أعيان الشيعة
الجزء: ٢
السيد محسن الأمين

الكتاب: أعيان الشيعة
المؤلف: السيد محسن الأمين
الجزء: ٢
الوفاة: ١٣٧١
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: تحقيق وتخريج : حسن الأمين
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الفهرست
العنوان الصفحة
- أبو الحسن موسى الكاظم (ع) لقبه - كنيته أولاده - شاعره ٥
صفاته - فضائله أخلاقه - مناقبه ٦
أخباره ٨
مؤلفاته ٩
وفاته ١١
- أبو الحسن علي الرضا (ع) مولده - وفاته ١٢
صفاته ١٣
فضائله - مناقبه ١٤
أخباره ١٥
كتاب المأمون للرضا (ع) ١٧
البيعة للرضا (ع) بولاية العهد صورة العهد بولاية العهد للرضا (ع). ١٩
ما كتب الرضا (ع) على ظهر العهد ٢٠
أخباره مع المأمون ٢١
تزوج الرضا (ع) بأخت المأمون ٢٢
الرضا (ع) في سرخس ٢٥
مؤلفاته ٢٦
حكمه مواعظه ٢٨
أدعيته ٢٩
سبب سم المأمون للرضا (ع) ٣٠
وفاته - مراثيه ٣١
- أبو جعفر محمد الجواد (ع) مولده - وفاته لقبه ٣٢
أخلاقه - أطواره اخباره - أحواله زواج الجواد (ع) من ابنة المأمون ٣٣
أحواله ٣٤
ما روي عنه حكمه ومواعظه ٣٥
ادعيته وفاته سيرة الهادي (ع) مولده - عمره ٣٦
كنيته - لقبه أخلاقه مناقبه - فضائله أولاده ٣٧
أخباره الرواة عنه ٣٨
حكمه - مواعظه ادعيته كيفية وفاته ٣٩
سيرة الحسن العسكري (ع) مولده - وفاته كنيته - لقبه أخلاقه مناقبه - فضائله ٤٠
مؤلفاته الراوون عنه حكمه - مواعظه آدابه ٤١
كيفية وفاته ٤٢
احتراق المشهد الشريف بسامرا سيرة محمد بن الحسن (ع) ٤٣
(المهدي) أخلاقه - صفاته ٤٤
فيما جاء في ولادة المهدي ٤٥
غيبته ٤٦
سفراؤه ٤٧
الأدلة على وجوده حي ٤٩
أخباره عن طريق أهل السنة ٥٠
ما ورد في المهدي (ع) من طرق الشيعة ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أخبار المهدي (ع) ما ورد عن الأئمة (ع) من ٥٤
اخبار المهدي (ع) ٥٥
غيبات الأنبياء غيبة إبراهيم (ع) ٥٨
غيبة يوسف (ع) غيبة موسى (ع) ٥٩
وقوع الغيبة بالأوصياء معجزات المهدي (ع) ٦٠
في دفع الشبهات في أمره ٦١
في ذكر من قال بوجود المهدي (ع) ٦٤
من وافق الشيعة من أهل السنة ٦٥
في شواهد النبوة ٦٦
القائلون بوجود المهدي (ع) من علماء السنة ٦٨
فيمن رأى المهدي (ع) ٧٠
في علامات ظهور المهدي (ع) ٧١
مكان خروجه وما يفعله ٨٢
أنصار المهدي ٨٤
الجزء الخامس حرف الألف الآبي الآجري آخكر خان القمي آدم الأشعري القمي آدم الحسني الطائفي آدم بن الحسين النخاس ٨٥
آدم بن صبيح الكوفي الأميرة آرايش التركمانية آدم بن عبد الله القمي آدم بن عبد الله الأشعري آدم الهلالي آدم بن المتوكل بياع اللؤلؤ آدم بن محمد القلانسي آدم بن يونس النسفي الآدمي الآذربايجاني ٨٦
الآذري آزاد آزر بن آخكر القمي السيد آصف القزويني الآقا البهبهاني آقا الحسيني المرعشي آقا الجويني القزويني آقا العاملي المشهدي آقا قلي خان المهندس آقا الدربندي الحائري ٨٧
آقسنقر بن عبد الله التركي آل أبي أراكة آل أبي الجعد آل أبي الجهم آل أبي رافع آل أبي سارة ٨٨
آل أبي شعبة الحلبيون آل أبي صفية آل أعين ٨٩
آل بويه آل حيال التغلبي ٩٢
آل كبة آل نعيم الأزدي آل نوبخت ٩٣
الآمدي الآملي آمنة بيكم آمنة بنت الشريد آمنة بنت العباس الآوي ٩٥
ابان بن عمران الفزاري ابان بن أبي أحيحة العاص ابان بن فيروز ابان بن أبي مسافر ابان بن أرقم الأسدي ابان بن أرقم الطائي ابان بن أرقم العنزي القيسي ابان بن تغلب أبو سعيد ٩٦
ابان بن راشد الليثي ابان القريشي الأموي (ابن العاص) ٩٩
ابان بن صدقة الكوفي ابان بن عبد الرحمن البصري ابان بن عبد الملك الثقفي ابان بن عبد الملك الخثعمي ابان بن عبدة الصيرفي ابان بن عثمان البجلي ١٠٠
ابان بن عمرو الجدلي ابان بن عمر الأسدي ابان البصري الزاهد ١٠٢
ابان بن كثير العامري ابان بن محمد التغلبي ابان المحاربي ابان بن محمد البجلي آصفجاه قمر الدين ١٠٣
آصفخان بيكم آقا الموسوي الجندقي آمنة بنت الامام الباقر (ع) آمنة بنت الامام الكاظم (ع) ابان بن معصب الواسطي إبراهيم البصري إبراهيم الحارثي إبراهيم القبطي أبو رافع ١٠٤
إبراهيم أبو السفاتج إبراهيم العاملي البازوري ١٠٦
إبراهيم بن أبي إسرائيل إبراهيم خان إبراهيم الحر العاملي الجبعي إبراهيم بن أبي السماك إبراهيم بن أبي البلاد إبراهيم الموسوي إبراهيم بن أبي حفص إبراهيم بن أبي حفصة إبراهيم بن أبي زياد الكرخي ١٠٨
إبراهيم أبي سمال إبراهيم بن أبي فاطمة إبراهيم بن أبي الفتح الزنجاني إبراهيم الرضوي إبراهيم بن أبي الكرام إبراهيم بن أبي المثنى إبراهيم الخراساني إبراهيم بن أبي موسى الأشعري إبراهيم بن أبي يحيي المدني ١٠٩
الأمير إبراهيم الدنبلي إبراهيم العدل الطبري إبراهيم الموسوي الرومي إبراهيم الأحمري الكوفي إبراهيم بن إدريس إبراهيم بن الأزرق الكوفي إبراهيم الاسترآبادي إبراهيم بن إسحاق إبراهيم بن إسحاق النوبختي ١١٠
إبراهيم الأحمري النهاوندي إبراهيم بن إسحاق الأزور إبراهيم بن إسحاق الحارثي إبراهيم بن إسرائيل إبراهيم الخلنجي الجرجاني إبراهيم معصوم القزويني ١١١
إبراهيم السلماسي الكاظمي إبراهيم الأعجمي إبراهيم شاه الأفشاري إبراهيم البازوري إبراهيم الجزري الفافوشه إبراهيم الكرماني شريفي ١١٢
الشيخ إبراهيم البعلبكي إبراهيم بن الخضر البغدادي إبراهيم بن زيد الشهيد إبراهيم زاهد الجيلاني إبراهيم الجرجاني إبراهيم آبادي الطهراني إبراهيم البحراني إبراهيم شاه نظام شاه ١١٣
إبراهيم بن بشر إبراهيم الأنصاري المدني إبراهيم الصفوي الموسوي ١١٤
إبراهيم التنكابني القزويني إبراهيم الجبوبي إبراهيم الجدلي إبراهيم الجريري إبراهيم الجزائري النجفي إبراهيم النوبختي إبراهيم العاملي الكركي إبراهيم بن أبي حفص الكاتب ١١٥
إبراهيم الأنصاري المدني إبراهيم أخو طربال الكوفي الشيخ إبراهيم الحاريصي ١١٦
إبراهيم بن حبيب القرشي ١٢١
إبراهيم الحر العاملي الصوري ١٢٢
إبراهيم الأردبيلي إبراهيم بن الحسام العاملي إبراهيم الطالبي إبراهيم الخشني إبراهيم الحسني العلوي إبراهيم العلوي الجعفري إبراهيم البحراني إبراهيم آل عصفور البحراني إبراهيم البلادي البحراني إبراهيم عمارة الحافظ إبراهيم الزيدي ١٢٣
إبراهيم بن منصور البحراني إبراهيم الحسني العلوي إبراهيم نزار الأحسائي إبراهيم بن هارون الهيبسي إبراهيم الشيعي ١٢٤
الأمير إبراهيم الحرفوشي إبراهيم الاباني الطرابلسي إبراهيم الأحسائي إبراهيم البوناتي إبراهيم الحسني الطالبي ١٢٤
إبراهيم الشقيفي العاملي إبراهيم العاملي العيناثي إبراهيم المحاربي الدغشي إبراهيم خاتون العاملي إبراهيم بن نجم القفطاني ١٢٥
إبراهيم آل عز الدين العاملي إبراهيم بن حسن الوراق إبراهيم حسين الآقا إبراهيم الشيشتري النقشبندي ١٢٧
إبراهيم بن حسن بن عبيد الله إبراهيم الرقاء البصري إبراهيم حسين الأصفهاني إبراهيم الحسيني الهمذاني ١٢٨
إبراهيم الطباطبائي النجفي ١٢٩
إبراهيم بن الحسن بن جمهور إبراهيم بن حريث إبراهيم بن خالد القطان إبراهيم الأصفهاني (القاضي) إبراهيم الخليل الفراهيدي إبراهيم النخجواني الدمشقي ١٣٣
إبراهيم الضحاك الشلمغاني إبراهيم التبريزي إبراهيم بن عبد الجليل إبراهيم إسماعيل السدي إبراهيم بن عبد العزيز إبراهيم الكاشغري إبراهيم بن أبي زيادة الكلابي إبراهيم البلاغي العاملي إبراهيم علي الآملي ١٣٤
إبراهيم بن الحسين (ع) إبراهيم بن الحسين المدني إبراهيم الدنبلي الخوئي ١٣٥
إبراهيم الحسيني النيشابوري إبراهيم الحسيني الهمذاني إبراهيم بن الحصين الأسدي إبراهيم الحضرمي إبراهيم ظهير الفزاري إبراهيم بن حماد إبراهيم بن حمدان التغلبي ١٣٦
إبراهيم بن حمزة الغنوي إبراهيم بن حمويه إبراهيم بن حنان الأسدي إبراهيم البغدادي الكاظمي إبراهيم العطار العبدي إبراهيم الهمذاني الشيرواني إبراهيم خربوذ المكي إبراهيم خضيب الأنباري إبراهيم خليفة سلطان إبراهيم رشيد القوهدي إبراهيم داود اليعقوبي ١٣٧
إبراهيم الدماوندي إبراهيم الدهسقان إبراهيم رجاء الجحدري إبراهيم رجاء الشيباني إبراهيم سلطان بن تيمورلنك إبراهيم الرشتي النجفي إبراهيم الزاهدي الجيلاني إبراهيم الزبرقان التيمي ١٣٨
إبراهيم بن زياد الخارقي إبراهيم بن زياد الخزاز إبراهيم بن زين الدين الموسوي إبراهيم الخطي إبراهيم السبزواري إبراهيم عوف الزهري ١٣٩
إبراهيم بن سعيد المدني إبراهيم الديباج العلوي إبراهيم الطيب الرفاعي إبراهيم الخشاب إبراهيم بن سفيان ١٤٠
إبراهيم بن سلام النيشابوري إبراهيم مسلمة الكناني إبراهيم أبو داحة المزني إبراهيم آل سليمان العاملي إبراهيم حيان النهمي إبراهيم القطيفي الخطي ١٤١
إبراهيم بن سماعة الكوفي إبراهيم بن سنان إبراهيم بن السندي إبراهيم بن شعيب ١٤٣
إبراهيم بن شعيب العقرقوفي إبراهيم بن شعيب الكوفي إبراهيم بن شعيب المزني إبراهيم بن شعيب الأسدي إبراهيم الشعيري إبراهيم بن شيبة الأصبهاني إبراهيم الشيرواني إبراهيم صادق العاملي ١٤٤
إبراهيم بن صالح إبراهيم الأنماطي الأسدي إبراهيم الأنماطي الكوفي ١٦٧
إبراهيم بن صالح الأزدي إبراهيم الشيرازي إبراهيم بن ضمرة الغفاري إبراهيم بن طهمان الخراساني إبراهيم بن عاصم إبراهيم البرجمي إبراهيم الأزدي إبراهيم بن العباس الصولي ١٦٨
إبراهيم آل مروة العاملي إبراهيم الديلمي الحاجب إبراهيم الأحوال إبراهيم الخلنجي الجرجاني ١٧٥
إبراهيم عبد الأعلى الكوفي إبراهيم الأسدي البزاز إبراهيم الخزاعي المدني إبراهيم العاملي الميسي إبراهيم الحسيني المرعشي إبراهيم بن عبد الله الأحمري ١٧٦
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ١٧٧
إبراهيم الزاهدي الجيلاني إبراهيم بن عبد الله القمي القاري إبراهيم بن أبي موسى الأشعري إبراهيم بن عبد الله الحويزي ١٨١
إبراهيم بن عبد الله معبد بن عباس إبراهيم الهمبلي الحويزي إبراهيم بن علي إبراهيم بن عبده النيشابوري إبراهيم بن عبيد الأنصاري إبراهيم بن عبيد الله المدني إبراهيم بن عثمان الخزاز ١٨٢
إبراهيم بن عربي الأسدي إبراهيم الخراساني الواسطي إبراهيم بن علي بن أبي طالب (ع) إبراهيم بن عقبة ١٨٣
إبراهيم بن علي الجعفري إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري إبراهيم بن علي بن أبي رافع المدني إبراهيم بن علي جصان إبراهيم بن علي بن صالح العاملي ١٨٤
إبراهيم القرشي الفهري ١٨٩
إبراهيم العاملي الجبعي إبراهيم العاملي الشامي إبراهيم العاملي الميسي إبراهيم الربعي النجفي إبراهيم العجمي الخاقاني ١٩٥
إبراهيم بن علي الكوفي إبراهيم المقري الرازي إبراهيم الخوانساري الأصفهاني إبراهيم بن عمر الشيباني إبراهيم فرج الواسطي إبراهيم اليماني الصنعاني إبراهيم بن عيسى إبراهيم بن غريب إبراهيم الغفاري إبراهيم الغمر إبراهيم العاملي البازوري إبراهيم بن جندب ١٩٧
إبراهيم بن الفضل المدني إبراهيم الهاشمي المدني إبراهيم بن فهد الكوفي إبراهيم هوازن العقيلي ١٩٨
السيد إبراهيم القايني إبراهيم بن قتيبة الأصفهاني السيد إبراهيم القزويني إبراهيم الجزائري الدورقي إبراهيم بن علي الرازي إبراهيم بن عياش القمي السلطان إبراهيم قطبشاه الشيخ إبراهيم القطيفي إبراهيم الكرخي إبراهيم الكرماني إبراهيم اللنكراني ١٩٩
إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي ٢٠٠
إبراهيم المؤمن إبراهيم بن المبارك إبراهيم بن المتوكل إبراهيم بن المثنى إبراهيم المجاب إبراهيم بن مجاهد المؤدب إبراهيم بن محرز الجعفي إبراهيم بن محرز الخثعمي إبراهيم ملا صدرا الشيرازي ٢٠٢
إبراهيم بن محمد بن يحيي المدني إبراهيم بن محمد بن احمد إبراهيم بن صالح القسيني إبراهيم البطحاني العلوي إبراهيم بن محمد البادكوبي إبراهيم بن محمد الصفي إبراهيم بن مراد الحسيني إبراهيم بن محمد إسماعيل إبراهيم بن محمد الأشعري إبراهيم الأصفهاني الخوزاني إبراهيم الجوهري الهدوي ٢٠٣
إبراهيم بن السيد محمد باقر إبراهيم الموسوي القزويني إبراهيم بن محمد المصري إبراهيم الحسيني الكسكي ٢٠٤
إبراهيم النصير آبادي اللكهنوئي إبراهيم الرضوي المشهدي إبراهيم القمي ٢٠٥
إبراهيم بن محمد الجعدي إبراهيم بن محمد الجعفري إبراهيم الحسني العلوي إبراهيم زين الدين العاملي إبراهيم الأصفهاني الكرباسي ٢٠٦
إبراهيم المدني الشيرازي إبراهيم العاملي الجبشيتي إبراهيم العاملي الكركي إبراهيم بن محمد الشيباني ٢٠٧
إبراهيم بن محمد الخراساني إبراهيم بن أبي بكر الربيع إبراهيم بن محمد سالم إبراهيم المبارك النحوي ٢٠٨
إبراهيم محمد الرضوي إبراهيم الثقفي الأصفهاني ٢٠٩
إبراهيم بن محمد سماعة إبراهيم بن أبي يحيي المدني ٢١٠
إبراهيم بن محمد الطحان إبراهيم بن محمد الختلي إبراهيم مظفر النجفي إبراهيم بن محمد بن تقي ٢١٢
إبراهيم بن محمد الجعفري إبراهيم بن محمد الكابلي إبراهيم بن محمد بن الحنيفة إبراهيم المحلاتي الشيرازي إبراهيم التاجر الأصفهاني إبراهيم الحسني البغدادي ٢١٣
إبراهيم الدررودي الخراساني ٢١٥
إبراهيم راضي الأعرجي إبراهيم بن محمد الجعفري إبراهيم بن محمد القمي إبراهيم بن محمد بن علي إبراهيم الحرفوشي العاملي ٢١٦
إبراهيم الأدفوي المصري إبراهيم بن محمد بن أبي جرادة ٢١٧
إبراهيم الغراوي النجفي إبراهيم بن محمد النيسابوري إبراهيم بن محمد القرشي إبراهيم محمد القمي إبراهيم بن محمد الأشعري إبراهيم الجويني الحموئي ٢١٨
الميرزا إبراهيم الرضوي إبراهيم بن محمد المذاري ٢١٩
إبراهيم الأصفهاني الصنعاني إبراهيم بن محمد السهيلي إبراهيم بن محمد الجعفري إبراهيم العتكي الأزدي - نفطويه - ٢٢٠
إبراهيم بن محمد المرادي إبراهيم بن مسعدة إبراهيم بن مسكين البصري إبراهيم بن محمد الكندي ٢٢٣
إبراهيم بن محمد معصوم القزويني إبراهيم المجاب إبراهيم الدزفولي الكرمنشاهي إبراهيم بن محمد الهمذاني إبراهيم بن المرزبان الديلمي ٢٢٤
الحاج إبراهيم كلانتر الشيرازي الميرزا إبراهيم الهيوي الحكيم ٢٢٥
إبراهيم الغساني الدمشقي إبراهيم بن يزيد إبراهيم بن يزيد الأشعري إبراهيم بن يزيد المكفوف إبراهيم بن عبد الله الاسترآبادي إبراهيم بن مخلد بن جعفر الآقا إبراهيم النواب إبراهيم محمد اليزدي ٢٢٦
إبراهيم المخارفي إبراهيم المرتضى إبراهيم بن موسى الحلواني إبراهيم الضرير الكوفي إبراهيم المشعشعي الآقا إبراهيم المشهدي ملا إبراهيم واصف إبراهيم بن معوض الكوفي الأمير إبراهيم بن محمد معصوم ٢٢٧
إبراهيم بن معقل بن قيس إبراهيم بن المفضل الأشعري إبراهيم بن منير الكوفي إبراهيم بن موسى الأنصاري إبراهيم بن أبي جعفر المجدي إبراهيم بن موسى الكاظم (ع) ٢٢٨
إبراهيم بن موسى الكندي إبراهيم الموسوي إبراهيم مولى عبد الله إبراهيم الأزدي الكوفي ٢٣٠
إبراهيم بن مهرويه إبراهيم بن مهزم الأسدي إبراهيم بن مهزيار الأهوازي إبراهيم الكوفي الهروي ٢٣١
إبراهيم بن مالك القطيفي إبراهيم النخعي إبراهيم القعقاع الجعفي إبراهيم بن نصر الله العاملي إبراهيم بن نصار النجفي إبراهيم بن نصير الكاشي إبراهيم بن نعيم الصحاف إبراهيم العبدي الكناني ٢٣٢
إبراهيم النواب الطهراني إبراهيم بن هارون الخارفي إبراهيم بن هاشم العباسي إبراهيم بن هاشم الكوفي ٢٣٣
إبراهيم بن هراسة إبراهيم بن هرمة إبراهيم الغساني الدمشقي ٢٣٦
إبراهيم بن هلال بن جابان إبراهيم الوطواط الأنصاري إبراهيم بن يحيى إبراهيم بن يحيى الأحسائي إبراهيم بن يحيى الدوري إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد إبراهيم بن يحيى الطيبي العاملي ٢٣٧
إبراهيم بن يزيد النخعي ٢٤٨
إبراهيم بن يزيد الأشعري ٢٥٠
بداية الجزء السادس إبراهيم الليثي إبراهيم بن أبي شبل إبراهيم بن إسماعيل إبراهيم التبريزي إبراهيم الجمال إبراهيم بن ناصر الدولة الحمداني ٢٥١
إبراهيم بن عبد الله إبراهيم الأعرابي إبراهيم بن محمد بن عبد الله إبراهيم بن محمد الحسيني إبراهيم بن محمد العلوي ٢٥٣
إبراهيم الشيخ حسين إبراهيم السيد حسين إبراهيم بن الحسين إبراهيم بن علوان إبراهيم الفلكي الشيخ إبراهيم الكاظمي ملا إبراهيم القمي الشيخ إبراهيم يوسف العاملي الأبرد الطهوي التميمي ٢٥٤
إبراهيم بن موسى إبراهيم بن هشام بن يحيى إبراهيم الجيلاني إبراهيم الحافظ ٢٥٥
الأبرش الكلبي الابزاري ٢٥٦
الآبلي ابن أبان ابن الابار الأندلسي ابن أبي الأسود ابن أبي جرادة الحلبي ابن أبي الجعد ابن أبي جمهور الأحسائي ابن أبي الهجم ابن أبي جيد القمي ابن أبي حبيب ابن أبي حفص الرازي ابن أبي حماد ابن أبي الحمراء ابن أبي حمزة البطائني ابن أبي الخطاب ابن أبي داحة ابن أبي دارم السري ابن أبي الدنيا ابن أبي الذئب بن المغيرة ابن أبي رافع الأنصاري ٢٥٧
ابن أبي زاهر ابن أبي الزرقاء بن واقد ابن أبي زياد السكوني ابن أبي سارة الأنصاري ابن أبي سارة النحوي ابن أبي سعيد المكاري ابن أبي سمال ابن أبي سورة ابن أبي شيبة الزهري ابن أبي الصلت ابن أبي الصهبان ابن أبي طيفور المتطبب ابن أبي طي ابن أبي ظبية ابن أبي العاص بن الربيع ابن أبي عثمان ابن أبي العز ٢٥٨
ابن أبي العزاقر ابن أبي العساف المغافري ابن أبي عفيلة ابن أبي عقيل ابن أبي العلاء الخفاف ابن أبي علاج الموصلي ابن أبي عمران ابن أبي عمير ابن أبي عياش ابن أبي قرة ابن أبي الكرام ابن أبي ليلي القاضي ابن أبي المجد الحلبي ابن أبي المعاذ البغدادي ابن أبي المغيرة ابن أبي المقدم ابن أبي نجران ابن أبي هراسة ابن أبي يحيى الرازي ابن أبي يعفور ابن أخت أبي بصير العقرقوفي ابن أخت أبي مالك الحضرمي ابن أخت خلاد المنقري ابن أخت سليمان بن الأقطع ٢٥٨
ابان بن محمد البجلي الفضل الأنباري ابن أخي الحصين بن عبد الرحمن ابن أخي خلاد حكيم ابن أخي خثيمة إسماعيل ابن أخي ذبيان بن حكيم ابن أخي رواد الأنصاري ابن أخي سعد بن معاذ ابن أخي شهاب بن عبد ربه ابن أخي عبد الرحمن بن سيابة ابن أخي علي بن عاصم المحدث ابن أخي فضيل ابن أخي المعلى بن خنس ابن اشناس ابن أشيم ابن أعثم الكوفي ابن الأعجمي اليماني ابن الأقساسي ابن أبي كثير ٢٦٠
ابن الإمام العلوي ابن أم الطويل ابن أم كلاب الليثي ابن أمية الغفاري ابن أمير الحاج العاملي ابن بابا القمي ابن بابويه ابن بابويه الصدوق ابن باد شالة الأصفهاني ابن باقي القرشي ابن بدر الهمذاني الكوفي ابن البراج الطرابلسي ابن برنية ابن بزيع ابن البصري الحريري ابن البطائني ابن البطريق الحلي ابن بطة ابن بقاح ابنا بسطام بن سابور ٢٦١
ابن بقية ابن بكير ابن بنت أبي حمزة الثمالي ابن بنت أحمد البرقي ابن أبي الياس الصيرفي ابن بنت زيد الشحام ابن بندار الفرغاني ابن بندار العاصمي ابن بندار القمي ابن بهلول ابن البيع النيسابوري ابن التعاويذي ابن التيهان ابن تمام الدهقان ابن ثابت ابن جبلة الكناني ابن جبير ابن جرير الطبري ابن الجعابي ابن جعدة ابن جمهور العمي ٢٦٢
ابن جمهور الأحسائي ابن الجندي ابن الجني ابن الجواليقي ابن الجهم بن أبي فاختة ابن حاتم القزويني ابن حبيب ابن الحجاج ابن الحجام ابن حذيفة بن منصور ابن حسام ابن الحمامي المقري ابن حماد الشاعر ابن حماد العلوي الحسيني ابن حمدون الكاتب ابن حمزة المشهدي الطوسي ٢٦٣
ابن حميد عاصم ابن الحنفية - محمد - ابن الخازن الحائري - علي - ابن خالد الصيرفي - سليمان - ابن خالويه الفارسي ابن خالويه النحوي ابن خانبة بن مهران ابن خراش - أحمد - ابن خرقة - محمد - ابن الخلفة بن إسماعيل ابن الخمري المخزومي ابن الخياط العاملي ابن داب ابن داحة المزني ابن دارم السري ابن داود القمي ابن الداية - أحمد الكاتب - ابن دريد ابن ذي الحبكة النهدي ابن الرازي القمي ابن راشد المتطبب ٢٦٤
ابن رباح - إسماعيل - ابن رباط - علي - ابن رزيك - طلائع - ابن الرضا - عيسى - ابن روح - الحسين - ابن رويدة محمد ابن الريان بن الصلت ابن الزبير علي القرشي ابن الزبير الأسدي عبد الله ابن زهرة ابن زياد الطائي ابن زينب محمد النعماني ابن الساعي ابن السدرة ابن السراج ابن سعادة البحراني - أحمد - ابن سعدان - إبراهيم - ابن سعيد الأكبر يحيى الحلي ٢٦٥
ابن سعيد الهاشمي ابن السقا عبد الله ابن السكون علي ابن السكيت يعقوب ابن سماعة الحسن ابن السمال عثمان الدقاق ابن سنان الخفاجي ابن سورة القمي ابن سيابة ابن سينا الحسين ابن شاذان الفضل ابن الشاذكوني سليمان ابن شبل الوكيل - علي - ابن الشجري - هبة الله - السيد ابن شرف شاه الحسيني ابن الشريف أكمل البحراني ابن الشريفة الواسطي ابن شهاب ابن شبرمة القاضي ٢٦٦
ابن شهر اسوب ابن شهريار الخازن محمد ابن شيبان القزويني الحسين ابن شيبة الأصفهاني ابن الشيخ الطوسي ابن الصائغ علي ابن الصباح الرياحي ابن الصقر البصري ابن الصلت الأهوازي ابن طاوس جمال الدين ابن طباطبا النسابة الأصفهاني ابن الطبال ابن الطقطقي ابن طحال المقدادي ابن طرفة ابن الصوفي ابن صهيب ابن شهريار الخازن ابن ضريرة ٢٦٧
ابن الطيالسي ابن طي علي العاملي ابن الطيار حمزة ابن عامر الحسين ابن عباد ابن عباس عبد الله ابن عبد الحميد إبراهيم ابن عبد العالي ابن عبدوس عبد الواحد ابن العتائقي عبد الرحمن ابن العديم عمر ابن العرزمي عبيد الله ابن عزور ابن عزيز المرادي ابن العشرة الكركي ابن عصام محمد ابن عطية مالك ابن طيفور المتطبب ٢٦٨
ابن عقدة أحمد ابن عقيل الحسن ابن العلقمي مؤيد الدين ابن علوية الأصفهاني ابن علي الجلدكي ابن عمار الثقفي القاضي ابن عمار ابن عمران القمي محمد ابن العمري محمد ابن العميد محمد ابن عنبة أحمد ابن العودي بهاء الدين ابن عياش أحمد ابن العياشي جعفر ابن عيسى الرماني ابن العين الزربي ابن عيينة سفيان ابن أم مكتوم عبد الله الأصم ابن غرور أحمد بن محمد ٢٦٩
ابن غزوان محمد ابن الغضائري أحمد ابن غيلان المدائني ابن فارس اللغوي أحمد ابن الفارسي النيسابوري ابن الفارض عمر ابن فرقد يزيد ابن فضال الحسن ابن الفوطي عبد الرزاق ابن فهد أحمد الأحسائي ابن فهد أحمد الحلي القاضي ابن قادوس المصري ابن قاسم محمد ابن قبة محمد ابن قتيبة النيشابوري ابن قدامة أحمد بن علي ابن قرط أمير الموصل ابن القداح عبد الله ٢٧٠
ابن قريعة القاضي ابن فضاعة ابن القطان ابن قنبر ابن قولويه ابن محرز عبد الله ابن محمود نور الدين ابن مدلل الحسيني الموصلي ابن مروان الكلواذاني ابن مرار إسماعيل ٢٧١
ابن مروان الكوفي ابن مسرور جعفر ابن مسعود عبد الله ابن مسكان عبد الله ابن المشيع المدني ابن المطهر جمال الدين ابن المعاذ البغدادي ابن معية محمد ابن مغيرة علي السيد ابن معبد الحسيني ٢٧٢
ابن المغيرة عبد الله ابن مفتاح الزبدي ابن المقرب محمد منصور ابن المكاري الحسين حيان ابن مكانس فخر الدين ابن مكي محمد ابن مملك الأصبهاني ابن المنذر ابن منير الطرابلسي أحمد ابن المنيرة الشيرازي ابن موسى علي ابن المهتدي الحسن ابن مهران إسماعيل ابن النجار حسن ابن نجدة شمس الدين ابن النديم محمد ابن نعيم محمد بن كحيل ابن نما جعفر ابن ميثم كمال الدين ابن نباتة الأصبغ ٢٧٣
ابن نمير عبد الله ابن نوبخت إبراهيم ابن نوح أيوب ابن نهيك عبد الله ابن هاشم إبراهيم ابن هراسة إبراهيم ابن همام محمد ابن الوجناء النصيبي ابن وضاح ابن وكيع البغدادي التنيسي ابن الوليد محمد ٢٧٤
ابنة أبي الأسود الدؤلي ابنة المولى الأصفهاني ابنة الشاه طهماسب ابنة السيد المرتضى ابنة الشيخ علي المنشار العاملي ابنتا الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ابنة الشيخ مسعود بن ورام ابن أبي سلمة ابن أخي زربن حبيش ٢٧٥
ابن أخي سعيد بن يسار ابن أبي نمران الهمداني ابن أبي هلال المدائني ابن دبيس الكوفي ابن راشد البحراني ابن سعد بن نبيس ٢٧٦
ابنا سعيد الحليان ابن الصقر الموصلي ابن العودي النيلي ٢٧٧
ابن الأطيس ابن الخشاب الكاتب ابن الصباح الرياحي ٢٧٨
ابن العطار الواسطي الوزير ابن القصاب ابن كاكويه ابن مدلل الحسيني الموصلي ابن نباتة السعدي ابنة بدر الدين لؤلؤ ٢٧٩
ابن زهرة حمزة ابن الصوفي علي ابن الربيب الآوي ابن العود الحلي ابن الفحام الحسن ابن الزسي أحمد ٢٨٠
ابن احما الصمصامي ابن أويس ابن البواب علي ابن طوطي الواسطي عيسى الفراهاني الطهراني ٢٨١
ابن بسام الغساني أبو الورد بن قيس الآبي الآبي اليوسفي الآبي العروضي الابزاري الأبهري الأثرم الأثنائي الأجدع الأحدب صدقة ٢٨٢
الأحسائي أبو إبراهيم الأسدي أبو إبراهيم الأنصاري أبو إبراهيم العجلي أبو أجنحة عمرو أبو أحمد محمد بن أبي عمير ٢٨٣
أبو أحمد بن أبي منصور القطيفي أبو أحمد الأسدي أبو أحمد الأشجعي أبو أحمد الموسوي أبو أحمد البصري ٢٨٤
أبو الأحوص المصري أبو أراكة البجلي أبو الأرقم أبو أسامة الأزدي أبو أسامة الخياط أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم ٢٨٥
أبو إسحاق الأحمري النهاوندي أبو إسحاق الخراساني أبو إسحاق الصيقل أبو إسحاق بن بجير أبو إسحاق بن مجير الأصفهاني أبو إسحاق الطبري أبو إسحاق الجرجاني ٢٨٦
أبو إسحاق النهمي أبو إسحاق الهمداني أبو إسرائيل الملائي أبو أسماء العبدي أبو إسماعيل الأشجعي أبو إسماعيل البصري أبو إسماعيل السراج ٢٨٧
أبو إسماعيل الصيقل الرازي أبو إسماعيل الفرا أبو الأسود الدؤلي أبو الأسود الليثي أبو إسماعيل الطغرائي أبو الأغر النخاس أبو الأشهب النخعي أبو الأشعث المزني ٢٨٨
أبو الأغر التميمي أبو الأغر بن سعيد بن حمدان أبو الأكراد أبو امامة الأنصاري الخزرجي أبو أمية الأسدي أبو أمية الجعفي أبو أيوب الأنباري أبو أيوب الخزاز أبو أيوب المدني أبو أيوب بن أزهر أبو أيوب بن باكر الحكمي ٢٨٩
أبو البدر بن حيدر البغدادي أبو البركات البساسيري أبو البركات الحوري أبو البركات التغلبي الحمداني أبو بجير بن سماك الأسدي أبو بحر الأحنف بن قيس أبو البحر جعفر البحراني أبو البختري وهب الطائي ٢٩٠
أبو البختري مؤدب ولد الحجاج أبو بدر محمد بن سنان الرئيس أبو البدر أبو بديل التميمي أبو بردة الأزدي أبو بردة بن رجاء أبو برزة الأسلمي أبو البركات الاسترآبادي أبو البركات البصري أبو البركات الخوزي أبو البركات العلوي ٢٩١
أبو برنية أبو بسطام الأزدي أبو بشير الأنصاري أبو بشر البجلي أبو بصير أبو بكر بن أبي الثلج أبو بكر بن أبي السمال ٢٩٢
أبو بكر الإشبيلي الأنصاري أبو بكر الحسني العلوي أبو بكر الجعابي أبو بكر بن حماد التاهرتي أبو بكر الدوري أبو بكر الشافعي أبو بكر بن يسار أبو بكر الخضرمي ٢٩٣
أبو بكر الصنعاني أبو بكر الحسيني الحضرمي أبو بكر الصولي أبو بكر الصنوبري أبو بكر بن شهاب ٢٩٤
أبو أحمد الكوفي أبو بكر العلوي ٣٠٢
أبو بكر العقيلي الحلبي أبو بكر بن أبي سبرة أبو بكر بن عيسى العلوي أبو بكر العمري بن عياش ٣٠٣
أبو بكر الفهفكي أبو بكر القاضي ٣٠٧
أبو بكر بن قريعة أبو بكر القشيري أبو بكر القناني أبو بكر المؤدب أبو بكر الأنصاري الخزرجي ٣٠٨
أبو بكر المخزومي أبو بكر المدائني أبو بكر بن مردويه الأصفهاني أبو بكر الوراق الدوري أبو بلال الأشعري أبو بكرة الثقفي البصري أبو التحف المصري أبو تراب البارقي أبو تراب الأصفهاني أبو تراب نعمة الجزائري أبو تراب الخطيب أبو تراب الحسني القايني ٣٠٩
أبو تراب بن رؤبة القزويني أبو تراب الشيرازي أبو تراب القاشاني أبو تراب القزويني الحائري أبو تراب المحلاتي أبو تراب السكاكي أبو تراب البحراني الماحوزي أبو تراب القزويني أبو تراب سليم الساوري أبو تراب العلوي السوراوي أبو تغلب الحمداني أبو تمام الطائي الشاعر ٣١٠
أبو ثابت الأنصاري أبو ثمامة أبو جابر الأنصاري أبو جابر الصدفي أبو الجحاف البرجمي أبو جرير القمي أبو جحيفة أبو جبل أبو جرادة بن خويلد ٣١١
أبو جعدة أبو جعدة الأشجعي أبو جعفر أبو جعفر بن أبي عوف الجاري الداعي أبو جعفر بن الناصر الكبير ٣١٢
أبو جعفر ٣١٣
أبو الجهم الكوفي أبو جهمة الأسدي أبو جويرية العبدي أبو حاتم بن حبان التميمي أبا حاتم الرازي أبو الحارث الدؤلي ٣١٨
أبو حازم الأحمسي البجلي أبو حازم النيسابوري أبو حازم الأعرج أبو حبة أبو الحتوف الأنصاري العجلاني أبو الحجاف بن أبي عوف أبو حجر الأسلمي ٣١٩
أبو حرب بن علي الحسيني أبو حرب الدؤلي البصري أبو حرب ابن كاكوله الديلمي أبو حسان البكري أبو الحر أديم أبو حسان الأنماطي أبو حسان المرادي ٣٢٠
أبو حسان العجلي الكوفي أبو الحسن أبو الحسن الآملي السيد أبو الحسن ممتاز العلماء أبو الحسن بن أبي القاسم الرازي أبو الحسن المازندراني الطهراني ٣٢١
أبو الحسن علي بن أبي قرة أبو الحسن الايبوردي القايني أبو الحسن محمد بن شاذان أبو الحسن الأحمسي أبو الحسن الأرزني ٣٢٢
أبو الحسن عمر الأزدي أبو الحسن مسكين الزيدلي أبو الحسن الاسترآبادي أبو الحسن الاصبهاناتي أبو الحسن الأنباري أبو الحسن الباوردي أبو الحسن الأيادي أبو الحسن الأصبهاني ٣٢٣
أبو الحسن البصري الكاتب أبو الحسن البجلي أبو الحسن السوراني البزار أبو الحسن النقوي الهندي أبو الحسن البياضي أبو الحسن التبريزي أبو الحسن علي البرقي أبو الحسن البصروي أبو الحسن الموسوي ال مرتضى ٣٢٤
أبو الحسن البيهقي أبو الحسن محمد التميمي أبو الحسن الحسيني العاملي أبو الحسن بن عثمان الخطي أبو الحسن أديم بن الحر أبو الحسن بن الحصين أبو الحسن بن حماد العدوي أبو الحسن موسى الحسيني الشقرائي أبو الحسن الخازن ٣٢٥
أبو الحسن مزة الأصفهاني أبو الحسن بن درويش محمد أبو الحسن الدلال أبو الحسن الدينوري أبو الحسن علي البيهقي أبو الحسن الرسان أبو الحسن الرقي الأنصاري أبو الحسن علي بن الفضل الخزاز ٣٢٦
أبو الحسن الساباطي أبو الحسن بن سعدويه القمي أبو الحسن السمسمي أبو الحسن السنجاري أبو الحسن محمد بن شاذان أبو الحسن الشامي أبو الحسن شرقة أبو الحسن الشريف الفتوني أبو الحسن الموسوي العاملي ٣٢٧
أبو الحسن ابن الصفار أبو الحسن أحمد الضبي أبو الحسن علي الطاطري أبو الحسن محمد بن الطباطبا الحسني أبو الحسن الطبري أبو الحسن بن ظفر البغدادي أبو الحسن الموسوي التستري أبو الحسن العبدي أبو الحسن العدوي الشمشاطي أبو الحسن ابن العريضي أبو الحسن الطبري الآملي ٣٢٨
أبو الحسن العلوي أبو الحسن بن علي الخواتيمي أبو الحسن الموسوي الجبعي أبو الحسن بن علي بن المهدي أبو الحسن بن الغار ٣٢٩
الشيخ أبو الحسن الفارسي أبو الحسن الفراهاني الشيرازي أبو الحسن القايني المشهدي أبو الحسن القمي ٣٣٠
أبو الحسن الكوفي الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي أبو الحسن المازندراني الحائري أبو الحسن المجاشعي أبو الحسن بن محمد كاظم أبو الحسن الرضوي المشهدي أبو الحسن البهبهاني الأصفهاني ٣٣١
أبو الحسن البحراني الشيرازي ٣٣٥
أبو الحسن الطباطبائي النائيني أبو الحسن المشكيني النجفي أبو الحسن المحدث أبو الحسن الاصبهاناتي إبراهيم بن محمد أبو الحسن الحسيني الكاظمي أبو الحسن كوثر النجفي ٣٣٦
أبو الحسن ميرزا جلوة الزواري ٣٣٧
أبو الحسن الأمين العاملي أبو الحسن التستري أبو الحسن علي المدني أبو الحسن المرادي أبو الحسن المرندي النجفي أبو الحسين أبو الحسن علي المقري أبو الحسن المقري البغدادي أبو الحسن علي المكفوف ٣٣٨
أبو الحسن محمد المنصوري أبو الحسن الموسوي العاملي أبو الحسن الموصلي أبو الحسن المهلبي الأزدي أبو الحسن الميثمي أبو الحسن علي الميموني أبو الحسن محمد النحوي أبو الحسن النهدي أبو الحسن الحسيني الفراهاني أبو الحسن الحسيني اليزدي أبو الحسن الرضوي الخراساني ٣٣٩
أبو الحسن العبيدلي الأعرجي أبو الحسين أحمد بن الناصر الكبير أبو الحسين أبو الحسين بن الحصين أبو الحسين بن أبي جعفر النسابة أبو الحسين بن أبي طاهر الطبري أبو الحسين بن أحمد العطار أبو الحسين الأسدي ٣٤٠
أبو الحسين الحمدوني السوسجزدي أبو الحسين الراوندي أبو الحسين السمري أبو الحسين السمري أبو الحسين محمد الشروطي أبو الحسين الشيباني أبو الحسين يحيى العلوي أبو الحسين بن الخواتيمي أبو الحسين أحمد الغضائري أبو الحسين ميرزا الحسيني المرعشي أبو الحسين أحمد الكوفي الكاتب أبو الحسين القمي ٣٤١
أبو الحسين الملبدي أبو الحسين بن المهلوس العلوي أبو الحسين النحوي أبو الحسين بن الهلال أبو الأسود الكندي أبو الحصين الأسدي أبو الحصين الحصيني ٣٤٢
أبو حفص أبو الحكم الجواليقي أبو الحكيم معاوية أبو حكيم الأزدي أبو الحكيم الدهني عمار ٣٤٣
أبو حكيم الصيرفي أبو حماد أبو الحمراء خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبو حمزة أبو الحويرث العبدي أبو حيان ٣٤٤
أبو حيون أبو خالد أبو خالد الذيال أبو خالد الزبالي ٣٤٥
أبو خالد السجستاني أبو خالد بن عمرو الواسطي أبو خالد الفزاري أبو خالد يزيد القماط ٣٤٦
أبو خالد وردان الكابلي أبو خالد يزيد الكناسي أبو خالد الكوفي أبو خالد مولى علي بن يقطين أبو خالد عمرو الواسطي أبو خداش عبد الله أبو خديج خثيمة الجعفي ٣٤٧
أبو خديجة أبو الخزرج أبو الخضيب بن سليمان أبو الخزرج الأنصاري أبو الخطاب محمد الأسدي أبو خلاد أبو خلف العجلي أبو خليفة الطائي أبو خليفة الجمحي أبو الخليل أبو خثيمة أبو خيبة محمد الضبي ٣٤٨
أبو الخير أبو داود أبو دجانة الأنصاري أبو دعامة أبو دلف بن بويه أبو الدنيا علي المغربي أبو ذر الغفاري ٣٤٩
أبو رافع أبو الربيع بن أبي العاص أبو الربيع أبو رجاء أبو رزين أبو رفاعة ٣٥٠
أبو رويم أبو زبيد الطائي أبو زكريا أبو زنيبة محمد بن مسلم أبو زياد أبو زيد ٣٥١
من كنيته أبو زيد أبو زينب بن عوف أبو زينب بن عروة أبو سارة أبو ساسان أبو ساسان الأنصاري ٣٥٢
أبو سجاع الأنصاري أبو سخيلة بن طريف أبو السرايا بن منصور أبو السعادات ابن الشجري أبو السعادات الجبيلي أبو سعيد أبو سعد ٣٥٣
أبو سعيد البصري أبو سعيد البكري الجريري أبو سعيد الخدري أبو سعيد الخراساني أبو سعيد الزهري أبو سعيد العامري أبو سعيد العصفوري أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب ٣٥٤
أبو سعيد بن القرخان أبو سعيد القماط أبو سعيد الكاشي ٣٥٤
أبو سعيد بن أبي الخير المهني أبو سعيد الكلبي أبو سعيد الكوفي أبو سعيد بهادر المغولي ٣٥٥
السلطان أبو سعيد بن تيمورلنك أبو سعيد المدائني أبو سعيد المصلوب أبو سعيد المكاري أبو سعيد النيشابوري ٣٥٦
أبو سعيد النيسابوري أبو سعيد النيلي أبو سعيد الوصافي أبو السفاتج أبو سفيان أبو سلمة أبو السكن أبو سكينة الكوفي ٣٥٧
أبو سلمة أبو سليمان أبو سليط ٣٥٨
من كنيته (أبو سليمان) أبو سماك الأسدي أبو سمرة بن أبرهة أبو سمرة بن ذويب أبو السمهري أبو سمية أبو سنان الأنصاري أبو سنان العبدي أبو سنح بن عمرو النهدي ٣٥٩
أبو سورة التميمي أبو سهل أبو سهيار كردين أبو سيار الكوفي أبو شاكر العبدي أبو شبرمة القاضي أبو شبل أبو شجاع أبو الشداخ أبو شداد ٣٦٠
أبو شريح الخزاعي أبو شعبة الحلبي أبو شعبل بن سليم أبو الشعثاء البهدلي أبو شعيب المحاملي أبو شمر الصباح الحميري أبو شهاب أبو الشوك بن عنان أبو شيبة أبو الشيص الخزاعي أبو صابر بن محمد أبو صادق ٣٦١
أبو صالح شلقان أبو صالح عجلان أبو صالح بن أبي تراب الأصفهاني أبو صالح الحلبي أبو صالح الحمادي أبو صالح الخباز الواسطي أبو صالح الخراساني أبو صالح السكوني أبو صالح الكشي أبو صالح ابن المبرقع العلوي أبو صامت الحلواني ٣٦٢
أبو الصباح الرباحي أبو الصباح بن عبد الحميد أبو الصباح الكناني أبو الصباح المزني أبو صالح مولى آل سام أبو الصباح الهمداني أبو الصحاري أبو الصخر العجلي أبو صدام أبو الصفر الكوفي أبو صفرة بن سراق أبو صفوان الأزدي أبو الصلاح الحلبي أبو الصلت الهروي أبو الصمصام الحسني أبو الصهبان عبد الجبار أبو صهيب الصيرفي أبو الصلت الخراساني أبو الصلت بن محمد أبو الضبار ٣٦٣
أبو الضريس الشيباني أبو ضمرة الليثي أبو طارق - كثير - أبو طالب - العلاء - أبو طالب القايني أبو طالب أبو الفتح الحسيني أبو طالب الموسوي الزنجاني أبو طالب أبو القاسم أبو طالب الأزدي الشعراني أبو طالب الاسترآبادي النجيب أبو طالب أبو طالب الرازاني ٣٦٤
أبو طالب الأصفهاني الرضوي أبو طالب الامامي أبو طالب الأنباري أبو طالب البصري أبو طالب التبريزي أبو طالب الحسيني المشهدي أبو طالب الفندرسكي ٣٦٥
أبو طالب الحسيني البستي أبو طالب الحسيني القصبي أبو طالب السلطان آبادي أبو طالب السمرقندي أبو طالب العاملي الفتوني أبو طالب الاريجاني أبو طالب اللغوي أبو طالب عبد السميع أبو طالب علي بن عبد الله أبو طالب بن عبد المطلب أبو طالب الحسيني الهمذاني ٣٦٦
أبو طالب الزاهدي الجيلاني أبو طالب بن العلامة أبو طالب الخراساني المشهدي أبو طالب الجرفادقاني أبو طالب الهمذاني النجفي أبو طالب بن إبراهيم ٣٦٧
أبو طالب أبي تراب الأصفهاني أبو طالب باغر العلوي أبو طالب بن عمار أبو طالب الفافاني أبو طالب الفراهاني أبو طالب القاضي أبو طالب القايني أبو طالب القمي الصلت أبو طالب بن كثير أبو طالب الرضوي المشهدي أبو طالب القصير أبو طالب المقري الاسترآبادي أبو طالب الشيرازي أبو طالب العلوي السليقي أبو طالب الهاشمي أبو طالب الهروي أبو طالب الحسيني القمي ٣٦٨
أبو طالب النسابة الزنجاني أبو طالب الخطيب القمي أبو طالب القاضي أبو طالب الحسيني المرعشي أبو طاهر البرقي أبو طاهر بن اليسع أبو طاهر الزراري أبو طاهر الوراق أبو طاهر بن حمدان ٣٦٩
أبو طاهر بن عضد الدولة أبو طبيان أبو طريف عدي الطائي أبو الطفيل الكناني أبو طلحة الأنصاري أبو طي الطائي الحلبي أبو الطيب أبو الطيب أحمد بن بطة أبو الطيب التيملي النحاس أبو الطيب الحضيني السري أبو الطيب الرازي أبو الطيب بن بلال أبو الطيب المتنبي أبو ظبيان الجنبي ٣٧٠
أبو عائذ عمارة الأزدي أبو عائشة حفص المنقري أبو العاص لقيط بن الربيع أبو عاصم البصري النبيل أبو عاصم عمار السجستاني أبو عاصم حفص السلمي أبو عاصم غالب بن عبد الله أبو عاصم الشيباني أبو عاصم كعب الأزدي أبو عامر أبو عبادة أبو عباد أبو العباس ٣٧١
أبو العباس الدينوري أبو العباس الطبرناني أبو العباس بن عقدة أبو العباس الرزاز أبو العباس المكي أبو العباس القمي أبو العباس السيرافي أبو العباس الصفري ٣٧٢
أبو عبد الرحمن الحذاء أبو عبد الرحمن البزوفري أبو عبد الرحمن العرزمي أبو عبد الرحمن الكندي أبو عبد الرحمن المسعودي أبو عبد الرحمن اليماني أبو عبد الرحمن النسائي أبو عبد الرحمن الزعفراني أبو عبد الصمد الكوفي ابن النرسي الصيرفي ٣٧٣
بداية الجزء السابع أبو عبد الله أبو عبد الله الباقطاني أبو عبد الله البجلي ٣٧٤
أبو عيد الله البزاز أبو عبد اله البزوفري أبو عبد الله البجلي الكوفي أبو عبد الله البصري أبو عبد الله بن ثابت أبو عبد الله الحسني أبو عبد الله الجعفي أبو عبد الله الحسيني ٣٧٥
أبو عبد الله الحضرمي أبو عبد الله الحميري أبو عبد الله الخراساني أبو عبد الله الخزاز أبو عبد الله الخمري أبو عبد الله الرازي أبو عبد الله الزبيدي أبو عبد الله الزعفراني أبو عبد الله السعدي أبو عبد الله بن سورة ٣٧٦
أبو عبد الله الشاذاني أبو عبد الله بن شاذان القزويني أبو عبد الله بن شيبان أبو عبد الله الصالحي أبو عبد الله الصيرفي أبو عبد الله العبدي أبو عبد الله العطار أبو عبد الله العمركي أبو عبد الله الغضائري أبو عبد الله الزنجاني أبو عبد الله الطبري الآملي أبو عبد الله الصيمري ٣٧٧
أبو عبد الله الموسوي الزنجاني أبو عبد الله العجمي أبو عبد الله بن الفارسي أبو عبد الله الفرا أبو عبد الله البغدادي أبو عبد الله الفزاري أبو عبد الله القرشي أبو عبد الله القزويني ٣٧٨
أبو عبد الله القطان أبو عبد الله القلانسي أبو عبد الله القمي أبو عبد الله الكاتب أبو عبد الله الكوفي أبو عبد الله بن محمد الحسيني أبو عبد الله المحاربي أبو عبد الله اللاحقي أبو عبد الله ما جيلويه أبو عبد الله المدني أبو عبد الله المدائني أبو عبد الله المزني أبو عبد الله المصري أبو عبد الله بن معية أبو عبد الله المغازي ٣٧٩
أبو عبد الله المفيد النعيان أبو عبد الله المكاري أبو عبد الله المكفوف أبو عبد الله بن منيرة الشيرازي أبو عبد الله مولى عبد ربه أبو عبد الله بن نجيح أبو عبد الله النخعي أبو عبد الله نعمة أبو عبد الله ابن البيع النيسابوري أبو عبد الله بن الوجناء أبو عبد الله الوراق الطرابلسي أبو عبد الله الهمذاني أبو عبد الله صالح بن حي ٣٨٠
أبو عبد الملك القمي أبو عبس الحارثي الأنصاري أبو عبيد النخعي أبو عبيدة أبو عتاب الكوفي الرئيس أبو العتاهية أبو العتاهية الشاعر أبو عبيدة بن راشد الربعي أبو عتيبة عبد الله الأسدي أبو عثمان ٣٨١
أبو عثمان القابوسي أبو عثمان المازني أبو عثمان النهدي أبو عدنان الكردي البزريكاني أبو العديس صالح أبو عدي الجهني أبو عرفاء الذهلي الرقاشي أبو عرفجة الأسدي أبو عروة الأنصاري أبو العريف الهمذاني أبو عزة أبو عزة الخراساني أبو العشائر بن حمدان أبو العسكر عناز الكردي أبو عصام أبو عروة الصنعاني البصري ٣٨٢
أبو عصمة المروزي الخراساني أبو العطارد الخياط أبو عقبة بن أوس أبو عقيل يحيى الحذاء العماني أبو العلاء أبو العلاء الأسدي بن شمير أبو العلاء الاسكاف أبو العلاء بن بطة أبو العلاء الجعفي أبو العلاء الحضرمي أبو العلاء بن حمدان أبو العلاء الخفاف السلولي أبو العلاء الرازي أبو العلاء العطار أبو العلاء الغنوي أبو العلاء الكوفي أبو العلاء بن حسنويه الكردي أبو العلاء الخارفي أبو العلاء مجد أبو العلاء بن حسول ٣٨٣
أبو علي أبو علي بن أعين أبو علي الأراجني أبو علي الأزدي الحكيم أبو علي الأسدي أبو علي عبد الله بن غالب أبو علي الأشعري أبو علي الأشعري القمي أبو علي الأعور الخفاف أبو علي بن أيوب أبو علي البجلي أبو علي البرقي أبو علي البزاز أبو علي نصر زيد أبو علي البزوفري أبو علي البصير أبو علي البغدادي أبو علي البيهقي أبو علي التنوخي أبو علي الجريري أبو علي الجلاب البجلي ٣٨٤
أبو علي محمد بن الجنيد أبو علي الجواني أبو علي محمد سعد الدين أبو علي الحراني أبو علي عبيد الله الحلبي أبو علي بن حمزة الموسوي أبو علي الخزاز أبو علي دعبل الخزاعي أبو علي الحجاج الخشاب أبو علي الرازي أبو علي الرؤاسي أبو علي الرقي الأنصاري أبو علي السراد محبوب أبو علي ابن سينا أبو علي بن شاذان أبو علي الشيباني أبو علي صاحب الأنماط أبو علي صاحب الشعير أبو علي صاحب الكلل أبو علي الصفار البصري ٣٨٥
أبو علي أحمد الصولي أبو علي الحسن الصيرفي أبو علي موسى الصيقل أبو علي بن طاهر الصوري أبو علي امين الدين الطوسي أبو علي الطوسي أبو علي أحمد العبسي أبو علي نجم العجلي أبو علي الزباري النيشابوري أبو علي العلوي العباسي أبو علي الفارسي أبو علي الفتال أبو علي القطان أبو علي الكوفي أبو علي الكاتب أبو علي منصور الحسيني أبو علي المدني أبو علي المطهري أبو علي عمر الموضح ٣٨٦
أبو علي جميل النخعي أبو علي الحسن النهاوندي أبو علي النيشابوري أبو علي الوارثي أبو علي بسطام الوكيل أبو علي داود الهاشمي أبو علي محمد بن همام أبو علي الحسن بن أبي جعفر أبو علي بن رستم أبو علي بويه الديلمي أبو علي الحداد ٣٨٧
أبو عمار قيس الأزدي أبو عمار السراج أبو عمار الطحان أبو عمار الهمداني أبو عمارة حمزة أبو عمارة الأزدي أبو عمارة البجلي أبو عمارة البكري أبو عمارة التيملي أبو عمارة الطيار أبو عمارة العجلي أبو عمارة المدني أبو عمارة المزني أبو عمران الخراط أبو عمرو بن أبي زياد أبو عمرو السكوني أبو عمرو الأسدي أبو عمرو الأنصاري أبو عمرو الأوزاعي أبو عمرو البجلي أبو عمرو البزاز ٣٨٨
أبو عمرو القطيعي أبو عمرو بلال الحبشي أبو عمرو الحذاء أبو عمرو الخياط أبو عمرو الرؤاسي أبو عمرو محمد الزاهد أبو عمرو الزبيري أبو عمرو السمان ٣٨٩
أبو عمرو زاذان الفارسي أبو عمرو النهشلي أبو عمرو الوابشي أبو عمرو عبد الرحمن اليشكري ٣٨٩
أبو عمران موسى الأرمني أبو عمران محمد البكري أبو عمرة أبو عمرة الأنصاري أبو عمرة السلمي أبو عمرة الفارسي أبو عمر المديني أبو عمر الضرير أبو عمر الشيباني أبو عمر السراج أبو عمر المتطبب أبو عمر زاذان الفارسي أبو عمر الأعمى أبو عمر الأعجمي أبو عمر العبدي ٣٩٠
أبو عمر بن مهدي أبو عميران الأزدي أبو العمرطة بن يزيد الكندي أبو العميس عتبة الزهري أبو عنان بن بندار أبو العنبس حجر الكوفي أبو عوف أبو عياش الزرقي الأنصاري أبو عيسى أبو العيناء البصري أبو عيينة ٣٩١
أبو عيينة المهلبي أبو غالب أبو غانم الجواني أبو غانم العصمي الهروي أبو غرازة محمد المكي أبو غرة أبو غسان النهدي الكوفي أبو الغمر أبو الغنائم الكردي ٣٩٢
أبو الغوث الطهوي المنجي أبو غياث أبو غيلان أبو فاختة سعيد أبو الفتح بن الجلي أبو الفتح الأربلي أبو الفتح الصيداوي أبو الفتح العلوي أبو الفتح بن العميد ٣٩٣
أبو الفتح العرب شاهي الجرجاني أبو الفتح المراغي أبو الفتح الوادعي أبو الفتح الواسطي أبو الفتوح التكابني أبو الفتوح جمال الدين أبو الفتوح الرازي أبو الفتوح منتجب الدين أبو فراس الحلي الورامي ٣٩٤
أبو فراس الحمداني أبو الفرج المغربي أبو الفرج بن شاهين أبو الفرج الرقي أبو الفضائل التغلبي الحمداني ٣٩٥
أبو الفضل الديلمي الجيلاني أبو الفضل الإسكافي أبو الفضل التميمي أبو الفضل العلقمي أبو الفرج ابن النديم أبو الفرج القزويني أبو الفرج القناني أبو فضالة الأنصاري ٣٩٧
أبو فروة أبو الفضائل الراوندي أبو الفضالة ثابت أبو الفضل العباس أبو الفضل الأزدورقاني أبو الفضل التميمي أبو الفضل القصباني أبو الفضل محمد الجعفي أبو الفضل الحصكفي أبو الفضل الحناط ٣٩٨
أبو الفضل الخراساني أبو الفضل الخولاني أبو الفضل الساباطي أبو الفضل الحمداني أبو الفضل السمرقندي أبو الفضل الشعبي أبو الفضل الصابون أبو الفضل الصيرفي أبو الفضل الطبرسي أبو الفضل الكرماني أبو الفضل الكفرتوثي أبو الفضل الكوفي أبو الفضل العنزي أبو الفضل عز الدين أبو الفضل خضر اليماني (ابن المبارك) ٣٩٩
أبو الفضل الكازروني أبو الفضل الهروي أبو الفضل النحوي أبو الفضل الناشري أبو الفضل الوراق ٤٠١
أبو الفوارس أبو الفيض الفيضي أبو القاسم معاوية الدهني أبو القاسم عبد الله عامر أبو القاسم الصرام النيسابوري أبو القاسم الكاشاني النجفي أبو القاسم الأزهر البغدادي أبو القاسم الكبتي الوراق أبو القاسم الأشعري أبو القاسم البجلي أبو القاسم البستي أبو القاسم البلخي ٤٠٢
أبو القاسم الميرزا الفندرسكي أبو القاسم زيد البيهقي أبو القاسم التاجر الطهراني أبو القاسم التبريزي الأسكوئي أبو القاسم علي التنوخي أبو القاسم محمد التيمي أبو القاسم الرضوي أبو القاسم الحسكاني أبو القاسم الطباطبائي الحائري ٤٠٣
أبو القاسم بن محمد بن حسن أبو القاسم الحلبي الجزيني أبو القاسم اللاهوري أبو القاسم الحلي التاجر أبو القاسم النائيني أبو القاسم الفراهاني أبو القاسم الحسيني العلوي أبو القاسم الكشميري اللاهوري أبو القاسم نجيب الدين العود أبو القاسم اللاهجي أبو القاسم العلوي النسابة ٤٠٤
أبو القاسم أسبام بختيار أبو القاسم جعفر الأطروش أبو القاسم الخوانساري الأصفهاني أبو القاسم الخاتون آبادي أبو القاسم الحسيني المرعشي أبو القاسم جعفر الحلي أبو القاسم الخوانساري أبو القاسم الدعبلي أبو القاسم الروحي أبو القاسم الكوفي أبو القاسم الواسطي العدل أبو القاسم جعفر الشاشي ٤٠٥
أبو القاسم بن شبل الوكيل أبو القاسم بن طي العاملي أبو القاسم الجرجاني أبو القاسم آبادي الأصفهاني أبو القاسم أخو بحر العلوم الطباطبائي أبو القاسم بريد العجلي أبو القاسم حيدر الطالقاني أبو القاسم الفردوسي الطوسي (الشاعر) ٤٠٦
أبو القاسم الجيلاني أبو القاسم القابوسي أبو القاسم القزاز أبو القاسم القشيري أبو القاسم الكاشاني أبو القاسم بن كميح أبو القاسم الكوفي أبو القاسم بن محمد ٤٠٩
أبو القاسم جعفر المحقق الحلي أبو القاسم الرشتي الأصفهاني أبو القاسم بن محمد الحاسمي أبو القاسم النراقي القاشاني أبو القاسم البرقاني أبو القاسم تقي القمي أبو القاسم الاوردباي النجفي ٤١٠
أبو القاسم بن محمد التنوخي الميرزا أبو القاسم القمي الجيلاني ٤١١
أبو القاسم رفيع الجرفادقاني أبو القاسم الفاني أبو القاسم السدهي الأصفهاني أبو القاسم الكلانتري الطهراني ٤١٣
أبو القاسم التستري أبو القاسم صالح الخاتون آبادي ٤١٤
أبو القاسم الموسوي الخوانساري الميرزا أبو القاسم الشيرازي أبو القاسم الإشكوري الجيلاني أبو القاسم الحسين الوزير أبو القاسم الكرباسي ٤١٦
أبو القاسم الموسوي أبو القاسم الأصفهاني أبو القاسم بن نافع أبو القاسم الفندرسكي أبو القاسم الأعرجي النهاوندي أبو القاسم الدهكردي أبو القاسم ضامن بن شد قم أبو القاسم الحسيني الكرماني أبو القاسم الجيلاني القمي ٤١٧
أبو القاسم الحسيني الذهبي أبو الغنائم محمد الحلبي أبو قتادة الأشعري القمي أبو قتادة الأنصاري التابعي أبو قتادة بن ربعي الأنصاري ٤١٨
أبو قتادة علي حميد القمي أبو قدامة محمد الأسدي أبو قدامة الأنصاري أبو قدامة بن الحارث كنانة أبو قدامة العرني أبو قرة علي أبو قرة السلمي أبو قرة الكندي القاضي أبو قرصانة الكناني أبو القلوص وهب أبو قيراط محمد الحسني أبو قيس مولى قريش أبو كاليجار مرزبان الديلمي ٤١٩
أبو كثير أبو كثير الأنصاري أبو كثير النهاوندي أبو كرب الهمداني أبو كريبة الأزدي أبو كعب الخثعمي أبو الكنود الوائلي أبو كهمس القاسم بن عبيد أبو كهمس الهيثم الكوفي أبو كهمس الكوفي الشيباني أبو لبابة الأنصاري ٤٢٠
أبو لبيد الهجري أبو اللطيف زرقويه الأصفهاني أبو ليلى الأنصاري أبو ليلى بن حارثة أبو ليلى بن عمر أبو مالك الأشعري أبو مالك الجهني أبو مالك الضحاك الحضرمي أبو مالك العنزي الكوفي أبو المأمون أبو المأمون الحارثي ٤٢١
أبو المؤمن الوائلي أبو ماوية بن الجدع بن أسيد أبو المثنى محمد بن علي الكوفي أبو مجزاة بن ثور الربعي أبو مجعد ثابت بن يزيد أبو المحاسن الجرجاني أبو المحاسن عبد الواحد الروياني أبو المحتمل أبو المحجل العامري أبو محشي أربد أبو محفوظ الكرخي أبو محمد أبو محمد الواسطي أبو محمد بن أبي قتادة أبو محمد الأزدي أبو محمد الأسدي أبو محمد بن فضال أبو محمد أبو بصير المرادي ٤٢٢
أبو محمد الأسدي الصيداوي أبو محمد الأسدي أبو محمد الإسكافي أبو محمد الأسود أبو محمد الأشجعي الكوفي أبو محمد الأشعري أبو محمد الأنصاري أبو محمد الأهوازي أبو محمد البارقي الكوفي أبو محمد البجلي أبو محمد البراوستاني ٤٢٣
أبو محمد البصري أبو محمد البغدادي أبو محمد البطائني أبو محمد البوفكي أبو محمد التفليسي أبو محمد هارون التلعكبري أبو محمد التنوخي أبو محمد التيملي أبو محمد الثقفي الرحال أبو محمد الجعفري أبو محمد الجعفي أبو محمد عبد الله الحجال أبو محمد الحذاء الدعلجي أبو محمد الحسن بن داود أبو محمد زربي أبو محمد بن نصر أبو محمد الزكي الحسيني ٤٢٤
أبو محمد الحسيني القايني أبو محمد المشهدي الطوسي أبو محمد الحضرمي أبو محمد الخزاز أبو محمد الخزاعي أبو محمد بن خلاد الكرخي أبو محمد الديباجي أبو محمد الدقاق أبو محمد الرازي أبو محمد الزبيري أبو محمد الرزمي الفزاري أبو محمد الزيتوني الأشعري أبو محمد الحسن سجادة ٤٢٥
أبو محمد إسماعيل السكوني أبو محمد حيدر السمو قندي أبو محمد السمري دحمان أبو محمد الشيباني أبو محمد الصيقل الكوفي أبو محمد الصيمري أبو محمد الطيالسي أبو محمد العبدي أبو محمد العجلي أبو محمد العفجري أبو محمد يحيى العلوي أبو محمد الحسن العلوي أبو محمد العلوي ٤٢٦
أبو محمد العلوي الأفطس أبو محمد الغضائري أبو محمد الغفاري أبو محمد الفاريابي أبو محمد الفرا أبو محمد الفزاري أبو محمد القزاز أبو محمد القزويني أبو محمد القمي ٤٢٧
أبو محمد عبد الله القطربلي أبو محمد الكرخي أبو محمد الكشي أبو محمد الكندي أبو محمد الكناني أبو محمد الكوفي أبو محمد المحمدي أبو محمد المخزومي أبو محمد المرادي أبو محمد المزني أبو محمد المذاري ٤٢٨
أبو محمد المشهدي أبو محمد المصري البلوي أبو محمد المنذري أبو محمد النخعي أبو محمد النوبختي أبو محمد النوفلي أبو محمد النهدي أبو محمد الوابشي أبو محمد الواسطي أبو محمد اليوسفي ٤٢٩
أبو مخلد الخياط أبو مخلد السراج أبو مخنف الأزدي أبو مرتد كناز الغنوي أبو مريم أبو مساور أبو المسترق ٤٣٠
أبو المستهل أبو مسعود أبو مسكين أبو مسلم الغفاري أبو المسور فضيل أبو مصعب الزيدي أبو المطاع الحمداني ٤٣١
أبو مطر أبو المطهر الرازي أبو المظفر أبو معاذ أبو المعالي بن شاهين ٤٣٢
أبو المعالي محمد الحمداني الميرزا أبو المعالي الخراساني المشهدي الميرزا أبو المعالي الكرباسي الأصفهاني أبو المعالي المرعشي الشوشتري أبو المعالي الكبير الطباطبائي أبو معاوية البجلي ٤٣٣
أبو معبد زيد بن ربيعة أبو معبد البهرواني الكندي أبو المعتمر أبو معشر السندي المدني أبو المعلى أبو معمر أبو المغراء حميد الصيرفي أبو المغراء الخصاف أبو المغيرة أبو المفاخر بن بابويه أبو المفاخر الرازي أبو المفضل ٤٣٤
أبو مقاتل صالح الديلمي أبو المقدام ثابت العجلي أبو المكارم أبو المكارم الموسوي الزنجاني أبو المكرم الحسيني أبو مالك كيسبة أبو المليك أبو المنذر أبو منصور أبو منصور السكري أبو منصور الصرام النيسابوري ٤٣٥
أبو منصور الصيرفي أبو منصور الطبرسي أبو منصور بن عبد الله أبو منصور النعمان البغدادي أبو منصور العكبري أبو منصور طاوس الحسني أبو موسى أبو ميسرة عمرو الكوفي أبو المؤمن الوائلي الكوفي أبو ناشرة مهران أبو نجران عمرو بن مسلم ٤٣٦
أبو نصر الأسدي الأسعد أبو نصر أبو نصر البجلي مخلد أبو نصر بن الريان أبو نصر الزعفراني أبو نصر الأعرجي الحسيني أبو نصر بن طوطي الواسطي ٤٣٧
أبو نصر الغاري أبو نصر الفارابي أبو نصر القمي وهب أبو نصر هبة الكاتب أبو نصر احمد السمرقندي أبو نصر الحارث أبو النضر أبو النعمان أبو نعيم بلا لام أبو نعيم الأصفهاني أبو نعيم الفهري أبو نعامة الدقيقي ٤٣٨
أبو نعيم الملائي التيمي أبو نعيم الهذلي البصري أبو نعيم محمد الهمذاني الشيخ أبو نعيم أبو نعيم محمد القاشاني أبو نمران الحنفي اليماني أبو النمر النصري أبو نواس الحسن بن هانئ أبو نواس أبو السري المؤدب أبو نوح الكلاعي الحميري ٤٣٩
أبو هارون السنجي أبو هارون أبو هاشم البزاز أبو هاشم البصري أبو هاشم داود الجعفري أبو هاشم العلوي أبو هاشم العلوي الحسيني أبو هاشم بن يحيى المدني أبو هبيرة المغيرة ٤٤٠
أبو الهذيل أبو الهذيل الأودي الكوفي أبو الهذيل القمي أبو هراسة أبو هريرة الابار أبو هريرة البزاز أبو هريرة العجلي أبو هلال أبو هفان العبدي البصري أبو همام إسماعيل أبو همدان ٤٤١
أبو الهياج الأسدي الكوفي أبو الهيثم بن التيهان أبو الهيثم بن سيابة أبو الهيثم العطار أبو الهيثم الكلبي الكوفي أبو الهيجاء الحمداني أبو الهيجاء بن عمران أبو وائل أبو الواثق العنبري أبو واقد الليثي ٤٤٢
أبو وداك شقيق بن سلمة أبو الورد أبو الوزير الأبهري أبو الوفاء الشرازي أبو وكيع أبو ولاد أبو الولي الحسيني الشيرازي أبو الولي الانجولي الصدر ٤٤٣
أبو الوليد الأزدي أبو وهب الثقفي أبو وهب القصري أبو يحيى الأسلمي أبو يحيى الأهوازي أبو يحيى بن أبي البلاد ٤٤٤
أبو يحيى أبو يحيى الحناط أبو يحيى الرازي أبو يحيى المرادي أبو يحيى المغربي أبو يحيى المكفوف أبو يحيى الواسطي ٤٤٥
أبو يزيد عقيل بن أبي طالب أبو يزيد أبو يزيد الذاكاتي أبو يزيد القسيمي أبو اليسر بن عمرو الأنصاري أبو اليسع أبو يعقوب ٤٤٦
أبو يعقوب الزبالي أبو يعقوب الوراق أبو يعقوب المقري أبو يعلى أبو يعلى الجعفري أبو يعلى العباسي العلوي أبو علي حمزة الأشعري ٤٤٧
أبو اليقظان عمار الأسدي أبو اليقظان أبو اليمان الحكم بن نافع أبو يوسف أبو البركات الواعظ أبو جعفر الجامعاني أبو طالب التبريزي الأصفهاني أبو غالب الواسطي أبو الفتح خان الموسوي أبو الفضل الحلي الأجدب أبو القاسم الحيدر آبادي ٤٤٨
أبو عبد الله بن جلاب الكرخي أبو القاسم محمد الإيرواني ٤٤٩
أبو نصر الكيلاني الطبيب أبو نيزر ٤٥٠
استدراك أبو الحسن النيسابوري أبو طالب القايني أبو الفضل الخشاب الحلبي أبو الحسن الشاه كوثر النجفي ٤٥١
أبو محمد الحسيني الساوجي أبو محمد حسين المشهدي الرضوي أبو محمد الدهلي أبو محمد العباس الجرجاني أبو محمد علي الكرماني أبو محمد الحضرمي المحدث أبو مسيح بن عمرو الجهني أبو المظفر كاليجار الديلمي أبو المعتمر الكناني الكوفي أبو مقاتل الداعي العلوي أبو المناقب عم جلال بن عمار أبو المولى الأنصاري أبو نصر شهفيروز الديلمي أبو نصر بن خسرو الديلمي ٤٥٢
أبو نصر بن علي القمي أبو نصر الفرات أبو نهشل أبو نيزر أبو الهدى الكلباسي أبو هريرة أبو الهيجان العلوي أبو يعقوب أبو اليقظان عمار بن حمدان أبو القاسم التقي الرضوي أبو القاسم الموسوي الزنجاني أبو القاسم المدرس الأصفهاني ٤٥٣
أبو وائل الحمداني أبيض بن حمال السبائي الأبيض بن الأغر طريف الأبيض العلوي الشاعر الأبيوردي محمد بن محمد الخزرجي أبي بن عمارة الأنصاري ٤٥٤
أبي بن قيس النخعي أبي بن كعب أبا المنذر ٤٥٥
أبي مالك الجرشمي أبي بن معاذ بن مالك النجار أثال بن حجل بن عامر المذحجي ٤٥٨
الأثير المحدث أجلح بن عبد الله الكندي أحزم بن أحزم احكم بن بشار المروزي ٤٥٩
المولى أحمد نظام الدين أحمد أحمد يحيى العاملي الغول ٤٦٠
أحمد عازب الأنصاري أحمد بن إبراهيم الحسيني أحمد الدرازي البحراني ٤٦٣
السيد أحمد العاملي الشقرائي أحمد بن إبراهيم بن أبان أحمد العلوي الموسوي ٤٦٤
أحمد بن إبراهيم السلمي أحمد إبراهيم الكردئي أحمد بن إبراهيم رضا ٤٦٥
أحمد بن إبراهيم العمي أحمد بن إبراهيم بن إدريس أحمد بن إبراهيم إسماعيل أحمد بن إبراهيم حمدون النحوي ٤٦٧
أحمد الحسيني القزويني أحمد بن إبراهيم الحسيني أحمد بن إبراهيم الدشتكي الشيرازي أحمد الضبي الديلمي أحمد بن إبراهيم السنسني أحمد بن إبراهيم السياري ٤٦٩
أحمد علان الكليني أحمد أبو حامد المراغي ٤٧١
أحمد بن إبراهيم بن المعلى أحمد بن إبراهيم المقابي أحمد إبراهيم الكربلائي أحمد بن إبراهيم النوبختي أحمد بن إدريس العلوي أحمد الحسيني الدشتكي ٤٧٢
أحمد العلوي أحمد الحلبي السماهيجي أحمد بن أبي الأكراد أحمد بن أبي بشر السراج أحمد الجيلاني الأصفهاني أحمد بن أبي جامع العاملي أحمد بن أبي خالد أحمد بن أبي خلف أحمد بن أبي داود أحمد بن أبي زاهر أحمد الزكي الحسيني أحمد بن أبي عوف أحمد الاصطهباناتي ٤٧٣
أحمد البجلي الجامي الخراساني أحمد عبيد الله الحسيني أحمد بن أبي طاهر الشاعر أحمد بن أبي طالب الطبرسي ٤٧٤
أحمد بن أبي عبد الله البرقي أحمد بن أبي المعالي الحسيني أحمد التبريزي الأسكوئي أحمد النوري كلنتري ٤٧٥
أحمد القصري العلقمي أحمد الحسيني المرعشي أحمد بن أبي المعالي أحمد الحسيني الموسوي ٤٧٦
المولى أحمد الأبيوردي أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي أحمد الإسحاقي الحلبي أحمد العاملي العيناثي أحمد الأشعري القمي ٤٧٧
أحمد إبراهيم الجعفري أحمد الأردكاني اليزدي أحمد بن إسحاق الأبهري أحمد ميرزا النيازي أحمد بن إسحاق الرازي أحمد بن إسحاق الأشعري ٤٧٨
أحمد بن إسحاق القمي أحمد بن أسعد القاشاني أحمد الجزائري النجفي ٤٧٩
أحمد إسماعيل السليماني أحمد بن إسماعيل بن عبد الله أحمد بن إسماعيل الفقيه أحمد بن إسماعيل بن يقطين أحمد بن أشيم أحمد الأصفهاني الخاتون آبادي ٤٨٠
السيد أحمد الأصفهاني أحمد بن أصفهبذ القمي أحمد بن أعثم الاخباري أحمد كتيفات ٤٨١
أحمد التفريشي. الكنجوي أحمد الايلخاني الجلايري ٤٨٢
أحمد بن إبراهيم الكرواني ٤٨٣
أحمد بن كربلائي الأردبيلي الشيخ أحمد البحريني أحمد بن بديل أحمد بن بشر الصيرفي أحمد بن بشير الرقي أحمد بن بشير العمري أحمد بن بكر بن جناح أحمد البلاغي العاملي أحمد علي الآوي أحمد بن بندار أحمد بن بويه الديلمي ٤٨٤
الشيخ أحمد البيصاني الأمير أحمد الدنبلي أحمد العاملي الميسي احمد التبريزي الخطاط أحمد التبريزي الكوزكناني ٤٨٩
السيد أحمد التستري الملا أحمد التوني أحمد النخعي الكوفي أحمد بن جابر الكوفي أحمد بن جابر الدمشقي أحمد بازخان المرعشي أحمد الجزائري أحمد البزوفري أحمد بن جعفر بن شاذان أحمد الحيري العلوي أحمد بن الجهم الخزاز أحمد بن الحارث بن ماهويه أحمد بن الحارث ٤٩٠
أحمد بن الحارث الأنماطي أحمد آل زوين الأعرجي أحمد بن الحداد الحلي ٤٩١
أحمد بن الحسن بن أحمد أحمد بن الحسن بن أسباط أحمد بن الحسن بن إسحاق أحمد بن الحسن بن سعد أحمد بن الحسن الأسفراييني أحمد بن الحسن بن شعيب التمار أحمد البحراني الدمستاني أحمد بن الحسن البغدادي أحمد بن الحسن اللؤلؤي أحمد خان كاركيا ٤٩٢
أحمد بن الحسن خراش البغدادي أحمد بن الحسن الخياط أحمد الشاعر العلوي ٤٩٣
أحمد بن الحسن الرازي أحمد بن الحسن القرشي أحمد سليمان العاملي النباطي أحمد الاسترآبادي أحمد بن الحسن الأودي أحمد الحسن العاملي المشغري أحمد بن الحسن بن فضال ٤٩٤
أحمد الحسيني المرعشي أحمد البحراني الدمستاني أحمد الفلكي الطوسي الجزء الثامن أحمد الدجيلي قفطان ٤٩٥
أحمد القزاز البصري أحمد بن عبدويه القطان أحمد عسيران العاملي الصيداوي ٤٩٧
أحمد بن الحسن المادراني أحمد الحر العاملي الجبعي ٤٩٨
أحمد بن الحسن الميثمي أحمد الحلي النحوي الشاعر ٤٩٩
أحمد اليزدي المشهدي أحمد الناصر لدين الله ٥٠٥
أحمد بن إبراهيم النديم الكاتب أحمد العلوي الحسني أحمد بن الحسن التميمي أحمد ابن الناصر الكبير العلوي أحمد ابن الناصر الصغير العلوي ٥٠٨
أحمد بري التبنيني العاملي أحمد بن الحسن التيمي أحمد الشامي الحلي أحمد الحسن الحسيني أحمد العلوي أحمد بن الحسن العلوي العباسي ٥٠٩
أحمد المدني الدمشقي أحمد بن خضير الهمداني أحمد بن الحسين بن سليمان أحمد الصنعاني الرقيحي أحمد ابن متويه ٥١٠
أحمد بن حسين بن مطهر أحمد البطحاني العلوي أحمد حسين الواهاني أحمد الحسيني الحسني أحمد الحسيني الكيلاني ٥١١
أحمد التمار الخارص أحمد الأشعري القمي أحمد الحسين الرمحي أحمد الخزاعي النيشابوري أحمد عبيد العتبي أحمد الحسين بن عمران أحمد ذي الدمعة العلوي أحمد بن الحسين بن محمد أحمد الايلخاني الجلايري أحمد بن عز الدين الأصفهاني ٥١٢
أحمد بن الحسين التفريشي أحمد التفريشي الطاوي أحمد الأعرجي العاملي أحمد بن الحسين (المتنبي) نسبته أبوه - أمه أقوال العلماء فيه ٥١٣
قرآنه تشيعه ٥١٤
ابتداء امره طلبة امارة ٥١٦
قبل اتصاله بسيف الدولة طموح المتنبي ٥١٧
اتصاله ببني حمدان ٥١٨
اتصاله بسيف الدولة ٥١٩
المتنبي وابن خالويه المتنبي و أبو فراس الحمداني ٥٢٣
سبب مفارقته لسيف الدولة سفره إلى مصر اتصاله بكافور ٥٢٦
مدح المتنبي لكافور ٥٢٨
الخلاف بين كافور والمتنبي خروج المتنبي من مصر ٥٣٠
وصول المتنبي إلى الكوفة خروج المتنبي إلى بغداد ٥٣١
قصة الحاتمي مع المتنبي ٥٣٢
خروج أبي الطيب من بغداد اباء المتنبي عن مدح الصاحب المتنبي و ابن العميد ٥٣٥
مفارقته عضد الدولة ومقتله ٥٣٨
فصيح كلامه شعر المتنبي ٥٣٩
ما عيب على المتنبي قبح المطالع ٥٤٢
الجمع بين الدر والخزف ٥٤٣
استكراه اللفظ التعسف في اللغة و الاعراب ٥٤٦
الخروج عن الوزن استعمال الغريب الركاكة بألفاظ العامة ٥٤٧
الاستكثار من قول ذا ٥٤٨
الافراط في المبالغة تكرير اللفظ ٥٤٩
الخطأ في جمع الأسامي التصغير المستبشع إساءة الأدب بالأدب إساءة الأدب فيما يرجع إلى الدين ٥٥٠
الغلط بوضع الكلام في غير موضعه امتثال ألفاظ المتصوفة الخروج من الشعر إلى الفلسفة ٥٥١
استكراه التخلص قبح المقاطع جوامع ما يعاب به ٥٥٢
محاسن شعر المتنبي حسن المطلع حسن التخلص النسيب بالأعرابيات ٥٥٣
حسن التصرف في سائر الغزل حسن التشبيه الابداع في التمثيلات التمثيل المدح الموجه وجهين ٥٥٤
الابداع في سائر مدائحه مخاطبة الممدوح ٥٥٥
حسن التقسيم حسن سياقة الاعداد ارسال الأمثال ٥٥٦
ارسال المثل والموعظة ٥٥٧
ابتكار المعاني في المراثي الايجاع في الهجاء ٥٥٨
جوامع المحاسن ليس المتنبي ملحدا ولا قرمطيا ٥٥٩
جملة من أخبار المتنبي مشائخ المتنبي ملحق ترجمة المتنبي ٥٦٠
أحمد العاملي الكركي أحمد بن حفص الخثعمي أحمد بربانوان أحمد بن الحسين مهران دندان ٥٦٤
أحمد بن الحسين الغضائري ٥٦٥
أحمد بن الاحجم المروزي أحمد العبدي النيسابوري ٥٦٦
أحمد بن الحسين البسطامي أحمد بن الحسين الآبي العروضي أحمد العلوي الطالبي أحمد بن الحسين السكران ٥٦٧
أحمد بن الحسين عبد الله البيهقي ٥٦٨
أحمد بن الحسين بن الصيقل أحمد الحمداني القزويني أحمد العودي الجزيني العاملي أحمد بن الحسين القطان أحمد بن الحسين الكوفي أحمد بن الحسين الخباز أحمد بن سليمان النباطي أحمد كاركيا الحسيني العلوي ٥٦٩
أحمد بن الحسين المراغي أحمد الضبي النخاس أحمد العاملي الجبعي أحمد بن الحسين الهمداني أحمد بن الحسين بن عبيلة أحمد بن الحسين الواهاني أحمد بن الحسين الميثمي أحمد بن الحسين الأقطع أحمد بديع الزمان الهمداني ٥٧٠
أحمد الحسيني الكاشاني أحمد بن حشيش القرشي أحمد بن أبي روح أحمد بن حماد المروزي ٥٨١
الشيخ أحمد بن حمادة ٥٨٢
أحمد بن حمدان الرازي أحمد بن حمدان القزويني أحمد بن حمدون أحمد بن حمزة بن بزيع أحمد الجعفري العلوي أحمد بن حمزة بن عمران أحمد بن حمزة بن اليسع أحمد بن حمويه أحمد الحسني الكاظمي ٥٨٣
أحمد بن حيدر الشيرازي أحمد الحيزري أحمد بن خاتون العاملي أحمد العاملي العيناثي ٥٨٤
السيد أحمد الخاتون آبادي أحمد خازن حضرة العباس أحمد بن خالد المادرائي أحمد الخوانساري آقا أحمد الخوانساري أحمد بن أبي صالح الخجندي ٥٨٥
أحمد بن الخضيب أحمد بن خلاد الشروي أحمد خلق المشعشعي أحمد الغازي القزويني أحمد داخوش أحمد الدامغاني أحمد الفزاري الجرجاني ٥٨٦
أحمد بن داود الصيرفي أحمد بن داود القمي أحمد بن داود النعماني أحمد بن دراج أحمد البغدادي الحائري أحمد الحائري المزرعاوي ٥٨٧
أحمد الدقيقي الكوفي أحمد خان الدنبلي أحمد ديوبندي الهندي أحمد بن أبي نصر السكوني أحمد بن رجب البغدادي أحمد الغمشاني البجلي ٥٨٨
أحمد العامري الهلالي أحمد الهندي الخراساني أحمد النجاري الحابسي أحمد بن رميثة أحمد بن رميح المروزي أحمد بن زكريا بن بابا أحمد بن زياد الهمذاني أحمد بن زياد الخزاز أحمد العلوي الطالبي ٥٨٩
أحمد بن زيد الخزاعي أحمد الأحسائي المطيري ٥٨٩
أحمد بن زين العابدين العاملي ٥٩٣
أحمد الأزدي البزاز أحمد بن السيد زين العابدين ٥٩٤
أحمد بن سابق أحمد بن سالم بن سمرة أحمد بن سالم البحراني أحمد الساوجي ٥٩٥
أحمد بن السري أحمد السبزواري أحمد الحسيني المدني أحمد شدقم المدني ٥٩٦
أحمد بن حمدون الحمداني أحمد بن سعادة البحراني أحمد بن فرقد الجدي ٥٩٧
أحمد السكين العلوي ٥٩٨
أحمد بن سلامة الجزائري أحمد السلطان آبادي أحمد الكوركاني الهندي أحمد بن سلمان آل عصفور أحمد بن سلمة أحمد بن سليم القيسي أحمد بن سليمان الحجال ٥٩٩
أحمد بن سليمان العاملي أحمد الشاخوري البحراني أحمد الاسترآبادي أحمد بن حاجي أحمد المنقدي العلوي أحمد آل رعد العاملي أحمد الحسيني الكاشاني أحمد بن زيد النيشابوري أحمد الشاهرودي أحمد الشبستري الكوزكناني ٦٠٠
أحمد بن شبوبة الموصلي أحمد الشرواني أحمد الشريف أحمد بن شعيب أحمد بن شعيب النسائي ٦٠١
أحمد بن شكر النجفي أحمد بن شمس الدين العاملي أحمد الشهيد العاملي أحمد الشيرازي شانه ساز أحمد البيشابوري الأديب ٦٠٣
أحمد الدمستاني البحراني أحمد آل عصفور الدرازي أحمد السبعي الأحسائي أحمد صادق الفحام ٦٠٤
أحمد الدرازي الجهرمي أحمد الخلف آبادي أحمد الستري البحراني ٦٠٥
أحمد بن صالح المكي أحمد السيبي القسيني أحمد طوق القطيفي ٦٠٧
أحمد بن صالح القطربلي أحمد القزويني الحلي ٦٠٨
أحمد بن صبيح الأسدي أحمد بن الصفار أحمد صندوق ٦١٤
أحمد الكركي العاملي أحمد الطالقاني القزويني ٦١٨
أحمد بن طباطبا الشاعر أحمد المعتضد العباسي ٦١٩
أحمد الطباطبائي الأصفهاني أحمد بن ظافر الحلبي ٦٢٢
أحمد الأحمسي البجلي أحمد بن سليمان الطائي أحمد العاملي الأنصاري أحمد الصنعاني الفريابي أحمد العباس النجاشي أحمد ابن الطيالسي ٦٢٣
أحمد بن عبد أحمد الرفا أحمد البروجردي المشهدي أحمد الجواهري أحمد حفصي البحراني أحمد عبد الرضا البصري أحمد عبد السلام البحراني ٦٢٤
أحمد الحسيني البحراني أحمد العاملي الميسي أحمد الجرجاني أحمد جنك الهندي أحمد الذراع النهرواني استدراك ٦٢٥
الخاتمة ٦٢٦

أعيان الشيعة
الامام السيد محسن الأمين
أعيان الشيعة
المجلد الثاني
حققه وأخرجه
حسن الأمين
دار التعارف للمطبوعات
بيروت
(٣)

بسم الله الرحمن الرحيم
(٤)

أبو الحسن موسى الكاظم
ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع
سابع أئمة أهل البيت الطاهر صلوات الله عليهم أجمعين
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
ولد بالابواء موضع بين مكة والمدينة يوم الأحد سابع صفر سنة ١٢٨
وقيل ١٢٩ وأولم الصادق ع بعد ولادته فأطعم الناس ثلاثا، رواه
البرقي في المحاسن.
وقبض ببغداد شهيدا بالسم في حبس الرشيد على يد السندي بن
شاهك يوم الجمعة لست أو لخمس بقين من رجب وقيل لست أو لخمس
خلون منه سنة ١٨٣ على المشهور وقيل ١٨١ وقيل ١٨٦ وقيل ١٨٨ وعمره
٥٥ سنة أو ٥٤ على المشهور وقيل ٥٧ وقيل ٥٨ وقيل ٦٠ أقام منها مع أبيه
٢٠ سنة أو ١٩ سنة وبعد أبيه ٣٥ سنة وهي مدة خلافته وامامته، وهي
بقية ملك المنصور وملك ابنه محمد المهدي عشر سنين وشهرا وأياما وملك
موسى الهادي ابن محمد المهدي سنة و ١٥ يوما ثم ملك هارون الرشيد ابن
محمد المهدي وتوفي بعد مضي ١٥ سنة من ملك هارون.
ودفن ببغداد في الجانب الغربي في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من
باب التبن فصار يعرف بعد دفنه بباب الحوائج قال المفيد في الارشاد وكانت
هذه لمقبرة لبني هاشم والأشراف من الناس قديما.
امه
عن الجنابذي في معالم العترة: امه حميدة الأندلسية وفي إعلام الورى
امه أم ولد يقال لها حميدة البربرية ويقال لها حميدة المصفاة وفي المناقب امه
حميدة المصفاة ابنة صاعد البربري ويقال انه أندلسية أم ولد وتكنى لؤلؤة.
كنيته
قال المفيد: كان يكنى أبا إبراهيم وأبا الحسن وأبا على، وفي مناقب
ابن شهرآشوب: كنيته أبو الحسن الأول وأبو الحسن الماضي وأبو إبراهيم
وأبو علي قال ابن طلحة في مطالب السؤول: كنيته أبو الحسن وقيل أبو
إسماعيل.
لقبه
قال المفيد يعرف بالعبد الصالح وينعت أيضا بالكاظم وقال في موضع آخر
سمي الكاظم لما كظم من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين به حتى مضى
قتيلا في حبسهم ووثاقهم، وفي مطالب السؤول: كان له ألقاب متعددة
الكاظم وهو أشهرها والصابر والصالح والأمين.
نقش خاتمه
روى الصدوق في العيون والأمالي بسنده عن الرضا ع قال: كان
نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر ع حسبي الله قال وبسط
الرضا ع كفه وخاتم أبيه في إصبعه حتى أراني النقش، وروى الكليني
بسنده عن الرضا ع كان نقش خاتم أبي الحسن حسبي الله وفيه وردة
وهلال في أعلاه، وفي الفصول المهمة: نقش خاتمه الملك لله وحده.
بوابه
محمد بن الفضل، وفي المناقب بابه المفضل بن عمر.
شاعره
السيد الحميري.
أولاده
قال المفيد: كان لأبي الحسن سبعة وثلاثون ولدا ذكرا وأنثى وعد
الذكور ثمانية عشر والإناث تسع عشرة، وهم: علي الرضا، إبراهيم،
العباس، القاسم، لأمهات أولاد، إسماعيل، جعفر، هارون، الحسن
لام ولد، احمد، محمد، حمزة، لام ولد، عبد الله، إسحاق،
عبيد الله، زيد، الحسن، الفضل، سليمان، لأمهات أولاد، فاطمة
الكبرى، فاطمة الصغرى، رقية، حكيمة، أم أبيها، رقية الصغرى،
كلثم، أم جعفر، لبابة، زينب، خديجة، علية، آمنة، حسنة، بريهة،
عائشة، أم سلمة، ميمونة، أم كلثوم. ويوجد في بعض نسخ الارشاد
زيادة الحسين بين الفضل وسليمان وهو سهو من النساخ.
وقال ابن الخشاب: ولد له عشرون ابنا وثمان عشرة بنتا وهم، علي
الرضا الامام، زيد، إبراهيم عقيل، هارون، الحسن، الحسين،
عبد الله، إسماعيل، عبيد الله، عمر، احمد، جعفر، يحيى،
إسحاق، العباس، عبد الرحمن، القاسم، جعفر الأصغر، ويقال
موضع عمر محمد، والبنات: خديجة، أم فروة، أسماء، علية،
فاطمة، فاطمة أم كلثوم، أم كلثوم، آمنة، زينب، أم عبد الله، زينب
الصغرى، أم القاسم، حكيمة، أسماء الصغرى، محمودة، امامة،
ميمونة، اه وكانه إياه أراد ابن طلحة بقوله في مطالب السؤول: قيل
(٥)

ولد له عشرون ابنا وثمان عشرة بنتا اه.
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص: قال علماء السير له
عشرون ذكرا وعشرون أنثى وعدهم كابن الخشاب الا انه لم يذكر الحسين
وبعد جعفر الأصغر قال وقيل محمد ولم يقل موضع عمر وعد الفواطم
أربعا.
وقال ابن شهرآشوب في المناقب: أولاده ثلاثون فقط ويقال سبعة
وثلاثون فأبناؤه ثمانية عشر ولكنه عدهم عشرين كابن الخشاب إلا أنه عد
الحسن بدل الحسين وزاد الفضل ونقض جعفر الأصغر وذكر محمدا موضع
عمر قال وبناته تسع عشرة الا انه عدهن عشرين: خديجة، أم فروة، أم
أبيها، علية، فاطمة، فاطمة، بريهة، كلثم، أم كلثوم، زينب، أم
القاسم، حكيمة، رقية الصغرى، أم دحية، أم سلمة، أم جعفر،
لبابة، أسماء، امامة، ميمونة اه.
وفي عمدة الطالب: ولد ع ستين ولدا سبعا وثلاثين بنتا
وثلاثة وعشرين ابنا درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف وهم عبد الرحمن
وعقيل والقاسم ويحيى وداود ومنهم ثلاثة لهم إناث وليس لأحد منهم ذكر
وهم سليمان والفضل و احمد ومنهم خمسة في اعقابهم خلاف وهم الحسين وإبراهيم
الأكبر وهارون وزيد والحسن ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف وهم علي
وإبراهيم الأصغر والعباس وإسماعيل ومحمد وإسحاق وحمزة وعبد الله
وعبيد الله وجعفر هكذا قال شيخنا أبو نصر البخاري، وقال النقيب تاج
الدين أعقب موسى الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة مكثرون
وهم علي الرضا وإبراهيم المرتضى ومحمد العابد وجعفر وأربعة متوسطون
وهم زيد النار وعبد الله وعبيد الله وحمزة وخمسة مقلون وهم العباس وهارون
وإسحاق وإسماعيل والحسن وقد كان الحسين بن الكاظم أعقب في قول
شيخنا أبى الحسن العمري ثم انقرض اه، وهذا يخالف كلام جميع من
تقدم في أمرين: الأول ان ظاهر كلامهم أن إبراهيم بن الكاظم واحد
وهذا الكلام صريح في أنهما اثنان وبينا ذلك مفصلا في الجزء الخامس في ترجمة
إبراهيم بن موسى بن جعفر ع الثاني زيادة عدد أولاده ع عما
مر زيادة مفرطة ولعل من سبق ذكرهم اقتصروا على المشهورين المعقبين.
صفته في خلقه وحليته
في الفصول المهمة: صفته أسمر عميق أي شديد السمرة وفي عمدة
الطالب كان أسود اللون وفي مناقب ابن شهرآشوب كان ع أزهر إلا
في القيظ لحرارة مزاجه ربعه تمام أخضر حالك كث اللحية اه وفي البحار
المراد بالأزهر المشرق المتلألئ لا الأبيض اه وذلك لأنه كان شديد
السمرة، والأخضر هو الأسمر قال:
وأنا الأخضر من يعرفني أخضر الجلدة من بيت العرب
ونسخة المناقب غير مضمونة الصحة فلذلك كان ظن أن في العبارة
المنقولة تحريفا.
صفته في أخلاقه وأطواره
في عمدة الطالب: كان موسى الكاظم ع عظيم الفضل رابط
الجاش واسع العطاء وكان يضرب المثل بصرار موسى وكان أهله يقولون
عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة.
وقال المفيد في الارشاد: كان موسى بن جعفر ع أجل
ولد أبي عبد الله قدرا وأعظمهم محلا وابعدهم في الناس صيتا ولم ير في زمانه
أسخى منه ولا أكرم نفسا وعشرة وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلهم
وأفقههم واجتمع جمهور شيعة أبيه على القول بإمامته والتعظيم لحقه
والتسليم لأمره ورووا عن أبيه ع نصا عليه بالإمامة وإشارة إليه
بالخلافة واخذوا عنه عالم دينهم.
ثم قال: كان أبو الحسن موسى أعبد أهل زمانه وأزهدهم وأفقههم
وأسخاهم كفا وأكرمهم نفسا وروي انه كان يصلي نوافل الليل ويصلها
بصلاة الصبح ثم يعقب حتى تطلع الشمس وكان يبكي من خشية الله حتى
تخضل لحيته بالدموع وكان أوصل الناس لأهله ورحمه وكان يتفقد فقراء
المدينة في الليل فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والأدقة والتمور
فيوصل إليهم ذلك ولا يعلمون من أي جهة هو اه ويأتي انه كان إذا
بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير وكانت صراره مثلا، وقال
ابن شهرآشوب كان أفقه أهل زمانه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا
بالقرآن فكان إذا قرأ تحزن وبكى وبكى السامعون لتلاوته وكان أجل الناس
شانا وأعلاهم في الدين مكانا وأفصحهم لسانا وأشجعهم جنانا قد خصه
الله بشرف الولاية وحاز ارث النبوة وبوأ محل الخلافة سليل النبوة وعقيدة
الخلافة اه.
مناقبه وفضائله
ولا بد من ملاحظة ما ذكرناه في سيرة الصادق ع من أن ذكر
منقبة لأحدهم ع وعدم ذكرها للآخر ليس معناه عدم وجودها
فيه لاشتراك الكل في أنهم أكمل أهل زمانهم وهي كثيرة تجاوز حد الحصر
ونقتصر هنا منها على أمور:
أحدها العلم فقد روى عنه العلماء في فنون العلم من علم
الدين وغيره ما ملأ بطون الدفاتر وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة المروية
عنهم بالأسانيد المتصلة: وكان يعرف بين الرواة بالعالم.
في تحف العقول للحسن بن علي بن شعبة: قال أبو حنيفة:
حججت في أيام أبي عبد الله الصادق ع فلما أتيت المدينة دخلت داره
فجلست في الدهليز انتظر إذنه إذ خرج صبي فقلت يا غلام أين يضع
الغريب الغائط من بلدكم قال على رسلك ثم جلس مستندا إلى الحائط ثم
قال توق شطوط الأنهار ومساقط الثمار وأفنية المساجد وقارعة الطريق وتوار
خلف جدار وشل ثوبك ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها وضع حيث شئت،
فأعجبني ما سمعت من الصبي فقلت له ما اسمك فقال انا موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقلت له يا
غلام ممن المعصية فقال إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث اما أن تكون
من الله وليست منه فلا نبغي للرب ان يعذب العبد على ما لا يرتكب واما
أن تكون منه ومن العبد وليست كذلك فلا ينبغي للشريك القوي ان يظلم
الشريك الضعيف وإما أن تكون من العبد وهي منه فان عفا فكرمه وجوده
وان عاقب فبذنب العبد وجريرته، قال أبو حنيفة فانصرفت ولم الق أبا
عبد الله واستغنيت بما سمعت ورواه ابن شهرآشوب في المناقب نحوه الا أنه قال
: يتوارى خلف الجدار ويتوقى أعين الجار وقال فلما سمعت هذا القول
منه نبل في عيني وعظم في قلبي وقال في آخر الحديث فقلت ذرية بعضها
من بعض.
(٦)

قال المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى ع
فأكثروا وكان أفقه أهل زمانه حسبما قدمناه وأحفظهم لكتاب الله وأحسنهم
صوتا بالقرآن اه.
وفي تحف العقول: سأله رجل عن الجواد فقال إن كنت تسأل عن
المخلوقين فان الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه والبخيل من بخل من
افترض الله وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد ان اعطى وهو الجواد ان منع لأنه
ان أعطاك أعطاك ما ليس لك ان منعك منعك ما ليس لك.
ثانيها الحلم روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بسنده عن يحيى بن
الحسن قال: كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه
بصرة دنانير وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين إلى المائة الدينار
وكانت صرار موسى مثلا، وروى الخطيب بسنده عن الحسن بن محمد
يحيى بن الحسن العلوي، قال جدي يحيى بن الحسن وذكر لي غير واحد من
أصحابنا، وقال المفيد: اخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد عن
جده عن غير واحد من أصحابه ومشايخه ان رجلا من ولد عمر بن الخطاب
بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا وكان قد قال له بعض حاشيته: دعنا نقتله فنهاهم
عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر وسال عن العمري فذكر له انه
يزدرع بناحية من نواحي المدينة فركب إليه في مزرعته فوجده فيها دخل
المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا فوطئه بالحمار حتى وصل إليه
فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له كم غرمت في زرعك هذا قال له مائة دينار
قال فكم ترجو ان تصيب قال انا لا اعلم الغيب قال انما قلت لك كم ترجو
ان يجيئك فيه قال أرجو ان يجيئني مائتا دينار فأعطاه ثلثمائة دينار وقال هذا
زرعك على حاله فقام العمري فقبل رأسه وأنصرف، فراح إلى المسجد
فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال الله اعلم حيث يجعل رسالته،
فوثب أصحابه فقالوا له ما قصتك قد كنت تقول خلاف هذا فخاصمهم
وشاتمهم وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج، فقال أبو الحسن
موسى لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت
ان أصلح امره بهذا المقدار.
ثالثها التواضع ومكارم الأخلاق في تحف العقول: روي أنه مر برجل
من أهل السواد دميم المنظر فسلم عليه ونزل عنده وحادثه طويلا ثم عرض
عليه نفسه في القيام بحاجة ان عرضت، فقيل له يا ابن رسول الله أ تنزل إلى
هذا ثم تسأله عن حوائجه وهو إليك أحوج فقال عبد من عبيد الله وأخ في
كتاب الله وجار في بلاد الله يجمعنا وإياه خير الآباء آدم وأفضل الأديان
الاسلام، ولعل الدهر يرد من حاجتنا إليه فيرانا بعد الزهو عليه متواضعين
بين يديه ثم قال:
نواصل من لا يستحق وصالنا مخافة أن نبقى بغير صديق
رابعها شدة الخوف من الله تعالى قال المفيد كان يبكي من خشية
الله حتى تخضل لحيته بالدموع وكان إذا قرأ القرآن يحزن ويبكي ويبكي
السامعون لتلاوته.
خامسها الكرم والسخاء قال الخطيب في تاريخ بغداد: كان
سخيا كريما وكان يصر الصرر ثلثمائة دينار وأربعمائة دينار ثم يقسمها
بالمدينة وكان يضرب المثل بصرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة
فقد استغني. وفي عمدة الطالب كان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة
موسى فشكا القلة. وروى الخطيب في تاريخ بغداد والمفيد في الارشاد
بسنديهما عن محمد بن عبد الله البكري قال قدمت المدينة اطلب بها دينا
فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت إليه فاتيته
في ضيعته ثم سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل فلم يقم الا يسيرا حتى
خرج إلي فقال لغلامه اذهب ثم مد يده فدفع إلي صرة فيها ثلاثمائة دينار ثم
قام فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت.
ومر عند ذكر حلمه انه كان يبلغه عن الرجل انه يؤذيه فيبعث إليه
صرة فيها ألف دينار وروى الخطيب بسنده عن عيسى بن محمد بن مغيث
القرظي وبلغ تسعين سنة قال زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع
بالجوانية على بئر يقال لها لم عظام فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني
الجراد فاتى على الزرع كله وكنت غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة
وعشرين دينارا فبينما انا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد فسلم ثم
قال أيش حالك فقلت أصبحت كالصريم بغتني الجراد فاكل زرعي قال
وكم غرمت فيه قلت مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال يا عرفة زن
لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا فنربحك ثلاثين دينارا والجملين فقلت يا
مبارك ادخل وادع لي فيها فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال
تمسكوا ببقايا المصائب، ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة
وزكت فبعت منها بعشرة آلاف، وروى الخطيب بسنده قال ذكر إدريس بن
أبي رافع عن محمد بن موسى قال خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية
فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها وأصبحنا على عين من عيون ساية
فخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة على رأسه قدر
فخار يفور فوقف على الغلمان قال أين سيدكم قالوا هو ذاك فقال أبو من؟
قالوا له أبو الحسن فوقف عليه فقال يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة
أهديتها إليك قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى
خرج على رأسه حزمة حطب قال له يا سيدي هذا حطب أهديته إليك قال
ضعه عند الغلمان وهي لنا نارا فذهب فجاء بنار وكتب أبو الحسن اسمه
واسم مولاه فدفعه إلي قال يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها
فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طاب له ثم قال امضوا بنا إلى زيارة البيت
فخرجنا حتى وردنا مكة فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب
فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فاعلمني حتى امشي إليه فاني
أكره ان أدعوه والحاجة لي قال صاعد فذهبت حتى وقفت على الرجل فلما
رآني عرفني وكنت اعرفه وكان يتشيع فسلم علي وقال أبو الحسن قدم؟ قلت
لا فأيش أقدمك قلت حوائج وقد كان علم مكانه بساية فتبعني وجعلت
أتقصى منه ويلحقني فلما رأيت اني لا انفلت منه مضيت إلى مولاي
ومضى معي حتى أتيته فقال أ لم أقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم
اعلمه فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه فقال له جعلت
فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك قال اما الضيعة فلا أحب ان
أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي ان بائع الضيعة ممحوق ومشتريها مرزوق
فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق
منه بألف دينار واعتق العبد ووهب له الضيعة قال إدريس بن أبي رافع فهو
ذا ولده في الصرافين بمكة.
سابعها كثرة الصدقات في مناقب ابن شهرآشوب: كان عليه
يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك
فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو.
(٧)

اخباره
في تحف العقول قال عبد الله بن يحيى كتبت إليه في دعاء الحمد لله
منتهى علمه فكتب لا تقولن منتهى علمه فإنه ليس لعلمه منتهى ولكن قل
منتهى رضاه.
اخباره مع الرشيد
روى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده قال: حج هارون الرشيد فاتى
قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ومعه موسى بن جعفر فلما
انتهى إلى القبر قال السلام عليك يا رسول الله يا ابن عمي افتخارا على من
حوله فدنا موسى بن جعفر فقال السلام عليك يا أبة فتغير وجه الرشيد وقال
هذا الفخر يا أبا الحسن حقا.
وفي إرشاد المفيد: ذكر ابن عمارة وغيره من الرواة انه لما خرج
الرشيد إلى الحج وقرب من المدينة استقبلته الوجوه من أهلها يقدمهم
موسى بن جعفر على بغلة فقال له الربيع ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير
المؤمنين وأنت ان طلبت عليها لم تدرك وان طلبت عليها لم تفت فقال إنها
تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير وخير الأمور أوساطها.
وذكر الزمخشري في ربيع الأبرار ان هارون كان يقول لموسى خذ
فدكا وهو يمتنع فلما ألح عليه قال ما آخذها الا بحدودها قال وما حدودها
قال الحد الأول عدن فتغير وجه الرشيد قال والحد الثاني قال سمرقند فأربد
وجهه قال والحد الثالث قال إفريقية فاسود وجهه قال والحد الرابع قال سيف
البحر مما يلي الخزر وأرمينية فقال هارون فلم يبق لنا شئ فتحول في مجلسي
فقال موسى قد أعلمتك اني ان حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله
واستكفى امره.
وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن إسماعيل قال
بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة كانت: انه لن ينقضي
عني يوم من البلاء الا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا
إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
وروى الصدوق في العيون عن الإمام موسى بن جعفر قال لما أدخلت
على الرشيد، وذكر خبرا طويلا، إلى أن قال: لم جوزتم للعامة والخاصة
ان ينسبوكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولوا لكم يا بني رسول الله وأنتم بنو علي
وإنما ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة انما هي وعاء والنبي ع جدكم من قبل
أمكم فقلت يا أمير المؤمنين لو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نشر فخطب إليك كريمتك هل
كنت تجيبه فقال سبحان الله ولم لا أجيبه فقلت لكنه ع لا يخطب
إلي ولا أزوجه فقال ولم فقلت لأنه ولدني ولم يلدك فقال أحسنت يا موسى،
ثم قال كيف قلتم انا ذرية النبي والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعقب وانما العقب للذكر لا
للأنثى وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب فقمت أسأله بحق القرابة والقبر
ومن فيه إلا ما أعفاني عن هذه المسألة فقال لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد
علي وأنت يا موسى يعسوبهم وامام زمانهم كذا انهي إلي ولست أعفيك في
كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه حجة من كتاب الله فقلت تأذن لي في
الجواب قال هات فقلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك
نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى. من أبو عيسى يا أمير المؤمنين
فقال ليس لعيسى أب فقلت انما ألحقناه بذراري الأنبياء ع من
طريق مريم ع وكذلك ألحقنا بذراري النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قبل أمنا
فاطمة ع أزيدك يا أمير المؤمنين قال هات قلت قول الله عز وجل:
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين
ولم يدع أحد انه ادخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الكساء عند مباهلة النصارى الا
علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ع فكان تأويل قوله
عز وجل أبناءنا الحسن والحسين ونساءنا فاطمة وأنفسنا علي بن أبي طالب.
وروى الصدوق في العيون عن الوراق والمكتب والهمداني وابن ناتانة
وأحمد بن علي بن إبراهيم وماجيلويه وابن المتوكل رضي الله عنهم جميعا عن
علي عن أبيه عن عثمان بن عيسى عن سفيان بن نزار قال: كنت يوما على
رأس المأمون فقال أ تدرون من علمني التشيع؟ فقال القوم جميعا لا والله ما
نعلم، قال علمنيه الرشيد. قيل له وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل
هذا البيت؟ قال كان يقتلهم على الملك لان الملك عقيم، ولقد حججت
معه سنة فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال لا يدخلن علي رجل من
أهل المدينة ومكة من أبناء المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون
قريش الا نسب نفسه فكان الرجل إذا دخل عليه قال انا فلان ابن فلان
حتى ينتهي إلى جده من الهاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري فيصله
من المال بخمسة آلاف درهم وما دونها إلى مائتي دينار على قدر شرفه وهجرة
آبائه فانا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال يا أمير المؤمنين على
الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع فاقبل علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن
وسائر القواد فقال احفظوا على أنفسكم ثم قال: لآذنه ائذن له ولا ينزل الا
على بساطي فانا كذلك إذ دخل شيخ مسحذ قد أنهكته العبادة كأنه شن بال
قد كلم السجود وجهه وانفه فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه
فصاح الرشيد لا والله الا على بساطي فمنعه الحجاب من الترجل ونظرنا إليه
بأجمعنا بالاجلال والاعظام فما زال يسير على حماره حتى سار إلى البساط
والحجاب والقواد محدقون به فنزل فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط
وقبل وجهه وعينيه واخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس واجلسه معه إليه
وجعل يحدثه ويقبل بوجهه عليه ويسأله عن أحواله إلى أن قال ثم قام فقام
الرشيد لقيامه وقبل عينيه ووجهه ثم اقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن فقال يا
عبد الله ويا محمد ويا إبراهيم سيروا بين يدي عمكم وسيدكم خذوا بركابه
وسووا عليه ثيابه وشيعوه إلى منزله إلى آخر الحديث.
خبره مع نفيع الأنصاري
روى الشريف المرتضى في الأمالي قال: قدم على الرشيد رجل من
الأنصار يقال له نفيع فحضر باب الرشيد يوما ومعه عبد العزيز بن عمر بن
عبد العزيز وحضر موسى بن جعفر ع على حمار له فتلقاه
الحاجب بالبشر والاكرام وأعظمه من كان هناك وعجل له الاذن فقال نفيع
لعبد العزيز من هذا الشيخ قال أ وما تعرفه قال لا قال هذا شيخ آل أبي
طالب هذا موسى بن جعفر فقال نفيع ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم
يفعلون هذا برجل يقدر ان يزيلهم عن السرير اما ان خرج لأسوأنه فقال له
عبد العزيز لا تفعل فان هؤلاء أهل البيت قل ما تعرض لهم أحد في
خطاب الا وسموه في الجواب سمة يبقى عارها عليه مدى الدهر قال
وخرج موسى بن جعفر ع فقام إليه نفيع الأنصاري فاخذ بلجام
حماره ثم قال له من أنت فقال يا هذا ان كنت تريد النسب فانا ابن محمد
(٨)

حبيب الله بن إسماعيل ذبيح الله بن إبراهيم خليل الله وان كنت تريد البلد
فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك ان كنت منهم الحج إليه وان كنت
تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك اكفاء لهم حتى
قالوا يا محمد اخرج إلينا اكفاءنا من قريش وان كنت تريد الصيت والاسم
فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات والفرائض في قوله:
اللهم صل على محمد وآل محمد ونحن آل محمد، خل عن الحمار فخلى عنه
ويده ترعد وانصرف بخزي فقال له عبد العزيز أ لم أقل لك.
بعض ما روي من طريق الكاظم ع
بر الوالدين
روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة
عن إسماعيل عن أبيه عن علي بن أبي طالب ع قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر الولد إلى والديه حبا لهما عبادة.
وصيته لولده
قال وروي ان موسى بن جعفر أحضر ولده يوما فقال لهم يا بني اني
موصيكم بوصية من حفظها لم يضع معها: ان اتاكم آت فأسمعكم في
الاذن اليمنى مكروها ثم تحول إلى الاذن اليسرى فاعتذر وقال لم أقل شيئا
فاقبلوا عذره.
رد السعاية
قال وعن موسى بن جعفر عن آبائه ع قال الحسين ع
جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي ع يسعى بقوم فامرني ان دعوت له قنبرا
فقال له علي ع اخرج إلى هذا الساعي فقل له قد أسمعتنا ما كره الله
تعالى فانصرف في غير حفظ الله تعالى اه.
في وصيته لهشام بن الحكم
يا هشام ان أمير المؤمنين ع كان يقول: لا يجلس في صدر
المجلس الا رجل فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم
عن الكلام ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله فمن لم يكن فيه شئ منهن
فجلس فهو أحمق، وفي وصيته له: يا هشام كان أمير المؤمنين ع
يوصي أصحابه يقول أوصيكم بالخشية من الله في السر والعلانية والعدل في
الرضا والغضب والاكتساب في الفقر والغنى وان تصلوا من قطعكم وتعفوا
عمن ظلمكم وتعطفوا على من حرمكم وليكن نظركم عبرا وصمتكم فكرا
وقولكم ذكرا وطبيعتكم السخاء فإنه لا يدخل الجنة بخيل ولا يدخل النار
سخي.
من روى عن الكاظم ع
قال المفيد وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فأكثروا اه وفي
المناقب: بابه المفضل بن عمر الجعفي قال: وفي اختيار الرجال للطوسي
انه اجتمع أصحابنا على تصديق ستة نفر من فقهاء الكاظم والرضا ع
وهم يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى بياع السايري
ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة والحسن بن محبوب السراد وأحمد بن
محمد بن أبي نصر، قال: ومن ثقاته الحسن بن علي بن فضال الكوفي مولى
لتيم الرباب وعثمان بن عيسى وداود بن كثير الرقي مولى بني أسد وعلي بن
جعفر الصادق ع، ومن خواص أصحابه علي بن يقطين مولى بني أسد
وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي وإسماعيل بن مهران وعلي بن
مهزيار من قرى فارس ثم سكن الأهواز والريان بن الصلت الخراساني
وأحمد بن محمد الحلبي وموسى بن بكير الواسطي وإبراهيم بن أبي البلاد
الكوفي، وقال في المناقب في موضع آخر: اخذ عنه العلماء ما لا يحصى
كثرة وذكر عنه الخطيب في تاريخ بغداد والسمعاني في الرسالة القوامية وأبو
صالح احمد المؤذن في الأربعين وأبو عبد الله بن بطة في الإبانة والثعلبي في
الكشف والبيان قال: وكان أحمد بن حنبل إذا روى عنه قال: حدثني
موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي
قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني
أبي علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال احمد وهذا اسناد لو
قرئ على المجنون لأفاق.
مؤلفاته
روى الناس عنه من أنواع العلوم ما دون وامتلأت به بطون الدفاتر
ومن مؤلفاته وصيته لهشام بن الحكم وصفته للعقل وهي وصية طويلة
اوردها الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول. أولها ان الله تبارك وتعالى
بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال فبشر عبادي الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم
المنقول عن تذكرة ابن حمدون
قال ابن حمدون في تذكرته قال موسى بن جعفر ع:
وجدت علم الناس في أربع أولها ان تعرف ربك والثانية ان تعرف ما صنع
بك والثالثة ان تعرف ما أراد منك والرابعة ان تعرف ما يخرجك عن
دينك.
معنى هذه الأربع
الأولى وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف.
الثانية معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها
الشكر والعبادة.
الثالثة ان تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك وندبك إلى فعله
لتفعله على الحد الذي اراده منك فتستحق بذلك الثواب.
الرابعة ان تعرف الشئ الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه.
المنقول من كشف الغمة
من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون
ومن لم يعرف الزيادة في نفسه فهو في النقصان ومن كان إلى النقصان فالموت
خير له من الحياة.
المنقول من تحف العقول
قال ع كثرة الهم تورث الهرم والعجلة هي الخرق وقلة العيال أحد
اليسارين ومن أحزن والديه فقد عقهما، المصيبة لا تكون مصيبة يستوجب
صاحبها اجرها الا بالصبر والاسترجاع عند الصدمة والصنيعة لا تكون
صنيعة الا عند ذي دين أو حسب والله ينزل المعونة على قدر المئونة وينزل
الصبر على قدر المصيبة ومن اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة ومن بذر
وأسرف زالت عنه النعمة وأداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق والخيانة
والكذب يجلبان الفقر والنفاق.
قال وروي عنه ع في قصار هذه المعاني
قال ع ينبغي لمن عقل عن الله ان لا يستبطئه في رزقه ولا يتهمه
(٩)

في قضائه، وقال لبعض أصحابه: اتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك
فان فيه نجاتك، اتق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فان فيه
هلاكك، إياك ان تمنع في طاعة الله فتنفق مثليه في معصية الله، المؤمن
مثل كفتي الميزان كلما زيد في ايمانه زيد في بلائه، وقال ع عند قبر
حضره: ان شيئا هذا آخره لحقيق ان يزهد في أوله وان شيئا هذا أوله
لحقيق ان يخاف آخره وقال ع: اشتدت مؤونة الدنيا والدين فاما مؤونة
الدنيا فإنك لا تمد يدك إلى شئ منها الا وجدت فاجرا قد سبقك إليه واما
مؤونة الآخرة فإنك لا تجد أعوانا يعينونك عليها، ثلاث يجلين البصر النظر
إلى الخضرة والنظر إلى الماء الجاري والنظر إلى الوجه الحسن، ليس حسن
الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى، لا تذهب الحشمة
بينك وبين أخيك وابق منها فان ذهابها ذهاب الحياء، إذا كان الجور أغلب
من الحق لم يحل لاحد ان يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه، اجتهدوا
في أن يكون زمانكم أربع ساعات ساعة لمناجاة الله وساعة لأمر المعاش
وساعة لمعاشرة الاخوان والثقات الذين يعرفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في
الباطن وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم وبهذه الساعة تقدرون على
الثلاث ساعات، لا تحدثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر فإنه من حدث
نفسه بالفقر يبخل ومن حدثها بطول العمر يحرص، اجعلوا لأنفسكم حظا
من الدنيا باعطائها ما تشتهي من الحلال وما لا يثلم المروءة وما لا سرف فيه
واستعينوا بذلك على أمور الدين فإنه روي ليس منا من ترك دنياه لدينه أو
ترك دينه لدنياه، تفقهوا في دين الله فان الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة
والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه
على العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض
الله له عملا، وقال لعلي بن يقطين: كفارة عمل السلطان الاحسان إلى
الاخوان، كلما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله
لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدون، وقال ع: ينادي مناد يوم القيامة الا
من كان له على الله اجر فليقم فلا يقوم الا من عفا وأصلح فاجره على
الله، وقال ع: السخي الحسن الخلق في كنف الله لا يتخلى الله عنه
حتى يدخله الجنة وما بعث الله نبيا الا سخيا وما زال أبي يوصيني بالسخاء
وحسن الخلق حتى مضى وقال ع للفضل أبلغ خيرا وقل خيرا ولا تكن
إمعة قلت وما الإمعة قال لا تقل انا مع الناس وانا كواحد من الناس ان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يا أيها الناس انما هما نجدان نجد خير ونجد شر فلا يكن
نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير، وقال: لا تصلح المسألة الا في
ثلاث في دم منقطع أو غرم مثقل أو حاجة مدقعة، وقال عونك للضعيف
من أفضل الصدقة، وقال: تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب
العاقل من الجاهل، وقال ع: المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنتان،
وقال ع: يعرف شدة الجور من حكم به عليه اه.
وصاياه
في تحف العقول قال ع لبعض ولده: يا بني إياك ان يراك الله في
معصية نهاك عنها وإياك ان يفقدك الله عند طاعة امرك بها وعليك بالجد ولا
تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته فان الله لا يعبد حق عبادته
وإياك والمزاح فإنه يذهب بنور ايمانك ويستخف مروءتك وإياك والضجر
والكسل فإنهما يمنعان حظك من الدنيا والآخرة.
وصيته لهشام بن الحكم
في تحف العقول من وصيته لهشام بن الحكم: يا هشام لو كان في يدك
جوزة وقال الناس في يدك لؤلؤة ما كان ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة ولو
كان في يدك لؤلؤة وقال الناس انها جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة،
ما من عبد الا وملك آخذ بناصيته فلا يتواضع الا رفعه الله ولا يتعاظم الا
وضعه الله، ان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فاما
الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة واما الباطنة فالعقول، ان العاقل الذي لا
يشغل الحلال شكره ولا يغلب الحرام صبره، إن كان لا يغنيك ما يكفيك
فليس شئ من الدنيا يغنيك، لا تمنحوا الجهال الحكمة فتظلموها ولا
تمنعوها أهلها فتظلموهم لا دين لمن لا مروءة له ولا مروءة لمن لا عقل له
وان أعظم الناس قدرا الذي لا يرى الدنيا لنفسه خطرا اما ان أبدانكم
ليس لها ثمن الا الجنة فلا تبيعوها بغيرها ان العاقل لا يحدث من يخاف
تكذيبه ولا يسال من يخاف منعه ولا يعد ما لا يقدر عليه ولا يرجو ما يعنف
برجائه ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه. الغضب مفتاح الشر وأكمل
المؤمنين ايمانا أحسنهم خلقا وان خالطت الناس فان استطعت ان لا تخالط
أحدا منهم الا من كانت يدك عليه العليا فافعل. عليك بالرفق فان الرفق
يمن والخرق شؤم ان الرفق والبر وحسن الخلق يعمر الديار ويزيد في
الرزق. قول الله هل جزاء الاحسان الا الاحسان جرت في المؤمن والكافر
والبر والفاجر من صنع إليه معروف فعليه ان يكافئ به وليست المكافاة ان
تصنع كما صنع حتى ترى فضلك فان صنعت كما صنع فله الفضل
بالابتداء. اصبر على طاعة الله واصبر عن معاصي الله فإنما الدنيا ساعة فما
مضى منها فليس تجد له سرورا ولا حزنا وما لم يأت منها فليس تعرفه فاصبر
على الساعة التي أنت فيها فكانك قد اعتبطت. إياك والكبر فإنه لا يدخل
الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر. الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه
أكبه الله في النار على وجهه ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان
عمل حسنا استزاد منه وان عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه مجالسة أهل
الدين شرف الدنيا والآخرة ومشاورة العاقل الناصح يمن وبركة ورشد
وتوفيق من الله فإذا أشار عليك العاقل الناصح فإياك والخلاف فان في ذلك
العطب. إياك ومخالطة الناس والأنس بهم الا ان تجد منهم عاقلا ومأمونا
فائنس به واهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية إياك والطمع
وعليك بالياس مما في أيدي الناس وأمت الطمع من المخلوقين فان الطمع
مفتاح الذل واختلاس العقل واختلاف المروءات وتدنيس العرض والذهاب
بالعلم وعليك بالاعتصام بربك والتوكل عليه وجاهد نفسك لتردها عن
هواها فإنه واجب عليك كجهاد عدوك. من أكرمه الله بثلاث فقد لطف له
عقل يكفيه مؤونة هواه وعلم يكفيه مؤونة جهله وغنى يكفيه مخافة الفقر.
بعض أدعيته القصيرة
في الارشاد كان يدعو كثيرا فيقول: اللهم إني أسألك الراحة عند
الموت والعفو عند الحساب ويكرر ذلك وكان من دعائه عظم الذنب من
عبدك فليحسن العفو من عندك.
ما اثر عنه من الشعر
في مناقب ابن شهرآشوب عن موسى بن جعفر ع قال
دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي فاجلسني أبي بين يديه وقال يا بني
اكتب:
تنح عن القبيح ولا ترده ثم قال أجز فقلت:
ومن أوليته حسنا فزده ثم قال:
ستلقى من عدوك كل كيد فقلت:
إذا كان العدو فلا تكده
(١٠)

وفاته
روى الصدوق في عيون الاخبار عن الطالقاني عن محمد بن يحيى
الصولي عن أبي العباس أحمد بن عبد الله عن علي بن محمد بن سليمان
النوفلي عن صالح بن علي بن عطية قال: كان السبب في وقوع موسى بن
جعفر ع إلى بغداد ان هارون الرشيد أراد ان يعقد الامر لابنه
محمد بن زبيدة وكان له من البنين أربعة عشر ابنا فاختار منهم ثلاثة محمد بن
زبيدة وجعله ولي عهده وعبد الله المأمون وجعل الامر له بعد ابن زبيدة
والقاسم المؤتمن وجعل الامر له بعد المأمون، فأراد ان يحكم الامر في ذلك
ويشهره شهرة يقف عليها الخاص والعام فحج في سنة تسع وسبعين ومائة
وكتب إلى جميع الآفاق يأمر الفقهاء والعلماء والقراء والامراء ان يحضروا
مكة أيام الموسم فاخذ هو طريق المدينة، قال علي بن محمد النوفلي:
فحدثني أبي انه كان سبب سعاية يحيى بن خالد بموسى بن جعفر ع
وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن
الأشعث فساء ذلك يحيى وقال إذا مات الرشيد وأفضى الامر إلى محمد
انقضت دولتي ودولة ولدي وتحول الامر إلى جعفر بن محمد بن الأشعث
وولده، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع، فاظهر له انه على مذهبه
فسر به جعفر وأفضى إليه بجميع أموره وذكر له ما هو عليه في موسى بن
جعفر ع فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد فكان الرشيد
يرعى له موضعه وموضع أبيه من نصرة الخلافة فكان يقدم في امره ويؤخر
ويحيى لا يألو ان يحطب عليه إلى أن دخل جعفر يوما إلى الرشيد فاظهر له
إكراما وجرى بينهما كلام مت به جعفر بحرمته وحرمة أبيه فامر له الرشيد في
ذلك اليوم بعشرين ألف دينار فامسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى
أمسى ثم قال للرشيد يا أمير المؤمنين قد كنت أخبرك عن جعفر ومذهبه
فتكذب عنه وهاهنا أمر فيه الفيصل، قال: وما هو؟ قال إنه لا يصل إليه
مال من جهة من الجهات الا أخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر
ولست أشك انه قد فعل ذلك في العشرين الألف الدينار التي امرت بها
له، فقال هارون: ان في هذا لفيصلا، فأرسل إلى جعفر ليلا وقد كان
عرق سعاية يحيى به فتباينا وأظهر كل واحد منهما لصاحبه العداوة، فلما
طرق جعفرا رسول الرشيد بالليل خشي ان يكون قد سمع فيه قول يحيى
وانه انما دعاه ليقتله فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما ولبس
بردة فوق ثيابه واقبل إلى الرشيد فلما وقعت عليه عينه واشتم رائحة الكافور
ورأى البردة عليه قال يا جعفر ما هذا؟ فقال يا أمير المؤمنين قد علمت أنه
قد سعي بي عندك فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن ان يكون قد
قح في قلبك ما يقال علي فأرسلت إلي لتقتلني، فقال كلا ولكن قد خبرت
انك تبعث إلى موسى بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه وانك قد
فعلت ذلك في العشرين الألف الدينار فأحببت ان اعلم ذلك، فقال
جعفر: الله أكبر يا أمير المؤمنين تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها
بخواتيمها، فقال الرشيد لخادم له خذ خاتم جعفر وانطلق به حتى تأتيني
بهذا المال وسمى له جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدر
بخواتيمها فاتى بها الرشيد فقال له جعفر هذا أول ما تعرف به كذب من
سعى بي إليك قال صدقت جعفر فقال ليحيى بن أبي مريم أ لا تدلني على
رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا فاوسع له منها قال بلى أدلك على
رجل بهذه الصفة وهو علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فأرسل إليه يحيى
فقال اخبرني عن عمك وعن شيعته والمال الذي يحمل إليه فقال له عندي
الخبر وسعى بعمه. أقول أراد يحيى ببحثه عن طالبي له رغبة في الدنيا
ان يتوصل بواسطته إلى معرفة شيعة موسى بن جعفر والمال الذي يحمل إليه
ليعرف ان جعفر بن محمد بن الأشعث منهم وانه يحمل المال إلى الكاظم
ع فيشي به إلى الرشيد فيقتله فتسبب من ذلك الوشاية بالكاظم ع
وقتله، وكان يحيى يخاف من انتقال الخلافة إلى الأمين وتقدم جعفر بن
محمد بن الأشعث عنده لأنه كان في حجره يتولى تربيته وتثقيفه فتزول دولة
البرامكة ولم يعلم يحيى ان الله بالمرصاد لكل باع وان من حفر لأخيه بئرا
أوقعه الله فيها وان من سل سيف البغي قتل به فزالت دولته ودولة ولده في
حياة الرشيد قبل انتقال الامر إلى الأمين وقتله الرشيد وولده شر قتلة
واقتص للامام الكاظم ع منهم في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وأخزى وفي رواية
أن الذي وشى به هو ابن أخيه محمد بن إسماعيل بن جعفر، قال
ابن شهرآشوب في المناقب: كان محمد بن إسماعيل بن الصادق ع
عند عمه موسى الكاظم ع يكتب له الكتب إلى شيعته في الآفاق فلما
ورد الرشيد الحجاز سعى بعمه إلى الرشيد فقال: أ ما علمت أن في الأرض
خليفتين يجبى إليهما الخراج؟ فقال الرشيد ويلك انا ومن؟ قال موسى بن
جعفر وأظهر اسراره فقبض عليه وحظي محمد عند الرشيد ودعا عليه موسى
الكاظم بدعاء استجابه الله فيه وفي أولاده. وروى الكشي بسنده عن
علي بن جعفر بن محمد ع قال: جاءني محمد بن إسماعيل بن جعفر
يسألني ان أسال أبا الحسن موسى ع ان يأذن له في الخروج إلى العراق
وان يرضى عنه ويوصيه بوصيته قال فتنحيت حتى دخل المتوضأ وخرج وهو
وقت كان يتهيأ لي ان اخلو به وأكلمه قال فلما خرج قلت له ان ابن أخيك
محمد بن إسماعيل يسألك ان تأذن له في الخروج إلى العراق وان توصيه
فاذن له ع فلما رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسماعيل وقال يا عم
أحب ان توصيني فقال أوصيك ان تتقي الله في دمي، فقال لعن الله من
يسعى في دمك ثم قال يا عم أوصني فقال أوصيك ان تتقي الله في دمي،
قال ثم ناوله أبو الحسن ع صرة فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها محمد
ثم ناوله أخرى فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أعطاه صرة أخرى فيها
مائة وخمسون دينارا فقبضها ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده
فقلت له في ذلك واستكثرته فقال هذا ليكون أوكد لحجتي إذا قطعني
ووصلته قال فخرج إلى العراق فلما ورد حضرة هارون أتى باب هارون
بثياب طريقه قبل ان ينزل واستاذن على هارون وقال للحاجب قل لأمير
المؤمنين ان محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بالباب فقال الحاجب انزل
أولا وغير ثياب طريقك وعد لأدخلك إليه بغير إذن فقد نام أمير المؤمنين في
هذا الوقت فقال أعلم أمير المؤمنين أني حضرت ولم تأذن لي فدخل الحاجب
وأعلم هارون قول محمد بن إسماعيل فامر بدخوله فدخل قال يا أمير
المؤمنين خليفتان في الأرض موسى بن جعفر بالمدينة يجبى له الخراج وأنت
بالعراق يجبى لك الخراج فقال والله فقال والله قال فامر له بمائة ألف درهم
فلما قبضها وحملت إلى منزله أخذته الذبحة في جوف ليلته فمات وحول من
الغد المال الذي حمل إليه إلى الرشيد.
وفي بعض الروايات ان الذي وشى بالكاظم ع هو اخوه محمد بن
جعفر، روى الصدوق في العيون بسنده ان محمد بن جعفر دخل على
هارون الرشيد فسلم عليه بالخلافة ثم قال له ما ظننت ان في الأرض
خليفتين حتى رأيت أخي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة قال وكان ممن
سعى بموسى بن جعفر ع يعقوب بن داود اه ويمكن ان يكون كل
منهم قد سعى به ع.
وفي كشف الغمة: قيل سعى به جماعة من أهل بيته منهم: محمد بن
جعفر بن محمد اخوه ومحمد بن إسماعيل بن جعفر ابن أخيه اه.
(١١)

وروى المفيد في الارشاد والشيخ في كتاب الغيبة بعدة أسانيد بما لا
يخرج عما ورد في رواية الصدوق الا في بعض التفاصيل ثم قالوا: وخرج
الرشيد في تلك السنة إلى الحج وبدأ بالمدينة فقبض فيها على أبي الحسن
موسى ع ويقال انه لما ورد المدينة استقبله موسى ع في جماعة من
الاشراف وانصرفوا من استقباله فمضى أبو الحسن ع إلى المسجد على
رسمه فأقام الرشيد إلى الليل فصار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله
اني اعتذر إليك من شئ أريد ان أفعله أريد ان احبس موسى بن جعفر
فإنه يريد التشتيت بين أمتك وسفك دمائها ثم أمر به فاخذ من المسجد
فادخل عليه فقيده واستدعى قبتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبة
الأخرى على بغل آخر وأخرج البغلين من
داره عليهما القبتان مستورتان ومع كل واحدة منهما خيل فافترقت الخيل
فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة والاخرى على طريق
الكوفة وكان أبو الحسن ع في القبة التي مضي بها على طريق البصرة وانما
فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الامر في باب أبي الحسن ع وامر
القوم الذين كانوا مع قبة أبي الحسن ان يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن
المنصور وكان على البصرة حينئذ فسلم إليه فحبسه عنده سنة وكتب إليه
الرشيد في دمه فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته فاستشارهم
فيما كتب إليه الرشيد فأشار عليه خاصته بالتوقف عن ذلك والاستعفاء منه
فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له: لقد طال أمر موسى بن جعفر
ومقامه في حبسي وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة
فما وجدته يفتر عن العبادة ووضعت من يسمع منه ما يقوله في دعائه فما
دعى عليك ولا علي ولا ذكرنا بسوء وما يدعو لنفسه الا بالمغفرة والرحمة فان
أنت انفذت إلي من يتسلمه مني والا خليت سبيله فاني متحرج من حبسه،
وروي ان بعض عيون عيسى بن جعفر رفع إليه أن يسمعه كثيرا يقول في
دعائه وهو محبوس عنده اللهم انك تعلم أني كنت أسألك ان تفرغني
لعبادتك اللهم وقد فعلت فلك الحمد، قال فوجه الرشيد من تسلمه من
عيسى بن جعفر المنصور وصير به إلى بغداد فسلم إلى الفضل بن الربيع
فبقي عنده مدة طويلة.
قال المفيد: وأراد الرشيد الفضل بن الربيع على شئ من امره فابى
فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه وجعله في بعض حجر
دوره ووضع عليه الرصد وكان ع مشغولا بالعبادة يحيي الليل كله
صلاة وقراءة للقرآن ودعاء و اجتهادا ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف
وجهه عن المحراب فوسع عليه الفضل بن يحيى وأكرمه فاتصل ذلك بالرشيد
وهو في الرقة فكتب إليه ينكر عليه توسعته على موسى ع ويأمره بقتله
فتوقف عن ذلك ولم يقدم عليه فاغتاظ الرشيد لذلك ودعا مسرور الخادم
فقال له اخرج على البريد في هذا الوقت إلى بغداد وادخل من فورك على
موسى بن جعفر فان وجدته في دعة ورفاهية فاوصل هذا الكتاب إلى
العباس بن محمد وأمره بامتثال ما فيه وسلم إليه كتابا آخر إلى السندي بن
شاهك يأمره فيه بطاعة العباس، فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيى لا
يدري أحد ما يريد ثم دخل على موسى ع فوجده على ما أبلغ الرشيد
فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي بن شاهك فاوصل الكتابين
إليهما فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض ركضا إلى الفضل بن يحيى
فركب معه وخرج مدهوشا دهشا حتى دخل على العباس بن محمد فدعى
العباس بسياط وعقابين وامر بالفضل فجرد وضربه السندي بين يديه مائة
سوط وخرج متغير اللون خلاف ما دخل وجعل يسلم على الناس يمينا وشمالا
وكتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فامر بتسليم موسى إلى السندي بن
شاهك وجلس الرشيد مجلسا حافلا وقال أيها الناس ان الفضل بن يحيى قد
عصاني وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه فلعنه الناس من كل ناحية
حتى ارتج البيت والدار بلعنه وبلغ يحيى بن خالد الخبر فركب إلى الرشيد
فدخل من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتى جاء من خلفه وهو لا
يشعر به ثم قال له التفت يا أمير المؤمنين إلي فاصغى إليه فزعا فقال إن
الفضل حدث وانا أكفيك ما تريد فانطلق وجهه وسر واقبل على الناس فقال إن
الفضل كان قد عصاني في شئ فلعنته وقد تاب وأناب إلى طاعتي فتولوه
فقالوا نحن أولياء من واليت وأعداء من عاديت وقد توليناه، ثم خرج
يحيى بن خالد على البريد حتى وافى بغداد فماج الناس وارجفوا بكل شئ
وأظهر انه ورد لتعديل السواد والنظر في أمر العمال وتشاغل ببعض ذلك
أياما ثم دعا السندي بن شاهك فامره فيه بأمره فأمتثله وكان الذي تولى به
السندي قتله ع سما جعله في طعام قدمه إليه ويقال انه جعله في
رطب فاكل منه فأحس بالسم ولبث ثلاثا بعده موعوكا منه ثم مات في اليوم
الثالث. ولما مات موسى ع ادخل السندي بن شاهك عليه
الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عدي وغيره فنظروا إليه لا اثر به
من جراح ولا خمش وأشهدهم على أنه مات حتف انفه فشهدوا على ذلك
واخرج ووضع على الجسر ببغداد ونودي هذا موسى بن جعفر قد مات
فانظروا إليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت وقد كان قوم زعموا
في أيام موسى ع انه هو القائم المنتظر وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة
للقائم فامر يحيى بن خالد ان ينادى عليه عند موته هذا موسى بن جعفر
الذي تزعم الرافضة انه لا يموت فانظروا إليه فنظر الناس إليه ميتا ثم حمله
فدفن في مقابر قريش في باب التبن وكانت هذه المقبرة لبني هاشم والاشراف
من الناس قديما. وروي انه لما حضرته الوفاة سال السندي بن شاهك ان
يحضره مولى له مدني ينزل عند دار العباس بن محمد في مشرعة القصب
ليتولى غسله وتكفينه ففعل ذلك، قال السندي فكنت سألته في الاذن لي ان
أكفنه فابى وقال إنا أهل بيت مهور نسائنا وحج صرورتنا وأكفان موتانا من
طاهر أموالنا وعندي كفن أريد ان يتولى غسلي وجهازي مولاي فلان فتولى
ذلك منه.
أبو الحسن علي الرضا
ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب ع
ثامن أئمة أهل البيت الطاهر صلوات الله عليهم أجمعين
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
ولد بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس ١١ ذي الحجة أو ذي القعدة
أو ربيع الأول سنة ١٥٣ أو ١٤٨ للهجرة سنة وفاة جده الصادق ع
أو بعدها بخمس سنين.
وتوفي يوم الجمعة أو الاثنين آخر صفر أو ١٧ أو ٢١ من شهر رمضان
أو ١٨ جمادى الأولى أو ٢٣ من ذي القعدة أو آخره سنة ٢٠٣ أو ٢٠٦ أو
٢٠٢ قال الصدوق في العيون: الصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع
بقين منه يوم الجمعة سنة ٢٠٣ وكانت وفاته بطوس من أرض خراسان في
قرية يقال لها سنا آباد من رستاق نوقان من نوقان على دعوة.
وعمره ٤٨ أو ٤٧ أو ٥٠ أو ٥١ أو ٥٧ سنة و ٤٩ يوما أو ٧٩ يوما أو
بزيادة ٩ أشهر عليها أو ٦ أشهر و ١٠ أيام على حسب الاختلاف في تاريخ
(١٢)

المولد والوفاة وما يقال في عمره الشريف أنه ٥٥ أو ٥٢ أو ٤٩ سنة لا يكاد
ينطبق على شئ من الأقوال والروايات والظاهر أن منشأ بعضه التسامح
بعد السنة الناقصة سنة كاملة. ومن الغريب ما ذكره الصدوق في العيون
من أن ولادته في ١١ ربيع الأول سنة ١٥٣ ووفاته لتسع بقين من رمضان
سنة ٢٠٣ وعمره ٤٩ سنة و ٦ أشهر مع أنه على هذا يكون عمره ٥٠ سنة
و ٦ أشهر و ١٠ أيام ومنشأه عدم التدقيق في الحساب وقد وقع نظيره من
الشيخ المفيد في غير المقام كما نبهنا عليه في حواشي المجالس السنية. أقام
منها مع أبيه ٢٤ سنة وأشهرا كما في مطالب السؤول و ٢٥ سنة إلا شهرين
في قول ابن الخشاب والمطابق لما مر أن يكون عمره يوم وفاة أبيه ٣٥ سنة أو
٢٩ سنة وشهرين وبعد أبيه ٢٥ سنة كما في مطالب السؤول والمطابق لما
تقدم ان يكون بقاؤه بعده ٢٠ سنة كما في الارشاد أو بنقيصة شهرين أو
ثلاثة أو ٢٠ سنة و ٤ أشهر أو ٢٢ سنة الا شهرا وهي مدة إمامته وخلافته
وهي بقية ملك الرشيد عشر سنين وخمسة وعشرين يوما ثم خلع الأمين
وأجلس عمه إبراهيم بن المهدي أربعة وعشرين يوما ثم اخرج محمد ثانية
وبويع له وبقي سنة وسبعة أشهر وقتله طاهر بن الحسين ثم ملك المأمون
عبد الله بن هارون بعده عشرين سنة واستشهد. ع بعد مضي
خمس سنين أو ثمان سنين من ملك المأمون.
أمه
في مطالب السؤول: أمه أم ولد تسمى الخيزران المرسية وقيل
شقراء النوبية واسمها اروى وشقراء لقب لها.
قال الطبرسي في إعلام الورى: أمه أم ولد يقال لها أم البنين
واسمها نجمة ويقال سكن النوبية ويقال تكتم، قال الحاكم أبو علي قال
الصولي والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا ع:
ألا ان خير الناس نفسا ووالدا ورهطا وأجدادا علي المعظم
أتتنا به للعلم والحلم ثامنا إماما يؤدي حجة الله تكتم
قال أبو بكر: وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن
العباس ولم اروه وما لم يقع لي رواية وسماعا فاني لا أحققه ولا ابطله، قال
وتكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الاشعار كثيرا منها في قول
الشاعر:
طاف الخيالان فزادا سقما خيال تكنى وخيال تكتما
اه وصحح الفيروزآبادي تكنى وتكتم على بناء المجهول وقال
كل منهما اسم لامرأة.
كنيته
أبو الحسن ويقال أبو الحسن الثاني. وروى أبو الفرج في مقاتل
الطالبيين ما يدل على أنه يكنى بأبي بكر فروى بسنده عن عيسى بن مهران
عن أبي الصلت الهروي قال: سألني المأمون يوما عن مسالة فقلت قال فيها
أبو بكر كذا وكذا فقال من أبو بكر أبو بكرنا أو أبو بكر العامة قلت بل أبو
بكرنا فقال عيسى لأبي الصلت من أبو بكركم فقال علي بن موسى الرضا
كان يكنى به.
لقبه
في مطالب السؤول: ألقابه الرضا والصابر والرضي والوفي وأشهرها
الرضا، ومثله في الفصول المهمة مع إبدال الرضي والوفي بالزكي والولي،
وفي مناقب ابن شهرآشوب قال أحمد البزنطي انما سمي الرضا لأنه كان
رضا لله تعالى في سمائه ورضا لرسوله والأئمة ع بعده في أرضه
وقيل لأنه رضي به المخالف والموالف وقيل لأنه رضي به المأمون.
نقش خاتمه
في الفصول المهمة: حسبي الله، وفي الكافي بسنده عن الرضا
ع: نقش خاتمي ما شاء الله لا قوة إلا بالله، وفي العيون: نقش خاتمه
وليي الله.
بوابه
في الفصول المهمة: بوابه محمد بن الفرات، وفي المناقب: كان
بوابه محمد بن راشد.
شاعره
دعبل الخزاعي وأبو نواس وإبراهيم بن العباس الصولي.
أولاده
قال كمال الدين محمد بن طلحة في مطالب السؤول: اما أولاده
فكانوا ستة: خمسة ذكور وبنت واحدة وأسماء أولاده: محمد القانع،
الحسن، جعفر، إبراهيم، الحسن، عائشة اه ونحوه ذكر
عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة الطاهرة وابن الخشاب في
مواليد أهل البيت وأبو نعيم في الحلية. وفي تذكرة الخواص لسبط ابن
الجوزي: أولاده محمد الإمام أبو جعفر الثاني وجعفر وأبو محمد الحسن
وإبراهيم وابنة واحدة. وقال المفيد في الارشاد: مضى الرضا ع ولم
يترك ولدا نعلمه إلا ابنه الامام بعده أبا جعفر محمد بن علي ع
وقال ابن شهرآشوب في المناقب: أولاده محمد الامام فقط. وقال
الطبرسي في إعلام الورى: كان للرضا من الولد ابنه أبو جعفر محمد بن
علي الجواد لا غير، وعن العدد القوية: كان له ولدان محمد وموسى لم
يترك غيرهما، وعن قرب الإسناد أن البزنطي قال للرضا ع اني أسألك
منذ سنين عن الخليفة بعدك وأنت تقول ابني ولم يكن لك يومئذ ولد اليوم
قد وهب الله لك ولدين فأيهما هو؟ ونقل المجلسي في البحار في باب حسن
الخلق عن عيون أخبار الرضا ع حديثا عن فاطمة بنت الرضا عن أبيها
الخ.
صفته في خلقه وحليته
في الفصول المهمة: صفته معتدل القامة.
صفته في أخلاقه واطواره
في إعلام الورى: في ذكر طرف من خصائصه ومناقبه واخلاقه الكريمة
قال إبراهيم بن العباس يعني الصولي: ما رأيت الرضا ع
سئل عن شئ إلا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته
وعصره وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شئ فيجيب عنه وكان جوابه
كله وتمثله انتزاعات من القرآن المجيد وكان يختمه في كل ثلاث وكان يقول
لو اني أردت ان اختمه في أقرب من ثلاث لختمت ولكنني ما مررت بآية قط
الا فكرت فيها وفي أي شئ أنزلت وعنه قال: ما رأيت ولا سمعت بأحد
(١٣)

أفضل من أبي الحسن الرضا وشهدت منه ما لم أشاهد من أحد وما رأيته
جفا أحدا بكلام قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرع منه وما رد
أحدا عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ
بين يدي جليس له قط ولا رأيته يشتم أحدا من مواليه ومماليكه ولا رأيته
تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسم
وكان إذا خلا ونصبت الموائد اجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب
والسائس وكان قليل النوم بالليل كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام في
الشهر ويقول إن ذلك يعدل صيام الدهر وكان كثير المعروف والصدقة في
السر وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة فمن زعم أنه رأى مثله
في فضله فلا تصدقوه. قال: وعن محمد بن أبي عياد: كان جلوس الرضا
ع على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء ولبسه الغليظ من الثياب
حتى إذا برز للناس تزين لهم، وقال الصدوق في العيون: كان ع
خفيف الأكل قليل الطعام اه وفي خلاصة تذهيب الكمال عن سنن
ابن ماجة: كان سيد بني هاشم وكان المأمون يعظمه ويجله وعهد له
بالخلافة واخذ له العهد اه وقال الحاكم في تاريخ نيسابور كان يفتي في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن نيف وعشرين سنة اه وفي تهذيب
التهذيب: كان الرضا من أهل العلم والفضل مع شرف النسب اه.
وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن رجاء بن أبي
الضحاك وكان بعثه المأمون لأشخاص الرضا ع قال: والله ما رأيت
رجلا كان أتقى لله منه ولا أكثر ذكرا له في جميع أوقاته منه ولا أشد خوفا لله
عزل وجل إلى أن قال: وكان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في
معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه عن آبائه عن علي ع
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه
فأخبرته بما شاهدت منه في ليله ونهاره وظعنه وإقامته فقال بلى يا ابن أبي
الضحاك هذا خير أهل الأرض وأعلمهم وأعبدهم الحديث.
وفي أنساب السمعاني: قال أبو حاتم بن حبان البستي يروي عن أبيه
العجائب روى عنه أبو الصلت وغيره كان يهم ويخطئ قلت والرضا كان
من أهل العلم والفضل مع شرف النسب، والخلل في روايته من رواته فإنه
ما روى عنه ثقة الا متروك، والمشهور من رواياته الصحيفة وراويها عليه
مطعون فيه اه الأنساب: وكتب بعض من كانت عنده نسخة الأنساب
على هامشها كما في النسخة المطبوعة بالتصوير الشمسي ما صورته: أنظر
إلى هذه الجرأة العظيمة من هذا المغرور كيف يوهم ويخطئ ابن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ووارث علمه أحد علماء العترة النبوية وامامهم المجمع على غزارة علمه
وشرفه وليت شعري كيف ظهر لهذا الناصبي الذي أفنى عمره في علم
الرسوم لأجل الدنيا حتى نال بها قضاء بلخ وغيرها وهم علي بن موسى
الرضا وخطؤه وبينهما نحو مائة وخمسين عاما لولا بغض القربى النبوية التي
أمر الله بحبها ومودتها وأمر رسوله ع بالتمسك بها قاتلهم الله أنى
يؤفكون اه ويظهر أن بعض قارئيها ممن لم ترق في عينه ضرب بيده
عليها بقصد طمسها لكنها بقيت واضحة جلية.
فضائله ومناقبه
وهي كثيرة وقد تكلفت بها كتب الأخبار والتاريخ. قال اليافعي في مرآة
الجنان: فيها أي سنة ٢٠٣ توفي الامام الجليل المعظم سلالة السادة الأكارم
أبو الحسن علي بن موسى الكاظم أحد الأئمة الاثني عشر ولي المناقب الذين
انتسبت الامامية إليهم وقصروا بناء مذهبهم عليهم اه ولا بد من
ملاحظة ما مر في سيرة الصادق ع من اشتراك الكل في أنهم أكمل أهل
زمانهم ونحن نذكر هنا طرفا من مناقبه وفضائله لتعسر استقصائها.
أحدها: العلم مر عن إبراهيم بن العباس الصولي أنه قال: ما
رأيت الرضا ع سئل عن شئ الا علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في
الزمان إلى وقته وعصره وان المأمون كان يمتحنه بالسؤال عن كل شئ
فيجيب عنه وان جوابه كله كان انتزاعات من القرآن المجيد. وفي إعلام الورى
عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال ما رأيت أعلم
من علي بن موسى الرضا ولا رآه عالم الا شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع
المأمون في مجلس له عددا من علماء الأديان وفقهاء الشريعة والمتكلمين فغلبهم
عن آخرهم حتى ما بقي منهم أحد الا أقر له بالفضل وأقر على نفسه
بالقصور ولقد سمعته يقول كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة
متوافرون فإذا أعيا الواحد منهم عن مسالة أشاروا إلى بأجمعهم وبعثوا إلي
المسائل فأجبت عنها قال أبو الصلت ولقد حدثني محمد بن إسحاق بن
موسى بن جعفر عن أبيه ان موسى بن جعفر كان يقول لبنيه هذا أخوكم
علي بن موسى عالم آل محمد فسلوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم.
وفي مناقب ابن شهرآشوب عن كتاب الجلاء والشفاء قال محمد بن
عيسى اليقطيني: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا ع جمعت
من مسائله مما سئل عنه وأجاب فيه ثمانية عشر ألف مسالة. وروى الشيخ
في كتاب الغيبة عن الحميري عن اليقطيني مثله الا أنه قال خمسة عشر ألف
مسالة، وفي المناقب ذكر أبو جعفر القمي في عيون أخبار الرضا أن المأمون
جمع علماء سائر الملل مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئين منهم
عمران الصابي والهربذ الأكبر وأصحاب زردشت ونطاس الرومي
والمتكلمين منهم سليمان المروزي ثم أحضر الرضا ع فسألوه
فقطع الرضا واحدا بعد واحد كان المأمون اعلم خلفاء بني العباس وهو مع
ذلك كله انقاد له اضطرارا حتى جعله ولي عهده وزوج ابنته اه.
أجوبة المسائل
روى الصدوق في العيون بسنده عن الحسين بن خالد أنه قال
للرضا: يا ابن رسول الله ان الناس يروون ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله خلق
آدم على صورته فقال قاتلهم الله لقد حذفوا أول الحديث، ان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم مر برجلين يتسابان فسمع أحدهما يقول لصاحبه قبح الله وجهك
ووجه من يشبهك فقال له يا عبد الله لا تقل هذا لأخيك فان الله عز وجل
خلق آدم على صورته.
وسئل عن رجل قال كل مملوك قديم في ملكي فهو حر فقال يعتق
من مضى له في ملكه ستة أشهر لقوله تعالى والقمر قدرناه منازل حتى عاد
كالعرجون القديم وبين العرجون القديم والعرجون الحديث ستة أشهر.
وعن كتاب نثر الدرر سال الفضل بن سهل علي بن موسى الرضا
ع في مجلس المأمون فقال يا أبا الحسن الناس مجبرون فقال الله
أعدل من أن يجبر ثم يعذب قال فمطلقون قال الله أحكم من أن يهمل عبده
ويكله إلى نفسه.
(١٤)

وفي تهذيب التهذيب: قال المبرد عن أبي عثمان المازني سئل علي بن
موسى الرضا ع يكلف الله العباد ما لا يطيقون قال وأعدل من ذلك،
قال يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون قال هم أعجز من ذلك اه.
أقول المراد والله العالم انهم لا يستطيعون ان يفعلوا ما يريدون
مستغنين عن أقدار الله لهم، ويأتي في اخباره مع المأمون من أجوبة مسائله
في أنواع العلوم الشئ الكثير.
ثانيها الحلم وكفى في حلمه تشفعه إلى المأمون في الجلودي الذي
كان ذهب إلى المدينة بأمر الرشيد ليسلب نساء آل أبي طالب ولا يدع على
واحدة منهن الا ثوبا واحدا ونقم بيعة الرضا ع فحبسه المأمون ثم دعا به
من الحبس بعد ما قتل اثنين قبله فقال الرضا يا أمير المؤمنين هب لي هذا
الشيخ فظن الجلودي انه يعين عليه فاقسم على المأمون ان لا يقبل قوله فيه
فقال والله لا أقبل قوله فيك وأمر بضرب عنقه، وسيأتي ذلك مفصلا في
خبر عزم المأمون على الخروج من مرو.
ثالثها التواضع مر في صفته ع عن إبراهيم بن العباس انه
كان إذا خلا ونصبت الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتى البواب
والسائس. وعن ياسر الخادم: كان الرضا ع إذا خلا جمع حشمه كلهم
عنده الصغير والكبير فيحدثهم ويأنس بهم ويؤنسهم، وروى الكليني في
الكافي بسنده عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا ع في سفره
إلى خراسان فدعا يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم
فقال له بعض أصحابه جعلت فداك لو عزلت لهؤلاء مائدة فقال ع: ان
الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال.
رابعها مكارم الأخلاق مر في صفته ع عن إبراهيم بن
العباس انه ع ما جفا أحدا بكلام قط ولا قطع على أحد كلامه حتى يفرع
منه وما رد أحدا عن حاجة قدر عليها ولا مد رجليه ولا اتكأ بين يدي
جليس له قط ولا شتم أحدا من مواليه ومماليكه ولا تفل قط ولا قهقه في
ضحكه بل يتبسم. وروى الكليني في الكافي بسنده انه نزل بأبي الحسن
الرضا ع ضيف وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج
فمد الرجل يده ليصلحه فزبره أبو الحسن ع ثم بادره بنفسه فاصلحه ثم
قال إنا قوم لا نستخدم اضيافنا. وبسنده عن ياسر ونادر خادمي الرضا
ع انهم قالا: قال لنا أبو الحسن صلى الله عليه وآله وسلم ان قمت على
رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا ولربما دعا بعضنا فيقال هم
يأكلون فيقول دعوهم حتى يفرغوا.
خامسها الكرم والسخاء سيأتي عند ذكر ولايته للعهد انه وفد
عليه من الشعراء إبراهيم بن العباس الصولي فوهب له عشرة آلاف من
الدراهم التي ضربت باسمه، وأجاز أبا نواس بثلثمائة دينار لم يكن عنده
غيرها وساق إليه البغلة، وأجاز دعبلا الخزاعي بستمائة دينار واعتذر إليه.
وفي المناقب عن يعقوب بن إسحاق النوبختي قال: مر رجل بأبي الحسن
الرضا ع فقال له اعطني على قدر مروءتك قال لا يسعني ذلك فقال على
قدر مروءتي قال اما هذا فنعم. ثم قال يا غلام اعطه مائتي دينار. قال
وفرق ع بخراسان ماله كله في يوم عرفة فقال له الفضل بن سهل ان
هذا لمغرم فقال بل هو المغنم لا تعدن مغرما ما ابتعت به اجرا وكرما.
وروى الكليني في الكافي بسنده عن اليسع بن حمزة: كنت في مجلس
أبي الحسن الرضا ع وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال
والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال السلام عليك يا ابن رسول الله
رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك مصدري من الحج وقد افتقدت
نفقتي وما معي ما أبلغ به مرحلة فان رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي
نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة
فقال له اجلس رحمك الله واقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقي هو
وسليمان الجعفري وخيثمة وانا فقال أتأذنون لي في الدخول فقال له سليمان
قدم الله امرك فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب واخرج
يده من أعلى الباب وقال أين الخراساني فقال ها انا ذا فقال خذ هذه المائتي
دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك وتبرك بها ولا تتصدق بها عني واخرج
فلا أراك ولا تراني ثم خرج فقال سليمان جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت
فلما ذا سترت وجهك عنه فقال مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي
حاجته، أ ما سمعت حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المستتر بالحسنة تعدل سبعين
حجة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بها مغفور له أ ما سمعت قول الأول:
متى آته لأطلب حاجة رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه
سادسها كثرة الصدقات مر عن إبراهيم بن العباس أنه ع
كان كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك منه لا يكون الا في الليالي
المظلمة.
سابعها الهيبة في قلوب الناس فسيأتي أنه لما خرج للصلاة في مرو
ورآه القواد والعسكر رموا بنفوسهم عن دوابهم ونزعوا خفافهم وقطعوها
بالسكاكين طلبا للسرعة لما رأوه راجلا حافيا، وانه لما هجم الجند على دار
المأمون بسرخس بعد قتل الفضل بن سهل وجاءوا بنار ليحرقوا الباب
وطلب منه المأمون أن يخرج إليهم فلما خرج وأشار إليهم أن يتفرقوا تفرقوا
مسرعين.
اخباره مع المأمون
طلبه إياه من المدينة إلى مرو وجعله ولي عهده
كان المأمون متشيعا لأمير المؤمنين علي ع مجاهرا بذلك محتجا عليه
مكرما لآل أبي طالب متجاوزا عنهم على عكس أبيه الرشيد ويدل على
تشيعه أمور كثيرة نذكر هنا طرفا منها.
١ احتجاجه على العلماء في تفضيل علي ع بالحجج البالغة كما
رواه صاحب العقد الفريد ونقلناه بتمامه في الجزء الأول من معادن الجواهر
ورواه الصدوق في العيون مسندا.
٢ جعله الرضا ع ولي عهده وتزويجه ابنته واحسانه إلى
العلويين.
٣ تزويجه الجواد ابنته واكرامه واجلاله.
٤ قوله أ تدرون من علمني التشيع وحكايته خبر الكاظم ع
مع الرشيد وتقدم في سيرة الكاظم ع.
٥ إفتاؤه بتحليل المتعة وقوله ومن أنت يا جعل حتى تحرم ما أحل
الله في الخبر المشهور.
٦ قوله بخلق القرآن وفقا لقول الشيعة حتى عد ذلك من مساوئه.
٧ ما ذكره البيهقي في المحاسن والمساوي قال: قال المأمون انصف
شاعر الشيعة حيث يقول:
(١٥)

إنا وإياكم نموت فلا أفلح بعد الممات من ندما
قال وقال المأمون:
ومن غاو يعض علي غيظا إذا أدنيت أولاد الوصي
يحاول أن نور الله يطفى ونور الله في حصن أبي
فقلت أ ليس قد أوتيت علما وبان لك الرشيد من الغوي
وعرفت احتجاجي بالمثاني وبالمعقول والأثر القوي
بآية خطة وبأي معنى تفضل ملحدين على علي
علي أعظم الثقلين حقا وأفضلهم سوى حق النبي
٨ ما ذكره الصدوق في عيون أخبار الرضا ع قال دخل
عبد الله بن مطرق بن ماهان على المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا
فقال له المأمون ما تقول في أهل هذا البيت فقال عبد الله ما أقول في طينة
عجنت بماء الرسالة وغرست بماء الوحي هل ينفح منها الا مسك الهدى
وعنبر التقى فدعا المأمون بحقة فيها لؤلؤ فحشا فاه.
٩ ما ذكره سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص قال: قال أبو بكر
الصولي في كتاب الأوراق وغيره كان المأمون يحب عليا ع كتب إلى
الآفاق بان علي بن أبي طالب أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن لا يذكر
معاوية بخير ومن ذكره بخير أبيح دمه وماله. قال الصولي: ومن أشعار
المأمون في علي ع:
ألام على حب الوصي أبي الحسن وذلك عندي من عجائب ذا الزمن
خليفة خير الناس والأول الذي أعان رسول الله في السر والعلن
ولولاه ما عدت لهاشم امرة وكانت على الأيام تقصى وتمتهن
ولى بني العباس ما اختص غيرهم ومن منه أولي بالتكرم والمنن
فأوضح عبد الله بالبصرة الهدى وفاض عبيد الله جودا على اليمن
وقسم اعمال الخلافة بينهم فلا زال مربوطا بذا الشكر مرتهن
قال ومن أشعار المأمون:
لا تقبل التوبة من تائب الا بحب ابن أبي طالب
أخو رسول الله حلف الهدى والأخ فوق الخل والصاحب
إن جمعا في الفضل يوما فقد فاق اخوه رغبة الراغب
فقدم الهادي في فضله تسلم من اللائم والعائب
إن مال ذو النصب إلى جانب ملت مع الشيعي في جانب
أكون في آل نبي الهدى خير نبي من بني غالب
حبهم فرض نؤدي به كمثل حج لازم واجب
قال وذكر الصولي في كتاب الأوراق أيضا قال كان مكتوبا على سارية
من سواري جامع البصرة:
رحم الله عليا أنه كان تقيا
وكان يجلس إلى تلك السارية أبو عمر الخطابي واسمه حفص وكان
أعور، فامر به فمحي فكتب إلى المأمون بذلك فشق عليه وامر باشخاصه
إليه، فلما دخل عليه قال لم محوت اسم أمير المؤمنين على السارية فقال وما
كان عليها فقال:
رحم الله عليا انه كان تقيا
فقال بلغني أنه كان نبيا فقال كذبت بل كانت القاف أصح من عينك
الصحيحة ولولا أن أزيدك عند العامة نفاقا لأدبتك ثم أمر باخراجه
اه.
سبب طلب المأمون الرضا ع إلى خراسان ليجعله ولي عهده
قيل إن السبب في ذلك أن الرشيد كان قد بايع لابنه محمد الأمين بن
زبيدة وبعده لأخيه المأمون وبعدهما لأخيهما القاسم المؤتمن وجعل أمر عزله
وابقائه بيد المأمون وكتب بذلك صحيفة وأودعها في جوف الكعبة وقسم
البلاد بين الأمين والمأمون فجعل شرقيها للمأمون وأمره بسكنى مرو وغربيها
للأمين وأمره بسكنى بغداد فكان المأمون في حياة أبيه في مرو ثم إن الأمين
بعد موت أبيه في خراسان خلع أخاه المأمون من ولاية العهد وبايع لولد له
صغير فوقعت الحرب بينهما فنذر المأمون حين ضاق به الأمر إن اظفره الله
بالأمين أن يجعل الخلافة في أفضل آل أبي طالب فلما قتل أخاه الأمين
واستقل بالسلطنة وجرى حكمه في شرق الأرض وغربها كتب إلى الرضا
ع يستقدمه إلى خراسان ليفي بنذره. وهذا الوجه اختاره الصدوق في
عيون الأخبار فروى بسنده عن الريان بن الصلت أن الناس أكثروا في بيعة
الرضا من القواد والعامة ومن لا يحب ذلك وقالوا هذا من تدبير الفضل بن
سهل فأرسل إلي المأمون فقال بلغني أن الناس يقولون إن بيعة الرضا كانت
من تدبير الفضل بن سهل قلت نعم قال ويحك يا ريان أ يجسر أحد أن يجئ
إلى خليفة قد استقامت له الرعية فيقول له ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك
أ يجوز هذا في العقل قلت لا والله قال سأخبرك بسبب ذلك: انه لما كتب
إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه فأبيت عليه عقد لعلي بن موسى بن
ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي وبعثت هرثمة بن أعين
إلى سجستان وكرمان فانهزم وخرج صاحب السرير وغلب على كور خراسان
من ناحيته فورد علي هذا كله في أسبوع ولم يكن لي قوة بذلك ولا مال
أتقوى به ورأيت من قوادي ورجالي الفشل والجبن فأردت أن ألحق بملك
كابل فقلت في نفسي رجل كافر ويبذل محمد له الأموال فيدفعني إلى يده فلم
أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله من ذنوبي وأستعين به على هذه
الأمور واستجير بالله عز وجل فامرت ببيت فكنس وصببت علي الماء ولبست
ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات ودعوت الله واستجرت به وعاهدته
عهدا وثيقا بنية صادقة إن أفضى الله بهذا الأمر إلي وكفاني عاديته أن أضع
هذا الأمر في موضعه الذي وضعه الله عز وجل فيه فلم يزل أمري يقوى
حتى كان من أمر محمد ما كان وأفضى الله إلي بهذا الأمر فأحببت أن أفي بما
عاهدته فلم أر أحدا أحق بهذا الأمر من أبي الحسن الرضا فوضعتها فيه فلم
يقبلها الا على ما قد علمت فهذا كان سببها الحديث ويأتي في حديث أبي
الفرج والمفيد أن الحسن بن سهل لما جعل يعظم على المأمون اخراج الأمر
من أهله ويعرفه ما في ذلك عليه قال له المأمون اني عاهدت الله على أني ان
ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وما اعلم أحدا
أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض.
وقيل انما بايعه لأنه نظر في الهاشميين فلم يجد أحدا أفضل ولا أحق
بالخلافة منه وهذا الوجه لا ينافي الوجه الأول قال اليافعي في مرآة الجنان:
إن سبب طلب المأمون الرضا ع إلى خراسان وجعله ولي عهده انه
استحضر أولاد العباس الرجال منهم والنساء وهو بمدينة مرو من بلاد
خراسان وكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا بين كبير وصغير واستدعى عليا
المذكور فانزله أحسن منزل وجمع خواص الأولياء وأخبرهم أنه نظر في ولد
العباس وأولاد علي بن أبي طالب فلم يجد أحدا في وقته أفضل ولا أحق
بالخلافة من علي الرضا فبايعه. وقال الطبري في تاريخه انه ورد كتاب من
الحسن بن سهل إلى بغداد أن أمير المؤمنين المأمون جعل علي بن موسى بن
جعفر بن محمد ولي عهده من بعده وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي
فلم يجد أحدا هو أفضل ولا أورع ولا اعلم منه الحديث.
(١٦)

وروى الصدوق في العيون عن البيهقي عن الصولي عن عبيد الله بن
عبد الله بن طاهر قال أشار الفضل بن سهل على المأمون أن يتقرب إلى الله
عز وجل وإلى رسوله بصلة رحمه بالبيعة لعلي بن موسى ليمحو بذلك ما كان
من أمر الرشيد فيهم وما كان يقدر على خلافه في شئ إلى أن قال وما
كان يحب أن يتم العهد للرضا ع بعده قال الصولي وقد صح عندي ما
حدثني به عبيد الله من جهات: منها أن عون بن محمد حدثني عن
محمد بن أبي سهل النوبختي أو عن أخ له قال لما عزم المأمون على العقد
للرضا ع بالعهد قلت والله لاعتبرن ما في نفس المأمون من هذا الأمر
أ يحب اتمامه أو يتصنع به فكتبت إليه على يد خادم كان يكاتبني باسراره على
يده: قد عزم ذو الرياستين على عقد العهد والطالع السرطان وفيه المشتري
والسرطان وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلب لا يتم أمر يعقد فيه ومع
هذا فان المريخ في الميزان في بيت العاقبة وهذا يدل على نكبة المعقود له
وعرفت أمير المؤمنين ذلك لئلا يعتب علي إذا وقف على هذا من غيري
فكتب إلي إذا قرأت جوابي إليك فاردده إلي مع الخادم ونفسك أن يقف أحد
على ما عرفتنيه وأن يرجع ذو الرياستين عن عزمه لأنه إن فعل ذلك ألحقت
الذنب بك وعلمت أنك سببه فضاقت علي الدنيا وتمنيت أني ما كنت كتبت
إليه ثم بلغني أن الفضل بن سهل قد تنبه على الأمر ورجع عن عزمه وكان
حسن العلم بالنجوم فخفت والله على نفسي وركبت إليه فقلت أ تعلم في
السماء نجما أسعد من المشتري قال لا قلت أ فتعلم أن في الكواكب نجما
يكون في حال أسعد منها في شرفها قال لا قلت فامض العزم على رأيك إذ
كنت تعقده وسعد الفلك في أسعد حالاته فامضى الأمر على ذلك فما علمت
أني من أهل الدنيا حتى وقع العقد فزعا من المأمون اه.
وحاصل الخبر أن الفضل النوبختي وكان منجما أراد اختبار ما في
نفس المأمون فكتب إليه أن احكام النجوم تدل على أن عقد البيعة للرضا في
هذا الوقت لا يتم وانها تدل على نكبة المعقود له فإن كان باطن المأمون
كظاهره ترك عقد البيعة في ذلك الوقت واخره إلى وقت يكون أوفق منه
فاجابه المأمون وحذره من أن يرجع ذو الرياستين عن عزمه على ايقاع عقد
البيعة في ذلك الوقت وانه إذا رجع علم أن ذلك من النوبختي وأمره بارجاع
الكتاب إليه لئلا يطلع عليه أحد ثم بلغه أن الفضل بن سهل تنبه أن الوقت
غير صالح لعقد البيعة لأنه كان عالما بالنجوم فخاف النوبختي أن ينسب
رجوع الفضل بن سهل عن عزمه إليه فيقتله المأمون فركب إليه وأقنعه من
طريق النجوم أن الوقت صالح على خلاف الحقيقة لأنه كان اعرف منه
بالنجوم فلبس الأمر عليه حتى اقنعه.
وقيل إن السبب في ذلك أن الفضل بن سهل أشار عليه بهذا فاتبع
رأيه قال الصدوق في عيون أخبار الرضا: قد ذكر قوم أن الفضل بن
سهل أشار على المأمون بان يجعل علي بن موسى الرضا ولي عهده منهم أبو
علي الحسين بن أحمد السلامي ذكر ذلك في كتابه الذي صنفه في اخبار
خراسان قال فكان الفضل بن سهل ذو الرياستين وزير المأمون ومدبر أموره
وكان مجوسيا فأسلم على يدي يحيى بن خالد البرمكي وصحبه وقيل بل
أسلم سهل والد الفضل على يدي المهدي وأن الفضل اختاره يحيى بن خالد
البرمكي لخدمة المأمون وضمه إليه فتغلب عليه واستبد بالأمر دونه وانما لقب
بذي الرياستين لأنه تقلد الوزارة ورياسة الجند فقال الفضل حين استخلف
المأمون يوما لبعض من كان يعاشره أين يقع فعلي فيما أتيته من فعل أبي
مسلم فيما اتاه فقال إن أبا مسلم حولها من قبيلة إلى قبيلة وأنت حولتها من
أخ إلى أخ وبين الحالين ما تعلمه، قال الفضل: فاني أحولها من قبيلة إلى
قبيلة ثم أشار على المأمون بان يجعل علي بن موسى الرضا ولي عهده فبايعه
وأسقط بيعة المؤتمن أخيه. فلما بلغ خبره العباسيين ببغداد ساءهم ذلك
فاخرجوا إبراهيم بن المهدي وبايعوه بالخلافة فلما بلغ المأمون خبر إبراهيم
علم أن الفضل بن سهل أخطأ عليه وأشار بغير الصواب فخرج من مرو
منصرفا إلى العراق واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله واحتال على
علي بن موسى حتى سم في علة كانت أصابته فمات. ثم قال الصدوق:
هذا ما حكاه أبو علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه والصحيح عندي
أن المأمون انما ولاه العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره وأن
الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لأمره لأنه كان من صنائع
آل برمك اه.
كتاب المأمون إلى الرضا ع
بالقدوم عليه وارساله من يشخصه
روى الصدوق في العيون بسنده عن جماعة قالوا: لما انقضى أمر
المخلوع واستوى أمر المأمون كتب إلى الرضا يستدعيه ويستقدمه إلى
خراسان فاعتل عليه الرضا بعلل كثيرة فما زال المأمون يكاتبه ويسأله حتى
علم الرضا ع انه لا يكف عنه فخرج وأبو جعفر له سبع سنين اه.
وقال الطبري في هذه السنة أي سنة ٢٠٠ للهجرة وجه المأمون
رجاء بن أبي الضحاك وهو عم الفضل بن سهل وفرناس الخادم لاشخاص
علي بن موسى بن جعفر بن محمد ومحمد بن جعفر اه وكان محمد بن
جعفر خرج على المأمون بمكة وتسمى بإمرة المؤمنين ثم خلع نفسه على يد
الجلودي فخرج به الجلودي إلى العراق حتى سلمه إلى الحسن بن سهل
فبعث به الحسن بن سهل إلى المأمون بمرو مع رجاء بن أبي الضحاك، ذكر
ذلك الطبري أيضا فيكون رجاء اخذ الرضا من المدينة ومحمد بن جعفر من
العراق.
روى الصدوق في العيون بسنده عن رجاء بن أبي الضحاك قال بعثني
المأمون في اشخاص علي بن موسى الرضا من المدينة وأمرني أن آخذ به على
طريق البصرة والأهواز وفارس ولا آخذ به على طريق قم وأمرني أن احفظه
بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه فكنت معه من المدينة إلى مرو
الحديث، ويأتي عن أبي الفرج والمفيد انه كان المتولي لأشخاصهما
الجلودي واسمه عيسى بن يزيد ويبعده أن الجلودي كان من قواد الرشيد
وكان عدوا للرضا فلم يكن المأمون ليبعثه في اشخاصه، قال أبو الفرج
الأصبهاني في مقاتل الطالبيين بعد ما ذكر أن الرضا دس إليه المأمون فيما ذكر
سما فمات منه: ذكر الخبر في ذلك أخبرني ببعضه علي بن الحسين بن
علي بن حمزة عن عمه محمد بن علي بن حمزة العلوي وأخبرني بأشياء منه
أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن الحسن العلوي وجمعت أخبارهم
أقول وأورد المفيد في الارشاد بعض هذا الخبر كما اورده أبو الفرج لكن
بدون سند وزاد عليه والظاهر أن ما اتفقا فيه نقله المفيد من المقاتل لأن
نسخته كانت عنده بخط أبي الفرج كما صرح به في موضع آخر من الارشاد
فما اتفقا فيه نقلناه عنهما وما انفرد به أحدهما نقلناه عنه خاصة قالوا كان
المأمون قد انفذ إلى جماعة من آل أبي طالب فحملهم إليه من المدينة وفيهم
الرضا علي بن موسى ع فاخذ بهم على طريق البصرة حتى جاء
بهم وكان المتولي لاشخاصهم المعروف بالجلودي قال أبو الفرج: من أهل
خراسان.
وروى الكليني أن المأمون كتب إلى الرضا ع لا تأخذ على طريق
الجبل وقم وخذ على طريق البصرة والأهواز وفارس. وفي رواية الصدوق:
كتب إليه المأمون: لا تأخذ على طريق الكوفة وقم فحمل على طريق
(١٧)

البصرة والأهواز وفارس اه نهاه عن طريق الكوفة وقم لكثرة الشيعة
فيهما فخاف من تألبهم واجتماعهم عليه وطلب منه أن يذهب على طريق
البصرة والأهواز وفارس وهي شيراز وما والاها وذلك لأن الذاهب من
العراق إلى خراسان له طريقان أحدهما طريق البصرة الأهواز فارس
الثاني طريق بلاد الجبل وهي كرمانشاه همدان قم.
وقال الحاكم في تاريخ نيسابور: أشخصه المأمون من المدينة إلى
البصرة ثم إلى الأهواز ثم إلى فارس ثم إلى نيسابور إلى أن أخرجه إلى مرو
وكان ما كان اه.
وروى الصدوق في العيون بسنده عن محول السجستاني قال: لما ورد
البريد باشخاص الرضا ع إلى خراسان كنت انا بالمدينة فدخل
المسجد ليودع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته
بالبكاء والنحيب فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام وهناته فقال ذرني
فاني اخرج من جوار جدي صلى الله عليه وآله وسلم فأموت في غربة.
وروى الحميري في الدلائل عن أمية بن علي قال: كنت مع أبي
الحسن ع بمكة في السنة التي حج فيها ثم صار إلى خراسان،
ومعه أبو جعفر ع، وأبو الحسن ع يودع البيت فلما قضى
طوافه عدل إلى المقام ف‍ صلى عنده فصار أبو جعفر على عنق موفق يطوف به
فصار أبو جعفر ع إلى الحجر فجلس فيه فأطال فقال له موفق قم
جعلت فداك فقال ما أريد ان أبرح من مكاني هذا إلا أن يشاء الله واستبان
في وجهه الغم فاتى موفق أبا الحسن ع فقال جعلت فداك قد
جلس أبو جعفر ع في الحجر وهو يأبى ان يقوم فقام أبو الحسن
ع فاتى أبا جعفر ع فقال له قم يا حبيبي فقال ما أربد ان أبرح
من مكاني هذا قال بلى يا حبيبي ثم قال كيف أقوم وقد ودعت البيت وداعا
لا تراجع إليه فقال قم يا حبيبي فقام معه.
دخوله نيسابور
روى الصدوق في العيون: ان الرضا ع لما دخل نيسابور
نزل في محلة يقال لها القزويني الغزيني خ ل فيها حمام وهو الحمام
المعروف اليوم بحمام الرضا وكانت هناك عين قد قل ماؤها فأقام عليها من
اخرج ماءها حتى توفر واتخذ من خارج الدرب حوضا ينزل إليه بالمراقي إلى
هذه العين فدخله الرضا ع واغتسل فيه ثم خرج منه ف‍ صلى على ظهره
والناس يتناوبون ذلك الحوض ويغتسلون منه التماسا للبركة ويصلون على ظهره
ويدعون الله عز وجل في حوائجهم وهي العين المعروفة بعين كهلان
يقصدها الناس إلى يومنا هذا.
حديث سلسلة الذهب
في كتاب الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي قال حدث المولى
السعيد امام الدنيا عماد الدين محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوازن في
محرم سنة ست وتسعين وخمسمائة اورد صاحب كتاب تاريخ نيشابور في
كتابه ان علي بن موسى الرضا ع لما دخل إلى نيشابور في السفرة
التي خص فيها بفضيلة الشهادة كان في قبة مستورة بالسقلاط على بغلة
شهباء وقد شق نيسابور فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية
والمثابران على السنة المحمدية أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي
ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم وأهل الأحاديث وأهل الرواية
والدراية فقالا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين
واسلافك الأكرمين الا ما أريتنا وجهك الميمون المبارك ورويت لنا حديثا
عن آبائك عن جدك محمد صلى الله عليه وآله وسلم نذكرك به فاستوقف البغلة وامر غلمانه
بكشف المظلة عن القبة وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة
فكانت له ذؤابتان على عاتقه والناس كلهم قيام على طبقاتهم ينظرون إليه
وهم ما بين صارخ وباك ومتمرع في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلا
الضجيج فصاح الأئمة والعلماء والفقهاء: معاشر الناس اسمعوا وعوا
وانصتوا لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم وكان
المستملي أبو زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي فقال علي بن موسى الرضا ع.
حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه
محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلا عن أبيه
علي بن أبي طالب أنه قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
حدثني جبرائيل قال سمعت رب العزة سبحانه تعالى يقول كلمة لا إله إلا
الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي ثم أرخى
الستر على القبة وسار. فعدوا أهل المحابر والدوي الذين كانوا يكتبون
فأنافوا على عشرين ألفا وفي رواية عد من المحابر أربعة وعشرون ألفا
سوى الدوي.
وصول الرضا ع إلى مرو
قال أبو الفرج والمفيد في تتمة كلامهما السابق: فقدم بهم أي
بالجماعة من آل أبي طالب الجلودي على المأمون فانزلهم دارا وأنزل الرضا
علي بن موسى ع دارا قال المفيد وأكرمه وعظم أمره.
البيعة للرضا ع بولاية العهد
روى الصدوق في العيون بسنده في حديث ان الرضا ع لما ورد
مرو عرض عليه المأمون ان يتقلد الإمرة والخلافة فابى الرضا ع ذلك
وجرت في هذا مخاطبات كثيرة وبقوا في ذلك نحوا من شهرين كل ذلك يأبى
عليه أبو الحسن علي بن موسى ان يقبل ما يعرض عليه.
قال المفيد في تتمة كلامه السابق: ثم إن المأمون انفذ إلى الرضا ع
اني أريد ان اخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك في ذلك
فأنكر الرضا ع هذا الامر وقال له أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من
هذا الكلام وان يسمع به أحد فرد عليه الرسالة وقال فإذا أبيت ما عرضت
عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي فابى عليه الرضا ع إباء
شديدا فاستدعاه إليه وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في
المجلس غيرهم وقال اني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في
رقبتي واضعه في رقبتك فقال له الرضا ع الله الله يا أمير المؤمنين
انه لا طاقة لي بذلك ولا قوة لي عليه قال له فاني موليك العهد من بعدي
فقال له اعفني من ذلك يا أمير المؤمنين فقال له المأمون كلاما فيه كالتهديد
له على الامتناع عليه وقال في كلامه ان عمر بن الخطاب جعل الشورى في
ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وشرط فيمن خالف منهم
ان يضرب عنقه ولا بد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصا عنه
فقال له الرضا ع فاني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على
انني لا آمر ولا انهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا اعزل ولا أغير شيئا مما
هو قائم فاجابه المأمون إلى ذلك كله.
ثم قال المفيد: اخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد قال حدثنا
جدي قال حدثني موسى بن سلمة قال كنت بخراسان مع محمد بن جعفر
فسمعت ان ذا الرياستين خرج ذات يوم وهو يقول وا عجباه وقد رأيت عجبا
سلوني ما رأيت فقالوا وما رأيت أصلحك الله قال رأيت المأمون أمير
المؤمنين يقول لعلي بن موسى قد رأيت أن أقلدك أمور المسلمين وأفسخ ما
في رقبتي وأجعله في رقبتك ورأيت علي بن موسى يقول يا أمير المؤمنين لا
طاقة لي بذلك ولا قوة فما رأيت خلافة قط كانت أضيع منها ان أمير المؤمنين
(١٨)

يتقصى منها ويعرضها على علي بن موسى وعلي بن موسى يرفضها ويأباها.
قال: وذكر جماعة من أصحاب الاخبار ورواة السير والآثار وأيام الخلفاء ان
المأمون لما أراد العقد للرضا علي بن موسى ع وحدث نفسه بذلك
أحضر الفضل بن سهل فاعلمه بما قد عزم عليه من ذلك وأمره بالاجتماع
مع أخيه الحسن بن سهل على ذلك ففعل واجتمعا بحضرته
فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج الامر من أهله عليه
فقال له المأمون اني عاهدت الله على انني ان ظفرت بالمخلوع أخرجت
الخلافة إلى أفضل آل أبي طالب وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على
وجه الأرض، فلما رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن
معارضته فيه فارسلهما إلى الرضا ع فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم
يزالا به حتى أجاب ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك.
وذكر نحوه أبو الفرج في تتمة كلامه السابق إلا أنه قال فارسلهما إلى
علي بن موسى فعرضا ذلك عليه فابى فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه
إلى أن قال له أحدهما ان فعلت وإلا فعلنا بك وصنعنا تهدداه ثم قال له
أحدهما والله امرني بضرب عنقك إذا خالفت ما يريد.
أقول: سيأتي ان الحسن بن سهل قبل بيعة الرضا وبعدها كان في
العراق في بغداد والمدائن فالظاهر أن المأمون استدعاه إلى خراسان حين أراد
البيعة للرضا ع فلما تم أمر البيعة عاد إلى العراق. قال المفيد: وجلس
المأمون للخاصة في يوم خميس وخرج الفضل بن سهل فاعلم الناس برأي
المأمون في علي بن موسى الرضا ع وانه قد ولاه عهده وسماه
الرضا وأمرهم بلبس الخضرة والعود لبيعته في الخميس الآخر على أن
يأخذوا رزق سنة فلما كان ذلك اليوم ركب الناس على طبقاتهم من القواد
والحجاب والقضاة وغيرهم في الخضرة وجلس المأمون ووضع للرضا
وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسه وفراشه وأجلس الرضا عليهما في
الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم أمر ابنه العباس بن المأمون ان يبايع له أول
الناس فرفع الرضا ع يده فتلقى بظهرها وجه نفسه وببطنها وجوههم،
فقال له المأمون: أبسط يدك للبيعة، فقال الرضا ع ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
هكذا كان يبايع، فبايعه الناس ووضعت البدر وقامت الخطباء والشعراء
فجعلوا يذكرون فضل الرضا ع وما كان المأمون في امره، ثم دعا أبو
عباد وهو أحد وزراء المأمون وكاتب سره بالعباس بن المأمون فوثب فدنا
من أبيه فقبل يده وأمره بالجلوس، ثم نودي محمد بن جعفر بن محمد،
فقال له الفضل بن سهل قم فقام فمشى حتى قرب من المأمون فوقف ولم
يقبل يده فقيل له امض فخذ جائزتك وناداه المأمون ارجع يا أبا جعفر إلى
مجلسك فرجع، ثم جعل أبو عباد يدعو بعلوي وعباسي يقبضان جوائزهما
حتى نفدت الأموال. ثم قال المأمون للرضا ع أخطب الناس وتكلم
فيهم فحمد الله وأثنى عليه وقال: ان لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكم
علينا حقا به فإذا أنتم أديتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم. ولم يذكر عنه
غير هذا في ذلك المجلس. وروى الصدوق في العيون والأمالي عن الحسين
ابن احمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن الحسين بن الجهم عن أبيه
قال: صعد المأمون المنبر ليبايع علي بن موسى الرضا ع فقال: أيها الناس
جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب والله لو قرئت هذه الأسماء على الصم والبكم لبرئوا بإذن الله عز
وجل. وقال الطبري: جعل المأمون علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولي عهد المسلمين والخليفة من بعده
وسماه الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأمر جنده بطرح السواد ولبس ثياب الخضرة
وكتب بذلك إلى الآفاق وذلك يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة
٢٠١.
وروى الصدوق في العيون عن البيهقي عن أبي بكر الصولي عن أبي
ذكوان عن إبراهيم بن العباس الصولي قال: كانت البيعة للرضا ع
لخمس خلون من شهر رمضان سنة ٢٠١.
وقال المفيد وأبو الفرج: وامر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها
اسم الرضا ع وزوج إسحاق بن موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن
جعفر بن محمد وأمره فحج بالناس وخطب للرضا ع في كل بلد بولاية
العهد. قال أبو الفرج: فحدثني أحمد بن محمد بن سعيد وقال المفيد:
روى أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثني يحيى بن الحسن العلوي قال
حدثني من سمع عبد الحميد بن سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة فقال في الدعاء له: اللهم وأصلح ولي عهد المسلمين
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع:
ستة آباء هم ما هم أفضل من يشرب صوب الغمام
وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله
فلما دخل عليه قال: اني قد قلت قصيدة وجعلت على نفسي ان لا انشدها
أحدا قبلك فامره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال فانشده قصيدته التي
أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
حتى اتى على آخرها فلما فرع من انشادها قام الرضا ع فدخل إلى
حجرته وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينار وقال لخادمه قل له
استعن بهذه على سفرك واعذرنا فقال له دعبل لا والله ما هذا أردت ولا له
خرجت ولكن قل له ألبسني ثوبا من أثوابك وردها عليه فردها الرضا ع
إليه وقال له خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قم فلما
رأوا الجبة معه اعطوه فيها ألف دينار فابى عليهم وقال لا والله ولا خرقة
منها بألف دينار ثم خرج من قم فاتبعوه وقطعوا عليه الطريق واخذوا الجبة فرجع
إلى قم وكلمهم فيها فقالوا ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه ألف دينار
خذها قال لهم وخرقة منها فاعطوه ألف دينار وخرقة من الجبة اه
الارشاد. وقال عبد الله بن المعتز كما في مناقب ابن شهرآشوب:
وأعطاكم المأمون حق خلافة لنا حقها لكنه جاد بالدنيا
فمات الرضا من بعد ما قد علمتم ولاذت بنا من بعده مرة أخرى
صورة العهد الذي كتبه المأمون بخطه بولاية العهد للرضا ع.
كتب المأمون بخطه ومن إنشائه عهدا للرضا ع بولاية العهد
وأشهد عليه، وكتب عليه الرضا ع بخطه الشريف وذكره عامة
المؤرخين. قال علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة: في سنة ٦٧٠
وصل من مشهده الشريف أحد قوامه ومعه العهد الذي كتبه المأمون بخط
يده وبين سطوره وفي ظهره بخط الامام ع وما هو مسطور فقبلت
مواقع أقلامه وسرحت طرفي في رياض كلامه وعددت الوقوف عليه من منن
الله وإنعامه ونقلته حرفا حرفا وهو بخط المأمون:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد
أمير المؤمنين لعلي بن موسى بن جعفر ولي عهده اما بعد فان الله عز وجل
اصطفى الاسلام دينا واصطفى له من عباده رسلا دالين عليه وهادين إليه
(١٩)

يبشر أولهم آخرهم ويصدق تاليهم ماضيهم حتى انتهت نبوة الله إلى محمد
صلى الله عليه وآله وسلم على فترة من الرسل ودروس من العلم وانقطاع من الوحي واقتراب من
الساعة فختم الله به النبيين وجعله شاهدا لهم ومهيمنا عليهم وأنزل عليه
كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
حكيم حميد بما أحل وحرم ووعد وأوعد وحذر وأنذر وأمر به ونهى عنه لتكون
له الحجة البالغة على خلقه ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن
بينة وإن الله لسميع عليم فبلغ عن الله رسالته ودعا إلى سبيله بما امره به
من الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن ثم بالجهاد والغلظة
حتى قبضه الله إليه واختار له ما عنده صلى الله عليه وآله وسلم فلما انقضت النبوة وختم الله
بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم الوحي والرسالة جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين بالخلافة
وإتمامها وعزها والقيام بحق الله فيها بالطاعة التي بها تقام فرائض الله
وحدوده وشرائع الاسلام وسننه ويجاهد بها عدوه فعلى خلفاء الله طاعته فيما
استحفظهم واسترعاهم من دينه وعباده وعلى المسلمين طاعة خلفائهم
ومعاونتهم على إقامة حق الله وعدله وأمن السبيل وحقن الدماء وصلاح
ذات أبين وجمع الألفة وفي خلاف ذلك اضطراب حبل المسلمين واختلالهم
واختلاف ملتهم وقهر دينهم واستعلاء عدوهم وتفرق الكلمة وخسران
الدنيا والآخرة فحق علي من استخلفه الله في ارضه وائتمنه على خلقه ان
يجهد لله نفسه ويؤثر ما فيه رضى الله وطاعته ويعتد لما لله مواقفه عليه
ومسائله عنه ويحكم بالحق ويعمل بالعدل فيما حمله الله وقلده فان الله عز
وجل يقول لنبيه داود ع يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم
بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون
عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب، وقال الله عز
وجل: فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون، وبلغنا ان عمر بن
الخطاب قال: لو ضاعت سخلة بشاطئ الفرات لتخوفت ان يسألني الله
عنها، وأيم الله ان المسؤول عن خاصة نفسه الموقوف على عمله فيما بينه
وبين الله ليعرض على أمر كبير وعلى خطر عظيم فكيف بالمسؤول عن رعاية
الأمة وبالله الثقة واليه المفزع والرغبة في التوفيق والعصمة والتسديد والهداية
إلى ما فيه ثبوت الحجة والفوز من الله بالرضوان والرحمة وأنظر الأمة لنفسه
انصحهم لله في دينه وعباده من خلائفه في ارضه من عمل بطاعة الله وكتابه
وسنة نبيه ع في مدة أيامه وبعدها وأجهد رأيه ونظره فيمن يوليه
عهده ويختاره لأمامة المسلمين ورعايتهم بعده وينصبه علما لهم ومفزعا في
جمع ألفتهم ولم شعثهم وحقن دمائهم والأمن بإذن الله من فرقتهم وفساد
ذات بينهم واختلافهم ورفع نزع الشيطان وكيده عنهم فان الله عز وجل
جعل العهد بعد الخلافة من تمام أمر الاسلام وكماله وعزه وصلاح أهله
وألهم خلفاءه من توكيده لمن يختارونه له من بعدهم ما عظمت به النعمة
وشملت فيه العافية ونقض الله بذلك مكر أهل الشقاق والعداوة والسعي في
الفرقة والتربص للفتنة ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه الخلافة فاختبر
بشاعة مذاقها وثقل محملها وشدة مؤونتها وما يجب على من تقلدها من
ارتباط طاعة الله ومراقبته فيما حمله منها فانصب بدنه واسهر عينه وأطال فكره
فيما فيه عز الدين وقمع المشركين وصلاح الأمة ونشر العدل وإقامة الكتاب
والسنة ومنعه ذلك من الخفض والدعة ومهنا العيش علما بما الله سائله عنه
ومحبة ان يلقى الله مناصحا له في دينه وعباده ومختارا لولاية عهده ورعاية
الأمة من بعده أفضل ما يقدر عليه في ورعه ودينه وعلمه وارجاهم للقيام في
أمر الله وحقه مناجيا له تعالى بالاستخارة في ذلك ومسألته الهامة ما فيه رضاه
وطاعته في آناء ليله ونهاره معملا في طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد
عبد الله بن العباس وعلي بن أبي طالب فكره ونظره مقتصرا ما علم حاله
ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة عمن خفي عليه امره جهده وطاقته
حتى استقصى أمورهم معرفة وابتلى اخبارهم مشاهدة واستبرى أحوالهم
معاينة وكشف ما عندهم مسألة فكانت خبرته بعد استخارته لله وإجهاده
نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في البيتين جميعا علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما رأى من فضله
البارع وعلمه الناصع وورعه الظاهر وزهده الخالص وتخليه من الدنيا
وتسلمه من الناس وقد استبان له ما لم تزل الاخبار عليه متواطية والألسن
عليه متفقة والكلمة فيه جامعة ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا وناضيا
وحدثا ومكتهلا فعقد له بالعهد والخلافة من بعده واثقا بخيرة الله في ذلك إذ
علم الله انه فعله إيثارا له وللدين ونظرا للاسلام والمسلمين وطلبا للسلامة
وثبات الحق والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين ودعا أمير
المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه فبايعوا مسرعين مسرورين
عالمين بايثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيرهم ممن هو
أشبك منه رحما وأقرب قرابة وسماه الرضا إذ كان رضا عند أمير المؤمنين
فبايعوا معشر أهل بيت أمير المؤمنين ومن بالمدينة المحروسة من قواده وجنده
وعامة المسلمين لأمير المؤمنين وللرضا من بعده علي بن موسى على اسم الله
وبركته وحسن قضائه لدينين وعباده بيعة مبسوطة إليها أيديكم منشرحة لها
صدوركم عالمين بما أراد أمير المؤمنين بها وآثر طاعة الله والنظر لنفسه ولكم
فيها شاكرين الله على ما ألهم أمير المؤمنين من قضاء حقه في رعايتكم
وحرصه على رشدكم وصلاحكم راجين عائدة ذلك في جمع ألفتكم وحقن
دمائكم ولم شعثكم وسد ثغوركم وقوة دينكم واستقامة أموركم وسارعوا إلى
طاعة الله وطاعة أمير المؤمنين فإنه الامر الذي ان سارعتم إليه وحمدتم الله
عليه عرفتم الحظ فيه إن شاء الله وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من
شهر رمضان سنة إحدى ومائتين.
صورة ما كان على ظهر العهد
بخط الإمام علي بن موسى الرضا ع
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه
ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وصلاته على نبيه محمد
خاتم النبيين وآله الطيبين الطاهرين أقول وانا علي الرضا بن موسى بن
جعفر ان أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما
جهله غيره فوصل أرحاما قطعت وأمن نفوسا فزعت بل أحياها وقد تلفت
وأغناها إذا افتقرت مبتغيا رضى رب العالمين لا يريد جزاء من غيره
وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع اجر المحسنين وانه جعل إلى عهده
والإمرة الكبرى ان بقيت بعده فمن حل عقدة أمر الله بشدها وفصم عروة
أحب الله إيثاقها فقد أباح حريمه وأحل محرمه إذا كان بذلك زاريا على الامام
منتهكا حرمة الاسلام بذلك جرى السالف فصبر منه على الفلتات ولم
يعترض بعدها على العزمات خوفا من شتات الدين واضطراب حبل
المسلمين ولقرب أمر الجاهلية ورصد فرصة تنتهز وبائقة تبتدر وقد جعلت
الله على نفسي إذ استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافته العمل فيهم عامة
وفي بني العباس بن عبد المطلب خاصة بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وان لا
اسفك دما حراما ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدود الله وأباحته
فرايضه وان أتخير الكفاة جهدي وطاقتي وجعلت بذلك على نفسي عهدا
مؤكدا يسألني الله عنه فإنه عز وجل يقول وأوفوا بالعهد ان العهد كان
مسؤولا وان أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للغير مستحقا وللنكال
متعرضا وأعوذ بالله من سخطه واليه ارغب في التوفيق لطاعته والحؤول بيني
وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين. وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ان
الحكم الا لله يقضي بالحق وهو خير الفاصلين لكني امتثلت أمر أمير
(٢٠)

المؤمنين وآثرت رضاه والله يعصمني وإياه وأشهدت الله على نفسي بذلك
وكفى بالله شهيدا وكتبت بخطي بحضرة أمير المؤمنين أطال الله بقاءه
والفضل بن سهل وسهل بن الفضل ويحيى بن أكثم وعبد الله بن طاهر
وثمامة بن أشرس وبشر بن المعتمر وحماد بن النعمان في شهر رمضان سنة
إحدى ومائتين.
الشهود على الجانب الأيمن
شهد يحيى بن أكثم على مضمون هذا المكتوب ظهره وبطنه وهو يسال
الله ان يعرف أمير المؤمنين وكافة المسلمين بركة هذا العهد والميثاق، وكتب
بخطه في التاريخ المبين فيه عبد الله بن طاهر بن الحسين أثبت شهادته فيه
بتاريخه شهد حماد بن النعمان بمضمونه ظهره وبطنه وكتب بيده في تاريخه
بشر بن المعتمر يشهد بمثل ذلك.
الشهود على الجانب الأيسر
رسم أمير المؤمنين أطال الله بقاءه قراءة هذه الصحيفة التي هي
صحيفة الميثاق نرجو ان يجوز بها الصراط ظهرها وبطنها بحرم سيدنا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم بين الروضة والمنبر على رؤوس الاشهاد بمرأى ومسمع من وجوه بني
هاشم وسائر الأولياء والاجناد بعد استيفاء شروط البيعة عليهم بما أوجب
أمير المؤمنين الحجة على جميع المسلمين ولتبطل الشبهة التي كانت اعترضت
آراء الجاهلين وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه وكتب الفضل بن
سهل بأمر أمير المؤمنين بالتاريخ فيه.
هذا ما ذكره صاحب كشف الغمة وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة
الخواص: ثم قرئ العهد في جميع الآفاق وعند الكعبة وبين قبر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ومنبره وشهد فيه خواص المأمون وأعيان العلماء فمن ذلك شهادة
الفضل بن سهل كتب بخطه شهدت على أمير المؤمنين عبد الله المأمون وعلى
أبي الحسن علي بن موسى بن جعفر بما أوجبا به الحجة عليهما للمسلمين
وابطلا به شبهة الجاهلين وكتب فضل بن سهل في التاريخ المذكور وشهد
عبد الله بن طاهر بمثل ذلك وشهد بمثله يحيى بن أكثم القاضي وحماد بن أبي
حنيفة وأبو بكر الصولي والوزير المغربي وبشر بن المعتمر في خلق كثير.
صورة الدرهم الذي ضرب في عهد الرضا ع بأمر المأمون
كما اورده صاحب كتاب مطلع الشمس واستشهد على ذلك جماعة من
العلماء والمجتهدين ووضعوا خطوطهم وخواتيمهم وأصل الصورة بالخط
الكوفي ونقشت أيضا بالخط النسخ وهذه صورة الخط النسخ.
كتب على أحد الجانبين في الوسط في سبعة سطور هكذا:
الله
محمد رسول الله
المأمون خليفة الله
مما أمر به الأمير الرضا
ولي عهد المسلمين علي بن موسى
ابن علي بن أبي طالب
ذو الرياستين
وكتب عن الجانب الآخر في الوسط في أربعة سطور هكذا:
لا إله الا
الله وحده
لا شريك له
المشرق
وكتب على أحد جانبي الدرهم بشكل دائرة هكذا:
محمد رسول الله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو
كره المشركون.
وعلى الجانب الآخر بشكل دائرتين داخلة وخارجة فعلى الداخلة
هكذا:
بسم الله ضرب هذا الدرهم بمدينة أصبهان سنة أربع ومائتين.
وعلى الخارجة هكذا:
في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون.
ومما ينبغي التنبه له أن كتابة هذا الدرهم إذا صحت تؤيد أن وفاة
الرضا ع سنة ٢٠٦ وتوهن ما قيل أن وفاته سنة ٢٠٣ أو أقل كما مر الا
أن يكون هذا الدرهم طبع بعد وفاته ع تبركا وليس مما طبع بأمر المأمون
والله أعلم.
خروج الرضا ع لصلاة العيد بمرو وعوده قبل الصلاة
في ارشاد المفيد: روى علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم والريان بن
الصلت جميعا قال لما حضر العيد وكان قد عقد للرضا ع الأمر بولاية
العهد بعث المأمون إليه في الركوب إلى العيد والصلاة بالناس والخطبة بهم
فبعث إليه الرضا ع قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول
هذا الأمر فاعفني من الصلاة بالناس فقال له المأمون انما أريد بذلك أن
تطمئن قلوب الناس ويعرفوا فضلك ولم تزل الرسل تتردد بينهما في ذلك فلما
ألح عليه المأمون ارسل إليه إن أعفيتني فهو أحب إلي وإن لم تعفني خرجت
كما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فقال له
المأمون اخرج كيف شئت وامر القواد والحجاب والناس أن يبكروا إلى باب
الرضا ع قال فقعد الناس لأبي الحسن ع في الطرقات والسطوح
واجتمع النساء والصبيان ينتظرون خروجه وصار جميع القواد والجند إلى بابه
فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس فاغتسل أبو الحسن ع
ولبس ثيابه وتعمم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفا منها على صدره وطرفا
بين كتفيه ومس شيئا من الطيب واخذ بيده عكازا وقال لمواليه افعلوا مثل ما
فعلت فخرجوا بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق وعليه
ثياب مشمرة فمشى قليلا ورفع رأسه إلى السماء وكبر وكبر مواليه معه ثم
مشى حتى وقف على الباب فلما رآه القواد والجند على تلك الصورة سقطوا
كلهم عن الدواب إلى الأرض وكان أحسنهم حالا من كان معه سكين فقطع
بها شرابة جاجيلته ونزعها وتحفى. وكبر الرضا ع على الباب الأكبر وكبر
الناس معه فخيل إلينا أن السماء والحيطان تجاوبه وتزعزعت مرو بالبكاء
والضجيج لما رأوا أبا الحسن ع وسمعوا تكبيره وبلغ المأمون ذلك فقال
له الفضل بن سهل ذو الرياستين يا أمير المؤمنين إن بلغ الرضا المصلى على
هذا السبيل افتتن به الناس وخفنا كلنا على دمائنا فانفذ إليه أن يرجع فبعث
إليه المأمون قد كلفناك شططا وأتعبناك ولسنا نحب أن تلحقك مشقة فارجع
وليصل بالناس من كان يصلي بهم على رسمه، فدعا أبو الحسن ع بخفه
فلبسه وركب ورجع واختلف أمر الناس في ذلك اليوم ولم ينتظم في صلاتهم
اه. وحق أن ينشد في ذلك قول البحتري في المتوكل فالرضا ع
أحق به كما أشار إليه ابن شهرآشوب في المناقب:
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا لما طلعت من الصفوف وكبروا
حتى انتهيت إلى المصلى لابسا نور الهدى يبدو عليك فيظهر
(٢١)

ومشيت مشية خاشع متواضع لله لا يزهى ولا يتكبر
ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما في وسعه لسعى إليك المنبر
بقية أخباره مع المأمون
أدخل رجل إلى المأمون أراد ضرب رقبته والرضا ع حاضر
فقال المأمون ما تقول فيه يا أبا الحسن فقال أقول إن الله لا يزيدك بحسن
العفو الا عزا، فعفا عنه.
وروى الآبي في نثر الدرر أن المأمون قال للرضا ع يا أبا الحسن
أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأي وجه هو قسيم الجنة والنار فقال يا
أمير المؤمنين أ لم ترو عن أبيك عن آبائه عن عبد الله بن عباس أنه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول حب علي ايمان وبغضه كفر قال بلى قال الرضا
ع فهو قسيم الجنة والنار، فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا
الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
مجلس للرضا ع عند المأمون أجاب فيه عن الآيات الموهمة
عدم عصمة الأنبياء
في عيون أخبار الرضا: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي
حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم
قال حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى ع فقال
له المأمون يا ابن رسول الله أ ليس من قولك أن الأنبياء معصومون قال بلى
قال فما معنى قول الله عز وجل فعصى آدم ربه فغوى فقال ع
إن الله تبارك وتعالى قال لآدم أسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا
حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة وأشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا
من الظالمين ولم يقل لهما لا تاكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها
فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما
وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة وانما نهاكما أن تقربا غيرها ولم
ينهكما عن الأكل منها الا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما
اني لكما من الناصحين ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله
كاذبا فدلاهما بغرور فأكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل
النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار وانما كان من الصغائر
الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم فلما اجتباه الله تعالى
وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله عز وجل
وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه فهدى وقال عز وجل
إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. فقال
له المأمون فما معنى قول الله عز وجل فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما
آتاهما فقال له الرضا ع إن حواء ولدت لآدم وإن آدم ع
وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه وقالا لئن آتيتنا صالحا لنكونن
من الشاكرين فلما آتاهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة
والعاهة وكان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا فجعل الصنفان لله
تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله
تبارك وتعالى فتعالى الله عما يشركون، فقال المأمون أشهد انك ابن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا فأخبرني عن قول الله عز وجل في حق إبراهيم ع
فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فقال الرضا ع إن
إبراهيم ع وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر
وصنف يعبد الشمس وذلك حين خرج من السرب الذي اختفى فيه فلما
جن عليه الليل فرأى الزهرة قال هذا ربي على الإنكار والاستخبار فلما
أفل الكوكب قال لا أحب الآفلين لأن الأفول من صفات المحدث لا
من صفات القديم فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي على الإنكار
والاستخبار فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين
يقول لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين فلما أصبح ورأى
الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر من الزهرة والقمر على الإنكار
والاستخبار لا على الأخبار والاقرار فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من
عبدة الزهرة والقمر والشمس يا قوم اني برئ مما تشركون اني وجهت
وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما انا من المشركين وانما أراد
إبراهيم ع بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم أن العبادة لا
تحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس وانما تحق العبادة لخالقها وخالق
السماوات والأرض وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه كما
قال الله عز وجل وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه.
قال المأمون بارك الله فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز
وجل فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان قال الرضا
ع إن موسى دخل مدينة من مدائن فرعون على حين غفلة من
أهلها وذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته
وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فقضى موسى
على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات فقال هذا من عمل الشيطان
يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين لا ما فعله موسى ع من
قتله انه يعني الشيطان عدو مضل مبين. فقال المأمون فما معنى قول
موسى رب اني ظلمت نفسي فاغفر لي قال يقول اني وضعت نفسي غير
موضعها بدخولي هذه المدينة فاغفر لي اي استرني من أعدائك لئلا يظفروا
بي فيقتلوني فغفر له انه هو الغفور الرحيم قال موسى رب بما أنعمت
علي من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة فلن أكون ظهيرا للمجرمين بل
أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى فأصبح موسى ع
في المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه على آخر
فقال له يا موسى انك لغوي مبين قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم
لأؤدبنك وأراد أن يبطش به فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما وهو
من شيعته قال يا موسى أ تريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد
الا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين. قال
المأمون جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن فما معنى قول موسى لفرعون
فعلتها إذا وانا من الضالين قال الرضا ع إن فرعون قال
لموسى لما اتاه وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين قال موسى
فعلتها إذا وانا من الضالين عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك
ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين وقد
قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم أ لم يجدك يتيما فاوى يقول أ لم يجدك
وحيدا فاوى إليك الناس ووجدك ضالا يعني عند قومك فهدى أي
هداهم إلى معرفتك ووجدك عائلا فاغنى يقول أغناك بان جعل دعاءك
مستجابا قال المأمون بارك الله فيك يا ابن رسول الله فما معنى قول الله عز
وجل فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن
تراني ولكن الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران ع
لا يعلم أن الله تعالى ذكره لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا
السؤال فقال الرضا ع ان كليم الله موسى بن عمران علم أن الله
تعالى غني عن أن يرى بالأبصار ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا
رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه فقالوا لن نؤمن
لك حتى نسمع كلامه كما سمعت وكان القوم سبعمائة ألف رجل فاختار
(٢٢)

منهم سبعين ألفا ثم اختار سبعة آلاف ثم اختار
منهم سبعمائة ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربهم فخرج بهم إلى الطور وسال الله تعالى أن
يكلمه ويسمعهم كلامه فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق
وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام لأن الله عز وجل أحدثه في الشجرة
الزيتونة وجعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه فقالوا لن نؤمن لك
بان هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة فلما قالوا هذا القول
العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عز وجل عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم
فماتوا فقال موسى يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا انك
ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة الله تعالى
إياك فأحياهم الله وبعثهم معه فقالوا انك لو سالت الله أن يريك تنظر إليه
لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته فقال موسى يا قوم إن الله
تعالى لا يرى بالأبصار ولا كيفية له وانما يعرف بآياته ويعلم باعلامه فقالوا
لن نؤمن لك حتى تسأله فقال موسى يا رب انك قد سمعت مقالة بني إسرائيل
وأنت اعلم بصلاحهم فاوحى الله تعالى إليه يا موسى سلني ما
سألوك فلن أؤاخذك بجهلهم فعند ذلك قال موسى رب أرني انظر إليك
قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه وهو يهوي فسوف
تراني فلما تجلى ربه للجبل بآية من آياته جعله دكا وخر موسى صعقا فلما
أفاق قال سبحانك تبت إليك يقول رجعت إلى معرفتي بك عن جهل
قومي وانا أول المؤمنين منهم بأنك لا ترى. فقال المأمون لله درك يا أبا
الحسن. فأخبرني عن قول الله عز وجل ولقد هممت به وهم بها لولا أن
رأى برهان ربه فقال الرضا ع لقد همت به ولولا أن رأى برهان
ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم يهم بذنب ولا يأتيه
ولقد حدثني أبي عن أبيه الصادق ع أنه قال همت بان تفعل وهم
بان لا يفعل. فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز
وجل وذا النون إذ ذهب مغاضبا الآية فقال الرضا ع ذاك
يونس بن متى ع ذهب مغاضبا لقومه فظن بمعنى استيقن إن
لن نقدر عليه أي لن نضيق عليه رزقه ومنه قوله عز وجل وأما إذا ما
ابتلاه فقدر عليه رزقه أي ضيق وقتر فنادى في الظلمات أي ظلمة
الليل وظلمة بطن الحوت أن لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من
الظالمين بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت
فاستجاب الله تعالى له وقال عز وجل فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في
بطنه إلى يوم يبعثون. فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن. فأخبرني عن
قول الله عز وجل حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم
نصرنا قال الرضا ع يقول الله عز وجل حتى إذا استيأس الرسل
من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا فقال المأمون
لله درك يا أبا الحسن. فأخبرني عن قول الله عز وجل ليغفر لك الله ما
تقدم من ذنبك وما تأخر قال الرضا ع لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة
أعظم ذنبا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة
وستين صنما فلما جاءهم صلى الله عليه وآله وسلم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم
وعظم وقالوا أ جعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب وانطلق الملأ
منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد ما سمعنا بهذا في
الملة الآخرة إن هذا الا اختلاق فلما فتح الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مكة
قال له يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك
وما تأخر عند مشركي أهل مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر
لأن مشركي مكة أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة ومن بقي منهم لم
يقدر على انكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك
مغفورا بظهوره عليهم. فقال المأمون لله درك يا أبا الحسن. فأخبرني عن
قول الله عز وجل عفا الله عنك لم أذنت لهم قال الرضا ع هذا مما
نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة خاطب الله عز وجل بذلك نبيه وأراد به
أمته وكذلك قوله تعالى لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الخاسرين وقوله عز وجل ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا
قليلا قال صدقت يا ابن رسول الله الحديث.
قال الصدوق هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم
مع ما جاء من نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت ع اه.
وفي المناقب: قال ابن سنان كان المأمون يجلس في ديوان المظالم يوم
الاثنين ويوم الخميس ويقعد الرضا ع على يمينه فرفع إليه أن صوفيا من
أهل الكوفة سرق فامر باحضاره فرأى عليه سيماء الخير فقال سوأة لهذه
الآثار الجميلة بهذا الفعل القبيح فقال الرجل فعلت ذلك اضطرارا لا
اختيارا وقال الله تعالى فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فلا إثم
عليه وقد منعت من الخمس والغنايم فقال وما حقك منها فقال قال الله
تعالى واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى
واليتامى والمساكين وابن السبيل فمنعتني حقي وانا مسكين وابن السبيل
وانا من حملة القرآن وقد منعت كل سنة مني مائتي دينار بقول النبي ع
فقال المأمون لا أعطل حدا من حدود الله وحكما من احكامه في السارق من
أجل أساطيرك هذه قال فابدأ أولا بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم
حدود الله عليها ثم على غيرك قال فالتفت المأمون إلى الرضا ع فقال ما
يقول قال يقول إنه سرق فسرق قال فغضب المأمون ثم قال والله لأقطعنك
قال أ تقطعني وأنت عبدي فقال ويلك أيش تقول قال أ ليست أمك اشتريت
من مال الفئ فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب من المسلمين حتى يعتقوك
وانا منهم وما أعتقتك والأخرى أن النجس لا يطهر نجسا انما يطهر طاهر
ومن في جنبه حد لا يقيم الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أ ما سمعت الله
تعالى يقول أ تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أ فلا
تعقلون فالتفت المأمون إلى الرضا ع فقال ما تقول قال إن الله عز وجل
قال لنبيه ع قل فلله الحجة البالغة وهي التي تبلغ الجاهل فيعلمها
على جهله كما يعلمها العالم بعلمه والدنيا والآخرة قائمتان بالحجة وقد احتج
الرجل، قال فامر باطلاق الرجل الصوفي وغضب على الرضا ع
في السر ورواه الصدوق في العيون بسنده عن محمد بن سنان نحوه.
تزويج الرضا ع بنت المأمون أو أخته
روى الصدوق في العيون ان المأمون بعد ما جعل الرضا ع ولي
عهده زوجه ابنته أم حبيب أو أم حبيبة في أول سنة ١٠٢ وفي رواية انه
زوجه ابنته أم حبيبة وسمى للجواد ابنته أم الفضل وتزوج هو ببوران بنت
الحسن بن سهل كل هذا في يوم واحد. وقال علي بن الحسين المسعودي في
كتاب اثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ع: زوجه المأمون ابنته وقيل
أخته المكناة أم أبيها قال والرواية الصحيحة أخته أم حبيبة وسأله أن يخطب
لنفسه فلما اجتمع الناس للأملاك خطب خطبة قال في آخرها والتي تذكر أم
حبيبة أخت أمير المؤمنين عبد الله المأمون صلة للرحم وأمشاج الشبيكة وقد
بذلت لها من الصداق خمسمائة درهم تزوجني يا أمير المؤمنين فقال المأمون
نعم قد زوجتك فقال قد قبلت ورضيت.
عزم المأمون على الخروج من مرو إلى بغداد وسبب ذلك
وما يتعلق منه بالرضا ع
ولا بد لبيان ذلك من تقديم مقدمة تاريخية: روى الطبري في تاريخه
(٢٣)

أنه في سنة ١٦٨ ولى المأمون كل ما كان طاهر بن الحسين افتتحه من كور
الجبال وفارس والأهواز والبصرة والكوفة والحجاز واليمن الحسن بن سهل
وكتب إلى طاهر وهو مقيم ببغداد بتسليم ذلك إلى خلفاء الحسن بن سهل
وأن يشخص إلى الرقة وولاه الموصل والجزيرة والشام والمغرب. وطاهر بن
الحسين الخزاعي هذا هو الذي فتح بغداد وقتل الأمين. وفي سنة ١٩٩
قدم الحسن بن سهل بغداد من عند المأمون واليه الحرب والخراج وفرق
عماله في الكور والبلدان وكان هرثمة بن أعين من قواد بني العباس في
العراق حين ورد الحسن بن سهل إليها فسلم إلى الحسن ما كان بيده من
الأعمال وتوجه نحو خراسان مغاضبا للحسن حتى بلغ حلوان وخرج
بالكوفة أبو السرايا فاستفحل امره فلم يلق عسكرا الا هزمه فأرسل الحسن
إلى هرثمة ليرجع ويحارب أبا السرايا فابى فلم يزل الحسن يتلطف به حتى
قبل وهزم أبو السرايا وقتل فلما فرع هرثمة من أمر أبي السرايا خرج حتى
اتى خراسان وقد اتته كتب المأمون أن يرجع إلى الشام أو الحجاز فابى وقال
لا ارجع حتى آتي أمير المؤمنين إدلالا منه عليه لما كان يعرف من نصيحته له
ولآبائه وأراد أن يعرف المأمون ما يدبر عليه الفضل وما يكتم عنه من
الأخبار ولا يدعه حتى يرده إلى بغداد فعلم الفضل ما يريد فافسد قلب
المأمون عليه وقال إنه دس أبا السرايا وهو جندي من جنده حتى عمل ما
عمل ولو شاء هرثمة أن لا يفعل ذلك أبو السرايا ما فعله وقد كتب إليه أمير
المؤمنين عدة كتب أن يرجع فابى مشاقا فلما دخل على المأمون عنفه فذهب
ليعتذر فلم يقبل ذلك منه ووجئ انفه وديس بطنه وحبس ثم دسوا إليه
فقتلوا وقالوا للمأمون أنه مات وذلك سنة ٢٠٠ وكان الحسن بن سهل
بالمدائن حين شخص هرثمة إلى خراسان والوالي على بغداد من قبله علي بن
هشام فلما اتصل باهل بغداد ما صنع بهرثمة طردوا علي بن هشام من بغداد
وهرب الحسن بن سهل إلى واسط وذلك في أوائل سنة ٢٠١ وكان عيسى بن
محمد بن أبي خالد بن الهندوان عند طاهر بن الحسين بالرقة فقدم بغداد
واجتمع هو وأبوه على قتال الحسن بن سهل باهل بغداد فجرح أبوه في
بعض الوقائع فمات ثم رأى الحسن بن سهل انه لا طاقة له بعيسى فصالحه
وبايع المأمون الرضا بولاية العهد في هذه السنة فورد على عيسى بن محمد بن
أبي خالد كتاب من الحسن بن سهل يعلمه فيه بان المأمون بايع للرضا بولاية
العهد وامر بطرح لبس الثياب السود ولبس ثياب الخضرة ويأمره أن يأمر من
قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم بالبيعة له وأن يأخذهم بلبس
الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم واعلامهم ويأخذ أهل بغداد بذلك جميعا فقال
بعضهم نبايع ونلبس الخضرة وقال بعض لا نبايع ولا نلبس الخضرة ولا
نخرج هذا الأمر من ولد العباس وإنما هذا دسيس من الفضل بن سهل
وغضب ولد العباس من ذلك واجتمع بعضهم إلى بعض وقالوا نولي بعضنا
ونخلع المأمون فبايعوا إبراهيم بن المهدي وخلعوا المأمون وذلك يوم الثلاثاء
لخمس بقين من ذي الحجة سنة ٢٠١ وذكر أبو علي الحسين في العيون أن
المأمون لما بايع الرضا بولاية العهد وبلغ ذلك العباسيين ببغداد ساءهم
فاخرجوا إبراهيم بن المهدي عم المأمون المعروف بابن شكلة وبايعوه
بالخلافة وخلعوا المأمون وكان إبراهيم مغنيا مشهورا مولعا بضرب العود
منهمكا بالشراب وفيه يقول أبو فراس الحمداني:
منكم علية أم منهم وكان لكم شيخ المغنين إبراهيم أم لهم
ويقول دعبل الخزاعي:
يا معشر الأجناد لا تقنطوا خذوا عطاياكم ولا تسخطوا
فسوف يعطيكم حنينية يلذها الأمرد والأشمط
والمعبديات لقوادكم لا تدخل الكيس ولا تربط
وهكذا يرزق أصحابه خليفة مصحفه البربط
وقال دعبل أيضا:
إن كان إبراهيم مضطلعا بها فلتصلحن من بعده لمخارق
مخارق من المغنين المشهورين وكتب المأمون إلى الحسن بن سهل
بمحاصرة بغداد ووقعت الحرب بين أصحاب إبراهيم وأصحاب الحسن بن
سهل واختل الأمر في عراق العرب و المأمون لا يعلم بذلك كان الفضل
يخفي عنه الاخبار ولا يخبره أحد خوفا من الفضل فأخبره الرضا بذلك
وأشار عليه بالرحيل إلى بغداد. قال الطبري ذكر ان علي بن موسى بن
جعفر بن محمد العلوي أخبر المأمون بما فيه الناس من الفتنة والقتال منذ قتل
اخوه وبما كان الفضل بن سهل يستر عنه من الاخبار وان أهل بيته والناس
قد نقموا عليه أشياء وانهم بايعوا لعمه إبراهيم بن المهدي بالخلافة فقال
المأمون انهم لم يبايعوا له بالخلافة وانما صيروه أميرا يقوم بامرهم على ما أخبر
به الفضل فاعلمه ان الفضل قد كذبه وغشه وان الحرب قائمة بين إبراهيم
والحسن بن سهل وان الناس ينقمون عليه مكانه ومكان أخيه ومكاني ومكان
بيعتك لي من بعدك فقال ومن يعلم هذا فسمى له أناسا من وجوه أهل
العسكر فسألهم فأبوا ان يخبروه حتى يكتب لهم أمانا بخطه أ لا يعرض لهم
الفضل فاخبروه بما فيه الناس من الفتن وبغضب أهل بيته ومواليه وقواده
وبما موه عليه الفضل من أمر هرثمة وان هرثمة انما جاء لينصحه وان الفضل
دس إليه من قتله وانه ان لم يتدارك امره خرجت الخلافة منه ومن أهل بيته
وان طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعته ما أبلى حتى إذا وطئ الأمر اخرج
من ذلك كله وصير في زاوية من الأرض بالرقة وان الدنيا قد تفتقت من
أقطارها وسألوه الخروج إلى بغداد فلما تحقق ذلك عنده أمر بالرحيل إلى
بغداد فلما علم الفضل بن سهل ببعض ذلك تعنتهم حتى ضرب بعضهم
بالسياط وحبس بعضا ونتف لحى بعض فعاوده علي بن موسى في امرهم
واعلمه ما كان من ضمانه لهم فاعلمه انه يداوي ما هو فيه. وقال سبط
ابن الجوزي في تذكرة الخواص: قال علماء السير فلما فعل المأمون ذلك
شغبت بنو العباس ببغداد عليه وخلعوه من الخلافة وولوا إبراهيم بن المهدي
والمأمون بمرو وتفرقت قلوب شيعة بني العباس عنه فقال له علي بن موسى
الرضا ع: يا أمير المؤمنين النصح لك واجب والغش لا يحل
لمؤمن ان العامة تكره ما فعلت معي والخاصة تكره الفضل بن سهل فالرأي
ان تنحينا عنك حتى يستقيم لك الخاصة والعامة فيستقيم امرك.
وروى الصدوق في العيون بسنده عن ياسر الخادم قال: بينما نحن
عند الرضا ع يوما إذ سمعنا وقع القفل الذي كان على باب المأمون إلى
دار أبي الحسن ع فقال لنا أبو الحسن قوموا تفرقوا عنه فجاء المأمون ومعه
كتاب طويل فأراد الرضا ع ان يقوم فاقتسم عليه المأمون بحق المصطفى
ان لا يقوم إليه ثم جاء حتى انكب على أبي الحسن وقبل وجهه وقعد بين
يديه على وسادة فقرأ ذلك الكتاب عليه فإذا هو فتح لبعض قرى كابل فيه
إنا فتحنا قرية كذا وكذا فلما فرع قال له الرضا ع: وسرك فتح قرية من
قرى الشرك؟ فقال له المأمون: أ وليس في ذلك سرور؟ فقال يا أمير
المؤمنين اتى الله في أمة محمد وما ولاك الله في هذا الأمر وخصك فإنك قد
ضيعت أمور المسلمين وفوضت ذلك إلى غيرك يحكم فيها بغير حكم الله عز
وجل وقعدت في هذه البلاد وتركت بيت الهجرة ومهبط الوحي وان
المهاجرين والأنصار يظلمون دونك ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ويأتي
على المظلوم دهر يتعب فيه نفسه ويعجز عن نفقته فلا يجد من يشكو إليه
حاله ولا يصل إليك فاتق الله يا أمير المؤمنين في أمور المسلمين وارجع إلى بيت
النبوة ومعدن المهاجرين والأنصار، أ ما علمت يا أمير المؤمنين ان والي
(٢٤)

المسلمين مثل العمود في وسط الفسطاط من اراده اخذه، قال المأمون يا
سيدي فما ترى؟ قال ارى ان تخرج من هذه البلاد وتتحول إلى موضع
آبائك وأجدادك وتنظر في أمور المسلمين ولا تكلهم إلى غيرك فان الله عز
وجل سائلك عما ولاك فقام المأمون فقال نعم ما قلت يا سيدي هذا هو
الرأي، فخرج وامر ان تقدم النوائب وبلغ ذلك ذا الرياستين فغمه غما
شديدا وقد كان غلب على الأمر ولم يكن للمأمون عنده رأي فلم يجسر ان
يكاشفه ثم قوي بالرضا ع جدا، فجاء ذو الرياستين إلى المأمون وقال له
يا أمير المؤمنين ما هذا الرأي الذي امرت به؟ فقال امرني سيدي أبو الحسن
بذلك وهو الصواب، فقال يا أمير المؤمنين ما هذا بصواب قتلت بالأمس
أخاك وأزلت الخلافة عنه وبنو أبيك معادون لك وجميع أهل العراق وأهل
بيتك ثم أحدثت هذا الحدث الثاني انك جعلت ولاية العهد لأبي الحسن
وأخرجتها من بني أبيك والعامة والفقهاء والعلماء وآل عباس لا يرضون
بذلك وقلوبهم متنافرة عنك، والرأي ان تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب
الناس على هذا ويتناسوا ما كان من أمر محمد أخيك، وهاهنا يا أمير
المؤمنين مشايخ قد خدموا الرشيد وعرفوا الامر فاستشرهم في ذلك فان
أشاروا به فامضه، فقال المأمون: مثل من؟ قال مثل علي بن أبي عمران
وابن مؤنس والجلودي، وهؤلاء هم الذين نقموا بيعة أبي الحسن ع ولم
يرضوا به فحبسهم المأمون، فلما كان من الغد جاء أبو الحسن ع فدخل
على المأمون فقال يا أمير المؤمنين ما صنعت؟ فحكى له ما قاله ذو
الرياستين ودعا المأمون بهؤلاء النفر فاخرجهم من الحبس وأول من أدخل
عليه علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا ع بجنب المأمون فقال أعيذك
بالله يا أمير المؤمنين ان تخرج هذا الأمر الذي جعله الله لكم وخصكم به
وتجعله في أيدي أعدائكم ومن كان آباؤك يقتلونهم ويشردونهم في
البلاد فقال المأمون له يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا قدمه يا حرسي
فاضرب عنقه فضرب عنقه. وأدخل ابن مؤنس فلما نظر إلى الرضا ع
بجنب المأمون قال يا أمير المؤمنين هذا الذي بجنبك والله صنم يعبد من
دون الله فقال له المأمون يا ابن الزانية وأنت بعد على هذا يا حرسي قدمه
فاضرب عنقه فضربت عنقه. ثم أدخل الجلودي وكان الجلودي في خلافة
الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة بعثه الرشيد وأمره ان ظفر
به ان يضرب عنقه وان يغير على دور آل أبي طالب ع وان يسلب
نساءهم ولا يدع على واحدة منهن الا ثوبا واحدا ففعل الجلودي ذلك وقد
كان مضى أبو الحسن موسى ع فصار الجلودي إلى باب أبي الحسن
ع فانهجم على داره مع خيله فلما نظر الرضا ع إليه جعل النساء
كلهن في بيت واحد ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن لا بد
من أن ادخل البيت فاسلبهن كما امرني أمير المؤمنين فقال الرضا انا أسلبهن
لك وأحلف اني لا أدع عليهن شيئا الا أخذته فلم يزل يطلب إليه ويحلف
له حتى سكن فدخل أبو الحسن ع فلم يدع عليهن شيئا حتى أقراطهن
وخلاخيلهن وأزرهن الا اخذه منهن وجميع ما كان في الدار من قليل وكثير.
فلما كان في هذا اليوم وأدخل الجلودي على المأمون قال الرضا ع يا أمير
المؤمنين هب لي هذا الشيخ فقال المأمون يا سيدي هذا الذي فعل ببنات
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما فعل من سلبهن فنظر الجلودي إلى الرضا ع وهو يكلم
المأمون ويسأله ان يعفو عنه ويهبه له فظن أنه يعين عليه لما كان الجلودي
فعله فقال يا أمير المؤمنين أسألك بالله وبخدمتي للرشيد ان لا تقبل قول
هذا في فقال المأمون يا أبا الحسن قد استعفى ونحن نبر قسمه ثم قال لا
والله لا اقبل قوله فيك ألحقوه بصاحبيه فقدم فضربت عنقه. ورجع ذو
الرياستين إلى أبيه سهل وقد كان المأمون أمر ان تقدم النوائب فردها ذو
الرياستين فلما قتل المأمون هؤلاء علم ذو الرياستين انه قد عزم على الخروج
فقال الرضا ع ما صنعت يا أمير المؤمنين بتقديم النوائب فقال المأمون يا
سيدي مرهم أنت بذلك قال فخرج أبو الحسن ع فصاح بالناس قدموا
النوائب قال فكانما وقعت فيهم النيران وأقبلت فيهم النوائب تتقدم وتخرج
وقعد ذو الرياستين في منزله فبعث إليه المأمون فاتاه فقال له ما لك قعدت في
بيتك فقال يا أمير المؤمنين ان ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامة
والناس يلومونني بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا ع ولا آمن السعاة
والحساد وأهل البغي ان يسعوا بي فدعني أخلفك بخراسان فقال له المأمون
لا يستغني عنك واما ما قلت إنه يسعى بك وتبغى لك الغوائل فليس أنت
عندنا الا الثقة المأمون الناصح المشفق فاكتب لنفسك ما تثق به من الضمان
والأمان وأكد لنفسك ما تكون به مطمئنا فذهب وكتب لنفسه كتابا وجمع
عليه العلماء واتى به المأمون فقرأه وأعطاه كل ما أحب وكتب خطه فيه وكتب
له بخطه كتاب الحياء اني قد حبوتك بكذا وكذا من الأموال والضياع
والسلطان وبسط له من الدنيا امله فقال ذو الرياستين يا أمير المؤمنين يجب
ان يكون خط أبي الحسن ع في هذا الأمان يعطينا ما أعطيت فإنه ولي
عهدك فقال المأمون قد علمت أن أبا الحسن قد شرط علينا ان لا يعمل من
ذلك شيئا ولا يحدث حدثا ولا نسأله ما يكرهه فاساله أنت فإنه لا يأبى
عليك في هذا فجاء واستاذن على أبي الحسن ع قال ياسر فقال لنا الرضا
ع قوموا تنحوا فتنحينا فدخل فوقف بين يديه ساعة فرفع أبو الحسن
رأسه فقال ما حاجتك يا فضل؟ قال يا سيدي هذا أمان كتبه لي أمير
المؤمنين وأنت أولى ان تعطينا ما أعطانا أمير المؤمنين إذ أنت ولي عهد
المسلمين فقال له الرضا ع أقرأه وكان كتابا في أكبر جلد فلم يزل قائما
حتى قرأه فلما فرع قال له أبو الحسن ع يا فضل لك علينا هذا ما اتقيت
الله عز وجل قال ياسر فنقض عليه امره في كلمة واحدة فخرج من عنده.
خروج المأمون والرضا ع من مرو
روى المفيد في الارشاد بسنده عن ياسر الخادم قال: لما عزم المأمون
على الخروج من خراسان إلى بغداد خرج وخرج معه الفضل بن سهل ذو
الرياستين وخرجنا مع أبي الحسن الرضا ع.
وصول المأمون والرضا إلى سرخس وقتل الفضل بن سهل
وقال ياسر الخادم في تتمة رواية الصدوق المتقدمة: فلما كان بعد
ذلك بأيام ونحن في بعض المنازل إلى أن قال: فإذا بالمأمون قد دخل
من الباب الذي كان إلى داره من دار أبي الحسن ع يقول يا سيدي يا أبا
الحسن آجرك الله في الفضل وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف
فقتلوه وأخذ من دخل عليه في الحمام وكانوا ثلاثة نفر أحدهم ابن خالة
الفضل ذي العلمين فجئ بهم إلى المأمون فقال لهم لم قتلتموه؟ قالوا اتق
الله يا أمير المؤمنين قتلناه بامرك، فلم يلتفت إلى كلامهم وقتلهم. وكان
ذلك في شعبان سنة ٢٠٣ قال الطبري: وكان الذين قتلوا الفضل من
حشم المأمون وهم أربعة: غالب المسعودي الأسود وقسطنطين الرومي
وفرج الديلمي وموفق الصقلبي فقالوا للمأمون أنت امرتنا بقتله فامر بهم
فضربت أعناقهم وبعث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل اه قال الصدوق
والسلامي كما يأتي: كان ذلك في شعبان سنة ٢٠٣ وقال الطبري كان ذلك
يوم الجمعة لليلتين خلتا من شعبان سنة ٢٠٢ ولعل رواية الصدوق أقرب
إلى الصواب.
وحكى الصدوق في العيون عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي في
(٢٥)

كتابه تاريخ نيسابور أنه قال: احتال المأمون على الفضل بن سهل حتى قتله
غالب خال المأمون في الحمام بسرخس مغافصة في شعبان سنة ٢٠٣، وقال
ياسر الخادم في روايته السابقة: واجتمع القواد والجند ومن كان من جند
ذي الرياستين على باب المأمون فقالوا اغتاله وقتله فلنطلبن بدمه، فقال
المأمون للرضا ع يا سيدي ترى ان تخرج إليهم فتفرقهم، قال ياسر:
فركب الرضا ع وقال اركب فلما خرجنا من الباب نزل الرضا ع
إليهم وقد اجتمعوا وجاءوا بالنيران ليحرقوا الباب فصاح بهم وأومى إليهم
بيده ان تفرقوا فتفرقوا، قال ياسر فاقبل الناس والله يقع بعضهم على بعض
وما أشار إلى أحد الا ركض ومر ولم يقف له أحد.
ويأتي بقية اخباره مع المأمون عند ذكر وفاته ع.
بعض ما روي من طريق الرضا ع
في حلية الأولياء عن أحمد بن رزين قال: سألت الرضا ع عن
الاخلاص فقال طاعة الله عز وجل اه. وفي الحلية: حدثنا يوسف بن إبراهيم
ابن موسى السهمي الجرجاني حدثنا علي بن محمد القزويني حدثنا داود بن
سليمان القزاز حدثنا علي بن موسى الرضا حدثني أبي عن أبيه جعفر عن
أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه
علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: العلم خزائن
ومفتاحها السؤال فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل والمعلم
والمستمع والمحب لهم.
من روى عن الرضا ع
في مناقب ابن شهرآشوب: روى عنه جماعة من المصنفين منهم أبو بكر
الخطيب في تاريخه والثعلبي في تفسيره والسمعاني في رسالته وابن المعتز في
كتابه وغيرهم اه وقال الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم
العترة الطاهرة: روى عنه عبد السلام بن صالح الهروي وداود بن سليمان
وعبد الله بن العباس القزويني وطبقتهم اه وفي مناقب ابن
شهرآشوب: من ثقاته أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بن
الفضيل الكوفي الأزدي وعبد الله بن جندب البجلي وإسماعيل بن سعد
الأحوص الأشعري وأحمد بن محمد الأشعري ومن أصحابه الحسن بن علي
الخزاز ويعرف بالوشاء ومحمد بن سليمان الديلمي بصري وعلي بن الحكم
الأنباري وعبد الله بن المبارك النهاوندي وحماد بن عثمان الناب وسعد بن
سعد والحسن بن سعيد الأهوازي ومحمد بن الفضل الرجحي وخلف
البصري ومحمد بن سنان وبكر بن محمد الأزدي وإبراهيم بن محمد الهمداني
ومحمد بن أحمد بن قيس بن غيلان وإسحاق بن معاوية الخصيبي اه وفي
تهذيب التهذيب: روى عنه ابنه محمد وأبو عثمان المازني النحوي وعلي بن
علي الدعبلي وأيوب بن منصور النيسابوري وأبو الصلت عبد السلام بن
صالح الهروي والمأمون بن الرشيد وعلي بن مهدي بن صدقة له عند نسخة
وأبو احمد داود بن سليمان بن يوسف القاري القزويني له عنه نسخة
وعامر بن سليمان الطائي له عنه نسخة كبيرة وأبو جعفر محمد بن محمد بن
حبان التمار وآخرون اه وقال الحاكم في تاريخ نيسابور: روى عنه من
أئمة الحديث آدم بن أبي اياس ونصر بن علي الجهضمي ومحمد بن رافع
القشيري وغيرهم.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة ذكرها العلماء اجمالا وتفصيلا ففي خلاصة تذهيب
الكمال عن سنن ابن ماجة عنه: عبد السلام بن صالح وجماعة عدة نسخ
وفي تهذيب التهذيب: عنه علي بن مهدي له عنه نسخة وداود بن سليمان
له عنه نسخة وعامر بن سليمان الطائي له عنه نسخة كبيرة اه أما
مؤلفاته على التفصيل فهي هذه:
١ ما كتبه إلى محمد بن سنان في جواب مسائله عن علل الأحكام الشرعية.
٢ العلل التي ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا ع
مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ فجمعها وأطلق لعلي بن محمد بن قتيبة
النيسابوري روايتها عنه عن الرضا فإنها في الحقيقة من تاليف الرضا فهو
كالمؤلف الذي يملي على الكاتب.
٣ ما كتبه إلى المأمون من محض الاسلام وشرائع الدين وهذه الثلاثة
أوردها الصدوق في كتاب عيون أخبار الرضا باسناده المتصلة.
٤ ما كتبه إلى المأمون أيضا في جوامع الشريعة روى الحسن بن
علي بن شعبة في تحف العقول ان المأمون بعث الفضل بن سهل ذا الرياستين
إلى الرضا ع فقال له اني أحب ان تجمع لي من الحلال والحرام
والفرائض والسنن فإنك حجة الله على خلقه ومعدن العلم فدعا الرضا
بدواة وقرطاس وقال للفضل اكتب بسم الله الرحمن الرحيم وذكر الرسالة
وهي قريبة من الرسالة الثالثة.
٥ الرسالة المذهبة أو الرسالة الذهبية في الطب التي بعث بها إلى
المأمون العباسي في حفظ صحة المزاج وتدبيره بالأغذية والأشربة والأدوية
وسميت بذلك لأن المأمون أمر ان تكتب بماء الذهب. وهذه الرسالة أشار
إليها الشيخ في الفهرست في ترجمة محمد بن الحسن بن جمهور العمي
البصري حيث قال: له كتب وعد منها الرسالة المذهبة عن الرضا ع
ثم قال أخبرنا برواياته جماعة عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه
عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمد بن جمهور قال
ورواها محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن بن الوليد عن
الحسن بن متيل عن محمد بن أحمد العلوي عن العمركي بن علي عن
محمد بن جمهور. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء في ترجمة محمد بن
الحسن بن جمهور العمي له الرسالة المذهبة عن الرضا ع في الطب
اه وذكر منتخب الدين في الفهرست ان السيد فضل الله بن علي
الراوندي كتب عليها شرحا سماه ترجمة العلوي للطب الرضوي. فظهر
انها كانت مشهورة بين علمائنا ولهم إليها طرق وأسانيد وفي البحار انها من
الكتب المعروفة وأوردها المجلسي في البحار بتمامها في المجلد الرابع عشر
وذكر انه وجد لها سندين أحدهما قال موسى بن علي بن جابر السلامي
أخبرني الشيخ الأجل العالم الأوحد سديد الدين يحيى بن محمد بن علي
الخازن أدام الله توفيقه: اخبرني أبو محمد الحسين محمد بن جمهور
والثاني قال هارون بن موسى التلعبكري رض: حدثنا محمد بن
هشام بن سهل ره حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور حدثني أبي وكان
عالما بأبي الحسن علي بن موسى الرضا به ملازما لحديثه وكان معه حين حمل
من المدينة إلى أن سار إلى خراسان واستشهد بطوس قال: كان المأمون
بنيسابور وفي مجلسه سيدي أبو الحسن الرضا ع وجماعة من المتطببين
والفلاسفة مثل يوحنا بن ماسويه وجبرئيل بن يختيشوع وصالح بن بلهمة
الهندي وغيرهم من منتحلي العلوم وذوي البحث فجرى ذكر الطب وما فيه
صلاح الأجسام وقوامها فأغرق المأمون ومن بحضرته في الكلام وتغلغلوا في
علم ذلك وكيف ركب الله تعالى في هذا الجسد وجمع فيه هذه الأشياء
المتضادة من الطبائع الأربع ومضار الأغذية ومنافعها وما يلحق الأجسام من
(٢٦)

مضارها من العلل وأبو الحسن ع ساكت لا يتكلم في شئ من
ذلك فقال له المأمون ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه هذا
اليوم والذي لا بد فيه من معرفة هذه الأشياء والأغذية النافع منها والضار
وتدبير الجسد فقال أبو الحسن ع عندي من ذلك ما جربته
وعرفت صحته بالاخبار ومرور الأيام مع ما وقفني عليه من مضى من
السلف مما لا يسع الإنسان جهله ولا يعذر في تركه فإذا أجمع ذلك مع ما
يقاربه مما يحتاج إلى معرفته وعاجل المأمون الخروج إلى بلخ وتخلف عنه أبو
الحسن ع وكتب المأمون إليه كتابا ينتجزه ما كان ذكره مما يحتاج إلى
معرفته من جهته على ما سمعه منه وجربه من الأطعمة والأشربة وأخذ
الأدوية والفصد والحجامة والسواك والحمام والنورة والتدبير في ذلك فكتب
الرضا ع إليه كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم اعتصمت
بالله أما بعد فإنه وصل إلي كتاب أمير المؤمنين فيما امرني به من توقيفه على
ما يحتاج إليه مما جربته وسمعته في الأطعمة والأشربة وأخذ الأدوية والفصد
والحجامة والحمام والنورة والباه وغير ذلك مما يدبر استقامة أمر الجسد وقد
فسرت له ما يحتاج إليه وشرحت له ما يعمل عليه من تدبير مطعمه ومشربه
واخذه الدواء وفصده وحجامته وباهه وغير ذلك مما يحتاج إليه من سياسة
جسمه وبالله التوفيق: اعلم أن الله عز وجل لم يبتل الجسد بداء الا جعل
له دواء يعالج به وذلك أن الأجسام الإنسانية جعلت على مثال الملك ثم
ذكر الرسالة بتمامها.
٦ كتاب فقه الرضا وهو كتاب في أبواب الفقه وهذا الكتاب لم يكن
معروفا قبل زمن المجلسي الأول واشتهر في زمانه إلى اليوم والسبب في
اشتهاره ان جماعة من أهل قم أحضروا نسخته إلى مكة المكرمة فرآها
القاضي الأمير السيد حسين الأصبهاني فجزم بأنه تاليف الرضا ع
فاستنسخه وأحضره معه إلى أصفهان فأراه المجلسي الأول فجزم بصحة
نسبته وكذلك ولده المجلسي الثاني جزم بصحة نسبته وفرق أحاديثه على
مجلدات كتابه البحار وجعله أحد مصادر كتابه المذكور فاشتهر من ذلك
اليوم.
وقال في مقدمات البحار: كتاب فقه الرضا ع أخبرني به السيد
الفاضل المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه بعد ما ورد أصفهان قال قد
اتفق في بعض سني مجاورتي في جوار بيت الله الحرام ان أتاني جماعة من أهل
قم حاجين وكان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا ع وسمعت
الوالد ره أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه صلى الله عليه وآله وسلم
وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء وقال السيد حصل لي العلم
بتلك القرائن انه تاليف الامام ع فأخذت الكتاب وكتبته
وصححته فاخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد واستنسخه
وصححه وأكثر عباراته موافق لما يذكره الصدوق أبو جعفر بن بابويه في
كتاب من لا يحضره الفقيه من غير سند وما يذكره والده في رسالته إليه وكثير
من الاحكام التي ذكرها أصحابنا ولا يعلم مستندها مذكور فيه اه.
وممن جزم بصحة نسبته السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في
فوائده الرجالية والشيخ يوسف البحراني وغيرهم وممن جزم بذلك من
المعاصرين المحدث الشيخ ميرزا حسين النوري فأدرجه في كتابه مستدركات
الوسائل وفرق ما فيه على أبوابه وعده صاحب الوسائل من الكتب المجهولة
المؤلف وكذا صاحب الفصول في الأصول وغيرهما وجماعة توقفوا فيه وربما
احتمل بعضهم أن يكون هو رسالة علي بن بابويه والد الصدوق لولده لأن
اسمه علي بن موسى وإن وجد في أوله يقول عبد الله علي بن موسى الرضا
أما بعد لاحتمال أن يكون زيادة من النساخ لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل
ولكن ينافيه أن الأصل عدم السهو في لفظ الرضا وإن فيه: مما نداوم به
نحن معاشر أهل البيت، وبعد ذكر آية الخمس فتطول علينا بذلك امتنانا
منه ورحمة، وعند ذكر ليلة تسع عشرة من شهر رمضان هي التي ضرب
فيها جدنا أمير المؤمنين. وفي كتاب الزكاة روي عن أبي العالم وفي باب
الربا أمرني أبي ففعلت وفي باب الحج قال أبي أن أسماء بنت عميس، وفيه
ليس الموقف هو الجبل وكان أبي يقف حيث يبيت وفيه أبي عن جدي عن
أبيه قال رأيت علي بن الحسين يمشي ولا يرمل وفيه قال أبي من قبل امرأته،
وذكر احكاما كثيرة صدرها بقوله قال أبي وفيه: العالم انا سمعته يقول عند
غروب الشمس، والعالم كان لقبا للكاظم ع. وكيف كان
فجمهور المحققين من العلماء لم يثبتوا صحته وتوقفوا فيه وجعلوا ما أسند فيه
إلى الرضا ع أو إلى العالم ع رواية مرسلة تصلح مؤيدا ومرجحا
ويؤيده أنه لو كان من تاليفه ع لأشتهر أمره وتواتر لأنه ع
كان في عصره ظاهر الأمر معروف الفضل مشهور الذكر حتى أنه لما
روى حديثا لعلماء نيسابور كتبه عنه أربعة وعشرون ألفا من أهل المحابر
فضلا عن أهل الدوي.
٧ صحيفة الرضا ع. في مقدمات البحار: صحيفة
الرضا مع اشتهارها في مرتبة المراسيل لا المسانيد وإن شاهدت في بعض
النسخ لها اسنادا إلى أبي علي الطبرسي لكنه غير معلوم عندي وفي
مستدركات الوسائل: صحيفة الرضا ع ويعبر عنه أيضا بمسند الرضا
كما في مجمع البيان وبالرضويات كما في كشف الغمة وهو من الكتب المعروفة
المعتمدة التي لا يدانيها في الاعتبار والاعتماد كتاب صنف قبله أو بعده
اه. أقول: من العجيب مع هذا ما سمعت من البحار أنها في
مرتبة المراسيل لا المسانيد وعندي منها نسخة مخطوطة وقد أتى الشيخ
عبد الواسع اليماني الزيدي بنسخة منها معه من اليمن وطبعها في دمشق
وأجاز لي روايتها عنه بالسند الموجود في أولها وقد ذكرته في القسم الثاني من
الرحيق المختوم وهي مختلفة في المتن عن النسخة التي عندي. ثم قال في
المستدركات: وهو أي كتاب صحيفة الرضا ع داخل في فهرست كتاب
الوسائل إلا أن له نسخا متعددة وأسانيد مختلفة يزيد متن بعضها على بعض
واقتصر صاحب الوسائل على نسخة الطبرسي وروايته إلى أن قال وقد
جمع الفاضل الآميرزا عبد الله في رياض العلماء طرقها قال فمن ذلك ما
رأيته في بلدة أردبيل في نسخة من هذه الصحيفة وكان صدر سندها هكذا:
قال الشيخ الامام الاجل العالم نور الملة والدين ضياء الاسلام
والمسلمين أبو أحمد اناليك العادل المرزوي قرأ علينا الشيخ القاضي الامام
الاجل الأعز الأمجد الأزهد مفتي الشرق والغرب بقية السلف أستاذ الخلف
صفي الملة والدين ضياء الاسلام المسلمين وارث الأنبياء والمرسلين أبو بكر
محمود بن علي بن محمد السرخسي في المسجد الصلاحي بشادياخ نيسابور
عمرها الله غداة يوم الخميس الرابع من ربيع الأول من شهور سنة عشر
وستمائة قال أخبرنا الشيخ الامام الاجل السيد الزاهد ضياء الدين حجة
الله على خلقه أبو محمد الفضل بن محمد بن إبراهيم الحسيني تغمده الله
بغفرانه وأسكنه أعلى جنانه في شهور سنة سبع وأربعين وخمسمائة قراءة عليه
قال أخبرنا أبو المحاسن أحمد بن عبد الرحمن اللبيدي قال أخبرنا أبو لبيد
عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن لبيد قال حدثنا الأستاذ الإمام أبو القاسم
الحسن بن محمد بن حبيب رضوان الله عليه سنة خمس وأربعمائة بنيسابور في
داره قال حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي بالبصرة
قال حدثني أبي في سنة ستين ومائتين قال حدثنا علي بن موسى الرضا ع
إمام المتقين وقدوة أسباط سيد المرسلين مما أورده في مؤلفه المعنون
(٢٧)

بصحيفة أهل البيت ع سنة أربع وتسعين ومائة قال حدثني أبي
موسى بن جعفر ع قال الخ...
ما اثر عنه من الحكم والمواعظ والآداب
المنقول من نثر الدرر للآبي
قال ع ليس الحمية من الشئ تركه ولكن الاقلال منه وقال في
قوله تعالى: فاصفح الصفح الجميل قال عفو بغير عتاب، وفي قوله: خوفا
وطمعا قال خوفا للمسافر وطمعا للمقيم.
المنقول من تذكرة ابن حمدون
قال علي بن موسى بن جعفر ع: من رضي من الله عز
وجل بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. وقال ع لا
يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة ولا يعدم تعجيل العقوبة مع ادراع
البغي.
المنقول من تحف العقول
قال الرضا ع: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال
: سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه فاما السنة من ربه
فكتمان السر وأما السنة من نبيه فمداراة الناس وأما السنة من وليه فالصبر
في البأساء والضراء. صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله. ليس
العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله. من
أخلاق الأنبياء التنظيف. لم يخنك الأمين ولكن ائتمنت الخائن، الصمت
باب من أبواب الحكمة. ان الصمت يكسب المحبة وأنه دليل على كل
خير. الأخ الأكبر بمنزلة الأب. صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله.
التودد إلى الناس نصف العقل. إن الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال
وكثرة السؤال. لا يتم عقل امرئ مسلم حتى تكون فيه عشر خصال:
الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير
الخير من نفسه لا يسام من طلب الحوائج إليه ولا يمل من طلب العلم طول
دهره الفقر في الله أحب إليه من الغنى والذل في الله أحب إليه من العز في
عدوه والخمول أشهى إليه من الشهرة ثم قال العاشرة وما العاشرة قيل له ما
هي قال لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني واتقى إنما الناس رجلان رجل
خير منه واتقى ورجل شر منه وأدنى فإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى قال
لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي وإذا رأى الذي هو
خير منه واتقى تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب
خيره وحسن ذكره وساد أهل زمانه. وسأله أحمد بن نجم عن العجب
الذي يفسد العمل فقال العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله
فيراه حسنا فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمتن
على الله ولله المنة عليه. وسئل عن خيار العباد فقال الذين إذا أحسنوا
استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا
أغضبوا غفروا وسئل عن حد التوكل فقال إن لا تخاف أحدا إلا الله وقال:
الايمان أربعة أركان التوكل على الله والرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله
والتفويض إلى الله. صل رحمك ولو بشربة من الماء وأفضل ما توصل به
الرحم كف الأذى عنها ففي كتاب الله ولا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى.
إن الذي يطلب من فضل يكف به عياله أعظم من المجاهد في سبيل الله.
وقيل له كيف أصبحت قال أصبحت بأجل منقوص وعمل محفوظ والموت في
رقابنا والنار من ورائنا ولا ندري ما يفعل بنا. خمس من لم تكن فيه فلا
ترجوه لشئ من الدنيا والآخرة: من لم تعرف الوثاقة في أرومته والكرم في
طباعه والرصانة في خلقه والنبل في نفسه والمخافة لربه. السخي يأكل من
طعام الناس ليأكلوا من طعامه والبخيل لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا
من طعامه. يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها
في اعتزال الناس وواحد في الصمت إنا أهل بيت نرى وعدنا علينا دينا كما
صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. عونك للضعيف أفضل من الصدقة. لا يستكمل
عبد حقيقة الايمان حتى تكون فيه خصال ثلاث التفقه في الدين وحسن
التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا.
قال علي بن شعيب: دخلت على أبي الحسن الرضا ع فقال لي يا
علي من أحسن الناس معاشا قلت يا سيدي أنت أعلم به مني فقال يا علي
من حسن معاش غيره في معاشه، يا علي من أسوأ الناس معاشا قلت أنت
أعلم قال: من لم يعش غيره في معاشه يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها
وحشية ما نأت عن قوم فعادت إليهم يا علي أن شر الناس من منع رفده
وأكل وحده وجلد عبده. أحسن الظن بالله فان من حسن ظنه بالله كان الله
عند ظنه ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ومن
رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته ونعم أهله وبصره الله داء الدنيا
ودواءها وأخرجه منها سالما إلى دار السلام. ليس لبخيل راحة ولا لحسود
لذة ولا لملول وفاء ولا لكذوب مروءة.
ومن كلامه ع ذكرته في المجالس السنية ولا أعلم الآن من
أين نقلته قال ع:
أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم ولد فيرى الدنيا
ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار
الدنيا وقد سلم الله على يحيى وعيسى ع في هذه الثلاثة المواطن
فقال في يحيى: وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا. وفي
عيسى: والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا.
وقال ع: إن الله أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أمر بالصلاة
والزكاة فمن صلى ولم يزك لم تقبل صلاته وأمر بالشكر له وللوالدين فمن لم
يشكر والديه لم يشكر الله وأمر باتقاء الله وصلة الرحم فمن لم يصل رحمه لم
يتق الله عز وجل. لا يجمع المال الا بخصال خمس ببخل شديد وأمل طويل
وحرص غالب وقطيعة الرحم وإيثار الدنيا على الآخرة. لا ينبغي للرجل
أن يدع الطيب في كل يوم فإن لم يقدر فيوم ويوم لا فإن لم يقدر ففي كل
جمعة.
المنقول عن كتاب الذخيرة
من حاسب نفسه ربح ومن غفل عنها خسر ومن خاف أمن ومن
اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم وصديق الجاهل في تعب وأفضل
المال ما وقي به العرض وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه والمؤمن إذا
غضب لم يخرجه غضبه عن حق وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا
قدر لم يأخذ أكثر من حقه.
المنقول من كتاب النزهة
قال ع: من كثرت محاسنه مدح بها واستغنى عن التمدح
بذكرها. من لم يتابع رأيك في صلاحه فلا تصغ إلى رأيه ومن طلب الأمر
من وجهه لم يزل وإن زل لم تخذله الحيلة. كفاك ممن يريد نصحك بالنميمة
ما يجد من سوء الحساب في العاقبة. وقال ع للحسن بن سهل في
تعزيته: التهنئة بأجل الثواب أولى من التعزية على عاجل المصيبة. من
(٢٨)

صدق الناس كرهوه. المسكنة مفتاح البؤس. إن للقلوب إقبالا وأدبارا
ونشاطا وفتورا فإذا أقبلت بصرت وفهمت وإذا أدبرت كلت وملت فخذوها
عند إقبالها ونشاطها واتركوها عند أدبارها وفتورها. أصحب السلطان
بالحذر والصديق بالتواضع والعدو بالتحرز والعامة بالبشر. الآجل آفة
الآمل والبر غنيمة الحازم والتفريط مصيبة ذي القدرة والبخل يمزق العرض
والحب داعي المكاره وأجل الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف وإغاثة
الملهوف وتحقيق أمل الآمل وتصديق مخيلة الراجي والاستكثار من الأصدقاء
في الحياة والباكين بعد الوفاة اه.
بعض أدعيته القصار
روى الصدوق في العيون بسنده عن أبي جعفر الثاني عن آبائه عن
الحسين بن علي ع وذكر خبرا طويلا فيه دعاء لكل إمام حتى
وصل إلى الرضا ع فقال وله دعاء يدعو به:
اللهم اعطني الهدى وثبتني عليه واحشرني عليه آمنا أمن من لا خوف
عليه ولا حزن ولا جزع إنك أهل التقوى وأهل المغفرة.
ما نسب إليه من الشعر
في مناقب ابن شهرآشوب أنشأ الرضا ع. ويأتي نسبته إلى
إنشاده:
إذا كان دوني من بليت بجهله * أبيت لنفسي أن أقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محلي من النهي * أخذت بحلمي كي أجل عن المثل
وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدم والفضل
قال وله ع أقول ويأتي نسبته إلى إنشاده:
وذي غيلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني بعفو التحمل
ولم أر للأشياء أسرع مهلكا * لغمر قديم من وداد معجل
وله أورده ابن شهرآشوب في المناقب:
لبست بالعفة ثوب الغنى * وصرت امشي شامخ الراس
لست إلى النسناس مستأنسا لكنني آنس بالناس
إذا رأيت التيه من ذي الغنى * تهت على التائه بالياس
وما تفاخرت على معدم * ولا تضعضعت لافلاس
وروى الصدوق في العيون بسنده عن أحمد بن الحسين كاتب أبي
الفياض قال حضرنا مجلس علي بن موسى الرضا فشكا رجل أخاه فانشا
الرضا يقول:
اعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهت السفيه * وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه
وفي الاختصاص كتب المأمون إلى الرضا ع عظني فكتب إليه وفي
العيون بسنده عن المغيرة سمعت أبا الحسن الرضا ع يقول:
انك في دنيا لهامدة * يقبل فيها عمل العامل
أما ترى الموت محيطا بها * يصلب فيها أمل الآمل
تعجل الذنب بما تشتهي * وتأمل التوبة من قابل
والموت يأتي أهله بغتة * ما ذاك فعل الحازم العاقل
وقال:
نعى نفسي إلى نفسي المشيب * وعند الشيب يتعظ اللبيب
فقد ولى الشباب إلى مداه * فلست ارى مواضعه تئوب
سابكيه واندبه طويلا * وأدعوه إلي عسى يجيب
وهيهات الذي قد فات * منه تمنيني به النفس الكذوب
وراع الغانيات بياض رأسي * ومن مد البقاء له يشيب
أرى البيض الحسان يحدن عني * وفي هجرانهن لنا نصيب
فان يكن الشباب مضى حبيبا * فان الشيب لي أيضا حبيب
سأصحبه بتقوى الله حتى * يفرق بيننا الأجل القريب
ما أنشده من الشعر
في كتاب عيون أخبار الرضا بسنده قال الرضا ع قال لي المأمون
هل رويت شيئا من الشعر قلت رويت منه الكثير قال أنشدني أحسن ما
رويته في الحلم فأنشدته وتقدم نسبة ابن شهرآشوب ذلك إلى انشائه ع:
إذا كان دوني من بليت بجهله * أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محلي من النهي * أخذت بحلمي كي أجل عن المثل
وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدم والفضل
قال المأمون من قائله قلت بعض فتياننا قال فانشدني أحسن ما رويته
في السكوت عن الجاهل فقلت:
إني ليهجرني الصديق تجنبا * فأريه ان لهجره أسبابا
وأراه ان عاتبته أغريته * فارى له ترك العتاب عتابا
وإذا ابتليت بجاهل متحلم * يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا
فقال من قائله قلت بعض فتياننا. قال فانشدني أحسن ما رويته في
استجلاب العدو حتى يكون صديقا فقال ع أقول مر نسبة
البيت الأول والثالث إلى انشائه ع:
وذي غلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني بعفو التجمل
ومن لا يدافع سيئات عدوه * باحسانه لم يأخذ القول من عل
ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا * لغمر قديم من وداد معجل
فقال له المأمون ما أحسن هذا من قاله قال بعض فتياننا فقال فانشدني
أحسن ما رويته في كتمان السر فقال:
وإني لأنسى السر كيلا أذيعه * فيا من رأى سرا يصان بان ينسى
مخافة أن يجري ببالي ذكره * فينبذه قلبي إلى ملتو حسا
فيوشك من لم يفش سرا وجال في * خواطره أن لا يطيق له حبسا
فقال له المأمون إذا امرت أن يترب الكتاب كيف تقول قال ترب قال
فمن السحاء (١) قال سح قال فمن الطين قال طين قال يا غلام ترب هذا
الكتاب وسحه وطينه وامض به إلى الفضل بن سهل وخذ لأبي الحسن
ثلاثمائة ألف درهم. وفي عيون الأخبار بسنده عن محمد بن يحيى بن أبي
عباد عن عمه قال سمعت الرضا ع يوما ينشد شعرا وقليلا ما كان
ينشد شعرا:
كلنا نأمل مدا في الأجل * والمنايا هن آفات الأمل
لا يغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل
إنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم رحل

(١) السحاء ما أخذه من القرطاس يقال سحا القرطاس إذا اخذ منه شيئا قليلا ويسمى ذلك
المأخوذ سحاية وسحاءة أيضا وسحا الكتاب يسحيه ويسحوه شده بسحاءته أي ربطه بالشئ
الذي قص منه وهذا معنى قوله فمن الساحء قال سح. المؤلف
(٢٩)

فقلت لمن هذا أعز الله الأمير فقال لعراقي لكم فقلت انشدنيه أبو
العتاهية لنفسه فقال هات اسمه ودع عنك هذا أن الله سبحانه وتعالى يقول
ولا تنابزوا بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.
وفي العيون بسنده عن الرضا ع عن آبائه قال كان أمير المؤمنين
ع يقول:
خلقت الخلائق في قدرة * فمنهم سخي ومنهم بخيل
فاما السخي ففي راحة * وأما البخيل فشؤم طويل
وفي العيون بسنده عن الريان بن الصلت قال أنشدني الرضا ع
لعبد المطلب:
يعيب الناس كلهم زمانا * وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا * ولو نطق الزمان بنا هجانا
وان الذئب يترك لحم ذئب * ويأكل بعضنا بعضا عيانا
وبسنده عن إبراهيم بن العباس الصولي قال كان الرضا ع ينشد
كثيرا:
إذا كنت في خير فلا تغترر * به ولكن قل اللهم سلم وتمم
وفي المناقب عن كتاب الشعراء انه كان ع يتمثل:
تضئ كضوء السراج السليط * لم يجعل الله فيه نحاسا
بعض ما مدح به من الشعر
في إعلام الورى عن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس إلى
الرضا ع ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه وسلم
عليه وقال يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا وأحب ان تسمعها مني فقال
هات فانشا يقول:
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
الله لما برا خلقا فاتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر
فأنت الملأ الاعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور
فقال الرضا ع قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد يا غلام هل
معك من نفقتنا شئ فقال له ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال لعله
استقلها يا غلام سق إليه البغلة. قال ولأبي نواس أيضا فيه حين عوتب على
الإمساك عن مديحه فقال:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى م تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا اهتدي لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه
سبب وفاته وكيفيتها
روى الصدوق في العيون بسنده عن ياسر الخادم: قال لما كان بيننا
وبين طوس سبعة منازل اعتل أبو الحسن ع فدخلنا طوس وقد اشتدت
به العلة فبقينا بطوس أياما فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين
الحديث.
أقول: ويظهر من عدة اخبار ان علته كانت الحمى، قال
المجلسي في البحار: اعلم أن أصحابنا وغيرهم اختلفوا في أن الرضا ع
هل مات حتف انفه أو مضى شهيدا بالسم وهل سمه المأمون أو غيره
والأشهر بيننا انه مضى شهيدا بسم المأمون اه‍. وروى الصدوق في
العيون عدة روايات في أنه سمه المأمون وكذلك روى المفيد في الارشاد.
وفي خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال عن سنن ابن ماجة القزويني
كلاهما من علماء أهل السنة انه مات مسموما بطوس. وفي مقاتل
الطالبيين: كان المأمون عقد له على العهد من بعده ودس له فيما ذكر بعد
ذلك سما فمات منه اه‍ وفي تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر عن
الحاكم في تاريخ نيسابور أنه قال استشهد علي بن موسى بسنا آباد. وفيه
عن أبي حاتم بن حبان انه ع مات آخر يوم من صفر وقد سم في ماء
الرمان وسقي اه‍. وقال الطبري انه اكل عنبا فأكثر منه فمات فجاة
اه.
سبب سم المأمون الرضا ع
قال المفيد في الارشاد: كان الرضا علي بن موسى يكثر وعظ المأمون
إذا خلا به ويخوفه الله ويقبح له ما يرتكب من خلافه فكان المأمون يظهر
قبول ذلك منه ويبطن كراهته واستثقاله قال المفيد وأبو الفرج: ودخل
الرضا ع يوما عليه فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء فقال
ع يا أمير المؤمنين لا تشرك بعبادة ربك أحدا قال المفيد فصرف المأمون
الغلام وتولى تمام وضوئه بنفسه وزاد ذلك في غيظه ووجده وكان الرضا
يزري على الحسن والفضل ابني سهل عند المأمون إذا ذكرهما ويصف له
مساويهما وينهاه عن الاصغاء إلى قولهما وعرفا ذلك منه فجعلا يحطبان عليه
عند المأمون ويذكران له عنه ما يبعده منه ويخوفانه من حمل الناس عليه فلم
يزالا كذلك حتى قلبا رأيه فيه وعمل على قتله وقال أبو الفرج اعتل الرضا
علته التي مات فيها وكان قبل ذلك يذكر ابني سهل عند المأمون فيزري
عليهما وينهى المأمون عنهما ويذكر له مساويهما اه‍.
اما الكليني فليس في كتابه رواية تدل على أنه مات مسموما كما أنه لم
يذكر في أبيه موسى بن جعفر انه مات مسموما مع اشتهار أمره بذلك بل
اقتصر على أنه مات في حبس السندي بن شاهك. وفي كشف الغمة:
بلغني ممن أثق به ان السيد رضي الدين علي بن طاوس كان لا يوافق على
أن المأمون سم الرضا ولا يعتقده وكان كثير المطالعة والتنقيب والتفتيش على
مثل ذلك والذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه وميله إليه واختياره له
دون أهله وأولاده مما يؤيد ذلك ويقرره اه.
قال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص وظاهره انه نقله عن أبي
بكر الصولي في كتاب الأوراق: وزعم قوم ان المأمون سمه وليس بصحيح
فإنه لما مات علي توجع له المأمون وأظهر الحزن عليه وبقي أياما لا يأكل
طعاما ولا يشرب شرابا وهجر اللذات اه‍ ويأتي تفصيل الحال في ذلك.
قال المفيد: بعد ما ذكر ان المأمون عمل على قتل الرضا ع فاتفق انه
اكل هو والمأمون طعاما فاعتل منه الرضا ع وأظهر المأمون تمارضا وقال أبو
الفرج اعتل الرضا فجعل المأمون يدخل إليه فلما ثقل تعلل المأمون وأظهر
أنهما أكلا عنده طعاما ضارا فمرضا اه‍.
أقول كلام المفيد يدل على أنه كان قد سمه في ذلك الطعام
فتمارض المأمون ليوهم الناس ان مرض الرضا من الطعام الضار لا من
السم ولكن عبارة أبي الفرج تدل على أن الطعام لم يكن مسموما وانما كان
السم في غيره مما يأتي لكن المأمون أظهر أن المرض من أكل الطعام الضار
ولعل ذلك أقرب إلى الصواب. قال أبو الفرج: ولم يزل الرضا عليلا حتى
مات، واختلف في أمر وفاته وكيف كان سبب السم الذي سقيه، ثم قال
المفيد ونحوه أبو الفرج فذكر محمد بن علي بن حمزة عن منصور بن بشير عن
(٣٠)

أخيه عبد الله بن بشير قال امرني المأمون ان أطول أظفاري على العادة ولا
أظهر لاحد ذلك ففعلت ثم استدعاني فاخرج لي شيئا يشبه التمر الهندي
وقال لي اعجن هذا ليديك جميعا ففعلت ثم قام وتركني ودخل على الرضا
ع فقال ما خبرك قال له أرجو ان أكون صالحا قال له وانا اليوم
بحمد الله صالح فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم قال لا فغضب
المأمون وصاح على غلمانه وقال للرضا فخذ ماء الرمان الساعة فإنه مما لا
يستغنى عنه ثم دعاني فقال ائتنا برمان فاتيته به فقال لي اعصره بيديك
ففعلت وسقاه المأمون الرضا بيديه فشربه فكان ذلك سبب وفاته ولم يلبث
الا يومين حتى مات ع قال محمد بن علي بن حمزة عن أبي الصلت
الهروي قال دخلت على الرضا ع وقد خرج المأمون من عنده فقال
لي يا أبا الصلت قد فعلوها أي سقوني السم وجعل يوحد الله ويمجده قال
محمد بن علي وسمعت محمد بن الجهم يقول كان الرضا ع يعجبه
العنب فاخذ له منه شئ فجعل في مواضع اقماعه الإبر أياما ثم نزعت
منه وجئ به إليه فاكل منه وهو في علته التي ذكرناها فقتله وذكر ان ذلك
من لطيف السموم.
قال علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة: قد ذكر المفيد شيئا ما
يقبله نقدي ولعلي وأهم وهو ان الامام ع كان يعيب ابني سهل
عند المأمون ويقبح ذكرهما إلى غير ذلك وما كان أشغله بأمور دينه وآخرته
واشتغاله بالله عن مثل ذلك وعلى رأي المفيد رحمه الله ان الدولة المذكورة من
أصلها فاسدة وعلى غير قاعدة مرضية فاهتمامه ع بالوقيعة فيهما
حتى أغراهما بتغيير رأي الخليفة عليه فيه ما فيه ثم إن نصيحته للمأمون
واشارته عليه بما ينفعه في دينه لا يوجب ان يكون سببا لقتله وموجبا لركوب
هذا الامر العظيم منه وقد كان يكفي في هذا الامر ان يمنعه عن الدخول
عليه أو يكفه عن وعظه ثم إنا لا نعرف ان الإبر إذا غرست في العنب صار
العنب مسموما ولا يشهد به القياس الطبي والله تعالى اعلم بحال الجميع
واليه المصير وعند الله تجتمع الخصوم. قال: ورأيت في كتاب يعرف
بكتاب النديم لم يحضرني عند جمع هذا الكتاب: ان جماعة من بني العباس
كتبوا إلى المأمون يسفهون رأيه في تولية الرضا ع العهد بعده
واخراجه عنهم إلى بني علي ع ويبالغون في تخطئته وسوء رأيه
فكتب إليهم جوابا غليظا سبهم فيه ونال من اعراضهم وقال فيهم القبائح
وقال من جملة ما قال وبقي على خاطري أنتم نطف السكارى في أرحام
القيان إلى غير ذلك وذكر الرضا ع ونبه على فضله وشرف نفسه
وبيته وهذا وأمثاله مما ينفي عن المأمون الاقدام على إزهاق تلك النفس
الطاهرة والسعي فيما يوجب خسران الدنيا والآخرة والله أعلم.
قال المجلسي في البحار: رد الأربلي في كشف الغمة ما ذكره المفيد
بوجوه سخيفة ثم قال بعد نقل كلامه ولا يخفى وهنه إذ الوقيعة في ابني
سهل لم تكن للدنيا حتى يمنعه عنها الاشتغال بعبادة الله تعالى بل كان ذلك
لما وجب عليه من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورفع الظلم عن
المسلمين مهما أمكن وكون خلافة المأمون فاسدة لا يمنع منه كما نصح غيره
للمسلمين في الغزوات والحروب ثم إنه ظاهر ان نصيحة الأشقياء ووعظهم
بمحضر الناس لا سيما المدعين للفضل والخلافة مما يثير حقدهم وحسدهم
وغيظهم. أقول واما ان الإبر إذا غرست في العنب لا يصير مسموما ولا
يقتضيه القياس الطبي فالظاهر من الخبر ان تلك الإبر كانت مسمومة بسم
من لطيف السموم لا ان مجرد وضعها في العنب اثر سما. قال سبط بن
الجوزي عن كتاب الأوراق لأبي بكر الصولي: وقيل إنه دخل الحمام ثم
خرج فقدم إليه طبق فيه عنب مسموم قد أدخلت فيه الإبر المسمومة من غير أن
يظهر اثرها فاكله فمات اه مع أن الخبر الآخر دال على سمه في
الرمان. واما ما ذكره سبط بن الجوزي في الاستدلال على عدم سم المأمون
له من أنه توجع له وأظهر الحزن عليه الخ فليس ببعيد من دهاء المأمون
ليرفع عن نفسه تهمة قتله التي كانت قد شاعت في ذلك الوقت مع أن
التوجع له واظهار الحزن عليه سببه معرفته بفضله لا ينافي وقوع القتل الذي
سببه خوف ذهاب الملك من يده.
قال المؤلف: فيكون قد سمه المأمون في أثناء علته. والذي
يقتضيه ظاهر الحال ان المأمون لما رأى اختلال أمر السلطنة عليه ببيعة أهل
بغداد لإبراهيم بن المهدي وكان سبب ذلك بيعته للرضا بولاية العهد وكان
الناس ينسبون ذلك إلى الفضل بن سهل وكان الفضل يخفي اضطراب
المملكة عن المأمون خوفا من هذه النسبة ولأغراض أخر سواء كانت النسبة
صحيحة أو باطلة فخاف المأمون ذهاب الملك من يده ورأى أنه لا يكف
عنه سوء رأي الناقمين فيه الا قتل الفضل والرضا فبعث إلى الفضل من
قتله في حمام سرخس ودس السم إلى الرضا فقتله. وسواء قلنا إن بيعة
المأمون للرضا كانت من أول امرها على وجه الحيلة كما مر عن المجلسي أو
قلنا إنها كانت عن حسن نية لا يستبعد منه سم الرضا فان النيات يطرأ عليها
ما يغيرها من خوف ذهاب الملك الذي قتل الملوك أبناءهم وإخوانهم لأجله
والسبب الذي دعا المأمون إلى قتل الفضل هو الذي دعاه إلى سم الرضا
فقتله للفضل الذي لا شك فيه يرفع الاستبعاد عن سمه الرضا بعد ورود
الروايات به ونقل المؤرخين له واشتهاره حتى ذكرته الشعراء قال أبو فراس
الحمداني:
باؤوا بقتل الرضا من بعد بيعته * وابصروا بعض يوم رشدهم فعموا
عصابة شقيت من بعد ما سعدت * ومعشر هلكوا من بعد ما سلموا
وقال دعبل في رثاء الرضا ع:
شككت فما أدري أ مسقي شربة * فأبكيك أم ريب الردى فيهون
أيا عجبا منهم يسمونك الرضا * وتلقاك منهم كلحة وغضون
وقوله شككت وإن كان ظاهره عدم العلم الا ان قوله وتلقاك منهم
كلحة وغضون كالمحقق لذلك. وغضون الجبهة ما يحدث فيها عند العبوس
الطي.
قال المفيد ونحوه قال أبو الفرج: لما توفي الرضا ع كتم المأمون
موته يوما وليلة ثم انفذ إلى محمد بن جعفر الصادق ع وجماعة من آل أبي
طالب الذين كانوا عنده فلما حضروه نعاه إليهم وبكى وأظهر حزنا شديدا
وتوجعا وأراهم إياه صحيح البدن وقال يعز علي يا أخي ان أراك في هذه
الحال قد كنت أؤمل ان أقدم قبلك فابى الله الا ما أراد ثم أمر بغسله
وتكفينه وتحنيطه وخرج مع جنازته يحملها حتى انتهى إلى الموضع الذي هو
مدفون فيه الآن فدفنه. والموضع دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها سنا
آباد على دعوة من نوقان بأرض طوس وفيها قبر هارون الرشيد وقبر أبي
الحسن ع بين يديه في قبلته.
وروى الصدوق في العيون بسنده في حديث: ان آخر ما تكلم به
الرضا ع: قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى
مضاجعهم وكان أمر الله قدرا مقدورا.
وانه شق لحد الرشيد فدفنه معه وقال نرجو ان ينفعه الله تبارك وتعالى
بقربه.
بعض مراثي الرضا ع
في المناقب قال دعبل بن علي يرثيه:
(٣١)

يا حسرة تتردد * وعبرة ليس تنفد
على علي بن موسى * بن جعفر بن محمد
وروى أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن عياش في المقتضب
عن علي بن هارون بن يحيى المنجم عن علي بن أبي عبد الخوافي يرثي الرضا
ع:
يا ارض طوس سقاك الله رحمته * ما ذا حويت من الخيرات يا طوس
طابت بقاعك في الدنيا وطيبها * شخص ثوى بسنا آباد مرموس
شخص عزيز على الاسلام * مصرعه في رحمة الله مغمور ومغموس
يا قبره أنت قبر قد تضمنه * حلم وعلم وتطهير وتقديس
فافخر فإنك مغبوط بجثته * وبالملائكة الأبرار محروس
في كل عصر لنا منكم إمام هدى * فربعه آهل منكم ومأنوس
أمست نجوم سماء الدين آفلة * وظل أسد الشري قد ضمها الخيس
حتى متى يظهر الحق المنير بكم * فالحق في غيركم داج ومطموس
وقال الصدوق في العيون: وجدت في كتاب لمحمد بن حبيب الضبي
وهي طويلة ذكرناها بتمامها في ترجمته ونذكر منها هنا أبياتا:
قبر بطوس به أقام إمام * حتم إليه زيارة ولمام
قبر أقام به السلام وان غدا * تهدى إليه تحية وسلام
قبر سنا انواره تجلو العمى * وبتربه قد تدفع الأسقام
قبر يمثل للعيون محمدا * ووصيه والمؤمنون قيام
قبر إذا حل الوفود بربعه * رحلوا وحطت عنهم الآثام
الله عنه به لهم متقبل * وبذاك عنهم جفت الأقلام
ان يغن عن سقي الغمام فإنه * لولاه لم تسق البلاد غمام
قبر علي بن موسى حله * بثراه يزهو الحل والاحرام
من زاره في الله عارف حقه * فالمس منه على الجحيم حرام
ومقامه لا شك يحمد في غد * وله بجنات الخلود مقام
يا ابن النبي وحجة الله التي * هي للصلاة وللصيام قيام
أنتم ولاة الدين والدنيا * ومن لله فيه حرمة وذمام
ما الناس الا من أقر بفضلكم * والجاحدون بهائم وهوام
يدعون في دنياكم وكأنهم * في جحدهم إنعامكم أنعام
ولقد تهيجني قبوركم إذا * هاجت سواي معالم وخيام
من كان يغرم بامتداح ذوي الغنى * فبمدحكم لي صبوة وغرام
والى أبي الحسن الرضا أهديتها * مرضية تلتذها الافهام
خذها عن الضبي عبدكم الذي * هانت عليه فيكم الألوام
إن اقض حق الله فيك فان لي * حق القرى للضيف إذ يعتام
من كان بالتعليم أدرك حبكم * فمحبتي إياكم إلهام
وروى الشيخ في المجالس بسنده عن محمد بن يحيى بن أكثم القاضي
عن أبيه قال أقدم المأمون دعبل بن علي الخزاعي وامنه على نفسه واستنشده
قصيدته الكبيرة فجحدها فقال لك الأمان عليها كما امنتك على نفسك فقال
وهذا منتخبها:
يا أمة السوء ما جازيت أحمد * في حسن البلاء على التنزيل والسور
لم يبق حي من الاحياء نعلمه * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
الا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر
قتلا وأسرا وتخويفا ومنهبة * فعل الغزاة باهل الروم والخزر
أرى أمية معذورين ان قتلوا ولا ارى لبني العباس من عذر
قوم قتلتم على الاسلام أولهم حتى إذا استمكنوا جازوا على الكفر
إربع بطوس على قبر الزكي بها ان كنت تربع من دين على وطر
قبران في طوس خير الناس كلهم وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما على الزكي بقرب الرجس من ضرر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت له يداه فخذ ما شئت أو فذر
تذهب قبة الرضا ع
جاء الشاه عباس الأول ماشيا على قدميه من أصفهان إلى خراسان
وامر بتذهيبها من خالص ماله في سنة ١٠١٠ وتم في سنة ١٠١٦.
أبو جعفر محمد الجواد
ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي
زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع تاسع أئمة
أهل البيت الطاهر صلوات الله عليهم أجمعين
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
ولد بالمدينة ليلة الجمعة في ١٩ شهر رمضان أو للنصف منه أو ١٠
رجب يوم الجمعة ويدل عليه ما في مصباح المتهجد قال ابن عياش خرج
على يد الشيخ الكبير أبي القاسم رضي الله عنه: اللهم إني أسألك
بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني وابنه علي بن محمد المنتجب الدعاء
قال وذكر ابن عياش أنه كان يوم العاشر من رجب مولد أبي جعفر الثاني
اه‍.
وتوفي ببغداد في خلافة المعتصم آخر ذي القعدة يوم السبت أو آخر
ذي الحجة أو لخمس أو ست خلون منه يوم الثلاثاء سنة ٢٢٠ ودفن في
مقابر قريش في ظهر جده موسى الكاظم ع وهو ابن ٢٥ سنة.
وقال الكليني وشهرين وثمانية عشر يوما وقيل وثلاثة أشهر واثنين وعشرين
يوما وقال ابن الخشاب وثلاثة أشهر واثني عشر يوما وقال المفيد وأشهر.
عاش منها مع أبيه ثماني سنين وقيل سبع سنين وأربعة أشهر ويومين
وبعد أبيه ١٧ سنة وقيل ١٨ سنة الا عشرين يوما وهي مدة إمامته وخلافته
وهي بقية ملك المأمون وقبض في أوائل ملك المعتصم وقيل في ملك الواثق
وحكى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة النبوية
عن محمد بن سعيد أنه قتل في زمن الواثق بالله ولعله اشتباه حصل من
صلاة الواثق عليه والصحيح أنه توفي في خلافة المعتصم اما الواثق فبويع له
سنة ٢٢٧ الا أن يكون المراد أنه سمه الواثق في خلافة المعتصم.
امه
أم ولد يقال لها سكن المريسية وقيل سبيكة وكانت نوبية وقيل سكينة
ولعله تصحيف سبيكة وقيل الخيزران وقيل درة وسماها الرضا خيزران وقيل
ريحانة من أهل مارية القبطية وتكنى أم الحسن.
كنيته
أبو جعفر ويقال أبو جعفر الثاني تمييزا له عن الباقر ع.
لقبه
الجواد والقانع والمرتضى والنجيب والتقي وأشهر ألقابه الجواد.
(٣٢)

نقش خاتمه
نعم القادر الله.
بوابه
في الفصول المهمة: بوابه عمر بن الفرات وفي المناقب كان بوابه
عثمان بن سعيد السمان.
شاعره
جماد وداود بن القاسم الجعفري.
أولاده
قال المفيد: خلف من الولد عليا ابنه الامام من بعده وموسى وفاطمة
وأمامة ابنتيه ولم يخلف ذكرا غير من سميناه. وقال ابن شهرآشوب أولاده
علي الامام وموسى وحكيمة وخديجة وأم كلثوم وقال أبو عبد الله الحارثي
خلف فاطمة وأمامة فقط.
صفته في خلقه وحليته
في الفصول المهمة: صفته أبيض معتدل اه‍ ويأتي عند ذكر
وفاته قول ابن أبي دؤاد عنه ع هذا الأسود وقال ابن شهرآشوب في
المناقب كان ع شديد الأدمة.
صفته في أخلاقه واطواره
سيأتي قول المفيد أن المأمون كان قد شغف بأبي جعفر لما رأى من
فضله مع صغر سنه وبلوغه في الحكمة والعلم والأدب وكمال العقل ما لم
يساوه فيه أحد من مشائخ أهل الزمان فزوجه ابنته وكان متوفرا على إكرامه
وتعظيمه واجلال قدره وقال الطبرسي في إعلام الورى انه كان ع قد
بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكم والآداب مع صغر سنه منزلة لم
يساوه فيها أحد من ذوي الأسنان من السادة وغيرهم ولذلك كان المأمون
مشغوفا به لما رأى من علو رتبته وعظيم منزلته في جميع الفضائل فزوجه ابنته
وكان متوفرا على إعظامه وتوقيره وتبجيله اه‍.
صفته في لباسه
روى الكليني في الكافي بسنده عن أبي جعفر والظاهر أنه الجواد
إنا معشر آل محمد نلبس الخز واليمنة. وروى الصدوق بسنده عن علي بن
مهزيار رأيت أبا جعفر الثاني الجواد يصلي الفريضة وغيرها في جبة خز
طاروي وكساني جبة خز وذكر انه لبسها على بدنه وصلى فيها وأمرني بالصلاة
فيها.
اخباره وأحوله
مجيئه إلى خراسان لزيارة أبيه ع
قال أبو الحسن البيهقي علي بن أبي القاسم زيد بن محمد في تاريخ
بيهق كما سيأتي في ترجمته ما تعريبه: أن محمد بن علي بن موسى الرضا
الذي كان يلقب النقي عبر البحر من طريق طبس مسينا لأن طريق قومس
لم يكن مسلوكا في ذلك الوقت وهذا الطريق صار مسلوكا من عهد قريب
فجاء من ناحية بيهق ونزل في قرية ششتمد وذهب من هناك إلى زيارة أبيه
علي بن موسى الرضا سنة ٢٠٢ اه‍ وهذا يقتضي أنه حضر لزيارة أبيه
في حياته سنة موته أو قبلها بسنة أو لزيارة قبره بعد موته للخلاف في سنة
وفاته انها سنة ٢٠٢ أو ٢٠٣ كما مر ولم نر من ذكر ذلك غيره وستعرف أن
المأمون استدعاه إلى بغداد بعد وفاة أبيه وزوجه ابنته فان صح ما ذكر
البيهقي فيكون قد عاد من خراسان إلى المدينة ثم منها إلى بغداد باستدعاء
المأمون والله أعلم.
مجئ الجواد من المدينة إلى بغداد
وتزوجه بنت المأمون
مر في سيرة الرضا أن الجواد ع لم يحضر مع أبيه إلى خراسان حينما
استدعاه المأمون فتوفي الرضا وابنه الجواد بالمدينة قال المسعودي في اثبات
الوصية: لما توفي الرضا وجه المأمون إلى ولده الجواد فحمله إلى بغداد وأنزله
بالقرب من داره واجمع على أن يزوجه ابنته أم الفضل وقال سبط بن
الجوزي في تذكرة الخواص انه لما توفي الرضا قدم ابنه محمد الجواد على
المأمون فأكرمه وأعطاه ما كان يعطي أباه قال واختلفوا هل زوجه ابنته أم
الفضل قبل وفاة أبيه أو بعد وفاته أقول مر في سيرة الرضا ع انه لما
زوجه المأمون سمى ابنته أم الفضل للجواد فمن هنا توهم أنه زوجه إياها
في حياة أبيه والحقيقة أنه سماها له في حياة أبيه وزوجه بها بعد موت أبيه.
وقال المفيد: كان المأمون قد شغف بأبي جعفر ع لما رأى من
فضله مع صغر سنه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل ما لم
يساوه فيه أحد من مشائخ أهل الزمان فزوجه ابنته أم الفضل وحملها إلى
المدينة وكان متوفرا على اكرامه وتعظيمه واجلال قدره اه‍.
تزويج المأمون ابنته زينب أم الفضل من الجواد ع
وخبره مع يحيى بن أكثم
روى ذلك المفيد في الارشاد عن الحسن بن محمد بن سليمان عن
علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الريان بن شبيب ورواه الحسن بن
علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول مرسلا وبين الروايتين بعض التفاوت
ونحن نذكره منتزعا منهما. قال لما أراد المأمون أن يزوج ابنته أم الفضل أبا
جعفر محمد بن علي ع بلع ذلك العباسيين فغلظ عليهم
واستكبروه وخافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى إليه مع الرضا ع
فخاضوا في ذلك واجتمع إليه منهم أهل بيته الأدنون منه فقالوا
ننشدك الله يا أمير المؤمنين أن تقيم على هذا الأمر الذي قد عزمت عليه من
تزويج ابن الرضا فانا نخاف أن تخرج به عنا أمرا قد ملكناه الله وتنزع منا
عزا قد ألبسناه الله فقد عرفت ما بيننا وبين هؤلاء القوم آل علي قديما
وحديثا وما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم والتصغير بهم
وقد كنا في وهلة من عملك مع الرضا ما عملت حتى كفانا الله المهم من
ذلك فالله الله أن تردنا إلى غم قد انحسر عنا واصرف رأيك عن ابن الرضا
واعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيرهم فقال لهم
المأمون اما ما بينكم وبين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه ولو أنصفتم القوم
لكانوا أولي بكم واما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان به قاطعا للرحم
وأعوذ بالله من ذلك ووالله ما ندمت على ما كان مني من استخلاف الرضا
ولقد سألته أن يقوم بالأمر وانزعه عن نفسي فابى وكان أمر الله قدرا مقدورا
واما أبو جعفر محمد بن علي فوالله لا قبلت من واحد منكم في امره شيئا فقد
اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنه
(٣٣)

والأعجوبة فيه بذلك وانا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلموا أن
الرأي ما رأيت فيه فقالوا يا أمير المؤمنين أ تزوج ابنتك وقرة عينك صبيا لم
يتفقه في دين الله ولا يعرف حلاله من حرامه ولا فرضه من سنته إن هذا
الفتى وإن راقك منه هدية فإنه صبي لا معرفة له ولا فقه فامهله ليتأدب
ويقرأ القرآن ويتفقه في الدين ويعرف الحلال من الحرام ثم اصنع ما تراه
بعد ذلك فقال لهم المأمون ويحكم اني اعرف بهذا الفتى منكم وانه لافقه
منكم واعلم بالله ورسوله وسنته واحكامه وأقرأ لكتاب الله منكم وأعلم
بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وظاهره وباطنه وخاصه وعامه وتنزيله
وتأويله منكم فان شئتم فامتحنوا أبا جعفر فإن كان الأمر كما وصفتم قبلت
منكم وإن كان الأمر على ما وصفت علمت أن الرجل خلف منكم قالوا له
قد رضينا لك يا أمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه فخل بيننا وبينه لننصب من
يسأله بحضرتك عن شئ من فقه الشريعة فان أصاب الجواب عنه لم يكن
لنا اعتراض في امره وظهر للخاصة والعامة سديد رأي أمير المؤمنين وإن
عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون شأنكم وذاك متى
أردتم، فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على مسالة يحيى بن أكثم وهو
يومئذ قاضي القضاة على أن يسأله مسالة لا يعرف الجواب فيها ووعدوه
بأموال نفيسة على ذلك وعادوا إلى المأمون فسألوه أن يختار لهم يوما
للاجتماع فأجابهم إلى ذلك فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه وحضر
معهم يحيى بن أكثم فامر المأمون أن يفرش لأبي جعفر ع دست
ويجعل له فيه مسورتان ففعل ذلك وخرج أبو جعفر ع فجلس بين
المسورتين و جلس يحيى بن أكثم بين يديه وقام الناس في مراتبهم والمأمون
جالس في دست متصل بدست أبي جعفر ع فقالوا يا أمير المؤمنين
هذا القاضي إن أذنت له أن يسال أبا جعفر فقال له المأمون استأذنه في ذلك
فاقبل عليه يحيى بن أكثم فقال أ تأذن لي جعلت فداك في مسالة قال له أبو
جعفر ع: سل إن شئت قال يحيى ما تقول جعلني الله فداك أو يا أبا
جعفر أصلحك الله ما تقول في محرم قتل صيدا فقال له أبو جعفر ع
قتله في حل أو حرم عالما كان المحرم أم جاهلا قتله عمدا أو خطا حرا كان
المحرم أم عبدا صغيرا كان أو كبيرا مبتدئا بالقتل أم معيدا من ذوات الطير
كان الصيد أم من غيرها من صغار الصيد كان أم من كباره مصرا على ما
فعل أو نادما في الليل كان قتله للصيد في أوكارها أم نهارا وعيانا محرما كان
بالعمرة إذ قتله أو بالحج كان محرما، فتحير يحيى بن أكثم وانقطع انقطاعا لم
يخف على أحد من أهل المجلس وبان في وجهه العجز والانقطاع وتلجلج
حتى عرف جماعة أهل المجلس امره وتحير الناس عجبا من جواب أبي جعفر
فقال المأمون الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي ثم نظر إلى
أهل بيته وقال لهم أ عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه فلما تفرق الناس وبقي من
الخاصة من بقي قال المأمون لأبي جعفر ع إن رأيت جعلت فداك
أن تذكر الفقه فيما فصلته من وجوه قتل المحرم الصيد وتعرفنا ما يجب على
كل صنف من هذه الأصناف في قتل الصيد لنعلمه ونستفيده فقال أبو جعفر
ع نعم إن المحرم إذا قتل صيدا في الحل وكان الصيد من ذوات
الطير وكان من كبارها فعليه شاة فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا
فإذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن وليست عليه القيمة لأنه
ليس في الحرم وإذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمة الفرخ وإن كان من
الوحش وكان حمار وحش فعليه بقرة وإن كان نعامة فعليه بدنة فإن لم يقدر
فاطعام ستين مسكينا فإن لم يقدر فليصم ثمانية عشر يوما وإن كان بقرة فعليه بقرة
فإن لم يقدر فليطعم ثلاثين مسكينا فإن لم يقدر فليصم تسعة أيام
وإن كان ظبيا فعليه شاة فإن لم يقدر فليطعم عشرة مساكين فإن لم يجد
فليصم ثلاثة أيام فان قتل شيئا من ذلك في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا
بالغ الكعبة وإذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه وكان إحرامه بالحج
نحره بمنى حيث ينحر الناس وإن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكة في فناء
الكعبة ويتصدق بمثل ثمنه حتى يكون مضاعفا وكذلك إذا أصاب أرنبا أو
ثعلبا فعليه شاة ويتصدق بمثل ثمن شاة وإن قتل حماما من حمام الحرم فعليه
درهم يتصدق به ودرهم يشتري به علفا لحمام الحرم وفي الفرخ نصف
درهم وفي البيضة ربع درهم وكلما اتى به المحرم بجهالة أو خطا فلا شئ
عليه الا الصيد فان عليه فيه الفداء بجهالة كان أم بعلم بخطأ كان أم بعمد
وجزاء الصيد على العالم والجاهل سواء وفي العمد له المأثم وهو موضوع عنه
في الخطا والكفارة على الحر في نفسه وعلى السيد في عبده والصغير لا كفارة
عليه وهي على الكبير واجبة والنادم يسقط بندمه عنه عقاب الآخرة والمصر
يجب عليه العقاب في الآخرة وإن دل على الصيد وهو محرم وقتل الصيد
فعليه فيه الفداء وإن أصابه ليلا في أوكارها خطا فلا شئ عليه إن لم يتصيد
فان تصيد بليل فعليه فيه الفداء فقال له المأمون أحسنت يا أبا جعفر أحسن
الله إليك وامر أن يكتب ذلك عنه.
وفي الارشاد في تتمة الرواية السابقة بعد ذكر سؤال الجواد ليحيى بن
أكثم وعجزه عن الجواب وقول المأمون لأهل بيته: أ عرفتم الآن
ما كنتم تنكرونه قال: ثم اقبل المأمون على أبي جعفر ع
فقال له أ تخطب يا أبا جعفر؟ قال نعم يا أمير المؤمنين
فقال له المأمون اخطب جعلت فداك لنفسك فقد
رضيتك لنفسي وانا مزوجك أم الفضل ابنتي وان رغم قوم لذلك، فقال
أبو جعفر ع: الحمد لله إقرارا بنعمته ولا إله إلا الله اخلاصا لوحدانيته
وصلى الله على محمد سيد بريته والأصفياء من عترته اما بعد فقد كان من
فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال سبحانه وانكحوا
الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله والله واسع عليم ثم إن محمد بن علي بن موسى يخطب أم الفضل
بنت عبد الله المأمون وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد
صلى الله عليه وآله وسلم وهو خمسمائة درهم جيادا فهل زوجته يا أمير المؤمنين بها على هذا
الصداق المذكور قال المأمون نعم قد زوجتك يا أبا جعفر أم الفضل ابنتي
على الصداق المذكور فهل قبلت النكاح فقال أبو جعفر ع قد قبلت ذلك
ورضيت به. وذكر نحوه في تحف العقول مع بعض التغيير وقال قد قبلت
هذا التزويج بهذا الصداق. ورواية المسعودي في اثبات الوصية تخالف
رواية المفيد في الخطبة كما أشرنا إليه في الجزء الخامس من المجالس السنية.
وفي تحف العقول فأولم المأمون وأجاز الناس على مراتبهم أهل الخاصة وأهل
العامة والاشراف والعمال وأوصل إلى كل طبقة برا على ما تستحقه وقال
المفيد. فامر المأمون أن يقعد الناس مرانبهم في الخاصة والعامة قال الريان
ولم نلبث ان سمعنا أصواتا تشبه أصوات الملاحين في محاوراتهم فإذا الخدم
يجرون سفينة مصنوعة من فضة مشدودة بالحبال من الإبريسم على عجلة
مملوءة من الغالية فامر المأمون أن تخضب لحى الخاصة من تلك الغالية ثم
مدت دار العامة فطيبوا منها ووضعت الموائد فاكل الناس وخرجت الجوائز
إلى كل قوم على قدرهم فلما كان من الغد حضر الناس وحضر أبو جعفر
ع وصار القواد والحجاب والخاصة والعمال لتهنئة المأمون وأبي جعفر
(٣٤)

