الفهرس

الفصل الثامن في أنّه(ع) أقرب الناس من رسول اللَّه(ص) و الخليفة بعده

 

أ . توسّط بيته(ع) بيوت النبيّ(ص)

1 . ابن مردويه، قال رجل لابن عمر: حدّثني عن عليّ بن أبي طالب.
قال: تريد أن تعلم ما كانت منزلته من رسول اللَّه(ص)؟ فانظر إلى بيته من بيوت رسول اللَّه، هو ذاك بيته أوسط بيوت النبيّ.(1)

ب . قوله(ص): عليّ أخي، رفيقي، خير إخوتي، أخي في‏الدنيا والآخرة

سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى‏:
(وَأُوْلُواْ الأَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى‏ بِبَعْضٍ فِى كِتَبِ اللَّهِ)(2)
وقوله تعالى‏:
(وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَنًا عَلَى‏ سُرُرٍ مُّتَقَبِلِينَ).(3)
2 . ابن مردويه، عن زيد بن أرقم، عن النبيّ« أنّه قال لعليّ: «أنت أخي ورفيقي».(4)
3 . ابن مردويه، عن ابن عباس‏2، قال: قال رسول اللَّه«: «خير إخوتي عليّ، وخير أعمامي حمزة».(5)
4 . ابن مردويه، عن حذيفة بن اليمان‏2، قال: آخى‏ رسول اللَّه« بين المهاجرين والأنصار، كان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال: «هذا أخي».
قال حذيفة: فرسول اللَّه« سيّد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول ربّ العالمين الّذي ليس له شبه ولا نظير، وعليّ أخوه!(6)
5 . ابن مردويه، عن جابر، عن النبيّ« أنّه قال: «مكتوب على‏ باب الجنّة: محمّد رسول اللَّه، عليّ بن أبي طالب أخو رسول اللَّه« قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام».(7)
6 . ابن مردويه، بإسناده عن ابن عمر، أنّ عليّاً قال: «يا رسول اللَّه، قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟» قال: «أما ترضى‏ أن أكون أخاك»، قال: «بلى‏». قال: «أنا أخوك في الدنيا والآخرة».(8)
7 . ابن مردويه، بإسناده عن اُمّ أيمن، أنّ النبيّ(ص) قال لها: «يا اُمّ أيمن، ادعي لي أخي».
قالت: من أخوك يا رسول اللَّه؟
قال: «عليّ». قالت: وأخوك فزوجته ابنتك؟!
قال: «نعم، أم واللَّه، قد زوّجتها كفواً شريفاً في الدنيا والآخرة».(9)

ج . قوله(ص): عليّ صاحبي، وزيري، وصيي، خليلي، صفيّي وأميني، خليفتي، موضع سرّي، خير من أخلف بعدي، يقضي ديني، ينجز عداتي

8 . ابن مردويه، عن ربيعة، أنّ النبيّ(ص) قال لعليّ: «أنت أخي وصاحبي ووزيري».(10)
9 . ابن مردويه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه(ص): «إنّ أخي ووزيري وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب».(11)
10 . ابن مردويه، عن أنس، قال: حدّثني سلمان الفارسي، أنّه سمع رسول اللَّه« يقول: «إنّ أخي ووزيري ووصيي وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب».(12)
11 . ابن مردويه، بإسناده عن البراء بن عازب، قال النبيّ(ع): «إنّ عليّاً أخي وخليلي».(13)
12 . ابن مردويه، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول اللَّه(ص): «إنّ خليلي ووزيري، وخليفتي وخير من أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز موعدي عليّ بن أبي‏طالب».(14)
13 . ابن مردويه، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم الغفاري، أخبرنا نصر بن مزاحم، أخبرنا أبوخالد الواسطي، عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن النبيّ(ص) قال: «يا عليّ، أنت الوزير والخليفة والوصي في الأهل والمال، وفي المسلمين في كل غيبة».(15)
14 . ابن مردويه، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم، أخبرنا يحيى‏ بن الحاى (كذا)، أخبرنا عبدالعزيز بن محمّد، عن يزيد بن الهار، عن محمّد بن إبراهيم، عن نافع بن عجير، عن أبيه، عن عليّ أن النبيّ(ص) قال له: «أمّا أنت فصفيّي وأميني»، قال: رضيت يا رسول اللَّه.(16)
15 . ابن مردويه، عن سلمان، قال: قال لي رسول اللَّه«: «هل تدري من كان وصي موسى‏»؟ قلت: يوشع بن نون. قال: فقال: «وصيي في أهلي، وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب».(17)
16 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري‏2، عن سلمان الفارسي، قال: قلت يا رسول اللَّه، لكلّ نبي وصي فمن وصيّك؟
فقال: «هل تعلم من وصي موسى‏؟»، قلت:نعم، يوشع بن نون.
قال: «لِمَ؟»، قلت: لأنّه كان أعلمهم.
قال: «فإنّ وصيي، وموضع سرّي، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب».(18)
17 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري‏2، عن سلمان‏2، قال: قلت يا رسول اللَّه، لكلّ نبي وصي فمن وصيّك؟ فسكت عني، فلمّا كان الغد أتى‏ فقال: «يا سلمان»، فأسرعت إليه وقلت: لبيك.
قال: «هل تعلم من وصي موسى‏؟».
قلت: نعم، يوشع بن نون.
قال: «لِمَ؟»، قلت: لأنّه أعلمهم.
قال: «فإنّ وصيي، وموضع سرّي، وخير من أترك بعدي، ينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب».(19)
18 . ابن مردويه، عن أنس بن مالك، عن سلمان، قال: قلت يا رسول اللَّه، عمّن نأخذ بعدك وبمن نثق؟ فسكت عني حتّى سألت عشراً، ثمّ قال:
«يا سلمان، إنّ وصيي، وخليفتي، وأخي، ووزيري، وخير من أخلف بعدي، عليّ بن أبي طالب، يؤدّي عنّي، وينجز موعدي».(20)
19 . ابن مردويه، حدّثني جدّي، حدّثنا أحمد بن محمود بن خرزاذ، أخبرنا أبوحصين القاضي، حدّثنا عبدالرحمان بن دبيس بن حميد، حدّثني محمّد ابن‏إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن مطير، عن أنس، عن سلمان، قال: قال رسول‏اللَّه(ص): «عليّ بن أبي طالب(ع) ينجز عداتي، ويقضي ديني».(21)
20 . ابن مردويه، أخبرني أبوبكر أحمد بن محمّد بن السري بن يحيى التميمي، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر، حدّثني أبي، حدّثنا عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم، حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن عليّ بن محمّد بن المنكدر، عن اُمّ سلمة زوج النبيّ(ص) - وكانت ألطف نسائه، وأشدّهن له حبّاً- وقال: وكان لها مولى يحضنها وربّاها، وكان لايصلي صلاة إلّا سبّ عليّاً وشتمه، فقالت له: يا أبة ماحملك على‏ سبّ عليّ؟
قال: لأنّه قتل عثمان وشرك في دمه!
فقالت له: أما إنّه لولا أنّك مولاي وربيتني، وأنّك عندي بمنزلة والدي، ماحدّثتك بسرّ رسول اللَّه(ص)، ولكن اجلس حتّى أحدّثك عن عليّ وما رأيته.
قد أقبل رسول اللَّه(ص)، وكان يومي - وإنّما نصيبي في تسعة أيام يوم واحد - فدخل النبيّ(ص) وهو مخلل أصابعه في أصابع عليّ، واضعاً يده عليه، فقال: «يا اُمّ سلمة اخرجي من البيت، واخليه لنا»، فخرجت، وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ولا أدري مايقولان، حتّى إذا أنا قلت: قد انتصف النهار! أقبلت فقلت: السلام عليكم، ألج؟
قال النبيّ(ص): «فلا تلجي»، فرجعت فجلست مكاني، حتّى إذا أنا قلت: قد زالت الشمس، الآن يخرج إلى الصلاة فيذهب يومي، ولم أرَ قط أطول منه، أقبلت أمشي حتّى وقفت على الباب.
فقلت: السلام عليكم، ألج؟
فقال النبيّ(ص): «نعم، فلجي»، فدخلت وعليّ واضع يده على‏ ركبتي رسول‏اللَّه(ص) قد أدنى‏ فاه من اُذن النبيّ(ص)، وفم النبيّ(ص) على‏ اُذن عليّ يتسارّان، وعليّ يقول: «أفأمضي وأفعل؟» والنبيّ(ص) يقول: «نعم»، فدخلت، وعليّ معرض وجهه حتّى دخلت وخرج.
فأخذني النبيّ(ص) في حجره فالتزمني، فأصاب منّي مايصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار، ثمّ قال لي:
«يا اُمّ سلمة، لاتلوميني، فإن جبرئيل أتاني من اللَّه تعالى‏ يأمر أن اُوصي به عليّاً من بعدي، وكنت بين جبرئيل وعليّ، وجبرئيل عن يميني، وعليّ عن شمالي، فأمرني جبرئيل أن آمر عليّاً بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة، فاعذريني ولاتلوميني، إنّ اللَّه اختار من كل اُمة نبيّاً، واختار لكلّ نبي وصيّاً، فأنا نبي هذه الاُمّة، وعليّ وصيي في عترتي وأهل بيتي، واُمّتي من بعدي».
فهذا ماشهدت من عليّ الآن يا أبتاه، فسبّه أو دعه.
فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار ويقول: «اللهمّ اغفر لي ماجهلت من أمر عليّ، فإنّ وليّي وليّ عليّ، وعدوّي عدوّ عليّ»، فتاب المولى‏ توبة نصوحاً، وأقبل فيما بقي من دهره يدعو اللَّه تعالى‏ أن يغفر له.(22)

د . قوله(ص): عليّ مني بمنزلة رأسي من بدني.

