على
مائدة الكتاب
والسُّنّة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
12
البناءُ
عَلى قُبِور
الأنبياء و
الأولياء
وَ
اتّخاذِها
مَساجِد وَ
أماكِن
لِلعبادة
تأليف
السيد
مرتضى
العسكري
بسم
الله الرحمن
الرحيم
( قَالَ
الَّذِينَ
غَلَبُواْ
عَلى
أَمْرِهِمْ
لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيْهِم
مَسْجِداً )
الكهف
/ 21
( وَ
اتَّخِذُواْ
مِن مَّقامِ
إِبراهِيمَ
مُصَلًّى )
البقرة
/ 125
الوحدة حول
مائدة الكتاب
و السنّة
بسم الله
الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب
العالمين ، و
الصَّلاة على
محمّد و آله
الطاهرين ،
و السلام
على أصحابه البرره
الميامين .
و بعد :
تنازعنا
معاشر
المسلمين على
مسائل الخلاف
في الداخل
ففرّق أعداء
الإسلام من
الخارج
كلمتنا من حيث
لا نشعر ،
وضعفنا عن
الدفاع عن
بلادنا ، و
سيطر الأعداء
علينا ، و قد
قال سبحانه و
تعالى : (وَ أَطِيعُوا
اللّهَ وَ
رَسُولَهُ وَ
لاَ تَنَازَعُوا
فَتَفْشَلُوا
وَ تَذْهَبَ
رِيحُكُمْ)(الانفال / 46)
و ينبغي لنا
اليوم و في كل
يوم أن نرجع
إلى الكتاب و
السنّة في ما
اختلفنا فيه و
نوحّد كلمتنا
حولهما ، كما قال تعالى : (
فإنْ
تَنَازَعْتُم
في شَىْء
فَرُدُّوهُ
إلَى اللّهِ
وَ
الرَّسُولِ )(النساء / 59)
و في هذه
السلسلة من
البحوث نرجع
إلى الكتاب و السنّة و نستنبط
منهما ما ينير
لنا السبيل في
مسائل الخلاف
، فتكون بإذنه
تعالى وسيلة
لتوحيد كلمتنا
.
راجين من
العلماء أن
يشاركونا في
هذا المجال ،
و يبعثوا
إلينا بوجهات
نظرهم على
عنوان :
بيروت -
ص.ب 124/24 العسكري
مخطط البحوث
1-
أدلّة
القائلين
بتحريم
البناء على
القبور و
دراستها .
2-
أدلّة مَن رأى
جواز اتخاذ
مقابر
الأنبياء محلاً
للعبادة .
أ -
آيتا ( و اتَّخذوا
مِن مَقامِ
إبراهيمَ
مُصَلّى )
و (
قال الَّذين
غَلَبوا على
أمرِهِم ... ) ، و
خبرهما .
ب - عمل
الأنبياء و
الأوصياء من
لدن إسماعيل إلى
خاتم
الأنبياء .
ج -
قبور :
إسماعيل و
أمّه هاجر و
عذارى بناته
في حجر إسماعيل و
الطواف حولها
.
د -
قبور الأنبياء
حول الكعبة .
هـ -
زيارة النبي (
ص ) لقبر أمّه .
و - قبر
الرسول ( ص ) في
المدينة و
ثواب زيارة
قبره .
ز -
زيارة فاطمة
إبنة الرسول (
ص ) و الصحابي
أبو أيّوب
لقبره ( ص )
.
ح -
خلاصة البحوث
و نتائجها .
أدلّة
القائلين
بتحريم
البناء على
القبور
اختلف
المسلمون في
أمر البناء
على قبور
الأنبياء و
الأولياء
و الطواف
حولها و
اتخاذها مساجد
و محلاً
للعبادة .
و استدلّ
القائلون
بتحريمها
بروايات
أهمّها
ما يأتي :
أ ـ عن عليّ
قال : كان
رسول اللّه ( ص )
في جنازة ، فقال :
أ يّكم
ينطلق إلى
المدينة فلا
يدع بها وثناً
إلاّ كسره ،
ولا قبراً
إلاّ سوّاه ،
ولا صورة
إلاّ
لطخها ؟
فقال
( رجل ) : أنا
يا رسول
اللّه ،
فانطلق فهاب
أهل
المدينة ،
فرجع . فقال
عليّ :
أنا أنطلق يا
رسول اللّه .
قال :
«فانطَلِق » .
فانطلَق ،
ثمّ رجع ،
فقال : يا
رسول اللّه ،
لم أدع بها
وثناً إلاّ
كسرته ، ولا
قبراً إلاّ
سوّيته ، ولا
صورةً
إلاّ لطختها .
وقد تكرّر
ورود هذا
الحديث في كتب
الحديث واكتفينا
بإيراد أتمّ
لفظ منه([1]) .
ب ـ رووا عن
النبي (ص) أنّه
قال : « اللهم لا
تجعل قبري وثناً ،
لعن الله
قوماً اتخذوا
قبور أنبيائهم
مساجد »([2]) .
و في
وراية أخرى
أنّ الرسول (ص)
شخّص الذين
اتخذوا قبور
أنبيائهم
مساجد و قال
قاتل الله اليهود
، اتخذوا قبور
أنبيائهم
مساجد ([3]) .
ج ـ استدلوا بما
روي عن النبي
(ص) في نهي
النساء عن زيارة
القبور بما
جاء في
الروايات
الآتية :
في سنن
ابن ماجة و
الترمذي و أبي
داود بسندهم عن
أبي هريرة و
حسان و ابن
عباس : أنّ
رسول الله (ص)
لعن زوّارات القبور([4]) .
علّة
الروايات
الأولى :
أوّلاً ـ إنّ أهل
المدينة بعد
أن أسلم بعضهم
أرسل لهم
الرسول (ص)
بادىء ذي بدء
مصعب بن عمير ،
يُعلّم من
أسلم منهم ما
ورد من أحكام
الإسلام يوم
ذاك . ولمّا
وفدوا إلى
الحجّ ، حضر
المسلمون
منهم العقبة
وبايعوا رسول
اللّه ( ص ) سرّاً ،
ولم ينتشر
الإسلام
بينهم ، إلى
أن هاجر
الرسول ( ص )
إليهم ،
وتبعه الإمام عليّ (
ع ) بعد ثلاث أو
أكثر ، و قصّة
وروده المدينة
بعد ذلك
مشهورة .
