صفحة 351
الباب
الرابع عشر
باب
الإمام
المهدي
المنتظر (
عليه السلام )
صفحة 353
قال
الحسين بن
حمدان
الخصيبي :
حدثني هارون
بن مسلم بن
سعدان
البصري
، ومحمد بن
أحمد بن مطهر
البغدادي ، وأحمد
بن إسحاق
وسهل بن
زياد الآدمي ،
وعبد الله بن
جعفر الحميري
، وأحمد بن
أبي عبد
الله
البرقي ،
وصالح بن محمد
الهمداني ،
وجعفر بن
إبراهيم بن
نوح ،
وداود
بن عامر
الأشعري
القمي ، وأحمد
بن محمد الخصيبي
، وإبراهيم بن
الخصيب
، ومحمد بن
علي البشري ،
ومحمد بن عبد الله
اليقطيني
البغدادي
، وأحمد بن
محمد
النيسابوري ،
وأحمد بن عبد
الله بن مهران
الأنباري
، وأحمد بن
محمد الصيرفي
، وعلي بن بلال
، ومحمد بن
أبي
الصهباني
، وإسحاق بن
إسماعيل
النيسابوري ، وعلي
بن عبيد الله
الحسني
، ومحمد بن
إسماعيل
الحسيني ،
وأبو الحسين
محمد بن يحيى
الفارسي
، وأحمد بن
سندولا ،
والعباس
اللبان ، وعلي
بن صالح ،
وعبد
الحميد
بن محمد ،
ومحمد بن يحيى
الخرقي ، ومحمد
بن علي بن
عبيد الله
الحسني
، وابن عاصم
الكوفي ،
وأحمد بن محمد
الحجال ،
وعسكر مولى
أبي
جعفر
التاسع ،
والزيان مولى
الرضى ، وحمزة
مولى أبي جعفر
التاسع ،
صفحة 354
وعيسى
بن مهدي
الجوهري ،
والحسن بن
إبراهيم ،
وأحمد بن
إسماعيل ،
ومحمد
بن ميمون
الخراساني ،
ومحمد بن خلف
، وأحمد بن
حسان ، وعلي
بن أحمد
الصائغ
، والحسن بن
مسعود
الفراتي ،
وأحمد بن حيان
العجلي ،
والحسن
بن مالك ،
وأحمد بن محمد
بن أبي قرنة ، وجعفر
بن أحمد
القصير
البصري
، وعلي بن
الصابوني ،
وأبو الحسن
علي بن بشر ،
والحسن
البلخي
، وأحمد بن
صالح ،
والحسين بن
عتاب ، وعبد
الله بن عبد
الباري
، وأحمد بن
داود القمي ،
ومحمد بن عبد الله
، وطالب بن
حاتم بن
طالب ،
والحسن بن
محمد بن مسعود
بن سعد ، وأحمد
بن ماران ،
وأبو بكر
الصفار
، ومحمد بن
موسى القمي ،
وعتاب بن محمد
الديلمي ،
وأحمد بن
مالك
القمي ، وأبو
بكر الجواري ،
وعبد الله جميعا
وشتى كانوا
بأجمعهم
مجاورين
الامامين (
عليهما
السلام ) عن
سيدنا أبي
الحسن وأبي
محمد
(
عليهما
السلام ) قالا :
ان الله
جل جلاله إذا
أراد ان يخلق
الامام أنزل
قطرة من ماء
الجنة في
الزمان
، فتسقط على
الأرض
فتأكلها
الحجة في
الزمان فإذا
استقرت في
الموضع
الذي تستقر
فيه ومضى له
أربعون يوما سمع
الصوت فإذا
أتت
أربعة
اشهر وهو حمل
كتب على عضده
الأيمن ( تمت كلمة
ربك صدقا
وعدلا
لا مبدل
لكلماته وهو
السميع العلم
) فإذا ولد قام
بأمر الله عز
وجل رفع
له عمود من
نور في كل
مكان ينظر فيه
الخلائق
وأعمالهم
وينزل
أمر
الله في ذلك
العمود ونصب
عينه حيث تولى
.
قال أبو
محمد ( عليه
السلام ) اني
أدخلت عماتي في
داري فرأيت
جارية
من جواريهن قد
زينت تسمى
نرجس فنظرت إليها
نظرا اطلته
فقالت
عمتي
حكيمة : أراك
يا سيدي تنظر
إلى هذه
الجارية نظرا
شديدا فقلت :
يا
عمة ما
نظري إليها
الا أتعجب مما
لله فيها من ارادته
وخيرته ،
فقالت : يا
سيدي
أحسبك تريدها
قلت : بلى
فأمرتها
تستأذن لي أبي
علي بن محمد
(
عليهم السلام
) في تسليمها
إلي ففعلت
فأمرها ( عليه
السلام ) بذلك
صفحة 355
فجاءتني
بها .
قال
الحسين بن
حمدان حدثني
من زاد في
أسماء من
حدثني من
هؤلاء
الرجال
الذين أسميهم
وهم غيلان
الكلابي ، وموسى
بن محمد
الرازي ،
وأحمد
بن جعفر
الطوسي عن
حكيمة ابنة
محمد بن علي
الرضا
(
عليه السلام )
، قال :
كانت
تدخل على أبي
محمد ( عليه
السلام )
فتدعو له ان
يرزقه الله
ولدا
وانها قالت
دخلت عليه
فقلت له كما
كنت أقول ،
ودعوت له كما
كنت
ادعو فقال يا
عمة ، اما
الذي تدعين
إلى الله ان
يرزقنيه يولد
في هذه
الليلة
وكانت ليلة
الجمعة لثمان
ليال خلت من شهر
شعبان سنة سبع
وخمسين
ومائتين من
الهجرة
فاجعلي
افطارك عندنا
فقالت يا سيدي
ما يكون
هذا
الولد العظيم
قال إلي نرجس
يا عمة قالت
يا سيدي ما في
جواريك
أحب إلي
منها فقمت
ودخلت عليها
ففعلت كما كانت
تفعله
فخاطبتني
بالسندية
فخاطبتها
بمثلها
وانكببت على
يديها
فقبلتها
فقالت فديتك
فقلت
لها : بل
انا فداءك
وجميع
العالمين
فأنكرت ذلك
مني فقلت :
تنكرين ما
فعلت
فان الله سيهب
لك بهذه
الليلة سيدا
في الدنيا
والآخرة وهو
فرج
المؤمنين
فاستحيت مني
فتأملتها فلم
أر فيها اثر
حمل فقلت
لسيدي أبي
محمد
(
عليه السلام )
ما أرى لها اث
حمل فتبسم
وقال : انا
معاشر
الأوصياء لا
نحمل في
البطون وإنما
نحمل في
الجيوب ولا
نخرج من
الأرحام
وإنما نخرج
من
الفخذ الأيمن
من أمهاتنا
لأننا نور
الله الذي لا
تناله
الدناسات
فقلت
له : يا
سيدي قد
أخبرتني في
هذه الليلة
يلد ففي اي
وقت منها قال
طلوع
الفجر
يولد المولود
الكريم على
الله إن شاء الله
تعالى قالت
حكيمة : فقمت
وأفطرت
ونمت بالقرب من
نرجس وبات أبو
محمد ( عليه
السلام ) في
صفة
بتلك
الدار التي
نحن فيها فلما
اتى وقت صلاة
الليل قمت
ونرجس نائمة
ما
بها أثر
حمل فأخذت في
صلاتي ثم
أوترت فانا في
الوتر فوقع في
نفسي ان
الفجر
قد طلع ودخل
بقلبي شئ فصاح
أبو محمد ( عليه
السلام ) من
صفحة 356
الصفة
لم يطلع الفجر
يا عمة فأسرعت
في الصلاة
وتحركت نرجس
فدنوت
منها
ضممتها إلي
وسميت عليها ،
ثم قلت لها : هل تحسين
بشئ ، قالت
نعم ،
فوقع علي سبات
لم أتمالك معه
ان نمت ووقع
علي حكيمة ،
مثل ذلك
فلم
انتبه الا بحس
سيدي المهدي
وضجة أبي محمد
يقول يا عمة
هاتي ابني
إلي فقد
قبلته فكشفت
عن سيدي إليه
التسليم فإذا
هو ساجد ملتقي
الأرض
بمساجده وعلى
ذراعه الأيمن
مكتوب ( جاء الحق
وزهق الباطل
ان
الباطل
كان زهوقا )
فضممته إلي
فوجدته
متضرعا فلففته
بثوب وحملته
إلى أبي
محمد (
عليه السلام )
فاخذه واقعده
على راحته اليسرى
وجعله راحته
اليمنى
على
ظهره وادخل
لسانه في فيه
ومريده على
ظهره ومفاصله
وسمعه ثم
قال ،
تكلم يا بني
فقال : اشهد ان
لا إله إلا
الله وأشهد أن
محمدا رسول
الله
وأن عليا أمير
المؤمنين ولم
يزل يعد الأئمة
( عليهم
السلام ) حتى
بلغ إلى
نفسه
ودعا
لأولياءه على
يده بالفرج ثم
أحجم فقال أبو
محمد
(
عليه السلام ) :
يا عمة اذهبي
به إلى أمه
لتسلم عليه
واتيني به
فمضت
به
إليها فسلمت
عليه وردته
إليه ، ثم وقع
بيني وبين أبي
محمد كالحجاب
فلم أر
سيدي فقلت
لأبي محمد : يا
سيدي أين مولاي
فقال : اخذه من
هو أحق
به منك فإذا
كان في اليوم
السابع فإننا
فلما جاء
اليوم السابع
اتيت
وسلمت
وجلست فقال لي
( عليه السلام )
هلمي ابني فجئت
سيدي وهو
في ثياب
صفر ففعل به
كفعله الأول
وجعل لسانه في
فيه ثم قال :
تكلم يا
بني
فقال : اشهد ان
لا إله إلا
الله واثنى
بالصلاة على
محمد وأمير
المؤمنين
والأئمة
حتى وقف على
أبيه ، ثم قرأ (
ونريد ان نمن
على الذين
استضعفوا
في
الأرض
ونجعلهم أئمة
ونجعلهم
الوارثين ونمكن
لهم في الأرض
ونري
فرعون
وهامان
وجنودهما
منهم ما كانوا
يحذرون ) ثم
قال اقرأ يا
بني ما
انزل
الله على
أنبيائه
ورسله فابتدأ
بصحف شيث ،
وإبراهيم ،
قرأها
بالسريانية
، وصحف إدريس
، ونوح ، وهود
، وصالح ،
وتوراة موسى ،
وإنجيل
عيسى ، وقرآن
جده رسول الله
( صلى الله عليه
وآله وعليهم
أجمعين )
، ثم قص قصص
النبيين
والمرسلين
إلى عهده فلما
كان بعد
أربعين
صفحة 357
يوما
دخلت إلى أبي
محمد إليه
التسليم فإذا
بمولانا صاحب
الزمان
القائم إليه
التسليم
يمشي في الدار
فلم أر أحسن
وجها من وجهه
ولا لغة افصح
من
لغته
فقال لي أبو
محمد ( عليه
السلام ) : هذا
المولود
الكريم على
الله عز
وجل قلت
له يا سيدي له
أربعون يوما
وانا أرى من
امره ما أرى
فقال
(
عليه السلام ) :
وتبسم يا عمة
اما علمت انا
معاشر
الأوصياء
ننشو في
اليوم
ما ينشو غيرنا
بالجمعة
وننشو في
الجمعة ما
ينشو غيرنا في
السنة فقمت
إليه
وقبلت رأسه
وانصرفت فعدت
تفقدته فلم أره
فقلت لسيدي
أبي محمد
(
عليه السلام )
ما فعل مولانا
فقال : يا عمة
استودعناه
للذي استودع
موسى (
عليه السلام ) .
وعن
موسى ابن محمد
، أنه قال : قرأ
المولود على
أبي محمد فصحح
قراءته
فما زاد فيه
ولا نقص فيه
حرفا .
وعنه عن
أبي محمد جعفر
بن محمد بن
إسماعيل الحسني
عن أبي محمد
(
عليه السلام )
قال لما وهب
لي ربي مهدي
هذه الأمة
ارسل ملكين
فحملاه
إلى
سرادق العرش
حتى وقف بين
يدي الله فقال
له مرحبا
بعبدي المختار
لنصرة
ديني واظهار
أمري ومهدي
خلقي آليت اني
بك آخ ذ وبك
أعطي
وبك
اغفر وبك أعذب
أردداه أيها
الملكان على أبيه
ردا رفيقا
وبلغاه انه في
ضماني
وكنفي وبعيني
إلى أن أحق به
الحق وأزهق الباطل
ويكون الدين
لي
واصبا .
وعنه عن
غيلان
الكلابي ، عن
محمد بن يحيى
، عن الحسين
بن علي
النيسابوري
الدقاق ، عن
إبراهيم بن
محمد بن عبد
الله بن موسى
بن جعفر
(
عليه السلام ) :
قال : حدثني
نسيم ومارية
قالا : لما خرج
صاحب
الزمان (
عليه السلام )
من بطن أمه
سقط جاثيا على
ركبتيه قائما
لسبابتيه
ثم عطس
وقال : الحمد
لله رب
العالمين وصل
اللهم على
سيدنا محمد
وآله
عبدا
ذاكرا لله غير
مستنكف ولا
مستكبر ، ثم
قال : زعمت
الظلم ان
صفحة 358
حجة
الله داحضة لو
اذن لنا
بالكلام لزال
الشك .
وعنه عن
حمزة بن نصر
غلام أبي
الحسن منه
السلام قال :
لما ولد
السيد
المهدي ( عليه
السلام )
تباشر أهل
الدار لذلك فلما
نشأ خرج
الأمران
ابتاع في كل
يوم مع اللحم
مخ قصب وقيل
لي ان هذا
لمولاي
الصغير (
عليه السلام ) .
وعنه عن
الحسن بن محمد
بن جمهور ، عن
البشار ابن
إبراهيم بن
إدريس
صاحب ثقة أبي
محمد ( عليه
السلام ) قال :
وجه إلي مولاي
أبو
محمد
كبشين وقال
اعقرهما عن
أبي الحسن (
عليه السلام )
وكل واطعم
اخوانك
ففعلت ثم
لقيته بعد ذلك
فقال :
المولود الذي
ولد لي مات ثم
وجه لي
بأربع أكبشة
وكتب إليه :
بسم
الله الرحمن
الرحيم اعقر
هذه الأربعة
أكبشة عن
مولاك وكل
هناك
الله
ففعلت ولقيته
بعد ذلك فقال
لي : إنما استر
الله يا بني
الحسن وموسى
لولده
محمد مهدي هذه
الأمة والفرج
الأعظم .
وعنه عن
غيلان
الكلابي قال
حدثني نسيم
خادم أبي محمد
(
عليه السلام )
، قال : قال
صاحب الزمان
المهدي ( عليه
السلام ) وقد
دخلت
عليه بعد
مولده بليلة
فعطست عنده
فقال يرحمك
الله ففرحت
بكلامه
لي بالطفولية
ودعائه لي
بالرحمة فقال
لي : أبشرك ان
العطاس ، قلت
بلى يا
مولاي فقال :
هو أمان من
الموت لثلاثة
أيام .
وعنه عن
غيلان
الكلابي قال :
حدثني أبو نصر
طريف خادم
سيدي
أبي
محمد ( عليه
السلام ) قال :
دخلت على صاحب
الزمان إليه
التسليم ،
فقال يا
طريف علي
بالصندل
الأحمر
فاتيته به ، فقال
: أتعرفني قلت :
نعم ،
قال : من انا
قلت : مولاي
وابن مولاي
قال : ليس عن
هذا
أسألك
قلت : جعلني
الله فداك عما
سألتني ، قال : انا
خاتم
الأوصياء وبي
يرفع
الله البلاء
عن أهلي
وشيعتي
القوام بدين
الله .
صفحة 359
وعنه عن
جعفر بن محمد
بن مالك
الفزاري
الكوفي عن
محمد بن
جعفر بن
عبد الله بن
أبي نعيم عن
أبي احمد الأنصاري
قال : وجه قوم
من
المؤمنين
والمقصرة
كامل بن
إبراهيم
المدني المعروف
بصناعة أبي
محمد بسامرا
إلى
الناجية في
أمرهم قال :
كامل بن
إبراهيم فقلت
في نفسي لا
يدخل
الجنة
الا من عرف
معرفتي ، وقال
مقالتي قال فلما
دخلت على سيدي
أبي
محمد (
عليه السلام )
نظرت عليه
ثيابا بيضاء
ناعمة فقلت في
نفسي ولي الله
وحجة
الله يلبس
الناعم من
الثياب ويأمر
بمواساة
إخواننا
وينهى عن لبس
مثله
فقال : مبتسما
يا كامل وحسر
عن ذراعيه فإذا
هو مسح خشن
فقال
هذا
والله اهدى
لكم فخجلت
وجلست إلى باب
ستر مرخي
فجاءت الريح
فكشفت
طرفه فإذا
بفتى كأنه
فلقة قمر من
أبناء أربعة
عشر فقال :
كامل
ابن
إبراهيم ،
فاقشعريت من
ذلك والهمت
وقلت : لبيك
لبيك يا سيدي
فقال :
جئت إلى ولي
الله وحجته
تريد تسأله هل
يدخل الجنة
الا من عرف
معرفتي
وقال مقالتي :
فقلت اي والله
فقال : إذا
والله يقول
داخلها
ليدخلها
خلق
كثير قوم يقال
لهم الحافية
قلت سيدي : ومن هم
قال قوم من
حبهم
إلى
أمير
المؤمنين
يحلفون بحقه
ولا يدرون ما فضله
ثم سكت
(
عليه السلام )
وقال : وجئت
تسأله عن
المفوضة كذبوا
بل قلوبنا
أوعية
لمشيئة
الله فإذا شاء
الله شيئا شئنا
والله يقول ما
تشاؤون الا ان
يشاء الله ثم
رجع
الستر إلى
حاله فلم
أكشفه فنظر
إلي أبو محمد (
عليه السلام )
وتبسم
وقال : يا
كامل بن
إبراهيم ، ما
جلوسك وقد
أنباك المهدي
والحجة بعدي
بما كان
في نفسك وجئت
تسألني عنه
قال فنهضت واخذت
الجواب الذي
أسررته
في نفسي من الإمام
المهدي ولم
القه بعد ذلك
، قال أبو نعيم
:
فلقيت
كاملا فسألته
عن هذا الحديث
فحدثني به عن
آخ ره بلا
زيادة ولا
نقصان .
وعنه عن
أحمد بن محمد
بن عيسى بن
بصير قال : دخلت
على الرضا
(
عليه السلام )
ومعي صفوان بن
يحيى وأبو
جعفر ( عليه
السلام ) ،
عنده
صفحة 360
وله
ثلاث سنين
فقلت له جعلنا
فداك ان حدث
لك حادث فمن
بعدك فقال
ابني
هذا وأومى
إليه .
وعنه عن
الحسن بن محمد
بن جمهور بن
إبراهيم بن
مهديار عن
أخيه
علي بن
مهديار عن
فضالة ، عن
عمر بن ابان
عن حمران بن
أعين ، قال :
سألت
أبا جعفر (
عليه السلام )
، عن قول الله : (
مثل نوره
كمشكاة
فيها
مصباح ) ،
الآية فقال
المصباح هو
الامام يتكلم
بصغر سنه
بالوحي .
وعنه عن
محمد بن جمهور
عن إسماعيل بن
علي عن زيد بن
خالد عن
زرارة
بن أعين قال :
قلت لأبي عبد
الله الصادق ( عليه
السلام ) ،
جعلت
فداك ما
تقول في قول
الله (
لأنذركم به )
ومن بلغ تأويل
أي شئ يعني عن
بلوغ
الإمام قال :
قلت فما بلوغه
قال : أربع سنين
.
وعنه
بهذا الاسناد
عن حمران بن
أعين ، عن أبي حمزة
الثمالي ، قال
:
قلت
لأبي جعفر
الباقر ( عليه
السلام )
المهدي ، بكم
يبلغ قال : ان
الله
بعث
عيسى بن مريم
بنبوة ورسالة
وكتاب وشريعة وله
سنتان وما يضر
الامام
صغر سنة وقد
قام عيسى بن
مريم ( عليه السلام
) بالرسالة
وله ثلاث
سنين
وتكلم بالمهد
وأوتي الكتاب
والنبوة بثلاثة
أيام .
وعنه عن
سعد بن محمد
بن أحمد ، عن
أبي هاشم داود
بن القاسم
الجعفري
، قال : سمعت
أبا الحسن
العسكري (
عليه السلام )
يقول
الخليفة
من بعدي الحسن
ابني فكيف لكم
بالخلف من
الخلف ، قلت :
ولم
جعلت
فداك قال إنكم
لا ترون شخصه
ولا يحل لكم قلت
فكيف نذكره ،
قال
قولوا الحجة
من آل محمد (
عليه السلام ) .
وعنه عن
محمد بن علي ،
عن محمد بن
أحمد بن عيسى بن
عبد الله بن
أبي
خدان ، عن
المفضل بن عمر
، قال : سمعت
أبا عبد الله
(
عليه السلام )
، يقول : إياكم
التبويه
والله ليغيبن
مهديكم سنين
من
دهركم
يطول عليكم
وتقولون اي
وليت ولعل
وكيف وتمحصه
الشكوك في
صفحة 361
أنفسكم
حتى يقال مات
وهلك ويأتي
وأين سلك ولتدمعن
عليه أعين
المؤمنين
ولتتكفؤون
كما تتكفا
السفن في
أمواج البحر
ولا ينجو الا
من اخذ
الله
ميثاقه بيوم
الذرو وكتب
بقلبه
الايمان وأيده
بروج منه
وليرفعن له
اثنتا
عشرة
راية مشبهة لا
يدرون أمرها
ما تصنع ، قال
المفضل :
فبكيت وقلت
كيف
يصنع
أولياؤكم
فنظر إلى
الشمس دخلت في
الصفة قال : يا
مفضل
ترى هذه
الشمس قلت :
نعم ، قال
والله أمرنا
أنور وأبين
منها وليقال
المهدي
في
غيبته مات
ويقولون
بالولد منه
وأكثرهم يجحد
ولادته وكونه
وظهوره
أولئك
عليهم لعنة
الله
والملائكة
والرسل والناس
أجمعين .
وعنه عن
الحسن بن عيسى
عن محمد بن
علي ، عن جعفر
، عن أبي
الحسن
بن موسى بن
جعفر ( عليهم
السلام ) قال :
إذا فقد
الخامس من ولد
السابع
فالله الله في
أديانكم لا
يزيلكم أحد عنها
فتهلكوا لا بد
لصاحب
الزمان
من هذا الامر
من غيبة حتى
يرجع عنه من كان
يقول فيه فرضا
وإنما
هو محنة
من الله يمتحن
بها خلقه قلت :
يا سيدي من
الخامس من ولد
السابع
، قال عقولكم
تصغر عن هذا
ولكن ان
تعيشوا فسوف
تذكرون
قلت : يا
سيدي فنموت
بشك منه ، قال
انا السابع ، وابني
علي الرضا
الثامن
، وابنه محمد
التاسع ،
وابنه علي
العاشر ،
وابنه الحسن
حادي
عشر ،
وابنه محمد
سمي جده رسول
الله وكنيته
المهدي
الخامس بعد
السابع
، قلت : فرج الله
عنك يا سيدي ،
كما فرجت عني .
وعنه عن
محمد بن يحيى
الفارسي ، عن
محمد بن علي
الصيرفي ، عن
إبراهيم
بن هاشم ، عن
فرات بن أحنف
، عن سعيد ابن
المسيب ، عن
زادان ،
عن سلمان
الفارسي ، قال
: قال أمير المؤمنين
( عليه السلام ) :
فذكر
المهدي
القائم ( عليه
السلام ) ،
والله ليغيبن
حتى يقول
الجهال : ما
بقي لله
في آل محمد من
حاجة ، ثم
يطلع طلوع البدر
في وقت تمامه
والشمس
في وقت
اشراقها فتقر
عيون وتعمى
عيون .
صفحة 362
وعنه عن
الحسن ، عن
محمد بن الحسن
، عن عمر بن يزيد
، عن
الحسن
بن أبي الربيع
الهمداني ، عن
إسحاق عن أسد بن
ثعلبة ، قال
لقيت
أبا
جعفر الباقر (
عليه السلام )
، فسألته عن
هذه الآية (
فلا اقسم
بالخنس
الجوار
الكنس ) قال :
امام يغيب سنة
ستين ومائتين
ثم يبدو
كالشهاب
الثاقب
فان أدركت
زمانه قرت
عيناك .
وعنه عن
الحسن بن محمد
بن جمهور ، عن
علي بن إسماعيل
، عن
هارون
بن مسلم بن
سعدان بن
مسعدة بن صدقة
، عن أبي عبد الله
الصادق (
عليه السلام )
، في خطبة له
مع كميل بن زياد
" اللهم بلى لا
تخلو
الأرض
من قائم لله
بحجة على خلقه
يهديهم إلى دينك
ويعلمهم علمك
لئلا
تبطل حجتك
وليقل اتباع
أوليائك
وشيعتهم بعد
إذ هديتهم إلى
امام
.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهداية
الكبرى -
الحسين بن
حمدان
الخصيبي - ص 362 - 366
ظاهر
مشهود ليس
بمطاع ومكتمن
خائف مغمور
يترقب أو غائب
عن الناس
في حال
غيبته لم يغب
عنهم امره
ونهيه ومثوبة
علمه فآياته
في قلوب
المؤمنين
مثبتة
فهم بها عاملون
" .
وعنه عن
الحسن بن
جمهور عن أبيه
، عن محمد بن عبد
الله بن مهران
الكرخي
عن ماهان
الابلي ، عن
جعفر بن يحيى
الرهاوي ، عن
سعيد بن
المسيب
، عن الأصبغ
بن نباتة ،
قال دخلت على
أمير
المؤمنين
(
عليه السلام )
فوجدته مفكرا
ينكت في الأرض
قلت : يا مولاي
مالي
أراك
مفكرا قال : في
مولود يكون من
ظهر الحادي عشر
من ولدي وهو
المهدي
الذي يملأها
عدلا وقسطا
كما ملئت جورا
وظلما يكون له
غيبة يضل
بها
أقواما ،
ويهدي بها
آخرين أولئك
خيار هذه الأمة
مع أبرار هذه
العترة
فقلت : ثم
ماذا : قال :
يفعل الله ما
يشاء ، من
الرجعة
البيضاء
والكرة
الزهراء
، واحضار
الأنفس الشح
والقصاص والاخذ
بالحق
والمجازاة
بكل
ما سلف
ثم يغفر الله
لمن يشاء .
وعنه عن
النصر ابن
محمد بن سنان
الزاهري ، عن يونس
بن ظبيان ،
صفحة 363
عن
المفضل بن عمر
، عن الصادق (
عليه السلام )
وهم عنده جمع
كثير قد
امتلأ
بهم مجلسه
ظاهره وباطنه
وقد قام الناس
إليه ، فقالوا
: يا ابن رسول
الله ان
الله جل وعلا
يقول : ( ما كان
لمؤمن ولا مؤمنة
إذا قضى الله
ورسوله
امرا أن
يكون لهم
الخيرة من
أمرهم ) ولسنا
نأمن غيبتك
عنا إلى رضوان
الله
ورحمته
فبين لنا
اختيار الله
اختيار من هذه
الأمة لنلزمه ولا
نفارقه فقال "
ان
الله عز
وجل اختار من
الأيام
الجمعة ومن
الليالي ليلة
القدر ومن
الشهور
شهر
رمضان واختار
جدي رسول الله
من الرسل واختار
منه عليا
واختار من
علي
الحسن
والحسين
واختار من
الحسين تسعة
أئمة وتاسعهم
قائمهم
ظاهرهم
وباطنهم وهو
سمي جده
وكنيته " .
وعنه عن
السن بن مسعود
، ومحمد بن
الجليل ، قال :
دخلنا على
سيدنا
علي العسكري (
عليه السلام )
بسامرا وعنده
جماعة من
شيعته
فسألناه
عن أسعد
الأيام
وأنحسها فقال
: لا تعادوا
الأيام
فتعاديكم
وسألناه عن
معنى
هذا الحديث
فقال : معناه
بين ظاهر
وباطن ان
السبت لنا
والأحد
لشيعتنا
والاثنين
لبني أمية
والثلاثاء
لشيعتهم
والأربعاء
لبني العباس
والخميس
لشيعتهم
والجمعة
للمؤمنين ،
والباطن ان
السبت جدي
رسول الله (
صلى
الله
عليه وآله )
والأحد أمير
المؤمنين
والاثنين
الحسن
والحسين
والثلاثاء
علي بن
الحسين ومحمد
بن علي وجعفر
بن محمد ، والأربعاء
موسى بن
جعفر ،
وعلي بن موسى
، ومحمد بن
علي وانا ،
والخميس ابني
الحسن
والجمعة
ابنه الذي
تجتمع فيه
الكلمة وتتم
به النعمة
ويحق الله
الحق ويزهق
الباطل
، فهو مهديكم
المنتظر ثم
قرأ : ( بسم الله
الرحمن
الرحيم بقية
الله
خير لكم
ان كنتم
مؤمنين ) ثم
قال : لنا
والله هو بقية
الله " .
وعنه عن
محمد بن زيد
عن عباد
الأسدي عن
الحسن بن حماد
عن
عباد بن
نهيعة عن حذفة
بن اليماني
قال : سمعت رسول
الله ( صلى
الله
عليه
وآله ) يقول
اختبرني
العباس ابني
نفيله من ولدي
مهديكم وقيل :
ويل
لبني العباس
من ولدي
مهديكم وهو
الذي لا يسميه
باسمه ظاهرا
قبل
صفحة 364
قيامه
الا كافر به .