21 . ابن مردويه، حدّثنا جدّي، حدّثنا محمّد بن الحسين، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم - مولى‏ بني هاشم - حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم وليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه(ص): «عليّ منّي مثل رأسي من بدني».(23)
22 . ابن مردويه، حدّثني محمّد بن الحسين، حدّثنا هيثم بن خلف، حدّثنا أحمد ابن‏محمّد بن يزيد بن سليم - مولى‏ بني هاشم - حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا قيس بن الربيع، عن أبي هاشم وليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه(ص): «عليّ منّي منزلة رأسي من بدني».(24)

ه . قوله(ص): عليّ كنفسي

23 . ابن مردويه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبداللَّه بن زياد، حدّثنا الحسين ابن‏الهيثم الكسائي، حدّثنا محمّد بن الصباح الجرجاني، حدّثنا هيثم، عن حجاج ابن‏أرطاة، عن عمرو بن شعيب، عن جدّه، قال: قالت عائشة: من خير الناس بعدك يا رسول اللَّه؟ قال: «أبوبكر»، قلت: فمن خير الناس بعد أبي‏بكر؟ قال: «عمر»، فقالت فاطمة: يا رسول اللَّه لم‏تقل في عليّ شيئاً؟ قال: «عليّ نفسي، فمن رأيتيه يقول في نفسه شيئاً».(25)
24 . ابن مردويه، عن جابر بن عبداللَّه، قال: بعث النبيّ« الوليد بن عقبة إلى بني وليعة، وكان بينهم شحناء في الجاهليّة، فلمّا بلغ بني وليعة استقبلوه لينظروا ما في نفسه، قال: فخشي القوم، فرجع إلى رسول اللَّه« فقال: إنّ بني وليعة أرادوا قتلي ومنعوا الصدقة.
فلمّا بلغ بني وليعة الّذي قال عنهم الوليد لرسول اللَّه«، أتوا رسول اللَّه«، فقالوا: يا رسول اللَّه، لقد كذب الوليد، ولكنّه قد كانت بيننا وبينه شحناء، فخشينا أن يعاقبنا بالّذي كان بيننا.
فقال رسول اللَّه«: «لتنتهن يا بني وليعة، أو لأبعثن إليكم رجلاً عندي كنفسي، يقتل مقاتليكم، ويسبي ذراريكم، وهو هذا خير من ترون» - وضرب على‏ كتف عليّ‏بن أبي طالب -، فأنزل اللَّه تعالى‏ في الوليد بن عقبة:
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقُ‏م بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمَام بِجَهَلَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَى‏ مَا فَعَلْتُمْ نَدِمِينَ)(26).(27)

و . قوله(ص): عليّ خير البشر، خير البريّة، خير الأمّة بعد نبيّها

25 . ابن مردويه، حدّثنا أبوبكر أحمد بن كامل، وأحمد بن محمّد بن عمرو ابن‏سعيد الأخمس، قال: حدّثنا عبيد بن كثير العامري، قال: حدّثنا محمّد ابن‏عليّ‏الصيرفي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة اليماني، قال: قال رسول اللَّه(ص): «عليّ خير البشر فمن أبى‏ فقد كفر».(28)
26 . ابن مردويه، عن سالم بن أبي الحميد، قال: تذاكروا فضل عليّ عند جابر ابن‏عبداللَّه، قال: كان خير البشر.(29)
27 . ابن مردويه، عن عطيّة بن سعد، قال: دخلنا على‏ جابر بن عبداللَّه وهو شيخ كبير، فقلنا: أخبرنا عن هذا الرجل عليّ بن أبي طالب؟ فرفع حاجبيه ثمّ قال: «ذاك من خير البشر»، فقيل له: ماتقول في رجل يبغض عليّاً؟ فقال: «ما يبغض عليّاً إلّا كافر».(30)
28 . ابن مردويه، عن عطا، قال: سئلت عائشة عن عليّ(ع)؟ فقالت: ذاك من خير البريّة! ولايشك فيه إلّا كافر!(31)
29 . ابن مردويه، سُئل حذيفة عن عليّ(ع)؟ فقال: خير هذهِ الاُمّة بعد نبيها، ولايشك فيه إلّا منافق.(32)
30 . ابن مردويه، عن حبشي بن جنادة، قال: قال رسول اللَّه(ص): «خير من يمشي على الأرض بعدي عليّ بن أبي طالب(ع)».(33)
31 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال سلمان: رآني رسول اللَّه(ص) فناداني، فقلت: لبيك. فقال: «أشهدك اليوم عليّ بن أبي طالب خيرهم وأفضلهم».(34)
32 . ابن مردويه، عن أبي رافع، عن أبيه، قال: قال رسول اللَّه(ص) لعليّ(ع): «أنت خير اُمّتي في الدنيا والآخرة».(35)

ز . قوله(ص) لعليّ(ع): أنت مني بمنزلة هارون من موسى‏(36)

33 . ابن مردويه، عن سعد بن أبي وقاص: أنّ عليّ بن أبي طالب‏2 خرج مع النبيّ« حتّى جاء ثنية الوداع يريد تبوك، وعليّ يبكي ويقول: تخلّفني مع الخوالف. فقال رسول اللَّه«: «ألا ترضى‏ أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا النبوّة»؟!(37)
34 . ابن مردويه، عن عليّ‏2: أنّ رسول اللَّه« أراد أن يغزو غزاةً له، فدعا جعفراً فأمره أن يتخلَّف على المدينة فقال: لا أتخلف بعدك يا رسول اللَّه أبداً. فدعاني رسول اللَّه«، فعزم عليَّ لما تخلفت قبل أن أتكلم، فبكيت، فقال رسول اللَّه«: «مايبكيك يا عليّ؟» قلت: يا رسول اللَّه، يبكيني خصال غير واحدة، تقول قريش غداً: ماأسرع ماتخلّف عن ابن عمه وخذله، ويبكيني خصلة اُخرى‏، كنت أريد أن أتعرض للجهاد في سبيل اللَّه لأنّ اللَّه يقول:
(وَلَايَطَُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ)(38)...
إلى آخر الآية، فكنت أريد أن أتعرض للأجر، ويبكيني خصلة اُخرى‏، كنت أريد أن أتعرض لفضل اللَّه. فقال رسول اللَّه«: «أمّا قولك: تقول قريش: ما أسرع ماتخلف عن ابن عمه وخذله، فان لك بي اُسوة، قالوا: ساحر وكاهن وكذاب، وأمّا قولك: أتعرض للأجر من اللَّه، أما ترضى‏ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبي بعدي؟! وأمّا قولك: أتعرض لفضل اللَّه، فهذان بهاران من فلفلٍ جاءنا من اليمن، فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتّى يؤتيكم اللَّه من فضله، فإنّ المدينة لاتصلح إلّا بي أو بك».(39)

ح . قوله(ص): عليّ مع الحق والحق مع عليّ، علي مع القرآن والقرآن مع علي

35 . ابن مردويه، عن عبدالرحمان بن سعيد، قال: كنّا جلوساً عند النبيّ« في نفر من المهاجرين، ومرّ عليّ فقال رسول اللَّه«: «الحق مع ذا».(40)
36 . ابن مردويه، عن أبي موسى الأشعري، أن النبيّ« قال لعليّ: «أنت مع الحق، والحق معك».(41)
37 . ابن مردويه، عن أبي اليسر الأنصاري، واُم المؤمنين عائشة، أنّ النبيّ« قال: «الحق مع عليّ وعليّ، مع الحق».(42)
38 . ابن مردويه، عن ابن حبّان التيمي، عن أبيه، أن النبيّ« قال: «رحم اللَّه عليّاً، اللهمّ أدر الحق معه حيث دار».(43)
39 . ابن مردويه، عن أبي ذر، أنّه سُئل عن اختلاف الناس، فقال: عليك بكتاب اللَّه، والشيخ عليّ بن أبي طالب(ع) فإنّي سمعت النبيّ(ص) يقول: «عليّ مع الحق، والحق مع عليّ وعلى‏ لسانه، والحق يدور حيثما دار عليّ».(44)
40 . ابن مردويه، عن عائشة، أنّ النبيّ« قال: «الحق مع عليّ، يزول معه حيث مازال».(45)
41 . ابن مردويه، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سليمان المالكي، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن مهدي السيرافي، حدّثنا الحسن بن كثير، عن يحيى‏ بن أبي كثير اليمامي، حدّثنا عبّاد بن صهيب، حدّثنا منصور بن دينار، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري، قال: أشهد أن الحق مع عليّ، ولكن مالت الدنيا بأهلها، ولقد سمعت النبيّ(ص) يقول: «يا عليّ، أنت مع الحق، والحق بعدي معك، لايحبّك إلّا مؤمن، ولايبغضك إلّا منافق» وإنّا لنحبّه، ولكن الدنيا تغرّ بأهلها!(46)
42 . ابن مردويه، عن اُم سلمة - رضي اللَّه عنها - قالت: كان عليّ على الحق، من اتَّبعه اتَّبع الحق، ومن تركه ترك الحق. عهد معهود قبل يومه هذا.(47)
43 . ابن مردويه، عن عائشة: أن رسول اللَّه« قال: «الحق مع عليّ، وعلي مع الحق، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض».(48)
44 . ابن مردويه، عن أبي ذر الغفاري، عن اُمّ سلمة، قالت: سمعت رسول اللَّه« يقول: «إنّ عليّاً مع الحق، والحق معه، لن يزولا حتّى يردا عليَّ الحوض».(49)
45 . ابن مردويه، عن عبيد اللَّه بن عبداللَّه الكندي، قال: حجّ معاوية، فأتى المدينة وأصحاب النبيّ« متوافرون، فجلس في حلقة بين عبداللَّه بن عباس وعبداللَّه بن عمر - الخليفة المقتول -، فضرب بيده على‏ فخذ ابن عباس، ثمّ قال: أما كنتُ أحق وأولى‏ بالأمر من ابن عمّك؟ قال ابن عباس: وبم؟ قال: لأنّي ابن عم الخليفة المقتول ظلماً، قال: هذا يعني: «ابن عمر» أولى‏ بالأمر منك؛ لأن أباه قد قُتل قبل ابن عمك.
فأعرض عن ابن عباس وأقبل على‏ سعد بن أبي وقاص، وقال: وأنت يا سعد، الّذي لم يعرف حقنا من باطل غيرنا، فيكون معنا أو علينا، قال سعد: إنّي لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض، قلت لبعيري: هنخ، فأنخته حتّى إذا أسفَرت مضيت.
قال: واللَّه، لقد قرأت في المصحف يوماً بين الدفتين وما وجدت فيه هنخ؟
فقال: أما إذا أبيت فإني سمعت رسول اللَّه« يقول لعليّ: «أنت مع الحق، والحق معك».
قال: لتجئني بمن سمعه معك أو لأفعلن!!
قال: اُمّ سلمة، قال: فقام وقاموا معه حتّى دخل على‏ اُمّ سلمة، قال: فبدأ معاوية في الكلام، فقال: يا اُم المؤمنين، إنّ الكذابة قد كثرت على‏ رسول اللَّه« بعده، فلا يزال قائل يقول: قال رسول اللَّه« مالم يقل، وإنّ سعداً روى‏ حديثاً زعم إنّكِ سمعتيه منه، قالت: ماهو؟
قال: زعم أنّ رسول اللَّه« قال لعليّ: «أنت مع الحق، والحق معك».
قالت: صدق، في بيتي قاله.
فأقبل على‏ سعد فقال: الآن ألزم ماكنت عليه. واللَّه، لو سمعت هذا من رسول اللَّه« مازلت خادماً لعليّ حتّى أموت!(50)
46 . ابن مردويه، عن اُمّ سلمة - رضي اللَّه عنها - قالت: سمعت رسول اللَّه« يقول: «عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لايفترقان حتّى يردا عليَّ الحوض».(51)
47 . ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن الحسين الدقاق البغدادي، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا إبراهيم بن الحسن التغلبي، حدّثنا يحيى‏ بن يعلى‏، حدّثنا عمر بن يزيد، حدّثنا عبداللَّه بن حنظلة، حدّثني شهر بن حوشب، قال: كنت عند اُمّ سلمة، فسلم رجل، فقيل من أنت؟ قال: أنا أبوثابت مولى‏ أبي‏ذر. قالت: مرحباً بأبي ثابت ادخل، فدخل فرحبت به، فقالت: أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها؟ قال: مع عليّ بن أبي طالب(ع) قالت: وفّقت. والّذي نفس اُمّ سلمة بيده لسمعت رسول اللَّه(ص) يقول: «عليّ مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»، ولقد بعثت ابني عمر وابن أخي عبداللَّه بن أبي اُمية، وأمرتهما أن يقاتلا مع عليّ من قاتله، ولولا أنّ رسول اللَّه(ص) أمرنا أن نقرّ في حجالنا أو في بيوتنا، لخرجت حتّى أقف في صف عليّ.(52)

