التاريخ وحركة التقدم البشري ونظرة الاسلام
تأليف
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
5
«أيْ بُنَّي. إنِّي وَإنْ لَمْ أَكُنْ عُمِّرتُ عُمُرَ مَنْ كَانَ قَبْلي، فَقَدْ نَظَرْتُ فِي أَعْمَالِهِمْ ، وَفَكَّرْتُ فِي أَخْبَارِهِمْ، وَسِرْتُ فِي آثَارِهِمْ، حَتَّى عُدْتُ كَأَحَدِهِمْ، بَلْ كَأَنِّي بِمَا انْتَهى إلَيَّ مِنْ أُمُوِرِهِمْ قَدْ عُمِّرْتُ مَعَ أوَّلِهِمْ إلَى آخِرِهِمْ، فَعَرَفْتُ صَفْوَ ذَلِكَ مِنْ كَدَرِه، وَنَفْعَهُ مِنْ ضَرَرِه...».
مِنْ وصيَّةِ الإمامِ عليّ (ع) إلى وَلدِهِ الإمام الحَسنِ (ع)
9
والحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين، محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، إِلى قيام يوم الدين..
وبعد ..
فإنه إِذا كان الهدف من دراسة التاريخ هو مجرد اجترار الأحداث، أو لتكون محض ترف فكري، ونشوة خاوية .. فإن قصارى جهد دراسة كهذه سيكون: هو أن يتمطى الفكر في قيوده وأغلاله - في بسمة حلم عارضة .. ثم لا يلبث أن يعود ليدفن نفسه تحت ركام من الأحلام في مطاوي الفراغ، والخنوع .. ثم النسيان..
وإنما تصبح دراسة التاريخ، وفلسفته، وآثاره، ذات قيمة، وفاعلية، وجدوى.. حينما يراد لها أن تتحول، لتكون عبء مسؤولية، وبداية حركة، ونبضات حياة..
وبديهي.. أنه من أجل أن تكون كذلك .. لا بد من أن تصبح قادرة على أن تعكس الواقع التاريخي، كما هو، ومن دون أي زيادة أو نقصان.. وكذلك من دون أي تزوير أو تحرير..
ومعنى ذلك: هو أن على هذه الدراسة لكي تكون على مستوى من الدقة والأمانة.. أن تتحرى أسلوب المحاكمة النزيهة والموضوعية للأحداث، والوقائع، أو فقل لما يدعى أنه منها .. وأن تعتمد الأصولية العلمية الصحيحة في بحوثها، وكذلك في مجال التحليل، والإستنتاج، والتقييم..
وإِذا كنا نعلم: أن أوثق من يمكن الإعتماد عليهم في إِعطاء صورة واقعية وواضحة عن أي حدث كان، وعن علله وأسبابه.. هم أولئك الذين عاصروه وعايشوه، وعاينوه عن قرب ..
10
فإننا نجد: أنه حتى هؤلاء.. بل وحتى كثير من الذين شاركوا في صنع ذلك الحدث لا يستطيعون: أن يقدموا صورة واضحة المعالم عن ذلك الحديث المفترض، ولا عن علله وأسبابه، وآثاره ونتائجه.. بل قد نجدهم يعطون تفسيرات مختلفة.. بل وحتى متباينة أحياناً.. رغم افتراضنا مسبقاً: أنهم جميعاً صادقون في رغبتهم بإعطاء الحقيقة، كل الحقيقة في هذا المجال..
وما ذلك.. إِلا لأن الناس يختلفون في مستويات إِدراكهم ووعيهم، وفي نسبة اطلاعهم على جزئيات وظروف ذلك الحدث. الأمر الذي يؤثر على قدرتهم على فهمه واستيعابه أحياناً، ثم على ربطه بغيره، فضلاً عن ادراك علله وأسبابه.. ثم آثاره ونتائجه على النحو الأفضل والأتم..
كل ذلك.. فيما لو كان الحدث عادياً، لا يوجد من يهتم بالتلاعب فيه، أو بالتعتيم عليه.. فكيف إِذن تكون الحال بالنسبة لتلك الأحداث، التي تشارك في صنعها أيد خفية، وتعمل على تزييف التعتيم أو على كثير من الحقائق.. ثم على التحوير والتزوير فيها، وفي خصوصياتها وملامحها..
وإِذا كانت الأحداث التي دونت ووصلت إِلينا أكثرها أو كثير منها ولا سيما أكثرها حساسية، وأعظمها أهمية هي من هذا النوع بالذات.. فإننا ندرك: مدى حاجتنا إِلى الناقل الخبير، والناقد البصير في هذا المجال.. كما أننا ندرك مدى أهمية وتأثير الوسائل التي لا بد لنا من الإستفادة منها في الوصول إِلى الحقائق، التي أُريد لسبب أو لآخر إِحاطتها بستار من الكتمان، أو بقاؤها رهن الإبهام والغموض..
