http://www.imamsadeq.org كتاب موسوعة أحاديث أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ تأليف اللجنة العليا للتحقيق في مؤسسة نهج البلاغة ص 65 - ص 90

( 65 )




الباب الثالث

الفصل الثاني

المهدي من ولد علي

_ عليهم السلام _



( 66 )




( 67 )

7


«المهديُّ من وُلد عليٍّ»

1ـ حَدَّثنا علي بن الحسين قال: حدَّثنا محمد بن يحيى قال: حدَّثنا محمّد بن حسّان الرازي، عن محمّد بن عليّ الكوفي، قال: حدَّثنا عيسى بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبيه أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ ، أنَّه قال: «صَاحِبُ هَذا الاَمْرِ مِنْ وُلْدي هُوَ الَّذِي يُقَالُ مَاتَ أوْ هَلَكَ؟ لا، بَلْ في أيِّ وادٍ سَلَكَ؟» (1).

2ـ حدَّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن جعفر الحميريُّ، ومحمّد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمّد ابن الحسين بن أبي الخطاب، وأحمد بن محمَّد بن عيسى، وأحمد بن محمّد بن خالد البرقي، وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني.


____________

(1) غيبة النعماني: 156، غيبة الطوسي: 261 قال: وروى (الفضل بن شاذان) ، عن أحمد بن عيسى العلوي، عن أبيه، عن جدِّه، قال: قال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : وفيه: «... ماتَ قُتِلَ، لا بَلْ هَلََكَ، لاَ بَلْ بأَيِّ ...» ، البحار: 51|114ـ عن النعماني، وفيه: ... محمّد بن الحسن الرازي ... «مَاتَ هَلَكَ...»، منتخب الاَثر: 262 ـ عن البحار، وأشار إلى رواية غيبة الطوسي، إثبات الهداة: 7|30 ـ عن غيبة الطوسي، وفي: 7|67 ـ عن النعماني بتفاوت يسير، وفي سنده: محمّد بن الحسن الرازي بدل محمّد بن حسّان الرازي.


( 68 )

وحدَّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي اللّه عنه) قال: حدَّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، وسعد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن محمّد الطيالسيّ، عن منذر بن محمّد ابن قابوس، عن النصر بن أبي السريّ (1) عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق؛ عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهنيّ، عن الحارث بن المغيرة النصريّ، عن الاَصبغ بن نباتة.

قال: أتيتُ أمير الموَمنين علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ فوجدته متفكّراً ينكتُ في الاَرضِ، فقلت: يا أمير الموَمنين مالي أراك متفكّراً تنكت في الاَرض أرغبت فيها؟

فقال: «لا واللّهِ ما رَغَبْتُ فِيها ولا في الدُّنْيا يَوْمَاً قَطُّ، ولكن فكّرت في مولودٍ يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي، هو المهديُّ يملاَها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، تكون له حيرة وغيبة، يضلُّ فيها أقوام و يهتدي فيها آخرُون».

فقلت: يا أمير الموَمنين وإنَّ هذا لكائن؟

فقال: «نعم، كما أنّه مخلوقٌ وأنّى لك بالعلم بهذا الاَمر يا أصبغ ، أُولئِكَ خيار هذه الاَُمّة مع أبرار هذه العترة».

قلت: وما يكون بعد ذلك؟

قال: «ثمَّ يفعل اللّه ما يشاء فإنَّ له إرادات وغايات ونهايات» (2).


____________

(1) منذر بن محمّد بن المنذر أبو الجهم القابوسي: ثقة من أصحابنا من بيت جليل (جش وصه) وصحف في جميع النسخ بزيد بن محمّد، وأمّا النضر، أو النصر بن أبي السري كما في بعض النسخ فلم نجده، وفي الكافي مكانه منصور بن السندي، ولم نظفر به أيضاً.
(2) كمال الدين: 1|288 ـ 289 ، إعلام الورى : 400، عن كمال الدين، كفاية الاَثر: 219 ـ كما في كمال الدين بتفاوت، عن محمَّد بن عليّ بأحد طريقيه، عن الاَصبغ بن نباتة: ـ إلى قوله:ـ «ويهتدي فيها آخرون»، البحار: 51|117 ـ عن كمال الدين بتفاوت يسير، وأورد مثله عن الكافي، وغيبة الطوسي، والنعماني، والاختصاص بأسانيدها، الكافي: 1|338 ـ عليّ بن محمّد ، عن عبد اللّه بن محمّد بن خالد، قال: حدَّثني منذر بن محمّد بن قابوس، عن منصور بن السندي، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث بن المغيرة، عن الاَصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ... أرغبة منك فيها؟ الاختصاص: 209 ـ كما في الكافي بتفاوت يسير، بسند آخر عن الاَصبغ، غيبة الطوسي: 103 ـ 104 ـ كما في الكافي بتفاوت يسير، بسندين آخرين عن الاَصبغ، دلائل الاِمامة: 289ـ كما في الكافي بتفاوت يسير، إلى قوله: «هَذِهِ العِتْـرَةِ» بسند آخر عن الاَصبغ، وفيه: «يكونُ مِنْ ظَهْرِ الحادي عَشَـرَ»، بشارة الاِسلام: 37ـ38، عن غيبة الطوسي، غيبة النعماني: 60ـ كما في الكافي، عن الكليني بتفاوت يسير، وفي سنده: «نصر» بدل «منذر» وفيه: « ... سَبْتُ مِنَ الدهرِ» ... قُلْتُ: أَدْرِكُ ذَلِكَ الزَّمانَ؟ الهداية الكبرى: 88 ـ عنه (قدس اللّه روحه)، عن الحسن بن محمّد بن جمهور، عن أبيه، عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران الكرخي، عن هامان بن الاَبلي، عن جعفر بن مُحَمَّد بن يحيى الرَّهاوي، عن سعيد بن المسيب، عن الاَصبغ ـ كما في الكافي بتفاوت، وفيه: «... مَنْ يَكونُ منْ ظَهْري الحادي عشرَ مِنْ وُلدي وَهُوَ المهديُّ» ... ثُمَّ ماذا؟ قال: «يَفْعَلُ اللّه ما يَشاءُ، من الرَّجعة البيْضاءِ والكرَّةِ الزَّهْراءِ، وإحضْارِ الاَنْفسِ الشُحّ، والقصاص، والاَخذْ بالحقِّ والمجازاةِ بكلِّ ما سَلَفْ، ثُمَّ يَغْفِرُ اللّهُ لِمَنْ يَشاءُ» رسائل المفيد: 400، وقال: هذا الخبر الذي روته العامة والخاصّة وهو خبر كميل بن زياد، وفيه: «... ما رَغِبْتُ فيها ساعةً قَطُّ ... التَّاسِعُ مِنْ وُلْدِ الحسين _ عليه السلام _ هُوَ الَّذي يَمْلوَُ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدلاً كَمَا ... يَكُونُ لَهُ غَيْبَة يَرْتَابُ فيها المُبْطِلُونَ، يا كُميلَ بنَ زيادٍ، لابُدَّ لَهُ مِنْ حُجَّةٍ، إمَّا ظاهرٌ مَشْهورٌ شَخْصُهُ، وإمَّا باطِنٌ مَغْمُورٌ ، لِكَيْلا تَبْطُلَ حُجَجُ اللّهِ».
والظاهر أنَّ ما ذكره أوَّل حديث الاَصبغ المذكور، وآخر حديث كميل المشهور.
إثبات الوصية: 225ـ كما في الكافي بتفاوت وقال: وعنه (سعد بن عبد اللّه) يرفعه إلى الاَصبغ ابن نباتة، وفيه: دَخَلْت إلى أَميرِ الموَمنينَ فَوجَدْتُهُ مُفَكِّراً ... مُفَكِّراً يا أميرَ الموَمنين؟ قالَ: «أُفَكِّرُ ... يكُونُ لَهُ غَيْبَةٌ تَضِلُّ ... ثُمَّ قَالَ بعد كلامٍ طَويلٍ: أولئِكَ»، وفي ص 229 ـ كما في الكافي بتفاوت يسير، بسنده عن الاَصبغ بن نباتة، وفيه: «لَهُ غَيْبَةٌ وَفي أَمْرِهِ حَيْـرَةٌ ... يَا مَوْلاي ... وَذَلِكَ إذا فُقِدَ البابُ بَيْنَهُ وَبَيْـنَ شيعَتنا تَكُونُ الحَيْـرَةُ» ملاحم ابن طاووس: 185ـ عن مجموع المرزباني ... إلى قوله: «وَيَهْتدي فيها آخرون».


( 69 )

3ـ وروى الخصيبيُّ، باسناده عن أحمد بن الخطيب، عن أبي المطلب جعفر بن محمّد بن الفضيل، عن محمّد بن سنان الزهري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الاَصم، عن مدلج، عن هارون بن سعيد قال: سمعت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول لعمر بن الخطاب ـ في حديث طويل ـ :


( 70 )

قال: فَمَنْ يفعل ذلك يا أبا الحسن؟

قال: «عصابة قد فرقت بين السيوف وأغمادها، وارتضاهم اللّه لنصرة دينه فما تأخذهم في اللّه لومة لائم».