ط . قوله(ص): عليّ أولى الناس بكم بعدي، وليّكم بعدي

48 . ابن مردويه، عن وهب بن حمزة، قال: قدم بريدة من اليمن، وكان خرج مع عليّ بن أبي طالب فرأى‏ منه جفوة، فأخذ يذكر عليّاً، وينقص من حقه، فبلغ ذلك رسول اللَّه« فقال له: «لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي».(53)
49 . ابن مردويه، من عدة طرق عن بريدة، قال: بعث رسول اللَّه(ص) بعثين على‏ أحدهما عليّ بن أبي طالب(ع) وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعليّ على الناس، وإذا افترقتما فكل واحد منكما على‏ جنده. فلقينا بني زيد من اليمن فاقتتلنا فظفر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى‏ عليّ(ع) من السبي امرأة لنفسه.
قال بريدة: وكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللَّه(ص) يخبره بذلك، فلمّا أتيت النبيّ دفعت الكتاب إليه فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول اللَّه، فقلت: يا رسول اللَّه، هذا مكان العائذ بك، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، ففعلت ماأُرسلت به.
فقال رسول اللَّه(ص): «يا بريدة، لا تقع في عليّ، فإنّه منّي، وأنا منه، وهو وليّكم بعدي.
إيهٍ عنك يا بريدة! فقد أكثرت الوقوع بعليّ، فواللَّه إنّك لتقع برجل هو أولى الناس بكم بعدي».
قال بريدة: يا رسول اللَّه استغفر لي.
فقال النبيّ(ص): «حتّى يأتي عليّ»، فلمّا جاء عليّ طلب بريدة أن يستغفر له، فقال النبيّ لعليّ: «إن تستغفر له، أستغفر له» فاستغفر له.(54)
وفي الحديث زيادة: أنّ بريدة امتنع من مبايعة أبي بكر بعد وفاة النبيّ(ص)، وتبع عليّاً لأجل ما كان سمعه من نص النبيّ بالولاية بعده.
50 . ابن مردويه، بإسناده عن زيد بن أرقم، قال رسول اللَّه(ص): «ألا أدلّكم على‏ ما إن سالمتم عليه لم تهلكوا؟! إنّ وليّكم وإمامكم عليّ بن أبي طالب».(55)

ي . حديث الغدير(56)

سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى‏:
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)(57)،
وقوله تعالى‏:
(يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ).(58)
51 . ابن مردويه، عن ابن عباس، قال: قال رسول اللَّه«: «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه. اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وابغض من بغضه».(59)
52 . ابن مردويه، عن ابن عباس‏2 مرفوعاً: «اللهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحبّ من أحبّه، وابغض من أبغضه».(60)
53 . ابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لمّا قال رسول اللَّه«: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» يوم غدير خم، قال حسان بن ثابت: أفتأذن يا رسول اللَّه أن أقول أبياتاً، فقال رسول اللَّه«: «قل على‏ بركة اللَّه»، فقال حسان: يامعشر قريش، اسمعوا شهادة رسول اللَّه«، فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم
بخمّ وأسمع بالرسول مناديا
فقال: فمن مولاكم ووليّكم؟
فقالوا، ولم يبدوا هناك معاديا
إلهك مولانا وأنت وليّنا
ولن تجدنّ في ذلك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا عليّ، فانّني
رضيتك من بعدي إماماً وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليّه
فكونوا له أنصارَ صدقٍ مواليا
هناك دعا: اللهمّ والِ وليّه
وكن للذي عادى‏ عليّاً معاديا
فخصَّ بها دون البريّة كلّها
عليّاً وسماه الوزير المؤاخيا(61)
54 . ابن مردويه، عن زيد بن عليّ، عن أبيه(ع): إنّ أبا ذر لقيه عليّ(ع)، فقال أبوذر: أشهد لك بالولاء والرخاء والوصيّة.(62)
55 . ابن مردويه، عن سلمان والمقداد وعمار، مثله.(63)
56 . ابن مردويه، عن حبيب بن يسار، عن أبي رميلة، أنّ ركباً أربعة أتوا عليّاً(ع) حتّى أناخوا بالرحبة، ثمّ أقبلوا إليه، فقالوا: السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته، قال: «وعليكم السلام، أنّى‏ أقبل الركب؟»، قالوا: أقبل مواليك من أرض كذا وكذا، قال: «أنّى‏ أنتم مواليّ؟» قالوا: سمعنا رسول اللَّه(ص) يوم غدير خم يقول: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعاد من عاداه».(64)
57 . ابن مردويه، قال رياح بن الحرث: كنت في الرحبة مع أميرالمؤمنين(ع) إذ أقبل ركب يسيرون حتّى أناخوا بالرحبة، ثمّ أقبلوا يمشون حتّى أتوا عليّاً(ع) فقالوا: السلام عليك يا أميرالمؤمنين ورحمة اللَّه وبركاته، قال: «مَن القوم؟» قالوا: مواليك يا أميرالمؤمنين، قال: فنظرت إليه وهو يضحك ويقول: «من أين وأنتم قوم عرب!» قالوا: سمعنا رسول اللَّه(ص) يوم غدير خم وهو آخذ بعضدك يقول: «أيّها الناس ألست أولى‏ بالمؤمنين من أنفسهم؟» قلنا: بلى‏ يا رسول اللَّه، فقال: إنّ اللَّه مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وعليّ مولى‏ من كنت مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعاد من عاداه»، فقال: «أنتم تقولون ذلك؟»، قالوا: نعم، قال: «وتشهدون عليه؟»، قالوا: نعم، قال: «صدقتم»، فانطلق القوم وتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من أنتم يا عبداللَّه؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، وهذا أبوأيوب صاحب رسول اللَّه(ص). فأخذت بيده، فسلمت عليه وصافحته.(65)

ك . إخبار النبيّ(ص) بما يجري عليه(ع) بعد وفاته(ص)

58 . ابن مردويه، بإسناده عن عبدالرزاق، عن أبيه، عن مينا، عن ابن مسعود، قال: كنت مع النبيّ(ص) وقد تنفس الصعداء، فقلت: مالك يا رسول اللَّه؟ قال: «نعيت إلى نفسي يابن مسعود»، قلت: استخلف، قال: «مَن؟»، قلت: أبابكر، فسكت، ثمّ مضى‏ ساعة ثمّ تنفس، فقلت: ماشأنك يا رسول اللَّه؟ قال: «نعيت إلى نفسي»، قلت: فاستخلف، قال: «مَن؟»، قلت: عليّ بن أبي طالب، فسكت، ثمّ قال: «والّذي نفسي بيده، لئن أطاعوه ليدخلنّ الجنّة أجمعين أكتعين».(66)
59 . ابن مردويه، بإسناده إلى ابن عباس، قال: خرجت أنا والنبيّ(ص) وعليّ، فرأيت حديقة، فقلت: ما أحسن هذه يا رسول اللَّه(ص)! فقال: «حديقتك في الجنّة أحسن منها»، ثمّ مررنا بحديقة، فقال عليّ: «ما أحسن هذه يا رسول اللَّه!»، قال: حتّى مررنا بسبع حدائق، فقال: «حدائقك في الجنّة أحسن منها»، ثمّ ضرب بيده على‏ رأسه ولحيته وبكى‏، حتّى علا بكاؤه، قال عليّ(ع): «مايبكيك يا رسول اللَّه؟» قال: «ضغائن في صدور قوم، لايبدونها لك حتّى يفقدوني».(67)
60 . ابن مردويه، أخبرنا أبوبكر أحمد بن محمّد السري بن يحيى التميمي، حدّثنا المنذر بن محمّد بن المنذر، حدّثنا أبي، حدّثنا عمي الحسين بن يوسف بن سعيد بن أبي الجهم، حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن مسلم، قال: سمعت أباذر والمقداد بن‏الأسود وسلمان الفارسي، قالوا: كنّا قعوداً عند رسول اللَّه(ص) ما معنا غيرنا، إذ أقبل ثلاثة رهط من المهاجرين البدريين، فقال رسول اللَّه: «تفترق اُمتي بعدي ثلاث فرق، فرقة أهل حق لايشوبونه بباطل، مثلهم كمثل الذهب كلّما فتنته بالنّار ازداد جودة وطيباً، وإمامهم هذا أحد الثلاثة، وهو الّذي أمر اللَّه به في كتابه (إِمَامًا وَرَحْمَةً)(68)، وفرقة أهل باطل لايشوبونه بحق، مثلهم كمثل خبث الحديد، كلّما فتنته بالنّار إزداد خبثاً، وإمامهم هذا أحد الثلاثة، وفرقة أهل ضلالة مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، وإمامهم هذا أحد الثلاثة». قال: فسألته عن أهل الحق وإمامهم .
فقال: «هذا عليّ بن أبي طالب، إمام المتقين»، وأمسك عن الاثنين فجهدت أن يسميهما فلم يفعل.(69)
61 . ابن مردويه، بإسناده عن عقبة بن عامر، قال: أتيت النبيّ(ص) ظهيرة، فقال لي: «ما جاء بك يا جهني في هذا الوقت؟»، قال: قلت: أمر عرض لي. فقال رسول اللَّه(ص): «وماذاك يا جهني؟»، قال: قلت: يا رسول اللَّه، ماتقول في هؤلاء القوم الّذين يقاتلون معك؟ منهم من يقول: أبوبكر خير هذه الاُمّة من بعدك، ومنهم من يقول: عمر خير هذه الاُمّة من بعدك، فإن حدّث بك حدّث اتبعناه؟ فقال: «اتبعوا من اختاره اللَّه من بعدي، ومن اشتق له من أسمائه، ومن زوّجه اللَّه ابنتي من عنده، ومن وكل به ملائكته يقاتلون معه عدوّه»، قلت: ومن هو يا رسول اللَّه؟ قال: «عليّ بن أبي طالب».(70)
62 . ابن مردويه، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: حدّثنا عمران بن عبدالرحيم قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحكيم، قال: حدّثنا محمّد بن سعد أبوالحسين، عن الحسن بن عمارة، عن الحكيم بن عتبة، عن عيسى بن طلحة بن عبيد اللَّه، قال: خرج عمر بن الخطّاب إلى الشام وأخرج معه العبّاس بن عبدالمطلب، قال: فجعل الناس يتلقون العبّاس ويقولون: السلام عليك يا أميرالمؤمنين، وكان العبّاس رجلاً جميلاً فيقول: هذا صاحبكم، فلمّا كثر عليه، التفت إلى عمر فقال: ترى‏ أنا واللَّه أحق بهذا الأمر (منك، فقال عمر: اسكت! أولى‏ واللَّه بهذا الأمر)(71) منّي ومنك رجل خلفته أنا وأنت بالمدينة، عليّ بن أبي طالب.(72)
63 . ابن مردويه، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف، قال: حدّثنا عمران بن عبدالرحيم، قال: حدّثنا يحيى الحماني، قال: حدّثنا الحكم بن ظهير، عن عبداللَّه بن محمّد بن عليّ، عن أبيه عن ابن عبّاس، قال: كنت أسير مع عمر ابن الخطاب في ليلةٍ، وعمر على‏ بغل وأنا على‏ فرس، فقرأ آية فيها ذكر عليّ بن أبي طالب، وقال: أمَ واللَّه يا بني عبدالمطلب، لقد كان صاحبكم أولى‏ بهذا الأمر منّي ومن أبي بكر. فقلت في نفسي: لا أقالني اللَّه إن أقلتك، فقلت: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين، وأنت وصاحبك اللذان وثبتما وانتزعتما منّا الأمر دون الناس، فقال: إليكم يا بني عبدالمطلب، أما إنّكم أصحاب عمر بن الخطاب - وتأخرت وتقدّم هنيئة - فقال: سر لاسرت، فقال: أعد عليَّ كلامك، فقلت: إنّما ذكرت شيئاً فرددت جوابه، ولو سكتَّ سكتنا، فقال: واللَّه، إنّا مافعلنا عداوة، ولكن استصغرناه، وخشينا أن لا تجتمع عليه العرب وقريش لمّا وترها. فأردت أن أقول: كان رسول اللَّه(ص) يبعثه في الكتيبة فينطح كبشها فلم يستصغره، (فتستصغره)(73) أنت وصاحبك، فقال: لا جرم، فكيف ترى‏؟! واللَّه مانقطع أمراً دونه، ولا نعمل شيئاً حتّى نستأذنه.(74)

