الباب الثانى فيما صدر بابن

(ابن آجروم)

بمد الهمزة وضم الجيم وتشديد الراء المهملة، ومعناه بلغة البربر الفقير الصوفي هو ابوعبدالله محمد بن محمد بن داود الصنهاجي الفاسي النحوي صاحب المقدمة الجرومية المشهورة التي اعتنى بها وشرحت شروحا كثيرة وطبعت مرارا، قيل توفي سنة 743 (ذمج).

والصنهاجي نسبة إلى الصناهجة قوم بديار المغرب، وفاس بلد عظيم بالمغرب.

(ابن الآلوسى)

نعمان بن شهاب الدين محمود الآلوسي البغدادي الحسني الحسيني، والاسرة الآلوسية مشهورة في العراق تنسب إلى آلوس قرية على الفرات قرب عانات، نبغ فيها علماء ادباء منهم السيد محمود والد نعمان المذكور، كان معروفا بالفضل والادب وجودة الخط وقوة الحافظة.

يحكى عنه قال: ما استودعت ذهني شيئا فخانني.

وكان شافعيا، ولكنه تقلد في كثير من المسائل امامهم الاعظم. له الاجوبة العراقية عن الاسئلة الايرانية والخريدة الغيبية في تفسير القصيدة العينية التي نظمها عبدالباقي الموصلي العمري في مدح امير المؤمنين " ع " وروح المعانى في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، إلى غير ذلك.

توفي سنة 1270، وابنه نعمان هو الذي صنف جلاء العينين في المحاكمة بين الاحمدين، رد على شهاب الدين احمد بن حجر الهيثمي في انتقاده لاحمد بن تيمية، وله مصنفات غير ذلك توفي سنة 1317 (غشيز).

[191]

(ابن أبى الازهر النحوى)

محمد بن يزيد بن محمود بن منصور الخزاعي البوشنجي النحوي صاحب كتاب الهرج والمرج في اخبار بعض خلفاء بني العباس وحكايات عقلاء المجانين. حدث عن المبرد، ويروى عنه ابوالفرج والدار قطني.

توفي سنة 325 (شكه).

ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وذكره الخطيب في تأريخ بغداد.

(ابن أبى بردة)

بضم الموحدة ابراهيم بن مهرم (كدرهم) الاسدي الكوفي الامامي وثقه ارباب الرجال.

قالوا روى عن ابي عبدالله وابي الحسن عليهما السلام وعمر عمرا طويلا، له كتاب رواه عنه جماعة.

(ابن أبى البلاد)

انظر إلى أبوالبلاد.

(ابن أبى الجامع العاملى)

الشيخ جمال الدين احمد بن محمد بن ابى جامع العاملي، كان عالما فاضلا ورعا ثقة.

يروي عن المحقق الكركى، اجازه الحقق الكركى في النجف الاشرف سنة 928 وله كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.

قال صاحب اعيان الشيعة بعد وصف هذا التفسير بالايجاز وعدم النظير له: وهذا التفسير الوجيز يدل على تمام فضل صاحبه وطول باعه في العلوم جميعها، رأيته بمدينة صيدا ولو طبع ونشر لكان من مفاخر الطائفة، وقال: آل ابي جامع الذين اشتهروا اخيرا بآل محيى الدين بيت علم وفضل، اصلهم من جبل عامل وانتقل بعضهم إلى العراق وبقيت ذريتهم في النجف إلى اليوم منهم اهل علم ومنهم عوام ولهم عقب في جبل عامل في النبطية وجبع يعرفون بآل محيى الدين الخ.

(ابن أبى حمزة)

ابومحمد عبدالله بن سعد بن ابى حمزة، المتوفى سنة 695، صاحب مختصر صحيح البخارى.

[192]

(ابن أبى جمهور الاحسائى)

بفتح الهمزة، محمد بن علي بن ابراهبم بن ابى جمهور الاحسائي الهجري، العالم الفاضل الحكيم المتكلم المحقق المحدث الماهر، صاحب كتاب الغوالي اللئالي والمجلي وقد فرغ منه سنة 895 كان معاصرا للمحقق الكركى المتوفى سنة 940 وكلاهما يرويان عن الشيخ زين الدين علي بن هلال الجزائري عن ابن فهد عن الشيخ علي بن الخازن عن الشيخ الشهيد وفخر المحققين رضوان الله عليهم وعلي بن هلال هو الذي يحكى عنه انه اذا اشتغل بتسبيح الزهراء سلام الله عليها يطول اشتغاله ازيد من ساعة لان كل لفظة من اذكارها تجرى على لسانه تتقاطر دموعه معها واجاز ابن ابى جمهور السيد محسن الرضوي رضي الله عنه.

وصورة اجازته في اجازات البحار ص 47، واجاز الشيخ ربيعة بن جمعة، والسيد شرف الدين محمود الطالقانى، والشيخ محمد بن صالح الغروي الحلي.

وقال في بعض اجازاته بعد التوصية برعاية العلم والقيام بخدمته والجد في طلبه وكثرة الدرس والمذاكرة والحفظ وعدم الاتكال على جمعه في الكتب:

فان للكتب آفات تفرقها * النار تحرقها والماء يغرقها

والليث يمزقها واللص يسرقها

واوصيك بما يتعلق باستاذك ومعلمك، وهو ان تعلم اولا انه دليلك وهاديك ومرشدك وقائدك فهو الاب الحقيقي والمولى المعنوي فقم بحقه كل القيام ونوه بذكره بين الانام وكن مطيعا لامره ونهيه لما قال سيد العالمين صلى الله عليه وآله : من علم شخصا مسألة ملك رقه.

فقيل له ايبيعه؟ قال لا ولكن يأمره وينهاه.

وقد ورد رعاية حقوق الشيخ وهي: اذا دخلت مجلسه فعم بالسلام وخصه بالتحية والاكرام وتجلس اين انتهى بك المجلس وتحتشم مجلسه فلا تشاور فيه احدا ولا ترفع صوتك على صوته ولا تغتب احدا بحضرته ومتى سئل عن الشئ فلا تجب

[193]

انت حتى يكون هو الذي يجيب وتقبل عليه وتصغي إلى قوله وتعتقد صحته ولا ترد قوله ولا تكرر السؤال عند ضجره ولا تصاحب له عدوا ولا تعاد وليا وإذا سألته عن شئ فلم يجبك فلا تعد السؤال وتعوده إذا مرض وتسأل عن خبره اذا غاب وتشهد جنازته إذا مات فاذا فعلت ذلك علم الله انك انما قصدته لتستفيد منه تقربا إلى الله وطلبا لمرضاته وإذا لم تفعل ذلك كنت حقيقا ان يسلبك الله العلم وبهاء‌ه وهذه وصيتي اليك والله وكيلي عليك وهو حسبي ونعم الوكيل.

(ابن أبى حاتم الرازى)

انظر إلى أبوحاتم.

(ابن أبى حجلة)

شهاب الدين ابوالعباس احمد بن يحيى بن ابي بكر عبدالواحد بن ابي حجلة التلمساني الحنبلي نزيل دمشق ثم القاهرة، كان من علماء المائة الثامنة، له اليد الطولى في الشعر، حكي ان له خمسة دواوين في المدائح النبوية، توفي سنة 762 أو 776.

(ابن أبى الحديد)

عز الدين عبدالحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن ابي الحديد المدائنى الفاضل الاديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة المكرمة وصاحب القصائد السبع المشهورة، كان مذهبه الاعتزال كما شهد لنفسه في احدى قصائده في مدح امير المؤمنين " ع " بقوله:

ورأيت دين الاعتزال وإنني * أهوى لاجلك كل من يتشيع

كان مولده غرة ذي الحجة سنة 586 (ثفو) وتوفي ببغداد سنة 655 (خنه).

يروي آية الله العلامة الحلي عن ابيه عنه.

