25 - ابراهيم بن عمر اليماني الصنعاني

شيخ من اصحابنا ثقة(1) روى عن أبي جعفر(2)

___________________________________

(1) وعن ابن الغضائري بعد ذكره قال: يكنى أبا اسحق ضعيف جدا روى عن ابي جعفر وابيعبدالله عليهما السلام وله كتاب قلت: جرح ابن الغضائري سيما مع توثيق غيره وعدم شاهد للجرح ايضا كما في المقام غير معول عليه وسيأتي تمام الكلام في ذلك.

(2) وذكره في اصحابه (ع) البرقي ص 11 والشيخ في رجاله ص 103 وقال ابن شهر اشوب في المعالم ص 6 ابراهيم بن عمر اليماني وهو الصنعاني: لقى الباقر (ع) له اصل. وتقدم عن ابن الغضائري: انه روى عنه (ع). وعده ابن النديم من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الائمة (ع) وذكر ايضا كتابه ص 322. قلت: لم اقف إلى الآن على روايته عن ابي جعفر (ع) بل انما روى بواسطة الرجال عنه بل بواسطتين مثل ما رواه عن عمرو بن شمر عن جابر عنه. وقد تفرد ابن الغضائري في تضعيفه، وفي التصريح بروايته عنه.وان روى عن ابان بن ابي عياش وروى كتاب سليم بن قيس عنه كما في ترجمته.

[290]

وابي عبدالله (ع)(1) ذكر ذلك ابوالعباس وغيره(2).

___________________________________

(1) كما عده الشيخ في رجاله من اصحابه ص 145 / 58. وعده البرقي في رجاله ص 47 من اصحاب الكاظم (ع) ممن كان من أصحاب الباقر (ع). ولازمه كونه من اصحابه ايضا.قلت: لا اشكال في روايته عن ابي عبدالله (ع) رواها المشايخ في كتبهم وقد روى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابي عبدالله (ع) جماعة مثل حماد بن عيسى، وسيف بن عميرة وابن ابي عمير واضرابهم، ولا نطيل بذكر بروايتهم عنه عنه (ع) وقد حققنا ذلك في طبقاتنا.

(2) التعليق مشعر بعدم الجزم به وليس محل النظر والاشكال روايته عن ابي عبدالله (ع) بتوهم وجود روايات عديدة عن ابراهيم اليماني بواسطة الرجال عنه (ع)، اذ قد أشرنا غير مرة بضعف ذلك، وان رواية المعاصر عن مثله، وعن اصحاب امام ولو بوسائط مع كونه من اصحابه (ع) غير عزيزة.بل الظاهر والله العالم ان محل النظر: روايته عن ابي جعفر عليه السلام كما تقدم عن البرقي والشيخ الظاهر في موافقته لابي العباس ولعل المراد من (وغيره) البرقي.وعرفت التأمل في روايته عنه (ع) وقد عده البرقي من اصحاب الكاظم (ع) وقال الشيخ في اول اصحاب الكاظم (ع) ص 342: ابراهيم بن عثمان اليماني له كتاب روى عن ابي جعفر وابي عبدالله عليهما السلام ايضا، ولا يبعد كون (عثمان) مصحفا وبدلا عن (عمر)، ولذا عزي إلى الشيخ عد ابراهيم بن عمر بن اصحاب الكاظم (ع) ايضا ولم اجد في كلام الاصحاب وفي الروايات ذكرا لابراهيم بن عثمان اليماني بل الموجود ابن عمر اليماني او ابن عثمان الخزاز ابوايوب المتقدم.

