على
مائدة الكتاب
والسُّنّة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
13
التوسّل
بالنبيِّ (ص)
و التبرّك
بآثاره
تأليف
السيد مرتضى
العسكري
( وَإذْ
قَالَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ
يبَني
إِسرائيلَ
إِنّي رَسُولُ
الّلهِ
إِلَيْكُم
مُصَدِّقاً
لِمَا بَيْنَ
يَدَىَّ مِنَ
التَّورَاةِ
وَ مُبَشِّراً
بِرَسُول
يَأْتي مِن
بَعْدِي
اسْمُهُ أَحْمَدُ ) الصف/ 6
( إِنَّ
الّلهَ وَ
مَلاَئِكَتَهُ
يُصَلُّونَ
عَلَى
النَّبىِّ
يَا أَيُّها
الَّذينَ
آمَنُوا
صَلُّوا
عَلَيْهِ وَ
سَلِّمُوا
تَسْلِيماً )
الاحزاب / 56
الوحدة
حول مائدة
الكتاب و
السنّة
بسم
الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله
رب العالمين ،
و الصَّلاة
على محمّد و
آله
الطاهرين ، و
السلام على
أصحابه البرره
الميامين .
و بعد :
تنازعنا
معاشر المسلمين
على مسائل
الخلاف في
الداخل ففرّق
أعداء
الإسلام من
الخارج
كلمتنا من حيث
لا نشعر ،
وضعفنا عن
الدفاع عن
بلادنا ، و
سيطر الأعداء
علينا ، و قد
قال سبحانه و
تعالى : (وَ أَطِيعُوا
اللّهَ وَ
رَسُولَهُ وَ
لاَ تَنَازَعُوا
فَتَفْشَلُوا
وَتَذْهَبَ
رِيحُكُمْ) (الانفال
/ 46)
و ينبغي
لنا اليوم و
في كل يوم أن
نرجع إلى الكتاب
والسنّة في ما
اختلفنا فيه و
نوحّد كلمتنا
حولهما ،
كما قال تعالى :
(
فإنْ تَنَازَعْتُم
في شَىْء
فَرُدُّوهُ
إلَى اللّهِ
وَ؟؟؟الرَّسُولِ
) (النساء / 59)
و في هذه
السلسلة من
البحوث نرجع
إلى الكتاب
و السنّة
و نستنبط
منهما ما ينير
لنا السبيل في
مسائل الخلاف
، فتكون بإذنه
تعالى وسيلة
لتوحيد
كلمتنا .
راجين من
العلماء أن
يشاركونا في
هذا المجال ،
و يبعثوا
إلينا بوجهات
نظرهم على
عنوان :
بيروت -
ص.ب 124/24 العسكري
مخطط
البحث
أ
ـ
التبرّك بآثار
النبيّ (ص) : …8
التبرّك ببصاق
النبيّ (ص) : …8
التبرّك بوضوء النبي (ص) : …8
التبرّك
بنخامة
النبيّ (ص) : …8
التبرّك بشعر
النبيّ (ص) : …11
التبرّك بلباس
النبيّ
(ص) : …12
التبرّك بسهم
النبيّ (ص) : …12
التبرّك بموضع كفّ النبيّ (ص) : …12
ب
ـ
الاستشفاع برسول اللّه (ص) : …17
أوّلا ـ
التوسّل بالنبيّ (ص)
قبل
أن يُخلق : …17
ثانياً ـ
التوسّل بالنبيّ (ص)
في حياته : …17
ثالثاً ـ
التوسّل بالنبيّ (ص)
بعد وفاته : …17
ج
ـ
الاستشفاع و
التوسّل بقبر
النبيّ (ص) : …21
د ـ
الاستشفاع
بالعبّاس عمّ
النبيّ (ص) : …21
هـ ـ
الاستشفاع بلباس النبيّ (ص)
ليُهوّن ضغطة
القبر : …21
التوسّل
بالنبى (ص)
والتبرّك
بآثاره في
حياته و بعد
مماته
يرى البعض
حول صفات
الأنبياء :
أنّ
التبرّك
بآثار
الأنبياء
واتّخاذ
قبورهم محلاّ
للعبادة شرك .