ع فأخرجت ثلاثة اطباق من الفضة فيها بنادق مسك وزعفران معجون
في أجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة بأموال جزيلة وعطايا سنية واقطاعات
فامر المأمون بنثرها على القوم من خاصته فكان كل من وقع في يده بندقة
اخرج الرقعة التي فيها والتمسه فاطلق له ووضعت البدر فنثر ما فيها على
القواد وغيرهم وانصرف الناس وهم أغنياء بالجوائز والعطايا وتقدم المأمون
بالصدقة على كافة المساكين.
وقال غير المفيد: ثم أمر فنثر على أبي جعفر رقاع فيها ضياع وطعم
وعمالات. قال المفيد: ولم يزل المأمون مكرما لأبي جعفر ع معظما
لقدره مدة حياته يؤثره على ولده وجماعة أهل بيته.
توجه الجواد ع من بغداد إلى المدينة وعوده إلى بغداد
ثم إن الجواد ع استأذن المأمون في الحج وخرج من بغداد متوجها
إلى المدينة ومعه زوجته أم الفضل.
وبعد توجه الجواد إلى المدينة توفي المأمون في طرسوس وبويع اخوه
المعتصم. ثم إن المعتصم طلب الجواد واحضره إلى بغداد. قال المسعودي
في اثبات الوصية: خرج أبو جعفر ع في السنة التي خرج فيها المأمون
إلى البدندون من بلاد الروم بام الفضل حاجا إلى مكة واخرج أبا الحسن
عليا ابنه معه وهو صغير فخلفه بالمدينة وانصرف إلى العراق ومعه أم الفضل
بعد أن أشار إلى أبي الحسن ونص عليه واوصى إليه وتوفي المأمون بالبدندون
يوم الخميس ١٣ رجب سنة ٢١٨ في ست عشرة سنة من امامة أبي جعفر
ع وبويع المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون في شعبان سنة ٢١٨ فلما
انصرف أبو جعفر إلى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبرون
ويعملون الحيلة في قتله اه ولكن المفيد صرح بان ذلك كان في المحرم
سنة ٢٢٠ قال المفيد: فورد بغداد لليلتين بقيتا من المحرم سنة ٢٢٠ وتوفي
بها في ذي القعدة من هذه السنة ولكنه قال قبل ذلك أنه لم يزل بالمدينة إلى
أن اشخصه المعتصم في أول سنة ٢٢٥ إلى بغداد فأقام بها حتى توفي في آخر
ذي القعدة من هذه السنة اه.
أقول: قوله أولا انه اشخصه سنة ٢٢٥ مع منافاته لما ذكره
ثانيا من أن اشخاصه كان سنة ٢٢٠ مناف لما اتفق عليه الكل ومنهم المفيد
من أن وفاته كانت سنة ٢٢٠ فالظاهر أنه من سهو القلم منه أو من
النساخ.
ما روي من طريق الجواد ع
روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة
الطاهرة عن الجواد عن آبائه عن علي ع وروى الخطيب في تاريخ بغداد
بسنده عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى عن أبيه علي عن أبيه موسى
عن آبائه عن علي. قال بعثني النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن فقال لي وهو يوصيني يا
علي ما حار من استخار ولا ندم من استشار يا علي عليك بالدلجة فان
الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار يا علي أغد باسم الله فان الله بارك
لامتي في بكورها. وروى الخطيب بسنده والجنابذي مرسلا عنه ع
وقد سئل عن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله
ذريتها على النار فقال خاص للحسن والحسين. وروى الجنابذي عنه عن
علي ع قال في كتاب علي بن أبي طالب ع إن ابن آدم أشبه شئ
بالعيار إما راجح بعلم وقال مرة بعقل أو ناقص بجهل وعنه ع قال علي
ع لأبي ذر رضوان الله عليه انما غضبت لله عز وجل فارج من غضبت له
أن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك والله لو كانت السماوات
والأرضون رتقا على عبد ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجا لا يؤنسنك
الا الحق ولا يوحشنك الا الباطل. وعنه عن علي ع أنه قال
لقيس بن سعد وقد قدم عليه من مصر يا قيس إن للمحن غايات لا بد أن
تنتهي إليها فيجب على العاقل أن ينام لها إلى ادبارها فان مكابدتها بالحيلة
عند اقبالها زيادة فيها. وعنه ع قال من وثق بالله أراه السرور
ومن توكل عليه كفاه الأمور والثقة بالله حصن لا يتحصن فيه الا مؤمن
امين والتوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو والدين عز
والعلم كنز والصمت نور وغاية الزهد الورع ولا هدم للدين مثل البدع ولا
أفسد للرجال من الطمع وبالراعي تصلح الرعية وبالدعاء تصرف البلية
ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر ومن عاب عيب ومن
شتم أجيب ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى. ثم ذكر حكما كثيرة
ودررا يتيمة مما رواه الجواد عن آبائه عن علي ع موجودة في
كشف الغمة. وروى الخطيب بسنده والجنابذي مرسلا عنه ع أنه قال:
من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة.
من روى عنه الجواد ع
قال الخطيب في تاريخ بغداد أسند محمد بن علي الحديث عن أبيه.
الراوون عنه
في المناقب كان بوابه عثمان بن سعيد السمان. ومن ثقاته أيوب بن
نوح بن دراج الكوفي وجعفر بن محمد بن يونس الأحول و الحسين بن مسلم
ابن الحسن والمختار بن زياد العبدي البصري ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب الكوفي. ومن أصحابه شاذان بن الخليل النيسابوري ونوح بن شعيب
البغدادي ومحمد بن أحمد المحمودي وأبو يحيى الجرجاني وأبو القاسم إدريس
القمي وعلي بن محمد وهارون بن الحسن بن محبوب وإسحاق بن إسماعيل
النيسابوري وأبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي وأبو علي بن بلال
وعبد الله بن محمد الحصيني ومحمد بن الحسن بن شمون البصري. وقال في
موضع آخر وقد روى عنه المصنفون نحو أبي بكر أحمد بن ثابت في تاريخه
وأبي إسحاق الثعلبي في تفسيره ومحمد بن منده بن مهربذ في كتابه.
ما أثر عنه من المواعظ والحكم والآداب
المنقول من تحف العقول
قال له رجل أوصني قال أ وتقبل قال نعم قال توسد الصبر واعتنق
الفقر وارفض الشهوات وخالف الهوى واعلم انك لن تخلو من عين الله
فانظر كيف تكون. وروي انه حمل له بز له قيمة كثيرة فسلب في الطريق
فكتب إليه الذي حمله يعرفه الخبر فوقع بخطه ان أنفسنا وأموالنا من مواهب
الله الهنيئة وعواريه المستودعة يمتع بما متع منها في سرور وغبطة ويؤخذ ما
اخذ منها في اجر وحسبة فمن غلب جزعه على صبره حبط اجره ونعوذ بالله
من ذلك. وقال ع: من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه ومن
غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده وقال ع: من اصغى إلى ناطق
فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن
لسان إبليس فقد عبد إبليس. وقال ع تأخير التوبة اغترار وطول
التسويف حيرة والاعتلال على الله هلكة والإصرار على الذنب امن لمكر الله
ولا يامن لمكر الله إلا القوم الخاسرون. وقال ع: إظهار الشئ قبل ان
(٣٥)

يستحكم مفسدة. وقال ع: المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال توفيق من
الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه.
المنقول من اعلام الدين
قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعا لما تهواه. الحوائج تطلب
بالرجاء وهي تنزل بالقضاء والعافية أحسن عطاء، لا تعاد أحدا حتى
تعرف الذي بينه وبين الله تعالى فإن كان محسنا فإنه لا يسلمه إليك و إن كان
مسيئا فان علمك به يكفيه فلا تعاده. لا تكن وليا لله في العلانية وعدوا له
في السر. التحفظ على قدر الخوف. الأيام تهتك لك الامر عن الاسرار
الكامنة.
المنقول من الدرة الباهرة
قال ع: كيف يضيع من الله كافله وكيف ينجو من الله طالبه
ومن انقطع إلى غير الله وكله الله إليه ومن عمل على غير علم كان ما يفسد
أكثر مما يصلح. من أطاع هواه اعطى عدوه مناه. من هجر المداراة قاربه
المكروه. ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر. ومن انقاد إلى الطمأنينة قبل
الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة والعاقبة المتعبة. من عتب من غير ارتياب
اعتب من غير استعتاب. راكب الشهوات لا تستقال له عثرة. اتئد تصب
أو تكد. الثقة بالله تعالى ثمن لكل غال وسلم إلى كل عال. إياك
ومصاحبة الشرير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح اثره. إذا نزل
القضاء ضاق الفضاء. كفى بالمرء خيانة ان يكون أمينا للخونة. عز المؤمن
غناه عن الناس. نعمة لا تشكر سيئة لا تغفر. لا يضرك سخط من رضاه
الجور. من لم يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية.
بعض أدعيته القصيرة
روى الصدوق في العيون باسناده وذكر خبرا طويلا فيه دعاء لكل
امام حتى وصل إلى الجواد ع فقال ويقول في دعائه: يا من لا
شبيه له ولا مثال أنت الله لا اله إلا أنت ولا خالق إلا أنت تفنى المخلوقين
وتبقى أنت حلمت عمن عصاك وفي المغفرة رضاك.
بعض ما قيل فيه من الشعر
روى ابن عياش في المقتضب عن عبد الله بن محمد المسعودي حدثني
المغيرة بن محمد المهلبي قال: أنشدني عبد الله بن أيوب الخريبي الشاعر
وكان انقطاعه إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع يخاطب
ابنه أبا جعفر محمد بن علي بعد وفاة أبيه الرضا ع من كلمة له لم
نكتبها على وجهها بل ذكرنا منها موضع الشاهد يقول:
يا ابن الذبيح ويا ابن أعراق الثرى * طابت أرومته وطاب عروقا
يا ابن الوصي وصي أفضل مرسل * أعني النبي الصادق المصدوقا
ما لف في خرق القوابل مثله * أسد يلف مع الحريق حريقا
يا أيها الحبل المتين متى أعذ * يوما بعقوته أجده وثيقا
انا عائذ بك في القيامة لائذ * ابغي لديك من النجاة طريقا
لا يسبقني في شفاعتكم غدا * أحد فلست بحبكم مسبوقا
يا ابن الثمانية الأئمة غربوا * وأبا الثلاثة شرقوا تشريقا
ان المشارق والمغارب أنتم * جاء الكتاب بذلكم تصديقا كيفية وفاته
في روضة الواعظين قبض ببغداد قتيلا مسموما اه وقال ابن
بابويه سمه المعتصم وقال ابن شهرآشوب قبض مسموما اه وقال المفيد
قيل إنه مضى مسموما ولم يثبت عندي بذلك خبر فاشهد به اه.
وقال المرتضى في عيون المعجزات: ان المعتصم جعل يعمل الحيلة
في قتل أبي جعفر ع وأشار على ابنة المأمون زوجته بان تسمه لأنه
وقف على انحرافها عن أبي جعفر ع وشدة غيرتها عليه لتفضيله أم أبي
الحسن ابنه عليها ولأنه لم يرزق منها ولدا فأجابته إلى ذلك وجعلت سما في
عنب رازقي ووضعته بين يديه فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي.
قال عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي وأدخلت امرأته أم الفضل إلى
قصر المعتصم فجعلت مع الحرم اه.
قال الخطيب في تاريخ بغداد: وركب هارون بن أبي إسحاق ف‍ صلى
عليه عند منزلته في رحبة أسوار بن ميمون ناحية قنطرة البردان ثم حمل
ودفن في مقابر قريش اه هارون هو الواثق وأبو اسحق هو المعتصم.
أبو الحسن علي الهادي
ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
قال الشيخ في المصباح: روي أنه يوم ٢٧ من ذي الحجة ولد أبو
الحسن علي بن محمد العسكري ع ثم قال: وذكر ابن عياش انه
كان مولد أبي الحسن الثالث يوم الثاني من رجب وذكر أيضا انه كان يوم
الخامس قال. وروى إبراهيم بن هاشم القمي قال ولد أبو الحسن
العسكري ع يوم الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب سنة ٢١٤
اه وقال الكليني في الكافي انه ولد منتصف ذي الحجة ٢١٢ قال وروي
انه ولد في رجب سنة ٢١٤ وفي كشف الغمة ولد يوم الجمعة.
قال المفيد كان مولده بصريا من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقول هكذا في
كثير من النسخ صريا بصاد مهملة وراء ومثناه تحتية بعدها ألف وفي بعض
النسخ بباء موحدة ولم نجد لها ذكرا في معجم البلدان ولا في كتب اللغة نعم
في مناقب ابن شهرآشوب عن كتاب الجلاء والشفاء ان صريا قرية أسسها
موسى بن جعفر على ثلاثة أميال من المدينة (١)
وتوفي بسامراء في جمادي الآخرة لخمس ليال بقين منه وقيل في الثالث
من رجب وقيل يوم الاثنين لثلاث ليال بقين من جمادي الآخرة نصف النهار
سنة ٢٥٤ في خلافة المعتز فيكون عمره أربعين سنة إلا أياما وقيل ٤١ وستة
أشهر وقيل وسبعة أشهر. أقام منها مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر وبعد
أبيه ٣٣ سنة وشهورا ويقال وتسعة أشهر وهي مدة إمامته وخلافته وهي بقية
ملك المعتصم ثم الواثق والمتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز واستشهد في
آخر ملك المعتمد ومدة مقامه بسر من رأى عشرون سنة وأشهر ودفن بداره
في سر من رأى.
امه
أم ولد اسمها سمانة المغربية وفي المناقب يقال إن امه المعروفة بالسيدة
أم الفضل

(١) ربما كانت محرفة من النساخ وكان أصلها ضربة بالتشديد والضاد المعجمة وقد تكرر ذكرها في
القاموس (ح).
(٣٦)

كنيته
أبو الحسن ويقال أبو الحسن الثالث.
لقبه
قال ابن طلحة: ألقابه الناصح والمتوكل والفتاح والنقي والمرتضى
وأشهرها المتوكل. وكان يخفي ذلك ويأمر أصحابه ان يعرضوا عنه لكونه
كان لقب الخليفة اه أقول واشتهر بالهادي وبالنقي.
وفي المناقب: ألقابه النجيب المرتضى الهادي النقي العالم الفقيه
الأمين المؤتمن الطيب العسكري اه وعرف بالعسكري وعرف هو وابنه
الحسن بالعسكريين. قال الصدوق في العلل ومعاني الاخبار سمعت
مشائخنا رضي الله عنهم يقولون إن المحلة التي كان يسكنها الإمامان علي بن
محمد والحسن بن علي ع بسر من رأى كانت تسمى عسكرا
فلذلك قيل لكل واحد منهما العسكري اه وفي أنساب السمعاني:
العسكري نسبة إلى عسكرا سر من رأى الذي بناه المعتصم لما كثر عسكره
وضاقت عليه بغداد وتأذى به الناس فانتقل إلى هذا الموضع بعسكره وبنى به
البنيان المليح وسمي سر من رأى ويقال سامرة وسامرا وسميت العسكر لأن
عسكر المعتصم نزل بها وذلك في سنة ٢٢١ اه وهو يدل على أن عسكرا
اسم لمجموع سامرا.
نقش خاتمه
حفظ العهود من أخلاق المعبود وقيل الله ربي وهو عصمتي من
خلقه وقيل من عصى هواه بلغ مناه.
بوابه
عثمان بن سعيد العمري.
شاعره
العوفي والديلمي ومحمد بن إسماعيل بن صالح الصيمري.
أولاده
خلف من الأولاد أبا محمد الحسن ابنه الامام من بعده والحسين
ومحمدا توفي في حياة أبيه وجعفرا وهو الذي ادعى الإمامة بعد وفاة أخيه
الحسن العسكري وعرف بجعفر الكذاب وابنته عائشة أو عليه.
صفته في خلقه وحليته
في الفصول المهمة: صفته أسمر اللون.
صفته في أخلاقه واطواره.
في مناقب ابن شهرآشوب، كان أطيب الناس مهجة وأصدقهم لهجة
وأملحهم من قريب وأكملهم من بعيد إذا صمت علته هيبة الوقار وإذا
تكلم سماه البهاء وهو من بيت الرسالة والإمامة ومقر الوصية والخلافة شعبة
من دوحة النبوة منتضاة مرتضاة وثمرة من شجرة الرسالة مجتناة مجتباة.
ويأتي في سيرة العسكري ع قول عبيد الله بن يحيى بن خاقان لو رأيت
أباه رجلا جليلا جزلا خ ل نبيلا خيرا فاضلا. وفي شذرات الذهب
كان فقيها إماما متعبدا.
مناقبه وفضائله
أحدها العلم فقد روي عنه في تنزيه الباري تعالى وتوحيده
وفي أجوبة المسائل وأنواع العلوم الشئ الكثير.
فمما جاء عنه في تنزيه الباري تعالى ما رواه الحسن بن علي بن شعبة
في تحف العقول أنه قال: إن الله لا يوصف الا بما وصف به نفسه وانى
يوصف الذي تعجز الحواس ان تدركه والأوهام ان تناله والخطرات ان تحده
والابصار عن الإحاطة به نأى في قربه وقرب في نايه كيف الكيف بغير ان
يقال كيف وأين الأين بلا ان يقال أين هو منقطع الكيفية والأينية الواحد
الاحد جل جلاله وتقدست أسماؤه.
ثانيها الحلم ويكفي في ذلك حلمه عن بريحة بعد ما وشى به إلى
المتوكل وافترى عليه وتهدده كما يأتي.
ثالثها الكرم والسخاء قال ابن شهرآشوب في المناقب دخل أبو
عمرو عثمان بن سعيد وأحمد بن إسحاق الأشعري وعلي بن جعفر الهمداني على
أبي الحسن العسكري فشكا إليه أحمد بن إسحاق دينا عليه فقال يا عمرو
وكان وكيله ادفع إليه ثلاثين ألف دينار والى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار
وخذ أنت ثلاثين ألف دينار قال فهذه معجزة لا يقدر عليها إلا الملوك
وما سمعنا بمثل هذا العطاء اه.
وفي المناقب: قال إسحاق الجلاب اشتريت لأبي الحسن ع غنما
كثيرة يوم التروية فقسمها في أقاربه.
رابعها الهيبة والعظمة في قلوب الناس في إعلام الورى بسنده
عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي على باب المتوكل وانا
صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي وجعفري ونحن وقوف إذ
جاء أبو الحسن فترجل الناس كلهم حتى دخل فقال بعضهم لبعض لمن
نترجل؟ لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا ترجلنا له فقال
أبو هاشم الجعفري والله لتترجلن له صغرة إذا رأيتموه فما هو إلا أن اقبل
وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم. فقال لهم أبو هاشم أ ليس زعمتم
انكم لا تترجلون له فقالوا له والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
مجئ الهادي ع من المدينة إلى سامراء
قال المفيد في الارشاد: كان سبب شخوص أبي الحسن ع إلى سر
من رأى أن عبد الله بن محمد كان يتولى الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فسعى بأبي الحسن ع إلى المتوكل وكان يقصده بالأذى. وقال المسعودي
في إثبات الوصية ان بريحة العباسي صاحب الصلاة بالحرمين كتب إلى
المتوكل إن كان لك في الحرمين حاجة فاخرج علي بن محمد منها فإنه قد دعا
الناس إلى نفسه واتبعه خلق كثير. وتابع بريحة الكتب في هذا المعنى. وقال
سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص قال علماء السير: انما اشخصه المتوكل
من المدينة إلى بغداد لأن المتوكل كان يبغض عليا وذريته فبلغه مقام علي
الهادي بالمدينة وميل الناس إليه فخاف منه، فدعا يحيى بن هرثمة وقال اذهب
إلى المدينة وانظر في حاله وأشخصه إلينا قال يحيى فذهبت إلى المدينة فلما
دخلتها ضج أهلها ضجيجا عظيما ما سمع الناس بمثله خوفا على علي
وقامت الدنيا على ساق لأنه كان محسنا إليهم ملازما للمسجد ولم يكن عنده
ميل إلى الدنيا فجعلت أسكنهم واحلف لهم إني لم أؤمر فيه بمكروه وإنه لا
باس عليه ثم فتشت منزله فلم أجد فيه إلا مصاحف وأدعية وكتب العلم
فعظم في عيني وتوليت خدمته بنفسي وأحسنت عشرته.
قال المفيد: وبلغ أبا الحسن ع سعاية عبد الله بن محمد به فكتب
(٣٧)

إلى المتوكل يذكر تحامل عبد الله بن محمد عليه وكذبه فيما سعى به فتقدم
المتوكل بإجابته عن كتابه ودعائه فيه إلى حضور العسكر على جميل من الفعل
والقول فخرجت نسخة الكتاب وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فان
أمير المؤمنين عارف بقدرك راع لقرابتك موجب لحقك مؤثر من الأمور فيك
وفي أهل بيتك ما يصلح الله به حالك وحالهم ويثبت عزك وعزهم ويدخل
الأمن عليك وعليهم يبتغي بذلك رضى ربه وأداء ما افترض عليه فيك
وفيهم وقد رأى أمير المؤمنين صرف عبد الله بن محمد عما كان يتولاه من
الحرب والصلاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إذ كان على ما ذكرت من جهالته بحقك
واستخفافه بقدرك وعند ما قرفك به ونسبك إليه من الامر الذي قد علم أمير
المؤمنين براءتك منه وصدق نيتك في ترك محاولته وانك لم تؤهل نفسك لما
قرفت بطلبه وقد ولى أمير المؤمنين ما كان يلي من ذلك محمد بن
الفضل وأمره باكرامك وتبجيلك والانتهاء إلى امرك ورأيك والتقرب إلى
الله والى أمير المؤمنين بذلك وأمير المؤمنين مشتاق إليك يحب احداث العهد
بك والنظر إليك فان نشطت لزيارته والمقام قبله ما أحببت شخصت ومن
اخترت من أهل بيتك ومواليك وحشمك على مهلة وطمأنينة ترحل إذا
شئت وتنزل إذا شئت وتسير إذا شئت كيف شئت وإن أحببت ان يكون
يحيى بن هرثمة مولى أمير المؤمنين ومن معه من الجند يرحلون برحيلك
ويسيرون بسيرك فالامر في ذلك إليك وقد تقدمنا إليه بطاعتك فاستخر الله
حتى توافي أمير المؤمنين فما أحد من اخوانه وولده وأهل بيته وخاصته ألطف
منك منزلة ولا أحمد له اثرة ولا هو لهم انظر ولا عليهم أشفق وبهم أبر ولا
هو إليهم أسكن منه إليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. وكتب
إبراهيم بن العباس في شهر جمادي الآخرة من سنة ٢٤٣. فلما وصل
الكتاب إلى أبي الحسن ع تجهز للرحيل وخرج معه يحيى بن هرثمة.
قال المسعودي: واتبعه بريحة مشيعا فلما صار في بعض الطريق قال له
بريحة قد علمت وقوفك على اني كنت السبب في حملك وعلي حلف بايمان
مغلظة لئن شكوتني إلى أمير المؤمنين أو أحد من خاصته لأجمرن نخلك
ولأقتلن مواليك ولأغورن عيون ضيعتك ولأفعلن ولأصنعن، فقال له أبو
الحسن ان أقرب عرضي إياك على الله البارحة ما كنت لأعرضك عليه ثم
أشكوك إلى غيره من خلقه فانكب إليه بريحة وضرع إليه واستعفاه فقال قد
عفوت عنك. وسار حتى وصل بغداد. قال المسعودي فخرج إسحاق بن
إبراهيم وجملة القواد فتلقوه. قال سبط ابن الجوزي قال يحيى لما قدمت به
بغداد بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان واليا على بغداد فقال لي يا
يحيى ان هذا الرجل قد ولده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمتوكل من تعلم فان
حرضته عليه قتله وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خصمك يوم القيامة فقلت له والله ما
وقفت منه إلا على كل أمر جميل ثم سرت إلى سر من رأى فبدأت بوصيف
التركي فأخبرته بوصوله فقال والله لئن سقط منه شعرة لا يطالب بها سواك
فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق فلما دخلت على المتوكل سألني عنه
فأخبرته بحسن سيرته وسلامة طريقته وورعه وزهادته واني فتشت داره فلم
أجد فيها غير المصاحف وكتب العلم وان أهل المدينة خافوا عليه فأكرمه
المتوكل وأحسن جائزته. قال المسعودي: لما خرج الهادي إلى سر من رأى
تلقاه جملة أصحاب المتوكل حتى دخل عليه فأعظمه وأكرمه ثم انصرف عنه
إلى دار قد أعدت له، قال المفيد: خرج معه يحيى بن هرثمة حتى وصل
إلى سر من رأى فلما وصل إليها تقدم المتوكل بان يحجب عنه في يومه منزل
في خان يعرف بخان الصعاليك وأقام يومه ثم تقدم المتوكل بافراد دار له
فانتقل إليها. وأقام أبو الحسن ع مدة مقامه بسر من رأى مكرما في
ظاهر حاله، فجهد المتوكل في إيقاع حيلة به فلا يتمكن من ذلك
اه.
اخباره مع المتوكل
قال المسعودي في مروج الذهب: سعي إلى المتوكل بعلي بن محمد
الجواد ع ان في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم وانه
عازم على الوثوب بالدولة فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلا
فلم يجدوا فيها شيئا ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف
وفي رواية من شعر وهو جالس على الرمل والحصا وهو متوجه إلى الله تعالى
يتلو آيات من القرآن وفي رواية يصلي وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد
والوعيد فحمل على حاله تلك إلى المتوكل وقالوا له لم نجد في بيته شيئا
ووجدناه يقرأ القرآن مستقبل القبلة وكان المتوكل في مجلس الشرب فدخل
عليه والكاس في يد المتوكل فلما رآه هابه وعظمه واجلسه إلى جانبه وناوله
الكاس التي كانت في يده فقال والله ما يخامر لحمي ودمي قط فاعفني فأعفاه
فقال أنشدني شعرا فقال ع اني قليل الرواية للشعر فقال لا بد
فانشده ع وهو جالس عنده:
باتوا على قلل الاجبال تحرسهم * غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم * أين الأساور والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل
فافصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما اكلوا دهرا وقد شربوا * فأصبحوا اليوم بعد الأكل قد أكلوا
وطالما عمروا دورا لتسكنهم * ففارقوا الدور والاهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الأموال وادخروا * ففرقوها على الأعداء وارتحلوا
أضحت منازلهم قفرا معطلة * وساكنوها إلى الاحداث قد نزلوا
قال فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينيه وبكى الحاضرون ودفع
إلى علي ع أربعة آلاف دينار ثم رده إلى منزله مكرما.
وروى ابن شهرآشوب في المناقب عن أبي محمد الفحام قال: سال
المتوكل ابن الجهم من أشعر الناس؟ فذكر الشعراء في الجاهلية والاسلام ثم إنه
سال أبا الحسن ع فقال الحماني حيث يقول:
لقد فاخرتنا من قريش عصابة * بمط خدود وامتداد أصابع
فلما تنازعنا المقال قضى لنا * عليهم بما نهوى نداء الصوامع
ترانا سكوتا والشهيد بفضلنا * عليهم جهير الصوت في كل جامع
فان رسول الله احمد جدنا * ونحن بنوه كالنجوم الطوالع
قال وما نداء الصوامع يا أبا الحسن قال أشهد ان لا إله إلا الله
وأشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
الرواة عن الهادي ع
قال ابن شهرآشوب في المناقب: بوابه محمد بن عثمان العمري ومن
ثقاته أحمد بن حمزة بن اليسع وصالح بن محمد الهمداني ومحمد بن جوك
الجمال ويعقوب بن يزيد الكاتب وأبو الحسين بن هلال وإبراهيم بن إسحاق
وخيران الخادم والنضر بن محمد الهمداني. ومن وكلائه جعفر بن سهيل الصيقل
ومن أصحابه داود بن زيد وأبو سليمان زنكان والحسين بن محمد المدائني
(٣٨)

وأحمد بن إسماعيل بن يقطين وبشر بن بشار النيسابوري الشاذاني وسليم بن
جعفر المرزوي والفتح بن يزيد الجرجاني ومحمد بن سعيد بن كلثوم وكان
متكلما ومعاوية بن الحكيم الكوفي وعلي بن معد بن معبد البغدادي وأبو
الحسن بن رجاء العبرتائي ورواة النص عليه جماعة منهم إسماعيل بن مهران
وأبو جعفر الأشعري والخيراني.
مؤلفاته
١ رسالته ع في الرد على أهل الجبر والتفويض واثبات العدل
والمنزلة بين المنزلتين اوردها بتمامها الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف
العقول.
٢ أجوبته ليحيى بن أكثم عن مسائله وهذه أيضا اوردها في تحف
العقول.
٣ قطعة من احكام الدين ذكرها ابن شهرآشوب في المناقب عن
الخيبري أو الحميري في كتاب مكاتبات الرجال عن العسكريين.
وقد روي عنه في أجوبة المسائل في الفقه وغيره من أنواع العلوم
الشئ الكثير وتكلفت به كتب الاخبار.
حكمه وآدابه ومواعظه
المنقول من تحف العقول
من اتقى الله يتق ومن أطاع الله يطع ومن أطاع الخالق لم يبال سخط
المخلوقين. من امن مكر الله وأليم اخذه تكبر حتى يحل به قضاؤه ونافذ
امره ومن كان على بينة من ربه هانت عليه مصائب الدنيا ولو قرض ونشر.
الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي أوجبت الشكر لأن النعم متاع والشكر
نعم وعقبى. ان الله جعل الدنيا دار بلوى والآخرة دار عقبى وجعل بلوى
الدنيا لثواب الآخرة سببا وثواب الآخرة من بلوى الدنيا عوضا. ان الظالم
الحالم يكاد ان يعفي على ظلمه بحلمه وان المحق السفيه يكاد ان يطفئ نور
حقه بسفهه. من جمع لك وده ورأيه فاجمع له طاعتك. من هانت عليه
نفسه فلا تأمن شره. الدنيا سوق ربح فيها قوم وخسر آخرون.
المنقول من الدرة الباهرة
من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه. الغنى قلة تمنيك والرضا
بما يكفيك. والفقر شره النفس وشدة القنوط. الناس في الدنيا بالأموال
وفي الآخرة بالاعمال. وقال لشخص وقد أكثر من أفرط الثناء عليه: اقبل
على شانك فان كثرة الملق يهجم على الظنة وإذا حللت من أخيك في محل
الثقة فاعدل عن الملق إلى حسن النية. المصيبة للصابر واحدة وللجازع
اثنتان. الحسد ماحي الحسنات جالب المقت والعجب صارف عن طلب
العلم داع إلى الغمط والجهل والبخل أذم الأخلاق والطمع سجية سيئة
والهزء فكاهة السفهاء وصناعة الجهال والعقوق يعقب القلة ويؤدي إلى
الذلة.
المنقول من اعلام الدين
المراء يفسد الصداقة القديمة ويحل العقدة الوثيقة وأقل ما فيه ان
يكون فيه المغالبة والمغالبة أس أسباب القطيعة. العتاب مفتاح التقالي
والعتاب خير من الحقد. وقال لرجل ذم إليه ولدا له: العقوق ثكل من لم
يثكل. وقال السهر ألذ للمنام والجوع يزيد في طيب الطعام. يريد به
الحث على قيام الليل وصيام النهار. أذكر مصرعك بين يدي أهلك ولا
طبيب يمنعك ولا حبيب ينفعك. الغضب على من تملك لؤم. الحكمة لا
تنجع في الطباع الفاسدة. خير من الخير فاعله وأجمل من الجميل قائله
وأرجح من العلم حامله وشر من الشر جالبه وأهول من الهول راكبه. إياك
والحسد فإنه يبين فيك ولا يعمل في عدوك. إذا كان زمان العدل فيه أغلب
من الجور فحرام ان يظن أحد بأحد سوءا حتى يعلم ذلك منه وإذا كان زمان
الجور أغلب فيه من العدل فليس لأحد ان يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك
منه. وقال للمتوكل في جواب كلام دار بينهما: لا تطلب الصفاء ممن كدرت
عليه ولا الوفاء ممن غدرت به ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه فإنما
قلب غيرك كقلبك له. وقال ع: ابقوا النعم بحسن مجاورتها والتمسوا
الزيادة فيها بالشكر عليها. واعلموا ان النفس اقبل شئ لما أعطيت وامنع
شئ لما منعت. بعض أدعيته القصيرة
في أمالي الشيخ أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي انه علم
بعض أصحابه هذا الدعاء وقال هذا الدعاء كثيرا ما أدعو الله به وقد سالت
الله ان لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو:
يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد ويا كهفي والسند ويا واحد يا
أحد يا قل هو الله أحد أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك ولم تجعل
في خلقك مثلهم أحدا ان تصلي عليهم وتفعل بي كيت وكيت.
حرزه
ذكره ابن طاوس في مهج الدعوات وهو: بسم الله الرحمن الرحيم يا
عزيز العز في عزه يا عزيز أعزني بعزك وأيدني بنصرك وادفع عني همزات
الشياطين وادفع عني بدفعك وامنع عني بصنعك واجعلني من خيار خلقك يا
واحد يا أحد يا فرد يا صمد.
مديحه
مما مدح به الهادي ع ما ذكره ابن شهرآشوب في المناقب قال
أنشدني فيه أبو بديل التميمي:
أنت من هاشم بن عبد مناف بن قصي في سرها المختار
في اللباب اللباب والأرفع الارفع منهم وفي النضار النضار
كيفية وفاته
قال المسعودي في اثبات الوصية: اعتل أبو الحسن علي الهادي علته
التي توفي فيها صلى الله عليه وآله وسلم فاحضر أبا محمد ابنه إلى أن قال واوصى
إليه. وقال ابن بابويه: سمعه المعتمد وقال المسعودي في اثبات الوصية:
ولما توفي اجتمع في داره جملة بني هاشم من الطالبيين والعباسيين واجتمع
خلق كثير من الشيعة ثم فتح من مصدر الرواق باب وخرج خادم اسود ثم
خرج بعده أبو محمد الحسن العسكري حاسرا مكشوف الرأس مشقوق
الثياب وكان وجهه وجه أبيه لا يخطئ منه شيئا وكان في الدار أولاد المتوكل
وبعضهم ولاة العهود فلم يبق أحد الا قام على رجليه ووثب إليه أبو أحمد
الموفق فقصده أبو محمد فعانقه ثم قال له مرحبا بابن العم وجلس بين بأبي
الرواق والناس كلهم بين يديه وكانت الدار كالسوق بالأحاديث فلما خرج
وجلس أمسك الناس فما كنا نسمع الا العطسة والسعلة ثم خرج خادم
(٣٩)

فوقف بحذاء أبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأخرجت الجنازة وخرج يمشي حتى
خرج بها إلى الشارع وكان أبو محمد صلى عليه قبل ان يخرج إلى الناس
وصلى عليه لما اخرج المعتمد ثم دفن في دار من دوره وصاحت سر من رأى
يوم موته صيحة واحدة وقيل لابنه أبي محمد ع في شق ثيابه فقال
للقائل يا أحمق ما يدريك ما هذا قد شق موسى على هارون ع.
أبو محمد الحسن العسكري
ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا
ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب
مولده ووفاته ومدة عمره ومدفنه
قال المسعودي في اثبات الوصية: حملت به بالمدينة وولدته بها فكانت
ولادته ومنشؤه مثل ولادة آبائه صلى الله عليه وآله وسلم ومنشئهم اه وقال المفيد
ولد بالمدينة اه وقيل ولد بسامراء والصحيح الأول. يوم الجمعة لثمان
خلون من شهر ربيع الآخر وقيل يوم اثنين رابعه وقيل في العاشر منه وقيل
في ربيع الأول سنة ٢٣١ أو ٢٣٢ للهجرة وقال المسعودي في اثبات
الوصية: كانت سن أبيه يوم ولادته ست عشرة سنة وشهور وشخص إلى
العراق بشخوص والده إليها وله أربع سنين وشهور اه.
وتوفي بسر من رأى يوم الجمعة مع صلاة الغداة وقيل يوم الأربعاء
وقيل يوم الأحد في ٨ ربيع الأول وقيل أول يوم منه سنة ٢٦٠ مرض
في أوله وبقي مريضا ثمانية أيام وتوفي. وعمره ٢٩ أو ٢٨ سنة أقام منها مع
أبيه ٢٣ سنة وأشهرا وبعد أبيه خمس سنين وشهورا وقيل ثمانية أشهر و ١٣
يوما وقيل ست سنين وهي مدة إمامته وخلافته وهي بقية ملك المعتز أشهرا
ثم ملك المهتدي ١١ شهرا و ٢٨ يوما وتوفي بعد مضي خمس سنين من ملك
المعتمد ودفن في داره بسامراء إلى جنب قبر أبيه.
امه
امه أم ولد يقال لها سوسن وقيل حديث أو حديثة وقيل سليل. وهو
الأصح وكانت من العارفات الصالحات.
كنيته
أبو محمد.
لقبه
في مناقب ابن شهرآشوب وإعلام الورى: كان الحسن العسكري هو
وأبوه وجده يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا وقال الحافظ عبد العزيز بن
الأخضر الجنابذي يلقب بالعسكري اه ومر في سيرة أبيه انه كان يعرف
أيضا بالعسكري لسكناهما في محلة تعرف بالعسكر. وفي مناقب ابن
شهرآشوب: القابه الصامت الهادي الرفيق الزكي التقي وفي مطالب
السؤول لقبه الخالص.
نقش خاتمه
سبحان من له مقاليد السماوات والأرض. وقيل انا لله شهيد أو إن
الله شهيد.
بوابه
عثمان بن سعيد العمري وابنه محمد بن عثمان العمري.
شاعره
ابن الرومي علي بن العباس.
أولاده
له من الأولاد ولده المسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المكنى بكنيته ليس له
ولد غيره وهو الحجة المنتظر.
صفته في خلقه وحليته
في الفصول المهمة: صفته بين السمرة والبياض ووصفه أحمد بن
عبيد الله بن خاقان كما يأتي بأنه رجل أسمر أعين حسن القامة جميل الوجه
جيد البدن له جلالة وهيبة.
صفته في أخلاقه واطواره
قال أحمد بن عبيد الله بن خاقان كما يأتي: ما رأيت ولا عرفت بسر من
رأى من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ع ولا
سمعت به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان وجميع
بني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القواد والوزراء
والكتاب وعوام الناس وما سالت عنه أحدا من بني هاشم والقواد الكتاب
والقضاة والفقهاء وسائر الناس الا وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام
والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على أهل بيته ومشائخه وغيرهم ولم
أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه. وقال أبوه عبيد الله
ابن خاقان في ذلك الحديث لو زالت الخلافة عن خلفاء بني العباس ما
استحقها أحد من بني هاشم غيره فإنه يستحقها في فضله وعفافه وهديه
وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه. مناقبه وفضائله
أولها العلم فقد روي عنه من أنواع العلوم ما ملأ بطون
الدفاتر. وقد روي عنه في تفسير القرآن الكريم كتاب يأتي في مؤلفاته.
وروى الطبرسي في الاحتجاج باسناده عن أبي محمد العسكري في قوله تعالى
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب الا أماني أن الأمي منسوب إلى امه اي هو
كما خرج من بطن امه لا يقرأ ولا يكتب لا يعلمون الكتاب المنزل من
السماء والمتكلم به ولا يميزون بينهما الا أماني الا ان يقرأ عليهم ويقال
لهم ان هذا كتاب الله وكلامه ولا يعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ما
فيه الحديث.
ثانيها الكرم والسخاء قال علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر
لابنه محمد امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد فإنه قد وصف
عنه سماحه فأعطاهما ثمانمائة درهم وروى الشيخ أبو جعفر الطوسي في
كتاب الغيبة بسنده عن أبي هاشم الجعفري في حديث قال كنت مضيقا
فأردت ان اطلب من أبي محمد دنانير فاستحييت فلما صرت إلى منزلي وجه
إلي بمائة دينار وكتب إلي إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم واطلبها
فإنك ترى ما تحب انش. وروى فيه أيضا عن محمد بن علي من ولد
العباس بن عبد المطلب قال قعدت لأبي محمد ع على ظهر الطريق فلما
مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له انه ليس عندي درهم فما فوقه ولا
(٤٠)

غداء ولا عشاء فقال تحلف بالله كاذبا وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية
اعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه مائة دينار الحديث. وروى
الحميري في الدلائل عن أبي يوسف الشاعر القصير شاعر المتوكل قال ولد
لي غلام وكنت مضيقا فكتبت رقاعا إلى جماعة استرفدهم فرجعت بالخيبة
فقلت أجئ فأطوف حول الدار طوفة وصرت إلى الباب فخرج أبو حمزة
ومعه صرة سوداء فيها أربعمائة درهم فقال يقول لك سيدي أنفق هذه على
المولود بارك الله لك فيه.
وروى الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن أبي جعفر العمري أن أبا
طاهر بن بلبل حج فنظر إلى علي بن جعفر الحماني وهو ينفق النفقات
العظيمة فلما انصرف كتب بذلك إلى أبي محمد ع فوقع في رقعته
قد أمرنا له بمائة ألف دينار ثم أمرنا له بمثلها فابى قبولها إبقاء علينا ما للناس
والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه.
ثالثها الهيبة والعظمة في قلوب الناس روى الكليني في الكافي
بسنده عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال دخل
العباسيون على صالح بن وصيف ودخل عليه صالح بن علي وغيرهم من
المنحرفين عن هذه الناحية عندما حبس أبو محمد فقالوا له ضيق عليه ولا
توسع فقال لهم صالح ما اصنع به وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه
فقد صارا من العبادة والصلاة إلى أمر عظيم ثم أمر باحضار الموكلين به
فقال لهما ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل فقالا له ما نقول في رجل
يصوم نهاره ويقوم ليله كله لا يتكلم ولا يتشاغل بغير العبادة وإذا نظر إلينا
ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا فلما سمع ذلك العباسيون
انصرفوا خاسئين.
أخباره وأحواله
يدل جملة من الأخبار على أن المتوكل كان قد حبسه ولم يذكر سبب
ذلك ولا شك أن سببه العداوة والحسد وقبول وشاية الواشين كما جرى
لآبائه مع المتوكل وآبائه من التشريد عن الأوطان والحبس والقتل وأنواع
الأذى.
الراوون عنه
في أنساب السمعاني أن أبا محمد أحمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي
البلاذري الحافظ الواعظ كتب بمكة عن امام أهل البيت أبي محمد الحسن بن
علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا اه.
وفي مناقب ابن شهرآشوب: من ثقاته علي بن جعفر قيم لأبي الحسن
ع وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقد رأى خمسة من الأئمة
ع. وداود بن أبي يزيد النيسابوري. ومحمد بن علي بن
بلال. وعبد الله بن جعفر الحميري القمي. وأبو عمرو عثمان بن سعيد
العمري الزيات والسمان. وإسحاق بن الربيع الكوفي. وأبو القاسم
جابر بن يزيد الفارسي. وإبراهيم بن عبيد الله بن إبراهيم النيسابوري.
ومن وكلائه: محمد بن أحمد بن جعفر. وجعفر بن سهيل الصيقل وقد
أدركا أباه وابنه. ومن أصحابه محمد بن الحسن الصفار. وعبدوس العطار
وسندي ابن النيسابوري. وأبو طالب الحسن بن جعفر الفأفاء. وأبو
البختري مؤدب ولد الحاج. وبابه الحسين بن روح النيبختي اه.
مؤلفاته
١ التفسير المعروف بتفسير الإمام الحسن العسكري. في البحار:
أنه من الكتب المعروفة واعتمد الصدوق عليه وأخذ منه وان طعن فيه بعض
المحدثين ولكن الصدوق أعرف وأقرب عهدا ممن طعن فيه. وقد روى
عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه اه وهذا التفسير يرويه الصدوق
محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي عن محمد بن القاسم
المفسر الاسترآبادي الخطيب عن أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبي
الحسن علي بن محمد بن سيار.
٢ كتابه ع إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري أورده في
تحف العقول.
٣ ما روى عنه من المواعظ القصار أورده أيضا في تحف العقول.
٤ رسالة المنقبة. في مناقب ابن شهرآشوب. خرج من عند أبي
محمد ع في سنة ٢٥٥ كتاب ترجمته رسالة المنقبة يشتمل على أكثر علم
الحلال والحرام وأوله: أخبرني علي بن محمد بن علي بن موسى.
٥ ما مر عن مناقب ابن شهرآشوب من أن الخيبري: ذكر في كتاب
سماه مكاتبات الرجال عن العسكريين قطعة من أحكام الدين.
وقد روى عنه أصحابه من الروايات في أنواع العلوم الشئ الكثير.
حكمه ومواعظه وآدابه
المنقول من تحف العقول
قال ع: لا تمار فيذهب بهاؤك ولا تمازح فيجترأ عليك.
من رضي بدون الشرف من المجالس لم يزل الله وملائكته يصلون عليه حتى
يقوم. الاشراك في الناس اخفى من دبيب النمل على المسح الأسود في
الليلة المظلمة. حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحب الفجار للأبرار
فضيلة للأبرار وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار وبغض الأبرار للفجار
خزي على الفجار. من التواضع السلام على كل من تمر به والجلوس دون
شرف المجلس. من الجهل الضحك من غير عجب. من الفواقر التي
تقصم الظهر جار ان رأى حسنة اطفاها وإن رأى سيئة أفشاها. وقال
لشيعته: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق
الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر وطول السجود وحسن
الجوار فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم صلوا في عشائرهم اشهدوا جنائزهم وعودوا
مرضاهم وأدوا حقوقهم فان الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه
وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك اتقوا لله
وكونوا زينا ولا تكونوا شينا جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح فإنه ما
قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك لنا حق
في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا الا
كذاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فان الصلاة على رسول الله عشر حسنات احفظوا ما وصيتكم به
واستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام. وقال ع ليس العبادة كثرة الصيام
والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله. بئس العبد عبد يكون ذا
وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده وإن
(٤١)

ابتلي خذله. الغضب مفتاح كل شر. أقل الناس راحة الحقود. أورع
الناس من وقف عند الشبهة. أعبد الناس من أقام على الفرائض. أزهد
الناس من ترك الحرام. أشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب. انكم في
آجال منقوصة وأيام معدودة والموت يأتي بغتة. من يزرع خيرا يحصد
غبطة، ومن يزرع شرا يحصد ندامة، لكل زراع ما زرع. لا يسبق بطئ
بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له. من أعطي خيرا فالله أعطاه، ومن
وقي شرا فالله وقاه. المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر. قلب
الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه. لا يشغلك رزق مضمون عن عمل
مفروض. من تعدى في طهوره كان كناقضه. ما ترك الحق عزيز الا ذل،
ولا أخذ به ذليل الا عز. صديق الجاهل تعب. خصلتان ليس فوقهما
شئ الايمان بالله ونفع الاخوان. جرأة الولد على والده في صغره تدعو إلى
العقوق في كبره. ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون. خير من
الحياة ما إذا فقدته بغضت الحياة وشر من الموت ما إذا نزل بك أحببت
الموت. رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز. التواضع نعمة لا
يحسد عليها. لا تكرم الرجل بما يشق عليه. من وعظ أخاه سرا فقد
زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه. ما من بلية الا ولله فيها حكمة تحيط
بها. ما أقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
المنقول من اعلام الدين
من مدح غير المستحق فقد قام مقام المتهم، لا يعرف النعمة الا
الشاكر ولا يشكر النعمة الا العارف. ادفع المسألة ما وجدت التحمل
يمكنك فان لكل يوم رزقا جديدا واعلم أن الالحاح في المطالب يسلب البهاء
ويورث التعب والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه
فربما كانت الغير نوعا من أدب الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم
تدرك وإنما تنالها في أوانها وأعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح
حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ولا تعجل بحوائجك
قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويغشاك القنوط، من ركب ظهر الباطل
نزل به دار الندامة، المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة، والأرزاق المكتوبة لا
تنال بالشره ولا تدفع بالامساك عنها، من كان الورع سجيته والكرم طبيعته
والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر من أعدائه بحسن الثناء
عليه، السهر ألذ للمنام والجوع أزيد في طيب الطعام رغب به في صوم
النهار وقيام الليل إن الوصول إلى الله عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء
الليل، من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي.
المنقول من الدرة الباهرة
من الأصداف الطاهرة
إن للسخاء مقدارا فان زاد عليه فهو سرف، وللحزم مقدارا فان زاد
عليه فهو جبن، وللاقتصاد مقدارا فان زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة
مقدارا فان زاد عليه فهو تهور، وكفاك أدبا تجنبك ما تكره من غيرك. لو
عقل أهل الدنيا خربت. خير اخوانك من نسي ذنبك وذكر احسانك
إليه. أضعف الأعداء كيدا من أظهر عداوته. حسن الصورة جمال ظاهر
وحسن العقل جمال باطن. من أنس بالله استوحش من الناس وعلامة
الأنس بالله الوحشة من الناس. من لم يتق وجوه الناس لم يتق الله.
جعلت الخبائث في بيته وجعل مفتاحه الكذب. إذا نشطت القلوب
فأودعوها وإذا نفرت فودعوها. اللحاق بمن ترجو خير من المقام مع من لا
تأمن شره. من أكثر المنام رأى الأحلام. الجهل خصم والحلم حكم ولم
يعرف راحة القلب من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ. إذا كان المقضي
كائنا فالضراغة لماذا. نائل الكريم يجيبك إليه ويقربك منه ونائل اللئيم
يباعدك منه ويبغضك إليه. من كان الورع سجيته والافضال حليته انتصر
من أعدائه بحسن الثناء عليه وتحصن بالذكر الجميل من وصول نقص
إليه.
بعض احرازه
في مهج الدعوات: حرز العسكري ع
بسم الله الرحمن الرحيم يا مالك الرقاب ويا هازم الأحزاب يا مفتح
الأبواب يا مسبب الأسباب سبب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحق لا إله إلا
الله محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين.
وروى الحميري في الدلائل عن أبي هاشم الجعفري قال كتب إلى أبي
محمد بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء فكتب إليه أن أدع بهذا الدعاء:
يا أسمع السامعين ويا أبصر المبصرين ويا أنظر الناظرين ويا أسرع
الحاسبين ويا ارحم الراحمين ويا أحكم الحاكمين صل على محمد وآل محمد
وأوسع لي في رزقي ومد لي بعمري وامنن علي برحمتك واجعلني ممن تنتصر
به لدينك ولا تستبدل بي غيري.
كيفية وفاته
قال المفيد في الارشاد: مرض أبو محمد ع في أول شهر
ربيع الأول وتوفي في الثامن منه وروى الكليني في الكافي والصدوق في كمال
الدين بسنديهما عن جماعة وبين الروايتين تفاوت بالزيادة والنقصان ونحن
نجمع بينهما قالوا حضرنا في شعبان سنه ثمان وسبعين ومائتين بعد وفاة
الحسن العسكري ع بثماني عشرة سنة أو أكثر مجلس أحمد بن
عبيد الله بن خاقان وهو عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة
قم وكان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت فجرى في مجلسه يوما
ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأى ومذاهبهم وصلاحهم واقدارهم
عند السلطان فقال ما رأيت ولا أعرف بسر من رأى رجلا من العلوية مثل
الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله
وكرمه عند أهل بيته والسلطان وبني هاشم كافة وتقديمهم إياه على ذوي
السن منهم والخطر وكذلك حاله عند القواد والوزراء والكتاب وعامة الناس
كنت يوما قائما على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس إذ دخل حجابه فقالوا
أبو محمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت منه ومنهم
من جسارتهم أن يكنوا رجلا بحضرة أبي ولم يكن يكنى عنده إلا خليفة أو
ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى فدخل رجل أسمر أعين حسن القامة
جميل الوجه جيد البدن حديث السن له جلالة وهيئة حسنة فلما نظر إليه أبي
قام فمشى إليه خطوات ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد
وأولياء العهد فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه وصدره ومنكبيه وأخذ بيده
وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه
وجعل يكلمه ويفديه بنفسه وأبويه وأنا متعجب مما أرى منه إذ دخل
الحاجب فقال جاء الموفق وهو أخو المعتمد الخليفة العباسي وكان الموفق إذا
(٤٢)

دخل على أبي تقدمه حجابه وخاصة قواده فقاموا بين مجلس أبي وبين باب
الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج، فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد
يحدثه حتى نظر إلى غلمان الموفق، فقال له حينئذ: إذا شئت جعلني الله
فداك أبا محمد، ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا
يعني الموفق، فقام وقام أبي فعانقه ومضى، فقلت لحجاب أبي وغلمانه
ويحكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي وفعل به أبي هذا الفعل فقالوا هذا
علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا ولم أزل
يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي وما رأيته منه حتى كان الليل وكانت
عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما يحتاج إليه من الأمور وما يرفعه
إلى السلطان فلما صلى وجلس جئت فجلست بين يديه، فقال أ لك حاجة
قلت نعم فان أذنت سألتك عنها، قال قد أذنت قلت من الرجل الذي
رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والكرامة وفديته بنفسك
وأبويك، فقال يا بني ذاك امام الرافضة الحسن بن علي المعروف بابن الرضا
وسكت ساعة ثم قال لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد
من بني هاشم غيره لفضله وعفافه وصيانته وزهده وعبادته وجميل
أخلاقه وصلاحه ولو رأيت أباه رجلا جزلا نبيلا فاضلا. فازددت قلقا
وتفكرا وغيظا على أبي وما سمعته منه فيه ورأيته من فعله به فلم تكن لي همة
بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره فما سالت أحدا من بني
هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس الا وجدته عندهم في
غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على جميع
أهل بيته ومشائخه، فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو
يحسن القول فيه والثناء عليه، فقال له بعض من حضر مجلسه من
الأشعريين فما حال أخيه جعفر؟ فقال ومن جعفر فيسال عن خبره أو يقرن
به ولقد ورد على السلطان وأصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت
منه وما ظننت أنه يكون، وذلك أنه لما اعتل الحسن بعث إلى أبي ان ابن
الرضا قد اعتل فركب من ساعته إلى دار الخلافة ثم رجع مستعجلا ومعه
خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته وخاصته فيهم نحرير وأمرهم
بلزوم دار الحسن وتعرف حاله وبعث إلى نفر من المتطببين فأمرهم
بالاختلاف إليه وتعهده صباحا ومساء فلما كان بعد ذلك بيومين أو ثلاثة
أخبر أنه قد ضعف فركب حتى بكر إليه وأمر المتطببين بلزوم داره وبعث إلى
قاضي القضاة وأمره أن يختار عشرة ممن يوثق به في دينه وورعه وأمانته فبعث
بهم إلى دار الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا، فلم يزالوا هناك حتى
توفي، فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأى ضجة واحدة: مات ابن
الرضا ثم أخذوا في تجهيزه وعطلت الأسواق وركب بنو هاشم والقواد
والكتاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته فكانت سر من رأى
يومئذ شبيها بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى أبي عيسى بن
المتوكل فامره بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منه
فكشف عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد
والكتاب والقضاة والمعدلين وقال هذا الحسن بن علي بن محمد الرضا مات
حتف انفه على فراشه وحضره من خدم أمير المؤمنين فلان وفلان ومن
المتطببين فلان وفلان ثم غطى وجهه وصلى عليه وكبر خمسا وأمر بحمله
فحمل من وسط داره ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه ع.
قال أحمد بن عبيد الله ولما دفن جاء جعفر اخوه إلى أبي وقال له: اجعل لي
مرتبة أبي وأخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي
واسمعه ما كره، وقال له يا أحمق ان السلطان اعزه الله جرد سيفه وسوطه
في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه وجهد
أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ذلك، فان كنت عند
شيعة أبيك وأخيك إماما فلا حاجة بك إلى سلطان يرتبك مراتبهما ولا غير
سلطان وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها، واستقله أبي عند ذلك
واستضعفه وامر ان يحجب عنه فلم يؤذن له بالدخول عليه حتى مات أبي
وخرجنا وهو على تلك الحال.
وروى الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أبي الأديان قال كنت
أخدم الحسن بن علي العسكري ع وأحمل كتبه إلى الأمصار
فدخلت إليه في علته التي توفي فيها فكتب معي كتبا وقال تمضي بها إلى
المدائن وخرجت بالكتب إلى المداين وأخذت جواباتها ودخلت سر من رأى
يوم الخامس عشر فإذا أنا بالواعية في داره وإذا انا بجعفر بن علي أخيه بباب
الدار والشيعة حوله يعزونه ويهنونه، فقلت في نفسي: ان يكن هذا الامام
فقد حالت الإمامة. ثم خرج عقيد الخادم فقال يا سيدي قد كفن أخوك
فقم للصلاة عليه فدخل جعفر والشيعة من حوله فلما صرنا بالدار إذا نحن
بالحسن بن علي ع على نعشه مكفنا فتقدم جعفر ليصلي عليه فلما
هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج فجذب
رداء جعفر بن علي وقال تأخر يا عم فانا أحق بالصلاة على أبي فتأخر
جعفر وقد أربد وجهه فتقدم الصبي ف‍ صلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه.
وقال الصدوق في اكمال الدين وجدت في بعض كتب التواريخ أنه لما توفي
أبو محمد الحسن العسكري ع كان في ليلة وفاته قد كتب بيده كتبا
كثيرة إلى المدينة ولم يحضره في ذلك الوقت الا صقيل الجارية وعقيد الخادم
ومن علم الله غيرهما، قال عقيد فدعا بماء قد أغلي بالمصطكي فجئنا به إليه
فقال ابدأ بالصلاة وبسطنا في حجره المنديل واخذ من صقيل الماء فغسل به
وجهه وذراعيه مرة مرة ومسح على رأسه وقدميه مسحا وصلى صلاة الصبح
على فراشه وأخذ القدم ليشرب فاقبل القدح يضرب ثناياه ويده ترتعد
فأخذت صقيل القدح من يده ومضى من ساعته صلى الله عليه وآله وسلم وصار إلى
كرامة الله جل جلاله. وروي انه ع مضى مسموما سمه
المعتمد.
احتراق المشهد الشريف بسامراء
سنة ١١٠٦ من الهجرة
ذكر المجلسي في البحار ما حاصله انه في تلك السنة وقعت داهية
عظمي وفتنة كبرى في المشهد المقدس بسامراء وذلك أنه لغلبة ملوك الترك
العثمانيين وأجلاف الاعراب على سر من رأى وقلة اعتنائهم بأمر المشهد
المقدس وجلاء السادات والاشراف من سامراء بسبب ظلم العثمانيين
وضعوا ليلة من الليالي سراجا داخل المشهد في غير الموضع المناسب له
فسقطت منه نار على الفرش ولم يكن أحد داخل المشهد ليطفئها فاحترقت
الفرش والصناديق التي على القبور الشريفة والاخشاب والأبواب ثم أن هذا
الخبر الموحش يعني الخبر باحتراق المشهد في سامرا لما وصل إلى سلطان
المؤمنين ومروج مذهب آبائه الأئمة الطاهرين وناصر الدين المبين نجل
المصطفين السلطان حسين برأه الله من كل شين ومين وهو السلطان حسين
الصفوي الموسوي عد ترميم تلك الروضة البهية وتشييدها فرض العين
فامر بعمل أربعة صناديق وضريح مشبك في غاية الاتقان وأرسلها إلى
المشهد المشرف بسامراء اه.
(٤٣)

سرقة مشهد العسكريين ع
في أواخر سنة ١٣٥٥ ه سطا جماعة ليلا على المشهد المقدس مشهد
العسكريين ع فاقتلعوا عدة ألواح من الذهب المذهبة به القبة
الشريفة وفي شهر صفر سنة ١٣٥٦ ه سطا جماعة ليلا على المشهد فكسروا
القفل الموضوع على باب المشهد وأخذوا شمعدانين من الفضة الخالصة
وزنهما ثمانون كيلو غنيمة باردة. محمد بن الحسن
المهدي صاحب الزمان ع
الامام بعد أبي محمد الحسن العسكري وثاني عشر أئمة المسلمين
وخلفاء الله في العالمين وثالث المحمدين ولده المسمى باسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
المكنى بكنيته ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وجاء في كثير من الأخبار النهي عن تسميته مثل لا يحل لكم ذكره
باسمه أو لا يحل لكم تسميته أو لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ
الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا أو لا يحل لكم تسميته حتى
يظهره الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا الخ أو يحرم عليهم تسميته وهو سمي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه أو لا يسميه باسمه إلا كافر أو لا يرى جسمه ولا
يسمى باسمه وسئل أمير المؤمنين ع عن اسمه فقال أما اسمه فلا إن
حبيبي وخليلي عهد إلي أن لا أحدث باسمه حتى يبعثه الله عز وجل وهو مما
استودع الله عز وجل رسوله في علمه ولأجل ذلك كان يعبر عنه ع في
الأخبار وكلام الرواة بالصاحب والقائم وصاحب الزمان وصاحب الدار
والحضرة والناحية المقدسة والرجل والغريم والغلام وغير ذلك ولا يصرحون
باسمه قال المفيد عليه الرحمة والغريم رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها
ويكون خطابها عليه للتقية وحمل الصدوق وجملة من الأصحاب النهي
الوارد في هذه الأخبار على ظاهره فافتوا بالتحريم ويمكن الحمل على
الكراهة لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى ولا ينافيه التشديد الوارد في الأخبار
البالغ إلى حد التكفير فقد ورد في المكروهات أمثال ذلك مثل من ترك فرق
شعره فرق بمنشار من نار ويؤيد الكراهة التصريح باسمه في بعض
الأحاديث كحديث اللوح الذي دفعه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى فاطمة ع وفيه
أسماء الأئمة ع وغيره ويمكن الحمل على وقت الخوف عليه كزمن
الغيبة الصغرى ويدل عليه ما في بعض التوقيعات ملعون من سماني في
محفل من الناس أو من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله
وقول عثمان بن سعيد العمري حين قيل له فالاسم قال إياك أن تبحث
عن هذا فان عند هذا القوم أن هذا النسل قد انقطع وقوله أيضا لما سئل
عن الاسم محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك ولا أقول هذا من عندي وليس
لي أن أحلل وأحرم ولكن عنه ع فان الأمر عند السلطان أن أبا محمد
ع مضى ولم يخلف ولدا وإذا وقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله
وأمسكوا عن ذلك وما في بعض التوقيعات إن دللتم على الاسم أذاعوا
وإن عرفوا المكان دلوا عليه وفي بعضها إن وقفوا على الاسم أذاعوه وإن
وقفوا على المكان دلوا عليه وقول الباقر ع حين قال له الكابلي أريد
أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه: سألتني والله يا أبا خالد عن سؤال مجهد
سألتني بأمر لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك وسألتني عن أمر لو أن بني فاطمة
عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة وينافيه ما مر من أنه يحرم
عليهم تسميته ثم قوله أنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه الذي علم به أسمه
فدل على تحريم التصريح لحكمة والخوف لا يتفاوت فيه الحال بين التصريح
وأنه سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينافيه أيضا ما مر في بعضها من أنه لا يحل
تسميته حتى يخرج أو حتى يظهره الله ويمكن الجمع بان التصريح
بالاسم مكروه مطلقا والتسمية صريحا وكناية محرمة في زمن الخوف وبذلك
يرتفع جميع التنافي بين الأخبار والله أعلم.
ولد المهدي ع ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين
بسر من رأى في أيام المعتمد قال المفيد ولم يخلف أبوه ولدا ظاهرا ولا
باطنا غيره وخلفه غائبا مستترا وكانت سنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتاه الله
فيها الحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الله الحكمة كما آتاها
يحيى ع صبيا وجعله إماما في حال الطفولية الظاهرة كما جعل عيسى بن
مريم ع في المهد نبيا وعمره إلى يومنا هذا وهو غاية صفر سنة خمس
وأربعين وثلاثمائة بعد الألف ألف سنة وتسع وثمانون سنة وستة أشهر
ونصف أمه أم ولد يقال لها نرجس كانت خير أمة وفي رواية أن اسمها الأصلي
مليكة كنيته ككنية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويكنى أيضا بأبي جعفر لقبه الحجة
والمهدي والخلف الصالح والقائم المنتظر وصاحب الزمان وأشهرها المهدي
بوابه عثمان بن سعيد ثم ابنه محمد بن عثمان ثم الحسين بن روح ثم
علي بن محمد السمري وهم السفراء وسيأتي تفصيل أحوالهم إن شاء الله
تعالى نقش خاتمه على ما ذكره الكفعمي أنا حجة الله وخاصته
شاعره ابن الرومي.
صفته في خلقه وحليته وأخلاقه وأطواره ولباسه
أما صفته في خلقه وحليته فعن سنن أبي داود أنه يشبه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في الخلق بالضم ولا يشبهه في الخلق بالفتح ولكن في رواية النعماني في
الغيبة عن أمير المؤمنين ع أنه يشبه نبيكم في الخلق والخلق. على خده
الأيمن خال كأنه كوكب دري الحديث. وفي رواية كان وجهه كوكب دري
في خده الأيمن خال أسود. وفي رواية: أفرق الثنايا أجلى الجبهة. وفي
رواية: أجلى الجبين (١). وعن أمير المؤمنين ع في صفته أنه شاب مربوع
القامة حسن الوجه والشعر يسيل شعره على منكبيه ويعلو نور وجهه سواد
شعر لحيته ورأسه أجلى الجبين أقنى الأنف ضخم البطن بفخذه اليمنى شامة
أفلج الثنايا. وعن الباقر ع مشوب حمرة غائر العينين مشرف الحاجبين
عريض ما بين المنكبين برأسه حزاز (٢) وبوجهه أثر. وعن إسعاف الراغبين
للصبان المصري ورد أنه شاب أكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث
اللحية على خده الأيمن خال وعلى يده اليمنى خال. وفي الفصول المهمة
صفته بين السمرة والبياض. ويأتي أنه إذا خرج يكون شيخ السن شاب
المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها.
وأما صفته في أخلاقه فالمستفاد من مجموع الأخبار الآتية وغيرها
التي رواها عامة المسلمين أنه يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلقه بالضم وأنه من
أهل بيته اسمه كاسمه يصلحه الله في ليلة على رأسه غمامة فيها ملك ينادي
هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فيذعن له الناس ويشربون حبه يمده الله

(١) في النهاية الاجلى الخفيف شعر ما بين النزعتين من الصدقين والذي انحسر الشعر عن
جبهته.
(٢) الاحزاز بالفتح ما تعلق بأصول شعر الرأس كأنه نخالة. المؤلف
(٤٤)

بثلاثة آلاف من الملائكة جبرئيل على مقدمته وميكائيل على ساقته أنصاره
بعدة أهل بدر وأهل الكهف منهم يخرج بالسيف ويملك شرق الأرض
وغربها فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يظهر الاسلام
ويرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض أسعد الناس به أهل الكوفة
تخصب الأرض في زمانه وتخرج كنوزها يحثو المال حثوا ولا يعده عدا يصلي
خلفه عيسى بن مريم ويساعد عيسى على قتل الدجال بباب لد يخرج في
وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع يملك ست
سنين أو سبعا أو ثمانا أو تسعا السنة من سنيه مقدار عشر سنين يستخرج
تابوت السكينة من غار أنطاكية وأسفار التوراة من جبل بالشام. يظهر من
الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحكم وقال
الشيخ محيي الدين ابن العربي: أعداؤه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت
حكمه خوفا من سيفه ورغبة فيما لديه.
وأما صفته في لباسه ففي بعض الروايات عليه عباءتان قطوانيتان
أي عند خروجه.
فيما جاء في ولادة المهدي
روى الصدوق في إكمال الدين والكليني في الكافي والشيخ في كتاب
الغيبة بألفاظ متقاربة عن بشر بن سليمان النخاس وهو من ولد أبي أيوب
الأنصاري وأحد موالي أبي الحسن وأبي محمد العسكريين وجارهما بسر من
رأى قال كان مولاي أبو الحسن الهادي ع فقهني في علم الرقيق
فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا باذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت
معرفتي فيه وأحسنت الفرق فيما بين الحلال والحرام فاتاني ليلة كافور الخادم
فقال مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري يدعوك فاتيته فقال لي يا بشر
انك من ولد الأنصار وهذه الموالاة لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف وأنتم
ثقاتنا أهل البيت واني مشرفك بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة بسر
أطلعك عليه وأنقذك في ابتياع أمة فكتب كتابا لطيفا بخط رومي ولغة رومية
وطبع عليه بخاتمه وأعطاني مائتين وعشرين دينارا فقال خذها وتوجه بها إلى
بغداد وأحضر معبر الفرات ضحوة يوم كذا فإذا وصلت إلى جانبك زوارق
السبايا فستحدق بهن طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشرذمة
من فتيان العرب فأشرف من العبد على عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك
إلى أن تبرز جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من
العرض ولمس المعترض وتسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها
تقول وا هتك ستراه فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني
العفاف فيها رغبة فتقول له بالعربية لو برزت في زي سليمان بن داود وعلي
شبه ملكة ما بدت فيك رغبة فاشفق على مالك فيقول النخاس فما الحيلة ولا
بد من بيعك فتقول الجارية وما العجلة لا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي
إليه وإلى وفائه وأمانته فعند ذلك قل له أن معك كتابا ملصقا لبعض
الأشراف بلغة رومية ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمل
منه أخلاق صاحبه فان مالت إليه ورضيته فانا وكيله في ابتياعها قال بشر
فامتثلت جميع ما حد لي مولاي أبو الحسن ع فلما نظرت في الكتاب
بكت بكاء شديدا وقالت له بعني من صاحب هذا الكتاب وحلفت بالمحرجة
والمغلظة إنه متى امتنع عن بيعها منه قتلت نفسها فما زلت اشاحه في ثمنها
حتى استقر الأمر على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي من الدنانير فاستوفاه
وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها إلى حجرتي ببغداد فما
أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا من جبينها وهي تلشه وتطبقه على
جفنها وتضعه على خدها وتمسحه على بدنها فقلت تلثمين كتابا لا تعرفين
صاحبه فقالت أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني
سمعك وفرع لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من
ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون أنبئك بالعجب إن جدي
قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا بنت ثلاث عشرة سنة فجمع في
قصره من نسل الحواريين من القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي
الأخطار منهم سبعمائة رجل ومن أمراء الأجناد وملوك العشائر أربعة آلاف
وأبرز من بهي ملكه عرشا مصوغا من أصناف الجواهر ورفعه فوق أربعين
مرقاة فلما صعد ابن أخيه وأحدقت الصلب وقامت الأساقفة عكفا ونشرت
أسفار الإنجيل تساقطت الصلبان من الأعلى فلصقت بالأرض وتقوضت
أعمدة العرش وخر الصاعد إلى العرش مغشيا عليه فتغيرت ألوان الأساقفة
وارتعدت فرائصهم فقال كبيرهم لجدي اعفنا أيها الملك من ملاقاة هذه
النحوس الدالة على زوال هذا الدين فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا
وقال للأساقفة أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا
أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لأزوجه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم
بسعوده ولما فعلوا ذلك حدث على الثاني مثل ما حدث على الأول وتفرق
الناس وقام جدي مغتما ورأيت في تلك الليلة كان المسيح وشمعون وعدة
من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا من نور يباري
السماء علوا في الموضع الذي كان نصب جدي فيه عرشه ودخل عليه محمد
صلى الله عليه وآله وسلم وختنه ووصيه وعدة من أنبيائه فتقدم المسيح ع
إليه فاعتنقه فيقول له محمد صلى الله عليه وآله وسلم يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك
شمعون فتاته مليكة لأبني هذا وأوما بيده إلى أبي محمد ع ابن صاحب
هذا الكتاب فنظر المسيح إلى شمعون وقال له أتاك الشرف فصل رحمك
برحم آل محمد قال قد فعلت فصعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم ذلك المنبر فخطب وزوجني
من ابنه وشهد المسيح وشهد أبناء محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحواريون فلما استيقظت
أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل وضرب صدري
بمحبة أبي محمد ع حتى امتنعت من الطعام والشراب ومرضت مرضا
شديدا فما بقي في مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي فلما برح به الياس
قال يا قرة عيني هل تشتهين شيئا فقلت يا جدي لو كشفت العذاب عمن في
سجنك من أسارى المسلمين وتصدقت عليهم رجوت أن يهب المسيح وأمه
لي عافية ففعل ذلك فتجلدت في إظهار الصحة وتناولت يسيرا من الطعام
فسر بذلك وأقبل على إكرام الأسارى فأريت أيضا بعد أربع عشرة ليلة كان
سيدة النساء فاطمة قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف من وصائف
الجنان فتقول لي مريم هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد فأتعلق بها
وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي فقالت إن ابني لا يزورك
وأنت مشركة بالله وهذه أختي مريم تبرأ إلى الله من دينك فقولي أشهد أن لا
إله إلا الله وأن أبي محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما قلت ذلك ضمتني إلى صدرها
وطيبت نفسي وقالت الآن توقعي زيارة أبي محمد فلما كان في الليلة القابلة
رأيت أبا محمد وكأني أقول له جفوتني يا حبيبي بعد أن أتلفت نفسي معالجة
حبك فقال ما كان تأخري عنك إلا لشركك وإذ قد أسلمت فاني زائرك في
كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى
هذه الغاية قال بشر فقلت لها وكيف وقعت في الأسارى فقالت أخبرني أبو
محمد ليلة من الليالي أن جدك سيسير جيشا إلى قتال المسلمين يوم كذا وكذا
(٤٥)

فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم من طريق كذا ففعلت فوقعت
علينا طلائع المسلمين فكان من أمري ما رأيت وما شعر باني ابنة ملك الروم
أحد سواك ولقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي
فأنكرته وقلت نرجس فقال اسم الجواري قلت العجب إنك رومية ولسانك
عربي قلت بلغ من لوع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى
امرأة ترجمان له بالاختلاف إلي وتعليمي العربية قال بشر فلما دخلت على
مولاي أبي الحسن ع قال لها كيف أراك الله عز الاسلام وشرف محمد
وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم قالت كيف أصف لك يا ابن رسول الله ما أنت أعلم به مني
قال فاني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم أم بشرى لك
بشرف الأبد قالت بل الشرف قال فابشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا
ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا قالت ممن قال ممن خطبك
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له وهل تعرفينه قالت وهل خلت ليلة لم يزرني فيها منذ
أسلمت على يد سيدة النساء فقال يا كافور أدع أختي حكيمة فلما دخلت
قال لها هاهية فاعتنقتها طويلا وسرت بها فقال لها أبو الحسن ع يا بنت
رسول الله خذيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد
وأم القائم ع وقال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية
لعلي بن أبي طالب ع روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض
أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي ع كانت لها جارية ولدت في
بيتها وربتها تسمى نرجس فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد الحسن
العسكري ع فنظر إليها فأعجبته فقالت له عمته أراك تنظر إليها فقال
صلى الله عليه وآله وسلم إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما أن المولود الكريم
على الله جل وعلا يكون منها ثم امرها أن تستأذن أبا الحسن في
دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك وروى الصدوق في إكمال الدين بسنده
عن المطهري عن حكيمة بنت الإمام محمد الجواد ع قالت كانت لي
جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي يعني الحسن العسكري ع وأقبل
يحد النظر إليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فارسلها إليك فقال لا
يا عمة لكن أتعجب منها سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي
يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما فقلت فارسلها إليك
يا سيدي فقال استأذني أبي فاتيت منزل أبي الحسن ع فبدأني وقال يا
حكيمة ابعثي بنرجس إلى ابني أبي محمد فقلت يا سيدي على هذا قصدتك
فقال يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر فزينتها
و وهبتها لأبي محمد ع فمضى أبو الحسن ع وجلس أبو محمد ع
مكانه فكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي
وقالت يا مولاتي ناوليني خفك فقلت بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا دفعت
إليك خفي ولا خدمتني بل أخدمك على بصري فسمع أبو محمد ع ذلك
فقال جزاك الله خيرا يا عمة فلما غربت الشمس صحت بالجارية ناوليني
ثيابي لأنصرف فقال يا عمتاه بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود
الكريم على الله عز وجل الذي يحي الله به الأرض بعد موتها وفي رواية
أخرى في إكمال الدين أنه بعث إليها فقال يا عمة اجعلي إفطارك الليلة
عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فان الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه
الليلة الحجة وهو حجته في أرضه فقالت ومن أمه قال نرجس قالت له والله
جعلني الله فداك ما بها أثر فقال هو ما أقول لك قالت فجئت فلما سلمت
وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي يا سيدتي كيف أمسيت فقلت بل أنت
سيدتي وسيدة أهلي فأنكرت قولي وقالت ما هذا يا عمة فقلت يا بنية إن الله
سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة فجلست واستحيت
ثم قال لي أبو محمد ع إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لأن مثلها
مثل أم موسى لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها لان
فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى وهذا نظير موسى ع
قالت حكيمة فلما فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي
فرقدت فلما كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي
نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ثم انتبهت وهي راقدة ثم قامت
فصلت فدخلتني الشكوك فصاح أبو محمد من المجلس لا تعجلي يا عمة فان
الأمر قد قرب فقرأت ألم السجدة ويس فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة
فوثبت إليها فقلت اسم الله عليك ثم قلت تحسين شيئا قالت نعم
فقلت لها إجمعي نفسك واجمعي قلبك ثم أخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت
بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا به ساجد يتلقى الأرض بمساجده
فضممته إلي فإذا به نظيف منظف فصاح بي أبو محمد ع هلمي إلى ابني
يا عمة فجئت به إليه فوضع يده تحت اليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره
ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال تكلم يا
بني فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة إلى أن وقف على أبيه ثم
أحجم فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد فافتقدت سيدي فلم أره
فقلت جعلت فداك ما فعل سيدي فقال استودعناه الذي استودعته أم
موسى فلما كان اليوم السابع جئت فقال هلمي إلى أبني ففعل به كالأول ثم
أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال تكلم يا بني فقال أشهد أن
لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله
عليهم أجمعين حتى وقف على أبيه ثم تلا هذه الآية ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في
الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وروى
الصدوق في إكمال الدين أيضا أن أبا محمد ع أمر أن يشتري عشرة آلاف
رطل خبزا وعشرة آلاف رطل لحما ويفرق وعق عنه بكذا وكذا شاة.
في غيبة المهدي ع وسفرائه
للمهدي عجل الله فرجه غيبتان صغرى وكبرى كما جاءت بذلك
الأخبار عن أئمة أهل البيت ع ويقال قصرى وطولى أما الغيبة
الصغرى فمن مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته بوفاة السفراء
وعدم نصب غيرهم وهي أربع وسبعون سنة ففي هذه المدة كان السفراء
يرونه وربما رآه غيرهم ويصلون إلى خدمته وتخرج على أيديهم توقيعات منه
إلى شيعته في أجوبة مسائل وفي أمور شتى وأما الغيبة الكبرى فهي بعد
الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف وقد جاء في بعض التوقيعات أنه بعد
الغيبة الكبرى لا يراه أحد وإن من ادعى الرؤية قبل خروج السفياني
والصيحة فهو كذاب وجاء في عدة أخبار أنه يحضر المواسم كل سنة
فيرى الناس ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه أما السفراء في زمن الغيبة
الصغرى بينه وبين شيعته فهم أربعة.

(١) هكذا ذكر المفيد وغيره فجعلوا ابتداء الغيبة من مولده لا من ابتداء إمامته لأنها كانت كذلك
ولا وجه لجعلها من ابتداء إمامته ولذلك كانت أربعا وسبعين سنة هذا بناء على أن وفاة
السمري سنة ثلثمائة وتسع وعشرين اما بناء على أن وفاته سنة ثمان وعشرين كما
في إعلام الورى فتنقص سنة مع أن مدة الغيبة الصغرى أربع وسبعون سنة.
(٤٦)

الأول أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري
بفتح العين وسكون الميم وكان أسديا فنسب إلى جده أبي أمه جعفر
العمري وقيل إن أبا محمد الحسن العسكري ع أمر بكسر كنيته فقيل
العمري ويقال له العسكري لأنه كان يسكن عسكر سر من رأى ويقال له
السمان لأنه كان يتجر بالسمن تغطية للأمر وكان الشيعة إذا حملوا إلى
الحسن العسكري ع ما يجب عليهم من المال جعله أبو عمرو في زقاق
السمن وحمله إليه تقية وخوفا وكان علي الهادي ع نصبه وكيلا ثم ابنه
الحسن العسكري ع ثم كان سفيرا للمهدي ع قال الشيخ الطوسي
في كتاب الغيبة في حقه أنه الشيخ الموثوق به وقال علي الهادي ع في حقه
هذا أبو عمرو الثقة الأمين ما قاله لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه
وسأله بعض أصحابه لمن أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل فقال
العمري ثقتي فما أدى إليك فعني يؤدي وما قال لك فعني يقول فاسمع له
وأطع فإنه الثقة المأمون وقال الحسن العسكري ع في حقه بعد مضي
أبيه هذا أبو عمرو الثقة الأمين ثقة الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله
لكم فعني يقوله وما أداه إليكم فعني يؤديه وجاءه أربعون رجلا من
أصحابه يسألونه عن الحجة من بعده فإذا غلام كأنه قطع قمر أشبه الناس
بأبي محمد فقال هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تتفرقوا
من بعدي فتهلكوا في أديانكم ألا وأنكم لا ترونه بعد يومكم هذا حتى يتم
له عمر فاقبلوا من عثمان بن سعيد ما يقوله وانتهوا إلى أمره واقبلوا قوله فهو
خليفة إمامكم والأمر إليه وعثمان بن سعيد هو الذي حضر تغسيل
الحسن العسكري ع وتولى جميع أمره في تكفينه وتحنيطه ودفنه مأمورا
بذلك قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وكانت توقيعات صاحب
الأمر ع تخرج على يده ويد ابنه محمد إلى شيعته وخواص أبيه بالأمر
والنهي وأجوبة المسائل بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن العسكري ع
فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما حتى توفي عثمان بن سعيد (١)
وغسله ابنه محمد ودفن بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في
قبلة مسجد الذرب يدخل إلى موضع القبر في بيت ضيق مظلم فكنا نزوره
مشاهرة من وقت دخولي إلى بغداد سنة ثمان وأربعمائة إلى سنة ونيف
وثلاثين وأربعمائة ثم عمره الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج وأبرز القبر
إلى برا وعمل عليه صندوقا تحت سقف ويتبرك جيران المحلة بزيارته
ويقولون هو رجل صالح وربما قالوا هو ابن داية الحسين ع ولا يعرفون
حقيقة الحال وهو كذلك إلى يومنا هذا وهو سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
الثاني أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري
روى الشيخ في كتاب الغيبة عن هبة الله بن محمد عن شيوخه قالوا لم
تزل الشيعة مقيمة على عدالة عثمان بن سعيد وجعل الأمر بعد موته كله
مردودا إلى ابنه أبي جعفر والشيعة مجمعة على عدالته وثقته وأمانته للنص
عليه بالأمانة والعدالة والأمر بالرجوع إليه في حياة الحسن العسكري ع.
وبعد موته في حياة أبيه عثمان بن سعيد لا يختلف في عدالته ولا يرتاب
بأمانته والتوقيعات تخرج على يده إلى الشيعة في المهمات طول حياته بالخط
الذي كانت تخرج به في حياة أبيه عثمان وقال الشيخ أيضا لما مضى أبو
عمرو عثمان بن سعيد قام ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه بنص أبي
محمد الحسن العسكري ع ونص أبيه عثمان عليه بأمر القائم ع قال
الحسن العسكري ع إشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وكيلي وأن
ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم وقال ع لبعض أصحابه العمري وابنه
ثقتان فما أديا إليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما
وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان وكانت لأبي جعفر محمد بن عثمان كتب
في الفقه مما سمعه من أبي محمد الحسن ع ومن الصاحب ع ومن أبيه
عثمان عن أبي محمد وعن أبيه علي بن محمد منها كتب الأشربة وروي
عنه أنه قال والله أن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة يرى الناس
ويعرفهم ويرونه ولا يعرفونه وقيل له رأيت صاحب هذا الأمر قال نعم
وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم أنجز لي ما وعدتني
وقال رأيته صلى الله عليه وآله وسلم متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول
اللهم انتقم بي من أعدائك ودخل على محمد بن عثمان بعض أصحابه
فرآه وبين يديه ساجة ونقاش ينقش عليها آيا من القرآن وأسماء الأئمة ع
على حواشيها فقال هذه لقبري أوضع عليها أو قال أسند إليها وقد فرغت
منه وأنا كل يوم أنزل فيه فاقرأ جزءا من القرآن فإذا كان يوم كذا من شهر
كذا من سنة كذا صرت إلى الله ودفنت فيه فكان كما قال وفي رواية أنه
حفر قبرا وقال أمرت أن أجمع أمري فمات بعد شهرين وكانت وفاته في
آخر جمادي الأولى سنة خمس وثلثمائة أو أربع وثلثمائة وتولى هذا الأمر نحوا
من خمسين سنة (٢) ودفن عند والدته بشارع الكوفة في بغداد قيل وهو الآن في
وسط الصحراء.
الثالث أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي
أقامه أبو جعفر محمد بن عثمان مقامه قبل وفاته بسنتين أو ثلاث
سنين فجمع وجوه الشيعة وشيوخها وقال لهم إن حدث علي حدث الموت
فالأمر إلى أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت أن أجعله في
موضعي بعدي فارجعوا إليه وعولوا في أموركم عليه وفي رواية أنهم
سالوه إن حدث أمر فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن
روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الأمر
والوكيل له والثقة الأمين فارجعوا إليه في أموركم وعولوا عليه في مهماتكم
فبذلك أمرت وقد بلغت وكان محمد بن عثمان العمري له من يتصرف
له ببغداد نحو من عشرة أنفس منهم الحسين بن روح وكلهم كان أخص به
من الحسين بن روح وكان مشائخ الشيعة لا يشكون في أن الذي يقوم مقام
محمد بن عثمان هو جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأوه من الخصوصية به
وكثرة وجوده في منزله حتى أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما إلا ما
أصلح في منزل جعفر أو أبيه بسبب وقع له ويأكله في منزل أحدهما فلما وقع
الاختيار على أبي القاسم سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا
مع أبي جعفر محمد بن عثمان ومنهم جعفر بن أحمد بن متيل قال جعفر لما
حضرت محمد بن عثمان الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله وأحدثه وأبو
القاسم بن روح عند رجليه فقال لي أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم
الحسين بن روح فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في

(١) لم يتيسر لنا الاطلاع على تاريخ وفاته.
(٢) هكذا حكاه الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في كتاب الغيبة عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد
الكاتب ابن بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ولا يخفى ان هذه المدة هي من حين
ولادة الصاحب (ع) وهي سنة ٢٥٥ إلى وقت وفاة محمد بن عثمان وهي سنة ٣٠٥ مع أن
محمد بن عثمان لم يتول السفارة من حين ولادة الصاحب (ع) بل بعد وفاة أبيه عثمان فلا
بد ان ينقص من هذه المد خمس سنين من ولادة الحجة (ع) إلى حين وفاة العسكري (ع)
ويقنص منها مدة سفارة عثمان بن سعيد إلى حين وفاته وتولى ولده السفارة بعده.
(٤٧)

مكاني وتحولت إلى عند رجليه وفي رواية أن الحسين بن روح كان وكيلا
لمحمد بن عثمان سنين كثيرة ينظر له في أملاكه وكان خصيصا به وكان يدفع
إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء
من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم فتمهدت له الحال في طول حياة
محمد بن عثمان إلى أن أوصى إليه وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في
كتاب الغيبة كان أبو القاسم رحمه الله من أعقل الناس عند المخالف والموافق
ويستعمل التقية وتوفي أبو القاسم الحسين بن روح في شعبان سنة ست
وعشرين وثلثمائة ودفن في النوبختية في الدرب النافذ إلى التل وإلى درب
الآجر وإلى قنطرة الشوك.
الرابع أبو الحسن علي بن محمد السمري
أوصى إليه الحسين بن روح فقام بما كان إليه روى الشيخ
الطوسي رحمه الله في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال
حضرت بغداد عند المشايخ رحمهم الله فقال الشيخ أبو الحسن علي محمد
السمري قدس الله روحه إبتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن بابويه
القمي وهو والد الصدوق فكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر
إنه توفي في ذلك اليوم وفي رواية أنه كان يسألهم عن خبر علي بن
الحسين بن بابويه فيقولون قد ورد الكتاب باستقلاله حتى كان اليوم الذي
قبض فيه فسألهم فذكروا مثل ذلك فقال لهم آجركم الله فيه فقد قبض في
هذه الساعة فاثبتوا التاريخ فلما كان بعد سبعة عشر يوما أو ثمانية عشر ورد
الخبر بوفاته في تلك الساعة وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا بسنده أن
السمري أخرج قبل وفاته بأيام إلى الناس توقيعا نسخته بسم الله الرحمن
الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فأنت ميت ما
بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك
فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بعد إذن الله تعالى ذكره وذلك بعد
طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي من
يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو
كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال الراوي فلما كان
اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال
لله أمر هو بالغه وكانت وفاته في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين
أو تسع وعشرين وثلثمائة ودفن في الشارع المعروف بشارع الخلنجي من
ربع باب المحول قريبا من شاطئ نهر أبي عتاب.
قال الشيخ في كتاب الغيبة قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام
ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة منهم أبو الحسين
محمد بن جعفر الأسدي خرج في حقه توقيع: محمد بن جعفر العربي فليدفع
إليه فإنه من ثقاتنا وفي توقيع آخر إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي
الحسين الأسدي بالري ومنهم أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في
مدحهم: أحمد بن إسحاق الأشعري وإبراهيم بن محمد الهمداني وأحمد بن
حمزة بن اليسع ثقات وقال الطبرسي في إعلام الورى أما غيبته القصرى
فهي التي كان سفراؤه فيها موجودين وأبوابه معروفين لا يختلف الامامية
القائلون بامامة الحسن بن علي فيهم فمنهم أبو هاشم داود بن القاسم
الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وأبو عمرو عثمان بن سعيد السمان وابنه
أبو جعفر محمد بن عثمان وعمر الأهوازي وأحمد بن إسحاق وأبو محمد
الوجنائي وإبراهيم بن مهزيار ومحمد بن إبراهيم في جماعة أخرى أقول
الظاهر إن السفارة العامة للأربعة المتقدم ذكرهم أما من عداهم ممن ذكرهم
الطبرسي فكانت لهم سفارة في أمور خاصة والله أعلم ومن الغريب أنه لم
يذكر معهم الحسين بن روح والسمري.
وهناك جماعة مذمومون ادعوا البابية والسفارة كذبا وافتراء قال الشيخ
رحمه الله في كتاب الغيبة أولهم المعروف بالشريعي وروى أنه كان من
أصحاب الهادي ثم العسكري وهو أول من ادعى مقاما لم يجعله الله فيه
وكذب على الله وعلى حججه ع ونسب إليهم ما لا يليق بهم وهم منه
براء فلعنته الشيعة وتبرأت منه وخرج التوقيع بلعنه والبراءة منه ثم ظهر منه
القول بالكفر والالحاد ومنهم محمد بن نصير النميري وإليه تنسب
النصيرية ادعى بعد الشريعي مقام أبي جعفر محمد بن عثمان العمري
وفضحه الله بما ظهر منه من الالحاد والجهل ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان
له وتبريه منه فلما بلغه ذلك قصد أبا جعفر ليعتذر إليه فلم يأذن له وكان
يدعي أنه رسول نبي أرسله الهادي ع ويقول فيه بالربوبية ويبيح المحارم
ويحلل اللواط وكان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه
ويعضده وقيل لمحمد بن نصير وهو في مرض الموت مثقل اللسان لمن
هذا الأمر من بعدك فقال بلسان ضعيف ملجلج أحمد فلم يدر من هو
فافترقوا بعده ثلاث فرق فرقة قالت إنه أحمد ابنه وفرقة قالت إنه أحمد بن
موسى بن الفرات وفرقة قالت إنه أحمد بن أبي الحسين بن بشر ومنهم أبو
طاهر محمد بن علي بن بلال كانت عنده أموال للامام ع وامتنع من
تسليمها إلى محمد بن عثمان العمري وادعى انه الوكيل حتى تبرأت الجماعة
منه ولعنوه وخرج فيه توقيع من صاحب الزمان ع ومنهم الحسين بن
منصور الحلاج أرسل إلى أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي أني وكيل
صاحب الزمان ظانا أنه يستميله إليه فوجب ذلك انقياد غيره لعظم أبي
سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب وبهذا كان أولا يستميل
الشخص ثم يترقى ويقول له وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من
النصرة لك لتقوي نفسك ولا ترتاب فأرسل إليه أبو سهل رحمه الله إني
أسألك أمرا يخف عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين
وهو أني أحب الجواري والشيب يبعدني عنهن واحتاج أن اخضب كل جمعة
وإلا انكشف أمري عندهن وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتجعل لحيتي
سوداء فإنني طوع يديك فلما سمع ذلك من جوابه علم أنه أخطأ في مراسلته
وأمسك عنه وصيره أبو سهل أحدوثة وضحكة وجاء الحلاج إلى قم
وأرسل رقعة يقول فيها أنه رسول الامام ووكيله فخرقوا رقعته وسخروا منه
وجاء الذي خرقها إلى دكانه فقام له الحاضرون إلا رجلا لم يقم وكان هو
الحلاج فسال عنه صاحب الدكان فقال الحلاج أ تسأل عني وأنا حاضر قال
أعظمت قدرك أن أسألك فقال تخرق رقعتي وأنا أشاهدك فقال يا غلام
برجله وبقفاه فاخرج فما رئي بعدها بقم ثم قتل ببغداد على الالحاد ودعوى
الآلهية بأمر المقتدر ومنهم أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني المعروف
بابن أبي العزاقر كان وجيها عند بني بسطام لان الحسين بن روح كان
جعل له منزلة عند الناس لأنه كان في أول أمره من الشيعة وصنف كتبا على
مذهبهم ثم ارتد فكان عند ارتداده يحكي كل كذب وبلاء وكفر لبني بسطام
ويسند إلى الحسين بن روح فيقبلونه فبلغ ذلك الحسين بن روح فأنكره
وأعظمه ونهى بني بسطام عنه وأمرهم بلعنه فلم ينتهوا لأنه كان يموه عليهم
بأنني أذعت السر فعوقبت بالابعاد فبلغ ذلك الحسين بن روح فكتب إلى بني
بسطام بلعنه والبراءة منه فاطلعوه عليه فبكى بكاءا شديدا وقال إن لهذا
(٤٨)

القول باطنا عظيما وهو أن اللعنة الابعاد فمعنى قوله لعنه الله باعده عن
العذاب والنار والآن قد عرفت منزلتي ومرع خديه على التراب وقال عليكم
بالكتمان حتى إنه قال لهم إن روح رسول الله انتقلت إلى محمد بن عثمان
العمري وروح أمير المؤمنين انتقلت إلى الحسين بن روح وروح فاطمة
انتقلت إلى أم كلثوم بنت محمد بن عثمان حتى إن أم كلثوم دخلت على أم
أبي جعفر بن بسطام فانكبت على رجليها تقبلها فأنكرت أم كلثوم ذلك
فبكت أم أبي جعفر وقالت كيف لا أفعل وأنت مولاتي فاطمة فقالت وكيف
ذاك فقالت إن الشيخ يعني الشلمغاني خرج إلينا بالسر قالت وما السر قالت
أخذ علينا كتمانه وأخاف العقوبة إن أذعته فأعطتها موثقا أن لا تخبر أحدا
واستثنت في نفسها الحسين بن روح فأخبرتها فقالت هذا كذب وأخبرت
الحسين بن روح فقال هذا كفر والحاد قد احكمه هذا الملعون في قلوب
هؤلاء ليجعله طريقا إلى أن الله تعالى حل فيه وظهر التوقيع من صاحب
الزمان ع بلعنه والبراءة منه ولما اشتهر أمره ولم يمكنه التلبيس قال في
مجلس حافل فيه رؤساء الشيعة أجمعوا بيني وبين الحسين بن روح فإن لم
تنزل عليه نار من السماء فتحرقه وإلا فجميع ما قاله في حق وبلغ ذلك
الراضي لأنه كان في دار ابن مقلة فامر بقتله فقتل في سنة ثلاث وعشرين
وثلثمائة ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان البغدادي ابن أخي
محمد بن عثمان العمري وقد كان أبو دلف الكاتب ادعى النيابة لأبي بكر
البغدادي فسئل أبو بكر عن ذلك فأنكره وحلف عليه ثم مال إلى أبي دلف
فتبرأت منه الشيعة وحكي أنه توكل لليزيدي بالبصرة فبقي في خدمته مدة
طويلة وجمع مالا عظيما فسعي به إلى اليزيدي فقبض عليه وصادره وضربه
على أم رأسه حتى نزل الماء في عينيه فمات ضريرا قال ابن قولويه أما أبو
دلف الكاتب لاحاطه الله فكنا نعرفه ملحدا ثم أظهر الغلو ثم جن وسلسل
ثم صار مفوضا ومن الغلاة أحمد بن هلال الكرخي كان من أصحاب
العسكري ثم تغير وأنكر بابية محمد بن عثمان فخرج التوقيع بلعنه.
في الأدلة على إمامة صاحب الزمان ع وأنه قد ولد وإنه
حي موجود في الأمصار غائب عن الأبصار
اعلم أن جميع المسلمين متفقون على خروج المهدي في آخر الزمان
وانه من ولد علي وفاطمة ع وان اسمه كاسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأخبار
في ذلك متواترة عند الشيعة وأهل السنة كما يعلم من تصفح الأخبار الآتية
المشتمل بعضها على أكثر روايات أهل السنة والبعض الآخر على جملة من
روايات الشيعة مع أن ما تركناه منها قصدا للاختصار أضعاف ما ذكرناه
فالاعتقاد بالمهدي ع هو من ملة الاسلام ومتواتراته بل وضرورياته ولا
خلاف فيه بين المسلمين وإنما اختلفوا في أنه هل ولد أو سيولد فالشيعة
وجماعة من علماء أهل السنة على أنه ولد وإنه محمد بن الحسن العسكري
ع وأكثر أهل السنة على أنه لم يولد بعد وسيولد والحق هو
القول الأول ويدل عليه الدليل العقلي والنقلي أما الدليل العقلي فهو
حكم العقل بوجوب اللطف على الله تعالى وهو فعل ما يقرب إلى الطاعة
ويبعد عن المعصية ويوجب إزاحة العلة وقطع المعذرة بدون أن يصل إلى
حد الاجبار لئلا يكون لله على الناس حجة وتكون له الحجة البالغة فالعقل
حاكم بوجوب إرسال الرسل وبعثة الأنبياء ليبنوا للناس ما أراد الله منهم من
التكاليف المقربة من الخير والمبعدة عن الشر ويحكموا بينهم بالعدل وأن يكونوا
معصومين من الذنوب منزهين عن القبائح والعيوب لتقبل أقوالهم ويؤمن
منهم الكذب والتحريف وكما يجب إرسال الرسل من قبل الله تعالى يجب
نصب أوصياء لهم يقومون مقامهم في حفظ الشريعة وتأديتها إلى الناس
ونفي التحريف والتبديل عنها والحكم بين الناس بالعدل وإنصاف المظلوم
من الظالم ويجب عصمتهم عما عصم منه الأنبياء للدليل الذي دل على
عصمة الأنبياء بعينه ولقوله تعالى خطابا لإبراهيم ع إني جاعلك
للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين وغير المعصوم تجوز
عليه المعصية فيكون ظالما لنفسه ويجب أن يكون نصبهم من الله تعالى لا
من الناس لان العصمة لا يطلع عليها إلا الله تعالى ولان إيكال ذلك إلى
الناس مؤد إلى الهرج والمرج ووقع النزاع والاختلاف وحصول الفساد
فوجب القول بوجود إمام معصوم في كل زمان منصوب من قبل الله تعالى
وقد أجمع المسلمون على أن من عدا الأئمة الاثني عشر ليسوا بهذه الصفات
فوجب القول بان أصحاب هذه الصفات هم الأئمة الاثنا عشر وإلا لزم
خلو العصر من إمام معصوم وقد ثبت بطلانه قال الشيخ المفيد عليه
الرحمة في الارشاد. ومن الدلائل على إمامة القائم بالحق ابن الحسن ع
ما يقتضيه العقل بالاستدلال الصحيح من وجود إمام معصوم كامل
غني عن رعاياه في الأحكام والعلوم في كل زمان لاستحالة خلو المكلفين من
سلطان يكونون بوجوده أقرب إلى الصلاح وأبعد من الفساد وحاجة الكل
من ذوي النقصان إلى مؤدب للجناة مقوم للعصاة رادع للغواة معلم
للجهال منبه للغافلين محذر للضلال مقيم للحدود منفذ للأحكام فاصل بين
أهل الاختلاف ناصب للأمراء ساد للثغور حافظ للأموال حام عن بيضة
الاسلام جامع للناس في الجمعات والأعياد وقيام الأدلة على أنه معصوم من
الزلات لغناه بالاتفاق عن إمام واقتضى ذلك له بالعصمة بلا ارتياب
ووجوب النص على من هذه سبيله من الأنام أو ظهور المعجز عليه لتمييزه
ممن سواه وعدم هذه الصفات من كل أحد سوى من أثبت إمامته أصحاب
الحسن بن علي وهو ابنه المهدي وهذا أصل لا يحتاج معه في الإمامة إلى
رواية النصوص لقيامه بنفسه في قضية العقول وصحته بثابت الاستدلال ثم
جاءت روايات في النص على ابن الحسن ع من طرق تنقطع بها الأعذار
وأما الدليل النقلي فهو نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليه وبعده الأئمة ع واحدا بعد
واحد قال المفيد عليه الرحمة وقد سبق النص عليه في ملة
الاسلام من نبي الهدى ع ثم من أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ع ونص عليه الأئمة ع واحدا بعد واحد إلى أبيه الحسن
ع ونص أبوه عليه عند ثقاته وخاصة شيعته وكان الخبر بغيبته ثابتا
قبل وجوده وبدولته مستفيضا قبل غيبته وهو صاحب السيف من أئمة الهدى
ع والقائم بالحق المنتظر لدولة الايمان وله قبل قيامه غيبتان
إحداهما أطول من الأخرى كما جاءت بذلك الأخبار فاما القصرى منهما
فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته وعدم السفراء بالوفاة
وأما الطولى فهي بعد الأولى وفي آخرها يقوم بالسيف قال الله عز وجل
ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم
الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا
يحذرون وقال جل اسمه ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض
يرثها عبادي الصالحون وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تنقضي الأيام والليالي حتى
يبعث الله رجلا من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا وقسطا كما
ملئت ظلما وجورا وقال ع لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله
(٤٩)

ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من ولدي يواطئ اسمه اسمي يملأها عدلا
وقسطا كما ملئت ظلما وجورا.
في الأخبار الواردة في خروج المهدي ع من طريق أهل السنة
إن الأخبار بخروجه متواترة والاجماع عليه من كافة المسلمين حاصل
وقد صنف أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي كتابا
سماه البيان في أخبار صاحب الزمان وله أيضا كتاب كفاية الطالب في
مناقب علي بن أبي طالب قال في كتاب البيان إني جمعت هذا الكتاب وعريته
من طرق الشيعة ليكون الاحتجاج به آكد وجمع الحافظ أبو نعيم أحمد
ابن عبد الله الأصفهاني صاحب كتاب حلية الأولياء المشهور أربعين حديثا
في أمر المهدي أوردها صاحب كشف الغمة بحذف الأسانيد مقتصرا على
ذكر الراوي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نوردها كذلك وذكر في حلية الأولياء أيضا
جملة من أخبار المهدي وذكر غيرهما كثيرا من أخبار المهدي مثل صاحب
مشكاة المصابيح ودور السمطين وجواهر العقدين وكنوز الدقائق وغيرها
ونحن ننقل ذلك بالواسطة من كتاب البيان وأربعين الأصفهاني وغيرهما
مرتبة كل حديث مع ما يناسبه فنبتدئ أحاديث صاحب البيان بقولنا
الكنجي وأحاديث أبي نعيم الأربعين بقولنا الأربعون وغيرها باسم الكتاب
المنقول عنه وإن كان نقلنا عن الكل بالواسطة الكنجي باسناده عن
زر بن حبيش وفي نسخة عن زر بن حبيش عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا
تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي
مشكاة المصابيح عن ابن مسعود مثله ثم قال رواه الترمذي وأبو داود (١)
قال الكنجي وفي رواية يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي
رواه الترمذي في جامعه وقال ع لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل
من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي أخرجه أبو داود في سننه وباسناده
عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا
اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله قال هذا حديث حسن
رزقناه عليا بحمد الله الأربعون بسنده عن حذيفة مثله قوله وخلقه
خلقي بضم الخاء لأنه ورد في بعض الروايات يشبهه في الخلق ولا يشبهه في
الخلق الظاهر إن الأول بضم الخاء والثاني بفتحها كما لا يخفى الأربعون
بسنده عن حذيفة خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فذكر ما هو كائن ثم قال لو لم يبق
من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا من ولدي
هذا اسمه اسمي فقام سلمان فقال من أي ولدك هو فقال من ولدي
هذا وضرب بيده على منكب ط الحسين وبسنده عن حذيفة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون
المطيعين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم
بقلبه فإذا أراد الله عز وجل أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد
وهو القادر على ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها فقال ع يا حذيفة لو لم
يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل
بيتي تجري الملاحم على يديه ويظهر الاسلام لا يخلف الله وعده وهو سريع
الحساب وبسنده عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا تنقضي الساعة حتى
يملك الأرض رجل من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت قبله جورا يملك
سبع سنين وبسنده عن ابن عمر عنه صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك من
أهل بيتي من يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما
وجورا وبسنده عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك
فيها رجل من أهل بيتي الكنجي بسنده عن علي ع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو
لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت
جورا هكذا أخرجه أبو داود في سننه جواهر العقدين رواه أبو داود وأحمد
والترمذي وابن ماجة الكنجي بسنده عن الحافظ محمد بن الحسين بن
إبراهيم بن عاصم الآبري في كتاب مناقب الشافعي أنه ذكر هذا الحديث
وقال وزاد زائدة (٢) في روايته حتى يبعث الله رجلا مني أو من أهل بيتي
يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي قال الكنجي وقد ذكر الترمذي
الحديث في جامعه ولم يذكر واسم أبيه أسم أبي وذكر أبو داود في معظم
روايات الحفاظ والثقات من نقله الأخبار اسمه اسمي فقط والذي روى
واسم أبيه اسم أبي فهو زائدة وهو يزيد في الحديث وان صح فمعناه واسم
أبيه اسم أبي أي الحسين لأن كنيته أبو عبد الله فأريد بالاسم الكنية كناية
عن إنه من ولد الحسين دون الحسن وأجاب ابن طلحة الشافعي بهذا
الجواب ومهد له مقدمتين الأولى شيوع إطلاق الأب على الجد الأعلى
كقوله تعالى ملة أبيكم إبراهيم واتبعت ملة آبائي إبراهيم الآية وفي حديث
الإسراء هذا أبوك إبراهيم الثانية إن الاسم يطلق على الكنية روى
البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سمى عليا أبا تراب ولم يكن اسم أحب
إليه منه وقال المتنبي: ومن كناك فقد أسماك للعرب انتهى قيل ويمكن أن
يراد أن اسم الحسن العسكري أي كنيته أبو محمد واسم أبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي
كنيته أبو محمد ثم قال الكنجي ويحتمل أن يكون الراوي توهم في قوله
ابني فصحفه فقال أبي فوجب حمله على هذا جمعا بين الروايات أقول
احتمال التصحيف قريب جدا لتقارب الكلمتين في الحروف وكون الخط
القديم أكثره بدون نقط وقد أورد هذا المضمون أيضا أصحابنا في
كتبهم.
روى الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لا تذهب الدنيا حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي يقال له المهدي وبسنده
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله
ذلك اليوم حتى يخرج رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت
ظلما وجورا وقد عرفت فيما تقدم ما ذكره المفيد أيضا الكنجي بسنده عن
سعيد بن المسيب كنا عند أم سلمة فتذاكرنا المهدي فقالت سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول المهدي من ولد فاطمة وبسنده عنه عنها رض سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول المهدي من عترتي من ولد فاطمة أخرجه الحافظ أبو
داود في سننه وقال صاحب جواهر العقدين أخرجه مسلم وأبو داود
والنسائي وابن ماجة والبيهقي وصاحب المصابيح وآخرون كنوز الدقائق
للمناوي المصري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا فاطمة أما المهدي فمنك أخرجه
الحاكم الأربعون الزهري عن علي بن الحسين عن أبيه ع
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة ع المهدي من ولدك الكنجي عن علي ع
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة وأورده في
جواهر العقدين لأحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي ع رفعه غاية المرام
عن أبي نعيم في حلية الأولياء عنه صلى الله عليه وآله وسلم المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في
ليلة أو قال في يومين الكنجي عن أنس بن مالك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة وأنا حمزة وعلي وجعفر
والحسن والحسين والمهدي أخرجه ابن ماجة الحافظ في صحيحه جواهر

(١) هو أبو داود السجستاني صاحب كتاب السنن من أكابر محدثي أهل السنة وعلمائهم
(٢) اسم الرجل الذي روى الحديث وزاد فيه هذه الزيادة.
(٥٠)

العقدين أخرجه أيضا أبو نعيم والثعلبي وصاحب الأربعين والحموئي
والحاكم والديلمي أقول وفي رواية الديلمي أنا معشر بني عبد المطلب سادة
أهل الجنة الخ الكنجي عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقتل عند كنزكم ثلاثة
كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل
المشرق فيقتلونكم قتلا لم يقتله قوم إلى أن قال فإذا رأيتموه فبايعوه ولو
حبوا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي أخرجه الحافظ ابن ماجة القزويني في
سننه وباسناده عن ثوبان أيضا نحوه إلا أنه قال ثم تجئ الرايات السود
فيقتلونهم قتلا لم يقتله قوم ثم يجئ خليفة الله المهدي فإذا سمعتم به فائتوه
فبايعوه فإنه خليفة الله المهدي قال هذا حديث حسن المتن وقع إلينا عاليا
من هذا الوجه الأربعون مثله وبسنده عن ثوبان عنه صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأيتم
الرايات السود وقد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فان فيها
خليفة الله المهدي وبسنده عن ثوبان تجئ الرايات السود من قبل المشرق
كان قلوبهم زبر الحديد فمن سمع بهم فليأتهم فيبايعهم ولو حبوا على الثلج
الكنجي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج
ناس من المشرق فيوطئون للمهدي يعني سلطانه هذا حديث حسن صحيح
روته الثقات والاثبات أخرجه الحافظ أبو عبد الله بن ماجة القزويني في سننه
كنوز الدقائق عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأيتم الرايات السود قد
جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي رواه أحمد
والبيهقي في دلائل النبوة وعن علي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج رجل من وراء
النهر يقال له الحارث حراث مقدمته رجل يقال له منصور يوطن أو قال يمكن
لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجب على كل مؤمن نصره أو
قال إجابته رواه أبو داود الكنجي عن علقمة بن عبد الله في حديث أهل
بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطويرا حتى يأتي قوم من قبل المشرق
ومعهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما
سالوه فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطا كما
ملأوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج أقول
وهذا الحديث في سنن ابن ماجة الكنجي روى ابن أعثم الكوفي في
كتاب الفتوح عن أمير المؤمنين ع أنه قال ويحا للطالقان فان لله عز وجل
بها كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال مؤمنون عرفوا الله حق
معرفتهم وهم أيضا أنصار المهدي في آخر الزمان قال وعن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو
تسعا. زيد الشاك (١) قلنا وما ذاك قال سنين فيجئ إليه الرجل فيقول يا
مهدي أعطني فيحثي له في ثوبه ما استطاع ان يحمله قال الحافظ الترمذي
حديث حسن الأربعون عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تملأ
الأرض ظلما وجورا فيقول رجل من عترتي فيملأها قسطا وعدلا يملك سبعا
أو تسعا الكنجي وقد روي من غير وجه أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن
أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال يكون في أمتي المهدي أن قصر فسبع وإلا
فتسع تنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الأرض أكلها كنوزها
خ ل ولا تدخر منه شيئا والمال يومئذ كدوس يقوم الرجل فيقول يا مهدي
أعطني فيقول خذ مشكاة المصابيح عن أبي سعيد ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلاء
يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجا إليه من الظلم فيبعث
الله رجلا من عترتي وأهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها
شيئا إلا صبته مدرارا ولا تدع الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتى يتمنى
الاحياء الأموات يعيش في ذلك سبع أو ثمان سنين أو تسع سنين رواه
الحاكم في مستدركه وقال صحيح كتاب فضل الكوفة لمحمد بن علي
العلوي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يملك المهدي أمر الناس سبعا
أو عشرا أسعد الناس به أهل الكوفة الأربعون بسنده عن أبي سعيد
الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم لتملأن الأرض ظلما وعدوانا ثم ليخرجن رجل من أهل
بيتي حتى يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وعدوانا الكنجي عن أم
سلمة يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا
إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن
والمقام ويبعث إليه بعث الشام فتخسف بهم البيداء بين مكة والمدينة فإذا
رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ
رجل من قريش أخواله كلب (٢) فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم ذلك بعث
كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة
نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ويلقي الاسلام بجرانه إلى الأرض (٣) فيلبث سبع سنين ثم يتوفى
ويصلي عليه المسلمون مشكاة المصابيح رواه أبو داود ورواه أحمد وأبو
يعلى والبيهقي كما في جواهر العقدين الكنجي قال أبو داود قال بعضهم
عن هشام تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين هذا سياق الحافظ كالترمذي
وابن ماجة القزويني وأبي داود قال وعن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كيف أنتم إذا ابن مريم فيكم وامامكم منكم قال هذا حديث حسن صحيح
متفق على صحته من حديث محمد بن شهاب الزهري رواه البخاري ومسلم
في صحيحيهما قال وعن جابر بن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا
تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل
عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعالى صل بنا فيقول لا إن بعضكم على
بعض أمراء تكرمة من الله لهذه الأمة قال هذا حديث حسن صحيح أخرجه
مسلم في صحيحه وقال في موضع آخر رواه الحارث بن أبي أسامة في
مسنده والحافظ أبو نعيم في عواليه أقول أورده أبو نعيم في الأربعين وقال
فيقول أميرهم المهدي ثم قال الكنجي وإن كان الحديث المتقدم قد أول
فهذا لا يمكن تأويله فإنه صريح في أن عيسى ع يقدم أمير المسلمين
وهو يومئذ المهدي ع فيبطل تأويل من قال معنى وأمامكم منكم أي
يأتيكم بكتابكم ثم ذكر ما حاصله إن هذه الأحاديث الدالة على إن
عيسى يصلي خلف المهدي ويجاهد بين يديه ويقتل الدجال مما ثبتت طرقها
وصحتها عند أهل السنة والشيعة ووقع عليها الاجماع من كافة أهل الاسلام
وهي تدل على أن المهدي أفضل من عيسى إلى أن قال ومما يزيد هذا
القول ما رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني في
حديث طويل في نزول عيسى وأنه قيل له يا رسول الله فأين العرب يومئذ
قال هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم قد تقدم يصلي بهم
الصبح إذ نزل بهم عيسى بن مريم صلى الله عليه وآله وسلم فرجع ذلك الامام ينكص
يمشي القهقرى ليتقدم عيسى يصلي بالناس فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم
يقول له تقدم قال هذا حديث حسن صحيح ثابت أخرجه ابن ماجة في
كتابه عن أبي إمامة الباهلي وهذا مختصره وباسناده عن أبي إمامة في
حديث قيل فأين العرب يومئذ يا رسول الله قال هم يومئذ قليل وجلهم

(١) زيد هو راوي الحديث عن الخدري فإنها في كتاب الكنجي مسندة ونحن نقلناها عن اكشف
الغمة بحذف الاسناد كما عرفت في صدر هذا الكلام.
(٢) هو السفياني.
(٣) الجران الصدر كناية عن قوة الاسلام وثباته واستقراره كالجمل الذي يلقي بحرانه إلى
الأرض.
(٥١)

ببيت المقدس وإمامهم المهدي رجل صالح قال هذا حديث حسن هكذا
رواه الحافظ أبو نعيم الأصفهاني جواهر العقدين عن حذيفة رفعه يلتفت
المهدي وقد نزل عيسى بن مريم ع كأنما يقطر من شعره الماء
فيقول المهدي له تقدم صل بالناس فيقول إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي
خلف رجل من ولدي أخرجه الطبراني وابن حبان في صحيحه من حديث
عقبة بن عامر في إمامة المهدي نحوه الأربعون بالاسناد عن أبي سعيد
الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم منا الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه كتاب
الفتن للحافظ نعيم بن حماد بسنده عن هشام بن محمد المهدي الذي
يؤم عيسى بن مريم سنن الترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقتل ابن مريم الدجال بباب لد الكنجي عن أبي سعيد
الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين قال هذا حديث ثابت
حسن صحيح أخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في صحيحه ورواه غيره
من الحفاظ كالطبراني وغيره مشكاة المصابيح رواه الحمويني وابن الجوزي
وقال ابن الجوزي الأجلى الذي انحسر الشعر عن جبهته إلى نصف رأسه
والقنا أحديداب في الأنف الأربعون بسنده عن أبي سعيد الخدري
المهدي منا أهل البيت رجل من أمتي أشم الأنف يملأ الأرض عدلا كما
ملئت جورا الكنجي ذكر ابن شيرويه الديلمي في كتاب الفردوس في باب
الألف واللام باسناده عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي طاوس أهل
الجنة الكنجي باسناده عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المهدي من
ولدي وجهه كالقمر كالكوكب خ ل الدري يملأ الأرض عدلا كما ملئت
جورا يرضي بخلافته أهل السماوات وأهل الأرضين والطير في الجو يملك
عشرين سنة جواهر العقدين أخرجه الروياني والطبراني وأبو نعيم
والديلمي في مسنده الكنجي باسناده عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
المهدي رجل من ولدي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض
عدلا كما ملئت جورا يرضى بخلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في
الجو قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا بحمد الله عن جم غفير من
أصحاب الثقفي وسنده معروف عندنا الأربعون بسنده عن حذيفة عنه
صلى الله عليه وآله وسلم المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري الكنجي باسناده
عن أبي أمامة الباهلي في حديث فقال له رجل من عبد القيس يقال له
المستورد بن غيلان يا رسول الله من إمام الناس يومئذ قال المهدي من ولدي
ابن أربعين سنة (١) كان وجهه كوكب دري في خده الأيمن خال أسود عليه
عباءتان قطوانيتان (٢) يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك قال هذا سياق
الطبراني في معجمه الأكبر قال وعن عبد الرحمن بن عوف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ليبعثن الله رجلا من عترتي أفرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض عدلا
ويفيض المال فيضا قال هكذا أخرجه الحافظ أبو نعيم في عواليه قال
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي
يفتح القسطنطينية وجبل الديلم ولو لم يبق إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى
يفتحها قال هذا سياق الحافظ أبي نعيم وقال هذا هو المهدي بلا شك
وفقا بين الروايات قال وعن أبي هارون العبدي أتيت أبا سعيد الخدري
فقلت له هل شهدت بدرا قال نعيم قلت أ لا تحدثني بشئ مما سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي وفضله بلى أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرض مرضة نقه
منها فدخلت عليه فاطمة صلى الله عليه وآله وسلم تعوده وأنا جالس عن يمينه فلما رأت ما به من
الضعف خنقتها العبرة حتى بدت دموعها على خدها فقال لها ما يبكيك يا
فاطمة قالت أخشى الضيعة يا رسول الله فقال يا فاطمة أ ما علمت أن الله
أطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه نبيا ثم أطلع ثانية فاختار
منهم بعلك فاوحى إلى فأنكحته واتخذته وصيا أ ما علمت أنه بكرامة الله
إياك زوجك أغررهم علما وأكثرهم حلما وأقدمهم سلما فاستبشرت فأراد أن
يزيدها مزيد الخير كله الذي قسمه الله لمحمد وآل محمد فقال لها يا فاطمة
ولعلي ثمانية أضراس (٣) يعني مناقب إيمان الله ورسوله وحكمته وزوجته
وسبطاه وولداه خ ل الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر يا
فاطمة أنا أهل بيت أعطينا ست خصال (٤) لم يعطها أحد من الأولين ولا
يدركها أحد من الآخرين غيرنا نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ووصينا خير
الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو حمزة عم أبيك ومنا سبطا
هذه الأمة وهما إبناك ومنا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه ثم ضرب
على منكب الحسين فقال من هذا مهدي الأمة قال هكذا أخرجه
الدارقطني صاحب الجرح والتعديل الأربعون بسنده عن علي بن هلال
عن أبيه نحوه لكنه قال أعطانا الله عز وجل سبع خصال وزاد فيها ومنا من
له جناحان يطير في الجنة مع الملائكة حيث يشاء وقال بعد ذكر الحسنين
والذي بعثني أن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا
وتظاهرت الفتن وانقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم
صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون
الضلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان
ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا الحديث جواهر العقدين عن عباية
ابن ربعي عن أبي أيوب الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة منا خير
الأنبياء وهو أبوك ومنا خير الأوصياء وهو بعلك ومنا خير الشهداء وهو عم
أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم
أبيك جعفر ومنا سبطا هذه الأمة سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين
وهما ابناك ومنا المهدي وهو من ولدك أخرجه الطبراني في الأوسط
الكنجي باسناده عن أبي نضرة كنا عند جابر إلى أن قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثيا لا يعده عدا قال
الراوي قلت لأبي نضرة وأبي العلاء أ تريان أنه عمر بن عبد العزيز قالا لا
قال هذا حديث حسن صحيح أخرجه مسلم في صحيحه وباسناده
عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خلفائكم خليفة يحثو
المال حثيا لا يعده عدا قال هذا حديث ثابت صحيح أخرجه الحافظ
مسلم في صحيحه قال وعن أبي سعيد وجابر بن عبد الله قالا قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في آخر الزمان خليفه يقسم المال ولا يعده هذا لفظ
مسلم في صحيحه قال وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض
يقسم المال صحاحا فقال رجل ما صحاحا قال بالسوية بين الناس ويملأ الله

(١) اي يحسبه الرائي ابن أربعين كما جاء في روايات أصحابنا ان الناظر إليه يحسبه ابن أربعين
سنة أو دونها.
(٢) العباءة القطوانية بالتحريك عباءة بيضاء قصيرة الخمل نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة منه
الأكسبة القطوانية.
(٣) لا يخفى ان الذي ذكر منها ستة الا ان يجعل الايمان بالله ورسوله اثنين والسبطان اثنين.
(٤) لا يخفى انها خمس وسيأتي رواية الشيخ في غيبته عدها سبعا بزيادة ومنا من له جناحان
خضيبان يطير بهما في الجنة وهو ابن عمك جعفر مع أنها ست كما ستعرف وكذلك ما يأتي بعد
هذا بلا فصل عن الأربعين مع أنها فيه أيضا ست. المؤلف
(٥٢)

قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر مناديا ينادي يقول من له في
المال حاجة فما يقوم إلا رجل واحد فيقول أنا فيقول أئت السدان يعني
الخازن فقل له ان المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له أحث حتى إذا
جعله في حجره وابرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد نفسا أعجز عما
وسعهم فيرده ولا يقبل منه فيقال له أنا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك
سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا
خير في الحياة بعد قال هذا حديث حسن ثابت أخرجه شيخ أهل الحديث في
مسنده يعني أحمد بن حنبل وقال وفي هذا الحديث دلالة على أن المجمل
في صحيح مسلم هو هذا المبين في مسند ابن حنبل وفقا بين الروايات
إسعاف الراغبين نحوه قال أخرج أحمد والماوردي وفيه أبشروا بالمهدي
رجل من قريش من عترتي وفيه أيضا يلبث في ذلك ستا أو سبعا أو ثمانيا أو
تسع سنين الأربعون باسناده عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم يخرج
المهدي في أمتي يبعثه الله غياثا للناس تنعم الأمة وتعيش الماشية وتخرج
الأرض نباتا ويعطي المال صحاحا الكنجي باسناده عن أبي سعيد
الخدري قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن
رجل يقال له المهدي عطاؤه هنا قال هذا حديث حسن أخرجه أبو نعيم
الحافظ وباسناده عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي
وعلى رأسه عمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه خ
قال هذا حديث حسن ما رويناه عليا إلا من هذا الوجه قال وعن
عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي وعلى رأسه ملك ينادي أن هذا
المهدي فاتبعوه قال هذا حديث حسن روته الحفاظ والأئمة من أهل الحديث
كابي نعيم والطبراني وغيرهما وباسناده عن جابر بن عبد الله أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء
ملوك جبابرة ثم يخرج المهدي من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا
قال هكذا رواه الحافظ أبو نعيم في فوائده والطبراني في معجمه الأكبر
الأربعون مثله إلا أنه قال ثم يخرج رجل من أهل بيتي الكنجي
باسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتنعم أمتي في زمن المهدي
نعمة لم يتنعموا مثلها قط يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدع الأرض شيئا
من نباتها إلا أخرجته قال هذا حديث حسن المتن رواه الحافظ أبو
القاسم الطبراني في معجمه الأكبر الأربعون عن أبي سعيد الخدري عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يكون من أمتي المهدي أن قصر عمره فسبع سنين وإلا فثمان وإلا
فتسع تنعم أمتي في زمانه نعيما لم يتنعموا مثله قط البر والفاجر يرسل الله
السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من نباتها الكنجي باسناده
عن عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج المهدي من قرية باليمن يقال لها
كرعة قال هذا حديث حسن رزقناه عاليا أخرجه أبو الشيخ الأصفهاني في
عواليه أقوال عن شهاب الدين فضل الله في كتابه المعتمد أنه ليس في
اليمن قرية بهذا الاسم وباسناده من علي ع قلت يا رسول الله أ منا
آل محمد المهدي أم من غيرنا فقال صلى الله عليه وآله وسلم لا بل منا يختم الله به الدين كما فتح
بنا وبنا ينقذون من الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم
بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وبنا يصبحون بعد
عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم قال هذا
حديث حسن عال رواه الحفاظ في كتبهم الطبراني في المعجم الأوسط وأبو
نعيم في حلية الأولياء وعبد الرحمن بن حماد في عواليه الأربعون باسناده
عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله وسلم يخرج رجل من أهل بيتي ويعمل بسنتي
وينزل الله له البركة من السماء وتخرج له الأرض بركتها وتملأ به الأرض
عدلا كما ملئت ظلما وجورا ويعمل على هذه الأمة سبع سنين وينزل بيت
المقدس إنتهى ما أورده محمد بن يوسف الكنجي الشافعي من الأحاديث في
كتاب البيان في أخبار صاحب الزمان وما أورده أبو نعيم الحافظ الأصفهاني
صاحب حلية الألباء من الأربعين حديثا وما نقلناه عن غيرهما.
وأورد السمهودي الشافعي في جواهر العقدين ومحمد خواجة
بأرساي البخاري في فصل الخطاب ومحمد بن إبراهيم الحمويني الشافعي في
فرائد السمطين والصبان في اسعاف الراغبين عدة أحاديث في المهدي ع
من طرق أهل السنة نذكر منها ما يأتي زيادة على ما أورده في تضاعيف ما مر
جواهر العقدين حدث قتادة قال قلت لسعيد بن المسيب أ حق المهدي
قال نعم هو حق هو من أولاد فاطمة قلت من اي ولد فاطمة قال حسبك
الآن ولأحمد لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج من
عترتي من يملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعن عائشة عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال المهدي رجل من عترتي يقاتل على سنتي كما قاتلت أنا على
الوحي أخرجه بصير نصر ظ بن حماد وعن علي ع إذا قام قائم آل
محمد صلى الله عليه وآله وسلم جمع الله أهل الشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف (١)
فاما الرفقاء فمن أهل الكوفة واما الابدال فمن أهل الشام أخرجه ابن
عساكر انتهى جواهر العقدين.
فرائد السمطين بالاسناد إلى جابر بن عبد الله الأنصاري عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن أنكر
خروج الدجال فقد كفر وعنه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الاثنا عشر
أولهم علي وآخرهم ولدي المهدي فينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي
خلف المهدي وتشرق الأرض بنور بها ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب وعن
عباية بن ربعي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انا سيد النبيين وعلي سيد
الوصيين وان أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي وآخرهم المهدي انتهى
فرائد السمطين.
اسعاف الراغبين جاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه
ملك هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه فيذعن له الناس ويشربون حبه وانه
يملك الأرض شرقها وغربها وان الله تعالى يمده بثلاثة آلاف من الملائكة وأن
أهل الكهف من أعوانه وان جبرائيل على مقدمة جيشه وميكائيل على ساقته
وان المهدي يستخرج تابوت السكينة من غار أنطاكية واسفار التوراة من
جبل بالشام يحاج بها اليهود فيسلم كثير منهم وقد تواترت الاخبار عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بخروج المهدي وانه من أهل بيته وأنه يملأ الأرض عدلا وانه يساعد
عيسى ع على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وانه يؤم هذه
الأمة ويصلي عيسى خلفه وفي بعض الآثار انه يخرج في وتر من السنين
سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع وان السنة من سنيه تكون
مقدار عشر سنين وانه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب وتظهر له الكنوز ولا
يبقى في الأرض خراب الا يعمر انتهى اسعاف الراغبين.
فصل الخطاب عن نوف راية المهدي مكتوب فيها البيعة لله
فصل الخطاب عن بعض كبراء العارفين يعني الشيخ محيي الدين بن

(١) القزع جمع قزعة كقصب وقصبة وهي القطع من السحاب المتفرقة وأضيف إلى الخريف لأن
سحابه يكون متفرقا والمراد انهم يجتمعون من أماكن متفرقة.
(٥٣)

العربي في ذكره المهدي قال يكون معه ثلثمائة وستون رجلا من رجال الله
الكاملين يبايعونه بين الركن والمقام أسعد الناس به أهل الكوفة ويقسم المال
بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية يخرج على فترة من الدين ومن
أبى قتل ومن نازعه خذل يظهر من الدين ما هو الدين عليه في نفسه ما لو
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحكم به أول أعدائه الفقهاء المقلدون يدخلون تحت
حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه يبايعه العارفون بالله تعالى من
أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي وله رجال يقيمون دعوته
وينصرونه هم الوزراء يحملون اثقال المملكة
هو السيد المهدي من آل احمد هو الوابل الوسمي حين يجود
انتهى فصل الخطاب
وفي البحار صنف بعض علماء الشيعة كتابا وقفت عليه سماه
كشف المخفي في مناقب المهدي وروى فيه مائة وعشرة أحاديث (١) من طرق
رجال المذاهب الأربعة تركت نقلها بأسانيدها وألفاظها كراهة التطويل
وسأذكر أسماء من رواها لتعلم مواضعها من صحيح البخاري ثلاثة أحاديث
من صحيح مسلم أحد عشر حديثا من الجمع بين الصحيحين للحميدي
حديثان من الجمع بين الصحاح الستة لزيد بن معاوية العبدري أحد عشر
حديثا من كتاب فضائل الصحابة مما أخرجه الحافظ عبد العزيز العكبري
من مسند أحمد بن حنبل سبعة أحاديث من تفسير الثعلبي خمسة أحاديث من
غريب الحديث لابن قتيبة الدينوري ستة أحاديث من كتاب مسند فاطمة
الزهراء للحافظ أبي الحسن علي الدارقطني ستة أحاديث من مسند أمير
المؤمنين ع له ثلاثة أحاديث من كتاب المبتدا للكسائي حديثان فيها ذكر
المهدي والسفياني والدجال من كتاب المصابيح لأبي محمد الحسين بن مسعود
الفرا خمسة أحاديث من كتاب الملاحم لأبي الحسن أحمد بن جعفر بن
محمد بن عبيد الله المنادري أربعة وثلاثون حديثا من كتاب الحافظ محمد بن
عبد الله الحضرمي المعروف بابن مطيق ثلاثة أحاديث من كتاب الرعاية
لأهل الرواية لأبي الفتح محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الفرغاني ثلاثة
أحاديث خبر سطيح رواية الحميدي من كتاب الاستيعاب لأبي عمرو
يوسف بن عبد البر النميري حديث واحد.
فيما جاء في شاذ من الاخبار من طريق أهل السنة لا مهدي الا عيسى
قال بعض العلماء اما ما روي من حديث الحسن البصري عن انس بن
مالك رفعه لا يزداد الامر الا شدة ولا الدنيا الا ادبارا ولا الناس الا شحا
ولا تقوم الساعة الا على شر الخلق ولا مهدي الا عيسى بن مريم أخرجه
الشافعي وابن ماجة في سننه والحاكم في مستدركه وقال اوردته تعجبا لا
محتجا به وقال البيهقي تفرد به محمد بن خالد وقد قال الحاكم انه مجهول
وصرح النسائي بأنه منكر وقال ابن ماجة لم يروه عن ابن خالد الا الشافعي
أقول في كشف الغمة عن كتاب البيان في اخبار صاحب الزمان
لمحمد بن يوسف الكنجي الشافعي أنه قال ومدار الحديث لا مهدي الا
عيسى بن مريم على محمد بن خالد الجندي مؤذن الجند قال الشافعي كان
فيه تساهل في الحديث قال قد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن
المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في المهدي وانه يملك سبع سنين ويملأ الأرض عدلا وانه يخرج
معه عيسى بن مريم ويساعده في قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين وانه
يؤم هذه الأمة وعيسى يصلي خلفه في طول من قصته وأمره وقد ذكر
الشافعي في كتاب الرسالة ولنا به أصل ونرويه ولكن يطول ذكر سنده قال
وقد اتفقوا على أن الخبر لا يقبل إذا كان الراوي معروفا بالتساهل في روايته
انتهى البيان.
وروى الكنجي أيضا في كتاب البيان باسناده عن ابن عباس قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تهلك أمة انا في أولها وعيسى في آخرها والمهدي في
وسطها قال هذا حديث حسن رواه الحافظ أبو نعيم في عواليه وأحمد بن
حنبل في مسنده أقول الاظهر في معنى قوله عيسى في آخرها والمهدي في
وسطها ان وجود المهدي قبل نزول عيسى فيكون في وسطها إذ المراد بالوسط
هنا ما قبل الآخر لا الوسط الحقيقي وعيسى ينزل بعد خروج المهدي فيكون
في آخرها ولا ينافيه وجود المهدي معه فلا دلالة فيه على أن عيسى يبقى
بعد المهدي.
في بعض ما ورد في المهدي ع من طرق الشيعة
بعض ما نزل فيه من القرآن
غيبة النعماني بسنده عن الصادق ع في معنى قوله عز وجل
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفهم في الأرض
وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا
يعبدونني لا يشركون بي شيئا قال نزلت في القائم وأصحابه وبسنده عنه
ع في قوله تعالى ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة قال العذاب
خروج القائم والأمة المعدودة أهل بدر وأصحابه وبسنده عنه ع في
قوله واستبقوا الخيرات أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا قال نزلت في القائم
وأصحابه يجمعون على غير ميعاد وبسنده عنه ع في قول الله عز وجل
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير قال هي في
القائم ع وأصحابه وبسنده عنه ع في قوله تعالى يعرف المجرمون
بسيماهم قال الله يعرفهم ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم
بالسيف هو وأصحابه خبطا.
بعض ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اخبار المهدي ع
الصدوق في اكمال الدين بسنده عن جابر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا
تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا
وقسطا كما ملئت ظلما وجورا وبسنده عن الصادق عن أبيه عن جده ع
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائم من ولدي اسمه اسمي وكنيته
كنيتي وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم
إلى كتاب الله عز وجل من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكره في
غيبته فقد انكرني الحديث وبسنده عن الصادق ع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية وبسنده عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب امام أمتي وخليفتي عليهم بعدي
ومن ولده القائم المنتظر يملأ الله عز وجل به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت
جورا وظلما والذي بعثني بالحق بشيرا ان الثابتين على القول به في زمان
غيبته لاعز من الكبريت الأحمر فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال
يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة فقال اي وربي وليمحصن الله الذين
آمنوا ويمحق الكافرين يا جابر ان هذا الامر من أمر الله وسر من سر الله
مطوي عن عباده فإياك والشك في أمر الله فهو كفر الشيخ الطوسي في

(١) لا يخفى انها مائة وسبعة أحاديث.
(٥٤)

كتاب الغيبة بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لفاطمة يا
بنية انا أعطينا أهل البيت سبعا (١) لم يعطها أحد قبلنا نبينا خير الأنبياء وهو
أبوك ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك
حمزة ومنا من له جناحا خضيبان يطير بهما في الجنة وهو ابن عمك جعفر
ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين ومنا والله الذي لا اله الا
هو مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم ثم ضرب بيده على
منكب الحسين ع فقال من هذا ثلاثا الصدوق في العيون بسنده عن
الرضا عن آبائه ع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة حتى يقوم
القائم الحق منا وذلك حين يأذن الله عز وجل له ومن تبعه نجا ومن تخلف
عنه هلك الله الله عباد الله فاتوه ولو على الثلج فإنه خليفة الله عز وجل
وخليفتي وبسنده عن الرضا عن آبائه عن علي ع عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين ع يملأها
عدلا كما ملئت ظلما وجورا الكليني بسنده عن الباقر ع عن آبائه عن
أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه آمنوا بليلة
القدر فإنه ينزل فيها أمر السنة وان لذلك الامر ولاة من بعدي علي بن أبي
طالب واحد عشر من ولده النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الصادق
ع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لعلي ع أ لا أبشرك أ لا أخبرك أحبوك خ
ل قال بلى يا رسول الله فقال كان عندي جبرائيل آنفا وأخبرني ان القائم
الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا من
ذريتك من ولد الحسين وقال لجعفر بن أبي طالب أ لا أبشرك أ لا أخبرك
أحبوك خ ل قال بلى يا رسول الله فقال كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني
ان الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك أ تدري من هو قال لا قال ذاك
الذي وجهه كالدينار وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار يدخل الجبل ذليلا
ويخرج منه عزيزا يكتنفه جبرئيل ومكائيل وقال للعباس أ لا أخبرك بما اخبرني
به جبرئيل فقال بلى يا رسول الله قال قال لي ويل لذريتك من ولد العباس
فقال يا رسول أ فلا اجتنب النساء فقال له قد فرع الله مما هو كائن وفي
رواية ويل لولدي من ولدك وويل لولدك من ولدي (٢) والاخبار في ذلك
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق الشيعة عن أئمة أهل البيت ع كثيرة
يضيق عنها نطاق البيان وفي مختصر ما أوردناه منها مقنع ومن أراد
الاستقصاء فليطلبها من مظانها.
بعض ما ورد عن الزهراء ع في أمر المهدي ع
الكليني بسنده عن الباقر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري
قال دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين يديها لوح فيه أسماء
الأوصياء والأئمة من ولدها فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم من ولد
فاطمة ثلاثة منهم محمد وأربعة منهم علي.
بعض ما ورد عن أمير المؤمنين ع من الاخبار بالمهدي ع
الصدوق في اكمال الدين بسنده عن أبي جعفر الثاني عن آبائه
عن أمير المؤمنين ع قال للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني
بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه الا فمن
ثبت منهم على دينه لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في درجتي
يوم القيامة ثم قال إن القائم منا إذا قام لم يكن لاحد في عنقه بيعة فلذلك
تخفى ولادته ويغيب شخصه وبسنده عن الرضا عن آبائه عن أمير
المؤمنين ع أنه قال للحسين ع التاسع من ولدك يا حسين هو
القائم بالحق المظهر للدين الباسط للعدل قال الحسين ع فقلت يا أمير
المؤمنين وان ذلك لكائن فقال اي والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على
جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه الا المخلصون
المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم
الايمان وأيدهم بروح منه.
النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن علي بن أبي طالب ع أنه قال
صاحب هذا الامر من ولدي هو الذي يقال مات أو هلك لا بل في اي
واد سلك وروى الكليني بسنده عن أمير المؤمنين ع أنه قال لابن
عباس ان ليلة القدر في كل سنة وانه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك
الامر ولاة من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له ابن عباس من هم قال انا واحد
عشر من صلبي أئمة محدثون والاخبار عنه ع في ذلك كثيرة وفيما أوردناه
مقنع.
بعض ما ورد عن الحسن بن علي من اخبار المهدي ع
الصدوق في اكمال الدين بسنده انه لما صالح الحسن بن علي
ع معاوية دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال ع
ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه
الشمس أو غربت أ لا تعلمون انني امامكم مفترض الطاعة عليكم واحد
سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا بلى قال أ ما علمتم
ان الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطا
لموسى بن عمران ع إذ خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله
حكمة وصوابا أ ما علمتم انا ما منا أحد الا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه
الا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه فان الله عز وجل
يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لاحد في عنقه بيعة إذا خرج ذاك
التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم
يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون أربعين سنة ذلك ليعلم ان الله على
كل شئ قدير.
بعض ما ورد عن الحسين ع من اخبار المهدي ع
الصدوق في اكمال الدين بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
جده عن الحسين بن علي ع أنه قال في التاسع من ولدي سنة
من يوسف وسنة من موسى بن عمران وهو قائمنا أهل البيت يصلح الله
تبارك وتعالى امره في ليلة واحدة وبسنده عن الحسين ع قائم هذه
الأمة هو التاسع من ولدي وهو صاحب الغيبة وهو الذي يقسم ميراثه وهو
حي وبسنده عنه ع منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ع وآخرهم التاسع من ولدي وهو الإمام القائم بالحق يحيي
الله به الأرض بعد موتها ويظهر به دين الحق على الدين فيها آخرون
فيؤذون ويقال لهم متى هذا الوعد ان كنتم صادقين اما ان الصابر في غيبته
على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وبسنده عنه ع لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم
حتى يخرج رجل من ولدي يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما كذلك

(١) لا يخفى انها ستة لا سبعة.
(٢) ويل لولدي من ولدك يقتلونهم ويظلمونهم وويل لولدك من ولدي يعذبهم الله بظلمهم
إياهم.
(٥٥)

سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول وبسنده قيل للحسين ع أنت صاحب
هذا الامر قال لا ولكن صاحب هذا الامر الطريد الشريد الموتور بأبيه
بأبيه (١) المكنى بعمه (٢) يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر.
بعض ما ورد عن علي بن الحسين من اخبار المهدي ع
الصدوق في اكمال الدين بسنده عن علي بن الحسين ع
القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج
حين يخرج وليس لاحد في عنقه بيعة المفيد في المجالس بسنده عن
علي بن الحسين ع لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو الا من اخذ
الله ميثاقه أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة
مظلمة كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ثلاثمائة وبضعة
عشر رجلا جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل أمامه معه راية
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم الا أهلكهم الله عز وجل.
بعض ما ورد عن الباقر من اخبار المهدي ع
الكليني بسنده عن الباقر ع قال إن الله عز اسمه ارسل محمدا صلى الله عليه وآله وسلم
إلى الجن والأنس وجعل من بعده اثني عشر وصيا منهم من سبق ومنهم من بقي
وكل وصي جرت به سنة فالأوصياء الذين هم من بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم على سنة
أوصياء عيسى وكانوا اثني عشر وكان أمير المؤمنين ع على سنة المسيح
ع وبسنده عنه ع أنه قال الاثنا عشر الأئمة من آل محمد كلهم
محدث علي بن أبي طالب واحد عشر من ولده ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي هما
الوالدان وبسنده عنه ع يكون بعد الحسين ع تسعة أئمة تاسعهم
قائمهم وبسنده عنه ع الأئمة اثنا عشر إماما منهم الحسن والحسين
ثم الأئمة من ولد الحسين ع الصدوق في اكمال الدين بسنده عن أم
هاني الثقفية عن الباقر ع في حديث قال هذا مولود في آخر الزمان هو
المهدي من هذه العترة تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها
أقوام فيا طوبى لك ان أدركته ويا طوبى لمن أدركه وبسنده عنه ع انه
ذكر سير الخلفاء الراشدين فلما بلغ آخرهم قال الثاني عشر الذي يصلي
عيسى بن مريم خلفه عليك بسنته والقرآن الكريم النعمان في كتاب
الغيبة بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر ع أنه قال من
المحتوم الذي حتمه الله قيام قائمنا فمن شك فيما أقول لقي الله وهو كافر به
ثم قال بأبي وأمي المسمى باسمي والمكنى بكنيتي (٣) السابع من بعدي بأبي
يملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا من أدركه فليسلم له ما سلم لمحمد
وعلي فقد وجبت له الجنة ومن لم يسلم فقد حرم الله له الجنة ومأواه النار
وبئس مثوى الظالمين الحديث إلى غير ذلك من الاخبار.
بعض ما جاء عن الصادق ع من الاخبار بالمهدي ع
علل الشرائع بسنده عن سدير عن الصادق ع ان في القائم
ع سنة من يوسف قلت كأنك تريد حيرة أو غيبة قال لي وما تنكر من
هذا ان اخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه
وخاطبوه وهم اخوته وهو اخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم انا يوسف فما
تنكر هذه الأمة ان يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد ان يستر
حجته لقد كان يوسف إليك ملك مصر وقد كان بينه وبين والده مسيرة
ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز وجل ان يعرف مكانه لقدر على ذلك والله
لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر وما تنكر
هذه الأمة ان يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ان يكون يسير في
أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن عز وجل ان يعرفهم نفسه
كما أذن ليوسف حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم
جاهلون قالوا أإنك لانت يوسف قال انا يوسف هذا أخي اكمال الدين
بسنده عن الصادق ع من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن
أقر بجميع الأنبياء وجحد محمدا صلى الله عليه وآله وسلم نبوته فقيل له يا ابن رسول الله فمن
المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل
لكم تسميته وبسنده عن الصادق ع ان الله تبارك وتعالى خلق أربعة
عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا فقيل له يا
ابن رسول الله ومن الأربعة عشر فقال محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
والأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال
ويطهر الأرض من كل جور وظلم وبسنده عن الصادق ع وذكر
المهدي وانه الثاني عشر من الأئمة الهداة ثم قال والله لو بقي في غيبته ما
بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا
كما ملئت جورا وظلما وبسنده عنه ع ان لصاحب هذا الامر غيبة
فليتق الله عبد وليتمسك بدينه وبسنده عنه ع في حديث القائم هو
الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها
المبطلون ثم يظهره الله عز وجل فيفتح على يديه مشارق الأرض ومغاربها
وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ولا
يبقى في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز وجل الا عبد الله فيها ويكون
الدين كله لله ولو كره المشركون الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة بسنده
عن الصادق ع ينتج الله في هذه الأمة رجلا مني وانا منه يسوق الله به
بركات السماوات والأرض فتنزل السماء قطرها وتخرج الأرض بذرها وتأمن
وحوشها سباعها ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويقتل
حتى يقول الجاهل لو كان هذا من ذرية محمد لرحم والاخبار عن الصادق
ع في ذلك كثيرة يطول باستقصائها الكلام.
بعض ما روي عن الكاظم من الاخبار بالمهدي ع
اكمال الدين بسنده عن الكاظم ع في حديث قيل له ويكون
في الأئمة من يغيب قال نعم يغيب عن ابصار الناس شخصه ولا يغيب عن
قلوب المؤمنين ذكره وهو الثاني عشر منا يسهل الله له كل عسير ويذلل له
كل صعب ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد ويبير به كل جبار
عنيد ويهلك على يديه كل شيطان مريد ذاك ابن سيدة الإماء الذي تخفى
على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره عز وجل فيملأ به الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وبسنده عنه ع انه قيل له يا ابن
رسول الله أنت القائم بالحق فقال أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر
الأرض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي
له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ثم
قال ع طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا
والبراءة من أعدائنا أولئك منا ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم
شيعة وطوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة

(١) لعل المراد بأبيه الحسين (ع).
(٢) المراد به جعفر بن أبي طالب فقد مر ان المهدي يكنى بابي جعفر.
المؤلف
(٣) اي بأبي جعفر.
(٥٦)

بعض ما جاء عن الرضا من الاخبار بالمهدي ع
اكمال الدين وعيون الاخبار بسنده عن الهروي قال سمعت دعبل
ابن علي الخزاعي يقول أنشدت مولاي علي بن موسى الرضا ع قصيدتي
التي أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل وحي مقفر العرصات
فلما انتهيت إلى قولي
خروج امام لا محالة قائم يقول على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا ع بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقال لي يا خزاعي
نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الامام
ومتى يقوم فقلت لا يا مولاي الا اني سمعت بخروج امام منكم يطهر
الأرض من الفساد ويملأها عدلا كما ملئت جورا فقال يا دعبل الإمام بعدي
محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه
الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدنيا الا يوم
واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا واما
متى فاخبار عن الوقت ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي ع ان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك فقال مثله مثل
الساعة لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم الا
بغتة والاخبار عنه ع في ذلك كثيرة.
بعض ما روي عن الجواد ع من الاخبار بالمهدي ع
اكمال الدين بسنده عن الجواد ع قال إن القائم منا هو المهدي
الذي يجب ان ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي
بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة انه لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد
لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا
وظلما وان الله تبارك وتعالى يصلح امره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى
ذهب ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال ع أفضل اعمال
شيعتنا انتظار الفرج صاحب كفاية النصوص بسنده عن عبد العظيم الحسني قلت
لمحمد بن علي بن موسى اني لأرجو أن تكون القائم من أهل
بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما
فقال يا أبا القاسم ما منا إلا قائم بأمر الله وهاد
إلى دين الله ولست القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر
والجحود ويملأها عدلا وقسطا هو الذي يخفى على الناس ولادته
ويغيب عنهم شخصه ويحرم عليهم تسميته وهو سمي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيه
وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب يجتمع إليه من أصحابه
عدد أهل بدر ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض وذلك قوله تعالى
أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كل شئ قدير فإذا اجتمعت له
هذه العدة من أهل الأرض أظهر امره فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف
رجل خرج بإذن الله فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله تبارك وتعالى
قلت وكيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقي في قلبه الرحمة وبسنده عنه
ع الإمام بعدي ابني علي امره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي وذكر في
ابنه الحسن مثل ذلك وسكت فقيل له يا ابن رسول الله فمن الامام بعد
الحسن فبكى بكاء شديدا ثم قال إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق
المنتظر فقيل ولم سمي القائم قال لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر
القائلين بإمامته قيل ولم سمي المنتظر قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول
أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون
ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.
بعض ما روي عن الهادي من الاخبار بالمهدي ع
اكمال الدين بسنده عن الهادي ع الخلف من بعدي ابني الحسن
فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت ولم جعلني الله فداك فقال لأنكم
لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف تذكره قال قولوا
الحجة من آل محمد وبسنده عنه ع صاحب هذا الامر من يقول
الناس لم يولد بعد.
بعض ما روي عن الحسن العسكري من الاخبار بالمهدي ع
الكليني بسنده عن علي بن بلال خرج إلي من أبي محمد الحسن بن
علي العسكري ع قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج
إلي من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده وبسنده عن أبي
هاشم الجعفري قلت لأبي محمد الحسن بن علي ع جلالتك
تمنعني من مسألتك أ فتأذن لي ان أسألك فقال سل فقلت يا سيدي هل لك
ولد قال نعم فقلت فان حدث حادث فأين أسال عنه قال بالمدينة
وبسنده عن عمرو الأهوازي قال أراني أبو محمد ع ابنه قال هذا
صاحبكم بعدي و بسنده عن العمري قال مضى أبو محمد ع وخلف
ولدا له اكمال الدين بسنده عن أبي محمد الحسن بن علي كأني بكم وقد
اختلفتم بعدي في الخلف مني اما ان المقر بالأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنكر
لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم والمنكر
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كمن أنكر جميع الأنبياء لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر
لآخرنا كالمنكر لأولنا اما ان لولدي غيبة يرتاب فيها الناس الا من عصمه
الله عز وجل وبسنده عن محمد بن عثمان العمري عن أبيه قال سئل أبو
محمد الحسن بن علي ع عن الخبر الذي روي عن آبائه ع ان الأرض
لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة وان من مات ولم يعرف امام
زمانه مات ميتة جاهلية فقال ع ان هذا حق كما أن النهار حق فقيل له يا
ابن رسول الله فمن الحجة والامام بعدك قال ابني محمد هو الامام والحجة
بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية اما ان له غيبة يحار فيها
الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني انظر
إلى الاعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة والاخبار في ذلك من
طرقنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته كثيرة واقتصرنا على هذا القدر منها طلبا
للاختصار وما تركناه اضعاف ما ذكرناه وقد صنف أصحابنا رضوان الله
عليهم كتبا في الغيبة استوفوا فيها ذكر الاخبار كالشيخ أبي عبد الله محمد بن
إبراهيم النعماني من قدماء أصحابنا والصدوق في اكمال الدين والشيخ
الطوسي في كتاب الغيبة فليرجع إليها من أرادها قال الطبرسي رحمه الله
في كتاب إعلام الورى باعلام الهدى وإذا كانت اخبار الغيبة قد سبقت زمان
الحجة بل زمان أبيه وجده حتى تعلقت الكيسانية بها في امامة ابن الحنفية
والناووسية وغيرهم في الصادق والكاظم ع وخلدها المحدثون
من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق ع
وأثروها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة ع واحدا بعد واحد صح بذلك القول في
(٥٧)

امامة صاحب الزمان لوجود هذه الصفة له والغيبة المذكورة في دلائله واعلام
إمامته وليس يمكن أحدا دفع ذلك ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من
الشيعة الحسن بن محبوب الزراد وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في
أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة
سنة فذكر فيه جملة من اخبار الغيبة فوافق الخبر المخبر وحصل كل ما تضمنه
الخبر بلا اختلاف ومن جملة ما رواه بسنده عن الصادق ع انه قيل له
كان أبو جعفر ع يقول لقائم آل محمد غيبتان واحدة طويلة والاخرى
قصيرة فقال نعم إحداهما أطول من الأخرى الحديث قال فانظر كيف قد
حصلت الغيبتان على حسب ما تضمنت الاخبار.
أقول فهذه الأخبار من طرق الشيعة وأهل السنة متواترة في امامة
المهدي ع وخروجه في آخر الزمان وان يملأ الأرض قسطا وعدلا
بعد ما ملئت ظلما وجورا وانه يصلي خلفه عيسى بن مريم الذي هو نبي من
أنبياء الله تعالى اولي العزم وذو شريعة ناسخة ما قبلها والاخبار التي من
طرق أهل السنة وان لم يصرح فيها بولادته ولا بأنه ابن الحسن العسكري
الا انها لا تنفي ذلك ولا تنافيه فإذا كانت اخبار أهل البيت ع
التي روتها عنهم شيعتهم تثبته وتحققه وجب العمل بجميع الاخبار ولم يكن
بينها تعارض ولا منافاة والاخبار الأولى قد بينت نعته وصفاته فإذا كانت
الاخبار الثانية قالت إنه هو صاحب هذا النعت وهذه الصفات وجب العمل
بكليهما كما أن عيسى ع لما بين نعت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصفاته فلما بعث محمد
صلى الله عليه وآله وسلم بذلك النعت وتلك الصفات وجب التصديق بنبوته.
في أن في المهدي ع من سنن الأنبياء والاستدلال بغيباتهم على
غيبته روى الصدوق في اكمال الدين بسنده عن الصادق ع ان سنن
الأنبياء وما وقع عليهم من الغيبات جارية في القائم منا أهل البيت حذو
النعل بالنعل والقذة بالقذة الحديث وبسنده عن سيد الساجدين ع
قال في القائم منا سنن من سنن الأنبياء سنة آدم وسنة من نوح طول العمر
وسنة من إبراهيم خفاء المولد واعتزال الناس وسنة من موسى الخوف والغيبة
وسنة من عيسى اختلاف الناس فيه وسنة من أيوب الفرج بعد البلوى وسنة
من محمد صلى الله عليه وآله وسلم الخروج بالسيف وفي رواية عن الصادق ع سنة من
موسى خفاء مولده وغيبته عن قومه ثماني وعشرين سنة وفي رواية عن
الباقر ع أن فيه أربع سنن من أربع أنبياء من موسى خائف يترقب ومن يوسف
السجن ومن عيسى يقال مات ولم يمت ومن محمد السيف وفي رواية عن
الباقر ع ان في القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم شبها من خمسة من الرسل يونس
ويوسف وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم اما من يونس فرجوعه
من غيبته وهو شاب بعد كبر السن واما من يوسف فالغيبة من خاصته
وعامته واختفاؤه من اخوته وإشكال امره على أبيه يعقوب مع قرب المسافة
بينهما وبين أهله وشيعته وفي رواية واما من يوسف فالستر جعل الله بينه
وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه واما من موسى فدوام خوفه وطول
غيبته وخفاء ولادته وتغيب شيعته من بعده بما لقوا من الأذى والهوان إلى أن
أذن الله عز وجل في ظهوره ونصره وأيده على عدوه واما من عيسى
فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد وطائفة مات وطائفة
قتل وصلب واما من جده المصطفى فخروجه بالسيف وقتله أعداء الله
وأعداء رسوله والجبارين والطواغيت وانه ينصر بالسيف والرعب وانه لا ترد
له راية الحديث وفي رواية واما من محمد فالقيام بسيرته وتبيين آثاره ثم
يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر ولا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله
قيل وكيف يعلم أن الله عز وجل قد رضي قال يلقي الله عز وجل في قلبه
الرحمة.
غيبات الأنبياء
قال الصدوق في اكمال الدين أول الغيبات
غيبة إدريس النبي ع
المشهورة حتى آل الامر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت وقتل الجبار
من قتل منهم وأفقر وأخاف باقيهم ثم ظهر ع فوعد شيعته بالفرج وبقيام
القائم من ولده وهو نوح ع ثم رفع الله إدريس إليه فلم تزل الشيعة
يتوقعون قيام نوح ع قرنا بعد قرن وخلفا عن سلف صابرين من
الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح ثم ذكر حديثا عن
الباقر ع يتضمن غيبة إدريس عشرين سنة مختفيا في غار لما خاف من
جبار زمانه وملك من الملائكة يأتيه بطعامه وشرابه ثم ذكر ظهور نبوة
نوح ع ثم روى بسنده عن الصادق ع انه لما حضرت نوحا ع
الوفاة دعا الشيعة فقال لهم اعلموا انه ستكون من بعدي غيبة يظهر فيها
الطواغيت وان الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود فلم يزالوا
يترقبون هودا ع وينتظرون ظهوره حتى طال عليهم الأمد وقست قلوب
أكثرهم فاظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا ع عند الياس وتناهي البلاء
وأهلك الأعداء بالريح العقيم ثم وقعت الغيبة بعد ذلك إلى أن ظهر صالح
ع.
غيبة صالح ع
ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق ع ان صالحا ع
غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن (١) حسن
الجسم وافر اللحية ورجع خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة من
الرجال فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه وكانوا على ثلاث طبقات طبقة جاحدة
واخرى شاكة واخرى على يقين إلى أن قال وإنما مثل القائم مثل صالح
ع.
غيبة إبراهيم ع
قال الصدوق عليه الرحمة واما غيبة إبراهيم خليل الرحمن ع
فإنها تشبه غيبة قائمنا صلى الله عليه وآله وسلم بل هي أعجب منها لأن الله عز
وجل غيب اثر إبراهيم ع وهو في بطن امه حتى حوله عز وجل بقدرته
من بطنها إلى ظهرها ثم أخفي أمر ولادته إلى بلوع الكتاب اجله ثم
روى الصدوق بسنده عن الصادق ع ان أبا إبراهيم كان منجما
لنمرود بن كنعان فقال له يولد في ارضنا مولود يكون هلاكنا على يديه
فحجب النساء عن الرجال وباشر أبو إبراهيم امرأته فحملت به وأرسل
نمرود إلى القوابل لا يكون في البطن شئ إلا أعلمتن به فنظرن إلى أم
إبراهيم فألزم الله ما في الرحم الظهر فقلن ما نرى شيئا في بطنها فلما
وضعت أراد أبوه ان يذهب به إلى نمرود فقالت له امرأته لا تذهب بابنك
إلى نمرود فيقتله دعني اذهب به إلى غار فاجعله فيه حتى يأتي عليه اجله
فذهبت به إلى غار وأرضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة وانصرفت
فجعل الله رزقه في ابهامه فجعل يمصها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره

(١) واسعها.
(٥٨)

في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر ويشب في الشهر كما
يشب غيره في السنة ثم استأذنت أباه في رؤيته فاتت الغار فإذا هي بإبراهيم
وعيناه يزهران كأنهما سراجان فضمته إلى صدرها وأرضعته وانصرفت فسألها
أبوه فقالت واريته بالتراب فمكثت تعتل فتخرج في الحاجة وتذهب إلى
إبراهيم فتضمه إليها وترضعه وتنصرف فلما تحرك وأرادت الانصراف اخذ
ثوبها وقال لها اذهبي بي معك فقالت حتى أستأمر أباك فلم يزل إبراهيم في
الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ثم غاب
الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن المصر فقال واعتزلكم وما
تدعون من دون الله الآية ثم قال الصدوق ولإبراهيم ع غيبة أخرى
سار فيها في البلاد وحده للاعتبار ثم روى حديثا يتضمن ذلك.
غيبة يوسف ع
قال الصدوق واما غيبة يوسف ع فإنها كانت عشرين سنة لم يدهن
فيها ولم يكتحل ولم يتطيب ولم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله
وجمع بين يوسف واخوته وأبيه وخالته كان منها ثلاثة أيام في الجب وفي
السجن بضع سنين وفي الملك الباقي وكان هو بمصر ويعقوب بفلسطين
وبينهما مسير تسعة أيام فاختلفت عليه الأحوال في غيبته من إجماع اخوته على
قتله والقائهم إياه في غيابة الجب ثم بيعهم إياه بثمن بخس ثم بلواه بامرأة
العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار إليه ملك مصر وجمع الله تعالى شمله
واراه تأويل رؤياه ثم روى الصدوق بسنده عن الصادق ع في
حديث قال كان يعقوب ع يعلم أن يوسف حي لم يمت وان الله سيظهره
له بعد غيبته وكان يقول لبنيه اني اعلم من الله ما لا تعلمون وكان بنوه
يفندونه على ذكره ليوسف ثم قال الصدوق فحال العارفين في وقتنا هذا
بصاحب زماننا الغائب حال يعقوب في معرفته بيوسف وغيبته وحال
الجاهلين به وبغيبته والمعاندين في امره حال اخوة يوسف الذين قالوا لأبيهم
تالله انك لفي ضلالك القديم وقول يعقوب ع أ لم أقل لكم اني اعلم من
الله ما لا تعلمون دليل على أنه قد كان علم أن يوسف حي وانه انما غيب
عنه للبلوى والامتحان ثم روى بسنده عن الصادق ع ان في القائم
ع سنة من يوسف ع إلى أن قال: إن اخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد
أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم ولم يعرفوه حتى قال لهم
انا يوسف وهذا أخي فما تنكر هذه الأمة ان يكون الله عز وجل في وقت من
الأوقات يريد ان يستر حجته عنهم لقد كان يوسف إليه ملك مصر وبينه
وبين والده مسير ثمانية عشر يوما (١) فلو أراد الله تبارك وتعالى ان يعرفه مكانه
لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة أيام إلى
مصر فما تنكر هذه الأمة ان يكون الله تبارك وتعالى يفعل بحجته ما فعل
بيوسف ان يكون يسير فيما بينهم ويمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا
يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل له بان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف ع
حين قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أإنك
لأنت يوسف قال انا يوسف وهذا أخي.
غيبة موسى ع
روى الصدوق بسنده عن سيد العابدين عن أبيه سيد الشهداء عن أبيه
سيد الوصيين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان يوسف لما حضرته الوفاة جمع شيعته
وأهل بيته وأخبرهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالى
وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو
رجل أسمر طويل وفي رواية عن الصادق ع أنه قال لهم ان هؤلاء
القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب وانما ينجيكم الله من
أيديهم برجل من ولد لأوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طويل
جعد آدم فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران ويسمي عمران
ابنه موسى وفي رواية عن الباقر ع انه ما خرج موسى حتى خرج
قبله خمسون كذابا كلهم يدعي انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انهم
يرجفون به ويطلبون هذا الغلام وقال له كهنته هلاك دينك وقومك على
يدي هذا الغلام الذي يولد العام في بني إسرائيل فوضع القوابل على النساء
وقال لا يولد العام غلام الا ذبح ووضع على أم موسى قابلة فلما حملت به
وقعت عليها المحبة لها وقالت لها القابلة ما لك يا بنية تصفرين وتذوبين
قالت لا تلوميني فاني إذا ولدت اخذ ولدي فذبح قالت لا تحزني فاني سوف
اكتم عليك فلما ولدت حملته فأدخلته المخدع وأصلحت امره ثم خرجت إلى
الحرس وكانوا على الباب فقالت انصرفوا فإنه خرج دم متقطع فانصرفوا
فأرضعته فلما خافت عليه اوحى الله إليها ان اعملي التابوت ثم اجعليه فيه
ثم اخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في الماء فجعل يرجع إليها
وهي تدفعه في الغمر فضربته الربح فهمت ان تصيح فربط الله على قلبها
وقالت امرأة فرعون انها أيام الربيع فاضرب لي قبة على شط النيل حتى
أتنزه ففعل واقبل التابوت يريدها فأخذته فإذا فيه غلام من أجمل الناس
فوقعت عليه منها محبة وقالت هذا ابني وقالت لفرعون اني أصبت غلاما طيبا
حلوا تتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله فلم تزل به حتى رضي
فلما سمع الناس ان الملك قد تبنى ابنا لم يبق أحد من رؤساء أصحابه الا
بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا فلم يأخذ من امرأة منهن ثديا فقالت أم
موسى لأخته انظري أ ترين له اثرا فاتت باب الملك فقالت بلغني انكم
تطلبون ظئرا وهاهنا امرأة صالحة تأخذ ولدكم وتكفله لكم فقال الملك
ادخلوها فوضعنه في حجرها ثم ألقمته ثديها فازدحم اللبن في حلقه فلما
عرف فرعون انها من بني إسرائيل قال هذا مما لا يكون الغلام والظئر من
بني إسرائيل فلم تزل امرأته تكلمه فيه وتقول ما تخاف من هذا الغلام انما
هو ابنك ينشأ في حجرك حتى قلبته عن رأيه وكتمت امه خبره وأخته والقابلة
حتى هلكت امه والقابلة فلم تعلم به بنو إسرائيل وكانوا يطلبونه ويسألون
عنه فعمي عليهم خبره وبلغ فرعون انهم يطلبونه فزاد في العذاب عليهم
وفرق بينهم ونهاهم عن الاخبار به والسؤال عنه قال في الرواية الأولى
ووقعت الغيبة والشدة ببني إسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمائة سنة
حتى إذا بشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم وحمل
عليهم بالخشب والحجارة وطلب الفقيه الذي كانوا يستريحون إلى أحاديثه
فاستتر فراسلوه فخرج بهم إلى بعض الصحاري وجلس يحدثهم حديث
القائم ونعته وقرب الامر وكانت ليلة قمراء فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم
موسى وهو حدث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة فعدل عن
موكبه إليهم وتحته بغلة وعليه طيلسان خز فعرفه الفقيه بالنعت فانكب الفقيه
على قدميه وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرانيك وعلم الشيعة انه
صاحبهم فسجدوا شكرا لله فلم يزدهم على أن قال أرجو ان يعجل الله
فرجكم ثم غاب وخرج إلى مدين فأقام عند شعيب فكانت الغيبة الثانية
أشد عليهم من الأولى وكانت نيفا وخمسين سنة واشتدت البلوى عليهم

(١) مر عن الصدوق انها تسعة أيام وهو يخالف الرواية والمشاهدة ولعل مراده انه يمكن قطعها في
تسعة كما دل عليه ما في هذه الرواية.
(٥٩)

واستتر الفقيه فبعثوا إليه فطيب قلوبهم واعلمهم ان الله عز جل اوحى إليه
انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة فحمدوا الله فانقصها الله إلى ثلاثين فقالوا
كل نعمة فمن الله فجعلها عشرين فقالوا لا يأتي بالخير إلا الله فجعلها عشرا
فقالوا لا يصرف الشر إلا الله فاوحى الله إليه قل لهم لا ترجعوا فقد أذنت
في فرجكم فبينما هم كذلك إذ طلع موسى راكبا حمارا فسلم عليهم فقال له
الفقيه ما اسمك قال موسى قال ابن من قال ابن عمران قال ابن من قال
ابن فاهت بن لاوي بن يعقوب قال بم جئت قال بالرسالة من عند الله عز
وجل فقام إليه فقبل يده ثم جلس بينهم وطيب نفوسهم وأمرهم امره ثم
فرقهم وكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعون سنة.
وقوع الغيبة بالأوصياء والحجج من بعد موسى
إلى زمان المسيح ع
روى الصدوق في اكمال الدين باسناده عن أهل البيت ع
ان يوشع بن نون ع قام بالامر بعد موسى صابرا من الطواغيت على
البلاء حتى مضى منهم ثلاثة فقوي بعدهم امره فخرج عليه رجلان من
منافقي قوم موسى بصفراء بنت شعيب امرأة موسى ع في مائة ألف
فغلبهم يوشع فقتل منهم مقتلة عظيمة وهزم الباقين وأسر صفراء واستتر
الأئمة بعد يوشع إلى زمان داود ع أربعمائة سنة وكانوا أحد عشر حتى
انتهى الامر إلى آخرهم فغاب عنهم ثم ظهر فبشرهم بداود ع وأخبرهم
ان داود يطهر الأرض من جالوت وجنوده وكانوا يعلمون انه قد ولد وبلغ
أشده ويرونه ولا يعلمون انه هو ولما فصل طالوت بالجنود خرج اخوة داود
وأبوهم وتخلف داود واستهان به اخوته وقالوا ما يصنع في هذا الوجه فأقام
يرعى غنم أبيه واشتدت الحرب وأصاب الناس جهد فرجع أبو داود وقال له
احمل إلى اخوتك طعاما يتقوون به وكان داود ع قصيرا قليل الشعر فمر
بحجر فناداه خذني واقتل بي جالوت فاني انما خلقت لقتله فاخذه ووضعه في
مخلاته التي تكون فيها حجارته التي يرمي بها غنمه وادخل على طالوت فقال
يا فتى ما عندك من القوة قال كان الأسد يعدو على الشاة فاخذ برأسه واقلب
لحييه عنها فاخذها من فيه وكان الله اوحى إلى طالوت انه لا يقتل جالوت
الا من لبس درعك فملأها فدعا بدرعه فلبسها داود فاستوت عليه فقال داود
أروني جالوت فلما رآه اخذ الحجر فرماه به فصك به بين عينيه فدمغه
وتنكس من دابته وملكه الناس وانزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد
فلينه له وامر الجبال والطير ان تسبح معه وأعطاه صوتا لم يسمع بمثله حسنا
وأعطي قوة في العبادة وأقام في بني إسرائيل نبيا وهكذا يكون سبيل القائم
ع له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه وأنطقه الله
عز وجل فناداه اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله وله سيف مغمد إذا حان
وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وأنطقه الله عز وجل فناداه
السيف اخرج يا ولي الله فلا يحل لك ان تقعد عن أعداء الله فيخرج ويقتل
أعداء الله حيث ثقفهم ويقيم حدود الله ويحكم باحكام الله عز وجل ثم إن
داود استخلف سليمان ع واوصى سليمان إلى آصف بن برخيا ثم غيبه
الله غيبة طال أمدها ثم ظهر لهم ثم غاب عنهم ما شاء الله وتسلط عليهم
بختنصر وبقي دانيال أسيرا في يده تسعين سنة ثم جعله في جب واشتدت
البلوى على شيعته المنتظرين لظهوره وشك أكثرهم في الدين لطول الأمد ثم
أخرجه بختنصر لرؤيا رآها فظهر من مكان مستترا من بني إسرائيل ثم توفي
دانيال وأفضى الامر بعده إلى عزيز فكانوا يأخذون عنه معالم دينهم فغيب
الله عنهم شخصه مائة عام ثم بعثه وغابت الحجج بعده واشتدت البلوى
على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا فظهر وله سبع سنين ووعدهم
الفرج بقيام المسيح بعد نيف وعشرين سنة فلما ولد المسيح ع أخفى الله
ولادته وغيب شخصه لأن امه انتبذت به مكانا قصيا فلما ظهر عيسى
اشتدت البلوى والطلب على بني إسرائيل حتى كان من أمر المسيح ما أخبر
الله به واستتر شمعون وأصحابه حتى أفضى بهم الاستتار إلى جزيرة من
جزائر البحر.
في معجزات المهدي ع ودلائله وبيناته وآياته
روى المفيد بسنده عن الكليني بسنده عن محمد بن إبراهيم بن
مهزيار قال شككت عند مضي أبي محمد واجتمع عند أبي مال جليل
فحمله وركبت السفينة معه مشيعا له فوعك وعكا شديدا فقال يا بني ردني
فهو الموت وقال لي اتق الله في هذا المال واوصى إلي ومات بعد ثلاثة أيام
فقلت في نفسي لم يكن أبي ليوصيني بشئ غير صحيح احمل هذا المال إلى
العراق (١). واكتري دارا على الشط ولا أخبر أحدا فان وضح لي كوضوحه
أيام أبي محمد ع أنفذته وإلا أنفقته في ملاذي وشهواتي وفي رواية
تصدقت به فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط وبقيت أياما فإذا انا
برقعة مع رسول فيها يا محمد معك كذا وكذا في جوف كذا وكذا حتى قص
علي جميع ما معي وذكرني في جملته شيئا ولم أحط به علما فسلمته إلى الرسول
وبقيت أياما لا يرفع لي رأس اي لا يأتيني خبر من الناحية فاغتممت
فخرج إلي قد أقمناك مكان أبيك فاحمد الله وبسنده قال أوصل رجل من
أهل السواد مالا فرد عليه وقيل له اخرج حق ولد عمك منه وهو أربعمائة
درهم وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمه فيها شركة قد حبسها عنهم فنظر فإذا
الذي لولد عمه من ذلك المال أربعمائة درهم فاخرجها وانفذ الباقي فقبل
وبسنده عن القاسم بن العلاء قال ولد لي عدة بنين فكنت اكتب واسال
الدعاء لهم فلا يكتب إلي بشئ من امرهم فماتوا كلهم فلما ولد لي الحسن
ابني كتبت أسال الدعاء له فأجبت وبقي والحمد لله وبسنده عن أبي
عبد الله بن صالح قال خرجت سنة من السنين إلى بغداد فاستاذنت في
الخروج فلم يؤذن لي فأقمت اثنين وعشرين يوما بعد خروج القافلة إلى
النهروان ثم أذن لي بالخروج يوم الأربعاء وقيل لي اخرج فيه فخرجت وانا
آيس من اللحاق بالقافلة فوافيت النهروان والقافلة مقيمة فما كان الا ان
علفت جملي حتى رحلت القافلة فرحلت وقد دعي لي بالسلامة فلم الق
سوءا والحمد لله وبسنده عن علي بن الحسين اليماني وقال كنت ببغداد
فتهيأت قافلة لليمانيين فأردت الخروج معها فكتبت التمس الاذن في ذلك
فخرج لا تخرج معهم فليس لك في الخروج معهم خيرة وأقم بالكوفة
فأقمت وخرجت القافلة فخرجت عليهم بنو حنظلة فاجتاحتهم فكتبت
استأذن في ركوب الماء فلم يؤذن لي فسالت عن المراكب التي خرجت تلك
السنة في البحر فعرفت انه لم يسلم منها مركب. خرج عليها قوم يقال لهم
البوارح فقطعوا عليها وقال النجاشي في كتاب رجاله اجتمع علي بن
الحسين بن بابويه هو والد الصدوق مع أبي القاسم الحسين بن روح وسأله
مسائل ثم كاتبه بعد ذلك على يد علي بن جعفر بن الأسود يسأله ان يوصل
له رقعة إلى الصاحب ع ويسأله فيها الولد فكتب إليه قد دعونا الله لك

(١) كان إبراهيم بن مهزيار من أهل الأهواز فحمل المال منها إلى العراق ثم لما وعك ورجع الراد
ابنه محمد حمل المال من الأهواز إلى العراق ثانيا. المؤلف
(٦٠)

بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين فولد له أبو جعفر هو الصدوق
وأبو عبد الله من أم ولد وكان أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله يقول سمعت
أبا جعفر يقول انا ولدت بدعوة صاحب الامر ع ويفتخر بذلك
وروى الشيخ في كتاب الغيبة عن ابن نوح عن ابن سورة القمي عن
جماعة من مشائخ أهل قم ان عليا بن الحسين بن موسى بن بابويه كانت تحته
بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق منها ولدا فكتب إلى الشيخ
أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ان يسال الحضرة ان يدعو الله
ان يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب انك لا ترزق من هذه وستملك جارية
ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين قال وقال لي أبو عبد الله بن سورة
حفظه الله ولأبي الحسن بن بابويه ثلاثة أولاد محمد والحسين فقيهان ماهران
في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ولهما أخ اسمه الحسن وهو
الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا فقه له قال ابن سورة
كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من
حفظهما ويقولون لهما هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة الامام لكما وهذا أمر
مستفيض في أهل قم وروى الصدوق في اكمال الدين عن محمد بن
علي الأسود أنه قال سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بعد موت
محمد بن عثمان العمري ان أسال أبا القاسم الروحي ان يسال مولانا
صاحب الزمان ان يدعو الله ان يرزقه ولدا ذكرا فسألته فانهى ذلك ثم
اخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام انه قد دعا لعلي بن الحسين وانه سيولد له ولد
مبارك ينفع الله به وبعده أولاد قال الصدوق قال أبو جعفر محمد بن علي
الأسود وسألته في أمر نفسي ان يدعو الله لي ان ارزق ولدا ذكرا فلم يجبني
وقال ليس إلى هذا سبيل فولد لعلي بن الحسين تلك السنة ابنه محمد وبعده
أولاد ولم يولد لي قال الصدوق كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود
رضي الله عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني اختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن
الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه وارغب في كتب العلم وحفظه ليس
بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم وأنت ولدت بدعاء الامام ع
وقال الشيخ في كتاب الغيبة قال أبو عبد الله بن بابويه عقدت المجلس
ولي دون العشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي أبو جعفر محمد بن علي
الأسود فإذا نظر إلى اسراعي في الأجوبة في الحلال والحرام يكثر التعجب
لصغر سني ثم يقول لا عجب لأنك ولدت بدعاء الامام أقول
ومعجزات المهدي ع كثيرة مذكورة في كتب أصحابنا ولو أردنا
استقصاءها لطال المجال وفيما أوردناه كفاية للغرض الذي نتوخاه في كتابنا
هذا والله الهادي.
في دفع الشبهات التي وردت في أمر المهدي ع
الشبهة الأولى
إن طول العمر بهذه المدة مستبعد بل غير واقع عادة كيف وقد مضى
عليه الآن ما يزيد عن ألف وتسع وثمانين سنة كما مر والجواب أن
الاستبعاد ليس دليلا ولا يعارض الدليل وقد عرفت قيام الأدلة العقلية
والنقلية على ولادته وغيبته فهل يجوز أن ندفعها بالاستبعاد مع أنه لا استبعاد
في ذلك بعد نص القرآن العظيم على مثله في نوح وأنه لبث في قومه ألف
سنة إلا خمسين عاما ونقل أنه عاش ألفا وثلثمائة سنة وفي رواية عن
أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه عاش ألفا وأربعمائة وخمسين سنة وعاش
آدم تسعمائة وثلاثين سنة كما هو مذكور في التوراة وعاش شيث تسعمائة
واثنتي عشرة سنة وجاءت الروايات ببقاء الخضر إلى الآن قال الطبرسي
في إعلام الورى أجمعت الشيعة وأصحاب الحديث بل الأمة بأسرها خلا
المعتزلة والخوارج على أن الخضر موجود في هذا الزمان حي كامل العقل
ووافقهم على ذلك أكثر أهل الكتاب انتهى وكذلك الياس وإدريس ونص
القرآن الكريم على بقاء عيسى ورفعه إلى السماء وجاءت الروايات المتفق
عليها بين الفريقين على أنه ينزل عند خروج المهدي ويصلي خلفه فكيف
جاز بقاء المأموم طول هذه المدة وحياته وامتنع بقاء الامام هذا مع ما صح
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة حذو
النعل بالنعل والقذة بالقذة وجاءت روايات الفريقين بحياة الدجال وهو
كافر معاند مضل وبقائه إلى خروج المهدي فيقتله المهدي فكيف امتنع في
ولي الله ما وقع مع عدو الله ونسب معتقده إلى الجهل وسخافة العقل ونص
الكتاب العزيز على بقاء إبليس إلى يوم القيامة وهو غاو مضل وقد صنف أبو
حاتم السجستاني كتابا خاصا بالمعمرين وقد نص القرآن الكريم على بقاء
أهل الكهف احياء وهم نيام وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فلبثوا في رقدتهم
الأولى ثلثمائة سنين وازدادوا تسعا كما نطق به القرآن العظيم فأيهما أعجب
وأغرب وأبعد بقاء رجل يأكل ويشرب ويمشي وينام ويستيقظ ويتنظف مدة
طويلة أم بقاء أشخاص نيام في مكان واحد لا يأكلون ولا يشربون ولا
يتنظفون. وقد نص القرآن الكريم على إماتة عزير مائة عام ثم احيائه
وطعامه لم يتسنه ولم يتغير وحماره معه فأيهما أعجب هذا أم بقاء المهدي وقد
نص الكتاب العزيز على بقاء أهل الجنة والنار وجاءت الأخبار بلا خلاف
بان أهل الجنة لا يهرمون ولا يضعفون ولا يحدث بهم نقصان في الأنفس
والحواس ومن أراد استقصاء أخبار المعمرين فليرجع إلى كتابنا البرهان على
وجود صاحب الزمان. وقد شاهدنا في زماننا بقاء الأجسام بعد الموت
محفوظة بالأدوية ألوفا من السنين في الملك الذي أخرج من صيدا وهو في
تابوت مغمورا بالماء لم يفقد من جسمه شئ ونقل بتابوته إلى القسطنطينية
في عهد السلطان عبد الحميد العثماني وتاريخه قبل المسيح ع وشاهدنا في
مصر أجسام الفراعنة محنطة باقية من عهد موسى ع أو قبله باكفانها
والتماسيح المحنطة والمعزى والحنطة والخبز وغير ذلك وبهذه السنين استخرج
في مصر أحد الفراعنة المسمى توت عنخ امون وجسمه لم يبل ومائدته
أمامه عليها الفواكه فإذا جاز على الله تعالى أن يلهم عباده معرفة الأدوية
الحافظة لأجسام الموتى والحيوانات وغيرها ألوفا من السنين أ ما يجوز عليه أن
يطول عمر شخص ويبقيه حيا زمانا طويلا وقد ضرب السيد ابن طاوس
رحمه الله في كتاب كشف المحجة مثلا لرفع استبعاد بقاء المهدي حيا بين
الناس مدة طويلة وهم لا يعرفونه حين حصلت بينه وبين بعض علماء بغداد
من أهل السنة مناظرة في ذلك فقال لو أن رجلا حضر إلى بغداد وادعى
أنه يستطيع المشي على الماء وضرب لذلك موعدا أ ترى أن أحدا من أهل
بغداد كان يتخلف عن ذلك الموعد لا شك أنه لا يتخلف أحد أو يتخلف
النادر ثم إذا حضر في اليوم المعين ومشى على الماء وقال إنه في اليوم الثاني
يريد أن يفعل مثل ذلك أ فكان يحضر من الناس مثلما حضر في اليوم الأول
لا شك أن الحاضرين يكونون أقل من اليوم الأول بكثير وإذا قال إنه في
اليوم الثالث يريد أن يفعل مثل ذلك فلا شك أنه لا يحضره أحد أو يحضره
النادر وإذا تكرر ذلك منه كثيرا لا ينظر إليه أحد ولا يستغرب منه ذلك
فكذلك المهدي ع لما كان بقاء مثله زمنا طويلا قليل يستغربه الناس ولو
نظروا إلى تكرر وقوعه في الأعصار السابقة يرتفع الاستغراب وأقول انه
(٦١)

في زماننا ونحن بدمشق جاء خبر بان طيارة عثمانية تريد المجئ إلى دمشق
ولم تكن الناس رأت الطائرات فلم يبق بدمشق أحد الا خرج للنظر إليها
فلما جاءت ثانيا وثالثا قل المتفرجون إلى أن صارت الطائرات اليوم بمنزلة
الطيور لا ينظر إليها أحد ولا يستغرب امرها.
الشبهة الثانية
ما هو سبب الغيبة وما الذي يحسبنها مع حاجة الناس إلى ظهوره وما
الوجه في غيبته على الاستمرار حتى صار ذلك سببا لانكار ولادته
والجواب أنه بعد ما ثبت بالأدلة القاطعة التي تقدمت الإشارة إلى بعضها
وجوب نصب الإمام وانحصار الأئمة في الاثني عشر ومنهم صاحب الزمان
ع ورأيناه غائبا عن الأبصار علمنا أنه لم يغب مع عصمته الا لسبب
اقتضى ذلك وضرورة قادت إليه ولا يلزمنا معرفة ذلك على التفصيل وجرى
ذلك مجرى ما لا نعلم بمراد الله فيه من الآيات المتشابهة في القرآن التي
ظاهرها الجبر أو التشبيه مثل الرحمن على العرش استوى وجاء ربك وأمثال
ذلك فإذا علمنا باستحالة الجبر والجسمية عليه تعالى وعلمنا أنه لا يجوز أن
يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات علمنا أن لهذه الآيات وجوها صحيحة
بخلاف ظواهرها توافق أدلة العقل وإن لم نعلمها تفصيلا وكذلك ما
غاب عنا وجه المصلحة فيه من ايلام الأطفال والطواف بالبيت ورمي الجمار
وما أشبه ذلك من العبادات فإذا علمنا أنه تعالى لا يفعل قبيحا ولا يأمر
بالعبث فلا بد من مصلحة في ذلك وأن جهلنا تفصيلها مع أن السبب في
الغيبة ظاهر وهو الخوف على النفس ولو كان على ما دون النفس لوجب
الظهور والتحمل فان قيل الأئمة قبله كانوا يخافون على أنفسهم
وبعضهم قتل غيلة بالسم وبعضهم بالسيف وقد أظهروا أنفسهم وكثير من
الأنبياء أظهروا دعوتهم وإن أدت إلى قتلهم قلنا يمكن أن يكون الفارق
أن غيره من الأئمة ع لهم من يقوم مقامهم وهو ليس بعده امام
يقوم مقامه وكذلك الأنبياء وإن خوفه كان أكثر لاخبار آبائه ع
بان صاحب السيف من الأئمة الذي يملأ الأرض عدلا هو الثاني عشر وشاع
ذلك عنهم حتى بين أعدائهم فكان الملوك يتوقفون عن قتل آبائه لعلمهم
أنهم لا يخرجون بالسيف ويتشوفون إلى حصول الثاني عشر ليقتلوه أ لا ترى
أنه لما توفي الحسن العسكري ع وكل السلطان بحرمه وجواريه من يتفقد
حملهن ليقتل ولده كما فعل فرعون ونمرود لما علما أن زوال ملكهما على يد
موسى وإبراهيم ع فوكلا من يتفقد الحبالى ويقتل الأطفال وفرقا
بين النساء والأزواج فستر الله ولادتهما كما ستر ولادة المهدي لما علم في ذلك
من الحكمة والتدبير مع أن حكمة الله في ذلك لا تجب معرفتها على التفصيل
كما قدمنا ويجوز اختلاف تكليفه مع تكاليفهم لاختلاف المصالح باختلاف
الأزمان كما كان تكليف أمير المؤمنين مرة السكوت ومرة الجهاد بالسيف
وتكليف الحسن الصلح وتكليف الحسين الخروج وتكليف باقي الأئمة
السكوت والتقية صلوات الله عليهم أجمعين.
الشبهة الثالثة
لم لم يحرسه الله تعالى من الأعداء ويظهره فهل تضيق قدرته عن ذلك
والجواب أن الله تعالى قادر على كل شئ وقد حفظ امام الزمان ومنعه
بكل ما لا يوجب الجبر والالجاء أما ما يوجب الجبر والالجاء فلا يجب أن
يفعله الله تعالى وإذا كان هناك تكليف لا يجوز الاجبار لأن شرط التكليف
القدرة وبالاجبار ترتفع.
الشبهة الرابعة
كيف يمكن أن يكون شخص حي بجسمه الحيواني موجودا في
سرداب يرى الناس ولا يرونه ومن الذي يأتيه بطعامه وشرابه ويقوم
بحوائجه والجواب أن هذا جهل ممن يرى أن الشيعة تعتقد وجود المهدي
في سرداب بسر من رأى يرى الناس ولا يرونه فان ذلك لا أصل له ولا
يعتقده ذو معرفة من الشيعة بل الشيعة تعتقد بوجود المهدي حيا في هذه
الدنيا يرى الناس ويرونه ولا يعرفونه وقد رفع مولانا الصادق ع في
الأحاديث السابقة المروية عنه في المهدي ع استبعاد ذلك بان أخوة
يوسف تاجروه وبايعوه وخاطبوه وهم اخوته فلم يعرفوه قال ع وما تنكر
هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في
أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم
نفسه كما أذن ليوسف وفي رواية عن الصادق ع أن في صاحب هذا
الأمر سننا من الأنبياء إلى أن قال وأما سنته من يوسف فالستر جعل الله
بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه وقد نشأت شبهة أن الشيعة
يعتقدون بوجود المهدي في سرداب بسر من رأى من زيارتهم لذلك
السرداب وتبركهم به وصلاتهم فيه وزيارة المهدي ع فيه فتوهموا أنهم
يقولون بوجوده في السرداب وتقول بعضهم عليهم بأنهم يأتون في كل جمعة
بالسلاح والخيول إلى باب السرداب ويصرخون وينادون يا مولانا اخرج إلينا
وقال إن ذلك بالحلة ثم شنع عليهم تشنيعا عظيما ونسبهم إلى السخف
وسفاهة العقل وهذا ليس بعجيب من تقولاتهم الكثيرة على الشيعة بالباطل
وهذا الذي زعمه هذا القائل لم نره ولم نسمع به سامع من غيره وإنما أخذه
قائله من أفواه المتقولين أو افتراه من نفسه حتى أنه لم يفهم أن السرداب
بسامراء لا بالحلة وسبب زيارة الشيعة لذلك السرداب وتبركهم به أنه
سرداب الدار التي كان يسكنها الإمامان علي بن محمد الهادي وابنه
الحسن بن علي العسكري وابنه الإمام المهدي ع وتشرف
بسكناهم له وقد رويت للإمام المهدي ع فيه معجزة يأتي نقلها فيما نقلناه
عن عبد الرحمن الجامي ورويت عن أئمة أهل البيت ع فيه
زيارة للمهدي ع فلذلك يزورونه فيه بتلك الزيارة ورويت فيه أدعية
وصلوات يفعلونها فيه.
الشبهة الخامسة
ما الفائدة في إمام غائب عن الأبصار لا ينتفع به الناس في زمان غيبته
والامام إنما نصب لينتفع به الناس ويرجعون إليه في الاحكام وينصف
المظلوم من الظالم والجواب انا لا نسلم عدم الفائدة في وجوده مع غيبته
قال الشيخ ره في تلخيص الشافي ينتفع به في حال غيبته جميع شيعته
والقائلين بإمامته وينزجرون بمكانه وهيبته عن القبائح فهو لطف لهم في حال
الغيبة كما يكون لطفا في حال الظهور وهم أيضا منتفعون به من وجه آخر
لأنه يحفظ عليهم الشرع وبمكانه يتيقنون بأنه لم يكتم من الشرع ما لم يصل
إليهم انتهى وإلى ذلك يشير بعض علمائنا رضوان الله عليهم بقوله
وجوده لطف وتصرفه لطف آخر وغيبته منا ومن أين لنا الجزم بأنه لا
يتصرف في مصالح العباد الدينية والدنيوية من حيث لا يعرفونه وقد جاء في
الأخبار أنه في حال غيبته كالشمس يسترها السحاب أي فكما أن للشمس
المستورة بالسحاب منافع وفوائد في الكون فكذلك لصاحب الزمان مع
استتاره فوائد ومنافع في الكون وإن خفي علينا بعضها أو جلها ولم نعلمها
(٦٢)

على التفصيل نعم جميع الفوائد التي نصب لأجلها لا تكون حاصلة وهذا لا
يضر لأن السبب في ذلك هم العباد باخافتهم له التي أوجبت استتارة بل لو
فرض محالا عدم الفائدة في وجوده حال استتاره لم يكن في ذلك قبح بعد أن
كان سبب استتاره من خوف الظالمين.
الشبهة السادسة
إذا جاز أن يستتر للخوف من الناس بحيث لا يصل إليه أحد وتفوتهم
منافع وجوده جاز أن يكون معدوما أو أن يموت حتى إذا علم الله أن الرعية
تمكنه أوجده أو أحياه كما جاز أن يبيحه الاستتار حتى إذا علم منهم التمكين
أظهره والجواب أولا انا لا نقطع أنه لا يصل إليه أحد فهذا أمر غير
معلوم ولا سبيل إلى القطع به هكذا ذكر الطبرسي في إعلام الورى ولكن
وردت أخبار دالة على عدم امكان الرؤية بعد الغيبة الصغرى أي في الغيبة
الكبرى فان عملنا بها فلا مساع لهذا الجواب وبعضهم أولها بان المراد نفي
الرؤية بحيث يعلمه بعينه ويقطع بأنه هو هو حال رؤيته أو بغير ذلك من
الوجوه كما يأتي وثانيا أنه لا يجوز أن يكون معدوما للأدلة القاطعة
العقلية والنقلية التي دلت على عدم جواز خلو العصر من امام فعلى الله
تعالى أن ينصب للناس إماما تتم به الحجة وينقطع العذر فإذا فاتهم الانتفاع
به بسبب منهم لم يقدح ذلك في تمام الحجة بل تكون لازمة لهم لأنه إذا
أخيف فغيب شخصه منهم كان فوات المصلحة منسوبا إليهم فيلزمهم اللوم
والذم والمؤاخذة عليه ولا يجوز أن لا ينصب لهم إماما ولو علم أنه لو نصبه
لهم لأخافوه أو قتلوه لأن الحجة عليهم لا تتم بدون نصبه بل تكون الحجة
فيما فات من مصالح العباد لازمة له تعالى لأن ما فاتهم من المصالح يكون
منسوبا إليه تعالى ولا يجوز ان يسببوا فعلا لله تعالى ولله الحجة البالغة هذا
مع قطع النظر عن أن في وجوده في حال غيبته منافع ليست في حال عدمه
وهي ما أشرنا إليها في جواب الشبهة الخامسة
الشبهة السابعة
لو كان موجودا لوجب أن يظهر لوجود الداعي إلى ظهوره وهو انتشار
الفساد وضعف الدين وتعطيل الاحكام والحدود وشيوع الظلم والجور وهو
إنما يظهر ليملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا والجواب إذا كانت
غيبته بأمر الله تعالى فظهوره لا يكون إلا بأمر الله تعالى ولا نقدر أن نحيط
بالعلة التي توجب ظهوره ولا بالحكمة التي تقتضي أمر الباري تعالى له
بالظهور فان ذلك لا يطلع عليه الا علام الغيوب فعلى قول من يقول إن
أفعال الباري تعالى لا تعلل بالعلل والأغراض فالأمر واضح إذ ليس لنا أن
نسأل عن علة عدم ظهوره ولا عن علة ظهوره وعلى قول أصحابنا بان
أفعاله تعالى معللة بالعلل والأغراض لا يمكننا الإحاطة بتلك العلل وأمرها
موكول إليه تعالى وقد كان يوسف ع وهو نبي ابن نبي معصوم لا
يصدر إلا عن أمر ربه بينه وبين أبيه يعقوب ع مسافة غير كثيرة البعد
وهو حزين عليه حتى ذهب بصره وهو قادر على أن يخبره بمكانه فلم يفعل
حتى أذن له الله تعالى في ذلك ولم يكن تركه لاعلام أبيه ع مع
تلك الحالة التي وصفناها الا عن أمر الله تعالى لحكمة اقتضت ذلك وهذا
كما أن الله تعالى لم يبعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة الا بعد أربعين من عمره مع
انتشار الكفر والفساد وعبادة الأوثان والالحاد وليس لاحد أن يقول لم أخر
بعثته إلى الأربعين
ولم يبعثه قبل ذلك مع وجود المقتضي لبعثه لأن ذلك
معارضة للحكيم فيما لا يطلع عليه ولا يعلم حكمته غيره مع أنه إذا
جاز أن يؤخر الله تعالى خلقه مع وجود الظلم جاز أن يؤخر ظهوره مع
وجوده على أن الوارد أنه لا يظهر حتى تمتلئ ظلما وجورا ولم يحن بعد ذلك
الزمان.
الشبهة الثامنة
إذا كان الخوف هو المانع له عن الظهور وكان يخاف من أعدائه فلم لا
يظهر لشيعته وأوليائه يرشدهم إلى ما لا يعلمون والجواب أنه بعد ما
قامت الأدلة القاطعة على وجوده وعصمته فلا يمكن الاعتراض والسؤال لم
فعل كذا ولم يفعل كذا لأنا نعلم أنه لا يصدر الا عن أمر ربه ولا يتجاوز ما
حدد له وقد أجيب عن ذلك بوجوه أحدها أن سبب عدم ظهوره لأوليائه
الخوف من انتشار خبره وظهور أمره بإذاعة من يظهر لهم ثانيها أن غيبته
عن أعدائه للخوف منهم وعن أوليائه للخوف عليهم فإذا ظهر لهم ذاع خبره
وطولبوا به ثالثها وهو الذي عول عليه المرتضى قال أولا لا نقطع أنه لا
يظهر لجميع أوليائه فان هذا أمر مغيب عنا ولا يعرف كل منا إلا حال نفسه
ثانيا نقول في علة غيبته عنهم أنه إنما يميز شخصه بالمعجز الذي يظهر
على يديه والشبه تدخل في ذلك فلا يمتنع ان يكون كل من لم يظهر له من
أوليائه هو المعلوم من حاله أنه متى ظهر له قصر في النظر في معجزة ولحق
بهذا التقصير بمن يخاف منه من الأعداء أقول أن الأخبار قد جاءت
بظهوره لأوليائه وثقاته في الغيبة الصغرى مدة أربع وسبعين سنة كما مر أما
بعدها فقد تقدم بعض الأخبار الدالة على عدم امكان رؤيته وتكذيب من
يدعي ذلك وسواء قلنا بذلك أو قلنا بامكان الرؤية في الغيبة الكبرى وحملنا
ما يدل على العدم على بعض الوجوه مثل إرادة نفي الرؤية التي يعرفه فيها
بعينه وشخصه يمكن أن نقول أن سبب عدم ظهوره لأوليائه هو بعض
الوجوه المتقدمة والله أعلم.
الشبهة التاسعة
الحدود التي تجب على الجناة في حال الغيبة إن قلتم بسقوطها
صرحتم بنسخ الشريعة وإن كانت ثابتة فمن الذي يقيمها والامام مستتر
غائب والجواب أن الحدود ثابتة على مستحقيها وغير ساقطة والإثم في
تفويت اقامتها على المخيفين للامام المحوجين له إلى الغيبة فحالها في زمن
الغيبة عندنا حالها في زمن عدم تمكن أهل الحل والعقد من اختيار الإمام
عندكم فما أجبتم به فهو جوابنا ثم أن الشبهة لا تختص بحال الغيبة بل
تجري في حال وجود الأئمة وعدم تمكنهم والجواب في الحالين واحد.
الشبهة العاشرة
إن قلتم ان الحق مع غيبته لا يدرك ولا يوصل إليه فقد جعلتم الناس
في حيرة وضلالة مع الغيبة وإن قلتم يدرك من جهة الأدلة المنصوبة عليه
فقد صرحتم بالاستغناء عن الامام بهذه الأدلة وهذا خلاف مذهبكم
والجواب إن الحق قسمان عقلي وسمعي فالعقلي يدرك بالعقل ولا
يؤثر وجود الامام ولا فقده والسمعي عليه أدلة منصوصة من أقوال
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقوال الأئمة الصادقين ع ولكن الحاجة مع ذلك إلى
الامام ثابتة في كل عصر وعلى كل حال أولا لكونه لطفا (١) لنا في فعل

(١) اللطف ما يقرب إلى الطاعة ويبعد عن المعصية بحيث لا يصل إلى حد الاجبار
(٦٣)

الواجب العقلي من الإنصاف والعدل واجتناب الظلم والبغي وهذا مما لا
يقوم غيره مقامه فيه وثانيا أن النقل الوارد عن النبي والأئمة ع
يجوز أن يتركه الناقلون تعمدا أو اشتباها أو يوجد
ممن ليس نقله حجة فيحتاج إلى الامام ليبين الحق.
الشبهة الحادية عشرة
الاجماع قائم على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنتم زعمتم ان
المهدي إذا ظهر لا يقبل الجزية ويقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين
ويأمر بهدم المساجد والمشاهد ويحكم بحكم داود ولا يسال عن بينة وأشباه
ذلك وهذا نسخ للشريعة فقد أثبتم معنى النبوة وان لم تتلفظوا باسمها
والجواب ما ذكره الطبرسي في إعلام الورى قال انا لا نعرف ما تضمنه
السؤال من أنه لا يقبل الجزية ويقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه فإن كان
ورد بذلك خبر فهو غير مقطوع به اما هدم المساجد والمشاهد فما سمعناه
ويجوز ان يختص بما بني على غير تقوى الله وعلى خلاف ما أمر به وهذا
مشروع قد فعله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومنه مسجد الضرار وأما حكمه بحكم داود
لا يسال عن بينة فهذا أيضا غير مقطوع به وان صح فتأويله انه يحكم بعمله
فيما يعلمه وللامام والحاكم ان يحكم بعلمه ولا يسال البينة على أن ما ذكروه
من عدم قبول الجزية وعدم سؤال البينة لو صح لم يكن نسخا لان النسخ
هو ما تأخر دليله عن الحكم المنسوخ اما إذا اصطحب الدليلان فلا يكون
أحدهما ناسخا للآخر وان خالفه في الحكم ولذلك اتفقنا على أنه لو قال
الزموا السبت إلى وقت كذا ثم لا تلزموه لم يكن نسخا.
وفي البحار روى الحسين بن مسعود في شرح السنة باسناده عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليوشكن ان ينزل فيكم ابن مريم حكما
عدلا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية فيفيض المال حتى لا يقبله
أحد ثم قال قوله يكسر الصليب يريد ابطال النصرانية ويحكم بشرع
الاسلام ومعنى قتل الخنزير تحريم اقتنائه وأكله وإباحة قتله وقوله يضع
الجزية معناه يضعها عن أهل الكتاب ويحملهم على الاسلام فقد روى أبو
هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نزول عيسى ويهلك في زمانه الملل كلها الا الاسلام
ويهلك الدجال فيمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه
المسلمون وقيل معنى الجزية ان المال يكثر حتى لا يوجد محتاج ممن يوضع
فيهم الجزية يدل عليه قوله فيفيض المال حتى لا يقبله أحد وروى
البخاري باسناده عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن
مريم وإمامكم منكم وهذا حديث متفق على صحته انتهى قال في
البخاري وقد أورد هو وغيره اخبارا أخر في ذلك فظهر ان هذه الأمور
المنقولة من سير القائم ع لا تختص بنا بل أوردها مخالفونا ونسبوها إلى
عيسى ع لكن قد رووا ان إمامكم منكم فما كان جوابهم فهو جوابنا والشبهة
مشتركة بينهم وبيننا انتهى فهذا جواب ما أورده علينا مخالفونا من الشبه في أمر
المهدي أو يمكن أن يورد لهم.
في ذكر من قال بوجود المهدي ووافق الشيعة من علماء أهل السنة
وهم كثيرون نذكر منهم جماعة الأول أبو سالم كمال الدين
محمد بن طلحة بن محمد بن أبي الحسن القرشي النصيبي الشافعي في كتابه
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول وهذا الرجل قد اثنى عليه علماء أهل السنة
وذكروه بكل جميل فذكره تقي الدين أبو بكر أحمد بن قاضي شهيد
المعروف بابن جماعة الدمشقي الأسدي في طبقات فقهاء الشافعية على ما نقل
عنه وقال إنه كان أحد الصدور والرؤساء المعظمين ولد سنة ٥٨٢ وتفقه
وشارك في العلوم وكان فقيها بارعا عارفا بالمذهب والأصول والخلاف ترسل
عن الملك وساد وتقدم وسمع الحديث الخ ومدحه أبو عبد الله بن أسعد
اليمني المعروف باليافعي في مرآة الجنان في حوادث سنة ٦٥٠ فيما حكي عنه
وقال عبد الغفار بن إبراهيم العكي الشافعي فيما نقل عنه أنه أحد العلماء
المشهورين وذكره وبالغ في مدحه جمال الدين عبد الرحيم بن حسن بن
علي الأسنوي الشافعي في طبقات الشافعية على ما حكي عنه اما كتابه
مطالب السؤول فهو كتاب مشهور معروف وكونه من تاليفه مشهور معلوم
أيضا حتى أن ابن تيمية اعترف بأنه له في كتابه منهاج السنة على ما حكي عنه
مع انكاره جملة من الأحاديث المستفيضة.
قال في الكتاب المذكور الباب الثاني عشر في أبي القاسم محمد بن
الحسن الخالص بن علي المتوكل بن محمد القانع بن علي الرضا بن موسى
الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين
الزكي بن علي المرتضى أمير المؤمنين بن أبي طالب المهدي الحجة الخلف
الصالح المنتظر ع ورحمة الله وبركاته إلى أن قال فاما مولده
فبسر من رأى في ثالث وعشرين رمضان سنة ٢٥٨ للهجرة واما نسبه أبا واما
فأبوه الحسن الخالص إلى آخر ما تقدم وامه أم ولد تسمى صقيل وقيل
حكيمة وقيل غير ذلك ثم اورد عدة اخبار واردة في المهدي من طريق أبي
داود الترمذي والبنوي ومسلم والبخاري والثعلبي ثم اعترض بأنها لا تدل
على أنه محمد بن الحسن العسكري وأجاب بان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لما وصفه
وذكر اسمه ونسبه ووجدنا تلك الصفات والعلامات موجودة في محمد بن
الحسن العسكري علمنا أنه هو المهدي ثم اعترض بعدة اعتراضات وأجاب
عنها وقد ذكرنا ملخصها في كتابنا البرهان على وجود صاحب الزمان فليرجع
إليها من أرادها.
الثاني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي في
كتابيه البيان في اخبار صاحب الزمان وكفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب.
ويعبر عنه ابن الصباح المالكي في الفصول المهمة بالامام الحافظ
واحتج بروايته ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح صحيح
البخاري على ما نقل عنه اما كتابه البيان فذكره صاحب كشف الظنون
فقال البيان في اخبار صاحب الزمان للشيخ أبي عبد الله محمد بن يوسف
الكنجي المتوفي سنة ٦٥٨ اه وأورده بتمامه علي بن عيسى الأربلي في
كشف الغمة وقال إن مؤلفه حمله هو وكتاب كفاية الطالب إلى الصاحب
السعيد تاج الدين محمد بن نصر بن الصلايا العلوي الحسيني سقى الله
عهده صوب العهاد فقرأنا الكتابين على مصنفهما المذكور في مجلسين آخرهما
يوم الخميس سادس عشر جمادي الآخرة سنة ٦٤٨ بإربل وكتاب البيان
يشتمل على خمسة وعشرين بابا أربعة وعشرون منها في كل باب عدة أحاديث
في أحوال صاحب الزمان من طريق أهل السنة وقد أوردناها بتمامها في
المجلس الخامس والباب الخامس والعشرون في الدلالة على كون المهدي حيا
باقيا منذ غيبته إلى الآن وانه لا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والخضر
والياس من أولياء الله والدجال وإبليس اللعين من أعداء الله إلى آخر ما
ذكره وقال في كفاية الطالب على ما حكي عنه في الباب الثامن من
(٦٤)

الأبواب الملحقة بأبواب الفضائل بعد ذكر تاريخ ولادة الحسن العسكري
ع ووفاته ان ابنه هو الإمام المنتظر.
الثالث نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في الفصول
المهمة في معرفة الأئمة وقد ذكروه في التراجم بكل وصف جميل فعن
شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري تلميذ الحافظ ابن
حجر العسقلاني أنه قال في كتابه الضوء اللامع في أحوال أهل القرن التاسع
علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله نور الدين الاسفاتي الغزي الأصل المكي
المالكي ويعرف بابن الصباغ ولد في العشر الأول من ذي الحجة سنة ٧٨٤
بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن والرسالة في الفقه وألفية ابن مالك وعرضهما على
الشريف عبد الرحمن الفارسي وعد معه جماعة ثم قال وأجازوا له واخذ
الفقه عن أولهم والنحو عن الجلال عبد الواحد المرشدي وسمع علي المزين
المراغي سداسيات الرازي وله مؤلفات منها الفصول المهمة لمعرفة الأئمة
وهم اثنا عشر والعبر فيمن سفه النظر أجاز لي ومات في سابع ذي القعدة
سنة خمس وخمسين وثمانمائة ودفن بالمعلاة سامحه الله وإيانا وعن أحمد بن
عبد القادر العجيلي الشافعي انه ذكره معظما في ذخيرة المال في مسالة الخنثى
وعن جماعة من الاعلام انهم نقلوا عن كتابه المذكور معتمدين عليه مثل
عبد الله بن محمد المطيري المدني الشافعي من النقشبندية في كتابه الرياض
الزاهرة ونور الدين علي السمهودي في جواهر العقدين وبرهان الدين علي
الحلبي الشافعي في سيرته المعروفة وعبد الرحمن الصفوري في زينة المجالس
وغيرهم قال في الفصول المهمة الفصل الثاني عشر في ذكر أبي القاسم
الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص وهو الإمام الثاني عشر
وتاريخ ولادته ودلائل إمامته وذكر طرف من اخباره وغيبته ومدة قيام دولته
وذكر لقبه وكنيته وغير ذلك مما يتصل به ثم ذكر بعض الأخبار الواردة في
ذلك ثم ذكر انه ولد بسر من رأى ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥ من
الهجرة قال واما نسبه أبا واما فهو أبو القاسم محمد الحجة بن الحسن
الخالص بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنهم واما امه فأم ولد يقال لها نرجس خير أمة
وقيل اسمها غير ذلك ثم ذكر انه غاب سنة ٢٧٦ من الهجرة ثم قال وهذا
طرف يسير مما جاءت به النصوص عليه الدالة على الإمام الثاني عشر عن
الأئمة الثقات والروايات في ذلك كثيرة والاخبار شهيرة وقد دونها أصحاب
الحديث في كتبهم واعتنوا بجمعها ولم يتركوا منها شيئا ثم ذكر جملة من تلك الأخبار
ثم نقل عن محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ما ذكره في الباب
الخامس والعشرين من كتاب البيان في اخبار صاحب الزمان وقد تقدم نقله
وقال في الفصول المهمة أيضا في ذيل ترجمة والده ع ما
لفظه وخلف أبو محمد الحسن رضي الله عنه من الولد ابنه الحجة القائم
المنتظر لدولة الحق وكان قد أخفي مولده وستر امره لصعوبة الوقت وخوف
السلطان ان يطلبه من الشيعة وحبسهم والقبض عليهم
الرابع الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزغلي (١)
ابن عبد الله البغدادي الحنفي المعروف بسبط ابن الجوزي في تذكرة خواص
الأمة في معرفة الأئمة لأنه ابن بنت العالم الواعظ جمال الدين أبي الفرج
عبد الرحمن التيمي البكري البغدادي الحنبلي المعروف بابن الجوزي عن
ابن خلكان (٢) أنه قال في أثناء ترجمة أحوال جده المذكور وكان سبطه شمس
الدين أبو المظفر يوسف بن قزأوغلي الواعظ المشهور حنفي المذهب وله صيت
وسمعة في مجالس وعظه وقبول عند الملوك وغيرهم وصنف تفسير القرآن
الكريم وتاريخا كبيرا رأيته بخطه في أربعين مجلدا سماه مرآة الزمان وتوفي
ليلة الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ٦٥٤ بدمشق بجبل
قاسيون ودفن هناك إلى أن قال وكان أبوه عتيق الوزير عون الدين بن
هبيرة فزوجه الحافظ بن الجوزي ابنته فولدت شمس الدين المذكور فلهذا
ينسب إلى جده لا إلى أبيه (٣) رحمه الله انتهى وعن محمود بن سليمان
الكفوي في اعلام الأخيار أنه قال بعد ذكر نسبه وولادته. وتفقه وبرع
وسمع من جده لامه وكان حنبليا تحنبل في صغره لتربية جده ثم دخل إلى
الموصل ثم رحل إلى دمشق وهو ابن نيف وعشرين سنة وسمع بها وتفقه بها
على جمال الدين الحصيري وتحول حنيفا لما بلغه ان قزأوغلي بن عبد الله كان
على مذهب الحنفية وكان إماما عالما فقيها جيدا نبيها يلتقط الدرر من كلمه
ويتناثر الجوهر من حكمه وبالغ في مدائحه وفضائله في كلام طويل
وذكره اليافعي في المرآة وابن الشحنة في روضة المناظر وتاج الدين في
كفاية المتطلع وغيرهم كما حكي عنهم قال سبط بن الجوزي المذكور في
كتابه تذكرة خواص الأمة في معرفة الأئمة بعد ترجمة الحسن العسكري
ع ما لفظه ذكر أولاده منهم محمد الامام فصل هو محمد بن
الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع وكنيته أبو عبد الله وأبو
القاسم وهو الخلف الحجة وصاحب الزمان والقائم والمنتظر والتالي وهو آخر
الأئمة ثم ذكر بعض الروايات الواردة فيه ثم قال وذكره في روايات كثيرة
ويقال له ذو الاسمين محمد وأبو القاسم قالوا امه أم ولد يقال لها صقيل
ثم حكى عن السدي اجتماعه مع عيسى بن مريم وتقديم عيسى له في
الصلاة وعلل هو ذلك بوجهين الأول انه يخرج عن الإمامة بصلاته
مأموما فيصير تبعا والثاني لئلا يتدنس وجه لا نبي بعدي بغبار الشبهة إلى
آخر ما ذكره وختم كلامه بذكر جماعة طالت أعمارهم.
الخامس الشيخ الأكبر محيي الدين أبي عبد الله محمد بن علي بن
محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي المدفون بصالحية دمشق في
الفتوحات المكية.
وكتاب الفتوحات كصاحبه مشهور معروف وحكى الشعراني في
اليواقيت والجواهر عن الفيروزآبادي صاحب القاموس مدحا كثيرا في الشيخ
محيي الدين وثناء عظيما عليه منه قوله كان الشيخ محيي الدين بحرا لا
ساحل له ولما جاور بمكة شرفها الله تعالى كان البلد إذ ذاك مجمع العلماء
والمحدثين وكان الشيخ هو المشار إليه بينهم في كل علم تكلموا فيه وكانوا
كلهم يتسارعون إلى مجلسه ويتبركون بالحضور بين يديه ويقرأون عليه
تصانيفه قال ومصنفاته بخزائن مكة إلى الآن أصدق شاهد على ما قلناه

(١) بضم القاف والزاي وسكون الغين المعجمة وكسر اللام وبعدها ياء مثناة من تحت أصله قز أو
غلي بكسر القاف وسكون الزاي وضم الهمزة وهو لفظ تركي معناه ابن البنت المسمى
بالعربية سبطا وبالفارسية دختر زاده.
المؤلف
(٢) لم أجد ذلك في نسختي من تاريخ ابن خلكان.
(٣) يدل كلام ابن خلكان ان أباه الذي تزوج بنت أبي الفرج ابن الجوزي ويدل عليه أيضا
اشتهاره بسبط بن الجوزي ومقتضى هذا ان يكون قزعلي لقبا له لا لأبيه حيث أن معناه كما
عرفت في الحاشية السابقة ابن البنت ولكن الذي صرح به ابن خلكان والكفوي كما سمعت
انه لقب لأبيه لا له فلينظر ذلك.
(٦٥)

وكان أكثر اشتغاله بمكة بسماع الحديث واسماعه وصنف فيها الفتوحات
المكية كتبها عن ظهر قلب جوابا لسؤال سأله عنه تلميذه بدر الحبشي ولما
فرع منها وضعها في سطح الكعبة المعظمة فأقامت فيها سنة ثم أنزلها
فوجدها كما وضعها لم يبتل منها ورقة ولا لعبت بها الرياح مع كثرة أمطار
مكة ورياحها وما أذن للناس في كتابتها وقراءتها الا بعد ذلك وحكي
عنه أيضا في أوائل اليواقيت والجواهر انه كان يقول لم يبلغنا عن أحد من
القوم انه بلغ في علم الشريعة والحقيقة ما بلغ الشيخ محيي الدين ابدا
وقال الفيروزآبادي واما كتبه رضي الله عنه فهي البحار الزواخر التي ما
وضع الواضعون مثلها ومن خصائصها ما واظب أحد على مطالعتها الا
وتصدر لحل المشكلات في الدين ومعضلات مسائله وهذا الشأن لا يوجد في
كتب غيره ابدا وهذا يسير من ثنائه عليه واستيفاؤه يطول به المقام وقد نقلناه
في كتاب البرهان على وجود صاحب الزمان وحكى في اليواقيت والجواهر
الثناء عليه من جماعة كثيرة من العلماء منهم الشيخ كمال الدين الزملكاني
وقطب الدين الحموي وصلاح الدين الصفدي وقطب الدين الشيرازي
وفخر الدين الرازي والامام السبكي وغيرهم ممن يطول الكلام بتعدادهم
وذكر ثنائهم عليه اما عبارة الفتوحات المصرحة بالمطلوب فهي ما نقله
عنها الشعراني في أوائل المبحث الخامس والستين من اليواقيت والجواهر بما
هذا لفظه وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلثمائة
من الفتوحات واعلموا انه لا بد من خروج المهدي ع لكن لا
يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا ولو لم يكن من
الدنيا الا يوم واحد طول الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة وهو من
عترة رسول صلى الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها جده الحسين بن علي بن أبي
طالب والده حسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن محمد التقي
بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام الحسين
ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يواطئ اسمه اسم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم (١) يبايعه المسلمون ما بين الركن والمقام يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخلق
بفتح الخاء وينزل عنه في الخلق بضمها إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في أخلاقه والله تعالى يقول وانك لعلى خلق عظيم هو أجلي الجبهة اقنى
الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية
يأتيه الرجل فيقول يا مهدي اعطني وبين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما
استطاع ان يحمل يخرج على فترة من الدين يزع الله به ما لا يزع بالقرآن
يمسي الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما يمشي النصر
بين يديه يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو اثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخطئ له
ملك يسدده من حيث لا يراه يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على
نوائب الحق يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد يصلحه الله في
ليلة يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد
إسحاق يشهد الملحمة العظمى مادبة الله بمرج عكا يبيد الظلم وأهله ويقيم
الدين وأهله وينفخ الروح في الاسلام يعز الله به الاسلام بعد ذله ويحييه
بعد موته يضع الجزية ويدعو إلى الله بالسيف فمن أبى قتل ومن نازعه خذل
يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتى لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا لحكم
به فلا يبقى في زمانه الا الدين الخالص عن الرأي يخالف في غالب احكامه
مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك لظنهم ان الله تعالى لا يحدث بعد
أئمتهم مجتهدا قال الشعراني وأطال يعني الشيخ محيي الدين في ذكر
وقائعه معهم ثم قال يعني الشيخ محيي الدين واعلم أن المهدي إذا
خرج يفرح به المسلمون خاصتهم وعامتهم وله رجال الهيون يقيمون دعوته
وينصرونه هم الوزراء له يتحملون اثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله
تعالى ينزل عليه عيسى بن مريم ع بالمنارة البيضاء شرقي دمشق
متكئا على ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر
فيتنحى له الامام عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس يأمر الناس بسنته صلى الله عليه وآله وسلم
يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقبض الله المهدي طاهرا مطهرا وفي زمانه
يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق ويخسف بجيشه في البيداء فمن كان
مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته وقد جاءكم زمانه وأظلكم
أوانه وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية قرن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو قرن الصحابة ثم الذي يليه ثم الذي يلي الثاني ثم جاء بينهما
فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء وسفكت دماء فاختفى إلى أن يجئ
الوقت الموعود فشهداؤه خير الشهداء وامناؤه أفضل الأمناء قال الشيخ
محيي الدين وقد استوزر الله له طائفة خبأهم الله تعالى له في مكنون غيبه
إلى أن قال وهم من الأعاجم ليس فيهم عربي لكن لا يتكلمون الا
بالعربية لهم حافظ من غير جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء
إلى أن قال يفتحون مدينة الروم بالتكبير فيكبرون التكبيرة الأولى فيسقط
ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من السور ويكبرون الثالثة فيسقط
الثالث فيفتحونها من غير سيف إلى أن قال ويقتلون كلهم الا واحدا
منهم في مرج عكا في المأدبة الآلهية التي جعلها الله تعالى مائدة للسباع
والطيور والهوام.
السادس نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي
الجامي الحنفي وقيل الشافعي صاحب شرح كافية ابن الحاجب المشهور.
في شواهد النبوة
قال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر
الطريقة النقشبندية وذكر جملة من مشائخها ما لفظه ومنهم الشيخ
العارف بالله عبد الرحمن بن أحمد الجامي اشتغل أولا بالعلم الشريف
وصار من أفاضل عصره ثم صحب مشائخ الصوفية وتلقن كلمة التوحيد
من الشيخ العارف بالله تعالى سعد الدين الكاشغري وصحب الخواجة
عبيد الله السمرقندي وانتسب إليه أتم الانتساب إلى أن قال وكان
مشتهرا بالعلم والفضل وبلغ صيت فضله إلى الآفاق حتى دعاه السلطان
بايزيد خان إلى مملكته وأرسل إليه جوائز سنية إلى أن قال وحكى المولى
الأعظم سيدي محيي الدين الفناري عن والده المولى علي الفناري وكان
قاضيا بالعسكر المنصور للسلطان محمود خان أنه قال قال لي السلطان يوما
ان الباحثين عن علوم الحقيقة المتكلمون والصوفية والحكماء ولا بد من
المحاكمة بين هؤلاء الطوائف فقلت له لا يقدر على المحاكمة بينهم الا المولى
عبد الرحمن الجامي فأرسل السلطان إليه رسولا مع جوائز سنية والتمس منه
المحاكمة المذكورة فكتب رسالة حكم فيها بين هؤلاء الطوائف في مسائل
ست منها مسالة الوجود وأرسلها إلى السلطان ثم عد من مصنفاته شرح
الكافية وشواهد النبوة بالفارسية ونفحات الأنس بالفارسية وسلسلة الذهب
طعن فيها على طوائف الرافضية إلى أن قال وكل تصانيفه مقبولة عند
العلماء الفضلاء وأثنى عليه ثناء بليغا محمود بن سليمان الكفوي في

(١) ليس في الأصل المنقول عنه ذكر وآله في جميع المواضع كما هي عادة الكثيرين في استعمال
الصلاة البتراء المنهي عنها. المؤلف
(٦٦)

اعلام الأخيار من فقهاء مذهب النعمان المختار على ما حكي عنه وقال عن
كتابه شواهد النبوة أنه كتاب جليل معروف معتمد وفي كشف الظنون
شواهد النبوة فارسي لمولانا نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي وذكر أنه
ترجمه غير واحد من العلماء وعن صاحب تاريخ الخميس أنه قال في أوله
انه انتخبه من الكتب المعتبرة وعد منها شواهد النبوة وقد روى الجامي
في شواهد النبوة على ما حكي عنه اخبارا في ولادة المهدي وبعض معجزاته
هذا ملخص ترجمتها، روي عن حكيمة عمة أبي محمد الزكي ع
أنها قالت كنت يوما عند أبي محمد ع فقال يا عمة باتي الليلة عندنا فان
الله تعالى يعطينا خلفا فقلت يا ولدي ممن فاني لا أرى في نرجس أثر حمل
أبدا فقال يا عمة مثل نرجس مثل أم موسى لا يظهر حملها إلا في وقت
الولادة فبت عنده فلما انتصف الليل قمت فتهجدت وقامت نرجس
وتهجدت وقلت في نفسي قرب الفجر ولم يظهر ما قاله أبو محمد ع
فناداني من مقامه لا تعجلي يا عمة فرجعت إلى بيت كانت فيه نرجس
فرأيتها وهي ترتعد فضممتها إلى صدري وقرأت عليها قل هو الله أحد وإنا
أنزلناه وآية الكرسي فسمعت صوتا من بطنها يقرأ ما قرأت ثم أضاء البيت
فرأيت الولد على الأرض ساجدا فأخذته فناداني أبو محمد من حجرته يا عمة
ائتيني بولدي فاتيته به فأجلسه في حجره ووضع لسانه في فمه وقال تكلم يا
ولدي بإذن الله تعالى فقال بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ثم رأيت طيورا
خضرا أحاطت به فدعا أبو محمد ع واحدا منها وقال خذه واحفظه حتى
يأذن الله تعالى فيه فان الله بالغ أمره فسألت أبا محمد ع ما هذا الطير وما
هذه الطيور فقال هذا جبرئيل وهؤلاء ملائكة الرحمة (١) ثم قال يا عمة رديه
إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا
يعلمون فرددته إلى أمه ولما ولد كان مقطوع السرة مختونا مكتوبا على ذراعه
الأيمن جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا قال وروى غيرها
أنه لما ولد جثا على ركبتيه ورفع سبابته إلى السماء وعطس وقال الحمد لله
رب العالمين وروي عن آخر قال دخلت على أبي محمد ع فقلت يا
ابن رسول الله من الخلف والامام بعدك فدخل الدار ثم خرج وقد حمل
طفلا كأنه البدر في ليلة تمامه في سن ثلاث سنين فقال لولا كرامتك علي لما
أريتك هذا الولد اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنيته كنيته هو الذي يملأ
الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وروي عن آخر قال دخلت
يوما على أبي محمد ع فرأيت عن يمينه بيتا أسبل عليه ستر فقلت يا
سيدي من صاحب هذا الأمر بعدك فقال ارفع الستر فرفعته فخرج صبي
في غاية النظافة على خده الأيمن خال وله ذوائب فجلس في حجر أبي محمد ع فقال أبو محمد
ع هذا صاحبكم ثم قام من حجره فقال له يا بني
ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا أنظر إليه ثم قال لي قم وانظر من
في البيت فدخلت البيت فلم أر فيه أحدا وروي عن آخر قال بعثني
المعتضد مع رجلين وقال إن الحسن بن علي ع توفي في سر من رأى
فأسرعوا في المسير واهجموا على داره فكل من رأيتم فيها فاؤتوني برأسه
فذهبنا ودخلنا فرأينا دارا نضرة طيبة كان البناء فرع من عمارتها الساعة
ورأينا فيها سترا فرفعناه فرأينا سردابا فدخلنا فيه فرأينا بحرا في أقصاه حصير
مفروش على وجه الماء ورجلا في أحسن صورة عليه وهو يصلي ولم يلتفت
إلينا فسبقني أحد الرجلين فدخل الماء فغرق واضطرب فأخذت بيده
وخلصته فأراد الآخر أن يتقدم إليه فغرق فخلصته فتحيرت فقلت يا
صاحب البيت المعذرة إلى الله واليك فاني والله ما علمت الحال ولا علمت
إلى أين جئنا وقد تبت إلى الله مما فعلت فلم يلتفت إلينا أبدا فرجعنا
وقصصنا عليه القصة فقال اكتموا هذا وإلا أمرت بضرب أعناقكم انتهى
شواهد النبوة وليس مثل هذا بمستبعد ولا مستغرب من قدرة الله تعالى
وكرامة أوليائه عليه وقد أنطق الله تعالى عيسى ع في المهد وكتب مشائخ
الصوفية مشحونة بأمثال ذلك في حق أقطابهم وأعيانهم. كالشيخ عبد القادر
الجيلاني والشيخ محيي الدين بن العربي وعبد الوهاب الشعراني وغيرهم وقد
قال الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي في الفتوحات المكية كما حكاه عنه
الشعراني في الكبريت الأحمر الذي انتخبه من مختصرها وبرهان الدين
الحلبي في انسان العيون على ما حكي عنه قلت لابنتي زينب مرة وهي في
سن الرضاعة قريبا عمرها من سنة ما تقولين في الرجل يجامع حليلته ولم
ينزل فقالت يجب عليه الغسل فتعجب الحاضرون من ذلك ثم إني فارقت
تلك البنت وغبت عنها سنة في مكة وكنت أذنت لوالدتها
في الحج فجاءت مع الحاج الشامي فلما خرجت لملاقاتها رأتني من
فوق الجمل وهي ترضع فقالت بصوت فصيح قبل أن تراني أمها هذا أبي
وضحكت ورمت بنفسها إلي وقد رأيت أي علمت من أجاب امه بالتسميت
وهو في بطنها حين عطست وكان اسمه الشيخ عبد القادر بدمشق وسمع
الحاضرون كلهم صوته من جوفها شهد عندي الثقات بذلك انتهى المحكي
عن الفتوحات وذكر بعضهم أن الذين تكلموا في المهد ثلاثة عيسى
ع والولد الذي شهد ببراءة يوسف ع وبنت الشيخ محيي الدين بن
العربي فكيف يصدقون بأمثال هذه الكرامات ولا يعيبون على معتقدها وإذا
ذكر ذاكر كرامة لأهل بيت النبوة قابلوها بالانكار أو الاستبعاد ونسبوا
معتقدها إلى الغلو.
السابع الشيخ عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني المصري
العارف المشهور في اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر.
وهذا الكتاب كصاحبه مشهور معروف وقد طبع بمصر عدة مرات
وعليه عدة تقاريض لجماعة من العلماء وهو شرح لما أغلق من الفتوحات
المكية وله سواه من الكتب الميزان في المذاهب الأربعة ولواقح الأنوار
القدسية الذي اختصره من الفتوحات المكية والكبريت الأحمر في علوم
الشيخ الأكبر منتخب منه قال الشعراني في الجزء الثاني من اليواقيت
والجواهر ما لفظه المبحث الخامس والستون في بيان أن جميع أشراط
الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة
وذلك كخروج المهدي إلى أن قال وهو من أولاد الامام حسن العسكري
ومولده ع ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥ وهو باق إلى أن
يجتمع بعيسى بن مريم ع فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة
٩٥٨ سبعمائة سنة وست سنين هكذا اخبرني الشيخ حسن العراقي
المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر المحروسة عن الإمام المهدي
حين اجتمع به ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص (٢)
رحمهما الله تعالى وقال الشعراني في الطبقات المسمى باللواقح على ما
حكي عنه بعد ذكر سياحة حسن العراقي أنه قال وسالت المهدي عن عمره

(١) كان هنا نقصا. المؤلف.
(٢) بتشديد الواو كتمار ولبان صانع الخوص وهو ورق النخل. المؤلف
(٦٧)

فقال يا ولدي عمري الآن ستمائة سنة وعشرون سنة ولي عنه الآن مائة سنة
قال الشعراني فقلت ذلك لسيدي علي الخواص فوافق على عمر المهدي
رضي الله عنهما.
الثامن السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين فضل
الله بن السيد عبد الرحمن المحدث المعروف في روضة الأحباب في سيرة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآل والأصحاب.
وهو كتاب فارسي ذكره صاحب كشف الظنون فقال روضة الأحباب
فارسي لجلال الدين عطاء الله بن فضل الله الشيرازي النيسابوري المتوفي
سنة ألف في مجلدين بالتماس الوزير مير عليشير بعد الاستشارة مع أستاذه
وابن عمه السيد أصيل الدين عبد الله وعن تاريخ الخميس أنه عده في
أول كتابه من الكتب المعتمدة قال في روضة الأحباب على ما حكي عنه
ما ترجمته كلام في بيان الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن ع
الميلاد السعيد لذلك الذي هو در صدف الولاية وجوهر معدن الهداية في
منتصف شعبان سنة ٢٥٥ في سامرة وقيل في الثالث والعشرين من شهر
رمضان سنة ٢٥٨ وأم تلك الدرة العالية أم ولد اسمها صيقل أو سوسن
وقيل نرجس وقيل حكيمة وذلك الامام ذو الاحترام متوافق في الكنية
والاسم مع خير الأنام عليه وآله تحف الصلاة والسلام ويلقب بالمهدي
المنتظر والخلف الصالح وصاحب الزمان وكان عمره عند وفاة أبيه الأعظم
على أقرب الروايات إلى الصحة خمس سنين وروي سنتان وأعطاه الله
الحكمة والكرامة في حال الطفولية مثل يحيى بن زكريا س
وأوصله في وقت الصبا إلى مرتبة الإمامة الرفيعة وغاب في سرداب سر من
رأى سنة مائتين وخمس وستين أو ست وستين على اختلاف القولين في زمان
الخليفة المعتمد ثم ختم كلامه بأبيات فارسية في خطاب المهدي ع
وطلب ظهوره.
التاسع الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه
بارسا الحنفي في فصل الخطاب.
عن الكفوي في اعلام الأخيار أنه قال في حقه قرأ العلوم على علماء
عصره وكان مقدما على أقرانه وحصل الفروع والأصول وبرع في المعقول
والمنقول وكان شابا قد أخذ الفقه عن قدوة بقية اعلام الهدى الشيخ الامام
العارف الرباني أبي طاهر محمد بن علي بن الحسن الظاهري ثم ذكر سلسلة
مشائخه في الفقه وأنه أخذ من صدر الشريعة وأنهاها إلى الامام الأعظم أبي
حنيفة قال وهو أعز خلفاء الشيخ الكبير خواجة بهاء الدين نقشبند الخ
وقال صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية بعد ذكر
الطريقة النقشبندية وأنها تنتهي إلى الشيخ العارف بالله خواجة بهاء الدين
النقشبندي وذكر جملة من مناقبه ومحاسن طريقته ما لفظه ومن جملة
مشائخ هذه الطريقة الشيخ العارف بالله تعالى خواجة محمد بارسا البخاري
وهو من جملة أصحاب خواجة بهاء الدين المذكور وقال شيخه له بمحضر
من أصحابه الأمانة التي وصلت إلي من مشايخ طريقتنا هذه وجميع ما
اكتسبته في هذه الطريقة سلمتها كلها إليك فقبل خواجة محمد بارسا وقال
شيخه في آخر حياته في غيبته المقصود من ظهوري وجوده وربيته بطريق
الجذبة والسلوك فلو اشتغل بذلك لتنور منه العالم ووهب له شيخه صفة
الروح في وقت وقصته مشهورة ووهب له أيضا في وقت آخر بركة النفس
وكان مظهرا لمضمون قوله ع أن من عباد الله تعالى من لو أقسم
على الله لابره ولقنه الذكر الخفي وأذن له في تعليم آداب الطريقة
للطالبين ثم قال إنه مر في طريقه للحج بصغانيان وترمذ وبلخ وهراة
وزار المزارات كلها وأكرمه علماء تلك البلاد ومشائخها وعظموه غاية
التعظيم ورأوا مشاهدته وخدمته غنيمة عظيمة ثم ذكر أنه توفي بالمدينة
المنورة وصلى عليه المولى شمس الدين الفناري ودفن بجوار قبر عباس رضي
الله عنه اما كتابه فصل الخطاب فهو كتاب معروف مشهور ذكره في
كشف الظنون فقال فصل الخطاب في المحاضرات للحافظ الزاهد محمد بن
محمد الحافظي من أولاد عبيد الله النقشبندي البخاري المعروف بخواجه
بارسا المتوفي بالمدينة المنورة سنة ٨٢٢ وترجمته لأبي الفضل موسى بن الحاج
حسين الأزنبقي وأمير بادشاه محمد البخاري نزيل مكة قال في فصل
الخطاب على ما حكي عنه ما لفظه ولما زعم أبو عبد الله جعفر بن أبي
الحسن علي الهادي رضي الله عنه أنه لا ولد لأخيه أبي محمد الحسن
العسكري رضي الله عنه وادعى أن أخاه الحسن العسكري رضي الله عنه
جعل الإمامة فيه سمي الكذاب وهو معروف بذلك وأبو محمد الحسن
العسكري ولده محمد رضي الله عنهما معلوم عند خاصة أصحابه وثقات
أهله ويروى أن حكيمة بنت أبي جعفر محمد الجواد عمة أبي محمد
الحسن العسكري كانت تحبه وتدعو له وتتضرع إلى الله أن ترى له ولدا
وكان أبو محمد الحسن العسكري اصطفى جارية يقال لها نرجس فلما كان
ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٥ دخلت حكيمة عند الحسن العسكري
فقال لها يا عمة كوني الليلة عندنا لأمر فأقامت كما رسم فلما كان وقت الفجر
اضطربت نرجس فقامت إليها حكيمة فوضعت نرجس المولود المبارك فلما
رأته حكيمة أتت به أبا محمد الحسن العسكري رضي الله عنه وهو مختون
مفروع منه فاخذه وأمر يده على ظهره وعينيه وأدخل لسانه في فمه وأذن في
أذنه اليمنى وأقام في الأخرى ثم قال يا عمة اذهبي به إلى أمه فذهبت به
وردته إلى أمه قالت حكيمة ثم جئت من بيتي إلى أبي محمد الحسن
العسكري رض فإذا المولود بين يديه في ثياب صفر وعليه من البهاء
والنور ما أخذ بمجامع قلبي فقلت سيدي هل عندك من علم في هذا المولود
المبارك فتلقيه إلي فقال اي عمة هذا المنتظر هذا الذي بشرنا به قالت حكيمة
فخررت لله تعالى ساجدة شكرا على ذلك قالت ثم كنت أتردد إلى أبي محمد
الحسن العسكري فلا أرى المولود فقلت له يوما يا مولاي ما فعل سيدنا
ومنتظرنا قال استودعناه الذي استودعته أم موسى ع ابنها وذكر في
حاشية الكتاب كما حكي عنه حكاية المعتضد العباسي المتقدم نقلها عن
الجامي في شواهد النبوة وبعض علامات قيام المهدي ع إلى أن قال
والأخبار في ذلك أكثر من أن تحصى ومناقب المهدي رض صاحب
الزمان الغائب عن الأعيان الموجود في كل زمان كثيرة وقد تظاهرت الأخبار
على ظهوره وإشراق نوره يجدد الشريعة المحمدية ويجاهد في الله حق جهاده
ويطهر من الأدناس أقطار بلاده زمانه زمان المتقين وأصحابه خلصوا من
الريب وسلموا من العيب وأخذوا بهديه وطريقه واهتدوا من الحق إلى تحقيقه
به ختمت الخلافة والإمامة وهو الامام من لدن مات أبوه إلى يوم القيامة
وعيسى ع يصلي خلفه ويصدقه على دعواه ويدعو إلى ملته التي هو عليها
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم صاحب الملة.
العاشر العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفية في مرآة الاسرار
وهو الذي ينقل عنه الشاه ولي الله الهندي الدهلوي والد الشاه
(٦٨)

صاحب عبد العزيز صاحب التحفة الاثني عشرية وكتاب الانتباه على ما قيل
قال في كتاب مرآة الاسرار على ما حكى عنه ما ترجمته ذكر من هو
شمس الدين والدولة وهادي جميع الملة القائم في المقام المطهر الأحمدي ا
لامام بالحق أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي رضي الله عنه وهو الإمام الثاني
عشر من أئمة أهل البيت أمه أم ولد اسمها نرجس ولادته ليلة الجمعة
خامس عشر شهر شعبان سنة ٢٥٥ وعلى رواية شواهد النبوة في الثالث
والعشرين من شهر رمضان سنة ٢٥٨ في سر من رأى المعروفة بسامرة وهذا
الإمام الثاني عشر موافق في الكنية والاسم لحضرة ملجأ الرسالة ع
القابه الشريفة المهدي والحجة والقائم والمنتظر وصاحب الزمان وخاتم الاثني
عشر وكان عمره حين وفاة والده الامام حسن العسكري ع خمس سنين
وجلس على مسند الإمامة وكما أعطى الحق تعالى يحيى بن زكريا ع
الحكمة والكرامة في حال الطفولية وأوصل عيسى بن مريم إلى
المرتبة العالية في زمن الصبا كذلك هو في صغر السن جعله الله إماما
وخوارق العادات الظاهرة له ليست قليلة بحيث يسعها هذا المختصر
وروى ملا عبد الرحمن الجامي عن حكيمة أخت الإمام علي النقي وذكر
ما تقدم عن شواهد النبوة ثم حكي عن محيي الدين بن العربي في الباب
الثلاثمائة وثمانية وستين من الفتوحات المكية ما تقدم نقله وقال أنه بين في
ذلك المحل من الكتاب المذكور أحوال الإمام المهدي ع مفصلة فمن
أرادها فليطالعها هناك ثم قال وذكر مولانا عبد الرحمن الجامي الصوفي
المشرب الشافعي المذهب تمام أحوال الإمام محمد بن الحسن العسكري
وكمالاته وكيفية ولادته واختفائه مفصلة في كتاب شواهد النبوة على الوجه
الأكمل مروية عن أئمة أهل بيت العترة وأرباب السيرة قال وذكر
صاحب كتاب المقصد الأقصى أن حضرة الشيخ سعد الدين الحموي خليفة
نجم الدين صنف كتابا في حق الإمام المهدي وذكر أشياء كثيرة في حقه
بحيث لا يمكن لأحد الاتيان بمثل ما اتى به من الأقوال والتصرفات قال
وحيث يظهر المهدي يجعل الولاية المطلقة ظاهرة بلا خفاء ويرفع اختلاف
المذاهب والظلم وسوء الأخلاق حيث وردت أوصافه الحميدة في الأحاديث
النبوية أنه في آخر الزمان يظهر ظهورا تاما ويطهر تمام الربع المسكون من
الظلم والجور ويظهر مذهب واحد وبوجه الاجمال إذا كان الدجال القبيح
الافعال قد وجد وظهر وبقي حيا مخفيا وكذلك عيسى ع وجد واختفى
عن الخلق فابن رسول الله إذا اختفى عن نظر العوام وظهر جهارا في وقته
المعين له بمقتضى التقدير الآلهي مثل عيسى والدجال فليس ذلك بعجيب
من أقوال جماعة من الأكابر وأئمة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإنكار ذلك من
باب التعصب ليس فيه كثير ضرر انتهى.
الحادي عشر الشيخ حسن العراقي
قال الشعراني في الطبقات الكبرى المسماة بلواقح الأنوار في طبقات
الأخيار في الجزء الثاني منه ومنهم العارف بالله سيدي حسن العراقي
رحمه الله تعالى المدفون بالكوم خارج باب الشريعة بالقرب من بركة الرطلي
وجامع البشري ترددت إليه مع سيدي أبي العباس الحريثي وقال أريد ان
احكي لك حكايتي من مبتدأ أمري إلى وقتي هذا كأنك كنت رفيقي من
الصغر كنت شابا من دمشق وكنت صانعا وكنا نجتمع يوما في الجمعة على
اللهو واللعب والخمر فجاء إلي التنبيه من الله تعالى يوما أ لهذا خلقت فتركت
ما هم فيه وهربت منهم فتبعوا ورائي فلم يدركوني فدخلت جامع بني أمية
فوجدت شخصا يتكلم على الكرسي في شأن المهدي ع فاشتقت
إلى لقائه فصرت لا اسجد سجدة الا وسالت الله تعالى ان يجمعني عليه
فبينما انا ليلة بعد صلاة المغرب أصلي صلاة السنة إذا بشخص جلس خلفي
وحس على كتفي وقال لي قد استجاب الله دعاءك يا ولدي ما لك انا المهدي
فقلت تذهب معي إلى الدار فذهب وقال أخل لي مكانا أتفرد فيه فأخليت له
مكانا فأقام عندي سبعة أيام بلياليها ولقنني الذكر وقال أعلمك وردي تدوم
عليه إن شاء الله تعالى تصوم يوما وتفطر يوما وتصلي كل ليلة خمسمائة ركعة
وكنت شابا أمرد حسن الصورة فكان يقول لا تجلس قط الا ورائي وكانت
عمامته كعمامة العجم وعليه جبة من وبر الجمال فلما انقضت السبعة أيام
خرج فودعته وقال لي يا حسن ما وقع لي قط مع أحد ما وقع معك فدم على
وردك حتى تعجز فإنك تعمر عمرا طويلا وقد تقدم قول الشعراني ان حسن
العراقي اخبره انه سال المهدي عن عمره لما اجتمع به وان علي الخواص
وافقه على عمر المهدي وبالغ الشعراني في طبقاته في الثناء على علي الخواص
وتعداد مناقبه حتى أنه قال إنه كان أميا وكان يتكلم على معاني الكتاب
والسنة كلاما تحير فيه العلماء وكان محل كشفه اللوح المحفوظ عن المحو
والاثبات فإذا قال قولا لا بد ان يقع على الصفة التي قال بل كان يخبر
الشخص بواقعته التي اتى لأجلها قبل ان يتكلم إلى غير ذلك.
تنبيه وانا وان كنا لا نعلم صحة جميع ما ادعي من مشاهدة بعض
مشائخ الصوفية لصاحب الزمان ع بل نعلم أن بعض ما ادعوه من ذلك
هو من جملة خرافاتهم وتمويهاتهم إلا انا اوردنا ذلك حجة على من يستنكر
ويستبعد وجود صاحب الزمان ع وغيبته بل ينسب الامامية في اعتقادهم
ذلك إلى الحمق حتى قال بعضهم انهم عار على بني آدم وقال آخر ان من
اوصى إلى أحمق الناس صرف إلى من يقول بغيبة المهدي ومع ذلك لا
يستنكر ولا يستعظم ان يكون الشيخ علي الخواص وهو أمي ينكشف له
اللوح المحفوظ عن المحور والاثبات ويخبر بما في النفوس ويطلع على الغيب
والشيخ محيي الدين بن العربي يجتمع بالأنبياء والمرسلين في مكة المكرمة
ويخاطبهم ويخاطبونه ويطوف بالكعبة وتطوف به حقيقة وتتكلم ابنته في المهد
كما حكى ذلك كله الشعراني في اليواقيت والجواهر عن الفتوحات ويعتقد
لأمثال هؤلاء أعظم الكرامات ومع ذلك فهو ينسب الامامية إلى الحمق
باعتقاد ما يعتقده هؤلاء ويخبرون به عن أنفسهم من وجود صاحب الزمان
والاجتماع به ليس هذا بانصاف.
الثاني عشر أبو محمد أحمد بن إبراهيم البلاذري في الحديث المسلسل
عن السمعاني في الأنساب الكبير ان المشهور بهذا الانتساب أبو محمد
أحمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري الحافظ كان حافظا فهما عارفا
بالحديث ثم عدد جماعة ممن سمع منهم ثم قال وأبو محمد الواعظ الطوسي
المذكور كان واحد عصره في الحفظ والوعظ ومن أحسن الناس عشرة
وأكثرهم فائدة إلى أن قال وكان أبو علي الحافظ ومشائخنا يحضرون
مجالسه ويفرحون بما يذكره على الملأ من الأسانيد ولم أرهم غمزوه قط في
اسناد أو اسم أو حديث وكتب بمكة عن امام أهل البيت ع أبي
محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا ع إلى أن
قال قال الحاكم استشهد بالطاهران سنة ٣٣٩ انتهى والبلاذري
المذكور روى حديثا عن المهدي ع مشافهة من جملة الأحاديث المسلسلة
والمسلسل هو ما تتابع فيه رجال الاسناد على صفة أو حالة واحدة
(٦٩)

وهذا الحديث ذكره الشاه ولي الله الدهلوي والد عبد العزيز المعروف
بشاه صاحب مؤلف التحفة الاثني عشرية في الرد على الامامية الذي وصفه
ولده المذكور على ما حكي عنه بخاتم العارفين وقاسم المخالفين سيد
المحدثين سند المتكلمين المشهور بالفضل المبين حجة الله على العالمين الخ
قال الشاه ولي المذكور في كتاب النزهة على ما حكي عنه ان الوالد روى
في كتاب المسلسلات قلت شافهني ابن عقلة بإجازة جميع ما يجوز له روايته
ووجدت في مسلسلاته حديثا مسلسلا بانفراد كل راو من رواته بصفة
عظيمة تفرد بها قال ره اخبرني فريد عصره الشيخ حسن بن علي
العجمي أخبرنا حافظ عصره جمال الدين الباهلي انا مسند وقته محمد
الحجازي الواعظ انا صوفي زمانه الشيخ عبد الوهاب الشعراني انا
مجتهد عصره الجلال السيوطي انا حافظ عصره أبو نعيم رضوان العقبي
انا مقري زمانه الشمس محمد بن الجزري انا الامام جمال الدين
محمد بن محمد الجمال زاهد عصره انا الإمام محمد بن مسعود محدث
بلاد فارس في زمانه انا شيخنا إسماعيل بن مظفر الشيرازي عالم وقته
انا عبد السلام بن أبي الربيع الحنفي محدث زمانه انا أبو بكر عبد
الله بن محمد بن شابور القلانسي شيخ عصره انا عبد العزيز ثنا
محمد الادمي امام أوانه انا سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان
نادرة عصره ثنا أحمد بن محمد (١) بن هاشم البلاذري حافظ زمانه ثنا
محمد بن الحسن بن علي المحجوب امام عصره ثنا الحسن بن علي عن
أبيه عن جده عن أبي جده علي بن موسى الرضا ع ثنا موسى
الكاظم ثنا أبي جعفر الصادق ثنا أبي محمد الباقر ثنا أبي علي بن
الحسين زين العابدين السجاد ثنا أبي الحسين سيد الشهداء ثنا أبي
علي بن أبي طالب سيد الأولياء أخبرنا سيد الأنبياء محمد بن عبد الله
صلى الله عليه وآله وسلم اخبرني جبرئيل سيد الملائكة قال قال الله تعالى سيد السادات اني انا الله
لا إله الا انا من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني امن عذابي
قال الشمس بن الجزري أحد سلسلة السند كذا وقع هذا الحديث من
المسلسلات السعيدة والعهدة فيه على البلاذري وعن الشاه ولي المذكور
أيضا في رسالة النوادر من حديث سيد الأوائل والأواخر ما لفظه حديث
محمد بن الحسن الذي يعتقد الشيعة انه المهدي عن آبائه الكرام وجد في
مسلسلات الشيخ محمد بن عقلة المكي عن الحسن العجيمي وفي تاريخ
الجبرتي في حوادث ذي الحجة سنة ١٢١٥ في ترجمة الشيخ عبد العليم
المالكي انه سمع على الشيخ علي الصعيدي جملة من الصحيح والموطأ
والشمائل والجامع الصغير ومسلسلات ابن عقلة انتهى مما دل على أن كتاب
مسلسلات ابن عقلة الذي فيه الحديث المذكور من الكتب المشهورة.
الثالث عشر أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الخشاب المعروف
بابن الخشاب في كتاب تواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم.
وابن الخشاب عالم مشهور قال ابن خلكان انه العالم المشهور في
الأدب والنحو والتفسير والحديث والنسب والفرائض والحساب وحفظ
القرآن العزيز بالقراءات الكثيرة قال وكان متضلعا من العلوم وله فيها اليد
الطولى وبالغ السيوطي في طبقات النحاة في الثناء عليه وقال كان ثقة في
الحديث صدوقا نبيلا حجة وكتابه المذكور معروف مشهور ينقل عنه
مشاهير العلماء روى فيه بسنده عن الرضا ع الخلف الصالح من ولد
أبي محمد الحسن بن علي وهو صاحب الزمان وهو المهدي وبسنده عن
جعفر بن محمد ع الخلف الصالح من ولدي هو المهدي اسمه محمد
وكنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان يقال لامه صيقل قال لنا أبو بكر
الدارع وفي رواية أخرى بل امه حكيمة وفي رواية ثالثة نرجس ويقال بل
سوسن وروى بسنده عن بعض أصحاب التاريخ ان أم المنتظر يقال لها
حكيمة (٢) والله أعلم بذلك قال وهو ذو الاسمين الخلف ومحمد يظهر في
آخر الزمان على رأسه غمامة تظله من الشمس تدور معه حيثما دار تنادي
بصوت فصيح هذا هو المهدي.
والقائلون بوجود المهدي ع من علماء أهل السنة كثيرون وفيما
ذكرناه منهم كفاية ومن أراد الاستقصاء فليرجع إلى كتابنا البرهان على وجود
صاحب الزمان ورسالة كشف الأستار للفاضل المعاصر النوري رحمه الله
تعالى.
فيمن رأى المهدي عجل الله فرجه الكليني عن علي بن محمد عن
محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر وكان أسن شيخ من ولد رسول الله
بالعراق فقال رأيته بين المسجدين وهو غلام وفي رواية المفيد عن الكليني
رأيت ابن الحسن بن علي بن محمد قال المجلسي لعل المراد بالمسجدين
مسجدا مكة والمدينة أقول ويحتمل قريبا باعتبار ان الراوي عراقي ان
المراد بهما مسجدا الكوفة والسهلة ولو أريد ما قاله المجلسي لكان الأنسب
في التعبير ان يقال بين مكة والمدينة كما هو المتعارف وروى الكليني بسنده
عن حكيمة بنت محمد بن علي وهي عمة الحسن العسكري انها رأته وفي
رواية المفيد رأت القائم ليلة مولده وبعد ذلك وعن علي بن محمد عن
فتح مولى الزراري سمعت أبا علي بن مطهر يذكر انه قد رآه ووصف له قده
وبسنده عن خادم (٣) لإبراهيم بن عبيدة النيسابوري قالت كنت واقفة
مع إبراهيم على الصفا فجاء ع وفي رواية المفيد فجاء صاحب الامر
وفي رواية الشيخ في كتاب الغيبة فجاء غلام حتى وقف معه وقبض على
كتاب مناسكه وحدثه بأشياء وبسنده عن أبي عبد الله بن صالح أنه رآه
بحذاء الحجر والناس يتجاذبون (٤) عليه وهو يقول ما بهذا أمروا (٥)
وبسنده عن أحمد بن إبراهيم بن إدريس عن أبيه أنه قال رأيته بعد مضي
أبي محمد حين أيفع (٦) وقبلت يديه يده خ ل ورأسه وبسنده عن
عمرو الأهوازي قال أرانيه أبو محمد وقال هذا صاحبكم وبسنده عن أبي
نصر ظريف الخادم أنه رآه وبسنده عن ضوء عن رجل من أهل فارس
سماه ان أبا محمد أراه إياه وروى الصدوق في اكمال الدين بسنده عن
يعقوب بن منفوس قال دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ع وهو
جالس على دكان في الدار وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له سيدي
من صاحب هذا الامر فقال ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي (٧)
له عشر أو ثمان (٨) أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن

(١) لعل صوابه أبو محمد لما عرفت من أنه أحمد بن إبراهيم بن هاشم ويكنى أبا محمد.
(٢) كأن القول بأن اسمها حكيمة اشتباه نشأ من اسم حكيمة عمة العسكري (ع) التي حضرت
ولادة المهدي (ع).
المؤلف
(٣) الخادم يطلق على المذكر والمؤنث والمراد هنا المؤنث وفي ارشاد المفيد خادمة. المؤلف
(٤) يجذب بعضهم بعضا ويدفعه لأجل الوصول إلى الحجر الأسود.
(٥) اي لم يؤمروا بالمجاذبة والتدافع بل بأن يكونوا على سكينة ووقار.
(٦) أيفع الغلام فهو يافع شارف البلوغ.
(٧) اي طوله نحو خمسة أشبار.
(٨) اي من يراه يظنه ابن عشر سنين أو ثمان سنين فلا ينافي ما مر من أن سنة كان يوم وفاة أبيه
خمس سنين.
(٧٠)

الكفين معطوف الركبتين (١) في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على
فخذ أبي محمد فقال هذا صاحبكم ثم وثب فقال له يا بني ادخل إلى الوقت
المعلوم فدخل البيت وانا انظر إليه ثم قال لي يا يعقوب انظر من في البيت
فنظرت فما رأيت أحدا وبسنده عن الكرخي قال سمعت أبا هارون
رجلا من أصحابنا يقول رأيت صاحب الزمان ع ووجهه يضئ كأنه
القمر ليلة البدر ورأيت على سرته شعرا يجري كالخط الحديث وبسنده
عن جماعة منهم محمد بن عثمان العمري قالوا عرض علينا أبو محمد
الحسن بن علي ابنه ع ونحن في منزله وكنا أربعين رجلا فقال
هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا تنفرقوا من بعدي
فتهلكوا في أديانكم اما انكم لا ترونه بعد يومكم هذا فما مضت الا أيام
قلائل حتى مضى أبو محمد ع قوله ع لا ترونه اي أكثركم
لوقوع الغيبة فان الظاهر أن العمري الذي هو أحد السفراء كان يراه
وجاءت عدة روايات ان الحميري سأله هل رأيته قال نعم وفي بعضها آخر
عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول اللهم انجز لي ما وعدتني وفي
بعضها رأيته متعلقا بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول اللهم انتقم من
أعدائي (٢) وبسنده عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي انه ذكر عدد من
انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان صلى الله عليه وآله وسلم ورآه
من الوكلاء ببغداد العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطار ومن
الكوفة العاصمي ومن الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ومن أهل
قم أحمد بن إسحاق ومن أهل همدان محمد بن صالح ومن أهل
الري البسامي والأسدي يعني نفسه ومن أهل آذربيجان القاسم بن
العلاء ومن نيسابور محمد بن شاذان ومن غير الوكلاء من أهل بغداد
أبو القاسم بن أبي حابس وأبو عبد الله الكندي وأبو عبد الله الجنيدي
وهارون القزاز والنبلي وأبو القاسم بن دميس وأبو عبد الله بن فروخ
ومسرور الطباخ مولى بن الحسن ع واحمد ومحمد ابنا الحسن وإسحاق
الكاتب من نيبخت وصاحب الفراء وصاحب الصرة المختومة ومن
همدان محمد بن كشمرد وجعفر بن حمدان ومحمد بن هارون بن عمران
ومن الدينور حسن بن هارون وأحمد بن أخيه وأبو الحسن ومن
أصفهان ابن بادشالة ومن الصيمرة زيدان ومن قم الحسن بن نصر
ومحمد بن محمد وعلي بن محمد بن إسحاق وأبوه والحسن بن يعقوب ومن
أهل الري القاسم بن موسى وابنه وأبو محمد بن هارون وصاحب الحصاة
وعلي بن محمد ومحمد بن محمد الكليني وأبو جعفر الرفا ومن قزوين
مرداس وعلي بن أحمد ومن قابس رجلان ومن شهرزور ابن الخال
ومن فارس المجروح ومن مرو صاحب الألف دينار وصاحب المال
والرقعة البيضاء وأبو ثابت ومن نيسابور محمد بن شعيب بن صالح ومن
اليمن الفضل بن يزيد والحسن ابنه والجعفري وابن الأعجمي والشمشاطي ومن
مصر صاحب المولودين وصاحب المال بمكة وأبو رجاء ومن نصيبين أبو
محمد بن الوجناء ومن الأهواز الحصيني وبسنده عن محمد بن صالح
مولى الرضا ع قال خرج صاحب الزمان على جعفر الكذاب من موضع لم
يعلم به عندما نازع في الميراث عند مضي أبي محمد ع فقال له يا جعفر
ما لك تعرض في حقوقي فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد
ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن امرت ان تدفن في الدار
فنازعهم وقال هي داري لا تدفن فيها فخرج ع فقال له يا جعفر أ دارك هي ثم
غاب فلم ير بعد ذلك وذكر جميع من رآه يؤدي إلى التطويل وفي هذا القدر
كفاية وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم ممن رآه في الغيبة الصغرى وقد جاءت
أحاديث دالة على عدم إمكان الرؤية في الغيبة الكبرى وحكيت رؤيته ع
عن كثيرين في الغيبة الكبرى ويمكن الجمع بحمل نفي الرؤية على رؤية من
يدعي المشاهدة مع النيابة وايصال الاخبار من جانبه على مثال السفراء أو بغير
ذلك.
في علامات ظهور المهدي
المروية عن أئمة أهل البيت ع وقد رواها أصحابنا
رضوان الله عليهم بأسانيدهم المتصلة كالنعماني والشيخ الطوسي في كتابي
الغيبة والمفيد في الارشاد وغيرهم ونحن نوردها بحذف الأسانيد قصدا
للاختصار أو نذكر حاصل الرواية ونسردها مفصلة مرتبة بحسب الإمكان
تسهيلا لتناولها ومعرفتها ثم إن هذه العلامات منها بعيد مثل اختلاف
بني العباس وزوال ملكهم وغير ذلك ومنها قريب كخروج السفياني
وطلوع الشمس من مغربها وغير ذلك ومنها محتوم كما نص عليه في
الروايات كالسفياني واليماني والصيحة من السماء وغير ذلك ومنها غير محتوم
قال المفيد بعد سرده لعلامات الظهور كما سيأتي ومن جملة هذه الاحداث
محتومة ومنها مشترطة أقول ولعل المراد بالمحتوم ما لا بد من وقوعه ولا
يمكن ان يلحقه البداء الذي هو اظهار بعد اخفاء لا ظهور بعد خفاء والذي
هو نسخ في التكوين كما أن النسخ المعروف نسخ في التشريع وبغير المحتوم
أو المشترط ما يمكن ان يلحقه البداء والمحو والنسخ في التكوين يمحو الله ما
يشاء فهو مشترط بعدم لحوق ذلك فاما المحتوم فقد اختلفت الروايات
في تعداده زيادة ونقيصة ففي بعضها خمس علامات محتومات قبل قيام
القائم ع السفياني واليماني والمنادي من السماء باسم المهدي وخسف في
البيداء وقتل النفس الزكية وفي بعضها قال من المحتوم وعد المذكورات
الا أنه قال بدل اليماني وكف تطلع من السماء وعد معها القائم وفي
بعضها قال من المحتوم وعد المذكورات أيضا الا انه ذكر طلوع الشمس
من مغربها واختلاف بني العباس في الدولة بدل اليماني والخسف وعد معها
قيام القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال النعماني في غيبته هذه العلامات التي ذكرها
الأئمة ع مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها
موجبة ان لا يظهر القائم ع الا بعد مجيئها إذ كانوا قد أخبروا انه لا بد
منها وهم الصادقون حتى أنه قيل لهم نرجو ان يكون ما نؤمل من أمر القائم
ولا يكون قبله السفياني فقالوا بلى والله انه لمن المحتوم الذي لا بد منه ثم
حققوا كون العلامات الخمس اي اليماني والسفياني والنداء من السماء
وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية التي هم أعظم الدلائل على ظهور
الحق بعدها كما ابطلوا أمر التوقيت وقالوا من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا
ان تكذبوه كائنا ما كان فانا لا نوقت وهذا من اعدل الشواهد على بطلان
أمر كل من ادعى ذلك قبل مجئ هذه العلامات انتهى.
وقال المفيد في الارشاد قد جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام
القائم المهدي ع وحوادث تكون امام قيامه وآيات ودلالات
فمنها خروج السفياني وقتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك

(١) قيل معناه انهما مائلتان إلى القدام لعظمهما. المؤلف
(٢) مر نقل هذه الرواية بلفظ " اللهم انتقم بي من أعدائك انتقم بي من أعدائك " ولعله الأقرب إلى الصواب. المؤلف
(٧١)

وكسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره على
خلاف العادة وخسف بالبيداء وخسف بالمشرق (١) وخسف بالمغرب (٢) وركود
الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل
نفس زكية يظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين
الركن والمقام وهدم حائط مسجد الكوفة واقبال رايات سود من قبل
خراسان وخروج اليماني وظهور المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك
الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ثم
ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وحمرة تظهر في السماء وتنتشر في آفاقها ونار
تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب
أعنتها (٣) وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل أهل مصر
أميرهم وخراب الشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس
والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان وورود خيل من قبل المغرب
حتى تربط بفناء الحيرة واقبال رايات سود من قبل المشرق نحوها وبشق في
الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة
وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه وإحراق
رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما
يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار وزلزلة حتى
ينخسف كثير منها وخوف يشمل أهل العراق وبغداد وموت ذريع ونقص
من الأموال والأنفس والثمرات وجراد يظهر في أوانه وفي غير أوانه حتى يأتي
على الزرع والغلات وقلة ريع لما يزرعه الناس واختلاف صنفين من العجم
وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم
مواليهم ومسخ القوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد
على بلاد السادات ونداء من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كل أهل لغة
بلغتهم ووجه وصدر يظهران من السماء للناس في عين الشمس وأموات
ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاورون ثم
يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيى بها الأرض بعد موتها وتعرف
بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة عن معتقدي الحق من شيعة المهدي
فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة ويتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك
الاخبار قال ذكرناها على حسب ما ثبت في الأصول وتضمنتها الآثار
المنقولة وبالله نستعين وإياه نسأل التوفيق ثم اورد المفيد ره
عدة أحاديث مسندة في علامات الظهور ننقلها في تضاعيف ما يأتي إن شاء الله
وعن كتاب العدد القوية قد ظهر من العلامات عدة كثيرة مثل
خراب حائط مسجد الكوفة وقتل أهل مصر أميرهم وزوال ملك بني
العباس على يد رجل خرج عليهم من حيث بدأ ملكهم وموت عبد الله آخر
ملوك بني العباس وخراب الشامات ومد جسر مما يلي الكرخ ببغداد كل
ذلك في مدة يسيرة وانشقاق الفرات وسيصل الماء إن شاء الله إلى أزقة
الكوفة أقول يمكن أن تكون هذه علامات بعيدة ويمكن كون العلامة غير
ما حصل بل شئ يحصل فيما بعد ولنشرع في تفصيل تلك العلامات
المستفادة من الروايات فنقول.
الأول اختلاف بني العباس وذهاب ملكهم
واختلاف بني أمية وذهاب ملكهم
اما الأول فقد جاء في كثير من الروايات جعله من علامات
الظهور بل في بعضها ان اختلافهم من المحتوم وفي جملة منها التعبير ببني
فلان تقية قال الباقر ع لا بد ان يملك بنو العباس فإذا ملكوا واختلفوا
وتشتت امرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من
المغرب يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان هذا من هاهنا وهذا من هاهنا
حتى يكون هلاكهم على أيديهما اما انهما لا يبقون منهم أحدا ويأتي في
بعض الروايات فعند ذلك زال ملك القوم وعند زواله خروج القائم
وان آخر ملك بني فلان قتل النفس الزكية وانه ما لهم ملك بعده غير
خمس عشرة ليلة وان قدام القائم بلوى من الله فقيل ما هي فقرأ
ولنبلونكم الآية ثم قال الخوف من ملوك بني فلان وقال الباقر ع
إذا اختلف بنو العباس فيما بينهم فانتظروا الفرج وليس فرجكم الا في
اختلاف بني فلان فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان وخروج
القائم ولن يخرج ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم وقال
ع ان ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار وكرجل كانت بيده فخارة
وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه فانكسرت فقال حين سقطت هاه
شبه الفزع فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه.
غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر ان دولة أهل بيت نبيكم في
آخر الزمان و لها امارات فالزموا الأرض وكفوا حتى تجئ اماراتها فإذا
استأثرت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش ومات خليفتكم الذي يجمع
الأموال واستخلف بعده رجل شحيح فيخلع بعد سنين من بيعته ويأتي
مالك ملكهم من حديث بدأ (٤) وعن أمير المؤمنين ع ملك بني
العباس عسر لا يسر فيه لو اجتمع عليهم الترك والديلم والسند والهند
والبربر لم يزيلوه حتى يشذ عنهم مواليهم وأصحاب ألويتهم ويسلط الله لهم
علجا يخرج من حيث بدأ ملكهم لا يمر بمدينة إلا فتحها ولا ترفع له راية إلا
هدها ولا نعمة إلا أزالها الويل لمن ناواه فلا يزال كذلك حتى يظفر ويدفع
بظفره إلى رجل من عترتي يقول بالحق ويعمل به وقيل للصادق ع
متى فرج شيعتكم فقال إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم
من لم يكن يطمع وخلعت العرب أعنتها (٥) ورفع كل ذي صيصية
صيصيته (٦) وظهر السفياني واقبل اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا
الامر من المدينة إلى مكة الحديث وقيل للصادق ع ما من
علامة بين يدي هذا الامر فقال بلى هلاك العباسي وخروج السفياني وقتل
النفس الزكية والخسف بالبيداء والصوت من السماء فقال جعلت فداك
أخاف ان يطول هذا الامر فقال لا انما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا
وقال الكاظم ع لو أن أهل السماوات والأرض خرجوا على بني العباس
أسقيت الأرض دماءهم حتى يخرج السفياني وقال ملك بني العباس يذهب
حتى لم يبق منه شئ ويتجدد حتى يقال ما مر به شئ وقيل للرضا

(١) هو الخسف ببغداد والبصرة كما سيأتي.
(٢) هو الخسف بالشام كما سيأتي.
(٣) خلع العرب أعنتها كناية عن خروجها عن الطاعة لغيرها تشبيها بالفرس الذي خلع عنانه فلا
يكون له عنان يقاد به ويمسك ومنه قولهم خلع فلان عذاره اي أصبح كالفرس المرسد الذي
لا عذار في رأسه يفعل ما يشاء ويذهب أين شاء ومقابله قولهم ملك فلان زمام الأمور أو
مقاليده وغير ذلك.
(٤) إشارة إلى بني العباس فإن مالك ملكهم الذي انتزعه منهم هو هولاكو خان التتري وقد توجه
من خراسان كما أن ملكهم بدأ من هناك بدعوة أبي مسلم الخراساني ويدل عليه الحديث
الذي بعده.
(٥) خرجت عن طاعة ملكوها وصارت تفعل ما تشاء.
(٦) الصيصية ما يمتنع به من قرن ونحوه.
المؤلف
(٧٢)

ع انهم يتحدثون ان السفياني يقوم وقد ذهب سلطان بني العباس فقال
كذبوا انه ليقوم وان سلطانهم لقائم غيبة الطوسي بسنده عن الصادق
ع من يضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم ثم قال إذا مات عبد الله
لم يجتمع الناس بعده على واحد ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله
الحديث والظاهر أن المراد بعبد الله هو المستعصم آخر ملوك بني
العباس وأكثر هذه الروايات دال صريحا أو ظاهرا على أن ذهاب ملك
بني العباس من العلامات القريبة بل بعضها صريح بوجود ملكهم عند
ظهور السفياني مع أنه من العلامات البعيدة بعد كثيرا فقد مضى على
انقراض دولتهم ما ينوف عن سبعمائة سنة وكذلك اختلاف بني أمية
وذهاب ملكهم كان قبل حدوث دولة بني العباس ويمكن ان يكون
للعباسيين في علم الله دولة في آخر الزمان أو ان ذلك من غير المحتوم ويحمل
ما دل على أنه من المحتوم ان صح على أن كونه من العلامات محتوم وكونه
من العلامات القريبة غير محتوم والله أعلم واما اختلاف بني أمية وذهاب
ملكهم فقد جاء في بعض الروايات عن الباقر ع قال في علامات الظهور
فإذا اختلف بنو أمية وذهب ملكهم ثم يملك بنو العباس فلا يزالون في
عنفوان من الملك حتى يختلفوا فإذا اختلفوا ذهب ملكهم واختلف أهل
المشرق وأهل المغرب نعم وأهل القبلة ويلقى الناس جهد شديد مما يمر بهم
من الخوف حتى ينادي مناد من السماء الحديث.
الثاني خروج ستين كذابا كلهم يقول انا نبي
المفيد بسنده عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تقوم الساعة
حتى يخرج المهدي من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم
يقول انا نبي.
الثالث خروج اثني عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه
المفيد بسنده عن الصادق ع لا يخرج القائم حتى يخرج قبله
اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه.
الرابع قول اثني عشر رجلا انهم رأوه
النعماني بسنده عن الصادق ع لا يقوم القائم حتى يقوم اثنا
عشر رجلا كلهم يجمع على قول انهم قد رأوه فيكذبونهم.
الخامس خروج كاسر عينه بصنعاء
النعماني بسنده عن عبيد بن زرارة ذكر عند الصادق ع السفياني
فقال انى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء ويحتمل ان يكون هو
اليماني والله أعلم.
السادس خروج السفياني والخراساني واليماني وخسف بالبيداء
وقد استفاضت الروايات في أن السفياني من المحتوم الذي لا بد منه
وانه لا يكون قائم الا بسفياني ونحو ذلك وقال عبد الملك بن أعين كنت
عند أبي جعفر ع فجرى ذكر القائم فقلت له أرجو ان يكون عاجلا ولا
يكون سفياني فقال لا والله انه لمن المحتوم الذي لا بد منه ومر في بعض
الروايات ان اليماني أيضا من المحتوم وعن الباقر ع السفياني والقائم
في سنة واحدة وفي عدة روايات ان خروج السفياني واليماني والخراساني
يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد وفي رواية ونظام كنظام
الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون الباس من كل وجه ويل لمن ناواهم وتدل
بعض الروايات على أن خروج اليماني قبل خروج السفياني اما اليماني
فيكون خروجه من اليمن والمروي انه ليس في الرايات الثلاث راية
اهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق أو لأنه يدعو إلى صاحبكم
فإذا خرج حرم بيع السلاح وإذا خرج فانهض إليه فان رايته راية هدى ولا
يحل لمسلم ان يلتوي عليه ولما خرج طالب الحق باليمن وهو من
رؤساء الخوارج قيل للصادق ع نرجو ان يكون هذا اليماني فقال لا
اليماني يتوالى عليا وهذا يبرأ منه واما الخراساني فيخرج من خراسان وفي
بعض الروايات من المشرق وعن أمير المؤمنين ع في ذكر العلامات
إذا قام القائم بخراسان وغلب على ارض كرمان والملتان (١) وحاز جزيرة بني
كاوان (٢) واما السفياني فيخرج من وادي اليابس مكان بفلسطين
وعن الصادق ع ان خروجه في رجب وعن أمير المؤمنين ع
يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه
ضخم الهامة بوجهه اثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه
عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي أرض قرار ومعين
فيستوي على منبرها والظاهر أنها دمشق كما تدل عليه رواية أخرى انه يخرج
من وادي اليابس حتى يأتي دمشق فيستوي على منبرها وعن الصادق
ع انك لو رأيته رأيت أخبث الناس أشقر احمر أزرق يقول يا رب يا رب
يا رب أو يا رب ثاري ثاري ثم للنار أو يا رب ثاري والنار ولقد بلغ من
خبثه انه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة ان تدل عليه وعن الباقر ع
السفياني احمر اصفر أزرق لم يعبد الله قط ولم ير مكة ولا المدينة قط وعن
زين العابدين ع انه من ولد عتبة بن أبي سفيان وانه إذا ظهر اختفى
المهدي ثم يظهر ويخرج بعد ذلك وعن عمار بن ياسر إذا رأيتم أهل الشام
قد اجتمع امرها على ابن أبي سفيان فالحقوا بمكة اي ان المهدي قد
ظهر بها ويجتمع في الشام ثلاث رايات كلهم يطلب الملك راية
السفياني وراية الأصهب وراية الأبقع ثم إن السفياني يقتل الأصهب
والأبقع وقال الصادق ع السفياني يملك بعد ظهوره على الكور
الخمس حمل امرأة ثم قال استغفر الله حمل جمل وفي رواية عن الصادق
ع يملك تسعة أشهر كحمل المرأة وفي رواية عنه ع إذا ملك كور
الشام الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك
الفرج قلت يملك تسعة أشهر قال لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما
وعن الصادق ع انه من أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ستة
أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها
يوما وبهذا يجمع بين الخمسة عشر شهرا والتسعة أشهر واحتمل المجلسي
حمل بعض اخبار مدته على التقية لذكره في رواياتهم وروى هشام بن
سالم عن الصادق ع إذا استولى السفياني على الكور الخمس فعدوا له
تسعة أشهر وزعم هشام ان الكور الخمس دمشق وفلسطين والأردن وحمص
وحلب ثم إن السفياني بعد ما يقتل الأصهب والأبقع لا يكون له همة الا
العراق وفي رواية إلا آل محمد وشيعتهم فيبعث جيشين جيشا إلى العراق
وآخر إلى المدينة فاما جيش العراق فروي ان عدتهم سبعون ألفا وعن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد
فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من ثلثمائة امرأة ويقتلون
ثلثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها

(١) بلد بالهند.
(٢) كاوان جزيرة في بحر البصرة.
(٧٣)

الحديث ويصيبون من أهل الكوفة وفي رواية من شيعة آل محمد
بالكوفة قتلا وصلبا وسبيا ويمر جيشه بقرقيسا بلد على الفرات فيقتتلون
بها (١) فيقتل بها من الجبارين مائة ألف وعن الصادق ع ان لله مائدة أو
مادبة بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض
هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات من
ناحية خراسان تطوي المنازل طيا حثيثا حتى تنزل ساحل الدجلة ومعهم نفر
من أصحاب القائم ويخرج رجل من موالي أهل الكوفة ضعيف في ضعفاء
فيقتله أمير جيش السفياني بظهر الكوفة وفي رواية بين الحيرة والكوفة
وقال الصادق ع كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني (٢) قد طرح رحله
في رحبتكم بالكوفة فنادى مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم
فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم اما
ان امارتكم يومئذ لا تكون الا لأولاد البغايا وكأني انظر إلى صاحب البرقع
قيل ومن صاحب البرقع قال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع
فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه فيغمز بكم رجلا رجلا اما انه لا يكون الا
ابن بغي وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يخرجون اي جيش السفياني متوجهين إلى
الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت
منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم واما الجيش الذي
يبعثه السفياني إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويؤخذ آل محمد صغيرهم
وكبيرهم فيحسبون وينهبون المدينة ثلاثة أيام بلياليها ويكون المهدي ع
بالمدينة فيخرج منها إلى مكة على سنة موسى بن عمران ع خائفا يترقب
وفي رواية انه يهرب من بالمدينة من أولاد علي ع إلى مكة فيلحقون
بصاحب الامر ع فيبلغ ذلك أمير جيش السفياني فيبعث جيشا على اثره
فلا يدركه وينزل الجيش البيداء وهي ارض بين مكة والمدينة لها ذكر كثير
في الاخبار فينادي مناد من السماء يا بيداء بيدي بالقوم فيخسف بهم فلا
يفلت منهم إلا مخبر وفي رواية إلا ثلاثة نفر حتى إذا كانوا بالبيداء يحول
الله وجوههم إلى أقفيتهم وهم من كلب وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يبعث
الله جبرئيل فيقول يا جبرئيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف
الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول عند
جهينة الخبر اليقين فذلك قوله تعالى ولو ترى إذ فزعوا الآية اورده الثعلبي
في تفسيره وروى صاحب الكشاف أيضا انها نزلت في خسف البيداء
وروى الطبرسي عن زين العابدين ع قال هو جيش البيداء يؤخذون
من تحت اقدامهم وروى علي بن إبراهيم في تفسيره عن أبي جعفر ع
في قوله تعالى واخذوا من مكان قريب قال من تحت اقدامهم خسف بهم وفي
قوله تعالى قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال هو
الدجال والصيحة أو من تحت أرجلكم وهو الخسف والقائم ع
يومئذ بمكة فيجمع الله عليه أصحابه وهم ثلثمائة وبضعة عشر رجلا وفي
رواية وثلاثة عشر رجلا عدد أهل بدر فيبايعونه بين الركن والمقام ثم يخرج
بهم من مكة فينادي المنادي باسمه وأمره من السماء حتى يسمعه أهل
الأرض كلهم ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث حتى يظهر عليها ثم يسير إلى
الشام وفي رواية ثم يسير حتى يأتي العذراء (٣) والسفياني يومئذ بوادي
الرملة حتى إذا التقوا وهو يوم الابدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من
شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى السفياني ويقتل
يومئذ السفياني ومن معه والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ثم يقبل
إلى الكوفة فيكون منزله بها.
السابع خسف الجابية وكثرة الاختلاف والحروب وخروج
الأصهب والأبقع وخراب الشام
المفيد بسنده عن الباقر ع قال الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا
رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ذلك اختلاف بني
العباس ومناد ينادي من السماء وخسف قرية من قرى الشام تسمى
الجابية (٤) ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة واختلاف كثير عند ذلك
في كل ارض حتى تخرب الشام ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات
فيها راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني وفي رواية الشيخ في
غيبته فتلك السنة فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب (٥) أو
في كل ارض من أرض العرب فأول ارض تخرب الشام يختلفون عند ذلك
على ثلاث رايات الخ وفي رواية راية حسنية وراية أموية وراية قيسية
غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر وذكر جملة من العلامات إلى أن
قال وتكثر الحروب في الأرض إلى أن قال ويظهر ثلاثة نفر بالشام
كلهم يطلب الملك رجل أبقع ورجل أصهب ورجل من أهل بيت أبي
سفيان يخرج في كلب الحديث وفي رواية العياشي مع بني ذنب
الحمار مضر ومع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني ومن معه على بني
ذنب الحمار حتى يقتلوا قتلا لم يقتله شئ قط ويحضر رجل بدمشق فيقتل
هو ومن معه قتلا لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار وفي رواية
النعماني فيلتقي السفياني بالأبقع فيقتتلون فيقتله السفياني ومن تبعه ثم
يقتل الأصهب.
الثامن اختلاف رمحين بالشام ورجفة بها وخسف بحرستا
واقبال قوم من المغرب إليها
غيبة الشيخ بالاسناد عن أمير المؤمنين ع إذا اختلف رمحان
بالشام فهو آية من آيات الله تعالى قيل ثم مه قال ثم رجفة تكون بالشام
يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين فإذا
كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر تقبل من
المغرب حتى تحل بالشام فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قرى الشام
يقال لها حرستا فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس
غيبة النعماني مثله الا أنه قال لم تنجل الا عن آية من آيات الله قيل وما
هي يا أمير المؤمنين قال رجفة تكون بالشام يقتل فيها أكثر من مائة ألف
وقال البراذين الشهب المحذوقة وزاد بعد قوله تحل بالشام وذلك عند الجزع
الأكبر والموت الأحمر وبعد قوله حرستا فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد
من الوادي اليابس حتى يستوي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا
خروج المهدي النعماني بسنده عن أمير المؤمنين ع انتظروا الفرج من
ثلاث اختلاف أهل الشام بينهم والرايات السود من خراسان والفزعة في

(١) هكذا في الرواية وليس فيها تصريح بأن المقاتل لجيش السفياني من هو فيحتمل ان يكون
بعض من يدعو لآل محمد (ص) ويحتمل أن يكون أهل قرقيسا وما جاورها.
(٢) الصحيح بصاحب السفياني ولو قيل بالسفياني لكان المراد صاحب جيشه مجازا لأن المروي أن
السفياني يظهر بالشام ويقتل بها ولا يدخل العراق.
(٣) لعلها القرية التي شرقي دمشق واليها ينسب مرج عذراء.
(٣) لعلها القرية التي شرقي دمشق واليها ينسب مرج عذراء.
(٤) هي قرية كانت قريبا من دمشق وخربت واليها ينسب باب الجابية ولا يعرف الآن محلها
ويمكن ان يكون قد بني مكانها قرية تسمى بغير هذا الاسم.
(٥) هي الشام وما يليها فإنها مغرب بالنسبة إلى العراق وتدل عليه الروايات التي سمت الشام
مغربا والعراق مشرقا.
(٧٤)

شهر رمضان الحديث وبسنده عن الباقر ع لا يظهر القائم حتى
يشمل الشام فتنة يطلبون المخرج منها فلا يجدونه الحديث.
التاسع سقوط طائفة من مسجد دمشق الأيمن
رواه جابر الجعفي عن الباقر ع في جملة العلامات قال وتسقط
طائفة من مسجد دمشق الأيمن هكذا وجدناه ولعل الصواب من الجانب
الأيمن أو من جانب مسجد دمشق الأيمن غيبة الشيخ بسنده عن
عمار بن ياسر قال في حديث ويخسف بغربي مسجد دمشق حتى يخد حائطه
وفي رواية ويخرب حائط مسجد دمشق.
العاشر النداء عن سور دمشق
غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر في حديث وينادي مناد على
سور دمشق ويل لأهل الأرض من شر قد اقترب وفي رواية ويل لازم
وفي رواية أخرى عن الباقر ع ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق
بالفتح وفي رواية العياشي وترى مناديا ينادي بدمشق النعماني بسنده
عن الباقر ع توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق فيه لكم فرج
عظيم.
الحادي عشر خروج المرواني وعوف السلمي وشعيب بن صالح
غيبة النعماني بسنده عن الرضا ع قبل هذا الأمر السفياني
واليماني والمرواني وشعيب بن صالح وكيف يقول هذا وهذا وبسنده عن
الباقر ع ان لولد العباس وللمرواني لوقعة بقرقيسا يشيب فيها الغلام
الحزور (١) يرفع الله عنهم النصر ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض
اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني أقول ظاهر بعض الأخبار
الواردة في السفياني ان وقعة قرقيسا مع جيشه والتعدد جائز والله أعلم غيبة
الشيخ بسنده عن علي بن الحسين ع يكون قبل خروج المهدي خروج
رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة ويكون مأواه تكريت وقتله
بمسجد دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح من سمرقند ثم يخرج
السفياني الملعون من الوادي اليابس الحديث وبسنده عن عمار بن
ياسر في حديث ثم يخرج المهدي على لوائه شعيب بن صالح.
الثاني عشر خروج الحسني وقتله
وقد مر في الأمر الأول عن الصادق ع إذا اختلف ولد العباس
وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر السفياني واقبل
اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الامر الحديث وفي رواية ان
المهدي ع حينما يريد الخروج يطلع على ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني
فيخبره الخبر فيبتدره الحسني إلى الخروج فيثبت عليه أهل مكة فيقتلونه
ويبعثون برأسه إلى الشامي أي السفياني فيظهر عند ذلك صاحب هذا
الأمر الحديث.
الثالث عشر خروج رايات من مصر إلى الشام وخروج المصري
المفيد بسنده عن الرضا ع كأني برايات من مصر مقبلات
خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدي إلى ابن صاحب الوصيات وفي
رواية عن أمير المؤمنين ع أنه قال في جملة العلامات وقام أمير الامراء
بمصر غيبة الشيخ بسنده عن محمد بن مسلم يخرج قبل السفياني مصري
ويماني.
الرابع عشر ركز رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان
المفيد بسنده سال رجل الحسن ع عن الفرج فقال ع تريد
الاكثار أم أجمل لك فقال بل تجمل لي قال إذا ركزت رايات قيس بمصر
ورايات كندة بخراسان النعماني بسنده عن الصادق ع قبل قيام
القائم تحرك حرب قيس.
الخامس عشر نزول الترك الجزيرة والروم الرملة
وجاء ذلك في عدة روايات مسندة عن جابر الجعفي عن الباقر ع
قال الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك ان
أدركتها وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به من بعدي عني وذكر جملة منها
إلى أن قال ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وفي رواية وتنزل
الروم فلسطين وفي رواية وستقبل اخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة
وستقبل اخوان مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة وفي رواية ومارقة تمرق من
ناحية الترك حتى تنزل الجزيرة وستقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة
والظاهر أن المراد بالجزيرة جزيرة العرب والرملة بلد بفلسطين وفي
رواية إذا خالف الترك الروم أو ويتخالف الترك والروم والظاهر أنه بمعنى
نزول الترك الجزيرة والروم الرملة وفي رواية فإذا استأثرت عليكم الروم
والترك وجهزت الجيوش الحديث وفي رواية عن أمير المؤمنين ع
وظهرت رايات الترك متفرقات في الأقطار والجنبات وكانوا بين هن
وهنات.
السادس عشر حصار الكوفة ولعله من جهة السفياني.
السابع عشر تخريق الروايا في سكك الكوفة
اي روايا الماء والظاهر أنه بغلبة أحد الفريقين المتحاربين على الآخر.
الثامن عشر تعطيل المساجد أربعين ليلة والظاهر أنه بالكوفة.
التاسع عشر كشف الهيكل والمراد منه غير واضح.
العشرون خفوق رايات حول المسجد الأكبر بالكوفة
الحادي والعشرون قتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين
والذي ذكره المفيد كما مر قتل نفس زكية في سبعين من الصالحين.
الثاني والعشرون قتل الأشفع صبرا في بيعة الأصنام
والمراد بالأشفع غير ظاهر ولعله مصحف وبيعة الأصنام اي الكنيسة
أو نحوها ذات الأصنام.
الثالث والعشرون سبي سبعين ألف بكر من الكوفة.
ويروى ان الكوفة تعظم كثيرا تتصل بكربلاء فلا يستبعد ذلك.
الرابع والعشرون خروج مائة ألف من الكوفة إلى السفياني.
الخامس والعشرون خروج رايات من شرقي الأرض مع رجل من
آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
السادس والعشرون خروج رجل من نجران يستجيب للامام
ع
السابع والعشرون نداء من جهة المشرق يا أهل الهدى اجتمعوا
ومن جهة المغرب يا أهل الباطل اجتمعوا

(١) القوي ومن الغريب ضبط المجلسي له بالخاء المعجمة وتكلفه في تفسيره.
(٧٥)

الثامن والعشرون تلون الشمس
التاسع والعشرون بعث أهل الكهف وخروجهم مع القائم
ع
وهذه العلامات من السادس عشر إلى التاسع والعشرين مع غيرها
منقولة عن كتاب سرور أهل الايمان في جملة رواية عن أمير المؤمنين ع
قال ولذلك آيات وعلامات أولهن حصار الكوفة بالرصد والخندق
وتخريق الروايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وكشف الهيكل
وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز. القاتل والمقتول في النار وقتل
سريع وموت ذريع وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين
الركن والمقام إشارة إلى النفس الزكية أو إلى الحسني وقتل الأشفع صبرا
في بيعة الأصنام وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب واثنا
عشر ألف عنان من خيل السفياني تتوجه إلى مكة والمدينة أميرها رجل من
بني أمية يقال له خزيمة اطمس العين الشمال على عينه ظفرة غليظة يمثل
بالرجال لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها دار أبي الحسن
الأموي ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد إلى مكة أميرها رجل من
غطفان إلى أن قال ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة وينزلون
الروحاء (١) والفاروق (٢) فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر
هود ع بالنخيلة فيهجمون عليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال
له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من
الكهنة ويقتل على جسرها اي الكوفة سبعين ألفا حتى تحتمي الناس من
الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد ويسبى من الكوفة سبعون ألف
بكر لا يكف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلى
الثوية وهي الغري ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتى
يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي ارم ذات العماد وتقبل رايات من
شرقي الأرض غير معلمة ليست بقطن ولا كتان ولا حرير مختوم في رأس
القنا بخاتم السيد الأكبر يسوقها رجل من آل محمد تظهر بالمشرق وتوجد
ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر يسير الرعب امامها شهرا حتى ينزلوا الكوفة
طالبين بدماء آبائهم فبينا هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني و الخراساني
يستبقان كأنهما فرسا رهان شعث عبر جرد ويخرج رجل من أهل نجران
يستجيب للامام فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ويدق صليبه
فيخرج بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة باعلام هدى فيكون
مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق فيقتل يومئذ ما بين المشرق
والمغرب ثلاثة آلاف ألف وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند
الفجر يا أهل الهدى اجتمعوا وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب
الشفق يا أهل الباطل اجتمعوا ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس تصفر
فتصير سوداء مظلمة ويوم الثالث يفرق الله بين الحق والباطل وتخرج دابة
الأرض وتقبل الروم عند ساحل البحر عند كهف الفتية فيبعث الله الفتية
من كهفهم مع كلبهم معهم رجل يقال له مليخا وآخر حملاها وهما
الشاهدان المسلمان للقائم ع.
الثلاثون ظهور نار بالكوفة
النعماني بسنده عن الصادق ع في قوله تعالى سال سائل
بعذاب واقع قال تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية يعني نارا حتى ينتهي
إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف لا تدع وترا لآل محمد الا أحرقته
وذلك قبل خروج القائم ع الثوية موضع قرب الكوفة والكناسة
محلة بالكوفة.
الحادي والثلاثون ظهور نار من المشرق
النعماني بسنده عن الباقر ع إذا رأيتم نارا من المشرق شبه
الهردي (٣) العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وبسنده عنه ع إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق
تطلع ليالي فعند ما فرج الناس وهي قدام القائم بقليل.
الثاني والثلاثون النار والحمرة في السماء
المفيد بسنده عن الصادق ع يزجر الناس قبل قيام القائم عن
معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلل السماء الحديث.
الثالث والثلاثون انبثاق الفرات
المفيد بسنده عن الصادق ع سنة الفتح ينبثق الفرات حتى يدخل
في أزقة الكوفة.
الرابع والثلاثون كثرة القتل بين الحيرة والكوفة
المفيد بسنده عن جابر قلت لأبي جعفر ع متى يكون هذا الأمر
فقال انى يكون ذلك يا جابر ولما يكثر القتل بين الحيرة والكوفة النعماني
بسنده عن الباقر ع لا يظهر القائم ع إلى أن قال ويكون قتل بين الكوفة
والحيرة قتلاهم على سواء الحديث وفي البحار على سواء أي في وسط
الطريق أقول الظاهر أن المراد تساوي قتلاهم في العدد.
الخامس والثلاثون قتل رجل من الموالي بين الحيرة والكوفة
النعماني بأسانيده عن الباقر ع في حديث ثم يخرج رجل من
موالي أهل الكوفة في ضعفاء فيقتله أمير جيش السفياني بين الحيرة
والكوفة.
السادس والثلاثون هدم حائط مسجد الكوفة
النعماني بسنده عن الصادق ع إذا هدم حائط مسجد الكوفة
من مؤخرة مما يلي دار ابن مسعود فعند ذلك زال ملك بني فلان اما ان
هادمه لا يبنيه المفيد بسنده عن الصادق ع إذا هدم حائط مسجد
الكوفة مما يلي القائم ع والقوم وبنو فلان عبارة عن بني العباس وقد مر
في الأمر الأول ان زوال ملكهم من العلامات ومر الجواب عن قوله وعند
زواله خروج القائم ع.
السابع والثلاثون خسف ببغداد والبصرة وقتل بالبصرة وخراب
وفناء وخوف بالعراق
المفيد بسنده عن الصادق ع وذكر بعض علامات المهدي إلى

(١) في بعضهم الروايات ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال لها الروحاء قريبا من
كوفتكم وفي معجم البلدان الروحاء قرية من قري ببغداد وقرية بين مكة والمدينة.
(٢) كذا في النسخة والظاهر أنه الفاروث قرية على شاطئ دجلة بين واسط والمذار اما الفاروق
فقرية من قرى إصطخر فارس وارادتها لا تناسب المقام.
(٣) الهردي الثوب المصبوغ بالهرد بالضم وهو الكركم الأصفر وطين احمر يصبغ به واسم لصبغ
اصفر يسمى العروق والمناسب هنا إرادة الطين الأحمر لان المصبوغ به هو الذي نشبهه النار
وما في البحار من جعله بالواو لا بالدال اشتباه وتصحيف.
(٧٦)

أن قال وخسف ببغداد وخسف ببلد البصرة ودماء تسفك بها وخراب دورها
وفناء يقع في أهلها وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار.
الثامن والثلاثون خراب البصرة
وهو مروي عن أمير المؤمنين ع وقد مر في الأمر السابق أن
من العلامات خراب دورها.
التاسع والثلاثون خراب الري
النعماني بسنده عن كعب الأحبار قال وخراب الزوراء وهي الري
وخسف المزورة وهي بغداد (١) الحديث.
الأربعون خروج الرايات السود من خراسان
غيبة الشيخ بسنده عن الباقر ع تنزل الرايات السود التي تخرج
من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي ع بعث إليه بالبيعة النعماني
بسنده عن أبي جعفر ع عن أمير المؤمنين ع انتظروا الفرج من ثلاث
وعد منها الرايات السود من خراسان وبسنده عن معروف بن خربوذ ما
دخلنا على أبي جعفر الباقر ع قط الا قال خراسان خراسان سجستان
سجستان كأنه يبشرنا بذلك.
الحادي والأربعون خروج قوم بالمشرق
النعماني بسنده عن الباقر ع كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون
الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على
عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها الا إلى
صاحبكم قتلاهم شهداء اما اني لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب
هذا الأمر.
الثاني والأربعون رفع اثنتي عشرة راية مشتبهة
عن الصادق ع لترفعن يعني عند خروج المهدي ع اثنتا عشرة
راية مشتبهة ولا يدري أي من أي فبكى الراوي وقال فكيف نصنع فنظر
ع إلى شمس داخلة في الصفة فقال والله لأمرنا أبين من هذه الشمس.
الثالث والأربعون قيام قائم من أهل البيت بجيلان
النعماني بسنده عن أمير المؤمنين ع في حديث وقام قائم منا
بجيلان واجابته الأبر (٢) والديلم
الرابع والأربعون حدث بين المسجدين وقتل خمسة
عشر كبشا من العرب
المفيد بسنده عن الرضا ع إن من علامات الفرج حدثا يكون
بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب
والمراد بالمسجدين مسجدا مكة والمدينة بدليل قول الصادق ع إن
قدام هذا الأمر علامات حدث يكون بين الحرمين قيل ما الحدث قال عصبة
تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا والمراد بفلان وفلان
رجل من ولد العباس لأن المتعارف في ذلك الوقت التعبير عن بني العباس
ببني فلان كما في كثير من الروايات تقية.
الخامس والأربعون الاختلاف الشديد في الدين
غيبة الشيخ بسنده عن الحسن بن علي ع لا يكون هذا الأمر
الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضا ويتفل
بعضكم في وجه بعض وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض قلت ما في
ذلك خير قال الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله
علي بن إبراهيم في تفسيره عن الباقر ع في قوله تعالى أو يلبسكم
شيعا قال هو الاختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض بعد ما ذكر
الدجال والصيحة والخسف.
السادس والأربعون ظهور الفساد والمنكرات
اكمال الدين بسنده عن محمد بن مسلم عن الباقر ع في
حديث قلت له يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم قال إذا تشبه الرجال
بالنساء والنساء بالرجال واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وركب
ذوات الفروج السروج وقبلت شهادات الزور وردت شهادات العدل
واستخف الناس بالدماء وارتكاب الزنا واكل الربا واتقي الأشرار مخافة
ألسنتهم إلى أن قال وجاءت صيحة من السماء بان الحق فيه (٣) وفي
شيعته فعند ذلك خروج قائمنا الحديث وبسنده ان أمير المؤمنين
ع قال إن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا
الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا واخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا
الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا
الأهواء واستخفوا بالدماء وكان الحلم ضعفا والظلم فخرا وكان الأمراء
فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادات الزور
واستعلن الفجور وقول البهتان والاثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت
المساجد وطولت المنار وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت الأهواء
ونقضت العقود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا
على الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم وكان زعيم القوم أرذلهم
واتقي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب واؤتمن الخائن واتخذت القيان
والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه
النساء بالرجال والرجال بالنساء وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد
الآخر قضاء الذمام بغير حق وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا على
الآخرة ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وامر
من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت
المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه الحديث
الكليني في روضة الكافي بسنده عن الصادق ع في حديث قال أ لا
تعلم أن من انتظر امرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في
زمرتنا فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله والجور قد شمل البلاد والقرآن
قد خلق واحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء والدين قد انكفا كما
ينكفئ الإناء وأهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق والشر ظاهرا لا ينهى
عنه ويعذر أصحابه والفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء
والمؤمن صامتا لا يقبل قوله والفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته
والصغير يستحقر الكبير والأرحام قد تقطعت ومن يمتدح بالفسق يضحك

(١) المشهور ان بغداد تسمى الزوراء وقد جعله في الخبر اسما للري وسمى بغداد المزورة.
(٢) قرية قرب استراباد.
(٣) الظاهر رجوع الضمير إلى القائم (ع) ويحتمل رجوعه إلى علي (ع) كما في بعض الروايات.
(٧٧)

منه ولا يرد عليه قوله والغلام يعطي ما تعطي المرأة والنساء يتزوجن النساء
والثناء قد كثر والرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهي ولا يؤخذ على
يديه والناظر يتعوه بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد والجار يؤذي جاره
وليس له مانع والكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في الأرض
من الفساد والخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل
والآمر بالمعروف ذليلا والفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا وأصحاب
الآيات الآثار خ ل يحقرون ويحتقر من يحبهم وسبيل الخير منقطعا وسبيل
الشر مسلوكا وبيت الله قد عطل ويؤمر بتركه والرجل يقول ما لا يفعله
والنساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال والتأنيث في ولد العباس قد
ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها وكان صاحب المال
أعز من المؤمن والربا ظاهرا لا يعير به والزنا يمتدح به النساء ورأيت أكثر
الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن والمؤمن محزونا محتقرا ذليلا
والبدع والزنا قد ظهر والناس يعتدون بشاهد الزور والحرام يحلل والحلال
يحرم والدين بالرأي وعطل الكتاب واحكامه والليل لا يستخفى به من
الجرأة على الله والمؤمن لا يستطيع أن ينكر الا بقلبه والعظيم من المال ينفق
في سخط الله عز وجل والولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير
ويرتشون في الحكم والولاية قبالة لمن زاد والمرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا
يشتهي وتنفق على زوجها والقمار قد ظهر والشراب يباع ظاهرا ليس عليه
مانع والملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجترئ أحد على
منعها والشريف يستذله الذي يخاف سلطانه والزور من القول يتنافس فيه
والقرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل
والجار يكرم الجار خوفا من لسانه والحدود قد عطت وعمل فيها بالأهواء
والمساجد قد زخرفت واصدق الناس عند الناس المفتري الكذب والشر قد
ظهر والسعي بالنميمة والبغي قد فشا والغيبة تستملح ويبشر بها الناس
بعضهم بعضا وطلب الحج والجهاد لغير الله والسلطان يذل للكافر المؤمن
والخراب قد أديل من العمران والرجل معيشته من بخس المكيال والميزان
وسفك الدماء يستخف بها والرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر
نفسه بخبث اللسان ليتقي وتسند إليه الأمور والصلاة قد استخف بها
والرجل عنده المال الكثير لم يزكه منذ ملكه والهرج قد كثر والرجل يمسي
نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه والبهائم يفرس بعضا بعضا
والرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شئ من ثيابه وقلوب الناس
قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم والسحت قد ظهر يتنافس فيه
والمصلي انما يصلي ليراه الناس والفقيه يتفقه لغير الدين بطلب الدنيا والرئاسة
والناس مع من غلب وطالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم
والحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين
العمل القبيح أحد والمعازف ظاهرة في الحرمين والرجل يتكلم بشئ من
الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول
هذا عنك موضوع والناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون باهل الشر
ومسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد والميت يمر به فلا يفزع له أحد
وكل عام يحدث فيه من البدعة والشر أكثر مما كان والخلق والمجالس لا
يتابعون الا الأغنياء والمحتاج يعطي على الضحك به ويرحم لغير وجه الله
والآيات في السماء لا يفزع لها أحد والناس يتسافدون كما تتسافد البهائم لا
ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس والرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع
اليسير في طاعة الله والعقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ
الناس حالا عند الولد ويفرح بان يفتري عليهما والنساء قد غلبن على الملك
وغلبن على كل أمر لا يؤتي الا ما لهن فيه هوى وابن الرجل يفتري على أبيه
ويعلو على والديه ويفرح بموتهما والرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب
العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر
يرى كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره والسلطان
يحتكر الطعام وأموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها ويشرب بها
الخمور والخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها والناس قد
استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به ورياح
المنافقين وأهل النفاق دائمة ورياح أهل الحق لا تحرك والأذان بالأجر
والصلاة بالأجر والمساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة واكل
لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر والسكران يصلي بالناس فهو
لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك لا يعاقب
ويعذر بسكره ومن اكل أموال اليتامى يحدث بصلاحه والقضاة يقضون
بخلاف ما أمر الله والولاة يأتمنون الخونة للطمع والميراث قد وضعته الولاة
لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون والمنابر
يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر والصلاة قد استخف بأوقاتها
والصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله وتعطي لطلب الناس والناس همهم
بطونهم وفروجهم لا يبالون بما اكلوا وبما نكحوا والدنيا مقبلة عليهم واعلام
الحق قد درست فكن على حذر واطلب من الله عز وجل النجاة
الحديث.
السابع والأربعون عض الزمان وجفاء الاخوان
وظلم السلطان وخروج زنديق من قزوين
غيبة الشيخ بسنده عن محمد بن الحنفية قيل له قد طال هذا الأمر
حتى متى فحرك رأسه ثم قال انى يكون ذلك ولم يعض الزمان ولم يجف
الاخوان ولم يظلم السلطان ولم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها
ويكفر صدورها ويغير سورها ويذهب بهجتها من فر منه أدركه ومن حاربه
قتله ومن اعتزله افتقر ومن تابعه كفر حتى يقوم باكيان باك يبكي على دينه
وباك يبكي على دنياه وقال روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخرج بقزوين رجل اسمه
اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفا.
الثامن والأربعون السنون الخداعة
النعماني بسنده عن أمير المؤمنين ع إن بين يدي القائم سنين
خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل وفي
حديث وينطق فيها الرويبضة وعن النهاية في حديث أشراط الساعة
وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة قيل وما الرويبضة يا رسول الله فقال
الرجل التافه وهو تصغير الرابضة أي العاجز الرابض عن معالي الأمور
القاعد عن طلبها والتاء للمبالغة والتافه الخسيس الحقير وفسر الصادق
ع الماحل بالمكار من قوله تعالى وهو شديد المحال يريد المكر.
التاسع والأربعون الجوع والخوف والقحط والقتل والطاعون
والجراد والزلازل والفتن ونقص الأموال والأنفس والثمرات
النعماني بسنده عن الصادق ع لا بد أن يكون قدام القائم
سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال
(٧٨)

والأنفس والثمرات فان ذلك في كتاب الله لبين ثم تلا ولنبلونكم بشئ من
الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين
وبسنده أن جابر الجعفي سال الباقر ع عن هذه الآية فقال ذلك
خاص وعام فاما الخاص من الجوع بالكوفة يخص الله به أعداء آل محمد
فيهلكهم واما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط واما
الجوع فقبل قيام القائم واما الخوف فبعد قيامه قال المفيد وفي حديث
محمد بن مسلم سمعت أبا عبد الله ع يقول إن قدام القائم بلوى من
الله قلت وما هي جعلت فداك فقرأ ولنبلونكم الآية ثم قال الخوف من
ملوك بني فلان والجوع من غلاء الأسعار ونقص الأموال من كساد
التجارات وقلة الفضل فيها ونقص الأنفس بالموت الذريع ونقص الثمرات
بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار ثم قال وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل
خروج القائم ع المفيد بسنده عن الصادق ع أن قدام القائم لسنة
غيداقة (١) يفسد فيها الثمار والتمر في النخل فلا تشكوا في ذلك وقال
أمير المؤمنين ع بين يدي القائم ع موت احمر وموت أبيض وجراد في
حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم فاما الموت الأحمر فالسيف واما الموت
الأبيض فالطاعون وروي حتى يذهب من كل سبعة خمسة وروي
حتى يذهب ثلثا الناس ويمكن الجمع بوقوع ذلك كله على التدريج وعن
الصادق ع لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس وقال
الباقر ع لا يقوم القائم الا على خوف شديد وفتنة وبلاء وطاعون قبل
ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد في الناس وتشتت في دينهم
وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من
كلب الناس واكل بعضهم بعضا فخروجه إذا خرج يكون عند الياس
والقنوط من أن يروا فرجا.
الخمسون اشتداد الحاجة والفاقة وانكار الناس بعضهم بعضا
تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر ع إذا اشتدت الحاجة
والفاقة وأنكر الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا هذا الأمر صباحا
ومساء فقيل الحاجة والفاقة قد عرفناها فما انكار الناس بعضهم بعضا قال
يأتي الرجل أخاه في حاجة فيلقاه بغير الوجه الذي كان يلقاه به ويكلمه بغير
الكلام الذي كان يكلمه به.
الحادي والخمسون تمييز أهل الحق وتمحيصهم
المفيد بسنده عن الرضا ع قال لا يكون ما تمدن إليه أعناقكم
حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم الا القليل ثم قرأ ألم أحسب الناس
أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون والظاهر أن المراد بذلك ارتداد
الكثير عن الدين حتى لا يبقى الا القليل وهم الخالصو الايمان.
الثاني والخمسون تمييز أولياء الله وتطهير الأرض من المنافقين
مجالس المفيد بسنده عن حذيفة بن اليمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يقول يميز الله أولياءه وأصفياءه حتى يطهر الأرض من المنافقين والضالين
وأبناء الضالين وحتى تلتقي بالرجل يومئذ خمسون امرأة هذه تقول يا
عبد الله اشترني وهذه تقول يا عبد الله آوني (١).
الثالث والخمسون الفتن والمسخ
المفيد بسنده عن الكاظم ع في قوله عز وجل سنريهم آياتنا في
الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق قال الفتن في الآفاق والمسخ في
أعداء الحق النعماني بسنده سئل الصادق ع عن قوله تعالى عذاب
الخزي في الحياة الدنيا فقال اي خزي أخزى من أن يكون الرجل في بيته
وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا فيقول الناس ما هذا فيقال
مسخ فلان الساعة قيل قبل قيام القائم أو بعده قال بل قبله.
الرابع والخمسون خلع العرب أعنتها
وهو كناية عن خروجها عن طاعة ملوكها وفعلها ما تشاء ومر في الأمر
الأول أنه قيل للصادق ع متى فرج شيعتكم فعد أشياء ثم قال وخلعت
العرب أعنتها.
الخامس والخمسون بيعة الصبي ورفع كل ذي صيصية صيصيته
الصيصية ما يمتنع به من قرن ونحوه وهو كناية عن أن كل من له أدنى
قوة يطلب الملك والامارة ويحتمل أن يراد رفع البناء وتعليته ومر في الأمر
الأول أنه قيل للصادق ع متى فرج شيعتكم فعد أشياء إلى أن قال
ورفع كل ذي صيصية صيصيته وروي إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل
ذي صيصية بصيصيته.
السادس والخمسون كثرة التولية والعزل
النعماني بسنده عن الصادق ع ما يكون هذا الأمر حتى لا
يبقى صنف من الناس إلا وقد ولوا على الناس حتى لا يقول قائل انا لو
ولينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل.
السابع والخمسون النداء من السماء باسم القائم
وقد جاءت به روايات كثيرة وعبر عنه بالنداء وبالصيحة وبالفزعة
ورواه المنصور الدوانيقي عن الباقر ع وقال لا بد من مناد ينادي من
السماء باسم رجل من ولد أبي طالب من ولد فاطمة ع فإذا كان فنحن
أول من يجيبه لأنه إلى رجل من بني عمنا ولولا أني سمعته من أبي جعفر
محمد بن علي وحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم لكنه محمد بن علي
والمستفاد من الأخبار أن هذا النداء يكون أربع مرات المرة الأولى في
رجب روى النعماني والطوسي في غيبتيهما بأسانيدهما عن الحميري وغيره
عن الرضا ع في حديث لا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة
ووليجة وذلك عند فقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء
وأهل الأرض كأني بهم أسر ما يكونون وقد نودوا نداء أسمعه من بعد كما
يسمعه من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا على الكافرين ينادون في
رجب ثلاثة أصوات من السماء صوتا منها الا لعنة الله على الظالمين والصوت
الثاني أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو
عين الشمس هذا أمير المؤمنين قد ذكر في هلاك الظالمين وفي رواية

(١) الظاهر أن المراد بالغيداقة الكثيرة المطر الذي بسبب كثرته تفسد الثمار وا لتمر لأنه يوجب
اجتماع المياه حول الأشجار وبقاءها مدة طويلة.
(٢) هذا الحديث وان لم يصرح فيه بان ذلك من علامات المهدي الا ان العلماء ذكروه في عدادها
وسياقة يدل على ذلك.
(٧٩)

الحميري والصوت بدن يرى في قرن الشمس يقول إن الله بعث فلانا
فاسمعوا له وأطيعوا فعند ذلك يأتي الناس الفرج وتود الناس لو كانوا أحياء
ويشفي الله صدور قوم مؤمنين المرة الثانية النداء بعد مبايعته بين الركن
والمقام كما مر في الأمر السادس وهذا يكون في شهر رمضان ليلة ثلاث
وعشرين في ليلة جمعة ينادي جبرئيل من السماء باسم القائم واسم أبيه أن
فلان بن فلان هو الامام وفي رواية أيها الناس إن أميركم فلان وذلك هو
المهدي وروي باسمه واسم أبيه وأمه بصوت يسمعه من بالمشرق
والمغرب وأهل الأرض كلهم كل قوم بلسانهم اسمه اسم نبي حتى تسمعه
العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج ولا يبقى راقد إلا
استيقظ ولا قائم إلا قعد ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعا من ذلك
وروي الفزعة في شهر رمضان آية تخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم
وتفزع اليقظان وفي رواية صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ
النائم وتخرج الفتاة من خدرها وقال الباقر ع الصيحة لا تكون إلا في
شهر رمضان وهي صيحة جبرئيل وروي ينادي أن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال أو
فيم القتل أو فيم القتل والقتال صاحبكم فلان ولا
يبعد أن يكون هذا نداء آخر كالذي يأتي بعده تفسير علي بن إبراهيم
بسنده عن أبي جعفر ع في قوله تعالى ولو ترى إذ فزعوا قال من
الصوت وذلك الصوت من السماء الحديث المرة الثالثة النداء باسم
القائم يا فلان بن فلان قم رواه النعماني بسنده عن الصادق ع والظاهر
أنه غير الندائين السابقين المرة الرابعة نداء جبرئيل ونداء إبليس
روي أنه ينادي جبرئيل من السماء أول النهار ألا أن الحق مع علي وشيعته
ثم ينادي إبليس من الأرض في آخر النهار ألا أن الحق مع فلان رجل من
بني أمية وشيعته وروي ألا أن الحق في السفياني وشيعته فعند ذلك
يرتاب المبطلون كما نادى إبليس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة العقبة وروي هما
صيحتان صيحة في أول الليل وصيحة في آخر الليلة الثانية ويمكن الجمع
بوقوع الندائين نداء في الليل ونداء في النهار وقال الباقر ع لا بد من
هذين الصوتين قبل خروج القائم صوت جبرئيل من السماء وصوت إبليس
من الأرض فاتبعوا الأول وإياكم والأخير أن تفتنوا به وفي رواية بعد ذكر
العلامات فان أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء
باسمه وأمره وعن الصادق ع أشهد أني قد سمعت أبي ع يقول
والله إن ذلك يعني النداء باسم القائم في كتاب الله عز وجل لبين حيث
يقول إن نشا ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين فلا
يبقى يومئذ في الأرض أحد إلا خضع وزلت رقبته لها إلى أن قال فإذا
كان من الغد صعد إبليس في الهواء ثم ينادي الحديث وفي رواية إذا
سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما على رؤوسهم الطير وسال زرارة الصادق
ع فقال النداء خاص أو عام قال عام يسمعه كل قوم بلسانهم فقال فمن
يخالف القائم وقد نودي باسمه فقال لا يدعهم إبليس حتى ينادي فيشكك
الناس وسأله أيضا فقال فمن يعرف الصادق من الكاذب فقال يعرفه
الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون أنه يكون قبل أن يكون ويعلمون أنهم
هم المحقون الصادقون وسأله هشام بن سالم فقال وكيف تعرف هذه من
هذه أي الصيحتان فقال يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون.
الثامن والخمسون قتل النفس الزكية
عن الباقر ع أن المهدي حينما يخرج يبعث رجلا من أصحابه إلى
أهل مكة يدعوهم إلى نصرته فيذبحونه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية
اكمال الدين بسنده عن محمد بن مسلم أنه قال للباقر ع متى يظهر
قائمكم فذكر علامات إلى أن قال وقتل غلام من آل محمد بين الركن والمقام
اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية وبسنده عن إبراهيم الحريري
النفس الزكية غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم ولا
ذنب فإذا قتلوه لم يبق لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر فعند ذلك
يبعث الله قائم آل محمد في عصبة لهم أدق في أعين الناس من الكحل فإذا
خرجوا بكى الناس لهم لا يرون إلا أنهم يختطفون يفتح الله لهم مشارق
الأرض ومغاربها ألا وهم المؤمنون حقا ألا أن خير الجهاد في آخر الزمان
غيبة الشيخ بسنده عن عمار بن ياسر وذكر علامات خروج المهدي
ع إلى أن قال فعند ذلك يقتل النفس الزكية وأخوه بمكة ضيعة
الحديث المفيد بسنده عن الباقر ع ليس بين قيام القائم ع
وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة غيبة النعماني بسنده عن
أمير المؤمنين ع في حديث أ لا أخبركم باخر ملك بني فلان قلنا بلى يا
أمير المؤمنين قال قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم من
قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة
قلنا هل قبل هذا من شئ أو بعده من شئ فقال صيحة في شهر رمضان
الحديث.
التاسع والخمسون كسوف الشمس والقمر في غير وقته
المفيد بسنده عن الباقر ع قال آيتان تكونان قبل القائم ع
كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان وخسوف القمر في آخره فقيل
له تكسف الشمس في نصف الشهر والقمر في آخره فقال انا اعلم بما قلت
أنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم ع وفي رواية خسوف القمر
لخمس وفي أخرى انكساف القمر لخمس تبقى والشمس لخمس عشرة
وذلك في شهر رمضان وفي رواية كسوف الشمس في شهر رمضان في
ثلاث عشرة وأربع عشرة منه وفي رواية تنكسف الشمس لخمس مضين
من شهر رمضان قبل قيام القائم.
الستون ركود الشمس وخروج صدر ووجه في عين الشمس
المفيد بسنده عن الباقر ع في قوله تعالى إن نشا ننزل عليهم
من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال سيفعل الله ذلك بهم قلت
ومن هم قال بنو أمية وشيعتهم قلت وما الآية قال ركود الشمس ما بين
زوال الشمس إلى وقت العصر وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس
يعرف بحسبه ونسبه وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه
غيبة الطوسي بسنده عن علي بن عبد الله بن عباس لا يخرج المهدي
حتى تطلع مع الشمس آية ومر في الأمر السابع والخمسين يرون بدنا بارزا
نحو عين الشمس أو يرى بدن في قرن الشمس.
الحادي والستون وجه يطلع في القمر وكف من السماء
النعماني بسنده عن الصادق ع العام الذي فيه الصيحة قبله
الآية في رجل قلت وما هي قال وجه يطلع في القمر ويد بارزة وبسنده
عن الصادق ع أنه عد من المحتوم النداء والسفياني وقتل النفس الزكية
(٨٠)

وكف يطلع من السماء وفزعة في شهر رمضان ومر في الأمر الحادي عشر
وكف يقول هذا وهذا.
الثاني والستون طلوع كوكب مذنب
رواه صاحب كفاية النصوص بسنده عن أمير المؤمنين ع ومر في
العلامات التي ذكرها المفيد وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ثم
ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه لكن الظاهر أنه غيره.
الثالث والستون اشتداد الحر
النعماني بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر سمعت الرضا
ع يقول قبل هذا الأمر يبوح فلم أدر ما اليبوح حتى حججت فسمعت
أعرابيا يقول هذا يوم يبوح فقلت له ما اليبوح فقال الشديد الحر.
الرابع والستون عدم بقاء صنف من الناس الا قد ولوا
النعماني بسنده عن الصادق ع ما يكون هذا الأمر حتى لا
يبقى صنف من الناس إلا قد ولوا حتى لا يقول قائل انا لو ولينا لعدلنا ثم
يقوم القائم بالحق والعدل وعنه ع أن دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت
لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا مثل سيرة
هؤلاء وهو قول الله عز وجل والعاقبة للمتقين.
الخامس والستون موت خليفة
عن الصادق ع بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب على
ناقة ذعلبة يخبرهم بموت خليفة يكون عند موته فرج آل محمد وفرج الناس
جميعا.
السادس والستون قتل خليفة وخلع خليفة واستخلاف ابن السبية
النعماني بسنده عن حذيفة بن اليمان يقتل خليفة ما له في السماء
عاذر ولا في الأرض ناصر ويخلع خليفة حتى يمشي على وجه الأرض ليس له
من الأمر شئ ويستخلف ابن السبية الحديث.
السابع والستون أربع وعشرون مطرة
المفيد بسنده عن سعيد بن جبير قال إن السنة التي يقوم فيها
المهدي ع تمطر الأرض أربعا وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها.
الثامن والستون المطر في جمادي الآخرة ورجب
المفيد بسنده عن الصادق ع إذا آن قيام القائم مطر الناس
جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله فينبت الله به
لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة
ينفضون شعورهم من التراب أقول والظاهر أن هؤلاء أنصار القائم
ع الذين يبعثون من قبورهم عند قيامه ليكونوا من أنصاره.
التاسع والستون خروج دابة الأرض والدجال والدخان
ونزول عيسى ع وطلوع الشمس من مغربها
تفسير علي بن إبراهيم عن الباقر ع في قوله تعالى ان الله قادر
على أن ينزل آية وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الأرض والدجال
ونزول عيسى بن مريم وطلوع الشمس من مغربها وفي قوله تعالى قل
هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال هو الدجال والصيحة
أو من تحت أرجلكم وهو الخسف أو يلبسكم شيعا وهو اختلاف في
الدين وطعن بعضكم على بعض ويذيق بعضكم باس بعض وهو أن
يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة غيبة الشيخ بسنده عن أمير
المؤمنين ع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عشر قبل الساعة لا بد منها السفياني والدجال
والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى
وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر
اكمال الدين بسنده عن الباقر ع في حديث وينزل روح الله
عيسى بن مريم ع فيصلي خلفه أي خلف القائم الحديث وبسنده
أن أمير المؤمنين ع قال إن علامة خروج الدجال إذا أمات الناس
الصلاة وذكر عدة أمور منكرة فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير
المؤمنين من الدجال فقال صائد بن الصيد يخرج من بلدة بأصفهان من قرية
تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب
الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرأه كل
كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان
وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام يخرج في قحط شديد تحته حمار
أقمر (١) خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا لا يمر بماء الا غار إلى
يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والأنس
والشياطين يقول إلي أوليائي انا الذي خلق فسوى وقدر فهدى انا ربكم
الاعلى وكذب عدو الله أنه لأعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق وان
ربكم عز وجل ليس باعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول ألا وان أكثر
أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز وجل
بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق (٢) لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يد
من يصلي المسيح عيسى بن مريم خلفه يعني المهدي ع ويأتي في المجلس
الرابع عشر ان المهدي يظفر بالدجال ويصلبه على كناسة الكوفة ويمكن
الجمع بأنه يقتله على عقبة أفيق ويصلب جثته على كناسة الكوفة والله أعلم
ثم قال أمير المؤمنين ع الا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قيل وما ذلك يا
أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان
وعصى موسى تطبع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقا
وتضع على وجه كل كافر فتكتب فيه هذا كافر حقا حتى أن المؤمن لينادي
الويل لك يا كافر وإن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت اني اليوم
مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز
وجل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل
ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيرا الحديث.
في ذكر السنة التي يخرج فيها المهدي واليوم الذي يخرج فيه والمكان
الذي يخرج فيه وما يفعله بعد خروجه وأين يقيم وهيئته بحسب السن ومدة
ملكه وما تكون عليه الأرض ومن عليها من الناس وسيرته عند قيامه

(١) القمرة بالضم لون يميل إلى الخضرة أو بياض فيه كدرة.
(٢) في القاموس أفيق قرية بين حوران والغور ومنه عقبة أفيق.
(٨١)

وطريقة احكامه وما يبينه الله تعالى من آياته.
فاما السنة التي يخرج فيها فروى المفيد بسنده عن الصادق ع
لا يخرج القائم الا في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاث أو خمس أو سبع
أو تسع وعن الباقر ع يقوم القائم ع في وتر من السنين تسع
واحدة ثلاث خمس واما اليوم الذي يخرج فيه فروى المفيد بسنده عن
الصادق ع ينادي باسم القائم في ليلة ثلاث وعشرين اي من شهر
رمضان كما في الروايات الأخر ويقوم في يوم عاشوراء وهو اليوم الذي قتل
فيه الحسين بن علي لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائما بين الركن
والمقام جبرئيل عن يمينه ينادي البيعة لله فتصير إليه شيعته من أطراف الأرض
تطوى لهم طيا حتى يبايعوه فيملأ الله به الأرض عدلا كما ملئت جورا
وظلما الخصال بسنده عن الصادق ع يخرج قائمنا أهل البيت يوم
الجمعة الخبر وفي رواية يوم السبت ويمكن الجمع بان ابتداء
خروجه يوم الجمعة وظهوره بين الركن والمقام ومبايعته يوم السبت كما يومي
إليه قول الباقر ع كأني بالقائم يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن
والمقام بين يديه جبرئيل ينادي البيعة لله الحديث مهذب ابن فهد
وغيره بأسانيدهم عن الصادق ع يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه
قائمنا أهل البيت وولاة الامر ويظفره الله تعالى بالدجال فيصلبه على كناسة
الكوفة واما المكان الذي يخرج فيه وما يفعله بعد خروجه ومحل اقامته
وهيأته بحسب السن فالمروي كما مر في علامات الظهور ان السفياني بعد
ما يخرج من وادي اليابس بفلسطين ويملك دمشق وفلسطين والأردن وحمص
وحلب وقنسرين ويخرج بالشام الأصهب والأبقع يطلبان الملك فيقتلهما
السفياني لا يكون له همة الا آل محمد وشيعتهم فيبعث جيشين أحدهما إلى
المدينة والآخر إلى العراق اما جيش المدينة فيأتي إليها والمهدي بها وينهبها
ثلاثا فيخرج المهدي إلى مكة فيبعث أمير جيش السفياني خلفه جيشا إلى
مكة فيخسف بهم في البيداء واما جيش العراق فيأتي الكوفة ويصيب من
شيعة آل محمد قتلا وصلبا وسبيا ويخرج من الكوفة متوجها إلى الشام فتلحقه
راية هدى من الكوفة فتقتله كله وتستنقذ ما معه من السبي والغنائم اما
المهدي ع فبعد ان يصل إلى مكة يجتمع عليه أصحابه وهم ثلثمائة وثلاثة
عشر رجلا عدة أهل البدر فإذا اجتمعت له هذه العدة أظهر امره فينتظر بهم
يومه بذي طوى ويبعث رجلا من أصحابه إلى أهل مكة يدعوهم فيذبحونه
بين الركن والمقام وهو النفس الزكية فيبلغ ذلك المهدي فيهبط بأصحابه من
عقبة ذي طول حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات
ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ويخطب في الناس ويتكلم بكلام لم
يتكلم به أحد وروي ان أول ما ينطق به هذه الآية بقية الله خير لكم ان
كنتم مؤمنين ثم يقول انا بقية الله في ارضه وفي رواية يقوم بين الركن
والمقام فيصلي وينصرف ومعه وزيره وقد أسند ظهره إلى البيت الحرام
مستجيرا فينادي يا أيها الناس انا نستنصر الله ومن أجابنا من الناس أو وكل
مسلم على من ظلمنا وانا أهل بيت نبيكم محمد ونحن أولى الناس بالله وبمحمد
صلى الله عليه وآله وسلم فمن حاجني في آدم فانا أولي الناس بآدم ومن حاجني في نوح فانا أولي
الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فانا أولي الناس بإبراهيم ومن حاجني
في محمد فانا أولي الناس بمحمد ومن حاجني في النبيين فانا أولي الناس
بالنبيين أ ليس الله يقول في محكم كتابه ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل
إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم الا
ومن حاجني في كتاب الله فانا أولي الناس بكتاب الله الا ومن حاجني في
سنة رسول الله فانا أولي الناس بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيبايعه أصحابه
الثلاثمائة وثلاثة عشر بين الركن والمقام فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف
خرج بهم من مكة وروي انه إذا خرج لا يبقى في الأرض معبود دون
الله عز وجل من صنم وغيره الا وقعت فيه نار فاحترق وذلك بعد غيبة
طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب ويؤمن به وروي انه يخرج من المدينة
إلى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفه ودرعه وعمامته وبرده ورايته وقضيبه
وفرسه ولامته وسرجه فيتقلد سيفه ذا الفقار ويلبس درعه السابغة وينشر
رايته السحاب ويلبس البردة ويعتم بالعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن
الله في ظهوره وروي ان له علما إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم
من نفسه وانطقه الله عز وجل ونادى اخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله وله
سيف مغمد فإذا حان وقت خروجه اقتلع ذلك السيف من غمده وانطقه
الله عز وجل فناداه اخرج يا ولي الله فلا يحل لك ان تقعد عن أعداء الله
ثم يستعمل على مكة ويسير إلى المدينة فيبلغه ان عامله بمكة قتل فيرجع
إليهم فيقتل المقاتلة ثم يرجع إلى المدينة فيقيم بها ما شاء وفي رواية انه
يبعث جيشا إلى المدينة فيأمر أهلها فيرجعون إليها ثم يخرج حتى يأتي الكوفة
فينزل على نجفها ثم يفرق الجنود منها في الأمصار قال الباقر ع كأني بالقائم
على نجف الكوفة وقد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة
جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد
وذكر ع المهدي فقال يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت وتصفو له
ويدخل حتى يأتي المنبر فلا يدري الناس ما يقول من البكاء فإذا كانت
الجمعة الثانية سأله الناس ان يصلي بهم الجمعة فيأمر ان يخط له مسجد على
الغري ويصلي بهم هناك وعن الباقر ع إذا قام القائم سار إلى الكوفة
فيخرج منها بضعة عشر ألف يدعون البترية عليهم السلاح فيقولون له
ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى
يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم
قصورها ويقتل مقاتلتها حتى يرضي الله عز وعلا ثم يسير من الكوفة إلى
الشام والسفياني يومئذ بوادي الرملة فيلتقون ويقتل السفياني ومن معه حتى
لا يدرك منهم مخبر قال الجواد ع ولا يزال يقتل أعداء الله حتى
يرضى الله قيل وكيف يعلم أن الله قد رضي قال يلقى في قلبه الرحمة ويخرج
اللات والعزى فيحرقهما ثم يرجع إلى الكوفة فيكون منزله بها قال الباقر
ع ثم يأمر من يحفر من مشهد الحسين ع نهرا يجري إلى الغريين حتى
ينزل المساء في النجف ويعمل على فوهته القناطر والارحاء فكأني بالعجوز
على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الارحاء فتطحنه بلا كراء وعن الصادق
ع انه ذكر مسجد السهلة فقال اما انه منزل صاحبكم إذا قدم باهله
وعنه ع إذا قام قائم آل محمد بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب
واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلا وعن الرضا ع انه إذا خرج
يكون شيخ السن شاب المنظر يحسبه الناظر ابن أربعين سنة أو دونها ولا
يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتى يأتي اجله ويكون منزله بالكوفة فلا يترك
عبدا مسلما الا اشتراه واعتقه ولا غارما الا قضى دينه ولا مظلمة لاحد من
الناس الا ردها ولا يقتل منهم عبد الا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهله ولا
يقتل قتيل الا قضى عنه ديته والحق عياله في العطاء حتى يملأ الأرض قسطا
وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا ويسكن هو وأهل بيته الرحبة والرحبة
انما كانت مسكن نوح وهي ارض طيبة ولا يسكن الرجل من آل محمد الا
(٨٢)

بأرض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون واما مدة ملكة ع فالمروي من
طريق أهل السنة كما مر في تضاعيف الاخبار التي نقلناها من طرقهم فيما
تقدم انه يملك أو يلبث سبعا وروي يملك سبعا أو عشرا وروي
يملك عشرين سنة وروي يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا وروي يعيش
سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين وروي يلبث ستا أو سبعا أو
ثماني أو تسع سنين اما المروي من طرق الشيعة فعن الصادق ع انه
يملك سبع سنين تطول له الأيام حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر
سنين من سنيكم فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ونحوه
عن الباقر ع فقيل له جعلت فداك فكيف تطول السنون قال يأمر الله
الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون قيل له انهم
يقولون إن الفلك ان تغير فسد قال ذلك قول الزنادقة فاما المسلمون فلا
سبيل لهم إلى ذلك وقد شق الله القمر لنبيه ورد الشمس من قبله ليوشع بن
نون وأخبر بطول يوم القيامة وانه كالف سنة مما تعدون وعن الباقر ع
ان القائم ع يملك ثلثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم
وعنه ع والله ليملكن رجل منا أهل البيت ثلاث مائة سنة وثلاث عشرة
سنة ويزداد تسعا قيل له ومتى يكون ذلك قال بعد موت القائم قيل وكم
يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى يوم
موته وفي عدة روايات عن الصادق ع ملك القائم منا تسع عشرة
سنة وأشهر وعن الحسن بن علي عن أبيه ع يبعث الله رجلا
في آخر الزمان إلى أن قال يملك ما بين الخافقين أربعين عاما فطوبى لمن
أدرك أيامه وسمع كلامه قال المفيد عليه الرحمة بعد ذكر رواية السبع
سنين التي كل سنة مقدارها عشر سنين التي تقدمت ما لفظه وقد روي
أن مدة دولة القائم ع تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها على ما
قدمناه وهذا أمر مغيب عنا وانما القي إلينا منه ما يفعله الله تعالى بشرط
يعلمه من المصالح المعلومة جل اسمه فلسنا نقطع على أحد الأمرين وإن كانت
الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر وفي البحار الاخبار المختلفة
في أيام ملكه بعضها محمول على جميع مدة ملكه وبعضها على زمان استقرار
دولته وبعضها على حساب ما عندنا من الشهور والسنين وبعضها على سنيه
وشهوره الطويلة والله أعلم.
واما ما تكون عليه الأرض وأهلها مدة ملكه فعن الصادق
ع ان قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها بنور ربها خ ل واستغنى
العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له
ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى وتظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس
على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد
أحدا يقبل منه ذلك استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله واما سيرته
عند قيامه فعن الصادق ع إذا أذن الله له في الخروج صعد المنبر
فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم بالله ودعاهم إلى حقه وان يسير فيهم بسنة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ويعمل فيهم بعمله فيبعث الله جبرئيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم
يقول إلى اي شئ تدعو فيخبره فيقول انا أول من يبايعك ابسط يدك فيمسح
على يده الحديث وعنه ع إذا قام القائم ع دعا الناس إلى الاسلام
جديدا (١) وهداهم إلى أمر قد دثر فضل عنه الجمهور وانما سمي القائم
مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه وسمي القائم لقيامه بالحق وعنه ع
إذا قام القائم ع هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه وحول المقام
إلى الموضع الذي كان فيه (٢) وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب
عليها هؤلاء سراق الكعبة وعنه ع إذا قام القائم ع جاء بأمر
جديد (٣) كما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بدو الاسلام إلى أمر جديد وعن الباقر
ع نحوه وزادوا ان الاسلام بدئ غريبا وسيعود غريبا كما بدئ فطوبى
للغرباء وعن الباقر ع إذا خرج يقوم بأمر جديد وكتاب جديد (٤) وسنة
جديدة وقضاء جديد على العرب شديد وليس شانه الا القتل لا يستبقي
أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم وعنه ع في حديث لكأني انظر إليه بين
الركن والمقام يبايع له الناس بأمر جديد وكتاب جديد وسلطان جديد من
السماء اما انه لا ترد له راية ابدا حتى يموت وعنه ع في حديث يملأ
الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويفتح الله له شرق الأرض
وغربها ويقتل الناس حتى لا يبقى الا دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم يسير سيرة داود ع
وفسر في بعض الأخبار الآتية بأنه لا يريد بينة وعن الحسن بن علي عن أبيه
ع يبعث الله رجلا في آخر الزمان وكلب من الدهر وجهل من
الناس يؤيده الله بملائكته ويعصم انصاره وينصره بآياته ويظهره على الأرض
حتى يدينوا طوعا أو كرها يملأ الأرض عدلا وقسطا ونورا وبرهانا يدين له
عرض البلاد وطولها لا يبقى كافر الا آمن ولا طالح الا صلح وتصطلح في
ملكه السباع وتخرج الأرض نبتها وتنزل السماء بركتها وتظهر له الكنوز
وعن الصادق ع إذا قام القائم ع حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور
وامنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله ولم يبق
أهل دين حتى يظهروا الاسلام ويعرفوا بالايمان أ ما سمعت الله سبحانه
يقول وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون
وحكم بين الناس بحكم داود ع وحكم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فحينئذ تظهر الأرض
كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم موضعا لصدقته ولا بره لشمول
الغنى جميع المؤمنين وعن الباقر ع إذا قام القائم سار إلى الكوفة فيهدم
بها أربعة مساجد ولم يبق على وجه الأرض مسجد له شرف الا هدمها
وجعلها جماء ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق
وأبطل الكنف والميازيب إلى الطرقات ولا يترك بدعة الا أزالها ولا سنة الا
أقامها ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم الحديث وعنه ع
القائم منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض وتظهر له الكنوز
ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ويظهر الله عز وجل به دينه ولو كره المشركون
فلا يبقى في الأرض خراب الا عمر الحديث وعنه ع إذا قام قائم آل
محمد ع حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بينة يلهمه
الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه
بالتوسم قال الله عز وجل ان في ذلك لآيات للمتوسمين وانها لبسبيل مقيم
قال المفيد وليس بعد دولة القائم ع لاحد دولة الا ما جاءت به
الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك فلم يرد على القطع والثبات وأكثر
الروايات انه لن يمضي مهدي الأمة الا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها
الهرج والمرج وعلامات خروج الأموات وقيام الساعة للحساب والجزاء والله أعلم
بما يكون.
في عدد أنصار المهدي ع وأسماء بلدانهم وكيفية اجتماعهم

(١) اي إلى الاقرار والعمل بما درس من شرائع الاسلام والله العالم.
(٢) المقام هو الصخرة التي كان يقوم عليها إبراهيم (ع) حين بناء الكعبة وعليها اثر قدمه وهي
الآن بعيدة عن الكعبة مقابل الركن الذي فيه الحجر الأسود وعليها بناء من خشب ويصلي
الناس خلفها والمروي بما درس من شرائع الاسلام كما مر.
(٤) في تفسيره وبيان أحكامه.
(٨٣)

والمروي كما مر ان عدة من يخرج معه أولا ثلثمائة وثلاثة عشر
رجلا بعدة أهل بدر يجتمعون من أقاصي الأرض على غير ميعاد لا يعرف
بعضهم بعضا وفي رواية يجمعهم الله بمكة قزعا (١) كقزع الخريف يتبع
بعضهم بعضا فيهم خمسون من أهل الكوفة ويروى أربعة عشر والباقي
من سائر الناس وروي ان بينهم خمسين امرأة وهؤلاء هم خواص أصحابه
وروي انهم حكام الأرض وعماله عليها وبهم يفتح شرق الأرض وغربها
وروي انه يقبل أولا في خمسة وأربعين رجلا من تسعة احياء من حي
رجل ومن حي رجلان وهكذا إلى التسعة ولا يزالون كذلك حتى يجتمع
العدد وروي ان معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم
وبلدانهم وطبائعهم وحلاهم وكناهم كدادون مجدون في طاعته وما من بلد
الا ويخرج معه منهم طائفة الا البصرة فلا يخرج منها معه أحد وروي انه
يخرج منها ثلاثة فإذا تم له هذا العدد أظهر امره ثم يزيدون حتى يبلغوا
عشرة آلاف فإذا بلغوا هذا العدد خرج بهم من مكة ويسمى هذا الجيش
جيش الغضب وعن الصادق ع يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة
وعشرون رجلا خمسة عشر من قوم موسى ع الذين كانوا يهدون بالحق
وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسليمان وأبو دجانة
الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما وفي
غاية المرام عن أبي جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة باسناده
عن مسعدة بن صدقة عن أبي بصير عن الصادق ع وذكر حديثا فيه ان
أمير المؤمنين ع كان يعلم أصحاب القائم ع وعدتهم ويعرفهم
بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم وحلائلهم ومنازلهم ومراتبهم وكذلك سائر
الأئمة ع وانه املى على الكاتب: هذا ما املى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
على أمير المؤمنين ع وأودعه إياه من تسمية المهدي ع وعدد من يوافيه
من المفقودين عن فرشهم وقبائلهم السائرين في ليلهم ونهارهم إلى مكة عند
استماع الصوت وهم النجباء القضاة الحكام على الناس وذكر حديثا آخر
بذلك الاسناد فيه ذكر أسمائهم وبلدانهم وبين الروايتين بعض التفاوت
ونحن نقتصر على ذكر أسماء بلدانهم مأخوذة من مجموع الروايتين مرتبة على
حروف المعجم فنذكرها في هذا الجدول.
١ - أسوان.
٧ - أصحاب الكهف.
٢ - إصطخر.
٢ - الأهواز.
٢ - أيلة.
١ - باغة.
١ - بالس.
٩ - بارود.
١ - بتليس.
١ - بدا كذا.
٢ - البريد كذا.
٣ - البصرة.
١ - بعلبك.
٢ - بلمورق كذا.
١ - بله (٢).
٤ - بوشينج.
٩ - بيروت.
التائبون بسرنديب
٤ - وسمنداز (٣).
التاجران من عانة إلى
٢ - أنطاكية وغلامهما (٤).
٢ - ترمذ.
٥ - تفليس.
٣ - جابروان (٥).
١ - الجار (٦).
١٢ - جرجان.
١ - الحارث كذا.
١ - حديثة الموصل.
٢ - حران.
٤ - حلب.
٢ - حلوان.
١ - خلاط.
١ - خيبر.
٣ - دمشق.
١ - دمياط.
٤ - الديلم.
١ ١ الدينل كذا.
٢ - الرافقة (٧).
١ - الربذة.
٣ - الرقة.
١ - الرها.
١ - ريدار كذا.
٧ - الري.
٣ - سجستان.
١ - السلم كذا.
٥ - سلمية.
٤ - سمنداز.
١ - سميساط.
٤ - سنجار.
٢ - السند.
١ - شيراز أو سيراف الشك
من مسعدة.
٢ - الصامغان (٨).
٢ - صنعاء.
١ طازنيد الشرق (٩)
وهو المرابط السياح (١٠).
٢٤ - الطالقان.
٢ طاهي كذا.
٧ - طبرستان.
١ - طبرية.
١ - طرابلس.
١ - الطواف الطالب للحق
من يخشب (١١).
٥ - طوس.
١ - عكبرا.
١ - الفارياب.
١ - فرغانة.
٤ - الفسطاط.
١ - فلسطين.
١ - قالس.
١ - قاليقلا.
١ - القبة كذا.
١ - القريات كذا.
٢ - قزوين.
١ - القلزم.
١٨ - قم.
١ - قندابيل كذا.
٢ - قعس.
٢ - القيروان.
٣ - كور كرمان.
١ - كوريا.
١٤ - الكوفة.
١ - مازن كذا.
١ - المتخلي بسقلبة (١٢).

