باب الغين

(الغافقى)

ابو اسحاق ابراهيم بن احمد بن عيسى بن يعقوب الاندلسي شيخ النحاة والقراء صاحب شرح الجمل وغيره توفي سنة 710 (ذي).

(والغافقى) بكسر الفاء بكسر الفاء نسبة إلى غافق كصاحب حصن بالاندلس.

(الغزالى)

ابوحامد محمد بن محمد بن محمد بن احمد الملقب حجة الاسلام الطوسي الفقيه الشافعي قيل لم يكن للطائفة الشافعية في آخر عصره مثله اشتغل في مبدأ أمره بطوس على احمد الرادكاني ثم قدم نيسابور واختلف إلى دروس امام الحرمين وجد في الاشتغال حتى تخرج في مدة قريبة وصار من الاعيان المشار اليهم وصنف في ذلك الوقت وكتبه معروفة اشهرها كتاب البسيط والوسيط والوجيز والخلاصة في الفقه والجام العوام من علم الكلام والتبر المسبوك في نصيحة الملوك والمقصد الاسنى شرح اسماء الله الحسنى والمنقذ من الضلال والاجوبة الغزالية ومنهاج العابدين واحياء علوم الدين وهو من انفس كتبه ولكن قال العالم الفاضل المطلع الخبير الذي كان له يد طولى في كل العلوم ابوالفرج ابن الجوزي في كتاب تلبيس ابليس في الرد على الصوفية ما هذا لفظه ص 176 وجاء ابوحامد الغزالي فصنف لهم اي للصوفية كتاب الاحياء على طريقة القوم وملاه بالاحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها وتكلم على المكاشفة وخرج عن قانون الفقه ثم ذكر ذم الاحياء وامثاله وقال إن هذه الكتب كتب بدع وضلالات وقال فيه ايضا ص 597 وقد حكى ابوحامد الغزالي في كتاب الاحياء قال كان بعض الشيوخ في بداية ارادته يكسل عن القيام فالزم نفسه القيام على رأسه طول الليل لتسمح نفسه بالقيام عن طوع قال وعالج بعضهم حب المال بأن باع جميع ماله ورماه في البحر إذا خاف من تفرقته على الناس رعونة الجور ورياء البذل قال وكان بعضهم

[493]

يستأجر من يشتمه على ملا من الناس ليعود نفسه الحلم قال وكان آخر يركب البحر في الشتاء عند اضطراب الموج ليصير شجاعا، قال المصنف: اعجب من جميع هؤلاء عندي ابوحامد كيف حكى هذه الاشياء ولم ينكرها وكيف ينكرها وقد اتى بها في معرض التعليم وقال قبل ان يورد هذه الحكايات ينبغي للشيخ ان ينظر إلى حالة المبتدي فان رأى معه مالا فاضلا عن قدر حاجته اخذه وصرفه في الخير وفرغ قلبه منه حتى لا يلتفت اليه وإن رأى الكبرياء قد غلب عليه امره ان يخرج إلى السوق للكد ويكلفه السؤال والمواظبة على ذلك وان رأى الغالب عليه البطالة استخدمه في بيت الماء وتنظيفه وكنس المواضع القذرة وملازمة المطبخ ومواضع الدخان وان رأى شره الطعام غالبا عليه الزمه الصوم وان رآه عزبا ولم تنكسر شهوته بالصوم امره ان يفطر ليلة على الماء دون الخبز وليلة على الخبز دون الماء ويمنعه اللحم رأسا قلت واني لاتعجب من ابي حامد كيف يأمر بهذه الاشياء التي تخالف الشريعة وكيف يحل القيام على الرأس طول الليل فينعكس الدم إلى وجهه ويورثه ذلك مرضا شديدا وكيف يحل رمي المال في البحر وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن إضاعة المال وهل يحل سب مسلم بلا سبب وهل يجوز للمسلم ان يستأجر على ذلك وكيف يجوز ركوب البحر زمان اضطرابه وذلك زمان قد سقط فيه الخطاب باداء الحج وكيف يحل السؤاللمن يقدر ان يكتسب فما ارخص ما باع ابوحامد الغزالي الفقه بالتصوف، وقال ايضا ص 379 وحكى ابوحامد الغزالي عن ابن الكريني انه قال: نزلت في محلة فعرفت فيها بالصلاح فدخلت الحمام وغيبت علي ثيابا فاخرة فسرقتها ولبستها ثم لبست مرقعتي فوقها وخرجت فجعلت امشى قليلا قليلا فلحقوني فنزعوا مرقعتي واخذوا الثياب وصفعونى فصرت بعد ذلك اعرف بلص الحمام فسكنت نفسى، قال ابوحامد: فهكذا كانوا يروضون انفسهم حتى يخلصهم الله من النظر إلى الخلق ثم من النظر إلى النفس وارباب الاحوال ربما عالجوا انفسهم بمالا يفتي به الفقيه مهما رأوا صلاح قلوبهم ثم يتداركون ما فرط منهم من صورة

