باب النون
(النابغة الجعدى)
بفتح الجيم وسكون العين قيس بن كعب بن عبدالله بن عامر بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصمة، يكنى أباليلى، كان من المعمرين.
في البحار عن هشام الكلبي انه عاش مائة وثمانين سنة، وقيل انه عاش مائتي سنة وأدرك الاسلام، ومن شعره قوله:
ولقد شهدت عكاظ قبل محلها * فيهاوكنت اعد مل فتيان
(الابيات) مل فتيان: مخفف من الفتيان.
وروي ان النابغة الجعدي أنشد رسول الله صلى الله عليه وآله:
بلغنا السماء عزة وتكرما * وإنا لنرجوفوق ذلك مظهرا
فقال: إلى أين ياابن ابى ليلى؟ قال: إلى الجنة يارسول الله، قال: أحسنت لا يفضض الله فاك.
قال الراوي: فرأيته شيخا له مائة وثلاثون سنة، وأسنانه مثل ورق الاقحوان نقاء وبياضا، قدهدم جسمه الآفات.
روى العلامة المجلسي في سادس البحار ص 698 عن (جا) عن ابى عبيدة قال: كان النابغة الجعدي ممن يتأله في الجاهلية، وأنكر الخمر والسكر، وهجر الاوثان والازلام، وقال في الجاهلية كلمته التى قالهافيها:
[228]
الحمد لله لا شريك له * من لم يقلها لنفسه ظلما
وكان يذكر دين ابراهيم عليه السلام والحنيفية ويصوم ويستغفر ويتوقى اشياء لغوافيها، ووفد على رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
أتيت رسول الله إذجاء بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نشرا
الابيات وكان البابغة علوي الرأي، خرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مع امير المؤمنين عليه السلام إلى صفين.. الخ.
(النابغة الذبيانى)
أبوامامة زيادبن معاوية الذى حكي انه كان من اشراف الشعراء من اصحاب المعلقات، وكان يفد على النعمان، وكان خاصا به، وجمع من عطاياه ثروة كاملة، وله منزلة كبرى عند شعراء عصره فاذا جاء عكاظ ضربواله في سوقها قبة من جلد وجاء الشعراء ينشدون اشعارهم.
وأول من انشده الاعشى، ثم حسان، ثم الخنساء وهذا شرف لم ينله احد من الشعراء سواه.
توفى على الجاهلية، ولم يدرك الاسلام، وكان الجعدي أسن منه، كان مع المنذربن محرق، والذبياني كان مع النعمان بن المنذربن محرق.
قال الفيروز ابادي: النابغة الرجل العظيم الشأن، والنوابغ الشعراء زياد ابن معاوية الذبياني وقيس بن عبدالله الجعدي وعبدالله بن المخارق الشيبانى، ويزيد بن ابان الحارثى وهو نابغة بني الديان، والنابغه بن لاى الغنوى والحارث بن بكر اليربوعي، والحارث بن عدوان التغلبي، والنابغة العدواني ولم يسم إنتهى، وذبيان: بالضم والكسر وسكون الموحدة قبيلة منهم النابغة المذكور.
[229]
(النابلسى)
نسبة إلى نابلس قرية بالقدس قرب جماعيل ينسب اليها عبدالغني النابلسي الذى تقدم ذكره في الجماعيلي.
وينسب اليهاايضا الشيخ عبدبن اسماعيل بن عبدالغني بن اسماعيل النابلسي الحنفي الدمشقي النقشبندى القادرى، احد ارباب العرفان والتصوف.
أخذ علمه عن مشايخ عصره، والطريقة القادرية عن السيد عبدالرزاق الجيلانى، وأدمن المطالعة في كتب محيى الدين بن العربي، وكتب الصوفيه وصنف إيضاح الدلالات في جواز سماع الآلات، وجواهر النصوص في حل كلمات الفصوص، ونفحات الازهار على نسمات الاسحار في مدح النبي المختار، إلى غير ذلك، توفي سنة 1143 (غقمج).
(الناشى الاصغر)
أبوالحسن علي بن عبدالله بن وصيف البغدادى الحلاء الفاضل المتكلم الشاعر البارع الامامي المشهور.
له كتاب في الامامة وأشعار كثيرة في أهل البيت عليهم السلام لاتحصى كثرة حتى عرف بهم ولقب بشاعر اهل البيت عليهم السلام، ولد سنة 271 ويروي عن المبرد وابن المعتز.
قال ابن خلكان: هومن الشعراء المحسنين، وله في اهل البيت عليهم السلام قصائد كثيرة، وكان متكلما بارعا، اخذ علم الكلام عن ابى سهل اسماعيل ابن علي بن نوبخت المتكلم.
وكان من كبار الشيعة، وله تصانيف كثيرة، وكان جده وصيف مملوكا وأبوه عبدالله عطارا.
وقيل له: الحلاء لانه كان يعمل حلية من النحاس ومضى إلى الكوفة سنة 325 وأملى شعره بجامعها.
[230]
وكان المتنبي وهو صبي يحضر مجلسه بها، وكتب من أملائه لنفسه من قصيدة:
كأن سنان ذابله ضمير * فليس له عن القلوب ذهاب
وصارمه كبيعته نجم * مقاصدها من الخلق الرقاب
ونظم المتنبي هذاوقال:
كأن الهام في الهيجا عيون * وقد طبعت سيوفك من رقاد
وقد صغت الاسنة من هموم * فمايخطرن إلا في فؤادي
إنتهى ملخصا ومن شعره في اميرالمؤمنين عليه السلام:
ولو آمنوا بنبي الهدى * وبالله ذى الطول ماخالفوكا
ولو أيقنوا بمعاد لما * أزالوا النصوص ولا مانعوكا
ولكنهم كتعوا الشك في * أخيك النبي وأبدوه فيكا
الابيات توفى ببغداد سنة 366 أو 360.
والناشي كماعن انساب الصمعاني يقال لمن نشأفي فمن من فنون الشعر واشتهر به والمشهور بهذه النسبة علي بن عبدالله.
(الناشي الاكبر)
أبوالعباس عبدالله بن محمد الانباري البغدادى المعروف بابن شرشير الشاعر، حكي انه كان في طبقة ابن الرومي والبحتري. وكان نحويا عروضيا منطقيا متكلما، له قصيدة في فنون من العلم تبلغ اربعة آلاف بيت.