وعنه عن
علي بن الحسن
بن فضالة ، عن
الريان بن الصلت
، قال :
سمعت
الرضا ( عليه
السلام ) ،
يقول القائم
المهدي بن
الحسن لا يرى
جسمه
ولا يسمى
باسمه أحد بعد
غيبته حتى
يراه ويعلن
باسمه ويسمعه
كل
الخلق فقلنا
له : يا سيدنا
وان قلنا صاحب
الغيبة وصاحب
الزمان
والمهدي
، قال هو كله
جايز مطلق
وإنما نهيتكم عن
التصريح
باسمه ليخفى
اسمه عن
أعدائنا فلا
يعرفوه .
وعنه
بهذا الاسناد
عن الرضا (
عليه السلام )
أنه قال : إذا
رفع عالمكم
وغاب من
بين أظهركم
فتوقعوا
الفرج الأعظم
من تحت اقدامكم
.
وعنه عن
الحسن بن محمد
بن جمهور عن
عبد الله بن
جعفر عن
محمد بن
عيسى ، عن
سليمان بن
داود عن أبي
بصير قال سمعت
الباقر ،
يقول : في
مهدينا
المنتظر بسبع
سنين من آدم
انه كان في
الجنة لا يراه
أحد
الا
حواء حتى ظهر
منها وبه نجا
نوح في
السفينة وفيه
إبراهيم نجا
من النار
وفيه
يوسف نجا من
السجن إلى أن
ملكه الله
خزائن الأرض
وفيه موسى
خرج
خائفا يترقب
وقوله ففررت
منكم لما
خفتكم فوهب لي
ربي حكما
وجعلني
من المرسلين
ومن عيسى اتهم
لعيسى قالوا :
قتلناه
وصلبناه
فكذبهم
الله
بقوله ( وما
قتلوه وما
صلبوه ولكن
شبه لهم ) ومن محمد
وظهوره
بالسيف .
وعنه عن
جعفر بن أحمد
القصير ، عن
صالح بن أبي حماد
،
والحسين
بن طريف جميعا
، عن بكر بن
صالح ، عن عبد
الرحمن بن
سالم ،
عن أبي بصير
عن أبي عبد
الله الصادق (
عليه السلام )
، قال : قال
أبي
لجابر بن عبد
الله
الأنصاري ان
لي إليك حاجة
فمتى يخف عليك
ان
اخلو بك
وأسألك عما
شئت قال جابر :
في اي الأوقات
أحببت يا سيدي
فخلا به
أبي في بعض
الأيام فقال
له : يا جابر اخبرني
عن اللوح الذي
رأيته
في يد أمي
فاطمة بنت
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) ، وما
صفحة 365
أخبرتك
أمي اي شئ
مكتوب في
اللوح قال
جابر : اشهد
بالله اني
دخلت
على أمك
فاطمة ( عليها
السلام ) في
حياة رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
فهناتها
في ولادة
الحسين ( عليه
السلام ) ورأيت
بيدها لوحا
اخضر ظننت
انه
زمرد ورأيت
كتابا ابيض
شبه نور الشمس
قلت لها بابي
وأمي يا بنت
رسول
الله ما هذا
اللوح قالت :
هذا اللوح
هداه الله إلى
رسوله ( صلى
الله
عليه
وآله ) فيه اسم
أبي واسم بعلي
وأسماء أبنائي
وأسماء
الأوصياء من
ولدي
وأعطانيه أبي
ليسرني بذلك ،
قال جابر : ثم
أعطتني إياه
أمك
فاطمة
فقرأته
ونسخته فقال
أبي فهل لك يا
جابر : تعرضه
علي ، قال :
نعم ،
فمشى أبي معه
حتى انتهى إلى
منزل جابر
فأخرج أبي
صحيفة من
ورق
وقال : يا جابر
انظر بكتابك
لا قرأ عليك
فنظر جابر
بنسخته وقرأ
أبي
عليه
فما خالف حرف
لحرف فقال :
جابر اشهد
بالله هكذا
مكتوب ، وهو :
بسم
الله الرحمن
الرحيم هذا
كتاب من الله
العزيز
الحكيم لمحمد
نبيه ونوره
وسفيره
وحجابه
ودليله نزل به
الروح الأمين
من عند رب
العالمين عظم
يا
محمد
أسمائي واشكر
نعمائي ولا
تجحد آلائي انا
الله لا إله
إلا أنا من
رجا
غير
فضلي وخاف
غيري عذبته
عذابا لا
أعذبه أحدا من
العالمين
فإياي
فاعبد
وعلي فتوكل
اني لم ابعث
نبيا فأكملت
أيامه وانقضت
مدته الا جعلت
له وصيا
واني فضلتك
على الأنبياء
وفضلت وصيك على
الأوصياء
وأكرمت
شبليه
وسبطيه حسنا
وحسينا معدني
علمي بعد انقضاء
مدة أبيهما
وجعلت
الحسين
بعد أخيه
الحسن روحي
وأكرمته
بالشهادة
وختمت له
بالسعادة وهو
أفضل كل
من استشهد
واعلام درجة
عندي وجعلت كلمته
التامة معي
وحجتي
عنده بعترته
أثبت وعاقبت
أولهم سيد
العابدين
وزين أوليائي
العارفين
الماضين
وابنه شبيه
جده المحمود محمد
الباقر لعلمي
المعلن بحكمي
سيهلك
المرتابون في
جعفر الصادق
والراد عليه
كالراد علي
حقا مني
لأكرمن
مثوى
جعفر ولأسر به
أشياعه
وأنصاره
وأولياؤه
تبيح به بعده
فتنة عما أحدس
الا ان
حبل فرضي لا
ينقطع وحجتي
لا تخفى وأوليائي
لا خوف عليهم
ولا
هم
يحزنون الا من
جحد واحد
الجاحدين عند
انقضاء مدة
عبدي موسى
صفحة 366
وحبلي
وخيرتي ان
المكذب بكل
أوليائي وعلي
ابنه ناصري
ومن أضع أعناق
النبوة
عليه وامنحه
الاصطلاح إلى
جانب مخالفي
حق القول مني
لا أقرن
عينه
سري وحجتي على
خلقي جعلت
الجنة مثواه
وشفعته سبعين
من أهل بيته
كل منهم
استوجب النار
واختم
بالسعادة
لابنه علي
وليي وناصري
والشاهد
في خلقي
وأميني على
وحيي وأخرج
منه الداعي
إلى سبيلي
والخازن
لعلمي
ابنه الحسن ثم
أكمل ذلك
بابنه رحمة للعالمين
عليه اكمال
صفوة آدم
ورفعة
إدريس وسكينة
نوح وكلم
إبراهيم وشدة
موسى وبهاء
عيسى وصبر
أيوب
ستذل أوليائي
في غيبته
وتتهادى
رؤوسهم كما
تتهادى رؤوس
الترك
والديلم
ويقتلون
ويحرقون
ويكونون
خائفين وجلين
تضيق بهم
الأرض
ويفتنون
الويل
والرناه في
لسانهم ،
أولئك أوليائي
حقا بهم أدفع
كل فتنة
عمياء
حندس وبهم
اكشف الزلازل
وارفع الآصار والاغلال
، أولئك عليهم
صلوات
من ربهم ورحمة
وأولئك هم
المهتدون .
قال عبد
الرحمن بن
سالم : قال أبو
بصير جدي لأبي
: لو لم تسمع يا
بني في
دهرك الا هذا
الحديث لكفاك
، فصنه الا عن
أهله .
وعنه عن
محمد بن يحيى
الفارسي عن
أبي الحسين عن
أبي محمد بن
جعفر
الأسدي قال :
حدثني أحمد بن
إبراهيم ، قال
دخلت على
إبراهيم بن
خديجة
بنت محمد بن
علي الرضا (
عليه السلام )
في سنة اثنتين
وستين
ومائتين
بالمدينة
فكلمتها من
وراء حجاب وسألتها
عن ايمتها
فسمت من
أنتم
بهم ثم قالت
فلان ابن
الحسن بن علي
فقلت لها جعلت
فداك تقولين
معاينة
أو خبرا قالت :
عن أبي محمد (
عليه السلام )
كتب به إلى
أمه ،
فقلت
لها : وأين
الولد ، قالت :
مستور قلت إلى
من تفزع
الشيعة قالت :
إلى
الجدة أم
الحسن ( عليها
السلام ) قلت
فمن اقتدى في
وصيته إلى
امرأة
فقالت :
اقتدى بجده
الحسين بن علي
، أوصى لأخته
زينب ابنة علي
في
الظاهر
فكل ما يخرج
من علي بن
الحسين ( عليه
السلام ) من
علم ينسب
إلى
عمته زينب
سترا على علي
بن الحسين (
عليه السلام )
ثم قالت : انكم
صفحة 367
قوم
أصحاب اخبار
ما رويتم عن
سابع سبعة ولد
من الحسين بعد
الخمسة
من ولد
أمير
المؤمنين
يقسم ميراثه
وهو حي فلما
نشأ صاحب
الزمان
(
عليه السلام )
نشأ منشأ
آبائه ( عليهم
السلام ) وقام
بأمر الله عز
وجل
سرا الا
عن ثقاته
وثقات آبائه .
وعنه عن
محمد بن
إسماعيل
الحسني عن أبي
الحسن صاحب
العسكر
احتجب
عن كثير من
الشيعة الا عن
خواصه فلما
أفضى الامر
إلى أبي
الحسن (
عليه السلام )
كان يكلم
الخواص
وغيرهم من
وراء الستر
الا في
الاوقاب
التي يركب
فيها إلى دار
السلطان وإنما
ذلك مقدمة الا
لغيبة
صاحب
الزمان ( عليه
السلام ) في
تاسع عشر من
الوقت توفي
المعتمد
وبويع
لأحمد بن موفق
، وهو المعتضد
في رجب في سنة
تسعة وسبعين
ومائتين
في سنة تسعة
وعشرين من
الوقت توفي المعتضد
وبويع لابنه
علي
المكتفي
في شهر ربيع
الآخر سنة
تسعة وعشرين وهي
سنة تسعة
وثمانين
من
التاريخ وفي
سنة خمسة
وثلاثين من
الوقت ، وتوفي
المكتفي
وبويع لجعفر
المقتدر
بالله بذي
القعدة سنة
خمسة وتسعين
ومائتين
وكانت كتبه
ودلائله
وتوقيعاته
( عليه السلام )
تخرج عل يد
أبي شعيب محمد
بن نصير بن
بكر
النميري
البصري فلما
توفي خرجت على
يد جدته أم
أبي محمد
(
عليه السلام )
وعلى ابنه
محمد بن عثمان
.
وعنه
قال : حدثني
محمد بن جمهور
عن محمد بن
إبراهيم بن
مهديار
قال :
شككت بعد مضي
أبي محمد (
عليه السلام )
اجتمع عند أبي
مال
كثير
فحمله وركب
السفينة
وخرجت معه
مشيعا فوعك
وعكا شديدا
فقال يا
بني
ردني فهذا
الموت ، وقال
اتق الله في
هذا المال ،
وأوصاني ومات
فقلت
في نفسي
لم يكن أبي
أوصاني في شئ
غير صحيح احمل
هذا المال
إلى
العراق
واستكري دارا
على الشط ولا
اخبر أحدا بشئ
فان وضح لي
شئ
كوضوح أيام
أبي محمد (
عليه السلام )
أنفذته أو
رجعت به وقدمت
بغدد
واستكريت
دارا على الشط
وبقيت أياما
فإذا انا
برسول معه
رقعة فيها
صفحة 368
يا أبا
محمد معك كذاغ
في جوف كذا
حتى قص علي جميع
ما علمته وما
لم
اعلمه
فسلمته
للرسول وبقيت
أياما لا
يراجع بي رسول
فاغتممت فخرج
الامر
قد أقمناك في
مال لنا مقام
أبيك فاحمد الله
واشكره .
وعنه عن
أبي القاسم
سعد بن أبي
خلف قال : كان
الحسن بن
النصر
وأبو
صدام وجماعة
تكلموا معي
بعد مضي أبي
الحسن ( عليه
السالم ) في
ما كان
في يد الوكلاء
وازدادوا
القبط فجاء الحسن
ابن النصر إلى
أبي
صدام
فقال أريد
الحج ، فقال :
أبو صدام في
آخر هذه السنة
فقال له
الحسن :
اني أفزع في
المنام ولا بد
من أن اخرج فأوصى
إلى احمد ابن
حماد
وأوصى
إلى الناحية
بمال وآمره ان
لا يخرج شيئا
الا من يده
إلى يده بعد
ظهوره
يعني صاحب
الزمان ( عليه
السلام ) قال
الحسن بن
النصر : وافيت
إلى
بغداد
فاكتريت دارا
ونزلتها
فجاءني بعض الوكلاء
بكتاب
ودنانير
وخلفها
عندي
فقلت له ما
هذا فقال : هو
ما ترى ثم
جاءني آخر
بمثلها واخر
حتى
كبسوا
الدار ثم
جاءني أحمد بن
إسحاق ، بجميع
ما كان معي
فتعجبت
وبقيت
متفكرا فوردت
علي رقعة ارحل
إذا مضى من النهار
سبع ساعات
فرحلت
وحملت ما كان
معي وفي
الطريق
صعاليك ويقطعون
الطريق بين
بغداد
وسامراء في
ستين رجلا
ولهم رئيس
صعلوك فاجتزت
به وهو يراني
منه
فوافيت
العسكر ونزلت
فوردت علي
رقعة احمل ما معك
فسلمني الله
وعبيته
في صار
الحمالين
فلما بلغت به
الدهليز إذا
فيه خادم اسود
نائم فقال لي :
أنت
الحسن بن
النصر فقلت :
نعم ، فقال :
ادخل الدار
فدخلت ونزلت
في بيت
وفرغت صار
الحمالين
فإذا في زوايا
البيت خبز
كثير فأعطى كل
واحد من
الحمالين
رغيفين
فخرجوا فنظرت إلى
باب عليه ستر
فنوديت منه
يا حسن
ابن النصر
احمد الله على
ما من عليك ولا
تسكن إلى قول
الشيطان
انك
شككت وأخرج
إلي ثوبين
فقال : خذهما
فإنك تحتاج
إليهما
فاخذتهما
وخرجت
فقال أبو
القاسم :
انصرف الحسن
بن النصر بشهر
رمضان ومات
وكفنته
في الثوبين .
صفحة 369
وعنه عن
محمد بن جعفر
الكوفي ، عن
أبي خالد البصري
وكان يسمى
عبد ربه
قال : خرجت في
طريق مكة بعد
مضي أبي محمد (
عليه السلام )
بثلاث
سنين فوردت
المدينة
واتيت صاريا
فجلست في ظلة
كانت لأبي
محمد
(
عليه السلام )
وكان سيدي أبو
محمد رام ان
أتعشى عنده
وانا أفكر في
نفسي
فلو كان شئ
لظهر بعد ثلاث
سنين فإذا
بهاتف يقول لي
اسمع صوته
ولا أرى
شخصه يا عبد
ربه قل لأهل
مصر هل رأيتم رسول
الله ( صلى
الله
عليه وآله )
حيث آمنتم به
قال : ولم أكن
اعرف اسم أبي
وذلك أني
خرجت من
مصر وانا طفل
صغير فقلت ان
صاحب الزمان
بعد أبيه حق
وان
غيبته حق وانه
الهاتف بي
فزال عني الشك
وثبت اليقين .
وعنه عن
محمد بن الحسن
بن عبد الحميد
القطاني قال :
شك
الحسن
بن عبد الحميد
في امر حجر
الوشا فجمع مالا
وخرج إليه
الامر في
سنة
ستين ليس فينا
شك ولا في من
يقوم بأمرنا فاردد
ما معك إلى
حجر
ابن
يزيد .
وعنه عن
أبي علي وأبي
عبد الله
المهدي عن
محمد بن عبد
الله وأبي عبد
الله بن
علي المهدي (
عليه السلام )
عن محمد السوري
عن أبي الحسن
،
أحمد بن
الحسن ، وعلي
بن رزق الله ،
عن بدر غلام
أحمد بن الحسن
،
قال :
وردت الجبل
وأنا أقول :
بالإمامة
وأحبهم جملة
إلى أن مات
زيد بن
عبيد
الله وكان من
موالي أبي
محمد ( عليه
السلام ) ومن
جند ذكوتكين
فأوصى
في علته
ان يدفع شهري
كان معه وسيف
ومنطقة إلى
مولاه صاحب
الزمان
(
عليه السلام )
قال بدر فخفت
ان اقعد
فيلحقني ذلك
سرا من
ذكوتكين
فقومت
الشهري
والسيف
والمنطقة
بتسع مائة دينار
وما كنت والله
أعلمت به
أحدا
فحملت من مالي
مثله .
وعنه عن
أبي حامد
المراغي ان
القاسم بن
المعلى
الهمداني كتب
يشكو
قلة
الولد وكان من
وقت كتب إلى
أن رزق ولدا
ذكرا تسعة
اشهر ثم كتب
يسال
بالدعاء
باطلة الحياة
لولده فورد
الدعاء له في
نفسه ولم يجب
في ولده
صفحة 370
شيئا
فمات الولد
فمن الله فرزق
ابنين .
وعنه عن
محمد بن يحيى
الفارسي ، قال
: حدثني الفضل
الخزاز
المدني
، مولى خديجة
ابنة أبي جعفر
( عليه السلام )
، ان قوما من
أهل
المدينة
الطاغين
كانوا يقولون
الحق فكانت الوظائف
ترد عليهم في
وقت
معلوم
فلما مضى أبو
محمد ( عليه
السلام ) رجع
قوم منهم عن
القول بالخلف
(
عليه السلام )
فوردت
الوظائف على
من ثبت على الاقرار
به بعد أبيه
(
عليهما
السلام ) وقطع
عن الباقين
فلم يعد إليهم
.
وعنه عن
أبي الحسن
أحمد بن عثمان
العمري ، عن أخيه
أبي جعفر بن
عثمان ،
قال حمل رجل
من أهل السواد
مالا كثيرا
إلى صاحب
الزمان
(
عليه السلام )
فرد عليه وقيل
له اخرج حق
أولاد عمك منه
أربعمائة
درهم
وكان في
يده قرية لولد
عمه دفع إليهم
بعضا وزوى
عنهم بعضا
فبقي باهتا
متعجبا
ونظر في حساب
المال فإذا
الذي لولد عمه
أربعمائة
درهم كما قال
(
عليه السلام ) .
وعنه عن
أبي الحسن
العمري قال :
كتب محمد داود
إلى الناحية
يسال
الدعاء
لوالديه
واخوته وخرج
التوقيع غفر
الله لك
ولوالديك
ولاخوانك
المتوفاة بكل
كل ولم يذكر
الباقين .
وعنه عن
أبي الحسن
العمري قال
حمل رجل من
القائلين
مالا إلى
صاحب
الزمان ( عليه
السلام )
مفصلا بأسماء
قوم مؤمنين
وجعل بين كل
اسمين فصلا
وحمل عشر
دنانير باسم
امرأة لم تكن
مؤمنة فقبل
مال الجميع
ووقع في
فصوله وردت
على العشر
دنانير على
الامرأة ووقع
تحت اسمها
إنما
يتقبل
الله من
المتقين .
وعنه :
قال حدثني عبد
الله
الشيباني قال
: أوصلت مالا
وحليا
للمرزباني
كان فيه سوار
ذهب فقبل
الجميع ورد السوار
وأمرني بكسره
صفحة 371
فجئت
إلى
المرزباني
فعرفته ما رد
به صاحب الامر
فكسرناه
فوجدنا فيه
مثقال
حديد ونحاس
وغيره
فأخرجناه
ورددناه إليه
فقبله .
وعنه
قال حدثني أبو
الحسن
الجلتيتي ،
كان لي أخ على
الفرح مالا
فأعطاني
بعضه في حياته
ومات فطعمت في
تمامه بعد موته
في سنة احدى و
سبعين
واستأذنت في
الخروج إلى
ورثته إلى واسط
فلم يؤذن لي
فاغتممت فلما
مضت
لذلك مدة كتب
إلي مبتديا
بالاذان
والخروج وأنا
آيس فقلت لم
يؤذن
لي في
قرب موته واذن
لي بهذا الوقت
فلما وصلت إلى
القوم أعطيت
حقي
عن آخره
قال : وسرت إلى
العسكر فمرضت
مرضا شديدا
حتى آيست من
نفسي
فظننت ان
الموت بعث إلي
فإذا اتاني من
الناحية
قارورة فيها
بنفسج
مر بي من
غير السؤال
فكنت اكل منها
على غير مقدار
فكان يروي عند
فراغي
منها وفيما
كان فيها .
وعنه
قال : حدثني
عبد الله بن
المرزبان ، عن
أحمد بن
الخصيب عن
محمد بن
إبراهيم بن
مهديار ، قال :
أنفذت مالا
إلى الناحية
فقيل : انك
غلظت
على نفسك في
الصروف
بثمانية
وعشرين دينارا
فرجعت إلى
الحساب
فوجدت
الامر كما وقع
به .
وعنه
قال : حدثني
محمد بن عباس
القصيري قال :
كتبت في سنة
ثلاثة
وسبعين إلى
الناحية اسال
الدعاء بالحج
ولم يكن عندي
ما يحملني وان
أرزق
السلامة وان
اكفي امر
بناتي فوقع
تحت المسالة
سالت بالدعاء
عليها
فرزقت
الحج
والسلامة
ومات لي ثلاث
بنات من السنة
.
وعنه
قال : حدثني
أبو العباس
الخالدي : قال
كتب رجلان من
إخواننا
بمصر
إلى الناحية
يسألان صاحب
الزمان ( عليه
السلام ) في
جملين فخرج
الدعاء
لأحدهما
بالبقاء وخرج
الآخر واما
أنت يا حمدان
فاجرك الله
بجملك
فمات
الجمل الذي له
.
صفحة 372
وعنه
قال حدثني أبو
الحسن علي بن
الحسن اليماني
: قال كنت
بالكوفة
فتهيأت
قافلة
لليمانين
فأردت الخروج
معهم وكنت
التمس الامر
من
صاحب
الزمان فخرج
إلي الامر لا تخرج
مع هذه
القافلة فليس
لك
بالخروج
معهم خير وأقم
بالكوفة قال
فقمت كما امرني
وخرجت
القافلة
فخرجت
عليهم حنظلة
فاباحتهم قال
: وكتبت استأذن
في ركوب الماء
من
البصرة
فلم يؤذن لي
وسارت
المراكب
فسالت عنها
فخبر ان خيلا
من الهند
يقال
لهم البوازج
خرجوا فقطعوا
عليهم فما سلم
أحد منهم
فخرجت إلى
سامراء
فدخلتها غروب
الشمس ولم
أكلم أحدا ولم
أتعرف إلى أحد
حتى
وصلت
إلى المسجد
الذي بإزاء
الدار قلت
أصلي فيه بعد
فراغي من
الزيارة
فإذا
انا بالخادم
الذي كان يقف
على رأس السيدة
نرجس ( عليها
السلام )
فجاءني
وقال : قم فقلت :
إلى أين ومن
انا ، قال : أنت
أبو الحسن
علي بن
الحسن
اليماني رسول
جعفر بن
إبراهيم حاطه
الله فمر بي
حتى
أنزلني
في بيت الحسين
بن حمدان ساره
فلم أدر ما
أقول حتى
اتاني بجميع
ما
احتاج إليه
فجلست ثلاثة
أيام ثم
استأذنت في
الزيارة من
داخل لي
فزرت
ليلا وورد
كتاب أحمد بن
إسحاق ، في
السنة بحلوان
في حاجتين
فقضيت
له واحدة وقيل
له في الثانية
إذا وافيت قم
كتبنا إليك
فيما سالت
وكانت
الحاجة انه
كتب يستعفي من
العمل فإنه قد
شاخ ولا يتهيأ
له القيام به
فمات
بحلوان .
وعنه
قال : حدثني
أبو جعفر محمد
بن موسى القمي
، قال : خرجت
إلى
سامرا مع ابن
احمد
الشعيباني
وكتبت رقعة
إلى السيدة
نرجس
(
عليها السلام
) أعرفها
بقدومي
لزيارة مولاي
( عليه السلام )
وأنفذتها مع
بدر
الخادم
المعروف بابي
الحر فانصرفت
فإذا بالرسول
يطلبني فجئت
وعلي بن
أحمد وقد دفع
إلى أبي
دينارين
وأربع رقع
فقال لي : علي
بن أحمد
لولا
أنه ذهب لاخذ
بعضه من
الخادم فقال :
خذ الدينارين فقلت
لا هذه
قد أمرت
ان ينكسني بها
فقال ابن احمد
اكتب رقعة
واسألهم
الدعاء فقلت
صفحة 373
حتى
استأذن
الخادم فان
اذن لي كتبت
فجئت إلى بدر
فعرفته علي بن
أحمد
ومذهبه
واعملته انه
يريد يكتب
رقعة واني أردت
ان استأذن له
فقال لي :
تعود
إلي بعد هذا
الوقت
فانصرفت
فجاءني رسول الخادم
فسرت إليه
وعلي بن
أحمد قال :
اكتب بما تريد
فكتبت رقعة اسال
فيها الدعاء
وانصرفنا
فلما
كان بالعشي
جاءني رسول
الخادم فسرنا
إليه جميعا
فدفعت إليه
رقعة
فدعا له
فيها ودفع
إليه ستة
دراهم وقيل له
رصع منها
الخواتم .
وعنه عن
أبي محمد عيسى
بن مهدي
الجوهري قال
خرجت في سنة
ثمانية
وستين
ومائتين إلى
الج وكان قصدي
المدينة
وصاريا حتى صح
عندنا
ان صاحب
الزمان ( عليه
السلام ) رحل
من العراق إلى
المدينة
فجلست
بالقصر
بصاريا في ظلة
أبي محمد (
عليه السلام )
ودخل عليه قوم
من خاصة
شيعته فخرجت
بعد ان حجيت
ثلاثين حجة في
تلك السنة
حاجا
مشتاقا إلى
لقائه ( عليه
السلام )
بصاريا فاعتللت
وقد خرجنا من
فيد
فتعلقت
نفسي بشهوة
السمك واللبن
والتمر فلما
وردت المدينة
الملاية
وافيت
فيها
إخواننا
فبشروني
بظهوره ( عليه
السلام ) بصاريا
فلما أشرفت
على
الوادي
رأيت عنوزا
عجافا تدخل
القصر فوقفت ارتقب
الامر إلى أن
صليت
العشاءين
وأنا ادعو
وأتضرع واسال
وإذا ببدر الخادم
يصيح بي يا
عيسى بن
مهدي
الجوهري
الجنبلاني
ادخل فكبرت
وهللت وأكثرت
من حمد الله
عز
وجل
والثناء عليه
فلما صرت في
صحن دار القصر
فرأيت مائدة
منصوبة فمر
بي
الخادم
وأجلسني
عليها وقال لي
: مولاك يأمرك
ان تأكل ما
اشتهيت
بعلتك
وأنت خارج من
فيد فقلت في
نفسي حسبي بهذا
برهانا فكيف
آكل
ولم أر
سيدي ومولاي
فصاح يا عيسى
كل من طعامي فإنك
تراني فجلست
على
المائدة
ونظرت فإذا
عليها سمك حار
يفور وتمر إلى
جانبه أشبه
التمر
بتمرنا
بجنبلا وجانب
التمر لبن ولي
فقلت في نفسي
عليك ونفه
وسمك
ولبن
ولي وتمر فصاح
يا عيسى لا
تشك في أمرنا
أنت اعلم بما
ينفعك
ويضرك
فبكيت
واستغفرت
الله وأكلت من
الجميع وكلما
رفعت يدي لم
يبن فيه
صفحة 374
موضع
فوجدته أطيب
ما ذقته في
الدنيا فأكلت
منه كثيرا حتى
استحييت
فصاح يا
عيسى لا تستحي
فإنه من طعام
الجنة لم تصنعه
يد مخلوق
فأكلت
فرأيت
نفسي لا تشتهي
من اكله فقلت
يا مولاي حسبي
فصاح بي اقبل
إلي
فقلت في
نفسي القى
مولاي ولم
اغسل يدي فصاح
بي يا عيسى
وهل لما
اكلت
غمر فشممت يدي
فإذا هي أعطر
من المسك والكافور
فدنوت منه
(
عليه السلام )
فبدا لي شخص
أغشى بصري
ورهبت حتى
ظننت ان عقلي
قد
اختلط فقال لي
يا عيسى ما
كان لكم ان
تروني ولولا
الملا تقول
أين هو
كان متى
يكون وأين ولد
ومن رآه وما
الذي خرج إليكم
منه وبأي شئ
انباكم
وأي معجزة
أراكم أما
والله لقد
دفعوا أمير المؤمنين
عما اراده
وقدموا
عليه
وكادوه
وقتلوه وكذلك
فعلوا بآبائي
( عليهم
السلام ) ولم
يصدقوهم
ونسبوهم
إلى السحر
والكهانة
وخدمة الجن
لما رأيتني يا
عيسى اخبر
أولياءنا
بما
رأيت وإياك ان
تخبر عدوا لنا
فتسلبه فقلت يا
مولاي ادع لنا
بالثبات
فقال لي :
لو لم يثبتك الله
لما رأيتني
فامض لحجك
راشدا فخرجت
من أكثر
الناس
حمدا وشكرا .
وعنه
قال : حدثني
محمد بن سنان
الزاهري عن
الصادق
(
عليه السلام )
عن أبيه عن
جده الحسين ،
عن عمه الحسن
، عن أمير
المؤمنين
عن رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) قال : إذا
تواتت أربعة
أسماء
من
الأئمة من
ولدي فرابعهم
القائم
المؤمل
المنتظر .