والمدائني نسبة إلى المدائن. ويأتى ما يتعلق بن في المدائنى.

(ابن أبى دارم)

ابوبكر احمد بن محمد السري التميمي الكوفي، ذكره الشيخ في رجاله فيمن

[194]

لم يرو عنهم عليهم السلام، وقال روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة 333 إلى ما بعدها، وله اجازة، وذكره علماء اهل السنة وقالوا انه رافضي، وقد اخرج حديثه البخاري ومسلم في صحيحهما، وروى عنه الحاكم وقال: رافضي غير ثقة، توفي في المحرم سنة 352 (شنب).

(ابن أبى الدنيا)

ابوبكر عبدالله بن محمد بن عبيد القرشي البغدادي، كان يؤدب المكتفي بالله في حداثته، له كتب كثيرة منها: الفرج بعد الشدة لخصها السيوطي وسماه الارج في الفرج، توفي سنة 281.

(ابن أبى دواد)

كسعاد اسمه احمد، كان قاضيا في بغداد في عهد المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل، وكان بينه وبين ابن زيات عداوات ففلج بعد موت عدوه بسبعة واربعين يوما وذلك في سنة 233، وفي سنة 237 سخط المتوكل عليه وعلى ولده ابى الوليد محمد بن احمد وكان على القضاء، واخذ من ابى الوليد ماية وعشرين الف دينار وجوهرا باربعين الف دينار وسيره إلى بغداد من سر من رأى، وفي سنة 240 (رم) كانت وفاة ابي داود، وروي انه سعى في قتل مولانا ابى جعفر الجواد " ع " عند المتعصم فابتلي في آخر عمره بنكبة الزمان والفالج، وتوفي بعد ثكله بولده محمد بعشرين يوما ببغداد:

لدغته افعاله أى لدغ * رب نفس افعالها افعالها

(ابن أبى رندقة)

بفتح الراء المهملة ابوبكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف الطرطوشي الاندلسي المالكي الفقيه المعروف بالزهد، كان متواضعا متقشفا متقللا من الدنيا راضيا منها باليسير وكان ينشد كثيرا هذه الابيات:

[195]

إن الله عبادا فطنا * طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا

فكروا فيها فلما علموا * انها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا * صالح الاعمال فيها سفنا

وله ايضا:

إعمل لمعادك يا رجل * فالناس لدنياهم عملوا

وادخر لمسيرك زاد تقى * فالقوم بلا زاد رحلوا

له سراج الملوك في المواعظ جمعه من سير الانبياء وآثار الاولياء ومواعظ العلماء وحكم الحكماء ونوادر الخلفاء ورتبه ترقيبا انيقا فما سمع به ملك إلا استكتبه ولا وزير إلا استصحبه وكتب فيه:

الناس يهدون على قدرهم * لكننى اهدي على قدري

يهدون ما يفنى واهدي الذى * يبقى على الايام والدهر

توفي بالاسكندرية سنة 520 (ثك).

والطرطوشي بضم الطاء‌ين نسبة إلى طرطوشة بلد في الاندلس.

(ابن أبى زيد)

القيروانى ابومحمد عبيد الله بن عبدالرحمن بن ابي زيد المالكي، كان واسع العلم كثير الحفظ والرواية، له مؤلفات، توفي سنة 386 أو 390 والقيرواني يأتى بعد ذلك.

(ابن أبى زينب)

الشيخ الاجل محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني من اكابر علماء الامامية

[196]

عظيم القدر شريف المنزلة كثير الحديث صاحب كتاب الغيبة المعروف، يروي عن الشيخ الكلينى وابن عقدة والمسعودي وابي علي بن همام وغيرهم رضوان الله عليهم.

(ابن أبى سارة)

ابوجعفر محمد بن الحسن بن ابي سارة النيلي الكوفي النحوي ابن عم معاذ ابن مسلم الهراء.

عن السيوطي ان قال: هو اول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو، وهو استاذ الكسائي والفراء، وكان رجلا صالحا.

وعن الخطيب البغدادي انه قال في حقه: كان عالما بالعربية اديبا ثقة حدث عن ابن الاعرابى وعنه نفطويه انتهى.

وقال (جش): محمد بن الحسن بن ابي سارة ابوجعفر مولى الانصار يعرف بالرواسي، اصله كوفي سكن هو وابوه قبله النيل، روى هو وابوه عن ابي جعفر وابى عبدالله " ع " وابن عم محمد بن الحسن معاذ بن مسلم بن ابي سارة وهم اهل بيت فضل وادب وعلى معاذ ومحمد تفقه الكسائى علم العرب، والكسائى والفراء يحكون في كتبهم كثيرا قال ابوجعفر الرواسي ومحمد بن الحسن وهم ثقات لا يطعن عليهم بشئ.

(ابن أبى شبيب)

عابس بن ابي شبيب الشاكري، كان اشجع الناس ولما خرج يوم عاشوراء إلى القتال لم يتقدم اليه احد فمشى بالسيف مصلتا نحوهم وبه ضربة على جبينه فاخذ ينادي ألا رجل؟ ألا رجل؟ فنادى عمر بن سعد ويلكم ارضخوه بالحجارة، فرمي بالحجارة من كل جانب، فلما رأى ذلك القى درعه ومغفره.

[197]

قال الراوي: فو الله لقد رأيته يطرد اكثر من مائتين من الناس ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب فقتل رحمة الله عليه ورضوانه.

(ابن أبى الشوارب)

احمد بن محمد بن عبدالله الاموي كان قاضي بغداد من عهد المتوكل إلى زمن المقتدر، توفي سنة 317، وبنو ابى الشوارب بيت مشهور ببغداد.

(ابن أبى شيبة)

عن الرياض قال: انه عالم فاضل يروي الكفعمي عن كتابه في حواشي مصباحه.

(ابن أبى الصقر)

ابوالحسن محمد بن علي بن الحسن بن عمر الواسطي الشافعي الاديب الفاضل الشاعر، توفي سنه 498.

(ابن أبى العزافر)

انظر إلى الشلمغانى (ابن أبى العز الشيخ الفقيه الفاضل العالم المعروف الذي ذهب مع الشيخ سديد الدين والد العلامة الحلي والسيد مجد الدين بن طاووس من الحلة إلى قرب بغداد لطلب الامان

[198]

من هولاكو ملك التتر لهم ولاهل الحلة والقصة مشهورة، ولا بأس بنقلها ها هنا.

قال شيخنا في المستدرك قال العلامة في (كشف اليقين) في باب اخبار مغيبات امير المؤمنين " ع " ومن ذلك اخباره بعمارة بغداد وملك بني العباس واحوالهم واخذ المغول الملك منهم رواه والدي وكان ذلك سبب سلامة اهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل ان يفتحها هرب اكثر اهل الحلة إلى البطائح إلا القليل، فكان من جملة القليل والدي والسيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن ابى العز، فاجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون داخلون تحت الايلية وانفذوا اليه شخصا اعجميا فانفذ السلطان اليهم فرمانا مع شخصين احدهما يقال له نكلة والآخر يقال له علاء الدين وقال لهما قولا لهم: إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضرون الينا.

فجاء الاميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال اليه، فقال والدي: إن جئت وحدي كفى؟ فقالا نعم فاصعد معهما، فلما حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة قال له كيف قدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل ان تعلموا بما ينتهي اليه امري وامر صاحبكم؟ وكيف تأمنون ان يصالحنى ورحلت عنه؟ فقال والدي اقدمنا على ذلك لانا روينا عن امير المؤمنين علي بن ابى طالب " ع " انه قال في خطبته الزوراء وما ادراك ما الزوراء؟ ارض ذات اثل يشيد فيها البنيان، وتكثر فيها السكان، ويكون فيها مخادم وخزان، يتخذها ولد العباس موطنا، ولزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور الجائر، والخوف المخيف، والائمة الفجرة، والامراء الفسقة، والوزراء الخونة، تخدمهم ابناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف اذا عرفوه، ولا يتناهون عن منكر إذا نكروه، يكتفي الرجال منهم بالرجال والنساء بالنساء، فعند ذلك الغم العميم، والبكاء الطويل، والويل والعويل لاهل الزوراء من سطوات الترك، وهم قوم صغار الحدق، وجوهم كالمجان المطرقة، لباسهم الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتى من حيث بدأ ملكهم جهوري

[199]

الصوت، قوي الصولة، عالي الهمة، لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع عليه راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال كذلك حتى يظفر، فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك.