وتدرّج
الرسول ( ص ) في
بسط حكمه على
المدينة بعد
أن عاهد يهود
قريظة وبني
النضير وبني
قينقاع ،
ودخل أهل
المدينة
كلّهم في
الإسلام تدريجياً
.
فمتى كان
إرسال النبيّ
( ص ) الإمام علي (
ع ) من تشييع
جنازة إلى
المدينة
ليهدم
الأصنام ويسوّي
القبور ويلطخ
الصور ،
كالحاكم الذي
لا رادّ
لأمره ؟
أضف إليه أنّ
محتوى الخبر
أنّ المرسل
الأوّل ذهب ،
وهم في تشييع
الجنازة ،
ورجع خائباً ،
ثمّ أرسل
النبيّ ( ص )
الإمام علياً
(ع) بعده وهم لا
يزالون
في تشييع الجنازة ،
فكيف يتمّ
ذلك ! ؟
ثانياً
ـ وفي
بقية الحديث
أنّ الإمام
علياً ( ع ) قال
لأبي الهياج
الأسدي :
أبعثك فيما
بعثني رسول اللّه
( ص ) ، أمرني أن
اُسوّي كلّ
قبر وأطمس كلّ
صنم([5]) .
ولا يكون
إرسال الإمام
أبا الهياج
الأسدي في أمر
إلاّ في عصر
خلافته ،
وعليه يتّجه
هذا السؤال :
متى كان إرسال
الإمام أبا
الهياج الأسدي ؟
أفي عصر خلافته
وبعد
الفتوحات
الإسلامية و
بعد زمن
الخلفاء
الثلاثة ، أم
قبله ؟ و إلى
أي بلد بعث
الإمام عليّ
أبا الهياج لتهديم
القبور و طمس
الأصنام ؟
و أخيراً في
كلا الخبرين
أمر من الرسول
( ص ) و الإمام
علي (ع) ـ إن
صحّ الخبران ـ
بتهديم قبور
المشركين في
بلد الشرك ،
فكيف يدلّ ذلك
على انتشار
هذا الحكم إلى
قبور
المسلمين
و وجوب
تهديمها ؟
علّة
الروايات
الثانية :
أوّلاً :
في أمر قبور
أنبياء بني
إسرائيل :
جاء في
الإصحاح
الخامس و
العشرين من
سفر التكوين
ما موجزه :
توفي إبراهيم
و دفنه إسحاق
و إسماعيل في
مغارة
المكفيلة في
حقل عفرون بن
صوحر الحثي
امام ممرا و
دفنت فيها
سارة .
و في الإصحاح
الخامس و
الثلاثين ما
موجزه : لمّا
توفي إسحاق
حمله إبناه
عيسو و يعقوب
و دفناه في
ممرا و التي
هي حبرون .
و في الإصحاح
الخمسين :
لمّا توفي
يعقوب بمصر حمله
ابنه يوسف إلى
مغارة مكفيلة
و دفنه إلى جنب
جده و أبيه .
و في إصحاح
العشر من سفر
العدد : أنّ
هارون توفي و
دفنه أخوه
موسى في رأس
جبل هور .
و في الإصحاح
الرابع و
الثلاثين من
سفر التثنية :
أنّ موسى (ع)
مات في أرض
مواب و دفن في
الجواء مقابل
بيت فغور و لم
يعرف إنسان
قبره إلى اليوم
.
و في الإصحاح
الرابع و
العشرين من
سفر يوشع : فدفنوه
في جبل افرايم
و دفن عظام
يوسف في شكيم و
لم يذكر مدفن
داود
و سليمان في
أسفار التوراة
.
و قال صاحب
كتاب قاموس
الكتاب
المقدس في
ترجمة صهيون :
لم يعرف مدفن
داود و سليمان
.
و جاء في
مادة الخليل
في معجم
البلدان :
الخليل اسم
موضع و بلدة
فيها حصن و
عمارة و سوق
بقرب البيت
المقدس
بينهما مسيرة
يوم فيه قبر
الخليل
إبراهيم (ع) في
مغارة تحت
الأرض ، و هناك
مشهد و زوار و
قوام في
الموضع
و ضيافة
للزوار ، و
بالخليل سمي الموضع
و اسمه الأصلي
حبرون و قيل
حبري .
و في التورية
أنّ الخليل
اشترى من
عفرون بن صوحار
الحثي موضعاً
بأربعمائة
درهم فضة و
دفن فيه سارة
، و قد نسب
إليه قوم من
أصحاب الحديث
و هو موضع طيب
نزه روح أثر
البركة ظاهر
عليه ، و يقال
إنّ حصنه من
عمارة سليمان
بن داود (ع) .
و قال الهروي :
دخلت القدس في
سنة 567 هـ و
اجتمعت فيه و
في مدينة
الخليل
بمشايخ
حدثوني أن في
سنة 513 هـ في
أيام الملك
بردويل انخسف
موضع في مغارة
الخليل فدخل
إليها جماعة
من الفرنج
بإذن الملك
فوجدوا فيها
إبراهيم و
إسحاق
و يعقوب عليهم
السلام و قد
بليت أكفانهم
و هم مستندون
إلى حايط و
على رؤوسهم
قناديل و
رؤوسهم
مكشوفة فجدد
الملك
أكفانهم ثمّ
سدّ الموضع .
قال : و قرأت
على السلفي
أنّ رجلاً
يقال له الأرمني
قصد زيارة
الخليل و أهدى
لقيّم الموضع
هدايا جمة و
سأله أن يمكنه
من النزول إلى
جثة إبراهيم
(ع) فقال له : أما
الآن فلا يمكن
، لكن إذا قمت
الى أن ينقطع
الجثل و ينقطع
الزوار فعلت
فلما انقطعوا
قلع بلاطة
هناك و أخذ
معه مصباحاً و
نزلا في نحو
سبعين درجة
إلى مغارة
واسعة الهواء
يجري فيها و
بها دكة عليها
إبراهيم (ع)
ملقى و عليه
ثوب أخضر و
الهواء يلعب
بشيبته و إلى
جانبه إسحاق
و يعقوب ،
ثمّ أتى به
إلى حائط
المغارة فقال
له : إنّ سارة
خلف هذا
الحائط فهمّ
أن ينظر إلى
ما وراء
الحائط فإذا
بصوت يقول :
إيّاك و الحرم
، قال فعدوت
من حيث نزلت .