وما في روضة الكافى ص 5 / 21: علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عثمان عن سليم بن قيس الهلالي قال خطب اميرالمؤمنين (ع) الخ. فهو مصحف ابراهيم بن عمر كما تقدم في سليم ص 181.تتميم فيه فائدة ناقش غير واحد من المتأخرين بتعا لثاني الشيهدين (قدهم) في وثاقه ابراهيم بن عمر اليماني بأنه الذي ضعفه ابن الغضائري جدا كما تقدم، ووثقه الماتن وعلق توثيقه وما يلحق به على ابي العباس، ومع الاغماض عن الاشكال في ترجيح التعديل على الجرح، فالتوثيق عول على المشترك بين ابي العباس بن نوح الثقة وبين ابي العباس بن عقدة الزيدي. وقد اطالوا في الجواب عن ذلك بالطعن في جرح ابن الغضائري، وبتعليق التوثيق على ابى العباس وغيره، وباستظهار المراد من أبى العباس وانه ابن نوح الثقة لان النجاشى يروى عنه بلا واسطة دون ابن عقدة، ولانه استاذه ومن استفاد منه دونه، ولانه جليل والآخر عليل، والاطلاق ينصرف إلى الكامل سيما عند اهل هذا الفن خصوصا النجاشى فانه يعبر عن الكامل باطلاقه دون الناقص، بل ربما كان عندهم الاطلاق وارادة الناقص تدليسا.قلت: التعرض للجواب عن أمثال ذلك وان كان مخلا بالغرض وهو الايجاز في الشرح إلا ان كثرة موارد تعليق الماتن ما ذكره في تراجم الرجال على ابي العباس وإطالة الاصحاب اشكالا وجوابا في التوثيقات فيها تستدعي الاشارة إلى ما هو التحقيق والله الهادي إلى الصواب.

فنقول: اما جرح ابن الغضائري وتوثيقه فتقدم الكلام فيه في مشايخ الماتن في المقدمة ص 43. واما ضم غير ابي العباس به في المقام، فضم مجهول إلى مشترك على القول بالاشتراك. واما كون المراد من أبي العباس عند اطلاقه: ابن نوح الثقة دون ابن عقدة الزيدي فمنوع. وما استدل به في تقريبه ضعيف (أما الاول) فلان الحكاية عن كتابهما غير الرواية عنهما فظهور الرواية بلا واسطة في الرواية عن ابن نوح لا تلازم ظهور الحكاية في ذلك كما اكثر الحكاية عن غيرهما كما لا يخفى وتقدم في الترجمتين قبل ذلك التصريح بالحكاية عن كتابه فلاحظ.(وأما الثاني) فلان كون ابن نوح استاذه ليس قرينة على المراد بالاطلاق كما هو ظاهر وليس ذلك تصريحا منه ولا مستفادا من قرينة خاصة بل هناك قرينة على انه ابن عقدة كما سيأتي.(واما الثالث) فمنوع، صغرى وكبرى، اما الكبرى فواضح والتمسك بهذه الامور في باب ظواهر الالفاظ كما ترى. واما الصغرى فلان ابن عقدة وان كان عليلا مذهبا بالزيدية الا انه جليل في النقل والحكاية والحديث والرواية. مشهور في علماء الاسلام بالحفظ. والحكايات تختلف عنه في الحفظ، وعظمه، وكان عظيم القدر في أصحابنا لثقته وامانته كما يأتي في ترجمته من الماتن. وقال الشيخ: أمره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر من أن يذكر الخ.