وأنّ
البناء على
قبورهم في حدّ
الشرك .
وأنّ
الاحتفال
بأ يّام
مواليدهم
ومواليد الأولياء
معصية وبدعة
محرّمة .
وأنّ
التوسّل إلى
اللّه بغيره
في حدّ الشرك ،
والاستشفاع برسول
اللّه (ص) بعد
وفاته مخالف
للشرع الإسلامي .
ويستدلّ
مخالفوهم بما
يأتي :
أ
ـ
التبرّك بآثار
النبيّ (ص) :
يستدلّون
على مشروعية
التبرّك
بآثار الأنبياء
بما تواتر
نقله في جميع
كتب الحديث
أنّ الصحابة
تبرّكوا
برسول اللّه
(ص) وآثاره في
حياة الرسول
(ص) بمباشرته ،
ودعوته
بذلك ،
وتبرّكوا
ـ أيضاً ـ
بآثاره بعد
وفاته ، وفي
ما يأتي
بعض ما يستدلّون
به :
التبرّك ببصاق
النبيّ (ص) :
في صحيح
البخاري عن
سهل بن سعد في
باب ما قيل في
لواء
النبيّ (ص)
من كتاب
المغازي([1])(ص)قال
يوم خيبر :
لاُعطينّ هذه
الراية غداً رجلا
يفتح اللّه
على يديه ،
يحبّ اللّه
ورسوله ،
ويحبّه اللّه
ورسوله .
قال : فبات الناس
يدوكون
ليلتهم
أ يّهم
يعطاها . فلمّا
أصبح الناس
غدوا على
رسول اللّه
(ص) كلّهم يرجو
أن يعطاها
فقال : أين
عليّ ؟ فقيل :
هو يا رسول
اللّه يشتكي
عينيه . فأرسل
فاُتي به ...
ولفظه في كتاب
الجهاد
والسير([2])فدعي
له ، فبصق
في عينيه ،
فبرأ مكانه
حتّى كأ نّه
لم يكن به
شيء ... الحديث .
وفي لفظ
سَلَمَة بن
الأكوع بصحيح
مسلم :
قال :
فأتيت علياً
فجئت به أقوده
وهو أرمد حتّى
أتيت به
رسول
اللّه (ص)
فبصق في عينيه
فبرأ وأعطاه
الراية ... الحديث([3]) .
التبرّك بوضوء النبي (ص) :
في صحيح
البخاري عن
أنس بن مالك
قال : رأيت رسول
اللّه (ص) و
حانت صلاة
العصر ،
فالتمس الناس
الوضوء فلم
يجدوه . فأتى
رسول اللّه (ص)
بوضوء ، فوضع
رسول اللّه في
ذلك الإناء
يده ، وأمر
الناس أن
يتوضّأوا
منه .
فرأيت الماء
ينبع من تحت
أصابعه حتّى
توضّأوا من
عند آخرهم([4]) .
وفي رواية
اُخرى عن جابر
بن عبد اللّه
أ نّه قال :
قد رأيتني
مع النبيّ (ص)
وقد حضر العصر
وليس معنا ماء
غير فضلة ،
فجُعل في إناء
فأتى النبي (ص)
به ، فأدخل
يده فيه ،
وفرّج أصابعه
ثمّ قال :
حيّ على أهل
الوضوء ،
البركة من
اللّه . فلقد
رأيت الماء
يتفجّر من بين
أصابعه ،
فتوضّأ الناس
وشربوا .
فجعلت لا آلو
ما جعلت في
بطني منه
فعلمت أ نّه
بركة ـ فقيل
لجابر : ـ كم
كنتم يومئذ ؟
قال : ألفاً
وأربعمائة .
وفي رواية :
خمس عشر مائة([5]) .
