في حقهم

2046-  لنا حق إن أعطيناه و إلا ركبنا أعجاز الإبل و إن طال السرى

2047-  لنا على الناس حق الطاعة و الولاية و لهم من الله سبحانه حسن الجزاء

في الشيعة

2048-  إن أهل الجنة ليترائون منازل شيعتنا كما يتراءى الرجل منكم الكواكب في أفق السماء

2049-  إن الله تعالى اطلع إلى الأرض فاختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أنفسهم و أموالهم فينا فأولئك منا و هم معنا في الجنان

2050-  إن الله سبحانه اطلع إلى الأرض فاختار لنا شيعة ينصروننا و يفرحون لفرحنا و يحزنون لحزننا و يبذلون أنفسهم و أموالهم فينا أولئك منا و إلينا

2051-  شيعتنا كالنحل لو عرفوا ما في جوفها لأكلوها

2052-  شيعتنا كالأترجة طيب ريحها حسن ظاهرها و باطنها

ذم الغالي

2053-  إياكم و الغلو فينا قولوا إنا مربوبون و اعتقدوا في فضلنا ما شئتم

2054-  هلك في رجلان محب غال و مبغض قال

2055-  إلينا يرجع الغالي و بنا يلحق التالي

الفصل الثاني في علي ع

فضائله

2056-  ألا و قد أمرني الله بقتال أهل النكث و البغي و الفساد في الأرض فأما الناكثون فقد قاتلت و أما القاسطون فقد جاهدت و أما المارقة فقد دوخت و أما شيطان الردهة فإني كفيته بصعقة سمعت لها و جيب قلبه و رجة صدره

2057-  إن هاهنا  ]و أشار بيده إلى صدره  [لعلما جما لو أصبت له حملة بلى أصيب لقنا غير مأمون عليه مستعملا آلة الدين للدنيا أو مستظهرا بنعم الله على عباده و بحججه على أوليائه أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة

2058-  أنا قسيم النار و خازن الجنان و صاحب الحوض و صاحب الأعراف و ليس منا أهل البيت إمام إلا و هو عارف بأهل ولايته و ذلك لقوله تعالى إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْم هاد

2059-  أنا صنو رسول الله و السابق إلى الإسلام و كاسر الأصنام و مجاهد الكفار و قامع الأضداد

2060-  أنا كأب الدنيا لوجهها و قادرها بقدرها و رادها على عقبها

2061-  أنا مع رسول الله ص و معي عترتي على الحوض  ]فليأخذ أحدكم بقولنا و ليعمل بعملنا  [و إنا لنذود عنه أعداءنا و نسقي منه أولياءنا فمن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا

2062-  أنا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الفجار

2063-  أنا وضعت بكلكل  ]صدور  [العرب و كسرت نواجم ربيعة و مضر

2064-  أنا مخير في الإحسان إلى من لم أحسن إليه و مرتهن بإتمام الإحسان إلى من أحسنت إليه لأني إذا أتممته فقد حفظته و إذا قطعته فقد أضعته و إذا أضعته فلم فعلته

2065-  أنا على رد ما لم أقل أقدر مني على رد ما قلته

2066-  أنا شاهد لكم و حجيج يوم القيامة عليكم

2067-  أنا داعيكم إلى طاعة ربكم و مرشدكم إلى فرائض دينكم و دليلكم إلى ما ينجيكم

2068-  أنا خليفة رسول الله فيكم و مقيمكم على حدود دينكم و داعيكم إلى جنة المأوى

2069-  إني لعلى بينة من ربي و بصيرة من ديني و يقين من أمري

2070-  إني لعلى يقين من ربي و غير شبهة في ديني

2071-  إني محارب أملي و منتظر أجلي

2072-  إني مستوف رزقي و مجاهد نفسي و منته إلى قسمي

2073-  إني لعلى جادة الحق و إنهم لعلى مزلة  ]منزلة  [الباطل

2074-  إني لعلى إقامة حجج الله أقاول و على نصرة دينه أجاهد و أقاتل

2075-  إني لأرفع نفسي أن تكون حاجة لا يسعها جودي أو جهل لا يسعه حلمي أو ذنب لا يسعه عفوي أو أن يكون زمان أطول من زماني