وعنه
قال حدثني علي
ابن الطيب
الصابوني عن
علي بن مهديار
عن
محمد بن
خلف الطاطري
عن الحسن بن
سماعة عن جابر
المعبراني عن
أبي
حمزة
الثمالي عن
محمد الباقر
عن أبيه عن
جده الحسين (
عليهم السلام
)
قال
دخلت انا وأخي
الحسن على جدي
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله )
فأجلسني
على فخذه
واجلس أخي على
فخذه الآخر وقبلنا
وقال : بابي
وأمي
أنتما
من امامين
زكيين صالحين
اختاركما الله
عز وجل مني
ومن أبيكما
وأمكما
صفحة 375
واختار
من صلبك يا
حسين تسعة
أئمة تاسعهم
قائمهم
وكلاكم في
المنزلة
سواء .
وعنه
قال حدثني
الحسن بن محمد
بن جمهور عن
أبيه محمد عن
كثير بن
عبد
الله ، عن
المفضل بن عمر
قال : دخلت على
جعفر الصادق
(
عليه السلام )
فقلت يا سيدي
لم لا عهدت
الينا بالخلف
من بعدك فقال :
يا مفضل
الإمام بعدي
ابني موسى
والخلف المؤمل
المنتظر محمد
بن الحسن
بن علي .
وعنه
قال حدثني علي
بن الحسن
المقري
الكوفي ، عن
أحمد بن زيد
الدهان
عن المخول بن
إبراهيم عن
رشده ابن عبد الله
بن خالد
المخزومي
عن
سلمان قال
دخلت على رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) فنظر
إلي
وقال يا
سلمان الله
تبارك وتعالى
لم يبعث نبيا
ولا رسولا الا
جعل له اثني
عشر
نقيبا قال قلت
له يا رسول
الله قد عرفت
هذا من أهل
الكتابين
التوراة
والإنجيل قال
يا سلمان فهل
علمت من نقبائي
ومن الاثني
عشر
الذين
اختارهم الله
للأمة من بعدي
فقلت الله ورسوله
اعلم فقال يا
سلمان
خلقني الله من
صفوة نوره
ودعاني فاطعة وخلق
من نوري عليا
ودعاه
فاطاعه وخلق
من نوري ومن
نور عليا فاطمة
ودعاها
فأطاعته وخلق
مني ومن
علي وفاطمة
الحسن ودعاه
فاطاعه وخلق مني
ومن علي
وفاطمة
والحسن
والحسين
ودعاه فاطاعه
فسمانا الخمسة
الأسماء من
أسمائه الله
محمود
وانا محمد
والله العلي
وهذا علي
والله فاطر
وهذه فاطمة
والله
الاحسان
وهذا
الحسن والله
المحسن وهذا
الحسين ثم خلق
منا ومن صلب
الحسين
تسعة
أئمة ودعاهم
فأطاعوه قبل
ان يخلق الله
سماءا مبنية
وأرضا مدحية
وهواءا
وماءا وملكا
وأشركنا
بعلمه نورا
نسبحه ونسمع
له ونطيع قال
سلمان
قلت : يا سيدي
يا رسول الله
فديتك بأبي أنت
وأمي لمن عرف
عني
هذا
فقال يا سلمان
من عرفهم حق
معرفتهم
واقتدى بهم
ووالى وليهم
وتبرأ
صفحة 376
من
عدوهم فهو
والله منا يرد
حيث نرد ويسكن
حيث نسكن فقلت
يا
رسول
الله فهل تكون
الجنات بهم
بغير معرفة بأسمائهم
وأنسابهم
فقال لا يا
سلمان
فقلت يا رسول
الله قد عرفتهم
الحسين ثم سيد
العابدين علي
بن
الحسين
وابنه محمد بن
علي باقر علم
الأولين والآخرين
من النبيين
والمرسلين
ثم جعفر
بن محمد لسان
الله الصادق
ثم موسى بن جعفر
الكاظم الغيظ
صبرا في
الله عز وجل
ثم علي بن
موسى الرضا
لأمر الله ثم
محمد بن علي
المختار
من خلق الله
ثم علي ابن
محمد الهادي
إلى الله ثم
الحسن بن علي
الأمين
على سر الله
ثم محمد بن
الحسن الهادي
المهدي
الناطق
القائم بحق
الله
قال سلمان
فبكيت ثم قلت
يا رسول الله
فاني لسلمان
بادراكهم قال
يا
سلمان
انك مداركهم
ومثلك من
توالاهم لحفظ
المعرفة فقال
سلمان
فشكرت
الله كثيرا ثم
قلت يا رسول
الله اني مؤجل
إلى عهده قال
يا سلمان
اقرأ (
فإذا جاء وعد
أوليهما
بعثنا عليكم
عبادا لنا
اولي قوة
وأولي باس
شديد
فجاسوا
خلال الديار
وكان وعدا
مفعولا ثم رددنا
لكم الكرة
عليهم
وأمددناكم
بأموال وبنين
وجعلناكم
أكثر نفيرا )
قال سلمان
واشتد بكائي
وشوقي
ثم قلت بعهد
منك قال :
والذي بعث
محمدا انه
لعهدي ومن علي
وفاطمة
والحسن
والحسين
والتسعة
الأئمة وكل من
هو منا مظلوما
فينا اي
والله
يا سلمان ثم
ليحضرن إبليس
وجنوده وكل من
محض الايمان
محضا
ومحض
الكفر محضا ثم
يؤخذ بالقصاص
والأوتار ولا
يظلم ربك أحدا
ونحن
تأويل هذه
الآية : ( ونريد
ان نمن على
الذين استضعفوا
في الأرض
ونجعلهم
أئمة ونجعلهم
الوارثين
ونمكن لهم في
الأرض ونري
فرعون
وهامان
وجنودهما
منهم ما كانوا
يحذرون ) قال سلمان
فقمت من بين
يدي
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) ولا
أبالي متى لقيني
الموت أو
لقيته .
وعنه عن
محمد بن يحيى
الفارسي ، عن
زيد الرهاوي عن
الحسن بن
مسكان
عن عتبة بن
سنان عن جابر
الجعفي قال :
دخلت على سيدي
الباقر (
عليه السلام )
فقلت مولاي
حدثني مولاك
خالد بسوق
العقيق ،
صفحة 377
قال :
سمعت مولاي
الحسين بن علي
يقول دخلت على
جدي رسول الله
(
صلى الله عليه
وآله ) فلما
رآني ضمني
إليه وقبل ما
بين عيني
وتنفس صعدا
وانهملت
عيناه
بالدموع ثم
قال لي فديتك
يا قتيل
الفجرة
وأبناء
الفجرة إلى
الله
أشكو عظم
مصيبتي فيك يا
حسين وانهملت
عيناه قال :
وكان لي
في ذلك
الوقت ثلاث
سنين فلما
سمعت كلام جدي
رسول الله (
صلى الله
عليه
وآله ) عرض لي
البكاء فبكيت
ولما سمعت منه
ولبكائه فقال
لا تبك يا
حسين بل
اضحك سنا يا
حسين لا يحزنك
ما سمعت من قتلك
فان الله
خلقك من
نور لا يطفأ
ولن تطفأ ابدا
ووجه لم يهلك
ولن يهلك ابدا
وخلق
من صلبك
أنوارا أئمة
أبرارا وجعل
فيك وفيهم حكم
البدء
والفناء
والآخرة
والأولى
وزمام كل زمام
قال الحسين (
عليه السلام )
فكان الله عز
وجل
جلا عني
حزني وملا
قلبي سرورا
فما حزنت منذ
سمعت كلام جدي
رسول
الله (
صلى الله عليه
وآله وسلم ) .
وعنه
قال حدثني علي
بن الحسين
الكوفي قال
حدثني وهب بن
عبد الله
عن محمد
بن جبلة عن
الحسين بن
معمر عن خالد
بن محمد عن
جابر الجعفي
قال
سمعت الباقر (
عليه السلام )
يقول : عن
تأويل قول
الله عز
وجل : ( ان
عدة الشهور
عند الله اثنا
عشر شهرا في كتاب
الله يوم خلق
السماوات
والأرض منها
أربعة حرم ذلك
الدين القيم
فلا تظلموا
فيهن
أنفسكم )
فتنفس صعدا ثم
قال : يا جابر
اما السنة جدي
رسول الله
وشهورها
الاثنا عشر من
جدي أمير
المؤمنين إلى
الخلف المهدي
من ولد
الحسين
اثنا عشر امام
واما الأربعة
الحرم منا فهم
أربعة أئمة
باسم واحد
علي
أمير
المؤمنين
وعلي بن
الحسين وعلي
بن موسى وعلي
بن محمد
والاقرار
بهؤلاء
الدين القيم
فلا تظلموا
فيهن أنفسكم
وتجعلوهم
بالسواء جميعا
.
وعنه
بهذا الاسناد
عن جابر
الجعفي قال :
قال سيدي
الباقر
(
عليه السلام )
في قول الله : (
وإذ استسقى
موسى لقومه
فقلنا اضرب
صفحة 378
بعصاك
الحجر
فانفجرت منه
اثنتا عشرة
عينا قد علم
كل أناس
مشربهم
كلو
واشربوا من
رزق الله ولا
تعثوا في
الأرض مفسدين
) قال لما شكى
قوم
موسى إليه
الجدب والعطش
فاستسوا موسى
فسقاهم فسمعت
ما قال
الله له
ومثل ذلك جاء
المؤمنون إلى
جدي رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
فقالوا
له يا رسول
الله تعرفنا
من الأئمة من
بعدك فما مضى
من نبي الا
وله
وصي
وأئمة من بعده
وقد علمنا أن
عليا وصيك فمن
الأئمة بعدك
فأوحى
الله قد
زوجت عليا
بفاطمة في
سمائي تحت ظل
عرشي وجعلت
جبرائيل
خطيبها
وميكائيل
وليها
وإسرافيل
القابل عن علي
وأمرت شجرة
طوبى فنثرت
اللؤلؤ
الرطب
واليواقيت
والزبرجد
الأخضر والأحمر
والأصفر
ومناشير
مخطوطة
بالنور
فيها أمان
الملائكة من
سخطي وعذابي ونشر
على فاطمة تلك
المناشير
في أيدي
الملائكة
يفتخرون بها
في يوم القيامة
وفصل الخطاب
وجعلت نحلتها
من علي
ونحلتها أعني
خمس الدنيا
وثلثي الجنة وجعلت
لها في الأرض
أربعة
انهار
الفرات ونيل
مصر وسيحان
وجيحان فزوجها
أنت يا محمد
بخمسمائة
درهما
تكون أسوة بها
لامتك
ولابنتك فإذا
زوجت فاطمة من
علي فعلي
العصاة
وفاطمة الحجر
يخرج منها
احدى عشر اماما
من علي وتتم
اثني عشر
امام
بعلي حياة
لامتك تهدي كل
أمة بامامها
في زمانه
ويعلمون كلما
علم
موسى
فهذا تأويل
هذه الآية
وكان بين
تزويج فاطمة (
عليها السلام
) في السماء
وتزويجها
في الأرض
أربعون يوما .
وعنه عن
أبي الحسين
محمد بن يحيى
الفارسي عن هارون
بن زيد
الطبرستاني
عن المخول بن
إبراهيم عن
محمد بن خالد
الكناسي
الكوفي عن
يونس بن
ظبيان عن
المفضل بن عمر
عن جابر الأنصاري
قال جابر : بعث
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) إلى
سلمان
الفارسي والمقداد
ابن الأسود
الكندي
وأبي ذر جندب
بن جنادة
الغفاري
وعمار بن ياسر
وحذيفة بن
اليماني
وخزيمة بن
ثابت ذي
الشهادتين
وأبو الهيثم
مالك بن
التيهان
صفحة 379
الأشهلي
وأبي الطفيل
عامر بن واثلة
وسويد بن غفلة
وسهل وعثمان
وعثمان
ابني حنيف
ويزيد السلمي
فحضرنا يوم جمعة
ضحى فلما
اجتمعنا
بين
يديه وأمير
المؤمنين (
عليه السلام )
عن يمينه وامر
( صلوات الله
عليه ) بان
لا يدخل
أحد وكان انس
في ذلك الوقت
خادمه فأمره
بالانصراف
إلى منزله
ثم اقبل
علينا بوجهه
الكريم على
الله وقال لنا
أبشروا فان
الله من علينا
بفضله
وعلم ما في
أنفسنا من
الخلاص له
والايمان به
والاقرار
بوحدانيته
وبملائكته
وكتبه ورسله
وعلم وفاكم
الجنة بغير
حساب أنتم ومن
كان كما
أنتم
عليه من مضى
ومن يأتي إلى
يوم القيامة .
قال
جابر فرسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
يبشرنا
ويحدثنا
ودموعه
تجري
ودموعنا تهطل
لبكائه ولفضل
الله علينا ورحمته
لنا ورأفته
بنا فسجدنا
شكرا
لله واردنا
الكلام
فقطعتنا عنه
الرقة والبكاء
فقال لنا فان
بكيتم قليلا
لنضحككم
كثيرا واني
أبشركم بما
اعلمه منكم انكم
تحبون مسألتي
عنه ولو
فقدتموني
وسألتم أخي
عليا لأخبركم
به فجهرنا
بالبكاء
والشكر
والدعاء
فقال
لنا ( عليه
السلام )
تحاولون
مسألتي عن بد وكوني
واعلموا
رحمكم الله
ان الله
تقدست أسماؤه
وجل ثناؤه كان
ولا مكان ولا
كون معه ولا
سواه
أحد في
فردانيته صمد
في أزليته مشئ
لا شئ معه فلما
شاء ان يخلق
خلقني
بمشيئته
واردته لي
نوزا وقال لي
كن فكنت نورا
شعشعانيا
اسمع
وابصر
وانطق بلا جسم
ولا كيفية ثم
خلق مني أخي
عليا ثم خلق
منا
فاطمة
ثم خلق مني
ومن علي
وفاطمة الحسن
وخلق منا
الحسين ومنه
ابنه
علي
وخلق منه ابنه
محمدا وخلق
منه ابنه
جعفرا وخلق
منه ابنه موسى
وخلق
منه
ابنه عليا
وخلق منه ابنه
محمدا وخلق
منه ابنه عليا
وخلق منه ابنه
الحسن
وخلق منه ابنه
سميي وكنيي
ومهدي أمتي ومحي
سنني ومعدن
ملتي
ومن
وعدني ان
يظهرني به على
الدين كله
ويحق به الحق
ويزهق به
الباطل
ان
الباطل كان
زهوقا ويكون
الدين كله
واصبا فكنا
أنوارا
بأرواح
واسماع
وابصار
ونطق وحس وعقل
وكان الله
الخالق ونحن
المخلوقون والله
المكون
صفحة 380
ونحن
المكونون
والله البارئ
ونحن البرية . .
موصولون لا
مفصولون فهلل
نفسه
فهللناه وكبر
نفسه فكبرناه
وسبح نفسه فسبحناه
وقدس نفسه
فقدسناه
، وحمد نفسه
فحمدناه ، ولم
يغيبنا وأنوارنا
تتناجى
وتتعارف
مسمين
متناسبين
أزليين لا
موجودين ، منه
بدأنا وإليه
نعود ، نور من
نور بمشيئته
وقدرته
لا ننسى تسبيح
ولا نستكبر عن
عبادته ثم شاء
فمد الأظلة
وخلق
خلقا
أطوارا
ملائكة وخلق
الماء والجان
وعرش عرشه على
الأظلة وأخذ
من
بني آدم
من ظهورهم
ذريتهم
واشهدهم على
أنفسهم الست
بربكم قالوا
بلى : كان
يعلم ما في
أنفسهم
والخلق أرواح
وأشباح في
الأظلة
يبصرون
ويسمعون
ويعقلون فاخذ
عليهم العهد
والميثاق
ليؤمنن به
وبملائكته
وكتبه
ورسله
ثم تجلى لهم
وجلى عليا
وفاطمة
والحسن والحسين
والتسعة
الأئمة من
الحسين
الذين سميتهم
لكم فاخذ لي
العهد والميثاق
على جميع
النبيين وهو
قوله
الذي أكرمني
به جل من قائل (
وإذا اخذ الله
ميثاق
النبيين لما
اتيتكم
من كتاب
وحكمة ثم
جاءكم رسول
مصدق لما معكم
لتؤمنن به
ولتنصرنه
قال :
أقررتم
وأخذتم على
ذلكم إصري
قالوا : أقررنا
قال : فاشهدوا
وانا
معكم من
الشاهدي ) وقد
علمتم ان
الميثاق أخذ
لي على جميع
النبيين
واني
انا الرسول
الذي ختم الله
بي الرسل وهو
قوله تعالى : (
رسول الله
وخاتم
النبيين )
فكنت والله
قبلهم وبعثت
بعدهم وأعطيت
ما أعطوا
وزادني
ربي من فضله
ما لم يعطه
لاحد من خلقه
غيري فمن ذلك
أنه اخذ
لي
الميثاق على
سائر النبيين
ولم يأخذ
ميثاقي لاحد
ومن ذلك ما
نبا نبيا ولا
ارسل
رسولا الا
أمره
بالاقرار بي
وان يبشر أمته
بمبعثي
ورسالتي
والشاهد لي
بهذا
قوله جل ذكره
في التوراة
لموسى : ( الذين
يتبعون
الرسول النبي
الأمي
الذي يجدونه
مكتوبا عندهم
في التوراة والإنجيل
يأمرهم
بالمعروف
وينهاهم
عن المنكر وحل
لهم الطيبات
ويحرم عليهم
الخبائث ويضع
عنهم
إصرهم
والاغلال
التي كانت
عليهم فالذين
آمنوا به
وعزروه
ونصروه
واتبعوا
النور الذي
انزل معه
أولئك هم
المفلحون )
ولا يعلمون
نبيا ولا
صفحة 381
رسولا
غيري وفي
الإنجيل قوله
عز اسمه الذي
حكاه فيما
أنزله علي من
خطابه
لأخي عيسى بن
مريم ( عليه
السلام ) (
ومبشرا برسول
يأتي من بعدي
اسمه
احمد ) ويعلم
انه ما يرسل
رسولا اسمه
احمد غيري وان
الله منحني
اللوح
يوم القيامة
الذي يحمله
أخي علي وآدم
فمن دونه تحته
يوم القيامة
وأعطاني
الشفاعة
والحوض تفضلا
منه علي وأعطاني
مفاتيح
الدنيا
وكنوزها
ونعيمها
فلم اقبله
زهدا فيه
فعوضني
بمفاتيح الجنة
والنار فجعلت
كل ما
أعطانيه
ربي لأخي علي
والأئمة منهم
فطوبى لكم
وطوبى لمن
والاكم حسن
مآب
فقمنا على
اقدامنا
وقلنا يا رسول
الله انا قد
أنعم الله بك
علينا
وبأخيك
علي وذريتك
فنسأل الله
يقبضنا إليه
الساعة لئلا
يأتي أحد منا
ببائقة
تخرجه
عن هذا الخطر
العظيم فقال
لنا ( عليه السلام
) : كلا لا
تخافون
فإنكم
من الذين قال
الله فيهم : (
فبشر عباد الذين
يستمعون
القول
فيتبعون
أحسنه أولئك
الذين هداهم
الله وأولئك
هم أولوا
الألباب ) .
قال
جابر الجعفي :
فقلت لجابر
الأنصاري لقد
أسعدني الله
بلقائك في
هذا
اليوم هذا
ببركة الله
وبركة سيدي
الباقر ( عليه
السلام )
ولقائك إياه
بأمر
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) .
قال
جابر بن عبد
الله
الأنصاري يا
جابر خبر من
لقيك من شيعة
آل
محمد
بما سمعته مني
فبهذا عهد
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله وسلم ) .
وعنه عن
محمد بن عبد
الحميد
البزاز وأبي
الحسين بن
مسعود
الفراتي قالا
جميعا
وقد سألتهم في
مشهد سيدنا
أبي عبد الله الحسين
( عليه السلام )
بكربلاء
عن جعفر وما
جرى في امره
بعد غيبة سيدنا
أبي الحسن علي
وأبي
محمد
الحسن الرضا (
عليهم السلام
) وما ادعاه له
جعفر وما فعل
فحدثوني
بجملة
اخباره ان
سيدنا أبا
الحسن ( عليه
السلام ) كان
يقول لهم
تجنبوا ابني
جعفر
اما انه بني
مثل حام من
نوح الذي قال
الله جل من
قائل فيه :
صفحة 382
(
قال نوح رب ان
ابني من أهلي )
الآية فقال له
الله يا نوح : (
انه ليس
من أهلك
انه عمل غير
صالح ) وان أبا
محمد ( عليه السلام
) كان يقول
لنا بعد
أبي الحسن (
عليه السلام )
الله الله ان يظهر
لكم أخي جعفر
على
سر
فوالله ما
مثلي ومثله
الا مثل هابيل
وقابيل ابني
ادم حيث حسد
قابيل
لهابيل
على ما أعطاه
الله لهابيل
من فضله فقتله
ولو تهيا
لجعفر قتلي
لفعل
ولكن
الله غالب على
امره فلقد
عهدنا بجعفر
وكل من في
البلد وكل من
في
العسكر
من الحاشية
الرجال
والنساء
والخدم يشكون
إذ أوردنا
الدار امر
جعفر
يقولون إنه
يلبس
المصنعات من
ثياب النساء
ويضرب له
بالعيدان
فيأخذون
مننه ولا
يكتمون عليه
وان الشيعة بعد
أبي محمد (
عليه السلام )
زادوا في
هجره
وتركوا رمي
السلام عليه
وقالوا : لا
تقية بيننا
وبينه نتجمل
به وان
نحن
لقيناه
وسلمنا عليه
ودخلنا داره
وذكرناه نحن
فنضل الناس
فيه
وعملوا
على ما يرونا
نفعله فنكون
بذلك من أهل النار
وان جعفر لا
كان
في ليلة
أبي محمد (
عليه السلام )
ختم الخزائن
وكلما في
الدار ومضى إلى
منزله
فلما أصبح اتى
الدار ودخلها
ليحمل ما ختم
عليه فلما فتح
الخواتم
ودخل
نظرنا فلم يبق
في الدار ولا
في الخزائن الا
قدرا يسيرا
فضرب جماعة
من
الخدم ومن
الإماء
فقالوا له : لا
تضربنا فوالله
لقد رأينا
الأمتعة
والرجال
توقر
الجمال في
الشارع ونحن
لا نستطيع
الكلام ولا
الحركة إلى أن
سارت
الجمال
وغلقت
الأبواب كما
كانت فولول
جعفر وضرب على
رأسه أسفا على
ما خرج
من الدار وانه
بقي يأكل ما
كأنه له ويبيع
حتى ما بقي له
قوت يوم
وكان له
في الدار
أربعة وعشرون
ولدا بنون وبنات
ولهم أمهات
وأولاد
وحشم
وخدم وغلمان
فبلغ به الفقر
إلى أن أمرت الجدة
وهي جدة إلى
محمد (
عليه السلام )
ان يجري عليه
من مالها الدقيق
واللحم
والشعير
والتبن
لدوابه
وكسوة
لأولاده
وأمهاتهم
وحشمه وغلمانه
ونفقاتهم
ولقد ظهرت
أشياء
منه
أكثر مما
وصفنا نسأل
الله العافية
من البلاء
والعصمة في
الدنيا
والآخرة .
وعنه
قال حدثني علي
بن الحسين بن
فضال وكان ممن
يقول بامامة
صفحة 383
جعفر
بعد أبي محمد (
عليه السلام )
وكان قبل ذلك مخطئا
انه كتب ابن
جعفر
يسأله عن
حقيقة امره
وكتب ان أخي
أبا محمد (
عليه السلام )
كان
اماما
مفروض الطاعة
واني وصيه من
بعده وامام لا
غير .
وعنه
قال : حدثني
أبو العباس بن
حيوان عن أحمد
بن محمد
المدايني
قال : لما
توفي أبو محمد
( عليه السلام )
خرجت إلى الحج
واتيت
المدينة
فسالت
بها كل من
ظننت انه يعرف
خبر المهدي
فلم يعرفه أحد
الا قوم من
خواص
الأهل
والموالي
وانهم يقولون
لي كم تسأل عن
من أنت منكر
له فارجع
إلى ربك
في جعفر فبقيت
ثلاث سنين على
هذا اسال
بالمدينة
وبالعسكر ولا
يقال لي
الا ما ذكرته
وكان هواي في
جعفر وكنت اسمع
بالامام
المهدي
مقيم
بالعسكر وان
قوما شاهدوه
ويخرج إليهم امره
ونهيه وكتبت
إلى جعفر
أسأله
عن الامام
والوصي من
بعده قال
العباس بن
حيوان وأبو
علي الصايغ
ان
جعفرا كتب إلى
أحمد بن إسحاق
القمي يطلب منه
ما كان يحمله
من
قم إلى
أبي محمد (
عليه السلام )
وأكثر من ذلك
واجتمع أهل قم
وأحمد بن
إسحاق
وكتبوا له
كتابا لكتابه
وضمنوه مسائل يسألونه
عنها وقالوا
تجيبنا
عن هذه المسائل
كما سألوا
عنها سلفنا
إلى آبائك (
عليهم السلام
)
فأجابوا
عنها بأجوبة
وهي عندنا
نقتدي بها ونعمل
عليها فأجبنا
عنها مثل ما
أجاب
آباؤك
المتقادمون (
عليه السلام )
حتى نحمل إليك
حقوق التي كنا
نحملها
إليهم فخرج
الرجل حتى قدم
العسكر فأوصل
إليه كتاب
وأقام عليه
مدة
يسال عن جواب
المسائل فلم
يجب عنها ولا
عن الكتاب بشئ
منه
أبدا
.
وعنه
قال حدثني علي
بن أحمد
الواسطي انه
سار إلى
العسكر واتى
الدار
ووقف
ببابه
مستأذنا عليه
يسأله عن
مسائل كان يسال
عنها سيدنا
أبا الحسن
وأبا
محمد ( عليهما
السلام ) فخرج
إليه الخادم فقال
له : ما اسمك
قال
اسمي
علي بن أحمد
الواسطي فقال
انصرف أنت لا
اذن لك .
صفحة 384
وعنه
قال حدثني
أحمد بن مطهر
صاحب عبد
الصمد بن موسى
انه
كان
بائتا عند عبد
الصمد في
الليلة التي
توفي بها أبو
محمد ( عليه
السلام )
فإنه
دخل أحمد بن
مطهر على عبد
الصمد بن موسى
فأخبره بوفاة
أبي
محمد
فركب عبد
الصمد إلى
الوزير
واخبره بذلك فركب
الوزير وعبد
الصمد
بن موسى بن
بقاء إلى
المعتمد
واخبراه بوفاة
أبي محمد
(
عليه السلام )
فامر المعتمد
أخاه بالركوب
والوزير وعبد
الصمد إلى دار
أبي
محمد
حتى ينظروا
إليه ويكشفوا
عن وجه ويغسلوه
ويكفنوه
ويصلوا عليه
ويدفنوه
مع أبيه ( عليه
السلام )
وينظروا من خلف
ويرجعوا إليه
بالخبر
وتقدم
إلى سائر
الخاصة
والعامة
والدون ان يحضروا
الصلاة عليه
ففعل أبو
عيسى
والوزير وعبد
الصمد جميع ما
أمروا به ونظروا
إلى من في
الدار
وانصرفوا
إلى المعتمد
فقال المعتمد
لأخيه أبي
عيسى ابشر انك
ستلي الخلافة
لان
أخانا المعتز
لما توفي أبو
الحسن علي ابن
محمد فخرجت
وصليت وصلى
بصلاتنا
في الدار لأنه
كان التكبير
يصل فلما دفنا
أبا الحسن (
عليه السلام )
ورجعت
قال ابشر يا
احمد فإنك
صليت على أبي
الحسن وأنت
تجازى
بالخلافة
بصلاتك عليه
وأنت يا أبا
عيسى قد صليت
على أبي الحسن
وأرجو
ان
تجازى
بالخلافة
مثلي .
وعنه
قال حدثني أبو
الحسن علي بن
بلال وجماعة من
إخواننا انه
لما كان
في
اليوم الرابع
من زيارة
سيدنا أبي
الحسن ( عليه
السلام ) امر
المعتز بان
ينفذ
إلى أبي محمد (
عليه السلام )
من بشركم إلى المعتز
ليعزيه ويسليه
فركب
أبو
محمد إلى
المعتز فلما
دخل عليه رحب
به وعزاه وأمر
فرتب بمرتبة
أبيه
(
عليه السلام )
وأثبت له رزقه
وزاد فيه فكان
الذي يراه لا
يشك الا انه
في صورة
أبيه ( عليه
السلام )
واجتمعت
الشيعة كلها
من المهتدين
على أبي
محمد بعد أبيه
الا أصحاب
فارس بن ماهويه
فإنهم قالوا
بامامة
جعفر بن علي
العسكري (
عليه السلام )
قال الحسين بن
حمدان
لقيت
أبا الحسين بن
ثوابة وأبا
عبد الله أحمد
بن عبد الله
الجمال شيخا
صفحة 385
كان مع
أبي الحسين بن
ثوابة في داره
ببغداد في
الجانب
الشرقي بعسكر
المهدي
، فسألتهما عن
ما علماه من
امر الامام
بعد أبي محمد
فقالا لي : ان
أبا
الحسن ( عليه
السلام ) كان
في حياته إلى
أبي جعفر محمد
ابنه ومضى أبو
جعفر في
حياة أبي
الحسن ( عليه
السلام ) وعاش
أبو الحسن
بعده أربع
سنين
وعشرة
اشهر وكان
فارس بن
ماهويه يدعي
انه باب أبي
جعفر فامر
سيدنا أبو
الحسن (
عليه السلام )
ثم وقعت
الشبهة عند
المقصرة
والمرتابين
من الشيعة
وكان
الامر والحق
لأبي محمد (
عليه السلام )
وادعى جعفر
انه باب أبي
جعفر
بعد
فارس بن حاتم
بن ماهويه
وذلك من سيدنا
أبي محمد (
عليه السلام )
وألقاه
الرجلين قبلا
ذلك عنه ودعيا
الناس إليه
فامر سيدنا
بطلبهما
فهربا إلى
الكوفة
وأقاما بها
إلى أن مضى
أبو محمد (
عليه السلام ) .