و جاء في
الجزء الأول
من تاريخ ابن
عساكر ما
موجزه : عندما
كانوا يحفرون
بعد سنة 86 هـ
جامع دمشق
بأمر الوليد
بن عبد الملك
(ت:96 هـ) وجدوا
رأس يحيى بن
زكريا في سفط
في صندوق تحت
ركن من أركان
القبّة ،
فجعلوه تحت
عمود من
الأعمدة مسفّط
الرأس .
و لم يرد في
التوراة و غير
التوراة ذكر
قبور سائر
أنبياء بني
إسرائيل ، و
لم يعرف مدافن
: لوط ، و اليسع
ـ يوشع ـ و أيوب
، و عزير ـ
عزرا ـ و
زكريا عليهم
السلام ، أمّا
عيسى بن مريم
(ع) فقد رفعه
الله إليه .
* * *
كانت تلكم
أخبار قبور
أنبياء بني
إسرائيل ـ اليهود
ـ و لم نر و لم
نسمعو لم يكتب
أحد أنّ
اليهود
اتّخذوا قبور
أنبيائهم
وثناً . و أنّ
اتّخاذ القبر
وثناً لا يصدق
على احترام
القبر و زيارة
القبر ، فإنّ
اتّخاذه
وثناً يعني أن
يستقبل القبر
كما تستقبل
الكعبة في
الصلوات ،
فأين هذا من
ذاك ؟
ثانياً :
معبد اليهود ـ
بني إسرائيل ـ
و بيت عبادتهم
:
كان بيت
عبادة اليهود
ـ بني إسرائيل
ـ يسمّى بخيمة
الاجتماع و
فيها تابوت
العهد .
و جاء في
الإصحاح 25ـ28 من
سفر الخروج
كيف أمر الله
نبيه موسى
بصنعهما .
و جاء في
الإصحاح 29ـ30 و
هم في صحراء
سيناء كيف أمر
الله بني
إسرائيل
بالتعبّد في
خيمة الاجتماع
كما يرى
تصويرهما
نقلاً من
قاموس الكتاب المقدس
.
و كان بنو
إسرائيل
يحملونهما
معهم أينما
حلّوا ، حتى
بلغوا أراضي
فلسطين ، و
بدأ داود (ع) يتهيأ
لبناء معبد
لهم على غرار
خيمة
الاجتماع و بناه
بعده سليمان و
نقل إليه خيمة
الاجتماع و تابوت
العهد([6]) .
و هكذا نجد أن
لليهود ـ بني
إسرائيل ـ كان
خيمة للعبادة
منذ كانوا في
صحراء سيناء ،
و لما استقروا
في فلسطين بنى
لهم سليمان
معبداً خاصاً
ـ هيكل سليمان
ـ نقل إليها
خيمة عبادتهم
و تابوت العهد
.
و ليس مورد
الشك في كلّ
ما ذكرناه ، و
ما سنذكره بعد
هذا ، أحاديث
رسول الله (ص) ـ
معاذ الله ـ و إنّما
البحث يجري
حول رواة
الأحاديث
الذين لم
يعصمهم الله
من الخطأ و
السهو و
النسيان .
كان ما
ذكرناه أدلّة
من رأى البناء
على القبور
مخالفاً
للشّريعة
الإسلامية و
جوابها .
و في ما يأتي
أدلّة من رأى
ذلك موافقاً
للشريعة
الاسلامية :
أدلة من رأى
جواز اتخاذ
مقابر
الأنبياء
مساجد و
أماكن
للعبادة
لقد مرّ بنا
في بحث
الاحتفال
بذكرى
الأنبياء و
الصالحين ،
كيف ينشر
الشؤم و
البركة على
الزمان و
المكان
بمناسبة ما
جرى على عباد
الله في كلّ
منهما ، و في
هذا البحث
نرجع إليه و نضيف
عليه في ما
يأتي بإذنه
تعالى و نقول :
أوّلاً :
من كتاب الله :
يستدلّ من
يرى صحة اتخاذ
مقابر
الأنبياء محلاً
للعبادة
بقوله تعالى :
أ ـ ( و
اتّخذوا من
مَقامِ
إبراهِيمَ
مُصَلَّى ) (البقرة/125) .
ب ـ بما أخبر
عن قصة أصحاب
الكهف و قال
تعالى :
( قَالَ
الَّذِينَ
غُلَبُوا
عَلى
أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيْهِمْ
مَسْجِداً )(الكهف/21) .
و كان خبر
الأول ما مرّ
بنا في كرّاس
بحث ( الاحتفال
بذكرى
الأنبياء و
عباد الله
الصالحين ) و
رواه البخاري
في صحيحه
وقال ما ملخّصه
:
إنّ إسماعيل
و إبراهيم
لمّا كانا
يبنيان البيت
جعل إسماعيل
يأتي
بالحجارة و
إبراهيم يبني ،
حتى إذا ارتفع
البناء جاء
إسماعيل بهذا
الحجر له فقام
عليه و هو
يبني و
إسماعيل
يناوله الحجارة
، و ذلك هو
مقام إبراهيم
(ع) الذي أمرنا
الله أن نتخذه
مصلى و محلاً
للعبادة([7]) .
و خبر الثاني
كما جاء في
التفاسير ما
موجزه :
أنّ أصحاب
الكهف كانوا
فتية من خواص
دقيانوس ،
الملك الذي
ادّعى
الربوبية ،
آمنوا بربهم سرّاً
و فروا من
ملكهم و
التجأوا إلى الكهف
، فضرب الله
على آذانهم و
ألقى عليهم النعاس
مئات السنين ،
ثمّ أيقضهم
فبعثوا أحدهم إلى
المدينة
ليأتيهم منها
بطعام
يطعمونه ، فانكشف
أمرهم لأهل
المدينة بسبب
نقدهم الذي كان
يعود زمانه
إلى ما قبل
مئات السنين ،
و كان أهل
المدينة
يومذاك
مؤمنين([8]) ،
و قد بلغهم
خبر خروج
الفتية
المؤمنة من بلدهم
و الذين فروا
بدينهم من
ملكهم ، و لما
علموا من
الفتى مكانهم
بادروا إلى
الكهف و بلغ الفتية
ذلك و كرهوا
أن يعودوا إلى
بلدهم ، فدعوا
الله يعيدهم
إلى ما كانوا
عليه ،
فأعادهم الله
نياماً مرة
ثانية
كالأموات
فتنازع أهل المدينة
في ما يعملون
معهم ، فقال
الذين غلبوا على
أمرهم
لنتخذنّ
عليهم مسجداً
.