2076-  إني كنت إذا سألت رسول الله ص أعطاني و إذا سكت عن مسألته ابتدأني

2077-  إني لأرفع نفسي أن أنهى الناس عما لست أنتهي عنه أو آمرهم بما لا أسبقهم إليه بعملي أو أرضى منهم بما لا يرضي ربي

2078-  إني لا أحثكم على طاعة إلا و أسبقكم إليها و لا أنهاكم عن معصية إلا و أتناهى قبلكم عنها

2079-  إني طلقت الدنيا ثلاثا بتاتا لا رجعة لي فيها و ألقيت حبلها على غاربها

2080-  إنما مثلي بينكم كالسراج في الظلمة يستضيء بها من ولجها

2081-  سلوني قبل أن تفقدوني فإني بطرق السماء أخبر منكم بطرق الأرض

2082-  سلوني قبل أن تفقدوني فو الله ما في القرآن آية إلا و أنا أعلم فيمن نزلت في سهل أو في جبل و إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا ناطقا

2083-  كنت إذا سألت رسول الله ص أعطاني و إذا أمسكت  ]سكت  [ابتدأني

2084-  لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها فقال لي قائل أ لا تنبذها فقلت له اعزب  ]اغرب  [عني على الصباح  ]فعند الصباح  [يحمد القوم السرى

2085-  لقد كنت و ما أهدد بالحرب و لا أرهب بالضرب

2086-  لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا

2087-  لو استوت قدماي من هذه المداحض لغيرت أشياء

2088-  لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت لكني أخاف أن تكفروا في برسول الله ص إلا أني مفضيه إلى الخاصة ممن يؤمن ذلك منه و الذي بعثه بالحق و اصطفاه على الخلق ما أنطق إلا صادقا و لقد عهد إلي بذلك كله و بمهلك من يهلك و بمنجى من ينجو و ما أبقى شيئا يمر على رأسي إلا أفرغه في

أذني و أفضى به إلي

2089-  ما كذبت  ]أكذبت  [و لا كذبت

2090-  ما أنكرت الله تعالى منذ عرفته  ]عرف [

2091-  ما شككت في الحق منذ أريته  ]رأيته [

2092-  ما ضللت و لا ضل بي

2093-  ما نزلت آية إلا و قد علمت فيما نزلت و أين نزلت في نهار أو في ليل في جبل أو سهل و إن ربي وهب لي قلبا عقولا و لسانا قئولا

2094-  ما بات لرجل عندي موعد قط فبات يتململ على فراشه ليغدو بالظفر بحاجته أشد من تململي على فراشي حرصا على الخروج إليه من دين عدته و خوفا من عائق يوجب الخلف فإن خلف الوعد ليس من أخلاق الكرام

2095-  و سئل ع عن مسافة ما بين المشرق و المغرب فقال مسير يوم للشمس

2096-  نحن أقمنا عمود الحق و هزمنا جيوش الباطل

2097-  نسأل الله سبحانه لمنته تماما و بحبله اعتصاما

2098-  هيهات لو لا التقى لكنت أدهى العرب

2099-  وا عجبا أن تكون الخلافة بالصحابة و لا تكون بالصحابة و القرابة

2100-  و الله ما كتمت وشمة و لا كذبت كذبة

2101-  و الله ما فجعني من الموت وارد كرهته و لا طالع أنكرته و ما كنت إلا كغارب ورد أو طالب وجد

2102-  و الله لئن أبيت على حسك السعدان مسهدا و أجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله و رسوله ظالما لبعض العباد أو غاصبا لشيء من الحطام و كيف أظلم لنفس يسرع إلى البلى قفولها و يطول في الثرى حلولها

