الباب الثاني: مكانته (ع) من رسول الله (ص)

الفصل الأول: انه(ع)أقرب الناس الى رسول الله(ص)

1 ـ  قد علمتم موضعي من رسول الله(ص)بالقرابة القريبة،و المنزلة الخصيصة.

2 ـ  أنا من رسول الله(ص)كالضوء من الضوء.

3 ـ  كنت في أيام رسول الله(ص)كجزء من رسول الله(ص)

4 ـ  محمد النبي أخي و صنوي.

5 ـ  هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله(ص)في الرحم مني؟

6 ـ  إن رسول الله(ص)لم يقربني للنسب و اللحمة.

7 ـ  و أما قرابتي من رسول الله(ص)فلو استطعت دفعه لدفعته.

*تكملة.

 ـ 32 ـ

1 ـ  قد علمتم موضعي من رسول الله(ص)بالقرابة القريبة،و المنزلة الخصيصة.

من خطبة له عليه السلام معروفة بالخطبة القاصعة:«أنا وضعت في الصغر بكلاكل (1) العرب،و كسرت نواجم (2) قرون ربيعة و مضر،و قد علمتم موضعي من رسول الله صلى الله عليه و آله بالقرابة القريبة،و المنزلة الخصيصة (3) .

وضعني في حجره و أنا ولد،يضمني الى صدره،و يكنفني في فراشه،و يمسني جسده،و يشمني عرفه (4) ،و كان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه،و ما وجد لي كذبة في قول،و لا خطلة (5) في فعل.

و لقد قرن الله به صلى الله عليه و آله من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته،يسلك به طريق المكارم،و محاسن أخلاق العالم،ليله و نهاره.و لقد كنت اتبعه اتباع الفصيل (6) اثر امه،يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما (7) و يأمرني بالاقتداء به.

و لقد كان يجاور في كل سنة بحراء،فأراه و لا يراه غيري.و لم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله صلى الله عليه و آله و خديجة و أنا ثالثهما،أرى نور الوحي و الرسالة،و أشم ريح النبوة.و لقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه و آله فقلت :يا رسول الله،ما هذه الرنة؟فقال:هذا الشيطان قد أيس من عبادته،إنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى،إلا انك لست بنبي،و لكنك لوزير،و انك لعلى خير...»

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الخطبة 192 ص 300.

 ـ 33 ـ

2 ـ  أنا من رسول الله صلى الله عليه و آله كالضوء من الضوء.

من كتاب له عليه السلام الى عثمان بن حنيف الانصاري:

«و أنا من رسول الله صلى الله عليه و آله كالضوء من الضوء (8) ،و الذراع من العضد (9) ».و نقل عنه عليه السلام أنه قال:

«و أنا من أحمد كالصنو من الصنو (10) ».

*نهج البلاغة(صبحي الصالح)الكتاب 45 ص 418،الامالي للصدوق المجلس 77 الرقم 10.

 ـ 34 ـ

3 ـ  كنت في أيام رسول الله(ص)كجزء من رسول الله(ص).

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«كنت في أيام رسول الله صلى الله عليه و آله كجزء من رسول الله صلى الله عليه و آله،ينظر الي الناس كما ينظر الى الكواكب في افق السماء،ثم غض الدهر مني...»

*شرح ابن ابي الحديد ج 20 ص 326.

 ـ 35 ـ

4 ـ  محمد النبي أخي و صنوي.

لما كتب معاوية الى أمير المؤمنين عليه السلام:إن لي فضائل كثيرة،كان ابي سيدا في الجاهلية و صرت ملكا في الاسلام،و انا صهر رسول الله صلى الله عليه و آله،و خال المؤمنين،و كاتب الوحي!!

أجابه امير المؤمنين عليه السلام بقوله:«أ بالفضائل يبغي علي ابن آكلة الأكباد؟أكتب اليه يا غلام:

محمد النبي أخي و صنوي‏ *** و حمزة سيد الشهداء عمي‏ 
و جعفر الذي يمسي و يضحي‏ *** يطير مع الملائكة ابن امي‏ 
و بنت محمد سكني و عرسي‏ *** مسوط لحمها بدمي و لحمي‏ 
و سبطا أحمد ولداي منها *** فأيكم له سهم كسهمي‏ 
سبقتكم الى الاسلام طرا *** غلاما ما بلغت أوان حلمي‏ 
وصليت الصلاة و كنت طفلا *** مقرا بالنبي في بطن امي‏ 
و أوجب لي ولايته عليكم‏ *** رسول الله يوم غدير خم‏ 
أنا الرجل الذي لا تنكروه‏ *** ليوم كريهة أو يوم سلم‏ 
فويل ثم ويل ثم ويل‏ *** لمن يلقى الاله غدا بظلمي»

فقال معاوية:اخفوا هذا الكتاب لا يقرأه أهل الشام فيميلوا الى ابن ابي طالب.

*الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 429 الرقم 93،الفصول المختارة للمفيد ج 2 ص 70،كنز الفوائد للكراجكي ج 1 ص 266،تاريخ دمشق ج 3 ص 298 الرقم 1328،المناقب لابن شهر آشوب ج 2 ص 19،تذكرة ابن الجوزي ص 107،فرائد السمطين ج 1 ص 427 الرقم 355،الفصول المهمة ص 15،كنز العمال ج 13 ص 112 الرقم 36366.

 ـ 36 ـ

5 ـ  هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله(ص)في الرحم مني؟

قال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى احتجاجا على أهلها:

«نشدتكم بالله،هل فيكم أحد أقرب الى رسول الله صلى الله عليه و آله في الرحم‏[مني‏]؟و من جعله رسول الله صلى الله عليه و آله نفسه،و أبناءه،أبناءه و نساءه نساءه (11) غيري؟»

قالوا:اللهم لا.

*تاريخ دمشق ج 3 ص 116 الرقم 11040،المسترشد ص 60،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 326 الرقم 55،الصواعق المحرقة ص 154،غاية المرام الباب 99 ص 642،بحار الانوار ج 35 ص 267.

 ـ 37 ـ

6 ـ  إن رسول الله(ص)لم يقربني للنسب و اللحمة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«إن رسول الله صلى الله عليه و آله لم يقربني ما تعلمونه من القرب للنسب و اللحمة،بل للجهاد و النصيحة».

*حكم منثورة لابن ابي الحديد ص 31.

 ـ 38 ـ

7 ـ و أما قرابتي من رسول الله(ص)فلو استطعت دفعه لدفعته

لما كتب معاوية الى أمير المؤمنين عليه السلام:«...فاما فضلك في الاسلام و قرابتك من رسول الله(ص)فلم أدفعه».

كتب اليه أمير المؤمنين عليه السلام:

«...و اما قرابتي من رسول الله صلى الله عليه و آله،و قدمي في الاسلام،فلو استطعت دفعه لدفعته».

*العقد الفريد ج 4 ص 334،الامامة و السياسة ص 122.

تكملة: انه(ع)أقرب الناس الى رسول الله(ص)

67 ـ  «أنا من رسول الله صلى الله عليه و آله كالعضد من المنكب،و كالذارع من العضد،و كالكف من الذراع،رباني صغيرا،و آخاني كبيرا».

145 ـ  «أنا من أحمد كالضوء من الضوء».

 

الفصل الثاني: انه (ع) خاصة رسول الله (ص)

1 ـ  ألا و أنا خاصته.

2 ـ  كان لي من رسول الله(ص)مدخلان.

3 ـ  كانت لي من رسول الله(ص)ساعة من السحر آتيه فيها.

4 ـ  يا علي اما علمت ان بيتي بيتك فما لك تستأذن علي؟

5 ـ  إن رسول الله(ص)لم تنزل به شديدة قط إلا قدمني لها.

6 ـ  إنه(ص)لم يأت إلا بي و بصاحبتي و ابني.(يوم المباهلة).

7 ـ  قال لي‏[جبرئيل‏]:تعال خذ رأس نبيك في حجرك،فأنت أحق بذلك.

8 ـ  سافرت مع رسول الله(ص)ليس له خادم غيري.

9 ـ  كان رسول الله(ص)يأتينا كل غداة فيقول:الصلاة.

*تكملة.

 ـ 39 ـ

1 ـ  ألا وأنا خاصته.

من كلام أمير المؤمنين عليه السلام للحارث الهمداني:«...ألا و أنا خاصته يا حارث،و خالصته و صنوه،و وصيه و وليه،و صاحب نجواه و سره».

*الامالي للطوسي ص 626 الرقم 1292،الامالي للمفيد المجلس الاول الرقم 3،كشف الغمة ج 1 ص 412،بحار الانوار ج 39 ص 240.

 ـ 40 ـ

2 ـ  كان لي من رسول الله صلى الله عليه و آله مدخلان.

قال علي عليه السلام:«كان لي من رسول الله صلى الله عليه و آله مدخلان:مدخلا بالليل،و مدخلا بالنهار،و كنت إذا دخلت عليه و هو يصلي تنحنح لي».

*مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 66،مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص 80،الخصائص للنسائي ص 111،بحار الأنوار ج 38 ص 304.

 ـ 41 ـ

3 ـ  كانت لي من رسول الله(ص)ساعة من السحر آتيه فيها.

قال علي عليه السلام:

«كانت لي من رسول الله صلى الله عليه و آله ساعة من السحر آتيه فيها،فكنت إذا أتيت استأذنت،فإن وجدته يصلي سبح،فقلت:أدخل».

*مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 66(نقله عن مسند الموصلي)،مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 77،الخصائص للنسائي ص 110 و 111،بحار الانوار ج 38 ص 304.

 ـ 42 ـ

4 ـ  يا علي،أما علمت أن بيتي بيتك،فما لك تستأذن علي؟!

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«دخلت على النبي صلى الله عليه و آله و هو في بعض حجراته،فاستأذنت عليه،فأذن لي،فلما دخلت قال لي:يا علي،أما علمت أن بيتي بيتك،فما لك تستأذن علي؟!

قال:فقلت:يا رسول الله،أحببت أن أفعل ذلك.