[231]
وله عدة تصانيف وأشعار كثيره في جوارح الصيد وآلاته، والصيود كأنه كان صاحب صيد.
وقد استشهد كشاجم بشعره في كتاب المصايد والمطارد في مواضع منها توفى بمصر سنة 293 (جرص)، والانباري تقدم في ابن الانباري.
(ناصر الدولة الحمدانى)
ابومحمد الحسن بن ابى الهيجاء عبدالله بن حمدان بن حمدون التغلبي، كان صاحب الموصل وماوالاها، وتنقلت به الاحوال تارات إلى ان ملك الموصل بعد ان كان نائبا بها عن أبيه.
ثم لقبه الخليفة المتقي بالله ناصر الدولة في مستهل شعبان سنة 330، ولقب اخاه أباالحسن علي بن عبدالله سيف الدولة في ذلك اليوم ايضا، وعظم شأنهما.
وكان المكتفي بالله قدولى اباهما عبدالله الموصل وأعمالها في سنة 232 (صبر)، وكان ناصر الدولة اكبر سنامن اخيه سيف الدولة وأقدم منزلة عند الخلفاء وكان كثير التأدب معه، وكان شديد المحبة له.
توفى ابوالحسن سيف الدولة سنة 356 بحلب، ونقل إلى ميافارقين ودفن في تربة امه.
قال ابن خلكان: كان مرضه عسر البول، وكان قدجمع من نفض الغبار الذى يجتمع عليه في غزواته شيئا وعمله لبنة بقدر الكف، وأوصى ان يوضع خده عليها في لحده فنفذت وصيته في ذلك إنتهى.
قيل: ولماتوفى تغيرت احوال ناصر الدولة لكثرة محبته له، وتوفى سنة 358 ودفن بتل توتة شرقي الموصل، وتقدم في سيف الدولة مايتعلق بذلك وحفيده أبوالمطاع ذو القرنين بن حمدان بن ناصر الدولة الملقب وجيه الدولة، كان شاعرا طريفا حسن السبك، وله اشعار حسنة.
[232]
حكي انه قدوصل إلى مصر في ايام الظاهر بن الحاكم العبيدي صاحب مصر، فقلده ولاية الاسكندرية وأعمالها في رجب سنة 414، وتوفى سنة 428.
(الناصر الكبير)
الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن ابى طالب أبومحمد الاطروش ناصر الحق، والناصر الكبير جد السيدين المرتضى والرضي من قبل امهما فاطمة بنت ابى محمد الحسن بن احمد بن الناصر الكبير، وهوصاحب الديلم.
قال ابن ابى الحديد في حقه: شيخ الطالبيين وعالمهم وزاهدهم وأديبهم وشارعهم، ملك بلاد الديلم والجلبل، ولقب بالناصر للحق، وجرت له حروب عظيمة مع السامانية.
توفى بطبرستان سنة 304 (شد) وسنه 79 سنة إنتهى، (جش) كان (ره) يعتقد الامامة، صنف بهاكتبا، منها: كتابافي الامامة صغير إلى ان قال كتاب أنساب الائمة (ع) إلى صاحب الامر عليه السلام، وهذا صريح في كونه من علماء الامامية.
وقال السيد المرتضى في محكي شرح المسائل الناصرية: وأما ابومحمد الناصر الكبير وهو الحسن بن علي فضله في علمه وزهده وفقهه اظهر من الشمس الباهرة وهو الذي نشر الاسلام في الديلم حتى اهتدوابه بعد الضلالة وعدلوابه عائدين عن الجهالة، وسيرته الجميلة اكثر من ان تحصى وأظهر من ان تخفى، وماذكر اسمه في هذا الشرح إلا مترضيا أومترحما.
[233]
(الناصر لدين الله)
أبوالعباس احمد بن المستضئ، ولد 10 رجب سنة 553 بويع له عند وفاة ابيه سنة 575 وهوابن 23 سنة، ومدة خلافته 46 سنة و 10 أشهر و 28 يوما، ولم يل الخلافة من اهل بيته اطول مدة منه.
وكان في آبائه اربعة عشر خليفة، وكان نقش خاتمه رجائي من الله عفوه وكان يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية.
قال ابن الطقطقي: كان الناصر من افاضل الخلفاء وأعيانهم، بصيرا بالامور مجربا سائسا مهيبا مقداما عارفا شجاعا.
وكان يرى رأي الامامية، طالت مدته وصفى له الملك، وأحب مباشرة احوال الرعية بنفسه حتى كان يتمشى في الليل في دروب بغداد ليعرف اخبار الرعية ومايدور بينهم، وصنف كتبا وسمع الحديث النبوي صلوات الله على صاحبه واسمعه ولبس لباس الفتوة وألبسه.
وكان باقعة زمانه ورجل عصره، في ايامه انقرضت دولة آل سلجوق بالكلية، وكان للناصر من المبار والوقوف مايفوت الحصر، وبنى دور الضيافات والمساجد والربط مايتجاوز حد الكثرة إنتهى ملخصا.
وفي اعيان الشيعة ماملخصة: وكان الناصر عالما مؤلفا شجاعا شاعرا، راويا للحديث، ويعد في الحدثين.
قال الذهبي: اجاز الناصر لجماعة من الاعيان فحدثواعنه، منهم ابن سكينة وابن الاخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون إنتهى.
وله كتاب في فضائل امير المؤمنين عليه السلام رواه السيد ابن طاووس في كتابه اليقين عن السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر حكي انه ذهبت إحدى عيني الناصر في آخر عمره وبقي يبصر بالاخرى ابصارا ضعيفا ولا يشعر بذلك احد،
[234]
وكانت له جارة علمهاالخط بنفسه، فكانت تكتب مثل خطه، فتكتب على التواقيع.
وعن تاريخ مختصر الخلفاء لابن الساعي قال: لم يل الخلافة احد اطول خلافة من الناصر فأقام فيها 47 سنة ولم يزل في عز وجلالة وفمع للاعداء واستظهار على الملوك والسلاطين في اقطار الارض مدة حياته، فماخرج عليه خارجى إلا قمعه، ولامخالف إلا دفعه ولا آوى اليه مظلوم مشتت الشمل إلا جمعه وكان إذا اطعم اشبع وإذا ضرب اوجمع، وقد ملا القلوب هيبة وخيفة، فكان يرهبه اهل الهند ومصر كمايرهبه اهل بغداد.
