(ابن شاذان)
ابوالحسن محمد بن احمد علي بن الحسن بن شاذان القمي من اجلاء العلماء الامامية الفقيه النبيه ابن اخت الشيخ ابي القسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (ره) له كتاب ايضاح دقائن النواصب ومناقب امير المؤمنين " ع " مائة منقبة من طريق العامة.
قرأ عليه الشيخ الكراجكي بمكة المعظمة في المسجد الحرام محاذي المستجار سنة 312 (شيب).
يروي عن والده ابي العباس (احمد بن علي صاحب كتاب زاد المسافر والامالي وكان ابوالعباس احمد سمع من محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد ومحمد بن علي ابن تمام الدهقان، وكان شيخ الشيعة في وقته كما نقل عن لسان الميزان. وليعلم ان مناقب ابن شاذان غير كتاب فضائل شاذان بن جبرائيل القمي الذي ينقل منه العلامة المجلسي في البحار وجعل رمزه (يل).
(ابن شاكر الكتبى)
صلاح الدين محمد بن شاكر بن احمد بن عبدالرحمن الحلبي الداراني سمع من ابن شحنة والمزي وغيرهما، وكان فقيرا تعاطي التجارة في الكتب فرزق منها مالا طائلا جمع تأريخا سماه فوات الوفيات جعلة ذيلا لوفيات الاعيان لابن خلكان قالوا يشتمل على 572 ترجمة.
توفي سنة 764 (ذسد).
[324]
(ابن شاهين)
ابوحفص عمر بن احمد بن عثمان بن احمد الواعظ سمع جماعة كثيره من المحدثين اصله من مروروز ومولده سنه 297، وكان ابتداء كتبه للحديث سنة 308 وله احدى عشرة سنة، ذكر ذلك الخطيب في تأريخ بغداد ثم قال وكذلك انا اول ما سمعت الحديث وقد بلغت احدى عشرة سنة لانى ولدت في يوم الخميس لست بقين من ج 2 سنة 392 واول ما سمعت في المحرم سنة 403، اخبرنا القاضى ابوالحسين محمد بن علي بن محمد الهاشمي قال قال لنا ابوحفص بن شاهين ولدت في صفر سنة 397 واول ما كتبت الحديث سنة 308 وصنفت ثلاثمائه مصنف وثلاثين مصنف احدها التفسير الكبير الف جزء والمسند الف جزء وخمسمائة جزء والتأريخ مائة وخمسين جزء والزهد مائه جزء واول ما حدثت بالبصرة سنة 332 سمعت ابن الساجي القاص يقول سمعت من ابن شاهين شيئا كثيرا وكان يقول كتبت بأربعمائة رطل حبر وسمعت محمد بن عمر الداودي يقول كان ابن شاهين شيخا ثقة يشبه الشيوخ إلا انه كان لحانا وكان ايضا لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا وكان إذا ذكر له مذاهب الفقهاء كالشافعي وغيره يقول انا محمدي المذهب.
توفي سنه 385 (شفه) ودفن بباب حرب عند قبر احمد بن حنبل.
(ابن شبرمة)
عبدالله بن شبرمة البجلي الضبي الكوفى، كان قاضيا لابي جعفر المنصور على سواد الكوفة وكان شاعرا توفي سنة 144 (قمد) ويظهر من الروايات ذمه وانه كان يعمل بالرأي والقياس.
(ابن شبل)
ابوعلي الحسين بن محمد بن عبدالله بن يوسف بن شبل البغدادي، كان
[325]
حكيما فيلسوفا طبيبا متكلما فاضلا اديبا بارعا شارعا مجيدا ومن شعره: لا تظهرن لعاذل أو عاذر * حاليك في السراء والضراء فلرحمة المتوجعين حزازة * في القلب مثل شماتة الاعداء(1) وله ايضا:
يفنى البخيل بجمع المال مدته * وللحوادث والايام ما يدع
كدودة القز ما تبنيه يهدمها * وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
وله في رثاء اخيه احمد:
غاية الحزن والسرور انقضاء * ما لحي من بعد ميت بقاء
إنما نحن بين ظفر وفاب * من خطوب اسودهن ضراء
فتمنى وفي المنى قصر العم * ر فنغدو بما نسر نساء
ما لقينا من غدر دنيا فلا كا * نت ولا كان اخذها والعطاء
صلف تحت راعد وسراب * كرعت فيه مومس خرقاء
راجع جودها عليها فمهما * تهب الصبح يسترد المساء
توفي ببغداد سنه 475 (تعه) ودفن بباب حرب.
