ضابطة لمعرفة المؤمن
والكافر
لمّا كان في الصحابة منافقون لا يعلمهم إلاّ اللّه ، وقد أخبر
نبيّه بأنّ علياً لا يحبّه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق ،
كما رواه الإمام عليّ (ع)([34]) واُمّ المؤمنين
اُمّ سلمة([35]) ، وعبد اللّه بن عباس([36]) ، وأبو ذرّ
الغفاري([37]) ، وأنس ابن مالك([38]) ، وعمران بن
حصين([39]) . وكان ذلك شائعاً ومشهوراً في عصر رسول اللّه
(ص) .
قال أبو ذرّ : ما كنّا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم اللّه
ورسوله والتخلّف عن الصلوات والبغض لعليّ بن أبي طالب([40]) .
وقال أبو سعيد الخدري : إنّا كنّا لنعرف المنافقين ـ نحن
معاشر الأنصار ـ ببغضهم عليّ بن أبي طالب([41]) .
وقال عبد اللّه بن عباس : إنّا كنّا نعرف المنافقين على عهد
رسول اللّه (ص)ببغضهم عليّ بن أبي طالب([42]) .
وقال جابر بن عبد اللّه الأنصاري : ما كنّا نعرف المنافقين
إلاّ ببغض عليّ ابن أبي طالب([43]) .
لهذا كلّه ولقول رسول اللّه (ص) في حقّ الإمام عليّ (ص) :
« اللّهمّ والِ مَن والاه وعادِ مَن عاداه »([44]) .
فهم محتاطون في أخذ معالم دينهم من صحابيّ عادى عليّاً ولم
يوالِه ، حذراً من أن يكون الصحابيّ من المنافقين الذين لا
يعلمهم إلاّ اللّه .
([34]) الإمام عليّ ابن عمّ الرسول أبي طالب بن عبد
المطّلب : ولد في جوف الكعبة ، كما رواه الحاكم في المستدرك 3
/ 483 . والمالكي في الفصول المهمة . وابن المغازلي الشافعي
( ت : 483 هـ ) في المناقب ، ح 3 ، ص 7 . والشبلنجي في نور
الأبصار / 96 . وكانت ولادته في13 رجب سنة ثلاثين من عام الفيل . وبايعه المهاجرون والأنصار
سنة 35 هـ . وضربه ابن ملجم المرادي ليلة التاسعة عشرة من
شهر رمضان سنة 40 للهجرة في محراب مسجد الكوفة ، وتوفّي في
يوم 21 منه . روى عنه أصحاب الصحاح 536 حديثاً . راجع ترجمته
في الاستيعاب واُسد الغابة والإصابة و ص 276 من جوامع السيرة .
وروايته في المنافقين في صحيح مسلم 1 / 61 ، باب الدليل على
أنّ حبّ الأنصار وعليّ من الإيمان وبغضهم من علامات النفاق .
وصحيح الترمذي 13 / 177 ، باب مناقب عليّ . وسنن ابن ماجة ،
الباب الحادي عشر من مقدمته . وسنن النسائي 2 / 271 ، باب
علامة المؤمن ، وباب علامة المنافق ، كتاب الإيمان وشرائعه .
وخصائص النسائي/38 . ومسند أحمد 1/84 ، 95و128. وتأريخ بغداد 2 / 255 و 8 / 417 و 16 / 426 .
وحلية الأولياء لأبي نعيم 4 / 185 وقال : حديث صحيح متّفق
عليه . وتأريخ الإسلام للذهبي 2 / 198 . وتأريخ ابن كثير 7 /
354 ، وبترجمته في كلّ من الاستيعاب 2 / 461 . واُسد الغابة 4
/ 292 . وكنز العمّال 15 / 105 . والرياض النضرة 2 / 284 .
والمناقب لابن المغازلي ، ح 225 ، ص 190 .
([35]) اُمّ سلمة هند ابنة أبي اُميّة بن المغيرة القرشي
المخزومي : كانت قبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله
وسلم)عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي ، أسلما قديماً
وهاجرا إلى الحبشة ثمّ إلى المدينة . ولمّا جرح أبو سلمة
باُحد وتوفّي سنة ثلاث من الهجرة ، تزوّجها رسول اللّه وكانت
مصبية ، وتوفّيت بعد قتل الحسين سنة إحدى وستين . روى عنها
أصحاب الصحاح 378 حديثاً . راجع ترجمتها وترجمة زوجها باُسد
الغابة ، وجوامع السيرة / 276 ، وتقريب التهذيب 2 / 617 .
وحديثها في شأن المنافقين في سنن الترمذي 13 / 168 . ومسند
أحمد 6 / 292 . والاستيعاب 2 / 460 ، بطرق متعدّدة . وتأريخ
ابن كثير 7 / 354 . وكنز العمّال ، ط . الاُولى 6 / 158 .