ل . حديث المناشدة

64 . ابن مردويه، حدّثنا سليمان بن أحمد، حدّثني عليّ بن سعيد الرازي، حدّثني محمّد بن حميد، حدّثني زافر بن سليمان بن الحارث بن محمّد، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت عليّاً(ع) يقول: بايع الناس أبابكر وأنا واللَّه، أولى‏ بالأمر وأحق به، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً، يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف، ثمّ بايع أبوبكر لعمر وأنا واللَّه، أولى‏ بالأمر منه، فسمعت وأطعت؛ مخافة أن يرجع الناس كفّاراً، ثمّ أنتم تريدون أن تبايعوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع، إنّ عمر جعلني في خمس نفر أنا سادسهم. لأيم اللَّه، لايعرف لي فضل في الصلاح ولايعرفونه لي كما نحن فيه شرع سواء. وأيم اللَّه، لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لايستطيع عربهم ولاعجمهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك أن يردّ خصلة منها.
ثمّ قال: أنشدكم اللَّه أيّها الخمسة، أمنكم أخو رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي المزيّن بالجناحين، يطير مع الملائكة في الجنّة؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبدالمطلب، أسد اللَّه وأسد رسوله غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له ابن عم مثل ابن عمّي رسول اللَّه(ص)؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللَّه(ص)، سيّدة نساء هذه الاُمّة؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطى هذه الاُمّة، ابنى رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟ قالوا لا.
قال: أمنكم أحد صلّى القبلتين غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد أمر اللَّه بمودّته غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد غسل رسولَ اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنباً غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد رُدّت عليه الشمس بعد غروبها حتّى صلّى العصر غيري؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول اللَّه(ص) حين قرّب إليه الطير فأعجبه، فقال: «اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير»، فجئت وأنا لا أعلم ماكان من قوله، فدخلت فقال: «واليّ يارب، واليّ يا ربّ» غيري؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد كان أقتل للمشركين عند كل شديدة تنزل برسول اللَّه منّي؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد كان أعظم عناء عن رسول اللَّه(ص) منّي حتّى اضطجعت على فراشه، ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير زوجتي فاطمة؟ قالوا: لا.
قال: أمنكم أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟ قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد يطهّره كتاب اللَّه غيري حتّى سد النبيّ أبواب المهاجرين وفتح بابي إليه حتّى قام إليه عماه: حمزة والعبّاس فقالا: يا رسول اللَّه، سددت أبوابنا وفتحت باب عليّ؟ فقال النبيّ(ص): «ما أنا فتحت بابه ولاسددت أبوابكم، بل اللَّه فتح بابه وسدّ أبوابكم»، قالوا: لا.
قال: أفيكم أحد تمّم اللَّه نوره من السماء حين قال:
(فََاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ‏و)(75)
غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أفيكم أحد ناجى رسول اللَّه(ص) ست عشر مرة غيري حين قال:
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَلكُمْ صَدَقَةً)(76)؟
قالوا: اللهمّ لا.
قال: هل فيكم أحد ولي غمّض رسول اللَّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال أفيكم أحد آخر عهده برسوله(ص) حين وضعته في حفرته غيري؟ قالوا:لا.(77)
65 . ابن مردويه، قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن محمّد بن أبي دارم، قال: حدّثنا المنذر بن محمّد، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة، قال: كنت على الباب يوم الشورى‏ وعليّ(ع) في البيت فسمعته يقول: استخلف أبوبكر وأنا في نفسي أحق بها منه، فسمعت وأطعت، وأنتم تريدون أن تستخلفوا عثمان إذن لا أسمع ولا أطيع. جعلني عمر في خمسة أنا سادسهم، ولا يعرف لهم عليَّ فضل فنحن سواء، أما واللَّه لأحاجنّهم بخصال لاتستطيع عُربهم ولا عجمهم، المعاهد منهم والمشرك أن ينكر منها خصلة واحدة.
ثمّ قال: أنشدكم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنكم من أمنه رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنكم أحد هو المصلّي القبلتين قبلي؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أيّها النفر جميعاً أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبدالمطلب أسد اللَّه وأسد رسول اللَّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم مَن سيّد الشهداء عمّه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه هل فيكم من له ابن عمّ مثل ابن عمّي رسول اللَّه(ص)؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللَّه سيّدة نساء هذه الاُمّة غيري؟ قالوا: لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطي هذه الاُمّة ابني رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد غسّل رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد أمر اللَّه بمودته غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنباً غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد ردّت عليه الشمس بعد غروبها غيري؟ قالوا:اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول اللَّه(ص) حين قرّب اليه الطائر المشوي فأعجبه: «اللهمّ ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير» غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كلّ شديدة نزلت برسول اللَّه(ص) منّي؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد له مثل الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد كان أعظم عناء منّي عن رسول اللَّه حتّى اضطجعت على‏ فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له دمي؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم من كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد يظهر بابه غيري حين سدّ النبي(ص) أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي حتّى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس فقالا: يا رسول اللَّه، سددت أبوابنا وفتحت باب عليّ فقال(ص): «ما أنا فتحت بابه، ولا أنا سددت أبوابكم، بل اللَّه فتح بابه و سدّ أبوابكم»؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد تمّم اللَّه تعالى‏ نوره من السماء حتّى قال
(فََاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ‏و)(78)
غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد ناجى‏ اللَّه ست عشرة مرّة غيري حين قال:
(يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَلكُمْ صَدَقَةً)(79)؟
قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد ولّي تغميض رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد تولى‏ دفن رسول اللَّه(ص) حتّى وضعه في روضته غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال أنشدكم باللَّه أمنكم مَن نصبه رسول اللَّه(ص) يوم غدير خمّ للولاية غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم من جعله رسول اللَّه(ص) من نفسه كهارون من موسى‏ غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم مَن أعطاه النبيّ(ص) الراية، ففتح اللَّه على‏ يده خيبر غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد نادى‏ عليه جبرئيل(ع): أن لا فتى‏ إلّا عليّ ولا سيف إلّا ذوالفقار غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد أخا رسول اللَّه(ص) ووزيره غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد قال له رسول اللَّه(ص) هو منّي وأنا منه غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد أنزل اللَّه تعالى فيه:
(إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ‏و وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ)(80)
غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أحد هو قسيم الجنّة والنار غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أمنكم أوّل وارد على‏ رسول اللَّه(ص) على الحوض غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم أحد يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه غيري؟ قالوا:اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم المؤدّي عن رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم مَن نزل فيه:
(وَالسَّبِقُونَ السَّبِقُونَ * أُوْلَل-ِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(81)
فكنت سابق هذه الاُمّة تدرون غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم من يقضي دين رسول اللَّه(ص) غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه أمنكم مَن نزل فيه:
(وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ)(82)
قال: بعليّ بن أبي طالب هل تدرون ذلك غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.
قال: أنشدكم باللَّه هل تعلمون تفسير هذه الآية:
(أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا)(83)
فالفاسق الوليد بن عتبة والمؤمن أنا غيري؟ قالوا: اللهمّ لا.(84)