التبرّك
بنخامة
النبيّ (ص) :
روى
البخاري في
صلح
الحديبية ،
عن عروة بن مسعود ،
قال عن
رسول اللّه (ص)وأصحابه :
واللّه ما
تنخّم رسول
اللّه
(ص)نخامة إلاّ
وقعت في كفّ رجل
منهم
فدلك بها
وجهه وجلده ،
وأ نّه إذا توضّأ
كادوا
يقتتلون على
وضوئه([6]) .
التبرّك بشعر
النبيّ (ص) :
روى مسلم
في صحيحه :
أنّ رسول
اللّه (ص)أتى
منى وحلق رأسه
بعد أن رمى
ونحر ( ثمّ جعل
يعطيه
الناس ) .
وفي رواية
اُخرى :
أ نّه دعا الحالق
فحلقه فأعطاه
أبا طلحة
فقال :
اقسمه
بين الناس([7]) .
وروى
أيضاً عن أنس
قال :
لقد رأيت
رسول اللّه (ص)
و الحلاّق
يحلقه وأطاف
به أصحابه .
فما يريدون أن
تقع شعرة إلاّ
في يد رجل([8]) .
وفي ترجمة
خالد باُسد
الغابة : أنّ
خالد بن الوليد
كان له الأثر
المشهود
في قتال
الفرس والروم ،
وافتتح
دمشق ، وكان
في قلنسوته
التي يقاتل
بها شعر
من شعر رسول
اللّه (ص)
يستنصر به
وببركته ،
فلا يزال منصوراً .
وفي
ترجمته
ـ أيضاً ـ
باُسد الغابة
والإصابة
ومستدرك
الحاكم
ـ واللفظ
له ـ :
أنّ خالد
بن الوليد فقد
قلنسوة له يوم
اليرموك
فقال :
اطلبوها . فلم
يجدوها . ثمّ طلبوها
فوجدوها ،
وإذا قلنسوة
خلقة ، فقال خالد :
اعتمر رسول
اللّه (ص)فحلق
رأسه وابتدر الناس
جوانب شعره
فسبقتهم إلى
ناصيته فجعلتها
في هذه
القلنسوة ،
فلم أشهد
قتالا وهي معي
إلاّ رزقت
النصر([9]) .
وروى
البخاري :
أ نّه كان عند
اُمّ سلمة زوج
النبي (ص) شيء
من
شعر النبي
فإذا اصاب إنساناً
عين أرسلوا
إليها قدحاً
من الماء تغمس
الشعر فيه ،
فيداوى من
اُصيب([10]) .
قال
عبيدة : لاَن
تكون عندي
شعرة منه
ـ أي النبي
(ص) ـ أحبّ
إليّ
من الدنيا
وما فيها([11]) .
التبرّك بلباس
النبيّ
(ص) :
عن عبد
الله مولى
أسماء ، عن
أسماء بنت أبي
بكر أنّها
أخرجت جبة
طيالسة إليّ
ذات أعلام خضر
، قالت :
كان رسول الله (ص)
يلبسها فنحن
نغسلها و
نستشفي بها([12]) .
و في صحيح
مسلم : هذه جبة
رسول الله (ص)
فأخرجت جبة
طيالسة
كسروية لها
لبنة ديباج و
فرجيها
مكفوفين
بالديباج
فقالت :
هذه كانت
عند عائشة حتى
قُبضت فلما
قُبضت قَبضتها
و كان
النبي (ص)
يلبسها فنحن
نغسلها للمرضى
يستشفى بها([13]) .
التبرّك بسهم
النبيّ (ص) :
روى
البخاري في
صلح الحديبية
وقال :
نزل
الرسول (ص)
بجيشه في أقصى
الحديبية على
ثمد قليل
الماء
يتبرّضه
الناس
تبرّضاً ،
فلم يلبثه
الناس حتّى
نزحوه وشكوا
إلى رسول
اللّه (ص)
العطش ،
فانتزع سهماً
من كنانته ثمّ
أمرهم أن
يجعلوه فيه
فواللّه ما زال
يجيش لهم
بالريّ حتّى
صدروا عنه([14]) .