(١) القزع محركة قطع السحاب الواحدة بهاء ونسبته إلى الخريف أما لسرعة اجتماعه أو لتجمعه
قطعا صغيره من أماكن شتى كما يومي إليه قوله يتبع بعضهم بعضا.
(٢) لعله بلد أو بلنسبة.
(٣) في ذيل الرواية انهم أربعة من تجار فارس يخرجون عن تجاراتهم فيستوطنون سرنديب وسمنداز
حتى يسمعوا الصوت ويمضوا إليه.
(٤) في ذيل الرواية انهما يخرجان مع غلام لهما أعجمي في رفقة من النجار يريدون أنطاكية
فيسمعون الصوت فيذهلون عن تجارتهم ويفتقدهم رفقاؤهم ثم يبيعون لهم تجارتهم
ويحملونها إلى أهاليهم وبعد سنة أشهر يوافون إلى أهاليهم على مقدمة القائم (ع)
(٥) مدينة قرب تبريز.
(٦) مدينة على بحر القلزم.
(٧) بلد متصل بالرقة.
(٨) بحدود طبرستان.
(٩) لم نجدها في معجم البلدان.
(١٠) في ذيل الخبر انه رجل من أصبهان من أبناء دهاقينها يخرج سياحا في الأرض وطلب الحق ثم
ينتهي إلى الطازنيد ويقيم بها حتى يسرى به.
(١١) في ذيل الرواية رجل من أهل يخشب قد كتب الحديث وعرف الاختلاف بين الناس فلا يزال
يطوف بالبلاد حتى يأتيه الأمر وهو يسير من الموصل إلى الرها فيمضي حتى يوافي مكة.
(١٢) في ذيل الخبر أنه رجل من أبناء الروم لا يزال يخرج إلى بلد الاسلام يجول بلدانها حتى يمن الله
عليه بمعرفة الأمر الذي أنتم عليه فيدخل سقلبة ويعبد الله حتى يسمع الصوت فيجيب.
(٨٤)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان إلى
يوم الدين وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشامي عامله الله بفضله ولطفه هذا
هو الجزء الخامس من أعيان الشيعة وهو أول الاجزاء المبتدأ فيها
بذكر أعيان الشيعة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ع مرتبة على
حروف المعجم بحسب الأسماء وأسماء الآباء والأجداد والنسب والألقاب
والكنى ومن الله تعالى نستمد المعونة والتوفيق والتسديد.
حرف الألف
الآبي
يقال للحسن بن أبي طالب صاحب كشف الرموز وهو المراد إذا اطلق
في كلام الفقهاء ويقال لأبي سعيد منصور بن الحسين صاحب نثر الدرر
وزير مجد الدولة البويهي وعند الاطلاق ينصرف إلى أحد هذين ويميز بالقرائن
فإن كان في كلام الفقهاء فالمراد الأول وإن كان في كلام المؤرخين وأمثالهم
فينصرف إلى الثاني وكثيرا ما يوصف بأنه صاحب نثر الدرر فيرتفع
الالتباس. وهناك رجلان يوصف كل منهما بالآبي وهما أبو منصور محمد بن
الحسين أخو صاحب نثر الدرر والحسن بن محمد بن الحسن لكنه لا ينصرف
إليهما الإطلاق خصوصا الثاني. ويقال لأحمد بن الحسين بن عبيد الله أبو
العباس الآبي العروضي وحاجي بابا بن محمد العلوي الحسيني الآبي
وصاعد بن محمد بن صاعد البريدي الآبي وعلي بن زيد بن الحسن الآبي
القاضي وغيرهم.
الآجري لقب زيد الآجري.
آخكر بن الحاج رشيد خان القمي المتخلص بشرر
شاعر أديب له ديوان شعر بالفارسية.
آدم بن إسحاق بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي.
الأشعري منسوب إلى الأشعر أبو قبيلة باليمن واسمه نبت
والأشعر لقبه لأنه ولد وعليه شعر وهو نبت بن أدد بن زيد بن يجشب بن
يعرب بن قحطان منهم أبو موسى الأشعري الصحابي أحد الحكمين
بصفين. ومن ذرية أبي موسى أبو الحسن الأشعري الذي ينسب إليه
مذهب الأشاعرة. والمترجم منسوب إلى هذه القبيلة التي سكنت قسما من
إيران بعد الفتوحات الاسلامية وسبب سكناهم بها انهم خرجوا في جيش
أيام الحجاج وبقوا هناك وتغلبوا على تلك النواحي وسكنوها وكثر فيهم
الرواة والعلماء وكانوا شيعة ثقات أجلاء ويقال الأشعرون بحذف ياء النسبة
تخفيفا والأشعريون باثباتها مخففة والمترجم من رواة الحديث من أواخر أهل
القرن الثالث يروي عنه محمد بن خالد البرقي المتوفى سنة ٢٧٤ ومحمد بن
عبد الجبار الذي هو من أصحاب الإمام علي الهادي ع وجده آدم بن
عبد الله من أصحاب الصادق ع. قال العلامة في الخلاصة: قمي ثقة
وقال الشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست أسماء المصنفين من الامامية:
آدم بن إسحاق بن آدم له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل
الشيباني عن أبي جعفر محمد بن بطة القمي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي
وهو أحمد بن محمد بن خالد عد آدم بن إسحاق بن آدم وقال النجاشي
في فهرست أسماء المصنفين من الشيعة: ثقة له كتاب يرويه عنه محمد بن
عبد الجبار وأحمد بن محمد بن خالد أخبرنا محمد بن علي القناني قال حدثنا
أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار
قال حدثنا آدم بن إسحاق. قال ابن داود في رجاله انه لم يرو عنهم ع
قال الميرزا وهو غير بعيد إلا اني لم أجد تصريحا بذلك من غيره قال
المؤلف المراد بالكتاب غالبا في هذا وأمثاله ما اشتمل على روايات مسندة
عن أئمة أهل البيت ع في الأحكام الشرعية ونحوها يرويها
صاحب الكتاب وقد يكون الكتاب في غير الأحكام الشرعية من التواريخ
والحروب والمغازي وغيرها كما تعلمه مما سيمر عليك واعلم أن الكتب
المذكورة للمصنفين في فهرست الشيخ الطوسي ورجال النجاشي كلها قد
ذكروا أسانيدهم إليها متصلة بهم إلى أصحابها بل لهم أسانيد متعددة إلى
أصحابها واقتصروا على اسناد واحد منها روما للاختصار ونحن نذكر تلك
الأسانيد التي ذكروها لتلك الكتب بتمامها كما ذكروها ولا نختصر منها شيئا
ليعلم به مقدار تثبت الشيعة علمائهم ورواتهم في اخذ الأحاديث وروايتها
وانهم أشد الناس تثبتا في ذلك وفي لسان الميزان روى يونس بن يعقوب
وعبيد الله بن محمد الجعفي وغيرهما. روى عنه محمد بن عبد الجبار
وإبراهيم بن هاشم القمي وأبو عبد الله البرقي. قال يعني البرقي:
وكان زاهدا خاشعا. ولم ينقل أصحابنا هذه الزيادة عن البرقي.
السيد الشريف آدم الحسني المعروف بالطائفي نزيل بيهق.
كان من علماء المائة الخامسة. ذكره صاحب لب الألباب في الأنساب
ونص على أنه كان من الشيعة. له شرح على المعلقات السبع.
آدم بن الحسين النخاس.
بالنون والخاء المعجمة والسين المهملة كما عن الايضاح وفي
الخلاصة: النجاشي بدل النخاس ولعله تصحيف وعن الشهيد الثاني انه
وجد في كتاب النجاشي بخط ابن طاوس أيضا النجاشي وقال الحسن بن
داود في رجاله: من أصحابنا من أثبته في كتاب له النجاشي وهو غلط
انتهى في الخلاصة: كوفي ثقة وقال النجاشي: كوفي ثقة له أصل يرويه
عنه إسماعيل بن مهران أخبرنا محمد بن علي القناني قال حدثنا إبراهيم بن
سليمان قال حدثنا إسماعيل بن برهان قال حدثنا آدم بن الحسين النخاس
بكتابه وعن كتاب رجال الشيخ الطوسي: آدم بن الحسين النخاس الكوفي
من أصحاب الصادق ع له أصل يرويه عنه إسماعيل بن مهران أخبرنا
محمد بن علي القناني إلى آخر ما مر عن النجاشي إلى قوله بكتابه وفي رجال
الشيخ أيضا في أصحاب الصادق ع آدم أبو الحسين النخاس الكوفي
والظاهر أنه هو ابن الحسين المذكور أو صحف ابن بابو قال المؤلف كان
أصحاب أئمة أهل البيت ع يجمعون مروياتهم عن الأئمة في
احكام الدين ونحوها بأسانيدها في كتاب أو كتب فإذا قيل له كتاب أو أصل
يريدون هذا غالبا والأصل كتاب مخصوص يمتاز عن مطلق الكتاب اما
بصحته وانتقائه أو بجمعه لجميع أبواب الفقه أو أكثرها أو غير ذلك فليس
(٨٥)

كل كتاب يسمى أصلا. وكان لأصحاب الأئمة ع أربعمائة
مصنف امتازت من بين سائر كتبهم التي تعد بالألوف وتسمى هذه بالأصول
الأربعمائة.
آدم بن صبيح الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع. وفي لسان الميزان عن رجال الطوسي
أنه قال كان ثقة انتهى ولم ينقله غيره عن رجال الشيخ.
الأميرة آرايش بيگم ابنة الأمير إسكندر بن قرا يوسف بن قرا
محمد بن بيرام خواجة التركمانية.
كان أبوها من امراء طائفة قراقوينلو التركمانية وقتل سنة ٨٤١ اما
هي فقد استدل صاحب مجالس المؤمنين على تشيعها وتشيع عشيرتها بشعر
كان منقوشا على خاتمها وهو:
در مشغله دنيا در معركه محشر از آل علي گويد آرايش إسكندر
: آدم بن عبد الله القمي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع ويمكن اتحاده مع الذي بعده
والظاهر أنه أخو عمران بن عبد الله القمي ويأتي قول الصادق ع له انه
من أهل بيت المختار أو نجيب من قوم نجباء أو من أهل البيت النجباء.
آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري.
قمي ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وفي لسان الميزان انه جد
آدم بن إسحاق المتقدم ووالد زكريا بن آدم الآتي ذكره الطوسي في رجال
الشيعة الإمامية وأثنى عليه. ولم نجد ثناءه عليه.
آدم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع. وفي ميزان الاعتدال انه أخو
سفيان قال أبو حاتم الرازي لا يحتج به انتهى وفي لسان الميزان: وبقية
كلام أبي حاتم يأتي بالمناكير وذكره الطوسي في رجال الشيعة فيمن يروي
عن جعفر الصادق وقال كان يكتب بين يديه. وليست هذه الزيادة فيما مر
عن الطوسي.
آدم بن المتوكل أبو الحسين بياع اللؤلؤ.
قال النجاشي: كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكره أصحاب
الرجال ان له أصلا رواه عنه جماعة. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا
علي بن حبشي حدثنا حميد عن أحمد بن زيد حدثنا عبيس عنه وقال الشيخ
في الفهرست: آدم بن المتوكل له كتاب رويناه بالاسناد الأول يعني
أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن القاسم بن
إسماعيل القرشي عن أبي محمد عنه واستظهر جماعة اتحاد الثاني مع ابن
المتوكل وذكروا ان مثله قد وقع من الشيخ في كتاب الرجال والفهرست كثيرا
أقول يبعده اختلاف السند في الجملة وفي رجال ابن داود عن النجاشي
ورجال الشيخ انه مهمل وليس في الخلاصة وهو يؤيد الاهمال. مع أنه موثق
في الكتابين وهذا من أغلاط كتاب ابن داود فقد قالوا إن فيه أغلاطا كثيرة
ثم إن الموجود في نسخة الفهرست المطبوعة عن القاسم بن سهل القرشي
وفي نسخة مخطوطة مقروءة على الشهيد الثاني القاسم بن إسماعيل القرشي
وكذا في رجال الميرزا وغيره فالظاهر أن سهل تصحيف وفي التعليقة: قال
المحقق الشيخ سليمان البحراني الذي أراه ان كلمة عن في قوله عن أبي
محمد زائدة قال ونظره إلى القاسم بن إسماعيل يكنى بأبي محمد والموجود في
رجال الميرزا عن أبي محمد يعني عبيس عنه ولكن ذلك ليس في نسخة
الفهرست فالظاهر أنه تفسير ألحق بالعبارة ولعله من الميرزا وفي التعليقة:
الظاهر أنه العباس بن عيسى العامري وهو يكنى بأبي محمد يروي عنه حميد
بواسطة ابنه وأحمد بن ميثم وعلى اي تقدير كونه عبسيا محتمل بل هو الظاهر
كما يشير إليه رواية النجاشي عن حميد عن أحمد بن زيد عن عبيس عنه
قال وهذا يشير أيضا إلى اتحاد بياع اللؤلؤ مع ابن المتوكل وإن كان ظاهر
الفهرست التعدد ولعله غير مضر لكثرة وقوع أمثاله من الشيخ قال بعض المحققين
ان الشيخ كان متى ما يرى رجلا بعنوان ذكره فاوهم ذلك التعدد قلت وقع
ذلك منه في الفهرست مكررا ومنه ما سيجئ في صالح القماط لكن وقوعه
في رجال الشيخ أكثر بل هو فيه في غاية الكثرة وسنشير إليه في ترجمة
إبراهيم بن صالح والظاهر أن ذكره كذلك لأجل التثبت كما صدر عن
النجاشي أيضا منه ما سيجئ في الحسين بن محمد بن الفضل وليس هذا
غفلة منهم كما توهم البعض وسيجئ من المصنف يعني الميرزا محمد في
صالح بن خالد ما يشير إلى ما ذكرناه وربما وقع منهم التوثيق في موضع
وعدمه في آخر كما سيجئ في أبان بن محمد وغيره انتهى التعليقة يروي
عنه عبيس وأحمد بن زيد الخزاعي. وفي لسان الميزان ذكره الطوسي في
مصنفي الشيعة الإمامية واثنى على حفظه وعلمه انتهى وليس في
الفهرست ولا غيره ثناء منه على حفظه وعلمه.
آدم بن محمد القلانسي من أهل بلخ
روى عنه الكشي في الرجال وذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع
وقال قيل إنه كان يقول بالتفويض ومثله في الخلاصة ورجال ابن داود فهو
من المقدوحين. وفي لسان الميزان: روى عن أحمد بن النسوي وعلي بن
الحسن بن هارون الدقاق وإبراهيم بن محمد روى عنه محمد بن
مسعود العياشي وأثنى عليه وذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة وكان
يتهم بالتفويض.
آدم بن يونس بن أبي المهاجر النسفي.
ثقة عدل قرأ على الشيخ أبي جعفر الطوسي تصانيفه قاله منتجب
الدين في فهرسته ونسف بفتح النون وفتح السين المهملة بعدها:
مدينة كبيرة بين جيحون وسمرقند على مدرج بخارى وبلخ. وفي لسان
الميزان ذكره أبو علي بن بابويه في رجال الشيعة الإمامية وقال كان فقيها
مناظرا قرأ على أبي جعفر الطوسي تصانيفه. والصواب على ابن بابويه وهو
صاحب الفهرست، وليس في نسخ فهرست ابن بابويه التي بأيدينا قوله كان
فقيها مناظرا.
الآدمي
سهل بن زياد وظاهر أبي علي في رجاله انه بالمد ويمكن كونه نسبة إلى
الآدم جمع أديم ويقال في جمع الأديم آدام أيضا بالمد.
الآذربايجاني
لقب أحمد بن محمد المحقق الأردبيلي
(٨٦)

الآذري
لقب نور الدين حمزة بن علي الطوسي. أذاد
لقب غلام علي الحسيني الواسطي البلكرامي وهو لفظ فارسي معناه
الحر.
آزر بن آخر ابن الحاج رشيد خان القمي.
شاعر أديب من شعراء الفرس له ديوان شعر بالفارسية.
السيد مير آصف القزويني.
سيد جليل القدر فاضل كامل ذكره الشيخ عبد النبي القزويني في
تكملة أمل الآمل فقال من علماء السادات وسادات العلماء والفضلاء
الفائزين بعالي الدرجات رأيت علماء قزوين الذين فازوا بلقائه يمدحونه
ويثنون عليه ويعظمونه ويصفونه بالفضل ولم القه قرأ في قزوين وأصبهان
عند فضلائها المشهورين في أواخر المائة الحادية عشرة وأول الثانية عشرة
فمهر في العلوم وبرع ثم عاد من أصبهان إلى قزوين إلى تفليس ثم عين
مدرسا فيها أو في إيروان وكان تقيا زاهدا ورعا وكان في المحاصرة المحمودية
التي اشتد فيها الغلاء والقحط رأيت من مصنفاته شرحه على خطبة همام
لأمير المؤمنين ع أجاد فيه كل الإجادة انتهى ومراده بالمحاصرة
المحمودية محاصرة الأفغانيين ورئيسهم محمود خان لأصفهان وله في المواساة
وإيثاره اخوانه المؤمنين حكايات تذكر.
الآقا البهبهاني
اسمه محمد باقر بن محمد أكمل.
السيد آقا بن الميرزا إسماعيل الحسيني المرعشي الخليفة سلطاني.
كان من أعيان المائة الثالثة عشرة بأصبهان ذا ورع وسداد وفضل
بالغ: شرح على كتاب سرماية ايمان للفياض في العقائد وشرح على
خلاصة الشيخ البهائي.
المولى آقا الجويني القزويني.
ولد سنة ١٢٤٧ وتوفي سنة ١٣٠٧ له رسالة في المواريث فارسية
مبسوطة.
الشيخ أبو محمد المعروف باقا ابن الشيخ حسين العاملي المشهدي
الطوسي.
توفي سنة ١٢٤٠ ودفن في الحرم المطهر الرضوي آقا بالمد كلمة
فارسية معناها السيد وهم ينطقونها بالغين ويكتبونها بالقاف وربما نطقوها
بالهمزة بغير مد وكان أبوه الشيخ حسين قد جاء من جبل عامل إلى المشهد
المقدس الرضوي وتوطنه وكان من أفاضل العلماء كما ذكرناه في ترجمته وولد
ابنه المذكور هناك. ذكره في رياض الجنة فقال وللشيخ حسين المذكور ابن
كامل وهو المولى أبو محمد عالم فاضل كامل محقق مدقق نحرير مهندس ماهر
في أكثر الفنون سيما الرياضية قرأنا عليه نبذا من جواهر شرح التجريد
للقوشي في المشهد الرضوي أطال الله بقاءه انتهى وعن كتاب دقائق
الخيال تاليف ميرزا محمد صالح الرضوي انه نسب إليه أشعارا ورباعيات
بالفارسية وقال: المولى أبو محمد المعروف باقا وذكره في مطلع الشمس
بعنوان مولانا آقا أبو محمد ابن الشيخ حسين المشهدي الطوسي وقال:
كان من الأساتيذ المشهورين في العلوم الشرعية والرياضيات خصوصا فن
التنجيم واحكام النجوم قرأ عليه النواب محمد ولي ميرزا في زمان امارته على
خراسان العلوم الرياضية ووقع في عهده كسوف كلي للشمس حتى ظهرت
الكواكب فارخ هذه الواقعة بقوله:
قد انكسفت الشمس كلها.
ميرزا آقا خان ابن حسين قلي خان المهندس.
هو تلميذ نجم الملك الميرزا عبد الغفار له أصول الجبر والمقابلة
فارسي مطبوع.
ملا آقا بن عابدين بن رمضان علي بن زاهد الشيرواني الدربندي
المعروف بالفاضل الدربندي الحائري.
وفاته
توفي سنة ١٢٨٦ أو ٨٥ في طهران ونقل إلى كربلاء فدفن في
الصحن الصغير الحسيني متصلا بقبر السيد محمد مهدي ابن صاحب
الرياض ولم يخلف إلا بنتا.
نسبته
الدربندي نسبة إلى دربند قرية بنواحي طهران ودربند أيضا البلد
المسمى بباب الأبواب والشيرواني نسبة إلى شيروان بالشين المعجمة
المكسورة والمثناة التحتية الساكنة والراء المهملة والواو والألف والنون مدينة
من بلاد تركستان التي اخذتها روسيا من دولة إيران لم يذكرها ياقوت ولكنه
قال شيروان قرية بنواحي بخارى.
أحواله
فقيه أصولي متكلم محقق مدقق جامع للمعقول والمنقول كثير الجدل
معروف بذلك لا يفتأ يعترض أستاذه في مجلس درسه خشن الكلام في
المذاكرة حتى نفر الطلاب منه خرج من دربند إلى كربلاء لطلب العلم
وناصب البابية أيام ظهورهم في كربلاء وحاولوا اغتياله في داره فدافع عن
نفسه إلى أن هرب لكنه جرح جراحا بالغة في وجهه ثم خرج إلى طهران وأقام
فيها مقدما عند ناصر الدين شاة وعند الناس كافة وكان يعظ في طهران ويرقى
المنبر في العاشوراء ويذكر خبر مقتل الحسين ع ويبكي ويلطم على رأسه
ويظهر أشد الجزع ويبكي الناس لبكائه.
مشايخه
عمدة تلمذه على شريف العلماء المازندراني لي كربلاء.
مؤلفاته
١ الخزائن في الأصول مجلدين مطبوع ٢ عناوين الأدلة في
الأصول رأيت نسخته في كرمنشاه ٣ خزائن الاحكام شرح منظومة بحر
العلوم ٤ قواميس القواعد في الرجال مشتمل على دراية الحديث والرجال
وطبقات الرواة ٥ كتاب في الدراية والظاهر أنه هو رسالة معرفة الأسانيد
التي ذكرها بعضهم وقال إنه تعرض فيها لكثير من اصطلاحات العامة ٦
جوهر الصناعة في الأسطرلاب كتبه لتلميذه الميرزا السيد محمد رضا
(٨٧)

الموسوي الهندي الملقب بميرزا علي جاه بهادر خان الذي قرأ عليه شطرا من
العلوم وهو كتاب لم يكتب مثله مطبوع وفي ظهره اجازة الدربندي لتلميذه
المذكور ٧ الفن الاعلى في الاعتقادات ٨ فن التمرينات ٩ اكسير
العبادات في اسرار الشهادات المشهور باسرار الشهادة في واقعة الطف اتى
فيه بالغرائب وبأمور توجب عدم الاعتماد عليه طبع مرارا وترجمه بعض
العلماء بالفارسية وسماه أنوار السعادات والترجمة مطبوعة ١٠ السعادة
الناصرية ألفه لناصر الدين شاة بالفارسية مطبوع وهو ترجمة لبعض اسرار
الشهادات أهدانيه بعض ترك إيران من تجار مغنيسيا رأيت فيه كثيرا من
الغرائب والاخبار التي لم يذكرها مؤرخ ولا يقبلها عقل ١١ جواهر
الايقان مقتل فارسي مطبوع. وبالجملة قد أكثر في مؤلفاته النقلية من
الاخبار الواهية بل اورد ما لا تقبله العقول ولم تصدقه النقول عفا الله عنا
وعنه بكرمه.
آقسنقر بن عبد الله التركي الوزيري فلك الدين
توفي يوم الأحد ١٥ جمادى الأولى سنة ٦٠٤ ببغداد وحمل إلى مشهد
الحسين ع فدفن هناك.
فيما أرسله الدكتور مصطفى جواد البغدادي إلى مجلة العرفان نقلا عن
كتابه السنين الضائعة من الحوادث الجامعة بين سنة ٦٠٠ ٦٢٦ ما
لفظه: هو فلك الدين آقسنقر بن عبد الله التركي الوزيري نسبة إلى الوزير
نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي وزير الامام الناصر العباسي توفي
يوم الأحد خامس عشر جمادى الأولى من سنة ٦٠٤ وصلي عليه بالمدرسة
النظامية وشيعه خلق كثير وحمل إلى مشهد الحسين ع ودفن هناك
انتهى.
آل أبي أراكة
مولى كندة وابنه ميمون. في رجال بحر العلوم كان ابنا ميمون
الكندي بشير وشجرة وأبناؤهما إسحاق بن بشير وعلي بن شجرة والحسن بن
شجرة من بيوت الشيعة وممن روى عن الأئمة ع وفيهم الثقات قال
النجاشي علي بن شجرة بن ميمون بن أبي أراكة النبال مولى كندة روى أبوه
عن أبي جعفر ع وأبي عبد الله ع واخوه الحسن بن شجرة روى
وكلهم ثقات وجوه جلة انتهى.
آل أبي الجعد
رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي وأبناؤه سالم وعبيد وزياد بنو
أبي الجعد في رجال بحر العلوم: ذكرهم الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين
ع والبرقي في خواص أصحابه من مضر وكذا العلامة في آخر
القسم الأول من كتابه وفيهما سالم وعبيدة وزياد بنو الجعد الأشجعيون وفي
رجال الشيخ: زياد بن الجعد وعبيد بن الجعد وسالم بن أبي الجعد
والصواب أبو الجعد في الجميع قال النجاشي رافع بن سلمة بن زياد بن أبي
الجعد الأشجعي مولاهم كوفي روى عن أبي جعفر ع وأبي عبد الله ع
ثقة من بيت الثقات وعيونهم وظاهر كلامه توثيق أهل هذا البيت جميعا ولا
أقل من دلالته على وثاقة الأعيان والمعروفين منهم وفي التقريب: سالم بن
أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم الكوفي ثقة وعبيد بن أبي الجعد
الغطفاني بفتح المعجمة صدوق من الثالثة وزياد بن أبي رافع الكوفي مقبول
من الرابعة ورافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد مولاهم البصري ثقة من
السابعة ويزيد بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي صدوق من السابعة
وفي تهذيب الكمال عبيد بن أبي الجعد الغطفاني أخو سالم بن أبي الجعد
وإخوته روى عن جابر بن عبد الله وأخيه زياد بن أبي الجعد عنه سلمة بن
كهيل وسليمان الأعمش ومنصور بن المعتمر وابن أخيه يزيد بن زياد بن أبي
الجعد ذكره ابن حبان في الثقات انتهى وذكر الشيخ رحمه الله في رجال
الباقر ع يزيد بن زياد الكوفي وفي رجال الصادق ع سلمة بن
زياد مولى بني أمية وفي رجال الكاظم ع إبراهيم بن محمد الجعدي ولم
يصرح بأنهم من آل أبي الجعد.
آل أبي الجهم: القابوسي اللخمي
من ولد قابوس بن النعمان بن المنذر. وفي رجال بحر العلوم: بيت
كبير جليل بالكوفة منهم أبو الحسين سعيد بن أبي الجهم وابناه الحسين بن
سعيد والمنذر بن سعيد ومحمد بن المنذر بن سعيد والمنذر بن المنذر بن سعيد
قال النجاشي سعيد بن أبي الجهم اللخمي أبو الحسين من ولد قابوس بن
النعمان بن المنذر كان سعيد ثقة في حديثه وجها بالكوفة وآل أبي الجهم بيت
كبير في الكوفة ثم قال: المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم
القابوسي من ولد القابوس بن النعمان بن المنذر ناقل (١) إلى الكوفة ثقة من
أصحابنا من بيت جليل. ومن بني قابوس اللخمي نصر بن قابوس
القابوسي وكان خيرا فاضلا وتوكل للصادق ع عشرين سنة ولم يعلم أنه
وكيل وعده المفيد رحمه الله من خاصة الكاظم ع وثقاته. ومن بني
قابوس نعيم القابوسي ذكره المفيد في ارشاده وقال فيه مثل ما قال في
نصر بن قابوس.
آل أبي رافع
في رجال بحر العلوم الطباطبائي: آل أبي رافع من ارفع بيوت
الشيعة بنيانا وأعلاها شانا وأقدمها اسلاما وايمانا ثم عد منهم أبا رافع مولى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابنيه عبيد الله وعليا كاتبي أمير المؤمنين ع ثم قال
ولعلي بن أبي رافع ابن اسمه عبيد الله ولأخيه عبيد الله بن أبي رافع أبناء
ثلاثة وهم عبد الله وعون ومحمد ولمحمد بن عبيد الله ابن يسمى عبد الرحمن
ويكنى أبا محمد ومن آل أبي رافع إسماعيل بن الحكم الرافعي. وقال:
وبعض الروايات يدل صدرها على أن لعبيد الله بن أبي رافع ابنا اسمه
عبد الله لكن يظهر سن قوله في أثنائها قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع ان
الراوي عون ولعله الصواب فاني لم أجد لعبد الله بن عبيد الله ذكرا الا هنا
وعن الإستيعاب لابن عبد البر انه طرق الرواية إلى زيد بن عبيد الله بن أبي
رافع عن أبيه عن جده ولم أجده في كتب أصحابنا انتهى.
آل أبي سارة
في رجال بحر العلوم: الحسن بن أبي سارة واخوه مسلم وابنه
محمد بن الحسن وابنا أخيه عمر بن مسلم ومعاذ بن مسلم الهراء ويقال له
الفراء وابنه يحيى بن معاذ قال النجاشي محمد بن الحسن بن أبي سارة أبو
جعفر يعرف بالرؤاسي روى هو وأبوه عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع
وابن عم محمد الحسن معاذ بن مسلم بن أبي سارة ومحمد بن أبي سارة الكوفي
.

(١) الناقل الذي انتقل من البادية إلى الأمصار. المؤلف
(٨٨)

ذكره الشيخ في رجال الصادق والظاهر أنه أخو الحسن ومسلم المذكورين
وهم أهل بيت فضل وأدب. وعلى معاذ ومحمد فقه الكسائي علم العرب
والكسائي والفراء يحكون في كتبهم كثيرا قال أبو جعفر الرؤاسي محمد بن
الحسن وهم ثقات لا يطعن عليهم بشئ قال الكشي معاذ وعمرو ابنا
مسلم كوفيان كذا في المجمع. وفي غيره عمر مكان عمرو وقال الصدوق
في نوادر الصوم من الفقيه معاذ بن كثير يقال له معاذ بن مسلم الهراء ونحوه
قال الشيخ رحمه الله في قضاء التهذيب وقد عد المفيد في الارشاد معاذ بن
كثير من شيوخ أصحاب أبي عبد الله ع وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء
الصالحين فعلى تقدير اتحاده بمعاذ بن مسلم يلزم توثيق ابن مسلم من ذلك
لكنه بعيد جدا وقد علم توثيقه مما حكيناه عن النجاشي وكذا توثيق
محمد بن الحسين بن أبي سارة وأبيه واما سائر آل أبي سارة فلا يستفاد
توثيقهم من تلك العبارة فان الضمير في قوله وهم ثقات راجع إلى الثلاثة
المذكورين واما غيرهم فمنهم من لا ذكر له في الكلام أصلا كعمرو بن
مسلم والحسين بن معاذ ومنهم من ذكر تبعا بإضافة غيره إليه لبيان النسب
وهو مسلم في قوله معاذ بن مسلم والمحدث عنه هو معاذ فلا يدخل أبوه في
ضمير الجمع كما لم يدخل أبو سارة فيه مع ذكره تبعا لابن ابنه محمد وفي
الوجيزة مسلم بن أبي سارة ممدوح وهذا جيد لأنه الظاهر من قوله وهم أهل بيت
فضل وأدب وإن كان الضمير فيه راجعا إلى خصوص المذكورين كما في
قوله وهم ثقات فان وصفهم بكونهم أهل بيت فضل وأدب يتضمن وصف
البيت بأنه بيت الفضل والأدب فيدخل فيه غير المذكورين من أهل هذا
البيت أ لا ترى انك إذا قلت مشيرا إلى جماعة معينة هؤلاء أهل بيت جود
وكرم أو أهل فضل وعلم فهم من ذلك ثبوت الوصف لأهل هذا البيت
مطلقا حتى في غير المشار إليهم بخلاف ما إذا قلت هؤلاء أجواد
أو علماء فضلاء فان ذلك لا يقتضي تحقق الصفات في غيرهم بوجه وبهذا
ظهر الفرق بين قوله وهم أهل بيت فضل وأدب وقوله وهم ثقات لا يطعن عليهم
بشئ وإن كان مرجع الضمير فيهما واحد وهو خصوص المذكورين فان العموم في
الأول يستفاد من كون البيت بيت فضل وأدب وإن كان اخبارا عن معين كما
يعطيه ظاهر الكلام وقد يختلف ذلك كما في قولك بنو هاشم أهل بيت النبوة
وأهل بيت العصمة وأنت تريد ان فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والمعصوم لا ان كلهم
كذلك ولذلك قلنا فيما تقدم ان مثل قول النجاشي في ابن أبي جعدة ثقة من
بيت الثقات ظاهر في توثيق الجمع لا صريح فيه لاحتمال ان يكون المراد ان
فيهم الثقات لا ان كلهم ثقات وقد سبق تحقيق ذلك وإذا علمت ظهور
العبارة الأولى في مدح بيت أبي سارة مطلقا بالفضل والأدب تبين الحسن في
مسلم وابنه عمرو وابن ابنه الحسين ويزيد الأخير حسنا رواية ابن أبي عمير
عنه الصحيح كما سبق.
آل أبي شعبة الحلبيون
في رجال بحر العلوم الطباطبائي: آل أبي شعبة الحلبيون خير شعبة
من شعب الشيعة وأوثق بيت اعتصم بعرى أهل البيت المنيعة وقال
النجاشي: آل أبي شعبة بالكوفة بيت مذكور من أصحابنا روى جدهم أبو
شعبة عن الحسن والحسين ع وكانوا جميعهم ثقات مرجوعا إلى ما
يقولون انتهى وفي رجال بحر العلوم: كان أبو شعبة من أصحاب
الحسن والحسين ع وابناه علي وعمر وبنو علي وهم عبيد الله
ومحمد وعمران وعبد الاعلى كلهم من أصحاب الصادق ع ويحيى بن
عمران بن علي من أصحاب الصادق والكاظم ع وأحمد بن
عمر بن أبي شعبة الحلبي ابن عم عبيد الله وعبد الاعلى وعمران ومحمد
الحلبيين روى أبوهم عن أبي عبد الله وكان عبيد الله كبيرهم ووجههم كان
يتجر هو وأبوه واخوته إلى حلب فغلبت عليهم النسبة إليها وقال البرقي:
عبيد الله له كتاب وهو أول كتاب صنفه الشيعة. وروى الكشي باسناده
عن أحمد بن عمر الحلبي قال: دخلت على الرضا ع فقلت له جعلت
فداك كنا أهل بيت عطية وسرور ونعمة وان الله تعالى قد اذهب ذلك كله
حتى احتجنا إلى من كان يحتاج إلينا فقال لي يا احمد ما أحسن حالك يا
أحمد بن عمر فقلت جعلت فداك حالي ما أخبرتك فقال لي يا احمد يسرك
انك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوءة ذهبا فقلت له لا
والله يا ابن رسول الله فضحك فقال ترجع من هاهنا إلى خلف فمن أحسن
حالا منك وعندك صناعة لا تبيعها بملء ء الدنيا ذهبا أ لا أبشرك فقد سرني الله
بك وبآبائك فقال لي أبو جعفر ع قول الله عز وجل وكان تحته كنز لهما
لوح من ذهب فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم لا إله الا الله محمد
رسول الله عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ومن يرى الدنيا وتغيرها
بأهلها كيف يركن إليها وينبغي لمن غفل عن الله ان لا يستبطئ الله في
رزقه ولا يتهمه في قضائه ثم قال رضيت يا احمد قلت عن الله وعنكم أهل البيت
انتهى.
آل أبي صفية
في رجال بحر العلوم: آل أبي صفية واسمه دينار أبو حمزة الثمالي
ثابت بن دينار وأبناؤه محمد وعلي والحسين ثقات جميعا قال الكشي رحمه
الله: سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن علي بن أبي حمزة الثمالي
والحسين بن حمزة ومحمد أخويه وابنه فقال كلهم ثقات فاضلون والطريق
صحيح وقال النجاشي: أبو حمزة الثمالي كان من خيار أصحابنا وثقاتهم
ومعتمديهم في الرواية والحديث وأولاده نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد بن
علي ولم يذكر من أولاده غيرهم ومراده كما قاله الشهيد الثاني ذكر أولاده
المقتولين مع زيد فلا ينافي ما قاله حمدويه من وجود الثلاثة الأول وثقتهم.
آل أعين
بفتح الهمزة وسكون العين وفتح المثناة من تحت وهو في الأصل
الواسع العين والأنثى عيناء كاحمر وحمراء. في رجال بحر العلوم: آل أعين
أكبر بيت في الكوفة من شيعة أهل البيت ع وأعظمهم شانا
وأكثرهم رجالا وأعيانا وأطولهم مدة وزمنا أدرك أولهم السجاد والباقر
والصادق ع وبقي آخرهم إلى أوائل الغيبة الكبرى وكان فيهم
العلماء والفقهاء والقراء والأدباء ورواة الحديث ومن مشاهيرهم حمران
وزرارة وعبد الملك وبكير بنو أعين وحمزة بن حمران وعبيد بن زرارة
وضريس بن عبد الملك وعبد الله بن بكير ومحمد بن عبد الله بن زرارة
والحسن بن الجهم بن بكير وسليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير وأبو
طاهر محمد بن سليمان بن الحسن وأبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن
سليمان وكان أبو غالب رحمه الله شيخ علماء عصره وبقية آل أعين وله في
بيان أحوالهم ورجالهم رسالة عهد فيها إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد
وهو آخر من عرف من هذا البيت وهي رواية الشيخ الفقيه أبي عبد الله
الحسين بن عبد الله الواسطي الغضائري شيخ الشيخ والنجاشي وقد ألحق
بها جملة من أحوال آل أعين وبعض ما لم يقع منها لشيخه أبي غالب رضوان
الله عليه قال أبو غالب في الرسالة المذكورة: إنا أهل بيت أكرمنا الله جل
(٨٩)

وعز بمنه علينا بدينه واختصنا بصحبة أوليائه وحججه على خلقه من أول ما
نشأنا إلى وقت الفتنة التي امتحنت بها الشيعة فلقي عمنا حمران سيدنا وسيد
العابدين علي بن الحسين ع ولقي حمران وجدنا زرارة وبكير أبا جعفر
محمد بن علي وأبا عبد الله جعفر بن محمد ع ولقي بعض أخوتهم وجماعة
من أولادهم مثل حمزة بن حمران وعبيد بن زرارة ومحمد بن حمران وغيرهم
أبا عبد الله جعفر بن محمد ع ورووا عنه. وآل أعين أكثر أهل بيت في
الشيعة وأكثرهم حديثا وفقها وذلك موجود في كتب الحديث ومعروف عند
رواته ولقي عبيد بن زرارة وغيره من بني أعين أبا الحسن موسى بن جعفر
ع وكان جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا أبي الحسن
الرضا ع وله كتاب معروف وكان للحسن بن الجهم جدنا سليمان
ومحمد والحسين ولم يبق لمحمد والحسين ولد وكانت أم الحسن بن الجهم
ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن من ولد
بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم وأول من نسب منا إلى زرارة جدنا
سليمان نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي بن محمد ع صاحب
العسكر وكان إذا ذكره في توقيعاته إلى غيره قال الزراري تورية عنه وسترا له
ثم اتسع ذلك وسمينا به وكان ع يكاتبه في أمور له بالكوفة
وبغداد وامه أم ولد ويقال لها رومية وكان الحسن بن الجهم اشتراها جلبا
ومعها ابنة لها صغيرة فرباها فخرجت بارعة الجمال وأدبها فاحسن أدبها
فاشتريت لعبد الله بن طاهر فأولدها عبد الله بن عبد الله وكان سليمان
خال عبد الله وانتقل إليه من الكوفة وباع عقاره بها في محلة بني أعين وخرج
معه إلى خراسان عند خروجه إليها فتزوج بنيشابور امرأة من وجوه أهلها
فولدت له جد محمد بن سليمان وعم أبي علي بن سليمان وأختا لهما تزوجها
عند عود سليمان إلى الكوفة محمد بن يحيى وأخته فاطمة بنت محمد بن يحيى
المعادي فأولدها محمد بن محمد بن يحيى وأخته فاطمة بنت محمد وقد روى
محمد بن يحيى طرفا من الحديث وروى محمد بن محمد بن يحيى ابن
عمة أبي أيضا صدرا صالحا من الحديث ولم تطل اعمارهما فيكثر النقل عنهما
فلما صرف آل طاهر عن خراسان أراد سليمان أن ينقل عياله بها وولده
إلى العراق فامتنعت زوجته وظنت بعمتها وأهلها فاحتال عليها بالحج ووعدها
الرجوع بها إلى خراسان فرغبت في الحج فأجابته إلى ذلك فخرج
بها وبولدها فحج بها ثم عاد إلى الكوفة وخلف من الولد بعد
ابنه الذي مات في حياته جدي محمد بن سليمان وكان أسن ولده
وعليا أخاه من امه وحسنا وحسينا وجعفرا وأربع بنات إحداهن زوجة
المعادي من المرأة النيشابورية وباقي البنين والبنات من أمهات
أولاد وكان عمال الحرب والخراج يركبون إلى سليمان وسيدنا أبو
الحسن يكاتبه إلى أن مات فكانت الكتب ترد على جدي محمد بن سليمان
إلى أن مات وكاتب الصاحب ع جدي محمد بن سليمان
بعد موت أبيه إلى أن وقعت الغيبة وقل منا رجل الا وقد روى الحديث
وحدثني أبو عبد الله بن الحجاج وكان من رواة الحديث أنه قد جمع من روى
الحديث من آل أعين فكانوا ستين رجلا وحدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن
لاحق الشيباني عن مشايخه أن بني أعين بقوا أربعين سنة أربعين رجلا لا يموت
منهم رجل إلا ولد فيهم غلام وهم مع ذلك يستولون على دور بني شيبان في
خطة بني أسعد بن همام ولهم مسجد الخطة يصلون فيه وقد دخله سيدنا أبو
عبد الله جعفر بن محمد ع وصلى فيه وفي هذه المحلة دور بني أعين
متقاربة قال أبو غالب وكان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان
من الجلب فرباه وتبناه وأحسن تأديبه فحفظ القرآن وعرف الأدب وخرج
بارعا أديبا فقال له مولاه استلحقك فقال لا، ولائي منك أحب إلي من
النسب فلما كبر قدم عليه أبوه من بلاد الروم وكان راهبا اسمه سنسن وذكر
أنه من غسان ممن دخل بلد الروم في أول الاسلام وقيل إنه كان يدخل بلاد
الاسلام بأمان فيزور ابنه أعين ثم يعود إلى بلاده فولد أعين عبد الملك
وحمران وزرارة وبكيرا وعبد الرحمن بني أعين هؤلاء كبراؤهم معروفون
وقعنب ومالك ومليك من بني أعين غير معروفين فذلك ثمانية أنفس ولهم
أخت يقال لها أم الأسود ويقال انها أول من عرف هذا الأمر منهم من جهة
أبي خالد الكابلي وروي أن أول من عرف هذا الأمر عبد الملك عرفه من
صالح بن ميثم ثم عرفه حمران من أبي خالد الكابلي وكان بكير يكنى أبا
الجهم وحمران أبا حمزة وزرارة أبا علي. ولآل أعين من الفضائل وما روي
فيهم أكثر من أن أكتبه لك وهو موجود في كتب الحديث وكان مليك وقعنب
أبنا أعين يذهبان مذهب العامة مخالفين لاخوتهم وخلف أعين حمران وزرارة
وبكيرا وعبد الملك وعبد الرحمن ومالكا وموسى وضريسا ومليكا وكذا قعنب
وذلك عشرة أنفس وروى لي ابن المغير عن أبي محمد الحسن بن حمزة
العلوي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي المشهور
بكثرة الحديث أنهم سبعة عشر رجلا إلا أنه لم يذكر أسماءهم وما يتهم في
معرفته ولا شك في علمه وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله
الغضائري فيما الحقه برسالة شيخه أبي غالب وجدت فيما ذكره الحسن بن
حمزة بن علي بن عبد الله العلوي الطبري رضوان الله عليه قال سمعت
محمد بن أوميذوار الطبري يقول حضرت مجلس الحسن بن علي الموسوم
بالناصر صاحب طبرستان وقد روى حديثا عن حمران بن أعين قال أبو
جعفر بن أوميذوار فنظر الشيخ ثم أوما بيده إلي هكذا يعني حمران وزرارة
وقرر انهما اخوان فقط ليس لهما ثالث قال الحسن بن حمزة فكنت على هذا دهرا
إلى أن اجتمعت مع أبي جعفر أحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن جعفر
المؤدب فجاريتهما ما كان جرى لي مع أبي جعفر أوميذوار فقال لي ولا رد
عليك بل هم اثنا عشر أخا فكنت على هذا دهرا إلى أن اجتمعت مع أبي
العباس بن عقدة في سنة ثمان وعشرين وثلثمائة فجرى بيني وبينه ما تقدم
ذكره فقال لي يا أبا محمد هم ستة عشر أخا وسماهم أو سبعة عشر قال أبو
محمد الشك مني ثم حدثني عن آل أعين قال كل منهم كان فقيها يصلح أن
يكون مفتي بلد ما خلا عبد الرحمن بن أعين فسألته عن العلة فيه فقال كان
يتعاطى الفتوى إلى أيام الحجاج فلما قدم الحاج العراق قال لا يستقيم لنا
الملك ومن آل أعين رجل تحت الحجر فاختفوا وتواروا فلما اشتد الطلب
عليهم ظفر بعبد الرحمن هذا المتفتي بين اخوته فادخل على الحجاج فلما بصر
به قال لم تأتوني بان أعين وجئتموني بزبارها ثم خلى سبيله قال أبو الحسن
علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكين بن أعين المعروف بالزراري
أن بني أعين كانوا عشرة عبد الملك وعبد الاعلى وحمران وزرارة وعبد الرحمن
وعيسى وقعنب وبكير وضريس وسميع وأنكر أن يكون فيهم مالك وقال
مالك بن أعين الجهني وذكر أن أعين كان رجلا من الفرس فقصد أمير
المؤمنين ع ليسلم على يده ويتوالى إليه فاعترضه في طريقه قوم من بني
شيبان فلم يدعوه حتى توالى إليهم قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله
وهذا الحديث الذي ذكره ابن اهمام لم يقع لأبي غالب ولو وقع إليه أو كان
سمعه من عم أبيه لحدثنا به ولذكره في هذه الرسالة لأنه كان شديد الحرص
على جمع ما يجد من آثار أهله وكان أيضا يكره كذا سنسن جد بكير وبني
أعين وولاء بني شيبان وأنه من الروم وإنما وجدت هذا بعد وفاته في سنة
(٩٠)

ثلاث قال بحر العلوم في رجاله وقد علم مما ذكره الشيخان أبو خالد وأبو
عبد الله رحمهما الله اخلاف الروايات في عدة بني أعين وفي تسميتهم والمعلوم
من بني أعين الذين يشك فيهم ستة وهم حمران وزرارة وبكير وعبد الرحمن
وقعنب والاختلاف فيما زاد عليهم ففي رواية المنتخبات لمحمد بن جعفر بن
قولويه زيادة مالك بن أعين فيكون عدتهم سبعة وقد ذكرهم الشهيد الثاني
في شرح الدراية عند ذكر الاخوة والأخوات من العلماء والرواة في مثال
الثمانية بزيادة أختهم أم الأسود وعدهم من رواة الصادق ع قال
وما زاد على هذا العدد فنادر ولذا وقف عليه الأكثر وذكر بعضهم عشرة
وهم أولاد العباس بن عبد المطلب الفضل وعبد الله وعبيد الله وعبد الرحمن
وقثم ومعبد وعون والحارث وكثير وتمام وفي رواية أبي طالب الأنباري زيادة
مليك على السبعة المذكورين فيكونون ثمانية اخوة ذكور وهي التي اعتمدها
أبو غالب أولا وجعلها رواية الأصل وفي رواية محمد بن أحمد بن داود
المروية في الرسالة انهم عشرة أخوة بزيادة موسى وضريس وفي روايته
الأخرى المروية في الملحقات عشرة بزيادة ضريس وسميع وعيسى
وعبد الأعلى على الستة المتقدمة والمجتمع منها ثلاثة عشر بدخول موسى
ومالك ومليك ولعل من قال إنهم اثنا عشر أسقط من هؤلاء واحدا أو بنى
على اتحاد مالك ومليك والظاهر تغايرهما ودخولهما في بني أعين وإن لم
يذكرهما الزراري بل صرح بنفي مالك لاشتهار الرواية بذلك وقد ذكرا معا
في رواية أبي طالب ومحمد بن أحمد بن داود المتقدمتين وفيهما ضبط الأسماء
بالعدد ولا يتم إلا بالتغاير ويدخل فيهم ضريس لوجوده في روايتي ابن داود
وموسى لوجوده في إحداهما وعيسى وسميع وعبد الأعلى لذكرهم في الأخرى
تقديما للأثبات الصريح على طاهر النقي وقد ذكر البرقي في رجاله والشيخ
في كتاب الرجال عيسى بن أعين الشيباني في أصحاب الباقر ع
وصرح الشيخ بأنه أخو زرارة وذكر الشيخ في الرجال عبد الجبار بن أعين
وعده من أصحاب الباقر ع وقال أنه أخو زرارة الشيباني فيجتمع
بهذا وما تقدم من بني أعين أربعة عشر رجلا وهم زرارة وحمران وبكير
وعبد الملك وعبد الرحمن وعبد الاعلى وعبد الجبار وموسى وعيسى وضريس
وسميع ومليك ومالك وقعنب وعد الشيخ رحمه الله في أصحاب الصادق
ع محمد بن أعين الكاتب وفي أصحاب الصادق والكاظم ع
أيوب بن أعين مولى بني طريف أو بني رياح وروى في التهذيب
عند ذكر المفيد حكم الصلاة على القبر عن جعفر بن عيسى قال قدم أبو
عبد الله ع مكة فسألني عن عبد الله بن أعين فقلت مات فقال مات
قلت نعم قال فانطلق بنا إلى قبره حتى نصلي عليه قلت نعم فقال لا ولكن
نصلي عليه ههنا فرفع يده يدعو واجتهد في الدعاء وترحم عليه وفي المنهج
هذه الرواية بعينها في عبد الملك بن أعين نقلا عن التهذيب وهو موافق لما
رواه الكشي وذكره غيره فاثبات عبد الله في بني أعين بمجرد هذا الخبر لا
يخلو من نظر وكذا كون محمد وأيوب من بني أعين الشيباني خصوصا الثاني
فان ظاهر كلام الشيخ ينفي كونه مولى بني شيبان لكن في دخول هؤلاء في
بني أعين تصديق لما قال ابن عقدة ان بني أعين سبعة عشر رجلا وأما سائر
آل أعين من أولاد أولاده فهم كثيرون منهم بنو زرارة وهم الحسن والحسين
ويحيى ورومي وعبد الله وعبيد الله وهو عبيد المعروف بغير إضافة وربما قيل
أنه غير عبيد الله ومحمد وذكره الشيخ في الرجال في أصحاب الصادق ع
وكذا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وروى أبو غالب رحمه الله عن
أبي طالب الأنباري باسناده أن ولد زرارة الحسين ويحيى ورومي والحسن
وعبيد الله وعبد الله ثم قال فذلك ثمانية أنفس فلعل الساقط محمد وعبيد
بناء على مغايرته لعبد الله وليس منهم قيس بن زرارة فإنه مولى كندة كما قال
الشيخ في الرجال ومن ولد زرارة محمد بن عبد الله بن زرارة مشهور كثير
الحديث وبنو حمران حمزة وعقبة ومحمد ذكرهم علماء الرجال ومنهم
إبراهيم بن محمد بن حمران ذكره أبو غالب وقال أنه روى عن أبيه أبي
عبد الله ع وبنو عبد الملك وهم محمد وعلي وضريس معروفون ويونس بن
عبد الملك روى أبو غالب عن كتاب الصابوني وهو الفقيه المشهور بين
المتأخرين بالجعفي صاحب الفاخر أنه ممن روى عن الصادق ع
من آل أعين وغسان بن عبد الملك حكى أبو عبد الله عن أبي الحسن علي بن
أحمد العقيقي في رجاله أنه أحد آل أعين الذين رووا عن أبي عبد الله ع
ومن آل أعين غسان بن مالك بن أعين وجعفر بن قعنب بن أعين
ذكرهما الشيخ في أصحاب الصادق ع ويونس بن قعنب بن أعين روى
أبو غالب عن الصابوني انه ممن روى عنه ع قال العقيقي رحمه الله وكان
ولد قعنب بالفيوم من أرض مصر وفيها قبر غسان بن عبد الملك بن أعين
وفي الرسالة عن الصابوني بها قبر عثمان بن مالك بن أعين وفيه تصحيف
واسقاط على الظاهر. ومن آل أعين على ما يظهر من الرسالة حمران بن
عبد الرحمن بن أعين وعبد الرحمن بن حمران بن عبد الرحمن ومحمد بن
عبد الرحمن بن حمران بن عبد الرحمن ومنهم بنو بكير وهم الجهم وعبد الله
وعبد الحميد وعبد الاعلى وعمر وزيد ستة ذكرهم الشيخ عند ذكر أبيهم بكير
في أصحاب الباقر ع وقال النجاشي: عبد الله بن بكير بن
أعين بن سنسن الشيباني مولاهم روى عن أبي عبد الله ع واخوته
عبد الحميد والجهم وعمر وعبد الأعلى روى عبد الحميد عن أبي الحسن
موسى ع وولد عبد الحميد محمد والحسن وعلي ورووا الحديث
انتهى ومن بني الجهم بن بكير الحسن بن الجهم وسليمان ومحمد
والحسين أبناء الحسن بن الجهم واحمد ومحمد وعلي والحسن والحسين وجعفر
بنو سليمان بن الحسن ومات أحمد في حياة أبيه وكان محمد أسن أولاده
واعرفهم وهو المعروف بأبي طاهر الزراري جد أبي غالب واعقب محمد
محمد بن محمد ومحمد بن محمد أحمد بن محمد وهو غالب وابنه عبد الله وابن
ابنه محمد وهو أبو طاهر الأصغر قال النجاشي محمد بن عبيد الله بن
أحمد بن محمد بن سليم بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو طاهر
الزراري كان أديبا وسمع الحديث وهو ابن أبي غالب شيخنا له كتب
والصواب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان كما صرح به أبو غالب في
رسالته والنجاشي في ترجمة أحمد بن محمد بن محمد ومحمد بن عبيد الله هو
آخر بني أعين الذكور ولم يذكر بعده أحد من ذكورهم فهؤلاء جملة من
يحضرني الآن من أهل هذا البيت وهم نيف وخمسون رجلا وعلى القول بان
بني أعين سبعة عشر وبني زرارة ثمانية فهم نيف وستون والخارج منهم عن
الاستقامة في أمر الإمامة مالك ومليك وقعنب كانوا على طريقة العامة
وعبد الله بن بكير فإنه فطحي غير أنه ثقة معدود من أصحاب الاجماع
والممدوح بالتوثيق الصريح معه من آل أعين زرارة وأبناؤه عبيد وعبد الله
ورومي وضريس بن عبد الملك والحسن بن الجهم ومحمد بن سليمان بن
الحسن وأخوه أبو الحسن علي بن سليمان وابن ابنه أبو غالب أحمد بن محمد
فهؤلاء عشرة من آل أعين منصوص على توثيقهم ولهم عدا إدريس
وحمزة بن حمران وأخيه محمد وعبد الرحمن بن أعين ومحمد بن عبيد الله بن أحمد
كتب مصنفة ذكرها الأصحاب وفيما تقدم من كلام أبي غالب مدح آل
أعين عموما وخصوصا ومن الممدوحين بالخصوص عبد الملك وعبد الرحمن
(٩١)

أبناء أعين والحسن والحسين أبناء زرارة ومحمد بن عبد الله بن زرارة وفي
المعتبر عن ثعلبة بن ميمون عن بعض رجاله قال: قال ربيعة الرأي لأبي
عبد الله ع ما هؤلاء الإخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في
أصحابك خيرا منهم ولا أبهى ولا أهيا قال أولئك أصحاب أبي يعني ولد
أعين. ومدائح آل أعين خصوصا زرارة كثيرة وقد روي فيه وفيهم تبعا له
ذموم لها محامل ذكرها الأصحاب ودلت عليها الأخبار المعتبرة عنهم ع
نذكرها في أحوال زرارة إن شاء الله تعالى انتهى.
آل بويه
في كتاب أحسن القصص تاليف أحمد بن أبو الفتح الشريف الحائري
الأصفهاني ما تعريبه:
تعداد آل بويه
كانوا تسعة عشر رجلا مدة ملكهم ١٢٧ سنة فلما ملك ما كان بن كاكي
طبرستان، انضم إليه بويه مع ثلاثة من أولاده وكان أسفار بن
شيرويه ومرادريج بن زكريا واخوه وشمگير ملازمين لما كان فخرج أسفار
على ماوان وقبض عليه وفي سنة ٣١٥ استولى على ملك الديلمان وبعد
سنة قتلته القرامطة فملك بعده مرداويج وملك كيلان ومازندران وأبهر
وزنجان ونهب همدان وقتل فيها بحيث أنهم جمعوا من تكك الإبريسم من
سراويل المقتولين خروارين (١) وأرسل علي بن بويه واخوته إلى فارس
والكرخ إلى أن قتل مرداويج عبيده في أصفهان سنة ٣٢١ في الحمام فجاء
علي إلى أصفهان وحارب وشمگير فهرب إلى طبرستان واستولى عليها وقنع
بها وحكم علي بن بويه الذي لقب بعد ذلك بعماد الدولة في ذي القعدة
سنة ٣٢١ وأرسل أخاه احمد إلى كرمان وأخاه حسن إلى أصفهان وحكم هو
ست عشرة سنة وستة أشهر وجعل ولي عهد ابن أخيه عضد الدولة وتوفي
سنة ٢٣٣ وحكم بعده اخوه حسن بن بويه في العراق وصار ملكا ولقب
بركن الدولة فحكم أربعا وأربعين سنة وتوفي سنة ٢٦٦ وأولاده عضد الدولة ومؤيد
الدولة وفخر الدولة واخذ معز الدولة احمد أخو عماد الدولة
الأصغر كرمان وخوزستان والبصرة وواسطا فطلبه المستكفي العباسي فورد
بغداد سنة ٣٣٤ فخلع المستكفي واعطى الخلافة للمطيع وكان معاصر عماد
الدولة ثلاث سنين ومعاصر ركن الدولة ثماني عشرة سنة وتوفي في ربيع سنة
٣٥٦.
أقول آل بويه من نسل بهرام جور أحد ملوك الفرس وقيل من
نسل يزدجر آخر ملوك الفرس وليسوا من الديلم وإنما نسبوا إليهم لأنهم
سكنوا بلادهم. وكان جدهم بويه أبو شجاع صياد سمك ليس له معيشة
إلا من ذلك فماتت زوجته وخلفت له ثلاثة بنين صاروا ملوكا بعد ذلك
وهم عماد الدولة علي وركن الدولة الحسن ومعز الدولة احمد فاشتد حزنه
عليها فدعاه صديق له إلى داره وعمل له طعاما فاجتاز بهم رجل يقول عن
نفسه انه منجم معزم معبر للمنامات يكتب الرقي والطلاسم فقال له بويه
رأيت في منامي كأني أبول فخرج مني نار عظيمة كادت تبلغ السماء ثم
صارت ثلاث شعب وتولد من تلك الشعب عدة شعب فأضاءت الدنيا
ورأيت العباد والبلاد خاضعين لها فقال هذا منام عظيم لا أفسره الا بخلعة
وفرس فقال له بويه لا أملك إلا الثياب التي على بدني قال فعشرة دنانير قال
لا أملك دينارا واحدا فأعطاه بعض الدراهم فقال يكون لك ثلاثة أولاد
يملكون الأرض ويولد لهم ملوك بعدد تلك الشعب فقال أ ما تستحي تسخر
منا فقال اخبرني بوقت ميلادهم فأخبره فجعل يحسب ثم قبض على يد علي
فقبلها وقال هذا والله الذي يملك البلاد ثم هذا فقال بويه لأولاده اصفعوه
فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه فقال لهم اذكروا لي هذا إذا قصدتكم
وأنتم ملوك ثم خرج من بلاد الديلم جماعة لتملكها منهم ما كان بن كالي
فانتظم بويه وولداه في قواده ثم استولى عماد الدولة على العراقين والأهواز
وفارس وكذلك اخوته وأولادهم وملكوا البلاد وساسوا أمور الرعية أحسن
سياسة وكان سبب سعادتهم وانتشار صيتهم عماد الدولة واتفقت له أسباب
عجيبة كانت سببا لثبات ملكه منها أنه اجتمع أصحابه في أول ملكه
وطالبوه بالأموال ولم يكن عنده مال وأشرف أمره على الانحلال فاغتم وبينما
هو مستلق يفكر إذ رأى حية في السقف فخاف أن تسقط عليه فامر بطلبها
فرأوا غرفة بين سقفين فيها صناديق الأموال قدر خمسمائة ألف دينار فأرسل
إلى خياط كان لصاحب البلد ليخيط له ثيابا وكان أطروشا فلما حضر حلف
أنه ليس عنده الا اثنا عشر صندوقا لا يدري ما فيها فأرسل من احضرها
وعظمت دولتهم واتسعت كثيرا في عهد عضد الدولة فناخسرو بن ركن
الدولة وهو الذي بنى البيمارستان المستشفى العضدي في بغداد وألفت
باسمه الكتب ونشر العلوم والمعارف.
وبنى مشهد أمير المؤمنين ع بالكوفة ومشهد الحسين
بكربلاء وكان آخرهم الملك الرحيم وانتقل الملك منهم إلى
السلجوقيين.
آل حيال التغلبي
مولى بني تغلب. في رجال بحر العلوم: بيت كبير في الشيعة كوفيون
صيارفة معروفون بهذه الصنعة وبالنسبة إلى تغلب منهم إسحاق بن عمار بن
حيان الصيرفي التغلبي واخوته إسماعيل وقيس ويوسف ويونس وأولادهم
محمد ويعقوب أبناء إسحاق وبشر وعلي أبناء إسماعيل وعبد الرحمن بن بشر
ومحمد بن يعقوب بن إسحاق وعلي بن محمد بن يعقوب وأبوهم عمار بن
حيان من أصحاب الحديث روى عن الصادق ع وهو غير عمار
الساباطي الآتي في بني موسى ويشترك البيتان في بعض الأسماء كعمار
وينصرف اطلاقه في الاخبار إلى الساباطي وكقيس بن عمار وإسحاق بن
عمار على كلام فيه وجاءت اخبار تشهد بحسن حال محمد بن إسحاق بن
عمار وأبيه وجده وعميه إسماعيل ويونس واختصاصهم بالصادق ع
وكرامتهم عليه وقال النجاشي إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو
يعقوب الصيرفي شيخ من أصحابنا ثقة واخوته يونس ويوسف وقيس
وإسماعيل وهو في بيت كبير من الشيعة وأبناء أخيه علي بن إسماعيل
وبشر بن إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث وعد الشيخ في كتاب
الرجال من أصحاب الصادق ع إسحاق بن عمار الكوفي الصيرفي
وإسماعيل بن عمار الصيرفي الكوفي ويونس بن عمار الصيرفي التغلبي
الكوفي وبشر بن إسماعيل الكوفي وأحمد بن بشر بن عمار الصيرفي وعبد
الرحمن بن بشر التغلبي الكوفي وذكر البرقي في رجال الصادق ع اسحق
وإسماعيل ويونس بني عمار ووصف كلا منهم بالصيرفي التغلبي وزاد في
الأخير انه بجلي كوفي وأعاد اسحق في أصحاب الكاظم ع وعد من
أصحابه علي بن إسماعيل بن عمار وظاهر كلام الجماعة سلامة مذهب

(١) الخروار وزن مخصوص للفرس عظيم كالقنطار وشبهه. المؤلف
(٩٢)

الجميع بل المستفاد من قول النجاشي وهو في بيت كبير من الشيعة استقامة
جميع أهل هذا البيت في المذهب وقد علم من كلامه وكلام الشيخين رحمهما
الله توثيق إسحاق بن عمار ومحمد بن إسحاق وجلالتهما في الطائفة وفي قوله
في علي وبشر ابني إسماعيل كانا من وجوه أهل الحديث مدح ظاهر لهما
بالخصوص مضافا إلى مدح أهل هذا البيت على العموم بل لا يبعد عده
توثيقا بناء على أوجه الوجهين في الوجه والوجوه أو على دلالة كونهما من
وجوه أهل الحديث على اعتبار أصحاب الحديث وفيهم الثقات لحديثهما وهو
امارة التوثيق واما اخوة اسحق فليس في الكلام تصريح بتوثيقهم ولا
بمدحهم بغير المدح العام. وقوله فيه ثقة واخوته يونس الخ لا يقتضي
توثيق اخوته لاحتمال ان يكون يونس وما بعده خبرا عن الاخوة لا بدلا.
نعم لو قال ثقة هو واخوته واقتصر على ذلك أو قال ثقة هو واخوته لدل على
ذلك وأشهر رجال بني حيان اسحق وإسماعيل ومحمد بن إسحاق وقد
سمعت مدح الثلاثة وتوثيق اسحق وابنه ومقتضى المدح المذكور واطلاق
التوثيق استقامتهم في المذهب كما قلناه انتهى كلام بحر العلوم
آل كبة
بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة. بقلم الشيخ محمد مهدي ابن
الحاج محمد حسن آل كبة: من بيوتات بغداد القديمة يرجع تاريخ حياة
جدهم الاعلى الحاج معروف كبة إلى منتصف القرن العاشر الهجري
والمشهور المستفيض لدى أبناء هذا البيت وغيرهم انهم يمتون بالنسب إلى
قبيلة ربيعة التي تسكن لواء الكوت وكان لأمراء وشيوخ هذه القبيلة صلة
وثيقة بهذا البيت ووفادة على رجاله منذ القديم واما لقبهم كبة فقديم
لازم رجاله منذ نشأته ومما تواتر عن السيد محمد آل السيد حيدر الكاظمي
العالم المعروف انه وجد في إحدى مكتبات طهران في سفره إليها نسخة
تاريخية يرجع تاليفها إلى القرن السابع أو الثامن الهجري وان فيها تراجم
بعض بيوتات بغداد وقد ذكر بينها آل كبة ووجدنا في رسالة القيان إحدى
رسائل الجاحظ الثلاث التي نشرها المستشرق بوشع فنكل في القاهرة
سنة ١٣٤٤ والتي عثر على نسختها الأصلية في مكتبة نور الدين بك بن
مصطفى، ذكر محمد هارون كبة، وذلك أن الجاحظ يذكر في هذه الرسالة
أهل السرور والمروءات وغوات الطرب والنعيم والمولعين باقتناء القيان ويذكر
في جملتهم اسم محمد هارون كبة. وفي كتاب تبصير المنتبه في تحرير
المشتبه لابن حجر العسقلاني في جزئه الثاني الموجود عند السيد هبة الدين
الشهرستاني في بغداد ما لفظه: كبة بضم الكاف وفتح الموحدة الثقيلة أبو
السعادات المبارك بن محمد بن كبة عن الحسين النعامي وعلي بن أبي
الفرج بن كبة عن ابن البسطي انتهى قال المؤلف نقل لي الحاج عبد
الغني ابن الحاج مصطفى كبة في كربلاء في أوائل رجب سنة ١٣٥٣ ان في
تاريخ الطبري ان دسكرة آل كبة هي مجمع قصور وبساتين في الجانب
الغربي من بغداد وتسمى اليوم كرادة مريم وان في الأغاني في الجزء
العاشر ان كبة اسم فرس لرجل من ربيعة وانتقل هذا اللقب إلى الحي وان
في الأغاني أيضا ان فلانا وفلان كبة برزا في بعض الحروب وقتلا انتهى
قال: وجد آل كبة الموجودين المعروفين من أبناء هذا البيت هو الحاج
معروف كبة البغدادي وولد للحاج معروف الحاج علي وولد للحاج علي
الحاج جعفر وولد للحاج جعفر الحاج درويش علي وولد للحاج درويش علي
الحاج مصطفى الكبير والحاج جواد والحاج إسماعيل والشيخ محمد وولد
للحاج مصطفى الحاج محمد صالح والحاج جعفر والحاج عبد الكريم وولد
للحاج محمد صالح الحاج مهدي والحاج محمد رضا توفيا في حياته والحاج
مصطفى والحاج محمد حسن وولد للحاج مصطفى الحاج عبد الغني ومحمد
سليم وولد للحاج محمد حسن الحاج محمد صالح والحاج محمد رشيد
والشيخ مهدي انتهى وسنذكر تراجم ذوي النباهة منهم كلا في بابه
انش.
آل نعيم. الأزدي الغامدي
في رجال بحر العلوم بيت كبير جليل بالكوفة منهم عبد الرحمن بن
نعيم وأبناؤه محمد وشديد وعبد السلام وأولادهم بكر بن محمد وموسى بن
عبد السلام والمثنى. قال النجاشي رحمه الله: بكر بن محمد بن عبد
الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي أبو محمد وجه في هذه الطائفة من بيت
جليل بالكوفة من آل نعيم الغامديين عمومته شديد أو عبد السلام وابن
عمه موسى بن عبد السلام وهم بيت كبير وعمته غنيمة روت عن أبي
عبد الله ع وعن أبي الحسن ع ذكر ذلك أصحاب الرجال
انتهى.
آل نوبخت (١)
أو بنو نوبخت أو النوبختيون ينسبون إلى جدهم نوبخت وينتهون
إلى أبي سهل بن نوبخت. وفي انساب السمعاني: النوبختي بضم النون أو
فتحها وفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفي آخره التاء المثناة من
فوق هذه النسبة إلى نوبخت انتهى وكذا عن الحسن بن داود في رجاله
ولكن في ايضاح الاشتباه للعلامة انه بضم النون واسكان الواو وضم
الموحدة واسكان المعجمة ثم المثناة الفوقية انتهى وكان قوله وضم الموحدة
من سهو القلم وضبطه ابن خلكان بضم النون وسكون الواو وفتح الباء
وسكون الحاء. أقول أصله لفظ فارسي مركب من كلمتين إحداهما
نو بمعنى جديد والثانية بخت بمعنى حظ اي جديد البخت كما يقول
العجم أيضا جوان بخت اي شاب الحظ ومقتبل الحظ فلما استعملته
العرب ضموا النون لمناسبة الضمة للواو وقد ينطقونها بالفتح على الأصل
وكثيرا يقلبون الواو ياء فيقولون نيبخت وهذا كما قالوا في النوروز نيروز
فقلبوا الواو ياء.
وآل نوبخت طائفة كبيرة خرج منها جماعات كثيرة من العلماء والشعراء
والأدباء وعلماء النجوم والمتكلمين الفلاسفة والمؤرخين والكتاب والحكام
والامراء وكانت لهم مكانة وتقدم في دولة بني العباس من أولها إلى آخرها
والفوا كثيرا وعربوا من الفارسية إلى العربية في علم النجوم في أوائل الدولة
العباسية وتعلم منهم هذا العلم جماعة واعتنى جماعة منهم بجمع دواوين
عدة من مشاهير الشعراء كابي نواس والبحتري وابن الرومي وكان منهم عدة
من المتكلمين على مذهب الإمامية الاثني عشرية والفوا في ذلك مؤلفات
عديدة والفوا أيضا في الفرق والمقالات وذكرناهم في أبوابهم من هذا
الكتاب.
واصلهم من الفرس وأول من أسلم منهم جدهم نوبخت الذي
ينسبون إليه وهو من عشيرة كيو بن كودرز وهما من الشجعان المعروفين في

(١) قال اليعقوبي في كتاب البلدان: آل نوبخت منازلهم تقرب من النعمانية وهي مدينة الزاب
الاعلى بين المدائن والبصرة.
(٩٣)

الفرس ومن ملوكهم والى ذلك يشير البحتري بقوله من قصيدة يمدح بها أبا
الفضل يعقوب بن أبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن علي بن إسحاق بن
أبي سهل بن نوبخت:
تمضي صريمته وتوقد رأيه عزمات جوذرز وسورة بيب
وجوذرز معرب گودرز قلبت الكاف الفارسية جيما وبيب معرب كيو
قلبت الكاف الفارسية والواو بائين ومثله كثير. وقوله من قصيدة أخرى
يمدح بها أبا يعقوب اسحق والد يعقوب المذكور وتأتي في ترجمته انش:
يفضي إلى بيت بن جوذرز الذي شهر الشجاعة بعد فرط خمول
اعقاب املاك لهم عاداتها من كل نيل مثل مد النيل
روى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بسنده عن أبي سهل
إسماعيل بن علي بن نوبخت ما حاصله قال كان جدنا نوبخت على دين
المجوسية وكان في علم النجوم نهاية وكان محبوسا بسجن الأهواز فقال رأيت
أبا جعفر المنصور وقد ادخل السجن فقلت يا سيدي ليس وجهك من وجوه
أهل هذه البلاد قال أجل قلت فمن اي بلاد أنت قال من المدينة قلت وحق
الشمس والقمر انك لمن ولد صاحب المدينة قال لا ولكني من عرب المدينة
وسألته عن كنيته فقال أبو جعفر فقلت ابشر فوحق المجوسية لتملكن جميع
ما في هذه البلدة حتى تملك فارس وخراسان والجبال فقال لي وما يدريك
قلت هو كما أقول لك فاذكر لي هذه البشرى وطلب منه ان يكتب له ذلك
فكتب قال فلما ولي الخلافة سرت إليه وأخرجت الكتاب واسلم نوبخت
وكان منجما لأبي جعفر ومولى انتهى.
وحيث كان المنصور من بين خلفاء بني العباس أول شخص له رغبة
في علم النجوم ويسمع من المنجمين ويعمل بأقوالهم كان نوبخت من
خواص المنجمين عنده ذكر ذلك المسعودي في مروج الذهب وقال الخطيب ل
في تاريخ بغداد عند ذكر بناء المنصور لها: ووضع أساسها في وقت اختاره
له نوبخت المنجم انتهى وذكر الطبري في تاريخه في وقائع سنة ١٤٥
انه لما خرج إبراهيم بن عبد الله بن الحسن على المنصور وانهزم عيسى بن
موسى أمامه وبلغ ذلك المنصور أمر باعداد الرواحل على أبواب الكوفة قال
قد بلغني ان نيبخت المنجم دخل على أبي جعفر فقال يا أمير المؤمنين الظفر
لك وسيقتل إبراهيم فلم يقبل ذلك منه فقال له احبسني عندك فإن لم يكن
الامر كما قلت فاقتلني فبينما هو كذلك إذ جاءه الخبر بهزيمة إبراهيم فاقطع أبو
جعفر نيبخت ألفي جريب بنهر جوبر انتهى وهي ناحية من نواحي
بغداد في الجانب الغربي من دجلة والنوبختية ببغداد معروفة وبقي نوبخت
في خدمة المنصور حتى شاخ وضعف عن الخدمة فقام مقامه ابنه أبو سهل
وذكر النجاشي في موسى بن الحسن بن نوبخت المعروف بابن كبرياء ان
اسم أبي سهل بن نوبخت طيمارث وقال القفطي في تاريخ الحكماء: أبو
سهل بن نوبخت فارسي منجم حاذق خبير باقتران الكواكب وحوادثها وكان
نوبخت أبوه منجما أيضا فاضلا يصحب المنصور فلما ضعف نوبخت عن
الصحبة قال له المنصور أحضر ولدك ليقوم مقامك فسير ولده أبا سهل قال
أبو سهل فلما أدخلت على المنصور ومثلت بين يديه قال لي تسم لأمير
المؤمنين فقلت اسمي خرشاذماه طيماذاه مابازارد بادخسر وانهشاه فقال
لي المنصور كل ما ذكرت فهو اسمك قلت نعم فتبسم المنصور ثم قال ما
صنع أبوك شيئا فاختر مني إحدى خلتين اما ان اقتصر بك من كل ما
ذكرت على طيماذ واما ان اجعل لك كنية تقوم مقام الاسم وهو أبو سهل
فقال أبو سهل قد رضيت بالكنية فثبتت كنيته وبطل اسمه انتهى وكان
المنصور لاحظ في تسميته بأبي سهل عدم الصعوبة التي كانت في اسمه.
ولم نطلع على ما يدل على تشيع نوبخت ولا على تشيع ابنه أبي سهل
بل ظاهر الحال وكونهما في خدمة المنصور يدل على خلافه فلذلك لم نفرد لهما
ترجمة وقول ابن النديم الآتي وان اقتضى العموم في آل نوبخت بالتشيع الا
انه يجوز انه يريد من بعد أبي سهل باعتبار الغلبة والله أعلم اما باقي طائفته
فكلهم شيعة بل فيهم المدافعون عن مذهب الشيعة المحامون عنه
باحتجاجاتهم ومؤلفاتهم.
قال ابن النديم في الفهرست: آل نوبخت معروفون بولاية علي
وولده ع انتهى وفي رياض العلماء بنو نوبخت طائفة معروفة
من متكلمي علماء الشيعة منهم صاحب كتاب الياقوت انتهى وفي
فهرست ابن النديم عند ذكر أسماء النقلة من الفارسي إلى العربي: آل
نوبخت أكثرهم انتهى ومن علماء آل نوبخت أبو سهل بن نوبخت
المذكور وذريته وهم أبو سهل الفضل بن أبي سهل بن نوبخت وإسحاق بن
أبي سهل بن نوبخت وإبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت وأبو
سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت من مشاهيرهم
واخوه أبو جعفر محمد بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت وأبو
محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن
نوبخت ومن علمائهم أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي ابن أخت أبي
سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت وكونه من آل
نوبخت غير معلوم لاحتمال كون انتسابه إليهم من طرف امه. ومن
السفراء في الغيبة الصغرى الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ومن
الرواة أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي وأبوه أحمد بن إبراهيم وعمه أبو
جعفر عبد الله بن إبراهيم ومن المنجمين أبو الحسن موسى بن الحسن بن محمد بن
العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت المعروف بابن كبرياء. ومن
الشعراء أبو الحسين علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت
النوبختي وعلي بن أحمد بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن
نوبخت الشاعر ومنهم أبو الحسين علي بن أبي سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق
بن أبي سهل بن نوبخت وأبو الحسن علي بن عباس بن إسماعيل بن
أبي سهل بن نوبخت شاعر والحسن بن الحسين بن أبي سهل إسماعيل بن
علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت وإسحاق بن إسماعيل بن نوبخت
من أصحاب الهادي وأبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن إسحاق بن أبي
سهل بن نوبخت ممدوح البحتري وولده يعقوب ممدوح البحتري أيضا
والحسن بن سهل بن نوبخت صاحب كتاب الأنواء ذكره ابن النديم وأبو
عبد الله أحمد بن عبد الله النوبختي شاعر. وسليمان بن أبي سهل بن
نوبخت من الشعراء.
قال صاحب كتاب خاندات نوبختي: ان أبا سهل بن نوبخت الذي
تنتهي إليه سلسلة هذه الطائفة كان له عشرة أولاد إسماعيل. سليمان.
داود. اسحق. علي. هارون. محمد. فضل. عبد الله. سهل. واثنان
منهم كانت لهم ذرية كثيرة مشهورة وهما اسحق أبو علي بن إسحاق وجد أبي
سهل إسماعيل وأخيه أبي جعفر محمد لأبيهما وجد أبي محمد حسن بن موسى
لامه وثانيهما اخوه إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت وهذا له ولدان أحدهما
(٩٤)

عباس والد أبي الحسين علي والجد الاعلى لأبي موسى بن حسن بن محمد بن
عباس المعروف بابن كبرياء والآخر اسحق والد يعقوب وعلي وحسن
انتهى.
الآمدي
صاحب الغرر والدرر اسمه عبد الواحد بن محمد وهو غير الآمدي
صاحب كتاب الأحكام في أصول الاحكام وغير الآمدي صاحب
المحاكمات.
الآملي
يطلق على السيد حيدر بن علي وأبو عبد الله أحمد بن محمد الطبري
الآملي وعلى علي بن أحمد بن الحسين الطبري الآملي ومحمد بن أبي القاسم
ومحمد بن جرير الطبري الآملي ومحمد بن عباس أبو بكر الخوارزمي وعلى
الشيخ عز الدين الآملي الشيعي الشريك للشيخ علي الكركي في الدرس.
آمنة بيگم أو آمنة خاتون
بنت المولى محمد تقي المجلسي الأول وأخت المولى محمد باقر
المجلسي الثاني.
كانت عالمة فاضلة تقية تزوجها المولى محمد صالح المازندراني صاحب
حاشية المعالم فولدت له الآقا هادي والآقا نور الدين محمد.
وفي رياض العلماء آمنة خاتون بنت المولى محمد تقي المجلسي فاضلة
عالمة صالحه متقية كانت تحت المولى صالح المازندراني وسمعنا ان زوجها مع
غاية فضله كان يسألها عن حل بعض عبارات قواعد العلامة انتهى.
آمنة بنت الشريد زوجة عمرو بن الحمق الخزاعي.
ماتت بالطاعون في حمص في ملك معاوية.
في كتاب بلاغات النساء: حدثنا العباس بن بكار حدثنا أبو بكر
الهذلي عن الزهري وسهل بن أبي سهل التميمي عن أبيه قالا لما قتل علي بن
أبي طالب ع بعث معاوية في طلب شيعته فكان فيمن طلب
عمرو بن الحمق الخزاعي فراع منه فأرسل إلى امرأته آمنة بنت الشريد
فحبسها في سجن دمشق سنتين ثم إن عبد الرحمن بن الحكم ظفر بعمرو بن
الحمق في بعض الجزيرة فقتله وبعث برأسه إلى معاوية وهو أول رأس حمل
في الاسلام فلما اتى معاوية الرسول بالرأس بعث به إلى آمنة في السجن وقال
للحرسي احفظ ما تتكلم به حتى تؤديه إلي واطرح الرأس في حجرها ففعل
هذا فارتاعت له ساعة ثم وضعت يدها على رأسها وقالت وا حزناه لصغره في
دار هوان وضيق من ضيمة سلطان نفيتموه عني طويلا وأهديتموه إلي قتيلا
فأهلا وسهلا بمن كنت له غير قالية وانا له اليوم غير ناسية ارجع به أيها
الرسول إلى معاوية فقل ولا تطوه دونه أيتم الله ولدك وأوحش منك أهلك
ولا غفر لك ذنبك فرجع الرسول إلى معاوية فأخبره بما قالت فأرسل إليها
فاتته وعنده نفر فيهم اياس بن حسل أخو مالك بن حسل وكان في شدقيه
نتوء عن فيه لعظم كان في لسانه وثقل إذا تكلم فقال لها معاوية أ أنت يا
عدوة الله صاحبة الكلام الذي بلغني قالت نعم غير نازعة عنه ولا معتذرة
منه ولا منكرة له فلعمري لقد اجتهدت في الدعاء ان نفع الاجتهاد وان
الحق لمن وراء العباد وما بلغت شيئا من جزائك وان الله بالنقمة من ورائك
فاعرض عنها معاوية فقال اياس اقتل هذه يا أمير المؤمنين فوالله ما كان
زوجها أحق بالقتل منها فالتفتت إليه فلما رأته ناتئ الشدقين ثقيل اللسان
قالت تبا لك ويلك بين لحييك كجثمان الضفدع ثم أنت تدعوه إلى قتلي كما
قتل زوجي بأمس ان تريد الا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون
من المصلحين فضحك معاوية ثم قال أخرجي ثم لا اسمع بك في شئ من
الشام قالت وأبي لأخرجن ثم لا تسمع بي في شئ من الشام فما الشام لي
بحبيب ولا اعرج فيها على حميم وما هي لي بوطن ولا أحن فيها إلى سكن
ولقد عظم فيها ديني وما رأت فيها عيني وما انا فيها إليك بعائدة ولا حيث
كنت بحامدة فأشار إليها ببنانه أخرجي فخرجت وهي تقول وا عجبي لمعاوية
يكف عني لسانه ويشير إلي الخروج ببنانه أما والله ليعارضنه عمرو بكلام
مؤيد سديد أوجع من نوافذ الحديد أ وما أنا بابنة الشريد فخرجت وتلقاها
الأسود الهلالي وكان رجلا أسود أصلع أسلع أصعل (١) فسمعها وهي تقول
ما تقول فقال تعني أمير المؤمنين عليها لعنة الله فالتفتت إليه فلما رأته قالت
خزيا لك وجدعا أ تلعنني واللعنة بين جنبيك وما بين قرنيك إلى قدميك
اخسأ يا هامة الصعل ووجه الجعل فاذلل بك نصيرا وأقلل بك ظهيرا فبهت
الأسود ينظر إليها ثم سال عنها فأخبر فاقبل إليها معتذرا خوفا من لسانها
فقالت قد قبلت عذرك وان تعد أعد ثم لا أستقيل ولا أراقب فيك فبلغ
ذلك معاوية فقال زعمت يا أسلع انك لا تواقف من يغلبك أ ما علمت أن
حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام عند مواقف الخصام أ فلا تركت
كلامها قبل البصبصة منها والاعتذار إليها قال اي والله يا أمير المؤمنين لم
أكن أرى شيئا من النساء يبلغ من معاضيل الكلام ما بلغت هذه المرأة
جالستها فإذا هي تحمل قلبا شديدا ولسانا حديدا وجوابا عتيدا وهالتني رعبا
وأوسعتني سبا ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس فقال ابعث لها ما تقطع به
عنا لسانها وتقضي به ما ذكرت من دينها وتخف به إلى بلادها وقال اللهم
اكفني شر لسانها فلما اتاها الرسول بما أمر به معاوية قالت يا عجبي لمعاوية
يقتل زوجي ويبعث إلي بالجوائز فليت أبي كرب سد عني حره صله خذ من
الرضعة ما عليها كذا فأخذت ذلك وخرجت تريد الجزيرة فمرت
بحمص فقتلها الطاعون فبلغ ذلك الأسلع فاقبل إلى معاوية كالمبشر له فقال
له أفرخ روعك يا أمير المؤمنين قد استجيبت دعوتك في ابنة الشريد وقد
كفيت شر لسانها قال وكيف ذلك قال مرت بحمص فقتلها الطاعون فقال
له معاوية فنفسك فبشر بما أحببت فان موتها لم يكن على أحد أروح منه
عليك ولعمري ما انتصفت منها حين أفرغت عليك شؤبوبا وبيلا فقال
الأسلع ما أصابني من حرارة لسانها شئ الا وقد أصابك مثله أو أشد منه
انتهى.
آمنة بنت العباس بن عبد المطلب بن هاشم.
في الإصابة: ذكرها الدارقطني وقال تزوجها العباس بن عتبة بن أبي
لهب فولدت له الفضل بن العباس الشاعر المشهور.
الآوي
شمس الدين محمد والحسن بن محمد الآوي الحسيني والحسن بن
محمد بن محمد الآوي الحسيني ولعلهما واحد وعلي بن محمد بن الآوي
العلوي الحسيني

(١) أسلع اي أبرص واصعل اي دقيق العنق.
(٩٥)

أبان بن أبي عمران أو ابن عمران الفزاري الكوفي.
وفي بعض النسخ ابن عمران ذكره الشيخ في رجال الصادق ع
وأبان بوزن سحاب أينما كان.
أبان بن أبي أحيحة سعيد بن العاص يأتي
أبان بن أبي عياش فيروز يأتي.
أبان بن أبي مسافر الكوفي.
يروي عنه إبراهيم بن عبد الحميد.
أبان بن أرقم الأسدي الكوفي.
أبان بن أرقم الطائي السنبسي الكوفي أبو الأرقم.
هؤلاء الثلاثة ذكرهم الشيخ في رجال الصادق ع.
أبان بن أرقم العنزي القيسي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه.
معنى قول الشيخ أسند عنه
وكلمة أسند عنه لم تقع الا في كتاب رجال الشيخ دون فهرسته وفي
رجال الصادق ع دون غيره الا نادرا وقد اختلف في قراءتها والمراد منها
فقرئت بالبناء للمفعول وقيل معناها سمع عنه الحديث على سبيل الاستناد
والاعتماد أو روى عنه الشيوخ واعتمدوا عليه والا فكثير ممن سمع عنه
الحديث لم يقل في حقه أسند عنه فتدل على المدح ولكن في ترجمة محمد بن
عبد الملك الأنصاري أسند عنه ضعيف ولعل المراد اعتمدا على روايته مع
ضعفه لقرائن اخر دلت على صحتها أو نحو ذلك وبعض قرأها بالبناء
للفاعل وارجع الضمير إلى ابن عقدة الذي ذكر في كتابه أربعة آلاف رجل
من أصحاب الصادق ع والشيخ ذكر في أول رجاله ان ابن عقدة
ذكر أصحاب الصادق ع وبلغ في ذلك الغابة قال واني ذاكر ما ذكره
وأورد من بعد ذلك ما لم يذكره فيكون ضمير أسند راجعا إلى ابن عقدة اي
أخبر عنه ابن عقدة انه من رجال الصادق ع ويؤيده عدم وجود ذلك
إلا في رجال الشيخ دون فهرسته وفي رجال الصادق ع دون
غيرهم وذكر في تفسيرها وجوه أخر كلها مدخولة والله أعلم.
أبان بن تغلب أبو سعيد.
أو سعد أو أبو أميمة بن رباح البكري الجريري الكوفي الربعي
الكندي.
مولى بني جرير بن عبادة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن
صعب بن علي بن بكر بن وائل.
قال النجاشي والشيخ في الفهرست توفي في حياة أبي عبد الله ع
سنة ١٤١ وكذا في غاية النهاية في طبقات القراء وعن ابن منجويه
وقال ابن حجر في التقريب وحكاه في تهذيب التهذيب عن أبي نعيم في
تاريخه انه توفي سنة ١٤٠ وفي غاية النهاية عن القاضي أسد انه توفي سنة
١٥٣ وهو سهو فقد سمعت انه توفي في حياة الصادق ع وكانت وفاة
الصادق ع سنة ١٤٨ مضافا إلى قول من عرفت من الحفاظ.
الكنية والنسبة الضبط
في رجال النجاشي والفهرست أبو سعيد بالياء وفي تهذيب التهذيب
وغاية النهاية أبو سعد بدون ياء وفي الخلاصة ابن رباح بن سعيد وهو سهو
والصواب أبو سعيد وفي بغية الوعاة قال هو ربعي كوفي يكنى أبا أميمة وفي
غاية النهاية في طبقات القراء الربعي أبو سعد ويقال أبو أميمة الكوفي وفي
تهذيب التهذيب الربعي وعن كتاب من لا يحضره الفقيه يكنى أبا سعيد وهو
كندي كوفي وفي الفهرست عباد بدون هاء وفي رجال النجاشي بالهاء وفي
الفهرست وغيره عكاشة بالشين وفي رجال النجاشي عكابة بالباء الموحدة
وتغلب بوزن تضرب والنسبة إليه تغلبي بفتح اللام فرارا من توالي
الكسرتين وربما قالوه بالكسر نص عليه في الصحاح ورباح بالباء الموحدة
كسحاب والبكري نسبة إلى بكر بن وائل والجريري بالجيم المضمومة
فالراء المهملة المفتوحة فالمثناة التحتية الساكنة نسبة إلى بني جرير والربعي
نسبة إلى ربيعة وضبيعة بالضاد المعجمة المضمومة والباء الموحدة المفتوحة
فالياء المثناة التحتية الساكنة فالعين المهملة كذا ضبط الميرزا في رجاله وفي
نضد الايضاح صبيعه بالصاد المهملة مصغرا وهو كذلك في رجال
النجاشي.
أقوال العلماء في حقه
في بغية الوعاة قال الداني هو نحوي قارئ انتهى وفي غاية
النهاية: الكوفي النحوي جليل انتهى وفي الفهرست ثقة جليل القدر
عظيم المنزلة في أصحابنا لقى أبا محمد علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد
الله ع وروى عنهم وكانت له عندهم حظوة وقدم وقال له أبو
جعفر ع اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فاني أحب ان ارى
في شيعتي مثلك وقال أبو عبد الله ع لما اتاه نعيه اما والله لقد
أوجع قلبي موت ابان. وكان قارئا فقيها لغويا بيدارا (١) وسمع من العرب
وحكى عنهم وصنف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر فجاء
فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب ابان
ومحمد بن السائب الكلبي وأبي روق بن عطية بن الحارث فجعله كتابا
واحدا فيما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه فتارة يجئ كتاب ابان مفردا وتارة
يجئ مشتركا على ما عمله عبد الرحمن فاما كتابه المفرد فأخبرنا به
أحمد بن محمد بن موسى عن أحمد بن محمد بن سعيد عن المنذر بن محمد
القابوسي قال حدثني أبي محمد بن المنذر بن سعيد بن أبي الجهم قال حدثنا
عمي الحسين بن سعيد قال حدثني أبي سعيد بن أبي الجهم عن ابان واما المشترك
الذي لعبد الرحمن فأخبرنا به الحسين بن عبد الله قال قرأته على أبي بكر
أحمد بن عبد الله بن جلين قال قرأته على أبي العباس أحمد بن محمد بن
موسى المعروف بابن الصلت الأهوازي قال أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد
قال أخبرنا أبو أحمد الحسين بن عبد الله عبد الرحمن الأزدي قال حدثنا
أبي قال حدثنا أبو بردة ميمون مولى بني فزارة وكان فصيحا لازم أبان بن
تغلب واخذ عن ابان ولابان رحمة الله عليه قراءة مفردة أخبرنا بها أحمد بن
محمد بن موسى قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا أبو بكر
محمد بن يوسف الرازي المقري بالقادسية سنة ٢٨١ قال حدثني أبو نعيم بن
الفضل بن عبد الله بن عباس بن معمر الأزدي الطالقاني ساكن سواد
البصرة سنة ٢٥٥ بالري قال حدثنا محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب
اللؤلؤ قال سمعت أبان بن تغلب وما أحد اقرأ منه يقرأ القرآن من أوله إلى

(١) كذا في نسخة مقروءة على الشهيد الثاني وفسر بعضهم البيدار بالكثير الكلام وفي بعض النسخ
نبيلا والظاهر أنه اصلاح. ويرى بعضهم ان الصحيح هو (تبدي) اي أقام بالبادية.
(٩٦)

آخره وذكر القراءة وسمعت يقول انما الهمزة رياضة (١) ولابان كتاب
الفضائل أخبرنا به ابن محمد بن موسى عن أحمد بن سعيد عن المنذر
القابوسي قال حدثنا أبي قال حدثنا عمي عن أبيه (٢) عن أبان بن تغلب
ولابان أصل انتهى وقال النجاشي: عظيم المنزلة في أصحابنا لقي
علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله ع وروى عنهم وكانت له
عندهم منزلة وقدم وذكره البلاذري قال روى ابان عن عطية العوفي قال له
أبو جعفر ع اجلس في مسجد المدينة وافت الناس فاني أحب ان يرى في
شيعتي مثلك وقال أبو عبد الله ع لما اتاه نعيه اما والله لقد أوجع قلبي
موت ابان وكان قارئا من وجوه القراء فقيها لغويا سمع من العرب وحكى
عنهم وقال أبو عمرو الكشي في كتاب الرجال: روى ابان عن علي بن
الحسين ع وذكره أبو زرعة الرازي في كتابه ثم قال ذكر من روى عن
جعفر بن محمد ع من التابعين ومن قاربهم فقال أبان بن تغلب روى
عن أنس بن مالك وذكر أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ما
رواه ابان عن الرجال فقال وروى عن الأعمش وعن محمد بن المنكدر وعن
سماك بن حرب وعن إبراهيم النخعي قال وكان ابان رحمه الله مقدما في
كل فن من العلم في القرآن والفقه والحديث والأدب واللغة والنحو له كتب
منها تفسير غريب القرآن وكتاب الفضائل أخبرنا محمد بن جعفر النحوي
قال حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد عن المنذر بن محمد بن منذر اللخمي قال
حدثني أبي قال حدثنا عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم قال حدثني أبي
عن أبان بن تغلب في قوله مالك يوم الدين وذكر التفسير إلى آخره وبهذا
الاسناد كتابه الفضائل ولأبان قراءة مقروءة مشهورة عند القراء أخبر أبو
الحسن التميمي حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن يوسف
الرازي المقري بالقادسية سنة ٢٨١ حدثني أبو نعيم الفضل بن عبد الله بن
العباس بن معمر الأزدي الطالقاني ساكن سواد البصرة سنة ٢٥٥ حدثنا
محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ قال سمعت أبان بن تغلب وما
رأيت أحدا اقرأ منه قط يقول انما الهمزة رياضة وذكر قراءته إلى آخرها وله
كتاب صفين قال أبو الحسن أحمد بن الحسين رحمه الله وقع بحظ أبي
العباس بن سعيد قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي
من كتابه في شوال سنة ٢٧١ قال حدثنا محمد بن يزيد النخعي قال حدثنا
سيف بن عميرة عن ابان وأخبرنا محمد بن جعفر قال حدثنا أحمد بن
محمد بن سعيد قال حدثنا جعفر بن محمد بن هشام قال حدثنا علي بن محمد
الحريري قال حدثنا أبان بن محمد بن أبان بن تغلب قال سمعت أبي يقول دخلت
مع أبي إلى أبي عبد الله ع فلما بصر به أمر بوسادة فألقيت له وصافحه
واعتنقه وسأله ورحب به وقال وكان ابان إذا قدم المدينة تقوضت إليه الخلق
وأخليت له سارية النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن محمد
الفرشي سنة ٣٤٨ وفيها مات حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن
أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال كنا في مجلس أبان بن تغلب فجاءه
شاب فقال يا أبا سعيد اخبرني كم شهد علي بن أبي طالب من أصحاب
النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له ابان كأنك تريد ان تعرف فضل علي بمن تبعه من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال هو ذلك فقال والله ما عرفنا فضلهم إلا
باتباعهم إياه فقال أبو البلاد عض ببظر امه رجل من الشيعة في اقصى
الأرض وأدناها يموت ابان لا تدخل مصيبته عليه فقال له ابان يا أبا البلاد
تدري من الشيعة؟ الشيعة، الذين إذا اختلف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخذوا بقول علي وإذا اختلف الناس عن علي أخذوا بقول جعفر بن محمد.
جمع محمد بن عبد الرحمن بن فنتى بين كتاب التفسير لابان وبين كتاب أبي
روق عطية بن الحارث ومحمد بن السائب وجعلهما كتابا واحدا أخبرنا أبو
الحسين علي بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن عن الحسن بن متيل عن
محمد بن الحسين الزيات عن صفوان بن يحيى وغيره عن أبان بن عثمان عن
أبي عبد الله ع أنه قال أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف
حديث فاروها عنه قال أبو علي أحمد بن محمد بن رباح الزهري الطحان
حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب حدثني محمد بن الوليد عن يونس بن
يعقوب عن عبد الله بن خفقة قال قال لي ابان
ابن تغلب مررت بقوم يعيبون علي روايتي عن جعفر ع فقلت كيف
تلومونني في روايتي عن رجل ما سألته عن شئ إلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فمر صبيان وهم ينشدون:
العجب كل العجب بين جمادى ورجب
فسألته عنه قال لقاء الاحياء بالأموات قال سلامة بن محمد الأرزني
حدثنا أحمد بن علي بن ابان عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صالح بن
السندي عن أمية بن علي عن سليم بن أبي حية قال: كنت عند أبي عبد الله
ع فلما أردت ان أفارقه ودعته وقلت أحب ان تزودني فقال ائت بابان بن
تغلب فإنه سمع مني حديثا كثيرا فما روى لك فاروه عني انتهى ما ذكره
النجاشي. قال الميرزا في رجاله الكبير: وما ذكره عن الكشي لم أجده
فيه في بابه انتهى. أقول ولا يوجد ذلك في رجال الكشي المطبوع
ولعله في كتابه الكبير فان المتداول انما هو اختيار رجال الكشي للشيخ أبي
جعفر الطوسي. وفي الخلاصة: ثقة جليل القدر عظيم المنزلة في أصحابنا
وذكر خلاصة ما في الفهرست ورجال النجاشي على عادته. وقال الصدوق
في الفقيه: توفي في أيام الصادق ع فذكره جميل عنده فقال: رحمه الله
اما والله لقد أوجع قلبي موت ابان وقال ع لابان بن عثمان ان
أبان بن تغلب قد روى عني روايات كثيرة فما رواه لك فاروه عني ولقد لقي
الباقر والصادق ع وروى عنهما انتهى وفي رجال الكشي على ما في
النسخة المطبوعة: ما روي في أبان بن تغلب. حدثني محمد بن قولويه
حدثني سعد بن عبد الله القمي عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن
عبد العزيز عن إسماعيل عن أبي عبد الله ع قال ذكرنا أبان بن تغلب
عند أبي عبد الله ع فقال رحمه الله اما والله لقد أوجع قلبي موت ابان.
حمدويه: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن إسماعيل بن
عمار عن ابن مسكان عن أبان بن تغلب قلت لأبي عبد الله ع اني اقعد
في المسجد فيجئ الناس يسألونني فإن لم أجبهم لم يقبلوا مني وأكره ان
أجيبهم بقولكم وما جاء عنكم فقال لي انظر ما علمت أنه من قولهم
فأخبرهم بذلك، حمدويه حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن

(١) في نسخة الفهرست المطبوعة سنة (١٢٧١) انما المضمرة رياضة وهو تصحيف من النساخ وفي
نسخة مخطوطة من الفهرست وفي رجال الميرزا انما الهمزة رياضية وصوابه رياضة وفي رجال
النجاشي انما الهمزة رياضة قال بعضهم ذكر الصرفيون ان العرب اختلفوا في كيفية النطق
بالهمزة فقريش وأكثر أهل الحجاز يخففونها لأنها ادخل حروف الحلق ولها نبرة كريهة تجري
مجرى التهوع فثقلت بذلك على اللافظ وعن أمير المؤمنين (ع) ان القرآن نزل بلسان قريش
وليسوا باهل نبراي همز ولولا أن جبرائيل نزل بالهمزة على النبي " ص " ما همزنا واما باقي
العرب كتميم وقيس فيحققونها قياسا لها على سائر الحروف وقول ابان هذا انما الهمزة رياضة
اختيار منه للغة قريش على غيرها يقول انما الهمز اي التكلم بها والافصاح عنها مشقة
ورياضة بلا ثمرة فلا بد من التخفيف " انتهى " ولا يبعد كونه اختيارا للغة قريش فجعله
رياضة والرياضة مطلوبة.
(٢) أبوه محمد وعمه الحسين بن سعيد وأبو سعيد كما يفهم مما مر في طري الشيخ في الفهرست.
(٩٧)

أبان بن تغلب قال لي أبو عبد الله ع جالس أهل المدينة فاني أحب ان
يروا في شيعتنا مثلك. قال وروي عن صالح بن السندي عن أمية بن علي
عن مسلم بن أبي حية كنت عند أبي عبد الله ع في خدمته فلما أردت ان
أفارقه ودعته وقلت أحب ان تزودني قال أ رأيت أبان بن تغلب فإنه قد سمع
مني حديثا كثيرا فما روى لك عني فاروه عني انتهى. قال الميرزا في
الرجال الكبير: في الرواية الأولى عمر بن عبد العزيز وهو مخلط على قول
النجاشي ويروي المناكير على قول ابن شاذان إلا أن رواية أحمد بن محمد
ابن عيسى عنه ربما تنبئ عن حسن حاله نعم في الثانية علي بن إسماعيل بن
عمار وقال النجاشي انه من وجوه من روى الحديث والظاهر أن الثالثة
مرسلة إلا أن المرسل محمد بن أبي عمير فلا تقصر عن المسند وفي الرابعة
صالح بن السندي وهو مهمل وأمية ضعيف وبدل مسلم قد سبق عن
النجاشي سليم وعلى كل حال لا اعرفه الآن لكن لا يخفى ان ضعف هذه
الروايات غير قادح فان حسن حال ابان في الجلالة وعظم منزلته متفق
أشهر من أن يحتاج إلى صحة هذه انتهى.
ثم إنه على ما تقدم ابان أول من صنف في غريب القرآن وعن
السيوطي في الأوائل: أول من صنف في غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن
المثنى المتوفي سنة ٢٠٨ أو ٢٠٩ أو ٢١٠ أو ٢١١ والعجب أن السيوطي مع
نقله في بغية الوعاة عن ياقوت ان أبان بن تغلب صنف غريب القرآن وذكره
انه مات سنة ١٤١ كيف يقول إن أول من صنف فيه أبو عبيدة مع تأخر
وفاة أبي عبيدة عن وفاة ابان بسبع وستين سنة على الأقل.
وذكره الذهبي الدمشقي في ميزان الاعتدال فيمن اخرج له مسلم
وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة في لبهم وقال شيعي جلد لكنه
صدوق قلنا صدقه وعليه بدعته وقد وثقه أحمد بن حنبل وابن معين وأبو
حاتم وأورده ابن عدي وقال كان غاليا في التشيع وقال السعدي زائغ مجاهر
فلقائل أن يقول كيف ساع توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان وجوابه
ان البدعة على ضربين صغرى كغلو التشيع أو التشيع بلا غلو ولا تحرق
فهذا كثر في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث
هؤلاء لذهب جملة الآثار النبوية وكبرى كالرفض الكامل والغلو فيه فهذا
النوع لا يحتج بهم ولا كرامة وأيضا فما استحضر الآن في هذا الضرب رجلا
صادقا ولا مأمونا بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم ولم يكن
أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلا بل قد يعتقد عليا أفضل منهما
انتهى وإذا كان الذهبي يعد ولاء أهل البيت وتفضيلهم وتقديمهم على
غيرهم واخذ احكام الدين عنهم وهم أحد الثقلين ومثل باب حطة وسفينة
نوح بدعة ويسميه غلوا ورفضا كاملا ويرد الرواية لأجله فهذه هي البدعة
والنصب الكامل والغلو فيه وحاشا ان يكون في ذلك بدعة صغرى أو كبرى
وإنما أخذوا دينهم واحكامهم عن أئمة أهل البيت الطاهر واقتدوا بهم وهم
اعلم بسنة جدهم صلى الله عليه وآله وسلم من الذهبي وغيره واما ان الكذب شعارهم
فحاشاهم من ذلك وهم اتباع معادن الصدق لا من أقام أربعين شاهدا
يشهدون زورا لأم المؤمنين ان هذا ليس ماء الحوأب واما ان التقية والنفاق
دثارهم فالتقية قد أجازها القرآن الكريم الا ان تتقوا منهم تقاة. الا من
أكره وقلبه مطمئن بالايمان. وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه
فإن كانت نفاقا فحبذا نفاق اجازه القرآن ومدح صاحبه ولنعم ما قاله
الصاحب بن عباد:
حب علي بن أبي طالب هو الذي يفضي إلى الجنة
إذا كان تفضيلي له بدعة فليت شعري ما هي السنة
وإذا كان للذهبي ذكر في ميزانه الموضوع لذكر المقدوحين أو
الثقات الذين تكلم فيهم من لا يلتفت إلى كلامه امام أهل البيت جعفر بن
محمد الصادق فلا نلومه على هذا الكلام في حق شيعته واتباعه ولذلك أسوة
بترك من ترك الرواية عن جعفر الصادق مع روايته عن عمران بن حطان
مادح عبد الرحمن بن ملجم على قتله علي بن أبي طالب ع وعن أمثاله
ونعم الحكم الله.
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: قال احمد ويحيى وأبو حاتم
والنسائي: ثقة وقال الجوزاني زائغ مذموم المذهب مجاهر وقال ابن عدي له
نسخ عامتها مستقيمة إذا روى عنه ثقة وهو من أهل الصدق في الروايات
وإن كان مذهبه مذهب الشيعة وهو في الرواية صالح لا باس به. قلت هذا
قول منصف واما الجوزاني فلا عبرة بحطه على الكوفيين فالتشيع في عرف
المتقدمين تفضيل علي على عثمان وانه مصيب في حروبه ومخالفه مخطئ مع
تقديم الشيخين وتفضيلهما وربما اعتقد بعضهم ان عليا أفضل الخلق بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإذا كان معتقد ذلك ورعا دينا صادقا مجتهدا فلا ترد روايته
بهذا لا سيما إن كان غير داعية. وفي عرف المتأخرين هو الرفض المحض
فلا تقبل رواية الرافضي الغالي ولا كرامة. قال المؤلف عدم قبول رواية
الشيعي ولو كان ثقة صادقا وتسميته بالرافضي الغالي وقبول رواية كلاب
النار الذين مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية بنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
الذين يبرأون من علي وعثمان ويكفرونهما لا نجد له عذرا ولا مسوغا
وإباحة الاجتهاد للقدماء كما يشير إليه قوله مجتهدا وحظره على المتأخرين
تفريق بلا دليل مفرق قوله لا عبرة بحطه على الكوفيين يشير إلى أن
حطه عليهم لأجل التشيع لاشتهار الكوفيين بذلك فهو محض تعصب وميل
مع الهوى ثم قال وقال ابن عجلان: أبان بن تغلب من أهل العراق من
النساك ثقة وأخرج الحاكم حديث ابان في مستدركه قال كان قاص الشيعة
وهو ثقة ومدحه ابن عيينة بالفصاحة والبيان وقال أبو نعيم في تاريخه كان
غاية من الغايات وقال العقيلي سمعت أبا عبد الله يذكر عنه عقلا وأدبا
وصحة حديث إلا أنه كان غاليا في التشيع وقال ابن سعد كان ثقة وذكره ابن
حبان في الثقات وقال الأزدي كان غاليا في التشيع وما اعلم به في الحديث
بأسا انتهى وعنه في تقريب التهذيب ابان ثقة تكلم فيه للتشيع.
من روى عنه ابان من أئمة أهل البيت ع
روى عن علي بن الحسين زين العابدين وعن الباقر والصادق ع
كما مر.
مشايخه
في بغية الوعاة قال الداني اخذ القراءة عن عاصم بن أبي النجود
وطلحة بن مصرف وسليمان الأعمش وهو أحد الثلاثة الذين ختموا عليه
القرآن وسمع الحكم بن عتيبة وأبا اسحق الهمذاني وفضيل بن عمر وعطية
العوفي انتهى. وفي غاية النهاية في طبقات القراء: قرأ على عاصم وأبي
عمرو الشيباني وطلحة بن مصرف والأعمش وهو أحد الذين ختموا عليه
ويقال انه لم يختم القرآن على الأعمش الا ثلاثة منهم أبان بن تغلب
انتهى وفي تهذيب التهذيب: روى عن أبي إسحاق السبيعي والحكم بن
عتيبة وفضيل بن عمر والفقيمي وأبي جعفر الباقر وغيرهم انتهى.
(٩٨)

أقول مر عن الكشي عن أبي زرعة الرازي انه يروي عن انس بن مالك
والأعمش ومحمد بن المنكدر وسماك بن حرب وإبراهيم النخعي وأبي
بصير.
تلاميذه
في بغية الوعاة: سمع منه جماعة وعد منهم هارون بن موسى
انتهى وفي غاية النهاية اخذ عنه القراءة عرضا محمد بن صالح الكوفي
انتهى وفي تهذيب التهذيب عنه موسى بن سعيد بن أبي الجهم
وعبد الله بن خفقة وأبو علي صاحب الكلل ومحمد بن موسى بن أبي مريم
صاحب اللؤلؤ ورفاعة بن موسى وجميل بن دراج وعبد الله بن سنان وأبو
سعيد القماط وعبد الرحمن بن الحجاج ومنصور بن حازم وأحمد بن عمر الحلبي
وسيف بن عميرة وسعيد بن أبي الجهم ومحمد بن أبي عمير وابن مسكان
وحفيده أبان بن محمد بن أبان بن تغلب ووقع في الكافي رواية ابن أبي عمير
عن أبان بن تغلب سهوا وصوابه عن أبان بن عثمان انتهى. أقول
اما محمد بن المنذر فقد مر عن الشيخ في الفهرست ان روايته عنه بواسطة
عمه الحسين بن سعيد عن أبيه سعيد فالظاهر أن ما في المشتركات اشتباه نشا
من نقصان نسخته وعنه أبو بردة ميمون مولى بني فزارة كما مر عن
الفهرست.
مؤلفاته
قد مضى ذكر جملة منها في طي ما تقدم لكننا نسرد هنا أسماءها
لتكون مجتمعة في مكان واحد مع ما ذكره ابن النديم منها. قال ابن النديم
في الفهرست: أبان بن تغلب له من الكتب ١ كتاب معاني القرآن لطيف ٢
كتاب القراءات ٣ كتاب من الأصول في الرواية على مذهب الشيعة
انتهى. أقول الثالث هو الذي مر في قول الشيخ ولابان أصل ومر
له أيضا ٤ كتاب الغريب في القرآن أو تفسير غريب القرآن ويحتمل ان
يكون هو كتاب معاني القرآن المذكور في كلام ابن النديم ٥ كتاب
الفضائل ٦ كتاب صفين ومر ذكرهما. وأبان أول من دون علم القراءة
كما مر في المقدمات.
أبان بن راشد الليثي
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
أبو الوليد أبان بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الأموي.
قيل قتل يوم اليرموك قاله ابن إسحاق وفي أسد الغابة ولم يتابع عليه
وكانت اليرموك بالشام لخمس مضين من رجب سنة ١٥ وقيل قتل يوم
أجنادين سنة ١٣ وفي أسد الغابة قال موسى قتل ابان يوم أجنادين وهو قول
مصعب والزبير وأكثر أهل النسب وكانت وقعة أجنادين في جمادي الأولى سنة
١٢ وقيل قتل يوم مرج الصفر سنة ١٤ وقيل لم يقتل ولكنه مات سنة ٢٧
وقيل سنة ٢٩.
وأبوه سعيد بن العاص مات كافرا بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يسلم وفي
الاستيعاب كان لسعيد ثمانية بنين ذكور منهم ثلاثة ماتوا على الكفر وهم
أحيحة وبه كان يكنى قتل يوم الفجار في الجاهلية والعاص وعبيدة
ببدر كافرين قتل العاص علي وقتل عبيدة الزبير وخمسة أدركوا الاسلام
فاسلموا وصحبوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم خالد وعمرو وسعيد وأبان والحكم وغير
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اسم الحكم فسماه عبد الله ولا عقب لواحد منهم الا العاص
فاعقب سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وهو والد عمرو بن سعيد
الأشدق الذي قتله عبد الملك بن مروان قال الزبير: تأخر اسلام ابان
عن اسلام أخويه خالد وعمرو. وأبان هو الذي أجار عثمان بن عفان حين
بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قريش عام الحديبية وحمله على فرس حتى دخل مكة
وقال له:
أقبل وأدبر ولا تخف أحدا بنو سعيد أعزة الحرم (١)
وكان اسلام ابان بين الحديبية وخيبر وأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بعض
سراياه منها سرية إلى نجد واستعمله على البحرين برها وبحرها إذ عزل
العلاء بن الحضرمي عنها فلم يزل عليها ابان إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
انتهى. وفي أسد الغابة بعد ما نقل عن ابن عبد البر ان أبانا أسلم بين
الحديبية وخيبر قال: وكانت الحديبية في ذي القعدة سنة ست وغزوة خيبر في
المحرم سنة سبع وقال أبو نعيم أسلم قبل خيبر وشهدها وهو الصحيح لأنه
ثبت عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبان بن سعيد بن العاص في
سرية من المدينة فقدم ابان وأصحابه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد فتح خيبر
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بها وقال ابن منده تقدم اسلام أخيه عمرو يعني أخا ابان
قال: وخرجا جميعا إلى أرض الحبشة مهاجرين وأبان بن سعيد تأخر اسلامه
هذا كلام ابن منده وهو متناقض وهو وهم فان مهاجرة الحبشة هم السابقون
إلى الاسلام ولم يهاجر ابان إلى الحبشة وكان ابان شديدا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والمسلمين وقيل كان سبب اسلامه انه خرج تاجرا إلى الشام فلقي راهبا
فسأله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال اني رجل من قريش وان رجلا منا خرج فينا
يزعم أنه رسول الله أرسله مثل ما أرسل موسى وعيسى فقال ما اسم
صاحبكم قال محمد قال الراهب فاني أصفه لك فذكر صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسنه
ونسبه فقال ابان هو كذلك فقال الراهب والله ليظهرن على العرب ثم
ليظهرن على الأرض وقال لابان اقرأ على الرجل الصالح السلام فلما عاد إلى
مكة سال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يقل عنه وعن أصحابه كما كان يقول وكان ذلك
قبيل الحديبية ثم إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سار إلى الحديبية فلما عاد منها تبعه ابان
فأسلم وحسن اسلامه ثم روى بسنده عن الزهري ان عبد الله بن سعيد بن
العاص اخبره انه سمع أبا هريرة يقول إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبان بن
سعيد بن العاص على سرية من المدينة قبل نجد فقدم ابان وأصحابه على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر بعد ان فتحها وان حزم خيلهم لليف فقال ابان أقسم
لنا يا رسول الله فقال أبو هريرة لا تقسم لهم فقال أبان وأنت هنا يا وبر
تحدر من رأس ضال (٢) فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم اجلس يا أبان ولم يقسم لهم قال
واستعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على البحرين لما عزل عنها العلاء بن الحضرمي
فلم يزل عليها إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرجع إلى المدينة فأراد أبو بكر ان
يرده إليها فقال لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقيل بل عمل لأبي بكر
على بعض اليمن والله أعلم قال وكان ابان أحد من تخلف عن بيعة أبي بكر
لينظر ما يصنع بنو هاشم فلما بايعوه بايع روى عنه إنه خطب فقال إن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد وضع كل دم في الجاهلية أخرجه ثلاثتهم انتهى وقال
ابن عساكر في تاريخ دمشق ان أبانا استعمله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بعض

(١) في الإصابة اسبل واقبل الخ ويروي أعزة البلد قال ابن عساكر يقال إن عثمان لما دخل مكة
قالت له قريش شمر أزرارك فقال ابان البيت.
(٢) الوبر بفتح الواو وسكون الباء دوبية بقدر السنور ورأس ضال بالتخفيف مكان أو جبل بعينه
شبهة بذلك تحقيرا له.
(٩٩)

سراياه ثم ولاه البحرين وقدم الشام مجاهدا ثم قتل وقيل لم يقتل بل مات
روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثا وروى عنه النعمان بن برزح وما أظنه أدركه ثم
حكى سبب اسلامه نحو ما مر ثم قال: وقال عبد الله بن عمرو بن سعيد بن
العاص كان خالد بن سعيد وعمرو بن سعيد قد أسلما وهاجرا إلى الحبشة
وأقام غيرهما من ولد أبي أحيحة سعيد بن العاص على الكفر حتى كان
نفير بدر فخرجوا جميعا إلى بدر ولم يتخلف منهم أحد فقتل العاص بن سعيد
على كفره قتله علي بن أبي طالب وعبيدة بن سعيد قتله الزبير بن العوام
وافلت أبان بن سعيد فجعل خالد وعمرو يكتبان إلى ابان ويقولان نذكرك
الله أن تموت على ما مات عليه أبوك وقتل عليه أخواك فيغضب ويقول لا
أفارق دين آبائي ابدا وكان أبو أحيحة قد مات بالظريبة نحو الطائف كافرا
فانشا ابان يقول:
الا ليت ميتا بالظريبة شاهد لما يفتري في الدين عمرو وخالد
أطاعا بنا أمر النساء فأصبحا يعينان من أعدائنا من نكايد
فاجابه خالد اخوه:
أخي ما أخي لا شاتم انا عرضه ولا هو عن سوء المقالة مقصر
يقول إذا اشتدت عليه أموره الا ليت ميتا بالظريبة ينشر
فدع عنك ميتا قد مضى لسبيله واقبل على الحي الذي هو أقفر
فأقام ابان بمكة على الشرك حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديبية وبعث
عثمان بن عفان إلى أهل مكة فأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكانت
هدنة الحديبية فاقبل خالد وعمرو أبناء سعيد بن العاص من أرض الحبشة
فلما كانا ارسلا إلى أخيهما ابان وهو بمكة يدعوانه إلى الله وإلى الاسلام
فأجابهما وخرج حتى قدم المدينة مسلما وخرجوا جميعا حتى قدموا على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر سنة سبع من الهجرة فلما صدر الناس من الحج سنة تسع بعث
رسول الله أبانا عاملا على البحرين فسأله ابان ان يحالف عبد القيس فاذن له
وقال يا رسول الله أعهد إلي عهدا في صدقاتهم وجزيتهم فعهد إليه في
جزيتهم من كل حالم من يهودي أو نصراني أو مجوسي دينار الذكر والأنثى
وكتب له صدقات الإبل والبقر والغنم على فرضها وسنتها كتابا منشورا
مختوما في أسفله وخرج ابان بلواء معقود أبيض وراية سوداء يحمل لواءه
رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما أشرف على البحرين تلقته عبد القيس
واستقبله المنذر بن ساوي على ليلة من منزله ومعه ثلثمائة من قومه وأقام
ابان بالبحرين يأخذ صدقات المسلمين وجزية معاهديهم وأخبر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بما اجتمع عنده من المال فأرسل أبا عبيدة فاحتمل ذلك المال ثم قال:
قال خليفة بن خياط روى أبان بن سعيد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الناس معادن.
وفي مجالس المؤمنين للقاضي نور الله بن شريف الحسيني المرعشي
الشوشتري ان أبانا وأخويه خالدا وعمرا أسلموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وولاهم الأعمال فولى خالدا صدقات اليمن وأبانا على البحرين وولى عمرا وأخا آخر
تيماء وعرينة فلم يزالوا على أعمالهم حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتركوا أعمالهم
وقدموا المدينة فسألهم الخليفة عن سبب تركهم أعمالهم فقال خالد اننا لا
نعمل لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخلف خالد واخوه ابان وعمرو عن البيعة
وتابعوا أهل البيت وقالوا لهم انكم لطوال الشجر طيبة الثمر ونحن لكم تبع
وبعد ما بايع أهل البيت بايعوا انتهى وقد سمعت تصريح الاستيعاب
بان أبانا لم يزل على البحرين إلى وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعت تصريح
صاحب المجالس بأنه تركها من نفسه ولم يرض ان يعمل لاحد بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وبذلك صرح ابن عساكر أيضا فقال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وارتدت
العرب ارتد أهل هجر ولم ترتد عبد القيس فقال لهم ابان ابلغوني مأمني
فقالوا بل أقم فنجاهد معك قال بل ابلغوني مأمني قالوا لا تفعل ومشى إليه
الجارود العبدي وقال أنشدك الله ان لا تخرج وان قدمت على أبي بكر
يرجعك إلينا قال إذا لا أرجع ابدا ولا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عملا
فلما أبى عليهم قال إن معي مائة ألف درهم فخرج معه ثلثمائة من بني
عبد القيس خفراء حتى قدم المدينة فلامه أبو بكر فقال لا أعمل لأحد بعد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال له عمر ما كان حقك ان تترك عملك من غير إذن
امامك فقال اني والله ما كنت لأعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال عمر
لأبي بكر أكره أبانا فقال لا أكره رجلا يقول لا أعمل لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
انتهى ملخصا وهذا يدل على سخطه الشديد لخلافته وعدم رضاه بها
والا فما يمنعه من العمل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس
الأموي واخوته خالد وعتبة وعمرو. والعاص بن سعيد قتله علي ع ببدر
انتهى.
أبان بن صدقة الكوفي
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
أبو عبد الله أبان بن عبد الرحمن البصري.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
أبان بن عبد الملك الثقفي.
قال النجاشي شيخ من أصحابنا روى عن أبي عبد الله ع كتاب
الحج.
أبان بن عبد الملك الخثعمي الكوفي.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
أبان بن عبدة الصيرفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
أبان بن عثمان الأحمر البجلي أبو عبد الله مولاهم.
في الفهرست: أصله الكوفة وكان يسكنها تارة والبصرة أخرى وقد
أخذ عنه أهلها أبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو معمر بن المثنى وأبو عبد الله
محمد بن سلام وأكثروا الحكاية عنه في اخبار الشعراء والنسب والأيام روى
عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع. ومثله قال النجاشي
لكنه لم يذكر الكنية. وفي الفهرست وما عرف من مصنفاته الا كتابه الذي
يجمع المبتدأ والبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة أخبرنا بهذه الكتب
وهي كتاب واحد الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن
عبيد الله جميعا عن محمد بن عمر بن يحيى العلوي الحسيني حدثنا أحمد بن
محمد بن سعيد قراءة عليه وأخبرنا أحمد بن محمد بن موسى أخبرنا أحمد بن
سعيد حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثنا محمد بن عبد الله بن زرارة
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ابان قال علي بن الحسن بن فضال
وحدثنا إسماعيل بن مهران حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن
سعيد بن أبي نصر جميعا عن ابان. وأخبرنا أحمد بن عبدون حدثنا علي بن

(١) الظريبة بضم الظاء المعجمة وفتح الراء المهملة جبل يشرف على الطائف دفن به سعيد بن العاص بن أمية.
(١٠٠)

محمد بن الزبير حدثنا الحسن بن علي بن فضال وأخبرنا الحسين بن عبيد الله
قال قراءة على أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري حدثنا جد أبي
وعم أبي محمد وعلي (١) أبناء سليمان عن علي بن الحسن بن فضال وأخبرنا
أبو الحسن بن أبي جيد القمي والحسين بن عبيد الله جميعا عن أحمد بن محمد بن يحيى
العطار حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى
حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ابان يكتبه ثم قال في الفهرست: هذه
رواية الكوفيين وهي رواية ابن فضال ومن شاركه فيها من القميين وهناك
نسخة أخرى انقص منها رواها القميون أخبرنا بها الحسين بن عبيد الله عن
جعفر بن سفيان حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن جعفر بن بشير عن ابان وأخبرنا أبو الحسين بن أبي جيد عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور
القمي عن جعفر بن بشير عن إبان بن عثمان.
قال الشيخ في الفهرست: وله أصل أخبرنا به عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل محمد بن عبيد الله الشيباني عن أبي جعفر محمد بن
جعفر بن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محسن بن أحمد عن ابان ثم
قال وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي نصر عن إبان
كتاب المغازي وقال النجاشي له كتاب حسن كبير يجمع المبتدأ والمغازي
والوفاة والردة أخبرنا بها أبو الحسن التميمي حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثنا محمد بن عبد الله بن راشد حدثنا
أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ابان بها وأخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا
علي بن محمد القرشي حدثنا علي بن الحسن بن فضال وأخبرنا أبو
عبد الله بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن ابان بكتبه انتهى وروى الكشي عن محمد بن مسعود حدثني
محمد بن نصير وحمدويه قالا حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن
يقطين عن إبراهيم بن أبي البلاد قال كنت أقود أبي وقد كان كف بصره حتى
صرنا إلى حلقة فيها ابان الأحمر فقال لي عمن تحدث قلت عن أبي عبد الله
فقال ويحه سمعت أبا عبد الله ع يقول اما أن منكم الكذابين ومن
غيركم المكذبين قوله عمن تحدث الظاهر أن أبانا سال إبراهيم بعد ما
جلس في الحلقة فقال له عمن تحدث فقال إبراهيم عن أبي عبد الله فالتفت
حينئذ إبان إلى أصحابه فقال ويحه اي إبراهيم فكانه قدح من إبان في
إبراهيم وبعضهم يحتمل أن يكون ذلك من قول إبراهيم في ابان والمكذبين
بصيغة اسم الفاعل ثم قال الكشي: محمد بن مسعود حدثني علي بن
الحسن قال كان ابان من أهل البصرة وكان مولى بجيلة وكان يسكن الكوفة
وكان من الناووسية ثم قال كذا نقل الأصحاب عنه وعده الكشي من
الفقهاء من أصحاب أبي عبد الله ع الذين أجمعت العصابة على تصحيح
ما يصح عنهم وتصديقهم فيما يقولون وأقروا لهم بالفقه ولم يرد فيه قدح من
أحد من أهل الرجال ولا غيرهم سوى رواية ابن أبي البلاد السابقة مع عدم
خلوها من الاجمال والابهام ونسبة ابن فضال الفطحي له إلى الناووسية مع
احتمال كونها القادسية كما في بعض النسخ والله أعلم. وقال الميرزا في
رجاله الكبير: كونه من الناووسية لا يثبت بمجرد قول علي بن الحسن
الفطحي لا سيما وقد عارضه الاجماع المنقول بقول الكشي الثقة العين وعلى
تقديره فاما أن يكون هذا الاجماع مع الناووسية فيتبع قطعا مع الثبوت أو لا
فيجب نفي كونه ناووسيا لثبوت الاجماع بما هو أقوى ويؤيد عدم كونه
ناووسيا كونه من أصحاب الكاظم ع وكثرة روايته عنه وأنه لم يفرق أحد
بينها وبين رواياته عن الصادق ع انتهى. وقال العلامة في
الخلاصة: إبان بن عثمان الأحمر قال الكشي وذكر رواية كونه ناووسيا وعد
الكشي له من أصحاب الاجماع ثم قال والأقرب عندي قبول روايته وإن
كان فاسد المذهب للاجماع المذكور انتهى وفي التعليقة: روى الصدوق
في أماليه في المجلس الثاني وكذا في خصاله في الصحيح قال حدثني جماعة
من مشائخنا منهم أبان بن عثمان وهشام بن سالم ومحمد بن حمران
الحديث وفيه شهادة على وثاقته بل وجلالته حيث عده من جملة مشائخه
وقدمه عليهم ذكرا وأيضا يروي عنهم أن الأئمة اثنا عشر ويروي أن ابن
أبي نصر الذي لا يروي إلا عن ثقة وجعفرا بن بشير وفيه أشعار بوثاقته
ويروي عنه الوشاء كثيرا ويروي عنه فضالة ومحمد بن سعيد بن أبي نصر
ومحسن بن أحمد وعلي بن الحكم وفيه أشعار بالاعتماد عليه وشهادة لصحة
ما ادعي من الاجماع مع الاكثار من الرواية عنه وكون كثير من رواياته مفتى
بها وإن كثيرا منها ظهر صدقه من الخارج وفي ترجمة حسن بن علي بن زياد
ما يظهر منه قوة كتابه وصحته انتهى.
وفي المشتركات: يعرف أبان أنه ابن عثمان برواية عباس بن عامر
وأحمد بن محمد بن أبي نصر وسندي بن محمد البزاز وبكر بن محمد الأزدي
ومحمد بن سعيد أبي نصر والحجال وجعفر بن بشير وأيوب بن الحر
وفضالة بن أيوب والقاسم بن محمد الجوهري وعلي بن الحكم الكوفي
وطريف بن ناصح وصفوان بن يحيى وعبد الله بن المغيرة ومحمد بن أبي
عمير وعبيس بن هشام عنه. وقد وقع في كتابي الشيخ رواية الحسن بن
سعيد عن أبان بن عثمان وهو سهو لأن المعهود المتكرر توسط فضالة بن
أيوب بينهما ووقع فيهما رواية موسى بن القاسم عن أبان بن عثمان أيضا وهو
في مواضع وهو سهو أيضا ويظهر بالتصفح أن الواسطة المحذوفة بينهما
عباس بن عامر فإنه واقع بينهما كثيرا وفي التهذيب في كتاب الحج سند هذه
صورته: محمد بن القاسم عن أبان بن عبد الرحمن عن الصادق ع قال
في المنتقى ومحل التصحيف فيه ومحمد بن القاسم مما لا ريب فيه وفي الطريق
خلل آخر وهو ترك الواسطة بين موسى وأبان والممارسة تقتضي ثبوتها وهي
عباس بن عامر انتهى. ويعرف أيضا بروايته عن أبي بصير كأبان بن
تغلب وعن أبي مريم عبد الغفار وعن الحارث بن المغيرة ويريد بن معاوية بن
عمار ومحمد الحلبي وزرارة وإسماعيل بن الفضل وعبد الرحمن بن أبي
عبد الله والفضيل بن يسار وأبي العباس الفضل بن عبد الملك وعن عبيس
انتهى. وفي بغية الوعاة: أبان بن عثمان بن يحيى اللؤلؤي الأحمر في
البلغة أخذ عنه أبو عبيدة وغيره وله عدة تصانيف انتهى وفي معجم
الأدباء لياقوت: أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي يعرف بالأحمر
البجلي أبو عبد الله مولاهم ذكره أبو جعفر الطوسي في كتاب اخبار مصنفي
الامامية وذكر عبارة الفهرست المتقدمة.
وفي ميزان الاعتدال: أبان بن عثمان الأحمر. عن أبان بن تغلب
تكلم فيه ولم يترك بالكلية وأما العقيلي فاتهمه انتهى وفي لسان الميزان

(١) لا يخفي أن محمدا أبوه لأجد أبيه وعليا عمه لاعم أبيه والظاهر أنه جعل محمد تفسيرا لأبيه
وعليا تفسيرا لعمه فيكون الذي حدثه والد سليمان وهو جد أبيه وأخو سليمان وهو عم أبيه بواسطة أبيه وعمه لكن العبارة قاصرة عن ذلك.
(١٠١)

لابن حجر العسقلاني أحمد بن علي: لم أر في كلام العقيلي ذلك وإنما ترجم
له وساق من طريق أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني عنه عن أبان بن
تغلب عن عكرمة عن ابن عباس حدثني علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عرض نفسه على قبائل العرب الحديث بطوله قال العقيلي ليس له أصل ولا
يروى من وجه يثبت إلا ما رواه داود العطار عن أبي خيثم عن أبي الزبير
عن جابر بخلاف لفظ ابان ودونه في الطول وفي المغازي للواقدي وغيره
شئ من ذلك مرسل وقال الأزدي لا يصح حديثه وذكره ابن حبان في
الثقات وقال يخطئ ويهم وكان يكنى أبا عبد الله سكن البصرة والكوفة وكان
أديبا عالما بالانساب اخذ عنه أبو عبيدة ومحمد بن سلام الجمحي وغيرهما
وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال حمل عن جعفر بن محمد وموسى بن
جعفر له كتاب المبتدأ وقال محمد بن أبي عمير ظ كان ابان من احفظ
الناس بحيث أنه يرى كتابه هكذا في نسخة اللسان المطبوعة. ولا يخفى
اختلال العبارة وكان صوابها بحيث أنه يرى كتابا فيحفظه فلا يزيد حرفا
وقوله على رأس المائتين أي وفاته على الظاهر. مؤلفاته
قد علم مما مر أن له من المؤلفات المبتدأ المبعث المغازي
الوفاة السقيفة الردة وكلها مجموعة في كتاب واحد وأن هناك نسخة
أخرى انقص منها أي تجمع بعض هذه لا جميعها أصل من الأصول.
أبان بن عمرو بن أبي عبد الله الجدلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
أبان بن عمر الأسدي
ختن آل ميثم بن يحيى السمان التمار ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع فقال: أبان بن عمر ختن آل ميثم التمار الكوفي
وقال النجاشي: شيخ من أصحابنا ثقة لم يرو عنه إلا عبيس بن هشام
الناشري أخبرنا أحمد بن عبد الواحد وغيره عن أبي القاسم بن إسماعيل
عن عبيس بن هشام بكتاب أبان بن عمر الأسدي وفي الخلاصة: شيخ من
أصحابنا ثقة وعلم عليه ابن داود لم أي لم يرو عن أحدهم ع
وهو سهو.
ابان أبو إسماعيل بن أبي عياش البصري الزاهد مولى عبد القيس واسم أبي
عياش فيروز وقيل دينار.
توفي ابان سنة ١٣٨ في أول رجب وقال الذهبي بقي إلى بعد
الأربعين ومائة قال ابن حجر ولا يخفي ما فيه.
وأبان بوزن سحاب وعياش بالعين المهملة والمثناة التحتية
والشين المعجمة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين والباقر
والصادق ع وقال تابعي ضعيف وفي الخلاصة تابعي ضعيف
جدا روى عن انس بن مالك وعن علي بن الحسين ع لا يلتفت
إليه وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه هكذا قاله ابن
الغضائري وقال السيد علي بن أحمد العقيقي في كتاب الرجال أنه كان سبب
تعريف ابان هذا الأمر سليم بن قيس حيث طلبه أي سليم بن قيس
الحجاج ليقتله لأنه من أصحاب علي ع فهرب إلى ناحية من أرض
فارس ولجا إلى أبان بن أبي عياش فلما حضرته الوفاة قال لابان إن لك علي
حقا وقد حضرني الموت يا ابن أخي انه من الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيت
وكيت وأعطاه كتابا فلم يرو عن سليم بن قيس أحد من الناس سوى ابان
وذكر ابان في حديثه قال كان اي سليم بن قيس شيخا متعبدا له نور
يعلوه ثم قال العلامة والأقرب عندي التوقف فيما يرويه لشهادة ابن
الغضائري عليه بالضعف.
وفي ميزان الاعتدال: أحد الضعفاء تابعي صغير يحمل عن انس
وغيره ثم روى عن شعبة أنه قال لأن أشرب من بول حمار حتى أروى أحب
إلي من أن أقول حدثنا أبان بن أبي عياش وأنه قال لأن يزني الرجل خير من
أن يروي عن ابان، وأنه قيل له رأيت أبان يكتب عن أنس بالليل قال ابان
يرى الهلال قبل الناس بليلتين وأنه كلم في أن يمسك عنه فقال بعد ذلك ما
أراني يسعني السكوت عنه وأنه قال داري وحماري في المساكين صدقة إن لم
يكن أبان يكذب في الحديث فقيل له فلم سمعت منه فقال ومن يصبر عن
ذي الحديث يعني حديث من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قنت في الوتر قبل الركوع
وأنه قال لولا الحياء من الناس ما صليت على ابان وفي تهذيب التهذيب
أن شعبة قال لا يحل الكف عنه أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحكى
الذهبي في ميزانه عن أحمد أنه متروك الحديث وعن وكيع أنه كان إذا مر على
حديثه يقول رجل ولا يسميه استضعافا له وعن يحيى بن معين انه متروك
وأنه ضعيف وأن ابن عوانة قال كنت لا اسمع بالبصرة حديثا الا جئت به
ابان فحدثني به عن الحسن حتى جمعت منه مصحفا فما استحل أن اروي
عنه. وعن الجوزاني انه ساقط وعن النسائي متروك وعن سفيان كان نسيا
للحديث وإن بعض من كتب عنه نحو خمسمائة حديث عرضها على النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فما عرف منها إلا اليسير وإن آخر رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال
يا رسول الله أ ترضى أبان بن أبي عياش قال لا وقال ابن حجر في تهذيب
التهذيب: أبان بن أبي عياش فيروز أبو إسماعيل مولى عبد القيس البصري
ويقال دينار قال الفلاس متروك الحديث وهو رجل صالح وقال أحمد بن
حنبل متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر وقال أيضا لا يكتب عنه
قيل كان له هوى قال كان منكر الحديث وقال أبو حاتم متروك الحديث
وكان رجلا صالحا ولكنه بلي بسوء الحفظ وقيل لأبي زرعة أ كان يتعمد
الكذب قال لا كان يسمع الحديث من أنس ومن شهر ومن الحسن فلا يميز
بينهم وقال ابن عدي هو بين الأمر في الضعف وارجو أن لا يتعمد الكذب
إلا أنه يشبه عليه ويغلط وقال يزيد بن زريع حدثني عن انس بحديث
فقلت له عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال وهل يروي انس عن غير النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتركته
وقال ابن حبان كان من العباد سمع من انس وجالس الحسن فإذا حدث
جعل كلام الحسن عن انس وهو لا يعلم ولعله حدث عن انس بأكثر من
ألف وخمسمائة حديث ما لكثير منها أصل.
وفي ميزان الاعتدال أن سلما العلوي قال لحماد بن زيد يا بني
عليك بابان فذكر ذلك لأيوب السختياني فقال ما زال نعرفه بالخير منذ كان
وأن أبانا رئي في النوم فقال أوقفني الله بين يديه فقال ما حملك على أن تكثر
للناس من أبواب الرجاء. فقلت يا رب أردت أن أحببك إلى خلقك فقال
قد غفرت لك قال الميرزا محمد الاسترآبادي في رجاله الكبير المسمى
بمنهج المقال: قيل الكتاب يعني كتاب سليم بن قيس موضوع لا مرية فيه
وعلى ذلك علامات منها أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت
ومنها أن الأئمة ثلاثة عشر ولكن الذي وصل إلينا من نسخة هذا
(١٠٢)

الكتاب فيه أن عبد الله بن عمر وعظ أباه عند الموت وأن الأئمة ثلاثة عشر
مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشئ من ذلك لا يقتضي الوضع على أني رأيت أصل
تضعيفه من غيرنا من حيث التشيع انتهى وقال الشهيد الثاني في حواشي
الخلاصة انما كان ذكر وعظ محمد بن أبي بكر أباه من امارات الوضع لأن
محمد بن أبي بكر ولد في حجة الوداع وكانت خلافة أبيه سنتين وأشهرا فلا
يعقل وعظه إيه وفي التعليقة ومما يشير إليه أي إلى أن مراده كون الأئمة ثلاثة
عشر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الصدوق روى في الخصال عنه مكررا عن سليم أن
الأئمة اثنا عشر انتهى قال المؤلف يدل على تشيعه قول أحمد بن
حنبل كما سمعت قيل إنه كان له هوى أي من أهل الأهواء والمراد به التشيع
والظاهر أن منشأ تضعيف الشيخ له قول ابن الغضائري وصرح العلامة بان
ذلك منشأ توقفه فيه كما سمعت وابن الغضائري حاله معلوم في أنه يضعف
بكل شئ ولم يسلم منه أحد فلا يعتمد على تضعيفه وأما شعبة فتحامله
عليه ظاهر وليس ذلك إلا لتشيعه كما هي العادة مع أنه صرح بان قدحه فيه
بالظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ولا يسوع كل هذا التحامل بمجرد
الظن وقد سمعت تصريح غير واحد بصلاحه وعبادته وكثرة روايته وأنه لا
يعتمد الكذب مع قول شعبة أنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثير مما ذكروه
لا يوجب قدحه كما لا يخفى وجعلهم له منكر الحديث لروايته ما ليس
معروفا عندهم أو مخالفا لما يرونه مثل حديث القنوت في الوتر قبل الركوع
كما مر ومثل ما رواه حماد بن سلمة عن ابان عن شهر بن حوشب عن أم
سلمة قالت كان جبرائيل عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم والحسين معي فبكى فتركته فدنا
من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال جبرائيل أ تحبه يا محمد قال نعم إلى آخر ما جاء في
الحديث مما قد يرون فيه شيئا من الغلو وأما الاعتماد على المنامات في
تضعيف الرجال فغريب طريف مع أن بعض المنامات السابقة دل على
حسن حاله.
مشايخه
مر أنه يروى عن علي بن الحسين ع وأنس بن مالك وسليم بن
قيس وفي تهذيب التهذيب روى عن انس فأكثر وسعيد بن جبير وغيرهما
انتهى ومر أنه سمع من شهر ابن حوشب ومن الحسن البصري.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه أبو إسحاق الفزاري وعمران القطان ويزيد بن
هارون ومعمر وغيرهم انتهى ومر أن شعبة سمع منه.
أبان بن كثير العامري الغنوي الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع. وكثير كزبير والعامري
نسبة إلى عامر أبي قبيلة وهو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن
وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب والغنوي نسبة إلى غني على فعيل حي
من غطفان كذا في الصحاح والقاموس وقيل إن الذي ذكره أئمة الأنساب
أنه غني بن أعصر وأعصر هو بن سعد بن قيس بن عيلان وغطفان من
سعد بن قيس بن عيلان كما قاله الجوهري نفسه فاعصر أخو غطفان وباهلة
وغني أبناء اعصر فليس غني حيا من غطفان كما توهم.
أبان بن محمد بن أبان بن تغلب
هو حفيد أبان بن تغلب الثقة الجليل المشهور بين الخاصة والعامة
المتقدم ذكره روى أبان بن محمد الحديث ووقع في سند رواية للنجاشي مرت
في ترجمة جده يروي عن أبيه محمد بن ابان ويروي عنه علي بن محمد
الحريري.
ابان المحاربي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال إنه روى حديثا
واحدا على قول البغوي انتهى ولكن لم يظهر لنا ما يدل على أنه من
الشيعة وإنما ذكرناه لأن الشيخ ذكره. وفي أسد الغابة: ابان المحاربي كان
أحد الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عبد القيس روى الحكم بن
حبان المحاربي قال كنت في الوفد فرأيت بياض أبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رفع
يديه استقبل بهما القبلة وذكر ابن منده أبانا العبدي وأبانا المحاربي وهو وهم
منه فان أبانا العبدي هو المحاربي ومحارب بطن من عبد القيس وهو
محارب بن عمر بن وديعة بن لكيز بضم اللام وفتح الكاف بن اقصى
بالفاء بن عبد القيس فهو عبدي محاربي انتهى.
أبان بن محمد البجلي أبو بشر المعروف بالسندي البزاز
وفي الخلاصة أبو بشير بالياء. وعليها بخط الشهيد الثاني في كتاب
النجاشي بخط ابن طاوس بشر بغير ياء وكذلك في كتاب ابن داود نقلا عنه
والمصنف أيضا استمداده منه فالظاهر أن الياء سهو انتهى. قال
النجاشي في حرف الألف: أبان بن محمد البجلي وهو المعروف بسندي
البزاز. أخبرنا القاضي أبو عبد الله الجعفي ثنا أحمد بن سعيد ثنا محمد بن أحمد
القلانسي عن أبان بن محمد بكتاب النوادر عن الرجال وهو ابن أخت
صفوان بن يحيى قاله ابن نوح. وفي حرف السين: سندي ابن محمد
واسمه ابان يكنى أبا بشر صلب من جهينة ويقال من بجيلة وهو الأشهر
وهو ابن أخت صفوان بن يحيى كان ثقة وجها في أصحابنا الكوفيين له
كتاب نوادر رواه عنه محمد بن علي بن محبوب أخبرنا محمد بن محمد عن
الحسن بن حمزة عن محمد بن جعفر بن بطة عن محمد بن علي بن محبوب عنه
ورواه عنه غير محمد انتهى وقال الشيخ في الفهرست: السندي بن
محمد له كتاب. أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة عن الصفار
وأحمد بن أبي عبد الله السندي بن محمد وذكر الشيخ في رجال الهادي:
السندي بن محمد أخو علي وذكر فيمن لم يرو عنهم ع في بعض
النسخ: السندي بن محمد روى عنه الصفار انتهى قال الشيخ البهائي
في حواشي الخلاصة ظنهما النجاشي اثنين فذكر أبان بن محمد في حرف
الألف والسندي بن محمد في حرف السين ووثق الثاني دون الأول انتهى
أقول لا إشعار في كلامه بأنه جعلهما اثنين بل هو كالصريح في أنهما واحد
وعدم توثيقه في حرف الألف لسهوه عنه أو عدم ثبوته حينئذ أو للحوالة على
ما ذكره في باب السين. وفي المشتركات: ابن محمد البجلي المعروف
بالسندي الثقة عن أحمد بن محمد القلانسي ومحمد بن علي بن محبوب
والصفار وأحمد بن أبي عبد الله وحيث يعسر التمييز كرواية علي بن الحكم
عن ابان تقف الرواية فان أبانا مشترك بين تسعة عشر رجلا.
نظام الملك آصف جاه قمر الدين (١)
ولد سنة ١٠٨٢ وتوفي سنة ١١٦١ عن ٧٩ سنة، ودفن في مقبرة
برهان الدين بالهند.
ذكره في آثار الشيعة الإمامية في عداد الامراء الشيعة الذين كانوا في

(١) هذا وما بعده أخروا عن محالهم سهوا.
(١٠٣)

الهند في الدول الغير الشيعية، وعده في الامراء المعاصرين لمحمد شاة،
فقال نقلا عن كتاب حديقة العالم: ان أباه كان من مشاهير الرجال في
مدينة توران وان عالمگير لقب المترجم بقمر الدين وارتقى تدريجا إلى
المناصب العالية، وتولى مدة الحكم في نصر آباد وفتح قلعة اكنكرة في سنة
١١١٨، وعين حاكما على صوبدارية دكن بيجابور، ولما ولي محمد شاة
صار محلا لتوجه الشاه المذكور وارتقى إلى مقامات عالية، وفي أيام معز
الدين جهاندار شاة عين الامارة صوبدارية دكن ورئيسا لجيش كرنايك، وفي
سنة ١١٣٥ عين حاكما على أحمد آباد، وبعد قتل مبارز خان صار أمره نافذا
في جميع بلاد الدكن، وكان أديبا شاعرا كان يتخلص أولا في شعره بشاكر
ثم صار يتخلص باصف، وبنى سورا على برهان بور سنة ١١٤١ وأكمل
سور حيدرآباد. ومن شعره قوله بالفارسية:
آصف از حديث نبوي ميكند أين جام بي مهر علي آب از كوثر نثوان خرد
وترجمته: ان آصف استفاد من الحديث النبوي ان ماء الكوثر لا
يمكن شربه بدون اجازة من علي: وذكره محمد حسن خان في جريدة شرف
في العدد ١٧ فقال: كان آباؤه من عرفاء سمرقند وبعضهم كان له
منصب قاضي القضاة. ولما هاجر هو إلى الهند لم يغير زيه، ونظام الملك
هذا حضر الحرب التي جرت بين نادر شاة ومحمد شاة وخدم متبوعه خدمة
صادقة انتهى.
أولاده
قال: خلف من الأولاد: الأمير محمد شاة أمير الامراء، المير احمد
نظام الدولة، الميرزا محمد أمير الممالك، المير نظام علي خان بهادر، المير
محمد شريف برهان الملك، المير مغل علي ناصر الملك انتهى.
آصف خان أخو نو جهان بيگم
ذكره صاحب آثار الشيعة الإمامية في عداد الامراء المعاصرين
لجهان شاة نقلا عن تواريخ ملوك الهند فقال: كان له تقرب تام عند
السلطان جهان شاة، وكان يدعوه عمي والوكيل المطلق.
السيد ميرزا آقا ابن الميرزا حبيب الله الموسوي الجندقي
ولد سنة ١٢٧٥ ببلدة جندق من مدن إيران، وتوفي بطهران سنة
١٣١٥ ودفن في صحن السيد عبد العظيم بالري.
قرأ على والده، وكان من أجلة العلماء، ويتخلص المترجم في شعره
بالاقبال، وهو من بيت شرافة وعلم وسؤدد.
آمنة بنت الإمام محمد الباقر ع
في معجم البلدان: بين مصر والقاهرة قبر آمنة بنت محمد الباقر
انتهى. وليس في أولاد الباقر ع من اسمها آمنة، ولو كانت فما
الذي جاء بها إلى مصر، فالله اعلم بصاحبة ذلك القبر من هي.
آمنة بنت الإمام موسى الكاظم ع
في معجم البلدان بالقرب من القرافة الصغرى قبر آمنة بنت الإمام موسى
الكاظم في مشهد انتهى ومر اسم آمنة في أولاد الكاظم ع في
القسم الثاني من الجزء الرابع.
أبان بن مصعب الواسطي
إبراهيم أبو إسحاق البصري
ذكرهما الشيخ في رجال الصادق ع
إبراهيم أبو إسحاق الحارثي
ذكره البرقي في رجاله والظاهر أنه هو الذي ذكره الشيخ في رجال
الصادق ع بعنوان إبراهيم بن إسحاق الحارثي كما يأتي.
إبراهيم أبو رافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ورافع بالراء المهملة والفاء والعين المهملة
وفاته
قال ابن ماكولا توفي سنة ٤٠ حكاه في أسد الغابة ثم قال في أسد
الغابة توفي في خلافة عثمان وقيل في خلافة علي وهو الصواب وفي تهذيب
التهذيب قال الواقدي مات بالمدينة بعد قتل عثمان وقيل مات في خلافة علي
وهو قول ابن حبان
الخلاف في اسمه
في تهذيب التهذيب قيل اسمه إبراهيم وقيل أسلم وقيل ثابت وقيل
هرمز ويقال صالح وفي أسد الغابة قال ابن معين اسمه إبراهيم وقيل
هرمز. وقال علي بن المديني ومصعب اسمه أسلم قال علي ويقال هرمز وقيل
ثابت ذكره أبو عمرو يعني صاحب الاستيعاب في أسلم وأخرجه ابن منده
وأبو نعيم في إبراهيم انتهى وقال العلامة في الخلاصة اسمه إبراهيم وقال
النجاشي اسمه أسلم ثم قال أخبرنا محمد بن جعفر الأديب أخبرنا أحمد بن
محمد بن سعيد في تاريخه انه يقال إن اسم أبو رافع إبراهيم وفي الإصابة يقال اسمه إبراهيم و
يقال أسلم وقيل سنان وقيل يسار وقيل صالح وقيل
عبد الرحمن وقيل قدمان وقيل يزيد وقيل ثابت وقيل هرمز وقال مصعب
الزبيري اسمه إبراهيم ولقبه بريه وهو تصغير إبراهيم وقيل كان اسمه قرمان
فسمي بعده إبراهيم أو أسلم وفي الاستيعاب أشهر ما قيل في اسمه أسلم
انتهى
أقوال العلماء فيه
قال العلامة في الخلاصة ثقة أعمل على روايته انتهى وذكره النجاشي
في الطبقة الأولى من الشيعة في سلفنا الصالح المتقدمين في التصنيف
قال كان للعباس بن عبد المطلب ره فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما بشر
النبي صلى الله عليه وآله وسلم باسلام العباس أعتقه أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد الجندي
حدثنا أحمد بن معروف حدثنا الحارث الوراق والحسين بن فهم عن محمد بن
سعد كاتب الواقدي قال أبو رافع وذكر هذا الحديث واسلم أبو رافع قديما
بمكة وهاجر إلى المدينة وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده ولزم أمير المؤمنين ع
من بعده وكان من خيار الشيعة وشهد معه حروبه وكان صاحب بيت ماله
بالكوفة وابناه عبيد الله وعلي كاتبا أمير المؤمنين ع أخبر محمد بن جعفر
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أبو الحسين أحمد بن يوسف الجعفي
حدثنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع حدثنا
إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين حدثنا إسماعيل بن الحكم الرافعي
عن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال دخلت على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو نائم أو يوحي إليه وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن اقتلها
فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إذا كان منها سوء يكون إلي دونه
فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ثم قال الحمد لله الذي أكمل
(١٠٤)

لعلي سنيته وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه ثم التفت فرآني إلى جانبه فقال ما
أضجعك هاهنا يا أبا رافع فأخبرته خبر الحية فقال قم إليها فاقتلها فقتلتها ثم
اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فقال يا أبا رافع كيف أنت وقوما يقاتلون عليا وهو على
الحق وهم على الباطل يكون في حق الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم
فبقلبه فليس وراء ذلك شئ فقلت ادع لي ان أدركتهم ان يعينني الله
ويقويني على قتالهم فقال اللهم ان أدركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس
فقال يا أيها الناس من أحب ان ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو
رافع أميني على نفسي قال عون بن عبد الله بن أبي رافع فلما بويع علي وخالفه
معاوية بالشام وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع هذا قول رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم سيقاتل عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم فباع ارضه بخيبر وداره
ثم خرج مع علي وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال الحمد لله لقد
أصبحت لا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان
وصليت القبلتين وهاجرت الهجر الثلاث قلت وما الهجر الثلاث؟ قال
هاجرت مع جعفر بن أبي طالب إلى ارض الحبشة وهاجرت مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وهذه الهجرة مع علي بن أبي طالب إلى الكوفة فلم يزل مع
علي حتى استشهد علي ع فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن ع ولا
دار له بها ولا ارض فقسم له الحسن دار علي ع بنصفين وأعطاه سنح
ارض اقطعه إياها فباعها عبيد الله بن أبي رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين
ألفا. وبهذا الاسناد عن عبيد الله بن أبي رافع في حديث أم كلثوم بنت أمير
المؤمنين ع انها استعارت من أبي رافع حليا من بيت المال بالكوفة.
ولأبي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا أخبرنا محمد بن جعفر النحوي
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا حفص بن محمد بن سعيد الأحمسي
حدثنا حسن بن الحسين الأنصاري حدثنا علي بن القاسم الكندي عن
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده أبي رافع عن علي بن أبي
طالب ع انه كان إذا صلى قال في أول الصلاة وذكر الكتاب إلى آخره بابا
بابا الصلاة والصيام والحج والزكاة والقضايا وروى هذه النسخة من
الكوفيين أيضا زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك يعرف بابن أبي الياس عن
الحسين الحكم الجبري قال حدثنا حسن بن حسين باسناده وذكر شيوخنا ان
بين النسختين اختلافا قليلا ورواية أبي العباس أتم انتهى ومن ذلك
يعلم أن أبا رافع أول من جمع الحديث ورتبه بالأبواب كما مر في المقدمات
ومضى عن رجال بحر العلوم بعض الكلام في آل أبي رافع عموما وقال أيضا
أسلم أبو رافع بمكة قديما وبايع البيعتين بيعة العقبة وبيعة الرضوان وصلى
القبلتين وهاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة ومع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى
المدينة وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده ولزم أمير المؤمنين بعده وخرج معه إلى
الكوفة وشهد معه حروبه وكان صاحب بيت ماله بالكوفة ولم يزل معه حتى
استشهد فرجع مع الحسن إلى المدينة ولا دار له بها ولا ارض وكان قد باعها
في خروجه مع أمير المؤمنين ع فقسم له الحسن دار علي بنصفين إلى آخر
ما مر وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: أسد مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو رافع
غلبت عليه كنيته كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما أسلم العباس بشر أبو
رافع باسلامه النبي ع فاعتقه وكان قبطيا وقيل إنه كان
لسعيد بن العاص فورثه بنوه ثمانية أو عشرة فاعتقوه الا خالد بن سعيد وقيل
أعتقه ثلاثة فاتى أبو رافع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلمهم فيه فرهبوه له فاعتقه وقيل إن
خالدا أبى ان يعتق نصيبه أو يبيعه أو يهبه ثم وهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أولي وأصح
إن شاء الله لانهم قد اجمعوا على أنه مولى رسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يختلفون في ذلك
انتهى
وفي أسد الغابة: كان أبو رافع قبطيا وكان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
وكان اسلامه بمكة مع اسلام أم الفضل فكتموا اسلامهم وشهد أحدا
والخندق وكان على ثقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولما بشر النبي باسلام العباس أعتقه
وزوجه مولاته سلمى وشهد فتح مصر ثم روى عنه حديثا مسندا وفي
تهذيب التهذيب يقال إنه كان للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم واعتقه لما بشره
باسلام العباس وكان اسلامه قبل بدر ولم يشهدها وشهد أحدا وما بعدها
وقال مصعب الزبيري كان عبدا لأبي أحيحة سعيد بن العاص فأعتق بنوه
نصيبهم منه الا خالد بن سعيد فوهب نصيبه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعتقه فكان
أبو رافع يقول انا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ولى عمرو بن سعيد بن العاص
المدينة ضرب ابن أبي رافع ليقول له أبي مولاكم فابى الا أن يقول انا مولى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى ضربه خمسمائة سوط حتى قال له انا مولاكم كذا اورد
بعضهم هذا في ترجمة أبي رافع هذا ولا يتبين لي ذلك بل عندي انه غيره
وقد بينت ذلك في كتابي في الصحابة وقال المبرد في الكامل قال الليثي أعتق
سعيد بن العاص أبا رافع الا سهما واحدا فيه فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك
السهم فاعتقه وكان لأبي رافع بنون أشراف منهم عبيد الله وحديثه أثبت
الحديث عن علي بن أبي طالب وكان كالكاتب له وكان شريفا وكان ينسب
إلى ولاء رسول صلى الله عليه وآله وسلم فلما ولي عمرو بن سعيد الأشدق المدينة لم يعمل شيئا
قبل ارساله إلى عبيد الله بن أبي رافع فقال له مولى من أنت قال مولى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضربه مائة سوط ثم قال له مولى من أنت؟ فقال مولى
رسول الله فضربة مائة أخرى فلما رأى عبد الله أخاه عبيدا غير راجع وان
عمرا قد ألح عليه في ضربه قام إلى عمرو وقال له أذكر الملح فامسك عنه
والملح هاهنا اللبن يريد الرضاع كما قال الطمحان القيني:
واني لأرجو ملحها في بطونكم * وما بسطت من جلد أشعث أغبرا (١)
وكما قال الآخر
لا يبعد الله رب العباد * والملح ما ولدت خالدة
وكلام الاستيعاب المتقدم وكلام المبرد هذا يدل على أن عبيد الله بن
أبي رافع الذي كان مملوكا لسعيد بن العاص وجرت له الواقعة مع عمرو بن
سعيد هو ابن أبي رافع القبطي صاحب الترجمة ولكن ابن حجر في تهذيب
التهذيب كما مر وفي الإصابة قال إنه رجل آخر غير القبطي ذكره مصعب
الزبيري فقال كان أبو رافع عبدا لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية
فأعتق كل من بنيه نصيبه منه الا خالد بن سعيد فإنه وهب نصيبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم
فاعتقه فكان يقول انا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة
أيام معاوية دعا ابنا لأبي رافع فقال مولى من أنت فقال مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فضربه مائة سوط ثم تركه ثم دعاه فقال مولى من أنت فقال مولى رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط وقال إن ما ذكره المبرد وابن
عبد البر من ايراد ذلك في ترجمة أبي رافع القبطي والد عبيد الله كاتب علي
غلط بين لان أبا رافع والد عبيد الله كان للعباس بن عبد المطلب فاعتقه قال
وذكر ابن الأعرابي في معجمه هذه القصة من طريق آخر عن عثمان بن

(١) قال أبو الحسن الأخفش في شرح كامل المبرد كذا وقعت الرواية والصواب اغبر لان قبله
ولو علمت صرف البيوع لسرها * بمكة ان تبتاع حمضا بأذخر.
(١٠٥)

البهي بن أبي رافع قال كان أبو أحيحة نرك جدي ميراثا فخرج يوم بدر مع
ابنيه عبيد الله والعاصي فقتلوا ثلاثتهم كفارا فأعتق بنو سعيد انصباءهم غير
خالد لأنه كان غضب على أبي رافع فكلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمره فابى ان
يعتق أو يهب أو يبيع فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأعتق نصيبه فكان أبو رافع يقول انا
مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة ارسل إلى البهي فقال له
من مولاك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضربه مائة سوط ثم قال له من مولاك فقال
مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط فلما خاف ان يموت قال له انا مولاكم فلما
قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد بن العاص مدحه البهي بن أبي
رافع وهجا عمرو بن سعيد فهذا يبين ان صاحب هذه القصة غير أبي رافع
والد عبيد الله إذ ليس في ولده أحد يسمى البهي انتهى باختصار فهذا
مثال من عدل بني أمية واحترامهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فليهنا المشيدون بذكرهم
والمفتخرون بماثرهم وأفعالهم
قال المبرد في الكامل ويروى ان عبيد الله بن أبي رافع اتى الحسن بن
علي بن أبي طالب فقال انا مولاك فقال في ذلك مولى لتمام بن عباس بن
عبد المطلب يعذله ويعيره:
جحدت بني العباس حق أبيهم * فما كنت في الدعوى كريم العواقب
متى كان أولاد البنات كوارث * يحوز ويدعى والدا في المناسب
قال أبو العباس المبرد يريد ان العباس أولي بولاء مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لان العم مدعو والدا في كتاب الله تعالى وهو يحوز الميراث وقال رجل من
الثقفيين أنشدت مروان بن أبي حفصة هذين البيتين فوقع عندي انه من هذا
اخذ قوله:
انى يكون وليس ذاك بكائن * لبني البنات وراثة الأعمام
ألغى سهامهم الكتاب فما لهم * ان يشرعوا فيه بغير سهام
وقال طاهر بن علي بن سليمان بن عبد الله بن العباس للطالبيين:
لو كان جدكم هناك وجدنا * فتنازعا فيها لوقت خصام
كان التراث لجدنا من دونه * فحواه بالقربى وبالاسلام
حق البنات فريضة معروفة * والعم أولي من بني الأعمام
قال المؤلف وقال بعض شعراء الشيعة يرد على مروان بن أبي
حفصة:
انى يكون ولا يكون ولم يكن * لبني الطليق وراثة الأعمام
لبني البنات نصيبهم من جدهم * والعم متروك بغير سهام
ثم قال في الاستيعاب وعقب أبو رافع أشراف بالمدينة وغيرها عند
الناس وزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلمى مولاته فولدت له عبيد الله بن أبي رافع
وكانت سلمى قابلة إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشهدت معه خيبر وكان
عبد الله بن أبي رافع خازنا وكاتبا لعلي رضي الله عنه وشهد أبو رافع أحدا
والخندق وما بعدهما من المشاهد ولم يشهد بدرا واسلامه قبل بدر الا انه كان
مقيما فيما ذكروا واختلفوا في وقت وفاته فقال الواقدي مات بالمدينة قبل قتل
عثمان بيسير وقيل مات في خلافة علي روى عنه ابنا عبيد الله والحسن
وعطاء بن يسار انتهى ملخصا وفي الإصابة بعد ما ذكر اعتاق النبي
صلى الله عليه وآله وسلم له على نحو ما مر عن الاستيعاب قال والمحفوظ أنه أسلم لما بشر
العباس بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتصر على أهل خيبر في قصة جرت وكان اسلامه
قبل بدر ولم يشهدها وشهد أحد وما بعدها
من روى عنه أبو رافع
في الإصابة وتهذيب التهذيب روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عبد الله بن
مسعود
من روى عن أبي رافع
في الإصابة وتهذيب التهذيب روى عنه أولاده رافع والحسن
وعبيد الله والمتمرد ويقال المغيرة وسلمى واحفاده الحسن وصالح وعبيد الله
أولاد علي بن أبي رافع والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع وعلي بن
الحسين بن علي وأبو سعيد المقري وسليمان بن يسار وعطاء بن يسار وأبو
غطفان بن طريف المري وعمرو بن الشريد بن سويد الثقفي وحصين والد
داود وسعيد مولى ابن حزم وشرحبيل بن سعد وغيرهم انتهى.
أقول روى في أسد الغابة حديثا بسنده عن حماد بن سلمه عن
عبد الرحمن بن أبي رافع عن عمته سلمى عن أبي رافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وفي تهذيب التهذيب عبد الرحمن بن أبي رافع ويقال ابن فلان بن أبي رافع
روى عن عبد الله بن جعفر وعن عمه عن أبي رافع وعن عمته سلمى عن
أبي رافع وعنه حماد بن سلمه انتهى ويظهر من النجاشي ان أبا رافع جد
أبيه لا أبوه ولا جده فإنه ذكر في سند رواية هكذا حدثني أبو محمد
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع فحينئذ فتكون سلمى بنت
عبيد الله بن أبي رافع أخت محمد. وفي المشتركات عبد الله بن محمد بن أبي
رافع عن أبيه عنه.
مؤلفاته
قد علم مما مر أن له كتاب السنن والأحكام والصلاة والصيام والحاج
والزكاة والقضايا.
إبراهيم أبو السفاتج يكنى أبا إسحاق.
السفتجة بفتح السين والتاء ان يعطي مالا لآخر وللآخر مال في
بلد المعطي فيوفيه إياه هناك فيستفيدا من الطريق والسفاتج جمع سفتجة
بضم السين والتاء وهي كتاب صاحب المال لوكيله بان يدفع عنه: معرب
سفته وهي المسماة اليوم بالحوالة أو الشك.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع فقال إبراهيم أبو السفاتج يكنى
أبا إسحاق وقيل إنه يكنى أبا يعقوب ومن قال هذا قال اسمه إسحاق بن
عبد العزيز انتهى وقال ابن الغضائري نعرف حديثه تارة وننكره أخرى
ويجوز ان يخرج شاهدا انتهى ويأتي في إسحاق بن عبد العزيز وإسحاق بن
عبد الله ما يرتبط بالمقام.
إبراهيم يكنى أبا محمد
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع.
الشيخ إبراهيم بن إبراهيم بن فخر الدين العاملي البازوري.
العاملي نسبة إلى جبل عامل وفي الأصل يقال جبال بني عاملة أو جبل
عاملة ثم لكثرة الاستعمال قيل جبل عامل نسبة إلى عاملة بن سبا
الذي أصله من اليمن وسبا هو الذي تفرق أولاده بعد سيل العرم حسبما نص
عليه القرآن الكريم حتى ضرب بهم المثل فقيل تفرقوا يدي سبا وكانوا عشرة
(١٠٦)

تيامن منهم ستة: الأزد وكندة ومذحج والأشعرون وانمار وحمير ومن أنمار
خثعم وبجيلة. وتشاءم أربعة عاملة وجذام ولخم وغسان فسكن عاملة
بتلك الجبال وبقي فيها بنوه ونسبت إليهم. وقيل إن عاملة اسم امرأة وهي
عاملة بنت مالك بن وديعة بن قضاعة أم الزاهر ومعاوية ابني الحارث بن مرة
المنتهي نسبه إلى سبا وبنو عاملة هم أولاد الحارث المذكور نسبوا إلى أمهم
والله أعلم. والنسبة إلى القبيلة عاملي ثم صارت تقال على من سكن هذه
الجبال مطلقا واستمر ذلك إلى اليوم ولم تعد تعرف النسبة إلى القبيلة.
ويقال لهذا الجبل أيضا جبل الخيل وجبل الجليل يحده من الغرب البحر
المتوسط ومن الشرق الحولة ووادي التيم وقسم من جبل لبنان ومن الجنوب
فلسطين ومن الشمال نهر الأولي المعروف قديما بنهر الفراديس. وعن تاريخ
المغربي انه واقع على الطرف الجنوبي من بلدة دمشق الشام في سعة ثمانية
عشر فرسخا من الطول في تسعة فراسخ من العرض انتهى والصواب انه
في الجانب الغربي من دمشق لا الجنوبي. خرج منه من علماء الشيعة الإمامية
ما ينيف عن خمس مجموعهم مع أن بلادهم بالنسبة إلى باقي
البلدان أقل من عشر العشر كما في أمل الآمل حتى أنه قال سمعت من
بعض مشائخنا انه اجتمع في جنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعون
مجتهدا في عصر الشهيد الثاني.
والبازوري نسبة إلى البازورية بالباء الموحدة بعدها ألف وزاي معجمة
وراء مهملة وياء مثناة تحتية وهاء قرية بقرب صور.
في أمل الآمل: كان فاضلا صدوقا صالحا شاعرا أديبا من المعاصرين
قرأ على الشيخ بهاء الدين وعلى الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشهيد
الثاني وغيرهما وتلمذ على صاحب المدارك توفي بطوس في زماننا ولم أره
وله ديوان شعر صغير عندي بخطه من جملة ما اشتريته من كتبه وله رسالة
سماها رحلة المسافر وغنية عن المسامر اخبرني بها جماعة منهم السيد محمد بن
محمد الحسيني العاملي العيناثي صاحب الاثني عشرية عنه ومن شعره
قوله من قصيدة يرثي بها الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي:
شيخ الأنام بهاء الدين لا برحت * سحائب العفو ينشيها له الباري
مولى به اتضحت سبل الهدى وغدا * لفقده الدين في ثوب من القار
والمجد أقسم لا تبدو نواجذه * حزنا وشق عليه فضل اطمار
والعلم قد درست آياته وعفت * منه رسوم أحاديث واخبار
وكم بكته محاريب المساجد إذ * كانت تضئ دجى منه بأنوار
وقوله من قصيدة يمدح بها الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن ابن
الشهيد الثاني:
إذا انقض منكم كوكب لاح كوكب * به ظلمات الجهل يجلى ظلامها
فما نال مجدا نلتموه سواكم * ولا انفك منكم للبرايا أمامها
مطايا العلى ما انقدن يوما لغيركم * وموضعكم دون البرايا سنامها
حللتم بفرق الفرقدين وشدتم * رسوم على قد طال منها انهدامها
محط رحال الطالبين جنابكم * وما ضربت الا لديكم خيامها
وقوله من قصيدة يمدح بها السيد حسين ابن السيد محمد صاحب
المدارك ابن أبي الحسن الموسوي العاملي:
لله أية شمس للعلى طلعت * من أفق سعد بها للحائرين هدى
وأي بدر كمال في الورى بزغت * انواره فانجلت سحب العمى ابدا
قد أصبحت كعبة العافين حضرته * تطوف من حولها آمال من وفدا
لا زلت انسان عين الدهر ما رشفت * شمس الضحى من ثغور الزهرريق ندا
ووجدنا في بعض المجاميع العاملية المخطوطة شعرا للمترجم وهذا
صورة ما وجدناه: مما قاله إبراهيم بن فخر الدين البازوري يمدح الشيخ
زين الدين ويتشوق إليه وإلى اجتماعهما في طوس على مشرفها أفضل السلام
والتحية والاكرام، وفي مجموعة أخرى ما صورته: للشيخ إبراهيم
البازوري العاملي يمدح الشيخ زين الدين ابن الشيخ حسن زين الدين
والمراد به صاحب المعالم:
اقضوا علي أهيل الود أو زوروا * إلى متى وعدكم لي بالوفا زور
جرتم علي بلا ذنب فديتكم * كأنما عندكم من جار مأجور
إن كان يرضيكم جور بلا سبب * علي أحبابنا طول المدى جوروا
فالطرف لم ير شيئا غيركم حسنا * إذ فيكم الحسن لا في الغير محصور
إن كان يوجد حسن عند غيركم * فإنه عن عيون الصب مستور
لان حبكم غطى على بصري * حتى كأني عليه الدهر مجبور
أطلتم عمر هجراني وحقكم * ودي عليكم مدى الأيام مقصور
أيقظتم عين حسادي وقد غفلت * والصب منكم بطول الوصل مسرور
جبرتم قلب أعدائي بصدكم * عني فقلبي مدى الأيام مكسور
ما ضر لو تنصفوني باللقا كرما * فما على الصد لي والله مقدور
أبحتم في الهوى بالهجر سفك دمي * رقوا فرقي لكم ما عشت مشهور
وقد أضعتم عهودا بالحمى سلفت * بحفظها منكم المشتاق مغرور
وعهدكم صنته مما يدنسه * من الإضاعة فهو الدهر مذكور
فليقرن الحسن بالحسنى لمغرمكم * فقد مضى العمر والمشتاق مهجور
هيهات ما نظرت حسناكم ابدا * عيناي والصد والهجران منظور
لا در در ليالي الهجر كم تركت * من كان بالوصل حيا وهو مقبور
وكم نياط فؤاد بالهوى قطعت * من المحبين لما شطت الدور
ما كان في الظن ان الوصل يقطعه * شبا سيوف النوى والصب مقهور
من لي بتلك اللييلات التي سلفت * والوصل ولى وجيش الهجر منصور
والكيس من أم موسى للفؤاد حكى * والقلب بالهم مأهول ومعمور
سقيا ورعيا لأيام مضين لنا * والدهر فيها بما نرضاه مأمور
والبين عنا بها قد غض ناظره * وللحوادث عنا أعين عور
لولاك يا دهر شمس الوصل ما أفلت * ولا نهاري اضحى وهو ديجور
لولاك ما وخدت هوج المطي بمن * اهوى فقلبي لديه الدهر مأسور
لولاك ما شط من يهوى الفؤاد ومن * بسحر أجفانه المشتاق مسحور
سقى الحيا أزمنا في طوس قد سلفت * والصب فيها بسحب الوصل ممطور
لم آنسها وأحبائي وحقهم * ما دمت حيا وحتى ينفخ الصور
وقال يمدحه أيضا:
قد أضرمت في الحشا من هجركم نار * يا جيرة في الهوى بعد الوفا جاروا
أحرقتم مهجة المضني بنار جوى * مع أنها لكم يا منيتي دار
هلا عطفتم ولو يوما بوصلكم * على الكئيب فما في وصله عار
فالوصل يرضيه حتى في الكرى وإذا * لم تسمحوا فعليه اقضوا ولا ثار
فان مننتم بوصل فائذنوا بكري * فلست أملكه مذ شطت الدار
من لي بأيامنا اللاتي مضين فقد * ولت ولم يقض للمشتاق أوطار
لهفي عليها فأسباب الحياة بها * كانت بوجدان أحبابي وقد ساروا
(١٠٧)

فليت في الأفق من تلك الهوادج ما * غابت شموس منيرات وأقمار
فالحسم فارقهم والقلب رافقهم * دهري ووافقهم فيما له اختاروا
يا ذلك العيش عد يوما لنا فلقد * أذاب شوقا إليك الروح تذكار
سقيا لساعاتك اللاتي مضين فلو * تفدى فدتهن اسماع وابصار
لا تأمنن لحاظ الظبي فهي ظبا * غرارها من دم العشاق قطار
واسلم بنفسك أو لا فأسلها ابدا * فإنما العشق أهوال واخطار
كم عاشق بات مطويا على حرق * يبكي دما ونجوم الليل سمار
أضحت قصارى مناه أن تواصله * أسيلة الخد هيفا القد معطار
يا دهر كنت قرير العين منك بها * حتى قضت بالتجافي منك أقدار
يا دهر لم ترض لي بالهجر بل حكمت * منك الصروف بان شطت بنا الدار
يا دهر كم قد نهبنا فيك أزمنة * جميع هاتيك آصال واسحار
حيث الشباب بها غض وطوس لنا * مثوى وساكن قلب الصب زوار
فكم هصرنا غصونا للقدود على * رغم الحسود وروض الحسن نوار
وكم رشفنا ثغور الحور وابتسمت * في ظلمة الهجر من هاتيك أنوار
وكم قطفنا ورودا للخدود ولم * نخش الرقيب وليل الشعر ستار
سقى الحمى وأويقات به سلفت * من الغمام مدى الأيام مدرار
إبراهيم بن أبي إسرائيل.
روى الكليني في الكافي في باب الدعاء للكرب والهم والخوف رواية
١٧ بسنده عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن أبي إسرائيل عن الرضا ع
انتهى. ومر عن رجال الشيخ بعنوان إبراهيم بن إسرائيل من أصحاب
الرضا ع.
الميرزا إبراهيم خان امين السلطان
توفي سنة ١٣٠٢.
في آثار الشيعة الإمامية: في سنة ١٣٠٢ قصد الشاه ناصر الدين
القاجاري زيارة الرضا ع وكان في خدمته ميرزا إبراهيم خان امين
السلطان فتوفي في الطريق فمنح الشاه وساماته وهي ٤٢ أو ٤٣ وساما إلى
ولده ميرزا علي أصغر خان.
الشيخ إبراهيم الحر العاملي الجبعي
توفي سنة ١٢٠٤ في ربيع الأول في جبع.
ذكر في مجلة العرفان نقلا عن المخطوط العاملي في التاريخ، والظاهر أنه
كان من أهل العلم والفضل.
إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك.
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي بكر محمد.
إبراهيم بن أبي البلاد.
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي البلاد يحيى.
السيد إبراهيم بن السيد أبي الحسن الموسوي نقيب بعلبك.
توفي حاجا من طريق مصر في رابع سنة ١١٣٧.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحائري فقال: السيد الحسيب
الكريم ذو المنن السيد إبراهيم بن السيد أبي الحسن نقيب بعلبك انتهى
وهو من سادات آل المرتضى الشهيرين القاطنين بمدينة بعلبك ودمشق فقد
كان نقباؤها منهم وهم أهل بيت سيادة وشرف وجلالة قديما وحديثا
معروفون بصحة انتسابهم إلى مولانا الإمام موسى بن جعفر ع
عند الخاص والعام وفيهم العدد الكبير ويدل كريم فعلهم على شرف
أصلهم، وحسن أخلاقهم على طيب اعراقهم. عندهم مكتبة تحتوي جملة
من المخطوطات النفيسة وكتب الفقه لقدماء فقهاء الشيعة مما يدل على أنهم
كانوا أهل بيت علم وفضل ومن هذه المكتبة نسخ الشيخ طاهر الجزائري
الشهير كتاب أدب الصغير لابن مسكويه وطبعه في بيروت. ومنهم أدباء
وشعراء نذكرهم في محالهم من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى والمترجم ارسل
إليه السيد نصر الله الحائري بعد انصرافه من زيارة الرضا ع بهذه الأبيات
في ضمن كتاب وهي:
فرب قفر موحش جبتم * والطرف مكحول بميل السهاد
خلتم ثراه عنبرا أشهبا * وشوكه وردا سقاه العهاد
شوقا إلى تقبيل اعتاب من * قد كان للتوحيد نعم العماد
كهف الحجا الزاكي علي الرضا * نور الهدى الساطع خير العباد
سليل موسى آية الله والهادي * إلى الحق وباب الرشاد
بحر نوال قد غدا ضامنا * لزائريه الفوز يوم المعاد
صلى عليه الله من ماجد * كان غداة الفخر واري الزناد
ورأيت مكاتبة من نقيب دمشق إليه بتاريخ ٨ رجب ١١٠٤. وقد
ذهب المترجم إلى الديار الرومية وأناب عنه في النقابة السيد عبد الرحيم
الرفاعي سنة ١١٠٣ وبعد وفاته وجهت النقابة إلى ابن أخيه السيد حسن.
وخلف السيد محمد والسيد إسماعيل.
إبراهيم بن أبي حفص
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي حفص جعفر.
إبراهيم بن أبي حفصة مولى بني عجل. عده الشيخ في رجاله والذهبي في مختصره من أصحاب علي بن
الحسين ع وكما نقله عنه الميرزا محمد في الرجال الكبير وليس
بإبراهيم بن أبي حفص الكاتب قطعا لأن ذلك من أصحاب العسكري
ع كما يأتي.
وفي لسان الميزان: ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن أبي جعفر
الباقر وقال كان من العباد الثقات انتهى وقوله كان الخ لا يوجد في
المنقول عن رجال الشيخ كما مر.
إبراهيم بن أبي زياد الكرخي.
في نقد الرجال: روى عنه الحسن بن محبوب ويظهر ذلك من باب
الاحداث الموجبة للطهارة من التهذيب وفي منهج المقال روى الصدوق في
الفقيه في الصحيح عن ابن أبي عمير عنه وفي حاشية لمنهج المقال للبهبهاني
وكذا في توحيد الصدوق. ويروي عنه صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب
وهو يروي عن الصادق والكاظم ع وللصدوق طريق إليه وهو
كثير الرواية وهو يشعر بحسنه بل بوثاقته وقال الشيخ في الرجال في أصحاب
الصادق ع إبراهيم الكرخي البغدادي وزاد البرقي في رجاله من أبناء
العجم والظاهر أنهما واحد وفي رجال أبي علي جزم بعض المعاصرين بأنه
ابن زياد الكوفي الآتي أبو أيوب الخزاز الثقة وقال في الأكثر ابن زياد ويمكن
ان يستشهد له بان صفوان وابن أبي عمير والحسن بن محبوب يروون عن أبي
(١٠٨)

أيوب وفي المشتركات ابن أبي زياد الكرخي عنه ابن أبي عمير قلت وعنه
صفوان والحسن بن محبوب ومحمد بن خالد الطيالسي.
إبراهيم بن أبي سمال.
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي بكر محمد.
إبراهيم بن أبي فاطمة.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
الميرزا إبراهيم بن أبي الفتح الزنجاني.
كتب إلينا ترجمته صديقنا الشيخ فضل الله الزنجاني هكذا: توفي سنة
١٣٥١ في ١٣ رمضان بزنجان ودفن فيها:
كان عالما جليلا ذا زهد وورع واخلاق فاضلة بارعا في علوم الفلسفة
خصوصا الرياضيات مع ما كان عليه من المهارة في الفقه والأصول قرأ سنين
كثيرة في طهران على الميرزا محمد حسن الآشتياني من أجلاء تلامذة الشيخ
مرتضى الأنصاري صاحب الحاشية المعروفة على الرسائل وكتب كثيرا من
تقريرات بحثه وكان اجازه وصرح ببلوغه مرتبة الكمال والفقاهة وتلمذ في
العقليات بطهران على الحكيم الفيلسوف الشهير الميرزا أبي الحسن المتخلص
بجلوة أحد اعلام أساتذة العلوم الفلسفية بإيران ثم رجع إلى زنجان
واشتغل فيها بالتدريس والتصنيف وإقامة الجماعة مع الاعتزال عن غالب
الأمور الدنيوية إلى أن توفي وكان اعتراه في آخر عمره ضعف في البصر
منعه عن المطالعة الا انه كان مع ذلك يشتغل ببعض المباحثات في العلوم
العقلية وغيرها ويفيد الطلبة ومحامد أوصافه كثيرة. له من المؤلفات ١
رسالة في حكم اللباس المشكوك ٢ رسالة في أحكام الخلل الواقع في
الصلاة ٣ رسالة في الخمس ٤ تعليقه على كتاب أقليدس المعروف في
الهندسة الذي حرره الخواجة نصير الدين الطوسي ٥ حواش على كتاب
الأكر لنا وذوسيوس ٦ رسالة في نسبة ارتفاع أعظم الجبال إلى قطر الأرض
٧ كتاب مبسوط في الرد على البابية سماه مشي الإنصاف في كشف
الاعتساف. وغير ذلك من مختصرات وحواش على مواضع متفرقة.
الميرزا إبراهيم بن الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا أبو طالب الأول ابن الأمير
محمد بن المير غياث الدين عزيز بن الميرزا شمس الدين محمد الرضوي.
في الشجرة الطيبة توفي سنة ١٠٤٧ بالمشهد المقدس الرضوي ودفن فيه
في ايوان في جبل سناباد الذي اتكأ عليه الرضا ع ودعا له بالبركة
وتنحت منه القدور. وكان سيدا جليلا ولم يعقب غير بنت واحدة اسمها
سليمة سلطان بيگم ووقف أملاكه على أولاد عمه السادات الرضوية سنة
١٠٣٨ منتصف شوال وشهد في ورقة الوقف جماعة من العلماء العظام
ووضعوا فيها اختامهم ووضع الواقف فيها ختمه وكذلك الميرزا أبو القاسم
الرضوي وميرزا بديع الرضوي وميرزا محمد حسن بن ميرزا ألغ الرضوي
وسجل وختم ميرزا محمد زمان بن محمد جعفر الرضوي من مشاهير العلماء
مترجم في أمل الآمل وشهد العلماء الأعلام على اعتبار هذا الوقف ومطابقته
للأصل وهم ميرزا محمد مهدي الشهيد والسيد محمد بن علي بن محيي
الدين الموسوي العاملي والسيد حسين الحسيني العاملي وميرزا هداية الله بن
ميرزا محمد مهدي الشهيد والسيد محمد القصير والسيد صادق الطباطبائي
وسبطه السيد محمد الطباطبائي ومن متأخري العلماء والأعيان الشيخ عبد
الرحيم وميرزا إبراهيم السبزواري وميرزا محمد كاظم متولي المسجد وميرزا
طاهر المتولي وملا آقا بزرگ الطهراني وملا كاظم الهمذاني وملا مصطفى وميرزا
هداية البسطامي والسيد إسماعيل الموسوي وميرزا أبو الحسن سركشيك وغيرهم.
ورأس محل الصاق الطومار مختوم بخاتم الشيخ حسين العاملي الذي كان من
أجلة علماء المشهد المقدس والسواد مختوم بخاتم السيد محمد العاملي.
إبراهيم بن أبي الكرام.
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي الكرام علي بن عبد الله بن جعفر أو
إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر.
إبراهيم بن أبي المثنى
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي المثنى عبد الأعلى.
إبراهيم بن أبي محمود الخراساني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع فقال:
إبراهيم بن أبي محمود خراساني ثقة مولى وذكره في أصحاب الكاظم ع
فقال إبراهيم بن أبي محمود له مسائل وفي الفهرست إبراهيم بن أبي محمود له
مسائل أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه
عن أبيه عن سعد والحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن
أبي محمود ورواها أيضا عن أبيه عن الحسن بن أحمد المالكي عن إبراهيم بن
أبي محمود وقال النجاشي إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ثقة روى عن
الرضا ع له كتاب يرويه أحمد بن محمد بن عيسى. أخبرنا
محمد بن علي الفتال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن إدريس
وأخبرنا علي بن أحمد بن أبي جيد حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد عن
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن أبي
محمود به وفي الخلاصة: إبراهيم بن محمود الخراساني مولى روى عن الرضا
ع ثقة اعتمد على روايته وفي تعليقات الشهيد الثاني على الخلاصة ان
المولى يطلق على غير العربي الخالص وعلى الحليف وعلى المعتق والأكثر في
هذا الباب إرادة المعنى الأول وقال الكشي قال نصر بن الصباح انه كان
مكفوفا روى عنه أحمد بن عيسى مسائل موسى ع قدر خمس وعشرين
ورقة وعاش بعد الرضا. وعن حمدويه حدثنا الحسن بن موسى الخشاب
عن إبراهيم بن أبي محمود دخلت على أبي جعفر ع ومعي كتب إليه من
أبيه فجعل يقرأها ويضع كتابا كبيرا كثيرا لخ ل على عينيه ويقول خط
أبي والله ويبكي حتى سالت دموعه على خديه فقلت جعلت فداك قد كان
أبوك ربما قال لي في المجلس الواحد مرات أسكنك الله الجنة فقال وانا أقول
أدخلك الله الجنة فقلت جعلت فداك تضمن لي على ربك ان يدخلني الجنة
قال نعم فأخذت رجله فقبلتها والمراد بأبي جعفر هو الجواد ع ومنه
يعلم أنه من رجال الكاظم والرضا والجواد ع وفي المشتركات
عنه أحمد بن محمد بن عيسى والحسن بن أحمد المالكي والحسن بن موسى
الخشاب وإبراهيم بن هاشم وهو عن الكاظم والرضا والجواد ع
انتهى أقول وعنه علي بن أسباط وعبد العظيم الحسيني.
إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.
يأتي بعنوان إبراهيم بن أبي موسى عبد الله بن قيس.
إبراهيم بن أبي يحيى المدني.
روى عنه الصدوق في الفقيه في الموثق بالحسن بن علي بن فضال قال
الميرزا في الرجال الكبير كأنه ابن محمد بن أبي يحيى المدني الآتي انتهى
(١٠٩)

وفي التعليقة: هذا هو الظاهر كما لا يخفى على المتأمل. هذا ويروي عنه
حماد وربما كان فيه إيماء إلى الاعتماد مضافا إلى رواية الصدوق عنه أقول
يأتي بعنوان أبو إسحاق أو أبو الحسن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى سمعان
المدني مولى أسلم بن أفصى شيخ الإمام الشافعي.
الأمير إبراهيم الدنبلي بن أحمد بن... بيك ابن جعفر شمس الملك بن
عيس بن يحيى بن جعفر الثاني بن سليمان بن أحمد بن موسى بن عيسى بن
يحيى البرمكي وزير هارون الرشيد.
توفي سنة ٦٩٢ ودفن في مقبرته في محلة دوجي من تبريز كما في آثار
الشيعة الإمامية قال وأهالي تلك البلاد يزورونها ويتبركون بها وكان مطاعا
نافذ الحكم في تبريز وهي مقره ولما خرج جنكيزخان استرضى خاطره
وسلم أهالي أذربايجان في فتنته انتهى ويأتي في أحمد بن موسى الدنبلي
ما يتعلق بالمقام.
أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد العدل الطبري.
له كتاب المناقب قاله ابن شهرآشوب كذا في رجال الميرزا وغيره قال
أبو علي في رجاله الظاهر أن هذا هو الذي قال فيه ابن أبي الحديد: ذكر أبو
الفرج بن الجوزي في التاريخ في وفاة الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد
الطبري الفقيه المالكي قال كان شيخ الشهود والمعدلين ببغداد ومتقدمهم
سمع الحديث الكثير وكان كريما مفضلا على أهل العلم وعليه قرأ الشريف
الرضي القرآن وهو شاب حدث أقول ينافيه وصفه بالمالكي إلا أن تكون
النسبة لغير المذهب وفي أمل الآمل إبراهيم بن أحمد المقري العدل العلوي
له كتاب قاله ابن شهرآشوب في معالم العلماء انتهى ويحتمل الاتحاد بل
هو الظاهر لعدم ذكر كل منهما غير واحد.
السيد تاج الدين إبراهيم بن أحد بن محمد بن محمد الحسيني الموسوي
الرومي
نزيل دار النقابة بالري. فاضل مقري قاله ابن بابويه في الفهرست.
إبراهيم الأحمري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق تارة بعنوان إبراهيم الأحمري واخرى
بعنوان الأحمري الكوفي والظاهر أنه الذي سيجئ بعنوان إبراهيم عبد الله
الأحمري.
إبراهيم بن إدريس.
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع وعن جامع الرواة انه نقل رواية
أبي علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس عن أبيه أنه قال رأيته ع بعد
مضي أبي محمد حين أيفع وقبلت يديه ورأسه في الكافي في باب تسمية من
رآه انتهى. ويمكن كونه هو وفي لسان الميزان: إبراهيم بن إدريس
القمي ذكره أبو الحسن بن بابويه في رجال الشيعة انتهى والظاهر أن
المراد بأبي الحسن بن بابويه هو علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
والد الصدوق فإنه يكنى أبا الحسن ولم يعلم أين ذكره.
إبراهيم بن الأزرق الكوفي بياع الطعام.
قال الشيخ في رجاله روى عن الباقر والصادق ع.
الشيخ إبراهيم الاسترآبادي الملقب بكركين.
له ترجمة الرسالة الحسينية الموضوعة على لسان جارية تسمى حسنية في
زمان هارون الرشيد في الإمامة ذكر في مقدمتها ما ترجمته انه في سنة ٩٥٨
بعد ما رجع من حج بيت الله الحرام وزيارة الأئمة المعصومين ع
وصل إلى دمشق واتصل ببعض المؤمنين وجد رسالة الحسنية الموضوعة في
زمان هارون الرشيد المشتملة على اثبات حقية مذهب أهل البيت بالدلائل
والبراهين عند بعض السادات المعروف بالتشيع والورع وطالعها من أولها
إلى آخرها واستنسخها وحملها معه إلى إيران فالتمس منه جماعة نقلها إلى
الفارسية فنقلها وجعلها باسم الشاه طهماسب الصفوي أقول الرسالة
المذكورة جمعها الشيخ أبو الفتوح الرازي صاحب التفسير وذكر فيها
مناظراتها في مجلس الرشيد ولكن المظنون ان هذه الرسالة من وضع أبي
الفتوح عن لسانها وانه لا وجود لها كما فعله ابن طاوس صاحب الاقبال من
وضعه كتاب الطرائف ونسبته إلى عبد المحمود الذمي كما ذكرناه في ترجمة
حسنية المزعومة ولكن يظهر مما نقلناه هناك ان الرسالة بالفارسية ولعل الذي
قال إنها فارسية رأى الترجمة التي ترجمها كركين منسوبة إلى أبي الفتوح واصل
الرسالة عربية والله أعلم.
إبراهيم بن إسحاق.
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع وقال ثقة وجزم في الرواشح
بمغايرته للأحمر النهاوندي الآتي وقال يروي عن ثقة محمد بن خالد البرقي
وعن الضعيف أبو سليمان المعروف بابن أبي هراسة واستظهر ذلك الشهيد
الثاني واحتمل اتحاد هذا مع المذكور في رجال البرقي. وفي لسان الميزان
وقد وقع لي حديثه في الغيلانيات من رواية محمد بن يونس الكديمي عنه عن
المسيب بن شريك انتهى.
أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت النوبختي.
ونوبخت مر ضبطه والكلام على بني نوبخت عموما في آل نوبخت
ومر تعداد المتكلمين من النوبختيين في المقدمات فراجع كان المترجم من
العلماء والمتكلمين وله:
كتاب الياقوت أو فص الياقوت، في الكلام
شرحه العلامة الحلي وسمى شرحه أنوار الملكوت في شرح الياقوت
رأينا في جبل عامل نسخة مخطوطة من هذا الشرح كتبت في عصر المؤلف
تاريخ كتابتها يوم السبت ٢٧ شوال سنة ٧٣٢ وقال العلامة في أول هذا
الشرح ما لفظه: وقد صنف شيخنا الأقدم وامامنا الأعظم أبو إسحاق
إبراهيم بن نوبخت قدس الله روحه الزكية ونفسه العلية مختصرا سماه
بالياقوت قد احتوى من المسائل على أشرفها وأعلاها ومن المباحث على
اجلها واسناها لأنه صغير الحجم كبير العلم مستصعب على الفهم الخ
وحسبك بمن يقول العلامة في حقه هذا الكلام. وفي كتاب الشيعة وفنون
الاسلام ان صاحب كتاب الياقوت في الكلام الذي شرحه العلامة الحلي هو
أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت قال العلامة في
أوله: لشيخنا الاقدام وامامنا الأعظم أبي إسحاق بن نوبخت انتهى وهو
سهو تبع فيه صاحب رياض العلماء الذي قال ابن نوبخت قد يطلق على
الشيخ إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت الفاضل المتكلم
(١١٠)

المعروف الذي هو من قدماء الإمامية صاحب الياقوت في علم الكلام
انتهى.
ثم إن كتاب أنوار الملكوت عليه شرح للسيد عميد الدين ابن أخت
العلامة وللمترجم أيضا كتاب اسمه الابتهاج ذكره في كتاب الياقوت عند
ذكره لعقيدة غير صحيحة كان يعتقدها وقال صنفت في ذلك كتابا سميته
الابتهاج وقد حكى تلك العقيدة عنه الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي
البحراني المتوفى سنة ١١٢١ فقال وذهب الشيخ الجليل إبراهيم بن نوبخت
الخ وحكاها عنه المحقق البهبهاني في تعليقته على رجال الميرزا الكبير في
ترجمة أحمد بن محمد بن نوح السيرافي عند ذكر بعض العقائد التي لا تضر
بالوثاقة.
أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي.
النهاوندي نسبة إلى نهاوند بكسر النون الأول أو مثلثة النون
الأول. بلد من بلاد الجبل يقال إن أصله نوح آوند لأنه بناها نوح ع
ثم قيل نهاوند. الأحمري بالميم بين المهملتين.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع.
وقال له كتب وهو ضعيف. وفي الفهرست: إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق
الأحمري النهاوندي كان ضعيفا في حديثه متهما في دينه وصنف كتبا
جماعة قريبة من السداد منها كتاب الصيام كتاب المتعة كتاب الدواجن كتاب
جواهر الاسرار كبير كتاب النوادر كتاب الغيبة كتاب مقتل الحسين بن علي
ع أخبرنا بكتبه ورواياته أبو القاسم علي بن شبل بن أسد الوكيل
أخبرنا أبو منصور ظفر بن حمدون بن سداد البادرائي حدثنا إبراهيم بن
إسحاق وأخبرنا بها أيضا الحسين بن عبيد الله عن أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري حدثنا أبو سليمان أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي المعروف بابن
أبي هراسة حدثنا إبراهيم بجميع كتبه. وأخبرنا أبو الحسن بن أبي جيد
القمي عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بمقتل الحسين ع
خاصة. وقال النجاشي: إبراهيم بن إسحاق أبو إسحاق الأحمري النهاوندي
كان ضعيفا في حديثه متهوما، له كتب منها كتاب الصيام كتاب المتعة كتاب
الدواجن كتاب جواهر الاسرار كتاب المآكل كتاب الجنائز كتاب النوادر كتاب
الغيبة كتاب مقتل الحسين ع كتاب العدد كتاب نفي أبي
ذر. أخبرنا بها أبو القاسم علي بن شبل بن أسد حدثنا أبو منصور ظفر بن
حمدون البادرائي حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري بها قال أبو
عبد الله بن شاذان حدثنا علي بن حاتم قال اطلق لي أبو أحمد بن القاسم بن
محمد الهمداني عن إبراهيم بن إسحاق وسمع منه سنة ٢٦٩ انتهى.
قوله اطلق لي اي رخص. وفي الخلاصة. كان ضعيفا في حديثه متهما في
دينه وفي مذهبه ارتفاع وأمره مختلط لا أعمل على شئ مما يرويه وقد ضعفه
الشيخ في الفهرست وقال في كتاب الرجال في أصحاب الهادي: إبراهيم بن
إسحاق ثقة فان يكن هو هذا فلا تعويل على روايته انتهى.
أقول قوله في مذهبه ارتفاع اي غلو وقوله إن يكن هو هذا فلا تعويل على
روايته وذلك لتعارض التوثيق والتضعيف وقال الميرزا: الظاهر أن الثقة
ليس بالأحمري هذا ولا إبراهيم الأحمري الذي في رجال الصادق ع
انتهى والأمر كما ذكر.
قال المحقق البهبهاني في حاشية رجال الميرزا الكبير لعل القاسم بن
محمد هو الوكيل الجليل فيكون فيه شهادة على الاعتماد عليه وكذا في
سماعه منه ويؤيده كثرة الرواية عنه ورواية الصفار وعلي بن شبل الجليلين
عنه وربما كان تضعيفهم له من جهة ايراده الأحاديث التي عندهم انها تدل
على الغلو ولذا اتهموه في دينه على أن أحمد بن محمد بن عيسى روى عنه مع أنه
لم يرو عن الحسن بن خرزاذ وابن المغيرة وابن محبوب وفعل مع البرقي وسهل
ابن زياد وغيرهما ما فعل بالأسباب المذكورة المعهودة ولذا كثر الطعن منه بالنسبة
إلى الرجال بل الأجلة منهم وطعنه فيمن يروي عن الضعفاء واخرج من قم
جمعا لذلك انتهى. قال المؤلف القميون كانوا يعدون من الطعن ما
ليس طعنا وبعضهم عد نفي السهو والنسيان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلوا وكثرة
رواية الاجلاء عنه وكونه كثير الرواية مقبولها وشهادة الشيخ بان كتبه قريبة
إلى السداد كل ذلك يشهد بوثاقته.
الراوون عنه
في المشتركات الأحمري الثقة عنه محمد بن الحسن الصفار وأحمد بن
سعيد بن نصر الباهلي وظفر بن حمدون والقاسم بن محمد الهمداني وعن
الرواشح يروي عنه أبو سليمان المعروف بابن أبي هراسة وعن جامع
الرواة عنه محمد بن علي بن محبوب ومحمد بن أحمد بن يحيى وعلي بن
محمد بن بندار وعلي بن محمد بن عبد الله والحسين بن الحسن الحسيني والحسن بن
الحسين الهاشمي ومحمد بن هوذة وأحمد بن هوذة ومحمد بن الحسين
ومحمد بن الحسن وسعد بن عبد الله وصالح بن محمد الهمداني وإبراهيم بن
هاشم. وفي مستدركات الوسائل عنه علي بن إبراهيم وأحمد بن محمد بن
عيسى كما صرح به في التعليقة وأحمد بن محمد البرقي.
مؤلفاته
قد علمت مما مر ولكننا نذكرها تباعا ١ الصيام ٢ المتعة ٣
الدواجن ٤ جواهر الاسرار ٥ النوادر ٦ الغيبة ٧ مقتل
الحسين ع ٨ المآكل ٩ الجنائز ١٠ العدد ١١ نفي أبي
ذر.
١٠٢: إبراهيم بن إسحاق الأزور.
قال البرقي في رجاله: شيخ لا باس به وعن الداماد في الرواشح
السماوية اتحاده مع إبراهيم الأعجمي الآتي ولم يظهر لنا وجهه.
١٠٣: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحارثي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع والظاهر أنه هو الذي ذكره
البرقي في رجاله بعنوان إبراهيم بن أبي إسحاق الحارثي كما مر.
١٠٤: إبراهيم بن إسرائيل.
ذكره الشيخ في رجال الرضا ع.
١٠٥: إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي الجرجاني
في التعليقة يظهر من كشف الغمة مدحه
١٠٦: السيد ميرزا إبراهيم الصغير ابن الأمير إسماعيل ابن الأمير السيد حسن
ابن الأمير إبراهيم الكبير ابن الأمير محمد معصوم القزويني.
له كتاب الأدعية.
(١١١)

١٠٧: الميرزا إبراهيم ابن الميرزا إسماعيل ابن المولى زين العابدين ابن ميرزا
محمد ابن المولى محمد باقر السلماسي الكاظمي.
مولده ووفاته
ولد في ١٨ ذي الحجة سنة ١٢٧٤ في الكاظمية وتوفي فيها سنة
١٣٤٢ وشيع تشييعا عظيما وصلى عليه الشيخ راضي الخالصي الكاظمي
ودفن في الرواق الشرقي بجنب جده وأبيه وعمه مقابل قبر الشيخ المفيد
وأرخ وفاته الشيخ محمد السماوي النجفي بقوله:
يا لبحر من العلوم غزير * ترتوي ورده العطاش الهيم
رضي الله عنه فاستأثرته * رحمات وجنة ونعيم
فهنيئا له هنيئا وأرخه * رضا الله حاز إبراهيم
سنة ١٣٤٢
نسبته
والسلماسي نسبة إلى سلماس بفتح السين واللام مدينة مشهورة
في آذربايجان وأول من انتقل منها إلى العراق جده الحاج ميرزا.
أحواله
كان عالما فاضلا عارفا بالفروع والأصول والمعقول والمنقول جيد
التقرير صالحا ورعا حسن السريرة حسن الخلق صريحا في الرأي ثابتا على
المبدأ ناصرا للحق وأهله وكان يؤم في صحن الكاظمية ويصلي خلفه الخلق
الكثير قرأ في الكاظمية عند علمائها ثم سافر إلى سامراء فحضر درس الميرزا
السيد محمد حسن الشيرازي الشهير ثم عاد إلى الكاظمية بأمر والده وقبل
وفاة الميرزا بعشر سنين وبحث ودرس وأقام الجماعة بعد وفاة أبيه. رأيته
ورأيت أباه في الكاظمية.
مشايخه
قرأ السطوح في الكاظمية فقرأ النحو على السيد علي من أحفاد
المحقق السيد محسن الكاظمي والمنطق على السيد موسى ابن السيد محمود
الجزائري والبيان عند عمه الميرزا محمد باقر والأصول عند الشيخ محمد ابن
الحاج كاظم الكاظمي والشيخ عباس الجصاني والشيخ محمد حسين بن آقا
الهمداني والفقه عند السيد مرتضى ابن السيد أحمد ابن السيد حيدر
البغدادي الكاظمي وحضر في الفقه والأصول خارجا عند الفقيه الشيخ
محمد حسن آل يس الكاظمي وقرأ في سامراء على الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي ويروي بالإجازة عن الميرزا إبراهيم الخوئي صاحب الدرة
النجفية.
١٠٨: إبراهيم الأعجمي
من أهل نهاوند في الفهرست له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل الشيباني عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه
وذكره في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع فقال: إبراهيم
العجمي من أهل نهاوند روى عنه البرقي وفي التعليقة قرب بعض المحققين
وفي نسخة في التلخيص والنقد كونه الأحمر المتقدم وربما يأبى عنه ترحم
الشيخ عليه في الفهرست وذكره على حدة فيمن لم يرو عنهم ع وإن ما
ذكره فيه غير ما ذكره الأحمر ثم أن ترحمه عليه في الفهرست يدل على حسن
حاله في الجملة انتهى وجزم في الرواشح باتحاده مع الذي في رجال
البرقي وتغايره مع الأحمر فقال: الثقة الذي في رجال الهادي يروي عنه
محمد بن خالد البرقي والأحمر الضعيف يروي عنه أبو سليمان المعروف بابن
أبي هراسة ولنا أيضا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي يقال له إبراهيم العجمي
يروي عنه أحمد بن محمد بن خالد البرقي ذكره الشيخ أيضا فيمن لم يرو
عنهم ع بعد ذكر الأحمر النهاوندي الضعيف وهو الذي قال
البرقي فيه إبراهيم بن إسحاق بن أزور شيخ لا باس به انتهى.
١٠٩: إبراهيم شاة الأفشاري.
توفي سنة ١١٦٢.
نسبة إلى أفشار بهمزة مفتوحة وفاء ساكنة وسين معجمة وألف وراء
مهملة اسم قبيلة في إيران وهي قبيلة نادر شاة المشهور المسمى عند الإفرنج
نابليون الشرق الذي استولى على مملكة إيران بعد الصفوية وقتل سنة
١١٦٠ وملك بعده عادل شاة الأفشاري الذي كان من الأمراء في عصر نادر
وكان لعادل أخ يسمى إبراهيم وهو المترجم كان حاكم العراق العربي فخرج
على أخيه عادل وادعى السلطنة وتغلب على آذربايجان وقتل أخاه عادلا في
خراسان سنة ١١٦٢ وتوفي هو أيضا في تلك السنة.
١١٠: الشيخ إبراهيم البازوري.
مر في إبراهيم بن إبراهيم.
١١١: شمس الدين إبراهيم بن أبي بكر الجزري الكتبي عرف بالفافوشة (١)
ولد سنة ٦٠٢ وتوفي سنة ٧٠٠.
في شذرات الذهب كان مشهورا بالكتب ومعرفتها وكان عنده فضيلة
وكان يتشيع جاء إليه انسان فقال عندك فضائل يزيد قال نعم ودخل الدكان
وطلع ومعه جراب فجعل يضربه به ويقول العجب كيف ما قلت صلى الله عليه وآله وسلم ومن
شعره:
وما ذكرتكم الا وضعت يدي * على حشاشة قلب قلما بردا
وما تذكرت أياما بكم سلفت * الا تحدر من عيني ما بردى
١١٢ إبراهيم بن حسام الدين إسماعيل الكرماني المتخلص في شعره
بشريفي توفي سنة ١٠١٦.
كان عالما فاضلا شاعرا له من المؤلفات ١ التائية في نظم الكافية
النحوية ٢ التائية في نظم الشافية الصرفية ٣ شرحها المسمى بالفوائد
الجلية ٤ التائية الموسومة موزون الميزان نظم ايساغوجي ٥ شرحها.
ذكر الجميع صاحب كشف الظنون فقال في عنوان موزون التائية
الموسومة بموزون الميزان نظم لايساغوجي للشيخ الفاضل إبراهيم بن
حسام الكرمياني صوابه الكرماني المتوفي ١٠١٦ وله شرحها. أول
الشرح الحمد لله الذي كرم نوع الإنسان فرع من الشرح ١٠٠٩
وقال في ذيل الشافية: التائية في نظم الشافية الصرفية لإبراهيم بن حسام
الكرمياني صوابه الكرماني كما مر المتخلص بشريفي المتوفى
١٠١٦ وقال إنها نظيرة لتائية الجبتري صوابه الشبستري كما يأتي ثم
شرحها وسماه الفوائد الجلية. والشبستري هو إبراهيم بن حسن الشبستري
ناظم كافية ابن الحاجب وصحف لقبه في شذرات الذهب بالشيشتري كما

(١) كان حقه والذي بعده أن يقدمها فاخرا سهوا.
(١١٢)

يأتي في ترجمته بعد هذا وقال في ذيل الكافية ونظم الكافية ابن حسام الدين
إسماعيل بن إبراهيم المتوفى ١٠١٦ انتهى وكلمة ابن قبل إبراهيم
زيادة من النساخ.
١١٣: الشيخ إبراهيم البعلبكي
في فهرست المكتبة الرضوية ج ٣ صلى الله عليه وآله وسلم ١٨٦ ما تعريبه: قصيدة
وتخميس عربي في الحكم والآداب والمواعظ صاحب القصيدة امام المتقين
علي بن أبي طالب ع وتخميسها للشيخ إبراهيم البعلبكي أول
النسخة يا من إلى طرق الجهالة يذهب وآخرها الرازق المغني ببعض
نواله ضمن مجموعة فيها أيضا لامية العجم ولامية العرب ونونية أبي الفتح
البستي وقصيدة وتخميسها لم يعلم ناظمها. والواقف ابن خاتون انتهى
والظاهر أن القصيدة المذكورة هي المنسوبة إلى أمير المؤمنين ع ولم
تصح نسبتها وأولها:
صرمت حبالك بعد وصلك زينب والدهر فيه تغير وتقلب
وابن خاتون الواقف هو الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الخاتوني
سنة ١٠٦٧ وتأتي ترجمته في ج ١١ والقصيدة المشار إليها ذكرها الدميري في
حياة الحيوان في أفعى والله أعلم.
١١٤: إبراهيم بن برهان الدين الحسن بن علي من ذرية القاسم بن جعفر بن محمد
ابن محمد بن زيد الشهيد.
في عمدة الطالب: اعقب القاسم المذكور من أبي عبد الله جعفر
المعروف بابن الجدة كان على الصلاة للحسن بن زيد والعقب من أبي
عبد الله جعفر في جماعة بهراة وفي الحاشية منهم جمال الدين محمد وصدر
الدين احمد وإبراهيم أولاد برهان الدين الحسن بن علي بن صدر الدين
محمد حاجب أمير الحاج بن المطهر بن يعلى بن عوض بن علي بن زيد بن
أبي الحسن علي بن أبي عبد الله المذكور انتهى.
١١٥: إبراهيم بن الخضر البغدادي
في كتاب الفرج بعد الشدة تاليف القاضي أبي القاسم محسن بن
القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي كما في نسخة
مخطوطة قديمة عندي قال حكى إبراهيم بن الخضر وكان أحد أمناء القضاة
ببغداد قال خرجت إلى الحائر في أيام الحنبلية أنا وجماعة متخفين فلما صرنا
في أجمة بزنقا قال لي رفيق منهم يا فلان ان نفسي تحدثني ان السبع يخرج
فيفترسني من دون الجماعة فإن كان ذلك فخذ حماري وما عليه فاده إلى
عيالي فقلت له هذا استشعار ردي يجب أن تتعوذ بالله منه وتضرب عن
الفكر فيه فما مضى على هذا الا شئ يسير حتى خرج الأسد فلما رآه الرجل
سقط عن حماره فاخذه ودخل به الأجمة وسقت الحمار وأسرعت مع القافلة
وبلغت الحائر وزرنا ورجعت إلى بغداد فاسترحت في بيتي أياما ثم أخذت
الحمار وجئت به إلى منزله لأسلمه إلى عياله فدققت الباب فخرج إلي
الرجل بعينه فحين رأيته طار عقلي وشككت فيه فعانقني وبكى وبكيت
فقلت حدثني حديثك فقال أن السبع ساعة اخذني جرني إلى الأجمة ثم
سمعت صوت شئ ورأيت الأسد قد خلاني ومضى ففتحت عيني فإذا
الذي سمعته صوت خنزير وإذا السبع لما رآه عن له أن تركني ومضى فصاده
وبرك عليه ليفترسه وأنا أشاهده إلى أن فرع منه ثم خرج من الأجمة وغاب
عني فسكنت وتأملت حالي فوجدت مخاليبه قد وصلت إلى فخذي وصولا
قليلا وقوتي قد عادت فقلت لأي شئ جلوسي هاهنا فقمت أمشي في
الأجمة اطلب الطريق فإذا بجيف ناس وبقر وغنم وعظام باليات وإذا رجل
قد أكل الأسد بعض جسده وبقي أكثره وهو طري في وسطه هميان قد تخرق
بعضه وظهرت منه دنانير فتقدمت فجمعتها وقطعت الهميان وأخذت جميع
الدنانير وتتبعتها حتى لم يبق منها شئ وقويت نفسي وأسرعت في المشي
وطلبت الجادة فوقعت عليها واستأجرت حمارا وعدت إلى بغداد ولم امض إلى
الزيارة لأني خشيت أن تسبقوني فتذكروا خبري لأهلي فيصير عندهم ماتم
فسبقتكم وأنا أعالج فخذي فإذا من الله علي بالعافية عدت إلى الزيارة
انتهى.
وفي هذه القصة ما يدل على تشيع إبراهيم بن الخضر.
١١٦: الشيخ تاج الدين إبراهيم المعروف بزاهد الجيلاني
في الذريعة أنه مرشد الشيخ صفي الدين اسحق الأردبيلي جد
السلاطين الصفوية وان حفيده الشيخ محمد علي بن أبي طالب المعروف
بالشيخ علي الحزين له رسالة في أخبار جده هذا وأن بينه وبينه خمسة عشر
بطنا أو سبعة عشر بطنا انتهى فدل ذلك على أنه كان من الصوفية وهو
غير الشيخ إبراهيم بن عبد الله الزاهدي الجيلاني الذي هو عم الشيخ علي
الحزين لا جده ومرت ترجمته وأنه توفي ١١١٩ وأما مرشد الشيخ صفي
الدين فهو من أهل المائة الثامنة لأن الشيخ صفي الدين توفي ٧٣٠.
١١٧: الشيخ إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني
من أهل المائة السادسة يروي عنه أبو القاسم علي بن محمد بن علي
الفقيه والد عماد الدين الطبري صاحب بشارة المصطفى ووصفه بالشيخ
الزاهد ويروي عنه أيضا أبو اليقظان عمار بن ياسر وولده أبو القاسم
سعد بن عمار ويروي عن هؤلاء الثلاثة عنه عماد الدين صاحب البشارة.
١١٨: المولى إبراهيم ابن المولى باقر النجم آبادي الطهراني
توفي بعد الشيخ مرتضى الأنصاري بقليل.
كان من أعاظم تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له كتاب البيع ومعه
الخلل والصوم في مجلد كبير.
١١٩: الشيخ ظهير الدين إبراهيم البحراني
هو والد الشيخ شمس الدين محمد البحراني وابنه المذكور تلميذ
السيد حسين بن حسن بن محمد الموسوي الكركي كما ذكر في ترجمة السيد
حسين المذكور ولا نعلم من أحواله غير ذلك.
١٢٠: إبراهيم شاة بن برهان نظام شاة ابن حسين نظام شاة
ابن برهان نظام شاة ابن احمد شاة أحد ملوك النظام شاهية في احمد
نكر من بلاد الهند.
في كتاب آثار الشيعة الإمامية أنه لما انقرضت السلطنة البهمنية بهزيمة
كليم الله شاة البهمني خاتمة ملوكها إلى بيجابور سنة ٩٣٥ انقسم ملوك
دكن إلى خمس طوائف العادل شاهية والنظامشاهية والقطب شاهية وهذه الثلاث
من ملوك الشيعة والبريد شاهية والعماد شاهية وهاتان من أهل السنة وكانت
عاصمة العادل شاهية بيجابور. وعاصمة النظام شاهية أحمد نكر وعاصمة
القطب شاهية كولكندة ثم حيدرآباد وقد اقتضبنا مجمل أحوالهم من كتب شتى
(١١٣)

أهمها تاريخ ملوك الهند لمحمد قاسم فرشته وحدائق العالم المختص بأحوال
القطب شاهية انتهى ثم ذكر في حق صاحب الترجمة أنه قتل في حرب
جرت له مع العادل شاهية بعد أربعة شهور ويومين وتصرف في خزانته وملكه
أحمد شاة بن شاة طاهر ثمانية شهور.
١٢١: إبراهيم بن بشر
قال النجاشي: له مسائل إلى الرضا ع أخبرنا محمد بن محمد عن
علي بن محمد بن أحمد بن داود عن الحسين بن علان قال حدثنا أبو الحسين
الآمدي عن محمد بن عبد الحميد عن إبراهيم بن بشر به.
١٢٢: إبراهيم بن الأنصاري المدني
ذكره الشيخ في أصحاب علي بن الحسين ع.
١٢٣: الأمير إبراهيم ميرزا الصفوي الموسوي بن بهرام ميرزا ابن الشاه إسماعيل
ابن السلطان حيدر بن جنيد ابن السلطان الشيخ صدر الدين بن
إبراهيم ابن السلطان خواجة علي ابن الشيخ صدر الدين موسى ابن
السلطان الشيخ صفي الدين اسحق ابن الشيخ أمين الدين جبريل ابن
السيد صالح ابن السيد قطب الدين احمد ابن السيد صلاح الدين رشيد
ابن السيد محمد الحافظ كلام الله ابن السيد عوض الخواص ابن السيد
فيروز شاة درين كلاه ابن محمد شرف شاة بن محمد بن أبي حسن بن
إبراهيم بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد العراقي بن محمد
قاسم بن أبي القاسم حمزة ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر
الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام
الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
والصفوي نسبة إلى الشيخ صفي الدين اسحق جدهم المذكور
وظهرت دولتهم بعد وفاة حسن الطويل ملك تبريز وهم من أهل أردبيل
وكانت مدة ملكهم ٢٣٣ سنة من سنة ٩٠٦ إلى سنة ١١٣٩ وعدة ملوكهم
عشرة أولهم الشاه إسماعيل بن حيدر ولم يكن آباؤه من السلاطين لكنهم
كانوا من مشائخ الصوفية والعرفاء فلقبوا بلقب سلطان لذلك وآخرهم الشاه
طهماسب الثاني ابن الشاه حسين وارتقت في عهدهم الدولة واتسعت
المملكة وكانوا معظمين لأهل العلم والدين فكثرت في عهدهم العلماء وألفت
الكتب ونسخت المخطوطات النفيسة من كتب الاسلام وانتقلت الدولة منهم
إلى نادر شاة المشهور.
أما المترجم فذكره صاحب مطلع الشمس فقال في حقه ما
تعريبه: قتل بحكم إسماعيل ميرزا وعمره ٣٤ سنة وحمل نعشه من قزوين
إلى المشهد المقدس فدفن هناك كان من الخطاطين المشهورين في عصره وكان
حاكم المشهد الرضوي وحكم في غيره أيضا وكان ماهرا في جميع العلوم
الأدبية والرياضية وله تصنيف في الموسيقي وخطه في النسخة عليق في غاية
الجودة وكان شاعرا مجيدا بالفارسية والتركية ولم يكن له نظير في علم
الأصول والأحاديث والسير والأنساب والتواريخ وكان مواظبا على قراءة
القرآن مع التجويد وكان مولعا بالصيد يرميه بيده اليسرى فلا يخطئ وكان
ماهرا في الرمي من البندقية وماهرا في الأعمال اليدوية من النقش والتذهيب
والطبخ وعمل الحلويات والسكاكين والخياطة وتجليد الكتب والتصوير
والصباغة والصياغة انتهى وفي كتاب دانشمندان أذربايجان علماء
آذربايجان ما ترجمته:
قتل يوم السبت خامس ذي الحجة سنة ٩٨٤ بأمر الشاه إسماعيل
الثاني في قزوين ونقل نعشه من قزوين إلى المشهد المقدس الرضوي فدفن في
الروضة المطهرة.
وفيه أنه لما بلغ سن الرشد زوجه الشاه طهماسب الأول ابنته كوهر
سلطان خانم وأعطاه حكومة خراسان فبقي فيها حاكما إلى سنة ٩٧٩ وذلك
اثنتا عشرة سنة كاملة وكان صاحب أفكار عالية وله معرفة بالعلوم والفنون
المعروفة وأغلب الصنائع النفيسة وأعمال اليد من ذلك القراءات العشر وعلم
التجويد قرأه على الشيخ فخر الدين الطبسي وابنه الشيخ حسن علي ونقح
علم النحو والصرف والمعاني والبيان والمنطق وحصل علم الأصول وتتبع
علم الرجال وصحح كتب الأحاديث النبوية والامامية وله استحضار كامل
لعلم السير والنسب والتاريخ وكان صاحب معرفة وتصنيف في العلوم
الرياضية والمجسطي من الحساب والنجوم والموسيقي. وللنقوش والأصوات
في عهده كمال الاشتهار وكان ذا فنون في علم العروض والقافية والشعر
وينظم الشعر بالفارسية والتركية وديوان شعره نحو ثلاثة آلاف بيت ذكره
الحاج أحمد بن مير منشي القمي مؤلف خلاصة التواريخ في ستة مجلدات
وتذكرة السلاطين والأمراء وگلستان هنر روضة الشعراء في كتبه الثلاثة
المذكورة وذكر تاريخ حياته مفصلا وذكره صاحب خلاصة الاشعار بشرح
مبسوط وذكر في كتب أخرى مختصرة ومطولة ومن مؤلفاته فرهنگ
إبراهيمي في أحوال وأقوال الشعراء وهو أحد ماخذ سفينة خوشگو خير
القول وعلى ما ذكره الحاج أحمد ابن مير منشي القمي أنه كان له مكتبة
ثمينة تحتوي نفائس الكتب وتحتوي مجموعات مرغوبة هي من نوادر الأيام
منها مجموعة للخطوط النفيسة لمشاهير الخطاطين وللنقوش البديعة لمشاهير
النقاشين وصور جميلة من تصوير معاريف المصورين تساوي قيمتها خراج
مملكة وكان مجلسه دائما مجمع الفضلاء والأدباء وكل من يقصد الهند من
الشعراء يمر بايالة خراسان فيبقى عنده في اعزاز واحترام وللخواجة حسين
الثنائي فيه قصائد عالية وساقي نامه قسم مخصوص من الشعر الفارسي
عمله باسمه ومن تلاميذه يولقلي بيك انيسي وهو الذي لقبه بانيسي ومن
ندمائه مولانا قاسم القانوني يحسب في علم الأدوار والقانون من مشاهير
أساتذ ذلك العصر.
وبعد جلوس الشاه إسماعيل الثاني قتل شمخال سلطان هذا الشاب
العالم بأمره في التاريخ المتقدم وقتل في ذلك اليوم أحد عشر شخصا من
العائلة المالكة وكانت زوجة المترجم أخت الشاه إسماعيل فلما اطلعت على
حكم القتل الصادر بحق زوجها قبل قتله ألقت جميع كتبه ومجاميعه النفيسة
المتقدم الإشارة إليها في الماء فأتلفتها وجمعت جواهره ونفائس موجوداته
فكسرتها وألقتها في النار ولما قتل أقامت عليه المآتم ومن شدة ما أصابها
صارت طريحة الفراش وتوفيت في ذلك الشهر ونقلت ابنته كوهرشاد بيگم
نعش والدها ووالدتها من قزوين إلى المشهد المقدس فدفنا في الحرم المطهر
وقال العبدي الجنابذي مؤرخا هذه الواقعة:
كل گلزار حيد كرار * خلف آل احمد إبراهيم
ورد روضة حيدر الكرار * إبراهيم خلف آل احمد
بر فلك سواد افسرش كمه نهاد * در مقام رضا سر تسليم
وصل تاجه إلى الفلك * حيث سلم لأمر ربه راضيا
گفت تاريخ سال قتل مرا * بنويسيد كشته إبراهيم
قال تاريخ سنة قتلي * اكتبوه قتل إبراهيم ٩٨٤
(١١٤)

ويقال ان المترجم لما أيقن بدنو اجله كتب إلى الشاه إسماعيل كتابا
أوله:
بخون اي برادر ميالاي دست كمه بالآي دست تو هم دست هست
يا أخي لا تلطخ يدك بالدماء ففوق يدك يد
كسي را فلك أفسر زر نكرد كمه در آخرش خاك بر سر نكرد
لم يصنع الفلك تاجا ذهبيا لاحد لا يضع التراب على رأسه في آخر امره
وهذه ترجمة الكتاب: غاية الأمر ان يكون بعد شهور قبري أعتق من
قبرك وبسبب هذه الأعمال القبيحة لا يمكن ان يطول عمرك ففي مدة
ثمانية أشهر مضت من ملكك قتل من أهل المملكة بغير ذنب ٤٤٢٢٠
بالفرمان السلطاني العادل منهم ٣٢٠ نفسا من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبلغوا
الحلم معصومون من الذنوب فما ذا تجيب في اليوم الذي يقضي فيه قاضي
الدنيا والآخرة بين الخصوم وانما مثلك مثل بقال يفتح دكانه قبيل الغروب
فما ذا يبيع هذا البقال وأحسن أيام شبابك ٤٨ سنة قد مضت. وربي عالم
الغيب يعلم انني كنت دائما في حرب كفار الكرج أسال الله ان يرزقني
الشهادة واليوم أؤمل ان أكون ملحقا بالشهداء إنا لله وإنا إليه راجعون:
بنياد كرده اي كمه كني خان ومان ما
اي خان ومان خراب چه بنياد كرده اي
بنيت بناء تقلع به أساس حياتنا وعائلتنا
يا أيها الذي أساس حياته خرب ما الذي بنيته
١٢٤: السيد إبراهيم التنكابني القزويني
توفي سنة ١٣٢٣ أو ٢٤ ودفن في قزوين والتنكابني نسبة إلى
تنكابن بضم المثناة الفوقية وسكون النون وبالكاف الفارسية بعدها ألف وباء
موحدة مضمومة ونون. بلدة من بلاد إيران بناحية قزوين. أحد النحاة
والأصوليين اخذ عن علماء النجف منهم الميرزا حبيب الله الرشتي الجيلاني
وله مؤلفات لم تحضرنا الآن أسماؤها.
١٢٥: إبراهيم الجبوبي أو الجيوبي
ظاهر منهج المقال انه بالباء الموحدة بعد الجيم وظاهر نقد الرجال انه
بالياء المثناة التحتية. من غلمان العياشي ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو
عنهم ع.
١٢٦: إبراهيم الجدلي
ذكره صاحب تجربة الأبرار وقال عنه جامع العلم الخفي والجلي مولانا
إبراهيم الجدلي من قدماء علماء أصفهان مشهور بالعلم وطلاقة اللسان رأيته
في أصفهان.
١٢٧: إبراهيم الجريري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وقيل في أصحاب الباقر ع.
١٢٨: الشيخ إبراهيم الجزائري النجفي
الظاهر أنه من أجداد آل الجزائري النجفيين الموجودين إلى اليوم وهم
بيت علم وفضل ونجابة خرج منهم جماعة من فحول العلماء وأعيان الشعراء
والأدباء مثل الشيخ احمد الجزائري صاحب آيات الاحكام وغيره ولم ينقطع
العلم والفضل من بيتهم إلى اليوم ونذكر أعيانهم كل في بابه من هذا
الكتاب انش والمترجم هو الفقيه المجتهد الذي أمضى حكمه أجلاء
الفقهاء فقد وجد له حكم في صدر ورقة مؤرخة سنة ١٢٢٣ بوقفية مدرسة
في الكاظمية هذه صورته: ما سطر فيها لا شك فيه وقد حكمت به وانا
الأقل إبراهيم الجزائري. وكتب تحته بخطه الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء ما صورته: حكم الشرع الشريف المنيف بان مدرسة المرحوم المبرور
المأجور بالاجر الموفور الشيخ امين وقف على كافة المشتغلين والمتولي جناب
الشيخ حسن بمحضر من الأقل جعفر بن خضر الجناجي بخط يده. وكتب
السيد محسن الكاظمي ما صورته: الامر كما سطر الشيخ سلمه الله وكتب
الأقل محسن بن السيد حسن الأعرجي. وكتب الشيخ أسد الله صاحب
المقابيس ما صورته: قد قضى حاكم الشرع الشريف بوقفية المدرسة
المزبورة ونصب شيخنا الشيخ حسن هادي دام ظله العالي متوليا عليها.
وناهيك بعالم يصدقه مثل هؤلاء الحجج الاعلام ويقدمونه في الحكم
ويحضرون مجلس حكمه ولكن المؤسف انها لم تدون أحوال هذا الرجل
ولولا هذه الوثيقة لكان من المنسيين المجهولين كما نسي وجهل غيره على أن
تلك الوثيقة لم تفدنا الا أمورا اجمالية لا تسمن ولا تغني من جوع ويعلم مما
ذكره الفقيه الزاهد العابد الشيخ خضر بن شلال النجفي في كتابه التحفة
الغروية أن الشيخ إبراهيم المذكور من أجل من في النجف في ذلك العصر
قال في الكتاب المذكور في آخر باب الخلل عند ذكر الفتنة التي وقعت في
النجف في رمضان سنة ١٢٣١ بين الزقرت والشمرت ومجئ العسكر من
بغداد: لفعل جناب العالم الفاضل الشيخ إبراهيم الجزائري الذي قد بذل
الجهد في نصرة المؤمنين بسيفه ولسانه حتى ادخل الرعب على الراية المنسوبة
ليزيد حيث إنه كان يجمع عليهم من التفك فيضربه دفعة واحدة على وجه
ترتعد فرائص العسكر ومن معهم ويظنون انهم أخذوا من كل مكان
انتهى.
١٢٩: إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم بن نوبخت
العالم المتكلم الفقيه وكانت داره بالنوبختية النافذة إلى الثمل والى
الدرب الآخر والى قنطرة الشوك في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن أحمد
النوبختي وهو من أهل المائة الرابعة في طبقة ابن عمته الشيخ أبي نصر
هبة الله بن محمد ابن بنت أم كلثوم بنت الشيخ أبي جعفر العمروي وهما ممن
رويا عن الشيخ أبي القاسم الروحي. وجده أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن
نوبخت يأتي في بابه.
١٣٠: الشيخ إبراهيم بن جعفر بن عبد الصمد العاملي الكركي
في أمل الآمل: عالم فاضل محقق فقيه محدث ثقة عابد له كتاب
حسن ورسائل متعددة سكن بلاد فرآه من نواحي خراسان من
المعاصرين انتهى والكركي نسبة إلى كرك نوح قرية بنواحي البقاع
منسوبة إلى نوح ع لان فيها قبرا ينسب إليه تمييزا لها عن كرك
الشوبك التي بنواحي البلقاء وهذه غير داخلة في جبل عامل لكن يقال في
علمائها العاملي كالمحقق الثاني وهذا وغيره تغليبا للمجاورة.
١٣١: إبراهيم بن أبي حفص جعفر أبو إسحاق الكاتب
قال النجاشي: شيخ من أصحاب أبي محمد ع ثقة وجد له كتاب
الرد على الغالية وأبي الخطاب ومثله في الخلاصة إلى قوله ثقة وفي
الفهرست: إبراهيم بن أبي حفص أبو إسحاق الكاتب شيخ من أصحاب
أبي محمد ع ثقة وجيه له كتب منها كتاب الرد على الغالية وأبي الخطاب
وأصحابه انتهى والظاهر أن المراد بأبي محمد هو الحسن العسكري
ولذلك عده ابن داود من أصحاب العسكري قال الميرزا في الرجال الكبير:
هو الظاهر وصرح به في بعض نسخ الفهرست وفي لسان الميزان ذكره أبو
(١١٥)

جعفر الطوسي في رجال الشيعة وقال كان أحد المصنفين روى عن أبي محمد
العسكري وكان مقبول القول ما رأيت أعقل منه ولا أحسن من حديثه
انتهى قوله كان مقبول القول الخ من كلام صاحب اللسان.
١٣٢: إبراهيم بن جعفر بن محمود الأنصاري المدني
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع والظاهر أنه هو المذكور في
طبقات ابن سعد بعنوان إبراهيم بن جعفر بن محمود بن عبيد الله بن
سلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الأوس وقال وامه كبلة بنت
السائب من بني محارب بن خصفة من قيس عيلان فولد إبراهيم بن جعفر
يعقوب وإسماعيل وامامة لأمهات شتى وكان إبراهيم بن جعفر يكنى أبا إسحاق
وتوفي في شوال سنة ١٩١.
١٣٣: إبراهيم بن جميل
أخو طربال الكوفي ذكره الشيخ في رجال الباقر ع وقال روى عنه علي بن شجرة
وإبراهيم بن إسحاق وذكره في رجال الصادق ع.
١٣٤: الشيخ إبراهيم الحاريصي العاملي
توفي يوم السبت ١٦ شعبان سنة ١١٨٥ والحاريصي نسبة إلى
حاريص بحاء مهملة وألف وراء مهملة مكسورة ومثناة تحتيه ساكنة وصاد
مهملة قرية بقرب تبنين أهلها معروفون بالذكاء. عالم فاضل شاعر مجيد
يعد في طليعة شعراء جبل عامل في ذلك العصر وعقبه في حاريص إلى
اليوم. وكان شاعر الشيخ ناصيف بن نصار شيخ مشائخ جبل عامل في
ذلك العصر أي أمير أمرائه وله مدائح في غيره من امراء الصعبية جبل عامل
وهما الشيخ علي الفارس والشيخ حيدر الفارس وقصائده فيهما مجموعة في
كتاب عند أحفادهما تاريخ بعضها سنة ١١٧٦ وبعضها ١١٨٣ ويظهر من
شعره أنه قرأ في مدرسة جويا لقوله في ختام بعض قصائده في مدح الشيخ
ناصيف:
إليك فريدة رقت وراقت * بجيد الدهر قد أمست حليا
هدية شاعر داع مراع * أجاد بك ابن نصار الرويا
فتى حاريص مغناة ولكن * تلقى العلم وفرا من جويا
وكان له بها شيخ جليل * جميل حاز علما أحمديا
وفي تبنين ما يرجو وأنتم * له ذاك الرجا ما دام حيا
وتدل قصائده على اطلاع واسع وعلم بالوقائع التاريخية القديمة
ومعرفة برجال التاريخ وفي شعره شئ كثير من الحكم والامثال فله فيهما
أبيات جديرة بالحفظ حرية بان تخلد مع الشعر الخالد وجرت بينه وبين
الشيخ عبد الحليم النابلسي شاعر الشيخ ظاهر العمر الزيداني شيخ مشايخ بلاد صفد وحاكم عكا و
بلاد صفد وسائر فلسطين مساجلات شعرية
ومعارضات ومناقضات ومفاخرات ومطارحات والشيخ عبد الحليم هذا
الظاهر أنه هو المترجم في سلك الدرر بعبد الحليم الشويكي الذي قال عنه
انه ألف رسالة في علم الكلام رد بها على معاصره الشيخ أبي الحسن العاملي
الرافضي في تاليف له أودعه بعض الدسائس الرافضية والظاهر أن مراده
بالشيخ أبي الحسن هذا هو جدنا السيد أبو الحسن موسى المعاصر للشيخ
ناصيف إذ ليس في علماء جبل عامل المشهورين في ذلك العصر من اسمه
أبو الحسن سواه ومن مؤلفاته رسالة في علم الكلام. ووصفه بالشيخ على
قاعدة أهل السنة ومن وصفهم العالم بالشيخ وإن كان من السادات الاشراف
فمما عارض به المترجم معاصره الشيخ عبد الحليم المذكور قصيدة في ممدوحه
الشيخ ناصيف يصف بها ايقاعه باعراب مرج بن عامر من الصقر والحوارث
لما استنجد به الشيخ ظاهر العمر عليهما بعد ما هزموه في سخنين فانجده
عليهم فبددوهم وقاتلوهم قتالا عظيما حتى شردوهم ونفوهم إلى خارج
فلسطين واستنجد به يوم قاقون فانجده ثم جرى خلاف بين ظاهر العمر
وناصيف على قرية البصة التي كانت تابعة لجبل عامل فاعتدى عليها ظاهر
وجرت لأجلها وقعة دولاب جنوبي طيربيخا فانتصر ناصيف على ظاهر
واسره بعد ما أمكن الرمح من صدره وعفا عنه وانزله عن فرسه المعروفة
بالبريصة تصغير برصاء ثم أعادها له وقال لا حاجة لنا بالبريصة بعد ما
رجعت لنا البصيصة وبقول الشيخ علي السبيتي انه اركبه عليها بيده أما
قصيدة الشيخ عبد الحليم النابلسي التي يمدح بها الشيخ ظاهر العمر واجابه
عنها المترجم فهي قوله:
ما بال مالكتي تزيد دلالها * كبرا علي فليت شعري ما لها
انهوا لها اني مللت من الهوى * وسئمت من سود العيون وصالها
كذبوا ومن خلق المحاسن فتنة * للناظرين حرامها وحلالها
ما زلت عن حبيك فاطرحي الذي * نقل العواذل زورها ومحالها
لكن ظننت ورب ظن كذب * لما رأيت ملالها ومحالها
ان ابنة القوم العزيز جنابهم * لما رأت حالي استحال بدا لها
ما لي أراك تأخرت بك همة * وطرحت منبوذ العرى ومذالها
هذي حواسدك الرعاع بدا لهم * واستنكروا قيل الرواة وقالها
قلت اربعي لا فض فوك فربما * حرص أتاح إلى النفوس وبالها
ما زلت مذ نيطت علي تمائمي * اهوى الملاح وجدها وجدالها
جد كجد أبي سعيد ظاهر * خاض المنايا بالنفوس فغالها
وسرى بجمع لو تشاهد هوله * أسد الشري والراسيات لهالها
فيها النسور والصواعق والقنا * ترمي على أهل الهوى أهوالها
وبه السوابق كالنعام شوازبا * يرقلن عند الملتقى أرقالها
تنفض من أعلى الصخور كأنها * عصم تروم من البزاة نعالها
من كل مشرقة القفا نجدية * ألفت سباريت الفلا ورئالها
يحملن كل مدجج لو أنه * رام المعاقل بالمداد لنالها
وافى بهم عند الصباح أغرة * كانت عليه سوأة ما نالها
فاجتاحهم والله ينفذ امره * بظبا اجادتها القيون صقالها
جمعوا وما أغنت سوى ان قربت * تلك الجموع من الردى آجالها
خمس مئون وما استراءت غير أن * ألقت وما حق الردى أثقالها
ألقت من الجزع السلاح وسلمت * للصنع بالبيض الرقاق قذالها
جوزوا بما سبقت إليه رعاعهم * حنقا وكان جزاؤهم أمثالها
ما كان أحراهم بعروة ماجد * ان لا يبثوا بالخيال خيالها
لو راجعوا احلامهم وتدبروا * رأوا الطريق رشادها وضلالها
ورأوه إذ ناووه غير مغلب * ولكم دعوه لمحنة فأزالها
وبنى لهم في المجد أعظم رتبة * يتفيؤن من الهوان ظلالها
أنسيتم يوما بملحم (١) أولغت * بكم السيوف وأشبعت أشبالها

(١) هو الأمير ملحم الشهابي واليوم الذي يشير إليه هو زحفه على جبل عامل سنگ ١١٦٣ وايغاله
فيها قتلا وحرقا ونهبا حتى استنجد العامليون بالشيخ ظاهر العمر فأعانهم عليه.
(١١٦)

وبيوم مرجعيون (١) لولا تذكرون * كماته وضرابها وقتالها
ولكم فوادح ذادها عن حيكم * لولاه ما كنتم هناك رجالها
يا عصبة جاءت بما لا ينبغي * ولربما جنت النفوس نكالها
فالرتبة القعساء حلة سيد حامي * العشيرة حامل أثقالها
بدر له نجم سعيد ظاهر * باهت بطلعته النجوم هلالها
لو أنه لبني بغيض (٢) قائد * ما زايلت من منذر اطلالها
فاداركوا إن كان ثم بقية * ان الصنيعة ويحكم أولي لها
واستوثقوا في رأيكم بأولي النهى * ما عز قوم قلدت جهالها
لم تأخذوها بالطراد بل احمدوا * إما حمدتم أرضكم وجبالها
كنتم له يمنى فخانت أختها * لاخير في يمنى تخون شمالها
فاجابه المترجم يقول:
ما بال نعمى أعرضت ما بالها؟ * بعد الدنو وما عصت عذالها
لم ترع سالف عشرتي ومودتي * معها وحرصي ان تنال منالها
وتمتعي قبل الكرى بحديثها * وتطلبي بعد الرقاد خيالها
هجرت أسير جفونها لا عن قلى * منه وجرت للجفا أذيالها
يا ليت شعري من أراه مخبري * عما لها مني ابدا فبدا لها
لما أصاخت للوشاة وأعرضت * عني وكنت يمينها وشمالها
وكأنها نسيت عهودي وانتقت * غيري وما يوما هتكت حجالها
والله يعلم أن نعمى قد بدا * فيها المشيب وما سئمت وصالها
بوأتها قلبي ولم اطلب بها * بدلا وما صرمت يداي حبالها
وبذلت مجانا لها روحي وما * رمت الملال وان رأيت ملالها
وجعلتها لي قبلة لما أمل * عنها وان عني العذول امالها
ولطالما عنها كشفت ملمة * لولا حسامي لم تظن زوالها
أجنيت ذنبا فاقتضى ان لا ارى * في شرع نعمى حسنها وجمالها
يا للرجال لمحنة لا يرتجى * غير ابن نصار يحل عقالها
ناصيف من يحمي الثغور ومن به * أبدت سماء المكرمات هلالها
ندب له القى الزمان قياده * لو طاولته الشامخات لطالها
ويد مقبلة البنان كريمة * مدت على المستضعفين ظلالها
شكر الاله فعاله في غارة * شعوا ارى خير المال مالها
فسرى الصباح بفتية مشهورة * علم العزيز صلاحها فأدالها
شوس تمد من السيوف قصارها * يوم الوغى ومن الرماح طوالها
لا ينثني عما يحاوله من العليا * وان بلغت بها آجالها
تجفو لدى كسب الثنا أرواحها * وتعاف في نيل المنى أموالها
سارت على اسم الله غير مطيعة * أهواءها يا للعشيرة يا لها
تهوي بها نحو الطراد سوابق * تخذت غبار الدارعين جلالها
جرد تقول العاصفات إذا غدت * هذي بناتي من يجول مجالها
ما أطلقت في غارة ثم انثنت * الا وبلغت الهني ابطالها
وافى بها في يوم تربيخا (٣) وقد * جاست خيول الدارعين خلالها
طافوا عليها بالصوارم والقنا * فكانهم قطع الغمام حيالها
فسطا ونادى لا فرار فأدبرت * تلك الجموع ونالها ما نالها
عافت هنالك خيلها وسلاحها * والرعب عن تلك السروج امالها
يا عصبة رأت الجميل وما وفت * وبنت على نياتها أفعالها
وتعمدت سفك الدماء وما رعت * سنن النبي حرامها وحلالها
أ نسيتم أيام سخنين (٤) التي * لم ينسكم طول المدى أهوالها
جافت جفون كما تنا طيب الكرى * فيها وعافت عذبها وزلالها
ألقت على ابن العظم كل عظيمة * فرأى أشد نكاية ما نالها
والصقر (٥) لولا الخوف من عقباننا * ما أزمعت عن أرضكم ترحالها
أ فما أبحنا في العراك غنيمة * أغنامها وخيولها وجمالها
حتى خلت لكم البلاد وأوترت * من كان يبغي حربها ونزالها
يبلي الجديدان الصفا وحقوقنا * تبقى وان حاولتم ابطالها
يا فتنة تأبى العقول وقوعها * ألقت على متن الهدى أثقالها
فيها ذهاب الدين والدنيا وما * يستطيع غير أبي (٦) سعيد زوالها
وله من قصيدة يمدح بها الشيخ علي الفارس من الامراء الصعبية
حاكم النباطية وناحية الشقيف:
اقرن بقولك فعلا ما به خلل * لا يصدق القول حتى يصدق العمل
عز الزمان وعلياه حسب الأفعال * والقول لا يقضى به أمل
بما سما الأسود العبسي (٧) مرتبة * وصار ممن به السادات تحتفل
ولم حديث العطايا لابن زائدة * مدون وهو في الآفاق منتقل
ويل البخيل وويل للجبان فقد * صارا مشومين! كل برجه زحل
ان مد كفا إلى العلياء اقعدها * عجز واقعده عن نيلها فشل
إلى أن يقول:
ولا تخف أعوجيات مضمرة * مثل السعالي على صهواتها قلل
تخوض لجة بحر الموت عابسة * وجوهها وبهام الشوس تنتعل
فاركب مطية عزم دون مضربه * حد الحسام فنعم الحارس الاجل
وكن مع الدهر معوجا ومعتدلا * فإنما الشهم معوج ومعتدل
وصل ولا تقطع المعروف عن أحد * فالحر لا يقطع المعروف بل يصل
واحمل ولا تشك للأيام حادثة * ان الكريم لاثقال الورى جمل
وقل لمفتخر بالأصل محتقرا * خفض عليك فاصل النرجس البصل
لا تعجبن إذا داس السها قدمي * وبابن احمد حبل الحب متصل
وله من قصيدة أخرى في الممدوح:
إلى كسب المحامد مد باعا * وحاذر ان تذل وان تراعا
وان تعنو لخصمك في عراك * وان ترجو من الضد انتفاعا
وان تخشى ملمات الليالي * وان لا تستعد لها دفاعا

(١) هو يوم للعامليين ورجال الشيخ ظاهر العمر على الدروز والأميرين الشهابيين نجم وسيد احمد
وهو الذي احفظ عليهم الأمير ملحم فكان منه ما تقدم وكان ذلك في السنة المتقدمة نفسها.
(٢) بنو بغيض بطن من غطفان من قيس عيلان من العدنانية وهم بنو بغيض بن ريث بن
غطفان.
(٣) ويقال طيربيخا وهو يوم كان النصر فيه للشيخ ناصيف النصار على الشيخ ظاهر العمر وقتل
من عسكره مائة قتيل ونهبت منه خيول ومنها فرسه الملقبة بالبريصا وكان وقوع هذه المعركة في
قرية تربيخا أو طيربيخا من قرى الشعب وكان الشيخ ظاهر حاصرها ووضع يده قبل ذلك
على قربة البصة وكانت من اعمال جبل عامل فاستردها الشيخ ناصيف منه بعد هذه المعركة
التي حدثت سنة ١١١٨ وبعدها بعام عقد الصلح بين ظاهر وناصيف في عكا وجدد الحلف
فكان لهما منه عز ومنعة.
(٤) قرية من عمل طبريا
(٥) قبيلة من عرب فلسطين.
(٦) هو الشيخ ظاهر العمر.
(٧) هو عنترة بن شداد. المؤلف
(١١٧)

وكن اقسى من الجلمود قلبا * إذا كشف الزمان لك القناعا
وخذ بالجد في ادراك آت * ولا تطلب لما فات ارتجاعا
ولا تعتب على الأيام اني * ارى اتصالا وانقطاعا
فما العليا تتم لغير حر * شرى في سوقها قوما وباعا
وليس المرء كل المرء الا * فتى عنه حديث الحمد شاعا
رأى نيل المعالي بالعوالي * فزاحم في مواردها السباعا
وجرد من عزيمته حساما * كصارمه ومد لها ذراعا
وزعزع قلب صرف الدهر * حتى تقاعس عنه وارتاع ارتياعا
يؤامر كل هندي قصير * إذا ما الرأي بين الناس ضاعا
وله من قصيدة أخرى:
بالسيف يفتح كل باب موصد * وبه من العليا بلوع المقصد
من لم يكن بين الورى ذا صارم * فهو البعيد عن الفخار السرمد
لا حق الا للحسام وكل من * طلب الحقوق بغيره لم ينجد
فإذا بدا لك حاجة فاستقضها * بغرار ماضي الشفرتين مهند
وإذا العلا مرضت فان طبيبها * سيف له في الهام أبلغ مغمد
والجود يحيي كل ذكر خامل * ان البخيل بماله لم يحمد
فإذا السما حبست عزاليها فكن * مطرا يفيض كلج بحر مزبد
وكن الشجاع إذا القنا قرع القنا * واسمح وفي كسب الثنا لا تزهد
إلى أن يقول:
فاقذف بنفسك ان أردت لها ثنا * واعلم بان المرء غير مخلد
لم ينجه الحصن المنيع ولا الظبي * من مورد أف له من مورد
فاجعل زمانك كله خيرا به * تعلو وتحظى بالعلى والسؤدد
واعمل بما يرضى الآله به ولا * تفخر بورق قد ملكت وعسجد
وله من أخرى:
جرد من العزم سيفا واركب الحذرا * واجعل فؤادك في يوم الوغى حجرا
وغالب الدهر لا ترهب بوائقه * واعلم بان الفتى من غالب القدرا
وغالب الخصم لا تشفق عليه ولا * تركن إليه فلا يعفو إذا قدرا
وان دجا ليل خطب لا بياض له * للناظرين فكن فيه لهم قمرا
وان أردت خليلا لا يغشك في * نصيحة فاتخذه صارما ذكرا
بدونه ليس للساعي بلوع منى * ولم يزل للعلى والعز مفتقرا
من لا حسام له لا يرتقي شرفا * وليس يدرك في حاجاته وطرا
به سما الأسود العبسي مرتبة * عليا وكان على السادات مفتخرا
فهو الكفيل بما ترجوه من ظفر * يوم الوغى حين ترمي نارها شررا
إلى أن يقول:
لا بد للمرء من يوم وان بعدت * عنه المنون كذا أمر الآله جرى
فاصرف زمانك فيما تستطيل به * على الفريقين أعني البدو والحضرا
وأشك الزمان إذا منه رأيت جفا * إلى فتى لم يزل للحق منتصرا
وله من قصيدة أخرى:
بالمشرفية ترقى أشرف الرتب * وتخجل الخصم بالخطية السلب
لا يكشف الكربة السوداء غير فتى * ماضي المضارب للأرواح منتهب
يدب في غربه ماء الردى وبه * نيل المنى وبلوغ القصد والارب
فكل من فاه بالعليا وليس له * ماضي الغرار فمنسوب إلى الكذب
فان رأيت بنات الريح عادية * والحرب ترمي بني الهيجاء باللهب
وفي بنان يمين الموت كأس ردى * يديرها وينادي أين مطلبي
ما للجبان نصيب في الفخار ولا * يفتض بكر العلا من ليس يشرق بي
والبيض في قلل الشجعان عاملة * حدودها عمل النيران في الحطب
ثب وثبة يتقيها كل ذي ثقة * ببأسه غير مرتاح إلى الهرب
واعلم بان سهام الموت نافذة * والامر لله لا للعبد في السبب
فاصرف زمانك فيما تستطيل به * على البرية لا في اللهو والطرب
ولا تخف من صروف الدهران لها * ماضي الحسام عليا كاشف الكرب
وله من قصيدة أخرى:
على قدر الاقدام للمرء مفخر * ولاحظ في العليا لمن يتعذر
وكل امرئ يخشى من الموت لم يزل * له الذل منه مربع العز مقفر
وكل فتى لا يرهب الموت امره * مطاع به بدر السعادة نير
وما الفخر الا بذلك الروح في الوغى * وما لك يوم السلم ان كنت تفخر
وصارمك البتار صاحبك الذي * يقيك من الأيام ما كنت تحذر
فلا تعتمد الا عليه فإنه * أخ ناصح ماحده بك يغدر
وله في مدح الشيخ علي الفارس ويذكر بعض وقائعه المشهورة ويصف
قلعة الشقيف من قصيدة:
اربط الفرسان جاشا ان سطا * ما ابن قيس عنده ما ذو الخمار
كم تلقى لليالي حادثا * أنسيتم يوم من تبنين غار
فوق طرف ذي نشاط أمه * من بنات الريح مأمون العثار
وبيمناه صقيل مرهف * في طلى أقرانه ماضي الغرار
أخذته هزة صعبية * غيرة منه على تلك الديار
أبصر الدولاب (١) منه وقفة * يومه في جنح ليل من غبار
والمذاكي بالرواسي أقبلت * شزبا تعدو وللأقوام ثار
والقضا القى مناجيق الردى * للفريقين وما نادى حذار
والعلا بالنفس في سوق الوغى * سلعة ليس لشاريها خيار
إلى أن قال في وصف قلعة الشقيف:
ما الشقيف الصلد الا جنة * ولنا قصر بأعلاه استنار
ليس يدنو منه في عظم البنا * قصر غمدان ولا عظم الجدار
تنظر المرآة فيه فترى * فوقك النهر تراءى بانحدار
ما رأينا قبل هذا جدولا * فوق قصر شامخ في الجو طار
لا ولا قصر كهذا انه * فلك يزهو ولكن لا يدار
زينة الدنيا على ارجائه * تزدهي في كل نحو كالفنار
نقشها مؤتلف مختلف * في ابيضاض واحمرار واخضرار
شامخ يأوي إليه أسد * ذو افتراس واقتناص وابتدار
وله في وصفها أيضا من قصيدة:
لك القلعة الشماء شراق بدرها * وان كره الحساد في فرق فرقد
جذبت بها حتى بلغت بها السهى * وقصر عنها كل قصر مشيد

(١) سكان جنوبي طيربيخا كان للعامليين فيه يوم على الفلسطينيين.
(١١٨)

وأبرزتها للوافدين فأقبلت * تنادي على شحط المدى كل مجتدي
وله من أخرى:
أنت العزيز ودار العز داركم * بل أنت شمس الضحى في دارة الحمل
حصن حصين وأبراج تدور على * قطب السعود ولا تنحط عن زحل
وشاهق راح يحكيها فقلت له * ليس التكحل في العينين كالكحل
وله من أخرى يصف الحرب:
وإذا بدت نار الوطيس رايته * يغشى القراع على أغر محجل
والخيل ناكصة على ادبارها * والبيض تلمع في ظلام القسطل
والهام طائرة وكل مدجج * رعش الفؤاد عن القتال بمعزل
والموت مد على الكماة لواءه * ويقول ليس الورد الا منهلي
وله من أخرى في مدح الشيخ علي الفارس:
وضرغام مخالبه المواضي * جسور غابه سمر العوالي
له باس بصهوة أعوجي * كريم من بقايا ذي الجلال
من الخيل المسومة اللواتي * يفقن إذا برزن على السعالي
فما الحنفا وما الغبرا لديه * وداحس والوجيه وذو العقال
علي فوقه يسطو بسيف * طليق زانه حسن الصقال
كطود في العراك وما رأينا * جياد الخيل تعدو بالجبال
وله من أخرى:
فما العز الا مرهف الحد والقنا * إذا اشتد في يوم الوغى الطعن والضرب
وأقبلت الفرسان فوق شوازب * مسومة شعث يضيق بها الرحب
ودارت رحى الموت الزؤام وما بها * سوى الهام مطحون وماضي الشبا قطب
ونكست الشوس البنود وانشبت * بليث الشري الضاري مخالبها الحرب
ومزقت الابطال كل ممزق * مثقفة سمر ومرهفة قضب
وثار عجاج الصافنات ولم يزل * يمد إلى أن أظلم الشرق والغرب
وزاد الظما بالدارعين وما لهم * وان اجهدوا من غير كأس الردى شرب
وله من أخرى:
له يوم تربيخا على الخصم غارة * تكاد بها شم الجبال تفطر
أحاط بها الأقوام من كل جانب * وللحقد أبدوا والضغائن اظهروا
وداروا بها شرقا وغربا واقبلوا * بعسكر بغي لا يباريه عسكر
فلما دنا ان يأخذوها ولم يكن * لسكانها شئ سوى الله ينصر
اتاهم علي في كماة أعدها * ليوم الوغى كل على الموت يجسر
سباع إلى كسب المعالي تسابقوا * محجلة أيامهم ليس تنكر
فمذ أبصر الأعدا بريق صفاحه * تولوا على اعقابهم ثم ادبروا
وعافوا هناك الخيل والبيض والقنا * ولم يطلبوا الا النجاة فقصروا
وحاق بهم سوء العذاب فأصبحوا * على الأرض صرعى منهم الدم يقطر
هم جردوا سيفا من البغي قاطعا * فلم ينجهم منه دلاص ومغفر
وله في مدحه:
رفقا بذي قلب عليك مقلقل * متخشع لك في الورى متذلل
صب صبا من وجده حتى غدا * مثل الخلال وما صبا للعذل
هل زورة فيها الشفاء لدائه * تغنيه عن ماضيه بالمستقبل
طال البعاد وما رثيت لما به * حتا م يشكو مر طعم الحنظل
يا من سمحت لها بروحي في الهوى * أمن المودة ان أجود وتبخلي
وبكل يوم عن قسي حواجب * ارمى فلا تخطي سهامك مقتلي
نفسي الفداء لوجهك الزاهي الذي * هو كالهلال يلوح للمتأمل
ولمبسم فلج به عذب اللما * من دونه عذب الرحيق السلسل
ولوردة الخد التي من شامها * ذاب احتراقا بالغرام المشعل
ولا عين تركية ريمية * واها على تلك العيون الغزل
يا منية العشاق لم تبق قوى * مني وقل تصبري وتحملي
حتى متى أشكو تباريح الجوى * وأبيت فيك طويل ليل أليل
والدهر يجفوني ويعلم انه * لي من بني صعب أخو العليا علي
أعني سلالة احمد الشهم الذي * ما زال صدر الجيش صدر المحفل
سامي الفخار أبو حسين والذي * أفعاله معروفة لم تجهل
ماضي العزيمة دون سطوة باسه * في الروع سطوة كل ليث مشبل
تغنيك أيسر قطرة من كفه * ان جئته في كل عام ممحل
ورث الرياسة عن أبيه وجده * وكذا الرياسة آخر عن أول
رجل إذا ألفيته ألفيته في الضيق * رحب الصدر رحب المنزل
وإذا بدت نار الوطيس رأيته * يغشى القراع على أغر محجل
والخيل ناكصة على اعقابها * والبيض تلمع في ظلام القسطل
والسمر مصدرها النحور ووردها * ودم الفوارس فاض فيض الجدول
والهام طائرة وكل مدجج * رعش الفؤاد عن القتال بمعزل
والموت مد على الكماة لواءه * ويقول ليس الورد الا منهلي
وترى عليا عند ذلك باسما * فكان غانية عليه تجتلي
يسطو ولم يثن العنان ولم يخف * جبنا وينقض انقضاض الأجدل
بمهند صافي الحديد وعزمة * أمضى واقطع من غرار المنصل
سيف صقيل ما انتضاه بوقعة * الا انثنى بالنصر والفتح الجلي
يا أيها المولى الجليل ومن بنى * بيتا على هام السماك الأعزل
يا ابن الكرام السابقين إلى العلا * وهم رجا وغياث كل مؤمل
خذها عروسا لا يمل ضجيعها * منها وقد جاءتك ترفل في الحلي
مانوسة تجلى عليك ولم ترد * بعلا سواك ولا لغيرك تنجلي
واسلم ودم ولك السعادة والهنا * ولك الغنا والعز غير مخجل
وقال أيضا يمدحه ومر بعضها فيما تقدم ثم عثرنا عليها كاملة:
بالسيف يفتح كل باب موصد * وبه من العليا بلوع المقصد
من لم يكن بين الورى ذا صارم * فهو البعيد عن الفخار السرمد
لا حق الا للحسام وكل من * طلب الحقوق بغيره لم ينجد
فإذا بدت لك حاجة فاستقضها * بغرار ماضي الشفرتين مهند
وإذا العلى مرضت فان طبيبها * سيف له في الهام أبلغ مغمد
والجو يحيي كل ذكر خامل * ان البخيل بماله لم يحمد
لولا نوال بنان راحة حاتم * لم يعل قدرا فوق أرفع أمجد
والأسود العبسي لولا باسه * يوم الوغى ما كان قدر الأسود
فإذا السما حبست عزاليها فكن * مطرا يفيض كلج بحر مزبد
وكن الشجاع إذا القنا قرع القنا * واسمح وفي كسب الثنا لا تزهد
وإذا رأيت البيض تعمل في الطلا * والليث أحجم حائرا لا يهتدي
والخيل تخترق العجاج كأنها * العقبان تسبح في الدم المتبدد
(١١٩)

والحرب قد قامت على سوق لها * سوق به تجر الثنا لم يكسد
والموت اترع كاسه وسقى بها * ما بين أشوس باسل أو اصيد
والشمس لا يبدو لها ضوء وقد * بدت الكواكب في النهار الأرمد
فاقذف بنفسك إن أردت لها ثنا * واعلم بان المرء غير مخلد
لم ينجه الحصن المنيع ولا الظبا * من مورد أف لذاك المورد
فاجعل زمانك كله خيرا به * تعلو وتحظى بالعلى والسؤدد
واعمل بما يرضي الاله به ولا * تفخر بورق قد ملكت وعسجد
وإذا خشيت الضيم في أمر فلذ * منه بليث لا يقود ولا يدي
بالليث من صعب علي لم يزل * صعبا على الأعدا خليفة احمد
بأبي حسين صاحب الحسن الذي * ما شانه عم ولا خال ردي
ماضي العزيمة والحسام إذا سطا * في الحرب صدر الجيش صدر المقصد
عالي الجناب ملاذ كل مؤمل * عدل رؤوف لا يجور ويعتدي
ورث المفاخر عن أبيه وجده * يا سيدا ورث العلا عن سيد
رجل بعيني حدسه في يومه * يدري بما يأتي عليه في الغد
متجرد لقتال كل ممنع * متجرد من فوق صهوة أجرد
فلو ابن مسعود رآه وقد سطا * في فيلق اضحى لديه كصفرد
ولو ابن زائدة رأى معروفه * في الجدب قال لكفه ويك اسجدي
لم يبق معنى في السماح لجعفر * كلا ولا ذكرا لرافع مزبد
فضل به الفضل بن يحيى شاهد * ويد أقل نوالها بذل اليد
يمنى مقبلة البنان كريمة * بلغت من العلياء أشرف مقعد
ما فاتها مطلوبها ولو أنه * ما بين نابي ضيغم في فدفد
وغضنفر شاكي السلاح مقلد * ماضي الشبا فتكا بكل مقلد
مولى أقل نواله إن جاءه * مستعطف أعلى مراتب أبجد
يحنو على أضيافه متبسما * والبشر لاح بذلك الوجه الندي
يا من كجار أبي دؤاد جاره * والقدر منه فويق فرق الفرقد
يا ابن الكرام السابقين إلى العلا * وهم الملاذ لمن يروح ويغتدي
خذها كبلقيس وأنت لها سليمان * واني صادق كالهدهد
فاستجل رائقة السماع فإنها * لوحيدة من أوحد في أوحد
والعبد راج انه من بعدها * يحظى بأسعد نظرة من سيد
واسلم ودم تهدى إليك عرائس * من كل ناعمة الترايب شوهد
هذا ولا برحت يمينك كوثرا * يجري وحيك جنة المتودد
في غاية وعناية ورعاية * وبحفظ رب عينه لم ترقد
وله يمدحه أيضا:
سلها لمن حد ماضي لحظها شهرت * وكيف بعد اللقا للحب قد هجرت
ولم أباحت بلا ذنب ولا سبب * قتلي وللقلب مني عنوة أسرت
ولم تر بعد من لا يستطيع لها * بعدا وأدمعه في وجنتيه جرت
ولهان حيران لا صبر ولا جلد * أيامه من مسرات الزمان عرت
يا علة ما لها عند الطبيب دوا * الا الوصال وعنه النفس قد قصرت
ومحنة لو بلي رضوى بها لغدا * دكا وأركانه من أصله انفطرت
صبابة لو على الجلمود أيسرها * للان أو كان بالأنواء ما مطرت
ما ليل مجنون ليلى بالغرام حكى * ليلي ولا جسمه بري الخلال برت
وتوبة لم ينل بالأخيلية ما * قد نلته مذلة عن وجهها سفرت
يا لائمي لا تلمني ان بكيت دما * ولا إذا مقلتي طول الدجى سهرت
لو كنت تعلم ما بي لنت ويحك لي * اواه من حاجة في الصدر قد عسرت
من لي بناعمة الأطراف غانية * بيضاء في وجنتيها حمرة ظهرت
رعبوبة بضة في ثغرها ضرب * كالشمس في غاسق من فرعها استترت
ميالها اسل سلسالها عسل * تسبي الغزال بعينيها إذا نظرت
وعث مؤزرها بدر مخمرها * تزري بغصن النقي والبان ان خطرت
جعلت روحي لها مهرا وما ملكت * يدي فلم ترضه مني وقد نفرت
كأنها من جنان الخلد أبرزها * رضوان أعجوبة للعقل قد سحرت
من لي ودائي دوي والحبيب جفا * وحالتي عند أرباب الهوى اشتهرت
واغلة في فؤادي ليس ينفعها * ماء الفرات ووا نارا به سعرت
أ يخلف الدهر آمالي ولي أسد * ضار مخالبه في الدارعين فرت
لي كل ما جار صرف الدهر ذو شطب * صافي الفرند وكف للوفود قرت
من آل صعب فتى صعب المراس له * الباع الطويل وباع الليث قد قصرت
علي احمدها من نسل احمدها * كبيرها خيرها بيتا وان كبرت
أبو الحسين أخو العلياء حليف علا * رئيسها رأسها السامي إذا افتخرت
يمينها يمنها صمصامها يدها * عميدها وبه في حربها انتصرت
شخص من البرقد صيغت أنامله * فالخير ينمى إليها كلما ذكرت
شاعت مكارمه في كل ناحية * نعم كذاك أحاديث الكرام سرت
يمد ان مد باعا لا تطاولها * باع فلا تنثني إلا وقد ظفرت
نفس مؤبدة بالحق قائمة * بالحق عن أمر رب العرش قد امرت
كريمة الأصل ما في طبعها شرس * تؤتي الجميل وتعفو بعد ما قدرت
يسرها كل ما يرضى الاله به * عنها وما مرحت تيها ولا فخرت
يا طالما وهبت ألفا وما رغمت * انفا وما جبرت قلبا وما كسرت
ما مالها مال يوما للفجور بها * بل للثناء به دون الأنام شرت
يا ذا الرغائب يا مبدئ العجائب * يا أعلا المناصب أسخاها وإن كثرت
يا ذا الجميل ويا عز النزيل وذا * القدر الجليل ومن أخلاقه طهرت
يا من إذا حل أرضا أجدبت نعشت * به كان عليها السحب قد مطرت
خذها جواهر فكر لا يقاس بها * جواهر الدر في حسن وإن بهرت
مانوسة لو رآها جرول لعنا لها * وقال يدي عن مثلها قصرت
فاستجل غانية جاءتك باسمه * تجلى عليك وعن أوضاحها سفرت
واسعد ودم آمنا من كل حادثة * للدهر ما أمسكت سحب وما همرت
وله أيضا يمدحه:
حدث فان حديثك المقبول * يشفي فؤادا بات وهو عليل
واحكم بما تهوى علي فإنني * لك طائع وبما تقول أقول
أنا عاذر لا عازل لك ان تمل * فيها فمن شأن الغصون تميل
هل زورة فيها الشفاء لعاشق * ألف السهاد وقلبه متبول
من لي بوصل مقلد من جفنه * ماضي الغرار قتيله المقتول
ظبي من الغيد الحسان قوامه * ورضا به العسال والمعسول
والخد منه جمرة يجري بها * ماء الحياة العذب وهو أسيل
والخال في أعلاه زنجي حما * كنز اللئالئ ما إليه وصول
والفرق ما بين الصباح وبينه * فرق وحالك شعره مسدول
والعين عين العين الا انها * مكحولة ما جر فيها ميل
يمشي فتغبطه الرماح إذا مشى * تيها وتحسده العضون الميل
يا قبلة العشاق اني مغرم * صب أسح مدامعي واذيل
صل وامقا يشكو إليك من الدجى * طولا وليل العاشقين طويل
(١٢٠)

إن كان قصر يدي اضر وفاقتي * فلربما حال الفقير تحول
هذا علي لا يخيب به الرجا * طبعا عليه خلقه مجبول
أعني سلالة احمد الشهم الذي * ما اختاره المختار والمفعول
رجل بديع صفاته جلت فلم * ينهض بها المعقول والمنقول
بطل إذا حمي الوطيس رأيته * ليثا بماضي الشفرتين يصول
وإذا دجا ليل العجاج فما * له شئ سوى لمع السيوف دليل
وإذا علا متن الجواد لغارة * يعلو به التكبير والتهليل
وإذا تفاقمت الهموم ترى له * فرجا به تلك الهموم تزول
تهمي أنامل راحتيه بصيب * ما دجلة في جنبه ما النيل
فهو المحكم والرئيس وباعه * باع مداه إذا اعتبرت يطول
وجنابه المقصود والمحمود * والممدوح والمرجو والمأمول
يا من يرى في هذه الدنيا له * ندا يضاهيه أ فيها غول
هيهات ما سمحت لنا بنظيره * فيما رأينا بكرة وأصيل
كذب الذي عاب الزمان ومثله * فيه ومن فعل الجميل جميل
هو من علمت كما علمت وغيره * متطفل لو ينفع التطفيل
جلت معانيه فما معن وما * قيس وما قس وما الضليل
أ أب المكارم وابنها وشقيقها * يا من له التعظيم والتبجيل
يا ابن الكرام الخيرين ومن هم * غيث وغوث للأنام وسول
بكر بكرت بها إليك وانها * جهدي وما جهد المقل قليل
واسلم ودم انسان عين الدهر في * عز عليك من العلا إكليل
وله أيضا يمدحه:
رفقا بذي وصب يا ساحر المقل * فقد براه رسيس الوجد والعلل
صب تصبب منه الدمع منهملا * في عارضيه كصوب العارض الهطل
حيران يرعى نجوم الليل من شغف * متيم القلب لا يصغي إلى عذل
حتى متى يشتكي في كل آونة * حر الغرام ووجدا غير محتمل
يا من رمت مهجتي عن قوس حاجبها * سهما تجسم من غنج ومن كحل
وغادرتني أسيرا في محبتها * ان الأسير أسير الأعين النجل
من لي بمقلة ظبي مقلتي هجرت * بها لذيذ الكرى شوقا ولم تزل
وقامة كل عسال يدين لها * شتان بين قناة القد والأسل
ومبسم من أقاح راق منظره * فيه الجمان وصافي الراح والعسل
ونقط خال على خد تصور من * نضير ورد يراه عاشقوه جلي
وليل فرع على صبح الجبين دجا * يا حسن مبتهج منها ومنسدل
يهزها فيهيم العاشقون بها * سكر الدلال فتمشي مشية الثمل
ويا سيوف لجي الأجفان ان نظرت * بفاتر الجفن منسوب إلى ثعل
لا تعذلوني إذا ما ذبت من ألمي * فليس قلبي من صخر كقلب علي
سليل احمد محمود الفعال فتى * أيامه لم تدع في الغير من أمل
من آل صعب عزيز لان جانبه * وقدره كاسمه فوق السماك علي
أبو الحسين الذي شاعت مكارمه * حتى غدا علما يغني عن البدل
باب من الرزق مفتوح لآمله * فلا يخيب به ظن لذي أمل
رب المواهب والجرد السلاهب * والبيض القواضب والعسالة الذبل
قطب الكمال محط للرحال به * نيل المنال وامن الخائف الوجل
حامي الذمار عزيز الجار مقتدر * على الجميل جميل الخلق خير ولي
تعود الجود إذ ضن الجواد وفي * متن الجواد تراه فالق القلل
والمستعان على جور الزمان إذا * ضاق المكان وسدت أوجه الحيل
مؤيد أحيثما سارت أعنته * على العدو بعون الخالق الأزلي
شاعت فضائله في كل ناحية * فصار كالعلم المشهور والمثل
نفس مسددة الأفعال يعضدها * عناية صدرت عن علة العلل
لها يد كل عاف يرتجي يدها * منا وقلب همام قد من جبل
وقال يرثي الحسين ع:
ألا انني بادي الشجون متيم * ونار غرامي حرها يتضرم
ودمعي وقلبي مطلق ومقيد * وصبري ووجدي ظاعن ومخيم
أبيت وما لي في الغرام مساعد * سوى مقلة عبرى تفيض وتسجم
وأكتم فرط الوجد خيفة عاذلي * فتبدي دموعي ما أجن وأكتم
ويا لائمي كف الملام وخلني * وشأني فان الخطب أدهى وأعظم
فلو كنت تدري ما الغرام عذرتني * وكنت لأشجاني ترق وترحم
إلى الله أشكو ما لقيت من الجوى * فربي بما ألقاه أدرى واعلم
ويا جيرة شطت بهم غربة النوى * وأقفر ربع الأنس والقرب منهم
أجيروا فؤاد الصب من لاعج الأسى * وجودوا عليه باللقا وتكرموا
وحقكم اني على العهد لم أزل * وما حلت بالتفريق والبعد عنكم
وقربكم أنسي وروحي وراحتي * وأنتم منى قلبي وقصدي أنتم
رعى الله عصرا قد قضيناه بالحمى * بطيب التداني والحواسد نوم
وحيا الحيا تلك المعاهد والربى * فقد كنت فيها بالسرور وكنتم
إلى أن قضى التفريق فينا قضاءه * وأشمت فينا الحاسدون وفيكم
وشان الليالي سلب ما سمحت به * ومن عادة الأيام تبني وتهدم
وما زال هذا الدهر يخدع أهله * ويقضي بجور في الأنام ويحكم
ويرفع مفضولا ويخفض فاضلا * وينصب في غدر الكرام ويجزم
أصاب بسهم الغدر آل محمد * وأمكن أهل الجور والبغي منهم
وكانوا ملاذ الخلق في كل حادث * نجاة الورى فيما يسوء ويؤلم
وأبحر جود لا تغيض سماحة * وأطواد حلم لا تكاد تهدم
وأقمار فضل في سماء من التقى * وأعلام ايمان به الحق يعلم
هم حجج الرحمن من بين خلقه * وعروته الوثقى التي ليس تفصم
وعندهم التبيان لا عند غيرهم * ومودع سر الله لا ريب فيهم
ومنهم إليهم فيهم العلم عندهم * وأحكام دين الله تؤخذ عنهم
ومن مثلهم والطهر احمد جدهم * ووالدهم أزكى الأنام وأعظم
وصي رسول الله وارث علمه * وفارسه المقدام والحرب تضرم
وناصر دين الله والأسد الذي * هو البطل القرم الهمام الغشمشم
وقاتل أهل الشرك بالبيض والقنا * ومن كان أصنام الطغاة يحطم
وأول من صلى إلى القبلة التي * إليها وجوه العارفين تيمم
منها في رثاء الحسين ع:
فلما رأى أن لا محيص من الردى * وطاف به الجيش اللهام العرمرم
سطا سطوة الليث الغضنفر مقدما * وفي كفه ماضي الغرارين مخذم
وصال عليهم صولة علوية * فولوا على الأعقاب خوفا وأحجموا
إلى أن دنا ما لا مرد لحكمه * وذاك على كل الأنام محتم
فلله يوم السبط يا لك نكبة * لها في فؤاد الدين والمجد أسهم
١٣٥: إبراهيم بن حبيب القرشي
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
(١٢١)

١٣٦: الشيخ إبراهيم الحر العاملي الصوري
قال لنا بعض الفضلاء انه ليس من آل الحر أسرة صاحب الوسائل
فأولائك مسكنهم مشغرى وجبع وهذا من أهل صور انتهى
والصوري نسبة إلى صور المدينة المشهورة على ساحل بحر الشام ولها
ذكر في التاريخ وفي الحروب الصليبية وكانت عظيمة العمران إلى ما بعد
الفتوحات الاسلامية وفيها إلى اليوم آثار كثيرة تدل على عظمتها وكانت دار
العلم واليها الهجرة لأخذ العلم وسماع الحديث وممن هاجر إليها لطلب
العلم الخطيب التبريزي شارح الحماسة ونسب إليها جماعة من العلماء
والشعراء والمحدثين وذكرها ابن جبير في رحلته ووصف عمرانها وذكرها
ناصر خسرو في رحلته أيضا وكثير من الرحالين ثم تضاءل امرها وخربت ثم
عمرها الأمير عباس من آل علي الصغير وبنى جامعها وبنى فيها حماما وسكنها
واتخذها دار امارته وهي اليوم أشبه بقرية منها بمدينة. والمترجم ذكر له الأمير
حيدر الشهابي في تاريخه قصيدة يرد بها على قصيدة للشيخ عبد الغني
النابلسي ويظهر انه كان معاصرا للشيخ عبد الغني ولكن كلامه ليس صريحا
في ذلك فيحتمل انه رد عليه بعد مدة طويلة فان الأمير حيدر بعد ان اورد
قصيدة الشيخ عبد الغني النابلسي الذي قال عنه انه كان في الشام سنة
١١٣٦ قال: فرد عليه الشيخ إبراهيم الحر الشيعي من مدينة صور بقوله
الخ ونحن نورد القصيدتين كما اوردهما اما قصيدة الشيخ عبد الغني التي
هي في التصوف وشطحات الصوفية ووحدة الوجود فهي هذه:
وجودي جل عن جسمي * وعن روحي وعن عقلي
وعن شرعي وتكليفي * وعن حكمي وعن نقلي
وامري مطلق حتى * عن الاطلاق يستعلي
وعن ذات وعن وصف * وعن بعض وعن كل
وعلمي ليس يدركه * سوى من لم يزل مثلي
ولو زال الغطا عن * علم أهل العقد والحل
لأضحى علمهم في * بحر علمي قطرة الطل
وعلم الجفر من علمي * وموسى رشحة البل
واني هدهد الاخبار * للقوم الأولى قبلي
وعن قولي انا أعني * واني فوق ما املي
علي الله قيوم * بلا شبه ولا مثل
واني ذلك القيوم * لما قمت عن حملي
وقد جردت عن ملكي * وعن علمي وعن جهلي
ووجهي قد غسلت الكون * عنه أيما غسل
واني لست مخلوقا * ولا شربي ولا اكلي
ولا اني انا الخلاق * ذو صنع وذو فعل
ولا من أنبياء الله * اني أو من الرسل
واني ما انا عيسى * ولا المهدي إلى السبل
انا بي حارت الافهام * ما يدرون من أصلي
انا الشامي انا الهندي * انا الرومي انا الصقلي
انا الأكوان بي قامت * انا الأفلاك من أجلي
انا الأملاك بي تدري * ومني ترتجي وصلي
انا المعروف في الدنيا * وفي الأخرى بذي الفضل
واني لست انسانا * ولا من ذلك النسل
ولا قوم يرى قومي * ولا أهل ترى أهلي
ولا اني جنين أو * بمولود ولا طفل
واني مطلق والكل * في قيد وفي غل
وما في عالمي غيري * فخفض عنك يا خلي
وما عبد الغني اسمي * وهذا مقتضى شكلي
ولكن عالم الأوهام * يمشي بي على مهل
فيا من رام في الدنيا * يراني طالبا وصلي
تجرد وانتزح واخرج * عن الأكوان بالعقل
وكن خمرا بلا كأس * وكن شمسا بلا ظل
وحقق واقطع الاحبال * وامسك دونها حبلي
وصابر واصطبر واعلم * فليس المسك كالزمل
ولا حق اليقين الصرف * في الأقساط كالعدل
كعين أو كعلم لليقين * الصائب النبل
وسد الباب عن غيري * وعالج وافتتح قفلي
صلاة الله من قبلي * على قلبي بلا فصل
كذلك أنبياء الله * نور الفضل والنقل
مدى الأيام ماسحت * سحاب الجود بالهطل
قال فرد عليه الشيخ إبراهيم الحر الصوري الشيعي بقوله:
رويدا يا أخا الفضل * مزجت الشهد بالخل
أذعت السر يا هذا * شريت الجور بالعدل
فتحت القفل يا شامي * فقدت العلم بالجهل
تعالى الله ذو الفضل * عن الأشباه والمثل
وعن كيف وعن أين * وعن ادراك ذي عقل
وعن قبل وعن بعد * وعن بعض وعن كل
وعن كم وعن لم * وعن جنس وعن فصل
وعن تمثيل ذي وصف * وعن تشبيه ذي بطل
وهذا الخطب قد أعيا * جنود العقل والجهل
فنوح لا يدانيه * وموسى خالع النعل
وإبراهيم مع لوط * وعيسى صاحب الفضل
وإسماعيل مع يحيى * ولا كل من الرسل
أيا عبد الغني مهلا * فليس القول كالفعل
لقد أكثرت من هذر * يضاهي صبوة الطفل
دعا ولا يدانيها سوى * عار من العقل
فما هذا الذي تهذي * رويدا يا أبا الجهل
حلول واتحاد ثم * تشبيه مع البطل
وقد أردفت يا هذا * مجاز القول بالفعل
فليس الدر كالحصبا * وليس المسك كالزبل
فيا عبد الغني الشامي * تفطن واستمع نقلي
فما المشكاة يا رومي * وما المصباح يا صقلي
وما الزيتون يا هندي * فقل يا فاتح القفل
وما ذا الكوكب الدري * وما النور الذي يجلي
وما علم اليقين الصرف * فأخبر يا أخا النبل
ألا يا هدهد الاخبار * خبر بالورى وأجل
فكم من هدهد اضحى * كفرخ البوم يا خلي
(١٢٢)

وكم من طالب نورا * هوى في غيهب الجهل
وكم من ضل في هذا * الطريق المهلك المبلي
أيا عبد الغني أكثرت * من هذر ومن هزل
لقد أبرزت مخزونا * عن الأوهام يستعلي
تسامى قدر باري الكل * مبدئ الفرع والأصل
عن الأضداد والأنداد * والأولاد والمثل
وعن ادراك ذي علم * وعن تحقيق ذي فضل
وعن انكار مغرور * عمي عن واضح السبل
لقد حازت به الباب * أهل العلم والعقل
وأصحاب النهى طرا * مع الأملاك والرسل
١٣٧: الشيخ إبراهيم الأردبيلي.
ولد بقلعة جوقي من محال أردبيل حدود ١٢٨٦ وتوفي بالكاظمية سنة
١٣٢٦.
كان عالما فاضلا قرأ في النجف سنين على شيخنا الشيخ شريعتمدار
الأصفهاني فتح الله المعروف بشيخ الشريعة وعلى الفاضلين المامقاني
والشرابياني والكاظمين اليزدي والخراساني واستقل بتدريس السطوح لأكثر
من مائة من الفضلاء برهة قليلة فابتلي بالسل له كتاب في أصول الفقه.
١٣٨: الشيخ جمال الدين إبراهيم بن الحسام أبي الغيث العاملي.
كان حيا سنة ٦٦٩.
كان فاضلا أديبا شاعرا من أهل أواخر المائة السابعة ذكره الذهبي في
مختصر تاريخ الاسلام فيما حكى عنه في أثناء ترجمة أبو القاسم نجيب الدين بن
الحسين بن العود الأسدي الحلي الحلبي فقال عن أبي القاسم المذكور انه لما
مات في جزين رثاه إبراهيم بن الحسام أبي الغيث بأبيات أولها:
عرس بجزين يا مستبعد النجف ففضل من حلها يا صاح غير خفي
وعن أبو ذر في كنوز الذهب في تاريخ حلب عند كلامه على مدرسة
ابن النقيب أنه قال لما توفي أبو القاسم المذكور رثاه الجمال إبراهيم العاملي
فقال:
عرج بجزين يا مستبعد النجف * ففضل من حلها يا صاح غير خفي
نور ثوى في ثراها فاستنار به * وأصبح الترب منها معدن الشرف
فلا تلومن ان خفتم على كبدي * صبرا ولو أنها ذابت من اللهف
لمثل يومك كان الدمع مدخرا * بالله يا مقلتي سحي ولا تقفي
لا تحسبن جود دمعي بالبكا سرفا * بل شح عيني محسوب من السرف
قال وهي أكثر من هذه الأبيات. ولما بلغت هذه الأبيات جمال الدين
محمد بن يحيى بن مبارك الحمصي وهو من أكابر أهل مذهبهم قال رادا على
ناظمها:
ارى تجاوز حد الكفر والسخف من قاس مقبرة العود بالنجف
في أبيات ذكرناها في ترجمة الحمصي المذكور تجاوز ناظمها الحد
وتحمل الإثم والوزر في نسبته المترجم إلى الكفر والالحاد في تلك الأبيات
وذكرناها هناك انه ليس في أبيات المترجم ما يوجب الانتقاد فضلا عن
النسبة إلى الكفر والالحاد وانه لم يقصد بالبيت الأول منها التسوية بين
القبرين والمكانين وانما قال إن من صعب عليه الوصول للنجف فليزر قبر
هذا العالم وذلك ليس بمستهجن ولا مستنكر ان يقال في قبر عالم فقيه متكلم
عابد قائم الليل بلغ نيفا وتسعين عاما من عمره في خدمة الدين.
١٣٩: إبراهيم بن الحسن بن علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين
بن علي بن أبي طالب.
في مقاتل الطالبيين قتل هو واخوه محمد في الوقعة التي كانت
بين الصغار وحسن بن زيد بطبرستان.
١٤٠: المولى إبراهيم الخشني.
له مسائل إلى الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق اسمها الأسئلة
الخشنية ذكرها في اللؤلؤة.
١٤١: الشريف إبراهيم بن داود بن موسى بن عبد الله بن حسن.
في مقاتل الطالبيين انه قتل هو واخوته محمد وعبد الله بنو داود في
حرب كانت بين الجعفريين والعلويين.
١٤٢: الشريف إبراهيم بن عبد الله بن داود بن محمد بن جعفر بن
إبراهيم الجعفري
في مقاتل الطالبيين انه قتل في حرب بين الجعفريين والعلويين.
١٤٣: الشيخ إبراهيم بن عبد النبي البحراني نزيل كازرون.
له مسائل أرسلها إلى الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق فكتب
له جوابها ذكرها في اللؤلؤة.
١٤٤: الشيخ إبراهيم آل عصفور البحراني.
من أهل هذا العصر ولا اعلم تاريخ وفاته ذكره صاحب أنوار البدرين
فقال من الأخيار الأتقياء سكن البصرة في آخر عمره مدة مديدة واجتمعت
معه اه.
١٤٥: الشيخ أبو الرياض إبراهيم بن الشيخ علي بن الحسن البلادي البحراني كان
حيا سنة ١١٥٠.
عالم فاضل أديب شاعر له الاقتباس والتضمين من كتاب الله المبين في
اثبات عقائد الدين منظومة في أصول الدين من التوحيد إلى المعاد مع الرد
على المخالفين في كل مسالة نقل في الذريعة بيتين من أولها رأيت أن وزنهما
مختل ولعل الخلل وقع من الناسخ وجدت نسخة منه بخط تلميذه الشيخ
عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد الشويكي الخطي كتبها سنة ١١٤١
وله جامع الرياض منظوم فرع من مقابلة رياضه في مدح أمير المؤمنين
ع سنة ١١٥٠.
١٤٦: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي حمزة بن عمارة الحافظ.
من مشائخ الصدوق كما في مستدركات الوسائل.
١٤٧: الشريف إبراهيم بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن
زيد.
في مقاتل الطالبيين انه قتل في الحرب التي كانت بين الجعفريين
والعلويين.
(١٢٣)

١٤٨: الشيخ إبراهيم بن منصور بن علي بن عشيرة البحراني.
كان عالما فاضلا فقيها له شرح ألفية الشهيد فرع منه سنة ٨٠٧.
١٤٩: إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في مقاتل الطالبيين حبسه محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور عامل
المهتدي على المدينة فمات في حبسه ودفن في البقيع.
١٥٠: الشيخ ناصر الدين إبراهيم الشهير بابن نزار الأحسائي.
ذكره الشيخ محمد بن حسن بن علي بن أبي جمهور الأحسائي في
سلسلة اجازاته في كتابه غوالي اللآلي وفي إجازته للسيد محسن الرضوي بهذه
العبارة الشيخ التحرير قاضي قضاة الاسلام ناصر الدين الشهير بابن نزار
الأحسائي.
١٥١: إبراهيم بن هارون الهيبسي.
من مشائخ الصدوق كما في مستدركات الوسائل.
١٥٢: إبراهيم بن اليسع أبو إسحاق الشيعي.
في تاريخ بغداد حدث عن الفتح بن شخرف روى عنه منصور بن
محمد الحذاء المقرئ اه هذا على النسخة الموجودة بالصميصاطية وعلى
غيرها الشعبي بدل الشيعي فلم يتحقق دخوله في موضوع كتابنا.
١٥٣: الأمير إبراهيم الحرفوشي.
أحد امراء بعلبك والبقاع المشهورين هو عم الأمير جهجاه الحرفوشي
المشهور المذكور في بابه وفي سنة ١٧٩٤ م ١٢١٢ ه تشاق جهجاه مع أولاد
عمه إبراهيم المذكور فانتصر عليهم وقتل الأمير داود. ويأتي ذكر الحرافشة
في إبراهيم بن محمد بن علي.
١٥٤: الشيخ أبو الفضل إبراهيم بن الحسن الأباني الطرابلسي.
الأباني كأنه نسبة إلى جد له يسمى ابان والطرابلسي نسبة إلى
طرابلس الشام. هو صاحب المسائل الطرابلسية الأولى والثانية والثالثة
للسيد المرتضى فالأولى سبع عشرة مسالة والثانية اثنتا عشرة مسالة تسع منها
من مسائل الإمامة والعاشرة في وجه اعجاز القرآن والحادية عشرة في كيفية
مسخ المسوخ والثانية عشرة في كيفية نطق النمل والهدهد والثالثة ثلاث
وعشرون مسالة.
١٥٥: حسام الدين إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي.
هو جد محمد بن علي بن إبراهيم المعروف بابن أبي جمهور الأحسائي
صاحب غوالي اللآلئ الشهير. والمترجم قد ذكر في سلسلة رواية الشيخ
إبراهيم القطيفي ووصف بالفاضل هكذا روى الشيخ إبراهيم القطيفي عن
المحقق الكركي عن علي بن هلال الجزائري والشيخ محمد بن زاهد وأبي
الحسن علي بن الفاضل حسام الدين إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي وذلك
يدل على نباهته ولا نعلم من أحواله أزيد من هذا.
١٥٦: المولى إبراهيم البوناتي ويقال محمد إبراهيم (١)
من تلاميذ المجلسي المولى محمد باقر ذكره صاحب كتاب شذور
العقيان فيما حكى عنه فقال كان فاضلا عالما فقيها محدثا انتهى وقال
المجلسي في كتاب الإجازات: صورة اجازة منا لبعض تلاميذنا وقال فيها
ثم إن المولى الاجل النقي والفاضل الكامل اللوذعي صاحب الفكر
والحدس المجد في تحصيل ما به كمال النفس الإبر الحكيم مولانا محمد
إبراهيم البوناتي ممن أجهد نفسه في تحصيل ما به النجاة من المعارف الدينية
والعلوم اليقينية فرجع منها بحظ وافر ونصيب متكاثر وسمع مني من
الأحاديث النبوية والإشارات المصطفوية ما فيه الكفاية والتمس من داعيه
وقت العزم على المفارقة واللحوق بمسقط رأسه اجازة ما صح لي روايته
من الكتب المشهورة بين أصحابنا رضوان الله عليهم أجمعين فأجزت له روايتها
بطرقي الواصلة إلى مؤلفيها فليروها عني وما صح له انه من مقرؤاتي
ومسموعاتي ومجازاتي.
١٥٧: أبو الحسن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
الملقب بالغمر، وذكر في عمدة الطالب انه لقب بذلك لجوده وانه
يكنى أبا إسماعيل وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين توفي إبراهيم هذا في
الحبس بالهاشمية في ربيع الأول سنة ١٤٥ وهو أول من توفي منهم في
الحبس وهو ابن سبع وستين سنة وامه فاطمة بنت الحسين وقال عمر بن شبة
كل إبراهيم تقدم من علي يكنى أبا الحسن وكان إبراهيم أشبه الناس برسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ومر عليه حسن بن حسن بن حسن وهو يعلف إبلا له فقال أ تعلف
ابلك وعبد الله بن الحسن محبوس اطلق عقلها يا غلام فأطلقها ثم صاح في
ادبارها فذهبت فلم يوجد منها واحدة قال أبو الفرج هؤلاء الثلاثة من ولد
حسن بن حسن لصلبه قتلوا وماتوا في الحبس انتهى يعني عبد الله بن
حسن بن حسن وأخويه حسنا وإبراهيم وذلك لما قبض المنصور على
عبد الله بن الحسن وأولاده واخوته بسبب اختفاء ولديه محمد وإبراهيم وكان
المنصور بايع لمحمد في دولة بني أمية ثم قتل المنصور محمدا وإبراهيم بعد ما
حبس أباه ومن معه ثم قتلهم والهاشمية مدينة كان بناها المنصور بقرب
الكوفة قبل بناء بغداد.
وقال في عمدة الطالب: كان سيدا شريفا روى الحديث، وهو
صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره وقبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه
وتوفي في حبسه سنة ١٤٥ وله تسع وستون سنة. وقال ابن خداع مات قبل
الكوفة بمرحلة وسنه سبع وستون سنة.
أقول: الاختلاف بين السبع والتسع: الظاهر أنه ناشئ من
التصحيف بين الكلمتين.
أقول وكان السفاح يكرمه فيروى ان السفاح كان كثيرا ما يسال
عبد الله المحض عن ابنيه محمد وإبراهيم، فشكا عبد الله ذلك إلى أخيه
إبراهيم الغمر فقال له إبراهيم إذا سالك عنهما فقل عمهما إبراهيم اعلم بهما
فقال له عبد الله وترضى بذلك قال نعم فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم
فقال لا علم لي بهما وعلمهما عند عمهما إبراهيم فسكت عنه ثم خلا
بإبراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له يا أمير المؤمنين أكلمك كما يكلم
الرجل سلطانه أو كما يكلم ابن عمه فقال بل كما يكلم الرجل ابن عمه
فقال يا أمير المؤمنين أ رأيت إن كان الله قدر ان يكون لمحمد وإبراهيم من
هذا الامر شئ أ تقدر أنت وجميع من في الأرض على دفع ذلك؟ قال: لا
والله. قال فما لك تنغص على هذا الشيخ النعمة التي تنعمها عليه. فقال
السفاح: والله لا ذكرتهما بعد هذا. فلم يذكر شيئا من امرهما حتى مضى
لسبيله انتهى.

