صفحة 311
الباب
الثاني عشر
باب
الإمام علي
الهادي ( عليه
السلام )
صفحة 313
مضي علي
بن محمد بن
علي بن موسى
بن جعفر بن
محمد بن علي
بن
الحسين
بن علي بن أبي
طالب ( عليهم
السلام ) يوم الاثنين
لخمس ليال
بقيت من
جمادى الآخرة
سنة أربعة
وخمسين ومائتين
من الهجرة
وكان مولده
في رجب
سنة أربعة عشر
ومائتين .
وكان
عمره أربعين
سنة ، أقام
منها مع أبيه
ست سنين وسبعة
اشهر
وبعد
أبيه ثلاثا
وثلاثين سنة
وخمسة اشهر .
وكان
اسمه عليا .
وكنيته :
أبا الحسن لا
غير .
ولقبه :
الهادي ،
والعسكري ،
والعالم ،
والدليل ،
والموضح ،
والراشد
، والسديد .
وأمه
سمانة أم ولد
وقيل مهر سنة
المغربية وليس
مهر سنة صحيحا
.
وله من
الولد : الحسن
الامام ،
ومحمد ،
والحسين ،
وجعفر المدعي
الإمامة
المعروف
بالكذاب
المذكور
بحديث جعفر
الصادق ( عليه
السلام )
صفحة 314
ومشهد
أبي الحسن بسر
من رأى .
قال الحسين
بن حمدان ،
حدثني الحسن
بن محمد بن
جمهور عن
محمد بن
علي ، عن
الحسن بن علي
الوشا عن
خزمان الأسباطي
قال :
قدمت
على أبي الحسن
، علي بن محمد (
عليه السلام )
وهو بالمدينة
فلما
لقيته
قال يا خزمان
ما خبر الواثق
عندك فقلت خلفته
في عافية فقال
لي :
ان
الناس يقولون
إنه مات فقلت
له جعلت فداك
عهدي به منذ
بضعة أيام
سالم
قال : ها هنا من
يقول إنه مات
فلما ذكر ذلك علمت
أن الذي يقول
له عنده
فقال لي : ما
فعل ابنه جعفر
قلت خلفته محبوسا
قال لي : ما
فعل ابن
الزيات قلت :
الناس معه
والامر امره قال
: يا ويله
مشؤوم على
نفسه ثم
سكت وقال قتل
ابن الزيات
فقلت متى فقال
بعد خروجك
بستة
أيام
فكان كما قال (
عليه السلام ) .
وعنه عن
أبي الحسين بن
علي البكا ،
عن زيد بن علي
بن زيد ، قال
مرضت
مرضا شديدا
فدخل علي
الطبيب وقد
اشتدت بي
العلة فاصلح
لي
دواء
بالليل لم
يعلم به أحد
وقال خذ تداو
فيه مدة عشرة
أيام فإنك
تتعافى
إن شاء
الله تعالى
وخرج من عندي
نصف الليل وترك
الدواء فما
بعد عني
الا
اتاني نصر
غلام أبي
الحسن علي (
عليه السلام )
فاستأذن علي
ودخل معه
هاون
فيه مثل ذلك
الدواء الذي
أصلحه الطبيب
بتلك الساعة
وقال لي
مولاي
يقول لك
الطبيب
استعمل لك
دواء مدة عشرة
أيام نحن إنما
بعثنا
لك هذا
الدواء فخذ
منه مرة واحدة
تبرأ بإذن الله
تعالى من
ساعتك قال
زيد
والله علمت أن
قوله حق فأخذت
ذلك الدواء من
الهاون مرة
واحدة
فتعافيت
من ساعتي
ورددت دواء
الطبيب عليه
وكان نصرانيا
فرآني في صبحة
يومي
وسألني مذ
رآني معافى من
علتي ما كان
السبب في
عافيتي ولم
رددت
عليه
الدواء
فحدثته عن
دواء أبي
الحسن ولم اكتم
عنه شيئا فمضى
إلى أبي
الحسن
وأسلم على يده
وقال : يا سيدي
هذا علم المسيح
وليس يعلمه
أحد
الا من
يكون مثله .