فطيب قلوبهم وكتب لهم فرمانا باسم والدي يطيب فيه قلوب اهل الحلة واعمالها انتهى.

(ابن أبى عقيل)

الحسن بن علي ابن ابى عقيل ابومحمد العمانى الحذاء، شيخ فقيه متكلم جليل، قال صاحب السرائر في حقه: وجه من وجوه اصحابنا، ثقة فقيه متكلم، كان يثنى عليه الشيخ المفيد، وكتابه اي كتاب المتمسك بحبل آل الرسول كتاب حسن كبير وهو عندى قد ذكره شيخنا ابوجعفر في الفهرست واثنى عليه انتهى.

وعن العلامة الطباطبائى، ان حال هذا الشيخ الجليل في الثقة العلم والفضل والكلام والفقه اظهر من ان يحتاج إلى البيان، وللاصحاب مزيد اعتناء بنقل اقواله وضبط فتاواه خصوصا الفاضلين ومن تأخر عنهما، وهو اول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الاصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد وهما من كبار الطبقة السابقة وابن ابى عقيل اعلى منه طبقة فان ابن الجنيد من مشايخ المفيد وهذا الشيخ من مشايخ شيخه جعفر بن محمد بن قولويه كما علم من كلام النجاشي انتهى.

والعمانى بضم العين وتخفيف الميم نسبة إلى عمان كغراب كورة غربية على ساحل بحر اليمن تشتمل على بلدان يضرب بحرها المثل.

(ابن أبى عمير)

محمد بن زياد بن عيسى ابواحمد الازدي، كان اوثق الناس عند الخاصة والعامة وانسكهم نسكا واورعهم واعبدهم، وادرك ابا الحسن موسى والامامين بعده

[200]

عليهم السلام، وكان من اصحاب الاجماع جليل القدر عظيم الشأن واصحابنا يسكنون إلى مراسيله لانه لا يرسل إلا عن ثقة قيل في حقه: انه افقه من يونس وافضل واصلح.

(كش) محمد بن ابى عمير اخذ وحبس واصابه من الجهد والضيق امر عظيم واخذ كل شئ كان له، وصاحبه المأمون وذلك بعد موت الرضا " ع " وذهبت كتب ابن ابى عمير فلم تخلص كتب احاديثه فكان يحفظ اربعين جلدا فسماه نوادر فلذلك تؤخذ احاديثه منقطعة الاسانيد.

وروى الصدوق عن ابن الوليد عن علي عن ابيه قال: كان ابن ابى عمير رجلا بزازا وكان له على رجل عشرة آلاف درهم فذهب ماله وافتقر فجاء الرجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم وحملها اليه فدق عليه الباب فخرج اليه محمد بن ابي عمير فقال له الرجل هذا مالك الذي لك علي فخذه، فقال ابن ابي عمير فمن اين لك هذا المال؟ ورثته؟ قال لا قال وهب لك؟ قال لا ولكنى بعت داري الفلانية لاقضي ديني، فقال ابن ابي عمير: حدثني ذريح المحاربي عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال: لا يخرج الرجل عن مسقط رأسه بالدين. ارفعها فلا حاجة لي فيها والله انى محتاج في وقتي هذا إلى درهم وما يدخل ملكي منها درهم.

وروي عن الفضل بن شاذان قال دخلت العراق فرأيت احدا يعاتب صاحبه ويقول له انت رجل عليك عيال وتحتاج ان تكسب عليهم وما آمن ان تذهب عيناك لطول سجودك، فلما اكثر عليه قال اكثرت علي ويحك لو ذهبت عين احد من السجود لذهبت عين ابن ابى عمير، ما ظنك برجل سجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأسه إلا عند زوال الشمس؟ وقال الفضل: اخذ يوما شيخي بيدي وذهب بى إلى ابن ابى عمير فصعدنا اليه في غرفة وحوله مشايخ يعظمونه ويبجلونه فقلت لابى من هذا؟ قال هذا ابن ابى عمير، قلت الرجل الصالح العابد؟ قال نعم انتهى.

توفي سنة 217 (ريز).

[201]

(ابن ابى العوجاء)

هو عبدالكريم بن ابى العوجاء، احد زنادقة عصر الامام الصادق كان من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد، فقيل له تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا اصل له ولا حقيقة؟ قال ان صاحبي كان مخلطا يقول طورا بالقدر وطورا بالجبر فما اعلمه اعتقد مذهبا دام عليه.

قتله ابوجعفر محمد بن سليمان عامل الكوفة من جهة المنصور. وكان خال معن بن زائدة.

وقد جرى بينه وبين مولانا الصادق " ع " احتجاجات كثيرة، منها ما في البحار عن كنز عن جعفر بن قولويه عن الكلينى عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن العباس بن عمر الفقيمي: ان ابن ابي العوجاء وابن طالوت وابن الاعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام وابوعبدالله جعفر بن محمد " ع " فيه إذ ذاك يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات، فقال القوم لابن ابى العوجاء هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به فقد ترى فتنة الناس به وهو علامة زمانه؟ فقال لهم ابن ابى العوجاء نعم تقدم ففرق الناس وقال: يا ابا عبدالله إن المجالس امانات ولا بد لكل من كان به سعال ان يسعل فتأذن لي في السؤال؟ فقال ابوعبدالله " ع " سل إن شئت، فقال ابن ابى العوجاء إلى كم تدوسون هذا البيدر؟ وتلوذون بهذا الحجر؟ وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر؟ وتهرولون حوله هرولة البعير اذا نفر؟ من فكر هذا وقدر؟ علم انه فعل غير حكيم ولا ذي نظر؟ فقل فانك رأس هذا الامر وسنامه، وابوك اسه ونظامه، فقال له الصادق " ع ": إن من اضله الله واعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذبه، وصار الشيطان وليه وربه، يورده الهلكة موارد ولا يصدره، وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في اتيانه، فحثهم على تعظيمه وزيارته، وجعله قبلة للمصلين له، فهو شعبة من رضوانه، وطريق يؤدي إلى

[202]

غفرانه، منصوب على استواء الكمال، ومجمع العظمة والجلال، خلقه الله قبل دحو الارض بألفي عام، فاحق من اطيع فميا امر، وانتهى عما زجر الله، المنشئ للارواح والصور.

فقال ابن ابى العوجاء: ذكرت ابا عبدالله فاحلت على غائب فقال الصادق عليه السلام كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد؟ واليهم اقرب من حبل الوريد؟ يسمع كلامهم؟ ويعلم اسرارهم؟ لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان ولا يكون من مكان؟ اقرب من مكان؟ يشهد له بذلك آثاره؟ وتدل عليه افعاله؟.

والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد صلى الله عليه وآله جاء‌نا بهذه العبادة، فان شككت في شئ من امره فسل عنه اوضحه لك. قال فابلس (اي تحير) ابن ابى العوجاء ولم يدر ما يقول وانصرف من بين يديه، فقال لاصحابه سألتكم ان تلتمسوا لي خمرة(1) فالقيتمونى على جمرة، فقالوا له اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك وما رأينا احقر منك اليوم في مجلسه، فقال ابي تقولون هذا؟ انه ابن من حلق رؤوس من ترون، واومأ بيده إلى اهل الموسم.