(ابن شبيب)
الريان بن شبيب خال المعتصم الخليفة العباسي اخو ماردة، كان ثقة سكن قم وروى عنه اهلها، وله كتاب جمع فيه كلام الرضا " ع " وحديثه عن الرضا في اول يوم من المحرم مشهور.
وقد يطلق على ابي عبدالله الحسين بن علي بن احمد الاديب الظريف نديم المستنجد بالله الخليفة العباسي.
يحكى انه كان مقداما في حل الالغاز، لا يكاد يتوقف عما يسئل عنه فعمل بعضهم لغزين لا حقيقة لهما فسأله عنهما وهما قوله:
___________________________________
(1) مكواندوه خويش باد شمنان * كه لا حول كويند شادي كنان
[326]
وما شئ له في الرأس رجل * وموضع وجهه منه قفاه إذا اغمضت عينك ابصرته * وإن فتحت عينك لا تراه وقوله: وجار وهو تيار * ضعيف العقل خوار بلا لحم ولا ريش * وهو في الرمز طيار بطبع بارد جدا * ولكن كله نار فقال الاول هو طيف الخيال فقال السائل هب ان البيت الثاني فيه معنى طيف الخيال فما تأويل البيت الاول؟ فقال المعنى كله فيه فقال وكيف ذلك؟ فقال ان المنامات تفسر بالعكس، إذا رأى الانسان انه مات فسر بطول العمر وان رأى انه يبكي فسر بالفرح والسرور، وعلى هذا جرى اللغز في جعل رأسه رجله ووجهه قفاه.
والثاني هو الزئبق، وقوله: (وفي الرمز طيار) لان ارباب صنعة الكيمياء يرمزون للزئبق بالطيار والفرار والآبق وما اشبه ذلك، واما برده فظاهر ولافراط برده ثقل جسمه وكله نار لسرعة حركته وتشكله في افتراقه والتئامه، وعمل بعضهم الغازا من هذه المادة التي لا حقيقة لها وانشده اياها فكان يجيب عنها على الفور وينزلها على الحقائق، منها هذا اللغز: ما طائر في الارض منقاره * وجسمه في الافق الاعلى ما زال مشغولا به غيره * ولا يرى ان له شغلا فقال في الحال هو الشمس واخذ يشرح ذلك.
توفي سنة 580 ودفن بمقبرة معروف الكرخي ببغداد.
(ابن الشجرى)
ابوالسعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزه الحسني البغدادي، كان رحمه الله من اكابر علمائنا الامامية ومشايخهم ومن أئمة النحو واللغة واشعار العرب
[327]
وايامها وكان نقيب الطالبيين ببغداد وهو صاحب الحماسة كحماسة ابى تمام وشرح لمع ابن جني وكتاب الامالي الذي الفه في اربعة وثمانين مجلسا وغير ذلك، اقواله منقولة في كتب العلوم العربية والادبية كمغني اللبيب وغيره.
قال تلميذه ابو البركات عبدالرحمن بن محمد الانباري في كتاب نزهة الالباء في طبقات الادباء في ترجمته ما هذا لفظه: كان فريد عصره ووحيد دهره في علم النحو وكان تام المعرفة باللغة اخذ عن ابى المعمر يحيى بن طباطبا العلوى وكان فصيحا حلو الكلام حسن البيان والافهام، وكان نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن الطاهر وكان وقورا في مجلسه ذا سمت حسن لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا ويتضمن ادب نفس أو ادب درس، ولقد اختصم اليه يوما رجلان من العلويين فجعل احدهما يشكو ويقول عن الآخر انه قال في كذا وكذا، فقال له الشريف يا بنى احتمل فان الاحتمال قبر المعايب وهذه كملة نافعة حسنة فان كثيرا من الناس تكون لهم عيوب فيغضون عن عيوب الناس ويسكتون عنها فتذهب عيوب لهم كانت فيهم وكثير من الناس يتعرضون من الناس لعيوب الناس فيصير لهم عيوب لم تكن(1) فيهم وكان الشريف ابن الشجري انحا من رأينا من علماء العربية وآخر من شاهدنا من حذاقهم واكابرهم توفي سنة اثنين واربعين وخمسمائة في خلافة المقتفي وعنه اخذت علم العربية واخبرني انه اخذه عن ابن طباطبا واخذه ابن طباطبا عن علي بن عيسى الربعي.