وبعد كل ما تقدم.. فإننا إِذا كنا نعلم: أننا كلما قربنا من مصدر الوحي والرسالة، والإمامة والعصمة، فإننا نكون أبعد عن المغالاة والتجني، وعن الوقوع فريسة للخداع والتضليل.. لأن هذا هو المصدر الوحيد، الذي لا يعتريه خلل في الرؤية للواقع الموضوعي، ولا نقص في إِدراكاته لحقيقة ما يجري، ولا مجال للحيلولة بينه وبين الواقع، واطلاعه عليه كما هو، ومن دون أي تحوير أو تزوير..
- إِذا كنا نعلم ذلك - فإن النّهل من هذا النمير العذب، والاستقاء من هذا المنبع الصافي، والإعتماد عليه في التعرف على الأحداث والوقائع، وكل ما يرتبط بها أو يعود إِليها، يصبح أكثر أهميةً وخطراً، وأعظم بركةً وأثراً..
حتى إِذا تعذر علينا التعرف على نفس الحدث عن هذا الطريق.. فلا أقل من امتلاك الرؤية، ثم اعتماد المعايير والأسس، وبعد ذلك الوسائل والأساليب الصحيحة
11
التي يرى أهل بيت العصمة، والإمامة، ومعدن الوحي والرسالة، أنها تنفع في الوصول إلى ذلك الهدف المنشود، في مجال التقييم الصحيح والسليم للأحداث، ومحاكمتها، ثم قبولها أو رفضها، إِذا اقتضى الأمر أياً من الرفض، أو القبول..
أو على الأقل.. تقل معها احتمالات الخطأ والزيغ، والوقوع في متاهات التفسيرات، والتكهنات الخاطئة والناقصة، التي يتعرض لها الباحثون في التراث بصورة عامة..
ومؤسسة نهج البلاغة.. قد وجدت في هذا الكتاب: «حركة التاريخ عند الإمام علي عليه السلام» الذي هو من تأليف سماحة العلامة الجليل البحّاثة الشيخ محمد مهدي شمس الدين خطوة واسعة وموفقة في هذا الإتجاه..
ولأجل ذلك.. فقد بادرت لتقديمه إلى القراء الكرام، على أمل أن يجدوا فيه ما ينقع الغلة، ويبل الصدى..
ونسأل اللّه أن ينفع به.. ويجعله خالصاً لوجهه الكريم.. وهو الموفق والمسدد، وهو المعين والهادي..
مؤسسة نهج البلاغة
13
التاريخ هو حركةُ الشيء في محيطه خلال الزّمان، وبعبارةٍ أخرى: التاريخ هو عمليةُ التحوّل والتغيّر والإنتقال (الصبرورة) من حالةٍ الى حالة، الّتي تعتري الشيء أو يُنجزها الشّيء من خلال علاقته بعناصر محيطة عبرَ الزّمان.
وقد كان الشّيءُ في النّظرة السّائدة قديماً يعني الإنسان فقط، ويعني - بصورة محدّدة - الفعاليات الإنسانية: المجتمع والمؤسسات السّياسيّة والعسكرية والإجتماعية والثقافية.
لقد كان التّاريخ علم حركة الإنسان من خلال محيطه في الزّمان، ولكن العصر الحديث شهد تطوراً في مدلول هذا المصطلح فاتّسع ليشمل كلّ شيء في الطّبيعة والحضارة: الأرض، والمعادن، والنّباتات، والحيوان، والأفكار، والعلوم.. وغير ذلك إِلى جانب الفعاليات الإنسانية، وغدا في وسع المؤرخ ذي النظرة الشاملة أن يدّعي أن التّاريخ كالفلسفة ذو موضوع شامل لكلّ ما يمكن أن يدخل في الوعي البشري.
ولعلّ بعض المؤرخين المسلمين العظام كانوا قد انتهوا في تفكيرهم إِلى حافة هذه النّظرة الّتي تُعطي التّاريخ مفهوماً شاملاً يتجاوز الفعالياتِ الانسانية، فنلاحظ أنَّهم أدخلوا في كتاباتهم التّاريخيّة معلوماتٍ جغرافية أو فلسفيّة، والمسعوديُّ في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر» مثال بارز على ذلك.
ولكن هذه النّظرة الشّمولية لا تعنينا هنا. إنَّ عِنايتنا موجهة نحو تاريخ الإنسان. وربّما أمكن ردّ كلّ فروع التّاريخ الأخرى - في النّظرة الشّموليّة الحديثة - إلى تاريخ الإنسان، من حيث أنها تؤرّخ لبعض نشاطاته (تاريخ العلوم، الفنون والآداب، الفلسفة) أو تؤرّخ لبيئته (النّبات، الحيوان، طبقات الأرض).
