صفحة 293
الباب
الحادي عشر
باب
الإمام محمد
الجواد ( عليه
السلام )
صفحة 295
مضى أبو
جعفر محمد بن
علي بن موسى
بن جعفر بن محمد
بن علي بن
الحسين
بن علي بن أبي
طالب ( عليهم
السلام ) وله خمسة
وعشرون سنة
وثلاثة
اشهر واثنا
عشر يوما في
وم الثلاثاء لست
خلون من ذي
الحجة سنة
عشرين
ومائتين ،
فكان مقامه مع
أبيه تسع سنين
وثلاثة اشهر ،
وأقام بعد
أبيه ست
عشرة سنة
واثني عشر
يوما .
وإسمه
محمد .
وكنيته :
أبو جعفر ،
والخاص أبو
علي .
ولقبه :
المختار ،
والمرتضى ،
والتقي ،
والمتوكل .
ومشهده
في مقابر قريش
إلى جانب مشهد
جده موسى في
القبة .
واسم
أمه : خيزران
المرسية .
وكان له
من الولد : علي
العسكري ،
وموسى ، ومن البنات
:
خديجة ،
وحليمة ، وأم
كلثوم .
وكان (
عليه السلام )
شديد الأدمة
ولقد قال فيه أهل
الحيرة
والشاكون
والمرتابون
انه ليس من
ولد الرضا
وقالوا - لعنهم
الله - انه من
ولد سيف
صفحة 296
الأسود
مولاه ،
وقالوا : من
لؤلؤ وانهم
اخذوا الرضا
أباه عند
المأمون
فحملوه
إلى القافة
بمكة ، وهو
طفل في مجمع
من الناس في
المسجد
الحرام
فعرضوه
عليهم فلما
نظر إليه
القافة خروا
سجدا ، ثم
قاموا فقال :
ويحكم
من هذا
الكوكب
العظيم الدري
النور المبين
يعرض علي هذا
والله الزكي
النسب
المهذب
الطاهر والله
ما تردد الا
في الأصلاب
والأرحام
الطاهرة ،
والله
ما هو الا من
ذرية رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) وعلي
أمير
المؤمنين
المؤمنين
فارجعوا
فاستقيلوا
الله عز وجل
واستغفروه ولا
تشكوا في نسب
مثله ،
وتحمد ، ( عليه
السلام ) في
ذلك الوقت وله
خمسة وعشرون شهرا
فنطق
بلسان
أرهف من السيف
وأفصح من
الصاحة يقول :
الحمد
لله الذي
خلقنا من نوره
، واصطفانا من
بريته ،
وجعلنا
أمناءه
، على خلقه
ووحيه ، معاشر
الناس انا محمد
بن علي الرضا
بن موسى
الكاظم
بن جعفر
الصادق بن
محمد الباقر
بن علي علي
زين العابدين
بن الحسين
الشهيد
بن أمير
المؤمنين علي
المرتضى
وفاطمة
الزهراء بنت
محمد المصطفى
(
صلى الله
عليهم أجمعين
) وعلى أولادي
بعدي ، وأعرض
على القافة
والله
اني
لاعلم بأنساب
الناس من
آبائهم ،
والله اني
لاعلم خوافي
سرائرهم
وظاهرهم
واني لاعلم
بهم أجمعين
وما هم إليه
صائرون أقوله
حقا ، واظهره
صدقا
علما أورثناه
الله عز وجل
قبل الخلق أجمعين
، وبعد فناء
السماوات
والأرض
، وأيم الله
لولا تظاهر
الباطل علينا وغلبة
دولة الكفر
وتولي أهل
الشك
والشرك
والشقاق
علينا لقلت
قولا يعجب منه
الأولون
والآخرون ،
ثم وضع
يده على فمه
وقال : يا محمد
اصمت كما صمت
آباؤك :
(
واصبر كما صبر
أولو العزم من
الرسل ، ولا
تستعجل لهم
كأنهم يوم
يرون ما
يوعدون ) إلى
آخر الآية ،
ثم تولى إلى رجل
إلى جانبه
فقبض
على يده
وتمشى يتخطى
رقاب الناس ،
والناس يفرجون
له فرأيت
مشيخة
حلة وهم
ينظرون إليه ،
ويقولون :
الله اعلم حيث
يجعل رسالته ،
فسالت
عن
المشيخة فقيل
لي : هؤلاء قوم
من بني هاشم
من أولاد عبد
المطلب .