فبكى عمر وقال: إنّي أعوذ باللّه ممّا تقول، فهل لذلك علامة؟

قال: «نعم، قتل فظيع، وموت سريع، وطاعون شنيع، ولا يبقى مِنَ النّاس في ذلك الوقت إلاّ ثلثهم، وينادي منادٍ من السَّماء باسم رجل من ولدي، وتكثر الآيات حتّى يتمنّّى الاَحياء الموت ممّا يَرُونَ مِنَ الاَهوالِ، فَمَنْ هَلَكَ استراحَ، وَمَنْ كان لهُ عند اللّه خير نجا.

ثُمَّ يظهر رجلٌ مِنْ وُلدِي يملوَُ الاَرض عدلاً كما مُلِئَتْ جوراً وظلماً، يأتيه اللّه ببقايا قوم موسى، ويُحيي له أصحاب الكهف، ويوَيّده اللّه بالملائكة، والجن وشيعتنا المخلصين، وينزل مِنَ السَّماءِ قطرها، وتخرج الاَرض نباتها».

فقال له عمر: أمّا إنّي أعلم أنَّك لا تحلف إلاّ على حقٍّ، فواللّه لا تذوق أنتَ ولا أحد من ولدِكَ حلاوة الخلافة؟

فقال له أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : «ثُمَّ إنَّكم لا تزدادون لي ولولدي إلاّ عداوة» (1).

4ـ بلغني عن إبراهيم بن سليمان بن حيان بن مسلم بن هلال الدّباس الكوفي قال: نبأ عليُّ بن أسباط المصري قال: نبأ عليُّ بن الحسين العبدي، عن سعد الاِسكاف، عن الاَصبغ بن نباتة قال: خطب أميرُ الموَمنين عليُّ بن أبي طالب ـ عليه السلام ـ ـ بالكوفة ـ فحمد اللّه تعالى وأثنى عليه ثمَّ قال:


____________

(1) حلية الاَبرار: 2|602، ارشاد القلوب: 285، باسناده إلى هارون بن سعيد، وفيه: «لنصر بدل لنصرة ذريع بدل سريع ... من النَّاسِ أحد ... تكثر بدل وتكثر ... الآيات بدل مِنَ الاَهوال ... أهلك بدل هلك ... فيملوَُ بدل يملوَ ... قسطاً وعدلاً بدل عدلاً ... ظلماً وجوراً بدل جوراً وظلماً ...ببقيا بدل ببقايا ...» فقال له بدل فقال له عمر ...، وفيه: يا أبا الحسن ! الحقّ بدل حقٍّ ... حلاوة الخلافة أبداً بدل حلاوة الخلافة ... فقال أمير الموَمنين بدل فقاله له أمير الموَمنين ...«إنَّكم بدل ثُمَّ إنَّكم».


( 71 )

«أيُّها النّاسُ! إنَّ قُرَيْشاً أَئِمَّةُ العَرَبِ، أَبرَارُها لاَبْرارِهَا وَفُجارُها لِفُجّارِهَا، ألا ولابدَّ مِنْ رَحاً تَطْحَنُ عَلَـى ضلالَة وَتَدورُ، فإذا قامَتْ عَلَـى قُطْبها طَحَنَتْ بِحَدِّها، ألا وإنَّ لِطَحْنها رَوْقاً، وَرَوْقُها حِدَّتُها، وَفَلُّها عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ألا وإِنِّي وأَبرارَ عُترَتي وَأَهلُ بَيْتي أَعْلَمُ الناسِ صِغاراً وأَحْلَمُ النَّاسِ كِبَاراً، مَعَنَا رَايةُ الحقِّ مَنْ تَقدَّمَهَا مَرَقَ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهَا مُحِقَ وَمَنْ لَزِمَهَا لَحِقَ، وَإِنَّا أَهْلُ بَيْتِ الرَّحْمَةِ وَبِنَا فُتِحَتْ أَبْوابُ الحِكْمَةِ وَبِحُكْمِ اللّهِ حَكَمْنَا وَبِعِلْمِ اللّهِ عَلِمْنَا وَمِنْ صَادِقٍ سَمِعْنَا، فَإِنْ تَتَّبِعُونَا تَنْجُوا وَإِنْ تَتََولَّوا يُعَذِّبْكُمُ اللّهُ بِأَيِْدينَا، بِنَا فَكَّ اللّهُ رِبقَ الذُلِّ مِنْ أعْناقِكُمْ، وَبِنَا يَخْتِمُ لا بِكُمْ، بَنَا يَلْحَقُ التَّالِي وَإِلَيْنَا يَفِيءُ الغالي، وَلَوْلا أَنْ تَسْتَعْجِلُوا وَتَسْتَأْخِرُوا القَدَرَ لاَمْرٍ قَدْ سَبَقَ في البَشَـرِ، لَحَدَّثْتُكُمْ بِشَبابٍ مِنَ الموالي وأَبناءِ العَرَبِ وَنَبْذٍ مِنَ الشيُوخ كالمِلْحِ في الزَّادِ وَأَقَلُّ الزَّادِ المِلْحُ.

فِينَا مُعتَبَـرٌ وَلِشِيعَتِنَا مُنْتَظَرٌ، وَإِنَّا وَشِيعَتَنَا نَمْضِي إلى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالبَطَنِ والحُمَّى والسَّيْفِ، وإنَّ عَدُوَّنا يَهْلِكُ بِالدَّاءِ والدَّبيلَةِ وَبِمَّـا شَاءَ اللّهُ مِنَ البَليَّةِ والنَّقِمَةِ. وَأَيْمُ اللّهِ أَنْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَقَالَتْ طَائِفَةٌ مَا أَكْذَبَ وَأَرْجَمَ، وَلَو انْتَقَيْتُ مِنْكُمْ مَائَةً قُلُوبُهُمْ كَالذَّهَب ثُمَّ انْتَقَيْتُ مِنَ المائَةِ عَشَـرَةً ثُمَّ حَدَّثْتُهُمْ فِيْنَا أَهْلَ البَيْتِ حَدِيثاً لَيِّنَاً لا أَقُولُ فِيهِ إلاَّ حَقَّاً وَلا أَعْتَمِدُ فِيهِ إلاَّ صِدْقاً، لَخَرَجُوا وَهُمْ يَقُولُونَ عَليٌّ مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ، وَلَو اخْتَرْتُ مِنْ غَيْرِهِم عَشَـرَةً فَحَدَّثْتُهُمْ في عَدُوِّنا وَأَهْلِ البَغْيِ عَلَيْنَا أَحْادِيثَ كَثِيرَةً لَخَرَجُوا وَهُمْ يَقُولُونَ عَليُّ مِنْ أَصْدَقِ النَّاسِ! هَلَكَ خَاطِبُ الخُطَبِ وحَاصَ صَاحِبُ العُصَبِوَبَقِيَت القُلُوبُ تَقَلَّبُ، مِنْهَا مُشْغِبٌ، وَمِنْها مُجدِبٌ، وَمِنْها مُخْصِبٌ، وَمِنْها مُشَتَّتُ.

يَا بَنيَّ لِيَبُـرَّ صِغارُكُمْ كِبارَكُمْ وَلْيَرْوَُفْ كِبَارُكُمْ بِصِغارِكُمْ، وَلا تَكُونُوا كَالغُوَاةِ الجُفَاةِ الَّذِينَ لَمْ يَتَفَقَّهُوا في الدِّينِ وَلَمْ يُعْطَوْا في اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَحْضَ اليَقِيِـنِ، كَبَيْضٍ في أَدَاحِي (1) وَيْحَ الفِرَاخِ فِرَاخَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ خَلْيفَةٍ جَبَّارٍ عَتْريفٍ (2) مُتْـرَفٍ مُسْتَخِفٍّ


____________

(1) أداحيَّ: الاَداحيُّ: جمع الاَُدحىِّ وهو الموضع الذي تبيض فيه النَّعامة وتفرخ، وهو أفعول، من دحوتُ، لاَنّها تدحوه برجلها أي تبسطه ثم تبيض فيه. النهاية : 2|106. ب.
(2) عتريف: العتريف: الغاشم الظالم، وقيل: الداهي، الخبيث. وقيل: هو قلب العِفريت؛ الشيطان الخبيث. النهاية 3|78. ب.


