ماروى في محمد بن أبي زينب اسمه مقلاص بن الخطاب البرادا الاخدع الاسدي...
ويكني أبا اسماعيل ويكني أيضا أبا الخطاب وابا الظبيات
509 - حمدويه وابراهيم أبنا نصير، قالا: حدثنا الحسين بن موسى، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن عيسى بن أبي منصور، قال: سمعت أبا عبداله عليه السلام في محمد بن أبي زينب قد اختلف في اسم أبي الخطاب باهمال الطاء المشددة بعد الخاء المعجمة، وفي اسم أبيه أيضا.
فالصدوق أبوجعفر بن بابويه رضوان الله تعالى عليه قال: اسم أبي الخطاب زيد.
والمشهور أن اسمه محمد، وأبوه أبوزينب اسمه في المشهور " مقلاص " بكسر الميم واسكان القاف واهمال الصاد أخيرا. والشيخ أبوجعفر الطوسي(1) رحمه الله اختا رالسين المهملة مكان الصاد.
وفي المغرب: الخطابية طائفة من الرافضية نسبوا إلى أبي الخطاب محمد ابن أبي وهب الاخدع بالواو والهاء.
وعلى كل حال فهو الغالى المعلون ولقد كانت له حالة استقامة أولا، والاصحاب ربما يروون ماقدرواه في حالة الاستقامة.
___________________________________
1) رجال الشيخ: 302.
[576]
وذكر أبا الخطاب فقال: اللهم العن أبا الخطاب فانه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي، اللهم أذقه حر الحديد.
510 - وبهذا الاسناد عن ابراهيم، عن أبي اسامة، قال:، رجل لابي عبدالله عليه السلام: اؤخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ قال، فقال: خطابية، ان جبريل أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وآله حين سقط القرص.
قال أبوالحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضايري في كتابه المعروف في الضعفاء وأري ترك مايقول أصحابنا: حدثنا أبوالخطاب في أيام استقامته(1).
قوله: البراد الاخدع وفي طائفة من النسخ " الزراد بالزاي المفتوحة مكان الباء الموحدة قبل الراء المشددة والدال أخيرا بعد الالف، وفي نسخة بالسين المهملة مكان الزاي أو الباء.
و " الاخدع " باعجام الخاء واهمال الدال والعين بمعنى الاحمق، وربما يضبط بالجيم(2) مكان الخاء.
قوله: أبا الضبيات(3) بتحريك الظاء المعجمة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت والتاء المثناة من فوق بعدالالف، وقيل: أبوالظبيان باسكان الموحدة بعد المعجمة المفتوحة وقبل المثناة من تحت قبل الالف والنون بعدها.
قوله (ع): خطابية أي هذه تشريعة خطابية وبدعة اختلاقية، افتعلها واختلقها أبوالخطاب افتراءا على الله عزوجل واختلافا علينا.
___________________________________
1) الخلاصة: 250.
2) كما في المطبوع من الرجال.
3) وفى المطبوع من الرجال بجامعة مشهد: أبا الخطاب.
[577]
511 - أبوعلي خلف بن حامد، قال: حدثني أبومحمد الحسن بن طلحة، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بريد العجلي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال أنزل الله في القران سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب. وسألت عن قول الله عزوجل " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل افاك أثيم "(1) قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبيان، وصائد النهدي، والحارث الشامي، وعبدالله بن الحارث، وحمزة بن عمارة البربري، وأبوالخطاب.
512 - حمدويه، قال: حدثني محمدبن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن بشير الدهان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كتب أبوعبدالله عليه السلام إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل، وان الخمر رجل، وان الصلاة رجل، وأن الصيام رجل وان الفواحش ر جل، وليس هو كما تقول اناأصل الحق وفروع الحق طاعة الله قوله (ع): طاعة الله فيه وجهان: الاول أن تكون الطاعة جمع طائع او طيع، كما السادة جمع سيد والقادة جمع قائد، والصاغة جمع صائغ، والغاصة جمع غائض، الغاغة جمع غائغ، وعلى هذا ففروع الحق الشيعة.
ومعنى الكلام: انانحن أصل الحق وفروع الحق من شيعتنا، انما هم الطيعون الطائعون والمطيعون لله عزوجل الثاني: أن تكون هي اسم الجنس فيعني بهاجنس الطاعات والحسنات، أو المصدر أي اطاعة الله والتعبد له عزوجل فيما أمر به من العبادات، ونهى عنه من المعاصي، فحينئذ يقدر حذف المضاف إلى الضمير في اسم ان. والتقدير أن معرفة حقنا والدخول في ولايتنا أصل الحق وأس الدين وفروع الحق ومتممات الدين، هي ضروب الطاعات والعبادات والامتثال في أوامر الله
___________________________________
1) سورة الشعراء: 222.
[578]
وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش، وكيف يطاع من لايعرف، وكيف يعرف من لايطاع.