نتيجة
البحث :
في الآية
الأولى أمرنا
الله تعالى أن
نتخذ من موطىء
قدم إبراهيم
(ع) مصلّى نعبد
الله خلفه ، و
ليس ذلك من
الشرك بالله
في شيء ، بل هو
توحيد
لعبودية الله
و طاعة له .
و في الآية
الثانية
أخبرنا الله
تبارك و تعالى
عن المؤمنين
الذين قرّروا
أن يتّخذوا من
مضجع الفتية
المؤمنة
مسجداً
يسجدون لله
سبحانه فيه و
يعبدونه و هم
مؤمنون و
ليسوا
بمشركين و لم
يذمّهم الله
تعالى على ذلك
.
* * *
كان ذلكما
الموردان في
كتاب الله ، و
في سنّة الرّسول
(ص) ما يأتي
بإذنه تعالى :
ثانياً :
يستدلّون من
سنّة الرسول
(ص) :
أ ـ بأنّ رسول
الله (ص) أمر
بزيارة
القبور بعد نهيها
، كما جاء في
صحيح مسلم و
النسائي و ابن
ماجة و الترمذي
و موطأ مالك
عن بريدة عن
أبيه ، قال :
قال رسول الله
(ص) نهيتكم عن
زيارة القبور
فزوروها ... الحديث([9]) .
و في آخر
الحديث عن سنن
أبي داود : «
فإنّ في
زيارتها
تذكرة » ، و في
سنن ابن ماجة
عن ابن مسعود : (
أنّ رسول
الله (ص) قال :
كنت نهيتكم عن
زيارة القبور
فزوروها
فإنّها تزهد
في الدنيا و
تذكر في
الآخرة([10])
ب ـ ما جرى
للأنبياء و
المرسلين
صلوات الله عليهم
أجمعين مع
قبورهم في مكة
و المدينة منذ
عهد إسماعيل
حتى عهد خاتم
الأنبياء (ص)
كما يأتي أخبارها
:
1- في
مكة كان
الطائفون حول
الكعبة
يطوفون حول حجر
إسماعيل (ع) و
يتمسّحون
بجداره ، و
فيه قبر إسماعيل
(ع) و أمّه هاجر
، كما أجمع
عليه علماء
الأمة الإسلامية
:
فقد ورد
في سيرة ابن
هشام ( ت : 218
هـ ) وتأريخ الطبري
( ت :310 هـ) وابن
الأثير ( ت :630
هـ) وابن كثير (ت
:774هـ ) ،
واللفظ لابن
هشام :
ودفن ـ إسماعيل ـ
في الحجر مع
اُمّه هاجر .
وفي لفظ ابن الأثير :
وأوصى
إسماعيل
أن يدفن عند
قبر اُمّه في
الحجر([11]) .
وروى ابن
سعد في طبقاته
وقال :
إنّ
إسماعيل لمّا
بلغ عشرين سنة
توفّيت اُمّه
هاجر وهي ابنة
تسعين سنة ،
فدفنها
إسماعيل في
الحجر . وإنّ
إسماعيل
توفّي بعد
أبيه ، فدفن
في الحجر ممّا
يلي الكعبة مع
اُمّه هاجر .
وفي رواية
بعدها : قبر
إسماعيل تحت
الميزاب بين
الركن والبيت([12]) .
وفي
الاكتفاء
للكلاعي ما
موجزه : دفن
هاجر وإسماعيل
وابنه نابت
في الحجر([13]) .
و يرى حجر
إسماعيل في
التصاوير
الآتية و حوله
الطائفون
و المصلون :
وقد وصف ابن
جبير قبري
إسماعيل
واُمّه هاجر في
رحلته وقال :
و تحت
الميزاب في
صحن
الحِجْر ،
بمقربة من جدار
البيت
الكريم ، قبر إسماعيل (
ع ) وعلامته
رخامة خضراء
مستطيلة
قليلا شكل
محراب تتّصل
بها رخامة
خضراء مستديرة ،
وكلتاهما
غريبة
المنظر ،
فيهما نُكت
تنفتح عن
لونها
إلى الصفرة
قليلا كأ نّها
تجزيع ، وهي
أشبه الأشياء
بالنكت التي
تبقى في
البيدق
من حلّ
الذهب فيه .
وإلى جانبه ممّا
يلي الركن
العراقي قبر
اُمّه هاجر
رضي اللّه
عنها ،
وعلامته
رخامة خضراء
سعتها مقدار شبر
ونصف . يتبرّك
الناس
بالصلاة
في هذين الموضعين
من الحِجر ،
وحُقّ لهم ذلك
لأ نّهما من
البيت
العتيق ، وقد
انطبقا على
جسدين مقدّسين
مكرّمين ،
نوّرهما
اللّه ، ونفع
ببركتهما كلّ
من صلّى
عليهما . وبين
القبرين
المقدّسين
سبعة أشبار([14]) .
و روى عبد
الرحمن بن
الجوزي (ت:597 هـ)
في باب ذكر أعيان
المدفونين
بالحرم من
كتابه([15]) ، و
روى عن صفوان
بن عبد الله
الجمحي أنّه
قال : حفر ابن
الزبير فوجد
فيه سفطاً من
حجارة أخضر ،
فسأل قريشاً
عنه فلم يجد
عند أحدهم فيه
علماً ، فأرسل
إلى أبي فسأله
فقال : هذا قبر
إسماعيل (ع) ،
فلا تحركه ،
فتركه .
و قال
ابن الزبير :
هذا المحدودب
يشير إلى ما
يلي الركن
الشامي من
المسجد
الحرام قبور
عذارى بنات
إسماعيل .
و ورى أنّ ذلك
الموضع ما بين
الميزاب إلى
باب الحجر
الغربي.
