختصر بصائر الدرجات: 41 ـ آخره، كما في بصائر الدرجات بسنده إلى الصفّار ثم بسندهِ، الكافي: 1|197 ـ 198ـ محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد جميعاً، عن محمّد بن الحسن، عن علي بن حسان، قال: حدثني أبو عبد اللّه الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر _ عليه السلام _ ، من حديث في فضل أمير الموَمنين عنه _ عليه السلام _ : «أنا قَسِيمُ اللّه بَيْـنَ الجَنَّةِ ...عَلى حَدِّ قسمي» ، البحار: 25|354ـ355 ـ عن بصائر الدرجات، وأشار إلى مثله عن الكافي، وفي: 53|101 ـ عن الكافي، آخره وأشار إلى مثله عن بصائر الدرجات.


( 328 )

2ـ وعن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ في قصَّة المهديِّ، قال: «وَيَتَوَجَّهُ إلى الآفاقِ، فلا تَبْقَى مدينةٌ وطِئَها ذو القَرْنَيْنِ إلاّ دَخَلها وَأَصْلَحَها، ولا يَبْقَى جَبَّارٌ إلاَّ هَلَكَ على يديه،وَيَشِفُّ اللّهُ عَزَّ وجلَّ قلوب أهلِ الاِسلام، ويحمل حَلَيَ بيتِ المقدِسِ في مائةِ مَرْكَبٍ تحطُّ على غزَّةَ وعكّا، ويحملُ إلى بيتِ المقدس، ويَأْتي مدينة فيها ألف سُوقٍ، في كلّ سوقٍ مائةُ دُكّانٍ فَيَفْتَحُها، ثم يأتي مدينةً يُقال لها القاطِعُ، وهي على البحرِ الاَخضر المحيط بالدنيا، ليس خلفهُ إلاّ أمرُ اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، طولُ المدينةِ ألفِ ميلٍ، وعَرضُها خمس مائة ميلٍ، فَيُكَبِّرونَ اللّهَ عزَّ وجلَّ ثلاث تكبيرات، فَتسقُط حيطانُها،فيقتلون بها ألفَ ألفِ مُقاتِلٍ، ويُقيمُونَ فيها سبعَ سِنينَ، يبلغُ الرَّجلُ منهم تلك المدينة مثل ما صَحَّ معه من سائِرِ بلدِ الرُّوم، ويُولد لهم الاَولادُ ويعبدون اللّهَ حقَّ عبادتِه، ويَبْعَثُ المهديُّ _ عليه السلام _ إلى أُمرائِهِ بسائرِ الاَمصارِ بالعدلِ بين النَّاسِ، وَتَرْعَى الشَّاةُ والذِّئْبُ في مكانٍ واحد، وتلعبُ الصِّبيانُ بالحَيَّاتِ والعَقاربِ، لا تضرُّهم بشيءٍ، ويذهب الشرُّ،وَيَبْقى الخيرُ، ويزرعُ الاِنسان مُدَّاً يخرج سبعمائة مُدّ، كما قال اللّهُ تعالى: "كَمَثَلِ حَبَّةٍأَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مائَةُ حَبَّة واللّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ" ويذهبُ الرِّبَا والزِّنَا وشربُ الخمر والرِّيا، وتُقْبل الناسُ على العبادة والمشـروع والدِّيانة، والصلاة في الجماعاتِ، وتطُولُ الاَعمارُ، وتُوَدَّى الاَمانةُ، وَتَحملُ الاَشْجَارُ، وَتَتَضاعَفُالبركاتُ، وَتهلِكُ الاَشْـرارُ، وتَبْقى الاَخيارُ، ولا يَبْقَى مَنْ يُبْغِضُ أهل البيتِ _ عليهم السلام _ .

ثُمَّ يَتَوَجَّهُ المهديُّ منْ مدينة القاطع إلى القُدْسِ الشريف، بألْفِ مَرْكَبٍ، فينْزِلُونَ شامَ فِلَسْطِينَ بَيْـنَ عَكَّا وَصُورَ وَغَزَّةَ وعَسْقَلان، فيُخرجُونَ ما معهم مِن الاَموال، وَينْزِلُ المهديّ بالقُدْسِ الشريف، ويُقيم بها إلى أن يخرج الدجَّالُ، وينزِلُ عيسى بن مريم _ عليه السلام _ فيقتلُ الدجّالَ»(1).


____________

(1) عقد الدرر: 199.


( 329 )

3ـ عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ في قصّة المهدي _ عليه السلام _ قال: فيبعث المهدي إلى أُمرائهِ بسائر الاَمصار بالعدل بين الناس، وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان بالحيّات والعقارب ولا تضرهم بشيءٍ، و يذهب الشر، ويبقى الخير ويزرع الانسان مدّاً وتخرج له سبعة أمداد كما قال اللّه تعالى، ويذهب الزنا وشرب الخمر ويذهب الربا، ويقبل الناس على العبادات والشرع والديانة، والصلاة في الجماعات، وتطول الاَعمار، وتوَدّى الاَمانات، وتحمل الاَشجار، وتتضاعف البركات، وتهلك الاَشرار، وتبقى الاَخيار، ولا يبقى من يبغض أهل البيت _ عليهم السلام _ (1).