صفحة 297
قال
فبلغ الخبر
إلى علي بن
موسى وما صنع
بابنه محمد ،
فقال : الحمد
لله ، ثم
التفت إلى من
بحضرته من
شيعته فقال لهم
: هل علمتم ما
قذفت به
مارية
القبطية / وما
ادعى عليها في
ولادتها
إبراهيم بن
رسول الله
(
صلى الله عليه
وآله ) ؟
فقالوا : يا
سيدنا أنت اعلم
خبرنا لنعلم ،
فقال :
ان
مارية أهداها
المقوقس إلى
جدي رسول الله
( صلى الله
عليه وآله ) ،
وتحظى
بمارية من
دونهم وكان
معها خادم
يقال له جريح
وحسن إيمانها
وإسلامها
، ثم ملكت
مارية قلب
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله )
فحسدها
بعض أزواجه ،
وأقبلت عائشة
وحفصة تشكوان
إلى أبويهما
ميل
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) إلى
مارية وايثاره
إياها عليهما
حتى سولت
لأبويهما
أنفسهما بان
يقذفوا مارية
بأنها حملت
بإبراهيم من
جريح الخادم ،
وكانوا
لا يظنون جيحا
خادما فاقبل
أبواهما إلى
النبي ( صلى
الله عليه
وآله )
وهو
جالس في مسجده
فجلسا بين
يديه ، ثم
قالا : يا رسول
الله ما يحل
لنا ولا
لشيعتنا ان
نكتم عليك ما
يظهر من خيانة
واقعة بك ،
قال : ماذا
تقولان
؟ قال : يا رسول
اله ان جريحا
يأتي من مارية
الفاحشة
العظمى ،
وان
حملها من جريح
ليس هو منك ،
فأربد وجه رسول
الله ( صلى
الله
عليه
وآله ) وعرضت
له سهوة لعظيم
ما تلقياه به ،
ثم قال :
ويحكما ما
تقولان
؟ قالا : يا
رسول الله انا
خلفنا جريحا ومارية
في مسرتها
يعتبها في
حجرتها
ويفاكهها
ويلاعبها
ويروم منها ما
يروم الرجال من
النساء فابعث
إلى
جريح
فإنك تجده على
هذه الحال
فانفذ فيهما
حكم الله حكمك
.
فاتى
النبي إلى علي
( عليه السلام )
، وقال : قم يا أبا
الحسن بسيفك
ذي
الفقار حتى
تمضي مسرية
مارية فان
صادفتها وجريحا
كما يصفان
فاخمدهما
بسيفك ضربا .
وقام
علي ( عليه
السلام ) ومسح
سيفه وأخذه
تحت ثوبه فلما
ولى من
بيد يدي
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) انثنى إليه
فقال يا رسول
الله :
صفحة 298
أكون
كالشكة ،
والشاهد يرى
ما لا يرى
الغائب ، فقال
له : فديتك يا
أبا الحسن
امض ،
فمضى وسيفه في
يده حتى تسور
من فوق مسرية
مارية وهي
في جوف
المسرية ،
وجريح معها
يؤدبها بآداب
الملوك ،
ويقول لها :
عظمي
رسول
الله ولبيه
وأكرميه حتى
التفت جريح
فنظر إلى أمير
المؤمنين
وسيفه
مشهور
في يده ففزع
جريح ، وصعد
إلى نخلة في
المسرية فصعد
إلى رأسها
فنزل
أمير
المؤمنين إلى
المسرية ،
فكشف الريح عن
أثواب جريح
فرآه خادما
مسموحا
ليس له ما
للآدميين ،
فقال : انزل يا
جريح ، قال : يا
أمير
المؤمنين
آمنا على نفسي
؟ فقال : آمنا
على نفسك ،
فنزل جريح
وأخذ بيده
أمير
المؤمنين إلى
رسول الله
فأوقفه بين
يديه ، وقال :
يا رسول الله
ان
جريحا
خادم ممسوح ،
فولى النبي
وجهه إلى
الجدار ، وقال
: حل لهما
-
لعنهما الله -
يا جريح حتى
يتبين كذبهما
ويحتقبا
خزيهما ،
بجرأتهما على
الله
ورسوله
فكشف جريح عن
أثوابه فإذا
هو خادم ممسوح
فسقطا بين يدي
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) وقالا :
يا رسول الله
التوبة ، استغفر
لنا
ولن
نعود .
فقال
رسول الله (
عليه السلام ) :
لا تاب الله
عليكما فان
نفعكما
استغفاري
ومعكما هذه
الجرأة على
الله عز وجل وعلى
رسوله فقالا :
يا
رسول
الله ان
استغفرت لنا
رجونا ان يغفر
الله لنا ،
فأنزل الله
الآية بهما
وفي
براءة مارية : (
ان الذين
يرمون المحصنات
المؤمنات
الغافلات
لعنوا
في
الدنيا
والآخرة ولهم
عذاب عظيم يوم
تشهد عليهم
ألسنتهم
وأيديهم
وأرجلهم
بما كانوا
يعملون ) .
قال
الرضا علي بن
موسى ( عليهما
السلام ) :
الحمد لله
الذي في ابني
محمد
أسوة برسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) وابنه
إبراهيم
(
عليهما السلام
) وكان هذا من
دلائله
وبراهينه
الذي ذكرناهم
(
عليه السلام ) .
صفحة 299
عن
الحسين بن
حمدان قال :
حدثني أحمد بن
صالح عن عسكر
مولى
أبي
جعفر محمد بن
علي الرضا (
عليه السلام )
قال : دخلت
عليه وهو
جالس في
وسط إيوان له
يكون عشرة
اذرع في عشرة اذرع
فوقفت بباب
الإيوان
أراه فقلت في
نفسي سبحان
الله ما أشد سمرة
مولاي وأضوأ
جسده
قال
فوالله ما
استتممت هذا
القول حتى عرض
جسده وتطاول
وامتلأ به
الإيوان
إلى سقفه مع
جوانب حيطانه
ثم رأيت لونه
قد أظلم ثم
أظلم ثم
ابيض ثم
صار كأبيض من
الثلج ثم احمر
ثم صار مثل
العقيق
المحمر ثم
اخضر
حتى صار كأغض
ما يكون من
الأغصان
المورقة
المخضرة ثم
تناقص
جسده
حتى صار في
صورته الأولى
وأعاد لونه
إلى اللون
الأول فسقطت
لوجهي
لهول ما رأيت
فصاح بي يا
عسكر تشكون بي
فنثبتكم
وتضعفون
فنقويكم
فوالله لا وصل
إلى حقيقة
معرفتنا الا
من من الله
بها عليه
وارتضيناه
لنا وليا قال
عسكر فما لبث
في نفسي الا ما
أظهره لساني
وتفوه به
جناني .