( 72 )
بِخَلَفِي وَخَلَفِ الخَلَفِ، وَبِاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ تَأْوِيلَ الرِّسالاتِ وإِنْجَازَ العِدَاةِ وَتَمَامَ الكَلِمَـاتِ، وَلَيَكُونَنَّ مِنْ أَهْلِ بَيْتي رَجُلٌ يَأمُرُ بِأَمْرِ اللّهِ قَويٌّ يَحْكُمُ بِحُكْمِ اللّهِ وَذَلِكَ بَعْدَ زَمَانٍ مُكْلِحٍ(1)مُفْضِحٍ يَشْتَدُّ فِيهِ البَلاءُ وَيَنْقَطِعُ فِيهِ الرَّجاءُ وَيُقْبلُ فيهِ الرَّشاءُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَبْعَثُ اللّهُ عزَّ وَجَلَّ رَجُلاً مِنْ شاطىَ دجْلة لاَمْرٍ حَزَبَهُ يَحْمِلُهُ الحِقْدُ عَلَـى سَفْكِ الدِّماءِ، قَدْ كَانَ في سَتـْرٍ وَغِطاءٍ، فَيَقْتُلُ قَوْمَاً هُوَ عَلَيْهِمْ غَضْبَانُ شَدِيدُ الحِقْدِ حَرَّانُ، في سُنَّة بُخْتَ نَصَّـرَ، يَسُومُهُمْ خَسْفاً وَيَسْقِيهُمْ كَأْسَاً مُصَبَّـرةً سَوْطَ عَذَابٍ وَسَيْفَ دَمَارٍ، ثُمَّ يَكُونُ بَعُدُهُ هَنَات (2)وَأُمورٌ مُشْتَبَهَاتٌ، أَلا إِنَّ مِنْ شَطِّ الفُرَاتِ إلَى النَّجَفَاتِ بَاباً إلى القَطْقَطَانِيَّاتِ، في آياتٍ وآفاتٍ مُتوَاليَاتٍ، يُحْدِثْنَ شَكَّاً بَعْدَ يَقينٍ يَقُومُ بَعَدَ حين، تُبْنى المدائِنُ وَتُفْتَحُ الخَزائِنُ وَتُجْمَعُ الاَُمَمُ، يُنْفِذُهَا شَخَصُ البَصَـرِ وَطَمَحُ النَّظَرِ، وَعَنَت الوُجُوه وَكَشْفُ البَالِ حِينَ يُرَى مُقْبِلاً مُدْبِراً، فَيَا لَـهْفاهُ عَلَـى مَا أَعْلَمُ، رَجَبٌ شَهْرُ ذِكرٍ، رَمَضَانُ تَمْامُ السِّنينَ، شَوَّالُ يُشَالُ فيهِ مِنَ القَوْمِ، ذُو القِعْدَةِ يَقْتَعِدُونَ فيِه، ذُو الحِجَّةِ الفَتْحِ مِنْ أَوْلِ العَشْـرِ، ألا إنَّ العَجَبَ كُلَّ العَجَبِ بََعْدَ جُمادَى فِي (و) رَجَبٍ، جَمْعُ أَشْتَاتٍ وَبَعْثُ أَمْواتٍ، وَحَدِيثَاتُ هَوْنَاتٍ هَوْنَاتٍ بَيْنَهُنَّ مَوْتَاتٌ، رَافِعَةٌ ذَيْلَهَا، دَاعِيَةٌ عَوْلَهَا، مُعْلنَةٌ قَوْلَهَا، بِدِجْلَةَ أَوْ حَوْلَهَا.

ألا إنَّ مِنَّا قَائِماً عَفِيفَةٌ أَحْسابُهُ، سَادَةٌ أَصْحَابُهُ، تَنَادَوْا عِنْدَ اصْطِلاَمِ أَعْدَاءِ اللّهِ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبيِهِ في شَهْرِ رَمَضَانَ ثلاثاً، بعد هرج وقِتَالٍ، وَضَنكٍ وَخَبَالٍ وَقِيَامٍ من البلاءِ عَلَـى ساقٍ، وَإنّـي لاَعْلَمُ إلى مَنْ تُخْرِجُ الاَرْضُ وَدَائِعَها، وَتُسَلِّمُ إلَيْهِ خَزائِنَها، وَلَوْ شِئْتُ أنْ أضْـرِبَ بِرِجْلي فَأقُولُ أَخرِجُوا مِنْ هيهُنَا بَيْضاً وَدُرُوعاً، كَيْفَ أَنْتُمْ يَا بَني هَنَاتٍ إِذَا كانَتْ سُيُوفُكُمْ بِأَيْمانِكُمْ مُصْلَتَاتٍ، ثُمَّ رَمَلْتُمْ رَمْلاتٍ لَيْلَةَ البَيَاتِ، لَيَسْتَخْلِفَنَّ اللّهُ خَلِيفَةً يَثْبُتُ عَلَـى الهُدَى وَلا يَأْخُذُ عَلَى حُكْمِهِ الرّشا، إِذَا دَعَا دَعَوَاتٍ بَعِيداتِ المَدَى، دَامِغاتِالمُنافِقينَ، فَارِجَاتٍ عَنِ المُوَْمِنْيِنَ. ألا إِنَّ ذَلِكَ كائِنٌ عَلَـى رَغْمِ الرَّاغِمينَ،


____________

(1) مُكلح: أي يُكلح الناس لشدته. والكلُوح: العبوس، يقال: كَلَحَ الرجل، وأكلحه الهم. النهاية: 4|196. ب.
(2) هنات: أي شرور وفساد. النهاية : 5|279. ب.


( 73 )
وَالحَمْدُ للّهِ رَبِّ العَالَمينَ» (1).


____________

(1) ملاحم ابن المنادي: 64 ـ 65، البحار: 32|9 ـ 10، 32|11، بعضه، غاية المرام: 208، كنز العمال: 14|592 حديث (39679) بتفاوت يسير، إرشاد المفيد: 128، وقال: ما رواه ـ الخاصّة والعامّةـ عنه، وذكر ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره ممّن لا يتهمه خصوم الشيعة في روايته، أنَّ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ قال في أوَّل خطبة خطبها بعد بيعة الناس له على الاَمر، وذلك بعد قتل عثمان بن عفان، البيان والتبيين: 238 ـ بعضه ـ قال: قال أبو عبيدة: وروى فيها جعفر ابن محمَّد: أنَّ أبرار عِتْرَتي وأطايب أَرُومَتي أَحْلَمُ النَّاسِ صِغَاراً وَأَعْلَمُهُمْ كِبَاراً، ألا وإنّا من أهْلِ بَيْتٍ مِنْ عِلْمِ اللّهِ عِلْمَنا، وَبِحُكْمِ اللّهِ حكَمنَا، وَمِنْ قَوْلِ صَادِقٍ سَمعنَا، وَإِنْ تَتَّبِعُوا آثارَنَا تَهْتَدُوا بِبَصَائِرِنَا، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا يُهْلِكُكُم اللّهُ بِأَيْدِيَنا، مَعَنَا رَايَةُ الحَقِّ مَنْ تَبِعَنا لَـحِقَ وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنّا غَرِقَ، ألاّ وإنَّ بِنَا تُرَدُّ دَبَرةُ كُلِّ مُوَمِنٍ، وَبِنَا تُخْلَعُ رِبْقَةُ الذُلِّ مِنْ أعْناقِكُمْ، وَبِنَا فُتِحَ وَبِنَا خُتِمَ لا بِكُمْ»، المسترشد: 75ـ76 مرسلاً عن علي _ عليه السلام _ أنّه قال لمّا ولي الاَمر: «أهلَكَ اللّهُ فِرْعَونَ وَهَامانَ وَقَارُونَ، والَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ لَتُخَلْخَلُنَّ خَلْخَلَةً وَلتُبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً وَلَتُغَرْبَلنَّ غَرْبَلَةً وَلَتُساطُنَّ سَوْطَة القِدْرِ حَتَّى يَعُودَ أعْلاكُمْ أسْفَلَكُمْ وَأَسْفَلُكُمْ أَعلاكُمْ، وَلَقَدْ عُدْتُمْ كَهَيْئَتِكُمْ يَوْمَ بُعِثَ فِيكُمْ نَبِيُّكُمْ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وَلَقَدْ تَبَيَّنْتُ (نُبِّئْتُ) بِهَذا المَوْقِفِ وَبِهَذا الاَمْرِ وَمَا كَتَمْتُ رَحْـمَةً ولا سَقطْتُ وَسْمَةً، هَلَكَ مَن ادَّعى وَخَابَ مَن افْتَرى، أليَمِينُ والشِمَـالُ مَضَلَّة، الطَّرِيقُ والمَنْهَجُ مَا في كِتابِ اللّهِ وآثارِ النُّبوَّةِ، ألا إنَّ أَبْغَضَ عَبْدٍ خَلَقَهُ اللّهُ إلى اللّهِ لَعَبْدٌ وَكَلَهُ إلى نَفْسِهِ، وَرَجُلٌ قَمَشَ في أشْباهِ النَّاسِ عِلْماً فَسَمُّـاهُ النَّاسُ عَالِماً، حَتَّى إِذا وَرَدَ مِنْ آجِنٍ وارْتَوى مِنْ غَيرِ طائِلٍ، قَعَدَ قَاضِياً لِلنَّاسِ لِتَخْلِيصِ مَا اشْتَبَهَ مِنْ غَيْـرِهِ، فَإِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيءٍ لَمْ يُكَذِّبْ بَصَـرَهُ، وإِنْ أَظلَمَ علَيْهِ شَيءٌ كَتَمَ مَا يَعْرِفُ مِنْ نَفْسِهِ لِكَيلا يُقَالَ لا يَعْرفُ ، خَبَّاطُ عَشَوَاتٍ وَمِفْتَاحُ جَهَالاتٍ، لا يَسْأَلُ عَمَّـا لا يَعْلمُ فَيُسْأَلُ، وَلا يَنْهَضُ بِعِلْمٍ قَاطِعٍ، يُذْرِي الرِّوايَةَ إِذْرَاءَ الرِّيِحِ الهَشِيمَ، تَصْرَخُ مِنهُ المَوارِيث، يُحِلُّ بِقَضَائِهِ الفَرْجَ الحَرَامَ، وَيُحرِّمُ بِقَضائِهِ الفَرْجَ الحَلاَلَ، لا يَلِـي (بليٌ) بِتَصْدِير ما وَرَدَ عَلَيْهِ، ولا ذَاهِلٌ عَمَّـا فَرَّطَ عَنْهُ. ألا أنّ العِلْمَ الّذِي هَبَطَ بِهِ آدَمُ وَجَمِيعَ ما فُضِّلَتْ بِهِ الاَنبياءُ ـ عليهم السلام ـ في عِتْـرَةِ نَبِيِّكُمْ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ وَأَيْنَ تَذْهَبُونَ. يَا مَعْشَـرَ مَنْ نَجَا مِنْ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ هَذا مَثَلُهَا فِيكُمْ، كَمَا نَجَا في هَاتِيكَ مَنْ نَجَا فَكَذَلِكَ مَنْ يَنْجُو في هذِهِ مِنْكُمْ مَنْ يَنْجُو، وَيْلٌ لِمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ، إنَّهُم لَكُمْ كَالكَهْفِ لاَصْحَابِ الكَهْفِ، سَمُّوهُمْ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِمْ، وَبِمَـا سُمُّوا بِهِ في القُرْآنِ، هَذَا عَذْبٌ فُراتٌ سَائِغٌ شَـرَابُهُ اشْـرَبُوا وَهَذَا مِلْحٌ أُجاجٌ فَاحْذَرُوا، إنَّهم بابُ حطَّةٍ فادْخُلُوا، ألا إنَّ الاَبْرَارَ مِنْ عِتْـرَتِـي وَأَطائِبَ أُرُومَتي أَعْلَمُ النَّاسِ صِغَاراً وَأَعْلَمُهُمْ (وَأَحْلَمُهُمْ) كِبَاراً، مِنْ عِلْمِ اللّهِ عَلِمْنَا، وَمِنْ قَوْلِ صَادِقٍ سَمِعْنا، فَإِنْ تَتَّبِعُوا آثارَنَا تَهْتَدُوا بِبَصَائِرنَا، وَإِنْ تُدْبِرُوا عَنّا يُهْلِكُكُمْ اللّهُ بِأَيْدِينَا أَوْ بِمَا شَاءَ، مَعَنَا رَايَةُ الحَقِّ مَنْ تَبِعَهَا لَحِقَ وَمَنْ تَـخَلِّفَ عَنْهَا مُحِقَ، وَبِنَا يُنِيرُ اللّهُ الزَّمَانَ الكَلِفَ، وَبِنَا يُدْرِكُ اللّهُ تِرَةَ كُلِّ مُوَمِنٍ، وَبِنَا يَفُكُّ اللّهُ رِبْقَةَ الذُّلِّ عَنْ أَعْنَاقِكُمْ، وَبِنَا يَخْتِمُ اللّهُ لا بِكُمْ» ، ابن أبي الحديد 1|276، وفيه: « ... اعلمُ الناس ... وإِنَّا أهْلُ بَيْتٍ ... مَنْ تَأخَّرَ عَنْهَا غَرِقَ ... ألا وَبِنا يُدْرَكُ تِرَةُ ... وبِنَا فُتِحَ لا بِكُمْ، ومِنّا يُخْتَمُ لا بِكُمْ» وقال في شرحه ـ ص281: «أما تتمةُ المروية عن جعفر بن محمد _ عليهما السلام _ فواضحة الاَلفاظ، وقوله في آخرها: وَبِنَا تُخْتَمُ لا بِكُمْ، إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان، وأكثر المحدّثين على أنّه من ولد فاطمة _ عليها السلام _، وأصحابنا المعتزلة لا ينكرونه، وقد صرّحوا بذكره في كتبهم واعترف به شيوخهم، إلاّ أنّه عندنا لم يخلق بعد وسيخلق» تحف العقول: 115 ـ بعضه ـ مرسلاً عن عليٍّ ـ
( 74 )