513 - طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن احمد، قال: حدثني الشجاعي عن الحمادي، رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام انه قيل له: روى عنكم ان الخمر والميسر وألانصاب وألازلام رجال؟ فقال: ماكان الله عزوجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون.
514 - طاهر، قال: حدثني جعفر، قال: حدثنا الشجاعي، عن الحمادي رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام سأل عن التناسخ؟ قال: فمن نسخ الاول.
تعالى والانتهاء عند نواهيه. وكذلك " الفواحش " على قياس ماذكر، اما بمعنى الطواغي على جمع الفاحشة والطاغيه بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنيث، فكل فاحش جاوز الحدفي الفحش وطاغ تعدى الحد في الطغيان والعتو، فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة.
فالمعني: عدونا أصل الشر وأساس الضلال، وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة.
واما بمعنى الفاحشات من الاثام والسيئات من المعاصي، بمعنى أن الدخول في حزب عدونا والانخراط في سلكهم أصل الشر والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الاعمال وموبقات المعاصي.
قوله (ع): وكيف يطاع من لايعرف على صيغة المجهول يعني عليه السلام: أن معرفة الله تعالى وطاعته سبحانه لاتتم احداهما من دون الاخرى، فكما لايطاع من لايعرف عزه وجلاله لايعر فكبرياؤه ومجده من لايطاع.
قوله (ع): فمن نسخ الاول قوله عليه السلام فمن نسخ الاول اشارة إلى برهان ابطال التناسخ على القوانين الحكمية
[579]
515 - أحمد بن علي القمي السلولي، قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان، عن عنبسة بن مصعب، قال، قال لي أبوعبدالله عليه السلام: أي شئ سمعت من أبي الخطاب؟ قال: سمعته يقول: انك وضعت على صدره وقلت له عه ولا تنس ! وانك تعلم الغيب، وانك قلت له: و عيبة علمنا، وموضع سرنا، امين على أحيائنا وأمواتنا. والاصول البرهانية، تقريره.
ان القول بالتناسخ انما يستتب لو قيل بأزلية النفس المدبرة للاجساد المختلفة المتعاقبة على التناقل والتناسخ، وبلا تناهي تلك الاجساد المتناسخة بالعدد في جهة الازل، كما هو المشهور من مذهب الذاهبين اليه، والبراهين الناهضة على استحالة اللانهاية العددية بالفعل مع تحقق الترتب، والاجتماع في الوجود قائمة هناك بالقسط بحسب متن الواقع المعبر عنه بوعاء الزمان، أعني الدهر وان الم يتصحح الا الحصول التعاقبي بحسب ظرف السيلان والتدريج والفوت واللحوق، أعني الزمان.
وقد استبان مذلك في الافق المبين، والصراط المستقيم، وتقويم الايمان، وقبسات حق اليقين، وغيرها من كتبنا وصحفنا. فاذن لا محيص لسلسلة الاجساد المترتبة من مبدء متعين هو الجسد الاول في جهة الازل، يستحق باستعداده المزاجي أن يتعلق به نفس مجردة تعلق التدبير والتصريف فيكون ذلك مناط حدوث فيضانها عن ود المفيض الفياض الحق جل سلطانه. واذا انكشف ذلك فقد انصرح أن كل جسد هيولاني بخصوصية مزاجة الجسماني واستحاقه الاستعدادي يكون مستحقا لجوهر مجرد بخصوصه يدبره ويتعلق به ويتصرف فيه ويتسلطن عليه فليتثبت.
قوله: عه الاظهر أن تكون الهاء هنا ضميرا عايدا إلى مايلقى اليه كما في " وتعيها اذن
[580]
قال: لا والله مامس شئ من جسدي جسده الايده، وأما قوله اني قلت اعلم الغيب: فوالله الذي لا اله الا هو ما أعلم الغيب، ولا آجرني الله في أمواتي، ولا بارك لي في احيائي ان كنت قلت له، قال: وقدامه جويرية سوداء تدرج. واعية "(1) لاهاء السكت.
قوله (ع): ولا آجرنى الله في أمواتي من باب نصرأي لا أعطاني في أمواتي أجرا.
في الاساس: آجرك الله على ما فعلت وأنت مأجور عليه، منه قوله تعالى " على أن تأجرني ثماني حجج(2) " أي تجعلها أجري في التزويج، يريد المهر من قوله تعالى " وآتوهن أجورهن "(3) كأنه قال: على أن تمهرني عمل هذه المدة، وآجر فلان ولده اذا ماتوا وكانوا له أجرا(4).
وفي المغرب: أجره اذا أعطاه أجرته من باب طلب وضرب، فهو آجر، وذلك مأجور.
وقال الراغب في المفردات: يقال: آجر زيد عمرا يأجره أجرا أعطاه الشئ بأجره، وآجر عمرو زيدا أعطاه الاجرة، وآجر كذلك، والفرق بينهما أن أجرته يقال اذا اعتبر فعل أحدهما، وأجرته اذا اعتبر فعلا هما وكلاهما يرجعان إلى معنى(5).
