3 - سليم بن قيس الهلالي (1)

ابن المغيرة عنه. ثم انه قد اشرنا إلى ان الماتن (ره) لم يكن في مقام إستقصاء المصنفين وخاصة الاسبقين منهم فلم يذكر جماعة منهم سلمان الفارسي المحمدي أحد الاركان الاربعة رضى الله عنه وقد ذكره الشيخ (ره) في فهرست أسماء المصنفين ص 80 (رقم 328) وتبعه من تأخر مثل ابن شهر آشوب في المعالم وقد روى الشيخ عنه باسناده في التهذيب وغيره من كتبه قد اشرنا اليها في محل آخر.

ومنهم جندب بن جنادة ابوذر الغفاري رضى الله عنه فقد ذكره الشيخ ايضا في الفهرست ص 45 (رقم 149) وابن شهر آشوب وغيرهما ولا نطيل بذلك اذ ليس هو الغرض في هذا الشرح.

___________________________________

(1) كان سليم من التابعين من اصحاب أميرالمؤمنين (ع). وبقى إلى زمان ابي جعفر الباقر (ع).وتوفى في ايام الحجاج. وقد ذكره البرقي والشيخ في طبقات أصحابهم إلى زمان الباقر عليه السلام.بل عده البرقي في الاولياء من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) ص 4 وقال الشيخ في اصحاب علي بن الحسين عليه السلام ص 91 سليم بن قيس الهلالي ثم العامري الكوفي صاحب اميرالمؤمنين (ع) وعده الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص ص 3 من شرطة الخميس من اصحابه عليه السلام ونحوه ايضا في اصحاب الحسين (ع) ص 8. وفيما رواه ابوعمرو الكشي في رجاله ص 69 دلالة على سماع سليم منهم عليهم السلام.

[179]

وكان سليم شيخا متعبدا له نور يعلموه، على ما ذكره ابان بن ابي عياش وقال: فلم أر رجلا كان أشد إجلاله لنفسه، ولا أشد اجتهادا، ولا أطول حزنا، ولا أشد خمولا لنفسه، ولا أشد بغضا للشهرة نفسه منه. وفي روايات عديدة تصديق ابي محمد السجاد والباقر عليهما السلام سليما على ما رواه ابن ابي عياش وفيها ترحمه على سليم وانه (ع) اغرورقت عيناه حينما ذكر عنده حديث سليم وقد اوردنا ما ورد في مدح سليم من الاخبار في كتابنا في اخبار الروات فلا نطيل. وقد مدحه علماء الرجال بل عده بعضهم من العدول وعده الماتن رحمه الله في الاسبقين من سلفنا الصالحين على ما تقدم في الديباجة.وقال العلامة (ره) في الخلاصة ص 83 بعد ذكر الخلاف في كتابه.والوجه عندي: الحكم بتعديل المشار اليه والتوقف في الفاسد من كتابه.وعن المجلسي عده من الثقات العظام والعلماء الاعلام.قلت: لم اجد قدحا في سليم نفسه وانما الطعن المعروف، في كتابه وليس الكلام المحكى عن ابن الغضائري عن اصحابنا: من عدم ذكره في الاحاديث إلا تأييدا للطعن في الكتاب سيأتي الكلام فيه ان شاء الله. وذكره ابن النديم في الفهرست ص 321 في فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم.

وقال قال: محمد بن إسحاق من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) سليم بن قيس الهلالي. وكان هاربا من الحجاج لانه طلبه ليقتله، فلجأ إلى ابان بن أبي عياش، فآواه، فلما حضرته الوفاة، قال لابان: ان لك علي حقا، وقد حضرتني الوفاة يا ابن أخي - انه كان من

[180]

له كتاب. يكنى أبا صادق(1) اخبرني علي بن احمد القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن ابي القاسم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت، وأعطاه كتابا وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور. رواه عنه أبان بن ابي عياش لم يرو عنه غيره وقال أبان في حديثه، وكان سليم بن قيس شيخا له نور يعلموه.واول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي رواه ابن ابي عياش لم يروه غيره انتهى.

قلت: النسخة المطبوعة هكذا وكان قيس شيخا الخ والظاهر بقرينة غيرها سقوطه من النسخة.

قلت: تقدم ان اول كتاب للشيعة هو كتاب إمامهم اميرالمؤمنين عليه السلام ثم عدة من الصحابة ومنهم ابورافع الا انه لا ينافي ذلك كون كتاب سليم اول كتاب للشيعة ظهورا عند عامة الناس وفي كونه مشهورا يعرفه كل أحد.قال النعماني في كتاب الغيبة ص 47: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الائمة عليهم السلام خلاف في كتاب سليم ابن قيس الهلالي.