2103-  و لقد علم المستحفظون من أصحاب رسول الله ص أنني لم أرد على الله سبحانه و لا على رسوله ساعة قط و لقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال و تتأخر عنها الأقدام نجده أكرمني الله بها و لقد بذلت في طاعته ص جهدي و جاهدت أعداءه بكل طاقتي و وقيته بنفسي و لقد أفضى إلي من علمه بما لم يفض به إلى أحد غيري و لقد قبض رسول الله ص و إن رأسه على صدري و لقد سالت نفسه في كفي فأمررتها على وجهي و لقد وليت غسله ص و الملائكة أعواني فضجت الدار و الأفنية ملأ يهبط و ملأ يعرج و ما فارقت سمعي هينمة منهم يصلون عليه حتى واريناه ص في ضريحه فمن ذا أحق به مني حيا و ميتا

2104-  و الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو لا حضور الحاضر و قيام الحجة بوجود الناصر و ما أخذ الله سبحانه على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها و لسقيت آخرها بكأس أولها و لألفيتم دنياكم هذه عندي أزهد من عفطة عنز

2105-  قد استدار الزمان كهيئته يوم خلق السماوات و الأرض

2106-  قد طلع طالع و لمع لامع و لاح لائح و اعتدل مائل

في مدح بعض أصحابه

2107-  كان لي فيما مضى أخ في الله و كان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه و كان خارجا عن سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد و لا يكثر إذا وجد و كان أكثر دهره صامتا فإن قال بذ القائلين و نقع غليل السائلين و كان ضعيفا مستضعفا فإن جاء الجد فهو ليث عاد و صل واد لا يدلي بحجة حتى يأتي قاضيا و كان لا يلوم أحدا على ما لا يجد العذر في مثله حتى يسمع اعتذاره و كان لا يشكو وجعا إلا عند برئه و كان يفعل ما يقول و لا يقول ما لا يفعل و كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على السكوت و كان على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم و كان إذا بدهه أمران نظر أيهما أقرب إلى الهوى فخالفه فعليكم بهذه الخلائق فالزموها و تنافسوا فيها فإن لم تستطيعوا فاعلموا أن أخذ القليل خير من ترك الكثير

2108-  و قال ع في حق الأشتر النخعي لما بلغه وفاته رحمه الله لو كان جبلا لكان فندا لا يرتقيه الحافر و لا يوفي عليه الطائر

2109-  و قال ع في مدح مالك الأشتر هو سيف الله لا ينبو عن الضرب و لا كليل الحد و لا تستهويه بدعة و لا تتيه به غواية

2110-  و قال ع في حق من أثنى عليه لم يقتله قاتلات الغرور و لم تغم عليه مشتبهات الأمور

2111-  قال ع في حق من أثنى عليهم هجم بهم العلم على حقيقة الإيمان و باشروا روح اليقين فاستسهلوا ما استوعر المترفون و أنسوا بما استوحش منه الجاهلون و صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى أولئك خلفاء الله في أرضه و الدعاة إلى دينه آه آه شوقا إلى رؤيتهم

2112-  فتاح مبهمات دليل فلوات دفاع معضلات

2113-  إن تكلموا ذكروا و إن سكتوا تفكروا

2114-  إن نظروا اعتبروا و إن أعرضوا لم يلهوا

مواعظه لأبي ذر

2115-  يا أبا ذر إنك إن غضبت لله فارج من غضبت له إن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك فاترك في أيديهم ما خافوك عليه و اهرب منهم بما خفتهم عليه فما أحوجهم إلى ما منعتهم و ما أغناك عما منعوك و لو أن السماوات و الأرض كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل له منهما مخرجا فلا يؤنسنك إلا الحق و لا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت دنياهم لأحبوك و لو قرضت منها لأمنوك