وكان الملوك والاكابر بمصر والشام إذا جرى ذكره في خلواتهم خفضوا اصواتهم هيبة وإجلالا. وملك من الممالك مالم يملكه احد ممن تقدمه الخلفاء والملوك، وخطب له ببلاد الاندلس وبلاد الصين. وكان أسد بني العباس تصدع لهيبته الجبال، إلى ان قال: وكان يتشيع وجعل مشهد الامام موسى الكاظم عليه السلام أمنالمن لاذبه، فكان الناس يلتجئون اليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم فيقضي النصر لهم حوائجهم، ويعفوعن جرائمهم، إنتهى.
ومما ينسب اليه قوله:
قسسامكة والحطيم وزمزم * والراقصات ومشيهن إلى منى
بغض الوصي علامة مكتوبة * تبدو على جبهات أولاد الزنا
من لم يوالي في البرية حيدرا * سيان عند الله صلى أز زنى
وحكي ابن عبيدالله نقيب الطالبيين بالموصل كتب إلى الناصر بلغنا انك عدلت عن مذهب التشيع إلى التسنن، فان كان ذلك صحيحا فمروا باعلامي عن السبب فأجابه الناصر بهذه الابيات:
يمينا بقوم أوضحوا منهج الهدى * وصاموا وصلوا والانام نيام
[235]
أصاب بهم عيسى ونوح بهم نجا * وناجى بهم موسى وأعقب سام
لقد كذب الواشون فيما تخرصوا * وحاشا الضحى ان يعتريه ظلام
والناصر هوالذي كتب اليه الملك الافل علي بن صلاح الدين يوسف بن ايوب وكان أبوه اوصى اليه بالسلطنة وجعله ولى عهده وهو اكبر ولده، وأخذ له البيعة على اخيه نجم الدين ابى بكر بن ايوب وعلى ابنه عثمان بن صلاح الدين، ولمامات صلاح الدين وثباعليه واغتصبا منه الملك فكتب إلى الامام الناصر بهذه الابيات وهي مشهورة وواها عامة المؤرخين مع جوابها:
مولاي ان ابابكر وصاحبه * عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
وهو الذي كان قدولاه والده * عليهما فاستقام الامر حين ولي
فخالفاه وحلا عقد بيعته * والامر بينهما والنص فيه جلي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي * من الاواخر مالاقى من الاول
فأجابه الناصر يقول:
وافى كتابك ياابن يوسف ناطقا * بالصدق بخير ان اصلك طاهر
غصبواعليا حقه إذ لم يكن * بعد النبي له بيثرب ناصر
فاصبر فان غدا عليه حسابهم * وابشر فناصرك الامام الناصر
وفي اعيان الشيعة ايضا، والامام الناصر الذي بني سرداب الغيبة في سامراء وجعل فيه شباكامن الآبنوس الفاخر أو الساج، كتب على دائره اسمه وتاريخ عمله وهو باق لهذا الوقت وكأنمافرغ منه الصناع الآن. وهذاصورة ماكتب عليه: (بسم الله الرحمن الرحيم قل لا اسألكم عليه اجرا إلاالمودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور) هذاما أمر بعمله سيدنا ومولانا الامام المفترض طاعته على جميع الانام (أبوالعباس احمد الناصر لدين الله) الخ.
ونقش في خشب الساج داخل الصفة في ظهر الحائط ماصورته:
[236]
(بسم الله الرحمن الرحيم)
محمد رسول الله أمير المؤمنين علي ولي الله فاطمة الحسن بن علي، الحسين بن علي، علي بن الحسين، محمدبن على، جعفر بن محمد موسى بن جعفر، علي بن موسى، محمدبن علي، علي بن محمد، الحسن بن علي، القائم بالحق عليهم السلام، هذاعمل علي بن محمدولي آل محمد رحمه الله إنتهى)، وهذا السرداب هو سرداب الدار التي سكنهاثلاثة من أئمة أهل البيت الطاهر، وهم: الامام علي بن محمد الهادي وولده الامام الحسن بن علي العسكري وولده الامام المهدي عليهم السلام، كماسكنوا ايضا في ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه وجرت لهم فيه الكرامات والمعجزات، وغاب المهدي عليه السلام، بعد ماسكنه ولذلك تتبرك الشيعة وغيرهابه، وتصلي لربهافيه وتدعوه وتطلب منه حوائجها طلبا لبركته بسكنى آل رسول الله فيه وتشريفهم له.
وليس في الشيعة من يعتقد ان المهدي موجود في السرداب، أوغائب فيه كمايرميهم به من يريد التشنيع، وينسب اليهم في ذلك أمورا لاحقيقة لها مثل انهم يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون اخرج الينا يا مولانا، فان هذاكذب وافتراء، حتى ان بعض من ذكر ذلك
قال: انه بالحلة، مع ان السرداب في سامراء لافي الحلة، وبالجملة فليس للسرداب مزية عند الشيعة إلا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة اهل البيت (ع) فيه، وهذا الامر لايختص بالشيعة في تبركهم بالامكنة الشريفة، فليتق الله المرجفون إنتهى. توفى الناصر أول شوال سنة 622.
(النامى)
أبوالعباس احمدبن محمد الدارمي المصيصي الشاعر المشهور، كان من الشعراء المفلقين، ومن فحولة شعراء عصره، وخواص مداح سيف الدولة
[237]
ابن حمدان، كان عنده تلو المتنبي في المنزلة والرتبة. وكان فاضلا أديبا بارعا باللغة والادب، أخذ عن جماعة من العلماء والافاضل منهم والده محمد.
وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في الاناشيد ذكره السيد ضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني المتوفى سنة 1121 في محكي نسمة السحر فيمن تشيع وشعر، وله قصائد كثيرة في مدح سيف الدولة.
حكى ابن خلكان عن ابى الخطاب بن عون الحريري النحوي الشاعر قال: دخلت على ابى العباس النامي فوجدته جالسا ورأسه كالثغامة بياضا وفيه شعرة واحدة سوداء فقلت له ياسيدي في أرسك شعرة سوداء، فقال: نعم هذه بقية شبابي وأناافرح بهاولي فيهاشعر، فقلت انسدنيه فأنشدني:
رأيت في الرأس شعرة بقيت * سوداء تهوى العيون رؤيتها
فقلت للبيض إذ تروعها، بالله إلا رحمت غربتها
فقل لبث السواد في وطن * تكون فيه البيضاء ضرتها
ثم قال: يا اباالخطاب بيضاء واحدة تروع ألف سوداء، فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء إنتهى.