5ـ روى السيّد هبة اللّه بن أبي محمد الحسن الموسوي في كتاب الرائق من أزهار الحدائق قال: ممّا ظفرت به من خطب أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ممّا نقلته من الخزائن الرضوية الطاووسية من كتاب يتضمّن خطباً لاَمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ منها الخطبة اللوَلوَية. حدثنا أبو الحسن علي بن عبد اللّه، عن أبيه، عن يعقوب الجريمي، عن أبي حبيش الهروي، عن أبي عبد اللّه بن عبد الرزاق، عن أبيه، عن جدِّه، عن أبي سعيد الخدري، عن جابر بن عبد اللّه الاَنصاري، عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ وذكر خطبة طويلة جدّاً، فيها علامات آخر الزمان، وأخبار بمغيبات كثيرة منها دولة بني أُميّة وبني العبّاس وأحوال الدجال والسفياني، إلى أن قال:

«المهْديُّ مِنْ ذُرِّيَّتي، يَظْهَرُ بَيْـنَ الرُّكْنِ والمَقامِ، وَعَلَيْهِ قَمِيصُ إبْراهيمَ، وَحُلَّةُ إسْماعِيلَ، وفي رِجْلِهِ نَعْلُ شِيثٍ، وَالدَّليلُ عَلَيْهِ قَوْلُ النَّبيِّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : عِيسَى بن مَرْيَمَ يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ، وَيَكُونُ مَعَ المَهْديِّ مِنْ ذُرِّيَّتي، فَإذَا ظَهَرَ فَاعْرِفُوهُ، فَإِنَّهُ مَرْبُوعُ القَامَةِ، حَلِكُ سَوَادِ الشَّعْرِ، يَنْظُرُ مِنْ عَيْـن مَلَكِ المَوْتِ، يَقِفُ عَلَـى بَابِ الحَرَمِ فَيَصِيحُ بِأَصْحابِهِ صَيْحَةٍ، فَيَجْمَعُ اللّهُ تَعالى عَسْكَرَهُ في لَيْلَةٍ واحِدَةٍ، وَهُمْ ثَلثُمائَةٍ وَثَلاثَةَ عَشَـرَ رَجُلاً مِنْ


( 75 )
أَقاصِـي الاَرْضِ، ثُمْ ذَكَرَ تَفْصيلَهُمْ وَأَماكِنَهُم وَبِلادَهُمْ، إلى أَنْ قالَ: فَيَتَقَدَّمُ المَهْدِيُّ مِنْ ذرِّيَّتي، فَيُصَلِّي إِلى قِبْلَةِ جَدِّهِ رَسُولِ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وَيَسِيرُونَ جَمِيعاً إلى أنْ يَأْتُوا بَيْتَ المَقْدِسِ، ثُمَّ ذَكَرَ الحَرْبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الدَّجَّالِ، وَذَكَرَ أنَّهُمْ يَقْتُلُونَ عَسْكَرَ الدَّجَّالِ مِنْ َأوَّلِهِ إِلى آخِرهِ، وَتَبْقَى الدُّنْيا عَامِرَةً، وَيَقُومُ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ، إِلى أَنْ قَالَ: ثُمَّ يَمُوتُ عِيسَى، وَيَبْقَى المُنْتَظَرُ المَهْدِيُّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ فَيَسِيرُ في الدُّنْيا وَسَيْفُهُ عَلَـى عاتِقِهِ، وَيَقْتُلُ اليَهُودَ والنَّصارَى وَأَهْلَ البِدَعِ» (1).

6ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عُقدة الكوفي قال: حدَّثنا أحمد بن محمَّد الدَّينوري قال: حدَّثنا علي بن الحسن الكوفي، عن عُميرةَ بنت أوس قالت: حدَّثني جدِّي الحصين بن عبد الرحمان، عن أبيه عن جدِّه ـ عمرو بن سعدـ ، عن أمير الموَمنين علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ أنّه قال يوماً لحذيفة بن اليمان ـ في حديث طويل ـ :

«...حَتَّى إذا غَابَ المُتَغَيِّبُ مِنْ وُلْدي عَنْ عُيُونِ النَّاسِ، ومَاجَ النَّاسُ بِفَقْدِهِ أو بِقَتْلِهِ أو بِمَوتِهِ، اطَّلعَتِ الفِتْنَةُ وَنَزَلَتِ البَلْيَّةُ والتَحَمَتِ العَصَبِيَّةُ، وَغلا النَّاسُ في دينِهمْ، وَأَجْـمَعوا عَلَـى أَنَّ الحُجَّة ذاهِبَةُ وَالاِمامَةَ باطِلَةُ، وَيَحُجُّ حجيج النَّاسُ في تِلْكَ السَّنَةِ مِنْ شِيعَةِ عَليٍّ ونواصِبِهِ لِلتَّحَسُّسِ والتَّجَسُّسِ عَنْ خَلَفِ الخَلَفِ فَلا يُرى لَهُ أَثرٌ، وَلا يُعْرَفُ لَهُ خَبَـرٌ وَلا خَلَفٌ، فَعِنْدَ ذَلِكَ سُبَّتْ شِيْعَةُ عَليٍّ، سَبَّها أعداوَُها، وَظَهَرَتْ عَلَيْهَا الاَشْـرَارُ والفُسّاقُ باحتِجاجها، حتَّى إِذَا بَقِيَتِ الاَُمَّة حَيارى، وتَدَلَّـهَتْ وَأَكْثَرَتْ في قَوْلِها إنَّ الحُجَّةَ هالِكَةٌ والاِمامَةُ باطِلَةٌ، فَوَرَبِّ عَليٍّ إنَّ حُجَّتها عَلَيها قائِمَةٌ ماشِيَةٌ في طُرُقِها، داخِلَةٌ في دُورِها وقُصُورِها جَوّالةٌ في شَـرْقِ هذِهِ الاَرضِ وَغَرْبِها، تَسْمَعُ الكَلامَ وَتُسَلِّمُ عَلَى الجَماعَةِ، تَرى وَلا تُرى إلى الوقْتِ وَالوَعْدِ، ونِداءِ المُنادِي مِنَ السَّماءِ ألا ذَلِكَ يَوْمٌ (فِيهِ) سُـرُورُ وُلْدِ عَلِيٍّ وشِيعَتِهِ» (2).