صفحة 315
وعنه عن
أبي بكر
الصفار عن أبي
الحسن الوشا ،
عن محمد بن
الله
القمي ، قال :
حملت الطافا
من قم إلى
سيدي أبي
الحسن
(
عليه السلام )
في وقت وروده
من سر من رأى
فوردتها
واستأجرت لها
منزلا
ودخلت
أروم الوصول
إليه أو بوصول
تلك الألطاف
التي حملتها
واعتذر
بذلك
وكلف عجوزا
كانت معي في
الدار تلتمس
لي امرأة
أتمتع بها
فخرجت
في طلب حاجتي
فإذا انا
بطارق يطرق
الباب فخرجت
إليه فإذا انا
بغلام
فقلت له : ما
حاجتك فقال
سيدي أبو
الحسن قد شكر
لك بالطافك
التي
حملتها
تريدنا بها
فأخرج إلى
بلدك واردد
الطافك معك
واحذر كل
الحذر
ان تقيم
بسامرا أكثر
من ساعة فان
خالفت عوقبت
فانظر لنفسك
قلت : اي
اخرج ولا أقيم
فجاءت العجوز
ومعها المتعة
فأعجبتني
فتمتعت
وبت
ليلتي وقلت في
غد اخرج فلما
تولى الليل طرق
بابي طارق
وقرعه قرعا
شديدا
فخرجت العجوز
إليهم فإذا
بالطائف والحارث
وشرطة ومعهم
شمع
فقالوا
لها : أخرجي
إلينا الرجل
والامرأة من دارك
فجحدتنا
فهجموا على
الدار واخذوني
والامرأة
ونهبوا كلما
كان معي من
الألطاف
وغيرها ورفعت
فقمت
بالحبس ستة
اشهر فجاء بعض
مواليه وقال : حلت
بك العقوبة
التي
حذرتك
منها واليوم
تخرج من حبسك
وتصير إلى بلدك
فأخرجت ذلك
اليوم
من
الحبس هائما
حتى وردت قم
فعلمت ان
بخلافي لسيدي
الهادي
التقيت
تلك العقوبة
.
وعنه عن
محمد بن موسى
القمي عن
الحسن بن علي
الوشا ، قال :
دخلت
يوما على علي
الرضا بن موسى
( عليه السلام )
فرأيت عنده
فوما لم
أرهم
ولم أعرفهم
وهو يخاطبهم
بالسندية مثل
زقزقة
الزرازير ثم
لقيت بعده
صاحبنا
أبا الحسن
محمدا ( عليه
السلام )
بسامراء
وعنده نجار
يصلح عتبة
بابه
وهو يخاطبه
بالسندية
كخطاب
الزرازير فقلت
في نفسي لا
إله إلا الله
هكذا
كان جده الرضا
يخاطب بهذا
اللسان فقال أبو
الحسن من فرق
بيني
وبين
جدي انا هو
وهو انا
والينا فصل
الخطاب فقلت
جعلت فداءك
وما
صفحة 316
معنى
فصل الخطاب
قال إجابة كل
عن لغته لغة
مثلها وجميع
ما خلق الله
تعالى .