قال:يا علي،أحببت ما أحب الله،و اخذت بآداب الله.

يا علي اما علمت انك أخي؟أما انه أبى خالقي و رازقي ان يكون لي سر دونك.يا علي أنت وصيي من بعدي،و أنت المظلوم المضطهد بعدي.

يا علي الثابت عليك كالمقيم معي،و مفارقك مفارقي.

يا علي كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك،لان الله تعالى خلقني و اياك من نور واحد».

*كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 56،بحار الانوار ج 38 ص 329.

 ـ 43 ـ

5 ـ  إن رسول الله(ص)لم تنزل به شديدة قط إلا قدمني لها.

من كلام له عليه السلام في حديث المناشدة.

«...قال عليه السلام:أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله،لم تنزل به شديدة قط إلا قدمني لها ثقة بي،و أنه لم يدع باسمي قط إلا أن يقول:يا أخي،و أدخلوا الي أخي؟».

قالوا:اللهم نعم.

«فقال(ع):أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله قضى بيني و بين جعفر و زيد في ابنة حمزة،فقال:يا علي،أما انت مني و أنا منك،و أنت ولي كل مؤمن بعدي؟».

قالوا:اللهم نعم.

فقال(ع):«أ فتقرون أنه كانت لي من رسول الله صلى الله عليه و آله في كل يوم و ليلة دخلة و خلوة،اذا سألته أعطاني،و اذا سكت ابتدأني؟».قالوا:اللهم نعم.

فقال(ع):«أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله،فضلني على جعفر و حمزة،فقال لفاطمة :اني زوجتك خير أهلي،و خير امتي،أقدمهم سلما،و أعظمهم حلما،و أكثرهم علما؟»قالوا:اللهم نعم.

فقال(ع):«أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله،قال:أنا سيد ولد آدم،و أخي علي سيد العرب،و فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؟»قالوا:اللهم نعم.

فقال(ع):«أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله أمرني بغسله،و أخبرني أن جبرئيل يعينني عليه؟»قالوا:اللهم نعم.

*كتاب سليم بن قيس ص 77.

 ـ 44 ـ

6 ـ  انه(ص)لم يأت إلا بي و بصاحبتي و ابني.(يوم المباهلة).

من كلام له عليه السلام في حديث المناشدة و بيان يوم المباهلة:

«أفتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله حين دعا أهل نجران الى المباهلة،أنه لم يأت إلا بي و بصاحبتي و ابني؟».

قالوا:اللهم نعم.

*كتاب سليم بن قيس ص 76،المسترشد ص 60،الامالي للطوسي ص 551 الرقم 1168،تاريخ دمشق ج 3 ص 116 الرقم 1140،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 326،تفسير نور الثقلين ج 1 ص 349(نقلا عن كتاب الخصال للصدوق).

 ـ 45 ـ

7 ـ  قال لي‏[جبرئيل‏]:تعال خذ رأس نبيك في حجرك،فأنت أحق بذلك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«دخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله فوجدته نائما و رأسه في حجر دحية الكلبي،فسلمت عليه،فقال دحية:و عليكم السلام يا أمير المؤمنين و يا فارس المسلمين،و يا قائد الغر المحجلين،و قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين،و إمام المتقين.

ثم قال لي:تعال خذ رأس نبيك في حجرك،فانت أحق بذلك.

فلما دنوت من رسول الله صلى الله عليه و آله،و وضعت رأسه في حجري لم أردحية،ففتح رسول الله صلى الله عليه و آله عينيه و قال:يا علي،من كنت تكلم؟

قلت:دحية،و قصصت عليه القصة.

فقال لي:لم يكن دحية،و انما كان جبرئيل أتاك ليعرفك أن الله تعالى سماك بهذه الأسماء .

*مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 254،كشف اليقين ص 58،بحار الانوار ج 37 ص 322 الرقم 54.

 ـ 46 ـ

8 ـ  سافرت مع رسول الله(ص)ليس له خادم غيري.

من كلام له عليه السلام في بيان مناقبه:

قال سليم بن قيس:سأل رجل علي بن أبي طالب عليه السلام،فقال له ـ و أنا أسمع ـ :...فأخبرني بأفضل منقبة لك من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم.

فقال عليه السلام:

«نصبه اياي يوم غدير خم،فقال لي بالولاية بأمر الله عز و جل.

و قوله:أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

و سافرت مع رسول الله صلى الله عليه و آله،ليس له خادم غيري.

و كان له لحاف ليس له لحاف غيره،و معه عائشة،و كان رسول الله ينام بيني و بين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره،فاذا قام الى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني و بين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا.

فأخذتني الحمى ليلة،فأسهرتني،فسهر رسول الله صلى الله عليه و آله لسهري،فبات ليلة بيني و بين مصلاه،يصلي ما قدر له ثم يأتيني يسألني و ينظر الي،فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح،فلما صلى بأصحابه الغداة قال:اللهم اشف علياو عافه،فانه أسهرني الليلة مما به.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله بمسمع من أصحابه:أبشر يا علي.فقلت:بشرك الله بخير يا رسول الله،و جعلني فداك.

قال:اني لم اسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه،و لم اسأله لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله،و اني دعوت الله عز و جل أن يؤاخي بيني و بينك ففعل،و سألته أن يجعلك ولي كل مؤمن و مؤمنة ففعل...

فقال رجلان أحدهما لصاحبه:أ رأيت ما سأل؟فو الله لصاع من تمر خير مما سأل،و لو كان سأل ربه أن ينزل عليه ملكا يعينه على عدوه،او ينزل عليه كنزا ينفعه و أصحابه ـ فان بهم حاجة ـ كان خيرا لهم مما سأل».

*الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 369 الرقم 65،كتاب سليم بن قيس ص 43 و 44،كنز العمال ج 13 ص 151 الرقم 36474،بحار الأنوار ج 40 ص 2 الرقم 2 و ج 39 ص 314 الرقم 18.

 ـ 47 ـ

9 ـ  كان رسول الله(ص)يأتينا كل غداة فيقول:الصلاة.

قال علي عليه السلام:

«كان رسول الله صلى الله عليه و آله يأتينا كل غداة فيقول:الصلاة رحمكم الله،الصلاة

/انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا/»(الأحزاب/33)

*الامالي للطوسي ص 89 الرقم 138،المسترشد ص 59،بحار الانوار ج 35 ص 208 الرقم 3.

تكملة: انه(ع) خاصة رسول الله(ص)

2 ـ  «اني لابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله،و أخوه،و شريكه في نسبه،و أبو ولده،و زوج ابنته سيدة ولده و سيدة نساء أهل الجنة».

4 ـ  «أنا أحدث أهل بيتي سنا،أخدمه في بيته،و أسعى بين يديه في أمره».

32 ـ  «وضعني في حجره و أنا ولد،يضمني الى صدره،و يكنفني في فراشه،و يمسني جسده،و يشمني عرفه،و كان يمضغ الشي‏ء ثم يلقمنيه».

«لقد كان‏[صلى الله عليه و آله‏]يجاور في كل سنة بحراء،فأراه و لا يراه غيري».

36 ـ  «نشدتكم بالله هل فيكم أحد جعله رسول الله صلى الله عليه و آله نفسه،و ابناءه ابناءه،و نساءه نساءه غيري؟».

53 ـ  «و من ضمني مذ كنت طفلا و يافعا.*و أنعشني بالبر و العل و النهل».

58 ـ  «و كان رسول الله صلى الله عليه و آله اذا أراد أن يتجه الى موضع أعلمني بذلك،فكان إذا أبطأ في ذلك الموضع صرت‏اليه لأعرف خبره،لأنه لا يتصابر قلبي على فراقه ساعة».

63 ـ  «ثم قال‏[رسول الله صلى الله عليه و آله‏]:الي يا علي،الي يا علي،فما زال يدنيني حتى ألصق فخذي بفخذه،ثم أقبل على أصحابه فقال:معاشر أصحابي،أقبلت اليكم الرحمة باقبال علي أخي اليكم،معاشر أصحابي إن عليا مني و أنا من علي،روحه من روحي،و طينته من طينتي» .

67 ـ  «و قد علمتم أني كان لي منه مجلس سر لا يطلع عليه غيري».

68 ـ  «أتيت النبي صلى الله عليه و آله و عنده أبو بكر و عمر،فجلست بينه و بين عائشة،فقالت لي عائشة:ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله؟

فقال صلى الله عليه و آله:مه يا عائشة،لا تؤذيني في علي،فانه أخي في الدنيا،و أخي في الآخرة..»

69 ـ  «و لقد دخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله ذات يوم قبل أن يضرب الحجاب على أزواجه،و كانت عائشة بقرب من رسول الله صلى الله عليه و آله،فلما رآني رحب بي و قال:ادن مني يا علي،و لم يزل يدنيني حتى أجلسني بينه و بينها،فغلظ ذلك عليها،فاقبلت الي و قالت بسوء رأي النساء و تسرعهن الى الخطاب:ما وجدت لاستك يا علي موضعا غير موضع فخذي!!فزبرها النبي صلى الله عليه و آله و قال لها:أ لعلي تقولين هذا؟...»

89 ـ  «لا نزلت برسول الله صلى الله عليه و آله شديدة قط إلا قال:أين أخي علي؟أين سيفي؟اين رمحي؟أين المفرج غمي عن وجهي؟

فيقدمني،فأتقدم فافديه بنفسي...».

94 ـ  «و ايم الله لقد كنت من ساقتها حتى تولت بحذافيرها،و استوسقت في قيادها».

146 ـ  «قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله يوم فتحت خيبر:...و لكن حسبك أن تكون مني و أنا منك،ترثني و أرثك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي،و أنت تؤدي عني ديني،و تقاتل على سنتي،و أنت في الآخرة أقرب الناس مني...حربك حربي،و سلمك سلمي،و علانيتك علانيتي،و سريرة صدرك كسريرة صدري،و أنت باب علمي،و إن ولدك ولدي،و لحمك لحمي،و دمك دمي...»