توفي سنة 399، والدارمي تقدم ذكره، والمصيصي بالميم المكسورة بعدها الصاد المشددة، نسبة إلى المصيصة وهي مدينة على ساحل البحر الرومي تجاور طرطوس، بناهاصالح بن علي عم المنصور في سنة 140 (قم) بأمر المنصور.
(النبهانى)
يوسف بن اسماعيل البيروتي، الفاضل المحدث، صاحب المؤلفات الكثيرة، منها: الشرف المؤبد لآل محمد الذي ينقل عنه كثيرا معاصره
[238]
سيدهاالاجل فخر المحققين ثقة الاسلام السيد عبدالحسين شرف الدين ادام الباري بركات وجوده الشريف وأعانه لنصرة الدين الحنيف.
قال في كتابه الكلمة الغراء في آية التطهير قال النبهاني صفحة 7 من كتاب الشرف المؤبد ما هذا لفظه: وقد ثبت من طرق عديدة صحيحة ان رسول الله صلى الله عليه وآله جاء ومعه علي وفاطمة وحسن وحسين عليهم السلام قداخذ كل واحد منهمابيد حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسيناكل واحد على فخذه ثم لف عليهم كساء ثم تلاهذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهر كم تطهيرا).
قال النبهاني قالت ام سلمة: فرفعت الكساء لادخل معهم فجذبه من يدي فقلت: وأنامعكم يارسول الله؟ فقال: انك من ازواج النبي وانك لعلى خير، ونقل عنه قال:
آل طه ياآل خير نبي * جدكم خيرة وأنتم خيار
أذهب الله عنكم الرجس اهل * البيت قدما فأنتم الاطهار
لم يسل جدكم على الدين اجرا * غير ود القربى ونعم الاجار
(النجاد)
ابوبكر احمدبن سلمان بن الحسن بن اسرائيل الفقيه الحنبلي، كان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان قبل الصلاة وبعدها، إحداهما للفتوى في الفقه، والاخرى لاملاء الحديث، وهو ممن اتسعت رواياته، وانتشرت احاديثه.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه، وذكرعن ابى علي بن الصواف انه قال: كان ابوبكر النجاد يجبئ معناالى المحدثين ونعله في يده
[239]
فقيل له: ولم لاتلبس نعلك؟ قال: احب ان امشي في طلب حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وأناحاف.
وروي عن علي بن عبدالعزيز قال: حضرت مجلس ابوبكر النجاد وهو يملي فغلط في شئ من العربية فرد عليه بعض الحاضرين فاشتد عليه، فلمافرغ من المجلس قال خذوا، ثم قال انشدنا هلال بن العلاء الرقي:
سيبلى لسان كان يعرب لفظه * فيا ليته في موقف العرض يسلم
وماينفع الاعراب إن لم يكن تقى * وما ضر ذاتقوى لسان معجم
كان قد كف بصره في آخر عمره، وتوفى ببغداد سنة 348، والنجاد: ككتان من يعالج الفرش والوسائد ويخيطهما.
(النجاشى)
الشيخ الثقة الثبت الجليل، النقاد البصير، والمضطلع الخبير ابوالعباس احمد بن علي بن احمد العباس بن محمد بن عبدالله بن ابراهيم بن محمدبن عبدالله النجاشي.
كان رحمه الله صاحب كتاب الرجال المعروف الدائر الذي اتكل عليه كافة العلماء الاماميه قدس الله ارواحهم المرموز (بجش).
كان رحمه الله من اعظم اركان الجرح والتعديل، وأعلم علماء هذاالسبيل وهو الرجل كل الرجل لايقاس بسواه ولايعدل به من عداه.
اجمع علماؤنا على الاعتماد عليه، وأطبقوا عليا الاستناد في احوال الرجال اليه، وبالجملة فجلالة قدره وعظم شأنه في الطائفة اشهر من ان يحتاج إلى نقل الكلمات بل الظاهر منهم تقديم قوله ولوكان ظاهرا على قول غيره من أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح والتعديل ولو كان نصا.
يروي عن جماعة كثيرة من المشايخ كالشيخ المفيد، وأبى العباس السيرافي
[240]
وابن الجندى، وابن عبدون، والغضائري، وأبى الحسين بن ابى جيد القمي، والتلعكبري، ومحمد بن هارون التلعكبرى، ووالده علي بن احمد وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين.
كان مولد هذا الشيخ في صفر سنة 372 (شعب) وتوفى بمطير آباد من نواحى سرمن رأى سنة 450 موافق كلمة (ان الرحمة عليه).
وجده عبدالله النجاشي هو الذى كتب إلى الامام الصادق عليه السلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
أطال الله بقاء سيدى ومولاى وجعلني من كل سوء فداه ولاأراني فيه مكروها فانه ولي ذلك والقادر عليه، إعلم سيدى ومولاى اني بليت بولاية الاهواز فان رأى سيدى ان يحدلي حدا أو يمثل لي مثلا لاستدل به على مايقربني إلى الله عزوجل وإلى رسوله.. الخ.
فأجابه الصادق عليه السلام جوابا مفصلا، أورده الشهيد الثاني (ره) في كتاب الغيبة مسنداعن مشايخه، وأورده العلامة الجلسي (ره) في كتاب العشرة من البحار ص 215.
(نجم الدين الخبوشانى)
محمدبن الموفق بن سعيد الفقيه الشافعي الصوفى، الذى حكي انه افتى بقتل العاضد الخليفة الفاطمي، وقدتقدمت قصته في العبيدية، توفى سنة 587.
والخبوشاني: بضم الخاء والباء الموحدة نسبة إلى خبوشان وهي بليدة بناحية نيسابور.
(نجم الدين الكبرى)
ابوالجناب كشداد احمدبن عمر الصوفى الخيوقي الخوارزمي، قيل كان له
في الارشاد وتربية السالكين شأن يختص به.
[241]
وكان يقول: اخذت علم الطريقة عن روزبهان، والعشق عن ابن العصر، وعلم الخلوة والعزلة عن عمار، والخرقة عن اسماعيل القشيرى.
