سلمان الفارسي |
عطاء | يصوم الدهر | وصايا خالدة | العلم | وصاياه | مواعظ وحكم | الأمير الزاهد | يوم السقيفة | الداعي المخلص | كيفية وفاته | تجهيزه ودفنه |
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يود أهل العافية يوم القيامة أن لحومهم قرضت بالمقاريض لما يرون من ثواب أهل البلاء (55). وأكثر من هذا: فقد ورد أن أهل البلاء لا ينصب لهم ميزان. قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا نشرت الدواوين، ونصبت الموازين، لم ينصب لأهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان؛ وتلا هذه الآية: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (56). ولا يأخذك شك في هذا ومثله، فعطاء ربك واسع لا تحيط بأبعاده حتى ورد أن العبد إذا صرّف ديناراً بدراهم، ثم حسبها بعد ذلك، واشتبه في حسابها فوجدها ناقصة درهماً، وتأثر على ذلك الدرهم الوهمي، فإن الله سبحانه وتعالى يعطيه على ذلك ثواباً، فكيف بالمرض؟ ورواية ابن عساكر: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد سلمان، فسأل عنه، فأخبر أنه عليل، فأتاه يعوده، ثم قال: عظم الله أجرك، ورزقك العافية في دينك وجسمك، إلى منتهى أجلك، إن لك من وجعك خلالاً ثلاث: أما واحدة فتذكرة من ربك تذكر بها، وأما الثانية فتمحيص لما سلف من ذنوبك، وأما الثالثة فادع بما شئت فإن دعاء المبتلى مجاب (57).
فقال: يا آدم جعلت لك أن من همّ من ذريتك بسيئة لم تكتب له، فإن عملها كتبت عليه سيئة، ومن هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة، فإن هو عملها كتبت له عشراً. قال: يا رب زدني. قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرت له. قال: يا رب زدني. قال: جعلت لهم التوبة حتى تبلغ النفس هذه. قال: يا رب حسبي (58). ومن هذا الفيض الإلهي جاء قوله جل جلاله: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) وقوله: (مَثَل حَبَّةٍ..). ومن هذا المنطلق الرحب أجاب سلمان رسول الله (صلّى الله عليه وآله). قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوماً لأصحابه: أيّكم يصوم الدهر؟ قال سلمان: أنا يا رسول الله. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): فأيكم يحيي الليل؟ قال سلمان: أنا يا رسول الله. قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟ قال سلمان: أنا يا رسول الله. فغضب بعض أصحابه فقال: يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا قلت: أيكم يصوم الدهر؟ قال: أنا، وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت: أيكم يحي الليل؟ فقال: أنا، وهو أكثر ليله نائم، وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال: أنا، وهو أكثر أيامه صامت. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): مه يا فلان، أنى لك بمثل لقمان الحكيم، سله فإنه ينبئك. فقال الرجل لسلمان: يا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟ فقال: نعم فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل فقال: ليس حيث تذهب، إني أصوم الثلاثة في الشهر، وقال الله عزّ وجلّ: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) وأصِلْ شعبان بشهر رمضان، فذاك صوم الدهر، فقال: ألست زعمت أنك تحيي الليل، فقال: نعم، فقال: إنك أكثر ليلك نائم، فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: فمن بات على طهر فكأنما أحيا الليل، فأنا أبيت على طهر، فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال: نعم، قال: فإنك أكثر أيامك صامت، فقال: ليس حيث تذهب، ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول لعلي (عليه السلام): يا أبا الحسن، مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن، فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان، ومن أحبّك بلسانه وقلبه، ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان، والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عُذّب أحد بالنار. وأنا أقرأ قل هو الله أحد في كل يوم ثلاث مرات، فقام فكأنه قد ألقم حجراً (59).
روى السيد المرتضى رضوان الله عليه عن سلمان رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بسبع لا أدعهن على كل حال: أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن أحبّ الفقراء وأدنو منهم، وأن أقول الحق وإن كان مرّاً، وأن أصل رحمي وإن كانت مدبرة، وأن لا أسال الناس شيئاً، وأوصاني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة (60).