م . الخطبة الشقشقيّة

66 . ابن مردويه، عن سليمان بن أحمد الطبراني، أخبرنا أحمد بن عليّ الأبّار، أخبرنا إسحاق بن سعيد أبوسلمة الدمشقي، أخبرنا خليد بن دعلج، عن عطا بن أبي رباح، عن ابن عباس: كنّا مع عليّ(ع) بالرحبة، فجرى‏ ذكر الخلافة ومن تقدم عليه فيها، فقال: أما واللَّه، لقد تقمّصها فلان، وإنّه ليعلم أن محلّي منها محلُّ القطب من الرحا، ينحدر عنّي السيل، ولايرقى‏ إليَّ الطير. فسدلت دونها ثوباً، وطويت عنها كشحاً، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيدٍ جذّاء، أو أصبر على‏ طَخيةٍ عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتّى يلقى‏ ربّه. فرأيت أنّ الصبر على‏ هاتا أحجى‏، فصبرت وفي العين قذى‏، وفي الحلق شجا، أرى‏ تراثي نهباً، حتّى مضى الأوّل لسبيله فأدلى‏ بها إلى فلانٍ بعده.
شتّان ما يومي على‏ كورها
ويوم حيّان أخي جابر
فياعجباً! بينا هو يستقيلها في حياته إذْ عقدها لآخرٍ بعد وفاته، لشدّ ماتشطّرا ضرعيها، فصيّرها في حوزةٍ خشناء، يغلُظ كَلْمُها، ويخشُنُ مَسُّها، ويكثر العثار فيها والاعتذار منها، فصاحبها كراكب الصَّعبةِ، إن أشنقَ لها خَرَمَ، وإنْ أسلس لها تَقَحَّم. فَمُنيَ الناس لعمر اللَّه بخبطٍ وشماسٍ، وتلوّن واعتراضٍ.
فصبرت على‏ طول المدّة، وشدة المحنة، حتّى إذا مضى‏ لسبيله جعلها في جماعةٍ زعم أنّي أحدهم. فياللَّه وللشورى‏! متى اعترض الريب فيَّ مع الأوّل منهم حتّى صرتُ أقرَن إلى هذه النظائر! لكنّني أسففت إذ أسفوا، وطِرتُ إذ طاروا. فصغا رجل منهم لِضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هنٍ وهنٍ. إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حِضنيّه بين نَثيلهِ ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال اللَّه خضم الإبل نبتة الربيع، إلى أن انتكث فَتلُهُ، وأجهز عليه عمله، وكَبتْ به بِطْنَتُهُ.
فما راعني إلّا والناس كعرف الضبع إليَّ، ينثالون عليَّ من كل جانب، حتّى لقد وُطِئَ الحسنان وشُقَّ عِطفاي، مجتمعين حولي كربيضة الغنم.
فلمّا نهضتُ بالأمر نكثت طائفة، ومرقت اُخرى‏، وقسط آخرون، كأنّهم لم يسمعوا اللَّه تعالى‏ يقول:
(تِلْكَ الدَّارُ الْأَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَايُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).(85)
بلى‏ واللَّه، لقد سمعوها ودعوها، ولكنَّهم حَلِيَتْ الدنيا في أعينهم، وراقهم زِبرجُها.
أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر، وقيام الحجّة بوجود الناصر، وماأخذ اللَّه تعالى‏ على العلماء ألّا يُقارّوا على‏ كِظَّةِ ظالم، ولاسَغَبِ مظلوم لألقيتُ حبلها على‏ غاربها، ولسقيتُ آخرها بكأس أوّلها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز.
قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته، فناوله كتاباً، فأقبل ينظر فيه، فلمّا فرغ من قراءته، قال ابن عباس - رحمة اللَّه عليه -: يا أميرالمؤمنين لو اطَّردتْ مقالتك من حيث أفضيت!
فقال: هيهات! يابن عباس، تلك شقشقة هَدَرَت ثمّ قَرَّت.
قال ابن عباس: فواللَّه ما أسفت على‏ كلام قط كأسفي على‏ هذا الكلام ألّا يكون أميرالمؤمنين بلغ منه حيث أراد.(86)