(١) كان حقه ان يقدم واخر سهوا.
(١٢٤)

وإبراهيم الغمر هذا هو المدفون بين الكوفة والنجف على يسار
الذاهب من النجف إلى الكوفة بعد الخندق في سمت مسجد السهلة وعليه
قبة. واحتمل بعضهم ان يكون صاحب القبة هو إبراهيم بن طباطبا.
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال: امه فاطمة بنت الحسين بن علي بن
أبي طالب، ويقال انه كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخذه أبو جعفر
المنصور واخذ أخاه عبد الله فحبسهما بسبب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن
الحسن وذكر محمد سلام الجمحي انه مات ببغداد والصحيح ان وفاته كانت
بالهاشمية في محبسه وهو ابن سبع وستين سنة وهو أول من مات في الحبس
من بني الحسن وتوفي في ربيع الأول انتهى.
١٥٨: الشيخ برهان الدين إبراهيم بن حسن الشقيفي العاملي
في أمل الآمل: فاضل فقيه صالح رأيت التحرير في الفقه للعلامة
بخطه واجازه له بخط الشيخ محمد بن محمد بن داود العاملي الجزيني وأثنى عليه
وتاريخ الإجازة سنة ٨٦٨ ورأيت اجازة أخرى من الشيخ محمد بن
الحسام العاملي قال فيها قرأ علي الشيخ الامام العالم الفاضل الورع الكامل
برهان الدين إبراهيم ولد الشيخ المرحوم الحسن الشقيفي ثم ذكر ما قرأه
وانه اجازه له اجازة عامة.
١٥٩: إبراهيم بن الحسن بن خاتون العاملي العيناثي
في أمل الآمل: فاضل صالح خير من المعاصرين انتهى وجدناه
في نسخة مخطوطة نقلت عن خط المؤلف ونقل ترجمته صاحب نجوم السماء
عن أمل الآمل وسقطت من النسخة المطبوعة ويظن انه إبراهيم بن
حسن بن علي بن خاتون صاحب كتاب قصص الأنبياء الآتي لأنه في
عصره.
١٦٠: إبراهيم بن الحسن بن عطية المحاربي الدغشي
يأتي في أبيه الحسن روايته عن أبيه ورواية ابنه علي عنه المحاربي
والدغشي يأتي ضبطهما هناك.
١٦١: الشيخ إبراهيم بن حسن بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن خاتون
العاملي
له كتاب قصص الأنبياء من طرق الشيعة رأينا منه نسختين مخطوطتين
في جبل عامل في آخر إحداهما: وافق الفراع من نسخ هذا الكتاب المبارك
بعون الله وحسن توفيقه يوم الثلاثاء تاسع عشر ذي الحجة الحرام الخاتم
لشهور سنة ١٠٩٢ بقلم العبد الفقير الحقير الراجي عفو ربه اللطيف الخبير
وشفاعة نبيه محمد البشير النذير إبراهيم بن حسن بن علي بن أحمد بن
محمد بن علي بن خاتون عفا الله عنه وغفر له ولهم أجمعين وجميع المؤمنين.
وآل خاتون من بيوتات العلم القديمة في جبل عامل بل من اقدمها
كانوا معروفين بالعلم قبل المائة السابعة وكانوا أولا في قرية أمية من قرى
جبل عامل بقرب قرية ارشاف وتتصل أرضها بقرية دبل وكانت ملكا
لآل السبيتي فباعها الشيخ حسن ابن الشيخ محمد السبيتي من أهل دبل
بستين ريالا مجيديا:
رزقت ملكا فلم أحسن سياسته كذاك من لا يسوس الملك يخلعه
وهي اليوم خراب وانتقلوا منها إلى عيناثا واستقروا أخيرا في جويا
وخاتون هذه التي ينسبون إليها إحدى بنات الملوك الأيوبية وهي كلمة
فارسية معناها السيدة والأميرة كان أبوها مجتازا بقرية أمية فنزل هناك وكان
فيها جد آل خاتون وهو من العلماء الزهاد فلم يذهب لزيارة الملك وزاره
جميع أهل القرية فأرسل إليه الملك يسأله عن سبب تركه زيارته ويظهر له
استياءه من ذلك فاجابه بما هو مأثور: إذا رأيتم العلماء على أبواب الملوك
فبئس العلماء وبئس الملوك وإذا رأيتم الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك
ونعم العلماء. فعظم في عينه وزوجه ابنته الملقبة بالخاتون ونسبت ذريته
إليها. هذا خبر مشهور مستفيض عند أهل جبل عامل يرويه خلفهم عن
سلفهم ويتناقله شيوخ علمائهم ومؤرخيهم. وخرج من آل خاتون ما لا
يحصى من العلماء في جبل عامل والعراق وإيران والهند وغيرها واليهم كانت
الرحلة في عيناثا فهاجر إليها ابن ناصر البويهي ليقرأ عليهم وقصدهم بعض
أعاظم علماء إيران مع ولده بطريقه إلى الحج للاستجازة منهم في عيناثا ووزر
أحد علمائهم لبعض الملوك القطب شاهية في الهند واستمر فيهم العلم إلى هذا
العصر ثم تراجع بتطور الزمان وانقلابه رأسا على عقب نسأله تعالى اللطف
والعافية.
١٦٢: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسن ابن الشيخ علي ابن الشيخ عبد الحسين
ابن نجم
السعدي الرباحي النجفي المولد والمسكن والمدفن. من آل رباح
المشهور بقفطان وقفطان اسم أعجمي لنوع من اللباس كان يلبسه
جدهم فقيل له أبو قفطان هكذا نقل عن بعض أحفادهم
وآل قفطان من بيوتات العلم والفضل القديمة في النجف خرج
منهم عدة علماء وشعراء
والمترجم نشا في النجف (١) وقرأ فيها. وهو عالم فاضل أديب شاعر
من مشاهير شعراء عصره ومن تلامذة الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
معاصر لصاحب الجواهر ويقول بعض من ترجمه انه لم يساعده الزمان ولم
يحصل له رباسة مع غزارة علمه غير أن فضله لا ينكر وكان أحص لا شعر
في وجه شعرتين أو ثلاث. وفي الطليعة: كان أديبا حسن الخط شاعرا
له إلمام بالعلوم الدينية وله مراجعات ومطارحات مع شعراء عصره كعبد
الباقي العمري وغيره ومدائح لاشراف وقته ومراث فيهم.
وفي مجلة الحضارة نقلا عن بعض مجاميع الفاضل الشبيبي انه كان من
أشهر أدباء هذه الأسرة وفقهائها وهو كأبيه يعول في كسب رزقه على نسخ
كتب الفقه والأدب اي أنه يحترف الوراقة ويوجد عدد غير قليل من آثاره
المخطوطة في خزائن النجف ويفهم من مؤلفاته انه من علماء عصره الملمين
بالفقه والأصولين. ومن خط أخيه الشيخ احمد: خرجنا إلى الجعارة في
إحدى السنين فنزل أخي الشيخ إبراهيم في بعض اطرافها بمكان ليس به
أنيس يسمى أبو الدبيغ وذلك لنزول نسيبه السيد عسكر فيه فكتب إلى
السيد محمد وأخيه السيد حسين آل زوين هذه الأبيات:
شكوت لسيدي مقام ارض * تجنب أهلها العيش الرغيد
نزلت أبا الدبيغ فاندبغنا * به مذ كظنا البرد الشديد
ترى سبخاء بيضاء ملحا * وأوجهنا من الدخان سود

(١) ذكر المؤلف في الطبعة الأولى انه ولد سنة ١١٩٩ وتوفي سنة ١٢٧٩ ثم ذكر في مستدركات
الجزء ١٧ ان هذا التاريخ لأبيه وان المترجم مجهول تاريخ الولادة والوفاة.
(١٢٥)

قال وأنشدني الوالد له في عبد يدعى فرج:
كل الأمور إذا ضاقت لها فرج الا أموري إذا ضاقت فمن فرج
قال وله من قصيدة:
يا فتاة الحي هل من لفتة بوصال أو خيال لفتاك
تحملين العذر في الهجر له وهو لا يصغي إلى غير لقاك
قال وأنشدني سيدي الوالد لأحدهم في أحد المشايخ من آل قفطان
والغالب انه الشيخ حسن والد المترجم أقول بل الصواب انه المترجم
لأنه كان احص لا شعر في وجهه:
أيا ابن قفطان أ لا تستحي بلغت سبعين ولم تلتح
مؤلفاته
١ مؤلف في الرهن ٢ رسالة في أقل الواجب في حج التمتع
استخرجها من مناسك الحج لصاحب الجواهر الموسوم بهداية الناسكين ٣
رسالة في المتعة كتبها بأمر أستاذه صاحب الجواهر ٤ قاطعة النزاع في
احكام الرضاع. عن مجموعة الشبيبي هي رسالة مفيدة في مسائل الرضاع
لخص فيها رأي أستاذه الفقيه صاحب الجواهر وقفنا عليها فيما بقي من
خزانة آل قفطان في النجف انتهى.
مشائخه
اخذ العلم في النجف عن مشايخ اجازته وهم: الشيخ علي والشيخ
حسن أبناء الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء، والشيخ محمد حسن
صاحب الجواهر والشيخ عبد الحسين الطريحي وقرأ أخيرا على الشيخ
مرتضى الأنصاري.
تلاميذه
قرأ عليه جماعة من فضلاء النجف.
أشعاره
له شعر كثير في التهاني ومدائح ومراثي علماء النجف وأدبائها وله
أيضا في مراثي الأئمة ع ومدائحهم قصائد كثيرة في اللغتين
الفصحى والعامية وقد برع من أقسام الشعر العامي بالمواليا ومدح به الشيخ
جعفر صاحب كشف الغطاء كثيرا ومن شعره قوله يتشوق إلى العسكريين
ع:
يا راكبا تطوي المهامة عيسه * وتجوب كل تنوفة ومكان
ومسافرا نحو المكارم قاصدا * هلا مننت على الكئيب العاني
ببلوع مالكة إلى ساداته * خير البرية آنسها والجان
لعلي الهادي المعظم وابنه * والقائم الخلف العظيم الشأن
سيف الآله المنتضي فصل القضا * والمرتضى فرج الآله الداني
خزان علم الله أبواب الهدى * ركن الولاء معالم الايمان
سفن النجا غيث المكارم عصمة * الجانين غوث الواله الحيران
قسما بهم وبجدهم لا اختشي * هول الحساب وحبهم بجناني
فإذا حضرت بحضرة القدس * التي تسمو بهم شرفا على كيوان
فقل السلام عليكم يا سادتي * من عبد عبدكم المسئ الجاني
وله في رثاء الحسين ع شعر كثير شهير فمنه قوله من قصيدة:
سفه وقوفك بين تلك الارسم * وسؤال رسم دارس مستعجم
يا ربع ما لك موحشا من بعد ما * قد كنت للوفاد محشد موسم
أ فكلما بالغت في كتم الهوى * غلبتك زفرة حسرة لم تكتم
هلا وفيت بان قضيت كما وفى * صحب ابن فاطمة بشهر محرم
من كل وضاح الفخار لهاشم * يعزى علا ولآل غالب ينتمي
وإذا هم سمعوا الصريخ تواثبوا * ما بين سافع مهره أو ملجم
نفر قضوا عطشا ومن ايمانهم * ري العطاش بجنب نهر العلقمي
أسفي على تلك الجسوم تقسمت * بيد الظبا وغدت سهام الأسهم
قد جل باس ابن النبي لدى الوغى * عن أن يحيط به فم المتكلم
إذ هد ركنهم بكل مهند * وأقام مائلهم بكل مقوم
يغشى الوطيس ببأس أروع باسل * متهلل عند اللقا متبسم
ينحو العدى فتفر عنه كأنهم * حمر تنافر من زئير الضيغم
ويسل أبيض في الهياج تخاله * صبحا تبلج تحت ليل مظلم
وإذا العداة تنظمت فرسانها * في كل سطر بالأسنة معجم
وافاهم فمحا صحائف خطهم * مسحا بكل مقوم ومصمم
قد كاد يفني جمعهم لولا الذي * قد خط في لوح القضاء المحكم
سهم رمى احشاك يا ابن المصطفى * سهم به كيد الهداية قد رمي
لم انس زينب وهي تدعو بينهم * يا قوم ما في جمعكم من مسلم
انا بنات المصطفى ووصيه * ومخدرات بني الحطيم وزمزم
ما دار في خلدي مجاذبة العدى * مني رداي ولا جرى بتوهمي
وله في رثاء الحسين ع:
أنيخت لهم عند الطفوف ركاب * وناداهم داعي القضا فأجابوا
يقودون للحرب العوان شوازبا * لها بين ارجاء الفضاء هباب
تقل عليها من لؤي فوارس * شداد على وقع النصال صلاب
إذا جانب الهندي في الحرب غمده * فما الغمد الا هامة ورقاب
فديت الذي يستعطف القوم عتبه * وكيف وهل يثني العتاة عتاب
يناديهم هل من نصير فلم يكن * سوى السمر والبيض الرقاق جواب
فاذكى لظى الهيجا عليهم وقد غذا * على الشمس من نسخ العجاج حجاب
بنفسي من قاسى المنية ظاميا * وفي كفه للعالمين سحاب
وما انس لا انس الحسوم على الثرى * عليهن من قاني الدماء ثياب
تعلى بأطراف العوالي رؤوسها * ويجلى عليها في الكؤوس شراب
عسى ان يغيث الدين في الله ثائر * به الحكم فصل والمقال صواب
فعدل ولا عفو وقتل ولا فدا * وأمن به ألف السوام ذئاب
ومن شعره قوله لما فارق الحلة الفيحاء:
ربوع الجامعين استوقفيني * سقاك مضاعف الغيث الهتون
أجدد للهوى عهدا وأقضي * على رغم العذول بها شؤوني
يحركني الهوى شوقا إليها * فيمسي في معالمها سكوني
الا من مبلغ عني سلاما * إلى حي بجانبها قطين
انست باهله وأقمت فيهم * زمانا أتقيه ويتقيني
وقوله من قصيدة كتبها إلى أحد أصدقائه في الحلة:
صبوت إلى الفيحا ونشر خزاماها * سقاها ملث الغاديات وحياها
وأيام جمع قد تصرم شطرها * فما كان أناها الغداة وأدناها
(١٢٦)

وأكواب وصل ما ألذ رسيسها * سلافته مختومة نتعاطاها
تطعمت من لألائها شهدة الهوى * فبتنا نداماها ونحن نشاواها
ومن شعره ما أرسله إلى الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء:
أبا المهدي لو أنصفت عبدا * حكمت عليه في عرف السواد
فحبك مذهبي وهواك ديني * وذكرك مشربي وثناك زادي
ندبتك لليسير من القضايا * فكيف إذا ندبتك للشداد
حقوق عن ذوي الايمان تزوى * وتصرف نحو السنة حداد
لقد رقت ثيابهم ولكن * قلوبهم أشد من الجماد
وأرسل إليه أيضا:
متى يا أبا المهدي يعبق ما عبق (كذا) * سواك وتجلو الهم والغم والفرق
غريق ببحر الدين في ذاك راسب * ومن واجبات الدين انقاذ من غرق
وقوله في ولده الشيخ محمد ابن الشيخ علي من قصيدة:
اني قصرت على علاك مدائحي * وعلى ودادك قد طويت الأضلعا
ان يمتدح غيري سواك ويرتكب * نهج الغلو فقد أصبت وضيعا
وقوله مخاطبا الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء وقد اعتاد ان يهدي إليه عباءة في الصيف وعباءة في الشتاء:
دخلت بأحورة الصيف التي * كنت قد أجلت بشتي عنده
فإذا جاء الشتا تبدله * بعباء كي تقيني برده
وهلم الامر جرا كلما * جاء وقت قلت فيما بعده
وله من أبيات:
وله في الهوى دين ولي غير دينه * فريقان اني منجد وهو متهم
وله مقرظا الباقيات الصالحات لعبد الباقي العمري البغدادي الشاعر
الشهير:
لله در نظام عبد الباقي * هو سلك در حلية الأعناق
المخرس العشر العقول بنطقه * والمجتبى من فضله بنطاق
ذو الباقيات الصالحات وهل سوى * هاتيك في دار البقا من باقي
سحر العقول بأي نظم لم أجد * الا سماع نشيده لي راقي
وافى فخلت مداد رسم سطوره * فيه سواد نواظر الأحداق
ولقد نشرت بنشره لما انطوى * سر البلاغة منه في الأوراق
أغنى عن الشمس المنير بهجة * وسناه أغنى عن مدام الساقي
قطب مدار طباق كل فريدة * تجلو نظام الدر في اطباق
نادت مفاخره برفع محله * فترى الفحول لديه في اطراق
علم وآداب وغر مناقب * كالشهب في اللألاء والاشراق
خلق تشاطر والنسيم لطافة * وكذا تكون مكارم الأخلاق
دو طلعة بدر في السماء قرينها * لو لم يشن بدر السما بمحاق
وأضاء في الدنيا سنا أعراقه * في شامها وحجازها وعراق
يا من له في العالمين سوابغ * هي في رقاب الناس كالأطواق
متبوئ ربع الفضيلة منزلا * وسواه لا يدنوه باستطراق
قصرت خطا الأوهام عن تحديده * في العلم في المفهوم والمصداق
هدرت شقاشقه بفصل خطابه * ان أخرس العلماء وقع شقاق
سبق السؤال ندى فسح سحابه * من غير ارعاد ولا ابراق
متفرد بزكي أخلاق زكت * ازرت بنفح المسك في استنشاق
فاق الورى طرا وقد فات الأولى * سبقوا واتعب من بقي بلحاق
دامت رقائق فضله منشورة * ما غردت ورق على الأوراق
١٦٣: الشيخ إبراهيم بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد بن علي بن يوسف بن
محمد بن إسماعيل بن إبراهيم آل عز الدين العاملي.
توفي في حنويه قرية في ساحل صور سنة ١٣٣٣ ودفن بها.
عالم فاضل صالح أديب شاعر حسن الأخلاق كريم الطباع من بيت
علم وفضل وتقوى وزهادة معاصر قرأ على جده الشيخ محمد علي في مدرسة
حنويه في جبل عامل ثم هاجر بعد وفاة جده إلى النجف الأشرف لطلب
العلم فبقي هناك عدة سنين ورجع إلى جبل عامل بعد وفاة والده الشيخ
حسن وسكن بحنويه من عمل صور ودرس وأفاد وله مصنفات في النحو
والمنطق وله ديوان شعر كبير لم يتفق لنا الوقوف عليه ومن شعره هذان البيتان
من قصيدة:
جد الغرام فأين تذهب * يا قلب ما في الحب ملعب
ذابت حشاشة مدنف * علقت حشاه بحب زينب
وآل عز الدين من البيوتات العلمية في جبل عامل خرج منهم
علماء وأدباء وشعراء وأول من نبغ منهم جد المترجم ثم أولاده واحفاده.
١٦٤: إبراهيم بن حسن الوراق
من أهل أوائل المائة العاشرة من مشائخ الإجازة للشيخ إبراهيم
القطيفي. قال القطيفي في اجازته للمولى شمس الدين محمد بن الحسن
الاسترآبادي وتاريخها سنة ٩٢٠ في حقه: الشيخ الفقيه النبيه على الاطلاق
إبراهيم بن الحسن الوراق وقال إنه أوثق مشائخه الذين روى عنهم يروي
القطيفي عنه عن علي بن هلال الجزائري.
١٦٥: ميرزا إبراهيم ابن الحاج حسين آقا
ولد في دار الصفا له شرح نهج البلاغة سماه الدرة النجفية وجدت
منه نسخة منقولة من خطه تاريخها سنة ١٢٨٦ وله شرح الشرائع وكتاب في
الأصول ويأتي ميرزا إبراهيم بن الحسين بن علي بن عبد الغفار وان من
مؤلفاته شرح نهج البلاغة المسمى بالدرة النجفية لكن اللازم ان يكون غير
هذا لأنه فرع من تاليفه سنة ١٢٩١ أو أن يكون أحد التاريخين غير
صحيح.
١٦٦: الشيخ برهان الدين إبراهيم بن حسن البنيسي الشيشتري النقشبندي
توفي سنة ٩١٥ كما في شذرات الذهب أو ٩١٧ كما في كشف الظنون
في حرف التاء أو ٩٢٠ فيه في نظم ايساغوجي.
أقوال العلماء فيه
في كشف الظنون كان فريدا في الصناعة والنظم يقال له سيبويه الثاني
وفي الشذرات في حوادث ٩١٥ فيها توفي برهان الدين إبراهيم بن حسن
الشيخ العلامة البنيسي الشيشتري قال وبينس قرية في حلب والشيشتر من
بلاد العجم قاله النجم أي نجم الدين محمد بن محمد الغزي في كتابه
(١٢٧)

الكواكب السائرة في مناقب أعيان المائة العاشرة وقال اي النجم كان من
فضلاء عصره وله مصنفات في الصرف وقصيدة ثانية في النحو لا نظير لها في
السلالة وله تفسير من أول القرآن إلى سورة يوسف ومصنفات في التصوف
وقتل في ارزنجان قتله جماعة من الخوارج انتهى النجم الغزي وقال
المعاصر في الذريعة الشيشتر تصحيف شبشتر القريبة من تبريز في آذربايجان
وارزنجان تصحيف آذربايجان أو زنجان التي توجد فيها خوارج وارزنجان
أهلها أر من وليس فيها خوارج.
تشيعه
يمكن ان يستفاد تشيعه من قوله تائيته في النحو:
وقد حذف التنوين في مثل قولنا * شفيعي حسين بن علي فتمت
مؤلفاته
١ نهاية البهجة في نظم الكافية النحوية لابن الحاجب نظمها وزاد
عليها فرع منها سنة ٩٠٠ يقول فيها:
تيمنت بسم الله مبدئ البرية * مفيض الجدي معطي العطايا السنية
وبعد فان النحو علم مبين * لكيفية الترتيب في العربية
فرغت وقد أبدى المحرم غرة * لتسعماء من هجرة النبوية
٢ شرحها فقد شرحها شرحا لطيفا ممزوجا ٣ مؤلفات في الصرف
٤ مؤلفات في التصوف ٥ تفسير القرآن ٦ نظم ايساغوجي.
١٦٧: إبراهيم جردقة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن أمير المؤمنين علي
ع في عمدة الطالب كان من الفقهاء الأدباء الزهاد.
١٦٨: الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم الرقاء البصري.
من مشائخ الشيخ عماد الدين أبي جعفر محمد بن أبي القاسم علي بن
محمد بن علي الطبري صاحب بشارة المصطفى قرأ عليه بمشهد مولانا أمير
المؤمنين علي ع سنة ٥١٦.
١٦٩: الميرزا إبراهيم بن الميرزا الشاه حسين الأصفهاني
له رسالة باللغة الفارسية.
١٧٠: الميرزا السيد إبراهيم ظهير الدين ويقال رفيع الدين بن الميرزا قوام الدين
حسين بن السيد عطاء الله الحسن الحسيني الهمذاني.
في جامع الرواة وغيره توفي سنة ١٠٢٥ وفي تاريخ عالم آراي
١٠٢٦.
أقوال العلماء فيه
في جامع الرواة: قدوة المحققين سيد الحكماء المتألهين والمتكلمين امره
في علو قدره وعظم شانه وسمو رتبته أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله
العبارة اخذ الحديث عن الشيخ البهائي انتهى وقال في حقه صاحب
السلافة بعد ترك جملة من اسجاعه: برهان العلم القاطع وقمر الفضل
الساطع ومنار الشريعة ومحقق الحقيقة وجامع شمل العلوم ومعلي كلمة الحق
شعر:
وزاد به الدين الحنيفي رتبة * وشاد دروس العلم بعد دروسها
وأحيا موات العلم منه بهمة * تلوح على الاسلام منه شموسها
إلى تاله وتنسك وعفة وزهادة وعمل وعلم ووقار وحلم وبلاغة
وبراعة. اخبرني غير واحد ان الشاه عباس قصد يوما زيارة الشيخ بهاء
الدين محمد فرأى بين يديه من الكتب ما ينوف عن الألوف فقال له الشاه
هل في الدنيا عالم يحفظ جميع ما في هذه الكتب فقال لا الا ان يكون الميرزا
إبراهيم انتهى. وفي أمل الآمل فاضل عالم معاصر لشيخنا البهائي وكان
يعترف له بالفضل انتهى وعن مناقب الفضلاء: العالم الفاضل والحكيم
الماهر والعارف بعلوم الأوائل والأواخر كان فاضلا حكيما مدققا نحريرا مبرز
في فنون العلم انتهى وكان قد اجتمع في مكة المكرمة بالشيخ محمد بن
أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي واستجازه الميرزا إبراهيم فاجازه بإجازة
بالغ فيها في الثناء عليه فمن جملة ما قاله: لما من الله على عبده في أشرف
الأمكنة والبقاع مكة المشرفة بنعمة الاجتماع بالجناب الارفع الجليل العالي
مبين حكم الاحكام بواضح البرهان مبرز الحقائق بوقاد فكره من كنوز
الدقائق سيدنا وعزيزنا العلامة الفهامة الميرزا إبراهيم ذي الحسب المنيف
والنسب الباذخ الشريف أدام الله ظله العالي محروسا بعين الصمدية من
صروف الأيام والليالي فلقد رأيته وان كنت معترفا بقصوري عن ادراك
فضائله جامعا من العلوم الأدبية والحكمية العقلية والسمعية ما تفخر به
أواخر الزمان على أوائله وهيهات ان يسع مسطور طرس الكمال ما جمع فيه
ولقد آنس محبه تمام عام ١٠٠٧ أحببت ان أكون داخلا في ربقة اخائه راجيا
ان تهب علي نفحة من نفحات زاكيات دعواته وان لا ينسى المملوك المقصر
في خدمته من عطف لطفه وشفقته وان أجيزه معترفا باني لم أعد في طبقاته ان
يعمل بما لعله يجده بحدسه الصائب وذوقه الثاقب على نهج الصواب مما ألفه
الخاطر الفاتر من قيد أو حاشية أو كتاب وكذلك مما ألفه الفضلاء والفقهاء
الاماميون بل كلما جمعه وصنفه علماء الاسلام المآلفون والمخالفون عملا ورواية كما
شاء وأحب متى شاء وأحب لمن شاء وأحب بالطرق التي لي إليهم بحق القراءة أو
السماع أو المناولة أو الإجازة إلى غير ذلك من العبارات المتضمنة ارفع الثناء
وقال في آخرها وكتب الفقير إلى عفو الله تعالى محمد بن أحمد بن نعمة الله بن
خاتون العاملي بمكة المشرفة سنة ١٠٠٨ يوم الجمعة ١٤ محرم الحرام حامدا
مصليا مسلما مستغفرا وذكره صاحب رياض العلماء فقال في حقه: عالم
فاضل حكيم فقيه صوفي المشرب محقق مدقق معاصر للشيخ البهائي والسيد
الداماد في عصر السلطان الشاه عباس وقرأ العقليات على الأمير فخر الدين
السماكي وكتب له اجازة وأثنى عليه فيها ومن العجيب ما نقل من أنه كان
غير عارف بالمسائل الفقهية حتى أنه كان يجهل نجاسة الدم انتهى. وفي
تاريخ عالم آراي عباسي ما تعريبه: ميرزا إبراهيم الهمذاني الطباطبائي
الحسني. كان أبوه قاضيا في همذان ومتصديا للأمور الشرعية وتلمذ هو مدة
على ميرزا مخدوم الأصفهاني وتلمذ أيضا في دار السلطنة قزوين على علامة
العلماء الأمير فخر الدين السماكي واشتهر واكتسب العلوم العقلية وترقى في
الحكميات ترقيا عظيما وبعد وفاة الشاه عباس ورث منصب القضاء من أبيه
في همذان ولكنه قلما اشتغل بأمر القضاء بل كان يكل أمر المرافعة وفصل
الخصومات إلى نوابه ويصرف شريف أوقاته في المطالعة والمباحثة وجمع كثير
من الطلبة حضروا مجلس درسه واستفادوا منه وكتب في المعقولات
والحكميات كتبا وحواشي دقيقة وفي زمان دولة حضرة الشاه الأعلى ظل الله
يعني الشاه عباس الأول جاء مرارا إلى المعسكر الأعلى وصار منظورا
بالانظار الملوكانية ومتحفا بالعطايا والإنعامات الجليلة ومعززا مكرما وانعم
عليه الشاه مرة بسبعمائة تومان عراقي لقضاء دينه من الخزانة العامرة
(١٢٨)

وبالجملة كانت أقواله في المعقولات معتبرة عند علماء وفضلاء عصره وفي
سنة ١٠٢٦ بعد رجوع الشاه من سفر كرجستان ترخص منه وتوجه إلى
همذان فتوفي في الطريق انتهى وفي رياض العلماء عن كتاب تقويم
البلدان ما معناه ان ميرزا إبراهيم الهمذاني المشهور بقاضي زاده كان من
علماء دولة الشاه طهماسب ومن بعده من السادة الطباطبائية الحسنية وكان
والده قاضيا بهمذان وكان ولده هذا في قزوين مشتغلا بتحصيل العلوم
العقلية عند العلامة أمير فخر الدين السماكي الاسترآبادي وقد ترقى في
العلوم الحكمية وظهر امره وبعد موت والده وموت السلطان المذكور صار
قاضيا بهمذان ثم ذكر نحوا مما مر عن تاريخ عالم آراي ثم قال وأرخ وفاته
المولى نصير الدين الهمذاني أحد علماء ذلك العصر في شعر بالفارسية
انتهى. ثم قال في الرياض: وكان بينه وبين شيخنا البهائي من
المؤاخاة والمصافاة ما يفوق الوصف وكان البهائي يمدحه ويصف علمه
وفضله ويرجحه على السيد الداماد المعاصر لهما قال وبينهما مراسلات
ومكاتبات لطيفة فمما كتبه إلى البهائي جوابا عن كتاب له إليه قال
المؤلف وفيه كثير من عبارات المتصوفين والعرفاء والتسجيعات التي كانت
متعارفة في ذلك الزمان واستشهادات بأبيات فارسية اوردنا نموذجا منه لا
لبلاغته وفصاحته بل لان السامع ربما تتشوق نفسه إلى معرفته وقد صدره
بهذا الدوبيت:
يا غائبا عن عيني لا عن بالي * القرب إليك منتهى آمالي
أيام نواك لا تسل كيف مضت * والله مضت بأسوأ الأحوال
ومما جاء فيه: قد نورت عيون قلوب المهجورين لمعات البرقة
القدسية المباني وعطرت مشام أرواح المشتاقين نسمات أزهار المفاوضة
اللاهوتية المعاني المنطوية على كنوز الحقائق الدينية التي لا تصل إلى
غوامضها أكثر الأذهان المحتوية على رموز الاسرار العرفانية التي هي فوق
مدارك الزمان ولقد جرني كل سطر منها إلى شطر ودلني كل فصل على أصل
وهدتني كل إشارة إلى بشارة وإن كانت جميع تلك الأشطار المتخالفة
والفصول المتكاثرة والإشارات المتعاندة راجعة في الحقيقة إلى شئ وحداني
لا تعدد فيه وامر فرداني لا كثرة تعتريه وقد أشرتم إلى فحص عن حال
مخلصكم الحقيقي وخادمكم التحقيقي فأقول: ان بوائق الأيام قد كدرت
مشاربي وطوارق الآلام قد ضيقت مساربي وقلبي القاسي العاصي قد سودته
الذنوب والمعاصي وجنود الضعف قد استولت على ممالك قواي وذهب مع
الركب اليماني هواي ومناي فقم يا مطاع المعارضين حتى ننفض من أذيالنا
غبار التعلق بتمويهات عالم الزور وانهض يا سلطان المتألهين لكي نخلص
رقابنا من ربقة ملاقاة أهل در الغرور وقد قيل لا راحة الا في قطع العلائق
ولا عز الا في العزلة عن الخلائق.
ومن كتاب له إلى الشيخ البهائي أيضا من هذا البحر وعلى هذه القافية
اورده صاحب العلاقة وقال فيه: ومن انشائه الذي بلغ من البلاغة الإرب
وعجز عن الحوك على منواله مداره العرب انتهى ومع كونه بعيدا عن
هذا الوصف فنحن نورد شيئا منه بتسجيعاته للفرض الآنف الذكر قال:
الاتحاد الحقيقي يقتضي سماجة توشيح مفتتح الخطاب وترشيح مبتدأ
الكتاب بما استقر عليه العرف العام واستمر عليه الرسم بين الأنام من ذكر
المحامد والألقاب ونشر المزايا في كل باب مع أن ذلك أمر كفت شهرته مؤونة
التصدي لتحريره وأغنى ارتكازه في الأذهان عن شرحه وتقريره فلو أطلقت
عنان القلم في هذا المضمار وأجريت فلك التبيان في ذلك البحر الزخار
لكنت كمن يصف الشمس بالضياء ويثني على حاتم بالسخاء فلذلك
ضربت صفحا عن ذلك وطويت كشحا عن سلوك تلك المسالك واقتصرت
على الايماء إلى نبذة من غموم مديدة سلم برهان السلم عدم انحصارها
وشرذمة من غموم عديدة لا ينطبق دليل التطبيق على عشر معشارها نسأل
الله سبحانه مفتح أبواب السرور بقطع علائق عالم الزور وحسم عائق دار
الغرور وتبديل الأصدقاء المجازيين بالاخلاء الروحانيين والانزواء في زاوية
العزلة والانفراد عن جلساء السوء والذلة وصرف الأوقات في تلافي ما فات
واعداد الزاد ليوم المعاد هذا ولقد أوجع قلبي وازعج لبي ما صرحتم به من
حكاية السقطة التي آلمت قدم قدوة المتألهين وأوهنت رجل سلطان المتولهين
لكن القى هاتف الغيب في بالي ان سقوط مبشر بارتقاء والهبوط مخبر عن
غاية الاعتلاء فان القطرة لما هبطت صارت لؤلؤة والحبة لما سقطت على
الأرض صارت سنبلة مع أن المصيبة والابتلاء موكل بالأنبياء ثم الأولياء.
مشايخه
قد عرفت انه قرأ على الأمير فخر الدين السماكي والميرزا مخدوم
الأصفهاني ويروي بالإجازة عن الشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله بن
خاتون العاملي وعن الشيخ البهائي.
تلاميذه
قد عرفت انه كان يحضر مجلس درسه كثير من الطلاب واستفادوا منه
ويروي عنه بالإجازة المولى محمد تقي المجلسي.
مصنفاته
١ حاشية على الكشاف ٢ حاشية على إلهيات الشفا لابن سينا في
مجلدين وذكر في ديباجة أنموذج علومه ان المجلد الأول منه ضاع في سفر
الحج ٣ حاشية على شرح الإشارات النصيري ٤ حاشية على اثبات
الواجب لملا جلال الدين الدواني. في جامع الرواة مشورة متداولة ٥
رسالة اثبات الواجب القديم والجديد ذكرها في تاريخ عالم آراي ٦ حاشية
على الشرح الجديد للتجريد ذكرها في رياض العلماء ٧ رسالة الأنموذج
الإبراهيمية المشار إليها آنفا وله غير ذلك رسائل في علم الكلام.
تنبيه ذكر صاحب كتاب نجوم السماء في أحوال العلماء في كتابه
المذكور ترجمتين. إحداهما للسيد ظهير الدين ميرزا إبراهيم بن حسين
الهمذاني وقال إنه معاصر للشيخ البهائي يعترف بفضله ويبالغ في مدحه في
مجالسه ومدارسه يروي اجازة عن الشيخ محمد بن نعمة الله خاتون العاملي
ويروي عنه المجلسي كما صرح به في الشذور وفاته ١٠٢٦. والثانية
للسيد إبراهيم بن قوام الدين حسين بن عطاء الله الحسني الحسيني الهمذاني
وقال إنه اخذ الحديث عن الشيخ البهائي واجازه اجازة مبسوطة وفاته على
ما قاله مولى عبد العلي الطباطبائي في حاشية أمل الآمل ولم يذكر التاريخ
أقول الظاهر أنهما واحد وحسبهما اثنين.
١٧١: السيد إبراهيم بن السيد حسين بن السيد رضا بن السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي الشاعر النجفي المشهور.
ولد سنة ١٢٤٨ في النجف الأشرف وتوفي فيه سنة ١٣١٩ ودفن مع
أبيه وجده قرب مقبرة الشيخ الطوسي.
(١٢٩)

وآل بحر العلوم من بيوتات العلم الجليلة في العراق خرج منهم
العدد الكثير والجم الغفير من جهابذة العلماء وأعيان الفضلاء ومن الشعراء
والأدباء. كان المترجم شاعرا مجيدا تلوح عليه آثار السيادة وشرف النسب
أبي النفس عالي الهمة حسن المعاشرة كريم الأخلاق لم يكتسب بشعره ولم
يمدح أحدا لطلب بره رأيناه في النجف وعاشرناه فكان أحسن الناس عشرة
ومما قاله جامع ديوانه في حقه: نشا وفيه ميل فطري للآداب فعكف عليها
في ابان شبابه وكان مغرى بغريب اللغة واستظهار شواردها. ذو حافظة
قوية للغاية مفضلا لاسلوب الطبقة الأولى طبقة البداوة على الأساليب
الصناعية الحادثة واشتهر في شعره بطريقته العربية الصرفة حتى تالف لها
حزب من أدباء العراق على عهده تخرج جماعتهم عليه وكانت له حلقة منهم لا
يزال الناس يذكرونها ويصفون لهجته في كلامه وحسن تصويره للخاطر
الذي يختلج في باله حتى كأنه يشير إلى شئ محسوس في الخارج كثير
الارتجال والحفظ ربما نظم القصيدة كلها بينه وبين نفسه ثم يسردها جميعا
على من يكتبها انتهى وذكره في الطليعة فقال من أكبر بيت شيد بالفضل
والأدب يتلقى ذلك عن أب فأب عاشرته فوجدته شيخا في ظرافة كهل
وأريحية فتى يترنم بشعره إذا أنشده فانشد يوما قصيدته التي يرثي بها الشيخ
جعفر الشوشتري وجعل يترنم بقوله فيها:
فمن استنزل النجم من أبراجها * واستنزل الأقمار من هالاتها
في محفل من الأدباء فيهم السيد جعفر الحلي فطلب السيد جعفر
جيكارة من بعض الجالسين وقال معرضا بالمترجم:
الا من يقتل البق * فان البق آذاني
إذا طنطن في الجو * يصم الصوت آذاني
ففطن لذلك المترجم وقطع الإنشاد وقال:
فقل زمجرة الليث * بها وقر آذاني
ودع طنطنة البق * لكابي الشعر خزيان
وقبض على يد السيد جعفر وأراد صفعه فارتجل السيد جعفر
معتذرا:
رأيت إبراهيم رؤيا بها * اضحى كإسماعيلها جعفر
ها آنذا جئتك مستسلما * يا أبت افعل بي ما تؤمر
فضحك لحسن اعتذاره وسري عنه انتهى.
تلاميذه في الشعر
منهم الشيخ محمد السماوي النجفي صاحب كتاب الطليعة والشيخ
عبد المحسن الكاظمي نزيل مصر والشيخ عبد الحسين الخياط النجفي.
ما قاله فيه شعراء عصره
قال السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي شاعر العصر من قصيدة
رثى بها والد المترجم:
وكفاك إبراهيم فهو فتى * ان قال اصغى الدهر واستمعا
جوالة في المجد سبقته * ان ضاق ميدان له اتسعا
مستيقظ للعز ناظره * يخشى ويرجى ضر أو نفعا
وقال السيد جعفر الحلي فيه من قصيدة:
سيان ان قلت رد البحر وارده * أو قلت خيب إبراهيم راجيه
نهدي القريض إليه وهو صيرفه * يرى مزيفه منا وصافيه
له القوافي النزاريات لو وزنت * بالدر ما رجحت الا قوافيه
تنمى إلى العرب العرباء من مضر * وشاهدي الذلق المسنون في فيه
وله ديوان شعر مطبوع، ومن شعره قوله من قصيدة يهني بها السيد
علي بحر العلوم بتزويج ولده السيد محمد باقر:
بدر تجلى أم ضياء ذكاء * بزغت بحالك ليلة ليلاء
تعطوا كما يعطو الغزال بجيده * ولها التفات الظبية الادماء
حوراء قد أخذت تدير سلافها * لرفاقها من مقلة حوراء
طافت وقد ملأ الدلال رداءها * تيها تحل معاقد الصهباء
لله ليلتنا بوجرة بعد ما * حل الربيع مرابع البطحاء
حيث النسيم الرطب يبعث موهنا * بالروض غب الديمة الوطفاء
منها في المديح:
علامة العلماء والعلم الذي * تلوى عليه خناصر العلماء
يبدو كمثل البدر تم تمامه * في وقت أسعده لعين الرائي
متجلب جلباب مجد تالد * مصنوع كف المجد لا صنعاء
تخذ الفراسة والهبات وراثة * عن خيم آباء له امراء
فهم الليوث ليوث يوم كريهة * وهم الغيوث غيوث يوم عطاء
كم قلت للمزجي خفاف طلائح * قطعت نياط مفاوز البيداء
عيسا كأمثال السهام إذا انبرت * تفري نحور أجارع الوعساء
إن جئت بالانضاء مغنى ابن الرضا * فاحبس فثم معرس الأنضاء
تلقاه ثمة حيث لم ير منعم * مثوى الوفود وكعبة النعماء
ما أم مغناه الخصيب مؤمل * الا وآب بثروة وغناء
خلق له كالروض يغني طيبه * عن طيب نشر الروضة الغناء
يا ابن الذين تقاعست عن عزهم * أبناء ذروة عزة قعساء
ما ذا يقول الكاشحون وانما * أذن العلى صما عن الفحشاء
ان عاودت رجمي فان جنادلي * ترمي امامي حسدي وورائي
ان عز مجدي في العلاء فإنما * يعزى لمجدك سؤددي وعلائي
وهب انتسبت به إليك فإنما * هي نسبة الأبناء للآباء
فلأنت تاج مفاخري وشعائري * وشباة صارم عزمتي ولوائي
تاج كمثل الشمس لاح مرصعا * اكليله بكواكب الجوزاء
وقال يمدح عمه السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع:
ألقت إليك زمامها العلياء * فشاوت شاوا دونه الجوزاء
لك إن دجا الليل الظلام بغيهب * تجلو الغياهب غرة غراء
ومناقب لا يستطاع عدادها * هي والنجوم النيرات سواء
وخلائق طاب النسيم بريها * فكانما هي روضة غناء
ويد يمير الدهر فيض نوالها * فكانما هي ديمة وطفاء
تمضي الأمور المشكلات بعزمة * والسيف من عاداته الإمضاء
ان الرياسة مذ غدوت زعيمها * قدما ورف لها عليك لواء
وافتك شائقة تجر ذيولها * فكانما هي غادة حسناء
شهدت عداك بكنه فضلك عنوة * والفضل ما شهدت به الأعداء
أ ترى الكواشح طاولوك فضيلة * اني وهم أرض وأنت سماء
هيهات تبلغ شاو مجدك حسد * أمست وملء صدورها شحناء
واليك شكوى من زمان نالني * فيه وقيت من الزمان عناء
(١٣٠)

فاسمح فديتك بالتعطف لي فكم * لك يوم مكرمة يد بيضاء
وقال مقرضا أشعار بعض اخوانه:
ما صوب الفكر الا ريث صعده * فالفكر منه بتصعيد وتصويب
يفيض بالثاقب الرأي المصيب ذكا * حتى يصوب بدر غير مثقوب
منمنم زهر الألفاظ يرقمها * رقم الخميلة في طرز وترتيب
للشعر حسنان لا تعدوهما جهة * حسن بمعنى وحسن بالأساليب
ما كل من صحب الاخوان جربها * لا يعرف الخل الا بالتجاريب
وقال متغزلا:
للعاشقين مذاهب لكنما * ما لي سواك من المذاهب مذهب
ولقد شكوت عليك عندك عاتبا * لو كان للعشاق عندك معتب
وكان جعدك فوق خدك مرسلا * ليل أحم البردتين مكوكب
اني ليطربني قوامك ان خطا * يهتز كالخطي وهو مذرب
ينساب فوق كثيب ردفك أرقم * وتدب فوق شقيق خدك عقرب
لدغت وريقك قاتل لسمامها * والريق درياق بفيك مجرب
وإذا استمالك عن هواي مؤنب * لم يستملني عن هواك مؤنب
لك حين تبدو من جمالك هيبة * ومن الملاحة حين تقبل موكب
أ معذبي بهواك أقسم والهوى * لولاك لا يحلو النسيم ويعذب
تصف العذاب العذب منك ثلاثة * ريق وسالفة وثغر أشنب
ان يمس وادي الجزع ملعب سربهم * فلهم مراح في القلوب وملعب
ويشوقني منك الجبين كأنه * طرس بمحلول النضار مذهب
فإذا طلعت فكل شئ مطلع * وإذا غربت فكل شئ مغرب
ومجرد لحظا لحتفي مرهفا * عضب المضارب من دمي يتحلب
ومصرف بالتبر بيض أنامل * مثل اللجين تجد فيه وتلعب
ناديته والقلب مني واجب * يا من يصوع القلب قلبك قلب (١)
وقال راثيا السيد ميرزا علي نقي خلف صاحب الرياض ومعزيا عنه
السيد علي صاحب البرهان القاطع:
من للمدارس بعده فلقد * أمست بها تتناوب النوب
ذهب الذي تزهو العلوم به * فامتاز عما دونه الذهب
قل للرياسة بعده احتجبي * فلقد تساوى الرأس والذنب
ميت له العلياء نادبة * دون الورى والمجد ينتحب
لم يجر ذكر حديثه بفمي * الا انثنيت ومدمعي سرب
أ بكل يوم ظفر نائبة * في مهجة العلياء ينتشب
قم بي نعزي من بني مضر * حبرا له بحر العلوم أب
طود رسا في يعرب فغدت * تاوي إليه العجم والعرب
شمخت إلى الشرف الأشم به * شم المعاطس معشر نجب
يتهللون بأوجه شرقت * لولا رضا الرحمن ما غضبوا
تلقى الأماني البيض ان نزلوا * وترى المنايا السود ان ركبوا
ان طاولوا طالوا بمجدهم * أو غالبوا بنوالهم غلبوا
يتذاكرون بكل منقبة * حتى إذا ذكر الندى طربوا
طلبوا بجدهم العلوم وقد * نالوا لعمري فوق ما طلبوا
ضربوا بمدرجة العلى قببا * اطنابها المعروف والأدب
سارت بأفق سمائها شهب * عثرت بلمع سنائها الشهب
يا ابن الأولى لبس الزمان بهم * أبراد عز كلها قشب
ان غاب بدر عنك محتجب * وافاك بدر ليس يحتجب
وقال يرثي الشيخ جعفر الشوشتري ويعزي عنه أباه السيد حسين من
قصيدة:
من زلزل الطود الأشم فدكه * دكا يحط الطير عن وكناتها
أ ربيب حجر الفضل بعدك عطلت * غرف العلوم وصيح في حجراتها
ان رقرقت لك دمعها فلربما * قلدتها بارق من عبراتها
فقدت بك السباق في مضمارها * وزعيمها الوثاب في حلباتها
واها لدهر لم يقل لك عثرة * ولكم أقلت بنيه من عثراتها
اجمان بحر العلم والدرر التي * هي كالدراري الشهب في لمعاتها
نزلت بنعت أب له من قبله * أم الكتاب فكان من آياتها
عميت بصائر حسد لو أبصرت * لرأت ذعاف سمامها بلهاتها
لسب العقارب لا لسبق عداوة * ان العقارب لسب من ذاتها
وقال يرثي السيد كاظم ابن السيد احمد الحسيني العاملي ابن عم والد
المؤلف:
عميد نزار ما انا بالعميد * وبيت نزار منتزع العمود
وما انا بالأحق على وجودا * إذا لم ارع حق على وجود
فريد الدهر ما لبنات دهري * نزعن جمانة العقد الفريد
عقيد الفضل كيف تكف كف * تجاذب منك واسطة العقود
لقد ورد الردى لنداك بحرا * يعب عبابه بندى الوفود
تعرض رائضا فارتاد شوقا * تجارب أشيب وجمال رود
وهبة باسل وهبات سمح * وهيبة خادر وحياء خود
فكيف اعتاق في شرك المنايا * أبو العدوي أخو الذكر الشرود
أخو النجدات في طرق المساعي * يلف الغور منها بالنجود
أخو حسب إذا نقبت عنه * جلا لك جوهر السيف الحديد
فتى يفتر عن خلق ذكي * يعود وعرفه نفحات عود
أجدك لا يرى من بعد داع * يقول لعا لعاثرة الجدود
فلا رفعت مواقد نار حي * ونار قرى ضيوفك في خمود
ولا اخضرت مرابع دار قوم * وزهر رياض ربعك في همود
ولا انبسطت يد ويد لرام * رمى بمريش السهم السديد
ولم أر كالوجود أضر شئ * على أبناء آدم في الوجود
ولا من باسط كالموت ختلا * ذراعي ذي براثن بالوصيد
هي الدنيا بها بيض وسود * رمت بيضا من الدنيا بسود
لقد نفضت بأبيض من قريش * بوجه البدر اسود من كديد
ملكتهم بحر الفضل حتى * تركتهم كأمثال العبيد
أفدت الناس فاضل فيض فضل * ابنت لهم به فضل المفيد
فقل للوافح الزفرات جدي * وقل لسوافح العبرات جودي
لويت عن الورى جيدا ولكن * ضربت بأخدعي فلويت جيدي
لبست من البلى ثوبا جديدا * يمزق فيك بالثوب الجديد
تراني بعد ارعي العين مرعى * أنيقا بين معتلجي زرود
ذكرت وهل نسيت لنا زمانا * زمان الورد نمنم بالورود
فما لكوالح الأيام عادت * تعيد ماتمي في يوم عيد

(١) القلب بضم القاف السوار وقلب بصير بتقليب الأمور. المؤلف
(١٣١)

وكنت أعد قبل نواك جلدا * فبعد نواك ما انا بالجليد
تكادني الزمان الرغد حتى * رمى جلدي بداهية كؤود
زمان عنا ولود بالرزايا * رمي بالعقم من زمن ولود
فوا لهفي لتصريع القوافي * وترصيع القصائد والنشيد
فمن لقلائد الابكار غرا * نفسن بها على السوم الزهيد
ومن لخرائد الاشعار غيدا * بأيام لدان فيه غيد
ومن لفرائد الأفكار انى * يفوه بهن بعد فم المجيد
ومن للآلئ الأصداف حزنا * صدأن عليه في تيجان صيد
ولي حزنان حزن لي عليه * وحزن قد قصدت به قصيدي
ولست بعالم والمرء غفل * ففاجأ معلنا خبر البريد
فبينا نحن إذ اطرى نحوسا * نعيك ناعيا قمر السعود
فاعملنا خفائف يعملات * تلف مخارما بيدا ببيد
وملنا نحو نعشك في صراخ * نعط قلوبنا عط البرود
فقمنا حاملين جلال قدس * على الأكتاف واهية الزنود
نخف به وينقل منه رضوى * على فنريض بالمشي الوئيد
نقصر بالخطى حتى كانا * وراء النعش نرسف في قيود
إلى أن لاحت الذكوات بيضا * من الوادي المقدس كالنهود
أرحنا واضعين له سريرا * بحائر ذلك الحرم المشيد
دفنا صعدة في الترب دقت * وأغمدنا جرازا في الصعيد
لحدنا الدين والدنيا جميعا * وكاظم والمكارم في اللحود
نمته أساود لا بل اسود * لها فعل الأساود والأسود
هم القوم الأولى قدما تحلوا * بحلية واضح الشرف التليد
وقال متغزلا:
يا أجود الناس الا في مسامحتي * البخل أجود مما ضيع الجود
أخي ما الحسن مودود لذي كرم * وانما الحسن بالاحسان مودود
عد للتخلق ان الخلق مجمرة * لولا التخلق لم يسطع بها عود
يا حبذا الحب لو تبقى حلاوته * لكنه بالذعاف المر مقصود
والحب كالرزق مقسوم ومحتبس * والناس قسمان محروم ومسعود
أجد والكور لي ردف على أجد * والليل في لهوات البيد مكدود
بجسرة تذرع البيدا بعجرفة * وللركائب أ ساد وتوخيد
وشادن أخذت منه ألمها حورا * وأغيد اطرقت منه الظبا الغيد
إذا مشى اهتز من فرع إلى قدم * كأنه غصن بالريح مخضود
مرنح مرح مستعذب عذب * مخصر ناعم الأطراف أملود
مستغرق بمياه الحسن عارضه * قد زان منه بياض الخد توريد
يا فاضح البدر من لألاء طلعته * وساتر الوجه ان الوجه مشهود
لي منك في حالتي سخط وعين رضا * وعد تقر به عيني وتوعيد
واعدتمونا وأخلفتم وعودكم * فما مللنا وملتا المواعيد
وقال وأرسلها إلى جبل عامل إلى السيد نجيب آل فضل الله الحسني
العاملي العيناثي:
أنعم ببيروت اجراعا وأودية * وحي بيروت احياء واخيافا
إذا تنفس مشتاق بأربعها * أعاد مرتبع الحيين مصطافا
يبسمن عن لؤلؤ ما ضمه صدف * ولؤلؤ الثغر لا يحتاج اصدافا
من كل صامتة الحجلين تفصح عن * نطق الوشاحين اشباعا واخطافا
إذا مشت لك ريثا أو على عجل * تقسمت لك قضبانا واحقافا
أو كلفت في التكفي خطو مشيتها * تهزهز الأسل الخطي اعطافا
لطف من الله مقسوم يضاعفه * لمن يشاء وزاد الله ألطافا
يخيل الوهم لي في العين موقفها * حتى أخال أمير الحسن قد وافى
يأوي بي المجد والعليا إلى علم * موطد المجد والعلياء أكناف
تلقاه في ساعتي يوميه من زمن * خوفا لذي الأمن أو أمنا لمن خافا
ان اخلف المزن أو جفت ضروع حيا * كفى بكفيه الموسمي اخلافا
يلقي الخميسين في بأسين مشتملا * بالسيف منصلتا والرمح رعافا
يا ابن العرانين من آناف هاشمها * والجادعين من الأقوام آنافا
والمرتقين وقد حلوا السما غرفا * والعاقدين بأعلى النجم اعرافا
أنت الذي قد أذل المال طارفه * وعز في الدهر أندادا واحلافا
ان قيل أسرف في جدواه زاد على * جدواه في الجود والمعروف اسرافا
غير أن يهتف بالاضياف حيهلا * حتى يضيف إلى الأضياف أضيافا
وواصف لك بالتطويل قلت له * اقصر بوصفك من قد عز أوصافا
جرى النجيب على مجرى الأولى سلفوا * طلق العنان ويقفو الفرع اسلافا
عبا من العلم بحرا جاش غاربه * مغلوبا بنفيس الدر قذافا
يغور اما على معنى ليورده * بكرا واما لورد اللفظ قطافا
يا حي لي بمغاني عامل فئة * عواملا تعمل الأقلام أسيافا
صفحت عنهم وقد جربتهم قضبا * قد أرهفت من صفيح الهند ارهافا
اخوان صدق إذا اهتزوا لمكرمة * أروك ضرب قداح الجود أصنافا
كم فيهم من نسيب لي وددت بان * لو قد نزعت له الحوبا وان عافا
ذكرت ألفتهم أيام قربهم * وهل نسيتهم في البعد آلافا
اشتاق للجبل العالي المنيف بهم * شوقا يضاعف بالأشواق اضعافا
لو استطعت تركت الخيل حافية * سرى لهم وتركت الليل زيافا
من ينثني بغوادي الطير بارحة * لم يثن عزمي زجر الطير عيافا
لاغب عامل ان غب الغمام حيا * غيث دلوح يصوب المزمن وكافا
وقال في جبل عامل وأهله:
أين السهول من جبال عامل * حكت مناط الشهب بالكواهل
أخاشب رواسب شوامخ * بواذخ فوارع مواثل
عاديه بل قبل عاد رسخت * معاقلا للفضل والفواضل
لو رام إسكندر سد شعبها * لانشعبت بالملك الحلاحل
يحجب قرن الشمس مشمخرها * حتى ترى الهجير كالأصائل
من كل طود شامخ عطود (١) * خوى على العيوق بالكلاكل
كالكوكب الشرقي في شروقه * بالجانب الغربي في المناهل
كان من بطنانها ظهرانها * تحدر سيلا عرما للسائل
إذا النسيم استن في ربوعها * صح سقيم الروض في الخمائل
أجيل طرفي بمجال وشحها * كأنها ذات الوشاح الجائل
اصغي ولا يرن لي خلخالها * ما بال ذات الخال والخلاخل
سقيا لها من أربع مربعة * بكل ربعي الندى من عامل
كالبحر الا انه مغلولب * طاغي العباب ما له من ساحل
يا هل ترى مساجلا له وهل * للبحر ذي التيار من مساجل

(١) العطود من الجبال الطويل.
(١٣٢)

أم هل ترى مشاكلا له وهل * لزبرقان الأفق من مشاكل
يضم مجدا قشعميا برده الضافي * وما أتم سن بازل
أروع ان هز يراعه انبرى * ينفث في الأطراس سحر بابل
خضارم من قاسهم بغيرهم * قاس البحار الفعم بالجداول
أجادل الطير ويا شتان ما * بين بغاث الطير والأجادل
أكرم بهم من عامليين غدوا * بالعلم طعانين لا العوامل
عواقد على الحجى حباهم * وان هم حلوا حبا المناضل
قل في القضاء الفصل مهما نطقوا * وان تشأ قل في الجراز الفاصل
تحلهم أكرومة الفضل ذرى * عيطا بها تزل رجل الناعل
سل عاملا تنبئك عنهم انهم * هم لذوي السؤال والمسائل
هم المقيلون المنيلون وهل * سواهم لعثرة ونائل
هم يمنعون الضيم عن جارهم * ان ركبوا في الأزم النوازل
وهم يروون الثرى بواكف * يستنبت الأرض بعام ماحل
إذا اعترى طارق ليل حيهم * لا يبدلون الشاء بالمطافل
قبائل لم تر في قبالها * قبائلا من تغلب ووائل
غطارف وغيرهم زعانف * ينتهزون فرص الغوائل
لم تحو غل كاشح صدورهم * تلك سجايا العرب الأوائل
يعرف عتق النجر في سماتهم * كذا اختيار السبق الصواهل
تعرب عن هجانها الشياة في * تحجيلها والغرر السوائل
لا غبهم قطر غمام باكر * صبح قطريهم بغيث وابل
وقال وكتبها إلى بعض أصحابه وهو الشيخ باقر بن حيدر حيث
نقل عنه انه يذم العرب:
نقلوا عن أخي المكارم نقلا * ما ارى ان يصح حاشا وكلا
كيف من صح أصله عربيا * يجحد العرب والمكارم أصلا
انما العرب في القديم طراز * أينما حل بالنضار محلى
باقر العلم لا جهلت تعلم * كرم العرب قدح فضل معلى
أيهذا الجليل بل من تعدى * بعلاه الفتى الاجل الاجلا
والكريم النبيل أصلا وفرعا * والعديم المثيل قولا وفعلا
لست أدري وليت اني أدري * قلت جدا أخي أم قلت هزلا
أنت ذاك الفتى المشار إليه * مفرد في الزمان قد عز مثلا
يا فتى حيدر المرشح ليثا * ان يكن رشح الغضنفر شبلا
كل من كان حائزا للمساعي * حاز بعضا وأنت من حاز كلا
طال ما أخطأ المكثر قولا * انما القول كلما قل دلا
وقال متغزلا:
أتمحضني الصدود ولست أدري * ملالا كان صدك أم دلالا
أذاع الحب فيك مصون سري * فأسبل مقلتي دما مذالا
فدى لك يا غزال الرمل صب * يبيت الليل يفترش الرمالا
بخلت بيقظة بالوصل فامنن * بطيف منك يطرقني خيالا
وحسبي ان لي بهواك قلبا * يكابد بعدك الداء العضالا
وكم واش لحاه الله يسعى * ليقطع من مودتنا حبالا
ولين معاطف ما مسن الا * سلبن الغصن لينا واعتدالا
وعذب مراشف لعس شربنا * على نغم بها الخمر الحلالا
فما القمر المنير لدي أبهى * وأسنى من محاسنه جمالا
ولا الماذي أحلى من شمول * يطوف بها يمينا أو شمالا
١٧٢: إبراهيم بن الحسن بن جمهور أبو الفتح
في لسان الميزان ذكره أبو جعفر الطوسي في شيوخ الشيعة وقال روى
عن أبي المفيد نسخة الأشج يعني عثمان بن الخطاب انتهى ثم ذكر في
عثمان بن الخطاب المغربي أبي الدنيا أو ابن أبي الدنيا الأشج الذي قال إنه
أدرك علي بن أبي طالب وشج من ركاب بغلته في صفين وانه عاش زيادة
على ٣٠٠ سنة وانه ولد في خلافة أبي بكر الصديق ومات سنة ٣٢٧ قال
والقصة وقعت لنا من رواية أبي نعيم الأصبهاني وغيره عن المفيد وهو
محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب أحد الضعفاء انتهى ملخصا وخبره
طويل جدا ولم يثبت ابن حجر صحته ولم اعلم أين ذكره أبو جعفر
الطوسي.
١٧٣: إبراهيم بن حريث
في لسان الميزان: ذكره الكشي في رجال جعفر الصادق من الشيعة
انتهى ولم ينقل أحد من أصحابنا ذلك عن الكشي ولا غيره والله أعلم
.
١٧٤: إبراهيم بن خالد القطان
مجهول يروي عنه أبو محمد الهذلي في الكافي في باب النوادر من كتاب
الجنائز، وأبو محمد مجهول أيضا ويروي هو عن محمد بن منصور الصقيل
وهو مجهول، وقال المجلسي في مرآة العقول: ان السند مجهول.
١٧٥: الميرزا إبراهيم الأصفهاني المشتهر بالقاضي
توفي سنة ١١٦٠ بأصفهان ودفن بها في مقبرة آب بخشان.
عالم محدث فقيه نبيه له تفسير كبير وشرح على نهج البلاغة
١٧٦: إبراهيم بن الخليل الفراهيدي
في لسان الميزان شيعي ذكره أبو الحسن بن بابويه القمي اه ولعل
مراده بابن بابويه والد الصدوق لأنه يكنى أبا الحسن وليس مراده صاحب
الفهرست لأنه لم يذكره ولعله كان في نسخته وسقط من غيرها والله أعلم
ويحتمل كونه ابن الخليل بن أحمد العروضي لأنه فراهيدي.
١٧٧: إبراهيم بن زيد العابدين النخجواني الدمشقي
ولد بدمشق سنة ١٠٠٥ وتوفي بها سنة ١٠٥٨
جاء أبوه من إيران إلى دمشق وولد ابنه إبراهيم بها واشتغل بعلم
الطب إلى أن أعطي لقب رئيس الأطباء ويغلب على الظن تشيعه لان عصره
موافق لعصر الصفوية وكانت إيران في عصرهم كلها شيعة غير أماكن
مخصوصة ولكن لا يمكن الجزم بتشيعه فلذلك لم نتحقق كونه من شرط كتابنا
وانما ذكرناه لما غلب على ظننا.
وكان المترجم يلقب بالجمل فجرى بينه وبين القاضي محمد بن
الحسين الصالحي الملقب قاق مطايبات ومداعبات فأراد القاضي يوما ان
يحتال بحيلة على إبراهيم فاطلع عليها إبراهيم وأدت الحال بينهما إلى المشاتمة
فقال في ذلك إبراهيم الاكرمي الشاعر:
انظر إلى حال الزمان * وما اعتراه من الخلل
القاق مد جناحه * شركا ليصطاد الجمل
(١٣٣)

وولي تدريس بعض المدارس فقال الاكرمي المذكور:
يا أيها الجمل الذي * غدت الربوع به دوارس
قد كنت ترجد في الحقول * فصرت ترجد في المدارس
فابعر وكل واشرب وبل * وارتع فما للروض حارس
واختل عقله في آخر أمره. ذكره في خلاصة الأثر.
١٧٨: إبراهيم بن الضحاك الشلمغاني
مات سنة ٣٤٣
والشلمغاني نسبة إلى شلمغان قرية بنواحي واسط.
في لسان الميزان أحد فقهاء الشيعة اه.
١٧٩: ميرزا إبراهيم بن ضياء الدين التبريزي
في كتاب آذربايجان علماء آذربايجان ما ترجمته: كان ساكنا
في عباس آباد أصفهان وتارة يطلب العلم واخرى ينظم أشعار الغزل
وفي سنة ١٠٨٣ ذهب إلى الهند وجاء من هناك إلى مكة المشرفة والمسموع
انه وهب ما يملكه إلى سيد من الذرية الطاهرة بقصد رضا الله تعالى ورجع
إلى الهند فقيرا ومات بعد مدة قليلة وهو أخو آقاسي محمد امين المتخلص
بخازن من شعراء الشاه عباس الكبير.
١٨٠: إبراهيم بن عبد الجليل وزير تبريز
في كتاب داشمندان آذربايجان: قرأ في شبابه في أصفهان ولما عاد إلى
تبريز صار من جملة كتاب القائمقام وكان ماهرا في الكتابة العربية والفارسية
نظما ونثرا له ذهن صاف وطبع مائل إلى الإنصاف وله يد في علم النجوم
والكلام والحديث والمعاني والبيان وله شعر قليل وقال عن نفسه في بعض ما
كتبه انه اشتغل في العتبات العاليات بالتعلم والتعليم والتآليف والتصنيف
وألف كتابا باسم محمد شاة القاجاري سماه حقائق العلوم ولما فرع منه امره
بتدوين الوقائع فألف في ذلك كتابا سماه ماثر سلطاني المآثر السلطانية
أوله: الحمد لله الذي خلق الاصباح في مشرق الأزل وخلق الأرواح من
مشرع لم يزل. وابتدأ الكتاب المذكور بسفر هراة وفتحها.
١٨١: إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي كريمة أخو إسماعيل السدي
في لسان الميزان: من رجال الشيعة ذكره الطوسي انتهى أقول
لم أجده في كتب الشيخ الطوسي ولا غيره.
١٨٢: إبراهيم بن عبد العزيز
في لسان الميزان: روى عن أبيه وجعفر الصادق ذكره علي بن الحكم
في رجال الشيعة.
١٨٣: إبراهيم بن عثمان أبو إسحاق الكاشغري
مات سنة ٦٤٥
في ميزان الاعتدال: حدثونا عنه وانفرد في زمانه بالغلو فيه تشييع
وفي دينه رقة والله المستعان انتهى وفي لسان الميزان: قال ابن التجار هو
صحيح السماع الا انه عسر في الرواية وكان يذهب إلى الاعتزال ويقال انه
يرى رأي الفلاسفة مع حمق ظاهر وقلة علم روى عن أبي الفتح بن البطر
وابن ماح الفرا وغيرهما وآخر من حدث عنه بالإجازة أحمد بن أبي طالب بن
الشحنة فيما اعلم انتهى أقول الظاهر أن الغلو الذي نسب إليه من
حيث اعتقاده أو روايته بعض الفضائل لأهل البيت التي لا تحتملها نفوسهم
وان الاعتزال المنسوب إليه هو موافقة المعتزلة في بعض الأصول المعروفة لا
في جميع عقائدهم، كما نسبوا كثيرا من علماء الشيعة إلى الاعتزال أمثال
السيد المرتضى وغيره اما رقة الدين فلم يبينها الذهبي وكذا رأي الفلاسفة لم
يذكر ابن النجار مستنده في نسبته إليه ويوشك ان يكون منشأ ذلك وغيره مما
رمي به هو التشيع مع شهادة ابن النجار بصحة سماعه. وعسره في الرواية
لم يظهر المراد منه.
١٨٤: إبراهيم بن أبي زيادة الكلابي (١)
روي الشيخ في التهذيب في باب ابتياع الحيوان عن محمد بن أبي
عمير عنه عن أبي عبد الله ع.
١٨٥: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسين ابن الشيخ عباس ابن الشيخ حسن ابن
الشيخ عباس ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ محمد البلاغي النجفي
العاملي
ولسنا نعرف أصل هذه النسبة والبلاغيون ينتسبون إلى ربيعة كما
يوجد في كتابات بعضهم فهم من أصل عربي صميم وهم بيت علم وفضل
وأدب معروفون بالفقه والأدب قديما وحديثا من عهد بعيد إلى اليوم وقد
ذكرنا في كتابنا هذا عددا وافرا منهم. وكان المترجم عالما فاضلا فقيها
متبحرا تخرج في الفقه على الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ووجد تملكه
كتاب اليتيمة للثعالبي بتاريخ ١٢٠٥ واصله من العراق من النجف
الأشرف ولما حج بيت الله الحرام رجع من طريق الشام ومكث في جبل عامل
بطلب من أهلها وصار له هناك ذرية وهو جد البلاغيين العامليين جميعهم
منه تناسلوا. فاصل البلاغيين من العراق لا من جبل عامل وهو جد جد
الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي المعاصر المؤلف المشهور.
ومن شعره قوله يخاطب السيد علي الأمين جد المؤلف وكان ذلك
حين تركه للتدريس لكلمة سمعها وكان يقوم بنفقات الطلاب وتجبى إليه
بعض الزكوات فيصرفها عليهم فلما سمع تلك الكلمة قال للطلاب من كان
يتمكن من نفقته فليبق ومن لا يتمكن لا أقدر على الإنفاق عليه فتفرق
أكثرهم كما ذكرناه في ترجمته فالظاهر أن المترجم ارسل إليه هذه الأبيات في
ذلك الوقت والله أعلم وهي:
إذا كنت بالدنيا الدنية مغرما * فقل لي من يرجى ويؤمل للأخرى
وان كنت تسعى نحو كل كريمة * فما لك لا تسعى إلى الأمثل الأحرى
تضن بعلم أنت أولي ببذله * وتبذل ما غناك عنه ذوو الأثرا
وتترك سوق العلم في الناس كاسدا * وطلابه في ظلمة الجهل كالأسرا
فقم وأقم سوقا من العلم ناشرا * لواء به ولاك رب السما أمرا
واني لعمر الله أكبر حجة * عليك إذا ما رمت يوم الجزا عذرا
فخذ يا سمى الطهر مني نصيحة * لقد خلصت سرا وقد خلصت جهرا
١٨٦: الشيخ تقي الدين إبراهيم بن الحسين بن علي الآملي
نسبة إلى آمل بالألف الممدودة والميم المضمومة واللام قال ياقوت في
معجم البلدان: اسم أكبر مدينة بطبرستان في السهل لان طبرستان سهل

(١) كان حقه ان يقدم فأخر سهوا.
(١٣٤)

وجبل وآمل أيضا مدينة مشهورة غربي جيحون في طريق القاصد إلى بخارى
انتهى ذكره في رياض العلماء وقال: فاضل فقيه من تلامذة العلامة
وولده فخر المحققين قال ورأيت نسخة من الارشاد في أردبيل وعليها اجازة
العلامة وولده له بخطيهما وكان خطاهما رديين سيما خط العلامة وهذه صورة
اجازة العلامة له: قرأ علي هذا الكتاب الموسوم بارشاد الأذهان إلى احكام
الايمان في الفقه الشيخ العالم الفاضل الزاهد الورع أفضل المتأخرين تقي
الدين إبراهيم بن الحسين الآملي أدام الله تعالى أيامه وحفظه قراءة بحث
واتقان وسال في أثناء قراءته وتضاعيف مباحثه عما أشكل عليه في فقه
الكتاب فبينت له ذلك بيانا واضحا وأجزت له رواية هذا الكتاب وغيره من
مصنفاتي ورواياتي واجازاتي وجميع كتب أصحابنا المتقدمين رضوان الله
عليهم أجمعين على الشروط المعتبرة في الإجازة وكتب الحسن بن يوسف بن
المطهر في المحرم سنة ٧٠٩ حامدا مصليا. وصورة اجازة ولده له هكذا:
قرأ علي الشيخ الأجل الأوحد العالم الفاضل الفقيه الورع المحقق رئيس
الأصحاب تقي الدين إبراهيم بن الحسين بن علي الآملي أدام الله فضله
وامتع ببقائه الدين وأهله كتاب إرشاد الأذهان إلى احكام الايمان تصنيف
والدي أدام الله أيامه من أوله إلى آخره قراءة مطلع على مقاصده عارف
بمصادره وموارده باحث عن دقائق أغواره غير قانع بدون الوقوف على حقائق
اسراره مناقش على الألفاظ المتضمنة للعقائد مطالب لما لا يرتاب فيه من
الدلائل والشواهد فأخبر مشمرا عن ساق الاجتهاد مشيرا إلى ما عليه
الاعتماد واليه الاستناد فاخذ ذلك ضابطا لعيونه وغرره جامعا لمتبدده
ومنتشره وأجزت له رواية الكتاب عن والدي المصنف أدام الله أيامه فليرو
ذلك متى شاء وأحب لمن شاء وأحب محتاطا لي وله وكتب العبد الفقير إلى
الله الغني به عمن سواه محمد بن الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي
في ثاني عشر شهر رمضان المبارك سنة ٧٠٦ والحمد لله وحده وصلى الله على
سيدنا محمد النبي الأمين وآله الطيبين انتهى.
١٨٧: إبراهيم بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
ذكره ابن شهرآشوب في المناقب في أصحاب الحسين ع فإنه حينما
عد المقتولين من أهل البيت ع قال وستة من بني الحسين مع
اختلاف فيهم وعد منهم إبراهيم.
١٨٨: أبو علي إبراهيم بن الحسين بن علي بن الحسين المدني نزل الكوفة.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
١٨٩: الميرزا إبراهيم بن الحسن بن علي بن عبد الغفار الدنبلي الخوئي.
ولد حدود سنة ١٢٤٠ في بلدة خوي وقتل سنة ١٣٢٥ قتله بعض
أشرار الأكراد في حوادث المشروطة في أيامها في خوي قبل صلاة الظهر في
داره بالمسدس وحملت جنازته إلى النجف الأشرف ودفن بوادي السلام.
كان من أكابر العلماء عاش سعيدا ولقي ربه شهيدا بذل نفسه في سبيل
الدين وإحياء آثار الأئمة الطاهرين.
مشايخه
عمدة قراءته في النجف على الشيخ مرتضى الأنصاري وقرأ على
غيره أيضا ويروي عن الشيخ مهدي النجفي عن عمه واستاذه الشيخ حسن
عن أخيه الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ويروي عن
الشيخ محمد حسين الكاظمي صاحب هداية الأنام عن شيخه المرتضى الأنصاري
عن شيخه النراقي عن والده عن الوحيد البهبهاني عن مشايخه المسطورين في
اجازته.
مؤلفاته
له مؤلفات ١ شرح نهج البلاغة المسمى بالدرة النجفية فرع من
تاليفه سنة ١٢٩١ طبع مرتين في تبريز أولاهما سنة ١٢٩٢ ٢ شرح
الأربعين حديثا طبع في تبريز سنة ١٢٩٩ ٣ ملخص المقال في تحقيق
أحوال الرجال طبع في تبريز ٤ رسالة في الأصول.
١٩٠: الميرزا السيد إبراهيم بن سلطان العلماء علاء الدين حسين.
المدعو بخليفة سلطان صاحب حاشية المعالم واللمعة الحسيني المرعشي
الآملي الأصفهاني ولد سنة ١٠٣٨ وتوفي سنة ١٠٩٨.
نسبه
هو السيد إبراهيم بن سلطان العلماء حسين بن الصدر الكبير آميرزا
رفيع الدين محمد بن السيد الأمير شجاع الدين محمود بن الأمير السيد
علي بن الخليفة هداية الله بن الأمير علاء الدين حسين ابن الأمير نظام الدين
علي ابن الأمير قوام الدين محمد ابن أبو محمد السيد علاء الدين حسين ابن
السيد علي ابن السيد كمال الدين الوالي الساري ابن الأمير الكبير ابن
قوام بن قوام الدين ابن الأمير علاء الدين حسين ابن الأمير نظام الدين علي
ابن الأمير قوام الدين الشهير بمير بزرگ ابن السيد كمال الدين احمد
المعروف بالصادق ابن الأمير السيد علي الملقب المرتضى ابن الشريف عبد الله
ابن الأمير أبو صادق ابن أبو عبد الله السيد محمد ابن الأمير أبو محمد السيد
هاشم ابن السيد أبو الحسن علي النقيب بطبرستان ابن أبو عبد الله حسين
الشريف ابن الأمير أبو علي ابن الأمير السيد حسن المحدث ابن أبو الحسن
السيد علي المرعش ابن السيد عبد الله ابن أبو الحسن السيد محمد الأكبر ابن
أبو محمد السيد حسن بن حسين الأصغر ابن الإمام زين العابدين ع
وامه السيدة شريفة خان آقا بيگم بنت الشاه عباس الصفوي تزوجها والده
فرزق منها أربعة ذكور أرباب فضل وتقي واجتهاد وورع منهم المترجم.
أقوال العلماء فيه
كان فقيها محدثا أصوليا متكلما شاعرا قرأ على والده حتى برع له
حاشية على الروضة إلى التيمم وصفها بعض الفضلاء بأنها مشحونة
بالتحقيق والإفادة وذكره صاحب رياض العلماء في أثناء ترجمة أبيه فقال:
كان من الفضلاء المحققين وله تعليقات لطيفة وإفادات عديدة شريفة على
أكثر الكتب الفقهية والكلامية والأصولية وغيرها وأجودها من المدونات
حاشية على شرح اللمعة لم يخرج منها إلا على كتاب الطهارة وهي حاشية
طويلة الذيل مفيدة نافعة وقد تعرض فيها لكلام والده في حواشيه وقد
يناقش فيه انتهى وذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تكملة أمل الآمل
فقال: كان فاضلا محققا وعالما مدققا وماهرا متفننا ومتبحرا متتبعا لم تر عين
الزمان معادله ومماثله له حاشية مدونة على شرح اللمعة رأيت منها كتاب
الطهارة وحواش متفرقة على كتاب المدارك يظهر منها سعة تتبعه وقوة فكره
ودقة ذهنه وحسن سليقته وكان مكفوف البصر كف بصره وهو ابن ثلاث
سنين واشتغل بطلب العلم وفاق ذوي الابصار حكى الأستاذ السيد مهدي
أدام الله ظله ان بعض معاصري المترجم قال له لي اعتراض على حاشية والدك
على شرح اللمعة فقال له اقرأ الحاشية فقرأها فقال هذه مغلوطة وصحيحها
كذا فلا يرد اعتراضك فاعترف انتهى وله مناقشات على حاشية والده
(١٣٥)

سلطان العلماء على شرح اللمعة انتهى وقال بعضهم انه أعمي بأمر
الشاه صفي الصفوي فيكون قد سمله صغيرا والله أعلم. وفي جامع
الرواة: هو السيد الجليل الفاضل الزكي العالم بالتفسير والحديث والفقه
والأصول والكلام والعربية والرجال له تعليقات على كل من الفنون المذكورة
منها تعليقة على الروضة وفي آخر عمره سمله السلطان وله من العمر ثلاث
سنين وحصل تلك العلوم في تلك الحالة انتهى وقيل الصحيح ان عمره
كان لما كف ثلاثا وثلاثين سنة انتهى وهو كما قال والا لكان الكلام
متناقضا.
مؤلفاته
١ حاشية مدونة على الروضة إلى التيمم ٢ حاشية على
المدارك.
أولاده
خلف سبعة ذكور الميرزا جمال الدين محمد والميرزا فضل الله والميرزا
معين الدين محمد والميرزا كمال الدين الحسين والميرزا معز الدين محمد
والميرزا السيد محمد والميرزا محمد حسين كما عن رياض العلماء. وتنسب
إليه كرامات كثيرة.
١٩١: السيد الميرزا إبراهيم الحسيني النيشابوري ثم الطوسي المشهدي
. توفي سنة ١٠١٢ ودفن في الروضة المقدسة الرضوية.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء: عالم محقق باهر في العلوم الرياضية عمل رسالة في أن
مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السابع عشر من ربيع الأول لا الثاني عشر ورسالة في أن
يوم النيروز غير ما هو المعروف الآن في تحويل الشمس من الحوت
إلى الحمل بالفارسية قال وهذه المسألة قد صارت مطرحا لآراء العلماء فصنف
المولى آقا رضا القزويني رسالة في بطلان ان النيروز ما هو المتعارف الآن
وألف كل من الميرزا محمد حسين ابن الميرزا أبو الحسن القابني والميرزا
رضي الدين محمد المستوفي للخاصة بأصبهان رسالة في صحة ما هو
المعروف وصار من مدرسي الحضرة المقدسة انتهى.
مؤلفاته
ذكرها صاحب الرياض ١ رسالة في صلاة الجمعة بالفارسية ٢
الرسالة المولودية ٣ الرسالة النوروزية.
١٩٢: الميرزا إبراهيم الحسيني الهمذاني.
معاصر للبهائي له رسالة في أن الواحد لا يصدر منه الا الواحد.
ويحتمل قريبا ان يكون هو الميرزا إبراهيم ظهير الدين بن الحسين الحسيني
الهمذاني المتقدم.
١٩٣: إبراهيم بن الحصين الأسدي أبو إسحاق.
ذكره ابن شهرآشوب في المناقب فيمن استشهد مع الحسين ع
فقال: ثم برز إبراهيم بن الحصين الأسدي وهو يرتجز قائلا:
اضرب منكم مفصلا وساقا * ليهرق اليوم دمي اهراقا
ويرزق الموت أبو اسحاقا * أعني بني الفاجرة الفساقا
فقتل منهم جمعا كثيرا انتهى.
١٩٤: إبراهيم الحضرمي.
عنه ابنه علي عن أبي الحسن موسى ع في زيادات المزار من التهذيب.
١٩٥: إبراهيم بن الحكم بن ظهير الفزاري أبو إسحاق.
صاحب التفسير عن السدي كذا في الفهرست وفي كتاب النجاشي
وغيره ابن صاحب التفسير قال النجاشي له كتب الملاحم وكتاب الخطب
أخبرنا محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يحيى بن
زكريا بن شيبان عن إبراهيم بكتبه وفي الفهرست صنف كتبا منها كتاب
الملاحم وكتاب خطب علي ع أخبرنا بهما أحمد بن محمد بن موسى
أخبرني أحمد بن محمد بن سعيد حدثني يحيى بن زكر بن شيبان عن
إبراهيم بن الحكم.
وفي ميزان الاعتدال: شيعي جلد له عن شريك قال أبو حاتم
كذاب روى في مثالب معاوية فمزقنا ما كتبنا عنه وقال الدارقطني ضعيف
انتهى وفي لسان الميزان وكذا قال الأزدي وأخرج له عن أبيه عن السدي
عن أبي مالك عن ابن عباس في قوله السابقون قال سابق هذه الأمة علي بن
أبي طالب وذكره الطوسي في رجال الشيعة المصنفين وقال له كتاب الملاحم
وقال روى عن أبيه وعبيدة بن حميد وعلي بن عابس انتهى وقوله روى
عن أبيه لا يوجد في كلام الطوسي كما مر وقد علم أن سبب تكذيبه
وتضعيفه روايته ما مر.
١٩٦: إبراهيم بن حماد الكوفي.
قال النجاشي: له كتاب حدثنا علي بن حبشي حدثنا حميد بن زياد
عن أحمد بن ميثم حدثنا إبراهيم بن حماد به وفي الفهرست له كتاب رويناه
بالاسناد الأول عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن حماد
والاسناد الأول أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد.
١٩٧: أبو إسحاق إبراهيم بن حمدان بن حمدون التغلبي عم أبي فراس.
توفي سنة ٣٠٨ في المحرم.
قال ابن خالويه كانت بنو حبيب تقارب تقارن خ ل بني حمدان
وتلقى الحرب منهم عشرة آلاف فارس شاكين في السلاح فنازلهم أبو إسحاق
إبراهيم بن حمدان في مدينتهم السمعية حتى افتتحها وكان الحسين نازلها قبل
ذلك فلم يقدر عليها واعجله السلطان عنها قال الشاعر يمدح أبا إسحاق:
يا عزة الجيش إذا تراءى وفاصح الصبح إذا أضاء
وخير من نعلمه وفاء شفيت عنا بظباك داء
قد أعجز الأجداد والاباء
وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته التي يفخر فيها بقومه:
وعمي الذي ذلت حبيب بسيفه وكانت ومرعاها من العز ناضر
ومن أبيات لأبي فراس:
ومن كان مثلي لم يمت * إلا أميرا أو أسيرا
ليست تحل سراتنا * إلا الصدور أو القبورا
قال أبو فراس أخذته من كلام عمي الحسين بن حمدان وقد بنى اخوه
إبراهيم بن حمدان منزلا بخمسين ألف دينار فقال له في منزل تصرف خمسين
ألف دينار لا نزلته ابدا ولا نزلت إلا دار الامارة ونظير ذلك ما يحكى عن
(١٣٦)

بعض آل المهلب انه قيل له أ لا تبني دارا فقال لا حاجة لي فيها لأني اما في
دار الامارة أو في السجن.
وقال ابن الأثير: في سنة ٢٩٦ كتب المقتدر إلى أبي الهيجاء
عبد الله بن حمدان وهو الأمير بالموصل، يأمره بطلب أخيه الحسين، فسار
هو والقاسم بن سيما الذي كان سيره المقتدر في طلب الحسين، فالتقوا عند
تكريت فانهزم الحسين، فأرسل أخاه إبراهيم بن حمدان يطلب الأمان
فأجيب إلى ذلك، ثم قال: وفي سنة ٣٠٧ قلد إبراهيم بن حمدان ديار
ربيعة انتهى.
١٩٨: إبراهيم بن حمزة بن جعفر الغنوي.
نسبة إلى غني قبيلة. قال المفيد في رسالته التي يرد فيها على أصحاب
العدد اي الذين يقولون إن شهر رمضان لا ينقص ابدا: وأما رواة
الحديث بان شهر رمضان شهر من شهور السنة يكون تسعة وعشرين يوما
ويكون ثلاثين يوما فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمد بن علي وأبي
عبد الله جعفر بن محمد بن علي وأبي الحسن علي بن محمد وأبي محمد
الحسن بن علي بن محمد صلى الله عليه وآله وسلم والاعلام الرؤساء المأخوذ عنهم
الحلال والحرام والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم
واحد منهم وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة وكلهم قد
اجمعوا نقلا وعملا على أن شهر رمضان يكون تسعة وعشرين يوما نقلوا
ذلك عن أئمة الهدى وعرفوه في عقيدتهم واعتمدوه في ديانتهم وقد فصلت
أحاديثهم في كتابنا مصابيح النور في علامات الشهور ثم ذكر الذين رووا ان
شهر رمضان يكون تسعة وعشرين يوما كما يكون ثلاثين وعد منهم
إبراهيم بن حمزة الغنوي.
١٩٩: إبراهيم بن حمويه.
روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى وكان محمد بن الحسن بن الوليد
القمي شيخ الصدوق بن بابويه يستثنى من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما
رواه عن جماعة فلا يقبلها لأنهم قالوا إنه يروي عن الضعفاء ويعتمد
المراسيل ولم يذكره منهم وذلك يشعر بالاعتماد عليه.
٢٠٠: إبراهيم بن حنان الأسدي الكوفي نزيل واسط.
ذكره الشيخ في أصحاب الباقر والصادق ع لكن في
أصحاب الباقر بعنوان الأسدي الكوفي نزل واسط وفي أصحاب الصادق
بعنوان ابن حنان الواسطي فاستظهر الميرزا اتحادهما وإن كان الثاني قد
رسم ابن حيان بالياء قال لأن الفرق بالنقط لم يثبت وجزم بالاتحاد في النقد
فقال إبراهيم بن حنان الأسدي الكوفي نزل واسط عده الشيخ في رجال
الباقر والصادق ع.
٢٠١: السيد إبراهيم ابن السيد حيدر ابن السيد إبراهيم ابن السيد محمد بن
السيد علي الحسني البغدادي الكاظمي.
ولد سنة ١٢٥٠ في الكاظمية وتوفي فيها سنة ١٣١٨ ودفن فيها في
مقبرة آل حيدر في صحن مشهد الكاظميين ع.
هو من السادة القاطنين في بلد الكاظمين ع المعروفين بال السيد
حيدر وطائفة منهم قطنوا بغداد وكلهم من أجلاء السادة ونجبائهم معروفون
بحسن الأخلاق وسعة الصدر والتقوى وفيهم العلماء والفضلاء ممن سنحلي
كتابنا هذا بذكرهم كلا في بابه انش قرأ المترجم أولا في الكاظمية ثم
هاجر إلى النجف فقرأ فيها مدة ثم عاد إلى الكاظمية فحضر درس أحد
أقربائه السيد محمد ابن السيد احمد ودرس الشيخ محمد تقي ابن الشيخ
حسن بن الشيخ أسد الله التستري له من المؤلفات: ١ هداية
المسترشدين إلى معرفة الامام المبين ٢ هداية العباد ليوم المعاد ٣ اعمال
شهر رمضان ٤ مجموعة ذات اخبار وفوائد هكذا كتب لنا ترجمته أحد
أفراد أسرته.
٢٠٢: إبراهيم بن خالد العطار العبدي.
قال النجاشي: يعرف بابن أبي مليقة روى عن أبي عبد الله ع
ذكره أصحابنا في الرجال له كتاب انتهى وفي الفهرست له كتاب
أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن ابن
نهيك عن إبراهيم بن خالد. وذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب
الصادق والكاظم ع وعن الايضاح: العبدي بموحدة بين
مهملتين يعرف بابن أبي مليكة بضم الميم وفتح اللام وسكون المثناة تحت
وفتح الكاف.
٢٠٣: الميرزا إبراهيم خان الهمداني الشيرواني.
كان وزير نادر شاة واستعفى من الوزارة في أواخر عمره لما كبر سنه
وجاور النجف للعبادة إلى أن توفي وفوضت الوزارة إلى ابنه ومن احفاده
الميرزا محمد بن محمد علي ابن الميرزا إبراهيم المترجم ويأتي في بابه
انش.
٢٠٤: إبراهيم بن خربوذ المكي
خربوذ بخاء معجمة مفتوحة أو مضمومة وذال كأنه معرب خربوذ
بفتح الخاء وسكون الراء الخفاش الكبير ذكره الشيخ في رجال الصادق
ع.
٢٠٥: إبراهيم بن خضيب الأنباري
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع.
٢٠٦: ميرزا إبراهيم بن خليفة سلطان
مر بعنوان إبراهيم بن حسين بن محمد بن رفيع بن محمود.
٢٠٧: الشيخ عفيف الدين إبراهيم بن الخليل بن رشيد القوهدي.
في مجموعة الجباعي فاضل له نظم ونثر رائقان نزيل بلدة خوارزم.
٢٠٨: السيد إبراهيم الدامغاني الخراساني النجفي
توفي سنة ١٢٩١ في النجف.
كان من أجلاء تلاميذ الميرزا الشيرازي السيد محمد حسن وفضلائهم
في النجف الأشرف وتوفي سنة مهاجرة السيد إلى سامرا وكان عالما فاضلا
محققا منصبا في كل أوقاته على الاشتغال حسن التحرير نقي التصنيف كتب
ما املاه أستاذه المذكور في مجالس دروسه في الفقه والأصول في مجلدين
أحدهما في الأصول والآخر في الفقه في العبادات والمعاملات.
٢٠٩: إبراهيم بن داود اليعقوبي
عن الايضاح وغيره ضبطه بالمثناة التحتية في أوله ويحتمل كونه
بالموحدة كما عن خط الشهيد الثاني نسبة إلى يعقوبا قصبة بينها وبين بغداد
عشرة فراسخ ذكره الشيخ في رجال الجواد والهادي ع وروى
(١٣٧)

الكشي بسنده عن إبراهيم بن داود اليعقوبي قال كتبت إليه يعني أبا الحسن
ع اعلمه أمر فارس بن حاتم وكان قد ظهر منه الغلو فكتب لا تحفلن
به وإن اتاك فاستخف به انتهى وهذا يدل على حسن عقيدة إبراهيم
وعن جامع الرواة: عنه السندي بن الربيع في أواخر كتاب المكاسب من
التهذيب.
٢١٠: السيد إبراهيم الدماوندي
توفي سنة ١٢٩١.
والدماوندي نسبة إلى دماوند بضم أوله قال ياقوت كورة قرب الري
له كتاب البيع مبسوط من تقرير بحث الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي وكان المترجم تلميذه القديم.
٢١١: إبراهيم الدهسقان
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع.
٢١٢: إبراهيم بن رجاء الجحدري
من بني قيس بن ثعلبة رجاء بالراء المهملة والجيم والجحدري
بالجيم المفتوحة والحاء المهملة الساكنة والدال المهملة المفتوحة والراء المهملة
نسبة إلى جحدر رجل من بني قيس بن ثعلبة. في الفهرست: رجل ثقة من
أصحابنا البصريين له كتب منها كتاب الفضائل أخبرنا به أحمد بن عبدون
عن أحمد بن زياد عن جعفر الهمذاني حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن
أبيه عن إبراهيم بن رجاء ومثله قال النجاشي الا أن فيه أخبرنا محمد بن
محمد بن النعمان حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة حدثنا علي بن إبراهيم بن
هاشم عن أبيه عن إبراهيم بن رجاء وذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم
يرو عنهم ع وقال روى عنه إبراهيم بن هاشم وفي رجال ابن داود له
مجلس يصف فيه أبا محمد العسكري ع.
٢١٣: إبراهيم بن رجاء الشيباني أبو إسحاق
المعروف بابن هراسة بالراء والسين المهملة قال النجاشي المعروف
بابن أبي هراسة وهراسة امه عامي روى عن الحسن بن علي بن الحسين
وعبد الله بن محمد بن عمر بن علي وجعفر بن محمد وله عن جعفر نسخة
أخبرنا علي بن أحمد عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن
هارون بن مسلم عن إبراهيم وقال الشيخ في الفهرست: إبراهيم بن
هراسة له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني عن
ابن بطة القمي عن أبي عبد الله محمد بن القاسم عن إبراهيم بن هراسة
وقال في أصحاب الصادق ع إبراهيم بن رجاء أبو إسحاق المعروف بابن
هراسة الشيباني الكوفي انتهى قال الميرزا في الرجال الكبير كلام الشيخ
في الكتابين خال عن لفظة أبي وهو الأنسب بقولهم إن هراسة امه قال وربما
يظهر من كلام الشيخ ان ابن أبي هراسة غير هذا فإنه قال في باب من عرف
بلقبه ابن أبي هراسة له كتاب الايمان والكفر والتوبة وذكر فيمن لم يرو عنهم
ع أحمد بن أبي نصر المعروف بابن أبي هراسة ولعل هذا أثبت
انتهى والنجاشي قال المعروف بابن أبي هراسة مع تصريحه بان هراسة
امه فزيادة أبي اما من سبق القلم أو مبني على تساهل العرب في أمثال ذلك
وفي القاموس: إبراهيم بن هراسة كسحابة وهو متروك الحديث انتهى.
وحيث أنه عامي فهو ليس من شرط كتابنا وانما ذكرناه لذكر أصحابنا
له وروايتهم عنه وروايته عن أئمتنا مع الإشارة إلى أنه ليس من شرط
الكتاب وقد عرفت من يروي عنهم ومن يروون عنه. وعن جامع الرواة
عنه الحارث بن الحسين وهو عن أبي الجارود عن أبي جعفر.
٢١٤: إبراهيم سلطان بن شاهرخ بن تيمورلنك
في شذرات الذهب في حوادث سنة ٨٣٩ فيها توفي اميرزاه
إبراهيم بن شاهرخ صاحب شيراز وكان قد ملك البصرة وكان فاضلا حسن
الخط جدا توفي في رمضان انتهى. وتيمورلنك والتيموريون كلهم كانوا
شيعة. وفي الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: السلطان اميرزاه بن القان
معين الدين شاهرخ بن تيمور وباقي نسبه في جده استقر به أبوه في شيراز
واعمالها فظهرت نجابته وعدله فأضاف إليه ما والاها وحسنت سيرته في
رعيته. ثم بعد مدة ارسل عسكرا إلى البصرة في شعبان سنة ٨٣٨ فملكوها
له ثم وقع الاختلاف بينهم وبين أهلها فاقتتلوا في ليلة عيد الفطر منها فانهزم
عسكر إبراهيم وقتل منهم عدة وخافوا من ملكهم فلم يلبث ان ورد عليهم
موته وانه مات في رمضان منها كذا قيل ولكن انما ارخه شيخنا أراد به ابن
حجر العسقلاني في رمضان من سنة ٣٩ فالله اعلم. وسر أهل البصرة
بذلك سرورا عظيما ووجد عليه أبوه وأهل شيراز وكان شابا جميلا من عظماء
الملوك مع فضيلة تامة وخط بديع يضرب بحسنه المثل بل قيل أنه يوازي
خط ياقوت وقد ترجمه شيخنا باختصار فقال: كان فاضلا حسن الخط جيدا
ملك البصرة. قلت وسمعت من يذكره بالجميل انتهى.
ووجدنا بخطه قطعة من القرآن الشريف في المكتبة الرضوية فيها
سورة الفاتحة وسورة يس وسور أخرى بقلم الثلث كل صفحة منها سبعة
أسطر سطران في الأعلى والأسفل بالحبر الأسود وخمسة أسطر في الوسط
بالذهب على ورق ثخين جدا من الورق المسمى بالدولتابادي في ١٦ ورقة
و ٣٢ صفحة كتب في آخرها بالذهب كتبه أضعف عباد الله الرحمن إبراهيم
سلطان بن شاهرخ بن تيمور الكوركاني عفى الله عنهم في سنة ٨٢٧ ه
اللهم صل على نبي الرحمة وشفيع الأمة محمد وآله الطاهرين وصحبه وسلم
وكتب تحت ذلك بصورة دائرة ما لفظه: تقرب الفائز بكتابة هذا السفر
الكريم من القرآن العظيم بوقفه على الروضة الطاهرة العلوية الموسوية
الرضوية بمشهد طوس إلى روحه الزكية تقبل الله منه انتهى طولها ٨٢
سانتيمترا وعرضها ٦٢ سانتيمترا وطول الكتابة وحدها ٥٨ سانتيمترا
وعرضها ٥٠ سانتيمترا.
٢١٥: الشيخ إبراهيم الرشتي النجفي
توفي بالنجف في حدود سنة ١٣٢٠.
له تقرير بحث الميرزا حبيب الله الرشتي
. ٢١٦: الشيخ إبراهيم الزاهدي الجيلاني
هو الشيخ إبراهيم بن عبد الله.
٢١٧: إبراهيم بن الزبرقان التيمي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه.
مات سنة ١٨٣ كما في لسان الميزان.
وفي ميزان الاعتدال: ابن الزبرقان عن مجالد وثقه ابن معين وقال أبو
حاتم لا يحتج به روى عنه أبو نعيم انتهى وفي لسان الميزان قال ابن أبي
حاتم سالت أبي عنه فقال محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به وقال البزار
(١٣٨)

وأبو داود والنسائي ليس به باس وقال العجلي كان ثقة راوية لتفسير القرآن
وكان صاحب سنة وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات وقال ابن حبان
روى عنه أبو غسان النهدي وقال أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة
إبراهيم بن الزبرقان التيمي الكوفي أسند عن جعفر الصادق وقال الخطيب
في الموضح ومن الناس من ينسب إبراهيم بن الزبرقان إلى بني تميم وكان ثقة
انتهى.
٢١٨: إبراهيم بن زياد الخارقي الكوفي
وفي بعض النسخ المخارقي بالميم ذكره الشيخ في رجال الصادق ع
وروى الكشي عن جعفر بن أحمد بن نوح أن إبراهيم الخارقي قال وصفت
الأئمة ع لأبي عبد الله ع فقلت أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عليا امام ثم الحسن
والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت فقال رحمك الله ثم
قال اتقوا الله عليكم بالورع وصدق الحديث وعفة البطن والفرج وذكر
الشيخ أيضا في رجال الصادق ع إبراهيم بن هارون الخارقي الكوفي
والظاهر اتحاده مع السابق.
٢١٩: إبراهيم بن زياد أبو أيوب الخزاز الكوفي
الخزاز بالمعجمات بياع الخز ذكره الشيخ في رجال الصادق ع
ويأتي إبراهيم بن عثمان أو ابن عيسى أبو أيوب الخزاز وأن بعض المحققين
استظهر كون زياد جده وعثمان أباه وفي رجال أبي علي عن المجمع أنه ذكر
لأبي أيوب ترجمتين إحداهما بالمعجمات وهو إبراهيم بن عثمان والثانية بالراء
فالزاي أخيرا وهو إبراهيم بن زياد.
٢٢٠: السيد أبو محمد شرف الدين إبراهيم بن زين العابدين بن علي نور الدين
أخي
صاحب المدارك بن نور الدين علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن
علي بن محمد بن تاج الدين عباس المعروف بأبي الحسن بن محمد بن
عبد الله بن أحمد بن حمزة الصغير بن سعد الله بن حمزة الكبير بن محمد بن
محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن طاهر بن
الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم الصغير المرتضى ابن الإمام موسى
بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
الموسوي العاملي.
ولد في جبع سنة ١٠٣٠ وتوفي في شحور سنة ١٠٨٠ وهو جد آل
شرف الدين الشهيرين في جبل عامل وجد آل صدر الدين الشهيرين في
العراق وأصفهان ولهذا أعلنوا عن أنفسهم قبل سنين في بعض المجلات انهم
آل شرف الدين لا آل صدر الدين وهم أهل بيت علم وفضل وتقوى
وزهادة خرج منهم كثير من أجلاء العلماء. وامه ابنة الشيخ سليمان بن
الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي وكانت جبع موطن
أسرته. قرأ على أبيه وبعض أعمامه وجماعة من أفاضل معاصريه في علوم
شتى ولما توفي أبوه كان عمره ٤٣ سنة وفي سنة ١٠٧٨ انتقل إلى شحور
وحج في تلك السنة وزار المدينة الطيبة وقفل منها مريضا ولم يزل كذلك حتى
توفي بالتاريخ السابق.
٢٢١: الشيخ إبراهيم بن سالم بن أبي سرور التميمي ممدوح الشيخ جعفر
الخطي.
قال جامع ديوان الخطي: كان بينه وبين الشيخين الجليلين كهفي
العرب ومعقل بني الأدب أبي عبد الله الشيخ خميس وأخيه الشيخ إبراهيم
ابني سالم بن أبي سرور التميمي ما يربي على وشائج الأرحام فخرجا من
مقرهما بالبحرين إلى تاروت القطيف لأمر ذكره يغير في وجه المروة ويفت في
عضد الفتوة والدهر عدو الأحرار فقال يمدحهما ويعرض بمن يسعى بهما في
سنة ١٠٠٦:
خليلي حال البعد دون لقاكما * فمن لي يا ابني سالم ان أراكما
فوالله ما إن حال لما نأيتما * بعادكما بيني وبين هواكما
ولا حلت عما تعلمان من الوفا * ولا ألفت روحي بديلا سواكما
وددت لو أن الدهر أسعف انني * تجرعت كأس الحتف قبل نواكما
فبالرغم مني أن يروح ويغتدي * يناوح أفواج الرياح حماكما
لحا الله هذا الدهر فيما اتى به * ولا سالمت أيدي الزمان عداكما
وخص رجالا حيث كانوا فإنهم * سعوا جهدهم لأقدسوا في ذاكما
أبى الله والبيت التميمي أن يرى * عدوكما من وصمة في علاكما
الا فسقى تاروت جمة مائه * لأجلكما صوب الحيا وسقاكما
وجهل بنا استسقاؤنا صيب الحيا * لدار يغادي ساحتيها حياكما
لعمري لاضحى ليلها كنهارها * لما انبث في ارجائها من سناكما
وإن قرى البحرين اضحى نهارها * دجى بعد ما فارقتماها كلاكما
لعمري لنعم المستجيبين أنتما * لمن ساورته نكبة فدعاكما
ونعم حسامي نقمة أنتما لمن * تكنفه أعداءه فانتضاكما
ونعم مناخ الطارقين إذا ارتمت * بهم نوب فاستعصموا بنداكما
وكهفي حمى يغشى الأنام ذراكما * ويعصم من ريب الزمان ذراكما
فاقسم لو اني أسائل واحدا * من الناس من خير الورى ما عداكما
ألا رضي الله المهيمن عنكما * وبارك في أصل كريم نماكما
ولا زال ما استصبحتما سرمد البقا * على هام من عاديتماه خطاكما
٢٢٢: الميرزا إبراهيم السبزواري
اخذ عن صاحب الجواهر واجازه بالاجتهاد واخذ عن الشيخ نوح
النجفي.
٢٢٣: أبو إسحاق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري
المدني نزيل بغداد.
ولد سنة ١٠٨ ومات سنة ١٨٥ أو ١٨٣ ببغداد ودفن بمقابر باب
التبن ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وليس عندنا ما يفيد القطع
بتشيعه وانما ذكرناه لذكر أصحابنا له في كتبهم مع احتمال تشيعه احتمالا
قريبا وقد ذكره ابن حجر في التقريب وقال ثقة حجة تكلم فيه بلا قادح من
الثامنة وذكره أيضا في تهذيب التهذيب فقال قال احمد: ثقة أحاديثه
مستقيمة وكان وكيع كف عن حديث إبراهيم بن سعد ثم حدث عنه وقال
ابن معين ثقة حجة وقال العجلي وأبو حاتم ثقة وقال إبراهيم بن حمزة كان
عند إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في
الأحكام سوى المغازي وأنه من أكثر أهل المدينة حديثا في زمانه وقال أبو
داود ولي بيت المال ببغداد وقال ابن خراش صدوق وقال ابن عدي هو من
(١٣٩)

ثقات المسلمين حدث عنه جماعة من الأئمة وقال إنه روى حديث الأئمة من
قريش رواه عنه جماعة وحكى عن يحيى بن سعيد تضعيفه ثم قال قول من
تكلم فيه تحامل وله أحاديث مستقيمة عن الزهري وغيره انتهى وذكره
الخطيب في تاريخ بغداد وروي أنه قدمها سنة ١٨٤ وفيها مات فأكرمه
الرشيد وأظهر بره وسأله عن الغناء فأفتى بتحليله وحكى له في ذلك
حكايات مع الرشيد وان بعض أصحاب الحديث لما سمع ذلك حلف أن لا
يروي عنه ابدا. وذكره الذهبي في ميزانه فقال أحد الاعلام الثقات ثم قال
وساق له ابن عدي غرائب الزهري وفي طبقات ابن سعد الكبير:
إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ويكنى أبا
إسحاق وكان ثقة كثير الحديث وربما أخطأ في الحديث وقدم بغداد فنزلها هو
وعياله وولده وولى بها بيت المال لهارون أمير المؤمنين ومات ببغداد سنة
١٨٣ ودفن في مقابر باب التبن انتهى.
مشايخه
في تاريخ بغداد: سمع أباه وابن شهاب الزهري وهشام بن
عروة وصالح بن كيسان ومحمد بن إسحاق بن يسار.
تلاميذه
قال وعنه يزيد بن عبد الله بن الهاد وشعبة بن الحجاج والليث بن
سعد وابناه يعقوب وسعد ابنا إبراهيم ونوح بن يزيد وعبد الرحمن بن مهدي
ويزيد بن هارون وأبو داود الطيالسي وعلي بن الجعد وأحمد بن حنبل
وغيرهم.
٢٢٤: إبراهيم بن سعيد المدني
في رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع: إبراهيم بن
سعيد المدني أسند عنه. وفي تهذيب التهذيب إبراهيم بن سعيد أبو إسحاق
المدني قال أبو داود شيخ من أهل المدينة ليس له كبير حديث وقال ابن عدي
ليس بالمعروف رفع حديثا لا يتابع على رفعه انتهى وفي ميزان الاعتدال
منكر الحديث غير معروف انتهى والظاهر أنه هو هذا وعن تقريب ابن
حجر إبراهيم بن سعيد المدني أبو إسحاق مجهول الحال من السابعة وفي
التعليقة الظاهر من بعض اتحاد إبراهيم بن سعيد هذا مع إبراهيم بن سعد
السابق وليس ببعيد انتهى أقول بل بعيد غاية البعد فذاك ابن سعد
بغير ياء وهذا ابن سعيد بالياء ودليل التغاير ان ابن حجر والذهبي ذكر لهما
ترجمتين مستقلتين متنافيتين مع الاختلاف بين اسمي الأبوين كما سمعت.
٢٢٥: إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباح
ابن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب (١).
في عمدة الطالب: لقب طباطبا لأن أباه أراد أن يقطع له ثوبا وهو
طفل فخيره بين قميص وقبا فقال طبا طبا يعني قبا قبا وقيل بل أهل السواد
لقبوه بذلك وطباطبا سيد السادات نقل ذلك أبو نصر البخاري عن الناصر
للحق وكان إبراهيم طباطبا ذا خطر وتقدم انتهى وهو جد السادات
الطباطبائية واليه ينتسبون.
٢٢٦: أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد أو سعد بن الطيب الرفاعي
توفي سنة ٤١١.
ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال: قال أبو طاهر السلفي سألت أبا
الكرم الجوزي عن الرفاعي فقال هو من عبيد السبي وكان ضريرا قدم صبيا
ذا فاقة إلى واسط فدخل الجامع إلى حلقة عبد الغفار الحصيني فتلقن القرآن
فكان معاشه من أهل الحلقة ثم اصعد إلى بغداد فصحب أبا سعيد السيرافي
وقرأ عليه شرح كتاب سيبويه وسمع منه كتب اللغة والدواوين وعاد إلى
واسط وقد مات عبد الغفار فجلس صدرا يقرئ الناس في الجامع ونزل
الزيدية (٢) من واسط وهناك تكون الرافضة والعلويون فنسب إلى
مذهبهم ومقت على ذلك وجفاه الناس قال أبو نعيم أحمد بن علي المقري
رأيت جنازته مع غروب الشمس وخلفها رجلان فحدثت بها شيخنا أبا
الفتح بن المختار النحوي فقال كنت انا أحدهما وأبو غالب بن بشران الآخر
وما صدقنا انا نسلم خوفا من أن نقتل ومن عجائب ما اتفق أن هذا الرجل
توفي وكان على هذا الوصف من الفضل فكانت هذه حاله وتوفي من الغد
رجل من حشو العامة يعرف بدناءة كان سواديا فاغلق البلد لأجله وصلى
عليه الناس كافة ولم يوصل إلى جنازته من الزحام انتهى كلام الجوزي
فانظر إلى ما آلت إليه حال الناس من اتباع أهل البيت ومحبيهم قال ياقوت
وكان شاعرا حسن الشعر جيده ومن شعره:
وأحبة ما كنت احسب انني * أبلى ببينهم فبنت وبانوا
نأت المسافة فالتذكر حظهم * مني وحظي منهم النسيان
قال ياقوت حدث أبو غالب بن بشران وهو محمد بن محمد بن
سهل بن بشران النحوي قال انشدنا أبو إسحاق الرفاعي وما رأيت قط
اعلم منه قال انشدنا عبد الغفار بن عبد الله قال انشدنا أبو عبد الله
إبراهيم بن محمد بن نفطويه:
أقبل معاذير من يأتيك معتذرا * ان بر عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من أرضاك ظاهره * وقد اجلك من يعصيك مستترا
وذكره السيوطي في بغية الوعاة ونقل ترجمته عن ياقوت باختصار وفي
لسان الميزان: قال السلقي سالت خميسا عنه فقال كان يقرئ العربية
بالجامع ويعاشر الرافضة فمقت ونسب إليهم اخذ عنه أبو غالب بن بشران
وغيره انتهى.
٢٢٧: أبو طاهر إبراهيم بن سعيد بن يحيى بن محمد بن الخشاب
توفي في ذي القعدة سنة ٥٨٩.
عن مختصر تاريخ الاسلام للذهبي انه من أعيان الحلبيين وكبرائهم
كان فاضلا أديبا شاعرا منشئا له نظر في العلوم الا انه كان من أجلاء الشيعة
المعروفين مع الأسف وكان دمث الأخلاق ظريفا مطبوعا وهو والد المولى
الصدر بهاء الدين الحسن بن الخشاب.
٢٢٨: إبراهيم بن سفيان.
قال المحقق البهبهاني للصدوق طريق إليه روى عن الرضا ع
وروى عنه الحسين بن سعيد وأبو محمد الذهلي انتهى وهو صاحب
كتاب معتمد في مشيخة الفقيه وعنه محمد بن سنان أيضا.

(١) كان حقه أن يقدم فاخر سهوا.
(٢) في معجم البلدان الزيدية بلفظ النسبة إلى زيد اسم رجل قرية من سواد بغداد من اعمال
بادوريا.
(١٤٠)

٢٢٩: إبراهيم بن سلام النيشابوري
ذكر الشيخ في رجال الرضا ع انه كان وكيله.
٢٣٠: إبراهيم بن مسلمة البكناني
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
٢٣١: أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني.
وفي الخلاصة المدني وقيل إنه تصحيف، مولى طلحة بن عبيد الله.
قال النجاشي: كان وجه أصحابنا البصريين في الفقه والكلام
والأدب والشعر، والجاحظ يحكي عنه وقال الجاحظ ابن داحة عن محمد بن
أبي عمير له كتب ذكرها بعض أصحابنا في الفهرستات لم أر منها شيئا وفي
الفهرست ذكر انه روى عن أبي عبد الله ع وكان وجه أصحابنا بالبصرة
فقها وكلاما وأدبا وشعرا والجاحظ يحكي عنه كثيرا وذكر أنه صنف كتبا ولم
ير منها شيئا وداحة بالدال والحاء المهملتين في الخلاصة داحة امه وقيل كانت
جارية لأبيه ربته فنسب إليها وقيل أبوه إسحاق بن أبي سليمان فوقع الاشتباه
فحول لفظة أبي سليمان إلى داحة انتهى ويدل عليه ان الذي في كلام
الجاحظ والفهرست ابن داحة والجاحظ اعرف باسمه لأنه معاصره وإن
احتمل أن يكون نسب أبوه إليها فقيل لأبي سليمان أبو داحة كما هو عادة في
العرب في مثله كابي ريشة ونحوه على ما ذكره الميرزا في رجاله الكبير.
وذكره الجاحظ في كتاب الحيوان فقال: أنشد ابن داحة في مجلس أبي عبيدة
قول السيد الحميري:
أ ترى فعالا وابنها وابن ابنها * وأبا فعالة آكل الذبان
كانوا يرون وفي الأمور عجائب * يأتي بهن تصرف الأزمان
ان الخلافة في ذؤابة هاشم * فيهم تصير وهيبة السلطان
قال وكان ابن داحة رافضيا وأبو عبيدة خارجيا صفريا
٢٣٢: الشيخ إبراهيم آل سليمان العاملي أو ابن الشيخ سليمان.
توفي سنة ١١٩٥.
لا نعلم من أحواله شيئا غير أننا وجدنا الشيخ محمد النحوي الحلي
النجفي أحد مشاهير شعراء ذلك العصر قد رثاه بقصيدتين مذكورتين في
ترجمته وأرخ عام وفاته السيد صادق الفحام النجفي أحد مشاهير علماء ذلك
العصر وشعرائه فاستدللنا بذلك على نباهة شانه وكونه من علماء ذلك العصر
أما أبيات السيد صادق فهي قوله:
أ ضريح ما أرى أم روضة * بعثت نشر عرار وخزامي
جدث ضاء به الكون كما * مزق البارق من جنح ظلاما
أيها الزائر قف مستعبرا * ناضحا بالدمع ذياك الرغاما
مهديا في البدء والعود إلى * ذلك القبر صلاة وسلاما
تاليا فاتحة الذكر له * ناعشا بالختم هاتيك العظاما
ثم أنشد بعد تعدادك من * فضله تاريخه بيتا تماما
حل إبراهيم في دار علا * وكساه الله بردا وسلاما
٢٣٣: أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن عبد الله أو عبيد الله بن حيان النهمي
الخزاز الكوفي وفي رجال النجاشي بدل حيان خالد.
وحيان بالحاء المهملة وتشديد المثناة التحتية والنون بعد الألف
والنهمي بكسر النون وسكون الهاء بعدها ميم ونهم بطن من همدان
وهمدان بالهاء المفتوحة والميم الساكنة والدال المهملة والخزاز بالخاء
المعجمة والزاي نسبة إلى بيع الخز أو عمله قال النجاشي والشيخ في الفهرست
ثقة في الحديث سكن الكوفة في بني نهم قديما فقيل النهمي وسكن في بني
تيم فقيل تيمي ثم سكن في بني هلال فربما قيل الهلالي ونسبه في نهم. له
كتب منها كتاب النوادر كتاب الخطب كتاب الدعاء كتاب المناسك كتاب
اخبار ذي القرنين كتاب ارم ذات العماد كتاب قبض روح المؤمن والكافر
كتاب الدفائن كتاب خلق السماوات كتاب جرهم وزاد النجاشي كتاب
مقتل أمير المؤمنين ع كتاب حديث ابن الحر. وعن رجال الشيخ فيمن
لم يرو عنهم ع روى عنه حميد بن زياد أصولا كثيرة قال الشيخ أخبرنا
بجميع كتبه ورواياته أحمد بن عبدون عن أبي الفرج محمد بن أبي عمران
موسى بن علي بن عبد ربه القزويني حدثنا أبو الحسن موسى بن جعفر
الحائري حدثنا حميد بن زياد أصولا كثيرة قال الشيخ أخبرنا بجميع كتبه
ورواياته أحمد بن عبدون عن أبي الفرج محمد بن أبي عمران موسى بن علي
ابن عبد ربه القزويني حدثنا أبو الحسن موسى بن جعفر الحائري حدثنا
حميد بن زياد أخبرنا إبراهيم وأخبرنا أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري
عن ابن أبي جيد عنه وقال النجاشي أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا
علي بن حبشي حدثنا حميد بن زياد حدثنا إبراهيم وقال ابن الغضائري
يروي عن الضعفاء وفي مذهبه ضعف انتهى ولا عبرة بتضعيف ابن
الغضائري المعلوم حاله في التضعيف لأقل سبب مع توثيق الشيخ
والنجاشي. وفي لسان الميزان روى عن أبي نعيم وأهل الكوفة ثنا عنه
إبراهيم بن محمد الدستوائي وغيره قال ثم ذكر إبراهيم بن سليمان الخزاز
الكوفي روى عن أبي نعيم وعنه وصيف وقد ذكره أبو جعفر الطوسي في
رجال الشيعة وهو أعلم به فقال: ثم ذكر ملخص ما تقدم عن الفهرست.
٢٣٤: الشيخ أبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان القطيفي البحراني الخطي
المجاور بالنجف الأشرف حيا وميتا وفي رياض العلماء القطيفي ثم
الغروي الحلي وفي لؤلؤتي البحرين قطيفي الأصل الا انه جاء العراق فقطن
في الغري مدة ثم في الحلة فلهذا نسب إلى كل منهما انتهى.
توفي في النجف ولم اقف على تاريخ وفاته لكنه كان حيا سنة ٩٤٤.
أقوال العلماء في حقه
في أمل الآمل: فاضل عالم فقيه محدث وعن البحار كان في غاية
الفضل. وفي رياض العلماء: الامام الفقيه العالم الفاضل الكامل المحقق
المدقق المعاصر للشيخ علي الكركي العاملي كان زاهدا عابدا ورعا مشهورا
تاركا للدنيا برمتها وفي اللؤلؤة فاضل ورع انتهى أقول وصفه
بالورع لتورعه عن الخراج وجوائز الملوك وكان الأولى به أن يتورع عن
القدح في أمثال المحقق الثاني في جلالة قدره وعلو شانه.
أحواله
قدم من القطيف إلى العراق وسكن النجف وفي اللؤلؤة يظهر من
بعض رسائله أن مقدمه العراق كان في أواخر جمادى الثانية سنة ٩١٣ قال
والعجب أنه مع كونه يروي عن الشيخ علي الكركي كان له معه معارضات
ومناقضات بل رأيت في كلامه في بعض كتبه ما يدل على القدح في فضل
الشيخ علي المذكور ونسبته إلى الجهل كما هو شأن جملة من المتعاصرين حتى
أنه ألف في جملة من المسائل في مقابلة الشيخ علي المذكور ردا عليه ونقضا لما
(١٤١)

ذكر منها مسالة حل الخراج كما هو المشهور فان الشيخ علي صنف في حله
رسالة سماها قاطعة اللجاج في حل الخراج فصنف الشيخ إبراهيم في حرمته
رسالة سماها السراج الوهاج لدفع لجاج قاطعة اللجاج واقتفى اثره في هذه
المسألة المحقق الأردبيلي رحمه الله في شرح الارشاد وقد حققنا المسألة في
كتاب المتاجر من كتاب الحدائق الناضرة وفق الله تعالى لاتمامه. وصنف
رسالة في عدم مشروعية الجمعة في زمان الغيبة مطلقا ردا على الشيخ علي في
رسالته التي ألفها في وجوبها بشرط الفقيه الجامع للشرائط وصنف رسالة في
القول بالمنزلة في الرضاع ردا على الشيخ علي في رسالته التي الفها في بطلان
القول بالتنزيل وفي الجميع ما أصاب ولا وفق للصواب وقد حققنا جميع
ذلك بما لا مزيد عليه في كتاب الحدائق الناضرة ورسالة كشف القناع.
وقال المجلسي في البحار على ما حكي عنه: كان معاصرا للمحقق
الثاني نور الدين علي بن عبد العالي الكركي وكانت بينهما مناظرات وكتب
القطيفي عدة رسائل في الرد على الكركي وأطال لسانه في حق الكركي
وليس من رجاله حتى نسبه إلى الجهل وعدم العدالة وقدح فيه بقبول جوائز
الملوك وكانا معا في النجف الأشرف الغروي فاتفق ان الشاه طهماسب
الصفوي ارسل جائزة للقطيفي فردها معتذرا بعدم الحاجة فقال له الكركي
أخطأت في ردها وارتكبت اما حراما أو مكروها بتركك التأسي بالامام
الحسن السبط في قبوله جوائز معاوية مع أنك لست أعلى مرتبة من الامام
ولا السلطان أسوأ حالا من معاوية فاجابه بجواب اقناعي وقد أشار
القطيفي إلى هذه الحادثة في رسالة الخراج وخطا الكركي في قبوله جائزة
الشاه انتهى وفي رياض العلماء كثرت المعارضات بينه وبين الشيخ علي
الكركي في المسائل حتى أن أكثر الايرادات التي اوردها الشيخ علي في
رسائله في الرضاع والخراج وغيرهما رد عليه فيها وقد ألف في كل موضوع
ألف فيه الشيخ علي للرد عليه ثم ذكر من جملة ذلك الرسالة الخراجية
ورسالة عدم مشروعية صلاة الجمعة في زمن عدم وجود السلطان العادل
على نحو ما مر عن اللؤلؤة قال وقد سمعنا من المشايخ أنه كان رحمه الله
بمشهد الحسين أو المشهد الغروي على مشرفه أفضل الصلاة والسلام ثم ذكر
قصة الجائزة التي أرسلها الشاه على نحو ما مر عن المجلسي ثم قال ما
ملخصه: وأنا أقول إن كليهما طودا الحلم وعلما العلم ولا يليق بمثلي ان
يحاكم بينهما لكن يتراءى من كلام المحقق الثاني آثار المغالطة أولا لأن
أخذ الحسن ع جوائز معاوية استيفاء لبعض حقوقه ويبطل التأسي لأنه
فيما لم يعلم فيه جهة اختصاص ثانيا أنه للتقية والضرورة ولا ضرورة
لذلك للشيخ ثالثا قوله تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم
النار قال المؤلف بعد ما اعترف بأنه ليس له أهلية المحاكمة بينهما
حاكم بينهما ولم يصب في حكمه وكان الأولى به أن يبقى على اعترافه الأول
قوله إن الحسن ع اخذ بعض حقوقه فالمحقق الكركي هو نائب الامام له
أن يأخذ ما اخذه. قوله إنه للتقية والضرورة فالحسن ع لم يكن يتقي
من معاوية في مثل ذلك بل كان يصارحه بما هو أعظم مع أن كونه للضرورة
يناقض انه أخذ بعض حقه ومن ذلك يعلم أنه ليس ركونا إلى الذين
ظلموا. وحكى في الرياض عن شيخه المجلسي انه سمع منه أن الشيخ
إبراهيم لم يكن له كثير فضل ولا له رتبة المعارضة مع الشيخ علي الكركي
وانه سمع منه ما يدل على القدح في فضله بل في تدينه قال وذكر لي أنه رأى
مجموعة بخط الشيخ إبراهيم ذكر فيها افتراءات على الشيخ علي وقال أين
فضله من فضل الشيخ علي وعلمه وتبحره انتهى وفي اللؤلؤة وقعت
بيدي رسالة من رسائله سماها بالرسالة الحائرية في تحقيق المسألة السفرية
قد ذكر في صدر الرسالة المذكورة ما اتفق له مع الشيخ علي في سفره معه
للمشهد المقدس الرضوي اجمالا من المسائل التي نسبه فيها إلى الخطا منها
أن العشرة القاطعة لكثرة السفر يشترط فيها التتالي أم لا فنسب إلى الأول
والى الشيخ علي الثاني وفي هذه المسألة صنف الرسالة المشار إليها ومنها انه
نقل عنه انه لو لم يجد ساترا إلا جلد الكلب وعليه في نزعه خوف يسقط
فرض أداء الصلاة قال فبالغته في ذلك فابى الا الاصرار على ما قاله مع أن
الذي وصل إلينا معرفته أن الصلاة لا تسقط بفقد الساتر ولا بفقد صفته
الواجبة في حال الاختيار باجماع وهو مصرح به في كلام الأصحاب. قال
فأعرضت عنه وحملته على الغفلة وعدم المطالعة ومنها قال مسالة أخرى
مجملها انه حكم باستحباب الوضوء على من اغتسل غسل الجنابة قال
وبالغته في ذلك وقلت له أن المجدد لا يستحب الا مع سبق وضوء قبله
فقال في غسل الجنابة وضوء ضمنا فقلت ان أردت كفايته عن الوضوء فلا
وضوء ضمنا وإن أردت غير ذلك فبينه فابى إلا ما ذكره فأعرضت عنه ثم
ذكر انه دخل يوما إلى ضريح الرضا ع قال فوجدته هناك فجلست معه
فاتفق حضور بقية العلماء الزاهدين وزبدة الفضلاء الراسخين جمال الملة
والدين فابتدأ بحضوره معترضا علي لم لم تقبل جائزة الحكام فقلت لأن
التعرض لها مكروه فقال بل واجب أو مستحب وطالبته بالدليل فاحتج بفعل
الحسن ع مع معاوية وقال إن التأسي أما واجب أو مندوب على اختلاف
المذهبين فأجبته عن ذلك واستشهدت بقول الشهيد رحمه الله تعالى في
دروسه ترك أخذ ذلك من الظالم أفضل ولا يعارض ذلك أخذ الحسن ع
جوائز معاوية لان ذلك من حقوقهم بالأصالة فمنع أولا كون ذلك
في الدروس ثم التزمه بالمرجوحية وعاهد الله تعالى هنا أن يقصر كلامه على
قصد الاستفادة بالسؤال أو الإفادة بالجواب ولولا كراهة الإطالة لفصلت
أكثر ما وقع بيني وبينه ثم فارقته قاصدا إلى المشهد الغروي على أحسن حال
فلما وصلت تواترت الاخبار عنه من الثقات وغيرهم بما لا يليق بالذكر
فقابلته بالضد فلم أزل إلى أن انتهى الأمر إلى دعواه الأعلمية والأفقهية من
غيره فبذلت ما في وسعي في رضاه بالاجتماع للبحث والمذاكرة بجميع أنواع
الملاطفة فابى إلى آخر كلامه في الرسالة المذكورة وهو مما يقضي منه
العجب العجيب كما لا يخفى على الموفق الأريب ثم ذكر في آخر الرسالة ما
صورته: وإذا فرغت من هذه فانا مشتغل بنقض رسالته الخراجية وكشف
لبس ما رأيته فيها من المباحث الاقناعية. ثم نقل ما حكاه صاحب الرياض
عن شيخه المجلسي ثم قال ومن وقف على ما نقلناه عن الرسالة المتقدمة وما
حذفناه مما هو من هذا القبيل أو أشنع عرف صحة ما ذكره شيخنا المذكور
ولكن هذه طريقة قد جرى عليها جملة من العلماء من تخطئة بعضهم بعضا
في المسائل وربما انجر إلى التجهيل والطعن في العدالة كما وقفت عليه في
رسالة للشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن صاحب حاشية اللمعة
في الرد على المولى محمد باقر الخراساني صاحب الكفاية والطعن فيه بما
يستقبح نقله وما وقع لشيخنا المفيد والسيد المرتضى في الرد على الصدوق في
مسالة جواز السهو على المعصوم من الطعن الموجب للتجهيل وما وقع
للمحقق والعلامة في الرد على ابن إدريس والتعريض به ونسبته إلى الجهل
ونحو ذلك سامحنا الله وإياهم بعفوه وغفرانه. أقول لا شبهة في تقدم
الشيخ علي عليه في العلم والتحقيق والتبحر كما لا شك في أن الشيخ علي
أبعد غورا وأصح رأيا وأقوى سياسة في قبوله جائزة الشاه طهماسب
(١٤٢)

ومخالطته للملوك الصفوية وان في رد القطيفي لجائزة الشاه نوع جمود. على أن
العالم إذا تورع عن جوائز الملوك وتنزه عنها وتجنب الانحياز إليهم تورعا
فلا لوم عليه ولا يقدح ذلك فيه بل هو طريق السلامة ولكن اللوم على
القطيفي في قدحه في الشيخ علي وإطالة لسانه عليه مع جلالة قدره وعظم
محله في العلم وكون القطيفي ليس من رجاله فان من تورع عن جوائز
الملوك لا يجوز له القدح فيمن يأخذها لوجوب حمل فعله على الصحة لا سيما
إن كان من أجلاء العلماء كالمحقق الكركي.
مشايخه في التدريس والرواية
قال المجلسي وغيره انه يروي عن المحقق الكركي عن علي بن هلال
الجزائري وقال صاحب رياض العلماء انه كان هو والشيخ عز الدين الآملي
والشيخ علي الكركي شركاء في الدرس عند الشيخ علي بن هلال الجزائري
على ما قيل قال لكن الذي يظهر من اجازة الشيخ إبراهيم هذا للمولى
شمس الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي انه يروي عن الشيخ علي بن
هلال بواسطة واحدة فقال فيها ان عدة من الفضلاء أجازوه أوثقهم الشيخ
إبراهيم بن الحسن الشهير بالوراق عن الشيخ علي بن هلال الجزائري
وتاريخ الإجازة سنة ٩٢٠ في أيام مجاورته بالروضة المقدسة الغروية أقول
لا منافاة بين قراءته على ابن هلال وروايته عنه بالواسطة. ويروي المترجم
أيضا عن الشيخ محمد بن زاهد النجفي وغيرهم.
تلاميذه
منهم السيد معز الدين محمد بن تقي الدين محمد الحسيني الأصفهاني
والسيد شريف الدين بن نور الدين المرعشي التستري والد القاضي نور
الله صاحب مجالس المؤمنين والسيد نعمة الله الحلي.
من روى عنه بالإجازة
يروي عنه اجازة تلاميذه الثلاثة المذكورون. في الرياض: يروي
عنه جماعة من العلماء كما يظهر من اجازاته منهم تلميذه السيد معز الدين
المتقدم ذكره وله منه اجازة تاريخها سنة ٩٢٨ في المشهد المقدس الغروي وقد
رأيتها بخطه الشريف على ظهر الشرائع التي كانت لتلميذه المذكور وخطه
غير جيد وفي اللؤلؤة يظهر من تلك الإجازة ان الشيخ علي بن هلال كان
عم هذا الشيخ قال في الرياض ومنهم السيد شريف الدين الحسيني
المرعشي التستري والد القاضي نور الله التستري صاحب مجالس المؤمنين
على ما صرح به القاضي نور الله في حواشي المجالس المذكور ومنهم السيد
الآميرزا نعمة الله الحلي أقول وهي اجازة كبيرة تاريخها سنة ٩٤٤ وله
اجازة كبيرة للمولى شمس الدين محمد بن تركي ذات فوائد مهمة تبلغ نحو
كراستين تاريخها سنة ٩١٥ بعد وروده العراق بسنتين وله إجازة للشيخ
شمس الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي سنة ٩٢٠ وله اجازة كبيرة
للمدعو شاة محمود الخليفة الشيرازي وللشيخ حسين بن عبد الحميد.
مؤلفاته
١ الرسائل الخراجية منها الرسالة المسماة بالسراج الوهاج لدفع
لجاج قاطعة اللجاج في حلية الخراج للمحقق الكركي ط ٢ الرسالة
الحائرية في تحقيق المسألة السفرية ردا على المحقق الكركي أيضا في قوله
بعدم اشتراط التوالي في العشرة القاطعة لكثرة السفر ٣ كتاب تعيين الفرقة
الناجية من طريق أهل البيت ذكره في أمل الآمل وقال حسن ٤ الهادي إلى
سبيل الرشاد في شرح الارشاد خرج منه قليل من أول العبادات ٥
نفحات الفوائد ومفردات في أجوبة المسائل الفرضية ان سال سائل كذا
فنقول كذا ٦ الرسائل ط ٧ رسالة في محرمات الذبيحة ٨ رسالة في
الصوم ينقل عنها في مجمع الفائدة ٩ رسالة في احكام الشكوك ١٠
رسالة في أدعية سعة الرزق وقضاء الدين ١١ رسالة الجمعة ردا على
الشيخ علي الكركي ١٢ الرسالة النجفية في مسائل العبادات الشرعية
لعمل المقلدين وفي بعض اجازاته انه أذن بالعمل بخلافياتها ما دام حيا
١٣ حاشية أو شرح على ألفية الشهيد نسبها إليه والد البهائي في حواشيه
على الألفية ١٤ شرح الأسماء الحسنى. في اللؤلؤة طويل الذيل جليل
الفوائد فرع منه سنة ٩٣٤ ١٥ تعليقات على الشرائع ١٦ تعليقات على
غيرهما كثيرة ١٨ كتاب الأربعين حديثا ١٩ مجموعة في نوادر الاخبار
الطريفة ٢٠ كتاب الأمالي رأينا منه نسخة في مكتبة الحسينية في النجف
الأشرف ولعله هو المجموعة المذكورة ٢١ اجازاته الكثيرة ذات الفوائد
التي مر ذكرها.
٢٣٥: إبراهيم بن سماعة الكوفي
٢٣٦: إبراهيم بن سنان
وفي لسان الميزان: ذكره علي بن الحكم في رجال الشيعة من
أصحاب جعفر الصادق انتهى.
٢٣٧: إبراهيم بن السندي الكوفي
يروي عنه ثعلبة بن ميمون ومحمد بن عبد الحميد وأبو علي بن
راشد.
ذكرهم جميعا الشيخ في رجال الصادق ع.
٢٣٨: إبراهيم بن شعيب.
ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي وقال
الكشي في رجاله: في علي بن الخطاب وإبراهيم بن شعيب حدثني
حمدويه ثنا الحسن بن موسى ثنا علي بن خطاب وكان واقفيا قال كنت في
الموقف يوم عرفة فجاء أبو الحسن الرضا ع ومعه بعض بني عمه فوقف
امامي وكنت محموما شديد الحمى وقد أصابني عطش شديد فقال الرضا
ع لغلام له شيئا لم أعرفه فنزل الغلام وجاء بماء في مشربة فتناوله فشرب
وصب الفضلة على رأسه من الحر ثم قال املأ فملأ المشربة ثم قال اذهب فاسق
الشيخ فجاءني بالماء فقال لي أنت موعوك فقلت نعم قال اشرب فشربت
فذهبت والله الحمى فقال لي يزيد بن إسحاق ويحك يا علي فما تريد بعد
هذا ما تنظر قلت يا أخي دعنا قال له يزيد فحدثت بحديث إبراهيم بن
شعيب وكان واقفيا مثله قال كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنبي
انسان ضخم آدم فقلت له من الرجل فقال لي مولى لبني هاشم قلت فمن
أعلم بني هاشم قال الرضا ع قلت فما باله لا يجئ عنه كما يجئ عن
آبائه فقال لي ما أدري ما تقول ونهض وتركني فلم البث يسيرا حتى جاءني
بكتاب فدفعه إلي فقرأته فإذا خط ليس بجيد فإذا فيه يا إبراهيم انك نجل
عن آبائك وان لك من الولد كذا وكذا من الذكور فلان وفلان حتى عدهم
بأسمائهم ولك من البنات فلانة وفلانة حتى عد جميع البنات بأسمائهن
وكانت بنت ملقبة بالجعفرية فخط على اسمها فلما قرأت الكتاب قال لي
هاته قلت دعه قال لا امرت ان آخذه منك فدفعته إليه قال الحسن واجدهما
ماتا على شكهما. وروى الكشي حديثا آخر حاصله ان إبراهيم بن شعيب
(١٤٣)

كتب إلى الرضا ع وهو بالمدينة يسأله دلالة فكتب إليه ان من آبائك
شعيبا وصالحا ومن أبنائك محمدا وعليا وفلانة وفلانة الحديث.
ولا يخفى ان رجوع إبراهيم بن شعيب عن الوقف مظنون بما ذكره
الكشي لكنه غير محقق وقال ابن داود عن الكشي إبراهيم بن شعيب واقفي
وفي رجوعه خلاف انتهى قال أبو علي في رجاله لا أدري من أين فهم
الخلاف.
٢٣٩: إبراهيم بن شعيب العقرقوفي.
نسبة إلى عقرقوف بوزن حضرموت وعنكبوت قرية من نواحي دجيل
بينها وبين بغداد أربعة فراسخ ذكره الشيخ في أصحاب الرضا ع
واستظهر الميرزا في رجاله الكبير ان يكون هو الواقفي المتقدم المذكور في
أصحاب الكاظم أقول ولا ينافي صحبته الرضا ع كونه واقفيا لجواز
ان يصحبه مع بقاء عقيدته.
٢٤٠: إبراهيم بن شعيب الكوفي.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وقال الميرزا لا يبعد كونه
الواقفي السابق أقول بل هو بعيد لأن هذا من أصحاب الصادق وذاك
من أصحاب الكاظم والرضا وهذا كوفي وذاك عقرقوفي على احتمال
استظهره الميرزا نفسه وفي التعليقة لا يبعد اتحاده مع المزني وابن ميثم الآتيين
انتهى أقول اتحاده مع أحدهما غير بعيد لكن الظاهر اختلاف المزني
والأسدي.
٢٤١: إبراهيم بن شعيب الكوفي المزني
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
٢٤٢: إبراهيم بن شعيب بن ميثم الأسدي الكوفي.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وفي مستدركات الوسائل
يروي عنه الجليل عبد الله بن مسكان وعبد الله بن جندب في الكافي
أقول: في كتاب الحج من الكافي في باب الوقوف بعرفة بسنده عن
إبراهيم بن أبي البلاد أو عبد الله بن جندب قال كنت في الموقف فلما أفضت
لقيت إبراهيم بن شعيب فسلمت عليه وكان مصابا بإحدى عينيه وإذا عينه
الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له قد أصبت بإحدى عينيك وانا والله
مشفق على الأخرى فلو قصرت من البكاء قليلا فقال والله يا أبا محمد ما
دعوت لنفسي اليوم بدعوة فقلت فلمن دعوت قال دعوت لاخواني لأني
سمعت أبا عبد الله ع يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب وكل الله به ملكا
يقول ولك مثلاه فأردت انما أكون أدعو لاخواني ويكون الملك يدعو لي لأني
في شك من دعائي لنفسي ولست في شك من دعاء الملك انتهى وإذا
صح ان عبد الله بن جندب يروي عن ابن ميثم الأسدي الكوفي كما مر عن
المستدركات كان ذلك قرينة على أنه هو المذكور في هذه الرواية وكان مؤذنا
بحسن حاله.
٢٤٣: إبراهيم الشعيري.
يروي عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته وفي بعض الروايات عن
ابن أبي عمير عن إبراهيم صاحب الشعير.
٢٤٤: إبراهيم بن شيبة الأصبهاني.
مولى بني أسد واصله من قاشان.
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع ويروي عنه محمد بن أبي نصر
البزنطي وهو امارة الاعتماد عليه وقال الكشي في ترجمة علي بن حسكة:
والقاسم بن يقطين وجدت بخط جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدثني
موسى بن جعفر بن وهب عن إبراهيم بن شيبة قال كتبت إليه جعلت فداك
ان عندنا قوما يختلفون في معرفة فضلكم بأقاويل مختلفة تشمئز منها القلوب
وتضيق لها الصدور يروون في ذلك أحاديث لا يجوز لنا اقرار بها لما فيها من
القول العظيم ولا يجوز ردها ولا الجحود لها إذا نسبت إلى آبائك فنحن
وقوف عليها من ذلك فان رأيت أن تمن على مواليك بما فيه سلامتهم ونجاتهم
من الأقاويل التي تصير إلى العطب والهلاك والذين ادعوا هذه الأشياء ادعوا
انهم أولياء ودعوا إلى طاعتهم منهم علي بن حسكة الحوار والقاسم اليقطيني
فما تقول في القبول منهم جميعا فكتب ع ليس هذا ديننا فاعتزله.
٢٤٥: الشيخ إبراهيم الشيرواني
له مباني الفقه في مجلدين فرع من اولهما سنة ١٢٧٢.
٢٤٦: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ صادق ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ يحيى بن
محمد بن سليمان بن نجم المخزومي العاملي.
هكذا وجد بخطه في بعض مجاميعه.
ولد في قرية الطيبة من قرى جبل عامل سنة ١٢٢١ وتوفي بها سنة
١٢٨٤ وكانت وفاته بكوانين والثلوج مادة رواقها على السهول والجبال لم
تأذن لسكنة البيوت بتجاوز اعتاب الأبواب ثلاثة أيام بلياليها وفي اليوم
الرابع أمكن ان يشق له بعد المشقة ضريح محاذ لضريحي أبيه وجده الشيخ
يحيى فدفن به والطيبي نسبة إلى الطيبة بطاء مهملة مفتوحة ومثناة تحتية
مشددة وباء موحدة وهاء.
أقوال العلماء فيه
ذكره صاحب جواهر الحكم فقال كان من العلماء الأفاضل الا انه
تغلب عليه الشعر جالسته مرارا بعامرة الطيبة بدار الأمير محمد بك الأسعد
وكان يومئذ كهلا وقد عمر له محمد بك داره بالطيبة ولم يتم بناؤها ولا
سكناها ففي أثناء تعميرها أصابتهم النكبة وبعدها بقليل توفي الشيخ رحمه
الله أقول وكانت نكبتهم سنة ١٢٨٢ وفي الطليعة كان فقهيا أصوليا
خفيف الروح رقيق الحاشية وله شعر كثير مجموع أيام اقامته بالعراق وبقائه
في جبل عامل انتهى.
أحواله (١)
كان في حياة والده منصرفا عن طلب العلم فلما توفي والده وعمره إذ
ذاك إحدى وثلاثون سنة تحركت نفسه لطلب العلم فهاجر إلى النجف لهذه
الغاية سنة ١٢٥٢ وفي أثناء طريقه حدثت تلك الزلزلة الهائلة بالقطر
الشامي المؤرخة من بعض الشعراء بهذين البيتين:
زلزلت الأرضون زلزالها * تلك لعمري آية مرسله
والنجم لما انقض قلنا اتى * ارخ ليتلو سورة الزلزلة (٢)
سنة ١٢٥٢

(١) من هنا إلى آخر الترجمة أرسله لنا ولده الشيخ عبد الحسين.
(٢) لا يخفى أن هذ المؤرخ حسب هاء سورة تاء وحقها ان تحسب هاء لأن العبرة في التاريخ بما
يكتب لا بما ينطق. المؤلف
(١٤٤)

أقام بالنجف سبعا وعشرين سنة وبضعة أشهر ثم عاد لجبل عامل
أثناء سنة ١٢٧٩ ودخل دمشق بدخول سنة الثمانين ثم ارتحل منها للخيام
فمكث فيها عاما أو بعض عام وشخص عنها للطيبة بلدة آبائه وأجداده
بطلب من علي بك ومحمد بك الأسعدين ومكث بها أربع سنين وأياما ثم
توفي.
وقال الشيخ سليمان ظاهر في الجزء الثاني من كتابه ديوان الشعر
العاملي المنسي:
تلقى مبادئ العلم في البلاد وبعد وفاة والده بعامين اي سنة ١٢٥٢
ارتحل إلى العراق وأقام زهاء عشرين سنة وتخرج باجلة علماء النجف من
أسرتي آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وآل القزويني وبرع في نظم
الشعر وتعرف بعظماء الدولة العثمانية من ولاة القطر العراقي وبعظماء الدولة
الإيرانية الذين كانوا يأتون للزيارة وبمشاهير علماء العرب والفرس وسير فيهم
مدايحه وبالجملة فان حياته الأدبية جعلت له شهرة واسعة في زمانه ولم تكن
منزلته في الشعر المعروف والمتداول في ذلك العصر دون منزلته في النثر
البديع فكان يتولى أمور الكتابة عن شيوخ العلم خطابا وجوابا وله اليد
الطولى في التاريخ والقدح المعلى في التخميس النفيس والتشطير الأثير ومما
يذكر ان مزية التجويد في الشعر انتقلت من جده الشيخ إبراهيم بن يحيى
إلى فرع بيته ودونهم في هذه المزية بنو عمه آل نصر الله ابن الشيخ إبراهيم بن
يحيى فأبوه شاعر وهو شاعر مفلق وابنه الشيخ عبد الحسين شاعر مفلق
انتهى.
مشائخه
قرأ على الشيخ حسن بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وأخيه
الشيخ مهدي وعلى الشيخ مرتضى الأنصاري ويروي عنهم بالإجازة.
مؤلفاته
له منظومة في الفقه تناهز أبياتها ألفا وخمسمائة بيت شرح منها ثلاثين
بيتا من كتاب الطهارة وأول المنظومة:
الماء إما مطلق وذاك ما * يسبق للفهم متى ما قيل ما
شعره
ارسل إلينا ولده حين طلبنا منه شيئا من شعره يقول:
اما شعره فبعثر بالعراق وعزب عنا علمه فتعذر علينا جمعه وما عندنا
منه سوى نزر قليل منه هذه القوافي المرسلة انتهى ونحن قد رأينا في
القديم مجموعة بخطه عند ولده فيها جميع شعره كما رآها غيرنا والله أعلم أين
ذهبت. وخطه في غاية الجودة وهو شاعر مكثر مجيد فمن شعره قوله يمدح
مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع:
أشاقك من ربى نجد هواها * ومن نسمات كاظمة شذاها
ونبه وجدك المكنون برق * تألق في العشية من رباها
نعم والم بي سحرا نسيم * يحدث عن شذا وادي قراها
فالمني وذكرني عهودا * بعامل لا عدا السقيا ثراها
بلاد لي بساحتها أناس * ولي صحب كرام في حماها
أحن لجانب الشرقي منها * حنين مروعة ثكلت فتاها
وتلعب بي لذكراها شجون * كما لعبت برياها صباها
واشتاق الخيام وثم صحبا * عليه راح مزرورا خبأها
نعمت بقربها زمنا ونفسي * برغم الحلم تمرح في غواها
فكم من كاعب ألفت فباتت * تمج الكاس عذبا من لماها
وكم هرعت لتلك وكم أقامت * بسوق اللهو طارحة عصاها
وكم قطعت هنالك من ثمار * لعمر العز عذب مجتناها
بحيث العيش صفو والليالي * غوافل راح مأمونا قضاها
ولما أن رأيت الجهل عارا * وان العمر أجمله تناهى
وان النفس لا تنفك تسعى * إلى الشهوات فاغرة لهاها
رددت جماحها فارتد قسرا * وألوت عن كثير من شقاها
و حركني إلى الترحال عنها * عزائم قد أبت الا قلاها
فهبت بي لما ابغي عصوب * تلف الأرض لفا في سراها
معودة على أن لا تبالي * بفري مفاوز ناء مداها
كستها عزمة الرائي شحوبا * وتدآب السرى عنقا براها
إذا ما هجهج الحادي واضحت * تثير النقع من طرب يداها
وأمست بعد ارقال وخب * تغافل وهي نافخة براها
يخيل لي بان البر بحر * يسارع في المسيل إلى وراها
إلى أن أمت الأعتاب أبدت * رغاها تشتكي نصبا عراها
وقد لاحت لعينيها قباب * يرد الطرف عن بادي سناها
هنالك قرت الوجناء عينا * ونالت بالسرى اقصى مناها
وانحت جانب الغروي شوقا * يجاذبها لما تبغي هواها
فوافت بعد جد خير أرض * يضاهي النيران سنا حصاها
فألقت في مفاوزها عصاها * وأرست في ذرى حامي حماها
أبي الحسنين خير الخلق طرا * وأكرم من وطأها بعد طاها
وأعظم من نحته النيب قدرا * وأشرف من به الرحمن باهى
وأطيب من بني الدنيا نجارا * وأقدم مفخرا وأتم جاها
وأصبرها على مضض الليالي * وابصرها إذا عميت هداها
وأحلمها إذا دهمت خطوب * تطيش لها حلوم ذوي نهاها
وانهضها بأعباء المعالي * إذا عن نيلها قصرت خطاها
وأشجعها إذا ما ناب أمر * يرد الدارعين إلى وراها
وان هم أوقدوا للحرب نارا * أحال إلى لظاها من وراها
وان طرقت حماها مشكلات * وارزم في مرابعها رجاها
جلاها من لعمري كل فضل * إلى قدسي حضرته تناهى
امام هدى حباه الله مجدا * وأولاه علاء لا يضاهى
وبحر ندا سما الأفلاك قدرا * فدون مقامه دارت رحاها
وبدر علا لأبناء الليالي * سناه كل داجية محاها
متى ودقت مرابعها غيوث * فمن تيار راحته سخاها
أو اجتازت مسامعها علوم * فزاخر فيض لجته غثاها
وان نهجت سبيل الرشد يوما * فمن أنوار غرته اهتداها
وثم مناقب لعلاه أمست * يد الاحصاء تقصر عن مداها
وانى لي بحصر صفات مولى * له الأشياء خالقها براها
وما مدحي وآيات المثاني * على علياه مقصور ثناها
أخا المختار خذ بيدي فاني * غريق جرائم داج قذاها
وعدل في غد أودي لاني * وقفت من الجحيم على شفاها
وكف بفضلك الأسواء عني * فقد اخنى على جلدي أذاها
(١٤٥)

وباعد بين ما ابغي ودهر * أبت احداثه الا سفاها
فأنت أجل من يدعي إذا ما * تفاقمت الحوادث لانجلاها
فزعت إلى حماك ونار شوقي * للثم ثراك مسعور لظاها
وبت لديك والآمال تجري * على خلدي وظلك منتهاها
وقال في مدح أمير المؤمنين علي ع وأبيات من أولها مرسومة
في شباك قبره الشريف:
هذا ثرى حط الأثير لقدره * ولعزه هام الثريا يخضع
وضريح قدس دون غاية مجده * وجلاله خفض الضراح الارفع
انى يقاس به الضراح علا وفي * مكنونه سر المهيمن مودع
جدث عليه من الاله سرادق * ومن الرضا واللطف نور يسطع
ودت دراري الكواكب انها * بالدر من حصبائه تترصع
والسبعة الأفلاك ود عليها * لو أنها لثرى علي مضجع
عجبا تمنى كل ربع انه * للمرتضى مولى البرية مربع
ووجوده وسع الوجود وهل خلا * في عالم الإمكان منه موضع
كشاف داجية القضاء عن الورى * وبعزائم منها القضاء يروع
هو آية الله العظيم وسره * ومنار حجته التي لا تدفع
هو باب حطته وخازن وحيه * ولسر غامض علمه مستودع
هو سيفه البتار والنور الذي * بضيائه ظلم الضلال تقشع
هزام احزاب الضلال بسطوة * منها الجبال الراسيات تزعزع
سباق غايات الفخار بحلبة * فيها السواري وهي شهب تضلع
فلاق هامات الكماة بصارم * من غربه صبح المنايا يطلع
صنو النبي المصطفى ووصيه * خير البرايا والامام الأورع
والأروع البطل الذي دانت له * بيض القواضب والرماح الشرع
والزاهد البدل الذي من حكمه * رفع المحل وغيره لا يتبع
وأبو المواقف في الحروب وللوغى * ناب بها سم النوائب منقع
والشوس رافلة بأردية الردى * ويد المنايا بالنواصي تسفع
والنقع أدكن مسبكر جوه * بصفاح أطراف الرماح مجزع
والصم تصدع خيفة من بأسه * والأسد من وجل هنالك تصرع
لولاه ما عبد الاله موحد * كلا ولا عرف الهدى متطوع
لولاه ما محي الضلال ولا انجلى * لسبيل دين الله نهج مهيع
وبسيفه الاسلام قام فركنه * حتى القيام بناه لا يتضعضع
والعلم منه أصوله فجميع ما * في اللوح عن تلك الأصول مفرع
غمر الوجود بسابع الجود الذي * ضاقت بأيسره الجهات الأربع
وإذا حللت بطور سينا مجده * وشهدت أنوار التجلي تلمع
فاخضع فثم مقام لاهوت به * لجميع احزاب الملائك مجمع
فتطوف طائفة وتخضع فرقة * وتقوم ثالثة واخرى تركع
وامسك عرى أبوابه مستنشقا * لثرى به مسك الهدى يتضوع
وأنخ على اعتابه واخشع فلم * يبلغ مقام الاذن من لا يخشع
وارمق بطرف الفكر منك مقامه * متذللا ومذال طرفك يدمع
واضرع لربك داعيا متوسلا * بالمرتضى فيه دعاؤك يسمع
والأنبياء المرسلون لربها * عند الشدائد باسمه تتضرع
ومتى تنل شرف الحضور بروضة * في ضمنها نور الإمامة يسطع
فقل السلام عليك يا من فضله * عمن تمسك بالولا لا يمنع
مولاي جد بجميلك الأوفى على * عبد له بجميل عفوك مطمع
يرجوك احسانا ويا ملك الرضا * فضلا فأنت لكل فضل منبع
هيهات ان يخشى وليك من لظى * ويهوله يوم القيامة مطلع
ويهوله ذنب وأنت له غدا * من كل ذنب لا محالة تشفع
ويخاف من ظما وحوضك في غد * لذوي الولا من سلسبيل مترع
يا من إليه الامر يرجع في غد * ولديه اعمال الخلائق ترفع
وله مال ثوابها وعقابها * يعطي العطاء لمن يشاء ويمنع
أعيت فضائلك العقول فما عسى * يثني بمدحتك البليغ المصقع
وارى الأولى لصفات ذاتك حددوا * قد أخطأوا معنى علاك وضيعوا
ولأي مجدك يا عظيم المجد لم * يتدبروا وحديث قدسك لم يعوا
ولقد درى الأقوام إذ وقفوا على * تلك المآثر ان قدرك ارفع
أ ولست عين الله والاذن التي * ابدا تعي نجوى الضمير وتسمع
أ ولست أنت دليله وسبيله * في الخلق والسبب الذي لا يقطع
ولانت غيث عباده وغياثها * وعصامها وامامها والمفزع
بل أنت ظل الله في ملكوته * أبدا وجانبه الأعز الأمنع
ذلت لعزتك الدهور وأذعنت * لجلال رفعتك العوالم أجمع
وصفاتك الحسنى يقصر عن مدى * أدنى علاها كل مدح يصنع
ورفيع مدح الخلق منخفض إذا * كان الكتاب بمدح مجدك يصدع
والحمد مقصور عليك ثناؤه * وعلى سواك لواؤه لا يرفع
وقال مادحا سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين بن علي ع:
يا سيد الشهداء يا من حبه * فرض وطاعته إطاعة جده
وابن الإمام المرتضى علم الهدى * سر الاله مبين منهج حمده
وابن المطهرة البتول ومن عنت * غر الوجوه لنور باذخ مجده
وأخا الزكي المجتبى الحسن الذي * نور الهدى من نور غرة سعده
وأبا علي خير أرباب العلى * وامام كل موحد من بعده
وافاك عبدك راجيا ومؤملا * منك الحبا ورضاك غاية قصده
فاعطف عليه بنظرة توري بها * يا خير مقصود شرارة زنده
وأنله منك شفاعة يمسي بها * من لطف باريه بجنة خلده
وأقله سطوة حادث الزمن الذي * أخنى عليه بجده وبجهده
فلأنت أكرم من همت أنواؤه * يوم العطاء لوفده من رفده
وقال يمدح بعض الأجلة العراقيين:
عدتك ويحك ذات الخال والشنب * فاذهب فما للغواني فيك من أرب
جانبت نهج العلى والمكرمات على * عمد فبت عن الأتراب في جنب
هن الكرائم ما واصلن منقطعا * عن النهى لم يصل للمجد من سبب
ولا ألفن عديم الفضل همته * هذر الفضول ومزج الجد باللعب
ولا رئمن بذيا راح منتفخا * كالبو يمرح مختالا من العجب
ولا خطبن من الابطال غير فتى * جم الكمال بديع النظم والخطب
ولا أبحنك ممنوع الوصال لمى * أحلى وأشهى لمشتار من الضرب
ممنعات فلا يدنين من وكل * يوما لهن ولا يدنين ذا ريب
وناعمات صقيلات الترائب ان * يمسن يسخرن بالأغصان والقضب
وناصعات أسيرات الحجال متى * يبرزن يهزأن بالأقمار والشهب
يمحضنك النصح قصر من خطاك فلا * ينال بالكد وصل الخرد العرب
ما كل طالب أمر نال مأربه * يوما وان لج عمر الدهر في الطلب
(١٤٦)

ما لم يكن قائلا في الفخر ها آنذا * ولم يكن قائلا بالأمس كان أبي
كالأوحدي الفتى المهدي من سمكت * اقدامه ساميات المجد والرتب
مولى حوى كل فضل في الوجود فلم * يترك على ظهرها فضلا لمكتسب
وعالم علم سامي الذرى أخذت * من علمه علماء العجم والعرب
هذا الثناء وما أوفيت حق أخي * مجد تجلى على الأيام من كثب
لله من كوكب باد وبدر على * هاد وبحر بموج الفضل مضطرب
من معشر ضربوا للمجد أخبية * بالنيرات غدت مشدودة الطنب
هم هم القوم كل القوم ان ذكروا * في الناس لم تلف منهم غير منتجب
بحور فضل فما في الكون من أحد * الا استمد الندى من مدها اللجب
وهاكها يا كريم الخيم قافية * تزري قلائدها باللؤلؤ الرطب
ما شام بارقها السامي أخو حنق * أحشاه من حسد مسعورة اللهب
فليس بدعا إذا ما قال ناظمها * انا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
ما التبر والتبن في شرع النهى شرع * وفي الحمية معنى ليس بالعنب
هل يجهل الفرق ما بين الفريد على * جيد المهاة وبين الزبرج الكذب
عطفا أبا صالح فالعطف من شيم الأمجاد * واسلم مدى الآباد والحقب
وقال في مجموعة بخطه تحوي شعره ونثره: لما ورد الوزير الأعظم
محمد نامق باشا والي إيالة بغداد ومشير أوردي الحجاز والعراق إلى النجف
الأشرف أجمع رأي العلماء ان يفدوا بأجمعهم إليه ويهنؤوه بما فتحه الله على
يديه وذلك بعد فتحه لقلاع الهندية واستيلائه على ذلك الرستاق الذي تمهد
بتمهيده قطر العراق سنة ١٢٦٧، وكنت أحد الوافدين إلى حضرته فأنشدته
هذه الأبيات التي وقعت منه موقع القبول وهي:
أقام الله فوق أبي خليل * رواق المجد ممدود السرادق
ومكن سيفه من كل باع * عنيد عن طريق الرشد مارق
ولا ينفك محروس المعالي * بعين الله مأمون الطوارق
ومحفوفا باجناد عليها * لواء النصر عمر الدهر خافق
وزير ذو مناقب قد تغنت * بها أهل المغارب والمشارق
فكم اسدى إلينا من اياد * هي النعم السوابغ في الخلائق
وكم جلى ظلام الظلم عنا * بسمر الخط والبيض البوارق
أطل على العراق وكان وعر * المسالك جم مزدحم البوائق
وفيه للفساد أقيم سوق فسوق * ذوي المعاصي فيه نافق
وللنفر العصاة به قلاع * ثلاث مشحنات بالبنادق
فهب إليهم بمثار عزم * يدك جوانب الهضب الشواهق
وجر لفل مجمعهم خميسا * بأمواج الردى والحتف دافق
وهدم بالمدافع ما أشادوا * عشية قد رمتهم بالصواعق
وقد شهدوا الغداة سعير حرب * تشيب لها من الفرق المفارق
وفرسان النزال أتت تهادى * كأطواد على الجرد السوابق
غدوا أيدي سبا ولهم قلوب * كأجنحة البغاث غدت خوافق
وبانوا عن قلاعهم وقالوا * ثلاثا للثلاثة أنت طالق
فاضحى الناس في دعة واضحت * مروج الأرض ممرعة الحدائق
بها الأغصان ترقص والقماري * ترجع بالغنا والماء صافق
وبتنا والورى في ظل عدل * المشير أبي الخليل على نمارق
وكم من قائل: هل زال عنا * العناء فقلت قد اضحى مفارق
وهل أمن الطريق؟ فقلت: لما * نجد أحدا له بالبغي طارق
وهل بقي الشقاق؟ فقلت: كلا * أزيل فلا شقاق ولا مشاقق
وهل بقي النفاق؟ فقلت: كلا * أبيد، فلا نفاق ولا منافق
وهل فتح العراق؟ فقلت ارخ * أجل! فتح العراق بسيف نامق
سنة ١٢٦٧.
ولما (١) انتهيت إلى قولي: أجل فتح العراق بسيف نامق ابتهج
وجعل يستعيد مني كل بيت أوله: وهل، ففعلت، فجعل يميس طربا وكلما
استمنحت منه الاذن بالانصراف يقول اجلس. وكلفني عمل قصيدة أخرى
في مدح السلطان وبيان حال ما انتهى إليه القطر العراقي في أيام ولايته،
فأجبته بالامتثال وانا منطو من رجاء حبائه على أكبر الآمال، حتى إذا تصرم
يومنا كالأمس وسمعنا صوت المؤذن وقد غربت الشمس أمر من كان
بحضرته وهو أمير لواء أو فريق ان ائتنا بطست وابريق فغسل وجهه ويديه
وخلل بكلتا سبابتيه أذنيه ومسح بباقي بلة كفه خفيه، ثم نهض قائما
لصلاته ونهضت آيسا من صلاته وأنشأت بعد ذلك هذه القصيدة الثانية
وأرسلتها إليه إلى بغداد وهي:
ارى طالع الأيام يفتر عن ثغر * كان عليه رونق الأنجم الزهر
وسود الليالي رحن بيضا زواهرا * يمطن نقاب البشر عن أوجه غر
وما في البرايا من مسود وسيد * سوى لاهج بالحمد لله والشكر
ومبتهل يمسي ويصبح قائما * على قدم في السر يدعو وفي الجهر
بتأييد خاقان الملوك عميدها * المجيد بن محمود المؤيد بالنصر
خليفة رب العالمين وظله * على خلقه الممدود في البر والبحر
وحامي ثغور المسلمين بهمة * عزائمها أربت على همم الدهر
عزائم طول الدهر في جنب طولها * وما بينها والنجم اقصر من شبر
فلو من أقاصي الغرب يسطو ببعضها * على الشرق امسى قابضا شفق الفجر
ولو أنه يرمي الفضا بأقلها * لطارت جبال الخافقين من الذعر
بها قصر دار الملك اضحى مشيدا * يماثل في احكامه هرمي مصر
وممدود سرداق الخلافة لم يزل * من الله مقصورا على ذلك القصر
مليك به الاسلام عز وقد علا * على الكفر والاسلام يعلو على الكفر
وسلطان حق شيد الدين فاغتدت * به ملة الاسلام مشدودة الأزر
حوى كل مجد في الوجود كأنما * له قد عنى من قال في سالف العصر
تجمع فيه ما تفرق في الورى * من الجود والمعروف والفضل والفخر
حياء ابن عفان وسطوة حيدر * وعدل أبي حفص وصدق أبي بكر
وقد طبق السبع الأقاليم عدله * وعم البرايا فيض معروفه الغمر
وساس الورى باللطف منا ولم * يزل أبر بخلق الله من والد بر
تهاب سراياه الملوك كأنما * تسير المنايا قبلها أينما تسري
وترجو عطاياه وترهب بأسه * فما برحت بين الرجا منه والحذر
ويسري إليها الرعب قبل مسيره * فيقتادها من حيث تدري ولا تدري
ولما رأى القطر العراقي شاكيا * لداء ثوى بين الجوانح والصدر
تلافى بموفور المفاخر نامق * تلاف الردى والضر عن ذلك القطر
وأنهى إليه الامر علما بأنه * أجل وزير قام بالنهي والامر
له طب بقراط وقوة آصف * وحكمة لقمان ومعرفة الخضر
يعالج بالآراء دار الشقا ولم * يعجل على الجاني بمصقولة تبري
ويصدر عادي الخطب قبل وروده * ويكره ان يلقى ذوي الشر بالشر
ويردع أرباب المعاصي عن الشقا * بقرع العصا في الأرض والزجر لا الجزر

(١) هذا الفصل كله مسجع فحذفنا جملة من اسجاعه.
(١٤٧)

ويقتلع الأدواء بالحلو مرة * واخرى إذا لم ينجح الحلو بالمر
ويعفو عن الجاني ويجبر كسره * وقد لا يكون الجبر الا مع الكسر
ويا رب أقوام أقاموا على الشقا * شقاقا ومن جهل أصروا على الامر
فحذرهم دهرا وانذرهم فلم...
وهل ينفع التحذير والوعظ معشرا * رعاعا غدوا من غمرة الغي في سكر
ولما أبوا الا العناد وصمموا...
رماهم باجناد تلف بمثلها * من العزم ما يغني عن الجحفل المجر
وقاد إليهم كل أشوس فاتك * بمصطدم الابطال أقدم من عمرو
وأصلف في الهيجاء من متنمر * وفي السلم أحيا من مخدرة بكر
كبكر حليف المجد والأروع الذي * حوى رتبا من دونها واقع النسر
أمير نظام ما سرى في كتيبة * إلى الحرب الا عاد بالفتح والنصر
ولما رأوا غلب الفوارس أقبلت * تهاوى كعقبان على ضمر شقر
وبيض الظبا مشهورة ترمق الطلى * معطشة اكبادها لدم النحر
وسمر القنا تهوى الصدور مواردا * وترنو إلى الأكباد بالأعين الخزر
ولم يجدوا من دافع لمدافع * غدت نارها تشوي الوجوه على الجمر
نووا هربا والرعب سد عليهم * فم السهل فانحازوا إلى المنهج الوعر
وفروا كان لم تغن عنهم حصونهم * وقد علموا ان لا محيص عن الفر
فأوسعهم عفوا وأصدر عنهم * صدور العوالي والمهندة البتر
وقد أصبح القطر العراقي لابسا * من العدل بردا نشره طيب النشر
وأرجاؤه مطلولة الروض غضة * تميس من الأفراح في حلل خضر
ترنحها أيدي المسرات والهنا * كما رنحت أيدي الصباطرة النهر
وتسجع للاقبال فيها عنادل * كما رجعت في الدوح صادحة القمري
وما في البرايا غير مسد لنامق * برود ثناء نمقتها يد الشكر
مشير له دون الأعاظم أصبحت * تشير بنان المجد والعز والفخر
أجل وجيوش المسلمين به اغتدت * ومنظمة الأجناد مشدودة الأزر
وأضحى به عبد المجيد مؤيدا * كما أيدت كفاه بالأنمل العشر
أخو همم لم يلف في الصيد مثله * لقرن إذا اصطك العوالي ولا ثغر
أنظم فيه جوهر المدح عالما * بان علاه لا يحيط بها شعري
وأطرب مهما رحت أطري مديحه * بنظمي فلم أبرح به مطربا مطري
فلما وصلت إليه أعجب بها غاية الاعجاب على أنه لم يزد من مجازاتي
على أن كتب إلي في الجواب: اما بعد فقد وصلت إلينا قصيدتك الفائقة
وفريدتك الرائقة وهديتك السنية وتحفة مدحتك البهية، وقد وقعت لدينا في
محل المحبوبية والمقبولية وصرنا لك من اجلها في كمال الممنونية والمحظوظية
بارك الله تعالى فيك ما أحسن قوافيك وأطيب نفحات فيك وكثر أمثالك في
البرية ووفقك لصالح الأعمال الخيرية انتهى ملخصا، فكأنني انما
امتدحته رغبة بصالح دعائه ومحبة لجميل ثنائه لا طلبا لمزيد حبائه، ومن ثم
وفر نصيبي منهما وما كان أغناني عنهما.
قال: ولما ارسل السلطان أمجد علي شاة ملك الهند إلى مولانا المؤتمن
الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر دام مجده أموالا يلتمس بناء حضرة
سيدنا الشهيد بأرض الكوفة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه سارع مولانا
المشار إليه في تشييد أركان تلك الحضرة وأتقن صحنها واحكم سورها وبنى
إلى جانبها مأذنة فطلب مني أيده الله نظم تاريخ فنظمت هذا التاريخ سائلا
من الله عز اسمه ان يعطينا على ذلك الثواب الجزيل فقلت:
ان سلطان سلاطين الملا * فخر أرباب المعالي والدول
حارس الاسلام حامي حوزة * الدين والايمان أعلى من عدل
ذو النهى أمجد علي شاة الذي * منح التاج وبالملك استقل
اصيد كم ملك سامي الذرى * في حمى ظل معاليه استظل
ومليك دين آل المصطفى * عز في أيامه والكفر ذل
وأغر لاح في أفلاكه * كوكبا علم وهدى وعمل
سيدانا المولويان ومن * كل فضل حويا من غير كل
أورداه منهل العلم الذي * كرعا من عذبه نهلا وعل
فجرى جري أبيه في الندى * والحيا من فيض كفيه استهل
رمق الدنيا فلما ان رأى * مربع الفضل بكوفان اضمحل
بذل الأموال لله وما راح * الا وهو اوفى من بذل
وأمد الأوحدي الماجد العلم * المفضال مولانا الاجل
عيلم العلم ومشكاة الهدى * فخر أهل العصر والغر الأول
لا يباري شاوه النجم علا * وفخارا عز باريه وجل
بأبي عبد الحسين اجتمعت * جمل الفضل وبالحسن اكتمل
ان ترده تلف بحرا طاميا * أو ترد تفصيل ما أجملت سل
شاد من أركان اعلام الهدى * ودعامات المعالي ما نزل
وبنى في الكوفة الغراء ما * طال فخرا وعلى الشعرى اطل
حضرة القدس التي في ضمنها * مسلم بل مهجة الاسلام حل
ناصر السبط وحاميه ومن * كان للدين حساما لا يفل
وبها أعلى لهاني منزلا * ومقاما دونه الجوزا محل
سيد المصر منيع الجار لا * يختشي في جانب الله العذل
واستنار الأفق من مأذنة * أذن الله بان ترقى زحل
لهج الذاكر في تاريخها * علنا حي على خير العمل
وقال مهنئا السيد صالح القزويني بقدومه من البصرة:
يا صالح الفعل والمولى الكريم ومن * يعزى لاشرف خلق الله من مضر
ومن سحائب كفيه متى وكفت * كفت جميع الورى عن واكف المطر
ومن متى أزهرت نورا خلائفه * يثمرن درا وكم نور بلا ثمر
انى يقاس بك الأدنى وهل أحد * يحكيك في سؤدد سام وفي خطر
أين الحصى ونجوم الأفق مزهرة * وأين وجه الثرى من هالة القمر
ان جاد غيرك أحيانا فكم سبح * العافون في بحر جود منك منهمر
لله أوصافك الغرا التي سطعت * نورا يفوق سناء الأنجم الزهر
لانت أكرم من يولي الجميل ومن * يعم بالفيض أهل البدو والحضر
ان جدت جدت بلا وعد يكون وان * تكن توعدت تعفو عفو مقتدر
تالله ان زمانا أنت فيه قضى * بالعدل في كل ما تهوى ولم يجر
فليهنئن بك دهر فيك أزهر * وليجرر على كل دهر ذيل مفتخر
ولتنعمن كل عين للورى كحلت * بنور طلعة ذاك المنظر النضر
لا زلت كهفا منيعا في الوجود ومن * يأوي بظلك مأمونا من الحذر
ولا برحت مدى الأيام في دعة * وصفو عيش ومن ناواك في كدر
قال وقلت في مدح ذي الرياستين والي بغداد الحاج محمد نجيب باشا
بلغه الله ما شاء:
براك آله البرايا نجيبا * فليس النهى فيك أمرا عجيبا
أتتك الوزارة تبغي الفخار * فوافت من المجد ظلا رحيبا
(١٤٨)

وجئت أخيرا فسدت الملوك * ورحت إماما وراحوا عقيبا
ولاذ بساحتك المسلمون * مخافة وقع الردى ان ينوبا
يرون لمجدك عدلا كبيرا * وحلما كثيرا وقدرا مهيبا
وجودا يطبق رحب الفلاة * جبالا وهادا جريبا جريبا
قمعت الفساد وسست البلاد * ببأس ينيل القلوب الوجيبا
ورأي متى يرم وجه السداد * بسهم فلا بد من أن يصيبا
تروح وتغدو عزيز اللواء * ويمسي عدوك مضنى كئيبا
وبدر سعادتك المستطيل * على النجم بادي السنا لن يغيبا
وعزم يحك مناط النجوم * ويغدو البعيد لديه قريبا
وحين نهضت تؤم البقاع * التي يمحق الله فيها الذنوبا
قصدت الحسين ابن بنت النبي * الامام الشهيد بظلم غريبا
وخير شباب الجنان الذي * لخير البرية كان الحبيبا
إمام لما مسه من ردى * أدمنا الأسى وأطلنا النحيبا
وأعظم مولى أصيب الفخار * وركن الهداية لما أصيبا
حقيق على كل طرف متى * ذكرنا مصائبه ان يصوبا
وزرت الوصي ابن عم الرسول * وزوج البتول الامام المنيبا
وباب مدينة علم النبي * المجلي عنه الردى والكروبا
وخامس أهل العبا صاحب * المواقف والحرب تبدي لهيبا
إذا ما دعا فارس للبراز * وأحجمت الأسد كان المجيبا
وحامي حمى الدين ما راح يوما * على نائب الدهر إلا صليبا
إمام البرايا علي المقام * وخير الأنام شبابا وشيبا
فنلت أبا احمد ما طلبت * وحزت من الاجر اوفى نصيبا
وجددت عهدا بمثوى تقدس * روضا وقد عبق الكون طيبا
ورحت وأنت أب للجميل * تنيل الحبا وتزيل الخطوبا
فلا زلت تلبس في أنعم * تدوم من النصر بردا قشيبا
قال: وقلت مادحا حضرة محمد نور الدين بك نجل الوزير الكبير
راغب باشا:
يا ابن الوزير الذي ألقت أعنتها * له المفاخر تسليما وإذعانا
وابن الأمير الذي عز النظير له * وعم نائله سهلا واحزانا
ورثت عن راغب في كل مكرمة * مجدا قديما وفخرا نال كيوانا
وطلت جاها وطاولت السماك على * وسدت بالمجد اشباها واقرانا
فبت أوفرهم عدلا وأكثرهم * بذلا وأغزرهم فضلا وعرفانا
حللت باليمن والالطاف ساحتنا * ورحت باليمن والإسعاف ترعانا
ان يمسك الغيث عنا ري وابله * فجود كفك أغنانا وأروانا
لانت عين أناسي الزمان وما * سواك امسى لعين الدهر انسانا
لله أوصافك الغر التي بهرت * كالشهب نورا وتعدادا وتبيانا
ليهن حضرتك الغراء حيث بدت * في جبهة الدولة العلياء عنوانا
وليهننا ما من البشرى تجللنا * غداة شمنا وميضا منك قد بانا
يا لائمي في مديحي ماجدا رفعت * يداه للجود والمعروف اركانا
اقصر فما مثل نور الدين من ملك * يولي أخا الود إبراهيم احسانا
مولى حوى جمل العليا وجر على * هام المجرة أذيالا وأردانا
وقد تردى كما يهوى مؤرخه * نورا وقلد نيشانا سما شانا
قال: وقلت فيه أيضا يوم أولم الوليمة العظيمة وضربت لها على
شاطئ البحر الخيام ليكون ذلك غير مضر بالأنام ساعة الازدحام وقد دعي
لها جملة العلماء وجماعة خدام الحضرة العلوية وكافة الكبراء والاشراف
وغيرهم من العساكر المنصورة، وذلك في أوائل شهر ربيع الثاني سنة
١٢٦٢:
بزغت محاسن وجه نور * الدين محمود السجيه
وتلامعت بسمات غر * غرته الصفات الراغبيه
فرع الوزارة والامارة * شمس دارتها المضيه
فرد الزمان وسابق * الأقران بالهمم العلية
أثر النجابة ساطع * بجمال طلعته السنية
شمس النهار ونور صبح * جبينه قمر العشية
غوث يحاكي الغيث واكف * كف راحته النديه
ومحلق بفخاره عن * خطة الخسف الدنية
ومجاوز ربع الهوان * بشامخ النفس الأبيه
قد راح يحكي عدله * عدل الملوك الكسرويه
ولربما أضحى أعز * على وارحم بالرعيه
مولى شربنا من حياض * وداده الكاس الرويه
ما زال يمنحنا جميل * مواهب الكرم الدفيه
وينيلنا ألطاف جدواه * الخفية والجليه
حتى دعا يوما مناديه * البرية بالسوية
واستنهض العلماء * والأشراف أرباب المزية
وجماعة الأدبا وأجناد * النظام العسكرية
لوليمة أنست مشاكل * هدها القضايا الحاتميه
ضربت لها في شاطئ * البحر القباب الألمعيه
وجفانها تحكي الجبال * مطاعم فيها شهيه
احشاء أهل البر والبحر * اغتدت فيها مليه
فلأكسين علاءه * حلل الثناء الأزهرية
ولأنظمن بمدحه * درر العقود الجوهريه
ولأهدين له مدى * الآباد أدعية زكيه
فعساه يعفو بعد ذلك * عن أخي الشيم الرديه
ولعلني يوما ألوح * بنور فكرته الذكية
لا زال ممنوحا بالطاف * الآله السرمدية
وقال يمدح نور الدين بك المذكور بهذه القصيدة وقد خمسها فاقتصرنا
على الأصل وتركنا التخميس وهي:
انبه دهري دائما وهو غافل * وألهو بسمر الخط وهي ذوابل
وما كنت أدري والأماني تقودني * إلى الرفع ان الدهر للخفض عامل
تقول أصحابي استقم تحظ بالمنى * فقلت لهم قد عوجتني الصياقل
وما زال متن القوس للسهم صاحبا * ووصف لوصف والقياس معادل
تقول فتاة الحي ما لك ضائعا * وذكرك من دون البرية خامل
فقلت لها ما لي سوى الفضل صفقة * ومذ خسرت خابت علي الوسائل
زمان الصبا ولى وللمرء في الصبا * غرور وهل يرضى التصابي كامل
وما لي وللظبي الكحيل وناظر * إلى سحره الفتان تنسب بابل
يغازي بجيش الصد قلب متيم * يباهي به شمس الضحى ويغازل
أعاتبه والعتب يعزيه بالنوى * وأعلم أهوال الهوى وهو جاهل
وتجرحني من غير سل لحاظه * ورب سلاح عند من لا يقاتل
وما الحب إلا حيرة غب نظرة * قضت ابدا ان لا يرى الحب عاقل
(١٤٩)

وما العمر إلا نجدة ونباهة * على قدرها يسمو اللبيب الحلاحل
ولما رأيت الجد للجد غالبا * وليس لتحصيل الفضائل حاصل
واني فيما نلت لا مستقر لي * ولو انني بين السماكين نازل
توطنت دارا لا يذل مقيمها * فما انا حتى يرحل العمر راحل
وأسبلت أثواب الخمول على المنى * فلا انا مأمول ولا انا آمل
وقولي لنفسي كلما جاش صدرها * مكانك ان الله للرزق كافل
فان خطت الأقلام نلت الذي جرى * بها أو تخطته فرأيك فائل
وقد يطلب العلياء من لا ينالها * وقد كثرت منه إليها الوسائل
وقد يدرك الآمال من ليس رائدا * لها ولدى الاقدار تخطي الحبائل
يكلفني ما لا أقوم بحمله * زمان برواد الخنا متشاغل
وكم قلت يا ليل الخطوب أ لا أنجلي * فقال اصطبر فالصبر للهم غاسل
وأصحاب هذا العصر نزر وفاؤهم * فمن اي شخص للوفاء تحاول
وإن أناسا قدمتهم وقاحة * وما منهم للمجد والفخر قابل
بجد ومجد عش وقل غير قانع * إلا في سبيل المجد ما انا فاعل
تفاوت أهل الفضل في الفضل مثلما * تفاوت وضعا في الأكف الأنامل
وشعر الفتى فاعلم دليل كماله * وللفضل عند الكاملين دلائل
ولو أنه سمي شعيرا سمت به * مخال وسامته الهوام الهوامل
أقمت زمانا لا أفوه به وكم * بخلت به والحر بالمجد باخل
ولو لم يعدوه كمالا تركته * وتبت وان الله للتوب قابل
ولكن نور الدين شعشع وجهه * قريحة صب بالقريض يساجل
وأحرزت أوصافا له فنظمتها * عقودا لها عقد الجمان مشاكل
أمير العلى بحر الندى أسد الشري * همام لأحزاب الجهالة خاذل
حليم ومن لم يؤت حلما مع العلى * فعما قليل نجم علياه آفل
تفرد في جميع الكمال فما إلى * سوى فضله لا زال يهرع فاضل
أيا ابن الذي في الفضل قد كان راغبا * وعنه تجزت في الأنام الفواضل
مكارمه الركبان سارت بصيتها * ولم تك تخفي في الظلام المشاعل
إليك يرد الامر أشكل حله * ورأيك في كل القضيات فاصل
حويت مزايا بعضها الفخر فاخترق * معارج لا يدنو لها المتطاول
شمائل رقت فاسترقت بلطفها * قلوب جميع الناس تلك الشمائل
سماح وإقبال ومجد وسؤدد * وحلم وانصاف وفضل ونائل
وأنت الذي لا تستخفنه ثروة * ولا كدرت مما يجود المناهل
أعيذك من أن تطبيك مطامع * وغيث الندى من بحر جودك ناقل
حمدت زمانا أنت يا سهم صدره * من الفضل عال والتفاضل سافل
وخير على الدنيا مقام امارة * حماها منيع ان يدانيه طائل
يسود بها في الناس من يجعل الحجى * إماما له يقضي به ويراسل
ليرضي سلطان السلاطين حكمه * وتخضع إجلالا لديه القبائل
ويحسن عفو المرء عند اقتداره * وفي ضمنه التأديب والزجر حاصل
وما ساد من يبغي الفساد وان سرت * بطاعته في الخافقين الجحافل
بامرك كل واقف عند حده * فبين الرجا والخوف راج ووحل
نوالك مأمول ورأيك صائب * وبطشك محذور وبأسك قاتل
ومن لم يتوجه الحجى فهو عاطل * ومن لم يعلمه الزمان فجاهل
أقامك رب الناس سيفا مضاؤه * ليفرج كرب أو تحل مشاكل
تنير فتمحو الظلم إذ هو قاتم * وتعشب روض الفضل إذ هو ماحل
وإن زمانا أنت عنوان فضله * زمان له في كل خير دلائل
ودونك من بحر القريض فريدة * تنظم مدحا ما له قط ساحل
قفت منك آثار الفضائل وانثنت * وهن قواف عن سواك قوافل
وللشعر ميدان وفيه فوارس * ومنهم إذا ما نقد القول راجل
يزخرف ألفاظا وليس وراءها * معان وما كالناقد النظم ناقل
وليس سواء عند مثلك بارع * نوائح بوم في اللوى وبلابل
بقيت لسر العقد والحل مرجعا * وقلبك في بحر الحقائق جائل
ودمت دوام الدهر والنحس خارج * وفقت مقام الشمس والسعد داخل
وقال راثيا سيد الشهداء ع:
هل في الوقوف على ربي يبرين * برء لداء في الفؤاد دفين
وهل الوقوف على الأماكن منقع * غللا وقد بقيت بغير مكين
حتا م تتبع لحظ طرفك مجري * العبرات إثر ركائب وظعون
وإلام تنفث مؤصد الزفرات عن * جمر بأخبية الحشي مكمون
تخفي الأسى وغريب شانك في الأسى * باد يفسره غروب شؤون
ولقد بلوت الحادثات وكان لي * في الخطب صبر لا يزال قريني
وتجلدي ما في كعوب قناته * لردى يريد الغمز ملمس لين
وزين حلمي لا يطيش لمحنة * جلت وان قطع الزمان وتيني
وغزير دمعي لا يذال مصونه * إلا لذل شامل في الدين
وحطوب آل محمد ضعفن من * أركان دين الله كل حصين
هم خيرة الباري ومهبط وحيه * حقا، وعيبة علمه المخزون
هم نور حكمته وباب نجاته * ابدا وموضع سره المكنون
امناؤه في ارضه خلفاؤه * في خلقه أبناء خير امين
وهم الألى عين اليقين ولاهم * من كل هول في المعاد يقيني
ما لي من الأعمال إلا حبهم * في النشأتين وحبهم يكفيني
مهما أسأت وقد نسأت رثاءهم * بدر الولا لرثائهم يدعوني
وإذا تقاعد منطقي عن مدحهم * نهضت جميع جوارحي تهجوني
أ وما درت تلك الجوارح شفها * رزء الأطائب من بني ياسين
وحديث فاجعة الطفوف إذا لها * دمعا به انبجست عيون عيوني
اني متى مثلتها سعر الجوى * مني بأذكى من لظى سجين
ومتى أطف بالطف من ذاك العرى * جعلت أراجيف الأسى تعروني
وذكرت ما لم انسه من حادث * ما زال يغري بالشمال يميني
حيث ابن فاطمة هناك تحوطه * زمر الضلالة وهو كالمسجون
وهم الالى قد عاهدوه وأوثقوا * عقدا لبيعته بكل يمين
حتى أناخ بهم بما يحويه من * آل وأموال وخير بنين
غدروا به والغدر ديدن كل ذي * أحن بكل دنية مفتون
ورموه لا عرفوا السداد بأسهم * من كف كفر عن قسي ضغون
ولديه من آساد غالب أشبل * يخشى سطاها كل ليث عرين
وأماثل شربوا بأقداح الولا * صافي المودة من عيون يقين
سبقوا بجدهم الوجود وآدم * ما بين ماء في الوجود وطين
وهم الالى ذخر الآله لنصره * في كربلا من مبدأ التكوين
لا عيب فيهم غير أنهم لدى * الهيجاء لا يخشون ريب منون
وعديدهم نزر القليل وفي الوغى * كل يعد إذا عدا بمئين
والكل ان حمي الوطيس يرى به * قبض اللوا فرضا على التعيين
مارنة الأوتار في نغماتها * أشهى لديهم من صليل ظبين
كلا ولا ألحان معبد عندهم * في الروع اطرب من صهيل صفون
(١٥٠)

ثاروا كما شاء الهدى وتسنموا * صهوات قب أياطل وبطون
وعدوا لقصد لو جرت ريح الصبا * معهم به وقفت وقوف حرون
وإذا الهجان جرت لقصد أدركت * قصبا يقصر عنه جري هجين
حتى إذا ما غادروا مهج العدى * نهبا لكل مهند مسنون
وفد الردى يبغي قراه وكلهم * حب القرى بالنفس غير ضنين
فلذاك قد سقطوا على وجه الثرى * ما بين مذبوح وبين طعين
وشروا مفاخرهم بأنفس أنفس * ينحط عنها قدر كل ثمين
طوبى لهم ربحوا وقد خسر الالى * رجعوا هناك بصفقة المغبون
وغدا عميد المكرمات عميدهم * من بعدهم كالواله المحزون
ظامي الفؤاد ولا معين له على * قوم حموا عنه ورود معين
يرنو ثغور البيد وهي فسيحة * شحنت مراصدها بكل كمين
ويرى كراديس الضلال تراكمت * وكأنها قطع الجبال الجون
ويكر في تلك الصفوف مجاهدا * كر الوصي أبيه في صفين
ويعود نحو سرادق ضربت على * أزكى بنات للهدى وبنين
وكرائم عبث الأسى بقلوبها * فغدت فواقد هدأة وسكون
يسدي لها الوعظ الجميل وذاك لا * يجدي ذوات لواعج وشجون
ونوائب عن حمل أيسر نكبة * منها تسيخ مناكب الراهون
ثم انثنى يلقي الصوارم والقنا * باغر وجه مشرق وجبين
قسما بثابت عزمه واليتي * بثبات عزمته أبر يمين
لو شاء اقراء الردى مهج العدى * طرا لأضحت ثم طعم منون
أو شاء افناء العوالم كلها * قسرا لأوحى للمنايا كوني
انى ومحتوم المنايا كامن * ما بين كاف خطابه والنون
لكن لسر في الغيوب وحكمة * سبقت بغامض علمه المخزون
وخبا ضياء المسلمين ومحكم * الذكر المبين غدا بغير مبين
وبنات خير المسلمين بززن من * دهش المصاب بعولة ورنين
من كل زاكية حصان الذيل ما * ألفت سوى التخدير والتحصين
ولصونها أيدي النبوة شيدت * من هيبة الباري منيع حصون
وأجل يوم راح مفخر هاشم * فيه أجب الظهر والعرنين
يوم به تلك الفواطم سيرت * اسرى تلف أباطحا بحزون
من فوق غارب كل أعجف عاثر * في السير صعب القود غير أمون
وتقول للحامي الحمى ومقالها * كدموعها من لؤلؤ مكنون
عطفا علي ولا أخالك إن أقل * عطفا علي تغض طرفك دوني
أ ولست تنظرني وقد هتك العدى * خدري وهدمت الطغاة حصوني
من بعد أن تركوا بنيك على الثرى * ما بين مذبوح وبين طعين
وقال يهني خليل بك الأسعد بزفاف:
زهت هذه الدنيا سرورا وأزهرت * رباها بأنوار الهنا وسهولها
وجادت وكان البخل بالخير شأنها * وقطع رجاء الآملين سبيلها
ووفت عطاء المستنيل من المنى * وقد كان محروم المنى مستنيلها
ليالي سعد ملكت لابن أسعد * زمام التي في الكون عز مثيلها
محجبة القصر التي قد ترشحت * بمنعبق الفخر القديم ذيولها
وتلك التي قد طالت الشهب من أبت * سوى كهفها السامي الذرى لا يطولها
ملاذ النهى حتف العدى عيلم الندى * خليل المعالي بدرها وكفيلها
أبو المجد وضاح الفخار وإن تسل * عن المكرمات الغر فهو سليلها
من العصبة اللاتي تسامت فروعها * وطابت غروسا في الزمان أصولها
على كل عصر ساد في الدهر عصرها * أجل وعلى الأجيال قد ساد جيلها
وله في زفاف السيد كاظم ابن السيد احمد الأمين الحسيني العاملي ابن
عم والد المؤلف وهي أول شعر نظمه في التهاني:
أيها الراكب المجن غراما * أينقا نحو بارق تترامى
وعوال شوازب كقسي * تركتها يد المغذ سهاما
تتحامى إلى السرى وبها من * قبس الوجد لأهب يتحامى
حي عني الاحياء من آل ودي * واقرأن من عرفت مني السلاما
وبسلع سل عن فؤاد مضاع * لم يزل في رباعها مستهاما
وإذا ما بدت لعينك نجد * أو تراءت لديك دار إماما
وعهود اللوى فثم مغان * كن للغيد مرتعا ومقاما
وغرانيق ما حفظن عهودا * لمحب ولا رعين ذماما
وبجيرون جائرون أباحوا * من دم المستهام شيئا حراما
وأضاعوا حق امرئ وزعته * لفتات ألمها عراقا وشاما
فعلا ما هذا التجافي علا ما * والى ما هذا التنائي إلى ما
ليس من شرعة الهوى إن ارى في * حلبات الهوان مضني مضاما
يا خليلي للهوى عطفات * تورث الصب لوعة وسقاما
عللاني بذكر سالف عهد * وأديرا سلافة أو مداما
وانشرا خاطري بنشر حديث * طالما ضاع منه نشر الخزامي
وأعيدا علي أفراح عرس * أودعت مهجتي سرورا مداما
يوم زفت لنجل احمد خود * كرمت محتدا وعزت مراما
كاعب ما رأت سوى الخدر مغنى * وبيوت العلى ذرى ومقاما
ورداح زهت على الزهر معنى * وعلى الزهر نظرة وابتساما
نهبت من صفائح البيض جيدا * ومن السمر معطفا وقواما
وأقامت بخير مغنى لاوفى * من عرفنا من الكرام احتراما
فهو الكاظم الذي لم يزل في * كل آن إلى العلى يتسامى
وأخو المجد والعلى من لعمري * طالما راح للمعالي إماما
من بني احمد الذين إذا ما * عد أهل الزمان عدوا كراما
فهناء وكلنا شرع في * فرح بين جانبي أقاما
واليك المحب أهدي قواف * حسنت مبدأ وطابت ختاما
دمت في نعمة الهنا والتهاني * تتهادى إليك عاما فعاما
ما ألم النسيم وهنا وهزت * مائسات الأغصان أيدي النعامى
وله يرثي الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء:
إليك فؤادا لا تمل نوادبه * ودونك دمعا لا تغب سواكبه
لعمر أبي لم يبق في القوس منزع * غداة حدا الحادي وزمت ركائبه
ودار التصابي باد للبين رسمها * وليل دجى الأيام مدت غياهبه
هو الدهر لا يلوي لشاك تقاذفت * به غمرات أردفتها سحائبه
فكم صال فتكا غير مثن عنانه * لسلم وكم كرت لحرب كتائبه
أباد ذوي التيجان من عهد آدم * وكسرى على ذحل قضى ومرازبه
ولا مثل طود غاله غائل الردى * فمادت أعاليه ودكت جوانبه
وبحر بعيد المد عب عبابه * وقد طبق الدنيا وجاشت غواربه
وبدر علوم قد تغيب نوره * فاظلم أفق الدين وأغبر جانبه
فذاك علي نجل جعفر من سمت * على هامة الجوزاء فخرا مناقبه
قضى فقضى الدين الحنيفي بعده * وسدت لعمري طرقه ومذاهبه
(١٥١)

أقول على الدنيا العفا إن عصرنا * لقد كثرت زلاته وغرائبه
وها انا مذ نيطت علي تمائمي * يحاربني يا ويله وأحاربه
ومن حارب الأيام والدهر جاهدا * فاجدر به أن ينثني وهو غالبه
ذروني اسل ماء الجفون لتنطفي * لواعج ما ضم الحشا و جوانبه
ففي النفس أمر ضاق عن وسع بعضه * برغمي اكناف الحمى وسباسبه
ويا طالما ضر الحليم اصطباره * وجرعة الورد الذعاف مشاربه
لتبك المعالي ما استطاعت لماجد * مضى فمضت من ذا الزمان أطائبه
وتبكي علوم الآل مبدئ عويصها * إذا ما ظلام الجهل مدت غياهبه
فيا هاجرا حاشاه لا عن ملالة * وتارك وجد لا يبارح لاهبه
علمنا بان العلم قوض والأسى * تزايد والسلوان عزت مطالبه
تعاظم هذا الخطب فالناس واحد * أباعده فيه استوت وأقاربه
أعزيكم يا آل جعفر عن فتى * بعيد مناط الفخر جم مواهبه
أخو همم لا الدهر بالغ شأوها * وصارم عزم لا تفل مضاربه
وبحر علوم لا يمل حديثه * جليس ولم يكتب سوى الخير كاتبه
وثم معال لا أطيق عدادها * ثناء وهل يقوى على الرمل حاسبه
فصبرا بني العلياء فالصبر مغنم * تبشر بالأجر الجميل عواقبه
فأنتم جبال الحلم في كل أزمة * وطالعه وقف عليكم وغاربه
نجوم سماء كلما انقض كوكب * بدا كوكب تاوي إليه كواكبه
ولا زال رضوان المهيمن واصلا * ثرى حله مولى الفخار وصاحبه
ولا برح الرحمن يهدي له الحيا * وكل امرئ يهدي له ما يناسبه
وقال بعد أن وردت إليه عدة قصائد من الشيخ طالب البلاغي من
النجف إلى جبل عامل مجيبا له:
يا رعى الله بلبنان مقاما * وحمى في سفحها قوما كراما
وسقى عهد الصبا في ظلها * عارض يمطرها الغيث الركاما
يا خليلي إذا ما جئتما * بعد وخد في فيافيها الخياما
فاقرءا مني على سكانها * وعليها أبد الدهر السلاما
جيرة جاروا على ضعفي وما * رحموا صبا معنى مستهاما
أودعوا قلبي لما ودعوا * بالغضا منه حريقا وضراما
وأنالوني عن الوصل الجفا * وأراعوني وما راعوا ذماما
لست أسلو عهدهم أو ينثني * عن معاليه أخو مجد تسامى
عالم حبر تقي ماجد * طالب من راح للفضل إماما
بدر علم وكمال نوره * ملأ الدنيا فجاجا وأكاما
وعليم حل أعلا رتب * شمخت مجدا وقد عزت مراما
وأخو عزم وحزم ونهى * ومقام طاول الشهب مقاما
وعميد العلم والندب الذي * شاد في الدين ربوعا ودعاما
وفريد الدهر والبر الذي * بالتقى والفضل للعيوق هاما
يا أخا البدر كمالا وسنا * وقرين المجد عزا واحتراما
وأبا الافضال والخلق الذي * قد حكى الروض أ ريجا وابتساما
هاكها شامية قد زفها * لك ذو ود على العهد أقاما
تتهادى وعليها نفحة * من أريج الرند أو نشر الخزامي
ترتجي منك قبولا ورضا * عن أخي حزم لها صاع النظاما
دمت كهفا للعلا مشتملا * بردة الفخر سليما لن تضامى
وله يمدح السيد محمد الأمين الحسيني عم مؤلف الكتاب ويهنيه
بالعيد:
سلام كما ارفضت عقود السحائب * علي الطيب ابن الأكرمين الأطائب
تحية مشتاق إلى الطلعة التي * سنا نورها يجلو ظلام الغياهب
إلى ماجد سمح البنان مهذب * أبر الورى من عجمها والأعارب
هو الندب والمولى الهمام الذي سما * إلى غاية من دونها كل ثاقب
محمد يا غيث السماح ومن غدا * له مفخر سامي الذرى والمناكب
فتى جدد الايمان من بعد ما عفا * وقرب منه كل ناء وعازب
تقي يخاف الله سرا وجهرة * وحاشاه من تضييع ندب وواجب
فصيح فما قس يقاس إذا انتضى * شبا مرهف ماضي الغرارين قاضب
فلو أنه في سالف الدهر يقتنى * لزين به جيد الغواني الكواعب
لقد جمعت فيه الفضائل إذ غدا * يرى الجود والمعروف أعظم واجب
تبارك من حلاه عقد فضائل * يقصر عن احصائها كل حاسب
أيا ماجدا يأوي من المجد والعلا * لا شرف مأوى أو لخير المراتب
أبثك أشواقا إليك تركتني * طريحا على جمر الغضى المتلاهب
وأسكنني ما بين قوم وجوههم * تلوح بسيماها وجوه المثالب
أمانع نفسي عن هجاهم وانما * لعمري رأيت الهجو ضربة لازب
إذا كنت يا رأس الأكارم سالما * فحسبي به عن كل دان وغائب
ودونكها بكرا تروم صداقها * قبولا وصفحا عن كثير المعائب
هدية مولى صاغها بنت ساعة * تهني بعيد بالمسرة آيب
ولا زلت محبورا من الله بالمنى * على ثقة منه بحسن العواقب
وقال بعد مجيئه إلى جبل عامل وأرسلها إلى الشيخ محمد رضا من آل
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء بالنجف الأشرف:
إليكم نفثة صب ما سلا * على النوى عهدهم ولا قلا
وها كم جذوة صدر قبست * من جمر احشاء المعنى شعلا
أحبتي ما بنت عن ربعكم * متخذا في الناس عنكم بدلا
كلا ولا ارتضيت لي سوى الحمى * لا والحمى والساكنية منزلا
وبالرضا لا والرضا لم ابغ عن * دار بها حل الرضا تحولا
وانما طوح بي عن أرضكم * أمر سقاني المر صابا حنظلا
وساقني للجبل الأقصى ومن * جبلتي إن لا أود الجبلا
وها انا أطوي جوانحي على * نار جوى وطيسها لا يصطلى
واسفح الدمع على وجه الثرى * منهمرا منهمعا منهملا
لا غللي تجفف الدمع ولا * منهمع الدمع يطفي الغللا
وكيف تطفى غلل الصب الذي * أمس بأصفاد النوى مغللا
يا جيرة المثوى الذي ارجاؤه * معقل نجب الأنجبين النبلا
إن بان عنكم منزلي فأنتم * بين ضلوعي لن تزالوا نزلا
أو شط جسمي عنكم فمهجتي * لديكم لم تبغ عنكم حولا
وإن أكن فضلت يوما معشرا * عليكم فلا عرفت الفضلا
وإن عقلت بسوى حماكم * رواحلي ما كنت ممن عقلا
أ أسكن الشام ومن واليتهم * في النجف الأعلى وطف كربلا
وارتضى بعد ولائي لهم * بعدا إذا كذبت في دعوى الولا
فيا لها من محنة رحت لها * مشتت البال كئيبا مبتلى
ويا لها مصيبة توجب إن * أكثر من قولي لا حول ولا
هذا وإن أصبحت ممنوع المنى * بحمل اثقال العنا موكلا
فلي أسىء مهما عراني من أسىء * بخيرة الخالق من هذا الملا
أئمتي وسادتي وقادتي * إلى النجاة آخرا وأولا
(١٥٢)

فإنهم هم لا سواهم جرعوا * من مضض الأيام كأسا ماحلا
وحملوا من دهرهم ما لم تطق * له شناخيب الفلا تحملا
ولم يكونوا نزلوا في منزل * إلا وامسى للرزايا منزلا
وهذه الدنيا بهم ضاقت فلا * يرون عن ضيم بها مرتحلا
بلى وهم قد اخرجوا من دارهم * وانزلوا في دار كرب وبلا
جلت رزاياهم وللحشر غدت * تضرب أهل الأرض فيها المثلا
كم من دم زاك لهم محرم * أصبح في محرم محللا
قد كنت ارضى مع جواري لهم * بالخفض عن رفع الورى معتزلا
فكيف بي وقد ارى جوارهم * أحلني ارفع غايات العلى
وعامل وإن علا حظي بها * أعدها عامل خفض كعلى
وكتب إلى السيد محمد الأمين الحسيني عم المؤلف من النجف إلى
جبل عامل معزيا له بأخيه السيد محسن وقد توفي في النجف مهاجرا في
طلب العلم وراثيا له بما هذه صورته:
ما لي كلما حاولت انتعاش جسمي من موبقات الأحزان والنوائب
وأردت انتقاش فهمي في صحائف بلوع الآمال والمآرب عرض لي فادح أو
هي قوى جلدي وفت أعضائي وعضدي واسلمني إلى جيوش العطب
والحزن وسلط علي دواهي الكرب والمحن وأناخ بكلكله على ربوع ارتياحي
ومعاطن نجاحي وسدد سهام قسي غدره لإصابة غرض مسرتي وإفراحي إن
سالمت لا انتفع بمسالمتي وإن خاصمت لا أملك دفع الردى في مخاصمتي وانى
لي بالانفلات من شرك دنيا طبعت على الغدر مصائدها وجبلت على المكر
مكائدها ترمي بأسهم جورها فلا تخطي وتأخذ الخليل بعد الخليل وهي
تضن أن تعطي فلا يصح سقيمها ولا يرقى سليمها ولا تجلى غمومها ولا
تندمل كلومها وعودها كاذبة وسهامها صائبة لا تقيم على حال ولا تمتع
بوصال ولا تسمح بنوال:
وتلك لمن يهوى هواها مليكة * تغرره أفعالها والطرائق
إذا عدلت جارت على اثر عدلها * ومكروهة عاداتها والخلائق
وما كفاها ما فعلت بالسلف الماضين من الآباء والبنين والاحباء
والأقربين حتى دهتنا أبعد الله دارها ولا قرب مزارها بفقد انسان عين
الوجود وعين انسان كل موجود أنيس بالمحراب في الأسحار ومحيي سنن
التهجدات والاذكار والناهض بتشييد ما انطمس من ثناء المجد والفخار
والجاهد بتمهيد ما اندرس من علوم آبائه الأبرار:
العالم العامل الموفي بمفخره * على السهى وكذاك الماجد الحسب
السيد السند المفضال خير فتى * زاك لأشرف خلق الله ينتسب
الفائق أهل زمانه بجلاله وكماله والمحسن في أقواله وأفعاله:
ملاذي عصامي مؤنسي سيدي الذي * يزول به غمي ويعلو به قدري
وكهفي من الأيام إن ناب حادث * أبث له حزني وأشكو له أمري
فجددت علينا ما خلق من جلابيب الأحزان وأنفذت إلينا كتائب
الكابة والأشجان وأسالت العيون مع الدموع وأوقدت جمر الغضا ما بين
محني الطلوع فيا له من فادح حطم أركان الهدى وأورد الفضل موارد الردى
وملمة لا تقابل بجميل الصبر وثلمة في الدين لا تسد عمر الدهر:
مصاب ما السلو به مصاب * ولا الصبر الجميل له جميل
ولقد أصبحت لما عراني من الكمد ودهاني من النكد الذي لا يقوم به
جلد ابل وجه البسيطة بدمع مدرار وكلما رآني راء تمثل بقول أبي الحسن
الجزار:
يا أخا مالك ويا من له * الخنساء أخت ويا أبا لمعاذ
فانشد عن مناجاتي ما قاله ابن الساعاتي:
لم يبق في هذه الدنيا لنا أرب * فقل سلام عليها غير محتشم
فليت أن زمانا فات دام لنا * وليت أن زمانا دام لم يدم
وما برحت أكابد من الوجد ألما لا يبارح وأواري أوار النار بين
الجوانح وأتذكر أياما مضت ما كان أبهاها وليالي قد انقضت ما كان أسناها
وساعات تصرمت ما كان أحلاها وآنات لم يبق منها سوى أن أتمناها:
ولما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
ورب خلي يؤنبني على الدمع الهتون ويفندني على ملازمة الوجد
والشجون قائلا أين الأهلون والأقربون وأين القرون الذين توالت عليهم
السنون وطحنتهم رحى المنون وانا إليه راجعون:
إذا كان هذا حال من كان قبلنا * فانا على آثارهم نتلاحق
ومن صاحب الأيام في العمر مدة * فلذاتها لا بد منه طوالق
فاسمع الخطاب وحقق الجواب وإن لكل أجل كتاب:
وفوض إلى الاقدار امرك كله * إذا جرت الأقدار لا ينفع الحذر
وما كل من يشكو يغاث إذا شكا * وهل تنفع الشكوى لمن مسه الضر
يثاب الفتى رغما عليه بصبره * وليس ينال الاجر من فاته الصبر
ولازم هوى الأيام واصبر لحكمها * فمن عاند الأيام عانده الدهر
ومن قامر الأيام في ثمراتها * فاجدر بها أن تنثني ولها القمر
ولا تبر من أمرا له الدهر ناقض * فهل ممكن ابرام ما نقض الدهر
فأقول لذلك القائل المطيل من الوعظ حيث لا طائل أ ما علمت أن
الأمر عظيم والخطب جسيم وفي القلب جراح وما على كل ميت يناح:
يؤنبني جهلا وما بين اضلعي * لهيب الغضا يزداد وقدا على وقد
ويكثر من لومي عذولي وأدمعي * تخبره ان الملامة لا تجدي
فيا ليتني لم اسمع مقالة من نعاه فإنه ما نعى إلا دروس المدارس
وخمول المجالس وتعطيل القوانين وتعظيم شعائر الدين كيف لا وهو العالم
النحرير والفاضل المبرز في التحرير والتقرير فحق للمدارس ان تنعاه
وللمساجد ان تندبه وترعاه وللمفاخر أن تحزن عليه مدى الأبد وللفضائل
أن تبكي عليه بدمع سرمد وأقسم لولا مخافة أن أكون خارجا من ربقة قوم
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون:
لنحت كما ناحت على صخرها التي * قد اتخذت من بعده العمر مأتما
ورحت أضاهي في البكا بعد مالك * زمام المعالي والفخار متمما
بيد أني رأيت كثرة النوح لن ترجع ما فات وشدة البكاء لن تدفع ما
هو آت وأن الموت قد خط على من في الأرض والسماوات خط القلادة في
جيد الفتاة:
وإن جميع الخلق لا بد هالك * وليس سوى الله العظيم بدائم
ولو كان في الدنيا يخلد واحد * لخلد خير الناس من ولد آدم
فمن أجل ذلك تعزينا بعزاء الله وسلمنا له عز وعلا ما جرى من
محتوم قضائه سائلين من كرم جوده العميم وفضل احسانه القديم ان يلهمنا
(١٥٣)

وأهله على ما أصابنا الصبر الجميل ويمنحنا بما نابنا الاجر الجزيل وفي الله
جل عن كل فائت لنا خلف:
ولي سلوة عن كل ماض بفتية * وجوههم في الناس كالأنجم الزهر
لهم فلك العليا محل وبدرهم * محمد من أوفى سناء على البدر
فتى جمع المعروف كهلا ويافعا * وساد الورى بالمكرمات وبالفخر
وندب جرى والنجم في حلبة العلى * فحاز رهان السبق في مركز النسر
همام تردى بالمكارم فاغتدى * منيع الذرى سامي المراتب والقدر
نشرت مزاياه بنظمي فانبرى * نظامي من أوصافه طيب النشر
ومن بعده المهدي فرع العلى ومن * به أضحت العلياء مشدودة الأزر
فيا أيها الأمجاد صبرا على الردى * فلا شئ أولي بالكرام من الصبر
بقيتم لنا ذخرا وللفضل موئلا * وللخائف اللاجي أمانا من الضر
ودمتم مدى الأيام كهفا لأهلها * ولا أمكم من بعده طارق الدهر
ولما نصب له أعلى الله تعالى مقامه مجلس الفاتحة ثلاثة أيام وعقد له في
الحضرة المقدسة أيضا مجلس الترحيم العام رثيته بحسب الإمكان بهذه
الأبيات في ذلك المقام وهي هذه:
هو البين لم يستبق في القوس منزعا * ولم يبق للعاني من الوجد مفزعا
نوى ظعنا والوجد باق وقد غدا * له جلدي يوم الرحيل مشيعا
ولي كبد قد شفها بعده النوى * وقلب براه الحزن حتى تقطعا
وأحشاء ملهوف معنى أذابها * جوى البين فانهالت من العين أدمعا
ولا عجب ان بت حلف كآبة * أخا حسرات شاحب الجسم موجعا
فاني سلبت الصبر قسرا وقد غدا * لي الوجد لا ما يدعيه من ادعى
فيا ظاعنا لأمسك السوء انني * لفقدك لا انفك مضنى مروعا
ويا هاجرا حاشاه لا عن ملالة * ومودعنا نار الجوى يوم ودعا
علمنا بان المجد قوض والأسى * تزايد والمعروف اضحى مضيعا
إذا هتفت بي غر أوصافك التي * سمت أنجم الأفلاك نورا وموضعا
تأوهت عن وجد وأصبحت من أسى * يزيل القوى أطوي على الجمر أضلعا
لئن غالبتك الحادثات وأصبحت * ديار المعالي يوم أزمعت بلقعا
فكم قد غلبت الحادثات وكم غدا * بجدواك روض الفضل والجود ممرعا
وأن تمس رهنا في التراب مغيبا * غريبا وشمل العلم يمسي موزعا
فكم كنت للأيام انسا وبهجة * وللفضل والتقوى محلا ومجمعا
فيا واحد الأيام وابن عميدها * وأكرم ندب من لؤي تفرعا
سعيت إلى كسب المعالي ونيلها * فكنت بحمد الله أكرم من سعى
لك الخير هل من أوبة تثلج الحشا * وتطفي لهيبا بين جنبي مودعا
فكم جدت بالوصل الذي أنت أهله * ولم تتخذ الا الوفا لك مهيعا
سقى عهدك الماضي ملث سحابة * أبى مدة الأيام ان يتقشعا
ومن الغريب ما وجدناه في بعض المجاميع في النجف سنة ١٣٥٢ من
نسبة هذه القصيدة إلى المترجم في الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ
جعفر صاحب كشف الغطاء وتعزية ذويه ومدح الشيخ مرتضى الأنصاري
وهذا ما وجدناه منها:
هو البين لم يستبق في القوس منزعا * ولم يبق للعاني من الوجد مفزعا
غداة أبو المجد الأثيل محمد * ملاذ النهى والعلم بالرغم أزمعا
نوى ظعنا والوجد باق مكانه * له جلدي يوم الرحيل مشيعا
ولي كبد قد شفها بعده النوى * وقلب براه الحزن حتى تقطعا
وان لكم بعد افتقاد محمد * عزاء بمن قد شاد للدين أربعا
هو المرتضى بدر الهدى حجة الورى * منار التقى من راح للفضل منبعا
امام له عقد الولاء وقد غدت * لعلياه أعناق البرية خضعا
وحيا الحيا رمسا بلطف سحابه * أبى مدة الأيام ان يتقشعا
وله في الحاج محمد علي باشا أمير اللواء لما زار أمير المؤمنين ع:
الا قل لندب حوى المكرمات * وفوق عروش الفخار استوى
محمد علي العلي المقام * عميد النظام أمير اللوا
حثثت ركاب السرى في المسير * مجدا بحيث يشاء الهوى
فوافيت مشهد قدس به * امام الأنام علي ثوى
فنلت لدى رمسه ما نويت * وللمرء من عمل ما نوى
فداو الجوى بثراه فذاك * لداء الجرائم نعم الدوا
ونعليك فاخلع باعتابه * فإنك منها بوادي طوى
حوى عظم الأجر تاريخه * فارخ لأعظم اجر حوى ١٢٦٩
وله فيه:
يا وزيرا حوى المعالي وأضحى * لعلي بعد النبي سميا
أنت اسمى من كل ندب تسمى * في البرايا محمدا وعليا
كم أناجي ربي ليبقيك غوثا * أبد الدهر راضيا مرضيا
وأناجيه أن تدوم معاذا * كمناجاة عبده زكريا
وقال رحمه الله يرثي المرحوم السيد محمد ابن السيد جواد صاحب
مفتاح الكرامة ويعزي عنه عمينا المرحومين السيد محسن والسيد محمد الأمين
وابن عم والدنا السيد كاظم وولدي المتوفى السيد حسن والسيد حسين
والشيخ رضا بن زين العابدين العاملي رحمهم الله تعالى جميعا:
بوائق دهر أردفت ببوائق * لقد طرقتنا كل يوم بطارق
تشن علينا غارة بعد غارة * كثير بها نهب القلوب الخوافق
وما الدهر الا مثل ظل سحابة * يمر ولا الدنيا سوى لمع بارق
كأني لم انظر إلى غير غارب * إذا نظرت عيني إلى ضوق شارق
لقد خطفت ابصارنا ببروقها * وما الحتف الا في بروق البوارق
أذاق الورى صرف المنية صرفها * وهل أحد من صرفها غير ذائق
وكم رصدت منا اختلاس حياتنا * وكم راقبت منا النفوس برامق
وكم أكلت لحم السباع سباعها * وألقت عراق العظم منها لعارق
وكم قطعت منا قلوبا تفصلت * بوصل المنايا وانقطاع العلائق
وكم أججت في القلب نارا خطوبها * قد اشتعلت بالشيب منها مفارقي
وكم صاحب في كل ارض مودعي * وكم من خليل كل يوم مفارقي
وكم راحل نحته عني يد الردى * وأقصته عن جنبي وكان ملاصقي
وكم مدت الاحداث باع صروفها * لكل طويل الباع عبل المرافق
لقد فوقت سهما فاصمت محمدا * فخر كما خرت شمام الشواهق
وما هي ان أصمته أصمته وحده * ولكنها اصمت جميع الخلائق
فتى حاز اقصى المجد بالفضل يافعا * وحاز العلى والعلم غير مراهق
أجل فقيد من لؤي بن غالب * وأشرف سبط للكرام العرائق
وأعظم مخلوق على الله وافد * وأكرم من لبى لدعوة خالق
لقد نهضت فيه إلى المجد همة * وما عاقها عن نيله من عوائق
بنفس أبت الا الاباء سجية * كما قد أبت الا استباق السوابق
(١٥٤)

فداست طلى المجد الأشم بأخمص * وحكت مناط النجم منها بعاتق
أخو همم لم تبق فضلا سابق * علاها ولم تترك فخارا للاحق
له عضب فكر ما انتضاه بمعضل * فاغمد الا في خلال الدقائق
فما نافع من بعد فقد محمد * بقاء ولا العيش الهني برائق
لقد راح للحور الحسان معانقا * كما كان للعلياء خير معانق
تفيض على مصفر وجنة دهره * دموع العلى محمرة كالشقائق
فيا للمنايا أمطرتنا فزمجرت * فوادحها منهلة بالصواعق
إذا هي ساءتنا مسكنا بمحسن * إلى كل من ساءته من مس الطوارق
همام طما في صدره بحر علمه * ففاض بفضل في البرية دافق
يضيق الثنا ذرعا ببعض صفاته * وليس نداء عن ثناه بضائق
مناقب تنحو كالكواكب جانب * المغارب في أنوارها والمشارق
لقد أنطقت في شكرها كل صامت * كما أخرست عن ذكرها كل ناطق
وانا رضينا بالرضا عن دوائر * سقتنا المنايا بالرزايا الذوائق
فتى فاق بالعلم الأنام وبالتقى * فكان على من فاق أول فائق
فللفضل والتقوى أجل مصاحب * وللعلم والفتوى أجل مرافق
وان لنا دون الورى بمحمد * الأمين سلوا عن أجل مفارق
همام قفا آثار آبائه الأولى * هم شرعوا للمجد بيض الطرائق
هم القوم لولاهم لما عرف الهدى * ولا امتاز منا مؤمن من منافق
ولي ان أغاظتني الحوادث أسوة * بكاظم غيظ في حلول البوائق
جرى طلقا في حلبة العلم والعلى * فكان بطرق الفضل أسبق سابق
إلى غيره تنمى المجازات في العلى * ولا ينتمي منها لغير الحقائق
خلائق ضاعت كالحلوق بنشرها * وما النشر الا طيب نشر الخلائق
وبالحسنين ابنيه تسلى همومنا * وتجلى خطوب الرزء عن كل وامق
هما ثمرا دوح من الفضل مثمر * وفرعان من فرع من المجد وأرق
سقى الله قبرا ضم أكرم ماجد * ورواه صوب العفو منه برائق
وقال يمدح الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
بقصيدة قافيتها الخال عارض بها قصيدة الشيخ عبد الحسين آل محيي الدين
وقصيدة الشيخ موسى ابن الشيخ شريف آل محيي الدين في مدح الشيخ
حسن المذكور وذلك عندما وردت قصيدة بطرس كرامة الخالية في داود باشا
والي بغداد وطلب من أدباء العصر معارضتها فابى ذلك الشيخ صالح
التميمي ونظم القصيدة الرائية المشهورة وتخلص فيها إلى مدح داود باشا
وأجاب إلى ذلك عبد الباقي العمري فعارضها بخالية مذكورة في ديوانه
وعارضها المترجم والمذكوران وجعلوا ذلك في مدح الشيخ حسن المذكور
فقال المترجم والنسخة كثيرة الغلط:
أشاقك من اطلال مية بالخال (١) * رباع تعفى رسمها راجف الخال (٢)
ونبه منك الوجد ايماض بارق * سرى من ثنايا الأبرقين وذي خال (٣)
أجل قد سرى وهنا فنبه لوعتي * فرحت أخا وجد وما كنت بالخال (٤)
وذكرني في مر الصبا اعصر الصبا * وعهدا قديما فات بالزمن الخالي (٥)
ليالي ريعان الشباب مسلط * يقود زمامي حيثما شاء كالخال (٦)
وإذ انا خدن للغرانق تارة * واخرى لدى المريخ ذي اللهو والخال (٧)
وللخود تقتاد النفوس بفاتك من * اللحظ امضي من شبا الصارم الخال (٨)
وناصعة ريا البرى ومعاضد * أسيلة خد كالوذيلة ذي خال (٩)
وباخلة وهي الكريمة لم تجد * بوصل وجدت دونها أنمل الخال (١٠)
حملت لها قلب الجبان ولم أزل * شجاع الهوى ما كنت بالرعش الخال (١١)
إذا رئمت أرضا رئمت رباعها * وردت مغاينها كذي الرتبة الخال (١٢)
وبت بمستن الظباء على شفا * رذي الأماني خائب السعي والخال (١٣)
ورحت أفدي من يعين على الهوى * بعمي من فرط الصبابة والخال (١٤)
غداة صغت للعاذلين وروعت * بما اتهم الواشي الخنا كبدي الخالي (١٥)
وصالت على حلمي بجيش عرمرم * من اللحظ منصور الكتائب والخال (١٦)
ولا عجب ان يقذف الشيب شادن * له عند أرباب الهوى رتبة الخال (١٧)
وقد علمت لا أبعد الله دارها * غرامي واني لست بالسمج الخال (١٨)
واني عزيز بين قومي وأسرتي * ولست بحاد للعروج ولا خال (١٩)
سقى حيها نوء من الدمع هامع * إذا ضن يوما بالحيا طالع الخال (٢٠)
وروح معتل النسيم قوامها * وان لاح في اعطافها شيم الخال (٢١)
فيا راكبا يفري نحورا من الفلا * على سابح عبل الشوامت أو خال (٢٢)
وزيافة ان هجهج المعتلي بها * فما هي بألواني القطوف ولا الخال (٢٣)
حناها السرى حتى الاهان وما يرى * بها من لجان يستبان ولا خال (٢٤)
تلف الفيافي سبسبا بعد سبسب * إذا لمحت غيب الظما خافق الخال (٢٥)
وساحرة الأقطار يخفق آلها * فيغتر من روادها سئ الخال (٢٦)
رويدا إذا شاهدت لبنان عامل * وشمت من الجولان لامعة الخال (٢٧)
وحيتك هاتيك الرباع وأهلها * بنفحة نور النرجس الغض والخال (٢٨)
قضيت بها عهد التصابي ولم يكن * زمان تعاطيت الصبابة بالخال (٢٩)
ورحت بها دهر الشبيبة مارحا * كما راح مفصوم الشكيمة والخال (٣٠)
وما انس لا انسى عهودا بربعها * تقضت ولو ارخى إلى الزمن الخال (٣١)
تحالف جسمي والضنا بعد بعدها * كما احتلفت عبس وذبيان بالخال (٣٢)
وللحسن الحسنى فان جاد غيره * فذلك جود لا يبل لدى الخال (٣٣)
امام له القدح المعلى وفضله * لأشهر من نار تشب على خال (٣٤)
وبحر علوم ان تقس غيره به * تكن كمقيس الطود ويحك بالخال (٣٥)
فتى لم يزل يجري لاشرف غاية * تقاصر عن ادراكها نظر الخال (٣٦)
من القوم شادوا للمعالي دعائما * فما شئت من بر تقي ومن خال (٣٧)
تلامع سيماء الهدى من جبينه * وفي وجهه الزاكي علا موضع الخال (٣٨)
ولا يرتدي الا الفضائل حلة * إذا فخر الأقوام بالعصب والخال (٣٩)
عليه لنا ما للمحبين من هوى * وشوق وإن طال المدى في الحشي خال (٤٠)
وله على طريقة أهل الأندلس المعروفة بالموشح:
أيها العاذل دعني والصبا * ليس يصغي لعذول مسمعي
تخذ القلب التصابي مذهبا * فهو عن صبوته لم يرجع
ما لمن خان عهودا للهوى * ان يرى مما جنى معتذرا
كل من زل عن النهج هوى * وجرى في سقر مع من جرى
عرف السر يقينا من روى * عن بني عذرة يوما خبرا
ونجى من قد توقى العطبا * وقضى من عشقه في خدع

(١) موضع.
(٢) السحاب.
(٣) موصع.
(٤) الضعيف.
(٥) الماضي.
(٦) الفارس.
(٧) الكبر.
(٨) القاطع.
(٩) الشامة.
(١٠) المتكبر.
(١١) الجبان.
(١٢) الوزير.
(١٣) الظن.
(١٤) أخي الأم.
(١٥) البرئ.
(١٦) اللواء.
(١٧) الخلافة.
(١٨) الخالي.
(١٩) الراعي.
(٢٠) الخلب.
(٢١) المختال.
(٢٢) الجمل.
(٢٣) الحرون.
(٢٤) الضلع.
(٢٥) السراب.
(٢٦) التوهم.
(٢٧) البرق.
(٢٨) نبت.
(٢٩) القفر.
(٣٠) اللجام.
(٣١) السحاب.
(٣٢) موضع.
(٣٣) المحتاج.
(٣٤) جبل.
(٣٥) الأكمة.
(٣٦) الحس.
(٣٧) جواد.
(٣٨) السمة.
(٣٩) البرد.
(٤٠) ثابت.
(١٥٥)

ورعى حق الهوى من شربا * جرع الحتف بسفح الأجرع
معهد أصبو إلى أيامه * كلما هبت شمال وصبا
ولغير البيض من آرامه * ابدا ما مال قلبي وصبا
وهم بين ربى اعلامه * اكسبوا جسمي المعنى وصبا
فسقاهم وسقى عهد الصبا * بالغضا كل ملث ممرع
ورعى الرحمن هاتيك الظبا * بثنيات الربى من لعلع
ما رعى حق غرام ابدا * من غدا عن مذهبي منحرفا
وتردى في الهوى من وردا * موردا ما ذقت منه غرفا
ومن اختار طريقا للهدى * فليكن في بردتي ملتحفا
ومتى شاء لرشد مركبا * فليخض في لجج العشق معي
وإذا ما خاف موجا كالربى * قلت يا أيتها الأرض ابلعي
انا عبد للهوى بل وانا * ربه الناهض في اعبائه
وانا السالك من غير إنا * سبل الأهواء في ارجائه
من يكن من دهره ذاق عنا * ونحا قصدي شفي من دائه
أو يكن يوما لرمس ذهبا * قلت يا أيتها النفس ارجعي
ولكم ساء امرؤ منقلبا * في الردى إذ لم يكن متبعي
ذكرتني عهد ود سبقا * بالحمى ورق حمام غنت
وكست قلبي المعنى قلقا * عندما حنت وأنت أنتي
ورنت نحوي فطارت فرقا * لصدى ازعجها من رنتي
وترقت تتخطى القربا * وتغني بشجي مفجع
وإذا ما لحنها آنا خبا * قلت يا أيتها الورق اسجعي
وبدور بين اكناف الحمى * وصلوني بعد ما قد هجروا
وسقوني بنت كرم عندما * شربوا منها إلى أن هجروا
خمرة كي تسترق العجما * بايعت مارق منها القجر
ولكيما تسترق العربا * بايعتها الروم تحت البيع
شمال لو عبها رث العبا * لرأى تبع بعض التبع
وغزال عن ودادي عدلا * لا لذنب وعهودي ضيعا
وباحكام الوفا ما عدلا * وحقوقي يا لنفسي ما رعى
تخذ الهجران منه بدلا * عن ودادي ساء ما قد صنعا
صد عني ولقلبي عذبا * وورى جمر الغضا في اضلعي
ولدعوى الحب مني كذبا * وشهودي مع نحولي أدمعي
ومهاة كل حسن في الورى * ثابت في الكون منها ولها
لو رآها عابد فوق الذرى * وهو شيخ هام فيها ولها
لست بالمقبول عذرا ان ارى * تاركا ما عشت فيها ولها
لحظها الماضي الشبا عقلي سبا * فهو في غمرة سكر لا يعي
وغدا قلبي به أيدي سبا * فهو مع جسمي لم يجتمع
ذات دل بظبا أجفانها * قد أعادت حسنها لا بالرقى
علم الغصن تثني بأنها * ميلانا بين بانات النقا
ولان الشمس من اقرانها * غيرة منها تلظت حرقا
شمس خدر نورها ما غربا * من سما الفكر وان لم تطلع
طلعت يوما تميط الحجبا * فأرتني هول يوم المطلع
وفتاة ما حوت شمس الضحى * ما حوته من جمال وسنا
لم يذق طرفي لما لمحا * جيدها الناصع دهرا وسنا
بالذي أولي المنى والمنحا * وكساك ثوب لطف حسنا
حدثيني واتركي من أنبأ * وصليني ودعي عذل الدعي
وتخطي ليلة برج الخبا * كي ارا لي سلوة في يوشع
وله يهني الملا يوسف حاكم النجف بختان ولديه محمود وسلمان سنة
١٢٦٤:
يا رب بالمصطفى الهادي النبي ومن * لولاه لولاه هذه الكون ما كانا
وبالوصي أمير ير المؤمنين ومن * لولاه لولاه ما دان الذي دانا
أدم سرور أبي محمود يوسف في * ختان نجليه محمود وسلمانا
وقال مهنئا عمنا السيد عبد الله بولده السيد محمد علي ومؤرخا
ولادته:
ولد النجيب سليل خير فتى * ساد الورى بالعلم والعمل
فغدا الفخار زمان مولده * يزهو بوجه كالصباح جلي
والمجد من طرب غدا جذلا * نشوان يسحب مطرف الثمل
والعلم والعلياء قد لبسا * أسنى الحلي وأبهج الحلل
فليهن عبد الله أكرم من * ينمى لدوحة سيد الرسل
وأجل من ورث الفضائل عن * أزكى أب رحب الجناب علي
مولى غدا في الكون مفخره * يحكي سنا نار على جبل
من معشر بسناء أوجههم * هدي الأنام لأوضح السبل
وأئمة هم سادتي وهم * أزكى موال للأنام ولي
لله من ولد شمائله * كنسيم روض يانع خضل
ذي طلعة تحكي سنا قمر * باد بجنح الليل مكتمل
بالله عوذه مؤرخه * ومحمد خير الورى وعلي
سنة ١٢٧١
وكتب إلى عمنا السيد محمد الأمين رحمهما الله بما صورته:
ان قصارى ما وصل إليه نظر العاجز بعد مزيد التصويب والتصعيد
قصوره عن الإحاطة بأوصاف معاليك الممتدة بسرادق مجدها في أوج الجلال
إلى أمد بعيد بيد ان لك أدام الله فضلك مناقب بلغت في الاشتهار مبلغ
الشمس في رابعة النهار فهي كالضروري لدى كل واحد والبديهي الذي لا
يختلج جحوده في خلد منها انك جمعت اشتات مفاخر لم تنلها يد الأوائل
(١٥٦)

والأواخر ورفعت أركان مجد أسس بنيانه آباؤك الكرام:
ورحت لك القدح المعلى بغاية * تمطر فيها مستقيم وهازل
فلا بدع ان جرت مطارف فخرها * على غيرها من اجلك اليوم عامل
ان عد أعاظم الزمان كنت جديلها المحكك الذي لا تميله الفحول
بغواربها وان ذكر أكابر الأوان كنت عذيقها المرجب في مشارق الأرض
ومغاربها:
وان رفعت للمجد في الدهر راية * ونادى المنادي أيها الناس من لها
سبقت إليها من عداك وحزتها * وكنت أحق الناس فيها وأهلها
وكم لك من مفاخر روجت بعد الكساد سوقها ووفيتها بحمد الله
حقوقها حيث الناهض بهاتيك الحقوق أعز لدى الناس من بيض الأنوق:
وكفاك منقبة إذا ذكر الندى * كرم لحضرتك العلية ينسب
ومواقف مشهودة لك في العلا * حيث المواضي نارها تتلهب
ومعارف قصرت عليك لأنها * بك يا أجل ذوي المعارف انسب
وخلائق عم الخلائق نشرها * كالروض غب المزن بل هي أطيب
وشمائل تحكي النسيم وانما * هي من صبا نجد ارق وأعذب
وعزائم يعنو لها ليث الشري * في غابه والدهر منها يرهب
وبلاغة عربية آياتها * تليت فأضحت عن كمالك تعرب
ومراتب في المجد عز مرامها * بعدت مدى فالنجم منها أقرب
وهناك جم مناقب لا تنتهي * وكواكب الأفلاك انى تحسب
يا واحد الدنيا وأكرم من له * جمل المدائح والثنا تتركب
وابر من رحم الوفود كأنه * لهم وقد نزلوا بساحته أب
وابن الأولى ملكوا العلى وتسنموا * مرقى له ظهر المجرة مركب
شملت مواهبك العفاة فشرقوا * بجميل مدحك في البلاد وغربوا
وسرت أياديك الجسام فأخصبت * رحب الفلا والدهر قفر مجدب
وأنار طالعك الليالي فانجلت * كرباتها وانجاب عنها الغيهب
وقال:
تجنب رياض الغور من ارض بابل * فثم قدود يانعات واحداق
وإياك إياك الغوير وقربه * وقلبك فاحفظ ان طرفك سراق
وله يهني السيد علي ابن السيد رضا الطباطبائي بعافيته من مرض في
يوم عيد:
العيد صحة مولانا العليم علي * وبرء جثمانه الزاكي من العلل
وان يوما سقي كأس الشفاء به * لذاك أسعد عيد للأنام ولي
ومنذ ألبسه الرحمن عافية * تبقى عليه بقاء الدهر لم تزل
امسى الوجود من الأفراح مبتهجا * نشوان يسحب ذيل الشارب الثمل
والدين اضحى قرير العين مبتسما * يفتر عن طالع مثل الصباح جلي
أنعم به من فتى أمست فضائله * في الناس أشهر من نار على جبل
وعالم عامل ما زر مئزره * الا على الحسنيين العلم والعمل
وذي تقي بالنهى والفضل ملتحف * وبالفخار وبرد المجد مشتمل
من معشر شرف الله الوجود بهم * أجل وهم علة الايجاد في الأزل
وقادة راح عمر الدهر دينهم * يسمو على سائر الأديان والملل
أئمة ضربوا للمجد أخبية * أرست دعائمها الطولى على زحل
بهم وثقت فلا اخشى الخطوب إذا * جاشت علي وقلت عندها حيلي
يا وارثا في البرايا فضل مجدهم * وموضحا نهج ما سنوا من السبل
لك الهناء بعيد قد لبست به * جلباب عافية من أفخر الحلل
واسلم مدى الدهر في امن وفي دعة * ممنعا من صروف الحادث الجلل
ممتعا بشقيقيك اللذين هما * هما رضيعا لبان العلم والعمل
محمد منبع الفضل التقي أخو * المجد الأثيل أمان الخائف الوجل
وواحد الدهر مولانا الحسين ومن * اضحى من العلم والفضل الغزير ملي
داما ودمت من النعما على سرر * وفي سرور بلطف الله متصل
وله يرثي رجلا من امراء الفرس اسمه آصف الدولة:
دهتنا برزء قاصم الظهر قاصف * وخطب لأحلام الألباء خاطف
فلم تبق قلبا من جوى غير واجب * ولم تبق طرفا من أسىء غير راعف
ولم تبق ندبا في الملا غير قائل * على هذه الدنيا العفا بعد آصف
مليك له القى الزمان زمامه * وذلت لعلياه ملوك الطوائف
قضى كل حق للمعالي ومذ قضى * بكته المعالي بالدموع الذوارف
واضحت بنات المكرمات نوادبا * عليه بألحان الحمام الهواتف
فمن للندى ان أمسك الغيث قطره * وشح على أهل الزمان بواكف
ومن للعدي ان أمت الفرس ردها * بمشحوذ عضب من دم الكفر ناطف
ومن لثغور المسلمين يحوطها * بعزم لدهماء الملمات صارف
سل الشرك عنه وأسال الروم كم له * بمستن غارات الوغى من مواقف
وسل عنه ارض الفرس كما قد * تجلببت أقاليمها منه بأسنى المطارف
وسل عنه طوساكم أفاض بها الندى * وكم بث في ارجائها من عوارف
وسل من وراء النهر عنه فلن ترى * أخا سطوة من بأسه غير راجف
وسل عنه بيت الله مذ حج كم حبت * يداه من الجدي به كل طائف
وكم عم بالفيض البرية فاغتدى * سواء لديه كل باد وعاكف
أياد بها الايمان قد عز جانبا * واضحى التقى فيها ندي المعاطف
ولما قضى حجا وقام بما اتى * به الشرع من مسنون تلك الوظائف
وجدد عهدا بالنبي مسلما * على احمد المختار تسليم عارف
وزار ثرت ضم الرسول وسادة * هم لا سواهم بدء فيض المعارف
اتى وافد القطر العراقي زائرا * موالي البرايا من حديث وسالف
والقى عصاه في حمى طالما غدا * ملاذا لملهوف وامنا لخائف
وراح إلى دار الكرامة هاجرا * ديار فناء زينت بالزخارف
تنعم في أعلى قصور زواهر * بواذخ لا ينتاشها وصف واصف
لذلك قد نادت المنادي مؤرخا * قصورا عدت في الجنان لآصف (١)
سنة ١٢٩٧
وله يرثي حمد البك أمير جبل عامل المشهور قال ما صورته: ولمحرره
الفقير لمن أمات وأحيا إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيي وذلك أنه في
سنة ١٢٦٩ من هجرة سيد المرسلين قد انتقل إلى جوار العزيز الغفار أكرم
من احتاطت به قبة الفلك الدوار من أرباب المجد والفخار ومن تغنى
الحادي بما له من الأيادي في جميع الأقطار حمد البك بن محمد المحمود من آل
نصار وقد كنت يومئذ نازحا عن الديار في جوار الأئمة الاطهار فنظمت في
رثائه هذه القصيدة المشتملة كما تراها بسواد الحداد وأرسلت بها في طي
(١٥٧)

كتاب الاكتتاب من باب التعزية عن المصاب إلى هذه البلاد لدى سعادة
منار المناقب والشيم وزخار المواهب والكرم والمعطي كل ذي حق حقه من
السيف والرمح والقلم أبو السعود علي بك الأسعد المحترم دام بالعز والنعم
بحرمة البيت والحرم وها انا املي الآن صورة ما يحضرني مما كنت كتبته في
ذلك الزمان:
ظعنوا فهل لك بالأسى عنهم يد * أم هل يطيعك بالعزاء تجلد
هيهات اي تجلد لمروع * وعد النوى حتى دهاه الموعد
الموت أقرب من غداة رحيلهم * والعيش من بعد الأحبة أبعد
ولقد وقفت على الغضا من بعدهم * بحشاشة فيها الغضا يتوقد
أبكي فلا غللي تجفف أدمعي * ومن المدامع غلتي لا تبرد
وأنهنه الدمع الغروب براحتي * عن عودي كي لا يراني العود
وأناشد الطلل المحيل ولا ارى * طللا يجيب وقد عفا من ينشد
سقط هنا عدة أبيات من الأصل المنقول عنه:
وغياث ملهوف وغيث مؤمل * ومنار فضل فضله لا يجحد
عمت مواهبك البلاد فاتهموا * بجميل ذكرك في البلاد وانجدوا
حملوك ميتا والدموع طليقة * وفؤاد كل شج عليك مقيد
والحور تبسم في لقائك بهجة * والدهر مغبر المحيا أنكد
ولقد أضاء الرمس فيك مسرة * وغدا الفضاء عليك وهو مسود
وزهت بقربك روضة قدسية * لك في ثراها عند يوشع مرقد
فمساء بطن الأرض عندك أبيض * وصباح وجه الأرض بعدك اسود
ما كنت احسب قبل قبرك خطة * يطوى بها البحر المحيط ويلحد
والبدر يمسي في ثراها غاربا * والصارم البتار فيها يغمد
من يلف للمعروف بعدك حافظ * والصارخ الملهوف منج منجد
من للممالك ساعد ومساعد * ولانت طالعها السعيد الأسعد
من في ثغور المسلمين مرابط * رصدا وأنت بها الرصيد المرصد
من للرعية سائس من للشريعة * حارس من للسبيل ممهد
فعليك أصبح لا يبارحني الجوى * والوجد بين جوانحي يتردد
ما زلت آمل ان أراك فصار ما * بيني وبين مدى لقاك الموعد
كم لي إليك مقاصد أملتها * لولا علي قلت خاب المقصد
هو ذلك الملك الكريم ومن غدا * للمدلجين يلوح منه الفرقد
متجردا للحادثات بعزمة * كالسيف الا انها لا تغمد
ومسددا في كل معضل مشكل * حزما يصيب الامر وهو مسدد
تتكلم الأيام عنه صامتا * وإذا تكلم فالحديث المسند
بصفاته تاج الفخار مرصع * وبجيده جيد الوجود مقلد
ما ان شهدت مقاله وفعاله * الا وراقك منه ذاك المشهد
ورأيت من عليائه ما لا يرى * ووجدت من جدواه ما لا يوجد
حتى يقول العالمون مناقب * شئ يجمعها همام أوحد
يا أيها الملك المطاع ومن له * زمر الخلائق بالمكارم تشهد
وعليه تلهج بالثناء فواحد * ينشي مدائحه وآخر ينشد
صبرا وتسليما وان عظم الردى * وقعا فمثلك في العزا يتجلد
ولئن رآك الشامتون بفقده * تشجي وقد أبدى السرور الحسد
فليخسأوا انى تنام عيونهم * فرحا وأنت بها المقيم المقعد
ولك المساعد والنصير محمد * ومحمد نعم النصير المسعد
أحيا الندى من بعد ما فقد الندى * طلابه فكانهم لم يفقدوا
وحبا الأنام نواله فغدت له * بالمدح والحمد الجليل تغرد
هذه نفثة مصدور تصاعدت زفراته وتتابعت عبراته وتولت مسراته
فتوالت حسراته:
وامسى بسهد لا تنام جفونه * وامسى بهم لا يعيد ولا يبدي
ليس ولوعه الا بالهيام ولا تطوى ضلوعه الا على حر الأوام من وقوع
تلك المصيبة العظيمة والرزية النازلة بفناء الكرماء من آل نصار والزلزلة
لأبنية المجد وأعمدة الفخار والقارعة التي تستصغر في جنبها الخطوب الكبار
وتستحقر عندها النوائب والأخطار:
بكر من الاقدار رج منارها * فطوي بها علم العلى المنشور
ما بعد هذا الخطب من خطب له * فلك العلى والمكرمات يمور
كلا وان عظائم ذلك الخطب كمكارم من فقدناه ورزاياه على حد
مزاياه وكل منهما لا يحد بحد ولا ينتهي حصر عدده إلى أمد:
قد كان حسب بني الدنيا ندى وهدى * فصار وجدهم هما واحزانا
بيد ان الذي اذهب من الوجد ما نجد وأثلج أوارا بين أضالع المجد
يتقد وجود سادات وجوه القبائل ودوام سعادة الكرماء من آل وائل فإنهم
ولله الحمد من قبل ومن بعد:
نجوم سماء كلما انقض كوكب * تجد كوكبا تاوي إليه كواكبه
لا ترى منهم الا مترديا من المفاخر بأسنى رداء ولا تعاين منهم الا من
يقال في حقه هذا الذي أحيا المآثر وكلهم في ذلك شرع سواء:
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم * مثل النجوم التي يسري الساري
وجميعهم بفضل الله تعالى خير خلف عن كل من مضى وسلف:
وفي علي لنا عمن مضى خلف * تلقاه من بين اهليها مبجلها
بقية النفر الماضي وأكرم من * عليه أم العلي ألقت معولها
وما تناضل أهل المجد في شرف * الا وكان علي القدر أفضلها
فيا أيها المتوج بتاج الفخار والرشاد المتردي برداء الوقار والحلم
والسداد:
صبرا على مضض الزمان فإنما * شيم الزمان قطيعة الأمجاد
على أنه ليس والحمد لله بمفقود من كنت أنت قائما مقامه وناشرا على
رؤوس الأنام أعلامه:
وما مات من في الدهر أنت وليه * وهيهات يطوي من نشرت له ذكرا
وإن كان ذاك البحر قد غيض في الثرى * فكفاك قد أبدت لنا أبحرا عشرا
وإن تكن العلياء غاب منارها * فإنك فيها مطلع أنجما زهرا
وبعد فلنا ولك أسوة في هذه الحال بل في كل الأحوال بما جرى على
الآل من النوب العضال والموت غاية كل الأنام من الخاص والعام:
لا شجاع يبقى فيعتنق البيض * ولا آمل ولا مأمول
وقصارى الحياة مهما استطالت * ان نراها كمثل ظل يزول
وها انا أسال الذي أنشأ حمدا حميدا وأماته سعيدا أن يقربه من رحمته
(١٥٨)

ويبوأه في جنته مقاما عليا والسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا
وعليكم وعلى من لديكم ورحمة الله وبركاته.
ثم لما كان نظيمي وارسالي لهذه القصيدة انما وقع ذلك اليوم بعد وفاة
البك المرحوم بمدة مديدة كتبت أيضا في هامش قرطاسها هذه الفقرات الآتي
ذكرها من باب الاعتذار موضحا للسبب الذي أ عاقني عن أداء ما يلزمني من
واجب الرثاء على وجه الفور والبدار وهي:
ثم ليكن بشريف علم سعادة أبي السعود المحترم دام بالعز والنعم
بحرمة البيت والحرم اني ما نسأت بالاختيار ما يلزمني على وجه البدار أداؤه
من الرثاء حتى أكون قد أسأت مع من أساء بل قارن ورود ذلك الخبر
الشنيع والنبأ المفجع الفظيع حدوث أعراض قد وزعتني سهامها حصصا
وعروض أمراض قد جرعتني آلامها غصصا ولم تزل تلك الممضات حشو
حشاي حتى ضاعفت أجارك الله ضعف قواي وسلبت مني الحواس الخمس و
أوقفتني على شفا الرمس وصيرتني ذا بنية نحيفة مرضوضة بحيث إذا
نهضت يكاد يصرعني لا * صرعتم تنفس بعوضه:
ورحت لا احمل اليراع ولا أملك اصلاحه إذا كسرا
وربما تقشع الآن عني عارض الألم وترعرع طفل البنان حتى قدر على
ركوب أدهم القلم بادرت لنظم هذه الأبيات التي هي من بيوت العناكب
أضعف وانا لما بي من وجد شحن أهابي أوهى قوى من العنكبوت وأنحف
وبودي يوم أرسلتها لفسيح تلك الرحاب أن أكون مندرجا معها في طي
كتاب الاكتئاب لأشاهد من أنوار مطالع سعادتكم ما أشاهد وأجدد عهد
الصبا بتلك المعاهد وغب إن حشدت لاستماع تلاوة تلك الأبيات جماعة
العلماء الأمجاد وكرر انشادها على رؤوس تلك الاشهاد بأشجى لحن يكاد
ينصدع له قلب الجماد سيرتها لساحة سعادتك تجر من فرط الشجون أبراد
ثكلى وتستمطر شآبيب الشؤون عن العيون انى تتلى فان حصلت منك على
الرضا فقد فازت لديك بأجل محصول وإن سمحت مكارمك بقبول عذري
فذاك عندي نهاية المأمول والعذر عند كرام الناس مقبول والداعي حال
التاريخ مستمر على أداء فرض الدعاء لكم ونائب بالحضور عند قبور الأئمة
الأمناء عن المرحوم المبرور وعنكم كل ذلك حسبة ووفاء واخلاصا وصفاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته انتهى.
وأوردنا هذا الكتاب بتمامه ليعلم ما كان عليه النثر في ذلك العصر
تبعا للأعصار التي قبله من التزام الأسجاع المتكلفة التي تذهب ببهائه وأمور أخر
لا تخفى على الناظر.
وله في الأكفاء:
يا ملبسي ثوب الهوان بهجره * لولا جمالك ما تجلببت الهوى
أشكو إليك جوانحا تطوى على * نار الصبابة آه من نار الجوى
وله في مثله:
زعمت بثينة والعجائب جمة * اني وصلت بغيرها حبل الهوى
سنحت جاذر رامة فرمقتها * فتوهمت اني جنحت إلى السوى
وله في أمير المؤمنين ع:
يا حجة الله على خلقه * وصاحب القدر الرفيع العلي
أنت عليم بالذي أرتجي * منك فكن لي ناصرا يا علي
وقال يرثي أخت الشيخ احمد البلاغي:
برغم التقى إن قوضت أخت احمد * وفات برغم المجد سفر التجلد
وباكرها صرف القضاء وكم غدا * يجور على أهل المعالي ويعتدي
بلاغية طابت نجارا ومحتدا * فراحت تسامي بين فخر وسؤدد
لقد عمرت في الدهر تسعين حجة * سوى الخير في آنائها لم تزود
نعاها نهار القيظ صامت هجيره * وقد ملأت أطرافه بالتهجد
وليل الدجى في داجن طالما أتت * تقوم مقام الراهب المتعبد
وأورد له في التحفة الناصرية:
على الصب قد ضاقت لعمري مذاهبه * وبان عزاه حين بانت حبائبه
وما هجعت منه العيون ولم يكن * يسامره في الليل الا كواكبه
فوا عجبا نيران شوقي تسعرت * ولم يطفها من دمع عيني سحائبه
فهل يا ترى احظى ولو بعض ساعة * به وعلى طول التجافي أعاتبه
ولا صبر لي فيه على كل حادث * يشيب له من كل طفل ذوائبه
هنيئا لمن لم يدر ما لوعة النوى * ولا سهمها بين البرية صائبه
وطوبي لصب لم يصب دموعه * لبعد حبيب قد تناءت ركائبه
وقد عجت في ربع له عنه سائلا * وصوتي به غير الصدى لا يجاوبه
وقفت على ربع لمية ناقتي * فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
واسقيه حتى كاد مما أبثه * تكلمني أحجاره وملاعبه
وله اورده في التحفة الناصرية أيضا:
أحبة قلبي لم أجد قط مخبرا * يطارحني اخباركم وأطارحه
بعيد النوى الا النسيم وانه * بكم يستفز القلب لا شك نافحه
فهل يا ترى من عودة ينطفي بها * لهيب اشتياق أحرق الجسم لافحه
ويهجع طرف لم يجد لذة الكرى * ويجمد دمع خد في الخد سافحه
وما الدهر الا غادر بي وقادر * علي وما عندي جنود تكافحه
هنيئا لصب لم تذق حرقة النوى * ولا ألم الهجران يوما جوانحه
وله يتشوق إلى جبع اورده أيضا في التحفة الناصرية:
يا حبذا زمن بالوصل مر فما * قد كان أحلاه بل يا حبذا جبع
فكم كريمة أصل في الكروم لنا * بالوصل جادت ولكن صدني ورع
وكم رعى الطرف بين الطرق بدر دجى * شوقا إلى منيتي والناس قد هجعوا
وكم غدا لي نديما والمدامة من * فيه وفيه عذولي ليس يرتدع
وكم لثمت ثناياه وليس على التقبيل * والضم غير الله يطلع
فهل يجود زماني بالتواصل أو * تضمنا بعض يوم تلكم البقع
مع البدور اللواتي في براقعها * عنا تخفت وفي أفق الحشا طلعوا
وأورد له في التحفة الناصرية أيضا:
أيا بين رفقا في الهوى بمتيم * أحاطت به الأشواق من كل جانب
فقد كدت اقضي من فراق أحبتي * ولم اقض يوما من لقاهم ماء ربي
وما لي سبيل في النوى غير انني * أعلل نفسي بالأماني الكواذب
فحتام يا قلبي تذوب صبابة * وشوقا إلى وصل الحسان الكواعب
ولم يك سهم الحرب للصب قاتلا * ولكن سهام فوقت بالحواجب
فوا عجبا من مرسل الصدع لم يزل * يصدق في قول من السحر كاذب
(١٥٩)

ومن قد كوى قلبي بنار صدوده * ووكل اجفاني برعي الكواكب
واجرى عيونا من عيوني لبعده * وأورى زناد الشوق بين الجوانب
وكم حرسوه بالأسنة والظبي * فغادرتهم والليل في مسح راهب
فهل من سبيل نحو سلمى لمغرم * سليم الحشا دامي الدموع السواكب
وكان المترجم ليلة عند علي بك الأسعد فلم ينم علي بك تلك الليلة
لكثرة البراغيث، فقال المترجم:
أ تخشى لسع برغوث حقير * وفي أثوابك الغراء ليث
فلا يدنو لك البرغوث الا * لأنك للورى بر وغوث
فاجازه عليها جائزة سنية. وبات المترجم ليلة بذي الكفل في
العراق، فكان إذا غطى رأسه أكلته البراغيث وإذا كشف وجهه لسعه
البعوض البق فقال:
وليلة باتت براغيثها * ترقص إذ غنى لها البق
قد كدت من حزني وأفراحها * انشق لولا الفجر ينشق
وقد خمس قصائد كثيرة منها قصيدة عبد الباقي العمري في أمير
المؤمنين ع وقصيدة محمد امين العمري فيه أيضا وقصيدة الشيخ عبد
الحسين آل محيي الدين في مدح آل الشيخ جعفر وغيرها.
رسائله النثرية
ارسل هذه الرسالة إلى الشيخ عبيد الله بن صبغة الله أفندي
الأشعري بعد عوده من العراق إلى جبل عامل. وهذه الرسالة من ضمن
مجموعة بخط المؤلف تحتوي على قصائده الشعرية ورسائله النثرية وقف
عليها الشيخ سليمان ظاهر كما ذكر في ديوان الشعر العاملي المنسي:
قلبي يحن إلى العراق ولم أكن * لا من رصافته ولا من كرخه
لكن في بغداد لي من قربه * أشهى إلي من الشباب وشرخه
بأبي الذي شوقي له شوق السقيم * إلى الشفاء أو الظليم لفرخه
أو شوق أعرابية حنت إلى * طلل بنجد فارقته ومرخه
قلبي أسير عنده دنف فقل * إن لم يحل أسيره فليرخه (١)
أهدي من التسليمات رياضا تفتقت من اكمام الولاء أزهارها
وتدفقت من ينابيع الوفاء أنهارها وسجعت بمحض الوداد أطيارها ورقت من
رقة نسيم الاخلاص أصائلها واسحارها ومن التحيات قلائد نفائس بهر
النيرين لألاء دررها وخرائد عرائس أنافت على الليل إذا عسعس بسواد
طررها وعلى الصبح إذا تنفس ببياض غررها وعلى الشمس وضحاها
بواضح محياها ومن الأثنية ما لو مسه محرم لأوجبنا عليه الفداء لأنه باشر طيبا
أو استنشقه مقعد لراح وقد اوفى من ماء الحياة نصيبا، ومن الأدعية ما هبت
عليه قبول القبول وتكلل بحصول السؤل على الوجه المأمول، إلى من ربته
العلوم في حجرها وغذته من أفاويق درها حتى ترعرع وبرع فبنى باعرابه عن
مضمرات الأحكام للدين قصرا مشيدا وأطلق أعنة الأفكار في اقتناص
الفوائد فقيد منها الأوابد، ولله ذلك الاطلاق كيف صار تقييدا وتعاطى
ذروة سنام المعالي فتمطاها ورمى الشوارد عن قسي الإصابة فما أخطأها
وقفت مناهجه فضلاء عصره ومشت ادراجه نبلاء مصره، فهو مجازهم إلى
كل حقيقة وقطبهم الذي تدور عليه رحى كل دقيقة والبليغ الكاسي وحشي
الكلام طلاوة المألوف من حلاوة خطابه:
كالنحل يجني المر من زهر الربى فيصير شهدا في طريق رضابه
والعضب الذي لا يفل والبعض الذي حوى الكل بلا كل:
جامع اشتات علوم الورى * فاستشهدن أقلامه تشهد
وما على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في مفرد
كما حوى كل حروف الهجا * بيت قصير فاستمع واعدد
جامع فضل غوث مستصرخ * هش ذكي قطب عزندي (٢)
رابطة نظام العقيدة الأشعرية واسطة القلادة الجوهرية الحيدرية،
التي صيغت بيد الاقدار على أحسن صيغة وصبغت من صبغة الله بأحسن
صبغة وروى حديث قديم شرفها الاعلام بأقلام الألسنة وألسنة الأقلام
وطار صيتها مدى دهر لأشهر وازدهت بها الزوراء على ما وراء النهر لما
تضمنته من كل حبر بحبر الفضائل مشتمل وبحر تضرب إلى عذب شرائعه
أكباد الإبل، فهم الذين جبلوا على حسن الشيم وطبعوا على طيب الخيم
حتى فاح عبير أخلاقهم في كل ناد وغنى الحادي بما لهم من الأيادي في كل
واد:
قد كاد من كرم الطباع وليدهم * يهب التمائم ليلة الميلاد
وإذا امتطى مهدا فليس ينيمه * الا نشيد مدايح الأجداد
ما رفعت راية من المعالي ونودي من لها الا كانوا أحق بها وأهلها
فلينشر من أراد من ابكار أ فكاري اعلانا ولا يبالي من شكا قلبه من داء
الحسد نيرانا:
كل حر في فضله عبد رق * لموال تديروا ما ورانا
وأقروا لهم سوى من هواه * ترك القلب منه أغمي ورانا
كم شفوا بالعلوم منا صدورا * كان فيها من جهلها ما ورانا
سئلوا هل وراءكم من مرام * لمريد فقيل لا ما ورانا
أعني به شمس الدين المشرقة في الآفاق شيخ مشايخ العراق على
الاطلاق العلامة الذي أصبح العلم متقلدا منه بالصارم الهندي حضرة
سيدنا المكرم عبيد الله ابن المرحوم المبرور صبغة الله أفندي أسال الله
الذي جلت أسماؤه وأفعاله وتنزهت عن سمة الحروف والألفاظ كلماته
وأقواله إن لا يزال ذلك العلم المفرد مناديا لدفع المعضلات ومستغاثا به في
حل المشكلات مصغرا بالنسبة إليه والإضافة إلى ما لديه من غزارة الفهم
البحر الخضم حائزا باختصاصه بين الجميع بالتقوى والتبريز مكسورا ضده
مرفوعا في خفض من العيش مجده منصوبا على ذلك التمييز مرفها حاله
منصرفا باله على ما فيه من العدل والمعرفة عن اشتغاله بالتنازع على الدنيا
المتزخرفة.
وبعد فاني مذ طوحت بي طوائح الاغتراب وأناتني عن شرف تلك
الأعتاب لم يزل الزمان يرمقني شزرا ويلحظني خزرا ويوسعني هجرا وهجرا
ويمطيني غارب كل هجين وينيخ بي على كل واد وجين لا أسري منه الا في
كل داج داجن ولا أرد الا على آجن يسومني خطة الأذى ويقلاني قلا المقلة
للقذى، لكنه مع ذلك يزاول مني فتى قوي الشكيمة أبيا ويرعى مني مرعى
وبيا ويستمري مني دمعا عصيا ويخوض مني غمرة الدأماء ويزاحم مني

(١) الظاهر أن هذه الأبيات ليست له وانما له وانما استشهد بها.
(٢) لا يخفي أنه نقص منه حرفان الحاء والظاء وكرر فيه الميم والعين والياء.
(١٦٠)

صخرة صماء فلا يتعثر مني الا بحد صارم قضيب ولا يعجم مني غير عود
على ناب الزمان صليب لم يحملني ولله الحمد تصريفه لأحوالي واعلاله
لآمالي على ابتذالي بالتملق إلى والي حياء من قولي الذي شرق به الركبان
وغربوا واطرب اولي الألباب لما صعدوا النظر فيه وصوبوا:
لا تمددن يدا يوما لأخذ يد * ولو أضرت بك اللأواء والنوب
فالصبر صبر على من الرجال وإن اربى على المن والسلوى الذي وهبوا
على أن التعفف كان دأبي وأجمل ثيابي قبل أن أطوي برد شبابي فكيف
وليل الشباب تقضي وصبح المشيب قد أضا:
إذا الفتى ذم عيشا في شبيبته * فما يقول إذا عصر الشباب مضى
بل كنت مما شاهدت من تقلب الزمان بين قالبي البرد والحر وتبدله
من الخير إلى الشر ومن الشر إلى الخير مغتبطا بالعناء اغتباط المثري بالغنى
واجتني من غصون المنايا ثمار المنى اقتفاء باسلاف كان ذلك سيماهم وقليل
ما هم واني في ذلك جنب الله سيدي المهالك وسلك به إلى رضوانه أحسن
المسالك لم آل في اقتناء علم الأدب وتتبع خفايا كلام العرب فقطعت من
تلك الفنون الشجراء والمرداء وطويت منها الآهل والبيداء ولم اترك منها
موردا الا عرست عليه ولا طللا إلا وحثثت ركابي إليه حتى صار الأدب
حشو أهابي وملء جرابي فطفقت أصوع من الغزل والتشبيب ما تغني به
الغواني في صهواتها ومن الوعظ ما يرفض منه ماقي العباد في خلواتها ومن
رقيق المديح ما تندي له صفاة الشحيح ومن الهزل والمجون ما يطرب له
العاقل والمجنون كما قلت ملتزما فيه ما لا يلزم من القوافي:
وكم من قليب خضخضته دلاؤنا * فعاد نميرا بعد ما كان آجنا
ولما رأيت الجد لم يجد طائلا * برزت ولم أحفل بما قيل ماجنا
تراني أبيع اللؤلؤ الرطب ساعة * وسود قدور ساعة ومعاجنا
لحى الله دهرا لم يزل في منشيا * لياليه من كل الجهات محاجنا
ومن شدة شغفي في الابكار والأصائل بارتشاف رضاب الطل من
ثغور أقاصي تلك الخمائل ووفرة كلفي بالمقيل في سجسج ظلها كنت
أتنكب عن صحبة من لا يدأب في اجتناء ثمرات الأدب ولم يتعلق من
أهدابه بهدب ولو أناف في التصوف على الجنيد وفي التقشف على عمرو بن
عبيد ظنا مني أنه من امنع المعاقل وأوثق الوسائل إلى النائل اغترارا بقول
القائل:
لا تيأسن إذا ما كنت ذا أدب * على خمولك أن ترقى إلى الفلك
بينا ترى الذهب الأبريز مطرحا * في الترب إذ صار إكليلا على الملك
بيد اني كلما ازددت في ذلك ارتفاعا زاد حظي نقصا واتضاعا كما قلت
فيما بثثت فيه شجوني قبل أن يطلع فجر المشيب من ليالي قروني:
حتى متى أرقى المعالي ولا * أبرح من دهري على هون
أعلو ورأسي في انتكاس إلى * سفل كأني بيد مخبون كذا
وأصبحت الليالي تشن علي الغارة بعد الغارة وتلعب بي كما يلعب
السنور بالفارة فأيقنت أن ذلك عقوبة ما كسبت يداي وأنه من شؤم أدبي
الذي كان غاية فصار في زيادة ربما أورثتني في العيون زهادة، وليتها كانت
كالزيادة في الآن إن لم تزده تعريفا فهو من تنكيرها في أمان أو كواو عمرو إن
لم تفده في المعنى حظا لم تزده الثقل لفظا، بل كانت لي كياء التصغير
الكاسية ذويها ثوب التحقير أو هاء صيارفة التي صارت لها صارفة، وفعيلة
لولا زيادة هائها لما رزئت في النسب بحذف يائها، والعرب تجاهر في
الدعاء على كل ماهر فتقول للمقدام المطعان: ويل امه ما اشجعه،
وللشاعر المجيد: قاتله الله ما أبدعه، ولأمر ما ترعى الصعوة لطائف
الأزهار وترد حيثما أرادت من الأنهار، والهزار في ضيق قفصه يشكو مضض
غصصه. ورحم الله العلامة التفتازاني حيث يقول وازنا بميزاني:
طويت باحراز الفنون ونيلها * رداء شبابي والجنون فنون
وحين تعاطيت الفنون وحظها * تبين لي أن الفنون جنون
ومع ذلك لم التفت يمنة ولا يسرة إلا وارى ما يزيدني حسرة من تقلب
أغنياء أغبياء كالنعم في بلهنية النعم وتصرف البغاث المستنسرة في الرياض
النضرة واختيال أهل الغيري في نفايس الغراء، على أنه يتيهون بالمال على
أهل الكمال وقد تاهوا في تيههم ذاك تيها. ولم يشعروا ان النتيجة تتبع
أحسن مقدمتيها والدهر مع الأنام كالميزان لا يرفع الا صاحب النقصان،
فلما لم تزد علي أنياب النوائب إلا حدة ومخالب المصائب إلا شدة الجاتني
الأيام الغبر إلى مسالمة الدهر فاستسلمت له استسلام العاجز بعد ما كانت
قناتي لا تلين لغامز، وقلت للأدب ارحل عني ركاب البين واجعل بيني
وبينك بعد المشرقين، تبا لك من صارم اكل بحده جثمان غمده وثمر
عرض أشجاره للرمي بالحجارة وأصالة رأي ساقتني إلى الخطل وحلية فضل
شانتني لدى العطل:
وهبك كالشمس في حسن ألم ترنا * نفر منها إذا مالت إلى الضرر
لا جرم اني انتظمت استمالة للدهر في سلك أغمار الناس وطويت
كشحي عن مداناة الأكياس وفررت عن تلك المناهل والموارد فرار الظل عن
الشمس، وأقوت تلك المنازل والمعاهد حتى كان لم تغن بالأمس وجلبت
دواوين الأدب إلى سوق الكرب واتخذت من التغابي جلبابا وفتحت على من
الفهاهة أبوابا وأ رأيت اني ارى الصواب خطا والخطا صوابا اقتداء بأديب
معرة النعمان أبي العلاء أحمد بن سليمان حيث يقول وقد رشقته سهام
الزمان:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا * تجاهلت حتى ظن اني جاهل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص * ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل
فكنت إذا سمعت معربا في مجالس الألباء يقول زيد مجرور بالباء أتباكى
وأقول: ويح ذاك الفتى أين جر ومتى وما الذي جر لأجله وما الباء وهل
يجر المرء إلا بنحو يده أو رجله أو رأيته يقول عمرو مرفوع أتباشر وأقول:
لعل ذاك الشيطان مرفوع إلى السلطان فلقد كان كأبيه فلان مفسدا في
الأوطان متسورا للحيطان، وربما اخذني ذلك المعرب بحلمه وأدناني ليفيدني
من علمه فعلمني معنى الرفع وبين لي ما يقصد به في ذلك الوضع،
فأقول: فما لنا لا نقرأ في بيوت أذن الله ان ترفع برفع بيوت وهل بعد ان
إذن الله لرفعها من رفع وهل لنا بين الرفعين فارق يرفع الاشكال من البين
فيقول بينهما فرق قوي، ذاك اصطلاحي وهذا لغوي فأقول لقد أطلت
الهراش حتى كثرت الظباء على خراش هلا كسرت من فرق الفاء وفتحت
من لغوي اللام لتسلم من حمة الملام، أ لم تقرأ في الكتاب المبين: كل فرق
كالطود العظيم وانك لغوي مبين؟ فتضحك مني الطلبة ويقولون: لله أنت
ما أظرف جهلك وأعذبه! تالله انك بطرق الجهالة اعلم من الشافعي
بمسائل الرسالة، وفي السلوك إلى الخطا اهدى من القطا، وانك لأحلى
(١٦١)

فكاهة لمجالس السفاهة، ودمت على هذا المنهج آتي أهل العصر من كل فج
وأتقلب بينهم في مقاليب وأتنكر عليهم في أساليب حتى سكنت عني تلك
الهزاهز والزعازع وصافاني المقاذع لي قبل المنازع وهشت إلي الليالي بعد
اكفهرارها وتوطأت لي الأيام بعد اشمخرارها، وانتبه طرف حظي بعد
طول النعاس ودرت علي اخلاف النعم من غير ايباس فصرت من التغابي
والتعامي لا تخطئ سهامي المرامي ولا تنثني براثن آمالي عن فرائس الأماني
إلا دوامي فلا علي ان أنشد من حوك جناني ووشي بناني:
الجاتني الأيام للجهل حتى * غشينني وأهل بيتي التهاني
فانا اليوم في الأنام أبو جهل * وعرسي من الهنا أم هاني
وبالجملة فللجهل عندي يد لا افتر عن ذكرها ولا أقوم وما حييت
بشكرها إذ لو لم أتظاهر بذلك العيب لم تظفر آمالي بادراك السيب كالقوس
لولا إعوجاج فيها لما اهتدت نبلها إلى مراميها، وانا اليوم في روض أريض
وأتبختر في برد من العافية طويل عريض بين سادة سمحاء يكرمون ولا
يمكرون ويطعمون ولا يطمعون وفصحاء يبتكرون ولا يرتكبون ويبهرون ولا
يرهبون لا تمل مناجاتهم ولا تخشى مداجاتهم إلى أخلاق في رقة النسيم أو
محاورة في عذوبة التسنيم لا تكبو في حلبة الفخار جيادهم ولا تصلد في
مشاهد النوال زنادهم ثابت لديهم كما ابتغي قدمي مجرى عليهم ما نفث به
فمي أو كتبه قلمي:
لا عيب فيهم سوى ان النزيل بهم * يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
ومذ أنخت في رحال أفنيتهم واستنشقت من ندى أنديتهم لم أزل
أذيع من جميل وصاف حضرة سيدنا ما ينفي كلف السهر عن ماقي أهل
السمر من حسن أخلاقه وطيب أعراقه وجمعه إلى شجرة علمه ثمرة عمله
ووصله بطول طوله قصر امله وعدم ازدهائه بما هو فيه من سعة جاهه على
اشباهه علما منه بان الدنيا ذات ضماد ووائدة الأولاد، ومن بحر علمه
الذي لا تكدره الدلاء ولا ينقصه الغرف بالاملاء كما قلت فيه من غير
تمويه:
إن فاخرت دجلة في فيضها * علم عبيد الله قلت اقصري
فعلمه ليس له معبر * وكم رأينا لك من معبر
ود السما تشري علاه ولو * بالشمس والمريخ والمشتري
أقلامه تفعل في مهجة الحاسد * ما لا يفعل السمهري
زهت به بغداد زهو الربى * بالنبت غب العارض الممطر
وما فتئ قلبي من تذكر منادمته في ذهول وجسمي في ذبول وزفراتي
في صعود وعبراتي في نزول فإذا ضاقت بي رحبة البلد مما بي من الكمد
برزت إلى الرياض وتنزهت في الغياض لعلي ابل من متسلسل أنهارها صدى
أو أجد على نار جلنارها هدى فما انثني إلا على ما كنت من صبر في انتقاص
وولوع في مزيد منشدا ما قاله الأمين بن الرشيد:
وصف البدر حسن وجهك حتى * خلت اني ارى واني اراكا
وإذا ما تنفس النرجس الغض * توهمته نسيم شذاكا
خدع للمنى تعللني فيك * باشراق ذا ونفخة ذاكا
لأقيمن ما حييت على الشكر * لهذا وذاك إذ حكياكا
ويا ليت شعري هل درى اني ابعث إلى طيف خياله كل برق جرى أو
نسيم سرى مثل قولي الذي يملأ العين عبرا ويصدع القلب ولو كان
حجرا:
هل ترى زورة صب مولع * بهواكم فترى هل فترا
سترى ان جئته حلف أسى * فيك كم داء دفينا سترا
وترى من في انحناء شابه * القوس لكن في نحول وترا
وما برحت من الشجي والخلي في ثوبي معذرة وتعنيف إلى أن اتاني من
جنابه الشريف لا زالت حضرته العلية للطلاب أخصب ريف كتاب فحاويه
ارق من ماء رونق الشباب ومعاليه أحل من رضاب الخود الكعاب لم يترك
من الجزالة طريفة إلا حواها ومن السلاسة صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
فوقفت على ما فيه من بديع الفنون وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
فألفيت عند مجمل سره المصون كما فصل الياقوت بالدر ناظمه ورأيت
أصداف ألفاظه تنطق عن اللؤلؤ المكنون كما افتر عن زهر الرياض
كمائمه فتضاعفت عند قراءته على قلبي المحزون من الشوق والتبريح ما
الله عالمه وكان جفني حين بادره بالدمع الهتون كريم رأى ضيفا فدرت
مكارمه فليزه كاتب ذلك الخط فلقد خط بعد ما قط فاتى بما لم يسبق إليه قط
وسطر فعطر وقرر فحرر وجمع جمع تصحيح لا مكسر إلى حسن كتابة
سخرت ألفاتها بالقدود وواواتها بالأضداع فوق الخدود وسيناتها بالطرر على
الغرر وصاداتها بالعيون ولو استعانت بالحور ولأماتها بالعذار على سوالف
العذارى وميماتها بالأفواه وان تركت راشفيها سكارى ونوناتها بالحواجب
وان أنافت في الفخار على قوس حاجب فلا غرو ان وقعت تلك الألوكة من
قلوب الأدباء موقع الطل من أقاح الربا وأطربت حتى من لم يفهم معناها:
فصار كأنه أعمى معنى * بحب الغانيات ولا يراها
فشكرت عند ورودها ذاك الجناب شكر الروض للسحاب وحمدت
الله على أن أجناني ثمرة شجرة اخلاصي في ولائه وإقامتي على دعائه وإذعاني
لعبير ثنائه ولقد زادني سيدي اجلالا بما كتب عند جحاجحة العرب حتى اني
حللت من كل صدر محل جنانه ومن كل طرف محل إنسانه وقلدني نعمة لا
أقارف كفرها ولا أفارق شكرها إلى أن تفارق الحمائم أطواقها والجوزاء
نطاقها وقد أمللت بهذا الهذر جنابه الخطير وأبرمته بتطويل ما لا طائل تحته
على اني من أهل التقصير فما هو إلا هذيان محموم أو تخليط مموم مع أن
الكلام ما هو إلا كالشعر كلما طال زاد في الجمال وكالحياة تشتهي النفوس
بعد مداها وان لا تقف على منتهاها وكالتشكي والتناجي بين المحبين إذا
التقيا بعد البين في الليل الداجي:
ولربما ساق المحدث بعض ما * ليس البذئ إليه بالمحتاج
لكن لا عتب على نازح صدع قلبه تذكر أوطانه صدع الزجاج واخل
منه طول حنينه صحيح المزاج ففي دماغي من السوداء التي هي أسوأ داء ما
لو صب في الفرات لأنقلب نيلا أو حمل رأس غيري لأندق عنقه وإن كان
فيلا ولولا أني كبحت طرف قلبي الجموح وغضضت طرف فكري الطموح
لأفضيا بي إلى عقد فصول من هذه الفضول ومؤلفات من هذه الخرافات
فليحمد سيدي على العافية مولاه وليعذر من ابتلاه أدام الله لنا مكارمه التي
عمت ولم أسال زيادتها فقد تمت والحمد لله تعالى.
كتابه إلى حمد البك أمير جبل عامل
قال في مجموعته: ومن كتاب كتبته في النجف الأشرف وأرسلته إلى جناب
(١٦٢)

الشيخ حمد البيك دام مجده في جبل عامل:
قصارى ما وصل إليه نظر داعيك بعد مزيد التصويب والتصعيد
قصوره عن الإحاطة بأوصاف معاليك الممتدة سرادق مجدها في أوج الجلال
إلى أسد بعيد بيد ان لك أدام الله فضلك مناقب بلغت في الاشتهار مبلغ
الشمس في رائعة النهار فهي كالضروري لدى كل أحد والبديهي الذي لا
يختلج جحوده في خلد منها انك جمعت أشتات مفاخر لم تنلها يد الأواخر
والأوائل ورفعت أركان مجد أسس بنائه آباؤك الكرام من وائل ورحت ولك
القدح المعلى بغاية تمطر فيها مستقيم وهازل فلا بدع ان جرت مطارف
فخرها على غيرها من اجلك اليوم عامل متى عد أعاظم الزمان كنت
جذيلها المحكك الذي لا تميله الفحول بغواريها وان ذكر أفاخم الأوان كنت
عذيقها المرجب في مشارق الأرض ومغاربها فلا تعقد خناصر الاعداد الا
عليك ولا يشار في مجامع الأمجاد بإحدى الاشارتين الا إليك:
وإن رفعت للمجد في الدهر راية ونادى المنادي أيها الناس من لها
سبقت إليها من دعاك وحزتها وكنت أحق الناس فيها وأهلها
وكم لك من مفاخر روجت بعد الكساد سوقها ووفيت بحمد الله
تعالى حقوقها حيث الناهض بهاتيك الحقوق أعز لدى الناس من بيض
الأنوق:
ومتى يقال من العصام من الردى * لهج الورى ذاك الأشم الأخشب
حمد بن محمود الفعال أجل من * لبس المفاخر في الأنام وانجب
وكفاك منقبة إذا ذكر الندى * كرم لحضرتك العلية ينسب
ومواقف مشهورة لك في الوغى * حيث القنا والمشرفية تلهب
ومعارف قصرت عليك لأنها * بك يا جمال ذوي المعارف انسب
وخلائق عم الخلائق نشرها * كالروض غب المزن بل هي أطيب
وشمائل تحكي النسيم وانما * هي من صبا نجد ارق وأعذب
وعزائم يعنو لها ليث الشري * في غابة والدهر منها يرهب
وسياسة عجب الأنام بحسنها * وسداد رأيك في الحوادث أعجب
وبلاغة عربية آياتها تليت * فأضحت عن كمالك تعرب
ومراتب في المجد عز مرامها * بعدت مدى فالنجم منها أقرب
وهناك جم مناقب لا تنتهي * وكواكب الأفلاك أنى تحسب
يا واحد الدنيا وأكرم من له * جمل المدايح والثناء تركب
وابر من رحم الوفود كأنه * لهم وقد نزلوا بساحته أب
وابن الالى ملكوا العلى وتسنموا * مرقى له ظهر المجرة مركب
من آل نصار الذين فخارهم * كالشمس إلا أنه لا يحجب
شملت مواهبك العفاة فشرقوا * بجميل مدحك في البلاد وغربوا
وسرت أياديك الجسام فأخضبت * رحب الفلا والدهر قفر مجدب
وأنار طالعك الليالي فانجلت * أظلامها وانجاب عنها الغيهب
واللطف منك سجية وجبلة * فيك المحاسن والوفا لك مذهب
هذا ولولا ما يجول في البال ويردد في مرآة الخيال اني قد
أمللت بما أمليت ذلك الجناب الخطير وأبرمته بتطويل هذا الخطاب على اني من أهل
القصور والتقصير لأذعت من جميل أوصاف ذلك الماجد النبيل ما هو أطيب
أرجا من العبير وجمعت جوامع الكلم الفصيح جمع تصحيح لا جمع تكسير
وأودعت في مطاوي هذا الكتاب دررا فحاويها أجلى من رونق الشباب
وغررا معانيها أحلى من رضاب الخود الكعاب فان من النثر والشعر ما هو
كالشعر كلما طال زاد في الجمال وكالحياة تتمنى النفوس بعد مداها وان لا
تقف على منتهاها وكالتشكي والتناجي بين المحبين إذا التقيا بعد البين في
الليل الداجي:
ولربما ساق المحدث بعض ما * ليس المقام إليه بالمحتاج (١)
وحيث انتهى جري جواد القلم إلى هذا المقام فلنختم الكلام.
كتابه إلى الشيخ حسين السلمان أحد امراء جبل عامل
وهذا كتاب له إلى بعض زعماء عاملة والظاهر أنه إلى الشيخ حسين
السلمان حاكم بنت جبيل لما صرح به من أن أسمه الشيخ حسين وانه
وائلي وتلك العشيرة تنتسب إلى وائل وإنما تحاشى من ايضاح اسمه لما كان
بينه وبين بني عمه حكام تبنين من المنافسة وهو كان أشد اتصالا بحكام
تبنين:
ما نظمت جواهر الألفاظ في زواهر القعود ورسمت فضائل الأفاضل
في صحائف الوجود وتحلت رسائل الأحباب بنظام الدر النضيد وتجلت
عرائس أذهانهم في مرايا بيانهم من كل مكان بعيد وتوجت صحفهم بتيجان
المودة والاتحاد وأدرجت مكنونات سرائرهم بين بياض القرطاس وسواد المداد
بأحسن من ألفة رحمانية وحكمة ربانية ألفت بين الأرواح وان تناءت
الأشباح ومزجت بعضها ببعض مزج الراح بالماء القراح ولم تزل تزف
عرائس المحبة في هوادج الهيام وتقود خيول المودة بزمام الغرام وتزجي قلاص
الاخلاص من كل فج عميق حتى أدخلتها من حرم الأفئدة ذلك البيت
العتيق فنظرت كعبة القلب وقد ارخي عليها ستار الجلال ورمقت مقام
الضمير وقد حلي بحلي الكمال فطافت بتلك المرابع طواف القدوم وسعت ما
بين صفا تلك المشاعر ومروة هاتيك الرسوم ثم أذنت لأتباعها بضرب
الأخبية في تلك العراص ونادت أطيارها بالتلبية من تلك الأقفاص فخيموا
في عرفات الهوى وعرسوا في مشاعر الأحشاء والجوى وبات الارق في منى
الآماق ليالي التشريق وأصبح القلق يرمي في الفؤاد حر الحريق فاعجب
للطافة المحبة واندراجها وسريانها في طبائع أهل الفضل وامتزاجها حيث
ظهرت رموزها وبدت دفائنها وكنوزها ولاحت على جبهات الطروس كأمثال
الشموس سلاما محررا مدى المدى بمداد الاخلاص محبرا ودعاء على كر
الجديدين مكررا إلى جناب من شرع بصافية المجد والفخار وخلف للواردين
تكفف الأسئار فخر العشائر والقبائل وبدر سماء المكرمات من آل وائل
والقطب الأعظم لدائرة الكمال وجزل النائل والمشار إليه من الأعاظم
والأكابر بالأنامل روضة المجد الباسقة الأنوار والجنا والحسنة التي قد محى بها
الدهر ما جنى من عشقته ابكار المعاني فهو زوجها في هذا الزمان وهن عليه
قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبله ولا جان كريم الشيم وفي الذمم وعلي
المجد والهمم جناب الشيخ حسين المفخم لا زال إن شاء الله تعالى
بالعنايات الربانية مؤيدا وبالالطاف الإلهية مسددا ما مدت المراسيل لقصر
ممدود البيد يدا:
أما بعد فالمقصود الأصلي من جري جواد القلم في هذا الميدان
مفصوم الشكيمة مرخي العنان انما هو الاستفسار عن صحة تلك الذات
التي هي جزيرة خالدات المفاخر والكمالات والاستخبار عن سلامة هاتيك

(١) هذا المعنى قد ذكره في بعض كتبه السالفة فكرره.
(١٦٣)

الصفات المشرقة في جميع الأقطار والجهات إشراق النيرات لا برحت محروسة
من الآفات بعين جبار السماوات ثم إن عطفت عواطف الاشفاق بالفحص
عن الداعي المشتاق الذي هو رهين دار الغرية وقطين العراق فإنه من لطف
الله تعالى وبركات الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين في أكمل
عافية وسرور وأفضل نعمة وحبور غير أنه لم يزل في جميع هذه المدة الماضية
المستمدة يفوق النظر في بيداء التفكر لاقتناص بعض أخباركم ويرسل
غواص الفكر في دأماء التدبر لاستخراج درر آثاركم حتى إذا ورد بعض
اخواننا المشتغلين من العامليين واخبرونا من أول العام بما خولتموه لنا من
الإنعام من مكاتبة منكم لنا ولمشايخنا الكرام وان ذلك قد دفعوه لبعض
الأقوام في الشام لكي يرسله لنا في أقرب الأيام فهنالك قلت قد فاز القناص
وحاز الغواص ولم أدر أن قاطع الزمان قد قطع بترس الحوادث على سهم
قصدي الطريق وتمساح الأوان قد ابتلع غواص إرادتي فإذا هو في دمشق
غريق وبقي ما أنعمتم به من كتب وغيرها معطلا عند السيد محمد دروان
من ذلك الوقت حتى الآن فسنح لنا ان نوضح من الحال ما لعله كان خفيا
وان نبسط في بيانه لسان المقال بعد ان سكتنا مليا وان نهز جذع شفقتكم
ليساقط علينا رطبا جنيا ونستقي ودق رأفتكم لكي يهمي على ربوعنا وسميا
فرسمنا فقرات الدعاء ورقمنا كلمات الثناء آملين من ذلك الجناب الكريم
توجيه الحادث القديم وان تجعلوا ذلك جاريا مجرى القانون المستديم وان
تواصلونا باخبار حضرتكم دائما ابدا ولا تهملوا أمرنا سدى وان تمدونا بمزيد
لطفكم وكفانا به مددا وان تمرونا على حواشي الضمير الفاخر المستنير كما انا
لا ننساكم من صالح الدعوات في أوقات الخلوات لدى مضاجع موالينا
الأئمة الهداة ولا زلتم مؤيدين على الدوام ومحروسين مع كافة الأهل والبنين
من حوادث الليالي والأيام ما خطبت على منابر الطروس خطباء الأقلام
بالحمد والثناء والدعاء والسلام.
مدح السلطان عبد المجيد وأمير اللواء وشيخ الاسلام ووالي بغداد.
وقال في مديح السلطان عبد المجيد خان ومدح أمير اللواء الحاج محمد
علي باشا صهر السلطان محمود والد عبد المجيد ومدح شيخ الاسلام عارف
أفندي ووالي بغداد محمد رشيد باشا، وذكر لذلك مقدمة طويلة افتتحها
بقوله: الحمد لله الذي قرن بطاعته طاعة ولاة الامر من العباد واجرى
مقادير حكمته بتخليد سلطنة سلاطين آل عثمان إلى انتهاء الآباد. ثم اخذ
في مدح آل عثمان عموما والسلطان عبد المجيد خصوصا بما يشتمل على
المبالغات والعبارات المألوفة في عصر آل عثمان من أنهم خلفاء الله في بريته
لإعلاء كلمة الايمان والتوحيد وان عبد المجيد مالك رقاب الأمم ومالك أزمة
الملوك وحافظ الشريعة الغراء وأمثال ذلك، ثم قال: وبعد فيقول العبد
الفقير إلى الله الغني إبراهيم بن صادق بن إبراهيم بن يحيى المخزومي
الشامي العاملي: اني منذ عقلت رواحل الترحال في رحاب سيدنا المرتضى
أبي تراب وأنخت ركاب الآمال في حي اعتاب حضرة مولانا علي قالع الباب
وفاضت علي من أشعة بركاته أنوار المعارف والآداب، لم أجد حرفة يعرف
بالنجاح صاحبها وتجارة يوصف بالأرباح طالبها أحسن من الملازمة على أداء
وظائف الدعاء للدولة الأبدية الغراء والمداومة على تنظيم درر مدايحها رجاء
منايحها في سلك الحمد والثناء ومن ثم صيرت نشر صحائف الأدعية لها
ديدني وشعاري وسيرت في مدايحها ما هو كالدراري يهدي به الساري من
درر أشعاري:
وكم لي بسلطان الورى من مدايح * يضاهي شذاها الروض وهو مفوف
قواف كدر البحر أتحفته بها * وما زالت الأملاك بالدر تتحف
ثم ذكر انه كثيرا ما شفع مدايحه بمدح من ينتمي لدولته من الوزراء
وولاة الزوراء مستشفعا بهم لديه فإنهم أبواب خزانة مرحمته وقد أمر الله
تعالى أن تدخل البيوت من الأبواب ثم ذكر ان من محاسن مديحه هذه
القصيدة التي كان المنشأ في انشائها انه لما قدم ارض الغري وتشرف بزورة
المرقد الحيدري الأسد الهمام والأمجد المقدام صاحب المواقف المشهورة
والغزوات المذكورة والمكارم الموفورة حضرة أمير لواء العساكر المنصورة
الأمجد الأفخم الحاج محمد علي باشا المحترم رفع الله تعالى اعلام قدره وأنار
في مراتب الوزارة طوالع مجده وفخره وقد اجتمعت به في ذلك المقام عدة
ليال وأيام وكرعت من عذب مسامرته ما هو ألذ عند الندامى من أكؤس
المدام. وكان من جملة ما املاه علي ما شاهده في سفره هذا من غرائب
الأشياء وذلك أنه حين فصل عن دار الخلافة العلية ممتطيا غوارب ظهور
المراكب الدخانية مشحنة بفئات العساكر الجهادية لم يزل يسير على اسم الله
تعالى فمرة يقحمها سد ذي القرنين واخرى ينجو بها مغرب النيرين وهي
آنة تسفح على ما طغى من الموج الزخار فينطح أعلاها جباه النجوم وآونة
تسبح في خلال الغمار فيمسح أقصاها تخوم التخوم وهو مع ذلك لم يبرح
انى شاء مسراها ويحسن باسم بارئ الأشياء مجراها بحيث لم يدع جانبا من
المحيط إلا وأزجاها إليه ولا ساحلا بعيد المرحل إلا وعرس عليه ولا خلقا في
أقاصي البلاد الأيم من طريق اليم ساحتهم وحرضهم على طاعة السلطان
عبد المجيد وحذرهم من سطوات ساعده القوي وبأسه الشديد. وكان من
أعجب ما رأى خلقا ينتحلون الاسلام ولا يعرفون اسم سلطان الأنام،
وذلك لعدم انذارهم وبعد مسافة ديارهم فأخبرهم باسمه وعرفهم حق
طاعته وأمرهم ان يخطبوا باسمه ثم ردعهم، وسار حتى إذا عبر بحر عمان
وابصر اعلام البصرة في يمن وأمان وانتحى جانب مدينة السلام في خير
وسلام وأفاض على العساكر ما كلف بحمله إليهم من الأرزاق وهنالك
أزهرت اكناف العراقيين لا سيما وقد قارن ذلك الطالع السعيد قدوم واليها
الوزير الأعظم والمشير الأفخم محمد رشيد فكان ذلك نورا على نور وعيدا
على عيد، فانتدبت إذ ذاك لإنشاء هذه القصيدة في مدح حضرة سلطان
السلاطين ووزراء دولته الأفاخم الأكرمين ومدح حضرة شيخ الاسلام
والمسلمين، وجعل ختام مدحي للأمير المشار إليه فقلت:
بدا للعلى في جبهة الدهر نير * به قد غدا يزهو الوجود ويزهر
وقد فاض من عبد المجيد على الورى * سحاب ندى بالجود يهمي ويهمر
واضحت به الدنيا تميس من الهنا * كغانية في حليها تتبختر
وأمست ثغور المسلمين بعزمه * ممتعة أركانها ليس تثغر
وللدين في أيام سلطانه حمى * منيع، وللاسلام سور معمر
وللملة البيضاء عين قريرة * ووجه طليق بالمسرات مسفر
وللشرع تأييد وللملك رونق * لناظره من رونق الشمس انضر
مليك ملوك الأرض شرقا ومغربا * تؤمل نعماه وبؤساه تحذر
وسلطان عدل في البرايا قد ارتقى * مراتب عنها ناظر الدهر يحسر
تحرر لله المماليك كفه * ويملك منها جوده ما يحرر
ويغفر ما تجني الرعايا كأنما * يود بان تجني الرعايا فيغفر
ويطوي الردى عنها كما ينشر الندى * عليها فلا ينفك يطوي وينشر
(١٦٤)

بعزم يرينا البحر كالبر مقفرا * وجود يرينا البر كالبحر يزخر
ورأي يريه سر كل قضية * جهارا كان السر في الكون مجهر
له همم لا تنتهي وصغارها * من الدهر والدنيا أجل وأكبر
له سطوات توسع الأرض رهبة * وتملأ صدر الكفر رعبا وتذعر
يقود أعزاء الملوك أذلة * كما قادها أهلوه والبيض تشهر
بدور بأفاق الممالك أشرقت * سعودا وفيها الشرق كالغرب مزهر
وصيد نمتهم للمعالي عزائم * وكل بها منهم مليك مظفر
وان يفتخر ملك بملك يناله * ففي كل ملك منهم الملك يفخر
ولم يورثوا العلياء الا لأصيد * مجيد به كسر الخلافة يجبر
فيا لمليك قام بالامر صادعا * كابائه في الخلق ينهى ويأمر
له وزراء بالجميل تقلدوا * وبالمجد والفخر الأثيل تازروا
هم لا سواهم نظموا عقد ملكه * وما نظموا من امره ليس ينثر
وهم دبروا أمر الممالك كلها * وهم للأعادي في الأقاليم دمروا
وهم وازروه فاغتدى إزره بهم * شديدا وهم من فيض يمناه أيسروا
وهم حزبه في كل حرب وانما * بهم وبأجناد من الله ينصر
لهم منن في جيد كل موحد * وحسن مساع فضلها ليس يكفر
أماجد نالوا ما استطال من الذرى * وحازوا العلى بين الورى وتصدروا
وصدرهم صدر المعالي محمد * علي الذرى من فضله ليس ينكر
وزير له يعزى الجلال وينتمي * إلى ظل علياه الفخار المنور
وبحر لأرباب المفاخر مورد * وللجود والمعروف في الخلق مصدر
وبدر أضاء الكائنات فلم يكن * بها منزل الا بدا وهو مسفر
حوى الفخر والعليا بنسبته إلى * ملوك عليهم طائل الفخر يقصر
وقد خصه المحمود بابنته التي * سنا مجدها السامي من الشمس أشهر
فكان لها كفوا كريما وان تكن * له مفخرا بين الورى حين يفخر
وقد صار للمولى المجيد مؤازرا * كما كان للمختار من قبل حيدر
وفى وهو اوفى من وزير جذيمة * وان قصيرا عن علي ليقصر
وكلهم من بحر عارف غارف * نميرا يضاهي المزن بل هو أغزر
ومقتبس نور الفضائل من سنا * جبين عليه كوكب العلم مزهر
خبير باسرار العلوم كأنما * له رائد عن كل سر يخبر
وزخار فضل دائم المد في الورى * وهل ابحر الا تمد وتجزر
حوى قصب العليا فلا متقدم * لها غيره يوما ولا متأخر
وسار اسمه بين البرايا وفضله * من الشمس في رأد الظهيرة أظهر
أجل وهو للاسلام شيخ وللهدى * منار به أفق الهداية مقمر
وان قام يوما في البرية خاطبا * أقيم له فوق الكواكب منبر
ولولاه لم يرفع منار الهدى ولم * يعظم لدين الله في الكون مشعر
لئن قست أهل العلم يوما به أكن * كمن قاس اعراضا بما هو جوهر
وكيف تقاس الشهب بالشمس وهي * ان بدت لم يبن في الكون منهن نير
رجال بهم روض الفخار مفوف * ودوح المعالي يانع الغصن مثمر
توسمت من وسميهم فيض أنعم * أروح لها ما عشت في الدهر أشكر
فكم أصبحت من وكف جدوى أكفهم * عيون الندى بين الورى تتفجر
لئن لم يكن طرفي يراهم فإنني * إليهم بعين الفكر ارنو وانظر
وأشهد من بعد ذواتا لهم غدت * ماثرها كالأنجم الزهر تسفر
ويعرف بالآثار عند ذوي النهى * إذا لحظوا الآثار ذاك المؤثر
وميزان عقل المرء عقل خدينه * وحال خليط الشخص للشخص مظهر
وعنوان أحوال الملوك رجالها * لمن راح في أحوالها يتدبر
فكم رجل ينمى إليهم خبرته * فعاينت منه فوق ما كنت أخبر
كليث الشري بدر الفخار محمد * علي الذرى من راح بالخير يذكر
أمير اللوا من ليس ينفك في الوغى * عليه لواء الفتح والنصر ينشر
وخواض أمواج الردى مرهب العدى * إذا ما غدا جمر الوغى يتسعر
همام تهاب الأسد من سطواته * ويرهب منه الفاتك المتنمر
وأروع سباق إلى الروع أشوس * وأغلب مرهوب اللقاء غضنفر
وذو همم مشهورة وهو في اللقا * بحسن سداد الرأي في الحرب أشهر
ومهما تسل صنعاء عن حسن صنعه * تنبئك ان الخير فيما يدبر
غداة غزا القطر اليماني خائضا * بحار نجيع مدها ليس يجزر
ووافى جيوشا قد أعدت لحربه * وتعدادها كالرمل بل هي أكثر
ونظم بالسمر اللدان فوارسا * لها ماتها كانت يد البيض تنثر
ولما أنابوا للمجيد أنالهم * مواهب لطف عدها ليس يحصر
وأوسعهم بالعفو في حال قدرة * ولا عفو الا عفو من كان يقدر
فيا لأمير أنهيت امرة اللوا * له فهو ينهى من يشاء ويأمر
وللرتبة العليا ترقى وانه * لبالمنزل الاعلى أحق وأجدر
فكيف وقد أدى لمالك امره * فرائض في أدائها العبد يؤجر
ومذ كلف المعسور ثار ومثله * إذا كلف المعسور لا يتعذر
وازمع عن دار الخلافة قاصدا * محلا إليه ينتهي حيث يؤمر
وسار على اسم الله في اليم جاريا * إلى أمد عنه مدى المد يقصر
وأنهى إلى الله التوكل واثقا * بتسييره والله نعم المسير
وقد ركب الفلك الجواري جاسرا * على الهول والمقدام في الهول يجسر
واعجب شئ فلكه تلك قد طغت * على الموج تخفى في العباب وتظهر
ومن تحتها بحر بعيد قراره * ومن فوقها والعالم الله ابحر
واعجب من ذا في المياه انغماسها * وفي جوفها نار الغضى تتسعر
جرت وجرى ريح الشمال لغاية * إليها انتهت والريح عنها مقصر
وخاضت بلجي المحيط وموجه * كجنح الدجى محلولك اللون معكر
وقد وقفت مما يلي قاف موقفا * يطيش به لب الحليم ويذعر
تغشى بليل قد تغشى ظلامه * بموج تغشاه السحاب الكنهور
يصرف مسراها أخو الهمم الذي * إذا حار فيها الماء لا يتحير
فلم يبق لج لم يلجه وساحل * من الأرض لم يجعل له فيه معبر
وقد طاف بالدنيا جميعا كأنه * لكل فريق في البرية منذر
وشاهد من صنع الاله عجائبا * لها عقل أرباب الحجى يتطير
وابصر في اقصى الديار طوائفا * أكابرهم منهم عليهم تامروا
ولم يعرفوا ملك البرية باسمه * إذا هللوا باسم الاله وكبروا
وقد مر يزجي الفلك غير محاذر * عنا منه رعديد الحشي ظل يحذر
وعام بها في بحر عمان بعد ما * تصر من ليلات العنا وهي أشهر
وأيام أهوال البحار لطولها * شهور ولو أنصفتها قلت أدهر
إلى أن اتى ارض العراق وقطرها * من الجدب مغبر المفاوز مكدر
تجلى الردى عنها واضحى بيمنه * سحاب الحيا في ذلك القطر يقطر
فكان كنجم السعد لما بدا اغتدى * بأنواره وجه البسيطة يسفر
وقارن ذاك النجم بدر سعوده * على كل نجم في البرية تزهر
رشيد تسمى وهو والله كاسمه * رشيد لأحوال الرعايا مدبر
وزير مشير بالصواب وعادل * بغير رداء الحزم لا يتأزر
(١٦٥)

به قرت الزوراء عينا، وطالما * عهدنا قديما طرفها وهو أزور
واني وان طولت نظم المديح في * أمير اللوا أدري باني مقصر
وكيف أفي بالشعر معشار حقه * واحصي مزايا ليس بالشعر تحصر
له وعلاه راح صفو مودتي * مدى العمر لا يفنى ولا يتكدر
واني لأرجو للغريين عوده * ليطفي جوى من لأهب الشوق يسعر
وآمل تقدير اجتماعي به كما * يشاء الهوى، والاجتماع مقدر
وأذكره بالمدح ما مر ذكره * على خلدي والشئ بالشئ يذكر
وله أشعار تأتي في ترجمة الشيخ طالب البلاغي.
خبر خالية بطرس كرامة
جاء في مجموعته ما حاصله بعد حذف الأسجاع: جاء من
القسطنطينية إلى بغداد قصيدة نظمها قهرمان الأدب الخواجة بطرس بن
إبراهيم كرامة، وكان الباعث له على ارسالها إلى العراق الاطلاع على
أدبائها وقد كرر فيها لفظة الخال، مع هذا الالتزام في أبدع نظام فخمستها
أحسن تخميس ثم ذكرها مع تخميسها وحيث كانت مشهورة لم نر فائدة في
نقلها ونقل تخميسها، قال: وخمسها أيضا الشيخ موسى ابن الشيخ
شريف، وأورد التخميس في المجموعة المذكورة ولم نر فائدة في نقله
أيضا، ثم قال في المجموعة المذكورة: ولما وصل هذا التخميس والذي
قبله إلى عروسة دار الخلافة وشاهدهما ذلك الأديب كتب إلينا ما لفظه:
أقول وانا المعترف بالعجز والتقصير: انني لما وقفت على تخميس
قصيدتي الخالية الذي طرز برده ونظم عقده جناب بدر الأدباء صدر العلماء
الراقي من ذرى الآداب أسنى محل علي الشيخ إبراهيم ابن جناب سيدي
المرحوم الشيخ صادق آل يحيى العاملي، فقلت موريا مقرضا ومصرحا بمدح
ذلك الجناب ومعرضا:
فتاة الخال عن علم وفضل * اتى تخميسها يروي ويملي
يقول لمن تلاه: فز بدر * وقلدني شهادة كل عدل
فقلت: نعم! وهذا ليس بدعا * بإبراهيم يحيى كل فضل
ولما رأيت تخميسها الذي جاد به من روض أدبه الأديب الأريب
الحائز من البلاغة اوفى نصيب ذو المقام السامي المنيف جناب الشيخ
موسى ابن الفاضل الشيخ شريف قلت مقرضا مقتبسا وقد آنست حي
التقريض قبسا:
يا ابن الشريف الذي أضحت فضائله * كالشمس تشرق بين البدو والحضر
خمست بالنظم ذات الخال مكرمة * مطوقا جيدها عقدا من الدرر
من البديع ومن سحر البيان لقد * أوتيت سؤلك يا موسى على قدر
ولكني لم اكتف بذلك لما أصابني من الوجد والغرام لمدح أولئك
الأفاضل الاعلام، فقلت وقد شب الشوق عن الطوق:
مرحبا مرحبا بربة خال * صانها الحسن بين عم وخال
أقبلت تنجلي وفي معطفيها * من بديع البديع فرط الدلال
قد روانا الوردي عن وجنتيها * ما روانا عن نغرها ابن هلال
من بنات الأفكار يصبو إليها * حين تجلى أخو الحجى والكمال
جاء مكحول جفنها بحديث * قد رواه عن العيون الكحال
نعم بكر من الكرامة سارت * فاتت مربع الكرام الموالي
وسرت في الجهات شرقا وغربا * فوق متن القبول والاقبال
ثم عادت من العراق إلينا * بعد بين مشمولة بالنوال
قلداها ابن صادق وشريف * خير عقدين من بها وجمال
خمساها بل شرفاها بعقد * ذي معان أزرت بعقد اللآلي
لست أدري هل سمطاها بشعر * أخجل الدرام بسحر حلال
وعجيبا قد اخمد النار إبراهيم * قدما وفضله ذو اشتعال
ولموسى قد أبطل السحر قبلا * ونراه اتى بسحر المقال
حبذا حبذا العراق وما فيه * من المجد والسنا والمعالي
قام فيه لكل فن خطيب * صادع في منابر الآمال
وغدا للعلوم في كل عصر * فلكا مشرقا بدور الرجال
أيها الدهر ان في فلك الفضل * كما أزهرت نجوم الشمال
ليس بدعا فأنتما وارثا الآداب * والعلم عن جدود وآل
عز لي فيكما ثناء ومدحا * لا بعين ألمها وجيد الغزال
انني والهوى على البعد صب * قانع منكما بطيف الخيال
ان شوقي اليكما شوق حر * ذي وفاء يهوى كرام الخصال
أصبح القلب ساليا بهواكم * ما تلقاه من صروف الليالي
ان يكن بيننا انفصال ففي * الحب انفصال المحب عين اتصال
وإذا لم تكن تراكم عيوني * فيراكم فكري بعين الخيال
أو تمادى بين ولم يك وصل * ففؤادي عن حبكم غير سالي
دمتما كوكبي علوم أضاءت * منكما الفضل في سنا الافضال
ما تغنت ورق وبات شجي * تحت ذيل الرجا لنيل الوصال
الداعي: بطرس بن إبراهيم كرامة
قال وقد كتب الأديب المذكور عندما وردت عليه قصيدة من الشيخ
صالح التميمي يمدح بها داود باشا والي بغداد سابقا ويعرض بذم القصيدة
الخالية المتقدمة وصاحبها ما هذا لفظه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله
رب العالمين مالك يوم الدين الذي لا يمنع فضله وأنعامه عن أحد لعلة الملة
والدين والصلاة على الأنبياء والمرسلين الذين من أنوار أقمار صفاتهم
أشرقت زاهرات اللطف واللين وبعد فيقول العبد الفقير العاجز الذي
حد الفصاحة والبلاغة عن حده مجاوز بطرس بن إبراهيم كرامة خادم كل
علامة فهامة المسيحي مذهبا والمغربي نسبا المطوق من الزمن بقلائد الجمان
والملتقط من فضل العلماء الأعلام فرائد العقيان انني لما أتيت القسطنطينية
تشرفت بلثم أعتاب علمائها العظام وتكلمت بين أدبائها كما هو دأبي في
مصر وحلب والشام فكنت أشنف آذاني بدرر أشعارهم الفاثقة واعرض بين
يديهم منظوماتي وان لم تكن رائقة فاسمعني بعض شعرائهم منظومة تركية
كرر في بعض قوافيها لفظة الخال وأمرني ان انسج أبياتا على ذلك المنوال
فنظمت قصيدة لم يكن فيها غير لفظة الخال قافية وهي هذه: أ
من خدها الوردي أفتنك الخال فسح من الأجفان مدمعك الخال
إلى اخر القصيدة فلما كمل نظامها زففتها لمقام صدور العلماء
الأفاضل سحبان الفصاحة والكرم والواهب لكل ذي حق حقه من السيف
والقلم من انا عبده ورقيقه كما استرق له بليغ النظم ورقيقه داود باشا والي
بغداد سابقا قاصدا ان تنال الشرف بمطالعته فتلقاها بعين الرضا وأرسلها إلى
بغداد ليطلع عليها من هناك من الشعراء فيشهدوا فضلها وينظموا مثلها
(١٦٦)

فتلقاها بعضهم بما تلقاني به زماني وأنكر حسنها لأن ناظمها نصراني، وكتب
جوابا كأنه جمرة وما كل سوداء تمرة وهذا هو بلا خلاف والحكم فيه لذي
الإنصاف
: عهدناك تعفو عن مسئ تعذرا الا فاعفنا عن رد شعر تنصرا
إلى آخر القصيدة قال المؤلف: وقد ذكرت في ترجمة الشيخ صالح
التميمي والبعض المشار إليه هو الشيخ صالح التميمي نفسه، وكان كاتب
ديوان الإنشاء بالعربية في عهد ولاية داود باشا على بغداد. فارسلها داود
باشا إليه فاجابه بهذه الرائية.
قال بطرس كرامة في تتمة كتابه: فلما وقفت على هذا الكتاب المغاير
طريقة الآداب ولم يكن فيه ما يعترض على الفصيح الا اني على دين المسيح
فأخذني العجب كيف لا يعلم أن الفصاحة لا تتعلق بالمذهب فاستاذنت من
الوزير المشار إليه بان اكتب له جوابا أنبهه فيه على ما خفي عليه فكتبت بعد
صدور الإذن جوابا منظوما اطلع واضحات المعاني من بروج ألفاظها نجوما
وهو هذا:
لكل امرئ شأن تبارك من برا وخص بما قد شاء كلا من الورى
إلى آخر القصيدة المذكورة في ترجمة التميمي ثم قال: هذا هو جوابي
وأرجو من كل ناظر إليه ان يسدد الخلل وها انا مقر بالعجز والتقصير وان ما
أصبته من الفصاحة شئ يسير التقطته من فضلات موائد العلماء ولقد
ضربت صفحا عما في شعره من الهفوات المتعلقة بالألفاظ والمعاني ولكن لا
بد من ذكر بعضها.
قال المترجم صاحب المجموعة: ثم اخذ يذكر بعض عيوب ما كان
ينبغي ذكرها لان أكثرها بل كلها إشكالات فاسدة وايرادات ليست بواردة
لذلك أعرضت عن ذكرها انتهى قال: وأرسل مفتي الحنفية ببغداد إلى
صفوة أرباب الفقاهة والاجتهاد ملاذنا الأفخم واستاذنا الأعظم الشيخ
حسن نجل المرحوم الشيخ جعفر كتابا يتضمن الالتماس منه ان يحشد لمباراة
القصيدة الخالية جماعة الأدباء في النجف الأشرف فجعل أيده الله تعالى يلح
علي غاية الالحاح ويستنهضني لقضاء ما التمس منه كل مساء صباح وحيث
رأيت امره أبقاه الله من الفرض الواجب سارعت للامتثال مع جمود القريحة
وخمود نيرة البال وباريتها بهذه القصيدة بعد تخميسها الا اني قد تعمدت
خفض ما رفع وختمتها بمدح شيخنا المومى إليه ثم ذكر القصيدة وقد
مرت ثم أورد خالية السيد صالح ابن السيد مهدي الحسيني القزويني
المذكورة في ترجمته.
وأنت ترى أن كتابات المترجم كعادة أكثر أهل ذلك الزمان قد التزم
فيها التسجيع الذي لا بد أن يكون متكلفا غالبا ويلزم منه الإطالة المملة مع
ما في أصل الكتابة من التطويل الممل في نفسها، وإن جل هذه الكتابات
تنحو منحى واحدا وتتكرر أكثر المعاني والألفاظ في جميعها إلى غير ذلك مما
يراه الناظر وإن كان ممليها ذا فطنة وذكاء وقابلية لاجادة الإنشاء الا انه قد
أضاع ذلك بهذه الالتزامات ونحن قد نقلنا هذه الرسائل على علاتها كما
قلنا من قبل ليعلم ما كانت عليه الكتابة في ذلك العصر لأنه مما تتطلع
النفوس إليه.
أشعاره التي لم تذكر في ترجمته
وله في ذيل الرسالة التي كتبها إلى علي بك الأسعد تعزية عن عمه
حمد البك ابن محمد بن محمود المتقدمة في ترجمته هذه الأبيات:
تمنيت لقياهم ليطفى بقربهم * جوى أسعرت نيرانه اي اسعار
وفي الغرب من * اقصى الشام ديارهم
وفي الشرق من اقصى * العراق غدت داري
بعيد مرامي والزمان محاربي * وجارية الاقدار تعكس أوطاري
وخفف عني ان ناصبة القضا * وان جمحت أفراسه في يد الباري
٢٤٧: أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب المحسن بن إبراهيم
العسكري بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم الأصغر بن موسى الكاظم ع (١).
في عمدة الطالب: خاطبه شرف الدولة بن عضد الدولة وولاه نقابة
الطالبيين في سائر أعماله فهو يدعى نقيب النقباء.
٢٤٨: إبراهيم بن صالح
في الفهرست: له كتاب رويناه عن أحمد بن عبدون عن أبي طالب
الأنباري عن حمد بن زياد عن ابن نهيك عن إبراهيم بن صالح وذكر
الشيخ في رجال الرضا ع إبراهيم بن صالح. وهذا يحتمل اتحاده
مع الكوفي الآتي:
٢٤٩: إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي
قال النجاشي: ثقة روى عن أبي الحسن ووقف له كتاب يرويه عدة
أخبرنا محمد يعني المقيد حدثنا جعفر بن محمد يعني ابن قولويه حدثنا
عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثني إبراهيم بن صالح أقول وهذا أيضا
يحتمل اتحاده مع الكوفي الآتي:
٢٥٠: إبراهيم بن صالح الأنماطي الكوفي أبو إسحاق
قال النجاشي: إبراهيم بن صالح الأنماطي يكنى بأبي اسحق كوفي
ثقة لا باس به قال لي أبو العباس أحمد بن علي نوح انقرضت كتبه فليس
اعرف منها إلا كتاب الغيبة أخبرنا به أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد عن
عبيد الله بن أحمد بن نهيك عنه وفي الفهرست إبراهيم بن صالح
الأنماطي كوفي يكنى أبا إسحاق ثقة ذكر أصحابنا أن كتبه انقرضت والذي
اعرف من كتبه كتاب الغيبة أخبرنا به الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن
جعفر حدثنا حميد بن زياد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك عن إبراهيم بن
صالح الأنماطي. وذكر الشيخ فيمن يروى عنهم ع إبراهيم بن
صالح الأنماطي قال روى عنه أحمد بن نهيك ذكرناه في الفهرست انتهى
وفي رجال الباقر ع إبراهيم بن صالح الأنماطي. ولا يخفى أن الراوي
عبيد الله بن أحمد بن نهيك لا احمد فكانه من سبق القلم وقال العلامة في
الخلاصة إبراهيم بن صالح الأنماطي يكنى أبا إسحاق قال الشيخ أبو جعفر
الطوسي انه ثقة وكذا قال النجاشي ألا أنه قال ثقة لا باس به وقال في باب
إبراهيم أيضا إبراهيم بن صالح الأنماطي الأسدي ثقة روى عن أبي الحسن
ع ووقف والظاهر أنهما واحد مع احتمال تعددهما فعندي تردد فيما يرويه
انتهى.