قوله: وجويرية سوداء تدرج أي تمشي قال في أساس البلاغة: درج الشيخ والصبي درجانا، وهو مشيهما(6).
___________________________________
1) سورة الحاقة: 12.
2) سورة القصص: 27.
3) سورة النساء: 25.
4) أساس البلاغة: 12.
5) مفردات الراغب: 11.
6) أساس البلاغة: 185.
[581]
قال: كنت لقد كان مني الي أم هذه، أوالى هذه كخطة القمل فأتتني هذه، فلو كنت أعلم الغيب ما كانت تأتيني.
ولقد قاسمت مع عبدالله بن الحسن حائطا بيني وبينه، فأصابه السهل والشرب واصابني الجبل، فلو كنت أعلم الغيب لا صابني السهل والشرب وأصابه الجبل.
وأما قوله أني قلت له هو عيبة علمنا، وموضع سرنا، أمين على أحيائنا وأمواتنا: فلا آجرني الله في امواتي ولا بارك لى في احيائي ان كنت قلت له شيئا من هذا، قط.
516 - محمدبن مسعود، قال: حدثني علي بن محمدبن يزيد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن علي بن عقبة، عن أبيه، قال دخلت على ابي عبدالله عليه السلام قال: فسلمت وجلست، فقال لي: كان في مجلسك هذا أبوالخطاب، ومعه سبعون، رجلا كلهم اليه ينالهم منهم شئ رحمتهم، فقلت لهم: ألا أخبركم بفضائل المسلم، فلا احسب أصغرهم الا قال: بلى جعلت فداك.
قلت: من فضائل المسلم أن يقال: فلان قاري لكتاب الله عزوجل، وفلان ذو حظ من ورع، وفلان يجتهد في عبادته لربه، فهذه فضائل المسلم، مالكم والاشهر مافي ساير كتب اللغة وهو اختصاص ذلك بالصبي والصبية.
قوله (ع): كلهم اليه ينالهم(1) منهم شئ أي كلهم منقطعون اليه ينالهم منهم شئ، بالنون من النيل، أي تصيبهم من تلقاء أنفسهم مصيبة.
وفي نسخة " يثالم " بالمثلثة مكانينالهم على المفاعلة من الثلمة.
و " منهم " للتعدية، أو بمعنى فيهم أو من زائدة للدعامة، والمعني: يثالمهم شئ ويوقع فيهم ثلمة.
___________________________________
1) وفي المطبوع من الرجال: يتألم.
[582]
وللرياسات؟ انما المسلمون رأس واحد، والرجال فان الرجال للرجال مهلكة.
فاني سمعت أبي يقول: ان شيطانا يقال له المذهب يأتى في كل صورة، الا أنه لايأتي في صورة نبي ولا وصي نبي، ولا أحسبه الا وقد تراءى لصاحبكم فاحذروه، فبلغني انهم قتلوا معه فأبعدهم الهل وأسحقهم أنه لايهلك على الله الا هالك.
517 - حمدويه ومحمد، قالا: حدثنا الحميدي وهومحمد بن عبدالحميد العطار الكوفي، عن يونس بن يعقوب، عن عبدالله بن بكير الرجاني، قال: ذكرت أبا الخطاب ومقتله عند أبي عبدالله عليه السلام، قال، فرققت عند ذلك فبكيت، فقال: أتأسى عليهم؟ فقلت: لا وقد سمعتك تذكر أن عليا عليه السلا م قتل أصحاب النهر فأصبح أصحاب على عليه السلام يبكون عليهم، فقال على عليه السلام لهم: أتأسون عليهم؟ قالوا: لا الا انا ذكرنا الالفة التي كنا عليها والبلية التي أوقعتهم، فلذلك رفقنا عليهم، قال: لابأس.
518 - محمد بن مسعود، قا ل: حدثني علي بن الحسن، عن معمر بن خلاد، قال، قال أبوالحسن عليه السلام: ان أبا الخطاب أفسد أهل الكوفة فضاروا لايصلون المغرب حتى يغيب الشفق، ولم يكن ذلك انما ذاك للمسافر وصاحب العلة.
قوله (ع): انما المسلمون رأس واحد أي انما هم في حكم رأس واحد فلا ينبغي لهم الا رئيس واحد.
وفي بعض النسخ " انما للمسلمين(1) " رأس واحد، أي انما لهم جميعا رئيس واحد ومطاع واحد.
قوله (ع): لايهلك على الله الا هالك أى لايرد على الله هالكا الا من هو هالك بحسب استعداده الفطري واستحقاقه الجبلي في فطرته الاولى المفطورة، ثم في فطرته الثانية المكسوبة.
___________________________________
1) كما في المطبوع من الرجا ل بالنجف الاشرف.