وعنه عن
أبي العباس بن
عتاب بن يونس
الديلمي ، عن
علي بن يونس
وكان
رجل من عباد
الشيعة
وصلحائهم
زهدا وورعا
قال علي بن
يونس
حملت
الطافا وبزا
من قوم من
الشيعة
وجعلوني رسولهم
إلى أبي الحسن
(
عليه السلام )
بعد وروده من
سامراء فلما
دخلت سالت عنه
فقيل لي هو
مع
المتوكل في
الحلة فأودعت
ما كان معي
وصرت إلى
الحلة طمعا
اني
أراهم
فلم أصل إليه
ورأيت الناس
جلوسا يترقبونه
فوقفت على
الطريق مع
ذلك
الخلق فما لبث
ان انصرف
المتوكل ومن
كان معه واقبل
أبو الحسن
(
عليه السلام )
ومعه غلامه
نصر ومن
أصحابه جماعة
وبني عمه وانا
في جملة
الناس
فلما صار
بإزائي نظر
إلي وأشار
بيده نحوي
وقال كيف كنت
في
سفرك
احمل الينا
الألطاف البز
الذي جئت به
فقلت لا إله
إلا الله
عرفني
من كل
هذا الخلق
العظيم وعلم
ما حملته إليه
ففكرت فيمن
يحمل الألطاف
والبز
إليه من حيث
لا يعلم بي
أحد فأودعتها
فصرت إلى
الموضع ودخلت
البيت
فلم أصادف
البز ولا
الألطاف فقلت
وا أسفاه اي
شئ أقول له
وقد
سرقت
مني فلم اشعر
الا وغلامه
نصر يدعوني
باسمي واسم
أبي وهو يقول
يا علي
بن يونس علم
سيدي ان البز
والألطاف له فحملها
ورفهك من
حملها
فسألته من كان
إياها من داخل
البيت فقال :
سبحان الله
تسألنا عما
لم نره
ما دخل علينا
أحد ولا دخل
بيتك أحد .
وعنه عن
محمد بن
إسماعيل
الحسني ، عن
يزيد بن الحسين
بن موسى
قال
انفذني سيدي
أبو الحسن
ورجلين حسنين
من بني عمه
إلى صاحب
الدار
قال : لست
أبيعها
فرجعنا إليه (
عليه السلام )
فأخبرناه
فلما كان في
غد
أمرنا ان
نعاوده فقال
لنا : لست
أبيعها فلما
كان اليوم
الثالث أمرنا
بمعاودته
فعاودناه
فقال كم
تترددون وما
أريد أبيع
داري فقال أحد
أولاد
عمه
الحسني إلى كم
يرددنا إلى
صاحب الدار
ويؤذينا
ويتعبنا
والرجل ليس
صفحة 317
يبيع
داره فقال يا
هذا جرى مجرى
آل فرعون فان
يك كاذبا
فعليه كذبه
وان يك
صادقا يصبكم
بعض الذي
يعدكم فتبين
صدقه فجئناه
وأخبرناه ان
صاحب
الدار قد تبرم
وقال كم
ترددون وما
أريد البيع
فقال لنا
ارجعوا إليه
فقال
بعت الدار
واسترحت منكم
فعدنا إليه (
عليه السلام )
فقال قد كذب
ما
باعها ولا بد
من بيعها
وابنيها
واسكنها
ويولد لي غلاما
اسميه حسنا
وارى
منه ما أحب
قال زيد ، فلم
نزل نتردد حتى
باعنا الدار
واشتراها أبو
الحسن
وسكنها وكان
فيها مولد أبي
محمد الحسن الإمام
( عليه السلام )
والتحية
.
وعنه عن
محمد بن
إبراهيم
الكوفي ، قال
حدثني أحمد بن
الخصيب
بسامرا
وقد سألته عن
لعن أبي الحسن
( عليه السلام )
لفارس بن حاتم
ابن
ماهويه وكان
السبب فيه ان
المتوكل بعث
في يوم دجن
والسحاب يلقي
رذاذا
وكان في وقت
الربيع من
الزمان وقد
امر المتوكل
فزخرفت داره
واظهر
فيها من
الجوهر
وألوان الطيب
وأفضل مما كان