[494]

التقصير كما فعل هذا في الحمام قلت سبحان من اخرج ابا حامد من دائرة الفقه بتصنيفه كتاب الاحياء فليته لم يحكي فيه مثل هذا الذي لا يحل والعجب انه يحكيه ويتسحسنه ويسمي اصحابه ارباب احوال وأي حالة اقبح واشد من حال من يخالف الشرع ويرى المصلحة في المنهي عنه وكيف يجوز ان يطلب صلاح القلوب بفعل المعاصي أو قد عدم في الشريعة ما يصلح قلبه حتى يستعمل ما لا يحل فيها وكيف يحل للمسلم ان يعرض نفسه لان يقال عنه سارق وهل يجوز ان يقصد وهن دينه ومحو ذلك عند شهداء الله في الارض ثم كيف يجوز التصرف في مال الغير بغير اذنه ثم في نص مذهب احمد والشافعي ان من سرق من الحمام ثيابا عليها حافظ وجب قطع يده فعجبي من هذا الفقيه المستلب عن الفقه بالتصوف اكثر من تعجبي من هذا المستلب الثياب انتهى.

وفي كشف الظنون، قال ابوالفرج ابن الجوزي قد جمعت اغلاط الاحياء وسميته اعلام الاحياء بأغلاط الاحياء اشرت إلى بعض ذلك في كتاب تلبيس ابليس، وقال سبطه ابوالمظفر وضعه على مذاهب الصوفية وترك فيه قانون الفقه فانكروا عليه ما فيه من الاحاديث التي لم تصح انتهى.

قال المولى ابوالخير واما الاحاديث التي لم تصح لا ينكر على إيرادها لجوازه في الترغيب والترهيب انتهى واختصر الاحياء اخوه احمد الغزالي سماه لباب الاحياء وهذبه المولى المحقق الكاشاني صاحب الوافي وسماه محجة البيضاء في تهذيب الاحياء.

توفى الغزالي 14 ج 2 سنة 55 بالطابران ودفن بظاهر الطابران وهي قصبة طوس وتقدم في الشيخ الطوسي ما يتعلق بها.

ورثاه الابيوردي الشاعر بقصيدة فائية منها قوله:

مضى واعظم مفقود فجعت به * من لا نظير له في الناس يخلفه

والغزالي: بفتح اوله وتشديد الزاي نسبة إلى الغزال حكي ان والده كان يغزل الصوف ويبيعه في دكانه وقيل ان الزاي مخففة نسبة إلى غزالة قرية من قرى طوس

[495]

ورأيت في تسمية الغزالي وجها آخر قيل كان من رأيه الصدقة على النساء العجائز اللواتى يحضرن إلى دار الغزل ليبعن غزلهن فيرى ضعفهن وفقرهن ونزارة تكسبهن فيرق لهن فيتصدق عليهن كثيرا ويأمر بالصدقة عليهن فنسب إلى ذلك.

واخوه ابوالفرج احمد بن محمد الغزالي كان واعظا درس بالمدرسة النظامية نيابة عن اخيه ابى حامد لما ترك التدريس زهادة فيه وطاف البلاد وخدم الصوفية وكان مائلا إلى الانفراد والعزلة وتوفي بقزوين سنة 520 .

(الغزالى المشهدى)

شاعر معروف من مشاهير شعراء عصر الشاه طهماسب الصفوي له الاسرار المكونة ورشحات الحياة ونقش بديع توفي سنة 970.

(الغزى)

نسبة إلى غزة بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي وبعدها هاء بليدة في الساحل الشامي بالقرب من عسقلان وهي في اوائل بلاد الشام من جهة الديار المصرية وهي احدى الرحلتين المذكورتين في القرآن المجيد، قيل كانت غزة امرأة صور الذي بنى صور مدينة الساحل قريبة من البحر، ويقال لها عزة هاشم لان بها قبر هاشم جد النبي صلى الله عليه وآله ينسب اليها ابواسحاق ابراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد الكلبي الاشهبي الشاعر المشهور رحل إلى بغداد واقام بالمدرسة النظامية سنين كثيرة ثم رحل إلى خراسان وامتدح بها جماعة من رؤسائها وانتشر شعره هناك، له ديوان شعر توفي سنة 524 (ثكد) ما بين مرو وبلخ ونقل إلى بلخ ودفن بها وينسب اليها ايضا ابن قاسم الغزي وقد تقدم.