(اقول) ثم ذكر سنده إلى امير المؤمينن " ع " ملخصه انه اخذ الربعي عن ابى علي الفارسي وهو عن ابى بكر بن السراج وهو عن المبرد والمبرد عن المازني والجرمي وهما عن الاخفش عن سيبويه عن الخليل عن عيسى بن عمر عن ابن ابى اسحاق عن ميمون الاقرن عن عنبسة الفيل عن ابي الاسود الدئلي عن امير المؤمنين عليه السلام.
___________________________________
(1) هذا مضمون رواية وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم
[328]
(اقول) ودفن في داره بكرخ بغداد ولما قدم الزمخشري بغداد قاصدا الحج مضى إلى زيارة ابن الشجري فلما اجتمع به انشده شعر المتنبي: واستكثر الاخبار قبل لقائه * فلما لقينا صغر الخبر الخبر ثم انشده بعد ذلك:
كانت مسائلة الركبان تخبرنا * عن جعفر بن فلاح احسن الخبر
ثم التقينا فلا والله ما سمعت * اذنى بأحسن مما قد رأى بصري
فقال الزمخشري روي عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: يا زيد ما وصف لي احد في الجاهلية فرأيته في الاسلام إلا رأيته دون ما وصف لي غيرك.
الشجري نسبة إلى شجرة اليها ينسب مسجد الشجرة قرية من اعمال المدينة الطيبة.
(ابن الشحنة)
يطلق على جماعة منهم. ابوالوليد محب الدين محمد بن محمد بن الشحنة الحنفي قاضي الحنفية بحلب صاحب كتاب التأريخ المسمى روضة المناظر في اخبار الاوائل والاواخر وهو كتاب مختصر جدا ذكر فيه تأريخ السنين إلى سنة 806، توفي سنة 815 أو 817، وهو غير ابن الشحنة الموصلي ابى حفص عمر صاحب القصيدة التي مدح بها السلطان صلاح الدين منها قوله:
وإنى امرؤ احببتكم لمكارم * سمعت بها والاذن كالعين تعشق
(ابن الشخباء)
بفتح الشين وسكون الخاء المعجمة ابوعلي الحسن بن عبدالصمد العسقلاني صاحب الخطب المشهورة والرسائل المحبرة كان من فرسان النثر وله فيه اليد الطولى وله شعر وهذا من بعض قصيدة له:
مازال يختار الزمان ملوكه * حتى اصاب المصطفى المتخيرا
قل للاولى ساسوا الورى وتقدموا * قدما هلموا شاهدوا المتأخرا
[329]
تجدوه اوسع في السياسة منكم * صدرا واحمد في العواقب مصدرا
الابيات، توفى مقتولا بالقاهرة سنة 482.
(ابن شداد)
بهاء الدين ابوالمحاسن يوسف بن رافع بن تميم الفقيه الشافعي اخذ الحديث والاجازة عن جم غفير من العلماء والمحدثين، واخذ منه جمع كثير ولاه الملك الظاهر قضاء حلب، فاعتنى بترتيب امورها وجمع الفقهاء وعمرت في ايامه المدارس الكثيرة، وعمر حتى ظهر عليه الخرف بحيث انه صار إذا جاءه احد لا يعرفه.
قال ابن خلكان: وكنا نسمع عليه الحديث ونتردد اليه في داره وقد كانت له قبة تختص به وهي شتوية لا يجلس في الصيف والشتاء إلا فيها لان الهرم قد اثر فيه حتى صار كفرخ الطائر من الضعف لا يقدر على الحركة للصلوة وغيرها إلا بمشقة عظيمة، وقال: وكان كلما نظر إلى نفسه على تلك الحالة من الضعف والعجز ينشد:
من يتمنى العمر فليدرع * صبرا على فقد احبائه
ومن يعمر ير في نفسه * ما يتمناه لاعدائه
واستمر على هذه الحالة مدة إلى ان مات بحلب سنة 632 (خلب).