1 . مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 60، قال فيه: «البخاري، وابن مردويه...».
روى النسائي في خصائص الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) (ص 204، ح 107) قال: «أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل قال: حدّثني أبوموسى‏ - وهو محمّد بن موسى‏ بن عين - قال: حدّثني أبي، عن عطاء، عن سعد بن عبيدة، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عليّ‏2، فقال: لاتسألني عن عليّ ولكن انظر إلى بيته من بيوت رسول اللَّه«».
قال (الرجل): فإنّي أبغضه. قال (ابن عمر): أبغضك اللَّه‏.
2 . سورة الأنفال، الآية 75، لاحظ ص 250 ، سورة الأحزاب، الآية 6، لاحظ ص 299.
3 . سورة الحجر، الآية 47، لاحظ ص 270.
4 . مناقب سيّدنا عليّ، ص 40.
سيأتي مثل الحديث في نزول قوله تعالى‏: (وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَنًا عَلَى‏ سُرُرٍ مُّتَقَبِلِينَ) (الحجر، الآية 47).
5 . أرجح المطالب، ص 428.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 138). قال: «أخبرنا أبوسعد (المطرز) محمّد بن محمّد، وأبوعليّ الحسن بن أحمد في كتابيهما، قالا: أنبأنا أبونعيم، أنبأنا مخلد بن جعفر، أنبأنا الحسن بن عليّ الآدمي، أنبأنا صهيب بن محمّد بن عباد، أنبأنا إسماعيل بن عمرو الكوفي، عن عمروبن ثابت، عن عبدالرحمان بن عابس، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه«: خير إخوتي عليّ، وخير أعمامي حمزة».
6 . أرجح المطالب، ص 424. وقال فيه: «أخرجه أحمد في المناقب، وابن مردويه».
7 . توضيح الدلائل، ص 208.
ورواه أبونعيم في حلية الأولياء (ج 7، ص 256). قال: «حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن وسليمان بن أحمد ومحمّد بن عليّ بن سهل والحسن بن عليّ بن الخطاب، قالوا: حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا زكريا بن يحيى‏ بن سلم، حدّثنا أشعث ابن عمّ الحسن بن صالح - وكان يفضل على الحسن- حدّثنا مسعر، عن عطية، عن جابر، قال: قال رسول اللَّه«: مكتوب على‏ باب الجنّة لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، عليّ أخو رسول اللَّه قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام».
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 7، ص 387). وابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص 91، ح 134).
8 . ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 33.
ورواه الترمذي في سننه (ج 5، ص 636، ح 7320). قال: «حدّثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي، حدّثنا عليّ بن قادم، حدّثنا عليّ بن صالح بن حي، عن حكيم بن جبير، عن جميع بن عمر التيمي، عن ابن عمر قال: آخى‏ رسول اللَّه« بين أصحابه، فجاء عليّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول اللَّه، آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول اللَّه«: أنت أخي في الدنيا والآخرة».
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 14).
9 . ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 33.
روى الحاكم النيسابوري في مستدركه (ج 3، ص 159). قال: «أخبرني أحمد بن جعفر بن حمدان البزاز، حدّثنا إبراهيم بن عبداللَّه بن مسلم، حدّثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدّثني أبي، حدّثني أيوب، عن أبي يزيد المدني، عن أسماء بنت عميس، قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول اللَّه(ص)، فلمّا أصبحنا جاء النبيّ(ص) إلى الباب فقال: يا اُمّ أيمن ادعي لي أخي‏، فقالت: هو أخوك وتنكحه؟ قال: نعم يا اُمّ أيمن‏...».
10 . مناقب سيّدنا عليّ، ص 29. قال: «أحمد، والنسائي، وابن مردويه، عن ربيعة».
سيأتي نحو هذا الحديث وما بعده في نزول قوله تعالى: (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (214 / الشعراء: 26).
11 . درّ بحر المناقب، ص 67.
12 . مفتاح النجا، ص 34.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 24).
ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص 112 ح 121). قال: «وأخبرني شهردار هذا إجازةً، أخبرنا عبدوس بن عبداللَّه هذا كتابةً، حدّثنا أبومنصور، حدّثنا عليّ بن القاسم، حدّثنا إبراهيم، حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي، أخبرنا أبومحمّد، حدّثنا عليّ بن هاشم، عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول: حدّثني سلمان الفارسي أنّه سمع النبيّ(ص) يقول: إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب(ع)
».
13 . ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 44.
14 . درّ بحر المناقب، ص 67.
ورواه القاضي عضد الدين الأيجي في المواقف (ص 409). قال: قال رسول اللَّه«: «أخي ووزيري، وخير من أترك بعدي، يقضي ديني، وينجز وعدي عليّ بن أبي طالب».
15 . المصدر السابق، ص 25.
16 . ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 25.
ورواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة (ص 585، ح 1330). قال: «حدّثنا محرز بن سلمة وأبومروان العثماني قال: حدّثنا عبدالعزيز بن محمّد، عن يزيد بن عبداللَّه بن الهادي، عن محمّد بن نافع بن عجير، عن أبيه نافع بن عجير، عن عليّ بن أبي طالب أن النبيّ« قال له: أمّا أنت يا عليّ، فصفيي وأميني».
17 . مفتاح النجا، ص 64.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 24).
وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 48). قال: «وقال أحمد في الفضائل: حدّثنا الهيثم بن خلف، حدّثنا محمّد بن أبي عمر الدوري، حدّثنا شاذان، حدّثنا جعفر بن زياد، عن مطر، عن أنس، قال: قلنا لسلمان الفارسي: سل رسول اللَّه(ص) من وصيّه؟ فسأل سلمان رسول اللَّه(ص)، فقال: من كان وصي موسى‏ بن عمران؟ فقال: يوشع بن نون، قال: إنّ وصيي ووارثي ومنجز وعدي عليّ بن أبي طالب‏».
18 . أرجح المطالب، ص 24. قال فيه: «أخرجه أبوبكر بن مردويه، والطبراني في الكبير في مسند سلمان‏ف الفارسي».
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 11، ص 610، ح 32952)، أنّ النبيّ(ص) قال: «إنّ وصيي، وموضع سرّي، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». (الطبراني - عن أبي سعيد و سلمان).
19 . أرجح المطالب، ص 589.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9 ص 113): وعن سلمان، قال: قلت يا رسول اللَّه، إنّ لكلّ نبي وصيّاً فمن وصيّك؟ فسكت عني فلمّا كان بعد، رآني فقال: «يا سلمان»، فأسرعت إليه، قلت: لبيّك، قال: «تعلم من وصي موسى‏؟» قال: نعم، يوشع بن نون، قال: «لِمَ؟» قلت: لأنّه كان أعلمهم يومئذٍ، قال: «فإنّ وصيي، وموضع سرّي، وخير من أترك بعدي، وينجز عدتي، ويقضي ديني عليّ بن أبي طالب». رواه الطبراني.
20 . درّ بحر المناقب، ص 67.
21 . المناقب، الخوارزمي، ص 67، ح 38. قال: «أخبرني شهردار إجازةً، أخبرني عبدوس بن عبداللَّه الهمداني بهمدان إجازةً، أخبرنا الشريف أبوطالب المفضل بن محمّد الجعفري، أخبرنا الحافظ أبوبكر بن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 64)؛ وكنز العمّال (ج 13، ص 611، ح 32956)؛ ومناقب سيّدنا عليّ(ص 39).
22 . المناقب، الخوارزمي، ص 146، ح 171. قال:
وبهذا الإسناد: (أي: إسناد الحديث 170 المتقدم في كتابه، قال: أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي إجازةً، أخبرنا أبوالفتح عبدوس بن عبداللَّه بن عبدوس الهمداني كتابةً، حدّثنا الشريف أبوطالب الجعفري، حدّثنا ابن مردويه الحافظ).
عنه رواه الجويني في فرائد السمطين (ج 1، ص 270، ح 211). قال: «أنبأني العدل تاج الدين عليّ بن أنجب -المعروف: بابن الساعي-، فيما رواه عن الحافظ محب الدين ابن النجار البغدادي بإجازته، عن الإمام برهان الدين أبي الفتح ناصر بن أبي المكارم المطرزي بروايته، عن الموفّق بن أحمد المكي الخطيب، وذكر مثله سنداً ومتناً».
23 . المناقب، الخوارزمي، ص 144، ح 167، قال: أخبرني شهردار بن شيرويه - إجازةً -، أخبرنا عبدوس بن عبداللَّه، أخبرنا أبوطالب الفضل الجعفري، حدّثنا ابن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 468). قال: أخرج الخطيب في تاريخه، وأبوبكر بن مردويه في فرائده، والديلمي في الفردوس، عن ابن عباس....
ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب (ص 92، ح 135). قال: أخبرنا أبوالحسن أحمد بن المظفر بن أحمد الفقيه الشافعي(ره) بقراءتي عليه فأقرّ به، قلت له: أخبركم أبومحمّد عبداللَّه بن محمّد بن عثمان المزني الملقب بابن السقّاء الحافظ الواسطي(ره)، قال: حدّثنا الهيثم بن خلف الدوري، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن يزيد بن سليم مولى‏ بني هاشم، قال: حدّثني حسين الأشقر، حدّثنا قيس، عن أبي هاشم، وليث عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه«: «عليّ منّي مثل رأسي من بدني».
ورواه بإسناد آخر في الحديث 136، عن ابن عباس قال: قال النبيّ(ص): «عليّ منّي كرأسي من بدني».
24 . المناقب، الخوارزمي، ص 148، ح 174. قال: وبهذا الإسناد (أي: إسناد الحديث 173، وهو أخبرني شهردار بن شيرويه بن شهردار إجازةً، أخبرنا عبدوس إجازةً، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان) عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى‏ بن مردويه....
ورواه ابن مردويه على‏ ما رواه العيني في مناقب سيّدنا عليّ (ص 36). قال: الديلمي عن عائشة، والملاء عن البراء، والخطيب وابن مردويه عن ابن عباس.... وليس فيه: «من بدني».
ورواه السيوطي في الجامع الصغير (ج 2، ص 177، ح 5596)، أن النبيّ(ص) قال: «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني».
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 11، ص 603، ح 32914)، أنّ النبيّ« قال: «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني». (الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد، عن البراء. والديلمي في مسند الفردوس، عن ابن عباس).
25 . المناقب، الخوارزمي، ص 148، ح 173. قال: أخبرني شهردار بن شيرويه إجازةً، أخبرنا عبدوس إجازة، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان، عن الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى‏ بن مردويه....
26 . سورة الحجرات، الآية 6.
27 . مفتاح النجا، ص 29.
وروى‏ قريباً منه النسائي في خصائص الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) (ص 140، ح 72). قال: أخبرنا العباس بن محمّد الدوري قال: حدّثنا الأحوص بن جوّاب، قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد ابن‏يثيغ، عن أبي ذر2، قال: قال رسول اللَّه«: «لينتهن بنو وليعة أو لأبعثن عليهم رجلاً كنفسي، ينفذ فيهم أمري، فيقتل المقاتلة، ويسبي الذريّة». قال أبوذر: فما راعني إلّا وكفّ عمر في حُجزتي من خلفي، فقال: من يعني؟ قلت: ما إيّاك يعني ولاصاحبك. قال: فمن يعني؟ قلت: خاصف النعل. قال: وكان عليّ يخصف النعل.
وروى المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 4، ص 441، ح 31311)، أنّ النبيّ(ص) قال: «لينتهينّ بنو رابعة أو لأبعثن إليهم رجلاًكنفسي فيُمضي فيهم أمري، فيقتل المقاتلة ويسبي الذريّة». (ابن أبي شيبة والروياني، وسعيدبن منصور، عن أبي ذر).
28 . الطرائف، ص 87، ح 122.
ورواه ابن مردويه كما في درّ بحر المناقب (ص 65). وكما في مفتاح النجا (ص 49). ومناقب سيّدنا عليّ (ص‏38)، قال: رواه أحمد والخطيب عن جابر، وابن مرويه عن حذيفه، والحاكم عن ابن مسعود، وابن شاذان عن عليّ. وفي كشف اليقين (ص 291).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 444، ح 962). قال: أخبرنا أبومحمّد بن الأكفاني بقراءتي عليه، أنبأنا عليّ بن الحسين بن أحمد بن صصري، أنبأنا تمّام بن محمّد، أنبأنا خيثمة بن سليمان، أنبأنا أبوإسحاق إبراهيم بن سليمان بن حرارة النهمي، أنبأنا الحسن بن سعيد النخعي ابن عم شريك، أنبأنا شريك بن عبداللَّه، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول اللَّه«: «عليّ خير البشر، من أبى‏ فقد كفر».
ورواه ابن عساكر بإسناد آخر في الحديث 963.
ورواه ابن شيرويه الديلمي في الفردوس (ج 3، ص 62، ح 4175)، عن جابر بن عبداللَّه أن النبيّ(ص) قال: «عليّ خير البشر من شكّ فيه فقد كفر».