قال
الحسين بن
حمدان : فقلت
إلى الحسين بن
ثوابة ولأبي
عبد الله
الشيخ
النازل عليه :
قد قصصتما علي
هذه القصص فان
قص غيركما علي
قصصا
فاترك قصصكم
واقبل قصة ذلك
ولكن عندي حجة
أقولها ، قالا
:
هات ما
عندك فقلت لهم
هكذا قالت
الميمونة ان
أبا عبد الله
الصادق
أوصى
إلى إسماعيل
ابنه وقص عليه
وخبر انه الامام
بعده وقد
علمتم
وعلمنا
وسائر الشيعة
ان إسماعيل
مضى في حياة أبيه
جعفر الصادق
(
عليه السلام )
وعاش الصادق
بعده أربع
سنين ومضى أبو
عبد الله قالت
:
الشيعة
ان عبد الله
بن جعفر
الصادق جلس
بمجلس أبيه وادعا
الإمامة وهو
مبطل
وكانت
الإمامة في
ابنه موسى (
عليه السلام )
وإنما ادعى
سمي عبد
الله
الأفطح لانح
كان أفطح
الرأس فهل عند
كما قول وحجة
تأتيان بها
غير هذا
الذي
سمعته منكما
قالا هذا
عندنا في
الظاهر قلت ما
عندكما في
الباطن
فقالا
جعفر هو
الامام
المفترض
الطاعة الذي لا
يسع الخلق الا
معرفته فقلت
لهما
أليس قد
رويتما ان أبا
الحسن ( عليه
السلام ) أشار
إلى أبي جعفر
انه
الامام
من بعده قالا
بلى فقلت لهما
قد كفرتما بروايتكما
على أبي الحسن
انه
أشار
إلى أبي جعفر
انه الامام من
بعده وقد مات
أبو جعفر قبله
في حياته
صفحة 386
ونسيتما
أبا الحسن (
عليه السلام )
الا انه لم يعلم
أن أبا جعفر
لم يمت قبله
وان أبا
الحسن غش
الإمامة
وتركها في
الشكوك والحيرة
واعلمهم انه
لا علم
له بما
كان وما يكون
كما قالت
الميمونة في
الصادق ( عليه
السلام ) وإسماعيل
حذو
النعل بالنعل
فكان أبو عبد
الله الصادق وأبو
الحسن صاحب
العسكر
(
عليهما
السلام ) اعرف
بالله واعلم
بعلم الله بكل
ما كان وما هو
كائن
من أين
تقولان قولا
يكون غيره فهل
عندكم من حجة
أو دليل غير
ما
ذكرتماه
وسمعتما
الجواب عنه
فلم يكن
عندهما جواب
الا انهما
قالا لي سئل
أبا
الحسن ( عليه
السلام ) من
القائم بعده
بالإمامة
فقال أكبر
ولدي وكان
أبو
جعفر أكبر
ولده فقلت
لهما سبحان
الله ما أضل
رأيكما وأضل
روايتكما
أليس
ابنه أبو جعفر
مات قبله
وإنما سئل عن
الامام بعده
فقال أكبر
ولدي
الذي
بعدي وكان
أكبر ولده
بعده أبو محمد
( عليه السلام ) .
وقد
روينا عن أبي
محمد عبد الله
بن سنان بن أحمد
وعلي بن أحمد
النوفلي
قال كنا مع
سيدنا أبي
الحسن ( عليه
السلام )
بالعسكر في
داره فمر
به ابنه
أبو جعفر
فقلنا له يا
سيدنا هذا
صاحبنا بعدك
فقالا لا
فقلنا له ومن
هو فقال
ابني أبو محمد
الحسن لا محمد
ولا جعفر
فسكتا فقلت
لهما إن كان
عندكما
شئ في صاحبكما
مثلما رويتم
في أبي محمد (
عليه السلام )
فهاتوه فما
كان
عندهما شئ
فرددتهما .
وقلت
حدثني أبو علي
الملكي وأبو
عبد الله جعفر
بن محمد
الرامهرمزي
انهم
نظروا إلى
سيدنا أبي
محمد وهو يسير
في الموكب قال
: جعفر
ابن
محمد فكنت أحب
ان ارزق ولدا
فقلت في نفسي يا
سيدي يا أبا
محمد
أرزق
ولدا فنظر إلي
وقال برأيه
نعم فقلت في
نفسي يكون
ذكرا فقال
برأسه
لا
فكانت أنثى .
وقال
حدثني جعفر بن
محمد
الرامهرمزي
قال نظرت إلى
سيدي أبي
محمد (
عليه السلام )
وجماعة من
إخواننا فقلت
في نفسي اني
أرى من فضل
صفحة 387
سيدي
أبي محمد
برهانا تقر به
عيني فرأيته
قد ارتفع نحو
السماء حتى سد
الأفق
فقلت لأصحابي
ترون كما أرى
فقالوا وما هو
فأشرت فإذا هو
قد
رجع
كهيئته
الأولى ودخل
المسجد فقال
أبو الحسين بن
ثوابة وأبو
عبد الله
الجمال
قد سمعنا ما
سمعت من هذه
الروايات
والدلائل
والبراهين
فإذا
صدقنا
الله فما
رأينا لأبي
جعفر ولا
سمعنا لجعفر
دليل ولا
برهان ولا
حقيقة
الا إلى
أبي محمد بعد
أبيه ( عليهم
السلام ) وانا
لنعلم ان
المهدي سمي
جده
وكنيه
وهو ابن الحسن
من نرجس ولقد
عرفنا يوم مولده
فقلت لهما في
اي
يوم وبأي
شهر وبأي سنة
فقالا ولد
طلوع الفجر
بيوم الجمعة
لثمان ليال
خلت من
شهر شعبان من
سنة سبع
وخمسين
ومائتين فقلت
لهما قد قلتما
الحق
وعلمتما
صحة المولود
فمن قبله قالا
لي أبو محمد
أبوه وكفيله
حكيمة أخت أبي
الحسن
وهي العمة
فقلت حقا فلم
حاججتماني
وأنتما
تعلمان انه باطل
فقالا
والله
ما هذا الا
خسران مبين في
الدنيا والآخرة
وعرض الدنيا
يفنى وعذاب
الآخرة
يبقى الا ان
يعفو الله
فقلت حسبكم
الله شاهد
عليكم فقالا
والله لا
يسمع
هذا الذي
سمعته منا أحد
بعدك .
قال
الحسين بن
حمدان : ثم
ظهرت عليهم
انهم كانوا
يأخذون أموال
جعفر
والقرويين
وجعفر يخافهم
ويقول فيهم
الا يلعنهم
عند من يثق به
ويقول
لهم انهم
يأكلون مالي
قال الحسين بن
حمدان حدثني
أبو القاسم
ابن
الصائغ
البلخي قال
خرجت من بغداد
إلى العسكر في
شهر المحرم
لسبع
ليال
خلت منه فلما
كان بكرة يوم
السبت فسلمت على
الموالي
(
عليهم السلام
) وصرت على باب
جعفر فإذا في
الدهليز دابة
مسرجة
فجاوزت
بابه وجلست
عند حائط دار
موسى بن بقاء فخرج
جعفر على دابة
كميت
وعليه ثياب
بيض ورداء
وعليه عدنية
سوداء طويلة
وبين يديه
خادم
وفي يده
غاشية وعلى
يمينه خادم
آخر ثيابه سود
وعلى رأسه
خادم آخر
وخادم
على
بغلته خلفه فلما
رآني نظر إلي
نظرا شديدا
فمشيت خلفه
حتى بلغت
صفحة 388
باب
النقيب الذي
على
الطالبيين
فنزل عنده ودخل
إليه ثم خرج
منصرفا إلى
منزله
فلما بلغ قبر
أبي الحسن
وقبر أبي محمد
( عليهما
السلام ) أشار
بيده
وسلم
عليهما ودخل
داره فانصرفت
إلى حانوت بقال
واخذت منه أوقيتين
فكتبت
إليه كتابا
وكتابا إلى
امرأة تكنى أم
أبي سلمان
امرأة محمد بن
زكريا
الرازي
وكانت باب
جعفر وكان
صديقا لي كتب
كتابا إلى بعض
اخوانه
ليوصله
إلى جعفر
وفعلت انا
كتابا على
لسان أبي محمد
بن يعقوب بن
أبي
نافع
المدائني
وكتابا إلى
الامرأة أم
أبي سليمان وتسميت
في الذي ترون
فيه
أحمد بن
محمد المروزي
وكتبت فيه
جعلت فداك ان حامل
كتابي رجل من
خراسان
وهو يقول
بالسيد محمد
متعلقا إليه
وذهبت إلى
امرأة أبي
سليمان
فدفعت
الكتاب إليها
فأدخلتني إلى
دهليز فيه درجة
فقالت لي :
اصعد
فصعدت
إلى حجره
فقالت : اجلس
فجلست وجلست
معي تحدثني
وتسائلني
وقامت فذهبت
إلى جعفر
فاحتسبت به ثم
جاءت ومعها
رقعة بخطه
مكتوب
فيها : بسم
الله الرحمن
الرحيم يا
احمد رحمك
الله أوصلت
إلي
الامرأة
الكتاب بما
أحببت أرشدك
الله وثبتك إلي
بدواة وكاغد
أبيض وطين
الختم
فكتبت بسم
الله الرحمن
الرحيم أطال
الله بقاءك
وأعزك وأيدك
وأتم
نعمته
على وزاد في
فضله واحسانه
إليك وصلى الله
على سيدنا
محمد وآله
وسلم
كثيرا يا سيدي
جعلت فداك انا
رجل من مواليك
وموالي آبائك
(
عليهم السلام
) من خراسان
منذ كنا
متعلقين بحبل
الله المتين ،
كما قال
الله
تعالى : (
واعتصموا
بحبل الله
جميعا ولا
تتفرقوا )
فلما حدث
بالماضي
أبي
الحسن ( عليه
السلام ) ما
حدث خرجت إلى
العراق لقيت
إخواننا
فسألتهم
فوجدتهم كلهم
مجمعين على
أبي محمد ( عليه
السلام ) غير
أصحاب
ابن
ماهويه انهم
كانوا
مخالفين
وقالوا بامامة
جعفر أخو
الحسن
العسكري
(
عليه السلام )
فانصرفت إلى
خراسان فوجدت
أصحابي الذين
خلفتهم
ورائي
فأخبرتهم
فقلنا بابي
محمد ( عليه
السلام ) ولم
نشك فيه طرفة
عين فلما
توفي
أبو محمد (
عليه السلام )
ولم نشك فيه
طرفة عين فلما
توفي
أبو محمد (
عليه السلام )
وجه رسولا إلى
إخواننا
بالعراق
ليسألهم
فكتبوا
بما كان
عندهم من
الاختلاف
بنفسي مرة
فقطع علي
الطريق
صفحة 389
فانصرفت
إلى منزلي
واضطربت
خراسان من
الخوارج ولم
يمكني ان اخرج
وسيدي
عالم بما أقول
فخرجت العام
مع الحاج فلم
اترك أحدا من
أصحابنا
بنيسابور
والري وهمدان
وغيرهم الا
سألتهم فوجدتهم
مختلفين حتى
وجدت
أحمد بن
يعقوب المدائني
صاحب الكتاب
فكتب لي كتابا
إلى السيد
فدخلت
بغداد
منذ ثلاثة
اشهر فما تركت
أحدا يقول بهذا
القول الا
لقيتهم
وناظرتهم
فوجدتهم
مختلفين حتى
لقيت أبا
الحسن بن ثوابة
وأصحابه وأبا
عبد الله
الجمال
وأبا علي
الصائغ
وغيرهم
فقالوا : ان جعفر
أبيه وصي أخيه
أبي محمد
ولم يكن
اماما غيره
ورأيت علي ابن
الحسين بن
فضال فقال
كتبت إلى
جعفر
فسألته عن أبي
محمد من وصيه
فقال : أبو محمد
كان إماما
مفترض
الطاعة
على الخلق
وانا وصيه
ورأيت غيرهم
فقالوا ان
جعفرا وصي
أبيه أبي
الحسن
فتحيرت وقلت
ليس ها هنا
حيلة الا ان
اخرج إلى
السيد واساله
مشافهة
فخرجت إلى
سيدي فهذه
قصتي وحالي
فان رأى سيدي
ان يمن على
عبده
بالنظر إلى
وجهه وسؤاله
مشافها فعل
فاني خلفت
ورائي قوما
حيارى
فلعل
الله ان
يهديهم سيدي
سبيلا فعلا
مفعولا مأجورا
ان شاء تعالى
وراجعت
الكتاب إليه
على يد أم أبي
سليمان فلما
كان بعد ساعة
جاءت
هذه الامرأة
التي تكنى أم
سليمان فقالت
لي : يقول لك
السيد اني كنت
راكبا
وانصرفت وانا
كسلان فكن عند
هذه الامرأة
حتى أوجه إليك
وأدعوك
فقالت
أراك يا سيدي
رجلا عاقلا
وقد حملت كتاب
أخينا إلي
وسألني هل
تعرفين
هذا الرجل
فقلت لا اعرفه
وكان عند السيد
عام الأول
وانا أدخلك
عليه
واسالك يا أخي
لا تتحدث قلت
نعم لك هذا فاني
رجل مرتاد
إليك
أريد
فكاك رقبتي من
النار فقلت
اني ادخل عليه
إن شاء الله
بعد الظهر ثم
نزلت من
عندي وصعدت
بطبق فيه أربع
أرغفة وقثا مفرم
وبطيخ وصينية
وكوز
ماء فقالت كل
فقلت اني اكلت
وجئت فقالت : أسألك
ان تأكل فان
هذا من
الخبز الذي
يجري على
السيد فأكلت
منه رغيفا من
القثا
والبطيخ
فلما
صدرت جاءت
وقالت : قم
فقمت
فأدخلتني في دهليز
جعفر وردت
الباب
فجلست مع
خادمه الأبيض
ودخلت
الامرأة إليه
ثم خرجت وقالت
صفحة 390
لي ادخل
فدخلت بدهليز
طوله عشرون
ذراعا ضيق فإذا
بوسطه بير ماء
وإذا
على
يساره حجرة
وقدام
الدهليز باب
فدخلت فإذا
بدهليز آخر
فدخلت
فرأيت
دارا كبيرة
واسعة فإذا
فيها أسرة عدة
وفيها قبة
مكتسية من خشب
من يسار
الدار وقدام
الدار بيت وعن
يمينه بيوت
غيره عده فرفع
الستر من
البيت
الأول فدخلت
فإذا جعفر
جالس على سرير
قصير في البيت
فسلمت
فناولني
يده فقبلتها
وجثوت بين
يديه فقال لي :
كيف طريقك
وكيف أنت
وكيف
أصحابك فقلت
في عافية
وسلامة ثم قلت
له جعلت فداك
اني رجل
من
مواليك
وموالي آبائك
( عليهم
السلام ) وقد حدث
هذا الحديث
فاختلف
أصحابنا
فخرجت قاصدا
مع الحاج وانا
مقيم ببغداد
منذ ثلاثة
اشهر
فلقيت خلقا
تدعي هذا
الامر
فوجدتهم مختلفين
حتى لقيت أبا
الحسن
ابن
ثوابة وأبا
عبد الله
الجمال وأبا
علي الصايغ
فقالوا انك
وصي أبي جعفر
أعني
أباك الذي مضى
في أيام الحسن
أخيك ( عليه السلام
) وقال غيرهم
بل
هو وصي
الحسن أخيه
جئت إليك
لاسمع منك
مشافها وآخذ
بقولك وما
تأمرني
به فقال لعن
الله أبا
الحسين بن
ثوابة وأصحابه
فإنهم يكذبون
علي
ويقولون
ما لم أقل
ويخدعون
الناس
ويأكلون أموالهم
وقد قطعوا
مالا كان لي
من
ناحية فصار
بأيديهم
وهاهنا من هو
أشد من ابن
ثوابة فقلت من
جعلت
فداك قال
القزويني علي
بن أحمد فقلت
سمعت باسمه
واردت ان
اذهب
إليه فقال
إياك فإنه
كافر وأخاف ان
يفتنك ويفسد
عليك ما أنت
عليه من
دينك علي بن
أحمد
القزويني
وأصحابه لعنهم
الله
والملائكة
والناس
أجمعون
فقلت : نعم ،
لعنهم الله
بلغتك
المنتظرة ثم
قال لي هل تشك
في
أبي
الحسن قلت
أعوذ بالله
قال مضى أبو
محمد أخي ولم
يخلف أحدا لا
ذكرا
ولا
أنثى وانا
وصيه فقلت وصي
أبي محمد أخي
قلت : أبو محمد
كان اماما
مفروض
الطاعة
عليك وعلى
الخلق أجمعين
قال نعم قلت وأنت
وصيه وأنت
الامام
المفروض
الطاعة على
الخلق أجمعين
قال نعم فارتميت
إلى يده
اقبلها
فناولني
إياها
فقبلتها فقلت
يا سيدي روينا
عن آبائك (
عليهم السلام
) ان الإمامة
صفحة 391
لا تكون
في أخوين بعد
الحسن
والحسين قال
صدقت بهذا
ولكن اتقر
بالبداء
قلت : نعم قال :
فان الله بدا
له في ذلك فقلت
له يا سيدي
فوقك
امام
قال لا ثم قال
يا احمد لولا
أني عرفت من نيتك
الصدق لما
اذنت لك
فقلت
جعلت فداك معي
شئ حملت من
خراسان ولم
أحمله معي وهو
في
بغداد
معد فإن كان
لك ثم وليا
تثق به حتى
ادفعه إليه
بأمرك فقال
ليس لي
أحد
ببغداد ولكن
أحمله بنفسك
أنت حتى يكون
لك الأجر
والثواب قلت
نعم
جعلت فداك
فاسالك ان
تدعو لي
بالعافية والسلامة
وأن يردني
الله
إلى أهلي
وبيتي في
عافية
ويخرجني من
الدنيا على ولايتك
وولاية آبائك
(
عليهم السلام
) فقال ثبتك
الله على
ولايتي وولاية
آبائي وردك
إلى أهلك
وولدك
في عافية
وسلامة فقمت
وخرجت من عنده
ورجعت إلى
منزلي والى
أبي
سليمان فسألت
أبا سليمان عن
عياله وخدمه وجواره
وحاله وكيف
عيشه
فقال له :
عشرون ولدا
وأربع عشرة
بنتا وعليه من
العيال ستين
نفسا
من
الجوار
والخدم
والبنين
والبنات
وغيرهم ، وهو
اليوم يأكل
بالربا وقد
رهن
ثيابه وقدم
ابن بشار وحمل
عطايا
الهاشميين
والطالبين
وقال : أعرضوا
علي
بنيكم
وبناتكم فقال
جعفر : والله
فلو صرت للصدق
بابا ما كشف
وجه
بناتي بين
يديه وركب
جعفر ومعه
ثمانية من شيعته
إلى ابن
بشار فعرضهم
عليه واخذ
عطاه وعطاء بنيه
وبناته
وانصرف فلم أر
فيه شيئا من
دلائل آبائه (
عليهم السلام
)
ومن
آثار الإمامة
فقلت لأبي
الحسين بن
ثوابة وأبي
عبد الله
الجمال
وأبي علي
الصائغ
والقزويني
كلما قال لي
وقصصت عليهم
قصتي
معه
فضحكوا
وقالوا والله
هو أحق
باللعنة منا التي
لعننا بها
لأنه يقول
اننا
أخذنا
ماله بل أخذنا
مال الله وليس
ماله وقد ادعى
الوصية
والإمامة
والله
برأه
منها فقلت لهم
تأخذون مال
الله بغير حق
فقالوا اننا
محتاجون إليه
وليس له
طالب في هذا
الوقت فقلت
لهم ويحكم
أليس أبو عمر
عثمان بن
سعد
العمري
السمان يأخذ
بأمر أبي محمد
( عليه السلام )
أموال الله هو
وابنه
أبو جعفر محمد
وينفذها حيث
شاء بأمر الخلف
من أبي محمد
صفحة 392
(
عليه السلام )
وهو المهدي
سمي جدي رسول
الله وكنيه
فضحكوا
وقالوا
ان المهدي
إليه التسليم
بدا بكل دين
على المؤمنين
فقضاه عنهم
فكيف لا
يهب لنا
ماله فقلت أف
عليكم ان
تكونوا
مؤمنين فقالوا
والله ما
عندنا شك
في
الامام بعد
أبي الحسن (
عليه السلام )
الا أبي محمد (
عليه السلام )
وما
لأبي
جعفر محمد بن
علي ولا لجعفر
هذا الكذاب في
الوصية حظ ولا
نصيب
وان
المهدي أبو
القاسم محمد
بن الحسن لا
شك فيه وإنما
نأخذ هذه
الأموال
ليرى الناس
انا مخالفون
فيها على جعفر
فانقلبت إلى
أهلي بخراسان
وسائر
الجبل فقصصت
عليهم قصتي من
جعفر وسائر ما
لقيت فقمنا
على
الخلف
من أبي محمد (
عليه السلام )
ومن قال في أبي
جعفر ومن قال
بجعفر
وكان
هذا فضل من
الله .
وعنه
قال الحسين بن
حمدان
الخصيبي
حدثني محمد بن
إسماعيل
وعلي بن
عبد الله
الحسنيان عن
أبي شعيب محمد
بن نصير عن
ابن الفرات
عن محمد
بن المفضل قال
سالت سيدي أبا
عبد الله
الصادق
(
عليه السلام )
، قال : حاش لله
ان يوقت له وقت
أو توقت
شيعتنا ،
قال : قلت
يا مولاي ولم
ذلك قال لأنه
هو الساعة التي
قال الله
تعالى
فيها : (
يسألونك عن
الساعة أيان
مرساها )
وقوله : ( قل
إنما علمها
عند ربي
لا يجليها
لوقتها الا هو
ثقلت في السماوات
والأرض لا
تأتيكم الا
بغتة
يسألونك كأنك
حفي عنها قل
إنما علمها
عند الله ولكن
أكثر الناس لا
يعلمون )
وقوله : ( عنده
علم الساعة )
ولم يقل أحد دونه
وقوله :
(
هل ينظرون الا
الساعة ان
تأتيهم بغتة
فقد جاء
أشراطها فاني
لهم إذا
جاءتهم
ذكراهم )
وقوله : (
اقتربت
الساعة وانشق القمر
) وقوله :
(
وما يدريك لعل
الساعة تكون
قريبا يستعجل
بها الذين لا
يؤمنون بها
والذين
آمنوا مشفقون
منها ويعلمون
انها الحق الا
ان الذين
يمارون في
الساعة
لفي ضلال بعيد
) قلت : يا مولاي
ما معنى : ( يمارون
) قال :
يقولون :
متى ولد ؟ ومن
رآه ؟ وأين هو
؟ وأين يكون ؟
ومتى يظهر ؟
كل
صفحة 393
ذلك
استعجالا
لأمر الله
وشكا في قضائه
وقدرته : (
أولئك الذين
خسروا
أنفسهم
في الدنيا
والآخرة وان
للكافر لشر مآب
) .
قال
المفضل : يا
مولاي فلا
يوقت له وقت ؟
قال : يا
مفضل لا توقت
فمن وقت
لمهدينا وقتا
فقد شارك الله
في
علمه
وادعى انه
يظهره على
امره وما لله
سر الا وقد
وقع إلى هذا
الخلق
المنكوس
الضال عن الله
الراغب عن
أولياء الله
وما لله خزانة
هي أحصن
سرا
عندهم أكبر من
جهلهم به
وإنما القى
قوله إليهم
لتكون لله
الحجة
عليهم .
قال
المفضل : يا
سيدي فكيف بد
وظهور المهدي
إليه التسليم
؟
قال : يا
مفضل يظهر في
سنة يكشف لستر
امره ويعلو
ذكره وينادى
باسمه
وكنيته ونسبه
ويكثر ذلك في
أفواه المحققين
والمبطلين
والموافقين
والمخالفين
لتلزمهم
الحجة
لمعرفتهم به
على اننا
نصصنا ودللنا
عليه ونسبناه
وسميناه
وكنيناه سمي
جده رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
وكنيته ، لئلا
يقول
الناس ما
عرفنا اسمه
ولا كناه ولا
نسبه والله
ليحقن
الافصاح به
وباسمه
وكنيته على
ألسنتهم حتى
يكون كتسمية بعضهم
لبعض كل ذلك
للزوم
الحجة عليهم
ثم يظهر الله
كما وعد جده رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) في
قوله عز من
قائل : ( هو الذي
ارسل رسوله بالهدى
ودين الحق
ليظهره
على الدين كله
ولو كره
المشركون ) .
قال
المفضل : قلت :
وما تأويل
قوله : ( ليظهره
على الدين كله
)
قال : هو
قول الله
تعالى : (
قاتلوهم حتى
لا تكون فتنة
ويكون الدين
كله لله )
كما قال الله
عز وجل : ( ان
الدين عند الله
الاسلام ومن
يبتغ
صفحة 394
غير
الاسلام دينا
فلن يقبل منه
وهو في الآخرة
من الخاسرين ) .
قال
المفضل : فقلت
يا سيدي
والدين الذي
اتى به آدم
ونوح ،
وإبراهيم
، وموسى ،
وعيسى ومحمد
هو الاسلام ، قال
: ونعم ، يا
مفضل هو
الاسلام لا
غير قلت فنجده
في كتاب الله
قال : نعم من
أوله
إلى
آخره وهذه
الآية منه : ( ان
الدين عند
الله الاسلام
) وقوله عز وجل :
(
ملة أبيكم
إبراهيم هو
سماكم
المسلمين من
قبل ) وفي قصة
إبراهيم
وإسماعيل
: ( واجعلنا
مسلمين لك ومن
ذريتنا أمة
مسلمة لك )
وقوله
في قصة
فرعون : ( حتى
إذا ادركه
الغرق قال
آمنت انه لا
اله الا الذي
آمنت به
بنو إسرائيل
وانا من
المسلمين )
وفي قصة
سليمان
وبلقيس
قالت : (
وأسلمت مع
سليمان لله رب
العالمين )
وقول عيسى
للحواريين
: ( من أنصاري
إلى الله قال
الحواريون
نحن أنصار
الله آمنا
بالله
واشهد بانا
مسلمون )
وقوله تعالى : (
وله أسلم من
في السماوات
والأرض
طوعا وكرها
وإليه ترجعون
) وقوله في قصة
لوط : ( فما
وجدنا
فيها
غير بيت من
المسلمين )
ولوط قبل
إبراهيم ،
وقوله : ( قولوا
آمنا
بالله
وما انزل
الينا والى
قوله لا نفرق
بين أحد منهم
ونحن له
مسلمون )
وقوله : (
أم كنتم شهداء
إذ حضر يعقوب
الموت إلى قوله
إلها واحدا
ونحن له
مسلمون ) .
قال
المفضل : يا
مولاي كم
الملل ؟ قال :
يا مفضل الملل
أربعة ،
وهي
الشرائع .
قال
المفضل : يا
سيدي المجوس
لم سموا مجوسا
؟ قال لأنهم
تمجسوا
في
السريانية ،
وادعوا على
آدم وابنه شيث
هبة الله انه
أطلق لهم نكاح
الأمهات
والأخوات
والعمات
والخالات
والبنات
والمحرمات من
النساء وانه
أمرهم
ان يصلوا
للشمس حيث
وقفت من
السماء ولم
يجعلوا لصلاتهم
وقتا
صفحة 395
وإنما
هو افتراء على
الله الكذب
وعلي آدم وشيث
.
قال
المفضل : يا
سيدي فلم سموا
قوم موسى
اليهود ، قال :
لقول
الله
عنهم هدنا
إليك أي
اهديتنا إليك
، قال والنصارى
لم سموا نصارى
،
قال :
لقول عيسى يا
بني إسرائيل
من أنصاري إلى
الله قال
الحواريون
نحن
أنصار
الله فتسموا
نصارى لنصرة
دين الله .
قال
المفضل : ولم
سموا
الصابئون قال
لأنهم صبوا
إلى تعطيل
الأنبياء
والرسل
والملل
والشرائع
وقالوا كل ما
جاء به هؤلاء
باطل وجحدوا
توحيد
الله
ونبوة
الأنبياء
والرسل والأوصياء
فهم بلا شريعة
ولا كتاب ولا
رسول
وهم
معطلة العالم
.
قال
المفضل : يا
سيدي ففي اي
بقعة يظهر
المهدي ، قال
الصادق
(
عليه السلام )
لا تراه عين
بوقت ظهوره
ولا رأته كل
عين فمن قال
لكم
غير هذا
فكذبوه .
قال
المفضل : يا
سيدي وفي اي
وقت ولادته
قال بلى وبل
والله لا يرى
من ساعة
ولادته إلى
ساعة وفاته
أبيه سنتين وسبعة
اشهر أولها
وقت الفجر
من ليلة
يوم الجمعة
لثمان ليال
خلت من شهر
شعبان الثمان
ليال خلت من
شهر
ربيع الأول من
سنة ستين
ومائتين ثم
يرى بالمدينة
التي تبنى
بشاطئ
الدجلة
بناها
المتكبر
الجبار
المسمى باسم جعفر
العيار
المتلقب
المتوكل وهو
المتاكل
لعنه الله
يدعو مدينة
سامرا ستة سنين
يرى شخصه
المؤمن المحق
ولا
يرى
شخصه المشك
المرتاب
وينفذ فيها
امره ونهيه
ويغيب عنها
ويظهر
بالقصر
بصاريا بجانب
حرم مدينة جده
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله
وسلم )
فيلقاه هناك
المؤمن
بالقصر وبعده
لا تراه كل
عين .