4ـ وعن أمير الموَمنين عليّ بن أبي طالبٍ _ عليه السلام _ في قصّة المهدي وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق، قال: « ثم يأمرُ المهدِيُّ _ عليه السلام _ بإنشاء مراكِبَ فَيُنشىء أربَعمائة سفية في ساحلِ عكَّا، وتخرجُ الرُّوم في مائة صليب، تحت كلِّ صليب عشرةُ آلاف فيقيمون على طَرسُوسَ، ويتفحُونها بأسنَّة الرِّماح، ويَوافيهم المهديُّ _ عليه السلام _ فيَقْتُلُ مِنْ الرُّوم حتى يَتَغيَّـرَ ماءُ الفُراتِ بالدَّمِ، وَتُنْتِنَ حافَّتاهُ بالجِيَفِ، وَينْهَزِم مَن في الرُّوم، فيلْحقون بأنطاكية.

وينزلُ المهديُّ على قُبَّة العبَّاسِ حَذْوَ كَفْر طورا ، فيبعثُ مَلِكُ الرُّوم يطلبُ الهدْنَةَ مِنَ المهديّ، ويطلب المهديُّ منه الجزيَةَ، فيُجيبُهُ إلى ذلِكَ، غيرَ أنَّه لا يخرجُ مِنْ بَلَدِ الرُّوم أحدٌ ولا يبقى في بلدِ الرُّوم أسِيرٌ إلاَّ خَرَجَ.

ويُقيمُ المهديُّ بأنطاكِيَة سَنَتَهُ تلك،ثم يسيرُ بعد ذلك ومن تَبِعَهُ من المسلمين لا يَمرّون على حِصْنٍ من بَلَدِ الرُّوم، إلاّ قالوا عليه: لا إله إلاّ اللّه، فَتَتَساقَطُ حِيطانُه، وَتُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُ، حتى ينزلَ على القُسْطَنْطِينيَّةِ، فيُكَبِّرون عليها تكبيراتٍ، فَيَنشَفُ خَلِيجُها وَيسْقُطُ سُورُها، فيقتلون فيها ثلاثَمائَة ألفِ مُقاتِلٍ، وَيَسْتَخْرِجُ منها ثلاثَ كُنوز، كَنْزَ جَوْهَرٍ، وَكَنْزَ ذهب وفضة، وكَنْزَ أبْكارٍ، فَيَفْتَضُّون ما بَدَا لهم، بدارِ البَلاطِ سبعون أَلْفَ بِكْرٍ، ويقْتَسِمُونَ الاَموال بالغَرابيلِ.


____________

(1) المهدي: 18 ، عن عقد الدرر: 239.


( 330 )

فبَينما هم كذلك إذْ سَمِعوا الصائحَ: ألا إنَّ الدَّجَّال قد خَلَفَكُمْ في أَهْلِيكُمْ، فَيُكْشَفُ الخبرُ، فإذا هو باطلٌ.

ثُمَّ يسيرُ المهديُّ _ عليه السلام _ إلى رُوميَّةَ، ويكون قد أَمَرَ بتَجهيز أربعمائةِ مَرْكَبٍ مِنْ عَكِّا، يُقَيِّضُ اللّهُ تعالى لهم الرِّيح فلا يكونُ إلا يَومَين وليلتين حتى يَحطُّوا على بابها، ويُعَلِّقُون رِحالَهم على شَجَرةٍ على بابها، ممَّا يَلِي غَرْبيَّها، فإذا راهم أهلُ رُوميَّةَ أحْدَرُوا إليهم رَاهِباً كبيراً، عنده عِلْمٌ مِنْ كُتُبهم، فيقولون له: انْظُر ما يُريد.

فإذَا أشْـرَفَ الرَّاهِبُ على المهديِّ _ عليه السلام _ فيقول: إنَّ صِفَتَك التي هي عندي، وأنتَ صاحبُ رُوميَّةَ.

قال: فيسأُلهُ الرَّاهِبُ مسائلَ فيُجِيبهُ عنها، فيقول المهديُّ _ عليه السلام _ : ارْجِعْ.

فيقول: لا أرْجِعُ، أنا أشهدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللّه، وأنَّ محمّداً رسولُ اللّه.

فيُكَبِّـر المسلمون ثلاثَ تكبيراتٍ، فتكون كالرَّمْلَةِ على نَشَزٍ، فيدخُلونها، فيقْتُلُونَ بها خمسَ مائة ألف مُقاتِل، ويقْتَسِمُونَ الاَمْوَالَ، حتى يكونَ الناسُ في الفيءِ شيئاً واحداً، لكلِّ إنسانٍ مهم مائةُ ألفِ دينار، ومائَةُ رأسٍ ما بين جاريةٍ وغُلام» (1).