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 11، ص 625، ح 33045)، أنّ النبيّ(ص) قال: «عليّ خير البشر، فمن أبى‏ فقد كفر». (الخطيب - عن جابر).
29 . درّ بحر المناقب، ص 66.
ورواه ابن حجر في لسان الميزان (ج 3، ص 166). قال: حدّثنا الحسين بن عليّ السلولي الكوفي، حدّثنا محمّد بن الحسين السلولي، حدّثنا صالح بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن عطيّة قال: قلت لجابر: كيف كان منزلة عليّ‏2 فيكم؟ قال: كان خير البشر.
30 . مفتاح النجا، ص 63.
ورواه ابن مردويه - إلى قوله: «خير البشر» - كما في درّ بحر المناقب (ص 66).
ورواه الخطيب البغدادي في موضّح أوهام الجمع والتفريق (ج 1، ص 394). قال: أخبرنا أبوسعيد محمّد بن موسى الصيرفي، حدّثنا أبوالعباس محمّد بن يعقوب الأصم، حدّثنا إبراهيم بن عبداللَّه العبسي، ويعرف بالقصّار بالكوفة، أخبرنا وكيع، عن الأعمش، عن عطيّة بن سعد، قال: دخلنا على‏ جابر بن عبداللَّه وهو شيخ كبير، فقلنا: أخبرنا عن هذا الرجل عليّ بن أبي طالب؟ قال: فرفع حاجبيه بيديه فقال: ذاك من خير البشر.
ورواه عليّ بن شهاب الدين في مودة القربى‏ (ص 43). قال: روي عن سالم بن أبي الجعد قال: قلت لجابر: حدّثني عن عليّ، قال: كان من خير البشر، قال: قلت: يا جابر، ماتقول فيمن يبغض عليّاً؟ قال: مايبغضه إلّا كافر.
31 . درّ بحر المناقب، ص 66.
ورواه ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة (ص 148). قال: حدّثنا محمّد بن عقدة، قال: حدّثنا أحمد بن يحيى، عن عبدالرحمان بن شريك، عن أبيه، عن الأعمش، عن عطاء قال: سألت عائشة عن عليّ صلوات اللَّه عليه؟ فقالت: ذاك خير البشر، لايشك فيه إلّا كافر!
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 2، ص 448، ح 972). قال: أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن محمّد، وأبوبكر محمّد بن شجاع، قالا: أنبأنا أبومحمّد التميمي، أنبأنا أبوالحسين بن بشران، أنبأنا إسماعيل الصفار، أنبأنا محمّد بن عبيد بن عتبة، أنبأنا عبدالرحمان بن شريك، حدّثني أبي، عن الأعمش، عن عطاء قال: سألت عائشة عن عليّ - رضي اللَّه عنهما - فقالت: ذاك خير البشر، لايشك فيه إلّا كافر!
32 . درّ بحرالمناقب، ص 66.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 588).
33 . درّ بحر المناقب، ص 66.
ورواه أبوبكر بن الطيب الباقلاني في مناقب الأئمّة، على‏ ما في ملحقات إحقاق الحق (ج 15، ص 212): روي عن أبي سعيد الخدري: قال رسول اللَّه«: «خير من مشى‏ على الأرض بعدي عليّ بن أبي طالب».
34 . درّ بحر المناقب، ص 66.
35 . المصدر السابق.
ورواه ابن مردويه على‏ مافي مناقب سيّدنا عليّ (ص 28). وأرجح المطالب (ص 588).
36 . قال ابن عبدالبر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من الإستيعاب بهامش الإصابة (ج 3، ص 34): وروى‏ قوله« لعلي: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏» جماعة من الصحابة، وهو من أثبت الآثار وأصحّها. رواه عن النبيّ«: سعد بن أبي وقاص، وطرق حديث سعد فيه كثيرة جداً، قد ذكرها ابن أبي خيثمة وغيره. ورواه ابن عباس، وأبوسعيد الخدري، واُمّ سلمة، وأسماء بنت عميس، وجابر بن عبداللَّه، وجماعة يطول ذكرهم.
وقال الخوارزمي في مقتل الحسين (ج 1، ص 48): وروى‏ حديث: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏، إلّا أنّه لا نبي بعدي» من الصحابة: عليّ، وعمر، وعامر بن سعد، وسعد بن أبي وقاص، واُم سلمة، وأبوسعيد، وابن عباس، وجابر، وأبوهريرة، وجابر بن سمرة، وحبشي بن جنادة، وأنس، ومالك بن الحويرث، وأبوأيوب، ويزيد بن أبي أوفى‏، وأبورافع، وزيد بن أرقم، والبراء، وعبداللَّه بن أبي أوفى‏، ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عمر، وبريدة بن الحصيب، وخالد بن عرفطة، وحذيفة بن أسيّد، وأبوالطفيل، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت رسول اللَّه(ص)، وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب رضي اللَّه عنهم.
وقال الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (الباب 70، ص 283): قال الحاكم النيسابوري: هذا الحديث دخل في حدّ التواتر.
وقال الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (ج 1، ص 152): هذا هو حديث المنزلة الّذي كان شيخنا أبوحازم يقول: خرّجته بخمسة آلاف إسناد.
37 . الدرّ المنثور، ج 3، ص 266.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 1، ص 307، ح 336)، قال: أخبرنا أبوالعز بن كادش، أنبأنا القاضي أبوالطيّب الطبري، أنبأنا أبوالحسن عليّ بن عمر بن محمّد الحربي، أنبأنا محمّد بن محمّد الباغندي، أنبأنا أحمد بن منيع البغوي، أنبأنا أبوأحمد الزبيري، أنبأنا عبداللَّه بن حبيب ابن‏أبي ثابت، عن حمزة بن عبداللَّه بن عمر، عن أبيه، عن سعد بن أبي وقاص، قال: خرج رسول اللَّه« في غزوة تبوك وخلّف عليّاً، فقال له عليّ: أتخلّفني؟ قال: أما ترضى‏ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟!
ورواه ابن حجر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من الإصابة (ج 2، ص 509)، قال: أخرج الترمذي بسندٍ قوي، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية سعداً فقال له: مايمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ماذكرت ثلاثاً قالهن رسول اللَّه(ص) لأن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من أن يكون لي حمر النعم، فلن أسبّه. سمعت رسول اللَّه(ص) يقول - وقد خلّفه في بعض المغازي، فقال له عليّ: يا رسول اللَّه، تخلّفني مع النساء والصبيان؟! فقال له: - «أما ترضى‏ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أنّه لا نبوّة بعدي...».
38 . سورة التوبة، الآية 120.
39 . كنز العمّال، ج 13، ص 171، ح 36517. قال فيه: البزاز، وأبوبكر العاقولي في فوائده، وابن مردويه.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 439).
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 110).
40 . أرجح المطالب، ص 598.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7، ص 234). قال: عن أبي سعيد الخدري، قال: كنّا عند بيت النبيّ« في نفر من المهاجرين والأنصار فقال: «ألا أخبركم بخياركم؟» قالوا: بلى‏، قال: «الموفون المطيبون . إنّ اللَّه يحبّ الحفي التقي»، قال: ومرّ عليّ بن أبي طالب، فقال: «الحق مع ذا، الحق مع ذا». رواه أبويعلى‏، ورجاله ثقات.
مثل هذا رواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 153، ح 1171).
41 . مناقب سيّدنا عليّ، ص 29.
ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 18، ص 24). قال: قال رسول اللَّه(ص) لعليّ(ع) -: «أنت مع الحق والحق معك».
42 . مناقب سيّدنا عليّ، ص 15.
روى أبوقتيبة الدينوري في الإمامة والسياسة (ج 1، ص 78)، قال: وأتى‏ محمّد بن أبي بكر، فدخل على‏ اُخته عائشة، قال لها: أما سمعت رسول اللَّه« يقول: عليّ مع الحق، والحق مع عليّ، ثمّ خرجتِ تقاتلينه بدم عثمان؟!
43 . أرجح المطالب، ص 599.
ورواه الترمذي في صحيحه (ج 5، ص 633، ح 3714). قال: حدّثنا أبوالخطاب زياد بن يحيى البصري، حدّثنا أبوعتّاب سهل بن حمّاد، حدّثنا المختار بن نافع، حدّثنا أبوحيّان التيمي، عن أبيه، عن عليّ قال: قال« - في حديث -: «رحم اللَّه عليّاً، اللهمّ أدر الحق معه حيث دار».
ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 124). قال: أخبرنا أحمد بن كامل القاضي، حدّثنا أبوقلابة، حدّثنا أبوعتاب سهل بن حمّاد، حدّثنا المختار بن نافع التميمي، حدّثنا أبوحيان التيمي، عن أبيه، عن عليّ‏2، قال: «قال رسول اللَّه(ص): رحم اللَّه عليّاً، اللهمّ، أدر الحق معه حيث دار».
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على‏ شرط مسلم، ولم يخرّجاه.
44 . الغدير، ج 3، ص 178.
45 . مفتاح النجا، ص 65.
ورواه ابن مردويه كما في أرجح المطالب (ص 598). ومناقب سيّدنا عليّ (ص 15).
46 . الأربعون حديثاً، ص 42. قال منتجب الدين بن بابويه الرازي: أخبرنا أبوسعد محمّد بن الهيثم بن محمّد، بقراءتي عليه بأصبهان في داره، أخبرنا أبوالحسين أحمد بن عبدالرحمان الزكواني، حدّثنا أبوبكر أحمد بن موسى‏ بن مردويه الحافظ....
ورواه ابن مردويه - إلى قوله: والحق بعدي معك - كما في أرجح المطالب (ص 599).
ورواه البدخشي في مفتاح النجا (ص 66). قال: روي عن أبي موسى الأشعري أنّه قال: أشهد أن الحق مع عليّ، ولكن مالت الدنيا بأهلها، ولقد سمعت النبيّ« يقول له: «يا عليّ، أنت مع الحق، والحق بعدي معك».
47 . أرجح المطالب، ص 598.
ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 9، ص 134). قال: عن اُمّ سلمة أنّها كانت تقول: «كان عليّ على الحق، من اتّبعه اتّبع الحق، ومن تركه ترك الحق. عهد معهود قبل يومه هذا»، رواه الطبراني.
48 . مفتاح النجا، ص 67.
ورواه ابن مردويه كما في الطرائف (ص 102، ح 105). قال: أحمد بن موسى‏ بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق: فمنها بإسناده إلى محمّد بن أبي بكر، قال: حدّثتني عائشة....
ورواه ابن مردويه كما في نهج الحق (ص 225).
49 . أرجح المطالب، ص 598.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ (ص 19).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 153، ح 1172). قال: أخبرنا أبومنصور بن زريق، أنبأنا أبوالحسن بن سعيد، أنبأنا أبوبكر الخطيب، أخبرني الحسن بن عليّ بن عبداللَّه المقرئ، أنبأنا أحمد بن الفرج بن منصور الورّاق، أنبأنا يوسف بن محمّد بن عليّ المكتب سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة، أنبأنا الحسن بن أحمد بن سفيان السراج، أنبأنا عبدالسلام بن صالح، أنبأنا عليّ بن هاشم ابن‏البريد، عن أبيه، عن أبي سعيد التميمي، عن أبي ثابت مولى‏ أبي‏ذر، قال: دخلت على‏ اُمّ سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليّاً، وقالت: سمعت رسول اللَّه« يقول: «علي مع الحق، والحق مع عليّ، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة».
50 . أرجح المطالب، ص 600.
ورواه باختصار الهيثمي في مجمع الزوائد (ج 7، ص 233). قال: روي عن محمّد بن إبراهيم التيمي، عن سعد في حديث، قال سعد لمعاوية: إنّي سمعت رسول اللَّه«يقول: «علي مع الحق، أو الحق مع عليّ حيث كان»، قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت اُمّ سلمة. قال: فأرسل إلى اُمّ سلمة فسألها، فقالت: «قد قاله رسول اللَّه« في بيتي»، فقال الرجل لسعد: ماكنت عندي قط ألوم منك الآن! فقال: ولم؟ قال: «لو سمعت هذا من النبيّ« لم أزل خادماً لعليّ حتّى أموت!» رواه البزاز.
ورواه البدخشي في مفتاح النجا (ص 66). قال: وأخرج عن عبيد اللَّه بن عبداللَّه الكندي قال، وذكر مثله.
51 . أرجح المطالب، ص 597.
ورواه ابن مردويه كما في مناقب سيّدنا عليّ (ص 38). والطرائف (ص 103، ح 152).
52 . المناقب، الخوارزمي، ص‏176، ح‏214. قال: أخبرني سيّد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي، أخبرنا أبوالفتح عبدوس بن عبداللَّه بن عبدوس الهمداني كتابةً، عن الشريف أبي طالب الفضل بن محمّد بن طاهر الجعفري بأصبهان، عن الحافظ أحمد بن موسى‏ بن مردويه....
ورواه ابن مردويه كما في توضيح الدلائل (ص 219). وأرجح المطالب (ص 597).
وروى‏ قريباً منه الحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3، ص 124). قال: أخبرنا أبوبكر محمّد بن عبداللَّه الحفيد، حدّثنا أحمد بن محمّد بن نصر، حدّثنا عمرو بن طلحة القناد الثقة المأمون، حدّثنا عليّ بن هاشم بن البريد، عن أبيه، قال: حدّثني أبوسعيد التيمي، عن أبي ثابت مولى‏ أبي ذر، قال: كنت مع عليّ‏2 يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض مايدخل الناس، فكشف اللَّه عنّي ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أميرالمؤمنين، فلمّا فرغ ذهبت إلى المدينة، فأتيت اُمّ سلمة فقلت: إنّي واللَّه، ماجئت أسأل طعاماً ولاشراباً، ولكنّي مولى لأبي ذر، فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف اللَّه ذلك عنّي عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول اللَّه(ص) يقول: «علي مع القرآن، والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض». هذا صحيح الإسناد، وأبوسعيد التيمي هو عقصاء ثقة مأمون، ولم يخرجاه.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 11، ص 603، ح 32912)، قال: قال النبيّ(ص): «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ، لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض». (الحاكم في المستدرك والطبراني في الأوسط، عن اُمّ‏سلمة).