____________

(1) إثبات الهداة: 3|587، المهدي الموعود المنتظر: 1|110ـ 111، الشيعة والرجعة: 1|176ـ 177، مستدرك النوري: 11|377.
(2) غيبة النعماني: 142، البحار: 28|70 بتفاوت.


( 76 )

7ـ وعنه (يونس بن أحمد بن ريان)، عن أبي المطّلب بن محمّد بن الفضل، عن محمَّد بن سنان الزهري، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الاَصم، عن مدلج بن هارون بن سعيد، قال: سمعت أمير الموَمنين _ عليه السلام _ يقول لعمر ـ في حديث طويل ـ إلى أن قال (عمر): فَمَنْ يفعل ذلك يا أبا الحسن؟

قال: «عصابة قد فرقت بين السيوف وأغمادها، وارتضاهم اللّه لنصرة دينه فما تأخذهم في اللّه لومة لائم».

فبكى عمر وقال: إنّي أعوذ باللّه ممّا تقول، فهل لذلك علامة؟

قال: «نَعَمْ، قَتْلٌ فَظيعٌ، وَمَوْتٌ سَـرِيعٌ، وطاعُونٌ شنيعٌ، ولا يَبْقَى مِنَ النَّاسِ في ذلِكَ الوَقْتِ إلا ثُلْثُهُمْ، وَيُنَادي مُنادٍ مِنَ السَّماء باسْمِ رَجُلٍ مِنْ وُلْدِي، وَتَكْثُرْ الآيَاتُ حَتَّى يَتَمنَّى الاَحْياءُ المَوُتَ مِمَّا يَرَوْنَ مِنَ الاَهْوَالِ، فَمَنْ هَلَكَ اسْتَرَاحَ، وَمَنْ يَكُونُ لَهُ عِنْدَ اللّهِ خَيْـرٌ نَجَا، ثُمَّ يَظْهَرُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِي يَمْلوَ الاَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجُوراً، يأتيهِ اللّهُ بِبَقايا قَوْمِ مُوسَـى _ عليه السلام _ ، وَيجيىَُ لَهُ أَصْحَابُ الكَهْفِ، وَيوََيِّدُهُ اللّهُ بالملائِكَةِ والجِنِّ وَشِيعَتِنا المُخْلِصِينَ، وَيَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ قَطْرُها، وتُخْرِجُ الاَرْضُ نَباتَها».

فقال له عمر: أمّا إنّي أعلم أنَّك لا تحلف إلاّ على حقٍّ، فواللّه لا تذوق أنتَ ولا أحد من ولدِكَ حلاوة الخلافة أبداً؟

فقال أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : «إنَّكم لا تزدادون لي ولولدي إلاّ عداوة» (1).


____________

(1) هداية الحضيني: 31ـ32، إرشاد القلوب: 286 ـ كما في الهداية، بإسناده إلى هارون بن سعيد، وفيه: «لنصر بدل لنصرة ... ذريع بدل سريع ... من الناس أحد ... الآيات بدل مِنَ الاَهوال ... أهلك بدل هلك ... فيملوَُ بدل يملوَُ ... ببقيا بدل ببقايا ...» فقال له بدل فقال له عمر ... وفيه: يا أبا الحسن! الحقُّ بدل حقِّ ...، حلية الاَبرار : 2|602 ـ كما في الهداية، عن الحضيني، وفي سنده: الحصيبي، باسناده عن أحمد بن الخطيب، عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن الفضيل، ...، ...، عن مدلج، عن هارون بن سعيد، وفيه: «... فضيع ... ويحيى له ...»، مدينة المعاجز: 133ـ كما في الهداية، عن الديلمي والحضيني، وفيه: «... موت رضيع ... ويحيى له ...».


( 77 )

8ـ وذكر جعفر بن مبشر في «كتابه» في نسخة عتيقة عندي ما صورته قال: قال المدائني: عن أبي زكريا، عن أبي بكر الهمداني، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاَصبغ بن نباتة وعبد اللّه بن محمَّد، عن عليّ بن اليمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمَّد بن عليٍّ، والقاسم بن محمَّد المقري، عن عبد اللّه بن يزيد، عن المعافا، عن عبد السلام، عن أبي عبد اللّه الجدلي.

قالوا: استنفر عليُّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ النَّاس في قتال معاوية في الصيف، وذكر الحديث مطوَّلاً، وقال في آخره أبو عبد اللّه الجدلي، وقد حضره ـ عليه السلام ـ وهو يوصي الحسن.

فقال: «يَا بُنَيَّ ! إنِّي مَيِّتٌ مِنْ لَيْلَتي هِذِه، فإذا أَنا مِتُّ فَغَسِّلْني وَكَفِّنَّي وَحَنِّطْنِي بِحِنُوطِ جَدِّكَ، وَضَعْني عَلَـى سَـرِيري، وَلا يَقْرَبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ مُقَدَّمَ السَّـرير، فِإِنَّكُمْ تُكْفونَهُ.

فَإذا المُقَدَّمُ ذَهَبَ فَاذْهَبُوا حَيْثُ ذَهَبَ، فَإِذَا وُضَعَ المُقَدَّمُ فَضَعُوا المُوََخَّرَ، ثُمَّ تَقَدَّمْ أَيْ بُنيَّ! فَصَلِّ عَليَّ وَكَبِّر سَبْعاً، فَإِنْها لَنْ تَحِلَّ لاَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إلاَّ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِي، يَخْرِجُ في آخِرِ الزَّمانِ يُقِيمُ اعْوِجَاجَ الحَقِّ.

فَإِذَا صَلَّيْتَ فَخُطَّ حَوْلَ سَريري، ثُمَّ احْفِرْ لي قَبْراً في مَوْضِعِهِ إلى مُنْتَهى كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ شُقَّ لَحْداً فَإِنَّكَ تَقَعُ عَلَى سَاجَةٍ مَنْقُورَةٍ، ادَّخَرَها لي أبي نُوحٌ، وَضَعْني في السَّاجَةِ، ثُمَّ ضَعْ عَلَيَّ سَبْعَ لَبِنَاتٍ كِبَارٍ، ثُمَّ ارْقُبْ هُنَيْهَةً، ثُمَّ انْظُرْ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَاني في لحْدِي» (1).


____________

(1) البحار: 42|215 ـ عن فرحة الغري، بأسانيد المدائني الثلاثة، إلاّ أنَّ فيها: عن المعافا بن عبد السلام، وفي 42|292 ـ عن بعض الكتب القديمة، عن مُحمَّد بن الحنفية ـ في حديث طويل ـ وفيه: «... واعْلَمْ أنَّهُ لا يَحْلُّ ذَلِكَ عَلَـى أَحَدٍ غَيْـرِي إلاّ على رَجُلٍ يَخْرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ، اسْمُهُ القائِمُ المهديُّ مِنْ وُلْدِ أخيك الحسين، يُقيمُ اعْوِجاجَ الحقِّ» ، إثبات الهداة: 3|560 ـ بعضه ـ، عن فرحة الغري، مستدرك الوسائل: 2|267، عن فرحة الغري، وذكر الاَسانيد الثلاثة للمدائني، وفيها: المعافا بن عبد السلام، وفي : 2|268 ـ عن البحار، نقلاً عن كتاب «وفاة أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ » لاَبي الحسن بن عليّ بن عبد اللّه بن محمّد البكري.


( 78 )

9ـ حدَّثنا محمد بن همّام قال: حدَّثنا جعفر بن محمَّد بن مالك قال: حدَّثنا إسحاق بن سنان قال: حدَّثنا عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد، عن آبائه _ عليهم السلام _ قال: «زَادَ الفُراتُ عَلَى عَهْدِ أمير الموَمِنينَ _ عليه السلام _ ، فَرَكَبَ هو وَابْناهُ الحَسَنُ والحُسَيْنُ _ عليهم السلام _ ، فَمَرَّ بِثقِيفٍ فَقالُوا: قَدْ جَاءَ عَليٌّ يَرُدُّ الماءَ.

فَقَالَ عليٌّ _ عليه السلام _ : أَمَا وَاللّهِ، لاَُقْتَلَنَّ أَنَا وَابْنايَ هَذَانِ، وَلَيَبْعَثَنَّ اللّهُ رَجُلاً مِنْ وُلِدي في آخِرِ الزَّمانِ يُطالِبُ بِدِمائِنَا، وَلَيَغيبَنَّ عَنْهُمْ تَمييزاً لاَهْلِ الضَّلالَةِ حَتَّى يَقُولَ الجَاهِلُ: مَا للّهِ في آلِ مِحَمَّدٍ مِنْ حاجَةٍ» (1).