(بيان) الجمرة بالفتح النار المتقدة والحصاة، والمراد بالاول الثاني وبالثانى الاول، اي سألتكم ان تطلبوا لي حصاة العب بها وارميها فالقيتمونى في نار متقدة لم يمكن التخلص منها.

ويأتى في ابن المقفع ما يتعلق بذلك.

(ابن أبى ليلى)

محمد بن عبدالرحمن بن ابى ليلى يسار، ويقال داود بن بلال بن احيحة بن الجلاح الانصاري القاضي الكوفي، عده الشيخ من اصحاب الصادق " ع " كان بينه وبين ابى حنيفة منافرات وكان ابوه عبدالرحمن من اكابر تابعى الكوفة

___________________________________

(1) في المجمع: في خمر بالخاء المعجمة، والخمرة الخمر، ومنه حديث ابن ابى العوجاء سألتكم... الخ

[203]

سمع امير المؤمنين على بن ابى طالب " ع " ويأتى في ابن الاشعث انه قتل في حرب الحجاج، وجده ابوليلى من الصحابة.

قال ابن خلكان: ابوليلى له رواية عن النبىصلى الله عليه وآله وشهد وقعة الجمل وكانت راية علي بن ابي طالب " ع " معه، وقال: كان محمد المذكور من اصحاب الرأي وتولى القضاء بالكوفة واقام حاكما ثلاثا وثلاثين سنة ولي لبنى امية ثم لبنى العباس وكان فقيها مفتيا، ثم ذكر ترجمته إلى ان قال: كانت ولادته سنة 174 ووفاته بالكوفة سنة 248 (قمح) وهو باق على القضاء فجعل ابوجعفر المنصور ابن اخيه مكانه انتهى.

(اقول) إنى ذكرت في سفينة البحار كلام جملة من علمائنا في حقه وانه ممدوح صدوق مأمون وجواب السيد صدر الدين العاملي عن قول ابى علي في حقه ان نصب الرجل اشهر من كفر ابليس، وقول السيد صدر الدين من تتبع الاخبار عرف ان ابن ابى ليلى كان يقضي بما يبلغه عن الصادقين " ع " ويحكم بذلك بعد التوقف بل ينقض ما كان قد حكم به إذا بلغه عنهم عليهم السلام خلافه انتهى نعم روي عن الاحتجاج ما يدل على انحرافه وهو ما رواه سعيد بن ابي الخصيب قال: دخلت انا وابن ابى ليلى المدينة فبينا نحن في مسجد الرسول صلى الله عليه وآله إذ دخل جعفر بن محمد " ع " فقمنا اليه فسألني عن نفسي واهلي ثم قال من هذا معك؟ فقال ابن ابي ليلى قاضي المسلمين فقال نعم، ثم قال له: تأخذ مال هذا فتعطيه هذا وتفرق بين المرء وزوجه لا تخاف في هذا احدا؟ قال نعم، قال بأي شئ تقضي؟ قال بما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن ابي بكر وعمر، قال فبلغك ان رسول الله قال: (اقضاكم علي) قال نعم، قال فكيف تقضي بغير قضاء علي وقد بلغك هذا؟ قال فاصفر وجه ابن ابي ليلى ثم قال التمس زميلا لنفسك والله لا اكلمك من رأسي كلمه ابدا.

___________________________________

(1) الظاهر وقوع سقط في عبارة الحديث وينبغي ان يكون هكذا (فقال له الامام جعفر " ع " انت قاضي المسلمين فقال الخ).

[204]

حكي عنه انه سئل يوما ان يذكر شيئا من مناقب معاوية بن ابي سفيان فقال نعم: ان من مناقبه ان اباه قاتل النبي وهو قاتل الوصى وامه اكلت كبد عم النبي حمزة وابنه حز رأس ابن النبي، فأي منقبة تريد اعظم من هذا !.

(ابن ابى نصر البزنطى)

انظر إلى البزنطى.

(ابن ابى نصر الخصيب)

ابوالعباس احمد بن ابي نصر الخصيب بن عبدالمجيد بن الضحاك الجرجاني الاصل، كان وزير المنتصر بالله بن المتوكل، ومن بعده للمستعين بالله، ونفاه المستعين إلى جزيرة اقريطش بفتح الهمزة وكسر الطاء جزيرة بلاد المغرب بجريرة صدرت منه. وكان ينسب إلى الطيش والتهور وله في ذلك اخبار.

حكي انه قد ركب يوما فوقف له متظلم وشكا حاله فاخرج رجله من الركاب وزج المتكلم المتظلم في فؤاده فقلته فتحدث الناس بذلك فقال بعض الشعراء هذين البيتين: قل للخليفة يا ابن عم محمد * اشكل(1) وزيرك انه ركال(2) اشكله عن ركل الرجال وإن ترد * مالا فعند وزيرك الاموال

___________________________________

(1) اشكل الدابة اي ربط قوائمها بحبل.

(2) ركله اي رفسه

[205]

وابوه الخصيب ممدوح ابي نؤاس الحكمي وله فيه قصيدتان رائيتان وكان قصده بهما إلى مصر وهو اميرها ما احسن قوله في احديهما:

تقول التي من بيتها خف مركبي(1) * عزيز علينا ان نراك تسير

اما دون مصر للغنى متطلب * بلى إن اسباب الغنى لكثير

فقلت لها واستعجلتها بوادر * جرت فجرى من جريهن عبير

دعيني اكثر حاسديك برحلة * إلى بلد فيها الخصيب امير

إذا لم تزر ارض الخصيب ركابنا * فاي فتى بعد الخصيب تزور

فتى يشتري حسن الثناء بماله * ويعلم ان الدائرات تدور

القصيدة وهي طويلة، وقد تقدم في ابونؤاس ما يتعلق بذلك وكانت وفاة احمد بن الخصيب سنة 265 (سهر) ونفيه إلى جزيرة اقريطش سنة 248.

(ابن أبى الوفاء)

القرشى محيى الدين ابومحمد عبد القادر بن ابي الوفاء محمد بن محمد الحنفي صاحب الجواهر المضيئة في طبقات الحنفية توفي سنة 775 (ذعه).

(ابن ابى يعفور)

عبدالله بن ابي يعفور ابومحمد، كوفي ثقة جليل في اصحابنا كريم على ابي عبدالله " ع " ومات في ايامه، وكان قارئا يقرأ في مسجد الكوفة له كتاب كذا عن (جش) وكان من حواري الصادقين " ع " ومن الفقهاء المعروفين الذين هم عيون هذه الطائفة، يعد مع زرارة وامثاله.

وقال الصادق " ع ": ما وجدت احدا يقبل وصيتي ويطيع امري إلا عبدالله ابن ابى يعفور.

(كش) عن شيخ من اصحابنا قال: كنت عند ابي عبدالله " ع " فذكر عبدالله بن ابى يعفور رجل من اصحابنا فنال منه، قال فتركه واقبل علينا

___________________________________

(1) اي ارتحل سريعا.

[206]

فقال هذا الذي يزعم ان له ورعا وهو يذكر اخاه بما يذكره قال ثم تناول بيده اليسرى عارضه فنتف من لحيته حتى رأينا الشعر في يده وقال انها لشيبة سوء ان كنت انما اتولى بقولكم وابرأ منه بقولكم.

وروي عن عبدالله بن ابى يعفور قال قلت لابي عبدالله عليه السلام: والله لو فلقت رمانة بنصفين فقلت هذا حرام وهذا حلال لشهدت ان الذي قلت حلال حلال وان الذي قلت حرام حرام قال رحمك الله رحمك الله.