روى ابن عدي عن أنس: قيل: يا رسول الله عمن نكتب العلم بعدك؟ قال: عن علي وسلمان (61). وسئل علي بن أبي طالب عنه فقال: تابع العلم الأوّل، والعلم الآخر، ولا يدرك ما عنده (62). وسئل عنه مرة أخرى فقال: ذاك امرؤ منا وإلينا أهل أبيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأوّل، وقرأ الكتاب الآخر، وكان بحراً لا ينزف (63). ويقول الإمام الصادق (عليه السلام) أدرك سلمان العلم الأوّل، والعلم الآخر، وهو بحر لا ينزح، وهو منّا أهل البيت (64). ويقول الفضل بن شاذان: ما نشأ في الإسلام رجل من كافة الناس أفقه من سلمان الفارسي (65). وأوصى معاذ بن جبل رجلاً أن يطلب العلم من أربعة، سلمان أحدهم (66).
-- نذكر بعض ما ورد عنه في العلم، ووصاياه في ذلك: 1ـ عن أبي البختري قال: صحب سلمان رجل من بني عبس ليتعلم منه، فخرج معه فجعل لا يستطيع أن يفضله في عمل، أن عجن جاء سلمان فخبز، وإن هيّأ الرجل علفاً للدواب ذهب سلمان فسقاها، حتى انتهوا إلى شط دجلة وهي تطفح، فقال سلمان للعبسي: أنزل فاشرب، فنزل فشرب، فقال له سلمان: ازدد، فازداد، فقال له سلمان: كم تراك نقصت منها؟ فقال العبسي له: وما عسى أن أنقص منها. فقال سلمان: كذلك العلم تأخذ منه ولا ينقص، فعليك بالعلم بما ينفعك (67). 2ـ وعن حفص بن عمرو السعدي، عن عمه، قال: قال سلمان لحذيفة: يا أخا بني عبس العلم كثير، والعمر قصير، فخذ من العلم ما تحتاج إليه في أمر دينك، ودع ما سواه فلا تعانه (68). 3ـ وكتب إلى أبي الدرداء: إن العلم كالينابيع يغشاهنّ الناس، فيختلجه هذا وهذا، فينفع الله به غير واحد، وإن حكمة لا يُتكلّم بها كجسد بلا روح، وإن علماً لا يخرج ككنز لا ينفق منه، وإن مثل العالم كمثل رجل حمل سراجاً في طريق مظلم يستضيء به من مرّ به، وكلّ يدعو له بالخير (69). 4ـ وكان يقول: الناس ثلاثة: سامع فعاقل فتارك، وسامع فعارف، ومن الناس حامل داء، ومنهم حامل شفاء، ومن الناس من إذا ذكرت الله عنده أعانك، وأحبّ ذلك، وإن نسيت ذكّرك، ومن الناس من إذا ذكرت الله عنده لم يعنك، وإن نسيته لم يذكرك؛ فتواضع لله وتخشّع، وخف الله يرفعك الله، وقل سلاماً للقريب والبعيد، فإن سلام الله لا يناله الظالمون، وإن رزقك علماً فابتغ إليه، كي تعلّم ممّا علّمك الله، فإن مثل العالم الذي يعلّم كمثل رجل حامل سراج على ظهر الطريق، فكل من مرّ به يستبصر به، ويدعو له بالبركة والخير، وإن مثل علم لا يقال به كصنم نائم لا يأكل ولا يشرب، وإن مثل حكمة لا تخرج ككنز لا ينفع (70).