(١) كان حقه أن يقدم وآخر سهوا.
(١٦٧)

٢٥١: إبراهيم بن صالح الأزدي الكوفي
ذكره الشيخ الطوسي في رجال الصادق ع.
٢٥٢: ميرزا إبراهيم بن صدر الدين الشيرازي أو ابن ملا صدرا.
يأتي بعنوان ميرزا إبراهيم بن ملا صدر الدين محمد بن إبراهيم
الشيرازي
٢٥٣: إبراهيم الصيقل أبو إسحاق
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع ويروي عنه أبان بن عثمان.
٢٥٤: إبراهيم بن ضمرة الغفاري المدني مولاهم وهو ابن أبي عمرو
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٢٥٥: إبراهيم الطائفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم روى له البغوي
والطبراني حديثا واحدا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكونه من شرط كتابنا غير معلوم
وذكرناه تبعا للشيخ حتى لا يفوتنا أحد ممن ذكره أصحابنا.
٢٥٦: إبراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني أبو سعيد.
في تهذيب التهذيب ولد بهراة وسكن نيسابور وقدم بغداد ثم سكن
مكة إلى أن مات سنة ١٥٨ أو ١٦٨ أو ١٦٣ بمكة.
قال الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: في ترجمة جعفر بن محمد
الصادق ع حدث عنه من الأئمة والاعلام وذكر جماعة وعد منهم:
إبراهيم بن طهمان وعن ابن النديم انه لقبه بالهروي وذكر له كتبا منها كتاب
المناقب وربما يشعر روايته عن الصادق ع وتصنيفه في المناقب بتشيعه
وذكر له في تهذيب التهذيب ترجمة طويلة وعد جماعة كثيرة رووا عنه وروى
عنهم وحكى توثيقه عن جماعة وعن بعض تضعيفه وقوله بالارجاء وعلى كل
حال فلم نتحقق أنه من شرط كتابنا وذكرناه لهذا الاحتمال الذي أشرنا
إليه.
٢٥٧: إبراهيم بن عاصم
في رجال الكشي في ترجمة الفضل بن شاذان أنه يروي عن جماعة
منهم ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى والحسن بن محبوب وعد جماعة أمثالهم
ثم قال وعلي بن الحكم وإبراهيم بن عاصم قال الميرزا في الوسيط والظاهر
أنه من أصحابنا المعروفين من المشائخ.
٢٥٨: إبراهيم بن عباد البرجمي الكوفي
٢٥٩: إبراهيم بن عباد الأزدي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجال الصادق ع
٢٦٠: إبراهيم بن العباس الصولي بن محمد بن صول الكاتب مولى يزيد بن
المهلب
ولد سنة ١٧٦ أو ٦٧ ومات للنصف من شعبان سنة ٢٤٣ بسامراء
واصله من خراسان والصولي نسبة إلى جده صول بضم الصاد المهملة
كما في الأغاني وفهرست ابن النديم وتاريخ بغداد وغيرها أو صول تكين كما
في وفيات الأعيان وهو رجل تركي وقيل إنه منسوب إلى صول بعض ضياع
جرجان ويقال لها جول والأول أشهر. وفي انساب السمعاني هذه النسبة إلى
صول وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وصول مدينة بباب الأبواب قال
بعض القدماء:
في ليل صول تناهى العرض والطول * كأنما صبحه بالحشر موصول
ثم قال: صول جده كان من ملوك جرجان ثم رأس أولاده بعده في
الكتبة وتقلد الأعمال السلطانية انتهى وقال ابن خلكان: قال الحافظ
أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان: الصولي جرجاني
الأصل وصول من بعض ضياع جرجان ويقال لها جول وهو عم والد أبي
بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس الصولي صاحب كتاب الوزراء
وغيره يجتمعان في العباس المذكور انتهى. وقال غير واحد من المؤرخين
كان صول وأخوه فيروز ملكي جرجان وتمجسا وتشبها بالفرس فلما حصر
يزيد بن المهلب جرجان وفتحها أمنهما فأسلم صول على يده فهم موالي
يزيد بن المهلب ولم يزل معه حتى قتل يزيد يوم العقر وقتل معه صول. وفي
الأغاني لما دعا يزيد إلى نفسه لحق به صول لينصره فصادفه قد قتل وكان
يقاتل كل من بينه وبين يزيد من جيش بني أمية ويكتب على سهامه صول
يدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك فاغتاظ
وجعل يقول ويلي على ابن الغلفاء وما له وللدعاء إلى كتاب الله وسنة نبيه
ولعله لا يفقه صلاته. وقد كان بعض أهلهم ادعوا انهم عرب وان
العباس بن الأحنف خالهم انتهى أي خال إبراهيم واخوته وكان
محمد بن صول من رجال الدولة العباسية ودعاتها ويكنى أبا عمارة قتله
عبد الله بن علي لما خالف عبد الله مع مقاتل بن حكيم العتكي وكان
المنصور أرسله إلى عبد الله ليمكر به فلما أتاه قال له اني سمعت أبا العباس
يقول الخليفة بعدي عمي عبد الله فقال كذبت انما وضعك أبو جعفر
وضرب عنقه.
أقوال المترجمين فيه
في معجم الأدباء: كان كاتبا حاذقا بليغا فصيحا منشئا. وقال أبو
زيد البلخي: كان من أبلغ الناس في الكتابة حتى صار كلامه مثلا
انتهى وفي فهرست ابن النديم: أبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن
محمد بن صول الكاتب أحد البلغاء والشعراء الفصحاء وكان إليه ديوان
الرسائل في مدة جماعة من الخلفاء وكان ظريفا نبيلا قال أبو تمام: لولا أن
همة إبراهيم سمت به إلى خدمة السلاطين لما ترك لشاعر خبزا يعني لجودة
شعره. وفي الأغاني: إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول: كان إبراهيم
وأخوه عبد الله من وجوه الكتاب وكان عبد الله أسنهما وأشدهما تقدما وكان
إبراهيم آدبهما وأحسنهما شعرا وكان يقول الشعر ثم يختار ويسقط رذله ثم
يسقط الوسط ثم يسقط ما يسبق إليه فلا يدع من القصيدة الا اليسير وربما
لم يدع منها إلا بيتا أو بيتين فمن ذلك قوله:
ولكن الجواد أبا هاشم * وفي العهد مأمون المغيب
وهذا أيضا ابتداء يدل على أن قبله غيره وقوله في أخيه:
ولكن عبد الله لما حوى الغنى * وصار له من بين اخوته مال
وهذا أيضا ابتداء يدل على أن قبله غيره وهذا مما عيب عليه قوله
ابتداء: ولكن عبد الله، ولكن الجواد، ولا عيب فيه فسببه اختياره شعره
واسقاطه ما لم يرض منه وكان إبراهيم وأخوه عبد الله من صنائع ذي
(١٦٨)

الرياستين الفضل بن سهل اتصلا به فرفع منهما وتنقل إبراهيم في
الأعمال الجليلة والدواوين إلى أن مات وهو يتقلد ديوان الضياع والنفقات
بسر من رأى انتهى ثم روى عن دعبل انه كان يقول لو تكسب إبراهيم
بالشعر لتركنا في غير شئ ثم أنشد وكان يستحسن ذلك من قوله:
ان امرأ ضن بمعروفه * عني لمبذول له عذري
ما انا بالراغب في عرفه * إن كان لا يرغب في شكري
وقال أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن
صول تكين المعروف بالصولي في كتاب الأوراق: تادب إبراهيم بن العباس
بجدي عبد الله بن العباس وعنه أخذ وكان أسن منه بنحو عشرين سنة
وقال في موضع آخر: اجتمع الكتاب عند أحمد بن إسرائيل فتذاكروا
الماضين من الكتاب فاجمعوا ان اكتب من كان في دولة بني العباس أحمد بن
يوسف وإبراهيم بن العباس وان أشعر كتاب دولتهم إبراهيم بن العباس
ومحمد بن عبد الملك بن الزيات فإبراهيم أجودهما شعرا ومحمد أكثرهما شعرا.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد: إبراهيم بن العباس بن محمد بن
صول مولى يزيد بن المهلب يكنى أبا إسحاق كان كاتبا من أشعر الكتاب
وارقهم لسانا وأسيرهم قولا وله ديوان شعر مشهور انتهى. وقال ابن
خلكان كان أحد الشعراء المجيدين وله ديوان شعر كله نخب وهو صغير ثم
قال وقد ذكره أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة فقال:
إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول بغدادي أصله من خراسان يكنى أبا إسحاق
أشعر نظرائه الكتاب وأرقهم لسانا وأشعاره قصار ثلاثة أبيات
ونحوها إلى العشرة وهو أنعت الناس للزمان وأهله غير مدافع انتهى قال
ابن خلكان والسمعاني في الأنساب: أبو إسحاق إبراهيم بن العباس ابن
صول الصولي المعروف بالكاتب كان أشعر الكتاب وأرقهم لسانا وأسيرهم
قولا وله ديوان شعر مشهور انتهى وكان أحمد بن يحيى ثعلب يقول:
إبراهيم بن العباس أشعر المحدثين وما روي شعر كاتب غيره وكان يستجيد
قوله:
لنا ابل كوم يضيق بها الفضا * ويفتر عنها أرضها وسماؤها
فمن دونها ان تستباح دماؤنا * ومن دوننا ان تستباح دماؤها
حمى وقرى فالموت دون مرامها * وأيسر خطب يوم حق فناؤها
ويقول والله لو أن هذا لبعض الأوائل لأستجيد له.
تشيعه
عده رشيد الدين بن شهرآشوب في معالم العلماء من شعراء الشيعة
ومادحي أهل البيت ع وذكره صاحب نسمة السحر فيمن تشيع
وشعر وقال: كان كاتبا في أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل وكان
شيعيا يستعمل التقية في أيام المتوكل ويعد من شعراء أبي الحسن الرضا
ع وله فيه مدائح أشهرها حين عهد له المأمون بالخلافة وله قصيدة رثى
بها أبا عبد الله الحسين ع وأنشدها بين يدي الرضا ع ولم يذكر
الأصبهاني الا مطلعها وهو:
أزالت عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أبناء النبي محمد
فاجازه عنها الرضا بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه انتهى.
وفي الأغاني اخبرني محمد بن يونس الأنباري قال حدثني أبي أن
إبراهيم بن العباس الصولي دخل على الرضا لما عقد له المأمون وولاه على
العهد فانشده أزالت عزاء القلب البيت فوهب له عشرة آلاف درهم
من الدراهم التي ضربت باسمه فلم تزل عند إبراهيم وجعل منها مهور
نسائه وخلف بعضها لكفنه وجهازه إلى قبره انتهى وفي تاريخ بغداد وقد
روى إبراهيم بن العباس عن علي بن موسى الرضا. أخبرنا القاضي أبو
العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله المقرئ
أخبرنا محمد بن يحيى الصولي أخبرنا أبو ذكوان حدثنا إبراهيم بن العباس
عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر قال سال رجل أبي جعفر بن
محمد ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس الا غضاضة فقال لأن الله لم
يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند
كل قوم غض إلى يوم القيامة. وقال الصدوق في عيون أخبار الرضا ع
الذي صنفه للصاحب بن عباد: لإبراهيم مدائح كثيرة في الرضا ع
أظهرها ثم اضطر إلى أن سترها وتتبعها وأخذها من كل مكان وروى فيه
أن إبراهيم بن العباس ودعبل لما وصلا إلى الرضا ع وقد بويع له بولاية
العهد أنشده دعبل:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
وانشده إبراهيم بن العباس:
أزالت عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد
فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه فاما
دعبل فسار بالعشرة الآلاف حصته إلى قم فباع كل درهم بعشرة دراهم وأما
إبراهيم فلم تزل عنده بعد أن أهدى بعضا وفرق بعضها على أهله إلى أن
توفي رحمه الله فكان كفنه وجهازه منها انتهى قال الصولي: ولم أقف من
هذه القصيدة على أكثر من هذا البيت انتهى والسبب في ذهاب هذا
النوع من شعره ما ذكره الصدوق في العيون وذكره غيره أيضا. قال
الصدوق: حدثنا الحسين بن إبراهيم الباقطاني قال كان إبراهيم بن عباس
صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان فنسخ الكاتب المعروف بالزمن
فنسخ له شعره في الرضا وكانت النسخة عنده إلى أن ولي إبراهيم بن عباس
ديوان الضياع للمتوكل وكان قد تباعد ما بينه وبين أخي زيدان فعزله عن
ضياع كانت في يده وطالبه بمال وشدد عليه فدعا اسحق بعض من يثق به
وقال امض إلى إبراهيم فاعلمه أن شعره في الرضا عندي بخطه وغير خطه
ولئن لم يزل المطالبة عني لأوصلته إلى المتوكل فصار إلى إبراهيم برسالته
فضاقت به الدنيا حتى أسقط المطالبة وأخذ جميع ما عنده من شعره فاحرقه
وكان لإبراهيم ابنان الحسن والحسين ويكنيان بأبي محمد وأبي عبد الله فلما
ولى المتوكل سمى الأكبر اسحق وكناه بأبي محمد والآخر عباسا وكناه بأبي
الفضل فزعا وما شرب إبراهيم ولا موسى بن عبد الملك النبيذ قط حتى ولي
المتوكل فشرباه وكانا يتعمدان يجمعا الكراعات والمخنثين ويشربا بين أيديهما
في كل يوم ثلاثا ليشيع الخبر بشربهما، قال وله اخبار كثيرة في توقيه ليس
هذا موضع ذكرها انتهى وذكر أبو الفرج في الأغاني الخبر السابق فقال
اخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أبو العباس بن الفرات والباقطاني
قالا كان إسحاق بن إبراهيم بن أخي زيدان صديقا لإبراهيم بن العباس
فانسخه شعره في مدح الرضا ع ثم ولي إبراهيم بن العباس في أيام
المتوكل ديوان الضياع فعزله عن ضياع كانت بيده بحلوان وطالبه بمال وجب
عليه وتباعد ما بينهما فقال اسحق لبعض من يثق به قل لإبراهيم بن العباس
والله لئن لم يكفف عما يفعله في لأخرجن قصيدته في الرضا بخطه إلى
المتوكل فأحجم عنه إبراهيم وتلافاه ووجه من ارتجع القصيدة منه وجعله
(١٦٩)

على ثقة من أنه لا يظهرها ثم أفرج عنه وأزال ما كان يطالبه به انتهى ثم
قال الصدوق في عيون أخبار الرضا ع: حدثنا أحمد بن إسماعيل بن
الخضيب قال لما ولي الرضا ع العهد خرج إليه إبراهيم بن العباس
ودعبل وأخوه رزين وكانوا لا يفترقون فقطعت عليهم الطريق فالتجأوا إلى
أن يركبوا إلى بعض المنال حميرا كانت تحمل الشوك فقال إبراهيم:
أعيضت بعد حمل الشوك * احمالا من الحرف
نشاوى لا من الخمرة * بل من شدة الضعف
ثم قال لرزين أجز فقال:
فلو كنتم على ذا كم * تصيرون إلى القصف
تساوت حالكم فيه * ولم تبقوا على الخسف
ثم قال لدعبل أجز فقال:
إذا فات الذي فاتا * فكونوا من بني الظرف
وخفوا نقصف اليوم * فاني بائع خفي
ورواه أبو الفرج لكنه لم يقل انهم خرجوا إلى الرضا ع ولا قطعت
عليهم الطريق وقال فباع خفه وانفقه عليهم. قال الصولي ما عرفت في
أهل البيت شيئا من شعره الا أبياتا وجدتها بخط أبي قال أنشدني أخي لعمه
في الرضا ع قوله:
كفى بفعال امرئ عالم * على أهله عادلا شاهدا
ارى لهم طارفا مونقا * ولا يشبه الطارف التالدا
يمن عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا
فلا حمد الله مستبصر * يكون لأعدائكم حامدا
فضلت قسيمك في قعدد * كما فضل الوالد الوالد
قال الصولي فنظرت في قوله فضلت قسيمك فوجدت الرضا ع
والمأمون متساويين في قعدد النسب وهاشم التاسع من آبائهما.
قال الصدوق في عيون أخبار الرضا ع قال الحاكم أبو علي قال
الصولي يعني أبا بكر محمد بن يحيى الصولي وإبراهيم عم أبيه: الدليل
على أن اسم أم الرضا ع تكتم قول الشاعر يمدح الرضا ع:
ألا ان خير الناس نفسا ووالدا * ورهطا وأجدادا علي المعظم
اتتنا به للعلم والحلم ثامنا * إماما يؤدي حجة الله تكتم
قال وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس ولم اروه
له وما لم يقع لي رواية وسماعا فاني لا أحققه ولا ابطله وهذا يدل على
شدة ثبت السابقين في الرواية بل الذي لا أشك فيه انه لعم أبي إبراهيم بن
العباس قوله: كفى بفعال امرئ عالم الأبيات الخمسة المتقدمة في ترجمة
إبراهيم، قال الصولي: وجدت هذه الأبيات بخط أبي على ظهر دفتر له
يقول فيه أنشدني أخي لعمه في علي يعني الرضا ع تعليق متوق فنظرت
فإذا قسيمه في القعدد المأمون لان عبد المطلب هو الثامن من آبائهما جميعا،
قال المؤلف قوله تعليق متوق اي انه كتب هذه الأبيات وعلقها على ظهر
الدفتر تعليق متوق خائف حيث قال أنشدني أخي لعمه في علي فلم يصرح
باسم أخيه ولا باسم عم أخيه ولم يبين الممدوح من هو من العليين لأن
قوله: يعني الرضا من كلام أبي بكر لا أبيه ويمكن ان يكون أراد ان إبراهيم
كتب الأبيات وعلقها تعليق متوق خائف فكنى فيها ولم يصرج فقال:
كفى بفعال امرئ عالم * على أصله عادلا شاهدا
اي كفى بفعال آل أبي طالب شاهدا على طيب أصلهم ثم قال:
ارى لهم طارفا مونقا * ولا يشبه الطارف التالدا
الطارف الحديث والتالد القديم كنى به عن بني العباس بان لهم طارفا
مونقا بتوليهم الخلافة ولكن لا يشبه أصلهم بطيب أفعاله ثم قال:
يمن عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحدا
فلا حمد الله مستبصرا * يكون لأعدائكم حامدا
فلم يصرح باسم المخاطبين والمراد آل أبي طالب وبأعدائهم بنو
العباس أو هم وغيرهم ثم قال:
فضلت قسيمك في قعدد * كما فضل الوالد الوالدا
فلم يصرح بالمخاطب والمراد الرضا ع وكنى عن المأمون بقسيمه
في القعدد وقوله كما فضل الوالد الوالدا اي كما فضل أبوك أباه قال: وتكتم
من أسماء نساء العرب قد جاءت في الاشعار كثيرا قال الشاعر:
زار الخيالان فزادا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما
قال الصولي: وكانت لإبراهيم بن العباس الصولي عم أبي في الرضا
ع مدائح كثيرة أظهرها ثم اضطر إلى أن سترها وتتبعها فاخذها من كل
مكان اه وتكنى وتكتم على بناء المجهول كل منهما اسم لامرأة كما في
القاموس.
اخباره
في معجم الأدباء: كان إبراهيم صديقا لمحمد بن عبد الملك الزيات
فولي محمد الوزارة وإبراهيم على الأهواز فوجه إليه بأبي الجهم أحمد بن
سيف وأمره بكشفه فتحامل عليه تحاملا شديدا فكتب إبراهيم إلى ابن
الزيات وقيل كتبها إليه بعد ما عزل عن الأهواز واعتقل:
فلو أذنبا دهر وأنكر صاحب * وسلط أعداء وغاب نصير
تكون عن الأهواز داري بنجوة * ولكن مقادير جرت وأمور
واني لأرجو بعد هذا محمدا * لافضل ما يرجى أخ ووزير
فلم يلتفت إليه ولج أبو الجهم في التحامل عليه فكتب إليه ثانيا يشكو
أبا الجهم ويقول هو كافر لا يبالي ما عمل وهو القائل لما مات غلامه يخاطب
ملك الموت:
تركت عبيد بني طاهر * وقد ملأوا الأرض عرضا وطولا
وأقبلت تسعى إلى واحدي * ضرارا كان قد قتلت الرسولا
فسوف أدين بترك الصلاة * واصطبح الخمر صرفا شمولا
فقال محمد لعصبيته على إبراهيم ليس هذا الشعر لأبي الجهم وانما قاله
إبراهيم ونسبه إليه فكتب إليه قد بلغت المدية المحز وعدت الأيام علي بعد
عدواي بك عليها وكان أسوأ ظني وأكثر خوفي ان تسكن في وقت حركتها
وتكف عند أذاتها فصرت أضر علي منها فكف الصديق عن نصرتي خوفا
منك وبادر إلي العدو تقربا إليك وكتب تحت ذلك:
أخ بيني وبين الدهر * صاحب أينا غلبا
صديق ما استقام وان * نبا دهر علي نبا
(١٧٠)

وثبت على الزمان به * فعاد به وقد وثبا
ولو عاد الزمان لنا * لعاد به أخا حدبا
وكتب إليه اما والله لو امنت ودك لقلت ولكني أخاف منك عتبا لا
تنصفني فيه واخشى من نفسي لائمة لا تحتملها لي وما قدر فهو كائن عن
كل حادثة أحدوثة وما استبدلت بحالة كنت فيها مغتبطا حالا انا في
مكروهها وألمها أشد علي من اني فزعت إلى ناصري عند ظلم لحقني
فوجدت من ظلمني أخف نيه في ظلمي منه واحمد الله كثيرا وكتب تحتها:
وكنت أخي باخاء الزمان * فلما نبا صرت حربا عوانا
وكنت أذم إليك الزمان * فأصبحت فيك أذم الزمانا
وكنت أعدك للنائبات * فها انا اطلب منك الأمانا
وكتب إليه أيضا:
من رأى في المنام مثل أخ لي * كان عوني على الزمان وخلي
رفعت حاله فحاول حطي * وأبى ان يعز الا بذلي
وكتب إليه يستعطفه:
فهبني مسيئا مثلما قلت ظالما * فعفوا جميلا كي يكون لك الفضل
فإن لم أكن للعفو منك لسوء ما * جنيت به أهلا فأنت له أهل
ثم وقف الواثق على تحامله عليه فرفع يده عنه وأمره ان يقبل منه ما
رفعه ويرد إلى الحضرة مصونا فبسط إبراهيم لسانه في ابن الزيات وهجاه
هجاء كثيرا فمنه قوله:
قدرت فلم تضرر عدوا بقدرة * وسمت بها اخوانك الذل والرغما
وكنت مليا بالتي قد يعافها * من الناس من يأبى الدنية والذما
وقوله:
أبا جعفر خف خفضة بعد رفعة * وقصر قليلا عن مدى غلوائكا
فان كنت قد أوتيت عزا ورفعة * فان رجائي في غد كرجائكا
وقوله:
دعوتك في بلوى المت صروفها * فأوقدت من ضغن علي سعيرها
واني إذا أدعوك عند ملمة * كداعية بين القبور نصيرها
وله في ابن الزيات:
يصبح أعداؤه على ثقة * منه واخوانه على وجل
تذللا للعدو عن ضعة * وصولة بالصديق عن نغل
ومن قوله في ابن الزيات:
إن كان رزقي عليك فارم به * في ما صفى حبه على رصد كذا
لو كنت حرا كما زعمت وقد * كررتني بالمطال لم أعد
لكنني عدت ثم عدت فان * عدت إلى مثلها إذا فعد
اعتقني سوء ما أتيت من الرق * فيا بردها على كبدي
فصرت عبدا للسوء فيك وما * أحسن سوء قبلي إلى أحد
وله فيه:
وقائل لا ابدا * ان جد أو ان هزلا
فهو إذ اضطر إلى * قول نعم قال بلى
تعودا منه لما * ضن بلى من قول لا
ولما مات ابن الزيات قال إبراهيم:
لما اتاني خبر الزيات * وانه قد عد في الأموات
أيقنت ان موته حياتي
ولما انحرف ابن الزيات عن إبراهيم تحاماه الناس ان يلقوه وكان
الحارث المغني صديقا له فهجره فيمن هجره فكتب إليه إبراهيم:
تغير لي فيمن تغير حارث * وكم من أخ قد غيرته الحوادث
أ حارث ان شوركت فيك فطالما * غنينا فما بيني وبينك ثالث
ودخل عليه ابن المدبر بعد خلاصه من النكبة مهنئا وكان استعان به
في أمرها فقعد عنه وبلغه أنه كان يحرض عليه ابن الزيات فقال:
وكنت أخي بالدهر حتى إذا نبا * نبوت فلما عاد عدت مع الدهر
فلا يوم اقبال عددتك طائلا * ولا يوم ادبار عددتك من وتر
وما كنت الا مثل أحلام نائم * كلا حالتيك من وفاء ومن غدر
وله فيه أيضا:
لو قيل لي خذ أمانا * من أعظم الحدثان
لما أخذت أمانا * الا من الخلان
ومر برجل يستثقله فسلم عليه فقال لبعض من معه انه جرمي فقال
له ما كان عندي الا انه من أهل السواد فضحك إبراهيم وقال انما أردت
قول الشاعر:
يسائل عن أخي جرم * ثقيل والذي خلقه
ورفع أحمد بن المدبر على بعض عمال إبراهيم فحضر إبراهيم دار
المتوكل فرأى هلال الشهر على وجهه ودعا له وضحك فقال له ابن المدبر
رفع على عاملك كذا وكذا فاصدقني عنه قال فضاقت علي الحجة فعدلت إلى
الحيلة فقلت انا في هذا يا أمير المؤمنين كما قلت فيك:
رد قولي وصدق الأقوالا * وأطاع الوشاة والعذالا
أ تراه يكون شهر صدود * وعلى وجهه رأيت الهلالا
فقال لا يكون ذلك والله ابدا والتفت إلى الوزير وقال له كيف تقبل
في المال قول صاحبه وقال وهب بن سليمان بن وهب كنت اكتب
لإبراهيم بن العباس على ديوان الضياع وكان رجلا بليغا ولم يكن له في
الخراج تقدم وكان بينه وبين أحمد بن المدبر تباعد وكان احمد مقدما في
الكتابة فقال للمتوكل قلدت إبراهيم ديوان الضياع وهو لا يحسن قليلا ولا
كثيرا وطعن عليه طعنا قبيحا فقال غدا أجمع بينكما وأيقن إبراهيم بحلول
المكروه لأنه لا يفي بابن المدبر في صناعته وحضرا فقال المتوكل لابن المدبر
قد حضر إبراهيم فهات أذكر ما كنت فيه أمس فقال إنه لا يعرف أسماء
عماله ولا يعلم ما في دساترهم ولا يعلم أسماء النواحي التي تقلدها وقد
اقتطع صاحبه بناحية كذا وكذا ألفا واختلت عمارة ناحية كذا وأطال في هذه
الأمور فقال المتوكل لإبراهيم ما سكوتك فقال جوابي في بيتين قلتهما وانشد
البيتين فقال المتوكل زه زه أحسنت ائتوني بمن يعمل في هذا الحنا ودعونا من
فضول ابن المدبر واخلعوا على إبراهيم ففعلوا وانصرف إبراهيم إلى منزله
(١٧١)

فمكث يومه مغموما فقيل له هذا يوم سرور بانتصارك على خصمك فقال
الحق أولي بمثلي اني لم أدفع احمد بحجة ولا كذب في شئ مما ذكر ولا أبلغ
معشاره في الخراج كما لا يبلغ معشاري في البلاغة وانما غلبته بالمخرقة أ فلا
أبكي فضلا عن أن اغتم من زمان يقع فيه ذلك. واجتاز محمد بن علي برد
الخيار على أبي أيوب وهو يتولى ديار مضر فلم يتلقه ونزل الرقة فلم يصل
إليه ولم يبره وخرج عنها فلم يشيعه فلامه اخوانه وقالوا يشكوك إلى
إبراهيم بن العباس فكتب إلى إبراهيم يعتذر من ذلك فكتب إليه إبراهيم
على ظهر كتابه:
ابدا معتذر لا يعذر * وركوب للتي لا تغفر
وملقى بمساو كلها * منه تبدو واليه تصدر
هي من كل الورى منكرة * وهي منه وحده لا تنكر
ونظر الحسن بن وهب وهو مخمور فقال:
عيناك قد حكتا مبيتك * كيف كنت وكيف كانا
ولرب عين قد ارتك * مبيت صاحبها عيانا
فاجابه الحسن بن وهب بعشرين بيتا وطالبه بمثلها فكتب إليه بأربعة
أبيات وطالبه بأربعين فقال:
أأبا علي خير قولك ما * حصلت أنجعة ومختصره
ما عندنا في البيع من غبن * للمستقل بواحد عشره
انا أهل ذلك غير محتشم * ارضى القديم واقتفي اثره
ها نحن وفيناك أربعة * والأربعون لديك منتظره
ولقيه محمد بن عبد الملك الزيات وهو خارج من دار أحمد بن أبي
دؤاد فتبين الغضب في وجه محمد فكتب إليه إبراهيم:
دعني أواصل من قطعت * يراك بي إذ لا يراكا
اني متى اهجر كهجرك * لا أضر به سواكا
وإذا قطعتك في أخيك * قطعت فيك غدا اخاكا
حتى ارى متقسما * يومي لذا وغدي لذاكا
ولما عقد المتوكل لولاة العهود من ولده نزل القصر المسمى بالعروس
ومعه الجيش فانشده إبراهيم:
ولما بدا جعفر في الخميس * بين المطل وبين العروس
بدا لابسا بهما حلة * أزيلت بها طالعات النحوس
ولما بدا بين احبابه * ولاة العهود وعز النفوس
غدا قمرا بين أقماره * وشمسا مكللة بالشموس
لايقاد نار وأطفائها * ويوم أنيق ويوم عبوس
ثم اقبل على ولاة العهود فقال:
أضحت عرى الاسلام وهي منوطة * بالنصر والاعزاز والتأييد
بخليفة من هاشم وثلاثة * كنفوا الخلافة من ولاة عهود
قمر توافت حوله أقماره * فحففن مطلع سعده بسعود
رفعتهم الأيام وارتفعوا به * فسموا بأكرم أنفس وجدود
فامر له المتوكل بمائة ألف درهم وامر له ولاة العهود بمثلها وكان يكتب
كتابا فنقطت من القلم نقطة مفسدة فمسحها بكمه فعجب منه أبو الغيث
فقال لا تعجب المال فرع والقلم أصل ومن هذا السواد جاءت هذه الثياب
والأصل أحوج إلى المراعاة من الفرع ثم فكر قليلا وقال:
إذا ما الفكر ولد حسن لفظ * وأسلمه الوجود إلى العيان
ووشاه فنمنمه بيان * فصيح في المقال بلا لسان
ترى حلل البيان منشرات * تجلى بينها حلل المعاني
واجتمع هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات وابن برد الخيار في
مجلس عبيد الله بن سليمان فجعل هارون ينشد من شعر أبيه ويفضله فقال
له ابن برد الخيار إن كان لأبيك مثل قول إبراهيم بن العباس الصولي:
أسد ضار إذا هيجته * وأب بر إذا ما قدرا
يعرف الابعد ان اثرى ولا * يعرف الأدنى إذا ما افتقرا
أو مثل قوله:
تلج السنون بيوتهم وترى لهم * عن جار بيتهم ازورار مناكب
وتراهم بسيوفهم وشفارهم * مستشرفين لراغب أو راهب
حامين أو قارين حيث لقيتهم * نهب العفاة ونهزة للراغب
فاذكره وفاخر به والا فاقلل فخجل هارون. وانشد في مجلسه في
ديوان الضياع:
ربما تجزع النفوس من الأمر * له فرجة كحل العقال
ونكت بقلمه ثم قال:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى * ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها * فرجت وكان يظنها لا تفرج
قال الراوي تعجبنا والله من سرعة طبعه وجودة قريحته وحدث
يحيى بن البحتري قال رأيت أبي يذاكر جماعة من شعراء الشام بمعان من
الشعر فمر فيها قلة نوم العاشق وما قيل في ذلك فانشدوا انشادات فقال لهم
أبي فرع من هذا كاتب العراق إبراهيم بن العباس فقال:
احسب النوم حكاكا * إذ رأى منك جفاكا
مني الصبر ومنك الهجر * فابلغ بي مداكا
كذبت همة عين * طمعت في أن تراكا
أ وما حظ لعين * أن ترى ما قد رآكا
ليت حظي منك أن * تعلم ما بي من هواكا
ثم قال البحتري تصرفت هذه الأبيات في معان من الشعر أحسن في
جميعها. وكان صديقا لأحمد بن دؤاد فعتب إبراهيم على ابن لأحمد بعد موته
فقال فيه إبراهيم:
عفت مساو تبدت منك واضحة * على محاسن أبقاها أبوك لكا
لئن تقدمت أبناء الكرام به * لقد تقدم آباء اللئام بكا
وقال وهو في حبس موسى بن عبد الملك من قصيدة طويلة وكان
يكنى أبا إسحاق فكناه أبا عمران:
كم ترى يبقى على ذا بدني * قد بلي من طول همي وفني
انا في أسر وأسباب ردى * وحديد فادح يكلمني
وأبو عمران موسى حنق * حاقد يطلبني بالأحسن
(١٧٢)

ليس يشفيه سوى سفك دمي * أو يراني مدرجا في كفني
وكتب أحمد بن أبي دؤاد على ظهر الدفتر الذي فيه هذا الشعر قوله:
أبا إسحاق ان تكن الليالي * عطفن عليك بالخطب الجسيم
فلم أر صرف هذا الدهر يجري * بمكروه على غير الكريم
وفي معجم الأدباء: قال الحسين بن علي الباقطاني شاورت أبا الصقر
قبل وزارته في أمر فعرفني الصواب فيه فقلت له أنت أيدك الله كما قال
إبراهيم بن العباس في هذا المعنى:
اتيتك شتى الأمر لابس حيرة * فسددتني حتى رأيت العواقبا
على حين القى الرأي دوني حجابه * فجبت الخطوب واعتسفت المذاهبا
فقال لا تبرح والله حتى اكتبهما فكتبتهما له بين يديه بخطي.
وانشده أبو تمام في المعتصم فقال يا أبا تمام امراء الكلام رعية
لاحسانك فقال أبو تمام ذلك لأني استضئ بك وأورد شريعتك انتهى
وهذا منهما غاية التواضع مع كونهما أميري صناعتيهما. وقال المرتضى روى
أحمد بن عبد الله بن العباس الصولي المعروف بطماس قال كنت عند عمي
إبراهيم فدخل إليه رجل فعرفه حتى جلس إلى جانبه أو قريبا منه ثم حادثه
إلى أن قال عمي يا أبا تمام ومن بقي ممن يعتصم به أو يلتجأ إليه فقال أنت
لا عدمت وكان طوالا أنت والله كما قال القائل:
يمد نجاد السيف حتى كأنه * بأعلى سنامي فالج يتطوح
ويدلج في حاجات من هو نائم * ويوري كريمات الندى حين يقدح
إذا اعتم بالبرد اليماني خلته * هلالا بدا في جانب الأفق يلمح
يزيد على فضل الرجال فضيلة * ويقصر عنه فضل من يتمدح
فقال له عمي أنت تحسن قائلا ومتمثلا وراويا فلما خرج تبعته وقلت
اكتبني هذه الأبيات فقال هي لأبي الجويرية العبدي فخذها من شعره.
نثره
قال ابن خلكان: له نثر بديع فمن ذلك ما كتبه عن الخليفة إلى
بعض الخارجين عليه يتهددهم ويتوعدهم وهو اما بعد فان لأمير المؤمنين
أناة فإن لم تغن عقب بعدها وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه والسلام. قال
وهذا الكلام مع وجازته في غاية الابداع فإنه ينشأ منه بيت شعر أوله:
أناة فإن لم تغن عقب بعدها * وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه
أقول توهم ابن خلكان أن أصل الكلام نثر وأنه يستخرج منه بيت
شعر والحال أنه شعر من أصله نظمه إبراهيم وضمنه الكتاب ففي معجم
الأدباء لما قرأ إبراهيم بن العباس على المتوكل رسالته إلى أهل حمص اما بعد
فان أمير المؤمنين يرى من حق الله عليه مما قوم به من أود وعدل به من زيغ
ولم به من منتشر استعمال ثلاثا تقدم بعضهن امام أولاهن ما يتقدم به من
تنبيه وترفيق ثم ما يستظهر به من تحذير وتفريق ثم التي لا يقع بحسم الداء
غيرها:
أناة فإن لم تغن عقب بعدها * وعيدا فإن لم تغن أغنت عزائمه
والسلام، عجب المتوكل من ذلك وأوما إلى عبيد الله أ ما تسمع فقال
يا أمير المؤمنين إن إبراهيم فضيلة خبأها الله لك واحتبسها على أيامك وهذا
أول شعر نفذ في كتاب عن خلفاء بني العباس وقيل له إن فلانا يحب أن
يكون لك وليا فقال انا والله أحب أن يكون الناس جميعا اخواني ولكني لا
آخذ منهم الا من أطيق قضاء حقه وإلا استحالوا أعداء وما مثلهم إلا كمثل
النار قليلها مقنع وكثيرها محرق.
ومن منثور كلامه: أتاني فلان في وقت استثقل فيه لحظة الفرح قال
ابن خلكان وكان يقول ما اتكلت في مكاتبي قط الا على ما يجلبه خاطري
ويجيش به صدري الا قولي: وصار ما يحرزهم يبرزهم وما كان يعقلهم
يعتقلهم. وقولي في رسالة أخرى. فانزلوه من معقل إلى عقال وبدلوه
آجالا من آمال. فاني ألممت بقولي آجال من آمال بقول مسلم بن الوليد
الأنصاري المعروف بصريع الغواني وهو:
موف على مهج في يوم ذي رهج * كأنه أجل يسعى إلى أمل
وفي المعقل والعقال يقول أبي تمام:
فان باشر الاصحار فالبيض والقنا * قراه وأحواض المنايا مناهله
وإن بين حيطانا عليه فإنما * أولئك عقالاته لا معاقله
والا فاعلمه بأنك ساخط * عليه فان الخوف لا شك قاتله
وفي الأغاني: كتب شفاعة لرجل إلى بعض اخوانه: فلان ممن يزكو
شكره ويعنيني أمره والصنيعة عنده واجدة موضعها وسالكة طريقها:
وأفضل ما يأتيه ذو الدين والحجى * إصابة شكر لم يضع معه اجر
وفي معجم الأدباء عن أبي زيد البلخي: كتب إبراهيم بن العباس
كتاب فتح عجيبا اثنى على الله وحمده ثم قال: وقسم الله الفاسق اقساما
ثلاثة روحا معجلة إلى نار الله وجثة منصوبة بفناء معقله وهامة منقولة إلى
دار خلافته. وكتب إلى الواثق يعزيه بأبيه المعتصم ويهنيه بالخلافة أورده في
معجم الأدباء: إن أحق الناس بالشكر من جاء به عن الله وأولاهم بالصبر
من كان سلفه رسول الله وأمير المؤمنين اعزه الله وآباؤه نصرهم الله أولو
الكتاب الناطق عن الله بالشكر وعترة رسوله المخصوصون بالصبر وفي كتاب
الله أعظم الشفاء وفي رسوله أحسن العزاء وقد كان من وفاة أمير المؤمنين
المعتصم بالله ومن مشيئة الله في ولاية أمير المؤمنين الواثق بالله ما عفى على
أوله آخره وتلافت بدأته عاقبته فحق الله في الأولى الصبر وفرضه في الأخرى
الشكر فان أمير المؤمنين أن يستنجز ثواب الله بصبره ويستدعي زيادته
بشكره فعل إن شاء الله تعالى وحده، ومن كلامه: ووجد أعداء الله
زخرف باطلهم وتمويه كذبهم سرابا بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم
يجده شيئا وكوميض برق عرض فأسرع ولمع فأطمع حتى انحسرت مغاربه
وتشعبت مولية مذاهبه وأيقن راجيه وطالبه أن لا ملاذ ولا وزر ولا مورد ولا
صدر ولا من الحرب مفر هنالك ظهرت عواقب الحق منجية وخواتم الباطل
مودية سنة الله فيما ازاله وأداله ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا عن قضائه
تحويلا.
شعره
قد مضى قسم منه في اخباره ومن شعره قوله:
ولكن الجواد أبو هشام * وفي العهد مأمون المغيب
بطئ عندما استغنيت عنه * وطلاع عليك مع الخطوب
(١٧٣)

وقوله لأخيه عبد الله بن العباس حين وهبه ثلث ماله ووهب أخته
الثلث الآخر:
ولكن عبد الله لما حوى الغنى * وصار له من بين اخوانه مال
رأى خلة منهم تسد بماله * فساهمهم حتى استوت بهم الحال
وقال في الفضل بن سهل:
يقضي يمضي خ ل الأمور على بديهته * وتريه فكرته عواقبها
فيظل يصدرها ويوردها * فيعم حاضرها وغائبها
وإذا ألمت صعبة عظمت * فيها الرزية كان صاحبها
المستقل بها وقد رسبت * ولوت على الأيام جانبها
وعدلتها بالسيف فاعتدلت * ووسعت راغبها وراهبها
وإذا الحروب علت بعثت لها * رأيا تفل به كتائبها
رأيا إذا نبت السيوف مضى * عزم به فشفا مضاربها
أجرى إلى فئة بدولتها * وأقام في أخرى نوادبها
وإذا الخطوب تأثلت ورست * هدت فواصله نوائبها
وإذا جرت بضميره يده * أبدت له الدنيا مناقبها
ومن شعره قوله:
دنت بأناس عن تناء زيارة * وشط بليلي عن دنو مزارها
وإن مقيمات بمنعرج اللوى * لأقرب من ليلى وهاتيك دارها
وأورد له أبو تمام في الحماسة:
ونبئت ليلى أرسلت بشفاعة * إلي فهلا نفس ليلى شفيعها
أ أكرم من ليلى علي فتبتغي * به الجاه أم كنت أمرا لا أطيعها
وله:
يا من حنيني إليه * ومن فؤادي لديه
من غاب غيرك منهم * فاذنه في يديه
وقال يهنئ المأمون بتزوجه ببوران بنت الحسن بن سهل:
ما جددت لك من نعمي وإن عظمت * الا يصغرها الفضل الذي فيكا
لا زلت مستقبلا بشرى تسر بها * على الزمان ولا زلنا نهنيكا
وله يهنئ الحسن بن سهل بصهر المأمون:
هنتك أكرومة جللت نعمتها * أعلت وليك واجتثت أعاديكا
ما كان يحيى بها الا الامام وما * كانت إذا قرنت بالحق تعدوكا
وله ويرويان لمنصور بن كيغليغ كما في مجموعة الأمثال الشعرية:
ما يرجع الطرف عنها حين يبصرها * حتى يعود إليها الطرف مشتاقا
قالوا عليك سبيل الصبر قلت لهم * هيهات أن سبيل الصبر قد ضاقا
وله:
معودتي الغفران في السخط والرضا * أسأت فقولي قد غفرت لك الذنبا
وما كان ما بلغت الا تكذبا * ولكن اقراري به يعطف القلبا
فما العين مني مذ سخطت قريرة * ولا الأرض أو ترضين تقبل لي جنبا
وله:
كن كيف شئت وقل ما تشأ * وأرعد يمينا وابرق شمالا
نجا بك لؤمك منجى الذباب * حمته مقاذره أن ينالا
وله في المعتز:
سحور محاجر الحدقة * مليح والذي خلقه
سواء في رعايته * مجانبه ومن عشقه
لعيني في محاسنه * رياض محاسن انقه
فيا قمرا أضاء لنا * يلألئ نوره أفقه
يشبهه سنا المعتز * ذو مقة إذا رمقه
أمير قلد الرحمان * أمر عباده عنقه
وفضله وطيبه * وطهر في الورى خلقه
ومن مستحسن شعره قوله:
خل النفاق لأهله * وعليك فالتمس الطريقا
وارغب بنفسك أن ترى * الا عدوا أو صديقا
قال أبو الفرج أنشدني له الأخفش وكان يفضلها ويستجيدها:
أميل مع الصديق على ابن أمي * وأقضي للصديق على الشقيق
وأفرق بين معروفي ومني * واجمع بين مالي والحقوق
فان ألفيتني حرا مطاعا * فإنك واجدي عبد الصديق
وقال متغزلا:
وعلمتني كيف الهوى وجهلته * وعلمكم صبري على ظلمكم ظلمي
واعلم ما لي عندكم فيردني * هواي إلى جهلي فارجع عن علمي
وفي معجم الأدباء: حدث علي بن الحسين الإسكافي قال كان
لإبراهيم ابن قد يفع وترعرع وكان به معجبا فاعتل علة لم تطل حتى مات
فرثاه مراثي كثيرة وجزع عليه جزعا شديدا فمن مراثيه فيه:
كنت السواد لمقلتي * فبكى عليك الناظر
من شاء بعدك فليمت * فعليك كنت أحاذر
وقيل له قد أخملت نفسك ورضيت أن تكون ابدا تابعا فقال:
انما المرء صورة * حيث حلت تناهت
انا مذ كنت في التصرف * لي حال ساعتي
وله في المتوكل:
ما واحد من واحد * أولي بفضل أو مروه
ممن أبوه وجده * بين الخلافة والنبوة
وله في الفضل بن سهل:
لفضل بن سهل يد * تقاصر عنها الأمل
فباطنها للندى * وظاهرها للقبل
وبسطتها للغنى * وسطوتها للأجل
وله في قصر الليل:
وليلة من الليالي الزهر * قابلت فيها بدرها ببدر
(١٧٤)

لم تك غير شفق وفجر * حتى تولت وهي بكر الدهر
وقال:
ابتداء بالتجني * وقضاء بالتظني
واشتفاء بتجنيك * لأعدائك مني
بأبي قل لي كي * اعلم لم أعرضت عني
قد تمنى ذاك أعدائي * فقد نالوا التمني
وله:
إذا المرء اثرى ثم ضن برفده * فدعه صريع اللؤم تحت القوائم
وبعض انتقام المرء يزري بعرضه * وإن لم يقع الا باهل الجرائم
وما كل أهل الوزر يجزي بوزره * الا انما تجزي قروض المكارم
وذكر ذنوب الوغد يرفع قدره * وإن عبثت أطرافه بالمظالم
وله يرثي:
لئن كنت ملهى للعيون وقرة * لقد صرت سقما للقلوب الصحائح
وهون وجدي أن يومك مدركي * واني غدا من أهل تلك الضرائح
وله:
لا خير في صحبة خوان * يأتي من الغدر بألوان
ولعنة الله على صاحب * له لسانان ووجهان
وله:
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها * الا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير فاز ساكنها * وان بناها بشر خاب بانيها
وله كما في ذيل زهر الآداب:
وعابك أقوام فقالوا شبيهة * لبدر الدجى حاشاك أن تشبهي البدرا
لئن شبهوك البدر ليلة تمه * لقد قارنوا الشنعاء واقترفوا الوزرا
أ يشبه بدر آفل نصف شهره * ضياء منيرا يطلع الشهر والدهرا
ومما روى له الصولي قوله:
أولي البرية طرا أن تواسيه * عند السرور الذي واساك في الحزن
إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا * من كان يألفهم في المنزل الخشن
وقال وهو من شعر الحماسة:
لا يمنعنك خفض العيش في دعة * نزوع نفس إلى أهل وأوطان
تلقى بكل بلاد إن حللت بها * أرضا بأرض وجيرانا بجيران
وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن يحيى ثعلب قال
انشدنا إبراهيم بن العباس الكاتب لنفسه:
كم قد تجرعت من حزن ومن غصص * إذا تجدد حزن هون الماضي
وكم غضبت فما باليتم غضبي * حتى رجعت بقلب ساخط راضي
قال أبو بكر الصولي كأنه اخذه عندي من قول خاله العباس بن
الأحنف:
تعلمت ألوان الرضا خوف عتبها * وعلمها حبي لها كيف تغضب
ولي غير وجه قد عرفت مكانه * ولكن بلا قلب إلى أين اذهب
مؤلفاته
له من المؤلفات على ما في معجم الأدباء عن فهرست ابن النديم ١
ديوان رسائله ٢ ديوان شعره ٣ كتاب الدولة كبير ٤ كتاب الطبيخ
٥ كتاب العطر. ولم يذكر ديوان شعره في نسخة الفهرست المطبوعة.
٢٦١: الشيخ إبراهيم بن الشيخ عباس آل مروة العاملي نزيل قم.
عالم فاضل صالح عفيف ورع زاهد معاصر هاجر من جبل عامل
وتوطن بلدة المؤمنين قما وتزوج بها وولد له عدة أولاد وفيها توفي قرأ فيها
على الشيخ عبد الكريم اليزدي الشهير وكان في كل سنة يذهب إلى عراق
العجم في أيام الصيف فيعظ ويعلم العوام ويرشدهم رآه المؤلف في قم في
سفره لزيارة الرضا ع سنة ١٣٥٢. وله في تورعه عن مخالطة أهل
الدنيا وأموال الظلمة مقامات مشكورة وكان أبوه الشيخ عباس من الصلحاء
الأتقياء. دخل المترجم في أوائل وروده إلى إيران دار بعض العلماء فسال
عنه فقيل إنه عاملي فقال ليس في العوامل زكاة فقال المترجم ولا على المعلوفة
زكاة وكان ذلك الرجل بدينا سمينا فضحك الحاضرون وأكرمه العالم
فاحترمه. هكذا حكاه لنا من لفظه.
٢٦٢: عمدة الدولة أبو إسحاق إبراهيم بن معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي
الحاجب.
ولد ليلة الجمعة ٧ جمادي الثانية سنة ٣٤٢، وتوفي بمصر يوم الجمعة
رابع المحرم سنة ٤٠١.
في مجمع الآداب: قد تقدم نسبه في ترجمة جده وقد كتبناه في عمدة
الدولة مرات. في تاريخ أبي الحسين ابن الصابي قال: وفي شهر رمضان
سنة ٣٦٢ خلع على الأمير أبي إسحاق إبراهيم بن معز الدولة من دار
الخلافة بالسيف والمنطقة ورسم لحجبة المطيع لله ولقب عمدة الدولة قال وفي
سنة ٣٦٥ قلد عز الدولة بختيار أخاه عمدة الدولة اعمال الأهواز
واستوحش عمدة الدولة من أخيه بختيار وتوجه إلى مصر واختلفت
أحواله. وقال الحكيم أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه في تجارب الأمم
كان مولده في ليلة الجمعة سابع جمادي الآخرة سنة ٣٤٢ وتوفي بمصر في يوم
الجمعة لأربع خلون المحرم سنة ٤٠١ انتهى.
٢٦٣: إبراهيم الأحول.
روى الكليني في الكافي في باب تشخيص أول يوم من شهر رمضان
عن منصور بن العباس عن إبراهيم الأحول عن عمران الزعفراني عن
الصادق ع.
٢٦٤: إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي الجرجاني.
مر ذكره في ج ٥ وأنه يظهر من كشف الغمة مدحه وذلك ما حكاه في
كشف الغمة عن القطب الراوندي في الخرايج والجرايح عن أحمد بن محمد
عن جعفر بن الشريف الجرجاني قال: حججت سنة فدخلت على أبي محمد
بسر من رأى وكان أصحابنا حملوا معي شيئا إلى أن قال فقلت يا ابن رسول
الله إن إبراهيم بن إسماعيل الخلنجي وهو من شيعتك كثير المعروف إلى
أوليائك يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم فقال شكر
الله لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل صلته إلى شيعتنا وغفر له ذنوبه ورزقه
(١٧٥)

ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له يقول لك الحسن بن علي سم ابنك احمد
انتهى.
٢٦٥: إبراهيم بن أبي المثنى عبد الأعلى الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٢٦٦: إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي مولاهم البزاز الكوفي
ووصفه الكشي بالصنعاني كما يأتي لأن الظاهر الاتحاد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال في أصحاب
الكاظم ع ابن عبد الحميد له كتاب ثم فيه أيضا ابن عبد الحميد واقفي
وفي أصحاب الرضا ع ابن عبد الحميد من أصحاب أبي عبد الله ع
أدرك الرضا ع ولم يسمع منه على قول سعد بن عبد الله واقفني
له كتاب وفي الفهرست: إبراهيم بن الحميد ثقة له أصل أخبرنا به
أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن
محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب وإبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير وصفوان عن إبراهيم بن
عبد الحميد وله كتاب النوادر رواية حميد بن زياد عن عوانة بن الحسين البزاز
عن إبراهيم.
وقال النجاشي: إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي مولاهم كوفي
أنماطي وهو أخو محمد بن عبد الله بن زرارة لامه روى عن أبي عبيد الله،
واخواه الصباح وإسماعيل ابنا عبد الحميد له كتاب نوادر يرويه عنه جماعة
أخبرنا محمد بن جعفر عن أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا جعفر بن عبد الله
المحمدي حدثنا محمد بن أبي عمير عن إبراهيم به.
وفي الخلاصة: ابن عبد الحميد وثقه الشيخ في الفهرست وقال في
كتاب الرجال انه واقفي من أصحاب الصادق ع قال سعيد بن عبد الله
أنه أدرك الرضا ع ولم يسمع منه وتركت روايته لذلك وقال الفضل بن
شاذان أنه صالح انتهى.
وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بأنه ابن عبد الحميد الواقفي
الموثق برواية ابن أبي عمير وصفوان عنه ورواية عوانة بن الحسن البزاز
ورواية درست عنه وقال الكشي إبراهيم بن عبد الحميد الصنعاني ذكر
الفضل بن شاذان انه صالح قال نصر بن الصباح: إبراهيم يروي عن أبي
الحسن موسى وعن الرضا وعن أبي جعفر محمد بن علي ع وهو
واقف على أبي الحسن موسى ع وقد كان يذكر في الأحاديث التي
يرويها عن أبي عبد الله ع في مسجد الكوفة وكان يجلس فيه ويقول
اخبرني أبو إسحاق كذا وقال أبو إسحاق كذا وفعل أبو إسحاق كذا يعني بأبي
إسحاق أبا عبد الله ع كما كان غيره يقول حدثني الصادق وسمعت
الصادق حدثني العالم وسمعت العالم وقال العالم وحدثني الشيخ وقال الشيخ
وحدثني أبو عبد الله وقال أبو عبد الله وحدثني جعفر بن محمد وقال جعفر
ابن محمد وكان في مسجد الكوفة خلق كثير من أهل الكوفة من أصحابنا
فكل واحد منهم يكني عن أبي عبد الله باسم فبعضهم يسميه ويكنيه بكنيته
ع انتهى والظاهر أن التعبير عنه بغير اسمه الصريح كان للخوف
والتقية في دولة بني العباس وبني أمية وقال الشهيد الثاني في حواشي
الخلاصة: لا منافاة بين حكم الشيخ بكونه واقفيا وكونه ثقة وكذلك قول
الفضل بن شاذان أنه صالح انتهى وظاهر الخلاصة ورجال الميرزا ان
الصنعاني هو الأسدي الكوفي وقال ابن داود عندي أن الثقة من رجال
الصادق والواقفي من رجال الكاظم وليس بثقة قال سعد بن عبد الله أدرك
الرضا ولم يرو عنه انتهى وفيه نظر مع أن تصريح نصر بروايته عن
الرضا ع يؤيد عدم وقفه والشيخ في الفهرست لم يذكر وقفه وفي كتاب
الرجال نسب عدم روايته عن الرضا ع إلى سعد كما سمعت فيجوز أن
يكون سعد لم يطلع على روايته عنه والله أعلم ويروي عنه والله الاجلاء مثل
النضر بن سويد والحسين بن سعيد ويعقوب بن يزيد وجعفر بن محمد بن
سماعة وعبد الله بن محمد النهيكي وإبراهيم بن هاشم وعلي بن أسباط
وغيرهم وهو من أصحاب الأصول في مشيخة الفقيه.
٢٦٧: أبو محمد إبراهيم بن عبد الرحمن بن أمية بن محمد بن عبد الله بن ربيعة
الخزاعي المدني.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه.
٢٦٨: الميرزا إبراهيم بن المولى عبد الرزاق اللاهجي
له القواعد الحكمية والكلامية
٢٦٩: الشيخ إبراهيم بن عبد العالي العاملي الميسي
عالم فاضل من تلامذة الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ولم يذكر في أمل
الآمل ولعله هو المدفون في ميس الذي يظن الناس انه ابن الشيخ علي بن
عبد العالي الميسي مع أن ذلك كان في أصفهان كما نبهنا عليه في ترجمته ولعله
أخو الشيخ علي بن عبد العالي الميسي وللمترجم أخ اسمه احمد يأتي ذكره
انش في بابه.
٢٧٠: السيد ميرزا إبراهيم النواب اليزدي ابن السيد عبد الفتاح ابن الميرزا ضياء
الدين النواب ابن الميرزا محمد صادق بن النواب الميرزا محمد طاهر ابن
الميرزا السيد علي النواب ابن السيد حسين المدعو بخليفة سلطان أو سلطان
العلماء صاحب حواشي الروضة والمعالم الحسيني المرعشي.
كان عالما جليلا نبيلا ورعا زاهدا ذا قدم راسخ في الفقه والأدب
والشعر صاحب كرامات قرأ على أبيه ويروي عنه وعن صاحب مفتاح
الكرامة وكان من جملة العلماء الخارجين لمدافعة الروس عن بلاد إيران في
سلطنة فتح علي شاة مع السيد محمد المجاهد ابن صاحب الرياض ولكن
تلك المدافعة كانت سببا لضياع عدة ولايات من بلاد إيران خلق الله
للحروب رجالا وهو أول من أحيا تدريس الحديث في تلك البلاد بعد
انقراض الصفوية وكان يقيم صلاة الجمعة وكانت له اليد الطولى في النجوم
ومن أعماله الدوائر الهندية للعموم في عدة مواضيع والساعات الشمسية
وغيرها وله كتاب في وجوب صلاة الجمعة عينا ورسالة في تراجم أسرته
وحواش على عمدة الطالب وغيره خلف ولدا اسمه السيد محمد من أشراف
تبريز وعلمائها وموجهيها وهو أول من نشر الطباعة ببلاد إيران.
٢٧١: إبراهيم بن عبد الله الأحمري الكوفي
قال الشيخ في رجاله روى عن الباقر والصادق ع وروى
عنه سيف بن عميرة.
(١٧٦)

٢٧٢: أبو الحسن أو أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: قتل على ما قاله أبو نصر البخاري لخمس بقين
من ذي القعدة سنة ١٤٥ وهو ابن ٤٨ سنة وقال أبو الحسن العمري قتل
في ذي الحجة من السنة المذكورة وحمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه إلى
مصر وكان قتله بباخمرى. في معجم البلدان: باخمرى موضع بين الكوفة
وواسط وهو إلى الكوفة أقرب قالوا بين باخمرى والكوفة سبعة عشر فرسخا
بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن
حسن بن علي بن أبي طالب ع فقتل إبراهيم هناك فقبره بها إلى الآن
يزار وإياها عنى دعبل بن علي بقوله:
وقبر بأرض الجوزجان محله وقبر ببلخمرى لدى الغربات
انتهى. والغرب بفتحتين شجر وفي رجال فخر الدين الطريحي
عند ذكر النسب في لأحمري أحمر قرية قريبة من الكوفة وهي التي قتل فيها
إبراهيم بن عبد الله من ولد النفس الزكية انتهى واستظهر بعضهم أنه
أراد به المترجم واستفاد أن أحمر هي باخمرى قال وبين الشنافية والكوفة
مكان يعرف بالأحيمر وفيه قبر يعرف بقبر إبراهيم. أقول الظاهر أنه
غيره لأن النفس الزكية لقب محمد بن عبد الله بن الحسن أخي المترجم.
أمه
في عمدة الطالب: امه وأم أخويه محمد وموسى الجون هند بنت أبي
عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن
عبد العزى بن قصي بن كلاب.
كنيته
في عمدة الطالب يكنى أبا الحسن وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين
عن عمر بن شبة أنه يكنى أبا الحسن وأن كل إبراهيم في آل أبي طالب يكنى
بذلك قال وأما قول سديف لإبراهيم:
أيها أبا إسحاق هنئتها في نعم تترى وعيش طويل
أذكر هداك الله وتر الأولى سير بهم في مصمتات الكبول
فإنما قال ذلك على مجاز الكلام وللضرورة في وزن الشعر إلى ذلك.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب رجاله في رجال الصادق
ع وقال ابن النديم في الفهرست: إبراهيم بن عبد الله بن حسن
شاعر مقل. وفي مقاتل الطالبيين كان إبراهيم جاريا على شاكلة أخيه محمد
في الدين والعلم والشجاعة والشدة وفي عمدة الطالب كان إبراهيم من كبار
العلماء في فنون كثيرة انتهى وكان شاعرا متضلعا باللغة العربية واسرارها
عارفا باخبار العرب وأيامهم وأشعارهم روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين
وابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة إبراهيم بن يحيى بن المبارك العذري
ان إبراهيم بن عبد الله كان جالسا ذات يوم وفي مجلسه أبو عمرو بن العلاء
أحد علماء العربية المشهورين فسال إبراهيم عن رجل من أصحابه فقده
فقال لبعض من حضره اذهب فسل عنه فرجع فقال تركته يريد أن يموت
فضحك منه بعض القوم وقال في الدنيا انسان يريد أن يموت فقال إبراهيم
لقد ضحكتم منها عربية أن يريد بمعنى يكاد قال الله تعالى جدارا يريد ان
ينقض اي يكاد قال أبو عمرو لا نزال في خير ما كان فينا مثلك وزاد أبو
الفرج ان أبا عمرو قبل رأسه.
أخباره
قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: كان قويا أيدا كان مع أخيه محمد
عند أبيهما فوردت ابل لمحمد فيها ناقة شرود لا يرد رأسها شئ فجعل
إبراهيم يحد النظر إليها فقال له محمد كان نفسك تحدثك انك رادها قال
نعم قال إن فعلت فهي لك فوثب إبراهيم فجعل يتغير لها ويتستر بالإبل
حتى إذا أمكنته هايجها وأخذ بذنبها فاحتملته وأدبرت تمخض بذنبها حتى
غاب عن عين أبيه فقال لمحمد عرضت أخاك للهلكة فمكث حينا ثم عاد
فقال له محمد زعمت أنك رادها فالقى ذنبها وقد انقطع في يده انتهى
وإبراهيم بن عبد الله هو الذي جمع كتاب المفضليات المشهور المنسوب إلى
المفضل الضبي جمع منها أولا سبعين قصيدة ثم أتمها المفضل فصارت مائة
وعشرين روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أن إبراهيم نزل على المفضل
الضبي صاحب المفضليات المشهور في وقت استتاره وكان المفضل زيديا
قال فكنت اخرج واتركه فقال لي انك إذا خرجت ضاق صدري فاخرج إلي
شيئا من كتبك أتفرج به فأخرجت إليه كتبا من الشعر فاختار منها السبعين
قصيدة وكتبها مفردة في كتاب فلما قتل أظهرتها فنسبها الناس إلي وهي
القصائد التي تسمى اختيار المفضل السبعين القصيدة قال ثم زدتها وجعلتها
تتمة مائة وعشرين فلما خرج خرجت معه فتمثل:
مهلا بني عمنا ظلامتنا * ان بنا سورة من العلق
لمثلكم تحمل السيوف ولا * تغمز أحسابنا من الرقق
اني لأنمى إذا انتميت إلى * عز عزيز ومعشر صدق
بيض سباط كان أعينهم * تكحل يوم الهياج بالزرق
فقلت ما أجود هذه الأبيات وأفحلها فلمن هي قال يقولها ضرار بن
الخطاب الفهري يوم عبر الخندق على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتمثل بها علي ع
يوم صفين والحسين ع يوم الطف وزيد بن علي يوم السبخة ويحيى بن
زيد يوم الجوزجان ونحن اليوم فتطيرت له من تمثله بأبيات لم يتمثل بها أحد
إلا قتل ثم أتاه نعي أخيه فانفجر باكيا فجعلت أعزيه فقال لي اني والله في
هذا كما قال دريد بن الصمة:
تقول أ لا تبكي أخاك وقد أرى * مكان البكا لكن بنيت على الصبر
أبى القتل الا آل صمة انهم * أبوا غيره والقدر يجري على القدر
الأبيات ثم ظهرت لنا جيوش أبي جعفر فتمثل:
نبئت ان بني خزيمة اجمعوا * أمرا تدبره لتقتل خالدا
ان يقتلوني لا تصب أرماحهم * ثاري ويسعى القوم سعيا جاهدا
ارمي الطريق وان رصدت بضيقه وأنازل البطل الكمي الحاردا
فقلت من يقول هذا الشعر يا ابن رسول الله قال يقوله خالد بن
جعفر بن كلاب في اليوم الذي لقيت فيه قيس تميما. وأقبلت عساكر أبي
جعفر فطعن رجلا وطعنه آخر فقلت له أ تباشر الحرب بنفسك وإنما العسكر
منوط بك فقال إليك عني يا أخا بني ضبة فاني كما قال عويف القوافي أخو
فزارة كأنه ينظر إلينا في يومنا هذا:
ألمت جساس وإلمامها * أحاديث نفس وأحلامها
ثمانية من بني مالك * تطاول في المجد أعمامها
(١٧٧)

وإن لنا أصل جرثومة * ترد الحوادث أيامها
ترد الكتيبة معلولة * بها أفنها وبها ذامها
خروجه على المنصور ومقتله
كان إبراهيم وأخوه محمد اختفيا من المنصور لأن المنصور كان قد بايع
هو وعامة بني هاشم لمحمد عدا جعفر الصادق ع في دولة بني أمية كما
سنذكره في ترجمة محمد انش وألح المنصور في طلبهما فظهر محمد بالمدينة
وقتل وظهر إبراهيم بالبصرة سنة ١٤٥ وكان قبل ظهوره قد طلب أشد
الطلب فلم تقره ارض خمس سنين مرة بفارس وأخرى بكرمان وتارة بالجبل
وأخرى بالحجاز ومرة باليمن وتارة بالموصل وإلى ذلك يشير أبو فراس
الحمداني بقوله:
محلؤون فأصفى وردهم وشل عند الورود وأوفى وردهم لمم
قال إبراهيم: اضطرني الطلب بالموصل حتى جلست على مائدة
المنصور ثم خرجت وقد كف الطلب وكان في عسكر المنصور قوم يتشيعون
فكتبوا إلى إبراهيم بالقدوم إليهم ليثبوا بالمنصور فقدم عليهم والمنصور قد
خط بغداد فزعموا أنه كان له مرآة يرى فيها عدوه من صديقه فنظر فيها
فقال يا مسيب لأحد قواده قد رأست إبراهيم في عسكري ثم أمر ببناء قنطرة
الصراة العتيقة فخرج إبراهيم ينظر إليها مع الناس فوقعت عليه عين
المنصور فجلس وذهب في الناس فاتى فأميا وهو بائع القوم اي الحنطة
فاصعده غرفة له وجد المنصور في طلبه وبث العيون فبقي إبراهيم في مكانه
فقال له صاحبه سفيان بن حيان القمي قد نزل بنا ما ترى ولا بد من
المخاطرة قال أنت وذاك فاتى سفيان إلى الربيع حاجب المنصور وطلب الإذن
عليه فادخله فشتمه المنصور فقال أنا أهل لذلك وإنما اتيتك تائبا وأنا آتيك
بإبراهيم اني قد بلوتهم فلم أجد فيهم خيرا فاكتب لي جوازا ولغلام معي
واحملني على البريد ووجه معي جندا ففعل ودفع إليه ألف دينار فاخذ منها
ثلثمائة وأقبل والجند معه فدخل البيت وإبراهيم بلباس الغلمان فصاح به
فوثب وجعل يأمره وينهاه فسار حتى اتى المدائن فمنعه صاحب القنطرة فأراه
الجواز فتركه وقال ما هذا غلام هذا إبراهيم اذهب راشدا فركبا سفينة حتى
قدما البصرة فجعل يأتي بالجند إلى الدار لها بابان فيقعد البعض على أحد
البابين ويقول لا تبرحوا حتى آتيكم ويخرج من الباب الآخر حتى فرقهم
وبلغ الخبر أمير البصرة فطلب القمي فاعجزه وكان إبراهيم قد قدم الأهواز
قبل ذلك واختفى عند الحسن بن حبيب وكان أميرها محمد بن الحصين
يطلبه فقال يوما ان أمير المؤمنين كتب إلي ان المنجمين أخبروه ان إبراهيم
بالأهواز في جزيرة بين نهرين مما دل على رواج التنجيم في ذلك العصر
وقد طلبته في الجزيرة وليس فيها وقد عزمت أن أطلبه في المدينة فاخرج ابن
حبيب إبراهيم إلى ظاهر البلد فلما كان المساء ادخله فلقيهما أوائل خيل ابن
الحصين فنزل إبراهيم عن حماره كأنه يبول فسأله ابن الحصين الحسن عن
مجيئه فقال من عند بعض أهلي فمضى وتركه ورجع الحسن إلى إبراهيم
فاركبه وأدخله منزله فقال له إبراهيم لقد بلت دما فاتى الموضع فرآه قد بال
دما ثم قدم إبراهيم البصرة سنة ١٤٣ أو سنة ١٤٥ بعد ظهور أخيه محمد
بالمدينة ودعا الناس إلى بيعة أخيه فبايعه جماعة وفيهم كثير من الفقهاء وأهل
العلم حتى احصى ديوانه أربعة آلاف واشتهر امره وفي عمدة الطالب
بايعه وجوه الناس منهم بشير الرحال والأعمش سليمان بن مهران وعباد بن
منصور القاضي صاحب مسجد عباد بالبصرة والمفضل بن محمد وسعيد بن
الحافظ في نظرائهم ويقال ان أبا حنيفة الفقيه بايعه أيضا قال أبو الفرج:
وكان سفيان بن معاوية أمير البصرة قد مال معه فظهر في أول شهر رمضان
سنة ١٤٥ والمنصور بظاهر الكوفة في قلة من العسكر قد فرق عسكره لحرب
محمد والى الري وإفريقية فأرسل ثلاثة من القواد إلى البصرة مددا لسفيان
فلما أراد إبراهيم الظهور اعلم سفيان بذلك فجمع القواد إليه فغنم إبراهيم
دواب أولئك الجند وكانت سبعمائة وصلى بالناس الصبح في الجامع وحصر
دار الامارة وبها سفيان فطلب الأمان فامنه ودخلها ففرشوا له حصيرا فهبت
الريح فقلبته فتطير الناس بذلك فقال إبراهيم انا لا نتطير وجلس عليه
مقلوبا وحبس القواد ومعهم سفيان وقيده بقيد خفيف ليعلم المنصور انه
محبوس فجاء جعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي في ستمائة فأرسل إليهما
قائدا في خمسين رجلا فهزمهما ونادى مناديه ان لا يتبع مهزوم ولا يدفف على
جريح واتى بنفسه باب زينب بنت سليمان بن علي فنادى بالأمان وأن لا
يعرض لهم أحد وصفت له البصرة ووجد في بيت المال ألفي درهم فقوي
بها وفرض لأصحابه لكل رجل خمسين فكان الناس يقولون خمسون والجنة
وأرسل المغيرة إلى الأهواز في مائتين فخرج إليه محمد بن الحصين أميرها في
أربعة آلاف فانهزم ابن الحصين ودخلها المغيرة وأرسل عمرو بن شداد إلى
فارس فملكها وأرسل مروان بن سعيد العجلي إلى واسط في سبعة عشر
ألفا فملكها وأرسل المنصور لحربه قائدا في خمسة آلاف وقيل عشرين ألفا
فجرت بينهما وقائع ثم تهادنوا حتى ينظروا ما يكون من أمر إبراهيم والمنصور
فلم يزل إبراهيم بالبصرة يفرق العمال والجيوش حتى اتاه نعي أخيه محمد
فخطب الناس واعلمهم بقتله فازدادوا بصيرة في قتال المنصور وأظهر الجزع
عليه وتمثل وهو على المنبر:
يا أبا المنازل يا خير الفوارس من * يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا
الله يعلم اني لو خشيتهم * وأوجس القلب من خوف لهم فزعا
لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم * حتى نموت جميعا أو نعيش معا
ثم جرض بريقه وتراد الكلام في فيه وتلجلج ساعة ثم انفجر باكيا
منتحبا وبكى الناس ثم عزم على المسير إلى المنصور فأشار البصريون أن
يقيم ويرسل الجنود فيكون إذا انهزم له جند أمدهم بغيرهم فخيف مكانه
واتقاه عدوه وجبى الأموال فقال من عنده من الكوفيين ان بالكوفة أقواما لو
رأوك ماتوا دونك وان لم يروك قعدت بهم أسباب شتى فسار إلى الكوفة
وأرسل المنصور إلى عساكره المتفرقة فاستقدمها ووجه إلى إبراهيم عيسى بن
موسى في خمسة عشر ألفا وعلى مقدمته حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف وقال
له لما ودعه ان هؤلاء الخبثاء يعني المنجمين يزعمون انك إذا لاقيت إبراهيم
تجول أصحابك جولة ثم يرجعون إليك وتكون العاقبة لك وهذا يشبه أن
يكون من بعض خدع الحرب لتقوية القلوب لا الاعتقاد بالتنجيم ولذلك
سماهم الخبثاء وكان ديوان إبراهيم قد أحصى مائة ألف وكان معه في
طريقه عشرة آلاف وطلب بعض أهل الكوفة أن يرسله إليها فيدعو الناس
ثم جهرا فإذا سمع المنصور الهيعة لم يرد وجهه شئ دون حلوان فقال بشير
الرحال لا نأمن أن تجيئك منهم طائفة فيرسل إليهم المنصور الخيل فيؤخذ
البرئ والصغير والمرأة فيكون ذلك تعرضا للماثم فقال الكوفي كأنكم
خرجتم لقتال المنصور وأنتم تتوقون قتل الضعيف والمرأة والصغير أ لم يكن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعث سراياه ويكون نحو هذا فقال بشير أولئك كفار وهؤلاء
مسلمون فاتبع إبراهيم رأيه وسار حتى نزل باخمرى بفتح الباء بعدها ألف
وخاء معجمة مفتوحة فميم ساكنة فراء مهملة فألف، بلدة على ستة عشر
(١٧٨)

فرسخا من الكوفة مقابل عيسى بن موسى فبعث إليه سلم بن قتيبة ان
خندق على نفسك حتى لا تؤتى إلا من وجه واحد فإن لم تفعل فتخفف في
طائفة حتى تأتي المنصور فتأخذ بقفاه فليس عنده عسكر فعرض ذلك
إبراهيم على أصحابه فقالوا نخندق على أنفسنا ونحن ظاهرون وفي رواية
أنهم قالوا تجعل بينك وبين الله جنة قال فنأتي أبا جعفر قالوا ولم هو في أيدينا
فقال للرسول أ تسمع فانصرف راشدا وهكذا يفسد التدبير بترك صواب
الرأي فصف إبراهيم أصحابه صفا واحدا فأشار عليه بعضهم أن يجعلهم
كراديس فإذا انهزم كردوس ثبت كردوس والصف إذا انهزم بعضه تداعى
سائره فقال الباقون لا نصف إلا صف أهل الاسلام يعني قوله تعالى ان
الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص وأشار عليه
بعضهم أن يبيت عيسى فقالت الزيدية إنما البيات من فعال السراق فاقتتل
الناس قتالا شديدا وانهزم حميد بن قحطبة وانهزم الناس معه فعرض لهم
عيسى يناشدهم الله والطاعة فلا يلوون عليه وأقبل حميد منهزما فقال له
عيسى الله الله والطاعة فقال لا طاعة في الهزيمة فلم يبق مع عيسى إلا نفر
يسير فقيل له لو تنحيت عن مكانك حتى يرجع الناس إليك فقال لا أتحول
حتى اقتل أو يفتح الله على يدي وجاء جعفر ومحمد ابنا سليمان بن علي من
وراء أصحاب إبراهيم فرأى الذين يتبعون المنهزمين القتال من ورائهم
فعادوا ورجع أصحاب المنصور يتبعونهم فكانت الهزيمة على أصحاب
إبراهيم وكان من تقدير الله أن أصحاب المنصور لقيهم نهر في طريقهم لم
يقدروا أن يجوزوه فعادوا بأجمعهم وثبت إبراهيم في نحو ستمائة أو أربعمائة
وجعل حميد يرسل برؤوس المقتولين إلى عيسى وجاء إبراهيم سهم عائر لا
يدري من رماه فوقع في حلقه فتنحى وقال لأصحابه انزلوني فانزلوه وهو
يقول وكان أمر الله قدرا مقدورا واجتمعوا عليه يحمونه فقال حميد لأصحابه
شدوا عليهم حتى تزيلوهم وتعلموا ما اجتمعوا عليه فشدوا فقاتلوهم أشد
قتال حتى أفرجوهم ووصلوا إلى إبراهيم فحزوا رأسه وأتوا به عيسى فأراه
ابن أبي الكرام الجعفري فقال نعم هذا رأسه فسجد وبعث به إلى المنصور
وكان قتله يوم الخميس وعن كامل ابن الأثير يوم الاثنين لخمس بقين من
ذي القعدة سنة ١٤٥ وعمره ثمان وأربعون سنة وقيل كان سبب انهزامهم
أنهم لما هزموا أصحاب المنصور وتبعوهم نادى مناديه أن لا تتبعوا مدبرا
فرجعوا فظنهم أصحاب المنصور منهزمين فتبعوهم فكانت الهزيمة ولما بلغ
المنصور هزيمة أصحابه عزم على اتيان الري فقال له ابن نوبخت المنجم
الظفر لك وسيقتل إبراهيم فلم يقبل فجاءه الخبر بقتله واقطع ابن نوبخت
ألفي جريب بنهر حويزه وروى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين أن عيسى
وأصحابه انهزموا هزيمة قبيحة حتى دخل أوائلهم الكوفة وأمر أبو جعفر
باعداد الإبل والدواب على جميع أبواب الكوفة ليهرب عليها وأنه جعل
يقول ويلك يا ربيع فكيف ولم ينلها أبناؤنا فأين امارة الصبيان يشير إلى ما
سمعه عن الإمام جعفر بن محمد الصادق في ذلك.
وفي مروج الذهب: كان قد تفرق أخوة محمد بن الحسن بن الحسن
وولده في البلدان يدعون إلى إمامته إلى أن قال ومضى إبراهيم اخوه إلى
البصرة وظهر بها فاجابه أهل فارس والأهواز وغيرهما من الأمصار في عساكر
كثيرة من الزيدية وجماعة ممن يذهب إلى قول البغداديين من المعتزلة وغيرهم
ومعه عيسى بن زيد بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع فسير إليه المنصور عيسى بن موسى وسعيد بن مسلم في
العساكر فحارب حتى قتل في الموضع المعروف بباخمرى وذلك على ستة عشر
فرسخا من الكوفة من أرض الطف وهو الموضع الذي ذكرته الشعراء ممن
رثى إبراهيم. وقتل معه عن الزيدية من شيعته أربعمائة رجل وقيل
خمسمائة وروى بعض الأخباريين عن حماد التركي قال كان المنصور نازلا في
دير على شاطئ دجلة في الموضع الذي يسمى اليوم الجلد من مدينة السلام
إذ اتى الربيع في وقت الهاجرة والمنصور في البيت الذي هو فيه وحماد قاعد
على الباب فقال يا حماد افتح الباب فقلت الساعة هجع أمير المؤمنين فقال
افتح ثكلتك أمك فسمع المنصور كلامه فنهض يفتح الباب بيده وتناول منه
الخريطة فقرأ ما فيها من الكتب وتلا هذه الآية وألقينا بينهم العداوة
والبغضاء كلما أوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الأرض فسادا
والله لا يحب المفسدين ثم أمر باحضار الناس والقواد والموالي وأهل بيته
وأصحابه وامر حمادا التركي باسراج الخيل وامر ابن مجالد بالتقدم ثم خرج
فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال:
ما لي أكفكف عن سعد ويشتمني * وإن شتمت بني سعد لقد سكنوا
جهلا علينا وجبنا عن عدوهم * لبئست الخصلتان الجهل والجبن
أما والله لقد عجزوا عن أمر قمنا له فما شكروا ولا حمدوا الكافي ولقد
مهدوا فاستوعروا وغبطوا فغمطوا فما ذا تحاول مني اسقى رنقا على كدر كلا
والله لأن أموت معززا أحب إلي من أن أحيا مستذلا ولئن لم يرض العفو مني
ليطلبن ما لا يوجد عندي والسعيد من وعظ بغيره.
ثم نزل وقال يا غلام قدم فركب من فوره إلى معسكره ثم قال اللهم
لا تكلنا إلى خلقك فنضيع ولا إلى أنفسنا فنعجز.
وذكر ان المنصور هيئت له عجة من مخ وسكر فاستطابها فقال أراد
إبراهيم ان يحرمني هذا وأشباهه.
قال المؤلف وهكذا كانت همة هؤلاء من الخلافة في نيل الدنيا
ولذاتها. وقد مضت عنهم ووقعوا في تبعاتها.
وذكر ان المنصور قال يوما لجلسائه بعد قتل محمد وإبراهيم تالله تالله ما
رأيت رجلا أنصح من الحجاج لبني مروان فقام المسيب بن زهرة الضبي.
فقال يا أمير المؤمنين ما سبقنا الحجاج بأمر تخلفنا عنه والله ما خلق الله على
جديد الأرض خلقا أعز علينا من نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وقد امرتنا بقتل أولاده فأطعناك
وفعلنا ذلك فهل نصحناك أم لا قال له المنصور اجلس لا جلست.
قال المؤلف وقد انقضى عن المنصور وأعوانه ما كانوا فيه من
حطام الدنيا ولقوا جزاء أعمالهم من حاكم عادل.
وذكر المسعودي قبل ذلك ان المنصور لما ظهر محمد بن عبد الله بالمدينة
دعا أبا مسلم العقيلي وكان شيخا ذا رأي وتجربة فقال أشر علي في خارجي
خرج علي فقال صفه لي فوصفه فقال صف لي البلد الذي قام به فوصفه
ففكر ساعة ثم قال اشحن يا أمير المؤمنين البصرة بالرجال فقال المنصور في
نفسه قد خرف الرجل أسأله عن خارجي خرج بالمدينة فيقول اشحن
البصرة بالرجال ثم لم يكن الا يسير حتى ورد الخبر ان إبراهيم ظهر بالبصرة
فاستدعى المنصور العقيلي فقال إنك أشرت علي ان اشحن البصرة أ وكان
عندك من البصرة علم قال لا ولكنك ذكرت لي رجلا إذا خرج لم يتخلف
عنه أحد ثم ذكرت لي البلد فإذا هو ضيق لا يحتمل الجيوش فقلت انه
(١٧٩)

سيطلب غير موضعه ووجدت مصر مضبوطة والشام والكوفة كذلك وخفت
على البصرة منه فأشرت بشحنها فقال له المنصور أحسنت وقد خرج بها اخوه
الحديث.
إفتاء الامام أبي حنيفة بالخروج مع إبراهيم
في مقاتل الطالبيين بسنده ان أبا حنيفة كان يجهر في أمر إبراهيم
جهرا شديدا ويفتي الناس بالخروج معه وانه كتب إليه هو ومسعر بن كدام
يدعوانه إلى أن يقصد الكوفة ويضمنا له نصرتهما ومعونتهما واخراج أهل الكوفة
معه وفيه عن أبي إسحاق الفزاري قال جئت إلى أبي حنيفة فقلت
له ما اتقيت الله حيث أفتيت أخي بالخروج مع إبراهيم حتى قتل فقال قتل
أخيك حيث قتل يعدل قتله لو قتل يوم بدر وشهادته مع إبراهيم خير له من
الحياة قلت ما منعك أنت منذاك قال ودائع الناس كانت عندي وفيه
بسنده عن عبد الله بن إدريس سمعت أبا حنيفة وهو قائم على درجته
ورجلان يستفتيانه في الخروج مع إبراهيم وهو يقول اخرجا وفيه بسنده
ان أبا حنيفة كتب إلى إبراهيم إذا ظفرك الله بعيسى وأصحابه فلا تسر فيهم
سيرة أبيك في أهل الجمل لأنه لم يكن لهم فئة ولكن سر فيهم بسيرته يوم
صفين فإنه سبى الذرية ودفف على الجريح وقسم الغنيمة لان أهل الشام
كانت لهم فئة فظفر المنصور بكتابه فسقاه شربة فمات منها وفيه بسنده
عن إبراهيم بن سويد الحنفي قال سألت أبا حنيفة وكان لي مكرما أيهما
أحب إليك بعد حجة الاسلام الخروج إلى هذا الرجل أو الحج قال غزوة
بعد حجة الاسلام أفضل من خمسين حجة وروى عدة روايات مسندة
غير هذه تدل على أن أبا حنيفة كان يحض الناس على الخروج مع إبراهيم
ويامرهم باتباعه يطول الكلام بنقلها. ولذلك ذكر أهل الملل والنحل انه
كان زيديا، وقسم من الزيدية في الفروع على مذهب أبي حنيفة وفي
عمدة الطالب كان أبو حنيفة الفقيه أفتى الناس بالخروج مع إبراهيم
فيحكى ان امرأة اتته قالت له انك أفتيت ابني بالخروج مع إبراهيم فخرج
فقتل فقال لها ليتني كنت مكان ابنك وكتب إليه أبو حنيفة اما بعد فاني
قد جهزت إليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها ولولا أمانات
للناس عندي للحقت بك فإذا لحقت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل
أبوك في أهل صفين قتل مدبرهم واجهز على جريحهم ولا تفعل كما فعل أبوك
في أهل الجمل فان القوم لهم فئة. قال ويقال ان هذا الكتاب وقع إلى
الدوانيقي وكان سبب تغيره على أبي حنيفة.
ما جرى للصادق ع مع المنصور بعد قتل إبراهيم
قي مقاتل الطالبيين بسنده عن يونس بن أبي يعقوب قال حدثنا
جعفر بن محمد ع من فيه إلى أذني قال لما قتل إبراهيم وحشرنا من المدينة
ولم يترك فيها منا محتلم حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع فيه القتل
ثم خرج إلينا الربيع الحاجب فقال ابن هؤلاء العلوية ادخلوا على أمير
المؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجى فدخلت إليه انا وحسن بن زيد فقال
لي أنت الذي تعلم الغيب قلت لا يعلم الغيب إلا الله قال أنت الذي يجبى
إليك الخراج قلت إليك يجبى يا أمير المؤمنين الخراج قال أ تدرون لم دعوتكم
قلت لا قال أردت ان اهدم رباعكم وأروع قلوبكم واعقر نخلكم وأترككم
بالسراة مكان بنواحي البلقاء لا يقربكم أحد من أهل الحجاز وأهل
العراق فإنهم لكم مفسدة فقلت يا أمير المؤمنين ان سليمان أعطي فشكر
وان أيوب ابتلي فصبر وان يوسف ظلم فغفر وأنت من ذلك النسل فتبسم
وقال أعد علي فأعدت فقال مثلك فليكن زعيم القوم وقد عفوت عنكم
ووهبت لكم جرم أهل البصرة حدثني الحديث الذي حدثتني عن أبيك عن
آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال
صلة الرحم تعمر الديار وتطيل الأعمار وان كانوا كفارا قال ليس هذا،
قلت حدثني أبي عن آبائه عن علي ع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الأرحام
معلقة بالعرش تنادي صل من وصلني واقطع من قطعني، قال ليس هذا
قلت حدثني أبي عن آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله عز وجل
يقول انا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها
وصلني ومن قطعها قطعته، قال ليس هذا الحديث، قلت حدثني أبي عن
آبائه عن علي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان ملكا من الملوك في الأرض كان بقي من
عمره ثلاث سنين فوصل رحمه فجعلها الله ثلاثين سنة فقال هذا الحديث اي
البلاد أحب إليك فوالله لأصلن رحمي إليكم قلنا المدينة فسرحنا إلى المدينة وكفى الله
مؤونته.
شعره
قال أبو الفرج كان إبراهيم يقول شيئا من الشعر وروى بسنده عن
عبد الله بن حسن بن إبراهيم ان جده إبراهيم بن عبد الله قال في زوجته
بحيرة بنت زياد الشيبانية:
أ لم تعلمي يا بنت بكر بأنني * إليك وأنت الشخص ينعم صاحبه
وعلقت ما لو نيط بالصخر من جوى * لهد من الصخر المنيف جوانبه
رأت رجلا بين الركاب ضجيعه * سلاح ويعبوب فباتت تجانبه
تصد وتستحيي وتعلم أنه * كريم فتدنو نحوه فتلاعبه
فأذهلنا عنها ولم نقل قربها * ولم نقلها دهر شديد تكالبه
عجاريف فيها عن هوى النفس زاجر * إذا اشتبكت أنيابه ومخالبه
وأورد له أبو الفرج في مقاتل الطالبيين قصيدة. قال إبراهيم بن
عبد الله فيما اخبرني عمر بن عبد الله العتكي عن أبي زيد عن المدائني يذكر
أباه وأهله وحملهم وحبسهم:
ما ذكرك الدمنة القفار وأهل * الدار إما نأوك أو قربوا
ألا سفاها وقد تفرعك الشيب * بلون كأنه العطب (١)
ومر خمسون من سنيك كما * عد لك الحاسبون إذ حسبوا (٢)
فعد ذكر الشباب لست له * ولا إليك الشباب ينقلب
إني عرتني الهموم واحتضر * الهم وسادي والقلب منشعب
واستخرج الناس للشقاء وخلفت * لدهر بظهره حدب
أعوج استعدت اللئام به ويحنوا به * كذا الكرام ان شربوا
نفسي فدت شيبة هناك وطنبوبا (٣) * به من قيودهم ندب (٤)
والسادة الغر من ذويه فما * روقب فيهم إل ولا نسب
يا حلق القيد ما تضمنت من * حلم وبر يزينه حسب
وأمهات من الفواطم أخلصنك * بيض عقائل عرب
كيف اعتذاري إلى الاله ولم * يشهر فيك المأثورة القضب

(١) العطب بالظم وبضمتين القطن.
(٢) هذا ينافي ما مر في ترجمته من أن عمره ٤٨ سنة وهذا أثبت.
(٣) الطنوب عظم في الساق.
(٤) الندب اسم جنس جمعي واحدة ندبة كشجر وشجرة وهي اثر الحراجة.
(١٨٠)

ولم أقد غارة ململمة * فيها بنات الضريح تنتحب
والسابقات الجياد والإبل * السمر وفيها أسنة ذرب
حتى توفي بني نثيلة بالقسط * بكيل الصاع الذي اختلبوا
بالقتل قتلا وبالأسير الذي في * القيد اسرا مقصودة سلب
أصبح آل الرسول احمد في الناس * كذي عرة به جرب
بؤسا لهم ما جنت أكفهم * وأي حبل من أمة قضبوا
وأي عهد خانوا الاله به * شد بميثاق عهده الكرب
مراثيه
قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين من مختار ما رثي به إبراهيم قول
غالب بن عثمان الهمذاني المسعاري:
وقتيل باخمرى الذي * نادى فاسمع كل شاهد
قاد الجنود إلى الجنود * تزحف الأسد الحوارد
بالمرهفات وبالقنا * والمبرقات وبالرواعد
فدعا لدين محمد * ودعوا إلى دين ابن صائد (١)
فرماهم بلبان أبلق * سابق للخيل قائد
بالسيف يفري مصلتا * هاماتهم باشد ساعد
فأتيح سهم قاصد * لفؤاده بيمين جاحد
فهوى صريعا للجببن * وليس مخلوق بخالد
وتبددت انصاره * وثوى بأكرم دار واحد
نفسي فداؤك من صريع * غير ممهود الوسائد
وفدتك نفسي من غريب * الدار في القوم الأباعد
اي امرئ ظفرت به * أبناء أبناء الولائد (٢)
فأولئك الشهداء والصبر * الكرام لدى الشدائد
وبحار يثرب والأباطح * حيث معتلج العقائد
أقوت منازل ذي طوى * فبطاح مكة والمشاهد
والخيف منهم والجمار * بموقف الظعن الرواشد
وحياض زمزم فالمقام * فصادر عنها ووارد
فسويقتان فينبع فبقيع * يثرب ذي اللحائد
أمست بلاقع من بني * حسن بن فاطمة الأراشد
وله أيضا يرثي محمدا وإبراهيم:
كيف بعد المهدي أو بعد إبراهيم * نومي على الفراش الوثير
وهم الذائدون عن حرم الاسلام * والجابرون عظم الكسير
حاكموهم لما تولوا إلى الله * بمصقولة الشفار الذكور
وأشاعوا للموت محتسبي الأنفس * لله ذي الجلال الكبير
أفردوني امشي بأعضب مجبو * بأسنامي والحرب ذات زفير
غيل فيها فوارسي ورجالي * بعد عز وذل فيها نصيري
ليتني كنت قبل وقعة باخمرى * توفيت عدتي من شهوري
٢٧٣: الشيخ إبراهيم بن عبد الله الزاهدي الجيلاني
توفي سنة ١١١٩ بلاهيجان.
ذكره ابن أخيه الشيخ محمد علي الحزين ابن الشيخ أبي طالب
ابن عبد الله في تذكرته فقال ما تعريبه: المحقق الحقاني الشيخ إبراهيم ابن
الشيخ عبد الله الزاهدي الجيلاني عم هذا الفقير مظهر شوارق الأنوار
والمؤيد بتأييدات الملك الجبار جامع العلوم الدينية والمعارف اليقينية وحاوي
الكمالات الصورية والمعنوية قرأ على والده متوطن بلدة لاهيجان ومرجع
أفاضل كيلان وصل صيت فضائله ومناقبه بالأعالي والأداني حسن التقرير
والتحرير وفي الشعر والإنشاء وكشف اللغز والمعمى بغير نظير يكتب أنواع
الخطوط الجيدة له جملة مصنفات ١ حاشية على المختلف اسمها رافعة
الخلاف ٢ حاشية على الكشاف اسمها كاشفة الغواشي وصل فيها إلى
سورة الاحقاق ٣ رسالة في توضيح كتاب أقليدس ٤ القصائد الغراء في
مدح أهل العباء ولما. وصل خبر وفاته إلى أصفهان رثاه ابن أخيه المذكور
بأبيات فارسية.
٢٧٤: إبراهيم بن عبد الله القاري القمي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع: إبراهيم بن عبد الله
القاري من القارة انتهى وعن البرقي في رجاله: قمي من خواص علي
ع من مضر وفي رجال ابن داود: إبراهيم بن عبد الله القاري منسوب
إلى قارة وهو أيثع بفتح الهمزة والياء المثناة تحت المسكنة والثاء المثلثة المفتوحة
والعين المهملة وقيل يثيع بالياء عوض الهمزة. ابن مليح بن الهون بن
خزيمة بن مدركة انتهى وفي انساب السمعاني: القاري بالقاف والراء
المهملة المكسورة وتشديد ياء النسبة غير مهموز هذه النسبة إلى بني قارة وهم بطن
معروف من العرب وانما سموا القارة لأن يعمر بن عوف الشداخ أراد أن يفرقهم في
بطون كنانة فقال رجل منهم:
دعونا قارة لا تنفرونا * فنجفل مثل اجفال الظليم
وقيل في المثل السائر: قد انصف القارة من راماها يصفهم بالرمي
والإصابة انتهى.
٢٧٥: إبراهيم بن أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم أر من نص على
تشيعه ولكني ذكرته تبعا للشيخ في رجاله والله أعلم بحاله وفي تهذيب
التهذيب: ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسماه وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة
عداده في أهل الكوفة روى عن أبيه والمغيرة بن شعبة وعنه الشعبي
وعمارة بن عمير قال ابن حبان: في الصحابة لم يسمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وروى
عنه الحكم بن عتيبة وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وذكره جماعة في الصحابة
على عادتهم فيمن له ادراك وقال أبو إسحاق الصريفيني روى له مسلم حديثا
واحدا في الحج انتهى. وفي أسد الغابة: ولد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسماه
إبراهيم وحنكه ثم روى بسنده عن أبي موسى قال ولد لي غلام في عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتيت به إليه فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ودعا له بالبركة
الحديث.
٢٧٦: الشيخ إبراهيم بن الخواجة عبد الله بن كرم الله الحويزي
توفي سنة ١١٩٧.
يروي بالإجازة عن السيد عبد الله بن السيد نور الدين بن السيد
نعمة الله الجزائري قال في اجازته له ولعمه الشيخ محمد بن كرم الله الحويزي
المؤرخة في جمادي الثانية سنة ١١٦٨ المولى العالم العامل العارف المهذب
الأديب الأريب اللبيب المدقق السعيد المجيد الوحيد الذكي الزكي التقي
النقي الرضي الوفي كهف الحجاج والمعتمرين عمدة الأبرار وخلاصة

(١) هو الدجال.
(٢) جمع وليدة وهي الأمة.
(١٨١)

الأخيار الأخ في الله الشيخ إبراهيم بن الخواجة عبد الله بن كرم الله
الحويزي. ولما توفي رثاه السيد محمد زيني البغدادي النجفي بقصيدة أولها:
ترى اي خطب قد ألم جليل * وأي مصاب قد أتيح مهول
أجل فجا الناعي المبكر معولا * فهاج عويلا موصلا بعويل
نعى اليوم إبراهيم أفضل من نعى * وأوفى خليل للآله جليل
موارد علم جف سائغ وردها * وروضة فضل آذنت بذبول
الا في سبيل الله من سد بعده * لطالب دين الله كل سبيل
فيا راحلا قد غادر الهم قاطنا * يريع قلوبا آذنت برحيل
مقامك إبراهيم أصبح عامرا * بخير سليل قد نجلت نبيل
مناقبك الحسنى علي دليلها * فأكرم بمدلول وخير دليل
وما صاح روض قد نمت في بقاعه * زواكي فروع طيبات أصول
علي وان جلت وجمت مصيبة * فأنت إذا حلت أجل حمول
أ ندعوك للصبر الجميل جهالة * ولم نر خلقا منك غير جميل
اتى أول الباكين ينعى مؤرخا * بكى فقد إبراهيم كل خليل
٢٧٧: إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف المدني ويوجد في بعض المواضع سعيد بدل معبد وهو تصحيف.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع وفي تهذيب
التهذيب: إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي
المدني روى عن أبيه وعن عم أبيه عبد الله بن عباس وروى عن ميمونة وروى
عنه نافع واخوه عباس بن عبد الله وابن جريح وذكره ابن حبان في الثقات
في طبقة اتباع التابعين انتهى.
٢٧٨: الشيخ إبراهيم بن الشيخ عبد الله بن ناصر الحويزي الهمبلي.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبرى وذكر انه استجازه مكاتبة من الحويزة وقال في حقه: العالم
الفاضل الكامل الأديب الخطيب جامع مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال
حائز قصبات السبق في مضامير الكمال السعيد الأمين امام المسلمين قدوة
الأبرار عصام الأخيار حلية المحاريب والمنابر ناشر لواء العلم كابرا عن
كابر.
٢٧٩: جلال الدولة أبو نصر إبراهيم بن عميد الدين عبد المطلب بن شمس الدين
علي.
من بني المختار السادة الاجلاء ينتهي نسبهم إلى علي بن المختار
النقيب وأمير الحاج. كانت نقابة مشهد النجف وامارة الحج فيهم وكان
المترجم نقيب النقباء وآخر النقباء في زمن بني العباس.
٢٨٠: إبراهيم بن عبده النيشابوري
الظاهر أن الهاء في عبده هاء الضمير كأنه قيل عبد الله ويحتمل كونها
هاء التأنيث ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الهادي والعسكري
ع وفي الكافي في باب تسمية من رآه ع اي القائم بسنده عن
خادم لإبراهيم بن عبده النيشابوري انها قالت كنت واقفة مع إبراهيم على
الصفا فجاء ع حتى وقف على إبراهيم وقبض على كتاب مناسكه
وحدثه بأشياء. وقال الكشي: ما روي في إسحاق بن إسماعيل
النيشابوري وإبراهيم بن عبده والمحمودي والعمري والبلالي
والرازي حكى بعض الثقات بنيسابور: انه خرج لإسحاق بن
إسماعيل من أبي محمد ع وهو العسكري توقيع وذكرنا التوقيع
بطوله في ترجمة إسحاق إلى أن قال فيه: ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا
وبينكم فيما هو لكم وعليكم فلو لا ما يجب من تمام النعمة من الله عز وجل
لما اتاكم من خط ولا سمعتم مني حرفا من بعض الماضي ع أنتم في
غفلة عما إليه معادكم ومن بعد الثاني رسولي وما ناله منكم حين أكرمه الله
بمصيره إليكم ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبده وفقه الله لمرضاته واعانه
على طاعته وكتابي الذي حمله محمد بن موسى النيشابوري والله المستعان على
كل حال إلى أن قال: وأنت يا رسولي يا إسحاق إلى إبراهيم بن عبده
وفقه الله ان يعمل بما ورد عليه في كتابي مع محمد بن موسى النيشابوري إن شاء الله
ويقرأ إبراهيم بن عبده كتابي هذا على من خلفه ببلده حتى لا
يسألوني وبطاعة الله يعتصمون والشيطان بالله عن أنفسهم يجنبون ولا
يطيعون وعلى إبراهيم بن عبده سلام الله ورحمته وكل من قرأ كتابنا هذا من
موالي أهل بلدك ومن هو بناحيتكم ونزع عما هو عليه من الانحراف عن
الحق فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم وليحمل ذلك إبراهيم بن عبده إلى الرازي
أو إلى من يسمي له الرازي فان ذلك عن أمري ورأيي إن شاء الله. وقال
الكشي أيضا: ما روي في عبد الله بن حمدويه البيهقي وإبراهيم بن عبده
النيشابوري قال أبو عمرو حكى بعض الثقات أن أبا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
كتب إلى إبراهيم بن عبده: وكتابي الذي ورد على إبراهيم بن عبده
بتوكيلي إياه بقبض حقوقي من موالينا هناك نعم هو كتابي بخطي إليه أقمته
أعني إبراهيم بن عبده لهم ببلدهم حقا غير باطل فليتقوا الله حق تقاته
وليخرجوا من حقوقي وليدفعوها إليه فقد جوزت له ما يعمل فيها وفقه الله
ومن عليه بالسلامة من التقصير برحمته قال الكشي: ومن كتاب له
ع إلى عبد الله بن حمدويه البيهقي: وبعد فقد بعثت لكم إبراهيم بن
عبده ليدفع النواحي وأهل ناحيتك حقوقي الواجبة عليكم إليه وجعلته ثقتي
وأميني عند موالي هناك فليتقوا الله جل جلاله وليراقبوا وليؤدوا الحقوق
فليس لهم عذر في ترك ذلك ولا تأخيره ولا أشقاهم الله بعصيان أوليائه
ورحمهم الله وإياك معهم برحمتي لهم ان الله واسع كريم.
٢٨١: أبو غرة إبراهيم بن عبيد الأنصاري.
ذكره الشيخ في أصحاب الباقر والصادق ع.
٢٨٢: إبراهيم بن عبيد الله بن العلاء المدني.
حكي عن ابن الغضائري أنه قال لا نعرفه إلا بما ينسب إليه
عبد الله بن محمد البلوي وينسب إلى أبيه عبيد الله بن العلاء عمار بن يزيد
عمارة زيد خ ل وما يسند ينسب خ ل إليه إلا الفاسد المتهافت وأظنه
اسما موضوعا على غير واحد انتهى ونقل البهبهاني في التعليقة عبارة عن
النقد في حقه لا توجد فيه وقعت في نسخته سهوا من الكاتب.
٢٨٣: إبراهيم بن عثمان أبو أيوب الخزاز
وقيل إبراهيم بن عيسى. في الخلاصة: إبراهيم بن عيسى أبو أيوب
الخراز بالخاء المعجمة والراء بعدها والزاي بعد الألف وقيل قبلها أيضا كوفي
ثقة كبير المنزلة وقيل إبراهيم بن عثمان روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع
وفي رجال أبي علي عن المجمع ان الخزاز بالمعجمات
إبراهيم بن عثمان أو عيسى وبالراء ثم الزاي إبراهيم بن زياد. وفي
(١٨٢)

الفهرست: إبراهيم بن عثمان أبو أيوب الخزاز ثقة له أصل أخبرنا به أبو
الحسين بن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد وأخبرني به أبو عبد الله
محمد بن محمد بن النعمان المفيد عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن
أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن أبي
يعقوب الخزاز وقال الكشي أبو أيوب إبراهيم بن عيسى الخزاز قال
محمد بن مسعود عن علي بن الحسن أبو أيوب كوفي اسمه إبراهيم بن عيسى
ثقة انتهى وقال النجاشي: إبراهيم بن عيسى أبو أيوب الخزاز وقيل
إبراهيم بن عثمان روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكر
ذلك أبو العباس في كتابه ثقة كبير المنزلة له كتاب نوادر كثير الرواة عنه
أخبرنا محمد بن علي عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عنه به. وفي أصحاب الصادق ع
من رجال الشيخ إبراهيم بن زياد أبو أيوب الخزاز الكوفي ثم في آخر الباب
إبراهيم بن عيسى كوفي خزاز ويقال ابن عثمان وفي حاشية البهبهاني على
منتهى المقال قال المحقق المدقق الفقيه النبيه نادر العصر والزمان الشيخ
سليمان البحر البحراني الظاهر أن زيادا جده وانه إبراهيم بن عثمان بن
زياد وربما نسب إلى الجد وفي آخر كتاب الرهون من التهذيب التصريح بما
ذكرنا انتهى أقول والظاهر أن عيسى أحد أجداده أو أبوه وعن
المجلسي الأول الخزاز بياع الخز أو الخراز بياع الخرازي الجواهر أو ما يخرز به
من الجلد والسير انتهى وفي باب القول عند الاصباح والإمساء من
كتاب الدعاء من الكافي وفي باب حكم من نسي طواف النساء من
الفقيه بن عثمان وفي رجال الميرزا في رواية صحيحة في قنوت الجمعة
تصريح بأنه ابن عيسى انتهى وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم
انه ابن عثمان أو ابن عيسى الثقة الخزاز برواية محمد بن أبي عمر وصفوان
والحسن بن محبوب وعبد الله بن المغيرة وعلي بن الحكم وحسين بن عثمان
وداود بن النعمان ويونس بن عبد الرحمن عنه وعن جامع الرواة رواية جمع
عن إبراهيم بن عثمان أبي أيوب الخزاز منهم يونس بن عبد الرحمن والحسن بن
محبوب ورواية النوفلي عن إبراهيم بن عيسى ورواية جمع عن أبي أيوب
الخزاز من غير اسم أو المسمى بإبراهيم فقط منهم حمد بن عيسى وعلي بن
الحكم وداود بن النعمان والحسين بن عثمان وداود بن الحصين وأبان الأحمر
وهارون بن حمرة وعبد الله بن المغيرة والحسين بن سعيد ومحمد بن أبي عمير
وابن رباط وصفوان بن يحيى والحسين بن هاشم ومحمد بن أبي حمزة وحماد
وأحمد بن محمد وإسحاق بن إبراهيم.
٢٨٤: إبراهيم بن عربي الأسدي مولاهم الكوفي.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه
عربي بالعين والراء المهملتين والباء الموحدة والياء كما في رجال الميرزا
ونسختين من النقد وضبطه بعض من ألف في الرجال من أهل العصر ممن
لا يعتمد على ضبطه بالفاء بدل الباء الموحدة ولم يذكر لذلك مستندا.
٢٨٥: إبراهيم بن عطية الثقفي الخراساني الواسطي.
قال البخاري مات سنة ١٨١ وقال الذهبي قيل مات بعد هشيم
بواسط مر بعنوان إبراهيم بن عطية الواسطي في رجال الشيخ من أصحاب
الصادق ع وذكره الذهبي في ميزانه بعنوان إبراهيم بن عطية
الثقفي ثم حكي انه مات بواسط وحكى ابن حجر في لسان الميزان ان
العقيلي نسبه واسطيا ثقفيا فظهر انه هو المتقدم ذكره في أصحاب الصادق
ع والطبقة لا تأبى ذلك.
قدح القوم فيه
في ميزان الاعتدال قال البخاري عنده مناكير، وقال النسائي:
متروك: وقال احمد لا يكتب حديثه، وقال يحيى بن معين لا يساوي
شيئا قال احمد: كنا نكتب عنه قال ولا ينبغي ان يروى عنه اه وفي لسان
الميزان قال الساجي لا يكتب عنه ولا يروى عنه ليس حديثه بشئ، وقال
العقيلي عنده مناكير عن يونس بن خباب ومغيرة قال ابن حبان: منكر
الحديث جدا، وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم انتهى.
من مدحه
في لسان الميزان قال أبو حاتم هو شيخ وقال ابن عدي ثنا أحمد بن
حمدون النيسابوري ثنا إبراهيم بن إسماعيل الرقي ثنا أبي إبراهيم بن عطية
الواسطي ثقة فذكر حديثا.
ومن ملاحظة ما مر لا يستبعد ان يكون القدح فيه للتشيع.
بعض أحواله
في لسان الميزان قال ابن عدي قليل الحديث وفي ميزان الاعتدال قيل
أحاديثه دون العشرة منها ما روى عن عثمان بن مخلد الواسطي ثنا
إبراهيم بن عطية ثنا يونس بن خباب ثنا مهاجر مولى ابن عمر عن ابن عمر
رض عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
فيضاعفه له اضعافا كثيرة قال ألف ألف ضعف وقال احمد كان يلي السواد.
مشايخه
قد عرفت ان الشيخ في رجاله عده من أصحاب الصادق ع
وفي ميزان الاعتدال يروى عن يونس بن خباب وغيره ومر انه يروي عن
مغيرة.
تلاميذه
يروي عنه هشيم واحمد وإسحاق بن شاهين وإسماعيل الرقي
وعثمان بن مخلد الواسطي ومغيرة.
٢٨٦: إبراهيم بن عقبة.
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع وروى الشيخ في التهذيب
ان بعضهم كتب بيد إبراهيم بن عقبة إلى أبي جعفر ع يسأله عن الصلاة
على الخمرة المدنية فكتب صل فيها ما كان معمولا بخيوطه ولا تصل على ما
كان بسيور، في المصباح المنير: الخمرة وزان غرفة حصير صغيرة قدر ما
يسجد عليه انتهى يروي عنه من الاجلاء محمد بن الحسين بن الخطاب
وعلي بن مهزيار ومعاوية بن حكيم وأحمد بن محمد بن خالد ويعقوب بن
يزيد ومحمد بن خالد ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى. وفي الاستبصار:
محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى كتب إليه إبراهيم بن عقبة
يسأله عن الفطرة كم هي برطل بغداد عن كل رأس وهل يجوز اعطاؤها
غير مؤمن فكتب ع إليه عليك ان تخرج عن نفسك صاعا بصاع
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعن عيالك ولا ينبغي لك ان تعطي زكاتك إلا مؤمنا انتهى
ويمكن ان يستفاد من مجموع ذلك اماميته ووثاقته.
٢٨٧: إبراهيم بن علي بن أبي طالب ع.
ذكره ابن شهرآشوب في المناقب في أصحاب الحسين ع فإنه
(١٨٣)

قال اختلفوا في عدد المقتولين من أهل البيت ع، فالأكثرون
على أنهم كانوا سبعة وعشرين تسعة من بني عقيل لكنه عدهم ثمانية وثلاثة و
من ولد جعفر وعدهم وتسعة من ولد أمير المؤمنين وعد فيهم إبراهيم
وأربعة من بني الحسن وستة من بني الحسين لكنه عدهم أكثر من ذلك
بكثير.
٢٨٨: إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقالت أم
علي بن عبد الله زينب بنت علي ع وأمها فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ورجح بعضهم أو جزم بأنه ابن أبي الكرام الجعفري الآتي كما
ستعرف.
٢٨٩: إبراهيم ابن أبي الكرام الجعفري.
في الخلاصة: الكرام بفتح الكاف وتشديد الراء كان خيرا روى عن
الرضا ع وقال النجاشي كان خيرا روى عن الرضا ع
له كتاب أخبرنا محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه
عن محمد بن حسان عن أبي عمران موسى بن رنجويه الأرمني عن إبراهيم به
ويوجد في بعض النسخ عن ابن أبي عمران موسى، والظاهر زيادة لفظ ابن
لما يأتي في ترجمة موسى من تكنيته بأبي عمران وفي رجال الميرزا يحتمل ان
يكون هو إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر وقال في إبراهيم بن علي
المذكور لا يبعد ان يكون هذا ابن أبي الكرام الجعفري اه وعن صاحب
مجمع الرجال انه جزم بذلك وكانه للاشتراك في الرواية عن الرضا ع
وفي الوصف بالجعفري واتحاد الآباء ووقوع علي مكان أبي الكرام ولكن
ستعرف في إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر عن تقريب ابن
حجر إن محمدا هو المعروف بأبي الكرام لا أباه عليا ويمكن ان يكون لفظ
محمد سقط من قلم الشيخ والتغاير أيضا ممكن والله أعلم ومر في ترجمة
إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ما يدل على أن ابن أبي الكرام الجعفري كان
في عسكر المنصور المحارب لإبراهيم حيث ذكروا أن المنصور أراه رأس
إبراهيم فعرفه وانه حمل رأس إبراهيم إلى مصر فلعله هو أو اخوه. وفي
المشتركات ابن أبي الكرام الجعفري الممدوح عنه أبو عمران موسى بن
رنجويه الأرمني.
٢٩٠: إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع المدني مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
مر في حرف الألف الثناء على آل أبي رافع عموما بقول بحر العلوم
انهم من ارفع بيوت الشيعة بنيانا الخ. ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب
وقال قدم بغداد ومات بها. روى عن أبيه وعمه أيوب وكثير بن عبد الله بن
عمرو بن عون وغيرهم وعنه ابن أخيه أحمد بن محمد وإبراهيم بن المنذر
الحزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب وغيرهم وقال ابن معين ليس به باس
وقال البخاري فيه نظر وقال الدارقطني ضعيف وقال ابن عدي هو وسط
وقال ابن حبان كان يخطئ حتى خرج عن حد من يحتج به إذا انفرد قلت
وقال أبو حاتم شيخ وقال الساجي روى عن محمد بن عروة يعني ابن
هشام بن عروة حديثا منكرا وقال ابن الجوزي في الضعفاء وقال أبو الوليد
القاضي يرمى بالكذب انتهى أقول الظاهر تشيعه ويحتمل رجوع
القدح فيه إلى ذلك وكون حديثه المنكر ما يرويه في الفضائل.
٢٩١: السيد إبراهيم بن السيد علي الجصاني.
الجصاني نسبة إلى جصان.
قال الشيخ محمد رضا الشيبي فيما كتبه في مجلة العرفان ج ١٠ و ١١ م
٣١ صلى الله عليه وآله وسلم ٥٤٤:
من شعراء جصان وفقهائها السيد إبراهيم ابن السيد علي الجصاني
الشاعر الأديب الخطيب، له ديوان وجدنا نسخته بخط صاحب الديوان في
جملة المخطوطات التي ظفرنا بها في الخزانة القفطانية وهو خط جميل في أكثر
من ٣٠٠ صفحة كبيرة يشتمل على أنواع من الشعر في اللغتين الفصحى
والمحكية من القريض والركباني والموال وأبو عتابة وفي الديوان الغاز وتواريخ
كثيرة، وقد برع في فني الألغاز والتواريخ. وهذه النسخة من الديوان وثيقة
تاريخية ثمينة توقفنا على تاريخ كثير من الاحداث العراقية في دولة المماليك
وخصوصا في أيام داود باشا وتسمي لنا كثيرا من أعلام ذلك العصر في
العلم والادارة.
٢٩٢: الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح
ابن إسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي وفي آخر المصباح إبراهيم بن
علي بن حسن بن صالح وفي آخر حياة الأرواح إبراهيم بن علي بن حسن بن
محمد بن إسماعيل.
ولادته ووفاته ومدفنه
ولد سنة ٨٤٠ كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها انه
نظمها وهو في سن الثلاثين وكان الفراع من الأرجوزة سنة ٨٧٠ وكانت
ولادته بقرية كفر عيما من جبل عامل وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها
وتاريخ وفاته مجهول وفي بعض المواضع انه توفي سنة ٩٠٠ ولم يذكر ماخذه
فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحس لكنه كان حيا سنة ٨٩٥ فإنه فرع من
تاليف المصباح في ذلك التاريخ وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من
هذا وفي الطليعة انه توفي سنة ٩٠٠ بكربلا ودفن بها وظهر له قبر بجبشيت
من جبل عامل وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه والله أعلم حيث دفن
انتهى أقول قد سكن كربلاء مدة وعمل لنفسه أزج بها بأرض
تسمى عقير واوصى ان يدفن فيه كما يظهر مما يأتي ثم عاد إلى جبل عامل
وتوفي فيها ولم يذكر أحد ممن ترجمه من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته على عادة
أصحابنا في التهاون بتاريخ المولد والوفاة ومعرفة الطبقات بل مطلق التاريخ
مع محافظة غيرهم على ذلك ومع ما فيه من الفوائد ثم خربت القرية ويقال
ان سبب خرابها كثرة النمل فيها الذي لا تزال آثاره فيها إلى اليوم فنزح
أهلها منها وأصبحت محرثا وهذا بعيد فكثرة النمل لا توجب خرابها وانما
خربت بالأسباب التي خرب بها غيرها من القرى والبلدان في كل صقع
ومكان فلما خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من التراب ولم يزل مستورا
بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشرة لا يعرفه أحد فظهر عند حرث تلك
الأرض، وعرف بما كتب عليه هو: هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي
الكفعمي رحمه الله. وعمر وصار مزورا يتبرك به وبعض الناس يروي
لظهوره حديثا لا يصح وهو ان رجلا كان يحرث فعلقت جاريته بصخرة
فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي بكفنه غضا طريا فرفع رأسه من القبر
كالمدهوش والتفت يمينا وشمالا وقال: هل قامت القيامة ثم سقط فأ غمي
على الحارث فلما أفاق أخبر أهل القرية فوجدوه قبر الكفعمي وعمروه. وقد
(١٨٤)

سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق والحقيقة ما ذكرناه
ويمكن ان يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه
فصدقوه عليها.
نسبته
وصف نفسه في آخر المصباح وغيره بالكفعي مولدا اللويزي محتدا
الجعبي أبا الحارثي نسبا التقي لقبا الامامي مذهبا وفي آخر حياة الأرواح
اللواني الجد الجبعي الأب العيماوي المولد. والكفعمي نسبة إلى كفر عيما
قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت واقعة في سفح جبل
مشرفة على البحر هي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية والكفر
بفتح الكاف وسكون الفاء وراء مهملة في اللغة القرية وقيل إنه كذلك في
السريانية ويكثر استعماله في بلاد الشام ومصر وأهل الشام يفتحون فاء كفر
عند اضافتها وعيما بعين مهملة ومثناة تحتية ساكنة وميم وألف لفظ غير
عربي على الظاهر وقياس النسبة إلى كفر عيما كفر عيماوي لكنه خفض كما
قيل عبشمي وعبدري وحصكفي في النسبة إلى عبد شمس وعبد الدار
وحصن كيفا وعن خط الشيخ البهائي ان الكفر على لغة جبل عامل بمعنى
القرية وعيما اسم لقرية هناك واصلها كفر عيما أي قرية عيما والنسبة إليها
كفر عيماوي فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي
انتهى والصواب ان عيما ليست اسما للقرية كما لا يخفى بل اسم رجل أو نحوه
كما أن تسمية القرية كفرا ليس خاصا بجبل عامل بل هي كذلك في اللغة وكانه
حصل تصرف من الناقل فوقع هذا الخلل وإلا فمثل ذلك لم يكن ليخفى
على البهائي ويمكن كونه من إضافة العام للخاص. وفي الجزء الرابع من
نفح الطيب المطبوع بمصر صفحة ٣٩٧ ان الكفعمة نسبة إلى كفر عيما قرية
من قرى اعمال صفد كما في النسبة إلى عبد الدار عبدري والى حصن كيفا
حصكفي انتهى وهي من عمل الشقيف في جبل عامل لا من اعمال
صفد إلا أن تكون في ذلك العصر من أعمالها لتجاور البلدين ودخول
أحدهما في عمل الآخر في بعض الاعصار وما في النسخة المطبعة من نفح
الطيب من رسم عيما بتاء فوقانية من تحريف النساخ. وفي معجم البلدان:
عما بفتح أوله وتشديد ثانية اسم أعجمي لا أدريه إلا أن يكون تأنيث عم
من العمومة وكفر عما صقع في برية خساف بين بالس وحلب عن الحازمي
انتهى واللويزي نسبة إلى اللويزة بصيغة تصغير لوزة. قرية في جبل
عامل من عمل لبنان فاصل آباء الكفعمي من اللويزة وأبوه سكن جبع ثم
انتقل إلى كفر عيما فولد ابنه فيها والجبعي نسبة إلى جبع بوزن زفر ويقال
جباع بالمد. قرية من قرى جبل عامل على رأس جبل عال غاية في عذوبة
الماء وصحة الهواء وجودة الثمار نزهة كثيرة المياه والبساتين والثمار
والحارثي نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين ع فان
المترجم من أقارب البهائي وهما من ذرية الحارث.
أقوال العلماء في حقه
ذكره احمد المقري في الجزء الرابع من كتابه نفح الطيب من غصن
الأندلس الرطيب صفحة ٣٩٧ من الطبعة المصرية فقال: الكفعمي هو
إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح وما رأيت مثله في سعد الحفظ
والجمع انتهى وحكى الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل
عامل في كتابه تكملة الرجال انه وجد بخط المجلسي: إبراهيم بن علي بن
الحسن بن محمد بن صالح الكفعمي من مشاهير الفضلاء والمحدثين
والصلحاء المتورعين وكان بين الشهيد الأول والثاني رضي الله عنهما وله
تصانيف كثيرة في الدعوات وغيرها انتهى.
وفي أمل الآمل: كان ثقة فاضلا أديبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا
انتهى ويحكى في كثرة عبادته انه كان يقوم بجميع العبادات المذكورة في
مصباحه وتقوم زوجته بما لا يتسع له وقته منها وفي رياض العلماء: الشيخ الأجل
العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي من أجلة علماء
الأصحاب وكان عصره متصلا بزمن ظهور الغازي في سبيل الله الشاه
إسماعيل الماضي الأول الصفوي وله اليد الطولى في أنواع العلوم لا
سيما العربية والأدب جامع حافل كثير التتبع وكان عنده كتب كثيرة جدا
وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة وسمعت انه ورد المشهد الغروي
على مشرفه السلام وأقام به مدة وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ومن
تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم المشتملة على غرائب الاخبار
وبذلك صرح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطه وانه كان معاصرا للشيخ
زين الدين البياضي العاملي صاحب كتاب الصراط المستقيم بل كان من
تلامذته انتهى وكان واسع الاطلاع طويل الباع في الأدب سريع البديهة
في الشعر والنثر كما يظهر من مصنفاته خصوصا من شرح بديعته حسن
الخط وجد بخطه كتاب دروس الشهيد قدس سره فرع من كتابته سنة ٨٥٠
وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالة على فضله. ورأيت بعض الكتب
بخطه في بعض خزائن الكتب في كربلا سنة ١٣٥٣
مشائخه
في رياض العلماء: يروي اجازة عن جماعة عديدة منهم والده
انتهى أقول ومنهم السيد الفاضل الشريف الجليل حسين بن مساعد
الحسيني الحائري صاحب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الاطهار وعن رياض
العلماء ان مشائخه في الإجازة على الظاهر السيد علي بن عبد الحسين بن
سلطان الموسوي الحسيني صاحب كتاب رفع الملامة عن علي ع في ترك
الإمامة وقال وكانت بينهما مكاتبات ومراسلات بالنظم والنثر ومدحه
الكفعمي في بعض رسائله ومدح كتابه المذكور ونقل عنه كثيرا ودعا له بلفظ
دام ظله انتهى أقول وليس ذلك في القطعة التي نقلها الشيخ يوسف
البحراني في كشكوله ونسبها إلى بعض تلاميذ المجلس والحقيقة انها قطعة
من الرياض.
مؤلفاته
١ الجنة الواقية والجنة الباقية المعروف بمصباح الكفعمي لسبقه
بمصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر الطوسي الذي كان مشتهرا بينهم وعلى
منواله نسج الكفعمي فاستعاروا له اسمه الذي كان مألوفا بينهم لخفته على
ألسنتهم وتشابه الكتابين فرع منه سنة ٨٩٥ وقد رزق هذا الكتاب حظا
عظيما ونسخ مصباح المتهجد وكتبت منه نسخ عديدة بالخطوط الفاخرة على
الورق الفاخر في جميع بلاد الشيعة وطبع مرتين في بمبئي وثالثة في إيران ٢
مختصر منه لطيف نسبه إليه في أمل الآمل ونسب إليه صاحب البلغة الجنة
الواقية مختصر لطيف في الأدعية والأوراد عندي منه نسخة والظاهر أنه
المختصر الذي نسبه إليه في الأمل وربما شك في كونه له ٣ البلد الأمين
والدرع الحصين صنفه قبل المصباح وضمنه مضافا إلى الأدعية والعوذ
والاحراز والزيارات والسنن والآداب وغيرها جميع أدعية الصحيفة السجادية
٤ شرح الصحيفة المسمى بالفوائد الطريفة أو الشريفة في شرح الصحيفة
(١٨٥)

قال في آخرها نقلت هذه الصحيفة من صحيفة عليها اجازة عميد الرؤساء
ونقلت من خط علي بن السكون وقوبلت بخط الشيخ محمد بن إدريس
واستخرجت ما على هامشها من كتب معتمد على صحتها:
كتب كمثل الشمس يكتب ضوؤها * ومحلها فوق الرفيع الارفع
عظمت وجلت إذ حوت لمفاخر * ابدا سواها في الورى لم يجمع
ووسمت ما جمعته بالفوائد الشريفة في شرح الصحيفة ٥ رسالة
المقصد الأسنى أو المقام الأسنى في شرح الأسماء الحسنى ٦ رسالة في
محاسبة النفس اللوامة وتنبيه الروح النوامة مطبوعة وترجمت إلى الفارسية
وهذه الثلاث اكلها في ضمن البلد الأمين وفيه غير ذلك من الأدعية المبسوطة
التي لا توجد في المصباح وهو أكبر من المصباح رأينا منه نسخة في سلطاناباد
من عراق العجم وله عليه وعلى المصباح حواش كثيرة فيها فوائد غزيرة وله
كتب ورسائل كثيرة في فنون شتى ذكر جملة منها في تضاعيف الكتابين
وحواشيهما منها ٧ نهاية الإرب في أمثال العرب كبير في مجلدين قيل إنه لم ير
مثله في معناه ٨ قراضة النضير في التفسير ملخص من مجمع البيان
للطبرسي ٩ سفط الصفات في شرح دعاء السمات ذكره في حواشي
المصباح ورأيت نسخة منه في طهران في مكتبة الشيخ ضياء الدين النوري
فرع منه سنة ٨٧٥ ويوجد في بعض القيود ان اسمه صفوة الصفات
والظاهر أنه تصحيف ١٠ لمع البرق في معرفة الفرق ١١ زهر الربيع في
شواهد البديع ١٢ فروق اللغة ويحتمل ان يكون هو لمع البرق ١٣
المنتقى في العوذ والرقى ١٤ الحديقة الناضرة ١٥ نور حدقة الربيع
البديع ونور حديقة الربيع في شرح بعض قصائد العرب المشهورة ١٦
النخبة ١٧ الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة ذكرها في حواشي
المصباح ١٨ العين المبصرة ١٩ الكواكب الدرية ٢٠ حديقة
أنوار الجنان الفاخرة وحدقة أنوار الجنان الناظرة ٢١ العين المبصرة
٢٢ حجلة العروس ٢٣ مشكاة الأنوار وهو غير مشكاة الأنوار
لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي ٢٤ مجموع الغرائب وموضوع
الرغائب بمنزلة الكشكول رأيت منه نسخة مخطوطة في المكتبة
الرضوية من وقف الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الشهير بابن
خاتون العاملي وقفها سنة ١٠٦٧ وقال الكفعمي في آخره جمعته من كتابنا
الكبير الذي ليس له نظير جمعته من ألف مصنف ومؤلف ٢٥ اللفظ
الوجيز في قراءة الكتاب العزيز ٢٦ حياة الأرواح ومشكاة المصباح يشتمل
على ثمانية وسبعين بابا في اللطائف والاخبار والآثار فرع من تاليفه سنة
٨٤٣ ٢٧ التلخيص في مسائل العويص من الفقه ٢٨ فرج الكرب
وفرح القلب في علم الأدب باقسامه يقرب من عشرين ألف بيت البيت السطر
المحتوي خمسين حرفا ٢٩ أرجوزة ألفية في مقتل الحسين ع وأصحابه
بأسمائهم وأشعارهم قال في كتاب فرج الكرب وفرح القلب لم يصنف
مثلها في معناها مأخوذة من كتب متعددة ومظان متبددة ٣٠ رسالة في
البديع ولعلها زهر الربيع المتقدم ٣١ قصيدة في البديع في مدح
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشرحها ولعلها المذكورة قبلها ٣٢ تاريخ وفيات العلماء
٣٣ ملحقات الدروع الواقية ٣٤ تعليقات على كشف الغمة
لعلي بن عيسى الأربلي ٣٥ مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على
مؤلفات عديدة قال صاحب الرياض: رأيتها بخطه في بلدة إيروان
من بلاد آذربيجان وكان تاريخ اتمام كتابة بعضها سنة ٨٤٨ وبعضها سنة
٨٤٩ وبعضها ٨٥٢ فيها عدة كتب من مؤلفاته منها مختصرات لعدة
كتب ٣٦ كالغريبين للهروي ٣٧ ومغرب اللغة للمطرزي ٣٨
وغريب القرآن لمحمد بن عزيز السجستاني ٣٩ وجوامع الجامع للطبرسي
٤٠ وتفسير علي بن إبراهيم ٤١ وعلل الشرائع للصدوق ٤٢
وقواعد الشهيد ٤٣ والمجازات النبوية للسيد الرضي ٤٤ وكتاب
الحدود والحقائق في تفسير الألفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها ٤٥
ونزهة الألباء في طبقات الأدباء لكمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن سعيد
الأنباري ٤٦ ولسان الحاضر والنديم هذه الكتب كلها اختصرها ووجدنا
له ٤٧ رسالة مخطوطة جمع فيها مسائل متعددة ٤٨ مقاليد الكنوز في
اقفال اللغوز ذكره في مجموع الغرائب ٤٩ كتاب الروضة والنحلة.
خطبه
له خطب كثيرة مسجعة التزم فيها التزامات أخرجت بعضها عن
البلاغة منها ما أورده احمد المقري في كتاب نفح الطيب صلى الله عليه وآله وسلم ٣٩٥ ج ٤
فقال بعد ما أورد خطبة للقاضي عياض ضمنها أسماء سور القرآن ما لفظه:
وقد وقفت للكفعمي رحمه الله تعالى في شرح بديعيته على خطبة وقصيدة من
هذا النمط قال رحمه الله تعالى ما نصه: ولنختم الخاتمة بخطبة وجيزة في
فنها عزيزة وجعلناها في مدح سيد البرية وتورياتها في السور القرآنية فكن
لسورها قاريا ولمعراجها راقيا وعل وانهل من شرابها السكري وفكه نفسك
بتسجيعها العبقري وهي هذه: الحمد لله الذي شرف النبي العربي
بالسبع المثاني وخواتيم البقرة من بين الأنام وفضل آل عمران
على الرجال والنساء بما وهب من مائدة الإنعام ومنحهم باعراف
الأنفال وكتب لهم براءة من الآثام وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا
شريك له الذي نجى يونس وهودا ويوسف من قومهم
برعد الانتقام وغذى إبراهيم في الحجر بلعاب النحل ذات
الاسراء فضاهى كهف مريم ع وأشهد ان محمدا عبده
ورسوله الذي هو طه الأنبياء وحج المؤمنين ونور فرقان
الملك العلام فالشعراء والنمل بفضله تخبر والقصص.
العنكبوت. الروم تذكر ولقمان في سجدته يشكر والأحزاب
كأيادي سبا تقهر وفاطر ياسين لصفاته ينصر وصاد مقلة
زمره تنظر الاسلام فال حم بقتال محمد فتحه في حجرات
قافه قد ظهرت وذاريات طوره ونجمه وقمره قد عطرت
وبالرحمن واقعة حديده يوم المجادلة قد نصرت وابصار معانديه في
الحشر يوم الامتحان حسرت وصف جمعته فائز إذ أجساد
المنافقين بالتغابن استعرت وله الطلاق والتحريم ومقام الملك
والقلم فناهيك به من مقام وفي الحاقة أعلى الله له المعارج
على نوح المتطهر وخصه من بين الإنس والجن بيا أيها المزمل ويا
أيها المدثر وشفعه في القيامة إذا دموع الإنسان مرسلات كالماء
المتفجر ووجهه عند نبا النازعات وقد عبس الوجه كالهلال المتنور
ويوم التكوير والانفطار وهلاك المطففين وانشقاق ذات
البروج بشفاعته غير متضجر وقد حرست لمولده السماء بالطارق
الاعلى وتمت غاشية العذاب إلى الفجر على المردة اللئام فهو البلد
الأمين وشمس الليل والضحى المخصوص بانشراح الصدر
والمفضل بالتين والزيتون المستخرج من أمشاج العلق الطاهر العلي
القدر شجاع البينة يوم الزلزال إذ عاديات القارعة تدوس أهل
(١٨٦)

التكاثر ومشركي العصر أهلك الله به الهمزة وأصحاب الفيل
إذ مكروا بقريش ولم يتواصوا بالصبر المخصوص بالدين الحنيفي و
الكوثر السلسال والمؤيد على أهل الجحد بالنصر صلى الله عليه وآله وسلم ما
تبت يدا معادية ونعم بالتوحيد مواليه وما أفصح فلق الصبح بين
الناس وامتد الظلام.
أشعاره
له شعر ونثر وقصائد طوال وأراجيز جيدة وقد اورد له في نفح الطيب
بعد الخطبة السابقة قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم تجمع أسماء سور القرآن نظير
هذه الخطبة تبلغ أربعين بيتا ألبسها هذا الالتزام ركة كهذه الخطبة فلم نر
فائدة في ايرادها لكننا نورد نموذجا مختارا منها وهو هذا:
مولى له الأنعام والأعراف والأنفال * والحكم التي لا تجهل
يا نور يا فرقان يا من مدحه * نطقت به الشعراء وهو المرسل
ودنا له القمر المنير وشقه الرحمن * واقعة له لا تجهل
وله لدى الحشر العظيم شفاعة * في أمة بالامتحان تسربلوا
يا من به شرع الطلاق ومن له * التحريم والملك العظيم الأجمل
يا من تزول المرسلات ببعثه * يا أيها النبأ العظيم الأكمل
يا من ليالي القدر بينة له * وعداه بالزلزال منه تزلزلوا
هو صاحب الإيلاف والدين الذي * يسقى غدا من كوثر يتسلسل
يا خاتما فلق الصباح كوجهه * والناس منه مكبر ومهلل
أبياتها ميقات موسى عدة * والكفعمي بمدحه يتعجل
قال ومن نظمه في أسماء الكتب:
يا طريق النجاة بحر فلاح * أنت دفع الهموم والأحزان
أنت اتس التوحيد عدة داع * ثم روح الاحياء فلك المعاني
نهج حق ونثر در نبيه * ورياض الآداب ذكرى البيان
فائق رائع مسرة راض * منتهى السؤل جامع للأماني
نزهة عدة ظرائف لطف * روضة منهج جنان الجنان
فصحاح الألفاظ فيه تلقى * وشذور العقود والمرجان
وهو قوت القلوب نهج جنان * وكنوز النجاح والبرهان
قال فناسب بين أسماء الكتب وقصده غير ذلك وأكثر هذه الكتب التي
ورى بها غير موجودة بأيدي الناس بل ولا معروفة لديهم وهذا دليل على
سعة اطلاعه أقول جلها بل كلها معروف مشهور ثم قال: ومن بدائع
الكفعمي المذكور رسالة كتب بها إلى قاضي القضاة أبي العباس بن
القرقوري في شأن أستاذ دار قاضي القضاة المذكور الأمير علاء الدين ويخرج
من أثنائها قصيدة منها يقبل الأرض وينهي سلام عبد لكم محب
وعلى المقة منكب لو بدا للناظرين عشر معشار شوقه وغرامه
لطبق ذلك ما بين آفاق السماوات السبع والأرض لشدة هيامه
تراه حقا لكم حانيا بالأمن والسرور والسعد والحبور
داعيا لا جرم وهذا الثناء المتوالي والدعاء للمقام العالي لا شك
من لازم الفرض ملكك الله تعالى أزمة البسط والقبض وأنجاك ربي
من المصاعب في دينك ودنياك وأنقذك من شر كل صغير
شدة وكبيرها وأرضاك وجعلك أمينا في الأرض إلى يوم القيامة
والنشور والعروض كما أنت امن لي من المخاوف وعون في كل
شدة وغوث وملجأ وعدة وأنجحت آمالي ووفرت بأخدامك لي
مالي وأحسنت قرضي ووفرت باجلالك لي عرضي وينهي المملوك إلى سيده قاضي القضاة وكافي في الكفاة بان المتولي الأمين ذا
الفخر المبين علي ابن المرحوم فخر الدين قوله في امركم العالي
مرضي وفعله مقضي ومدحكم عليه فرض واجب يراه ابدا
لسانه ويذكر المناقب وحبكم له واختياركم إياه دال بأنه أمير
حكيم شاهده حقا يقضي بجعله على خزائن الأرض انه حفيظ عليم
حديث مدح سواكم ليس من مدائحه ولا يمر ابدا بقلبه
وجوارحه وان مر في خاطره لا يحلو قطعا وحكمكم عليه شرعا
ومرسومكم يمضي وأمركم يقضي يتيه سرورا به رؤساء الشام و
من في القبيبات من الأنام عزة وعلوا لخدمته الشريفة إياك
ولأنه يا قاضي قضاة الدين والأرض لا يريد سواك فان يك
الخادم المذكور في بعض أفعاله غافلا أو في مقاله غير كامل و
عصاكم في بعض الامر فعين العفو والستر عن ذنبه لا جرم
تغضي وهو بتوبته إليكم يفضي وسلام الله عليكم ورحمته لديكم
كلما نطق ناطق أو ذر في المشارق شارق وما دارت الأفلاك
وسبحت بلغاتها الأملاك في فسيح الطول ورحب العرض
دوما ما بين السماء والأرض. وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه
الرسالة:
سلام محب لو بدا عشر شوقه * لطبق ما بين السماوات والأرض
تراه لكم بالأمن والسعد داعيا * وهذا الدعا لا شك من لازم الفرض
وأنجاك في دنياك من كل شدة * وأرضاك في يوم القيامة والعرض
كما أنت لي عون وغوث (١) وعدة * ووفرت لي مالي ووفرت لي عرضي
وينهي إلى قاضي القضاة بان ذا * علي بن فخر الدين في امركم مرضي
ومدحكم فرض يراه لسانه * وحبكم إياه شاهده يقضي
حديث سواكم لا يمر بقلبه * وان مر لا يحلو وحكمكم يمضي
يتيه به من في القبيبات عزة * لخدمته إياك يا قاضي الأرض
فان يك في أفعاله أو مقاله * عصاكم فعين العفو عن ذنبه تغضي
سلام عليكم كلما ذر شارق * وسبحت الأملاك في الطول والعرض
وفي بعض حواشيه على المصباح انه حفر له أزج في كربلاء لدفنه فيه
بأرض تسمى عقيرا فقال في ذلك وهو وصية منه إلى أهله واخوانه بدفنه
فيه:
سألتكم بالله ان تدفنونني * إذا مت في قبر بأرض عقير
فاني به جار الشهيد بكربلا * سليل رسول الله خير مجير
فاني به في حفرتي غير خائف * بلا مرية من منكر ونكير
امنت به في موقفي وقيامتي * إذا الناس خافوا من لظى وسعير
فاني رأيت العرب تحمي نزيلها * وتمنعه من أن يصاب بضير
فكيف بسبط المصطفى ان يردمن * بحائره ثاو بغير نصير
وعار على حامي الحمى وهو في الحمى * إذا ضل في البيدا عقال بعير
وله أرجوزة تنيف على مائة وثلاثين بيتا في الأيام المستحب صومها
اوردها في المصباح وأولها:
الحمد لله الذي هداني * إلى طريق الرشد والايمان
ثم صلاة الله ذي الجلال * على النبي المصطفى والآل
وبعد فالمولى الفقيه الأمجد * الكامل المفضل المؤيد

(١) في نفح الطيب يصح ان يقرأ بالنصب على الحالية قال وهو الذي رايته بخط الكفعمي
" انتهى ".
(١٨٧)

العالم البحر الفتى العلامة * البابلي صاحب الكرامة
أعني به الحسين عز الدين * ومن رقى في درج اليقين
ذاك ابن موسى وسمي جده * وذاك في الزهد نسيج وحده
أشار ان انظم ما قد ندبا * من الصيام دون ما قد وجبا
وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين ع ووصف يوم الغدير تبلغ مائة
وتسعين بيتا ويظهر من آخرها انه عملها في الحائر الحسيني على مشرفه
السلام وأوردها في المصباح أيضا أولها
: هنيئا هنيئا ليوم الغدير * ويوم الحبور ويوم السرور
ويوم الكمال لدين الآله * واتمام نعمة رب غفور
ويوم العقود ويوم الشهود * ويوم المدود لصنو البشير
ويوم الفلاح ويوم النجاح * ويوم الصلاح بكل الأمور
ويوم الامارة للمرتضى * أبي الحسنين الامام الأمير
وأين الضباب وأين السحاب * وليس الكواكب مثل البدور
علي الوصي وصي النبي * وغوث الولي وحتف الكفور
وغيث المحول وزوج البتول * وصنو الرسول السراج المنير
أمان البلاد وساقي العباد * بيوم المعاد بعذب نمير
همام الصفوف ومقري الضيوف * وعند الزحوف كليث هصور
ومن قد هوى النجم في داره * ومن قاتل الجن في قعر بئر
وسل عنه بدرا واحدا ترى * له سطوات شجاع جسور
وسل عنه عمرا وسل مرحبا * وفي يوم صفين ليل الهرير
وكم نصر الدين في معرك * بسيف صقيل وعزم مرير
وستا وعشرين حربا رأى * مع الهاشمي البشير النذير
أمير السرايا بأمر النبي * وليس عليه بها من أمير
وردت له الشمس في بابل * وآثر بالقرص قبل الفطور
ترى ألف عبد له معتقا * ويختار في القوت قرص الشعير
وفي مدحه نزلت هل اتى * وفي ابنيه والأم ذات الطهور
جزاهم بما صبروا جنة * وملكا كبيرا ولبس الحرير
وحلوا أساور من فضة * ويسقيهم من شراب طهور
وآي التباهل دلت على * مقام عظيم ومجد كبير
وأولاده الغر سفن النجاة * هداة الأنام إلى كل نور
ومن كتب الله أسماءهم * على عرشه قبل خلق الدهور
هم الطيبون هم الطاهرون * هم الأكرمون ورفد الفقير
هم العالمون هم العاملون * هم الصائمون نهار الهجير
هم الحافظون حدود الاله * وكهف الأرامل والمستجير
لهم رتب علت النيرين * وفضلهم كسحاب مطير
مناقبهم كنجوم السماء * فكيف يترجم عنها ظهير
ترى البحر يقصر عن جودهم * وليس لهم في الورى من نظير
فدونكها يا امام الورى * من الكفعمي العبيد الفقير
أتيت الإمام الحسين الشهيد * بقلب حزين ودمع غزير
ومن شعره قوله فيما يقرأ طردا في المدح وعكسا في الذم فطرده
شكروا وما نكثت لهم ذمم * ستروا وما هتكت لهم حرم
صبروا وما كلت لهم قمم * وهنوا وما نصرت لهم همم
وعكسه:
نكثوا وما شكرت لهم ذمم * هتكوا وما سترت لهم حرم
كلوا وما صبرت لهم قمم * وهنوا وما نصرت لهم همم
وقوله:
وقائلة ما الحال قلت لها ارحمي * قتيل الهوى فالوجه اصفر فاقع
فقالت وصالي لا يليق بناقص * فهل لك فضل قلت كالشمس شائع
فقالت وعلم قلت كالبدر ظاهر * فقال وذكر قلت كالمسك ذائع
فقالت وعز قلت كالحصن مانع * فقالت ومال قلت كالبحر واسع
فقالت وفكر قلت كالسهم صائب * فقالت وسيف قلت كالبين قاطع
فقالت وجند كذا قلت اي وهو آفل * فقالت وجد قلت بالسعد طالع
فأضحت تفديني وبت منعما * بحبي وعيشي باللذاذة جامع
وله في تقريض كتابه مجموع الغرائب وموضوع الرغائب قال في آخره
ما صورته: في مدح هذا الكتاب لمؤلفه وجامعه العبد الفقير إلى رحمة
اللطيف الخبير إبراهيم بن علي الجبعي الكفعمي أصلح الله تعالى أمر داريه
ووقفه للخير واعانه عليه:
هذا الكتاب كتاب لا نظير له * في بحث أمثاله في سائر الكتب
فكان كالروض ضاهى عرفها ابدا * عرف الغواني معان فيه كالضرب
وكان تحسر عنه العين ان نظرت * ولا شبيه له في العجم والعرب
تخاله نور روض قد بدا نضرا * أو ناصع الورق يعلو قاني المذهب
يميس مثل عروس في غلائلها * يمسى أبو قلمون منه في تعب
قال: الضرب العسل الأبيض وأبو قلمون طائر يتلون ألوانا، ومما
أورده في الكتاب المذكور قول الشاعر:
وكم من يد قبلتها عن كريهة * وقد كان ودي قطعها لو أمكن
قال وللكفعمي عفى الله عنه:
جنة الوصل لا تنال لصب * ان يكن عند صبه مذكورا
فلقاكم يعد جنة عدن * وجفاكم سلاسلا وسعيرا
أولني الوصل يا حبيب فؤادي * انني شاكر ولست كفورا
ان يوم الفراق يوم عصيب * كان حقا بشره مستطيرا
عيني الآن ان نظرت تراها * فجرت من نواكم تفجيرا
انا مسكينكم قتيل هواكم * صرت من فقدكم يتيما أسيرا
ما تخافون شر يوم شديد * قد دعي مع عبوسه قمطريرا
ليس ينجو سوى ولي هداة * من أذاه ينال ملكا كبيرا
سادة هل اتي أتت في علاهم * لفظها جاء لؤلؤا منثورا
يا هنيئا لهم بدار نعيم * سوف يلقون نضرة وسرورا
سوف يلقون سلسبيلا أعدت * في كؤس مراجها كافورا
سوف نعطيهم نعيما مقيما * ثم نسقيهم شرابا طهورا
يا ولاة الهداة بشرا فأنتم * سوف تجزون حنة وحريرا
كم لكم من ارائك في جنان * ليس شمسا ترى ولا زمهريرا
كم قوارير فضة قد أبيحت * قدروها لأجلكم تقديرا
كان هذا جزاؤكم ان صبرتم * في رضاه وسعيكم مشكورا
قال: وله في مدح السيد بدر الدين دام ظله:
وكف له بابان للناس واحد * وللاعتفا ثان يرى غير مغلق
(١٨٨)

فداخل باب الناس ليس بسالم * وداخل باب الاعتفا غير مخفق
وله في المعنى:
وان لسان الكفعمي بوصفه * تراه حقيقا صادقا غير كاذب
هو البحر الا انه كل ساعة * أنامله تهمي بخمس سحائب
وله في المعنى:
لك كف يقضي لكل ولي * بالعطايا وللعدى بالدحور
فهو يقضي علي الولي بوبل * ووبال لكل ضد كفور
وزلال له إذا زيد زايا * للأعادي وفقدها للشكور
لك قس الكتاب حاتم طي * برمكي العطاء بحر البحور
وله:
وإذا السعادة ألبستك قشيبها * فأهجم فان لظى الجحيم جنان
فأصرع بها الأعداء فهي ذوابل * واقطع به البيداء فهي حصان
وله:
وإذا السعادة لفعتك ثيابها * ثم فالتعازي كلهن هناء
فاذبح بها الأعداء فهي مهند * وامتح بها الآبار فهي رشاء
قال وهذه الأبيات الفها الكفعمي عفى الله عنه معارضة لقول
القائل:
وإذا السعادة لاحظتك عيونها * نم فالمخاوف كلهن أمان
فاصطد بها العنقاء فهي حبالة * واقتد بها الجوزاء فهي عنان
وله في جواب هذين البيتين المتقدمين وقد كتبهما بعض الأعيان وبعث
بهما مع قينة تسمى سعادة إلى الأمير نجم الدين بن بشارة:
وافى كتابك بالسعادة مخبرا * ففضته فإذا السماع عيان
لا زلت مشتملا بضافي بردها * ما سار في أعلى العلى كيوان
وله منقول من كتاب مجموع الغرائب:
يا كتابي الية بالرسول * وعلي الوصي بعد البتول
قبل الأرض في حمى ابن علي * وألثم الترب عن سمي الخليل
ان هذا رجاي وهو حري * بزوال الجوى وري الغليل
ثم سله بان يجهز تسعا * بعد تسع ومائة بالأصيل
الجملة مائة وثمانية عشر وهي إشارة إلى اسم المرسل إليه وهو حسين
لان هذا عدده بالجمل.
وله:
شكوت إلى المولى أو أمي وانني * ببحر جداه العد (١) أصبحت راكبا
فقال وقد أبديت فرط تعجبي * أ لم تر ان البحر يبدي العجائبا
وله:
صد الحبيب ومنعي عن مجالسه * مران مران أو مران (٢) مران
ولثمه ولماه القند طعمهما * حلوان حلوان أو حلوان حلوان (٣)
وفيه: للكفعمي عفى الله عنه:
اتاني كتاب كالربيع وزهره * من الحلة الفيحاء من خير كاتب
فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا * وصرت به في أوج أعلى المراتب
سررت به حتى كأني لقيته * كتاب بمنثور الجنان مكاتب كذا
وله:
قالت لجارتها والقول توضحه * قرنت زوجك والقرنان تفضحه
قالت اخليه حملا لا قرون له * يلقاه زوجك بعض الدرب ينطحه
وله:
اتاني كتاب من سليل ابن حمزة * يخال كسلوى أو كتصحيف جده
كتاب أمان في يمين وعكسه * يقطع أعناق الشناة بحده
وله:
وناري في الوفاء لها انتساب * إلى نار الخليل وليس تخفى
ويشهد بالوفاء كتاب ربي * ففيه ان إبراهيم وفى
وله:
يا أيها المولى الذي إفضاله * كالقطر منهلا على الفقراء
أنت المؤمل والرجاء أميرنا * أبقاك رب الخلق في النعماء
وله:
وقائلة عظ خلف سوء أجبتها * فكيف وانى ينجح الوعظ في الخلف
جماعات سوء قد وقفن بلا خفا * على السبع والخمسين من سورة الكهف
الآية السابعة والخمسون هي قوله تعالى ومن أظلم ممن ذكر بآيات
ربه فاعرض عنها ونسي ما قدمت يداه انا جعلنا على قلوبهم أكنة ان يفقهوه
وفي آذانهم وقرا وان تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا.
وله:
لا تلمني إذا وقيت الأواقي * فالأواقي لماء وجهي أواقي
٢٩٣: أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن
ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر القرشي
الفهري المدني.
ولادته ووفاته
في الأغاني عن البلاذري: ولد سنة ٩٠ وانشد أبا جعفر المنصور في
سنة ١٤٠ قصيدته التي أولها:
إن الغواني قد اعرضن مقلية * لما رعى هدف الخمسين ميلادي
ثم طر بعدها مدة طويلة انتهى.
شاعريته
في الأغاني: كان الأصمعي يقول ختم الشعراء بابن هرمة وحكم
الحضرمي وابن ميادة وطفيل الكناني ودكين العذري. وفيه أيضا بسنده قدم
جرير المدينة فاتاه ابن هرمة وابن أذينة فانشداه فقال جرير: القرشي
أشعرهما والعربي أفصحهما انتهى وبسنده عن ابن الأعرابي انه كان يقول
ختم الشعراء بابن هرمة.
قصيدته الخالية من الاعجام
في الأغاني بسنده ان عامر بن صالح أنشد قصيدة لابن هرمة نحوا من

(١) في هامش الأصل: العد الماء الذي لا ينزح ولا ينقطع.
(٢) في الأصل أو امران مران.
(٣) في هامش الأصل: امره الكامل (كذا) وهو أيضا ما يأخذه الرجل من مهر ابنته وحلوان
بنت حلو والجميع بضم الحاء (انتهي).
(١٨٩)

أربعين بيتا ليس فيها حرف يعجم قال ولم أجد هذه القصيدة في شعر ابن
هرمة ولا كنت أظن أن أحدا تقدم رزبنا العروضي إلى هذا الباب وأولها:
ارسم سودة امسى دارس الطلل معطلا رده الأحوال كالحلل
قال ووجدتها في رواية الأصمعي ويعقوب بن السكيت اثني عشر بيتا
فنسختها للحاجة إلى ذلك وليس فيها حرف يعجم إلا ما اصطلح عليه
الكتاب من تصييرهم مكان ألف ياء مثل أعلى فإنها في اللفظ بالألف وتكتب
بالياء ومثل رأى ونحو هذا وهو في التحقيق في اللفظ بالألف وأنم اصطلح
الكتاب على كتابته بالياء انتهى وإلا هاء التأنيث التي تلفظ هاء في
الوقف وتاء في الدرج فكانهم اعتبروها حرفا مهملا لذلك. والقصيدة:
ارسم سودة محل دارس الطلل * معطل رده الأحوال كالحلل
لما رأى أهلها سدوا مطالعها * رام الصدود وعاد الود كالمهل
وعاد ودك داء لا دواء له * ولو دعاك طوال الدهر للرحل
ما وصل سودة إلا وصل صارمه * أحلها الدهر درا ماكل الوعل
وعاد أمواهها سدما وطار لها * سهم دعا أهلها للصرم والعلل
صدوا وصد وساء المرء صدهم * وحام للورد ردها حومة العلل (١)
وحلؤه رداها ماؤها عسل * ما ماء رده لعمر الله كالعسل
دعا الحمام حماما سد مسمعه * لما دعاه ودهر طامح الأمل
طموح سارحة حوم ملمعة * وممرع السر سهل ما كد السهل
وحاولوا رد أمر لا مرد له * والصرم داء لأهل اللوعة الوصل
أحلك الله أعلى كل مكرمة * والله أعطاك أعلى صالح العمل
سهل موارده سمح مواعده * مسود لكرام سادة حمل
من سائر شعره
في الأغاني بسنده كان المسور بن عبد الملك المخزومي يعيب شعر ابن
هرمة وكان المسور هذا عالما بالشعر والنسيب فقال ابن هرمة فيه:
إياك لا الزمن لحييك من لجمي * نكلا ينكل قراضا من اللجم
يدق لحييك أو تنقاد متبعا * مشي المقيد ذي القردان والحلم
اني إذا ما امرؤ خفت نعامته * إلي واستحصدت منه قوى الوذم
عقدت في ملتقى أوداج لبته * طوق الحمامة لا يبلى على القدم
اني امرؤ لا أصوع الحلي تعمله * كفاي لكن لساني صائغ الكلم
اخباره
في الأغاني بسنده عن عبد الله بن مصعب الزبيري عن أبيه قال لقيني
ابن هرمة فقال لي يا ابن مصعب أتفضل علي ابن أذينة أ ما شكرت قولي:
فما لك مختلا عليك خصاصة كأنك لم تنبت ببعض المنابت
كأنك لم تصحب شعيب بن جعفر ولا مصعبا ذا المكرمات ابن ثابت
يعني مصعب بن عبد الله فقلت يا أبا إسحاق أقلني الخبر وبسنده
عن ابن هرمة ما رأيت أسخى ولا أكرم من رجلين إبراهيم بن عبد الله بن
مطيع وإبراهيم بن طلحة بن عمرو بن عبد الله بن معمر اما إبراهيم بن
طلحة فاتيته فقال أحسنوا ضيافة أبي إسحاق فاتيت بكل شئ من الطعام
فأردت ان أنشده فقال ليس هذا وقت الشعر ثم اخرج الغلام إلي رقعة فقال
ائت بها الوكيل فاتيته بها فقال إن شئت أخذت جميع ما كتب به وان شئت
أعطيتك القيمة قلت وما أمر لي به قال مائتا شاة برعائها وأربعة اجمال وجمال
ومظلة وما تحتاج إليه وقوتك وقوت عيالك سنة قلت فاعطني القيمة فأعطاني
مائتي دينار واما إبراهيم بن عبد الله فاتيته بمنزله في مشاش فدخل إلى منزله
ثم خرج إلي برزمة من ثياب وصرة من دراهم ودنانير وحلي ثم قال لا والله
ما بقينا في منزلنا ثوبا إلا ثوبا نواري به امرأة ولا حليا ولا دينارا ولا درهما.
وقال يمدح إبراهيم:
أرقتني تلومني أم بكر * بعد هدء واللوم قد يؤذيني
حذرتني الزمان ثم قالت * ليس هذا الزمان بالمأمون
قلت لما هبت تحذرني الدهر * دعي اللوم عنك واستبقيني
ان ذا الجود والمكارم إبراهيم * يعنيه كل ما يعنيني
قد خبرناه في القديم فألفينا * مواعيده كعين اليقين
قلت ما قلت للذي هو حق * مستبين لا للذي يعطيني
نضحت ارضنا سماؤك بعد * الجدب منها وبعد سوء الظنون
فدعينا آثار غيث هراقته * بدا محكم القوى ميمون
وبسنده أن إبلا لمحمد بن عمران تحمل علفا مرت بمحمد بن عبد
العزيز الزهري ومعه ابن هرمة فقال يا أبا إسحاق أ لا تستعلف محمد بن
عمران وهو يريد ان يعرضه لمنعه فيهجوه فأرسل ابن هرمة في اثر الحمولة
رسولا حتى وقف على ابن عمران فابلغه رسالته فرد إليه الإبل بما عليها وقال إن
احتجت إلى غيرها زدناك فقال ابن هرمة لابن عبد العزيز اغسلها عني
فإنه ان علم اني استعلفته ولا دابة لي وقعت منه في سوأة قال بما ذا قال
تعطيني حمارك قال هو لك بسرجه ولجامه فقال ابن هرمة من حفر حفرة سوء
وقع فيها.
وبسنده عن ابن أبي زريق قال كنت مع السري بن عبد الله باليمامة
وكان يتشوق إلى إبراهيم بن علي بن هرمة ويجب ان يفد عليه فأقول ما
يمنعك ان تكتب إليه فيقول أخاف ان يكلفني من المئونة ما لا أطيق فكنت
اكتب بذلك إلى ابن هرمة فكره ان يقدم عليه إلا بكتاب منه ثم غلب
فشخص إليه فنزل علي ومعه راويته ابن ربيح فقلت له ما يمنعك من القدوم
على الأمير وهو من الحرص على قدومك على ما كتبت به إليك قال الذي
منعه من الكتاب إلي فدخلت على السري فأخبرته بقدومه فسر بذلك
وجلس للناس مجلسا عاما ثم أذن لابن هرمة فدخل عليه ومعه راويته ابن
ربيح وكان ابن هرمة قصيرا دميما أريمص وكان ابن ربيح طويلا جسيما نقي
الثياب فسلم على السري ثم قال له أصلحك الله اني قد قلت شعرا أثنيت
فيه عليك فقال أنشد فقال هذا ينشد فجلس فانشده ابن ربيح قصيدته التي
أولها:
عوجا على ربع ليلى أم محمود * كيما نسائله من دون عبود
عن أم محمود إذ شط المزار بها * لعل ذلك يشفي داء معمود
فعرجا بعد تغوير وقد وقفت * شمس النهار ولاذ الظل بالعود
شيئا فما رجعت اطلال منزلة * قفر جوابا المحزون الجوى مودي
ثم قال فيها يمدح السري:
ذاك السرى الذي لولا تدفقه * بالعرف مات حليف المجد والجود
من يعتمدك ابن عبد الله مجتديا * لسيب عرفك يعمد خير معمود
يا ابن الأساة الشفاة المستغاث بهم * والمطعمين ذرى الكوم المقاحيد
والسابقين إلى الخيرات قومهم * سبق الجياد إلى غاياتها القود

(١) الردة مستنقع الماء وحومة الماء كثرته وغمرته والعلل الشرب الثاني.
(١٩٠)

أنت ابن مسلنطح البطحاء منبتكم * بطحاء مكة لا روس القراديد
لكم سقايتها قدما وندوتها * قد حازها والد منكم لمولود
لولا رجاؤك لم تعسف بنا قلص * أجواز مهمهمة قفر الصوى بيد
لكن دعاني وميض لاح معترضا * من نحو أرضك في دهم مناضيد
وانشده أيضا قصيدة مدحه فيها أولها:
أ في طلل قفر تحمل آهله * وقفت وماء العين ينهل هامله
تسائل عن سلمى سفاها وقد نأت * بسلمى نوى شحط فكيف تسائله
وترجو ولم ينطق وليس بناطق * جوابا محيل قد تحمل آهله
ونؤى كخط النون ما أن تبينه * عفته ذيول من شمال تذائله
ثم قال فيها يمدح السري:
فقل للسري الواصل البرذي الندى * مديحا إذا ما بث صدق قائله
جواد على العلات يهتز للندى * كما اهتز عضب أخلصته صياقله
نفى الظلم عن أهل اليمامة عدله * فعاشوا وزاح الظلم عنهم وباطله
وناموا بأمن بعد خوف وشدة * بسيرة عدل ما تخاف غوائله
وقد علم المعروف انك خدنه * ويعلم هذا الجوع انك قاتله
بك الله أحيا أرض حجر وغيرها * من الأرض حتى عاش بالبقل آكله
وأنت ترجى للذي أتت أهله * وتنفع ذا القربى لديك وسائله
وأنشده أيضا مما مدحه به قوله:
عوجا نحيي الطلول بالكثب يقول فيها يمدحه:
دع عنك سلمى وقل محبرة * لماجد الجد طيب النسب
محض مصفى العروق يحمده * في العسر واليسر كل مرتغب
الواهب الخيل في أعنتها * والوصفاء الحسان كالذهب
مجدا وحمدا يفيده كرما * والحمد في الناس خير مكتسب
فلما فرع ابن ربيح قال السري لابن هرمة مرحبا بك يا أبا إسحاق ما
حاجتك قال جئتك عبدا مملوكا قال بل حرا كريما وابن عم فما ذاك قال ما
تركت لي مالا الا رهنته ولا صديقا الا كلفته.
يقول ابن أبي زريق حتى كان له ديانا وله عليه مالا فقال له السري
وما دينك قال سبعمائة دينار قال قد قضاها الله جل وعز عنك قال ابن
زريق فأقام أياما ثم قال لي قد اشتقت فقلت له قل شعرا تشوق فيه فقال
قصيدته التي يقول فيها:
أ الحمامة في نخل ابن هداج * هاجت صبابة عاني القلب مهتاج
أم المخبر إن الغيث قد وضعت * منه العشار تماما غير أخداج
شفت شوائفها بالفرش من ملل * إلى الأعارف من حزن فأوجاج
حتى كان وجوه الأرض ملبسة * طرائفا من سدي عصب وديباج
وهي طويلة مختارة من شعره يقول فيها يمدح السري:
اما السري فاني سوف امدحه * ما المادح الذاكر الاحسان كالهاجي
ذاك الذي هو بعد الله أنقذني * فلست أنساه انقاذي واخراجي
ليث بحجر إذا ما هاجه فزع * هاج إليه بالجام واسراج
لأحبونك مما اصطفى مدحا * مصاحبات لعمار وحجاج
أسدي الصنيعة من بر ومن * لطف إلى قروع لباب الملك ولاج
كم من يد لك في الأقوام قد سلفت * عند امرئ ذي غنى أو عند محتاج
فامر له بسبعمائة دينار في قضاء دينه ومائة دينار يتجهز بها ومائة دينار
يعرض بها أهله ومائة دينار إذا قدم على أهله قال أبو الفرج: قوله
يعرض بها أهله اي يهدي لهم بها هدية والعراضة الهدية قال الفرزدق يهجو
هشام بن عبد الملك:
كانت عراضتك التي عرضتنا يوم المدينة زكمة وسعالا
وبسنده عن عمران بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن
ابن عوف قال وافينا الحج فأصبحنا بالسيالة فإذا إبراهيم بن علي بن
هرمة يأتينا فاستأذن على أخي محمد بن عبد العزيز فاذن له فقال أ لا أخبرك
ببعض ما تستطرف قال بلى يا أبا إسحاق قال فإنه أصبح عندنا هاهنا منذ
أيام محمد بن عمران الطلحي وإسماعيل بن عبد الله بن جبير وأصبح ابن
عمران بجملين له ظالعين فجاءني رسوله إن أجب فاتيته فأخبرني بظلع
جمليه وأنه يريد أن يردهما إلى مكانهما ويأتي بناضحين له بعمق وقال لي فرع
لنا دارك واشتر لنا علفا واستلنه بجهدك فانا مقيمون هاهنا حتى تأتينا جمالنا
فقلت في الرحب والدار فارغة وزوجته طالق إن اشتريت عود علف عندي
حاجتك واشتريت له من كل شئ فاخره وأرسلته إليه مع دجاج كان عندنا
وساومني في السوق عبد لإسماعيل بن عبد الله وانا لا اعرفه على حمل علف
فاشتراه بعشرة دراهم فجئت أتقاضاه ثمنه فإذا العبد لإسماعيل فحياني
إسماعيل ورحب بي وقال هل من حاجة يا أبا إسحاق فأخبره العبد
فاجلسني فتغديت عنده ثم أمر لي مكان كل درهم بدينار وأمرت لي زوجته
فاطمة بنت عباد بخمسة دنانير. وأقام ابن عمران عندي ثلاثا واتاه جملاه
فما فعل بي شيئا فبينا هو يترحل إذ كلم غلاما له بشئ فلم يفهم فقال لي
ما أقدر على افهامه مع قعودك عندي قد والله آذيتني ومنعتني ما أردت فقمت
مغتما حتى إذا كنت على باب الدار لقيني انسان فسألني هل فعل إلي شيئا
فقلت له انا والله بخير إذ تلف مالي وربحت بدني وطلع علي وانا أقولها
فشتمني وزعم أن لولا احرامه لضربني وراح وما أعطاني درهما فقلت:
يا من يعين على ضيف ألم بنا * ليس بذي كرم يرجى ولا دين
أقام عندي ثلاثا سنة سلفت * أغضيت منها على الأقذاء والهون
تحدث الناس عما فيك من كرم * هيهات ذاك لضيفان المساكين
أصبحت تخزن ما تحوي وتجمعه * أبا سليمان من أشلاء قارون
مثل ابن عمران آباء له سلفوا * يجزون فعل ذوي الاحسان بالدون
الا تكون كإسماعيل إن له * رأيا أصيلا وفعلا غير ممنون
أو مثل زوجته فيما ألم بها * هيهات من أمها ذات النطاقين
فلما انشدها قال محمد بن عبد العزيز نحن نعينك يا أبا إسحاق لقوله
يا من يعين قال قد رفعك الله عن العون الذي أريده ما أردت الا رجلا مثل
عبد الله بن خنزيرة وطلحة أطباء الكلية يمسكونه لي وآخذ خوط سلم
فأوجع به خواصره وجواعره. فلما بلغ في انشاده إلى قوله: مثل ابن عمران
آباء له سلفوا قال عذرا إلى الله واليكم اني لم أعن من آبائه طلحة بن
عبيد الله فقال له إسماعيل بن جعفر بن محمد فعنيت من آبائه أبا سليمان
محمد بن طلحة يا دعي وأرسل إليه محمد بن طلحة حفيد عبد الرحمن بن أبي
بكر يدعوه فقال له ما الذي بلغني من هجائك أبا سليمان والله لا ارضى
حتى تحلف أن لا تقول له ابدا الا خيرا وتترضاه إذا رجع وتمدحه قال افعل
بالحب والكرامة وأعطاه ثلاثين دينارا وأعطاه محمد بن عبد العزيز مثلها
ومدح محمد بن عمران فقال:
(١٩١)

أ لم تر أن القول يخلص صدقه * وتأبى فما تزكو لباع بواطله
ذممت امرأ لم يطبع الذم عرضه * قلا لدى تحصيله من يشاكله
فما بالحجاز من فتى ذي امارة * ولا شرف الا ابن عمران فاضله
فتى لا يطور الذم ساحة بيته * وتشقى به ليل التمام عواذله
ومن هنا يعلم ما كان عليه ابن هرمة من صنعة الشعراء في التحيل
لكسب المال حتى بالسؤال والكدية وفي المدح والذم لذلك وفي المهارة في
التخلص والتأويل فهو يقول لعبد الله بن الحسن لما قال له تفضل الحسن بن
زيد علي وعلى اخوتي بقولك:
الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن
فيقول ما عنيت الا فرعون وهامان وقارون كما ذكر في ترجمة
الحسن بن زيد ويقول في محمد بن عمران الطلحي:
مثل ابن عمران آباء له سلفوا * يجزون فعل ذوي الاحسان بالدون
ثم يعتذر بأنه لم يعن من آبائه طلحة بن عبيد الله ثم يعطيه محمد بن
طلحة البكري ومحمد بن عبد العزيز كل واحد ثلاثين دينارا ويطلب إليه
الأول أن يمدح محمد بن عمران بعد ما هجاه فيفعل. ويظهر من مجموع
اخباره إن الكبراء كانوا يهابون لسانه. وفي الأغاني بسنده أن إبراهيم بن
هرمة مدح محمد بن عمران الطلحي فألقاه راويته وقد جاءته عير تحمل له
غلة قد جاءته من الفرع أو خيبر فقال له رجل إن أبا ثابت عمران بن عبد
العزيز أغراه بك وانا حاضر عنده وأخبره بعيرك هذه فقال انما أراد أبو ثابت
أن يعرضني للسانه قودوا إليه القطار فقيد إليه. وبسنده أن ابن هرمة قال
يمدح أبا الحكم المطلب بن عبد الله:
لما رأيت الحادثات كنفنني * وأورثتني بؤسي ذكرت أبا الحكم
سليل ملوك سبعة قد تتابعوا * هم المصطفون والمصفون بالكرم
فلاموه وقالوا أ تمدح غلاما حديث السن بمثل هذا قال نعم وكانت له
ابنة يلقبها عيينة وقيل عينة فقال:
كانت عيينة فينا وهي عاطلة * بين الجواري فحلاها أبو الحكم
فمن لحانا على حسن المقال له * كان المليم وكنا نحن لم نلم
وبسنده أن ابن هرمة ارسل إلى عبد العزيز بن المطلب بكتاب يشكو
فيه بعض حاله فبعث إليه بخمسة عشر دينارا فمكث شهرا ثم بعث يطلب
منه شيئا آخر فقال انا والله ما نقوى على ما كان يقوى عليه الحكم بن
المطلب وكان عبد العزيز قد خطب إلى امرأة من ولد عمر فردته فخطب إلى
امرأة من بني عامر بن لؤي فزوجوه فقال ابن هرمة:
خطبت إلى كعب فردوك صاغرا * فحولت من كعب إلى جذم عامر
وفي عامر عز قديم وانما * أجازك فيهم هزل أهل المقابر
وقال فيه أيضا:
أ بالبخل تطلب ما قدمت * عرانين جادت بأموالها
فهيهات خالفت فعل الكرام * خلاف الجمال بأبوالها
وبسنده أنه جلس ابن هرمة مع قوم فذكر الحكم بن المطلب فأطنب
في مدحه فقالوا انك لتكثر ذكر رجل لو طرقته الساعة في شاة يقال لها غراء
لردك عنها وكانوا قد عرفوا أن الحكم بها معجب وفي داره سبعون شاة تحلب
فخرج فدق الباب فخرج إليه غلامه فقال اعلم أبا مروان بمكاني وكان أمر
أن لا يحجب عنه ابن هرمة فخرج إليه متشحا فقال أ في مثل هذه الساعة يا
أبا إسحاق فقال نعم جعلت فداك ولد لأخ لي مولود فلم تدر عليه امه
فطلبوا له شاة حلوبة فلم يجدوها فذكرت شاة عندك يقال لها غراء فسألني
أن أسألكها فقال أ تجئ في هذه الساعة ثم تنصرف بشاة واحدة والله لا
تبقى في الدار شاة الا انصرفت بها سقهن معه يا غلام فساقهن وفيهن ما
ثمنه عشرة دنانير وأكثر انتهى.
وقال الأستاذ احمد امين في الجزء الثاني من ضحى الاسلام: والأدب
اتجه أكثره إلى مشايعة رغبات القصر يذم الشعراء من ذمهم الخلفاء
ويمدحون من رضوا عنه فإذا خرج محمد بن عبد الله على المنصور قال ابن
هرمة:
غلبت على الخلافة من تمنى * ومناه المضل بها الضلول
فاهلك نفسه سفها وجبنا * ولم يقسم له منها فتيل
دعوا إبليس إذ كذبوا وجاروا * فلم يصرفهم المغوي الخذول
وما الناس احتبوك بها ولكن * حباك بذلك الملك الجليل
تراث محمد لكم وكنتم * أصول الحق إذ نفي الأصول
وإذا رضي المعتصم عن الأفشين فقصائد أبي تمام تترى في مدحه وإذا
غضب عليه وصلبه فقصائد أبي تمام أيضا تقال في ذمه وكفره. إلى آخر ما
استشهد به من هذا القبيل قال المؤلف: الأدب وجهته من يوم وجد إلى
اليوم وإلى أن تقوم الساعة رغبات القصور الا ما ندر ولم يختص بذلك عصر
دون عصر، وقوله اتجه يقال فيما لم يكن متجها لا فيما وجهته شئ واحد
من أول وجوده ولا يختص ذلك بالأدب بل جميع اعمال بني آدم الا ما شذ
وجهتها رغباب من يخافونه ويرجونه، لكنه يمكننا أن نقول إن ابن هرمة
كان وهو علوي النزعة يظهر اتجاه أدبه للعلويين في دولة أعدائهم أهل
القصور فقد جاء في ترجمته انه مدحهم في حال أشد الخوف من العباسيين
حتى أنه لما سئل عن قائله قال قائله من عض ببظر امه فقيل له أ لست أنت
قائله فقال لأن يعض المرء ببظر امه خير له من أن يأخذه ابن قحطبة، وقوله
الذي استشهد به في محمد بن عبد الله الحسني لما خرج على المنصور لا يدل
على اتجاهه إلى متابعة رغبات القصور فهو علوي الرأي في شعره وغيره عند
عدم كون العلويين من أرباب القصور، وشعره هذا الذي قاله في محمد لم
يكن عند كون محمد صاحب قصر فصاحب القصر يومئذ والحول والطول
هو المنصور ومحمد في مبدأ ثورة لم تكسبه دولة ولا ملكا ولا يدري ما نهايتها
فلو كان متجها بأدبه إلى مشايعة رغبات القصر لاتجه به إلى رغبات قصر
المنصور أو لانتظر أقلا إلى ما بعد هذه الثورة لينظر عما تنجلي ولم يكن آمنا
في ذلك الوقت من انجلائها عن تغلب المنصور على محمد فهو يخاف عقابه
عليها أشد الخوف ومع ذلك أقدم عليها. فهذا يدلنا على أنه لم يكن
منخرطا في سلك من عدهم كابي تمام وغيره على أنه ليس هناك ما يدلنا على
أن أبا تمام مدح الأفشين ثم ذمه وكفره مع أنه لم يكن كافرا فقد نسب إليه
الكفر الذي قتله المعتصم لأجله وليس لنا ما يدل على كذب هذه النسبة.
نسبته
المدني نسبة إلى المدينة المنورة لأنه كان ساكنا بها ويوجد في بعض
الكتب في نسبته المديني والمعروف في النسبة إليها المدني على غير القياس
(١٩٢)

تخفيفا وفرقا بين النسبة إليها والنسبة إلى مدين فيقال المديني وهرمة بفتح
الهاء وسكون الراء.
أقوال العلماء فيه
في تاريخ ابن عساكر قال علي بن عمر الحافظ: كان إبراهيم هذا
مقدما في شعراء المحدثين قدمه محمد بن داود بن الجراح على بشار وأبي
نواس وغيرهما من المحدثين وقال الخطيب عند ذكره: هو شاعر مفلق
فصيح مسهب مجيد محسن القول سائر الشعر وهو أحد الشعراء المخضرمين
أدرك الدولتين الأموية والهاشمية وكان ممن اشتهر بالانقطاع إلى الطالبيين
وقال الأصمعي ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة و هو آخر الحجج انتهى
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال: شاعر مفلق إلى قوله الطالبيين ثم
روى بسنده عن علي بن عمر الحافظ أنه قال إبراهيم بن هرمة الشاعر مقدم
في شعراء المحدثين إلى آخر ما مر.
تشيعه
قد سمعت قول الخطيب في تاريخ بغداد أنه كان ممن اشتهر
بالانقطاع إلى الطالبيين في العصر الأموي والعباسي عصر الملك العضوض
واكثاره من مدائح الطالبيين ورثائهم منها قصائد كثيرة في عبد الله بن
الحسن بن علي بن أبي طالب وزيد بن الحسن بن علي ومراث في الحسين
ع قيل وبعضها مذكور في معجم البلدان وله قصائد تعرف بالهاشميات
يرويها الرواة وكان المنصور يعرفه بالتشيع لآل أبي طالب لاشتهار ذلك عنه
وتجاهره به كما يدل عليه خبره الآتي معه وقال ابن عساكر في تاريخه أنه قيل
له في دولة بني العباس أ لست القائل:
مهما ألام على حبهم * فاني أحب بني فاطمة
بني بنت من جاء بالمحكمات * وبالدين والسنن القائمه
ولست أبالي بحبي لهم * سواهم من النعم السائمه
فقال أعض الله قائلها بهن امه فقال له من يثق به:
أ لست قائلها قال بلى ولكن أعض بهن أمي خير من أن اقتل
انتهى وفي ذيل أمالي القالي ثنا أبو بكر بن أبي الأزهر ثنا الزبير خبرنا
ابن ميمون عن أبي مالك قال قال ابن هرمة وذكر الأبيات فسأله بعد ذلك
رجل من قائلها؟ قال من عض ببظر امه قال ابنه يا أبت أ لست قائلها قال
بلى قال فلم تشتم نفسك قال أ ليس الرجل بعض بظر امه خير له من أن
يأخذه ابن قحطبة انتهى وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن
أحمد بن عيسى وذكر ابن هرمة قال كان متصلا بنا وهو القائل فينا وذكر
الأبيات الثلاثة. وكان معروفا بالتشيع عند الأمويين والعباسيين وكانوا مع
ذلك يكرمونه لشعره فيمدحهم ويجيزونه الجوائز الجليلة مدح الوليد بن
يزيد بن عبد الملك فاجازه ومدح عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك
فاجازه مع بغض المنصور له بغضا شديدا لحبه الطالبيين وانقطاعه إليهم كما
ستعرف ذلك كله.
اخباره وأحواله
قال إبراهيم بن هرمة لعبد الله بن مصعب أ لم يبلغني انك تفضل
علي ابن أذينة قال نعم قال ما شكرتني في مدحي أباك بقولي:
رأيتك مختلا عليك خصاصة * كأنك لم تنبت ببعض المنابت
كأنك لم تصحب شعيب بن جعفر * ولا مصعبا ذا المكرمات ابن ثابت
فقال له أقلنيها يا أبا إسحاق وهلم نروي من شعرك ما شئت فروى
له هاشمياته اي اخذها من فيه انتهى وهذا يدل على أن الناس كانت
تتحامى رواية هاشمياته. وحدث راوية إبراهيم بن هرمة أنه كان عليه دين
مائة دينار فذهب إلى الحمراء قصر الحسن بن زيد في الهاجرة فقال ما جاء
بك في هذا الوقت قال علي مائة دينار قد منعتني القائلة وأنشأ يقول:
اما بنو هاشم حولي فقد رفضوا * نيل الصياب الذي جمعت في قرني
فما بيثرب منهم من أعاتبه * الا عوائد ارجوهن من حسن
الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن
فقال يا غلام افتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار واعطها غريمه وبع
بمائة دينار أخرى واعطه إياها فقال ابن هرمة يا سيدي مر لي بحمل ثلاثين
حمارا تمرا فامر له بها. وفي مجالس المؤمنين عن تذكرة ابن المعتز: كان ابن
هرمة حجازيا يسكن المدينة وله مدائح كثيرة في خلفاء بني العباس وفي
عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ع ثم ذكر
خبر الأبيات الثلاثة المتقدمة ثم قال كان مداحا للحكم بن عبد المطلب وكان
الحكم من أسخياء زمانه فلما مات الحكم قيل لابن هرمة قد هرم شعرك
فقال لم يهرم شعري ولكن هرمت مكارم الأخلاق بعد الحكم انتهى
وقدم ابن هرمة دمشق ومدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك واجازه واحتبسه
عنده واشتاق إلى وطنه فقال في ذلك شعرا وقدمها أيضا قاصدا وعبد
الواحد بن سليمان بن عبد الملك فاجازه وقيل له مرة أ تمدح عبد الواحد
بشعر ما مدحت به أحدا غيره فتقول فيه:
وجدنا غالبا كانت جناحا * وكان أبوك قادمة الجناح
ثم تقول:
أ عبد الواحد المأمول اني * أغص حذار شخصك بالقراح
فبأي شئ استوجب منك هذا المدح قال أصابتني أزمة بالمدينة
فوفدت على عبد الواحد بدمشق فقال ما وراءك فقلت لا تسألني فان الدهر
قد جنى علي فما وجدت مستغاثا غيرك فأجازني بألف دينار وقال أقم فاغث
من وراءك وأعطاني جملا ولم أنشده بيتا واحد.
ووفد على المنصور حين انتقل إلى مدينة السلام سنة ١٤٦ أو ١٤٥
وقد كتب إلى أهل المدينة أن يفد عليه خطباؤهم وشعراؤهم، والمنصور
وراء ستر رقيق وحاجبه أبو الخصيب قائم وهو يقول يا أمير المؤمنين هذا
فلان الخطيب فيقول أخطب وهذا فلان الشاعر فيقول أنشد قال ابن هرمة
ولم تكن في الدنيا خطبة أبغض إلي من خطبة تقربني منه وكنت في آخر من
بقي فقال له هذا ابن هرمة فسمعته يقول لا مرحبا ولا أهلا ولا أنعم الله به
عينا فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ذهبت والله نفسي ثم قلت إن لم اشتد
هلكت فقال أبو الخصيب أنشد فأنشدته
: سرى ثوبه عنك الصبا المتخايل * وقرب للبين الخليط المزايل
حتى انتهيت إلى قولي:
له لحظات في خوافي سريرة * إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأم الذي آمنته تأمن الردى * وأم الذي حاولت بالثكل ثاكل
(١٩٣)

فقال يا غلام ارفع عني الستر فرفعه ثم قال تمم القصيدة فلما فرغت
قال ادن فدنوت ثم قال اجلس فجلست فقال يا إبراهيم قد بلغني عنك
أشياء لولاها لفضلتك على نظرائك فاقر لي بذنوبك اعفها عنك، فقلت
هذا رجل فقيه يريد أن يقتلني بحجة فقلت يا أمير المؤمنين كل ذنب بلغك
مما عفوته عني فانا مقر به فضربني بالمخصرة فقلت:
أصبر من ذي ضاغط عركرك * الفى بواني زوره للمبرك (١)
فضربني ثانيا فقلت:
أصبر من عود بجنبه جلب * قد اثر البطان فيه الحقب (٢)
فقال قد أمرت لك بعشرة آلاف درهم وخلعة وأ لحقتك بنظرائك من
طريح بن إسماعيل ورؤبة بن العجاج ولئن بلغني عنك ما أكره لأقتلنك
قلت نعم فاتيت المدينة فاتاني رجل من الطالبيين فسلم علي فقلت تنح عني
لا تشط بدمي. وكان ابن هرمة جوادا كريما متلافا وكان له كلاب إذا
أبصرت الأضياف لم تنبح عليهم وبصبصت بأذنابها بين أيديهم فقال
يمدحها:
ويدل ضيفي في الظلام على القرى * إشراق ناري أو نبيح كلابي
حتى إذا واجهنه وعرفنه * فدينه ببصابص الأذناب
وجعلن مما قد عرفن يقدنه * ويكدن أن ينطقن بالترحاب
ونزل رجل ببنات ابن هرمة بعد موته فرأى حالة سيئة فقال لاحداهن
قد كان أبوك حسن الحال فما ترك لكن فقال كيف يترك لنا شيئا وهو
القائل:
لا غنمي مد في البقاء لها * الا دراك القرى ولا أبلي
ومر رجل بمنزله فإذا بنية له تلعب بالطين قال أين أبوك قالت وفد إلى
بعض الملوك الأجواد قال انحري لنا ناقة فانا أضيافك قالت والله ما عندنا
قال فشاة قالت والله ما عندنا قال فدجاجة قالت والله ما عندنا قالت فأعطينا
بيضة قالت والله ما عندنا قال فباطل ما قال أبوك:
كم ناقة قد وجات منحرها * بمستهل الشؤبوب أو جمل
قالت فذلك الذي أصارنا إلى أن ليس عندنا شئ واجتاز نصيب
بمنزل ابن هرمة فناداه يا أبا إسحاق فخرجت ابنته فقال أين أبوك قالت راح
لحاجة انتهز فيها بزد الفئ قال فهل من قرى قالت لا والله فقال قاتل الله
أباك ما أكذبه إذ يقول:
لا اتبع العوذ بالفصال ولا * ابتاع الا قصيرة الاجل
اني إذا ما البخيل امنها * تبيت صورا مني على وجل
قالت ففعله والله ذاك بها أقلها عندنا وقال مرقع كنت مع ابن
هرمة في سقيفة ابن أذينة فجاءه راع بقطعة من غنمه يشاوره فيما يبيع ويترك
فقلت له يا أبا إسحاق أين عزب عنك قولك:
لا غنمي مد في الحياة لها * الا دراك القرى ولا أبلي
لا اتبع العوذ بالفصال ولا * ابتاع الا قريبة الاجل
كم ناقة قد وجات منحرها * بمستهل الشؤبوب أو جمل
تصف نفسك بالسخاء والكرم وقرى الأضياف. فقال ما لك أخزاك
الله أو لا جزاك الله خيرا ثم قال سن اخذ منها شيئا فهو له فانتهبناها ولم يبق
شئ مع الراعي.
ووفد أهل الكوفة على معن بن زائدة لما ولاه المنصور آذربيجان فرأى
معن هيئة رثة فانشا يقول:
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم * مرمتها فالدهر بالناس قلب
فاحسن ثوبيك الذي أنت لابس * وأفره مهريك الذي ليس يركب
وبادر بمعروف إذا كنت قادرا * زوال اقتدار أو غنى عنك يذهب
فقال له رجل منهم أصلح الله الأمير أ لا أنشدك أحسن من هذا لابن
عمك ابن هرمة فانشده:
وللنفس تارات يحل بها العزا * وتسخو عن المال النفوس الشحائح
إذا المرء لم ينفعك حيا فنفعه * أقل إذ ضمت عليه الصفائح
لاية حال يخبا المرء ماله * حذار غد والموت غاد فرائح
قال معن أحسنت والله وإن كان الشعر لغيرك يا غلام أعطهم
أربعة آلاف فقال الغلام يا سيدي دراهم أو دنانير قال والله لا تكون
همتك ارفع من همتي صفرها لهم. ورئيت جارية للمنصور وعليها قميص
مرقوع فقيل أنت جارية الخليفة وتلبسين هذا فقالت أ ما سمعتم قول ابن
هرمة:
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه * خلق وجيب قميصه مرقوع
وبعده:
أ وما تراني شاحبا متبذلا * كالسيف يخلق جفنه فيضيع
فلرب لذة ليلة قد نلتها * وحرامها بحلالها مدفوع
ويقال ان ابن هرمة كان يشرب مع أناس بأعلى السيالة وهي موضع
بنواحي المدينة كان به منزله فقل ما عنده فذكر له أن حسن بن حسن بن
حسن قد قدم السيالة فكتب إليه يذكر أن أصحابا له قدموا عليه وقد خف
ما معهم ولم يذكر من شرابه شيئا وكتب في أسفل الكتاب:
اني استحيتك أن أقول بحاجتي * فإذا قرأت صحيفتي فتفهم
وعليك عهد الله ان أخبرتها * أهل السيالة ان فعلت وإن لم
فقال وأنا علي عهد الله إن لم أخبر بقصته أهل السيالة فيردعه أميرها
ثم قال يا أهل السيالة هذا ابن هرمة يشرب بالشرف فعلم ابن هرمة
فهرب.
شعره
قد سمعت قول الخطيب في تاريخ بغداد أنه شاعر مفلق فصيح
مسهب مجيد حسن القول سائر الشعر وقول علي بن عمر الحافظ أنه مقدم في
شعراء المحدثين قدمه محمد بن داود بن الجراح على بشار وأبي نواس وغيرهما
وقول الأصمعي أنه ختم الشعر به وهو آخر الحجج وفي فهرست ابن النديم
عند تعداد الشعراء إبراهيم بن علي بن هرمة وشعره مجرد نحو مائتي ورقة وفي
صنعة أبي سعيد السكري نحو خمسمائة ورقة وقد صنعه الصولي فلم يأت
بشئ انتهى وكل صفحة من الورقة عشرون سطرا كما ذكره قبل ذلك.
وفي اعتناء العلماء بشعره ما يدل على مكانته فمن شعره قوله يمدح عمران بن
عبد الله بن مطيع:

(١) الضاغط انفتاق في ابط البعير والعركرك الجمل الغليظ والبواني الشعب.
(٢) العود المسن من الإبل والجلب والجرح برئ ويبس والبطان حزام البطن والحقب الحزاب يلي
حقو البعير أو حبل يشد به الرحل في بطنه.
(١٩٤)

ستكفيك الحوائج ان ألمت * عليك بصرف متلاف مفيد
فتى بتحمل الأثقال ماض * مطيع جده آل الأسيد
حلفت لأمدحنك في معد * وذي يمن على رغم الحسود
بقول لا يزال وفيه حسن * بأفواه الرواة على النشيد
وقبلك ما مدحت زناد كأب * لأخرج وري آبية صلود
فأعياني فدونك فاعتنيني * فما المذموم كالرجل الحميد
وكان كحية رقيت فصمت * على الصادي برقيته المعيد
فاقسم لا تعود له رقاتي * ولا اثني له ما عشت جيدي
ولقيه رجل من قريش ممن كان خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن
حسن فقال له ما فعل الناس يا أبا إسحاق فقال:
أرى الناس في أمر سحيل (١) فلا تزل * على ثقة أو تبصر الأمر مبرما
تمسك بأطراف الكلام فإنه * نجاتك مهما خفت أمرا مجمجما
فلست على رجع الكلام بقادر * إذا القول عن زلاته فارق الفما
وكائن ترى من وافر العرض صامتا * وآخر اردى نفسه ان تكلما
وقوله:
كان عيني إذ ولت حمولهم * عنا جناحا حمام صادفت مطرا
أو لؤلؤ سلس في عقد جارية * خرقاء نازعها الولدان فانتثرا
وقوله:
أسد في الغيل يحمي أشبلا * قلما يعتاده فيه القرم
مطرق يكذب عن اقرانه * ينقض الكلم إذا الكلم التام
وقوله في فناء الأحبة:
ما أظن الزمان يا أم عمرو تاركا ان هلكت من يبكيني
وقوله:
تزور امرأ لا يمحض القوم سره * ولا ينتجي الأدنون فيما يحاول
إذا ما أبى شيئا مضى كالذي أبى * وما قال إني فاعل فهو قائل
وقوله كما في مجموعة الأمثال الشعرية:
ما رغبة النفس في الحياة وإن * عاشت طويلا فالموت لاحقها
يوشك من فر من منيته * في بعض غراته يوافقها
من لم يمت عبطة (١) يمت هرما * الموت كأس والمرء ذائقها
وقوله:
وإني وإن كانت مراضا صدوركم * لملتمس البقيا سليم لكم صدري
وان ابن عم المرء من شد إزره * وأصبح يحمي غيبه وهو لا يدري
٢٩٤: الشيخ إبراهيم بن علي العاملي الجبعي
في أمل الآمل: فاضل صالح شاعر أديب معاصر له رسالة في
الأصول وأرجوزة في المواريث وغير ذلك.
٢٩٥: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ علي العاملي الشامي
في أمل الآمل: عالم فاضل ماهر معاصر أديب شاعر سكن
قسطنطينية وله مؤلفات منها الصبح المنبي عن حيثية المتنبي رأيت هذا
الكتاب وفيه فوائد كثيرة غير أحوال المتنبي انتهى هكذا في النسخة
المطبوعة وفي نسخة مخطوطة نقلت عن خط المؤلف: إبراهيم بن علي بن
الحسن الحر العاملي الشامي.
٢٩٦: الشيخ ظهير الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ نور الدين علي ابن أبي
القاسم تاج الدين عبد العالي العاملي الميسي الشهير بابن مفلح الميسي
نسبة إلى ميس بفتح الميم وسكون المثناة التحتية بعدها سين مهملة
إحدى قرى جبل عامل وتوهم من قال إنها بكسر الميم كالشيخ يوسف
البحراني في لؤلؤتي البحرين وتبعه غيره.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا حييا زاهدا عابدا ورعا محققا مدققا
فقيها محدثا ثقة جامعا للمحاسن كان يفضل على أبيه في الزهد والعبادة
يروي عن أبيه وعن الشيخ علي ابن عبد العالي العاملي الكركي ورأيت
اجازته له ولأبيه وأثنى عليهما ثناء بليغا وكان حسن الخط رأيت بخطه
مصحفا في غاية الحسن والصحة. وفي رياض العلماء: كان من علماء دولة
السلطان طهماسب الصفوي فقيه عالم وهو ولد الشيخ علي الميسي المشهور
الذي أجاز الشيخ علي الكركي والده الشيخ علي الميسي وأجاز والده المذكور
الشهيد الثاني فالشيخ إبراهيم هذا في درجة الشهيد الثاني وفي لؤلؤتي
البحرين: فاضل فقيه محدث من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي في
درجة الشهيد الثاني انتهى وعن بعض التواريخ انه من علماء دولة الشاه
عباس الأول أيضا وأنه كان من مشاهير العلماء المتبحرين والفقهاء والفضلاء
انتقل من ميس إلى إيران وقال الشهيد الثاني في اجازته له وكان ممن تسنم
ذروة هذه المنزلة الرفيعة وحصل لمقاعدها الشريفة ومعاقدها المنيفة المولى
الاجل الفاضل الكامل العالم العامل زبدة الفضلاء والعلماء وخلاصة
الأتقياء والنبلاء الأخ الرفيق والشقيق الحقيق بمنزلة الأخ الرفيق الشقيق جمال
الاسلام وعمدة الأنام تقي الدنيا والدين الشيخ إبراهيم ابن شيخنا ومولانا
ووالدنا المرحوم المقدس الفرد البدل سند عصره بغير دفاع ومربي العلماء
الأعيان بغير نزاع الشيخ نور الدين علي ابن الشيخ الصالح التقي الشيخ
عبد العالي فوقفت أرتأي بين المسارعة إلى اجابته نظرا إلى وجوب طاعته
وإيثار الأحجام التفاتا إلى قصوري في جانب فضله عن هذا المقام لأنه مني
بمنزلة الأخ الشقيق الرحمي والرفيق في كل مطلب علمي لكن جانب الإطاعة
يستر مزجاة البضاعة وإجابة مطلوب الفاضل الكبير يضمحل عندها مراعاة
الأدب من المعترف بالتقصير فراعيت هذا الجانب الكريم وأجزته. وكان
والده الشيخ علي كتب إلى المحقق الكركي يطلب الإجازة لنفسه ولولده
المذكور فأجازهما بإجازة طويلة ذكرناها في ترجمة والده وفيها مما يتعلق
بالمترجم ما صورته: وحيث تضمن الكتاب الكريم الاستجازة على القانون
المقرر بين أهل الصناعات العلمية من العقلية والنقلية لما ثبت لي حق روايته
من أصنافها على تفاوتها واختلافها اجازة عامة لنجله الأسعد الفاضل
الأوحد ظهير الدين أبي إسحاق إبراهيم أبقاه الله تعالى في ظل والده الجليل
دهرا طويلا. ونسخة الأمل التي كانت عند صاحب اللؤلؤتين وعند
صاحب الرياض كان ساقطا منها اسمه فظنا ان صاحب الأمل لم يذكره
فتعجبا من ذلك وهو موجود في نسخة الأمل بخط المؤلف وجميع النسخ.

(١) السحيل ثوب لم يبرم غزله.
(٢) يقال اعتبط الرجل إذا مات شابا من غير مرض واصل العبيط الطري من كل شئ ويروي
هذا الشعر لامية بن أبي الصلت.
(١٩٥)

مشايخه
قرأ على والده ويروي عنه بالإجازة ويروي بالإجازة أيضا على المحقق
الكركي وعن الشهيد الثاني كما مر.
الراوون عنه
يروي عنه السيد ميرزا محمد الاسترآبادي صاحب كتاب الرجال قال
في آخره: لي إلى العلامة طرق أقصرها عن الشيخ السعيد إبراهيم بن
علي بن عبد العال الميسي عن والده الخ. وفي الرياض: يروي عنه المولى
عبد الله بن المولى محمود التستري ثم الخراساني المقتول المشهور بالشهيد
الثالث ويروي عنه أيضا المولى أحمد الأردبيلي على ما يظهر من اجازة الشيخ
محمد تقي الغروي للشيخ محمد بن خليفة الجزائري انتهى.
مدفنه
قال المؤلف المشهور أن قبره في ميس من قرى جبل عامل مسكن
والده وقبره في سفح الجبل شرقيها مزور متبرك به فكانه عاد إليها من إيران
وتوفي بها وهو بيعد ويحتمل أن هذا القبر لغيره ومر في الشيخ إبراهيم بن
عبد العال احتمال أن يكون هو صاحب القبر والله أعلم.
أولاده
له ولدان من أجلة العلماء الحسن وعبد الكريم ولعبد الكريم ولد
اسمه لطف الله من أجلاء العلماء وسيأتي ذكر كل في بابه انش.
٢٩٧: إبراهيم علي خان بن علي مراد خان عامل كشمير من قبل اوزبك زيب عالم
كير الغازي الجوفتائي سلطان الهند.
كان هذا الوزير قد جمع العلماء الكبار سنة ١١١٦ وجمع لهم ثلاثين
ألف كتاب وأمرهم أن يدونوا كتابا كبيرا في فضائل أهل البيت
ع ومناقبهم من كتب أهل السنة وصحاحهم وشرعوا فيه حتى خرج منه
خمسة مجلدات مهذبات وسموه البياض الإبراهيمي. وجاء في كتاب لعله
منتخب من كتاب البياض وصف المترجم بالأمير الوزير الجامع بين المعقول
والمنقول كهف السادات الخان ابن الخان ابن الخان إبراهيم خان وعن كتاب
كشف الحجب أنه رأى من مجلداته سبعة وقد رأى بعضهم المجلد السابع
منه وأوله حديث أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل ذي الثدية.
٢٩٨: الشيخ إبراهيم بن الشيخ علي بن الشيخ عبد المولى الربعي النجفي المعروف
بالمشهدي لقبه بذلك أستاذه جعفر صاحب كشف الغطاء تمييزا له عن سميه
المشارك له في الدرس عنده. ذكره صاحب كتاب سعداء النفوس ووصفه
بالعالم الفاضل الورع التقي.
٢٩٩: أفضل الدين إبراهيم بن علي العجمي الملقب بحسان العجم المعروف
بالخاقاني
توفي في تبريز سنة ٥٨٢ ودفن في مقبرة سرخاب تبريز المشهورة بمقبرة
الشعراء هكذا ذكر تاريخ وفاته حمد الله المستوفي على ما نقل عنه وخطاه
صاحب حبيب السير بأنه مدح تكشخان خوارزم شاة في سنة ٥٩٢.
كان حكيما أديبا شاعرا استدلوا على تشيعه ببعض أشعاره ونقل
صاحب مجالس المؤمنين بعض أشعاره في مدح ثامن الأئمة ع
واشتياقه إلى زيارته بخراسان. له تحفة العراقين توجد منه نسخة في ويانا
بالنمسا.
مولده ووفاته
بحسب رواية مؤلف گلستان ارم أنه ولد في قرية ملهملو الواقعة فوق
شماخي في أوائل القرن السادس الهجري ويفهم من شعره الذي قاله في
هذا الباب أنه ولد في الخمسمائة من الهجرة.
وتوفي على قول صاحب روضة أولي الألباب في أيام المستضئ
العباسي سنة ٥٨٢ وقال عبد الرشيد في تلخيص الآثار توفي سنة ٥٨١ في
تبريز وعلى رواية صاحب نتائج الأفكار انه توفي سنة ٥٩٥ في تبريز ودفن
بمقبرة الشعراء سرخاب قريب مزار بابا حسن.
أقوال العلماء فيه
قال عبد الرشيد في تلخيص الآثار عند ذكر شروان: وينسب إليها
الحكيم الفاضل أفضل الدين الخاقاني كان رجلا حكيما شاعرا اخترع صنفا
من الكلام انفرد به وكان قادرا على نظم القريض جدا محترزا عن الرذائل
التي كان يرتكبها الشعراء انتهى.
وكان من فحول شعراء إيران ومشاهير علماء آذربايجان معززا محترما
عند سلاطين شروان ووزراء آذربايجان والخوارزمشاهية والسلجوقيين ملوك
العراق وخلفاء بغداد الذين كانوا في زمانه وكان مداحا لهم وله مكاتبات
ومراسلات ومناظرات مع مشاهير القرن السادس الهجري ونظم في حق
بعضهم مدائح عالية وهو أحد مشاهير أدباء عصره وله بصيرة واطلاع في
أكثر العلوم المتداولة في ذلك الزمان خصوصا علم الحكمة والهيئة واحكام
النجوم والموسيقي ولذلك ادخل اصطلاحات هذه العلوم في أشعاره وله
وقوف على السير والتواريخ والقصص والأخبار القديمة وأشار في شعره إلى
بعض الحوادث والوقائع المشهورة وله تشبيهات عجيبة أبدعها وبالجملة
مجموعة أشعاره بمنزلة سفينة وحرب وفيها نوادر وأمثال وقاموس تعبيرات
ومصطلحات كانت معروفة ومتداولة في القرن السادس ولكن غالبها لم
يضبط في مكان ولهذا كتب أصحاب التتبع والتحقيق وتفسير غوامض
الكلمات واللغات حواشي وتعليقات على بعض أشعاره المشكلة أشهرهم
حسن الدهلوي والشيخ الآذري وعبد الوهاب الأصفهاني ومحمد بن داود
الشادابادي وغيرهم، والخاقاني دخل في كل باب من أبواب الشعر وخرج
من عهدته مثل التوحيد والتجرد والمواعظ والنصائح والفخر والحماسة
والتواضع وكسر النفس والمدح والقدح والغزل والنسيب والرثاء وغير ذلك
وقصائده الشينية والرائية من غرر منظوماته وقد عارض الشينية عدة من
مشاهير الشعراء من ذلك قصائد مرآة الصفا للأمير خسرو وأنيس القلوب
للفضولي وعمان الجواهر العرفي وفردوس الرضا للضميري وقد عارض
بقصيدته الرائية السنائي. ورائية المترجم قريب ٢٠٠ بيت وممدوح
الخاقاني فيها كما يعلم من مقدمتها التمهيدية شخصان أحدهما الأمير جعفر
ابن الأمير عيسى الدنبلي. وجاء الخاقاني غير مرة رسولا إليه من قبل
سلاطين شروان. وكان قد حبس وبعد خلاصه من الحبس تشرف مرة ثانية
بحج بيت الله الحرام ثم عاد إلى تبريز وسكنها إلى أن مات.
مؤلفاته
١ كليات الخاقاني قريب عشرين ألف بيت طبع في لكهنؤ في
مجلدين سنة ١٩٠٨ م ٢ تحفة العراقين شعر مثنوي نظمه في الطريق طبع
في أكبر آباد الهند. وله قصائد سماها. بأسماء مخصوصة هي من أمهات
(١٩٦)

قصائده وهي ٣ نهزة الأرواح ونزهة الأشباح ٤ تحفة الحرمين وتفاحة
الثقلين ٥ باكورة الاسفار ومذكورة الأسحار ٦ كنز الركاز ٧ حرز
الحجاز في زيارة بيت الله الحرام وزيارة مرقد خير الأنام فقد تشرف بزيارته
مرتين ٨ قصيدة خرابات المدائن ٩ القصائد الحبسية.
٣٠٠: إبراهيم بن علي الكوفي.
ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع وقال
راو منصف زاهد عالم. قطن بسمرقند وكان نصر بن أحمد صاحب خراسان
يكرمه ومن بعده من الملوك.
٣٠١: الشيخ أبو منصور إبراهيم بن علي بن محمد المقري الرازي.
صالح فاضل قاله منتجب الدين.
٣٠٢: الشيخ برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن الشيخ زين الدين أبي الحسن
علي بن جمال الدين أبي يعقوب الحاج يوسف بن يوسف بن علي
الخوانساري الأصفهاني.
في رياض العلماء: كان من أجلة تلامذة الشيخ علي الكركي وقرأ
عليه طائفة من الكتب الفقهية وغيرها وله منه اجازة رأيتها بخط الشيخ
علي الكركي المذكور على ظهر كتاب كشف الغمة لعلي بن عيسى الأربلي
تاريخها سنة ٩٢٤ في المشهد المقدس الغروي ومدحه في تلك الإجازة وأثنى عليه
انتهى وذكره صاحب رياض العلماء أيضا في ترجمة المحقق الكركي
في عداد من روى عن الكركي وقال إنه اجازه بإجازة نقلناها في ترجمة
الشيخ إبراهيم المذكور.
٣٠٣: إبراهيم بن عمر الشيباني.
في طريق الصدوق إلى مصعب بن يزيد الأنصاري عن علي بن
الحكم.
٣٠٤: إبراهيم بن عمر بن فرج الواسطي.
له كتاب روضة العابدين ومأنس الراغبين ينقل عنه ابن طاوس في
الاقبال والظاهر أنه من أصحابنا.
٣٠٥: إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني.
في الفهرست إبراهيم بن عمر اليماني وهو الصنعاني له أصل أخبرنا به
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد
عن حماد بن عيسى عنه. وأخبرنا أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري
عن حميد بن زياد عن ابن نهيك والقاسم بن إسماعيل القرشي جميعا عنه
قال الميرزا في منهج المقال الظاهر رجوع الضمير إلى حماد أو الحسين إذ يبعد
الرجوع إلى إبراهيم كما لا يخفى. وقال الشيخ في رجال الباقر: إبراهيم بن
عمر الصنعاني اليماني له أصول رواها عنه حماد بن عيسى وفي رجال
الصادق إبراهيم بن عمر الصنعاني وفي رجال الكاظم إبراهيم بن عمر
اليماني له كتاب وروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع أيضا وقال
النجاشي: إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني شيخ من أصحابنا ثقة روى
عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ذكر ذلك أبو العباس وغيره له
كتاب يرويه عنه حماد بن عيسى وغيره أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا أبو
القاسم جعفر بن محمد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثنا ابن أبي
عمير عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر به وقال العلامة في
الخلاصة: إبراهيم بن عمر اليماني الصنعاني قال النجاشي ونقل كلامه
السابق وقال ابن الغضائري انه ضعيف جدا روى عن أبي جعفر وأبي
عبد الله ع وله كتاب ويكنى أبا إسحاق. والأرجح عندي قبول
روايته وان حصل بعض الشك بالطعن فيه انتهى وقال الشهيد الثاني في
حواشي الخلاصة في ترجيح تعديله نظر ما أولا فلتعارض الجرح والتعديل
والأول مرجح مع أن كلا من الجارح والمعدل لم يذكر مستندا لينظر في امره
واما ثانيا فلان النجاشي نقل توثيقه وما معه عن أبي العباس وغيره كما يظهر
من كلامه والمراد بأبي العباس هذا أحمد بن عقدة وهو زيدي المذهب أو ابن
نوح ومع الاشتباه لا يفيد فائدة يعتمد عليها واما غير هذين من مصنفي
الرجال كالشيخ الطوسي وغيره فلم ينصوا عليه بجرح ولا تعديل نعم قبول
المصنف روايته أعم من تعديله كما يعلم من قاعدته ومع ذلك لا دليل على
ما يوجبه انتهى وقال البهبهاني في حاشية منتهى المقال الظاهر أنه ابن
نوح لأنه شيخ النجاشي وابن عقدة بينه وبينه وسائط والاطلاق ينصرف إلى
الأكمل انتهى وفي منتهى المقال كون التوثيق مجرد النقل غير واضح بل
الظاهر أنه حكم منه بالتوثيق وإشارة إلى شيوع ذلك وشهرته ان عاد إلى
التوثيق ويحتمل عوده إلى روايته عنهما على أن الجارح غير مقبول القول نعم
ربما قبل قوله عند الترجيح أو عدم المعارض فإنه مع عدم توثيقه قد كثر منه
القدح في جماعة لا يناسب ذلك حالهم ويؤيد التوثيق رواية ابن أبي عمير
عنه بواسطة حماد بن عيسى أقول وروى كتابه أجلاء الأصحاب وروى
كتابه الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن
حماد بن عيسى عنه وكلهم من أجلاء الثقات وفيهم حماد من أصحاب
الاجماع ويروي عنه أيضا ابن أبي عمير ومحمد بن علي بن محبوب وسيف بن
عميرة وعلي بن الحكم وأبان وعن التقي المجلسي بعد نقل كلام الخاصة بل
لا يحصل الشك لأن أصوله معتمد الأصحاب بشهادة الصدوق والمفيد
والجارح مجهول الحال انتهى وعليه فلا ينبغي الاصغاء إلى تضعيف ابن
الغضائري.
٣٠٦: إبراهيم بن عيسى
هو أبو أيوب الخراز على قول تقدم في إبراهيم بن عثمان عن الكشي
عن محمد بن مسعود عن علي بن الحسن بن فضال وعن الخلاصة والنجاشي
في آخر الباب فراجع.
٣٠٧: إبراهيم بن غريب الكوفي.
٣٠٨: إبراهيم الغفاري.
ذكرهما الشيخ في رجال الصادق ع.
٣٠٩: إبراهيم الغمر
هو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
٣١٠: إبراهيم بن فخر الدين العاملي البازوري.
ذكر في إبراهيم بن إبراهيم.
٣١١: أبو إسحاق إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب.
عده السيد ابن طاوس في الباب الخامس من فرج الهموم من علماء
الشيعة العاملين بالنجوم والمصنفين فيه له قصيدة في النجوم. وذكره في
(١٩٧)

فهرست ابن النديم واخبار الحكماء بابسط من هذا ففي الفهرست صلى الله عليه وآله وسلم ٤٧٣
طبعة أوربا و ٣٨١ طبعة مصر ما لفظه: الفزاري وهو أبو إسحاق
إبراهيم بن حبيب الفزاري من ولد سمرة بن جندب وهو أول من عمل في
الاسلام أسطرلابات وعمل مبطحا ومسطحا وله من الكتب كتاب القصيدة في
علم النجوم. المقياس للزوال. الزيج على سني العرب. العمل
بالأسطرلاب وهو ذات الحلق. العمل بالأسطرلاب المسطح وقال ابن
القفطي في تاريخ الحكماء صلى الله عليه وآله وسلم ٥٧ طبعة ليبسك: إبراهيم بن حبيب
الفزاري الامام العالم المشهور المذكور في حكماء الاسلام وهو أول من عمل
في الإسلام أسطرلابات وله كتاب في تسطيح الكرة منه اخذ كل الاسلاميين
وكان من أولاد سمرة بن جندب وكان ميله إلى علم الفلك وما يتعلق به وله
تصانيف مذكورة منها كتاب القصيدة في علم النجوم. المقياس للزوال.
الزيج على سني العرب. العمل
بالأسطرلابات ذوات الحلق. العمل بالأسطرلاب المسطح انتهى وله ولد منجم اسمه محمد بن إبراهيم
الفزاري يأتي في المحمدين ونسب صاحب معجم الأدباء القصيدة إلى الابن
فقال في ترجمة محمد: وللفزاري القصيدة التي تقوم مقام زيجات المنجمين
وهي مزدوجة طويلة تدخل مع تفسيرها عشرة اجلاد أولها:
الحمد لله العلي الأعظم * ذي الفضل والمجد الكبير الأكرم
الواحد الفرد * الجواد المنعم
الخالق السبع العلا طباقا * والشمس يجلو ضوؤها الأغساقا
والبدر يملأ * نوره الآفاقا
قال وهي هكذا ثلاثة اقفال. وفي كشف الظنون قصيدة في النجوم
لمحمد بن إبراهيم بن حبيب بن سمرة بن جندب الصحابي الفزاري
انتهى ولكن ابن طاوس وابن النديم وابن القفطي نسبوها إلى الابن كما
سمعت والله أعلم، كما أن صاحب كشف الظنون انفرد بان إبراهيم هو ابن
محمد بن حبيب.
٣١٢: أبو إسحاق إبراهيم بن الفضل المدني
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٣١٣: إبراهيم بن الفضل الهاشمي المدني.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه وعن جامع
الرواة روى عنه عمر بن عثمان ومحمد بن أسلم ومحمد بن سليمان
وعبد الله بن علي بن عامر وجعفر بن بشير وغالب رواياته عن أبان بن
تغلب.
٣١٤: إبراهيم بن فهد الكوفي.
في لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال روى عن
محمد بن عقبة وروى عنه عبد العزيز بن يحيى انتهى أقول لا ذكر له
أيضا في رجال أصحابنا وهذا عجيب.
٣١٥: الأمير أبو سالم إبراهيم بن الأمير علم الدين قريش بن أبي الفضل
بدران بن الأمير حسام الدولة أبي حسان المقلد بن المسيب بن رافع بن
المقلد بن جعفر بن عمرو بن المهنى عبد الرحمن بن يزيد بالتصغير ابن
عبد الله بن زيد بن حوثة بن طهفة بن حزن بن عقيل بن كعب بن عامر بن
صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان العقيلي.
قتل في ربيع الأول بمكان يعرف بالمصنع من أرض الموصل قتله تاج
الدولة تتش السلجوقي سنة ٤٨٦.
والعقيلي: بضم العين وفتح القاف نسبة إلى عقيل المذكور وهم
قبيلة مشهورة إلى اليوم.
وكان بنو عقيل أبو الذواد محمد بن المسيب واخوه المقلد وأولاده امراء
الموصل وغيرها واتسع ملكهم وكانوا شيعة.
قال ابن خلكان في ترجمة المقلد بن المسيب: كان مسلم بن قرين
اعتقل أبا سالم إبراهيم بن قرين بقلعة سنجار مدة أربع عشرة سنة فلما
مات مسلم وتقرر أمر ولده محمد في الامارة اجتمع أهله على إبراهيم المذكور
فاخرجوه وقدموه ثم اعتقله ملكشاه وولى ابن أخيه محمدا المذكور فلما مات
ملكشاه اطلق وجمع إبراهيم العرب وحارب تاج الدولة تتش السلجوقي
بمكان يعرف بالمصنع فقتله تتش صبرا في التاريخ المتقدم. وقال ابن الأثير
في حوادث سنة ٤٧٧ لما قتل شرف الدولة مسلم بن قريش قصد بنو عقيل
أخاه إبراهيم بن قريش وهو محبوس فاخرجوه وملكوه امرهم وكان قد مكث
في الحبس سنين بحيث انه لم يمكنه المشي والحركة لما اخرج انتهى وفي
مجالس المؤمنين ما تعريبه: كان المترجم من بني عقيل وكان محبوسا فاخرج
من الحبس وتولى الحكومة ولما كان محبوسا كان لا يقدر على المشي ولكن
صفية خاتون بنت جغري بيك السلجوقي أخت السلطان ألب ارسلان
زوجة أخيه شرف الدولة أصلحت أموره وبقي كذلك إلى سنة ٤٨٢ فطلبه
السلطان ملكشاه إلى الديوان لمحاسبته فحمل مقيدا وكان مع السلطان في
حرب سمرقند ثم شفعت فيه سلطانة تركان خاتون وعين حاكما على الموصل
فبقي فيها إلى أن قصد تتش بن ارسلان عراق العرب وبدأ بالموصل وجرى
بينهما حرب في ربيع الأول سنة ٤٨٦ في موضع يسمى المصنع فقتل
إبراهيم انتهى.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٨٦ كان إبراهيم بن
قريش بن بدران أمير بني عقيل قد استدعاه السلطان ملكشاه سنة
٤٨٢ ليحاسبه فلما حضر عنده اعتقله وانفذ فخر الدولة بن جهير
إلى البلاد فملك الموصل وغيرها وبقي إبراهيم مع ملكشاه وسار
معه إلى سمرقند وعاد إلى بغداد فلما مات ملكشاه أطلقته تركان خاتون
من الاعتقال فسار إلى الموصل وكان ملكشاه قد اقطع عمته صفية
مدينة بلد وكانت زوجة شرف الدولة مسلم بن قريش ولها منه ابنها
علي وكانت قد تزوجت بعد شرف الدولة بأخيه إبراهيم فلما مات
ملكشاه قصدت الموصل ومعها ابنها علي فقصدها محمد بن شرف الدولة
مسلم وأراد أخذ الموصل فافترقت العرب فرقتين فرقة معه واخرى مع صفية
وابنها علي واقتتلوا بالموصل عند الكناسة فظفر علي وانهزم محمد وملك علي
الموصل فلما وصل إبراهيم إلى جهينة وبينه وبين الموصل أربعة فراسخ سمع
ان الأمير علي ابن أخيه شرف الدولة قد ملكها ومعه أمه صفية عمة ملكشاه
فأقام مكانه وراسل صفية خاتون وترددت الرسل فسلمت البلد إليه فأقام به
فلما ملك تتش نصيبين ارسل إليه يأمره ان يخطب له بالسلطنة ويعطيه طريقا
إلى بغداد لينحدر ويطلب الخطبة بالسلطنة فامتنع إبراهيم من ذلك فسار
تتش إليه وتقدم إبراهيم أيضا نحوه فالتقوا بالمضيع (١) من أعمال الموصل في

(١) هكذا في تاريخ ابن الأثير المضيع بالضاد المعجمة والمثناة التحتية والعين المهملة وتقدم المصنع.
بالصاد المهملة والنون والعين المهملة ولم يتضح لنا الصواب منهما بعد التفتيش التام.
(١٩٨)

ربيع الأول وكان إبراهيم في ثلاثين ألفا وتتش في عشرة آلاف وكان آقسنقر
على ميمنة تتش وبوزان على مسيرته فحمل العرب على بوزان فانهزم وحمل
آقسقنر على العرب فهزمهم وتمت الهزيمة على إبراهيم والعرب واخذ إبراهيم
أسيرا وجماعة من امراء العرب فقتلوا صبرا ونهبت أموال العرب وقتل كثير
من نساء العرب أنفسهن خوفا من السبي والفضيحة وملك تتش بلادهم
الموصل وغيرها واستناب بها علي بن شرف الدولة مسلم وامه صفية عمة
تتش انتهى.
٣١٦: السيد إبراهيم القايني
نسبة إلى قاين بقاف وألف ومثناة تحتية مكسورة ونون قال السمعاني:
بليدة قريبة من طبس بين نيسابور وأصبهان خرج منها جماعة من المحدثين
قديما وحديثا. وفي معجم البلدان عن البشاري: قاين قصبة قوهستان
وهي فرضة خراسان وخزانة كرمان وبين قاين ونيسابور تسع مراحل وإلى
طبس مسينان يومان انتهى وطبس بطاء مهملة وباء موحدة مفتوحتين
وسين مهملة مدينة بين نيسابور وأصبهان وكرمان.
في تكملة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني بعد الترجمة: شيخ
الاسلام في قاين كان عالما عاملا رأيته فيها فوجدته عالما نضجا ذا صلاح
انتهى.
٣١٧: إبراهيم بن قتيبة الأصفهاني.
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه البرقي وفي
الفهرست له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة
عن أحمد بن أبي عبد الله عنه وقال النجاشي له كتاب أخبرنا محمد بن محمد
عن الحسن بن أبي حمزة عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عنه
به.
٣١٨: السيد إبراهيم القزويني.
وقال السيد محمد إبراهيم.
توفي سنة ١١٥٠ وبضع كما في نجوم السماء عن الشذور.
وفي النجوم عن الشيخ علي الحزين في سوانح عمره عند ذكر من
رآهم في أثناء سفره قال: ومن الأفاضل سيد العلماء الأمير محمد إبراهيم
القزويني جامع المعقول والمنقول من الأتقياء رايته في دار السلطنة قزوين
انتهى وهو غير السيد محمد إبراهيم بن محمد معصوم الحسيني القزويني
الآتي في إبراهيم بن معصوم لأن ذلك توفي سنة ١١٤٥.
٣١٩: السيد إبراهيم بن علي بن باليل الجزائري الدورقي.
توفي في عشر الخمسين بعد المائة وألف.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازاته الكبيرة فقال: كان عالما أديبا شاعرا مجيدا حسن الصحبة ترافقت
معه في طريق أصبها فرأيته فوق الوصف قرأ على أبيه وعلى الشيخ فتح الله
الكعبي وغيرهما.
٣٢٠: إبراهيم بن علي بن عيسى الرازي
في لسان الميزان ذكره ابن بابويه في تاريخ الري وقال شيخ من الشيعة
يحدث عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار روى عنه أبو الفتح عبيد الله بن
موسى بن أحمد الحسيني وجعفر بن محمد البونسي وغيرهما انتهى
ولعل مراده بابن بابويه الصدوق فان له كتاب التاريخ ويمكن كونه تاريخ
الري.
٣٢١: إبراهيم بن عياش القمي
في لسان الميزان روى عن أحمد بن دريس القمي وعنه أبو عمرو
محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي والثلاثة من الشيعة الإمامية
انتهى.
أقول لا ذكر له في رجال أصحابنا.
٣٢٢: السلطان إبراهيم قلي قطبشاه الرابع ابن سلطان قلي قطب الملك
قطبشاه الأول. ابن أمير زاده أويس قلي بن أمير زاده بير قلي بن أمير زاده
الوند بن أمير زاده إسكندر بن الأمير قرا يوسف بن المعروف أميرا قرا
محمد أحد سلاطين القطب شاهية في كولكندة وحيدر آباد من بلاد الهند.
في حديقة السلاطين القطب شاهية ما ترجمته: ولد سنة ٩٣٦ وجلس
على سرير الملك سنة ٩٥٧ وتوفي سنة ٩٨٨ بعد ثلاثين سنة من سلطنته
ودفن في مقبرة عائلته ويأتي ذكرها في قطبشاه الأول أقول فيكون عمره
٥٢ سنة ومدة ملكه ٣١ سنة.
ومر في إبراهيم شاة بن برهان نظامشاه اجمال الكلام على الدولة
القطبشاهية في الهند وان ملوكها كانوا شيعة ومنهم المترجم. في الحديقة:
ولي الملك قبله ابن أخيه السلطان سبحان قلي قطبشاه الثالث وبقي في الملك
عدة شهور وعزل فجلس المترجم على سرير الملك سنة ٩٥٧ وكان ماهرا في
تدبير أمور السلطنة صاحب عقل ورأي عمر في عهده كثيرا من المساجد
والمستشفيات والخانات ومخازن الماء كان في عهده ثلاثة اشخاص من
الخطاطين المشهورين بحسن الخط وهم محمد الأصفهاني وإسماعيل بن ملا
عرب الشيرازي وتقي الدين محمد صالح البحريني وكان إبراهيم قد جعل
مدينة كولكندة وهي من عواصم مملكته مركزا لتجار العرب والترك
وإيران وسوقا لتجارتهم وبقي في الملك ثلاثين سنة وخلف ثلاثين ولدا
انتهى وفي كتاب آثار الشيعة الإمامية ان مدة ملكه ٣٣ سنة و ٩ أشهر
ووفاته كما ذكرناه وانه لما توفي اخوه جمشيد صمم الامراء على نصب ولده
سبحانقلي مكانه ثم حصل النزاع بينهم وانتهى باستيلاء إبراهيم شاة
والقبض على سبحانقلي سنة ٩٥٦ قال وله وقائع تاريخية مهمة ذكرها صاحب
حديقة العالم المختص بأحوال القطب شاهية ومحمد قاسم فرشته صاحب تاريخ
ملوك الهند انتهى أقول على ما ذكره من تاريخ استيلائه ووفاته تكون
مدة ملكه ٣٢ سنة.
٣٢٣: الشيخ إبراهيم القطيفي
مر بعنوان إبراهيم بن سليمان.
٣٢٤: إبراهيم الكرخي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال بغدادي انتهى ويروي
عنه الحسن بن محبوب وابن أبي عمير ومر في إبراهيم بن أبي زياد الكرخي
استظهار اتحاده معه.
٣٢٥: المولى إبراهيم الكرماني
له كتاب بيمار نامه فارسي وله ديوان نامه وطالع نامه.
٣٢٦: الشيخ إبراهيم ويقال محمد إبراهيم اللنكراني
توفي يوم الخميس من شهر ربيع الثاني أو جمادي الثانية سنة ١٣١٤
(١٩٩)

وفي الشجرة الطيبة انه توفي مسموما في النجف الأشرف ودفن في إحدى
حجر الصحن الشريف القبلية.
عالم فاضل فقيه زاهد عابد محقق مدقق جامع للمعقول والمنقول بارع
في فني الفقه والأصول تلمذ في أول امره في كربلاء على الشيخ علي اليزدي
ثم على الفاضل الأردكاني ثم انتقل إلى النجف وحضر دروس الفاضل الإيرواني
وميرزا حبيب الله الرشتي والفاضل الشرابياني له من المؤلفات ١ كتاب في
الأصول في مجلدين ضخمين ٢ كتاب في الفقه فيه الطهارة والصلاة
والمتاجر ٣ رسالة في السهو ٤ شرح الشرائع في الطهارة إلى آخر المياه
وفي البيع ٥ كتاب في الدليل العقلي و الملازمة العقلية ٦ رسالة في قضاء
الفوائت ٧ رسالة في قاعدة لا ضرر ولا ضرار ٨ رسالة في العدالة ٩
رسالة في قاعدة الميسور ١٠ رسالة في حمل فعل المسلم على الصحة ١١
رسالة في دراية الحديث.
٣٢٧: إبراهيم بن مالك بن الحارث الأشتر النخعي
قتل سنة ٧١ وفي مرآة الجنان ٧٢ مع مصعب بن الزبير وهو يحارب
عبد الملك بن مروان وقبره قرب سامراء مزور معظم وعليه قبة.
والنخعي بفتحتين نسبة إلى النخع قبيلة باليمن وهم من مذحج
ويأتي في إبراهيم بن يزيد النخعي الكلام عليهم بابسط من هذا.
كان إبراهيم فارسا شجاعا شهما مقداما رئيسا عالي النفس بعيد الهمة
وفيا شاعرا فصيحا مواليا لأهل البيت ع كما كان أبوه متميزا
بهذه الصفات ومن يشابه أبا فما ظلم وفي مرآة الجنان كان سيد النخع
وفارسها انتهى وكان مع أبيه يوم صفين مع أمير المؤمنين ع وهو
غلام وابلى فيها بلاء حسنا وبه استعان المختار حين ظهر بالكوفة طالبا بثار
الحسين ع وبه قامت امارة المختار وثبتت أركانها وكان مع مصعب بن
الزبير وهو يحارب عبد الملك فوفى له حين خذله أهل العراق وقاتل معه حتى
قتل وقال مصعب بعد قتله حين رأى خذلان أهل العراق له يا
إبراهيم ولا إبراهيم لي اليوم.
حربه يوم صفين
روى نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفين ان معاوية اخرج
عمرو بن العاص يوم صفين في خيل من حمير كلاع ويحصب إلى الأشتر
فلقيه الأشتر امام الخيل فلما عرف عمرو انه الأشتر جبن واستحيا ان يرجع
فلما غشيه الأشتر بالرمح راع منه عمرو ورجع راكضا إلى المعسكر ونادى
غلام شاب من يحصب يا عمرو عليك العفا ما هبت الصبا يا لحمير ابلغوني
اللواء فاخذه وهو يقول: إن
يك عمرو قد علاه الأشتر بأسمر فيه سنان أزهر
فذاك الله لعمري مفخر يا عمرو يكفيك الطعان حمير
واليحصبي بالطعان أمهر دون اللواء اليوم موت احمر
فنادى الأشتر إبراهيم ابنه خذ اللواء فغلام لغلام فتقدم إبراهيم وهو
يقول:
يا أيها السائل عني لا ترع أقدم فاني من عرانين النخع
كيف ترى طعن العراقي الجذع أطير في يوم الوغى ولا أقع
ما ساءكم سر وما ضركم نفع أعددت ذا اليوم لهول المطلع
وحمل على الحميري فالتقاه الحميري بلوائه ورمحه ولم يبرحا يطعن كل
واحد منهما صاحبه حتى سقط الحميري قتيلا.
خبره مع المختار
كان أصحاب المختار قالوا له ان أجابنا إلى أمرنا إبراهيم بن الأشتر
رجونا القوة على عدونا فإنه فتى رئيس وابن رجل شريف له عشيرة ذات عز
وعدد فخرجوا إلى إبراهيم ومعهم الشعبي وسألوه مساعدتهم وذكروا له ما
كان أبوه عليه من ولاء علي وأهل بيته فأجابهم إلى الطلب بدم الحسين ع
على أن يولوه الامر فقالوا له أنت أهل لذلك ولكن المختار قد جاءنا من قبل
محمد بن الحنفية فسكت ثم جاءه المختار في جماعة فيهم الشعبي وأبوه فقال
له المختار هذا كتاب من المهدي محمد بن علي أمير المؤمنين وهو خير أهل
الأرض اليوم وابن خير أهلها بعد الأنبياء والرسل وكان الكتاب مع الشعبي
فدفعه إليه فإذا فيه من محمد المهدي إلى إبراهيم بن مالك الأشتر اني قد
بعثت إليكم وزيري وأميني وأمرته بالطلب بدماء أهل بيتي فانهض معهم
بنفسك وعشيرتك ولك أعنة الخيل وكل مصر ومنبر ظهرت عليه فيما بين
الكوفة وأقصى الشام فقال إبراهيم قد كتب إلي ابن الحنفية قبل هذا فلم
يكتب الا باسمه واسم أبيه قال المختار ان ذلك زمان وهذا زمان قال فمن
يعلم أن هذا كتابه فشهد جماعة الا الشعبي فتأخر إبراهيم عن صدر
الفراش واجلس المختار عليه وبايعه فلما خرجوا قال إبراهيم للشعبي رأيتك
لم تشهد أنت ولا أبوك فقال هؤلاء سادة القراء ومشيخة المصر ولا يقول
مثلهم الا حقا وبلغ عبد الله بن مطيع أمير الكوفة من قبل ابن الزبير ان
المختار يريد الخروج عليه في تينك الليلتين فبعث العساكر ليلا سنة ٦٦ إلى
الجبانات الكبار بالكوفة وبعث صاحب شرطته اياس بن مضارب في الشرط
فأحاط بالسوق والقصر وخرج إبراهيم تلك الليلة بعد ما صلى بأصحابه
المغرب في مائة دارع قد لبسوا الأقبية فوق الدروع يريد المختار فقال له
أصحابه تجنب الطريق فقال والله لامرن وسط السوق بجنب القصر
ولأرعبن عدونا ولأرينهم هوانهم علينا فسار على باب الفيل وهو من أبواب
المسجد الأعظم وقصر الامارة بجانب المسجد فلقيهم اياس في الشرط فقال
من أنتم قال انا إبراهيم بن الأشتر قال ما هذا الجمع الذي معك ولست
بتاركك حتى آتي بك الأمير قال إبراهيم خل سبيلنا فامتنع ومع اياس رجل
من همدان اسمه أبو قطن وكان اياس يكرمه وهو صديق إبراهيم فقال له
إبراهيم ادن مني فدنا ظانا انه يريد ان يستشفع به عند اياس فاخذ إبراهيم
منه الرمح وطعن به اياسا في ثغرة نحره فصرعه وامر رجلا فقطع رأسه
وانهزم أصحابه واقبل إبراهيم إلى المختار فأخبره ففرح بذلك وقال هذا أول
الفتح وخرج إبراهيم وأصحابه فلقيتهم جماعة فحمل عليهم إبراهيم فكشفهم
وهو يقول اللهم انك تعلم انا غضبنا لأهل بيت نبيك ثرنا لهم على
هؤلاء القوم ثم حمل على جماعة آخرين فهزمهم حتى أخرجهم إلى
الصحراء ثم رجع إلى المختار فوجد القتال قد نشب بينه وبين أصحاب
ابن مطيع فلما علم أصحاب ابن مطيع بمجئ إبراهيم تفرقوا
وخرج المختار بأصحابه ليلا إلى دير هند حتى اجتمع عنده ثلاثة آلاف وجمع
ابن مطيع أصحابه من الجبانات ووجههم إلى المختار فبعث المختار إبراهيم
في سبعمائة فارس وستمائة راجل وبعث نعيم بن هبيرة أخا مصقلة في
تسعمائة وذلك بعد صلاة الصبح فقتل نعيم وأسر جماعة من أصحابه
ومضى إبراهيم فلقيه راشد بن اياس في أربعة آلاف فاقتتلوا قتالا شديدا
فقتل راشد وانهزم أصحابه واقبل إبراهيم نحو المختار وشبث بن ربعي محيط
به فحمل عليهم إبراهيم فانهزموا وبعث المختار إبراهيم أمامه وخرج ابن
(٢٠٠)

مطيع فوقف بالكناسة وأرسل العساكر ليمنعوا المختار من دخول الكوفة ودنا
إبراهيم من ابن مطيع فامر أصحابه بالنزول وقال لا يهولنكم أن يقال جاء
آل فلان وآل فلان فان هؤلاء لو وجدوا حر السيوف لانهزموا انهزام المعزى
من الذئب ثم حمل عليهم فانهزموا ودخل ابن مطيع القصر فحاصره إبراهيم
ثلاثا فخرج منه ليلا ونزله إبراهيم ودخله المختار فبات فيه وأرسل إلى ابن
مطيع مائة ألف درهم وقال تجهز بها وبايعه أهل الكوفة على كتاب الله وسنة
رسوله والطلب بدماء أهل البيت وفرق العمال وكان عبيد الله بن زياد قد
هرب بعد موت يزيد إلى الشام وجاء بجيش إلى الموصل فأرسل إليه المختار
يزيد بن انس في ثلاثة آلاف فلقي مقدمة أهل الشام فهزمهم واخذ
عسكرهم ومات من مرض به فعاد أصحابه إلى الكوفة لما علموا انه لا طاقة
لهم بعسكر ابن زياد فأرسل المختار إبراهيم بن الأشتر في سبعة آلاف وأمره
ان يرد جيش يزيد معه فلما خرج إبراهيم طمع أشراف أهل الكوفة في
المختار واجمع رأيهم على قتاله فجعل يخادعهم ويعدهم بكل ما يطلبون فلم
يقبلوا ووثبوا به فأرسل قاصدا مجدا إلى إبراهيم يأمره بالرجوع وامر أصحابه
بالكف عنهم واجتهد في مخادعتهم فوصل الرسول إلى إبراهيم بساباط
المدائن فسار ليلته كلها ثم استراح حتى امسى وسار ليلته كلها ثم استراح
حتى امسى وسار ليلته كلها ويومه إلى العصر فبات في المسجد واشتد القتال
ومضى ابن الأشتر إلى مضر فهزمهم واستقام أمر الكوفة للمختار وتجرد
لقتل قتلة الحسين ع ثم سار إبراهيم بعد يومين لقتال ابن زياد وكان قد
سار في عسكر عظيم من الشام فبلغ الموصل وملكها فنزل إبراهيم قريبا منه
على نهر الخازر ولم يدخل عينه الغمض حتى إذا كان السحر الأول عبى
أصحابه وكتب كتابه وامر أمراءه فلما انفجر الفجر صلى الصبح بغلس ثم
خرج فصف أصحابه ونزل يمشي ويحرض الناس حتى أشرف على أهل الشام
فإذا هم لم يتحرك منهم أحد وسار على الرايات يحثهم ويذكرهم فعل
ابن زياد بالحسين وأصحابه وأهل بيته من القتل والسبي ومنع الماء وتقدم
إليه وحملت ميمنة أهل الشام على ميسرة إبراهيم فثبتت لهم وقتل أميرها
فاخذ الراية آخر فقتل وقتل معه جماعة وانهزمت الميسرة فاخذ الراية ثالث
ورد المنهزمين فإذا إبراهيم كاشف رأسه ينادي اي شرطة الله انا ابن الأشتر
ان خير فراركم كراركم ليس مسيئا من اعتب وحملت ميمنة إبراهيم على
ميسرة ابن زياد رجاء ان ينهزموا لان أميرها كان قد وعد إبراهيم ذلك لأنه
وقومه كانوا حاقدين على بني مروان من وقعة مرج راهط فلم ينهزموا أنفة
من الهزيمة فقال إبراهيم لأصحابه اقصدوا هذا السواد الأعظم فوالله لئن
هزمناه لا نجفل من ترون يمنة ويسرة انجفال طير ذعرت فمشى أصحابه
إليهم فتطاعنوا ثم صاروا إلى السيوف والعمد وكان صوت الضرب بالحديد
كصوت القصارين وكان إبراهيم يقول لصاحب رايته انغمس فيهم فيقول
ليس لي متقدم فيقول بلى فإذا تقدم شد إبراهيم بسيفه فلا يضرب رجلا الا
صرعه وحمل أصحابه حملة رجل واحد فانهزم أصحاب ابن زياد فقال
إبراهيم اني ضربت رجلا تحت راية منفردة على شاطئ نهر الخازر فقددته
نصفين فشرقت يداه وغربت رجلاه وفاح منه المسك وأظنه ابن مرجانة
فالتمسوه فإذا هو ابن زياد فوجدوه كما ذكر قطع رأسه وأحرقت جثته. وقتل
في هذه الوقعة من أصحاب ابن زياد الحصين بن نمير السكوني وشرحبيل بن
ذي الأكلاع الحميري. ولما انهزم أصحاب ابن زياد تبعهم أصحاب
إبراهيم فكان من غرق أكثر ممن قتل وانفذ إبراهيم عماله إلى نصيبين
وسنجار ودارا وقرقيسيا وحران والرها وسميساط وكفر توثا وغيرها وأقام هو
بالموصل وقال سراقة البارقي يمدح إبراهيم بن الأشتر:
اتاكم غلام من عرانين مذحج * جرئ على الأعداء غير نكول
جزى الله خيرا شرطة الله انهم * شفوا من عبيد الله حر غليلي
وقال عبد الله بن الزبير الأسدي بفتح الزاي وقيل عبد الله بن عمرو
الساعدي يمدح إبراهيم ويذكر الوقعة:
الله أعطاك المهابة والتقى * وأحل بيتك في العديد الأكثر
وأقر عينك يوم وقعة خازر * والخيل تعثر بالقنا المتكسر
من ظالمين كفتهم آثامهم * تركوا لعافية وطير حسر
ما كان أجرأهم جزاهم ربهم * شر الجزاء على ارتكاب المنكر
وفي الأغاني بسنده عن الهيثم بن عدي ان عبد الله بن الزبير الأسدي
اتى إبراهيم بن الأشتر فقال اني قد مدحتك بأبيات فاسمعهن قال إني لست
أعطي الشعراء قال اسمعها مني وترى رأيك فقال هات إذن فانشده البيتين
الأولين وبعدهما:
اني مدحتك إذ نبا بي منزلي * وذممت اخوان الغنى من معشري
وعرفت انك لا تخيب مدحتي * ومتى أكن بسبيل خير أشكر
فهلم نحوي من يمينك نفحة * ان الزمان ألح يا ابن الأشتر
فقال كم ترجو ان أعطيك قال ألف درهم فأعطاه عشرين ألفا. قال
هذا مع أن عبد الله بن الزبير هذا كان من شيعة بني أمية وذوي الهوى فيهم
والتعصب لهم أقول ولكن قد نسب إليه رثاء في الحسين ع مما يدل
على خلاف ذلك ويشبه ان يكون وقع من المؤرخين خلط بين أبيات
الأسدي والساعدي لاتحاد الوزن والقافية ومثله قد وقع منهم كثيرا والله أعلم
وقال يزيد بن المفرع الحميري يهجو ابن زياد ويذكر مقتله:
ان الذي عاش ختارا بذمته * وعاش عبدا قتيل الله بالزاب
العبد للعبد لا أصل ولا طرف * ألوت به ذات أظفار وأنياب
ان المنايا إذا ما زرن طاغية * هتكن عنه ستورا بين أبواب
هلا جموع نزار إذ لقيتهم * كنت امرأ من نزار غير مرتاب
لا أنت زاحمت عن ملك فتمنعه * ولا مددت إلى قوم بأسباب
ما شق جيب ولا ناحتك نائحة * ولا بكتك جياد عند اسلاب
لا يترك الله انفا تعطسون بها * بين العبيد شهودا غير غياب
أقول بعدا وسحقا عند مصرعه * لابن الخبيثة وابن الكودن الكابي
ثم إن مصعب بن الزبير خرج من البصرة إلى المختار فقتله بعد حرب
شديد وأقر إبراهيم بن الأشتر على ولاية الموصل والجزيرة ثم إن عبد
الملك بن مروان سار إلى العراق بجيش لحرب مصعب فاحضر مصعب
إبراهيم من الموصل وجعله على مقدمته والتقى العسكران بمسكن من ارض
العراق وكان أشراف العراق قد كاتبوا عبد الملك فكتب إلى من كاتبه ومن لم
يكاتبه وكتب إلى إبراهيم فكلهم اخفى كتابه الا إبراهيم فجاء به مختوما إلى
مصعب ففتحه فإذا فيه انه يدعوه إلى نفسه ويجعل له ولاية العراق فقال له
إبراهيم انه كتب إلى أصحابك كلهم مثل ما كتب إلي فأطعني واضرب
أعناقهم فابى فقال احبسهم فابى وقال رحم الله الأحنف إن كان ليحذرني
غدر أهل العراق ويقول هم كمن تريد كل يوم بعلا وقدم عبد الملك أخاه
محمدا وقدم مصعب إبراهيم بن الأشتر فقتل صاحب لواء محمد وجعل
(٢٠١)

مصعب يمد إبراهيم فأزال محمدا عن موقفه وأمد إبراهيم بعتاب بن ورقاء
فساء ذلك إبراهيم وقال قد قلت له لا تمدني بأمثال هؤلاء فانهزم عتاب
وكان قد كاتب عبد الملك وصبر إبراهيم فقاتل حتى قتل وحمل رأسه إلى عبد
الملك وانهزم أهل العراق عن مصعب حتى قتل وقيل إنه سال عن الحسين
ع كيف امتنع عن النزول على حكم ابن زياد فأخبر فقال متمثلا بقول
سليمان بن قتة:
فان الأولى بالطف من آل هاشم * تأسوا فسنوا للكرام التأسيا
وقال يزيد بن الرقاع العاملي أخو عدي بن الرقاع وكان شاعر أهل الشام
:
نحن قتلنا ابن الحواري مصعبا * أخا أسد والمذحجي اليمانيا
ومرت عقاب الموت منا لمسلم * فاهوت له طير فأصبح ثاويا
المذحجي هو ابن الأشتر ومسلم هو ابن عمرو الباهلي وكان على
ميسرة إبراهيم بن الأشتر.
وفي الأغاني ان إبراهيم بن الأشتر بعث إلى أبي عطاء السندي ببيتين
من شعر وسأله ان يضيف إليهما بيتين وهما:
وبلدة يزدهي الجنان طارقها * قطعتها بكناز اللحم معتاطه
وهنا وقد حلق النسران أو كربا * وكانت الدلو بالجوزاء حتاطه
فقال أبو عطاء:
فانجاب عنها قميص الليل فابتكرت * تسير كالفحل تحت الكور لطاطه
في أينق كلما حث الحداة لها * بدت مناسمها هوجاء خطاطه
وعرف لإبراهيم من الأولاد ولدان. النعمان ومالك
٣٢٨: إبراهيم المؤمن
مذكور في ترجمة زرارة بن أعين ولم يطعن عليه ابن طاوس عندما ذكر
روايته عن عمران الزعفراني عن الصادق ع ذم زرارة بل علي عمران
بأنه مجهول وعلى العبيدي بالضعيف.
٣٢٩: إبراهيم بن المبارك
قال النجاشي له كتاب.
٣٣٠: إبراهيم بن المتوكل الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٣٣١: إبراهيم بن المثنى
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع. مرتين وقيل بل أحدهما ابن أبي
المثنى ويروي عنه عبد الله بن مسكان.
٣٣٢: إبراهيم المجاب
يأتي بعنوان إبراهيم بن محمد العابد ابن الإمام موسى الكاظم
ع.
٣٣٣: إبراهيم بن مجاهد وهو ابن أبي ثواب المؤدب
ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم ع.
٣٣٤: إبراهيم بن محرز الجعفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٣٣٥: إبراهيم بن محرز الخثعمي
يروي عنه إبراهيم بن محمد الأشعري ويروي هو عن محمد بن مسلم
ويروي مروان بن مسلم عنه عن أبي جعفر ولم يذكره أصحاب الرجال.
٣٣٦: ميرزا إبراهيم بن ملا صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي المعروف أبوه
بملا صدرا توفي سنة ١٠٧٠ بشيراز.
في رياض العلماء: كان فاضلا عالما متكلما فقيها جليلا نبيلا متدينا جامعا
لأكثر العلوم ماهرا في أكثر الفنون سيما في العقليات والرياضيات وهو في
الحقيقة مصداق قوله يخرج الحي من الميت قرأ على جماعة منهم والده ولم
يسلك مسلكه وكان على ضد طريقته في التصوف والحكمة توفي في دولة
الشاه عباس الثاني بشيراز في عشر السبعين بعد الألف وله أخ فاضل وهو
الميرزا احمد نظام الدين. أقول قوله مصداق يخرج الحي من الميت يشير
إلى ما نسب إلى ملا صدرا من بعض الكلمات المنافية لظاهر الشريعة كما
يجئ انش في ترجمته ويمكن ان يكون لها محمل صحيح. والقدح لا
يجوز بغير الامر الصريح. وذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تكملة
أمل الآمل فقال: ميرزا إبراهيم ابن مولانا صدر الدين الشيرازي آية الله في
التحقيق وحجته على ذوي التدقيق أعظم العلماء شانا وأنورهم برهانا لو رآه
أبو علي لأذعن له أو نصر لشكره كم من مسائل عويصة برهن عليها ومن
دقائق خفية بينها ان قلت إنه فاق أباه ما أخطأت من رأى حاشيته على
حاشية الخفري يحكم بان اللازم على الخفري ان يقرأها عليه ويستفيد منه
ليحل له مواضعها المشكلة ثم يشكره وبالجملة لساني قاصر عن مدحه
وشرح فضله وله رسالة في تفسير آية الكرسي حقق فيها ودقق وتعمق وبين
لحق وكان مباينا لطريقة والده في الاعتناء بالملوك لا فيما أشار إليه صاحب
الرياض وله حاشية على اثبات الواجب للمحقق الدواني. وفي لؤلؤتي
البحرين عن السيد نعمة الله الجزائري في بعض مؤلفاته أنه قال لما وردت
شيراز لم أصل الا إلى ولد صدر الدين واسمه ميرزا إبراهيم وكان جامعا
للعلوم العقلية والنقلية فأخذت عنه شطرا من الحكمة والكلام وقرأت عليه
حاشية على حاشية شمس الدين الخفري على شرح التجريد وكان اعتقاده
في الأصول خيرا من اعتقاد والده وكان يمتدح ويقول اعتقادي في أصول
الدين مثل اعتقاد العوام وقد أصاب في هذا التشبيه انتهى ثم قال في
اللؤلؤتين في أثناء ترجمة والده صدر الدين. وله ابن فاضل كما تقدم في
كلام السيد نعمة الله يسمى ميرزا إبراهيم وكان فاضلا عالما متكلما جليلا
نبيلا حاويا لأكثر العلوم سيما في العقليات والرياضيات.
مشائخه
قرأ على جماعة منهم والده صدر الدين محمد المعروف بملا
صدرا.
تلاميذه
منهم السيد نعمة الله الجزائري.
مؤلفاته
١ حاشية على شرح اللمعة إلى كتاب الزكاة ٢ العروة الوثقى في
تفسير القرآن وكانه اخذ هذا الاسم من الشيخ البهائي ٣ حاشية على حاشية
(٢٠٢)

شمس الدين على شرح التجريد ٤ رسالة في تفسير آية الكرسي ٥
حاشية على رسالة اثبات الواجب للمحقق الدواني ٦ على إلهيات
الشفا.
٣٣٧: إبراهيم بن محمد بن يحيى المدني.
يأتي بعنوان ابن محمد بن أبي يحيى سمعان.
٣٣٨: الشيخ إبراهيم بن محمد بن أحمد.
في أمل الآمل فاضل فقيه يروي عن السيد علي بن موسى بن طاوس
ويروي عن أبيه محمد.
٣٣٩: الشيخ إبراهيم بن شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني.
في معجم البلدان قسين بالضم ثم الكسر والتشديد ومثناة تحتية ونون
كورة من نواحي الكوفة.
أبو المترجم هو شيخ اجازة المزيدي الذي يروي عنه الشهيد ويروي
المترجم اجازة ٧ عن السيد علي بن طاوس المتوفى سنة ٦٦٤ إجازة له ولأبيه
ولأخويه جعفر وعلي وجماعة آخرين سنة ٦٦٤ ولا نعلم من أحواله شيئا غير
ذلك.
٣٤٠: إبراهيم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع.
البطحاني في عمدة الطالب: يروى بفتح الباء منسوبا إلى
البطحاء وبضمها منسوبا إلى بطحان واد بالمدينة قال العمري واحسب انهم
نسبوا إلى أحد هذين الموضعين ونسب جدهم محمد إليه لادمانه الجلوس
فيه.
في عمدة الطالب: اما إبراهيم بن البطحاني ويعرف على ما قيل
بالشجري وكان رئيسا بالمدينة قال شيخ الشرف العبيدلي اعقب في بلدان
شتى وفيهم مجانين عدة وبله وسفهاء.
٣٤١: الشيخ إبراهيم بن المولى محمد علي البادكوبي نزيل النجف الأشرف.
توفي حدود ١٣٢٢.
عالم فاضل ذكر في الذريعة من مؤلفاته رسالة فارسية فقهية بعنوان
السؤال و الجواب مطبوعة.
٣٤٢: الخواجة فخر الدين إبراهيم بن الوزير الكبير خواجة عماد الدين محمود بن
الصاحب خواجة شمس الدين محمد بن علي الصفي.
ترجم بأمره الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي تاريخ قم
العربي إلى الفارسية في سنة ٨٦٥.
٣٤٣: السيد ميرزا إبراهيم بن مراد الحسيني.
يروي بالإجازة عن السيد صدر الدين علي بن نظام الدين احمد
صاحب السلافة له منه اجازة مختصرة تاريخها سنة ١١٠٩.
٣٤٤: إبراهيم بن محمد إسماعيل.
روى عنه علي بن الحسن الطاطري وقال الشيخ ان الطائفة عملت بما
رواه الطاطريون.
٣٤٥: إبراهيم بن محمد الأشعري.
والأشعريون نسبة إلى أشعر بحذف ياء النسبة لقب نبت بن أدد
لأنه ولد وعليه شعر وهو أبو قبيلة باليمن والنسبة إليه أشعري قال
النجاشي: إبراهيم بن محمد الأشعري قمي ثقة روى عن موسى والرضا
ع واخوه الفضل وكتابهما شركة رواه الحسن بن علي بن فضال
عنهما انتهى وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بن محمد انه
الأشعري الثقة برواية الحسن بن فضال أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن
الحسن عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب حدثنا الحسن بن علي بن
فضال حدثنا الفضل وإبراهيم به. وفي الفهرست: إبراهيم بن محمد
الأشعري له كتاب بينه وبين أخيه الفضل بن محمد أخبرنا به ابن أبي جيد
عن محمد بن الحسن بن علي بن فضال عنهما عنه وروايته هو عن الكاظم
والرضا ع.
٣٤٦: الميرزا إبراهيم بن الميرزا غياث الدين محمد الأصفهاني الخوزاني.
قاضي أصبهان ثم قاضي العسكر النادري.
قتل سنة ١١٠٠.
الخوازاني بخاء معجمة مضمومة وواو ساكنة وزاي وألف ونون آخر
الحروف نسبة إلى خوزان من قرى أصبهان.
في تكملة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني بعد الترجمة أعجوبة
الدهر و نادرة الزمان فاضل عز مثله في زمانه بل في سائر الأزمان كان ماهرا
في الفقه وأصوله حاذقا في الحكمة وفصولها دقيق الذهن جيد الفهم عميق
الفكر كامل العلم صاحب التقرير الفائق والتحرير الرائق حلو الكلام حسن
الأخلاق حسن الاعتقاد له رسالة في تحريم الغناء ردا على رسالة السيد
المعظم السيد ماجد الكاشي ورسالة في أن الدراهم والدنانير مثلية أو قيمية
انتهى وفي نجوم السماء انه أسند إليه منصب مشيخة الاسلام بأصبهان
ويروي عن الأمير محمد حسين بن محمد صالح الأصفهاني وغيره وقال مولانا
محمد باقر الهزار جريبي النجفي في إجازته للسيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي سنة ١١٩٥ عند ذكر مشائخه ومنهم شيخنا العالم الفاضل الفقيه
الجليل القدر العظيم المرتبة الميرزا إبراهيم قاضي أصفهان طاب رمسه بحق
روايته عن جماعة من الأكابر منهم السيد السند الجليل القدر الفاضل العالم
الكامل العظيم المنزلة وحيد العصر فريد الدهر شيخ الاسلام ملاذ المسلمين
الأمير محمد حسين ابن العلامة الأمير محمد صالح الأصفهاني انتهى وهو
من مشائخ الإجازة متكرر ذكره في الإجازات يروي عنه إجازة محمد باقر بن
محمد باقر الهزار جريبي الغروي والسيد نصر الله الحائري ويروي هو عن
الأمير محمد حسين الخاتون آبادي ومحمد طاهر بن مقصود علي الأصبهاني
والشيخ حسين الماحوزي ومحمد قاسم بن محمد رضا الهزار جريبي ومحمد
باقر صدر الخاصة من ذرية سلطان العلماء وذكره في نجوم السماء في
موضعين وهو شخص واحد كما صنع في غيره.
٣٤٧: الميرزا إبراهيم بن محمد باقر الجوهري الهدوي الأصل
القزويني.
المسكن الأصفهاني المدفن.
توفي سنة ١٢٥٣ ودفن في مقبرة آب بخشان من مقابر أصفهان.
(٢٠٣)

كان عالما عارفا أديبا شاعرا. وله من المؤلفات كتاب في الإمامة
نظما وله طوفان البكاء المشهور بالجوهرة.
٣٤٨: السيد إبراهيم ابن السيد محمد باقر بن محمد علي بن محمد مهدي القمي
الرضوي أخو السيد صدر الدين الرضوي شارح الوافية التونية ينتمي إلى
الإمام محمد الجواد بن علي الرضا ع وباقي النسب ذكر في ترجمة
أخيه صدر الدين بن محمد باقر.
كان حيا سنة ١١٦٨.
حكي عن السيد عبد الله سبط السيد نعمة الله الجزائري انه ذكره في
اجازته الكبيرة فقال: كان من الفضلاء المدققين والعلماء المحققين وانتقل
بعد وفاة أخيه السيد صدر الدين من همذان إلى كرمانشاهان انتهى
ولكن الذي وجدت انه ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله
الجزائري في ذيل اجازته الكبيرة هو هذا: عالم فاضل أريب مدقق حسن
الخط رأيته في همذان سنة ١١٤٨ وعاشرته ليلا ونهارا أيام إقامتي هناك وكان
مشتغلا بشرح المفاتيح وهو ذو ذكاء كثير إلا أنه كثير التعطيل يروي عن
أخيه وهو الآن مقيم ببلدة كرمانشاه سلمه الله انتهى وفي تتمة أمل الآمل
للشيخ عبد النبي القزويني: السيد إبراهيم بن السيد محمد القمي ثم
النجفي ثم الهمذاني. كان فاضلا محققا وعالما مدققا ذا فطنة ودراية متقنا
بارعا حاذقا في الحكمة والكلام والحديث والأصول والتفسير والفقه حضرت
مجلس درسه كثيرا ومن مصنفاته شرح المفاتيح وشرح الوافي وغيرهما من
الرسائل المفردة انتهى وبعضهم قال حواشي المفاتيح بدل شرح
المفاتيح.
٣٤٩: السيد إبراهيم ابن السيد محمد باقر الموسوي القزويني المجاور بالحائر
الحسيني على مشرفه السلام.
توفي في كربلاء سنة ١١٦٤ عن عمر ناهز الستين ودفن في مقبرة بجانب
داره قريبا من المشهد الشريف الحسيني.
كان أبوه من أهل خومين إحدى القرى الخمس المعروفة بمحال قزوين
وسكن قزوين وانتقل المترجم مع أبيه من محال قزوين إلى كرمانشاه وقرأ
مبادئ العلوم على من فيها من المدرسين وأقام أبوه في كرمانشاه
عند محمد علي ميرزا من امراء العائلة المالكة القاجارية الذي كان حاكما فيها
وصار معلما لأولاده ثم انتقل مع ولده المترجم إلى كربلاء فقرأ ولده أولا على
السيد علي صاحب الرياض في أواخر أيامه ثم لازم درس شريف العلماء في
الأصول ثم هاجر إلى النجف فقرأ على الشيخ علي ابن الشيخ جعفر
صاحب كشف الغطاء في الفقه نحو ثمانية أشهر أو سبعة عشر شهرا وعلى
أخيه الشيخ موسى ثم عاد إلى كربلاء فابتدأ أستاذه شريف العلماء يدرس في
الفقه بعد إن كان درسه مقصورا على الأصول وشرع في بحث البيع
الفضولي فبقي أستاذه نحو ثمانية أشهر ثم توفي وكان المترجم اشتغل
بالتدريس في حياة أستاذه حتى اجتمع في مجلس درسه نحو المائة طالب وبعد
وفاة أستاذه استقل بالتدريس وكان يدرس في مسجد مدرسة سردار المتصلة
بالصحن الشريف الحسيني ويجتمع في حلقة درسه سبعمائة طالب إلى
ثمانمائة إلى ألف وفيهم من فحول العلماء كما سيأتي عند ذكر تلاميذه وفي
بعض الأوقات كان يمتلئ المسجد ويضيق عن المستمعين فتفتح الأبواب
ويجلس الناس في صحن المدرسة فيمتلئ إلى قريب نصفه كان يدرس
درسين أحدهما في الأصول عنوانه كتاب نتائج الأفكار من تاليفه والآخر في
الفقه عنوانه شرائع المحقق الحلي وفي أكثر الأوقات يدرس الفقه حسب
ترتيب شرحه على شرائع الاسلام المسمى بدلائل الاحكام فيكتب الشرح
فيقرؤه في الدرس وكان في أكثر الأوقات يقول إذا كان لأحد كلام أو رد أو
بحث أو دليل زائد على ما ذكرناه فليتكلم وإذا ناظره أحد في مجلس الدرس
يجيبه فإذا رأى أن الطرف المقابل غرضه المجادلة لا فهم الحقيقة يسكت عن
جوابه وكان معاصرا للشيخ محمد حسين صاحب الفصول وتجري بينهما
مباحثات في المجلس وكان صاحب الفصول قليل الحظ في التدريس فاتفق
ان سافر المترجم فحضر كثير من تلاميذه درس صاحب الفصول فلما عاد
المترجم من سفره عادوا إليه وبقي صاحب الفصول في تلاميذه الأولين فقال
لهم مازحا وأنتم أيضا إذا شئتم ان تذهبوا فلا مانع. ومن آثاره بناء سور
سامرا فقد بني بمسعاه.
مشائخه
قرأ كما مر في كربلا على السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في
أواخر أيامه ثم قرأ على المولى محمد شريف بن حسن علي الآملي المازندراني
الملقب بشريف العلماء وكان يحضر درسه في كربلا ما يزيد على ألف طالب
وقرأ أيضا على السيد محمد صاحب المناهل ومفاتيح الأصول وهو الذي
رغبه في التأليف في الفقه وأعطاه من كتب الفقه ما يلزمه.
تلاميذه
قد عرفت انه كان يحضر درسه من سبعمائة إلى ألف ومن مشاهير
تلاميذه الشيخ زين العابدين البار فروشي المازندراني الفقيه المشهور الذي
انتهت إليه الرياسة في كربلا وأدركنا أواخر عصره والسيد حسين الترك
والسيد أسد الله نجل حجة الاسلام والشيخ مهدي الكجوري الذي كان
في شيراز والسيد أبو الحسن التنكابني والحاج محمد كريم اللاهجي والشيخ
عبد الحسين الطهراني وملا علي محمد التركي وملا علي الكني وميرزا محمد
حسين الساروي وميرزا محمد محسن الأردبيلي وميرزا صالح من العرب
وميرزا رضا الدامغاني والشيخ محمد طاهر الكيلاني وملا محمد صادق التركي
وآقا جمال المحلاتي وأمثالهم وكل واحد منهم صار مرجعا في صقعه.
مؤلفاته
١ ضوابط الأصول في مجلدين مطبوع وكان تاليفه في سنة
الطاعون ٢ نتائج الأفكار في الأصول بقدر المعالم ٣ رسالة في حجية
الظن ٤ دلائل الاحكام في شرح شرائع الاسلام في الفقه من الطهارة
إلى الديات في عدة مجلدات ٥ رسالة فارسية في الطهارة والصلاة والصوم
٦ رسالة عربية مفصلة في الطهارة والصلاة ٧ مناسك الحج ٨
رسالة في الغيبة ٩ رسالة في صلاة الجمعة ١ رسالة في القواعد
الفقهية جمع فيها خمسمائة قاعدة.
٣٥٠: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن بسام المصري أو البصري.
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري إجازة.
٣٥١: السيد زين الدين إبراهيم بن محمد بن تاج الدين الحسيني الكسكي.
عالم زاهد قاله منتجب الدين والكسكي لا يعلم نسبته إلى اي
(٢٠٤)

شئ فلم نجد في أسماء البلدان ولا القبائل ولا غيرها ما اسمه كسك ولعله
تصحيف الكشكي بالفتح والله أعلم.
٣٥٢: السيد إبراهيم ويقال محمد إبراهيم ابن السيد محمد تقي ابن السيد حسين ابن
السيد دلدار علي النقوي النصير آبادي اللكهنوئي.
ولد سنة ١٢٥٩ وتوفي سنة ١٣٠٧ ودفن في حسينية أبيه بلكهنوء.
تنقل ترجمته من رسالة لحفيده السيد علي ابن السيد أبو الحسن ابن
السيد محمد إبراهيم المترجم قال كان عالما فقيها حاويا لصنوف الكمالات
نهض بأعباء الزعامة الروحية ونشر تعاليم الدين الحنيف بعد والده السيد
محمد تقي فجاهد في اعلاء كلمة الاسلام وثابر حق المثابرة وكان على شنشنة
أسلافه الهاشمية في بث روح الاسلام في هاتيك الديار والدعوة إلى شرعة
جده الأمين صلى الله عليه وآله وسلم وتصدى للافتاء والاستنباط في حداثة سنه وله مقامات
معروفة تضرب بها الأمثال ومشاهد في حماية الدين سارت بها الركبان
ويعرفها الحاضر والبادي وكان وقورا مهيبا عند الخاصة العامة. لقبه
السلطان واحد على شاة آخر ملوك الشيعة في لكهنؤ بسيد العلماء ولما زار
الرضا ع. احتفى به ناصر الدين شاة ولقبه حجة الاسلام وبعد
انقراض الدولة الجعفرية من بلاد لكهنؤ واحتلال الدولة البريطانية حرض
جماعة من العلماء الحاكم الانكليزي على إلغاء شهادة الولاية من الاذان
فراجع الحاكم المترجم في ذلك فابى وقال اسقطها إذا أسقطتم شهادة الرسالة
قالوا هذه هي الاسلام قال وهذه عندنا هي الإيمان ثم احضره الحاكم في
المكان الذي فيه المدافع والبنادق وقال ترى ان كل هذا عندنا قال نعم اعلم
ذلك وأنتم قادرون على ارهاق نفسي ولكنها ليست نفسا واحدة ولا تزهق
حتى تسيل الأزقة والأسواق دما. ثم كتب المترجم إلى ملكة بريطانيا في
لندن فامرت بابقاء ذلك وكان ذلك سنة ١٣٠٦ تقريبا سافر إلى الحج وزار
مشهد الرضا ع ومشاهد العراق مرارا.
مشائخه
قرأ النحو والصرف والمنطق والبيان على المولي كمال الدين الموهاني
والفقه والأصول على أبيه السيد محمد تقي يروي عن جماعة كالسيد الميرزا
محمد حسن الشيرازي والشيخ محمد طه نجف النجفي والسيد ميرزا محمد
حسين الشهرستاني والشيخ علي نجل صاحب الجواهر والميرزا حبيب الله
الرشتي والمولى لطف الله المازندراني والشيخ محمد حسن آل يسين الكاظمي
الفاضل الإيرواني والشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ حسن ابن الشيخ
أسد الله الكاظمي والشيخ زين العابدين المازندراني والسيد أبو القاسم
الطباطبائي الملقب حجة الاسلام.
مؤلفاته
١ أمل الآمل في تحقيق بعض المسائل الكلامية فارسي ٢ وطاب
العائل في المعاملات شرحا لبعض عبائر المسالك ٣ الشمعة في احكام
الجمعة وسماها عند قدومه إيران اللمعة الناصرية ٤ تكملة ينابيع الأنوار
لوالده في تفسير القرآن مجلدان ٥ نور الأبصار في اخذ الثار فارسي ٦
اليواقيت والدرر في احكام التماثيل والصور ٧ البضاعة المزجاة في تفسير
سورة يوسف. وغيرها من كتب ورسائل.
٣٥٣: الميرزا السيد إبراهيم ويقال محمد إبراهيم الرضوي المشهدي
متولي الآستانة المقدسة الرضوية ابن الميرزا محمد بديع بن أبي طالب
الرضوي (١)
قتل في ٢٢ رجب سنة ١١٠٠ ودفن في الصحن العتيق في حائط
ايوان الذهب الشرقي الشمالي ونصب عليه لوح وفيه: ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله الآية ويتضمن من ألقاب المدح ما تعريب بعضه:
النواب المقدس الألقاب افتخار أعاظم السادات والنقباء ماحي ظلمات
الظلم والاعتساف باسط بساط المعدلة والإنصاف مرجع العلماء الأفاضل
ومجمع الفواضل والفضائل الشهيد الملحق بآبائه الشهداء الأئمة المعصومين
الشفعاء المولى المعظم السيد الأعظم ميرزا إبراهيم الرضوي المتولي. وسبب
شهادته كما في الشجرة الطيبة ان الميرزا أبا طالب الأول المترجم في محله كان
قد زوج ولده أبا القاسم بنتا من بني المختار فلم يحصل بينهما اتفاق فاظهر
بنو المختار العداوة للسلسلة الرضوية خصوصا بعد ما جعل ميرزا بديع
تولية أوقافه لابن ابن ابنه ميرزا إبراهيم وكانت ابنة ميرزا بديع زوجة السيد
علي المختاري فلم تفز بسبب ذلك بما يعتد به من مال أبيها فتحرك عرق
العداوة في بني المختار وكان في حمام ميرزا إبراهيم المدفون في جبل سنا آباد
رجل حمامي فاطعمه بنو المختار في المال فضرب المترجم بخنجر في الصحن
المقابل لايوان الذهب بضربة كانت فيها نفسه وذكر الشيخ أحمد بن الحسن
الحر العاملي أخو صاحب الوسائل في كتابه الدر المسلوك في أحوال الأنبياء
والأوصياء والخلفاء والملوك انه سنة ١١٠٠ آخر نهار الخميس ٢٢ رجب قتل
ميرزا إبراهيم متولي حضرة الرضا ع قتله رجل في غاية الحقارة في
صحن الحضرة وقت ضرب النقارة انتهى وأخذ بنو المختار قيمومة على
أولاده ونيابة تولية الآستانة المقدسة وتصرفوا باملاكه فأخذت الحمية أولاد
السيد ميرزا محسن سركشيك فاخذوا التولية على أيتام المترجم وتولية
الآستانة منهم انتهى الشجرة الطيبة وبنو المختار كانوا نقباء العراق
وكان لهم جاه عظيم وملك واسع حتى كان يقال السماء لله والأرض لبني
المختار وجاء جدهم الأمير شمس الدين علي في زمان السلاطين
الكوركانية الذين جدهم تيمورلنك إلى إيران واتسعت حاله وتولى المناصب
العالية وذريته من بعده ويأتي الكلام عليهم في ترجمة علي جدهم المذكور
انش.
٣٥٤: الآقا إبراهيم ويقال محمد إبراهيم القمي (٢)
من مشهوري الخطاطين في الدرجة الأولى في عصر الصفوية بخطه
نسخه من الصحيفة الكاملة السجادية في المكتبة المباركة الرضوية كتبت كلها
بالذهب الأبريز وسود بين السطور باللازورد وكتب عنوان الأدعية بالسيذاب
والهامش كله منقوش بالذهب باشكال مختلفة والجلد مذهب ظاهره فوق
النقش وفي آخر النسخة: كتبها الفقير المحتاج إلى عفو ربه الغني محمد
إبراهيم القمي غفر ذنوبه وستر عيوبه في شهر شوال المكرم من شهور سنة
اثنتين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية المقدسة المصطفوية كتبه للشاه
محمد الصفوي والد الشاه عباس الأول فكتب في أول نسخة: هذا إنجيل
آل محمد ع للملك الأعظم والسلطان ابن السلطان ابن السلطان
والخاقان ابن الخاقان ابن الخاقان السلطان الأمجد شاة محمد وهي من وقف

(١) كان حقه ان يقدم واخر سهوا.
(٢) كان حقه ان يقدم واخر سهوا.
(٢٠٥)

آقا مرتضى قلى خان تاريخ وقفها سنة ١٣٣٧ عدد أوراقها مائتان.
٣٥٥: إبراهيم بن محمد الجعدي
ذكره الشيخ في رجال الكاظم ع.
٣٥٦: إبراهيم بن محمد الجعفري
أحد شهود وصية الكاظم ع روى الكليني في الكافي بسنده عن
يزيد بن سليط قال لما أوصى أبو إبراهيم ع أشهد إبراهيم بن محمد
الجعفري وذكر جماعة معه وفي آخر الوصية وليس لأحد سلطان ولا غيره أن
يفض كتابي هذا وختم إبراهيم والشهود إلى أن قال فلما مضى موسى
قدم الرضا ع اخوته إلى أبي عمران الطلحي قاضي المدينة فقال العباس
ابن موسى للقاضي في جملة كلامه أصلحك الله وامتع بك أن في أسفل هذا
الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا ولم يدع أبونا رحمه الله
شيئا الا الجاه وتركنا عالة ولولا أن أكف نفسي لأخبرتك بشئ على رؤوس
الملأ فوثب إبراهيم بن محمد فقال إذن والله تخبر بما لا نقبله منك ولا
نصدقك عليه ثم تكون عندنا ملوما مدحورا نعرفك بالكذب صغيرا وكبيرا
وكان أبوك اعرف بك لو كان فيك خير وإن كان أبوك لعارفا بك في الظاهر
والباطن وما كان ليأمنك الحديث.
ويأتي ذكر الحديث بطوله في العباس بن موسى بن جعفر ويأتي
إبراهيم بن محمد بن عبد الله الجعفري وإبراهيم بن محمد بن علي بن
عبد الله بن جعفر أبي طالب ولا يبعد اتحاد الجميع كما سيأتي.
٣٥٧: إبراهيم بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع الحسني العلوي الكوفي.
ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع وقال
روى عنه التلعكبري وفي التعليقة يظهر من بعض المواضع معروفيته بل
نباهته أقول ويكفي في جلالته كونه من مشائخ التلعكبري.
٣٥٨: الشيخ إبراهيم بن ضياء الدين محمد شمس الدين حسن بن زين الدين
العاملي من ذرية الشهيد الأول.
وصفه اخوه شرف الدين في أجازنه للفاضل التبريزي بالزاهد العابد
ذي الرأي السديد والفعل الشفيق الحميد وأنه يروي عنه وتاريخ الإجازة
سنة ١١٧٨.
٣٥٩: إبراهيم ويقال الحاج محمد إبراهيم ابن الحاج محمد حسن الخراساني
الكاجي الأصفهاني الكرباسي.
ولد في ربيع الثاني سنة ١١٨٠ وقيل ١١٨٦ بأصفهان وتوفي ٨ جمادى
الثانية سنة ١٢٦٠ أو ٦١ أو ٦٢ بأصفهان وقبره بها معروف وفي قصص
العلماء توفي ١٢٦٢ عن ٩٥ سنة وعليه فتكون ولادته ١١٦٧.
نسبته
الكاخي نسبة إلى كأخيك قرية من قرى خراسان قريب كوناباد
منها إلى جويمند أربعة فراسخ فيها ماء جار وبساتين وهواؤها جيد وفيها مزار
سلطان محمد أخي الرضا ع وعليه قبة وإيوان. وكان أبوه انتقل منها
إلى أصفهان.
والكرباسي نسبة إلى حوض كرباس محلة بهراة وكان والده
توطن أولا بهراة في تلك المحلة ثم بكاخيك وقيل في وجه تسمية تلك
المحلة بحوض كرباس ان امرأة من الشيعة كانت تغزل وتعمل الكرباس وهو
الخام الغليظ وتبيعه حتى جمعت مبلغا وبنت به حوضا ووقفته على الشيعة
المقيمين بتلك المحلة فعرفت المحلة بذلك ثم حذف المضاف لكثرة
الاستعمال فقيل محلة كرباس وأقام أبوه مدة بهراة في تلك المحلة معينا من
قبل الشاه إماما للجماعة يصلي بالشيعة القاطنين بها فنسب إليها ثم رحل
منها إلى كأخيك ثم إلى أصفهان.
صفته
كان عالما جليلا ورعا تقيا أصوليا عابدا زاهدا قانعا متورعا في الفتوى
شديد الاحتياط والورع يحكى عنه أنه قال لم اقض بين اثنين وأردت ان لا
أؤلف رسالة للمقلدين لكن الميرزا القمي أصر علي بذلك فعملت رسالة.
ولكن لا يخفى ان القضاء بين الناس من الواجبات الكفائية والأمور
الراجحة وكذلك الفتوى ولكن الظاهر كما حكي عنه أنه كان لا يتولى فصل
المرافعات بنفسه بل يحيلها إلى من يرى فيه الكفاءة من تلاميذه ويحكي عنه
أنه شهد عنده شاهد فسأله ما صنعتك قال أغسل الأموات فسأله عن
شرائط الغسل واحكامه فأجاب عن كل سؤال فلما فرع قال إني بعد أن
أدفن الميت أضع فمي في أذنه وأقول له كلاما قال ما تقول له قال أقول احمد
الله تعالى انك قد مت ولم تؤد شهادة امام الكرباسي ويحكى ان بعض
جيرانه كان يشتغل باللهو واللعب وآلات الطرب فأرسل إليه أن يترك ذلك
فقال للرسول قل له أن يضع غلا في خصيتي فابلغه ذلك فلما خرج إلى
المسجد وصلى رقى المنبر ووعظ ودعا في آخر وعظه يا رب انا لست نجارا
لأضع غلا في خصيتي فلان فورمت بيضتاه فورا وهلك في تلك الليلة وعن
كتاب شفاء الصدور ان بعض الفضلاء المتدينين قال على المنبر حاكيا عن
سيد الشهداء ع في جملة حكاية أنه قال يا زينب يا زينب فصاح به
الكرباسي في الملأ العام كسر الله فمك الامام ع لم يقل يا زينب مرتين
وإنما قال مرة واحدة انتهى.
أحواله
لما توفي أبوه بأصفهان حدود ١١٩٠ كفله وصيه الآقا محمد علي ابن
المولى محمد رفيع الجيلاني فقرأ عليه وعلى فضلاء حضرته مبادئ العلوم ولما
بلغ الحلم حج حجة الاسلام الواجبة عليه وعاد إلى أصفهان ثم انتقل إلى
العراق وتردد بين كربلاء والنجف والكاظمية وقرأ على مشاهير علمائها كما
ستعرف ثم عاد إلى إيران وقرأ على جماعة منهم الميرزا القمي وأذن له
بالفتوى لبلوغه درجة الاجتهاد وكان يكثر المهاجرة إليه إلى قم ويتحفه
بأنواع الهدايا ثم أقام بأصبهان وقام بامامة الجماعة والتدريس في مسجدها
المعروف بمسجد الحكيم وهو من بناء الصاحب بن عباد وكان يعرف بمسجد
جوجو ثم جدده الحكيم داود الهندي فعرف به وكان بينه وبين السيد محمد
باقر صاحب مطالع الأنوار زميله في التدريس ألفة تامة ومصافاة لم تختل فيما
يزيد عن خمسين سنة.
(٢٠٦)

مشائخه في التدريس
قد عرفت أنه قرأ بأصفهان على الآقا محمد علي بن محمد رفيع
الجيلاني وعلى فضلاء حضرته ثم قرأ في كربلاء مدة يسيرة على الآقا محمد
باقر البهبهاني وعلى السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض وقرأ في النجف
على السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم والشيخ جعفر الجناجي صاحب
كشف الغطاء وفي الكاظمية على السيد محسن الأعرجي الكاظمي صاحب
المحصول ثم قرأ في إيران على الميرزا القمي صاحب القوانين والمولى محمد
مهدي بن أبي ذر النراقي.
مشائخه في الإجازة
يروي بالإجازة عن الميرزا القمي والشيخ جعفر النجفي والشيخ
أحمد بن زين الدين الأحسائي والشيخ عبد علي بن محمد بن عبد الله بن
الحسين الخطي البحراني النجفي والشيخ يحيى ابن الشيخ محمد العوامي
عن الشيخ حسين بن محمد الماحوزي عن الشيخ سليمان بن عبد الله
البحراني صاحب بلغة الرجال.
تلاميذه
له عدة تلاميذ ويروي عنه بالإجازة جماعة كثيرة.
أولاده
له ولدان فاضلان.
مؤلفاته
١ الإشارات في الأصول في مجلدين كبيرين ٢ الإيقاظات في
الأصول أيضا صنفه في بدء امره ٣ شوارع الهداية في شرح الكفاية
للسبزواري مبسوط غير تام خرج منه الطهارة والصلاة إلى آخر سجود
التلاوة وعلى ظهر نسخة الأصل منه تقريض الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء بخطه وبعض يسميه شوارع الاحكام ٤ منهاج الهداية إلى أحكام الشريعة
في مجلدين كثير الفروع نظير القواعد والتحرير صنفه فيما يقرب من
عشرين سنة في الفقه كله سوى بعض أبواب الحدود والديات شرحه ولده
الشيخ محمد مهدي وسماه معراج الشريعة في شرح منهاج الهداية ٥
الارشاد في الفقه فارسي ٦ النخبة في العبادات بالفارسية ٧ مناسك
الحج فارسي ٨ رسالة في الصحيح والأعم من علم الأصول ٩ رسالة
في تفطير دخان التتن للصائم ١٠ رسالة في تقليد الميت. إلى غير ذلك من
الحواشي والرسائل وأجوبة المسائل.
٣٦٠: السيد ميرزا إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي
الكركي
في أمل الآمل: عالم فاضل جليل القدر شيخ الاسلام في طهران من
المعاصرين وهو ابن ميرزا حبيب الله العاملي الآتي انتهى وفي روضات
الجنات القاضي ببلدة طهران.
٣٦١: الميرزا إبراهيم بن محمد حسين بن مجد الدين ابن السيد علي خان المدني
الشيرازي
له فصل الخطاب الإبراهيمية في شرح الروضة البهية شرح مبسوط في
مجلد كبير وصل فيه إلى أواسط النكاح.
٣٦٢: الشيخ إبراهيم بن محمد حمام العاملي الجبشيثي
توفي سنة ١٣٣٤ وحمام بالتخفيف بلفظ اسم الطائر لقب عشيرته.
كان أديبا شاعرا مغرما بالتاريخ وجمع الاشعار واختيارها وله مجموعة
اختار فيها قصائد ومقاطيع. جميل المعاشرة لين العريكة خفيف الروح له
نظم جيد وغزل جميل وكان يحذو بشعره حذو قدماء الشعراء كابي تمام
والمتنبي وقد أدركته حرفة الأدب ولم يزل عيشه في ضيق ونصب وقد عين
معلما للمدرسة الابتدائية التي في الزرارية ونقل إلى طيردبا في زمن الأتراك
وتوفي بتلك المدة أيام الحرب وقد ذاق ألم الغلاء والضيق الذي عم الناس
ومن شعره:
أقبلت سكرى ومن فرط الصبا * تتثنى مرحا ذات الوشاح
غادة قامتها غصن النقا * وسنا طلعتها ضوء الصباح
يستعير البدر منها مطلعا * ان بدت والليل مسود الجناح
وله في المدح:
بدا من هالة الشرف المعلى * صباح هدى بطالعه تجلى
ومن أفق العلى لاهوت قدس * فكان لدارة الأفلاك شكلا
تبلج مشرقا شرفا وفضلا * وفاق المعصرات ندى وبذلا
وما من حلية للفضل الا * على رغم الحسود بها تحلى
وقال يمدح السيد علي ابن عمنا السيد محمود
بهديك للورى قام الدليل * على تفصيل ما شرع الرسول
وشف دجى الغواية منك نور * كنور الشمس ليس له أفول
غدوت لأمة الهادي زعيما * بحكمته استقام لها السبيل
وكهفا مانعا ابدا إليه * إذا ما الظيم حل بها تؤول
وغيث ندى يصوب الغيث حتى * يحول عن الورى الزمن المحيل
كشفت عن الحقيقة كل خدر * فنبصرها عيانا إذ تقول
بصدرك للشريعة بحر علم * بسائغ عذبه يروى الغليل
وغيرك تحت داجي الوهم يسري * تميل به الوساوس ما تميل
يجاهر بادعاء الفضل لكن * لدى البرهان يستره الخمول
لقد شهدت ماثرك الزواكي * بان الفضل عندك مستطيل
وان معاشرا جاروك سعيا * عليهم بعض فضلك مستحيل
يرومون الذي لك من معال * وهم في غير ساحتها نزول
أبا عبد الحسين إليك تعزى * فروع المجد طرا والأصول
إذا سام العلى ضيما زمان * فأنت لها المدبر والكفيل
إذا زهدت بمكرمة رجال * فأنت لكل مكرمة خليل
وان عجزت بحمل علا نفوس * فأنت لعبئها ابدا حمول
إذا ما الحلم خف فأنت طود * تزول الراسيات ولا يزول
تحامتك العيوب فكل شئ * أتيت به هو الحسن الجميل
كذاك يكون من طلب المعالي * ونيط بهمه الأمل الجليل
فلا زالت تنائيك الرزايا * ومجدك في الورى المجد الأثيل
٣٦٣: إبراهيم بن محمد بن حمران بن أعين بن سنسن الشيباني بالولاء.
كان جده سنسن روميا وذكر انه من غسان ممن دخل بلد الروم في
أول الاسلام وكان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان من الجلب
ومر ذكر آل أعين على الاجمال اما صاحب الترجمة فذكر أبو غالب الزراري
(٢٠٧)

