الفهرس

(1) الفصل الحادي عشر حديث سدّ الأبواب‏

 


سيأتي مايدل عليه في نزول قوله تعالى‏:
(وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى‏).(2)
1 . ابن مردويه، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم، قال: حدّثنا محمّد بن يحيى‏، حدّثنا إسحاق بن الفيض، حدّثنا سلمة بن حفص، حدّثنا أبوحفص الكندي، عن كثير النوا، عن عطيّة، عن أبي سعيد: أنّ النبيّ« قال لعليّ: «إنّه لايحلّ لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك».(3)
2 . ابن مردويه، عن حذيفة بن أسيد الغفاري‏2، قال: لمّا قدم أصحاب النبيّ« المدينة لم يكن لهم بيوت، وكانوا يبيتون في المسجد. فقال لهم النبيّ«: «لاتبيتوا في المسجد، فتحتلموا». ثمّ إنّ القوم بنوا بيوتاً حول المسجد، وجعلوا أبو ابها إلى المسجد. ثمّ إنّ النبيّ« بعث إليهم معاذ بن جبل، فنادى‏ أبابكر فقال: إنّ رسول اللَّه يأمرك أن تسدّ بابك الّذي في المسجد، ولتخرج منه، فقال: سمعاً وطاعة. ثمّ أرسل إلى حمزة فسدّ بابه، وقال: سمعاً وطاعة للَّه ولرسوله، وعليّ متردد لايدري أهو فيمن يقيم أو فيمن يخرج، وكان النبيّ« قد بنى‏ له في المسجد بيتاً بين أبياته. فقال له النبيّ«: «اسكن طاهراً مطهّراً». فبلغ حمزة قول النبيّ« لعليّ، فقال: يا محمّد، أخرجتنا وتمسك غلماناً من بني عبدالمطلب! فقال له: «لو كان الأمر لي ماجعلت دونكم من أحد. واللَّه ما أعطاه إيّاه إلّا اللَّه، وإنّك لعلى‏ خير من اللَّه ورسوله».(4)

1 . قال الكتّاني في كتابه نظم المتناثر من الحديث المتواتر (ص 250): وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات حديث: «سدّ باب عليّ»، مقتصراً على‏ بعض طرقه، وأعلّه ببعض من تكلّم فيه من رواته، وليس ذلك بقادح، وأعلّه أيضاً بمخالفته للأحاديث الصحيحة في باب أبي بكر، وزعم أنّه من وضع الرافضة، قابلوا به حديث أبي بكر في الصحيح.
قال الحافظ ابن حجر: وقد أخطأ في ذلك خطأً شنيعاً؛ لردّه الأحاديث الصحيحة بتوهم المعارضة مع إمكان الجمع، وفي اللئالئ المصنوعة للسيوطي قال شيخ الإسلام في القول المسدد في الذبّ عن مسند أحمد: قول ابن الجوزي في هذا الحديث: «أنّه باطل، وأنّه موضوع»، دعوى‏ لم يستدل عليها إلّا بمخالفة الحديث الّذي في الصحيحين، وهذا إقدام على‏ ردّ الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولاينبغي الإقدام على‏ حكم بالوضع إلّا عند عدم إمكان الجمع، ولايلزم من تعذر الجمع في الحال أنّه لايمكن بعد ذلك، لأن فوق كل ذي علم عليم، وطريق الورع في مثل هذا أن لايحكم على الحديث بالبطلان، بأن يتوقف فيه إلى أن يظهر لغيره مالم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور، له طرق متعددة، كلّ طريق منها على انفرادها لاتقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها ممّا يقطع بصحته، على‏ طريقة كثير من أهل الحديث.
2 . سورة النجم، الآية 1، لاحظ ص 326.
3 . اللئالئ المصنوعة، ج 1، ص 353.
ورواه ابن مردويه كما في مفتاح النجا (ص 29، 34)، قال: الترمذي، وأبويعلى‏، وابن مردويه، والبيهقي، عن أبي سعيد....
ورواه الترمذي في سننه (ج 5، ص 639)، قال: حدّثنا عليّ بن المنذر، حدّثنا محمّد بن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه« لعليّ: «يا عليّ، لايحلّ لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك».
ورواه محمّد بن خلف في أخبار القضاة. (ج 3، ص 149).
ورواه ابن عساكر في ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب من تاريخ دمشق. (ج 1، ص 292، ح 331، 332)
4 . أرجح المطالب، ص 415، قال فيه: أخرجه الفقيه أبوالحسن بن المغازلي، وأبوبكر بن مردويه.
ورواه ابن المغازلي في مناقب عليّ بن أبي طالب(ع) (ص 253، ح 303)، قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان، حدّثنا أبوالحسين محمّد بن المظفر بن موسى‏ بن عيسى الحافظ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع، حدّثنا جعفر بن عبداللَّه بن محمّد أبوعبداللَّه، حدّثنا إسماعيل بن أبان، حدّثنا سلّام بن أبي عمرة، عن معروف بن خرّبوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيّد الغفاري، قال: لمّا قدم أصحاب النبيّ(ص) المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبيّ(ص): لا تبيتوا في المسجد فتحتلموا.
(وذكر مثل الحديث، وقال في آخره:) أبشر! فبشّره النبيّ(ص)، فقتل يوم أحد شهيداً.

الصفحة السابقة

مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

طباعة

الصفحة اللاحقة