أصله من أكبر كتب الاصول التي رواها اهل العلم وحملة حديث اهل البيت عليهم السلام، وأقدمها، لان جميع ما اشتمل عليه هذا الاصل انما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وعن اميرالمؤمنين (ع) وسلمان، والمقداد، وابي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وآله واميرالمؤمنين (ع) وسمع منهما وهو من الاصول التي ترجع اليها الشيعة ويعول عليها.

___________________________________

(1) ونحوه في الفهرست ص 81 (رقم 334) وذكره ابن النديم بكتابه في الفهرست كما تقدم وابن شهر آشوب وغيرهم وهو كتاب مشهور بين الفريقين كما أشار اليه ابن النديم على ما تقدم.ثم انه لم تجد خلافا في كنيته

[181]

ما جيلويه عن محمد بن علي الصيرفي عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حماد بن عيسى وحدثناه ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم ابن قيس بالكتاب(1).

___________________________________

(1) وبهذا الاسناد ذكره الشيخ في الفهرست إلا انه بعد قوله وعثمان بن عيسى قال: عن ابان بن ابي عياش عنه الخ.قلت فهنا طريقان إلى كتابه احدهما عن حماد بن عيسى عن ابراهيم عنه. ثانيهما عن عثمان بن عيسى عن ابان عنه بل ظاهر الفهرست ان حماد بن عيسى رواه تارة عن ابان عنه واخرى عن ابراهيم عنه ولعله سقط ايضا من نسخ المتن. ثم ان ظاهر النجاشي والشيخ رواية ابراهيم عن سليم فلا ينافي ذلك عد الاصحاب ابراهيم بن عمر من اصحاب الباقرين والكاظم عليهم السلام وممن روى عن ابان بن ابي عياش ايضا.

فدعوى توسط أبان في الطريقين وسقوطه من نسخ الكتابين في غير محلها بعد امكان الرواية عنه بلا واسطة كما في رواية الكليني في الكافي باب ان الائمة (ع) شهداء ج 1 ص 191 من الاصول عن علي ابن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم عن اميرالمؤمنين (ع) وبهذا الاسناد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عثمان عن سليم في كتاب الروضة ص 50 (رقم 21) والظاهر ان عثمان مصحف عمر فلاحظ.قلت: وما ذكره ابن النديم من ان كتاب سليم لم يروه الا ابان فلا يحتج به، ولعله اجتهاد منه مما ذكره في حديث وفاته فلاحظ وتأمل. وفي طريقين إشكال بمحمد بن علي الصيرفي الذي يأتي تضعيفه

[182]

في ترجمته ولكن رواه ابن الوليد شيخ القميين وفقيههم ومتقدمهم وكان ثقة ثقة عينا مسكونا اليه كما يأتي في ترجمته وقال الشيخ في الفهرست: عارف بالرجال موثوق به. وظاهر الاصحاب تحرزه عن الضعاف وعن رواياتهم وقد استثنى ابن الوليد جماعة او روايات خاصة منهم بضعفهم او بروايتهم عمن لا يوثق به، بل استثنى من كتب علي بن ابراهيم الجليل حديثا واحدا من كتاب الشرايع وقال لا أرويه على ما ذكره الشيخ رحمه الله في ترجمته في الفهرست ص 89 (رقم 370).

وقد ذكرنا في فوائدنا الرجالية جملة من شواهد تحرزه رحمه الله عن امثال ذلك، فرواية ابن الوليد هذا الكتاب عن طريق الصيرفي تشير إلى نوع من الاعتماد منه (ره) الا ان يقال ان ثبوت الكتاب عنده ولو بطرق اخر لا يلازم صحة هذا الطريق.

بقي في المقام إشكال في طريق الشيخ وغيره إلى ابان بن ابي عياش عن سليم وذلك لتضعيف غير واحد من اصحابنا والجمهور ابان بن ابي عياش فيروز وقيل دينار الزاهد ابا اسماعيل البصري التابعي. فقد عد في اصحاب على بن الحسين عليهم السلام كما في رجال البرقي ص 9 ورجال الشيخ ص 83 (رقم 10) وزاد اسمه فيروز وفي اصحاب الباقر (ع) كما في البرقي ص 9 ورجال الشيخ ص 106 (رقم 36) وزاد تابعي ضعيف وفي اصحاب الصادق (ع) كما في رجال الشيخ ص 152 (رقم 190 وقال البصري تابعي.

قلت لا يبعد كون قوله في اصحاب الباقر (ع) تابعي ضعيف مصحف تابعي صغير كما يظهر من العامة مدعيا انه ليس من كبار التابعين

[183]

ويظهر ممن ضعفه من العامة ان ابان بن عياش كان من العباد، فلعل التضعيف كان من جهة المذهب.