5ـ محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن عمَّـار بن مسروق، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر _ عليه السلام _ :

«أنَّ أمير الموَمنين ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ ـ كَانَ يَقُولُ: إنَّ المُدَّثِرَ هُوَ كاينُ عِنْدَ الرَّجْعَةِ، فَقَالَ لهُ رَجلٌ: يا أميرَ الموَمنين! أَحياةٌ قَبلَ القيامَةِ، ثُمَّ مَوتٌ؟ فَقَالَ لَهُ عِنْد ذَلِكَ: نَعَمْ، واللّهِ، لَكَفَرَةٌ مِنْ الكُفْرِ بَعْدَ الرَّجْعَةِ أَشَدُّ مِنْ كَفَراتٍ قَبْلَها» (2).

***

____________
(1) عقد الدرر : 190، عنه الزام الناصب: 2|390.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 26، عنه الاِيقاظ من الهجعة: 358.


( 331 )



الباب الثامن

الفصل الرابع

دابة الاَرض



( 332 )




( 333 )

24


«دابة الاَرض»


1ـ وَأَخْرج ابن أبي حاتم، عن النزال بن سبرة قال: قيل لعلي بن أبي طالب: إنَّ ناساً يزعمون أنَّك دابَّة الاَرض، فقال:

«واللّهِ إنَّ لِدابَّةِ الاَرْضِ رِيشاً وَزَغَباً، وَمَالي رِيشٌ ولا زَغَبٌ، وإِنَّ لَهَا لَحافِراً، وَمالي مِنْ حافِرٍ، وإِنَّها لَتَخْرُجُ، حَضْـرَ الفَرَسِ الجَوادِ ثَلاثاً، وَمَا خَرَجَ ثُلُثَاها» (1).

2ـ حدَّثنا علي بن أحمد بن حاتم، حدَّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي، حدَّثنا خالد بن مخلد، حدَّثنا عبد الكريم بن يعقوب الجعفي، عن جابر بن يزيد عن أبي عبد اللّه الجدلي، قال: دخلت على علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ فقال:

«ألا أُحدِّثُكَ ثَلاثَاً، قَبْلَ أن يَدْخُلَ عَلَـيَّ وَعَلَيْكَ داخِلٌ، أنا عَبْدُ اللّهِ، أنا دابَّةُ الاَرْضِ، صِدْقُهَا وَعَدْلُهَا، وَأَخُو نَبِيِّهَا، أنا عبد اللّهِ، ألا أُخبِرُكَ بِأَنْفِ المهدِيِّ وَعَيْنِهِ؟ قالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَضَـرَبَ بِيَدِهِ إلى صَدْرِهِ فَقَالَ: أنا» (2).


____________

(1) الدر المنثور: 5|117.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 206 ـ 207، وفي: 207 ـ حدَّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح، حدّثنا الحسين بن الحسن القاشي، حدّثنا علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمان بن سيابة، عن أبي داود، عن أبي عبد اللّه الجدلي قال: دخلت على عليٍّ _ عليه السلام _ فقال: «أحدِّثُكَ بسَبْعَة أحاديث: إلاّ أن يَدْخُلَ عَلَيْنَا دَاخِلٌ» قال: قلت: إفْعَلْ جُعِلْتُ فِدَاكَ، قال: «أَتَعْرِفُ أَنْفَ المهديِّ وَعَيْنَهُ؟» قال: قُلْتُ: أَنْتَ يا أميرَ الموَمنين...، فقال: «الدابَّةُ وَمَا الدَّابَّة، عَدْلُهَا وصِدْقُها وَمَوْقِعُ بَعْثِها، واللّهُ مُهْلِكُ مَنْ ظَلَمها» وذكر الحديث، البحار: 39|243، 53|110، تأويل الآيات الظاهرة: 1|404، الاِيقاظ من الهجعة: 283 ـ بعضه ـ، رجال الكشي: 39.


( 334 )

3ـ وعن أمير الموَمنين عليِّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ في ذكر ـ الدابّة ـ قال:

«أَلا وَيُنْشَـرُ الصَّفا، وَتُخْرِجُ مِنْهُ الدَّابَّةُ أَوَّلَ رَأْسِها، ذَاتُ وَبَرٍ وَرِيشٍ فيها مِنْ كُلِّ الاَلْوَانِ، مَعَها عَصَا مُوسى _ عليه السلام _ وَخاتَمُ سُلَيْمانَ _ عليه السلام _ ، تَسِمُ الموَْمِنَ مُوَمِناً، وَتَسِمُ الكَافِرَ كافِراً تَنْكُتُ (وَجْهَ المُوَْمِن) بِالعَصا فَتَتْـرُكُهُ أَبْيَضَ وَتَنْكُتُ وَجْه الكَافِرِ بالخاتَمِ، فَتَتْرُكُهُ أَسْوَدَ، فَلا يَبْقَى أَحدٌ في سُوقٍ ولا بَرِّيَّةٍ إلاَّ وَسَمَتْ وَجْهَهُ» (1).