التبرّك بموضع كفّ النبيّ (ص) :
في ترجمة
حنظلة من
الإصابة
ومسند أحمد ما
موجزه :
قال
حنظلة : دنا
بي جدّي إلى
النبي (ص)
فقال :
إنّ لي
بنين ذوي لحىً
ودون ذلك ،
وإنّ ذا أصغرهم ،
فادع اللّه
له . فمسح رأسه
وقال :
بارك
اللّه فيك أو
بورك فيه . قال
الراوي :
فلقد رأيت
حنظلة يؤتى
بالإنسان
الوارم وجهه أو
البهيمة
الوارمة
الضرع فيتفل
على يديه ويقول :
باسم اللّه ،
ويضع يده على
رأسه ويقول :
على موضع
كفّ رسول
اللّه (ص) .
فيمسحه عليه .
وقال
الراوي :
فيذهب الورم([15]) .
وفي لفظ
الإصابة :
ويقول :
باسم اللّه ،
ويضع يده على
رأسه موضع كفّ
رسول اللّه (ص)
، فيمسحه
عليه . ثمّ
يمسح موضع
الورم ، فيذهب
الورم .
*
* *
كان
انتشار
البركة من
رسول اللّه (ص)
إلى من حوله
كانتشار
الضوء
من الشمس
والشذى من
الزهر ، لا
ينفكّ عنه
أينما حلّ ،
في صغره
وكبره ، سفره
وحضره ، ليله
ونهاره ، سواء
أكان في خباء
حليمة
السعدية
رضيعاً ، أم
في سفره
إلى الشام
تاجراً ، أم
في خيمة اُمّ
معبد
مهاجراً ، أم
في المدينة
قائداً وحاكماً .
وما أوردناه
أمثلة من
أنواعها وليس من
باب
الإحصاء ،
فإنّ إحصاءها
لا يتيسّر للباحث ،
وفي ما
أوردناه
الكفاية لمن
كان له قلب أو
ألقى السمع
وهو شهيد .
وندرس بعد
هذا فيما يأتي
مسألة
الاستشفاع برسول
اللّه (ص) ثمّ
ندرس منشأ
الخلاف في
جملة ميّزات
رسول اللّه (ص)
على سائر
الناس
إن شاء اللّه
تعالى .
ب
ـ
الاستشفاع برسول اللّه (ص) :
يستدلّ
القائلون
بمشروعية
التوسّل
برسول اللّه (ص)
والاستشفاع
به في كلّ
زمان ، بأنّ
ذلك وقع برضاً
من اللّه قبل
أن يخلق
النبيّ (ص)وفي
حياته
وبعد وفاته ،
وكذلك يقع يوم
القيامة . وفي
ما يأتي
الدليل على
ذلك :
أوّلا ـ
التوسّل بالنبيّ (ص)
قبل
أن يُخلق :
روى جماعة
منهم الحاكم
في
المستدرك ،
من حديث عمر
بن الخطاب رضى
الله عنه
أنّ آدم
لمّا اقترف
الخطيئة
قال :
يا ربّ
أسألك بحقّ
محمد لما غفرت
لي . فقال اللّه :
يا آدم
وكيف عرفت
محمداً ولم
أخلقه ؟
قال :
يا ربّ
لأ نّك لمّا
خلقتني
بيدك ، ونفخت
فيّ من روحك ،
رفعت رأسي ،
فرأيت على
قوائم العرش
مكتوباً : « لا
إله إلاّ
اللّه محمد
رسول اللّه »
فعلمت أنّك لم
تضف إلى اسمك
إلاّ أحبّ
الخلق إليك .
فقال اللّه :
صدقت يا
آدم ، إنّه
لأحبّ الخلق
إليّ ، ادعني بحقّه
فقد غفرت لك ،
ولولا محمد ما
خلقتك .
وذكره
الطبراني
وزاد فيه : « و هو
آخر الأنبياء من
ذريّتك»([16]) .