وعن
الحسين بن
داود السعدي
عن أبي هاشم
داود بن
القاسم
الجعفري
، قال : دخلت
على أبي جعفر (
عليه السلام )
ومعي ثلاث
رقاع
غير
مترجمة ولا
عليها اسم
لأصحابها
فاشتبهت علي
فتناول
إحداها وقال
هذه
رقعة زيد بن
شهاب ، ثم
تناول
الثانية وقال
: هذه رقعة
محمد بن
جعفر ،
ثم اخذ
الثالثة وقال
: هذه رقعة علي
بن الحسين
فسماهم والله
وسمى
آباءهم ووقع
فيها بالذي
سألوا
فاخذتها ونهضت
فنظر إلي
وتبسم
لأنه
علم بسروري
بتلك الدلائل
ثم أعطاني ثلاثمائة
دينار وأمر بحملها
إلى
علي بن
الحسين بن
إبراهيم بن
موسى بن عمه ،
وقال : يقول لك
دلني على
حريف
يعرف ليشتري
بها متاعا
فدلك عليه
فكلمني اجمال
ان أساله
(
عليه السلام )
ان يدخله في
خدمته فجئت به
باب الدار
فأوقفته
ودخلت
على أبي
جعفر ( عليه
السلام )
لأكلمه في
أمره فوجدته
على مائدة
يأكل معه
جماعة
من أوليائه
وشيعته فلم
يمكنني كلامه
فقال : يا أبا
هاشم اجلس فكل
صفحة 300
واخذ
بيده طعاما
فوضعه يبن يدي
فأكلت ثم ابتدأ
من غير أن
أساله ولا
اذكر له
الجمال فقال
يا غلام انظر
الجمال الذي
اتانا به أبو
هاشم وانه
واقف
بالباب فضمه
في خدمتنا وطاعتنا
.
وعنه عن
محمد بن موسى
القمي ، عن
خالد الحداء ،
عن صالح بن
محمد بن
داود
اليعقوبي ،
قال : لما توجه
أبو جعفر (
عليه السلام )
لاستقبال
المأمون
وقد أقبل من
نواحي الشام
وأمر ان يعقد
ذنب دابته
وذلك في يوم
صائف
شديد الحر
وطريق لا يوجد
فيه الماء
فقال بعض من
كان معنا ممن
لا
علم له
أي موضع عقد
ذنب دابته فما
سرنا الا يسيرا
حتى وردنا ارض
ماء
ووحل
كثير وفسدت
ثيابنا وما
معنا ولم يصبه
شئ من ذلك قال :
صالح
وقال :
لنا يوما ونحن
في ذلك الوجه
اعلموا انكم
ستضلون عن
الطريق
قبل
المنزل الأول
الذي يلقاكم
الليلة ترجعون
إليه في
المنزل بعدما
يذهب
من
الليل سبع
ساعات فقال من
فينا من لا
فضل له بهذه
الطريق ولا
يعرفه
ولا
يسلكه قط
وستنظرون صدق
ما قال صالح
فضللنا عن
الطريق قبل
المنزل
الذي كان
يلقانا وسرنا
بالليل حتى تنصف
وهو يسير بين
أيدينا ونحن
نتبعه
حتى صرنا في
المنزل
الثاني على الطريق
فقال انظروا
كم ساعة مضى
من
الليل فإنها
سبع ساعات
فنظرنا فإذا
هي كما قال .
وعن
الحسين بن
محمد بن جمهور
، عن صفوان بن
يحيى ومحمد بن
سنان
الزاهري قالا
جميعا : دخلنا
على أبي الرضا
( عليه السلام )
بمكة ،
وقد عمل
على المقام
وعملنا على
الخروج إلى المدينة
فقلنا : يا
سيدنا أنت
مقيم
ونحن خارجون
وان رأينا ان
تكتب لنا كتابا
إلى أبي جعفر
توصية
فيكم
وبارك بالنظر
إليه فكتب لنا
إليه فلما وردنا
المدينة صرنا
بالكتاب إلى
داره
فخرج الينا
موفق الخادم
وقد حمل أبا
جعفر على صدره
وله في ذلك
الوقت
خمسة عشر شهرا
، فرأينا
وأشرنا بالكتاب
إلى موفق فمد
أبو جعفر
يده
فاخذ الكتاب
وأشار به إلى
موفق ليفضه
ففضه موفق
واخذه أبو
جعفر
صفحة 301
وأقبل
يقرأ الكتاب
ويطويه من
أعلاه وينشره
من أسفله
ويتبسم حتى
اتى
على
آخره ثم قال :
سألتما سيدي
ان يكتب لكما
كتابا إلي
لتكلماني
فنظر إلي
قلنا يا
سيدنا هكذا
كان قال : محمد
بن سنان يا
سيدي أردد إلي
بصري
انظر
إليك وارددني
محجوبا فان
هذه آيتي مع
أبيك وجدك
موسى وجعفر
قال :
فمسح يده على
عيني فرجعت
بصيرا ثم رده
يده على وجهي
فرجعت
محجوبا
فقلت بطرسيا
فحرك رجله إلى
صدر موفق وقال
بأخ بأخ حكاية
لما
يقوله
إذا ناغى قال
صفوان بن يحيى
، ومحمد بن
سنان ما أخذنا
الكتاب الا
ونحن لا
نشك انه
الامام بعد
أبيه فأرانا
دلالته
وخاطبنا وقرأ
الكتاب من
أوله
إلى آخره ثم
عاد إلى حكاية
طفوليته ان هذا
برهان عظيم .