أحد مشائخ المفيد وهو أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن أعين الشيباني في رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد
التي يذكر فيها آل أعين ان إبراهيم بن محمد بن حمران روى عن أبيه
عن أبي عبد الله ع وروى عنه محمد بن الحسين.
٣٦٤: إبراهيم بن محمد الخراساني مولى
ذكره الشيخ في أصحاب الرضا ع.
٣٦٥: إبراهيم بن أبي بكر محمد بن الربيع
يكنى بأبي بكر محمد بن السمال سمعان بن هبيرة بن مساحق بن
بجير بن عمير بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن
أسد بن خزيمة.
هكذا ذكره النجاشي وفي الفهرست إبراهيم بن أبي بكر بن أبي
سماك وفي الخلاصة إبراهيم بن أبي سمال وفي رجال الكشي إبراهيم بن
أبي السمال وصرح النجاشي أيضا بأنه يقال إبراهيم بن أبي السمال
ويفهم مما يأتي في أخيه إسماعيل انه يقال ابن السماك وقوله يكنى بأبي بكر
الظاهر رجوعه إلى الربيع فاسمه محمد ولقبه الربيع وكنيته أبو بكر والسمال
لقب سمعان حينئذ فمن قال ابن أبي سماك أو سمال فقد نسبه إلى جده
والسمال بالسين المهملة المفتوحة والميم المشددة على الظاهر وقيل المخففة
واللام كما في رجال الكشي والنجاشي والخلاصة أو السماك بالكاف كما في
الفهرست وكثيرا ما يذكر في كتب الحديث بالكاف فإن كان بالكاف فمعناه
بائع السمك أو صائده وإن كان باللام فمعناه بائع الأسمال اي الثياب
الخلقة والله أعلم وسمعان بالسين المهملة المكسورة و هبيرة بوزن المصغر
ودودان بفتح المهملتين بينهما واو قال النجاشي ثقة هو واخوه
إسماعيل بن أبي السمال رويا عن أبي الحسن موسى وكانا من الواقفة وذكر
الكشي عنهما في كتاب الرجال حديثا شكا ووقفا عن القول بالوقف وله
كتاب نوادر أخبرنا محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن
محمد بن حسان به وفي الفهرست له كتاب أخبرنا به عبدون عن أبي
الزبير عن علي بن الحسن بن افضال عن أخويه عن أبيهما عن إبراهيم بن
أبي بكر وفي رجال الشيخ إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال واقفيان وفي
الخلاصة واقفي لا اعتمد على روايته وقال النجاشي انه ثقة انتهى
والواقفة من وقف على الكاظم ع وقال الكشي في إبراهيم
وإسماعيل ابني أبي سمال حدثني حمدويه حدثني الحسن بن موسى حدثني
أحمد بن محمد السراد قال لقيني مرة إبراهيم بن أبي سمال فقال لي يا أبا
حفص ما قولك قلت قولي الذي تعرف فقال يا أبا حفص انه ليأتي علي تارة
وقت ما أشك في حياة أبي الحسن وتارة يأتي علي وقت ما أشك في مضيه
ولكن إن كان قد مضى فما لهذا الامر أحد الا صاحبكم قال الحسن فمات
على شكه وبهذا الاسناد قال حدثني محمد بن أحمد بن أسيد قال لما كان من
أمر أبي الحسن ما كان قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال فلنأت احمد ابنه
فاختلفا إليه زمانا فلما خرج أبو السرايا خرج أحمد بن أبي الحسن معه فاتينا
إبراهيم وإسماعيل وقلنا لهما ان هذا الرجل قد خرج مع أبي السرايا فما
تقولان قال فانكرا ذلك من فعله ورجعا عنه وقالا أبو الحسن حي نثبت على
الوقف قال أبو الحسن واحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكه.
حمدويه حدثني محمد بن عيسى حدثنا صفوان عن أبي الحسن الرضا ع
قال صفوان أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابني أبي سمال فسلما عليه
واخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الامر وسألاه عن أبي الحسن
فخبرهما بأنه قد توفي قالا فاوصى قال نعم قالا إليك قال نعم قالا وصية
مفردة قال نعم قالا فان الناس قد اختلفوا علينا ونحن ندين الله بطاعة أبي
الحسن إن كان حيا فإنه امامنا وإن كان مات فوصيه الذي اوصى إليه امامنا
فما حال من كان هكذا مؤمن هو؟ قال نعم قالا جاء عنكم انه من مات ولم
يعرف إمامه مات موتة جاهلية قالا إنه كافر هو قالا فلم يكفره قالا فما حاله
قال أ تريدون ان أضلكم قالوا فبأي شئ تستدل على أهل الأرض قال كان
جعفر يأتي المدينة فيقول إلى من اوصى فلان فيقولون إلى فلان والسلاح
عندنا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل حيث ما دار دار الامر قالا فالسلاح من
يعرفه ثم قالا جعلنا الله فداك فأخبرنا بشئ نستدل به فقد كان الرجل يأتي
أبا الحسن ع يريد ان يسأله عن الشئ فيبتدئه به ويأتي أبا عبد الله
فيبتدئه به قبل ان يسأله قال فهكذا كنتم تطلبون من جعفر وأبي الحسن
ع قال له إبراهيم: جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجتمعون
عليه وعلى أبي الحسن وهم اليوم مختلفون قال ما كانوا مجتمعين عليه كيف
يكونون مجتمعين عليه وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم
يرونه يشرب كذا وكذا فيقولون هذا أجود قالوا إسماعيل لم يكن ادخله في
الوصية قال فقد كان ادخله في كتاب الصدقة وكان إماما فقال له
إسماعيل بن أبي السمال والله الذي لا إله الا هو عالم الغيب والشهادة
الكذا الكذا واستقصى يمينه ما سرني اني زعمت أنك لست هكذا ولي ما
طلعت عليه الشمس أو قال الدنيا بما فيها وقد أخبرناك بحالنا فقال له
إبراهيم قد أخبرناك بحالنا فما كان حال من كان هكذا مسلم هو؟ قال أمسك
فسكت. وقد يستدل على عدم وقفه أو رجوعه عنه بقول النجاشي في ترجمة
داود بن فرقد: وقد روى عنه هذا الكتاب جماعات من أصحابنا رحمهم الله
كثيرة منهم إبراهيم ابن أبي بكر المعروف بابن أبي السمال انتهى فقوله
من أصحابنا يدل على أنه ليس بواقفي.
وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم انه ابن أبي سماك الواقفي
الموثق برواية محمد بن حسان والحسن بن علي بن فضال عنه وبروايته هو عن
أبي الحسن الكاظم حيث لا مشارك وعن جامع الرواة يروي عنه أبو القاسم
معاوية وموسى بن القاسم ومعاوية بن عمار وعبد الله بن حماد وعلي بن معلى
وعلي بن الحسن بن فضال وعثيم.
٣٦٦: الشيخ تقي الدين إبراهيم بن محمد بن سالم
في أمل الآمل: فاضل عالم يروي كتاب كشف الغمة عن مؤلفه
علي بن عيسى وله منه اجازة رأيتها بخط علمائنا.
٣٦٧: إبراهيم بن محمد بن سعدان بن المبارك النحوي
من أهل أواسط المائة الرابعة ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال أحد
من كتب وصحح ونظر وحقق وروى وصدق وقد صنف كتبا حسنة منها
كتاب الخيل لطيف. كتاب حروف القرآن. وأبوه محمد بن سعدان
المكفوف أحد أعيان أهل العلم من القراء وله باب يذكر فيه انتهى وقال
في ترجمة أبيه له ولد يقال له إبراهيم من أهل العلم انتهى وفي فهرست
ابن النديم: ابن سعدان إبراهيم بن محمد بن سعدان بن المبارك جماعة
للكتب صحيح الخط صادق الرواية وله من الكتب كتاب الخيل رأيته لطيفا
كتاب حروف القرآن ولأبيه محمد بن سعدان كتاب القراءات كبير كتاب
المختصر في النحو انتهى وأبوه ذكر في بابه وذكرنا هناك قول ابن النديم
(٢٠٨)

انه كوفي المذهب اي شيعي ويحتمل إرادة انه كوفي المذهب في النحو وهو
بعيد.
٣٦٨: السيد الميرزا إبراهيم ويقال محمد إبراهيم بن الميرزا محمد الرضوي النسب
المشهدي البلد.
توفي يوم الأحد ٥ رجب سنة ١٣٠٤ في المشهد المقدس بمرض السل
ودفن في الحجرة التي فوق الرأس الشريف.
ورث العلم عن أب فأب ذو البيت العالي العماد والحسب الرفيع
الآباء والأجداد الفائق الأوصاف والنعوت معدود في عداد فحول مشاهير
الاسلام وصناديد العلماء الأعلام كان واحد عصره ونادرة دهره في تنقيح
الاحكام والانتقاد وغور الفكر ولطافة النظر الدقيق والزهد والتقوى
والاعراض عن الدنيا وما فيها ومن كثرة وثوق الناس بديانته وأمانته كانوا لا
يقبلون معاملة أو قبالة غير ممهورة بخاتمه الشريف ولم يقبل مدة عمره شيئا
من أحد ولم يحضر دعوة ضيافة لا يتكلم في مجلسه بكلام سري مراع لحقوق
المسلمين في التواضع والتكريم وحفظ الغيب ومعاشرة العلماء العظام
خصوصا الزوار والغرباء ومن زيادة غوره ودقته في الأحكام الشرعية كان
الحكم الصادر منه من المحال العادي ان ينسخ. هكذا نقلنا ترجمته من
بعض الكتب في المشهد المقدس الرضوي ولا نعلم الآن اسم الكتاب
المنقول عنه ولعله من الشجرة الطيبة.
٣٦٩: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن مسعود الثقفي
الأصفهاني
توفي سنة ٢٨٣ قاله الشيخ في الفهرست.
والثقفي نسبة إلى ثقيف بوزن أمير القبيلة المشهورة قبيلة الحجاج
كان مسكنها الطائف وأصفهان بفتح الهمزة والفاء وسكون الصاد المدينة
المشهورة وقد تكسر الهمزة ويقال أصبهان بالباء وهو الأكثر واصل اسمها
أعجمي وهو سباهان بالباء الفارسية وسباه العسكر والألف والنون علامة
الجمع لأنها محل عساكر الأكاسرة وقيل سميت باسم أصبهان بن فلوج بن
لطي بن يافث بن نوح ع لأنه أول من نزلها وقيل أصلها أصت بهان اي
سمنت المليحة لحسن هوائها وطيب مائها وكثرة فواكهها وقيل إن النمرود لما
دعاهم لحرب من في السماء كتبوا في جوابه آسباه آن أنه كمه أبا خدا جنگ
كند أي ليس هذا الجند ممن يحارب الله وقيل غير ذلك والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
في فهرست ابن النديم: الثقفي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد
الأصبهاني من الثقات العلماء المصنفين وفي فهرست الشيخ الطوسي
أصله كوفي وسعد بن مسعود أخو أبي عبيد ابن مسعود عم المختار ولاه علي
ع على المدائن وهو الذي لجا إليه الحسن ع يوم ساباط وانتقل
إبراهيم هذا إلى أصفهان وأقام بها وكان زيديا أولا ثم انتقل إلى القول
بالإمامة ويقال ان القميين كأحمد بن محمد بن خالد وغيره وفدوا عليه إلى
أصفهان وسألوه الانتقال إلى قم فابى انتهى وقال النجاشي مثله إلى قوله
وأقام بها ثم قال كان زيديا أولا ثم انتقل إلينا ويقال ان جماعة من القميين
كأحمد بن محمد بن خالد وفدوا إليه وسألوه الانتقال إلى قم فابى وكان سبب
خروجه من الكوفة انه عمل كتاب المعرفة وفيه المناقب المشهورة والمثالب
فاستعظمه الكوفيون وأشاروا عليه بان يتركه ولا يخرجه فقال اي البلاد أبعد
من الشيعة فقالوا أصفهان فحلف لا اروي هذا الكتاب الا بها فانتقل إليها
ورواه بها ثقة منه ما رواه في انتهى وفي مستدركات الوسائل اما
إبراهيم بن محمد الثقفي صاحب كتاب الغارات المعروف الذي اعتمد عليه
الأصحاب فهو من أجلاء الرواة المؤلفين كما يظهر من ترجمته ويروي عنه
الاجلاء كالصفار وسعد بن عبد الله وأحمد بن أبي عبد الله وقال السيد
علي بن طاوس في الباب الرابع والأربعين من كتابه الموسوم باليقين الباب
٤٤ فيما نذكره من تسمية مولانا علي بأمير المؤمنين ع سماه به سيد
المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين روينا ذلك من كتاب المعرفة تاليف أبي إسحاق
إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي من الجزء الأول منه قال إن
هذا أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي كان من الكوفة ومذهبه مذهب
الزيدية ثم رجع إلى اعتقاد الامامية وصنف هذا كتاب المعرفة فقال له
الكوفيون تتركه ولا تخرجه لأجل ما فيه من كشف الأمور فقال لهم اي
البلاد أبعد من مذهب الشيعة فقالوا أصفهان فرحل من الكوفة إليها وحلف
انه لا يرويه الا بها فانتقل إلى أصبهان ورواه بها ثقة منه بصحة ما رواه
فيه. وفي انساب السمعاني إبراهيم بن سعيد بن هلال الثقفي الكوفي قدم
إصبهان وأقام بها وكان يغلو في الرفض وهو أخو علي بن محمد الثقفي وكان
علي قد هجره وباينه وله مصنفات في التشيع يروي عن أبي نعيم الفضل بن
دكين وإسماعيل بن ابان انتهى. وعن المجلسي وابن طاوس يستفاد مما
مر له مدائح أحدها انتقاله إلينا من الزيدية ثانيها وفود جماعة من
القميين إليه وسؤالهم منه الانتقال إليهم ثالثها هجرته إلى أصفهان لنشر
المناقب والمثالب انتهى.
وفي لسان الميزان عن أبي نعيم في تاريخ أصبهان انه مات بأصبهان
٢٨٠ وفي لسان الميزان يروي عن إسماعيل بن ابان وغيره قال أبو نعيم
في تاريخ أصبهان كان غاليا في الرفض ترك حديثه وذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال كان أولا زيديا ثم صار اماميا قال وكان سبب خروجه من
الكوفة إلى أصبهان وذكر ما مر في ترجمته ثم قال وحدث عن أبي نعيم
وعباد بن يعقوب والعباس بن بكار وهذه الطبقة. روى عنه أحمد بن علي
الأصبهاني والحسين بن علي بن محمد الزعفراني ومحمد بن زيد الرطال
وآخرون وكان اخوه علي قد هجره وباينه بسبب الرفض انتهى.
مؤلفاته
قال الشيخ في الفهرست له مصنفات كثيرة منها: ١ المغازي
٢ السقيفة ٣ الردة ٤ مقتل عثمان ٥ الشورى ٦ بيعة أمير
المؤمنين ع ٧ الجمل ٨ صفين ٩ الحكمين ١٠ النهروان
١١ الغارات ١٢ مقتل أمير المؤمنين ع ١٣ رسائل أمير
المؤمنين ع واخباره وحروبه غير ما تقدم ١٤ قيام الحسن
ابن علي ع وفي فهرست ابن النديم اخبار الحسن بن علي ع ولم
يذكره غيره ١٥ مقتل الحسين ع ١٦ التوابين وعين الوردة ١٧ أخبار
المختار ١٨ فدك ١٩ الحجة في فضل المكرمين ٢٠ السرائر
٢١ المودة في ذوي القربى ٢٢ المعرفة ٢٣ الحوض والشفاعة
٢٤ الجامع الكبير في الفقه ٢٥ الجامع الصغير ٢٦ ما انزل من
القرآن في أمير المؤمنين ع ٢٧ فضل الكوفة ومن نزلها من الصحابة
٢٨ كتاب في الإمامة كبير ٢٩ كتاب في الإمامة صغير ٣٠ كتاب
المتعتين ٣١ الجنائز ٣٢ الوصية قال وزاد أحمد بن عبدون في
فهرسته ٣٣ كتاب المبتدا ٣٤ اخبار عمر ٣٥ اخبار عثمان
(٢٠٩)

٣٦ الدار ٣٧ الاحداث ٣٨ الحروب (١) ٣٩ الاسفار
والغارات (٢) ٤٠ السير ٤١ اخبار يزيد ٤٢ اخبار ابن الزبير
٤٣ التفسير ٤٤ التاريخ ٤٥ الرؤيا ٤٦ الأشربة الكبير ٤٧ الأشربة الصغير ٤٨ زيد واخباره ٤٩ محمد وإبراهيم ٥٠
من قتل من آل محمد ع ٥١ الخطب المعربات. أخبرنا
بجميع هذه الكتب أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي
عن عبد الرحمن بن إبراهيم المستملي عن أبي إسحاق إبراهيم بن
محمد بن سعيد الثقفي وأخبرنا بكتاب المعرفة ابن أبي جيد القمي
عن محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن علوية الأصفهاني المعروف
بابن الأسود عن إبراهيم وأخبرنا به الأجل المرتضى علي بن
الحسين الموسوي والشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
رحمهم الله جميعا عن علي بن حبشي الكاتب قال الشيخ أبو
علي ابن حبش بغير يا عن الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني
عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد وقال النجاشي له تصانيف كثيرة
انتهى إلينا منها وذكر ما مر عن فهرستي الشيخ وابن عبدون الا أنه قال
كتاب السيرة بدل السير والنهر بدل النهروان والغارات بدل الاسفار
والغارات ورسائل أمير المؤمنين ع واخباره ولم يذكر وحروبه والتوابين ولم
يذكر وعين الوردة والخطب السائرة والخطب المعربات وذكر كتاب المعرفة
٥٢ وكتاب معرفة فضل الأفضل وظاهره انهما كتابان وزاد ٥٣ كتاب
الدلائل فجملة مصنفاته ثلاثة وخمسون أو اثنان وخمسون قال النجاشي
أخبرنا محمد بن محمد حدثنا جعفر بن محمد حدثنا القاسم بن محمد بن
علي بن إبراهيم حدثنا عباس بن السندي أو السري عن إبراهيم بكتبه
وأخبرنا الحسين عن محمد بن علي بن تمام حدثنا علي بن محمد بن يعقوب
الكسائي حدثنا محمد بن زيد الرطاب عن إبراهيم بكتبه وأخبرنا علي بن أحمد
حدثنا محمد بن الحسين بن محمد بن عامر عن أحمد بن علوية
الأصفهاني الكاتب المعروف بابن الأسود عنه بكتبه وأخبرنا أحمد بن عبد
الواحد حدثنا علي بن محمد القرشي عن عبد الرحمن بن إبراهيم المستملي
عن إبراهيم بالمبتدأ والمغازي والردة واخبار عمر واخبار عثمان
وكتاب الدار وكتاب الاحداث حروب الغارات السيرة اخبار يزيد لعنه الله مقتل الحسين
ع التوابين المختار ابن الزبير المعرفة جامع الفقه والاحكام التفسير فضل
المكرمين التاريخ الرؤيا السرائر كتاب الأشربة صغير وكبير اخبار زيد اخبار
محمد وإبراهيم اخبار من قتل من آل أبي طالب ع كتاب الخطب السائرة
الخطب المعربات كتاب الإمامة الكبير والصغير كتاب فضل الكوفة انتهى
وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بن محمد بن سعيد برواية عبد
الرحمن بن إبراهيم المستملي وأحمد بن علوية والحسن بن علي بن عبد الكريم
وعباس بن السري ومحمد بن زيد الرطاب عنه وعن جامع الرواة انه نقل
زيادة على من ذكر رواية سعد بن عبد الله وأحمد بن محمد بن خالد
وسلمة بن الخطاب وعلي بن محمد عنه.
٣٧٠: إبراهيم بن محمد بن سماعة بن موسى بن رويد بن نشيط الحضرمي
مولاهم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال إبراهيم بن
محمد بن سماعة أخو جعفر وذكره النجاشي في كتابه ويأتي في جعفر بن
محمد بن سماعة وفي التعليقة ربما يظهر من ترجمة أبيه وأخيه جعفر معروفيته
بل نباهته انتهى.
٣٧١: أبو إسحاق أو أبو الحسن إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى سمعان المدني مولى
أسلم بن أفصى شيخ الإمام الشافعي
توفي بالمدينة سنة ١٨٤ قاله ابن سعد في الطبقات وغيره وقيل سنة
١٩١.
واسلم بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وضم اللام بعدها
ميم. من خزاعة وأفصى بالفاء والصاد المهملة بوزن أعمى.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه الا أنه قال ابن
يحيى بحذف لفظة أبي وهو محتمل للسهو منه أو من النساخ وروى عنه
الصدوق في الفقيه في الموثق بالحسن بن علي بن فضال ويروي عنه حماد.
وفي الفهرست: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم بن
أفصى مدني روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وكان خاصا
بحديثنا والعامة تضعفه لذلك ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه في أسباب
تضعيفه عن بعض الناس انه سمعه ينال من الأولين وذكر بعض ثقات
العامة ان كتب الواقدي سائرها انما هي كتب إبراهيم نقلها الواقدي
وادعاها ولم نعرف منها شيئا منسوبا إلى إبراهيم وله كتاب مبوب في الحلال
والحرام عن جعفر بن محمد ع أخبرنا به أحمد بن موسى المعروف بابن
الصلت الأهوازي أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ حدثنا
المنذر بن محمد القابوسي حدثنا الحسين بن محمد بن علي الأزدي حدثنا
إبراهيم وقال النجاشي إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى
أسلم مدني روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وكان خصيصا
اي شيعيا والعامة لهذه العلة تضعفه وحكى بعض أصحابنا عن بعضهم
ان كتب الواقدي سائرها انما هي كتب إبراهيم نقلها الواقدي وادعاها وذكر
بعض أصحابنا ان له كتابا مبوبا في الحلال والحرام عن أبي عبد الله ع
أخبرنا أبو الحسن النحوي حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا المنذر بن
محمد القابوسي حدثنا الحسين بن محمد الأزدي حدثنا إبراهيم بكتابه وذكره
العلامة في القسم الأول من الخلاصة الموضوع لمن يعتمد على روايته.
من مدحه من علماء أهل السنة
قال الذهبي في ميزان الاعتدال: ابن محمد بن أبي يحيى هو أبو
إسحاق إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني قال الشافعي كان
يقول لان يخر من السماء أو قال من بعد أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة
في الحديث وقال سعيد بن أبي مريم قال لي إبراهيم بن أبي يحيى سمعت من
عطاء سبعة آلاف مسالة وقال الشافعي وليت على عمل باليمن فجهدت فيه
فقدمت فلقيت ابن أبي يحيى فقال لي تجالسوننا وتضيعون فإذا شرع لأحدكم
شئ دخل فيه فوبخني فلقيت ابن عيينة فقال قد بلغنا ولايتك فما أحسن ما
انتشر عنك، وما أديت كل الذي عليك فلا تعد. فكانت موعظته أبلغ مما
صنع ابن أبي يحيى وقال الربيع كان الشافعي إذا قال حدثنا من لا اتهم
يريد به إبراهيم بن أبي يحيى وقد ساق ابن عدي لإبراهيم ترجمة طويلة إلى
أن قال وله كتاب الموطأ اضعاف موطأ مالك وله نسخ كثيرة وقد وثقه
الشافعي وابن الأصبهاني انتهى وفي تذكرة الحفاظ للذهبي وصفه

(١) في نسخة الحرور وفي أخرى الجزور ولعلها تصحيف.
(٢) في نسخة الاستفسار وفي أخرى الاستنفار.
(٢١٠)

بالفقيه المحدث أحد الاعلام وفي تهذيب التهذيب قال عبد الغني بن
سعيد المصري هو إبراهيم بن محمد بن أبي عطاء الذي حدث عنه ابن
جريح وهو عبد الوهاب بن معاوية وهو أبو الذئب الذي يحدث عنه ابن
جريح وقال ابن عدي سالت أحمد بن محمد بن سعيد يعني ابن عقدة فقلت
له أ تعلم أحدا أحسن القول في إبراهيم غير الشافعي فقال نعم، حدثنا
أحمد بن يحيى الأودي سمعت حمدان الأصبهاني قلت أ تدين بحديث إبراهيم
ابن أبي يحيى قال نعم ثم قال لي أحمد بن محمد بن سعيد نظرت في حديث
إبراهيم كثيرا وليس بمنكر الحديث قال ابن عدي وهذا الذي قاله كما قال
وقد نظرت انا أيضا في حديثه الكثير فلم أجد فيه منكرا الا عن شيوخ
يحتملون وانما روى المنكر من قبل الراوي عنه أو من قبل شيخه وهو في جملة
من يكتب حديثه ثم نقل سماعه من عطاء سبعة آلاف مسالة وقال العجلي
وكان من احفظ الناس وقد سمع علما كثيرا وقال الشافعي في كتاب اختلاف
الحديث: ابن أبي يحيى احفظ من الدراوردي وفي تذكرة الحفاظ ما كان
ابن أبي يحيى في وزن من يضع الحديث وكان من أوعية العلم وعمل موطأ
كبيرا وكان عند الشافعي غير متهم بالكذب كما حط عليه بذلك بعضهم.
من ذمه من علماء أهل السنة
قال ابن سعد في الطبقات الكبير: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى
مولى لاسلم وكان يكنى أبا إسحاق وكان أصغر من أخيه سحبل بعشر سنين
وكان كثير الحديث ترك حديثه ليس يكتب انتهى وقال الذهبي في ميزان
الاعتدال: أحد العلماء الضعفاء سئل مالك عنه أ كان ثقة في الحديث فقال
لا ولا في دينه وعن القطان كذاب وعن أحمد بن حنبل تركوا حديثه قدري
معتزلي يروي أحاديث ليس لها أصل وعنه قدري جهمي كل بلاء فيه ترك
الناس حديثه وقال البخاري تركه ابن المبارك والناس وكان يرى القدر
جهميا وعن ابن معين كذاب رافضي وعن علي يعني ابن المديني كذاب
كان يقول بالقدر وقال النسائي والدارقطني متروك وذكره العقيلي في الضعفاء
وقال بعضهم كنا نسميه ونحن نطلب الحديث خرافة وقال أبو همام السكوني
سمعته يشتم بعض السلف وقال نعيم بن حماد أنفقت على كتبه خمسة دنانير
وفي تهذيب التهذيب خمسين دينارا ثم اخرج إلينا يوما كتابا فيه القدر
وكتابا فيه رأي جهم فقلت هذا رأيك قال نعم فحرقت بعض كتبه وطرحتها
وقال الربيع سمعت الشافعي يقول كان قدريا فقيل له فما حمل الشافعي على
الرواية عنه قال كان يقول لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يكذب وقال
الذهبي في تذكرة الحفاظ كان الشافعي يمشيه ويدلسه فيقول اخبرني من لا
اتهم ولكنه ضعيف عند الجماعة ولو كان عند الشافعي ثقة لصرح بذلك كما
يقول في غيره اخبرني الثقة ولكنه كان عنده غير متهم بالكذب كما حط عليه
بذلك بعضهم وفي تهذيب التهذيب قال بشر بن المفضل سالت فقهاء أهل المدينة
عنه فكلهم يقولون كذاب وعن يحيى بن سعيد كنا نتهمه بالكذب
وعنه كان فيه ثلاث خصال كان كذابا قدريا رافضيا وعن ابن معين ليس
بثقة كذاب في كل ما روى وقال الجوزجاني غير مقنع ولا حجة فيه ضروب
من البدع وقال سفيان بن عيينة احذروه ولا تجالسوه وقال أبو زرعة ليس
بشئ وقال ابن المبارك كان صاحب تدليس وقال عبد الرزاق ناظرته فإذا
هو معتزلي فلم اكتب عنه وقال العجلي كان قدريا معتزليا رافضيا وقال البزار
كان يضع الحديث وكان يوضع له مسائل فيضع لها اسنادا وهو من أساتذة
الشافعي وعز علينا وقال إسحاق بن راهويه ما رأيت أحدا يحتج بإبراهيم
ابن أبي يحيى مثل الشافعي قلت للشافعي وفي الدنيا أحد يحتج بإبراهيم ابن
أبي يحيى وقال الساجي لم يخرج الشافعي عنه حديثا في فرض انما اخرج عنه
في الفضائل قلت هذا خلاف الموجود المشهود انتهى باختصار ونقل
الذهبي وابن حجر في الكتابين السالفين عن ابن حبان أنه قال كان يرى
القدر ويذهب إلى كلام جهم ويكذب في الحديث ثم قال واما الشافعي
فكان يجالس إبراهيم في حداثته ويحفظ عنه حفظ الصبي والحفظ في الصغر
كالنقش في الحجر فلما دخل مصر في آخر عمره واخذ يصنف الكتب
المبسوطة احتاج إلى الاخبار ولم يكن معه كتبه فأكثر ما أودع الكتب من
حفظه وربما كنى عنه ولم يسمه في كتبه قال المؤلف: لا ذنب للرجل الا
انه شيعي موال لأهل البيت ومذهبه مذهب الباقر والصادق ع لا
يحيد عنه لا جهميا ولا قدريا ولا معتزليا ولا كذابا ولا وضاعا ولا مدلسا كما
افتري عليه وانما هو البغض والعداوة وسوء الاعتقاد الباعث على سوء القول
والظن واختلاق المعائب وكفى فيه شهادة الشافعي امام المذهب بوثاقته
وقوله لأن يخر إبراهيم من السماء أحب إليه من أن يكذب وروايته عنه
واحتجاجه به واعترافه بحفظه وكونه شيخه واستاذه وان عز ذلك على البزار
عداوة وعنادا واعتذار ابن حبان عن الشافعي انه روى عنه في الصغر
وأثبت روايته عنه في الكبر لما لم تكن عنده كتبه اعتذار واه ولم يتفطن انه
يؤول إلى قدحه في الشافعي بما لا يرضاه عاقل ولكنها العصبية وحب نصرة
المعتقد ولو بالباطل وكيف يجتمع قول الإمام الشافعي المتقدم مع قول ابن
معين انه كذاب في كل ما روى وقول غيره بأنه كذاب. وكفى فيه اعتراف
ابن عقدة وابن عدي بأنه ليس منكر الحديث وتوثيق ابن الأصبهاني له
ورواية الكبار عنه وروايته عن الكبار باعتراف الذهبي. والجرح انما يقدم
على التعديل مع عدم ظهور فساده وأي دليل أوضح على استناد الجرح إلى
التحامل مما مر ويشهد له قول الساجي ان الشافعي لم يرو عنه الا في
الفضائل وتكذيب الحافظ ابن حجر له بأنه خلاف الموجود المشهود فكل ذلك
يدل على أنهم اجتهدوا في اختلاق أسباب للقدح فيه. واخفاء الشافعي
أحيانا اسمه وتعبير ابن جريح عنه تارة بابن أبي عطاء واخرى بعبد
الوهاب بن معاوية وثالثة بأبي الذئب كل ذلك خوفا من أن يترشح عليهم مما
رمي به مع مجابهة البعض للامام الشافعي في روايته عنه كما سمعت
وقول الذهبي فيما مر عن تذكرته ان الإمام الشافعي كان يمشيه ويدلسه
إساءة أدب منه في حق الإمام الشافعي ونوع جرأة وزعمه انه لو كان ثقة
عند الشافعي لصرح بذلك يرده انه قد صرح بذلك حيث قال وكان ثقة في
الحديث ونفى عنه الكذب مبالغا فيه بقوله لان يخر من السماء أحب إليه من أن
يكذب وكان يقول حدثنا من لا اتهم كما مر ذلك كله ونقله الذهبي نفسه
مع أن التوثيق لا ينحصر في لفظ ثقة بل يصح بكل ما يفيد معناه وقد فهم
ابن عدي منه التوثيق كما سمعت مع وصف الذهبي نفسه له بالفقيه
المحدث واعترافه بأنه أحد الاعلام ومن أوعية العلم ولو كانت هذه
الصفات وما ورد فيه من قول الشافعي لغيره لما توقفوا في توثيقه.
من يروي عن إبراهيم
قد عرفت من طريق الشيخ والنجاشي انه يروي عنه الحسين بن
محمد الأزدي وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بن محمد انه ابن أبي
يحيى برواية الحسين بن محمد الأزدي عنه وفيها في إبراهيم بن أبي يحيى
المدني: عنه ظريف بن ناصح انتهى أقول ويروي عنه حماد. ويفهم من
(٢١١)

مجموع ما ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال وتذكرة الحفاظ وابن حجر في
تهذيب التهذيب انه روى عنه من شيوخه يزيد بن الهاد والشافعي وابن
جريح وهو من شيوخه وإبراهيم بن موسى السدي وإبراهيم بن طهمان
وللثوري وكنى عن اسمه وابن جريح وكنى جده أبا عطاء وسعيد بن أبي
مريم وأبو نعيم والكبار وآخر من حدث عنه الحسن بن عرفة وفي تكملة
الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي العاملي روى عنه محمد بن خالد البرقي
انتهى وفي ميزان الاعتدال روى عنه أبو داود أي بالواسطة.
من يروي عنه إبراهيم
في مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بن محمد انه ابن أبي يحيى
بروايته عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وفي تكملة الرجال روى
عن أبي كهمش وكانه الشيباني كما يظهر ذلك من بصائر الدرجات انتهى
وفي ميزان الاعتدال ولإبراهيم رواية عن الكبار الزهري وابن المنكدر
وصالح مولى ألوأمة وفي تهذيب التهذيب روايته أيضا عن يحيى بن سعيد
الأنصاري وموسى بن وردان وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وغيرهم
وفي تذكرة الحفاظ روايته أيضا عن صفوان بن سليم وخلق كثير.
٣٧٢: إبراهيم بن محمد الطحان
روى الشيخ في التهذيب في باب فضل الغسل لزيارة الحسين
ع بسنده عن محمد بن فراس عنه عن بشير الدهان.
٣٧٣: إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي
بضم الخاء المعجمة وتشديد المثناة الفوقية نسبة إلى ختل كسكر كورة بما
وراء النهر ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال
يروي عن سعد بن عبد الله وغيره من القميين وعن علي بن الحسن بن
فضال وكان رجلا صالحا وفي تعليقة البهبهاني وهو والد هشام بن إبراهيم
المشرفي ويظهر من ترجمة جعفر بن عيسى اتصافه بالبغدادي أيضا.
مضى في محله بدون وصف القمي وفي لسان الميزان ذكره أبو عمرو
الكشي في رجال الشيعة وقال روى عن علي بن الحسين بن فضال انتهى
ولم نجده في نسخة رجال الكشي المطبوعة.
٣٧٤: الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد الحسين بن آل مظفر النجفي.
كتب إلينا بعض المظفرين ترجمته وما يتبعها فقال:
آل مظفر
ينسبون إلى مظفر بن أحمد بن محمد بن علي بن حسين بن محمد بن
أحمد بن مظفر ابن الشيخ عطاء الله بن الشيخ أحمد بن فطر بن خالد من
عقيل من آل مسروح وهم من حرب آل علي القاطنين في العوالي من آل
مضر فمظفر هذا حجازي الأصل نجفي المنشأ وكان من العلماء: وسكن
في ناحية البصرة وينسب إليه بعض البقاع والأنهار هناك وهم من البيوت
العلمية في النجف وفيهم أيضا الشعراء والأدباء. نشا المترجم في النجف
وقرأ فيها ثم ارتحل إلى الكاظمية إلى أن توفي فيها ودفن في الرواق وله تاليف
ووجدت له احكام ممضاة من علماء وقته والى اليوم يعرف مسجده في
الكاظمية وكان يعرف فيها بالشيخ إبراهيم الجزائري وبيعت كتبه بعد وفاته
ومعها مؤلفاته ويوجد بعضها عند المظفرين وخرج من سلالته عدة علماء
منهم ولده الصلبي الشيخ باقر والشيخ حسين ابن الشيخ باقر المذكور معاصر
للسيد بحر العلوم الطباطبائي وتلمذ عليه وتوفي في أيامه أو بعده بيسير
والشيخ محمد ابن الشيخ حسين المذكور وله إجازات جليلة من علماء وقته
والشيخ خلف والشيخ محمد حسن ولبعد عهدهم لم نعرف من حالهم ما
يصح لنا ذكره انتهى أقول قد تقدم ذكر الشيخ إبراهيم الجزائري
الذي أشار إليه وحكمه الممضى من علماء وقته وقد رأيناه في الكاظمية وليس
فيه ما يدل على أنه من آل المظفر ولو كان منهم لنسب نفسه إليهم واستظهرنا
هناك ان يكون جد الجزائريين النجفيين المشهورين ولم يذكر هذا الكاتب
مستنده في اتحاد المترجم مع الجزائري ويوشك ان يكون بناه على الحدس
والظن الذي لا يعني من الحق شيئا.
٣٧٥: الخواجة إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل ابن تقي كاتب ديوان
السلطنة بأوال من بلاد البحرين.
قال جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي: كان بين الشيخ جعفر وبين
الخواجة المعظم إبراهيم بن محمد المترجم وبين الشريف ناصر العلوي
الموسوي من الألفة والصحبة والأنس والخلطة ما حمله على مدحهما وشكر
صنيعهما فقال سنة ١٠٢٢:
لي ان تحاماني أخ وحميم * اخوان فضلهما علي عظيم
جاءت بهذا من قريش جحاجح * واتت بهذا من تقي قروم
وهما فتى فتيان هاشم ناصر * وجمال آل تقي إبراهيم
لا مورد الآمال في كنفيهما * رنق ولا مرعى الرجاء وخيم
ان امرأ ساواهما بسواهما * لأخو عمى أو كالأغر بهيم
هذا يلازمني نداه كأنه * لي حيث كنت من البلاد غريم
وجميل ذلك لا يزايلني فلي * منه حديث صنيعة وقديم
يا خير من لهج الأنام بذكره * فحدا بذلك ظاعن ومقيم
حتى رأيت العرب تحسدها به * عند التفاضل فارس والروم
واما مرفوع السقائف مثلما اعلولى * عن الفحل المسن عكوم
ناء يشق على المطي بلاغة * فظل تقعد دونه وتقوم
تستفرع الجهد الركائب نحوه * فلهن وخد دونه ورسيم
لأكافينهما بكل قصيدة * عرض الكرام بمثلها موسوم
يتهلل الحر الكريم بمثلها * دعوى والا مثلها معدوم
وقال يخاطبه ويشكو اخوانه:
لإبراهيم خالصتي وودي * وصفو سريرتي ووفاء عهدي
فتى ما زال مذ نيطت عليه * تمائمه يعيد ندى ويبدي
أغر عليه متكلي إذا ما * تحاماني الورى وله مردي
وما ألبسته حلل امتداحي * لعارفة أؤملها ورفد
أ إبراهيم يا أدنى البرايا * إلى عدوى وابعد عن تعدى
شكوت إليك اخوان الليالي * جزوا شرا بما صنعوه عندي
أبوا الا مجانبتي ورميي * على ودي لهم بقلى وصد
أ كان جزاء ما سيرت فيهم * من الكلم التي يبقين بعدي
برود ثنا مضاعفة كأني * نسجت لهم بها حلقات سرد
متى ما أفرغت يوما عليهم * وقتهم باس خطي وهندي
ولو أنصفت حين بذلت نصحي * لهم ومحضتهم اعلاق ودوي
(٢١٢)

وكابدت الذي كابدت فيهم * زووني بين احشاء وكبد
فلو لا ان يقولوا جن هذا * واني ان حززت حززت جلدي
لما أغضيت عن أحد واني * أهون بالشكاية بعض وجدي
فيا ابن محمد بن تقي اسمع * ثناء مبرز في النظم فرد
تشاركني الورى في الشعر ظلما * على اني المبرز فيه وحدي
٣٧٦: إبراهيم بن محمد بن عبد الله الجعفري
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه وفي تعليقة منهج
المقال الظاهر أنه إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
والد عبد الله الثقة الصدوق وهو جد سليمان بن جعفر الجعفري المشهور
روى أبوه عن الباقر والصادق ع انتهى ولا يبعد اتحاده مع
إبراهيم بن محمد الجعفري أحد شهود وصية الكاظم ع كما تقدم
واتحادهما مع إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر وفي رجال أبي علي
احتمل بعض كونه ابن أبي الكرام قال ويبعده كون ذاك من أصحاب الرضا
وهذا من أصحاب الباقر والصادق ع انتهى أقول بناء
على اتحاده مع إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الآتي كما مر
عن التعليقة فلا بعد لما ستعرف هناك من تصريح ابن حجر بأنه ابن أبي
الكرام وادراكه الصادق ع إلى الرضا ع غير ممتنع.
٣٧٧: إبراهيم بن محمد الكابلي بن عبد الله بن الأشتر الكابلي بن محمد النفس الزكية ابن
عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
ذكره صاحب عمدة الطالب بهذه الصفة وقال قال شيخنا العمري
أولد بطبرستان وجرجان ولم يذكر في أحواله شيئا غير ذلك. وقال الشيخ
فخر الدين الطريحي في جامع المقال عند ذكر النسب في الأحمري احمر قرية
قريبة من الكوفة وهي التي قتل فيها إبراهيم بن عبد الله من ولد النفس
الزكية انتهى واحتمل بعضهم انه هو المترجم وهو بعيد لأن المترجم كابلي
وأولد بطبرستان وجرجان كما سمعت ولو كان قد قتل بالكوفة لذكره صاحب
عمدة الطالب وبعض استظهر ان المذكور في كلام الطريحي هو قتيل باخمرى وان
القرية المسماة احمر هي باخمرى وبينا فساده في إبراهيم بن عبد الله بن الحسن.
٣٧٨: إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني ابن الحنفية.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي بن الحسين ع وقال
ابن حجر في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وعن جده مرسلا فيما قال أبو
زرعة وعن انس روى عنه ياسين العجلي وعمر مولى غفرة ومحمد بن إسحاق
قلت قال العجلي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات انتهى وعنه في التقريب
صدوق من الخامسة انتهى.
٣٧٩: الميرزا إبراهيم بن محمد علي بن أحمد المحلاتي الشيرازي.
توفي في شيراز في ٢٤ صفر سنة ١٣٣٦ وقبره خارج شيراز بمقبرة
السيد علي بن حمزة بن موسى الكاظم ع.
كان من وجوه تلاميذ الميرزا الشيرازي قرأ عليه حين اقامته في النجف
الأشرف أعواما وفي سامراء مدة حياته وكتب من تقرير بحثه في الأصول والفقه
كثيرا وبقي في سامراء بعد وفاة أستاذه إلى سنة ١٣١٥ ثم رجع إلى شيراز
ورأس بها وبقي فيها حتى توفي وكان عالما جليلا رئيسا مطاعا في شيراز ومن
تلاميذه الشيخ عبد الكريم اليزدي نزيل قم الشهير قرأ عليه شطرا من
الأصول. له من المؤلفات ١ تقرير بحث أستاذه المذكور في الأصول
٢ تقرير بحثه في الفقه ٣ حاشية على رسالة الاستصحاب للشيخ
مرتضى ٤ رسالة في الرد على الحاج محمد كريمخان الكرماني ٥ رسالة
أخرى في الرد عليه فارسية ٦ رسالة في الخيارات. وله أخ فاضل جليل
صالح اسمه الشيخ محسن وخلف الميرزا أبا الفضل من رؤساء شيراز فعلا
وكان والده أيضا من العلماء وهو الذي قال امام الحرمين في تاريخ وفاته:
لمحلات الجنان ارتحلا.
٣٨٠: الميرزا إبراهيم الواعظ ابن الحاج محمد علي التاجر الأصفهاني الملقب بأمين
الواعظين.
ولد سنة ١٢٧٥ ولا نعلم وفاته.
له ١ روح العالمين في التوحيد فارسي ٢ طريقة الحق في النبوة
٣ أمان الخائفين في الإمامة.
٣٨١: السيد إبراهيم ابن السيد محمد ابن السيد علي الحسني البغدادي.
توفي سنة ١٢٢٧.
هو والد السيد حيدر الذي ينتسب إليه آل السيد حيدر الشهيرين
القاطنين في الكاظمية وبغداد وهم أهل بيت علم وفضل وتقوى وحسن
أخلاق من مشاهير بيوتات العلم في العراق وفيهم يقول الشيخ جابر
الكاظمي الشاعر المشهور من قصيدة:
كرام لقد سادوا الكرام بمحتد * سما رفعة في مجده كل محتد
نمتهم إلى غر المكارم سادة * ومت بضبعيهم إلى كل سؤدد
زكت في الورى اعراقهم فزكت * لهم عناصر قد متت بأكرم سيد
وما منتم قد ساد الا وساده * فتى ينتمي مجدا لآل محمد
ومن قد غدا أزكى النبيين جده * تناهى وما أبقى على لممجد
فما بعد هذا المجد مجد لماجد * وما بعد هذا الفضل فضل لأصيد
لذا قد غدا أزكى الورى آل حيدر * وأكرم أبناء العلى آل احمد
هم ورثوا العلياء من كل أمجد * توارثها عن سيد بعد سيد
وكل فتى منهم يلفع بالعلى * وبالعلم والتقوى وبالمجد يرتدي
وكل به في شرعة الحق يقتدي * وكل به في منهج الرشد يهتدي
وهم قلدوا جيد الوجود مناقبا * يروح دوام الدهر فيها ويغتدي
فطوق منهم بالعلى كل عاطل * وقلد بالمعروف كل مقلد
وكم بددوا بين البرية من ندى * به جمعوا للمجد كل مبدد
أعاروا البرايا العلم منهم ومنهم * تعود بث الجود من لم يعود
كان المترجم عالما أديبا وكان قاطنا في بغداد وهاجر إلى النجف فقرأ على
السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي و سكن والده السيد حيدر في الكاظمية
وبقيت أسرته فيها إلى اليوم.
وفي الطليعة: كان فاضلا فقيها مشاركا وتقيا زاهدا ناسكا وله شعر
إلى أدب ومعرفة باللغة ومحاضرات لأدباء وقته كالسيد محمد الشهير بالزيني
وغيره انتهى ومن شعره قوله من قصيدة حسينية:
لم أبك ذكر معالم وديار * قد أصبحت ممحوة الآثار
(٢١٣)

واستوحشت بعد الأنيس فما ترى * فيهن غير الوحش من ديار
كلا ولا وصل العذارى شاقني * فخلعت في حبي لهن عذاري
كلا ولا برق تالق من ربى * نجد فهيج مذ سرى تذكاري
لكن بكيت وحق ان أبكي دما * لمصاب آل المصطفى الاطهار
وإذا تمثلت الحسين بكربلا * أصبحت ذا قلق ودمع جاري
لم أنسه فردا يجول بحومة * الهيجاء كالأسد الهزبر الضاري
لا غرو ان اضحى يكر على العدى * فهو ابن حيدرة الفتى الكرار
حتى أحيط به وغودر مفردا * خلوا من الأعوان والأنصار
يا للحماة لمصعب تقتاده * أيدي الردى بازمة الاقدار
يا للملا لدم يطل محللا * بمحرم لمحمد المختار
يا للرجال لهاتف يدعو إلا * هل من محام وهو حامي الجار
ويموت ظمآن الفؤاد ولم تغر * أسفا مياه لسبعة الابحار
وبنوه صرعى كالأضاحي حوله * ما بين بدر دجى وشمس نهار
أين الخضارمة القماقم من بني * مضر وأين ليوث آل نزار
كم من مخدرة لآل محمد * قد أبرزت حسرى من الأستار
نحر له الهادي النبي مقبل * أضحت تقبله شفاه شفار
صدر يرضض بالخيول وانه * كنز العلوم وعيبة الأسرار
يا جد هل خبرت أن حماتنا * قد أصبحوا خبرا من الأخبار
يا مدرك الأوتار أدركنا فقد * عظم البلا يا مدرك الأوتار
فإليك يا غوث العباد المشتكى * مما ألم بنا من الأشرار
والمؤمنون على شفا جرف الردى * فبدار يا ابن الأكرمين بدار
يا سيدا بكت الوحوش عليه في * الفلوات والأطيار في الأشجار
يا ابن النبي الهاشمي ومن اتى * للعالمين بأصدق الاخبار
يا رب أظهر ديننا بظهوره * وانصره واجعلنا من الأنصار
يا منية الكرار بل يا مهجة * المختار بل يا صفوة الجبار
أ تزل بي قدم ومثلك آخذ * بيدي وأنت غدا مقيل عثاري
ويذوق حر النار من ينمى إلى * الكرار وهو غدا قسيم النار
أو يختشي منها ونار سميه * بكم خبت في سالف الاعصار
ولقد بذلت الجهد في مدحي لكم * طمعا بان تمحى بكم أوزاري
صلى الاله عليكم وأحلكم * دار السلام فنعم عقبى الدار
وقوله من حسينية أخرى:
لهفي لتلك الرؤوس يرفعها * على رؤوس الرماح اوضعها
لهفي لتلك الجسوم عارية * وذاريات الصبا تلفعها
لهفي لتلك الصدور توطأ بالخيل * و منها العلوم أجمعها
لهفي لتلك الأسود قد ظفرت * بها كلاب الشقا وأضبعها
لهفي لتلك الأوصال تنهبها * السمر وبيض، الظبا تقطعها
لهفي لتلك البدور تافل في الترب * وأوج الجمال مطلعها
لهفي لتلك البحور قد نضبت * وكم طما دافقا تدفعها
لهفي لتلك الجبال تنسفها * من عاصفات الضلال زعزعها
لهفي لتلك الغصون ذاوية * ومن أصول التقى تفرعها
لهفي لتلك الديار موحشة * تبكي لفقد الأنيس أربعها
و هو أحد الأدباء الستة الذين قرضوا تخميس الشيخ محمد
رضا النحوي للبردة في عصر بحر العلوم الطباطبائي كما ذكرناه في ترجمة
النحوي المذكور وله قصيدة يرثي بها أخاه السيد احمد يقول فيها:
لله رزء حزنه لا ينفد * يفنى الزمان وذكره يتجدد
رزء به طرف المعالي مطلق * وفؤادها بين الهموم مقيد
رزء له في كل قلب شعلة * لا تنطفي وحرارة لا تبرد
رزء وهي الزوراء فانفجعت له * بطحاء مكة فالصفا فالمسجد
رزء أصيب به قبيل محمد * لا بل أصيب به النبي محمد
ما لي ارى الدنيا تخر جبالها * هدا أ للأخرى تدانى الموعد
ما للبسيطة لا تمور وقد هوى * من شمها العلم المنيف المفرد
ما للمحافل اظلمت جنباتها * أخبأ سنا مصباحها المتوقد
ما للمساجد قد خلت عرصاتها * أفبان عنها الناسك المتهجد
ما للمدارس من بعد درس علومها * درست معالمها وأقوى المعهد
ما بال أم الفضل تعلن ندبها * أقضى ابن يجدتها الهمام الأوحد
ما بال شرعة احمد قد عطلت * أحكامها أ فبأن عنها احمد
ما للنوائب لا تزال سهامها * ابدا إلى مهج الكرام تسدد
هن الليالي لا تزال بنقض ما * قد أبرمته ذوو المعالي تجهد
اليوم بيت الفخر خر عماده * وانقض من أفق الهداية فرقد
اليوم هدم هادم اللذات ما * هو من بناء المكرمات مشيد
اليوم صوح نبت أندية الندى * وعفا برغم المجد ذاك المعهد
اليوم جدد حزننا في أحمد * ناهيك حزنا لا يزال يجدد
بكر النعي به فظل الناس من * دهش المصاب به تقوم وتقعد
لا كان في الأيام يوم مصابه * ما يومه إلا العبوس الأنكد
وأخيبة القصاد قد ذهب الذي * قد كان للقصاد نعم المقصد
أ فبعد أحمد نرتجي للناس من * يهدي إلى نهج السبيل ويرشد
قد كان شمل الإنس منتظما به * فمضى فعقد نظامه متبدد
اودى فقلب المجد بعد وفاته * قلق وطرف المكرمات مسهد
اودى فأية مهجة من بعده * تهوى الحياة وأي عين ترقد
ومن شعره قوله يرثي السيد مرتضى والد السيد مهدي الطباطبائي
المتوفى سنة ١٢٠٤ مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه ولده المذكور:
مصاب أذال الدموع الغزارا * وأجج بين الحشي منه نارا
وخطب ترى الناس من هو له * العظيم سكارى وما هم سكارى
وعب ء أسى حمله لا يطاق * يهد القوى ويقد الفقارا
ونار جوى كلما رمت ان * تبوخ ضراما تزيد استعارا
فوا لوعتاه لغضب نبا * وطود تداعى وبدر توارى
قضى المرتضى من بني المرتضى * ومن هو أزكى البرايا نجارا
فقدنا فتى كان اوفى الورى * وفاء وصدقا وارعى ذمارا
فقدنا أبر كريم إليه * نحث القطار ونطوي القفارا
فقدنا فتى كان مأوى الطريد * وكهف اليتامى وغوث الحيارى
فقدنا فتى لم يزل بيته * لمن حجه خائفا مستجارا
فقدنا فتى لا يزال التقى * شعارا له والعفاف الدثارا
لقد أظلم الكون لما قضى * وكم بسناه البهي استنارا
وضل الأنام سوا السبيل * من بعده حيث كان المنارا
فمن لليتامى رأت بعد ما * مضى عزها ذلة أو صغارا
أ تسلب أيدي الردى نفسه * وكم أطلقت يده من أسارى
(٢١٤)

فلله قارعة أوسعت * بقلب المكارم جرحا جبارا
ولله ميت بكته العلى * بدمع لصوب الملثات جارى
ومن عجب انهم حنطوه * وكل شذى من شذاه استعارا
فيا قبره طل فخارا فقد * حويت الندى والعلى والفخارا
سقيت وان حل فيك الحيا * عهادا من العفو ما ان تجارى
وهل يختشي ان يضام امروء * بحامي الحمى والنزيل استجارا
ومن قد أناخ برحل الحسين * بنوء في الخلد مثوى ودارا
فبشرى له إذ ينادي البشير * بدار السلام البدار البدارا
ولولا بنوه الكرام الهداة * لامست ربوع المعالي قفارا
رضا يا بنية بحكم الاله * وفي الله فاحتسبوه اصطبارا
فلم يرتحل عنكم قاليا * لكم لا ولا ند عنكم نفارا
ولكن أحب لقاء الحبيب * فسارع سوقا إليه وسارا
وشان بدور السما انها * عقيب التمام تعاني السرارا
فان يك وارى الثرى شخصه * فان سنا نوره لا يوارى
وكيف يوارى وكم منه قد * أرانا الاله هلالا أنارا
كمهدي آل النبي الذي * تسامت مزاياه عن أن تبارى
هو الخلف المرتجى بعده * إذا ناب صرف الليالي وجارا
جواد علا فات اقرانه * وهيهات ان يلحقوه غبارا
وكوكب رشد به يهتدي * إذا اشتد ليل الضلال اعتكارا
ومركز قطب الوجود الذي * هو اليوم للكون امسى مدارا
فيا من به ساد آباؤه * على ما لهم من فخار فخارا
تعز وان جل ما قد دهاك * فما مات من ذكره فيك سارا
ولا تأس وجدا على من ثوى * برحل الحسين وفيه استجارا
وكن موقنا انه قد غدا * لأجداده الغر في الخلد جارا
فبشراه إن كان تاريخه * تبوأ جنات عدن ديارا
وقال يرثيه أيضا:
أرأيت هذا اليوم ما صنع الردى * بدعائم التقوى واعلام الهدى
انظر إلى شمل المكارم والعلى * من بعد ذاك الجمع كيف تبددا
ما للنوائب ليس يفتا سهمها * نحو الكرام مدى الزمان مسددا
ما لي ارى الدنيا على الدنيا العفا * ان أضحكت يومها أبكت غدا
ما لي ارى العلياء أظلم أفقها * أفنور بدر سمائها قد اخمدا
ما للمدارس أصبحت تبكي أسى * أ فقام ناعي المرتضي علم الهدى
لله نار جوى تزايد كلما * طال الزمان تزافرا وتوقدا
كيف السبيل إلى النجاة ولم يزل * سيف الحمام على الأنام مجردا
من يطلق الاسرى ومطلق أسرها * امسى بأصفاد المنون مقيدا
وبمن يلوذ اللائذون وقد قضى * من كان كهفا للأنام ومقصدا
وبمن نصول على الزمان وقد مضى * من كان غضبا في الخطوب مهندا
ميت له بكت المفاخر والعلى * ونعته أندية السماحة والندى
وتصعد أنفاسنا ونفوسنا * حزنا عليه وحق ان تتصعدا
قد هد أركان السرور مصابه * وغدا لأركان الهموم مشيدا
يا قبره قد طلت أبراج السما * في الفخر حيث المرتضى بك الحدا
يا قبره ما أنت الا هالة * أسنى بدور التم فيها قد بدا
ما مهجة الا وودت انها * كانت له دون المراقد مرقدا
لا زال صوب عهاد كل سحابة * ابدا له كدموعنا متعهدا
بالود منا لو فدته نفوسنا * ويقل في أمثاله منها الفدا
ما عذر قلب لا يبيت لفقده * بلظى الكابة والاسى متوقدا
اليوم ربع المجد صوح نبته * وعدا عليه من العوادي ما عدا
اليوم البست العلى حلل الأسى * اليوم برقعت الهدى ظلم الردى
أين الذي كنا نسود به علا * ونطول فخرا في الأنام وسؤددا
أين الذي قد كان رعي ذمامنا * وحقوقنا فرضا عليه مؤكدا
أين الذي قد كان فيض نواله * غوثا لكل من اعتفى ومن اجتدى
أودعت في الأكباد منا لوعة * يأبى شواظ لهيبها ان يخمدا
ولها بنا شمت الحسود وطالما * قد كنت غيظا للحواسد والعدي
بعدا ليومك انه يوم به * امسى السرور عن الأحبة مبعدا
أ شقيق روحي للأسى خلفتني * قد صرت اهوى ان أ شاطرك الردى
حزني عليك كما علمت مؤبد * لا ينقضي ابدا وان طال المدى
قد كان ليلي قبل يومك أبيضا * واليوم أصبح صبح يومي اسودا
أقسمت بالود القديم وسالف العهد * الذي هو بيننا قد أكدا
لو أن ريب الدهر يقنع بالفدا * لفداك منا كل أشوس أصيدا
يا آل بيت المصطفى والمرتضى * صبرا على ما نابكم وتجلدا
ورضا بحكم الواحد الاحد الذي * هو بالدوام وبالبقاء تفردا
وكفى النفوس تسليا من بعده * بسليله مهدي أرباب الهدى
صدر الأفاضل قدوة العلماء من * بجدوده في القول والفعل اقتدى
علامة العصر النطاسي الذي * عنه حديث الفضل يروى مسندا
المفرد العلم الذي بوجوده * امسى بناء المكرمات موطدا
فهو الذي يحيي ماثر مجده * ويشيد من عليائه ما شيدا
ما سار عن دار الفناء مسارعا * الا ليغتنم النعيم السرمدا
ومذ اغتدى جار الشهيد بكربلا * اضحى بجنات النعيم مخلدا
ليقر عينا حيث حل ببقعة * امسى ثراها للنواظر أثمدا
بشراه قد نال الجنان وجاور * الولدان والحور الحسان الخردا
ولقد جهدت بنظم تاريخ له * فابى علي وبات فكري مجهدا
وقريحتي أمست هناك قريحة * وبقيت من قلقي لذاك مسهدا
فإذا بأعظم هاتف في الغيب لم * أر شخصه قد جاء يعلن بالندا
ان رمت تاريخ الشريف المرتضى * فهلم ارخ قد قضى علم الهدى
سنة ١٢٠٤
٣٨٢: السيد إبراهيم بن محمد علي الدررودي الخراساني
توفي في ١٢ ذي الحجة سنة ١٣٢٨ في الكاظمية ودفن في الرواق
الشريف الشرقي
والدررودي نسبة إلى دررود بدال مفتوحة وراء ساكنة وراء
مضمومة وواو ودال كلها مهملات. قرية من قرى نيشابور مركبة من
كلمتين فارسيتين إحداهما در بمعنى باب والأخرى رود بمعنى النهر كأنها واقعة
على فم النهر.
كان سيدا زاهدا متقشفا خرج إلى المشهد الرضوي في طلب العلم ثم
هاجر إلى العراق وبقي في النجف مكبا على الاشتغال ثم رحل إلى سامراء
وتلمذ فيها على الميرزا الشيرازي إلى أن توفي الميرزا وبعد وفاته بسنتين هاجر
إلى الكاظمية فجاور بها إلى أن توفي وقام مقامه ابنه السيد محمد مهدي.
(٢١٥)

٣٨٣: السيد إبراهيم بن محمد علي ابن السيد راضي الأعرجي
تلميذ عم أبيه السيد محسن الأعرجي المشهور المعروف بالمحقق
البغدادي، للمترجم مؤلف في الفقه الاستدلالي كبير في أربعة عشر
مجلدا.
٣٨٤: إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
ذكره النجاشي في ترجمة ابنه عبد الله وقال روى عن أبي جعفر وأبي
عبد الله وفي تهذيب التهذيب لابن حجر بعد الترجمة يأتي في آخر من اسم
أبيه محمد إبراهيم بن محمد. عن معاوية بن عبد الله بن جعفر. وعنه أبو
بكر بن أبي سبرة قال ابن أبي حاتم عن أبيه إبراهيم بن محمد بن علي بن
عبد الله بن جعفر عن أبيه وعنه ابن عيينة ويعقوب بن عبد الرحمن فكانه هو
قلت صاحب الترجمة أظنه ابن أبي يحيى وهو من اقران ابن أبي سبرة وأما
هذا فقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال روى عنه الدراوردي انتهى
أقول لا تخلو عبارته من غموض فلا باس بتوضيحها فهناك كتاب اسمه
الكمال في أسماء الرجال هذبه بعضهم وسماه تهذيب الكمال فهذبه ابن
حجر وسماه تهذيب التهذيب فهو ينقل أولا عبارة المؤلف وإن كان عنده
زيادة صدرها بلفظ قلت فالمؤلف عنون أولا إبراهيم بن محمد وقال إنه
يروي عن معاوية بن عبد الله بن جعفر ويروي عنه أبو بكر بن أبي سبرة ثم
حكى عن ابن أبي حاتم عن أبيه انه ذكر إبراهيم بن محمد بن علي بن
عبد الله بن جعفر وقال إنه يروي عن أبيه ويروي عنه ابن عيينة ويعقوب بن
عبد الرحمن واستظهر ان يكون إبراهيم بن محمد الجعفري هذا هو إبراهيم
ابن محمد صاحب الترجمة الذي لم ينسب فرد عليه ابن حجر وقال إن
صاحب الترجمة أظنه ابن أبي يحيى وأما الجعفري فذكره ابن حبان في الثقات
ومر في إبراهيم بن محمد الجعفري وإبراهيم بن محمد بن عبد الله الجعفري
استظهار اتحادهما مع هذا وعنه في التقريب ان أباه محمدا هو المعروف بأبي
الكرام وعليه فيكون هو إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري الذي ذكر
النجاشي انه روى عن الرضا ع.
٣٨٥: الشيخ ملا إبراهيم بن محمد علي القمي نزيل طهران
توفي سنة ١٣١٠ في طهران ونقل إلى النجف.
عالم فاضل فقيه صالح خرج في أوان شبابه متسكعا إلى العراق ولازم
أولا درس السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط في كربلاء وفي سنة
١٢٦٠ غادرها إلى النجف فاخذ عن صاحب الجواهر في الفقه وعن الشيخ
مرتضى الأنصاري صاحب الوسائل في الأصول ولازمهما حتى برع في
العلمين وصاهر الشيخ مشكور الحولاوي النجفي الشهير على ابنته وفي سنة
١٢٧٩ خرج من النجف بقصد الإقامة في طهران بأمر من أستاذه الأنصاري
فأقام بها إلى أن توفي. له مؤلفات لم تخرج إلى المبيضة وخلف ولده الشيخ
علي القمي الزاهد العابد العالم المعروف في النجف.
٣٨٦: إبراهيم بن محمد بن علي الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه.
٣٨٧: الشيخ إبراهيم بن محمد بن علي بن محمد الحرفوشي العاملي الكركي
وفي بعض القيود وصف جده علي بالأمير.
توفي سنة ١٠٨٠ بطوس.
وأبوه هو المعروف بالحريري ترجم في محله. في أمل الآمل: كان
فاضلا صالحا قرأ على أبيه وعيره وتوفي بطوس وحضرت جنازته انتهى له
مجموعة الإجازات والكركي نسبة إلى كرك نوح من بلاد بعلبك ووصفه
بالعاملي توسع وفي روضات الجنات رأيت في مجموعة إجازات من تاليف
صاحب الترجمة رواية حديث قاضي الجن بهذه الكيفية حدثنا المولى الفاضل
الجليل مولانا تاج الدين حسن الأصفهاني الفلاورجاني يريد به والد
شيخنا الفاضل الهندي الذي هو في الأصل أصفهاني لنجاني قال حدثنا
المولى المحقق مولانا خواجا جمال الدين محمود السدادي السلماني قال حدثنا
المولى العلامة جلال الدين بن أسعد الدواني الشيرازي وأخبرني السيد
السند الفقيه الصدر السعيد الشاه أبو الولي ابن السيد المحقق الشاه محمود
الحسني الشيرازي قال اخبرني المولى المحقق مولانا خواجة جمال الدين محمود
قال اخبرني العلامة الدواني وأخبرني أيضا المولى المحقق المدقق الشيخ
المنصور المشتهر براستگو شارح تهذيب الوصول إلى علم الأصول عن
واحد عن المولى العلامة الدواني قال اخبرني مشافهة السيد الإمام حقيقة
الأئمة الاعلام السيد صفي الدين بن عبد الرحمن الحسيني الإيجي حديث
قاضي الجن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تزيا بغير زيه فقتل فلا قود ولا دية وصلى
الله على سيدنا محمد وآله الاطهار والحمد لله رب العالمين.
الحرافشة
وأما الحرفوشي فنسبة إلى آل حرفوش الذين كانوا أمراء بعلبك يقال
أن أصلهم من العراق من خزاعة وهم أيضا يقولون ذلك في دواني
القطوف نسبوا إلى جدهم الأمير حرفوش الخزاعي الذي عقدت له راية
بقيادة فرقة في حملة أبي عبيدة بن الجراح على بعلبك واصلهم من العراق من
خزاعة قدموا أولا إلى غوطة دمشق ثم إلى بعلبك وسكنوها وأقدم من ذكر
منهم في تاريخ بيروت علاء الدين بن الحرفوش سنة ١٣٠٩ ميلادية ٧٢٩
هجرية وكان مع الذين يؤمنون الطرق في البقاع يقاتل تركمان كسروان
فقتل سنة ١٣٩٣ م ٨١٣ ه وكانوا يتولون بعض شؤون البقاعين
وبعلبك في أول عهدهم للحكم ومسكنهم في بعلبك وكرك نوح وهم من
الشيعة وأول من تولى الحكم منهم في بعلبك الأمير موسى أو يونس في أوائل
القرن السابع عشر الميلادي والحادي عشر الهجري وله وقائع مع فخر
الدين المعني فحكموا في هذه البقعة أربعة قرون وفتكت بهم الدولة
العثمانية سنة ١٨٦٦ م ١٢٨٦ ه انتهى قوله إن جدهم حرفوش
الخزاعي عقدت له راية الخ ما هو إلا من قبيل الأساطير إذ لم يذكره مؤرخ
وقوله إنهم حكموا في هذه البقعة أربعة قرون أي في البقاع وبعلبك لا في
خصوص بعلبك لأن حكمهم في بعلبك على ما ذكره من أوائل القرن
السابع عشر إلى سنة ١٨٦٦ وهو نحو قرنين ونصف فقط إلا أن يريد من
القرن أربعين سنة والذي كانت له الوقائع مع فخر الدين المعني حتى قتل
هو الأمير يونس لا الأمير موسى كما تعرفه في ترجمته لكن لم يعلم أنه أول من
حكم منهم في بعلبك وكيف كان فلا يعلم مبدأ أمرهم على التحقيق
وتواريخهم ذهبت بها الحوادث وكانوا من أعاظم امراء سورية صولة وشجاعة
وقوة وسعة ملك وكان تحت حكمهم بلاد بعلبك والبقاع وحمص وغيرها في
العهد الاقطاعي وحسبك بشجاعتهم أن أحدهم الأمير سلمان كان محبوسا
بقلعة دمشق فطلب مقراضا ليأخذ من شعره فجئ إليه فقص لوحا من
التنك على هياة السيف وشهره بيده وخرج فلم يجسر أحد على الوقوف في
(٢١٦)

وجهه وأغلقت أسواق المدينة خوفا منه فركب جواده وخرج ووقعت جمرة من
النارجيلة على يد أحدهم ولعله المير سلمان فلم يرمها وصبر حتى جاء الخادم
وأخذها عن يده. وكانوا شيعة اثني عشرية يكرمون العلماء والاشراف وبنوا
المساجد في بعلبك وغيرها وجامع النهر في بعلبك بناه الأمير يونس وسكنوا
قلعة بعلبك وبنوا فيها وفي المدينة الأبنية الفاخرة ودار الأمير يونس بجانب
القلعة لا تزال قائمة وهي مثال القوة والعظمة والاتقان ولهم في بعلبك مقبرة
عليها قبة شامخة باقية إلى اليوم والتجأ إليهم جماعة من أهل جبل عامل حين
فروا من الجزار وتفرقوا في البلاد منهم جد والد المؤلف السيد محمد الأمين
الأول ابن السيد أبي الحسن موسى وبعض علماء آل الحر وغيرهم فحموهم
وأكرموا وفادتهم وأرسل الجزار مرة إلى الأمير الحرفوشي ولعله بعد ما ملك
الشام يطلب منه الأموال المقررة على امارته للسلطنة فملأ أكياسا من نعال
الخيل من الحديد وحملها على البغال فظنها نقودا فلما فتح الأكياس وجد نعال
الخيل إشارة إلى أنه ليس عنده الا الحرب فاغتاظ الجزار وعزم على حربه
فلم يتهيأ له ذلك وقد كان فيهم الأمراء والعلماء والشعراء فمن علمائهم
صاحب الترجمة ووالده الشيخ محمد وكان شاعرا أيضا ومن أمرائهم
وشعرائهم الأمير موسى بن علي ومن عظماء أمرائهم الأمير يونس ومنهم ولده
الأمير أحمد والأمير جهجاه والأمير شلهوم والأمير سلمان والأمير محمد
وغيرهم ويأتي ذكر كل في بابه وأخيرا فتكت بهم الدولة العثمانية ونفتهم إلى
الروم ايلي في حدود سنة ١٢٨٦ ه وعينت لهم معاشات ثم سكنوا
اسلامبول ودخلوا في وظائف الدولة العالية حتى صار منهم رئيس شورى
الدولة صفوت باشا وغيره لكنهم فقدوا بذلك مميزات قوميتهم واخلاقهم
العربية وصاروا أتراكا لا يعرفون شيئا من اللسان العربي. ولا تزال منهم
بقية في قرى تمنين وسرعين وشعث وحربتا والنبي رشادي من بلاد بعلبك.
٣٨٨: إبراهيم بن محمد بن علي بن مطهر بن نوفل التعلبي الأدفوي المصري
ينعت بقطب الدين
توفي سنة ٧٣٧.
الأدفوي نسبة إلى أدفو بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة وضم
الفاء وسكون الواو بلدة بصعيد مصر.
ذكره صاحب الطالع السعيد في فضلاء الصعيد فقال كان لطيف
الذات حسن الصفات شاعرا ناثرا وكان في شبابه يتعاطى الغناء ثم عكف
على حفظ كتاب الله العزيز فاستحق به التمييز واستمر إلى آخر عمره على
قراءة القرآن والانقطاع عن تلك الاقران ملازما للصلاة والتلاوة والعبادة
وسلوك الطريق الشاهد لسالكها بالسعادة وهو كل يوم من الخير في زيادة مع
صدق لهجة وصيانة وأمانة وديانة إلا أنه كان من اتباع الشيعة أصحاب تلك
البدع الشنيعة شاهدته لما حضر داود الذي يدعي انه ابن سليمان بن
العاضد إلى أدفو سنة ٦٩٧ وهو بين يديه وقد اخذ العهد عليه وهو ينشده
قصيدة نظمها لم يعلق بذهني منها الا أولها:
ظهر النور عند رفع الحجاب فاستنار الوجود من كل باب
واتانا البشير يخبر عنهم ناطقا عنهم بفصل الخطاب
وما اعلم هل تاب أو سبق عليه الكتاب توفي ببلده بعد أن كف
بصره من سنين كثيرة وهو صابر شاكر على طريقة حسنة وكانت وفاته في يوم
عرفة فيرجى له الخير انتهى وقد ذكرنا من سخافات هذا المؤلف في غير
هذه الترجمة شيئا كافيا ونقلنا من أقواله أمثال ما سمعت ما يدل على أنه كان
من النصاب الذين سبق عليهم الكتاب.
٣٨٩: جمال الدين إبراهيم بن ناصر الدين محمد بن كمال الدين عمر بن
عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن
هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة
صاحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم واسم أبي
جرادة عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل أبي القبيلة بن
كعب بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر هوازن بن منصور بن
عكرمة بن حفصة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
العقيلي الحلبي هكذا ساق النسب ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة كمال
الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن العديم وفي تاج العروس: أبو جرادة
عامر بن ربيعة بن خويلد بن عوف بن عامر أخي عبادة وعمرو والد
خفاجة بن عقيل أخي قشير وجعدة والحريش أولاد كعب أخي كلاب ابني
ربيعة بن عامر بن صعصعة صاحب علي رضي الله عنه وهو جد بني جرادة
بحلب انتهى.
وآل أبي جرادة
طائفة كبيرة مشهورة بحلب وهم شيعة وفيهم العلماء والفضلاء
والشعراء والكتاب والقضاة الكثيري العدد نذكرهم في هذا الكتاب كلا في
بابه إن شاء الله ويظهر أنهم كانوا أصحاب عشرة حسنة مع الناس في الدين
والدنيا وألسنة نظيفة ومداراة ولذلك تراهم قد ذكروا في كتب التراجم لأهل
السنة بكل ثناء جميل وتوقير وتعظيم ووصفوا بدماثة الأخلاق وحسن العشرة
كما ستطلع عليه مع ظهور تشيعهم غالبا ويدل على تشيعهم ما ذكره ياقوت
في معجم الأدباء في ترجمة علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن أبي
جرادة منهم كما يأتي في بابه حيث قال: قال ابن السمعاني قرأت عليه بحلب
وخرجت يوما من عنده فرآني بعض الصالحين فقال لي أين كنت قلت عند
أبي الحسن بن أبي جرادة قرأت عليه شيئا من الحديث فأنكر علي قال ذاك
يقرأ عليه الحديث قلت ولم هل هو الا متشيع يرى رأي الحلبيين فقال لي ليته
اقتصر على هذا بل يقول بالنجوم ويرى رأي الأوائل وسمعت بعض
الحلبيين يتهمه بذلك انتهى وقوله يقول بالنجوم أي بتأثيرها في الكائنات
كما كان يراه أهل الجاهلية وهذا معنى قوله يرى رأي الأوائل ولا يبعد أن
يكون الذي ساق إليه هذه التهمة هو التشيع فكثيرا ما ساق التشيع تهما
باطلة وافتراءات كاذبة. وأهل حلب كان الغالب عليهم التشيع إلى القرن
الثامن، وبنو أبي جرادة حلبيون. ويدل عليه قول ابن السمعاني: متشيع
يرى رأي الحلبيين. ووجدنا لأحدهم وهو القاضي أبو المكارم محمد بن
عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة الحلبي شرحا مخطوطا على
قصيدة أبي فراس الحمداني الميمية المسماة بالشافية في مدح أهل البيت والرد
على ابن سكرة الهاشمي لا يشك المطلع عليه في تشيعه مع أنه ترجم في
كتب أهل السنة بكل وصف جميل ولم يشر أحد إلى تشيعه فدل على أن باقي
أهل بيته كذلك ولم يذكر أحد أن هذا وعليا المتقدم ذكره متشيعون من بين
أهل بيتهم كما ذكروا أن الامام الناصر شيعي من بين أهل بيته وناصر
الدولة بن حمدان سني من بين أهل بيته قال ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة
كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المعروف بابن العديم: بيت أبي
جرادة بيت مشهور من أهل حلب أدباء شعراء فقهاء عباد زهاد قضاة
(٢١٧)

يتوارثون الفضل كابرا عن كابر وتاليا عن غابر وأنا أذكر شيئا من ماثر هذا
البيت وجماعة من مشاهيرهم ناقلا ذلك كله من كتاب ألفه كمال الدين
أطال الله بقاءه وسماه الأخبار المستفادة في ذكر بني أبي جرادة وقرأته عليه
فاقر به وسألته لم سميتم ببني العديم فقال سالت جماعة من أهلي عن ذلك
فلم يعرفوه وهو اسم محدث لم يكن آبائي القدماء يعرفون به ولا أحسب إلا
أن جد جدي القاضي أبا الفضل هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن أبي
جرادة مع ثروة له واسعة كان يكثر في شعره من ذكر العدم وشكوى الزمان
فسمي بذلك فإن لم يكن هذا سببه فلا أدري ما سببه قال ياقوت حدثني
كمال الدين عن عمه أبي غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة أنه
قال لما ختمت القرآن قبل والدي ما بين عيني وبكى وقال الحمد لله يا ولدي
هذا الذي كنت ارجوه فيك حدثني جدك عن أبيه عن سلفه أنه ما منا أحد
إلى زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا من ختم القرآن قال ياقوت وهذه منقبة جليلة لا
اعرف لأحد من خلق الله شرواها وسالت عنها قوما من أهل حلب
فصدقوها وقال لي زين الدين محمد بن عبد القاهر بن النصيبي دع الماضي
واستدل بالحاضر فإنني أعد لك كل من هو موجود في وقتنا هذا وهم خلق
ليس فيهم أحد إلا وختم القرآن وجعل يتذكرهم واحدا واحدا فلم يخرم
بواحد حدثني كمال الدين أطال الله بقاءه قال كان عقب بني أبي جرادة من
ساكني البصرة في محلة بني عقيل بها وأول من انتقل منهم عنها موسى بن
عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة إلى حلب بعد المائتين
للهجرة وكان وردها تاجرا واستوطنها وقيل وقع طاعون بالبصرة فخرج منها
جماعة من بني عقيل إلى الشام فاستوطن جدنا حلب وكان لموسى من الولد
محمد وهارون وعبد الله ولمحمد ولد اسمه عبد الله لا أدري اعقب أم لا
وأما العقب الموجود الآن فلهارون وهو جدنا ولعبد الله وهم أعمامنا
انتهى وفي تاج العروس أن أول من انتقل منهم إلى حلب هو عيسى وأن
ولده موسى ولد بحلب قال قرأت في معجم شيوخ الحافظ الدمياطي قال
عيسى بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة نقل من البصرة مع أبيه سنة
إحدى وخمسين في طاعون الجارف إلى حران ثم إلى حلب فولد بها موسى
وولد موسى هارون وعبد الله فهارون جد بني العديم وعبد الله جد بني أبي
جرادة انتهى.
ولد صاحب الترجمة ٦ ذي الحجة سنة ٧١٧ وتوفي ١٦ المحرم سنة
٧٨٧ بحلب.
في أعلام النبلاء انه سمع صحيح البخاري على الحجار بحماه وعلى
العز إبراهيم بن صالح بن العجمي عشرة الحداد وسمع من الكمال بن
النحاس وحفظ المختار وولي قضاء حلب بعد أبيه سنة ٧٥٢ إلى أن مات الا
انه تخلل في ولايته انه صرف مرة بابن الشحنة قال علاء الدين في تاريخه كان
عاقلا عادلا في الحكم خبيرا بالأحكام عفيفا كثير الوقار والسكون الا انه لم
يكن ناقدا في الفقه ولا في غيره من العلوم مع أنه درس بالمدارس المتعلقة
بالقاضي الحنفي كالحلوية والشاذبختية وكان يحفظ المختار ويطالع في شرحه
ثم حكى عن خط البرهان الحلبي انه كان من بقايا السلف وفيه مواظبة على
الصلوات في الجامع الكبير نظيف اللسان وافر الفضل طويل الصمت
والمهابة في غاية الفقه مع المعرفة بالمكاتيب والشروط كبير القدر عند الملوك
والامراء له مكارم وماثر وكان كثير النظر في مصالح أصحابه وحكى أيضا
عن خط البرهان المحدث ان ابن العديم هذا ادعى عنده مدع على آخر بمال
فأنكر فاخرج المدعي وثيقة فيها أقر فلان ابن فلان فأنكر ان يكون ذلك
اسمه واسم أبيه فتشاغل القاضي عنه مدة وأطال ثم نادى يا فلان ابن فلان
فاجابه المدعى عليه مبادرا فقال ادفع لغريمك حقه فاستحسنت منه هذه
الحيلة.
٣٩٠: الشيخ إبراهيم بن محمد الغراوي النجفي
توفي في شعبان سنة ١٣٠٦ أو ١٣٠٤.
والغراوي نسبة إلى قبيلة بنواحي العمارة. قرأ على الشيخ راضي بن
الشيخ محمد الفقيه النجفي المشهور له كتاب في الفقه الاستدلالي في عدة
مجلدات.
٣٩١: إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري.
ذكره الشيخ في أصحاب الهادي والعسكري ع وقال
الكشي سألت أبا النضر محمد بن مسعود فقال اما إبراهيم بن محمد بن
فارس فهو في نفسه لا باس به ولكن بعض من يروي هو عنه انتهى
وعن الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة انه نسب إلى الكشي قول انه ثقة في
نفسه وعن الميرزا في الوسيط انه نقل عن أحمد بن طاوس عن الكشي عن
محمد بن مسعود انه ثقة في نفسه ولكن ازراه بعض من يروي عنه انتهى
ويمكن ان يكون ذلك مبنيا على أن نفي الباس يقتضي التوثيق وهو غير بعيد
ونقل ابن طاوس كلمة ازراه يدل على سقوطها من نسخة الكشي التي
وصلت إلينا وانها كانت موجودة فاسقطها الناسخ وبقي الكلام غير تام.
٣٩٢: إبراهيم بن محمد القرشي مولاهم
ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع وقال
روى عنه التلعكبري اجازة انتهى والتلعكبري واسمه هارون بن موسى من
أجلاء العلماء يأتي في بابه انش وروايته اجازة من إبراهيم هذا تدل على
جلالة شانه.
٣٩٣: السيد إبراهيم ابن السيد محمد القمي ثم النجفي ثم الهمداني
في تكملة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: تلميذ بحر العلوم
كان فاضلا محققا وعالما مدققا ذا فطنة ودراية متقنا بارعا حاذقا في الحكمة
والكلام والحديث والأصول والتفسير والفقه ومن مصنفاته شرح المفاتيح
وشرح الوافي وغيرهما من الرسائل المفردة حضرت مجلس درسه كثيرا
انتهى فهو في طبقة بحر العلوم. وفي الذريعة إلى معرفة مؤلفات
الشيعة: السيد إبراهيم بن محمد القمي معاصر للشيخ عبد النبي الكاظمي
العاملي صاحب تكملة الرجال له حاشية على الوافي.
٣٩٤: إبراهيم بن محمد الكوفي مولى أبي موسى الأشعري
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٣٩٥: أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد أبي بكر بن أبي
عبد الله بن حمويه بن محمد الجويني المعروف بالحموئي وابن حمويه جميعا
ويوجد في بعض المواضع ترجمته هكذا: الشيخ صدر الدين
إبراهيم بن سعد الدين محمد بن أبي المفاخر مؤيد بن أبي بكر بن أبي
الحسن محمد بن عمر بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه الحموئي الصوفي
والظاهر أنهما واحد. وفي تذكرة الحفاظ مات سنة ٧٢٢ وله ٧٨ سنة.
(٢١٨)

والجويني نسبة إلى جوين مصغرا ناحية بين خراسان وقهستان في
القاموس جوين كزبير كورة بخراسان وبلدة بسرخس انتهى.
والحموئي نسبة إلى حمويه بحاء مهملة وميم مضمومة مشددة
ومثناة تحتية وهاء وهو جده.
في تذكرة الحفاظ: سمعت من الامام المحدث الأوحد الأكمل فخر
الاسلام صدر الدين إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن حمويه الخراساني الجويني
شيخ الصوفية حين قدم علينا حديث... (١) روى لنا عن رجلين من
أصحاب المؤيد الطوسي وكان شديد الاعتناء بالرواية وتحصيل الاجزاء
الإجازة ط على يده أسلم غازان الملك ثم ذكر تاريخ موته انتهى.
تشيعه
المعروف انه من عظماء أهل السنة ومحدثيهم وحفاظهم وكذا أبوه
وجده وكثير من سلسلة نسبة الحموئيين ولكن المحكي عن صاحب رياض
العلماء انه ذهب فيه إلى تشيعه ويمكن ان يستفاد تشيعه من أمور ١ روايته
عن أجلاء علماء الشيعة الآتي ذكرهم ٢ ما اورده من الروايات في كتابه
فرائد السمطين من أحاديث الوصية لعلي ع والتفضيل وخوارق العادات
وغير ذلك وهذا الوجه اعترضه صاحب روضات الجنات بأنه كما اورد ذلك
اورد ما تضمن خلافة غيره وفضائله وجوابه ان مثل ذلك وقع من الحاكم
النيسابوري صاحب المستدرك ولم يشك أحد في تشيعه ٣ ما في بعض
الكتب من نسبة صاحب الترجمة الثانية المتقدمة الذي يظهر اتحاده معه إلى
التشيع وان السلطان غازان أخا السلطان محمد الجايتو أسلم على يده وذلك
في ٤ شعبان سنة ٦٩٤ عند باب قصره بمقام لار دماوند وكان قد عقد مجلسا
عظيما واغتسل في ذلك اليوم ولبس لباس الشيخ سعد الدين الحموئي والد
الشيخ المذكور واسلم باسلامه خلق كثير من الترك وبذلك سميت تلك
تركمان.
مشائخه
في روضات الجنات: له الرواية في كتابه فرائد السمطين وغيره عن
الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر الحلي والد العلامة وعن المحقق الحلي
وابن عمه يحيى بن سعيد وابني طاوس والشيخ مفيد الدين بن الجهم
والخواجة نصير الدين الطوسي والسيد عبد الحميد فخار بن معد الموسوي
بحق روايتهم جميعا عن مشائخهم الثقات الأجلة ويروي هو أو أبوه الشيخ
سعد الدين عن منتجب الدين صاحب الفهرست كما أن للشيخ منتجب
الدين في كتاب أربعينه الرواية عن جده محمد بن حمويه بن محمد الجويني
الصوفي قال وفي بعض كتب إجازات الأصحاب اسناد أدعية السر من خط
السيد نظام الدين احمد الشيرازي هكذا: الفقير إلى الله الغني المغني
أحمد بن الحسن بن إبراهيم الحسني الحسيني يروي عن عمه ومخدومه مجد
للملة والدين إسماعيل عن والده ومخدومه شرف الاسلام وعز المسلمين
إبراهيم عن شيخ شيوخ المحدثين صدر الحق والدين إبراهيم بن محمد بن
المؤيد الحموئي عن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن مطهر الحلي عن
الحسين بن الفرج النيلي عن أبي الحسن ابن شيخنا الطوسي عن والده
الجليل انتهى قال وانما مشائخه الذين يروي عنهم من أهل السنة
والجماعة فهم كثيرون منهم بعض بني عمومته الفضلاء من آل حمويه
كالقاضي نصير الدين محمد بن محمد بن علي بن المؤيد الحموئي وابن عمه
الآخر الشيخ الامام نظام الدين محمد بن الأمير الامام قطب الدين علي بن
صدر المشائخ معين الدين محمد الحموئي ومنهم الشيخ أبو الفضل أحمد بن
هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الدمشقي الشافعي المعروف
بابن عساكر والشيخ عبد الحافظ بن بدران وبعض تلامذة المطرزي المعروف
ومنهم الشيخة الفاضلة الصالحة زينب بنت القاضي عماد الدين أبي صالح
نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ العارف عبد القادر الجيلي البغدادي إلى غير
ذلك من مشائخه الكثيرين المذكورين بأسمائهم وصفاتهم في كتابه فرائد
السمطين انتهى.
مؤلفاته
له كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين وقد
جعل سمطه الأول فيما ورد في فضائل علي ع والسمط الآخر في مناقب
سائر أهل البيت ع فرع من تاليفه سنة ٧١٦.
٣٩٦: الميرزا إبراهيم ويقال محمد إبراهيم الناظر ابن ميرزا محمد رضا ابن ميرزا
محمد الناظر ابن ميرزا محمد مهدي الشهيد ابن محمد إبراهيم ابن ميرزا محمد
بديع الرضوي المشهدي وباقي النسب في محمد بديع.
توفي سنة ١٢٣٣.
في الشجرة الطيبة: السيد الجليل والركن الأصيل عمدة السادات
العظام والنقباء الأجلة الكرام ذو المجد والأبهة والاحتشام ملاذ الاسلام
والمسلمين غوث الفقراء والمساكين ميرزا محمد إبراهيم الناظر الرضوي كان
معاصرا لأواخر سلطنة الزندية وكان في ذلك الزمان في خراسان نصر الله
ميرزا ونادر ميرزا أولاد الشاهرخ وكان للمترجم عندهم رتبة التقدم على
السادات العظام والتولية على موقوفات أجداده الكرام ونظارة الآستانة وكان
مواسيا لأرحامه وأقربائه وجماعة كثيرين من جيرانه كان طعامهم في كل يوم
وليلة من خوانه وكان يذبح في كل يوم على الأقل رأسا من الغنم لأجل
طعامه وفي أوائل سلطنة فتح علي شاة زار المترجم العتبات العالية وعند
رجوعه فاز بملاقاة الشاه فقال له الشاه سأتشرف قريبا إن شاء الله بتقبيل
اعتاب الآستانة المقدسة فهئ لي الخدمة اللائقة وبعد ان استأذنه
خرج من طهران إلى المشهد المقدس ثم إن الشاه زار المشهد فأعاد على
المترجم ذلك الكلام وقال له فكر في خدمة أقوم بها فقال الناظر
الخدمة التي تليق بالملوك هي بناء صحن أو مسجد كما كان يفعل
السلاطين السابقون وفي جنب قبة حاتم خان بستان يليق ان تبنيه صحنا
فوقع ذلك من الشاه موقع القبول وبعد أيام قليلة أمر البنائين ببنائه وعين
لذلك ثلاثين ألف تومان من خزانته.
٣٩٧: إبراهيم بن محمد بن معروف أبو إسحاق المذاري
نسبة إلى مذار كسحاب بلد بين واسط والبصرة قال النجاشي شيخ
من أصحابنا ثقة روى عن أبي محمد بن علي بن همام ومن كان في طبقته له
كتاب المزار أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عنه وفي الفهرست إبراهيم بن
محمد المذاري صاحب حديث وروايات له كتاب مناسك الحج أخبرنا به
وبرواياته أحمد بن عبدون عن إبراهيم بن محمد وحكى لنا ان من الناس من
ينسب هذا الكتاب إلى أبي محمد الدعلجي لأنسبه به والعمل به (٢) وقال

(١) محل النقط الثلاث بياض بالأصل.
(٢) ما يوجد في عدة نسخ من لفظ (لا نسبة له به) تصحيف.
(٢١٩)

الشيخ في الرجال فيمن لم يرو عنهم ع: إبراهيم بن محمد
المذاري روى عنه ابن حاسر وقال الميرزا في منهج المقال كان أبا علي محمدا
هذا هو المذكور في الأسماء بأبي علي محمد بن همام البغدادي منسوبا إلى جده
والذي تقدم في ترجمة إبراهيم بن محمد الثقفي بن تمام فتدبر انتهى وفي
مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم انه ابن محمد بن معروف برواية أحمد بن
عبدون المعروف بابن الحاشر والحسين بن عبيد الله عنه وبروايته هو عن
محمد بن همام انتهى.
٣٩٨: الشيخ إبراهيم بن محمد الأصفهاني الصنعاني
توفي بصنعاء آخر سنة ١١٥٠
ذكره السيد محمد بن زبارة الحسني الصنعاني في كتابه ملحق البدر
الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع فقال: العالم الفاضل الورع التقي
كان إماما في كثير من الفنون كالفقه والأصول والعربية والتفسير وصل من
أصفهان إلى مدينة صنعاء سنة ١١٥٠ وكانت أوقاته مستغرقة في الذكر
والوعظ ولكلامه وقع وقبول في الاسماع والقلوب وكان يقف بالجامع الكبير
بصنعاء فيجتمع إليه خلق وهو فصيح العبارة حسن الأخلاق لطيف في
وعظه لا يلتفت إلى الدنيا ومتاعها ولا يقصد بوعظه غير نفع المسلمين وكان
يملي على الناس شيئا من تفسير القرآن ويزيده للسامعين بيانا بعبارة حسنة
ويد قوية في العلوم وكان يمر بالطرقات والأسواق وهو يعظ الناس ويامرهم
بما يليق بكل مخاطب وبالجملة فهو من العلماء الربانيين وأهل الانقطاع إلى
الله تعالى في جميع أوقاته وكان قانعا راضيا من القوت بما حصل له وربما
اكتفى في يومه بكف من باقلا وسئل يوما عن مذهب العجم في السلف
فقال الجهال ينحون باللوم على البعض والعلماء يتوقفون وتوفي في آخر العام
الذي قدم فيه وكانت وفاته من أعظم الخطوب فإنه كان قد القى الله تعالى
محبته في جميع القلوب وظهر منه من حسن الطريقة ما لا يمكن التعبير عنه فما
راع الناس الا وفاته ولم يطل به المرض فإنه احتجب عن الناس يوما أو
يومين فقصدوا منزله فوجدوه ميتا وشيعه خلق كثير وأرخ وفاته الأديب
أحمد بن حسين الركيحي بقوله:
هذا ضريح الواعظ المنتقى * علامة العصر فصيح اللسان
العابد الأواه شمس العلا * ومن له في كل حكم بيان
فارق اهليه وجيرانه * وجاء يسعى من ذرى أصفهان
قد صافحته الحور في جنة * وعانقته القاصرات الحسان
ناداه رضوان بتاريخه * يا خلد إبراهيم أسنى الجنان
سنة ١١٥٠
وقبره جنوبي مدينة صنعاء مزور وللناس فيه حسن اعتقاد ولما توفي
خلفه على الكرسي الذي كان يقعد عليه للوعظ السيد الإمام محمد بن
إسماعيل الأمير ثم تخلف عنه فكتب إليه الأديب الركيحي المذكور:
أرى غرس إبراهيم ما زال ينتمي * فمنك اجتنينا بعده ثمر الغرس
فدع جسدا ملقى بكرسي غيره * فإنك أولى بالقعود على الكرسي
فاجابه السيد محمد الأمير بقوله:
صفي الهدى أبدعت فيما نظمته * فداك بنو الآداب بالمال والنفس
إذا الشعراء جاءوا بقرآن شعرهم * فشعرك في أشعارهم آيات الكرسي
٣٩٩: إبراهيم بن محمد السهيلي
في لسان الميزان المذكور في مصنفي الشيعة انتهى ولم أجده فيهم.
٤٠٠: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر الصادق
في لسان الميزان: ذكره الطوسي في رجال الشيعة انتهى أقول
ليس في فهرست الشيخ الطوسي ولا في كتاب رجاله ذكر لسوى إبراهيم بن
محمد بن عبد الله الجعفري المختلف في تعيينه كما تقدم.
٤٠١: إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي
صفرة العتكي الأزدي الواسطي البغدادي أبو عبد الله نفطويه النحوي
ويقول الماوردي قال ابن خلكان قال ابن قالويه ليس في العلماء من اسمه
إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفطويه.
مولده ووفاته
ولد بواسط وسكن بغداد وفي معجم الأدباء عن المرزباني في المقبس
أنه قال ولد سنة ٢٤٤ ومات يوم الأربعاء ١٢ ربيع الأول سنة ٣٢٢
وحضرت جنازته عشاء ودفن في مقابر باب الكوفة وصلى عليه البربهاري
انتهى وقال الخطيب في تاريخ بغداد عن أحمد بن كامل القاضي انه ولد
سنة ٢٤٠ وتوفي يوم الأربعاء ٦ صفر ودفن يوم الخميس وصلى عليه
البربهاري رئيس الحنابلة أبو محمد وقيل توفي يوم الأربعاء بعد طلوع
الشمس بساعة ودفن من يومه مع صلاة العصر وقيل توفي ٥ صفر وقيل
توفي ٣١٩ أو ٣٢١ أو ٣٢٤ والأصح ما مر عن المرزباني لأنه
حضر جنازته وكانت وفاته في بغداد.
نسبته
العتكي نسبة إلى العتيك بن الأزد أحد أجداد المهلب
والأزدي نسبة إلى الأزد أحد أجداده الذي تنسب إليه القبيلة قال ابن
خلكان ويقال الأسد بالسين الساكنة.
تلقيبه بنفطويه
قال الثعالبي: لقب نفطويه تشبيها له بالنفط لدمامته وأدمته وجعل
على وزن سيبويه لأنه كان ينسب في النحو إليه ويجري في طريقته ويدرس
كتابه وانشدوا: لو انزل النحو على نفطويه قال وجعله ابن بسام بضم
الطاء وتسكين الواو وفتح الياء فقال: إن كان نفطويه من نسلي وفي بغية
الوعاة: قلت هذا اصطلاح لأهل الحديث في كل اسم بهذه الصيغة وانما
عدلوا إلى ذلك الحديث ورد أن ويه اسم شيطان فعدلوا عنه كراهة له
انتهى وقال ابن خلكان نفطويه بكسر النون وفتحها والكسر أفصح
والفاء ساكنة انتهى والحاق ويه باخر الاسم من استعمالات الفرس كما
قالوا سيبويه وراهويه وشيرويه ومكويه وبابويه وغيرها.
أقوال العلماء فيه
في ميزان الاعتدال: إبراهيم بن محمد بن عرفه النحوي نفطويه
مشهور له تصانيف قال الدارقطني ليس بقوي وقال الخطيب كان صدوقا
انتهى وفي تاريخ الخطيب عن الدارقطني لا باس به وعن أحمد بن كامل
القاضي حسن الافتتان في العلوم وكان يخضب بالوسمة وحكى ياقوت عن
الزبيدي في كتابه طبقات النحاة قال كان بخيلا ضيقا في النحو واسع
العلم بالشعر. وفي طبقات القراء: صاحب التصانيف صدوق وكان مما
ينكر الاشتقاق وله في ابطاله مصنف انتهى وقال ابن خلكان له
(٢٢٠)

التصانيف الحسان في الآداب وكان عالما بارعا انتهى وفي لسان الميزان
قال مسلمة كان كثير الرواية للحديث وأيام الناس ولكن غلب عليه الملوك
لا يتفرع للناس انتهى وفي معجم الأدباء كان عالما بالعربية واللغة
والحديث انتهى وفي فهرست ابن النديم كان طاهر الأخلاق حسن
المجالسة وخلط المذهبين (١) وكان مجلسه في مسجد الأنباريين بالغدوات
ويتفقه على مذهب داود انتهى وفي معجم الأدباء: ذكره المزرباني في
المقتبس فقال: كان من طهارة الأخلاق وحسن المجالسة والصدق فيما يرويه
على حال ما شاهدت عليها أحدا ممن لقيناه وكان يقول جلست إلى هذه
الأسطوانة منذ خمسين سنة يعني محلته بجامع المدينة وكان حسن الحفظ
للقرآن أول ما يبتدي به في مجلسه بمسجد الأنباريين بالغدوات إلى أن
يقرئ القرآن على قراءة عاصم ثم الكتب بعده وكان فقيها عالما لمذهب أبي
داود الأصبهاني رأسا فيه يسلم له ذلك جميع أصحابه وكان مسندا في
الحديث من أهل طبقته ثقة صدوقا لا يتغلق عليه شئ من سائر ما رووه
وكان حسن المجالسة للخلفاء والوزراء متقن الحفظ للسيرة وأيام الناس
وتواريخ الزمان ووفاة العلماء وكانت له مروة وفتوة وظرف ولقد هجم علينا
يوما ونحن في بستان كان له بالزبيدية (٢) سنة ٣٢٠ أو ٢١ فرآنا على حال
تبذل فانقبضت وذهبت اعتذر إليه فقال في ترك التغافل عن التبذل
سخف (٣) ثم انشدنا لنفسه:
لنا صديق غير عالي الهمم * يحصي على القوم سقاط الكلم
ما استمتع الناس بشئ كما * يستمتع الناس بحسم الحشم
وحكى ياقوت عن خط الوزير المغربي قال نفطويه اما سائر العلوم فها
هنا من يشركنا فيها واما الشعر فإذا مت مات على الحقيقة وقال من أغرب
علي ببيت لجرير لا أعرفه فانا عبده.
تشيعه
أشار إلى تشيعه ابن حجر في لسان الميزان فإنه قال: قال مسلمة
كانت فيه شيعية انتهى وفي روضات الجنات: من كلامه المنبئ عن
تشيعه بنقل بعض المواضع المعتبرة أنه قال أكثر الأحاديث المذكورة في فضل
الصحابة انما ظهرت في دولة بني أمية وضعوها للتقرب إليهم انتهى
وسيأتي في عداد مؤلفاته الرد على من قال بخلق القرآن وفيه موافقة
للأشاعرة وقال ياقوت: ذكر الفرغاني أن نفطويه كان يقول بقول الحنابلة
أن الاسم هو المسمى وجرت بينه وبين الزجاج مناظرة أنكر عليه موافقة
الحنابلة على ذلك. وفي فهرست ابن النديم في ترجمة الواسطي محمد بن
زيد أن نفطويه كان يتعاطى الكلام على مذهب الناشي انتهى ومعلوم
أن الناشي كان من متكلمي الشيعة وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج
عن المدائني في كتاب الأحداث ما ملخصه أن معاوية كتب إلى عماله إن
برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء
يلعنون عليا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكتب إلى عماله أن لا
يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وأن يكرموا شيعة عثمان والذين
يروون فضائله ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان لما كان يبعثه إليهم
من الصلات ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر فادعوا الناس
إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبرا يروى في
أبي تراب الا وائتوني بمناقض له في الصحابة مفتعل فان هذا أحب إلي
وادحض لحجة أبي تراب وشيعته فرويت اخبار كثيرة في مناقب الصحابة
مفتعلة حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر والقي ذلك إلى معلمي الكتاتيب
فعلموه صبيانهم كما يتعلمون القرآن وبناتهم ونساءهم فظهر حديث كثير
موضوع ثم قال: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر
المحدثين واعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال إن أكثر الأحاديث
الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم
يرغمون به أنوف بني هاشم انتهى.
اخباره
قال ابن خلكان: حكى عبد العزيز بن الفضل قال خرج القاضي
أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج وأبو بكر محمد بن داود الظاهري وأبو
عبد الله نفطويه إلى وليمة دعوا إليها فافضى بهم الطريق إلى مكان ضيق
فأراد كل واحد منهم صاحبه أن يتقدم عليه فقال ابن سريج ضيق الطريق
يورث سوء الأدب وقال ابن داود لكنه يعرف مقادير الرجال فقال نفطويه إذا
استحكمت المودة بطلت التكاليف. وفي معجم الأدباء قرأت في تاريخ
خوارزم قال أبو سعد الحمدلجي سمعت نفطويه يقول إذا سلمت على
المجوسي فقلت له أطال الله بقاءك وادام سلامتك وأتم نعمته عليك فإنما
أريد به الحكاية أي أن الله قد فعل بك هذا إلى هذا الوقت وفي معجم
الأدباء عن تاريخ ابن بشران أبي محمد عبيد الله قال كان نفطويه كثير
النوادر ومن نوادره: قيل لبهلول في كم يوسوس الإنسان قال ذاك صبيان
المحلة. قال وقيل لبعض الشيعة معاوية خالك فقال لا أدري أمي نصرانية
والأمر إليه. وفي معجم الأدباء وتاريخ بغداد للخطيب عن أبي بكر بن
شاذان قال: بكر نفطويه يوما إلى درب الرواسين فلم يعرف الموضع فتقدم
إلى رجل يبيع البقل فقال له أيها الشيخ كيف الطريق إلى درب الرواسين
فالتفت البقلي إلى جار له فقال يا فلان أ لا ترى إلى الغلام فعل الله به وصنع
فقد احتبس علي قال وما الذي تريد منه قال لم يبادرني فيجيئني بالسلق بأي
شئ اصفع هذا العاض بظر امه لا يكني، فتركه وانصرف من غير أن
يجيبه بشئ انتهى والظاهر أن هذا البقلي الكامل لم يشأ أن يصفعه الا
بالسلق الطري الناعم لا بعصا ولا بيده ولا بنعله محافظة منه على الكمال
وحسن الأخلاق. وذكر ياقوت عن الزبيدي قال كان نفطويه مع كونه من
أعيان العلماء وعلماء الأعيان غير مكترث باصلاح نفسه فكان يفرط به
الصنان فلا يغيره. وقال ياقوت: كان بين نفطويه ومحمد بن داود
الأصبهاني مودة أكيدة وتصاف تام فمات محمد بن داود سنة ٢٩٧ فقال إن
نفطويه تفجع عليه وجزع جزعا عظيما ولم يجلس للناس سنة فقيل له في
ذلك فقال إنه قال لي يوما وقد تجارينا له في حفظ عهود الأصدقاء أقل ما
يجب للصديق أن يتسلى على صديقه سنة عملا بقول لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
ما هجي به
قال ابن خلكان: فيه يقول أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن
الحسين الواسطي المتكلم المشهور:

(١) الظاهر أن مراده مذهب الكوفيين والبصريين في النحو - المؤلف.
(٢) محلتين ببغداد.
(٣) في الأل: في التغافل على التبيذ سخف. ويظن أن صوابه ما ذكرناه. المؤلف
(٢٢١)

من سره أن لا يرى فاسقا * فليجتهد أن لا يرى نفطويه
احرقه الله بنصف اسمه * وصير الباقي صراخا عليه
وقال ابن بسام:
رأيت في النوم أبي آدما * صلى عليه الله ذو الفضل
فقال أبلغ ولدي كلهم * من كان في حزن وفي سهل
بان حوا أمهم طالق * إن كان نفطويه من نسلي
أقول جرى بعض ظرفاء العصر القريب من عصرنا مجرى ابن
ابسام فقال في الحاكة:
رأيت في النوم أبي آدما * فقلت يا آدم ذا الفضل
أ هكذا تفعل يا والدي * تترك أولادا بلا عقل
فقال قل لي من هم يا فتى * قلت هم الحاكة للغزل
فقال حوا زوجتي طالق * إن كانت الحاكة من نسلي
وكان بينه وبين ابن دريد منافرة فقال فيه لما صنف كتاب الجمهرة:
ابن دريد بقرة * وفيه لؤم وشره
قد ادعى بجهله * جمع كتاب الجمهره
وهو كتاب العين الا * أنه قد غيره
فبلغ ذلك ابن دريد فقال يجببه:
لو انزل الوحي على نفطويه لكان ذاك الوحي سخطا عليه
وشاعر يدعى بنصف اسمه مستأهل للصقع في اخدعيه
احرقه الله بنصف اسمه وصير الباقي صراخا عليه
مشائخه
في فهرست ابن النديم اخذ عن ثعلب والمبرد وسمع من محمد بن
الجهم وعبد الله بن إسحاق بن سلام وأصحاب المدائني وفي تاريخ بغداد
للخطيب حدث ببغداد عن إسحاق بن وهب العلاف وخلف بن محمد
كردوس ومحمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيين، وشعيب بن أيوب
الصريفيني وعباس بن محمد الدوري، وعبد الله بن شاكر، وأحمد بن عبد
الجبار العطاردي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي. وغيرهم وفي طبقات
القراء للجزري قرأ على محمد بن عمرو بن عون الواسطي وأحمد بن
إبراهيم بن الهيثم البلخي وسمع الحروف من شعيب بن أيوب الصريفيني
صاحب يحيى بن آدم وقيل عرض عليه انتهى.
تلاميذه
في معجم الأدباء: روي عنه أبو عبيد الله المرزباني وأبو الفرج
الأصفهاني وابن حيويه وغيرهم وفي تاريخ بغداد: روي عنه أبو بكر
محمد بن عبد الله الشافعي وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ وأحمد بن
إبراهيم بن شاذان والمعافي بن زكريا وفي طبقات القراء للجزري قرأ عليه
محمد بن أحمد الشنبوذي وعلي بن سعيد القزاز بن ذؤابة وأحمد بن نصر
الشداي وعبد الواحد بن أبي هاشم وعمر بن إبراهيم الكناني انتهى وفي
روضات الجنات من أغلمة نفطويه الشيخ أبو جعفر الأصفهاني المعروف
بشيرويه.
مؤلفاته
في فهرست ابن النديم له من الكتب ١ التاريخ ٢ الاقتصارات
٣ البارع (١) ٤ غريب القرآن وفي تاريخ بغداد أنه كتاب كبير ٥ المقنع
في النحو ٦ الاستثناء والشروط في القراءات ٧ الوزراء ٨ الملح ٩
الأمثال ١٠ الشهادات ١١ المصادر ١٢ القوافي ١٣ أمثال القرآن
١٤ الرد على من يزعم أن العرب تشتق الكلام بعضه من بعض ١٥
الرد على من قال بخلق القرآن ١٦ الرد على المفضل بن سلمة في نقضه
على الخليل ١٦ في أن تتكلم طبعا لا تعلما.
شعره
قال المرزباني كان يقول من الشعر المقطعات في الغزل والنسيب وما
جرى مجراهما كما قال المتأدبون: يقول ومما انشدنا لنفسه سنة ٣٢٢:
غنج الفتور يجول في لحظاته * والورد غض النبت في وجناته
وتكل ألسنة الورى عن وصفه * أو أن تروم بلوع بعض صفاته
لا يعرف الاسعاف الا خطرة * لكن طول الصد من عزماته
لا يستطيع نعم ولا يعتادها * بل لا يسوع لعل في لهواته
قال وانشدنا لنفسه:
تشكو الفراق وأنت تزمع رحلة * هلا أقمت ولو على جمر الغضا
فالآن عذ بالصبر أو مت حسرة * فعسى يرد لك النوى ما قد مضى
قال وانشدنا لنفسه:
أ تخالني من ذلة أتعتب * قلبي عليك ارق مما تحسب
قلبي وروحي في يديك وانما * أنت الحياة فأين منك المذهب
قال ياقوت في معجم الأدباء ولم يورد أبو عبيد الله الا هذين البيتين
وأنشدني بعض الأصدقاء البيت الأول منهما واتبعه بما لا اعلم أ هو من قول
نفطويه أو غيره وهو:
لا يوحشنك ما صنعت فتنثني * متجنيا فهواك لا يتجنب
أنت البرئ من الإساءة كلها * ولك الرضا وانا المسئ المذنب
وحياة وجهك وهو بدر طالع * وسواد شعرك وهو ليل غيهب
ما أنت الا مهجتي وهي التي * أحيا بها أ ترى على من أغضب
قال المرزباني وأنشدني لنفسه:
كفى بالهوى بلوى وبالحب محنة * وبالهم تعذيبا وبالعذل مغرما
اما والذي يقضي الأمور بأمره * فما شاء أمضاه وما شاء احكما
لقد حملتني صبوتي وصبابتي * من الشوق ما أضنى الفؤاد وتيما
قال وانشدنا لنفسه:
تجل بلواي عن البلوى * ويذهل القلب عن الشكوى
يظلمني من لا ارى ظلمه * وما عليه لي من عدوى
عذبني الحب ولكنني * لا أطلب الراحة بالبلوى
سلط من اهوى علي الضنى * لا واخذ الله الذي اهوى

(١) لم يذكر البارع والوزراء وأمثال القرآن في نسخة الفهرست المطبوعة وذكرها ياقوت نقلا عن
ابن النديم. المؤلف
(٢٢٢)

قال وله:
لك خد تذيبه الأبصار * يخجل الورد منه والجلنار
لا تغبي عن ناظري فاني * انا من لحظتي عليك أغار
قال الحسين بن أبي قيراط انصرفت من عند أبي عبد الله نفطويه وقد
كتبت عنه شيئا فجئت إلى أبي إسحاق إبراهيم السري الزجاج فقال لي
ما هذا فأريته إياه وكان على ظهره مقطوعتان أنشدنيهما نفطويه لنفسه فلما
قرأهما الزجاج استحسنهما وكتبهما بخطه على ظهر كتاب غريب الحديث
وكان بحضرته:
تواصلنا على الأيام باق * ولكن هجرنا مطر الربيع
يروعك صوته لكن تراه * على روعاته داني النزوع
كذا العشاق هجرهم دلال * ومرجع وصلهم حسن الرجوع
معاذ الله أن نلقي غضابا * سوى دل المطاع على المطيع
والأخرى:
وقالوا شانه الجدري فانظر * إلى وجه به اثر الكلوم
فقلت ملاحة نثرت عليه * وما حسن السماء بلا نجوم
قال ياقوت: قال الحمدلجي انشدنا نفطويه لنفسه:
إذا ما الأرض جانبها الأعادي * وطاب الماء فيها والهواء
وساعد من تحب بها وتهوى * فتلك الأرض طاب بها الثواء
يرى الأحباب ضنك العيش وسعا * ولا يسع البغيضين الفضاء
وعقل المرء أحسن حليتيه * وزين المرء في الدنيا الحياء
ومن شعره ما اورده أبو علي القالي في أماليه:
قلبي عليك ارق من خديكا * وقواي أوهى من قوى جفنيكا
لم لا ترق لمن يعذب نفسه * ظلما ويعطفه هواه عليكا وقوله:
إذا ما مت فاطلبوا بثاري * ذوات الدل أشباه الظباء
فمن ورد الخدود لهيب وجدي * ومن مرض الجفون دواء دائي
وقوله:
انظر إلى السحر يجري في لواحظه * وانظر إلى دعج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعرات فوق عارضه * كأنهن نمال دب في عاج
وانشد الخطيب لنفطويه:
كم قد ظفرت بمن اهوى فيمنعني * منه الحياء وخوف الله والحذر
وكم خلوت بمن اهوى فيقنعني * منه الفكاهة والتحديث والنظر
اهوى الملاح واهوى أن جالسهم * وليس لي في حرام منهم وطر
كذلك الحب لا اتيان معصية * لا خير في لذة من بعدها سقر
وله اورده الخطيب أيضا:
استغفر الله مما يعلم الله * إن الشقي لمن لم يرحم الله
هبه تجاوز لي عن كل مظلمة * وا سوأنا من حيائي يوم ألقاه
ومن شعره اورده في معجم الأدباء عن تاريخ ابن بشران:
الجد أنفع من عقل وتأديب * ان الزمان ليأتي بالأعاجيب
كم من أديب يزال الدهر يقصده * بالنائبات ذوات الكره والحوب
وامرئ غير ذي دين ولا أدب * معمر بين تأهيل وترحيب
ما الرزق من حيلة يحتالها فطن لكنه من عطاء غير محسوب
٤٠٢: إبراهيم بن محمد المرادي
في لسان الميزان ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة انتهى أقول
لا ذكر له في كتب الطوسي الرجالية.
٤٠٣: إبراهيم بن مسعدة
في ميزان الاعتدال شيخ حدث عنه محمد بن مسلم الطائفي لا يعرف
من هو اه وفي لسان الميزان قال أبو زرعة أسند عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أبو حاتم
مجهول وذكره ابن حبان في الثقات اه أقول محمد بن مسلم الطائفي من
أصحاب الباقر والصادق ع ومن أجلاء رواة أصحابنا
ومشاهيرهم. ولكن المترجم غير مذكور في كتب الرجال لأصحابنا وكيف
كان فلم يتحقق انه من شرط كتابنا.
٤٠٤: إبراهيم بن مسكين البصري
في لسان الميزان: روى عن كهمس الفزاري وعنه محمد بن
سليمان بن محبوب ذكره الطوسي في رجال الشيعة انتهى أقول لا
ذكر له في كتب الطوسي الرجالية.
٤٠٥: إبراهيم بن محمد بن ميمون الكندي
في ميزان الاعتدال للذهبي من اجلاد الشيعة روى عن علي بن عابس
خبرا عجيبا روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره انتهى قوله من
اجلاد الشيعة بالدال اي المتصلبين في التشيع وبعضهم قرأه بالهمزة فحرفه.
ثم قال الذهبي: إبراهيم بن محمود بن ميمون لا أعرفه روى حديثا
موضوعا فاسمعه فروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة عنه علي بن عابس عن
الحارث بن خضيرة عن القاسم بن جندب عن انس ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لي
أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر
المحجلين وخاتم الوصيين الحديث بطوله انتهى وتعقبه ابن حجر في
لسان الميزان فقال اعاده المؤلف في ترجمة إبراهيم بن محمود وهو فقال لا
اعرفه روى حديثا موضوعا فذكر الحديث المذكور انتهى يعني ان
إبراهيم بن محمود بن ميمون الذي قال لا اعرفه لا وجود له بل هو
إبراهيم بن محمد راوي الحديث المذكور وأقول هذا الحديث أورده أبو
نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء قال حدثنا محمد بن أحمد بن علي ثنا
محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا علي بن
عياش (١) عن الحارث بن حصيرة (٢) عن القاسم بن جندب عن انس قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا انس أسكب لي وضوءا ثم قام ف‍ صلى ركعتين ثم قال يا
انس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين
وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال انس قلت اللهم اجعله رجلا من
الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال من هذا يا انس فقلت علي فقام مستبشرا
فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه قال علي
يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل قال وما يمنعني
وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ثم قال
رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن انس نحوه انتهى والذي حمل

(١) مر في السند السابق علي بن عابس وقيل صحيح الأخير.
(٢) مر في السند السابق خضيرة. المؤلف
(٢٢٣)

الذهبي على أن تعجب منه وجزم بوضعه لأول وهلة فقال خبرا عجيبا
وحديثا موضوعا هو اشتماله على فضيلة ومنقبة لأمير المؤمنين لم يألفها طبعه
فلم تطقها نفسه كان عليا ليس أهلا لأعظم المناقب هذا وهو يزعم أن
النصب قد عدم في عصره من بلده. وفي لسان الميزان ذكره أي المترجم
ابن حبان في الثقات وقال إنه كندي وقال إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة
سمعت عمي عثمان بن أبي شيبة يقول لولا رجلان من الشيعة ما صح لكم
حديث فقلت من هما يا عم قال إبراهيم بن محمد بن ميمون وعباد بن
يعقوب وقال أيضا ذكره الأسدي في الضعفاء وقال إنه منكر الحديث قال
ونقلت من خط شيخنا أبي الفضل انه ليس بثقة انتهى أقول انكار
حديثه وتضعيفه لروايته ما لا تقبله نفوسهم من فضائل أمير المؤمنين بعد ما
وثقه ابن حبان وقال فيه عثمان بن أبي شيبة ما سمعت ثم إن من الغريب
عدم ذكر هذا الرجل في رجال أصحابنا ولعله كان مختلطا بغيرهم وراويا لهم
وأغرب من ذلك ان ابن حجر في لسان الميزان قال ذكره أبو جعفر الطوسي
في رجال الشيعة مع أنه لا ذكر له في شئ من كتب الطوسي نعم في كتاب
رجاله إبراهيم بن ميمون الكوفي وإبراهيم بن ميمون بياع الهروي كلاهما في
رجال الصادق كما مر وكونه صاحب الترجمة غير معلوم.
٤٠٦: إبراهيم بن محمد معصوم القزويني
يأتي بعنوان إبراهيم بن معصوم.
٤٠٧: إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسى الكاظم ع
عن كتاب عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب للسيد الشريف
النسابة أحمد بن علي بن الحسين الحسني أنه قال واما إبراهيم الضرير بن
محمد بن موسى الكاظم ع فهو المعروف بالمجاب وقبره بمشهد الحسين
ع معروف مشهور انتهى وفي رجال بحر العلوم: وانما لقب أبوه
محمد بالعابد لكثرة عبادته وصومه وصلاته كما ذكره المفيد طاب ثراه في
الارشاد وغيره انتهى اي ان المفيد ذكر كثرة عبادته لا أنه قال إن ذلك
سبب تلقيبه بالعابد. اما سبب تلقيب إبراهيم بالمجاب فهو ما يقال إنه
سلم على الحسين ع فأجيب من القبر والله أعلم بصحة ذلك وليس هو
جد السيدين المرتضى والرضي كما يتوهم لان أحدهما إبراهيم ابن الإمام موسى
الكاظم ع.
٤٠٨: السيد إبراهيم بن محمد الموسوي الدزفولي الكرمنشاهي المولد
توفي حدود سنة ١٣٠٠ له حاشية على الحدائق.
٤٠٩: إبراهيم بن محمد الهمذاني
نسب إلى همذان بالميم المفتوحة والذال المعجمة المدينة المشهورة لا إلى
همدان بالميم الساكنة والدال المهملة وهي القبيلة لما يأتي في التوقيع من قوله
ع وكتبت إلى موالي بهمذان فدل على أنه من أهل همذان وفي بعض
الأسانيد وصفه بالوكيل.
ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الرضا والجواد والهادي
ع قال العلامة في الخلاصة إبراهيم بن محمد الهمذاني وكيل حج
أربعين حجة وقال الكشي في باب أحمد بن إسحاق: محمد بن مسعود
حدثني علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي محمد
الرازي قال كنت انا وأحمد بن أبي عبد الله البرقي بالعسكر فورد علينا
رسول من الرجل فقال لنا الغائب العليل ثقة وأيوب بن نوح وإبراهيم بن
محمد الهمذاني وأحمد بن حمزة وأحمد بن إسحاق ثقات جميعا وفي تعليقة
البهبهاني العليل هو علي بن جعفر الهماني وفي بعض النسخ العامل بدل
العليل وهو تصحيف قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة في هذا الطريق
من هو مطعون فيه ومجهول العدالة ومجهول الحال كما لا يخفى انتهى
وقال في الحاوي ما ذكره في السند غير واضح كله نعم محمد بن أحمد مشترك
بين الثقة وغيره مع قرب احتمال كونه المحمودي انتهى وقال الكشي في
إبراهيم بن محمد الهمذاني: علي بن محمد حدثني أحمد بن محمد عن
إبراهيم بن محمد الهمذاني قال كتبت إلى أبي جعفر ع أصف له
صنع السميع بي فكتب بخطه عجل الله نصرتك ممن ظلمك
وكفاك مؤتته وابشر بنصر الله عاجلا إن شاء الله وبالاجر آجلا وأكثر
من حمد الله. علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن عمر بن علي
ابن عمر بن يزيد عن إبراهيم بن محمد الهمذاني آل كتب إلي قد وصل
الحساب تقبل الله منك ورضي عنهم وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة
وقد بعثت إليك من الدنانير بكذا ومن الكسوة بكذا فبارك الله لك فيه
وفي جميع نعم الله إليك وقد كتبت إلى النضر امرته ان ينتهي عنك وعن
التعرض لك ولخلافك وأعلمته موضعك عندي وكتب إلى أيوب امرته
بذلك أيضا وكتبت إلى موالي بهمذان كتابا امرتهم بطاعتك والمصير إلى أمرك
وان لا وكيل سواك. ويأتي في ترجمة فارس بن حاتم القزويني ما يدل على
حسن حاله ويأتي في ترجمة ابن ابنه محمد بن علي بن إبراهيم القزويني ان
النجاشي قال روى عن أبيه عن جده عن الرضا ع وروى
إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن محمد الهمذاني عن الرضا ع وانه روى أن
القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد وكيل الناحية وجده علي
وكيل الناحية وجد أبيه إبراهيم بن محمد وكيل انتهى يروي عنه
إبراهيم بن هاشم وعلي بن مهزيار ويعقوب بن يزيد وأحمد بن محمد بن
عيسى وأحمد بن أبي عبد الله وسهل بن زياد ومحمد بن عيسى بن عبيد
وعمر بن علي بن عمر بن يزيد وأبو عبيد الله الحسين بن الحسن الحسني
ويروي هو عن عمر الزعفراني.
٤١٠: السالار إبراهيم بن المرزبان بن إسماعيل بن وهسوذان بن محمد بن مسافر
الديلمي.
كان من امراء الديلم والديلم كلهم أو جلهم شيعة، قال ابن الأثير
في حوادث سنة ٣٥٥ في خبر الغزاة الخراسانية انه دخل بلد الري منهم جماعة
يكبرون كأنهم يقاتلون الكفار ويقتلون كل من رأوه بزي الديلم ويقولون:
هؤلاء رافضة وقال أيضا: كان أبوه المرزبان مستوليا على آذربيجان، فلما
حضره الموت اوصى إلى أخيه وهسوذان بالملك وبعده لابنه جستان بن
المرزبان وعرف أخاه علامات بينه وبين نوابه في قلاعه ليتسلمها منهم،
وكان المرزبان قد تقدم أولا إلى نوابه بالقلاع أن لا يسلموها بعده إلا إلى
ولده جستان، فان مات فإلى ابنه إبراهيم ثم إلى ابنه ناصر فإن لم يبق منهم
أحد فإلى أخيه وهسوذان، فلما مات المرزبان انفذ اخوه وهسوذان خاتمه
وعلاماته إليهم فاظهروا وصيته الأولى، فظن وهسوذان أن أخاه خدعه
بذلك فاستبد جستان بالامر وأطاعه اخوته وقلد وزارته أبا عبد الله النعيمي
وأتاه قواد أبيه إلا جستان بن شرمزن فإنه عزم على التغلب على أرمينية،
وكان واليا عليها وشرع وهسوذان في الافساد بين أولاد أخيه، ثم إن
جستان ترك سيرة والده في سياسة الجيش، واشتغل باللعب ومشاورة النساء
ثم فبض على وزيره النعيمي وكان بينه وبين وزير جستان بن شرمزن وهو
(٢٢٤)

أبو الحسن عبد الله بن محمد بن حمدويه مصاهرة فاستوحش أبو الحسن
لقبض النعيمي، فحمل صاحبه ابن شرمزن على مكاتبة إبراهيم بن المرزبان وكان
بأرمينية فكاتبه وأطعمه في الملك، فسار إليه فقصدوا مراغة واستولوا
عليها فلما علم جستان بن المرزبان بذلك راسل ابن شرمزن ووزيره أبا
الحسن فاصلحهما وضمن لهما إطلاق النعيمي، فعادا عن نصرة إبراهيم
وظهر له ولأخيه نفاق ابن شرمزن فتراسلا واتفقا عليه، ثم هرب النعيمي
من حبس جستان بن المرزبان وسار إلى موقان وكاتب رجلا من أولاد
عيسى بن المكتفي بالله واطمعه في الخلافة وان يملكه آذربيجان فإذا قوي
قصد العراق، فسار إليه في نحو ثلاثمائة رجل وأتاه جستان بن شرمزن
فقوي به وبايعه الناس وتلقب بالمستجير بالله وبايع للرضا من آل محمد
ولبس الصوف وأظهر العدل وامر بالمعروف ونهى عن المنكر واستفحل
امره، فسار إليهم جستان وإبراهيم ابنا المرزبان قاصدين قتالهم، فلما التقوا
انهزم أصحاب المستجير وأخذ أسيرا، فاعدم قتلا أو موتا وذلك سنة ٣٤٩.
ولما رأى وهسوذان اختلاف أولاد أخيه راسل إبراهيم بعد وقعة المستجير
فجاء إليه فأكرمه عمه ووصله بما ملأ عينيه، وكاتب ناصرا ابن أخيه
واستغواه، ففارق أخاه جستان وصار إلى موقان وصار إليه أكثر جند أخيه
جستان ثم إن الأجناد طالبوا ناصرا بالأموال فعجز عن ذلك، وقعد عمه
وهسوذان عن نصرته، فعلم أنه كان يغويه، فراسل أخاه جستان
واصطلحا، ولقلة الأموال واضطراب الأمور اضطرا إلى المسير إلى عمهما،
فراسلاه واخذا عليه العهود، فغدر بهم وقبض على جستان وناصر وعقد
الامارة لابنه إسماعيل، وكان إبراهيم بن المرزبان قد سار إلى أرمينية
فتأهب لمنازعة إسماعيل واستنقاذ أخويه من حبس عمهما وهسوذان، فلما
علم وهسوذان ذلك قتل جستان وناصرا وأمهما وكتب إلى جستان بن شرمزن
ان يقصد إبراهيم وأمده بالجند والمال، ففعل ذلك واضطر إبراهيم إلى
الهرب والعود إلى أرمينية واستولى ابن شرمزن على عسكره، وشرع إبراهيم
يستعد ويتجهز للعود إلى آذربيجان، واتفق ان إسماعيل ابن عمه وهسوذان
توفي، فسار إبراهيم إلى أردبيل فملكها، وسار إلى عمه وهسوذان يطالبه
بثار إخوته، فخافه عمه وسار هو وأبو القاسم بن مسيكي إلى بلد الديلم،
واستولى إبراهيم على اعمال عمه وخبط أصحابه وأخذ أمواله التي ظفر
بها، وجمع وهسوذان الرجال وعاد إلى قلعته بالطرم، وسير أبا القاسم بن
مسيكي في الجيوش إلى إبراهيم فلقيه إبراهيم واقتتلوا قتالا شديدا وانهزم
إبراهيم وتبعه الطلب فلم يدركوه، وسار وحده حتى وصل إلى الري إلى
ركن الدولة فأكرمه ركن الدولة وأحسن إليه وكان زوج أخت إبراهيم،
وذلك سنة ٣٥٥. وفيها: جاء نحو عشرين ألفا إلى الري مظهرين انهم
غزاة فأفسدوا، وكان قصدهم الاستيلاء على الري، فقاتلهم ركن الدولة
واثر فيهم إبراهيم بن المرزبان وهو عند ركن الدولة آثارا حسنة، ثم إن
ركن الدولة جهز مع إبراهيم العساكر ومعه ابن العميد ليرده إلى ولايته
ويصلح له أصحاب الأطراف، فسار معه إليها واستولى عليها وأصلح له
جستان بن شرمزن وقاده إلى طاعته وغيره من طوائف الأكراد ومكنه من
البلاد، ولما رأى ابن العميد كثرة دخل تلك البلاد وسعة مياهها ورأى ما
يتحصل لإبراهيم منها فوجده قليلا لسوء تدبيره وطمع الناس فيه لاشتغاله
باللذات، كتب إلى ركن الدولة يعرفه الحال ويشير بان يعوضه من بعض
ولايته بمقدار ما يتحصل له من هذه البلاد ويأخذها منه فإنه لا يستقيم له
حال مع الذين بها وانها تؤخذ منه، فامتنع ركن الدولة من قبول ذلك
منه، وقال: لا يتحدث الناس عني اني استجار بي انسان وطمعت فيه،
وامر ابن العميد بالعود عنه وتسليم البلاد إليه، ففعل وعاد وحكى
لركن الدولة صورة الحال وحذره خروج البلاد من يد إبراهيم،
وكان الأمر كما ذكره. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٢٠:
كان لإبراهيم من البلاد سرجهان وزنجان وأبهر وشهر زور وغيرها، وهي
ما استولى عليه بعد وفاة فخر الدولة بن بويه، فلما ملك يمين الدولة
محمود بن سبكتكين الري سير المرزبان بن الحسين بن خراميل وهو من
أولاد ملوك الديلم فكان قد التجأ إلى يمين الدولة، فسيره إلى بلاد
السالار إبراهيم ليملكها فقصدها واستمال الديلم فمال إليه بعضهم،
واتفق عود يمين الدولة إلى خراسان، فسار السالار إبراهيم إلى قزوين،
وبها عسكر يمين الدولة فقاتلهم فأكثر القتل فيهم، وهرب الباقون واعانه
أهل البلد، وسار السالار إلى مكان بقرب سرجهان تطيف به الأنهار
والجبال فتحصن به، فسمع مسعود بن يمين الدولة وهو بالري بما فعل،
فسار مجدا إلى السالار، فجرى بينهما وقائع كان الاستظهار فيها للسالار ثم إن
مسعودا راسل طائفة من جند السالار واستمالهم وأعطاهم الأموال
فمالوا إليه ودلوه على عورة السالار، وحملوا طائفة من عسكره في طريق
غامضة حتى جعلوه من ورائهم وكبسوا السالار أول رمضان، وقاتله مسعود
من بين يديه وأولئك من خلفه فاضطرب السالار ومن معه وانهزموا وطلب
كل انسان منهم مهربا واختفى السالار في مكان فدلت عليه امرأة سوادية،
فاخذه مسعود وحمله إلى سرجهان وبها ولده، فطلب منه ان يسلمها، فلم
يفعل فعاد عنها وتسلم باقي قلاعه وبلاده واخذ أمواله وقرر على ابنه المقيم
بسرجهان مالا وعلى كل من جاوره من مقدمي الأكراد وعاد إلى الري.
٤١١: الحاج إبراهيم خان كلانتري ابن الحاج هاشم بن طالب بن محمود
الشيرازي
قتل سنة ١٢١٥
في آثار الشيعة الإمامية نقلا عن كتاب حقائق الاخبار تاليف ميرزا
جعفر خان ان إبراهيم خان المذكور ألف كتابا مختصرا في تاريخ ملوك إيران
قبل الاسلام وأنهى نسبه في ذلك الكتاب إلى قوام الدين حسن الشيرازي
ممدوح الخواجة، وأبوه الحاج هاشم كان يعد من أعيان عصره وكان في
عصر نادر شاة فاشتكوا منه إلى نادر فغضب نادر وامر بسمله فأعماه، وكان
إبراهيم خان المترجم في ابتداء امره ملازما للطف علي خان بن جعفر
خان بن صادق خان الزندي ووصل في خدمته إلى مقام كلانتري وهو
لقب معناه العظيم ولكنه في آخر الامر خانه فانضم إلى آغا محمد خان
ودعا إليه في شيراز، ولما قتل لطف علي خان واستولى آغا محمد خان على
شيراز عينه حاكما عليها ولقبه بكلر بك، وبعد مدة ارتقى إلى مقام الصدارة
ولقب باعتماد الدولة، وبعد وفاة آغا محمد خان وزر لفتح علي شاة ولقب
باللقب السابق وبقي إلى سنة ١٢١٥، وفي أواخر هذه السنة غضب عليه
فتح علي شاة وقطع لسانه وأعمى عينيه. ثم قتله مع أولاده غير ولده
الصغير ميرزا علي أكبر، وكان في ذلك الوقت طفلا صغيرا فسلم من شر
الشاه، وكان عاقلا نبيها فارتقى تدريجا في مناصب الملك ولقب بقوام الملك
إلى أن ولي الآستانة الرضوية وتوفي هناك سنة ١٢٨٢
٤١٢: الميرزا إبراهيم الهيوي الحكيم
توفي سنة ١١٧٤ وقبره في عتبة بقعة امام زاده إسماعيل الحسني
(٢٢٥)

الكائنة بأصفهان والمشهور ان المدفون بها أبو عبد الله إسماعيل بن زيد بن
الحسن ع وقيل إسماعيل الديباح.
وكان مؤرخا حكيما عارفا بعلم الهيئة أديبا أريبا شاعرا وكان يتخلص
في شعره بطوبى.
٤١٣: إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي
مات سنة ٢٣٨
في ميزان الاعتدال: عن أبيه ومعروف الخياط وعنه ابنه احمد
ويعقوب الفسوي والفريابي وابن قتيبة والحسن بن سفيان وطائفة وهو
صاحب حديث أبي ذر الطويل انفرد به عن أبيه عن جده قال الطبراني لم
يرو هذا عن يحيى الا ولده وهم ثقات وذكره ابن حبان في الثقات وغيره قال
أبو حاتم أظنه لم يطلب العلم وهو كذاب وقال علي بن الحسين بن الجنيد
ينبغي ان لا يحدث عنه وقال أبو زرعة كذاب انتهى وفي لسان الميزان
قال تمام ثنا محمد بن سليمان ثنا محمد بن الفيض قال أدركت من شيوخنا
بدمشق من يزيغ بعلي بن أبي طالب فذكر جماعة منهم إبراهيم هذا فقال أبو
العرب عن أبي الطاهر المقدسي قال إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني
دمشقي ضعيف انتهى والظاهر أن زيغه في علي بسبب تقديمه ويؤيده
روايته حديث أبي ذر ولعل تكذيبه لذلك فهو مظنون التشيع ولم يعلم كونه
من شرط كتابنا.
٤١٤: إبراهيم بن يزيد
عد الشيخ في رجاله من رجال العسكري ع إبراهيم بن يزيد
واخوه احمد قال الميرزا في منهج المقال لا يبعد اتحاده مع إبراهيم بن يزيد
المكفوف الآتي انتهى أقول لا دليل عليه مضافا إلى أن هذا من رجال
العسكري ع وذاك لم يعد من رجالهم ع وذاك وصف
بالمكفوف وهذا لم يوصف به.
٤١٥: إبراهيم بن يزيد الأشعري
روى عنه محمد بن سنان وهو عن عبد الله بن بكير في باب من طلب
عثرات المؤمن من الكافي.
٤١٦: إبراهيم بن يزيد المكفوف
قال النجاشي ضعيف يقال إن في مذهبه ارتفاعا له كتاب
٤١٧: إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الكندي الطحان
قال النجاشي: روى عن أبي الحسن موسى ع ثقة له كتاب نوادر
يرويه عنه جماعة أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن حبشي حدثنا حميد
ابن زياد حدثنا أحمد بن ميثم عنه وفي فهرست إبراهيم بن يوسف له كتاب
رويناه بالاسناد الأول عن حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه، والاسناد
الأول أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد. وفي
مشتركات الكاظمي: يعرف إبراهيم انه ابن يوسف الثقة برواية أحمد بن
ميثم عنه.
٤١٨: المولى إبراهيم بن عبد الله الاسترآبادي
من مشايخ الإجازة يروي عن شيخه المحدث المولى محمد امين
الاسترآبادي وعن الشيخ البارع ميرزا محمد الاسترآبادي والسيد محمد
صاحب المدارك وعنه الأمير محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني كذا يفهم
من اجازة الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري لولده محمد بن أحمد.
٤١٩: القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر
من مشايخ النجاشي صاحب الرجال، في رجال بحر العلوم عند
تعداد مشايخ النجاشي قال ومنهم القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
جعفر كذا ذكره في ترجمة دعبل بن علي الخزاعي ومحمد بن جرير الطبري
لكنه أنهاه فيه إلى مخلد وقال في محمد بن الحسن بن أبي سارة قال أبو إسحاق
الطبري والظاهر أنه القاضي أبو إسحاق المذكور انتهى.
أقول قال في ترجمة دعبل بعد ما ذكر مؤلفاته: أخبرنا القاضي أبو إسحاق
إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن
خلف بن شجرة حدثنا موسى بن حماد اليزيدي حدثنا دعبل وقال في
محمد بن جرير الطبري اخبرني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد حدثنا
أبي حدثنا محمد بن جرير بكتابه الرد على الحرقوصية وفي محمد بن الحسن بن
أبي سارة قال أبو إسحاق الطبري حدثنا أبو القاسم يحيى بن محمد بن يحيى
قراءة عليه انتهى وقد علم مما مر انه يروي عن أبيه وعن ابن شجرة
ويحيى بن محمد بن يحيى.
٤٢٠: الآقا إبراهيم النواب
ويقال محمد إبراهيم بن الآقا محمد مهدي الطهراني الملقب بدائع
نكار.
ذكره صاحب كتاب المآثر والآثار قال ما تعريبه: كان من مؤرخي
هذه الدولة أي القاجارية وله اليد البيضاء في الإنشاء والترسل وهو من
كتاب ديوان وزارة الخارجية ولما توفي دفن في النجف الأشرف.
مؤلفاته
له من المؤلفات: ١ المقتل الموسوم بفيض الدموع ط ٢ ترجمة
عهد أمير المؤمنين ع لمالك الاشترا ٣ التاريخ المسمى بعقد
اللآل.
٤٢١: إبراهيم بن محمد بن يحيى المدني
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه وفي بعض
النسخ ابن أبي يحيى وكانه الصحيح وهو الذي تقدم بعنوان ابن محمد بن
أبي يحيى سمعان.
٤٢٢: الميرزا إبراهيم ابن المولى كاشف الدين محمد اليزدي أخو ميرزا قاضي
يروي بالإجازة عن المولى محمد تقي المجلسي قال في اجازته له: لما
تشرفت بصحبة الفاضل العامل الكامل علامة الوقت وفهامة الزمان
أفلاطون العصر وجالينوس الأوان جامع الكمالات الملكية والفضائل
الإنسانية حاوي المعقول والمنقول مستجمع الفروع والأصول ميرزا إبراهيم
ابن شيخ علماء الزمان وفاضل فضلاء الدوران أرسطاطاليس العصر
وبقراط الأوان الواصل إلى رحمة الملك المنان مولانا كاشف الحق والحقيقة
محمد أفاض الله تعالى شآبيب رحمته على رمسه المزكى وتربته المطهرة بعد أن
قرأ على هذا الضعيف برهة من الزمان وطائفة من الأوان التمس مني وان لم
أكن أهلا له أن أجيز له وأجزت له أدام الله تعالى عزه أن يروي عني جميع
ما يجوز لي روايته من الكتب العقلية والنقلية سيما كتب الأحاديث.
(٢٢٦)

٤٢٣: إبراهيم المخارفي
الظاهر أنه هو إبراهيم بن زياد الخارفي المتقدم وزيادة الميم سهو من
النساخ ويأتي إبراهيم بن هارون الخارفي والظاهر أيضا اتحاده معه فنسب تارة
إلى أبيه وأخرى إلى جده وثالثة بدون نسبة ويأتي الحسين بن سالم الخارفي
وهو مما ينبه على أنه بدون ميم ثم أن الخارفي بخاء معجمة وألف وراء
مهملة مكسورة وفاء. في انساب السمعاني هذه النسبة إلى خارف بطن من
همدان نزل الكوفة انتهى فكل هذه النسب في إبراهيم الخارفي وإبراهيم
ابن زياد الخارفي وإبراهيم بن هارون الخارفي والحسين بن سالم الخارفي كلها
إليه ولم يذكر السمعاني الخارفي بالقاف أصلا فما يوجد من رسمها بالقاف
سهو.
٤٢٤: إبراهيم المرتضى
هو إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى بن جعفر ع.
٤٢٥: أبو سفيان إبراهيم بن مرثد الكندي الأزدي أخو أبي صادق الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الباقر والصادق ع فقال في رجال
الباقر ع إبراهيم بن مرثد الكندي الأزدي أبو سفيان وفي رجال الصادق
ع إبراهيم بن مرثد الأزدي أخو أبي صادق الكوفي.
٤٢٦: إبراهيم بن موسى الحلواني
في الكافي عن ابن فضال عنه قال الميرزا في رجاله فيه ايماء إلى اعتداد
ما به انتهى وكانه لما ورد من الأمر بالأخذ بما رواه بنو فضال ولكنه إنما
يفيد الأخذ بما رووه بأنفسهم لا ما رووه عن غيرهم.
٤٢٧: إبراهيم بن مسلم بن هلال الضرير الكوفي
قال النجاشي ثقة ذكره شيوخنا في أصحاب الأصول أخبرنا
الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن حميد عنه انتهى والأصول
كتب مر تفسير المراد بها في أوائل هذا الجزء وفي مشتركات الكاظمي يعرف
إبراهيم انه ابن مسلم الثقة برواية حميد عنه. وعن جامع الرواة يروي احمد
ابن محمد عن محمد بن الحسن عنه.
٤٢٨: السيد إبراهيم المشعشعي
ذكره القاضي نور الله بن شريف الحسيني المرعشي الشوشتري في
مجالس المؤمنين قال ما تعريبه: شعشعة العلم والسيادة لامعة من جبين
منسبه وآثار الفضل والسعادة لائحة من ناصية منصبه ذهب في عنفوان شبابه
من خوزستان التي هي دار الملك للسلاطين الموسوية المشعشعية إلى استراباد
ومنها إلى هراة بقصد تحصيل العلوم الدينية والمعارف اليقينية وكان من أهل
مجلس السلطان حسين ميرزا ومن أصحاب مير علي شير.
٤٢٩: الآقا إبراهيم المشهدي
توفي سنة ١١٤٨.
في مطلع الشمس: من علماء المشهد المقدس الرضوي ومعاصر
للميرزا عبد الرحمن صاحب وسيلة الرضوان وقد عده فيها من جملة علماء
المشهد المقدس الرضوي وكان له لقب نائب الصدارة في الآستانة المقدسة
انتهى وفي تكملة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: آقا إبراهيم
المشهدي شيخ الاسلام فيه كان من مشاهير العلماء في زماننا معروفا
بالحكمة والكلام والفقه صنف كتابا في المسائل الحكمية والكلامية زهاء
أربعين ألف بيت البيت خمسون حرفا حضرت درسه كثيرا وسمعته يقول
لما ألفت الفوائد وهو الكتاب المقدم ذكره لم أراجع كتابا غير ما نقلته في
بحث الإمامة من الأخبار وذلك لقوة حفظه انتهى واسم ذلك الكتاب
الفوائد الكلامية. وفي نجوم السماء أن من مؤلفاته رسالة في عدم مشروعية
صلاة الجمعة عند عدم وجود السلطان العادل الفها في المشهد المقدس
الرضوي وكانت بخط تلميذه السيد عبد الصمد ابن الشريف عبد الباقي
الكشميري تاريخ اتمامها سنة ١١٢٠ أقول وله الفيروزجة الطوسية في
شرح الدرة الغروية أي درة بحر العلوم.
٤٣٠: ملا إبراهيم المشهدي المعروف بواصف
ذكره صاحب كتاب مطلع الشمس في شعراء المشهد الرضوي.
٤٣١: إبراهيم بن معاذ
ذكره الشيخ في أصحاب الباقر ع وقال روي عنه في قوله تعالى إن
الذين ارتدوا على ادبارهم حديث التعاقد بين القوم.
٤٣٢: إبراهيم بن معوض الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الصادق ع وقال في رجال الباقر
روى عن الباقر والصادق ع وروى عنه منصور بن حازم وحصين
ابن مخارق.
٤٣٣: الأمير إبراهيم ابن الأمير معصوم بن المير فصيح بن المير أولياء التبريزي
محتدا القزويني مسكنا الحسيني نسبا ويقال إبراهيم بن محمد معصوم ومحمد
إبراهيم بن محمد معصوم.
توفي سنة ١١٤٥ وعمره قريب الثمانين كما في تتميم أمل الآمل
للقزويني ومستدركات الوسائل وقبره بقزوين وقيل توفي سنة ١١٤٠ وقيل
٤٨ وقيل ٤٩ كما في نجوم السماء نقلا عن تتمة الأمل للقزويني مع أن
الذي فيه ٤٥ كما عرفت.
أقوال العلماء فيه
قال ولده في كتاب اللآلئ الثمينة في ترجمته: كان علامة دهره
وفهامة عصره في فنون كثيرة عمدة الأماثل وقدوة الأفاضل ثقة وأي ثقة
معرضا عن الدنيا زاهدا في مالها وجاهها مختارا للعزلة والقناعة مقبلا على
أخراه وكانت طريقته سلوك مسلك الاحتياط ذاكرا قوله تعالى ولو تقول
علينا بعض الأقاويل وما شاع عنهم ع المفتي على شفير جهنم
وفضائله لا تحصى ومن مؤلفاته شرح آيات الأحكام للأردبيلي لم يتم عرض
مجلدا منه على أستاذه جمال المحققين فاستحسنه وكتب بخطه على ظهره قد
أوقفني رائد النظر على مواقف هذه الحواشي الشريفة والتعليقات المنيفة
فوجدتها لما فيها من تبيان الدقائق وتكثير الفوائد على تفسير زبدة البيان
كحواشي الأهداب على الأجفان وقد أحسن جامعها جمع الله شمله في
تأليفاته وأجاد وحق له الاحسان فيما حقق وأفاد أدام الله تعالى تأييده وأجزل
أجره وتوفيقه وكتب ذلك الفقير إلى الله الباري جمال الدين محمد بن الحسين
الخوانساري أوتيا كتابهما يمينا وحوسبا حسابا يسيرا في شهر جمادى الثانية سنة
١١١٧ ه وقال الشيخ عبد النبي القزويني في تتمة أمل الآمل: بحر
متلاطم مواج ما من علم الا وقد نظر فيه وحصل منه كان في خزانة كتبه
(٢٢٧)

زهاء ألف وخمسمائة كتاب في أنواع العلوم لا يوجد فيها كتاب الا وفيه اثر
خطه من تصحيح أو حاشية وكتب بخطه سبعين مجلدا من تاليفه وغيره
عاش نحو ثمانين سنة صرف جلها في تحصيل العلوم وكان متواضعا متعبدا
ذا صفات جميلة وكمالات نبيلة وأعطاه الله جاها عظيما وأولادا فضلاء وسعة
في الرزق وعمر طويلا قرأت عليه قطعة من ذخيرة السبزواري وقابلت معه
كتاب المنتقى.
مشائخه
قرأ على أبيه وعلى الآقا جمال الدين محمد الخوانساري وعلى المجلسي
ويروي بالإجازة عن المجلسي وجمال الدين الخوانساري والسيد حسين بن
جعفر الخوانساري والأمير السيد عبد الباقي ومحمد باقر بن محمد باقر الهزار
جريبي الغروي والشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي والشيخ يوسف
البحراني صاحب الحدائق.
مؤلفاته
في تتمة أمل الآمل للقزويني: له تواليف وتصانيف حسنة وقال ولده
في اللآلئ الثمينة له تاليف في فنون العلم ١ حاشية على آيات الأحكام
للأردبيلي مبسوطة جدا سماها تحصيل الاطمئنان في شرح زبدة البيان لم تتم
عرض قطعة منها على أستاذه جمال الدين محمد الخوانساري فاستحسنها
وكتب على ظهرها تقريظا كما مر ٢ رسالة في تحقيق البدا ٣ رسالة في
تحقيق العلم الإلهي ٤ رسالة في تحقيق الصغيرة والكبيرة قال ولده في غاية
الجودة ٥ مقامات كمقامات الحريري ٦ أجوبة مسائل فقهية وعقلية ٧
شرح بعض أدعية الصحيفة الكاملة ٨ تعليقات على كتب الحديث ٩
تعليقات على كتب الرجال ١٠ تعليقات على المدارك ١١ تعليقات على
المسالك ١٢ تعليقات على الروضة البهية وغيرها ١٣ سلاح المؤمن في
الدعاء والاحراز رتبه ولده السيد احمد. توجد نسخته في المشهد المقدس
الرضوي عند أحفاده وقال لنا الشيخ عباس القمي انها موجودة عنده ١٤
مجاميع تتضمن رسائل من العلوم وأشعارا وفوائد.
أشعاره
قال ولده له قصائد في مدائح الأئمة ومراثيهم ع بالعربية
والفارسية انتهى وقال القزويني في تتمة الأمل له أشعار بالعربية منها
قصيدة عارض بها قصيدة البهائي في صاحب الزمان.
٤٣٤: إبراهيم بن معقل بن قيس أخو اسحق
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٤٣٥: إبراهيم بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري مولاهم
٤٣٦: إبراهيم بن منير الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجال الصادق ع وقال في كل منهما أسند
عنه.
٤٣٧: إبراهيم بن موسى الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع له كتاب نوادر
قال النجاشي أخبرنا ابن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أبي عن
محمد أبي القاسم ماجيلويه عن محمد بن الحسين عن محمد بن حماد عن
إبراهيم بن موسى الأنصاري بكتابه النوادر وعن جامع الرواة روى محمد بن
حمزة بن قاسم عنه عن أبي الحسن الرضا ع.
٤٣٨: السيد أبو الكرام إبراهيم جمال الدين بن أبي شجاع موسى بن أبي عبد الله
جعفر النقيب بطوس بن أبي النصر محمد بن أبي علي إسماعيل بن أحمد بن
أبي جعفر المجدي
كان إبراهيم سيدا جليلا رفيع المنزلة عالي الهمة فارسا شجاعا نقيبا
بطوس قتل في إحدى غزواته على الكفار وطرحوا جسده في البحر فبقيت
النقابة في ولده إلى زماننا هذا. هكذا وجدته بخطي في مسودات هذا
الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته لكن الظاهر اني نقلته من كتاب السيد
ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني في الأنساب الذي رأيت نسخته
بخطه في طهران ونقلت منه أشياء في هذا الكتاب.
٤٣٩: إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
توفي ببغداد أوائل سنة ٢١٠ مسموما ودفن بها. قاله علي بن انجب
المعروف بابن الساعي وهو جد المرتضى والرضي فإنهما ابنا أبي احمد النقيب
وهو الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن
جعفر.
إبراهيم هذا ابن الكاظم ع واحد أو اثنان
صرح صاحب عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب ان للكاظم
ع ولدين كل منهما يسمى إبراهيم أكبر واصغر حيث قال إن موسى
الكاظم ع ولد ستين ولدا سبعا و ثلاثين بنتا وثلاثة وعشرين ابنا درج
منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف وهم عبد الرحمن وعقيل والقاسم ويحيى
وداود ومنهم ثلاثة لهم أناث وليس لأحد منهم ولد ذكر وهم سليمان
والفضل وأحمد وخمسة في أعقابهم خلاف وهم الحسين وإبراهيم الأكبر
وهارون وزيد والحسن ومنهم عشرة اعقبوا بغير خلاف وهم علي وإبراهيم
الأصغر والعباس وإسماعيل ومحمد وإسحاق وحمزة وعبد الله وعبيد الله
وجعفر هكذا قال أبو نصر البخاري وقال الشيخ تاج الدين اعقب موسى
الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة مكثرون وهم علي الرضا
وإبراهيم المرتضى ومحمد العابد وجعفر وأربعة متوسطون وهم زيد النار
وعبد الله وعبيد الله وحمزة وخمسة مقلون وهم العباس وهارون وإسحاق
وإسماعيل والحسن انتهى وفي رجال بحر العلوم: ظاهر الأكثر كالمفيد
في الارشاد والطبرسي في الاعلام والسروي في المناقب والأربلي في كشف
الغمة أن المسمى بإبراهيم من أولاد أبي الحسن موسى بن جعفر ع رجل
واحد فإنهم ذكروا عدة أولاده وعدوا منهم إبراهيم ولم يذكروا غير رجل
واحد ثم قال: والظاهر تعدد إبراهيم كما نص عليه صاحب العمدة وغيره
من علماء الأنساب فإنهم أعلم من غيرهم بهذا الشأن وليس في كلام غيرهم
ما يصرح بالاتحاد فلا يعارض النص على التعدد انتهى ثم أنه بناء على
التعدد كما هو الظاهر هل إبراهيم الملقب بالمرتضى هو الأصغر أو الأكبر؟
غير معلوم، نعم علم كما مر عن عمدة الطالب أن إبراهيم الأكبر في عقبه
خلاف وإبراهيم الأصغر اعقب بغير خلاف والشيخ تاج الدين وان عد
إبراهيم المرتضى من المعقبين المكثرين الا ان ذلك ينافي انه مختلف فيه لكن
قد يستأنس لكون إبراهيم المرتضى هو الأصغر الذي لا خلاف في عقبه
بقوله انه معقب مكثر فان المكثر يبعد وقوع الخلاف فيه والله أعلم.
(٢٢٨)

وكذلك الذي تقلد امرة اليمن لم يعلم أنه الأكبر أو الأصغر ففي
عمدة الطالب إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم وهو الأصغر وأمه أم ولد
نوبية اسمها نجيبة قال الشيخ: أبو الحسن العمري ظهر باليمن أيام أبي
السرايا وقال أبو نصر البخاري ان إبراهيم الأكبر ظهر باليمن وهو أحد أئمة
الزيدية وقد عرفت حاله وأنه لم يعقب انتهى كما أن أقوال العلماء في
وصف إبراهيم المرتضى أو إبراهيم بن موسى الكاظم لم يعلم أن المراد بها
أيهما نعم الذي تقلد امرة اليمن هو الملقب بالمرتضى كما يأتي عن غاية
الاختصار.
أقوال العلماء فيه
في كتاب غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من
الغبار للسيد تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب
وابن نقبائها: الامام الأمير إبراهيم المرتضى كان سيدا أميرا جليلا نبيلا
عالما فاضلا يروي الحديث عن آبائه ع. وفي ارشاد المفيد
وإعلام الورى للطبرسي كان إبراهيم بن موسى شيخا كريما قال ولكل واحد
من ولد أبي الحسن موسى ع فضل ومنقبة مشهورة وكان الرضا
ع المقدم عليهم في الفضل انتهى.
حاله في الوثاقة
في الوجيزة: إبراهيم بن موسى ممدوح انتهى وفي رجال بحر
العلوم: وكانه اخذ المدح من هاهنا اي من قول المفيد ولكل واحد الخ قال
وقد كان أبو الحسن موسى ع اوصى إلى ابنه علي بن موسى ع
وأفرده بالوصية في الباطن وضم إليه في الظاهر إبراهيم والعباس والقاسم
وإسماعيل واحمد وأم احمد وفي حديث وصيته على ما في الكافي والعيون وانما
أردت بادخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم والتشريف
لهم وان الامر إلى علي ان رأى أن يقر اخوته الذين سميتهم في كتابي هذا
أقرهم وان كره فله ان يخرجهم فان آنس منهم غير الذي فارقتهم عليه فأحب
ان يردهم في ولاية فذلك له قال وفي هذا الحديث ان اخوة الرضا ع
نازعوه وقدموه إلى أبي عمران الطلحي قاضي المدينة وابرزوا وجه أم أحمد في
مجلس القاضي وكان العباس بن موسى هو الذي تولى خصومته وأساء
الأدب معه ومع أبيه وفض خاتم الوصية الذي نهى ع عن فضه
ولعن من يفضه وقال للرضا ع في آخر كلامه: ما اعرفني بلسانك وليس
لمسحاتك عندي طين. وهي منتهى الذم للعباس واخوته الذين وافقوه على
خصومة الرضا ع ومخالفته ومنازعته. وفي حديث آخر في الكافي ان
اخوته كانوا يرجون ان يرثوه فلما اشترى يزيد بن سليط للرضا ع أم
الجواد عادوه من غير ذنب ثم كان بغيهم انهم هموا بنفيه عن أبيه حتى قضت
القافة بالحاقه والقصة في ذلك مشهورة أوردها الكليني في الكافي وغيره فما
ذكره المفيد هنا وتبعه غيره من الحكم بحسن حال أولاد الكاظم ع
عموما محل نظر وكذا في خصوص إبراهيم ففي الكافي في باب ان الامام متى
يعلم أن الامر قد صار إليه عن الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن
علي بن أسباط قلت للرضا ع ان رجلا غر أخاك إبراهيم قد ذكر له ان
أباك في الحياة وانك تعلم من ذلك ما لم يعلم فقال سبحان الله يموت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يموت موسى قد والله مضى كما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الله
تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه هلم جرا يمن بهذا الدين على أولاد
الأعاجم ويصرفه عن قرابة نبيه هلم جرا فيعطي هؤلاء ويمنع هؤلاء لقد
قضيت عنه في هلال ذي الحجة ألف دينار بعد ان أشفى على طلاق نسائه
وعتق مماليكه وقد سمعت ما لقي يوسف من اخوته. وفي العيون عن
الهمداني عن علي عن أبيه عن بكر بن صالح قلت لإبراهيم بن أبي الحسن
موسى بن جعفر ما قولك في أبيك قال هو حي قلت فما قولك في أخيك أبي
الحسن قال ثقة صدوق قلت فإنه يقول إن أباك قد مضى قال هو اعلم وما
يقول فأعدت عليه فأعاد علي قلت فاوصى أبوك قال نعم قلت إلى من
اوصى قال إلى خمسة منا وجعل عليا المقدم علينا. وفي الكافي في مولد
الحسن العسكري ع عن علي بن محمد عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن
الكردي عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال ضاق بنا
الامر فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد فإنه قد
وصف لي عنه سماحة فقلت تعرفه قال ما أعرفه ولا رأيته قط. قال
فقصدناه فقال لي أبي وفي طريقه ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم
مائتا درهم للكسوة ومائتا درهم للدقيق ومائة للنفقة فقلت في نفسي ليته أمر
لي بثلثمائة درهم مائة اشتري بها حمارا ومائة للكسوة ومائة للنفقة واخرج
إلى الجبل قال فلما وافينا الباب خرج إلينا غلامه فقال يدخل علي بن إبراهيم
ومحمد ابنه فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي يا علي ما خلفك عنا إلى هذا
الوقت فقال يا سيدي استحييت ان ألقاك على هذه الحال فلما خرجنا من
عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال هذه خمسمائة درهم مائتان لكسوة
ومائة للدقيق ومائة للنفقة وأعطاني صرة فقال هذه ثلثمائة درهم اجعل مائة
في ثمن الحمار ومائة للكسوة ومائة للنفقة الخبر ومع هذا يقول بالوقف
قال محمد بن إبراهيم الكردي فقلت له ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا قال
فقال هذا أمر قد جرينا عليه وظاهره جريانه وجريان أبيه وجده جميعا عليه
انتهى ولا يفيد تعدد المسمى بإبراهيم من أولاد الكاظم ع لأن الذي
وافق العباس على مخاصمة الرضا ع ان لم يكن كل منهما فواحد منهما غير
معين.
سيرته
قال المفيد في الارشاد والطبرسي في إعلام الورى: تقلد إبراهيم بن
موسى الإمرة على اليمن في أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن
الحسين بن أبي طالب ع الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى
إليها ففتحها وأقام بها مدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان وأخذ له
الأمان من المأمون انتهى وقال ابن زهرة في غاية الاختصار: مضى إلى
اليمن وتغلب عليها في أيام أبي السرايا ويقال انه ظهر داعيا إلى أخيه الرضا
فبلغ المأمون ذلك فشفعه فيه وتركه انتهى وقال أحمد بن زيني دحلان في
تاريخ الدول الاسلامية إن أبا السرايا ولى اليمن إبراهيم بن موسى بن
جعفر ولما قتل أبو السرايا كان إبراهيم بن موسى بمكة فسار إلى اليمن
واستولى على كثير من بلاده ودعى لنفسه انتهى وقال علي بن انجب
المعروف بابن الساعي في مختصر أخبار الخلفاء: توفي ولي الله الامام
إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ع في أوائل سنة ٢١٠ ببغداد
لقبه المجاب وامه أم ولد اسمها نجيبة استولى على اليمن وامتدت حكومته
إلى الساحل وآخر القرن الشرقي من اليمن وحج بالناس في عهد المأمون ولما
انتصب خطيبا في الحرم الشريف دعا للمأمون ولولي عهده علي الرضا بن
الكاظم ع. مات مسموما ببغداد وقد قدم بغداد بعهد وثيق من
المأمون ولكن الله يفعل ما يشاء وانشد حين لحده ابن السماك الفقيه:
(٢٢٩)

مات الامام المرتضى مسموما وطوى الزمان فضائلا وعلوما
قد مات في الزوراء مظلوما كما أضحى أبوه بكربلا مظلوما
فالشمس تندب موته مصفرة والبدر يلطم وجهه مغموما
انتهى أقول قوله لقبه المجاب غير صحيح فان المجاب لقب
إبراهيم بن محمد العابد ابن الإمام موسى الكاظم كما مر في ترجمته والمترجم لا
يلقب بالمجاب.
وأبو السرايا الذي ورد ذكره في أخبار إبراهيم هو السري بن
منصور كان خالف السلطان وكان من رجال هرثمة بن أعين فمطله بارزاقه
وكان علوي الرأي فدعاه محمد بن إبراهيم بن إسماعيل طباطبا بن
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب إلى نفسه فأجاب وكان
موعدهما الكوفة وذلك في أيام المأمون فوافى محمد الكوفة وبايعه بشر كثير
ووافاه أبو السرايا بها ثم مات محمد بن إبراهيم فجاة فبويع محمد بن
محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو غلام حدث
السن فعقد لإبراهيم بن موسى بن جعفر على اليمن فاذعن له أهل اليمن
بالطاعة بعد وقعة كانت بينهم وقتل أبو السرايا بعد عشرة أشهر من ظهوره
الكوفة وجرت حروب انتهت بخذلان أهل الكوفة لمحمد بن محمد فحمل
إلى خراسان إلى المأمون فاسكنه دارا واخدمه فكان فيها على سبيل الاعتقال
فأقام أربعين يوما ومات من شربة سم دست إليه.
وبعد كتابة ما تقدم وطبعه عثرنا على كلام للمتتبع السيد حسن
الموسوي العاملي الكاظمي المعروف بالسيد حسن الصدر في بعض فوائده
فاحببنا الحاقه بهذا المكان قال فيه: ان إبراهيم الأكبر صاحب أبي السرايا ابن الإمام
موسى الكاظم ع حارب المأمون وكسر وفر إلى مكة ولما جاء
المأمون إلى بغداد بعد موت الرضا ع جاء إبراهيم إلى بغداد فامنه المأمون
ومات ببغداد ودفن قرب قبر أبيه قال واما القبر الآخر الذي إلى جانبه فالمشهور
أنه قبر إسماعيل بن الكاظم ع وليس بمحقق لأن المشهور عند النسابين
والمؤرخين ان قبر إسماعيل بن الكاظم ع بمصر انتهى. وحكى في
رسالة له في عمارة المشهدين عن السيد جمال الدين أحمد بن المهنا العبيدلي
النسابة في مشجرته ان إبراهيم الصغير ابن الإمام موسى الكاظم ع كان
عالما عابدا زاهدا وليس هو صاحب أبي السرايا انما ذاك أخوه إبراهيم الأكبر
وذكر ان قبره يعني إبراهيم الأصغر خلف ظهر الحسين ع بستة أذرع
انتهى. وقال في بعض تلك الفوائد المشار إليها: ان إبراهيم الأصغر
ابن الإمام الكاظم هو الملقب بالمرتضى وهو المعقب المكثر جد المرتضى
والرضي وجد الأشراف الموسوية معه جماعة من أولاده في سردابين متصلين
خلف الضريح المقدس كانت قبورهم ظاهرة ولما عمر المشهد التعمير الأخير
محوا آثارها انتهى وقال في إبراهيم المجاب بن محمد العابد ابن الإمام موسى
الكاظم ع انه أول من سكن الحائر من الموسوية كان ضريرا
يسكن الكوفة ثم سكن الحائر انتهى.
وقد تلخص مما ذكرناه في تراجم من سمي بإبراهيم من آل أبي طالب
انهم جماعة:
١ إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع قتيل باخمرى قبره بباخمرى على سبعة عشر فرسخا من الكوفة.
٢ إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب ع وهو الملقب طباطبا ويحتمل كونه صاحب القبة الموجودة
الآن بين النجف والكوفة والظاهر أنه غيره كما يأتي.
٣ إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
والظاهر أنه صاحب القبة التي بين النجف والكوفة كما يفهم من قول
صاحب عمدة الطالب كما مر انه صاحب الصندوق بالكوفة.
٤ إبراهيم من ولد النفس الزكية صاحب المزار قرب الشنافية كما
يفهم من قول الطريحي في رجاله انه مدفون بالحمر قرب الكوفة.
٥ إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب المحسن بن إبراهيم بن
موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم.
٦ إبراهيم بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
٧ إبراهيم بن علي بن أبي طالب ع.
٨ إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
٩ إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري وهو إبراهيم بن محمد بن علي بن
عبد الله بن جعفر أو المذكور قبله.
١٠ إبراهيم بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب.
١١ إبراهيم بن محمد الكابلي بن عبد الله الأشتر بن محمد النفس
الزكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وربما احتمل
انه المدفون بالأحمر.
١٢ إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن موسى الكاظم ع
المدفون بمشهد الحسين ع صاحب الصندوق ع.
١٣ إبراهيم الأكبر ابن الإمام موسى بن جعفر ع
صاحب أبي السرايا المدفون في صحن الكاظمين ع.
١٤ إبراهيم الأصغر ابن الإمام موسى بن جعفر ع الملقب
بالمرتضى جد السيدين الرضي والمرتضى وسائر السادات الموسوية.
٤٤٠: إبراهيم بن موسى الكندي.
ذكر النجاشي المعلى بن موسى الكندي الكوفي ثم قال وأخوه إبراهيم
وهو يشير إلى أنه معروف.
٤٤١: السيد أبو الناصح إبراهيم الموسوي
ينقل عنه المير محمد أشرف في كتاب فضائل السادات وله كتاب
أشرف المناقب.
٤٤٢: إبراهيم مولى عبد الله.
عده الشيخ من رجال الكاظم ع.
٤٤٣: إبراهيم بن المهاجر الأزدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال أسند عنه ثم في أواخر باب
الهمزة من أصحاب الصادق ع ذكر إبراهيم بن المهاجر والظاهر أنهما
واحد.
(٢٣٠)

٤٤٤: إبراهيم بن مهرويه من أهل جسر بابل.
ذكره الشيخ في رجال الجواد ع. وذكره ابن حجر في لسان
الميزان وقال ذكره الطوسي في رجال الشيعة. روى عن طلحة بن زيد
والهيثم بن واقد وعنه إبراهيم بن صالح الأنماطي والحسن بن محبوب
ومحمد بن سالم بن عبد الرحمن.
٤٤٥: إبراهيم بن مهزم الأسدي الكوفي
بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الزاي من بني نصر يعرف بابن أبي
بردة بضم الباء الموحدة قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع: إبراهيم بن مهزم الأسدي وفي رجال الكاظم ع إبراهيم بن
مهزم الأسدي كوفي وفي الفهرست: إبراهيم بن مهزم الأسدي له أصل
أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن
الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن إبراهيم بن
مهزم وقال النجاشي: إبراهيم بن مهزم الأسدي من بني نصر أيضا يعني
نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة كما ذكره في
الذي قبله وهو إبراهيم بن أبي السمال يعرف بابن أبي بردة ثقة روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن ع وعمر عمرا طويلا له كتاب رواه عنه
جماعة منهم اخبرني ابن الصلت الأهوازي حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن حدثنا إبراهيم بن مهزم بن أبي بردة
بكتابه وروى مهزم أيضا عن أبي عبد الله ع وعن رجل عن أبي عبد الله
ع انتهى يروي عنه الحسن بن محبوب ومحمد بن سالم بن عبد الرحمن
وهو عن الصادق والكاظم ع وعن جامع الرواة يروي عنه
علي بن الحكم وعيسى بن هشام وأحمد بن محمد والحسن بن الجهم
والحسن بن علي وابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ومحمد بن علي
وجعفر بن بشير انتهى.
٤٤٦: إبراهيم بن مهزيار الأهوازي.
مهزيار بفتح الميم واسكان الهاء وكسر الزاي وبعدها ياء مثناة تحتية
وألف وراء مهملة كذا ذكره العلامة في ايضاح الاشتباه في علي بن مهزيار.
قال الشيخ في رجال الجواد: إبراهيم بن مهزيار وفي رجال الهادي
إبراهيم بن مهزيار أهوازي. وقال النجاشي إبراهيم بن مهزيار أبو إسحاق
الأهوازي له كتاب البشارات أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن
جعفر حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا محمد بن عبد الجبار عن إبراهيم به وقال
الكشي: في حفص بن عمرو المعروف بالعمري وإبراهيم بن مهزيار وابنه
محمد أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي وكان من الفقهاء وكان مأمونا على
الحديث حدثني إسحاق بن محمد البصري قال حدثني محمد بن إبراهيم بن
مهزيار قال إن أبي لما حضرته الوفاة دفع إلي مالا وأعطاني علامة ولم يعلم
بتلك العلامة إلا الله عز وجل وقال من اتاك بهذه العلامة فادفع إليه المال
قال فخرجت إلى بغداد ونزلت في خان فلما كان في اليوم الثاني إذ جاء شيخ
ودق الباب فقلت للغلام انظر من هذا فقال شيخ بالباب فقلت ادخل
فدخل وجلس فقال انا العمري هات المال الذي عندك وهو كذا وكذا ومعه
العلامة قال فدفعت إليه المال. وحفص بن عمرو كان وكيل أبي محمد
ع واما أبو جعفر محمد بن حفص بن عمرو فهو ابن العمري وكان وكيل
الناحية وكان الامر يدور عليه وفي منهج المقال: حكم العلامة بصحة طريق
الصدوق إلى بحر السقا وفيه إبراهيم وهو يعطي التوثيق وفي ربيع الشيعة
عد إبراهيم من السفراء للصاحب ع والأبواب المعروفين الذين لا
تختلف الامامية القائلين بامامة الحسن بن علي ع فيهم.
وفي الخلاصة: إبراهيم بن مهزيار روى الكشي عن محمد بن
إبراهيم بن مهريار ان أباه لما حضره الموت دفع إليه مالا وأعطاه علامة لمن
يسلم إليه المال فدخل إليه شيخ فقال انا العمري فأعطاه المال وفي الطريق
ضعف. قال المحقق البهبهاني في التعليقة قوله وفي الطريق ضعف:
تضعيفه بأحمد بن علي وإسحاق بن محمد وفيه ما سيجئ فيهما فلاحظ وتأمل
وقوله يعطي التوثيق فيه ما أشرنا إليه في صدر الرسالة هذا ويروي عنه
محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن روايته وفيه أشعار بوثاقته كما أشرنا إليه
هناك أيضا وما يدل على وثاقته كونه وكيلا لهم ع وقد أشرنا إليه هناك
أيضا ويظهر وكالته مضافا إلى ما ذكره المصنف مما سيجئ في ابنه محمد وغير
ذلك وروى الصدوق في اكمال الدين عن محمد بن موسى المتوكل عن
عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار حديثا طويلا يتضمن
رؤية إبراهيم لصاحب الزمان ع وفي عدة السيد محسن الكاظمي
انه يستفاد جلالته من ربيع الشيعة لابن طاوس حيث عده من سفراء القائم
ع ومن الأبواب الذين لا تختلف الاثنا عشرية فيهم، وفي مستدركات
الوسائل: يستظهر وثاقة إبراهيم بن مهزيار من أمور ١ قول السيد
علي بن طاووس في ربيع الشيعة وقد تقدم ٢ ما في رجال الكشي وقد
تقدم ٣ رواية الاجلاء عنه كعبد الله بن جعفر الحميري في طريق
الصدوق في مشيخة الفقيه إلى إبراهيم بن مهزيار وفي الكافي في باب مولد
الحسن بن علي ع وباب مولد فاطمة الزهراء ع وفي
الفهرست في ترجمة أخيه على وسعد بن عبد الله كما يأتي في طريق الفقيه إلى
علي بن مهزيار وفي الفهرست في ترجمة علي وفي طرق الفقيه في البابين
المذكورين ومحمد بن علي بن محبوب في الكافي في أواخر باب كيفية الصلاة
من أبواب الزيادات وباب وصية الإنسان بعبده وباب الزيادات في فقه الحج
وأحمد بن محمد والظاهر أنه ابن عيسى وفي الكافي في باب مولد الحسين
ع ومحمد بن عبد الجبار كما في رجال النجاشي في ترجمته ومحمد بن
أحمد بن يحيى في أواخر باب الذبح وباب الكفارة عن خطا المحرم وباب
الاقرار في المرض من التهذيب وفي الاستبصار في باب لبس الخاتم للمحرم
٤ انه روى عن صاحب نوادر الحكمة ولم يستثنوا روايته وقد صرحوا بان
فيه إشعارا بالوثاقة ٥ ما رواه الشيخ في التهذيب في كتاب الوصايا عن
محمد بن علي بن محبوب عن إبراهيم بن مهزيار قال كتبت إليه ع
ان مولاك علي بن مهزيار اوصى ان يحج عنه من ضيعة صير ريعها إلى حجة
في كل سنة عشرين دينارا وانه قد انقطع طريق البصرة فتضاعفت المئونة على
الناس وليس يكتفون بالعشرين وكذلك اوصى عدة من مواليك في حجتهم
فكتب ع يجعل ثلاث حجج في حجة إن شاء الله الخبر ففيه إشعار
بان كان وصي أخيه ٦ حكم العلامة بصحة طريق الصدوق إلى بحر
السقا وهو فيه انتهى وفي مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم بأنه ابن
مهزيار برواية محمد بن عبد الجبار عنه وعن جامع الرواة يروي عنه محمد بن
علي بن محبوب ومحمد بن أحمد بن يحيى والحميري وعبد الله بن جعفر
وسعد بن عبد الله وأحمد بن محمد انتهى.
٤٤٧: إبراهيم بن ميمون الكوفي بياع الهروي
وهي ثياب تنسب إلى هراة ذكره الشيخ في رجال الصادق ع
(٢٣١)

ويروي عنه جماعة من الثقات وهو كثير الرواية مقبولها وفي ترجمة عبد الله بن
مسكان ان ابن ميمون حمل جواب مسائل عبد الله من الصادق ع
فيظهر اعتماد الامام عليه وهو صاحب كتاب معتمد مشيخة الفقيه ويروي
عنه صفوان بن يحيى الذي لا يروي الا عن ثقة وغيره من الاجلاء وفيهم
بعض أصحاب الاجماع مثل حماد بن عثمان ومعاوية بن عمار وعلي بن رئاب
وعبد الله بن مسكان وأبو المعزا حميد بن المثنى وعيينة بياع القصب وعلي بن
أبي حمزة. وفي مستدركات الوسائل: في التقريب إبراهيم بن ميمون كوفي
صدوق من السادسة وقال الذهبي في الميزان انه من أجلاء الشيعة انتهى
أقول لم أجده في ميزان الاعتدال في النسخة المطبوعة وفي تهذيب التهذيب
لابن حجر إبراهيم بن ميمون كوفي روى عن أبي الأحوص الجثمي وعنه
شعبة وأبو خالد الدالاني قال أبو حاتم شيخ وقال النسائي ثقة وذكره ابن
حبان في الثقات وأفاد ان المغيرة بن مقسم روى عنه انتهى وفي منهج
المقال عند ذكر طريق الصدوق إليه: ربما احتمل ان يكون أخا عبد الله بن
ميمون فيشمله قول الصادق ع أنتم نور الله في ظلمات الأرض
انتهى وفي تعليقة البهبهاني يروي عنه ابن أبي عمير بواسطة حماد وكذا
فضالة وكذا ابن أبي عمير بواسطة عمار وكذا صفوان بواسطة ابن مسكان
وكذا علي بن رئاب وفيما ذكر إشارة إلى الوثاقة والقوة وهذا مضافا إلى ما يظهر
من استقامة رواياته وكثرتها.
٤٤٨: إبراهيم بن ناصر بن جروان المالكي من بني مالك بطن من قريش صاحب
القطيف.
كان حيا سنة ٨٢٠
ذكره ابن حجر في الدرة الكامنة وقال: انتزع جده جروان الملك من
سعيد بن مغامس بن سليمان بن رميثة القرمطي سنة ٧٠٥ وحكم في بلاد
البحرين كلها ثم لما مات قام ولده ناصر مقامه ثم قام إبراهيم مقام أبيه
وهم من كبار الروافض انتهى.
٤٤٩: إبراهيم النخعي
يأتي بعنوان إبراهيم بن يزيد.
٤٥٠: إبراهيم بن نصر بن القعقاع الجعفي الكوفي
والقعقاع بقافين وعينين مهملتين ذكره الشيخ في أصحاب الباقر
ع وفي الفهرست: إبراهيم بن نصر له كتاب أخبرنا به جماعة
من أصحابنا عن أبي هارون بن موسى التلكعبري عن أبي علي محمد بن
همام عن حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل عن جعفر بن بشير عن
إبراهيم بن نصر وقال النجاشي إبراهيم بن نصر بن القعقاع الجعفي كوفي
يروي عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ثقة صحيح الحديث قال
ابن سماعة بجلي وقال ابن عبده عقدة خ ل فزاري. أحمد بن عبد
الواحد حدثنا علي بن حبشي حدثنا حميد بن زياد حدثنا أبو القاسم بن
إسماعيل حدثنا جعفر بن بشير عن إبراهيم بن نصر بن القعقاع به. وفي
مشتركات الكاظمي يعرف إبراهيم انه ابن نصر الثقة برواية جعفر بن بشير
عنه.
٤٥١: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ نصر الله ابن الشيخ إبراهيم ابن الشيخ يحيى ابن
الشيخ محمد بن سليمان العاملي الطيبي.
كان عالما صالحا شاعرا أديبا وقد ختم الله له بالشهادة فقتل في قرية
عثرون من جبل عامل (١) ووهبه ذرية من أهل التقى والصلاح فمن شعره
قوله مادحا عمنا السيد محمد الأمين من قصيدة:
أهلا بطيف في الدجنة أوبا * حيا فأحيا المستهام فاطربا
لله ليل بات فيه مضاجعي * ظبي لواحظه لها فعل الظبا
وأغن حيا بالمدامة فتية * جعلوا لهم شرب المدامة مذهبا
فكانه إذ قام يحمل كأسه * في كفه بدر تحمل كوكبا
ظبي يصيد الليث سحر جفونه ولقد عهدنا الليث يصطاد الظبا
ومنها في المديح:
الله جارك قد بنيت مراتبا * نظر الزمان سموها فتعجبا
ماسح جودك بالجهام وما غدت * للسائمين يروق وعدك خلبا
٤٥٢: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ نصار النجفي أخو الشيخ راضي بن نصار
المعروف كان من تلاميذ الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والسيد محسن
الأعرجي صاحب المحصول.
٤٥٣: إبراهيم بن نصير الكشي
نصير بالنون والصاد المهملة والياء والراء بوزن المصغر
والكشي نسبة إلى كش بلد معروف بجرجان على ثلاثة فراسخ منها.
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال ثقة مأمون كثير
الرواية وقال في الفهرست: إبراهيم بن نصير له كتاب رويناه بالاسناد
الأول عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم انتهى والاسناد
الأول أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد واعتمد
عليه الكشي في كتاب رجاله وأكثر رواياته عنه.
٤٥٤: إبراهيم بن نعيم الصحاف الكوفي
الصحاف بائع الصحاف أو صانعها جمع صحفة بفتح الصاد
وسكون الحاء المهملتين ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
٤٥٥: إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح الكناني الكوفي.
في رجال ابن داود مات بعد ١٧٠ وهو ابن نيف وسبعين سنة.
ونعيم بضم النون وفتح العين المهملة والصباح بفتح الصاد
المهملة وتشديد الباء الموحدة كذا في الخلاصة ذكره الشيخ في كتاب الرجال
في أصحاب الصادق ع فقال إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح
الكناني من عبد القيس ونسب إلى بني كنانة لأنه نزل فيهم وذكره في
أصحاب الباقر ع فقال إبراهيم بن نعيم العبدي يكنى أبا الصباح كان
يسمى الميزان من ثقته وقال له الصادق ع أنت ميزان لا عين فيه له
أصل رواه محمد بن إسماعيل بن بزيع ومحمد بن الفضيل وأبو محمد
صفوان بن يحيى بياع السايري الكوفي عنه وروى عنه غير الأصول
عثمان بن عيسى وعلي بن الحسن بن رباط ومحمد بن إسحاق الخزار
وظريف بن ناصح وغيرهم وممن روى عنه أبو الصباح عن أبي عبد الله
ع صابر ومنصور بن حازم وابن أبي يعفور انتهى قال الميرزا لا يخفى

(١) جاء في سوق المعادن للشيخ محمد علي عز الدين انه سنة ١٢٧٠ غزا عرب الفضل البلاد
وقتلوا أحد شعرائها وهو الشيخ إبراهيم ابن الشيخ نصر الله ابن الشيخ إبراهيم يحيى العالم
الشاعر المشهور ولما وصل خبر قتله إلى أميرهم حسن الفاعور أمر بالرحيل إلى حوران خوفا
من طلب الثار.
(٢٣٢)

ان الصواب رواه محمد بن إسماعيل بن بزيع كما يأتي عن الفهرست
انتهى ولم يذكره الشيخ في أصحاب الجواد وفي الفهرست في الكنى أبو
الصباح الكناني وقال ابن عقدة اسمه إبراهيم بن نعيم له كتاب أخبرنا به
ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصغار عن أحمد بن محمد عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع والحسن بن علي بن فضال عن محمد بن الفضيل عن أبي
الصباح ورواه صفوان بن يحيى عن أبي الصباح انتهى وقال
النجاشي إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح الكناني نزل فيهم فنسب
إليهم. كان أبو عبد الله ع يسميه الميزان لثقته ذكره أبو العباس في الرجال
رأى أبا جعفر وروى عن أبي إبراهيم ع له كتاب يرويه عنه
جماعة أخبرنا محمد بن علي حدثنا علي بن حاتم عن محمد بن أحمد بن ثابت
القيسي حدثنا محمد بن بكر والحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عنه
به وفي الخلاصة: إبراهيم بن نعيم العبدي الكناني ثقة أعمل على قوله رأى
أبا جعفر الجواد ع وروى عن أبي إبراهيم موسى ع وقال الكشي
ما روي في أبي الصباح الكناني إبراهيم بن نعيم: محمد بن مسعود
حدثني علي بن محمد حدثني أحمد بن محمد عن الوشاء عن بعض أصحابنا
قال أبو عبد الله ع لأبي الصباح الكناني أنت ميزان فقال له جعلت فداك
ان الميزان ربما كان فيه عين قال أنت ميزان ليس فيه عين وبهذا الاسناد عن أحمد
عن علي بن الحكم عن ابن عثمان عن بريد العجلي كنت انا وأبو
الصباح الكناني عند أبي عبد الله ع فقال كان أصحاب أبي والله خيرا
منكم كان أصحاب أبي ورقا لا شوك فيه و أنتم اليوم شوك لا ورق فيه فقال
أبو الصباح الكناني جعلت فداك فنحن أصحاب أبيك قال كنتم يومئذ خيرا
منكم اليوم محمد بن مسعود قال كتب إلي الشاذاني حدثنا الفضل قال
حدثني علي بن الحكم وغيره عن أبي الصباح الكناني قال جاءني سدير فقال
لي ان زيدا تبرأ منك قال فأخذت علي ثيابي قال وكان أبو الصباح رجلا
ضاريا قال فاتيته فدخلت عليه وسلمت فقلت له يا أبا الحسن بلغني انك
قلت الأئمة أربعة ثلاثة مضوا والرابع هو القائم قال هكذا قلت قال قلت
لزيد هل تذكر قولك لي بالمدينة في حياة أبي جعفر وأنت تقول ان الله تعالى
قضى في كتابه انه من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا وانما الأئمة ولاة
الدم وأهل الباب وهذا أبو جعفر الامام فان حدث به حدث فان فينا
خلفا. وقال كان يسمع مني خطب أمير المؤمنين ع وانا أقول فلا
تعلموهم فهم اعلم منكم فقال لي أ ما تذكر هذا القول فقلت بلى فان منكم
من هو كذلك قال ثم خرجت من عنده فتهيأت وهيأت راحلة ومضيت إلى
أبي عبد الله ع ودخلت عليه وقصصت عليه ما جرى بيني وبين زيد فقال
أ رأيت لو أن الله تعالى ابتلى زيدا فخرج منا سيفان آخران بأي شئ يعرف
اي السيوف سيف الحق والله ما هو كما قال لئن خرج ليقتلن قال فرجعت
فانتهيت إلى القادسية فاستقبلني الخبر بقتله رحمه الله علي بن الحكم بن
قتيبة قال حدثنا أبو محمد الفضل بن شاذان قال حدثني علي بن الحكم
باسناده هذا الحديث بعينه محمد بن مسعود قال قال علي بن الحسن أبو
الصباح الكناني ثقة وكان كوفيا انما سمي الكناني لأن منزله في كنانة فعرف
به وكان عبديا وفي كشف الغمة عن أبي الصباح قال صرت يوما إلى باب
الباقر ع فقرعت الباب فخرجت إلي وصيفة ناهد فضربت بيدي على
رأس ثديها فقلت قولي لمولاك اني بالباب فصاح من داخل الدار لا أم لك
فدخلت وقلت والله يا مولاي ما قصدت ريبة الخبر.
وهذه الرواية من روايات الراوندي في الخوالج والجرائح. قال الميرزا
في رجاله بعد نقل الرواية: وهذا على تقدير الصحة غير مضر بوثاقته كما هو
ظاهر انتهى وذلك لأن فعله هذا لم يكن لريبة كما صرح به وحلف عليه
وصدقه الامام ع واما قول الصادق ع في رواية الكشي المتقدمة أنتم
اليوم شوك لا ورق فيه وقوله كنتم يومئذ خيرا منكم اليوم فلا يدل على قدح
لأن مثله يجري مجرى الوعظ والحث على الصلاح والخير والظاهر أن المراد
بأبي جعفر في كلام النجاشي هو الباقر ع لا الجواد لما مر من ذكر الشيخ
له في أصحاب الباقر والصادق ع وعدم ذكره له في أصحاب
الجواد ولقاؤه للجواد مع طول المدة كالمقطوع بعدمه سيما مع فصل الكاظم
والرضا ع ومنه يعلم أن المراد بأبي جعفر في كلام النجاشي هو الباقر لا
الجواد كما في الخلاصة وعده المفيد في رسالته في الرد على الصدوق
وأصحاب العدد (١) من فقهاء أصحابهم صلى الله عليه وآله وسلم والاعلام
الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام وفي مشتركات
الكاظمي يعرف إبراهيم انه ابن نعيم الثقة المكنى بأبي الصباح برواية
صفوان بن يحيى ومحمد بن إسماعيل بن بزيع ومحمد بن الفضيل وعثمان بن
عيسى وعلي بن الحسن بن رباط ومحمد بن إسحاق الخزار وظريف بن ناصح
وعبد الله بن المغيرة وعلي بن النعمان النخعي وعلي بن الحكم عنه وبروايته هو عن
صابر ومنصور بن حازم وعبد الله بن أبي يعفور وعن المشتركات للكاظمي زيادة
رواية القاسم بن محمد وفضالة بن أيوب عنه ولم أجد ذلك فيه وعن جامع
الرواة زيادة رواية سيف بن عميرة والحسن بن محبوب وحنان وسلمة بن
حنان وأبان بن عثمان وعباد بن كثير وحماد بن عثمان وعبد الله بن جبلة
وإسماعيل بن الصباح وجعفر بن محمد وأبي أيوب والحسن بن علي وأحمد بن
محمد ومعاوية بن عمار ومحمد بن مسلم وسلمة بن صاحب السابري ويحيى
الحلبي انتهى وفي تكملة الرجال: ورد في بعض روايات الكافي روايته
عن الأصبغ واستبعده في مرآة العقول حيث قال الحديث حسن يمكن فيه
شوب ارسال إذ رواية الكناني عن الأصبغ بغير واسطة بعيد انتهى وهو
كذلك لأن الأصبغ من أصحاب أمير المؤمنين ع والكناني من أصحاب
الباقر والصادق ع ويبعد ملاقاتهما كما لا يخفى انتهى.
٤٥٦: إبراهيم النواب الطهراني
مر بعنوان إبراهيم بن محمد مهدي.
٤٥٧: إبراهيم بن هارون الخارفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وتقدم إبراهيم الخارفي
واستظهرنا اتحاده معه.
٤٥٨: إبراهيم بن هاشم العباسي.
ذكره الشيخ في أصحاب الرضا ع. قال السيد مصطفى التفرشي
في نقد الرجال لم أجده في كتب الرجال والاخبار ويحتمل ان يكون هذا هو
المذكور في رجال النجاشي وابن داود بعنوان هاشم بن إبراهيم العباسي
الذي هو من أصحاب الرضا ع انتهى وفي التعليقة لا يخلو من قرب
وسيجئ انه هشام بن إبراهيم انتهى اي فيكون وقع تقديم وتأخير من
قلم الشيخ سهوا.
٤٥٩: أبو إسحاق إبراهيم بن هاشم الكوفي ثم القمي
قال الكشي: تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الرضا ع

(١) هم الذين يقولون إن رمضان لا ينقص.
(٢٣٣)

أصله من الكوفة وانتقل إلى قم وذكره الشيخ في كتاب رجاله في أصحاب
الرضا ع فقال إبراهيم بن هاشم القمي تلميذ يونس بن عبد الرحمن
وفي الفهرست: إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق القمي أصله الكوفة وانتقل
إلى قم وأصحابنا يقولون أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم وذكروا انه
لقي الرضا ع والذي اعرف من كتبه كتاب النوادر وكتاب قضايا
أمير المؤمنين ع أخبرنا بهما جماعة من أصحابنا منهم الشيخ أبو عبد الله
محمد بن محمد بن النعمان وأحمد بن عبدون والحسين بن عبيد الله العلوي
عن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه. وقال النجاشي: إبراهيم بن
هاشم أبو إسحاق القمي أصله كوفي انتقل إلى قم قال أبو عمرو الكشي:
تلميذ يونس بن عبد الرحمن من أصحاب الرضا ع أخبرنا محمد بن محمد
حدثنا الحسن بن حمزة الطبري حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه بها
انتهى. وفي الخلاصة لم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه
ولا على تعديله بالتنصيص والروايات عنه كثيرة والأرجح قبول قوله
انتهى قال الميرزا في رجاله إنما قيد بالتنصيص لأن ظاهر لأصحاب
تلقيهم روايته بالقبول كما ينبه عليه قولهم أنه أول من نشر حديث الكوفيين
بقم وعن الشهيد الثاني أنه ذكر الشيخ في أحاديث الخمس انه أدرك أبا
جعفر الثاني ع وذكر له معه خطابا في الخمس انتهى وقال
البهبهاني في حاشية منتهى المنال قوله بالتنصيص إشارة إلى أن التعديل ظاهر
الأصحاب الا انهم لم ينصوا عليه وقوله والروايات عنه كثيرة فيه إشارة إلى
ما ذكرناه في الفائدة الثالثة يعني من أن كثرة الرواية عنه امارة الاعتماد
عليه وذكر امارات اخر للاعتماد عليه كرواية الاجلاء عنه وكونه من
مشائخ الإجازة وغير ذلك أقول والأصحاب يطلقون على روايته الحسن
كالصحيح لذلك ولا ينبغي الريب في وثاقته وصحة حديثه وكتاب قضايا
أمير المؤمنين ع عندنا منه نسخة مخطوطة كتب في أولها عجائب أحكام
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم رواية محمد بن علي بن
إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جده علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن
الوليد عن محمد بن الفرات عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين ع
وجميعها بهذا السند وقد نقلنا جملة منها في الجزء الثاني من كتابنا معادن
الجواهر ويرجع عهد كتابتها إلى القرن السادس ولكن وجدنا في بعض
رواياتها ما لا يوافق بظاهره أصول أصحابنا. وفي رجال بحر العلوم
إبراهيم بن هاشم أبو إسحاق الكوفي ثم القمي كثير الرواية واسع الطريق
سديد النقل مقبول الحديث له كتب روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها ويأتي
ذكرهم وروى عن خلق كثير ويأتي ذكرهم أيضا ذكره الفاضلان في القسم
الأول ثم حكى عبارة الخلاصة السابقة قال وحكى الشيخان عن الأصحاب
أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم وحكى النجاشي عن الكشي أنه
تلميذ يونس من أصحاب الرضا ع ثم قال وفيه نظر ولعل وجهه عدم
ثبوت روايته عن يونس وأنه لو كان تلميذا له وخصيصا به لم يتمكن من
نشر الحديث بقم فان القميين كانوا أشد الناس على يونس والظاهر من قول
الكشي من أصحاب الرضا ع التعليق بيونس دون إبراهيم أقول هو
خلاف للظاهر قال وعلى الثاني فربما كان وجه النظر عدم تحقق رواية
لإبراهيم عن الرضا ع لكن الشيخ في كتاب الرجال عده في جملة أصحابه وقال
في الفهرست وذكر أنه لقي الرضا ع ولعل الأقرب أنه لقيه ولم يرو عنه
وإنما روى عن الجواد ع ففي التهذيب في باب زيادات الخمس وروى إبراهيم بن
هاشم قال: كنت عند أبي جعفر الثاني ع إذ دخل عليه صالح بن
محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم فقال يا سيدي اجعلني من عشرة
آلاف درهم بحل فاني أنفقتها فقال له أنت في حل فلما خرج صالح قال أبو
جعفر ع يثب أحدهم على أموال آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وفقرائهم
وأبناء سبيلهم فيأخذها ثم يجئ فيقول اجعلني في حل أ تراه ظن أني أقول لا
أفعل والله ليسألنهم الله عن ذلك سؤالا حثيثا. وفي الكافي: علي بن
إبراهيم عن أبيه قال كنت عند أبي جعفر الثاني ع إذ دخل عليه صالح
ابن محمد بن سهل الحديث وهو صريح في لقائه للجواد ع وروايته
عنه وقد ذكر ابن داود انه كان من أصحابه ولم يذكر ذلك غيره ولم يحضرني
الآن رواية له عن الرضا ع ومن الغريب ما وقع في الكافي والتهذيب من
رواية إبراهيم بن هاشم عن الصادق ع والحديث هكذا: علي بن
إبراهيم عن أبيه قال سألت أبا عبد الله ع عن صدقات أهل الذمة وما
يؤخذ من ثمن خمورهم ولحم خنازيرهم فقال ع عليهم الجزية في
أموالهم الحديث ولا ريب في أن ذلك هو بعض السند والباقي ساقط كما
يدل ممارسة الحديث والرجال ومن تصدى لتصحيح ذلك على وجهه فقد
ارتكب شططا من القول وقد روى الشيخ هذا الحديث بعينه في باب الجزية
من التهذيب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن محمد بن
مسلم قال سألت أبا عبد الله ع عن صدقات أهل الذمة
الحديث وهو صريح فيما قلناه وقد يوجد في بعض الأسانيد رواية
إبراهيم بن هاشم عن حريز والظاهر سقوط الواسطة بينهما وهو حماد بن
عيسى كما هو المشهور المعهود من روايته وأما روايته عن حماد بن عثمان فقد
وقع في عدة من أسانيد الكافي والتهذيب مصرحا بالنسبة وفي جملة منها عن
حماد عن الحلبي وهو حماد بن عثمان فإنه الراوي عن الحلبي لكن
الصدوق قد قال في آخر مشيخة الفقيه وما كان فيه من وصية أمير المؤمنين
ع لابنه محمد بن الحنفية فقد رويته عن أبي عبد الله ع ويغلط أكثر
الناس فيجعل مكان حماد بن عيسى حماد بن عثمان وإبراهيم بن هاشم لم
يلق حماد بن عثمان وان لقي حماد بن عيسى وروى عنه وتبعه على ذلك
العلامة وابن داود والمحقق الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني ووالده على ما
حكي عنه وغيرهم من أصحاب الفن وحمل ما ورد من ذلك على كثرته على
التبديل أو سقوط الواسطة بين حماد والحلبي لا يخلو من إشكال وإن كان
الأقرب ذلك واختلف الأصحاب في حديث إبراهيم بن هاشم فقيل إنه
حسن وعزى ذلك جماعة إلى المشهور وهو اختيار الفاضلين العلامة
وابن داود والسيدين السيد مصطفى والميرزا محمد والشيخ
البهائي وابن الشهيد وغيرهم وزاد بعضهم ما يزيده على الحسن
ويقربه من الصحة ففي الوجيزة أنه حسن كالصحيح وفي المسالك في وقوع
الطلاق بصيغة الأمر أن إبراهيم بن هاشم من أجل الأصحاب وأكبر
الأعيان وحديثه من أحسن مراتب الحسن وفي عدم التوارث بالعقد المنقطع
إلا مع الشرط بعد نقل حديث أحمد بن محمد بن أبي نصر الدال على ذلك
وهو من أجود طرق الحسن لأن فيه من غير الثقات إبراهيم بن هاشم القمي
وهو جليل القدر كثير العلم والرواية ولكن لم ينصوا على توثيقه مع المدح
الحسن وفي شرح الدروس في مسالة مس المصحف أن حديث إبراهيم بن
هاشم مما يعتمد عليه كثيرا وإن لم ينص الأصحاب على توثيقه لكن الظاهر
أنه من أجلاء الأصحاب وعظمائهم المشار إلى عظم منزلتهم ورفع قدرهم
في قول الصادق ع اعرفوا منازل الرجال بقدر روايتهم عنا. وقال السيد
الدماد في الرواشح: الأشهر الذي عليه الأكثر عد الحديث من جهة
إبراهيم بن هاشم حسنا ولكن في أعلى درجات الحسن التالي لدرجة الصحة
والصحيح الصريح عندي ان الطريق من جهته صحيح فامره أجل وحاله
(٢٣٤)

أعظم من أن يعدل بمعدل أو يوثق بموثق. حكى القول بذلك جماعة من
أعاظم الأصحاب ومحققيهم وعن شيخنا البهائي عن أبيه أنه كان يقول اني
لأستحيي أن لا أعد حديثه صحيحا وقال المحقق الأردبيلي في كتاب الصوم
من زبدة البيان والظاهر أنه يفهم توثيق إبراهيم بن هاشم من بعض
الضوابط وعن المحقق البحراني عن بعض معاصريه أنه نقل توثيقه عن
جماعة وقواه وفي الوسائل وقد وثقه بعض علمائنا ويفهم توثيقه من تصحيح
العلامة طرق الصدوق ومن أول تفسير ولده علي بن إبراهيم وظاهره اختيار
القول بالتوثيق وهو خيرة التعليقات والفوائد الطبرية وغيرهما وربما قيل إن
حديثه صحيح وإن لم يثبت توثيقه لأنه من مشايخ الإجازة كأحمد بن
محمد بن الحسن بن الوليد وأحمد بن محمد بن يحيى العطار ومحمد بن
إسماعيل النيشابوري وغيرهم ممن لم يوثق في الرجال ويعد مع ذلك حديثه
صحيحا لكونه مأخوذا من الأصول وذكر المشائخ لمجرد اتصال السند لا
لكونهم وسائط في الرواية ويضعف هذا بتصريح الشيخين والسروي بان له
كتبا منها كتاب النوادر وغيره فلعل الرواية مأخوذة منها فيكون واسطة في
النقل وقد اضطرب كلام العلامة والشهيدين والمحقق الشيخ علي وصاحب
المدارك وأكثر من يعد حديثه حسنا في ذلك فتارة يصفونه بالحسن وهو
الغالب في كلامهم وأخرى بالصحة وهو أيضا كثير إلا أنه دون الأول
فالعلامة في الخلاصة وصف بالحسن طريق الصدوق إلى بكير بن أعين
وجعفر بن محمد بن يونس وحريز بن عبد الله في الزكاة وذريح المحاربي
والريان بن الصلت وسليمان بن خالد وسهل بن اليسع وصفوان بن يحيى
وعاصم بن حميد وعبد الله بن المغيرة ومحمد بن قيس ومعمر بن خلاد وهاشم
الخياط ويحيى بن خالد وابن الأغر النخاس والسبب في ذلك كله وجود
إبراهيم بن هاشم في السند ومع ذلك فقد وصف بالصحة الطريق إلى
عامر بن نعيم القمي وكردويه الهمداني وياسر الخادم وهو موجود فيها
والطريق منحصر فيه وفي التذكرة والمختلف والدروس وجامع المقاصد في
حديث الحلبي عن الصادق ع في جواز الرجوع في الهبة ما دامت العين
باقية أن الحديث صحيح وفي طريقه إبراهيم بن هاشم وفي غاية المراد في
عدم الاعتداد بيمين العبد مع مولاه أن ذلك مستفاد من الأحاديث
الصحيحة منها صحيحة منصور بن حازم وفيه إبراهيم بن هاشم وفي
المسالك في كتاب الصوم وصفت رواية محمد بن مسلم وفيها إبراهيم بن
هاشم بالصحة وفيه وفي الروضة وحواشي الارشاد والقواعد كما في المناهج
السوية التصريح بصحة رواية زرارة المتضمنة لكون المبدأ الحول في السخال
من حين النتاج مع وجوده في الطريق وأورد سبطه الفاضل في المدارك سند
الحديث ثم قال قال الشارح قدس سره أن هذا الطريق صحيح وأن العمل
بالرواية متجه قال وما ذكره من اتجاه العمل بالرواية جيد لأن الظاهر
الاعتماد على ما يرويه إبراهيم بن هاشم كما اختاره العلامة في الخلاصة
وباقي رجاله ثقات لكن طريقة الشارح وصف رواية إبراهيم بالحسن لا
الصحة ومع هذا وصف السيد في المدارك جملة من الأحاديث المشتملة
أسانيدها على إبراهيم بالصحة ومنها رواية محمد بن مسلم في الترتيب بين
الرجلين وغيرها وهو كثير في كتابه وقد اتفق لجده قدس سره من الايراد
على ما تقدم به في مثل ذلك ثم الوقوع. في مثله
مثل ما وقع معه قدس سره فإنه في المسالك حكى
عن العلامة والشهيد والمحقق الكركي في مسالة الهبة وصفهم لرواية
الحلبي بالصحة واعترض بان الحق انها من الحسن لأن في طريقها إبراهيم
ابن هاشم وهو ممدوح خاصة غير معدل وقد وصفه العلامة في المخلف
بالحسن في مواضع كثيرة منه موافقا للواقع والعجب من تبعيته هذين
الفاضلين أكثر قلت ومن هذا كلامه فالعجب من وقوعه في مثل ما أورده
على غيره أكثر وأشد وبالجملة فكلام الجماعة في هذا المقام مضطرب
جدا بل لم أجد أحدا منهم استقام على وصف حديث إبراهيم بن هاشم
بالحسن ولم يختلف قوله فيه الا القليل ومنه يظهر أن دعوى الشهرة في ذلك
محل نظر وتأمل نعم بناء الأكثر في الأكثر على ذلك وهو خلاف الشهرة
المشهورة والجمع بين كلماتهم في ذلك مشكل فان الحسن في اصلاحهم
مباين للصحيح وقد يتكلف للجمع بحمل الصحيح على مطلق الحجة أو
نحوه على خلاف الاصلاح مجازا أو يحمل الحسن على مطلق الممدوح رجال
سنده بالتوثيق أو غيره أو حمل الوصف بالحسن على ما يقتضيه ظاهر الحال
في إبراهيم بن هاشم لفقد النص على توثيقه والصحة على التحقيق المستفاد
مما له من النعوت وهذه الوجوه متقاربة في البعد عن الظاهر وعلى الأخيرين
تنعكس الشهرة وهما كالأول أولى من حمل الحكم بالصحة على الغلط
والاشتباه وأولى من الكل ابقاء كل من اللفظين على معناه على أن يكون
السبب اختلاف النظر ومثله غير عزيز في كلامهم وبذلك تنكسر سورة
الشهرة المشتهرة وقد يفهم من قول العلامة طاب ثراه والأرجح قبول روايته
وكذا من مناقشة صاحب المدارك وغيره في بعض رواياته كروايته في تسجية
الميت تجاه القبلة وغيرها احتمال عدم القبول إما لأن اشتراط عدالة الراوي
تنفي حجية الحسن مطلقا أو لأن ما قيل في مدحه لا يبلغ حد الحسن المعتبر
في قبول الرواية وهذا الاحتمال ساقط بكلا وجهيه أما الأول فلان التحقيق
أن الحسن يشارك الصحيح في أصل العدالة وإنما يخالفه في الكاشف عنها
فإنه في الصحيح هو التوثيق أو ما في معناه أو ما يستلزمه بخلاف الحسن فان
الكاشف فيه هو حسن الظاهر المكتفى به في ثبوت العدالة على الأقوال وبهذا
يزول الاشكال في القول بحجية الحسن مع القول باشتراط عدالة الراوي
كما هو المعروف بين الأصحاب وأما الثاني فالأمر فيه واضح فان الحسن هو
أقل المراتب في حديث إبراهيم بن هاشم وأسباب مدحه وحسن حديثه مما
هو معلوم أو منقول كثيرة ظاهرة ككونه شيخا فقيها محدثا من أعيان الطائفة
وكبرائهم وأعاظمهم وأنه كثير الرواية سديد النقل قد روى عنه ثقات
الأصحاب واجلاؤهم واعتنوا بحديثه وأكثر عنه ثقة الاسلام الكليني
والصدوق والشيخ وغيرهم كما يعلم من النظر إلى الكافي وسائر الكتب
الأربعة وغيرها من كتب الصدوق فإنها مشحونة بالنقل عنه أصولا وفروعا
وكذا من تفسير ولده الثقة الجليل علي بن إبراهيم فان أكثر رواياته فيه عن
أبيه وقلما يروي فيه عن غيره وقد عرفت ان العلامة وابن داود ذكراه في
القسم الأول من كتابيهما ونص العلامة على قبول روايته وذكر غير واحد من
الأعاظم أن حديثه متلقى بالقبول بين الأصحاب وهذا ظاهر من طريقة
الفقهاء في كتب الفقه من كتاب الطهارة إلى الديات فإنهم عملوا برواياته في
جميع الأبواب وأفتوا بها بل قدموها في كثير من المواضع على أحاديث الثقات
وقد حكى الشيخ والنجاشي وغيرهما من الأصحاب أنه أول من نشر
أحاديث الكوفيين بقم وهذا يقتضي القبول من القميين وفيهم الجم الغفير
من الفقهاء ونقاد الحديث بأبلغ الوجوه فان نشر الحديث لا يتم الا
بالاعتماد والقبول ومع ذلك فهو من رجال نوادر الحكمة ولم يستثنه القيمون
منهم فيمن استثني من ضعيف أو مجهول هذا كله مع سلامته من الطعن
والقدح والغمز حتى من القميين وابن الغضائري وغيرهم من المتسرعين إلى
(٢٣٥)

القدح بأدنى سبب وقل ما اتفق ذلك خصوصا في المشاهير وهذه مزية ظاهرة
لهذا الشيخ الجليل ولقوة هذه الأسباب وتعاضدها وتأيد بعضها ببعض قالوا إن
حديثه حسن في أعلى درجات الحسن وهذا القدر مما لا ريب فيه وإنما
الكلام في توثيقه وصحة حديثه والأصح عندي أنه ثقة صحيح
الحديث ويدل على ذلك وجوه الأول ما ذكره ولده الثقة الثبت
المعتمد في خطبة تفسيره المعروف فإنه قال ونحن ذاكرون ومخبرون بما انتهى
إلينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ثم
أنه روى معظم كتابه هذا عن أبيه رض ورواياته كلها حدثني أبي
وأخبرني أبي إلا النادر اليسير الذي رواه عن غيره ومع هذا الاكثار لا يبقى
الريب في أنه مراد في عموم قوله مشايخنا وثقاتنا فيكون ذلك توثيقا له من
ولده الثقة وعطف الثقات على المشايخ من باب تعاطف الأوصاف مع اتحاد
الموصوف والمعنى مشايخنا الثقات وليس المراد به المشايخ غير الثقات والثقات
غير المشايخ كما لا يخفى على العارف بأساليب الكلام الثاني توثيق كثير
من المتأخرين كما سبق النقل عنهم ولا يعارضه عدم توثيق الأكثر لما عرفت
من اضطراب كلامهم ولأن غايته عدم الاطلاع على السبب المقتضي للتوثيق
فلا يكون حجة على المطلع لتقدم قول المثبت على النافي ودعوى حصر
الأسباب ممنوعة فان في الزوايا خبايا وكثيرا ما يقف المتأخر على ما لم يطلع
عليه المتقدم وكذا الشأن في المتعاصرين ولذا قبلنا توثيق كل من النجاشي
والشيخ لمن لم يوثقه الآخر أو لم يوثقه من تقدم عليهما نعم يشكل ذلك مع
تعيين السبب وخفاء الدلالة وأكثر الموثقين هنا لم يستند إلى سبب معين
فيكون توثيقه معتبرا الثالث تصحيح الحديث من أصحاب الاصطلاح
كالعلامة والشهيدين وغيرهما في كثير من الطرق المشتملة عليه كما أشرنا إلى
نبذ منها ولا ينافيه الوصف بالحسن منهم في موضع آخر فان اختلاف النظر
من الشخص الواحد في الشئ الواحد كثير الوقوع ونظر الاثبات مقدم على
نظر النفي وهو في الحقيقة من باب تقدم المثبت على النافي فإنه أعم من
اختلافهما بالذات أو الاعتبار الرابع اتفاق الأصحاب على قبول روايته
مع اختلافهم في حجية الحسن وفي الاكتفاء في ثبوت العدالة بحسن الظاهر
فلا بد من وجود سبب مجمع على اعتباره يكون هو المنشأ في قبول الكل أو
البعض وليس الا التوثيق الخامس ما ذكره الأصحاب في شانه أنه أول
من نشر أحاديث الكوفيين بقم وهذا الوجه وإن رجع إلى سابقه فان
التقريب فيه تلقي القميين من أصحابنا أحاديثه بالقبول إلا أن العمدة فيه
ملاحظة أحوال القميين وطريقتهم في الجرح والتعديل وتضييقهم أمر العدالة
وتسرعهم إلى القدح والجرح والهجر والاخراج بأدنى ريبة كما يظهر من
استثنائهم كثيرا من رجال نوادر الحكمة وطعنهم في يونس بن عبد الرحمن
مع جلالته وعظم منزلته وإبعادهم لأحمد بن محمد بن خالد من قم لروايته
عن المجاهيل واعتماده على المراسيل وغير ذلك مما يعلم بتتبع الرجال فلو لا
أن إبراهيم بن هاشم عندهم بمكان من الثقة والاعتماد لما سلم من طعنهم
وغمزهم بمقتضى العادة ولم يتمكن من نشر الأحاديث التي لم يعرفوها إلا من
جهته في بلدهم ومن ثم قال في الرواشح ومدحهم إياه بأنه أول من نشر
حديث الكوفيين بقم كلمة جامعة وكل الصيد في جوف الفرا ولعل قول
العلامة فيما تقدم نقله عنه ولا على تعديله بالتنصيص إشارة إلى استفادة
تعديله منه فإنه حكى ذلك عن الأصحاب ثم عقبه بهذا الكلام فان نشر
الحديث وإن يكن صريحا في التوثيق إلا أنه مستفاد منه بالتقريب الذي
ذكرناه والمدار على فهم التوثيق وإن لم يصرح بلفظه وهذه الوجوه التي
ذكرناها وإن كان كل منها كافيا في إفادة المقصود إلا أن المجموع مع ما
أشرنا إليه من أسباب المدح كنار على علم انتهى رجال بحر العلوم
أقول الرجل في أعلى درجات الوثاقة ولا يحتاج اثبات وثاقته إلى كل هذه
الإطالة وإنما الذي اوقعهم في هذا الارتباك عدم تصريح القدماء بوثاقته
بقولهم ثقة وذلك إنما كان منهم لظهور وثاقته عندهم ووضوحها فلم يحتاجوا
ان ينصوا عليها ولم يعلموا أنه سيجئ بعدهم من يشكك فيها فاكتفوا في
وصفه ببيان ما لعله يخفى من صفاته مثل أنه أول من نشر حديث الكوفيين
بقم ونحو ذلك ولا يخفى أن الذي ورد فيه وعلم من حاله أقوى في الدلالة
على الوثاقة من قول رجل عن شخص لم يشاهده ولم يدرك غيره ثقة وأمثال
ذلك. وذكره ابن حجر في لسان الميزان بهذه الترجمة وقال أصله كوفي وهو
أول من نشر حديث الكوفيين بقم قال أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري
وقدم الري مجتازا وأدرك محمد بن علي الرضا ولم يلقه روى عن أبي هدبة
الراوي عن انس وعن غيره من أصحاب جعفر الصادق منهم حماد بن
عيسى غريق الجحفة روى عنه ابنه علي ومحمد بن يحيى العطار وجعفر
الحميري وأحمد بن إدريس وغيرهم انتهى.
مشايخه
في رجال بحر العلوم روى عن خلق كثير منهم إبراهيم
ابن أبي محمود الخراساني وإبراهيم بن محمد الوكيل الهمداني وأحمد بن محمد بن
أبي نصر وجعفر بن محمد بن يونس والحسن بن الجهم والحسن بن علي الوشاء
والحسن بن محبوب وحماد بن عيسى وحنان بن سدير والحسين بن سعيد
والحسين بن يزيد النوفلي والربان بن الصلت وسليمان بن جعفر الجعفري
وسهل بن اليسع وصفوان بن يحيى وعبد الرحمن بن الحجاج وعبد الله بن
جندب وعبد الله بن المغيرة وعبد الله بن ميمون القداح وفضالة بن أيوب
ومحمد بن أبي عمير ومحمد بن عيسى بن عبيد ويحيى بن عمران الحلبي
والنضر بن سويد وغيرهم.
تلاميذه
في رجال بحر العلوم روى عنه أجلاء الطائفة وثقاتها كأحمد بن
إدريس القمي وسعد بن عبد الله الأشعري وعبد الله بن جعفر الحميري
وابنه علي بن إبراهيم ومحمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن الحسن الصفار
ومحمد بن علي بن محبوب ومحمد بن يحيى العطار انتهى وفي مشتركات
الكاظمي يعرف إبراهيم بأنه ابن هاشم برواية ابنه علي ومحمد بن أحمد بن
يحيى وأحمد بن إسحاق بن سعد عنه.
٤٦٠: إبراهيم بن هراسة
تقدم في ابن أبي هراسة بن رجاء.
٤٦١: إبراهيم بن هرمة
اسمه إبراهيم بن علي بن سلمة.
٤٦٢: إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي
مات سنة ٢٣٨
في ميزان الاعتدال: عن أبيه ومعروف الخياط وعنه ابنه احمد
ويعقوب الفسوي والفريابي وابن قتيبة والحسن بن سفيان وطائفة. وهو
(٢٣٦)

صاحب حديث أبي ذر الطويل انفرد به عن أبيه عن جده قال الطبراني لم
يرو هذا عن يحيى الا ولده وهم ثقات وذكره ابن حبان في الثقات وغيره قال
أبو حاتم أظنه لم يطلب العلم وهو كذاب وقال علي بن الحسين بن الجنيد
ينبغي ان لا يحدث عنه وقال أبو زرعة كذاب انتهى وفي لسان الميزان
قال تمام ثنا محمد بن سليمان ثنا محمد بن الفيض قال أدركت من شيوخنا
بدمشق من يزيغ بعلي بن أبي طالب فذكر جماعة منهم إبراهيم هذا فقال أبو
العرب عن أبي الطاهر المقدسي قال إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني
دمشقي ضعيف انتهى والظاهر أن زيغه في علي بسبب تقديمه ويؤيده
روايته حديث أبي ذر ولعل تكذيبه لذلك فهو مظنون التشيع ولم يعلم كونه
من شرط كتابنا.
٤٦٣: إبراهيم بن هلال بن جابان الكوفي.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وجابان بالجيم والباء
الموحدة.
٤٦٤: أبو إسحاق إبراهيم الوطواط الأنصاري.
توفي سنة ٥٧٨.
وهو فارسي الأصل له مطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب
طبع في ليبسك وبولاق فيه مائة من الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين ع
وعدة أمثال عربية مع ترجمة فارسية واخرى ألمانية.
٤٦٥: إبراهيم بن يحيى.
قال الشيخ في الفهرست: له أصل رواه حميد بن زياد عن
إبراهيم بن سليمان عنه انتهى وقال الميرزا: إبراهيم بن يحيى ثقة وهو
ابن أبي البلاد وفي النقد الظاهر أنه غير إبراهيم بن يحيى أبي البلاد لأنه أي
الشيخ في الفهرست ذكرهما انتهى وفي تكملة الرجال قال المجلسي فيما
وجدته بخطه الظاهر أنه إبراهيم بن أبي البلاد وذكر سابقا ان له أصلا
وتكرار الذكر لا يدل على التعدد كما يذكره المصنف كثيرا انتهى قال في
التكملة والظاهر هو ما استظهره المصنف من التعدد بدليل ذكر الشيخ إياه
في الفهرست مرتين متصلتين على التعدد سيما مع تعدد الطريق إليهما
انتهى أقول تعدد الذكر في كتاب الرجال للشيخ لا يدل على التعدد
لأن الغرض استيفاء ذكر أصحاب كل إمام فيذكر الشيخ الرجال في
أصحاب امامين أو أكثر بل كثيرا ما يعيد ذكره في أصحاب امام واحد
بلفظين مختلفين مع الاتحاد اما في الفهرست فتعدد الذكر يدل على التعدد
فالحق ما قاله المحقق التفرشي من دلالة ذكر الشيخ لهما في الفهرست مرتين
متصلتين على التعدد سيما مع تعدد الطريق إليهما.
٤٦٦: الشيخ إبراهيم بن يحيى الأحسائي.
في رياض العلماء: كان من علماء دولة الشاه عباس الماضي الصفوي
وكان والده أيضا من العلماء وقال بعض العلماء في وصفه كان عالما زاهدا
فاضلا بارعا.
٤٦٧: إبراهيم بن يحيى الدوري.
يروي إبراهيم بن محمد الثقفي عنه عن هشام بن بصير في باب حدود
الزنا من التهذيب.
٤٦٨: إبراهيم بن يحيى أبي البلاد.
بالباء الموحدة المكسورة واللام المخففة والدال المهملة واسم أبي البلاد
يحيى بن سليم مصغرا أو ابن سليمان مولى بني عبد الله بن غطفان قال
النجاشي يكنى أبا يحيى وقال الصدوق أبا إسماعيل وقال العلامة في
الخلاصة أبا الحسن ويفهم من الشيخ في كتاب الرجال أن أبا البلاد يكنى أبا
إسماعيل. قال النجاشي: كان ثقة قارئا أديبا وكان أبو البلاد أبوه ضريرا
وكان راوية للشعر وله يقول الفرزدق: يا لهف نفسي على عينيك من رجل
وروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ولإبراهيم محمد ويحيى رويا الحديث
وروى إبراهيم عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى والرضا ع وعمر دهرا
وكان للرضا إليه رسالة وأثنى عليه له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا علي بن أحمد
عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن
محمد بن عبد الجبار قال حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن حماد الكوفي عن
محمد بن سهل بن اليسع عنه وفي الفهرست: له أصل أخبرنا به ابن أبي
جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن الصهبان واسمه عبد الجبار
عن أبي القاسم عبد الرحمن بن حماد عن محمد بن سهل بن اليسع عن
إبراهيم بن أبي البلاد الكوفي وفي رجال الرضا ع كوفي ثقة وفي رجال
الكاظم ع وكان أبو البلاد ويكنى أبا إسماعيل له كتاب اي لإبراهيم
انتهى وهو يدل على أن المكنى أبا إسماعيل أبوه ولكن الصدوق في
مشيخة الفقيه قال إن إبراهيم يكنى أبا إسماعيل وقال الكشي حدثني
الحسين بن الحسن حدثني سعد بن عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن علي بن أسباط قال قال لي أبو الحسن ع ابتداء منه إبراهيم بن
أبي البلاد على ما تحبون ومر في ترجمة ابان الأحمر رواية الكشي عن
إبراهيم بن البلاد قال كنت أقود أبي وكان قد كف بصره الحديث
فراجع. وروى الكليني في الكافي في باب النبيذ عن إبراهيم بن أبي البلاد
قال دخلت على أبي جعفر بن الرضا إلى أن قال فقال هاهنا يا أبا
إسماعيل الحديث قال البهبهاني في التعليقة يظهر منه مضافا إلى نباهته دركه
للجواد ع وتكنيته بأبي إسماعيل انتهى وفي مشتركات الكاظمي
يعرف إبراهيم انه ابن أبي البلاد يحيى بن سليم أو سليمان الثقة برواية
محمد سهل بن اليسع والحسن بن علي بن يقطين ومحمد بن الحسين ابن أبي
الخطاب وموسى بن القاسم عنه وروايته عن الباقر والصادق والكاظم
والرضا ع.
٤٦٩: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ يحيى ابن الشيخ محمد بن سليمان العاملي الطيبي
نزيل دمشق.
مولده ووفاته
ولد سنة ١١٥٤ بقرية الطيبة من جبل عامل وتوفي سنة ١٢١٤
بدمشق عن ٦٠ عام ودفن بمقبرة باب الصغير شرقي المشهد المنسوب إلى
السيدة سكينة وكان له قبر مبني وعليه لوح فيه تاريخ وفاته رأيته وقرأته
فهدم في زماننا.
أقوال العلماء في حقه
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا مطبوعا نظم فأكثر حتى اشتهر بالشعر
وورث ذلك منه أولاده واحفاده فكلهم شعراء أدباء كولديه الشيخ نصر الله
والشيخ صادق وحفيديه الشيخ إبراهيم بن نصر الله والشيخ إبراهيم بن
صادق وولده وغيرهم ولا يخلو شعره من نكتة بديعية أو كناية أو إشارة إلى
واقعة لكن كثيرا من شعره محتاج للتهذيب فيظهر انه قلما كان يعيد النظر فيه
(٢٣٧)

وكانت له اليد الطولى في التخميس وكان مولعا به وقد خمس جملة من
القصائد المشهورة كالبردة ورائية أبي فراس الحمداني في الفخر وميميته في مدح
أهل البيت ع ولاميته المرفوعة التي قالها في الأسر وعينية ابن زريق
البغدادي وكافية السيد الرضي المكسورة وزاد عليها مخمسا وجعلها في مدح
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورائية ابن منير المعروفة بالتترية بل قيل إنه خمس أكثر المشهور من
غرر الشريف الرضي وانه خمس ديوان الأمير أبي فراس برمته ونظم محبوكات
عارض بها ارتقيات الصيفي الحلي وهي في مدح الشيخ علي بن أحمد فارس
الصعبي من امراء جبل عامل المعروف بالشيخ علي الفارس وله فيه أيضا
مدائح غيرها وفي أخيه الشيخ حيدر الفارس وتوهم بعضهم ان القصيدة
العينية التي على مشبك الضريح العلوي هي له والصواب انها لحفيده الشيخ
إبراهيم بن صادق كما مر في ترجمته وفي الطليعة: كان فاضلا أديبا مشاركا
في العلوم مصنفا في جملة منها انتهى وقال الشيخ علي السبيتي العاملي
الكفراوي مؤرخ جبل عامل في بعض مؤلفاته ان ثلاثة من تلاميذ السيد
أبي الحسن الحسيني العاملي هو والد جد المؤلف برعوا في الفضل في
زمانهم حتى فضلهم من رآهم على أستاذهم وهم ولده السيد حسين ابن
السيد أبي الحسن وابن أخيه السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة والشيخ
إبراهيم بن يحيى وهؤلاء الثلاثة سافروا بعد وفاة أستاذهم للعراق واشتهر
كل منهم بفن: السيد جواد بالفقه والسيد حسين بالأصول والشيخ إبراهيم
بالشعر والأدب انتهى.
أحواله
لما استولى الجزار على جبل عامل بعد قتل الأمير ناصيف بن نصار وقبض
على من قبض من رؤسائه وعلمائه وقتل من قتل كالشيخ علي الخاتوني
وسلمان البزي وأمثالهم وهرب من أفلت منهم من الجزار فبعضهم ذهب إلى
بعلبك كالسيد محمد الأمين والد جد المؤلف وبعض آل الحر وبعضهم إلى
عكار وبعضهم إلى العراق وبعضهم إلى الهند وبعضهم إلى دمشق. كان
المترجم في جملة من هرب إلى بعلبك وذلك في شهر رمضان ولقي في هربه
شدة عظيمة حتى قيل إنه بقي أياما لا يذوق الطعام حتى وصل بعلبك فبقي
فيها نحو عشرين يوما وفي ذلك قال القصيدة اللامية الآتية يصف فيها ما
ناله ثم تردد بين دمشق وبعلبك ثم سافر إلى العراق فأقام بها مدة قرأ في
أثنائها على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر النجفي
صاحب كشف الغطاء ثم سافر لزيارة الرضا ع ثم عاد إلى دمشق
وتوطنها إلى أن مات وكان يتردد إلى بعلبك ويكثر الإقامة فيها وصاهره
بعض أجلاء سادة آل المرتضى فيها على ابنته وحج في سنة ١١٩٢.
مشائخه
جل قراءته على جدنا السيد أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد
الحسيني في مدرسة شقراء قرأ عليه فيها حتى توفي السيد ولم تطل المدة حتى
حدثت واقعة الجزار المعروفة وهرب إلى دمشق ثم سافر إلى العراق فقرأ على
السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر النجفي كما مر.
مؤلفاته
له أرجوزة في التوحيد وجدتها بخطه في آخر مجموعة شعرية له
فنسختها بخطي وجمعت شعره في ديوان كبير يقارب سبعة آلاف وخمسمائة
بيت بعد تفتيش وتنقيب كثير ورتبته على حروف المعجم وكنت عثرت له
على مجموعة شعرية بخطه من نظمه عند أسباطه من السادات آل المرتضى
الكرام بمدينة بعلبك والظاهر أن فيها شعره الذي نظمه بعد خروجه من
جبل عامل عقيب حادثة الجزار دون ما كان قبل ذلك فإنه قد ذهب أكثره
الا ما كان منه في مجاميع ممدوحيه وغيرهم بدليل اننا وجدنا له شعرا كثيرا في
امراء جبل عامل وفي جدنا السيد أبي الحسن وفي غيرهم لم يوجد في
مجموعته تلك بل وجد في مجاميع جبل عامل وأخبرنا الشيخ محمد السماوي
النجفي ان عنده نسخة ديوان شعره ولم يتيسر لنا الاطلاع عليها ومقابلتها
على نسختنا.
شعره (١)
قال في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
حبذا اعلام نجد ورباها * وغصون تتثنى في ذراها
وتود العين لو أكحلتها * من ثراها كل يوم لا تراها
دمن يضحك فيهن الدجى * عن ثنايا الفجر ان لاحت دماها
يا سقى الله زمانا مر لي * بين هاتيك المعاني وسقاها
ورعى الله عهودا سلفت * عند جيران بحزوى ورعاها
لست انسى ليلة الخيف وقد * هزم البرق اليماني دجاها
قلت للأصحاب ما هذا السنا * فأجابت كل نفس بهواها
وتماروا ثم قالوا ما ترى * قلت بشراكم ارى أنوار طاها
سيد الكونين مولانا الذي * حاز اشتات المعالي وحواها
راحة الجود الذي غيث السما * وبحور الأرض من بعض نداها
روضة العلم الإلهي التي * عرفها طاب كما طاب جناها
حجة الله التي شعشعها * فهي كالشمس وها أنت تراها
هو نور الله لا يجحده * غير عين كتب الله عماها
مبدأ العلياء طه المصطفى * واليه بعد هذا منتهاها
ذو خلال كالدراري أشرقت * مثل إشراق الدراري في سماها
معجزات كلما أنكرها * ذو عناد فضحته بسناها
من يدانيه وقد اوفى على * رتبة لا يدرك العقل مداها
قمر حف به من آله * أنجم ما حلية العرش سواها
هم لعمر الله أعلى من رقى * في مراقي العز اقدارا وجاها
وهم أفضل من ساس الورى * وحمى بالبيض والسمر حماها
شيدوا بالسيف أركان العلا * وعلى أقطابهم دارت رحاها
سادة سودها خالقها * واصطفاها وحباها واجتباها
تنفر العلياء من أعدائهم * وإذا مرت بهم ألقت عصاها
يا رسول الله يا من يده * غمرت كل النوادي بنداها
جل من أولاك يا خير الورى * رتبة جرت على النجم رداها
لا يحل الدهر منها عقدة * بعد ما شدت يد الله عراها
حبكم في الحشر مفتاح الغنى * يوم لا يغني عن النفس غناها
انطوي منه على ما لو جرى * بعضه في الناس طرا لكفاها
وقال في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الأئمة الاثني عشر ع:
أشاقك بالجرعاء حي ومألف * وروض بأكناف العذيب مفوف
ونبه منك الوجد ايماض بارق * كنبض العميد الصب يقوى ويضعف

(١) نشر المؤلف في الطبعة الأولى معظم شعر المترجم حفظا له من الضياع بعد ان عني بجمعه.
وقد رأينا بعد ان حفظ الشعر وطبع ان نقتصر منه في هذه الطبعة على ما بدل عليه. الناشر
(٢٣٨)

نعم نبه البرق اليماني لوعتي * فلي مقلة تذري الدموع وتذرف
أواري أوار النار بين جوانحي * وتنطق عين بالجوى حين تنطف
سقى الله حيا بالغضا ريق الحيا * إذا غاض منه أوطف فاض أوطف
فكم روضة فيحاء في ذلك الحما * لها ثمر باللحظ يجنى ويقطف
وكم نطفة بين العذيب وبارق * عليها قلوب العاشقين ترفرف
ويا رب ريم بين رامة والنقا * أقول له أنت الهلال فيأنف
وان قلت أنت البدر قال أخا له * يشابهني لكنه متكلف
وبيضة خدر في الألال يضمها * خباء باشفار السيوف مسجف
لها نظرة أولى يروح بها الفتى * جريحا واخرى بعد ذاك تدفف
أسر هواها والدموع تذيعه * وهيهات ان يخفى على الناس مدنف
تميس كخوط البان رنحه الصبا * ولم لا يميس الغصن والغصن أهيف
لها في يفاع الخيف ملهى وملعب * وعند الكثيب الفرد مغنى ومألف
فيا ظبية بالمازمين لشد ما * أصابت مني منك المنى والمعرف
ولو انصف الدهر الخئون أباح لي * بلوع المنى لكنه ليس ينصف
هنيئا لمن اوفى على الروضة التي * يغرد طير الحق فيها ويهتف
فثم النبي المصطفى سيد الورى * وثم المليك الأصيد المتغطرف
وثم امام الحق لولا وجوده * لما كان موجود سوى الله يعرف
هو الأخضر الطامي علوما ونائلا * ولكنه باللؤلؤ الرطب يقذف
هو البدر لكن لا يصاب كماله * بنقص ولا في رونق التم يخسف
هو السيد الندب الذي بولائه * يدل على الرحمن عاص ومسرف
مجيد له في ذروة المجد حضرة * عليها من النور الإلهي رفرف
وأبلج ميمون النقيبة ذكره * به يتقي صرف الزمان ويصرف
بدا فانجلى ليل الضلال عن الورى * وكيف بقاء الليل والصبح مشرف
وكم اترع التقوى نبي ومرسل * وكلهم من ذلك البحر يغرف
إليه تناهى كل فضل فما عسى * يؤلف اشتات الثناء مؤلف
إذا انزل القرآن في جيد مجده * فأين يرى عقد النظام المزخرف
له عترة كالنيرات وانها * لاعرق منها في السناء واعرف
مودتهم اجر الكتاب وحبهم * وجدك أجدى ما حواه المكلف
حماة كماة ينهضون إلى الوغى * خفافا واصلاب الرجال تقصف
يرمون في النادي حياء وعفة * كان الفتى منهم حسام مغلف
وتلمع في العام المحيل وجوههم * كما استن برق في دجى الليل يطرف
ويغشى الورى قبل السؤال نوالهم * مخافة ان لا يظفر المتعفف
ولا خير في خير يحل وثاقه * وقد صب فيه نطفة الوجه ملحف
وهم حجج الباري وهل يدفع السنا * من الشمس الا اكمه متعسف
وكل حديث عنهم فهو صادق * وكل حديث عن سواهم مزخرف
ومن ذا يماري في علاهم ومنهم * علي ولا يرتاب في الحق منصف
امام الهدى صنو النبي وصهره * وأفضل مخلوق سواه وأشرف
هو العالم الحبر الذي جاوز الورى * إلى غاية العرفان حين توقفوا
جواد تخال البر والبحر نقطة * لدى جوده الغمر الذي ليس ينزف
هو الصارم العضب الذي ترعد * العدا إذا ذكرته في الخلاء وترجف
هو الفارس الحامي حقيقة احمد * لدى أحد والبيض بالدم ترعف
الظ (١) به فهو الزعيم بنصره * وأنصاره من حوله تتخطف
وقد شبت الحرب العوان بجمرة * يفيض عليها السابري المضعف
اسود وابطال يرومون باطلا * فأنيابهم غيظا على الحق تصرف
فكان وكانوا لا رعى الله عهدهم * كما اجتمعا في الريح نار وكرسف
يقدهم طورا وطورا يقطهم * وصارمه في القسمتين ينصف
وسل عنه سلعا والنضير وخيبرا * ويوم حنين والقنا يتقصف
مشاهد لا تخفى ولو أسدل العدا * على بدرها ليل الجحود وأسدفوا
إذا جمجم الأعداء عنها تعنتا * تعرض رمح للبيان ومرهف
تبارك من أولاه كل فضيلة * بأنوارها طرف الغزالة يطرف
أكيف منها ما تبينت حاله * وثم خفي غامض لا يكيف
فتى نبذ الدنيا ومر مسلما * كذلك ينجو الحازم المتخفف
ولما مضى أبقى علينا خليفه * ندين به والبدر للشمس يخلف
هو الحسن الميمون والطيب * الذي بغرته عرش الجليل مشنف
ائتنا به الزهراء بضعة احمد * وأفضل من لاث الخمار وأشرف
امام هدى في الحشر فاز وليه * وخاب مناويه الذي عنه يصدف
ولما أجاب الله أبقى شقيقه * يحاط به الدين الحنيف ويكنف
حسين حسام الدين وابن حسامه * وعامل رب العالمين المثقف
وريحانة الهادي الذي كان مغرما * بطلعته يشتم طورا ويرشف
هو السيد المقتول ظلما وربما * أصاب الردى شمس النهار فتكسف
قضى ظاميا والسبعة الأبحر التي * سمعت بها من جوده تتالف
وما كنت أدري يعلم الله انه * يصيب الحيا حر الظماء فيتلف
مصاب لعمر الله اطلق عبرتي * وقلبي في قيد من الحزن يرسف
فيا قمرا اودى واعقب أنجما * تزول بها الظلماء عنا وتكشف
هم التسعة الغر الأولى لرضاهم * وغيظهم يرضى الجليل ويأسف
علي امام العابدين وزينهم * وسيدهم والناسك المتقشف
وعيبة اسرار الاله محمد * امام الهدى والمالك المتصرف
ومطلع أنوار الحقيقة جعفر * ودع ما يقول الجاهل المتصرف
وحامي حما الزوراء موسى بن جعفر * ملاذ بني الأيام والدهر مجحف
وضامن دار الخلد للزائر الذي * اتاه يؤدي حقه لا يسوف
وبحر الندا ذاك الجواد الذي جرى * رويدا فبذ الغيث والغيث موجف
وسيدنا الهادي إلى منهج الهدى * وقد ضل عنه عارف ومعرف
ومولى الأنام العسكري وذخرهم * وكهفهم والسيد المتعطف
ونور الهدى المهدي والفاعل الذي * بماضيه أعناق النواصب تحذف
لعمري لقد أطريت قوما بمدحهم * ينوه إنجيل ويعلن مصحف
شموس وأقمار إذا ما ذكرتهم * تهلل وجه الصبح والليل مغدف
تخذتهم والحمد لله جنة * اكف بها صرف الردى وأكفكف
بهم طاب عيشي في الحياة وفي غد * بهم يسعد العبد الشقي ويسعف
خفضت جناحي راجيا فتح بابهم * إذا ضمني يوم القيمة موقف
إذا نال إبراهيم برد رضاهم * يخوض أوار النار لا يتخوف
خدمت علاهم بالقوافي لأنني * بخدمتهم دون الورى أتشرف
هم المنعمون المفضلون وعبدهم * ضعيف بغير الشكر لا يتكلف
وكم عطفوا يوما علي بفضلهم * ولم يبرح المولى على العبد يعطف
ولو جهلوا أمري هتفت بشرحه * ولكنهم مني بذلك اعرف
فان اعرضوا عني وحاشا علاهم * فقد عاقبوني بالجفاء وانصفوا
وان أومض البرق اليماني منهم * تيقنت ان الري لا يتخلف

(١) اللظ بالظاء المعجمة اللزوم. المؤلف.
(٢٣٩)

ولي فيهم الغر الحسان التي لها من الدر والياقوت عقد منصف
تحدث عما في الفؤاد من الهوى وبالعرف ما يخفى من المسك يعرف
وقال في مدح علي أمير المؤمنين ع:
سلام به تغدو الصبا وتروح * ويعبق في ذاك الحمى ويفوح
تحية مشتاق إذا ذكر الغضا * أو السفح بات الجفن وهو سفوح
نزحتم فأجفاني تفيض دموعها * فليس لها بعد النزوح نزوح
وقد كان لي جفن شحيح بدمعه * ولكن لأمر ما يجود شحيح
لي الله كم أخفي الهوى وهو ظاهر * واكتم سري والدموع تبيح
ومما شجا قلبي هديل حمامة * مطوقة بين الغصون تصيح
تغني سرورا بالحبيب وقربه * وأذكر بعدا منكم فأنوح
ولو ساعدتني بالجناح لكان لي * رفيف إلى مغناكم وجنوح
الا فارحموا صبا له في عراقكم * فؤاد وجسم في الشام طريح
تحركه ريح الصبا فاضطرابه * بها كاضطراب الطير وهو ذبيح
وان عز وصل منكم فتفضلوا * بوعد فوعد الصادقين نجيح
وإن كان في هجر المحب رضاكم * فكل الذي يرضي المليح مليح
ليسقك يا وادي السلام مجلجل * من الغيث محلول النطاق دلوح
وحسبك يا ربع الهوى من مدامعي * غبوق إذا ضن الحيا وصبوح
فقد خط في مغناك للمجد والعلا * ضريح له قلب الولي ضريح
ضريح ثوى فيه الوصي وآدم * أبو الناس والشيخ المطهر نوح
ثلاثة أقيال إذا ما ذكرتهم * تحرك مرموس وقام سطيح
فبعضهم يوحى إليه وبعضهم * له ردت الشمس المنيرة يوح
ولا عجب ان ردت الشمس للذي * بسر علاه تغتدي وتروح
امام له من خالص التبر قبة * سناها على بعد المزار يلوح
أميري أمير المؤمنين وجنتي * إذا صد عني مشفق ونصيح
امام بنص الذكر قد خاب جاحد * لنص كتاب الله وهو صريح
ويوم الغدير استوضح الحق سامع * مطيع وهل بعد الوضوح وضوح
ولكنها مالت رجال عن الهدى * وقد لاح وجه للصباح صبيح
وقد يكره الشمس المنيرة أرمد * ويعرض عن شرب القراح قريح
الطوا (١) بأسباب الوبال وفارقوا * فتى قربه للمنجيات متيح
بعيد مناط الفخر اما مقامه * فعال واما ربعه ففسيح
خفيف إلى داعي الوغى غير أنه * وقور إذا طاش الحليم رجيح
جواد يبذ الغاديات إذا جرى * رويدا وسار الغيث وهو مشيح
صفوح عن الجانين من بعد قدرة * وكل كريم العنصرين صفوح
حيي إذا كان الحياء فضيلة * وشهم إذا سيم الهوان جموح
جرى للعلى والحاسدون وراءه * على رسلكم ان المناخ طروح
ولست ترى في الناس اجهل من فتى * يروم لحاق الريح وهو رزيح
علا قدره عن كل مدح فقلما * يليق بجيد من علاه مديح
إذا أفصح القرآن عن مدح حيدر * فيا ليت شعري ما يقول فصيح
وما لي إذا اشتد العنا غير حبه * وحب بنيه الطاهرين مريح
عليهم سلام الله ما انبجس الحيا * وأومض برق أو تنسم ريح
وقال يمدح أمير المؤمنين ع ويشكو الزمان عقيب واقعة الجزار:
عج بالغري وقل يا حامي النجف * تلافنا قبل ان نفضي إلى التلف
عطفا علينا فقد ارسى بعقوتنا * من الحوادث صرف غير منصرف
خطب من الدهر لا تنبو صوارمه * ولا يطيش له سهم عن الهدف
ضرب دراك ورمي طل كل دم * منا بمتفق منه ومختلف
فيا أعز الورى جارا وأقومهم * بالقسط في زمن العدوان والجنف
أعجوبة كيف حل الضيم ساحتنا * ونحن من حبلك الموضون في كنف
يعدو العدو علينا بين منتهب * ما نصطفيه من الدنيا ومختطف
وما هنالك ذنب غير حبكم * وبغض أعدائكم والامر غير خفي
وكيف نعدل عن عين الحياة إلى * ماء نرى جوفه ملآن بالجيف
ولو تلاشى بما نلقاه حبكم * كنا كمن يعبد الباري على طرف
وعبدك الدهر يسعى في مساءتنا * فقل له أيها العبد اللئيم قف
وكن لنا واقيا مما نخاف فمن * كفيته يا أمير المؤمنين كفي
حتى متى نحن في ذل يطيب له * طعم المنية عند الماجد الأنف
نمسي ونصبح في هم وفي حزن * ولا معول غير المدمع الذرف
مشردين عن الأوطان ليس لنا * مغنى يحيط بنا الا من الأسف
فوضى إذا ما قطعنا جوف ملتقم * من العداة حوانا كف ملتقف
إذا طلبنا وصال الوفر فر إلى * فراش مشتمل بالبخل ملتحف
وان طلبنا فراق الفقر عانقنا * يا للرجال عناق اللام والألف
أرغمت يا دهر والاقدار غالبة * منا أنوف إباة الضيم والأنف
كأننا ما رفعنا للعلى علما * يناطح الفلك الدوار بالكتف
ولا غدونا إلى الهيجاء تحملنا * خيل جياد تبذ الريح بالهرف
إذا أضبنا عظيما هان مصرعه * فينا وأسد الشري تجني ولم تخف
وان أصبنا بندب قال قائلنا * ما أطيب الموت بين البيض والحجف
وكم تركنا حياض الجود مترعة * والناس من كارع فيها ومغترف
وكم ترعرع فينا ماجد بطل * سمح ينوب مناب العارض الوطف
إذا تهلل جودا قال حاسده * تالله لا عيب في هذا سوى السرف
وكم رفعنا من التقوى منار هدى * والناس خابطة في ظلمة السدف
وكم تركنا قطوف العلم دانية * والناس ما بين مشتم ومقتطف
وكم أناخ بنا والأرض مجدبة * ضيف فالقى العصا في روضة أنف
فضل من الله آثرت الحديث به * وما سلكت سبيل البذخ والترف
يا لهف نفسي وهل يطفي أوار جوى * بين الجوانح قول المرء يا لهفي
فيا لها ليلة ليلاء قد عصفت * رياحها بجذوع الدوح والسعف
وهاكها يا علي الشأن قافية * كالبدر حسنا وحاشاها من الكلف
حوت صفاتكم ألفاظها فزهت * والفضل للدر ليس الفضل للصدف
فاقبل هدية عبد من عبيدكم * بالحب محترف بالعجز معترف
صلى عليكم إله العرش ما طرفت * عين وما حن مشتاق إلى النجف
وقال يرثي الحسين ع:
بنفسي أقمارا تهاوت بكربلا * وليس لها الا القلوب لحود
بنفسي سليل المصطفى وابن صنوه * يذود عن الأطفال وهو فريد
أذاب فؤادي رزؤهم ومصابهم * وعهدي به في النائبات جليد
فقل لابن سعد اتعس الله جده * أحظك من بعد الحسين يزيد
نسجت سرابيل الضلال بقتله * ومزقت ثوب الدين وهو جديد
وقال في شكوى الزمان من قصيدة:
أشكو إلى الله الزمان وطالما * مد الكسير يديه للجبار

(١) لط بالامر يلط بالطاء المهملة لزمه. المؤلف.
(٢٤٠)

كم سامني ضيما وهل يرضى الفتى * وهو العزيز بذلة وصغار
يجني علي مقاربا ومجانبا * لا مرحبا بحديدة المنشار
خوف وفقر واغتراب حيث لا * يسر ولا عدوى على الاعسار
وإذا تأملت الشدائد لم تجد * كيمين مغترب بغير يسار
خطب رماني حيث لا روض الثنا * زاه ولا ماء المكارم جاري
ما بين قوم ليس يبرح جارهم * في جور جبار وسوء جوار
بشر ولو كشف الغطاء وجدتهم * ما بين شيطان وبين حمار
فلا صبرن فما تطاول غيهب * الا محاه الله بالأنوار
والحر يظهر بالنوائب فضله * وانظر إلى نار وحر نضار
وأماط عني الهم اني واثق * بالله في الاعلان والاسرار
والخير كل الخير في الامر الذي * يجري بحكم الفاعل المختار
وبديعة كالروض تمري فوقه * أيدي الجنوب حوافل الأمطار
ما زال يبكيه الحيا حتى جرت * عبراته من أعين الأزهار
هي نفثة المصدور يخفي داءه * ابدا وقد يضطر للاظهار
بل تحفة أهديتها لاولى النهى * والعطر مجلوب إلى العطار
أشعاره في السيد أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم
الحسيني العاملي الشقرائي جد جد المؤلف. قال يمدحه:
أ تهجر سلمى والمزار قريب * وتطمع فيها والحسام خضيب
وتعرض عن رشف الثنايا تعففا * وصبر الفتى عن مثلهن عجيب
وتحلم حتى لا يقال أخو هوى * وتجهل حتى لا يقال لبيب
خليلي قوما واسقياني سلافة * لها في عظام الشاربين دبيب
وخمرا تجلى في الكؤوس كأنها * دموع محب شط عنه حبيب
ولا تطلبا مني مع الشيب سلوة * فان الكرى عند الصباح يطيب
وقد تدمع العينان من ذي مسرة * ويضحك بعض الناس وهو كئيب
الا ليت شعري هل تروق مواردي * والمح روض العيش وهو قشيب
وليس يزول الخطب الا برحلة * إلى بلد فيه الشريف خطيب
أبو الحسن الحبر الذي بعلومه * أغاث ربوع الدين فهو خصيب
حسيب نسيب من ذؤابة هاشم * وخير نجيب من أبوه نجيب
خليفة قوم أخلص الله سهمهم * فليس لهم الا الكمال ذنوب
تخطاهم شر الخطا غير أنهم * لهم حسنات المخلصين ذنوب
إذا نزل القرآن فيهم فما عسى * يقول أديب أو يفوه أريب
ترعرع في روض الهدى وأماله * إليهم نسيم الفضل وهو قضيب
خلائقه مثل النجوم ومجده * حكى الشمس الا ان تلك تغيب
له الرتبة العلياء والراحة التي * تصيب فؤاد المحل حين تصوب
له قلم كالسهم ما زال وافدا * على مهج الأغراض وهو مصيب
يراع يرى آثاره كل معرب * كما نثرت حب الجمان غروب
إذا ماس في القرطاس كالغصن * رفرفت عيون على افنانه وقلوب
يرى ارغد الأيام يوم مواهب * ويوم القرى عند البخيل عصيب
أعادت أياديه النعيم على الورى * وقد كان في جسم الأنام شحوب
إذا مرضت بالمحل أغصان روضة * فليس لها غير السحاب طبيب
أبا حسن يا واحد الدهر والذي * له منزل فوق السماك رحيب
ويا خير من يرجى إذا ما تزاحمت * خطوب زمان لا تزال تنوب
أعد نظرا في ذلك الامر انني * دعوتك للجلى وأنت مجيب
واعجب شئ أنه قد تباعدت * موارده مني وأنت قريب
فقم غير مأمور به ان صعبه * عليك لسهل والآله مثيب
وما ذاك إلا انني قد وكلته * إليك وظني فيك ليس يخيب
ودونكها غراء كالنجم تنتمي * إليكم وترنو الناس وهي عضوب
ولا زلت مخضر الجناب ولا عدا * ربوعك غيث السعد وهو سكوب
وقال يمدحه وذكر في مقدمتها ما صورته: لما ثبت عند أولي الألباب
الواردين حياض السنة والكتاب ان شكر المنعم واجب فلا جرم رأيت مدح
مولانا الشريف ضربة لازب فاني غرس نعمته وربيب جود راحته وهو الذي
طوقني الفضل وقد كنت عاطلا وقلدني قلائد العلم وقد كنت جاهلا وهو
الأستاذ الجليل الأعظم محيي الفرائض والسنن سيدنا ومولانا السيد أبو
الحسن رضي الله عنه فبادرت على اسم الله مناظرا في ذلك الفذ اللبيب
الماهر الشيخ أحمد الشاعر المعروف بالنحوي في لاميته التي امتدح بها
السيد السند المؤيد بالطاف الله المرحوم المبرور السيد نصر الله المعروف
بالحائري طيب الله ثراه ورضي الله عنه وارضاه فقلت:
إلا م يعاني خطة الخسف باسل * وحتى متى يغضى عن النقص كامل
لقد ظلم النفس النفيسة من يرى * خمائل أغصان العلا وهو خامل
فما سئمت نفس السري من السرى * ولا صرمت حبل الرحيل الرواحل
أ تظفر من لبنى بخير لبانة * وقد نزلت حيث المنون نوازل
وتطمع من ريا بري ودونها * مهامه لا تدري بها ومجاهل
سباسب لم تسحب بها السحب ذيلها * ولا وضعت فيها الغيوم الحوامل
ولا سار فيها الريح والريح راكب * ولا مر فيها البرق والبرق راجل
ولا رشفت ريق الغوادي ثغورها * ولا رضعت ثدي الجيا وهو حافل
طلول كان الطل يخشى أكامها * فليس له ذيل هنالك رافل
وصادية الأحشاء عطشى وفوقها * بحور سراب ما لهن سواحل
ومظلمة الارجاء ليس يجوزها * دجى الليل الا والنجوم مشاعل
لي الله كم أدلجت فيها تقلني * أمون ويعدو بي على الهول صاهل
أحاول من سلمى سلاما ودونها * صدور رماح أشرعت وسلاسل
وقد نفحت من جانب الغور نفحة * وفي طيها للعاشقين رسائل
وعيشك لا انسى هناك غزالة * تغازلني احداقها وأغازل
عقيلة حي من عقيل وطفلة * أوائلها في سالف الدهر وائل
وخود كغصن البان لو زايل الردى * لواحظها غنت عليها البلابل
منعمة الاعطاف كاد قوامها * يسيل من الساقين لولا الخلاخل
تقنصتها حيث الشبيبة غضة * وروق الصبا أشراكها والحبائل
على روضة فيحاء اما هزارها * فقس واما زهرها فهو بأقل
كان غصون البان فيها كواعب * زن على اعطافهن الغلائل
كان نضير الورد بين أقاحها * خدود غوان رابهن عواذل
كان غدير الروض تحت نسيمة * أخو جنة قد أوثقته السلاسل
فيا لك من روض أريض ونعمة * نعمنا بها والدهر إذ ذاك غافل
إلى أن جرى نهر النهار على الدجى * فنواره من ذلك النور ذابل
هناك نهضنا للوداع وقلما * يدوم على صرف الزمان التواصل
ليهنك مني أوبة بعد رحلة * إلى بحر جود ما له قط ساحل
أبي الحسن النور الإلهي والذي * تبلج في برج الهدى وهو كامل
هو البحر علما والسحاب مواهبا * فما الناس الا سائل أو مسائل
كريم المحيا والبنان كأنما * له البدر وجه والغوادي أنامل
(٢٤١)

فتى ترد الاعلام ابحر علمه * فتصدر عنها وهي منها نواهل
وينخزل الغيث الركام عن الورى * وراحته في الشرق والغرب وابل
توجه تلقاء العلوم فضمها * إليه كما ضم الأنابيب عامل
إشاراته فيها الشفا من العمى * وتلويحه فيه الفصول الفواصل
خبير بتحرير القواعد سالك * مسالك مأثور الشرائع فاصل
بصير بتهذيب الأصول موكل * بايضاح ما قد أضمرته الأفاضل
حري بتسهيل الفوائد مظهر * لباب المعاني حيث تخفي المسائل
ينادي باسرار البلاغة لفظه * فيظهر للاعجاز فيه دلائل
جواد جرى والغيث في حلبة الندى * فغبر في وجه الحيا وهو هاطل
وما هو الا كعبة الدين والهدى * فلا غرو ان حجت إليه القبائل
فان أنكر الحساد باهر فضله * فكم أنكر الصبح المبين غافل
وما ضر من كانت أسافل مجده * رؤوس المعالي ما تقول الاسافل
حسيب نسيب أصبح الكون مشرقا * باسلافه وهي البدور الكوامل
هم النفر البيض الذين بنورهم * تزين ساق العرش إذ هو عاطل
وهم خير هذا الخلق من غير شبهة * وأفضل من تعزى إليه الفضائل
رواجبهم للوافدين موائد * وراحاتهم للواردين مناهل
وراجيهم في ذروة الفوز صاعد * وضيفهم من جانب الأفق نازل
وآثارهم للسائرين معالم * واسماؤهم للسائلين وسائل
حماة كماة ينزلون إلى الوغى * فرادى ومثنى والمنون نوازل
إذا خفقت اعلامهم فوق فيلق * رأيت جنود الله فيه تقاتل
ملوك لهم في غامض العلم صارم * صقيل له الامر الإلهي حامل
كأني به من ذلك الغمد مصلتا * يصول به رب السما وهو فاصل
الا يا ربيع المجدبين ومن به * تلوذ اليتامى حسرا والأرامل
ويا علم العلم الإلهي والذي * أقام قناة الدين والدين مائل
ليهنك يا غصن النبوة حلة * من المجد فيها للنبي شمائل
نثرت من العلم النفيس جواهرا * على الناس حتى ليس في الأرض جاهل
وقلدت أعناق الأنام قلائدا * من الفضل حتى ليس في الناس عاطل
ودونكها غراء كالبدر قابلت * علاك فأمسي وجهها وهو كامل
وردتك يا بحر المكارم صاديا * فلا غرو ان اهدى لك الحمد ناهل
وقال يرثي شيخه السيد أبا الحسن المذكور المتوفى سنة ١١٩٤
ويعزي ولديه السيد محمد الأمين والسيد حسين:
أ تعجب من دمعي السخي إذا جرى * لانت خلي ما سمعت بما جرى
أ لم تر ان المجد جب سنامه * وان فؤاد المكرمات تقطرا
وان رياض الفضل صوح نبتها * وكان لعمري بالفضائل مزهرا
وان عقود العلم من بعد جيدها * أبي الحسن الماضي محللة العرى
فقدنا به بدر السماء ونوره * يشق الدياجي والربيع منورا
فدمعي ياقوت وقد كان لؤلؤا * وفودي كافور وقد كان عنبرا
فيا قبره وأريت منه مهندا * صقيلا باسرار العلوم مجوهرا
ويا قبره وأريت والله موردا * لكل جميل في الوجود ومصدرا
ويا قبره وأريت أفضل عالم * تستر نور العلم لما تسترا
ويا قبره وأريت شمسا منيرة * بها كان ينجاب الظلام عن الورى
فديت الذي أمسى رهين جنادل * ظفرن بخير الناس مرءا ومخبرا
فديت الذي أمسى رهين جنادل * سلبن من العافين منتجع القرا
وما كنت أدري قبل ما غاب بينها * محياه ان البدر يغرب في الثرى
فمن لأصول الدين يفصح روحها * بتحقيقه حتى ترى الحق مزهرا
ومن لمعاني الذكر يبدي بديعها * باورى زناد في البيان وأسورا
ومن لأحاديث النبي وآله * يميط غطاها موضحا ومقررا
ومن لفنون النحو يبدي عويصها * ويظهر من معناه ما كان مضمرا
ومن للمعاني والبيان مبين * بأفصح ما قال البليغ وأحصرا
لقد أصبح الدين الحنيفي بعده * ذليلا فيا لله من حادث عرا
تحول عن دار الشقاء مكرما * وصار إلى دار النعيم مطهرا
وما زال ذاك النور حتى أفادنا * هلالين بل بدرين لن يتسترا
ولا جف ذاك البحر حتى أفادنا * بوبلين بل بحرين لن يتكدرا
رضيعي لبان العلم والحلم والندى * وأفضل من فوق البسيطة عنصرا
لقد زال عنا بالأمين وصنوه * حسين فولى الحزن عنا وأدبرا
لقد لبس الاسلام بعد أبيهما * قميصا بياقوت الدموع مزررا
فقد البساه ثوب عز لمثله * تواضع كسرى وانحنى عرش قيصرا
سرور أتانا بعد حزن كما دجا * ظلام فلاح الصبح يضحك مسفرا
حسودهما خفض عليك فقلما * ترى الأفق الاعلى من النور مقفرا
أعزيكما عن خير حي وميت * وإن كنتما بالصبر أحرى وأجدرا
ولا زلتما كالشمس في رونق الضحى * وكالبدر في برج السعادة مبدرا
ودونكماها يا خليلي ثاكلا * تحن حنين العود أجهضه السرى
سقى الله مثواه سحائب رحمة * واردفها من ريق العفو أبحرا
ولا زالت الأرياح تنشر فوقه * لطائف مسك طيب النشر أذفرا
وقال يمدح الأمير أبا حمد محمود بن نصار أخا الأمير الشيخ ناصيف بن
نصار من آل علي الصغير امراء جبل عامل:
نظرت إلى هذا الأنام فلاح لي * بان الورى أهل الحلوم العوازب
وما سرني في سالف الدهر كاذب * من الظن الا ساءني في العواقب
سأرحل عن دار الهوان وأهلها * فليس مقام السوء ضربة لازب
وغانية مثل الهلال تركتها * وأدمعها تنهل فوق الترائب
تقول إلى من تقطع البر صاديا * فقلت إلى محمود بحر المواهب
أبي حمد حامي البلاد ومن جرى * ندى كفه في شرقها والمغارب
جواد جرى في حلبة المجد سابقا * فغادر عين المال من غير حاجب
أنامله في الحرب خمس صواعق * وفي السلم لا تنفك خمس سحائب
لعمرك ما أنساه يوم تألبت * عليه الأعادي من فتى وشائب
رماحهم مثل الأفاعي وخيلهم * تدب على وجه الثرى كالعقارب
أغار على جيرانهم فتواثبت * إليهم حماة الحي من كل جانب
وثار لهم من آل نصار عصبة * على كل معروق الجناحين شازب
هم الأسد فالخطي في الروع غابهم * وأسيافهم محمرة كالمخالب
وقائعهم سود وسمر رماحهم * من الغارة الشعواء حمر الذوائب
جيادهم ان أظلم النقع أضرمت * سنابكها للقوم نار الحباحب
يكاد ظلام النقع فوق رؤوسهم * يواريهم لولا ضياء المناقب
بدور كمال في بروج منيفة * تصول بأمثال النجوم الثواقب
فأقلقهم وقع الحسام وأدبروا * يروعون من أسد الشري كالثعالب
كأني بهم عند المضيق وقد هوى * هنالك رأس القوم من غير ضارب
جواد تردى عن جواد مطهم * وما زال ظهر البغي شر المراكب
فلست ترى إلا سلاحا على الثرى * وخيلا بها فقر إلى كل راكب
(٢٤٢)

واعجب شئ ان خمسين فارسا * تمزق ألفي فارس بالقواضب
كتبت بأقلام الرماح لمن يرى * سطور المعالي في صدور الكتائب
وقال يمدح الأمير الشيخ علي الفارس الصعبي سنة ١١٨٤ ويصف
قلعة الشقيف من قصيدة:
ما لي وللدهر ما استجديته فرحا * إلا وأتحفني بالحادث الجلل
ما زلت أساله وردا ويمنعني * حتى وفدت على بحر الساح علي
الماجد البطل ابن الماجد البطل * ابن الماجد البطل ابن الماجد البطل
بحر المواهب والأنواء باخلة * حامي الحقيقة والابطال في وجل
كبش الكتيبة مقدام إذا سطعت * نار الوغى غير هياب ولا وكل
مولى إذا قال قول الصدق اتبعه * فعلا ولا خير في قول بلا عمل
منزه عن عيوب الناس قاطبة * ومالك الفضل والاحسان عن كمل
وكل عيب قبيح في الأنام ولا * كالجبن في الرجل المشهور والبخل
والقائد الخيل تردى في أعنتها * وفوقها كل حامي حوزة بطل
شعث النواصي إلى الأعداء حاملة * أسد الشري فوقها غاب من الأسل
سود الوقائع لا تنفك بيضهم * حمر الخدود وحاشاها من الخجل
شم العرانين وهابون ما ملكوا * من الذخائر نحارون للإبل
تدفقوا كرما يوم العطاء وقد * تغيبوا في ظلال العارض الهطل
أطريت خير فتى أورى بهمته * زند السماح وزند العلم والعمل
لاه ابن أحمد من أحيا بنائله * جود ابن زائدة في الأعصر الأول
لاه ابن احمد من سارت فضائله * في الشرق والغرب حتى صار كالمثل
لاه ابن احمد من تغنيه همته * في النائبات عن الأنصار والخول
يا أيها العلم الفرد الذي خفقت * راياته في أعز الملك والدول
أنت العزيز ودار العز داركم بل * أنت شمس الضحى في دارة الحمل
حصن حصين وابراج تدور على * قطب السعود ولا تنحط عن زحل
وشاهق راح يحكيها فقلت له * ليس التكحل في العينين كالكحل
أبا حسين رعاك الله من رجل * رعى وما مثله في الناس من رجل
وقال يمدحه ويهنيه بعيد الفطر سنة ١١٨٠ من قصيدة:
وما انس لا انس الغداة وقد سرى * فريدا ينادي من يجيب المناديا
فثار إليه الجيش من كل جانب * فلست ترى إلا سيوفا عواريا
فحكم فيهم سمهريا تخاله * شهابا على جمع الشياطين هاويا
فلست ترى إلا قتيلا وهاربا * ومنجدلا يشكو الجراح وعانيا
وأقلقهم وقع الحسام فاسلموا * عتاق المذاكي والرماح العواليا
فأرسل كل نفسه في تنوفة * يجوب الفيافي واديا ثم واديا
رأوا من سيوف الهند بحرا وأصبحوا * يدورون في الدولاب (١) شعثا ظواميا
ومن سل سيف البغي راح بحده * قتيلا وشر الناس من كان باغيا
فلو نطق العدل الذي تدعونه * لكان بكم عن ذلك العدل ناهيا
الا يا علي القدر والماجد الذي * أنامله تحكي البحور الطواميا
لك الطلعة الغراء والهمة التي * رأينا بها السبع الطباق ثمانيا
ليهنك عيد الفطر ان هلاله * أنار من الأفراح ما كان داجيا
وقال يمدحه من قصيدة:
كريم المحيا واليدين بنانه * تفيض على العافين بالجود والجدا
أناخ على حزب الطغاة بعارض * سحائبه تنهل في موقف الردى
على كل معروق الجناحين شازب * طويل الشوى مستشرف الجيد أجردا
فلست ترى إلا طريحا وساقطا * جريحا ومأسورا ذليلا مصفدا
يشلهم من آل صعب غضنفر * مخالبه تجري نجيعا من العدى
فغادرهم صرعى تخال رؤوسهم * مفارقة الأجسام عقدا مبددا
يكر عليهم كالقضاء وسيفه * يلوح كما عاينت خدا موردا
وقال يمدحه عام ١١٨٣ ويصف قلعة الشقيف من قصيدة:
علي ربيع المجدبين ومن به * تالف شمل الجود بعد التبدد
شجاع مطاع فارس وابن فارس * حسيب نسيب سيد وابن سيد
هزبر هصور أريحي مقذف * له تشهد الأعداء في كل مشهد
وأكرم من أوس بن لام أناملا * واربط جاشا من يزيد بن مزيد
جواد على متن الجواد وباسل * يقول متون الخيل أشرف مقعد
كأني به في عرصة الجيش ينكفي * على الجيش فردا بالحسام المجرد
ينابذهم بالهندواني ضاربا * به كل ولاج على الدين ملحد
فأحجم عنه ذلك الجمع إذ رأى * فتى غير هياب ولا طائش اليد
وأدبر لا يثني عنانا إلى الوغى * على كل نجدي له غير منجد
وحقك لو عاينته يطرد العدى * بمنصلت ماضي الغرار مهند
رأيت به مثل القطامي واقعا * هناك على سرب البغاث المبدد
ظباء رمال نبهت ساكن الغضا * إليها فكانت كالسنام المسرهد
وقد هتنت في آل نصار مزنة * ببيض المواضي والوشيج المقصد
على كل موار العنان يقودها * إلى الروع عداء على كل معتدي
الا يا علي القدر والعارض الذي * سحائبه تنهل من غير موعد
تسنمت عرش المجد كهلا ويافعا * وسدت شيوخ الفضل في سن أمرد
لك القلعة الغراء أشرق نورها * وإن كره الحساد في فرق فرقد
جذبت بها حتى بلغت بها السها * وقصر عنها كل قصر مشيد
وأبرزتها للوافدين فأقبلت * تنادي على شحط المدى كل مجتدي
الا قاتل الله الذين توازروا * على نقض ما أبرمت في اليوم والغد
يسومونكم سوء الردى وبنانكم * تروح عليهم بالجميل وتغتدي
نظرت إليهم مغضبا فتباعدوا * من الخوف وانثالوا إلى غير مسعد
وأقسم لولا حلمكم عن جرائم * اتوها وراشوها بنصل محدد
وثبت عليهم وثبة الليث طاويا * ثلاثا على سرب الظباء المقيد
تجاوزت عن أفعالهم بعد قدرة * عليهم وخير العفو عفو المؤيد
وكفكفت عنهم سطوة فارسية * يذوب لها يوم الوغى كل جلمد
خلائق غر كالنجوم ورثتها * وأحرزتها من سيد بعد سيد
وقال وأرسلها من أصفهان إلى محروسة دمشق الشام لبعض
الاخوان:
غرام وتشتيت وشوق مبرح * فلله ما يلقى الفؤاد المقرح
أما والهوى يامي لولا معاهد * لاحبابنا فيهن مسرى ومسرح
لما بت في نار من الوجد اصطلي * لظاها وفي بحر من الدمع اسبح
أ ما تتقين الله يامي في فتى * على سروات النيب يمسي ويصبح
يشيم بروق الشام وهو بفارس * لقد بعد المغدى وشط المروح
ليسقكم يا جيرة الشام وابل * من المزن محلول النطاقين مدلح
وما زلت مذ فارقتكم في صبابة * لواعجها في حبة القلب تقدح
.