نذكر في هذه الصفحة بعض وصايا هذا الصحابي الجليل فخذها للعمل والتطبيق: 1ـ قال له أصحابه: أوصنا. فقال: من استطاع منكم أن يموت حاجاً أو معتمراً أو غازياً أو في نقل القراءة فليمت، ولا يموتن أحدكم فاجراً ولا خائناً (72). 2ـ وقال له رجل: أوصني. قال: لا تتكلم. فقال: من عاش في الناس لا يستطيع أن لا يتكلم. فقال: إن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت. قال: زدني. قال: لا تغضب. قال: أمرتني أن لا أغضب وإنه ليغشاني ما لا أملكه. قال: إن غضبت فاملك لسانك ويدك. قال: زدني. قال: لا تلابس الناس. قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يلبسهم. قال: فإن لابستهم فاصدق الحديث، وأدّ الأمانة (73). 3ـ وقال: إذا أظهرتم العلم، وخزنتم العمل، وتحاببتم بالألسن، وتباغضتم بالقلوب، لعنكم الله فأصمكم، وأعمى أبصاركم (74). 4ـ عن قتادة قال: قال سلمان: إذا أسأت سيئة في سريرة فأحسن حسنة في سريرة، وإذا أسأت سيئة في علانية فأحسن حسنة في علانية لكي تكون هذه بهذه (75). 5ـ قال له سعد بن أبي وقاص: أوصني يا أبا عبد الله. قال: نعم، اجعل الله عند همّك إذا هممت، وعند لسانك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت (76). 6ـ عن أوس بن ضمعج قال: سألنا سلمان رضي الله عنه عن عمل نعمله فقال: تفشي السلام، وتطعم الطعام، وتصلي والناس نيام (77). 7ـ ومن حديث له: حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم تصب المقاتلة ـ يعني الكبائر (78). 8ـ ومن وصية له لجرير: يا جرير تواضع لله عزّ وجلّ، فإنه من تواضع لله عزّ وجلّ في الدنيا رفعه الله يوم القيامة. يا جرير، هل تدري ما الظلمات يوم القيامة؟ قلت: لا، قال: ظلم الناس بينهم في الدنيا. قال: ثم أخذ عويداً لا أكاد أراه بين إصبعيه قال: يا جرير لو طلبت في الجنة مثل هذا العود لم تجده. قلت: يا أبا عبد الله، فأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب، وأعلاها الثمر (79). 9ـ عن أبي جحيفة عن أبيه قال: آخى النبي (صلّى الله عليه وآله) بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة (80) فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليست له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً قال: كل فإني صائم قل: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال نم، فلما كان آخر الليل قال سلمان: قم الآن. قال: فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي (صلّى الله عليه وآله) فذكر ذلك له، فقال البني (صلّى الله عليه وآله): صدق سلمان (81). 10ـ عن أبي عثمان قال: كنا مع سلمان الفارسي رحمه الله تحت شجرة، فأخذ غصناً منها فنفضه فتساقط ورقه. فقال: ألا تسألوني عما صنعت؟ فقلنا: خبرنا، فقال: كنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في ظل شجرة فأخذ غصناً فتساقط ورقه. فقال: ألا تسألوني عما صنعت؟ فقلنا: خبّرنا يا رسول الله، قال: إن العبد المسلم إذا قام إلى الصلاة تحاطت عنه خطاياه كما تحاطت ورق هذه الشجرة (82). 11ـ كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أبو الدرداء إلى سلمان: سلام عليك، أما بعد فإن الله رزقني بعدك مالاً وولداً، ونزلت الأرض المقدسة. فكتب إليه سلمان: سلام عليك: أما بعد، فإنك كتبت إليّ أن الله رزقك مالاً وولداً، فاعلم أنّ الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك. وكتبت لي أنك نزلت الأرض المقدسة، وأن الأرض لا تعمل لأحد، اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى (83).
