في عبدالله بن أبي يعفور
453 - حدثنا أبوالحسن علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، قال: حدثنا أبومحمد الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، قال: كان أبوعبدالله عليه السلام يقول: ما وجدت أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري، الا عبدالله بن
[515]
454 - محمدبن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن: ان ابن أبي يعفور ثقة، مات في حياة أبي عبدالله عليه السلام سنة الطاعون.
455 - محمدبن مسعود، عن علي بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن شيخ من أصحابنا لم يسمه، قا ل: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فذكر عبدالله بن أبي يعفور رجل من أصحابنا فنال منه، فقال: مه، قال: فتركه وأقبل علينا. فقال: هذا الذي يزعم أن له ورعا، وهو يذكر أخاه بما يذكره قال: ثم تناول بيده اليسري عارضة فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده، وقال: انها لشيبة سوء ان كنت، انما أتولي بقولكم وأبرئ منهم بقولكم.
456 - محمد بن الحسن البراثي وعثمان، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمدبن الحسين، عن الحجال، عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي العباس البقباق، قال: تدارء ابن أبي يعفور ومعلى بن خنيس، فقال ابن أبي يعفور: الاوصياء علماء أبرار أتقياء، وقال ابن خنيس: الاوصياء أنبياء، قال: فدخلا على أبي عبدالله عليه السلام قال: فلما استقر مجلسهما، قال: فبداهما أبوعبدالله عليه السلام فقال: يا ابا عبدالله أبرأ ممن قال أنا أنبياء.
في عبدالله بن أبي يعفور قوله: فنال منه من النيل بفتح النون واسكان الياء المثناة من تحت، يقال: نال من فلان نيلا اذا وقع فيه وعابه وذكر بعض مساويه ومثالبه.
وفي المغرب: نال من عدوه أضربه ومنه قوله تعالى " ولاينالون من عدو نيلا(1) ".
قوله: تدارأ بالهمز على التفاعل من الدرء بمعنى الدفع، أي أنهما تناظر او تدافعا في المناظرة.
___________________________________
1) سورة التوبة: 120.
[516]
457 - حمدويه، عن محمدبن عيسى، عن صفوان، عن حماد الناب، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام عبدالله بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال: وعليه السلام.
458 - حدثني محمدبن مسعود، قال: حدثني عبدالله بن محمد، قال: حدثني الحسن الوشاء عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال، قال لي أبو عبدالله عليه السلام: شهدت جنازة عبدالله بن أبي يعفور؟ قتل: نعم، وكان فيها ناس كثير قال: أما أنك سترى فيها من مرجئة الشيعة كثيرا.
459 - ووجدت في بعض كتبي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابن أبي يعفور، قال: كان اذا أصابته هذه الارواح فاذا اشتدت به شرب الحسو من النبيذ فسكنم عنه، فدخل على أبي عبدالله عليه السلام فأخبره بوجعه، وانه اذا شرب الحسو من النبيذ سكن عنه، فقال له: لاتشربه، فلما أن رجع إلى الكوفة هاج وجعه، فأقبل أهله فلم يزالوا به حتى شرب، فساعة شرب قال في المغرب: الدرء الدفع، ومنه كان بين عمر ومعاذ بن عفراء درء أي خصومة وتدافع(1).
وفي أساس البلاغة: دارأه دافعه وتدارؤا تدافعوا وتدارؤا في الخصومة وادارؤا(2).
وأما تدارا بالف منقلبة عن الياء من التداري، فتفاعل من الدراية بمعنى العلم وهو هاهنا تصحيف.
قوله: الحسو بفتح الاولى المهملتين وتشديد الواو اسم لما يتحساه الانسان من الماء والشراب والمرق ونحوها، والحسوة الشئ القليل قاله في القاموس(3).
___________________________________
1) المغرب: 1 / 176.
2) أسا س البلاغة: 185.
3) القاموس: 4 / 317.
[517]
منه سكن عنه. فعاد إلى أبي عبدالله عليه السلام فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يابن أبي يعفور لاتشربه فانه حرام، انما هذا شيطان موكل بك فلو قد يئس منك ذهب. فلما أن رجع إلى الكوفة هاج به وجعه أشد ماكان، فأقبل أهله عليه، فقال لهم: لا والله لا أذوق منه قطرة أبدا، فأيسوا منه، وكان يهم علي شئ ولا يحلف، فلما سمعوا أيسوا منه، واشتد به الوجع أياما ثم أذهب الله به عنه، فما عاد اليه حتى مات رحمة الله عليه.