يظهر واظهر القينات
والمغنين
في
ألوان
التزيين
ووقفوا صفوفا
والملاهي على
صدورهم وجلس
على السرير
ولبس
البردة وجعل
التاج على
رأسه وانفذ
رسلا إلى أبي
الحسن
(
عليه السلام )
ودخل معه فارس
بن ماهويه وفي
يد المتوكل
كأس مملوء
خمرا
فلما انتهى
أبو الحسن إلى
داره في المدينة
فعلى له رتبة
وتطاول إليه
ودعا
بسفرة فجعلت
مع جانبه
واقبل عليه
وقال يا ابن
العم ما ترى
إلى
هذه
الدنيا وحسن
هذا اليوم
واستشعارنا
فيه والسرور
بك فقال لله
وهو غير
باش به
وقال إن سروري
اتاني بما
أطعتني فيه رفعت
منزلتك
وأطعتك فيما
تحب
وافضلت على
أهل بيتك
ومواليك وكنت
لك كنفسك وان
خالفتني فيه
حملتني
على قطع الرحم
بيني وبينك
ومعصية الله
فيك وقصد أهلك
ومواليك
بما لا
تحبه فاختر أي
الحالتين شئت
وأرجو ان لا
تخالفني ثم
خلف له بغليظ
الايمان
المؤكدة
لينفي له ما
سمعه منه فقال
أبو الحسن (
عليه السلام )
هذه
تباشر
خير سنة شر لا
خير فيه فقال
الله الكافي
فقال المتوكل
: للمغنين غنوا
صفحة 318
واضربوا
بالملاهي
وغنوا
واشربوا وشرب
المتوكل فقال
للخادم هاته
في كأس
خمر
وادفعه إليه
واقبل
المتوكل على
أبي الحسن
وقال قد سمعت
مأمون
الايمان
وأنابها
أسألك ان تشرب
هذا الكاس
فقال له أبو الحسن
استغفر الله
من
الشيطان
الرجيم فأخاف
الله وأخشاه
فاني لا ابدل
طاعتك في
معصية الله
فغضب
المتوكل غضبا
شديدا ثم قال
يا أبا الحسن أطلقت
لك سفك دمك
ودم
أهلك ومواليك
بالرامي حتى
أجعلكم نسيا منسيا
فقال له أبو
الحسن لا
غير ولم
يجب بغيظ وأتى
بالسيف فقال
أبو الحسن :
هات الكاس
والسيف
بيده
ليعلوه به
فطرح السيف من
يده وناوله
الكاس بيده
الأخرى فاخذه
أبو
الحسن
وهو يقول الا
من اكره وقلبه
مطمئن بالايمان
ثم شرب الكاس
ونهض
فضحك المتوكل
وقال للخادم
هلمه واسق فارس
بن ماهويه
فاخذ
فارس
الكاس فشربه
وخرج مع أبي
الحسن فقال
المتوكل لا
يسير ابن
عمي في
هذا المطر إلا
راكبا فقدموا
إليه الطيارة
ليفعلوا ذلك
فجلس (
عليه السلام )
ومعه فارس
فلما سار
الطيار كشف
أبو الحسن
استاره
وأمر فارس فعل
مثل ذلك فقال
له يا فارس
ورأسه مدلى
على
الماء
فانظر إلى
الكاس الذي
شربته انا ثم
مجه من فيه في
الماء فإذا هو
يجري
مع
الطيار لا
يختلط بالماء
ولا ينقطع
فقال له خذه
يا فارس بيدك
واشتمه
وذقه
فمد فارس يده
واخذه من
الماء واشتمه
وذاقه فوجده
عسلا ومسكا
فقال له :
خله من يدك
فخلاه فقال له
: مج مع الماء ما
شربت أنت فمج
فارس في
الماء فسار مع
الطيار ولم
ينقطع ولم يختلط
بالماء فقال
خذ بيدك
وأشتمه
فاخذه بيده
واشتمه فقال
له ما هو قال يا
مولاي خمرا
قال له ويحك
يا فارس
حين لم
تستأذننا
بلسانك ولا
بطرفك ما تناجينا
بقلبك فيعصمه
منه
كما
عصمت انا فكان
هذا أول ما
أنكره على
فارس .