[583]
وقال: ان رجلا سأل أبا الحسن عليه السلام فقال: كيف قال أبوعبدالله عليه السلام في أبي الخطاب ماقال ثم جاءت البراءة؟ فقال له: أكان لابي عبدالله عليه السلام أن يستعمل وليس له أن يعزل.
519 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني حمدان بن أحمد، قال حدثني معاوية بن حكيم وحدثني محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد ابن يزداد، قال: حدثنا معاوية بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال بلغني عن أبي الخطاب أشياء، فدخلت على أبي عبدالله عليه السلام فدخل أبوالخطاب وأنا عنده، أو دخلت وهو عنده، فما أن بقيت أنا وهو في المجلس: قلت لابي عبدالله عليه السلام ان أبا الخطاب روى عنك كذا وكذا، قال: كذب. قال: فأقبلت أروي ماروي شئيا شيئا مما سمعناه وأنكر ناه الا سألت عنه، فجعل يقول: كذب، وزحف أبوالخطاب حتى ضرب بيده إلى لحية أبي عبدالله عليه السلام فضربت يده وقلت خذ يدك عن لحيته، فقال أبوالخطاب: يا أبا القاسم لاتقوم؟ قال أبوعبدالله عليه السلام له حاجة، حتى قال ثلاث مرات كل ذلك يقول أبوعبدالله عليه السلام له حاجة، فخرج.
فقال أبوعبدالله عليه السلام انما أراد أن يقول لك يخبرني ويكتمك فأبلغ أصحابي كذا وأبلغهم كذا وكذا، قال: قلت اني أحفظ هذا فأقول ما حفظت ومالم أحفظ قلت أحسن ما يحضرني، قال: نعم فان المصلح ليس بكذاب.
قال أبوعمرو الشكي: هذا غلط ووهم في الحديث انشاءالله، لقد أتى معاوية بشئ منكر لا تقبله العقول، وذلك أن مثل أبي الخطاب لايحدث نفسه يضرب يده إلى لحية أقل عبد لابي عبدالله عليه السلام فكيف هو صلى الله عليه.
520 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني ابن عامر الكوفي، عن المفضل، قال: سمعت أبا عبدالله يقول: اتق السفلة، واحذر السفلة، فاني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني.
[584]
521 - حمدويه، قال: حدثني محمدبن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبيه عمران بن علي، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لعن الله أبا الخطاب، ولعن من قتل معه، ولعن من بقي منهم، ولعن الله من دخل قلبه رحمة لهم.
522 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبريل بن أحمد، قال: حدثني محمدبن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبدالرحمن، عن رجل، قال، قال أبوعبدالله عليه السلام كان أبوالخطاب أحمق فكنت أحدثه فكان لايحفظ، وكان يزيد من عنده.
523 - حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن ابن مسكان، عن عيسى شلقان، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام وهو يومئذ غلام قبل أوان بلوغه: جعلت فداك ما هذا الذي يسمع من أبيك أنه أمرنا بولاية أبي الخطاب ثم أمرنا بالبراءة منه؟ قال، فقال أبوالحسن عليه السلام من تلقاء نفسه: ان الله خلق الانبياء على النبوة فلا يكونون الا أنبياء، وخلق المؤمنين على الايمان فلايكونون الا مؤمنين، واستودع قوما ايمانا، فان شاء أتمه لهم، وان شاء سلبهم اياه، وان أبا الخطاب كان ممن أعاره الله الايمان: فلما كذب على أبي سلبه الله الايمان. قال: فعرضت هذا الكلام على أبي عبدالله عليه السلام، قال، فقال: لو سألتنا عن ذلك ماكان ليكون عندنا غيرماقال.
524 - حمدويه، قال: حدثنا أيوب بن نوح، عن حنان بن سدير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام وميسر عنده، ونحن في سنة ثمان وثلاثين ومائة، فقال ميسر بياع الزطي: جعلت فداك عجبت لقوم كانوا يأتون قوله: بياع الزطي الزطى لضم الزاي واهمال الطاء المشددة نوع من الثياب.
[585]
معنا إلى هذا الموضع، فانقطعت آثارهم وفنيت آجالهم، قال: ومن هم؟ قلت: أبوالخطاب وأصحابه. وكان متكئا فجلس فرفع أصبعه إلى السماء ثم قال: على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك، وأنه يحشر مع قال في المغرب: الزط جيل من الهند اليهم تنسب ثياب الزطية.
وفي الصحاح: الزط جيل من الناس الواحد زطي مثل الزنج وزنجي والروم ورومى(1).
وفي القاموس: الزط بالضم جيل من الهند معرب جت بالفتح والقياس يقتضي معربه أيضا، الواحد زطي والازط الاذط والمستوي الوجه والكوسج، وزط الذباب صوت(2).