وغير ذلك مما تقف عليه في ترجمته انشاء الله، وهذا هو المدار في باب الرواية والحكاية كما هو ظاهر، وكان ابن عقدة صاحب الكتاب الكبير الضخم في مجلدات كثيرة تحمل على بهيمة فيمن روى عن المعصومين (ع) الذي خرج منه كتاب الرجال فيمن روى عن الصادق عليه السلام وانهاهم جميعا او ثقاتهم فقط إلى اربعة آلاف شخص.نعم كان لابن نوح كتاب الزيادات على ما ذكره ابن عقدة فيمن روى عنه (ع) وله ايضا كتاب فيمن روى عنهم (ع) الا ان كتاب ابن عقدة هو الوحيد في موضوعه والمرجع في بابه فقد بلغ في الاستقصاء إلى الغاية كما نبه عليه الشيخ في ديباجة الرجال، وعلى هذا فدعوى ظهور اطلاق ابي العباس في ابن نوح في غير محله. بل لا يبعد دعوى الظهور في ابن عقدة فقد صرح بن مرتين في اول الكتاب في ترجمة ابي رافع وعليه يجري الباقي نعم حكى عن ابن نوح عن البخاري في ابن الحر الجعفي وهذا لامر آخر، بل نقول: ان التعليق على ابي العباس خاصة او مع غيره، او على اصحاب الرجال انما يكون غالبا فيمن ذكره وقال روى عن ابي عبدالله (ع) مع ذكر روايته عن أبي جعفر أو عن ابي الحسن (ع) ايضا أولا، والذي انهى ذكر اصحاب الصادق (ع) إلى النهاية هو ابن سعيد فلا يحتاج إلى التسمية دون غيره. = ولا يوجد التعليق المذكور في غير من عد من أصحابه. إلا في داود بن سليمان بن جعفر من اصحاب الرضا (ع) وفيه قال ذكره ابن نوح في رجاله. وفي مكاتبه سهل بن زياد للعسكري عليه السلام (رقم 488)، وفي عبدالعزيز العبدى (رقم 640) قال روى عن ابي عبدالله ضعيف ذكره ابن نوح. وفيه تعليق بعد تضعيف، وفى رزيق بن الزبير الخلقاني (رقم 440) بعد ذكر انه رزيق بن الزبير بن ابي الورقاء الخ، وفي رواية حفص بن سوقة العمري (رقم 346) عن ابي عبدالله وابى الحسن قال ذكره ابوالعباس بن نوح في رجالهما ولعل النظر في روايته عن ابى الحسن (ع). بل علق امورا غير الرواية عنهم على ابن نوح في موارد تقرب عشرة مثل ربيع بن زكريا (رقم 432) وغير ذلك مما يطول بذكره. وحينئذ فالتعليق على ابي العباس وغيره كما في المقام، وفي اسباط بن سالم (رقم 267) وفي اخوة بسطام بن سابور (رقم 279)، وفى علي بن رباب (رقم 656) قال روى عن ابي عبدالله (ع) ذكره ابوالعباس وغيره روى عن ابي الحسن (ع) له كتب الخ. أو على ابي العباس فقط او مع زيادة قوله في كتاب الرجال او في الرجال كما في موارد تقرب عشرة. او على اصحابنا في الرجال كما في موارد كثيرة ربما تقرب خمسة عشر موردا، يراد به ابوالعباس بن عقدة. وربما صرح بعد التعليق بابن عقدة وبابن نوح معا كما في ذريح المحاربي (رقم 429) وزياد بن ابي غياث (رقم 450) وزكريا بن ادريس (رقم 455) وسعيد بن عبدالرحمن الاعرج (رقم 475) ويعقوب ابن شعيب (رقم 1213) كما علق على احمد بن سعيد في اسحاق بن عمار (رقم 167) وداود بن زربى (رقم 422) وعبدالملك بن عتبة (رقم 633). وقد ظهر ان دعوى ظهور اطلاق موارد التعليق على ابي العباس فيمن عد من اصحاب الصادق (ع) في ابن عقدة الحافظ، وان مورده الرواية عنهم لا التوثيق ونحوه غير بعيدة. هذا مع ان عول التوثيق عليه ايضا لا يضر، فانه الثقة المعتمد المرجوع اليه ويعتمد على توثيقه بلا إشكال.

[295]

له كتاب(1) يرويه عنه حماد بن عيسى وغيره(2) اخبرنا محمد ابن عثمان.قال حدثنا ابوالقاسم جعفربن محمد، قال حدثنا عبيدالله ابن احمد بن نهيك.قال حدثنا ابن ابي عمير، عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر به(3).

___________________________________

(1) وفي الفهرست والمعالم: له اصل. والظاهر ان كتابه اصل، لا ان له اصلا غير كتابه وتقدم تفسير الاصل.

(2) وايضا ابن نهيك والقاسم بن اسماعيل كما يأتي.

(3) صحيح بناء‌ا على وثاقة ابن عثمان شيخه، وفي الفهرست: اخبرنا به عدة من اصحابنا، عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن ابيه، عن محمد بن الحسن الصفار، عن احمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى عنه.واخبرنا احمد بن عبدون، عن ابي طالب الانباري، عن حميد بن زياد، عن بن نهيك، والقاسم بن اسماعيل القرشي جميعا عنه، قلت: الطريق الاول كالصحيح على وجه باحمد بن الوليد من مشايخ التلعكبري فلم يصرح بتوثيق وتقدم الكلام فيه، والعدة إلى احمد بن الوليد فيهم الثقة كما حققناه في شرح المشيخة للفهرست.والثاني - موثق بحميد على كلام بابن عبدون شيخه (ره). ويمتاز على الاول بعلو الاسناد فلاحظ.وروى الصدوق في المشيخة(256) عن ابيه، عن سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن ابراهيم بن عمر اليماني. قلت: طريقه صحيح، رواته الاجلاء الثقات.