نقل من مجالس القاضي ان الوجه في تلقب نجم الدين بالكبرى لانه كان له الغلبة دائمافي المناظرات زمان تحصيله فلقبوه الطامة الكبرى، فأسقطت الطامة لكثرة الاستعمال فقيل له الكبرى، قتل بأيدى عسكر المغول في خوارزم، وخيوق بالكسر بلد بخوارزم.
(نجم الدين اليمنى)
الفقيه ابومحمد عمارة بن ابى الحسن علي بن زيدان اليميني الشاعر المشهور، رحل إلى زبيد سنة 531، واشتغل بالفقه في بعض مدارسها مدة اربع سنين.
وفي سنة 549 حج ثم ارسل رسولا إلى الديار المصرية فدخلها وصاحبها يومئذ الفائز والوزير الصالح ابن رزيك فأنشدهما قصيدته الميمية في مدحهما، منهماقوله بعد مدح الفائز:
لقدحمى الدين والدنيا وأهلهما * وزيره الصالح الفراج للغمم
اللابس الفخر لم تنسج غلائله * إلايد الصانعين السيف والقلم
خليفة ووزير مد عدلهما * ظلا على مفرق الاسلام والامم
زيادة النيل نقص عند فيضهما * فماعسى يتعاطى هاطل الديم
فاستحسنا قصيدته وأجزلا صلته، وكانت بينه وبين الكامل بن شاور صحبة متأكدة قبل وزارة ابيه فلماوزر استحال عليه فكتب االيه:
إذا لم يسالمك الزمان فحارب * وباعد إذا لم تنتفع بالاقارب
ولا تحتقر كيد الضعيف فربما * تموت الافاعي من سموم العقارب
فقد هد قدماعرش بلقيس هدهد * وخرب قار قيل ذاسد فأرب
[242]
إذا كان رأس المال عمرك فاحترز * عليه من الانفاق في غير واجب
فبين اختلاف الليل والصبح معرك * يكر علينا جيشه بالعجائب
قتله السلطان صلاح الدين بعد زوال دولة المصريين في سنة 569.
(نجيب الدين)
قديطلق على ابن سعيد الحلي وقدتقدم، وقديطلق على محمد بن جعفربن نما، وقدتقدم في ابن نما، وقديطلق على الشيخ علي بن محمد بن مكي العاملي الجبعي.
قال شيخنا الحر العاملي (قده) في (مل) كان عالمافاضلا فقيها محدثا مدققا متكلما شاعرا اديبا منشيا جليل القدر. قرأعلى الشيخ حسن والسيد محمد والشيخ بهاءالدين وغيرهم، له شرح الرسالة الاثنى عشرية للشيخ حسن، وجمع ديوان الشيخ حسن، وله رحلة منظومة لطيفة نحو ألفين وخمسمائة، وله رسالة في حساب الخطأين، وله شعر جيد رأيته في أوائل سني قبل البلوغ ولم اقرأ عنده، يروي عن ابيه عن جده عن الشهيد الثاني، ويروي عن مشايخه المذكورين وغيرهم.
وكان حسن الخط والحفظ، وله إجازة لولده ولجميع معاصريه، وذكره السيدعلي بن ميرزا احمد في سلافة العصر، فقال فيه نجيب: اعرق فضله وأنجب وكماله في العلم معجب، وأدبه اعجب، سقى روض آدابه صيب البيان فحسنت منه ازهار الكلام اسماع الاعيان، فهو للاحسان داع ومجيب، وليس ذلك بعجيب من نجيب. وله مؤلفات ابان فيها عن طول باعه واقتفائه لآثار الفضل واتباعه، وكان قدساح في الارض وطوى منهاالطول والعرض، فدخل الحجاز واليمن والهند والعجم والعراق، ونظم في ذلك رحلة اودعهامن بديع مارق وراق،
[243]
وقد حذا فيها حذو الصادح والباغم، ورد حاسد فضله بحسن بيانها وهو راغم وقفت عليها فرأيت الحسن عليها موقوتا واجتليت محاسن ألفاظها ومعانيها انواعا وصنوفاو اصطفيت لهذا الكتاب، ماهو أرق من لطيف العتاب إنتهى، ثم نقل منها نحومائة بيت، وأنااذكر يسيرا من شعره فمنه قوله:
يا اميرالمؤمنين المرتضى * لم ازل ارغب في ان امدحك
غير اني لا أرى لي فسحة * بعد ان رب البرايا مدحك
ثم ذكر بعض اشعاره إلى قوله:
يارب مالي عمل صالح * به أنال الفوز في الآخرة
إلا ولائى لبني هاشم * آل النبي العترة الطاهرة
وقوله من قصيدة يرثى بها الشيخ حسن والسيد محمد رحمهما الله تعالى:
اسفا لفقد أئمة لفواتهم * ايدي الفضائل والعلى جذاء
الابيات
وقوله:
علة شيبي قبل ايامه * هجر حبيبي في المقال الصحيح
ويدعي العلة في هجرة * شيبي وفي ذلك دور صريح
إنتهى
(النحاس)
ابوجعفر احمدبن محمدبن اسماعيل المصري النحوي خال الزبيدي النحوى كان من الفضلاء الادباء صاحب كتاب التفسير وكتاب اعراب القرآن، والناسخ والمنسوخ وشرح المعلقات السبع وغير ذلك. اخذ النحوعن الاخفش والزجاج وابن الانباري ونفطوية وسائر ادباء العراق، وأخذ عنه خلق كثير، توفى بمصر سنة 338 (شلح).
[244]
قال ابن خلكان: كان سبب وفاته انه جلس على درج المقياس على شاطئ النيل وهو في ايام زيادته وهو يقطع بالعروض شيئا من الشعر فقال بعض العوام هذا يسحر النيل حتى لا يزيد فتغلوا الاسعار، فدفعه برجله في النيل فلم يرقف له على خبر إنتهى.
ولايخفى عليك انه غير النحاس الدمشقي صاحب مصارع العشاق في الجهاد ومثير الغرام إلى دار السلام، وتنبيه الغافلين عن اعمال الجاهلين فان احمدبن ابراهيم ابن محمد الدمشقي الدمياطي الشافعي المتوفى سنة 814 (ضيد).
(النخعى)
نسبة إلى النخع بفتح النون والخاء والمعجمة، وبعدها عين مهملة وهي قبيلة كبيرة من مذحج باليمن، واسم النخع جسر بن عمرو بن علة بن جلد ابن مالك بن ادد، وإنماقيل له النخع لانه انتخع، من قومه، أي بعد عنهم
وخرج منهم خلق كثير.