فجدير بمثل هذا الإنسان أن يفيض علماً وحكماً على الأمة. نذكر لك بعض ما بين أيدينا من ذلك: 1ـ عن أبي الأحوص قال: افتخرت قريش عند سلمان، فقال سلمان: لكني خلقت من نطفة قذرة، ثم أعود جيفة منتنة، ثم يؤدى بي إلى الميزان، فإن ثقلت فأنا كريم، وإن خفت فأنا لئيم (84). 2ـ وقال: مثل القلب والجسد مثل أعمى ومقعد، قال المقعد: إني أرى ثمرة ولا أستطيع أن أقوم إليها فاحملني، فحمله فأكل وأطعمه (85). 3ـ وقال: أضحكني ثلاث، وأبكاني ثلاث: ضحكت من مؤمّل الدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يُغفل عنه، وضاحك ملء فيه لا يدري أمسخط ربّه أم مرضيه، وأبكاني ثلاث: فراق الأحبّة: محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي رب العالمين، حتى لا أدري إلى النار انصرافي أم إلى الجنة (86). 4ـ كان سلمان إذا وضع الطعام بين يديه قال: الحمد لله الذي كفانا المؤونة، وأحسن الرزق (87). 5ـ وقال: لو يعلم الناس عون الله للضعيف ما غالوا بالظهر (88). 6ـ وقال: عجباً لمؤمّل الدنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك ولا يدري أربّه راض عنه أم ساخط (89). 7ـ عن أبي سعيد الوهبي عن سلمان قال: إنما مثل المؤمن في الدنيا كمثل المريض معه طبيبه الذي يعلم داءه ودواءه، فإذا اشتهى ما يضره منعه وقال: لا تقربه، فإنك إن أتيته أهلكك، فلا يزال يمنعه حتى يبرأ من وجعه، وكذلك المؤمن يشتهي أشياء كثيرة ممّا قد فضل به غيره من العيش، فيمنعه الله عزّ وجلّ إيّاه ويحجزه حتى يتوفاه فيدخله الجنة (90). 8ـ وقال: أكثر الناس ذنوباً يوم القيامة أكثرهم كلاماً في معصية الله (91). 9ـ وقال: لكل امرئ جواني وبراني، فمن يصلح جوانيه يصلح الله برانيه ومن يفسد جوانيه يفسد الله برانيه (92). 10ـ عن أبي هريرة أنه قال تخطى سلمان الفارسي حلقة قريش وهم عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مجلسه، فالتفت إليه رجل منهم فقال: ما حسبك وما نسبك، وبم اجترأت أن تتخطى حلقة قريش؟ قال: فنظر إليه سلمان فأرسل عينيه وبكى وقال: سألتني عن حسبي ونسبي، خلقت من نطفة قذرة، فأما اليوم ففكرة وعبرة، وغداً جيفة منتنة، فإذا نشرت الدواوين، ونصبت الموازين، ودعي الناس لفصل القضاء فوضعت في الميزان، فإن أرجح الميزان فأنا شريف كريم، وإن أنقص الميزان فأنا اللئيم الذليل، فهذا حسبي وحسب الجميع. فقال النبي (صلّى الله عليه وآله): صدق سلمان، صدق سلمان، من أراد أن ينظر إلى رجل نور الله قلبه فلينظر إلى سلمان (93). 11ـ عن أبي عظمان، عن سلمان قال: إن العبد إذا كان يدعو الله في السرّاء، فنزلت به الضرّاء، قالت الملائكة: صوت معروف من آدمي ضعيف، فيشفعون له، وإذا كان لا يدعو الله في السرّاء، فنزلت به الضرّاء، قالت الملائكة: صوت منكر من آدمي ضعيف فلا يشفعون له (94). 12ـ عن سعيد بن وهب قال: دخلت مع سلمان على صديق له من كندة نعوده، فقال له سلمان: إن الله عزّ وجلّ يبتلي عبده المؤمن بالبلاء ثم يعافيه فيكون كفارة لما مضى فيستعتب (95) فيما بقي، وإن الله عزّ وجلّ يبتلي عبده الفاجر بالبلاء ثم يعافيه فيكون كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه، فلا يدري فيم عقلوه، ولا فيم أطلقوه حين أطلقوه (96). 13ـ عن أبي عثمان، عن سلمان قال: لما افتتح المسلمون جوخى (97) دخلوا يمشون فيها، وأكداس الطعام فيها أمثال الجبال.. قال: ورجل يمشي إلى جنب سلمان فقال: يا أبا عبد الله ألا ترى إلى ما أعطانا الله؟ فقال سلمان: وما يعجبك، فما ترى إلى جنب كل حبة ممّا ترى حساب (98).