وعنه عن
أحمد بن مالك
القمي ، عن
فارس بن ماهويه
، قال : بعث
المتوكل
إلى سيدنا أبي
الحسن ( عليه
السلام ) ان اركب
وأخرج معنا
إلى
الصيد
لنشاركك فقال
للرسول قل له
اني راكب فلما
خرج الرسول
قال
صفحة 319
كذب ما
يدري غير ما
قال قلنا يا
مولانا فما الذي
يريد قال فما
يظهر ما
يريده
بما يعيده من
الله وهو يركب
في هذا اليوم
ويخرج إلى
الصيد فيه همه
جيشه
على القنطرة
في النهر
فيعبر سائر
العسكر ولا
تعبر دابتي
وارجع
فيسقط
المتوكل عن
فرسه وتزيل
رجله فتوهن
يده ويمرض
شهرا قال فارس
فركب
سيدنا على
ركوبه مع
المتوكل قال
له يا ابن عمي
فقال نعم وهو
سائر
معه في
ورود النهر
والقنطرة
فعبر سائر الجيش
وتشعثت
القنطرة
وانهدمت
ونحن في
أواخر القوم
مع سيدنا
وارسل الملك
تحته فلما
وردنا النهر
والقنطرة
فامتنعت
دابته ان تعبر
وعبر سائر
الجيش ودوابنا
واجتهدت رسل
المتوكل في
دابته
ولم تعبر وبعد
المتوكل
فلحقوا به
ورجع سيدنا
فلم يمض من
النهار
ساعة
حتى جاء الخبر
ان المتوكل
سقط عن دابته
وزالت رجله
وتوهنت يده
وبقي
عليلا شهرا
وعتب على أبي
الحسن فقال
أبو الحسن : ما
رجع الا
فزع لا
تصيبه هذه
السقطة عليه
وإنما رجعنا
غصب عنا لا
تصيبنا هذه
السقطة
فقال أبو
الحسن : صدق
الملعون
وأبدى ما كان
في نفسه .
وعنه عن
أبي الجواري ،
عن عبد الله
بن محمد ، قال :
حدثني
محمد بن
أحمد الخصيبي
وهو غير أحمد
بن الخصيب قال
ورد على
المتوكل
رجل من
الهند شعبذي
يلعب الحفة
فلعب بين يدي
المتوكل
بأشياء ظريفة
فكثر
تعجبه منها
فقال للهندي
يحضر عندنا
الساعة رجل
والعب بين
يديه
فكلما
تحسن اقصده
وخجله فحضر
سيدنا أبو
الحسن ( عليه
السلام ) فلعب
الهندي
وهو ينظر إليه
والمتوكل
يعجب من لعبة حتى
تعرض الهندي
لسيدنا
وقال
مالك أيها
الشريف لا تهش
للعبي أظنك
جائعا وصاح
وضرب على
صدره
بالسبابة
وقال ارتفع
واراهم انها
رغيف خبز وقال
: امض إلى هذا
الجائع
يأكل ويشبع
ويفرح بلعبي
فوضع سيدنا
أبو الحسن
إصبعه على
صورة
سبع في البساط
وقال : خذه
فوثب من
الصورة سبع
عظيم وابتلع
الهندي
ورجع إلى
صورته في
البساط فسقط
المتوكل لوجه
وهرب كل من
كان
قائما وقد
أثاب عقله
وقال : يا أبا
الحسن رد
الرجل فقال له
أبو الحسن
صفحة 320
(
عليه السلام )
ان ردت عصا
موسى أرده
ونهض .
وعنه عن
أحمد بن سعد
الكوفي وأحمد
بن محمد الحجلي
قال دخلنا على
سيدنا
أبي الحسن (
عليه السلام )
في جماعة من
أوليائه وقد
أظهرنا مسالة
عن الحق
من بعده فان
بعضهم ذكروا
ابنه جعفر مع
سيدنا أبي
محمد
الحسن (
عليه السلام )
قال : فاذن لنا
فدخلنا وجلسنا
فأمهلنا
قليلا ثم رمى
الينا
تفاحة وقال
خذوها
بأيديكم
فاخذناها فقال
قولي لهم يا
تفاحة بما
دخلوا
يسألونني
عنه فنطقت
التفاحة
وقالت : اشهد
ان لا إله إلا
الله وأشهد أن
محمدا
رسول
الله وان عليا
أمير
المؤمنين
وصيه وان الأئمة
منه إلى سيدنا
أبي
الحسن
علي تسعة وان
الامام بعده
سيدنا أبو
محمد الحسن
وان المهدي
سمي
جده
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) وكناه
وصاح بنا
فأكثروا من
ذكر الله
وحمده
على ما هداكم
إليه وإياكم
جعفر فإنه عدو
لي ولو كان
ابني وهو عدو
لأخيه
الحسن وهو
امامه وان
جعفر يدل من
بعده على
أمهات
الأولاد
فسلمهم
إلى الطاغية
ويدعي انه
الحق وهو
المعتدي جهلا
ويله من جرأته
على
الله
فلا ينفعه
نسبه مني قال
فخرجنا جميعا
وما عندنا شك
بعد الذي
سمعناه
وسألتهم
عن التفاحة ما
فعلت بعد ذلك
القول وقد
اخذها سيدنا
منا
وخرجنا
وهي في يده .