وممن ينسب اليه ابراهيم بن يزيد بن الاسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع الفقيه الكوفي التابعى، احد الائمة المشاهير عند العامة.
قال ابن قتيبة في المعارف في وصفه: يكنى اباعمران، وحمل عنه العلم وهوابن ثماني عشرة سنة.
وكان مزاحا، قيل له: ان سعيد بن جبير يقول كذا، قال قل له: يسلك في وادي النوكى، وقيل لسعيد: ان ابراهيم يقول كذا، قال قل له يقعد في ماءبارد (انتهى).
وفي مروج الذهب: وحبس الحجاج ابراهيم التميمي بواسط، ومات في حبس الحجاج وإنما كان الحجاج طلب ابراهيم النخعي فنجا، ووقع ابراهيم
[245]
التميمي، وحكي عن الاعمش قال: قلت لابراهيم النخعي أين كنت حين طلبك الحجاج؟ فقال بحيث يقول الشاعر:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت اطير
(اقول): عده الشيخ من اصحاب امير المؤمنين والسجاد (ع) ولكن نسب العلامة المجلسي (ره) اليه النصب وقال: انه خرج مع ابن الاشعث في جيش عبيدالله بن زياد إلى خراسان، وكان يقول: لاخير إلا في النبيذ
الصلب، إنتهى.
قلت: قدتقدم في الشعبي كلمة منه ينافي مانسب اليه، نعم نقل عنه امين الاسلام الطبرسي (ره) في مجمع البيان في سورة التوبة انه قال: ان أول من اسلم بعد خديجة رضي الله تعالى عنها ابوبكر، قال ابن قتيبة: مات سنة 96 وهو ابن ست وأربعين سنة.
قال ابوعون: كنت في جنازة ابراهيم فماكان في إلا سبعة انفس وصلى عليه عبدالرحمن بن الاسودبن يزيد وهو ابن خاله.
(وممن ينسب إلى النخع) الاشتر النخعي رضوان الله عليه وقد تقدم، (ومنهم): كميل بن زياد النخعي صاحب الدعاء المشهور: كان من اعاظم خواص امير المؤمنين عليه السلام وأصحاب سره.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال في ترجمة قال ابن حبان: كان من المفرطين في علي عليه السلام ممن روى عنه المعضلات. وعن تقريب ابن حجر انه ثقة رمي بالتشيع من الثانية، مات سنة 83،
(ومنهم) علقمة بن قيس بن عبدالله النخعي أبوشبل، كان من اولياء آل محمد عليهم السلام، وعده الشهرستاني وغيره من رجال الشيعة.
[246]
وكان علقمة وأخوه ابي من اصحاب امير المؤمنين عليه السلام، وشهدامعه صفين فاستشهد ابي. وكان يقاله له ابي الصلاة لكثرة صلاته، أماعلقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية وعرجت رجله، فكان من المجاهدين في سبيل الله، ولم يزل عدوا لمعاوية حتى مات، قيل عدالته وجلالته عند اهل السنة مع علمهم بتشيعه من المسلمات، وقد احتج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم، مات سنة 62 بالكوفة.
(ومنهم) ابو ارطاة حجاج بن ارطاة النخعي الكوفي احد العلماء بالحديث والحفاظ له سمع عطاوجماعة من بعده. وروى عنه سفيان الثوري، وشعبه بن الحجاج وابن المبارك وغيرهم، وكان مع المنصور في وقت بناء مدينته، ويقال: انه ممن تولى خططها ونصب قبلة جامعها.
قال الخطيب: وكان شريفاسريا، وكان في اصحاب ابى جعفر فضمه إلى المهدي فلم يزل معه حتى توفى بالري، والمهدي بهايومئذ في جلافة ابى جعفر وكان ضعيفا في الحديث.
وروي عن سفيان الثوري قال: مارأيت احفظ من حجاج بن ارطاة وذكر الخطيب انه كان فقيها، وكان احدمفتي الكوفة، وولي قضاء البصرة وكان جائز الحديث إلا صاحب ارسال، وكان يقع في ابى حنيفة ويقول:
ان ابا حنيفة لايعقل إلى غير ذلك.
(وممن ينسب) إلى النخع شريك بن عبدالله بن سنان بن انس النخعي الكوفي، ذكره ابن قتيبة والذهبي في رجال الشيعة.
وكان ممن روى النص على امير المؤمنين عليه السلام كمافي الميزان للذهبي، ومن تتبع سيرته علم انه كان يوالي اهل البيت عليهم السلام، وقد روى عن أوليائهم، علماجمع، قال ابنه عبدالرحمن: كان عند ابي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفى وعشرة آلاف غرائب.
[247]
وقال عبدالله بن المبارك: شريك اعلم بحديث الكوفيين من سفيان، وكان عدوا لاعداء علي عليه السلام، سيئالقول فيهم، ومع ذلك وصفه الذهبي بالحافظ الصادق احد الائمة.
ونقل عن ابن معين القول: بأنه صدوق ثقة، إحتج به مسلم، وأرباب السنن الاربعة.
قال الذهبي، قدكان شريك من اوعية العلم، حمل عنه إسحاق الازرق تسعة آلاف حديث إنتهى.
ولد بخراسان أو ببخارى سنة 95، ومات بالكوفة مستهل (قع) سنة 177 أو 178.
(النديم الموصلى)
ابواسحاق ابراهيم بن ماهان الارجاني، لم يكن من الموصل وإنماسافر اليها وأقام بها مدة فنسب اليها، لم يكن في زمانه مثله في الغناء واختراع الالحان وكان إذ غنى وضرب له منصور المعروف بزلزل اهتز لهما المجلس، وكان ابراهيم زوج اخت زلزل المذكور، توفى بعلة القولنج سنة 213، قيل: مات ابراهيم الموصلى وأبوالعتاهية وأبوعمرو الشيباني النحوى سنة 213 في يوم واحد ببغداد، والموصلي قد تقدم.
(النسأى)
ابوعبدالرحمن احمد بن علي بن شعيب النسأي الحافظ، كان من كبراء عصره في الحديث.
ولد بنسأ مدينة بخراسان وسكن مصر وكان يسكن بزقاق القناديل، كان كثير التهجد والعبادة، يصوم يوما ويفطر يوما.
[248]
وعن الحاكم قال: كان النسأي افقه مشايخ عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعرفهم بالرجال.