قال
المفضل : يا
سيدي فمن
يخاطبه ولمن
يخاطب قال
الصادق محمد
بن
صفحة 396
نصير في
يوم غيبته
بصاريا ثم
يظهر بمكة
والله يا مفضل
كأني انظر
إليه وهو
داخل
مكة وعليه
بردة جده رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
وعلى
رأسه
عمامة صفراء
وفي رجله نعل
رسول الله
المخصوفة وفي
يده هراوة
يسوق
بين يديه عنوز
عجاف حتى يقبل
بها نحو البيت
وليس أحد
يوقته
ويظهر
وهو شاب غرنوق
فقال له
المفضل : يا
سيدي يعود
شابا ويظهر في
شيعته
قال سبحان
الله وهل يغرب
عليك يظهر كيف
شاء وباي صورة
إذا
جاءه
الامر من الله
جل ذكره قال
المفضل : يا
سيدي فيمن
يظهر وكيف
يظهر
قال يا مفضل :
يظهر وحده
ويأتي البيت
وحده فإذا
نامت العيون
ووسق
الليل نزل
جبرائيل
وميكائيل
والملائكة
صفوفا فيقول
له جبريل يا
سيدي
قولك مقبول
وأمرك جائز
ويمسح يده على
وجهه ويقول
الحمد لله
الذي
صدقنا وعده ،
وأورثنا الأرض
نتبوأ من
الجنة حيث
نشاء فنعم اجر
العاملين
ثم يقف بين
الركن
والمقام
ويصرخ صرخة
ويقول معاشر
نقبائي
وأهل
خاصتي ومن
ذخرهم الله
لظهوري على
وجه الأرض
أتوني طائعين
فتورد
صيحته عليهم
وهم في
محاريبهم
وعلى فرشهم
وهم في شرق
الأرض
وغربها
فيسمعوا صيحة
واحدة في اذن
رجل واحد
فيجيئوا نحوه
ولا يمضي
لهم الا
كلمح البصر
حتى يكونوا
بين يديه بين
الركن
والمقام
فيأمر الله
النور
ان يصير
عمودا من
الأرض إلى
السماء
فيستضئ به كل
مؤمن على وجه
الأرض
ويدخل عليه
نوره في بيته
فتفرح نفوس المؤمنين
بذلك النور
وهم لا
يعلمون
بظهور قائمنا
القائم ( عليه
السلام ) ثم
تصبح نقباؤه
بين يديه وهم
ثلاثمائة
وثلاثة عشر
نفرا بعدد
أصحاب رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
بيوم
بدر .
قال
المفضل : قلت
يا سيدي
والاثنان
وسبعون رجلا
أصحاب أبي عبد
الله
الحسين بن علي
( عليه السلام )
يظهرون معهم
قال يظهر معهم
الحسين
ابن علي
باثني عشر الف
صديق من شيعته
وعليه عمامة
سوداء .
صفحة 397
فقال
المفضل : يا
سيدي فنقباء
القائم إليه
التسليم
بايعوه قبل
قيامه
قال : يا
مفضل كل بيعة
قبل ظهور
القائم فهي
كفر ونفاق
وخديعة لعن
الله
المبايع لها
بل يا مفضل
يسند القائم
ظهره إلى كعبة
البيت الحرام
ويمد
يده
المباركة
فترى بيضاء من
غير سوء فيقول
هذه يد الله
وعن الله
وبامر الله
ثم يتلو
هذه الآية : ( ان
الذين
يبايعونك
إنما يبايعون
الله يد الله
فوق
أيديهم
فمن ينكث على
نفسه ومن أوفى
بما عاهد عليه
الله
فسيؤتيه
اجرا عظيما )
وأول من يقبل
يده جبريل ( عليه
السلام ) ثم
يبايعه
وتبايعه
الملائكة
ونقباء الحق
ثم النجباء ويصبح
الناس بمكة
فيقولون من
هذا
الذي
بجانب الكعبة
وما هذا الخلق
الذي معه وما
هذه الآية
التي رأيناها
بهذه
الليلة ولم نر
مثلها فيقول
بعضهم لبعض انظروا
هل تعرفون
أحدا ممن
معه
فيقولون لا
نعرف منهم الا
أربعة من أهل
مكة وأربعة من
أهل المدينة
وهم
فلان وفلان
يعدونهم
بأسمائهم
ويكون ذلك اليوم
أول طلوع
الشمس
بيضاء
نقية فإذا
طلعت وابيضت
صاح صائح
بالخلائق من
عين الشمس
بلسان
عربي مبين
يسمعه من في
السماوات
والأرض يا
معاشر
الخلائق هذا
مهدي آل
محمد ويسميه
باسم جده رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله )
ويكنيه
بكنيته
وينسبه إلى
أبيه الحسن
الحادي عشر
فاتبعوه
تهتدوا ولا
تخالفوه
فتضلوا
فأول من يلبي
نداءه
الملائكة ثم
الجن ثم
النقباء
ويقولون
سمعنا
وأطعنا
ولم يبق ذو
اذن الا سمع
ذلك النداء
وتقبل الخلق
من البدو
والحضر
والبر
والبحر يحدث
بعضهم بعضا
ويفهم بعضهم
بعضا ما سمعوه
في
نهارهم
بذلك اليوم
فإذا زالت
الشمس للغروب
صرخ صارخ من
مغاربها يا
معاشر
الخلائق لقد
ظهر ربكم من
الوادي اليابس
من ارض فلسطين
وهو
عثمان
ابن عنبسة
الأموي من ولد
يزيد بن معاوية
لعنهم الله
فاتبعوه
تهتدوا
ولا
تخالفوه
فتضلوا فترد
عليه الجن
والنقباء
قوله ويكذبونه
ويقولون
سمعنا
وعصينا
ولا يبقى ذو
شك ولا مرتاب
ولا منافق ولا
كافر الأصل في
النداء
الثاني
ويسند القائم
ظهره إلى
الكعبة ويقول معاشر
الخلائق الا
من أراد ان
ينظر
إلى إبراهيم
وإسماعيل فها
انا إبراهيم ومن
أراد ان ينظر
إلى موسى
صفحة 398
ويوشع
فها انا موسى
ومن أراد ان
ينظر إلى عيسى
وشمعون فها
انا عيسى
ومن
أراد أن ينظر
إلى محمد ( صلى
الله عليه وآله
) وأمير
المؤمنين
اليا فها انا
محمد
ومن أراد ان
ينظر إلى
الأئمة من ولد
الحسين فها
انا هم واحدا
بعد
واحد
فها انا هم
فلينظر إلي
ويسألني فاني
نبي بما نبؤوا
به وما لم ينبؤوا
الا من
كان
يقرأ الصحف
والكتب
فليسمع إلي ثم
يبتدئ بالصحف
التي أنزلها
الله
على آدم
وشيث فيقرأها
فتقول أمة آدم
هذه والله
الصحف حقا
ولقد قرأ
ما لم
نكن نعلمه
منها وما أخفي
عنا وما كان
اسقط وبدل
وحرف ويقرأ
صحف نوح
وصحف إبراهيم
والتوراة
والإنجيل
والزبور فتقول
أمتهم هذه
والله
كما نزلت
والتوراة
الجامعة
والزبور التام
والإنجيل
الكامل وانها
اضعاف
ما
قرأناه ثم
يتلو القرآن
فيقول
المسلمون هذا
والله القرآن
حقا الذي
أنزله
الله
على محمد فما
اسقط ولا بدل
ولا حرف ولعن الله
من أسقطه
وبدله
وحرفه
ثم تظهر
الدابة بين
الركن
والمقام فتكتب
في وجه المؤمن
مؤمن وفي
وجه
الكافر كافر
ثم يقبل على
القائم رجل
وجهه إلى قفاه
وقفاه إلى
صدره
ويقف
بين يديه
فيقول انا
وأخي بشير
امرني ملك من
الملائكة ان
الحق بك
وأبشرك
بهلاك
السفياني
بالبيداء
فيقول له القائم
بين قصتك وقصة
أخيك
نذير
فيقول الرجل
كنت وأخي
نذيرا في جيش
السفياني
فخربنا
الدنيا من
دمشق
إلى الزوراء
وتركناهم
حمما وخربنا
الكوفة
وخربنا
المدينة
وروثت
أبغالنا
في مسجد
رسول الله
وخرجنا منها
نريد مكة وعددنا
ثلاثمائة الف
رجل
نريد
مكة والمدينة
وخراب البيت العتيق
وقتل أهله
فلما صرنا
بالبيداء
عرسنا
بها
فصاح صائح يا
بيداء بيدي
بالقوم
الكافرين
فانفجرت
الأرض
وابتلعت
ذلك
الجيش فوالله
ما بقي على
الأرض عقال
ناقة ولا سواه
غيري وأخي
نذير
فإذا بملك قد
ضرب وجوهنا
إلى وراء كما
ترانا وقال
لأخي ويلك
يا نذير
النذر
الملعون بدمشق
بظهور مهدي آل
محمد وان الله
قد أهلك جيشه
بالبيداء
وقال لي يا
بشير الحق
بالمهدي بمكة فبشره
بهلاك
السفياني وتب
على
يده
فإنه يقبل
توبتك فيمر
القائم يده
على وجهه
فيرده سويا
كما كان
ويبايعه
صفحة 399
ويسير
معه .
قال
المفضل : يا
سيدي وتظهر
الملائكة
والجن للناس
قال اي والله
يا
مفضل
ويخالطونهم
كما يكون
الرجل مع
جماعته وأهله
قلت يا سيدي
ويسيرون
معه قال اي
والله ولنزلن
ارض الهجرة ما
بين الكوفة
والنجف
وعدد
أصحابه ستة
وأربعون ألفا
من الملائكة وستة
آلاف من الجن
بهم
ينصره
الله ويفتح
على يده .
قال
المفضل : يا
سيدي فما يصنع
باهل مكة قال :
يدعوهم
بالحكم
والموعظة
الحسنة
فيطيعونه
ويستخلف فيهم
من أهل بيته
ويخرج يريد
المدينة
قال
المفضل : يا
سيدي فما يصنع
بالبيت قال
ينقضه ولا يدع
منه الا
القواعد
التي هي أول
بيت وضع للناس
ببكة في عهد
آدم والذي
رفعه
إبراهيم
وإسماعيل وان
الذي بني
بعدهم لا بناه
نبي ولا وصي
ثم يبنيه كما
يشاء
ويغير اثار
الظلمة بمكة
والمدينة
والعراق
وسائر
الأقاليم
وليهدمن
مسجد
الكوفة
ويبنيه على
بنائه الأول
وليهدمن
القصر العتيق
ملعون من
بناه .
قال
المفضل : يا
سيدي يقيم
بمكة قال لا
بل يستخلف
فيها رجلا من
أهله
فإذا سار منها
وثبوا عليه
وقتلوه فيرجع
إليهم فيأتوا
مهطعين مقنعي
رؤوسهم
يبكون و ؟ ؟ ؟ ؟
ويقولون يا
مهدي آل محمد
التوبة
فيعظهم
وينذرهم
ويحذرهم ثم
يستخلف فيهم
خليفة ويسير
عنهم فيثبون
عليه بعده
ويقتلونه
فيرجع إليهم
فيخرجون إليه
مجززين النواصي
ويضجون يبكون
ويقولون
يا مهدي آل
محمد غلبت
علينا شقوتنا
فاقبل منا توبتنا
يا أهل بيت
الرحمة
فيعظهم
ويحذرهم
ويستخلف فيهم
خليفة ويسير
فيثبون عليه
بعده
ويقتلونه
فيرد إليهم
أنصاره من
الجن والنقباء
فيقول ارجعوا
إليهم لا
تبقوا
صفحة 400
منهم
أحدا الا من
وسم وجهه
بالايمان
فلولا رحمة الله
وسعت كل شئ
وانا
تلك
الرحمة ،
لرجعت إليهم
معكم فقد
قطعوا الاعذار
والانذار بين
الله
وبيني
وبينهم
فيرجعون
إليهم فوالله
لا يسلم من
المائة منهم
واحد والله
ولا
من
الألف واحد .
قال
المفضل : قلت
يا سيدي فأين
يكون دار
المهدي ومجمع
المؤمنين
قال
يكون ملكه
بالكوفة
ومجلس حكمه
جامعها وبيت
ماله مقسم
غنائم
المسلمين
مسجد السهلة
وموضع خلوته
الذكوات البيض
من الغريين .
قال
المفضل :
وتكون
المؤمنون
بالكوفة قال
اي والله يا
مفضل لا يبقى
مؤمن
الا كان فيها
وجرى إليها
وليبلغن مربط
مجال فرس ألف
درهم والله
ومربط
شاة ألف درهم
والله وليودن
كثيرا من
الناس انهم
يشترون شبرا
من
ارض
السبيع بواحد
ذهب والسبيع
خطة من خطط
همدان
ولتصيرن
الكوفة
أربعة
وخمسين ميلا
ولتخافن
قصورها كربلا
ولتصيرن
كربلا معقلا
ومقاما
تعكف
فيه الملائكة
والمنون
وليكونن شان
عظيم ويكون
فيها البركات
ما لو
وق فيها
مؤمن ودعا ربه
بدعوة واحدة
لا عطاه مثل
ملك الدنيا
الف مرة
ثم تنفس
أبو عبد الله
وقال :
يا مفضل
ان بقاع الأرض
تفاخرت ففخرت
كعبة البيت
الحرام على
البقعة
بكربلاء
فأوحى الله
اسكتي يا كعبة
البيت الحرام
فلا تفخري
عليها فإنها
البقعة
المباركة
التي نودي
موسى منها من
الشجرة وانها
الربوة التي
أوت إليها
مريم
والمسيح
وانها
الدالية التي
غسل فيها رأس
الحسين وفيها
غسلت مريم
لعيسى
واغتسلت من
ولادتها
وانها آخر
بقعة يخرج
الرسول منها
في وقت
غيبته
وليكونن
لشيعتنا فيها
حياة لظهور
قائمنا .
قال
المفضل : يا
سيدي إلى أين
يسير المهدي
قال إلي مدينة
جده
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
فإذا وردها
كان له فيها
مقام
عجيب
يظهر سرور
المؤمنين
وحزن
الكافرين .
صفحة 401
قال
المفضل : يا
سيدي ما هو
ذلك قال يرد
قبر جده رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله ) ويقول
يا معاشر
الخلائق هذا
قبر جدي رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله )
فيقولون نعم
يا مهدي آل
محمد فيقول من
معه في
القبر
فيقولون
ضجيعاه
وصاحباه أبو
بكر وعمر فيقول
وهو اعلم بهم
من
الخلق
جميعا ومن أبو
بكر وعمر وكيف
دفنا من دون
كل الخلق مع
جدي
رسول
الله فعسى
المدفون
غيرهما
فيقولون يا مهدي
آل محمد ما ها
هنا
غيرهما
وإنما دفنا
لأنهما
خليفتاه
وأبوا زوجتيه فيقول
للخلق بعد
ثلاثة أيام
أخرجوهما
فيخرجا غضين
طريين لم
تتغير خلقتهما
ولم تشحب
ألوانهما
فيقول
هل فيكم
رجل يعرفهما
فيقولون
نعرفهما
بالصفة
ونشبههم لان
ليس
هنا
غيرهم فيقول
هل فيكم أحد
يقول غير هذا
ويشك فيهما
فيقولون لا
فيؤخر
اخراجها
ثلاثة أيام ثم
ينشر الخبر في
الناس فيفتتن
من والاهما
بذلك
الحديث
ويجتمع الناس
ويحضر المهدي
ويكشف الجدار
عن القبرين
ويقول
للنقباء
ابحثوا عنهما
وانبشوهما
فيبحثون
بأيديهم إلى
أن يصلوا
إليهما
فيخرجاهما
قال كهيئتهما
في الدنيا
فتكشف عنهما
أكفانهما
ويأمر
برفعهما على
دوحة
يابسة ناخرة
ويصلبان
عليها فتحيى
الشجرة وتنبع
وتورق ويطول
فرعها
فيقول
المرتابون من
أهل شيعتهما
هذا والله الشرف
العظيم
الباذخ حقا
ولقد
فزنا
بمحبتهما
ويخسر من اخفى
في نفسه مقياس
حبة من
محبتهما
فيضرونهما
ويرونهما
ويفتتنون
بهما وينادي منادي
المهدي كل من
أحب صاحبي
رسول
الله (
صلى الله عليه
وآله )
وضجيعيه
فلينفرد فيجتاز
الخلق حزبين
موال لهما
ومتبرئ
منهما فيعرض
المهدي عليهم
البراءة منهما
فيقولون يا
مهدي آل
محمد
نحن لا نتبرأ
منهما ولم
نعلم أن لهما
عند الله
وعندك هذه
المنزلة وهذا
الذي قد
بدا لنا من
فضلهما نتبرأ
الساعة منهما
وقد رأينا منهما
ما رأينا في
هذا
الوقت من
طراوتها
وغضاضتهما
وحياة هذه الشجرة
بهما بلى
والله نتبرأ
منك
لنبشك لهما
وصلبك إياهما
فيأمر ريحا
سوداء فتهب
عليهم
فتجعلهم
كاعجاز
نخل خاوية ثم
يأمر
بانزالهما
فينزلان إليه
فيحييان
ويأمر الخلائق
بالاجتماء
ثم يقص عليهم
قصص افعالهما
في كل كور
ودور حتى يقص
صفحة 402
عليهم
قتل هابيل بن
آدم وجمع
النار
لإبراهيم وطرح
يوسف في الجب
وحبس
يونس ببطن
الحوت وقتل
يحيى وصلب
عيسى وحرق
جرجيس
ودانيال
وضرب سلمان
الفارسي
واشعال النار
على باب أمير
المؤمنين وسم
الحسن
وضرب الصديقة
فاطمة بسوط
قنفذ ورفسه في
بطنها
واسقاطها
محسنا
وقتل
الحسين وذبح
أطفاله وبني
عمه وأنصاره وسبي
ذراري رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله ) واهراق
دماء آل
الرسول ودم كل
مؤمن ومؤمنة
ونكاح
كل فرج حرام
واكل كل سحت
وفاحشة واثم
وظلم وجور من
عهد
آدم إلى
وقت قائمنا
كله يعده
عليهم
ويلزمهم إياه فيعترفان
به ثم يأمر
بهما
فيقتص
منهما في ذلك
الوقت بمظالم
من حضر ثم يصلبهما
على الشجرة
ويأمر
نارا
تخرج من الأرض
تحرقهما ثم
يأمر ريحا تنسفهما
في اليم نسفا .
قال
المفضل : يا
سيدي وذلك هو
آخر عذابهم
قال هيهات يا
مفضل
والله
ليردان ويحضر
السيد محمد
الأكبر رسول الله
والصديق
الأعظم أمير
المؤمنين
وفاطمة
والحسن
والحسين
والأئمة امام
بعد امام وكل
من محض
الايمان
محضا ومحض
الكفر محضا
وليقتصن منهم بجميع
المظالم حتى
أنهما
ليقتلان
كل يوم الف
قتلة ويردان
إلى ما شاء الله
من عذابهما ثم
يسير
المهدي
إلى الكوفة
وينزل ما
بينها وبين
النجف وعدد
أصحابه في ذلك
اليوم
ستة
وأربعون ألفا
من الملائكة
وستة آلاف من
الجن
والنقباء
ثلاثمائة
وثلاثة
عشر
رجلا .
قال
المفضل : يا
سيدي كيف تكون
دار الفاسقين
الزوراء في
ذلك
اليوم
والوقت قال :
في لعنة الله
وسخطه وبطشه
تحرقهم الفتن
وتتركهم حمما
الويل
لها ولمن بها
كل الويل من
الرايات الصفر
ومن رايات
الغرب ومن كلب
الجزيرة
ومن الراية
التي تسير
إليها من كل
قريب وبعيد
والله لينزلن
فيها من
صنوف
العذاب ما لا
عين رأت ولا
أذن سمعت
بمثله ولا
يكون طوفان
أهلها
الا السيف
الويل عند ذك
كل الويل لمن
اتخذها مسكنا
فان المقيم
بها
لشقائه
والخارج منها
يرحمه الله
والله يا مفضل
ليتنافس
أمرها في
الدنيا
صفحة 403
يعني
الكوفة حتى
يقال إنها هي
الدنيا وان
دورها
وقصورها هي
الجنة وان
نساءها
هي الحور
العين وان
ولدانها
الولدان وليظن
الناس ان الله
لم يقسم رزق
للعباد
الا بها
ولتظهر بغداد
الزور
والافتراء
على الله
ورسوله
والحكم بغير
كتاب
وشهادة الزور
وشرب الخمر
وركو الفسق والفجور
واكل السحت
وسفك
الدماء ما لم
يكن في الدنيا
الا دونه ثم يخربها
الله بتلك
الفتن
والرايات
حتى ليمر
عليها المار
فيقول ها هنا كانت
الزوراء .
قال
المفضل : ثم
ماذا يا سيدي
قال : ثم يخرج
الحسني الفتى
الصبيح
من نحو
الديلم يصيح
بصوت فصيح يا
آل احمد أجيبوا
الملهوف
والمنادي
من حول
الضريح
فتجيبه كنوز
الله
بالطاقات كنوزا
وأي كنوز ليست
من
فضة ولا
من ذهب بل هي
رجال كزبر
الحديد كأني انظر
إليهم على
البراذين
الشهب في
أيديهم
الحراب
يتعاوون شوقا
للحرب كما
تتعاوى
الذئاب
أميرهم رجل من
تميم يقال له
شعيب به صالح
فيقبل الحسني
إليهم
وجهه كدارة
البدر يريع
الناس جمالا
انيقا فيعفي
على اثر
الظلمة
فيأخذ
بسيفه الكبير
والصغير
والعظيم
والرضيع ثم
يسير بتلك
الرايات كلها
حتى يرد
الكوفة وقد
صفا أكثر
الأرض
فيجعلها معقلا
ويتصل به
وبأصحابه
خبر
المهدي ( عليه
السلام )
فيقولون يا
ابن رسول الله
من هذا الذي
نزل
بساحتنا
فيقول أخرجوا
بنا إليه حتى
ننظره من هو
وما يريد
والله ويعلم
انه
المهدي
وانه يعرفه
وانه لم يرد
بذلك الامر الا
له فيخرج
الحسني في امر
عظيم
بين يديه
أربعة آلاف
رجل وفي
أعناقهم المصاحف
وعلى ظهورهم
المسوح
الشعر يقال
لهم الزيدية
فيقبل الحسني
حتى ينزل
بالقرب من
المهدي
ثم يقول
الرجل
لأصحابه
اسألوا عن هذا
الرجل من هو
وما يريد
فيخرج
بعض
أصحاب الحسني
إلى عسكر
المهدي ويقول
يا أيها
العسكر
الجميل من
أنتم
حياكم الله
ومن صاحبكم
هذا وما
تريدون فيقول
له أصحاب
المهدي
هذا ولي
الله مهدي آل
محمد ونحن
أنصاره من الملائكة
والانس والجن
فيقول
أصحاب الحسني
يا سيدنا ما
تسمع ما يقول هؤلاء
في صاحبهم
صفحة 404
فيقول
الحسني خلوا
بيني وبين القوم
فانا هل اتيت
على هذا حتى
انظر
وينظروا
فيخرج الحسني
من عسكره
ويخرج المهدي
( عليه السلام )
ويقفان
بين العسكرين
فيقول له
الحسني ان كنت
مهدي آل محمد
فأين
هراوة
جدك رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
وخاتمه
وبردته
ودرعيه
الفاضل
وعمامته
السحاب وفرسه
البرقوع وناقته
العضباء
وبغلته
الدلدل
وحماره
اليعفور
ونجيبه
البراق وتاجه
السني والمصحف
الذي جمعه
أمير
المؤمنين
(
عليه السلام )
بغير تبديل
ولا تغيير .
قال
المفضل : يا
سيدي فهذا كله
في السفط قال :
يا مفضل
وتركات
جميع
النبيين حتى
عصاة آدم وآلة
نوح وتركة هود
وصالح ومجمع
إبراهيم
وصاع
يوسف
وميكائيل
وشعيب
وميراثه
وعصاته موسى
وتابوت الذي
فيه
بقية
مما ترك آل
موسى وآل
هارون تحمله
الملائكة
ودرع داود
وعصاته وخاتم
سليمان
وتاجه وإنجيل
عيسى وميراث
النبيين والمرسلين
في ذلك السفط
فيقول
الحسني هذا
بعض ما قد
رأيت وانا
أسألك ان تغرس
هراوة جدك
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) في هذا
الحجر الصفا
وتسأل الله ان
ينبتها
فيها
وهو لا يريد
بذلك الا ان
يرى أصحابه
فضل المهدي
إليه التسليم
حتى
يطيعوه
ويبايعوه
فيأخذ المهدي
الهراوة بيده
ويغرسها في
الحجر فتنبت
فيه
وتعلو وتفرغ
وتورق حتى تظل
عسكر المهدي والحسني
فيقول الحسني
الله
أكبر مد
يدك يا ابن
رسول الله حتى
أبايعك فيمد
يده فيبايعه
ويبايعه سائر
عسكر
الحسني الا
الأربعة آلاف
أصحاب المصاحف
والمسوح
الشعر
المعروفين
بالزيدية
فيقولون ما
هذا الا سحر عظيم
فتختلط
العسكران
ويقبل
المهدي
على الطائفة
المنحرفة
فيعظهم ويدعيهم
ثلاثة أيام
فلم يزدادوا
الا
طغيانا
وكفرا فيأمر
بقتلهم كأني
انظر إليهم وقد
ذبحوا على
مصاحفهم
وتمرغوا
بدمائهم
فيقبل بعض
أصحاب المهدي
لاخذ تلك
المصاحف
فيقول
لهم
المهدي دعوها
تكون عليهم
حسرة كما
بدلوها
وغيروها ولم
يعملوا بما
فيها .
صفحة 405
قال
المفضل ثم
ماذا يا سيدي
قال : ثم تثور
رجاله إلى سرايا
السفياني
بدمشق
فيأخذوه
ويذبحونه على
الصخرة ثم
يظهر الحسين (
عليه السلام )
في اثني
عشر الف صديق
واثنين
وسبعين رجاله
بكربلاء فيا
لك عندها من
كرة
زهراء ورجعة
بيضاء ثم يخرج
الصديق الأكبر
أمير
المؤمنين
إليه التسليم
وتنصب
له القبة على
النجف وتقام
أركانها ركن بهجر
وركن بصنعاء
اليمن
وركن
بطيبة وهي
مدينة النبي (
صلى الله عليه
وآله وسلم )
فكأني انظر
إليها
ومصابيحها
تشرق بالسماء
والأرض اضوى من
الشمس والقمر
فعندها
تبلى
السرائر
وتذهل كل
مرضعة عما
أرضعت إلى آخر
الآية ثم يظهر
الصديق
الأكبر الأجل
السيد محمد (
صلى الله عليه
وآله وسلم ) في
أنصاره
إليه
ومن آمن به
وصدق واستشهد
معه ويحضر
مكذبوه
والشاكون فيه
انه
ساحر
وكاهن ومجنون
ومعلم وشاعر
وناعق عن هذا ومن
حاربه وقاتله
حتى
يقتص
منهم بالحق
ويجاوزوا
بافعالهم من
وقت رسول الله
( صلى الله
عليه
وآله
وسلم ) إلى
ظهور المهدي
مع امام امام
ووقت وقت ويحق
تأويل هذه
الآية : (
ونمكن لهم في
الأرض ونري
فرعون وهامان
) قال ضلال
ووبال
لعنهما
الله فينشبا
ويحيا .
قال
المفضل قلت يا
سيدي فرسول
الله أين يكون
؟ وأمير
المؤمنين ؟
قال : ان
رسول الله
وأمير المؤمنين
لا بد ان يطئا
الأرض والله
حتى يورثاها
اي
والله ما في
الظلمات ولا
في قعر البحار
حتى لا يبقى
موضع قدم الا
وطئاه
وأقاما فيه
الدين الواصب
والله فكأني انظر
الينا يا مفضل
معاشر
الأئمة
ونحن بين يدي
جدنا رسول
الله ( صلى الله
عليه وآله
وسلم ) نشكوا
إليه ما
نزل بنا من
الأمة بعده
وما نالنا من
التكذيب والرد
علينا وسبنا
ولعننا
وتخويفنا
بالقتل وقصد
طواغيتهم
الولاة لأمورهم
أيانا من دون
الأمة
وترحيلنا
عن حرمه
إلى ديار
ملكهم وقتلهم
إيانا بالحبس وبالسم
وبالكيد
العظيم
فيبكي
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) ويقول يا
بني ما نزل
بكم الا ما
نزل
بجدكم قبلكم
ولو علمت
طواغيتهم
وولاتهم ان
الحق والهدى
والايمان
صفحة 406
والوصية
والإمامة في
غيركم لطلبوه
.