وعنه عن
أبي الحسن
محمد بن يحيى
عن محمد بن حمزة
بن القاسم
الهاشمي
، عن علي بن
محمد بن علي
بن أحمد بن
أبي الحسن ،
قال :
دخلت
على أبي جعفر
في صبحة عرسه
بأم الفضل بنت
المأمون وكنت
أول
من دخل
عليه في ذلك
اليوم فدنوت
منه وقعدت فوجدت
عطشا شديدا
فجللته
ان اطلب الماء
فنظر إلي وقال
يا علي : شربت
الدواء
بالليل
وتغديت
على
بكرة فأصبت
العطش واستحييت
تطلب الماء
مني فقلت :
والله يا
سيدي
هذه صفتي ما
غادرت منها
حرفا فصاح في
نفسه يا غلام
تسقيني
فقلت في
نفسي يا ليت
لا يسقى الماء
واغتممت فاقبل
الغلام ومعه
الماء
فنظر
إلى الماء
والي وتبسم
واخذ الماء
وشرب منه
وسقاني فمكث
قليلا
وعاودني
العطش
فاستحييت اطلب
الماء فصاح
بالخادم وقال
تسقيني ماء
فقلت في
نفسي مثل ذلك
القول الأول
واقبل الخادم
بالماء فاخذه
وشرب منه
وسقاني
فقلت لا إله
إلا الله اي
دليل دل على إمامته
من علمه ما
اسره في
نفسي
فقال : يا علي
والله نحن كما
قال تعالى : ( أم يحسبون
انا لا نسمع
سرهم
ونجواهم بلى
ورسلنا لديهم
يكتبون ) فقمت
وقلت لمن كان معي
هذه
ثلاث
براهين
رأيتها من أبي
جعفر ( عليه
السلام ) في
مجلسي هذا
فقال :
من لا
علم له بفضله
اني لأحسب هذا
الهاشمي كما
يقال إنه يعلم
الغيب
صفحة 302
فنظرت
إليه وحمدت
الله على
معرفة سيدي
لجهل الرجل به
.
وعنه عن
علي بن بشر عن
أبي عمران
موسى بن زيد ،
عن يحيى بن
أبي
عمران ، قال :
ان موسى بن
جعفر الداري
قال : وردنا
جماعة من أهل
الري
إلى بغداد
نريد أبا جعفر
( عليه السلام )
فدللنا عليه
ومعنا رجل من
أهل
الري زيدي
يظهر لنا
الإمامة فلما
دخلنا على أبي
جعفر ( عليه
السلام )
سألناه
عن مسائل
قصدنا بها
وقال أبو جعفر
لبعض غلمانه
خذ بيد هذا
الرجل
الزيدي
وأخرجه فقام
الرجل على
قدميه وقال
انا اشهد ان
لا إله إلا
الله
وأشهد
أن محمدا رسول
الله وان عليا
أمير المؤمنين
وان آباءك
الأئمة
وأثبت
لك الحجة لله
في هذا العصر
فقال له : اجلس
فقد استحقيت
بترك
الضلال
الذي كنت عليه
وتسليمك
الامر لي من
جعله له يسمع
ولا يمنع
فقال
الرجل : والله
يا سيدي اني
أدين لله امامة
زيد بن علي
مدة أربعين
سنة ولا
اظهر للناس
غير مذهب
الإمامة فلما
علمت مني ما
لا يعلمه الا
الله
اشهد انك
الامام
والحجة .
وعنه عن
جعفر بن محمد
بن مالك ، عن
محمد بن يونس
عن داود بن
زيد
الخياط ، قال :
كنت بين يدي
أبي جعفر (
عليه السلام )
وهو جالس
في
مجلسه فسرقت
شاة لبعض
مواليه فطالب
قوما بأعينهم
فقال
(
عليه السلام ) :
احضروا فلانا
لقد سرقت شاته
وهو يطالب بها
من لا
يسرقها
فاحضروه فقال
خل القوم الذين
تطالبهم
بشاتك وامض
إلى منزل
راشد
مولاك وخذ
شاتك من بيته
فهو اخذها قال
: داود فقمت
حتى صرت
بداره
فوجدت الشاة
في بيته
فاخذتها
وأبترأ القوم
الذين كانوا
يطالبون بها .
وعن أبي
العباس عتاب
بن يونس
الديلمي عن
محمد بن علي
بن حديد
الوشا
الوفي قال
خرجنا حاجين فلما
قضينا حجنا
ورجعنا من مكة
قطع
علينا
الطريق ونحن
عصابة من شيعة
أبي جعفر ( عليه
السلام ) فاخذ
كل ما
كان
معنا فلما
وردنا
المدينة دخلت
على أبي جعفر (
عليه السلام )
فابتدأني
صفحة 303
قبل ما
اساله بشئ
فقال يا علي
بن حديد قطع
عليكم الطريق
في العرج
وأخذ ما كان
معكم وعددكم
ثلاثة وعشرون
نفرا وسمانا بأسمائنا
وأسماء
آبائنا
فقلت : أي
والله يا سيدي
كنا كما قلت
وامر لنا
بكسوة
ودنانير
كثيرة
وقال :
فرقها على
أصحابك فإنها
بعدد ما ذهب
منكم قال علي
بن حديد :
فصرت
بها إلى
إخواني
وأصحابي
ففرقتها
عليهم فطلعت
والله بإزاء
ما اخذ
منا
سواء .