14
وإذن، فالتّاريخ هو حركة الإنسان في محيطه خلال الزّمان، وقد يعالج التّاريخ حركة الإنسان في مجتمع معين أو في إِطار ثقافة معيّنة، وقد يتسع ليعالج حركة الإنسان على صعيدٍ عالمي.
ولا شكَّ في أن فكرة «العالميّة» لدى المؤرّخين المسلمين قد جاءتهم من القرآن الكريم حيث صوّر حركة الإنسانية من خلال عرضه لحركة النّبوات في الأمم والشعوب، كما أنّهم استفادوا في تعزيز نظرتهم العالميّة من «علم الأنساب» الّذي تحدّر إِليهم من التّقليد الجاهلي القديم، ثمّ دخل - كغيره من المعارف العربية والإسلامية - عصر التّدوين. وليس المهمُّ هنا جانب الصّدق التّاريخي في علم الأنساب، وهو أمر مشكوك فيه، وإِنّما المهمّ ما تُعطيه المعرفة النّسبيّة من إِدراكٍ لترابط الشّعوب والقبائل وعلاقاتها الدّاخلية، هذا الإدراكُ الذي يتجاوز بالمؤرخ حدود الجغرافيا والقبلية أو القومية ليفتح بصيرته على مدى أرحب.
على هذا المدى الرّحب كان الإمامُ عليُّ بنُ أبي طالب عليه السّلام يتعامل مع التّاريخ، لا كمؤرّخ وإِنّما باعتبارهِ رجل عقيدة ورسالة، ورجل دولة وحاكماً، ولم يكن يستخدم التّاريخ كمادّة وعظيّة فقط وإِنّما كان يستهدف أيضاً منه النّقد السّياسي والتّربية السّياسية لمجتمعه والتوجيه الحضاري لهذا المجتمع.
ونحاول في هذا الكتاب أن نجلوَ نظرةَ الإمامِ عليّ (ع) إِلى حركة التاريخ، ونكتشف أساليب تعامله مع التّاريخ في حياته العامة الفكريّة والسّياسيّة.
والمصدر الأساس لهذه الدّراسات هو كتاب نهج البلاغة، وربّما استعنا بنصوص أخرى لم يضمّنها الشّريفُ الرّضي في كتاب نهج البلاغة للتّعرّفِ على مزيد من التّفاصيل بالنّسبة إِلى نظرة الإمام التّاريخيّة أو لإكمال نصوص أوردها الشّريف الرّضي في نهج البلاغة مبتورة.
ونحن نرى أنّ كتاب نهج البلاغة وثيقة عظيمة القيمة في الحضارة الإسلاميّة من النّاحية الفكريّة والسّياسية. ولا ينقضي أسفنا على أنّ الشّريف الرّضي رحِمه اللّهُ قد جمع النّصوص لغاية جمالية تحكمت في اختياره فجعلته يؤثِر النّصوص الممتازة من النّواحي البلاغيّة الفنيّة ويهمل ما عداها وقد يجزّئ - لهذا السّبب - من النّصّ بعضه الّذي تتوفّر فيه هذه الخاصّة ويهمل سائره، وهذا ما دعاه إِلى أن يُعطي كتابه اسماً
15
يلخص الغاية من جمعه له والمنهاج الّذي اتّبعه في عمليّة الجمع فضاع على الحضارة الإسلامية بذلك علم كثير وفكر عظيم.
ولعلّ اللّه تعالى يقيض من العلماء والباحثين من يتقصّى في كتب السّيرة والتاريخ والحديث والأدب جميع ما رُوِيَ عن أمير المؤمنين عليه السّلام ويخضعه لدراسة نقدية صارمة تميّز الأصيل فيه من المنحول الموضوع ويصنف ما يثبت للنّقد منه مع ما ورد في نهج البلاغة للشّريف الرّضي رحِمه اللّهُ تعالى تصنيفاً علمياً حسب موضوعات النّصوص (في السّياسة، والفكر، والوعظ، والحرب، والفقه، والإلهيات وسائر العقائد... وغير ذلك من الموضوعات) فذلك يجعل نهج البلاغة ومستدركّه مصدراً ميسّراً للدّراسات العلميّة عظيم القيمة جليل الفائدة.
وقد قام المرحوم الشيخ هادي كاشف الغطاء بتأليف كتاب (مستدرك نهج البلاغة) ورتّبه على نحو ما رتّب الشّريف الرّضي كتاب نهج البلاغة (الخطب، والكتب، والحكم)، ولكن هذا العمل دون ما نطمح إِليه لسببين: الأوّل - ما نقدّر من أنّ هذا الكتاب لم يستوعب كلّ ما أهمله الشّريف أو شذّ عنه، ولذا فإن الحاجة إِلى عمل أكثر شمولاً لا تزال قائمة. الثّاني - ما يبدو لنا من أن كاشف الغطاء أثبت في كتابه كلّ ما وجده منسوباً إِلى الإمام ولم يخضع النّصوص للنّقد، وهذا ما جعله يثبت في كتابه نصوصاً منسوبة إِلى الإمام نقدر أنها موضوعة.