4ـ حدَّثنا محمّد بن [العبّاس، عن] جعفر بن محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه ابنمحمّد الزيّات، عن محمّد ـ يعني ابن الجنيد، عن مفضّل بن صالح، عن جابر، عنأبيعبد اللّه الجدليِّ، قال: دخلت على عليٍّ _ عليه السلام _ يوماً: فقال: «أنا دابّة الاَرض»(2).

5ـ محمّد بن العبّاس، عن جعفر بن محمّد بن الحسين ، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمان، عن محمّد بن عبد الحميد، عن مفضّل بن صالح، عن جابر، عن أبي عبد اللّه الجدليِّ، قال: دخلت على عليِّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ يوماً، فقال: «أنا دابّة الاَرض»(3).


____________

(1) عقد الدرر: 317.
(2) البحار: 53|110 ، ح (3)، منتخب الاَنوار المضيئة: 88.
(3) البحار: 53|100، ح (120)، 39|243، 52|193، وفيه: قد سبق في باب علامات ظهوره ـ عليه السلام ـ عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ أنّه قال بعد ذكر قتل الدّجّال: «ألا إنَّ بعد ذلك الطامة الكبرى» قلنا: وما ذاك يا أمير الموَمنين؟ قال: خروج دابّة [منج الاَرض من عند الصفا، معها خاتم سليمان، وعصا موسى، تضع الخاتم على وجه كلِّ موَمن فينطبع فيه: «هذا موَمن حقّاً» ويضعه على وجه كلِّ كافر، فيكتب فيه: «هذا كافر حقّاً» إلى آخر ما مرّ».
منتخب الاَنوار المضيئة: 88، الايقاظ من الهجعة: 381، ح 149.


( 335 )

6ـ حدَّثنا أبي (رضي اللّه عنه)، قال: حدَّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد ابن أبي عمير، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن عبيد بن كرب، قال: سمعت علياً _ عليه السلام _ يقول: «إنّ لنا أهل البيت دابّة، مَنْ تقدَّمها مرق، وَمَنْ تأخّر عنها محق، ومَنْ تَبعها لحق» (1).

7ـ حدَّثنا أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه، عن أحمد بن عبيد بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة، قال: دخلت على أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وهو يأكل خبزاً وخلاً وزيتاً، فقلت: يا أمير الموَمنين، قال اللّه عزَّ وجلَّ: "وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الاَرض تكلّمهم" (النمل ـ 82)، فما هذه الدابّة؟

قال: «هي دابّة تأكل خبزاً وخلاّ ً وزيتاً» (2).

8ـ حدَّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد، عن الحسن السلميّ، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان، عن يقعوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، عن عباية، قال: أتى رجل أمير الموَمنين _ عليه السلام _ فقال: حدِّثني عن الدابّة؟ قال: «وما تريد منها»؟ قال: أحببت أن أعلم علمها. قال: «هي دابّة موَمنة تقرأ القرآن، وتوَمن بالرَّحمن، وتأكل الطعام، وتمشي في الاَسواق» (3).

9ـ حدَّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الزبير القرشيِّ، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم، أنَّ عباية حدَّثه: أنّه كان عند أمير الموَمنين _ عليه السلام _ [وهو] يقول: «حدَّثني أخي: أنّه ختم ألف نبي، وإنّي ختمت ألف وصيّ، وإنّي كلّفت ما لم يكلّفوا، وإنّي لاَعلم ألف كلمة ما يعلمها غيري وغير محمّد _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ما


____________

(1) كمال الدين: 654، ح (23).
(2) البحار: 53|112، ح (11)، الاِيقاظ من الهجعة: 384، ح (156).
(3) البحار: 53|110ـ 111، ح (6) ، مختصر بصائر الدرجات: 207.


( 336 )
منها كلمة إلاّ مفتاح ألف باب بعد ما تعلمون منها كلمة واحدة، غير أنّكم تقرأون منها آية واحدة في القرآن: "وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الاَرض تكلّمهم أنَّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون" (النمل ـ82)، وما تدرونها مَن» (1).