فأما قول العلامة في الايضاح: بياع الزطي بكسر الطاء المهلمة المخففة وتشديد الياء، وسمعت من السيد جمال الدين أحمد بن طاوس، رحمه الله بضم الزاي وفتح الطاء المهملة المخففة مقصورا.
فلا مساق له إلى الصحة الا اذا قيل بتخفيف الطاء المكسورة وتشديد الياء للنسبة إلى زوطي من بلاد العراق، ومنه ما ربما يقال: الزطي خشب يشبه الغرب منسوب إلى زوطة قروية بأرض واسط.
قال في القاموس: زواط كغراب موضع، وزواطي كسكارى بلد بين واسط والبصرة، وزوطي كسلمي جد الامام أبي حنيفة، وزوط تزويطا عظم اللقمة(3).
___________________________________
1) الصحاح: 3 / 1129.
3 -2) القاموس: 2 / 362.
[586]
فرعون في أشد العذاب غدوا وعشيا، ثم قال: أما والله اني لانفس على أجساد أصليت معه النار.
525 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن مزيد، قال، قال أبوعبدالله عليه لسلام: وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلا ة، فقال لي: يامفضل لاتقاعد وهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا تؤاثروهم.
قوله (ع): انى لانفس على أجساد أصلت(1) معه النار لانفس بفتح الفاء على صيغة المتكلم من النفاسة تقول: نفست به بالكسر من باب فرح، اى نجلت وضننت، ونفست عليه الشئ نفاسة اذا لم تره له أهلا، قاله في القاموس والنهاية(2) وغيرهما.
و " على أجساد " أي على أشخاص، أو على نفوس تجسدت وتجسمت لفرط تعلقها بالجسد، وتوغلها في المحسوسات والجسمانيات.
و " أصليت معه النار " على مالم يسم فاعله من أصليته في النار اذا ألقيته فيها، ونصب " النار " على نزع الخافض. وفي نسخة " أصيبت " مكان أصليت.
قوله (ع): ولا تؤاثر وهم بالهمزعلى المفاعلة من الاثر، بمعنى الخبر أي لاتحادثوهم ولا تعاوضوهم بالاثار والاخبار. وفي نسخة " ولا توارثوهم "(3) على المفاعلة من الوراثة، أي لاتواصلوهم
___________________________________
1) وفي المطبوع من الرجال: أصيبت.
2) القاموس: 2 / 255 ونهاية ابن الاثير: 5 / 9.
3) كما في المطبوع من الرجال.
[587]
526 - وقالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله وذكر الغلاة، فقال: ان فيهم من يكذب حتى أن الشيطان ليحتاج إلى كذبه.
527 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني أحمد ابن محمد بن عيسى، عن الحسين، بن سيعد، عن أبن أبي عمير، عن مرازم قال، قال أبوعبدالله عليه السلام للغاية: توبوا إلى الله فانكم فساق كفار مشركون.
528 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم الكرخي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ان ممن ينتحل هذا الامر لمن هوشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا.
529 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جعفر ابن عثمان، عن أبي بصير، قال، قال لي أبوعبدالله عليه السلام: يا أبامحمد أبرأممن يزعم انا أرباب قلت: برئ الله منه، قال: أبرءمنن يزعم انا أنبياء قلت: برئ الله منه.
530 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن المغيرة، قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام أنا ويحيى بن عبدالله بن الحسن عليه السلام فقال يحيى: جعلت فداك انهم يزعمون انك تعلم الغيب؟ فقال: سبحان الله سبحان الله ضع يدك على رأسي، فوالله مابقيت في جسدي شعرة ولافي رأسي الا قامت.
قال، ثم قال: لا والله ماهي الا وراثة عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
531 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن عبدالصمد بالمصاهرة الموجبة للتوارث.
قوله: حدثنا العبيدي هو محمد بن عيسيى العبيدي اليقطيني كما اسلفنا بيانه مرارا.
[588]
ابن بشير، عن مصادف، قال لما أتى القوم الذين أتوا بالكوفة: دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فأخبرته بذلك، فخر ساجدا واألزق جوجؤه بالارض وبكي، وأقبل يلوذ بأصبعه ويقول: بل عبدالله قن داخر مرارا كثيرة، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته، فندمت على أخباري اياه. فقلت: جلعت فداك وما عليك أنت منذا؟ فقال: يا مصادف ان عيسى لو سكت عما قالت النصاري فيه لكان حقا على الله أن يصم سمعه ويعمى بصره، ولو سكت عما قال في أبوالخطاب لكان حقاعلى الله أن يصم سمعي ويعمي بصري.
532 - حمدويه، قال: حدثنا يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن شعيب، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: انهم يقولون، قال: وما يقولون؟ قلت: يقولون تعلم قطر المطر وعدد النجوم وورق الشجر ووزن مافي البحر وعدد التراب، فرفع يده إلى السماء، وقال: سبحان الله سبحان الله لا والله ما يعلم هذا الا الله ! قوله: لم اتى القوم الذين اتوا بضم الهمزة وكسر المثناة من فوق على بناء مالم يسم فاعله من الاتيان، أي أصابتهم الداهية ودخلت عليهم البلية.