وعنه عن
عبد الله بن
جعفر ، عن
المعلى بن
محمد قال : قال
الحسن
علي بن
محمد ( عليه
السلام ) ان
هذا الطاغية
يبني مدينة
يقال لها :
سامرا
يكون
خلفه فيها ما
يدانيه
المسمى
بالمنتصر وأعوانه
عليه الترك
قال :
وسمعت
اسم الله على
ثلاثة وسبعين
حرفا وإنما كان
عند آصف بن
برخيا
حرف
واحد فتكلم به
فخرقت له الأرض
ما بينه وبين
سبا فتناول
عرش
بلقيس
فأحضره إلى
سليمان بن
داود قبل ان
يرتد إليه
طرفه ثم سقط
على
الأرض
في أقل من
طرفة عين
وعندنا منه
اثنان وسبعون
حرفا والحرف
الذي
كان عند آصف
ابن برخيا اتى
إليه رجل من شيعته
من المدائن عن
ثني
المتوكل وكتب
إليه : ( بسم
الله الرحمن
الرحيم
تزرعون سبع
سنين دأبا فما
صفحة 321
حصدتم
فذروه في
سنبله الا
قليلا مما
تأكلون ثم
يأتي من بعد
ذلك سبع
شداد
يأكلن ما
قدمتم لهن الا
قليلا مما
تحصنون ثم
يأتي من بعد
ذلك عام
فيه
يغاث الناس
وفيه يعصرون )
فقتل في خمسة
عشر سنة ثم
أمر المتوكا ،
الجعفري
وما امر به
بني هاشم
وغيرهم
الانباء ما
تحدث به وجه
إلى أبي
الحسن
بثلاثين ألف
درهم وأمره
يستعين بها على
بناء داره
فركب المتوكل
يطوف
على الأبنية
فنظر إلى دار
أبي الحسن لم
ترتفع الا
قليلا فقال
لعبد الله
ابن
خاقان علي
يمينا ان ركبت
ولم ترتفع دار
أبي الحسن لأضربن
عنقه فقال
له عبد
الله يا أمير
المؤمنين
أسعى له في
إضافة وامر له
بعشرين ألف
درهم
فوجهها
إليه مع ابنه
احمد إلى أبيه
عبد الله فعرفه
ذلك فقال عبد
الله فليس
والله
يركب فلما كان
يوم الفطر من
السنة التي امر
بني هاشم
بالترجل
والمشي
بين
يديه وإنما
أراد بذلك أبا
الحسن فرجل
بني هاشم
وترجل أبو
الحسن
(
عليه السلام )
فاتى على رجل
من مواليه
فاقبل عليه
الهاشميون
فقالوا : يا
سيدنا
ما في العالم
يدعوا الله
فيكفينا مؤونته
فقال أبو
الحسن : ما في
هذا
العالم
قلامة ظفر
أكرم على الله
من خناقة ثمود
لما عقرت وضج
الفصيل إلى
الله فقال
تمتعوا في
داركم ثلاثة
أيام ذلك وعد
غير مكذوب
فقتل المتوكل
في
الثلاثة
أيام وروي انه
أجهدهم في
المشي ثم إنه
قد قطع الرحم
فقطع الله
اجله
ومضى المتوكل
في ربع يوم من
شوال سنة سبع
وأربعين
ومائتين في
سبعة
وعشرين من
امامة أبي
الحسن وتولى
الله محمد بن
جعفر المنتصر
فكان
من
حديثه مع أبي
الحسن ومع
جعفر بن محمد
ما رواه الناس
وكان ملكه
ستة
اشهر وتوفي في
شهر ربيع
الآخر سنة
ثمان وأربعين
ومائتين
وتولى احمد
ابن
المستعين
إمامته فكانت
أيامه أربع
سنين وشهر ثم
خلع وقبض
المعتز
وهو
الزبير في سنة
اثنين وخمسين
ومائتين وذلك
في سنة من
امامة أبي
الحسن (
عليه السلام )
واعتل أبو
الحسن في سنة
أربع وخمسين
واحضر ابنه
أبا
محمد الحسن (
عليه السلام )
وسلم إليه
النور
والحكمة
ومواريث
الأنبياء
والأوصياء
ومضى في تلك
العلة ونبوته
أربعون سنة
وكان مولده في
شهر
رجب سنة
أربع عشرة
ومائتين من
الهجرة وأقام
مع أبيه ست
سنين ومنفردا
صفحة 322
بالإمامة
ثلاثا
وثلاثين سنة
وستة أشهر .