ثم
تبتدئ فاطمة (
عليها السلام
) بشكوى ما
نالها من أبي
بكر وعمر
من اخذ
فدك منها
ومشيها إليهم
في مجمع
الأنصار
والمهاجرين
وخطابها إلى
أبي بكر
في امر فدك
وما رد عليها
من قوله إن الأنبياء
لا وارث لهم
واحتجاجها
عليه بقول
الله عز وجل
بقصة زكريا ويحيى
: ( فهب لي من
لدنك
وليا يرثني
ويرث من آل
يعقوب واجعله
رب رضيا )
وقوله بقصة
داود
وسليمان : (
وورث سليمان
داود ) وقول
عمر لها هاتي
صحيفتك
التي
ذكرت ان أباك
كتبها لك على
فدك واخراجها الصحيفة
واخذ عمر
إياها
منها ونشره
لها على رؤوس
الاشهاد من قريش
والمهاجرين
والأنصار
وسائر
العرب وتفله
فيها وعركه
لها وتمزيقه إياها
وبكاءها
ورجوعها إلى
قبر
أبيها (
صلى الله عليه
وآله ) باكية
تمشي على رمضاء
وقد أقلقتها
واستغاثتها
بأبيها
وتمثلها بقول
رقية بنت صفية
:
قد كان
بعدك انباء
وهينمة * لو
كنت شاهدها لم
تكثر الخطب
انا
فقدناك فقد
الأرض وابلها
* واختل أهلك
واختلت بها
الريب
ابدى
رجال لنا ما
في صدورهم *
لما نايت
وحالت دونك
الحجب
لكل قوم
لهم قوبى
ومنزلة * عند
الاله عن
الادنين
مقترب
يا ليت
بعدك كان
الموت حل بنا *
أملوا أناس
ففازوا بالذي
طلبوا
وتقص
عليه قصة أبي
بكر وانفاذ
خالد بن
الوليد وقنفذ
وعمر جميعا
لاخراج
أمير
المؤمنين (
عليه السلام )
من بيته إلى
البيعة في
سقيفة بني
ساعدة
واشتغال
أمير
المؤمنين وضم
أزواج رسول
الله وتعزيتهن
وجمع القرآن
وتاليفه
وانجاز
عداته وهي
ثمانون ألف
درهم باع فيها
تالده وطارفه
وقضاها عنه
وقول
عمر له اخرج
يا علي إلى ما
اجمع عليه المسلمون
من البيعة
لأمر أبي
بكر فما
لك ان تخرج
عما اجتمعنا
عليه فإن لم تفعل
قتلناك وقول
فضة
جارية
فاطمة ( عليها
السلام ) ان
أمير
المؤمنين
عنكم مشغول
والحق له لو
صفحة 407
أنصفتموه
واتقيتم الله
ورسوله وسب
عمر لها وجمع
الحطب الجزل
على النار
لاحراق
أمير
المؤمنين
وفاطمة
والحسن والحسين
وزينب ورقية
وأم كلثوم
وفضة
واضرامهم
النار على
الباب وخروج
فاطمة ( عليها
السلام )
وخطابها
لهم من
وراء الباب
وقولها ويحك
يا عمر ما هذه
الجرأة على
الله ورسوله
تريد ان
تقطع نسله من
الدنيا
وتفنيه وتطفئ
نور الله
والله متم متم
نوره
وانتهاره
لها وقوله كفي
يا فاطمة فلو
ان محمدا حاضر
والملائكة
تأتيه بالأمر
والنهي
والوحي
من الله وما
علي الا كأحد
المسلمين فاختاري
ان شئت
خروجه
إلى بيعة أبي
بكر والا
أحرقكم
بالنار جميعا
وقولها له يا
شقي عدي
هذا
رسول الله لم
يبل له جبين
في قبره ولامس
الثرى أكفانه
ثم قالت وهي
باكية
اللهم إليك
نشكو فقد نبيك
ورسولك وصفيك
وارتداد أمته
ومنعهم
إيانا
حقنا الذي
جعلته لنا في
كتابك المنزل على
نبيك بلسانه
وانتهار عمر
لها
وخالد
بن الوليد
وقولهم دعي
فنك يا فاطمة
حماقة النساء
فكم يجمع الله
لكم
النبوة
والرسالة
واخذ النار في
خشب الباب
وادخل قنفذ
لعنه الله يده
يروم
فتح الباب
وضرب عمر لها
بسوط أبي بكر
على عضدها حتى
صار
كالدملج
الأسود
المحترق
وأنينها من
ذلك وبكاها
وركل عمر
الباب برجله
حتى
أصاب بطنها
وهي حاملة
بمحسن لستة
اشهر واسقاطها
وصرختها عند
رجوع
الباب وهجوم
عمر وقنفذ
وخالد وصفقة
عمر على خدها
حتى ابرى
قرطها
تحت خمارها
فانتثر وهي
تجهر بالبكاء
تقول يا أبتاه
يا رسول الله
ابنتك
فاطمة
تضرب ويقتل
جنين في بطنها
وتصفق يا
أبتاه ويسقف
خد لما لها
كنت
تصونه
من ضيم الهوان
يصل إليه من
فوق الخمار وضربها
بيدها على
الخمار
لتكشفه
ورفعها
ناصيتها إلى
السماء تدعو
إلى الله
وخروج أمير
المؤمنين من
داخل
البيت محمر
العينين داير
الحدقتين حاسر
حتى القى
ملاءته عليها
وضمها
لصدره وقال يا
ابنة رسول
الله قد علمتي
ان الله بعث
أباك رحمة
للعالمين
فالله الله ان
تكشفي أو
ترفعي ناصيتك
فوالله يا
فاطمة لئن
فعلتي
ذلك لا
يبقي الله على
الأرض من يشهد
ان محمد رسول
الله ولا موسى
ولا
عيسى
ولا إبراهيم
ولا نوح ولا
آدم ولا دابة
تمشي على وجه
الأرض ولا
صفحة 408
طائر
يطير في
السماء الا
هلك ثم قال
إلى ابن الخطاب
لك الويل كل
الويل
بالكيل
من يومك هذا
وما بعده وما
يليه اخرج قبل
ان اخرج سيفي
ذا
الفقار
فافني غابر
الأمة فخرج
عمر وخالد بن
الوليد وقنفذ
وعبد الرحمن
بن
أبي بكر
وصاروا من
خارج الدار
فصاح أمير المؤمنين
بفضة اليكي
مولاتك
فاقبلي
منها ما يقبل
النساء وقد
جاءها المخاض
من الرفسة
ورده الباب
فسقطت
محسنا عليه
قتيلا وعرفت
أمير المؤمنين
إليه التسليم
فقال لها : يا
فضة لقد
عرفه رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
وعرفني وعرف
فاطمة
وعرف الحسن
وعرف الحسين
اليوم بهذا
الفعل ونحن في
نور الأظلة
أنوار
عن يمين العرش
فاوايه بقعر
البيت فإنه لاحق
بجده رسول
الله ( صلى
الله
عليه وآله )
وتشكو حمل
أمير
المؤمنين لها
في سواد الليل
والحسن
والحسين
وزينب
وأم كلثوم إلى
دور
المهاجرين
والأنصار
يذكره بالله
ورسوله وعهده
الذي
بايعوا الله
ورسوله عليه
في أربع مواطن
في حياة رسول الله
( صلى الله
عليه
وآله )
وتسليمهم
عليه بإمرة
المؤمنين جميعهم
فكل يعده
النصرة
ليومه
المقبل فلما
أصبح قعد
جمعهم عنده ثم
يشكو إليه
أمير
المؤمنين
المحن
السبعة التي
امتحن بها
بعده ونقض
المهاجرين
والأنصار
قولهم
لما تنازعت
قريش في
الإمامة
والخلافة قد
منع لصاحب هذا
الامر
حقه
فإذا منع فنحن
أولى به من
قريش الذين
قتلوا رسول
الله
( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
وكبسوه في فراشه
حتى خرج منهم
هاربا
إلى الغار إلى
المدينة
فآويناه
ونصرناه
وهاجرنا إليه
فقالت
الأنصار حتى
قال من
الحزبين منا
أمير ومنكم
أمير فقام عمر
أربعين شاهدا
قسامة شهدوا
على
رسول الله
زورا وبهتانا
ان رسول الله (
صلى الله عليه
وآله وسلم )
قال
الأئمة
من قريش
فأطيعوهم ما
أطاعوا الله
فان عصوا
فالحوهم لحي
هذا
القضيب
ورمي القضيب
من يده فكانت
أول قسامة زور
شهدت في
الاسلام
على رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
وان رقبوا الامر
إلى أبي بكر
وجاءوا
يدعوني إلى
بيعته
فامتنعت إذ لا
ناصر لي وقد
علم الله
ورسوله ان
لو
نصرني سبعة من
سائر
المسلمين لما
وسعني القعود
فوثبوا علي
وفعلوا
صفحة 409
بابنتك
يا رسول الله
ما شكيته إليك
وأنت اعلم به
ثم جاؤوا بي
فأخرجوني
من داري
مكرها
وثلبوني وكان
من قصتي فيهم
مثل قصة هارون
مع بني
إسرائيل
وقولي
كقوله لموسى (
يا ابن أم ان
القوم استضعفوني
وكادوا
يقتلونني
فلا
تشمت بي
الأعداء ولا
تجعلني مع
القوم الظالمين
) وقوله ( يا ابن
أم لا
تأخذ
بلحيتي ولا
برأسي اني خشيت
ان تقول فرقت
بين بني
إسرائيل ولم
ترقب
قولي ) فصبرت
محتسبا راضيا
وكانت الحجة عليهم
في خلافي ونقض
عهدي
الذي عاهدتهم
عليه يا رسول
الله واحتملت
ما لم يحتمل
وصي من
نبي من
سائر
الأنبياء
والأوصياء في
الأمم حتى
قتلوني بضربة
عبد الرحمن بن
ملجم
وكان الله
الرقيب عليهم
في نقضهم
بيعتي وخروج
طلحة والزبير
بعائشة
إلى مكة
يظهران الحج
والعمرة
وسيرهم بها
ناقضين
لبيعتي إلى
البصرة
وخروجي إليهم
وتخويفي
إياهم بما جئت
به يا رسول
الله من
كتاب
الله ومقامهم
على حربي
وقتالي وصبري
عليهم
واعذاري
وانذاري
وهم
يأبون الا
السيف
فحاكمتهم إلى
الله بعد ان
ألزمتهم
الحجة فنصرني
الله
عليهم بعد ان
قتل أكابر
المهاجرين
والأنصار
والتابعين
بالاحسان
وهرقت
دماء عشرين
الف من
المسلمين
وقطعت سبعون
كفا على زمام
الجمل
من سبعين
رئيسا كلما
قطعت كف قبض
عليه آخر ثم
لقيت من ابن
هند
معاوية بن صخر
أدهى وأمر مما
لقيت في
غزواتك يا
رسول الله
بعدك
من
أصحاب الجمل
على أن حرب
الجمل كان
أشنع الحرب
التي لقيتها
وأهولها
وأعظمها فسرت
من دار هجرتي
الكوفة إلى
حرب معاوية
ومعي
سبعمائة
من أنصارك يا
رسول الله
وأربعة من دونه
في ديوانك
ولها ستين
الف رجل
من أهل
العراقين
الكوفة
والبصرة
والخلاط
الناس فكان
بعون الله
وعلمك
يا رسول الله
جهادي بهم
وصبري عليهم
حتى إذا وهنوا
وتنازعوا
وتفاشلوا
مكر بأصحابي
ابن هند
وشانئك الأبتر
عمرو ورفع
المصاحب على
الأسنة
ونادى يا
إخواننا من
الاسلام
ندعوكم إلى
كتاب الله
وإلى الحكومة
ونصون
دماءنا
ودماءكم
وأصغى أهل
الشبهات
والشكوك
والظنون ومن
في
قلبه
مرض من أصحابي
إلى ذلك
وقالوا
بأجمعهم لا
يحل لنا قتال
من دعانا
صفحة 410
إلى
كتاب الله
وقلت لهم ما
قد علمته وأنت
يا رسول الله
علمتني إياه
من
علم
الله ان القوم
لم يرفعوا
المصاحف الا
عند رهبهم
وظهورنا
عليهم فأبى
المنافقون
من أصحابي الا
الكف عنهم
وترك قتالهم فوعظتهم
وحرضتهم
وحفظتهم
وبينت لهم
أمرهم وإنها
حيلة عليهم فرموا
أسلحتهم
واجتمعوا
أصحاب
معاوية في
زهاء عشرين
ألفا وقالوا
لي كلمة رجل
واحد : دعنا
نحاكم
القوم إلى
كتاب الله
فقلت لهم على
انني احكم به
منكم ومن
معاوية
فقال
معاوية : لا
يحكم علي ولا
احكم به فإنه
لا يرضى ولا
ارضى ولا
يسلم
إلي ولا أسلم
إليه فقلت إلى
ابني الحسن الصر
لا شككت في
نفسي
وفضلت
ابني علي
فقالوا لي :
ابنك أنت وأنت
ابنك فقلت عبد
الله بن
العباس
فقالوا : لا
يحكم بيننا
مضري
واختاروا علي
ولي الاختيار
عليهم
وتحكموا
وانا الحاكم
وقالوا ان لم
ترض نحكم من نشاء
أخذنا الذي
فيه
عيناك
ثم اختاروا ان
يحكموا
يكتبوا إلى
عبد الله بن
قيس الأشعري
وهو
منعزل
عنا فسيروه
وقدموه
وتركوا
معاوية قد حكم
عمرا ورضوا هم
بعبد
الله بن
قيس الأشعري
وحكموا بما
أرادوا ووصفوا
عبد الله بن
قيس
بالفضل
والجبلة عباء
عن مكر عمر
وما كانت الا
مواطاة وخدعة
أظهرها
عمر
وعبد الله
فزعموا أن عبد
الله عزلني
وان عمرا أثبت
معاوية
وألزموني
عند
قعود جمعهم
عني
واجتماعهم
وأهل الشام وان
كتبت بيني
وبين معاوية
إلى اجل
معلوم
وانكفأت
معصيا غير
مطاع إلى الكوفة
اظهر لعني معاوية
على
منابر الشام
وسائر اعماله
ولعنت انا وابناك
يا رسول الله
الحسن
والحسين
وعبد الله بن
العباس وعمار
بن ياسر ومالك
الأشتر شهد
أيام بني
أمية
كلهم على
المنابر وفي
جوامع الصلاة
ومساجدها وفي
الأسواق وعلى
الطرق
والمسالك
جهرا لا سرا
وخرج علي
المارقون من
أصحابي
المطالبون لي
بالتحكيم
يوم المصاحف
فقالوا : قد
غيرت وكفرت وبدلت
وخالفت الله
في
تركنا
ورأينا
واجابتك لنا
إلى أن حكمنا
عليك الرجال
فكان لي ولهم
بحروراء
موقف دفعت لهم
فيه عن قتالهم
وانظرتهم
حولا كاملا ثم
خرجت
بعد
انقضاء
الهدنة أريد
معاوية بمن
أطاعني من المسلمين
فخرج أصحابي
صفحة 411
المارقون
علي
بالنهروان
فلقوا رجلا من
صلحاء
المسلمين
وعبادهم ومن
قاتل
معي يوم
الجمل وصفين
يقال له عبد
الله بن خباب
وذبحوه
وزوجته وطفلا
له على
دم خنزير
وقالوا ما
ذبحنا هؤلاء
وهذا الخنزير
الا واحد وهذا
فعلنا
بعلي
وسائر أصحابه
حتى يقر انه
قد كفر وغير
وبدل ثم يتوب
ونقبل توبته
فعدلت
إليهم
وخاطبتهم
بالنهروان
فاحتجوا علي
واحتججت
عليهم فكان
احتجاجهم
باطلا وكان
احتجاجي حقا .
قال
الحسين بن
حمدان ويعيد
أمير
المؤمنين احتجاجهم
عليه
واحتجاجه
عليهم
على رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
فلم أعده لان
شرحه قد
تقدم .
ورجع
الحديث إلى
قول الصادق (
عليه السلام )
للمفضل ، قال :
يقول
أمير
المؤمنين (
عليه السلام )
والله يا رسول
الله ما رضوا
بتكذيبي
ونقض
بيعتي
والخلاف علي
وقتالي
واستحلال دمي
ولعني قروا
فاني أمرت
الأمة
بما أمرتني به
من تربيع
الأظافير
ونهيتهم عن
تدويرها
فذكروا اني
إنما
ربعتها
لأني أتسلق
على مشارب
أزواجك يا
رسول الله
فاتي منهن
الفاحشة
وكنت
أبيع الخمر
بعهدك وبعدك
وكنت اغل الفئ
في جميع
غزواتك
واستبد
به دونك ودون
المسلمين ولم
يبقوا عضيهة
ولا شبهة ولا
فاحشة الا
نسبوها
إلي وزعموا
اني لو
استحقيت الخلافة
لما قدمت علي
في حياتك أبا
بكر
في
الصلاة ولقد
علمت يا رسول
الله ان عائشة
أمرت بلالا
وأنت في
وعلك
مرضك وقد نادى
بلال في
الصلاة
فأسرعت كاذبة
عليك يا رسول
الله
فقالت
إن رسول الله
يأمرك ان تقدم
أبا بكر فراجع
بذلك بلال وكل
يقول
له مثل
قولها فرجع
بلال إلى المسجد
فقال إن مخبرا
اخبرني عن
رسول الله
(
صلى الله عليه
وآله ) انه امر
بتقديمك يا
أبا بكر في
الصلاة ورجعت
عائشة
من اباب نكرت
وقلت لها يا
رسول الله ويلك
يا حميراء ما
الذي
جنيت
أمرت عني
بتقديم أبيك
في الصلاة
فقالت قد كان
بعض ذلك يا
صفحة 412
رسول
الله فقمت
ويدك اليمنى
علي واليسرى
على الفضل بن
العباس
معجلا
لا تستقر
قدماك على
الأرض حتى
دخلت المسجد
ولحقت أبا بكر
قد
قام
مقامك في
الصلاة
فأخرجته
وصليت بالناس
فوالله لقد
تكلم
المنافقون
بفضل
أبي بكر حتى
تقدم للصلاة
بعهدك يا رسول
الله فاحتججت
عليهم
لما
أظهروا ذلك بعد
وفاتك فلم ادع
لهم فيها
اعتلالا ولا
مذهبا ولا حجة
ينقلون
بها وثنيت
وقلت : ان
زعمتم ان رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله )
من
تقديم أبي بكر
في الصلاة
لأنه أفضل
الأمة عنده
فلما خرجه عن
فضل
ندبه
إليه وان
زعمتم ان رسول
الله امر بذلك
وهو مثقل عن
النهضة فلما
وجد الحق
فسارع فلم
يسعه القعود
فالحجة عليك
في اسقاط أبي
بكر وان
زعمتم
ان رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) أوقفه
عن يمينه دون
الصفوف
فقد كان
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) وأبو بكر
امام
المسلمين في
تلك
الصلاة
فهذا لا يكون
وان زعمتم انه
أوقفه عن شماله
فقد كان أبو
بكر
امام
رسول الله لان
الامام إذا
صلى برجل واحد
فمقامه عن
يمينه لا عن
شماله
وان زعمتم انه
أوقفه بينه
وبين الصف الأول
فقد كان رسول
الله
امام
أبي بكر وأبو
بكر امام
المسلمين
وهذا الامر لا
يكون ولا يقوم
رجل
واحد في
الصلاة الا
امام الصلاة
وان زعمتم انه
اقامه في الصف
الأول فما
فضله
على جميع الصف
الأول وان
زعمتم ان رسول
الله اقامه في
الصف
الأول
مسمع فيه
التكبير في
الصلاة لأنه
كان في حال
ضيقه من العلة
لا
يسمع
ساير من في
المسجد فقد
كفرتم أبا بكر
وحبطتم عمله
لان الله عز
وجل
يقول يا أيها
الذين آمنوا
لا ترفعوا
أصواتكم فوق
صوت النبي ولا
تجهروا
له بالقول
كجهر بعضكم
لبعض ان تحبط
اعمالكم
وأنتم لا
تشعرون
والله
ما ذاك يا
رسول الله الا
انني لم أجد
ناصرا من
المسلمين على
نصرة
دين
الله ولقد
دعوتهم كما
أخبرتكم
الموفقة فاطمة
انني حملتها
وذريتها إلى
دور
المهاجرين
والأنصار
أذكرهم بأيام
الله وما
اخذته عليهم
يا رسول الله
بأمر
الله من العهد
والميثاق لي
في أربعة مواطن
وتسليمهم علي
بإمرة
المؤمنين
بعهدك
فيعدوني
النصرة ليلا
ويقعدون عني
نهارا حتى إذا
جاءني ثقات
صفحة 413
أصحابك
باكين
استنهضوني
ويقولون على
أنهم أنصاري
على اظهار دين
الله
امتحنتهم
بحلق رؤوسهم
واشهار
سيوفهم على عواتقهم
ومسيرهم إلى
باب
داري
فتأخر جمعهم
عني فما صح لي
منهم إلا ثلاث
نفر وآخر لم
يتم حلق
رأسه
ولا اشهر سيفه
وهم والله
أحبابك
وأنجابك
وأصحابك وهم
سلمان
والمقداد
وأبو ذر وعمار
الذي لم يتم
حلق رأسه ولا
أشهر سيفه ولا
خرجت
مكرها
إلى سقيفة بني
ساعدة أقاد
إليها كما تقاد
صعبة الإبل
فلم أر لي ولا
ناصرا
إلا الزبير بن
العوام فإنه
شهر سيفه في أوساطهم
وعض على
نواجذه
وقال
والله لا
غمدته أو تقطع
يدي اما ترضون
ان غصبتم عليا
حقه ونقضتم
عهده
وعهد الله
ومبايعتكم له
حتى جئتم به
يبايعكم فوثب
عمر وخالد
وتمام
أربعين
رجلا كلا
يجتهد في اخذ
السيف من يده
وطرحوه إلى
الأرض صريعا
واخذوا
السيف من يده
فلما انتهوا
بي إلى عتيق وردت
على مورد لم
يسعني
معه
السكوت بعد ان
كظمت غيظي
وحفظت نفسي
وربطت جاشئ
وقلت
للناس
جميعا إنما نا
فريضة فرضها
الله طاعتي ورسوله
( صلى الله
عليه وآله
وسلم )
على الأمة
فإذا نقضوا
عهد الله
ورسوله وخالفتني
الأمة لم يكن
علي
ان
ادعوهم إلى
طاعتي ثانية
ومالي فيهم
ناصر ولا معين
وصبرت كما
أدبني
الله
بما أدبك يا
رسول الله في
قوله جل من
قائل ( فاصبر
كما صبر أولوا
العزم
من الرسل )
الآية وقوله : (
واصبر وما
صبرك الا
بالله ) وحق يا
رسول
الله تأويل
هذه الآية
التي أنزلها
في الأمة من
بعدك في قوله
عز من
قائل : (
وما محمد الا
رسول قد خلت
من قبله الرسل
أفإن مات أو
قتل
انقلبتم
على أعقابكم
ومن ينقلب على
عقبيه فلن يضر
الله شيئا
وسيجزي
الله
الشاكرين ) .
قال
المفضل : يا
سيدي فما
تأويل هذه
الآية : ( أفإن
مات أو قتل
انقلبتم
على أعقابكم )
فان كثيرا من
الناس يقولون
إن الله لا
يعلم بموت
عبد ولا
بقتل وبعضهم
يقول : ( أفإن
مات محمدا أو قتل
) بما يموت به
العالم
على ثبت .
صفحة 414
قال
الصادق ( عليه
السلام ) : لو ردوا
ما لا يعلمونه
الينا ولم
يفتروا
فيه
الكذب ولم
يتأولوه من
عند أنفسهم
لبينا لهم
الحق فيه يا
مفضل ان الله
عالم لا
بعلم وإنما
تأويل الآية
ان مات أو قتل
بما يموت به
العالم
فإنهما
ميتتان
لا
ثالثة لهما
الموت بلا قتل
والقتل
بالسيف وبما
يقتل به من
سائر الأشياء
اما
ترى ان
الأمة ارتدت
ونقضت وغيرت
وبدلت بين موت
رسول الله (
صلى
الله
عليه وآله )
وقتل أمير
المؤمنين (
عليه السلام )
ثم جرى
الآخرون كما
جرى
الأولون .
قال
الحسين بن
حمدان : وقص
أمير
المؤمنين على رسول
الله قصصا
طويلة
لم أعدها لئلا
يطول شرح
الكتاب .
وعاد
الحديث إلى
الحسن ( عليه
السلام ) .
روى
المفضل عن
الصادق : قال
ويقوم الحسن
إلى جده رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله ) ويقول
يا جداه كنت
مع أمير
المؤمنين
بالكوفة في
دار
هجرته
حتى استشهد
بضربة عبد
الرحمن بن
ملجم فوصاني
بما وصيته به
يا
جداه
وبلغ معاوية
قتل أبي فانفذ
الدعي عبيد
الله بن زياد
إلى الكوفة في
مائة
وخمسين الف
مقاتل وأمره
بالقبض علي
وعلى أخي
الحسين وسائر
اخوتي
وأهل
بيتي وشيعتي
وموالينا وان
يأخذ علينا جميعا
البيعة
لمعاوية فمن
تأبى منا
ضرب
عنقه ويسير
إلى معاوية
رأسه فلما
علمت ذلك من
فعل معاوية
خرجت من
داري ودخلت
جامع الصلاة
ورقيت المنبر
واجتمع الناس
حتى
لم يبق
موضع قدم في
المسجد
وتكاتفوا حتى
ركب بعضهم
بعضا فحمدت
الله
وأثنيت عليه ،
وقلت معاشر
الناس عفت الديار
ومحيت الآثار
وقل
الاصطبار
فلا اقرار على
همزات
الشياطين والخائنين
الساعة وضحت
البراهين
وتفصلت
الآيات وبانت المشكلات
ولقد كنا
نتوقع اتمام
هذه الآية بتأويلها
(
وما محمد الا
رسول قد خلت
من قبله الرسل
أفإن مات أو
قتل انقلبتم )
إلى
صفحة 415
آخر
الآية فقد مات
والله جدي
رسول الله
وأبي ( عليهما
السلام ) وصاح
الوسواس
الخناس ودخل
الشك في قلوب
الناس ونعق
ناعق الفتنة
وخالفتهم
السنة فيها
لها من فتنة
صماء بكماء عمياء
لا يسمع
لداعيها ولا
يجاب
مناديها ولا
يخالف واليها
ظهرت ظلمة النفاق
وسيرت آيات
أهل
الشقاق
وتكاملت جيوش
أهل العراق
المراق بين الشام
والعراق
هلموا
رحمكم
الله إلى
الاصباح
والنور
الوضاح والعالم
الجحجاح إلى
النور الذي لا
يطفى
والحق الذي لا
يخفى يا أيها
الناس تيقظوا
من رقدة
الغفلة ومن
برهة
الوسنة
وتكاثف
الظلمة ومن
نقصان الهمة
فوالذي فلق
الحبة وبرأ
النسمة
وتردى
بالعظمة لئن
قام لي منكم
عصبة بقلوب صافية
ونيات مخلصة
لا
يكون
فيها شوب ولا
نفاق ولا نية
فراق لجاهدنا بالسيف
قدما قدما
ولاصفن
من السيف
جوانبها ومن
الرماح
أطرافها ومن
الخيل
سنابكها
فتكلموا
رحمكم
الله فكأنما
ألجموا بلجام
الضمت ابن الصرد
وبنو الجارود
ثلاثة
وعمرو
بن الحمق
الخزاعي وحجر
بن عدي الكندي
والطرماح ابن
عطارد
السعدي
وهاني بن عروة
السدوسي
والمختار بن أبي
عبيد الثقفي
وشداد بن
عباد
الكاهلي ،
ومحمد بن
عطارد
الباهلي ، وتمام
العشرين من
همدان ،
فقالوا
لي : يا ابن
رسول الله ما
نملك غير أنفسنا
وسيوفنا وها
نحن بين
يديك
لأمرك طائعين
وعن رأيك
صادرين مرنا
بما شئت فنطرت
يمنة ويسرة
فلم أر
أحدا غيرهم
فقلت لهم لي
أسوة بجدي
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله )
حين عبد الله
سرا وهو يومئذ
في تسعة وثلاثين
رجلا فلما
أكمل الله له
أربعين
صاروا في عدة
فاظهر امر
الله فلو كان
معي عدتهم
جاهدت في الله
حق
جهاده ثم رفعت
رأسي نحو
السماء وقلت :
اللهم إني قد
دعوت
وانذرت
وصوبت ونبهت
فكانوا عن
إجابة الداعي
غافلين وعن
نصرته
قاعدين
وعن طاعته
مقصرين
ولأعدائه
ناصرين اللهم
فأنزل عليهم
رجزك
وبأسك
الذي لا يرد
عن القوم
الظالمين
ونزلت عن
المنبر وأمرت
أوليائي
وأهل بيتي
فشدوا
رواحلكم
وخرجت من الكوفة
راحلا إلى
المدينة
صفحة 416
هذا يا
جداه بعد ان
دعوت سائر
الأمة
وخاطبتهم
بعد قتل
أمير
المؤمنين إلى
ما دعاهم إليه
هو وخاطبهم
بعدك يا
رسول
الله جاريا
على سنتك
ومنهاجك وسنن
أمير المؤمنين
ومنهاجه في
الموعظة
الحسنة
والترفق
والخطاب
الجميل
والتخويف بالله
والتحذير من
سخطه
وعذابه
والترغيب في
رحمته
ورضوانه
وصفحه وغفرانه
لمن وفى بما
عاهد
عليه
الله ورغبتهم
في نصرة الدين
وموافقة الحق
والوقوف بين
امر الله
ونهيه
فرأيت
أنفسهم مريضة
وقلوبهم
نائبة فاسدة
قد غلب الران
عليها
فجاؤوني
يقولون
إن معاوية قد
سير سراياه
إلى نحو الأنبار
والكوفة وشنت
غاراته على
المسلمين
وقتل منهم من
لم يقاتله
وقتل النساء
والأطفال
فأعلمتهم انه
لا
وفاء
لهم ولا نصر
فيهم وانهم قد
أسروا الدعوة وأخلدوا
الرفاهة
وأحبوا
الدنيا
وتناسوا
الآخرة
فقالوا معاذ
الله يا ابن
رسول الله ان
نكون كما ذكرت
فادع
لنا الله
بالسداد
والرشاد
فأنفذت معهم رجالا
وجيوشا
وعرفتهم انهم
يجيبون
إلى معاوية
وينقضون عهدي
وبيعتي
ويبيعوني
بالخطر اليسير
ويقبلون
منهم
الرشى
والتقليدات
فزعموا أنهم
لا يفعلون فما
مضى منهم أحد
الا فعل
ما
أخبرتهم به من
اخذ رشى
معاوية
وتقليده ونفذ
إليه عاديا
فاقضى مخالفا
فلما
كثرت غارات
معاوية في
أطراف العراق
جاؤوني
فعاهدوني
عهدا مجددا
وبيعة
مجددة وسرت
معهم من
الكوفة إلى
المدائن
بشاطئ الدجلة
فدس
معاوية
إلى زيد بن
سنان أخي جرير
بن عبد الله مالا
ورشاه إياه
على قتلي
فخرج
إلي ليلا وانا
في فسطاط لي
أصلي والناس نيام
فرماني بحربة
فاثبتها
بجسدي
فنبهت العسكر
ورأوا الحربة
تهتز في أعضائي
وأمرت بطلب
زيد
لعنه
الله فخرج إلى
الشام هاربا
إلى معاوية فرجعت
جريحا وخرجت
عند
قعود
الأمة عني إلى
المدينة إلى
حرمك يا جداه فلقيت
من معاوية
وسائر بني
أمية
وعراتهم
فاسال الله ان
لا يضيع لي
اجره ولا
يحرمني ثوابه
ثم دس
معاوية
إلى جعدة ابنة
محمد بن
الأشعث بن قيس
الكندي لعنهم
الله فبذل
لها
مائة ألف درهم
وضمن لها
اقطاع عشر قرى
وانفذ إليها
سما سمتني
صفحة 417
به فمن .