وعن
محمد بن ابان
عن خالد
العطار
الكوفي عن أبي
هاشم داود بن
القاسم
الجعفري عن
أبي جعفر (
عليه السلام )
قال : كنت في
داره ببغداد
وانا
جالس بين يديه
إذ دخل عليه
ياسر الخادم فرحب
به وقربه ثم
قال : يا
سيدي
ستنا أم جعفر
تستأذنك
بالمسير إلى
أم الفضل
للسلام عليك
وعليها
وقد استأذنت
فقال له : قل
لها اقبلي إليه
بالرحب
والسعة فمضى
الخادم وقمت
وانا أقول في
نفسي انه ليس
هذا وقت
جلوس أم
جعفر تصير
إليه أم الفضل
فقال لي : اجلس
يا أبا هاشم
فان أم
جعفر
تحضر وترى ما
يجب فجلست
وانصرفت أم
جعفر فأذنت
عليه قبل
أذانها
على أم الفضل
فقال للخادم
قل لها يحضرني
الا من يحتشم
بنا وهو أبو
هاشم
الجعفري ابن
عمك فاستحيت
واعتزلت بجانب
حيث لا أراهم
واسمع
كلامهم فدخلت
وسلمت عليه
واستأذنته بالدخول
على أم الفضل
بنت
المأمون
زوجته فاذن
لها فما لبث
ان عادت اله
فقالت له يا
سيدي اني
لأحب ان
أراك وأم
الخير بموضع
واحد لتقر
عيني وافرح
واعرف أمير
المؤمنين
اجتماعكما
فيفرح فقال
ادخلي إليها
فاني تابعك في
الأثر فدخلت
أم
الخير
فقدمت نعليه
ودخل والستور
تشتال بين يديه
فما لبث ان
أسرع راجعا
وهو
يقول فلما
رأينه أكبرنه
وجلس وخرجت أم
جعفر فقالت يا
سيدي ما
حدث الا
خيرا ما رأيت
وما حضرت الا
خيرا ولم لا
تجلس فما الذي
حدث
فقال يا
أم جعفر حدث
ما لا يصح ان
أعيده عليك فارجعي
إلى أم الفضل
فاسأليها
بينك وبينها
فإنها تخبرك
ما حدث منها
ساعة دخولي
إليها فإنه من
صفحة 304
سر
النساء
فأعادت أم
جعفر على أم
الخير ما قاله
( عليه السلام )
فقالت :
لها يا
عمة ما الذي
حدث مني قلت :
يا بنية ما
اعلم ما هو
فحلفت اني ما
أحضرت
الا خيرا ،
وظننت انه رأى
في وجهك كرها ،
فقالت : لا
والله يا
عمة ما
تبين بوجهي
كرها ولا علمت
ما حدث فارجعي
إليه اسأليه
ان
يخبرك
فقلت : يا ابنة
أنه قال : انه
من سر النساء
فقالت أم
الخير : كيف
لا ادعو
على أبي وقد
زوجني ساحرا
فقالت لها : يا
بنية لا تقولي
هذا فلئن
في أبيك
ولا فيه أريني
فما الذي حدث
قالت : يا عمة
والله ما هو
طلع
حقا الا
انعزلت إلى
الصلاة وحدث
مني ما يحدث من
النساء فضربت
يدي
إلى
أثوابي
وضممتها فخرجت
أم جعفر إليه
، وقالت : يا
سيدي أنت تعلم
الغيب
قال : لا قالت
من لك بان
تعلم ما حدث
من أم الخير
مما لا يعلمه
الا
الله وهي في
الوقت فقال
لها : نحن من
علم الله
علمنا وعن
الله
نخبر ،
قالت له : ينزل
عليك الوحي
قال لا قالت : من
أين لك علم
ذلك ،
قال : من حيث لا
تعلمين
وسترجعين إلى
من تخبرينه
بما كان فيقول
لك : لا
تعجبي فان
فضله وعلمه
فوق ما تظنين
فخرجت أم جعفر
ودنوت
منه
وقلت له : قد
سمعتك وأنت
تقول فلما
رأينه أكبرنه
فهذا خبر
النسوة
الذي
خرج عليهن
يوسف لما
رأينه
والاكبار مما حدث
من أم الفضل
فعلمت
انه
الحيض .