ذم بعض أصحابه

2116-  قال في حق من ذمه عاش ركاب عشوات جاهل ركاب جهالات عاد على نفسه مزين لها سلوك المحالات و باطل الترهات

2117-  فالصورة صورة إنسان و القلب قلب حيوان

2118-  منهم تخرج الفتنة و إليهم تأوي الخطيئة يردون من شذ عنها فيها و يسوقون من تأخر عنها إليها

2119-  ماتحا في غرب هواه كادحا سعيا لدنياه

2120-  نسيتم ما ذكرتم و أمنتم ما حذرتم فتاه عليكم رأيكم و تشتت عليكم أمركم

2121-  قال في وصف بني أمية هي مجاجة في لذيذ العيش يتطعمونها برهة و يلفظونها جملة

2122-  هيهات ما تناكرتم إلا لما قبلكم من الخطايا و الذنوب

2123-  هو بالقول مدل و من العمل مقل و على الناس طاعن و لنفسه مداهن هو في مهلة من الله يهوي مع الغافلين و يغدو مع المذنبين بلا سبيل قاصد و لا إمام قائد و لا علم مبين و لا دين متين هو يخشى الموت و لا يخاف الفوت

2124-  و الله ما منع الأمن أهله و أزاح الحق عن مستحقه إلا كل كافر جاحد و منافق ملحد

2125-  و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا أعوانا عليه أعلنوا ما كانوا أسروا و أظهروا ما كانوا أبطنوا

2126-  لا يحتسب رزية و لا يخشع تقية لا يعرف باب الهدى فيتبعه و لا باب الردى فيصد عنه

2127-  يحب أن يطاع و يعصي و يستوفي و لا يوفي يحب أن يوصف بالسخاء و لا يعطي و يقتضي و لا يقتضى

2128-  هلك من ادعى و خاب من افترى

ذم زمانه و أهل زمانه

2129-  اللهم أحقن دماءنا و دماءهم و أصلح ذات بيننا و بينهم و أنقذهم  ]أهدهم  [من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله و يرعوي عن الغي و الغدر من لهج به

2130-  ألا و إن الدنيا قد تصرمت و آذنت بانقضاء و تنكر معروفها و صار جديدها رثا و سمينها غثا

2131-  إن كانت الرعايا قبلي تشكوا حيف رعاتها فإني اليوم أشكو حيف رعيتي كأني المقود و هم القادة و الموزع و هم الوزعة

2132-  إن لم يصلحهم إلا إفسادي فلا أصلحهم الله

2133-  إنكم في زمان القائل بالحق قليل و اللسان فيه عن الصدق كليل و اللازم فيه للحق ذليل أهله متعكفون على العصيان مصطلحون على الإدهان فتاهم عارم و شيخهم آثم و عاملهم منافق و قاريهم ممارق  ]ممازق  [لا يعظم صغيرهم كبيرهم و لا يعول غنيهم فقيرهم

2134-  فيا عجبا و ما لي لا أعجب من خطإ هذه الأمة على اختلاف حججها في دياناتها لا يقتصون أثر نبي و لا يقتدون بعمل وصي و لا يؤمنون بغيب و لا يعفون عن عيب يعملون في الشبهات و يسيرون في الشهوات المعروف فيهم ما عرفوا و المنكر عندهم ما أنكروا مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم و تعويلهم في المبهمات على آرائهم  ]رأيهم  [كان كلا منهم إمام نفسه قد أخذ فيما يرى بغير وثيقات بينات و لا أسباب محكمات

2135-  خفت عقولكم و سفهت حلومكم فأنتم غرص لنابل و أكلة لآكل و فريسة لصائل  ]و فريسة الصائل [

2136-  خذلوا الحق و لم ينصروا الباطل

2137-  فالقلوب لاهية من رشدها قاسية عن حظها سالكة في غير مضمارها كان المعني سواها و كان الحظ في إحراز دنياها