وأخرج
المحدّثون
والمفسّرون
في تفسير الآية :
( وَلَمَّا
جاءَهُمْ
كِتابٌ مِنْ
عِنْدِ اللّهِ
مُصَدِّقٌ
لِما
مَعَهُمْ
وَكانُوا
مِنْ قَبْلُ
يَسْتَفْتِحُونَ
عَلى الذِينَ
كَفَرُوا
فَلَمَّا
جاءَهُمْ
ما عَرَفُوا
كَفَرُوا
بِهِ
فَلَعْنَةُ
اللّهِ
عَلى
الكافِرِينَ )
البقرة / 89 :
أنّ اليهود من
أهل المدينة
وخيبر إذا
قاتلوا من
يليهم من مشركي
العرب من
الأوس والخزرج
وغيرهما قبل
أن يبعث
النبيّ ،
كانوا يستنصرون
به عليهم ،
ويستفتحون
لما يجدون ذكره
في التوراة ،
فيدعون على
الذين كفروا
ويقولون :
( اللّهم إنّا
نستنصرك
بحقّ النبيّ
الاُميّ إلاّ
نصرتنا
عليهم ) أو
يقولون : ( اللّهم
ربّنا انصرنا
عليهم باسم
نبيّك ... )([17]) .
فلمّا جاءهم
كتاب من عند
اللّه وهو
القرآن مصدّق
لما معهم ،
وهو التوراة
والإنجيل ، وجاءهم
ما عرفوا ،
وهو محمد
(ص)ولم يشكّوا
فيه ،
كفروا به ،
لأ نّه لم يكن
من بني
إسرائيل([18]) .
ثانياً ـ
التوسّل بالنبيّ (ص)
في حياته :
روى أحمد
بن حنبل
والترمذي
وابن ماجة
والبيهقي عن
عثمان بن
حنيف :
أنّ رجلا
ضرير البصر أتى
النبيّ (ص)
فقال :
ادعُ
اللّه أن
يعافيني .
قال :
إن شئت
دعوت ، وإن
شئت صبرت فهو
خير لك . قال :
فادعُ .
قال :
فأمره أن
يتوضّأ فيحسن
وضوءه ويدعو
بهذا الدعاء :
« اللّهم
إنّي أسألك
وأتوجّه
بنبيّك محمد
نبيّ الرحمة .
يا محمد ،
إنّي توجّهت
بك إلى ربّي
في حاجتي
لِتُقضى لي .
اللّهم شفّعه
فيّ »([19]) .
صحّحه
البيهقي
والترمذي .
ثالثاً ـ
التوسّل بالنبيّ (ص)
بعد وفاته :
روى
الطبراني في
معجمه الكبير من
حديث
عثمان بن حنيف :
أنّ رجلا
كان يختلف إلى
عثمان بن
عفّان (رضى الله
عنه) في حاجة
له ، فكان لا
يلتفت إليه ،
ولا ينظر في
حاجته ، فلقي
ابن حنيف فشكا
إليه ذلك .
فقال عثمان بن
حنيف : ائت
الميضاة
فتوضّأ ، ثمّ
ائت المسجد
فصلّ
ركعتين ، ثمّ
قل :
« اللّهم
إنّي أسألك
وأتوجّه إليك
بنبيّنا محمد
(ص) نبيّ الرحمة .
يا محمد ،
إنّي أتوجّه
بك إلى ربّي
لتقضي
حاجتي » .
وتذكر حاجتك .
فانطلق
الرجل فصنع ما
قال له . ثمّ
أتى باب عثمان
بن عفّان ،
فجاءه
البوّاب ،
فأخذ بيده ، فأدخله
على عثمان ،
فأجلسه معه
على الطنفسة ،
فقال : ما
حاجتك ؟
فذكر حاجته ،
فقضاها له ،
ثمّ قال له :
ما ذكرت حاجتك
حتّى كانت
الساعة ، وقال : ما
كان لك من
حاجة فاذكرها([20]) .