10ـ الحسن بن سليمان بن خالد القمي أيضاً في «رسالته» نقلاً من كتاب «الواحدة»، عن محمّد بن الحسن بن عبد للّه، عن جعفر بن محمّد البجلي، عن أحمد بن خالد البرقي، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر _ عليه السلام _ قال:

«قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : إنَّ اللّه واحد أحد ـ إلى أن قال :ـ وأخذ اللّه ميثاق الاَنبياء بالاِيمان والنصرة لنا، وذلك قول اللّه عزَّ وجلَّ: "وإذ أخذ اللّهُ ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتوَمننّ به ولتنصرنّه" يعني: لتوَمننّ بمحمّد ووصيه ولتنصرنّه: جميعاً، وأنَّ اللّه أخذ ميثاقي مع ميثاق محمّد بالنصرة لبعض، فقد نصرت محمّداً، وجاهدت بين يديه عدوَّه، ووفيت بما أخذ عليَّ من العهد والنصرة لمحمّد، ولم ينصرني أحد من أولياء اللّه ورسله، وذلك لما قبضهم اللّه إليه، وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها، وسيبعثهم اللّه أحياء من لدن آدم إلى محمّد يضربون بالسيف هام الاَموات والاَحياء جميعاً.

فياعجباً من أموات يبعثهم اللّه أحياء، زمرة بعد زمرة، قد شهروا سيوفهم، يضربون بها هام الجبابرة وأتباعهم، حتى لهم ما وعدهم في قوله: "وعد اللّه الّذين آمنوا منكم وعملوا الصالحاتِ لنستخلفنّهم في الاَرض" الآية، وأنَّ لي الكرَّة بعد الكرَّة، والرَّجعة بعد الرَّجعة، وأنا صاحب الكرات والرجعات، وصاحب الصولات والنقمات، والدولات العجيبات، وأنا دابة الاَرض، وأنا صاحب العصا والميسم» (2) الحديث.


____________

(1) البحار: 53|111، ح (8)، مختصر بصائر الدرجات : 207.
(2) الاِيقاظ من الهجعة: 365ـ366، ح (120).


( 337 )

11ـ في حديث عليٍّ _ عليه السلام _ أنّه ذكر آخر الزمان والفتن، ثم قال: «خير أهل ذلك الزمان كلّ موَمن نومة» (1).

12ـ قرقارة، عن أبي حاتم، عن محمّد بن يزيد الآدميّ ـ بغدادي عابد ـ، عن يحيى بن سليم الطّائي، عن سميل بن عبّاد، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت عليَّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ يقول: «أظلّكم فتنة مظلمة عمياء مكتنفة لا ينجو منها إلاّ النومة».

قيل: يا أبا الحسن وما النومة؟ قال: «الذي لا يعرف النّاس ما في نفسه» (2).

***

____________
(1) البحار: 69|273.
(2) البحار: 2|73، عن غيبة الطوسي، وفيه بيان: قال الجزريُّ: في حديث عليٍّ _ عليه السلام _ ، وذكر آخر الزمان والفتن، ثمَّ قال: «خير ذلك الزمان كلّ موَمن نومة».
النومة: بوزن الهمزة ـ الخامل الذكر الذي لا يوَبه له، وقيل: الغامض في النّاس الذي لا يعرف الشرَّ وأهله، وقيل: النومة ـ بالتحريك ـ: الكثير النوم، فأمّا الخامل الذي لا يوَبه له، فهو ـ بالتسكينـ، ومن الاَوّل: حديث ابن عبّاس أنّه قال لعليّ _ عليه السلام _ : ما النومة؟
قال: «الذي يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شيءٌ».


( 338 )




( 339 )

الباب الثامن

الفصل الخامس

يأجوج ومأجوج





( 340 )


( 341 )

25


«يأجوج ومأجوج»


1ـ الحسين بن محمّد الاَشعري، عن معلّـى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد اللّه، عن العبّاس بن العلاء، عن مجاهد، عن ابن عبّاس، قال: سئل أمير الموَمنين _ عليه السلام _ عن الخلق.

فقال: «خَلَقَ اللّهُ أَلْفاً وَمَائَتَيْـنِ في البَـرِّ، وَأَلْفَاً ومَائَتَيْـنِ في البَحْرِ، وَأَجْناسُ بَني آدَمَ سَبْعُونَ جنْساً، والنَّاسُ وُلْدُ آدَمَ، ما خَلا يَأْجُوجَ وَمَأجُوجَ» (1).

2ـ وأخرَجَ ابن المنذر، عن عليِّ بن أبي طالب أنّه سئِلَ عن التُّركِ؟ فقال:

«هُمْ سيَّارَةٌ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، هُمْ مِنْ يَأجُوجَ وَمَأْجوجَ، لَكِنَّهُمْ خَرَجُوا يُغيرُونَعَلَيالنَّاسِ، فَجَاءَ ذُو القَرْنَيْـنِ فَسَدَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْـنَ قَوْمِهِمْ، فَذَهَبُوا سَيَّارَةً في الاَرْضِ»(2).


____________

(1) الكافي: 8|220، عنه نور الثقلين: 3|307، والبرهان: 2|488، وليس في سنده: العبّاس بن العلاء.
(2) الدر المنثور: 4|250.