(ابن شعبة)
الحرانى ابومحمد الحسن بن علي بن شعبة، كان رحمه الله عالما فقيها محدثا جليلا من مقدمي اصحابنا، صاحب كتاب تحف العقول(1) وهوكتاب نفيس كثير الفائدة.
قال الشيخ الجليل العارف الربانى الشيخ حسين بن علي بن صادق البحرانى في رسالته في الاخلاق والسلوك إلى الله على طريقة اهل البيت عليهم السلام في اواخرها. ويعجبنى ان انقل في هذا الباب حديثا عجيبا وافيا شافيا عثرت عليه في كتاب تحف العقول للفاضل النبيل الحسن بن علي بن شعبة من قدماء اصحابنا حتى
___________________________________
(1) طبع في النجف في المطبعة الحيدرية.
[330]
ان شيخنا المفيد ينقل عن هذا الكتاب وهو كتاب لم يسمح الدهر بمثله انتهى.
وصرح الشيخ الجليل النبيل الشيخ ابراهيم القطيفي في محكي كتاب الفرقة الناجية وشيخنا الحر العاملي في امل الآمل بأن كتاب التمحيص له والى ذلك مال صاحب رياض العلماء وعلى هذا فهو القائل فيه حدثنا ابوعلي محمد بن همام، ومحمد ابن همام كان من اهل بغداد ثقة جليل القدر يروي عنه التلعكبري ومات سنة 336 فابن شعبة من اهل طبقته.
(ابن شكلة)
ابواسحاق ابراهيم بن المهدي بن ابي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس اخو هارون الرشيد، كانت له يد طولى في الغناء والضرب بالملاهي وحسن المنادمة، وكان اسود اللون لان امه كانت جارية سوداء اسمها شكلة وكان مع سواده عظيم الجثة ولهذا قيل له التنين، وكان فصيحا وافر الفضل، بويع له بالخلافة ببغداد بعد المائتين والمأمون يومئذ بخراسان وقصته مشهورة واقيم خلافة بها مقدار سنتين فلما توجه المأمون من خراسان إلى بغداد خاف ابراهيم على نفسه فاستخفى وكان استخفاؤه ليلة الاربعاء لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة 203 (جر) ودخل المأمون بغداد لاربع عشرة ليلة بقيت من صفر سنة 204 ولما استخفى ابراهيم عمل فيه دعبل الخزاعي:
نعر ابن شكلة بالعراق واهله * فهفا اليه كل اطلس مائق
إن كان ابراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق
ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل * فلتصلحن من بعده للمارق
انى يكون وليس ذاك بكائن * يرث الخلافة فاسق عن فاسق
مخارق بضم الميم وزلزل بضم الزائين والمارق هؤلاء الثلاثة كانوا مغنين في ذلك العصر.
حكي انه دخل ابراهيم على المأمون فشكى اليه حاله وقال يا امير المؤمنين ان
[331]
الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك علي والهمك الرأفة والعفو علي والنسب واحد وقد هجانى دعبل فانتقم لي منه فقال المأمون وما قال لعل قوله (نعر ابن شكلة بالعراق) وانشده الابيات فقال هذا من بعض هجائه وقد هجاني بما هو اقبح من هذا فقال المأمون لك اسوة بي فقد هجاني واحتملته وقال في:
أيسومني المأمون خطة جاهل * او ما رأى بالامس رأس محمد
إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت اخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الاوهد
يحكى ان المأمون كان إذا انشد هذه الابيات يقول قبح الله دعبلا فما اوقحه كيف يقول علي هذا؟ وقد ولدت في حجر الخلافة ورضعت ثديها وربيت في مهدها.