ج
ـ
الاستشفاع و
التوسّل بقبر
النبيّ (ص) :
جاء في
سنن الدارمي و
وفاء الوفاء
للسمهودي عن
أوس بن عبد الله
قال : قحط أهل
المدينة
قحطاً شديداً
فشكوا الى
عائشة فقالت :
انظروا قبر
النبي (ص)
فاجعلوا منه
كوة إلى
السماء حتى لا
يكون بينه و
بين السماء
سقف قال
ففعلوا
فمطرنا
مطراً حتى نبت
العشب و سمنت
الإبل([21]) .
د ـ
الاستشفاع
بالعبّاس عمّ
النبيّ (ص) :
في صحيح
البخاري :
أنّ عمر بن
الخطاب رضى
الله عنه كان
إذا قحطوا
استسقى
بالعباس بن
عبد المطلب
فقال :
اللّهم
إنّا كنّا
نتوسّل إليك
بنبيّنا فتسقينا ،
وإنّا نتوسّل
إليك بعمّ
نبيّنا
فاسقنا .
قال : فيسقون([22]) .
كان
الاستشفاع
بالعباس
لأ نّه عمّ
رسول اللّه (ص)
وليس لصفة
اُخرى فيه .
هـ ـ
الاستشفاع بلباس النبيّ (ص)
ليُهوّن ضغطة
القبر :
في كنز
العمال و
الإستيعاب و
أسد الغابة و
الإصابة في
ترجمة فاطمة
بنت أسد عن
إبن عباس لمّا
ماتت فاطمة
بنت أسد أم
أمير
المؤمنين علي
بن أبي
طالب عليه السلام
« أالبسها
رسول الله (ص)و
آله قميصه و
اضطجع معها في
قبرها فقالوا
ما رأينا صنعت
ما صنعت بهذه
فقال : إنه لم
يكن أحد بعد
أبي
طالب أبرّ
بي منها أنّما
ألبستها
قميصي لتكتسي
من حلل الجنة
و اضطجعت
معها ليهون
عليها » ([23]) .
وفي طبقات
ابن سعد عن
سهل بن سعد
قال :جاءت امرأة
الى رسول
الله (ص)
ببردة منسوجة
فيها
حاشيتاها ;
قال سهل :
وتدرون ما البردة
؟ قالوا :
الشملة ، قال :
نعم هي
الشملة ; فقالت
: يا رسول
الله نسجتُ
هذه البردة
بيدي فجئت بها
أكسوكها قال :
فأخذها رسول
الله (ص) ، محتاجاً
إليها ، فخرج
علينا و إنها
لإزاره ، فجسّها
فلان بن فلان
، لرجل من القوم
سمّاه ، فقال :
يا رسول الله
ما أحسن هذه البردة
أكسنيها !
فقال : نعم ،
فجلس ما شاء
الله في
المجلس ثم رجع
، فلما دخل
رسول الله (ص)
طواها ثمّ
أرسل بها إليه
، فقال له
القوم : ما
أحسنتَ ،
كسِبَها رسول
الله (ص)
محتاجاً
اليها ثمّ سألته
إياّها و قد
علمتَ أنّه لا
يَرُد سائلاً
! فقال الرجل : و
الله ما سألته
إيّاها
لألبسها و لكن
سألته إيّاها
لتكون كفني
يوم أموت ،
قال سهل :
فكانت كفنه
يوم مات ([24]) .