وبنفس الوقت اقتضت سياسة المعارضة الاستجابة لهذا التوظيف، لأن به تتحقق أمنيتهم في نشر مبادئهم، وبث الدعوة لعميدهم، فجميع البلاد التي عملت فيها المعارضة انتشر فيها مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وكيف ما كان فقد أرسل عمر سلمان الفارسي رضوان الله عليه والياً على المدائن، قاعدة الملك الكسروي، والتي تبعد عن بغداد حوالي 35 كيلومتراً، ويقول سلمان: أكرهني عمر على الإمارة وأنا لا أريدها (99). هذا وقد تولى سلمان ولاية المدائن في عهد عمر بن الخطاب، ولم نعثر على نص يحدد تاريخ هذه الولاية وزمانها، إلا أنه من المرجح أن توليه لها كان بعد فتحها دون أن يسبقه أحد إليها (100) سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار خصوصية اللغة (الفارسية) بالإضافة إلى كونه من السابقين، ممّا يعطيه الأفضلية في ذلك. وممّا يجدر ذكره، أنه حين ورد إلى المدائن قعد تحت ظلال الحائط في المسجد ولم يقبل أن يدخل قصر الإمارة. كما روي ذلك عنه، وهو إن دل على شيء فإنما يدل على مدى السمو النفسي الذي كان يتمتع به هذا الرجل والذي جعله في مصاف عباقرة العالم ممن تخدمهم الدنيا ولا يخدمونها، وقد بقي سلمان في المدائن إلى أن توفي في سنة 34 هجرية على الأصح ـ كما يقول السيد بحر العلوم (101). بينما يذهب البعض إلى أنه بقي فيها إلى خلافة أمير المؤمنين علي (عليه السلام) (وأنه توفي في سنة 36 للهجرة) (102). ولعلهم يستندون في ذلك إلى الكتاب الذي بعث به إليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، والكتاب هذا نصه: (أما بعد، فإنما مثل الدنيا مثل الحيّة، ليّنٌ مسّها قاتلٌ سمّها، فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها وتصرّف حالاتها، وكن آنس ما تكون بها أحذر ما تكون منها، فإن صاحبها كلما اطمأن فيها إلى سرور أشخصته إلى محذور، أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش، والسلام) (103). لكن هذا لا يكفي دليلاً لما ذهبوا إليه، فإن لعلي (عليه السلام) في نفس سلمان مكانة كبرى تخوله أن يبعث إليه بمثل هذا الكتاب حتى في عهد عمر، وقد ذكر الشريف الرضي رحمه الله أنه كتبه إليه قبل خلافته.
وكان المحور الذي تكلمت به التذكير ببيعة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وبيان فضائله ومناقبه، لا سيما الفضائل التي تشير إلى إمامته، وأحقيته بالخلافة. ثم جاء دور سلمان الفارسي (عليه السلام) فقال: يا أبا بكر إلى من تستند أمرك إذا نزل بك القضاء، وإلى من تفزع إذا سئلت عمّا لا تعلم وفي القوم من هو أعلم منك، وأكثر في الخير أعلاماً ومناقب منك، وأقرب من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قرابة وقدمة في حياته، فقد أوعز إليكم فتركتم قوله، وتناسيتم وصيته، فعما قليل يصفو لكم الأمر حين تزوروا القبور، وقد أثقلت ظهرك من الأوزار، لو حملت إلى قبرك لقدمت على ما قدمت، فلو راجعت إلى الحق وأنصفت أهله لكان ذلك نجاة لك يوم تحتاج إلى عملك، وتفرد في حفرتك بذنوبك عما أنت له فاعل، وقد سمعت كما سمعنا، ورأيت كما رأينا فلم يروعك ذلك عما أنت له فاعل، فالله الله في نفسك فقد أعذر من أنذر (104). وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليه السلام) قال: خطب الناس سلمان الفارسي رحمة الله عليه بعد أن دفن النبي (صلّى الله عليه وآله) بثلاثة أيام فقال فيها: ألا أيها الناس اسمعوا عني حديثي، ثم اعقلوه عني، ألا وإني أوتيت علماً كثيراً، فلو حدثتكم بكل ما أعلم من فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لقالت طائفة منكم: هو مجنون، وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا وإنّ لكم منايا، تتبعها بلايا، ألا وإنّ عند علي (عليه السلام) علم المنايا والبلايا، وميراث الوصايا، وفصل الخطاب، وأصل الأنساب، على منهاج هارون بن عمران من موسى (عليه السلام) إذ يقول له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أنت وصيي في أهل بيتي، وخليفتي في أمتي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أخذتم سنة بني إسرائيل، فأخطأتم الحق فأنتم تعلمون ولا تعلمون. أما والله لتركبن طبقاً عن طبق، حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، أما والذي نفس سلمان بيده لو وليتموها علياً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم، لو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم، ولما عال (105) ولي الله، ولا طاش لكم سهم (106) من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فوليتموها غيره، فأبشروا بالبلايا، واقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم على سواء فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء. عليكم بآل محمد (صلّى الله عليه وآله)، فإنهم القادة إلى الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة، عليكم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية، وإمرة المؤمنين مراراً جمّة مع نبيّنا، وكل ذلك يأمرنا به، ويؤكّد علينا، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه؟! وقد حسد هابيل قابيل فقتله، وكفّاراً قد ارتدّت أمة موسى بن عمران، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل، فأين يذهب بكم؟ أيها الناس ويحكم ما لنا وأبو فلان، أجهلتم أم تجاهلتم، أم حسدتم أم تحاسدتم، والله لتردن كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة، ألا وإني أظهرت أمري، وسلمت لنبيي، وأتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علياً أمير المؤمنين، وسيد الوصيين ـ وقائد الغر المحجلين، وإمام الصديقين، والشهداء والصالحين (107).