ثم يقول
الحسين ( عليه
السلام )
مخضبا بدمائه
فيقبل في اثني
عشر الف
صديق
كلهم شهداء
وقتلوا في سيل
الله من ذرية
رسول الله (
صلى الله
عليه
وآله ) ومن
شيعتهم ومواليهم
وأنصارهم
وكلهم مضرجون
بدمائهم فإذا
رآه
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) فبكت
أهل السماوات
والأرض ومن
عليها
ويقف أمير
المؤمنين
والحسن عن
يمينه وفاطمة
عن شماله
ويقبل
الحسين
ويضمه رسول
الله إلى صدره
ويقول يا حسين
فديتك قرت
عيناك
وعيناي
فيك وعن يمين
الحسين حمزة
بن عبد المطلب
وعن شماله
جعفر بن
أبي
طالب وامامه
أبو عبيدة بن
الحارث ابن
عبد المطلب
ويأتي محسن
مخضبا
بدمه
تحمله خديجة
ابنة خويلد
وفاطمة ابنة
أسد وهما
جدتاه وجمانة
عمته ابنة
أبي
طالب وأسماء
ابنة عميس
صارخات
وأيديهن على
خدودهن
ونواصيهن
منشرة
والملائكة
تسترهن
بأجنحتها
وأمه فاطمة
تصيح وتقول ( هذا
يومكم
الذي
كنتم به
توعدون )
وجبرائيل
يصيح ويقول : ( مظلوم
فانتصر )
فيأخذ
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) محسن على
يده ويرفعه
إلى السماء
وهو
يقول الهي
صبرنا في
الدنيا
احتسابا وهذا اليوم
: ( تجد كل نفس ما
عملت من
خير محضرا وما
عملت من سوء
تود لو أن
بينها وبينه
أمدا
بعيدا ) .
قال : ثم
بكى الصادق
وقال : يا مفضل
لو قلت عينا بكت
ما في
الدموع
من ثواب وإنما
نرجو ان بكينا
الدماء ان ثاب
به فبكى
المفضل
طويلا ،
ثم قال يا ابن
رسول الله ان
يومكم في القصاص
لأعظم من يوم
محنتكم
فقال له
الصادق : ولا
كيوم محنتنا
بكربلا وإن
كان كيوم
السقيفة
واحراق
الباب على
أمير
المؤمنين
وفاطمة والحسن
والحسين
وزينب وأم
كلثوم
وفضة
وقتل محسن
بالرفسة
لأعظم وامر
لأنه أصل يوم
الفراش .
قال
المفضل : يا
مولاي اسال
قال : إسأل قال :
يا مولاي (
وإذا
المؤودة
سئلت باي ذنب
قتلت ) قال : يا
مفضل تقول
العامة انها
في كل
صفحة 418
جنين من
أولاد الناس
يقتل مظلوما
قال المفضل :
نعم ، يا
مولاي هكذا
يقول
أكثرهم قال :
ويلهم من أين
لهم هذه الآية
هي لنا خاصة
في الكتاب
وهي
محسن ( عليه
السلام ) لأنه
منا وقال الله
تعالى : ( قل لا
أسألكم
عليه
اجرا الا
المودة في
القربى )
وإنما هي من أسماء
المودة فمن
أين إلى كل
جنين من
أولاد الناس
وهل في المودة
والقربى غيرنا
يا مفضل قال
صدقت يا
مولاي
ثم ماذا قال
فتضرب سيدة
نساء
العالمين فاطمة
يدها إلى
ناصيتها
وتقول
اللهم أنجز
وعدك وموعدك
فيمن ظلمني
وضربني
وجرعني ثكل
أولادي
ثم تلبيها
ملائكة
السماء السبع
وحملة العرش
وسكان الهواء
ومن في
الدنيا
وبين اطباق
الثرى صائحين
صارخين بصيحتها
وصراخها إلى
الله فلا
يبقى
أحد ممن
قاتلنا ولا
أحب قتالنا
وظلمنا ورضي
بغضبنا
وبهضمنا
ومنعنا
حقنا
الذي جعله
الله لنا الا
قتل في ذلك
اليوم كل واحد
الف قتلة
ويذوق
في كل
قتلة من
العذاب ما
ذاقه من ألم
القتل سائر من
قتل من أهل
الدنيا من
دون من
قتل في سبيل
الله فإنه لا
يذوق الموت وهو
كما قال الله
عز
وجل : (
ولا تحسبن
الذين قتلوا
في سبيل الله
أمواتا بل
احياء عند
ربهم
يرزقون
فرحين بما
آتيهم الله من
فضله
ويستبشرون
بالذين لم يلحقوا
بهم
من
خلفهم الا خوف
عليهم ولا هم
يحزنون ) .
قال
المفضل يا
سيدي فان من
يستبشرون
شيعتكم من لا
يقر بالرجعة
وانكم
لا تكرون بعد
الموت ولا يكر
أعداؤكم حتى
تقتصوا منهم
بالحق فقال
ويلهم
ما سمعوا قول
جدنا رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
وجميع
الأئمة (
عليهم السلام
) ونحن نقول من
لم يثبت إمامتنا
ويحل متعتنا
ويقول
برجعتنا
فليس منا وما
سمعوا قول
الله تعالى ( ولنذيقنهم
من العذاب
الأدنى
دون
العذاب
الأكبر لعلهم
يرجعون ) ، قال
المفضل : يا
مولاي ما
العذاب
الأدنى
وما العذاب
الأكبر قال (
عليه السلام )
العذاب
الأدنى عذاب
الرجعة
والعذاب
الأكبر عذاب
يوم القيامة
الذي يبدل فيه
الأرض غير
الأرض
والسماوات
وبرزوا لله
الواحد
القهار قال
المفضل يا
مولاي
صفحة 419
فإمامتكم
ثابتة عند
شيعتكم ونحن
نعلم أنكم اختيار
الله في قوله (
نرفع
درجات
من نشاء )
وقوله ( الله
اعلم حيث يجعل
رسالته ) ان
الله اصطفى
آدم
ونوحا وآل
إبراهيم وآل
عمران على
العالمين
ذرية بعضها من
بعض والله
سميع
عليم ) قال : يا
مفضل فأين نحن
من هذه الآية قال
يا مفضل قول
الله
تعالى : ( ان
أولى الناس
بإبراهيم
للذين اتبعوه
وهذا النبي
والذين
آمنوا
والله ولي
المؤمنين )
وقوله : ( ملة
أبيكم إبراهيم
هو سماكم
المسلمين
من قبل ) وقول
إبراهيم : ( رب
أجنبني وبني
ان نعبد
الأصنام
) وقد علمنا أن
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) وأمير
المؤمنين
(
عليه السلام )
ما عبدا صنما
ولا وثنا ولا
اشركا بالله
طرفة عين
وقوله :
(
إذ ابتلى
إبراهيم ربه
بكلمات
فأتمهن قال
إني جاعلك
للناس اماما
قال
ومن
ذريتي قال لا
ينال عهدي
الظالمين )
والعهد هو
الإمامة .
قال
المفضل : يا
مولاي لا
تمتحني ولا
تختبرني ولا
تبتليني فمن
علمكم
علمت
ومن فضل الله
عليكم اخذت
قال صدقت يا
مفضل لولا
اعترافك
بنعمة
الله عليك في
ذلك لما كنت
باب الهدى فأين
يا مفضل
الآيات من
القرآن
فيه ان الكافر
ظالم قال : نعم
، يا مولاي
قوله : (
الكافرون هم
الظالمون
) وقوله : (
الكافرون هم
الفاسقون )
ومن كفر وفسق
وظلم لا
يجعله
الله للناس
اماما .
قال :
أحسنت يا مفضل
فمن أين قلت
برجعتنا
ومقصرة
شيعتنا ان
معنى
الرجعة ان يرد
الله الينا
ملك الدنيا فيجعله
للمهدي ويحهم
متى سلبنا
الملك
حتى يرد الينا
.
قال
المفضل لا
والله يا
مولاي ما
سلبتموه ولا سلبونه
لأنه ملك
النبوة
والرسالة
والوصية
والإمامة .
قال
الصادق ( عليه
السلام ) : يا مفضل
لو تدبر
القرآن
شيعتنا لما
شكوا
في
فضلنا اما
سمعوا قول
الله جل من
قائل : ( وإذ قال
إبراهيم رب
أرني
صفحة 420
كيف
تحيي الموتى ،
قال أولم تؤمن
قال بلى ولكن
ليطمئن قلبي
قال فخذ
أربعة
من الطير
فصرهن إليك ثم
اجعل على كل
جبل منهن جزءا
ثم
أدعهن
يأتينك سيعا
واعلم أن الله
عزيز حكيم )
فاخذ إبراهيم
أربعة اطيار
فذبحها
وقطعها واخلط
لحومها
وريشها حتى
صارت قبضة
واحدة ثم
قسمها
أربعة
اجزاء وجعلها
على أربعة
أجبال ودعاها فأجابته
وأقرت وأيقنت
بوحدانية
وبرسالة
إبراهيم
بصورها
الأولية ومثل
قوله في كتابه
العزيز ( أو
كالذي مر
على قرية وهي
خاوية على
عروشها قال
إني يحيي هذه
الله بعد
موتها
فأماته الله
مائة عام ثم
بعثه قال كم
لبثت قال لبثت
يوما أو بعض
يوم
قال بل
لبثت مائة عام
فانظر إلى
طعامك وشرابك لم
يتسنه وانظر
إلى
حمارك
ولنجعلك آية
للناس وانظر
إلى العظام كيف
ننشرها ثم
نكسوها
لحما
فلما تبين له
قال اعلم أن
الله على كل
شئ قدير )
وقوله في
طوائف
من بني
إسرائيل : (
الذين خرجوا
من ديارهم )
هاربين ( حذر
الموت )
إلى
البراري
والمغاور
فحظروا على
أنفسهم حظائر
وقالوا قد
حرزنا أنفسنا
من
الموت
وهم زهاء
ثلاثين الف
رجل وامرأة
وطفل : ( فقال
لهم الله
موتوا )
فماتوا كهيئة
نفس واحدة
وصاروا رفاتا فمر
عليهم حزقيل
ابن
العجوز
فتأمل أمرهم
وناجى ربه في
أمرهم وقص عليه
قصتهم وقال
الهي
وسيدي
قد أريتهم
قدرتك انك
أمتهم
وجعلتهم رفاتا
فأرهم قدرتك
وان
تحييهم
حتى ادعوهم
إليك ووفقهم
للايمان بك وتصديقي
فأوحى الله إليه
يا
حزقيل
هذا يوم شريف
عظيم القدر
وقد آليت به
ان لا يسألني
مؤمن حاجة
الا
قضيتها له وهو
يو نوروز فخذ
الماء ورشه عليهم
فإنهم يحيون
باذني
فرش
عليهم الماء
فأحياهم الله
بأسرهم فاقبلوا
إلى حزقيل
مؤمنين بالله
مصدقين
وهم الذين قال
الله فيهم : (
ألم تر إلى الذين
خرجوا من
ديارهم
وهم
ألوف حذر
الموت قال لهم
الله موتوا ثم
أحياهم )
وقوله في قصة
عيسى : (
اني أخلق لكم
من الطين
كهيئة الطير
فانفخ فيه
فيكون طيرا
بإذن
الله وأبرئ
الأكمه
والأبرص
وأحيي الموتى
بإذن الله
وأنبئكم بما
صفحة 421
تأكلون
وما تدخرون في
بيوتكم ) .
هذا يا
مفضل ما أقمنا
به الشاهد من
كتاب الله لشيعتنا
مما يعرفونه
في الكتاب
ولا
يجهلونه
ولئلا يقولوا
الا ان الله
لا يحيي
الموتى في
الدنيا
ويردهم
الينا
ولزمهم الحجة
من الله إذا
أعطى أنبياءه
ورسله
الصالحين من
عباده
فنحن
بفضله علينا
أولى فأعطانا
ما أعطوا ويزاد
عليه وما
سمعوا ويحهم
قول
الله
تعالى : ( فإذا
جاء وعد
أوليهما
بعثنا عليكم
عبادا لنا
اولي باس شديد
فجاسوا
خلال الديار
وكان وعدا
مفعولا ثم رددنا
لكم الكرة
عليهم
وأمددناكم
بأموال وبنين
وجعلناكم
أكثر نفيرا ) .
قال
المفضل : يا
مولاي فما
تأويل : ( فإذا
جاء وعد أوليهما
) قال
والله
الرجعة
الأولى ويوم
القيامة
العظمى يا
مفضل وما
سمعوا قوله
تعالى :
(
ونريد ان نمن
على الذين
استضعفوا في
الأرض ونجعلهم
أئمة ونجعلهم
الوارثين
) الآية والله
يا مفضل ان
تأويل هذه الآية
فينا : ( وان
فرعون
وهامان
وجنودهما ) هم
أبو بكر وعمر
وشيعتهم .
قال
المفضل : يا
مولاي
فالمتعة حلال
مطلق والشاهد
بها قوله
تعالى في
النساء
المزوجات
بالولادة
والشهود : ( فلا
جناح عليكم
فيما عرضتم به
من
خطبة
النساء أو
أكننتم في
أنفسكم علم
الله انكم
ستذكرونهن
ولكن لا
تواعدوهن
سرا الا ان
تقولوا قولا
معروفا ) اي مشهودا
والمعروف
هو
المستشهد
بالولاء
والشهود
وإنما احتاج إلى
الولي
والشهود في
النكاح ليثبت
النسل
ويصح النسب
ويستحق
الميراث ،
وقوله : ( واتوا
النساء
صدقاتهن
نحلة
فان طبن لكم
عن شئ منه
نفسا فكلوه
هنيئا مريئا )
وجعل الطلاق
لا
للرجال في
المتعة
للنساء
المزوجات
لعلة النساء
على غير جائز
الا بشاهدين
عادلين
ذوي عدل من
المسلمين
وقال في سائر
الشهادات على
الدماء
والفروج
والأموال
والاملاك : (
واستشهدوا
شهيدين من رجالكم
فإن لم يكونا
رجلين
فرجل وامر
أتان ممن
ترضون من
الشهداء ) وبين
الطلاق عز
ذكره
صفحة 422
فقال
تعالى : ( يا
أيها النبي
إذا طلقتم
النساء
فطلقوهن
لعدتهن واحصوا
العدة
واتقوا الله
ربكم ( ولو
كانت المطلقة
تبين بثلاث
تطليقات
يجمعها
كلمة
واحدة وأكثر
منها وأقل كما
قال الله تعالى
: ( وأحصوا
العدة واتقوا
الله
ربكم ) إلى
قوله ( وتلك
حدود الله ومن
يتعد حدود
الله فقد
ظلم
نفسه لا تدري
لعل الله يحدث
بعد ذلك أمرا
فإذا
بلغن أجلهن
فامسكوهن
بمعروف أو
فارقوهن
بمعروف
واشهدوا
ذوي عدل منكم
وأقيموا
الشهادة لله ذلكم
يوعظ به من
كان
يؤمن بالله
واليوم الآخر
) وقوله عز وجل : (
لا تدري لعل
الله يحدث
بعد ذلك
امرا ) هو نكر
يقع بين الزوج
والزوجة فتطلق
التطليقة
الأولى
بشهادة
ذوي عدل وحرر
وقت التطليق
وهو آخر القروء
والقروء هو
الحيض
والطلاق
يجب عند آخر
النطفة تنزل
بيضاء بعد الحمرة
والصفرة أول
التطليقة
الثانية
والثالثة وما
يحدث الله بينهما
عطفا وذلك ما
كرهاه وقوله :
(
والمطلقات
يتربصن
بأنفسهن
ثلاثة قروء ولا
يحل لهن ان
يكتمن ما خلق
الله في
أرحامهن ان كن
يؤمن بالله
وباليوم الآخر
وبعولتهن أحق
بردهن في
ذلك ان
أرادوا
اصلاحا ولهن
مثل الذي
عليهن بالمعروف
وللرجال
عليهن
درجة
والله عزيز
حكيم ) هذا
يقوله تعالى
ان المبعولة
مراجعة
النساء من
تطليقة
إلى تطليقة ان
أرادوا إصلاحا
والنساء
مراجعة
للرجال في مثل
ذلك
ثم بين
تبارك وتعالى
فقال : ( الطلاق
مرتان فامساك
بمعروف أو
تسريح
باحسان )
في الثالثة
فان طلق
الثالثة
وبانت فهو
قوله ( فان
طلقها فلا تحل
له من
بعد حتى تنكح
زوجا غيره ) ثم
يكون كسائر الخطاب
والمتعة التي
حللها
الله في كتابه
وأطلقها
الرسول عن
الله لسائر
المسلمين فهي
قوله :
(
والمحصنات من
النساء الا ما
ملكت ايمانكم
كتاب الله
عليكم وأحل
لكم ما
وراء ذلكم ان
تبتغوا
بأموالكم
محصنين غير
مسافحين فما
استمتعتم
به منهن
فاتوهن
أجورهن فريضة
ولا جناح
عليكم فيما
تراضيتم به من
بعد
الفريضة
ان الله كان
عليما حكيما )
والفرق بين
المزوجة
الممتعة ان
صفحة 423
للمزوجة
صداقا
وللمتمتعة
اجرة فتمتع
سائر المسلمين
في عهد رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله وسلم ) في
الحج وغيره
وأيام أبي بكر
وأربع سنين من
أيام
عمر حتى دخل
على أخته
عفراء فوجد في
حجرها طفلا
ترضعه من
ثديها
فقال يا أختي
ما هذا فقالت
له ابني من أحشائي
ولم تكن
متبعلة فقال
لها من
أين ذلك فقالت
: تمتعت فكشفت
عن ثديها فنظر
إلى درة اللبن
في
في
الطفل فاغتضب
فكشف عن ثديها
وارعد واربد لونه
واخذ الطفل
على
يده
مغضبا وخرج
ومشى حتى اتى
المسجد فرقي
المنبر وقال
نادوا في
الناس
في غير
وقت الصلاة
فعلم
المسلمون ان
ذلك لأمر يريده
عمر فحضروا
فقال
معاشر
الناس من
المهاجرين
والأنصار
وأولاد قحطان
من منكم يحب
ان
يرى
المحرمات من
النساء كهذا
الطفل قد خرج
من بطن أمه
وسقته لبنها
وهي غير
متبعلة فقال
بعض القوم ما
يحب هذا يا
أمير
المؤمنين ،
فقال :
ألستم
تعلمون ان
أختي عفراء من
حنتمة أمي وأبي
الخطاب انها
غير متبعلة
قالوا :
بلى يا أمير
المؤمنين قال
: فاني دخلت الساعة
فوجدت هذا
الطفل
في
حجرها
فناشدتها من
أين لك هذا
قالت ابني من
احشائي ورأيت
در
اللبن
من ثديها فقتل
: من أين لك هذا
فقالت تمتعت
فاعلموا
معاشر
الناس
ان هذه المتعة
كانت حلالا في
عهد رسول الله
( صلى الله
عليه وآله )
وبعده
وقد رأيت
تحريمها فمن
اتاها ضربت
جنبيه بالسوط
ولم يكن في
القوم
منكر
لقوله ولا راد
عليه ولا قائل
أي رسول بعد
رسول الله وأي
كتاب بعد
كتاب
الله عز وجل
ولا يقبل
خلافك على
الله ورسوله
وكتابه بل
سلموا
ورضوا .
قال
المفضل : يا
مولاي فما
شرائطها ؟
قال : يا
مفضل سبعون
سرطا من خالف
منها شرطا واحدا
أظلم نفسه
قال :
فقلت يا سيدي
فاعرض عليك ما
علمته منكم فيها
.
قال
الصادق ( عليه
السلام ) قل يا
مفضل على انك
قد علمت الفرق
صفحة 424
بين
المزوجة
والمتعة بها
مما تلوته
عليك قال المزوجة
لها صداق
ونحلة
والمتمتعة
اجرة فهذا فرق
بينهما .
قال
المفضل نعم يا
مولاي قد علمت
ذلك فقال : قل يا
مفضل قال يا
مولاي
قد أمرتمونا
لا نتمتع
بباغية ولا
مشهورة
بالفساد ولا
مجنونة ان
تدعو
المتعة
إلى الفاحشة
فان أجابت قد
حرم
الاستمتاع
بها تسال
أفارغة هي أم
مشغولة
ببعل أم بحمل
أم بعدة ، فان
شغلت بواحدة
من هذه
الثلاثة فلا
تحل وان
حلت فتقول لها
متعيني نفسك
على كتاب الله
وسنة نبيه
نكاحا غير
مسافح
اجلا معلوم
بأجرة معلومة
وهي ساعة أو يوم
أو يومان أو
شهر أو
سنة أو
ما دون ذلك أو
ما أكثر
والأجرة ما
تراضيا عليه
من حلقة خاتم
أو
شسع
نعال أو شق
ثمرة أو إلى
ما فوق ذلك من
الدراهم
والدنانير أو
غرض
ترضى به
فان وهبت حلت
له كالصداق
الموهوب من النساء
المزوجات
التي
قال
الله فيهن : (
فان طبن لكم
عن شئ منه
نفسا فكلوه
هنيئا مريئا ) .
رجع
الحديث إلى
تمام الخطبة
بالقول على أن
لا ترثني ولا
ارثك وعلى
ان
الماء مائي
أضعه حيث شئت
وعليك
الاستبراء أربعون
يوما أو محيض
أو
أجد ما
كان من عدد
الأيام فإذا
قالت : نعم ،
أعدت القول
ثانية وعقد
النكاح
به فإنما
أحببت وهي
أحبت
الاستزادة في
الأجل وفيه ما
رويناه عنكم
قولكم
لاخراجنا فرج
من حرام إلى
حرام حلال أحب
الينا من تركه
على
الحرام
ومن قولكم إذا
كانت تعقل
قولها فعليها
ما تولت من
الأخيار عن
نفسها
ولا جناح عليك
وقول أمير
المؤمنين لعن الله
ابن الخطاب
فولاه ما
زنى الا
شقي أو شقية
لأنه كان يكون
للمسلمين غنى
في عمل المتعة
عن
الزنى
وروينا عنكم
انكم قلتم ان
الفرق بين الزوجة
والمتمتع بها
ان للمتمتع
ان
يعتزل عن
المتعة وليس
للمزوج ان
يعزل عن الزوجة
ان الله قال (
ومن
الناس
من يعجبك قوله
في الحاية
الدنيا ويشهد الله
ما في قلبه
وهو ألد
الخصام
وإذا تولى سعى
في الأرض
ليفسد فيها
ويهلك الحرث
والنسل والله
صفحة 425
لا يجب
الفساد ) ان في
كتاب الله
لكفارة عنكم ان
من عزل نطفة
من
رحم
مزوجه فدية
النطفة عشر
دنانير كفارة
، وان في شرط
المتعة ، ان
المال
يضعه
حيث يشاء من
المتمتع بها
فان وضعت في
الرحم فخلق
منه ولد كان
لاحقا
بابيه .
قال
الصادق ( عليه
السلام ) يا
مفضل حدثني
أبي عن أبيه
عن جده
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله وسلم )
قال : ان الله
اخذ الميثاق
على ماء
أوليائه
المؤمنون لا
يعلق منه فرج
من متعة وانه
أحد محن
المؤمن الذي
تبين
ايمانه
من كفره إذا
علق منه فرج
من متعة .
وقال رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) ولد
المتعة حرام وان
الأحرى
للمؤمن
لا يضيع
النطفة في فرج
المتعة .
قال
المفضل يا
مولاي فان عبد
الله بن
الزبير سب عبد
الله بن
العباس
سبا كان
فيه قوله اما
ترون رجلا قد
أعمى الله قلبه
كما أعمى عينه
ويفتي في
المتعة
ويقول إنها
حلال فسمعه
عبد الله بن
العباس قال
لقائده قف بي
على
الجماعة
التي فيها عبد
الله بن
الزبير فأوقفه
وقال له : يا
ابن الزبير سل
أسماء
بنت أبي بكر
فإنها تنبئك
ان أباك عوسجة
الأسدي
استمتع بها
ببردتين
يمانيتين
فحملت بك فأنت
أول مولود في
الاسلام من
المتعة وقد
قال النبي
(
صلى الله عليه
وآله ) لا ولد
المتعة حرام .
فقال
صادق ( عليه
السلام ) :
والله يا مفضل
لقد صدق عبد
الله بن
العباس
في قوله لعبد
الله بن
الزبير .
قال
المفضل قد روى
بعض شيعتكم
انكم قلتم ان
حدود المتعة
اشهر
من راية
البيطار
وانكم قلتم
لأهل المدينة
هبوا لنا
التمتع
بالمدينة .
قال
الصادق : يا
مفضل إنما
قلنا هبوا لنا
التمتع
بالمدينة
وتمتعوا حيث
شئتم من
الأرض لا خوفا
عليكم من شيعة
ابن الخطاب ان
يضربوا
جنوبهم
بالسياط
فحرزناها
باستيائها
بها منهم بالمدينة
.
صفحة 426
قال
المفضل : وروت
شيعتكم عنكم
ان محمد بن
سنان الأسدي
تمتع
بامرأة
فلما تمطاها
وجد في
أحشائها
تركلا فرفع
نفسه عنها
وقام قلقا
ودخل
على جدك
علي بن الحسين
( عليه السلام )
وقال له : يا
مولاي تمتعت
بامرأة
وكان من
قصتي وقصتها
كيت وكيت قلت
ما هذا التركل
فجعلت رجلها
بصدري
وقالت لي قم ،
فما أنت باديب
ولا بعالم اما
سمعت قول الله
تعالى : (
لا تسألوا عن
أشياء ان تبد
لكم تسؤكم ) .
قال
الصادق ( عليه
السلام ) : هذا
سرف من شيعتنا
علينا ومن
يكذب
علينا فليس
منا والله ما
ارسل رسوله
الا بالحق ولا
جاء الا
بالصدق
ولا
يحكي الا عن
الله ومن عند
الله وبكتاب
الله فلا
تتبعوا
أهواءكم ولا
ترخصوا
لأنفسكم
فيحرم عليكم
ما أحل لكم
والله يا مفضل
ما هو الا دين
الحق
وما شرائط
المتعة الا ما
قدمت ذكره لك
فذر الغاوين
وازجر نفسك عن
هواها .
قال
المفضل : ثم
ماذا يا مولاي
قال ثم يقوم
زين العابدين
علي بن
الحسين
ومحمد الباقر
( عليهما
السلام )
فيشكوان إلى
جدنا رسول
الله ( صلى
الله
عليه وآله ) ما
نالهما من بني
أمية وما روعا
به من القتل
ثم أقوم انا
فأشكو
إلى جدي رسول
الله ما جرى
علي من طاغية الأمة
الملقب
بالمنصور
حيث
أفضت الخلافة
إليه فإنه
عرضني على
الموت والقتل
ولقد دخلت
عليه
وقد
رحلني عن
المدينة إلى
دار ملكه بالكوفة
مغسلا مكفنا
مرارا فأراه
من
قدرته
ما ردعه عني
ومنعه من قتلي
.
قال
الحسين بن
حمدان ( رضي
الله عنه ) وقد
تقدم في هذا
الكتاب شرح
ما فعل
المنصور لعنه
الله بالصادق
( عليه السلام )
، ورجع الحديث
إلى
الصادق .
قال ثم
يقوم ابني
موسى يشكو إلى
جده رسول الله
ما لقيه من
الضليل
هارون
الرشيد
وتسييره من
المدينة إلى
طريق البصرة
متجنبا طريق
الكوفة
صفحة 427
لأنه
قال أهل
الكوفة شيعة
آل محمد وأهل
البصرة
اعداهم وقد
صدق لعنه
الله .