([36]) عبد اللّه ابن عمّ النبي العباس بن عبد المطلب ، ولد
قبل الهجرة بثلاث سنين ، وتوفّي سنة ثمان وستين بالطائف ،
وروى عنه أصحاب الصحاح 1660 حديثاً . ترجمته باُسد الغابة
والإصابة وجوامع السيرة / 276 .
([37]) أبو ذرّ جندب أو بريد بن جنادة أو عبد اللّه أو السكن
أو غير ذلك : تقدّم إسلامه وتأخّرت هجرته ، فشهد ما بعد بدر
من غزوات رسول اللّه . توفّي منفياً بالربذة سنة
اثنتين وثلاثين من الهجرة . روى عنه أصحاب الصحاح 281
حديثاً . ترجمته في التقريب 2 / 420 . وجوامع السيرة / 277 .
والجزء الثاني من عبد اللّه بن سبأ .
([38]) أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي : روى هو
أ نّه خدم النبي عشر سنين ، كان يخلق ذراعيه بخلوق للمعة بياض
كانت به ، وكان ذلك من دعاء الإمام علي عليه لكتمانه الشهادة
بحديث الغدير أن يضربه اللّه بيضاء لا تواريها العمامة ، أشار
إليه في الأعلاق النفيسة / 122 ، وتفصيله بشرح نهج البلاغة 4
/ 388 ، وتوفّي في البصرة بعد التسعين . روى عنه أصحاب الصحاح
2286 حديثاً . ترجمته باُسد الغابة . والتقريب . وجوامع السيرة
/ 276 . وروايته في شأن المنافقين بكنز العمال ، ط . الاُولى 7
/ 140 .
([39]) أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي الكعبي : أسلم عام
خيبر ، وصحب الرسول وقضى بالكوفة ، وتوفّي بالبصرة سنة 52 .
روى عنه أصحاب الصحاح 180 حديثاً . وروايته بشأن المنافقين
بكنز العمال ، ط . الاُولى 7/140 . ترجمته في التقريب 2/72 .
وجوامع السيرة/ 277 .
([40]) مستدرك الصحيحين 3 / 129 . وكنز العمال 15 / 91 .
([41]) أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخزرجي الخدري : شهد
الخندق وما بعدها . مات بالمدينة سنة ثلاث أو أربع أو خمس
وستين وقيل : سنة أربع وسبعين . وروى عنه أصحاب الصحاح 1170
حديثاً . ترجمته باُسد الغابة 2/289 ، والتقريب 1/289 .
وجوامع السيرة/276 . وحديثه في شأن المنافقين في صحيح الترمذي
13 / 167 ، وحلية أبي نعيم 6/284 .
([42]) في تأريخ بغداد 3 / 153 ، قال : كانوا عند ابن مسعود
فتلا ابن عباس : ( يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الكُفَّارَ ) الفتح / 29 . قال : عليّ بن أبي طالب . ثمّ
قال : إنّا كنّا نعرف ـ الحديث . وفي تأريخ الذهبي 2 / 198 ولفظه : ( ما كنّا نعرف منافقي
هذه الاُمّة ) . وفي مجمع الزوائد 9 / 133 ولفظه : ( ما كنّا
نعرف منافقينا معشر الأنصار ... ) .
(43)
جابر بن عبد الله بن عمرو الأنصاري السلمي : صحابي ابن صحابي,
شهد بيعة العقبة مع أبيه و شهد 17 غزوة مع النبي و صفين مع
الامام علي , و مات بالمدينة بعد السبعين, و روى عنه أصحاب
الصحاح 1540 حديثا , ترجمته باسد الغابة 1: 256-257 , و
التقريب 1:122, و جوامع السيرة : 276, و روايته في شأن
المنافقين في الاستيعاب 2: 464, و الرياض النضرة 2:284, و في
تاريخ الذهبي 2:198 و لفظه : ما كنا نعرف منافقي هذه الامة, و
في مجمع الزوائد 9:133 و لفظه : ما كنا نعرف منافقينا معشر
الانصار ... .
([44]) سنن الترمذي 13 / 165 ، باب مناقب علي . وسنن ابن
ماجة ، باب فضل عليّ ، الحديث المرقم 116 . وخصائص النسائي /
4 و 30 . ومسند أحمد 1 / 84 ، 88 ، 118 ، 119 ، 152 و 330 ،
و 4 / 281 ، 368 ، 370 و 372 ، و 5 / 307 ، 347 ، 350 ،
358 ، 361 ، 366 ، 419 و 568 . ومستدرك الصحيحين 2 / 129 و 3
/ 9 . والرياض النضرة 2 / 222 ـ 225 . وتأريخ بغداد 7 / 377
و 8 / 290 و 12 / 343 . ومصادر اُخرى كثيرة .