و في باب ذكر
باب قبور
عذارى بنات
إسماعيل (ع) من
المسجد
الحرام ، من
أخبار مكة في قديم
الدهر و حديثه
،
لأبي عبد الله محمد
بن إسحاق
الفاكهي ،
توفي بعد سنة 272
هـ ط.بيروت سنة
1414 هـ ، روى أنّ
ابن الزبير
قال : إنّ هذا
المحدودب
الذي يلي
الركن الشامي
قبور عذارى
بنات إسماعيل
. قال ابن أبي
عمر في حديثه :
فسئل سفيان
الراوي أي
مكان هو ؟
فأشار بيده
إلى الحجر
مستقبل الركن
الغربي الذي
يلي الركن
اليماني دار
العجلة .
و روى ذلك ـ
أيضاً ـ عبد
الرزاق قي 5/120 من
مصنفه و الأرزقي
في 2/66([16]) .
و روى ابن
الجوزي في باب
ذكر أعيان
المدفونين بالحرم
و الازرقي
في أخبار مكة
ما موجزه :
كان النبي
إذا هلكت أمته
لحق بمكة
فتعبد فيها و
من معه من
المؤمنين حتى
يموت و منهم
هود و صالح و
شعيب .
و أنّ بين
الركن إلى
المقام إلى
زمزم إلى الحجر
قبور تسعة
و تسعين
نبياً .
و روى أبو بكر
الفقيه عن
النبي (ص) أنّه
قال :
ما من نبيّ
هرب من قومه
إلاّ هرب إلى
الكعبة يعبد
الله فيها حتى
يموت و أنّ
قبر هود و
شعيب وصالح في
ما بين زمزم
والمقام ، و
أنّ في الكعبة
قبر ثلاثمائة
نبيّ ، و ما
بين الركن
اليماني إلى
الركن الأسود
قبر سبعين
نبياً([17]) .
* * *
كان ذلكم ما
جاء في كتب
مدرسة
الخلفاء ، و
جاء في كتب
الحديث
بمدرسة
أهل البيت
ما يأتي :
ورد في
الكافي
للكليني ( ت :
329 هـ ) وكتاب من
لا يحضره
الفقيه وعلل
الشرائع
للصدوق (ت:381هـ)
والوافي
للفيض (ت:1089هـ)
والبحار للمجلسي
( ت : 1111 هـ ) واللفظ
للأوّل : فيه
ـ أي في
الحجر ـ
قبر هاجر
وقبر إسماعيل
( ع )([18]) .
وفيها
أيضاً : وفيه
ـ أي في
الحجر ـ
قبور أنبياء([19]) .
وورد أيضاً
في الكافي
والوافي
والبحار : ودفن
في الحجر ،
ممّا يلي
الركن الثالث ،
عذارى بنات
إسماعيل ( ع )([20]) .
* * *
كانت
تلكم أخبار
قبور
الأنبياء و
الأولياء في
مكة ، وفي ما يأتي نورد
بعض أخبار
قبورهم في غير
مكة :
(1)
قبر أمّ
النبي (ص) في
الأبواء
وزيارة النبي
(ص) لقبرها
جاء في ترجمة
الأبواء من
معجم البلدان
:
الأبواء
قرية من أعمال
الفُرْع من
المدينة بينها
و بين
الجُحْفَة
مما يلي ثلاثة
و عشرون ميلاً
.
و بالأبواء
قبر آمنة بنت
وهب أمّ النبي
(ص) و كان السبب
في دفنها هناك
أنّ عبد الله
والد رسول
الله (ص) كان قد
خرج إلى
المدينة
يمتار تمراً فمات
بالمدينة
فكانت زوجته
آمنة بنت وهب
تخرج في كلّ
عام إلى
المدينة تزور قبره
فلما أتى على
رسول الله (ص)
ست سنين خرجت زايرة
لقبره و معها
عبد المطلب و
أم أيمن حاضنة
رسول الله (ص)
فلما صارت
بالأبواء
منصرفة إلى
مكة ماتت بها([21])
و في تاريخ
ابن عساكر :
و كانت آمنة بنت
وهب أم سيدنا
رسول الله (ص)
قدمت برسول
الله (ص)
المدينة على
أخواله من بني
عامر بن النجار
ثمّ صدرت به
راجعة إلى مكة
، فتوفيت
بالأبواء بين
مكة و المدينة
، و رسول
الله (ص) ابن ست
سنين([22]) .
و جاء تفصيل
الخبر بطبقات
ابن سعد و قال
في آخره
ما موجزه :
فلمّا مرّ
رسول الله (ص)
في عمرة
الحديبية بالأبواء
أتى قبر أمّه
آمنة فأصلحه و
بكى عنده و بكى
المسلمون
لبكاء رسول
الله (ص) .
و جاء خبر
بكاء رسول
الله (ص) على
قبر أمه و
بكاء الصحابة
في سائر كتب
الحديث([23]) ـ أيضاً
ـ .
(2)
قبر
رسول الله (ص)
في المدينة
في طبقات ابن
سعد و سيرة
ابن هشام ما
موجزه :
دفن الرسول (ص)
في بيته الذي
قبض فيه و في
نفس الغرفة
التي توفي
فيها ، ثمّ
دفن بعد ذلك
كل من الخليفة
أبو بكر و
الخليفة عمر
فيها ، و ثمّ
بني على
الغرفة القبة
الخضراء([24]) ،
كما يشاهد ذلك
في التصوير
الآتي :
(3)
ثواب
زيارة قبر
النبي (ص)
روى الدار
قطني في سننه
و الطبراني في
معجمه و
الفاكهي في
أخبار مكة
بسندهم عن ابن
عمر أنّه قال :
قال رسول
الله (ص) : « مَن
حَجّ فزار قبري
بعد موتي كان
كمَن زارني في
حياتي »([25]) .
و روى
الطيالسي
بسنده عن عمر
قال : سمعت
رسول الله (ص)
يقول : « مَن زار
قبري ـ أو مَن
زارني ـ كنت
له شفيعاً أو
شهيداً ... »([26]) .