وعنه عن
محمد بن
إسماعيل
الحسني عن
محمد بن علي
عن أيوب
السراج
عن محمد بن
موسى النوفلي
قال : دخلت على
سيدي أبي جعفر
(
عليه السلام )
يوم الجمعة
عشيا فوجدت
بين يديه
فوجدت أبا
هاشم داود
ابن
القاسم
الجعفري
وعينا أبي
هاشم بهمدان ورأيت
سيدي أبا جعفر
مطرقا
فقلت لأبي هاشم
ما يبكيك يا
ابن العم قال :
من جرأة هذا
الطاغي
المأمون على
الله وعلى
دمائنا بالأمس
قتل الرضا
والآن يريد
قتلي
فبكيت
وقلت : يا سيدي
هذا مع اظهاره
فيك ما يظهره
قال : ويحك يا
ابن
العم الذي
أظهره في أبي
أكثر فقلت
والله يا سيدي
انك لتعلم ما
علمه
صفحة 305
جدك
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) وقد علم
ما علمه
المسيح وسائر
النبيين
وليس لنا حكم
والحكم
والامر لك فان
تستكفي شره
فإنه يكفيك
فقال
ويحك يا ابن
العم فمن يركب
إلي الليلة في
خدمة بالساعة
الثامنة من
الليل
وقد وصل الشرب
والطرب إلى
ذلك الوقت واظهره
بشوقه إلى أم
الفضل
فيركب ويدخل
إلي ويقصد إلى
ابنته أم الفضل
وقد وعدها
انها
تبات في
الحجرة
الفلانية في
بعد مرقدي
بحجرة نومي
فإذا دخل داري
عدل
إليها
وعهد الخدم
ليدخلون إلى
مرقدي فيقولون
ان مولانا
المأمون منا
ويشهروا
سيوفهم
ويحلفوا انه
لا بد نقتله
فأين يهرب منا
ويظرون إلي
ويكون
هذا الكلام
اشعارهم
فيضعون
سيوفهم على
مرقدي
ويفعلون كفعل
غيلانه
في أبي فلا
يضرني ذلك ولا
تصل أيديهم إلي
ويخيل لهم انه
فعل
حق وهو
باطل ويخرجون
مخضبين
الثياب قاطرة
سيوفهم دما
كذبا ويدخلون
على
المأمون وهو
عند ابنته في
داري فيقول ما
وراءكم فيروه
أسيافهم تقطر
دما
وثيابهم
وأيديهم
مضرجة بالدم
فتقول أم الفضل
أين قتلتموه
فيقولون لها
في
مرقده فتقول
لهم ما علامة
مرقده فيصفون
لها فتقول اي
والله هو
فتقدم
إلى رأس
أبيها فتقبله
وتقول : الحمد
لله الذي أراحك
من هذا الساحر
الكذاب
فيقول لها : يا
ابنة لا تعجلي
فقد كان لأبيه
علي بن موسى
هذا
الفعل
فأمرت تفتح
الأبواب
وقعدت
للتعزية ولقد
قتله قتله
خدمي أشد من
هذه
القتلة
ثم ثاب إلى
عقلي فبعثت
ثقة خدمي صبيح
الديلمي
السبب في قتله
فعاد
إلي وقال : انه
في محرابه
يسبح الله
فتغلق
الأبواب ثم
تظهر انها
كانت
غشية
وفاقت الساعة
فاصبري يا
بنية لا تكون
هذه القتلة
مثل تلك
القتلة
فقالت
يا أبي هذا
يكون قال : نعم
، فإذا رجعت
إلى داري وراق
الصبح
فابعثي
استأذني عليه
فان وجدتيه
حيا فادخلي عليه
وقولي له : ان
أمير
المؤمنين
شغب عليه خدمه
وأرادوا قتله
فهرب منهم إلى
أن سكنوا فرجع
وان
وجدتيه
مقتولا فلا تحدثي
أحدا حتى
أجيئك وينصرف
إلى داره
ترتقب ابنته
الصبح
فإذا اعترض
تبعث إلي
خادما فيجدني
في الصلاة
قائما فيرجع
إليها
بالخبر
فتجئ وتدخل
علي وتفعل ما
قال أبوها وتقول
ما منعني ان
أجيئك
صفحة 306
بليلتي
الا أمير
المؤمنين إلى
أن أقول والله
الموفق ها هنا
من هذا الموضع
يقول
انصرف وتبعث
له وهذا خبر
المأمون
بالتمام .
وعنه
بهذا الحديث
مرفوعا إلى
أبي جعفر (
عليه السلام )
وكان في عهده
رجل
يقال له
شاذويه وكان
له أهل حامل
وانها أموية
وهي قبيلة وما
بالقبيلة
من سلم امره
إلى أبي جعفر
محمد ( عليه
السلام ) الا
هي وبعلها
وليس
تسليم أمرهم
الا ببينة من
أبي جعفر (
عليه السلام )
فقدم إليه
شاذويه
وهو بين
من حضر معه
ومحمد بن سنان
في مجلسه فلما
قرب شاذويه من
أبي
جعفر
فرمى ( عليهم
السلام ) فقال
أبو جعفر : يا
شاذويه ببالك
حديث
وقد
اتيت منا
البينة وما
أبديته إلى
سواي فلما سمع
ذلك أيقن انه
من أهل بيت
النبوة
ومعدن
الرسالة وقال
: تريد يا
شاذويه بيان
ما اتيت الينا
به من
حاجة لك
فقال : نعم ، يا
مولانا ما
اتيت الا باظهار
ما كان في
ضميري
تبديه
لي فما سؤالي
لك وما الحاجة
فقال : نعم ان
لك اهلا حاملا
وعن
قريب
تلد غلاما
وانها لم تمت
في ذلك الغلام
فما تفاوض أبو
جعفر بالكلام
الا
لاتخاذ
الإمامة
وأهلك من أمية
وانها جميلة
المراجعة لك ،
فقال : نعم ،