يناديــــهم يـــــوم الـــــغدير نبـيهم بخــــمّ وأسمـــع بالرســــول مناديا وقال: فمــــن مــــولاكـــــم ونبيّكم فقالوا: ولـــم يبــــدوا هناك التعاميا إلهــــك مــــولا وأنــــــت ولــــــينا ولـــم تلــــق منا في الولاية عاصيا فقال لــــه: قـــــم يا علــــــي فإنني رضــــيتك مــن بعدي إماماً وهاديا فمـــــن كـــــنت مـــولاه فهذا وليّه فكونــــوا لــــه أتـباع صدق مواليا هنـــاك دعــــا: اللــــــهم وال وليّه وكن للذي عادى علياً معاديا(110) ويتوفى الرسول (صلّى الله عليه وآله) بعد ذلك بسبعين يوماً، فيبايعون غيره، بل يطلبون منه أيضاً أن يبايع لهم. وكيفما كان فقد استبدلوا بالخليفة المنصوص عليه من قبل السماء آخر، وتمت البيعة الجديدة، وتناسى المسلمون ذلك اليوم العظيم الذي شهده جل المسلمون. نعم، بقي جماعة من أعاظم الصحابة وكبارهم في مسيرة الإمام (عليه السلام) يشيدون بفضله، ويذكرون مناقبه، ويدعون إلى موالاته، وعلى رأس هؤلاء الصفوة سلمان الفارسي رضوان الله عليه. نذكر بعض ما ورد عنه في ذلك: 1ـ عن سلمان رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على النصح للمسلمين، والائتمام بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، والموالاة له (111). 2ـ عن سلمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: يا معشر المهاجرين والأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: هذا علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي، إمامكم فأحبوه لحبي، وأكرموه لكرامتي، فإن جبرائيل أمرني أن أقول لكم ما قلت (112). 3ـ عن عليم قال: سمعت سلمان يقول: أول هذه الأمة وروداً على نبيها أولها إسلاماً علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وإن خراب هذا البيت على يد رجل من آل فلان (113). 4ـ عن زاذان قال: قال لي سلمان: يا زاذان أحب علياً، فإني رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ضرب فخذه وقال: محبك محبي، ومحبي محب الله، ومبغضك مبغضي، ومبغضي مبغض الله عزّ وجلّ (114). 5ـ قال سليم بن قيس: جلست إلى سلمان وأبي ذر والمقداد، فجاء رجل من أهل الكوفة فجلس إليهم مسترشداً. فقال له سلمان: عليك بكتاب الله فألزمه، وعلي بن أبي طالب فإنه مع القرآن لا يفارقه، فأنا أشهد أنّا سمعنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إن علياً يدور مع الحق حيث دار، وأن علياً هو الصديق والفاروق، يفرق بين الحق والباطل (115). 6ـ عن زر بن حبيش قال: مرّ علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بغلة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسلمان في ملأ، فقال سلمان رحمة الله عليه: ألا تقومون تأخذون بحجزته تسألونه، فوالله الذي فلق الحبّة، وبرأ النسمة لا يخبركم بسرّ نبيكم أحد غيره، وإنه لعالم الأرض وزرها (116) وإليه تسكن، ولو فقدتموه لفقدتم العلم وأنكرتم الناس (117). 7ـ كان سلمان يقول: يا معشر المؤمنين تعاهدوا ما في قلوبكم لعليّ صلوات الله عليه، فإني ما كنت عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قطّ، فطلع عليّ، إلا ضرب النبي (صلّى الله عليه وآله) بين كتفيّ ثم قال: يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون (118).