وهنا نجد من المناسب الإشارة إِلى أنّ اللّغط الّذي أثير حول صحة نسبة ما جمعه السّيد الشّريف في نهج البلاغة إِلى الإمام (ع) بوجه عام منذ ابن خلدون إِلى زكي مبارك وأحمد أمين، من التّشكيك في صحة النّسبة أو الجزم بعدم صحة النّسبة - هذا اللّغط الّذي أثاره التّعصب في بعض الأحيان والجهل في أحيان كثيرة قد انتهى أو يجب أن ينتهي إِلى التّسليم بصحة النّسبة التّاريخيّة لِما ورد في نهج البلاغة بوجه عام إِلى الإمام عليه السّلام، فإنّ الدّراسات والأبحاث التوثيقيّة الّتي عقدت حول نهج البلاغة منذ شارح نهج البلاغة عزّ الدين ابن أبي الحديد (586 - 655 هجري) إلى أيّامنا قدّمت أجوبة مقنعة على جميع التّساؤلات الّتي أثيرت وأغلقت منافذ الشّك في صحة نسبة ما اشتمل عليه نهج البلاغة إِلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بالقدر الّذي يكفي لتصحيح النّسبة التّاريخيّة لأيّ نصّ من نصوص الفكر الإسلامي.
وهذه الأبحاث والدّراسات على قسمين:
16
منها ما اتّبع منهاج النّقد الدّاخلي حيث أخضعت النّصوص لدراسة تكوين الجمل فيها والعلاقات بين جملة وأخرى، وأنواع المفردات والمجازات وما إلى ذلك من مكوّنات النّصّ. وهذا ما صنعه ابن أبي الحديد في عدة مواضع من شرحه، وبعض من تأخّر عنه من الشّراح والباحثين. وهذا النّوع من الأبحاث قليل ومقصور على بعض نصوص النّهج، ولذا فإنّ الحاجة ماسّة إلى دراسة شاملة لجميع نصوص نهج البلاغة تتبع هذا المنهاج.
ومنها ما اتّبع منهاج النّقد الخارجي حيث بحث عن مصادر متقدّمة في الزّمن على الشّريف الرّضي تضمّنت نصوصاً من نهج البلاغة.
وقد كانت نتائج هذه الدّراسات وتلك في مصلحة صحة نسبة نهج البلاغة بوجه عام إلى الامام عليه السّلام.
ولعلّ آخر دراسة توثيقيّة هامّة وشاملة اتّبع فيها منهاج النّقد الخارجي هي دراسة الأستاذ السّيد عبد الزّهراء الخطيب الّتي نشرها في كتابهِ (مصادر نهج البلاغة وأسانيده - 4 مجلدات / دار الأعلمي للمطبوعات - بيروت).
ومن المؤكّد أنّ هذه الدّراسة لن تكون الأخيرة، فإنّ دراسات أخرى ستضاف إلى ما تمّ إنجازه في هذا الحقل كلّما تنامت حركة نشر كتب الفكر الإسلامي الّتي لا تزال مخطوطة وموزّعة في مكتبات العالم.
*
بقي عليّ أن أشير الى أنّ هذه الدّراسة عن حركة التّاريخ عند الإمام علي (ع) حلقة في سلسلة من الدّراسات في نهج البلاغة سبقها كتابنا (دراسات في نهج البلاغة) وقد اشتمل على أربع دراسات هي:
1 - المجتمع والطبقات الإجتماعية.
2 - الحكم والحاكم.
3 - المغيبات.
4 - الوعظ، وأضيفت إليها في الطّبعة الثّالثة دراسة خامسة بعنوان الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والأكثرية الصامتة.
*
دراسات في نهج البلاغة: الطّبعة الأولى - النَّجف العراق - 1956 - الطّبعة الثّانية - بيروت - دار الزّهراء 1392 هجري = 1972 م الطّبعة الثّالثة. بيروت.
17
لقد انتفعت بكتاب (الكاشف عن ألفاظ نهج البلاغة في شروحه) لمؤلفه: السّيّد جواد المصطفوي الخراساني. وهو عمل جليل القدر، عظيم الفائدة للباحثين. نأمل أن يطوِّره مؤلفه بحيث يكون أكثر شمولاً للشروح في طبعاتها الجديدة المتداولة، وللنّصوص الواردة في مستدركات نهج البلاغة.
والحمد للّه رب العالمين.
محمد مهدي شمس الدّين
19