2138-  قد صرتم بعد الهجرة أعرابا و بعد الموالاة أحزابا

2139-  قد تصافيتم على حب العاجل و رفض الآجل

2140-  قد ذهب منكم الذاكرون و المتذكرون و بقي الناسون و المتناسون

2141-  قد قادتكم أزمة الحين و استغلقت على قلوبكم أقفال الرين

2142-  قد صار دين أحدكم لعقة على لسانه صنيع من فرغ من عمله و أحرز رضى سيده

2143-  قد أمر من الدنيا ما كان حلوا و كدر منها ما كان صفوا

2144-  قد خاضوا بحار الفتن و أخذوا بالبدع دون السنن و توغلوا الجهل و اطرحوا العلم

2145-  قد أصبحنا في زمان عنود و دهر كنود يعد فيه المحسن مسيئا و يزداد الظالم فيه عتوا

2146-  قد تواخى الناس على الفجور و تهاجروا على الدين و تحاببوا على الكذب و تباغضوا على الصدق

2147-  قد ظهر أهل الشر و بطن أهل الخير و فاض الكذب و غاض الصدق

2148-  قد كثر القبيح حتى قل الحياء منه

2149-  قد كثر الكذب حتى قل من يوثق به

2150-  كان المعني سواها و كان الحظ في إحراز دنياها

2151-  ما لي أراكم أشباحا بلا أرواح و أرواحا بلا فلاح و نساكا بلا صلاح و تجارا بلا أرباح

2152-  هدر فنيق  ]هدم رفيق  [الباطل بعد كظوم و صال الدهر صيال السبع العقور

باب السادس المعاد

 

الفصل الأول في الدنيا

حقيقة الدنيا

2153-  الدنيا دار الغرباء و موطن الأشقياء

2154-  ألا و إن اليوم المضمار و غدا السباق و السبقة الجنة و الغاية النار

2155-  إن الدنيا دار فجائع من عوجل فيها فجع بنفسه و من أمهل فيها فجع بأحبته

2156-  إن الدنيا معكوسة منكوسة لذاتها تنغيص و مواهبها تغصيص و عيشها عناء و بقاؤها فناء تجمح بطالبها و تردى راكبها و تخون الواثق بها و تزعج المطمئن إليها و إن جمعها إلى انصداع و وصلها إلى انقطاع

2157-  إن الدنيا كالحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها و كن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها

2158-  إن الدنيا كالغول تغوي من أطاعها و تهلك من أجابها و إنها لسريعة الزوال وشيكة الانتقال

2159-  إن الدنيا لهي الكنود العنود و الصدود الجحود و الحيود الميود حالها انتقال و سكونها زلزال و عزها ذل و جدها هزل و كثرتها قل و علوها سفل أهلها على ساق و سياق و لحاق و فراق و هي دار حرب و سلب و نهب و عطب

2160-  إن الدنيا عيشها قصير و خيرها يسير و إقبالها خديعة و إدبارها فجيعة و لذاتها فانية و تبعاتها باقية

2161-  إن الدنيا دار أولها عناء و آخرها فناء في حلالها حساب و في حرامها عقاب من استغنى فيها فتن و من افتقر فيها حزن

2162-  إن الدنيا دار شخوص و محلة تنغيص ساكنها ظاعن و قاطنها بائن و برقها خالب و نطقها كاذب و أموالها محروبة  ]مخروبة  [و أعلاقها مسلوبة ألا و هي المتصدية العتون  ]للعيون  [و المجامحة الحرون و المانية الخئون

2163-  إن الدنيا تدني الآجال و تباعد الآمال و تبيد الرجال و تغير الأحوال من غالبها غلبته و من صارعها صرعته و من عصاها أطاعته و من تركها أتته

2164-  إن الدنيا كالشبكة تلتف على من رغب فيها و تتحرز عمن أعرض عنها فلا تمل إليها بقلبك و لا تقبل عليها بوجهك فتوقعك في شبكتها و تلقيك في هلكتها