(١) الدولاب موضع جنوبي طيربيخا بين فلسطين وجبل عامل. المؤلف
(٢٤٣)

وتضطرب الأحشاء عند ادكاركم * كما اضطرب المذبوح ساعة يذبح
فيا ليت شعري هل يبل بقربكم * فؤاد بأسياف البعاد مقرح
وهل تنظر العينان يامي أوجها * لها شبه بالصبح بل هي أصبح
وانزل في الحي الذي ترتع ألمها * به والظباء الحاجريات تسنح
واطرح رحلي بين أهل وجيرة * لهم في سواد القلب مغنى ومطرح
وأصبح في الأحباب حيث يلفني * وإياهم روض من العيش افيح
منى ارتجيها من كريم وقادر * فما زال يوليني الجميل ويمنح
أطوف في الآفاق شرقا ومغربا * ولكنني عن بابه لست أبرح
وما اخترت هذا البعد ابغي تجارة * يبور بها دين الفتى حين يربح
ولكنني والحمد لله زائر قبورا * إذا ما زارها المرء يفلح
ولما قضيت الفرض هبت إلى السرى * نجائب منها ناجيات ورزح
إذا ما تخطت صحصحا من مفازة * أتيح لها من قاتم ألد وصحصح
أسير بها أبغي الرضا وهي حاجة * إذا أنعم الرحمن بالنجح تنجح
وما لي أنيس غير نفس عزيزة * علي كنفسي بل من النفس أرجح
وحسبي بنصر الله لا زال سالما * أنيسا به صدري إذا ضاق أشرح
فيا أيها الناؤون عني عليكم * سلام يمسي حيكم ويصبح
تحية مشتاق يكني عن الهوى * حياء ولكن الدموع تصرح
أحاول صبرا عنكم فيذودني * عن الصبر نار في الجوانح تلفح
وأرسل طرفي كي أراكم فينبري * لتشييعه دمع على الخد يسفح
ودونكموها غادة ساقها الهوى * إليكم فجاءتكم تكد وتكدح
ومرت على الزوراء تهدي تحيتي * إلى ماجد كالبحر بل هو اسمح
ولا زلتم في خفض عيش ونعمة * يغرد طير السعد فيها ويصدح
وكتب إلى السيد موسى جمال الدين الحسيني الموسوي من بعلبك إلى
دمشق من قصيدة:
وحسبك يا موسى بن موسى بن جعفر * بهم مفخرا يعنو له كل اصيد
أبوك جمال الدين أورثك العلى * فمن ينتحلها غيرك اليوم يطرد
لقد ظفرت منك الشام بماجد * إذا هم بالمعروف لم يتردد
أبثك يا فرع النبوة انني * وهي جلدي من بعدكم وتجلدي
إذا ما ذكرت القرب منك تبددت * فرائد هذا الدمع أي تبدد
وقد كان وعد منك أومض باللقى * فنحن نرجي الري في اليوم والغد
فلا تبخلن حاشا لك البخل بالمنى * وقم غير مأمور بذلك واقعد
فلا تنطفي الا بقربك لوعة * توقد في الأحشاء اي توقد
ولي أمل أن يجمع الله شملنا * على خير ما نرجوه في خير مقعد
لدى جبع الغراء حيث تنافست * بنو المجد في كسب الثناء المخلد
وحيث عيون المكرمات تفجرت * على رائح يشكو الظماء ومغتدي
وحيث الهدى والدين شد نطاقه * على كل حر بالفضائل مرتدي
وحيث الرياض الخضر يبكي بها الحيا * فتضحك عن مثل الجمان المنضد
وحيث لجين الماء يجري وفوقه * من الدوح أزهى خيمة من زبرجد
منازل أحباب ودار مسرة * ومطمح آمال وغاية مقصد
سقى الله هاتيك البلاد وأهلها * ملث الغوادي من لجين وعسجد
واطلع في آفاقها أنجم الهدى * وطهرها من كل رجس ومعتدي
ورد إلى أوطانه كل شاسع * يكابد ذلا بعد عز موطد
فقد عيل صبر الصابرين ومزقت * يد الجور جلد الصابر المتجلد
ودونكها يا ابن النبي فريدة * تزف إلى مولى بعلياه مفرد
ولا زلت في روض من الفضل يحتوي على كل طير بالثناء مغرد
وقال في العراقيات الأخوانيات وأرسلها من العراق إلى الشام إلى
صديقه السيد موسى الحكيم:
سلام وهل يشفي الغليل سلام * وقد نزحت دار وعز مرام
تحية مشغوف يحن إلى اللقا * حنين وليد نال منه فطام
حليف سهاد طلق النوم بعدكم * ثلاثا فراح اليوم وهو حرام
قضى لي هواكم ان أبيت مسهدا * وأنتم نيام والخلي ينام
وما ضر إبراهيم نار غرامه * إذا صح برد منكم وسلام
لعمري لقد أججتم بفراقكم * لواعج لا يخبو لهن ضرام
وحملتم جسمي على ضعفه جوى * يئط ثبير تحته وشمام
أما وهواكم وهي حلفة صادق * يرى أن مكذوب الكلام كلام
لقد لعبت أيدي الهوى بحشاشتي * كما لعبت بالشاربين مدام
أشيم بروق الشام شوقا إليكم * وهيهات من دار السلام شام
وارمي بطرفي نحوكم كي أراكم * فتأبى موام بيننا وآكام
ليسقكم يا جيرة الشام وابل * ركام وهل يسقي الغمام غمام
ولا غرو ان سقت الحيا لمعالم * لأفلاذ قلبي بينهن مقام
مسرة نفسي والجديرون بالهوى * وإن نبهوني للغرام وناموا
تركتهم فوضى وحسبي وحسبهم * من الله مولى كافل وعصام
نعم حبذا تلك المغاني وحبذا * نزولي بها والمزعجات نيام
قضى حسنها أن لا نلام بحبها * ومن هام بالفردوس كيف يلام
معاهد يأتيها الخلي من الهوى * فيصدر عنها والغرام غرام
وثم رياض مونقات يزينها * من النور فذ مشرق وتوام
حدائق بالاكمام يرقص دوحها * إذا ما تغنى في الغصون حمام
وإني لحران إلى مائها الذي * له بين هاتيك الرياض زحام
لي الله كم خيمت فيهن نازلا * وما لي سوى الظل الظليل خيام
وحولي اخوان كرام تعاقدوا * على المجد شيخ منهم وغلام
مساميح إماما أصابوا من الغنى * فطل وأما جودهم فركام
ميامين تنجاب الهموم بقربهم * كما انجاب من نور الصباح ظلام
يضيع ذمام الود الا لديهم * وعند كريم لا يضيع ذمام
وقال لما وقع الطاعون بدمشق ونواحيها سنة ١٢٠٧ فتفرق أصحابه
في جهات شتى منهم السيد موسى جمال الدين الموسوي فكتب إلى بعضهم
من قصيدة:
خليلي ان شطت منازل من اهوى * فلست أبالي والفؤاد لهم مثوى
ترامت بهم أيدي النوى خيفة الردى * فشنوا على رحب الفضا غارة شعوا
وطار فريق للحجاز تقلهم * نجائب تطوي كل فج ولا تطوى
سروا يخبطون البيد والحج قصدهم * ونيتهم والخير أفضل ما ينوى
وما ضرهم بعد الشام إذا غدت * تحوزهم تلك المعالم من حزوى
وعرق منهم فرقة فوق ضمر * سواهم أدنى سيرها يفضل العدوا
إذا وردوا ماء الفرات وشاهدوا * وقبابا حديث الجود عن أهلها يروى
فقد وردوا عين الحياة وأدركوا * من الخير كل الخير غايته القصوى
معالم لو حلت يد الدهر حبوتي * سعيت إليها كل حين ولو حبوا
وهل يدرك المقصور مثلي مرامه * من الخير والأيام تمنعه الخطوا
(٢٤٤)

فساروا على اسم الله في دعة الذي * أحاط باعلان البرية والنجوى
والقى العصا في النبك منهم عصابة * كرام إذا مل الكرام من الجدوى
وقال رحمه الله وهي من الشاميات يشكو الزمان:
أكفكف دمع العين وهو غزير * واكتم نار القلب وهي تفور
وانتشق الأرواح من نحو عامل * وفيها لمثلي سلوة وسرور
وانهض من شوق إلى ذلك الحمى * وكيف نهوضي والجناح كسير
منازل أحباب إذا ما ذكرتهم * شرقت بماء المزن وهو نمير
وبي ظما برح وفيها موارد * وما هي الا أوجه وثغور
ولي عندها أفلاذ قلب تركتها * ومنها صغير باغم وكبير
وقد كان يشجيني تفرق ساعة * فكيف وقد مرت علي شهور
ولي أمل أن يجمع الله بيننا * وينظم هذا الشمل وهو نثير
فقد زال صبري عنهم وتصبري * وإن كان شئ منه فهو يسير
وغراء من عليا نزار تطلعت * إلي بعين الظبي وهو غرير
تسائل عني لا بألفاظ ناطق * ولكن بأغصان اللجين تشير
فقلت لها والعين يرفض دمعها * وقد بادرتني أنة وزفير
كريم رماه الدهر في دار غربة * فأصبح في دور الضلال يدور
صبور على جور الزمان وقلما * يخيب وإن طال البلاء صبور
تروح عليه النائبات وتغتدي * وليس يبالي بالرياح ثبير
قضى ما قضى في عامل وتصرمت * حبال الأماني والحياة غرور
وقوض عنها حين أظلم جوها * وغابت من الحي الحلال بدور
وكيف يطيب العيش بين منازل * وفيهن كلب للكرام عقور
وأعجبني منها أمور ورابني * أمور بها مشنوءة وأمور
منازل أشرار إذا ما سبرتها * وجدت قصورا حشوهن قصور
هي النار لو زال الغطاء وإن بدا * لعينيك منها جنة وحرير
لها عند أرباب البصائر باطن * وظاهر حال مظلم ومنير
إذا جعجع المقدار فيها مهذبا * عزيزا أصاب الذل حيث يسير
خليلي أن الظلم طال ظلامه * فهل من تباشير الصباح بشير
سئمت مقامي في دمشق وقلما * يسر وما زال الوثاق أسير
أروح وأغدو ظاميا في ربوعها * وللماء حولي صيحة وخرير
لحى لله دهرا سامني خطه الردى * وجار وبعض المالكين يجور
وحملني ما لا أطيق احتماله * الا كل شئ لا يطاق عسير
وأخلى سماء المجد من زهرة العلا * وكان لها نور يضوع ونور
وبدد أنصاري على الدهر حيث لا * يصاب لمثلي في الزمان نصير
وصيرهم ما بين حي مروع * يطير مع العنقاء حيث تطير
وبين قتيل يشهد الله أنه * شهيد له قبل النشور نشور
كان لم يكونوا في مقام من العلى * علي يرد الطرف وهو حسير
ولا خطبوا بكر العلا ونفوسهم * لها وهي أغلى ما يساق مهور
ولا فاز منهم بالأمان وبالمنى * غني اتاهم خائفا وفقير
ولا نال ما يرجو من الدهر عنوة * رئيس ثوى في ظلهم وأمير
ولا خفقت اعلامهم فوق فيلق * كما رفرفت فوق الفضاء طيور
ولا سمعوا صوت المنادي فبادروا * كبير كسرحان الغضا وصغير
ولا طوقوا بالمشرفية والقنا * وزيرا غشوما يقتفيه وزير
ولا ارغموا من آل قيس معاطسا * لها العز شرب والثناء سمير
وما انس لا انس الغداة وقد اتوا * لهم عدد فيما يرون كثير
ألموا بنا راد الضحى ثم هجهجوا * بنا فتلاقى زائر ومزور
فما واقفوا الا قليلا وأدبروا * فقل في هشيم دغدغته دبور
يشلهم من آل نصار ضيغم * وصل إذا سيم الهوان يثور
وأبلج ميمون النقيبة وجهه * إذا ما دجا ليل القتام منير
طويل إذا ما طاولته بنو العلى * وإن طلب الأوتار فهو قصير
فغادرهم صرعى كان جسومهم * زقاق جرى منها الغداة خمور
وجب سنام المجد منهم فأصبحوا * وللذل فيهم روحة وبكور
ومن نكد الأيام أن شهابهم * له بعد ما زال النهار ظهور
فلا تعذلاني ان شكوت فإنما * يجرجر من حمل الثقيل بعير
ولا تأنفا لي أن شكرت عصابة * بهم طاب عيشي فالكريم شكور
وما عذر مثلي ان يضن بشكره * على منعم اني إذا لكفور
وعندي مما خول الله مقول * يدور البديع الفرد حيث يدور
قواف إذا جرت جلابيب حسنها * تطامن حسان لها وجرير
وإن كثر المستشعرون فعندنا * لباب وعند المدعين قشور
ولا تستوي والحق أبلج واضح * قصور تناجيها الصبا وقبور
ولا أرتجي بل الغليل من الورى * فقد قل ورد فيهم وصدور
وما لي لا أرجو كريما نواله * يريك المحيط الغمر وهو غدير
أمد له كلتا يدي لأنه * لمثلي من الذنب العظيم طهور
عناء لعمري نالني بعد راحة * وللدهر ظل مرة وحرور
سأصبر أو تنجاب كل ملمة * وللصبح من بعد الظلام سفور
وقال حين فارق وطنه بعد وقعة الجزار يتشوق إلى أهله ووطنه ويذم
الزمان ويذكر هموما جاش بها صدره وأغراضا اعتلجت في فكره وختمها
بمدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ع ومدح سادات آل المرتضى
الموسويين الشهيرين:
من لي برد مواسم اللذات * والعيش بين فتى وبين فتاة
ورجوع أيام مضين بعامل * بين الجبال الشم والهضبات
عهدي بهاتيك المعاهد والدمى * فيهن مثل الحور في الجنات
والروض افيح والجناب ممنع * والورد صاف والزمان مواتي
والشمل مجتمع واخوان الصفا * احنى من الآباء والأمهات
إذ لا ترى إلا كريما كفه * والوجه عين حيا وعين حياة
أو مولعا بالجود تفهق قدره * ويداه بالمعروف في اللزبات
تختال في المغني الرحيب ضيوفه * إن الكرام رحيبة الساحات
أو فارسا يغشى الوغى بمهند * ينقض مثل النجم في الهبوات
يجلو بهمته الهموم إذا دجت * ان الهموم تزول بالهمات
ما دام في قيد الحياة فدهره * يومان يوم وغى ويوم هبات
وإذا مضى لم يبق غير مكرم * ومطهم ومخذم وقناة
أو عالم حبر إذا باحثته * حشد المحيط عليك بالغمرات
وإذا اقتبست النور من مشكاته * اهدى إليك البدر في الظلمات
أو عابد لله تعظيما له * لم يعن بالرغبات والرهبات
يخشى الاله وما أصاب محرما * فكانه يخشى من الحسنات
حتى إذا سيم الهوان رأيته * كالليث أيقظه نطاح الشاة
أو شاعرا ذرب اللسان تخاله * قحا ترعرع في الزمان العاتي
طبا بكل غريبة وحشية * نشأت مع الارام في الفلوات
ويصوغ كل بديعة حضرية * مصقولة الألفاظ كالمرآة
(٢٤٥)

ان قال بذ القائلين وقصروا * عن درك سباق إلى الغايات
لهفي على تلك الديار وأهلها * لو كان تنفع غلتي لهفاتي
يا ليت شعري هل ارى ذاك الحمى * حال من الفتيان والفتيات
سرعان ما درجت أويقات اللقا * ان البروق سريعة الخطوات
أشكو إلى الرحمن بعد أحبة * عصف الزمان بهم وقرب عداة
خطب دعاني للخروج من الحمى * فخرجت بعد تلوم واناة
وتركته خوف الهوان وربما * ترك النمير مخافة الهلكات
مستوطنا دار الضلال وربما * القى الغريب عصاه بين عصاة
ما لي وللبلد الذي نشر الخنا * فيه بضائعه على الطرقات
قسم الفجور به على طول المدى * والجور بين رعية ورعاة
لا يخدعنك ثلة من أهله * مثل الكلاب تهر في الحلقات
قالوا عبيد الله نحن وربهم * يدري بأنهم عبيد اللات
فانظر إلى العلماء منهم هل ترى * الا تهالكهم على الشهوات
ينوون عصيانا ويبدون التقى * للناس والأعمال بالنيات
وانظر بعين العقل ما يقضي به * في ملة الاسلام شر قضاة
من قهر أيتام وظلم أرامل * قعد الزمان بهم عن الأقوات
وثبوا على الأموال وثبة ضيغم * مرت بساحته صغار شياة
ميلا إلى الدنيا فكم من مصرع * للدين بين هن وبين هنات
فاحكم كما حكم الكتاب بذمهم * وبظلمهم في محكم الآيات
وانفض يديك من... وأهلها * نفض الأنامل من ثرى الأموات
وابرأ إلى الرحمن من سكانها * حاشا ذوي الايمان والطاعات
أطريت قوما ابصروا طرق الهدى * والغي فاختاروا طريق نجاة
بيض الوجوه يلوح في جبهاتهم * للناظرين دلائل الخيرات
وهم الكرام الأتقياء فدأبهم * بذل الصلات وكثرة الصلوات
خيمت في أكنافهم فكأنني * ظام أناخ بدجلة وفرات
ووجدت قوما من اتاهم بادروا * قبل السؤال إليه بالبدرات
منح يشد كبيرها وصغيرها * رمي الحجيج أحاط بالجمرات
يزداد نور وجوههم يوم العطا * والبرق يكثر في الزمان الشاتي
قوم رتقت بقربهم فتق النوى * من بعد ما صدع الفراق حصاتي
طابت أصولهم فلا عجب إذا * أتت الفروع بأطيب الثمرات
نسب يؤول إلى النبي محمد * خير الأنام وسيد السادات
مولى إذا قرع المسامع ذكره * عجت جميع الخلق بالصلوات
والى أخيه المرتضى وشريكه * في المكرمات وكاشف الكربات
ذاك الذي صدع الكتاب بمدحه * ومنزل الإنجيل والتوراة
وأبو الأئمة والهداة من العمى * أكرم بخير أئمة وهداة
قوم بهم بزغت مصابيح الهدى * والناس في ليل من الشبهات
هم خيرة الرحمن خيرة خلقه * والصبح لا يحتاج للاثبات
وهم العباد المخلصون من الورى * والذاكرون الله في الخلوات
والعالمون بكل علم أحجمت * عنه الخواطر غير كنه الذات
ملكوا أمور العالمين فأمرهم * ماض على الاحياء والأموات
اثنى عليهم بالجميل وكيف لا * يثني النبات على الأتي الآتي
نلت السعادة في الحياة بحبهم * وبهم أنال الفوز بعد مماتي
وأخالهم لا يمنعون لهاهم * من عبدهم والروح في اللهوات
ان المكارم لا تعد مكارما * الا إذا اتصلت إلى الغايات
صلى الاله عليهم عدد الحصا * والرمل والحركات والسكنات
وقال رحمه الله تعالى يشكو الزمان ويرثي أمير جبل عامل الشيخ
ناصيف النصار ويصف دمشق الشام ويمدح السيد موسى جمال الدين أحد
أبناء العائلة المرتضوية بدمشق وذلك عند خروجه من الوطن هاربا إلى
دمشق حين استيلاء احمد باشا الجزار على جبل عامل بعد قتله أميره الشيخ
ناصيف بن نصار:
مضى ما مضى والدهر بؤس وانعم * وصبر الفتى ان مسه الضر احزم
وإن كان في الشكوى كما قيل راحة * فعندي منها ما يمض ويؤلم
إلى الله نشكو لا إلى الناس انه * بنا من ذوي القربى أبر وارحم
منينا باحداث يضيق بها الفضا * وليس إلى أوج السلامة سلم
فراق ولا وصل وفقر ولا غنى * وخوف ولا امن وضد محكم
يقولون بعد الألف أعظم شدة * وقرب العدى عندي أشد وأعظم
يعز علينا ان نروح ومصرنا * لفرعون مغنى يصطفيه ومغنم
منازل أهل العدل منهم خلية * وفيها لأهل الجور جيش عرمرم
فلا باذل زادا ولا قائل هدى * ولا دافع ضيما ولا متكرم
وعهدي بها مأهولة وربيعها * على كل مرتاد العناد محرم
وكان لها من آل نصار صارم * صقيل وسهم لا يطيش ولهذم
هو الليث بل اعدى من الليث في العدى * هو الغيث بل اندى بنانا وأكرم
جواد جرى والسابقين إلى العلا * فجاز مداها والكرام تجمجم
ولا أمتري ان الأنابيب فضلها * جلي ولكن السنان المقدم
هو البدر وافاه المحاق وانما * يكون خسوف البدر وهو متمم
قضى في ظلال المرهفات مطهرا * وأي شهيد لا يطهره الدم
فقدناه فقدان الصباح ومن لنا * بطلعته الغراء والدهر مظلم
فجعنا به والشمس في رونق الضحى * فلم نمس الا والبلاء مخيم
وعاثت يد الأيام فينا فمجدنا * وبالرغم مني ان أقول مهدم
ولست ترى الا قتيلا وهاربا * سليبا ومكبولا يغل ويرغم
وكم عالم في عامل طوحت به * طوائح خطب جرحها ليس يلأم
وأصبح في قيد الهوان مكبلا * وأعظم شئ عالم لا يعظم
وكم من عزيز ناله الضيم فاغتدى * وفي جيده حبل من الذل محكم
يدين بدين الكافرين مخافة * الا رب شئ حل وهو محرم
وكم هائم في الأرض تهفو بلبه * قوادم أفكار تغور وتتهم
ولما رأيت الظلم طال ظلامه * وان صباح العدل لا يتبسم
ترحلت عن دار الهوان وقلما * يطيب الثوا في الدار والجار أرقم
أخاطر بالنفس النفيسة قاطعا * بلادا يشب الكفر فيها ويهرم
تملكها والملك لله فاجر * سواء لديه ما يحل ويحرم
عتل زنيم يظهر الدين كاذبا * وهيهات ان يخفى على الله مجرم
ولما بلغت الشام صادفت جنة * بها الحور والولدان فذ وتوأم
هي الغادة الحسناء ترقص فرحة * فينثر دينار عليها ودرهم
تبختر في ثوب الغنى وهو مسبل * وتختال في برد الهنا وهو معلم
وأنهارها تفتر عن درر الحصا * ويظهر مكنون الثغور التبسم
وكم روضة فيحاء قد نثر الحيا * عليها فريدا قلما يتنظم
رياض إذا هز النسيم غصونها * تأوه مشتاق وحن متيم
وان أخرجت من كمها يانع الجنا * تشارك فيه العين والأنف والفم
(٢٤٦)

لها مبسم بالأقحوان مفضض * وخد أسيل بالشقيق معندم
تبارك من أولي الشام محاسنا * غرائبها يمن لمن يتشأم
محاسنها شتى جلي وغامض * وجوهرها في الحسن لا يتقسم
هي الدار نعم الدار لو أن عيشها * يدوم ولكن الفناء محتم
وفيها هنات لو أردت كشفتها * ولكنني عن مثل ذلك ملجم
تخيرت منها منبت الدين والتقى * وخيمت فيه حين طاب المخيم
فصادفت اخوانا كراما يزينهم * عفاف وحلم وافر وتكرم
سراة كرام ليس يكتم فضلهم * وللمسك عرف طيب ليس يكتم
هم القوم كل القوم لولا صدودهم * عن الجار وهو الخائف المتذمم
نزلت بهم ابغي الجوار فاظهروا * كراهة من يأبى الجوار ويسام
وما كنت أرجو يعلم الله عندهم * نصيبا من النعماء والله منعم
وكيف يرجي حازم غاض وفره * غناء من المربوب والرب أكرم
ولكنني صادفت ماء مودة * فعرجت والصادي على الماء يهجم
ولو عرفوا قدر المعارف أمسكوا * بذيل فتى والحمد لله يعلم
ولكنهم لا أبعد الله دارهم * سواء لديهم عالم ومعلم
فقوضت عنهم كارها لفراقهم * وما كل محبوب من الدهر يقسم
على أن لي فيهم خليلا مهذبا * تجمع فيه الفضل وهو مقسم
حسيب نسيب من ذؤابة هاشم * وناهيك بالقوم الذين هم هم
إذا زمزم الحادي بهم في مفازة * على ظما كادت توافيه زمزم
لموسى يد بيضاء عندي فقد حلا * بها طعم عيشي وهو صاب وعلقم
تخلصت من فرعون همي بقربه * وما لي عصا الا هواه المخيم
وليس خليلا من يودك في الرخا * وينبو إذا اشتد الزمان ويكهم
ولكنه الماضي على كل حالة * من الدهر لا ينبو ولا يتثلم
إلى الله نشكو من خطوب اخفها * يئط ثبير تحته ويلملم
لقد جرحتنا شر جرح وما لنا * سوى فرج يأتي به الله مرهم
وظني ان الله جل جلاله * سيجبر هذا الكسر منا ويرحم
وسيلتنا انا عبيد عبيده * وعبد الكرام المكرمين يكرم
أ يربح قطمير ونخسر في الهوى * ويعطي بحب الطيبين ونحرم
إذا فضياء الصبح لا شك ظلمة * وجنة عدن في القياس جهنم
إذ كان أغرانا باخلاف جوده * فكيف ولما نملك الحول نفطم
تفضله بالخير مبتدئا به * يبشر ان الله بالخير يختم
وقال يشكو الزمان ويمدح السيد موسى جمال الدين وأهل البيت
ع:
تذكرت والمحزون جم التذكر * مسرة أيام مضين واعصر
إذا الدهر سمح والشبيبة عودها * رطيب وصفو العيش لم يتكدر
ندير كؤوس الود تطفح بالصفا * وناوي إلى روض من العيش اخضر
منازلنا مأوى الغريب وظلنا * ترف حواشيه على كل مصحر
واكنافنا مخضلة واكفنا * تفيض على مثر لدينا ومقتر
نسوق الأبي المستميت بأبيض * صقيل ونقتاد الحرون بأسمر
وجار سوانا في الحضيض وجارنا * منصته فوق السحاب المسخر
وتشرق إشراق الصباح وجوهنا * إذا ما دجا في مازق ليل عثير
نغلس في كسب المعالي وغيرنا * نؤوم الضحى والمجد حظ المبكر
نسوس الورى بالعدل شرقا ومغربا * فكم أسد جار حكم جؤذر
وسامرنا في الحي كل مهلل * يصيح بأعلى صوته ومكبر
وما زال هذا دأبنا وزنادنا * وراء المنى من كل مكرمة وري
ولا غرو ان جار الزمان فإنه * على سنة في الجور لم تتغير
وحسب الفتى من رحمة الله كافل * إذا طرقت في الدهر أم حبوكر
ولما طغى في عامل كل عامل * وغطى على معروفها كل منكر
تداركني والحمد لله لطفه * فانقذني والجور كالأسد الجري
وقربني من خير دار ومعشر * وابعدني عن شر دار ومعشر
نزلت بال المصطفى فوجدتهم * مالا لملهوف ومالا لمعسر
وجوه كايماض البروق تهللا * وأيد كشؤبوب الغمام الكنهور
جزى الله عني والجزاء بفضله حليف * الندى موسى بن موسى بن جعفر
شريد فريد في الشام مقلقل * كأني بها ثاو على روق اعفر
ثلاثة أعوام أكابد ضيمها * صبورا على مثل الشراب المصبر
وقال وهو في الحلة الفيحاء بالعراق من قصيدة:
لقد طال عمر الهجر يا أم عامر * ورثت حبال الصبر من كل صابر
وحن إلى ارض الشام معرق * تدافعه عنها أكف المقادر
وباح بمكنون الصبابة مدنف * على حمل أعباء الهوى غير قادر
وما كلفي بالشام والله عالم * لزاه يروق الناظرين وزاهر
ولا هزني مر النسيم بناضر * من الدوح يغري بالهوى كل ناظر
ولا نزعت نفسي إلى ظلها الذي * له هجرتي كانت زمان الهواجر
ولا آنست نار الهوى من أوانس * هنالك أمثال الظباء النوافر
ربارب لا ينجو من الأسر ضيغم * لديها إذا بثت حبال الظفائر
وليس حنيني للشام وانما * حنيني لأفلاذ الفؤاد الأصاغر
تركتهم والله خير خليفة * وأسلمتهم والله أعظم ناصر
رعى الله احبابا إذا ما ذكرتهم * حسبت فؤادي في مخاليب كاسر
أسائل عن اخبارهم كل وارد * واطرح اخباري على كل صادر
وان ضحك البرق الشامي أسبلت * جفوني بمنهل من الدمع هامر
وان خفقت ريح الشمال تبرجت * على الرغم مني محصنات السرائر
فيا ليت شعري هل يزول دجى النوى * ونصبح في صبح من الوصل سافر
ويلقي العصا بين الأحبة مزمع * مضى عمره ما بين خف وحافر
ويسفر وجه الدين في ارض عامل * على رغم ضليل هناك وكافر
وينشر فيها العدل رايته التي * يذوق الردى في ظلها كل جائر
اكف رفعناها إلى خير منعم * وكسر شكوناه إلى خير جابر
فراق وفقر واغتراب ثلاثة * قد اعترضت بين اللهى والحناجر
وأصبح باقينا ترامى به النوى * فمن منجد في المنجدين وغائر
ففي جلق يوما ويوما ببابل * وبالمنحنى يوما ويوما بحاجر
ولا كر حيلي للعراق يطير بي * من العرمس الوجناء أيمن طائر
أخاطر بالنفس النفيسة راكبا * متون السرى والمجد حظ المخاطر
إذا ما أماط الصبح عني رداءه * لبست جلابيب الدجى والدياجر
ولا نهر الا سراب بقيعة * ولا سمر الا حنين الأباعر
وقال يشكو الزمان ويتشوق إلى الأهل والأوطان ويصف نزوله بعلبك
ويمدح بها السيد زين العابدين ابن السيد إسماعيل العلواني من قصيدة:
غريب يمد الطرف نحو بلاده * فيرجع بالحرمان وهو همول
إذا ذكر الأوطان فاضت دموعه * كما استبقت يوم الرهان خيول
(٢٤٧)

وان ذكر الأحباب حن إليهم * كما حن من بعد الفطام فصيل
هم الأهل لا برق المودة خلب * لديهم ولا ربع الوداد محيل
مساميح اما ما حوته أكفهم * فنزر واما جودهم فجزيل
فيا روضة فيحاء لي من لبابها * ولا فخر فرع طيب وأصول
سقى الله مغناكم وجاد بلادكم * من الغيث محلول النطاق هطول
فيصبح في جيد الرياض وسوقها * قلائد من دمع الحيا وحجول
وان بخل الوسمي عنكم بمائه * فجفني لكم بالغاديات كفيل
خرجت برغمي من بلاد وأسرة * ويسر فهل بعد الخروج دخول
وصرت غريبا لا حميم ولا حمى * فهل في حماكم للغريب مقيل
واني لحران الفؤاد إليكم * فهل لي إلى عين الحياة سبيل
وتعترض الحاجات بيني وبينكم * وليس لنا غير النسيم رسول
ليهنكم ان القلوب لديكم * وان بعدت منا الجسوم حلول
أزيدكم حبا وان زدتم نوى * وأكرم نفسي ان يقال ملول
وانتحل السلوان عنكم وربما * تماسك بعض الناس وهو نحيل
إلى الله أشكو ما لقيت من النوى * وعهدي به يعطي المنى وينيل
ويحلو لعيني ان تراكم وجفنها * بتربكم طول الزمان كحيل
وكيف اكتحالي من ثراكم وبيننا * من الأرض ميل لا يرام وميل
ومما شجا قلبي واجرى مدامعي * والقى علي الهم وهو ثقيل
نزولي وقد فارقتكم في عصابة * سواء لديهم عالم وجهول
وكيف يطيب العيش بين معاشر * جوادهم بالأبيضين بخيل
سواسية لا يامن الجور جارهم * ولو أنه للنيرين سليل
يضام لدى أبياتهم كل نازل * وعند كريم لا يضام نزيل
وليس مقام الذل ضربة لازم * وفي الأرض حزن واسع وسهول
وأي نتاج يرتجى من مطالب * مواعيد عرقوب لهن بعول
نزلت نزول الغيث فيها وليتني * عبرت عبور الريح وهو عجول
لقد جار دهر ساقني لجوارهم * ومني ومنهم شمال وقبول
وانزلني في بعلبك وقلما * أقام بها لولا القضاء نبيل
تراب لها من بلدة لو وردتها * سقتك بكأس الهم وهو قتول
أقام بها من عهد عاد وجرهم * وطاب له المثوى فليس يحول
يطوف بلاد الله شرقا ومغربا * ويأوي إليها مسرعا ويؤول
وجدت بها مس الهوان كأنني * مهين ومجدي لو علمت أثيل
أكابد ذلا بعد عز موطد * وكل غريب في اللئام ذليل
كأني لم اسحب من الفضل حلة * لها فوق أعناق السحاب ذيول
ولا ضمني صدر رحيب تحوطه * اسود لها زرق الأسنة غيل
ولا طار ذكري في رجال تخالهم * بزاة إذا لف الرعيل رعيل
بلابل صدر تبعث القول عنوة * لكل جواد في الرباط صهيل
أنابذها والصبر لي خير ناصر * وأصدر عنها والنصير قتيل
لقد عثرت منا الجدود وحسبنا * من الله وهو المستعان مقيل
ويعجبني خطب من الدهر أدهم * له غرر من لطفه وحجول
كذاك تناهي الشر خير لأنه * على فرج الله القريب دليل
وما ضرني ان ثلم الدهر مضربي * فليس يعيب المشرفي فلول
ولكن أماط لهم عني مهذب * قؤول لما يرضي الاله فعول
هو الشهم زين العابدين ومن له * فخار ومجد لا يرام أثيل
وقال مؤرخا قتل احمد الزعفرنجي وقد وجد ملقى في خندق قلعة
دمشق بعد ما كان محبوسا بها:
رأيت الأرض مشرقة المحيا * وأهل الشام في هرج ومرج
وقد برزت نساء مومسات * مصبغة معاجرها بغنج
تجاهر بالدعاء على كريم * له الباري من الأسواء منجي
ويكثرن الوقيعة في هلال * أقام من العلى في خير برج
فقلت أظن عجل الشام اضحى * قتيلا والحسام لكل علج
فقال مبشر بالخير ارخ * أجل قتل اللعين الزعفرنجي
سنة ١٢٠٦
وقال مؤرخا خنق نبو بدمشق:
وسائل يسال عن خائن * عاقبه بالخنق مولاه
يقول لي ان فلانا قضى * وما علمنا كيف عقباه
أ في جنان الخلد أم في لظى * يا ليت شعري أين مأواه
فقلت في تاريخه معلنا * اما نبو فالنار مثواه
سنة ١٢٠٥
وقال مؤرخا الغلاء الواقع بدمشق أيضا:
يا رب يا رب أنت المستعان على * عام شديد على الفجار والبررة
عام كان على وجه الفقير به * من المجاعة في تاريخه غبره
سنة ١٢٠٧
وقال مؤرخا عام انقضاء الغلاء في دمشق:
لما حبانا ربنا * برضاه من بعد الغضب
ذهب الغلاء فقلت في * تاريخه شر ذهب
سنة ١٢٠٧
وقال مؤرخا حجه إلى بيت الله الحرام:
يا من حباني حجة * تستوجب الشكر الجميلا
راجيك إبراهيم في * تاريخها يبغي القبولا
سنة ١١٩٢
وقال مؤرخا شهادة الأمير ناصيف بن نصار أمير جبل عامل لما قتله
عسكر الجزار قرب قرية يارون في الوقعة المشهورة:
قتل ابن نصار فيا لله من * مولى شهيد بالدماء مضرج
وتداولتنا بعده أيدي العدى * من فاجر أو غادر أو أهوج
هي دولة عم البلاد الظلم في * تاريخها والله خير مفرج
سنة ١١٩٥
هكذا في النسخة المنقول عنها بخط الناظم ولا يخفى أن عدد حروف
التاريخ وهي والله خير مفرج بحساب الجمل تبلغ ١٢٠٥ ولعل
الصواب الله خير مفرج بدون واو.
٤٧٠: أبو عمران أو عمار إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن
حارثة بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الكوفي.
هكذا نسبه ابن خلكان ويأتي عن ابن حجر ما يخالفه.
ولد سنة ٥٠ عن ابن حبان ومات سنة ٩٦ في رجال الشيخ أو ٩٥
(٢٤٨)

وله ٤٩ سنة أو ٥٨ في تاريخ ابن خلكان قال والأول أصح وإذا كانت
ولادته سنة ٥٠ ووفاته ٩٦ يكون عمره ٤٦.
والنخعي نسبة إلى النخع بنون وخاء معجمة مفتوحتين وعين
مهملة قال ابن خلكان هي قبيلة كبيرة من مذحج باليمن وفي انساب
السمعاني هي قبيلة من العرب نزلت الكوفة ومنها انتشر ذكرهم والنخع
هو جسر بالفتح بن عمرو بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد سمي النخع
لأنه انتخع من قومه اي بعد عنهم قال ابن خلكان خرج منهم خلق كثير
وقيل في نسبته غير هذا وهذا هو الصحيح نقلته من جمهرة النسب لابن
الكلبي انتهى.
وأم إبراهيم النخعي مليكة بنت يزيد بن قيس النخعية أخت
الأسود بن يزيد النخعي فهو خاله.
أقوال العلماء فيه
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب علي إبراهيم بن يزيد النخعي وفي
أصحاب علي بن الحسين إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي يكنى أبا عمران
مات سنة ٩٦ مولى وكان أعور انتهى. وقال ابن خلكان: أحد
الأئمة المشاهير تابعي رأى عائشة ودخل عليها ولم يثبت له منها سماع وفي
طبقات ابن سعد: إبراهيم النخعي وهو إبراهيم بن يزيد بن الأسود بن
عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النخع من مذحج ويكنى أبا
عمران وكان أعور انتهى وعن تقريب ابن حجر إبراهيم بن يزيد بن
قيس بن الأسود النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه ثقة الا انه يرسل كثيرا
انتهى وفي تهذيب التهذيب لابن حجر إبراهيم بن يزيد بن قيس بن
الأسود بن عمرو بن ربيعة بن ذهل النخعي أبو عمران الكوفي الفقيه قال
العجلي كان مفتي أهل الكوفة وكان رجلا صالحا فقيها متوقيا قليل التكلف
ومات وهو مختف من الحجاج وقال الأعمش كان خيرا في الحديث وقال
الشعبي ما ترك أحدا اعلم منه وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ أبو
سعيد العلائي هو مكثر من الارسال وجماعة من الأئمة صححوا مراسيله
وخص البيهقي ذلك بما أرسله عن ابن مسعود انتهى.
المنقول في حقه من طبقات ابن سعد
ننقله بحذف الأسانيد اختصارا. في الطبقات بسنده عن أبي بكر بن
عياش كان إبراهيم وعطاء لا يتكلمان حتى يسألا.
وبسنده عن محمد بن سيرين اني لأحسب إبراهيم الذي تذكرون فتى
كان يجالسنا فيما اعلم عند مسروق كأنه ليس معنا وهو معنا وفي رواية هو في
القوم كأنه ليس فيهم.
وبسنده عن منصور عن إبراهيم قال ما كتبت شيئا قط وفي رواية
أخرى عن منصور عنه لان أكون كتبت أحب إلي من كذا وكذا. وبسنده
عن فضيل قلت لإبراهيم اني أجيئك وقد جمعت مسائل فكانما تخلسها الله
مني واراك تكره الكتاب فقال إنه قل ما كتب انسان كتابا الا اتكل عليه وقل
ما طلب انسان علما الا آتاه الله منه ما يكفيه.
وبسنده عن عبد الملك بن أبي سليمان: رأيت سعيد بن جبير يستفتي
فيقول أ تستفتوني وفيكم إبراهيم. أخبرنا الفضل بن دكين ثنا سفيان عن
أبيه: ربما سمعت إبراهيم يعجب يقول احتيج إلي. وبسنده
عن الأعمش ما ذكرت لإبراهيم حديثا قط الا زادني فيه وعن مغيرة: كنا
نهاب إبراهيم هيبة الأمير. وعن مالك بن مغول سمعت طلحة يقول ما
بالكوفة أعجب إلي من إبراهيم وخثيمة وعن الشعبي والله ما ترك إبراهيم
بعده مثله قيل بالكوفة قال لا بالكوفة ولا بالبصرة ولا بالشام ولا بكذا ولا
بكذا وفي رواية ولا بالحجاز. وعن الشعبي اما إنه لم يخلف خلفه مثله قال
وهو ميتا أفقه منه حيا.
كراهيته ان يسال
وعن ابن عون كان إبراهيم يحدث بالحديث بالمعاني.
وعن زبيد ما سالت إبراهيم قط الا عرفت فيه الكراهية وعن زبيد
سالت إبراهيم عن مسالة فقال ما وجدت فيما بيني وبينك أحدا تسأله
غيري. وعن أبي حصين أتيت إبراهيم لأسأله عن مسالة فقال ما وجدت
فيما بيني وبينك أحدا تسأله غيري. وعن الحسن بن عبيد الله قلت لإبراهيم
أ لا تحدثنا فقال تريد ان أكون مثل فلان ائت مسجد الحي فان جاء انسان
يسأله عن شئ فستسمعه.
وعن هنيدة امرأة إبراهيم كان يصوم يوما ويفطر يوما.
وعن الأعمش ربما رأيت مع إبراهيم الشئ يحمله يقول اني لأرجو
فيه الاجر يعني في حمله.
حاله مع الحجاج
وعن الحسن بن عمرو ان إبراهيم كان يجلس عن العيدين والجمعة
وهو خائف. وعن فضيل استأذنت لحماد على إبراهيم وهو مستخف في
بيت أبي معشر. وعن منصور ذكرت لإبراهيم لعن الحجاج أو بعض
الجبابرة فقال أ ليس الله يقول الا لعنة الله على الظالمين. وعن منصور قال
إبراهيم كفى بالرجل عمى ان يعمى عن أمر الحجاج. وعن الشيباني ذكر
ان إبراهيم التيمي بعث إلى الخوارج يدعوهم قال له إبراهيم النخعي إلى
من تدعوهم إلى الحجاج. وعن حماد بشرت إبراهيم بموت الحجاج
فسجد.
بعض أقواله وآرائه
وعن الحسن بن عمرو: قال إبراهيم ما خاصمت رجلا قط.
وعن ابن عون جلست إلى إبراهيم النخعي فذكر المرجئة فقال فيهم
قولا غيره أحسن منه. وعن الحارث العكلي عن إبراهيم إياكم وأهل هذا
الرأي المحدث يعني المرجئة وعن محل عن إبراهيم الارجاء بدعة. وكان
رجل يجالس إبراهيم يقال له محمد فبلغ إبراهيم انه يتكلم في الارجاء فقال
له إبراهيم لا تجالسنا. وعن مسلم الأعور عن إبراهيم: تركوا هذا الدين
ارق من الثوب السابري. وعن محل قلت لإبراهيم انهم يقولون لنا مؤمنون
أنتم قال إذا سألوكم فقولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم إلى
آخر الآية. وعن محل قال لنا إبراهيم لا تجالسوهم يعني المرجئة وعن
حكيم بن جبير عن إبراهيم قال لأنا على هذه الأمة من المرجئة أخوف
عليهم من عدتهم من الأزارقة وعن غالب أبي الهذيل انه دخل على إبراهيم
قوم من المرجئة فكلموه فغضب وقال إن كان هذا كلامكم فلا تدخلوا علي
وعن الأعمش ذكر عند إبراهيم المرجئة فقال والله انهم أبغض إلي من أهل
الكتاب.
(٢٤٩)

وعن أبي حمزة عن إبراهيم لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يمسحوا الا
على ظفر ما غسلته التماس الفضل وحسبنا من ازراء على قوم ان نسأل عن
فقههم فنخالف امرهم. وعن مغيرة عن إبراهيم قال من رغب عن المسح
فقد رغب عن السنة ولا اعلم ذلك الا من الشيطان قال فضيل يعني تركه
المسح. وعن مغيرة عن إبراهيم من رغب عن المسح فقد رغب عن سنة
النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وسال رجل إبراهيم النخعي عن علي وعثمان فقال ما انا بسباي ولا
مرجئ وعن مغيرة: وقال إبراهيم علي أحب إلي من عثمان ولان اخر من
السماء أحب إلي من أن أتناول عثمان بسوء.
وعن الأعمش كان إبراهيم إذا قام سلم فان سألناه عن شئ أعاد
السلام فيختم به.
وعن ابن عون في حديث كنا عند إبراهيم إلى أن قال فذكر إبراهيم
السنة فرغب فيها وذكر ما أحدث الناس فكرهه وقال فيه.
وعن حكيم بن جبير عن إبراهيم قال ما بها عريف الا كافر.
وروى ابن سعد في الطبقات ان إبراهيم خرج إلى ابن الأشتر فاجازه
فقبل وقدم على زهير الأزدي وهو على حلوان فحمله على برذون وكساه
وأعطاه ألف درهم فقبله.
وعن فضيل بن عمرو عن إبراهيم: كانوا يقولون إذا بلغ الرجل
أربعين سنة على خلق لم يتغير عنه حتى يموت.
ما يمكن ان يستدل به على تشيعه
١ ذكر الشيخ الطوسي له في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين وولده
الحسين ع ولا ينافي ذلك عدم ذكره له في الفهرست وعدم ذكر
النجاشي له في كتابه لأنهما معدان للمصنفين وليس منهم ٢ قوله ما انا
بسباي ولا مرجئ السباي مدعي الإلهية في علي ع والمرجئة فرقة معروفة
بعيدة عن التشيع فجعل نفسه حدا أوسط ولو أراد غير التشيع لقال ما انا
بشيعي ولا مرجئ ٣ قوله علي أحب إلي من عثمان ٤ إفتاؤه بالمسح
دون الغسل ٥ تشديده على المرجئة ٦ طلب الحجاج له واختفاؤه منه
وسبه للحجاج وذمه له بشدة ومجاهرته بذلك وتفضيله الخوارج عليه
فالحجاج لم يكن يطلب غالبا سوى الشيعة كما فعل بسعيد بن جبير وغيره
٧ قول سعيد بن جبير المعلوم تشيعه أ تستفتوني وفيكم إبراهيم. وهذه
وان لم ينهض كل واحد منها دليلا الا ان مجموعها يمكن ان يستدل به على
ذلك ولها منافيات: منها عدم ذكر غيرنا له الا بالمدح وهو خلاف
عادتهم فيمن ينسب للتشيع فقلما يسلم من قدح ولعله لأنه كان مداريا غير
متجاهر ومنها أشياء ذكرت في طبقات ابن سعد وغيره ولعل موجبها كان
ما أشرنا إليه من حب المداراة وعدم المجاهرة والله أعلم وعلى كل حال
فتشيعه مظنون ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
ووجدنا في الاعلاق النفيسة لابن رستة انه عده من الشيعة مضافا إلى أن
النخع معروفة بالتشيع وذكره صاحب شذرات الذهب في وفيات سنة
٩٥ فقال: الامام الجليل فقيه العراق بالاتفاق أبو عمران إبراهيم بن يزيد
النخعي اخذ عن مسروق والأسود وعلقمة والنخع من مذحج وقد عده ابن
قتيبة في المعارف من الشيعة وقال عنه وكان مزاحا قيل له ان سعيد بن جبير
يقول كذا قال قل له يسلك وادي الترك وقيل لسعيد أنه يقول كذا قال قل
له يقعد في ماء بارد ومات وهو ابن ست وأربعين سنة وقال ابن عون:
كنت في جنازة إبراهيم فما كان فيها الا سبعة أنفس وصلى عليه عبد الرحمن
ابن الأسود بن يزيد وهو ابن خاله انتهى ملخصا هذا وحكي عن المجلد
التاسع من البحار انه كان ناصبيا جدا تخلف عن الحسين وخرج مع ابن
الأشعث في جيش عبيد الله.
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب روى عن خاليه الأسود وعبد الرحمن ابني يزيد
ومسروق وعلقمة وأبي معمر وهمام بن الحارث وشريح القاضي وسهم بن
منجاب وجماعة.
وفيه روى عنه الأعمش ومنصور وابن عون وزبيد اليماني وحماد بن
سليمان ومغيرة ابن مقسم الضبي وخلق.
٤٧١: إبراهيم بن يزيد
عد الشيخ في رجاله من رجال العسكري ع إبراهيم بن يزيد
واخوه احمد قال الميرزا في منهج المقال لا يبعد اتحاده مع إبراهيم بن يزيد
المكفوف الآتي انتهى أقول لا دليل عليه مضافا إلى أن هذا من رجال
العسكري ع وذاك لم يعد من رجالهم ع وذاك وصف
بالمكفوف وهذا لم يوصف به.
٤٧٢: إبراهيم بن يزيد الأشعري.
روى عنه محمد بن سنان وهو عن عبد الله بن بكير في باب من طلب
عثرات المؤمن من الكافي.
تعليقات على هذا الجزء للسيد شهاب الدين الحسيني المرعشي
التبريزي المعروف باقا نجفي نزيل قم المباركة ما يلي.
في الجزء الخامس: الميرزا إبراهيم خان الهمداني هذا الرجل جد
الشيخ احمد الشرواني صاحب نفحة اليمن المعروفة المطبوعة فيلزم التنبيه
عليه.
وفي ترجمة إبراهيم علي خان لفظة اوزبك غلط والصحيح
اورنك كما هو واضح لدى المراجعة لتواريخ الهند واورنك بمعنى سرير
السلطنة.
وفي ترجمة السيد إبراهيم القزويني احتمال كونه غير السيد إبراهيم
والد السيد حسين شيخ بحر العلوم كما أشرتم إليه في آخر الترجمة مما لا وجه
له بل الحق اتحادهما وأحد التاريخين غلط جزما كما يظهر من كليات الشيخ
الحزين.
والسيد إبراهيم بن محمد باقر الرضوي قبره ببلدة همذان مزور
معروف.
وفي ترجمة صاحب الضوابط خومين غلط والصحيح خوئين
وهي قرية معروفة إلى الآن. ثم قد فات أسماء كثير من تلامذة صاحب
الضوابط منهم جدي والد والدي السيد علي سيد الأطباء الحسيني التبريزي
المتوفى سنة ١٣١٦ والميرزا محمد التنكابني صاحب قصص العلماء المتوفى سنة
١٣٠٢.
(٢٥٠)

وكذلك في الذي تقلد إمرة اليمن الخ لا وجه لهذه الاحتمالات
فالحق ان الذي ظهر باليمن هو إبراهيم الأكبر واما الأصغر فهو الملقب
بالمرتضى وهو المعقب بغير خلاف نص عليه كثير من علماء النسب
كالشريف أبي الفضيل في كتابه النفحة العنبرية في سلالة خير البرية والسيد
عميد الدين النجفي في بحر الأنساب وابن شدقم المدني في الزلال
فراجعوا.
وفي الكشي: الظاهر أن نسبته إلى كش بلدة قريبة من سمرقند لا
جرجان كما يظهر من موارد منها الرواشح السماوية للسيد الداماد فراجعوا
اه أقول الذي ذكره في معجم البلدان ان كش بالكاف والشين
المعجمة قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان وان التي قرب سمرقند بالسين
المهملة ثم نقل عن ابن ماكولا أنه قال ربما صحفه بعضهم فقاله بالشين
المعجمة وهو خطا اه.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي عامله الله بفضله ولطفه: هذا
هو الجزء السادس من كتاب أعيان الشيعة يتضمن ما بقي ممن اسمه إبراهيم
وما بدئ بابن وابنة وما بدئ باب. ومن الله تعالى نستمد المعونة والهداية
والتوفيق والتسديد.
٤٧٣: إبراهيم أبو إسحاق الليثي
في التعليقة: يظهر من روايته كونه من خلص أصحاب الباقر ع
ومن خواص الشيعة.
٤٧٤: إبراهيم بن أبي شبل
روى الكليني في روضة الكافي عن ابن فضال عن إبراهيم بن أبي
شبل عن أبي شبل عن الصادق ع.
٤٧٥: أبو جعفر إبراهيم بن إسماعيل
ابن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الموسوي المكي القاضي
الخطيب.
توفي في شهر رمضان سنة ٣٩٠.
في تاريخ دمشق لابن عساكر: قدم دمشق وحدث بها وبمكة عن أبي
بكر الآجري وابن الأعرابي وغيرهما وروى عنه جماعة وروينا بالسند من
طريقه عن بعض أصحاب ذي النون المصري أنه قال: قال عبد الباري أخو
ذي النون له يا أبا الفيض لم صير الموقف بعرفات والمشعر ولم يصر بالحرم
قال لأن الكعبة بيت الله عز وجل والحرم حجابه والمشعر بابه فلما قصده
الوافدون أوقفهم بالباب الأول يتضرعون حتى أذن لهم بالدخول فلما دخلوا
أوقفهم بالباب الثاني وهو المزدلفة فلما أن نظر إلى تضرعهم أمرهم بتقريب
قربانهم ويقضون تفثهم ويتطهرون من الذنوب التي كانت تحجبهم عنه
أمرهم بالزيارة على طهارة قال عبد الباري فلم كره لهم الصيام أيام التشريق
فقال إن القوم زاروا الله وهم في ضيافته ولا ينبغي للضيف ان يصوم عند
من أضافه الا باذنه فقال يا أبا الفيض فما معنى التعلق بأستار الكعبة فقال
مثله مثل رجل بينه وبين صاحبه جناية فهو يتعلق به ويستجديه رجاء ان
يهب له جرمه اه.
٤٧٦: مولانا إبراهيم التبريزي
أخو الآخوند ملا رضا التبريزي المذكور في بابه. في تجربة الأحرار انه
كان فاضلا غير مراء عالما بعلم الفقه والتفسير والحديث خفيف الروح
درويش المشرب.
٤٧٧: إبراهيم الجمال
في البحار عن كتاب عيون المعجزات المنسوب إلى المرتضى عن محمد
ابن علي الصوفي قال: استأذن إبراهيم بن الجمال رض على أبي الحسن
علي بن يقطين الوزير فحجبه فحج علي بن يقطين في تلك السنة فاستأذن
بالمدينة على مولانا موسى بن جعفر فحجبه فرآه ثاني يومه فقال علي بن
يقطين يا سيدي ما ذنبي فقال حجبتك لأنك حجبت أخاك إبراهيم الجمال
وقد أبى الله أن يشكر سعيك أو يغفر لك إبراهيم الجمال فقلت سيدي
ومولاي من لي بإبراهيم الجمال في الوقت وأنا بالمدينة وهو بالكوفة ثم ذكر
أنه ذهب إلى الكوفة واعتذر إلى إبراهيم الجمال فرضي عنه.
٤٧٨: أبو طاهر إبراهيم بن ناصر الدولة
الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي
قتل سنة ٣٨٠ بنصيبين كما يأتي:
كان من امراء آل حمدان المعروفين له باس ونجدة وذكر في الحروب
والوقائع قال ابن الأثير في سنة ٣٥٨ اختلف أولاد ناصر الدولة بسبب اقطاع
ولده حمدان الرحبة وماردين وغيرهما فاتفقت فاطمة الكردية زوجة ناصر
الدولة مع ابنها أبي تغلب فقبضوا على ناصر الدولة وكان حمدان من أم
غيرها فوقع الحرب بينهم ثم مات ناصر الدولة وقبض أبو تغلب املاك أخيه
حمدان وتجهز أبو تغلب ليسير إلى حمدان وقدم بين يديه أخاه أبا الفوارس
محمدا إلى نصيبين فلما وصلها كاتب أخاه حمدان ومالا على أبي تغلب فأرسل
أبو تغلب إلى محمد يستدعيه ليزيد في اقطاعه، فلما حضر عنده قبض عليه
فسار إبراهيم والحسين ابنا ناصر الدولة إلى أخيهما حمدان خوفا من أبي تغلب
وساروا إلى سنجار، فسار أبو تغلب إليهم من الموصل سنة ٣٦٠ ولم يكن
لهم بلقائه طاقة فراسله أخواه إبراهيم والحسين يطلبان العود إليه خديعة
منهما ليفتكا به فأجابهما إلى ذلك فهربا إليه وتبعهما كثير من أصحاب حمدان
فعاد حمدان واستامن إلى أبي تغلب واطلعه على حيلة أخويه إبراهيم
والحسين عليه فأراد القبض عليهما فحذرا وهربا ثم إن نائب حمدان بالرحبة
أخذ جميع ماله بها وهرب إلى أصحاب أبي تغلب بحران فاضطر حمدان إلى
العود للرحبة وأرسل أبو تغلب سرية كبسوا حمدان بالرحبة فنجا هاربا
واستولى أبو تغلب عليها وسار حمدان إلى بغداد ملتجئا إلى بختيار ومعه
اخوه إبراهيم وعاد الحسين إلى أخيه أبي تغلب مستأمنا وحمل بختيار إلى
حمدان وأخيه إبراهيم هدايا جليلة كثيرة المقدار وكرمهما واحترمهما وصارا في
خدمته وفي سنة ٣٦٣ سار بختيار إلى الموصل ليستولي عليها وعلى ما بيد أبي
تغلب بن حمدان، وسبب ذلك ما مر من مسير حمدان وأخيه إبراهيم إلى
بختيار واستجأ رتهما به وشكواهما إليه من أخيهما أبي تغلب فوعدهما ان
ينصرهما ويخلص اعمالهما وأموالهما منه وينتقم لهما واشتغل عن ذلك ببعض
(٢٥١)

الفتن فلما فرع عاود حمدان وإبراهيم الحديث معه وبذل له حمدان مالا
جزيلا وصغر عنده أمر أخيه أبي تغلب ثم إن إبراهيم هرب من عند بختيار
وعاد إلى أخيه أبي تغلب فقوي عزم بختيار على قصد الموصل فقصدها ثم
اصطلح مع أبي تغلب بعد حوادث كثيرة ورجع عنها ثم إن بختيار وقعت
معه حوادث كثيرة وفتن فكتب إلى أبي تغلب يطلب مساعدته فاجابه إلى
ذلك وانفذ أخاه أبا عبد الله الحسين بن ناصر الدولة إلى تكريت في عسكر
وهذا يدل على أن الحسين كان قد رجع إلى أخيه أبي تغلب ثم إن بختيار
ضعف امره وخرج عن بغداد وعزم على قصد الشام ومعه حمدان بن ناصر
الدولة وهذا يدل على رجوع حمدان من عند أخيه أبي تغلب إلى بختيار
فلما صار بختيار بعكبرا حسن له حمدان قصد الموصل فلما صار إلى تكريت
ارسل إليه أبو تغلب ان يقبض على أخيه حمدان ويسلمه إليه فيكون معه
على عضد الدولة فقبض على حمدان وسلمه إلى نواب أخيه فحبسه وسارا إلى
حرب عضد الدولة فهزمهما وقبض على بختيار وقتله وملك الموصل وهرب
أبو تغلب إلى الشام فقتل بالرملة في خبر طويل وصار أبو طاهر إبراهيم وأبو
عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة في خدمة شرف الدولة بن عضد الدولة بعد
وفاة أبيه عضد الدولة ببغداد فلما توفي شرف الدولة وملك بهاء الدولة
استأذناه في الاصعاد إلى الموصل فاذن لهما فاصعدا ثم علم القواد الغلط في
ذلك فكتب بهاء الدولة إلى خواشاذه وهو يتولى الموصل يأمره بدفعهما عنها
فأرسل إليهما خواشاذه يأمرهما بالعود عنه فأعادا جوابا جميلا وجدا في السير
حتى نزلا بالدير الأعلى بظاهر الموصل وثار أهل الموصل بالديلم والأتراك
فنهبوهم وخرجوا إلى بني حمدان وخرج الديلم إلى قتالهم فهزمهم المواصلة
وبنو حمدان وقتل منهم خلق كثير واعتصم الباقون بدار الامارة وعزم أهل
الموصل على قتلهم والاستراحة منهم فمنعهم بنو حمدان عن ذلك وسيروا
خواشاذه ومن معه إلى بغداد وأقاموا بالموصل وكثر العرب عندهم فلما ملك
أبو طاهر إبراهيم وأبو عبيد الله الحسين ابنا ناصر الدولة الموصل طمع فيها
باذا الكردي صاحب ديار بكر فجمع الأكراد فأكثر، وممن أطاعه الأكراد
البشنوية أصحاب قلعة فنك وكانوا كثيرا وكاتب أهل الموصل فاستمالهم
فاجابه بعضهم فسار إليهم ونزل بالجانب الشرقي فضعفا عنه وراسلا أبا
الذواد محمد بن المسيب أمير بني عقيل واستنصراه فطلب منهما جزيرة ابن
عمر ونصيبين وبلدا وغير ذلك فاجابه إلى ما طلب واتفقوا وسار إليه الحسين
وأقام إبراهيم بالموصل يحارب باذا فلما اجتمع الحسين وأبو الذواد سارا إلى
بلد وعبرا دجلة وصارا مع باذا على أرض واحدة وهو لا يعلم فاتاه الخبر
وقد قارباه فأراد الانتقال إلى الجبل لئلا يأتيه هؤلاء من خلفه وإبراهيم من
أمامه فاختلط أصحابه وأدركه الحمدانية فناوشهم القتال وأراد باذا الانتقال
من فرس لآخر فسقط واندقت ترقوته فاتاه ابن أخته أبو علي بن مروان
وأراده على الركوب فلم يقدر فتركوه وانصرفوا واحتموا بالجبل ووقع باذا بين
القتلى فعرفه بعض العرب فقتله وحمل رأسه إلى بني حمدان وأخذ جائزة سنية
وسار أبو علي بن مروان ابن أخت باذا في طائفة من الجيش إلى حصن كيفا
وهو على دجلة وبه امرأة باذا وأهله فقال لزوجة خاله قد أنفذني خالي إليك
في مهم فلما صعد اخبرها بهلاكه وملك ما كان لخاله حصنا حصنا وذلك
ابتداء دولة بني مروان وسار إلى ميافارقين وسار إليه أبو طاهر إبراهيم وأبو
عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة فوجداه قد احكم امره فتصافوا واقتتلوا
وظفر أبو علي وأسر أبا عبد الله الحسين بن حمدان فأكرمه وأحسن إليه ثم
اطلقه فسار إلى أخيه أبي طاهر إبراهيم وهو بامد يحصرها فأشار عليه
بمصالحة ابن مروان فلم يفعل واضطر الحسين إلى موافقته وسارا إلى ابن
مروان فواقعاه فهزمهما وأسر أبا عبد الله ثانيا فأساء إليه وضيق عليه إلى أن
كاتبه صاحب مصر فاطلقه ومضى إلى مصر وتقلد منها ولاية حلب وأقام
بتلك الديار إلى أن توفي واما أبو طاهر إبراهيم فإنه لما وصل إلى نصيبين
قصده أبو الذواد فاسره وعليا ابنه والمزعفر أمير بني تميم وقتلهم صبرا وملك
الموصل.
وقد وجدنا في ديوان الشريف الرضي انه قتل سنة ٣٨٢ وقد رثاه
الشريف الرضي بقصيدتين موجودتين في ديوانه دالية ورائية من أجود المراثي
لا سيما الرائية وكان صديقا له وقد استفدنا من صداقة الشريف له ورثائه
إياه بأكثر من قصيدة ووصفه له فيهما بجميل الأوصاف علو مكانه وجلالة
شانه والقصيدة الرائية لفصاحة ألفاظها وكثرة معانيها فسرها أبو الفتح عثمان
ابن جني النحوي في حياة الرضي ومدحه الرضي لتفسيره إياها بقصيدة في
ديوانه فمن الدالية قوله:
تفوز بنا المنون وتستبد * ويأخذنا الزمان ولا يرد
وأنظر ماضيا في عقب ماض * لقد أيقنت أن الأمر جد
رويدا بالفرار من المنايا * فليس يفوتها الساري المجد
فأين ملوكنا الماضون قدما * أعدوا للنوائب واستعدوا
وكل فتى تحب بجانبيه * خواطر بالقناقب قب وجرد
فما دفع المنايا عنه وفر * ولا هزم النوائب عنه جند
أعارهم الزمان نعيم عيش * فيا سرعان ما نزعوا وردوا
هم فرط لنا في كل يوم * نمدهم وان لم يستمدوا
فلا الغادي يروح فترتجيه * ولا المتروح العجلان يغدو
وللانسان من هذي الليالي * وهوب لا يدوم ومسترد
تجد لنا ملابسها فيبقى * جديداها ويبلى المستجد
أ إبراهيم أما دمع عيني * عليك فما يعد ولا يحد
يفضض بالأوائل منه طرف * ويدمي بالأواخر منه خد
بكيتك للوداد ورب باك * عليك من الأقارب لا يود
وأن بكاء من تبكيه قربى * لدون بكاء من يبكيه ود
إذا غضنا الدموع أبت علينا * مناقب منك ليس لهن ند
فمنهن اشتطاطك في المساعي * وفضل العزم والباع الأشد
فأين مسابق الآجال طعنا * يعود ورمحه ريان ورد
وأن الآسر الفكاك يسري * إليه من العدى ذم وحمد
فاعناق أحاط بهن من * وأعناق أحاط بهن قد
أيا سهما رمى غرضا فأخطى * وذي الاقدار أسهمها أسد
ولو غير الردى جاثاك اقعى * به من باسك الخصم الألد
فيا أسد يصول عليه ذئب * ويا مولى يطول عليه عبد
وهل بقيت قبائله فيبقى * ربيعة أو نزار أو معد
من القوم الأولى طلبوا ونالوا * وجد بهم إلى العلياء جد
تصدع مجد أولهم فشدوا * جوانبه بأنفسهم وسدوا
إذا عد الأماجد جاء منهم * عديد كالرمال فلم يعدوا
سقاه أحم نجدي التوالي * يعم بودقه غور ونجد
إذا مخضت حوا فله جنوب * مري لقحاته برق ورعد
ولا عرى ثراه من الغوادي * ومن نوارها سبط وجعد
إذا ما الركب مر عليه قالوا * أيا حالي الصعيد سقاك عهد
(٢٥٢)

لقد كرمت يمينك قبل حيا * وقد كرم الغمام عليك بعد
ومن الرائية التي فسرها ابن جني قوله:
القي السلاح ربيعة بن نزار * أودي الردى بقريعك المغوار
وترجلي عن كل اجرد سابح * ميل الرقاب نواكس الأبصار
ودعي الأعنة من أكفك انها * فقدت مصرفها ليوم مغار
وتجنبي جر القنا فلقد مضى * عنهن كبش الفيلق الجرار
قطع الزمان لسانك العضب الشبا * وهدى تخمط فحلك الهدار
واجتاح ذاك البحر يطفح موجه * وطوى غوارب ذلك التيار
اليوم صرحت النوائب كيدها * فينا وبان تحامل الاقدار
مستنزل الأسد الهزبر برمحه * ولى وفالق هامة الجبار
وتعطلت وقفات كل كريهة * ابدا وحط رواق كل غبار
هيهات لا علق النجيع بعامل * يوما ولا علق السرى بعذار
يا تغلب ابنة وائل ما لي ارى * نجميك قد أفلا عن النظار
غربا فذاك غروبه لمنية * عجلى وذاك غروبه لأسار
ما لي رأيت فناء دارك عاطلا * من كل أبلج كالشهاب الواري
متخلي الأقطار الا من جوى * ونشيج كل خريدة معطار
وحنين ملقاة الرحال مناخة * وصهيل واضعة السروج عواري
فجعت سماؤك بالشموس وحولت * عنها وعنك مطالع الأقمار
في كل يوم نوء مجد ساقط * منها ونجم مناقب متواري
يا طالبا بالثار أعجلك الردى * عن أن تنام على وجود الثار
هجرت ركاب الركب بعدك قطعها * هول الدجى ومهاول الأوعار
أين القباب الحمر تفهق بالقرى * مهتوكة الأستار للزوار
أين القنا مركوزة تهفو بها * عذب البنود يطرن كل مطار
أين الجياد مللن من طول السرى * يقذفن بالمهرات والأمهار
من معشر غلب الرقاب جحاجح * غلبوا على الاقدار والأخطار
من كل أروع طاعن أو ضارب * أو واهب أو خالع أو قاري
ركبوا رمحاهم إلى أغراضهم * أمم العلى وجروا بغير عثار
فاستنزلوا أرزاقهم بسيوفهم * فغنوا بغير مذلة وصغار
لا ينبذون إلى الخلائف طاعة * بقعاقع الأيعا والإنذار
كثر النصير لهم فلما جاءهم * أمر الردى وجدوا بلا أنصار
هم اعجلوا داعي المنون تعرضا * للطعن بين ذوابل وشفار
نزلوا بقارعة تشابه عندها * ذل العبيد وعزة الأحرار
خرس قد اعتنقوا الصفيح وطالما * اعتنقوا الصفائح والدماء جواري
شرفا بني حمدان ان نفوسكم * من خير عرق ضارب ونجار
أنفت من الموت الذليل فأشعرت * جلدا على وقع القنا الخطار
٤٧٩: إبراهيم بن عبد الله
ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
٤٨٠: الشريف إبراهيم الأعرابي
ابن محمد الأريس الرئيس ابن جعفر السيد بن إبراهيم بن محمد بن
علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب.
في عمدة الطالب: أعقب محمد الأريس الرئيس من أربعة رجال
أحدهم إبراهيم الأعرابي وفيه العدد والبيت وكان من أجلاء بني هاشم وأمه
امرأة من قريش وفيه يقول أبو محمد عبد الله المحض ابن الحسن بن الحسن
ابن علي بن أبي طالب يرثيه:
موت إبراهيم جدي هدني وأشاب الرأس مني واشتعل
اه وقوله جدي يدل على أنه جده من قبل الأم.
٤٨١: إبراهيم بن محمد بن عبد الله
ابن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن بن العباس بن علي
ابن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب انه كان مع الحسين الكوكبي ابن علي الرخ ابن
احمد الرخ بن محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط ابن عبد الله الباهر بن
زين العابدين ع الذي خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر
وزنجان سنة ٢٥٥ فخرج إليه طاهر بن عبد الله فقتل إبراهيم بموضع من
قزوين.
٤٨٢: أبو علي إبراهيم بن محمد
ابن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين بن الحسين بن علي بن حمزة
ابن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
في عمدة الطالب انه كان قاضي حمص.
٤٨٣: الشريف أبو علي إبراهيم بن محمد
ابن محمد بن أحمد بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الكوفي والد أبي البركات عمر
النحوي صاحب شرح اللمع.
قال ياقوت مات فيما ذكره السمعاني عن ابنه أبي البركات في شوال
سنة ٤٦٦ ودفن بمسجد السهلة عن ٦٦ سنة اه ومسجد السهلة من
مساجد الكوفة المعروفة عند الشيعة المعمورة إلى اليوم. وقال ابن عساكر
توفي في شوال ٤٦٦ بالكوفة.
تشيعه
كان ولده أبو البركات عمر المذكور زيديا جاروديا كما يأتي في ترجمته
ولا يبعد كون الأب كذلك ووصفه ابن عساكر بالعلوي الزيدي ولكن
الظاهر أن المراد كونه من نسل زيد لا زيدي المذهب والظاهر أن مراده أيضا
كونه من ولد زيد الشهيد وكيف كان فهو شيعي كما يظهر للمتأمل في أحواله
الآتية وشعره الآتي:
أقوال العلماء فيه
ذكره السيوطي في بغية الوعاة وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: قدم
دمشق هو وأولاده عمر وعمار ومعد وعدنان وسكن بها مدة وما أظنه حدث
فيها بشئ ثم رجع إلى الكوفة وحدث بها عن الشريف زيد بن جعفر
العلوي الكوفي وروينا من طريقه عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعا
ليس لنبي ان يدخل بيتا مزوقا اه وقال ياقوت في معجم الأدباء: من
أهل الكوفة له معرفة حسنة بالنحو واللغة والأدب وحظ من الشعر جيد من
مثله وكان قد سافر إلى الشام ومصر ونفق على الخلفاء بمصر ثم رجع إلى
وطنه الكوفة إلى أن مات بها. قال وجدت بخط أبي سعيد السمعاني سمعت
(٢٥٣)

إبراهيم الخياط الذي كان من مشاهير عصره علما وأدبا وخطا، له كتاب
تذكرة الخطاطين خرج منه مجلد واحد.
٤٨٤: الشيخ إبراهيم ابن الشيخ حسين
ابن إبراهيم الجيلاني التنكابني
ذكره صاحب رياض العلماء في ترجمة أبيه المذكور فقال: ولهذا الشيخ
ولد كان من الطلبة وشريكنا في الدرس واسمه الشيخ إبراهيم ومات في
عصرنا هذا بأصبهان اه.
٤٨٥: السيد إبراهيم ابن السيد حسين ابن إبراهيم صاحب القبة في دهدشت ابن حسين بن زين العابدين
ابن السيد علي بن علي أصغر ابن الأمير علي أكبر ابن الأمير السيد علي المعروف بسياه
پوش دفين همذان الحسيني الموسوي البهبهاني.
توفي حدود سنة ١٣٠٠ ونيف.
كان عالما فاضلا هاجر إلى سامراء وتلمذ على الامام الميرزا السيد
محمد حسن الشيرازي الشهير.
٤٨٦: الميرزا إبراهيم بن الحسين
ابن علي بن عبد الغفار الدنبلي الخوئي.
مرت ترجمته ولم نذكر تاريخ ولادته وعلمنا بعد ذلك أنه ولد سنة
١٢٤٧ وان من مشائخه الذين قرأ عليهم السيد حسين الكوهكمري
التبريزي المعروف بالسيد حسين الترك وان من مؤلفاته زيادة على ما ذكرناه
حاشية على رسائل أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري موجودة في المكتبة
الرضوية وكتاب في الدعوات مطبوع وتلخيص كتاب البحار يحكى عن
السيد علي آغا نجل الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي انه جرت بين
المترجم وبين والده الميرزا الشيرازي مباحثة في بعض المسائل عند زيارة
المترجم للمشاهد الشريفة خالف فيها المترجم نظر الميرزا وبعد ذهابه من
سامرا إلى الكاظمية ارسل إليه الميرزا ان الحق معه وكان كريما جوادا بارا
بالفقراء والمعوزين ينفق عليهم نحو تسعة أعشار عائداته على كثرتها وينفق
على نفسه العشر فقط.
٤٨٧: الشيخ إبراهيم بن علوان
كان عالما جليلا معاصرا للعلامة الحلي له اجازة لتلميذه الشيخ عز
الدين حسين بن إبراهيم بن يحيى الاسترآبادي الذي هو تلميذ العلامة الحلي
أيضا وقرأ عليه الشرائع وله منه اجازة.
٤٨٨: الميرزا إبراهيم الفلكي
توفي سنة ١٣٥١.
كان عالما فيلسوفا متكلما رياضيا حكيما من أفاضل تلامذة الميرزا
حسن الآشتياني الطهراني الشهير والميرزا أبي الحسن جلوة له مؤلفات لم
تصل هي ولا أسماؤها إلينا ومن تلاميذه صديقنا الشيخ أبو عبد الله
الزنجاني المعروف بعلمه وفضله.
٤٨٩: الشيخ إبراهيم
ويقال محمد إبراهيم ابن الشيخ قاسم بن محمد بن جواد الكاظمي
كان عالما فاضلا له اجازة لبعض تلاميذه مختصرة تاريخها سنة
١٠٩٨.
٤٩٠: ملا إبراهيم
ويقال محمد إبراهيم بن محمد علي القمي نزيل طهران
مرت ترجمته وذكرنا انه توفي سنة ١٣١٠ ووجدنا في الذريعة انه توفي
سنة ١٣٠١ وان له كتاب الاجارات مؤلف على سبيل الاستدلال بين البسط
والاختصار موجود عند ولده الزاهد الورع الشيخ علي.
٤٩١: الشيخ إبراهيم
ابن محمد قاسم بن يوسف العاملي
وجدت بخطه اجازة من ملا محسن الفيض لحفيد أخي الفيض تاريخها
١٠٧٢ كتبها على الوافي الموجود في الخزانة الرضوية سنة ١١٢٤.
٤٩٢: الأبرد بن طهرة الطهوي التميمي
استشهد مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
الأبرد النمر سموا به على قاعدة العرب في التسمية بأسماء الوحوش
ومن أسمائهم الأبيرد تصغير أبرد وطهرة لعلها امه والطهوي نسبة إلى
طهية كسمية قبيلة من تميم والمترجم له ذكره نصر بن مزاحم في آخر كتاب
صفين مع جماعة فيه ما علم أنه من شرط كتابنا وفيهم ما علم أنه ليس من
شرطه وفيهم ما جهل حاله وذلك لوقوع اضطراب في عبارة كتاب صفين
لعله ناشئ من تعاقب النساخ مع الظن بان المترجم من شرط كتابنا لذكره
بعد جماعة هم كذلك ففي آخر كتاب صفين ما صورته: نصر عن
عمرو بن شمر عن جابر قال سمعت تميم بن جذيم الناجي يقول أصيب في
المبارزة من أصحاب علي عامر بن حنظلة الكندي يوم النهر وبسر بن زهير
الأزدي وعد بعده رجلين ثم قال والمرتفع بن الوضاح الزبيدي أصيب
بصفين وشرحبيل بن طارق البكري وعد بعده عشرين رجلا ثم قال
وصالح بن المغيرة اللخمي وكريب بن الصباح الحميري من آل ذي يرن
قتله علي والحارث بن وداعة الحميري وعد اثنين وعشرين رجلا بينهم
الكلاعي والسكسكي والغساني والعكي ثم قال والأبرد بن عقمة الحرقي
ومن أصحاب طلحة والزبير الهذيل بن الأشهل التميمي وعد بعده ثلاثة
عشر رجلا فيهم جماعة من بني ضبة منهم عمرو بن يثري الضبي وفيهم من
الأزد ثم قال وإبرهة بن زهير المذحجي وعد أربعة عشر رجلا فيهم هند
الجملي ورافع بن زيد الأنصاري وزيد بن صوحان العبدي ومالك بن جذيم
الهمداني وعلباء بن الهيثم البكري ثم قال والأبرد بن طهرة الطهوي وهو
المترجم له وعلباء بن المخارق الطائي وعد بعده رجلين ولا يخفى اضطراب
هذه الرواية وغير بعيد أن يكون وقع فيها تحريف من تعاقب النساخ وأن يكون
صوابها هكذا: أصيب من أصحاب علي يوم النهر عامر الكندي
والأربعة الذين بعده آخرهم المرتفع بن الوضاح وأصيب بصفين من
أصحاب علي كذا وهم الذين ذكرهم أولا ثم ذكر من أصيب من أهل
الشام بصفين والظاهر أن أولهم صالح اللخمي أو قبله فان السكاسك وحمير
وغسان وعك ولخم كانوا مع معاوية ثم ذكر أصحاب الجمل أولهم الهذيل
ومن بعده من بني ضبة والأزد فان أكثر القبيلتين كانوا مع عائشة ثم ذكر
أصحاب علي والظاهر أن أولهم أبرهة المذحجي فمذحج جلها من شيعة علي
ان لم يكن كلها وصعصعة قتل مع علي بصفين وعلباء وهند الجملي قتلهما
عمرو بن يثري يوم الجمل وقال: أرديت علباء وهندا في طلق ثم ذكر
المترجم له بعدهم فالظاهر أنه منهم وبذلك يغلب على الظن انه من شرط
كتابنا والله أعلم. ثم وجدنا بعد كتابة هذا ان نصرا ذكر في كتاب صفين
(٢٥٤)

أبا البركات عمر بن إبراهيم سمعت والدي يقول كنت بمصر وضاق صبري
بها فقلت:
فان تسأليني كيف أنت فإنني * تنكرت دهري والمعاهد والقربا
وأصبحت في مصر كما لا يسرني * بعيدا من الأوطان منتزحا غربا
وإني فيها كامرئ القيس مرة * وصاحبه لما بكى ورأى الدربا
فان انج من بأبي زويلا فتوبة * إلى الله ان لامس خفى لها تربا
قال السمعاني قال لي الشريف قال أبي قلت هذه الأبيات بمصر وما
كنت ضيق اليد وكان قد حصل لي من المستنصر خمسة آلاف دينار مصرية
قال وقال الشريف مرض أبي إما بدمشق أو بحلب فرأيته يبكي ويجزع فقلت
له يا سيدي ما هذا الجزع فان الموت لا بد منه قال أعرف ولكنني أشتهي أن
أموت بالكوفة وأدفن بها حتى إذا نشرت يوم القيامة أخرج رأسي من التراب
فارى بني عمي ووجوها أعرفها قال الشريف وبلغ ما أراد قال وأنشدني
أبو البركات لوالده قلت ورواها له ابن عساكر أيضا:
ارخ لها زمامها والأنسعا * ورم بها من العلى ما شسعا
وأجل بها مغتربا عن العدى * توطئك من ارض العدى متسعا
يا رائد الظعن بأكناف الحمى * بلغ سلامي ان وصلت لعلعا
وحي خدرا بأثيلات الغضى * عهدت فيه قمرا مبرقعا
كان وقوعي في يديه ولعا * وأول العشق يكون ولعا
ما ذا عليها لو رثت لساهر * لولا انتظار طيفها ما هجعا
تمنعت من وصله فكلما * زاد غراما زادها تمنعا
انا ابن سادات قريش وابن من * لم يبق في قوس الفخار منزعا
وابن علي والحسين وهما * أبر من حج ولبى وسعى
نحن بنو زيد وما زاحمنا * في المجد الا من غدا مدفعا
الأكثرين في المساعي عددا * والأطولين بالضراب أذرعا
من كل بسام المحيا لم يكن * عند المعالي والعوالي ورعا
طابت أصول مجدنا في هاشم * فطال فيها عودنا وفرعا
قال وأنشدني لأبيه قلت وأوردها ابن عساكر له في تاريخ دمشق
وكذلك أوردها السمعاني له في الأنساب:
لما أرقت بجلق * وأقض فيها مضجعي
نامدت بدر سمائها * بنواظر لم تهجع
وسألته بتوجع * وتخضع وتفجع
صف للأحبة ما ترى * من فعل بينهم معي
وأقر السلام على الحبيب * ومن بتلك الأربع
٤٩٣: الشريف إبراهيم بن موسى
ابن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
ابن أبي طالب ويعرف بالشجري.
في عمدة الطالب: كان رئيسا بالمدينة قال شيخ الشرف اعقب في
بلدان شتى وفيهم مجانين عدة وبله وسفهاء.
٤٩٤: إبراهيم بن هشام بن يحيى
ابن يحيى الغساني الدمشقي.
ولد سنة ١٥٠ وتوفي سنة ٢٣٨.
من مدحه من العلماء
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: كان محدثا سمع الحديث من جماعة
ورواه عنه جماعة وله شعر حسن وروينا بالسند إليه ومنه إلى أبي هريرة
مرفوعا لا تسبوا الدهر فان الله هو الدهر وروى عن جابر أيضا ورواه
الطبراني وقال لم يروه عن يحيى بن يحيى الا ابنه وهم ثقات. وفي ميزان
الاعتدال هو صاحب حديث أبي ذر الطويل انفرد به عن أبيه عن جده قال
الطبراني لم يرو هذا عن يحيى الا ولده وهم ثقات وذكره ابن حيان في
الثقات وغيره واخرج حديثه في الأنواع.
من قدح فيه
قال ابن عساكر قال ابن أبي حاتم أظنه لم يطلب العلم وهو كذاب
وقال علي بن الحسين بن الجنيد لا ينبغي ان يحدث عنه وكان يزيغ بعلي بن
أبي طالب. وفي ميزان الاعتدال قال ابن أبي حاتم قلت لأبي لم لا تحدث عن
إبراهيم بن هشام الغساني فقال ذهبت إلى قريته فاخرج إلي كتابا زعم أنه
سمعه من سعيد بن عبد العزيز فنظرت فإذا فيه أحاديث ضمرة عن ابن
شوذب وغيره فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث الليث بن سعد عن
عقيل فقلت له أذكر هذا فقال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ليث بن سعد
عن عقيل قالها بالكسر ورأيت في كتابه أحاديث عن سويد بن عبد العزيز
عن مغيرة فقلت هذه أحاديث سويد قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن
سويد قال أبو حاتم فأظنه لم يطلب العلم وهو كذاب قال عبد الرحمن بن أبي
حاتم فذكرت بعض هذا لعلي بن الحسين بن الجنيد فقال صدق أبو حاتم
ينبغي أن لا يحدث عنه قال أبو زرعة كذاب اه وفي لسان الميزان قال تمام
حدثنا محمد بن سليمان حدثنا محمد بن الفيض قال أدركت من شيوخنا
بدمشق من يزيغ بعلي بن أبي طالب فذكر جماعة منهم إبراهيم هذا فقال أبو
العرب عن أبي الطاهر المقدسي: إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني
دمشقي ضعيف.
تشيعه
هذا الرجل مظنون التشيع لقولهم كان يزيغ بعلي بن أبي طالب أي
يميل عن جادة الصواب بسبب اعتقاده في علي بن أبي طالب أو يميل بعلي
عن جادة الصواب فيعتقد فيه بما ليس فيه فيحتمل إرادة الزيغ في حبه أو
بغضه ولكن الأظهر إرادة حبه لقدح الجماعة فيه ولم يعهد منهم القدح في
مبغض علي فقد قبلوا رواية عمران بن حطان مادح عبد الرحمن بن ملجم
على قتله عليا وأمثاله من الخوارج ولعل المراد بحديث أبي ذر الطويل وصية
النبي صلى الله عليه وآله وسلم له التي رواها أصحابنا فكتبهم وهي طويلة جدا.
٤٩٥: المولى إبراهيم الجيلاني
من أعاظم العلماء له شرح على نهج البلاغة في ثمانية مجلدات وعلى
الصحيفة السجادية وعلى الخطبة الشقشقية وحواش على الكتب الأربعة.
وقبره في مقبرة تخت فولاذ بأصفهان يروي بالإحازة عن المجلسي كما عن
الفيض القدسي.
٤٩٦: إبراهيم الحافظ
له كتاب الأدعية كتبه سنة ١١٥٩ توجد منه نسخة في مدرسة
سبهسالار الجديدة بطهران وهي بخط يده الجيد اللطيف ويمكن ان يكون
(٢٥٥)

خبرا مسندا عن القعقاع بن الأبرد الطهوي قال والله اني لواقف قريبا من
علي بصفين الحديث ويذكر في ترجمة القعقاع. فدل ذلك على أن القعقاع
وأباه من أصحاب علي ع وكانا معه بصفين وقتل الأب بصفين.
٤٩٧: الأبرش الكلبي
روى الكليني وابن شهرآشوب في المناقب حديثا يدل على اعترافه
بفضل الباقر ع على جميع الخلق في زمانه وربما دل صدر الحديث
على أنه كان أولا على خلاف ذلك قال ابن شهرآشوب في المناقب قال
الأبرش الكلبي لهشام من هذا الذي احتوشه أهل العراق يسألونه؟ قال هذا
نبي أهل الكوفة وهو يزعم أنه ابن رسول الله وباقر العلم ومفسر القرآن
فاساله مسالة لا يعرفها فاتاه وقال يا ابن علي قرأت التوراة والإنجيل والزبور
والفرقان؟ قال نعم؟ قال: فاني أسألك عن مسائل قال سل فان كنت
مسترشدا فستنتفع بما تسأل عنه قال كم الفترة التي كانت بين محمد وعيسى
ع؟ قال أما في قولنا فسبعمائة سنة وأما في قولك فستمائة سنة
قال فأخبرني عن قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض ما الذي يأكل
الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة قال يحشر الناس على مثل
قرص النقي (١) فيها انهار متفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرع من الحساب
فقال هشام قل له ما أشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ قال هم في النار
أشغل ولم يشغلوا عن أن قالوا: إن أفيضوا علينا من الماء ومما رزقكم الله
تعالى قال فأخبرني عن قول الله تعالى: واسال من أرسلنا قبلك من
رسلنا كان في أيامه من الرسل من يسألهم فيخبروه فأجاب عن ذلك بمثل
ما تقدم من فصل الميثاق من هذا أقول لم أعثر على ما ذكره فيما تقدم من
فصول كتابه والذي ذكره المفسرون ان المراد واسال أمم من أرسلنا قبلك
على حذف المضاف أو نحو ذلك. قال فنهض الأبرش وهو يقول أنت ابن
بنت رسول الله حقا ثم صار إلى هشام فقال دعونا منكم يا بني أمية فان هذا
أعلم أهل الأرض بما في السماء والأرض فهذا ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وقد
روى الكليني هذه الحكاية عن نافع غلام ابن عمر وزاد فيها زيادة أقول
فهي واقعة أخرى مع نافع كالتي مع الأبرش والتي مع سالم مولى هشام كما
مر في مناقب الباقر ع.
وجدنا في مجموعة ورام انه روي عن الأبرش الكلبي وقد قام
ليصلح المصباح فقال صاحب المجلس له: ليس من المروءة ان يستخدم
الرجل ضيفه اه والظاهر أنه أبو مجاشع الأبرش بن الوليد الكلبي
القضاعي الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وانه كان في عصر هشام
ابن عبد الملك وبقي إلى عصر المنصور قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:
ابرش بن الوليد بتصل نسبه بقضاعة كان أحد الفصحاء من أصحاب هشام
ابن عبد الملك ولما أفضت الخلافة إلى هشام سجد من كان حوله شكرا ولم
يسجد أبرش فلما رفع هشام رأسه قال ما منعك من السجود وقد سجدت
أنا وهؤلاء فقال أما أنت فقد أتتك الخلافة فشكرت الله على عطاء جزيل
وأما هذا فكاتبك وشريكك وأما هذا فحاجبك والمؤدي عنك وإليك وأما أنا
فرجل من العرب لي بك حرمة وخاصية وأنا أخاف أن تغيرك الخلافة فعلى
ما ذا أسجد فقال له إن الذي منعك من السجود هو ما ذكرت فقال نعم
فقال له لك ذمة الله وذمة رسوله ان لا أتغير عليك فقال الآن طاب السجود
الله أكبر. وقال دخلت على هشام فسألته حاجة فامتنع علي فقلت يا أمير
المؤمنين لا بد منها فانا قد ثنينا عليها رجلا فقال ذاك أضعف لك أن تثني
رجلك على ما ليس عندك فقلت يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمد يدي
إلى شئ مما كان قبلك إلا نلته قال ولم قلت لأني رأيتك لذلك أهلا ورأيتني
مستحقه منك فقال يا أبرش ما أكثر من يرى أنه مستحق أمرا ليس له باهل
فقلت أف لك والله ما علمتك قليل الخير نكده والله لا نصيب منك الشئ
إلا بعد مسالة فإذا وصل إلينا مننت به والله ما أصبنا منك خيرا قط قال
والله ولكنا وجدنا الأعرابي أقل شئ شكرا قلت والله اني لأكره الرجل
يحصي ما يعطي. ودخل عليه أخوه سعيد بن عبد الملك ونحن في ذلك
فقال مه يا أبا مجاشع لا تقل ذلك لأمير المؤمنين فقال هشام أ ترضى بأبي
عثمان بيني وبينك قلت نعم قال سعيد ما تقول يا أبا مجاشع قلت لا تعجل
صحبت والله هذا وهو أرذل بني أبيه وأنا سيد قومي يومئذ وأكثرهم مالا
وأوجههم جاها أدعى إلى الأمور العظام من قبل الخلفاء وما يطمع هذا
يومئذ فيما صار إليه حتى إذا صار إلى البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة ثم
قال حسبك فذاك فقال هشام يا أبرش اغفرها لي فوالله لا أعود لشئ
تكرهه أبدا صدق يا أبا عثمان قال فوالله ما زال مكرما لي حتى مات وكتب
الفرزدق أبياتا إلى سعيد بن الوليد يخاطب بها الأبرش ليكلم فيه هشاما يقول
فيها:
إلى الأبرش الكلبي أسندت حاجة * تواكلها حيا تميم ووائل
على حين ان زلت بي النعل زلة * واخلف ظني كل حاف وناعل
فدونكها يا ابن الوليد فإنها * مفضلة أصحابها في المحافل
وأوتيتها يا ابن الوليد فقم بها * قيام امرئ في قومه غير جاهل
فكلم فيه هشاما فامر بتخليته فقال:
لقد وثب الكلبي وثبة حازم * إلى خير خلق الله نفسا وعنصرا
إلى خير أبناء الخلافة لم تجد * لحجته من دونه متأخرا
أ في حلف كلب من تميم وعقدها * لما سنت الآباء ان يتعمرا
وكان بين كلب وتميم حلف قديم في الجاهلية وفي ذلك يقول جرير:
تميم إلى كلب وكلب إليهم * أحق واولى من صداء وحميرا
وكان بين مسلمة وهشام تباعد وكان الأبرش الكلبي يدخل عليهما
وكان أحسن الناس عقلا وحديثا وعلما فقال له هشام كيف تكون خاصا بي
وبمسلمة على ما بيننا من المقاطعة فقال لأني كما قال الشاعر:
أعاشر قوما لست أخبر بعضهم * باسرار بعض ان صدري واسع
فقال كذلك والله أنت. وحدا الأبرش بالمنصور فقال:
أغر بين حاجبيه نوره * إذا توارى ربه ستوره
فاطرب له المنصور فامر له بدراهم فقال يا أمير المؤمنين اني حدوت
بهشام بن عبد الملك فطرب فامر لي بعشرة آلاف درهم فقال يا ربيع طالبه
بها وقد أعطاه ما لا يستحقه واخذه من غير محله فلم يزل أهل الدولة
يشفعون فيه حتى رد الدراهم وخلى سبيله اه.
٤٩٨: الابزاري
لقب عمر بن أبي زياد وحجاج الابزاري وداود الابزاري وداود بن

(١) النقي كغني الخبز الأبيض الذي نخل مرة بعد مرة ومر مثل ذلك عن سالم مولى هشام بن
عبد الملك في مناقب الباقر (ع) المؤلف
(٢٥٦)

راشد الابزاري وصالح الابزاري وعطية الابزاري وغيرهم.
٤٩٩: الابلي
لقب علي بن محمد بن شبران أبو الحسن الابلي وحفص بن عمرو بن
ميمون وعلي بن أبي طالب الحسني وغيرهم.
ما بدئ بابن أو ابنة أو أب
اعلم أن طريقة الرجاليين أن يذكروا الكنى والألقاب وما بدئ بابن
ونحوه وتراجم النساء في آخر الكتاب مبتدئين بالكنى وهي ما بدئ باب ثم
بما بدئ بابن أو ابنة ثم المصدر باخ أو أخت ثم الألقاب والأنساب ثم
تراجم النساء ونحن قد جرينا على غير هذه الطريقة فذكرنا كلا من هذه
المذكورات في بابه من حروف المعجم فاقتضى ذلك ان نذكر هنا أولا ما
بدئ بابن أو ابنة ثم الكنى وهي ما بدئ باب عكس ما فعلوا مع ترتيب
ما أضيف إليه لفظ الابن أو الأب على حروف المعجم وتأخير ما صدر باخ
أو أخت أو أم إلى محله من حروف المعجم وتفريق الألقاب والأنساب
وتراجم النساء على الأبواب بحسب ما يقتضيه ترتيب حروف المعجم
لاقتضاء مراعاة حروف المعجم ذلك وقد نبهنا على ذلك في الأمر الثالث
عشر من المقدمة الأولى وأعدناه هنا لتكون على ذكر منه.
٥٠٠: ابن ابان
اسمه الحسين بن الحسن بن أبان.
٥٠١: ابن الأبار الأندلسي
اسمه محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن ويطلق ابن الأبار
أيضا على أبي جعفر أحمد بن محمد الخولاني شاعر أمير أشبيلية.
٥٠٢: ابن أبي الأسود الدؤلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع وفي المنهج
لعل اسمه حرب.
٥٠٣: ابن أبي الياس
اسمه زيد بن محمد بن جعفر.
٥٠٤: ابن أبي أويس
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به جماعة عن محمد بن
علي بن الحسن الحسين خ ل عن محمد بن موسى عن موسى بن أبي
موسى الكوفي عن محمد بن أيوب والحسين بن علي بن زياد عن ابن أبي
أويس اه وفي معالم العلماء ابن أبي أويس له كتاب ولكن في النسخة ابن
أويس والظاهر أنه سقط لفظ أبي.
٥٠٥: ابن أبي بردة
اسمه إبراهيم بن مهزم الأسدي.
٥٠٦: ابن أبي الثلج
في نقد الرجال وغيره اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله. وفي
فهرست ابن النديم ابن أبي الثلج أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
الثلج.
٥٠٧: ابن أبي جامع
هو أحمد بن محمد بن أبي جامع.
٥٠٨: القاضي ابن أبي جرادة الحلبي
اسمه محمد بن عبد الملك بن أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة.
٥٠٩: ابن أبي الجعد
اسمه سالم بن أبي جهمة جهم بن أبي الجهم.
٥١٠: ابن أبي جمهور الأحسائي
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم ويأتي في ابن جمهور ما له دخل في
المقام.
٥١١: ابن أبي الجهم
اسمه جهم بن أبي الجهم
٥١٢: ابن أبي جيد القمي
اسمه علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد وعبر عنه النجاشي في ترجمة
جعفر بن سليمان بعلي بن أحمد بن أبي جيد وقد يعبر عنه بعلي بن أحمد
القمي وعن المحقق الداماد انه يظهر من النجاشي في مواضع انه يقال لأبيه
أحمد بن طاهر فيكون اسم أبي جيد طاهر اه.
٥١٣: ابن أبي حبيب
روى الكليني في الكافي في باب نادر بعد باب من يشتري الرقيق
فيظهر عيب وكذا الشيخ في التهذيب في باب ابتياع الحيوان عن علي بن
إبراهيم عن أبيه عن أبي حبيب عن محمد بن مسلم.
٥١٤: ابن أبي حفص
اسمه محمد بن عمر بن عبيد الرازي.
٥١٥: ابن أبي حماد
اسمه صالح بن أبي حماد.
٥١٦: ابن أبي الحمراء أو الحراء
روى الكليني في الكافي في باب ميراث ذوي الأرحام مع المولى عن
ابن فضال عنه عن أبي عبد الله ع.
٥١٧: ابن أبي حمزة البطائني
اسمه علي بن أبي حمزة.
٥١٨: ابن أبي الخطاب
اسمه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الهمداني.
٥١٩: ابن أبي داحة ويقال ابن داحة
اسمه إبراهيم بن سليمان.
٥٢٠: ابن أبي دارم
اسمه أحمد بن محمد بن السري بن يحيى.
٥٢١: ابن أبي الدنيا
اسمه عبد الله بن محمد.
٥٢٢: ابن أبي الذئب
اسمه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة.
٥٢٣: ابن أبي رافع
هو أحمد بن إبراهيم بن عبيد بن عازب الضميري الأنصاري ويطلق
(٢٥٧)

على علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخيه عبيد الله بن أبي رافع وآل
أبي رافع كثيرون.
٥٢٤: ابن أبي زاهر
هو أحمد بن أبي زاهر.
٥٢٥: ابن أبي الزرقاء
قال الميرزا في الرجال الكبير كأنه جعفر بن واقد.
٥٢٦: ابن أبي زياد
مشترك بين السكوني وغيره واسم السكوني إسماعيل بن أبي زياد.
٥٢٧: ابن أبي سارة
هو الحسن بن أبي سارة النيلي الأنصاري القرظي.
٥٢٨: ابن أبي سارة النحوي
يقال لولده محمد بن الحسن بن أبي سارة أبو جعفر الرؤاسي الكوفي
النيلي.
٥٢٩: ابن أبي سعيد المكاري
اسمه الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري.
٥٣٠: ابن أبي سمال
هو إبراهيم بن أبي بكر محمد بن أبي سمال.
٥٣١: ابن أبي سورة
اسمه أحمد بن أبي سورة محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي كما
صرح به الشيخ في كتاب الغيبة.
٥٣٢: ابن أبي شيبة الزهري
روى الكليني في الكافي في باب النوادر في آخر كتاب الطهارة عن
داود بن فرقد عنه عن أبي عبد الله ع.
٥٣٣: ابن أبي الصلت
في النقد اسمه أحمد بن محمد بن موسى اه ولكن المذكور هو ابن
الصلت لا ابن أبي الصلت كما يأتي في ترجمته وكما ذكره الشيخ في أبان بن
تغلب وأحمد بن محمد بن سعيد والنجاشي في برية العبادي.
٥٣٤: ابن أبي الصهبان
اسمه محمد بن عبد الجبار القمي ويقال محمد بن أبي الصهبان.
٥٣٥: ابن أبي طيفور المتطبب
روى الكليني في الكافي في باب فضل الماء في كتاب الأشربة عن
محمد بن الحسن بن شمون البصري عنه عن أبي الحسن الماضي ع.
٥٣٦: ابن أبي طي
اسمه يحيى بن حميدة الحلبي وقيل يحيى بن أحمد بن ظافر الطائي
الكلبي الحلي.
٥٣٧: ابن أبي ظبية
اسمه سليمان بن علي بن سليمان بن راشد بن أبي ظبية البحراني.
٥٣٨: ابن أبي العاص بن الربيع
لا يعرف اسمه ويمكن أن يكون اسمه العاص وبه كنى أبوه وأبوه أبو
العاص بن الربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسم أبي العاص لقيط أو
الزبير أو هشيم أو مهشم أو ياسر روى الكشي في رجاله قال حدثني
محمد بن قولويه والحسين بن بندار القميان قالا حدثنا سعد بن عبد الله بن
أبي خلف القمي حدثني الحسن بن موسى الخشاب ومحمد بن عيسى بن
عبيد عن علي بن أسباط عن عبد الله بن سنان سمعت أبا عبد الله روحي
وروح العالمين له الفداء يقول كان مع أمير المؤمنين ع من قريش خمسة
نفر إلى أن قال والخامس سلف أمير المؤمنين ع ابن أبي العاص بن أبي
ربيعة وهو صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو الربيع اه وتأتي الرواية في ترجمة محمد بن
أبي بكر والسلف ككبد أو بكسر السين وسكون اللام من الرجل زوج أخت
امرأته كما في القاموس والذي كان سلف أمير المؤمنين ع هو أبوه العاص
والرواية المذكورة تدل على أنه هو سلفه ويمكن أن يكون سقط لفظ ابن قبل
سلف وأبو العاص توفي قبل صفين فلا يمكن أن يكون هو المراد.
٥٣٩: ابن أبي عثمان
في البحار ورجال أبي علي هو الحسن بن علي بن أبي عثمان اه
وعبر عنه النجاشي بالحسن بن أبي عثمان ويمكن أن يكون علي يطلق
عليه ابن أبي عثمان أيضا كما يظهر من النجاشي.
٥٤٠: ابن أبي العز
في رياض العلماء هو الشيخ الفقيه الفاضل العالم المعروف الذي ذهب
مع والده العلامة الحلي والسيد مجد الدين بن طاووس من الحلة إلى قرب
بغداد لطلب الأمان من هولاكو ملك التتر لهم ولأهل الحلة والقصة مشهورة
اه أقول لم أقف على شئ من أحواله سوى ما في هذه القصة وقد
أوردها العلامة في كشف اليقين وفي كتاب الألفين في باب اخبار أمير
المؤمنين ع بالمغيبات فقال: ومن ذلك أخباره بعمارة بغداد وملك بني
العباس وأحوالهم وأخذ المغول الملك منهم رواه والدي ره وكان ذلك
سبب سلامة أهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل لأنه لما وصل
السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى
البطائح إلا القليل فكان من جملة القليل والدي والسيد مجد الدين بن
طاووس والفقيه بن العز فاجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنهم مطيعون
داخلون تحت الإيلية وانفذوا به شخصا أعجميا فانفذ السلطان إليهم فرمانا
مع شخصين أحدهما يقال له نكلة والآخر يقال له علاء الدين وقال لهما قولا
لهم إن كانت قلوبكم كما وردت به كتبكم تحضروا إلينا فجاء الأميران
فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه فقال والدي ان جئت وحدي
كفى قالا نعم فاصعد معهما فلما حضر بين يديه وكان ذلك قبل فتح بغداد
قال له كيف قدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي
إليه أمري وامر صاحبكم وكيف تامنون ان يصالحني وأرحل عنه فقال
والدي انما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
أنه قال في خطبة: الزوراء وما أدراك ما الزوراء أرض ذات أثل يشيد فيها
البنيان يتخذها ولد العباس موطنا تخدمهم أبناء فارس والروم لا يأتمرون
بمعروف ولا يتناهون عن منكر فعند ذلك الغم العميم والبكاء الطويل
والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك وهم قوم صغار الحدق
وجوههم كالمجان المطرقة لباسهم الجديد جرد مرد يقدمهم ملك يأتي من
حيث بدأ ملكهم جهوري الصوت قوي الصولة عالي الهمة لا يمر بمدينة الا
فتحها ولا ترفع عليه راية الا نكسها الويل ثم الويل لمن ناواه فلا يزال
(٢٥٨)

كذلك حتى يظفر. فلما وصف لنا ذلك ووجدنا الصفات فيكم رجوناكم
فقصدناك فطيب قلوبهم وكتب لهم فرمانا باسم والدي يطيب فيه قلوب أهل
الحلة وأعمالها اه.
٥٤١: ابن أبي العزاقر
اسمه محمد بن علي الشلمغاني.
٥٤٢: ابن أبي العساف المغافري
اسمه الحسن بن محمد الخيزراني ذكر ذلك الشيخ في الفهرست في
باب الكنى في أبي الفضل الصابوني فقال عن أبي محمد الحسن بن محمد
الخيزراني يعرف بابن أبي العساف المغافري عن أبي الفضل الصابوني. وفي
معالم العلماء في نسخة أبو الفضل الصابوني يعرف بابن أبي العساف المغافري
وفي نسخة أخرى أبو الفضل الصابوني اسمه محمد بن أحمد الجعفي ولم يذكر
انه يعرف بابن أبي العساف وهذا هو الصواب لأن ابن أبي العساف يروي
عن الصابوني وليس هو الصابوني كما سمعت التصريح في الفهرست ولعل
نسخة ابن شهرآشوب من الفهرست كان فيها نقص فوقع منه اشتباه أولا
ثم أصلحه.
٥٤٣: ابن أبي عفيلة أو غفيلة
هو الحسن بن أيوب بن أبي عفيلة.
٥٤٤: ابن أبي عقيل
اسمه الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عقيل الحذاء العماني يكنى أبا
علي.
٥٤٥: ابن أبي العلاء
اسمه الحسين بن أبي العلاء الخفاف.
٥٤٦: ابن أبي علاج الموصلي
هو والد بكر وجد أيوب بن بكر بن أبي علاج ولا ذكر له في الرجال
ولا في الأسانيد إنما المذكور حفيده أيوب ويمكن أن يكون حفيده يطلق
عليه ابن أبي علاج.
٥٤٧: ابن أبي عمران
في التعليقة هو موسى بن رنجويه ولكن الذي في ترجمته انه موسى بن
عمران لا ابن أبي عمران نعم يكنى بأبي عمران كما يأتي.
٥٤٨: ابن أبي عمير
اسمه محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى.
٥٤٩: ابن أبي عياش
اسمه أبان بن أبي عياش فيروز.
٥٥٠: ابن أبي قرة
اسمه محمد بن علي بن محمد بن أبي قرة ويقال لمحمد بن علي بن
يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة أو هما واحد.
٥٥١: ابن أبي الكرام
اسمه إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر ويقال لإبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر.
٥٥٢: ابن أبي ليلى القاضي
اسمه محمد بن عبد الرحمن الأنصاري.
٥٥٣: ابن أبي المجد
اسمه أبو الحسن علي بن أبي الفضل بن الحسن بن أبي المجد الحلبي
صاحب إشارة السبق.
٥٥٤: ابن أبي المعاذ البغدادي
اسمه أبو الحسن علي بن أبي المعاذ وفي مروج الذهب علي بن أبي
معاذ ويأتي بعنوان ابن المعاذ وذكرنا هناك أنه صحف بابن الغار.
٥٥٥: ابن أبي المغيرة
اسمه علي بن غراب.
٥٥٦: ابن أبي المقدم
اسمه عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز.
٥٥٧: ابن أبي مليقة أو مليكة
اسمه إبراهيم بن خالد العطار العبدي.
٥٥٨: ابن أبي نجران
اسمه عبد الرحمن بن أبي نجران.
٥٥٩: ابن أبي نصر
اسمه أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر البزنطي.
٥٦٠: ابن أبي هراسة
هو أبو سليمان أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي ويقال لإبراهيم بن
رجاء الشيباني ولكن مر أن إبراهيم يقال له ابن هراسة لا ابن أبي هراسة.
٥٦١: ابن أبي يحيى الرازي
روى الكليني في الكافي في باب من يكره معاملته من كتاب المعيشة
عن فضل النوفلي عنه عن أبي عبد الله ع.
٥٦٢: ابن أبي يعفور
هو عبد الله بن أبي يعفور.
٥٦٣: ابن أخت أبي بصير يحيى بن القاسم
اسمه شعيب بن يعقوب العقرقوفي.
٥٦٤: ابن أخت أبي سهل بن نوبخت
هو الحسن بن موسى النوبختي.
٥٦٥: ابن أخت أبي مالك الحضرمي
هو الحسن بن محمد الحضرمي.
٥٦٦: ابن أخت خلاد المنقري
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر.
٥٦٧: ابن أخت داود بن النعمان
هو علي بن الحكم الأنباري.
٥٦٨: ابن أخت سليمان بن الأقطع
اسمه عيص بن القاسم بن ثابت البجلي ويقال لأخيه الربيع.
(٢٥٩)

٥٦٩: ابن أخت صفوان بن يحيى
هو أبان بن محمد البجلي المعروف بالسندي وقد يطلق على سعيد
أخي فارس أيضا.
٥٧٠: ابن أخت علي بن ميمون
هو الفضل بن عثمان المرادي الصائغ الأنباري
٥٧١: ابن أخي الحصين بن عبد الرحمن
هو محمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن حكاه أبو علي في رجاله عن
المجمع.
٥٧٢: ابن أخي خلاد
في رجال الميرزا اسمه حكم بن حكيم صرح به ابن بابويه في الفقيه
في باب ما ينجس الثوب والجسد وفي النقد يظهر ذلك من الفقيه اه
ونقله في الخلاصة عن ابن بابويه.
٥٧٣: ابن أبي خيثمة وإسماعيل
هو بسطام بن الحصين.
٥٧٤: ابن أخي دعبل
هو إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي.
٥٧٥: ابن أخي ذبيان بن حكيم
اسمه أحمد بن يحيى بن الحكيم الأودي الصوفي.
٥٧٦: ابن أخي رواد
اسمه محمد بن علي بن يحيى الأنصاري.
٥٧٧: ابن أخي سعد بن معاذ
اسمه الحارث بن أوس بن معاذ.
٥٧٨: ابن أخي السكوني
في رجال أبي علي عن مجمع الرجال للشيخ عناية الله انه محمد بن
محمد بن نصر.
٥٧٩: ابن أخي شهاب بن عبد ربه
قال الميرزا اسمه إسماعيل بن عبد الخالق وكانه استفاد ذلك من كون
شهاب بن عبد ربه له أخ يسمى عبد الخالق بن عبد ربه وعبد الخالق له
ابن يسمى إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه.
٥٨٠: ابن أخي طاهر
هو الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي.
٥٨١: ابن أخي عبد الرحمن بن سيابة
هو الصباح بن سيابة على ما نص عليه الصدوق في المشيخة.
٥٨٢: ابن أخي عبد الله بن شريك
هو جعفر بن عثمان بن شريك بن عدي الكلابي.
٥٨٣: ابن أخي عبد الملك بن عمرو الأحول
اسمه هشام بن الحارث بن عمرو الخثعمي.
٥٨٤: ابن أخي علي بن عاصم المحدث
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة بن عاصم.
٥٨٥: ابن أخي فضيل
في النقد لعل اسمه الحسن بن أخي الفضيل بن يسار كما يظهر من
الكافي في باب ما ينقض الوضوء حيث روى ابن أبي عمير عن الحسن بن
أخي فضيل عن فضيل عن أبي عبد الله ع ومن كتاب المكاتب من
التهذيب حيث روى ابن أبي عمير عن ابن أخي فضيل بن يسار اه
وجزم به الميرزا في رجاله وكذا غيره.
٥٨٦: ابن أبي كثير
قال الميرزا في رجاله في بعض التوقيعات أمر ونهي إليه وتقدم سنده في
أحمد بن إبراهيم أبو حامد اه.
٥٨٧: ابن أخي محمد بن رجاء الخياط
اسمه الحسن بن محمد.
٥٨٨: ابن أخي محمد بن عثمان العمري
اسمه محمد بن أحمد بن عثمان أبو بكر البغدادي.
٥٨٩: ابن أخي المعلى بن خنيس
اسمه عبد الحميد بن أبي الديلم النبالي الكوفي.
٥٩٠: ابن إدريس
في الاخبار يراد به الحسين بن أحمد بن إدريس وفي كلام الفقهاء يراد
به محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن القاسم بن عيسى العجلي.
٥٩١: ابن أذينة
اسمه عمر بن محمد بن عبد الرحمن بن أذينة.
٥٩٢: ابن أسباط
في البحار اسمه علي وبعده عن عمه هو يعقوب بن سالم الأحمر
اه.
٥٩٣: ابن الأسود الكاتب
اسمه أحمد بن علوية الأصفهاني.
٥٩٤: ابن أشناس
هو الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن أشناس البزاز راوي الصحيفة
السجادية برواية مخالفة للصحيفة المشهورة في الأدعية.
٥٩٥: ابن أشيم
في النقد اسمه موسى بن أشيم وقد يطلق على محمد بن أشيم
ومالك بن أشيم وعلي بن أحمد بن أشيم والحسن بن أشيم يظهر ذلك من
حديث كراهة السواك من التهذيب اه.
٥٩٦: ابن أعثم الكوفي
اسمه أحمد بن أعثم على ما في معجم الأدباء والبحار وفي دائرة
المعارف الاسلامية ابن أعثم محمد بن علي بن أعثم.
٥٩٧: ابن الأعجمي اليماني
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع ووقف
على معجزته من أهل اليمن.
٥٩٨: ابن الأقساسي
يقال لجماعة منهم يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن
(٢٦٠)

محمد الأقساسي بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد ومنهم الشاعر
الحسين بن الحسن بن علي بن حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن
محمد الأقساسي ومنهم الشاعر أبوه الحسن بن علي بن حمزة وغيرهم
والاقساسيون كثيرون.
٥٩٩: ابن الإمام
اسمه محمد بن إبراهيم الملقب بالامام ابن محمد بن علي بن عبد
الله بن العباس بن عبد المطلب.
٦٠٠: ابن أم الطويل
اسمه يحيى من أصحاب السجاد ع.
٦٠١: ابن أم كلاب
اسمه عبد أو عبيد بن أبي سلمة الليثي.
٦٠٢: ابن أمية
اسمه حذيفة بن أسيد الغفاري وقيل إن ابن إدريس أبدله بابن آمنة
بالنون بدل الياء.
٦٠٣: ابن أمير الحاج العاملي
اسمه محمود بن أمير الحاج.
٦٠٤: ابن أرومة
اسمه محمد بن أرومة أبو جعفر القمي.
٦٠٥: ابن بابا القمي
اسمه الحسن بن محمد بن بابا والذي صححه ابن داود في رجاله انه
ابن يايا بيائين مثناتين من تحت وتبعه في النقد ونسب بعضهم ذلك إلى
الاشتباه.
٦٠٦: ابن بابويه
قال ابن النديم اسمه علي بن الحسين بن موسى القمي اه والأكثر
اطلاقه على الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن موسى وقد يطلق على أبيه
ونادرا على أخيه الحسين ولهما أخ ثالث اسمه الحسن.
٦٠٧: ابنا بابويه
يطلق غالبا على الصدوق وأبيه وقد يتوهم أن المراد منهما الصدوق
وأخوه الحسين وهو خطا. ويحكى عن الشيخ علي سبط الشهيد الثاني أنه
كان يظن في لفظ الصدوقين أو ابنا بابويه أن المراد بهما الصدوق وأخوه
الحسين ورأى جده في المنام وسأله عن ذلك فأخبره أن المراد بهما الصدوق
وأبوه لا أخوه. وأولاد بابويه كثيرون جدا وأكثرهم علماء أجلة وفي رجال أبي
علي: وقد كتب المحقق البحراني في تعدادهم رسالة ومع ذلك شذ عنه غير
واحد.
٦٠٨: ابن بادشالة الأصفهاني
روى الصدوق في كمال الدين مسندا أسماء جماعة ممن رأى المهدي
ع في الغيبة الصغرى ووقف على معجزاته وعد منهم من إصفهان ابن
باد شالة.
٦٠٩: السيد ابن باقي
اسمه علي بن الحسين بن حسان بن باقي القرشي.
٦١٠: القاضي ابن بدر الهمذاني الكوفي
في الرياض فاضل وهو الذي روى معجزة بالروضة المقدسة
الغروية.
٦١١: ابن البراج
اسمه عبد العزيز بن تحرير بن عبد العزيز بن البراج الطرابلسي
المعروف بالقاضي.
٦١٢: ابن برنية
اسمه هبة الله بن أحمد ووهم في النقد فقال في الكنى أبو برنية هبة
الله بن أحمد وإنما هو ابن برنية لا أبو برنية.
٦١٣: ابن بزيع
اسمه محمد بن إسماعيل بن بزيع.
٦١٤: ابن بشار
هو جعفر بن محمد بن بشار.
٦١٥: ابن بشران
اسمه علي بن محمد بن عبد الله بن بشران.
٦١٦: ابن بشير
اسمه جعفر بن بشير
٦١٧: ابن البصري
اسمه محمد بن أحمد بن محمد الحريري.
٦١٨: ابن البطائني
اسمه الحسن بن علي بن أبي حمزة.
٦١٩: ابن البطريق
اسمه يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق الحلي
الأسدي.
٦٢٠: ابن بطة
بضم الباء اسمه محمد بن جعفر بن أحمد بن بطة قال ابن أبي طي في
تاريخه ما زال الناس بحلب لا يعرفون الفرق بين ابن بطة الحنبلي وابن بطة
الشيعي حتى قدم الرشيد يعني ابن شهرآشوب فقال ابن بطة الحنبلي
بالفتح وابن بطة الشيعي بالضم اه ولنا أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة
والظاهر أنه جد هذا ولم يذكروا انه يطلق عليه ابن بطة وابن بطة وزير
عضد الدولة اسمه أبو العلاء بن بطة.
٦٢١: ابن بقاح
اسمه الحسن بن علي بن بقاح وفي المشتركات هو الحسن بن علي بن
يوسف روى عنه الحسن بن علي الكوفي كما في الفهرست وهو روى عن
معاذ الجوهري في طريق ابن بابويه إلى عمرو بن جميع.
٦٢٢: ابنا بسطام (١)
هما الحسين بن بسطام بن سابور وأخوه أبو عتاب عبد الله بن بسطام
سابور صاحبا كتاب طب الأئمة.

(١) آخر اسماهما عن موضعهما سهوا.
(٢٦١)

٦٢٣: ابن بقية
اسمه أبو طاهر محمد بن محمد بن بقية.
٦٢٤: ابن بكير
اسمه عبد الله بن بكير.
٦٢٥: ابن بلال
في فهرست ابن النديم: هو أبو الحسن علي بن بلال بن معاوية بن
أحمد المهلبي.
ابن بنت أبي حمزة الثمالي
اسمه الحسين بن حمزة.
ابن بنت أحمد بن محمد بن خالد البرقي
اسمه علي بن محمد بن أبي القاسم البرقي.
ابن أبي الياس الصيرفي
اسمه الحسن بن علي بن زياد الوشاء.
ابن بنت زيد الشحام
اسمه القاسم بن الربيع الصحاف.
ابن بنت سعد بن عبد الله
اسمه موسى بن محمد الأشعري.
ابن بندار
في البحار هو محمد بن جعفر بن بندار الفرغاني.
ابن بندار العاصمي
في الخلاصة دعا له ولابن بنت سعد بن عبد الله أبو الحسن ع
اه وله ذكر في الوكلاء المحمودين.
ابن بندار القمي
اسمه الحسين بن بندار يروي عنه الكشي.
ابن بهلول
في البحار اسمه تميم يروي عنه ابن حبيب.
ابن البيع
بتشديد الياء. اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم
المعروف بالحاكم النيشابوري.
ابن التاجر السمرقندي
اسمه جعفر بن أحمد بن أيوب.
ابن التعاويذي
اسمه أبو الفتح محمد بن عبيد الله الكاتب.
ابن تغلب
اسمه أبان بن تغلب.
ابن التيهان
اسمه مالك بن التيهان.
ابن تمام وابن تمام الدهقان
في رجال الميرزا الكبير هو محمد بن تمام من رجال الصادق ع
ومحمد بن علي بن تمام روى عنه الحسين بن عبيد الله الغضائري
والتلعكبري وهو محمد بن علي بن الفضل بن تمام.
ابن ثابت
عن جامع الرواة اسمه عمرو على ما يظهر من التهذيب في باب
الحد في السرقة ومن الاستبصار والكافي في باب حد النباش والظاهر أنه
عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ويقال ثابت لمحمد بن أبي حمزة الثمالي
ثابت بن دينار فعن جامع الرواة عن التهذيب في باب ميراث الموالي مع ذوي
الرحم عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه عن حنان لكن أبدل في الكافي في
ذلك الباب كلمة ابن بأبي ثم نقل عن مواضع من التهذيب وغيره الرواية عن
أبي ثابت عن حنان ثم قال اعلم أن أبا ثابت في جميع تلك المواضع سهو
واشتباه والصواب ابن ثابت وانه محمد بن أبي حمزة ثابت بن دينار ثم أقام
على ذلك شواهد اه ويطلق ابن ثابت على يوسف بن ثابت بن أبي
سعدة أبي أمية.
ابن جبلة
اسمه عبد الله بن جبلة بن حنان بن الحر الكناني.
ابن جبير
اسمه سعيد بن جبير.
ابن الجحام
بتقديم الجيم على الحاء اسمه محمد بن العباس بن علي.
ابن جريح
اسمه عبد الملك بن جريح المكي.
ابن جرير الطبري
رجلان سني وشيعي فالأول أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن
خالد وقيل يزيد بن كثير بن غالب صاحب التفسير والتاريخ والثاني أبو
جعفر محمد بن جرير بن رستم بن جرير اتحدا في الكنية والاسم واسم الأب
والنسبة ووصف الثاني في لسان الميزان بالمعتزلي مبني على الخلط بين الشيعي
والمعتزلي للاشتراك في بعض الأصول كما وقع كثيرا.
ابن الجعابي
قال ابن النديم اسمه عمر بن محمد بن سلام بن البراء وفي تذكرة
الحفاظ ابن الجعابي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم والظاهر أن كلا
من عمر بن محمد ومحمد بن عمر بن محمد يعرف بابن الجعابي أو أن عمر
يعرف بالجعابي ومحمد بن عمر يعرف بابن الجعابي وليس ابن الجعابي واحدا
اسمه عمر بن محمد أو محمد بن عمر كما توهم ورسم في فهرست ابن النديم
عمرو بالواو والظاهر أنه سهو من الناسخ.
ابن جعدة
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي ولكن
النسخة المعتمدة أبو جعدة كما يأتي في الكنى.
ابن جمهور
في فهرست ابن النديم اسمه محمد بن الحسين بن جمهور العمي
(٢٦٢)

اه وفي غيره اسمه محمد بن الحسن بن جمهور العمي. ويطلق على ابنه
الحسن.
ابن جمهور الأحسائي ويقال ابن أبي جمهور
في رياض العلماء يطلق في الأغلب على الشيخ شمس الدين بن
علي بن إبراهيم بن الحسن بن إبراهيم بن أبي جمهور كذا بخطه على ظهر
بعض مؤلفاته وقد يطلق على الشيخ شمس الدين علي بن محمد بن جمهور
ولا يبعد ان يكون هو ولد الأول بل يحتمل كونه عين الأول والقلب غلط
من الناسخ وقد يطلق ابن جمهور على أبي الحسن علي بن محمد بن جمهور
صاحب كتاب الواحدة المعروف.
ابن الجندي
في الرياض في الأغلب هو الشيخ أحمد بن محمد بن عمران بن
موسى بن الجراح وقد يطلق على الشيخ أبي الحسن أحمد بن محمد بن
موسى بن جندي من مشائخ الصهرشتي ومن المعاصرين للمفيد والحق
اتحادهما وقد يطلق على الشيخ أبي الحسن عبد الوهاب بن أحمد بن هارون
الغساني ولعله من العامة وقد يطلق على الشيخ أبي الفتح الجندي تلميذ أبي
يعلى الهاشمي وقد يطلق على بعض علماء العامة.
ابن الجنيد
اسمه محمد بن أحمد بن الجنيد.
ابن جني
اسمه عثمان بن جني
ابن الجواليقي
في الرياض هو من الامامية واليه أسند الشهيد الثاني في اجازته
للحسين بن عبد الصمد والد البهائي واليه ينسب بعض نسخ دعاء
السمات وقد يطلق على بعض العامة وهو الشيخ موهوب بن أحمد بن محمد
ابن الخضر الجواليقي تلميذ أبي زكريا يحيى بن علي بن الحسن بن محمد
الشيباني شارح ديوان الحماسة اه.
ابن الجهم
في الرواة اسمه هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة. وفي العلماء
اسمه مفيد الدين محمد بن جهم أو جهيم الأسدي الحلي الربعي.
ابن حاتم القزويني
اسمه علي بن حاتم.
ابن حازم
اسمه منصور بن حازم.
ابن الحاشر
اسمه أحمد بن عبد الواحد المعروف بأحمد بن عبدون.
ابن حبيب
هو بكر بن عبد الله بن حبيب.
ابن الحجاج
في الرواة اسمه عبد الله وفي الشعراء اسمه الحسين بن أحمد بن
الحجاج.
ابن الحجام
اسمه محمد بن العياش بن مروان.
ابن حذيفة
اسمه الحسن بن حذيفة بن منصور الكوفي.
ابن الحسام
اسمه الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام ويقال لمحمد بن الحسام
من شعراء الفرس.
ابن حسام
في الرياض هو من مجتهدي الأصحاب ومن أرباب الفتاوى ولم يعلم
عصره ولا اسمه ولكن ابن طي يروي عنه في كتاب المسائل مشافهة اه.
ابن حسكة
اسمه علي بن حسكة.
ابن حشيش
هو محمد بن علي بن حشيش أستاذ الشيخ الطوسي.
ابن حكيم
اسمه معاوية بن حكيم.
ابن الحمامي
هو أبو الحسن علي بن أحمد بن عمران بن حفص المقري.
ابن الحمد النحوي
اسمه أبو جعفر محمد.
ابن حماد
يطلق على ابن حماد الشاعر واسمه علي بن حماد بن عبيد بن حماد
البصري العبدي أو العدوي وربما يطلق على علي بن الحسين بن حماد الليثي
الواسطي وعلى الحسين بن علي بن الحسين بن حماد الليثي الواسطي ويوجد
في بعض القيود نسبة بعض الأشعار إلى محمد بن حماد ولعله ممن يطلق عليه
ابن حماد أيضا.
السيد ابن حماد العلوي الحسيني
في الرياض نسب إليه صاحب المجموع العتيق كتاب غرر الدلائل
والآيات في شرح السبع العلويات لابن أبي الحديد اه.
ابن حمدون الكاتب
اسمه أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن حمدون علي محمد بن
الحسن بن حمدون صاحب كتاب التذكرة.
ابن حمزة المشهدي الطوسي صاحب الوسيلة
اسمه محمد بن علي بن حمزة كما في فهرست منتجب الدين ونكت
الارشاد والبحار والفوائد النجفية وقد وقع في المقام عدة اشتباهات منها
ما عن السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني من أن صاحب الوسيلة اسمه
الحسن بن محمد بن حمزة وفي رجال أبي علي رأيت في كلام بعض متأخري
المتأخرين ان اسمه الحسن وهو وهم اه وقيل إن مراده به السيد صدر
الدين المذكور وفي أمل الآمل ابن حمزة اسمه الحسن مع أنه في الأسماء ذكره
كما في فهرست منتجب الدين ومنها ما عن المحقق الكركي في بعض
(٢٦٣)

اجازاته أنه قال من فقهاء حلب الشيخ الأجل الفقيه هبة الله بن حمزة
صاحب الوسيلة فنسب الوسيلة إلى هبة الله مع أنها لغيره وجعل صاحبها
من فقهاء حلب مع أنه من أهل طوس. وعندنا محمد بن الحسن بن حمزة
الجعفري أبو يعلى لكن ظاهر الجماعة ان اطلاق ابن حمزة لا ينصرف إليه
وتوهم صاحب نظام الأقوال انه هو صاحب الوسيلة وتبعه على هذا الوهم
السيد صدر الدين العاملي في المحكي عن حواشي المنتهى، وفي رياض
العلماء ابن حمزة يطلق على جماعة وفي الأغلب الأشهر يراد منه الشيخ أبو
جعفر الثاني الطوسي المتأخر صاحب الوسيلة وغيرها في الفقه وهو الشيخ
الامام عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة الطوسي المشهدي الفقيه
المعروف ويقال فيه محمد بن حمزة أيضا اختصارا وقد يطلق أيضا على
الشريف أبي يعلى محمد بن حمزة بن الحسن الجعفري ومحمد بن الحسن بن
حمزة الجعفري خليفة الشيخ المفيد وتلميذه والجالس مجلسه وأستاذ جد
منتجب الدين صاحب الفهرست وقد يعبر عنه بعبارات أخر ذكرت في أبي
يعلى وقد يطلق على الشيخ الجليل الحسن بن حمزة الحلبي وقد يطلق على
السيد بهاء الدين أبي الكرم محمد بن حمزة الحسيني ويطلق نادرا على الشيخ
النبيل ابن حمزة المعاصر للعلامة وكان يسال العلامة عن مسائل وظهر من
هذا التفصيل فساد كلام طائفة من أهل العصر ومن تقدمهم من نسبة كتاب
الوسيلة إلى أبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري وفي جعل صاحب
الوسيلة تلميذ المفيد ونحو ذلك من الخلط والخبط اه أقول ويطلق ابن
حمزة أيضا على الحسن بن حمزة العلوي الطبري الراوي عن ابن بطة.
ابن حميد
اسمه عاصم.
ابن الحنيفة
اسمه محمد بن علي بن أبي طالب ع.
ابن الخازن الحائري
اسمه علي بن الحسن.
ابن خالد
في البحار اسمه سليمان والذي يروي عن الرضا ع هو الحسين
الصيرفي اه.
ابن خالويه الفارسي
اسمه أبو الحسن علي بن يوسف بن مهجور.
ابن خالويه النحوي
اسمه أبو عبد الله الحسين بن محمد أو ابن أحمد بن خالويه بن
حمدان.
ابن خانبة
اسمه أحمد بن عبد الله بن مهران.
ابن خراش
اسمه أحمد بن الحسن بن خراش.
ابن خرقة
اسمه محمد بن محمد بن النضر بن منصور.
ابن الخلفة
اسمه محمد بن إسماعيل.
ابن الخمري
اسمه الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي
ابن الخياط العاملي
له مجموعة قال في الرياض رأيتها بأردبيل نقل فيها عن الشهيد جملة
من الفوائد ولعله ينقل عنه بالواسطة اه. قال وقد يطلق ابن الخياط
على الشيخ أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي الذي يروي عن
أبي محمد هارون ابن موسى التلعكبري ويروي الشيخ الطوسي عنه وليسا
بمتحدين لبعد الفاصلة بينهما اه.
ابن داب
اسمه التقي بن داب
ابن داحة ويقال ابن أبي داحة المزني
اسمه إبراهيم بن سليمان.
ابن دارم
اسمه أحمد بن محمد بن السري.
ابن داود الحلي
اسمه تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي صاحب كتاب الرجال
المشهور.
ابن داود القمي
هو محمد بن أحمد بن داود بن علي وقد يطلق على ابنه أحمد.
ابن الداية
اسمه أحمد بن يوسف بن إبراهيم الكاتب.
ابن دريد
اسمه محمد بن الحسن بن دريد.
ابن ذي الحبكة
اسمه كعب بن عبدة أو عبيدة النهدي.
ابن الرازي
اسمه جعفر بن علي بن أحمد القمي.
ابن راشد
اسمه الحسن بن راشد.
ابن راشد البحراني
هو الحسن بن محمد بن راشد.
ابن راشد المتطبب
على ما في بعض النسخ عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي
ع وعلى بعض النسخ أبو راشد كما يأتي.
ابن الراوندي
اسمه أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي.
(٢٦٤)

ابن رئاب أو رياب
اسمه علي بن رئاب.
٧٠٠: ابن رباح
بالباء الموحدة قال الميرزا في الرجال الكبير كان الغالب فيه أحمد ولنا
أيضا إسماعيل بن رباح وغيره وفي رجال أبي علي المطلق ينصرف إلى الثقة
وهو الأول اه.
٧٠١: ابن رباط
قال الميرزا: جاء لجماعة منهم الحسن والحسين وعلي يونس وعبد الله
وفي النقد ابن رباط اسمه علي بن الحسن بن رباط وقد يطلق على الحسن
والحسين ويونس بني رباط اه وبنو رباط على تعداد النجاشي اسحق
ويونس وعبد الله وعلى تعداد نصر الحسن والحسين وعلي ويونس كما مر في
ترجمة الحسن بن رباط.
٧٠٢: ابن رزيك
بالراء المهملة ثم الزاي اسمه طلائع بن رزيك الملك الصالح.
٧٠٣: ابن الرضا
اسمه عيسى بن جعفر بن علي بن محمد بن علي الرضا ع قاله في
النقد أقول كان الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا
ع يعرف هو وأبوه وجده بابن الرضا.
٧٠٤: الشريف ابن الرضا
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المقتصدين
من السادات ويمكن كونه عيسى بن جعفر المشار إليه آنفا وأورد له في
المناقب هذه الأبيات:
يا بني أحمد أناديكم اليوم وأنتم غدا لرد جوابي
ألف باب أعطيتم ثم أفضى كل باب منها إلى ألف باب
لكم الأمر كله واليكم ولديكم يؤول فصل الخطاب
٧٠٥: ابن روح
اسمه الحسين بن روح أحد السفراء.
٧٠٦: ابن الرومي
اسمه علي بن العباس بن جريخ.
٧٠٧: ابن رويدة أو ريذويه
اسمه محمد بن جعفر بن عنبسة وقد يطلق على ابنه علي بن محمد بن
جعفر.
٧٠٨: ابن الريان
اسمه علي بن الريان بن الصلت.
٧٠٩: ابن الزبير
في النقد اسمه علي بن محمد بن الزبير وفي رجال الميرزا روى عنه ابن
عبدون هو علي بن محمد بن الزبير القرشي.
٧١٠: ابن الزبير الأسدي
بفتح الزاي اسمه عبد الله بن الزبير.
٧١١: ابن زكريا القطان
هو أحمد بن يحيى بن زكريا.
٧١٢: ابن زهرة
في رياض العلماء: هو لقب جماعة من سادات أهل زهرة ويطلق في
الأغلب على السيد عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني
الحلبي صاحب غنية النزوع المشهور بالغنية وقد يطلق على أخيه السيد أبو
القاسم عبد الله بن علي صاحب كتاب الغنية عن الحجج والأدلة وقد يطلق
على ابن أخيه المذكور وهو السيد محيي الدين أبي حامد محمد بن أبي القاسم
عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي أستاذ المحقق وتلميذ أبيه وابن
شهرآشوب وغيرهما وقد يطلق على السيد بدر الدين أبي عبد الله محمد بن
إبراهيم بن محمد بن زهرة الحسيني الحلبي تلميذ العلامة الذي كتب له
العلامة الإجازة الكبيرة المعروفة المشهورة ولابنه السيد أحمد ولأخيه ولولده
الآخر ولابن أخيه ويطلق على غير هؤلاء السادة أيضا من أولاد جدهم
زهرة الحسيني كالسيد أبي طالب أحمد بن القاسم بن زهرة الحسيني تلميذ
الشهيد وكالسيد أبي طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني
الحلبي الذي هو من مشايخ الشهيد.
٧١٣: ابن زياد
اسمه مسعدة بن زياد.
٧١٤: ابن زياد الطائي
روي في باب المملوك يتزوج بغير إذن سيده عن إبان بن عثمان ان
رجلا يقال له ابن زياد الطائي قال قلت لأبي عبد الله الخ...
٧١٥: ابن زينب
اسمه محمد بن إبراهيم بن جعفر أبو عبد الله الكاتب النعماني.
٧١٦: ابن السائب الكلبي
اسمه محمد بن السائب وابنه هشام بن محمد.
٧١٧: ابن الساعي
اسمه علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله.
٧١٨: ابن السدرة
اسمه شريف الدين محمد.
٧١٩: ابن السراج
اسمه أحمد بن أبي بشر السراج.
٧٢٠: ابن سعادة البحراني
اسمه أحمد بن علي بن سعيد.
٧٢١: ابن سعدان
اسمه إبراهيم بن محمد بن سعدان بن المبارك ويقال أيضا لأبيه محمد
ابن سعدان.
٧٢٢: ابن سعيد الأكبر
في المقابيس اسمه يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي جد المحقق
الحلي وابن سعيد بلا قيد أو مع قيد الأصغر لابن ابنه يحيى بن أحمد بن
يحيى المذكور.
(٢٦٥)

٧٢٣: ابن سعيد الهاشمي
في البحار هو الحسن بن محمد بن سعيد أستاذ الصدوق.
٧٢٤: ابن السقا
اسمه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عثمان.
٧٢٥: ابن السكون
في الرياض اسمه علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن
محمد بن السكون ويظهر من حواشي البهائي على أول الصحيفة الكاملة أن
اسم ابن السكون هو محمد. وابن السكون هذا هو الذي يذكره الأصحاب
في اختلاف نسخ الصحيفة السجادية اه.
٧٢٦: أين السكيت
اسمه يعقوب بن إسحاق الملقب بالسكيت لكثرة سكوته وصمته.
٧٢٧: ابن سماعة
اسمه الحسن بن محمد بن سماعة ويطلق على محمد بن سماعة بن
موسى بن رويد وعلى جعفر بن محمد بن سماعة وعلى محمد بن سماعة بن
مهران ولا يبعد انصراف الاطلاق إلى الأول.
٧٢٨: ابن السمال
هو أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقاق.
٧٢٩: ابن سنان
يطلق على عبد الله بن سنان وعلى محمد بن سنان وعن المجمع أنه يطلق
على محمد بن سنان أخي عبد الله بن سنان وفي رجال أبي علي فيه أنه
مجهول لا ذكر له أصلا في الأخبار ولا ينصرف الاطلاق إليه مطلقا.
٧٣٠: ابن سنان الخفاجي
اسمه عبد الله بن سعيد بن محمد بن سنان.
٧٣١: ابن سورة القمي أبو عبد الله
اسمه الحسين بن محمد بن سورة.
٧٣٢: ابن سيابة
اسمه عبد الرحمن بن سيابة.
٧٣٣: ابن سينا
اسمه الحسين بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا.
٧٣٤: ابن شاذان
اسمه الفضل بن شاذان. وفي رياض العلماء: ابن شاذان في الأغلب
يطلق على الشيخ أبي الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان
القمي صاحب مائة منقبة وغيره وقد يطلق على الشيخ أبي الفضل علي بن
الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان وهو من العامة كما
يلوح من مطاوي كتاب فرائد السمطين وقد يطلق على غيره أيضا.
٧٣٥: ابن الشاذكوني
اسمه سليمان بن داود المنقري كما في سند الفقيه.
٧٣٦: ابن شاذويه المؤدب
هو علي بن الحسين بن شاذويه.
٧٣٧: ابن شبرمة القاضي
اسمه عبد الله بن شبرمة الضبي الكوفي ويقال له أبو شبرمة.
٧٣٨: ابن شبل الوكيل
في الرياض: هو بعينه أبو القاسم بن شبل أعني علي بن شبل بن أسد
شيخ النجاشي. وقد يطلق على الشاعر المجيد المعروف ولم يعلم اسمه ولا
عصره وقد يطلق على ابن شبل الشاعر من العامة اه.
٧٣٩: ابن شجاع القطان
اسمه محمد بن شجاع.
٧٤٠: ابن الشجري
اسمه هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة.
٧٤١: السيد ابن شرف شاة الحسيني
في رياض العلماء: له كتاب منهج الشيعة في فضائل وصي خاتم
الشريعة ألفه باسم السلطان أويس بهادر خان وهو من المتأخرين والظاهر أنه
غير السيد ركن الدين الاسترآبادي أعني السيد أبا محمد الحسن بن محمد بن
شرفشاه تلميذ الخواجة نصير الدين الذي قد يعبر عنه بالسيد حسن بن
شرفشاه واختلف في تشيعه وعندنا من مؤلفاته شرح على فوائد الفوائد
للخاجه نصير أستاذه. وللسيد ابن شرفشاه الحسني أيضا كتاب المنهج وقد
رأيت في استراباد بخط السيد الأمير محمد باقر الاسترآبادي نقلا عن هذا
الكتاب حكاية الرجل الناصبي الذي كان بالموصل والتماسه من رجل أراد
الحج أن يقول في الروضة النبوية يا رسول الله ما أعجبك من علي بن أبي
طالب حتى زوجته ابنتك ثم وجد مقتولا في بيته ولم يعلم قاتله وهي
معروفة اه.
٧٤٢: ابن الشريف أكمل البحراني
ذكره المحقق الشيخ أسد الله في مقدمة المقابيس فقال عند ذكر
البصروي روى عنه الفقيه الفاضل الشريف المعروف بابن الشريف أكمل
البحراني عن الشريف المرتضى اه.
٧٤٣: ابن الشريفة الواسطي
في الرياض ذكره حسن بن سليمان تلميذ الشهيد في كتاب المختصر
ونسب إليه كتاب اللباب وينقل عن كتابه ولعل الشريفة هي أمه اه.
٧٤٤: ابن شمون
هو محمد بن الحسن بن شمون.
٧٤٥: ابن شهاب
وقع في سند رواية للكشي في ترجمة عبد الرحمن بن أبي ليلى وروايته
عن الأعمش ولم يعلم المراد به وفي تهذيب التهذيب عد ابن شهاب في جملة
من يروي عن الأعمش. وعن جامع الرواة وقع ابن شهاب في طريق
للكليني في باب طلاق التي لم يدخل بها واستظهر كونه اشتباها وكون
الصواب شهاب بن عبد ربه لوجود الرواية بعينها في التهذيب والفقيه عن
شهاب بن عبد ربه بدل ابن شهاب.
(٢٦٦)

٧٤٦: ابن شهرآشوب
بشين معجمة وهاء وراء وألف وسين مهملة كما ضبطه الصفدي في
الوافي بالوفيات، هو الشيخ رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب
بن أبي نصر بن أبي الجيش المازندراني السروي.
٧٤٧: ابن شهريار الخازن
اسمه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا أمير
المؤمنين ع.
٧٤٨: ابن شيبان القزويني
اسمه الحسين بن أحمد بن شيبان.
٧٤٩: ابن شيبة الأصفهاني
روى الشيخ في التهذيب في الموثق عن علي بن مهزيار قرأت كتاب
أبي جعفر ع إلى ابن شيبة الأصفهاني فهمت ما ذكرت من أمر بناتك
وأنك لا تجد أحدا مثلك فلا تنظر في ذلك يرحمك الله الحديث.
٧٥٠: ابن شيث
اسمه عبد الرحمن بن علي.
٧٥١: ابن الشيخ
اسمه مفيد الدين أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي.
٧٥٢: ابن شيرة
اسمه علي بن محمد بن شيرة أبو الحسن.
٧٥٣: ابن الصائغ
اسمه السيد علي بن الحسين بن محمد بن محمد الصائغ الحسيني
العاملي الجزيني المعروف بابن الصائغ وذكر في الرياض إطلاقه على غيره من
العامة.
٧٥٤: ابن الصباح الرياحي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المهاجرين وفي
نسخة أبو الصباح.
٧٥٥: ابن صدقة
اسمه مسعدة بن صدقة.
٧٥٦: ابن صردر
اسمه علي بن الحسن بن الفضل
٧٥٧: ابن الصقر البصري أو النصري
عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء من شعراء أهل البيت
المجاهرين اه ويمكن كونه المذكور في شرح رسالة ابن زيدون بعنوان ابن
الصقر الواسطي وأورد له قوله:
كل رزق ترجوه من مخلوق يعتريه ضرب من التعويق
وأنا قائل وأستغفر الله مقال المجاز لا التحقيق
لست أرضى من فعل إبليس شيئا غير ترك السجود للمخلوق
٧٥٨: ابن الصلت الأهوازي
اسمه أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت الأهوازي أبو
الحسن.
٧٥٩: ابن صهيب
اسمه عبد الله بن صهيب.
٧٦٠: ابن الصوفي
اسمه علي بن محمد.
٧٦١: ابن ضريرة
اسمه أحمد بن محمد بن موسى بن عبد الرحمن بن سعد.
٧٦٢: ابن طاوس
المعروف به جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس
ويقال أيضا لأخيه السيد علي وربما أطلق على السيد عبد الكريم بن أحمد
المذكور. وفي رياض العلماء: ابن طاوس يطلق على جماعة عديدة من
أفاضل سادات آل طاوس أشهرها على السيد رضي الدين أبي القاسم
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن
محمد بن الطاووس الحسني الحلي صاحب الاقبال وقد يطلق على أخيه
أحمد بن موسى المعروف بأحمد بن طاوس صاحب كتابي الملاذ والبشرى
ويطلق أيضا على ابنه السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس صاحب فرحة
الغري وقد يطلق على السيد رضي الدين أبي القاسم علي بن عبد الكريم
المذكور وقد يطلق نادرا على أحد ابني السيد رضي الدين علي المذكور أولا
أعني السيد جلال الدين محمد ابن السيد رضي الدين علي وعلى ابنه الآخر
واسمه أيضا السيد رضي الدين علي أبو القاسم وهو قد سمي باسم والده
وكني بكنيته أعني صاحب كتاب زوائد الفوائد المعروف في الأدعية وقد
صرح بكون اسمه اسم أبيه وكنيته كنية أبيه هو نفسه في أثناء كتاب زوائد
الفوائد وقد يطلق على السيد مجد الدين بن طاوس الذي ذهب مع والد
العلامة إلى عند هولاكو طلبا للأمان لأهل الحلة عند مجئ هولاكو إلى
بغداد. قال وبما حققناه ارتفع الاشتباه بين أولي الألباب وسطع وجه عدم
الانتباه لجماعة من الأصحاب حيث خلطوا في ضبط أحوال هؤلاء السادة
الأنجاب وخبطوا في ذكر الأقوال من المؤلفات والانتساب اه.
٧٦٣: ابن طباطبا
اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
٧٦٤: الشريف ابن طباطبا النسابة الأصفهاني
عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المتقين.
٧٦٥: ابن الطبال
اسمه علي بن الحسن بن القاسم القشيري الخزاز.
٧٦٦: ابن طحال المقدادي
اسمه الحسين بن أحمد.
٧٦٧: ابن طرفة
اسمه تميم بن طرفة الطائي المسلي الكوفي.
٧٦٨: ابن طريف
اسمه سعد بن طريف.
٧٦٩: ابن الطقطقي
اسمه محمد بن علي بن علي بن طباطبا.
(٢٦٧)

٧٧٠: ابن الطيالسي
اسمه أحمد بن العباس النجاشي الصيرفي.
٧٧١: ابن طيفور المتطبب
روى الشيخ في التهذيب في باب ارتباط الخيل عن أحمد بن محمد
عمن أخبره عنه عن أبي الحسن ع.
٧٧٢: ابن طي
في الرياض: هو في الأغلب يطلق على أبي القاسم علي بن علي بن جمال
الدين محمد بن طي العاملي الشيخ الفقيه المعروف ولعل المراد جده المنقول
فتاواه في كتب الفقه وكان من المتأخرين المعاصرين لابن فهد الحلي وقد
يطلق ابن طي على الشيخ محمد بن علي بن علي بن محمد بن طي المتقدم
الذي تنقل فتاواه في كتب الفقه ويروي بعض الأخبار ولد السيد جمال
الدين بن طاوس في كتاب الدعاء المعروف الآن بزوائد الفوائد عن خطه
والظاهر أن الثاني جد الأول اه.
٧٧٣: ابن الطيار
اسمه حمزة بن محمد وفي رجال أبي علي الظاهر صحة إطلاقه على
محمد أبيه.
٧٧٤: ابن ظبيان
اسمه يونس بن ظبيان.
٧٧٥: ابن العاجز
اسمه جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي.
٧٧٦: ابن عامر
هو الحسين بن محمد بن عامر ذكره النجاشي في ترجمة عمه عبد الله
ابن عامر وذكر انه يروي كتاب عمه عنه.
٧٧٧: ابن عباد
اسمه إسماعيل بن عباد بن العباس.
٧٧٨: ابن عباس
هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ابن عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٧٧٩: ابن عبد الحميد
اسمه إبراهيم بن عبد الحميد.
٧٨٠: ابن عبد العالي
في الرياض: يطلق على ثلاثة من أفاضل علماء جبل عامل الشيخ
نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي العاملي
المعروف بالمحقق الكركي الشيخ نور الدين أو زين الدين أبو القاسم علي
ابن عبد العالي الميسي العاملي صاحب الميسية وشيخ الشهيد الثاني الشيخ
عبد العالي ابن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي العاملي الكركي وهو
ابن المحقق الكركي المذكور أولا. ومن جهة الاشتراك قد يشتبه أحوال
بعضهم ببعض فلا تغفل وقد يطلق على الشيخ لطف الله بن عبد الكريم بن
إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي العاملي المعاصر للشيخ البهائي الفقيه
المعروف صاحب المسجد بأصفهان المعروف بمسجد لطف الله بل الثالث هو
هذا فلاحظ اه.
٧٨١: ابن عبدك من أهل جرجان
اسمه محمد بن علي بن عبدك العبدكي الجرجاني.
٧٨٢: ابن عبدوس
في البحار هو عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار
وفي النقد هو أحمد بن عبدوس.
٧٨٣: ابن عبدون
اسمه أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز.
٧٨٤: ابن العتائقي
اسمه عبد الرحمن بن محمد.
٧٨٥: ابن عتبة بالتاء أو عنبة بالنون
اسمه أحمد بن علي بن الحسين صاحب عمدة الطالب.
٧٨٦: ابن عجلان
اثنان عبد الله بن عجلان ومحمد بن عجلان.
٧٨٧: ابن العديم
اسمه عمر بن أحمد بن هبة الله.
٧٨٨: ابن العرزمي
مشترك بين عبيد الله أو عبد الله أو عبيد العرزمي وبين عيسى بن
صبيح العرزمي وعبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمي وفي رجال أبي
علي الأول مجهول لا ينصرف إليه الاطلاق ولذا لم يذكره في المجمع معهما
وفي الوجيزة لم يذكر الا الأخير أقول وفي النقد لم يذكر الأول.
٧٨٩: ابن عزور
يأتي في حرف الغين المعجمة والراء.
٧٩٠: ابن عزيز المرادي
روى الكليني في باب الأشنان والسعد من الكافي عن الفضيل بن
عثمان عنه وقال هو خال أمي قال سمعت أبا عبد الله ع الخ.
٧٩١: ابن العشرة الكركي
بكسر العين وسكون الشين هو الشيخ عز الدين الحسن بن علي
المعروف بابن العشرة تلميذ ابن فهد وأبي طالب محمد ولد الشهيد.
٧٩٢: ابن عصام
في البحار هو محمد بن محمد بن عصام الكليني اه وقال الشيخ في
آخر الفهرست ابن عصام له نوادر أخبرنا بها جماعة عن أبي المفضل عن حميد
عن ابن عصام ولم يذكر اسمه وذكره النجاشي بعنوان أبو عصام كما يأتي
والذي في الفهرست الظاهر أنه هو الذي في كتاب النجاشي اما الذي في
البحار فاتحاده معه مشكوك لا سيما ان النجاشي عنونه أبو عاصم وقال ابن
شهرآشوب ابن عصام له كتاب.
٧٩٣: ابن عطية
اسمه مالك بن عطية الأحمسي.
(٢٦٨)

٧٩٤: ابن عقدة
اسمه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الزيدي. وفي الرياض قد
يطلق على ابنه أبي نعيم محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الامامي
وفي الأغلب يطلق على والده.
٧٩٥: ابن عقيل ويقال ابن أبي عقيل
اسمه الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عقيل العماني الحذاء.
٧٩٦: ابن العلقمي
اسمه مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن علي بن محمد العلقمي
القمي وزير المستعصم آخر خلفاء بني العباس وقد يطلق على ابنه شرف
الدين أبي القاسم علي.
٧٩٧: ابن علوية
اسمه أحمد بن علوية الأصبهاني.
٧٩٨: الشيخ الأمير ابن علي الجلدكي
له التقريب في أسرار التركيب في الكيمياء وله نتائج الفكر ألفه
٧٤٢ وله المصباح.
٧٩٩: ابن عم الحسين بن أبي العلاء
اسمه محمد بن عبد الله.
٨٠٠: ابن عم خلاد بن عيسى
اسمه حكم بن حكيم أبو خلاد الصيرفي.
٨٠١: ابن عم الهيثم بن أبي مسروق
اسمه داود بن محمد النهدي.
٨٠٢: ابن عمار الثقفي
اسمه أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار.
٨٠٣: القاضي ابن عمار صاحب طرابلس الشام
اسمه فخر الملك أبو علي عمار بن محمد بن عمار ويقال عمار لابنه
جلال الملك أبي الحسن علي بن عمار.
٨٠٤: ابن عمران القمي
قال ابن النديم أبو جعفر محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران صاحب
الفقه.
٨٠٥: ابن العمري
بسكون الميم اسمه محمد بن حفص بن عمرو أبو جعفر وعن المجمع
أنه يقال لمحمد بن عثمان بن سعيد اه والمعروف انه يسمى العمري.
٨٠٦: ابن العميد
اسمه أبو الفضل محمد بن الحسين بن العميد.
٨٠٧: ابن عميرة
اسمه سيف بن عميرة.
٨٠٨: ابن عنبة بالنون أو عتبة بالتاء
اسمه أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا.
٨٠٩: ابن العودي
اسمه بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني وفي
الرياض: رأيت في إجازة على ظهر السرائر لابن إدريس هكذا: للشيخ
محمد بن موسى بن الحسين بن العود كتبها فلان الدين الحسين بن الإمام
نصير الدين موسى ولعله بعينه جد ابن العودي فلاحظ اه.
٨١٠: ابن عياش
اسمه أحمد بن محمد بن عبيد الله بن حسن بن عياش.
٨١١: ابن العياشي
هو جعفر بن محمد بن مسعود العياشي.
٨١٢: ابن عيسى
هو أحمد بن محمد بن عيسى.
٨١٣: الشيخ ابن عيسى الرماني
في الرياض: رأيت في بعض المواضع انه من متأخري علماء الشيعة
وهو غير علي بن عيسى الرماني النحوي المتكلم أستاذ المفيد وقال بعض
الفضلاء في رسالته الفارسية أن الشيخ ابن عيسى الرماني المفسر من جملة
علماء الشيعة وقال إن امه بنت الشيخ الطوسي وانه قرأ على خاله أبي علي
ابن الشيخ الطوسي وانه كثير الاطلاع على مضامين كتب جده الشيخ
الطوسي قال ومن مؤلفاته كتاب كشف الغمة في فضائل الأئمة وله مؤلفات
آخر أيضا اه وكشف الغمة هذا غير كشف الغمة في معرفة الأئمة لعلي
ابن عيسى الأربلي اه.
٨١٤: ابن العين زربي
قال ابن شهرآشوب: من غلمان المرتضى له عيون الأدلة اثنا عشر
جزءا في الكلام اه وفي انساب السمعاني: العين زربي بفتح العين
المهملة والياء الساكنة بعدهما النون والزاي المفتوحة والراء الساكنة هذه
النسبة إلى عين زربة وهي بلدة من بلاد الجزيرة بقرب الرها وحران اه.
٨١٥: ابن عيينة
اسمه سفيان بن عيينة وعن المجمع انه يطلق على الحكم بن عيينة
أيضا وهو اشتباه لأن الحكم بن عتيبة بالتاء المثناة الفوقية.
٨١٦: ابن أم مكتوم (١)
اسمه عبد الله بن زائدة بن الأصم ويقال عبد الله بن عمرو بن
شريح بن قيس بن زائدة بن الأصم.
٨١٧: ابن غراب
اسمه علي بن عبد العزيز.
٨١٨: ابن غرور أبو طالب
ذكره في المحكي عن المجمع في باب الغين المعجمة وكذلك هو في
كل مكان ذكر فيه كما اعترف به أبو علي في رجاله ويحتمل كونه بالعين
المهملة والزاي ولكن صاحب التعليقة ذكره في باب العين المهملة والراء
ويحتمل كون إهمال الراء من سهو النساخ والذي وجدناه في الأكثر ابن
غرور أو عزور ويوجد قليلا غزور اما عرور فلم نجده. عن المجمع انه
أحمد بن محمد بن عمر اه والظاهر أنه سهو فان ذلك اسم ابن الجندي
وابن غرور يروي عن ابن الجندي كما يأتي في ترجمة ابن الجندي ولم أجد

(١) اخر عن محله سهوا.
(٢٦٩)

أحدا صرح باسمه غير صاحب المجمع وفي التعليقة شيخ الشيخ ذكره
العلامة في اجازته للسادة أولاد زهرة وغيره في غيرها ويظهر ذلك أيضا من
كثير من التراجم اه. وفي رجال أبي علي رأيت بخط بعض تلامذة
المجلسي عده في جملة مشايخ الشيخ اه أقول يأتي في ترجمة أحمد بن محمد
ابن عمر المعروف بابن الجندي ان الشيخ في الفهرست قال أخبرنا بجميع
كتبه ورواياته أبو طالب ابن غرور عنه وهو صريح في أنه من مشايخه ولا
حاجة إلى وجود ذلك بخط بعض تلامذة المجلسي.
٨١٩: ابن غزوان
هو محمد بن سعيد بن غزوان.
٨٢٠: ابن الغضائري
اسمه أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم وفي أمل الآمل ظن
الشهيد الثاني أنه الحسين وهو خلاف ما صرح به الشيخ في خطبة الفهرست
وغيره في مواضع من كتب الرجال بلا ريب في ذلك كما قاله الشيخ محمد بن
الحسن ابن الشهيد الثاني في حواشي كتاب الرجال لميرزا محمد.
٨٢١: ابن غيلان المدائني
روى الكليني في الكافي في باب من كان له حمل فنوى أن يسميه
محمدا من كتاب العقيقة بسنده عن علي بن الحكم عن الحسن بن سعيد قال
كنت انا وابن غيلان المدائني دخلنا على أبي الحسن الرضا ع الخ ويظهر
من الحديث المذكور تشيعه وحسن حاله.
٨٢٢: ابن فارس اللغوي
اسمه أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب.
٨٢٣: ابن الفارض
اسمه عمر بن علي بن المرشد بن علي المعروف بالفارض.
٨٢٤: ابن فرقد
اسمه يزيد بن فرقد.
٨٢٥: ابن فضال
في البحار هو الحسن بن فضال وفي النقد اسمه علي بن الحسن بن
علي بن فضال وقد يطلق على أحمد بن الحسن بن علي بن فضال ومحمد بن
الحسن بن علي بن فضال والحسن بن علي بن فضال وهو من بين الثلاثة في
الأخير أشهر اه وفي فهرست ابن النديم: ابن فضال أبو علي الحسن بن
علي بن فضال.
٨٢٦: ابن الفضل الهاشمي
اسمه إسماعيل بن الفضل.
٨٢٧: ابن الفوطي
اسمه عبد الرزاق بن أحمد بن محمد.
٨٢٨: ابن فهد الأحسائي
اسمه أحمد بن فهد بن حسن بن إدريس شهاب الدين الأحسائي
صاحب خلاصة التنقيح.
٨٢٩: ابن فهد الحلي
اسمه أحمد بن محمد بن فهد أسدي الحلي صاحب عدة الداعي
والمهذب البارع.
٨٣٠: القاضي ابن قادوس المصري
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله في أمير المؤمنين ع:
يا سيد العالم طرا * بدوهم والحضم
أن عظموا سقي الحجيج * فأنت ساقي الكوثر
أنت الامام المرتضى * وشفيعنا في المحشر
وقوله أورده في المناقب في أحوال زين العابدين ع:
أنت الامام الآمر العدل الذي * جنب البراق لجده جبريل
الفاضل الأطراف لم ير فيهم * إلا إمام طاهر وبتول
أنتم خزائن غامضات علومه * وإليكم التحريم والتحليل
فعلى الملائك أن تؤدي وحيه * بأمانة وعليكم التأويل
ذكرنا في الجزء ١٣ أن ابن قادوس الدمياطي المصري اعتمادا على ما
وجدناه في الطليعة من نسبة الشعر الذي في المناقب إليه ثم وجدنا في كتاب
شذرات الذهب في حوادث سنة ٦٣٩ ما صورته: وفيها توفي النفيس بن
قادوس القاضي أبو الكرم أسعد بن عبد الغني العدوي فرجحنا أن يكون
هو الذي نسب إليه ابن شهرآشوب الشعر الصريح في تشيعه وسبب
الترجيح وصفه بالقاضي في المناقب والذي كان قاضيا بنص المناقب
والشذرات هو أسعد لا محمود ومحمود إنما كان كاتبا للفاطميين بنص الطليعة
لكن يبعده أن صاحب المناقب مات سنة ٥٨٨ وأسعد مات بعد ذلك
بإحدى وخمسين سنة لأنه مات سنة ٦٣٩ إلا أنه يمكن أن يكون نقل عنه
وإن توفي قبله بمدة لأن أسعد عاش ٩٦ سنة ويأتي تفصيل ذلك في أسعد
وفي محمود.
٨٣١: ابن قاسم
اسمه محمد بن محمد بن الحسن الحسيني العاملي العيناثي صاحب
الاثني عشرية.
٨٣٢: ابن قبة
اسمه محمد بن عبد الرحمن بن قبة أبو جعفر الرازي ولنا محمد بن
عبد الحميد بن قبة أبو جعفر الرازي ولم يعلم أنه يطلق عليه ابن قبة.
٨٣٣: ابن قتيبة
هو علي بن محمد بن قتيبة النيشابوري.
٨٣٤: ابن القداح
اسمه عبد الله بن ميمون القداح.
٨٣٥: القاضي ابن قدامة
اسمه أحمد بن علي بن قدامة تلميذ المرتضى والرضي. ويقال ابن
قدامة لعلي بن جعفر بن الحسين بن قدامة الموسوي معاصر للسلطان سنجر
كما في مجالس المؤمنين.
٨٣٦: ابن قرط أمير الموصل
لم نعرف اسمه أورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات:
(٢٧٠)

إلهي بالميامين * هداتي من بني هاشم
بأنوارك في خلقك * والحجة في العالم
بمن صيرت جبريل * لهم يا ذا العلى خادم
بخير الحلق ختام * النبيين أبي القاسم
وبالهادي علي * وبحوراء النساء فاطم
وبالمسموم والمقتول * ظلما لعن الظالم
وبالسجاد والباقر * والصادق والكاظم
وبالمدفون في طوس * علي وابنه العالم
بحق العسكريين * وبالمنتظر القائم
٨٣٧: ابن قريعة القاضي
اسمه محمد بن عبد الرحمن.
٨٣٨: ابن قضاعة
في الرياض: نسب إليه الكفعمي في مصباحه كتاب الانتهاء ولعله القاضي
القضاعي صاحب الشهاب وفي تشيعه كلام اه.
٨٣٩: ابن القطان
اسمه محمد بن شجاع القطان الأنصاري الحلي.
٨٤٠: ابن قنبر
اسمه عبد الوهاب النهاوندي وفي نسخة أبو قنبرة.
٨٤١: ابن قولويه هو جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي ويأتي لأبيه محمد
أيضا.
٨٤٢: ابن قياما
اسمه الحسين بن قياما ويوجد مقاتل بن مقاتل بن قياما ولعل الاطلاق لا
ينصرف إليه.
٨٤٣: ابن قيس
اسمه محمد بن قيس.
٨٤٤: ابن كازر
اسمه عيسى بن راشد.
٨٤٥: ابن كبرياء النوبختي
اسمه موسى بن الحسن بن محمد بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن
نوبخت.
٨٤٦: ابن كثير
اسمه عبد الوهاب النهاوندي ولا يبعد اتحاده مع ابن قنبر المتقدم.
٨٤٧: ابن الكلبي
اسمه هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
٨٤٨: ابن كلوب
اسمه غياث بن كلوب.
٨٤٩: ابن كورة القمي
قال ابن النديم: اسمه أبو سليمان داود بن كورة من أهل قم.
٨٥٠: ابن الكوفي
اسمه أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي.
٨٥١: ابن لهيعة
اسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن قرعان بن ربيعة بن ثوبان.
٨٥٢: ابن الماهيار
اسمه محمد بن العباس بن علي بن مروان بن الماهيار.
٨٥٣: ابن المبارك
اسمه يحيى بن المبارك.
٨٥٤: ابن المتوج البحراني
في الرياض: يطلق غالبا على الشيخ جمال الدين بن ناصر بن أحمد بن
عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني وقد يطلق على والده وعلى جده.
٨٥٥: ابن المتوكل
هو محمد بن موسى بن المتوكل.
٨٥٦: ابن مثويه
اسمه علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري القمي.
٨٥٧: ابن متيل
هو الحسن بن متيل الدقاق.
٨٥٨: ابن محبوب
اسمه الحسن بن محبوب وقد يطلق على محمد بن علي بن محبوب.
٨٥٩: ابن محرز
هو عبد الله بن محرز وأخوه عقبة بن محرز وفي الكافي في باب الإشارة والنص
على أبي الحسن الرضا ع رواية عن ابن محرز عن ابن يقطين عن الكاظم ع
والظاهر أن ابن محرز فيها هو أحدهما وان قيل إن عبد الله يروي عن الباقر وهما عن
الصادق ع لامكان البقاء من آخر عهد الباقر إلى أوائل عهد الكاظم
ع.
٨٦٠: ابن محمود
في رياض العلماء هو الشيخ الفاضل الفقيه الكامل رأيت في جملة كتب
السيد نور الدين علي بن محمد أخي صاحب المدارك بخط الشيخ يونس على ظهر
تلك الكتب فوائد حسنة منقولة عن هذا الشيخ ولم اعلم عصره ولا اسمه ولا
مؤلفاته ولعله ابن سديد الدين محمود بن علي الحمصي صاحب تعليق الوافي في
الكلام اه.
٨٦١: ابن مخلد
هو أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد.
٨٦٢: ابن مدلل الحسيني الموصلي
ذكره ابن شهرآشوب في المعالم في شعراء أهل البيت المجاهرين وقال
كان أعمى نفي من الموصل، وفي نسخة ابن مدرك بدل ابن مدلل.
٨٦٣: ابن مرار
اسمه إسماعيل بن مرار.
٨٦٤: ابن مروان الكلواذاني
اسمه العباس بن عمر بن عباس بن محمد بن عبد الملك الكلواذاني
يعرف بابن مروان.
(٢٧١)

٨٦٥: ابن مروان الكوفي
اسمه أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان يدل عليه ان الشيخ في
كتاب الغيبة روى عن جماعة عن أحمد بن محمد بن عياش عن ابن مروان
الكوفي عن ابن أبي سورة. وروى عن جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد
الزراري عن أبي عبد الله محمد بن زيد بن مروان عن محمد بن علي
الجعفري ومحمد بن علي بن الرقام ثم قال قال أبو غالب وقد رأيت ابنا لأبي
سورة وفي كتاب الغيبة رواية ابن عياش عن أبي غالب فدل على أن أبا
غالب وابن أبي سورة وابن عياش وابن مروان في طبقة واحدة وان ابن
مروان هو محمد بن زيد.
٨٦٦: ابن مسرور
هو جعفر بن محمد بن مسرور.
٨٦٧: ابن مسعود
هو عبد الله بن مسعود الصحابي ويطلق ابن مسعود في كلام
الرجاليين على محمد بن مسعود العياشي الذي أكثر الكشي من الرواية
عنه.
٨٦٨: ابن مسكان
اسمه عبد الله بن مسكان قال الميرزا في الغالب عبد الله لكن في
الرجال عمران بن مسكان ومحمد بن مسكان وحسين بن مسكان وصفوان بن
مسكان فلا يحمل على غيره مع احتماله الا بقرينة صالحة اه.
٨٦٩: ابن مسكويه
اسمه أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه.
٨٧٠: ابن المشيع المدني
وفي معالم العلماء المشيع المدني بدون لفظة ابن والظاهر أنه هو المذكور
هنا وسقطت لفظة ابن أو زيدت كما أشرنا إليه في باب الميم واحتمال
السقوط أقرب من احتمال الزيادة عده ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت
المتقين وروى الصدوق في عيون أخبار الرضا عن تميم القرشي عن
أبيه عن أحمد بن علي الأنصاري قال قال ابن المشيع المدني رضي الله عنه
يرثي الرضا صلى الله عليه وآله وسلم:
يا بقعة مات بها سيد ما مثله في الناس من سيد
مات السدى من بعده والندى وشمر الموت به يقتدي
لا زال غيث الله يا قبره عليك من رائح مغتدي
كان لنا غيثا به نرتوي وكان كالنجم به نهتدي
ان عليا ابن موسى الرضا قد حل والسؤدد في ملحد
يا عين فابكي بدم بعده على انقراض المجد والسؤدد
٨٧١: ابن المطهر
وقد يقيد بالحلي في الرباض هو الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ
سيد الدين يوسف بن علي بن المطهر المعروف بالعلامة وقد يطلق على والده
سديد الدين يوسف وقد يطلق ابن المطهر على أحد فضلاء العامة وهو
صاحب شرح المفصل للزمخشري في النحو اه وفي المقاييس ابن المطهر
اسمه يوسف بن علي بن المطهر الحلي وهو والد العلامة الحلي المشهور.
٨٧٢: ابن المعاذ البغدادي
اسمه أبو الحسن علي بن المعاذ ومر بعنوان ابن أبي المعاذ وقد وقع في
نسختي المناقب والبحار المطبوعتين تارة ابن المعاذ وتارة ابن الغار وأخرى أبو
الحسن المعاذ. وابن الغار تصحيف والصواب أبو الحسن بن المعاذ.
٨٧٣: ابن المعافى
في الرياض هو الشيخ القاضي ابن قدامة يروى عن السيد المرتضى
ويروى عنه القاضي حسن الاسترآبادي ويروي ابن شهرآشوب عنه بتوسط
القاضي حسن المذكور على ما
يظهر من أول مناقب ابن شهرآشوب والظاهر أنه
ابن القاضي أحمد بن علي بن قدامة المعروف بالقاضي ابن قدامة الذي
يروي عن المرتضى والرضي إذ لا بعد في رواية الأب والابن عن المرتضى
لكن يبعده تسميته بابن المعافى الا أن يقال قد لقب القاضي ابن قدامة
بالمعافى ولا يبعد ان يكون لفظ عن قد سقط من البين في رواية ابن شهرآشوب
عن القاضي حسن الاسترآبادي وأصله هكذا عن ابن المعافى عن
القاضي ابن قدامة عن السيد المرتضى لكن يشكل بان منتجب الدين يروي
عن ابن قدامة بواسطة واحدة فكيف يروي ابن شهرآشوب المعاصر له عنه
بواسطتين ولعله غير بعيد إذ مثل ذلك كثير اه.
٨٧٤: ابن معاوية
روى الشيخ في التهذيب عن علي بن أسباط عنه عن زرارة
٨٧٥: ابن معبد
اسمه علي بن معبد.
٨٧٦: السيد ابن معبد الحسيني
في الرياض هو السيد الأجل الذي يروي القطب الراوندي عنه نهج
البلاغة وهو يروي عن الشيخ أبي عبد الله الحلواني اه.
٨٧٧: ابن معتوق
اسمه شهاب الدين الموسوي الحويزي.
٨٧٨: ابن معروف
اسمه العباس بن معروف.
٨٧٩: ابن معصوم
اسمه السيد علي صدر الدين بن السيد أحمد نظام الدين.
٨٨٠: ابن المعلم
هو الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.
٨٨١: ابن معمر الكوفي
اسمه أبو الحسين محمد بن علي بن معمر.
٨٨٢: ابن معية
اسمه أبو عبد الله محمد بن القاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن بن
معية بن سعيد الحسني الديباجي.
٨٨٣: ابن مغيرة
في البحار هو علي بن محمد بن الحسن أستاذ الصدوق اه ولم أجده
في مشايخ الصدوق ولا في كتب الاخبار.
(٢٧٢)

٨٨٤: ابن المغيرة
اسمه عبد الله بن المغيرة.
٨٨٥: ابن مفتاح الزيدي
اسمه عبد الله بن أبي القاسم بن مفتاح.
٨٨٦: ابن المقرب
اسمه محمد بن علي بن مقرب بن منصور.
٨٨٧: ابن المكاري
اسمه الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان.
٨٨٨: ابن مكانس
اسمه فخر الدين ابن مكانس.
٨٨٩: ابن مكي
قد اشتهر بذلك الشهيد الأول محمد بن مكي بن محمد بن حامد
العاملي الجزيني.
٨٩٠: ابن المكي
اسمه سعيد بن أحمد.
٨٩١: ابن مملك الأصبهاني
اسمه محمد بن عبد الله بن مملك الأصبهاني الجرجاني.
٨٩٢: ابن المنذر
روى الكليني في الكافي في باب الحرز والعوذة عن ابان عن ابن المنذر
عن أبي عبد الله ع ويمكن كونه الحسين بن المنذر البجلي.
٨٩٣: ابن منير الطرابلسي
اسمه أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح.
٨٩٤: ابن المنيرة الشيرازي
اسمه أبو عبد الله بن المنيرة وذكر هناك في الكنى.
٨٩٥: ابن موسى
هو علي بن أحمد بن موسى أستاذ الصدوق.
٨٩٦: ابن المهتدي
هو الحسن بن الحسين بن عبد العزيز بن المهتدي.
٨٩٧: ابن مهران
اسمه إسماعيل بن مهران.
٨٩٨: ابن مهرويه
هو علي بن مهرويه القزويني.
٨٩٩: ابن مهزيار
هو علي بن مهزيار ويمكن ان يطلق على أخيه إبراهيم بن مهزيار.
٩٠٠: ابن مياح
اسمه الحسين بن مياح المدائني.
٩٠١: ابن ميثم
في الرياض يطلق في الأغلب على الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن
ميثم البحراني وقد يطلق على بعض أقربائه اه وفي الأخبار هو علي بن
إسماعيل الميثمي.
٩٠٢: ابن ميمون
هو عبد الله بن ميمون المعبر عنه تارة بالقداح.
٩٠٣: ابن ناثانة
هو الحسن بن إبراهيم بن ناثانة.
٩٠٤: ابن نباتة
هو الأصبغ بن نباتة.
٩٠٥: ابن النباج
اسمه عامر بن النباج مؤذن ع.
٩٠٦: ابن النجار
في الرياض: اسمه الشيخ حسن بن علي بن حسن النجار وقد يطلق
ابن النجار على جمال الدين أحمد بن النجار تلميذ الشهيد اه أقول
وابن النجار البغدادي صاحب ذيل تاريخ بغداد اسمه محمد بن محمود.
٩٠٧: ابن النجاشي
اسمه عبد الله بن النجاشي.
٩٠٨: ابن نجدة
اسمه الشيخ شمس الدين أبو جعفر محمد ابن الشيخ تاج الدين أبي
محمد عبد العلي بن نجدة وهو الذي اجازه الشهيد بإجازة طويلة معروفة.
٩٠٩: ابن النديم
اسمه أبو الفرج محمد بن إسحاق أبي يعقوب النديم صاحب
الفهرست ويطلق على أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن
حمدون الكاتب النديم وعند الاطلاق ينصرف إلى الأول ولم يذكر في المجمع
غيره.
٩١٠: ابن نعيم
اسمه محمد بن الحسن بن محمد بن كحيل.
٩١١: ابن نما
في الرياض: ضبطه بعض الفضلاء بفتح النون وتشديد الميم والألف
الممدودة والمسموع من المشايخ بتخفيف الميم مع ضم النون أو فتحها مع
قصر الألف ثم قال يطلق على الشيخ نجم الدين جعفر ابن الشيخ نجيب
الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي
ويطلق على الشيخ نجم الدين جعفر بن نما والظاهر أنه الأول واقتصر في
النسبة فنسب إلى الجد ويطلق على الشيخ نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن
نما الحلي تلميذ ابن إدريس وعلى الشيخ نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن
جعفر بن محمد بن نما أستاذ المحقق ولعله بعينه تلميذ ابن إدريس لكنه بعيد
لأن المحقق يروي عن ابن نما السابق بواسطة جعفر بن الحسن الحلي ويطلق
على الشيخ محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما وهو جد جد الشيخ نجيب
الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر المذكور ويطلق على والد نجيب الدين
المذكور أعني جعفر بن هبة الله بن نما. ويطلق على الشيخ جلال الدين أبي
محمد الحسن بن نظام الدين أحمد بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة
الله بن نما وهو أستاذ الشهيد وسبطه نجيب الدين المذكور أستاذ المحقق.
ويطلق نادرا على جدهم الأعلى أبي البقاء أو أبي التقي هبة الله بن نما بن
(٢٧٣)

علي بن حمدون الحلي وهو ابن نما حقيقة اه وقال بعضهم إن أبا البقاء
اسمه محمد ويلقب هبة الله وأبوه نما بن علي بن حمدون فظهر ان نما يطلق
نادرا على هبة الله الذي هو ابن نما حقيقة وعلى ابنه جعفر وعلى ابن ابنه
نجيب الدين محمد أستاذ المحقق وعلى ابن ابن ابنه نجم الدين جعفر بن
نجيب الدين أستاذ العلامة والظاهر أنه إذا أطلق في كتب الفقه أريد به
أستاذ المحقق.
٩١٢: ابن نمير
يقال لرجلين عبد الله بن نمير الهمداني. عن مختصر الذهبي حجة
توفي سنة ١٩٩ وابنه محمد بن عبد الله بن نمير الخارقي الكوفي الزاهد حكى
الذهبي عن الترمذي ان ابن حنبل كان يعظم ابن نمير تعظيما عجيبا مات
سنة ٢٣٤ اه وليسا من شرط الكتاب ولذلك لم نترجم لهما في الأسماء
واكتفينا بما يذكر هنا قال الميرزا في رجاله الكبير وإنما ذكرتهما لأن العلامة في
مواضع يروي عن ابن عقدة عن ابن نمير التوثيق ونحوه فينبغي معرفته
اه وفي رجال أبي علي مر في عبد العزيز بن أبي ذئب نقل الشيخ تضعيفه
عن ابن نمير.
٩١٣: ابن نوبخت
يطلق على إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب كتاب
الياقوت في علم الكلام وما في رياض العلماء من أنه قد يطلق على إسماعيل
ابن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الياقوت هو من سهو القلم
وتبعه فيه بعض المعاصرين. وفي الرياض ابن نوبخت يطلق على
إسماعيل بن نوبخت الذي كان معاصرا لأبي نواس الشاعر الذي كان بعد
عصر الثلاثمائة إذ وفاة أبي نواس سنة ٣٥٥ وقد يطلق على الشيخ أبي
إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم الذي كان من كبار الشيعة والظاهر أنه
والد الأول اه وقد يطلق على أبي الحسن علي بن أحمد بن نوبخت.
٩١٤: ابن نوح
في الاخبار يطلق على أيوب بن نوح وعند الرجاليين على أبي العباس
أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن نوح السيرافي صاحب الرجال
ويقال أحمد بن محمد بن نوح.
٩١٥: ابن نهيك
اسمه عبد الله بن أحمد بن نهيك ويقال عبيد الله وفي النقد وأخوه
عبد الرحمن والظاهر انصراف الاطلاق إلى الأول ولذا اقتصر عليه غير
واحد. وعندنا عبد الله بن محمد النهيكي ولعله يطلق عليه ابن نهيك
أيضا.
٩١٦: ابن هاشم
هو إبراهيم والد علي بن إبراهيم بن هاشم.
٩١٧: ابن هاني الأندلسي
اسمه محمد بن هاني.
٩١٨: ابن الهبارية
اسمه محمد بن محمد بن صالح بن حمزة بن عيسى.
٩١٩: ابن هراسة
اسمه إبراهيم بن رجاء الشيباني.
٩٢٠: ابن هرمة
اسمه إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة.
٩٢١: ابن هلال الجزائري
اسمه علي بن هلال.
٩٢٢: ابن همام
في الرياض: قد يطلق عند الخاصة على أبي محمد بن همام الامامي الذي
ينسب إليه كتاب التمحيص وغيره وقد يطلق على الشيخ إسماعيل بن
همام بن عبد الرحمن الكندي البصري الذي يروي عن الصادق ع
بواسطتين وهو من القدماء ولعله عامي اه وفي البحار: ابن همام هو
إسماعيل ويكنى بأبي همام اه وفي النقد ابن همام اسمه إسماعيل بن همام
اه وفي منهج المقال بالعكس.
٩٢٣: ابن هندو
اسمه علي بن الحسين بن هندو.
٩٢٤: ابن الهيثم
اسمه أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي.
٩٢٥: ابن واضح
اسمه أحمد بن أبي يعقوب واضح المعروف باليعقوبي صاحب
التاريخ.
٩٢٦: ابن الوتار
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد.
٩٢٧: ابن الوجناء النصيبي أبو محمد
اسمه الحسن بن علي بن الوجناء ويقال الحسن بن محمد بن الوجناء
فالظاهر أنه تارة نسب إلى أبيه وتارة إلى جده.
٩٢٨: ابن وضاح
ذكره الشيخ في آخر الفهرست وقال له كتاب التفسير فيكون إماميا
لأن الفهرست وضع لمؤلفي الامامية عالما مؤلفا في التفسير وفي معالم العلماء
ابن وضاح له التفسير.
٩٢٩: ابن وكيع البغدادي التنيسي
اسمه الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف بن حيان بن صدقة
ابن زياد الضبي.
٩٣٠: ابن الوليد
في البحار هو محمد بن الحسن بن الوليد اه وفي النقد يحتمل ان
يطلق على ابنه أحمد بن محمد وعلى محمد بن الوليد الخزاز أيضا.
٩٣١: ابن وهيب الحميري
اسمه محمد بن وهيب.
٩٣٢: ابن يزيد
اسمه يعقوب بن يزيد.
٩٣٣: ابن يوسف الكاتب
اسمه أحمد بن يوسف بن إبراهيم.
(٢٧٤)

٩٣٤: ابنة أبي الأسود الدؤلي
ذكرها الشيخ منتجب الدين في كتاب الأربعين في أثناء الحكاية
الرابعة من الحكايات التي نقلها في آخره وتأتي بسندها في ترجمة عبيد بن
موسى بن أحمد الموسوي عن علي بن محمد قال رأيت ابنة أبي الأسود وبين
يدي أبيها خبيص فقالت يا أبة أطعمني فقال افتحي فاك ففتحته فوضع فيه
مثل اللوزة ثم قال لها عليك بالتمر فهو أنفع وأشبع فقالت هذا أنفع وأنجع
فقال هذا الطعام بعث به إلينا معاوية يخدعنا به عن حب علي بن أبي
طالب ع فقالت قبحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر تبا
لمرسله وآكله ثم عالجت نفسها وقاءت ما أكلت منه وأنشأت تقول باكية:
أ بالشهد المزعفر يا ابن هند نبيع عليك اسلاما ودينا
فلا والله ليس يكون هذا ومولانا أمير المؤمنينا
وقال الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره كان عمرها خمس أو ست
سنين.
٩٣٥: ابنة المولى الأصفهاني
وأخت المولى عبد الرحيم الأصفهاني الساكن بمحلة كران. في الرياض
أنها الآن بأصبهان وأنها من العلماء والكتاب المعاصرين لنا رأيت خطها
وبعض فوائدها ومن ذلك شرح اللمعة بخطها في غاية الجودة وهي تكتب
بخط النسخ وخط النسخة عليق وقد قرأت على والدها وأخيها.
٩٣٦: ابنة الشاه طهماسب الصفوي
لا نعرف اسمها، كانت عالمة فاضلة ألف جملة من العلماء لها رسائل
في أصول الفقه وغيره.
٩٣٧: ابنة السيد المرتضى علم الهدى علي بن الحسين
لا نعرف اسمها، في الرياض كانت فاضلة جليلة وتروي عن عمها
السيد الرضي كتاب نهج البلاغة ويروي عنها الشيخ عبد الرحيم البغدادي
المعروف بابن الاخوة من علماء أهل السنة على ما اورده القطب
الراوندي في آخر شرحه على نهج البلاغة على ما سبق في ترجمتي القطب
الراوندي والشيخ زين الدين أبو جعفر محمد بن عبد الحميد بن
محمد اه.
أقول ذكر في ترجمة الراوندي سعيد بن هبة الله أنه أورد في آخر
شرحه على نهج البلاغة سنده إلى الرضي من طرق العامة هكذا إلى أن قال
وأخبرنا الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الاخوة عن السيدة
التقية بنت المرتضى عن عمها الرضي اه.
٩٣٨: ابنة الشيخ علي المنشار العاملي زوجة الشيخ البهائي
في الرياض: لم أعلم اسمها، فاضلة عالمة فقيهة محدثة وكانت زوجة
شيخنا البهائي وقد قرأت على والدها وقد سمعنا من بعض المعمرين الثقات
الذي قد شاهدها في أوان صباها أنها كانت تدرس في الفقه والحديث
ونحوهما وكانت النساء تقرأ عليها وورثت من أبيها أربعة آلاف مجلد من
الكتب صارت عند الشيخ البهائي وذكر لنا بعض الأفاضل أنها وافرة العلم
كثيرة الفضل وقد بقيت بعد وفاة زوجها الشيخ البهائي مدة.
٩٣٩: ابنتا الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الرياض: كانتا عالمتين فاضلتين إحداهما أم ابن إدريس كما ذكر في
ترجمته وتأتي أيضا بعنوان أم ابن إدريس وأمها بنت المسعود بن ورام
وكانت أم ابن إدريس فيها الفضل والصلاح وقد أجازها وأختها بعض
العلماء ولعل المجيز أخوهما أبو علي ابن الشيخ الطوسي أو والدهما الشيخ
الطوسي اه ولم يعلم اسماهما.
٩٤٠: ابنة الشيخ مسعود بن ورام جدة ابن إدريس لأمه وزوجة الشيخ الطوسي
في رياض العلماء: لم أعلم اسمها وهي جدة ابن إدريس الحلي من
طرف أمه كانت فاضلة عالمة صالحة قال ومر في ترجمة ابن إدريس ان امه
بنت الشيخ الطوسي وأمها بنت مسعود بن ورام وكانت أم ابن إدريس فيها
الفضل والصلاح وقد أجازها وأختها بعض العلماء وحينئذ فبنت الشيخ
الطوسي كانت فاضلة لا بنت مسعود فلاحظ ثم قال أقول لا مانع من أن
تكون بنت مسعود فاضلة عالمة صالحة وبنت الشيخ الطوسي فيها الفضل
والصلاح اه.
استدراك
فيما يلي استدراك على ما بدئ بابن وابنة:
٩٤١: ابن أبي سلمة
اسمه عمر بن أبي سلمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
٩٤٢: ابن أخي زر بن حبيش
لم يتيسر لنا معرفة اسمه وأبوه زر بن حبيش كان من الشيعة والولد
على سر أبيه وصفه صاحب لسان العرب بالفقيه القارئ وحكى صاحب
تاج العروس وصفه بذلك عن ابن بري ولم نجد له ذكرا في طبقات القراء
للجزري والذهبي. وفي لسان العرب في مادة حرم: حرمه وأحرمه الشئ
إذا منعه إياه قال يصف امرأة:
ونبئتها أحرمت قومها * لتنكح في معشر آخرينا
قال ابن بري وانشد أبو عبيد شاهدا على أحرمت ببيتين متباعدا
أحدهما عن صاحبه وهما في قصيدة تروى لشقيق بن السليك وتروى لابن
أخي زر بن حبيش الفقيه القارئ وخطب امرأة فردته فقال:
ونبئتها أحرمت قومها * لتنكح في معشر آخرينا
فان كنت احرمتنا فاذهبي * فان النساء يخن الأمينا
وطوفي لتلتقطي مثلنا * وأقسم بالله لا تفعلينا
فاما نكحت فلا بالرفاء * إذا ما نكحت ولا بالبنينا
وزوجت أشمط في غربة * تجن الحليلة منه جنونا
خليل إماء يراوحنه * وللمحصنات ضروبا مهينا
إذا ما نقلت إلى داره * اعدي لظهرك سوطا متينا
وقلبت طرفك في مارد (١) * تظل الحمام عليه وكونا (٢)
يشمك أخبث أضراسه * إذا ما دنوت فتستنشقينا
كان المساويك في شدقه * إذا هن أكرهن يقلعن طينا
كان توالي أنيابه * وبين ثناياه غسلا لجينا (٣)

(١) المارد حصن أو قصر حياطنه عالية ملساء لا يقدر أحد على ارتقائه.
(٢) وكون جمع واكن مثل جلوس وجالس وهي الجاثمة يريد ان الحمام يقف عليه فلا يذعر
لارتفاعه.
(٣) الغسل بالكسر ما يغسل به وهو هنا الخطمي (واللحين) كأمين المضروب بالماء. شبه ما ركب
أسنانه وأنيابه من الخضرة بالخطمي المضروب بالماء كذا يفهم من لسان العرب.
(٢٧٥)

وفي تاج العروس: حرمه الشئ منعه واحرمه لغية وانشد لشاعر
يصف امرأة قال أبو محمد الأسود القندجاني في ضالة الأريب انه لشقيق بن
السليك الغاضري قال ابن بري ويروى لابن أخي زر بن حبيش الفقيه
القارئ. ونبئتها البيت.
٩٤٣: ابن أخي سعيد بن يسار
روى الكليني في باب الدعاء للكرب والهم والخوف من كتاب الدعاء
الحديث ١٥ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أخي سعيد بن يسار عن
سعيد بن يسار عن الصادق ع وهو مجهول ليس له ذكر في كتب الرجال
بمدح ولا قدح.
٩٤٤: ابن أبي نمران الهمداني
لم يتيسر لنا الآن معرفة اسمه، كان مع علي ع يوم الجمل فجعل
يرتجز ويقول ذكره ابن الأثير ونصر بن مزاحم في كتاب صفين:
جردت سيفي في رجال الأزد * اضرب في كهولهم والمرد
كل طويل الساعدين نهد
٩٤٥: ابن أبي هلال المدائني
روى الكليني في الكافي في كتاب الدعاء في باب من أبطأت عليه
الإجابة: الرواية الثالثة عن علي بن إبراهيم عن أبي عمير عن إسحاق عن
ابن أبي هلال المدائني عن حديد عن أبي عبد الله ع.
٩٤٦: ابن حبران
في معجم البلدان: جيشان، من مدن اليمن لم يزل بها علماء
وفقهاء، ومن شعرائهم ابن حبران وهو من شعراء الرافضة وصاحب الكلمة
المحرضة على المسلمين منها:
وليس حي من الاحياء نعلمه * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
الا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر
قال: وهذا يروى لدعبل اه. قوله: صاحب الكلمة المحرضة على
المسلمين، كلمة مسمومة صادرة عن قلب متشبع بالنصب، ولا غرو
فياقوت كما ذكروا في ترجمته طالع كتب الخوارج فعلق بنفسه منها شئ،
وتكلم بدمشق كلاما في حق علي بن أبي طالب أوجب إرادة التعرض له
بالأذى فهرب منها. فإذا كان ياقوت يميل إلى رأي الخوارج فاصحابه هم
الذين كفروا المسلمين واستحلوا دماءهم وأموالهم واعراضهم وحرضوا
عليهم لا هذا، وأيضا فهذا الشاعر يقول: إن جميع احياء العرب اشتركت
في دماء أهل البيت وهذا ليس معناه أن جميع أفراد كل حي اشتركوا فيه،
بل يكفي اشتراك واحد من الحي في ذلك، فهل يمكن لياقوت أو غيره ان
ينكر هذا، فالذين قتلوا الحسين ع كانوا من احياء متعددة، وقلما يكون
حي من احياء العرب ليس منه واحد معهم فهؤلاء الذين يتظلم منهم هذا
الشاعر.
٩٤٧: ابن خراش
اسمه أحمد بن الحسن.
٩٤٨: ابن دبيس الكوفي
روى الكليني في الكافي في كتاب الحدود الحديث السابع بسنده عن
أبي جميل عن ابن دبيس الكوفي عن عمر بن قيس عن الصادق ع. وهو
مجهول لا ذكر له في كتب الرجال.
٩٤٩: ابن دراج
هو جميل بن دراج.
٩٥٠: ابن راشد البحراني
له الرسالة الجوابية في علم الكلام كما كتب على ظهرها عندنا منها
نسخة وكتب على ظهرها أيضا انها تصنيف الشيخ الامام العالم العلامة العالم
الفاضل وحيد دهره وفريد عصره ابن راشد البحراني انتهى ولم نعرف
اسمه وما ذكرناه في ج ٦ من أن اسمه الحسن بن محمد بن راشد خطا كما
بيناه في الحسن بن محمد بن راشد البحراني فراجع. نعم يوجد في تلاميذ
ابن فهد الحسين بن راشد القطيفي ولا يمكن أن يكون هو بتصحيف ولا
غيره.
٩٥١: ابن زولاق المصري
اسمه الحسن بن إبراهيم بن الحسن.
٩٥٢: ابن سعد بن نبيس
لم نعرف اسمه ولا شيئا من أحواله سوى انا وجدنا له قصيدة جيدة
في بعض المجاميع في مدح أمير المؤمنين علي ورثاء ولده الحسين
ع وقد ذكر في آخرها بيتا يدل على أن اسم أبيه وجده كما ذكرناه ويأتي
والقصيدة هي هذه:
عاتبته ما رق لي ولا عطف * وصد في الحب دلالا وصدف
ومر بي يخطر في مشيته * كالغصن فاستوقفته فما وقف
مهفهف القامة مهضوم الحشي * يغار من قامته الغصن الهيف
ما الحسن في صورته تكلفا * وآفة الحسن استعارت الكلف
ما ضره لو جاد لي بنظرة * أو قبلة تشفي الأوام واللهف
أو جاد بالوصل على ذي لوعة * صب به منه غرام وكلف
عجبت منه ترفا كيف احتوى * صلدا وصلدا لم يكن فيه ترف
لو أن ما في خده في قلبه * رق لحالي ورثى لي وعطف
خد كان النار والماء معا * فيه فكيف الماء بالنار ائتلف
لله ما اسعدني لو أنه * جاد بوصلي وعن الهجر انحرف
يا شمس حسن يا قضيب بانة * يا بدر تم عنده الحسن وقف
جد وارع لي العهد القديم وارث لي * وخل عنك الهجر فالهجر سرف
ولا يغرنك مع الحسن الصبا * حسنك هذا عن قليل يختطف
فاغتنم الأيام وانعم طربا * واقتطف اللذات مهما تقتطف
فالدهر ما دامت به سعادة * ولا مشى أمر به الا وقف
الورد من خدك ظل زائل * كأنني به وقد صار كلف
كم قد رأينا قمرا في تمه * ما تم الا ليلة النصف انخسف
فاعص هوى النفس وكن في حذر * وارج من الله عن الخلق الخلف
والتمس الرشد بحب حيدر * أكرم من حل الغري والنجف
ذاك علي المرتضى خير الورى * بعد رسول الله فضلا وشرف
مولى يدور الحق معه حيثما * دار فمن حاققه فما عرف
ليث الشري يوم الوغى حيث انبرى * هادي الورى لا شطط ولا سرف
بحر الندى ملقي العدى إلى الردى * نور الهدى بدر بدا لا ينكسف
(٢٧٦)

مولى علا دون الملا فوق العلا * ورد حلا منهله لمن رشف
عالي السنار حب الفنا معطي المنى * حلو الجنا لمن دنا ثم اقتطف
سام سما حامي الحمى مروي الظما * بحر طما دونك منه فارتشف
ما مثله في علمه وحكمه * بعد النبي غابرا ومن سلف
أخو رسول الله وابن عمه * وصهره بأفضل الوصف اتصف
وارث حكمه وباب علمه * من طلب العلم فالباب وقف
محك أولاد الحلال حبه * فحبه عن طاهر الأصل كشف
مكسر الأصنام ملقي عتبة * ومرحب والليث عمرو للتلف
سائل به الخيل وسل عن سيفه * البيض وسل عنه الدروع والحجف
يا حبذا يوم الوغى وحبذا (١) * تعجز عن وصفيهما يا من وصف
لله ما بينهما من كرم * ما خلقا الا لخلق يعترف
فذاك يقري الضيف ان حل به * وذاك يقري الوحش في البر الجيف
يا أمة السوء التي تخلفت * عنه وما عنه مدى الدهر خلف
تبا لها من أمة باغية * ما عرفت حقا له ولم تخف
ويلي لذكر السبط يوم كربلا * هم وغم وبلاء وأسف
لهفي على من ظل ظمآن الحشي * وهو على الماء الزلال ملتهف
تراهم ما عرفوا محمدا * حقا وما جاءت به فيه الصحف
عجبت منهم كيف لم تأتهم * صاعقة وارضهم لم تنخسف
يا دمع جد وارو الثرى من بعده * فالحزن للقلب عليه قد ألف
يا آل طه قسما بحبكم * أقسام من بحبكم صدقا حلف
ان ابن سعد بن نبيس دهره * لا حاد عن حبكم ولا صدف
ولم يزل ينظم فيكم دررا * بنظمها تزري على در الصدف
وهذه البكر التي قد زانها * بذكركم فهي معان وطرف
٩٥٣: ابنا سعيد الحليان
هما المحقق صاحب الشرائع جعفر بن سعيد وابن عمه يحيى بن
سعيد صاحب الجامع.
٩٥٤: ابن الصقر الموصلي
ذكره الشيخ المفيد في كلامه الذي نقله عنه المرتضى في الفصول المختارة
من المجالس والعيون والمحاسن للمفيد في الفصل السابع والعشرين من الجزء
الثاني فقال: قال الشيخ أدام الله حراسته يعني المفيد حضرت مجلسا لبعض
الرؤساء وفيه جمع كثير من المتكلمين والفقهاء فألفيت أبا الحسن علي بن عيسى
الرماني يكلم رجلا من الشيعة يعرف بابن الصقر الموصلي في شئ يتعلق بالحكم
في فدك. ثم ذكر محاورة جرت بينهما في ذلك وان المفيد أخذ الكلام واسكت علي
ابن عيسى الرماني وكلام الرماني معه يدل على أنه من أهل العلم.
٩٥٥: ابن العودي النيلي
لم نعرف اسمه وقد فاتنا ذكره فيما بدئ بابن وذكرنا هناك ان ابن العودي
اسمه بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني وهو غير ابن
العودي هذا لأن ذاك تلميذ الشهيد الثاني وهذا مقدم على ابن شهرآشوب أو
معاصر له. وابن العودي النيلي لم نجد له ذكرا الا في مناقب ابن شهرآشوب ولم
نطلع من آثاره الا على قصيدة له ميمية علوية أورد أكثرها ابن شهرآشوب في
المناقب في مواضع متفرقة مرة بعنوان ابن العودي ومرة بعنوان ابن العودي النيلي
ومر في ترجمة الشيخ شهاب الدين إسماعيل ابن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله
الحسين العودي العاملي الجزيني ان صاحب الطليعة نسب أبياتا من هذه
القصيدة إلى الشيخ شهاب الدين المذكور واستظهرنا أن ابن العودي النيلي غير
شهاب الدين لأن النيل بلد بالعراق وجزين قرية في جبل عامل.
وقد عثرنا على هذه القصيدة في بعض المجاميع القديمة من خبايا الزوايا
منسوبة إلى العودي وقد رسم العودي وفوق العين ضمة ولسنا نعلم إلى أي شئ
هذه النسبة. وفي الرياض أورد اجازة الشهيد الأول للشيخ علي بن الحسن بن
محمد الخازن بالحائر الحسيني عن خط الأمير محمد أمين الشريف عن خط المولى
محمود بن محمد بن علي الجيلاني عن خط الشيخ بهاء الدين محمد بن علي الشهير
بابن بهاء الدين العودي عن خط ناصر بن إبراهيم البويهي عن خط الشهيد
انتهى فلعله صاحب القصيدة قال:
متى يشتفي من لاعج الشوق مغرم * وقد لج بالهجران من ليس يرحم
إذا هم ان يسلو أبي عن سلوه * فؤاد بنيران الأسى يتضرم
ويثنيه عن سلوانه لخريدة * عهود التصابي والهوى المتقدم
رمته بلحظ لا يكاد سليمة * من الخبل والوجد المبرح يسلم
إذا ما تلظت في الحشا منه لوعة * طفتها دموع من أماقيه سجم
مقيم على أسر الهوى وفؤاده * تغور به أيدي الهموم وتتهم
يجن الهوى عن عاذليه تجلدا * فيبدي جواه ما يجن ويكتم
يعلل نفسا بالأماني سقيمة * وحسبك من داء يصح ويسقم
رعى الله ذياك الزمان واعصرا * لهونا بها والرأس اسود أسحم
وقد غفلت عنا الليالي وأصبحت * عيون العدى عن وصلنا وهي نوم
فكم من ثدي قد ضمت غصونها * إلي وأفواه لها كنت ألثم
أجيل ذراعي لاهيا فوق منكب * وخصر غدا من ثقله يتظلم
وامتاح راحا من شنيب كأنه * من الدر والياقوت في السلك ينظم
فلما علاني الشيب وأبيض مفرقي * وبان الصبا وأعوج مني المقوم
واضحى مشيبي للعذار ملثما * به ولرأسي بالبياض يعمم
وأمسيت من وصل الغواني مخيبا * كأني من شيبي لديهن مجرم
بكيت على ما فت مني ندامة * كأني خنساء به أو متمم
وأصفيت مدحي للنبي وصنوه * وللنفر البيض الذين هم هم
هم التين والزيتون آل محمد * هم شجر الطوبى لمن يتفهم
هم جنة المأوى هم الحوض في * غد هم اللوح والسقف الرفيع المعظم
هم آل عمران هم الحج والنساء * هم سبا والذاريات ومريم
هم آل ياسين وطأها وهل أتى * هم النحل والأنفال لو كنت تعلم
هم الآية الكبرى هم الركن والصفا * هم الحج والبيت العتيق وزمزم
هم في غد سفن النجاة لمن وعى * هم العروة الوثقى التي ليس تقصم
هم الجنب جنب الله واليد في الورى * هم العين لو قد كنت تدري وتفهم
هم السر فينا والمعاني هم الأولى * نيمم في منهاجهم حيث يمموا
هم الغاية القصوى هم منتهى المنى * سل النص في القرآن ينبئك عنهم
هم في غد للقادمين سقاتهم * إذا وردوا والحوض بالماء مفعم
هم شفعاء الناس في يوم عرضهم * إلى الله فيما أسرفوا وتجرموا
هم منقذونا من لظى النار في غد * إذا ما غدت في وقدها تتضرم

(١) هكذا في النسخة ولعل الصواب (يا حبذا يوم الوغي يوم الندا) أو نحو ذلك فإن سوق الكلام
يقتضي ان أحدهما بمعنى الشجاع والثاني بمعنى السخي والظاهر وقوع سقط هنا.
(٢٧٧)

هم باهلوا نجران من داخل العبا * فعاد المنادي عنهم وهو مفحم
واقبل جبريل يقول مفاخرا * لميكال من مثلي وقد صرت منهم
فمن مثلهم في العالمين وقد غدا * لهم سيد الأملاك جبريل يخدم
ومن ذا يساميهم بفخر فضيلة * من الناس والقرآن يؤخذ عنهم
أبوهم أمير المؤمنين وجدهم * أبو القاسم الهادي النبي المكرم
فهذا إذا عد المناسب في الورى * هو الصهر والطهر النبي له حم
هم شرعوا الدين الحنيفي والتقى * وقاموا بحكم الله من حيث يحكم
وخالهم المشهور والأم فاطم * وعمهم الطيار في الخلد ينعم
وأين كزوج الطهر فاطمة أبي * الشهيدين أبناء الرسول وهم هم
إلى الله ابرا من رجال تبايعوا * على قتلهم أهل التقى كيف اقدموا
حموهم لذيذ الماء والماء مفعم * وأسقوهم كأس الردى وهو علقم
وعاثوا بال المصطفى بعد موته * بما قتل المختار بالأمس منهم
وثاروا عليه ثورة جاهلية * على أنه ما كان في القوم مسلم
وألقوهم في الغاضرية حسرا * كأنهم قف على الأرض جثم
تحاماهم وحش الفلا وتنوشهم * بأجنحة طير الفلا وهي حوم
بأسيافهم اردوهم وبدينهم * أريق بأطراف القنا منهم الدم
وانى لهم ان يبرأوا من دمائهم * وقد اسرجوها للخصام والجموا
وقد علموا ان الولاء لحيدر * ولكنه ما زال يؤذى ويظلم
فنازعه في الأمر من ليس مثله * وآخر وهو اللوذعي المقدم
وأفضوا إلى الشورى بها بين ستة * وكان ابن عوف فيهم المتوسم
متى قيس ليث الغاب يوما بغيره * وأين من الشمس المنيرة أنجم
ولكن أمور قدرت من مقدر * ولله صنع في الإرادة محكم
وكم فئة في آل احمد أهلكت * كما هلكت من قبل عاد وجرهم
فما عذرهم للمصطفى في معادهم * إذا قال لم خنتم بالي وجرتم
وما عذرهم ان قال ما ذا صنعتم * بالي من بعدي وما ذا فعلتم
نبذتم كتاب الله خلف ظهوركم * وخالفتموه بئس ما قد صنعتم
وخلفت فيكم عترتي لهداكم * فلم قمتم في ظلهم وقعدتم
قلبتم لهم ظهر المجن وجرتم * عليهم وإحساني إليكم أضعتم
وما زلتم بالقتل تطغون فيهم * إلى أن بلغتم فيهم ما أردتم
كأنهم كانوا من الروم فالتقت * سراياكم راياتهم فظفرتم
ولكن أخذتم من بني بثأركم * فحسبكم جرما على ما اجترأتم
منعتم تراثي ابنتي وسليلتي * فلم أنتم آباءكم قد ورثتم
وقلتم نبي لا تراث لولده * أللأجنبي الإرث فيما زعمتم
وهذا سليمان لداود وارث * ويحيى أباه كيف أنتم منعتم
وقلتم حرام متعة الحج والنساء * أعن ربكم أم أنتم قد شرعتم
أ لم يأت ما استمتعتم من حليلة * فاتوا لها من اجرها ما فرضتم
فهل نسخ القرآن ما كان قد اتى * بتحليله أم أنتم قد نسختم
وكل نبي جاء قبلي وصيه * مطاع وأنتم للوصي عصيتم
ففعلكم في الدين اضحى منافيا * لفعلي وامري غير ما قد امرتم
وقلتم مضى عنا بغير وصية * ألم أوص لو طاوعتم وعقلتم
وقد قلت من لم يوص من قبل موته * يمت جاهلا بل أنتم قد جهلتم
نصبت لكم بعدي إماما يدلكم * على الله فاستكبرتم وظلمتم
وقد قلت في تقديمه وولائه * عليكم بما شاهدتم وسمعتم
علي غدا مني محلا وقربة * كهارون من موسى فلم عنه حلتم
شقيتم به شقوى ثمود بصالح * وكل امرئ يبقى له ما يقدم
وملتم إلى الدنيا فتاهت عقولكم * ألا كل مغرور بدنياه يندم
لحا الله قوما جلبوا وتعاونوا * على حيدر ما ذا أساؤوا وأجرموا
وقد نصها يوم الغدير محمد * وقال لهم يا أيها الناس فاعلموا
علي وصيي فاتبعوه فإنه * امامكم بعدي إذا غبت عنكم
فقالوا رضيناه إماما وحاكما * علينا ومولى وهو فينا المحكم
رأوا رشدهم في ذلك اليوم وحده * ولكنهم عن رشدهم في غد عموا
ونازعه فيها رجال ولم يكن * لهم قدم فيها ولا متقدم
يقيم حدود الله في غير حقها * ويفتي إذا استفتي بما ليس يعلم
ويبطل هذا رأي هذا بقوله * وينقض هذا ما له ذاك يبرم
وقالوا اختلاف الناس في الدين رحمة * فلم يك من هذا يحل ويحرم
أ قد كان هذا الدين قبل اختلافهم * على النقص من دون الكمال فتمموا
اما قال إن اليوم أكملت دينكم * وأتممت بالنعماء مني عليكم
وقال أطيعوا الله ثم رسوله * تفوزوا ولا تعصوا اولي الأمر منكم
وما مات حتى أكمل الله دينه * ولم يبق أمر بعد ذلك مبهم
يقرب مفضول ويبعد فاضل * ويسكت منطيق وينطق أبكم
وهل عظمت في الدهر قط مصيبة * على الناس الا وهي في الدين أعظم
ولو أنه كان المولى عليهم * إذ لهداهم وهو بالأمر أقوم
هو العالم الحبر الذي ليس مثله * هو البطل القرم الهزبر العشمشم
٩٥٦: ابن الأطيس، وفي نسخة ابن الأطبق
اورد له ابن شهرآشوب شعرا في المناقب ولما كانت نسخة المناقب
المطبوعة كثيرة الغلط فلا وثوق بأنه غير مصحف. ومع ذلك فلسنا نعرف
اسمه ولا نعرف من أحواله شيئا فمما اورده ابن شهرآشوب في المناقب قوله
في أمير المؤمنين ع وهو بيت واحد ولا ريب انه من جملة أبيات كثيرة
وهو:
وطارق الباب على كهفهم * في الخبر المشهور عن جابر
وأورد له أيضا قوله:
من قال فيه المصطفى معلنا * ان له الحوض لدى الحشر
أنت أخي أنت وصيي كما * هارون من موساه في أمر
٩٥٧: ابن الخشاب الكاتب
اورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذا البيت:
حب علي بن أبي طالب * وسيلتي تسعف بالمغفره
ولم نعرف اسمه ويحتمل ان يكون هو عبد الله بن أحمد بن أحمد بن
أحمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب النحوي المترجم في بغية الوعاة
وغيرها ويبعده انه غير معروف بالكتابة وان قال السيوطي كان يكتب خطا
مليحا فحسن الخط غير كونه كاتبا بل هو معروف بعلم النحو فلو اراده لقال
النحوي ولم يقل الكاتب. ومر في أواخر الجزء الثامن أبو الفضل بن
الخشاب الحلبي لكنه لم يوصف بالكاتب فيبعد ارادته.
٩٥٨: ابن الصباح الرياحي
مر فيما بدئ بابن ان ابن شهرآشوب في المعالم عده من شعراء أهل
(٢٧٨)

البيت المجاهرين ثم وجدنا انه اورد في المناقب لابن الصباح في موضعين
قوله:
قال فما العين وفيما صورت * قلت هو العين علي فابتسم
قال وما أذن وعت عن ربها * قلت وعى بالاذن من غير صمم
قال وما الجنب وما فضلهم * قلت هو الجنب وحبل المعتصم
قال فما الفلك المنجي أهلها * قلت هو الفلك وأسباب النعم
قال فما الشهر الحرام يا فتى * قلت هو الشهر الحلال والحرم
قال فما الحج وما الحجر ابن * قلت فلولاه فما كان حرم
قال فبعد المصطفى الأمر لمن * كان فقلت الأمر للطهر العلم
قال فمن خير الورى من بعده * قلت علي خيرهم أبا وأم
قال فمن اقربهم لأحمد * قلت شقيق الروح أولى والرحم
قال فصحب المصطفى قلت فهل * يبلغ للمختار صهر وابن عم
قال فمن أدناهم قلت الذي * لم يتخذ من دون ذي العرش صنم
قال فمن أكرمهم قلت الذي * صدق بالخاتم في يوم العدم
قال فمن أفتكهم قلت الذي * تعرفه الحرب إذا فيها هجم
قال فمن اقدمهم قلت الذي * كان له المختار أخا يوم خم
قال فمن اعلمهم قلت الذي * كان له العلم ومذ كان علم
قال وأحد قلت ما زال بها * مثابتا حتى له الجمع انهزم
قال فسل عمرو بن ود ما له * قلت سقى عمرا بكأس لم يرم
قال وفي خيبر من نازله * قلت له من لم يكن منه سلم
قال فباب الحصن من دكدكه * قلت الذي اومى إليه فانهدم
قال وفي البصرة ما ذا نالها * قلت ملا الغدران بالبصرة دم
قال فصفين ابن لي امرها * قلت علا بالسيف أولاد التهم
قال فعند الحوض من يسقي الورى * قلت علي فهو يسقي من قدم
قال فمن هذا فدتك مهجتي * قلت له ذاك الامام المحترم
قال فما في عبد شمس مثله * قلت ولا في الخلق شبه يا ابن عم
٩٥٩: ابن العطار الواسطي الهاشمي (١)
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب بيتا واحدا وهو قوله:
ولقد أرانا الله أفضل خلقه * في الطائر المشوي لما ان دعا
ولسنا نعرف اسمه ولا نعلم شيئا من أحواله.
٩٦٠: الوزير ابن القصاب
اسمه مؤيد الدين أبو المظفر محمد بن القصاب
٩٦١: ابن كاكويه
لقبه علاء الدولة أبو جعفر بن دشمنزيار ولم نعرف اسمه وترجم في
علاء الدولة.
٩٦٢: ابن مكي
اسمه سعد أو سعيد بن أحمد.
٩٦٣: ابن مدلل الحسيني الموصلي
مر فيما بدئ بابن ولسنا نعرف اسمه واعدنا ذكره لأنا وجدنا ابن
شهرآشوب في المناقب اورد له أبياتا منها:
زر بالغري العالم الرباني * علم الهدى ودعائم الايمان
وقل السلام عليك يا خير الورى * يا أيها النبأ العظيم الشأن
يا من على الأعراف يعرف فضله * يا قاسم الجنات والنيران
نار تكون قسيمها يا عدتي * انا آمن منها على جثماني
٩٦٤: ابن نباتة السعدي
اسمه أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن محمد بن أحمد بن نباتة. وهو
غير ابن نباتة الحذقي الفارقي صاحب الخطب المشهورة واسمه أبو يحيى عبد
الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة.
٩٦٥: ابن نصار صاحب النعي
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم بن نصار الشيباني النجفي.
٩٦٦: ابنة بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل زوجة الدويدار الكبير
توفيت سنة ٦٣٥ وعمرها نيف وعشرون سنة.
يدل كلام ابن الفوطي في الحوادث الجامعة ان لؤلؤا هذا كان له
ابنتان إحداهما زوجة الأمير علاء الدين أبي شجاع الطبرسي المعروف
بالدويدار الكبير والثانية زوجة مجاهد الدين أيبك الخاص المستنصري
المعروف بالدويدار الصغير والدويدار من أصحاب الوظائف الكبيرة في
الدولة العباسية وهي كلمة فارسية مركبة فيما احسب من ديدن وهو
الاسراع في المشي ودار بمعنى صاحب ويدل كلام المقريزي في الخطط ان
هذه الرتبة كانت في دولة المماليك في مصر الا انه سماه الدوادار ورتبته
الدوادارية وهو تحريف بسبب كثرة الاستعمال. قال المقريزي: ومن عادة
الدولة ان يكون بها من أمرائها من يقال لها الدوادار وموضوعه لتبليغ
الرسائل عن السلطان وابلاغ عامة الأمور وتقديم القصص إلى السلطان
والمشاورة على من يحضر إلى الباب وتقديم البريد انتهى فهو شبيه بوزير
البلاط في هذا العصر.
ولم يذكر ابن الفوطي ولا غيره اسمها ولا نعلم من أحوالها شيئا من
أدب وفضل يستحقان به الذكر في كتابنا سوى أنهما ابنتا أمير كبير أصله
مملوك وزوجتا من له وظيفة كبرى في الدولة العباسية واتفق ان كلا الزوجين
يلقب بالدويدار ونحن نترجم كل واحدة على حدة.
اما الأولى فلم يذكر المؤرخون اسمها وإنما عرف أنها زوجة الأمير
علاء الدين أبي شجاع الطبرسي المعروف بالدويدار الكبير مما ذكره ابن
الفوطي في الحوادث الجامعة في حوادث سنة ٦٣٣ من أن أخاها الأمير ركن
الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ لما جاء إلى بغداد تلك السنة قصد دار
أخته زوجة علاء الدين المذكور فعمل له دعوة جميلة وقد ذكرنا ذلك في
ترجمة أخيها إسماعيل ج ١٤ وذكر ابن الفوطي في حوادث سنة ٦٢٨ أن
الخليفة أنعم على علاء الدين هذا بدار وفي فوائد بعض المعاصرين المنقبين
ان الذي سهل تزوج علاء الدين فيها هو الخليفة المستنصر بالله وإعطاء ليلة
دخوله مائة ألف دينار واقطعه قوسان فكان يحصل له منها بالاملاك التي
استجدها حدود ثلثمائة ألف دينار انتهى ولم يذكر ماخذه. وقال ابن
الفوطي في حوادث سنة ٦٣٥ فيها في ربيع الآخر تقدم إلى المدرسين والفقهاء
ومشايخ الربط والصوفية وأرباب الدولة من الصدور والأمراء بحضور جامع
القصر لأجل الصلاة على ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل زوجة الأمير

(١) آخر عن محله سهوا.
(٢٧٩)

علاء الدين الطبرسي الدويدار الكبير وصلي عليها في القبلة شيع الكل
جنازتها إلى المشهد الكاظمي ودفنت إلى جانب والدها في الايوان المقابل
للداخل إلى مصف الحضرة المقدسة في ضريح مفرد قيل إنها كانت نفساء
عن نيف وعشرين سنة ومدة مقامها ببغداد عشر سنين وعمل العزاء في دار
الأمير علاء الدين وحضر النقيب الطاهر الحسين بن الأقاسي وموكب
الديوان وأقامه من العزاء وأنفذ المحتسب أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي
إلى بدر الدين لؤلؤ ليقيمه من العزاء انتهى ومجلس العزاء هو نظير ما
يسمونه اليوم مجلس الفاتحة وكانت العادة جارية ان يجئ رجل جليل في
آخر يوم من الأيام التي تعين لمجلس العزاء ويقيم صاحب المصيبة من ذلك
المجلس وتنقطع أيام العزاء بعد ذلك. فجاء ابن الأقساسي النقيب وأقام
علاء الدين وأنفذ الخليفة ابن الجوزي الواعظ المشهور ليقيم والد المتوفاة من
العزاء ولعله كان في الموصل فأرسل إليه ابن الجوزي من بغداد إلى الموصل
ونظير هذا متعارف في إيران إلى اليوم. وكل هذا يدلنا على ما كان لبدر
الدين من المكانة العالية في ذلك الوقت.
٩٦٧: ابنة بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل الثانية زوجة مجاهد الدين أيبك
المعروف بالدويدار الصغير.
كانت حية سنة ٦٣٤.
لا نعرف اسمها ولا من أحوالها شيئا سوى ما ذكره ابن الفوطي في
الحوادث الجامعة حيث قال في حوادث سنة ٦٣٢ انه ورد رسول بدر الدين
لؤلؤ صاحب الموصل ومعه تحف وألطاف وكراع كثير وسال تزويج ابنته
بمجاهد الدين أيبك الخاص المستنصري المعروف بالدويدار الصغير فاحضر
قاضي القضاة أبو المعالي عبد الرحمن بن مقبل ونائبان عبد الرحمن بن عبد
السلام بن اللمغاني وعبد الرحمن بن يحيى التكريتي. وحضر مجاهد الدين
الدويدار ومعه جماعة كبيرة من خدم الخليفة وأصحاب الشرابي وحاشيته
البدرية وجلس على يمين نصير الدين نائب الوزارة وخطب الخطيب أبو
طالب الحسين بن المهتدي بالله خطبة النكاح وتولى العقد القاضي ابن
اللمغاني وكان وكيل بدر الدين لؤلؤ رسوله أمين الدين لؤلؤ والصداق
عشرون ألف دينار قريب عشرة آلاف ليرة عثمانية وهكذا كانت تبذر
الأموال التي يتناولها هؤلاء الأمراء من مال الفقراء والمساكين وكتب كتاب
الصداق في ثوب اطلس أبيض وعملت دعوة عظيمة ثم نهض مجاهد الدين
وخلع نصير الدين على من باشر العقد من القضاة والشهود والخطيب
والوكلاء وفي هذا الإملاك أنشد جماعة من الشعراء منهم عبد الحميد بن أبي
الحديد أنشد أبياتا يقول فيها:
أهلا بيوم حسن المنظر * قد قرن الزهرة بالمشتري
لا سلبا ظل امام الهدى * شمس الوجود النير الأكبر
ثم قال في حوادث سنة ٦٣٤ وفيها وصل الأمير عز الدين قيصر
الظاهري مخبرا بوصول ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وكان قد أنفذ
لاحضارها لتزف على مجاهد الدين أيبك المستنصري المعروف بالدويدار
الصغير فخرج إلى تلقيها بدر الظاهري المعروف بالشحنة أحد خدم الخليفة
وفي صحبته ثلاثون خادما والأمير بدر الدين سنقر جاه أمير آخر الخليفة
وجماعة من المماليك والحاجب أبو جعفر أخو أستاذ الدار مؤيد الدين محمد
ابن العلقمي فتلقاها بدر الشحنة في المزرقة وعاد والجماعة معه وانحدرت
هي في شبارة حملت لها إلى هناك في جماعة من خدمها وجواريها وصعدت في
باب البشرى ليلا وقد أعدت لها بغلة فركبت واجتازت بدار الخلافة
وخرجت من باب النوبي إلى دار زوجها مجاهد الدين بدرب الدواب وهي
الدار المنسوبة إلى أحمد بن القمي فنثر عليها خادم لزوجها ألف دينار عند
دخولها الدار.
٩٦٨: ابن دغيم
اسمه علي بن محمد اللويزاني العاملي.
٩٦٩: ابن الربيب الآوي
اسمه الحسن بن ربيب الدين أبي طالب بن أبي المجد اليوسفي
الآوي أو الآبي.
٩٧٠: ابن زهرة
ذكرنا من يطلق عليه في محله ثم وجدنا في أمل الآمل: ابن زهرة حمزة
ابن علي ويأتي لمحمد بن عبد الله ومحمد بن إبراهيم وغيرهما اه.
فذكرنا في صفحة سابقة من هذا الجزء انا لم نعثر على اسمه ولا
على ترجمته مع أننا كنا ذكرنا اسمه في الجزء الأول في طبقات الشعراء وذكرنا
ترجمته في بابها من مسودات الكتاب فسبحان من لا يسهو ولا ينسى فلذلك
أصلحناه بالقلم.
٩٧١: ابن الصوفي
ذكرنا في محله ان اسمه علي بن محمد ثم وجدنا انه يقال لعمر بن
الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفي ابن يحيى بن عبد الله بن محمد بن
عمر ابن أمير المؤمنين علي ع.
٩٧٢: ابن الطحان
اسمه أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله الستيتي.
٩٧٣: ابن العود الحلي الحلبي الجزيني
اسمه نجيب الدين أبو القاسم بن الحسين بن العود.
٩٧٤: ابن الفحام
اسمه الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام.
٩٧٥: ابن المراغي
اسمه أبو الفتح محمد بن جعفر الهمذاني ثم المراغي.
٩٧٦: ابن مردويه الأصفهاني
اسمه أحمد عامي.
٩٧٧: ابن الزسي
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن علي أبو منصور.
٩٧٨: ابن أبي شيبة
في الرياض: ابن أبي شيبة عالم فاضل يروي عن كتابه الكفعمي في
حواشي مصابحه اه.
٩٧٩: ابن أبي الشيص
اسمه عبد الله بن أبي الشيص محمد بن عبد الله بن رزين الخزاعي.
٩٨٠: ابن أبي مروان
اسمه العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن عبد الملك.
(٢٨٠)

٩٨١: ابن احما الصمصامي
اسمه الحسين بن الحسن بن علي بن بندار بن باد بن بويه أبو عبد الله
الأنماطي.
٩٨٢: ابن أويس
قال ابن شهرآشوب في المعالم له كتاب اه وقد ذكرناه في باب ما
بدئ بابن بعنوان ابن أبي أويس وقلنا إن في نسخة المعالم ابن أويس
واستظهرنا سقوط لفظ أبي ولكن في جميع نسخ المعالم ابن أويس بدون لفظ
أبي فهو كذلك في ثلاث نسخ وحكاه صاحب الرياض عن المعالم كذلك.
٩٨٣: ابن البواب
اسمه علي بن هلال الكاتب.
٩٨٤: ابن حبان
اسمه محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ.
٩٨٥: ابن حزم الأنصاري
اسمه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
٩٨٦: ابن حماد
ذكرنا في محله من هذا الجزء اسم من يطلق عليه ونزيد هنا انه يطلق
على علي بن حماد الأزدي البصري الشاعر.
٩٨٧: ابن بابك
اسمه عبد الصمد بن بابك.
٩٨٨: ابن الساعاتي
اسمه علي بن رستم الحلبي.
٩٨٩: ابن طوطي الواسطي
هو أبو نصر بن طوطي وتقدم في أبو نصر وذكرنا له هناك أبياتا كانت
متفرقة في مناقب ابن شهرآشوب فجمعناها ثم عثرنا منها على هذه
الأبيات:
لقد باع دنياه بدين معاشر متى ما تبع دنياك بالدين يشتروا
فان قال قوم كان بالبيع خاسرا فللمشتري دنياه بالدين أخسر
ومنها في رثاء الحسن ع:
بنفسي نفس بالبقيع تغيبت ونور هدى في قبره ظل يقبر
امام الهدى عف الخلائق ماجد تقي نقي ذو عفاف مطهر
أشد عباد الله بأسا لدى الوغى وأجلى لكشف الأمر والأمر معسر
وازهد في الدنيا وأطيب محتدا وأطعن دون المحصنات وأغير
وله كما في المناقب:
أ ليس رسول الله آخى بنفسه عليا صغير السن يومئذ طفلا
٩٩٠: السيد الميرزا أبو القاسم قائم مقام ابن الميرزا عيسى بن محمد حسن بن عيسى ابن أبي
الفتح بن أبي الفخر بن أبي الخير الحسيني الفراهاني الطهراني.
وتمام نسبه مذكور في مقدمة طبع كتابه الآتي ذكره.
كان وزير فتح على شاة في مقام أبيه ميرزا عيسى المتوفي سنة ١٢٣٧
وبسبب ذلك لقب قائم مقام ولقبه في شعره ثنائي جمع انشاءه فرهاد ميرزا
القاجاري وسماه انشاء قائم مقام وهو بالفارسية وطبع بأمر أويس ميرزا بن
فرهاد ميرزا سنة ١٢٩٤ في مجلد كبير فيه فوائد كثيرة علمية أدبية تاريخية.
وفاتنا أن نذكر فيما بدئ بابن ما ذكره الأمين الكاظمي في مشتركاته
فذكرناه هنا قال: واما ما صدر بابن فجماعة منهم ابن أبي ليلى المشترك بين
جماعة لاحظ لهم في التوثيق. بين عبد الرحمن بن أبي ليلى. من أصحاب
علي ع وبين محمد بن عبد الرحمن القاضي الكوفي ق وبين سفيان بن
أبي ليلى ن لكن حيث لا تميز فلا أشكال لتقاربهم في المرتبة مع امكان
استعلام انه عبد الرحمن بروايته عن علي ع حيث إنه معدود من أصحابه
وشهد معه بعض وقائعه.
ومنهم ابن رباح ولم يذكره شيخنا وهو مشترك بين أحمد بن رباح بن
أبي نصر السكوني ويعرف برواية علي بن الحسن الطاطري عنه ورواية عبيد
الله بن أحمد بن نهيك عنه وبين إسماعيل الكوفي المجهول السلمي ق
وبين علي بن محمد النحوي ويعرف برواية أبي همام علي بن همام عنه لم.
ومنهم ابن رباط مشترك بين الحسن مهمل والحسين مهمل وعلي
مهمل ويونس مهمل وعبد الله ثقة ويعرف الحسين الحسن بما في بابه
وحيث لا تميز بين المذكورين فالوقف.
ومنهم ابن سماعة المشترك بين جماعة فيهم الثقة وغيره أحدهم
محمد بن سماعة بن موسى بن رويد ويعرف بما في بابه والثاني الحسن بن
محمد بن سماعة الواقفي الموثق ويعرف بما في بابه وليس هو محمد السابق
ومحمد بن سماعة الثاني ليس من ولد سماعة بن مهران كمحمد الأول
والثالث جعفر بن محمد بن سماعة الواقفي الثقة ويعرف بما في بابه لكن
غلب عند الاطلاق على الحسن بن محمد دون غيره اه والحق في بعض
النسخ هذه العبارة والظاهر أنها ليست من المصنف وهي قلت فهم من
كلام الشيخ محمد رحمه الله انه إذا وقع في السند محمد بن سماعة يراد به
ابن موسى بن رويد الثقة اه.
ومنهم ابن سنان المشترك بين عبد الله الثقة ومحمد الضعيف ويمكن
معرفة انه عبد الله بما في بابه وبرواية النضر بن سويد عنه (١) وعبد الله بن
المغيرة عنه وعبد الرحمن بن أبي نجران وفي كتابي الشيخ عبيد بن الحسين بن
أيوب وهو سهو وعلي بن الحكم وخلف بن حماد وروايته هو عن عمر بن
يزيد وعن معروف بن خربوذ وأبي حمزة وروايته أيضا عن سليمان بن خالد
ومحمد بن النعمان وحفص الأعور وعن إسماعيل بن جابر (٢) وعن أبي
عبد الله ع بغير واسطة بخلاف محمد وانه محمد بما في بابه وبرواية
موسى بن القاسم عنه ورواية الحسين بن سعيد عنه ورواية علي بن الحكم
عنه وحيث لا تمييز فالوقف.
وممن شارك في الكنية ولم يكن معدودا من الرواة ابن طاوس المشترك

(١) في لتهذيب ف ي كتاب الحج عن الحسين بن سعيد عن لنضر بن سويد عن ابن مسكان قال في
المنتقى اثبات ابن مسكان مكان عبد الله بن سنان غلط متكرر الوقوع في كتابي الشيخ
" اه‍ ".
(كذا في هامش النسخة)
(٢) هذا ينافي ما مر في باب إسماعيل من أنه يعلم كونه إسماعيل بن جابر برواية محمد بن سنان
عنه.
(كذا في هامش النسخة)
(٢٨١)

بين جمال الدين أحمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن
أحمد بن محمد بن طاوس الحسني صاحب البشرى والتصانيف الكثيرة وبين
ابنه عبد الكريم غياث الدين الفقيه النحوي النسابة العروضي الزاهد
العابد الحافظ للقرآن وله إحدى عشرة سنة المشتغل بالكتابة والمستغني عن
المعلم في أربعين يوما وعمره إذ ذاك أربع سنين على ما قيل صاحب فرحة
الغري وحيث لا تميز فلا أشكال لتساويهما في مرتبة القبول. وأما أبو القاسم
رضي الدين ابن السعيد غياث الدين علي بن موسى أخو أحمد بن طاوس
صاحب مهج الدعوات والتتمات والاقبال ومصباح الزائر وغاية الداعي
وغياث سلطان الورى لسكان الثرى وفتح الدعوات وغيرها من الأدعية فغير
معهود من الاطلاق على ما يظهر من كلام القوم.
ومنهم ابن العرزمي المشترك بين عبيد الله وقيل عبد الله وقيل عبيد
العرزمي وبين عيسى بن صبيخ الثقة العرزمي وعبد الرحمن بن محمد بن
عبد الله ومحمد بن عبد الرحمن الكوفي العرزمي المجهول الحال ويمكن
استعلام انه عبد الرحمن بما في بابه وروايته هو عن أبي عبد الله ع
كعيسى بن صبيح وحيث لا تميز فلا إشكال لاشراكهما في معنى التوثيق.
ومنهم ابن الغضائري المشترك بين الحسين الذي هو شيخ الطائفة
وبين أحمد ابنه المجهول الحال ويعلم انه الحسين الثقة برواية الشيخ الطوسي
ومن في مرتبته كالنجاشي عنه وأنه أحمد بذكره في مبحث الجرح والتعديل
كما صرح به العلامة في ترجمة إسماعيل بن مهران والشيخ في خطبة
الفهرست قال فاني لما رأيت جماع من أصحابنا من شيوخ طائفتنا أصحاب
التصانيف عملوا فهرست كتب أصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من
الأصول ولم أجد منهم أحدا استوفى ذلك ولا ذكر أكثر بل كل منهم كان
غرضه أن يذكر ما اختص بروايته وأحاطت به خزانته من الكتب ولم
يتعرض أحد منهم لاستيفاء جميعه إلا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن
الحسين بن عبيد الله فإنه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنفات والآخر ذكر
فيه الأصول اه وأيضا لم يذكر النجاشي للحسين كتابا في علم الرجال
حين ذكر تعداد كتبه ومع الاشتباه يقف الأمر لجهالة أحمد وإن ورد الترحم
عليه مكررا من بعض الفضلاء. وقد فهم الشيخ محمد بن الحسن تعديله
من عبارة العلامة في الخلاصة في ترجمة حذيفة بن منصور قال لا يخفي
دلالة كلام العلامة على تعديل ابن الغضائري وهو أحمد كما ذكرته في موضع
آخر أيضا اه ومما يقوي الأشكال ورود قدح وجرح للرجل مع ورود
توثيقه ومدحه في كلام النجاشي ونحره على القول بتقديم الجرح والظاهر
تقديم قول الغير عليه وإن قلنا بذلك القول من تقديم قول الجارح لما ذكرنا
من أن المراد بابن الغضائري أحمد المجهول الذي لم يذكر في بابه وجرح
المجهول لا يعارض مدح الثقة.
ومنهم ابن مسكان المشترك بين عبد الله بن مسكان الثقة وعمران بن
مسكان الثقة وبين غيره كالحسين بن مسكان المجهول ومحمد بن مسكان
المجهول وصفوان بن مسكان وهو غير مذكور ويعرف انه عبد الله بما في بابه
وبروايته عن أبي الحسن موسى وأبي عبد الله ع وأنه عمران بن
مسكان الثقة برواية حميد بن زياد عنه والباقون مجاهيل والغالب في الاطلاق
ذكر عبد الله وارادته فلا يحمل على غيره مع احتماله الا بقرينة صالحة اه
ما ذكر في المشتركات فيما بدئ بابن.
٩٩١: ابن بسام الغساني
اسمه أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور بن نصر بن بسام الغساني.
٩٩٢: أبو الورد بن قيس بن فهد (١)
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. وتقدم أبو الورد غير
منسوب ولعله هو هذه ألقاب فاتنا ذكرها في محلها من حرف الألف فذكرناها
هنا.
٩٩٣: الآبي
يوصف به بابا بن محمد والحسن بن محمد بن الحسن الرازي
وصاعد بن محمد بن صاعد وعلي بن زيد بن الحسن وعمر بن أبي زيد.
٩٩٤: الآبي العروضي
لقب أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن مهران.
٩٩٥: الآبي اليوسفي لقب الحسن بن أبي طالب وتقدم في أوائل الجزء الخامس.
٩٩٦: الآوي اليوسفي
لقب الحسن بن أبي طالب صاحب كشف الرموز ويقال له الآبي كما
مر لأنه من قرية يقال لها آبه وآوه.
٩٩٧: الأبار
لقب حفص بن حميد الكوفي ولقب موسى الأبار.
٩٩٨: الأبرش
لقب الحسن بن النضر أبو عون.
٩٩٩: الأبزاري
يوصف به حجاج الكوفي وداود بن راشد وداود بن سعيد وصالح
الكوفي وعطية.
١٠٠٠: الآبلي
يوصف به حفص بن عمر بن ميمون وعلي بن أبي طالب الحسيني
وعلي بن محمد بن شيران.
١٠٠١: الأبهري
يوصف به دولتشاه بن الأمير علي بن شرفشاه الحسيني. والرضا بن أبي
زيد بن هبة الله. وطالب بن علي. وعبد العظيم بن محمد بن عبد
العظيم.
١٠٠٢: الأثرم
لقب محرز بن حازم الزيدي.
١٠٠٣: الأثنائي
اسمه الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد.
١٠٠٤: الأجدع
لقب محمد بن مقلاص.
١٠٠٥: الأحدب
لقب صدقة. والمنير بن عمرو.

(١) آخر عن موضعه سهوا.
(٢٨٢)

١٠٠٦: الأحسائي لقب أحمد بن فهد ومحمد بن علي وابن أبي جمهور وشمس الدين محمد
والشيخ أحمد زين الدين.
ما بدئ باب من الكنى
الكنية هي ما بدئ باب أو أم وقد جرت عادة الرجاليين ان يذكروا
أولا ما بدئ باب ثم ما بدئ بام ثم ما بدئ بابن أو أخ أو أخت ثم
الألقاب ونحن لالتزامنا الترتيب على حروف المعجم حتى في أوائل الكنى
والألقاب وما بدئ بابن أو ابنة نذكر هنا ما بدئ باب خاصة ونؤخر ما
بدئ بام إلى موضعه من حرف الألف مع الميم كما أننا قدمنا ما بدئ بابن
على ما بدئ باب عكس ما فعلوا وذكرنا ما بدئ باخ أو أخت في موضعه
من حرف الألف مع الخاء وفرقنا والألقاب على الأبواب كل ذلك للعلة
المذكورة كما مر.
كنى الأئمة ع وألقابهم
قبل الشروع في ذكر الكنى نذكر كنى أئمة أهل البيت الاثني عشر
ع وألقابهم ولا نخلطهم بسواهم كما أفردنا تراجمهم فيما تقدم عما عداهم
تمييزا وتشريفا لهم قال أبو علي في رجاله: المقدمة الثالثة في كنى الأئمة
ع وألقابهم على ما تقرر عند أهل الرجال وذكره مولانا عناية الله
في رجاله.
أبو إبراهيم للكاظم ع.
أبو إسحق للصادق ع كما في إبراهيم بن عبد الحميد.
أبو جعفر للباقر والجواد ع لكن أكثر المطلق والمقيد
بالأول هو الأول وبالثاني هو الثاني.
أبو الحسن لعلي أمير المؤمنين وعلي بن الحسين والكاظم والرضا
والهادي ع وقلما يراد الأول والأكثر في الاطلاق الكاظم ع
وقد يراد منه الرضا ع والمقيد بالأول هو الكاظم وبالثاني الرضا وبالثالث
الهادي ويختص المطلق بأحدهم في القرينة.
أبو الحسين لعلي ع.
أبو عبد الله للحسين والصادق ع لكن المراد في كتب
الأخبار الثاني كالعالم والشيخ كما مر في إبراهيم بن عبده وابن المكرمة كما في
معروف بن خربوذ وكذا الفقيه والعبد الصالح وقد يراد بهما وبالعالم الكاظم
قال أبو علي في رجاله قوله كالعالم والشيخ كما في إبراهيم بن عبده سهو من
قلمه فان ذلك مذكور في ترجمة إبراهيم بن عبد الحميد وقال أيضا في الأكثر
يراد بالعالم والشيخ والفقيه والعبد الصالح الكاظم ع لنهاية شدة التقية
في زمانه والخوف من تسميته وذكره بألقابه وكناه المعروفة قال وقد يعبر عن
الصادق ع بالهادي كما في أحد التهذيبين على ما هو يبالي عن محمد بن
أبي الصهبان وهو محمد بن عبد الجبار كذا أفادني الأستاذ العلامة ويأتي في
محمد بن عبد الجبار ما يعنيه اه.
أبو القاسم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وللقائم وأكثر إطلاقه على الثاني.
والصاحب وصاحب الدار وصاحب الزمان والغريم والقائم
والمهدي والهادي هو القائم وكذلك الرجل الهادي كما في فارس بن حاتم
وإبراهيم بن محمد الهمداني وكذلك المرتضى كما في إبراهيم بن عبده وكذا
صاحب العسكر وصاحب الناحية الهادي أو الزكي والمراد بالأصل الامام كما
في أبي حامد المراغي اه.
١٠٠٧: أبو إبراهيم الأسدي
اسمه محمد بن القاسم الأسدي الذي يقال له الكاره بالكاف كذا
كناه الشيخ وعن ابن حجر في التقريب انه كناه بأبي القاسم لكنه في تهذيب
التهذيب قال
أبو إبراهيم الأسدي هو محمد بن القاسم الأسدي اه.
١٠٠٨: أبو إبراهيم الأسدي
اسمه مهزم بن أبي بردة الأسدي كما في رجال الشيخ.
١٠٠٩: أبو إبراهيم الأنصاري
اسمه يعقوب بن إبراهيم.
١٠١٠: أبو إبراهيم البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠١١: أبو إبراهيم العجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠١٢: أبو إبراهيم الموصلي
روى الكليني في الكافي في باب الكون والمكان عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر البزنطي عنه.
تتمة
قال الشيخ محمد أمين بن محمد علي الكاظمي تلميذ الشيخ فخر
الدين الطريحي في مشتركاته القسم الثالث في بيان الكنى والنسب والألقاب
من الأسماء المطلقة المشتركة وهو منحصر في أبواب ثلاثة: الباب الأول في
الكنى ممن اشترك بين جمع كثير منهم أبو إبراهيم ولم يذكره شيخنا مشترك
بين محمد بن القاسم الأسدي الذي يقال له الكاره ورجلين آخرين رووا عن
الصادق ع كلهم مجاهيل اه.
١٠١٣: أبو أجنحة
بالجيم والنون والحاء اسمه عمرو بن محصن هكذا رسمه في نقد
الرجال وذكره قبل أبو أحمد فدل على أنه عنده بالجيم وكذا في التعليقة ذكره
قبل أبو أحمد ورسمه بالجيم والنون والحاء ويأتي أن صوابه أبو أحيحة بالحاء
المهملة والمثناة التحتية.
١٠١٤: أبو أحمد
اعلم أن صاحب النقد ذكر أن أبا أحمد كنية لجماعة اثني عشر وأنها
أشهر في الأول منهم وهو محمد بن أبي عمير وميزهم أبو علي في رجاله
بألقابهم. ولا يخفى ان المهم في الكنى ذكر من اشتهر بكنيته ولم يعلم اسمه
أو كان اسمه كنيته أو من عبر عنه بكنيته في أسانيد الأخبار دون اسمه فيذكر
اسمه ليمكن البحث عنه وهؤلاء ليسوا كذلك وأما ذكر كل من كنى بكنية
وإن لم يعرف بها ولم تطلق عليه مفردة عن اسمه فلا فائدة فيه ولا يمكن
استقصاؤهم وهكذا فعل في جملة من الكنى ولكننا مع ذلك نذكر جميع من
ذكرهم كلا بمفرده ونزيد عليهم لئلا يفوتنا شئ مما في كتب الرجال.
(٢٨٣)

١٠١٥: أبو أحمد
كنية إسحق بن إسماعيل لكن المراد به غير متعين ففي التعليقة أن في
التهذيب عن أبي إسحاق إبراهيم عن أبي أحمد إسحق بن إسماعيل اه.
١٠١٦: أبو أحمد
كنية حيدر بن محمد بن نعيم التلعكبري والراوي عنه ابن قولويه.
١٠١٧: أبو أحمد بن أبي منصور بن علي القطيفي المعروف بالقطان
في البحار عن بعض كتب المناقب القديمة أخبرني أبو منصور الديلمي
عن أحمد بن علي بن عامر الفقيه أنشدني أبو أحمد بن أبي منصور بن علي
القطيفي المعروف بالقطان ببغداد لنفسه:
يا أيها المنزل المحيل * غاثك مستحفز هطول
أزرى عليك الزمان لما * شجاك من أهلك الرحيل
لا تغترر بالزمان واعلم * أن يد الدهر تستطيل
فان آجالنا قصار * فيه وآمالنا تطول
تفنى الليالي وليس يفنى * شوقي ولا حسرتي تزول
لا صاحب منصف فأسلو * به ولا حافظ وصول
وكيف أبقى بلا صديق * باطنه باطن جميل
يكون في البعد والتداني * يقول مثل الذي أقول
هيهات قل الوفاء فيهم * فلا حميم ولا وصول
يا قوم ما بالنا جفينا * فلا كتاب ولا رسول
لو وجدوا بعض ما وجدنا * لكاتبونا ولم يحولوا
حالوا وخانوا ولم يجودوا * لنا بوصل ولم ينيلوا
قلبي قريح به كلوم * أفتنه طرفك البخيل
انحل جسمي هواك حتى * كأنه خصرك النحيل
يا قاتلي بالصدود رفقا * بمهجة شفها غليل
غصن من البان حيث مالت * ريح الخزامي به يميل
يسطو علينا بغنج لحظ * كأنه مرهف صقيل
كما سطت بالحسين قوم * أراذل ما لهم أصول
يا أهل كوفان لم غدرتم * بنا وكم أنتم نكول
أين الذي حين ارضعوه * ناغاه في المهد جبريل
أين الذي حين غمدوه * قبله أحمد الرسول
أين الذي جده النبي * وأمه فاطم البتول
انا ابن منصور لي لسان * على ذوي النصب يستطيل
ما الرفض ديني ولا اعتقادي * ولست عن مذهبي أحول
١٠١٨: أبو أحمد الأزدي
كنية محمد بن أبي عمير.
١٠١٩: أبو أحمد الأسدي
اسمه محمد بن قيس الأسدي.
١٠٢٠: أبو أحمد الأشجعي الكوفي
اسمه محمد بن زياد الأشجعي.
١٠٢١: أبو أحمد البجلي
اسمه محسن بن أحمد.
١٠٢٢: أبو أحمد البصري
قال الشيخ في الفهرست: له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن حميد عن إبراهيم بن سليمان عنه اه ويحتمل كونه عمر بن الربيع
الآتي. وفي التعليقة لا يبعد أن يكون هو الجلودي.
١٠٢٣: أبو أحمد البصري
اسمه عمر بن الربيع. وفي فهرست ابن النديم أبو أحمد عمر بن
الربيع.
١٠٢٤: أبو أحمد الجزري
اسمه بيان.
١٠٢٥: أبو أحمد الجلودي
اسمه عبد العزيز بن يحيى وفي التعليقة لا يبعد كونه البصري
المتقدم.
١٠٢٦: أبو أحمد الصيرفي الأسدي
اسمه عمرو بن حريث.
١٠٢٧: أبو أحمد الطرسوسي
اسمه محمد بن أحمد بن روح.
١٠٢٨: أبو أحمد العبسي
اسمه إسماعيل بن يحيى.
١٠٢٩: أبو أحمد العبسي الكوفي
اسمه عائد بن جبيب.
١٠٣٠: أبو أحمد القزويني
اسمه داود بن سليمان بن جعفر.
١٠٣١: أبو أحمد القلالي
اسمه أسيد بن عبد الرحمن.
١٠٣٢: الشريف أبو أحمد الموسوي
يطلق على السيد الشريف أبي أحمد الحسين بن موسى والد الشريفين
الرضي والمرتضى وعلى ولده السيد الشريف المرتضى علي بن الحسين وعلى
حفيده السيد الشريف أبي أحمد عدنان ابن الشريف الرضي المعروف بالسيد
المرتضى الثاني ولعله في الأول أشهر كذا يفهم من رياض العلماء ولكن
المعروف في الشريف المرتضى أنه يكنى أبا القاسم.
١٠٣٣: أبو أحمد النخعي
اسمه عيسى بن حيان.
تتمة
في مشتركات الكاظمي ومنهم أي أصحاب الكنى المشتركة أبو أحمد
المشترك بين ثقة وغيره ويعرف أنه المسمى بحيدر بن محمد الثقة برواية
العكبري عنه وبروايته هو عن محمد بن الحسن بن الوليد وعن أبي عبد الله
الحسين بن أحمد بن إدريس القمي وعن أبي القاسم جعفر بن قولويه وعن
أبيه وعن محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي وعن أبي القاسم العلوي
وعن زيد بن محمد الخلقي وعن محمد بن مسعود العياش ومنهم أبو أحمد
المسمى بعمرو بن حريث الصيرفي الثقة ويعرف برواية صفوان بن يحيى
(٢٨٤)

عنه وروايته هو عن أبي عبد الله ع ومنهم أبو أحمد المسمى بمحمد بن
أبي عمير الثقة الجليل ويعرف بما ذكر في بابه وحيث لا تميز فالتوقف اه.
١٠٣٤: أبو الأحوص المصري أو البصري
اسمه داود بن أسد بن عفير أو أعفر.
١٠٣٥: أبو أحيحة
بحاءين بينهما مثناة تحتية مصغرا اسمه عمرو بن محصن ومر ان
بعضهم رسمه بجيمين بينهما نون وهو تصحيف.
١٠٣٦: أبو إدريس الكوفي
اسمه عبد الرحمن بن بدر.
١٠٣٧: أبو إدريس المحاربي
اسمه تليد بن سليمان.
١٠٣٨: أبو أراكة البجلي
وصحفه في التعليقة فقال نقلا عن الخلاصة أبو راكة بدون ألف مع
أن الموجود فيها أبو أراكة بالألف. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أمير
المؤمنين علي ع وقال أبو أراكة البجلي كوفي وعن رجال البرقي انه عد
من خواص أصحاب علي ع أبو أراكة البجلي من اليمن وفي الوجيزة:
رأيت في بعض الكتب مدحه اه وعده في الخلاصة في القسم الأول من
أصحاب أمير المؤمنين ع من اليمن وذلك أنه في آخر القسم الأول من
الخلاصة ذكر جماعة من أصحاب أمير المؤمنين ع نقلا عن البرقي عد
بعضهم من الأصفياء وبعضهم من أوليائه ع ثم قال ومن خواص أمير
المؤمنين ع من مضر وعد جماعة ثم قال وأصحابه من ربيعة وعد جماعة
ثم قال وأصحابه من اليمن وعد جماعة إلى أن قال وأبو أراكة البجلي ثم قال
في الخلاصة: ثم قال أي البرقي ومن المجهولين من أصحاب أمير
المؤمنين ع وعد جماعة ثم قال فهذا ما أردنا إثباته مما قاله البرقي اه
قال أبو علي في رجاله في انتخاب نفر قليل وتخصيصهم بالذكر من بين
أصحابه ع الجمع والكثير الجم دلالة على مزيد اختصاص لهم دون
غيرهم ولذا ذكرهم العلامة في القسم الأول بعد نقل الجماعة عن كتاب
البرقي ثم قال يعني البرقي ومن المجهولين من أصحاب أمير
المؤمنين ع فلان وفلان فيظهر ظهورا تاما في أن هذا وأمثاله من
المذكورين ليسوا من المجهولين اه وهو جيد.
وروى المفيد في الأمالي عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن
أبيه عن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن محمد بن
سنان عن أبي معاذ السدي عن أبي أراكة قال صليت خلف أمير
المؤمنين ع الفجر في مسجدكم هذا على يمينه وكان عليه كآبة ومكث
حتى طلعت الشمس على حائط مسجدكم هذا قيد رمح وليس هو على ما
هو اليوم ثم أقبل على الناس فقال أما والله لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وهم يكابدون هذا الليل يراوحون بين جباههم وركبهم كان زفير النار في
آذانهم فإذا أصبحوا أصبحوا غبرا صفرا بين أعينهم شبه ركب المعزى فإذا
ذكر الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وانهملت أعينهم حتى تبتل ثيابهم
قال ثم نهض وهو يقول فكانما بات القوم غافلين ثم لم ير مفترا حتى كان من
أمر ابن ملجم لعنه الله ما كان وفي مستدركات الوسائل: هذا الخبر موجود
في الكافي والنهج وغيرهما قال وروى الحسين بن سعيد في كتاب الزهد عن
محمد بن سنان عن أبي عمار صاحب الأكسية عن البريدي عن أبي أراكة
قال سمعت عليا ع يقول إن لله عبادا كسرت قلوبهم خشية الله
فاستنكفوا عن المنطق وانهم لفصحاء عقلاء ألباء نبلاء يستبقون إليه
بالأعمال الزاكية لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له القليل يرون أنفسهم
أنهم شرار وأنهم لأكياس أبرار قال هذا ومن أولاده وذريته أجلاء ثقات
وآل أبي أراكة من أكبر بيوت الشيعة أشار إليه النجاشي في ترجمه لي بن
شجرة بن ميمون بن أبي أراكة اه ومرت الإشارة إلى آل أبي أراكة في
أوائل الجزء الخامس.
١٠٣٩: أبو أرطأة
اسمه الحجاج بن أرطأة.
١٠٤٠: أبو الأرقم
اسمه أبان بن أرقم.
١٠٤١: أبو الأزهر
اسمه زفر بن النعمان العجلي.
١٠٤٢: أبو أسامة الأزدي
اسمه زيد الشحام بن محمد بن يونس وفي رياض العلماء قد يطلق
على أبي أسامة من العامة اه.
١٠٤٣: أبو أسامة الخياط أو الحناط
ذكره في التعليقة بدون أن يذكر اسمه واستفاد من بعض الروايات انه
امامي وذكره في جامع الرواة وجعله كنية لبشر بن جعفر وكلاهما اشتباه
وليس لنا أبو أسامة غير زيد الشحام المتقدم كما ستعرف. قال في التعليقة أبو
أسامة الخياط في بشير بن جعفر عنه رواية تدل على تشيعه اه أقول ما
أحال عليه لم يذكره في بشير بن جعفر وسند الرواية المشار إليها في التهذيبين
هكذا عن علي بن الحسن بن فضال عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى
عن جعفر بن بشير عن أبي أسامة الشحام قلت لأبي عبد الله ع وفي
نسخة الحناط بدل الشحام فهي عن جعفر بن بشير لا عن بشير بن جعفر
وأبو أسامة الشحام الموجود في سندها هو زيد الشحام السابق وذكر الحناط
بدله في بعض النسخ اشتباه أو أنه كما كان شحاما كان حناطا وعلى كل حال
فليس هناك اثنان بل هما واحد. وزيد الشحام شيعي بلا ريب فلا حاجة
إلى الاستدلال بالرواية على تشيعه وعن جامع الرواة أبو أسامة الحناط
بشير بن جعفر عن أبي عبد الله ع في التهذيب في باب أحكام الطلاق
وكذا الاستبصار في باب من طلق امرأته ثلاث تطليقات مع تكامل
الشرائط اه أقول ما ذكره من أن أبا أسامة كنيته بشير بن جعفر اشتباه
ناشئ من غلط نسخته حيث كان فيها عن بشير بن جعفر أبي أسامة فقدم
فيها بشير على جعفر وسقط منها لفظة عن بين جعفر بن بشير وبين أبي أسامة
وصوابها عن جعفر بن بشير عن أبي أسامة.
١٠٤٤: أبو إسحق
جعله في النقد كنية لستة عشر شخصا وقال إنه أشهر في إبراهيم بن
هاشم وثعلبة بن ميمون ومن جملتهم حازم بن الحسين كما في ثلاث نسخ ولم
نجد له ذكرا في كتب الرجال أصلا حتى النقد فضلا عن تكنيته بأبي إسحق
ونقل أبو علي عن النقد منهم ثمانية فقط ليس فيهم حازم بن الحسين ونحن
نذكرهم فيما يأتي ونزيد عليهم انش.
(٢٨٥)

١٠٤٥: أبو إسحاق الأحمري النهاوندي
هو إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي.
١٠٤٦: أبو إسحق الأسدي الكوفي
هو ثعلبة بن ميمون.
١٠٤٧: أبو إسحق الأسلمي المدني
اسمه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.
١٠٤٨: أبو إسحق الأنماطي
اسمه إبراهيم بن صالح الأنماطي.
١٠٤٩: أبو إسحق الأهوازي
هو إبراهيم بن مهزيار.
١٠٥٠: الشيخ أبو إسحاق بن بجير مجير خ ل الأصفهاني
في الرياض له كتاب تأويل الآيات وكان من مشائخ أصحابنا الإمامية
رضوان الله عليهم على ما يظهر من رسالة بعض تلامذة الشيخ علي الكركي
في ذكر أسامي المشايخ اه.
١٠٥١: أبو إسحاق البصري
اسمه إبراهيم أبو إسحق البصري.
١٠٥٢: أبو إسحق التميمي الهلالي الخزاز
هو إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن حيان.
١٠٥٣: أبو إسحق الثقفي
اسمه إبراهيم بن محمد بن سعيد.
١٠٥٤: أبو إسحق التبريزي البغدادي
اسمه خليل بن محمد بن خليل.
١٠٥٥: الشيخ أبو إسحق بن مجير الأصفهاني
في رياض العلماء في باب الكنى: كان من مشايخ أصحابنا رضوان
الله عليهم على ما يظهر من رسالة بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في ذكر
أسامي المشايخ له كتاب تأويل الآيات انتهى.
١٠٥٦: أبو إسحق الجرجاني
يروي عثمان بن عيسى عنه عن أبي عبد الله ع في روضة الكافي.
١٠٥٧: أبو إسحاق الحارثي
اسمه إبراهيم أبو إسحاق.
١٠٥٨: أبو إسحاق الخراساني
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال إنه من أصحاب
أبي عبد الله ع ويأتي عن مشتركات الكاظمي: أبو إسحاق الخراساني
الثقة الراوي عن أبي عبد الله والرضا ع اه ولم نجد توثيقه
لغيره وروى الكليني عن علي بن أسباط عنه عن أمير المؤمنين ع وروى
في باب الأمر بالمعروف عنه عن بعض رجاله عن أمير المؤمنين وعن جامع
الرواة انه استظهر كونه المتقدم وكون هذه الأخبار مشتملة على
الارسال اه.
١٠٥٩: أبو إسحاق السبيعي
اسمه عمر بن عبد الله بن علي بن كليب الهمداني الكوفي السبيعي.
١٠٦٠: أبو إسحاق الشيباني
اسمه إبراهيم بن أبي رجاء المعروف بابن أبي هراسة.
١٠٦١: أبو إسحاق صاحب اللؤلؤ
في التعليقة في التهذيب في الصحيح عن صفوان بن يحيى عن ابن
مسكان عنه.
١٠٦٢: أبو إسحاق الصيقل
اسمه إبراهيم وقع بهذا العنوان في باب تحريم الدماء والأموال من
الديات والحدود من الفقيه ولم يعهد من غيره هذه الكنية لإبراهيم
الصيقل.
١٠٦٣: أبو إسحاق الطبري
استظهر بحر العلوم في رجاله انه القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد
ابن جعفر.
١٠٦٤: أبو إسحاق العبدي الكوفي
اسمه عيسى بن إبراهيم.
١٠٦٥: أبو إسحاق العدل الطبري
هو المقري إبراهيم بن أحمد بن محمد.
١٠٦٦: أبو إسحاق الغنوي
هو زيد بن إسحاق بن السخف.
١٠٦٧: أبو إسحاق الفزاري
هو إبراهيم بن الحكم.
١٠٦٨: أبو إسحاق الفقيه
اسمه ثعلبة بن ميمون.
١٠٦٩: أبو إسحاق القمي
كنية إبراهيم بن هاشم.
١٠٧٠: أبو إسحاق الكاتب
هو إبراهيم بن أبي حفص.
١٠٧١: أبو إسحاق الليثي
اسمه إبراهيم الليثي.
١٠٧٢: أبو إسحاق المدني
اسمه إبراهيم بن الحكم.
١٠٧٣: أبو إسحاق المذاري
اسمه إبراهيم بن محمد بن معروف.
١٠٧٤: أبو إسحاق المزني
هو إبراهيم بن سليمان بن أبي داحة.
١٠٧٥: أبو إسحاق المصري
اسمه إبراهيم بن محمد بن بسام
(٢٨٦)

١٠٧٦: أبو إسحاق النحوي
هو أيضا ثعلبة بن ميمون المتقدم بعنوان أبو إسحاق الفقيه فإنه يطلق
عليه النحوي كما يطلق عليه الفقيه.
١٠٧٧: أبو إسحاق النهمي الخزار الكوفي
اسمه إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن حيان تقدم بعنوان أبو إسحاق
التميمي.
١٠٧٨: أبو إسحاق الهمداني
هو أبو إسحاق السبيعي المتقدم عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي
وابنه الحسن ع.
١٠٧٩: أبو إسحاق اليماني الصنعاني
اسمه إبراهيم بن عمر.
تتمة
في مشتركات الكاظمي محمد أمين بن محمد علي عند ذكر الكنى
المشتركة قال: ومنهم أبو إسحاق المشترك بين ثقة وغيره ويعرف انه
إبراهيم بن هاشم الممدوح برواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه وروايته عن
عثمان بن عيسى كما ذكر في إبراهيم وعثمان وكثعلبة بن ميمون الثقة
ويعرف بما سبق في القسم الأول أي بما ميز به ثعلبة وكالخراساني الثقة ولم
يذكره شيخنا الراوي عن أبي عبد الله والرضا ع ويعرف بروايته
عنهما وكإبراهيم بن أبي حفص الكاتب الثقة ولم يذكره شيخنا ويعرف
بروايته عن العسكري ع وغير الثقة جماعة كعمر بن عبد الله السبيعي
الهمداني ولم يذكره شيخنا وإبراهيم بن الحكم الفزاري ولم يذكره شيخنا
ويعرف بروايته يحيى بن زكريا عنه وقد تقدم وكإبراهيم بن رجاء الشيباني
المعروف بابن أبي هراسة العامي ولم يذكره شيخنا ويعرف برواية هارون بن
مسلم عنه ورواية أبي عبد الله محمد بن القاسم عنه وكالأحمري النهاوندي
الضعيف وقد سبق ولم يذكره شيخنا وكيونس العامي في الظاهر ذكر في ترجمة
ثوير بن أبي فاختة اه.
١٠٨٠: أبو الأسد
يظهر من عدة روايات للكشي أنه ممن روى عن الرضا ع وأنه
ختن علي بن يقطين أي صهره أعني زوج ابنته.
١٠٨١: أبو إسرائيل الملائي الكوفي
اسمه إسماعيل بن عبد العزيز الملائي الكوفي وفي طبقات ابن سعد،
أو إسرائيل الملائي العبسي واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق.
١٠٨٢: أبو أسماء العبدي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين من
التابعين.
١٠٨٣: أبو إسماعيل
كنية ميسر بن أبي البلاد.
١٠٨٤: أبو إسماعيل الأزدي
هو البصري الآتي
١٠٨٥: أبو إسماعيل الأسدي
هو محمد بن أبي زينب مقلاص.
١٠٨٦: أبو إسماعيل الأشجعي الكوفي
اسمه محمد بن سالم بن شريح.
١٠٨٧: أبو إسماعيل الأشجعي الكوفي
هو محمد بن زياد الأشجعي ويأتي محمد بن زياد الأشجعي الكوفي
بترجمتين أحدهما يكنى أبا احمد والآخر أبا إسماعيل فعلى فرض التعدد الامر
واضح وعلى فرض الاتحاد يكون له كنيتان.
١٠٨٨: أبو إسماعيل البصري
في الفهرست له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه قال الميرزا في رجاله
كأنه همام أبو إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبيد الله الثقة والله
أعلم قال أبو علي في رجاله بل الظاهر أنه حماد بن زيد وفاقا للمجمع اه
وعن المشتركات: أبو إسماعيل البصري الثقة عنه ابن أبي عمير وكانه
أحمد بن زيد البصري اه أقول الذي في نسختي من المشتركات كما
يأتي.
١٠٨٩: أبو إسماعيل الحناط الكوفي
اسمه عمرو بن غانم.
١٠٩٠: أبو إسماعيل السراج
في رجال الميرزا اسمه عبد الله بن عثمان بن عمرو الفزاري صرح به
الكافي في صلاة الحوائج وبحث البئر والبالوعة اه ويأتي قول الكاظمي في
مشتركاته ان محمد بن إسماعيل مشترك بين جماعة وعده منهم عبد الله بن
عثمان بن عمرو الفزاري ونسبته إلى تصريح الكافي وقال المحقق البهبهاني
في التعليقة في نسختي من الكافي عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل
السراج عن عبد الله بن عثمان بلفظ عن في الموضعين وفي ثمان أو تسع
نسخ من التهذيب أيضا كذلك نعم في نسخة غير مصححة من التهذيب
بدون لفظة عن مع أن الراوي عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل
وعبد الله بن عثمان من أصحاب الصادق وهذا مما يبعد الاتحاد اه اي ان
محمد بن إسماعيل من أصحاب الكاظم وعبد الله بن عثمان من أصحاب
الصادق فلا يناسب أن يكون في طبقة ابن بزيع قال وذكر المحقق الشيخ
محمد مثل ما ذكره المصنف ثم قال وفي الظن انه أخو حماد بن عثمان الثقة
وفي بعض نسخ النجاشي في عبد الله بن عثمان أخي حماد أبي إسماعيل
السراج غير أن الاعتماد عليها مشكل لعدم معلومية الصحة قال جدي
يعني المجلسي الأول يروي الكليني عن محمد بن إسماعيل عن أبي
إسماعيل السراج عبد الله بن عثمان والظاهر أن يكون هو هذا يعني أخا
حماد كما ذكره شيخنا الاسترآبادي وليس في هذه المرتبة إلا عبد الله بن
عثمان الخياط الواقفي ووصفه بالخياط يشعر بالمغايرة وان أمكن أن يكون
غيرهما لكن لما لم يكن في الرجال غيره وروي عنه كثيرا فلو كان غيره لذكره
أصحاب الرجال وأكثر القرائن الرجالية قريب من هذا اه أقول ليس
في نسخة النجاشي المطبوعة عنوان مستقل لعبد الله بن عثمان وإنما ذكره في
ترجمة أخيه حماد كما يأتي وعن نسخة من التهذيب مصححة بمقابلة المجلسي
لم يفصل بكلمة عن بين السراج وبين عبد الله إلا أنه في موضع كتبت عن
(٢٨٧)

بين السطور وعلم عليها خ أي كذلك في بعض النسخ وقد اتضح مما مر
عدم تحقق اتحاد السراج مع عبد الله بن عثمان والله أعلم.
١٠٩١: أبو إسماعيل الشعيري
اسمه بشار الشعيري.
١٠٩٢: أبو إسماعيل الصائغ الأنباري
اسمه ثابت بن شريح.
١٠٩٣: أبو إسماعيل الصيقل الرازي
في التعليقة كان حائكا فقال له الصادق ع لا تكن حائكا وكن
صيقلا اه وروى الكليني في الكافي في باب الصناعات والشيخ في
التهذيب في باب المكاسب عن أبي عمر الخياط عنه عن أبي عبد الله ع.
١٠٩٤: أبو إسماعيل الطغرائي صاحب لامية المعجم
اسمه الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
١٠٩٥: أبو إسماعيل الفرائضي
اسمه إسحاق بن جندب.
١٠٩٦: أبو إسماعيل الفرا
في الفهرست أبو إسماعيل الفرا له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي
المفضل عن حميد عن أبي محمد القاسم بن إسماعيل القرشي عن أبي
إسماعيل ثم قال بعد عدة تراجم: أبو إسماعيل له كتاب به أخبرنا جماعة
عن التلعكبري عن ابن همام عن حميد عن القاسم بن إسماعيل عن
عبيس بن هشام عن أبي إسماعيل الفرا اه فوصفه أولا في العنوان بالفرا
وحذف الوصف في السند وحذف الوصف ثانيا في العنوان وأثبته في السند
وإنما كرر ذكره لبيان تعدد السند إلى كتابه. وفي التعليقة روى عنه الحسن
ابن محبوب كما في سورة يوسف من مجمع البيان اه.
١٠٩٧: أبو إسماعيل الكندي
اسمه محمد بن حيان.
١٠٩٨: أبو إسماعيل الكوفي
اسمه محمد بن حميد المدني ويطلق على بكر بن الأشعث.
١٠٩٩: أبو إسماعيل مولى عبد القيس
اسمه أبان بن أبي عياش.
١١٠٠: أبو إسماعيل النوا
اسمه كثير بن قاروند.
تتمة
في مشتركات الكاظمي ومنهم أي أصحاب الكنى المشتركة أبو
إسماعيل ولم يذكره شيخنا مشترك بين ابن عبد الرحمن الثقة البصري وعبد
الله بن عثمان بن عمرو الفزاري الثقة صرح به في الكافي والفراء ويعرف
برواية القاسم بن إسماعيل عنه في الفهرست وتارة يروي عنه بواسطة
عبيس بن هشام وبين إبراهيم بن أبي البلاد الثقة ذكره ابن بابويه في الفقيه
اه.
١١٠١: أبو الأسود البصري
اسمه حميد بن الأسود.
١١٠٢: أبو الأسود بياع السابري
اسمه عمر بن محمد بن يزيد.
١١٠٣: أبو الأسود الجعفي
اسمه جميل بن عبد الرحمن الجعفي.
١١٠٤: أبو الأسود الحضرمي
اسمه عمرو بن غياث.
١١٠٥: أبو الأسود الدؤلي
اسمه ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان وقيل ظالم بن ظالم وقيل
عمرو بن ظالم.
قال المرزباني في معجم الشعراء اسمه في رواية دعبل وعمرو بن
شبه: عمرو بن ظالم بن سفيان الكناني وفي رواية أبي عبيدة ومحمد بن
سلام وأحمد بن حنبل وابن معين وغيرهم ظالم بن عمرو بن سفيان اه
وذكرناه في ظالم بن عمرو. وفي النقد جعله ظالم بن ظالم وقال الشيخ
عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل في كتابه تكملة الرجال الذي هو بمنزلة
الحاشية على النقد قوله أبو الأسود العجب من المصنف حيث لم يدخل في
هذه الكنية أبو الأسود الدؤلي وهو أشهر من أن يخفى اه والعجب منه
كيف لم يعرف أن ظالم بن ظالم المذكور في عبارة النقد هو أبو الأسود الدؤلي.
١١٠٦: أبو الأسود الغمشاني
اسمه جبير بن حفص.
١١٠٧: أبو الأسود الفرا
في التعليقة هو كنية أبي إسماعيل الفراء روى الحسن بن محبوب عنه
كذا في سورة يوسف من مجمع البيان اه.
١١٠٨: أبو الأسود الكاتب الأصفهاني
اسمه أحمد بن علوية الأصفهاني.
١١٠٩: أبو الأسود الكلبي الكوفي
اسمه خلاد بن الأسود بن خلاد.
١١١٠: أبو الأسود الليثي الكوفي
قال الميرزا في الرجال الكبير يقال اسمه حازم وهو والد منصور بن
أبي الأسود الليثي الآتي اه ولعل القول بان اسمه حازم نشا من وجود
منصور بن حازم.
١١١١: أبو الأسود مولى ثقيف
اسمه عمر بن محمد بن يزيد.
١١١٢: أبو الأشعث المزني
اسمه محمد بن حماد.
١١١٣: أبو الأشهب الجعفي الكوفي
اسمه محمد بن يزيد.
١١١٤: أبو الأشهب النخعي
اسمه جعفر بن الحارث.
١١١٥: أبو الأغر أو أبو الأعز النخاس
وقع في طريق الصدوق في الفقيه وقال في مشيخته كلما كان فيه عن
(٢٨٨)

أبي الأغر النخاس فقد رويته عن أبي عن محمد بن يحيى العطار عن إبراهيم
ابن هاشم عن صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير عن أبي الأغر النخاس
مع ما تقدم من تعهده من الصحة المقتضية للتوثيق ولا ريب ان رواية
صفوان وابن أبي عمير عنه ينبهان على نوع اعتبار واعتماد.
١١١٦: أبو الأغر التميمي
كان مع علي ع بصفين قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: روى
ابن قتيبة في كتابه المسمى عيون الاخبار قال: قال أبو الأغر التميمي بينا أنا
واقف بصفين مر بي العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وذكر خبر
مبارزته عرار بن أدهم من أهل الشام وقتله عرارا إلى أن قال فإذا قائل يقول
من ورائي قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف
صدور قوم مؤمنين فالتفت فإذا أمير المؤمنين ع فقال يا أبا الأغر من
المنازل لعدونا قلت هذا ابن أخيكم العباس بن ربيعة الحديث.
١١١٧: أبو الأغر بن سعيد بن حمدان
قتل سنة ٣٢١.
اسمه أحمد وتأتي ترجمته في أحمد ج ٨ وهو ابن عم ناصر الدولة
الحسن بن عبد الله بن حمدان قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٢١ في هذه
السنة اجتمعت بنو ثعلبة إلى بني أسد القاصدين إلى أرض الموصل ومن
معهم من طي فصاروا يدا واحدة على بني مالك ومن معهم من تغلب
وقرب بعضهم من بعض للحرب فركب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن
حمدان في أهله ورجاله ومعه أبو الأغر بن سعيد بن حمدان للصلح بينهم
فتلكم أبو الأغر فطعنه رجل من بني ثعلبة فقتله فحمل عليهم ناصر الدولة
ومن معه فانهزموا وملكت بيوتهم الخبر.
١١١٨: أبو الأكراد
اسمه علي بن ميمون الصائغ.
١١١٩: أبو امامة الأنصاري الخزرجي
اسمه أسعد بن زرارة.
١١٢٠: أبو امامة الأنصاري من الأوس
اسمه أسعد بن سهل بن حنيف بن وهب.
١١٢١: أبو امامة الباهلي
اسمه صدي بن عجلان بن وهب الباهلي.
١١٢٢: أبو أمية الأسدي الكوفي
هو عبد الرحمن والد عبد الله بن عبد الرحمن عن المجمع وفي رجال
أبي علي هذا على ما مر في عبد الله بن عبد الرحمن عن النجاشي وأما على ما
في الخلاصة فهو كنية لعبد الله.
١١٢٣: أبو أمية الجعفي
اسمه سويد بن غفلة.
١١٢٤: أبو أمية الجمحي السلمي
اسمه صفوان بن أمية.
١١٢٥: أبو أمية الضمري
اسمه عمرو بن أمية.
١١٢٦: أبو أمية القشيري
كنية لأنس بن مالك القشيري أو العجلاني.
١١٢٧: أبو أمية الكوفي
كنية يوسف بن ثابت بن أبي سعيد.
١١٢٨: أبو أمية
والد جنادة بن أبي أمية.
قيل اسمه مالك وقيل كثير.
١١٢٩: أبو أيوب
جعله في النقد كنية لخمسة أشخاص وقال إنه أشهر في إبراهيم بن
عيسى ونحن نذكر ما ذكره ونزيد عليه.
١١٣٠: أبو أيوب الأنباري
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وفي الفهرست
أبو أيوب الأنباري المدني وتحول إلى بغداد له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي أيوب اه وقال
النجاشي أبو أيوب الأنباري تحول إلى بغداد أبو النعمان عن ابن حمزة عن
ابن بطة عن البرقي عنه بكتابه.
١١٣١: أبو أيوب الأنصاري
اسمه خالد بن زيد بن كليب.
١١٣٢: أبو أيوب البجلي الكوفي
اسمه منصور بن حازم.
١١٣٣: أبو أيوب الخزاز
بالزاي قبل الألف وبعدها اسمه إبراهيم بن عثمان أو ابن عيسى
وقيل ابن زياد وقيل بالمعجمات ابن عثمان أو ابن عيسى وبالراء ثم الزاي
ابن زياد.
١١٣٤: أبو أيوب الشاذكوني
اسمه سليمان بن داود المنقري.
١١٣٥: أبو أيوب الصيرفي الكوفي
اسمه هلال بن مقلاص.
١١٣٦: أبو أيوب المدني
وفي بعض الأسانيد بعد المدني مولى بني هاشم.
قال النجاشي قال ابن نوح حدثنا محمد بن علي بن هشام قال حدثنا
علي بن محمد ماجيلويه بكتاب أبي أيوب المدني اه.
وظاهره أن أبا أيوب المدني غير الأنباري وظاهر ما تقدم عن
الفهرست انهما واحد.
١١٣٧: أبو أيوب بن أزهر السلمي
ربما فهم من آخر كتاب صفين لنصر بن مزاحم انه ممن قتل مع علي
ع يوم الجمل كما مر في الأبرد بن طهرة الطهوي في هذه المستدركات.
١١٣٨: أبو أيوب بن باكر الحكمي
ربما فهم من آخر كتاب صفين لنصر بن مزاحم انه قتل مع علي ع
يوم صفين كما مر في الأبرد بن طهرة الطهوي في هذه المستدركات.
(٢٨٩)

١١٣٩: أبو البدر بن حيدر البغدادي
توفي ١٠ رمضان سنة ٥٩٩ ودفن في مشهد الكاظم ع.
قال ابن الساعي علي بن أنجب في حقه فيما حكي عنه: شاب فاضل
متميز بالكتابة والشجاعة كان يتولى التركات الحشرية للامام الناصر لدين
الله أحمد الخليفة العباسي قيل إنه كان يقول دائما قد عينت على فلان وفلان
ويعد الشيوخ المثرين الذين لا وارث لهم سوى بيت المال وهو صاحب
ديوان التركات لهم ولامثالهم فتوفي رحمه الله قبلهم في عاشر رمضان سنة
٥٩٩ عن مرض أيام قلائل وصلي عليه بالمدرسة النظامية ودفن في مشهد
موسى بن جعفر ع انتهى.
١١٤٠: أبو البركات بن أرسلان بن عبد الله البساسيري
لم نعرف اسمه ومرت ترجمة أبيه وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٤
فيها زوج نور الدولة دبيس بن مزيد ابنه بهاء الدولة منصورا بابنة أبي
البركات البساسيري انتهى.
١١٤١: السيد أبو البركات الحوري.
لا نعرف اسمه ولا نعرف من أحواله شيئا سوى ما يظهر من اجازة
شاذان بن جبريل القمي التي وجدناها بخطه على ظهر كتاب كفاية نصوص
للخزاز علي بن محمد القمي التي أجاز بها ابني زهرة في ٤ صفر سنة ٥٨٤
من أنه كان سيدا عالما يروي عنه علي بن عبد الصمد التميمي ويروي هو
عن صاحب كفاية النصوص قال شاذان في تلك الإجازة قرأ علي السيد
الأجل العالم الحسيب النسيب شهاب الدين جمال الاسلام محمد بن
عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني أدام الله سعده جميع كتاب الكفاية في
النصوص على عدد الأئمة الاثني عشر ع قراءة تفهم وتبين
وكشف وسمع بقراءته السيد الأجل العالم العابد الحسيب النسيب جمال
الدين عز الاسلام سيد الشيعة أبو القاسم عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني
أسبغ الله ظله وأجزت لهما أن يروياه عني بحق قراءة وسماع عن الشيخ
الفقيه علي بن علي بن عبد الصمد التميمي عن أبيه عن السيد العالم أبي
البركات الحوري عن المصنف رضي الله عنهم وكتب أبو الفضل شاذان بن
جبرئيل بن إسماعيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و
كان ذلك في ٤ مضين من صفر سنة ٥٨٤ حامدا لله ومصليا على نبيه محمد
وآله.
١١٤٢: أبو البركات بن ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان ابن
حمدون التغلبي
توفي في ٣ رمضان سنة ٣٥٩ متأثرا من ضربة في الحرب بينه وبين
اخوته ببلد يقال له عربان وحمل في تابوت إلى الموصل ودفن بتل توبة عند
أبيه. قاله ابن الأثير.
هو ابن أخي سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان صاحب حلب
والعواصم وأبوه ناصر الدولة كان صاحب الموصل. قال ابن الأثير: في
سنة ٣٥٨ اختلف أولاد ناصر الدولة وسبب اختلافهم أنه اقطع ولده حمدان
مدينة الرحبة وغيرها وكان أبو تغلب وأبو البركات وأختهما جميلة أولاد ناصر
الدولة من زوجته فاطمة بنت أحمد الكردية وكانت مالكة أمر ناصر الدولة
فاتفقت مع ابنها أبي تغلب وقبضوا على ناصر الدولة فعظم ذلك على حمدان
وطالب اخوته بالافراج عن والده فسار أبو تغلب إليه ليحاربه فانهزم حمدان
ثم مات ناصر الدولة في ربيع الأول سنة ٣٥٨ وقبض أبو تغلب أملاك أخيه
حمدان وسير أخاه أبا البركات لحربه فلما قرب من الرحبة استأمن إليه كثير
من أصحاب حمدان فانهزم حمدان وقصد العراق مستأمنا إلى بختيار فوصلها
في شهر رمضان سنة ٣٥٨ فأكرمه بختيار. وفي ذي القعدة سنة ٣٥٨ سار
أبو البركات بن ناصر الدولة في عسكره إلى ميا فارقين فأغلقت زوجة سيف
الدولة أبواب البلد في وجهه فأرسل إليها أنني ما قصدت الا الغزاة ويطلب
منها ما تستعين به فاتفقا على أن ترسل إليه مائتي ألف دينار وتسلم إليه قرايا
كانت لسيف الدولة بقرب نصيبين ثم علمت أنه يعمل سرا في دخول البلد
فأرسلت إلى من معه من غلمان سيف الدولة: ما من حق مولاكم أن تفعلوا
بحرمه وأولاده هذا فنكلوا عن القتال معه ثم جمعت رجالة وكبست أبا
البركات ليلا فانهزم ونهب سواده وعسكره وقتل جماعة من أصحابه وغلمانه
فراسلها إني لم أقصد لسوء فردت ردا جميلا وأعادت إليه بعض ما نهب منه
وحملت إليه مائة ألف درهم وأطلقت الأسرى وكان ابنها أبو المعالي بن سيف
الدولة على حلب يقاتل فرغوية غلام أبيه. وأرسل بختيار إلى أبي تغلب
النقيب أبا أحمد الموسوي والد الشريفين المرتضى والرضي في الصلح مع
أخيه حمدان فاصطلحوا وعاد حمدان إلى الرحبة وكان مسيره من بغداد في
جمادي الأولى سنة ٣٥٩ فلما سمع أبو البركات بمسير أخيه حمدان فارق
الرحبة ودخلها حمدان وراسله أخوه أبو تغلب في الاجتماع به فامتنع فسير
إليه أبو تغلب أخاه أبا البركات فلما علم حمدان بذلك فارقها فاستولى عليها
أبو البركات واستناب بها من يحفظها في طائفة من الجيش وعاد إلى الرقة
ومنها إلى عربان فلما سمع حمدان بعوده عنها عاد إليها وأسر من بها من الجند
فقتل بعضا واستبقى بعضا فلما سمع أبو البركات بذلك عاد إلى قرقيسيا
واجتمع هو وأخوه حمدان فلم تستقر بينهما قاعدة فقال أبو البركات لحمدان
أنا أعود إلى عربان وأرسل إلى أبي تغلب لعله يجيب إلى ما تلتمسه منه فسار
عائدا إلى عربان وعبر حمدان الفرات من مخاضة بها وسار في أثر أخيه أبي
البركات فأدركه بعربان وهو آمن فلقيهم أبو البركات بغير جنة ولا سلاح
فقاتلهم واشتد القتال بينهم وحمل أبو البركات بنفسه في وسطهم فضربه
أخوه حمدان فألقاه وأخذه أسيرا فمات من يومه انتهى.
١١٤٣: أبو بجير بن سماك الأسدي
ويقال أبو بجير الأسدي البصري.
اسمه عبد الله بن النجاشي بن غنيم بن سمعان كما صرح به الكشي
والنجاشي وصاحب المجمع وغيرهم وفي النقد ذكره بعد أبو بحر الأحنف
فدل على أنه توهم كونه بالحاء.
١١٤٤: أبو بحر
كنية الأحنف بن قيس واسمه صخر بن قيس أو الضحاك وفي رجال
الميرزا الكبير أبو بحر سكن البصرة اسمه الضحاك اه والظاهر أن المراد
الأحنف لكن تعريفه بالأجنف كان أولى لاشتهاره به.
١١٤٥: أبو البحر
كنية الشيخ جعفر بن محمد بن الحسن بن علي بن ناصر الخطي
البحراني الشاعر المشهور.
١١٤٦: أبو البختري
بفتح الباء والتاء كنية وهب بن وهب وكنية سعيد أو سعد بن فيروز
الطائي مولاهم ويقال سعيد بن عمران.
(٢٩٠)

١١٤٧: أبو البختري مؤدب ولد الحجاج
عده الشيخ في رجاله من أصحاب العسكري ع.
١١٤٨: أبو بدر
قال النجاشي لم يذكر اسمه كوفي له كتاب يرويه عدة منهم محمد بن
سنان أخبرنا الحسين قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا حمزة قال حدثنا
علي بن عبد الله بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي سمية عن ابن
سنان عن أبي بدر بكتابه.
وقال الشيخ في الفهرست أبو بدر له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد عن
محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم وسعد والحميري عن أحمد بن أبي
عبد الله عن محمد بن علي عن ابن سنان عن أبي بدر ورواه ابن الوليد عن
محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي بدر.
واحتمل الميرزا في رجاله كونه أحد الرجلين المذكورين في كتب
الذهبي وابن حجر وهما شجاع بن الوليد بن قيس السكوني أبو بدر الكوفي
الحافظ وأبو بدر المؤدب عباد بن الوليد بن خالد الغبري من كرخ سر من
رأى سكن بغداد فقال إن كلا منهما يحتمل المذكور أقول احتمال كونه
عباد بن الوليد المؤدب منتف لأن المؤدب كرخي من كرخ سامراء بغدادي
وهذا كوفي كما صرح به النجاشي مضافا إلى أن المؤدب مات ٢٥٨ أو
٢٦٢ كما في تهذيب التهذيب وقد سمعت أن أحمد بن محمد بن خالد
البرقي يروي عن المترجم بواسطتين وقد توفي البرقي ٢٧٤ فكيف يروي عنه
بواسطتين وقد توفي بعده باثنتي عشرة سنة أو أزيد بقليل أما شجاع بن
الوليد الكوفي فوفاته بين ٢٠٣ و ٢٠٥ فالبرقي توفي بعده بنحو سبعين
سنة فمن القريب جدا أن يروي عنه بواسطتين فلذلك ترجمناه في الأسماء
بعنوان شجاع بن الوليد فقط.
١١٤٩: الرئيس أبو البدر
في رياض العلماء: كان رئيسا فاضلا كاملا وفي نسخة هو الشيخ
الرئيس الفاضل الكامل الامامي المعروف ولم أعلم اسمه ولا عصره ولا
مذهبه لكن الظاهر أنه شيعي اثنا عشري.
١١٥٠: أبو بديل التميمي
في مناقب ابن شهرآشوب أنشد أبو بديل التميمي في الإمام علي بن
محمد الهادي:
أنت بن هاشم بن عبد مناف بن قصي في سرها المختار
في اللباب اللباب والأرفع الأرفع منهم وفي النضار النضار
١١٥١: أبو بردة الأزدي
ويقال البلوي ويقال الأنصاري.
اسمه هانئ بن نيار ويوجد هانئ بن يسار وهو تصحيف ويأتي انه
يكنى أبا نيار وقيل اسمه هانئ بن عمر بن نيار وقيل الحارث بن عمرو
وقيل مالك بن هبيرة والصواب الأول.
١١٥٢: أبو بردة الأسدي
هو والد إبراهيم بن مهزم الأسدي المعروف بابن أبي بردة.
١١٥٣: أبو بردة بن رجاء
في التعليقة روى الشيخ في التهذيب في الصحيح عن صفوان قال
حدثني أبو بردة بن رجاء.
١١٥٤: أبو بردة مولى بني فزارة.
اسمه ميمون.
١١٥٥: أبو برزة الأسلمي
اسمه نضلة بن عبيد بن الحارث.
في الاستيعاب غلبت عليه كنيته اختلف في اسمه واسم أبيه فقيل
نضلة بن عبيد بن الحارث وقيل نضلة بن عبد الله بن الحارث وقيل
عبد الله بن نضلة وقيل سلمة بن عبيد ويقال نضلة بن عائذ والصحيح
الأول اه وهو قول أحمد بن حنبل ويحيى بن معين. وفي الإصابة: أبو
برزة الأسلمي اسمه نضلة بن عبيد على الصحيح وقيل ابن عبد الله
وقيل ابن عائذ وقيل عبد الله بن نضلة نقله الواقدي عن أهله وقيل بالتصغير
وقال الهيثم بن عدي خالد بن نضلة اه.
ووقع في النقد في نسخة أبو بريزة اسمه نضلة بن عبد الله وهو مطابق
لما مر عن الإصابة من أنه قيل بالتصغير وفي أخرى أبو برزة مكبر ولكن هذا
العنوان وقع بعد أبو برنية فيغلب على الظن ان الاشتباه وقع من صاحب
النقد فظنه أبو بريزة ولو كان عنده أبو برزة لذكره قبل أبو برنية وأن ابداله
بأبي برزة إصلاح من الغير أو حصل اشتباه في تأخيره عن أبي برنية ولكن
مراعاة الترتيب على حروف المعجم من كل وجه في النقد غير معلوم مع أن
أبا برنية ليس صوابا وصوابه ابن برنية كما بيناه هناك كما أنه وقع في التعليقة
أبو بربرة عبد الله بن نضلة اه وهو خطا من وجهين.
١١٥٦: الشيخ أبو البركات الاسترآبادي.
فاضل متكلم امام في العلوم العقلية من أعلام العلماء في علم الكلام
وفي الرياض فاضل متكلم قد ذكر عنه السيد الأمير فخر الدين السماكي
الامامي في رسالة تفسير آية الكرسي بالفارسية بعض الأبحاث الجيدة الدالة على
غاية مهارته في علم الكلام والحكمة والتفسير وصرح باسمه في حاشية
تلك الرسالة كما في الرياض لكنه لم يذكر ذلك التصريح قال ودعا له بالرحمة
والغفران وهذا يشعر بتشيعه مع أن أهل استراباد جلهم بل كلهم شيعة قال
وهو غير أبي البركات البغدادي الحكيم المشهور السني صاحب كتاب المعتبر
في المنطق فإنه هبة الله بن ملكا بن ملكا البغدادي اه.
١١٥٧: أبو البركات البصري
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين وفي
نسخة بدله العباس بن الزيات البصري ومن هنا قد يظن أن أبا البركات
اسمه العباس.
١١٥٨: السيد أبو البركات الخوزي
اسمه علي بن الحسن أو الحسين الحسيني الخوزي الموسوي.
١١٥٩: السيد أبو البركات العلوي
اسمه محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي ويأتي قريبا بعنوان السيد
أبو البركات المشهدي.
١١٦٠: أبو البركات الكوفي النحوي
اسمه عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد.
١١٦١: السيد أبو البركات المشهدي ناصح الدين
اسمه محمد بن إسماعيل الحسيني المشهدي تقدم قريبا.
(٢٩١)

١١٦٢: أبو برنية
ضبطه في الخلاصة بالباء الموحدة والراء والنون المكسورة والمثناة
التحتية المشددة. في النقد اسمه هبة الله بن أحمد اه وقد عرفت انه يقال
له ابن برنية لا أبو برنية كما صرح به صاحب النقد نفسه فقال في الأسماء
هبة الله بن أحمد المعروف بابن برنية.
١١٦٣: أبو بريد الكوفي الضرير العابد
اسمه ثابت بن موسى.
١١٦٤: أبو بسطام الأزدي العتكي الواسطي
اسمه شعبة بن الحجاج بن الورد.
١١٦٥: أبو بشر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
١١٦٦: أبو بشر البجلي البزاز
اسمه أبان بن محمد البجلي المعروف بالسندي.
١١٦٧: أبو بشر السراج
اسمه أحمد بن محمد بن بشر السراج.
١١٦٨: أبو بشر العبدي
اسمه مسعدة بن صدقة ففي أحد القولين أنه يكنى أبا بشر.
١١٦٩: أبو بشعر العمي
اسمه أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلى بن أسد العمي.
١١٧٠: أبو بشير
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمكنى بأبي بشير من
الصحابة جماعة منهم أبو بشير الأنصاري عن تقريب ابن حجر أبو بشير
بفتح أوله وكسر المعجمة الأنصاري المدني قيل اسمه قيس بن عبيد صحابي
شهد الخندق ومات بعد الستين وقد جاوز المائة وعن مختصر الذهبي أبو
بشير الأنصاري صحابي اه.
وفي الاستيعاب: أبو بشير الأنصاري قيل المازني الأنصاري وقيل
الساعدي الأنصاري وقيل الأنصاري الحارثي لا يوقف له على اسم صحيح
ولا سماه من يوثق به ويعتمد عليه وقد قيل اسمه قيس بن عبيد بن
الحارث بن عمرو بن الجعد من بني مازن بن النجار ولا يصح والله أعلم ثم
روى عن أبي بشير الأنصاري أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض أسفاره
فأرسل زيدا مولاه والناس في مقيلهم فقال لا يبقين في رقبة بعير قلادة من
وتر الا قطعت وعنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه نهى عن الصلاة عند طلوع الشمس
حتى ترتفع. وعنه ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حرم ما بين لابتيها يعني المدينة قال وروت
عنه ابنته عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: الحمى من فيح جهنم ثم قال كل هذا
عندي لرجل واحد ومنهم من يجعل هذه الأحاديث لرجلين ومنهم من يجعلها
لثلاثة والصحيح انه رجل واحد ليس في الصحابة أبو بشير غيره قال خليفة
مات أبو بشير بعد الحرة وكان قد عمر طويلا وقيل مات سنة أربعين والأول
أصح لأنه أدرك الحرة اه.
ومنهم الحارث بن خزيمة بن عدي الأنصاري في الاستيعاب بعد ما
ذكر السابق كما مر قال ما أعلم فيهم أي الصحابة من يكنى أبا بشير الا
الحارث بن خزيمة بن عدي الأنصاري فإنه يكنى أبا بشير فيما ذكره
الواقدي قال: وفي الصحابة من يكنى أبا بشير البراء ابن عرور
وعباد بن بشر اه.
وفي الاستيعاب: أبو بشير الأنصاري الساعدي ويقال المازني ويقال
الحارثي ذكره أبو أحمد الحاكم فيمن لا يعرف اسمه وقيل اسمه قيس بن
عبيد بن الحرير بمهملتين مصغرا ضبطه الطبري وغيره ووقع عند أبي عمر
الحارث بن عمرو بن الجعد قاله محمد بن سعد ونقل عن الواقدي أنه شهد
أحدا وهو غلام وأورده ابن سعد في طبقة من شهد الخندق وقد ذكره
البغوي فقال أبو بشير الأنصاري سكن المدينة اه ثم ذكر زيادة على ما
مر: أبو البشير من موالي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخرجه أبو موسى وعزاه لجعفر
المستغفري وأبو البشير العادي ذكره البزار واستدركه ابن الأمين اه.
١١٧١: أبو بصير
كنية لأربعة عبد الله بن محمد الأسدي وليث بن البختري المرادي
ويحيى بن القاسم أو ابن أبي القاسم ويوسف بن الحارث وفي النقد أبو بصير
كنيته ليحيى بن القاسم وليث بن البختري وقيل كنيتهما أبو محمد
وعبد الله بن محمد الأسدي ويوسف بن الحارث وفي الأولين أشهر اه.
وحيث إن بعض من يكنى بأبي بصير غير ثقة فقد ذكروا لذلك مميزات
ذكرت في تراجمهم بل أفردوا ذلك بالتصنيف فصنفوا فيه رسائل عدة ولا
يبعد انصراف الاطلاق إلى الثقة كما هو المعروف في أمثاله اه بل قيل إن
يوسف بن الحارث كنيته أبو نصر بالنون والصاد والراء لا أبو بصير والمنقول
عن مولانا عناية الله انه لم يذكر في الكنى الا ثلاثة وقال قد يكون المطلق
مشتركا بينهم إذا روى عن الباقين أو أحدهما وأما إذا روى عن الكاظم فإنه
مخصوص بيحيى بن أبي القاسم وبالغ في الأسماء في باب يوسف في أن قول
الشيخ: يوسف بن الحارث يكنى أبا بصير سهو من قلمه واحتج بما في رجال
الكشي أبو نصر بن يوسف بن الحارث بتري وقال في موضع آخر هكذا في
نسخ الكتاب أي كتاب الكشي بأجمعها عندنا وهي متعددة مصححة وغير
مصححة واشتبه على الشيخ وتبعه غيره مثل العلامة في الخلاصة فصار على
اشتباههم أبو بصير أربعة فإذا وقع في رواية حكموا بضعف الحديث وهذا
خلاف الواقع فإنهم ثلاثة والثلاثة أجلاء ثقات والحديث صحيح وقد خفي
هذا على جميع الاعلام والحمد لله على شبه الالهام اه وقيل أيضا ان
يحيى بن القاسم لا يكنى بأبي بصير بل عن اكمال ابن ماكولا إن كنيته أبو
نصير بالنون لا بالباء فانحصر أبو بصير في ثلاثة أو اثنين وكلهم ثقات.
١١٧٢: أبو بكر بن أبي الثلج
اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل.
١١٧٣: أبو بكر بن أبي سمال
في رجال الميرزا اسمه إبراهيم ثقة واقفي واسم أبي سمال محمد بن
الربيع وفي التعليقة ظهر مما مر فيه وفي محمد بن حسان بن عرزم أن أبا بكر
هذا والد إبراهيم ولذا عده خالي مجهولا الا ان للصدوق طريقا إليه اه.
أقول تقدم في إبراهيم ان اسم أبي بكر محمد ويأتي في محمد بن حسان بن
عرزم ان حميدا روى عنه كتاب إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك.
١١٧٤: أبو بكر بن أبي شيبة
اسمه عبد الله بن محمد بن إبراهيم.
(٢٩٢)

١١٧٥: أبو بكر الأنصاري الأشبيلي المعروف بالخدب
اسمه محمد بن أحمد بن طاهر ذكره صاحب كتاب تأسيس الشيعة فيما
حكي عنه ولم ينقل مستند القول بتشيعه ولا وجدناه لغيره.
١١٧٦: أبو بكر البرناني
اسمه محمد بن الحسن.
١١٧٧: أبو بكر البغدادي ابن أخي محمد بن عثمان العمري
اسمه محمد بن أحمد.
١١٧٨: أبو بكر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
مات سنة ١٤٤ في حبس المنصور
وكان المنصور قد قبض عليه لما قبض على اخوته وأهل بيته من ولد
الحسن السبط فصيرهم إلى الكوفة وحبسوا في سرداب تحت الأرض لا
يفرقون بين ضياء النهار وسواد الليل ثم هدم عليهم الموضع وذلك على
شاطئ الفرات بالقرب من قنطرة الكوفة. ذكر ذلك المسعودي في مروج
الذهب وقال ومواضعهم بالكوفة تزار في هذا الوقت وهو سنة ٣٣٢.
١١٧٩: أبو بكر البغدادي المعاصر لابن همام
اسمه محمد بن القاسم.
١١٨٠: أبو بكر التايبادي
اسمه زين الدين علي.
١١٨١: أبو بكر التميمي الكلبي اليربوعي
اسمه عباد بن صهيب.
١١٨٢: المفيد أبو بكر الجرجاني أو الجرجرائي
اسمه محمد بن أحمد بن محمد.
١١٨٣: أبو بكر الجعابي
اسمه محمد بن عمر بن محمد بن سليم أو سالم بن البراء بن نبرة بن
سيار التميمي المعروف بابن الجعابي أيضا قاله في الرياض ويحتمل أن
الجعابي يقال لعمر بن محمد وابن الجعابي لمحمد بن عمر ولكن الظاهر أن
ابن الجعابي يقال لكل منهما كما أن الظاهر أن أبا بكر كنية لكل منهما.
١١٨٤: أبو بكر الحافظ البغدادي
هو أبو بكر الجعابي محمد بن عمر السابق.
١١٨٥: أبو بكر بن حزم
يأتي بعنوان أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
١١٨٦: أبو بكر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
قتل مع عمه الحسين ع بكربلاء سنة ٦١.
في مقاتل الطالبيين امه أم ولد لا يعرف اسمها ذكر المدائني في اسنادنا
عنه عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد ان عبد الله بن عقبة الغنوي
قتله وفي حديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر ان عقبة الغنوي
قتله وإياه عن سليمان بن قتة بقوله:
وعند غني قطرة من دمائنا وفي أسد أخرى تعد وتذكر
وهو أخو القاسم بن الحسن المقتول بعده لأبيه وامه.
١١٨٧: أبو بكر الخضرمي
اسمه عبد الله بن محمد ويطلق على محمد بن شريح الحضرمي
والاطلاق ينصرف إلى الأول.
١١٨٨: أبو بكر بن حماد التاهرتي
هكذا في الاستيعاب في ترجمة علي أمير المؤمنين ع وأورد له
الأبيات التي أولها: قل لابن ملجم والاقدار غالبة وفي عدة مواضع بكر بن
حماد التاهرتي ومن هنا قد يغلب على الظن أن أبا بكر تحريف من النساخ
والصواب بكر فلذلك ترجمناه هناك.
١١٨٩: أبو بكر الخوارزمي
اسمه محمد بن العباس الخوارزمي الطبري.
١١٩٠: أبو بكر الخالدي
اسمه محمد بن هاشم بن وعلة أحد الخالدين الشاعرين المشهورين.
١١٩١: أبو بكر الدؤادي
اسمه محمد بن علي بن أبي دؤاد.
١١٩٢: أبو بكر بن دريد
اسمه محمد بن الحسن بن دريد الأزدي.
١١٩٣: أبو بكر الدوري
منسوب إلى الدور بالضم وهما قريتان بين سر من رأى وتكريت عليا
وسفلى وناحية من دجيل ومحلة ببغداد ومحلة بنيسابور. في الرياض يروي
عنه عبد السلام بن الحسين الأديب البصري شيخ النجاشي ويظهر من
أسانيد الشيخ الطوسي إلى الصحيفة الكاملة في ترجمة المتوكل بن عمر بن
المتوكل ان أحمد بن عبدون يروي أيضا عن أبي بكر الدوري ويروي الشيخ
الطوسي عنه بتوسطه وهو يروي عن ابن أخي طاهر فهو في درجة الصدوق
ولم اعلم اسمه اه.
١١٩٤: أبو بكر الرازي
اسمه محمد بن خلف.
١١٩٥: أبو بكر السري
اسمه أحمد بن محمد السري المعروف بابن أبي دارم.
١١٩٦: أبو بكر الشافعي
عن المجمع اسمه محمد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب اه قال أبو
علي هذا على ما في رجال الشيخ والذي في رجال النجاشي أبو الحسن.
١١٩٧: أبو بكر بن شيبة
عن تقريب ابن حجر اسمه عبد الرحمن وقال في الأسماء عبد الرحمن بن
عبد الملك بن سعيد بن حبان بن أبجر. وفي تهذيب
التهذيب أبو بكر بن شيبة هو عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة تقدم.
١١٩٨: أبو بكر صاحب المغازي
هو محمد بن إسحاق بن يسار وقيل كنيته أبو عبد الله وفي تهذيب
التهذيب: أبو بكر بن شيبة هو عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة تقدم.
١١٩٩: أبو بكر صاحب المغازي هو محمد بن إسحاق بن يسار وقيل كنية أبو عبد الله وفي تهذيب
التهذيب: أبو بكر بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم أخو محمد بن إسحاق
صاحب المغازي قال أبو حاتم لا يعرف اسمه اه ولم يذكر ان أبا
بكر كنية لصاحب المغازي.
(٢٩٣)

١١٩٩: أبو بكر الصنعاني الحافظ المشهور
اسمه عبد الرزاق بن همام.
١٢٠٠: أبو بكر الصنوبري
اسمه أحمد بن محمد بن الحسن.
١٢٠١: أبو بكر الصولي
اسمه محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس.
١٢٠٢: السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحسيني الحضرمي
اسمه كنيته
نسبه
هو السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الله بن
عيدروس بن علي بن محمد بن شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن الشيخ
شهاب الدين أحمد بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي بكر
السكران ابن الشيخ عبد الرحمن السقاف ابن محمد مولى الدويلة بن علي ابن
الشيخ علوي ابن الفقيه المقدم الشيخ محمد بن علي ابن الإمام محمد
صاحب مرباط ابن علي خالع قاسم بن علوي بن محمد صاحب الصومعة
ابن الإمام علوي بن عبيد الله بن المهاجر إلى الله أحمد (١) بن عيسى بن
محمد النقيب بن علي العريضي ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد
الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام السبط الحسين ابن أمير
المؤمنين علي ع.
مولده ووفاته
ولد سنة ١٢٦٢ بقرية حصن آل فلوقة أحد الصايف تريم من بلاد
حضرموت وتوفي ليلة الجمعة ١٠ جمادي الأولى سنة ١٣٤١ بحيدر آباد
الدكن من بلاد الهند وترك ولدا يسمى السيد مرتضى.
أحواله
كان عالما جليلا حاويا لفنون العلوم مؤلفا في كثير منها قوي الحجة
ساطع البرهان أديبا شاعرا مخلص الولاء لأهل البيت الطاهر قال جامع
ديوانه في حقه: حجة الاسلام، ونبراس الأنام، وخاتمة الاعلام، ويتيمة
عقد الكرام، قريع الفصحاء، وامام البلغاء، الحائز قصبات السبق في
ميادين العلوم، الموضح من مشكلاتها ما حير الفهوم، محيي السنة وناشر
لوائها، ومميت البدعة ومقوض بنائها سليل العترة النبوية وناشر لواء ولائها،
ناصر أوليائها، وقاهر أعدائها السيد الشريف العلامة أبو بكر بن عبد
الرحمن الخ.
صفته
قال جامع ديوانه: كان أبيض اللون مشربا بحمرة واسع العينين
جميل الصورة معتدل القامة إلى الطول أقرب. حسن السمت لطيف
الأخلاق وديعا منصفا كريما سمحا فصيح النطق بليغ التعبير ذكي الفؤاد
متوقد الذهن سريع الحفظ والفهم قوي الحافظة حاضر الجواب بين الحجة
ببغض اللجاج ويمقت المماراة ينصف من يبحث معه ويرشده بلطف إلى ما
خفي عليه وإذا رأى من مباحثه تعصبا تركه وشأنه وكان يؤثر الخمول
والانزواء وينفر كل النفور عن أصحاب الفخفخة والأمراء ويحب مجالسة
المساكين والفقراء ومن لا يؤبه بهم ينبسط معهم ويقوم بقضاء حوائجهم
ويتردد عليهم ويأنف من معاشرة الأغنياء ويكره الذهاب إليهم وكثيرا ما
كان يتمثل بقول الشاعر:
فليتك تحلو والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر * وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود يا غاية المنى * فكل الذي فوق التراب تراب
سيرته
قال جامع ديوانه: كان عالي الهمة عصامي النفس مسموع الكلمة
وله في اصلاح ذات البين وقمع الفتن وحقن الدماء المساعي الكبيرة فكان
يخدم وطنه حتى مع بعده عنه ويجازي على السيئة بالحسنة وكان متفانيا في
حب أهل البيت الطاهر كثير التعظيم لهم معظما للعلماء لا سيما أهل الأثر
مبغضا للبدع عدوا لها ولأهلها ولكل معاد لأهل البيت
ع وان ما أودعه الله في فطرته من الذكاء قضى بتقدمه وفوزه على سائر
الاقران فبرع في فنون عديدة حتى أدهش فضلاء مشائخه وأذن له بعضهم
في إعادة دروسه أو الاستقلال بالتدريس وهو مراهق وله فتاوى وتعليقات في
صغره ونظم منظومته المفيدة المسماة ذريعة النهاض إلى علم الفرائض وعمره
إذ ذاك نحو ١٨ سنة ومما قاله فيها:
وعذر من لم يبلغ العشرينا * يقبل عند الناس أجمعينا
رحل من وطنه تريم إلى الحجاز عام ١٢٨٦ لأداء النسكين وأقام بمكة
مدة غير قليلة اتصل فيها بالبركة العابد السيد فضل باشا العلوي وأخذ عن
كثير من العلماء ممن لقيهم هناك ومنهم العلامة شيخ مشايخ الحجاز السيد
أحمد بن زيني دحلان وأشار عليه السيد فضل باشا بنظم أرجوزة في آداب
النساء وهي المدرجة باخر ديوانه ولقي من أمير مكة وأشرافها كل تجلة
واحترام ثم عاد إلى تريم وأقام بها إلى سنة ١٢٨٨ ثم رحل في العام المذكور
إلى عدن وما جاورها من اليمن واتصل بأمراء لحج ورجال تلك الجهات
فعرفوا فضله وانتفعوا به ورغبوا في اقامته عندهم فلم يرض بل توجه إلى
الشرق الأقصى ودخل كثيرا من مدنه وأقام به نحو أربع سنين قضى جلها
في جزيرة جاوا في بلدة سوربايا وتعاطى فيها التجارة وكللت أعماله بالنجاح
الا انه اثر الزهد وقنع بما حصله وعاد إلى وطنه عام ١٢٩٢ واشتغل
بالتدريس والإفتاء والدعوة إلى مذهب السلف ونبذ الرعونات والبدع وقد
عاداه بعضهم من أجل ذلك وحسده البعض وأوذي ايذاء بالغا ولم يصده
ذلك عما جبل عليه من السعي في نفع العباد وخدمة الصالح العام فقد
نشبت حرب في عام ١٢٩٢ واستمرت إلى أول عام ١٢٩٤ بين أمير يافع
سلطان الشحر وأمراء آل كثير سلاطين تريم وسيون واشتد البلاء والضرر

(١) قال جامع الديوان المترجم لما نجحت دعوة الداعي إلى الله يحيى بن الحسين الحسني بقطر
اليمن سنة ٢٨٠ واستمرت خلافة آله بها واعتز بها أهل البيت هاجر عدة منهم إلى تلك
النواحي من الحجاز والعراق فرارا من ظلم العباسيين وعبث القرامطة فهاجر قبل أحمد بن
عيسى أبناء عمه محمد بن يحيى بن محمد بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
السبط وأحمد بن عبد الله بن موسى بن الحسن بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
السبط وأحمد بن عبد الله بن موسى بن الحسن بن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ومحمد بن جعفر بن الحسن بن موسى بن جعفر بن محمد الخ فقتلوا في طريق اليمن قبل
وصولهم في حدود سنة ٣١٣ ثم هاجر بعدهم المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى المذكور وابنه
عبيد الله في سنة ٣١٧ فجاء إلى حضرموت وهي تفور ببدعة الأباضية الخوارج فقاتلهم هو
وأنصاره من أهل الحق بالسنان واللسان وقاتلهم أبناؤه من بعده إلى حدود سنة ٦٠٠ ثم
تركوا حمل السلاح إلى اليوم وكان أول دخول بدعة الأباضية إلى حضرموت سنة ١٢٩
هجرية " اه‍ ".
(٢٩٤)

فسعى السيد أبو بكر المذكور في اخماد تلك الحرب حتى تم الصلح على يده
وبجده ونفوذه وكفى الله شرها ثم حدثت حوادث يقصد بها مضايقته فاختار
هجر تلك البلاد فارتحل عنها عام ١٣٠٢ كما أشار إلى تلك الأحوال في
بعض أشعاره وتصانيفه وبعد مفارقته وطنه طاف في بلاد كثيرة منها عدن
ولحج والحجاز مكة المكرمة والمدينة المنورة ثم زار القطر المصري فالشام
والقدس ثم الآستانة ولقي من أمراء وعلماء تلك الأقطار كل اجلال وإعظام
كما قال في بعض قصائده:
فسنام اي الأرض أذهب منزل ولي الندامى الغر من أمجادها
وواجه سلطان الترك بالاستانة وقلده الوسام المجيدي المرصع وأهدى
له سيفا وأحبه كثير من أهل النفوذ والفضل ثم ذهب إلى الشرق واختار
الإقامة في حيدرآباد دكهن بالهند وانتفع به كثير ممن هناك وكان الملجأ لحل
المشكلات العلمية، وتولى التدريس في مدرستها النظامية وصحح عددا مما
طبع من الكتب النافعة الدينية، وقد طالت اقامته بحيدر آباد وتأهل بها
ورزق أولادا وتردد من الهند إلى جاوة وما قاربها ثم في عام ١٣٣١ عاد
المترجم له من الهند إلى وطنه وصحب معه جميع ولده وذلك بعد غيبته عنها
نحو ثلاثين سنة لم يغب فيها عن وطنه بره ومعروفه وخدمته فقوبل بها مقابلة
لم نعلم أن أحدا قوبل بمثلها حتى ولا سلاطينها وكان يوم دخوله تريم يوم
عيد عظيم نشرت فيه الرايات وأطلقت المدافع وأقيمت المواكب والحفلات
على رغم منه لشدة نفرته من ذلك ثم عاد إلى الهند عام ١٣٣٤ لقطع
علائقه منها للرجوع إلى تريم للإقامة بها ولكن عاقته المقادير حتى انتقل إلى
رحمة الله تعالى اه وقد بلغنا انه لاقي من النواصب في سبيل نشر فضائل
أجداده أهل البيت الطاهر والدعوة إلى سلوك طريقتهم أذى كثيرا اضطره
إلى الهجرة عنهم وترك وطنه.
مشائخه
قال جامع ديوانه: تلقى فنون العلم عن والده وأخيه الأكبر العالم
العابد والفقيه الورع الزاهد السيد عمر الملقب بالمحضار. وعن كثير من
كبار العلماء بلغ عددهم نحو المائة أكثرهم من أهل حضرموت فمن أخذ
عنهم من أهل تريم العلامة الصالح السيد محمد بن إبراهيم بلفقيه العلوي
والسيد البقية حسن بن حسين الحداد العلوي والسيد العلامة التقي الورع
علي بن عبد الله بن شهاب العلوي والحبر السيد حامد بن عمر بافرج
العلوي وغيرهم ممن في طبقتهم وهم كثير يطول تعدادهم ومن أهل سيون
الأستاذ المحقق السيد المحسن بن علوي السقاف العلوي ومن في طبقته
ومن أهل وادي دوعن العلامة الصوفي السيد أحمد بن محمد المحضار
العلوي والمحقق الشيخ محمد بن عبد الله باسودان الكندي وغيرهم اه
وقوم مر في سيرته انه أخذ بمكة عن السيد أحمد بن زيني دحلان.
تلاميذه
له تلاميذ كثيرون أجلهم وأعلمهم وأشهرهم السيد محمد بن عقيل
صاحب النصائح الكافية وغيرها.
مؤلفاته له مؤلفات في الأصلين والفقه والهندسة والحساب والمنطق
والطبيعيات والبديع والأنساب والأسانيد وغيرها قال جامع ديوانه المعروف
لنا منها نحو الثلاثين أكثرها لم يطبع اه من جملتها ١ الحمية من مضار
الرقية رد على الرقية الشافية التي هي رد على النصائح الكافية مطبوع ٢
رسالة ضرب الذلة على جريدة النحلة ٣ ذريعة الناهض إلى علم
الفرائض منظومة ٤ أرجوزة في آداب النساء ٥ رشفة الصادي في
فضائل أهل البيت طبع بمصر ٦ العقود ٧ الترياق النافع بايضاح
وتكميل جمع الجوامع مطبوع ٨ الفتوحات ٩ الاسعاف ١٠ النظام
١١ نوافح الورد جوري ١٢ الورد القطيف ١٣ الذريعة ولعلها هي
ذريعة الناهض المتقدمة ١٤ التحفة ١٥ الكشف ١٦ الشبهات ١٧
التنوير ١٨ رفع الخبط في مسائل الضغط ١٩ التذكير ٢٠ نزهة
الألباب في رياض الأنساب ٢١ ديوان شعره وهو مطبوع وقد حذف منه
شئ كثير.
أشعاره
ننتخب منها من ديوانه المطبوع
قال يرثي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في ٢١ رمضان سنة
١٣٠٦ من قصيدة:
فاه على صنو النبي وصهره * وثانيه أيام التحنث في حرا
وأعلم أهل الأرض بعد ابن عمه * وأعظمهم جودا ومجدا ومفخرا
عليك سلام الله يا من بهديه * تبلجت الأنوار والحق أسفرا
ويا ليتنا في يوم صفين والذي * يليه شهدنا كي نفوز ونظفرا
ونشرب بالكاس الذي تشربونه * فاما وأما أو نموت فنعذرا
فلا زلت مهما عشت أبكي عليكم * وأنظم درا من ثناكم وجوهرا
وله من قصيدة أسماها النبأ اليقين في مدح أمير المؤمنين الإمام علي
ع عدد أبياتها كعدد اسم الممدوح قالها في أواخر شوال سنة ١٣٣٠:
علي أخي المختار ناصر دينه * وملته يعسوبها وإمامها
واعلم أهل الدين بعد ابن عمه * باحكامه من حلها وحرامها
وأوسعهم حلما وأعظمهم تقى * وأزهدهم في جاهها وحطامها
وأولهم وهو الصبي إجابة * إلى دعوة الاسلام حال قيامها
فكل امرئ من سابقي أمة الهدى * وان جل قدرا مقتد بغلامها
أبي الحسن الكرار في كل ماقط * مبدد شوس الشرك نقاف هامها
فتى سمته سمت النبي وما انتقى * مواخاته الا لعظم مقامها
فدت نفسه نفس الرسول بليلة * سرى المصطفى مستخفيا في ظلامها
سقى عتبة كأس الحتوف ورجع * الوليد ابنه بالسيف مر زؤامها
وفي أحد أبلى تجاه ابن عمه * وفل صفوف الكفر بعد التئامها
بعزم سماوي ونفس تعودت * مساورة الأبطال قبل احتلامها
أذاق الردى فيها ابن عثمان طلحة * أمير لواء الشرك غرب حسامها
وعمر بن ود يوم أقحم طرفه * مدى هوة لم يخش عقبى ارتطامها
دنا ثم نادى القوم هل من مبارز * ومن لسبتي عامر وهمامها
تحدى كماة المسلمين فلم تجب * كان الكماة استغرقت في منامها
فناجزه من لا يروع حنانه * إذا اشتبت الهيجاء لفح ضرامها
وعاجله من ذي الفقار بضربة * بها آذنت أنفاسه بانصرامها
وكم غيرها مين غمة كان عضبه * مبدد غماها وجالي قتامها
به في حنين أيد الله حزبه * وقد روعت أركانه بانهدامها
(٢٩٥)

سل العرب طرا عن مواقف بأسه * تجبك عراقاها ونازح شامها
وناشد قريشا من اطل دماءها * وهد ذرى ساداتها وكرامها
أجنت له الحقد الدفين وأظهرت * له الود في اسلامها وسلامها
ولما قضى المختار نحبا تنفست * نفوس كثيرة رغبة في انتقامها
أقامت مليا ثم قامت ببغيها * طوائف تلقى بعد شر اثامها
قد اجتهدت وقالوا هذا اجتهادها * لجمع قوى الاسلام أم لانقسامها
أ ليس لها في قتل عمار عبرة * ومزدجر عن غيها واجترامها
أ ليس بخم عزمة الله أمضيت * إلى الناس انذارا بمنع اختصامها
بها قام خير المرسلين مبلغا * عن الله أمرا جازما بالتزامها
هو العروة الوثقى التي كل من بها * تمسك لا يعروه خوف انفصامها
أ ما حبه حب النبي محمد * بلى وهما والله أزكى أنامها
شمائل الطبوع عليها كأنها * سجايا أخيه المصطفى بتمامها
حنانيك مولى المؤمنين وسيد * النبيين والساقي بدار سلامها
فلي قلب متبول ونفس تدلهت * وبحبك يا مولاي قبل فطامها
وداد تمشي في جميع جوارحي * وخامرها حتى سرى في عظامها
هو الحب صدقا لا الغلو الذي به * يفوه معاذ الله بعض طغامها
ولا كاذب الحب ادعته طوائف * تشوب قلاها بانتحال وثامها
تخال الهدى والحق فيما تأولت * غرورا وترميني سفاها بذامها
وتنبزني بالرفض والزيغ إن صبا * إليك فؤادي في غضون كلامها
تلوم ويأبى الله والدين والحجى * وحرمة آبائي استماع ملامها
فاني على علم وصدق بصيرة * من الأمر لم أنقد بغير زمامها
ألا ليت شعري والتمني محبب * إلى النفس تبريدا لحر أوامها
متى تنقضي أيام سجني وغربتي * وتنحل روحي من عقال اغتمامها
وهل لي إلى ساح الغريين زورة * لأستاف ريا رندها وبشامها
إذا جئتها حرمت ظهر مطيتي * وحررتها من رحلها وخطامها
وإني على ناي الديار وبينها * وصدع الليالي شعبنا واحتكامها
منوط بها ملحوظ عين ولائها * قريب إليها مرتو من مدامها
إليك أبا الريحانتين مديحة * بعلياك تعلو لا بحسن انسجامها
مقصرة عن عشر معشار واجب * الثناء وإن أدت مزيد اهتمامها
ونفئة مصدور تخفف بعض ما * تراكم في أحنائه من جمامها
وأزكى صلاه بالجلال تنزلت * من المنظر الاعلى وأزكى سلامها
على المصطفى والمرتضى ما ترنمت * على عذبات البان ورق حمامها
وقال يرثي الحسين ع من قصيدة:
براءة بر في براء المحرم * عن اللهو والسلوان من كل مسلم
فأي جنان بين جنبي موحد * بنار الأسى والحزن لم يتضرم
وأي فؤاد دينه حب أحمد * وقرباه لم يغضب ولم يتألم
على دينه فليبك من لم يكن بكى * لرزء الحسين السيد الفارس الكمي
توجه ذو الوجه الأغر مؤديا * لواجبه لم يلوه لحي لوم
فوازره سبعون من أهل بيته * وشيعته من كل طلق مقسم
فهاجت جماهير الضلال وأقبلت * بجيش لحرب ابن البتول عرمرم
وحين استوى في كربلاء مخيما * بتربتها أكرم به من محيم
وسلبوه إعطاء الدنية عندما * رأوا منه سمت الخادر المتوسم
وهيهات أن يرضى ابن حيدرة الرضا * بخطة خسف أو بحال مذمم
أبت نفسه الشماء إلا كريهة * يموت بها موت العزيز المكرم
هو الموت مر المجتنى غير أنه * ألذ وأحلى من حياة التهضم
وقارع حتى لم يدع سيف باسل * بمعترك الهيجاء غير مثلم
وصبحهم بالشوس من صيد قومه * نسور الفيافي من فرادى وتوأم
يبيعون في الجلي نفائس أنفس * لنصر الهدى لا نيل جاه ودرهم
أتاح له نيل الشهادة راقيا * معارج مجد صعبة المتسنم
هي الفتنة الصماء لم يلف بعدها * منار من الايمان غير مهدم
فيا أسرة العصيان والزيغ من بني * أمية من يستخصم الله يخصم
هدمتم ذرى أركان بيت نبيكم * لتشييد بيت بالمظالم يظلم
ولم تمح حتى الآن آثار زوركم * وتصديقه ممن عن الحق قد عمي
ولا بدع أن حاربتم الله أنها * لشنشنة من بعض أخلاق أخزم
ونازعتم الجبار في جبروته * ولكنه من يرغم الله يرغم
نبي الورى بعد انتقالك كم جرى * ببيتك بيت المجد والمنصب السمي
دهتهم ولما تمض خمسون حجة * خطوب متى يلممن بالطفل يهرم
فكم كابد الكرار بعدك من قلى * وخلف إلى فتك الشقي ابن ملجم
وصبت على ريحانتيك مصائب * شهيد المواضي والشهيد المسمم
ضغائن ممن أعلن الدين مكرها * ولولا العوالي لم يوحد ويسلم
أضاعوا مواثيق الوصية فيهم * ولم يرقبوا إلا ولا شكر منعم
حبيبي رسول الله إنا عصابة * بمنصبك السامي نعز ونحتمي
لنا منك أعلى نسبة باتباعنا * لهديك في أقوى طريق وأقوم
ونسبة ميلاد فم الطعن دونها * على الرغم مغتص بصاب وعلقم
نعظم من عظمت ملء صدورنا * ونرفض رفض النعل من لم تعظم
لدى الحق خشن لا نداجي طوائفا * لديهم دليل الوحي غير مسلم
سراعا إلى التأويل وفق مرادهم * لرفع ظهور الحق بالمتوهم
هل الدين بالقرآن والسنة التي * بها جئت أم أحكامه بالتحكم
ولكن عن التمويه ينكشف الغطا * لدى الملك الديان يوم التندم
وقال من قصيدة في مدح أهل البيت النبوي ع:
آل بيت الرسول أشرف آل * في الورى أنتم وأشرف سادة
أنتم السابقون في كل فخر * أسس الله مجدكم وأشاده
أنتم للورى شموس وأقمار * إذا ما الضلال ارخى سواده
أنتم منبع العلوم بلا ريب * وللدين قد جعلتم عماده
أنتم نعمة الكريم علينا * إذ بكم قد هدى الآله عباده
لم يزل منكم رجال وأقطاب * لمن أسلموا هداة وقادة
أنتم العروة الوثيقة والحبل * الذي نال ماسكوه السعادة
سفن للنجاة ان هاج طوفان * الملمات أو خشينا ازدياده
وبكم امن أمة الخير إذ أنتم * نجوم الهداية الوقاده
اذهب الله عنكم الرجس أهل * البيت في محكم الكتاب أفاده
وبتطهير ذاتكم شهد القرآن * حقا فيا لها من شهاده
معشر حبكم على الناس فرض * أوجب الله والرسول اعتماده
وبكم أيها الأئمة في يوم * التنادي على الكريم الوفاده
يوم تأتون واللواء عليكم * خافق ما أجملها من سياده
ضل من يرتجي شفاعة طه * بعد إن كان مؤذيا أولاده
آل بيت الرسول كم ذا حويتم * من فخار وسؤدد وزهاده
أنتم زينة الوجود ولا زلتم * بجيد الزمان نعم القلاده
(٢٩٦)

فيكم يعذب المديح ويحلو * وبه يسرع القريض انقياده
كيف يحصي فخاركم رقم أقلام * ولو كانت البحار مداده
أنتم أنتم حلول فؤادي * فاز والله من حللتم فؤاده
وانا العبد والرقيق الذي لم * يكن العتق ذات يوم مراده
أرتجي الفضل منكم وجدير * بكم المن بالرجا وزياده
فاستقيموا لحاجتي ففؤادي * مخلص حبه لكم ووداده
إن لي يا بني البتول إليكم * في انتسابي تسلسلا وولاده
خلفتني الذنوب عنكم فريدا * فارحموا عجز عبدكم وانفراده
وقال هذه الأبيات من كتاب نزهة الألباب في رياض الأنساب:
نسب يعير النيرين ضياؤه * ويفوق نشر شذاه نفح العنبر
نسب له تعنو وجوه ربيعة * وتخر ساجدة تبايع حمير
نسب تهش له قلوب أولي النهى * شغفا بعذب معينه المتفجر
نسب امام المرسلين دعامه * وعموده نور البتول وحيدر
وقال في مدح سيد الكائنات عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليمات من
قصيدة:
كيف الخلاص وما الوسيلة للنجاة * سوى الحبيب المصطفى المختار
نور الاله نجيه في عرشه * غوث الخليقة غيثها المدرار
يا رافع الاعلام يا من جاهه * عند المهيمن شامخ المقدار
أدرك حماك مدينة الأجداد من * مرض سرى في الدار والديار
فتريم أضحت غير ما عادرتها * بتكاثر الاغرار والأغيار
وطريقة الأسلاف فيها أصبحت * مهجورة الايراد والإصدار
وتكاد تعزب عن رباها دولة * العلم الشريف بصولة الدينار
طمعت بمنصبها الضرائر إذ رأت * ما نابها والنور غير النار
والى اجتماع سراتها لصلاحها * لم يلف من داع ولا أمار
فاضرع لربك ان يعيد لها الذي * فقدت فتصبح مطمع الأنظار
وله من قصيدة سماها طهور الشراب من شمائل السادة آل شهاب:
الا لا يعيب المجد والفضل إقلال * وكل لئيم لا يسوده المال
إذا امتحنت بيض الصفاح وجربت * فبالنصل لا بالغمد يتضح الحال
كما اجتمعت شتى المعالي لسادة * حسينية للفضل روح وتمثال
فروع شهاب الدين غوث الورى * الذي عليه من النور الإلهي سربال
فعالمهم بين المحابر عاكف * لعقد عويصات الوقائع حلال
منوط به تفسير ما كان غامضا * وتفصيله إن كان في الأمر اجمال
وعابدهم مستغرق في سلوكه * إذ ما توالت واردات وأحوال
وذو المال منهم للمكارم والندى * أخ ولاثقال النوائب حمال
يواسي ذوي الحاجات غير مجاهر * وبالباب للأضياف حط وترحال
لديهم من الأجداد طه وحيدر * وفاطم والسبطين إرث وانفال
تحلى به آباؤهم ثم عنهم * تلفاه أبناء كرام وانجال
متى نزلوا في قرية أو مدينة * ففيها الندى والعلم والحلم نزال
وله من قصيدة أرسلها إلى العلامة الحبيب محسن بن علوي ابن سقاف
العلوي الحسيني والمترجم إذ ذاك بجهة جاوة سنة ١٢٩٠:
على سلمي وإن نأت الخيام * من المضني التحية والسلام
مهاة صانها الرحمن عما * به العشاق تعذل أو تلام
كلفت بها وبي كلفت فكل * بصاحبه معنى مستهام
كلانا مغرم ولنا حديث * غريب لا يترجمه الكلام
ثبت إلي شكواها فأشكو * إليها والدموع لها انسجام
تناشدني أ ترجع عن قريب * فقلت نعم وللدهر احتكام
ألا يا دارها من بطن واد * به نبت الخزامي والبشام
سقاك العارض الوسمي سحا * وحيا ذلك الشعب الغمام
ترى هل تجمع الأيام شملي * بها أو هل لفرقتنا التئام
إليها قبلتي ولها صلاتي * وحجي والتنسك والصيام
لها مهما تراءت في معاني * صفات الحسن بدء واختتام
بها اتسقت كما بأبي جديد * خليفة جده إتسق النظام
بنى في كاهل العلياء برجا * منيعا لا ينال ولا يرام
قواعد على التقوى أقيمت * وحسبك ما على التقوى يقام
إلى السمحا دعا حتى استجابت * لدعوته إلى الله الأنام
أتاه الطالبون من النواحي * على اعتابه لهم ازدحام
فارشد للهدى من ليس يدري * لعمرك ما الحلال وما الحرام
به ابتهجت مدائن حضرموت * تريم الخير والصفرا شبام
إمام من بني الزهراء ما إن * له إلا بخالقه اهتمام
يناجي ربه بحضور قلب * وذل حين يعتكر الظلام
ويفنى بالحبيب عن البرايا * إذا أخذوا مضاجعهم وناموا
وله من قصيدة يرثي بها السيد الجليل علي بن حسن بن حسين الحداد في
١٥ ذي الحجة سنة ١٣٠٩:
قل للمكارم فلتشق جيوبها * ولتلبس العلياء ثوب حداد
مقري الضيوف كأنهم شركاؤه * في طارف من ماله وتلاد
كنا به في جنة ووقاية * من طاميات الزيغ والالحاد
حتى دعاه إلى الكرامة واللقا * من ربه الرحمن خير منادي
ولنا بعبد القادر الشهم الذي * خلف الفقيد نكاية الأضداد
سمة وشنشنة وارث عنهم * والشبل يعرف مسرح الآساد
وبرهطه أعني بني الحداد سادات * العباد شموس ذاك الوادي
الوارثين عن الرسول علومه * وعن الخليفة سيد الزهاد
وعن الشهيد بكربلاء ونجله * الأواه ذي الثفنات والسجاد
يروون ما لم يرو غيرهم من * السر المصون بصحة الاسناد
دمثوا الشمائل طيب نشر حديثهم * يسري النسيم به ويحدو الحادي
لا بيت أسبق للمكارم والندى * من بيتهم في حاضر أو بادي
يهتز طفلهم اشتياقا للعلا * والمجد طبعا ساعة الميلاد
وله من قصيدة أرسلها إلى السيد الكامل الحبيب علي بن محمد بن حسين
الحبشي سنة ١٢٩٣:
للدمع فوق خدودي أي تخديد * مذ بدد الدهر شملي اي تبديد
وهذه سنة الدهر الخئون بمن * إلى ذرى الفضل يغدو خابط البيد
يا أيها الموت هلا زرت منتصرا * فما البقاء على ضيم وتنكيد
من فرقة حاربوا مولاهم وبغوا * في أرضنا بغي فرعون ونمرود
عاثت بنو اللؤم في أبناء فاطمة * أهل الفضائل والغر المحاميد
يا عين جودي بهتان الدموع دما * لما جرى في ذراري المصطفى جودي
(٢٩٧)

وطردوهم على رغم الأنوف من * الغناء ظلما وبغيا أي تطريد
لم يرقبوا فيهم إلا ولا ذمما * كأنهم لم يكونوا أهل توحيد
يا سيد الرسل عطفة اننا فئة * من أهل بيتك بيت المجد والجود
بك التوسل أن ضاق الخناق إلى * مجيب دعوة مضطر ومجهود
وبالامام أمير المؤمنين وبالزهراء * فاطم ست النسوة الخود
وبالحسين وزين العابدين وبالمهاجر * القطب مرساها على الجودي
وله من قصيد يرثي بها أم أولاده الشريفة سيدة بنت علي بن عبد الله بن
شهاب الدين وجاءه الخبر بوفاتها وهو بمصر سنة ١٣٠٣:
أسىء وأفي بحادثة البريد * وحزن دائم وجوى يزيد
على اني ربيط الجاش ثبت * وان حشدت من الدهر الجنود
ولكن الليالي فاجأتني * بموجعة يذوب لها الحديد
فيا لله من قمر بقبر * تعظمه لساكنه اللحود
وكم يا ليت شعري من عفاف * تضمن ذلك الجدث الجديد
وطيب شمائل وجميل ذكر * عليه خرائد الغنا شهود
وعرض طاهر وخلال حمد * لها الميزان والشعرى عقود
غرائز هاشميات وخلق * جميل زانه الخلق الحميد
يرشحه لها نسب منيف * لمحتده ذرى العليا سجود
نمته عروق مجد أخلصته * العمومة والخئولة والجدود
وكل فعالها أعمال بر * وكل خصالها كرم وجود
وله من أبيات:
أما لبدور التم نور ولألإ * بلى ولها البيض الكواعب أكفاء
فتقضي لها العينان جورا بما اشتهت * فحجتها بالأعين السود ببضاء
مباسمها وضاحة وثغورها * ممسكة أما الشفاء فلعساء
وفي الريق لكن للسعيد الذي له * من الوصل حظ سلسبيل وصبهاء
وله:
قضية أشبه بالمزرئة * هذا البخاري امام الفئة
بالصادق الصديق ما احتج في * صحيحه واحتج بالمرجئة
ومثل عمران ابن حطان أو * مروان وابن المرأة المخطئة
مشكلة ذات عوار إلى * حيرة أرباب النهى ملجئه
وحق بيت يممته الورى * مغذة في السير أو مبطئه
ان الإمام الصادق المجتبي * بفضله لآي أتت منبئه
أجل من في عصره رتبة * لم يقترف في عمره سيئه
قلامة من ظفر ابهامه * تعدل من مثل البخاري مئه
وله من أبيات:
أسير للحوادث بين قوم * شعارهم تراجيع الغناء
يرون المجد في الإنسان عارا * وان الفضل تطريز القباء
إلى الرحمن أشكو سوء حظي * وحبسي في غمار الأغبياء
وقال يمدح السلطان مير عثمان علي خان سلطان حيدرآباد الدكن ويهنئه
باعطاء ألقاب الشرف لابنيه وأخويه سنة ١٣٣٦ من قصيدة:
من كل غانية تخال جبينها * بدرا تالق نوره أو كوكبا
يؤمين بالتسليم رافعة إلى * الجبهات بلور البنان مخضبا
ما ذاك الا ان ذا التاج الذي * ما فوقه غير الخلافة منصبا
عثمان اعطى ابنيه والأخوين * القابا تحل لمن تقلدها الحبى
طابت أرومتهم وهل يلد الكريم * الطيب الأعراق الا طيبا
انظر تجدهم أكرم الأملاك ثم * انظر تجد عثمان امضاهم شبا
غيث سواجمه نفائس ما اقتنى * ليث براثنه الأسنة والظبا
بسط الأمان فتحت ظل لوائه * لا خائفا تلقى ولا مترقبا
وقضى ببر بني الزكية فاطم * عملا بما المولى تبارك أوجبا
قلدت أشبال الشري ومنحتهم * علم الامارة والطراز المذهبا
هم زندك الأقوى وحد حسامك * الماضي المذلل في الوغى ما استصعبا
سيما ولي العهد من بمطارف * الآداب والعلم اكتسى وتجلببا
سيشد ازرك خاطبا أو ضاربا * ويكون ردءك مصعدا ومصوبا
واليك من سحر البيان فريدة * أحرى بغير التبر ان لا تكتبا
وقال في مدينة سنغافورا ذاكر محاسنها وما لعربها من المفاخر والخصال
الحميدة من قصيدة:
بروحي من بحاجبها أشارت * مسلمة ولم تخش الرقيبا
مدينة سنقفورا حين تبدو * معالمها ترى السوح الرحيبا
فحياها الحيا الوسمي حتى * يغادر سفحها ابدا خصيبا
قصور لا يلم بها قصور * ودور بالبدور نفحن طيبا
ولم تسمع إذا ما طفت الا * حماما ساجعا أو عند ليبا
وبالعرب الكرام الساكنيها * من المجد اكتست بردا قشيبا
إذا عاينتهم لم تلق الا * شقيقا للمعالي أو ربيبا
قصارى همه أخذ بأيدي * كرام النفس أو يؤوي غريبا
ينزه نفسه الغراء عن أن * يجر لها وحاشاه العيوبا
بني الزهراء والكرار أعني * أبا الحسنين والأسد الغضوبا
ملوك في النهار وفي الدجا عن * مضاجعهم يجافون الجنوبا
وجوه بالمكارم مسفرات * سمت عن أن ترى فيها شحوبا
طباعهم دعتهم للمعالي * فسل من علم الليث الوثوبا
إذا عض الزمان لهم نزيلا * من الدهر استقادوا أو يتوبا
وعاذلة على الاطراء فيهم * سخرت بها وقلت كسبت حوبا
فلم أك أن نظمت الدر بدعا * ولست إذا مدحتهم كذوبا
ذريني من سلاف الحمد أهدي * لاسماع الورى كوبا فكوبا
وانظم من مناقبهم ثناء * يعطر نشره الأرجاء طيبا
فلي ولهم ولي معهم إخاء * وكاس هوى شربناها ضريبا
كما أن النبي الطهر ذخري * ليوم يجعل الولدان شيبا
وقال مقرظا ومؤرخا طبع كتاب الاستيعاب لحافظ المغرب أبي عمر بن عبد
البر:
زحزح البدر نقابه * وبكت عين السحابة
وغد البلبل يشدو * فوق افنان الخطابه
ودعا داعي المسرات * فأسرعنا الإجابة
لا إلى الدنيا ولا * للغيد شوقا وصبابه
بل لنشر العلم تزويه * ونستصفي لبابه
لم نقل في أخذنا العلم * ثمينا لاخلابه
كتب العلم سمير * لامرئ رام اكتسابه
ولقد أبدى ابن عبد البر * في المعنى عجابه
(٢٩٨)

ألف استيعابة * واتخذ الحق ركابه
وبمارد من التأويل * لم يشحن كتابه
يا له سفر تسامى * ان يسامى أو يشابه
أسد الغابة منه * مستمد والإصابة
وبه فاحت أزاهير * الرياض المستطابة
اجزل الله لباني * صرحه العالي ثوابه
ولمن ذلل بالجد * من الطبع صعابه
وببيت كامل ارخته * فاضبط حسابه
رق الاستيعاب طبعا * واصفا مجد الصحابة ١٣٢٤
وقال:
كشفت بقال الله قال رسوله * ضلال ابن هند والذي فيه من عاب
وأثبت ما نيطت به من بوائق * وبغي بما لم يبق ريبا لمرتاب
قسرت قلوب المتقين ورحبت * فحول ذوي التحقيق أجمل ترحاب
وأنكر أقوام يخالون انهم * رجال وان العلم لعبة لعاب
ومن هم وما هم لو عجمت قناتهم * سوى كل سباب سفيه وصخاب
سأضرب عنهم لا لعجز وانما * ارى الكف عن صيد الثعالب أولي بي
أ لم تر ان الليث يحمي عرينه * ويفرق من أنيابه كل ذي ناب
ويعرض ان نقت ضفادع غابة * ولو ملأت أصواتها أفق الغاب
وقال في رأس الفتنة ومفرق كلمة المسلمين في البلاد الجاوية أحمد محمد
سوركتي السناري:
قل لابن سنار بؤتا * بالاثم فيما إقترفتا
ركبت صعبا ووعر * التيه المخوف اقتحمتا
أ أنت بالنكر أفتيت * أم قرينك أفتى
أم صبوة ابن أبي * تعروك وقتا ووقتا
كم آية وحديث * مكذب ما زعمتا
وكم دليل ونص * لو شئت ألفا وجدتا
اقفلن عنها قلوب * كمثل قلبك موتى
والعقل ينهاك عما * تهذي به لو عقلتا
وحدت ضدين جهلا * والمستحيل أجزتا
أ تجعل الزفت مسكا * أم تجعل المسك زفتا
ان كنت تعلم شيئا * فعالم السوء انتا
يا بائع الدين بخسا * وآكل المال سحتا
أفسدت قوما كراما * من امنع العرب بيتا
والكل كان تقيا * وفي العقيدة ثبتا
كانوا جميعا فصاروا * بسوء فعلك شتى
لو أدركوا منتهى ما * تجني لفتوك فتا
فتب والا تمتع * وازدد من الله مقتا
واستبدل الحال واجعل * يوم العروبة سبتا
لا يبعد الله الا * إياك حيا وميتا
ارخص لهم اسعارهم واسقهم * بعد أجاج الملح عذب الفرات
وقال يمدح السلطان أحمد فضل حاكم لحج من قصيدة:
فلي في البحر سفن منشئات * ولي في البر راحلة وزاد
إلى خير الملوك أبا واما * وأكرمهم إذا انتسبوا وجادوا
له بيت عريق في المعالي * من العرب الأولى شرفوا وسادوا
ملوك أردفت بملوك عز * إليهم كل آبدة تقاد
لهم في المجد برج لا يسامى * بنته البيض والسمر الصعاد
أولاك الصيد أجداد كرام * لمن دانت لهيبته البلاد
لأحمد خير من ركب المطايا * ومن حملته للحرب الجياد
ولفاف الكتائب والسرايا * وفارسها إذا احتدم الجلاد
يقود الخيل عادية عليها * غطارفة تصيد ولا تصاد
عبادلة إلى الجلا سراع * على صهواتها لهم اعتياد
إذا ما صبحت قوما فيتم * لصبيتهم وللغيد الحداد
تبوأ في ذرى لحج فأمست * به حرما يحج له العباد
وأضحت معقلا في الثغر تعنو * له الهضب المنيعة والوهاد
يمون القاطنين بما أحبوا * ويحبو الوافدين بما أرادوا
يهيل التبر بينهم جزافا * كان التبر ليس له نفاد
ويمنحهم سمان الكوم يمشي * فيزلق عن غواربها القراد
يسوس الملك مقتدرا برأي * وتدبير نتائجه السداد
ومجد يملأ الفلوات ضخم * تميل له الرواسي أو تكاد
إذا قست الملوك به فهذا * عباب والملوك هم الثماد
صاحبة منظر وجلال ملك * وأخلاق حسان واعتقاد
إليها همة قعساء ما ان * عن الخطر العظيم لها ارتداد
يمد بها إلى الجوزاء كفا * فتدنو دونها السبع الشداد
وافعم ملكه عدلا وأمنا * فما من قائل ظهر الفساد
ولا لحق القوي هناك حيف * ولا رهق الضعيف به اضطهاد
وأعلى للعلوم منار هدي * به للدين والدنيا استناد
شديد أزره ببني أبيه * بناة المجد كم برج أشادوا
فمن عبد المجيد شديد ركن * ومن عبد الكريم له عماد
ونيطت بالعليين المعالي * فجلت أن يحيط بها عداد
وفي فضل وفي عبد الحميد * الشهامة والزعامة والسداد
وان تكتب محاسن محسن أو * محامد أحمد يفن المداد
محال أن ينال الحيف ملكا * يكون له بمثلهم اعتضاد
الا يا ابن الملوك الشوس سمعا * فدا لك طارف لي والتلاد
بقيت مدى الزمان جليل قدر * لك الدنيا وما فيها مهاد
لرايتك المهابة والترقي * وللملك اتساع وازدياد
ودونك من أخي مقة ثناء * يفسر ما تضمنه الفؤاد
قلائد يعجز ابن العبد عنها * و يقصر من به افتخرت اياد
وقال من قصيدة:
طلب العلى والمجد شغل شاغل * للحر عن بيض الدمى وودادها
خود المعالي لم تمل الا إلى * كفؤ لها جلد ليوم جلادها
يسدي ويلحم في مناسج فكره * ابرادها ويجيد قدح زنادها
تلك السبيل إلى الفخار فان ترد * ادراكه فدع الربوع وعادها
وارحل فان العجز شر مصاحب * عجلا وطأ في السير شوك قتادها
واخطب عذارى المجد في آفاقها * واشهد مواسمها على ميعادها
فنفائس الياقوت تؤخذ من معادنها * وتشرى من يدي نقادها
كم المهيمن في العباد بفضله * منح يضيق الحصر عن تعدادها
واقصدوا مدائن حضرموت لكي * تنال بها المنى من صالحي عبادها
(٢٩٩)