ومضت سنين أحسبها تنوف على ربع قرن، كان سلمان خلالها ينفض عن نفسه غبار هذه الدنيا الزائفة مزمعاً الرحيل نحو العالم الخالد.. عالم الآخرة، لينعم هناك برضوان الله ورحمته في جنته الخالدة مع الأنبياء والشهداء والصديقين. قال الأصبغ بن نباتة: كنت مع سلمان الفارسي رحمه الله عليه وهو أمير المدائن، فأتيته يوماً وقد مرض مرضه الذي مات فيه.. فلم أزل أعوده في مرضه حتى اشتد به الأمر، فالتفت إليّ وقال: يا أصبغ، عهدي برسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: يا سلمان، سيكلمك ميت إذا دنت وفاتك (119). وبينما هو في مرضه إذ دخل عليه سعد بن أبي وقاص يعوده، فبكى سلمان، فقال له سعد: ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ توفي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو عنك راض، وترد عليه الحوض. فقال سلمان: أما إني لا أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عهد إلينا فقال: ليكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب، وحولي هذه الأساود، (وإنما حوله إجانة، وجفنة، ومطهرة) (120). واشتد به المرض، فمر على المقابر ـ وكأنه أراد أن يعلم أمره ـ فقال: السلام عليكم يا أهل القبور من المؤمنين والمسلمين، يا أهل الدار هل علمتم أن اليوم جمعة. وحين عاد إلى مقره استلقى على فراشه، فغفا ونام، فأتاه آتٍ فقال: وعليكم السلام يا أبا عبد الله، تكلمت فسمعنا، وسلمت فرددنا، وقلت: هل تعلمون أن اليوم جمعة، وقد علمنا ما تقول الطير في يوم الجمعة: قدوسٌ قدوس.. ربنا الرحمن الملك.. (121). وأفاق سلمان من غفوته، ثم التفت إلى من حوله قائلاً لهم: أسندوني، فلما أسندوه رمق السماء بطرفه وقال: (يا من بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون، وهو يجير ولا يجار عليه بك آمنت، ولنبيك اتبعت، وبكتابك صدقت، وقد أتاني ما وعدتني، يا من لا يخلف الميعاد أقبضني إلى رحمتك، وأنزلني دار كرامتك، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) (122) والتفت إلى من حوله قائلاً: قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (إذا حضرك أو أخذك الموت، حضر أقوام يجدون الريح ولا يأكلون الطعام) ـ يعني الملائكة ـ. ثم أخرج صرةً من مسك، فقال: هبة أعطانيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله).. ثم بلّها ونضحها حوله، ثم قال لامرأته: قومي أجيفي الباب (123). قالت زوجته: ففعلت، وجلست هنيئة، فسمعت هسهسةً، فصعدت، فإذا هو قد مات وكأنما هو نائم (124).
(فبينما نحن كذلك ـ منشغلين بموت سلمان ـ إذ أتى رجل على بغلة شهباء متلثماً، فسلم علينا، فرددنا السلام عليه. فقال: يا اصبغ جدوا في أمر سلمان، وأردنا أن نأخذ في أمره، فأخذ معه حنوطاً وكفناً فقال: هلموا، فإن عندي ما ينوب عنه. فأتيناه بماء ومغسل، فلم يزل يغسّله بيده حتى فرغ، وكفّنه وصلينا عليه ودفنّاه ولحّده علي (عليه السلام) بيده، فلما فرغ من دفنه وهمّ بالانصراف تعلقت بثوب، وقلت له: يا أمير المؤمنين، كيف كان مجيئك؟ ومن أعلمك بموت سلمان؟ قال: فالتفت (عليه السلام) إليّ وقال: آخذ عليك ـ يا أصبغ ـ عهد الله وميثاقه أنك لا تحدث به أحداً ما دمت حياً في دار الدنيا. فقلت: يا أمير المؤمنين، أموت قبلك؟ فقال: لا يا أصبغ، بل يطول عمرك! قلت: يا أمير المؤمنين، خذ علي عهداً وميثاقاً، فإني لك سامع مطيع، أني لا أحدث به حتى يقضي الله من أمرك ما يقضي، وهو على كل شيء قدير. فقال لي: يا أصبغ، بهذا عهدني رسول الله، فإني قد صليت هذه الساعة بالكوفة، وقد خرجت أريد منزلي، فلما وصلت إلى منزلي اضطجعت، فأتاني آتٍ في منامي وقال: يا علي إن سلمان قد قضى نحبه! فركبت وأخذت معي ما يصلح للموتى، فجعلت أسير، فقرّب الله لي البعيد، فجئت كما تراني، وبهذا أخبرني رسول الله (صلّى الله عليه وآله). قال الأصبغ: ثم إنه دفنه وواراه، فلم أرَ صعد إلى السماء، أم في الأرض نزل، فأتى الكوفة والمنادي ينادي لصلاة المغرب) (125). |