2165-  إن الدنيا تعطي و ترتجع و تنقاد و تمتنع و توحش و تؤنس و تطمع و تؤيس يعرض عنها السعداء و يرغب فيها الأشقياء

2166-  إن الدنيا ظل الغمام و حلم المنام و الفرح الموصول بالغم و العسل المشوب بالسم سلابة النعم أكالة الأمم جلابة النقم

2167-  إن الله تعالى جعل الدنيا لما بعدها و ابتلى فيها أهلها ليعلم أيهم أحسن عملا و لسنا للدنيا خلقنا و لا بالسعي لها أمرنا و إنما وضعنا فيها لنبتلى بها و نعمل فيها لما بعدها

2168-  إن الدنيا دار منهالها الفناء و لأهلها منها الجلاء و هي حلوة خضرة قد عجلت للطالب و التبست بقلب الناظر فارتحلوا عنها بأحسن ما يحضركم من الزاد و لا تسألوا فيها إلا الكفاف و لا تطلبوا منها أكثر من البلاغ

2169-  إن الدنيا لا يسلم منها إلا بالزهد فيها ابتلي الناس بها فتنة فما أخذوا منها لها أخرجوا منه و حوسبوا عليه ما أخذوا منها لغيرها قدموا عليه و أقاموا فيه و إنها عند ذوي العقول كالظل بينا تراه سائغا حتى قلص و زائدا حتى نقص و قد أعذر الله سبحانه إليكم في النهي عنها و أنذركم و حذركم منها فأبلغ

2170-  الدهر يخلق الأبدان و يجدد الآمال و يدني المنية و يباعد الأمنية

2171-  لدنيا إن انجلت انجلت و إذا جلت ارتحلت  ]إن انحلت انحلت و إذا أحلت أوحلت [

2172-  إن جد الدنيا هزل و عزها ذل و علوها سفل

2173-  إن الدنيا دار خبال و وبال و زوال و انتقال لا تساوي لذاتها تنغيصها و لا تفي سعودها بنحوسها و لا يقوم صعودها بهبوطها

2174-  إن الدنيا لمفسدة الدين مسلبة اليقين و إنها لرأس الفتن و أصل المحن

2175-  إنما مثل من خير  ]خبر  [الدنيا كمثل قوم سفر نبأ بهم منزل جديب فأموا منزلا خصيبا و جنابا مريعا فاحتملوا وعثاء الطريق و خشونة السفر و جشوبة المطعم ليأتوا سعة دارهم و محل قرارهم

2176-  جود الدنيا فناء و راحتها عناء و سلامتها عطب و مواهبها سلب

2177-  حلو الدنيا صبر و غذاؤها سمام و أسبابها رمام

2178-  خطر الدنيا يسير و حاصلها حقير و بهجتها زور و مواهبها غرور

2179-  دار الفناء مقيل العاصين و محل الأشقياء و المتعدين  ]المعتدين [

2180-  صحة الدنيا أسقام و لذاتها آلام

2181-  كثرة الدنيا قلة و عزها ذلة و زخارفها مضلة و مواهبها فتنة

2182-  مثل الدنيا كمثل الحية لين مسها و السم القاتل في جوفها يهوي إليها الغر الجاهل و يحذرها اللبيب العاقل  ]ذو اللب [

2183-  يا أهل الغرور ما ألهجكم بدار خيرها زهيد و شرها عتيد و نعيمها مسلوب و مسالمها محروب و مالكها مملوك و تراثها متروك

طبيعة الدنيا

2184-  المواصل للدنيا مقطوع

2185-  الناس طالبان طالب و مطلوب فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه عنها و من طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي رزقه منها

2186-  اذكر مع كل لذة زوالها و مع كل نعمة انتقالها  ]أثقالها  [و مع كل بلية كشفها فإن ذلك أبقى للنعمة و أنفى  ]أتقى  [للشهوة و أذهب للبطر و أقرب إلى الفرج و أجدر بكشف الغمة و درك المأمول