( 342 )

3ـ عن ابن أبي حاتم، عن السدّيّ، قال عليُّ بن أبي طالب:

«إنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ خَلْفَ السَّدِّ، لا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ حَتَّى يُولَدَ لَهُ أَلْفٌ لِصُلْبِهِ، وَهُمْ يَغْدُونَ كُلَّ يَوْمٍ عَلَى السَّدِّ، فَيَلْحَسُونَهُ وَقَدْ جَعَلُوهُ مِثْلِ قِشـرِ البَيْضِ فَيَقُولُونَ نَرْجِعُ غَداً وَنَفْتَحُهُ، فَيَصبِحُونَ وَقَدْ عَادَ إلى ما كانَ علَيْهِ قَبْلَ أن يُلْحَس، فَلا يَزالُونَ كَذَلِكَ حَتّى يُولَدَ فيهم مولودٌ مسلِمٌ، فَإِذَا غَدْوا يَلْحَسُونَ قَالَ لَهُمْ قُولُوا: بِسْمِ اللّهِ، فَإذَا قَالُوا بِسْمِ اللّهِ، فَأَرادُوا أنْ يَرْجِعُوا حِينَ يُمْسُونَ فَيَقُولُونَ نَرْجِعُ غَداً فَنَفْْتَحَهُ فَيُصبِحُونَ وَقَدْ عَادَ إلى ما كَانَ عَلَيْهِ، فَيَقُولُ: قُولُوا إنْ شاءَ اللّهُ فَيقولُونَ: إنْ شاءَ اللّهُ فَيُصْبِحُونَ وَهُوَ مِثْلُ قِشْـرِ البَيْضِ، فَينْقِبونَهُ فَيَخْرجُونَ مِنْهُ عَلَـى النَّاسِ فَيَخْرِجُ أَوَّلُ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهُمْ سَبْعُونَ أَلْفاً عَلَيهم التِّيجَانُ ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ أَفواجَاً، فَيَأْتُونَ عَلَـى النَّهْرِ مِثْلِ نَهْرِكُمْ هذَا ـ يعني الفُراتَ ـ، فَيَشرَبُونَهُ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْهُ شَيءٌ، ثُمَّ يَجيءُ الفَوْجُ مِنْهُمْ حَتَّى يَنْتَهُوا إليْهِ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كانَ ها هُنا ماءٌ مَرَّةً وذلِكَ قولُ اللّهِ: "فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبّي جَعَلَهُ دَكّاً" والدَّكُ التُّرابُ، وكانَ وعْدُ رَبّي حقّاً» (1).

***

____________
(1) الدر المنثور: 4|251ـ252، عنه جمع الجوامع: 2|117ـ بتفاوت يسير.


( 343 )



الباب التاسع

الفصل الاَوّل

فضل مسجد الكوفة



( 344 )




( 345 )

26


«فضل مسجد الكوفة»


1ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد قال: حدَّثنا عليُّ بن الحسن التيملي، قال: حدَّثنا الحسن ومحمّد ـ ابنا عليّ بن يوسف ـ، عن سعدان بن مسلم، عن صباح المزني(1)، عن الحارث بن حصيرة (2) عن حبّة العرني (3) قال:

قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : «كَأَنّي أنْظُرُ إلى شِيعَتِنا بِمَسْجِدِ الكُوفَةِ، قَدْ ضَـرَبُوا الفَسَاطِيطَ، يُعَلِّمُونَ النَّاسَ القُرآنَ كَمَـا أُنْزِلَ (4) أَمَا إنَّ قائِمَنَا إذا قامَ كَسَـرَهُ وَسَوَّى


____________

(1) هو صباح بن يحيى المزني يكنّى أبا محمّد، كوفي ثقة عند النجاشي، وضعيف عند استاذه ابن الغضائري، كما في الجامع.
(2) الحارث بن حصيرة معنون في أصحاب الصادق _ عليه السلام _ وقال العلاّمة المامقاني: إمامي مجهول.
(3) حبَّة بن جوين العرني من أصحاب أمير الموَمنين والحسن بن عليّ _ عليهما السلام _ ، وقال العلاّمة المامقاني: حسن.
(4) الظاهر أنَّه يقصد _ عليه السلام _ أنَّهم يعلمونهم القرآن على حدوده كاملة، وقد ورد أنَّ القرآن الذي بخط عليٍّ ويتوارثه الاَئمّة _ عليهم السلام _ يتفاوت مع القرآن في ترتيب سوره وربّما آياته، لا في الزيادة والنقصان، كما جاء في رواية أبي ذرّ الغفاري (رضي اللّه عنه) أنَّه قال: لما توفّـي رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ جمع عليٌّ _ عليه السلام _ القرآن، وجاء به إلى المهاجرين والاَنصار وعرضه عليهم، لما قد أوصاه بذلك رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _... فلما استُخلف عمر، سأل عليّاً أن يدفع إليهم القرآن ... فقال: يا أبا الحسن! إن جئت بالقرآن الذي كنت قد جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه.
فقال _ عليه السلام _ : «هَيْهَاتَ لَيْسَ إلى ذَلِكَ سَبيلٌ، إنّما جئتُ بِهِ إلى أبي بكر لِتَقُومَ الحُجَّةُ عَلَيْكُمْ، ولا تَقُولُوا يَوْمَ القِيامَةِ: إنَّا كُنَّا عَنْ هَذا غَافِلينَ، أو تَقُولوا: مَا جِئْتَنَا بِهِ.
إنَّ القرآنَ الّذي عِنْدي لا يَمَسَّهُ إلاّ المُطَهَّرونَ والاَوصياءُ مِنْ ولدِي».
قَالَ عمرُ: فَهَلْ لاظْهَارِِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ.
فَقَالَ: «نَعَمْ، إذَا قَامَ القَائِم مِنْ وُلْدي يُظْهِرُهُ وَيَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيهِ، فَتَجري السُّنَّةُ بِهِ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ».
راجع: احتجاج الطبرسي: 1|155، نور الثقلين: 5|226، البحار: 92|42.