(4)
مَن
زار قبر
الرسول (ص) من
أهل البيت و
الصحابة
أ ـ أوّل
مَن زار قبر
النبي (ص)
ابنته فاطمة
(ع)
روى ابن
الجوزي بسنده
عن علي (ع) قال :
لما رمس رسول الله
(ص) جاءت فاطمة
(ع) فوقفت على
قبره ، فأخذت
قبضة من تراب
القبر فوضعته
على عينها و
بكت و أنشأت
تقول :
ماذا
على مَن شَمّ
تربة أحمد *** أن
لا يشمّ مدى الزمان
غواليا
صبّت
عليّ مصائبٌ
لو أنّها ***
صبّت على
الأيّام عدن
لياليا([27])
و في رواية ... صرن
لياليا .
ب ـ زار
الصحابي أبو
أيوب
الأنصاري (رض)
قبر الرسول (ص)
و وضع وجهه
عليه كالآتي :
في مسند أحمد
و مستدرك
الحاكم و مجمع
الزوائد و
اللّفظ لأحمد
و الحاكم
بسندهم قالا :
أقبل مروان
يوماً فوجد
رجلاً واضعاً
وجهه على القبر
، فقال : أتدري
ما تصنع ،
فأقبل عليه
فإذا هو أبو
أيوب ، فقال
نعم جئت رسول
الله (ص) و لم آت
الحجر ، سمعت
رسول الله (ص)
يقول : « لا تبكوا
على الدين إذا
وليه أهله و
لكن ابكوا عليه
إذا وليه غير
أهله »([28]) .
ج ـ
الصحابي بلال
:
روي أنّ
بلالاً أتى
قبر النبي (ص) و
جعل يبكي عنده
و يمرغ وجهه
عليه فأقبل
الحسن و
الحسين فجعل
يضمّهما و
يقبّلهما([29]) .
د ـ معاذ
بن جبل :
عن عمر بن
الخطاب : أنّه
خرج يوماً إلى
مسجد رسول
الله (ص) ،
فوجد معاذ بن
جبل قاعداً
عند قبر النبي
(ص) يبكي ، فقال :
ما يبكيك ؟
قال : يبكيني
شيء سمعته من
رسول الله (ص)
الحديث([30]) .
خلاصة
البحوث و
نتائجها :
استدلّ
القائلون
بتحريم
البناء على
قبور الأنبياء
و الأولياء و اتخاذها
مساجد و معابد
و الطواف
حولهما كما
روي :
أوّلاً : أنّ
الإمام علي (ع)
قال لأبي
الهياج الأسدي
: أبعثك في ما
بعثني رسول
الله (ص) و أنّه
قال : كان رسول
الله (ص) في
جنازة فقال : : «
أيّكم ينطلق
إلى المدينة
فلا يدع بها
وثناً إلاّ
كسره و لا
قبراً إلاّ
سواه و لا
صورة إلاّ
لطخها » ،
فانطلق رجل لذلك
و هاب أهل
المدينة و رجع
خائباً ، فذهب
الإمام علي و
أنجز كلّ ذلك !
لست أدري كيف
لم ينتبه
المستدلّون
بهذه الرواية
بأنّ
الرسول (ص) هل
كان في تشييع
جنازة بمكة و
أرسل مَن
أرسله إلى
المدينة و رجع
خائباً منها
ثمّ أرسل بعده
ابن عمه علي (ع)
ففعل كلّ ذلك
؟! أم كان في
المدينة ؟! و
كم استغرق زمن
التشييع الذي ذهب
الأول فيه و
عاد خائباً و
ذهب ابن عمّ
الرسول (ص)
فسوّى كل
القبور و لطخ
كلّ الصور و
كسر كلّ
الأوثان ؟ و
هل كان أصحاب
تلك الأوثان
مسلمين ؟ إذاً
فكيف كانوا
يحتفظون
بالأوثان ؟! و
إن كانوا
مشركين فكيف
استسلموا
للأمر بمجرد
ذهاب ابن عمّ
الرسول (ص)
إليهم و لابدّ
أن يكون زمان
صدور هذا
الحكم
لأبي الهياج
من ابن عمّ
الرسول (ص) في
عصر خلافته
ليصحّ منه
صدور الحكم في
شأن أهل بلد
يحكمه ، أي يكون
زمان صدور هذا
الحكم بعد
زمان حكومة
الخلفاء
الثلاثة و لست
أدري هل كان
بقي يومذاك في
بلاد
المسلمين وثن
كي يكسره أبو
الهياج ؟ لست
أدري !
ثانياً :
استدلّوا بما
روي عن النبي
(ص) أنّه قال :
« لا تتّخذوا
قبري وثناً
كما اتّخذ
اليهود قبور
أنبيائهم
وثناً » . لست
أدري متى
اتّخذ اليهود
قبور أنبيائهم
وثناً ؟
فإنّهم بعد أن
خرجوا من مصر
كانت لهم خيمة
في التيه
للعبادة ، و
في زمن سليمان
بنى لهم هيكل
سليمان
معبداً كما
كان شأن مسجد الرسول
(ص) .
و أمّا قبور
أنبيائهم فقد
مرّ بنا أنّ
بعضهم لم يعرف
أين دفنوا ،
و بعضهم
كانت قبورهم
في أقبية بجوف
أرض لم يعرف أماكنها
غير أفراد
معدودين .
و ما روي عن
رسول الله (ص)
أنّه لعن
زوّارات القبور
، فيرفعها
الروايات
الصحيحة
المتضافرة أنّه
(ص) قال : « كنت
نهيتكم عن
زيارة القبور
فزوروها ... » .
* * *
كانت تلكم
أدلّة
القائلين
بحرمة البناء
على القبور و
اتّخاذها
مساجد و أماكن
للعبادة .
و استدلّ
القائلون
بجواز اتّخاذ
مقابر الأنبياء
و الأولياء
مساجد و أماكن
للعبادة :
أوّلاً
: من كتاب
الله بقوله
تعالى :
أ ـ (
وَ اتّخذوا من
مَقامِ
إِبْراهيمَ
مُصَلّى )
(البقرة/105) .
ب ـ ( و
قالَ
الَّذينَ
غلبُوا عَلى
أَمْرِهِم
لَنَتَّخِذَنَّ
عَلَيْهِم
مَسْجِداً ) (الكهف/21) .
فقد أمر الله
سبحانه أن
نتخذ من موطىء
قدم خليله
إبراهيم
مصلّى ، و
أخبر عن الذين
غلبوا على أمر
أصحاب الكهف
أنّهم أخبروا
عن اتخاذ مضاجعهم
مسجداً
تقريراً
لفعلهم ذلك .