قال في المغرب: وقولهم من هنا اتت، أي من هنا دخل عليه البلاء، ومنه قول الاعرابي وهو سلمة بن صخر البياضي وهل اتيت الامن الصوم، ومن روى وهل أو تيت ما أو تيت الا من الصوم، فقد أخطأمن غير وجه واحد، على أن رواية الحديث عن ابن مندة وأبي نعيم وهل أصابني ما أصابني الا من الصيام.
وفي نسخ عديدة " لبي ولبو(1) باللام الموحدة المشددة مكان أتى وأتو من التلبية بمعنى الاجابة للدعوة، او الاقامة بالمكان، على ابدال أخيرة الموحدتين الاصليتين ياءا كما في التظني والتفظني والتقضي، وذلك تصحيف والتقضي، وذلك تصحيف وتحريف من أقلام الناسخين فليعرف.
___________________________________
1) كما في الرجال المطبوع بجامعة والنجف والاشرف.
[589]
533 - حمدويه، قال: حدثنا محمدبن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن يحيى الحلبي، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم.
534 - حمدويه وابراهيم، قالا: حدثنا محمدبن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، قال أبوجعفر محمدبن عيسى: ولقد لقيت محمدا رفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك ياربي ! فقال: مالك لعنك الله، ربى وربك الله، أما والله لكنت ماعلمت لجبانا في الحرب لئيما في السلم.
535 - خالد بن حماد، قال: حدثني الحسن بن طلحة، رفعه عن محمدبن اسماعيل، عن علي بن يزيد الشامي، قال. قال أبوالحسن عليه السلام: قال أبوعبدالله عليه السلام ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين الا وهي فيمن ينتحل التشيع.
536 - محمد بن مسعود، قال: حدثني على بن محمد، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن مياح، عن عيسى، قال، قال أبوعبدالله عليه السلام: اياك ومخالطة السفلة فان السفلة لايؤل إلى خير.
537 - وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى، عن على ابن الحكم، عن حماد بن عثمان، عن زرارة، قال قال ابوعبدالله عليه السلام: أخبرني عن حمزة أيزعم ان أبي آتية؟ قلت: نعم. قال: كذب والله ما يأتيه الا المتكون، ان ابليس سلط شيطانا يقال له المتكون يأتي الناس في أي صورة شاء، ان شاء في صورة صغيرة، وان شاء في صورة كبيرة ولا والله مايستطيع أن يجئ في صورة أبي عليه السلام.
538 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبدالله بن محمد بن خالد، عن علي ابن حسان عن بعض اصحابنا رفعه إلى ابي عبدالله عليه السلام قال: ذكر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب، فقيل: انه صار إلى نمرود، وقال فيهم: وهو الذى في السماء اله وفي الارض اليه، قال، هو الامام.
[590]
فقال أبوعبدالله عليه السلام لا والله لا يأويني واياه سقف بيت أبدا، هم شر من اليهود والنصار ى والمجوس والذين أشركوا، واله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شئ قط، ان عزيرا جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحى الله اسمه من النبوة. والله لو أن عيسى أقر بما قالت النصارى لا ورثه اله صمما إلى يوم القيامة، والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لا خذتني الارض، وما أنا الاعبد مملكو لا أقدر على شئ ضر ولا نفع.
539 - محمد بن مسعود، قا ل: حدثني علي بن محمد، قال: حدثني محمد ابن أحمد بن يحيى، عن محمدبن عيسى، عن زكريا، عن ابن مسكان، عن قاسم الصيرفي، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قوم يزعمون أني لهم امام، والله ما أنا لهم بامام، مالهم لعنهم الله، كلما سترت سترا هتكوه، هتك الله ستورهم، أقول كذا، يقولون انما يعني كذا، انما أنا أمام من أطاعني.
540 - محمد بن مسعود، قال: حدثني عبدالله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الحسن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: من قال انا أنبياء فعليه لعنة الله، ومن شك في ذلك فعلية لعنة الله.
541 - قال: حدثني الحسين بن الحسن بن بندار، ومحمد بن قولويه القميان، قالا: حدثنا سعدبن عبدالله بن أبي خلف، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لعن الله بنان البيان، وان بنانا لعنة الله كان يكذب على أبي، أشهدأن أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا.
542 - سعد، قال: حدثنا محمد بن الحسين، والحسن بن موسى، قال: حدثنا صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: لعن الله المغيرة بن سعيد، انه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد، لعن الله من قال فينا ما لانقوله في أنفسنا، ولعن الله من أزالنا عن العبودية
[591]
لله الذى خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا.
