البراء بن عازب

هو أبوعامر أو أبوعمار، البراء - بالباء الموحدة والراء المخففة المفتوحتين وبالمد كسماء - بن عازب باهمال العين قبل الالف والزاء بعدها.

في القاموس: أنابراء منه لايثنى ولايجمع مولايؤنث، أي برئ والبراء أول ليلة، أويوم من الشهر، أو آخرها، أو آخره، كابن البراء وأبراء دخل فيه واسم،

[242]

94 - قال الكشي: روى جماعة من أصحابنا منهم أبوبكر الحضرمي، وأبان ابن تغلب، والحسين بن أبي العلاء، وصباح المزني، عن أبي جعفر وأبي عبدالله - وابن مالك وعازب وأوس والمعرور الصحابيون(1).

قال الشيخ رحمه الله في باب الصحابة: البراء بن عازب الانصاري الخزرجي كنيته أبوعامر(2).

ثم ذكره في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام وقال: البراء بن عازب الانصاري(3) وقال صاحب كتاب الصحابة: البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن خيثم بن مجذعة يكنى أبا عمارة، غزى مع رسول الله صلى الله عليه وآله خمس عشرة غزوة، واستصغره النبي يوم بدر فلم يشدها، واجازه يوم الخندق وهوابن خمس عشر سنة، فنزل البراء الكوفة وتوفى بها في أيام مصعب بن الزبير(4).

وفي مختصر الذهبي: عنه عدي بن ثابت، وأبواسحاق، وخلق، وشهد أحدا، ومات بعد التسعين.

قوله رحمه الله تعالى: روى جماعة من أصحابنا لم يذكر طريقته في الاسناد عن الجماعة، وعني أنه من الصحيح الثابت عنهم وكذلك كلما أرسل ارسالا جاريا مجرى التعليق، قال في صدر الطريق روي، وأسقط الاسناد من البين، كما سبق في ترجمة أبي الانصاري: روى الحارث بن حصيرة.

قوله رحمه الله تعالى: منهم أبوبكر الحضرمى الخ أبوبكر عبدالله بن محمد الحضرمي، قد بينا في المعلقات على الاستبصار

___________________________________________

1) القاموس: 1 / 8 .

2) رجال الشيخ: 8 .

3) رجال الشيخ: 35 .

4) الاستيعاب: 1 / 139 وفيه جشم بن مجدعة.

[243]

عليهما السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك، تخف علينا العبادة، فلما اتبعناك ووقع حائق الايمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا.

قال اميرالمؤمنين عليه السلام: فمن ثم يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير وتحشرون فرادى فرادى يؤخذ بكم إلى الجنة، ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: مابدالكم ! مامن أحد يوم القيامة الا وهو يعوي عواء البهائم أن اشهدوا واستغفروا لنا، فنعرض عنهم فماهم بعدها بمفلحين.

- توثيقه وصحة حديثه.

وأبان بن تغلب ظاهر الجلالة في الفضل والثقة.

والحسين بن أبي العلاء الحفاف الازدي وأخواه علي وعبدالحميد وجوه ثقاة أذكياء، قد أوضحنا حالهم وحال أبيهم في المعلقات على الاستبصار وعلى الفقيه وأبطلنا ماتوهمه المتوهمون في أبي العلاء، وسيستبين الامر في ذلك كله حيث يحين حينه انشاء الله العزيز.

وصباح بن يحيى - باهمال الصاد المفتوحة وتشديد الباء المفتوحة - أبومحمد المزني - بضم الميم وفتح الزاء قبل النون - كوفي ثقة.

في القاموس: مزينة كجهينة قبيلة، وهو مزني(1).

قوله عليه السلام: للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال له ذلك في زمن خلافته اذ كان عليه السلام بالكوفة، يعني كيف وجدت هذا الذين معي بعد ماكنت مع المتقمصين للخلافة قبلي؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل أن نتبعك تخف علينا العبادة، أي كنما تائهين في الجهالة، مستخفين بالعبادة، مضيعين لحدودها وأركانها، غير خاشعين في مناسكها آدابها، فلما اتعبناك انبسط نور المعرفة في صدورنا، ووقع حقائق الايمان في قلوبنا، فتثاقلت العبادة في جوار حنا وأجسادنا، وألذت واحلولت مع ذلك في نفوسنا وأرواحنا.

___________________________________________

1) القاموس: 4 / 271 .

[244]

قال أبوعمر والكشي: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السلام فيما روي من جهة العامة.

- روى البخاري في صحيحه بأسناده عن مطرف قال: صليت أنا وعمران خلف علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فكان اذا سجدكبر، واذا رفع كبر، واذا نهض من الركعتين كبر، فلما سلم أخذ عمران بيدي، فقال: لقد صلى بنا هذا صلاة محمد صلى الله عليه وآله أوقال: لقد ذكرني هذا صلاة محمد صلى الله عليه وآله(1).

وروى الصدوق عروة الاسلام أبوجعفر بن بابويه وغيره من أشياخنا وأصحابنا رضوان الله تعالى عليهم عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وتسليماته عليه تطويل القراء‌ة في صلاة الكسوف بمثل الانبياء والكهف.

قال في الفقيه: وانكسفت الشمس على عهد أمير المؤمنين عليه السلام، فصلى بهم حتى كان الرجل ينظر إلى الرجل قد ابتل قدمه من عرقه(2).

قوله رحمه الله: هذا بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين (ع) فيما روى من جهة العامة وقد غلط الحسن بن داود في شرح هذه العبارة، فظن أن معناتها أن اصابته دعوته عليه السلام اياه فيما روي من جهة العامة لامن طريق الخاصة.