ثانياً : يستدلون من
سنّة الرسول
(ص) بما جرى
لقبور نبي الله
إسماعيل و أمه
هاجر و بناته
العذارى و
سائر الأنبياء
الذين دفنوا
في حجر
إسماعيل و بيت
الله الحرام ،
و كان بعضها
ظاهراً
للعيان إلى
قرون بعد عصر
الرسول (ص) و
طاف حول حجر
إسماعيل مدفن إسماعيل
و ذرية الرسول
(ص) و الصحابة و
أبرار المسلمين
إلى يومنا
الحاضر .
ثالثاً : أيضاً
يستدلّون من
سنّة الرسول
(ص) بزيارته لقبر
أمّه ، و أنّه
بكى و أبكى
الصحابة و
رمّم قبرها .
رابعاً : بالغرفة
المسقفة التي
فيها قبر
الرسول (ص) و قبر
الخليفتين و
بناء القبة
الخضراء
فوقها كما
نشاهدها
اليوم .
خامساً : بتحريضه
المسلمين على
زيارة قبره (ص)
و حثّهم عليها
.
سادساً : بزيارة
بضعته فاطمة
الزهراء (ع)
قبره و زيارة الصحابي
أبي أيوب (رض)
لقبره (ص) .
إذاً فزيارة
قبور
الأنبياء و
الأولياء و
البناء عليها
و اتّخاذها
مساجد و أماكن
للعبادة ممّا
سنّه الله
تعالى و سنّه
رسوله
الكريم (ص) .
إذاً فقد كان
أوّل
القبوريين ـ
حسب تعبير
البعض ـ رسول
االله (ص) ثمّ
من بعده بضعته
و صحابته ثمّ
نحن ، و لنا جميعاً
برسول الله
(ص) أسوة و قدوة .
و لو يُسمح
لنا اليوم
لاتّبعنا
سنّة الرسول
(ص) في البكاء
على قبور
الأنبياء و
الأولياء و ترميمها
و زيارة قبره
(ص) خاصّة ، و اقتدينا
بصحابيّه
البرّ أبي
أيّوب (رض) و وضعنا
وجهنا على
قبره (ص) ، و
ببضعته فاطمة
(ع) و شممنا
تراب قبره و
قلنا :
ماذا
على مَن شَمّ
تربة أحمد *** أن
لا يشمّ مدى الزمان
غواليا
و لكن ماذا
نقول و في
العين قذى و
في الحلق شجى ،
و إنّا لله و
إنّا إليه
راجعون .
aaa
([1]) مسند
أحمد 1 / 87 ، 89 ،
96 ، 110 ، 111 ، 128 ،
138 ، 139 ، 145 و 150 .
ومسند
الطيالسي ، ح
96 و 155 .
[2]-
مسند أحمد 2/246 .
[3]- مسند
أحمد 2/285 .
[4]-
سنن ابن ماجة
كتاب الجنائز
باب ما جاء في
النهي عن
زيارة النساء
للقبور ط.دار
إحياء الكتب العربية
سنة 1372 هـ 1/502 ح1576 ; و
سنن أبي داود
عن ابن عباس
كتاب الجنائز
باب زيارة
النساء
للقبور ط.دار
إحياء السنة
النبوية 3/218 ح3236 ; و
مسند أحمد
الباب الثالث
في جوامع
المناسك و
أسرار بعضها
ط.الميمنية
مصر سنة 1313 هـ ، 2/337
، 356 ; و سنن
الترمذي
أبواب
الجنائز باب
ما جاء في
كراهية زيارة
القبور
للنساء المطبعة
المصرية
بالأزهر سنة 1350
هـ 2/276 .
[6]-
راجع سفر
الخروج ،
الاصحاح 40/35ـ38 ; و
سفر الاعداد
الاصحاح 35ـ38 .
[7]-
صحيح البخاري
، كتاب
الأنبياء ،
باب يزفون النسلان
في المشي 2/158 و 159 .
[8]-
راجع تفسير
الآيات في كتب
التفسير ،
كتفسير
الطبري 15/132ـ149 ، وتفسير القرطبي
10/379 ، وتفسير ابن
كثير 5/121ـ128 .
[9]- أ ـ
صحيح مسلم
كتاب الجنائز
باب زيارة
القبور 2/672 ح977 ،
ط.دار احياء
التراث
العربي ـ
بيروت .
ب ـ سنن
النسائي كتاب
الجنائز باب
زيارة القبور
4/89 ، ط.دار احياء
التراث
العربيـبيروت.
ج ـ سنن
ابن ماجة كتاب
الجنائز باب
ما جاء في زيارة
القبور 1/500ـ501 ،
ط.دار احياء
الكتب
العربية سنة 1372
هـ .
د ـ سنن
الترمذي باب
الجنائز 4/274 ،
المطبعة المصرية
بالأزهر سنة 1350
هـ .
هـ ـ سنن
أبي داود كتاب
الجنائز باب
في زيارة القبور
3/218 ح3235 ط.دار
احياء السنة
النبوية .
و ـ و في
موطأ مالك عن
أبي سعيد
الخدري ، كتاب
الضحايا ، باب
ادخار لحوم
الأضاحي 2/485
ط.دار احياء
التراث
العربي .
[10]-
سنن ابن ماجة
كتاب الجنائز
، باب ما جاء
في زيارة
القبور ،
ط.دار الكتب
العربية
سنة 1372 هـ ، 1/501 ،
ح1571 .
([11])
راجع ذكر خبر
إسماعيل (ع)
وولده في كلّ
من سيرة ابن
هشام ، ط .مصر
سنة 1355هـ ، 1 /6 .
وتأريخ
الطبري ، ط .
اوربا 1/352 .
وتأريخ ابن
الأثير ،
ط .اوربا 1/89 .
وتأريخ ابن
كثير 1/3 19 . ومادّة :
( حجر ) من معجم
البلدان .
([13])
الاكتفاء في
مغازي
المصطفى
والثلاثة
الخلفاء / 119 ،
تصحيح هنري
ماسة ، مطبعة
جول كريونل ،
الجزائر ، 1931
م .
([14]) ابن
جبير هو محمد
بن أحمد بن
جبير الكناني
الأندلسي ،
البلنسي
الأصل ،
الغرناطي الاستيطان .