543 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمدبن الحسن بن فضال، ومحمدبن الحسين بن أبي الخطاب، ويعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن داود بن أبي يزيد العطار، عمن حدثه من أصحابنا، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم "(1). قال: هم سبعة: المغيرة بن سعيد، وبنان، وصائد، وحمزة بن عمارة الزبيدي، والحارث الشامي، وعبدالله بن عمرو بن الحارث، وأبوالخطاب.
544 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى سهل ابن زياد الواسطي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي، قال، قال أبوالحسن الرضا عليه السلام: كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه الله حرالحديد. وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، وكان أبوالخطاب يكذب على أبي عبدالله عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد، والذى يكذب على محمد بن فرات.
قال أبويحيى: وكان محمد بن فرات من الكتاب، فقتله أبراهيم بن شكله.
545 - سعد، قال: حدثني الاشعري عبدالله بن علي بن عامر، بأسناد له عن أبي عبدالله عليه السلام قال، قال: تراءي والله أبليس لابي الخطاب على سور المدينة أو المسجد، فكأني أنظر اليه وهو يقول له ايها تطفر الان أيها تطفر الان.
قوله (ع): أيها تطفر بكسر الهمزة واسكان المثناة من تحت وبالتنوين على النصب، كلمة أمر
___________________________________
1) سورة الشعراء: 222.
[592]
546 - سعد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، ويعقوب بن يزيد، والحسين ابن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن حفص بن عمرو النخعي، قال، كنت جالسا عند أبي عبدالله عليه السلام فقال له رجل: جعلت فداك ان أبا منصور حدثني أنه رفع إلى ربه وتمسح على رأسه وقال له بالفارسية " ياپسر ".
فقال له أبوعبدالله عليه السلام: حدثني: أبي عن جدي أن رسو ل الله صلى الله عليه وآله قال: ان ابليس اتخذ عرشا فيما بين السماءوالا رض، واتخذ زبانية كعدد الملائكة فاذا دعا رجلا فأجابه ووطئ عقبه وتخطت اليه الاقدام، تراءى له ابليس ورفع اليه، وان أبا منصور كان رسول ابليس، لعن الله أبا منصور، لعن الله أبا منصور ثلاثا.
547 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عليه السلام قال: ان بنانا والسري وبزيعا لعنهم الله تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدمي من قرنه إلى سرته. قال، فقلت ان بنانا يتأول هذه الاية " وهو الذي في السماء اله وفي الارض اله "(1) ان الذي في الارض غير اله السماء، واله السماء غير اله الارض، وان اله السماء أعظم من اله الارض، وان أهل الارض يعرفون فضل اله السماء ويعظمونه فقال: والله ماهو الا الله وحده لاشريك له اله من في السموات واله من في الارضين، كذب بنان عليه لعنة الله، لقد صغر الله جل وعزوصغر عظمته.
بالسكوت والكف عن الشئ والانتهاء عنه.
و " تطفر " باهمال الطاء وكسر الفاء، وقيل: بضمها أيضا من طفر يطفر طفرة أي وثب وثبة، سواء كان من فوق أ وإلى فوق، كما يطفر الانسان حايطا أو من حايط قال في المغرب: وقيل: الوثبة من فوق والطفرة إلى فوق.
___________________________________
1) سورة الزخرف: 84.
[593]
548 - سعد، قال: حدثني أحمد بن محمد، عن ابيه والحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير.
وحدثني محمدبن عيسى، عن يونس ومحمد بن أبي عمير، عن محمد بن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: كان حمزة بن عمارة الزبيدي لعنه الله يقول لاصحابه: ان أبا جعفر عليه السلام يأتيني في كل ليلة، ولايزال انسان يزعم أنه قد أراه أياه، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثته بما يقول حمزة، فقال: كذب عليه لعنة الله مايقدر الشيطان أن يمثل في صورة نبي ولا وصي نبي.
549 - سعدبن عبدالله، قال: حدثني محمد بن خالد الطيالسي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن ابن سنان، قال، قال أبوعبدالله عليه السلام: انا أهل بيت صادقون، لانخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه.
وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفقري عليه من الكذب عبدالله بن سبا لعنه الله، وكان أبوعبدالله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلي بالمختار.
ثم ذكر أبوعبدالله: الحارث الشامي وبنان، فقال، كانا يكذبان علىعلي ابن الحسين عليهما السلام.
ثم ذكرنا المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب، ومعمرا، وبشارا الاشعري، وحمزة الزبيدي، وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله انا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد.
550 - سعد، قال: حدثني العبيدي، عن يونس، عن العباس بن عامر القصباني. وحدثني أيوب بن نوح، والحسن بن موسى الخشاب، والحسن بن عبدالله ابن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن حماد بن أبي طلحة، عن ابن أبي يعفور قال، دخلت على أبي عبدالله عليه السلام فقال: ما فعل بزيع؟ فقلت له: قتل، فقال: الحمد لله، أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية شئ خيرا من القتل لانهم لايتوبون أبدا.