قال ابن حبان: كان ابان من الذي يسهر الليل بالقيام ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 10 (رقم 15 بعد ذكر اسمه فيروز قال وقيل دينار الزاهد ابواسماعيل البصري احد الضعفاء وهو تابعي صغير يحمل عن أنس وغيره وهو من موالي عبدالقيس) الخ ثم ذكر عن جماعة تضعيفه.وحكى ابن سعد في الطبقات ج 7 ص 254 تضعيفه عن بعضهم.وحكى العلامة الحلى في الخلاصة ص 206 عن علي بن احمد العقيقي ان سليم كان سبب معرفة أبان لهذا الامر. وعن ابن الغضائري تضعيفه وحكاية نسبة وضع كتاب سليم اليه ثم توقف فيه لاجل تضعيف الشيخ وابن الغضائري.

قلت: اما تضعيف العامة لابان فلا يوجب وهنا فيه، بعدما كان أبان عاميا ثم إستبصر، فقد يضعف مثله بما لا يضعف به ساير الشيعة، وسيما ان ابان هو الذي لجاء اليه سليم وهو الراوي لكتابه والناشر لحديثه. وكأن اكثر تضعيفات العامة لابان عولا على شعبة. فقد أكثر الوقيعة في ابان وتبعه غيره.

قال معاذ: قلت لشعبة: ارأيت وقيعتك في ابان تبين لك او غير ذلك فقال: ظن يشبه اليقين.

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 11 وذكر حكايات القوم تضعيف شعبه وقال في ص 10 روى ابن ادريس وغيره عن شعبة قال: لان يزني الرجل غير من أن يروى عن ابان إلى آخر ما ذكره هناك. قلت: وملخص ما قالوا عن شعبة وغيره في تضعيفه امور.

[184]

احدها - منامات ذكروها وانهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله في المنام بما يدل على ضعفه.

ثانيها - رواية ابان عن انس بن مالك.

ثالثها - رواية المناكير وعد منها روايات في فضل أهل البيت عليهم السلام.

وان شئت فلاحظ ميزان الاعتدال للذهبي وغيره والامر في ذلك كله واضح وهل هو الا العناد؟ واما تضعيف الشيخ فقد عرفت الكلام فيه باحتمال كون كلمة: تابعي ضعيف مصحف تابعي صغير كما ذكر في كلام القوم. واما تضعيف ابن الغضائري فمع الغض عن الكلام المعروف في تضعيفاته انه يرجع إلى كتابه وسيأتي الكلام فيه. هذا مع ان كتاب سليم رواه غير ابان عنه كما اشرنا اليه وقد روى المشايخ احاديثه في كتبهم بطرقهم، وانما ناقش مثل ابن الغضائري وغيره في كتابه باشتماله على مالا يصح الالتزام به وسيأتي الكلام فيه.

وقد روى عن ابان بن ابي عياش كتابه عثمان بن عيسى كما في الفهرست وتقدم، وايضا عمر بن أذينة فروى الكشي في الرجال ص 68 وقال: حدثني محمد بن الحسن البراني قال حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عناسحق بن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابن اذينة عن ابان بن ابي عياش قال: هذا نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي رفعه إلى ابان بن ابي عياش وقرأه وزعم أبان انه قراء على علي بن الحسين عليه السلام قال صدق سليم رحمة الله عليه. هذا حديث نعرفه.

[185]

محمد بن الحسن قال حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن اسحق ابن ابراهيم عن ابن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال قلت لاميرالمؤمنين (ع) اني سمعت من سلمان ومن مقداد، ومن ابي ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الاحاديث عن نبي الله (ع) انتم تخالفونه وذكر الحديث بطوله.

قال ابان: فقدر لي بعد موت على بن الحسين (ع) اني حججت فلقيت ابا جعفر محمد بن علي عليه السلام فحدثت بهذا الحديث كله لم اخط منه حرفا فاغرورقت عيناه ثم قال صدق سليم قد أتى أبي بعد قتل جدي الحسين (ع) وأنا قاعد عنده، فحدثه بهذا الحديث بعينه فقال له أبي صدقت.

قد حدثني ابي وعمي الحسن عليه السلام بهذا الحديث عن اميرالمؤمنين صلوات الله عليه وعليهم فقالا لك صدقت قد حدثك بذلك ونحن شهود ثم حدثناه انهما سمعا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ذكر الحديث بتمامه.

وهنا طريق آخر عن الشيخ الطوسي عن ابن الغضائري عن هارون بن موسى التلعكبري عن علي بن همام بن سهيل عن عبدالله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب واحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال عمر بن اذينة: دعاني ابن ابي عياش الحديث وذكر حديث اخباره بموته ووصيته بكتاب سليم في حديث طويل اوردناه في محله.