وعن الذهبي انه احفظ من مسلم إلى غير ذلك، له كتاب الخصائص والسنن احد الصحاح الست.
حكي انه لمااتى دمشق وصنف كتاب الخصائص في مناقب امير المؤمنين عليه السلام انكر عليه ذلك، وقيل له: لم لا صنفت في فضائل الشيخين؟ فقال دخلت دمشق المنحرف عن علي بها كثير فصنفت كتاب الخصائص رجاء ان يهديهم الله تعالى به فدفعوافي خصيتيه وأخرجوه من المسجد ثم مازالوا به حتى اخرجوه من دمشق إلى الرملة فمات بها.
قال ابن خلكان: كان امام اهل عصره في الحديث، وله كتاب السنن، وسكن مصر وانتشرت بهاتصانيفه وأخذ عنه الناس.
قال محمدبن اسحاق الاصبهاني: سمعت مشايخنا بمصر يقولون: ان اباعبدالرحمن فارق مصر في آخر عصره وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وماروي من فضائله، فقال أمايرضى معاوية يخرج رأسابرأس حتى يفضل، وفي رواية اخرى مااعرف له فضيلة إلا لااشبع الله بطنك(1). وكان يتشيع فمازالوا يدفعون في حضنة حتى اخرجوه من المسجد وفي رواية اخرى يدفعون في خصيتيه وداسوه ثم حمل إلى الرملة فمات بهاإنتهى.
___________________________________
(1) حكي عن ربيع الابرار للزمخشري انه كان معاوية يأكل في اليوم سبع اكلات آخرهن بعد العصر. وفيه انه كانت العرب لاتعرف الالوان وطعامهم اللحم بماء وملح حتى كان زمن معاوية فاتخذ الالوان وتنوق فيها وما شبع مع كثرة ألوانه حتى مات بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه.[*]
[249]
وروي انه كان يصوم يوما ويفطر يوما، وكانت وفاته في سنة 303 (شج).
ونسابفتح أوله والقصر: إسم بلدة بخراسان بينهاوبين سرخس يومان، وبينها وبين ابيورد يوم.
(النسفى)
نجم الدين ابوحفص عمر بن محمد بن اسماعيل السمرقندي الحنفى الفاضل الاصولي المتكلم المفسر المحدث احد العلماء المشهورين، صنف كتبا كثيرة، منها: طلبة الطلبة في اصطلاحات الفقهية وتاريخ سمرقند والعقائد النسفية التي اعتنى الفضلاء بهاوشرحها المحقق التفتازاني.
حكي عنه انه ارادان يزور الزمخشري في مكة المعظمة فلمادق بابه ليفتحه قال الزمخشري: من هذا؟ قال عمر فقال الزمخشري انصرف، فقال النسفي: ياسيدي عمرلا ينصرف فقال الزمخشري إذانكر صرف، تولد بنسف سنة 461 وتوفى بسمرقند سنة 537.
(وقد يطلق) على ابن البركات عبدالله بن احمد بن محمود المعروف بحافظ الدين النسفي الفقيه الاصولي المحدث، صاحب كنز الدقائق في فروع الحنفية وهو متن مشهور في الفقه، والمنار متن في اصول الفقه وشرحه كشف الاسرار دخل بغداد سنة 710 واتفق وفاته في هذه السنة ايضا.
النسفي نسبة إلى نسف كجبل بلد من بلاد السند في ماوراء النهر.
(نصر الدولة)
ابونصر احمدبن مروان الكردي الحميدي، صاحب ميافارقين وديار بكر، كان رجلا مسعودا عالي الهمة، بلغ من السعادة مايقصر الوصف عن شرحه.
[250]
حكي انه لم تفته صلاة الصبح عن وقتهامع انهماكه في اللذات، وانه كان له ثلاثمائة وستون جارية يخلوفي كل ليلة من ليالي السنة بواحدة فلاتعود النوبة اليهاإلا في مثل تلك الليلة من العام الثاني، وخلف أولادا كثيرة وقصده شعراء عصره ومدحوه.
ومن سعادته انه وزرله وزيران كانا وزيري خليقتين احدهما ابوالقاسم الحسين بن علي الوزير المغربي الذي يأتي ذكره، والآخر فخر الدولة ابونصر ابن جهير الذي تقدم ذكره في ابن جهير، ولم يزل على سعادته وقضاء اوطاره إلى ان توفى 29 شوال سنة 453 (تنج).
(نصيرالدين الطوسى)
حجة الفرقة الناجية الفيلسوف المحقق استاذ البشر وأعلم اهل البدوو الحضر محمدبن محمدبن الحسن الطوسي الجهرودي سلطان العلماء والمحققين وأفضل الحكماء والمتكلمين ممدوح اكابر الآفاق ومجمع مكارم الاخلاق الذى لا يحتاج إلى التصريف لغاية شهرته مع ان كل مايقال فهودون رتبته.
ولدفي 11 جمادى الاولى سنة 597 بطوس ونشأ بهاولذلك اشتهر بالطوسي وكان اصله من چه رود المعروف بجهرود من اعمال قم من موضع يقال له وشارة بالواو المكسورة بعدها الشين المعجمة على وزن عبارة.
قال قطب الدين الاشكورى صاحب كتاب محبوب القلوب في ترجمته انه ولدبطوس ونشأبها، واشتغل بالتحصيل في العلوم المعقولة عند خاله، ثم انتقل إلى نيشابور، وبحث فريدالدين الداماد، وقطب الدين المصري وغيرهما من الافاضل الاماجد.
وفي المنقول عند تلميذ والده ووالده تلميذ السيد فضل الله الراوندى وهو تلميذ السيد المرتضى (ره).
[251]
وقال ايضا كان فاضلا محققا ذلت رقاب الافاضل من المخالف والمؤالف في خدمته لدرك المطالب المعقوله والمنقوله وخضعت جباه الفحول في عتبته لاخذ المسائل الفروعية والاصولية.
وصنف كتبا ورسائل نافعة نفيسة في فنون العلم، خصوصا قدبذل مجهوده لهدم بنيان شبهات الفخرية في شرحه للاشارات: تاطلسم سحرهاي شبهة راباطل كند * ازعصاي كلك او آثار ثعبان آمده (إنتهى) له تجريد الكلام وهوكتاب كامل في شأنه، وصفه الفاضل القوشجي بأنه مخزون بالعجائب مشحون بالغرائب، صغير الحجم وجيز النظم كثير العلم جليل الشأن حسن الانتظام، مقبول الائمة العظام، لم يظفر بمثله علماء الامصار وهوفي الاشتهار كالشمس في رابعة النهار إنتهى.