صدر
للمؤلف
أ ـ دراسات
قرآنية : مجلد
ـ
القِآن الكريم
وروايات
المدرستين 2
ب ـ دراسات في
سبيل تمحيص
سنّة الرسول
(ص) :
ـ
أحاديث أم
المؤمنين
عائشة 2
ـ
عبد الله بن
سبأ 2
ـ
خمسون و مائة
صحابي مختلق 2
ج ـ دراسات في
العقائد :
ـ
عقائد
الإسلام من
القِآن
الكريم 2
ـ
معالم
المدرستين 3
ـ
قيام الائمة
بإحياء
السنّة 1
جزء
ـ
نقش أئمة در
إحياء دين ـ
باللّغة
الفارسية 14
ـ مع
الدكتور
الوردي في
كتابه وعّاض
السلاطين 1
د ـ دراسات في
العقائد و
الأحكام :
ـ
على مائدة
الكتاب و
السنّة 13
([1]) صحيح
البخاري ،
كتاب
المغازي ،
باب غزوة خيبر
3 / 35 . وكتاب
الجهاد
والسير ،
الباب رقم
102 ، 2 / 108 ، وباب
ما قيل في
لواء النبي 2 /
111 ، وباب فضل
من أسلم
على يديه
رجل 2 / 115 . وكتاب
فضائل أصحاب
النبي ، باب
مناقب عليّ بن
أبي طالب 2 / 199 .
وصحيح مسلم ،
كتاب فضائل
الصحابة ،
باب من فضائل
عليّ بن أبي
طالب (رض)، ح32
و 34 ، وباب
غزوة ذي قرد
وغيرها ، ح 132 .
وسنن
الترمذي ،
كتاب
المناقب ، باب مناقب
عليّ بن أبي
طالب 13 / 172 .
([5]) صحيح
البخاري ،
كتاب
الأشربة ،
باب شرب
البركة
والماء
المبارك 3 / 219 .
وسنن النسائي ،
كتاب
الطهارة ،
باب الوضوء من
الإناء 1 / 25 . ومسند
أحمد 1 / 402 . وسنن
الدارمي عن
عبد اللّه بن
عمر ، المقدمة ،
باب ما أكرم
اللّه النبي
(ص) من تفجير
الماء من بين
أصابعه 1 / 15 .
([6]) صحيح
البخاري ،
كتاب
الشروط ، باب
الشروط في
الجهاد
والمصالحة مع
أهل الحرب
وكتابة
الشروط 2 / 82 ،
وكتاب الوضوء
منه ، باب
البزاق
والمخاط
ونحوه ... 1 / 38 ،
وباب استعمال
فضل وضوء
الناس ... 1 / 33 .
ومسند أحمد 4 / 329
و 330 .
([7]) صحيح
مسلم ، كتاب
الحجّ ، باب
بيان أنّ
السنّة يوم
النحر أن يرمي
ثمّ ينحر ثمّ
يحلق ،
والابتداء في
الحلق
بالجانب
الأيمن من رأس
المحلوق ، ح 323
و 326 .
وراجع ح 324 و 325
منه في سنن
أبي داود
بكتاب المناسك ،
باب الحلق
والتقصير ،
ح 1981 ، 2 / 203 . وطبقات
ابن سعد 1 / 135 .
ومسند أحمد 3 /
111 ، 133 ، 137 ، 146 ،
208 ، 214 ، 239 ، 256
و 287 ، و 4 / 42 .
ومغازي
الواقدي / 429 .
([9])
المستدرك
للحاكم ،
كتاب معرفة
الصحابة ،
باب مناقب
خالد بن
الوليد 3/ 299 .
واللفظ له
وبترجمة خالد
في اُسد
الغابة والإصابة .
وموجز الخبر
بمنتخب كنز
العمّال بهامش مسند
أحمد 5/178 .
وتأريخ ابن
كثير 7 / 113 .
([11]) طبقات
ابن سعد 6 / 63 .
وصحيح
البخاري ، كتاب
الوضوء ، باب
الماء الذي
يغسل به
شعر الإنسان
1 / 31 .
[12]-
مسند أحمد 6 / 348
طبقات ابن سعد
1 / 22 باب ذكر لباس
النبى (ص)
تاريخ
الإسلام
للذهبى
(السيرة
النبوية) ص 503
السيرة
النبوية و
الآثار
المحمدية 2 / 225 ط
بيروت .دار
المعرفة .
الطبعة
الثانية .
[13]-
صحيح مسلم : 3 / 1641
كتب اللباس و
الزينة باب
تحريم استعمال
إناء الذهب و
الفضة رقم
الحديث (2069)
([14]) صحيح
البخاري ،
كتاب
الشروط ، باب
الشروط في
الجهاد
والمصالحة مع
أهل الحرب
وكتابة
الشروط 2 / 81 .