يا أبا
جعفر ، وانها
تسلمن أمرها ،
الينا ببينة
منا ، لها
وانها من قوم
كافرين
فإنها
راجعة إلى
الاسلام وكان
الشاذويه رفيقا
له لم يؤمن
بما يأتي به
أبو
جعفر (
عليه السلام )
فقال له : بئس
ما قلت وما
قال أبو جعفر أفما
تفاوض
أبو جعفر
بالكلام الا
لاتخاذ
الإمامة فقال
: شاذويه قد
علمنا ما
علمت
ولم تؤت من
الفضل
والايثار من
أبي جعفر ( عليه
السلام )
مثلما
علمت
فلما أسرعت
إليه بهذه
البشرى قال
محمد بن سنان
ليعلم فضل
شعب أبي
جعفر ( عليه
السلام )
وعلمهم في
سائر الناس
قال شاذويه :
فدخلت
منزلي فإذا
انا بزوجتي
على شرف لم
أجزع لذلك لان
أبا جعفر
(
عليه السلام )
اخبرني انها
لم تمت في هذه
الولادة
فأفاقت عن
قريب وولدت
غلاما
ميتا فرجعت
إلى أبي جعفر (
عليه السلام ) فلما
دنوت من
المجلس
فقال يا
شاذويه وجدت
ما أخبرتك
وولدك حقا قلت
نعم ، يا
صفحة 307
سيدي
فلم لا تدعو
لي حتى يرزقني
الله ولدا باقيا
قال لا تسألني
قلت يا
سيدي :
سألتك قال
ويحك الآن فقد
نفذ فيه الحكم
قلت أين فضلك
قال
محمد بن سنان
قلت : يا سيدي
تسأل الله ان
يجيئه فقال
اللهم انك
عال
بسرائر عبادك
فان شاذويه قد
أحب ان يرى
فضلك عليه
فأحيي له أنت
الغلام
فانثنى أبو
جعفر إلي وقال
الحق بابنك فقد
أحياه الله لك
قال :
فأسرعت
إلى منزلي
فتلقتني
البشارة ان
ابني قد عاش
فخبرت أمه
وكانت
أموية
فقالت والله
الآن لأتبرأن
من أمية جميعا
قلت لها ومن
تيم وعدي
فقالت :
تبرأت من فلان
وفلان
وتواليت بني
هاشم وهذا
الإمام محمد
بن
علي (
عليه السلام )
وتشيعت وتشيع
كل من في داري وما
كان فيها غيري
من
يتولاه .
وعن
محمد بن
إبراهيم ، عن
محمد بن علي ،
عن موسى بن
القاسم ،
قال :
شاجرني رجل
ونحن في مكة
من أصحابنا
يقال له إسماعيل
في أبي
الحسن
الرضا ( عليه
السلام ) قال
كان يجب ان
يدعو المأمون
إلى الله والى
طاعته
فلم أدر ما
أجيبه
فانصرفت إلى
فراشي فرأيت
أبا جعفر
(
عليه السلام )
في نومي فقلت
له جعلت فداك
ان إسماعيل
سألني هل
كان يجب
على أبيك ان
يدعو المأمون
إلى الله وطاعته
فلم أدر ما
أجيبه فقال
لي إنما
يدعو الامام
إلى الله مثلك
ومثل أصحابك
ومن تبعهم
فانتبهت
وحفظت
الجواب من أبي
جعفر محمد
وخرجت إلى الطواف
فلقيني
إسماعيل
فقلت له
ما قاله لي
أبو جعفر
فكأني ألقمته
حجرا فلما كان
من قابل اتيت
المدينة
ودخلت على أبي
جعفر ( عليه
السلام ) وهو يصلي
فأجلسني موفق
الخادم
فلما فرغ من
صلاته قال لي :
يا موسى ما الذي
قال إسماعيل
بمكة
عام أول
حيث شاجرك في
أبي قلت جعلت
فداك أنت تعلم
قال ما كانت
رؤياك
قلت رأيتك يا
سيدي في نومي
وشكوت إليك إسماعيل
قال : فقلت
إنما
يجب طاعته على
مثلك ومثل
أصحابك ممن لا
يبغيه وخصمته
، قال هو
ذلك قال :
انا قلت لك في
منامك
والساعة
أعيده عليك
فقلت والله
هذا
صفحة 308
هو الحق
المبين .
وعنه عن
محمد بن يحيى
الفارسي ، عن
علي بن حديد
عن علي بن
مسافر
عن محمد بن
الوليد بن
يزيد ، قال :
اتيت أبا جعفر
( عليه السلام )
فوجدت
في داره قوما
كثيرين ورأيت
ابن مسافر
جالسا في معزل
منهم
فعدلت
إليه فجلست
معه حتى زالت
الشمس فقمت إلى
الصلاة فصليت
الزوال
فرض الظهر
والنوافل
بعدها وزدت
أربع ركع فرض
العصر
فاحتسيت
بحركة ورائي
بالتفت وإذا
أبو جعفر ( عليه
السلام ) فقمت
إليه
وسلمت
عليه وقبلت
يديه ورجليه
فجلس وقال ما
الذي أقدمك
وكان في
نفسي
مرض من إمامته
فقال لي : سلم
فقلت يا سيدي قد
سلمت فقال
ويحك
وتبسم بوجهي
فأناب إلي
فقلت سلمت
إليك يا ابن
رسول الله وقد
رضيت بك
اماما فكان
الله جلا عني
غمي وزال ما في
قلبي من المرض
من
إمامته
حتى اجتهدت
ورميت الشك
فيه إلى ما
وصلت إليه ثم
عدت من
إمامته
حتى اجتهدت
ورميت الشك
فيه إلى ما
وصلت إليه ثم
عدت من
الغد
بكرة وما معي
خلق ولا أرى
خلقا وانا
أتوقع السبيل
إلى من أجد
وينتهي
خبري إليه
وطال ذلك علي
حتى اشتد الجوع
فبينما انا
كذلك إذ
اقبل
نحوي غلام قد