158 ـ  «قلت لرسول الله صلى الله عليه و آله في غزوة تبوك:

يا رسول الله،لم خلفتني؟

فقال:إن المدينة لا تصلح إلا بي و بك،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة،فانه لا نبي بعدي». ـ «ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال في غزوة تبوك:إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي».

160 ـ «فأتاه جبرئيل فقال:يا محمد،لا يؤدي عنك إلا انت أو رجل منك.فأنبأني رسول الله صلى الله عليه و آله بذلك،و وجهني بكتابه و رسالته الى مكة».

162 ـ  «قد سمعتم رسول الله صلى الله عليه و آله حين بعثني ببراءة فقال:«لا يبلغ عني إلا رجل مني».

166 ـ  «و كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه و آله كل يوم دخلة،و كل ليلة دخلة،فيخليني فيها أدور معه حيث دار».

و قد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري،فربما كان في بيتي يأتيني رسول الله صلى الله عليه و آله أكثر ذلك في بيتي،و كنت إذا دخلت عليه في بعض منازله أخلاني و أقام عني نساءه،فلا يبقى عنده غيري،و إذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم تقم عني فاطمة و لا أحد من بني..»

168 ـ «كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه و آله ليلا و نهارا».

172 ـ «يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و آله أسر الي ألف حديث...» ـ «ثم قال‏[رسول الله صلى الله عليه و آله‏]لي:يا علي،من قتلك فقد قتلني،و من أبغضك فقد أبغضني،و من سبك فقد سبني،لانك مني كنفسي،روحك من روحي،و طينتك من طينتي».

194 ـ «[قال رسول الله صلى الله عليه و آله‏]:يا علي،إن الله عز و جل أمرني أن ادنيك و لا اقصيك،و أن اعلمك و لا أهملك،و أن اقربك و لا أجفوك».

195 ـ «[و قال رسول الله صلى الله عليه و آله‏]:فأبشر يا علي،فان حياتك و موتك معي،و أنت أخي،و أنت وصيي،و أنت صفيي،و وزيري،و وارثي،و المؤدي عني،و أنت تقضي ديني،و تنجز عداتي عني،و أنت تبرى‏ء ذمتي،و تؤدي أمانتي...».

201 ـ «لقد قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و إن رأسه لعلى حجري،و لقد سالت نفسه في كفي،فأمررتها على وجهي،و لقد وليت غسله...».

202 ـ «و لقد قبض رسول الله صلى الله عليه و آله و إن رأسه لفي حجري،و لقد وليت غسله بيدي وحدي».

207 ـ «أفيكم أحد ولي غمض رسول الله صلى الله عليه و آله مع الملائكة غيري؟

أفيكم أحد ولي غسل النبي صلى الله عليه و آله مع الملائكةيقلبونه لي كيف أشاء غيري؟»208 ـ «إني دافنه‏[أي رسول الله صلى الله عليه و آله‏]في حجرته التي قبض فيها».

210 ـ «أ فيكم أحد كان آخر عهده برسول الله صلى الله عليه و آله حين وضعه في حفرته غيري؟

أفيكم أحد قضى عن رسول الله صلى الله عليه و آله بعده ديونه و مواعيده غيري؟».

211 ـ «لم يكن لي خاصة،دون المسلمين عامة،أحد آنس به،أو أعتمد عليه،أو أستنيم اليه،أو أتقرب به غير رسول الله،هو رباني صغيرا،و بوأني كبيرا،و كفاني العيلة،و جبرني من اليتم،و أغناني عن الطلب،و وقاني المكسب،و عال لي النفس و الولد و الأهل،هذا في تصاريف أمر الدنيا مع ما خصني به من الدرجات التي قادتني الى معالي الحظوة عند الله عز و جل».

 

الفصل الثالث: إنه(ع)أخو رسول الله(ص)

1 ـ  أنا عبد الله و أخو رسوله.

2 ـ  أنا أخو المصطفى.

3 ـ  إن رسول الله(ص)رضيني لنفسه أخا.

4 ـ  قال رسول الله(ص):يا علي انت أخي و أنا أخوك.

5 ـ  قال لي‏[رسول الله(ص)]:انت أخي في الدنيا و الآخرة.

6 ـ  يا رسول الله،آخيت بين أصحابك و تركتني فردا لا أخ لي!

7 ـ  لقد ذهب روحي حين رأيتك فعلت باصحابك ما فعلت غيري!

8 ـ  قم و الله لارضينك،أنت أخي.

9 ـ  فقال‏[رسول الله(ص)]:هذا أخي قد أتاكم.

10 ـ  انشدكم بالله هل فيكم أحد أخو رسول الله(ص)غيري؟

*تكملة.

 ـ 48 ـ

1 ـ  أنا عبد الله و أخو رسوله.

عن زيد بن وهب قال:كنا ذات يوم عند علي عليه السلام فقال:«أنا عبد الله،و أخو رسوله،لا يقولها بعدي إلا كذاب».

فقال رجل من غطفان:و الله لأقولن كما قال هذا الكذاب!!:أنا عبد الله،و أخو رسوله.قال :فصرع،فجعل يضطرب.فحمله أصحابه فأتبعتهم حتى انتهينا الى دار عمارة،فقلت لرجل منهم:أخبرني عن صاحبكم،فقال:ماذا عليك من أمر؟فسألتهم بالله،فقال بعضهم:لا و الله ما كنا نعلم به بأسا حتى قال تلك الكلمة،فأصابه ما ترى.

فلم يزل كذلك حتى مات.

*تاريخ دمشق ج 1 ص 136 الرقم 168،خصائص النسائي ص 87،مسند أبي يعلى ج 1 ص 237 الرقم 441،العقد الفريد ج 4 ص 312،المسترشد ص 38،مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 33،كنز العمال ج 13 ص 129 الرقم 36410،بحار الانوار ج 34 ص 340،بحار الانوار ج 41 ص 224 الرقم 36،سمط النجوم ج 2 ص 481 الرقم 31.

 ـ 49 ـ

2 ـ  أنا أخو المصطفى.

و من كلام له عليه السلام في بيان اخوته مع رسول الله صلى الله عليه‏و آله،و قرابته له،و تصديقه لرسول الله صلى الله عليه و آله حين ضلالة جميع الناس.

قال جابر بن عبد الله:سمعت عليا عليه السلام ينشد و رسول الله صلى الله عليه و آله يسمع :

«أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي‏ *** معه ربيت و سبطاه هما ولدي‏ 
جدي و جد رسول الله منفرد *** و فاطم زوجي لا قول ذي فند (12)  
صدقته و جميع الناس في بهم‏ *** من الضلالة و الاشراك و النكد 
فالحمد لله شكرا لا شريك له‏ *** البر بالعبد و الباقي بلا أمد»

قال:فتبسم رسول الله صلى الله عليه و آله و قال:«صدقت يا علي».

*تاريخ دمشق ج 3 ص 299 الرقم 1329،الامالي للطوسي ص 211 الرقم 364،المناقب لابن شهر آشوب ج 2 ص 34،فرائد السمطين ج 1 الرقم 176،كنز العمال ج 13 ص 137 الرقم 36434،بحار الانوار ج 34 ص 410،بحار الانوار ج 40 ص 29 الرقم .57

 ـ 50 ـ

3 ـ  إن رسول الله(ص)رضيني لنفسه أخا.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:S>«الحمد لله،و سلام على رسول الله.

أما بعد:

فان رسول الله صلى الله عليه و آله رضيني لنفسه أخا،و اختصني له وزيرا...».

*الارشاد ـ للمفيد(ره)ج 1 ص 276،البحار ج 34 ص 153 الرقم 965.

 ـ 51 ـ

4 ـ  قال رسول الله صلى الله عليه و آله:يا علي،أنت أخي و أنا أخوك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث المناشدة:

«نشدتكم بالله،هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه و آله مثل ما قال لي:يا علي،أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة،و منزلك مواجه منزلي كما يتواجه الاخوان في الخلد؟» .

قالوا:اللهم لا.

*الخصال للصدوق ج 2 ص 556 الرقم 31،كتاب سليم بن قيس ص 74،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 324.

 ـ 52 ـ

5 ـ  قال لي‏[رسول الله(ص)]:أنت أخي في الدنيا و الآخرة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:S>«كان لي من رسول الله صلى الله عليه و آله عشر خصال،ما احب أن لي باحداهن ما طلعت عليه الشمس،قال لي:أنت أخي في الدنيا و الآخرة...»

*الخصال للصدوق ج 2 ص 428 الرقم 6،الامالي للصدوق المجلس 18 الرقم 8،الامالي للطوسي ص 137 الرقم 222،بحار الانوار ج 39 ص 337 الرقم 6 و ص 352.

 ـ 53 ـ

6 ـ  يا رسول الله،آخيت بين أصحابك و تركتني فردا لا أخ لي!

و من كلام له عليه السلام في بيان سروره بأخوة رسول الله صلى الله عليه و آله.

قال علي عليه السلام:«آخى رسول الله صلى الله عليه و آله بين أصحابه،فقلت:يا رسول الله،آخيت بين أصحابك و تركتني فردا لا أخ لي!فقال:إنما اخترتك لنفسي،أنت أخي في الدنيا و الآخرة،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى.

فقمت و أنا أبكي من الجذل و السرور،فأنشأت أقول:

أقيك بنفسي أيها المصطفى الذي*هدانا به الرحمن من غمة الجهل‏و أفديك حوبائي و ما قدر مهجتي؟*لمن أنتمي معه الى الفرع و الأصل‏S>و من جده جدي و من عمه أبي*و من أهله ابني و من بنته أهلي‏و من ضمني إذ كنت طفلا و يافعا*و أنعشني بالبر و العل و النهل‏و من حين آخى بين من كان حاضرا*دعاني فآخاني و بين من فضلي‏لك الخير اني ما حييت لشاكر*لإحسان ما أوليت يا خاتم الرسل».