55- إرشاد القلوب، ج1، ص62. 56- بحار الأنوار، ج82، ص145. 57- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص204. 58- أصول الكافي، ج2، ص440. 59- معاني الأخبار، ص235. 60- الفصول المختارة من العيون والمحاسن، ص288. 61- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص204. 62- حلية الأولياء، ج1، ص187. 63- الطبقات الكبرى، ج4، ص86. 64- رجال الكشي، ص12. 65- رجال السيد بحر العلوم، ج3، ص20. 66- صفة الصفوة، ج1، ص546. 67- صفة الصفوة، ج1، ص544. 68- صفة الصفوة، ج1، ص546. 69- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص209. 70- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص209. 71- سورة العصر، الآية 3. 72- الطبقات الكبرى، ج4، ص91. 73- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص210. 74- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص210. 75- صفة الصفوة، ج1، ص548. 76- مروج الذهب، ج2، ص315. 77- حلية الأولياء، ج1، ص204. 78- صفة الصفوة، ج1، ص547. 79- حلية الأولياء، ج1، ص189. 80- البذلة ـ من الثياب ـ: ما يلبس في المهنة والعمل، والمراد: وصف رثة ثيابها. 81- صحيح البخاري، ج4، ص105، كتاب الأدب. 82- أمالي الشيخ الطوسي، ص170. 83- أسد الغابة، ج2، ص268. 84- صفة الصفوة، ج1، ص544. 85- حلية الأولياء، ج1، ص205. 86- حلية الأولياء، ج1، ص207. 87- الطبقات الكبرى، ج4، ص89. 88- حلية الأولياء، ج1، ص20، والمراد بالظهر الدابة التي يركبها المسافر، ومعنى الكلام: إن الله سبحانه يعين عباده الذين لا يجدون ما يركبون، فيسهل عليهم قطع الطرقات واجتيازها. 89- لواقح الأنوار في طبقات الأخيار، ج1، ص24. 90- صفة الصفوة، ج1، ص547. 91- حلية الأولياء، ج1، ص202. 92- حلية الأولياء، ج1، ص203. 93- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص200. 94- صفة الصفوة، ج1، ص550. 95- يسترضي. 96- صفة الصفوة، ج1، ص551. 97- جوخى: بلد بالعراق، ولم يكن عند الفرس كورة تعدلها، وكانت كثيرة الخراج. 98- صفة الصفوة، ج1، ص551. 99- تهذيب تاريخ دمشق الكبير، ج6، ص208. 100- في الإصابة، ج1، ص318 في حديثه عن حذيفة بن اليمان قال: قال العجلي استعمله عمر على المدائن. وفي المستدرك، ج3، ص380، في حديثه عن فضائل حذيفة قال: وزعم بعضهم أنه كان بالمدائن الخ.. لكن المحق أن الذي تولى إمارة المدائن هو سلمان وبقي بها إلى أن توفي. 101- رجال بحر العلوم، ج3، ص16. 102- راجع الكامل، ج3، ص287. 103- نهج البلاغة، ج3، ص128. 104- الخصال، ص463. 105- عال: افتقر. 106- طاش السهم: مال عن الهدف. 107- الاحتجاج، ص112. 108- اسم موضع بين مكة والمدينة، يتفرّق منه الحجاج إلى بلدانهم. 109- سورة المائدة، الآية 3. 110- الغدير، ج2، ص34، عن ثمانية وثلاثين مصدراً. 111- أمالي الشيخ الطوسي، ص155. 112- أمالي الشيخ الطوسي، ص227. 113- أمالي الشيخ الطوسي، ص319. 114- أمالي الشيخ الطوسي، ص363. 115- الاحتجاج، ص157. 116- زرها: قوامها. 117- أمالي الشيخ المفيد، ص139. 118- تفسير الحبري، ص232. 119- راجع البحار، ج22، ص374، والقصة طويلة ومفصلة اقتضبنا منها ما يناسب الموضوع. 120- نفس المصدر، ص381، خبر معروف. 121- سلمان الفارسي، ص138-139. 122- البحار، ج22، ص379. 123- نفس المصدر، ص283، ومعجم رجال الحديث، ج8، ص195. 124- سلمان الفارسي، ص139. 125- البحار، ج22، ص380. |