وعنه عن
الحسن بن
مسعود وعلي
وعبيد لله
الحسني قال
دخلنا على
سيدنا
أبي الحسن (
عليه السلام )
بسامرا وبين يديه
أحمد بن
الخصيب
ومحمد
وإبراهيم
الخياط
وعيونهم تفيض
من الدمع
فأشار الينا
(
عليه السلام )
بالجلوس
فجلسنا وقال
هل علمتم ما
علمه اخوانكم
فقلنا
حدثنا
منه يا سيدنا
ذكرا قال : نعم
، هذا الطاغي
قال مسمعا
لحفدته
وأهل
مملكته تقول
شيعتك
الرافضة ان لك
قدرة والقدرة
لا تكون الا
لله
فهل
تستطيع ان
أردت سوءا
تدفعه فقلت له
( وان يمسك
الله بسوء فلا
كاشف له
الا هو ) فأطرق
ثم قال إنك
لتروي لكم قدرة
دوننا ونحن
أحق به
منكم
لأننا خلفاء
وأنتم رعيتنا
فأمسكت عن جوابه
لأنه أراد
يبين جبره بي
فنهضت
فقال لتقعدن
وهو مغضب
فخالفت أمره
وخرجت فأشار
إلى من
حوله
الآن خذوه فلم
تصل أيديهم
إلي وامسكها الله
عني فصاح الآن
قد
أريتنا
قدرتك والآن
نريك قدرتنا
فلم يستتم كلامه
حتى زلزلت
الأرض
ورجفت
فسقط لوجهه
وخرجت فقلت في
غد الذي يكون له
هنا قدرة
يكون
عليه الحكم لا
له فبكينا على
امهال الله عليه
وتجبره علينا
وطغيانه فلما
كان من
غد ذلك اليوم
فاذن لنا
فدخلنا فقال
هذا ولينا زرافة
يقول إنه قد
اخرج
سيفا مسموما
من الشفرتين
وأمره ان يرسل
إلي فإذا حضرت
مجلسه
أخلي
زرافة لامته
مني ودخل إلي
بالسيف ليقتلني
به ولن يقدر
على ذلك
فقلنا
يا مولانا
اجعل لنا من
الغم فرجا
فقال انا راكب
إليه فإذا
رجعت
فاسألوا
زرافة عما يرى
قال : وجاءته
الرسل من دار
المتوكل فركب
وهو
يقول إن
كيد الشيطان
كان ضعيفا ولم
نزل نرقب رجوعه
إلى أن رجع
ومضينا
إلى زرافة
فدخلنا عليه
في حجرة خلوته
فوجدناه
منفردا بها
واضعا
خده على
الأرض يبكي
ويشكر الله
مولاه ويستقيله
فما جلس حتى
اتينا إليه
فقال
لنا : اجلسوا
يا إخواني حتى
أحدثكم بما
كان من هذا
الطاغي ومن
مولاي
أبي الحسن
فقلنا : له :
سرنا سرك الله
فقال إنه اخرج
إلي سيفا
صفحة 323
مسموم
الشفرتين
وأمرني
ليرسلني إلى
مولاي أبي
الحسن إذا خلا
مجلسه فلا
يكون
فيه ثالث غيري
واعلو مولاي
بالسيف فاقتله
فانتهيت إلى
ما خرج به
امره
إلي فلما ورد
مولاي للدار
وقفت مشارفا
فاعم ما يأمر
به وقد أخليت
المجلس
وأبطأت فبعث
إلي هذا
الطاغي خادما
يقول امض ويلك
ما امرك
به
فأخذت السيف
بيدي ودخلت
فلما صرت في
صحن الدار
ورآني مولاي
فركل
برجله وسط
المجلس
فانفجرت
الأرض وظهر منها
ثعبان عظيم
فاتح
فاه لو
ابتلع سامرا ومن
فيها لكان في
فيه سعة لا
ترى مثله فسقط
المتوكل
لوجهه
وسقط السيف من
يده وانا
أسمعه يقول يا
مولاي ويا ابن
عمي أقلني
أقالك
الله وانا
اشهد انك على
كل شئ قدير
فأشار مولاي
بيده إلى
الثعبان
فغاب
ونهض وقال
ويلك ذلك الله
رب العالمين
فحمدنا الله
وشكرناه .