10ـ حدَّثنا أبي، ومحمّد بن الحسن (رضي اللّه عنهما) قالا: حدَّثنا سعد بن عبد اللّه؛ وعبد اللّه بن جعفر الحميريُّ، عن يعقوب بن يزيد، عن عبد اللّه الغفاري (2)، عن جعفر بن إبراهيم، والحسين بن زيد جميعاً، عن أبي عبد اللّه، عن آبائه ـ عليهم السلام ـ قال:

«قال أمير الموَمنين (صلوات اللّه عليه): لا يزال في وُلْدِي مأمونٌ مأمولٌ» (3).


____________

(1) غيبة النعماني: 140ـ 141، البحار: 51|112، عن النعماني، وفي 51|119، عن كمال الدين بتفاوت يسير في سنده، كمال الدين: 1|302ـ303 ـ آخره ـ بسندين آخرين عن الاَصبغ بن نباتة، وفيه: « ...أَمَا لَيَغيَبَنَّ حَتَّى»، إعلام الورى: 400 عن كمال الدين، دلائل الاِمامة: 292ـ 293ـ آخره ـ كما في غيبة النعماني بتفاوت يسير، بسند آخر عن فرات بن الاَحنف، إثبات الهداة: 3|463ـ عن كمال الدين، وفيه: ضرار بن أحنف، وفي: 3|510ـ عن غيبة الطوسي، وفيه: «حَتَّى يَقُولَ القائِلُ»، وفي 3|532 عن النعماني، وليس في سنده: جعفر بن محمد بن مالك، وفيه: إسحاق بن بنان ـ بدل إسحاق بن سنان، إثبات الوصيَّة: 224ـ وعنه (عبد اللّه بن جعفر الحميري)، عن محمد بن علي الصيرفي أبي سميّة، عن إبراهيم بن هاشم، عن فرات بن أحنف قال: قال أَميرُ الموَمنين ـ عليه السلام ـ ـ وَقَدْ ذَكَرَ القَائِمَ مِنْ وُلْدِهِ فَقَالَ: «أما إنَّهُ لَيَغِيبَنَّ حَتَّى يَقُولَ الجَاهِلُ مَا لي في آلِ مُحمّدٍ حاجَةٌ»، غيبة الطوسي: 207 ـ آخرهـ كما في غيبة النعماني بتفاوت يسير، بسند آخر عن فرات بن الاَحنف.
(2) هو عبد اللّه بن إبراهيم الغفاري، راوي جعفر بن إبراهيم الجعفري الهاشمي.
(3) كمال الدين: 1|228.


( 79 )

11ـ مُحمَّد بن أبي عبد اللّه، ومحمَّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمَّد بن يحيى، عن أحمد بن محمَّد جميعاً، عن الحسن بن العباس بن الحريش (1) عن أبي جعفر الثاني _ عليه السلام _ ، عن أبي عبد اللّه _ عليه السلام _ في قصَّة محاورة أبيه _ عليه السلام _ مع ابن عبّاس، إلى أن قال:

«قال لك عليُّ بن أبي طالب _ عليه السلام _ : إنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ في كُلِّ سَنَةٍ، وإنَّهُ يَنْزِلُ في تِلْكَ اللَّيلَةِ أَمْرُ السَّنَةِ، وإنَّ لِذَلِكَ الاَمرِ وُلاةً بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم .

فَقْلتَ: مَنْ هُم؟ فَقال: أَنا وَأَحَدَ عَشَـرَ مِنْ صُلْبي، أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ» (2).


____________

(1) الحسن بن العبّاس بن الحريش الرَّازيُّ ـ ضعيف جداً، قال ابن الغضائري بعد عنوانه: ضعيف، روى عن أبي جعفر الثاني فضل (إنَّا أنزلناه في ليلة القدر) كتاباً مصنفاً (أي موضوعاً) فاسد الاَلفاظ تشهد مخائله أنّه موضوع، وهذا الرَّجل لا يلتفت إليه ولا يكتب حديثه (صه).
(2) الكافي: 1|247ـ 248، إعلام الورى: 369ـ 370، كما في رواية الكافي الثانية، عن الكليني بسنده، كمال الدين: 1|304 ـ كما في الخصال، وفي سنده: محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه ... عن سهل بن زياد الآدمي، وأحمد بن محمد بن عيسى قالا: ، الاِرشاد: 348 ـ كما في رواية الكافي الثانية، بسنده إلى الكليني، روضة الواعظين: 2|261 ـ كما في الخصال مرسلاً عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، الخصال: 2|479ـ480 ـ كما في رواية الكافي الثانية بسند آخر إلى أبي جعفر محمد ابن عليّ الثاني _ عليهما السلام _ ، البحار: 25|78ـ عن رواية الكافي الاَُولى، وفي: 36|373 ـ عن الخصال، وفي: 36|382ـ383 ـ عن مقتضب الاَثر، وفي: 97|15 ـ عن الخصال، غيبة النعماني: 60 ـ وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني، عن عدَّة من رجاله، عن أحمد بن أبي عبد اللّه محمد بن خالد البرقي، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن أبي جعفر محمد بن علي _ عليهما السلام _ ، عن آبائه _ عليهم السلام _ : «أنَّ أمير الموَمنين _ عليه السلام _ قال لابن عبّاس» ـ كما في رواية الكافي الثانية بتفاوت يسير، وفيه: «أمَرُ السَّنَةِ وَما قُضيَ فيها»، غيبة الطوسي: 92ـ كما في الخصال، بسند آخر إلى أبي جعفر الثاني _ عليه السلام _ : «أنَّ أمير الموَمنين ـ عليه السلام ـ قال لابن عبّاس»، إثبات الهداة: 1|459 ـ عن رواية الكافي الثانية، كشف الغمة: 3|238 ـ عن الاِرشاد، كفاية الاَثر: 220ـ221، كما في كمال الدين، عن الصدوق، العوالم: 3|254 ـ عن الخصال، وأشار إلى مثله عن كمال الدين وغيبة الطوسي، مقتضب الاَثر: 29، قال: حدَّثني أبو سهل أحمد بن محمد ابن زياد القطان، قال: حدَّثنا محمّد بن غالب بن حرب الضبّيّ يُعرف ـ بتمتام ـ قال: حدَّثنا هلال بن عقبة أخو قبيصة بن عقبة قال: حدَّثني حيان بن أبي بشر الغنوي، عن معروف بن خربوذ المكي قال: سمعت أبا الطفيل عامر بن وائلة الكناني يقول: سمعت علياً ـ عليه السلام ـ يقول:
«لَيْلَةُ القَدْرِ ... يَنْزِلُ فيهَا عَلَـى الوصَاةِ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ما يَنْزِلُ» قِيلَ لَهُ: وَمَنْ الوُصَاةُ يَا أَميرَ الموَمنين؟
قَالَ: «أنَا وأحَدَ عَشَـرَ مِنْ صُلْبي، هُم الاَئِمَّةُ المُحدَّثُونَ».
قال معروف: فلقيت أبا عبد اللّه ـ مولى ابن عبّاس في مكّة ـ فحدَّثته بهذا الحديث، فقال: سمعت ابن عبّاس يحدِّث بذلك، ويقرأ: (وَمَا أَرْسَلنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ نَبِىٍّ ولا رَسُولٍ ولا مُحَدَّثٍ).
قَالَ: هُمْ واللّهِ المُحَدَّثون.
مستجاد الحلّـي: 236 ـ عن الاِرشاد.


( 80 )

12ـ وفي رواية الاَعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمان، أنّ علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ قال:

«لَيَخرُجَنَّ رَجُلٌّ مِن وُلْدي، عِنْد اقْتِرابِ السَّاعَةِ، حَتَّى تَموتَ قُلُوبُ المُوَْمِنينَ كَمَا تَمُوتُ الاَبْدانُ، لِمَا لَحِقَهُمْ مِنَ الضُّـرِّ والشِّدَّةِ في الجُوعِ والقَتْلِ، وَ تَواتُرِ الفِتَنِ والمَلاحِمِ العِظامِ، وَاماتَةَ السُّنَنِ، وَاِحْياءِ البِدَعِ، وَتَرْكِ الاَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهيِ عَنِ المُنْكَرِ» (1)الحديث.

13ـ وحدَّثني إبراهيم بن محمّد بن حمران عن إسماعيل بن منصور الزبالي قال: سمعت شيخاً ـ باذرعات ـ قد أتت عليه عشرون ومائة سنة، قال: سمعت عليّاً _ عليه السلام _ يقول على منبر الكوفة:

«كأنّي بابن حميدة ـ قد ملاَها عدلاً وقسطاً كما مُلِئتْ ظُلْماً وجوراً» ، فقام إليه رجلٌ فقال: أهو منك أو من غيرك؟ فقال: «لا بل هو رجل منّي» (2).