وروي انه لزمته شهادة فشهد بها عند ابى يوسف القاضي فقال ابويوسف ما عسيت اقول فيك يا بن ابي يعفور وانت جاري ما علمتك إلا صدوقا طويل الليل ولكن تلك الخصلة قال وما هي؟ قال ميلك إلى الترفض فبكى ابن ابى يعفور حتى سالت دموعه ثم قال يا ابا يوسف نسبتني إلى قوم اخاف ان لا اكون منهم فاجاز شهادته.

(كا) عن ابى كهمش قال قلت لابي عبدالله " ع " عبدالله بن ابى يعفور يقرؤك السلام قال عليك وعليه السلام إذا اتيت عبدالله فاقرأء السلام وقل له ان جعفر بن محمد يقول لك انظر ما بلغ به علي عند رسول الله صلى الله عليه وآله فالزمه فان عليا عليه السلام انما بلغ ما بلغ به عند رسول الله بصدق الحديث واداء الامانة.

وروى الكليني ايضا عن ابن ابى يعفور قال: شكوت إلى ابى عبدالله " ع " ما القى من الاوجاع وكان مسقاما - أي كثير السقم فقال لي يا عبدالله لو يعلم المؤمن ماله من الجزاء في المصائب لتمنى انه قرض بالمقاريض.

(اقول) ما ورد في فضل ابن ابي يعفور اكثر من ان يذكر، وكفى في ذلك ما روي انه كتب الصادق " ع " إلى المفضل حين مضى عبدالله بن ابي يعفور يا مفضل عهدت اليك عهدي كان إلى عبدالله بن ابي يعفور فمضى موفيا لله عزوجل ولرسوله ولامامه بالعهد المعهود لله وقبض صلوات الله على روحه محمود الاثر مشكور السعي مغفورا له مرحوما برضا الله ورسوله وامامه عنه فبولادتي من رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان في عصرنا احد اطوع لله ولرسوله ولامامه منه فما زال كذلك حتى قبضه الله اليه برحمته وصيره إلى جنته الخ.

[207]

(ابن الاثير)

يطلق على ثلاثة اخوة من علماء السنة: (اولهم) مجد الدين ابوالسعادات المبارك بن ابي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم الشيباني الجزري الاربلي صاحب كتاب النهاية في غريب الحديث والانصاف في الجمع بين الكشف والكشاف في تفسير القرآن المجيد اخذه من تفسير الثعلبي والزمخشري وجامع الاصول في احاديث الرسول جمع بين الصحاح الستة وهي: صحيح البخاري، ومسلم، والموطأ، وسنن ابي داود، وسنن النسائي، والترمذي وغير ذلك من التصانيف.

كانت ولادته بجزيرة ابن عمر في سنة 554 ونشأ بها ثم انتقل إلى الموصل فاتصل بخدمة الامير مجاهد الدين قاتمان فكتب بين يديه منشئا ثم اتصل بخدمة عز الدين محمود ابن مودود صاحب الموصل، وبعد وفاته اتصل بخدمة ولده نور الدين ارسلان شاه فحظى عنده وكتب له مدة ثم عرض له مرض كف يديه ورجله ومنعه من الكتابة مطلقا فاقام في داره يغشاء الاكابر والعلماء. حكي انه صنف هذه الكتب كلها ايام تعطيله فانه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة، وله شعر يسير فمن ذلك ما انشده للاتابك صاحب الموصل وقد زلت بغلته:

إن زلت البغلة من تحته * فان في زلته عذرا

حمله من علمه شاهقا * ومن ندى راحته بحرا

حكى اخوه عز الدين علي انه لما اقعد جاء‌هم رجل مغربي والتزم انه يداويه ويبريه مما هو فيه وانه لا يأخذ اجرا إلا بعد برئه قال فملنا إلى قوله واخذ في معالجته بدهن صنعه فظهرت ثمرة صنعته ولانت رجلاه وصار يتمكن من مدها

[208]

واشرف على كمال البرء فقال لي اعط هذا المغربي شيئا يرضيه واصرفه فقلت له لماذا وقد ظهر نجح معافاته؟ فقال الامر كما تقول ولكني في راحة مما كنت فيه من صحبة هؤلاء القوم والالتزام بأخطارهم وقد سكنت روحي إلى الانقطاع والدعة، وقد كنت بالامس وانا معافى اذل نفسي بالسعى اليهم وها انا اليوم قاعد في منزلي فاذا طرأت لهم امور ضرورية جاؤني بأنفسهم لاخذ رأيي وبين هذا وذاك كثير ولم يكن سبب هذا إلا هذا المرض فما أرى زواله ولا معالجته ولم يبق من العمر إلا القليل فدعني اعيش باقيه حرا سليما من الذل فقد اخذت منه اوفر حظ، قال عز الدين فقبلت قوله وصرفت الرجل باحسان وكانت وفاة مجد الدين المذكور بالموصل سلخ سنة 606 (خو).

(وثانيهم): عز الدين ابوالحسن علي بن ابي الكرم، ولد بالجزيرة وسكن الموصل ولزم بيته منقطعا إلى التوفر على النظر في العلم والتصنيف، وكان بيته مجمع الفضل وكان حافظا للاحاديث والتواريخ وخبيرا بأيام العرب واخبارهم.

صنف في التأريخ كتاب الكامل ابتدأ فيه من اول الزمان إلى آخر سنة 628، واختصر انساب السمعانى، وله اسد الغابة في معرفة الصحابة توفي بالموصل سنة 630 (خل) (وثالثهم): ضياء الدين ابوالفتح نصر الله بن ابي الكرم المنشئ الكاتب الاديب صاحب كتاب المثل السائر في ادب الكاتب والشاعر، توفى ببغداد سنة 637 (خلز) ودفن بمقابر قريش في الجانب الغربى بمشهد الامام موسى بن جعفر عليه السلام وله ولد اسمه محمد له نظم ونثر وصنف عدة تصانيف.

(ابن الاخضر)

ابوالحسن علي بن عبدالرحمن بن مهدي بن عمران الاشبيلي الاديب اللغوي النحوي، شيخ القاضي عياض المعروف وجماعة، اخذ عن ابي الحجاج الملقب بالاعلم وابي علي الغساني وغيرهما، له شرح الحماسة وشرح شعر ابي تمام، توفي باشبيلية 19 رجب سنة 514 (ثيد) كذا عن طبقات النحاة.

[209]

وقد يطلق ابن الاخضر على الحافظ ابى محمد عبدالعزيز بن ابي نصر المبارك بن ابى القسم محمود الجنابذي الاصل البغدادى المولد والدار سمع الكثير في صغره.

قال الحموي: صنف مصنفات كثيرة في علم الحديث، واخذ من الخطيب في كثير من كتبه مات 6 شوال سنة 611 (خيا) ودفن بباب حرب مولده سنة 526 انتهى.

(اقول) ومن مصنفاته كتاب معالم العترة النبوية العلية ومعارف ائمة اهل البيت الفاطمية العلوية ينقل منه كثيرا الشيخ الاربلي في كشف الغمة وقال ارويه اجازة عن الشيخ تاج الدين علي بن انجب بن الساعي عن مصنفه.

(ابن أخى طاهر)

هو الشريف ابومحمد حسن بن محمد بن ابى الحسن يحيى النسابة، قيل انه أي يحيى اول من جمع كتابا في نسب آل ابي طالب، وكان عارفا باصول العرب وفروعها حافظا لانسابها ووقائع الحرمين واخبارها، توفي بمكة سنة 277 ودفن عند خديجة الكبرى رضى الله تعالى عنها.

ابن ابي محمد الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله بن الحسين الاصغر بن الامام زين العابدين على بن الحسين بن علي بن ابى طالب " ع ".

(جش) ابومحمد المعروف بابن اخي طاهر روى عن جده يحيى بن الحسن وغيره وروى عن المجاهيل احاديث منكرة رأيت اصحابنا يضعفونه، له كتاب المثالب وكتاب الغيبة وذكر القائم " ع " اخبرنا عنه عدة من اصحابنا كثيرة بكتبه، ومات في شهر ربيع الاول سنة 358 (شنح) ودفن في منزله بسوق العطش انتهى.

روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة 327 إلى سنة 355 والشيخ المفيد رحمه الله ادركه في اوائل شبابه واخذ عنه ويروي عنه في الارشاد. وطاهر الذي ينسب اليه الشريف المذكور هو عمه ابوالحسن طاهر بن يحيى النسابة كان عالما

[210]

فاضلا كاملا جامعا ورعا زاهدا صالحا عابدا تقيا نقيا ميمونا جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة عالي الهمة كذا ذكره السيد ضامن بن شدقم في كتابه وذكر له قصة مع رجل من اهل خراسان تدل على كثرة جلالته ورفعة منزلته ذكرناها في منتهى الآمال وقول المتنبي في هذه القصيدة:

إذا علوي لم يكن مثل طاهر * فما هو إلا حجة للنواصب

هو ابن رسول الله وابن وصيه * وشبههما شبهت بعد التجارب

يشير ان ابى القسم طاهر بن الحسن (الحسين خ ل) بن طاهر العلوي.

(ابن ادريس)

محمد بن احمد بن إدريس الحلي فاضل فقيه ومحقق ماهر نبيه، فخر الاجلة وشيخ فقهاء الحلة صاحب كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى ومختصر تبيان الشيخ، توفي سنة 598 وهو ابن خمس وخمسين، قال في نخبة المقال في تأريخه:

ثم ابن ادريس من الفحول * ومتقن الفروع والاصول

عنه النجيب بن نما الحلي حكى * جاء مبشرا مضى بعد البكا

(ابن اذينة)

عمر بن محمد بن عبدالرحمن بن اذينة، شيخ اصحابنا البصريين ووجههم روى عن ابى عبدالله " ع " بمكاتبة، له كتاب الفرائض وكان ثقة صحيحا، وكان هرب من المهدي العباسي ومات باليمن فلذلك لم يرو عنه كثيرا.

واذينة بضم الهمزة وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المنقطة تحتها نقطتان.

وقد يطلق ابن اذينة على الشاعر الذي نظم هذه القصيدة:

ما كل يوم ينال المرء ما طلبا * ولا يسوغه المقدور ما وهبا

واحزم الناس من ان فرصة عرضت * لم يجعل السبب الموصول مقتضبا

[211]

وانصف الناس في كل المواطن من * سقى المعادين بالكأس الذي شربا

وليس يظلمهم من بات يضربهم * بحد سيف به من قبلهم ضربا

والعفو إلا عن الاكفاء مكرمة * من قال غير الذي قد قلته كذبا

لا تقطعن ذنب الافعى وترسلها * إن كنت شهما فاتبع رأسها الذنبا

هم جردوا السيف فاجعلهم له جزرا * وأوقدو النار فاجعلهم لها حطبا

ذكره ابن الشحنة في روضة المناظر في ملوك العرب.

(ابن اسحاق)

ابوبكر محمد بن اسحاق بن يسار المدنى صاحب المغازي والسير، عده الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق " ع " قائلا: محمد بن اسحاق بن يسار المدني مولى فاطمة بنت عتبة اسند عنه يكنى ابوبكر صاحب المغازي من سبي عين التمر وهو اول سبي دخل المدينة، وقيل كنيته ابوعبدالله " ع " روى عنهما مات سنة 151 احدى وخمسين ومائة انتهى.

وظاهره ان الرجل امامي ونص عليه ابن حجر في محكي التقريب حيث قال: محمد بن اسحاق بن يسار ابوبكر المطلبي مولاهم المدنى نزيل العراق إمام صدوق مدلس ورمي بالتشيع والقدر من صغار الخامسة انتهى.

وورود مدحه في كلمات علماء العامة فعن مختصر الذهبي: انه كان صدوقا من بحور العلم.

وعن تأريخ اليافعي عن شعبة بن الحجاج انه قال: محمد بن اسحاق امير المؤمنين يعني في الحديث.

وعن الشافعي: من أراد ان يتبحر في المغازي فهو عيال محمد ابن اسحاق إلى غير ذلك.

قال ابن خلكان: كان محمد بن اسحاق ثبتا في الحديث عند اكثر العلماء واما في المغازي والسير فلا تجهل امامته: قال ابن شهاب الزهري: من أراد المغازي فعليه بابن اسحاق.

وذكره البخاري في تأريخة ثم ذكر ما روي عن الشافعي وشعبة فيه.

[212]

وحكي عن يحيى بن معين واحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد القطان انهم وثقوا محمد بن اسحاق واحتجوا بحديثه وانما لم يخرج البخاري عنه وقد وثقه وكذلك مسلم بن الحجاج لم يخرج عنه إلا حديثا واحدا في الرجم من اجل طعن مالك بن انس فيه وانما طعن مالك فيه لانه بلغه عنه انه قال هاتوا حديث مالك فانا طبيب بعلله، فقال مالك وما ابن اسحاق انما هو دجال من الدجاجلة نحن اخرجناه من المدينة (يشير والله اعلم إلى ان الدجال لا يدخل المدينة) وكان محمد ابن اسحاق قد اتى ابا جعفر المنصور وهو بالحيرة فكتب له المغازي فسمع منه اهل الكوفة بذلك السبب.

توفي ببغداد سنة 151 (قنا) ودفن في مقبرة الخيزران ام هارون الرشيد بالجانب الشرقى وهذه المقبرة اقدم المقابر التي بالجانب الشرقى، ومن كتبه اخذ عبدالملك بن هشام سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وكذلك كل من تكلم في هذا الباب فعليه اعتماده واليه استناده انتهى ملخصا.

(ابن الاسود الكاتب)

احمد بن علوية الاصبهاني الكرماني، كان لغويا اديبا كاتبا شاعرا شيعيا راويا للحديث، نادم الامراء والكبراء وعمر طويلا ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم وقال له دعاء الاعتقاد تصنيفه، وعن العلامة المجلسي انه احتمل ان يكون المراد بدعاء الاعتقاد دعاء العديلة ولكن ينافيه تسمية.

(جش) له كتاب الاعتقاد في الادعية وذكره ياقوت في معجم الادباء وقال في المحكي عنه له ثمانية كتب في الدعاء من انشائه وقال كان صاحب لغة يتعاطى التأديب ثم رفض صناعة التأديب وصار في ندماء احمد بن عبدالعزيز ودلف بن ابي ودلف العجلي، وله شعر جيد كثير منه في احمد بن عبدالعزيز العجلي: يرى مآ خير ما يبدو أوائله * حتى كأن عليه الوحي قد نزلا

[213]

ركن من العلم لا يهفو لمحفظة * ولا يحيد وإن ابرمته جدلا

إذا مضى العزم لم ينكث عزيمته * ريب ولا خيف منه نقض مافتلا

بل يخرج الحية الصماء مطرقة * من جحرها ويحط الاعصم الوعلا

وله فيه ايضا:

إذا ما جنى الجاني عليه جناية * عفا كرما عن ذنبه لا تكرما

ويوسعه رفقا يكاد لبسطه * يود برئ القوم لو كان مجرما

وقال العلامة في محكي الايضاح له كتاب الاعتقاد في الادعية، وله النونية المسماة بالالفية والمحبرة في مدح امير المؤمنين " ع " وهي ثمانمائة ونيف وثلاثون بيتا وقد عرضت على ابى حاتم السجستاني فقال يا اهل البصرة غلبكم والله شاعر اصفهان في هذه القصيدة في إحكامها وكثرة فوائدها انتهى.

وهذه القصيدة لم توجد لها نسخة في هذه الاعصار إلا ابياتا مقطعة منها اوردها ابن شهر اشوب في المناقب وهي تقرب من ربع منها أو ازيد فمنها قوله:

وله إذا ذكر الغدير فضيلة * لم ننسها ما دامت الملوان

قام النبي له بشرح ولاية * نزل الكتاب بها من الديان

إذ قال بلغ ما امرت به وثق * منه بعصمة كالئ حنان

فدعا الصلاة جماعة واقامه * علما بفضل مقالة وبيان

نادى ألست وليكم قالوا بلى * حقا فقال فذا الولي الثانى

فدعا له ولمن اجاب بنصره * ودعا الا له على ذوي الخذلان

توفي سنة 320 ونيف أو 312 وكان قد تجاوز المائة.

ولا يخفى عليك انه غير احمد بن علوي المرعشي الفاضل العالم النسابة الذي سافر في طلب العلم والحديث إلى الحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر والبصرة وخوزستان ولقي ائمة الحديث، وفي آخر عمره توطن في ساري من بلاد مازندران وكان غاليا في التشيع تولد سنة 462 وتوفي سنة 539.

[214]

(ابن الاشعث)

عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي الذي خرج على عبدالملك ابن مروان في ايام الحجاج وقصته مشهورة مذكورة في التواريخ ملخصها: انه في سنه 81 خالف على الحجاج ومن معه من الجند فخرجوا على الحجاج ووقع بينهما القتال الشديد في سنة 82 وقتل فيه طفيل بن عامر بن واثلة من جند ابن الاشعث ثم اتفقت واقعة دير الجماجم في سنه 83 فجعل ابن الاشعث على خيله عبدالرحمن بن العباس بن ربيعة الهاشمي وزعلى رجاله محمد بن سعد بن ابى وقاص وعلى القراء جبلة بن زجر بن قيس الجعفي.

وفيهم سعيد بن جبير وعامر الشعبي وابوالبختري الطائى وعبدالرحمن بن ابى ليلي، وقاتل القراء قتالا شديدا فقتل جبلة ابن زجر وكان سعيد بن جبير وابوالبختري الطائي يحملان على اهل الشام بعد قتل جبلة وكانت مدة الحرب مائة يوم وثلاثة ايام فانهزم ابن الاشعث فاتى البصرة واجتمع اليه من المنهزمين جمع كثير فسار نحو الحجاج فاجتمعوا بمسكن فاقتتلوا اشد قتال فانهزم ابن الاشعث واصحابه وقتل عبدالرحمن بن ابى ليلى الفقيه وابن البختري الطائى ومضى ابن الاشعث إلى سجستان وهلك سنة 85 وحز رأسه وبعث إلى الحجاج فسيره الحجاج إلى عبدالملك بن مروان.

(ابن أشناس)

بالفتح الشيخ ابوعلي الحسن بن محمد بن اسماعيل بن محمد بن اشناس البزاز من مصنفي اصحابنا رضي الله عنهم كذا قاله ابن طاووس في محكى الاقبال وقال: وجدنا في كتاب عمل ذي الحجة بخطه تأريخه سنة 437 (تلز) انتهى.

وقال بعضهم في حقه: راوي الصحيفة السجادية برواية مخالفة للصحيفة المشهورة في الادعية.

[215]

(ابن اعثم الكوفى)

ابومحمد أحمد بن أعثم الكوفي المؤرخ المتوفى سنة 314، عن معجم الادباء لياقوت قال: انه كان شيعيا وهو عند اصحاب الحديث ضعيف، وله كتاب الفتوح معروف ذكر فيه إلى ايام الرشيد وله كتاب التأريخ إلى ايام المقتدر انتهى.

(ابن الاعرابى)

ابوعبدالله محمد بن زياد الكوفى الهاشمي بالولاء احد العالمين باللغة والمشهورين بمعرفتها، وهو ربيب المفضل بن محمد الضبى صاحب المفضليات كانت امه تحته واخذ الادب عنه وعن جماعة منهم الكسائى وابن السكيت واخذ عنه ابراهيم الحربى وثعلب وابن السكيت، وكان يحضر مجلسه خلق كثير من المستفيدين ويملي عليهم، وكان رأسا في الكلام الغريب، وكان يزعم ان ابا عبيدة والاصمعي لا يحسنان شيئا.

ولد في الليلة التي مات فيها ابوحنيفة وذلك في رجب سنة 150 (قن) وتوفي في شعبان سنة 231 (لار) ومن شعره في وصف الكتب:

لنا جلساء ما نمل حديثهم * ألباء مأمونون غيبا ومشهدا

يفيدوننا من علمهم علم ما مضى * وعقلا وتأديبا ورأيا مسددا

فلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة * ولا تتقى منهم لسانا ولا يدا

فان قلت اموات فما انت كاذب * وإن قلت احياء فلست مفندا

والاعرابى منسوب إلى الاعراب يقال رجل اعرابى اذا كان بدويا وإن لم يكن من العرب ورجل عربى منسوب إلى العرب وإن لم يكن بدويا ويقال رجل اعجم واعجمي اذا كان في لسانه عجمة وان كان من العرب، ورجل عجمي منسوب إلى العجم وان كان فصيحا كذا عن غريب القرآن لمحمد بن عزيز السجستانى.

(ابن الاعوج)

الامير حسين بن محمد الحموي الشامي، اوحد امراء الدهر وعين باصرة

[216]

الادب وشمس فلك المجد:

حوى قصبات السبق في حومة العلى * نعم هو للسباق مازال يسبق

متى تبرز الايام مثل وجوده * جوادا بما في كفه يتصدق

لقد زين الدنيا جمالا كماله * فمنه على وجه البسيطة رونق

كان ينظم الشعر فيأتى فيه بكل معنى رائق.

توفي ليلة النصف من شعبان سنة 1019 (غيط).

(ابن ألوسى)

تقدم في ابن آلوسى.

(ابن ام عبد)

عبدالله بن مسعود بن غافل الهذلي ابوعبدالرحمن جليل القدر عظيم الشأن كبير المنزلة قرأ القرآن وعلم السنة، وكان من الذين شهدوا جنازة ابى ذر رضي الله عنه وباشروا تجهيزه.

وعن الاستيعاب ان النبي قال لنفر من اصحابه فيهم ابوذر: ليموتن احدكم بفلاة من الارض تشهده عصابة من المؤمنين وكان مع النبي صلى الله عليه وآله ليلة الجن وكان من الاثني عشر الذين انكروا المنكر ونكيره على الثالث وما جرى عليه من الضرب والاهانة في الكتب مسطور.

وذكر ابوالصلاح في التقريب من المعروفين بولايتهم عليهم السلام عمارا وسلمان وابا ذر والمقداد وابي بن كعب وابن مسعود وكان هؤلاء بتبديل ابى بحذيفة ممن خلقت الارض لهم وبهم يمطرون وينصرون وعلي امامهم وشهدوا الصلاة على فاطمة عليها السلام.

روى العلامة المجلسي في البحار بابا في وصية النبي صلى الله عليه وآله إلى عبدالله بن مسعود وروى اخبارا كثيرة في اخذ القرآن عنه.

(كش) قال النبي: من احب ان يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن ام عبد - يعني ابن مسعود.

وروي انه اخذ سبعين سورة من القرآن من في رسول الله وبقيته من علي.

وروي عن حذيفة قال لقد علم المحفوظون من اصحاب رسول الله ان عبدالله بن مسعود كان اقربهم وسيلة واعلمهم بكتاب الله عزوجل.

[217]

وفي النهاية في حديث ابن مسعود: انه مرض وبكى فقال انما ابكي لانه اصابني على حال فترة ولم يصبنى على حال اجتهاد أي على سكون وتقليل من العبادات والمجاهدات.

توفي بالمدينة سنة 32 (لب) وصلى عليه الزبير بن العوام. ودفن بالبقيع وكان له نيف وستون سنة.

قال ابن شحنة في الروضة: سنة 32 توفي عبدالله بن مسعود.

جاء في بعض الروايات انه احد العشرة المشهود لهم بالجنة وصاحب هذه الرواية اسقط ابا عبيدة ابن الجراح، وعن تلخيص الشافي قال: لا خلاف بين الامة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه ومدح رسول الله وثنائه عليه وانه مات على الحالة المحمودة منه.

(قلت) ويظهر من كتاب نصر بن مزاحم ان ابن مسعود كان له اصحاب منهم الربيع بن خيثم المعروف قال واتاه أي اتى امير المؤمنين " ع " آخرون من اصحاب عبدالله بن مسعود فيهم ربيع بن خيثم وهم يومئذ اربعمائة رجل فقال يا امير المؤمنين إنا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك ولا غنى بنا ولا بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل العدو فولنا بعض هذه الثغور نكون بها عن اهله فوجهه علي " ع " إلى ثغر الري فكان اول لواء عقده بالكوفة لواء ربيع ابن خيثم انتهى.

وقد ذكرنا في كتاب سفينة البحار وغيره ما يتعلق به ثم اعلم ان لابن مسعود اخا يقال له عتبة بن مسعود وكان قديم الاسلام ولم يرو عن النبي شيئا ومات في خلافة عمر وكان له ابن يقال له عبدالله ويكنى ابا عبدالرحمن منزله بالكوفة ومات بها في خلافة عبدالملك بن مروان وكان كثير الحديث والفتيا فقيها ومن ولده ابوعبدالله عبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود احد الفقهاء السبعة المعروفة بالمدينة كان من اعلام التابعين سمع من ابن عباس وابى هريرة وعائشة، وروى عنه ابوالزناد والزهري وغيرهما.

يحكى عن عمر بن عبدالعزيز انه قال: لئن يكون لي مجلس من عبيد الله احب الي من الدنيا وما فيها، وقال: والله إنى لاشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال.

[218]

وبالجملة كان عالما فاسكا توفي سنة 102 (قب) أو سنة 99، والهذلي بضم الهاء وفتح الذال المعجمة نسبة إلى هذبل بن مدركة وهي قبيلة كبيرة، واكثر اهل وادي نخلة المجاور بمكة من هذه القبيلة.

(ابن ام القاسم)

انظر المرارى.

(ابن ام مكتوم)

اسمه عبدالله وقيل عمرو وهو ابن قيس من بنى عامر بن لوي وامه ام مكتوم واسمها عاتكة مخزومية، صحابى مهاجر، وكان يؤذن للنبي قال ابن قتيبة في المعارف: قدم المدينة مهاجرا بعد بدر بيسير وقد ذهب بصره وكان رسول الله يستخلفه على المدينة يصلي بالناس في عامة غزواته وشهد القادسية ومعه راية سوداء وعليه درع ثم رجع إلى المدينة فمات بها.

(ابن الانبارى)

ابوبكر محمد بن القسم بن محمد بن بشار اللغوي النحوي علامة وقته في الادب واكثر الناس حفظا لها.

يحكى انه كان يحفظ مائة وعشرين تفسيرا للقرآن الكريم بأسانيدها وثلاثمائة الف بيت شاهدا في القرآن المجيد وكان يملي من حفظه لا من كتاب.

قيل له قد اكثر الناس في محفوظاتك فكم تحفظ؟ قال: احفظ ثلاثة عشر صندوقا.

حكي انه سألته يوما جارية للراضي بالله عن شئ من تعبير الرؤيا فقال انا حاقن ثم مضى من يومه فحفظ كتاب الكرمانى وجاء من الغد وقد صار معبرا للرؤيا. وكان يأخذ الرطب فيشمه ويقول انك لطيب ولكن اطيب منك حفظ ما وهبه الله لي من العلم. ولما مرض مرض الموت اكل شيئا كان يشتهي وقال هى علة الموت.

وحكي ايضا انه رأى يوما بالسوق جارية حسناء فوقعت في قلبه فذكرها للراضي فاشتراها له وحملها اليه، فقال لها اعتزلي إلى الاستبراء قال وكنت

[219]

اطلب مسألة فاشتغل قلبي فقلت للخادم خذها وامض بها فليس قدرها ان تشغل قلبي عن علمي فأخذها الغلام فقالت له دعني اكلمه بحرفين، فقالت له انت رجل له محل وعقل وإذا اخرجتني ولم تبين ذنبي ظن الناس بي ظنا قبيحا، فقال لها مالك عندي ذنب غير انك شغلتني عن علمي، فقالت هذا سهل.

فبلغ الراضي فقال لا ينبغي ان يكون العلم في قلب احد احلى منه في صدر هذا الرجل.

واملى كتبا كثيرة منها غريب الحديث قيل انه خمسة واربعون الف ورقة، وشرح المفضليات(1) وغير ذلك.

يروي ديوان شعر عامر(2) بن الطفيل عن ابي العباس ثعلب توفي ليلة النحر سنة 328 (شكح) وكان ابوه عالما بالادب صدوقا دينا سكن بغداد وكان يملي في ناحية من المسجد وابنه في ناحية اخرى روى عنه جماعة من العلماء وروى عنه ولده المذكور، وله تصانيف توفي سنة 304 أو 305.

(وقد يطلق ابن الانباري) على كمال الدين ابي البركات عبدالرحمن بن محمد بن ابي الوفاء النحوي الفاضل الاديب، قرأ الادب على ابي منصور الجواليقي ولازم الشريف ابن الشجري حتى برع وصار ممن يشار اليه في النحو واشتغل عليه خلق كثير وصاروا علماء ببركته وكان مباركا ما قرأ عليه احد إلا وتميز وانقطع

___________________________________

(1) المفضليات هى اختيارات لجملة من اشعار شعراء العرب جمع ابي العباس المفضل بن محمد بن يعلى بن عامر الضبي الكوفي كان عالما بالنحو والشعر والغريب وايام الناس، حكي انه كان يكتب المصاحف ويقفها في المساجد، تكفيرا لما كتبه بيده من اهاجي الناس، اخذ عنه ابوزيد الانصاري وغيره، توفي سنة 168 أو سنة 170.

(2) عامر بن الطفيل بن جعفر العامري، شاعر جاهلي بن عم لبيد الشاعر وكان فارس قيس وسيدهم وكان مع شجاعته سخيا حكيما توفي سنة 633 الميلادية.

[220]

في آخر عمره في بيته مشتغلا بالعلم والعبادة وترك الدنيا ومجالسة اهلها وكان زاهدا عابدا عفيفا لا يقبل من احد شيئا خشن العيش والمأكل ولم يزل على سيرة حميدة إلى ان توفي ببغداد سنة 577 (ثعز).

ويأتي في ابن الشجري ما يتعلق به.

والانبارى بفتح الهمزة وسكون النون نسبة إلى الانبار وهى مدينة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، سميت بذلك لان الملوك الاكاسرة كانوا يخزنون فيها الطعام.

(ابن الانجب)

ابوالحسن علي بن الانجب ابوالمكارم المفضل بن علي اللخمي المقدسي الاسكندراني المالكي، كان من اكابر الحفاظ فقيها فاضلا، وله من الاشعار مقاطيع، ومن شعره:

ثلاث باء‌ات بلينا بها * البق والبرغوث والبرغش

ثلاثة اوحش ما في الورى * ولست ادري ايها اوحش

توفي بالقاهرة سنة 611 (خيا).

والمقدسي بفتح الميم وسكون القاف وكسر الدال نسبة إلى بيت المقدس.

(ولا يخفى) انه غير علي بن انجب البغدادي الذي يروي عنه الشيخ الاربلي ويأتى ذكره في ابن الساعي.

(ابن إياس)

ابوالبركات محمد بن احمد بن إياس الحنفي احد تلامذة جلال الدين السيوطي له كتاب مرج الزهور في وقائع الدهور، وتأريخ مصر، ونزهة الامم في العجائب والحكم، ونشق الازهار في عجائب الامصار.

توفي سنة 930 (ظل).