*كنز الفوائد للكراجكي ج 2 ص 180،صحيح الترمذي ج 13 ص 169،مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 33،الطرائف ص 64 الرقم 66،كشف الغمة ج 1 ص 328،الفصول المهمة ص 21،الصواعق المحرقة ص 120،السيرة الحلبية ج 2 ص 91،بحار الانوار ج 38 ص 338،بحار الانوار ج 34 ص 435 الرقم 80،سمط النجوم ج 2 ص 481 الرقم 30،ينابيع المودة ص 63.

 ـ 54 ـ

7 ـ  لقد ذهب روحي حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري

من كلام له عليه السلام في قصة المؤاخاة.قال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه و آله:«لقد ذهب روحي،و انقطع ظهري،حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري،فان كان هذا من سخط علي فلك العتبى و الكرامة».S>فقال رسول الله صلى الله عليه و آله:«و الذي بعثني بالحق،ما اخترتك إلا لنفسي،فأنت مني بمنزلة هارون من موسى،إلا أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي،و وزيري،و وارثي».

قال:فقال‏[علي عليه السلام‏]:«و ما أرث منك يا رسول الله؟».

قال:«ما ورث الانبياء قبلي:كتاب الله و سنة نبيهم،و انت معي في قصري في الجنة،مع ابنتي فاطمة،و أنت أخي و رفيقي»ثم تلا رسول الله صلى الله عليه و آله:

إخوانا على سرر متقابلين/ (13) «المتحابون في الله ينظر بعضهم الى بعض».

*تاريخ دمشق ج 1 ص 123 الرقم 148،التذكرة لابن الجوزي ص 23،كشف الغمة ج 1 ص 326،فرائد السمطين ج 1 الرقم 80 و 83،كشف اليقين ص 47،كنز العمال ج 13 ص 105 الرقم 36345،غاية المرام الباب 20 ص 114 الرقم 47،بحار الانوار ج 38 ص 342،الغدير ج 3 ص 115.

 ـ 55 ـ

8 ـ  قم،و الله لأرضينك،أنت أخي

قال علي بن أبي طالب عليه السلام:«طلبني رسول الله صلى الله عليه و آله فوجدني في جدول نائما،فقال:قم،ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب.قال:فرأى كأني وجدت في نفسي من ذلك،فقال :قم،و الله لارضينك،أنت أخي،و أبو ولدي،تقاتل على سنتي و تبرى‏ء ذمتي،من مات في عهدي فهو في كنز (14) الله، و من مات في عهدك فقد قضى نحبه، و من مات يحبك بعد موتك ختم الله‏[له‏]بالأمن و الايمان ما طلعت الشمس أو غربت،و من مات يبغضك مات ميتة جاهلية،و حوسب بما عمل في الاسلام».

*مسند ابي يعلى الموصلي ج 1 ص 271 الرقم 524،تاريخ دمشق ج 1 ص 127 الرقم 152،كشف الغمة ج 1 ص 327،مجمع الزوائد ج 9 ص 121،الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 21،الصواعق المحرقة ص 124،كنز العمال ج 13 ص 15 الرقم 36491،بحار الانوار ج 38 ص 343،سمط النجوم ج 2 ص 481 الرقم 32،الغدير ج 6 ص 335.

 ـ 56 ـ

9 ـ  فقال‏[رسول الله(ص)]:هذا أخي قد أتاكم.

إن عليا عليه السلام قال لأهل الشورى:«أنشدكم بالله،هل تعلمون يوم أتيتكم و أنتم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه و آله فقال:هذا أخي قد أتاكم.

ثم التفت الى الكعبة قال:و رب الكعبة المبنية إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثم أقبل عليكم و قال:

أما انه أولكم ايمانا،و أقومكم بأمر الله،و أوفاكم بعهد الله،و أقضاكم بحكم الله،و أعدلكم في الرعية،و أقسمكم بالسوية،و أعظمكم عند الله مزية.فأنزل الله سبحانه:

/ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات اولئك هم خير البرية/ (15) فكبر رسول الله صلى الله عليه و آله و كبرتم،و هنأتموني بأجمعكم؟

فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟»قالوا:اللهم نعم.

*تفسير البرهان ج 4 ص 490،بحار الانوار ج 35 ص 346 الرقم 21.

 ـ 57 ـ

10 ـ  انشدكم بالله هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه و آله غيري؟

من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج على أصحاب الشورى:

«قال:انشدكم بالله،هل فيكم أحد أخو رسول الله صلى الله عليه و آله غيري؟إذ آخى بين المؤمنين فآخى بيني و بين نفسه،و جعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلا أني لست بنبي».قالوا:لا .

*تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 115 الرقم 1140،و ص 118 الرقم 1142،كتاب سليم بن قيس ص 74 و ص 77،الخصال للصدوق ج 2 ص 553 الرقم 31،المسترشد ص 57،الامالي للطوسي ص 333 الرقم 667 و ص 548 الرقم 1168،مناقب ابن المغازلي ص 116 الرقم 155،مناقب الخوارزمي ص 224،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 322 الرقم 55،فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251،غاية المرام الباب 99 ص 624.

تكملة: انه(ع)أخو رسول الله(ص)

2 ـ  «اني لأخو رسول الله،و وزيره...و اني لابن عم رسول الله صلى الله عليه و آله و أخوه ...».

24 ـ  «أنا عبد الله،و أخو رسول الله صلى الله عليه و آله».

29 ـ  «ألا اني عبد الله،و أخو رسوله».

35 ـ  «محمد النبي أخي و صنوي».

43 ـ  «انه‏[اي رسول الله(ص)]لم يدع باسمي قط إلا أن يقول:يا أخي،و أدخلوا الي أخي».

46 ـ  «قال‏[رسول الله(ص)]:اني لم أسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه،و لم أسأله لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله،و اني دعوت الله عز و جل أن يوأخي بيني و بينك ففعل».

61 ـ  «و لقد آخى‏[رسول الله(ص)]بين المسلمين،فما اختار لنفسه أحدا غيري،و لقد قال لي:أنت أخي و أنا أخوك في الدنيا و الآخرة».

63 ـ  «قال رسول الله(ص):معاشر أصحابي،أقبلت اليكم‏الرحمة باقبال علي أخي اليكم...و هو أخي و وصيي...».

68 ـ  «قال رسول الله(ص):فانه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة».

69 ـ  «لما آخى رسول الله صلى الله عليه و آله بين أصحابه،آخى بين أبيها[أي أبي بكر]و عمر بن الخطاب،و اختصني باخوته».

91 ـ  «و الله اني لأخوه،و وليه،و ابن عمه،و وارثه،فمن أحق به مني؟».

96 ـ  «لا نزلت برسول الله صلى الله عليه و آله شديدة قط...إلا قال:أين أخي علي؟».

98 ـ  (و في حديث يوم الانذار):«ثم قال‏[رسول الله(ص)]:هذا أخي و وصيي...».

99 ـ  (و في حديث يوم الانذار أيضا):«فقال‏[رسول الله(ص)]...

فأيكم يبايعني على أن يكون أخي،و صاحبي،و وارثي،و وزيري؟فلم يقم اليه أحد،فقمت اليه و كنت أصغر القوم...».

131 ـ  و انشد علي عليه السلام بعد قتل عمرو بن عبد ود:«أخو رسول الله ذي العلامة».

 

الفصل الرابع: انه(ع)أحب الناس الى رسول الله(ص)

1 ـ  قال رسول الله(ص):اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي من هذا الطير.

2 ـ  قال رسول الله(ص):اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي.

3 ـ  يا رسول الله أي الخلق أحب اليك؟

4 ـ  أنا أحبكم اليه،و أوثقكم في نفسه.

5 ـ  ان الله تعالى يحب عليا.

6 ـ  لما بصر[رسول الله(ص)]بي تهلل وجهه و تبسم.

7 ـ  خلقت يا علي من شجرة خلقت منها.

8 ـ  قال رسول الله(ص):أو ما علمت أن عليا مني و أنا منه.

9 ـ  مرضت مرة مرضا فعادني رسول الله(ص).

10 ـ  اللهم بحق علي عبدك اغفر لعلي.

11 ـ  مه يا عائشة،لا تؤذيني في علي.

12 ـ  سأذكر اشياء حقدتها(عائشة)علي.

*تكملة

 ـ 58 ـ

1 ـ  قال رسول الله صلى الله عليه و آله:اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي من هذا الطير .

من كلام له عليه السلام يبين فيه خبر الطير.

عن جعفر بن محمد الصادق،عن آبائه،عن علي عليهم السلام أنه قال:«كنت أنا و رسول الله صلى الله عليه و آله في المسجد بعد أن صلى الفجر،ثم نهض و نهضت معه،و كان رسول الله صلى الله عليه و آله اذا أراد أن يتجه الى موضع أعلمني بذلك،و كان إذا أبطأ في ذلك الموضع صرت اليه لأعرف خبره،لانه لا يتصابر قلبي على فراقه ساعة،فقال لي:أنا متجه الى بيت عائشة،فمضى،و مضيت الى بيت فاطمة الزهراء،فلم أزل مع الحسن و الحسين،فأنا و هي مسروران بهما.

ثم اني نهضت و صرت الى باب عائشة،فطرقت الباب،فقالت لي عائشة:من هذا؟

فقلت لها:أنا علي.

فقالت:إن النبي صلى الله عليه و آله راقد،فانصرفت،ثم‏ قلت:النبي راقد و عائشة في الدار ! فرجعت و طرقت الباب،فقالت لي عائشة:من هذا؟

فقلت لها:أنا علي.

فقالت:إن النبي صلى الله عليه و آله على حاجة، فانثيت (16) مستحييا من دقي الباب،و وجدت في صدري ما لا أستطيع عليه صبرا،فرجعت مسرعا،فدققت الباب دقا عنيفا،فقالت لي عائشة:من هذا؟فقلت:أنا علي،فسمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول لها:يا عائشة،افتحي له الباب،ففتحت و دخلت.

فقال لي:اقعد يا أبا الحسن،احدثك بما أنا فيه،أو تحدثني بابطائك عني؟

فقلت:يا رسول الله،حدثني،فان حديثك أحسن.

فقال:يا أبا الحسن،كنت في أمر كتمته من ألم الجوع،فلما دخلت بيت عائشة و أطلت القعود ليس عندها شي‏ء تأتي به،مددت يدي،و سألت الله القريب المجيب،فهبط علي حبيبي جبرئيل عليه السلام و معه هذا الطير، ـ  ووضع اصبعه على طائر بين يديه  ـ  فقال:إن الله عز و جل أوحى الي أن آخذ هذا الطير  ـ  وهو أطيب طعام في الجنة  ـ  فآتيك به يا محمد، فحمدت الله عز و جل كثيرا،و عرج جبرئيل،فرفعت يدي الى السماء فقلت:اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني يأكل معي من هذا الطير، فمكثت مليا فلم أر أحدا يطرق الباب، فرفعت يدي ثم قلت:اللهم يسر عبدا يحبك و يحبني، و تحبه و احبه،يأكل معي من هذا الطير،فسمعت طرق الباب و ارتفاع صوتك،فقلت لعائشة :أدخلي عليا،فدخلت،فلم ازل حامدا لله حتى بلغت الي، إذ كنت تحب الله و تحبني،و يحبك الله و احبك،فكل يا علي.

فلما أكلت أنا و النبي صلى الله عليه و آله الطائر قال لي:يا علي،حدثني،فقلت:يا رسول الله،لم ازل منذ فارقتك أنا و فاطمة و الحسن و الحسين مسرورين جميعا،ثم نهضت اريدك،فجئت فطرقت الباب،فقالت لي عائشة:من هذا؟فقلت:أنا علي،فقالت:إن النبي صلى الله عليه و آله راقد،فانصرفت،فلما صرت الى بعض الطريق الذي سلكته رجعت فقلت:النبي راقد و عائشة في الدار؟لا يكون هذا!!فجئت فطرقت الباب،فقالت لي:من هذا؟فقلت لها:أنا علي،فقالت:إن النبي على حاجة،فانصرفت مستحييا،فلما انتهيت الى الموضع الذي رجعت منه أول مرة وجدت في قلبي ما لا استطيع عليه صبرا،و قلت:النبي على حاجة و عائشة في الدار! فرجعت فدققت الباب الدق الذي سمعته يا رسول الله،فسمعتك يا رسول الله و أنت تقول لها:أدخلي عليا.

فقال النبي صلى الله عليه و آله: أبى الله إلا أن يكون الامر هكذا، يا حميراء ما حملك على هذا؟

فقالت:يا رسول الله،اشتهيت أن يكون أبي يأكل من الطير.

فقال لها:ما هو بأول ضغن بينك و بين علي،و قد وقفت على ما في قلبك لعلي، لتقاتلينه!

فقالت:يا رسول الله و تكون النساء يقاتلن الرجال؟!

فقال لها: يا عائشة،انك لتقاتلين عليا،و يصحبك و يدعوك الى هذا نفر من أصحابي،فيحملونك عليه،و ليكونن في قتالك له أمر،يتحدث به الاولون و الآخرون،و علامة ذلك أنك تركبين الشيطان،ثم تبتلين قبل أن تبلغي الى الموضع الذي يقصد بك اليه،فتنبح عليك كلاب الحوأب،فتسألين الرجوع فيشهد عندك قسامة (17) أربعين رجلا ما هي كلاب الحوأب،فتصيرين الى بلد أهله أنصارك،هو أبعد بلاد على الأرض من السماء،و أقربها الى الماء و لترجعن و أنت صاغرة غير بالغة ما تريدين،و يكون هذا الذي يردك مع من يثق به من أصحابه،إنه لك خير منك له،و لينذرنك بما يكون الفراق بيني و بينك في الآخرة و كل من فرق علي بيني و بينه بعد وفاتي ففراقه جائز.

فقالت:يا رسول الله ليتني مت قبل أن يكون ما تعدني.

فقال لها:هيهات هيهات،و الذي نفسي بيده ليكونن ما قلت‏ حق،كأني أراه.

ثم قال لي:قم يا علي،فقد وجبت صلاة الظهر،حتى آمر بلالا بالأذان،فأذن بلال و أقام الصلاة،و صلى و صليت معه».

*الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 468 الرقم 111،بحار الانوار ج 38 ص 348.

 ـ 59 ـ

2 ـ  قال رسول الله صلى الله عليه و آله:اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي.

من كلام له عليه السلام في حديث المناشدة:

«نشدتكم بالله،أ فيكم أحد أحب الى الله و الى رسوله مني،إذ دفع الراية الي يوم خيبر،فقال :لاعطين الراية الى من يحب الله و رسوله،و يحبه الله و رسوله؟و يوم الطائر إذ يقول:اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي،فجئت فقال:اللهم والى رسولك،اللهم والى رسولك،غيري؟».

قالوا:اللهم لا.

*تاريخ دمشق لابن عساكر ج 3 ص 116 الرقم 1140،الخصال للصدوق ج 2 ص 554 الرقم 31،المسترشد ص 57،الامالي للطوسي ص 333 الرقم 668 و ص 546 الرقم 1168،مناقب ابن المغازلي ص 115 الرقم 155،مناقب الخوارزمي ص 222 و ص 225،الاحتجاج للطبرسي ج 1 ص 324 الرقم 55،فرائد السمطين ج 1 ص 322 الرقم 251،كشف اليقين ص 423،الفصول المهمة ص 19 و 20.

 ـ 60 ـ

3 ـ  يا رسول الله،أي الخلق أحب اليك؟

و من كلام له عليه السلام في بيان جواب رسول الله صلى الله عليه و آله لسائل سأله.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«أتى رجل النبي صلى الله عليه و آله فقال:يا رسول الله،أي الخلق أحب اليك؟

فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و آله ـ و أنا الى جنبه ـ :هذاو ابناه و امهما،هم مني و أنا منهم،و هم معي في الجنة هكذا، ـ و جمع بين أصبعيه ـ ».

*الامالي للطوسي ص 452 الرقم 1007،بحار الانوار ج 37 ص 44 الرقم 21.

 ـ 61 ـ

4 ـ  أنا أحبكم اليه،و أوثقكم في نفسه.

عن الامام جعفر بن محمد،عن ابيه عليهما السلام،عن ابن عباس،قال:نظر علي بن ابي طالب عليه السلام في وجوه الناس فقال:

«...و لقد عرفتم إنا ما خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و آله مخرجا قط إلا رجعنا و أنا أحبكم اليه،و أوثقكم في نفسه،و أشدكم نكاية للعدو،و أثرا في العدو.و لقد رأيتم بعثه اياي ببراءة.

و لقد آخى بين المسلمين،فما اختار لنفسه أحدا غيري،و لقد قال لي:أنت أخي و أنا اخوك في الدنيا و الآخرة.

و لقد أخرج الناس من المسجد و تركني.

و لقد قال لي:أنت مني بمنزلة هارون من موسى،إلا أنه لا نبي بعدي».

*مناقب ابن المغازلي ص 111 الرقم 154،بحار الأنوار ج 38 ص 240.

 ـ 62 ـ

5 ـ  إن الله تعالى يحب عليا.

من خطبة له عليه السلام يوم الشورى:

«فانشدكم الله،هل تعلمون أن جبرئيل نزل على النبي صلى الله عليه و آله فقال:يا محمد،إن الله يأمرك أن تحب عليا،و تحب من يحبه،فان الله تعالى يحب عليا،و يحب من يحب عليا؟» .قالوا:اللهم نعم.

*مناقب الخوارزمي ص 213 الرقم 18،غاية المرام الباب 20 الرقم 69 ص 118،بحار الأنوار ج 18 ص 399.

 ـ 63 ـ

6 ـ  لما بصر[رسول الله(ص)]بي تهلل وجهه و تبسم.

من كلام له عليه السلام عند دخوله على رسول الله صلى الله عليه‏S>و آله في قبا،و فيه ذكر لبعض فضائله عليه السلام بلسان رسول الله صلى الله عليه و آله:عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

«دخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله و هو في قب ـ و عنده نفر من أصحابه ـ فلما بصر بي تهلل وجهه و تبسم،حتى نظرت الى بياض أسنانه تبرق،ثم قال:الي يا علي،الي يا علي.

فما زال يدنيني حتى الصق فخذي بفخذه،ثم أقبل على أصحابه،فقال:معاشر أصحابي،أقبلت اليكم الرحمة باقبال علي أخي اليكم،معاشر أصحابي،إن عليا مني و أنا من علي،روحه من روحي،و طينته من طينتي،و هو أخي و وصيي و خليفتي على أمتي في حياتي و بعد موتي،من أطاعه أطاعني،و من وافقه وافقني،و من خالفه خالفني».

*الامالي للصدوق المجلس 19 الرقم 10،بحار الانوار ج 40 ص 4 الرقم6.

 ـ 64 ـ

7 ـ  خلقت يا علي من شجرة خلقت منها

عن الرضا،عن آبائه،عن علي عليهم السلام قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه و آله:خلقت يا علي من شجرة خلقت منها،أنا أصلها،و أنت فرعها،و الحسين و الحسن أغصانها،و محبونا ورقها،فمن تعلق بشي‏ء منها أدخله الله‏ عز و جل الجنة» .

*عيون أخبار الرضا(ع)ج 2 ص 60 الرقم 233،بحار الانوار ج 35 ص 25،بحار الانوار ج 37 ص 38 الرقم 7.

 ـ 65 ـ

8 ـ  قال رسول الله صلى الله عليه و آله:أو ما علمت أن عليا مني و أنا منه.

قال علي عليه السلام:

«اهدي الى النبي صلى الله عليه و آله قنوموز (18)  ـ فجعل يقشر الموزة و يجعلها في فمي.

فقال له قائل:إنك تحب عليا؟

قال:أو ما علمت أن عليا مني و أنا منه».

*مناقب آل ابي طالب ج 2 ص 60،كشف الغمة ج 1 ص 96،بحار الانوار ج 38 ص 298 و ج 39 ص 275.

 ـ 66 ـ

9 ـ  مرضت مرة مرضا فعادني رسول الله صلى الله عليه و آله.

قال علي عليه السلام:

«مرضت مرة مرضا فعادني رسول الله صلى الله عليه و آله،فدخل علي و أنا مضطجع،فأتى الى جنبي،ثم سجاني بثوبه،فلما رآني قد ضعفت قام الى المسجد يصلي،فلما قضى صلاته‏S>جاء فرفع الثوب عني ثم قال:«قم يا علي،فقد برأت».

فقمت فكأني ما اشتكيت قبل ذلك،فقال صلى الله عليه و آله:ما سألت ربي شيئا إلا أعطاني،و ما سألت شيئا إلا سألت لك مثله».

*تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 277 الرقم 807 و 806 و 805،الخصائص للنسائي ص 125 الرقم 141،مناقب ابن المغازلي ص 135 الرقم 178،كشف الغمة ج 1 ص 295،فرائد السمطين ج 1 الرقم 171،كشف اليقين ص 80،مجمع الزوائد ج 9 ص 110،كنز العمال ج 13 ص 113 الرقم 36368 و ج 13 ص 170 الرقم 36513،بحار الانوار ج 38 ص 309.

 ـ 67 ـ

10 ـ  اللهم بحق علي عبدك اغفر لعلي.

من كلام له عليه السلام يصف نفسه عند رسول الله صلى الله عليه و آله.«أنا من رسول الله صلى الله عليه و آله كالعضد من المنكب،و كالذراع من العضد،و كالكف من الذراع.رباني صغيرا،و آخاني كبيرا،و قد علمتم أني كان لي منه مجلس سر لا يطلع عليه غيري،و أنه أوصى إلي دون أصحابه و أهل بيته،و لأقولن ما لم أقله لأحد قبل هذا اليوم،سألته مرة أن يدعو لي بالمغفرة،فقال :أفعل،ثم قام فصلى،فلما رفع يده للدعاء استمعت اليه فاذا هو قائل:«اللهم بحق علي عبدك اغفر لعلي».

فقلت:يا رسول الله،ما هذا؟S>فقال:أو احد أكرم منك عليه فاستشفع به اليه؟».

*حكم منثورة لابن ابي الحديد ص 40.

 ـ 68 ـ

11 ـ  مه يا عائشة،لا تؤذيني في علي.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:«أتيت النبي صلى الله عليه و آله و عنده أبو بكر و عمر،فجلست بينه و بين عائشة،فقالت لي عائشة:ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله؟

فقال صلى الله عليه و آله:مه يا عائشة،لا تؤذيني في علي،فانه أخي في الدنيا و أخي في الآخرة و هو أمير المؤمنين يجعله الله يوم القيامة على الصراط،فيدخل أولياءه الجنة و أعداءه النار».

*الامالي للطوسي ص 290 الرقم 562،كشف اليقين ص 58،بحار الانوار ج 39 ص 194 و ج 37 ص 302.

 ـ 69 ـ

12 ـ  سأذكر أشياء حقدتها[عائشة]علي.

سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن السبب الذي دعا عائشة الى المظاهرة عليه؟

فقال(ع):سأذكر أشياء حقدتها علي،و ليس لي في واحد منها ذنب اليها،و لكنها تجرمت بها علي.أحدها:تفضيل رسول الله لي على أبيها،و تقديمه إياي في مواطن الخير عليه،فكانت تضطغن ذلك،و يصعب عليها،و تعرفه منه،و تتبع رأيه فيه.

و ثانيها:لما آخى بين أصحابه،آخى بين أبيها و عمر بن الخطاب،و اختصني باخوته،غلظ ذلك عليها،و حسدتني لسعدي منه.

و ثالثها:أنه أوصى صلوات الله عليه بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابي،فلما سد باب أبيها و صاحبه و ترك بابي مفتوحا في المسجد تكلم في ذلك بعض أهله،فقال صلوات الله عليه:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي،بل الله عز و جل سد أبوابكم و فتح بابه .

فغضب لذلك أبو بكر،و عظم عليه،و تكلم في أهله بشي‏ء سمعته منه ابنته،فاضطغنته علي.

و كان رسول الله‏[صلى الله عليه و آله‏]أعطى أباها الراية يوم خيبر،و أمره أن لا يرجع حتى يفتح أو يقتل،فلم يلبث لذلك و انهزم،فأعطاها في الغد عمر بن الخطاب،و أمره بمثل ما أمر صاحبه،فانهزم و لم يلبث،فساء رسول الله ذلك،و قال لهم ظاهرا معلنا:لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله،و يحبه الله و رسوله،كرارا غير فرار،لا يرجع حتى يفتح الله على يده،فأعطاني الراية،فصبرت حتى فتح الله على يدي،فغم‏ذلك أباها و أحزنه،فاضطغنه علي،و مالي اليه ذنب في ذلك،فحقدت لحقد أبيها.

و بعث رسول الله‏[صلى الله عليه و آله‏]أباها ليؤدي سورة براءة،و أمره أن ينبذ العهد للمشركين،فمضى حتى الجرف،فأوحى الله الى نبيه أن يرده و يأخذ الآيات فيسلمها الي،فعرف أباها باذن الله عز و جل،و كان فيما أوحى الله عز و جل اليه:إنه لا يؤدي عنك إلا رجل منك.و كنت من رسول الله و كان مني،فاضطغن لذلك علي أيضا،و اتبعته عائشة في رأيه.

و كانت عائشة،تمقت خديجة بنت خويلد،و تشنؤها شنآن الضرائر،و كانت تعرف مكانها من رسول الله‏[صلى الله عليه و آله‏]فيثقل ذلك عليها،و تعدى مقتها الى ابنتها فاطمة،فتمقتني و تمقت فاطمة و خديجة!و هذا معروف في الضرائر.

و لقد دخلت على رسول الله ذات يوم قبل أن يضرب الحجاب على أزواجه،و كانت عائشة بقرب رسول الله،فلما رآني رحب بي،و قال:ادن مني يا علي.و لم يزل يدنيني حتى أجلسني بينه و بينها،فغلظ ذلك عليها،فاقبلت الي و قالت بسوء رأي النساء و تسرعهن الى الخطاب:ما وجدت لاستك يا علي موضعا غير موضع فخذي!

فزبرها النبي‏[صلى الله عليه و آله‏]و قال لها:ألعلي تقولين‏هذا؟إنه و الله أول من آمن بي و صدقني،و أول الخلق ورودا علي الحوض،و هو آخر الناس بي عهدا،لا يبغضه أحد إلا أكبه الله على منخره في النار.فازدادت بذلك غيظا علي.

و لما رميت بما رميت اشتد ذلك على النبي،فاستشارني في أمرها،فقلت:يا رسول الله،سل جاريتها بريرة و استبرى‏ء الحال منها،فان وجدت عليها شيئا فخل سبيلها،فالنساء كثيرة.

فأمرني أن أتولى مسألة بريرة،و أن استبرى‏ء الحال منها،ففعلت ذلك،فحقدت علي،و الله ما أردت بها سوءا،لكني نصحت لله و لرسوله.

و أمثال ما ذكرت كثيرة،فان شئتم فاسألوها ما الذي نقمت علي حتى خرجت مع الناكثين لبيعتي؟و سفكت دماء شيعتي؟...».

*كتاب الجمل للمفيد ص 218.

تكملة: انه(ع)أحب الناس الى رسول الله(ص)

46 ـ  «فأخذتني الحمى ليلة فأسهرتني،فسهر رسول الله صلى الله عليه و آله لسهري،فبات ليلة بيني و بين مصلاه،يصلي ما قدر له،ثم يأتيني و يسألني و ينظر الي،فلم يزل ذلك دأبه حتى أصبح،فلما صلى بأصحابه الغداة قال:اللهم اشف عليا و عافه،فانه أسهرني الليلة مما به .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله بمسمع من أصحابه:أبشر يا علي.

فقلت:بشرك الله بخير يا رسول الله،و جعلني فداك.

قال:إني لم أسأل الله الليلة شيئا إلا أعطانيه،و لم أسأله لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله ...»

122 ـ  «لما كان يوم أحد...فقال النبي صلى الله عليه و آله:انه مني و أنا منه».

138 ـ  (يوم خيبر)«فقال رسول الله صلى الله عليه و آله:«و الذي نفسي بيده لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله،و يحبه الله‏و رسوله،ليس بفرار،يفتح الله على يديه،فأرسل الي ...».

193 ـ  «فقلت:يا رسول الله،ما يبكيك؟

فقال:يا علي،أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر،كأني بك و أنت تصلي لربك و قد انبعث أشقى الاولين و الآخرين،شقيق عاقر ناقة ثمود،فضربك ضربة...».

195 ـ  «فلما خلا له‏[أي لرسول الله(ص)]الطريق اعتنقني ثم أجهش باكيا و قال:بأبي الوحيد الشهيد.

فقلت:يا رسول الله،ما يبكيك؟

فقال:ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي،أحقاد بدر،و تراث احد».

 

الفصل الخامس: موضعه(ع)في مسجد رسول الله(ص)

1 ـ  قال‏[رسول الله(ص)]:اني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك.

2 ـ  سد كل باب شارع الى المسجد غير بابي.

3 ـ  أفيكم مطهر غيري،إذ سد رسول الله(ص)أبوابكم و فتح بابي؟!

*تكملة.

 ـ 70 ـ

1 ـ  قال رسول الله‏[صلى الله عليه و آله‏]:اني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك

عن علي بن الحسين،عن أبيه،عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:

«أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله بيدي و قال:إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون،و إني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك و بذريتك.ثم أرسل الى أبي بكر:أن سد بابك،فاسترجع ثم قال:سمعا و طاعة فسد بابه.

ثم أرسل الى عمر،ثم ارسل الى العباس بمثل ذلك.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي،و لكن الله فتح باب علي و سد أبوابكم».