حمل إلي خوانا
فيه طعام ألوانا
وغلام آخر معه
طست
وإبريق
فوضعه بين يدي
وقال لي مولاي
يأمرك ان تغسل
يديك وتأكل
فغسلت
يدي وأكلت
فإذا بابي
جعفر ( عليه
السلام ) قد
اقبل فقمت
إليه
فأمرني
بالجلوس
فجلست وأكلت
فنظر إلي
الغلام ارفع
ما سقط من
الخوان
على
الأرض فقال له
ما كان معك في
الخوان فدعه ولو
كان فخذ شاة
وما
كان معك
في البيت
فالقطه وكله
فان فيه رضى
الرب ومجلبة
الرزق وشفاء
من
الداء ثم قال
لي : اسال فقلت
جعلت فداك ما
تقول في المسك
فقال أبي
الرضا :
لم يتخذ مسكا
فيه بان كتب
إليه الفضل بن
سهل يقول يا
سيدي
ان
الناس يعيبون
ذلك عليك فكتب
يا فضل ما
علمت أن يوسف
الصديق
(
عليه السلام )
كان يلبس
الديباج
مزررا بالذهب
والجوهر
ويجلس على
كراسي
الذهب
واللجين فلم
يضره ذلك ولا
نقص من نبوته
شيئا وان
صفحة 309
سليمان
بن داود ( عليه
السلام ) وضع
له كرسي من الفضة
والذهب مرصع
بالجوهر
وعليه علم وله
درج من ذهب
إذا صعد على
الدرج اندرج
فترا فإذا
نزل
انتثرت بين
يديه والغمام
يظلله والانس
والجن تخدمه
وتقف الرياح
لامره
وتنسم وتجري
كما يأمرها
والسباع الوحوش
والطير عاكفة
من حوله
والملائكة
تختلف إليه
فما يضره ذلك
ولا نقص من
نبوته شيئا
ولا من منزلته
عند
الله وقد قال
الله عز وجل ( قل
من حرم زينة
الله التي
اخرج لعباده
والطيبات
من الرزق قل
هي للذين
آمنوا في الحياة
الدنيا خالصة
يوم القيامة )
ثم امر
ان يتخذ له
غالية فاتخذت
بأربعة آلاف دينار
وعرضت عليه
فنظر
إليها
والى سدوها
وحبها وطيبها
وامر ان يكتب لها
رقعة من العين
وقال
العين
حق فقلت جعلت
فداك فما
لمواليكم في
آتاكم فقال إن
جدي جعفر
الصادق (
عليه السلام )
كان له غلام
يمسك عليه بغلته
إذا دخل
المسجد
فبينما
هو في بعض
الأيام جالس
في المسجد إذ
أقبلت من
خراسان قافلة
فاقبل
رجل منهم إلى
الغلام وفي
يده البغلة فقال
له من داخل
المسجد
فبينما
هو في بعض
الأيام جالس
في المسجد إذ
أقبلت من
خراسان قافلة
فاقبل
رجل منهم إلى
الغلام وفي
يده البغلة فقال
له من داخل
المسجد
فقال
مولاي جعفر
الصادق بن
رسول الله
فقال له الرجل
: هل لك يا
غلام
تسأله يجعلني
مكانك وأكون
له مملوكا واجعل
لك مالي كله
فاني كثير
الخير
والضياع اشهد
لك بجميعه
واكتب لك
وتمضي إلى
خراسان فتقبضه
وانا
موضعك أقيم
فقال له
الغلام : اسال
مولاي ذلك
فلما خرج قدم
بغلته
فركب
وتبعه كما كان
يفعل فلما نزل
في داره استأذن
الغلام ودخل
عليه فقال
له
مولاي : يعرف
خدمتي وطول
صحبتي قال :
فان ساق الله
لنا خيرا
تمنعني
منه ، فقال له
جدي : أعطيك من
عندي وأمنعك
من غيري حاش
لله
فحكى له حديث
الخراسني
فقال له ( عليه
السلام ) ان
زهدت
بخدمتنا
وأرغبت الرجل
فينا قبلنا
وأرسلناك فولى
الغلام فقال
له : انضجع
بطول
الصحبة ولك
الخير قال :
نعم ، فقال له :
إذا كان يوم
القيامة كان
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) بنور
الله أخذنا
لحجرته وكذلك
أمير
المؤمنين
وكذلك فاطمة
والحسن
والحسين ( عليهما
السلام )
وكذلك شيعتنا
يدخلون
مدخلنا
ويردون
موردنا
ويسكنون مسكننا
فقال الغلام :
يا مولاي
صفحة 310
بل أقيم
بخدمتك قال
اختر ما ذكرت
فخرج الغلام إلى
الخراساني
فقال له
يا غلام
قد خرجت إلي
بغير الوجه
الذي خلت به فأعاد
الغلام عليه
قول
الصادق (
عليه السلام )
فقال له : ما
تستأذن لي عليه
بالدخول
فاستأذنه
ودخل
عليه وعرفه
رشيد ولايته
فقبل ولايته
وشكر له وامر
للغلام بوقته
بألف
درهم
وقال هذا خيرا
لك من مال
الخراساني فودعه
وسأله ان يدعو
له ففعل
بلطف
ورفق وبشاشة
بالخراساني
ثم امر له
برزمة عمائم
فحضرت وقال
للخراساني
خذها فان كل
ما معك يؤخذ
بالطريق وتبقى
معك هذه
العمائم
وتحتاج
إليها فقبلها
وسار فقطع
عليه الطريق واخذ
كما كان معه
غير
العمائم
واحتاج إليها
فباع منها
وتجمل إلى أن
وصل إلى
خراسان قال
الكرماني
حسب مواليهم
بهذا الشرف
فضلا .