وراجع كتاب
المغازي
منه ، باب غزوة
الحديبية .
وراجع طبقات
ابن سعد 3 / 29 ،
وباب ذكر
علامات بعد
نزول الوحي 1 / ق 1 /
118 . ومغازي
الواقدي / 247 .
([15]) مسند
أحمد 5 / 68 ،
وتفصيله
بترجمة حنظلة بن
حذيم بن حنيفة
التميمي في
الإصابة
وفي لفظه ،
وأورد الخبر
أيضاً بأسناد
اُخرى .
([16]) مستدرك
الحاكم ،
كتاب التأريخ
في آخر كتاب
البعث 2 / 615 . ومجمع
الزوائد 8/253 .
وتحقيق
النصرة
للمراغي ( ت :
816 هـ ) / 113 ـ 114 . وهو
الذي نقله عن
الطبراني .
([17]) يظهر من
الروايات
أ نّهم كانوا
يدعون بأمثال
هذه الأدعية
ممّا فيه
التوسّل بالنبيّ
(ص) إلى اللّه
جلّ اسمه .
([18]) تواتر
الروايات
بالمضمون
الذي أوردناه
في كلّ من :
دلائل
النبوّة
للبيهقي / 343 ـ 345 .
وتفسير الآية
89 من سورة
البقرة
بتفسير محمد
ابن جرير
الطبري 1 / 324 ـ 328 .
وتفسير
النيشابوري
بهامشه 1 / 333 .
والحاكم
بتفسير الآية
89 من سورة
البقرة من
كتاب التفسير
بمستدركه 4 / 263 . وتفسير
السيوطي عن
دلائل
النبوّة لأبي
نعيم . وتفسير
محمد بن عبد
حميد . وتفسير
أبي محمد عبد
الرحمن
ابن أبي حاتم
بن إدريس
الرازي . وتفسير
أبي بكر محمد
بن إبراهيم بن
المنذر النيسابوري
( ت : 310 هـ ) .
([19]) مسند
أحمد 4 / 138 . وسنن
الترمذي ،
كتاب الدعوات
13 / 80 ـ 81 . وسنن ابن
ماجة ، كتاب
إقامة الصلاة
والسنّة
فيها ، باب ما
جاء في صلاة
الحاجة ، ح
1385 ، ص 441 .
وابن الأثير
بسنده بترجمة
عثمان بن حنيف
من اُسد
الغابة .
والبيهقي
برواية صاحب
كتاب تحقيق
النصرة عنه .
تحقيق النصرة
/ 114 .
وأوردنا لفظ
إمام
الحنابلة
أحمد لأنّ
المنكرين
للشفاعة من
أتباع
الشيخين :
ابن تيمية وابن عبد
الوهاب هم من
أتباع ابن
حنبل .
([22]) صحيح
البخاري ،
كتاب
الاستسقاء ،
باب سؤال
الناس الإمام
الاستسقاء
إذا قحطوا ، وكتاب
فضائل أصحاب
النبي ، باب
مناقب العباس
بن عبد المطلب
2 / 200 ، و 1 / 124 .
وسنن
البيهقي ، كتاب
صلاة
الاستسقاء ،
باب
الاستسقاء
بمن ترجى بركة
دعائه 3 / 352 .
([23]) كنز
العمال : 12 / 147 رقم
الحديث 34424 ،
والإصابة : 8 / 160 ،
وأسد الغابة : 5 / 517 ، و
الإستيعاب في
هامش الإصابة
4 / 328 ط.مصر مطبعة السعادة
سنة 1328 و صفوة
الصفوة 2 / 54 في
ترجمة فاطمة
بنت أسد ، و ذخائر
العقبى : ص 55-56 ، و
الفصول
المهمة لابن
الصبّاغ
المالكي ص 31-32 ، و
وفاء الوفاء : 3 /
897-898 ، و ينابيع
المودة .