[594]
551 - محمدبن مسعود، قال: حدثني الحسين بن أشكيب، قال: حدثني محمدبن أورمه، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي طالب القمي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال، قلت لابي عبدالله عليه السلام: ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلو ا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم.
قال: ياسدير سمعي وبصري وشعري ولحمي ودمي من هؤلاء براء برء الله منهم ورسوله، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي، والله لايجمعني واياهم يوم القيامة الا وهو عليهم ساخط. قال، قلت: فما أنت جعلت فداك؟ قال: خزان علم الله وتراجمة وحي الله ونحن قوم معصومون أمر الله بطاعتنا ونهى عن معصيتنا، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الارض.
قال الحسين بن أشكيب: وسمعت من أبي طالب عن سدير ان شاء الله.
552 - ابراهيم بن علي الكوفي، قال: حدثنا ابراهيم بن اسحاق الموصلي عن يونس بن عبدالرحمن، عن العلاء بن رزين، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: اياك والسفلة، انما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه.
553 - محمد بن مسعود، قال: حدثني بن محمد القمي، قال: حدثني محمدبن أحمدبن يحيى، عن محمدبن الحسين، عن موسى بن سلام، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فأستأذن عليه
[595]
رجل حسن الهيئة، فقال: اتق السفلة، فما تقارت في الارض حتى خرجت، فسألت عنه فوجدته غالبا.
554 - علي بن محمد القتيبي، قال: حدثنا الفضل بن شاذان، عن أبيه، عن محمدبن سنان، عن هارون بن خارجة قال: كنت أنا ومراد أخي عند أبي عبدالله عليه السلام فقال له مراد: جعلت فداك خف السمجد قال: ومم ذلك؟ قال: بهؤلاء الذين قوله: فما تقارت بالفاء أو بالقاف وتشديد الهمزة قبل الراء من باب التفعل، وأصله ليس من المهموز بل من الاجوف.
و " خرجت " بالتشديد من التخريج بمعنى استبطان الامر واستكشافه واستنباطه واستخراجه من مظآنه ومآنه ومن مدار كه ودلايله، يعني ما انتشرت وما مشيت وما ذهبت وما ضربت في الارض حى استكشفت أمر الرجل واستعلمت حاله واختبرته وفتشت عن دخلته وسألت الاقوام واستخبرتهم عنه، فوجدته غاليا.
فظهر أن مولانا الصادق عليه السلام كان قد ألهمه الله تعالى ذلك وأطلعه عليه، فعلم خبث باطنه وعقيدته.
يقال: فار بالفاء فوارا بالضم وفوارانا بالتحريك، أي انتشر وهاج، والفائر المنتشر والهايج.
وقار - بالقاف أي مشى على أطراف قدميه لئلا يسمع صوتهما، وقار أيضا اذا نفر وذهب في الارض، وقار القصيد اذا خيله وحدث به نفسه، واقتور الشئ اذا قطعه مستديرا قال ذلك كله القاموس(1) وغيره.
وفي بعض النسخ " فما تقاروت حتى خرجت " بالقاف على التفاعل من القرار وتخفيف خرجت من الخروج.
___________________________________
1) القاموس: 2 / 112 و 123.
[596]
قتلوا يعني اصحاب أبي الخطاب، قال: فأكب على الارض مليا ثم رفع رأسه فقال كلا زعم القوم انهم لايصلون.
555 - ابراهيم بن محمد بن العباس، قال: حدثني أحمدبن ادريس القمي عن حمدان بن سليمان، عن محمدبن الحسين، عن ابن فضال، عن أبي المغرا، عن عنبسة، قال، قال أبوعبدالله عليه السلام: لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا.
556 - محمد بن الحسن البراثي، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمدبن يزداد، عن محمدبن الحسين عن موسى بن يسار، عن عبدالله بن شريك، عن أبيه، قال، بينا علي عليه السلام عند امرأة من عنزة وهي أم عمر واذ أتاه قنبر، فقال: ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم، قال: ادخلهم، قال: فدخلوا عليه.
فقال: ماتقولون؟ فقالوا: انك ربنا، وأنت الذي خلقنا، وأنت الذي ترزقنا فقال لهم: ويلكم لاتفعلوا انما انا مخلوق مثلكم، فأبوا أن يقلعوا، فقال لهم: ويلكم ربي وربكم الله ويلكم توبوا وارجعوا، فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا وأنت خلقتنا. فقال ياقنبر آتني بالفعلة، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور، فأمرهم أن يحفروا لهم في الارض، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب والنار فطرح فيه حتى صار نارا تتوقد قال لهم: ويلكم توبوا وارجعوا ! فأبوا وقالوا: لانرجع، فقذف علي عليه السلام بعضهم ثم قذف بقيتهم في النار، ثم قال علي عليه السلام.
اني اذا أبصرت شيئا منكرا * إو قدت ناري ودعوت قنبرا