____________

(1) ملاحم ابن المنادي: 91، المغربي: 581 ـ عن ابن المنادي في الملاحم، كنز العمال: 14|591 حديث (39678) ـ عن ابن المنادي، وفيه: « ... حِينَ تَمُوتُ» ، عرف السيوطي، الحاوي: 2|84 ـ عن ابن المنادي، ولم يسنده إلى عليٍّ _ عليه السلام _ .
(2) غيبة الطوسي: 35.


( 81 )

14ـ حدَّثنا أبو العباس محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ـ رحمه اللّه ـ قال: حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة، قال: حدَّثني المغيرة بن محمّد، قال: حدَّثنا رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ _ عليهما السلام _ قال:

خطب أمير الموَمنين عليُّ بن أبي طالب ـ صلوات اللّه عليه ـ بالكوفة بعد منصرفه من النهروان، وبلغه أنَّ معاوية يسبُّه ويلعنه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه، وصلّـى على رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وذكر ما أنعم اللّه على نبيّه وعليه، ثمَّ قال ـ في حديث طويل ـ: «...وَمِنْ وُلْدِي مَهْديُّ هذِهِ الاَُمّة» (1).

15ـ روى الاَصبغ، عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ قال: «الحادي عشر من ولدي، يملوَها عدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً» (2).

16ـ أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي ـ رحمه اللّه ـ قال: حدَّثنا أبو العبّاس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدَّثنا عبد العزيز بن يحيى بالبصرة قال: حدَّثني المغيرة بن محمد قال: حدَّثنا رجاء بن أبي سلمة عن عمر بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمّد بن علي _ عليهما السلام _ قال: خطب أمير الموَمنين علي بن أبي طالب _ عليه السلام _ بالكوفة عند منصرفه من النهروان وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه فقام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّـى على رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وذكر ما أنعم اللّه على نبيّه وعليه، ثمّ قال:


____________

(1) معاني الاَخبار: 58ـ 60، البحار: 35|45ـ47، منتخب الاَثر: 189، المحتضر للحسن بن سليمان الحلّـي: 41ـ43، وفيه: «... وأنا الذي»، بشارة المصطفى: 12ـ13، أخبرنا الشيخ أبو محمّد الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن عليّ بن بابويه ـ رحمه اللّه ـ بالرَّي سنة عشرة وخمسمائة، عن عمّه محمَّد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن عليّ ـ رحمه اللّه ـ ثمَّ بسند الصدوق المتقدِّم، عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ـ كما في المتن بتفاوت يسير، نور الثقلين : 5|598.
(2) العدد القوية: 70.


( 82 )

«لولا آية في كتابِ اللّهِ ما ذَكَرْتُ ما أَنا ذاكِرُهُ في مقامي هذا، يقول اللّه عزَّ وجل: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" اللَّهم لَكَ الحمدُ على نِعَمِكَ التي لا تُحْصى وَفَضْلكَ الذي لا ينسى .

أيُّها الناس! انَّهُ بَلَغَني ما بَلَغَني، وَإنّي آراني قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلي، وَكَأنّي بِكُمْ وَقَدْ جَهَلْتُمْ أَمْري، وَإِنّي تارِكٌ فِيكُمْ ما تَرَكَهُ رَسُولُ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ كِتاب اللّهِ وَعِتْرَتي ـ وَهي عِتْرَةُ الهادي إلى النَّجاةِ خاتِمَ الاَنبياءِ وَسَيِّدِ النُّجَباءِ والنَّبي المُصطَفى.

يا أَيُّها النّاسُ! لَعَلّكُمْ لا تَسْمَعُونَ قائِلاً يَقُولُ مِثْلَ قَولي بَعْدي إلاّ مُفْتَرٍ، أنا أَخُو رَسُولِ اللّهِ وابنُ عَمِّهِ وَسَيْفُ نِقْمَتِهِ وَعِمادُ نُصْـرَتِهِ وَبأسِهِ وَشِدّتِهِ، أَنا رَحَى جَهَنَّمَ الدائِرَةِ وَأَضراسِهَا الطاحِنَةِ، أنا مُوَتِمُ البَنينَ والبَناتِ وقابِضُ الاَرواحِ وَبَأسُ اللّهِ الذي لا يَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجرِمين، أنا مُجَدِّلُ الاَبطالِ وَقاتِلُ الفُرسانِ وَمُبيدُ مَنْ كَفَرَ بِالرَّحْمنِ وَصِهرُ خَيْـرِ الاَنامِ، أنا سَيِّدُ الاَوْصياءِ وَوَصِيُّ خَيْـرِ الاَنْبياءِ.

أنا بابُ مَدينَةِ العلمِ وَخَازِنُ عِلْمِ رَسُولِ اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وَوارِثُهُ، وَأنا زَوْجُ البَتُولِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ فاطِمَةَ التَّقِيَّةِ النَّقِيّةِ الزَّكِيَّةِ البَرَّةِ المَهْدِيّةِ حَبيبَةِ حَبيبِ اللّهِ وَخَيْـرِ بَناتِهِ وَسُلالَتِه وَرَيْحانَةِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم خَيْـرِ الاَسْباطِ وَوُلْدي خَيْـرُ الاَوْلاد.

هَلْ يُنْكِرُ أَحَدٌ ما أَقُولُ؟ أَينَ مُسْلِمُوا أَهْلِ الكِتْابِ أنا اسْمي في الاِنْجيلِ : اِليا، والتوراة: بِرْيا، وفي الزَّبورِ: اِرْيا، وَعِنْدَ الهِنْدِ: كابِرٌ، وَعِندَ الرُّومِ: بِطريسا، وَعِندَ الفُرسِ:جَبيرٌ (حَبْتَرٌ) وَعِندَ التُرْكِ: تَبيرٌ، وَعِندَ الزِّنجِ: خَبيرٌ (حَيترٌ)، وَعِنْدَ الكَهَنَةِ: بَوِيٌ، وَعِندَ الحبشَةِ: بِتريكٌ، وعِنْدَ أُمّي: حَيْدَرَةٌ، وَعِنْدَ ظئري : ميمون، وعِنْدَ العَرَبِ: عَليٌّ، وَعِنْدَ الاَرْمَن: فَريقٌ، وَعِنْدَ أبي: ظَهيرٌ.

ألا وإِنّي مخصوصٌ في القرآن بأسماءٍ، احْذرُوا أن تَغلِبوا عَلَيْها فَتَضِلّوا في دينِكُم، يقول اللّه عزَّ وجلّ: "إنَّ اللّهَ مَعَ الصَّادِقِينَ" أنا ذَلِكَ الصادِق، وأنا الموَذِّن في الدُّنيا والآخرةِ، قال اللّه تعالى: "واذانٌ مِنَ اللّهِ ورَسُولِهِ" فأنا ذلِكَ الاَذانُ، وأنا المُحْسِنُ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَل: "وَإِنَّ اللّهَ لَمَعَ المُحْسِنينَ" وَأَنَا ذُو القَلْبِ، يَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَ: "إِنَّ في ذَلِكَ


( 83 )
لَذِكْرى لِـمَنْ كانَ لَهُ قَلبٌ" وَأنَا الذِّكْرُ، يقـول اللّهُ عَـزَّ وَجَـل: "الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيامَاً وَقُعُوداً وعَلى جُنُوبِهم" وَنَحْنُ أصْحابُ الاَعرافِ ـ أنا وعمّي وأخي وابنُ عمّي ـ واللّه فالِقُ الحَبِّ والنّوى لا يَلِجُ النّارَ لَنا مُحِبٌّ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ مُبْغِضٌ، يقولُ اللّه عَزَّ وَجَلّ: "وَعَلى الاَعرافِ رِجالٌ يَعْرِفونَ كُلاّ ً بِسيماهُم" وأنا الصِّهرُ، يقولُ اللّه عَزَّ وَجَلَّ: "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَـراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً " وأنا الاذنُ الواعيةُ، يقول اللّهُ عزَّ وَجَلَّ: "وَتَعيهَا اذْنٌ واعيَةٌ" وَأَنا السِّلمُ لِرَسّولِ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، يقولُ اللّهُ عزَّ وجَلَّ: "وَرَجُلاً سِلْماً لِرَجُلٍ" .

ومِنْ وِلدي مَهْديُّ هذه الاَُمّة، وَقَدْ جُعِلْتُ محنَتكُمْ بِبغْضي يُعْرَفُ المُنافِقونَ، وبِمَحَبّتي امْتَحَنَ اللّهُ الموَمنينَ، هذا عَهْدُ النبىِّ الاَُمّي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم إليّ أنَّهُ لا يُحِبّكَ إلاّ مُوَمِنٌ ولا يُبْغِضُكَ إلاّ مُنافِقٌ، وأنا صاحِبُ لِواءِ رَسُولِ اللّهِ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ في الدُّنيا والآخرةِ، وَرَسُولُ اللّهِ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم فَرْطي وأنا فَرْطُ شيعَتي، وَاللّه لا عَطِشَ مُحبِّي ولا خافَ، واللّه مَواليّ.

أنا وليُّ الموَمنين، واللّه وليُّهُ يحبُ مُحِبّيّ إن يحبُّوا مَن أَحَبَّ اللّهَ ويحبّوا مُبْغِضِيَّ إِنْ يُبْغِضُوا مَنْ أَحَبّ اللّهَ، ألا وأنَّهُ قَدْ بَلَغَني أنَّ مُعاوية سَبَّني وَلَعَنَني اللهُمَّ أشدُدْ وطْأَتِكَ عَلَيهِ وَأَنْزِلِ اللعْنَةَ على المُسْتَحِق.