53 . أرجح المطالب، ص 548. قال فيه: أخرجه الطبراني في الكبير، وابن مندة، وأبونعيم، وابن مردويه، وابن الأثير في اُسد الغابة، والسيوطي في جمع الجوامع، والمتقي في كنز العمّال.
ورواه المتقي الهندي في كنز العمّال (ج 11، ص 612، ح 32961). أنّ النبيّ« قال لبريدة: «لا تقل هذا، فهو أولى الناس بكم بعدي» - يعني عليّاً. (الطبراني، عن وهب بن حمزة).
54 . الطرائف، ص 66، ح 72.
ورواه النسائي في خصائص أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب(ع) (ص 166، ح 90). قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، عن محمّد بن فضيل بن غزوان، عن الأجلح، عن عبداللَّه بن بريدة، عن أبيه بريدة، قال: بعثنا رسول اللَّه« إلى اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليّاً2 على‏ جيش آخر وقال: «إن التقيتما فعليّ - كرّم اللَّه وجهه - على الناس، وإن تفرّقتما فكل واحد منكما على‏ جنده».
قال بريدة: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، وظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتله وسبينا الذرّية، فاصطفى‏ عليّ جارية لنفسه من السبي، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبيّ« وأمرني أن أنال منه، قال: فدفعت الكتاب إليه ونلت من عليّ‏2، فتغيّر وجه رسول اللَّه«، فقلت: هذا مكان العائذ بك يا رسول اللَّه، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته، فبلغت ماأرسلت به، فقال رسول اللَّه« لي: «لاتقعنّ يا بريدة في عليّ، فإنّ عليّاً منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي».
55 . ألقاب الرسول وعترته (المجموعة النفيسة)، ص 25.
روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 3، ص 98). قال: وروى ابن ديزيل، قال: حدّثنا يحيى‏ بن زكريا، قال: حدّثنا عليّ بن القاسم، عن سعيد بن طارق، عن عثمان بن القاسم، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول اللَّه«: ألا أدلّكم على‏ ما إن تساءلتم عليه لم تهلكوا؟! إنّ وليكم اللَّه، وإن إمامكم عليّ بن أبي طالب، فناصحوه وصدّقوه، فإنّ جبريل أخبرني بذلك.
56 . روى‏ حديث الغدير نحو من المئة وعشرين من الصحابة، واُلفت المصنفات في طرقه وألفاظه يجدها الباحث في كتاب الغدير في الكتاب والسنة للعلّامة الأميني، وكتاب ملحقات إحقاق الحق للعلّامة السيّد المرعشي وغيرها.
وقد أحصى السيّد عبدالعزيز الطباطبائي(ره) في كتابه الغدير في التراث الإسلامي ماصنف من كتب في واقعة الغدير منذ القرن الثاني وحتّى يومنا هذا.
57 . سورة المائدة، الآية 3. لاحظ ص 231.
58 . سورة المائدة، الآية 67. لاحظ ص 239.
59 . أرجح المطالب، ص 564.
60 . مفتاح النجا، ص 58.
ورواه ابن مردويه كما في القول المستحسن (ص 299).
61 . أرجح المطالب، ص 570، قال فيه: أخرجه أبوبكر بن مردويه وأبونعيم في مانزل من القرآن في عليّ، وأخطب خوارزم في المناقب، وسبط بن الجوزي في تذكرة الخواص، والسيوطي في كتابه المسمى‏ أزهار فيما عقده الشعراء من الأشعار، ومحمّد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، والحمويني في فرائد السمطين، والنطنزي في الخصائص العلويّة.
62 . مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 247.
63 . المصدر السابق.
64 . كشف الغمّة ج 1، ص 318.
65 . كشف الغمّة ج 1، ص 318.
66 . مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 262. قال: كتابي أبي بكر بن مردويه ومحمّد السمعاني بإسنادهما عن عبدالرزاق....
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (ج 10، ص 67، ح 9970). قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الديري، حدّثنا عبدالرزاق، عن أبيه، عن مينا، عن عبداللَّه بن مسعود قال: كنت مع النبيّ« ليلة وفد الجن، فتنفس، فقلت: مالك يا رسول اللَّه؟ قال: «نُعيت إلى نفسي يابن مسعود»، قلت: استخلف، قال: «مَن؟» قلت: أبوبكر، قال: فسكت، ثمّ مضى‏ ساعة ثمّ تنفس، فقلت: ما شأنك بأبي أنت واُمّي يا رسول اللَّه؟ قال: «نُعيت إلى نفسي يابن مسعود»، قلت: فاستخلف، قال: «مَن؟» قلت: عمر، فسكت، ثمّ مضى‏ ساعة ثمّ تنفس، فقلت: ماشأنك، قال: «نُعيت إلى نفسي يابن مسعود»، قلت: فاستخلف، قال: «مَن؟» قلت: عليّ بن أبي طالب، قال: «أما والّذي نفسي بيده، لئن أطاعوه ليدخلنَّ الجنّة أجمعين أكتعين».
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 95، ح 1124).
67 . نهج الحق، ص 330، قال: ومن كتاب المناقب لأبي بكر أحمد بن موسى‏ بن مردويه الحافظ بإسناده إلى‏ف ابن عبّاس....
ورواه ابن مردويه على‏ مارواه الكركي في نفحات اللاهوت (ص 113).
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 12، ص 398) قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا عبداللَّه بن إسحاق بن إبراهيم البغوي، حدّثنا عبداللَّه بن أحمد بن كثير الدورقي - أبوالعباس - وأحمد بن زهير، قالا: حدّثنا الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبداللَّه بن عثمان بن أبي العاص، حدّثنا الفضل بن عميرة، حدّثني ميمون الكردي - مولى‏ عبداللَّه بن عامر، أبونصير - عن أبي عثمان النهدي، عن عليّ بن أبي طالب، قال: «مررت مع رسول اللَّه« بحديقة، فقلت: يا رسول اللَّه، ماأحسنها!»، قال: «لك في الجنّة خير منها»، حتّى مررت بسبع حدائق -وقال أحمد بن زهير: بتسع حدائق - كل ذلك أقول له، ويقول: «لك في الجنّة خير منها». قال: «ثمّ جذبني رسول اللَّه« وبكى‏. فقلت: يا رسول اللَّه، مايبكيك؟!» قال: «ضغائن في صدور رجال عليك، لن يبدوها لك، للأمر بعدي». فقلت: «بسلامة من ديني؟» قال: «نعم، بسلامة من دينك».
ورواه الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص 65، ح 35).
68 . سورة هود، الآية 17.
69 . الطرائف، ص 241، ح 346.
ورواه ابن مردويه كما في اليقين (الباب 185، ص 182)، قال فيه: الإمام الحافظ ملك الحفاظ طراز المحدثين أحمد بن موسى‏ بن مردويه في كتابه المناقب: حدّثني إسماعيل بن عليّ بن رزين الواسطي، قال: حدّثنا الهيثم ابن عدي الطائي، قال: حدّثنا حمّاد بن عيسى‏، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، قال: حدّثني أبي هاشم بن البريد وابن اُذينة، عن أبان بن تغلب، وذكر تمام السند وذكر مثله.
روى الموفّق الخوارزمي في المناقب (ص 317، ح 318)، قال: وبهذا الإسناد عن الإمام محمّد بن أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان هذا، حدّثني أحمد بن محمّد بن سليمان، عن جعفر بن محمّد، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى‏، عن داوود بن الحصين، عن عمر بن اُذينة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه(ص): «يا عليّ، مثلك في اُمّتي مثل المسيح عيسى‏ بن مريم، افترق قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريّون، وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه فخرجوا من الإيمان، وإنّ اُمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق: فرقة شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة أعداؤك وهم الناكثون، وفرقة غلوا فيك وهم الجاحدون الضالون. فأنت يا عليّ وشيعتك في الجنّة، ومحبّوا شيعتك في الجنّة، وعدوّك والغالي فيك في النار».
70 . الأربعين في إمامة الأئمّة الطاهرين، ص 74.
71 . مابين المعقوفتين سقط من النسخة المطبوعة، وأثبتناه من المخطوطة.
72 . اليقين، الباب 220، ص 206.
73 . مابين المعقوفتين أثبتناه من النسخة المخطوطة.
74 . اليقين، الباب 220، ص 205.
75. سورة الروم، الآية 38.
76 . سورة المجادلة، الآية 12.
77 . المناقب، الخوارزمي، ص 31، ح 31، قال: أخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفّاظ أبوالنجيب سعدبن عبداللَّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي - فيما كتب إليّ من همدان - أخبرنا الحافظ أبوعليّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصبهان - فيما أذن لي في الرواية عنه - أخبرنا الشيخ الأديب أبويعلى عبدالرزاق بن عمر بن إبراهيم الطهراني - سنة ثلاث وسبعين وأربعمئة - أخبرني الإمام الحافظ طراز المحدّثين أبوبكر أحمد بن موسى‏ بن مردويه الأصبهاني، قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبداللَّه الهمداني، وأخبرنا بهذا الحديث عالياً الإمام الحافظ سليمان بن إبراهيم الإصفهاني - في كتابه إليّ من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمئة - عن أبي بكر أحمد بن موسى‏ بن مردويه....
ورواه ابن مردويه على‏ مارواه ابن طاووس في الطرائف (ص 411).
ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب(ع) (ص 112، ح 155). قال: أخبرنا أبوطاهر محمّد بن عليّ‏بن محمّد البيّع البغدادي، أخبرنا أبوأحمد عبيد اللَّه بن محمّد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي، حدّثنا أبوالعباس أحمد بن محمّد بن سعيد المعروف بابن عقدة الحافظ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن سعيد الأحمسي حدّثنا نصر - وهو ابن مزاحم - حدّثنا الحكم بن مسكين، حدّثنا أبوالجارود وابن طارق، عن عامر بن واثلة، وأبوساسان وأبوحمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عامر بن واثلة، قال: كنت مع عليّ(ع) في البيت يوم الشورى‏ فسمعت عليّاً يقول لهم: «لأحتجنَّ عليكم بما لايستطيع عربيكم ولاعجميكم يغيّر ذلك». ثمّ قال: «أنشدكم باللَّه أيّها النفر جميعاً! أفيكم أحد وحّد اللَّه قبلي؟»، قالوا: اللهمّ لا. قال: «فأنشدكم باللَّه هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر الطيّار في الجنّة مع الملائكة غيري؟»، قالوا: اللهمّ لا. ثمّ ساق(ع) 27 فقرة من مناشداته.
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(ع) من تاريخ دمشق (ج 3، ص 113، ح 1140).
78 . سورة الروم، الآية 38.
79 . سورة المجادلة، الآية 12.
80 . سورة المائدة، الآية 55.
81 . سورة الواقعة، الآية 11.
82. سورة الأحزاب، الآية 25.
83 . سورة السجدة، الآية 18.
84 . الدرّ النظيم، ج 1، الورقة 111، قال: حدّث أبوالمظفر عبد الواحد بن حمد بن محمّد بن شيدة المقري، قال: حدّثنا عبد الرزاق بن عمر الطهراني، قال: حدّثنا أبوبكر أحمد بن موسى الحافظ....
85 . سورة القصص، الآية 83.
86 . منهاج البراعة، ج 1، ص 132، قال: عن الشيخ أبي نصر الحسن بن محمّد بن إبراهيم اليونارتي، عن الحاجب أبي الوفا محمّد بن بديع وأبي الحسين أحمد بن عبدالرحمان الذكواني، عن الحافظ أبي بكر بن مردويه الإصفهاني....
ورواها ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 117)، قال: خطبة اُخرى‏ تعرف بالشقشقيّة، ذكر بعضها صاحب نهج البلاغة وأخلّ بالبعض، وقد أتيت بها مستوفاة: أخبرنا بها شيخنا أبوالقاسم النفيس الأنباري بإسناده عن ابن عباس قال: لمّا بويع أميرالمؤمنين بالخلافة ناداه رجل من الصف وهو على المنبر: ما الّذي أبطأ بك إلى الآن؟ فقال - بديهاً -: «أما واللَّه، لقد تقمّصها فلان وهو يعلم أن محلّي منها محل القطب من الرحى‏، ينحدر عنّي السيل، ولايرقى‏ إليَّ الطير...» إلى آخر الخطبة.
قال العلاّمة المجلسي(ره) في البحار (ج 29، ص 506): رواها (أي: الشقشقيّة) ابن الجوزي في مناقبه، وابن عبد ربه في الجزء الرابع من العقد الفريد، وأبوعليّ الجبائي في كتابه، وابن الخشاب في درسه - على‏ ماحكاه بعض الأصحاب -. والحسن بن عبداللَّه بن سعيد العسكري في كتاب المواعظ والزواجر -على‏ ما ذكره صاحب الطرائف -. وفسر ابن الأثير في النهاية لفظ الشقشقة، ثمّ قال: ومنه حديث عليّ(ع) في خطبة له: «تلك شقشقة هدرت ثمّ قرَّت». وشرح كثيراً من ألفاظها وقال الفيروزآبادي في القاموس - عند تفسيرها -: والخطبة الشقشقيّة العلويّة لقوله لابن عبّاس: هيهات! تلك شقشقة هدرت ثمّ قرَّت.
أقول: وقد حذفتها الأيدي الأمينة على‏ أسفار الدين والأدب من طبعات العقد الفريد اللاحقة! وإليه تعالى المشتكى‏.

الصفحة السابقة

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

طباعة

الصفحة اللاحقة