وعنه
قال : حدثني
أبو جعفر محمد
بن الحسن ،
قال : اجتمعت عند
أبي
شعيب محمد بن
نصير البكري
النميري وكان
بابا لمولانا
الحسن وبعده
رأى
مولانا محمدا
( عليهما
السلام ) من
بعد عمر بن
الفرات وكان
معنا
محمد بن
جندب وعلي بن
أم الرقاد
وفازويه الكردي
ومحمد بن عمر
الكاتب
، وعلي بن عبد
الله الحسني
وأحمد بن محمد
الزيادي ووهب
ابنا
قارن
فشكونا إلى
أبي شعيب
وقلنا ما ترى
إلى ما قد نزل
بنا من عدونا
هذا
الطاغي
المتوكل على
سيدنا أبي
الحسن ( عليه
السلام )
وعلينا وما
نخافه
من شره
وانفاذه إلى
إبراهيم
الديدج بحفر
قبر أبي عبد
الله الحسين
بن علي
(
عليه السلام )
بكربلاء فقال
أبو شعيب
الساعة تجيئكم
رسالة من
مولاي
أبي
الحسن وترون
فيها عجبا
يفرح قلوبكم
وتقر عيونكم
وتعلمون انكم
الفائزون
فما لبثنا ان
دخل علينا
كافور الخادم
من دار مولانا
أبي الحسن
(
عليه السلام )
وقال يا أبا
شعيب مولاي
يقول لك قد
علمت اجتماع
اخوانك
عندك الساعة
وعرفت شكواهم
إليك فيكونوا
عندك إلى أن
يقدم
رسولي
بما تعمل فقال
أبو شعيب سمعا
وطاعة لمولاي
فأقمنا عنده
نهارنا
وصلينا
العشائين
وهدت الطرق
فقال أبو شعيب
: خذوا هبتكم
فان
صفحة 324
الرسول
يجيئكم
الساعة فما
لبثنا ان وافى
الخادم فقال :
يا أبا شعيب
خذ
اخوانك
وصربهم إلى
مولاك فصرنا
إليه فإذا نحن
بمولانا أبي
الحسن
(
عليه السلام )
قد اقبل ونور
وجهه أضواء من
نور الشمس
فقال لنا
نعمتم
بياتا
فقلنا يا
مولانا لله
الشكر ولك
فقال : كم
تشكون إلي ما
كان من تمرد
هذا
الطاغي علينا
لولا لزوم
الحجة وبلوغ
الكتاب اجله
ليهلك من هلك
عن بينة
ويحيى من حي
عن بينة ويحق
كلمة العذاب
على الكافرين
لعجل
الله ما
بعد عنه ولو
شئت لسألت
الله الكنال
الساعة ففعل
وسأريكم ذلك
ودعا
بدعوات فإذا
بالمتوكل
بينهم مسحوبا
يستقيل الله
ويستغفره مما
بدا منه
من
الجرأة .