ولد ليلة
السبت عاشر
ربيع الأوّل
سنة 540 أو سنة 539
هـ ، وتوفّي
بالإسكندرية
ليلة
الأربعاء ،
التاسع أو
السابع
والعشرين
لشعبان سنة 616
هـ . وكان
أديباً بارعاً ،
شاعراً
مجيداً ،
سريّ النفس ،
كريم
الأخلاق ، من
علماء
الأندلس
بالفقه
والحديث . ==
==
ورحلة ابن
جبير : كتاب
وصف فيه ابن
جبير رحلة قام
بها للحجّ ،
استغرقت
عامين وثلاثة
أشهر
ونصفاً ، من
يوم الإثنين
التاسع عشر
لشهر شوال 578
هـ ، إلى يوم
الخميس
الثاني والعشرين
لمحرّم 581
هـ ، وزار
فيها مصر
وبلاد العرب
والعراق
والشام
وصقلية
وغيرها . ووصف هذا
الرحالة
المدن التي
مرّ بها ،
والمنازل التي
حلّ فيها من
هذه الأقطار
جميعاً .
وقد نقلنا
ما أوردناه
هنا من ط . دار
مصر للطباعة
عام 1374 هـ ،
تحقيق
الدكتور حسين
نصار /63 ،
ورجعنا إلى
مقدمة الكتاب
في ترجمة ابن
جبير .
[15]-
مثير الغرام
الساكن إلى
أشرف الأماكن
ط.دار الراية
للنشر في
الرياض سنة 1415
هـ ص218 لابن
الجوزي ، و
العذارى : جمع
العذراء البكر
.
[16]-
على ما جاء
بهامش أخبار
مكة ص123 .
[17]-
مختصر كتاب
البلدان ،
تأليف أبي بكر
أحمد بن
الفقيه
الهمداني
(ت:340هـ) ط.بريل
بليدن سنة 1302هـ ص17
.
==باب علل
الحجّ ،
ح3 ،ط .دار
الكتب
الإسلامية ،
طهران 1390هـ ،
2/125ـ126، وباب نكت
في حجّ
الأنبياء
والمرسلين ،
ح 8 ، 2 / 149 . والوافي ،
كتاب الحجّ ،
باب حجّ
إبراهيم
وإسماعيل
(عليهما
السلام) ، ط .
الاُولى 8 / 28 .
والبحار ،
كتاب
النبوة ، باب
أحوال أولاد
إبراهيم (عليه
السلام)وأزواجه
وبناء
البيت ، ح 41 ، 5 /
143 ، و ح 54 ، 5 / 144 .
([19]) فروع
الكافي ،
كتاب الحجّ ،
باب حجّ إبراهيم
(عليه
السلام) ، ح
15 ، 4 / 210 .
والبحار عن الصدوق ،
كتاب
النبوة ، باب
أحوال أولاد
إبراهيم (عليه
السلام) ، ح
40 ، 5 / 142 ، ط .
الاُولى كمباني ،
وباب أخبار
أولاد
إبراهيم ، ح
55 ، 5/144 . والوافي ،
كتاب الحجّ ،
باب
حجّ إبراهيم
8/28 .
([20]) فروع
الكافي ،
كتاب الحجّ ،
باب حجّ إبراهيم ،
ح 16 ، 4 / 210 .
والوافي ،
كتاب الحجّ ،
باب حجّ
إبراهيم 8 / 28 .
والبحار ، ح
56 ، 5 / 144 .
[21]-
معجم البلدان
1/100 .
[22]-
مختصر تاريخ
دمشق لابن
عساكر 2/100 .
[23]-
طبقات ابن سعد
، ط.بيروت سنة 1376
هـ 1/116 ، و سنن
النسائي كتاب
الجنائز ، باب
زيارة قبر
المشرك 1/267 ; و سنن
أبي داود كتاب
الجنائز باب
زيارة القبور ح3234
، 3/218 ; وسنن ابن
ماجة ، كتاب
الجنائز باب
ما جاء في
زيارة قبور
المشركين ، ح1572
، 1/501 .
[24]-
طبقات ابن سعد
2/292 ـ 294 ; و سيرة ابن
هشام 4/343 .
[25]-
السنن الكبرى
للبيهقي 5/246 ; و
سنن
الدارقطني 2/278 ; و
اتحاف السادة
المتقين
للزبيدي 4/416 ; و
ترواء الغليل
للباني 4/335 ; و
كنز العمال
ط.حيدرآباد
الدكن 5/70 ; و مجمع
الزوائد
للهيثمي 4/2 ; و
الدر المنثور
للسيوطي 1/237 ; و
المعجم
الكبير
للطبراني 12/407 .
[26]-
مسند
الطيالسي
(ت204هـ)
ط.حيدرآباد
سنة 1326هـ ص12 ; و كنز
العمال ، ط.حيدرآباد
الدكن 20/161 ; و في
مختصر تاريخ
دمشق 2/406 ; المطالب
العالية لابن
حجر 1254 ; و الدر
المنثور 1/237 ; و المعجم
الكبير
للطبراني 12/417 .
[27]-
إرشاد الساري
للقسطلاني ،
ط.بيروت ، دار
إحياء التراث
العربي ، 2/406ـ407 ;
والوفاء بأحوال
المصطفى لابن
الجوزي ،
ط.بيروت ، دار
المعرفة ، 2/804 ; و
مثير الغرام
الساكن ص300 ; و
وفاء الوفاء
لنور الدين
السمهودي 4/1405 .
[28]-
مسند أحمد 5/422 ; و
المستدرك
للحاكم ، كتاب
الفتن ، 4/515 ; و
مجمع الزوائد
كتاب الخلافة باب
ولاية
المناصب غير
أهلها ،
ط.بيروت دار
الكتاب 5/245 ، و
بلفظ آخر 4/2 منه .
[29]-
تاريخ ابن
عساكر 7/137 في
ترجمة
ابراهيم بن
محمد
الأنصاري ،
ط.بيروت
سنة 1415هـ ;
وسير أعلام
النبلاء
للذهبي 1/358 في
ترجمة بلال ;
وتهذيب
الكمال للمزي 4/289 ; و
وفاء الوفاء
للمهودي 4/1356 .
[30]-
سنن ابن ماجة
2/1320ـ1321 ، كتاب
الفتن ، باب
مَن ترجى له
السلامة من
الفتن .