آمينَ رَبَّ العالَمينَ رَبَّ إِسماعيلَ وباعِثَ إبْراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ».

ثُمَّ نَزَلَ عن أعواده _ عليه السلام _ فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم (لعنه اللّه تعالى)(1).

17ـ روى محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه الهاشمي، قال: حدَّثني أبو موسى عيسى ابن أحمد بن عيسى، عن المنصور، قال: حدَّثني أبو الحسن عليُّ بن محمد العسكري، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن موسى، عن آبائه، عن عليٍّ ـ عليهم السلام ـ قال:

«قال رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : مَنْ سَـرَّهُ أنْ يلقى اللّهَ عَزَّ وَجَلَّ آمِناً مُطهَّراً لا يخزيه الفزع


____________

(1) بشارة المصطفى: 14، عنه مصباح البلاغة: 1|130ـ132.


( 84 )
الاَكبر، فليتولّك وليتولّ ابنيكَ ـ الحسن والحسين ـ ، وعليَّ بن الحسين، ومحمّد بن عليٍّ، وجعفر بن محمَّد، وموسى بن جعفر، وعليَّ بن موسى، ومحمَّد بن عليّ، وعليَّ بن محمَّد، والحسن بن عليّ، ثمّ المهديَّ وهو خاتمهم» (1)الخبر.

18ـ عن عليٍّ _ عليه السلام _ قال: «قال رسول اللّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : مَنْ أحبَّ يركب سفينة النجاة، ويتمسّك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل اللّه المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدوّه، وليأتم بالاَئمّة الهداة من ولده، فإنَّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج اللّه على خلقه بعدي، وسادات أُمّتي، وقادات الاَتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب اللّه، وحزب أعدائهم حزب الشيطان»(2).

19ـ عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ـ وهو آخر مَنْ مات من الصحابة بالاتّفاق ـ عن عليٍّ (رضي اللّه عنه)، قال: «قال رسول اللّه _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : يا عليُّ! أنت وصيّي، حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت الاِمام وأبو الاَئمّة الاَحد عشر، الذين هم المطهَّرون المعصومون.

ومنهم: المهديُّ الذي يملاَ الاَرض قسطاً وعدلاً، فويل لمبغضيهم.

يا عليُّ: لو أنَّ رجلاً أحبَّك وأولادك في اللّه، حشره اللّه معك، ومع أولادك، وأنت معي في الدَّرجات العُلى، وأنت قسيم الجنَّة والنّار، تُدْخِل مُحبّيكَ الجنَّة، ومُبْغِضيكَ النّار»(3).

20ـ عن سعد الاسكاف، عن الاَصبغ بن نباتة ـ في حديث ذكر فيها خطبة لاَمير الموَمنين _ عليه السلام _ ـ ، عن أمير الموَمنين _ عليه السلام _ ، قال: «وليكوننَّ مَنْ يخلفني في أهل بيتي رجل، يأمر بأمر اللّه، قويٌّ يحكم بحكم اللّه، وذلك بعد زمان مكلح مفصح، يشتد فيه البلاء، وينقطع فيه الرَّجاء، ويُقْبَلُ فيه الرَّشاء» (4).


____________

(1) الصراط المستقيم: 2|151. هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.
(2) فرائد السمطين: 1|باب (5). هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.
(3) ينابيع المودَّة: 85. هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.
(4) منتخب كنز العمال: 6|34.


( 85 )

21ـ وأسند عليُّ بن محمّد القمي، إلى عليٍّ _ عليه السلام _ قول النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : «أنت الوصيُّ على الاَموات من أهل بيتي، والخليفة على الاَحياء من أُمّتي، وأنت أبو الاَئمّة الاحدى عشر من صلبك، مطهّرون معصومون، ومنهم المهدي» (1).

22ـ وأسند أيضاً بطريقٍ آخر، إلى عليٍّ _ عليه السلام _ قول النبيِّ صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم : «الاَئمّة بعدي من ذرّيّتك عدد نقباء بني إسرائيل، مَنْ ردَّ عليهم وأنكرهم، فقد ردَّ عليَّ وأنكرني» (2).

23ـ وأسند الحاجب، إلى الحسن العسكريِّ، إلى آبائه أبٍ أب، إلى عليٍّ ـ عليه السلام ـ: «قول النبيِّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : الاَئمّة من ولدك ينظرون بنور اللّه، قذف الحكمة في قلوبهم، أوَّلهم أنت، وأوسطهم عليّ، وآخرهم مهديٌّ يملاَ الاَرض عدلاً» (3).


____________

(1) الصراط المستقيم: 2|124. هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.
(2) المصدر نفسه: 124. هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.
(3) المصدر نفسه: 125 ـ 126. هذا الحديث نبوي ولكن ذكر لشدة المناسبة.


( 86 )




( 87 )

الباب الثالث

الفصل الثالث

المهدي من ولد فاطمة

_ عليها السلام _





( 88 )


( 89 )

8


«المهديُّ من وُلِد فاطمة»


1ـ حدَّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ ابن حبيش، سمع عليّاً (رضي اللّه عنه)، يقول: «المهدِيُّ رَجُلٌ مِنّا، مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ رَضِـيَ اللّهُ عَنْها»(1).

2ـ حدَّثنا نعيم: حدَّثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال، عن زرّ بن حبيش: سمع عليّاً يقول:

«يَعْرُجُ اللّهُ الفِتَنَ بِرَجُلٍ مِنّا، يَسُومُهُمْ خَسْفاً، لا يُعْطِيهمْ إلاّ السَّيْف، يَضَعُ السَّيْفَ عَلى عاتِقِهِ ثَمانِيَةَ أَشْهُرٍ هَرْجاً، حَتَّى يَقُولُوا: وَاللّهِ، ما هذا مِنْ وُلْدِ فاطِمَةَ ـ عليها السلام ـ ، لَوْ كَانَ مِنْ وُلْدِهَا لَرَحِمَنا، يُعَرِّي بِبَني العَبَّاسِ وَبَني أُمَيَّة» (2).


____________

(1) ابن حمّاد: 103، ملاحم ابن طاووس: 75، عن ابن حمّاد، وفي سنده «قبيل الملائي» بدل «قيس الملائي»، كنز العمال: 14|591 حديث (39675)، عن ابن حمّاد، منتخب كنز العمال: 6|34، عن ابن حمّاد، برهان المتقي: 95، عن عرف السيوطي، جمع الجوامع: 2|104، عن ابن حمّاد، عرف السيوطي، الحاوي: 2|78، عن ابن حمّاد، منتخب الاَثر: 193، عن منتخب كنز العمال، وملاحم ابن طاووس.
(2) ملاحم ابن طاووس: 66، الباب الرابع والثلاثون والمائة، عن ابن حمّاد، ابن حمّاد: 96، وفيه: الملاي: ... «يُفَرِّجُ ... يُغْرِيهِ»، عرف السيوطي، الحاوي: 2|73، عن ابن حمّاد، كنز العمال: 14|589 حديث (39670) عن ابن حمّاد.


( 90 )

3ـ أخبرنا عبد الواحد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن رباح، عن أحمد بن عليٍّ الحميري، عن الحكم بن عبد الرَّحيم القصير قال: قلت: لاَبي جعفر ـ عليه السلام ـ : قول أمير الموَمنين _ عليه السلام _ : «بأبي ابن خيرة الاِماء» أهي فاطمة؟

قال: «فاطمة خير الحرائر قال: المبدح بطنه المشرب حمرة رحم اللّه فلاناً» (1).

4ـ وروى المدايني في كتاب «صفّين» قال: خطب عليٌّ بعد انقضاء أمر ـ النهروان ـ فذكر طرفاً من الملاحم، وقال: «ذَلِكَ أَمْرُ اللّهِ وَهُوَ كائنٌ وقتاً مريحاً، فيا ابن خيرة الاِماء متى تنتظر؟ أبْشِـر بنصرٍ قريب مِنْ رَبٍّ رَحيم، فبأبي وأُمّي مِنْ عدَّةٍ قليلة، أسماوَهم في الاَرض مجهولة» (2)الحديث.


____________

(1) البحار: 51|42، عن غيبة النعماني: 238ـ 239، إثبات الهداة: 7|76، عن غيبة النعماني، وفي سنده: رياح بدل رباح ... الخمري بدل الحميري... الحكم الاَسدي، عن عبد الرحيم القصير بدل الحكم بن عبد الرحيم القصير ... «خيرة ... ذاك المندح بطنه ... رحمه اللّه».
(2) ينابيع المودَّة: 2|512، وقال: قال رجلٌ من أهل البصرة إلى رجل من أهل الكوفة في جنبه: أشهد أنّه كاذب؟! قال الكوفيُّ: واللّه ما نزل عليٌّ من المنبر حتّى فلج الرجل، فمات من ليلته، ولو أردنا استقصاء أخباره عن الغيوب الصادقة التي شاهدوا صدقها عياناً لبلغ كراريس كثيرة ـ انتهى الشرح.