[496]

(الغسانى)

المحدث ابوعلي الحسين بن محمد بن احمد الغسانى الجياني الاندلسي المحدث كان اماما في الحديث والادب وله كتاب مفيد سماه تقييد المهمل ضبط فيه كل لفظ يقع فيه اللبس من رجال الصحيحين وما اقصر فيه وهو في جزئين، وكان من جهابذة المحدثين له معرفة بالغريب والشعر والانساب توفي سنة 498 (تصح).

(الغضائرى)

الشيخ الجليل ابوعبدالله الحسين بن عبيد الله بن ابراهيم الغضائري وجه الشيعة وشيخ مشايخهم كان رحمه الله كثير السماع عارفا بالرجال ووصفه غير واحد من علماء العامة بأنه شيخ الرافضة في زمانه وناهيك به فضلا ومنقبة (جش) الحسين بن عبيدالله بن ابراهيم الغضائري ابوعبدالله شيخنا رحمه الله له كتب وعد كتبه ثم قال: اجازنا جميعا وجميع مروياته عن شيوخه ومات في نصف صفر سنة 411 (تيا) اقول: تقدم معنى الغضائر في ابن الغضائري.

(غياث الدين)

عبدالكريم بن احمد بن طاووس انظر ابن طاووس.

(غياث الدين)

عبدالكريم النيلي النجفي ابن ابي طالب محمد النسابة ابن جلال الدين نقيب المشهد والكوفة النسابة عبدالحميد المتوفى سنة 666 المنتهي نسبه إلى ابى عاتقة الزاهد الحسين الملقب بذي الدمعة ابن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب " ع " وصفه صاحب عمدة الطالب بالشهادة دارجا من دون ذكر كيفيتها وذكرها معاصره صفي الدين الحلي في محكى ديوانه وقال: قد خرج عليه جماعة من العرب بشط سوراء من العراق فحملوا عليه وسلبوه فمانعهم عن سلب سرواله فضربه

[497]

احدهم فقتله ورثاه صفي الدين المذكور ويحرض النقيب الطاهر شمس الدولة الآوي على اخذ ثاره بقوله:

هو الدهر مغرى بالكريم وسلبه * فان كنت في شك بذاك فسل به

أرانا المعالي كيف ينهدركنها * وكيف يغور البدر من بين شبهه

ابعد غياث الدين يطمع صرفه * بصرف خطاب الناس عن ذم خطبه

وتخطو إلى عبدالكريم خطوبه * ويطلب منا اليوم غفران ذنبه

سليل النبي المصطفى وابن عمه * ونجل الوصي الهاشمي لصلبه

(القصيدة) وهى مذكورة في (شهداء الفضيلة)، وتقدم في بهاء الدين النيلي ما يتعلق به.

(غياث الدين)

منصور بن الامير صدر الدين الدشتكي الشيرازي، صاحب المدرسة المنصورية في شيراز، المشتهر أمره في الفضل والفهم والشأن والقدر والمجد والفخر والاعتزاز أوحد عصره في الحكمة والكلام بل ألمعي زمانه في العلم بشرائع الاسلام جامع المعقول والمنقول حاوي الفروع والاصول، يستفاد من بعض التواريخ انه كان من جملة وزراء السلطان حسين ميرزا بايقرا التيموري.

قال صاحب (مجالس المؤمنين) بعد الاطراء في مدحه: فرغ من ضبط العلوم وهو في سن العشرين، وظهر في وجههه داعية البحث والجدل في المطالب العالية مع العلامة الدوانى قبل هذه الرحلة بنحو ست سنين وكان له مدة من الازمنة منصب الصدارة المطلقة على باب حضرة السلطان

[498]

يعنى به السلطان شاه طهماسب الصفوي بهادر خان إلى ان قال: له من المصنفات كتاب (حجة الكلام) عثرت على مبحث المعاد منه، شنع فيه كثيرا على أقاويل الغزالي، وله كتاب (المحاكمات) بين حواشي والده وحواشي العلامة الدواني على شرح التجريد، وكتاب (المحاكمات) بين حواشيهما على شرح المطالع وعلى شرح العضدي على مختصر الاصول، وله شرح هياكل الانوار، وشرح رسالة أبيه في إثبات الواجب، وكتاب (معالم الشفاء) في الطب، ومختصره المسمى (بالشافية)، (والاخلاق المنصوري) إلى غير ذلك من الكتب الكثيرة.

(ثم باب الغين من كتاب " الكنى والالقاب ") ويتلوه باب الفاء في المجلد الثالث ان شاء الله تعالى