(اقول) وكأن المأمون نسى امه المرجل وانها غلبت على ابيه الرشيد بخلاف شقيقه محمد الامين بن زبيدة فقال ابراهيم زادك الله حلما يا امير المؤمنين وعلما فما ينطق احدنا إلا عن فضل علمك ولا يحلم إلا اتباعا لحلمك، واشار دعبل الخزاعي في هذه الابيات إلى قضية طاهر بن الحسين الخزاعي وحصاره بغداد وقتله محمد الامين، وحكي ايضا انه هجا المأمون ابراهيم بن المهدي عمه، وكان المأمون يظهر التشيع وابن شكلة التسنن فقال المأمون:
إذا المرجي سرك ان تراه * يموت لحينه من قبل موته
فجدد عنده ذكرى علي * وصل على النبي وآل بيته
فاجابه ابراهيم رادا عليه:
إذا الشيعي جمجم في مقال * فسرك ان يبوح بذات نفسه
فصل على النبي وصاحبيه * وزيريه وجاريه برمسه
(ابن شنبوذ)
ابوالحسن محمد بن احمد بن ايوب بن الصلت بن شنبوذ المقري البغدادي
[332]
كان من مشاهير القراء واعيانهم، وكان دينا وفيه سلامة صدر، وتفرد بقراءات من الشواذ كان يقرأها فانكرت عليه وبلغ ذلك الوزير ابا علي بن مقلة فاستحضره واعتقله في داره اياما ثم امر بضربه فضرب سبع درر فمما حكي عنه انه يقرأه قوله تعالى (إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله وتجعلون شكركم انكم تكذبون فاليوم ننجيك بندائك فلما خر تبينت الانس ان الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين، كالصوف المنفوش) إلى غير ذلك توفي ببغداد سنة 328 (شكح) وشنبوذ بفتح الشين والنون وضم الموحدة وسكون الواو وآخره ذال معجمة.
(ابن شهاب)
انظر ابوبكر بن شهاب.
(ابن شهر اشوب)
رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهر اشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار الذي لا يساجل:
هو البحر لا بل دون ما علمه البحر * هو البدر لا بل دون طلعته البدر
هو النجم لا بل دونه النجم رتبة * هو الدر لا بل دون منطقه الدر
هو العالم المشهور في الدهر والذي * به بين ارباب النهى افتخر الدهر
هو الكامل الاوصاف في العلم والتقى * فطاب به في كل ما قطر الذكر
محاسنه جلت عن الحصر وازدهى * بأوصافه نظم القصائد والنثر
شيخ مشايخ الامامية صاحب كتاب المناقب(1) والمعالم(2) وغيرهما وكفى في فضله اذعان فحول اعلام اهل السنة بجلالة قدره وعلو مقامه.
حكي عن الصفدي انه قال في ترجمته: حفظ اكثر القرآن وله ثمانى سنين وبلغ النهاية في اصول الشيعة
___________________________________
(1)(2) طبعا في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف.
[333]
كان يرحل اليه من البلاد ثم تقدم في علم القرآن والغريب والنحو ووعظ على المنبر ايام المقتفي ببغداد فاعجبه وخلع عليه وكان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثير الخشوع والعبادة والتهجد لا يكون إلا على وضوء اثنى عليه ابن ابى طي في تأريخه ثناءا كثيرا توفي سنة 588 (ثفح) انتهى.
وذكر ما يقرب منه الفيروز ابادي في محكي بلغته وقال: عاش مائة 100 سنة إلا عشرة اشهر.
وقال غيره في حقه: وكان امام عصره ووحيد دهره احسن الجمع والتأليف وغلب عليه علم القرآن والحديث وهو عند الشيعة كالخطيب البغدادي لاهل السنة في تصانيفه وتعليقات الحديث ورجاله ومراسيله ومتفقه ومتفرقه إلى غير ذلك من انواعه واسع العلم كثير الفنون مات في شعبان سنة 588.
(قلت) وقبره خارج حلب على جبل جوشن عند مشهد السقط.
يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ العظام منهم: ابومنصور الطبرسي صاحب الاحتجاج ووالده الشيخ علي بن شهر اشوب العالم الفاضل الفقيه عن والده الفاضل المحدث شهر اشوب ومنهم الشيخ عبدالجليل الرازي صاحب المناظرات مع المخالفين وامين الدين الطبرسي صاحب مجمع البيان والشيخ ابوالفتوح الرازى والقطب الراوندي والسيد ناصح الدين الآمدي الفاضل العالم المحدث الامامي الشيعي كما عن رياض العلماء والفتال النيسابوري والسيد ضياء الدين الراوندي وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين.