الشيعة والآخرون |
اليوم هناك فئات دينية ودنيوية كثيرة تتسابق على الساحة العالمية نذكر منها: 1 ـ المسيحيين. 2 ـ الوهابيين. 3 ـ الشيعة. ولا بأس بالمقايسة الاجمالية بين ما نعمله وما يعمله الآخرون رغم انحراف آرائهم ومذاهبهم، لكي نعرف إلى أي حدٍّ سبقونا في هذا المجال.. ولنشعر بالمسؤولية أكثر فأكثر. |
انتشار الوهابية |
في السنة الماضية(1) دعا الوهابيون إلى مؤتمر عقد في إحدى الدول الغربية(2)، لمدة عشرة أيام، وكان الغرض منه هو معرفة الطرق الكفيلة بترويج مذهب الوهابية ونشره في العالم، وكان عدد الذين حضروا المؤتمر من كافة أقطار العالم مائة وخمسون ألف شخص. وقد عقدوا مؤتمراً آخر في (اسلام آباد) في الباكستان، حضره مائتا ألف شخص. انظر كيف يتحرك الوهابيون؟ ونحن ماذا فعلنا؟ فكم عقدنا من مؤتمرات للبحث عن الشيعة وسبل تقدمها، بل لحلّ مشاكلها؟ والوهابية الآن أخذت تلتهم الدنيا بمبادئ خرافية فاسدة تصطدم بالعقل والمنطق والدين، ولكن؛ لأنهم يعملون ـ وإن كان على باطلهم ـ يتقدمون، لأن الله تعالى وضع في الكون قوانين للتقدم والتأخر فمن سلك قوانين التقدم تقدم ومن تخلى عنها تأخّر، وأولها العمل والهمة والإصرار على تحقيق الهدف وما أشبه. نعم الموازين الإلهية في الآخرة لا ترجح فيها إلا كفة الصالحين والمؤمنين (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة)(3). فان الله سبحانه في عالم الدنيا يمد المؤمن والكافر معاً، اختباراً وامتحاناً لهما ولغيرهما، قال عزوجل :(كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء)(4). والله تعالى قادر على أن يجعل يد شمر اللعين حينما تجرأ على قتل الإمام الحسين (عليه السلام) كالخشبة اليابسة لكيلا يستطيع قطع رأس الحسين (عليه السلام) ولكنه سبحانه لم يفعل ذلك لحكم ومصالح أولها الاختبار. والقاعدة أن الله سبحانه يمتحن ويبتلي الإنسان ويضع أمامه أسباب عمل الخير وأسباب عمل الشر ولو لم يخلقه قادر على الشر، لأصبح الإنسان مجبراً وبطل فيه امتحان الدنيا والحساب في الآخرة. فيجب العمل بأحكام الإسلام بجد وهمة لنتقدم على الآخرين الذين يتمتعون بنفس المواهب الإلهية ولكنهم بعملهم يتقدمون علينا، هذا وقد وعدنا الله بالنصر حيث قال:(إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)(5). |
انتشار المسيحية |
لقد قرأت قبل سنتين في جريدة عربية (6)، خبراً مفاده أن البابا في الفاتيكان استطاع في مدة سنة واحدة، طبقاً للتقارير اليومية، أن يدخل ستين ألفاً من الناس في المسيحية. تصوروا كم يمتلك هؤلاء من القدرة والقوة.. وفي الهند حيث يعيش (800) مليون كافر استطاعت المسيحية أن تجعل من بينهم عشرين مليوناً نصارى. ولقد شاهدت بنفسي حينما كنت في الكويت، أن تعداد الشيعة كان (330) ألف نسمة، أي ما يقارب ثلث المليون، وما كانوا يمتلكون أكثر من (15) مسجداً في كل البلد(7)، أما المسيحيون فكان عددهم في ذلك البلد حوالي مائة نفر فقط في حين أن كنائسهم كانت (21) كنيسة، كما كانت لهم عدة مدارس، وقد ذهب بعض الأصدقاء إلى إحداها، وهي مدرسة (فجر الصباح) في منطقة الفحاحيل وشاهدها عن قرب(8)، واطلع على محتواها وبرامجها. كما كتبت الجريدة أن ما جمع هذه السنة من التبرعات لغرض العمل التبشيري يصل إلى (140) مليار دولار، وان البابا لديه من الكادر المخصص للتبشير أربعة ملايين مبشر، وقد وفرت لهم كل المستلزمات المطلوبة من وسائط النقل والتمويل والرواتب الكافية. هذا ما يعمله الآخرون.. فما هو واجبنا وكيف ننشر الإسلام؟ |
كيف ننشر الإسلام؟ |
إذا أردنا أن ننشر الإسلام بالشكل المناسب يلزم وضع برنامج عالمي لغرض التبليغ ودعوة الناس إلى الإسلام؛ لأن العالم اليوم ـ وبشكل عام ـ صار يتقبل الحجة والدليل، والإسلام هو الحجة والدليل بكل معانيه المنطقية، إلا أن قسماً من الحكومات المسلمة تحول دون وصول الإسلام إلى الشعوب. علماً بأن تقبّل الشعوب للإسلام كبير جداً فكما يلتف الناس هنا في بلادنا حول العلماء ويتأثرون بتوجيهاتهم وإرشاداتهم فكذلك الأمر في كندا وبلجيكا وافريقيا واليابان و…، وهناك كثير من أصدقائنا في أماكن عديدة من العالم كلهم يؤيدون هذا الكلام ويؤكدونه، والناس يلتفون حولهم، لأن المذهب والدين والمبادئ التي يدعون إليها منسجم تماماً مع الفطرة. وكلما اقترب الناس من الدين الإسلامي والمذهب الشيعي واطلعوا على آرائه ونظرياته يجدونه يتلاءم وينسجم مع فطرتهم(فطرة الله التي فطر الناس عليها)(9). وجاء في بعض التفاسير: أن فطرة الله التي فطر الناس عليها هي الإيمان بشهادة «لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أمير المؤمنين ولي الله»(10). فلذلك تجد الإسلام والتشيع يلائم الفطرة لأنه دين الله الذي أراده للبشر. وقد اعتاد البعض المهتمين بنشر الإسلام أن يرسل المبلغين إلى المدن القريبة فقط، في حين أن المسيحيين أخذوا يرسلون المبشرين حتى إلى المناطق البعيدة والنائية أيضاً. وكذلك الوهابيون فهم ذهبوا إلى نقاط مختلفة من فرنسا وأخذوا يديرون مائة مسجد للمسلمين هناك.
|
1 - عام 1412هـ المصادف 1991م. 2 - وهي بلجيكا. 3 - سورة النساء: 124. 4 - سورة الإسراء: 20. 5 - سورة محمد: 7. 6 - جريدة القبس الكويتية. 7 - وقد عمل سماحة الإمام السيد الشيرازي (دام ظله) حينها جاداً حتى صار تعداد المساجد (24) مسجداً تقريباً كما تأسست الحسينيات هناك. 8 - مدرسة فجر الصباح مدرسة مسيحية في منطقة الفحاحيل في الكويت، وكان يدرس فيها ثلاثة آلاف طالب مسلم. 9 - سورة الروم: 30. 10 - تفسير القمي: ج2 ص254. |