460 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: قال حدثني محمد بن عيسى، ومحمد ابن مسعود، قال: حدثنا محمد نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن عدة من أصحابنا.
وقال العبيدي: حدثني به أيضا عن ابن عمير أن ابن ابي يعفور ومعلى بن خنيس كانا بالنيل على عهد أبي عبدالله عليه السلام فاختلفا في ذبايح وفي الصحاح: حسوت المرق حسوا، ويوم كحسو، الطير أي قصير، والحسو على فعول طعام معروف، وكذلك الحساء بالفتح والمد، تقول: شربت حساءا وحسوا ويقال: أيضا: رجل حسو للكثير الحسو، وقد حسوت حسوة بالضم أي قد ما يحسي مرة واحدة(1).
قوله: كانا بالنيل كان النهر بالكوفة يسمي بالنيل، لانه كان يمر قرية يقال لها النيل.
قال في المغرب: النيل نهر مصر وبالكوفة نهر يقال له النيل أيضا.
وفي القاموس: النيل بالكسر نهر مصر وقرية بالكوفة وأخرى بيزد وبلد بين بغداد وواسط(2).
___________________________________
1) الصحاح: 6 / 2312.
2) القاموس: 4 / 62.
[518]
اليهود، فأكل معلى ولم يأكل ابن أبي يعفور، فلما صارا إلى أبي عبدالله عليه السلام أخبره، فرضي بفعل ابن أبي يعفور وخطأ المعلى في أكله اياه.
461 - حمدويه، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسان الواسطي الخزاز قال: حدثنا على بن الحسين العبيدي، قال: كتب أبوعبدالله عليه السلام إلى المفضل بن عمر الجعفي حين مضى عبدالله بن أبي يعفور: يا مفضل عهدت اليك عهدي كان الي عبدالله بن أبي يعفورر صلوات الله عليه، فمضى صلوات الله عليه موفيالله عزوجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود الله، وقبض صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه، فولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان في عصرنا أحد أطوع لله ولرسوله ولامامه منه. فما زال كذلك حتى قبضه الله اليه برحمته وصيره إلى جنته، مساكنا فيها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام أنزله الله بين المسكنين مسكن محمد وامير المؤمنين (صلوات الله عليها) وان كانت المساكن واحدة فزاده الله رضى من عنده ومغفرة من فضلة برضاي عنه.
462 - حمدويه، قال: حدثنا محمدبن الحسين، عن الحكم بن مسكين الثقفي، قال: حدثني أبوحمزة معقل العجلي، عن عبدالله بن أبي يعفور، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين، فقلت هذا حرام وهذا حلال، لشهدت أن الذي قلت حلال حلال، وان الذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك الله قوله (ع): مساكنا فيها مع رسول الله صلى الله عليه وآله " مساكنا " بضم الميم على اسم الفاعل من باب المفاعلة تقول: ساكنتك اذا شاركته في المأوى والمسكن.
قال في أساس البلاغة: وساكنه في دار واحدة وتساكنوا فيها(1). رحمك الله.
___________________________________
1) أساس البلاغة: 304.
[519]
463 - ابومحمد الشامي الدمشقى، عن أحمد بن محمدبن عيسى، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ما احد أدي الينا ما افترض الله عليه فينا الا عبدالله بن أبي يعفو ر.
464 - حمدويه، قال: حدثنا ايوب بن نوح، عن محمدبن بن الفضيل، عن ابي اسامة، قال: دخلت على ابن عبدالله عليه السلام لا ودعه، فقال لي: يا زيد مالكم وللناس قد حملتم الناس على ابي، والله ما وجدت احدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا رحمه الله عبدالله بن ابي يعفور، فاني امرته واوصيه بوصيته فاتبع امري واخذ بقولي.
في معتب قال الشيه: هو مولى الصادق عليه السلام.
465 - حدثني حمدويه وابراهيم، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس بن يعقوب، عن بعد العزيز بن نافع، انه سمع ابا عبدالله عليه السلام يقول: هم عشرة يعني مواليه، فخيرهم وافضلهم معتب، وفيه خائن فاحذروه وهو صغير.
466 - على بن محمد، قال: حدثني محمدبن احمد، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن الحسن بن محبوب، لا اعلمه الاعن اسحاق بن عمار، عن ابي عبدالله عليه السلام قال: موالي عشرة، خيرهم معتب، وما يظن معتب الا اني اسحر من الناس.