قال في كتابه: البراء بن عازب " ل - ى - جخ - كش " شهد عليه السلام له بالجنة بعد أن روت العامة أنه عليه السلام دعا عليه لكتمانه الشهادة بيوم غدير خم فعمي(3).

فذك ظن فاسد، فان دعائه عليه السلام عليه واضابته دعوته اياه من الثابت، بل من المتواتر من طريق الخاصة ومن طريق العامة جميعا، وروى الكشي ذلك من طريق الخاصة بعد هذا الكلام.

___________________________________________

1) صحيح البخارى 1 / 191 ط عامرة استبول .

2) من لايحضره الفقيه: 1 / 341 .

3) رجال ابن داود: 64 .

[245]

95 - روى عبدالله بن ابراهيم، قال أخبرنا أبومريم الانصاري، عن المنهال ابن عمرو، - بل معنى العبارة: أن ماقاله عليه السلام في هذا الحديث له، وشهد له بقوله: " فيؤخذ بكم إلى الجنة " روي من جهة العامة(1)، أنه كان بعد ان أصابته دعوته عليه السلام وعمي قوله رحمه الله: روى عبدالله بن ابراهيم(2) أرسل اسناده عن عبدالله بن ابراهيم هذا، وهو عبدالله بن ابراهيم أبي عمر أبومحمد الغفاري، حليف الانصار سكن المزينة بالمدينة، فتارة يقال له: الغفاري، وتارة الانصاري، وتاره المزني، ويقال له أيضا: المدني، يروي عن أبي مريم الانصاري عبدالغفار الجازي ومن في طبقته، وعند الحسن بن علي بن فضال، ومحمد ابن عيسى وذكر في الفهرست عبدالله بن ابراهيم الانصاري وأسند طريقه في رواية كتابه إلى محمد بن عيسى عنه(3)، ثم ذكر عبدالله بن ابراهيم الغفاري وطريقه في رواية كتابه بالاسناد الاول عن محمد بن عيسى عنه، ويظهر من ذلك التعدد، والصحيح أنهما واحد.

قوله رحمه الله تعالى: عن المنهال بن عمرو قال الشيخ رحمه الله - في كتاب الرجال في أصحاب أبي عبدالله الحسين بن على عليهما السلام: المنهال بن عمرو الاسدي.

وكذلك قال في أصحاب أبي محمد علي بن الحسين عليهما السلام: المنهال بن عمرو الاسدي.

___________________________________________

1) يعنى ان قوله فيما روى متعلق بقوله بعد ان أصابته، لا أنه متعلق بقوله أصابته دعوته.

2) والعجب من المصحح لرجال الكشي المطبوع في جامعة مشهد حيث زعم أنه من العامة لانه رتب النسخة كذا: 95 - فيما روى من جهة العامة: روى عبدالله بن ابراهيم الخ .

3) الفهرست: 127 .

[246]

عن زربن حبيش، قال: خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر، فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم، فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يامولانا.

فقال علي عليه السلام من هيهنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقام خالد بن زيد أبوأيوب، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبدالله بن بديل بن ورقاء، فشهدوا جمعيا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال علي عليه السلام لانس بن مالك، والبراء بن عازب: مامنعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم؟ ثم قال: اللهم ان كانا كتماها معاندة فابتلهما.

- وقال في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه السلام: منهال بن عمرو الاسدي مولاهم.

وقال في أصحاب أبي عبدالله الصادق عليه السلام: منهال بن عمرو الاسدي مولاهم كوفي، روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام(1).

وفي مختصر الذهبي: المنهال بن عمرو الاسدي مولاهم، عن ابن الحنيفة وزر، وعنه الاعمش، وشعبة ورواية عنه في " س " ثم تركه بآخرة، وثقه ابن معين.

قوله رحمه الله: عن زر بن حبيش زر بالزاء المكسورة والراء المشددة، وحبيش بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة واسكان الياء المثناة من تحت واعجام الشين أخيرا، على مافي جامع الاصول والقاموس وغيرهما من الكتب المعتبرة.

وقال العلامة في الخلاصة: بالسين المهملة(2).

فاعترض عليه السحن بن داود بالتصحيف والتوهم(3).

___________________________________________

1) رجال الشيخ على الترتيب: 79، و 101، 138، 313 .

2) الخلاصة: 76 .

3) رجال ابن داود: 157 .

[247]

فعمي البراء بن عازب، وبرص قدما أنس بن مالك، فحلف أنس بن مالك أن لايكتم منقبة لعلي بن أبي طالب ولا فضلا أبدا، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله؟ فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة.

- فبعض شهداء المتأخرين في حاشية الخلاصة(1) رجح كلام ابن داود، بأنه في نسخة معتبرة لكتاب الرجال للشيخ وجد ذلك مضبوطا بالشين المعجمة، ولم يتعرض للتصريح بذلك في الاصول المعول عليها في هذا الباب، كأنه لم يتبعها أصلا.

وبالجملة زر بن حبيش من أفاضل رجال أمير المؤمنين عليه السلام.

قال الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام: زر بن حبيش وكان فاضلا(2).

وفي مختصر الذهبي: زر بن حبيش أبومريم الاسدي، عاش مائة وعشرين سنة، مات سنة 82.

قوله عليه السلام: وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله أي بعد أن أصابته ودعوة أميرالمؤمنين عليه السلام وعمي، فيقال: هو في موضع كذا وكذا، فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة، ولعل قوله هذا قبل ماقد سبق من حديث شهادة أمير المؤمنين عليه السلام له بالجنة.

___________________________________________

1) التعليقة على الخلاصة للشهيد الثاني غير مطبوع.

2) رجال الشيخ: 42 .

[248]