*مجمع الزوائد ج 9 ص 114،مناقب ابن المغازلي ص 299 الرقم 343،اللآلي المصنوعة للسيوطي ج 1 ص 351،كنز العمال ج 13 ص 175 الرقم 36521،احقاق الحق ج 5 ص 557،الغدير ج 3 ص208.

ـ 71 ـ

2 ـ  سد كل باب شارع الى المسجد غير بابي.

من مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام أصحاب الشورى في يوم الشورى:

«...قال عليه السلام:أتقرون أن رسول الله صلى الله عليه و آله،اشترى موضع مسجده و منازله فابتنى،ثم بنى عشرة منازل،تسعة له،و جعل لي عاشرها في وسطها.و سد كل باب شارع الى المسجد غير بابي،فتكلم في ذلك من تكلم،فقال:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت بابه،و لكن الله أمرني بسد أبوابكم و فتح بابه.

و لقد نهى الناس جميعا أن يناموا في المسجد غيري،و كنت اجنب في المسجد،و منزلي و منزل رسول الله صلى الله عليه و آله في المسجد،يولد لرسول الله صلى الله عليه و آله،ولي فيه أولاد؟».

قالوا:اللهم نعم.

قال عليه السلام:«أفتقرون أن عمر حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله الى المسجد،فأبى عليه ثم قال صلى الله عليه و آله:إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره و غير هارون و ابنيه،و إن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري و غير أخي و ابنيه؟».قالوا:اللهم نعم.

*كتاب سليم بن قيس ص 74،مناقب الخوارزمي ص 214 و ص 225،فرائد السمطين ج 1 ص 321 الرقم 251،غاية المرام الباب 99 ص 642.

 ـ 72 ـ

3 ـ  أفيكم مطهر غيري،إذ سد رسول الله صلى الله عليه و آله أبوابكم و فتح بابي؟

من كلام له عليه السلام قاله على سبيل الاحتجاج لأهل الشورى:«انشدكم بالله،أفيكم مطهر غيري،إذ سد رسول الله صلى الله عليه و آله أبوابكم و فتح بابي؟و كنت معه في مساكنه و مسجده،فقام اليه عمه فقال:يا رسول الله،غلقت أبوابنا و فتحت باب علي؟!قال:نعم،أمر الله بفتح بابه و سد أبوابكم؟».

قالوا:اللهم لا.

* تاريخ دمشق ج 3 ص 116 الرقم 1140 و ج 3 ص 119 الرقم 1142،كتاب سليم بن قيس ص 74،الخصال للصدوق ج 2 ص 559 الرقم 31،الامالي للطوسي ص 548 الرقم 1168 و ص 555 الرقم 1169،مناقب ابن المغازلي ص 117 الرقم 155،مناقب الخوارزمي ص 214 و ص 223،فرائد السمطين ج 1 ص 322 الرقم 251،كشف اليقين ص 425،غاية المرام الباب 99 ص .642

تكملة: موضعه(ع)في مسجد رسول الله(ص)

69 ـ  «انه أوصى صلوات الله عليه و آله بسد أبواب كانت في المسجد لجميع أصحابه إلا بابي،فلما سد باب أبيها[أي أبي بكر]و صاحبه،و ترك بابي مفتوحا في المسجد،تكلم في ذلك بعض أهله،فقال صلى الله عليه و آله:ما أنا سددت أبوابكم و فتحت باب علي،بل الله عز و جل سد أبوابكم و فتح بابه.

فغضب لذلك أبو بكر،و عظم عليه،و تكلم في أهله بشي‏ء سمعته منه ابنته‏[اي عائشة]فاضطغنته علي».

 

الفصل السادس: زواجه(ع)من فاطمة(ع)

1 ـ  أردت أن أخطب الى النبي صلى الله عليه و آله.

2 ـ  يا رسول الله،فاطمة تزوجنيها؟

3 ـ  قال رسول الله صلى الله عليه و آله:قم فبع الدرع.

4 ـ  هذا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله:زوجني ابنته فاطمة.

5 ـ  فأخذت بيد فاطمة،و انطلقت بها.

6 ـ  لقد كنت انظر اليها فتنكشف عني الهموم و الاحزان.

7 ـ  يا علي،لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة.

8 ـ  لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة عليها السلام. ـ 73 ـ

1 ـ  أردت أن أخطب الى النبي صلى الله عليه و آله.

من كلام له عليه السلام في خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:«أردت أن أخطب الى النبي صلى الله عليه و آله،فذكرت أنه لا شي‏ء لي،فذكرت صلته و عائدته،فخطبت اليه،فقال:هل لك من شي‏ء؟

فقلت:لا.

قال:أين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا و كذا؟

قلت:هي عندي.

فزوجني رسول الله صلى الله عليه و آله،فلما كانت ليلة دخلت علي قال:لا تحدثا شيئا حتى آتيكما.

فأتى و عليه قطيفة أو كساء،فتحشحشنا،فقال:مكانكما،ثم دعا بقدح من ماء،فدعا فيه،ثم رشه علي و عليها.

قال:قلت:يا رسول الله،أنا أحب اليك أم هي؟قال:هي أحب الي،و أنت أعز علي منها»*تاريخ دمشق ج 1 ص 251 الرقم 293،مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 80،خصائص النسائي ص 125،السنن الكبرى ج 7 ص 234،اسد الغابة ج 5 ص 522،كشف الغمة ج 1 ص 373،فرائد السمطين ج 1 ص 91 الرقم60.

 ـ 74 ـ

2 ـ  يا رسول الله،فاطمة تزوجنيها؟

و من كلام له عليه السلام في قبول رسول الله صلى الله عليه و آله لزواجه مع السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:«أتاني أبو بكر و عمر فقالا:لو أتيت رسول الله صلى الله عليه و آله فذكرت له فاطمة.

قال:فأتيته،فلما رآني رسول الله صلى الله عليه و آله ضحك،ثم قال:ما جاء بك يا أبا الحسن،و ما حاجتك؟

قال:فذكرت له قرابتي،و قدمي في الاسلام،و نصرتي له و جهادي.

فقال:يا علي،صدقت،فأنت أفضل مما تذكر.

فقلت:يا رسول الله،فاطمة تزوجنيها؟

فقال:يا علي،انه قد ذكرها قبلك رجال فذكرت ذلك لها،فرأيت الكراهة في وجهها،و لكن على رسلك حتى أخرج اليك.فدخل عليها،فقامت اليه،فأخذت رداءه،و نزعت نعليه،و أتته بالوضوء،فوضأته بيدها،و غسلت رجليه،ثم قعدت،فقال لها:يا فاطمة.

فقالت:لبيك،حاجتك يا رسول الله؟

قال:إن علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته و فضله و اسلامه،و اني قد سألت ربي أن يزوجك خير خلقه،و أحبهم اليه،و قد ذكر من أمرك شيئا،فما ترين؟

فسكتت و لم تول وجهها،و لم ير فيه رسول الله صلى الله عليه و آله كراهة،فقام و هو يقول :الله أكبر،سكوتها إقرارها.

فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال:يا محمد،زوجها علي بن أبي طالب،فان الله قد رضيها له و رضيه لها.

قال علي‏[عليه السلام‏]:فزوجني رسول الله صلى الله عليه و آله،ثم أتاني فأخذ بيدي فقال :قم،بسم الله و قل:على بركة الله،و ما شاء الله و لا قوة إلا بالله،توكلت على الله.

ثم جاءني حين أقعدني عندها ثم قال:اللهم،إنهما أحب خلقك الي فأحبهما،و بارك في ذريتهما،و اجعل عليهما منك حافظا،و إني اعيذهما و ذريتهما بك من الشيطان الرجيم...»

*الامالي للطوسي ص 39 ـ 40 الرقم 44،بحار الانوار ج 43 ص 93 الرقم 4.

ـ 75 ـ

3 ـ  قال رسول الله صلى الله عليه و آله:قم فبع الدرع

و من كلام له عليه السلام في بيان كيفية شراء أثاث منزل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله:قم فبع الدرع،فقمت فبعته و أخذت الثمن و دخلت على رسول الله صلى الله عليه و آله،فسكبت الدراهم في حجره،فلم يسألني كم هي،و لا أنا أخبرته،ثم قبض قبضة و دعا بلالا فأعطاه و قال:إبتع لفاطمة طيبا،ثم قبض رسول الله صلى الله عليه و آله من الدراهم بكلتا يديه فأعطاها أبا بكر و قال:ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب و أثاث البيت،و أردفه بعمار بن ياسر،و بعدة من أصحابه،فحضروا السوق،فكانوا يعرضون الشي‏ء مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبي بكر،فان استصلحه اشتروه،فكان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم،و خمار بأربعة دراهم،و قطيفة سوداء خيبرية،و سرير مزمل بشرايط،و فراشان من جنس مصر،حشو أحدهما ليف،و حشو الآخر من جز الغنم،و أربع مرافق من أدم الطائف حشوها إذخر،و ستر من صوف،و حصير هجري،و رحا اليد،و مخضب من نحاس،و سقي من‏أدم،و قعب للبن،و شي‏ء للماء،و مطهرة مزفتة،و جرة خضراء،و كيزان خزف.

حتى اذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع،و حمل أصحاب رسول الله صلى الله عليه و آله ـ الذين كانوا معه ـ الباقي،فلما عرضوا المتاع على رسول الله صلى الله عليه و آله جعل يقلبه بيده و يقول:بارك الله لأهل البيت».

*الامالي للطوسي ص 40 الرقم 45،بحار الانوار ج 43 ص 94 الرقم 5،ينابيع المودة ج 1 ص 206.

 ـ 76 ـ

4 ـ  هذا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله زوجني ابنته فاطمة.

خطبته عليه السلام بعد تقدمه للزواج من فاطمة الزهراء عليها السلام،و بمحضر من النبي صلى الله عليه و آله و جمع من الصحابة.