وحدثني
الباقر عن
أبيه علي بن
الحسين ،
يرفعه إلى جده
رسول الله
(
صلى الله عليه
وآله ) قال
طينة أمتي من
مدينتي وطينة
شيعتنا من
الكوفة
وطينة
أعدائنا من
البصرة ويقص
فعله وحبسه إياه
في دار السندي
بن
شاهك
صاحب شرطته
بالزوراء وما
يعرض عليه من
القتل ، وقد
تقدم
ذكره ،
وما فعل
الرشيد به إلى
أن مات .
ورجع
الحديث إلى
الصادق ( عليه
السلام ) قال :
ويقوم علي بن
موسى (
عليه السلام )
فيشكو إلى جده
رسول الله ( صلى
الله عليه
وآله ) ما
نزل به وتسيير
المأمون إياه
من المدينة
إلى طوس
بخراسان من
طريق
البصرة من
الأهواز ويقص
عليه قصته إلى
أن قتله بالسم
وقد تقدم
ذكره
وما فعل به .
وعاد
الحديث إلى
الصادق ( عليه
السلام ) قال :
ويقوم محمد بن
علي بن
موسى ( عليه
السلام )
ويشكو إلى جده
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) ما
نزل به من
المأمون إلى
أن قتله بالغلمان
، كما جاء
ذكره وعاد
الحديث
إلى الصادق (
عليه السلام )
قال : ويقوم علي
بن محمد فيشكو
إلى
جده
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله ) تسيير
جعفر المتوكل
إياه وابنه
الحسن
من
المدينة إلى
مدينة بناها
على الدجلة
تدعى بسامرا
وما جرى عليه
منه إلى أن
قتل
المتوكل ومات
علي بن محمد . ،
قال : ويقوم الحسن
بن علي الحادي
عشر من
الأئمة (
عليهم السلام
) ويشكو إلى
جده رسول الله
( صلى الله
عليه
وآله ) وما
لقيه من
المعتز وهو
الزبير بن
جعفر المتوكل
ومن أحمد بن
فتيان
وهو المعتمد
إلى أن مات
الحسن .
ويقوم
الخامس بعد
السابع وهو
المهدي يشكو
إلى جده رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله ) وكنيته
محمد بن الحسن
بن علي بن
محمد بن علي
بن
صفحة 428
موسى بن
جعفر بن محمد
بن علي بن
الحسين بن علي
بن أبي طالب
(
عليهم السلام
) وعليه قميص
رسول الله بدم
رسول الله يوم
كسر رباعيته
والملائكة
تحفه حتى يقف
بين يدي جده
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله )
فيقول
له : يا جداه
نصصت علي
ودللت
ونسبتني وسميتني
فجحدتني
الأمة
أمة
الكفر وتمارت
في وقالوا ما
ولد ولا كان
وأين هو ومتى
كان وأين يكون
وقد مات
وهلك ولم يعقب
أبوه
واستعجلوا ما
اخره الله إلى
هذا الوقت
المعلوم
فصبرت محتسبا
وقد اذن الله
لي يا جداه
فيما امر
فيقول رسول
الله
(
صلى الله عليه
وآله ) الحمد
لله الذي
صدقنا وعده
وأورثنا
الأرض نتبوأ
من
الجنة حيث
نشاء فنعم اجر
العاملين
ويقول قد جاء
نصر الله
والفتح
وحق
قوله تعالى : (
هو الذي ارسل
رسوله بالهدى
ودين الحق
ليظهره على
الدين
كله ولو كره
المشركون )
ويقرأ : ( إنا
فتحنا لك فتحا
مبينا ليغفر
لك الله
ما تقدم من
ذنبك وما تأخر
) فقال الصادق (
عليه السلام ) :
ان
الله
تعالى علم آدم
الأسماء كلها
ثم عرضهم على
الملائكة
فقال أنبئوني
بأسماء
هؤلاء
ان كنتم
صادقين قالوا
سبحانك لا علم
لنا الا ما
علمتنا انك
أنت
العليم
الحكيم قال يا
آدم أنبئهم
بأسمائهم فلما
أنبأهم
بأسمائهم قال
ألم أقل
لكم اني
اعلم غيب
السماوات
والأرض واعلم
ما تبدون وما
كنتم تكتمون )
وكذلك
يا مفضل لما
اخذ الله من
بني آدم من
ظهورهم
ذريتهم
وأشهدهم
على
أنفسهم الست
بربكم عرضوا
تلك الذرية
على جدنا رسول
الله وعلينا
امام
بعد امام إلى
مهدينا
الثاني عشر من
أمير المؤمنين
سمي سمي جده
وكنية
محمد بن
الحسن بن علي
بن محمد بن
علي بن موسى
ابني وعرض
علينا
اعمالهم
فرأينا لهم
ذنوبا وخطايا
فبكى جدنا رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله )
وبكينا رحمة
لشيعتنا ان
يدعوا لنا بنا
ولهم ذنوب
مشهورة بين
الخلائق
إلى يوم
القيامة فقال
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله وسلم ) :
اللهم اغفر
ذنوب شيعة
أخي وأولاده
الأوصياء منه
وما تقدم منها
وما تأخر ليوم
القيامة
ولا
تفضحني بين
النبيين
والمرسلين في
شيعتنا فحمله
الله إياها
وغفرها جميعا
وهذا
تأويل : ( انا
فتحنا لك )
الآية .
صفحة 429
قال
المفضل :
فبكيت بكاءا
طويلا وقلت يا
سيدي هذا بفضل
الله
وفضلكم
قال الصادق (
عليه السلام )
هذا بفضل الله
علينا فيكم يا
مفضل
وهل
علمت من
شيعتنا قال
المفضل من
تقول فقال والله
ما هم الا أنت
وأمثالك
ولا تحدث بهذا
الحديث أصحاب
الرخص من
شيعتنا
فيتكلموا على
هذا
الفضل
ويتركوا
العمل به فلا
يغني عنهم من الله
شيئا لأننا
كما قال الله
تعالى : (
لا يشفعون الا
لمن ارتضى وهم
من خشيته مشفقون
) .
قال
المفضل : يا
مولاي بقي لي (
ليظهره على
الدين كله ولو
كره
المشركون
) ما كان رسول
الله يظهر على
الدين كله قال
: يا مفضل ظهر
عليه
علما
ولم يظهر علمه
عليه ولو كان
ظهر عليه ما كانت
مجوسية ولا
يهودية ولا
جاهلية
ولا عبدت
الأصنام
والأوثان ولا
صابئة ولا
نصرانية ولا
فرقة ولا
خلافة
ولا شك ولا
شرك ولا أولوا
العزة ولا عبد
الشمس والقمر
والنجوم
ولا
النار ولا
الحجارة
وإنما قوله : (
ليظهره على
الدين كله ) في
هذا اليوم
وهذا
المهدي وهذه
الرجعة وقوله
: ( قاتلوهم حتى
لا تكون فتنة
ويكون
الدين
كله لله ) .
قال
المفضل : ثم
ماذا ؟
قال
الصادق ( عليه
السلام ) يقول
رسول الله (
صلى الله عليه
وآله )
لأمير
المؤمنين
فديتك يا أبا
الحسن أنت
ضربتهم بسيف
الله عن هذا
الدين
فاضربهم
الآن عليه
عودا ويسير في
هذه الدنيا يسير
جبالها واقدار
أرضها
ويطأها
قدما قدما حتى
يصفي الأرض من
القوم الظالمين
ويقول للمهدي
سر
بالملائكة
وخلصاء الجن
والإنس
ونقبائك المختارين
ومن سمع وأطاع
الله
لنا فاحمل
خيلك في
الهواء فإنها
تركض كما تركض
على الأرض
واحملها
على وجه
الماء في
البحار
والأمصار
فإنها تركض
بحوافرها عليه
فلا يبل لها
حافر
وانها تسير مع
الطير وتسبق
كل شئ فخذ بثارك
وثارنا واقتص
بمظالمنا
منهم
واظهر حقنا
وازهق الباطل
فإنها دولة لا
ليل فيه ولا
ظلمة ولا قتام
ومن
صفحة 430
تضعه
أهل الجنة في
الجنة يقول
لفاطمة
والحسن والحسين
وسائر الأئمة
فينا
انظروا
إلى ما فضلكم
الله به وجعل
لكم عقبى
الدار
فأكثروا من شكره
واشفعوا
لشيعتكم
فإنكم لا
تزالون ترون
هذه الأرض في
هذه الرجعة
منكرة
مقشعرة إلى أن
لا يبقى عليها
شاك ولا مرتاب
ولا مشرك ولا
راد
ولا
مخالف ولا
متكبر ولا
جاحد الا طاهر
مطهر ويقعد
الملك
والشرائع
ويصير
الدين لله واصبا
فإذا صفت جرت
أنهارها
بالماء
واللبن والعسل
والخمر
بغير بلاء ولا
غائلة وتفتح
أبواب السماء
بالبر وتمطر
السماء خيرها
وتخرج
الأرض كنوزها
وتعظم البرة
حتى تصير حمل
بعير ويجتمع
الانسان
والسبع
والطير
والحية وسائر
من يدب في
بقعة واحدة
فلا يوحش
بعضهم
بعضا بل
يؤنسه
ونحادثه
ويشرب الذئب
والشاة من
مورد واحد ويصدران
كما
يصدر الرجلان
المتواخيان
في الله من
وردهم وتخرج
الفتاة
العاتق
والعجوز
العاقر وعلى
رأسها مكيال
من دقيق أو بر
أو سويق وتبلغ
حيث
شاءت من
الأرض ولا
يمسها نصب ولا
لغوب وترتفع الأمراض
والأسقام
ويستغني
المؤمن عن قص
شعره وتقليم
أظافره وغسل
أثوابه وعن حمام
وحجام
وعن طب وطبيب
ويفصح عن كل
ذي نطق من البشر
والدواب
والطير
والهوام
والدبيب
وتفقد جميع
اللغات ولم
يبق الا اللغة
العربية
بافصاح
لسان
واحد ولا يخرج
المؤمن من
الدنيا حتى
يرى من صلبه
الف ولد ذكر
مؤمن
موحد تقي .
قال
المفضل : يا
مولاي فماذا
يصنع أمير
المؤمنين
بدوا
قال
يصنع والله ما
قاله بخطبته
وأيام لا تكون
الدنيا إلى
شاب غرنوق
ولا قفن
في كل موقف
كان لي وعلي
ولا تركن ظالمي
وناصبني شقي
تيم
وعدي
للمهدي من
ولدي حتى
يتولى نبشهما
وعذابهما
واحراقهما
ونسفهما في
اليم
نسفا ولا ركضن
برجلي في رحبة
جامع الكوفة
فأخرج منها
اثني عشر
الف
صديق من شيعتي
مكتوب على تلك
البيض أسماؤهم
وأنسابهم
وقبائلهم
وعشائرهم
ولأسيرن من
دار هجرتي الكوفة
حتى افني
العالم قدما
صفحة 431
قدما
بسيفي ذي
الفقار حتى
آتي جبل
الديلم فاصعده
واستهل طريقه
واقطع
خبره
ولاتين بلقاء
الهند وبيضاء
الصين التي كلتا
جواريها حور
العين ولآتين
مصر
واعقد على
نيلها جسرا
ولأنصبن على
مجراها منبرا
ولأخطبن عليه
خطبة
طوبى لمن
عرفني فيها
ولم يشك في
والويل والعويل
والنار
والثبور لمن
جهل أو
تجاهل أو نسي
أو تناسى أو
انكر أو تناكر
ولآتين
جابلقا
وجابرصا
ولأنصبن
رحى الحرب
واطحن بها
العالم طحن
الرحى لباب
البر ولآتين
كورا
ولأسبكن
الخلق فيها
سبك خالص
التبر ، وحرق
اللجين
ولاقطنهم
على وجه
الأرض وشواهق
الجبال وبطون
الأودية والمغارات
واطباق الثرى
التقاط
الديك سمين
الحب من يابسه
وعجفه ولأقتلن
الروم
والصقالب
والقبط
والحبش
والعران
والكرد
والأرمن والقلف
والهمج
والغلف
والأعابد
والبزغز
والزغزغ
والقردة
والخنازير
وعبدة الطاغوت
فهم الشراة
والناصبة
والمرجية
والبترية
والجهمية
والمقصرة والمرتفعة
.
قال
المفضل قلت
للصادق ( عليه
السلام ) يا
مولاي من
المقصرة
والمرتفعة
قال : يا مفضل
المقصرة هم
الذين هداهم
الله إلى فضل
علمنا
وأفضى
إليهم سرنا
فشكوا فينا
وأنكروا
فضلنا وقالوا
: لم يكن الله
ليعطيهم
سلطانه
ومعرفته .
واما
المرتفعة : هم
الذين يرتفعون
بمحبتنا
وولايتنا أهل
البيت
وأظهروه
يغير حقيقة
وليس هم منا
ولا نحن منهم ولا
أئمتهم أولئك
يعذبون
بعذاب الأمم
الطاغية حتى
لا يبقى نوع من
العذاب الا
وعذبوا
به .
قال
المفضل : يا
مولاي أليس قد
روينا عنكم
انكم قلتم
الغالي نرده
الينا
والتالي
نلحقه بنا قال
: يا مفضل ظننت
ان التالي هم
المقصرة ، قال
:
كذا
ظننت يا سيدي
، قال : كلا ،
التالي هم من
خيار شيعتنا
القائلين
بفضلنا
المستمسكين
بحبل الله
وحبلنا الذين يزدادون
بفضلنا علما
وإذا ورد
على
أحدهم خبر
قبله وعمل به
ولم يشك فيه
فإن لم يطقه
رده الينا ولم
يرد
علينا
فذلك هو
التالي واما
الغالي فليس
فقد اتخذنا
أربابا من دون
الله وإنما
صفحة 432
اقتدى
بقولنا إذ
جعلونا عبيدا
مربوبين
مرزوقين فقولوا
بفضلنا ما
شئتم فلن
ندركوه .
قال
المفضل يا
مولاي ان
الغالي من
ذكرانكم أربابا
عند الشيعة من
دون
الله قال ويحك
يا مفضل : ما
قال : أحد فينا
الا عبد الله
بن سبا
وأصحابه
العشرة الذين
حرقهم أمير
المؤمنين في
النار بالكوفة
وموضع
احراقهم
يعرف بصحراء
الأخدود وكذا
عذبهم أمير
المؤمنين
بعذاب الله
وهو
النار عاجلا
وهي لهم اجلا
ويحك يا مفضل
ان الغالي في
محبتنا نرده
الينا
ويثبت
ويستجيب ولا
يرجع
والمقصرة
تدعه إلى الالحاق
بنا والاقرار
بما
فضلنا
الله به فلا
يثبت ولا
يستجيب ولا يلحق
بنا لأنهم لما
رأونا نفعل
افعال
النبيين
قبلنا مما
ذكرهم الله في
كتابه وقص
قصصهم وما فرض
إليهم
من
قدرته
وسلطانه حتى
خلقوا وأحيوا
ورزقوا وابروا
الأكمه
والأبرص
ونبؤوا
الناس
بما يأكلون
ويشربون
ويدخرون في
بيوتهم
ويعلمون ما
كان وما يكون
إلى يوم
القيامة بإذن
الله وسلموا
إلى النبيين
أفعالهم وما
وصفهم الله
وأقروا
لهم
بذلك وجحدوا
بغيا علينا
وحسدا لنا على
ما جعله الله
لنا وفينا وما
أعطاه
الله لسائر
النبيين
والمرسلين
والصالحين
وازدادنا من
فضله ما لم
يعطهم
إياه
وقالوا ما
أعطى النبيون
هذه القدرة
التي أظهرها
إنما صدقناها
وانزل بها
لان
الله أنزلها
بكتابه ولو
علموا ويحهم
ان الله ما
أعطاه من فضله
شيئا الا
أنزله
بسائر كتبه
وصفنا به ولكن
أعداؤنا لا يعلموه
وإذا سمعوا
فضلنا
أنكروه
وصدوا عنه
واستكبروا
وهم لا يشكون
في آدم ( عليه
السلام ) لما
رأوا
أسماءنا
مكتوبة على
سرداق العرش
قال الهي
وسيدي خلقت
خلقا قبلي
وهو أحب
إليك مني ،
قال الله يا
آدم نعم ،
لولا هؤلاء
الأسماء
المكتوبة
على
سرداق العرش
ما خلقت سماء
مبنية ولا
أرضا مدحية
ولا ملكا مقرب
ولا
نبيا مرسل ولا
خلقتك يا آدم
قال الهي ما هؤلاء
قال هؤلاء
ذريتك يا
آدم
فاستبشر
وأكثر من حمد
الله وشكره
وقال بحقهم يا
رب اغفر
خطيئتي
فكنا
والله
الكلمات التي
تلقاها آدم من
ربه فاجتباه
وتاب عليه
وهداه وانهم
صفحة 433
ليروون
ان الله خلقنا
نورا واحدا
قبل ان يخلق خلقا
ودنيا وآخرة
وجنة ونارا
بأربعة
آلاف عام نسبح
الله ونقدسه
ونهلله ونكبره
.
قال
المفضل : يا
سيدي هل بذلك
شاهد من كتاب
الله قال : نعم
،
هو قوله
تعالى : ( له ما
في السماوات
وما في الأرض
ومن عنده لا
يستكبرون
عن عبادته ولا
يستحسرون
يسبحون له بالليل
والنهار إلى
قوله
وقالوا
اتخذ الرحمن
ولدا سبحانه
بل عباد مكرمون
لا يسبقونه
بالقول وهم
بأمره
يعملون يعلم
ما بين أيديهم
وما خلفهم ولا
يشفعون الا لمن
ارتضى
وهم من
خشيته مشفقون
ومن يقل منهم
اني اله من دونه
فذلك يجزيه
جنهم
كذلك نجزي
الظالمين )
ويحك يا مفضل
، ألستم
تعلمون ان من
في
السماوات
هم الملائكة
ومن في الأرض
هم الجان والبشر
وكل ذي حركة
فمن
الذين فيهم
ومن عنده
الذين قد
خرجوا من جملة
الملائكة .
قال
المفضل : من
تقول : يا
مولاي قال : يا
مفضل ومن نحن
الذين
كنا
عنده ولا كون
قبلنا ولا
حدوث سماء ولا
ارض ولا ملك
ولا نبي ولا
رسول
قال المفضل :
فبكيت وقلت :
يا ابن رسول
الله هذا
والله الحق
المبين
وهل نجد في
كلامكم والاخبار
المروية عنكم
شاهدا بما
وجدتني في
كتاب
الله قال : نعم
في خطبة أمير
المؤمنين ( عليه
السلام ) يوم
ضرب
سلمان
بالمدينة
وخروجه إلى
الجبانة
وخروج أمير
المؤمنين
إليه التسليم
إليه
وقوله
اسال يا سلسل
سبيلك لا تجهل
اسألني يا سلمان
أنبئك البيان
أوضحك
البرهان ، فقال
سلمان ، يا
أمير
المؤمنين
أودعني
الحياة وأهلي
الخطوة
ان للرشاد إذا
بلغ نزح
بغزيته وهذا
اليوم مواضي
ختم المقادير
ثم
تنفس
أمير
المؤمنين صعا
وقال : الحمد
لله مدهر
الدهور وقاضي
الأمور
ومالك
يوم النشور
الذي كنا
بكينونيته
قبل الحلول في
التمكين وقبل
مواقع
صفات
التمكين في
التكوين
كائنين غير
مكونين ناسبين
غير متناسبين
أزليين
لا
موجودين ولا
محدودين منه
بدونا واليه
نعود لان
الدهر فينا
قسمت حدوده
ولنا
اخذت عهوده
والينا ترد
شهوده فإذا
استدارت ألوف
الادوار
وتطاول
صفحة 434
الليل
والنهار
وقامت
العلامة
الوفرة والسامة
والقامة
الأسمر
الأضخم
والعالم
غير
معلم والخبير
أيضا يعلم قد
ساقتهم الفسقات
واستوغلت بهم
الحيرات
ولبتهم
الضلالات
وتشتتت بهم
الطرقات فلا
يجير مناص الا
إلى حرم الله
سيؤخذ
لنا بالقصاص
من عرف غيبتنا
ثم شهدنا نحن
القدرة ونحن
الجانب
ونحن
العروة
الوثقى محمد
العرش عرش
الله على
الخلائق ونحن
الكرسي
وأصول
العلم الا لعن
الله السالف
والتالف وفسقة
الجزيرة ومن
اواها ينبوعا
انا باب
المقام وحجة
الخصام ودابة
الأرض وفصل
القضا وصاحب
العصا
وسدرة
المنتهى
وسفينة
النجاة من
ركبها نجا ومن
تخلف عنها ضل
وهوى ألم
يقيم
الدعائهم في
تخوم أقطار
الأكناف ولا
من اغمد
فساطيط أصحاب
الاعلى
كواهل
أنوارنا نحن
العمل
ومحبتنا الثواب
وولايتنا فصل
الخطاب
ونحن
حجبة الحجاب
فإذا استدار
الفلك قلتم باي
واد سلك قلتم
مات أو
هلك أو
في اي واد سلك
فنادى إلى
الله تتخذ الروم
النجاة
ومنجدة لان
المطيع
هو السامع
والسامع
العامل
والعامل هو
العالم
والعالم هو
الساتر
والساتر
هو الكاتم
والمولى هو
الحاسد فغلبوا
هنالك
وانقلبوا
صاغرين
وسيعلم
الذين ظلموا
اي منقلب
ينقلبون من
طرفي الحبل
المتين إلى
قرار
ذات
المعين إلى
سبطة التمكين
إلى وراء
بيضاء الصين
إلى مصارع
مطارح
قبور
الطالقانيين
إلى قرن ياسر
وأصحاب سنين
الأعلين
العالمين
الأعظمين
إلى
كتمة اسرار
طواسين إلى
البيداء
الغبرة التي
حدها الثرى
التي قواعدها
جوانبها
إلى ثرى الأرض
السابعة
السفلى كذا الخالق
لما يشاء
سبحانه
وتعالى
عما
يشركون .
قال
المفضل : ان
هذا الكلام
عظيم يا سيدي
تحار فيه
العقول
فثبتني
ثبتك
الله وعرفني
ما معنى قول
أمير
المؤمنين الذي
كنا
بكينونيته في
التمكين
قال
الصادق : نعم ،
يا مفضل الذي
كنا بكينونيته
في القدم
والأزل هو
المكون
ونحن المكان
وهو المنشئ
ونحن الشئ وهو
الخالق ونحن
المخلوقون
صفحة 435
وهو
الرب ونحن
المربوبون وهو
المعنى ونحن
أسماؤه
المعاني وهو
المحتجب
ونحن
حجبه قبل
الحلول في
التمكين
ممكنين لا نحول
ولا نزول وقبل
مواضع
صفات تمكين
التكوين قبل
ان نوصف بالبشرية
والصور
والأجسام
والأشخاص
ممكن مكون
كائنين لا
مكونين كائنين
عنده أنوارا
لا مكونين
أجسام
وصور ناسلين
لا متناسلين
محمد بن عبد
الله بن عبد
المطلب بن
هاشم بن
عبد مناف إلى
آدم والحسن
والحسين من أمير
المؤمنين
وفاطمة من
محمد ،
وعلي من
الحسين ومحمد
من علي وجعفر
من محمد وموسى
من جعفر
وعلي من
موسى ومحمد من
علي وعلي من
محمد والحسن
من علي ومحمد
من
الحسن
بهذا النسب لا
متناسلين
ذوات أجسام
ولا صور
ولامثال الا
أنوار
نسمع
الله ربنا
ونطيع يسبح
نفسه فنسبحه
ويهللها
فنهلله
ويكبرها
فنكبره
ويقدسها
فنقدسه
ويمجدها
فنمجده في ستة
أكوان منها ما
شاء من المدة
وقوله
أزليين لا
موجودين وكنا
أزليين قبل الخلق
لا موجودين
أجسام ولا
صور .
قال
المفضل : يا
سيدي ومتى هذه
الأكوان قال :
يا مفضل اما
الكون
الأول
نوراني لا غير
ونحن فيه
والكون
الثاني جوهري
لا غير ونحن
فيه ،
والكون
الثالث هوائي
لا غير ونحن
فيه ، والكون
الرابع مائي
لا غير ونحن
فيه ،
والكون
الخامس ناري
لا غير ونحن
فيه ، والكون
السادس ترابي
لا
غير
فاظله ودور ثم
سماء مبنية
وارض مدحية
فيها الجان
الذي خلقه
الله من
مارج من
نار إلى أن
خلق الله آدم
من التراب .
قال
المفضل يا
سيدي : فهل كان
في هذه
الأكوان خلقا
منها في كل
كون قال
نعم ، يا مفضل .
قال
المفضل : يا
سيدي فهل نجد
الخلق الذي
كان فيها
ونعرفهم قال
نعم ما
من كون الا
وفيه نوري
وجوهري
وهوائي ومائي
وناري وترابي
يا
مفضل ،
تحب ان أقرب
عليك وأريك ان
فيك من هذه الستة
أكوان اعلم
صفحة 436
انه
خلقك وخلق هذه
البشر وكل ذي
حركة من لحم ودم
، قال : يا
سيدي
أين ذلك قال :
يا مفضل الذي
من الكون النوراني
نورا في ناظريك
وناظرك
بمقدار حبة
عدس ثم ترى
بها ما دركاه
من السماء
والهوام
والأرض
ومن
عليها وفيك من
الكون
الجوهري يحسن
ويعقل وينظر
وهو ملك الجسد
وفيك من
الكون
الهوائي
الهواء الذي
منه نفسك وحركاتك
وأنفاسك
المترددة
في جسدك
وفيك من الكون
المائي رطوبة
ريقك ودموع
عينيك وما
يخرج من
انفك
والسبيلين
اللذين هما
منك وفيك من
الكون الناري
النار التي في
تراكيب
جسدك وهو
المنضج
المنفذ مأكلك
ومشاربك وما
يرد إلى معدتك
وهو
الذي إذا حكت
بعض ببعض كدت
ان تقدح نارا
وبتلك
الحرارة تمت
حركاتك
ولولا
الحرارة لكنت
جمادا وفيك من
الكون
الترابي عظمك
ولحمك
ودمك
وجلدك وعروقك
ومفاصلك
وعصبك وتمام
كميته جسمك .
قال
المفضل : يا
مولاي اني لا
حسب أن شيعتك
لو غلت كل
الغلو
فيكم
تهتدي إلى وصف
يسير مما
فضلكم الله به
من هذا العلم
الجليل .
قال
الصادق ( عليه
السلام ) : ما لك
يا مفضل لا
تسال عن تفصيل
الأكوان
الستة قلت يا
مولاي بهرني
والله عظيم ما
سمعته من السؤال
.
قال
الصادق : نحن
كنا في الكون
النوراني لا
غير ، وفي
الجوهري لا
غير ،
وفي الهوائي
خلق وهم جيل
من الملائكة
اما سمعت قول
جدي
رسول
الله ( صلى
الله عليه
وآله ) يقول لا
يوقعن أحدكم
بوله من عالي
جبل ولا
من سطح بيت
ولا من رأس
رابية ولا في
ماء فان
للهواء سكانا
وللماء
سكانا .
قال
المفضل : نعم
يا مولاي مما
خلق أهل الماء
قال : خلقهم
بصور
وأجسام
نطقوا بثلاث
وعشرين لغة
وقامت فيهم النذر
والرسل
والأمر
والنهي
وصارت
فيهم ولادات
ونسل وكونهم
الذي يقول وكان
عرشه على
الماء .
قال المفضل
نعم يا مولاي :
فالجان قال
الصادق ( عليه
السلام ) : لما
صفحة 437
خلق
الله
السماوات
والأرض سكن
خلق الماء في
البحار
والأنهار
والينابيع
ومناقع
الماء حيث
كانت من الأرض
واسكن الجان الذي
خلقه من مارج
من نار
فقامت فيهم
النذر والرسل
ونطقوا بأربعة
وعشرين لغة
وامر إبليس
بالسجود
لآدم والسجود
هو الطاعة لا
الصلاة فأبى
واستكبر وقال
لا اسجد
لبشر
خلقتني من نار
وخلقته من طين
فافتخر على آدم
وعصى الله
وقاس ويله
النار
بالنور وظن أن
النار أفضل
ولو علم أن النور
الذي في آدم
وهو الروح
التي
نفخها الله
فيه كان أفضل
من النار التي
خلق منها
إبليس لفسد
قياسه .
قال
المفضل يا
مولاي : أوليس
يقال إن إبليس
من الملائكة ،
قال بلى
يا مفضل
هو من
الملائكة ، لا
الروحانية
ولا النورانية
، ولا سكان
السماوات
، ومعنى
ملائكة هو اسم
واحد فيصرف فهو
ملك ومالك
ومملوك
هذا كله
اسم واحد وكان
أملاك الأرض
اما سمعت قول
الله تعالى :
(
وإذ قلنا
للملائكة
اسجدوا لآدم
فسجدوا الا إبليس
كان من الجن
ففسق
عن امر
ربه ) وقوله
تعالى : (
والجان
خلقناه من قبل
من نار السموم
)
وقال : (
يا معشر الجن
والإنس ان
استطعتم ان
تنفذوا من
أقطار
السماوات
والأرض
فانفذوا لا
تنفذون الا
بسلطان )
وقوله : ( قل
أوحي
إلي انه
استمع نفرا من
الجن فقالوا
انا سمعنا قرآنا
عجبا يهدي إلى
الرشد
فآمنا
به ولن نشرك
بربنا أحدا ) .
إلى هذا
الموضع تمت
النسخة
الكاملة التي
عثرنا عليها
من كتاب
(
الهداية
الكبرى )
والحمد لله
أولا وآخرا .