2187-  إنك إن أقبلت على الدنيا أدبرت

2188-  إنك إن أدبرت عن الدنيا أقبلت

2189-  كم من ذي طمأنينة إلى الدنيا قد صرعته

2190-  كم من واثق بالدنيا قد فجعته

2191-  كم من شقي حضره أجله و هو مجد في الطلب

2192-  من ساعى الدنيا فانته  ]للدنيا فاتته [

2193-  من قعد عن الدنيا طلبته

2194-  من صارع الدنيا صرعته

2195-  من عصى الدنيا أطاعته

2196-  من أعرض عن الدنيا أتته

2197-  من تشاغل بالزمان شغله

2198-  من كابد الأمور هلك

2199-  من سلا عن الدنيا أتته راغمة

2200-  من استقل من الدنيا استكثر مما يؤمنه

2201-  من استكثر من الدنيا استكثر مما يوبقه

2202-  من رغب فيها أتعبته و أشقته

2203-  من قعد عن طلب الدنيا قامت إليه

2204-  من عتب على الدهر طال معتبه

2205-  من لهي عن الدنيا هانت عليه المصائب

2206-  من أسرف في طلب الدنيا مات فقيرا

2207-  من حسن ظنه بالدنيا تمكنت منه المحنة

2208-  من ظفر بالدنيا نصب و من فاتته تعب

2209-  من عاند الزمان أرغمه و من استسلم إليه لم يسلم

2210-  من خدم الدنيا استخدمته و من خدم الله سبحانه خدمته

2211-  من عتب على الدهر طال معتبه

2212-  من عطف عليه الليل و النهار أبلياه

2213-  ما يعطى البقاء من أحبه

2214-  مثل الدنيا كظلك إن وقفت وقف و إن طلبته بعد

2215-  لا تعصم الدنيا من لجأ إليها

2216-  كل مخلوق يجري إلى ما لا يدري

الدين و الدنيا

2217-  الدين يجل  ]الدين يحل  [الدنيا تذل

2218-  إياك أن تبيع حظك من ربك و زلفتك لديه بحقير من حطام الدنيا

2219-  إن من باع جنة المأوى بعاجلة الدنيا تعس جده و خسرت صفقته

2220-  إن جعلت دينك تبعا لدنياك أهلكت دينك و دنياك و كنت في الآخرة من الخاسرين

2221-  بئس الرجل من باع دينه بدنيا غيره

2222-  صن دينك بدنياك تربحهما و لا تصن دنياك بدينك فتخسرهما

2223-  صن الدين بالدنيا ينجك و لا تصن الدنيا بالدين فترديك

2224-  طالب الدنيا بالدين معاقب مذموم

2225-  عامل الدين للدنيا جزاؤه عند الله النار

2226-  فساد الدين الدنيا

2227-  كن عاقلا في أمر دينك جاهلا في أمر دنياك

2228-  من كرم دينه عنده هانت الدنيا عليه

2229-  من لم يستغن بالله عن الدنيا فلا دين له  ]من لم يؤثر الآخرة على الدنيا فلا عقل له [

2230-  من الشقاء أن يصون المرء دنياه بدينه

2231-  ما أفسد الدين كالدنيا

2232-  هلك من استنام إلى الدنيا و أمهرها دينه فهو حيثما مالت مال إليها قد اتخذها همه و معبوده

2233-  وفور العوض بابتذال المال و صلاح الدين بإفساد الدنيا

2234-  لا تمهر الدنيا دينك فإن من مهر  ]أمهر  [الدنيا دينه زفت إليه بالشقاء و العناء و المحنة و البلاء

2235-  لا تكن غافلا عن دينك حريصا على دنياك مستكثرا مما لا يبقى عليك مستقلا مما يبقى لك فيوردك ذلك العذاب الشديد

2236-  لا يترك الناس شيئا من دينهم لإصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه

2237-  يسير الدنيا يفسد الدين