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«الحمد لله الذي ألهم بفواتح علمه الناطقين،و أنار بثواقب عظمته قلوب المتقين،و أوضح بدلائل أحكامه طرق الفاضلين،و أنهج بابن عمي المصطفى العالمين،و علت دعوته لرواعي الملحدين،و استظهرت كلمته على بواطل المبطلين،و جعله خاتم النبيين،و سيد المرسلين،فبلغ رسالة ربه،و صدع بأمره و بلغ عن الله آياته.و الحمد لله الذي خلق العباد بقدرته،و أعزهم بدينه،و أكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه و آله،و رحم،و كرم،و شرف،و عظم،و الحمد لله على نعمائه و أياديه،و أشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه و ترضيه،و صلى الله على محمد صلاة تربحه و تحظيه،و النكاح مما أمر الله به و أذن فيه،و مجلسنا هذا مما قضاه و رضيه،و هذا محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله زوجني ابنته فاطمة على صداق أربعمائة درهم و دينار،قد رضيت بذلك فاسألوه و اشهدوا».

فقال المسلمون:زوجته يا رسول الله؟قال:نعم.

قال المسلمون:بارك الله لهما و عليهما و جمع شملهما.

*بحار الأنوار ج 100 ص 270 و ج 43 ص 12،الاوائل ص 79.

 ـ 77 ـ

5 ـ  فأخذت بيد فاطمة،و انطلقت بها

و من كلام له عليه السلام في بيان كيفية الزواج.

قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:

«فأقمت بعد ذلك شهرا اصلي مع رسول الله صلى الله عليه و آله،و أرجع الى منزلي و لا اذكر شيئا من أمر فاطمة،ثم قلن أزواج رسول الله صلى الله عليه و آله:ألا نطلب لك من رسول الله صلى الله عليه و آله دخول فاطمة عليك؟قلت:افعلن.

فدخلن عليه،فقالت ام أيمن:يا رسول الله،لو أن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة،و إن عليا يريد أهله،فقر عين فاطمة ببعلها،و اجمع شملهما،و قر عيوننا بذلك!

فقال:فما بال علي لا يطلب مني زوجته،فقد كنا نتوقع منه ذلك؟!

قال علي عليه السلام فقلت:الحياء يمنعني يا رسول الله.

فالتفت الى النساء فقال:من هاهنا؟

فقالت ام سلمة:أنا ام سلمة،و هذه زينب،و هذه فلانة و فلانة.

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله:هيئوا لابنتي و ابن عمي في حجري بيتا.

فقالت ام سلمة:في أي حجرة يا رسول الله؟

قال:في حجرتك.

و أمر نساءه أن يزين و يصلحن من شأنها....

قال علي عليه السلام ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله:يا علي،اصنع لأهلك طعاما فاضلا.ثم قال:من عندنا اللحم و الخبز و عليك التمر و السمن.

فاشتريت تمرا و سمنا،فحسر رسول الله صلى الله عليه و آله عن ذراعه و جعل يشدخ التمر في السمن حتى اتخذه‏خبيصا (19) ،و بعث الينا كبشا سمينا فذبح،و خبز لنا خبزا كثيرا،ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله:ادع من أحببت.

فأتيت المسجد و هو مشحن بالصحابة،فاستحييت أن اشخص قوما و أدع قوما،ثم صعدت على ربوة هناك و ناديت:أجيبوا الى وليمة فاطمة.

فأقبل الناس أرسالا،فاستحييت من كثرة الناس و قلة الطعام،فعلم رسول الله صلى الله عليه و آله ما تداخلني فقال:يا علي اني سأدعو الله بالبركة.

قال علي عليه السلام:و أكل القوم عن آخرهم طعامي،و شربوا شرابي،و دعوا لي بالبركة،و صدرو ـ و هم أكثر من أربعة آلاف رجل ـ و لم ينقص من الطعام شي‏ء،ثم دعا رسول الله صلى الله عليه و آله بالصحاف (20) فملئت،و وجه بها الى منازل أزواجه،ثم أخذ صحفة و جعل فيها طعاما و قال:هذا لفاطمة و بعلها» .

حتى اذا انصرفت الشمس للغروب،قال رسول الله صلى الله عليه و آله:يا ام سلمة،هلمي فاطمة،فانطلقت،فأتت بها و هي تسحب أذيالها،و قد تصببت عرقا حياء من رسول الله‏صلى الله عليه و آله،فعثرت فقال لها رسول الله ـ صلى الله عليه و آله:أقالك الله العثرة في الدنيا و الآخرة.

فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي عليه السلام،ثم أخذ يدها فوضعها في يد علي عليه السلام،فقال:بارك الله لك في ابنة رسول الله،يا علي،نعم الزوجة فاطمة،و يا فاطمة،نعم البعل علي،انطلقا الى منزلكما،و لا تحدثا أمرا حتى آتيكما.

«قال علي عليه السلام:فأخذت بيد فاطمة،و انطلقت بها حتى جلست في جانب الصفة و جلست في جانبها،و هي مطرقة الى الأرض حياء مني،و أنا مطرق الى الأرض حياء منها.

ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و آله فقال:من هاهنا؟

فقلنا:ادخل يا رسول الله،مرحبا بك زائرا و داخلا».

فدخل‏[صلى الله عليه و آله‏]فأجلس فاطمة عليها السلام من جانبه،و عليا عليه السلام من جانبه.ثم قال:يا فاطمة،ائتيني بماء،فقامت الى قعب في البيت فملأته ماء،ثم أتته به،فأخذ منه جرعة فتمضمض بها،ثم مجها في القعب،ثم صب منها على رأسها،ثم قال:أقبلي،فلما أقبلت نضح منه بين ثدييها،ثم قال:أدبري،فلما ادبرت نضح منه بين كتفيها،ثم قال:اللهم هذه ابنتي و أحب الخلق الي،اللهم و هذا أخي و أحب الخلق الي،اللهم لك وليا و بك حفيا،و بارك في أهله،ثم‏قال:يا علي،ادخل بأهلك،بارك الله لك،و رحمة الله و بركاته عليكم إنه حميد مجيد» .

*الامالي للطوسي ص 41 الرقم 45،بحار الانوار ج 43 ص 95،ينابيع المودة ج 1 ص 206.

 ـ 78 ـ

6 ـ  لقد كنت أنظر اليها فتنكشف عني الهموم و الاحزان

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«فو الله ما أغضبتها (21) و لا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز و جل اليه،و لا أغضبتني،و لا عصت لي أمرا،و لقد كنت أنظر اليها فتنكشف عني الهموم و الأحزان».

*كشف الغمة ج 1 ص 363،بحار الانوار ج 43 ص 134.

 ـ 79 ـ

7 ـ  يا علي،لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا،عن ابيه،عن آبائه،عن علي عليهم السلام قال:

«قال لي رسول الله صلى الله عليه و آله:يا علي،لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة،و قالوا:خطبناها اليك،فمنعتنا،و تزوجت عليا!!فقلت لهم:و الله ما أنا منعتكم‏و زوجته،بل الله تعالى منعكم و زوجه،فهبط علي جبرئيل عليه السلام فقال:يا محمد،إن الله جل جلاله يقول:لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة ابنتك كفو على وجه الأرض،آدم فمن دونه».

*عيون أخبار الرضا(ع)ج 1 ص 225 الرقم 3،بحار الانوار ج 43 ص 92.

 ـ 80 ـ

8 ـ  لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة عليها السلام

عن الصادق جعفر بن محمد،عن أبيه،عن آبائه عليهم السلام قال:قال أمير المؤمنين عليه السلام :

«دخلت ام أيمن على النبي صلى الله عليه و آله و في ملحفتها شي‏ء،فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله ما معك يا أم أيمن؟فقالت:إن فلانة أملكوها فنثروا عليها،فأخذت من نثارها .

ثم بكت ام أيمن و قالت:يا رسول الله،فاطمة زوجتها و لم تنثر عليها شيئا!

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله:يا ام أيمن لم تكذبين،فإن الله تبارك و تعالى لما زوجت فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها و حللها،و ياقوتها و درها،و زمردها و استبرقها،فأخذوا منها ما لا يعلمون،و لقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة فجعلها في منزل علي».

*الامالي للصدوق المجلس 48 الحديث 3،تفسير العياشي ج 2 ص 211 الرقم 45،البحار ج 43 ص 98 الرقم 10.

تعليقات:

(1) الكلاكل:الصدور،عبر بها عن الاكابر.

(2) النواجم من القرون:الظاهرة الرفيعة،يريد بها اشرف القبائل.

(3) الخصيصة:الخاصة.

(4) عرفه:رائحته الذكية.

(5) الخطلة واحدة الخطل،اي الخطأ ينشأ عن عدم الروية.

(6) الفصيل:ولد الناقة.

(7) علما:اي فضلا ظاهرا.

(8) شبه الامام نفسه بالضوء الثاني،و شبه رسول الله بالضوء الاول،و شبه منبع الاضواء عز و جل بالشمس التي توجب الضوء الاول،ثم الضوء الاول يوجب الضوء الثاني.

(9) شبه الامام نفسه من الرسول بالذراع الذي أصله العضد،كناية عن شدة الامتزاج و القرب بينهما.

(10) هذا اعلام منه(ع)و تصريح بانه من رسول الله و رسول الله منه،لان الصنوان عبارة عن النخلتين يجمعهما أصل واحد،فأصله(ع)مع أصل رسول الله(ص)واحد،عنصرا و علما و عملا.

(11) اشارة منه عليه السلام الى قوله تعالى في سورة آل عمران:(فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين)الآية 61

(12)الفند:ضعف الرأي من الهرم.

(13)الحجر: .47

(14)لعل الصحيح هو:في كنف الله.

(15)البينة: .7

(16)اي انصرفت.

(17)القسامة:الجماعة يحلفون على الشي‏ء و يأخذونه.

(18)القنو:العذق،و هو من النخل كالعنقود من العنب.

(19)الخبيص:الحلواء المخبوصة من التمر و السمن.

(20)الصحاف:جمع صحفة،و هي القصعة الكبيرة.

(21)اي:فاطمة الزهراء سلام الله عليها.