شرحه جمع من اعاظم العلماء أولهم آية الله العلامة (ره)، وله كتاب التذكرة النصيرية في علم الهيئة الذى شرحه النظام النيسابوري، والاخلاق الناصرية، وآداب المتعلمين، وأصاف الاشراف، وكتاب قواعد العقائد وتحرير المجسطي، وتحرير اصول الهندسة لاقليدس، وتلخيص المحصل وهو مختصر لكتاب محصل افكار المتقدمين والمتأخرين للفخر الرازى، وحل مشكلات الاشارات لابن سيناوشرح قسم الالهيات من الاشارات إلى غير ذلك من الحواشي والرسائل والاشعار المشتملة على الفوائد والقصائد بالفارسية والعربية.
(حكي) انه قدس سره قدعمل الرصد العظيم بمدينة مراغة واتخذ في ذلك خزانة عظيمة ملاها من الكتب وكانت تزيد على اربعمائة ألف مجلد، وكان من اعوانه على الرصد من العلماء جماعة ارسل اليهم الملك هلاكوخان، منهم: العلامة قطب الدين الشيرازى، ومؤيد الدين العروضي الدمشقي، وكان متبحرا في الهندسة وآلات الرصد.
[252]
ونجم الدين القزويني، كان فاضلا في الحكمة والكلام، ومحيى الدين الاخلاطي وكان مهندسا متبحرا في العلوم الرياضية، ومحيى الدين المغربي ونجم الدين الكاتب البغدادي وكان فاضلا في اجراء الرياضي والهندسة وعلم الرصد، وضبطوا حركات الكواكب.
(حكي) من اخلاقه الكريمة ان ورقة حضرت اليه من شخص فكان مما فيها: ياكلب بن الكلب، فكان الجواب أماقوله يا كذا فليس بصحيح لان الكلب من ذوات الاربع، وهو نابح طويل الاظفار، وأماأنا فمنتصب القامة بادي البشرة عريض الاظفار ناطق ضاحك، فهذه الفصول والخواص غير تلك الفصول والخواص، وأطال في نقض كلماقاله هكذا رد عليه بحسن طوية وتأني غير منزعج ولم يقل الجواب كلمة قبيحة، وقلت: ليس هذا ببدع ممن قال في حقه آية الله العلامة في إجازته الكبيرة.
وكان هذا الشيخ افضل اهل عصره في العلوم العقلية والنقلية وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والاحكام الشرعية على مذهب الامامية، وكان اشرف من شاهدناه في الاخلاق نورالله ضريحه.
قرأت عليه إلهيات الشفاء لابي علي ين سيناوبعض التذكرة في الهيئة تصنيفه رحمه الله تعالى، ثم أدركه الموت المحتوم قدس روحه إنتهى، توفى في يوم الغدير سنة 672 ودفن في جوار الامامين موسى بن جعفر الجواد عليهما السلام في المكان الذي اعد للناصر العباسي فلم يدفن فيه،
[253]
(نصير الدين القاشى)
العالم المدقق الفهامة علي بن محمدبن علي الكاشاني الحلي، من اجلة متأخري اصحابنا وكبار فقهائهم.
ذكر صاحب (ض) عن مجالس القاضي انه قال: كان مولد هذا المولى بكاشان وقدنشأ بالحلة، وكان معاصرا للقطب الراوندي (الرازي ظ) وكان معروفا بدقة الطبع وحدة الفهم، وفاق على حكماء عصره وفقهاء دهره، وكان دائما يشتغل في الحلة وبغداد بافادة العلوم الدينية والمعارف اليقينية، ثم عد بعض مؤلفاته قال: وقال السيد حيدر الآملي في كتاب منبع الانوار في مقام نقل اعتراضات ارباب الاستدلال بعجزهم عن الوصول إلى مرتبة تحقيق الحال اني سمعت هذا الكلام مرارا من العليم العالم والحكيم الفاضل نصير الدين الكاشي وكان يقول، غاية ماعلمت في مدة ثمانين سنة من عمري هذا المصنوع يحتاج إلى صانع ومع هذايقين عجائز اهل الكوفة اكثر من يقيني، فعليكم بالاعمال الصالحة، ولا تفارقوا طريقة الائمة المعصومين عليهم السلام فان كل ماسواه فهو هوى ووسوسة ومآله الحسرة الندامة، والتوفيق من الصمد المعبود إنتهى.
وفي مجموعة الشهيد: توفى الشيخ الامام العلامة المحقق استاذ الفضلاء نصير الدين علي بن محمد القاشي بالمشهد المقدس الغروي سنة خمس وخمسين وسبعمائة إنتهى، القاشي نسبة إلى قاشان معرب كاشان، وقد تقدم في الفيض.
(النظام)
ابواسحاق ابراهيم ين سيار بن هاني البصري ابن اخت ابى الهذيل العلاف شيخ المعتزلة. وكان النظام صاحب المعرفة بالكلام احد رؤساء المعتزلة، استاذ الجاحظ
[254]
وأحمد بن الخالط، كان في ايام هارون الرشيد وقدذكر جملة من كلماته وعقائده في كتاب الحسنية المعروف، وإياه عنى ابونواس بقوله: فقل لمن يدعي في العلم فلسفة * حفظت شيئا وغابت عنك اشياء
ذكر ترجمته الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات، ونقلهامنه صاحب العبقات مع بعض الاقوال منه كخبر المحسن وان الاجماع ليس بحجة، وكذلك القياس وإنما الحجة قول المعصوم، وانه نص النبي صلى الله عليه وآله على ان الامام علي وعينه وعرفت الصحابة ذلك لكنه كتمه عمر لاجل ابى بكر رضي الله عنهما إنتهى.
وفي المناقب قال قال النظام: علي بن ابى طالب عليه السلام محنة على المتكلم إن وفى حقه غلا، وإن بخسه حقه أساء، والمنزلة الوسطى دقيقه الوزن حايرة الشأن صعب المراقي إلاعلى الحاذق الدين.
والنظام كشداد لقب ابواسحاق به لانه كان ينظم الخرزفي سوق البصرة ويبيعها، وقالت المعتزلة إنماسمي ذلك لحسن كلامه نثراونظما.