( 346 )
قِبْلَتَهُ»(1).

2ـ عنه (الفضل بن شاذان)، عن عليِّ بن الحكم، عن الرَّبيع بن محمّد المسليّ، عن سعد بن ظريف، عن الاَصبغ بن نباتة (قال):

قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ـ في حديث له حتّى انتهى إلى مسجد الكوفة، وكان مبنياً بخزف ودنان وطين ـ (2)فقال: «وَيْلٌ لِمَنْ هَدَمَكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ سَهَّلَ هَدْمَكَ، وَوَيْلٌ لِبَانِيكَ بِالمَطبوخِ المغيِّـرِ قِبْلَةَ نُوحٍ، طُوبَى لمنْ شَهِدَ هَدْمَكَ مَعَ قَائِمِ أَهْلِ بَيْتي، أُولَئِكَ خِيَارُ الاَُمّة مَعَ أبْرارِ العِتْرَةِ» (3).

3ـ حدَّثنا محمد بن علي بن فضل الكوفي قال: حدَّثنا محمّد بن جعفر المعروف ـ بابن التبّان ـ قال: حدَّثنا إبراهيم بن خالد المقري الكسائي قال: حدَّثنا عبد اللّه بن داهِر الرازي، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة، قال: بَيْنا نحن ذات يوم حول أمير الموَمنين _ عليه السلام _ في مسجد الكوفة إذ قال:


____________

(1) النعماني: 317ـ 318، عنه البحار: 52|364.
(2) قال في الاَقرب: الدن ـ بالفتح ـ الراقود العظيم، لا يقعد إلاّ أن يحفر له، والجمع دنان ـ والمراد بناء حيطانه من الخزف وكسرات الدنان بدلاً من الآجر المطبوخ.
(3) غيبة الطوسي: 283، البحار: 52|332ـ 333، وفي سنده: طريف بدل ظريف، إثبات الهداة: 7|35، وفي سنده: طريف بدل ظريف، وليس فيه: ... وكان مبنياً بخزف ودنان وطين ... «ويل لمن هدمك، ويل لمن سهّل هدمك، وويل لبانيك بالمطبوخ المغيّـر قبلة نوح».


( 347 )

«يا أَهْلَ الكُوفَةِ ! لَقَدْ حَبَاكُمْ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَـا لَمْ يَحْبُ بِهِ أَحَداً، فَفَضَّلَ مُصَلاَّكُمْ وَهُوَ بَيْتُ آدَمَ وَبَيْتُ نُوحٍ وَبَيْتُ إدْرِيس، وَمُصَلَّـى إبْراهِيمَ الخَلِيلِ وَمُصلَّـى أخي الخِضْـر وَمُصَلاَّيَ.

وَإنَّ مَسْجِدَكُمْ هذَا أَحَدُ الاَربَعَةِ المسَاجِدِ الَّتي اخْتَارَهَا اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ لاَهْلِهَا، وَكَأَنِّي بِهِ يَوْمَ القِيامَةِ في ثَوبَيْـنِ أَبْيَضَيْـنِ شبيهٌ بِالمُحْرِمِ يَشْفَعُ لاَهْلِهِ وَلِمَنْ صَلَّـى فِيه فَلاَ تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ، وَلا تَذْهَبُ الاَيَّامُ حَتَّى يُنْصَبَ فِيهِ الحَجَرُ الاَسْودُ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَيْهِ زَمانٌ يَكُونُ مُصلَّـى المهْدِيّ مِنْ وُلْدي، وَمُصَلَّـى كُلِّ مُوَْمِنٍ، وَلا يَبْقَى عَلَـى الاَرْضِ مُوَمِنٌ إلاَّ كانَ بِهِ أوْ حَنَّ قَلبُهُ إليهِ.

فَلا تَهْجُروهُ وَتَقَرَّبُوا إلى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالصَّلاةِ فيهِ، وَارْغَبُوا إليهِ في قَضَاءِ حَوائِجكُمْ، فَلَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فيهِ مِنَ البَـرَكَةِ لاَتوهُ مِنْ أقْطَارِ الاَرْضِ، وَلَوْ حَبْواً على الثَّلْجِ» (1).


____________

(1) أمالي الصدوق: 189، مجلس (40)، إثبات الهداة: 3|452، ـبعضهـ عن الفقيه، وأمالي الصدوق، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10|13ـ14، قال: ومن عجيب ما وقفت عليه من ذلك قوله في الخطبة التي يذكر فيها الملاحم، وهو يشير إلى القرامطة: يَنْتَحِلُونَ لَنَا الحُبَّ والهَوَى ويَضْمِرُونَ لَنَا البُغْض والقِلَى، وَآيةُ ذَلِكَ قَتْلُهُمْ وُرَّاثَنَا وَهَجْرُهُمْ أَحْدَاثَنَا، وصح ما أخبر به لاَنّ القرامطة قتلت من آل أبي طالب _ عليه السلام _ كثيراً... وفي هذه الخطبة قال وهو يشير إلى السارية التي كان يسند إليها في مسجد الكوفة: كَأَنِّي بِالحَجَرِ الاَسودِ مَنْصُوباً هاهُنَا، ويْحَهُمْ إِنَّ فَضِيلَتَهُ لَيْسَتْ في نَفْسِهِ بَلْ في مَوْضِعِهِ وَأُسِّه، يَمْكُثُ هاهُنَا برْهَةً ثُمَّ هاهُنَا برْهَةً ـ وَأَشَارَ إلى البَحْرَيْن ـ ثُمَّ يَعُودُ إلى مأْواهُ، وَأُمِّ مثْوَاهُ ووقع الاَمر في الحجر الاَسود بموجب ما أَخبر به ـ عليه السلام ـ ، الفقيه: 1|231 ـ كما في أمالي الصدوق ـ بتفاوت يسير وقال: وروي عن الاَصبغ بن نباتة (طريقه إلى الاَصبغ كما في مشيخة الفقيه: 4|445 ـ عن محمّد بن علي ماجيلويه ـ رضي اللّه عنهـ، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الهيثم بن عبد اللّه النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة) أنّه قال: وفيه: «مِنْ فَضْلِ، مُصَلاّكُمْ بيت آدَمَ ... قَدْ أُتِـيَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ»، البحار: 100|389 ـ عن أمالي الصدوق، روضة الواعظين: 2|337ـ كما في أمالي الصدوق بتفاوت يسير، مرسلاً عن الاَصبغ. وسائل الشيعة: 3|526 عن الفقيه، وأمالي الصدوق.


( 348 )

4ـ عنه (محمّد بن أحمد بن يحيى) عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن حبّة العرني، قال: خرجَ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ إلى الحيرة فقال:

«لَتَصِلَنَّ هَذِهِ بِهذِهِ ـ وأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلى الكُوفَةِ والحيرَةِ ـحَتَّى يُبَاعُ الذِّراعُ فيما بَيْنَهما بِدَنانيرَ، وَلَيُبْنَيَـنّ بِالحِيرَةِ مَسْجدٌ لَهُ خَمْسُمائَةِ بابٍ يُصَلِّـي فِيهِ خَليفَةُ القائِمِ عَجَّلَ اللّهُ تَعالى فَرَجَهُ، لاَنَّ مسْجِدَ الكوفَةِ لَيَضِيقُ عَنْهُمْ، وَلَيُصَلِّيَنَّ فيهِ اثنا عَشَـر إماماً عَدْلاً، قُلْت: يا أمير الموَمنينَ، وَيَسَعُ مَسْجِدُ الكُوفَةِ هذا الَّذي تَصِفُ النَّاسَ يَوْمَئِذٍ؟ قال: تُبْنى لَهُ أرْبَعُ مَسَاجِدَ مَسْجِدُ الكُوفَةِ أصْغَرُها وهذا وَمَسْجِدانِ في طَرَفي الكُوفَةِ مِنْ هذا الجانِب وهذا الجانِبِ ـ وأوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ البَصْـريّين والغريّيْـن» (1).

5ـ أحمد بن محمّد، عـن يعقـوب بن عبـد اللّه، عن إسماعيل بن زيد ـ مولى الكاهليِّـ عنه، عن أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ قال:

«قال أميرُ الموَمنين _ عليه السلام _ في وصف مسجد الكوفة: في وسطه عين مِنْ دهن، وعين مِنْ لبن، وعين مِنْ ماء، شراب للموَمنين، وعين من ماء طهور للموَمنين» (2).

***

____________
(1) التهذيب: 3|253ـ254، ملاذ الاَخيار: 5|478ـ479، عن التهذيب.
(2) البحار: 52|374، راجع التهذيب: 1|325ـ باب فضل المساجد.