فاقرأ السلام بها على ابني غالب * واقصدهما فهما قويم عماد
ملكان شأنهما إذا الشحم الوغى * ضرب يبين الهام عن أجسادها
من عصبة غر شديد باسها * ورثت سني الملك عن أجدادها
هل في القضية أن أقيم في ببلدة * يخشى الكرام بها إذا أوغادها
في الأرض متسع لحر نفسه * عصماء يامن مستحيل كسادها
فسنام أي الأرض أذهب منزلي * ولي الندامى الغر من أمجادها
وتريم تعلم والمدائن حولها * اني لدى اللأواء من أجوادها
وإذا جرت خيل الكرام إلى مدى * فمن المجلي في كرام جيادها
ولربما التبست بها سبل المعاني * والبيان فكنت قس ايادها
كم فتنة فيها اكفهر وبالها * حمد الأنام سراي في اخمادها
رعيا بني بدر لأيام زهت * فيكم بزينتها على أعيادها
وقال وأرسلها إلى السلطان صالح بن غالب بن عوض القعيطي حين رجع
من القنص ظافرا بثلاثة من الأسود:
ذهبت إلى منازلة الأسود * وذلك ما ورثت من الجدود
ركبت الصعب نحو الغاب حيث * الزئير به كجلجلة الرعود
طربت به لزمجرة الضواري * كأنك بين مزمار وعود
ونعم تزاور الاقران لكن * وفودك حيها شر الوفود
أخذت ثلاثة وتركت جما * لكيلا ينقرضن من الوجود
أ يجمل ما صنعت نعم واني * يفل شبا الحديد سوى الحديد
وما ذا ذنبها ويداك تفري * وتفتك فتكها تحت البنود
فهل خفرت ذمامك واستخفت * ولو غلطا بمنصبك المجيد
وهل نظرت بعين السوء حتى * لاغنام الرعية والعبيد
لعلك خلتها تنوي إذا لم * تؤدبها مجاوزة الحدود
معاذ الله ان لها ذكاء * يصد الطبع عن فك القيود
وتعلم وهي ذات الصمت وحيا * بأنك ذو الكتائب والجنود
وانك سائق الأرواح قهرا * إلى حوض المنية للورود
وانك فوقها بأسا وعزما * واقداما وذو البطش الشديد
فأنت السيف وحدك ذو مضاء * برزت مقارنا سعد السعود
وأنت لتبع العصر المجلي * بمضمار العلى اسمى حفيد
فعش ملكا ودم في أوج عز * تكلل بالترقي والمزيد
وقال يمدح سلطان زنجبار برغش بن سعيد بن سلطان من قصيدة في ذي
الحجة سنة ١٣٠٠:
سبق الملوك محليا في حلبة * العليا فصلوا خلفه لما جرى
لم يبق في سوق المكارم خلة * سيمت باغلى قيمة الا اشترى
من آل سلطان الذين استعبدوا * كرم النفوس وكان قبل محررا
والموردي الخيل العتاق مواردا * لا يعرف الخريت منها المصدرا
أشبال غاب تحت راية قائد * خشعت لصولة بأسه أسد الشري
أزمعت من عدن ولي شجن بها * فارقت مذ فارقته سنة الكرى
وركبت سابحة كان دخانها * سحب ولمع شرارها برق سرى
تفري أديم البحر ساخرة به * وتدوس هامته إذا ما زمجرا
تهوي هوى الأجدل المنقض لا ترعى الجنوب ولا الدبور الأزورا
يا أيها الملك المفدي والامام * المقدى والسيد السامي الذرى
بوركت من ملك ودمت مؤيدا * بشبا القواضب والقنا مستنصرا
ولتهن في عيد وجودك عيده * جذلا فصل به لربك وانحرا
وقال مجيبا عن واقعة حال:
قال لي بعض مدعي العلم ممن * اضرم الحمق بين جنبيه نارا
هل ترفضت قلت لم ادر ما الرفض * لديكم حقيقة واعتبارا
فرفيع مقام قومي وسام * ان يجاروا السفيه والمهذارا
غير أن الضرورة اقتضت * الايضاح فالصمت يوهم الاقرارا
فاستمع ما أقوله ثم قل ما * شئت بعد اعتذارا أو انكارا
ان لي من تمسكي بكتاب الله * ما اتقي به الاخطارا
ولما صح من حديث أبي * القاسم انقاد راضيا مختارا
لا أعاني التأويل فيها اتباعا * للهوى أو تعصبا أو ضرارا
مذهبي مذهب الوصي أبي السبطين * فالحق دائر حيث دارا
اعلم الصحب للمدينة بابكم * به الله أرغم الكفارا
وتمسكت بالشهيدين اني * سائر في عقيدتي حيث سارا
أشرف العالمين أما وجدا * أطيب الناس عنصرا ونجارا
والمثنى وابن الحسين علي * من به كل مقد لن يضارا
وعلى الباقر اعتمادي وزيد * في سبيلي فلست اخشى العثارا
حصنوا العلم إذ بنو عبد شمس * خبط عشواء يخبطون سكارى
وبأقوال جعفر حيث صحت * عنه نقضي ونتبع الآثارا
ولموسى بن جعفر والعريضي * ومن خلفا نرى الخلف عارا
كابن عيسى المهاجر المتلقي * عن أبيه العلوم والاسرارا
وبنيه الأئمة العلويين * الأولى حولوا العتيم نهارا
سالكي المنهج الذي لم تجد فيه * انعطافا ولست تلقى ازورارا
كالفقيه المقدام ابن علي * سابق القوم خيله لا تجارى
واتخذنا السقاف كوكب مسرانا * وحبل اعتصامنا المحضارا
والذي أسكرته راح التجلي * وابنه العيدروس غوس الأسارى
وبشيخ الحقيقة ابن أبي بكر * علي تأتم فيما أشارا
هؤلاء الاعلام أشرف بيت * في الورى بيتهم وأعلى منارا
أيها الغمر هل سؤالك إياي * لجهل أم خفة واغترارا
اننا أيها المغفل نقفو * هؤلاء الأئمة الاطهارا
ديننا حب أهل بيت رسول * الله حبا يكفر الأوزارا
وكذا حب الصاحبين الضجيعين * العليلين عنده مقدارا
ولعثمان نعرف الفضل لما * جاد بالفضل حين نال اليسارا
هذه السنة التي أمر الله * بها الناس صبية وكبارا
ونهاهم عن التولي لمن نافق * أوجد في الفساد وحارا
ما تريدون بعد انا شرحنا * ما الصدور انطوت عليه مرارا
هل تسوموننا انتقاص علي * فنغيظ المهيمن القهارا
أو على ابنيه تجتري وسخيف * من يعيب الشموس والأقمارا
أم تريدون ان نحب ابن هند * وعن النص مثلكم نتوارى
يقتل الصالحين صبرا كحجر * يأكل الفئ يلعن الكرارا
خاض لج الضلال عشرين عاما * ثم ولى يزيده الخمارا
وتقولون باجتهاد مثاب * يا لهذا معرة وشنارا
لو يكون الذي زعمتم صوابا * لارعوى بعد قتله عمارا
وكتب على ظهر كتاب تطهير الحنان لابن حجر المكي:
لا تنكروا جمع تطهير الجنان * ولا مدحا به كذبا فيمن بغى وفجر
فإنما طينة الشيخين واحدة * ذاك ابن صخر وهذا المادح ابن حجر
(٣٠٠)

وقال:
صحت في صحبي بمجلسهم * بين مثريهم ومفلسهم
جئت بالحق الصريح لهم * واضحا يتلى بمدرسهم
جئت من آي الكتاب ومن * خبر الهادي بمخرسهم
فأبوا إلا مكابرة * وتمادوا في تغطرسهم
عظموا أعداء خالقهم * وتناسوا خبث مغرسهم
أولوا نص الدليل بما * جاء في فتيا مدلسهم
هل كتاب الله تنسخه * نفثات من موسوسهم
أو حديث المصطفى تبع * لهواهم في تهوسهم
آفة التقليد مهلكة * تخنق الاسرى بمحبسهم
بيد ان الأكثرين وقد * عرفوا تلويث ملبسهم
سكتوا جبنا وبعضهم * حسدا من عند أنفسهم
وقال يمدح أبا بكر الزبيدي من قصيدة:
ناشدتك الرحمن هل جزت الحمى * حيث البواسق والآراك المورق
ورأيت لاسهرت جفونك حيهم * وعلمت حالة ساكنيه وما لقوا
يا فاتر الطرف الكحيل وبارع * الخد الأسيل اما ترق وترفق
كيف السبيل إلى اللقاء ونحن في * رق الزمان وربما لا يعتق
ولئن بعثت إلي طيفك زائرا * فجفون صبك بالكرى لا تطبق
مني عليك تحية يسري بها * بدر السماء وشمسها إذ تشرق
لك بالجمال على الحسان خلافة * أنت الأحق بها وأنت الأليق
بالحسن سدت وساد إحسانا أبو * بكر الزبيدي النسيب المعرق
كثرت محامده فما في نشرها * في الناس من يغلو ولا من يغرق
يتزاحم العانون حول رحابه * فيبث فيهم ماله ويفرق
وإذا انقلبت سمعت ألسنهم لما * أولاه تلهج بالثناء وتنطق
قد نال من حب النبي وآله * رتبا لها أهل النهى لم يرتقوا
سبحان مانحه الفضائل فطرة * يعطي المهيمن من يشاء ويرزق
وإذا ظفرت به فلا ألوي على * أبناء عصري غربوا أو شرقوا
أ ترى زمان السوء يسمح لي بما * أرجو فتسري بي إليك الأينق
لأبثك الشكوى وتعلم انني * دنف وشملي بالبعاد ممزق
بين اللئام أعيش الا انني * فرد فلا عاش اللئام ولا بقوا
واليكها بكرا تقاصر عن مدى * ادراك غايتها البليغ المفلق
وقال يهنئ الملك نظام الدولة آصف جاه مير محبوب علي خان بعيد جلوسه
من قصيدة:
بشراك هذا منار الحي ترمقه * وهذه دور من تهوى وتعشقه
وتلك اعلامهم للعين بادية * تزهو بها بهجة النادي ورونقه
جد في الربوع بمرجان الدموع ولا * تبخل فمحمر دمع الحب أصدقه
من كان غان كان الليل طرته * والشمس غرته والسحر منطقه
يزهو به من عقود الجيد لؤلؤها * كأنه من دراري الثغر يسرقه
لدن القوام دقيق الخصر خاتمه * لو شاء من غير تكليف ينطقه
ما أطيب العيش في أ كنافهن وما * أولي الفتى بنفيس العمر ينفقه
يا أيها الراكب الغادي إلى بلد * جرعاؤه خصبة المرعى وابرقه
ناشدتك الله والود القديم إذا * ما بان من بان ذاك السفح مورقه
ان تستهل صريخا بالتحية عن * باك من البعد كاد الدمع يغرقه
يثير اشجانه فوح الصبا سحرا * وساجع الورق بالذكرى يؤرقه
له فؤاد نزوع لا يفارقه * حر الغرام وجفن ليس يطبقه
بالهند ناء أخي وجد نحن إلى * أوطانه وسهام البين ترشقه
وما دعاه لطول الاغتراب سوى * أمر به ظل سعد الحظ يسبقه
وكيف لا يحمد المسعى وقد بلغت * به إلى الدكن المأنوس اينقه
حتى أناخ بباب الآصفي نظام * الملك أهيب سلطان وأليقه
من دوحة في روابي العز منبتها * وماء عين العلا فيها تدفقه
ليث العرين تصك الخطب همته * وتنطح الشامخ الراسي فتسحقه
ثبت إذا مكفهر النائبات دهى * فبالقنا وسديد الرأي يفتقه
نجيع هام العدا صهباء مرهفة * محكم في تراقيهم مذلقه
الرابط الجاش والهيجاء كاشرة * إذ كل قرم خفوق القلب مشفقه
يا أيها الملك الميمون لا برحت * على لوائك ريح النصر تخفقه
وافتك من نازح دابت حشاشته * بالبين فهو كئيب الصدر ضيقه
عذراء يعنو جرير لو أصاخ لها * سمعا ويسجد تعظيما فرزدقه
تمت بالصدق إذ لم تأت مختلقا * من الثناء وخير القول أصدقه
ضمنت أبياتها آي البديع فلم * يقدر عليها بليغ القول مغلقه
فالزمه وأعن به فإنك للأولى * سبقوا إذا لازمته لحاق
والفأل أفصح معلنا تاريخه * راقي السموم بطبعه الترياق
وقال من قصيدة:
أيها النفس فاصبري صبر حر * رابط الجاش لازورار الليالي
انما نلت سنة الدهر في من * رشحتهم أحسابهم المعالي
وإذا ما الكريم آنس ذلا * في بلاد فليعن بالارتحال
وقال من أبيات:
يا أعز الناس عندي * وسروري والمرام
لا تعذبني فاني * فيك حرمت المنام
فيك قد خاصمت عدا * لي ولم اسمع ملام
ليتني لم اعرف العشق * ولم أدر الغرام
زان غصن البان لما * ان حكى منك القوام
واستعار البدر من نور * محياك الثمام
طرفك الفتان يرميني * بمسموم السهام
ان قتل العبد يا روحي * بلا ذنب حرام
ما الذي ضرك لو * ساعدت صبا مستهام
أنت والله من الدنيا * له اقصى المرام
في يديك الحكم فاصنع * كيف تهوى والسلام
وقال من قصيدة:
غصون من البانات يحملن نرجسا * ووردا وعنابا ويثمرن رمانا
معاطير لا من مس جام لطيمة * وأذكى شذا من مسك دارين اردانا
من اللاء ما عيبت عليهن خلة * سوى نهب أرواح المحبين عدوانا
ولي من أولاك الفاتنات حبيبة * على شكلها لم يخلق الله انسانا
ولم أدر لولاها بان الهوى هدى * ولا عاد كفري بالمحبة ايمانا
وما غرس هذا الحب الا التفاتة * بها أشعلت مني الجوانح نيرانا
ولكنها من غير ذنب تنكرت * علي وأولتني صدودا وهجرانا
واني لمن غير الحديث مبرأ * وان وسوس الواشي براءة صفوانا
(٣٠١)

ولم تدر اني بابن فضل بن محسن * أصبت بذلك الحي آلا واوطانا
أعز الملوك الأعظمين عميدهم * وأرجحهم عند التفاخر ميزانا
نمته البهاليل العبادلة الأولى * بهم ناهزت في السبق قحطانا عدنانا
وقال:
إذا ما ذكرنا المصطفى أو وصيه * وفاطم والسبطين أعلا الورى شانا
ذكرتم لنا الباغي مفاعل وابنه * وصخرا وعمرا والداعي ومروانا
قرود كما قال الرسول وانما * رقصتم لهم لما استوى القرد سلطانا
أ ما حاربوا الجبار لما تحزبوا * لحرب أخي المختار بغيا وطغيانا
وقلتم جهاد باجتهاد وان يكن * خطأ ففي الأخرى سيجزون احسانا
تأولتموا معنى الأحاديث كيفما * تشاؤون غمطا للدليل وكتمانا
دعوا قول من قلدتموه تعصبا * لهم واجعلوا وحي المهيمن ميزانا
وقال:
أرأيت أحمق من جهول يدعي * ما ليس فيه ويعقد الايمانا
ينهي ويأمر وهو يحسب غيه * رشدا وسئ فعله احسانا
لم يرض قول نبيه فيما قضى * أشياخه حكما ولا القرآنا
يسعى بغير بصيرة فيزيده * طلب المزيد بسعيه نقصانا
ركب الأتان وظن أن أتانه * يوم الرهان تسابق الفرسانا
يملي على اسماع زمرة بأقل * هذرا فيعتقدونه عرفانا
وإذا امرؤ لا عقل يرشده ولا * أدب فكيف نعده انسانا
وقال:
لا يدع العلم امرؤ جاهل * يخاف أن يفضحه الامتحان
العلم سر الله إلهامه * في القلب لا لقلقة باللسان
نشكو إلى الرحمن من هذه * الغوغاء شكوى من رماه الزمان
من ماكر ذي سبحة أو امراء * قارئ همسا وذي طيلسان
ورامز بالغيب ذي حيلة * يلفظ بالقول الكثير المعان
رواد صيد كلهم حاذق * في الرمي لا يصطادون الا السمان
هذا يرى المختار في نومه * وذاك يستخبره بالعيان
كأنه من بعض اتباعهم * يحضر في كل مكان وآن
ومنهم المخبر عن برزخ * الموتى شقي أو سعيد فلان
وقد أراني الله شيخا له * جماعة رجلاه مصفرتان
فقلت ما ذا نابه قيل من * وطئ حشيش الجنة الزعفران
أف لقوم همهم كيدهم * وجمعهم للمال من حيث كان
بالمال تلقاهم سكارى كما * يسكر من يشرب خمر الدنان
ان أحسن الظن بتلبيسهم * مثر رأوا تطهيره بالختان
من كل ما الإنسان يخشاه من * مستقبل الدارين يعطي الضمان
وان رأوا في عقله خفة * باعوه في الدنيا قصور الجنان
يا رب يا منان أنت السريع * الغوث والمفزع والمستعان
وفق رجال الدين للصدق والخلاص * والاعراض عن كل فان
ونزه الاسلام عن غش أهل * المكر والدليس كيلا يهان
وقال:
لقد رابني من عامر أن عامرا * بعين الرضا يرنو إلى من جفانيا
يجيئ فيبدي الود والنصح غاديا * ويمسي لحسادي خليلا مواخيا
فيا ليت ذاك الود والنصح لم يكن * ويا ليته كان الخصيم المعاديا
١٢٠٣: أبو أحمد الكوفي (١)
اسمه محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم.
١٢٠٤: أبو بكر بن علي بن أبي طالب ع.
قتل مع أخيه الحسين ع بكربلا سنة ٦١ وقال الطبري وابن الأثير
شك في قتله. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع فقال: أبو
بكر بن علي اخوه قتل معه امه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن
ربعي بن مسلمة بن جندل بن نهشل من بني دارم اه. وفي المقاتل كما
سيأتي ابن سلمى بدل مسلمة ولعله هو الصواب للبيت الذي استشهد به
إذ لا ينطبق وزنه الا على ذلك وذكر الشيخ في رجاله بعد قوله من بني دارم
ابن أبي الأسود الدؤلي فعده في أصحاب الحسين ع فتوهم أبو علي ان
ذلك من تتمة ترجمة أبي بكر بن علي فقال من بني دارم بن أبي الأسود
الدؤلي سين فتنبه. وفي البحار قالوا ثم تقدم إخوة الحسين ع عازمين
على أن يموتوا دونه ع فأول من خرج منهم أبو بكر بن علي واسمه
عبيد الله وامه ليلى بنت مسعود بن خالد بن ربعي التميمية فتقدم وهو يرتجز
ويقول:
شيخي علي ذو الفخار الأطول * من هاشم الصدق الكريم المفضل
هذا حسين ابن النبي المرسل * عنه نحامي بالحسام المصقل
تفديه نفسي من أخ مبجل
فلم يزل يقاتل حتى قتله زجر بن بدر النخعي وقيل عبد الله عقبة
الغنوي.
وفي مناقب ابن شهرآشوب بعد ذكر قتل القاسم بن الحسن ثم برز
أبو بكر بن علي قائلا:
شيخي علي ذو الفخار الأطول * من هاشم الخير الكريم المفضل
هذا حسين ابن النبي المرسل * تفديه نفسي من أخ مبجل
فلم يزل يقاتل حتى قتله زجر بن بدر النخعي أو الجعفي ويقال عقبة
الغنوي.
وفي مقاتل الطالبيين عند ذكر من قتل مع الحسين ع من أهل
بيته: وأبو بكر بن علي بن أبي طالب لم يعرف اسمه وامه ليلى بنت
مسعود بن خالد بن مالك بن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم بن
مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم وأم ليلى بنت مسعود عميرة بنت
قيس بن عاصم بن سنان بن خالد بن منقر سيد أهل الوبر ابن عبيد بن
الحارث وهو مقاعس. وأمها عناق بنت عصام بن سنان بن خالد بن منقر
وأمها بنت أغيد بن أسعد بن منقر وأمها بنت سفيان بن خالد بن عبيد بن
مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ولسلمى يقول
الشاعر:
يسود أقوام وليسوا بسادة * بل السيد الميمون سلمى بن جندل
ذكر أبو جعفر محمد بن علي بن حسين في الاسناد الذي تقدم وهو حدثني أحمد بن عيسى
حدثني حسين بن نصر حدثنا أبي حدثنا عمرو بن
شمر عن جابر عن أبي جعفر ع ان رجلا من همذان قتله وذكر المدائني

(١) آخر عن موضعه سهوا.
(٣٠٢)

انه وجد في ساقية مقتولا لا يدري من قتله اه.
وفي أبصار العين: أبو بكر بن علي بن أبي طالب اسمه محمد الأصغر
أو عبد الله وامه ليلى إلى آخر ما مر عن المقاتل أقول قد سمعت قول أبي
الفرج لم يعرف اسمه وهو أوسع اطلاعا من كل مؤرخ وسمعت ان صاحب
المناقب وسعة اطلاعه غير منكورة لم يسمه اما محمد الأصغر ابن علي بن أبي
طالب فقد ذكره أبو الفرج في مقاتل الطالبيين على حدة ولم يشر إلى أنه يكنى
بأبي بكر فلا ندري من أين أخذ ذلك صاحب أبصار العين وهو اعلم بما
قال وقد سمعت ان صاحب البحار قال اسمه عبيد الله لا عبد الله ولم نعلم
ماخذه في ذلك فإنه لم يسنده إلى كتاب مخصوص وإنما ذكره عقيب قوله قالوا
على أن أبا الفرج في المقاتل قال: ذكر يحيى بن الحسن ان أبا بكر بن
عبيد الله الطلحي حدثه عن أبيه أن عبيد الله بن علي قتل مع الحسين قال
وهذا خطا إنما قتل عبيد الله يوم المذار قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة
وقد رأيته بالمذار اه فهو مضافا إلى أنه لم يذكر تكنية عبيد الله بأبي بكر
أنكر قتله بكربلا أصلا ولم يذكر أبو الفرج ولدا لعلي بن أبي طالب ع
قتل بكربلا اسمه عبد الله غير أخي العباس الذي امه أم البنين وحاصل
الأمر انه لم يتحقق عندنا اسمه فلذلك ذكرناه في باب الكنى فقط ولم نذكره
في باب الأسماء.
١٢٠٥: جمال الدين أبو بكر بن كمال الدين عمر بن عبد العزيز بن محمد بن
أحمد بن هبة الله ابن العديم بن أبي جرادة العقيلي الحلبي.
ولد سنة نيف وسبعمائة وتوفي فجاة بحلب ٧٦٨ اوردنا ترجمته في
هذا الكتاب مع وصفه بالحنفي في الدرر الكامنة لابن حجر وفي ذيل تذكرة
الحفاظ لابن فهد لما ذكرناه في إبراهيم بن العديم من تشيع آل أبي جرادة
وبني العديم واظهار جماعة منهم التمذهب بغير مذهب أهل البيت انما كان
لمقتضيات الزمان والمكان وما كان يعامل به من يظهر التشيع في تلك
الأصقاع وفي الدرر الكامنة أنه اشتغل وتميز وتعانى الآداب وهو أخو قاضي
حلب ناصر الدين سمع جزء الدفقي على بيبرس العديمي وجزء البانياسي
وحدث وكان فاضلا حسن الخلق والمحاضرة والخط وولي مشيخة خانقاه
الصالح بحلب. ذكره أبو جعفر الكويك في معجمه وابن جماعة وأثنى عليه
ابن حبيب اه وفي ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد وفي سنة ٧٦٨ توفي
بحلب القاضي جمال الدين أبو بكر بن عمر بن عبد العزيز بن أبي جرادة
الحلبي الحنفي في المحرم وله نيف وستون سنة اه.
١٢٠٦: أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة
ذكره ابن الأثير في المشهورين ممن كان مع محمد بن عبد الله بن
الحسن.
١٢٠٧: أبو بكر بن عيسى بن أحمد العلوي
من أصحاب الكاظم ع روى عنه موسى بن طلحة. روى
الكليني في الكافي في باب الصلاة على الجنائز في المساجد عن محمد بن يحيى
عن محمد بن الحسين عن موسى بن طلحة عن أبي بكر بن عيسى بن أحمد
العلوي قال: كنت في المسجد وقد جئ بجنازة فأردت أن أصلي عليها
فجاء أبو الحسن الأول ع فوضع مرفقه في صدري فجعل يدفعني حتى
خرج من المسجد فقال يا أبا بكر ان الجنائز لا يصلى عليها في المساجد
انتهى قال المجلسي في مرآة العقول السند مجهول انتهى وجهالته
بالمترجم ويستفاد من هذا الحديث تشيعه وعطف الكاظم عليه وموسى بن
طلحة الراوي عنه قالوا فيه قريب الامر له نوادر يروي عنه أحمد بن
محمد بن خالد البرقي.
١٢٠٨: أبو بكر العمري
اسمه أحمد بن بشير.
١٢٠٩: أبو بكر بن عياش بن سالم الأسدي بالولاء الكوفي الحناط المقري
مولى واصل بن حيان الأسدي الأحدب.
مولده ووفاته
ولد سنة ٩٧ وروي ٩٤ وروي ٩٥ وقيل ٩٦ وقال أحمد بن حنبل
احسب ان مولده سنة ١٠٠ وتوفي بالكوفة في جمادي الأولى سنة ١٩٣ قاله
ابن سعد في الطبقات وقيل سنة ١٩٤ وقيل ١٩٢ وما في خلاصة تذهيب
الكمال انه مات سنة ١٧٣ ناشئ من تصحيف تسعين بسبعين.
عياش بمثناة تحتانية وشين معجمة والحناط بمهملتين ونون.
الخلاف في اسمه
في تهذيب التهذيب قيل اسمه محمد وقيل عبد الله وقيل سالم وقيل
شعبة وقيل رؤبة وقيل مسلم وقيل خداش وقيل مطرف وقيل حماد وقيل
حبيب والصحيح ان اسمه كنيته اه وزاد في معجم الأدباء قيل قتيبة وقيل
عبد الله وقيل محمد وقيل عنترة وقيل أحمد وقيل عتيق وقيل حسين وقيل
قاسم وأظهر ذلك شعبة ومطرف وقال الحسين بن فهم وقد ذكر جماعة لا
تعرف أسماؤهم وعد منهم أبو بكر بن عياش اه وشدة هذا الاختلاف
يدل ان هذه الأقوال كلها ليست بصواب وانها مبنية على التخيل والتخمين.
وفيه أيضا عن الفضل بن موسى قلت لأبي بكر بن عياش ما اسمك قال
ولدت وقد قسمت الأسماء وقال أبو حاتم الرازي سالت إبراهيم بن أبي بكر
ابن عياش عن اسم أبيه فقال اسمه وكنيته واحد وقال ابنه إبراهيم لما نزل
بأبي الموت قلت يا أبت ما اسمك قال يا بني إن أباك لم يكن له اسم وقال
ابن حبان اختلفوا في اسمه والصحيح ان اسمه كنيته وفي خلاصة تذهيب
الكمال مختلف في اسمه جدا والصحيح ان اسمه كنيته وعن تقريب ابن
حجر مشهور بكنيته وفي تذكرة الحفاظ في اسمه أقوال أصحها كنيته أو شعبة
وقال حسن بن عبد الأول وأبو هشام الرفاعي سألناه فقال اسمي شعبة وقال
النسائي اسمه محمد اه وقال أبو عمرو بن عبد البر ان صح له اسم فهو
شعبة وهو الذي صححه أبو زرعة لرواية أبي سعيد الأشج عن أبي أحمد
الزبيري قال سمعت سفيان الثوري يقول للحسن بن عياش قدم شعبة
وكان أبو بكر غائبا.
أقوال العلماء فيه
عده ابن سعد في الطبقات من الطبقة السابعة فقال: الطبقة السابعة
أبو بكر بن عياش مولى واصل بن حيان الأحدب الأسدي وهو من الطبقة
التي قبل هذه الطبقة ولكنه بقي وعمر حتى كتب عنه الاحداث وكان من
العباد وقال وكيع ونظر إليه يصلي يوم الجمعة حين يسلم الامام إلى العصر
فقال اعرف هذا الشيخ بهذه الصلاة منذ أربعين سنة وكان أبو بكر ثقة
صدوقا عارفا بالحديث والعلم إلا أنه كان كثير الغلط اه. وفي خلاصة
تذهيب الكمال: أحد الاعلام قال أحمد ثقة وربما غلط وقال ابن عدي لم
(٣٠٣)

أجد له حديثا منكرا إذا روى عنه ثقة وقال ابن المبارك ما رأيت أسرع إلى
السنة منه وقال يزيد بن هارون لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة اه.
وعن تقريب ابن حجر ثقة عابد الا انه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من
السابعة اه وفي تذكرة الحفاظ أبو بكر بن عياش الامام القدوة شيخ
الاسلام الكوفي المقري وفي تهذيب التهذيب قال الحسن بن عيسى ذكر
ابن المبارك أبا بكر بن عياش فاثنى عليه وقال صالح بن أحمد عن أبيه
صدوق صالح صاحب قرآن وخبر وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه ثقة وربما
غلط وقال عثمان الدارمي قلت لابن معين فأبو الأحوص أحب إليك في أبي إسحاق
أو أبو بكر بن عياش قال ما أقربهما قلت الحسن بن عياش أخو أبي
بكر قال هو ثقة قال عثمان هما من أهل الصدق والأمانة وليسا بذاك في
الحديث قال وسمعت محمد بن عبد الله بن نمير يضعف أبا بكر في الحديث
قلت كيف حاله في الأعمش قال هو ضعيف في الأعمش وغيره وقال ابن أبي
حاتم سالت أبي عن أبي بكر بن عياش وأبي الأحوص فقال ما أقربهما لا أبالي
بأيهما بدأت قال وسئل أبي عن شريك وأبي بكر بن عياش أيهما أحفظ قال
هما في الحفظ سواء غير أن أبا بكر أصح كتابا قلت لأبي أبو بكر أو عبد الله
ابن يشر الرقي قال أبو بكر أحفظ منه وأوثق وذكره ابن حبان في الثقات
وقال ابن عدي أبو بكر هذا كوفي مشهور وهو يروي عن أجلة الناس وهو
من مشهوري مشائخ الكوفة وقرائهم وعن عاصم بن بهدلة أحد القراء هو
في كل رواياته عن كل من روى عنه لا باس به وذلك اني لم أجد له حديثا
منكرا إذا روى عنه ثقة إلا أن يروي عنه ضعيف وقال إبراهيم بن أبي
بكر بن عياش لما نزل بأبي الموت قال يا بني إن أباك أكبر من سفيان بأربع
سنين وانه لم يأت فاحشة قط وانه يختم القرآن من ثلاثين سنة كل يوم مرة
قال أحمد بن حنبل كان يقول انا نصف الاسلام وكان جليلا وقال ابن حبان
كان من العباد والحفاظ المتقين وكان يحيى القطان وعلي بن المديني يسيئان
الرأي فيه وذلك أنه لما كبر ساء حفظه فكان يهم إذا روى والخطا والوهم
شيئان لا ينفك عنهما البشر فمن كان لا يكثر ذلك منه فلا يستحق ترك
حديثه بعد تقدم عدالته وكان شريك يقول رأيت أبا بكر عند أبي إسحاق
يأمر وينهي كأنه رب البيت مات هو وهارون الرشيد في شهر واحد وكان قد
صام سبعين سنة وقامها وكان لا يعلم له بالليل نوم والصواب في أمره مجانبة
ما علم أنه أخطأ فيه والاحتجاج بما يرويه سواء وافق الثقات أو خالفهم
وقال العجلي كان ثقة قديما صاحب سنة وعبادة وكان يخطئ بعض الخطا
بعد سبعين سنة وقال أبو عمرو بن عبد البركان الثوري وابن المبارك وابن
مهدي يثنون عليه وهو عندهم في أبي إسحاق مثل شريك وأبي الأحوص الا
انه يهم في حديثه وفي حفظه شئ وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالحافظ
عندهم وقال مهنا سالت أحمد أبو بكر بن عياش أحب إليك أو إسرائيل قال
إسرائيل قلت لم قال لأن أبا بكر كثير الخطا جدا قلت كان في كتبه خطا قال
لا إذا كان حدث من حفظه وقال يعقوب بن شيبة شيخ قديم معروف
بالصلاح البارع وكان له فقه كثير وعلم باخبار الناس ورواية للحديث
يعرف له سنة وفضل وفي حديثه اضطراب وقال الساجي صدوق يهم وقال
علي بن المديني عن يحيى بن سعيد لو كان أبو بكر بن عياش حاضرا ما سألته
عن شئ ثم قال إسرائيل فوق أبي بكر وكان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده
كلح وجهه وقال أبو نعيم لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا منه وقال البزار
لم يكن بالحافظ وقد حدث عنه أهل العلم واحتملوا حديثه وقال الأحمس ما
رأيت أحدا أحسن صلاة من أبي بكر بن عياش اه وفي معجم الأدباء
كان ابن عياش معظما عند العلماء اه.
أخباره
في تهذيب التهذيب قال أبو سعيد الأشج قدم جرير بن عبد الحميد
فاخلى مجلس أبي بكر فقال أبو بكر والله لأخرجن غدا من رجالي اثنين حتى
لا يبقى عند جرير أحد فاخرج أبا إسحاق وأبا حصين وقال يحيى الحماني
وبشر بن الوليد الكندي سمعنا أبا بكر بن عياش يقول جئت ليلة إلى زمزم
فاستقيت منه دلوا لبنا وعسلا اه. وفي معجم الأدباء لقي ابن عياش
الفرزدق وذا الرمة وروى عنهما شيئا من شعرهما ثم ذكر ان المرزباني روى
عنه أحاديث في فضل الخليفة الأول ثم قال: قال زكريا بن يحيى سمعت
ابن عياش يقول لو اتاني أبو بكر وعمر وعلي في حاجة لبدأت بحاجة علي
قبل حاجتهما لقرابته برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولأن آخر من السماء أحب إلي من أن
أقدمه عليهما وكان يقدم عليا على عثمان ولا يغلو ولا يقول الا خيرا.
وروى المرزباني بسنده عن أبي عمر العطاردي قال بعث أبو بكر بن
عياش إلى أبي يوسف الأعشى فمضيت مع أبي يوسف ومعي جماعة فدخلنا
إليه وهو في علية له فقال لأبي يوسف قرأت علي القرآن مرتين وقد نقلت
عني القرآن فاقرأ علي آخر الأنفال واقرأ علي من رأس المائة من براءة واقرأ
علي كذا فقال له أبو يوسف هذا القرآن والحديث والفقه وأكثر الأشياء قد
أفدتها بعد ما كبرت أو لم تزل فيه منذ كنت ففكر هنية ثم قال بلغت وأنا
ابن ست عشرة سنة فكنت فيما يكون فيه الشبان مما يعرف وينكر سنتين ثم
وعظت نفسي وزجرتها وأقبلت على الخير وقراءة القرآن فكنت اختلف إلى
عاصم في كل يوم وربما مطرنا ليلا فانزع سراويلي وأخوض في الماء إلى
حقوي فقال له أبو يوسف ومن أين هذا الماء كله قال كنا إذا مطرنا جاء ماء
الحيرة إلينا حتى يدخل الكوفة وكنت إذا قرأت على عاصم أتيت الكلبي
فسألته عن تفسيره وأخبرني أبو بكر ان عاصما أخبره أنه كان يأتي زر بن
حبيش فيقرأه خمس آيات لا يزيد عليها شيئا ثم يأتي أبو عبد الرحمن السلمي
فيعرضها عليه فكانت توافق قراءة زر قراءة أبي عبد الرحمن وكان أبو
عبد الرحمن قرأ على علي ع وكان زر بن حبيش الشكري العطاردي قرأ
على عبد الله بن مسعود القرآن كله في كل يوم آية واحدة لا يزيده عليها شيئا
فإذا كانت آية قصيرة استقلها زر من ابن عبد الله فيقول عبد الله خذها
فوالذي نفسي بيده لهي خير من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو بكر وصدق
والله ونحن نقول كما قال أبو بكر بن عياش إذا حدثنا عن عاصم عن زر
عن عبد الله قال هذا والله الذي لا إله إلا هو حق كما أنكم عندي جلوس
والله ما كذبت والله ما كذب عاصم بن أبي النجود والله ما كذب زر والله ما
كذب عبد الله بن مسعود وان هذا لحق كما أنكم عندي جلوس وحدث
عمن أسنده إلى أحمد بن عبد الله بن يونس قال ذكر النبيذ عند العباس بن
موسى فقال إن ابن إدريس يحرمه فقال أبو بكر بن عياش إن كان النبيذ
حراما فالناس كلهم أهل ردة (١) وحدث المرزباني قال قال عبد الله بن
عياش (٢) كنت أنا وسفيان الثوري وشريك نتماشى بين الحيرة والكوفة فرأينا

(١) يعني لأنهم يستحلونه والنبيذ المعروف حرام في مذهب أئمة أهل البيت وعلمائهم وهو أعرف
بمذهب جدهم " ص " فدعوى ابن عياش اتفاق الناس على تحليله غير صواب الا ان يريد من
النبيذ غير المعروف وهو ما ينبذ في المساء عشيا ويشرب بالغداة لتذهب بحاجته وهو الذي
سئل عنه الصادق (ع) فأحله فلما ذكر النبيذ المعروف قال شه شه تلك الخمرة المنتنة.
(٢) هو أبو بكر بن عياش بناء على أن اسمه عبد الله كما مر. المؤلف
(٣٠٤)

شيخا أبيض الرأس واللحية حسن السمت والهيئة فظننا ان عنده شيئا من
الحديث وانه قد أدرك الناس وكان سفيان اطلبنا للحديث وأشدنا بحثا عنه
فتقدم إليه وقال يا هذا عندك شئ من الحديث فقال اما حديث فلا ولكن
عندي عتيق سنتين فنظرنا فإذا هو خمار. وحدث أبو بكر بن عياش قال قال
الفرزدق بالكوفة ينعي عمر بن عبد العزيز:
كم من شريعة عدل قد سننت لهم * كانت أميتت واخرى منك تنتظر
يا لهف نفسي ولهف اللاهفين معي * على العدول التي تغتالها الحفر
وحدث باسناده عن ابن كناسة قال حدثني أبو بكر بن عياش قال
كنت إذ انا شاب إذا أصابتني مصيبة تصبرت ورددت البكاء فكان ذلك
يوجعني ويزيدني ألما حتى رأيت بالكناسة أعرابيا واقفا وقد اجتمع الناس
حوله وهو يقول:
خليلي عوجا من صدور الرواحل * بجهور حزوى وابكيا في المنازل
لعل انحدار الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفي نجي البلابل
فسالت عنه فقيل ذو الرمة فأصابتني بعد ذلك مصائب فكنت أبكي
فأجد راحة فقلت في نفسي قاتل الله الأعرابي ما كان أبصره واعلمه.
وحدث باسناد رفعه إلى أبي بكر بن عياش قال دخلت على هارون
أمير المؤمنين فسلمت وجلست فدخل فتى من أحسن الناس وجها فسلم
وجلس فقال لي هارون يا أبا بكر أ تعرف هذا قلت لا قال هذا ابني محمد
ادع الله له فقلت يا أمير المؤمنين جعله الله أهلا لما جعلته له أهلا فسكت
ثم قال يا أبا بكر أ لا تحدثني فقلت يا أمير المؤمنين: حدثنا هشام بن
حسان عن الحسين قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله فاتح عليكم مشارق
الأرض ومغاربها وان اعمال ذلك الزمان في النار الا من اتقى الله وأدى
الأمانة، فانتفض وتغير وقال: يا مسرور اكتب، ثم سكت ساعة وقال: يا
أبا بكر أ لا تحدثني فقلت يا أمير المؤمنين حدثنا هشام بن حسان عن الحسن
قال قال أ تدري ما قال عمر بن الخطاب للهروان قال وما قال له قلت قال له
ما يمنعك من حب المال وأنت كافر القلب طويل الأمل قال لأني قد علمت أن
الذي لي سوف يأتيني والذي أخلفه بعدي يكون وباله علي ثم قال يا
مسرور اكتب ويحك ثم قال أ لك حاجة يا أبا بكر قلت تردني كما جئت بي
قال ليست هذه حاجة سل غيرها قلت يا أمير المؤمنين لي بنات أخت
ضعاف فان رأى أمير المؤمنين أن يأمر لهن بشئ قال قدر لهن قلت يقول
غيري قال لا يقول غيرك قلت عشرة آلاف قال لهن عشرة آلاف وعشرة
آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف وعشرة آلاف يا فضل اكتب بها إلى الكوفة
والآن تحبس عليه ثم قال انصرف ولا تنسنا من دعائك. وحدث باسناده
عن العباس بن بسنان قال كنا عند أبي بكر بن عياش يقرأ علينا كتاب مغيرة
فغمض عينيه فحركه جمهور وقال له تنام يا أبا بكر فقال لا ولكن مر ثقيل
فغمضت عيني. وحدث أبو هاشم الدلال قال رأيت أبا بكر بن عياش
مهموما فقلت له ما لي أراك مهموما قال سيف كسرى لا أدري إلى من
صار (١) وقال محمد بن كناسة يذكر أصحاب أبي بكر بن عياش:
لله مشيخة فجعت بهم * كانت تزيغ إلى أبي بكر
سرج لقوم يهتدون بها * وفضائل تنمى ولا تحري
وحدث المدائني قال كان أبو بكر بن عياش أبرص وكان رجل من
قريش يرمي بشرب الخمر فقال له أبو بكر بن عياش يداعبه زعموا أن نبيا
قد بعث يحل الخمر فقال له القرشي إذا لا نؤمن به حتى يبرئ الأكمه
والأبرص.
أنشد أبو بكر بن عياش المحدث ويقال انهما له:
ان الكريم الذي تبقى مودته * ويكتم السر ان صافي وان حرما
ليس الكريم الذي ان ذل صاحبه * أفشى وقال عليه كل ما علما
وروى بسنده أنه دخل أبو بكر بن عياش على موسى بن عيسى وهو
على الكوفة وعنده عبد الله بن مصعب الزبير وأدناه موسى ودعا له بتكاء
فاتكا وبسط رجليه فقال الزبيري: من هذا الذي دخل ولم يستأذن؟ ثم اتكأته
وبسطته قال هذا فقيه الفقهاء والرأس عند أهل المصر أبو بكر بن عياش
قال الزبيري فلا كثير ولا طيب ولا مستحق لكل ما فعلته به فقال أبو بكر يا
أيها الأمير من هذا الذي سال عني بجهل ثم تتابع في جهله بسوء قول وفعل
فنسبه له فقال اسكت مسكتا فبأبيك غدر بيعتنا ويقول الزور خرجت أمنا
وبابنه هدمت كعبتنا وبك أحرى ان يخرج الدجال فينا فضحك موسى حتى
فحص برجليه وقال الزبيري انا والله أعلم انه يحوط أهلك وأباك ويتولاه
ولكنك مشئوم على آبائك. وروى بسنده ان ابن المبارك كان يعظم الفضيل
وأبا بكر بن عياش ولو كانا على غير تفضيل أبي بكر وعمر لم يعظمهما ثم
روى عدة أخبار تدل على بعده عن التشيع لا نطيل بذكرها. ثم روى
بسنده ان رجلا قال لأبي بكر بن عياش أ لا تحدث الناس قال حدثت الناس
خمسين سنة ثم قال أبو بكر للرجل اقرأ قل هو الله أحد فقرأ ثم قال الثانية
فقرأ حتى بلغ عشرين مرة فكان الرجل وجد في نفسه من ذلك فقال انا لا
اضجر وقد حدثت الناس خمسين سنة وأنت في ساعة تضجر وروى بسنده
عمن سمع أبا بكر بن عياش ينشد:
بلغت الثمانين أو جزتها * فما ذا أؤمل أو انتظر
علتني السنون فأبلنني * ودقت عظامي وكل البصر
أ ما في الثمانين من مولدي * ودون الثمانين ما يعتبر
وبسنده قال قال أبو بكر بن عياش:
صرت من ضعفي كالثوب الخلق * طورا ير فيه وطورا أينفثق
من صحب الدهر تقيا بالعلق
احتمال تشيعه
سيأتي انه روى عن الصادق أو الكاظم ع وأفتى بقوله
ويمكن أن يكون رمز إلى التشيع بما مر عن معجم الأدباء من أنه لو أتاه
الثلاثة في حاجة لبدأ بحاجة علي لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورمز إليه أيضا
بتقديمه عليا على عثمان كما مر وصرح بتقديم الشيخين على علي ويمكن كونه
مداراة لا سيما في مثل ذلك الزمان وكيف كان فتقديمه عليا على عثمان نوع
من التشيع بل ربما يومي من طرف خفي إلى أنه كان يتهم بتفضيل علي على
الشيخين قول من قال إن ابن المبارك كان يعظمه ولو كان على غير تفضيلهما
لم يعظمه وربما يرشد إلى تشيعه كون جملة من مشائخه شيعة كعاصم بن
بهدلة وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي اسحق السبيعي والأعمش وغيرهم
وجملة من تلاميذه شيعة كإسماعيل بن ابان الوراق وغيره وكونه من أهل
الكوفة والغالب عليهم التشيع وربما يرشد إليه ما ذكره ابن أبي الحديد في

(١) لم يرد أن يخبره بسبب همه فأخبره من باب المداعبة أنه مهتم لما لا يهتم له عاقل.
(٣٠٥)

شرح النهج قال قال أبو بكر بن عياش لقد ضرب علي بن أبي طالب ع
ضربة ما كان في الاسلام أيمن منها ضربته عمرا يوم الخندق ولقد ضرب
علي ضربة ما كان في الاسلام أشأم منها يعني ضربة ابن ملجم لعنه
الله اه.
وقال الميرزا في رجاله الكبير: أبو بكر بن عياش جاء في بعض
رواياتنا والظاهر أنه عامي كوفي له محبة وميل إلى أهل البيت ع
ونوع تدين انتهى. والرواية المشار إليها هو ما رواه الكليني. في الكافي
والشيخ في التهذيب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن الحسين
عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج من أصحاب الصادق
والكاظم والرضا ع قال اشتريت محملا فأعطيت بعض الثمن
وتركته عند صاحبه ثم احتبست أياما ثم جئت إلى بائع المحمل لآخذه فقال
قد بعته فضحكت ثم قلت لا والله لا أدعك أو أقاضيك فقال لي أ ترضى
بأبي بكر بن عياش قلت نعم فاتيته فقصصنا عليه قصتنا فقال أبو بكر يقول
من تحب ان اقضي بينكما أ بقول صاحبك أو غيره قلت بقول صاحبي قال
سمعته يقول من اشترى شيئا فجاء بالثمن فيما بينه وبين ثلاثة أيام وإلا فلا
بيع له اه. وأراد بصاحبه الصادق أو الكاظم ع وربما استفاد
السيد صدر الدين العاملي فيما حكي عنه في حواشي رجال أبي علي تشيعه
مما رواه في التهذيب عن محمد بن الحسن الصفار عن السندي عن موسى بن
حبيش عن عمه هاشم الصيداني قال: كنت عند العباس بن موسى بن
عيسى وعنده أبو بكر بن عياش وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وعلي بن
الظبيان. ونوح بن دراج تلك الأيام على القضاء فقال العباس يا أبا بكر
أ ما ترى ما أحدث نوح في القضاء إنه ورث الخال وطرح العصبة وأبطل
الشفعة فقال أبو بكر بن عياش وما عسى أن أقول للرجل قضى بالكتاب
والسنة فاستوى العباس جالسا فقال وكيف قضى بالكتاب والسنة فقال أبو
بكر ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قتل حمزة بن عبد المطلب بعث علي بن أبي طالب
ع فاتاه بابنة حمزة فسوغها الميراث كله فقال له العباس فظلم رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم جدي فقال مه أصلحك الله شرع لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما صنع فما صنع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الا الحق اه ووجه استفادة تشيعه من ذلك أنه حكم بان
إبطال التعصيب مطابق للكتاب والسنة وهو مذهب أئمة أهل البيت
ع وعلمائهم. وكيف كان فتشيعه غير محقق وإن كان محتملا أو مظنونا
فلذلك لم يعلم أنه شرط كتابنا وإن كان جملة مما روي في تاريخ بغداد وغيره
مما أشرنا إليه صريح في بعده عن التشيع وتعظيم الرشيد له دليل على أنه لو
شم منه رائحة التشيع لم يسلم من أذاه فضلا عن تعظيمه واكرامه لكن
الخرف قد يبعث على اظهار خلاف ما يبطن فتشيعه محتمل وليس بمعلوم
وميله محقق والله أعلم بالسرائر.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
وذكرنا بعض الامارات على تشيعه، ثم عثرنا على ما يرشد إلى تشيعه
بل يدل عليه ويؤكده وهو ما أرشدنا إليه الفاضل الورع التقي الزاهد
العابد الشيخ عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي مما رواه الشيخ أبو
جعفر الطوسي في أماليه عن ابن حشيش عن محمد بن عبد الله عن علي بن
محمد بن مخلد عن أحمد بن ميثم عن يحيى بن عبد الحميد الحماني املاء علي
في منزله قال: خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي الكوفة من
منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش فقال لي: امض بنا يا يحيى إلى هذا فلم أدر
من يعني وكنت أجل أبا بكر عن مراجعته وكان راكبا حمارا له فجعل يسير
عليه وأنا أمشي مع ركابه، فلما صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن
خازم التفت إلي وقال: يا ابن الحماني اني جررتك معي وجشمتك أن
تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذه الطاغية. فقلت: من هو يا أبا بكر؟
قال: هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى، فسكت عنه ومضى وأنا أتبعه
حتى إذا صرنا إلى باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب وبينه وكان
الناس ينزلون عند الرحبة، فلم ينزل أبو بكر هناك، وكان عليه يومئذ
قميص وازار وهو محلول الأزرار، فدخل على حماره وناداني: تعال تعال يا
ابن الحماني فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال له: أ تمنعه يا فاعل وهو
معي فتركني فما زال يسير على حماره حتى دخل الايوان فبصر بنا موسى وهو
قاعد في صدر الايوان على سريره، وبجنبتي السرير رجال متسلحون
وكذلك كانوا يصنعون، فلما رآه موسى رحب به وقربه واقعده على سريره،
ومنعت، انا حين وصلت إلى الايوان ان أتجاوزه. فلما استقر أبو بكر على
السرير التفت فرآني حيث انا واقف فناداني فقال ويحك فصرت إليه ونعلي في
رجلي وعلي قميص وازار فاجلسني بين يديه. فالتفت إليه موسى فقال: هذا
رجل تكلمنا فيه؟ قال: لا ولكني جئت به شاهدا عليك: قال فيما ذا؟
قال: اني رأيتك وما صنعت بهذا القبر: قال اي قبر؟ قال: قبر
الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان موسى قد وجه إليه من
كربه وكرب جميع أرض الحاير وحرثها وزرع فيها الزرع، فانتفخ موسى
حتى كاد ان ينقد ثم قال: وما أنت وذا؟ قال: اسمع حتى أخبرك اعلم اني
رأيت في منامي كأني خرجت إلى قومي بني غاضرة، فلما صرت بقنطرة
الكوفة اعترضني خنازير عشرة فأغاثني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد
فدفعها عني، فمضيت لوجهي. فلما صرت إلى شاهي ضللت الطريق
فرأيت هناك عجوزا فقالت لي: أين تريد أيها الشيخ؟ قلت: أريد
الغاضرية، قالت لي: تنظر هذا الوادي فإنك إذا أتيت إلى آخره اتضح لك
الطريق. فمضيت وفعلت ذلك فلما صرت إلى نينوى إذا أنا بشيخ كبير
جالس هناك فقلت: من أين أنت أيها الشيخ: فقال لي: أنا من أهل هذه
القرية: فقلت: كم تعد من السنين؟ فقال: ما أحفظ ما مر من سنيني
وعمري ولكن أبعد ذكري اني رأيت الحسين بن علي ع ومن
كان معه من أهله ومن يتبعه يمنعون الماء الذي تراه ولا تمنع الكلاب ولا
الوحوش شربه. فاستفظعت ذلك وقلت له: ويحك أنت رأيت هذا قال اي
والذي سمك السماء لقد رأيت هذا أيها الشيخ وعاينته وانك وأصحابك
الذين تعينون على ما قد رأيت مما أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا
مسلم. فقلت: ويحك وما هو؟ قال حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم
إليه. قلت وما أجرى؟ قال: أ يكرب قبر ابن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتحرث أرضه، قلت
وأين القبر؟ قال: ها هو ذا أنت واقف في ارضه فاما القبر فقد عمي عن أن
يعرف موضعه قال أبو بكر بن عياش: وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت
قط ولا أتيته في طول عمري فقلت: من لي بمعرفته؟ فمضى معي الشيخ
حتى وقف بي على حير له باب وآذن وإذا جماعة كثيرة على الباب فقلت
للآذن أريد الدخول على ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: لا تقدر على الوصول
في هذا الوقت. قلت: ولم؟ قال: هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله
ومحمد رسول الله ومعهما جبرئيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير. قال
أبو بكر بن عياش: فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة ومضت بي
الأيام حتى كدت ان انسى المنام ثم اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة
(٣٠٦)

لدين كان لي على رجل منهم فخرجت وانا أذكر الحديث حتى إذا صرت
بقنطرة الكوفة لقيني عشرة من اللصوص، فحين رأيتهم ذكرت الحديث
ورعبت من خشيتي لهم فقالوا لي: الق ما معك وانج بنفسك وكانت معي
نفيقة فقلت: ويحكم أنا أبو بكر بن عياش وانما خرجت في طلب دين لي
والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتصرفاتي في نفقتي فاني شديد الإضافة
فنادى رجل منهم مولاي ورب الكعبة لا نعرض له ثم قال لبعض فتيانهم
كن معه حتى تصير به إلى الطريق الأيمن قال أبو بكر: فجعلت أتذكر ما
رأيته في المنام وأتعجب من تأويل الخنازير حتى صرت إلى نينوى فرأيت والله الذي
لا إله إلا هو الشيخ للذي كنت رأيته في منامي بصورته وهياته رأيته
في اليقظة كما رأيته في المنام سواء فحين رأيته ذكرت الامر والرؤيا فقلت:
لا إله إلا الله ما كان هذا الا وحيا. ثم سألته كمسالتي إياه في المنام فأجابني
بما كان أجابني ثم قال لي امض بنا فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو
مكروب فلم يفتني شئ من منامي الا الآذن والحير فاني لم أر حيرا ولم أر
آذنا فاتق الله أيها الرجل فاني قد آليت على نفسي ان لا أدع إذاعة هذا
الحديث ولا زيارة ذلك الموضع وقصده واعظامه فان موضعا يأتيه إبراهيم
ومحمد وجبرئيل ومكائيل لحقيق بان يرغب في اتيانه وزيارته فان أبا حصين
حدثني ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال من رآني في المنام فإياي رأى فان الشيطان لا
يشبه بي فقال له موسى: انما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه
الحمقة التي ظهرت منك وتالله ان بلغني بعد هذا الوقت انك تحدث بها
لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهدا علي. فقال له أبو بكر: إذا
يمنعني الله وإياه منك فاني إنما أردت الله بما كلمتك به. فقال له: أ تراجعني
يا ماص وشتمه فقال له: اسكت أخزاك الله وقطع لسانك. فأزعل موسى
على سريره ثم قال: خذوه فاخذوا الشيخ عن السرير وأخذت أنا فوالله لقد
مر بنا من السحب والجر والضرب، ما ظننت اننا لا نكثر الاحياء أبدا وكان
أشد ما مر بي من ذلك أن رأسي كان يجر على الصخر وكان بعض مواليه
يأتيني فينتف لحيتي وموسى يقول اقتلوهما ابني كذا وكذا بالزاني لا يكني وأبو
بكر يقول له. أمسك قطع الله لسانك وانتقم منك اللهم إياك أردنا ولولد
نبيك غضبنا وعليك توكلنا، فصير بنا جميعا إلى الحبس: فما لبثنا في الحبس
الا قليلا فالتفت إلي أبو بكر ورأى ثيابي قد خرقت وسالت دمائي فقال: يا
حماني قد قضينا لله حقا واكتسبنا في يومنا هذا أجرا ولن يضيع ذلك عند الله
ولا عند رسوله فألبثنا الا قدر غدائه ونومه حتى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه
وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه
الدور سعة وكبرا فتعبنا في المشي إليه تعبا شديدا، وكان أبو بكر إذا تعب في
مشيه جلس يسيرا ثم يقول: اللهم ان هذا فيك فلا تنسه فلما دخلنا على
موسى وإذا هو على سرير له فحين بصر بنا قال لا حيا الله ولا قرب من
جاهل أحمق متعرض لما يكره ويلك يا دعي ما دخولك فيما بيننا معشر بني
هاشم فقال له أبو بكر: قد سمعت كلامك والله حسيبك. فقال له: اخرج
قبحك الله والله ان بلغني ان هذا الحديث شاع أو ذكر عنك لأضربن عنقك
ثم التفت إلي وقال: يا كلب وشتمني وقال إياك ثم إياك ان تظهر هذا فإنه
انما خيل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه أخرجه عليكما لعنه الله
وغضبه فخرجنا وقد أيسنا من الحياة، فلما وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر
وهو يمشي وقد ذهب حماره، فلما أراد أن يدخل منزله التفت إلي وقال:
احفظ هذا الحديث وأثبته عندك، ولا تحدثن هؤلاء الرعاع ولكن حدث به
أهل العقول والدين انتهى.
وفي مروج الذهب الجزء الثاني: مات هارون الرشيد سنة ١٩٣ لأربع
ليال خلون من جمادى الأولى ومات أبو بكر بن عياش بعد موت الرشيد
بثماني عشرة ليلة وهو ابن ٩٨ سنة انتهى وعليه فيكون مولده سنة ٩٥ ومر
الخلاف فيه وقال المسعودي أيضا في مروج الذهب ما لفظه: في سنة ١٨٨
حج الرشيد وهي آخر حجة حجها فذكر عن أبي بكر بن عياش وكان من
علية أهل العلم أنه قال: وقد اجتاز الرشيد بالكوفة في حال منصرفه من
هذه الحجة: لا يعود إلى هذه الطريق ولا خليفة من بني العباس بعد أبدا
فقيل له اضرب من الغيب قال نعم قيل بوحي قال نعم قيل إليك قال لا
إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك خبر عنه ع المقتول في هذا الموضع وأشار إلى
الموضع الذي قتل فيه بالكوفة انتهى ولعله يريد به أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ع ويكون قد رواه عنه بعض الطرق وهذا أيضا مما يرشد إلى
تشيعه.
مشائخه
في تهذيب التهذيب: روى عن أبيه وأبي اسحق السبيعي وأبي حصين
عثمان بن عاصم وعبد العزيز بن رفيع وعبد الملك بن عمير ويزيد بن أبي
زياد وحصين بن عبد الرحمن السلمي وحميد الطويل وسفيان التمار وأبي
اسحق الشيباني وعاصم بن بهدلة ومطرف بن طريف وإسماعيل السدي
ومحمد بن عمرو بن علقمة ومغيرة بن مقسم وغيرهم اه وزاد في تاريخ
بغداد سليمان التيمي وسليمان الأعمش وهشام بن عروة.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب: عنه الثوري وابن المبارك وأبو داود الطيالسي
وأسود بن عامر شاذان ويحيى بن آدم ويعقوب القمي وابن مهدي وابن
يونس وأبو نعيم وابن المديني وأحمد بن حنبل وابن معين وابنا أبي شيبة
وإسماعيل بن ابان الوراق ويحيى بن يحيى النيسابوري وخالد بن يزيد
الكاهلي ويحيى بن يوسف الزمي ومنصور بن أبي مزاحم وأحمد بن منيع
وعمرو بن زرارة النيسابوري وأبو كريب وأبو هشام الرفاعي والحسن بن
عرفة وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وآخرون اه. وزاد في تاريخ بغداد
حسين بن علي الجعفي ومحمد بن عبد الله بن نمير وأحمد بن عمران
الأخنسي.
١٢١٠: أبو بكر الفهفكي بن أبي طيفور المتطبب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وروى الكليني في
الكافي في باب النص على أبي محمد العسكري ع مسندا عنه قال كتب
إلي أبو الحسن: أبو محمد ابني انصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو
الأكبر من ولدي وهو الخلف واليه ينتهي عرى الإمامة واحكامها فما كنت
سائلي فاساله عنه فعنده ما تحتاج إليه.
١٢١١: أبو بكر القاضي
في الرياض: كان من مشاهير العلماء يروي عنه سبطه من جانب الأم
قاضي القضاة عماد الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الاسترآبادي
املاء ويروى عنه الشيخ منتجب الدين بن بابويه بتوسط قاضي القضاة
المذكور وهو يروي عن الشيخ الشهيد أبي جعفر محمد بن جعفر عن
إبراهيم بن الحسن عن عبد الله السعيد الطائي عن رشيد بن رشيد
عن يزيد بن أبي حبيب عن الحسن عن ثوبان قال شهدت علي بن أبي طالب
(٣٠٧)

ع الحديث كما يظهر من اسناد بعض اخبار كتاب الأربعين للشيخ
منتجب الدين المذكور لكن لم يترجمه في الفهرست ولذلك قد يظن كونه من
العامة وكذا من بعده من الرواة ولم أعثر على اسمه اه.
١٢١٢: القاضي أبو بكر بن قريعة
اسمه محمد بن عبد الرحمن.
١٢١٣: أبو بكر القشيري
اسمه داود بن أبي هند دينار.
١٢١٤: أبو بكر القناني
نسبة إلى قنان وزن غراب جبل لبني أسد أو إلى القنانة نهر بسواد
العراق قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع أبو بكر القناني زاهد
من أصحاب العياشي.
١٢١٥: أبو بكر المؤدب
اسمه محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله النحوي.
١٢١٦: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن
عبيد بن عوف بن عنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم
النجاري المدني القاضي.
توفي سنة ١٠٠ وقيل ١١٠ وقيل ١١٧ وقيل ١٢٠.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله أبو بكر بن حزم الأنصاري من أصحاب
علي ع عربي اه. وذكره البرقي في رجاله في أصحاب علي ع من
اليمن وكذا في الخلاصة نقلا عن رجال البرقي وقال ابن داود من خواص
علي ع يمني قال الميرزا وفيه نظر اه ووجه النظر أن أصل هذا القول
رجال البرقي وهو قد عد جماعة من خواصه ع ثم عد جماعة من أصحابه
وعده منهم فدل على أنه من أصحابه لا من خواصه ثم ذكر جماعة وقال ومن
المجهولين من أصحاب أمير المؤمنين ع ويمكن ان يقال إن في
انتخاب نفر قليل من أصحابه وتخصيصهم بالذكر من بين الجم الغفير دليل
على نوع اختصاص لهم به وان لم يكونوا في درجة من عدهم من خواصه
فهم درجة وسطى بينهم وبين المجهولين ولذا ذكره العلامة في القسم الأول
من الخلاصة. ثم إن أبا بكر بن حزم الأنصاري الذي ذكره الشيخ والبرقي
هو ابن محمد بن عمرو بن حزم المترجم وقد ذكره في تهذيب التهذيب أولا
بعنوان أبو بكر بن حزم وقال هو ابن محمد بن عمرو بن حزم المدني يأتي ثم
ذكر أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال أبو علي في رجاله بعد نقل ما
مر عن الشيخ والبرقي وغيرهما يظهر من مجمع الرجال ان أبا بكر هذا هو
محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الماضي في الأسماء اه أقول أبو بكر هو
ابن محمد بن عمرو بن حزم لا محمد نفسه كما عرفت ولم يقل أحد من
الخاصة ولا من العامة ان محمد بن عمرو بن حزم يكنى أبا بكر بل في أسد
الغابة محمد بن عمرو بن حزم كنيته أبو القاسم وقيل أبو سليمان وقيل أبو
عبد الملك اه فقد وقع اشتباه اما من صاحب مجمع الرجال وتبعه أبو علي
أو من أبي علي فحذف لفظة ابن قبل محمد والصواب إثباتها وليس الاشتباه
من النساخ لقوله الماضي في الأسماء والذي مضى هو محمد بن عمرو وكيف
كان فلا شبهة في أن أبا بكر بن حزم المذكور في كلام الشيخ والبرقي هو ابن
محمد بن عمرو وفي تهذيب التهذيب: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
الأنصاري الخزرجي ثم النجاري المدني القاضي يقال اسمه أبو بكر وكنيته
أبو محمد وقيل اسمه كنيته قال ابن معين وابن خراش ثقة وذكره ابن حبان
في الثقات وقال عطاف بن خالد عن امه عن امرأة أبي بكر بن محمد بن
حزم انها قالت ما اضطجع أبو بكر على فراشه منذ أربعين سنة بالليل وقال
محمد بن علي بن شافع قالوا لعمر بن عبد العزيز استعملت أبا بكر بن حزم
غرك بصلاته فقال إذا لم يغرني المصلون فمن يغرني قال وكانت سجدته قد
أخذت جبهته وانفه، وذكره الهيثم بن عدي في محدثي أهل المدينة والواقدي
في ثقلتهم وقال أبو ثابت عن ابن وهب عن مالك لم يكن عندنا أحد بالمدينة
عنده من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان
ولاه عمر بن عبد العزيز وكتب إليه ان يكتب له من العلم من عند عمرة
بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد ولم يكن بالمدينة أنصاري غير أبي بكر بن
حزم وكان قاضيا زاد غيره فسالت ابنه عبد الله بن أبي بكر عن تلك الكتب
فقال ضاعت وقال سعيد بن عفير عن ابن وهب قال لي مالك ما رأيت مثل
أبي بكر بن حزم أعظم مروءة ولا أتم حالا ولا رأيت مثل ما أرى ولى المدينة
والقضاء والموسم قال الخليفة بن خياط سنة مائة أقام الحج أبو بكر بن
محمد بن عمرو بن حزم وفيها مات وقال الوقدي كان ثقة كثير الحديث
اه وذكره ابن سعد في الطبقات في أثناء ترجمة أبيه محمد بن عمرو بن
حزم فقال ولد محمد بن عمر عثمان وأبا بكر الفقيه وذكر غيرهم ثم قال كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد استعمل عمرو بن حزم على نجران اليمن فولد له هنالك
على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة ١٠ من الهجرة غلام فسماه محمد وكناه أباه
سلمان وكتب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان اسمه
محمدا واكنه أبا عبد الملك ففعل ثم روى بسنده عن أسامة بن زيد عن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ان عمر بن الخطاب جمع كل غلام اسمه
اسم نبي فادخلهم الدار ليغير أسماءهم فجاء آباؤهم فاقاموا البينة ان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم سمى عامتهم فخلى عنهم قال أبو بكر وكان أبي فيهم ثم قال
ولمحمد بن عمرو بن حزم عقب بالمدينة وبغداد اه. وفي خلاصة تهذيب
الكمال: أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني ولي القضاء
والإمرة والموسم اه وفي الحاشية عن التهذيب بعد والموسم لسليمان بن
عبد الملك ولعمر بن عبد العزيز اسمه وكنيته واحد اه.
مشائخه
في طبقات ابن سعد روايته عن أبيه وفي تهذيب التهذيب روى عن
أبيه وأرسل عن جده وعبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري وروى عن
خالته عمرة بنت عبد الرحمن وأبي حيه البدري وخالدة بنت انس ولها صحبة
والسائب بن يزيد وعباد بن تميم وسلمان الأغر وعبد الله بن قيس بن مخرمة
وعبد الله بن عمرو بن عثمان وعمرو بن سليم الزرقي وعمر بن عبد العزيز
وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي البداح بن عاصم وجماعة.
تلاميذه
في طبقات ابن سعد رواية أسامة بن زيد وابنه عبد الله بن أبي بكر بن
محمد عنه وفي تهذيب التهذيب عنه ابناه عبد الله ومحمد وابن عمه محمد بن
عمارة بن عمرو بن حزم وعمرو بن دينار وهو أكبر منه والزهري ويحيى بن
سعيد الأنصاري والوليد بن أبي هشام ويزيد بن الهاد وعبد الله بن
عبد الرحمن وأبو حسين وسعيد بن أبي هلال وعبد الرحمن بن عبد الله
المسعودي وأفلح بن حميد وأبي بن عباس بن سهل بن سعد وآخرون اه.
(٣٠٨)

١٢١٧: أبو بكر المخزومي
اسمه فطر بن خليفة.
١٢١٨: أبو بكر المدائني
اسمه محمد بن الحسن بن أروزيه.
١٢١٩: أبو بكر بن مردويه الأصفهاني
اسمه أحمد عامي.
١٢٢٠: أبو بكر الوراق الدوري
اسمه أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أي أصحاب الكنى المشتركة أبو
بكر المشترك بين ثقة وغيره ويمكن استعلام انه إبراهيم بن أبي سمال بما في
بابه وانه ابن أبي شيبة عبد الله بن محمد بن إبراهيم كما في تقريب ابن حجر
برواية أحمد بن ميثم عنه وانه الوراق أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين بما
في بابه وانه المؤدب محمد بن جعفر بن محمد بما في بابه وانه ابن حزم
الأنصاري ولم يذكره شيخنا بروايته عن علي ع وانه الحضرمي عبد الله
ابن محمد ولم يذكره شيخنا بما في بابه وبرواية عبد الله بن عبد الرحمن الأصم
وسيف بن عميرة عنه وانه محمد بن خلف الرازي ولم يذكره شيخنا بان له
كتاب في الإمامة من رجال أبي محمد العسكري ع وانه ابن شيبة برواية
ابن حصين عنه كما في الفهرست وفي تقريب ابن حجر اسمه عبد الرحمن بن
عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر وأبو بكر بن علي بن أبي طالب قتل
مع أخيه الحسين ولم يذكره شيخنا وأبو بكر الفهفكي من رجال الهادي
والقناني من أصحاب العياشي وابن عياش العامي الكوفي ظاهرا وقع في
بعض رواياتنا له محبة وميل إلى أهل البيت ع ولم يذكره
شيخنا.
قال: ومنهم أبو الأسود وفاتنا ذكره في محله ولم يذكره شيخنا
مشترك بين ظالم بن عمرو أو ظالم بن ظالم الدؤلي مبتكر النحو والليثي
الكوفي يقال اسمه حازم وهو أبو منصور بن أبي الأسود الليثي وهما مهملان
اه.
قال ومنهم أبو أيوب وفاتنا ذكره في محله المشترك بين إبراهيم بن
عثمان الخزاز ويقال له ابن عيسى وبين غيره كالأنصاري المشكور خالد بن
زيد ولم يذكره شيخنا ومجهول كالأنباري المدني ويعرف برواية أحمد بن أبي
عبد الله عنه وكالمدني والظاهر أن المدني هو الأنباري ويعرف برواية علي بن
محمد ماجيلويه عنه.
قال ومنهم أبو البختري وفاتنا ذكره في محله ولم يذكره شيخنا
مشترك بين سعيد بن فيروز وقيل سعد بن عمران من أصحاب علي ع
وبين مؤدب وله الحجاج وبين وهب بن وهب الكذاب العامي.
قال ومنهم: أبو بشر وفاتنا ذكره في محله ولم يذكره شيخنا مشترك
بين أبان بن محمد البجلي المعروف بالسندي الثقة وبين مهمل من رجال
الباقر ع.
١٢٢١: أبو بكرة الثقفي البصري الصحابي
اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة.
١٢٢٢: أبو البلاد الكوفي
اسمه يحيى بن سليم أو سليمان وعن التقريب وغيره ابن أبي
سليمان.
١٢٢٣: أبو بلال الأشعري
في الفهرست له كتاب رويناه عن جماعة أبي المفضل عن حميد عن
إبراهيم بن سليمان الحزاز عنه اه وقال النجاشي أبو بلال الأشعري مقل
له كتاب حدثنا الحسين حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد حدثنا إبراهيم عن
أبي بلال به اه.
تتمة
في مشتركات الكاظمي ومنهم أبو بلال ولم يذكره شيخنا مشترك بين
رجلين مهملين.
١٢٢٤: أبو التحف المصري
هو الشيخ أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن ابن الطيب
المصري وقد يقال أبو النجف بالنون بدل التاء وهو تصحيف.
١٢٢٥: أبو تراب
اسمه حماد بن صالح الأزدي البارقي. ويكنى به علاء الدين محمد ابن
الأمير شاة ويكنى به أيضا المرتضى مقدم السادة وفي التعليقة ويكنى به
عبيد الله بن الحارث أقول ولم أجده فليراجع.
١٢٢٦: السيد أبو تراب ابن السيد أبي طالب بن أبي تراب الحسني القايني
توفي حدود سنة ١٣٢٨.
له كتاب أسرار التوحيد فارسي في تفسير سورة التوحيد.
١٢٢٧: الحاج أبو تراب الأصفهاني
توفي سنة ١١١٠ وهي سنة وفاة المجلسي من علماء عصر المجلسي
كان من المعروفين بالفقه والحديث الذين تنقل أحوالهم ومن المراجع للشيعة
في الشرعيات.
١٢٢٨: السيد أبو تراب الجزائري ابن السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن
السيد نعمة الله الجزائري.
توفي سنة ١٢٠٠
كان من علماء تستر المدرسين في العلوم العربية والأدبية والفقه
والأصول ويصلي بالناس في بعض مساجد البلد وذكره ابن عمه في تحفة
العالم بأنه كان عالما فاضلا محققا مدرسا في إحدى مدارس يستر اه وخلف
ولدين السيد عبد الله والسيد زكي.
١٢٢٩: السيد أبو تراب الحسني
هو المرتضى ابن الداعي الحسني الرازي.
١٢٣٠: السيد أبو تراب الخوانساري
اسمه عبد العلي بن أبي القاسم.
١٢٣١: أبو تراب الخطيب
في الرياض كان من مشاهير العلماء له كتاب الحدائق ينقل عنه ابن
شهرآشوب في المناقب بعض الأخبار والظاهر أنه من علماء الخاصة اه.
(٣٠٩)

١٢٣٢: القاضي أبو تراب بن رؤبة القزويني
في رياض العلماء كان من أجلة العلماء المعاصرين للشيخ الطوسي
تقريبا اه وفي مجالس المؤمنين ما ترجمته كان من نوادر شيعة قزوين
وفضلائها قال الشيخ عبد الجليل القزويني في كتاب نقض فضائح
الروافض: قال يوما بعض النواصب المجبرة للقاضي المترجم نحن نعتقد
انكم كفرة فاجابه القاضي بالمثل المعروف از آوه تا ساوه همان قدر رآه است
كمه از ساوه تا آوه يعني چنانچه داني هست أنه پيش ونه كم وترجمته: المسافة
من آوه إلى ساوه بقدرها من ساوه إلى آوه كما تعلم بدون زيادة ولا نقصان
وآوه قرية بنواحي قم أهلها شيعة وساوه قرية تقابلها أهلها سنية قال وفي
اختياره للتمثيل باوه وساوه لطيفة لا تخفى على العارف بحال هاتين
البلدتين.
١٢٣٣: أبو تراب الشيرازي إمام الجمعة بشيراز
توفي سنة ١٢٧٢ وقبره بمقبرة يقال لها شاة داعي الله.
كان من أجلة علمائها وأعاظم فقهائها رئيسا مطاعا نافذ الحكم
وامامة الجمعة باقية في عقبه إلى الآن.
١٢٣٤: الميرزا أبو تراب المشهور بفطرس المشهدي
توفي في حيدرآباد سنة ١٠٦٠
كان من شعراء الفرس ذكره في مطلع الشمس.
١٢٣٥: أبو تراب القاشاني
توفي في عصر ناصر الدين شاة القاجاري.
كان عالما فاضلا أستاذا في فن العقليات باقسام علومها وفي
الرياضيات لم يكن في بلده أفضل منه كان المدرس العام وكان يدرس في
المدرسة الخاقانية التي بناها الخاقان فتح علي شاة القاجاري.
١٢٣٦: الشيخ أبو تراب القزويني الحائري الشهير بميرزا آقا ابن أخت الشيخ محمد
حسين القزويني الحائري
كان عالما فاضلا من تلاميذ صاحب الجواهر وله الرواية وإجازة
بالاجتهاد عنه ومن تلاميذ الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب أنوار
الفقاهة والشيخ مرتضى الأنصاري والمولى أسد الله البروجردي وصاحب
الضوابط يروي عنه إجازة الميرزا محمد باقر بن زين العابدين بن حسين بن
علي اليزدي وتاريخ اجازته له ٢٣ جمادى الثانية سنة ١٢٧٩ ويروي عنه
اجازة الميرزا جعفر بن ميرزا علي نفي الطباطبائي الحائري وتاريخ اجازته
غرة رجب سنة ١٢٩٢ له المواهب العلية في شرح اللمعة الدمشقية في عدة
مجلدات.
١٢٣٧: السيد أبو تراب بن المحسن الحسيني الأرغندي
عالم فاضل له أصول الدين فارسي مرتب على مقدمة وخمسة فصول
في الأصول الخمسة عن كشف الحجب.
١٢٣٨: الشيخ أبو تراب ابن الشيخ محمد علي المحلاتي نزيل شيراز
توفي في النجف الأشرف سنة ١٢٨٨
كان من الأفاضل والعلماء الربانيين المداومين على المراقبة والعبادة جاء
إلى النجف الأشرف لتحصيل الفقه وكان غزير الدمعة لم ير مثله في كثرة
البكاء والعبادة وكان يقف عند رأس أمير المؤمنين ع ليلة الجمعة ويأخذ
بدعاء كميل مع كامل التوجه من أول الدعاء إلى آخره ولا يتغير اقباله ولا
بكاؤه.
١٢٣٩: الميرزا أبو تراب بن المير مرتضى الحسيني القزويني المعروف بالسكاكي
توفي ٢٦ ذي الحجة سنة ١٣٠٣.
كان من أجلاء تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له مؤلف في الفقه
الاستدلالي.
١٢٤٠: الشيخ أبو تراب بن حسين بن عبد علي بن علي بن حسن بن عبد الله
ابن سليمان البحراني الماحوزي.
ولد في برازجان من قرى دشتسان سنة ١٠٣٢ واستشهد سنة ١٣٤١
هكذا في شهداء الفضيلة وهو غلط قطعا ولو قلنا صوابه ١٢٣٢ لكان عمره
١٠٩ سنين فيكون من المعمرين ولو كان لذكر فاغتاظ من ذلك شير محمد
وقتل المترجم وأخته في داره ببندقية وقتل في السوق خصمه ورجلا آخر
وذلك سنة ١٣٤١ وظهر انه أمر دبر بليل.
١٢٤١: الميرزا أبو تراب الشهير بميرزا آقا القزويني الحائري
كان حيا سنة ١٢٩٢.
عالم فاضل من تلاميذ السيد إبراهيم القزويني الحائري صاحب
الضوابط له كتاب التقريرات من تقرير بحث أستاذه المذكور في مجلدين
أحدهما في القضاء فرع منه ١٢٥٥ وثانيهما في البيع فرع منه ١٢٦٠ وله
شرح منظومة بحر العلوم في مجلد كبير وجدت نسخة الأصل المسودة منه غير
مهذبة ولا كاملة. وهكذا يصرف أمثال هؤلاء أعمارهم فيما لا ينتفعون به
ولا ينتفع به أحد.
١٢٤٢: الشيخ أبو تراب بن محمد سليم الساوري
له مجلد في أصول الفقه من تقرير بحث أستاذه المولى محمد كاظم
وجد منه نسخة في سبزوار تاريخ كتابتها ١٢٤٧ ولا يدري من هو المولى
محمد كاظم هذا ولكن في الذريعة: الظاهر أنه الهزار جريبي. المتوفي
١٢٣٨ والله العالم.
١٢٤٣: عميد الدين أبو تغلب بن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن أبي الفضل
العلوي السوراوي الأديب
في مجمع الآداب على معجم الألقاب لعبد الرزاق بن الفوطي: كان
من الأدباء الأكابر وله شعر حسن ذكره لي شيخنا بهاء الدين علي بن عيسى
ابن أبي الفتح الأربلي وأنشدني له مقطعات من الشعر من ذلك:
لي حبيب من رآه عشقه * سئ الخلق قليل الشفقة
أحرق القلب بنيران الهوى * ثم ذر الملح فيما احرقه
١٢٤٤: أبو تغلب ناصر الدولة ابن أخي سيف الدولة
اسمه الغضنفر بن الحسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي.
١٢٤٥: أبو تغلب بن حمدان بن ناصر الدولة بن حمدان التغلبي
اسمه فضل الله بن ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن
حمدان بن حمدون التغلبي.
١٢٤٦: أبو تمام الطائي
اسمه حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن أوس.
(٣١٠)

١٢٤٧: أبو تميم
اسمه بهلول.
١٢٤٨: أبو ثابت الأنصاري
كنية سعد بن عبادة. وكنية سهل بن حنيف.
في أحد الأقوال حكاه في الاستيعاب ولم ينقله في الإصابة.
١٢٤٩: أبو ثابت الثقفي
اسمه أيمن بن يعلى الثقفي.
١٢٥٠: أبو ثابت المروزي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى ووقف على معجزاته من أهل مرو.
١٢٥١: أبو ثمامة
بالثاء المثلثة واحتمال كونه بالمثناة ضعيف. وقع في طريق الصدوق في
باب الدين والقريض من الفقيه روى عن أبي جعفر الثاني وفي مشيخة الفقيه
انه صاحب أبي جعفر الثاني ع اه. وفي التهذيب في باب الديون
باسناده عن عبد الكريم من أهل همدان عن رجل يقال له أبو ثمامة قال
قلت لأبي جعفر الثاني ع اني أريد ان الزم مكة والمدينة وعلي دين فما
تقول قال ارجع إلى مؤدي دينك فانظر ان تلقى الله عز وجل وليس عليك
دين ان المؤمن لا يخون.
وفي الكافي عن عبد الكريم الهمداني عن أبي ثمامة قلت لأبي جعفر
الثاني ع ان بلادنا باردة فما تقول في لبس هذا الوبر الحديث.
ومن الطريف ما في مستدركات الوسائل من احتمال كونه أبا تمام
الطائي الشاعر وتأييده برواية الكافي المذكورة لكون بلاد طئ بلادا باردة
فان ذاك أبو تمام لا أبو تمامة ولم يعهد انه روى عن أحد من الأئمة وبلاد
طئ اجا وسلمى وأبو تمام شامي وبلاد طي إلى الحر أقرب.
١٢٥٢: أبو ثمامة الصائدي
اسمه عمرو بن عبد الله بن كعب.
١٢٥٣: أبو جابر الأنصاري والد جابر بن عبد الله
اسمه عبد الله بن عمرو بن حرام.
١٢٥٤: أبو جابر الصدفي
في الإصابة: ذكره الطبراني فيمن أبهم اسمه واستدركه أبو موسى في
الكنى من طريقه عن الأعمش عن قيس بن جابر الصدفي عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال سيكون من بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء امراء ومن
بعد الامراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ
الأرض عدلا الحديث والراوي له عن الأعمش حسين بن علي الكندي لا
اعرفه ولا اعرف حال جابر والد قيس اه ولم يعلم أنه من شرط كتابنا
وإن كان محتملا ولهذا ذكرناه.
١٢٥٥: أبو الجارود العبدي
اسمه زياد بن المنذر.
١٢٥٦: أبو جبل
بالجيم والباء الموحدة عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الكاظم ع وقال واقفي. وفي الخلاصة أبو جبل من أصحاب الكاظم
ع واقفي وفي رجال ابن داود أبو حبل بالحاء المهملة والباء المفردة
واقفي اه.
١٢٥٧: أبو الجحاف التميمي البرجمي
في تهذيب التهذيب اسمه داود بن أبي عوف سويد اه وقال الميرزا
في رجاله الكبير أبو الجحاف بفتح الجيم وتثقيل المهملة وآخره فاء على وزن
شداد: اسمه داود بن أبي عوف اه. وفي رجال ابن داود رسم أبو
الجحاف بتقديم الحاء على الجيم والصواب الأول.
١٢٥٨: أبو جحيفة
في الخلاصة بضم الجيم اسمه وهب بن عبد الله السوائي بالسين
المهملة.
١٢٥٩: أبو جرادة صاحب أمير المؤمنين ع.
اسمه عامر بن ربيعة بن خويلد.
١٢٦٠: أبو الجراح الكندي الكوفي
اسمه عبد الملك بن ميسرة.
١٢٦١: أبو جرير
في النقد كنية لزكريا بن إدريس وزكريا بن عبد الصمد ويظهر من
كتاب الروضة من الكافي في حديث نوح ع ان أبا جرير كنية لمحمد بن
عبد الله أيضا اه.
١٢٦٢: أبو جرير القمي
اسمه زكريا بن إدريس بن عبد الله وفي رجال الميرزا الكبير واعلم أنه
ان روى عن الصادق ع فهو زكريا بن إدريس وان روى عن الكاظم
والرضا ع فهو مشترك بينه وبين زكريا بن عبد الصمد لكن
كليهما معتمدان والأخير مصرح بتوثيقه لكن في أواخر الثلث الأخير من
روضة الكافي: علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن
سنان عن أبي جرير القمي وهو محمد بن عبيد الله وفي نسخة محمد بن
عبد الله عن أبي الحسن الحديث اه ولكن عند الاطلاق ينصرف إلى ابن
عبد الصمد الثقة أو إليه والى ابن إدريس اما ابن عبيد الله فلا ينصرف إليه
الاطلاق.
تنبيه
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو جرير ولم يذكره شيخنا ويطلق
على زكريا بن إدريس بن عبد الله القمي وعلى زكريا بن عبد الصمد الثقة
وفي روضة الكافي في حديث نوح ع عن أبي جرير القمي وهو
محمد بن عبد الله وفي نسخة ابن عبيد الله عن أبي الحسن ع اه.
١٢٦٣: أبو جري
اسمه جابر بن سليم الهجيمي.
١٢٦٤: أبو الجعد الطائي
اسمه أحمد بن عامر.
١٢٦٥: أبو الجعد مولى ابن عطية
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين علي ع.
(٣١١)

١٢٦٦: أبو جعدة
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم ع وقال واقفي.
١٢٦٧: أبو جعدة الأشجعي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين علي ع.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو جعدة ولم يذكره شيخنا مشترك
بين رجلين مهملين.
١٢٦٨: أبو جعفر
جعله في النقد كنية لجماعة تبلغ تسعة وستين رجلا ولم يذكر ألقابهم
غالبا ولا يخفى ان المطلوب في باب الكنى ذكر من عرف بكنيته أو اطلق
عليه الكنية مجردة عن الاسم لا كل من يكنى بكنيته ونحن قد ذكرنا فيما يأتي
جميع ما ذكره مع ذكر الألقاب لئلا يفوت كتابنا شئ مما ذكر في غيره.
١٢٦٩: أبو جعفر غير منسوب
كنية أحمد بن القاسم بن أبي كعب.
١٢٧٠: الشيخ أبو جعفر
في الرياض هذه كنية لجماعة كثيرة من أصحابنا وأشهرها للشيخ
محمد بن الحسن الطوسي والشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه القمي والشيخ ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الرازي اه.
١٢٧١: أبو جعفر بن أبي عوف الجاري
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال من أصحاب
العياشي.
١٢٧٢: الداعي أبو جعفر
ابن أبي الحسين أحمد بن الناصر الكبير صاحب القلنسوة في تاريخ
طبرستان للسيد ظهير الدين المرعشي بويع له بعد وفاة أخيه كما مر وحكم
مدة في طبرستان إلى أن جاء ما كان بن كاكي مرة ثانية إلى رويان واتفق مع
الداعي فاستظهر به الداعي وتقوى وكان أسفار بن شيرويه نائب أبي جعفر
في ساري فاتفق الاصفهبدات مع أبي جعفر وحيث إن الداعي حسن جاء
إلى آمل مع خمسمئة نفر جاء الاصفهبدات من طريق لارجان لامداد أسفار
اللارجاني وتواقفوا خارج مدينة آمل فانهزم عسكر الداعي فخاف الداعي
وهرب ثم عثر به جواده فمات وكانت هذه الوقعة سنة ٣٢٠ وكان من يوم
دعوة الداعي الصغير إلى يوم وفاته اثنتا عشرة سنة ثم وقعت منافرة بين ما
كان وأبي جعفر وقتل أبو جعفر مع جماعة واستقر الملك لإسماعيل بن أبي
القاسم وما زالت الحروب تقع بين هؤلاء السادات ويخرج بعضهم على
بعض إلى سنة ٣٥٠ التي خرج فيها الثائر بالله اه. واستدرك المؤلف على
الطبعة الأولى بما يلي:
مرت ترجمته ولما تأملناها وجدنا فيها غموضا أولا:
قلنا فيها نقلا عن تاريخ طبرستان بويع له بعد وفاة أخيه كما مر ولم
نبين من هو اخوه ولا مر له ذكر والظاهر أن المراد بأخيه هو أبو علي بن أبي
الحسين الذي قتل أبا الحسن بن كاكي وملك طبرستان سنة ٣١٥ ثم سقط
عن دابته فمات فبويع أخوه أبو جعفر هذا وقد كان أبو علي مذكورا أولا في
الكتاب الذي نقلنا عنه وهو تاريخ طبرستان فلما ذكرنا أبو جعفر غفلنا عن أن
نشر إلى اسمه ثانيا نقلنا أن ما كان اتفق مع الداعي الخ ثم نقلنا
ان الداعي حسن جاء إلى آمل الخ وانه انهزم عسكر الداعي فخاف الداعي
وهرب ثم عثر به جواده فمات. والمراد بالداعي هنا الحسن بن القاسم
المعروف بالداعي الصغير وكذلك الداعي حسن المراد به هذا وكذا قوله
فانهزم عسكر الداعي فخاف الداعي: المراد به الحسن بن القاسم وعليه
فقوله عثر به جواده فمات ليس بصواب لأن الداعي الصغير الحسن بن
القاسم قتله مرداويج والذي عثر به جواده فمات هو أبو علي بن أحمد بن
الناصر الكبير. ثالثا نقلنا بعد ذلك ان هذه الوقعة كانت سنة ٣٢٠ فلا
بد أن يكون المراد بها موت أبي علي بن أحمد بن الناصر ولم يتقدم له ذكر.
رابعا نقلنا قوله وكان من يوم دعوة الداعي الصغير إلى يوم وفاته ١٢
سنة والمراد به الحسن بن القاسم وهو يؤيد ان قوله فعثر به جواده الخ وقوله
وكانت هذه الوقعة الخ كله راجع إلى الحسن بن القاسم لكنه لا ينطبق عليه
كما عرفت.
اختلاف كلماتهم في المقام
في عمدة الطالب: أبو جعفر محمد صاحب القلنسوة ابن أبي الحسين
أحمد بن الناصر ملك الديلم انتهى ولم يذكر صاحب العمدة في أولاد أبي
الحسن أحمد بن الناصر من اسمه أبو علي فإنه ذكر له ثلاثة أولاد أبو جعفر
محمد صاحب القلنسوة ملك الديلم وأبو محمد الحسن الناصر الصغير
النقيب وأبو الحسن محمد. وفي رياض العلماء عن كتاب المجدي للشريف
العلوي العمري النسابة أنه قال ومحمد أبو جعفر صاحب القلنسوة قال
شيخي أبو عبد الله بن طباطبا هو الناصر الصغير ملك بالديلم وطبرستان
وهو الذي قصد ساحل طبرستان سنة ٣٠٥ والحسن بن زيد بها فافرج له
حتى لحق بالري وله ولد منتشرون بالأهواز وما يليها انتهى وقال ابن
الأثير في حوادث سنة ٣١٥ ان أبا الحسن بن كاكي كاكي كان بجرجان
وقد اعتقل أبا علي بن أبي الحسين الأطروش العلوي عنده فشرب ابن كالي
ليلة فقام إلى العلوي ليقتله فقتله العلوي وعرف جماعة القواد ذلك ففرحوا
بقتله وأخرجوا العلوي وألبسوه القلنسوة وبايعوه فأمسي أسيرا وأصبح أميرا
وجعل مقدم جيشه علي بن خرشيد وسار إليهم ما كان بن كالي في جيشه
فهزموه وأقاموا بطبرستان ومعهم العلوي فلعب يوما بالكرة فسقط عن دابته
فمات انتهى. وفي تاريخ رويان انه لما توفي أبو القاسم جعفر بن الناصر
الكبير سنة ٣١٢ بايع الناس أبا علي محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر
الكبير ولم يكن في السادات مثله في الرجولة والجلادة وكان ما كان بن كاكي
أو كالي أمير كيلان أبا زوجة أبي القاسم جعفر بن الناصر فاخذ ابن بنته
إسماعيل بن أبي القاسم جعفر وجاء إلى آمل وقبض على أبي علي بن
الناصر وأرسله إلى كركان ووضع قلنسوة الملك أو تاج الملك على رأس
إسماعيل وبينما أبو علي بن الناصر وأبو الحسين بن كاكي جالسين في بعض
الليالي في مجلس لهو وشرب إذ عربد أبو علي وضرب أبا الحسين بن كاكي
بخنجر في بطنه فشقها فمات فاجتمع عليه الناس وبايعوه وأقام في جرجان
وملك طبرستان وكان ملكا سائسا مطاعا إلى أن كبا به جواده يوما في الميدان
فوقع عنه فمات فحملوه من مكانه ودفنوه وبنوا عليه فبة مقابل قبة الداعي.
قال وأنا قرأت مرارا اسمه ولقبه وكنيته وتاريخ وفاته مكتوبا هناك قال وبعده
بايع الناس أخاه أبا جعفر ويقال له صاحب القلنسوة فبقي حاكما مدة فعاد
(٣١٢)

ما كان بن كالي إلى رويان واتفق مع الداعي الحسن بن القاسم فقوي به
الداعي وكان أسفار بن شيرويه نائب أبي جعفر بن الناصر في ساري وكان
الاصفهبدات قد اتفقوا مع أبي جعفر وكان الداعي الحسن بن القاسم قد
جاء إلى آمل مع خمسمئة رجل من جهة الري بطريق لارجان فحصل
المصاف بينه وبين أسفار والاصفهبد خارج المدينة فرجع عنه هؤلاء
الخمسمائة نفر فخاف وتوجه مع عدة من خواصه إلى جهة البلد وكان على
مقدمة عسكر أسفار مرداويج بن زيار وهو ابن أخت استندار هروسندان
الذي كان قد قتله الداعي الصغير في جرجان في حرب أولاد الناصر فأراد
الأخذ بثار خاله فلحق الداعي الصغير وقتله فخالفه أبو جعفر بن الناصر
وذهب إلى لارجان فحاربه ما كان إلى أن قتل مع جمع من أصحابه واستقر
ملك إسماعيل بن أبي القاسم جعفر بن الناصر فدست أم أبي جعفر بن
الناصر جاريتين إلى دار إسماعيل فوضعتا السم في مشرط وافتصد به
إسماعيل فمات انتهى.
ولا يخفى ما في هذه الكلمات من الاختلاف أولا ان عبارتي عمدة
الطالب والمجدي صريحتان في أن المعروف بصاحب القلنسوة هو أبو جعفر
وكلام ابن الأثير ظاهر في أنه أبو علي لقوله وألبسوه القلنسوة ويظهر انها
قلنسوة مخصوصة كانوا يلبسونها من يريدون ان يملكوه عليهم بمنزلة التاج
للملوك. ثانيا عبارتا العمدة والمجدي صريحتان في أن اسم أبي جعفر
محمد وعبارة تاريخ رويان صريحة في أن الذي اسمه محمد كنيته أبو علي لا
أبو جعفر. ثالثا أن صاحبي العمدة والمجدي لم يذكرا غير أبي جعفر محمد
وابن الأثير لم يذكر غير أبي علي وصاحبي تاريخي طبرستان ورويان ذكرا أبا
علي وأبا جعفر وان أبا علي بويع بعد وفاة أخيه أبي القاسم جعفر وان أبا
جعفر بويع بعد وفاة أبي علي واتفق ابن الأثير وصاحبا تاريخ طبرستان
وتاريخ رويان على أن قاتل أبي الحسين بن كاكي هو أبو علي والأرجح أنهما
اثنان أبو جعفر وأبو علي اما ان الذي اسمه محمد هو أبو جعفر أو أبو علي
فلم يتضح. ولما لم يتعين اسم أبي جعفر أعدناه هنا بكنيته وأشرنا إليه في
محمد بن أحمد بن الحسن الناصر.
١٢٧٣: أبو جعفر الأحول
اسمه محمد بن علي بن النعمان المعروف بمؤمن الطاق.
١٢٧٤: أبو جعفر الأزدي
اسمه أحمد بن الحسين بن عبد الله بن عبد الملك وقال ابن داود انه
الأودي بالواو ويأتي.
١٢٧٥: أبو جعفر الأزرق
اسمه محمد بن فضيل بن كثير الأزدي.
١٢٧٦: أبو جعفر الإسكافي
اسمه محمد بن عبد الله الإسكافي.
١٢٧٧: أبو جعفر الأشعري
اسمه محمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة.
١٢٧٨: أبو جعفر الأشعري القمي
يطلق على محمد بن علي بن محبوب ومحمد بن أحمد بن يحيى وأحمد بن
محمد بن عيسى بن عبد الله وأحمد بن أبي زاهر.
١٢٧٩: أبو جعفر الأعرج الأشعري
اسمه محمد بن الحسن بن فروخ الصفار ويقال محمد بن الحسن
الصفار.
١٢٨٠: أبو جعفر الأصبهاني
اسمه محمد بن أحمد بن بشير
١٢٨١: الشيخ معين الدين أبو جعفر ابن الفقيه أميركا بن أبي اللجيم المصدر
المقيم بقرية جنبذة فقيه عالم صالح قاله منتجب الدين.
١٢٨٢: أبو جعفر الأودي
اسمه أحمد بن الحسن أو الحسين بن عبد الله بن عبد الملك وقيل إنه
الأزدي بالزاي وتقدم.
١٢٨٣: أبو جعفر الأودي الصوفي
اسمه أحمد بن يحيى بن حكيم.
١٢٨٤: أبو جعفر الأهوازي
اسمه أحمد بن الحسين بن سعيد بن حماد.
١٢٨٥: أبو جعفر البجلي
اسمه محمد بن أحمد بن رجاء.
١٢٨٦: أبو جعفر البجلي الخزار
اسمه محمد بن الوليد.
١٢٨٧: أبو جعفر البجلي الرازي
اسمه يحيى بن العلا.
١٢٨٨: أبو جعفر البرقي
اسمه أحمد بن محمد بن خالد.
١٢٨٩: أبو جعفر البرمكي
اسمه محمد بن إسماعيل صاحب الصومعة على ما ذكره ابن
الغضائري أما النجاشي والعلامة في الخلاصة فقد جعلا كنيته أبا عبد الله.
١٢٩٠: أبو جعفر البزاز
يظهر من رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع انه يكنى به محمد
ابن حمران النهدي.
١٢٩١: أبو جعفر البزنطي
اسمه أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر.
١٢٩٢: أبو جعفر البصري
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الجواد ع ويدل خبر الكشي
الآتي على وثاقته ودركه الرضا ع قال الكشي في ترجمة يونس بن
عبد الرحمن حدثني علي بن محمد القتيبي حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان
حدثني أبو جعفر البصري وكان ثقة فاضلا صالحا قال دخلت مع يونس بن
عبد الرحمن على الرضا ع.
١٢٩٣: أبو جعفر البصري البغدادي
اسمه محمد بن الحسن بن شمون.
(٣١٣)

١٢٩٤: أبو جعفر التلعكبري
عن المجمع اسمه محمد بن هارون بن موسى اه. ويأتي في ترجمة
النجاشي صاحب الرجال أحمد بن علي أنه قال في ترجمة أبي محمد هارون بن
موسى التلعكبري كنت أحضره في داره مع ابنه أبي جعفر الخ فكان
صاحب مجمع الرجال استفاد من هذا ان اسم ابنه أبي جعفر محمد ولكن
النجاشي قال في ترجمة أحمد بن محمد بن الربيع الكندي قال أبو الحسين محمد
ابن هارون بن موسى فكناه بأبي الحسين فيمكن أن يكون لمحمد كنيتان أبو
جعفر وأبو الحسين ويمكن أن يكون محمد المكنى بأبي الحسين غير أبي جعفر
فكون أبي جعفر اسمه محمد غير محقق وإن كان محتملا ولذلك قال في أمل
الأمل أبو جعفر بن هارون بن موسى التلعكبري فاضل يروي عن أبيه وكان
يحضره النجاشي كما تقدم اه وتبعه صاحب رياض العلماء فقال الشيخ
أبو جعفر بن هارون بن موسى التلعكبري فاضل عالم يروي عن أبيه وكان
يحضره النجاشي كما تقدم اه فاقتصرا على تكنيته بأبي جعفر.
١٢٩٥: السيد أبو جعفر التنكابني
كان عالما فاضلا فقيها ورعا محتاطا تلمذ على السيد علي الطباطبائي
صاحب الرياض وولده السيد محمد المجاهد وهو خال المولى الميرزا محمد
التنكابني مؤلف قصص العلماء.
١٢٩٦: أبو جعفر الثقفي الطحان
اسمه محمد بن مسلم بن رباح الطائفي.
١٢٩٧: أبو جعفر الجرجاني
اسمه محمد بن علي بن عبدك.
١٢٩٨: أبو جعفر بن جرير الطبري
اسمه محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري وهو غير أبي جعفر
ابن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير فذاك اسمه محمد بن جرير بن
كثير بن غالب أو ابن جرير بن يزيد بن خالد.
١٢٩٩: أبو جعفر الجريري
اسمه محمد بن أحمد بن محمد المعروف بابن البصري.
١٣٠٠: أبو جعفر الحسيني
في مجالس المؤمنين من أولاد زيد من مشاهير الدنيا في الفضل والكرم
وهو ممدوح بديع الزمان الهمذاني وله مخالطة مع آل سامان وأبو الفائز الذي
كان في شيراز مع عضد الدولة من نسله.
١٣٠١: السيد أبو جعفر الحسيني المرعشي
اسمه مهدي بن أبي حرب.
١٣٠٢: أبو جعفر الحلبي
اسمه محمد بن علي بن أبي شعبة.
١٣٠٣: أبو جعفر الحميري
اسمه محمد بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك
القمي.
١٣٠٤: أبو جعفر الحيري
اسمه أحمد بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر
العلوي الحيري. وكانه منسوب إلى الحيرة وبعض من تعاطى التأليف في
الرجال في عصرنا وطبع كتابه ونشر جعله الحميري وأخذ في بيان قبائل حمير
ولم يتنبه إلى أن الرجل هاشمي علوي حسيني فكيف يكون حميريا ومنشأ
ذلك نسخ كتب الرجال المطبوعة المملؤة بالأغلاط والتآليف بالاستعجال
وعدم التأمل والمراجعة وكم في هذا الكتاب من أمثال ذلك.
١٣٠٥: أبو جعفر الخثعمي
اسمه محمد بن حكيم
١٣٠٦: أبو جعفر الخثعمي الأشناني
اسمه محمد بن الحسين بن حفص.
١٣٠٧: أبو جعفر الخزاعي
اسمه أحمد بن محمد بن زيد.
١٣٠٨: أبو جعفر خوراء
اسمه محمد بن موسى وفي النقد ابن موسى بن خوراء وكانه من غلط
النساخ لتصريح غير واحد بان خوراء لقبه.
١٣٠٩: أبو جعفر الرازي
يقال لمحمد بن عبد الحميد بن قبة ومحمد بن عبد الرحمن بن قبة
ومحمد بن بكران. ويحيى بن أبي العلاء وعيسى بن ماهان.
١٣١٠: أبو جعفر الرازي الزينبي
اسمه محمد بن حسان على ما ذكره ابن الغضائري وكناه النجاشي
وغيره أبا عبد الله.
١٣١١: أبو جعفر الرؤاسي
اسمه محمد بن الحسن بن أبي سارة مولى الأنصار القرظي.
١٣١٢: أبو جعفر بن رستم الطبري
اسمه محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري ومر بعنوان أبو
جعفر بن جرير الطبري.
١٣١٣: أبو جعفر الرفا الرازي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى من أهل الري.
١٣١٤: أبو جعفر الزاهري
اسمه محمد بن سنان.
١٣١٥: أبو جعفر الزيات
اسمه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويقال لمحمد بن عمرو
الزيات كناه بذلك الكليني في باب مولد الصادق ع.
١٣١٦: أبو جعفر السراج
اسمه أحمد بن أبي بشر.
١٣١٧: أبو جعفر السقاء الأحول المنجم
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال كان لقي
الرضا ع رآه التلعكبري بدسكرة الملك سنة ٣٤٠ ووصف له الرضا
وحكى حكايته اه.
(٣١٤)

١٣١٨: أبو جعفر السكاك
هو محمد بن الخليل الآتي.
١٣١٩: أبو جعفر السكاك البغدادي
اسمه محمد بن الخليل وعن المجمع أبو جعفر البغدادي محمد بن
الخليل وكذلك مر عن النقد اه وقال أبو علي في رجاله المشهور في لقبه
أبو جعفر السكاك اه.
١٣٢٠: أبو جعفر السكوني
اسمه أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر ويقال له أبو عبد الله.
١٣٢١: أبو جعفر السمان الهمداني
اسمه محمد بن موسى بن عيسى.
١٣٢٢: أبو جعفر الشامي
في طريق الصدوق إلى جعفر بن عثمان. ابن أبي عمير عنه عن جعفر
ابن عثمان.
١٣٢٣: أبو جعفر شاة طلق
هو محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق.
١٣٢٤: أبو جعفر الشلمغاني
اسمه محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقر.
١٣٢٥: أبو جعفر الصائغ
اسمه محمد بن الحسين بن سعيد. وفي فهرست ابن النديم: أبو
جعفر محمد بن الحسين الصائغ.
١٣٢٦: أبو جعفر الصبحي
اسمه حمدان بن المعافى.
١٣٢٧: السيد أبو جعفر ابن السيد صدر الدين العاملي الأصل الأصفهاني المولد
والمنشأ
توفي سنة ١٣٢٠ ونيف وقبره في بقعة مخصوصة به في تخت فولاذ
بأصفهان.
امه بنت الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء كان سيدا جليلا عالما
فاضلا متعبدا صالحا قرأ على علماء أصفهان واختص بالسيد أسد الله ابن
السيد محمد باقر وكان صهره وتلمذ عليه في الفقه وكتب فيه وعرضه على
أستاذه فكتب عليه ثناء على مؤلفه بالفضل.
١٣٢٨: أبو جعفر الصيرفي
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم المعروف بأبي سمينة.
١٣٢٩: أبو جعفر الصيقل
اسمه أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد.
١٣٣٠: أبو جعفر الطبري
اسمه محمد بن الحسين بن سعيد ويقال أبو جعفر الطبري لمحمد بن
جرير بن رستم بن جرير الشيعي وتقدم بعنوان أبو جعفر بن جرير الطبري
وبعنوان أبو جعفر بن رستم الطبري ولمحمد بن جرير بن كثير بن غالب أو
ابن جرير بن يزيد بن خالد صاحب التاريخ والتفسير السني.
١٣٣١: أبو جعفر الطبري الآملي
اسمه محمد بن جرير بن رستم بن جرير الطبري وتقدم بثلاثة عناوين
أخرى.
١٣٣٢: أبو جعفر الطبري الجبلي
اسمه محمد بن أسلم.
١٣٣٣: أبو جعفر الطوسي
اسمه محمد بن الحسن. وفي رياض العلماء الشيخ أبو جعفر الطوسي
يطلق في الأغلب على محمد بن الحسن الطوسي المعروف بالشيخ الطوسي
وقد يطلق على محمد بن علي بن حمزة بن محمد بن علي الطوسي المشهدي
صاحب الوسيلة وهو فيه قد يقيد بأبي جعفر الطوسي المتأخر كما فعله الشيخ
يحيى بن سعيد الحلي في كتابه نزهة الناظر وقد يعبر عنه بأبي جعفر الطوسي
المشهدي الثاني اه.
١٣٣٤: أبو جعفر العاصمي
اسمه عيسى بن جعفر بن عاصم.
١٣٣٥: أبو جعفر العبرتائي
اسمه أحمد هلال.
١٣٣٦: أبو جعفر العطار القمي
اسمه محمد بن يحيى ويطلق على محمد بن أحمد بن جعفر.
١٣٣٧: أبو جعفر العطار الكوفي
اسمه محمد بن عبد الحميد وعن المجمع انه يطلق على محمد بن
أحمد بن جعفر وهو اشتباه فان ذاك القمي لا الكوفي.
١٣٣٨: أبو جعفر العمري
اسمه محمد بن عثمان بن سعيد.
١٣٣٩: أبو جعفر بن العمري
اسمه محمد بن حفص بن عمرو.
١٣٤٠: أبو جعفر العنبري البصري
اسمه محمد بن صدقة.
١٣٤١: أبو جعفر بن قبة
اسمه محمد بن عبد الرحمن بن قبة الرازي.
١٣٤٢: أبو جعفر القرشي
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم الصيرفي المعروف بأبي سمينة.
١٣٤٣: أبو جعفر القلانسي
اسمه محمد بن أحمد بن خاقان النهدي.
١٣٤٤: أبو جعفر القمي
يطلق على محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ومحمد بن علي بن أحمد
ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد وفي فهرست ابن النديم أبو جعفر
محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي اه. ويطلق على محمد بن
بندار بن عاصم ومحمد بن أورمة أو أرومة ومحمد بن أحمد بن يحيى بن
عمران.
(٣١٥)

١٣٤٥: أبو جعفر الكرخي
يطلق على محمد بن عبد الله بن مهران ومحمد بن أحمد بن عبد الله
ابن مهران بن خانبة وأحمد بن عبد الله بن مهران.
١٣٤٦: الشيخ أبو جعفر الكرماني
توفي في مرض السوداء في العشرة الأولى بعد سنة ١٣٠٠ عالم كرمان
ومرجعها العام فقيه متكلم مرجع في الأصول والفروع لأهل العلم بكرمان
كانت الشيعة الأصولية في عز في أيامه وقابل كريم خان الكرماني رئيس
الكشفية.
١٣٤٧: أبو جعفر الكليني
اسمه محمد بن يعقوب.
١٣٤٨: أبو جعفر بن كميح
في رياض العلماء فقيه فاضل من مشائخ ابن شهرآشوب ويروي أبو
جعفر عن أبيه عن ابن البراج عن المفيد كذا قاله ابن شهرآشوب في أوائل
مناقبه وهو أخو الشيخ أبي القاسم ابن كميح من مشايخ ابن شهرآشوب
اه أقول قال ابن شهرآشوب في أوائل المناقب عند ذكره لطرقه إلى
الكتب المؤلفة: واما أسانيد كتب المفيد فعن أبي جعفر وأبي القاسم ابني
كميح عن أبيهما عن ابن البراج عن الشيخ اه ويأتي ذكر أبي القاسم بن
كميح.
١٣٤٩: أبو جعفر الكندي الطحان الكوفي
اسمه محمد بن الحسن بن هارون.
١٣٥٠: الشيخ أبو جعفر المازندراني
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبير الذي هو بمنزلة التتمة لأمل الآمل وترجمه كما ذكرناه وظاهره ان
اسمه كنيته ثم قال: فاضل جامع محقق اجتمعت به في أصبهان وتفاوضنا في
بعض المسائل ثم ولي قضاء أصبهان إلى الآن.
١٣٥١: أبو جعفر المؤدب القمي
اسمه محمد بن جعفر بن أحمد بن بطة.
١٣٥٢: الشيخ أبو جعفر بن المحسن الحلبي
اسمه محمد بن علي بن المحسن الحلبي.
١٣٥٣: الشيخ أبو جعفر بن محمد أمين الاسترآبادي
في أمل الآمل فاضل عالم شاعر أديب ماهر معاصر مقيم بالهند
اه.
١٣٥٤: أبو جعفر المدائني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. ١٣٥٥: أبو جعفر المدني اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن علي بن أبي طالب.
١٣٥٦: أبو جعفر مردعة
قيل إنه وقع في طريق الصدوق فيما أحل الله عز وجل من النكاح وما
حرم.
١٣٥٧: أبو جعفر المروزي
من مشائخ الصدوق كما في مستدركات الوسائل.
١٣٥٨: أبو جعفر بن معية
اسمه القاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن بن معية بن سعيد
الديباجي الحسني.
١٣٥٩: السيد أبو جعفر بن أبي الحسن موسى بن أبي عبد الله أحمد
النقيب بقم ابن محمد الأعرج بن أحمد بن موسى المبرقع ابن الإمام
محمد الجواد ع.
كان من أجلاء السادة الرضوية بقم وتزوج ابنة أبي الفتح علي بن
محمد بن العميد سنة ٣٧٤.
١٣٦٠: أبو جعفر مولى السائب القمي الأشعري
اسمه محمد بن أحمد بن أبي قتادة.
١٣٦١: أبو جعفر مولى المنصور
اسمه محمد بن إسماعيل بن بزيع.
١٣٦٢: أبو جعفر الميثمي الأسدي
اسمه محمد بن الحسن بن زياد.
١٣٦٣: أبو جعفر النقيب
اسمه يحيى بن زيد الحسني.
١٣٦٤: أبو جعفر النهدي
اسمه محمد بن حمران ومر انه يكنى بأبي جعفر البزاز.
١٣٦٥: الشيخ أبو جعفر النيشابوري
اسمه محمد بن علي بن الحسن.
١٣٦٦: أبو جعفر النيسابوري
قال ابن شهرآشوب في المعالم له البداية في الهداية اه والظاهر أنه
غير محمد بن علي بن الحسن المتقدم أولا لأن المتقدم ذكر له ابن بابويه في
الفهرست مؤلفات ولم يذكر فيها البداية في الهداية. ثانيا ان صاحب
أمل الآمل ترجم المتقدم في الأسماء وحكى في باب الكنى ما مر عن ابن
شهرآشوب فجعلهما اثنين ومع ذلك فيحتمل كونه الأول ثم إن في نسختين
مخطوطتين من المعالم أبو جعفر وفي النسخة المطبوعة أبو شعيب والظاهر أنه
غلط.
١٣٦٧: أبو جعفر الهمداني
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم.
١٣٦٨: أبو جعفر اليشكري
اسمه محمد بن سلمة بن أرتبيل بن سنان الزاهري.
١٣٦٩: أبو جعفر اليقطيني
اسمه محمد بن عيسى بن عبيد.
١٣٧٠: أبو جعفر بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن
أبي طالب
في عمدة الطالب ولد عبد الله بن عقيل ابنا يكنى أبا جعفر وكان
نسابة انتهى فلم يذكر اسمه واقتصر على كنيته.
١٣٧١: أبو جعفر الثائر في الله يعرف باميرك
لم يتيسر لنا الآن معرفة اسمه، قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥٨:
(٣١٦)

فيها في شعبان وقعت حرب بين أبي عبد الله بن الداعي العلوي وبين علوي
آخر يعرف باميرك وهو أبو جعفر الثائر في الله قتل فيها خلق كثير من الديلم
والجبل، وأسر أبو عبد الله بن الداعي وسجن في قلعة ثم اطلق في المحرم
سنة ٣٥٩ وعاد إلى رياسته وصار أبو جعفر صاحب جيشه انتهى.
١٣٧٢: أبو جعفر رجل من أهل الكوفة كان يعرف بكنيته
روى الكليني في الكافي في باب الدعوات الموجزات رواية ٢٠ بسنده
عن أبي سعيد المكاري وجهم بن أبي جهمة عن أبي جعفر رجل من أهل
الكوفة قال: قلت لأبي عبد الله ع علمني دعاء أدعو به، فقال نعم
قال: يا من ارجوه لكل خير الخ...
١٣٧٣: أبو جعفر علاء الدولة بن دشمنزيار كاكويه
لم نعرف اسمه وترجم في علاء الدولة كما مر في ابن كاكويه.
١٣٧٤: عميد الدين أبو جعفر نقيب الكوفة ابن أبي نزار عدنان بن أبي علي عمر
المختار بن أبي العلاء مسلم الأحول أمير الحاج ابن أبي علي محمد أمير
الحاج ابن الأمير أبي الحسن محمد الأشتر ممدوح المتنبي بن عبيد الله الثالث
ابن أبي الحسن علي بن عبيد الله الثاني ابن علي الصالح ابن عبيد الله
الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع.
لم نعرف من أحواله شيئا الا وصف صاحب عمدة الطالب له بنقيب
الكوفة وقال إن من عقبه شمس الدين علي آخر نقباء بني العباس.
١٣٧٥: أبو جعفر النقيب بن إسماعيل بن أحمد بن عبيد الله بن محمد الشريف
بالمدينة ابن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب.
وصفه في عمدة الطالب بالنقيب النسابة وقال كان بامل.
تنبيه
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو جعفر المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه الأحول محمد بن علي بن النعمان الثقة بما في بابه وانه
البصري الثقة برواية الفضل بن شاذان عنه وانه الزيات محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب بما في بابه وانه محمد بن موسى خوراء بما في بابه ولم
يذكره شيخنا وقد يطلق أبو جعفر على محمد بن علي بن بابويه الثقة ويعرف
بوقوعه في أول السند كثيرا وبما في بابه وعلى أحمد بن محمد بن عيسى الثقة
ويعرف بما في بابه وكثيرا ما يرد سعد بن عبد الله عن أبي جعفر والمراد
هذا. قال ويطلق أبو جعفر على ابن أبي عوف النجاري من أصحاب
العياشي وعلى محمد بن عبد الله المدني وعلى المدائني وعلى محمد بن صدقه
وعلى محمد بن عبد الله الحميري وعلى محمد بن سنان وعلى محمد بن الخليل
صاحب هشام بن الحكم وعلى السقاء الأحوال المنجم ويوجد في بعض
الأسانيد أبو جعفر الشامي ولكنه غير مذكور في كتب الرجال ويطلق على
محمد بن عبد الرحمن بن قبة اه.
١٣٧٦: أبو جميلة
اسمه المفضل بن صالح. ويطلق على عنبسة بن جبير.
١٣٧٧: أبو جنادة الأعمى
قال النجاشي: ابن نوح عن محمد بن علي بن هشام عن محمد بن
علي ماجيلويه عن ابن أبي الخطاب عن أبي جنادة الأعمى بكتابه اه
وظاهره انه غير السلولي الآتي فقد ترجم الحصين بن مخارق في باب الأسماء
وكناه بأبي جنادة السلولي كما ستعرف وترجم أبي جنادة الأعمى في باب
الكنى كما مر ولذلك عنون في المجمع أبو جنادة الأعمى ثم عنون أبو جنادة
السلولي.
١٣٧٨: أبو جنادة السلولي الكوفي
اسمه الحصين أو الحضين بن مخارق روى الكليني في الكافي عن
الحصين بن مخارق أبي جنادة السلولي عن أبي حمزة ويأتي في ترجمة الحصين
ابن مخارق انه يكنى بأبي جنادة السلولي وفي النقد أبو جنادة اسمه الحصين بن
مخارق اه وكان ينبغي ان يقيده بالسلولي.
١٣٧٩: أبو جند بن عمرو
عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع وقال الذي عقر الجمال
اه هكذا ترجمه الميرزا في رجاله الكبير والوسيط نقلا عن رجال الشيخ
وفي النقد عن رجال الشيخ أبو جند بن عبد عمرو وفي رجال ابن داود عن
رجال الشيخ أبو جند ابن عبدي.
١٣٨٠: أبو الجوائز
اسمه الحسن بن علي بن محمد بن باري.
١٣٨١: أبو الجوزاء التميمي
اسمه منبه بن عبد الله.
١٣٨٢: المولى أبو الجود بن نصر الله التتوي
في رياض العلماء هو حكيم فاضل امامي المذهب وقد رأيت له في
تبريز كتاب خلاصة الحيوان في تاريخ أحوال الحكماء والأعيان بالفارسية كبير
حسن الفوائد ألفه بأمر الوزير أبي الفتح بن عبد الرزاق ولم اعلم عصره
انتهى.
١٣٨٣: أبو الجوشاء
في رجال ابن داود بالجيم والواو والشين المعجمة كذا رأيته بخط
الشيخ أبي جعفر رحمه الله في كتاب الرجال اه ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب علي أمير المؤمنين ع وقال صاحب رايته يوم خرج من الكوفة إلى
صفين ثم قال ودفع راية المهاجرين إلى نوح بن الحارث بن عمرو المخزومي
ودفع راية الأنصار إلى قرظة بن كعب ودفع راية كنانة إلى عبد الله بن بكير
ابن عبد يا ليل ودفع راية هذيل إلى عمرو بن أبي عمرو الهذلي ودفع راية
همدان إلى رفاعة بن أبي رفاعة الهمداني وخرج على مقدمته أبو ليلى بن عمرو
وأبو سمرة بن ذؤيب اه.
١٣٨٤: أبو جويرة الجرمي
اسمه حطان بن خفاف.
١٣٨٥: أبو الجهم بن أعين
اسمه بكير بن أعين بن سنسن.
١٣٨٦: أبو الجهم بن الحارث
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال قيل اسمه
عبد الله اه وفي الاستيعاب أبو الجهيم ويقال أبو الجهم بن الحارث بن
الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن عامر ويقال له مبذول بن مالك بن
(٣١٧)

النجار الأنصاري. روى عن أبي جهم هذا عمير مولى ابن عباس لا اعلم
روى عنه غير عمير اه وفي الإصابة أبو الجهيم قيل اسمه عبد الله وقيل
الحارث بن الصمة اه وذكر قبل ذلك أبو جهيم عبد الله بن جهيم
الأنصاري. وعن تقريب ابن حجر: أبو جهيم بالتصغير ابن الحارث بن
الصمة بكسر المهملة وتشديد الميم ابن عمر الأنصاري قيل اسمه عبد الله
وقد ينسب لجده وقيل هو عبد الله بن جهيم بن الحارث وقيل اسمه
الحارث بن الصمة وقيل هو آخر غيره وهو صحابي معروف وهو ابن أخت
أبي بن كعب بقي إلى خلافة معاوية اه. وفي تهذيب التهذيب أبو
جهم بن الحارث بن الصمة بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن
عامر بن مالك بن النجار الأنصاري وقيل في نسبه غير ذلك روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وعنه بشر بن سعيد الحضرمي وأخوه مسلم بن سعيد وعمير مولى
ابن عباس وعبد الله بن يسار مولى ميمونة وصحح أبو حاتم كون الحارث
اسم أبيه لا اسمه اه وكيف كان فلم يعلم أنه من موضع كتابنا.
١٣٨٧: أبو الجهم الكوفي
اسمه ثوير بن أبي فاخته سعيد بن علافة.
١٣٨٨: أبو جهمة الأسدي
كان مع علي ع بصفين ومن شعره قوله من أبيات:
يجالد من دون ابن عم محمد * من الناس شهباء المناكب شارف
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم * وحتى أتحيت بالأكف المصاحف
وقوله:
أنا أبو جهمة في جلد الأسد علي منه لبد فوق لبد
أهجو بني تغلب ما ينجي النقد أقود من شئت وصعب لم يقد
١٣٨٩: أبو جويرية العبدي
جويرية تصغير جارية والعبدي نسبة إلى عبد القيس قبيلة في
البصرة معروفة بولاء علي وذريته ع.
في اخبار التوابين انه كان في أصحاب سليمان بن صرد الخزاعي ثلاثة
من القصاص منهم أبو جويرية العبدي فجعلوا يطوفون على أصحاب
سليمان يحرضونهم. وكان أبو جويرية يدر فيهم ويقول أبشروا عباد الله
بكرامة الله ورضوانه فحق والله لمن ليس بينه وبين لقاء الأحبة ودخول الجنة
الا فراق هذه النفس الامارة بالسوء ان يكون بفراقها سخيا وبلقاء ربه
مسرورا. وفي اخبار التوابين أيضا ان رفاعة بن شداد البجلي لما رجع بالناس
حين رأى أنه لا طاقة لهم باهل الشام جعل وراءهم أبا الجويرية العبدي في
سبعين فارسا فإذا مروا برجل قد سقط حمله أعانوه أو وجدوا متاعا قد سقط
قبضوه حتى يوصلوه إلى صاحبه. ولكن المسعودي في مروج الذهب سماه
أبا الحويرث العبدي فقال: فلما علم من بقي من الترابية ان لا طاقة لهم
بمن بازائهم من أهل الشام انحازوا عنهم وارتحلوا وعليهم رفاعة بن شداد
البجلي وتأخر أبو الحويرث العبدي في جابية حامية ظ الناس انتهى ولا
شك انه وقع تصحيف بين أبي جويرية وأبي الحويرث والله أعلم أيهما
الصواب ويأتي حويرثة بن سمي العبدي والظاهر أنه والد المترجم وهو
تصغير حارثة كما أن جويرية تصغير جارية.
١٣٩٠: أبو الجيش
اسمه أنس بن رافع.
١٣٩١: أبو الجيش الخراساني البلخي
اسمه مظفر بن محمد.
١٣٩٢: أبو حاتم
في الفهرست انه محمد بن إدريس الحنظلي.
١٣٩٣: أبو حاتم بن حبان التميمي
في العالم له وصف أهل البيت والآل ع اه أقول هو
محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفي
سنة ٣٥٤ من مشاهير علماء أهل السنة وفقهائهم ومحدثيهم صنف فأكثر وهو
الذي ينقل أقواله علماء أهل السنة في الجرح والتعديل بحيث لا تكاد تخلو
منها ترجمة ومن الغريب ان ابن شهرآشوب لم يشر إلى أنه من غير الشيعة
كما هي عادته إذا ذكر من ليس من الامامية أن يقول زيدي أو عامي أو غير
ذلك وإذا سكت عن رجل ظهر انه عنده من الامامية. وقد ذكر في مقدمة
كتابه انه في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم وانه تتمة لفهرست
الشيخ الطوسي الذي هو كذلك وقد ذكر قبله أبو المحاسن الروياني وقال
عامي له الجعفريات مع أن الصحيح انه شيعي وبعده القاضي أبو
القاسم البستي وقال زيدي له كتاب الدرجات وذكره بينهما عاريا من وصف
عامي ونحوه ومقتضى ما ذكرنا كونه شيعيا مع أن تسننه أشهر من نار على
علم بل هو ناصبي فهو القائل عن الرضا ع يروي عن أبيه العجائب
كان يهم ويخطئ حكاه عنه السمعاني في الأنساب ومر نقله في سيرة
الرضا ع ولعل تركه التنبيه عليه لشهرته أو من سهو القلم والله أعلم.
١٣٩٤: أبا حاتم الرازي
اسمه محمد بن إدريس الحنظلي الرازي كذا يفهم من رجال الشيخ
وعن تقريب ابن حجر انه محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي اه
والظاهر اتحاده مع السابق وفي تهذيب التهذيب أبو حاتم الرازي هو
محمد بن إدريس الحنظلي.
١٣٩٥: أبو حاتم الرازي
اسمه أحمد بن حمدان.
١٣٩٦: أبو حارث
اسمه كثير بن كلثم أو كلثمة ويطلق على محمد بن عبد الرحمن.
١٣٩٧: أبو الحارث الجعفي
اسمه عبد العزيز بن الحارث.
١٣٩٨: أبو الحارث
روى الكليني في الكافي في باب التطوع في السفر الحديث ٧٥٦
بالاسناد عن مقاتل بن مقاتل عن أبي الحارث عن الرضا ع.
١٣٩٩: أبو الحارث بن أبي الأسود الدؤلي البصري
مذكور في مرآة الجنان لليافعي ج ١ صلى الله عليه وآله وسلم ٢٢٩ وهو تصحيف
والصواب أبو حرب وذكره له بالألف واللام يوجب الظن بان التحريف من
المؤلف.
١٤٠٠: أبو حازم الأحمسي
اسمه سعيد بن أبي حازم.
(٣١٨)

١٤٠١: أبو حازم الأحمسي البجلي الكوفي والد قيس بن أبي حازم
في الاستيعاب: اختلف في اسمه فقيل عوف بن الحارث وقيل: عبد
عوف بن الحارث وقيل حصين بن عوف، وقال خليفة: عوف بن عبد
عوف انتهى وفي أسد الغابة: أبو حازم والد قيس بن أبي حازم البجلي
الأحمسي، قيل اسمه عوف بن الحارث وقيل عوف بن عبد الحارث وقيل
عوف بن عبيد بن الحارث وقيل حصين وقيل صخر وهو قليل انتهى وفي
الإصابة: أبو حازم البجلي والد قيس قيل اسمه عوف وقيل عبد عوف
انتهى وفي الطبقات الكبير: أبو حازم واسمه عوف بن عبد الحارث بن
عوف انتهى وذكرناه في عوف بن الحارث.
١٤٠٢: أبو حازم الأعرج
اسمه سلمة بن دينار ويعرف بالأقرن القاص.
١٤٠٣: أبو حازم النهدي
اسمه ميسرة بن حبيب.
١٤٠٤: أبو حازم النيسابوري
يأتي في أبي منصور الصرام ما يظهر منه أن أبا حازم أستاذ الشيخ
الطوسي وتلميذ أبي منصور الصرام.
١٤٠٥: أبو حامد المراغي
اسمه أحمد بن إبراهيم المراغي. ١٤٠٦: أبو حامد الكوفي مولى مزينة
اسمه سليمان بن عبد الله. وفي النقد أبو حامد كنية لأحمد بن
إبراهيم المراغي وسليمان بن عبد الله وفي الأول أشهر اه.
١٤٠٧: أبو حبرة الضبعي
اسمه شيحة بن عبد الله بن قيس الضبعي.
١٤٠٨: أبو حبش أو حبيش
اسمه تميم بن عمرو.
١٤٠٩: أبو حبة
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقول المكنى بأبي حبة
من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اثنان.
أحدهما أبو حبة البدري الأنصاري قيل أبو حبة بالباء الموحدة وقيل
بالمثناة التحتية وقيل بالنون اسمه عامر أو مالك بن عبد عمرو ويقال عامر بن
عمير ويقال مالك بن عمرو أو عمير بن ثابت ويقال ثابت بن النعمان.
وذكرناه في عامر بن عبد عمرو وفي تهذيب التهذيب أبو حبة البدري
الأنصاري قال أبو زرعة اسمه عامر بن عمرو ويقال عامر بن عمرو مازني
وقيل عامر بن عبيد بن عمرو بن عمير بن ثابت وقيل اسمه عمرو قال ابن إسحاق
أبو حبة شهد بدرا وقتل يوم أحد وهو أخو سعد بن حبة لامه وقال
الواقدي ليس فيمن شهد بدرا أحد يقال له أبو حبة إنما هو أبو حنة يعنى
بالنون واسمه مالك بن عمرو بن ثابت.
ثانيهما أبو حبة بن غزية الأنصاري المازني وفي تهذيب التهذيب: قال أبو
جعفر الطبري اسمه زيد بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن
عمرو بن غنم بن مازن بن النجار شهد أحدا وقتل يوم اليمامة قال ابن
عبد البر وقد قيل في هذا أيضا أبو حنة بالنون وليس بشئ إنما هو بالباء.
وليس هو بالبدري ذاك من الأوس وهذا من الخزرج ولم يشهد بدرا اه.
١٤١٠: أبو حبيب الأسدي الصيداوي الطحان
اسمه ناجية بن أبي عمارة.
١٤١١: أبو حبيب النباجي
الظاهر أنه ناجية بن أبي عمارة المتقدم.
١٤١٢: أبو حبيش
اسمه تميم بن عمرو ومر أبو حبش مكبرا.
١٤١٣: أبو الحتوف بن الحارث بن سلمة الأنصاري العجلاني نسبة إلى بني عجلان
بطن من الخزرج
عن الحدائق الوردية في أئمة الزيدية انه كان مع أخيه سعد في الكوفة
ورأيهما رأي الخوارج فخرجا مع عمر بن سعد لحرب الحسين ع فلما كان
اليوم العاشر وقتل أصحاب الحسين ع وجعل الحسين ع ينادي أ لا
ناصر فينصرنا فسمعته النساء والأطفال فتصارخن وسمع سعد وأخوه أبو
الحتوف النداء من الحسين والصراخ من عياله قالا انا نقول لا حكم الا لله
ولا طاعة لمن عصاه وهذا الحسين ابن بنت نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نرجو
شفاعة جده يوم القيامة فكيف نقاتله وهو بهذا الحال لا ناصر له ولا معين
فما لا بسيفهما مع الحسين ع على أعدائه وجعلا يقاتلان قريبا منه حتى
قتلا جمعا وجرحا آخر ثم قتلا معا في مكان واحد وختم لهما بالسعادة الأبدية
بعد ما كانا من المحكمة وانما الأمور بخواتيمها.
١٤١٤: أبو الحجاج
عده الشيخ في رجاله في باب الكنى من أصحاب الباقر ع وقال
روى عنه عثمان بن عيسى.
١٤١٥: أبو الحجاج
اسمه عبيد الله بن صالح الخثعمي الكوفي كناه الشيخ بذلك.
١٤١٦: أبو الحجاف
اسمه داود بن أبي عوف والحجاف بالحاء ثم الجيم هكذا رسم في
رجال ابن داود في نسخة صحيحه مضبوط ومعناه بائع الحجف وهي الدرق
أو صانعها وتقدم أبو الجحاف بالجيم قبل الحاء كما ضبطه الميرزا ويدل عليه
كلام النقد حيث ذكره بين أبو جبل وأبو حجاف ولعل الصواب تقديم الحاء
على الجيم.
١٤١٧: أبو حجر الأسلمي
روى الكليني في الكافي في باب زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاسناد عن محمد بن
سليمان الديلمي عن أبي حجر الأسلمي عن أبي عبد الله ع. وروى
الصدوق في الفقيه والعلل هذا الحديث بعينه عن محمد بن سليمان الديلمي
عن إبراهيم عن أبي حجر الأسلمي ولكن عن التهذيب انه روى مثل ذلك
وجعل بدل أبي حجر أبي يحيى ولعله تصحيف.
١٤١٨: أبو حجية الكندي
اسمه يحيى بن عبد الله بن معاوية الكندي الملقب بالأجلح.
١٤١٩: أبو حذيفة الكاهلي الخراساني
اسمه إسحاق بن بشير.
(٣١٩)

١٤٢٠: السيد أبو حرب بن علي الحسيني
في الرياض كان من أعاظم العلماء.
١٤٢١: أبو حرب بن أبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي البصري
توفي سنة ١٠٨ أو ١٠٩
الخلاف في اسمه
في تهذيب التهذيب قال خليفة في الطبقات إن اسمه كنيته وذكر عبد
الواحد بن علي في اخبار النحاة عن أبي حاتم السجستاني قال تعلم النحو
من أبي الأسود ابنه عطاء فان صح هذا فيحتمل ان يكون هو اسم أبي
حرب لانهم لم يذكروا لأبي الأسود ولدا غيره وقال ابن عدي في حديث رواه
ديلم ابن غزوان عن وهب بن أبي دني عن أبي حرب عن محجن عن أبي ذر
لعل أبا حرب هو محجن قلت أراد المؤلف من هذا ان أبا حرب يجوز ان
يكون اسمه محجن اه وفي تهذيب التهذيب. والظاهر أنه يروى عن
محجن وليس اسمه محجن كما صرح به عند ذكر مشائخه. وقال ابن حجر في
محكي التقريب أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي البصري قيل اسمه محجن
وقيل عطاء من الثالثة اه. وفي كتاب الشيعة وفنون الاسلام وفي كون
عطاء وأبي حرب اثنين تأمل بل في فهرست مصنفي الشيعة لأبي العباس
النجاشي وهو علامة النسب أبو حرب عطاء بن أبي الأسود الدؤلي وكان
أستاذ الأصمعي وأبي عبيدة اه ونقلنا عبارته في الجزء الأول ولم نجد
ذلك في كتاب النجاشي لا في الكنى ولا في الأسماء ولعله ذكر ذلك في أثناء
بعض التراجم فلم يقع نظرنا عليه. وصرح ابن قتيبة في المعارف في كلامه
الآتي بان عطاء وأبا حرب اثنان وعن ركن الدين علي بن أبي بكر في كتابه
الركني في النحو أنه قال اخذ النحو عن أبي الأسود خمسة وهم ابناه عطاء
وأبو حرب الخ...
أقوال العلماء فيه
ذكره محمد بن سعد في الطبقات الكبير في عداد من نزل البصرة من
الصحابة والتابعين وأهل العلم والفقه فقال أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي
وكان معروفا وله أحاديث اه وذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب وقال
ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن قتيبة في المعارف عند ذكر التابعين ومن
بعدهم ولد أبو الأسود عطاء وأبا حرب وكان عطاء ويحيى بن يعمر
العدواني بعجا العربية بعد أبي الأسود ولا عقب لعطاء واما أبو حرب بن أبي
الأسود فكان عاقلا شاعرا وولاه الحجاج جوخى فلم يزل عليها حتى مات
الحجاج وقد روي عن أبي حرب الحديث وله عقب بالبصرة وعدد اه.
وفي مجموعة الشيخ ورام بن أبي فراس: أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي
عن أبيه قال قدمت الربذة فدخلت على أبي ذر جندب بن جنادة فحدثني أبو
ذر فقال دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده فلم
أر في المسجد أحدا من الناس الا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جانبه جالس
فاغتنمت خلوة المسجد فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أوصني بوصية
ينفعني الله بها فقال نعم وذكر الوصية إلى آخرها.
مشائخه
في تهذيب التهذيب: روى عن أبيه وأبي ذر والصحيح عن أبيه وعن
عمه وعن محجن عنه وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن فضالة
الليثي وعمرو بن يثري قاضي البصرة وعبد الله بن قيس البصري.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه قتادة وداود بن أبي هند والقطان وعثمان بن
عمير البجلي وعبد الملك وحمران ابنا أعين وعثمان بن قيس البجلي
ووهب بن عبد الله بن أبي دني وسيف بن وهب وابن جريح وقال النسائي
ما علمت أن ابن جريح سمع من أبي حرب وقال ابن عدي في حديث رواه
ديلم بن غزوان عن وهب بن أبي دني عن أبي حرب.
وقد ذكرنا عطاء بن أبي الأسود في بابه.
١٤٢٢: أبو حرب بن علاء الدولة أبو جعفر المعروف بابن كاكويه بن دشمنزيار
الديلمي
لم نعرف اسمه قال ابن الأثير: كان أبوه علاء الدولة ابن خال مجد
الدولة بن بويه، فلما توفي علاء الدولة سنة ٤٣٣ قام مقامه بأصبهان ابنه
ظهير الدين أبو منصور فرامز وسار اخوه أبو كاليجار كرشاسف بن علاء
الدولة إلى نهاوند فاستولى عليها وعلى اعمال الجبل فاخذها لنفسه، ثم إن
مستحفظا لعلاء الدولة بقلعة نطنز أرسل أبو نصر إليه يطلب شيئا مما عنده
من الأموال والذخائر فامتنع وأظهر العصيان فسار إليه أبو منصور وأخوه
الأصغر أبو حرب ليأخذ القلعة منه كيف أمكن، فصعد أبو حرب إليها
ووافق المستحفظ على العصيان فعاد أبو منصور إلى إصبهان وأرسل أبو
حرب إلى الغز السلجوقية بالري يستنجدهم فسار طائفة منهم إلى قاشان
فدخلوها ونهبوها وسلموها إلى أبي حرب وعادوا إلى الري، فسير إليها أبو
منصور عسكرا فالتقوا فانهزم عسكر أبي حرب وأسر جماعة منهم وتقدم
أصحاب أبي منصور فحصروا أبا حرب فلما رأى الحال وخاف نزل منها
متخفيا وسار إلى شيراز إلى الملك أبي كاليجار بن بويه صاحب فارس
والعراق فحسن له قصد أصبهان واخذها من أخيه، فسار الملك إليها
وحصرها وبها الأمير أبو منصور، فامتنع عليه وجرى بين الفريقين عدة
وقائع وكان آخر الامر الصلح على أن يبقى أبو منصور بأصبهان وتقرر عليه
مال وعاد أبو حرب إلى قلعة نطنز واشتد الحصار عليه فأرسل إلى أخيه
يطلب المصالحة فاصطلحا على أن يعطي أخاه بعض ما في القلعة ويبقى بها
على حاله.
١٤٢٣: أبو حسان البكري
كان من أصحاب علي ع. في كتاب صفين لنصر ان عليا ع
لما قدم من البصرة إلى الكوفة بعد حرب الجمل ولى جماعة على عدة مواضع
وعد منهم أبا حسان البكري فقال وبعث أبا حسان البكري على استان
العالي انتهى وفي معجم البلدان الاستان العالي كورة في غربي بغداد من
السواد تشتمل على أربعة طساسيج وهي الأنبار وبادوريا وقطربل ومسكن
قال العسكري الاستان مثل الرستاق انتهى.
١٤٢٤: أبو الحر
اسمه أديم بن الحر.
١٤٢٥: أبو حسان الأنماطي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
١٤٢٦: أبو حسان الجملي المرادي الكوفي
اسمه جميل بن زياد.
(٣٢٠)

١٤٢٧: أبو حسان العجلي الكوفي
اسمه موسى بن عبدة.
١٤٢٨: أبو الحسن
كنية لجماعة وقد عد في النقد منهم ما ينيف على المائة ونحن نذكرهم
في ضمن ما يأتي إنش وإن كان باب الكنى لم يوضع لكل من يكنى بكنية
بل لمن اشتهر بكنية لئلا يفوتنا شئ مما في كتب الرجال والعلامة في
الخلاصة كنى سلامة بن دكا بأبي الحسن وهو تحريف أبي الخير.
١٤٢٩: أبو الحسن
في المقابيس: هو المولى عبده بن الحسين التسزي الأصفهاني.
١٤٣٠: المولى أبو الحسن
في رياض العلماء الفقيه الفاضل الذي له رسالة في أحكام الصيود
والذبائح مختصرة بالفارسية الفها باسم السلطان حيدر رأيتها في أردبيل
والظاهر أن هذا السلطان كان من حكام دولة الشاه طهماسب الصفوي
وظني أنه بعينه المولى أبو الحسن بن أحمد الكاشي اه.
١٤٣١: أبو الحسن الآملي
اسمه علي بن أحمد بن الحسين.
١٤٣٢: السيد أبو الحسن الملقب بممتاز العلماء ابن السيد إبراهيم الملقب
شمس العلماء ابن السيد محمد تقي ابن السيد حسين ابن السيد
دلدار علي النقوي الموسوي الحسيني العلوي النصيرآبادي الكهنوئي واسمه
علي الهادي لكنه اشتهر بكنيته لا يعرف بغيرها لذلك ترجمناه هنا.
ولد في ٢٩ صفر سنة ١٢٩٨ أو ٩٩ في بمبئي عند توجه أبيه إلى
العراق لزيارة المشاهد المشرفة في رحلته الثانية واستصحبه معه رضيعا.
وتوفي يوم السبت ١١ ذي الحجة سنة ١٣٥٥ في لكهنوء ودفن في
بستان جده الذي بجنب المسجد وصلى عليه السيد نقي النقوي.
كان عالما فاضلا مؤلفا صريحا في أموره غير مداهن متواضعا توفي
والده وعمره تسع سنين فقرأ العلوم الآلية كالنحو والصرف على جملة من
المعلمين ثم شرع في المعقول والمنقول فقرأ في الهند على جملة من علمائها
كالسيد محمد حسين ابن السيد بنده حسين والسيد عابد حسين والسيد سبط
حسين من أسباط السيد محمد سلطان العلماء. ثم سافر إلى العراق في ٢٧
صفر سنة ١٣٢٧ فأقام مدة في كربلا قرأ فيها على الشيخ حسين ابن الشيخ
زين العابدين المازندراني الحائري وقرأ رسائل الشيخ مرتضى على الشيخ
غلام حسين المرندي ثم ذهب إلى النجف فقرأ المكاسب على الشيخ إبراهيم
الترك والرسائل ثانيا على الشيخ ضياء الدين العراقي والمكاسب ثانيا على
الشيخ علي الكونابادي والكفاية على الشيخ علي القوجاني وحضر مجلس
درس الشيخ ملا كاظم الخراساني وبعد وفاته حضر مجلس درس الشيخ فتح
الله الأصفهاني الغروي المعروف بشيخ الشريعة وكان من أخص تلاميذه
وكان في خلال ذلك يحضر بحث السيد كاظم اليزدي وعاد إلى بلده لكهنوء
سنة ١٣٣٢ عند وقوع الحرب العامة فدرس وأفاد وكان يصعد المنبر ويعظ
الناس.
مشائخه
قد عرفت مما مر ان من مشائخه السيد محمد حسين بن بنده حسين والسيد عابد حسين
والسيد سبط حسين والشيخ حسين المازندراني والشيخ
غلام حسين المرندي والشيخ إبراهيم الترك والشيخ علي الكونابادي ويروي
عنه اجازة والشيخ ملا كاظم الخراساني ويروي عنه بالإجازة والشيخ شريعة
الأصفهاني ويروي عنه بالإجازة والسيد كاظم اليزدي والشيخ ضياء الدين
العراقي والشيخ علي القوجاني ويروي بالإجازة عن الشيخ عبد الله
المازندراني.
مؤلفاته
من مؤلفاته ١ الوقاية حاشية على الكفاية وعلى هامشها حواشي
بخط شيخ الشريعة. ٢ رسالة في تجزي الاجتهاد. ٣ البرق الوميض
في منجزات المريض. ٤ رسالة في الإمامة. ٥ رسالة في غسل الميت.
٦ حاشية على ارشاد المؤمنين إلى احكام الدين لأبيه في المسائل الفقهية.
٧ كتاب في الرد على معراج العقول للسيد المرتضى النونهروي.
٨ طريق الصواب في بعض المسائل الفقهية. ٩ رسالة في البداء.
١٠ رسالة في الدعاء. ١١ رسالة في وجوب المعرفة. ١٢ رسالة في
اثبات النبوة.
١٣ كتاب مبسوط في الفتاوى.
١٤٣٣: أبو الحسن الابلي
اسمه علي بن محمد بن شيران.
١٤٣٤: أبو الحسن المعروف بأبي التحف المعصري
اسمه علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن الطيب المصري.
١٤٣٥: أبو الحسن بن أبي جيد
اسمه علي أحمد بن محمد بن أبي جيد.
١٤٣٦: أبو الحسن بن أبي طاهر الطبري
اسمه علي بن الحسين بن علي.
١٤٣٧: أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي الطيب الرازي
في التعليقة سيجئ في جده انه من أهل العلم وسيجئ في أبي
منصور ما ينبغي ان يلاحظ اه والذي يأتي في أبو منصور الصرام قول
الشيخ في الفهرست رأيت ابنه أبا القاسم وكان فقيها وسبطه أبا الحسن
وكان من أهل العلم اه ولذلك قال أبو علي سها قلمه سلمه الله وقبله
قلم العلامة أجزل الله اكرامه في جعل أبي الطيب جد أبي الحسن وانما جده
أبو المنصور اه وأشار بذلك إلى ما ذكره العلامة في الخلاصة في أبي
الطيب الرازي حيث قال كان مرجئا والصرام كان وعيديا قال الشيخ
الطوسي رأيت ابنه أبا القاسم إلى آخر ما مر آنفا قال أبو علي ولا يخفى ان
هذا من تتمة كلام الشيخ في أبي منصور الصرام وأبو القاسم بن أبي منصور
وأبو الحسن سبطه ولعل العلامة أراد ذلك بارجاع الضمير في ابنه إلى
الصرام اه.
١٤٣٨: المولى أبو الحسن بن أبي القاسم بن عبد العزيز بن محمد
باقر بن نعمة الله المازندراني الأصل الطهراني المولد والمسكن
ولد في ١٤ صفر سنة ١٢٠٠ في طهران وتوفي سنة ١٢٨٢ بطهران
وحمل إلى النجف الأشرف فدفن في وادي السلام.
ذكره أصحاب كتاب دانشوران ناصري فقالوا أصل وطن آبائه
(٣٢١)

مازندران وفي أوائل سلطنة كريمخان الزندي سكن أجداده في طهران وكان
أبوه ملا أبو القاسم معدودا في زمرة أصحاب القدس ومنظوما في سلك
أرباب العلم فولد ولده الحسن في طهران وظهرت عليه من صباه مخايل
الذكاء والفطنة فلذلك اهتم أبوه بتربيته فحاز من موائد العلوم وفوائد
الفنون حظا وافرا وقرأ في الأصول والفروع على السيد آقا من السلسلة
الجليلة المعروفة بسادات أخوي وكان عالما بالمعقول والمنقول ومدرسا في
مدرسة ملا آقا رضا فبقي عنده مدة وحيث كانت أصفهان في ذلك الوقت
بوجود أعيان الفقهاء وأركان الأصوليين وأفاضل الحكماء مجمع العلوم
ومرجع الطلاب ذهب المترجم إليها فقرأ فيها على الحاج محمد إبراهيم
الكرباسي صاحب الإشارات ثم سافر إلى العتبات العاليات فقرأ على السيد
علي صاحب الرياض مدة سنة أو سنتين ولما رأى أن أسباب اقامته غير موفرة
عاد إلى أصفهان وقرأ على الكرباسي ثانيا حتى بلغ رتبة الاجتهاد واستجاز
منه فاجازه وعاد إلى مسقط رأسه طهران ولما كان بساط الحكم والقضاء فيها
منشورا أنكر جماعة اجتهاده فحصلت الشبهة في أذهان العوام فكتب علماء
طهران إلى الكرباسي بواقعة الحال فجاء الجواب منه ان درجات الاجتهاد
كثيرة اما الملا أبو الحسن الطهراني فقد ارتفع من حضيض التقليد والتجزي
إلى أوج الاجتهاد وهو عندي معتمد ومقبول القول وبعد ورود هذا الجواب
صار يتقدم في أنظار عموم الناس وصار مرجع الخاص والعام وأكثر
المرافعات والمشاجرات تصرف في مجلسه وكل من صحبه علم بان احكامه لم
تكن ملوثة بهوى النفس وكان شديد الزهد آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر
وكان الأوباش والمقامرون في الشوارع إذا رأوه هربوا وفي آخر عمره انزوى
عن الناس واعتزل المرافعات وخلف بعد موته خمسة أولاد ذكور اه له
كتاب في تمام الفقه الاستدلالي.
١٤٣٩: أبو الحسن بن أبي قرة
اسمه علي بن أبي قرة.
١٤٤٠: المولى أبو الحسن ابن المولى أحمد الأيبوردي الأصل القاشاني المسكن وفي
الذريعة القايني بدل القاشاني
توفي يوم الأحد ٢٦ رمضان سنة ٩٦٦ كذا عن أحسن التواريخ لحسن
بيك روملو.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء هو المولى الجليل الفاضل العالم الفقيه المتكلم
المعروف في دولة الشاه طهماسب الصفوي وكان هذا المولى والمولى ميرزا جان
السني على ما ذكر في ترجمة السيد الأمير غياث الدين منصور يأخذان أكثر
المطالب من كلام ذلك السيد ويسرقان من كتبه. وقال حسن بيك في أحسن
التواريخ ما معناه كان المترجم من أفاضل الأوان واعلم علماء الزمان وجامعا
للعلوم وأقسام الحكميات مستجمعا لأنواع الفضائل والكمالات وكان لعلو
فطرته حسن الطبع ظريفا في الغاية لا نظير له في ذلك ولا عديل له في
حسن العبارة وقد شنف آذان الأيام وقلد أعناقها بجواهر فضائله وكان لحدة
فهمه وسرعة انتقاله لا يقدر أحد على مباحثته قرأت عليه شرح التجريد
وجملة من مؤلفاته اه وفي الذريعة المولى أبو الحسن بن أحمد الشريف
القائني المعاصر للشاه طهماسب الصفوي وأستاذ السيد حسين بن حيدر بن
قمر الكركي والمجيز له.
مؤلفاته
في الرياض له مؤلفات جيدة منها: ١ روض الجنان أو روضة
الجنان في الكلام والحكمة العقلية مشهور وقد صرح في ديباجته بتشيعه
وللأمير فخر الدين السماكي حاشية على مبحث اثبات الواجب منه يلوح
منها ان السماكي المذكور معاصر له أو قريب من عصره ويرد السماكي فيها
عليه كثيرا. ٢ رسالة سماها الحسنى في الحكمة الطبيعية اختصرها من
روض الجنان المذكور. ٣ شرح على رسالة الفرائض للخواجه نصير الدين
الطوسي ممزوج بالمتن رأيته فرع من تسويده في المحرم سنة ٩٦٢ معروف
حسن الفوائد. ٤ رسالة فارسية مختصرة في مقدار الديات واحكامها الفها
بأمر سلطان عصره رأيتها. ٥ رسالة في اثبات الواجب وصفاته كبيرة
الحجم رأيتها فرع منها في أواخر ربيع الأول سنة ٩٦٤ وهي رسالة حسنة
لكنه عبر فيها عن نفسه بأبي الحسن الشريف وقال غيره فرع منها ١٥ ربيع
الأول سنة ٩٦٦ قال ولعلها الرسالة في أصول الدين التي ألفها بأمر إحدى
بنات الشاه طهماسب الصفوي قال المؤلف الرسالة المذكورة أسماها أركان
الايمان في الإمامة وألفها بأمر بنت الشاه طهماسب بالفارسية وهي جيدة
رأيت منها نسخة في كرمانشاه عبر فيها عن نفسه بأبي الحسن الشريف
وتاريخ كتابتها ١٠١٣ كتب على ظهرها هذه الرسالة المسماة بأركان الايمان
من مؤلفات العالم المحقق المدقق مولانا أبو الحسن القاشاني اه وذكر في
خطبتها ما تعريبه انه صدر الأمر اللازم الاذعان من سرادق صاحبة العزة
والعصمة والسلطنة والسيادة ومقام النواب المستطاب شمس الاحتجاب
مريم الزمان وبلقيس الدوران وخديجة الأوان وهاجر الثانية شاهزاده
سلطانم خلد الله ملكها وسيادتها وعصمتها إلى قيام الساعة وساعة القيام
اه وفي الذريعة ان رسالة أركان الايمان ألفها بأمر الشاه طهماسب
الصفوي فرع منها ٢٨ ربيع الأول سنة ٩٦٤ وذكر انه كتب النسخة وهو في
معسكر الشاه اه ويوشك أن يكون وقع اشتباه بين الرسالة التي ألفها
بأمر الشاه طهماسب والتي ألفها بأمر ابنته وأن تكون المؤلفة بأمر الشاه فرع
منها ١٥ ربيع الأول سنة ٩٦٦ وهي سنة وفاته والتي ألفها بأمر ابنته فرع
منها ٢٨ ربيع الأول سنة ٩٦٤. ٦ رسالة في المنطق. ٧ الشوارق في
الكلام. ٨ حاشية على بعض الكتب الكلامية. ٩ رسالة في حل
أشكال الشكل الخامس عشر من المقالة الثالثة من تحرير أقليدس وهذه لم
يذكرها صاحب الرياض.
١٤٤١: أبو الحسن بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان
اسمه محمد بن أحمد.
١٤٤٢: أبو الحسن الأحمسي
من أصحاب الصادق ع لم يذكر في كتب الرجال ولكن في الكافي
في باب لبس الحرير من كتاب الزي والتجميل عن جعفر بن بشير عنه عن
أبي عبد الله ع وفي باب ما يجوز لبسه للمحرم من الثياب من الكافي
وباب ما يجب اجتنابه على المحرم من التهذيب عن علي بن الحكم عنه عن
أبي عبد الله ع وفي باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الكافي عن
عبد الله بن سنان عنه عن أبي عبد الله ع.
١٤٤٣: أبو الحسن الأرزني
اسمه سلامة بن محمد بن إسماعيل.
(٣٢٢)

١٤٤٤: أبو الحسن أو الحسين الأزدي
اسمه عمر أو عمرو بن شداد.
١٤٤٥: أبو الحسن الأزدي
اسمه ثوير بن عمارة.
١٤٤٦: أبو الحسن الأزدي الزيدلي
اسمه مسكين.
١٤٤٧: السيد الأمير أبو الحسن الاسترآبادي المشهدي
عالم فاضل يروي اجازة عن صاحب البحار وتاريخ الإجازة عاشر
جمادى الثانية سنة ١٠٨٥ في المشهد الرضوي وهذه صورتها:
قال المجلسي: اما بعد فلما كان السيد الأيد الفاضل الكامل الحسب
النسيب اللبيب الأريب الأديب الفطن الذكي المتوقد الألمعي الأمير أبو
الحسن الاسترآبادي المشهدي أصلا ومولدا وموطنا وفقه الله تعالى للارتقاء
إلى أعلى مدارج الكمال في العلم والعمل ممن اجتذب بشر أشره في عنفوان
شبابه إلى التمسك بحبل آبائه الطاهرين واقتفاء آثارهم وتتبع اخبارهم
والنظر في اسرارهم صلوات الله عليهم أجمعين ولقد كان الله سبحانه اعانه
على ذلك بفطنة قويمة وفطرة مستقيمة وطبع خالص عما يتشبث باليقين من
عروق الشبه والأوهام وكان مما من الله به علي ان فزت بلقائه في بلاد
متباعدة وقرى متباينة من عراق العرب والفرس وخراسان فأكثر الاختلاف
إلي والتردد لدي في تلك القرى على تشتتها فاخذ مني شطرا وافيا من العلوم
العقلية والنقلية بأنواعها لا سيما علم الحديث الذي هو أشرفها وأعلاها
وكان آخر ما اتفق من ذلك في أشرف بلاد خراسان بل في روضة من رياض
الجنان بين جبلي طوس في جوار سيدنا ومولانا نور الله في السماوات
والأرضين وامام المتقين وغوث الغرباء والمكروبين وثامن أئمة الدين أبي
الحسن علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه وعلى آبائه الأقدسين وأولاده
الأطيبين فاستجازني أدام الله تأييده وكثر في العلماء مثله نقل كتب الحديث
وروايتها فاستخرت الله تعالى وأجزت له ان يروي عني كلما صحت لي
روايته وإجازته من كتب الكلام والتفسير والحديث والأصول والفقه والمنطق
والصرف والنحو واللغة والتجويد والقراءة وغير ذلك مما ألفه علماؤنا
رضوان الله عليهم وغيرهم مما هو داخل في إجازات أصحابنا. فليرو عني
دام تأييده جميع مؤلفات هؤلاء المشايخ المذكورين وغيرهم بتلك الأسانيد
وغيرها مما هو مذكور في كتب الإجازات وأجزت له أيضا ان يروي عني
جميع مؤلفات مشايخي الذين أدركت زمانهم واستفدت من بركات
أنفاسهم. وآخذ عليه ما أخذ علي من ملازمة التقوى في جميع الأمور وعلى
جميع الأحوال ومراقبة الله تعالى في السر والاعلان وسلوك سبيل الاحتياط
الذي لا يضل سالكه ولا تظلم مسالكه لا سيما في الفتوى فان المفتي على
شفير جهنم وبذل الوسع في تحصيل العلم وتنقيحه وتحقيقه وبذله لأهله كل
ذلك لابتغاء مرضاة الله واجتناب مساخطه من غير رئاء أو مراء أعاذنا الله
وسائر اخواننا المؤمنين منهما وألتمس منه أن لا ينساني ومشايخي في خلواته
وأعقاب صلواته. وكتب بيمناه الجانية الفانية أحقر عباد الله محمد بن محمد
التقي يدعى باقر حشرهما الله مع أئمتهما في عاشر شهر جمادى الأولى من
شهور سنة ١٠٨٥ من الهجرة في المشهد المقدس الرضوي صلوات الله على
مشرفه والحمد لله أولا وآخرا صلى الله عليه وآله الأخيار الأنجبين.
١٤٤٨: الميرزا الشيخ أبو الحسن الاصبهاناتي المعروف بالمحقق
كان عالما عارفا متكلما رياضيا مفسرا محدثا له تاليف منها شرح تشريح
الأفلاك في الهيئة وكتاب السلسبيل في العرفان مطبوعان.
١٤٤٩: أبو الحسن الأسدي
اسمه علي بن عقبة بن خالد.
١٤٥٠: أبو الحسن الأشعري
اسمه علي بن إسحاق بن عبد الله بن سعد.
١٤٥١: أبو الحسن الأشعري القمي
اسمه موسى بن الحسن بن عامر بن عبد الله بن سعد.
١٤٥٢: أبو الحسن الأشعري القمي القرداني
اسمه علي بن محمد بن علي بن سعد.
١٤٥٣: أبو الحسن الأصبهاني
من أصحاب الصادق ع لم يذكر في كتاب الرجال بل في الأسانيد
روى الكليني في الكافي في باب الألبان من كتاب الأطعمة عن القاسم بن
محمد الجوهري عنه عن أبي عبد الله ع وفي باب الكتمان وباب النميمة
من الكافي عن محمد بن عيسى عن يونس عنه عن أبي عبد الله ع.
١٤٥٤: أبو الحسن الأعرج الكوفي
اسمه علي بن عمر.
١٤٥٥: أبو الحسن الأنباري
من أصحاب الصادق ع روى الكليني في الكافي في باب التمجيد
والتجميد من كتاب الدعاء عن ابن أبي عمير عنه عن أبي عبد الله ع.
١٤٥٦: أبو الحسن الأنماطي المعروف باللاعب
اسمه أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله.
١٤٥٧: أبو الحسن الأهوازي
اسمه علي بن مهزيار.
١٤٥٨: أبو الحسن الأيادي
في الرياض يروي عن أبي القاسم الحسين بن روح الذي كان من
سفراء الصاحب ع كما يظهر من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي فهو في
درجة الكليني اه.
١٤٥٩: أبو الحسن بن بابويه
اسمه علي بن الحسين بن موسى والد الصدوق.
١٤٦٠: الشيخ أبو الحسن الباوردي
في الرياض كان من فقهاء أصحابنا ومن أصحاب الفتاوى ونقل
بعض المتأخرين قوله في المواريث كالفاصل الكاشي في حواشي المقاتيح
وشرح الشرائع والباوردي لعله نسبة إلى أبي ورد من بلاد خراسان والحق
عندي انه تصحيف البازوري نسبة إلى البازورية قرية بجبل عامل واليها
ينسب جماعة من العلماء اه قال المؤلف: هذا منه عجيب فان باورد هي
ابيورد كما صرح به ياقوت في معجم البلدان والنسبة إلى أبي ورد ابيوردي
والى باورد باوردي فالرجل منسوب باورد وهي ابيورد بعينها وليس من علماء
جبل عامل بهذا الاسم من ينسب إلى البازورية.
(٣٢٣)

١٤٦١: أبو الحسن البجلي
روى الكليني في الكافي في باب حق الجوار من كتاب العشرة عن
عبد الله بن عثمان عنه عن عبيد الله الوصافي.
١٤٦٢: أبو الحسن البجلي
اسمه معاوية بن وهب. ١٤٦٣: أبو الحسن البجلي الأحمسي
اسمه كثير.
١٤٦٤: أبو الحسن البجلي الكوفي
اسمه علي بن الحسن بن رباط.
١٤٦٥: أبو الحسن البرقي
اسمه علي بن محمد بن أبي القاسم.
١٤٦٦: أبو الحسن البزاز
اسمه هارون بن يحيى.
١٤٦٧: أبو الحسن البصري
اسمه معلى بن محمد.
١٤٦٨: الرئيس أبو الحسن البصري الكاتب
في رياض العلماء كان من الأدباء وهو في حدود الأربعمائة وقد ينقل
السيد عبد الحميد جد السيد علي بن عبد الكريم عنه مرفوعا بعض الوقائع
على ما حكاه سبطه علي بن عبد الكريم المذكور في كتاب الأنوار المضيئة
وحكاه الأستاذ الاستناد في أوائل مجلد أحوال القائم ع من البحار
فلاحظ وكان تاريخ نقل عبد الحميد المذكور سنة ٣٩٢ ولا يبعد كونه من
علماء الخاصة فلاحظ كتب الأدب والتواريخ.
١٤٦٩: أبو الحسن البصروي
اسمه محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف البصروي.
١٤٧٠: أبو الحسن البطائني
اسمه علي بن أبي حمزة سالم البطائني.
١٤٧١: أبو الحسن البغدادي
اسمه علي بن يقطين.
١٤٧٢: أبو الحسن البغدادي
اسمه موسى بن جعفر بن وهب.
١٤٧٣: أبو الحسن البغدادي
اسمه علي بن بلال.
١٤٧٤: أبو الحسن بن البغدادي السوراني البزار
من مشائخ النجاشي يروي عن الحسين بن يزيد السوراني لم توجد له
ترجمة في كتب الرجال ولكن قال النجاشي في ترجمة فضالة بن أيوب قال لي
أبو الحسن بن البغدادي السوراني البزار قال لنا الحسين بن يزيد السوراني
الخ ثم إن الموجود في كتاب النجاشي السوراني بالنون والبزار بالزاي والراء
والموجود في رياض العلماء السورائي بالهمزة والبزاز بالزايين قال ولا يبعد
كون السورائي نسبة إلى نهر سوراء وإن كان الصواب ح ء السوراوي بالواو
لا بالهمزة كما هو قاعدة النسب اه أقول بل هو نسبة إلى سوراء موضع
إلى جنب بغداد أو مدينة السريانيين بأرض بابل واليها أضيف النهر والنسبة
إليه سوراني كما يقال صنعاني وبهراني نسبة إلى صنعاء وبهراء.
١٤٧٥: أبو الحسن البكائي الكوفي
اسمه حمزة بن زياد.
١٤٧٦: أبو الحسن البكري
اسمه أحمد بن عبد الله البكري.
١٤٧٧: السيد أبو الحسن ملاذ العلماء ابن السيد بنده حسين ابن السيد محمد دلدار
علي النقوي الهندي
ولد سنة ١٢٨٨ بلكهنوء وتوفي في ١٧ صفر سنة ١٣٠٩ بلكهنوء
ودفن فيها في حسينية جده غفران مآب.
كان عالما فاضلا محققا مدققا ورعا متكلما تلمذ على والده وبعد وفاة
أبيه صار مرجعا هناك وتلمذ عليه جماعة منهم السيد محمد اللكهنوئي والسيد
آقا حسن والسيد ظهور حسن البارهوي اللكهنوئي والسيد نجم الحسن
اللكهنوئي وخلف السيد محمد طاهر. له كتاب تنضيد النقود في حل
المغالطة العامة الورود وكتاب حسن في المنطق مطبوع.
١٤٧٨: أبو الحسن البندنيجي
اسمه علي بن أحمد بن نصر.
١٤٧٩: أبو الحسن البياضي
لم نعرف اسمه وذكر له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات:
من قاتل الجن غير حيدرة * وصاح فيهم بصوته الجهور
فصوته قد علا عزيفهم * إذ قال هات الحسام يا قنبر
فانهزموا ثم مزقت شيعا * منه العفاريت خيفة تذعر
١٤٨٠: الميرزا السيد أبو الحسن التبريزي
توفي سنة ١٣٥٧.
وكانت وفاته بعد فوات محله من الكتاب. كان يسكن تبريز واصله
من قرية بالقرب منها. عالم جليل مرجع للتقليد في نواحي آذربايجان عظيم
المنزلة في الزهد والتقوى والصلاح والاصلاح وهو من المعمرين وكانت له
معارضة مع السلطات ولما جاء خبر نعيه للعراق أقام أعاظم العلماء له
مجالس الفاتحة في النجف وكربلا والأتراك في الكاظمية ولم نعلم من أحواله
غير هذه العجالة لبعدنا عن بلاده وعدم من يعتني بهذه الأمور فيرسل لنا
ترجمته من أهل بلاده وعارفيه.
١٤٨١: السيد أبو الحسن ابن السيد زين العابدين بن علوان العلواني الشريف
الموسوي من آل المرتضى نقيب أشراف بعلبك
توفي ليلة الثلاثاء ١١ جمادى الثانية سنة ١١٠٤.
تولى النقابة في بعلبك بعد ابن عمه السيد محمد أبي طالب سنة
١٠٨٦ وجدت على ظهر كتاب الأنساب بخط بعض آل المرتضى انه تولى
النقابة بعد السيد محمد أبي طالب ابن السيد علي بن علوان ابن عمه السيد
الأجل مولانا السيد أبو الحسن ابن السيد زين العابدين ابن علوان الحسني.
ورأيت مكاتبة من أحد نقباء الاشراف بدمشق وهو السيد حمزة بن عجلان
(٣٢٤)

الحسيني إليه بتاريخ ٥ جمادى الثانية سنة ١١٠١ وبعد وفاته قام مقامه في
النقابة ولده السيد إبراهيم.
١٤٨٢: أبو الحسن البيهقي
اسمه علي بن زيد ويلقب فريد خراسان ويأتي بعنوان أبو الحسن بن
أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي ويوجد في بعض المواضع الحسن
البيهقي والصواب أبو الحسن.
١٤٨٣: أبو الحسن الثمار
اسمه سيف بن سليمان
١٤٨٤: أبو الحسن التميمي شيخ النجاشي
اسمه محمد بن جعفر التميمي ويقال محمد بن جعفر الأديب والمؤدب
والتميمي ومحمد بن ثابت ويأتي بعنوان أبو الحسن النحوي وذكرنا اختلاف
التعبير عنه في مشائخ النجاشي أحمد بن علي بن أحمد بن العباس.
١٤٨٥: أبو الحسن الجندي
اسمه أحمد بن محمد بن عمر أو عمران بن موسى وفي التعليقة أبو
الحسن الجندي ولكن الذي ذكره النجاشي أبو الحسن المعروف بابن
الجندي.
١٤٨٦: السيد أبو الحسن ابن السيد جواد ابن السيد علي الأمين الحسيني العاملي
الشقرائي ابن عم المؤلف اسمه كنيته
توفي يوم الأربعاء ١٣ ربيع الأول سنة ١٢٦٥.
كان من العلماء الفضلاء توفي أبوه في حياة جدنا السيد علي قدس
سره ولم يعقب ذكرا.
١٤٨٧: أبو الحسن الجواني
اسمه علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
١٤٨٨: أبو الحسن الجوهري شيخ البخاري
اسمه علي بن الجعد.
١٤٨٩: أبو الحسن الحارثي
اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن الحارث.
١٤٩٠: أبو الحسن بن الحجاج الكوفي
اسمه علي بن الحسن بن الحجاج.
١٤٩١: الشيخ زين الدين أبو الحسن بن الحسن بن علي بن جعفر بن عثمان
الخطي
كان عالما جليلا من تلاميذ الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن
محمد بن المتوج البحراني له رسالة
في المواريث. عن كشف الحجب: رسالة في الميراث للشيخ زين الملة والحق والدين أبي الحسن بن الحسن بن علي بن
جعفر بن عثمان الخطي اه وذكر فيها انه بعد ما تلمذ برهة على أستاذه
العلامة الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن المتوج البحراني
ورجع إلى وطنه سأله الشيخ العالم قوام الدين عبد الله بن شبيب بن عباس
ان يكتب شيئا في الإرث فكتب هذا الكتاب وجعله كالمتن ووعد في آخره
ان يكتب له شرحا ان أمهله الأجل.
١٤٩٢: أبو الحسن الحداد العسكري
اسمه علي بن محمد بن جعفر بن عتبة.
١٤٩٣: أبو الحسن الحذاء
اسمه أديم بن الحر.
١٤٩٤: السيد أبو الحسن ابن السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد
حيدر ابن السيد إبراهيم الحسيني العاملي النجفي ابن عم جد المؤلف
ذكرنا في ترجمة أبيه سفر أبيه إلى العراق وتوطنه فيها في عهد الوحيد
البهبهاني وبحر العلوم الطباطبائي وصيرورته من مشاهير العلماء ولما توفي قام
مقامه ولده الأكبر صاحب الترجمة فكان عالما فاضلا محققا مدققا مجتهدا
مدرسا له كتاب في الفقه شرحا على الشرائع من أول المعاملات إلى بحث
الشروط في مجلد كبير يدل على غزارة فضله رأيته بخطه فرع منه يوم السبت
٨ ذي القعدة سنة ١٢٣٣ وعليه تقاريظ للشيخ محسن الأعسم النجفي
وغيره وكان يصلي إماما في النجف في المسجد المعروف بمسجد الطوسي عند
باب الصحن الشريف الشمالي ثم يوضع له منبر فيصعد عليه ويعظ الناس
كما كان أبوه كذاك وتزوج المترجم بابنة صاحب مفتاح الكرامة ولم يعقب
منها غير بنت واحدة وتوفي في النجف ودفن في محلة الحويش مع أبيه وجده
في مقبرتهم وهو خال السيد محمد الهندي العالم المشهور قال المذكور في نظم
اللئال في أحوال الرجال: وقفت لخالي السيد أبي الحسن ابن السيد حسين
العاملي على مجلد من مجلدات مصنفه في الفقه وكان في التجارة فأعجبني
اه وهو يدل على أن له غير المجلد المذكور.
١٤٩٥: أبو الحسن بن الحصين
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال ينزل الأهواز
ثقة وقال الميرزا في الرجال الكبير سيأتي عن الخلاصة ورجال الشيخ انه أبو
الحصين بن الحصين وقال في مختصره الأوسط يأتي عن الخلاصة ورجال
الشيخ في أصحاب الجواد أبو الحصين وهو الصواب اه وتمام الكلام في
أبو الحصين بن الحصين وفي رجال أبو علي: المنقول في الحاوي والمجمع عن
رجال الهادي من رجال الشيخ أبو الحسين مصغرا وهو كذلك عندي في
نسختين منه اه.
١٤٩٦: أبو الحسن بن حماد الشاعر
اسمه علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي أو العبدي.
١٤٩٧: السيد أبو الحسن ابن السيد حيدر الحسيني العاملي الشقرائي الجد الأعلى
للمؤلف.
اسمه موسى واشتهر بكنيته وذكرناه هناك.
١٤٩٨: أبو الحسن الخازن
وقد يعبر عنه بالخازن أبو الحسن.
في رياض العلماء هو الشيخ الشيعي ذكره حسن بن سليمان تلميذ
الشهيد في كتابه المحتضر ونسب إليه كتاب المجموع ويروي عن كتابه
المذكور بعض الأخبار وأظن أنه مذكور باسمه في هذا الكتاب وعندنا من
كتابه نسخة ومما نقله عنه ما روي عن الصادق ع أنه قال من بركة المرأة
خفة مؤونتها وتيسر ولادتها ومن شؤمها شدة مؤونتها وتعسر ولادتها قال
وقال السيد ابن طاوس في آخر رسالة المواسعة في فوائت الصلاة عن
الصادقين الذين لا تتشبه بهم الشياطين وان لم يكن ذلك مما يحتج به في
(٣٢٥)

المواسعة لكنه مستطرف ما وجدته بخط الخازن أبي الحسن رضوان الله عليه
وكان رجلا عدلا متفقا عليه وبلغني ان جدي وراما رضوان الله عليه صلى
خلفه مؤتما به ما هذا لفظه: رأيت في منامي ليلة ١٦ جمادى الآخرة أمير
المؤمنين والحجة ع وكان على أمير المؤمنين ع ثوب خشن
وعلى الحجة ثوب ألين منه فقلت لأمير المؤمنين يا مولاي ما تقول في
المضايقة قال لي سل صاحب الأمر ومضى أمير المؤمنين ع وبقيت انا
والحجة فجلسنا في موضع فقلت له ما تقول في المضايقة فقال قولا مجملا
تصلي فقلت له قولا هذا معناه في الناس من يعمل نهاره. ويتعب ولا يتهيأ
له المضايقة فقال يصلي قبل آخر الوقت فقلت له ابن إدريس يمنع الناس من
الصلاة قبل آخر الوقت ثم التفت فإذا ابن إدريس ناحية عنا فناداه الحجة يا
ابن إدريس فجاءه ولم يسلم عليه ولم يتقدم إليه فقال لم تمنع الناس من
الصلاة قبل آخر الوقت أسمعت هذا من الشارع فسكت ولم يحر جوابا
وانتبهت في اثر ذلك انتهى ما في تلك الرسالة مما يتعلق بهذا المقام ثم نقل
فيها مناما آخر من أبي الحسن الخازن هذا ولكن لا يتعلق بهذه المسألة اه.
١٤٩٩: أبو الحسن الخازن
اسمه علي بن الحسن بن محمد الخازن.
١٥٠٠: أبو الحسن بن خالويه
اسمه علي بن محمد بن يوسف بن مهجور.
١٥٠١: أبو الحسن الخديجي الأصغر
اسمه علي بن عبد الله بن محمد بن عاصم بن يزيد.
١٥٠٢: أبو الحسن الخزاز
اسمه علي بن الفضل.
١٥٠٣: أبو الحسن الخزاز
اسمه علي بن أحمد بن علي.
١٥٠٤: أبو الحسن الخزاز
اسمه محمد بن الحسين بن سفرجلة.
١٥٠٥: أبو الحسن الخزاز الجعفي
اسمه أحمد بن النضر.
١٥٠٦: أبو الحسن الخزاعي
اسمه علي بن علي بن رزين.
١٥٠٧: السيد أبو الحسن خوش مزة الأصفهاني نزيل الكاظمية
كان حيا سنة ١٢٢٢.
كان من العلماء الأفاضل خصوصا في علم الحكمة وعلوم الأدب من
الاجلاء المحترمين في عصره صاهر السيد صدر الدين العاملي على ابنته
وكان معاصرا للشيخ أسد الله صاحب المقاييس والسيد عبد الله شبر
صاحب جامع الاحكام ولا اعرف من أحواله أكثر من ذلك ووجد كتاب
لبعض أدباء الكاظمية كتبه له لما كان بكربلاء يشتمل على شعر ونثر وثناء
بليغ وان السيد أبا الحسن التمس أديب العصر الشيخ محمد رضا النحوي
الشاعر الشهير ان يكتب جوابا عن لسانه على نحو ما كتب له فكتب ويوجد
ذكر السيد أبي الحسن خوش مزة في كتابات السيد عبد الله شبر كان يستعير
منه كتبا ووجد مختصر اصلاح العمل للسيد المجاهد بالفارسية للسيد أبي
الحسن المذكور وصرح فيه انه من تلامذة السيد المجاهد وقد قدم في هذه
الرسالة مقدمة ليست في أصل اصلاح العمل تشتمل على بيان المعارف
الخمس من أصول الدين.
١٥٠٨: أبو الحسن بن داود
اسمه محمد بن أحمد بن داود وربما جاء لابنه أحمد بن محمد.
١٥٠٩: الشيخ أبو الحسن بن درويش محمد
كان من العلماء الفضلاء له رسالة في التوحيد فرع منها في النجف
سنة ١١٢٩ وجدت بخط تلميذ المصنف الميرزا محمد جعفر بن محمد صادق
الخراساني سمعها من أستاذه المصنف سنة ١١٣٣ ه
١٥١٠: أبو الحسن الدلال
روى الكليني في باب تربيع القبر من الكافي عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن إسماعيل عنه عن يحيى بن عبد الله عن أبي عبد الله ع.
١٥١١: أبو الحسن الدينوري
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى ويمكن كونه أحمد بن هارون الدينوري أو آخره الذين روى
الصدوق في كمال الدين انهما ممن رأى المهدي ع في الغيبة الصغرى.
١٥١٢: أبو الحسن الرازي الكليني
اسمه محمد بن إبراهيم بن ابان.
١٥١٣: الشيخ قطب الدين أبو الحسن الراوندي
اسمه سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي
١٥١٤: أبو الحسن الرسان
روى الكليني في باب العنب من أطعمة الكافي عن هارون بن الخطاب
عنه عن جعفر بن محمد ع.
١٥١٥: أبو الحسن الرضى أخو المرتضى
اسمه محمد بن الحسين بن موسى.
١٥١٦: أبو الحسن الرقي الأنصاري
اسمه علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب.
١٥١٧: أبو الحسن بن رياب أو رئاب
اسمه علي بن رياب.
١٥١٨: أبو الحسن الزاهد
اسمه محمد بن أحمد.
١٥١٩: أبو الحسن الزبيدي الخزاز
اسمه علي بن هاشم بن البريد.
١٥٢٠: أبو الحسن الزراري
اسمه علي بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين.
١٥٢١: الشيخ أبو الحسن ابن الشيخ أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي
اسمه علي بن زيد بن الحسين ويلقب بفريد خراسان ومر بعنوان أبو
الحسن البيهقي ويوجد في بعض المواضع الحسن بن أبي القاسم والصواب
أبو الحسن.
(٣٢٦)

١٥٢٢: أبو الحسن السائح أو الشائح
اسمه دارم بن قبيصة
١٥٢٣: أبو الحسن الساباطي
روى الصدوق في الفقيه والكليني في باب ان الإنسان أحق بماله ما
دام فيه الروح والشيخ في الاستبصار في باب بيع الذهب والفضة وفي
التهذيب في باب بيع الواحد بالاثنين عن ثعلبة بن ميمون عنه عن عمار
الساباطي والمظنون بقرينة الراوي والمروي عنه أنه أبو الحسن الأزدي
عمر بن شداد.
١٥٢٤: أبو الحسن السامري
اسمه محمد بن موسى بن يعقوب.
١٥٢٥: الأديب الصالح أبو الحسن بن سعدويه القمي
في الرياض من مشائخ منتجب الدين على ما يظهر من فهرسته في
السيد أبي إبراهيم ناصر بن الرضا بن محمد بن محمد بن عبد الله العلوي
الحسيني وقد ذكر فيها انه يروي منتجب الدين عنه عن السيد المذكور ولم
يعقد له ترجمة اه.
١٥٢٦: أبو الحسن السمري
اسمه علي بن محمد من سفراء القائم ع.
١٥٢٧: الشيخ أبو الحسن السمسمي
في الرياض كان من غلمان أبي الفتح محمد بن جعفر بن محمد
الهمذاني المعروف بالمراغي كذا يظهر من الخلاصة والنجاشي في ترجمة أبي
الفتح المذكور ولكن لم يفرد له ترجمة ولم أعثر على اسمه وظاهر الحال انه من
معاصري المفيد وأضرابه أقول قال النجاشي وتبعه في الخلاصة في ترجمة
محمد بن جعفر بن محمد أبو الفتح الهمذاني الوادعي المعروف بالمراغي.
وكان يتعاطى الكلام وكان أبو الحسن السمسمي أحد غلمانه اه وربما
يفهم منه ان السمسمي كان من المتكلمين.
١٥٢٨: أبو الحسن السنجاري
اسمه نصر بن عامر بن وهب كذا في النقد والذي في النسخ ومنها
النقد أبو الحسين.
١٥٢٩: أبو الحسن السواق
اسمه علي بن محمد بن علي بن عمر بن رباح.
١٥٣٠: أبو الحسن السواق
اسمه أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن رباح.
١٥٣١: أبو الحسن الشاذاني القمي أو أبو الحسن الفقيه الشاذاني أو أبو الحسن بن
شاذان
اسمه محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان.
١٥٣٢: أبو الحسن الشافعي
اسمه محمد بن إبراهيم بن يوسف الكاتب.
١٥٣٣: أبو الحسن الشامي
روى الشيخ في باب حد الفرية والنسب من التهذيب عن ابن محبوب
عنه عن بريد.
١٥٣٤: السيد الأمير أبو الحسن شرقة
في الرياض من أفاضل عصر الشاه طهماسب الصفوي له مؤلفات
منها شرح آيات الأحكام بالفارسية وشرح فارسي على رسالة الفرائض
للخواجه نصير الدين الطوسي وغير ذلك من المؤلفات وظني انه واحد من
هؤلاء المذكورين في هذا المقام اه وشرقة الظاهر أنها نسبة تعرف بها
العشيرة التي منها المترجم وليست اسما للمترجم لقول صاحب الرياض
المتقدم وظني الخ فإنه لو كان اسمه عنده شرقة لما كان لهذا الظن موضع
ويأتي السيد الأمير أبو الفتح شرقة وقول صاحب أحسن التواريخ كان من
سادات شرقة فإنه ظاهر في أن شرقة عشيرة أو قبيلة من السادات هو منها.
١٥٣٥: المولى أبو الحسن الشريف بن أحمد القائني
مذكور في حرف الشين لأن الظاهر أن اسمه الشريف وكنيته أبو
الحسن.
١٥٣٦: المولى أبو الحسن الشريف الفتوني العاملي
مذكور في حرف الشين لأن الظاهر اسمه الشريف وكنيته أبو
الحسن.
١٥٣٧: أبو الحسن الشغرائي (١)
اسمه علي بن محمد بن علي بن القاسم.
١٥٣٨: أبو الحسن الشيباني
هو زرارة بن أعين.
١٥٣٩: أبو الحسن الشيباني
اسمه حمران بن أعين.
١٥٤٠: أبو الحسن الشيباني الكوفي
اسمه علي بن محمد بن محمد بن عقبة.
١٥٤١: أبو الحسن الصائغ
اسمه علي بن ميمون يلقب أبو الأكراد.
١٥٤٢: السيد أبو الحسن ابن السيد صالح ابن السيد محمد ابن السيد إبراهيم
شرف الدين بن زين العابدين بن نور الدين علي أخي صاحب المدارك
الموسوي العاملي واسمه كنيته.
توفي في طهران سنة ١٢٧٥ ودفن في الحائر الحسيني.
كان عالما فاضلا متبحرا أديبا شاعرا ناثرا حسن الخط جميل الصورة
مهيبا وقورا منطقيا إذا حضر مجلسا كان المتكلم فيه وحده محبوبا عند
الفريقين تفقه على الشيخ موسى والشيخ علي ابني الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء وجد بخطه شرح المفاتيح للمحقق الآقا البهبهاني كتبه لنفسه
وعلى ظهر النسخة كتبت هذا الكتاب بتمامه وكماله منذ بلغت من العمر
عشر سنين وكان صهر الشيخ أسد الله صاحب المقاييس على ابنته أم أولاده
الميرزا جعفر والسيد محمد وكان مثريا بما له من الأراضي أيام الخزاعل.
ذكره ولده السيد محمد علي في كتابه الذي سماه اليتيمة في التراجم فقال:

(١) هكذا في رياض العلماء بالغين المعجمة ولعله الشقرائي بالقاف أو الشعراني بالعين المهملة
والنون. المؤلف
(٣٢٧)

كان عالما لا يقاس به أحد في العلم ورعا لا يقاس به ذو تقى في الورع
والحلم أبي الضيم كريم الشيم علي الهمم ساعيا في حوائج المسلمين مشيدا
أركان الدين مقربا عند الملوك محبوبا لديهم ذا نثر لا يقوى عليه أحد وشعر
قصرت عنه الشعراء الأبد مقربا عند العلماء لا سيما عند الأخوال الكرام من
الطائفة الجعفرية الشيخ موسى والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ حسن
والشيخ حسين وأولادهم ومن طائفة الشيخ أسد الله وهم المهدي والباقر
والكاظم وإسماعيل والتقي والحسن وزوجه موسى بنت أخته بنت الشيخ
أسد الله فاعقب الأحقر والأخ الميرزا جعفر وقد كتب في علم الأصول من
أوله إلى آخره وحضر الفقه على الشيخ موسى المومى إليه وقد سمعت من
خالي الشيخ حسن صاحب أنوار الفقاهة ان إثبات صفة الاجتهاد له نقص
في حقه ولو اطلعت على قضاياه ومراسمه مع الحكام والملوك والأكابر
والعلماء والفضلاء ومكاتباته لسلطان العصر وغيره لقضيت عجبا وكذا لو مر
بك حديث مخالطته لاقطاب بغداد وأئمتهم وولاتهم ومحبتهم له واكرامهم
وولائهم لقضيت عجبا اه يقول المؤلف كثير من التراجم التي يترجمها من
لهم علاقة بالمترجم أولهم فيه هوى تخرج عن حد الاعتدال إلى المبالغات
العظيمة المعيبة البعيدة عن الصحة ومنها هذه الترجمة مثل ان نثره لا يقوى
عليه أحد وشعره قصرت عنه شعراء الأبد وهكذا يقتضي أن كون نثره
ناسخا لرسائل الصابي ومقامات البديع والحريري وكتب الجاحظ وأمثال
ذلك وشعره ناسخا لشعر الطائيين والمتنبي وأبي نواس والشريف الرضي
وأين هو هذا النثر والشعر ولما ذا لم يشتهر ولعله لا يحسن كتابة رسالة بلغية
أو نظم أبيات جيدة ومثل ان اثبات صفة الاجتهاد له نقص في حقه وما ذا
فوق درجة الاجتهاد غير درجة الإمامة والنبوة وكيف يكون اثبات أعلى
صفات الكمال في غير المعصوم نقصا ونحن ننقل أمثال هذه المبالغات وهذا
الافراط في المدح في أمثال هذه الترجمة غير معتقدين لصحته ليكون نموذجا لما
يذكره المترجمون ملقين عهدته عليهم فقد نقل هذا الكلام عنه بعض
المعاصرين في كتاب له والله الموفق للصواب
١٥٤٣: أبو الحسن ابن الصفار
في أمل الآمل عده العلامة من مشائخ الشيخ الطوسي من رجال
الخاصة اه. وفي الرياض عده العلامة من مشائخ الشيخ الطوسي من
علماء الشيعة وصرح بذلك نفسه في أواخر أماليه ولكن ليس فيه كلمة ابن
في البين وهو يروي عن أبي المفضل الشيباني وأظن أنه باسمه مذكور في
المشائخ اه.
١٥٤٤: أبو الحسن الضبي
اسمه أحمد بن محمد بن أبي الغريب.
١٥٤٥: أبو الحسن الضرير النخعي
اسمه علي بن الحكم بن الزبير.
١٥٤٦: أبو الحسن الطائي الجرمي المعروف بالطاطري
اسمه علي بن الحسن بن محمد.
١٥٤٧: أبو الحسن بن طباطبا الحسني الأصفهاني
اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا بن
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
١٥٤٨: الشيخ أبو الحسن الطبري
في الرياض من القدماء ويروي عن أبي غياث بن بسطام عن علي بن
بابويه كما يظهر من صدر رسالة مناظرة علي بن بابويه مع محمد بن مقاتل
الرازي في الإمامة وجعله شيعيا ولم اعلم اسمه اه.
١٥٤٩: أبو الحسن الطبري الآملي
اسمه علي بن أحمد بن الحسين.
١٥٥٠: أبو الحسن بن ظفر البغدادي
روى الشيخ في كتاب الغيبة عن المفيد وابن الغضائري عن الصفواني
قال وافى الحسن بن علي بن الوجناء النصيبي سنة ٣٠٧ ومعه محمد بن
الفضل الموصلي وكان رجلا شيعيا غير أنه كان ينكر وكالة الحسين بن روح
فقال له ابن الوجناء اتق الله فان صحة وكالته كصحة وكالة محمد بن عثمان
العمري وقد كانا نزلا ببغداد على الزاهر وكنا حضرنا للسلام عليهما وكان
قد حضر هناك شيخ يقال أبو الحسن بن ظفر فقال محمد بن الفضل لابن
الوجناء من لي بصحة ما تقول فاخذ نصف ورقة من دفتر وقال لمحمد بن
الفضل إبر لي قلما فبراه واتفقا على شئ بينهما وأطلعا عليه أبا الحسن بن
ظفر وتناول ابن الوجناء القلم وكتب ما اتفقا عليه بلا مداد وأرسله مع
خادم لمحمد بن الفضل فجاء الجواب عن كل فصل فصل الحديث وهذا
الحديث يدل على أنه بغدادي من الشيعة ذو مكانة وفضل ولذلك أطلعاه
على ما اتفقا عليه.
١٥٥١: أبو الحسن العامري
اسمه سعدان بن مسلم.
١٥٥٢: أبو الحسن العباسي الهاشمي
اسمه محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد.
١٥٥٣: السيد أبو الحسن ابن السيد عبد الله ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة
الله الموسوي الجزائري التستري وباقي النسب ذكر في السيد نعمة الله
توفي في شوال سنة ١١٩٣ في تستر وقبره بها معروف ذكره ابن عمه
في تحفة العالم وقال: السيد الفاضل المؤتمن السيد أبو الحسن قام مقام أبيه
في التدريس والترويج كان قد جاء إلى حيدرآباد في أيام شبابه ونفر من تلك
البلاد ورجع إلى وطنه وفي أيام كريم خان الزندي سلطان إيران نال مرتبة
شيخ الاسلام وكان المعظم في تلك الدولة كان فاضلا في الفقه والعلوم
الرياضية وحيدا في علم الطب له مصنفات منها شرح مفاتيح ملا محسن
الكاشي وهو شرح مبسوط ولم يمهله الأجل لاتمامه وله عدة رسائل في الطب
والحساب والرياضي خلف ثلاثة أولاد السيد محسن والسيد عبد الله والسيد
محمد اه.
١٥٥٤: أبو الحسن العبدي
في طريق الصدوق في نكت من حج الأنبياء من الفقيه.
١٥٥٥: أبو الحسن العدوي
اسمه علي بن محمد العدوي الشمشاطي.
١٥٥٦: الشريف الجليل نظام الشرف أبو الحسن ابن العريضي
في الرياض فاضل عالم والظاهر أنه من السادات هو منهم يقينا ولم
اعلم اسمه وليس هو السيد أحمد بن يوسف بن أحمد بن العريضي العلوي
(٣٢٨)

الحسيني لأنه يروي عنه والد المحقق وهو عن برهان الدين محمد بن
محمد بن علي الحمداني القزويني نزيل الري عن السيد فضل الله الراوندي
فيبعد كونه هو لتقدم درجة السيد أبي الحسن بن العريضي عليه ويظهر من
اسناد كتاب سليم بن قيس الهلالي ان المترجم يروي عن ابن شهريار الخازن
ويروي عن العريضي المذكور الشيخ المقري أبو عبد الله محمد بن الكمال
ولعل ابن شهريار هذا هو المذكور في سند الصحيفة الكاملة بقوله أخبرنا
الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة مولانا
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في شهر ربيع الأول سنة ٥١٦ قراءة
عليه وأنا أسمع والدليل على ذلك أن الشيخ حسين بن علي بن حماد الليثي
الواسطي ذكر في اجازته للشيخ نجم الدين خضر بن محمد بن نعيم
المطار ابادي ان الشيخ محمد بن جعفر بن علي بن جعفر المشهدي الحائري
يروي الصحيفة الكاملة السجادية مع ندبه الثلاث ع بحق سماعه
بقراءة الشريف الأجل نظام الشرف أبي الحسن بن العريضي على الشريف
النقيب جلال العلماء بهاء الشرف محمد بن الحسن بن أحمد بن علي بن محمد بن
عمر بن يحيى العلوي الحسيني في شوال سنة ٥٥٦ وأقول السيد
بهاء الشرف محمد بن الحسن هذا هو المذكور في أول الصحيفة السجادية
وعلى هذا فلا يعد في كون القائل حدثنا هو الشريف نظام الشرف أبو
الحسن المذكور أيضا اه.
١٥٥٧: أبو الحسن العريضي
اسمه علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
١٥٥٨: أبو الحسن بن عشاية
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
حميد حديثا واحدا.
١٥٥٩: أبو الحسن العطار
روى الكليني في الكافي في باب طاعة الأئمة ع عن أبي
خالد القماط عنه عن أبي عبد الله ع.
١٥٦٠: أبو الحسن العطار القمي
اسمه علي بن عبد الله.
١٥٦١: أبو الحسن العكبري المعدل
اسمه عبد الواحد بن أحمد بن الحسن بن عبد العزيز.
١٥٦٢: السيد أبو الحسن بن علوان الحسيني العاملي الشامي
في أمل الآمل فاضل صالح جليل معاصر سكن بعلبك.
١٥٦٣: أبو الحسن العلوي
اسمه محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بأبي قيراط.
١٥٦٤: أبو الحسن العلوي
اسمه علي بن عبيد الله بن علي بن الحسين.
١٥٦٥: أبو الحسن العلوي
اسمه عباس بن علي بن جعفر بن محمد بن الحنفية.
١٥٦٦: الشيخ أبو الحسن بن علي بن أبي طالب هموسة الفرزادي
يأتي بعنوان أبي علي الحسن بن علي بن أبي طالب هموسة الفرزادي.
١٥٦٧: أبو الحسن بن علي بن بلال
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
١٥٦٨: أبو الحسن أو الحسين بن علي الخواتيمي
عن التحرير الطاووسي أنه عنونه كذلك في باب الكنى وهو سهو منه
بل الحسين بن علي الخواتيمي كما ذكره هو نفسه في باب الأسماء.
١٥٦٩: السيد أبو الحسن بن نور الدين علي أخي صاحب المدارك بن علي بن
الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي نزيل دمشق
في أمل الآمل فاضل صالح جليل القدر سكن الشام من المعاصرين
اه أقول الظاهر أنه جد آل نور الدين القاطنين بدمشق من سادات آل
مرتضى الشهيرين وفي بغية الراغبين امه بنت الشيخ عبد اللطيف بن علي
ابن أحمد بن أبي جامع فهو أخو زين العابدين وجمال الدين وحيدر الآتي
ذكرهم كل في بابه لأبيهم فقط وشقيق السيد علي الآتي ذكره لأبيه وأمه.
تنبيه
في رياض العلماء في باب الكنى السيد أبو الحسن بن علي بن
العريضي العلوي من أجلة العلماء وكان من مشائخ الشيخ الجليل ورام بن
أبي فراس صاحب المجموعة المشهورة على ما يظهر من أواخرها وقد قال في
وصفه حدثني السيد الأجل الشريف ويحتمل كون أبو الحسن كنيته واسمه
سقط من قلم النساخ ويحتمل كونه راويا عنه بالواسطة اه أقول الموجود
في آخر مجموعة ورام حدثني السيد الأجل الشريف أبو الحسن علي بن
إبراهيم العريضي العلوي الحسيني قال حدثني علي بن نما ألخ. فنسخة
صاحب الرياض من المجموعة كانت ناقصة.
١٥٧٠: السيد أبو الحسن بن علي شاة ابن صفدر شاة
اسمه محمد بن علي بن صفدر.
١٥٧١: الشيخ الإمام أبو الحسن بن علي بن المهدي
في رياض العلماء من أجله علماء الأصحاب ولم أعلم اسمه ولكن
ليس هو بابن المهدي الذي يروي الشيخ الطوسي عنه ولعل كلمة بن قد
سقطت من قلم النساخ أو يقال المهدي لقب محمد المذكور وهذا من مشايخ
شاذان بن جبرئيل القمي قال قدس سره في كتاب الفضائل حدثنا الامام
شيخ الاسلام أبو الحسن بن علي بن محمد المهدي بالاسناد الصحيح عن
الأصبغ بن نباته الحديث وأقول لكن حكى السيد هاشم البحراني في معالم
الزلفى عن الشيخ رجب البرسي أنه قال حدثنا الامام شيخ الاسلام إلى تمام
هذه العبارة وعلى هذا فيكون حدثنا من منقول الشيخ رجب البرسي ويكون
الشيخ أبو الحسن هذا من مشائخ البرسي أيضا وهو غريب لأنه من
المتأخرين وليس بمعاصر لشاذان بن جبرئيل ثم أقول لا يبعد اتحاده مع ابن
المهدي المامطري المذكور في باب الابن صاحب كتاب المجالس ومر في ترجمة
السيد بهاء الدين علي بن مهدي الحسيني المامطري احتمال اتحاده مع هذا
الشيخ فتكون كلمة ابن بعد أبو الحسن زيادة من قلم الناسخ اه.
١٥٧٢: أبو الحسن بن الغار
في الرياض عده العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي من علماء الخاصة
(٣٢٩)

والظاهر أنه مذكور باسمه في تعداد المشايخ وله مؤلفات اه ومر ذكره
فيما بدئ بابن بعنوان ابن الغار أبو الحسن.
١٥٧٣: الشيخ أبو الحسن الفارسي
في الرياض من أجلة المشائخ ولم أعلم عصره ولكن حكى الشهيد
عنه خبر رؤيا زيارة الحسين ع من بعد كما نقله الأستاذ الاستناد
أيده الله تعالى في مزار بحار الأنوار لكن يحتمل كونه بعينه الشيخ أبو الحسن
محمد بن القاسم الفارسي المعاصر للصدوق فلاحظ اه والذي أشار إليه
هو ما ذكره المجلسي في مزار البحار في باب الزيارة من بعد قال وجدت
بخط بعض الأفاضل نقلا من خط الشهيد ابن مكي قدس الله روحيهما عن
أبي الحسن الفارسي قال كنت كثير الزيارة لمولانا أبي عبد الله ع
فقل مالي وضعف من الكبر جسمي فتركت الزيارة فرأيت ذات ليلة رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ومعه الحسن والحسين فمررت بهم فقال الحسين يا رسول
الله هذا الرجل كان يكثر زيارتي فانقطع عني فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أ عن مثل
الحسين تهاجر وتترك زيارته فقلت يا رسول الله حاشا لي ان اهجر مولاي
لكني ضعفت وكبرت ولقلة مالي تركت زيارته فقال ع اصعد كل
ليلة على سطح دارك وأشر بإصبعك السبابة إليه وقل السلام عليك وعلى
جدك وأبيك السلام عليك وعلى أمك وأخيك السلام عليك وعلى الأئمة
من بنيك إلى آخر الزيارة ثم قل ما شئت فان زيارتك تقبل من قريب وبعيد
اه.
١٥٧٤: أبو الحسن الفارسي
اسمه محمد بن يحيى.
١٥٧٥: السيد الأمير أبو الحسن الفراهاني ثم الشيرازي
في رياض العلماء: كان من فضلاء عصره ولكن ابتلي بوزارة امام قلي
خان حاكم بلاد فارس في زمن الشاه عباس الأول والشاه صفي الصفوي
فقتله الخان المذكور ظلما لتهمة نسبت إليه وله مؤلفات منها شرح فارسي
على ديوان الأنوري الشاعر الفارسي المشهور اه.
١٥٧٦: أبو الحسن بن فسانجس
اسمه علي بن محمد بن العباس.
١٥٧٧: أبو الحسن بن فضال
اسمه علي بن الحسن بن علي بن فضال
١٥٧٨: أبو الحسن بن فيروزان
اسمه علي بن محمد بن فيروزان
١٥٧٩: أبو الحسن القاشاني
اسمه علي بن سعيد بن رزام
١٥٨٠: أبو الحسن القاشاني
اسمه علي بن محمد بن شيرة
١٥٨١: الأمير أبو الحسن القايني المشهدي
ذكره في الرياض في باب الكنى ولكنه استظهر ان اسمه الحسن لا أبو
الحسن وذكره في باب الأسماء ونحن ذكرناه في الأسماء بعنوان الأمير الحسن
الرضوي القايني المشهدي.
١٥٨٢: أبو الحسن بن قتيبة النيشابوري
اسمه علي بن محمد بن قتيبة.
١٥٨٣: أبو الحسن القزويني
اسمه حنظلة بن زكريا بن حنظلة
١٥٨٤: أبو الحسن القزويني
اسمه علي بن أبي سهل بن حاتم القزويني
١٥٨٥: أبو الحسن القزويني القاضي
اسمه علي بن محمد بن عبد الله.
١٥٨٦: أبو الحسن القسري
اسمه أحمد بن محمد بن عيسى.
١٥٨٧: أبو الحسن القمي
اسمه محمد بن أحمد بن داود بن علي.
١٥٨٨: أبو الحسن القمي
اسمه علي بن إبراهيم بن هاشم.
١٥٨٩: أبو الحسن القمي
اسمه أحمد بن محمد بن داود.
١٥٩٠: أبو الحسن القمي
اسمه موسى بن الحسن بن عامر بن عمران.
١٥٩١: أبو الحسن القمي
اسمه علي بن جعفر الهرمزاني.
١٥٩٢: أبو الحسن القيسي
اسمه علي بن عبد الله بن غالب.
١٥٩٣: أبو الحسن الكاتب
اسمه محمد بن داود بن سليمان.
١٥٩٤: أبو الحسن الكاتب
قال ابن النديم اسمه محمد بن إبراهيم بن يوسف بن أحمد بن
يوسف الكاتب.
١٥٩٥: أبو الحسن الكاتب القناني
اسمه علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن عروة بن الجراح.
١٥٩٦: أبو الحسن بن كبرياء النوبختي
اسمه موسى بن الحسن بن محمد بن العباس بن إسماعيل بن أبي
سهل بن نوبخت.
١٥٩٧: أبو الحسن الكرخي
اسمه علي بن محمد.
١٥٩٨: أبو الحسن بن كردين
اسمه علي بن كردين.
١٥٩٩: السيد أبو الحسن الكشميري اللكهنوئي
اسمه محمد بن علي بن شاة صفدر شاة بن صالح
١٦٠٠: أبو الحسن الكشي
اسمه محمد بن سعيد.
(٣٣٠)

١٦٠١: أبو الحسن الكناني
اسمه محمد بن عبد الله بن سعيد بن حيان بن الحر.
١٦٠٢: أبو الحسن الكوفي
اسمه علي بن عمر الأعرج.
١٦٠٣: أبو الحسن الكوفي
اسمه علي بن أبي صالح محمد.
١٦٠٤: أبو الحسن الكوفي البغدادي
اسمه علي بن منصور.
١٦٠٥: أبو الحسن الكيدري
اسمه قطب الدين أبو الحسن محمد بن الحسين بن تاج الدين
الحسن بن زين الدين محمد بن الحسين بن أبي المحامد الكيدري المعروف
بقطب الدين الكيدري.
١٦٠٦: الشيخ أبو الحسن اللؤلؤي
في الرياض كان من أجلة العلماء وهو الذي تولى غسل الشيخ
الطوسي مع السليقي والشيخ أبي محمد بن الحسن بن عبد الواحد الرازي
ولعله من تلامذة الشيخ الطوسي اه.
١٦٠٧: أبو الحسن الليثي
اسمه جبلة بن عياض.
١٦٠٨: المولى الحاج أبو الحسن المازندراني الحائري
سكن كربلاء وعمر حتى ناهز التسعين وكان من العلماء الربانيين
المتجردين للعبادة وكان من خواص أصحاب الشيخ زين العابدين
المازندراني كانا أخوين متآخيين في الله ويقول الميرزا حسين النوري عند
النقل عنه حدثني العالم الورع التقي المقدس الزكي الوفي الوالد الروحاني
الحاج مولى أبو الحسن المازندراني المتوطن في مشهد الحسين ع وكان
المترجم التمس من الشيخ عبد الحسين الطهراني لما عمر الصحن الشريف
الحائري وعين لنفسه حجرة للدفن فيها ان يأذن له ان يدفن معه فدفن معه
عند الباب السلطاني. له أولاد أفاضل على منهاجه خصوصا الشيخ عبد
الهادي قرأ على الميرزا الشيرازي بسامراء وهو من أفاضل علماء كربلاء.
١٦٠٩: أبو الحسن بن ماهويه
اسمه أحمد بن حاتم بن ماهويه.
١٦١٠: أبو الحسن المجاشعي
في الرياض من متأخري مفسري علمائنا على الظاهر ورأيت بعض
الأخبار والفوائد المنقولة من كتاب التيسير في التفسير له وقد جمع في تفسيره
هذا جميع النكات والمشكلات والأسئلة والجوابات المتعلقة بالقرآن ويحتمل
انه من علماء العامة فلاحظ ولم أتبين خصوص عصره اه.
١٦١١: المولى أبو الحسن بن محمد كاظم
كان عالما فاضلا له كتاب ينابيع الحكمة مطبوع وله كتاب تحفة
الأمير.
١٦١٢: الميرزا السيد أبو الحسن ابن الميرزا محمد ابن الميرزا حسين الملقب
بالقدس ابن ميرزا حبيب الله الرضوي النسب المشهدي البلد
توفي في المشهد المقدس سنة ١٣١١ ودفن في دار الضيافة.
في الشجرة الطيبة: كان في الأصول والفقه والوثاقة والزهد والورع
وطيب الأخلاق وكرم الملكات على حال لا يمكن الإحاطة بها كان في حياة
والده مشارا إليه وعزم مع أخيه وشيخ الفقهاء والأصوليين الشيخ صادق
القوجاني الذي كان في خدمته على زيارة أئمة العراق فلما عادوا من الزيارة
زوجه أبوه بنتا من أهل هرات ذات مال وجمال وكمال وبعد مدة ذهب مع
زوجته إلى العراق لاتقان مراتب الفقاهة والاجتهاد فقرأ على الشيخ
مهدي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وعلى الشيخ مرتضى
الأنصاري وأجازه الشيخ مهدي وفي خلال ذلك بدون سبب طلق زوجته
فكان ذلك سبب الحيرة والتعجب ثم تبين عروض جنون له و أجتهد الشيخ
مرتضى في مداواته فافاق في الجملة وتوجه إلى طهران فزوجه قوام الدولة
الذي كان حاكم خراسان وفتح مرو أخته نظرا إلى حسبه ونسبه ولياقته
وعلمه وتقواه وجهزها بما يليق بها ونظرا إلى أنه لم يكن عوفي من مرضه
تماما أو نظرا إلى زهد طلقها أيضا وجاء إلى المشهد المقدس فجاءت
امرأة من راجوات الهند لزيارة المشهد المقدس ولما علمت بحسبه ونسبه
بواسطة بني عمه ميرزا معصوم الرضوي قدمت له مبلغا خطيرا من نقود
وأمتعة نفيسة فصرفها في مدة قصيرة وفي زمان مجد الملك المتولي باشى
للآستانة المقدسة فوض إليه منصب التدريس وعظمه للغاية وعين له منبرا
ومحرابا ومع ذلك كانت رغبته وميله إلى الانقطاع عن الخلق وله شوق
مفرط إلى مطالعة الكتب وعلق حواشي كثيرة على كتب متفرقة وكان له في
فنون الأدب وشجون الفضل امتياز تام وكان جيد الخط وشاعرا أديبا عارض
قصيدة ابن سينا التي أولها:
هبطت إليك من المحل الارفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع
بقصيدة نحو مائة بيت شبه منظومة الحكيم الإلهي ملا هادي
السبزواري واعترض عليه وكتب في بعض الحواشي هذه العبارة: ولقد
قلت في بعض مؤلفاتي الموضوعة للرد على كتاب المثنوي للمولوي المعنوي
وهي أيضا منظومة على وزنها في هذا المعنى وهو بطلان الحلول والاتحاد كما
حققه صاحب هذه الرسالة المسماة بصراط النجاة:
وحدة الشيئين شيئا واحدا * لا يراه العقل الا باردا
نزد أرباب عقول وأهل حال * در حقيقت اتحاد آمد محال
اتحاد الخمر بالماء القراح * امتزاج عند أهل الاصطلاح
وله:
وديار آل محمد من أهلها * بين الديار كما تراها بلقع
وبنات سيدة النساء ثواكل * اسرى حيارى في البرية ضيع
ما ذا تقول أمية لنبيها * يوما به خصماؤه تستجمع
وفي آخر امره اشتغل بعلم الصنعة والجفر اه الشجرة الطيبة.
١٦١٣: السيد أبو الحسن ابن السيد محمد ابن السيد عبد الحميد الموسوي البهبهاني
الأصل الأصفهاني المسكن النجفي الهجرة والمدفن
مولده ووفاته ومدفنه
ولد سنة ١٢٨٤ في قرية صغيرة من قرى أصفهان ولا يزال اخوته
فيها إلى الآن وأصله من نواحي بهبهان ثم انتقل جده إلى القرية المذكورة.
هكذا أخبرنا من لفظه حين اجتماعنا به في النجف الأشرف سنة ١٣٥٣ فما
ذكر في تاريخ ولادته غير هذا فهو خطا.
(٣٣١)

وتوفي ليلة الثلاثاء ٩ ذي الحجة سنة ١٣٦٥ في الكاظمية عن ٨١ سنة وحمل
نعشه إلى النجف الأشرف فدفن فيه وشيع تشييعا عظيما لم يسبق له مثيل في
بغداد وكربلاء والنجف وعطلت أسواق طهران عاصمة إيران ثلاثة أيام
حدادا عليه وأقيمت له مجالس الفاتحة في مدن إيران ومدن العراق وقصباته
ودمشق وفي جملة من بلاد جبل عامل وسوريا وحضر شاة إيران ووزراؤه
مجلس فاتحته في طهران واشترك في مأتمه عظماء المسلمين من جميع النحل
وعظماء النصارى واليهود وغيرهم.
أحواله
التي أخبرنا بها من لفظه في النجف الأشرف عام ١٣٥٢ قال إن والده
لم يكن من أهل العلم وإنما كان جده من العلماء وقرأ جده في النجف
الأشرف على الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وكتب
تقريرات درسه وهي عند المترجم. وولد السيد محمد أبو المترجم في كربلا
حين مجئ والده إلى العراق لطلب العلم. وقرأ المترجم أولا في قريته على
بعض أهل العلم فيها ثم رحل في أوائل البلوغ إلى إصفهان فقرأ على
علمائها وأتم فيها السطوح وحضر في دروس الخارج وكان ممن قرأ عليهم في
إصفهان الشيخ محمد الكاشي وكان الشيخ محمد هذا عالما في علوم عديدة
منها علم الحكمة العقلية والرياضي ثم رحل المترجم إلى النجف الأشرف
سنة ١٣٠٨ وأخذ عن الميرزا حبيب الله الرشتي في الفقه إلى أن توفي الرشتي
سنة ١٣١٢ واختص بالشيخ ملا كاظم الخراساني فحضر دروسه في الفقه
والأصول إلى أن توفي الخراساني سنة ١٣٢٩ فاستقل بالتدريس. هذا ما
أخبرنا به من لفظه حينما سألناه عن ترجمة أحواله.
ومن لطيف الاتفاق ان سنة ولادته موافقة لسنة ولادتنا ومجيئه إلى
العراق في سنة مجيئنا إليها وقال انني جئت بعد وفاة الشيخ محمد حسين
الكاظمي الذي توفي سنة ١٣٠٨ وفي تلك السنة كان مجيئنا بعد وفاة المذكور
وكان شريكنا في درس الشيخ ملا كاظم الخراساني في الأصول. هذا مع
المشابهة بيننا في الشكل حتى كان كثير من الناس يشتبه بيننا وبينه حين
تشرفنا بزيارة النجف سنة ١٣٥٢، وافترقنا عنه بالسكنى في بلاد مضيعة
العلماء وبما نحمد الله عليه من أننا لم نبتل بكثير مما ابتلي به فلعل سكنانا
ببلاد المضيعة كان لخير اراده الله بنا، وبأنه اشتغل بأمور الرياسة والتدريس
وأجوبة المستفتين واشتغلنا طول عمرنا وفي ليلنا ونهارنا في انزوائنا
بالتأليف والتصنيف والقضاء وبعض مصالح العباد وأجوبة المستفتين وباننا بقينا بعده
إلى مدة لا ندري منتهاها بعد ما مات أكثر لداتنا ونسأله تعالى أن يجعل
باقي عمرنا مصروفا فيما يرضيه عنا ويحسن لنا الخاتمة.
بقية أحواله التي عرفناها
كان علما من أعلام الدين واماما من أعظم أئمة المسلمين وقد
انحصرت الرياسة العلمية الدينية في النجف الأشرف فيه وفي معاصره
الميرزا حسين النائيني وقلدا في العراق وسائر الأقطار ثم انحصرت الرياسة
فيه بعد وفاة النائيني سنة ١٣٥٥ ومن جليل أعماله جراية الخبز على الطلبة
بالنجف وما يعولون والنفقات المالية وارساله المرشدين من أهل العلم إلى
الأقطار في إيران و العراق حتى البلاد التي يكون فيها عدد قليل من الشيعة
وقيامه بنفقاتهم وايصاؤهم ان لا يقبلوا من أحد شيئا وتفقده أهل البيوتات
والمستورين وبره بهم وعنايته بتطبيب المرضى منهم وارسالهم إلى البلدان التي
فيها حذاق الأطباء وقيامه بنفقاتهم. ولما ظهر ان في كركوك ونواحيها عدد
كثير يبلغ الألوف من المنتمين إلى ولاء أهل البيت وذلك بعد تقلص حكم
العثمانيين عن تلك الديار وقد استولى عليهم الجهل وانتشر فيهم التصوف
الغير المحمود والغلو وجهلوا أحكام الدين الاسلامي وأعماله أرسل إليهم
الدعاة والمرشدين وعين لهم المشاهرات الوافية فكان يصل إلى بعضهم
خمسمائة روبية في الشهر عدا ما يرسل إليه من الخلع والعباءات الفاخرة
ليهدوها إلى الرؤساء استمالة لهم وألف لهم رسالة في أحكام العبادات
بالتركية الشائعة بينهم وطبعها ووزعها عليهم وبنى لهم المساجد والحسينيات
وإن كان بعض من أرسلهم أولا لم يحسن الدعاية على وجهها. وكانت
الحكومة العراقية الإنكليزية بعد احتلال العراق عقيب الحرب العامة الأولى
وقيام الثورات فيه قد أبعدته مع زميله النائيني إلى بلاد إيران بتهمة التدخل
في منع الانتخابات النيابية فاحتفلت بهما إيران احتفالا عظيما فجاءا إلى قم
وبقيا فيها مدة ثم عادا إلى العراق. وجبيت إليه الأموال من أقاصي البلاد
وأدانيها ولم يبلغ أحد في عصره ما بلغه من ذلك حتى بلغت نفقاته في كل
شهر من عشرين ألف إلى ثلاثين ألف دينار عراقي فينفقها على طلاب العلم
والفقراء ومن تلزم مصانعتهم وتأليف قلوبهم. ولو كان هذا الدخل والخرج
في بيئة صالحة وأعوان مخلصين لأنتج على الأمة نتائج باهرة وأثمر ثمرات
عظيمة وأخرج من فحول العلماء وطبقات الفضلاء أمة كبيرة زيادة على ما
خرج وأوجد في العالم الاسلامي دعاية واسعة منتجة مثمرة وكان مدعاة
للجد والعمل لا للبطالة والكسل. وهكذا فان أعمالنا كما بيناه في موضع
آخر من هذا الكتاب لا يكون لها دوام وتكون أعمارها مقرونة باعمار
القائمين بها فإذا ماتوا ماتت بموتهم لعدم ابتنائها على أساس الدوام.
نظرته عام سفري للعراق سنة ١٣٥٢ ومارسته فرأيت فيه رجلا كبير
العقل واسع العلم والفقه بعيد النظر دقيقه صائب الرأي عميق الفكر حسن
التدبير واسع التفكير عارفا بمواقع الأمور جاهدا في اصلاح المجتمع لو
استطاع شفيقا على عموم الناس عالي الهمة سخي النفس جليل المقدرة
عظيم السياسة مضافا إلى مكانته العلمية في الفقه والاجتهاد وان ما حازه من
الرياسة العامة كان عن جدارة واستحقاق (١) ولم يبرز منه مؤلف غير

(١) قال الشيخ محمد الشريعة من كلمة له بعنوان (المثل الأعلى للزعامة الدينية يصور بها بعض
مواقف المترجم خلال الحرب العالمية الثانية:
لقد عرفه الجميع في ساعة المحنة والشدة أكثر مما عرفوه في الأوقات الأخرى، ولقد شاهدت
النجف طائفة كبيرة من هؤلاء الزعماء الروحانيين الذين اجتازوا دور التجربة بتوفيق باهر
وتجاح عظيم ولكن الذين (كالسيد أبو الحسن) كانوا قليلين، والسبب في ذلك على ما
نرى عائد إلى تلك المواهب التي خص الله بها النوابغ والعباقرة أولا، ولمزاولة جميع الشؤون
بنفسه وعدم الاتكال على أحد في إنجاز الأعمال ثانيا، وقد يكون للسبب الثاني أهمية لا تقل
عن أهمية السبب الأول، والعمل الذي ألقي على عاتق زعيم مثله أنما هو عمل عظيم جدا
يتطلب مجهودا قد يكون من المستحيل أداؤه ما لم يكن هذا المجهود نتيجة تضافر عدة
أشخاص معروفين بالحزم والصبر والخبرة الواسعة، ولكن المعجزة والعجب في قيامه بنفسه
بكل هذه الأعمال الشاقة وهو في سن ما أحوجها إلى الراحة والاستقرار، فأنه فضلا عن
قيامه بالتدريس والبحث اليومي وحضوره صلاة الجماعة في أوقاتها والفسح في المجال لزائريه
بزيارته ومقابلته في مختلف الأوقات فأنه مكلف بقراءة البريد في كل يوم والإجابة على الفتاوى
والرسائل بقلمه دون ان يساعده أحد في ذلك، وكم ستكون دهشة القارئ عظيمة إذا علم
بأن نصف ما يستورد بريد النجف - والرسل الآخرون ان لم يكن أكثر - من الرسائل اليومية
انما هو معنون باسمه، ونصف ما يستصدر البريد ورسله الخاصة، انما يستصدره من مكتبه
وبقلمه، والرد على أغلب هذه الرسائل لا يخلو من تعب وكلفة ومشقة فالكثير من هذه
الرسائل يتضمن فتاوى ليس من السهل الإجابة عليها قبل تأمل طويل لعدم حصول نظائرها
من قبل أو تداخل مشاكلها بعضها في بعض
ومع كل ذلك فليس هذا وحده - وإن كان هذا كبيرا ومهما - هو الشاغل الوحيد لفكره وأوقاته
ونشاطه وانما هو مسؤول بعد ذلك عن معالجة جميع المشاكل التي تحدثها الظروف في مختلف
الأوقات لجميع الطوائف الإسلامية في سائر الأنحاء، ولقد زادت هذه الأيام الأحوال تأزما
سواء بسبب الحرب التي عم شرها جميع الكرة الأرضية أو بسبب المحتكرين وحرص التجار
فاضطر إلى مضاعفة جهوده وبذل غاية ما لديه من سعة للتخفيف عن هذه الأزمة بشتي
الطرق ومختلف الوسائل وكان من ذلك أن أمر بزيادة عدد الخبازين الذين يحول عليهم الخبز
اليومي للفقراء مجانا ليس في النجف وحدها وانما في كربلا والكاظمين وسامراء حتى لقد بات
ما ينفق على خبز الفقراء وحده يتراوح بين الفي دينار والفين وخمسمائة دينار شهريا، هذا
مضافا إلى الرواتب التي تدفع إلى الوكلاء والمعوزين والعاجزين عن العمل من مختلف
الأصناف والعمال في جميع مدن العراق.
وبالرغم من أهمية هذا العمل العظيم فقد كان له موقف تجلت فيه عظمته وسمو روحه ومبلغ
اهتمامه بالناس فقد نمي إليه خلو السوق من الحبوب في اليوم الذي وصلت فيه الكمية
المطلوبة من لدنه لتوزيعها على الفقراء خبزا، فأطرق قليلا ثم رفع رأسه وقال: " يبدو لي
أنه قد تساوى في هذا اليوم الفقير وغير الفقير من أرباب المال لخلو البلد من الحبوب فأحملوا
هذه الحنطة إلى جميع الخبازين ويبعوا بعضها خبزا على الناس بسعر دون السعر المقرر،
وامنحوا بعضها مجانا للفقراء حتى تنكشف الأزمة وتصل حبوب التموين إلى النجف " وهكذا
فعل الوكيل، وهكذا نادى المنادي بأن الخبز قد أصبح في متناول الجميع على أن يتناوله
الفقراء مجانا، والأغنياء غير المدخرين بسعر الكلفة وبلا أية فائدة،! وكان بعمله هذا قد
ضرب اسمى الأمثال لإهتمامه بالناس وشفقته عليهم وبره بهم.
(٣٣٢)

الرسائل العملية في أحكام العبادات وذلك لاشتغاله بالتدريس وأجوبة
المسائل التي ترد عليه من الاستفتاءات من جميع الأقطار وأجوبة الرسائل التي
ترد عليه في شتى الأمور وانشغاله بأمور الرياسة ومباشرة أكثر أمورها بنفسه
وذلك لا يترك له فراغا لأن يخط سطرا واحدا في التصنيف والتآليف. ولما
ألفنا رسالة التنزيه لأعمال الشبيه وهاج هائج المغرضين واستهووا العامة
والرعاع، كان له موقف حازم في نصرتنا وتأييد نظرنا بقدر الاستطاعة
وأصابه رشاش مما أصابنا كما أخبرنا بذلك حين اجتماعنا به في الكوفة ثم ما
لبث ذلك الزبد ان ذهب جفاء.
ما أسداه إلينا من الجميل
في سفرنا لزيارة العتبات العاليات عام ١٣٥٢ ١٣٥٣:
فقد أوفد وفدا من قبله لاستقبالنا في كربلاء وآخر لاستقبالنا في خان
الحماد وخرج لملاقاتنا في جمع غفير من العلماء والفضلاء والوجهاء وغيرهم
حين دخولنا النجف وأنزلنا في داره ليلة وصولنا للنجف ثم كرر الزيارة لنا
بعد وصولنا للنجف في أغلب الأيام كما كرر الزيارة لنا بمنزلنا بالكوفة ولما
عزمنا على التوجه لزيارة الرضا ع حضر إلى منزلنا وطلب اخلاء المجلس
ثم قال أ تريد السفر إلى إيران قلت نعم فقال يلزم ان تستعد للباس يقي
البرد لأن إيران باردة وكثيرة الثلج وكان ذلك في أوائل نيسان ثم قال وأين
تريد أن تنزل في طهران قلت أنا رجل درويش لا أبالي أين أنزل قال هذا لا
يمكن ان إيران ليست جبل عامل فلا بد من نزولك في منزل معروف قلت إن
رجلا ممن ينتسب إلى العلم من أهل طهران كان في النجف وعرض علي
النزول في داره وأجبته قال هذا لا يصلح أن تنزل في داره قلت قد وعدته
بذلك ويصعب علي خلف الوعد قال المحافظة على مكانة العلم أهم من
خلف الوعد فاختر غيره من أهل المكانة في العلم لاكتب له بذلك قلت أنا
لا أعرف أحدا هناك وإنما أسمع بالشيخ إسحاق الرشتي والسيد محمد
البهبهاني قال اختر أحدهما لاكتب له فاخترنا الرشتي ثم قال إذا لزمك أمر
في كرمانشاه فراجع فلانا وإذا لزمك أمر في طهران فراجع فلانا وإذا لزمك
أمر في خراسان فراجع فلانا ثم طلب دفترا فكتب أسماءهم فيه بخط يده
فشكرته على ذلك وانصرف ولكني لم احتج والحمد لله إلى مراجعة أحد من
هؤلاء الا الخراساني فراجعته في بعض الأمور. وبعد سفرنا إلى إيران كان
يستخبر عن أحوالنا في كل بلدة نصلها وعن جزئيات أمورنا وكلياتها في جميع
مدن إيران وبلدانها وتأتيه أخبارنا في كل يوم وكل مكان. ولما رجعنا من
إيران إلى العراق بعد ما أقمنا في إيران نحو خمسة أشهر ونصف شهر التقينا
به في كربلاء فأول ما رأيناه قال أ تريد أن نكلمك بالفارسي أو بالعربي قلت
بما شئت فقال لا تذكر لي شيئا مما جرى لك في إيران، كله عندي علمه،
وأخبارك كانت تأتيني يوما فيوم وساعة فساعة. ورأيته مولعا بتدخين
النارجيلة فنهيته عن ذلك فكان يمتنع عن تدخينها بحضوري. وذكرت له في
النجف أثناء الحديث ما عملته في سوريا مما ربما يكون اصلاحا فقال لي
أ تدري لما ذا عملت هذه الأعمال ذلك لأنه ليس معك فيها أحد من أهل
هذا السلك. وقد ابتلي بقتل ولده وفلذة كبده السيد حسن الذي مرت
ترجمته في محلها فقد قتل ذبحا في الصحن الشريف العلوي وهو في صلاة
الجماعة خلف والده بين العشائين من رجل يدعى علي القمي من اللامزين
في الصدقات انتقاما من والده إذ لم يعطه من المال فوق ما يستحق فشحذ
سكينا وذبح بها هذا النجل الكريم بين مئات من المصلين وخرج من
الصحن الشريف شاهرا سكينه حتى دخل المخفر القريب من الصحن
وسلم نفسه للجنود الذين فيه ليسلم من القتل وحكم عليه بالسجن فصبر
والده واحتسب وانهالت برقيات ورسائل التعازي عليه من جميع الأقطار وهو
يجيب عن جميعها. وقبل وفاته بسنين قليلة عرض له ضعف في المزاج
وتوالت عليه الأمراض فكان يخرج في أيام الصيف إلى الكاظمية وسامراء
فيقيم فيها لتغيير الهواء فتنهال عليه البرقيات والرسائل للاستعلام عن صحته
فيجيب عن جميعها حتى أنه كان ينفد الورق المعد للبرقيات من عند مأمور
البرق والبريد لكثرة ما يرد عليه ويجيب عنه فيكتبها على ورق عادي. وفي
السنة التي توفي فيها أشير عليه بتغيير الهواء فأراد الذهاب إلى إيران ثم امتنع
لما كان فيها من القلاقل وعزم على قضاء فصل الصيف في بعلبك وجاء
متكتما ولكن الخبر انتشر رغم التكتم فبلغنا ونحن بدمشق فخرجنا مع جمع
من الاخوان من جميع الطبقات إلى أبي الشامات وكان في النية أن ندعوه
ليعرج على دمشق وزين الحي لقدومه واستعد أحد الاخوان لوليمة كبيرة
ولكن لما قابلناه اعتذر بأنه لا يستطيع النهوض وان إحدى يديه لا يستطيع
تحريكها وانه يحتاج إلى أن يحمل من السيارة حملا على الأكف ودخوله دمشق
بهذه الحالة موجب للحزن بدلا عن أن يكون موجبا للسرور فعذرناه
وشيعناه بعد خروجه من دمشق مسافة وعدنا وأرسلت الحكومة السورية
سيارة مصفحة فيها ثلة من الجند تلقته إلى الحدود السورية ورافقته حتى
وصل دمشق وأوفدت أحد رجالها مع المستقبلين وفي اليوم الثاني من وصوله
لبعلبك أرسل ولده الآقا حسين مع لفيف من أصحابه لرد الزيارة لنا
والاعتذار عن عدم تعريجه على دمشق بشدة الضعف والمرض ثم زرناه في
بعلبك في وفد من الاخوان في عدد كبير من السيارات فأعاد اعتذاره عن
عدم التعريج على دمشق وتوافدت عليه الوفود وهو في بعلبك من جميع
الأقطار من الوجهاء والكبراء والعلماء في جبل عامل وبلاد بعلبك وبيروت
ودمشق وسائر أقطار سوريا، وعرض له وهو في بعلبك بعد ما حسنت صحته
شيئا ما ان سقط على الأرض فأصيب بكسر في فخذه وخروج عظم وركه
من موضعه وعولج من قبل المجبرين ثم سافر مع حاشيته في طائرة لبنانية
وتوفي في الكاظمية بعد وصوله بأيام قلائل وفجع بوفاته العالم الاسلامي
رحمه الله رحمة واسعة وحق أن يقال فيه:
(٣٣٣)

سلكت بك الناس السبيل إلى الهدى * حتى إذا سلك الردى بك حاروا
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة * اثنى عليها السهل والأوعار
مراثيه
رثاه جماعة من شعراء العراق وجبل عامل وسوريا بقصائد كثيرة
نختار منها ما يأتي:
قال السيد حسن ابن عمنا السيد محمود الأمين:
ما خبا من سراج فضلك نور * لا ولا دك من علائك طور
انما أنت في حياة وموت * قطب حوله النظام يدور
ان يغيبك في ثرى الأرض قبر * قد تسامت بما حواه القبور
فلعمري لانت كالشمس تهدي * بسناها وقرصها مستور
ان يوما أصابك الموت فيه * لهو يوم على الأنام كبير
أصبح الأمر بعد يومك فوضى * حيث لا آمر ولا مأمور
أو يدري السرير والحاملوه * ما الذي قد أقل منك السرير
صحف المرسلين فيه وفيه * شرعة الله والكتاب المنير
ما تجليت للنواظر إلا * قيل أين السما وأين البدور
تترامى الأبصار نحوك حتى * كل طرف إلى علاك يشير
خلفك الناس ان أقمت أقاموا * وهم سائرون حيث تسير
كم مبان على مساعيك قامت * لم تحلق من فوقهن النسور
وأمور قومتها بعد زيغ * فاستقامت كما تشاء الأمور
ما ازدهتك الدنيا ولا أنت منها * بجمال وزينة مغرور
قد تمسكت بالتقى في زمان * هان فيه التقى وعز الفجور
أخذ الناس بالأساطير حتى * كاد يلغى كتابه السطور
كل حكم في معرض الرد الا * ما ارتضاه القانون والدستور
غلب الجهل لا السميع سميع * حين يدعى ولا البصير بصير
اظلمت سبلهم وفي كل أفق * من قوى الكهرباء نار ونور
أشرقت سرجها على الكون حتى * ذهب الليل وانمحى الديجور
ملك العلم أمرها فهي طورا * في يديه تعلو وطورا تغور
كنجوم السماء تخفى وتبدو * عندما يطلب الخفا والظهور
قتلوا كيف فكروا باختراع * لم يحم حول سره تفكير
أخرجوا النار بعد طول كمون * والمصابيح من مياه تمور
واستطاعوا ان يخلقوا من حديدة * ذا جناح لم تحتضنه الطيور
قدروه بالوهم واصطنعوه * فإذا ذلك الحديد يطير
قد اتوا بالغريب لكن إذا هم * غرباء عما إليه المصير
تلك آثارهم فأين هداهم * سلهم أيهم بذاك خبير
وردوا المالح الأجاج وعافوا * سائغ الورد وهو عذب نمير
أفسدوا دينهم باصلاح دنيا * باطل كل ما بها وغرور
ما عليهم لو أعملوا الفكر فيما * هو باق وسوقه لا تبور
أيها الراحل الذي من ثناه * وثراه الزاكي يفوح العبير
جمع الله فيك غر صفات * كل عقل بحسنها مبهور
ما تحرجت لا ولا ضقت صدرا * بشؤون تضيق منها الصدور
قد تلقيتها بحزم أريب * لم يخنه رأي ولا تدبير
يقلق السهم في الجفير إذا ما * قصر السهم واستطال الجفير
جئت لبنان فازدهى بك فخرا * وتسامت منازل وقصور
أخصبت ارضه بفيض أياديك * وكادت تخضر منه الصخور
كل أرض وطأتها فهي غيث * وربيع وروضة وغدير
وعليك السلام حيا وميتا * ودفينا ويوم يأتي النشور
وقال الشيخ سليمان ظاهر:
لله أية فتكة بكر * نزلت بنائب صاحب الأمر
علامة العلماء أقومهم * بالوازعين النهي والأمر
واجهلم قدرا وأخلصهم * لله في سر وفي جهر
لم يحفل الدنيا وما ظفرت * منه بغير الصد والهجر
ما ان أصابت منه ماربها * بالمغريين البيض والصفر
يا ليت سهما قد رماه به * دهر أصاب مقاتل الدهر
وعلى أبي الحسن العيون جرت * وكافة بالأدمع الحمر
من للشريعة يا أبا حسن * يحمي حقائقها وللذكر
وكان يوما شيعوك به * للقبر يوم الناس في الحشر
وكأنما من شيعوك وهم * ملء الفضا والسهل والوعر
حجاج بيت الله قد هرعوا * من بعد موقفهم إلى النفر
والحشد من دار السلام إلى * وادي السلام يموج كالبحر
في كل قطر ماتم لك يروي * الشجو والأحزان عن قطر
يا ابن الأولى ان ينتموا لعلى * فقل انتموا للأنجم الزهر
المجد والعلياء ارثهم * والفخر من نضر ومن فهر
حيا الحيا لك تربة كبرت * من أن تقاس بخالص التبر
وقال الشيخ أحمد صندوق يرثيه ويعزي عنه المؤلف:
سلوا الحنيفية السمحاء كيف نحا * صرف الردى خير ناد من نواديها
وأي رزء على الدنيا أطل ضحى * فماد للرزء قاصيها ودانيها
من بدل البيض من أيامها فبدت * سودا وكانت به بيضا لياليها
من حول الخصب في جناتها فغدت * غبرا وكانت به خضرا روابيها
البدر في أفقه من راح يكسفه * والشمس في أوجها من راح يطويها
والجو ما للبروق الخرق تلهبه * والأرض ما للرعود الهوج تذكيها
لمن تنكس رايات الجهاد وقد * كانت على الشم تزهو في أعاليها
سفينة الرشد باتت وهي حائرة * والريح تعصف والأمواج ترميها
في ليلة غيبت عنها كواكبها * يا من أحس بمجريها ومرسيها
خطب عدا طوره المقدار فيه وقد * طاشت حلوم العوادي في تماديها
لما أناخ على الزوراء كلكله * هز البسيطة وارتجت نواحيها
وادي الغضى يتلظى من جوانحها * وماء دجلة يجري من مآقيها
من المعزى من الدنيا وحاضرها * امسى يشاركه في الرزء باديها
فلا دعامة الا مال جانبها * ولا قرارة الا جف واديها
إذا نسور الربا طاحت قوادمها * فهل تقوم بمسعاها خوافيها
قل للمساكين أودى اليوم كافلها * فأصبحت وهي أحلام أمانيها
كانت به شرعة الهادي ممنعة * واليوم لا بلغت سؤلا أعاديها
أبقى الاله لها من محسن وزرا * من كل سوء بعون الله يحميها
اضحى الأمين على احكامها فغدت * تعتز فيه ونال القوس باريها
تعز مولاي فالهادي أبو حسن * في الخلد أمسى قرير العين هانيها
واسلم ودم أنت للدنيا امام هدى * وللشريعة حاميها وراعيها
(٣٣٤)

وقال الشيخ عبد المهدي مطر:
وجمت لك الأمصار والآفاق * مهج تذوب وأدمع تهراق
فكان يومك يوم حشر طأطأت * فيه الرؤوس ومدت الأعناق
يتململون كأنما نهشتهم * رقشاء ليس لسمها درياق
هذي الأرامل واليتامى تشتكي * لك أنفسا أزرى بها الإملاق
كنت النمير لها ومذ فارقتها * ذوت الغصون وجفت الأوراق
قل للشريعة فل جيشك وانطوى * علم على جنباته خفاق
عشرون عاما لم تكن لك حلبة * فيها بأشواط العلى تعتاق
جازت بك السبع الطباق فشيدت * لك فوقها سبع هناك طباق
وضربت فوق الفرقدين ولم يكن * الا لمجدك في السماء رواق
حتى إذا انبرت الخطوب ولم يكن * عهد لخائنة ولا ميثاق
أردتك طائشة الحتوف بسهمهما * تذري عليك دموعها الآماق
أيها فقيد الأمتين فيعرب * بك مثل فارس للأسى تستاق
سلبتهما أيدي النوائب حلية * ترنو على شزر لها الأحداق
خلق كما وصف الكتاب وانما * تدني وترفع ربها الأخلاق
ويد كما اشتهت السماحة والندى * بيضاء يلمع سيلها الرقراق
شوطا بعدت به على من رامه * سبقا فاجهد تابعيك سباق
وقال السيد محمد جمال الهاشمي:
عذرا ولا غرو اما جئت اعتذر * ففيك تضطرب الآراء والفكر
تبقى حياتك في التاريخ مدرسة * تمشي على ضوئها الأجيال والعصر
لا يملك الأمر الا من يؤيده * عقل على هجمات الجهل ينتصر
آمنت في عزمك الجبار ان له * مواقفا حار فيها السمع والبصر
لله فكرك والالهام يسنده * يرى الذي ما وراء الغيب يستتر
كذا النوابغ تطوي السير لا حذر * يصدها عن مساعيها ولا خطر
يا آية الله في الاسلام أرسلها * لطفا ليؤمن في اعجازها البشر
هذي المشاريع آثار مقدسة * تتلى كما تقرأ الآيات والسور
وما الخلود سوى فكر يسير به * ركب الحياة ويبقى العين والأثر
أقام يومك للأحزان ملحمة * كبرى تسابق فيها البدو والحضر
لله درك ما أسماك من علم * اضحى بتاريخه الاسلام يفتخر
وقال السيد طالب الحيدري من قصيدة:
الا ليت شعري أيدري الذي * يواريه من ذا تواري يداه
لقد فقد اليوم دين النبي * إماما عليه استدارت رحاه
وقال الشيخ أحمد الدجيلي من قصيدة:
طالما دوخ الزمان برأي * ثاقب فوق كل رأي سديد
قد شاى صيب الغمام بجود * وتحلى بفضله كل جيد
وقال الشيخ صالح قفطان من قصيدة:
نضبت بحرا فمن يروي غليل ظما * وغبت بدرا فمن يجلو لنا الظلما
من للندى عيلما من للهدى علما * من للجدي مغنما من للعدي نقما
وقال حسين الحاج وهج العماري من قصيدة:
نعي به العيد استحال مأتما * وبه فقدنا الدين والدنيا معا
وبفقده غاضت ينابيع المنى * وغدا به أنف الفضائل اجدعا
وقال محمد جواد الغبان النجفي من قصيدة:
ايه دار السلام هل كنت تدرين * لمن قد رفعت من جثمان
انما قد رفعت من هو ارسى * في لقاء الخطوب من ثهلان
ما سمعنا من قبل ما كفنوه * ان بحرا يضم بالاكفان
عجبا للمنون كيف ترقت * لذرى حصنه المنيع المباني
يا فقيد الاسلام انا فقدنا * بك رمزا للدين والايمان
كنت بدرا يجلو الغياهب بالنور * وفيه هداية الحيران
وقال الشيخ محمد حسن آل يسن من قصيدة:
طواك الردى طودا من الحلم راسيا * وفلك عضبا مرهف الحد ماضيا
وفوق قوس الدهر نحوك سهمه * فأرداك بل اردى الهدى والمعاليا
فمن لليتامى بعد فقدك موئل * ومن للأيامى يرتجى اليوم حاميا
ومن ينقذ الضلال من هوة الردى * ومن يرتجى للحق والرشد هاديا
أبا حسن صات النعي وليتني * اصم ولم اسمع لشخصك نائيا
أبا حسن هذي الجموع غفيرة * تصوع من الدمع الهتون القوافيا
وهذي نوادي الدين ترثيك منشأ * وهذي ربوع العلم تبكيك بانيا
ينوحك شجوا مسجد منك مقفر * وينعاك محراب غدا اليوم خاليا
الا أيها الموت الزؤام شكاية * أبثكها لو كنت تسمع شاكيا
شللت يمينا بالعطاء ندية * وأرديت بدر الحق في الترب ثاويا
الا أيها القبر الذي ضم جسمه * تطاول على الشهب المنيرة عاليا
ففيك ضممت الدين والعلم والعلى * وضمنت آمال الورى والأمانيا
وقال السيد صادق الأعرجي مؤرخا وفاته من أبيات:
قضى هيكل التوحيد والعلم الذي * صدى نعيه قد زلزل الغرب والشرقا
قضى بعد ما عمت فواضله الورى * وابقى له من أجمل الذكر ما أبقى
وطائش فكر قال لي متعجبا * لمن هذه الأجفان في دمعها غرقى
ومن هو ميتا زلزل الأرض والسما * فقلت له أرخ هو العروة الوثقى
وقال السيد عبد الحسن الزلزلة من قصيدة:
يا مودعين الأرض سيفا سله * الباري ليوم كريهة وكفاح
اليوم قد صرع الصلاح بأمة * فقدت زعيم هداية وصلاح
وطوى الزمان جهاد أعظم مصلح * في أمة تهفو إلى الاصلاح
قسما بمجدك وهو عندي آية * قدسية وجبينك الوضاح
وماثر علوية أحرزتها * رغم العنود بعزمك الطماح
اني لأخفض من جناحي هيبة * لمصيبة نسلت عروق جناحي
أضحية الدين الحنيف بعيده * والعيد لا يرضى بغير أضاحي
قبس من الروح العظيم ونفحة * من عالم الأسرار والأرواح
١٦١٤: الميرزا أبو الحسن بن محمد البحراني الأصل الشيرازي المسكن
توفي سنة ١١٩٣ بشيراز ودفن في حضرة السيد أحمد ابن الإمام موسى
الكاظم ع المعروف بشاه شراع في شيراز.
كان عالما فقيها أديبا شاعرا نبيلا من علماء دولة السلطان كريم خان
الزندي له تواليف: ١ التفسير الكبير الذي ألفه باسم السلطان المذكور
توجد بعض مجلداته عند أحفاده ببلدة شيراز يظهر منها كمال تبحره. ٢
شرح لطيف على نهج البلاغة ٣ شرح الصحيفة الكاملة ٤ شرح
احتجاج الطبرسي ٥ شرح الآداب الدينية للطبرسي وغيرها...
(٣٣٥)

١٦١٥: الميرزا أبو الحسن ابن الميرزا محمد رفيع المشتهر بالميرزا رفيعا الطباطبائي
النائيني
توفي سنة ١٠٩٨ بأصفهان.
عالم حكيم فقيه منجم زاهد مرتاض قرأ على والده وعلى
المجلسي صاحب البحار، ونبغ في أعقابه جماعة من أرباب الفضل والأدب
والتآليف والتصنيف.
١٦١٦: الشيخ أبو الحسن المشكيني النجفي
توفي في رجب سنة ١٣٥٨ في النجف.
والمشكيني نسبة إلى مشكين بكسير الميم وسكون الشين المعجمة
وكسر الكاف، بلدة من بلاد الترك فيما أظن.
عالم فاضل مدرس مؤلف من علماء الترك كان يدرس في النجف في
علمي الأصول والفقه، وله حاشية على كافية الشيخ ملا كاظم الخراساني
مطبوعة وانما لم نذكره في بابه لأنه كان حيا يومئذ وقد التزمنا عدم ترجمة
الاحياء فلما مات صار له حق الذكر.
١٦١٧: أبو الحسن بن علي المحدث بن أبي علي إبراهيم بن محمد المحدث بن أبي
الحسن المحدث صاحب الجوانية قرية بالمدينة ابن الحسن بن محمد
الجواني ابن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه صاحب عمدة الطالب بأفاضل النسابة.
١٦١٨: الشيخ أبو الحسن ابن الحاج إسماعيل الاصبهاناتي نسبة إلى أصبهانات من
محال شيراز
توفي في ذي الحجة سنة ١٣٣٨.
١٦١٩: السيد أبو الحسن بن الحسين الحسيني الكاظمي
من شعراء وأدباء المائة الثانية عشرة له تقريظ على القصيدة الكرارية
من نظم الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي سنة ١١٦٦.
١٦٢٠: الخواجة إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن تقي كاتب ديوان
السلطنة بأوال من بلاد البحرين
قال جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي: كان بين الشيخ جعفر وبين
الخواجة المعظم إبراهيم بن محمد المترجم وبين الشريف ناصر العلوي
الموسوي من الألفة والصحبة والأنس والخلطة ما حمله على مدحهما وشكر
صنيعهما فقال سنة ١٠٢٢:
لي ان تحاماني أخ وحميم * أخوان فضلهما علي عظيم
جاءت بهذا من قريش جحاجح * وأتت بهذا من تقي قروم
وهما فتى فتيان هاشم ناصر * وجمال آل تقي إبراهيم
لا مورد الآمال في كنفيهما * رنق ولا مرعى الرجاء وخيم
ان امرأ ساواهما بسواهما لأخو عمى أو كالأغر بهيم
هذا يلازمني نداه كأنه * لي حيث كنت من البلاد غريم
وجميل ذلك لا يزايلني فلي * منه حديث صنيعة وقديم
يا خير من لهج الأنام بذكره * فحدا بذلك ظاعن ومقيم
حتى رأيت العرب تحسدها به * عند التفاضل فارس والروم
وأما مرفوع السقائف مثلما * اعلولى عن الفحل المسن عكوم
ناء يشق على المطي بلاغة * فتظل تقعد دونه وتقوم
تستفرع الجهد الركائب نحوه * فلهن وخد دونه ورسيم
لأكافينهما بكل قصيدة * عرض الكرام بمثلها موسوم
يتهلل الحر الكريم بمثلها * دعوى والا مثلها معدوم
وقال يخاطبه ويشكو جفاء إخوانه:
لإبراهيم خالصتي وودي * وصفو سريرتي ووفاء عهدي
فتى ما زال مذ نيطت عليه * تمائمه يعيد ندى ويبدي
أغر عليه متكلي إذا ما * تحاماني الورى وله مردي
وما ألبسته حلل امتداحي * لعارفة أؤملها ورفد
أإبراهيم يا أدنى البرايا * إلى عدوى وأبعد عن تعدي
شكوت إليك اخوان الليالي * جزوا شرا بما صنعوه عندي
أبوا الا مجانبتي ورميي * على ودي لهم بقلى وصد
أ كان جزاء ما سيرت فيهم * من الكلم التي يبقين بعدي
برود ثنا مضاعفة كأني * نسجت لهم بها حلقات سرد
متى ما أفرغت يوما عليهم * وقتهم باس خطي وهندي
ولو أنصفت حين بذلت نصحي * لهم ومحضتهم اعلاق ودوي
وكابدت الذي كابدت فيهم * زووني بين احشاء وكبد
فلو لا ان يقولوا جن هذا * واني ان حززت حززت جلدي
لما أغضيت عن أحد واني * أهون بالشكاية بعض وجدي
فيا ابن محمد بن تقي اسمع * ثناء مبرز في النظم فرد
تشاركني الورى في الشعر ظلما * على اني المبرز فيه وحدي
١٦٢١: السيد أبو الحسن ابن الشاه كوثر النجفي
كان شاعرا ولا نعلم من أحواله شيئا سوى ان له قصيدة في وقعة
الوهابيين سنة ١٢٢١ كما عن مجموعة الشبيبي وهي:
بشرى لمن سكنوا كوفان والنجفا * وجاوروا المرتضى أعلى الورى شرفا
مولى مناقبه عن عدها قصرت * كل البرايا ولم تعلم لها طرفا
منها سعود كساه الذل خالقه * ولم يزل بنكال دائم وجفا
أراد تهديم ما الباري يشيده * من قبة لسقام العالمين شفا
وجمع الجيش من آل الحجاز ومن * سكان نجد ومن للظالمين قفا
وقد اتى الناس قبل الفجر في صفر * بتاسع الشهر نحو السور قد زحفا
مقسما جيشه أقسام أربعة * كل له سائق يعنيه ان وقفا
حتى اتى السور قوم منهم فرقوا * ففاجئوا حتفهم في الحال قد صدفا
وصف بالباب قوم مكثرين لها * من المعاول في حزب قد ارتدفا
والناس في غفلة حتى إذا انتبهوا * أعطوا الثبات وباريهم بهم رؤفا
فهزموا الجند نصرا من الهمم * والسوء عنهم بعون الله قد صرفا
ورد سلطان نجد ملء أعينه * حزنا وقد باء بالخسران وانصرفا
فلا السلالم والادراج نافعة * بل ربنا قد كفانا شرها وكفى
وقد طوى الله وقت الحرب في عجل * لأنه لم يكن ما كان قد وصفا
ولم ينل غير قتل في جماعته * والكل في عدد القتلى قد اختلفا
وكان مذ بان نجم الصبح أوله * ومنتهاه طلوع الفجر حين صفا
وثم معجزة أخرى لسيدنا * في ذلك اليوم من بعض الذي سلفا
(٣٣٦)

قد كان في حجرة في الصحن ما * ادخروا وجمعوه من البارود قد جرفا
أصابه بعض نار ثم بردها * مبرد نار إبراهيم إذ قذفا
فلا تخف بعد ما عاينت من عجب * ولا تكونن ممن قلبه وجفا
وقر عينا وطب نفسا فإنك في * جوار حامي الحمى قد صرت مكتنفا
وقال في خبر: كوفان في حرم * ما أمها من بغي الا وقد قصفا
ومذ تقطع قلب الجور ارخه * نحس بد السعود إذ دنى النجفا ١٢٢١
هكذا ضبطه بعضهم مع أن حروفه تبلغ بحساب الجمل ١٢٢٥ وإذا
أسقطنا منه ستة كما يفهم من قوله تقطع قلع الجوريقي ١٢١٩ مع أن
الواقعة كانت سنة ١٢٢١ على أن الصواب كتابة دنا بآلاف لا الياء مع أنه
فعل قاصر اما روايته رنى بالراء فخطأ قطعا لأنه يزيد كثيرا.
١٦٢٢: السيد أبو الحسن ابن السيد محمد الطباطبائي الحسني الزواري الأصفهاني
نزيل طهران المعروف بميرزا جلوة من ذرية السيد رفيع الدين محمد النائيني
المشهور
ولد في أحمد آباد كجرات من بلاد الهند في ذي القعدة سنة ١٢٣٨
فان والده كان قد سافر في شبابه إلى الهند وتوطن أحمد آباد مدة فولد هو فيها
كما ذكره هو في ترجمة أحوال نفسه على ما في كتاب نامه دانشوران ناصري.
وتوفي في طهران سنة ١٣١٤ ودفن في جوار قبر الصدوق في قبة عالية بنيت
على قبره.
وسبب تلقيبه بميرزا جلوة تخلصه في أشعاره بجلوة فان من عادة
شعراء الفرس ان يتخلص كل واحد منهم بلفظة فتغلب عليه.
أحواله
طلب منه وزير العلوم في إيران اعتضاد السلطنة ان يرسل إليه ترجمة
لتدرج في كتاب نامه دانشوران ناصري الذي ألفه جماعة من العلماء بأمر
ناصر الدين شاة القاجاري فكتب ما تعريبه ببعض اختصار: انني أقل
السادات أبو الحسن ابن السيد محمد الطباطبائي سافر والدي إلى الهند
فسكن حيدرآباد وصاهره إبراهيم شاة وزير مير غلام علي خان فزوجه ابنته
أخت ميرزا إسماعيل شاة وصار مقربا عند الأمير فوشى به بعض الحساد
إلى الأمير فانحرف عنه فسافر إلى أحمد آباد كجرات واشتغل بالتجارة ثم
ظهر للأمير براءة ساحته فكتب إليه معتذرا طالبا عودته فابى وولدت انا في
أحمد آباد كجرات في ذي القعدة سنة ١٢٣٨ ثم سافر والدي إلى بمبئي ثم
عاد إلى إصفهان بطلب من أقربائه وتوفي في زوارة وكان عمري حين وروده
إلى أصفهان سبع سنين وتوفي بعد وروده لأصفهان بسبع سنين ولما لم أكن
في مرتبة أقدر على حفظ نفسي فقد تلف من يدي كلما خلفه والدي
وأصبحت فقيرا ولما كانت سلسلة آبائنا وأجدادنا من قديم الأيام أكثرها أهل
علم وفضل وقد عد صاحب الوسائل جدنا ميرزا رفيع الدين محمد المعروف
بالنائي من مشائخ اجازته وكان صاحب تصانيف كثيرة منها حواشي على
أصول الكافي وله الآن مشهد مزور في تخت فولاذ بأصفهان وحصل لي من
سماع أخبار أجدادي شوق إلى تحصيل العلم مع ما أنا فيه من الفقر
فذهبت إلى إصفهان وسكنت في حجرة من المدرسة المعروفة بكأسه كران
واشتغلت بطلب العلم حتى اعتقدت باني فرغت من المقدمات ولما كنت
بحسب الفطرة مائلا إلى العلوم المختلفة مالت نفسي إلى العلوم العقلية
فصرفت أوقاتا في تحصيل فنون علم المعقول من إلهي وطبيعي ورياضي
خصوصا الآلهي والطبيعي المتداولين في إيران ولا سيما الآلهي مع انني من
أول شبابي محب لصحبة الأصدقاء ومحب لصحبة الأدباء والشعراء والظرفاء
ولي معاشرة تامة مع الكل وقليلا قليلا بحسب الوراثية ومجالسة الأدباء
صرت أنظم الشعر يعني الفارسي إلى أن صرت أميز جيده من رديه
وأقدر على نظم جيده ومع أنه ليس فيه كثير فائدة لم تصرف نفسي عنه
وصرت أختلس من وقتي شيئا لأجله ولما رأيت أن قراءتي على الأساتذة ليس
فيها كثير فائدة تركت القراءة عليهم واشتغلت بالمطالعة والتدريس وما
استرحت في آن قط وأتفق أن أكثر الطلاب كانوا دقيقي الفهم ويراودونني
في المطالب وبقيت مدة في إصفهان مشتغلا بهذا الشغل ثم أتيت إلى طهران
وبحسب العادة والأنس وعدم القدرة على المنزل المنفرد نزلت في مدرسة
دار الشفا ولي إلى هذا الوقت وهو سنة ١٢٩٠ إحدى وعشرون سنة لم
اشتغل فيها بغير المطالعة والمباحثة ولم يخطر ببالي شغل غيرها ولما علمت أن
التصنيف الجديد صعب بل غير ممكن لم اكتب شيئا مستقلا ولكن كتبت
حواشي كثيرة على الحكمة المتعالية المعروفة بالاسفار وغيرها والآن هي في
يد بعض الطلاب ومحل الانتفاع. وفي هذه المدة أما فطرة أو اضطرارا
آثرت القناعة ولم أذهب إلى دعوة اه ثم أورد بعض أشعاره الفارسية.
فانظر في قوله إن التصنيف المستقل صعب بل غير ممكن وفي تركه للتزويج
كما يأتي وفي صرفه عمره في العلوم العقلية تجده غير خال من الشذوذ في
عقليته وكان انتقاله من إصفهان إلى طهران سنة ١٢٧٣ بعد ما أكمل المعقول
وبقي في مدرسة دار الشفا مشتغلا بالتدريس ٤١ سنة مجردا بلا زوجة ولا
عقب حتى مات وكان مجلس درسه مجمع الفضلاء الأعلام وقد انتهت إليه
رياسة التدريس بالحكمة والعلوم العقلية في عصره وكان من عظماء علماء
الفلسفة الإسلامية والحكمة الإشراقية وأساتذة هذه الفنون وكان معاصرا
للآقا علي الحكيم الآلهي ولما توفي الآقا علي تقدم على الكل وكان عالما عارفا
ورعا زاهدا حسن الأخلاق وبلغ في الجلالة إلى حيث إنه كان يزوره
السلطان ناصر الدين القاجاري في حجرته في المدرسة وهي منزله ومسكنه
ولم يخرج من المدرسة إلى آخر عمره كان يباحث كتب صدر المتألهين الاسفار
وغيرها وكان وحيدا في تدريس ذلك وكان يباحث كتب المشائين شفاء
الشيخ واشاراته وعلق على الاسفار وأكثر كتب الشيخ ابن سينا التعاليق
ومن غرائب الحواشي حاشيته على الاسفار تعرض فيها لبيان أن هذه العبارة
للحكيم الفلاني وهكذا لأن الملا صدرا في كل مبحث يتكلم ولا يذكر أنه
كلام من ولا ينقل إلا قليلا لكن من المعلوم أن ما قبل قوله والتحقيق هو
كلام غيره من علماء الفن فعين الميرزا أبو الحسن المذكور أرباب ذلك الكلام
وهذا دليل طول باعه وكثرة اطلاعه.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
وجدنا في ترجمته زيادة في مجلة جلوة الإيرانية التي يحررها الشيخ
مرتضى الجهاردهي في طهران:
تلاميذه
كان يحضر درسه نحو من سبعين طالبا منهم الميرزا طاهر التنكابني.
مؤلفاته
١ ديوان أشعاره بالفارسية مطبوع جمعه علي عبد الرسول. ٢
رسالة في تحقيق الحركة في الجوهر. ٣ رسالة في بيان ربط الحادث
بالقديم. ٤ حواشي على شرح الهداية الأثرية لملا صدرا الشيرازي
(٣٣٧)

مطبوع. ٥ حواشي على مشاعر صدر الدين الشيرازي مطبوع مع
العرشية لملا صدرا في مجلد واحد. ٦ تصحيح المثنوي المولوي مطبوع. ٧
حواشي على كتاب المبدأ والمعاد لملا صدرا الشيرازي مطبوع.
٨ ترجمة السيد حسين الطباطبائي المتخلص بمجير مطبوعة مع الديوان
المذكور. ٩ حواشي على كتاب الشفا لابن سينا انتهى.
ومن ذلك تعلم أن عمره وتأليفه كان مقصورا على علم الحكمة
العقلية.
بعض الحكايات عنه
ذكر صاحب المجلة عدة حكايات عنه انتخبنا منها ما يلي:
١ يقال أنه خطب إحدى بنات عمه في بلدة زوارة فابى عمه ان
يزوجه نظرا لفقره ولما كان يحب ابنة عمه هذه حبا شديدا لم يتزوج بغيرها
طول حياته.
٢ يقال إن الشاه ناصر الدين القاجاري عرض عليه ان يزوجه
إحدى بناته فأبي وقال إن كانت عاقلة وهي شابة من بنات الملوك لا ترضى
ان تتزوج برجل شيخ أبيض الشعر فقير مثلي.
٣ يقال إن بعض الطلبة كتب رسالة في جواز انفكاك العلة عن
المعلول وعرضها على الميرزا جلوة فلم يقرأها وقال إن كان يجوز انفكاك
العلة عن المعلول فيجوز ان لا تثبت هذه الرسالة مدعى مؤلفها.
٤ جاء السيد جمال الدين الأفغاني إلى طهران وأحب الاجتماع مع
ميرزا جلوة فطلب أصحاب جلوة منه ان يزور جمال الدين فابى وبعد اصرار
كثير منهم زاره جلوة فاخذ جمال الدين في خطابات مهيجة في لزوم اتحاد
المسلمين والتحرر من العبودية للحكام الظلمة كل ذلك وجلوة ساكت لم
ينبس ببنت شفة إلى أن تمت الخطابة ثم خرج من المجلس فسئل عن سبب
خروجه فقال لأهئ كفني وأجاهد.
١٦٢٣: السيد أبو الحسن ابن السيد محمد الأمين ابن السيد علي ابن السيد محمد
الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد أحمد
الحسيني العاملي ابن عم المؤلف.
توفي حدود سنة ١٣٠٤ في قرية نيحا ودفن بها:
كان فاضلا أديبا شاعرا قرأ في حنويه في مدرسة الشيخ محمد علي عز
الدين وفي جبع في مدرسة الشيخ عبد الله نعمة وقرأ في الصوانة على الشيخ
جعفر مغنية استحضره أبوه لتعليم أولاده. ومن شعره قوله من قصيدة
مفتخرا:
ونفس لها فوق السماك مراتب * لشهم على العلياء دلت مخايله
خدين السد احلف الندا موئل الهدى * إلى الجود والاحسان هشت شمائله
ولا صعبة الا وروض صعبها * ولا مورد الا سقته مناهله
له أحمد جد له حيدر أب * فمن ذا يجاريه ومن ذا يساجله
له المجتبى عم وفاطم أمه * فمن ذا يباريه ومن ذا يناضله
تفرع من دوح النبوة أصله * أواخره تحوي العلى وأوائله
منازله من فوق كيوان قد غدت * وطال على الدنيا وقل مماثله
ففاخر حتى لم يجد من مفاخر * وطاول حتى لم يجد من يطاوله
١٦٢٤: الحاج أبو الحسن بن محمد بن زمان بن عناية الله التستري
توفي سنة ١١٤٣.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة الذي هو بمنزلة تتمة أمل الآمل وظاهره ان اسمه كنيته
فقال: كان عالما ذكيا حسن الادراك رضي الأخلاق مستجمعا لصفات الخير
كلها من أقران والدي وشركائه في الدرس عند جدي وله منه إجازات
متعددة ولما توفي رثيته بمرثية رسمت على لوح قبره اه.
١٦٢٥: أبو الحسن المخزومي
اسمه علي بن عبد الله بن عمران
١٦٢٦: أبو الحسن المدائني صاحب السير
اسمه علي بن محمد المدائني.
١٦٢٧: أبو الحسن المدني
اسمه علي بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب.
١٦٢٨: أبو الحسن المرادي
لم نعرف أسمه وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات:
يا سائلي عن علي والأولى عملوا به من السوء ما قالوا وما فعلوا
لم يعرفوه فعادوه لجهلهم والناس كلهم أعداء ما جهلوا
١٦٢٩: الشيخ أبو الحسن المرندي النجفي
توفي سنة ١٣٥٢ كما وجدته في مسودة الكتاب وفي الذريعة توفي
بمشهد الشاه عبد العظيم في المحرم سنة ١٣٤٩.
كان عالما فاضلا له كتاب مجمع النورين وملتقى البحرين في أحوال
الزهراء ع مطبوع وعليه تقاريظ جملة من العلماء يروي اجازة عن
المولى محمد علي ابن الحاج محمد حسن الخوانساري وعن الشرابياني وميرزا
حسين الخليلي والشيخ عبد الله المازندراني والشيخ محمد طه نجف.
١٦٣٠: أبو الحسين في نظم الأخبار
هكذا ذكره ابن شهرآشوب في المناقب، والظاهر أنه نظم الأخبار
الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجمع ذلك في كتاب سماه نظم الأخبار. ولم
نعرف اسمه، وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات:
اخذ النبي يد الحسين وصنوه * يوما وقال: وصحبه في مجمع
من ودني يا قوم أو هذين أو * أبويهما فالخلد مسكنه معي
ومن ذلك يظهر تشيعه.
١٦٣١: أبو الحسن المقري
اسمه علي بن أسباط.
١٦٣٢: أبو الحسن المقري البغدادي
في النقد: اسمه محمد بن أحمد بن مخزوم اه ولكن الموجود في
النسخ كلها ومنها نسخ النقد أبو الحسين بدل أبو الحسن.
١٦٣٣: أبو الحسن المكفوف
اسمه علي بن خليد.
(٣٣٨)

١٦٣٤: أبو الحسن المنصوري
اسمه محمد بن أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور
الهاشمي العباسي السر من رائي.
١٦٣٥: السيد أبو الحسن الموسوي العاملي
في أمل الآمل: كان فاضلا عالما يروي عن الشهيد الثاني ويروي عنه
الأمير محمد باقر الداماد اه وفي رياض العلماء: ظني انه سهو إذ السيد
الداماد يروي عن السيد علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي لا عن والده أبو
الحسن قال السيد الداماد في سند حرز من أحراز الأدعية ومن طريق آخر
رويته عن السيد الثقة الثبت المركون إليه في فقه المأمون في حديثه علي بن
أبي الحسن العاملي رحمه الله تعالى قراءة وسماعا وإجازة سنة ٩٨٨ من
الهجرة المباركة النبوية في مشهد سيدنا ومولانا أبي الحسن الرضا صلوات الله
وتسليماته عليه بسنا آباد طوس عن زين أصحابنا المتأخرين وقد عده الشيخ
المعاصر على حدة فلعل السيد الداماد روى عن والد هذا السيد أيضا
ويكون والده أيضا من تلامذة الشهيد الثاني اه.
١٦٣٦: أبو الحسن الموصلي
قال الميرزا في رجاله: روى عن أبي عبد الله ع وروى عنه
أحمد بن محمد بن أبي نصر في الكافي كثيرا وفي التعليقة روى الصدوق في
الأمالي والتوحيد عن البزنطي عنه وفيه إشعار بثقته مع ما يظهر من نفس
أخباره اه.
١٦٣٧: أبو الحسن الموصلي
اسمه عبد العزيز بن عبد الله بن يونس لكنه غير الأول لأن الأول
يروي عن الصادق ع وهذا ويروي عنه التلعكبري اما سلامة بن
دكا الموصلي فكنيته أبو الخير لا أبو الحسن وان صحف العلامة أبا الخير بأبي
الحسن كما مر في أول الباب.
١٦٣٨: أبو الحسن المهلبي الأزدي
اسمه علي بن بلال بن أبي معاوية.
١٦٣٩: أبو الحسن الميثمي
اسمه علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم الثمار.
١٦٤٠: أبو الحسن الميموني
اسمه علي بن عبد الله بن عمران القرشي وعن التقريب ان اسمه
عبد الملك بن عبد الحميد ابن ميمون بن مهران وقال الميرزا في رجاله في
باب الكني: أبو الحسن الميموني ولم يسمه ثم نقل ما مر عن التقريب ويظهر
منه أنه ظن اتحاد المذكور في كتب أصحابنا مع المذكور في التقريب قال أبو
علي في رجاله وهو اشتباه بلا اشتباه فان ذاك اسمه علي بن عبد الله بن
عمران كما ذكر في الأسماء مع أنه قرأ عليه النجاشي وهذا مات سنة ١٧٤
كما ذكره في التقريب فبين تاريخها أكثر من مائة سنة اه وفي العالم أبو
الحصين الحسن الميموني وفي نسخة ابن الحسن اه. وكانه تصحيف.
١٦٤١: أبو الحسن النحوي شيخ النجاشي
اسمه محمد بن جعفر النحوي ويقال محمد بن جعفر الأديب ومحمد بن المؤدب
ومحمد بن ثابت ومحمد بن جعفر التميمي ومضى بعنوان
أبو الحسن التميمي.
١٦٤٢: أبو جعفر النخعي
اسمه علي بن النعمان الأعلم
١٦٤٣: أبو الحسن النخعي
اسمه علي بن سيف بن عمارة.
١٦٤٤: أبو الحسن بن نصير
اسمه حمدويه بن نصير.
١٦٤٥: أبو الحسن النعالي
اسمه محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان.
١٦٤٦: أبو الحسن النهدي
قال الشيخ في الفهرست: له كتاب أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن
أحمد بن يحيى عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب عنه اه وقال
النجاشي أبو الحسن النهدي الحسين عن ابن حمزة عن ابن بطة عن
محمد بن علي بن محبوب عنه بكتابه وفي المعالم أبو الحسن النهدي له كتاب
وله الصلاة اه.
١٦٤٧: أبو الحسن الواسطي العجلي
اسمه علي بن صالح بن محمد بن يزداد
١٦٤٨: أبو الحسن الواسطي القصير
في النقد: اسمه: علي بن حسان ولكن الموجود في كتب الرجال
ومنها النقد ان علي بن حسان واسطي القصير يكنى أبا الحسين لا أبا
الحسن.
١٦٤٩: أبو الحسن الوراق
اسمه محمد بن أحمد
١٦٥٠: أبو الحسن الهذلي المسعودي
اسمه علي بن الحسين بن علي.
١٦٥١: أبو الحسن الهمداني الثوري
اسمه علي بن صالح
١٦٥٢: أبو الحسن بن يحيى
اسمه زكريا بن يحيى
١٦٥٣: السيد مير أبو الحسن الحسيني الفراهاني
كان من علماء زمن الصفوية قتل بيد امامقلي خان الوالي على فارس
له تاليف منها رسالة في العروض والمقطعات.
١٦٥٤: السيد أبو الحسن الحيدري الحسيني اليزدي الميبدي
عالم فقيه من أعيان علماء يزد معاصر للشيخ مرتضى الأنصاري خلف
السيد رضا من العلماء وأبا القاسم وكاظما.
١٦٥٥: السيد أبو الحسن شاة الرضوي الخراساني ثم الكشميري
العلامة الزاهد المجاهد انتقل من مشهد الرضا ع إلى دهلي
ثم منها إلى كشمير وبها أعقب وقبره في محل يقال له بلبل لنكر أو بلبل
لأنكر مزور معروف واليه ينتهي نسب جماعة من السادة الرضويين منهم
السيد مرتضى الكشميري النجفي المعروف.
(٣٣٩)

١٦٥٦: السيد أبو الحسن بن المسيب بن أبي الحي محمد الحسيني من ذرية الحسين
الأصغر المحلاتي المنتهي نسبه الشريف إلى أبي الحسين يحيى النسابة العبيدلي
الأعرجي.
أول من جمع نسب الطالبيين ومؤلف كتاب أخبار الزينبات توفي في
محلات ونقل إلى كربلاء ودفن في بعض أبواب الصحن الشريف كان من
فقهاء عصره وعلماء زمانه وجيها عند الناس قرأ على جماعة منهم الوحيد
البهبهاني واليه ينتهي نسب أكثر سادات محلات ورهق وعدة بقرى
فراهان.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو جميلة وفاتنا ذكره محله ولم
يذكره المصنف يطلق على عتبة عنبسة بن جبير من أصحاب علي ع
وعلى المفضل بن صالح الضعيف. ومنهم أبو الجهم وفاتنا ذكره في
محله ولم يذكره شيخنا مشترك بين بكير بن أعين المشكور وابن الحارث بن
الصمة بن عمرو الأنصاري واسمه عبد الله. ومنهم أبو حبيب وفاتنا
ذكره في محله ولم يذكره شيخنا مشترك بين الأسدي في التهذيب
عنه عن أبي عبد الله ع وبين النباجي عنه ابن مسكان في رجال
النجاشي قال الميرزا والظاهر أنهما واحد وانه ناجية بن عمارة أو ابن أبي
عمارة كما صرح به الصدوق في أسانيد الفقيه. ومنهم أبو حسان وفاتنا
ذكره في محله ولم يذكره شيخنا مشترك بين رجلين مهملين الأنماطي
والعجلي.
ومنهم أبو الحسن المشترك بين ثقة وغيره ويمكن استعلام أنه محمد بن
أحمد بن داود الثقة شيخ الطائفة بما ذكر في بابه قال الميرزا وربما جاء لابنه
أحمد بن محمد وأنه ابن عشاية برواية حميد عنه روى عنه حديثا واحدا
ويطلق أبو الحسن على ابن بلال أيضا من رجال الهادي ع ولم يذكره
شيخنا. وأنه الليثي برواية هارون بن مسلم عنه ويطلق أبو الحسن على
المدائني العامي الكثير التصانيف له كتاب الخونة لأمير المؤمنين ع ولم
يذكره شيخنا. ويطلق على المكفوف البغدادي علي بن خليد ولم يذكره
شيخنا. وانه الموصلي برواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عنه في الكافي
كثيرا. وأنه علي بن النعمان النخعي الثقة بما في بابه. ويطلق على أبي
الحسن الميموني له كتاب الحج قرأه عليه النجاشي ولم يذكره شيخنا. وأنه
النهدي برواية محمد بن علي بن محبوب عنه. وقد يراد بأبي الحسن عند
الاطلاق علي بن الحسين بن بابويه ويعرف بوقوعه في أول السند وبما ذكر في
بابه وحيث لا تميز فالوقف.
١٦٥٧: أبو الحسين المعروف بصاحب الجيش
اسمه أحمد بن الناصر الكبير الحسن بن علي، يأتي في
ج ٩ وفي ج ١٣.
١٦٥٨: أبو الحسين
في النقد ذكره كنية لجماعة وقد ذكرنا فيما سبق ان المقصود في باب
الكني ذكر من اشتهر بكنيته أو ذكر بالكنية مفردة عن الاسم وان لم يشتهر
بها لاكل من كني بكنية ومن ذكرهم صاحب النقد ليس كلهم من القسم
الأول لكننا ذكرناهم كلهم فيما يأتي لئلا يشذ عنا شئ مما ذكر في كتب
الرجال.
فمن ذكر في النقد انه يكنى بأبي الحسين علي بن محمد بن جعفر
والمسمى بذلك في كتب الرجال رجلان أحدهما علي بن محمد بن جعفر بن
عنبسة الحداد والثاني علي بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور وكلاهما
يكنى بأبي الحسن مكبرا لا بأبي الحسين مصغرا الا أن تكون النسخ مختلفة.
١٦٥٩: أبو الحسين بن أبي جعفر النسابة
لم يعرف اسمه. من مشائخ الشيخ الطوسي وقد أكثر الرواية عنه
وصرح بأنه من مشايخه في ترجمة الحسن بن محمد بن يحيى العلوي فقال
أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي جعفر النسابة.
١٦٦٠: أبو الحسين بن أبي جيد القمي
اسمه علي بن أحمد بن محمد.
١٦٦١: أبو الحسين بن أبي طاهر الطبري
اسمه علي بن الحسين بن علي قال الشيخ في الفهرست وفي كتاب
الرجال قيل اسمه علي بن الحسين وقد ترجمه في باب العين من رجاله وكناه
بأبي الحسن مكبرا دون أبي الحسين فقال علي بن الحسين بن علي يكنى أبا
الحسن بن أبي طاهر الطبري فما نسبه إلى القيل في باب الكنى جزم به في
باب الأسماء ولعله ظنه غيره ولعل إبدال أبي الحسين بأبي الحسن من سهو
النساخ.
١٦٦٢: الشيخ أبو الحسين بن أحمد العطار
في الرياض: كان من تلاميذ الكليني والراوين عنه كما يظهر من عيون
المعجزات للشيخ ابن عبد الوهاب المعاصر للشيخ الطوسي ولم أعلم اسمه
اه.
١٦٦٣: أبو الحسين بن أحمد القمي
اسمه علي بن أحمد بن أبي جيد.
١٦٦٤: أبو الحسين الأسدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٦٦٥: أبو الحسين الأسدي
اسمه محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي الذي يقال له
محمد بن أبي عبد الله.
١٦٦٦: أبو الحسين الأشعري
هو أبو الحسين الأسدي محمد بن جعفر بن محمد المتقدم بعينه.
١٦٦٧: أبو الحسين البجلي الكوفي
اسمه مالك بن عطية.
١٦٦٨: أبو الحسين بياع اللؤلؤ
اسمه آدم بن المتوكل.
١٦٦٩: أبو الحسين الترماشيري
اسمه يحيى بن زكريا.
١٦٧٠: أبو الحسين الجرجاني
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان.
١٦٧١: أبو الحسين الجزار
اسمه يحيى بن عبد العظيم.
١٦٧٢: أبو الحسين بن الحصين
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الهادي ع وقال ينزل الأهواز ثقة
والمنقول عن عدة نسخ مصححة من رجال الشيخ ورجال ابن داود أبو
الحسين مصغرا ولكن الذي في نسختي من رجال ابن داود أبو الحصين
(٣٤٠)

بالصاد ولم يذكر أبو الحسن ولا أبو الحسين ومر أبو الحسن مكبرا ويأتي أبو
الحصين.
١٦٧٣: أبو الحسين الحمدوني السوسجزدي
اسمه محمد بن بشير وفي فهرست ابن النديم أبو الحسن اسمه
محمد بن بشر لكن النسخة غير مضمونة الصحة ويأتي بعنوان أبو الحسين
السوسنجردي.
١٦٧٤: أبو الحسين الدهقان
اسمه محمد بن علي بن الفضل بن تمام.
١٦٧٥: أبو الحسين الرازي
اسمه منصور بن العباس.
١٦٧٦: أبو الحسين الراوندي
في الرياض ويقال أبو الحسن الراوندي هو الشيخ قطب الدين أبو
الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي المعروف بالقطب الراوندي.
١٦٧٧: أبو الحسين الراوندي المعروف بابن الراوندي
اسمه أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي.
١٦٧٨: أبو الحسين الرؤاسي الكوفي
اسمه عثمان بن زياد.
١٦٧٩: أبو الحسين السمري وفي نسخة السمرقندي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين.
١٦٨٠: أبو الحسين السوسجزدي
هو أبو الحسين الحمدوني محمد بن بشير المتقدم.
١٦٨١: أبو الحسين السياري
اسمه أحمد بن إبراهيم.
١٦٨٢: أبو الحسين الشروطي اسمه محمد بن محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن
الحسن بن العباس.
١٦٨٣: أبو الحسين الشهيد
كنية زيد بن علي بن الحسين ع.
١٦٨٤: أبو الحسين الشيباني
في البحار بعد ابن محمد هو عمر بن الحسن بن علي بن مالك
الشيباني.
١٦٨٥: أبو الحسين الشيباني الرهني
اسمه محمد بن بحر.
١٦٨٦: أبو الحسين الصيداوي الأسدي
اسمه كليب بن معاوية ويكنى أبا محمد.
١٦٨٧: أبو الحسين العبرتائي الكاتب
اسمه رجاء بن يحيى بن سامان.
١٦٨٨: أبو الحسين العقراني التمار
اسمه إسحاق بن الحسن بكران.
١٦٨٩: أبو الحسين العلوي الحسيني
اسمه يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله.
١٦٩٠: أبو الحسين العلوي الزياري النيشابوري أخو أبو علي العلوي
اسمه محمد بن محمد بن يحيى.
١٦٩١: أبو الحسين بن علي الخواتيمي
عن التحرير الطاووسي عن اختيار الكشي ذكره كذلك في الكنى وفي
التعليقة مضى عن الكشي الحسين بن علي اه وقال أبو علي في نسختي من
التحرير ذكر الحسين كما مر في الأسماء وفي الكنى أبو الحسين كما نقله في
التعليقة اه وكان ذكره في باب الكنى اشتباه.
١٦٩٢: أبو الحسين الغضائري
اسمه أحمد بن الحسين بن عبيد الله المعروف بابن الغضائري.
١٦٩٣: النواب أبو الحسين ميرزا ابن الميرزا فتح الله ابن الميرزا رفيع الدين
محمد ابن السيد حسين سلطان العلماء صاحب حواشي المعالم والروضة
الحسيني المرعشي
كان عالما رئيسا محدثا شريفا متكلما انتقل من أصفهان إلى جرقويه من
توابعها ونزل قرية محمد آباد من قرى جرقويه وبقي بها مشتغلا بالتأليف
والتصنيف حتى توفي ودفن بها ويشاهد من قبره الكرامات وكان من تلامذة
والده خلف الميرزا صدر الدين محمد والميرزا نور الدين محمد والميرزا عبد
الواسع والميرزا محمد بديع صاحب الخط النسخ المشهور بين الخطاطين وكان
من كتاب الصفوية وجدت الصحيفة الكاملة السجادية بخطه الشريف.
١٦٩٤: أبو الحسين بن فضال
اسمه أحمد بن الحسن بن علي بن محمد ابن فضال.
١٦٩٥: أبو الحسين القاموسي اللخمي
اسمه سعيد بن أبي الجهم.
١٦٩٦: أبو الحسين القاضي النصيبي
اسمه محمد بن عثمان بن الحسين.
١٦٩٧: أبو الحسين القصير
اسمه علي بن حسان الواسطي.
١٦٩٨: أبو الحسين القمي
اسمه علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد.
١٦٩٩: أبو الحسين القمي
اسمه أحمد بن داود بن علي كناه بذلك الشيخ في الفهرست.
١٧٠٠: أبو الحسين الكوفي
اسمه أحمد بن محمد بن علي.
١٧٠١: أبو الحسين الكوفي الكاتب
اسمه أحمد بن محمد بن علي بن سعيد أو أبي سعيد الكوفي الكاتب
من مشائخ النجاشي صاحب الرجال وهو المتقدم بعينه.
١٧٠٢: أبو الحسين بن معمر الكوفي
اسمه محمد بن علي بن معمر.
(٣٤١)

١٧٠٣: أبو الحسين الملبدي ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع وقال من
أهل سرخس من أهل الأدب والمعرفة في وقت الظاهرية اه لعل المراد
بالظاهرية اتباع داود الظاهري.
١٧٠٤: السيد أبو الحسين بن المهلوس العلوي الموسوي
في الرياض: من أكابر العلماء والأجلة ومن المعاصرين للمفيد ويروي
عنه النجاشي وهو يروي عن محمد بن بشر المعروف بأبي الحسين
السوسجزدي كما يظهر من رجال النجاشي في ترجمة أبي جعفر محمد بن
عبد الرحمن بن قبة الرازي اه أقول ذكره النجاشي في ترجمة محمد بن
عبد الرحمن بن قبة فإنه بعد ما ذكر ان لابن قبة كتاب الإنصاف في الإمامة
وكتاب المستثبت نقض كتاب أبي القاسم البلخي قال: سمعت أبا
الحسين بن المهلوس العلوي الموسوي رضي الله عنه يقول في مجلس الرضي
أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى وهناك شيخنا أبو عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان رحمهم الله أجمعين سمعت أبا الحسين السوسجزدي يقول
مضيت إلى أبي القاسم البلخي ومعي كتاب أبي جعفر بن قبة في الإمامة
المعروف بالأنصاف فوقف عليه ونقضه بالمسترشد في الإمامة فعدت إلى الري
فدفعته إلى ابن قبة فنقضه بالمستثبت فحملته إلى أبي القاسم فنقضه بنقض
المستثبت فعدت إلى الري فوجدت أبا جعفر رحمه الله قد مات اه وذكر
مثله العلامة في الخلاصة ويظهر من ذلك اعتماد النجاشي عليه ومن ترضيه
عنه حسن حاله ومن العلامة مثل ذلك.
١٧٠٥: أبو الحسين بن ميثم
اسمه أحمد بن ميثم.
١٧٠٦: أبو الحسين الناشي الشاعر
اسمه علي بن وصيف.
١٧٠٧: أبو الحسين النحوي
اسمه محمد بن العباس بن الوليد.
١٧٠٨: أبو الحسين النحوي شيخ النجاشي
اسمه محمد بن جعفر ومضى بعنوان أبو الحسن النحوي وأبو الحسن
التميمي.
١٧٠٩: أبو الحسين النخعي
اسمه أيوب بن نوح بن دراج.
١٧١٠: القاضي أبو الحسين النصيبي من مشائخ النجاشي
اسمه محمد بن عثمان بن الحسن أو ابن عبد الله النصيبي.
١٧١١: أبو الحسين النوبختي
اسمه علي بن إسماعيل.
١٧١٢: الشيخ أبو الحسين الواراني
اسمه الشيخ علي بن الحسين بن أبي الحسن الواراني.
١٧١٣: أبو الحسين الواسطي
اسمه بسطام بن سابور.
١٧١٤: أبو الحسين الهذلي
في البحار هو محمد بن محمد بن أبي بكر الهذلي يكون بعد حمويه.
١٧١٥: أبو الحسين بن هلال
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال ثقة وقال
العلامة في الخلاصة: أبو الحسين بن هلال ثقة من أصحاب أبي الحسن
الثالث الهادي وفي الوجيزة أنه ثقة ونقل المحقق الشيخ محمد ابن صاحب
المعالم عن بعض المتأخرين الجامع للرجال عدم وجود التوثيق في رجال
الشيخ ومراده ببعض المتأخرين الشيخ عبد النبي الجزائري في كتابه الحاوي
الأقوال في معرفة الرجال ولكن غيره صرح بوجوده في رجال الشيخ
وبعضهم في عدة نسخ منه وكفى في ذلك توثيق العلامة والمجلسي فإنهما
أخذاه من رجال الشيخ بلا شك فلا التفات إلى ما ذكره ولعله سقط التوثيق
من نسخته من الناسخ وعن جامع الرواة أنه يروي عنه علي بن مهزيار.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الحسين المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه علي بن الحسين بن علي بن أبي طاهر الطبري
السمرقندي الثقة بروايته عن أبي جعفر الأسدي وعن جعفر بن محمد بن
مالك. وانه أبو الحسين الحمدوني المسمى بمحمد بن بشير أو بشر الذي عد
من عيون الأصحاب وصلحائهم بما ذكر في بابه وانه الأسدي محمد بن
جعفر بن محمد بن عون الثقة الذي يقال له محمد بن أبي عبد الله بما ذكر في
بابه ولم يذكره شيخنا هنا. وانه النخعي الثقة المسمى بأيوب بن نوح بن
دراج بما في بابه وحيث لا تميز فالوقف. وبقى أبو الحسين العلوي
النيشابوري الجليل أخر أبو علي الجليل ولم يذكره شيخنا وأبو الحسين بن
معمر الكوفي ولم يذكره شيخنا وأبو الحسن الملبدي وفي نسخة ابن داود
البلوي وفي نسخة السيد يوسف الليدي من أهل الأدب والمعرفة ولم يذكره
شيخنا وأبو الحسين ابن المهلوس العلوي الموسوي وظاهر العلامة في ترجمة
محمد بن عبد الرحمن بن قبة الاعتماد عليه ولم يذكره شيخنا وأبو الحسين بن
هلال من أصحاب أبي الحسن الثالث الهادي ع ولم يذكره شيخنا
وثقه في الخلاصة كذا أثبته الميرزا والسيد يوسف في رجاله ولكن بعض
المتأخرين نقل انه لم يجد توثيقه في شئ من الكتب وأنا أيضا لاحظت
الخلاصة فلم أجده والله أعلم اه.
١٧١٦: أبو الأسود الكندي (١)
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله:
أمفندي في حب آل محمد * حجر بفيك فدع ملامك أو زد
من لم يكن بحبالهم متمسكا * فليعترف بولادة لم تشهد
١٧١٧: أبو الحصين الأسدي
اسمه زحر بن عبد الله وفي التعليقة زجير بن عبد الله بالجيم مصغرا
اه والصواب زحرا بالحاء مكبرا.
١٧١٨: أبو الحصين الأسدي الكوفي
اسمه زحر بن زياد.
١٧١٩: أبو الحصين بن الحصين الحصيني
ذكره الشيخ في رجال الجواد وقال ثقة وقال العلامة في الخلاصة أبو

(١) آخر عن محله سهوا. المؤلف
(٣٤٢)

الحصين بن الحصين الحصيني من أصحاب أبي جعفر الجواد ع ثقة نزل
الأهواز وهو من أصحاب أبي الحسن الثالث ع أيضا اه ولا يخفى ان
المذكور في رجال الشيخ في أصحاب الهادي انه ثقة ينزل الأهواز هو أبو
الحسن أو أبو الحسين لا أبو الحصين ولم يصفه بالحصيني والمذكور في رجال
الجواد هو أبو الحصين بن الحصين الحصيني لا أبو الحسن والعلامة جعلهما
رجلا واحدا سماه أبو الحصين بن الحصين الحصيني وجعله من رجال الجواد
ومن رجال الهادي ووصفه بنزول الأهواز ولم يذكر أبو الحسن بن الحصين
والظاهر وقوع سهو من قلمه الشريف فهما اثنان ولا مصحح لجعلهما واحدا
ولذلك قال في النقد نقلا عن رجال الشيخ أبو الحسن بن الحصين ينزل
الأهواز ثقة من رجال الهادي ثم قال نقلا عن رجال الشيخ أبو الحصين بن
الحصين الحصيني ثقة من رجال الجواد فجعلهما اثنين كما قلنا ولكن بعضهم
قال إن الموجود في رجال الجواد أبو الحسين مصغرا لا أبو الحسن مكبرا
والأمر سهل وقال ابن داود في رجاله كما في نسخة مصححة نقلا عن الشيخ
في رجال الهادي: أبو الحصين بن الحصين نزلا الأهواز ثقة ثم قال نقلا عن
رجال الشيخ أبو الحصين بن الحصين الحصيني من رجال الجواد والهادي ثقة
فهو قد وقع في مثل ما وقع فيه العلامة وان ذكرهما اثنين والميرزا في رجاله
الكبير نقل عبارة الخلاصة المتقدمة ناسبا لها إلى الخلاصة ورجال الشيخ
فكانه توهم من الخلاصة وجود ذلك بهذا النحو في رجال الشيخ مع أنه غير
موجود فيه بهذا النحو كما سمعت ولكنه في مختصره قال نقلا عن الخلاصة
ورجال الشيخ أبو الحصين بن الحصين الحصيني من أصحاب أبي جعفر
الجواد ثقة صه. جخ وهو أصحاب أبي الحسن الثالث أيضا نزل
الأهواز صه لكن في أصحابه ع أبو الحسن كما تقدم اه فكانه في
المختصر تنبه لما غفل عنه في الرجال الكبير وفي التعليقة: أبو الحصين بن
الحصين الحصيني كذا في سند الروايات ومر بعنوان أبو الحسن والظاهر
الاتحاد اه ويعلم ما فيه مما مر.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الحصين المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه الأسدي برواية القاسم بن إسماعيل عنه وأنه ابن
الحصين الحصيني الثقة بوروده في طبقة رجال أبي الحسن الثالث ع لأنه
معدود من أصحابه وحيث لا تميز فالوقف اه.
١٧٢٠: أبو حفص الأعشى
روى الكليني في الكافي في باب من لم يناصح أخاه المؤمن عن
الحسن بن علي بن النعمان عنه عن أبي عبد الله ع.
١٧٢١: أبو حفص بياع اللؤلؤ
اسمه عمر بن حفص الكوفي.
١٧٢٢: أبو حفص الثوري الكوفي
اسمه عمر بن سعيد بن مسروق.
١٧٢٣: أبو حفص الحداد النيشابوري
اسمه عمرو بن سلمة.
١٧٢٤: أبو حفص الخزاز الأسدي الكوفي
اسمه عمر بن عنكشة.
١٧٢٥: أبو حفص الرماني الكوفي
اسمه عمر.
١٧٢٦: أبو حفص الزبالي
اسمه عمر والظاهر اتحاده مع السابق وصحف الزبالي والرماني
أحدهما بالآخر.
١٧٢٧: أبو حفص زحل
اسمه عمر بن عبد العزيز.
١٧٢٨: أبو حفص العجلي
اسمه عمر بن هارون.
١٧٢٩: أبو حفص العطار
عن جامع الرواة: شيخ من أهل المدينة روى الكليني في باب القول
عند دخول المسجد من الكافي عن جعفر بن محمد الهاشمي عنه عن أبي
عبد الله ع.
١٧٣٠: أبو حفص القزاز الكوفي
اسمه عمر.
١٧٣١: أبو حفص الكلبي الكوفي
اسمه عمر بن أبان.
١٧٣٢: أبو الحكم
كنية هشام بن سالم الجواليقي.
وكنية عمار بن اليسع الكوفي. قال أبو علي وهو مجهول لا ينصرف
إليه الاطلاق.
وكنية هشام بن الحكم. قال أبو علي وقد يوصف بالكندي أقول
ويكنى أبا محمد أيضا بل لعله أكثر.
أما مسكين أبو الحكم بن مسكين فقد عبر عنه بذلك النجاشي ولكنه
أراد أنه والد الحكم بن مسكين فعرفه بابنه ولم يرد أنه يكنى بابو الحكم وإن كان
محتملا إلا أن كلام النجاشي لا يدل عليه فليس كل من له ولد يكنى به
وفي الخلاصة ورجال ابن داود مسكين بن الحكم فجعلا الحكم والده عكس
ما قاله النجاشي والظاهر أنه تصحيف.
١٧٣٣: أبو الحكيم
في النقد وعن جامع الرواة كنية لمعاوية بن حكيم أقول لم أعثر على من
كناه بذلك حتى صاحب النقد في ترجمته لم يكنه بذلك وهما أعلم بما قالا.
١٧٣٤: أبو حكيم الأزدي
اسمه دينار الأزدي.
١٧٣٥: أبو حكيم الجمحي الخياط
اسمه زيد بن عبد الله.
١٧٣٦: أبو حكيم الدهني
كنية عمار بن أبي معاوية جناب بن عبد الله الدهني وعن مجمع
الرجال للمولى عناية الله انه كنية معاوية بن عمار الدهني وفيه نظر فان
النجاشي قال معاوية بن عمار بن أبي معاوية جناب بن عبد الله الدهني كان
وجها الخ وكان أبوه عمار ثقة وجها يكنى أبا معاوية وأبا القاسم وأبا حكيم
(٣٤٣)

له من الولد القاسم وحكيم ومحمد روى معاوية عن أبي عبد الله ع الخ.
فقوله يكنى راجع إلى أبيه عمار لا إليه نفسه إذ ان اسمه معاوية فكيف يكنى
بأبي معاوية فلم تجر بذلك عادة وقوله روى معاوية دليل على أن الكلام كان
في غيره فأعاده مظهرا لا مضمرا لئلا يتوهم ان الضمير راجع إلى الأقرب
وعليه فيكون أبو حكيم كنية عمار لا ابنه معاوية فإن كان صاحب المجمع
استفاده من كلام النجاشي هذا فارجع الضمير في يكنى إلى معاوية لا إلى
أبيه ففيه ما سمعت وإن كان استفاده من ترجمة معاوية بن حكيم بن
معاوية بن عمار الدهني حيث صرح فيها بان حكيم بن معاوية بن عمار
ففيه انه ليس كل من له ولد يلزم ان يكنى به وإن كان استفاده من أمر آخر
فلم يبينه.
١٧٣٧: أبو حكيم الصيرفي الكوفي
اسمه صهيب.
١٧٣٨: أبو حماد الأزدي الكوفي
اسمه الربيع بن عاصم.
١٧٣٩: أبو حماد الحنفي الكوفي
اسمه المفضل بن سعيد بن صدقة أو المفضل بن صدقة بن سعيد.
١٧٤٠: أبو حماد الكناني الكوفي
اسمه رزيق بن دينار.
١٧٤١: أبو حماد الكوفي القيسي الجعفري
اسمه عطاء بن سالم.
١٧٤٢: السيد أبو الحمد
اسمه مهدي بن نزار الحسيني.
١٧٤٣: أبو الحمراء خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في الإصابة اسمه هلال بن الحارث ويقال ابن ظفر نقله ابن عيسى
في تاريخ حمص وفي أسد الغابة أبو الحمراء مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيل اسمه
هلال بن الحارث ويقال هلال بن ظفر اه وفي تهذيب التهذيب وعن
التقريب نحوه وفي الاستيعاب في باب الكنى: أبو الحمراء قيل اسمه
هلال بن الحارث وقيل هلال بن ظفر وفي باب الكنى أبو الجمل قال عباس
سمعت يحيى بن معين يقول أبو الجمل صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اسمه هلال
ابن الحارث وكان يكون بحمص قال يحيى بن معين رأيت بها غلاما من
ولده وفي باب الأسماء هلال أبو الحمراء وفي باب الأسماء أيضا هلال بن
الحارث أبو الجمل غلبت عليه كنيته ذكرته في الكنى يعد في الشاميين. وفي
الإصابة في باب الأسماء هلال بن الحارث أبو الجمل مشهور بكنيته هكذا
أورده ابن عبد البر ثم أعاده في الكنى ونسبه إلى العباس بن محمد عن ابن
معين وصحفه في الموضعين تصحيفا شنيعا وانما هو أبو الحمراء بفتح المهملة
وسكون الميم بعدها راء ثم ألف وقد تعقبه عليه أصحابه وأتباعهم والأمر
فيه أشهر من ذلك. وفي أسد الغابة وهذا أبو الحمراء هو الذي ذكره أبو
عمر في الجيم فقال أبو الجمل ووهم فيه أقول هذا من ابن عبد البر
غريب مع تبحره وفضله فجعل هلال بن الحارث رجلين أحدهما يكنى أبو
الجمل والآخر أبو الحمراء والعصمة لله وحده.
١٧٤٤: أبو حمران المروزي
اسمه موسى بن إبراهيم.
١٧٤٥: أبو حمزة البطائني
اسمه سالم.
١٧٤٦: أبو حمزة الثمالي
اسمه ثابت بن دينار أبي صفية.
١٧٤٧: أبو حمزة الخادم
اسمه نصر.
١٧٤٨: أبو حمزة الغنوي
ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عن أحدهم ع
وقال روى عنه عبد الله بن الصلت وقال في الفهرست له كتاب أخبرنا ابن
أبي جيد عن محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن أبي طالب
عبد الله بن الصلت عن أبي حمزة وفي المعالم أبو حمزة الغنوي له كتاب.
١٧٤٩: أبو حمزة مولى الرضا ع
ذكره الشيخ في رجاله فقال في باب الكنى من أصحاب الرضا ع
أبو حمزة مولاه.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو حمزة المشترك بين ثقة وغيره ويمكن
استعلام انه الثمالي ثابت بن دينار الثقة بما ذكر في بابه كنية دينار أبو صفية
وأنه الغنوي برواية عبد الله بن الصلت عنه قال وأبو حمزة أيضا مولى
الرضا ع وأبو حمزة الأزدي من أصحاب علي ع وحيث لا تميز
فالوقف اه.
١٧٥٠: أبو حميد المكي
اسمه عمر بن قيس.
١٧٥١: أبو حنش الأزدي
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع.
١٧٥٢: أبو حنة الأنصاري
سر بعنوان أبو حبة بالموحدة ويأتي بعنوان أبو حية بالمثناة التحتية.
١٧٥٣: أبو حنيفة سابق الحاج بالباء الموحدة
اسمه سعيد بن بيان الهمداني.
١٧٥٤: القاضي أبو حنيفة المصري المغربي
اسمه النعمان بن محمد بن منصور بن حبون.
١٧٥٥: أبو الحويرث العبدي
هكذا ذكره المسعودي في مروج الذهب فقال في أخبار التوابين وتأخر
أبو الحويرث العبدي في جابية حامية ظ الناس وفي أخبار التوابين لغير
المسعودي أبو جويرية أو الجويرية بالجيم والهاء ولا شك أنه قد صحف
أحدهما بالآخر كما مر ويأتي عن كتاب نصر حويرثة بن سمي العبدي
والظاهر أنه والد هذا.
١٧٥٦: أبو حيان
في رجال ابن داود بالياء المثناة تحت قال ابن عقدة ثقة اه وفي كنى
(٣٤٤)

الخلاصة أبو حيان وأبو الجحاف قال ابن عقدة انهما ثقتان اه.
١٧٥٧: أبو حيون
في الفهرست في باب من عرف بكنيته ولم أقف له على الاسم: أبو
حيون له كتاب الملاحم أخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن سعد
والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي حيون اه وقال النجاشي في
باب من اشتهر بكنيته: أبو حيون لا يعرف بغير هذا له كتاب في الملاحم
أخبرنا علي بن أحمد عن محمد بن الحسن عن سعد عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي عن أبي حيون بكتابه اه وذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو
عنهم ع فقال أبو حيون روى عنه البرقي أحمد بن أبي
عبد الله اه. وفي المعالم أبو حيون له الملاحم اه.
١٧٥٨: أبو حية الأحمسي الكوفي
اسمه طارق بن شهاب كما يفهم من رجال البرقي ورجال الشيخ
ويأتي فيه بعض الكلام في طارق بن شهاب.
١٧٥٩: أبو حية الأنصاري
مر بعنوان أبو حبة بالموحدة وأبو حنة بالنون.
١٧٦٠: أبو خالد الأزدي الكوفي
اسمه داود بن الهيثم.
١٧٦١: أبو خالد الأزدي الكوفي
اسمه محمد بن مهاجر.
١٧٦٢: أبو خالد الأزرق
اسمه إسماعيل بن سلمان.
١٧٦٣: أبو خالد الأعور
اسمه يزيد الأعور.
١٧٦٤: أبو خالد الأنصاري
اسمه الحارث بن قيس بن خالد بن مخلد الأنصاري.
١٧٦٥: أبو خالد البجلي الدهني
اسمه يعقوب بن قيس.
١٧٦٦: أبو خالد البزاز
اسمه يزيد البزاز.
١٧٦٧: أبو خالد بياع السابري
اسمه القاسم بن سالم الكوفي.
١٧٦٨: أبو خالد الذيال
في الخلاصة في كنى القسم الثاني أبو خالد الذيال بالذال المعجمة
والياء المنقطة تحتها نقطتين مجهول اه وقال الشيخ في رجاله في كنى
أصحاب الكاظم ع مجهول اه وفي التعليقة لا يبعد اتحاده مع أبي
خالد الزبالي الآتي بان يكون صحف الزبالي بالذيال اه وهو قريب جدا
لكونهما معا من أصحاب الكاظم ع وتقارب الحروف فيهما.
١٧٦٩: أبو خالد الزبالي
منسوب إلى زبالة بضم الزاي وفتح الباء الموحدة في معجم البلدان
زبالة بضم أوله منزل معروف بطريق مكة من الكوفة وهي قرية عامرة بها
أسواق بين واقصه والثعلبية وقال أبو عبيد السكوني زبالة بعد القاع من
الكوفة وقبل الشقوق فيها حصن وجامع لبني غاضرة من بني أسد. قالوا
سميت زبالة بزبلها لباء أي ضبطها له وقال ابن الكلبي سميت باسم زبالة
بنت مسعر امرأة من العمالقة نزلتها وقال بعض الاعراب:
ألا هل إلى نجد وماء بقاعها سبيل وأرواح بها عطرات
وهل لي إلى تلك المنازل عودة على مثل تلك الحال قبل مماتي
فاشرب من ماء الزلال وارتوي وارعى مع الغزلان في الفلوات
وألصق أحشائي برمل زبالة وآنس بالظلمان والظبيات.
وفي القاموس: زبالة كسحابة موضع وبالضم موضع وفي تاج
العروس بالضم موضع من ضواحي المدينة قاله الزجاجي وقيل بين بغداد
والمدينة سمي بزبالة بن حباب بن مكرب بن عمليق. وهي منزلة من
مناهل طريق مكة وفي التبصير منزلة بين فيد والكوفة اه أقول أبو خالد
هذا منسوب إلى زبالة التي بطريق مكة لا إلى غيرها لما سيأتي من أنه استقبل
أبا الحسن بالأجفر بضم الفاء وهو كما في المعجم موضع بين فيد والخزيمية
فدل على أنه منسوب إلى زبالة التي بناحية فيد. قال الشيخ في رجاله أبو
خالد الزبالي من أهل زبالة من رجال الكاظم ع ومثله قال ابن داود في
القسم الأول من رجاله قال الميرزا في الرجال الكبير: في الكافي في مولد أبي
الحسن موسى ع ما يدل على حسن عقيدته ومحبته أقول ويدل بعض الأخبار
الآتية انه كان زيديا فصار إماميا اثني عشريا. روى الكليني في باب
مولد الكاظم ع من الكافي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وعلي
ابن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزبالي قال لما
قدم بأبي الحسن موسى ع على المهدي القدمة الأولى نزل زبالة فكنت
أخدمه فرآني مغموما فقال يا أبا خالد ما لي أراك مغموما فقلت وكيف لا
اغتم وأنت تحمل إلى هذا الطاغية ولا أدري ما يحدث فيك فقال لي ليس
علي باس فإذا كان شهر كذا وكذا ويوم كذا فوافني في أول الليل فما كان لي
هم إلا إحصاء الشهور والأيام حتى كان ذلك اليوم فوافيت الميل فما زلت
عنده حتى كادت الشمس ان تغيب ووسوس الشيطان في صدري وتخوفت
ان أشك فيما قال فبينا انا كذلك إذ نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية
العراق فاستقبلتهم فإذا أبو الحسن إمام القطار على بغلة فقال أيها يا أبا خالد
قلت لبيك يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لا تشكن ود الشيطان انك شككت
فقلت الحمد لله الذي خلصك منهم فقال إن لي إليهم عودة لأتخلص
منهم. ورواه الحميري في قرب الإسناد عن أحمد بن محمد عن أبي قتادة
القمي عن أبي خالد الزبالي نحوه. وروى الحميري في الدلائل هذا الخبر
بوجه أبسط فقال دلائل أبي إبراهيم موسى بن جعفر ع روى
أحمد بن محمد عن أبي قتادة القمي عن أبي خالد الزبالي قال قدم علينا أبو
الحسن موسى زبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم في
إشخاصه إليه إلى العراق من المدينة وذلك في مسكنه الأولى فاتيته وسلمت
عليه فسر برؤيتي وأوصاني بشراء حوائج له وتعبيتها عندي فرآني غير منبسط
وأنا مفكر منقبض فقال ما لي أراك منقبضا فقلت وكيف لا وأنت تصير إلى
هذا الطاغية ولا آمن عليك منه فقال يا أبا خالد ليس علي منه باس فإذا
كان في شهر كذا في اليوم الفلاني فانتظرني آخر النهار مع دخول الليل فاني
أوافيك إن شاء الله تعالى قال أبو خالد فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور
(٣٤٥)

والأيام إلى ذلك اليوم الذي وعدني المأتي فيه فخرجت وانتظرته إلى أن
غربت الشمس فلم أر أحدا فداخلني الشك في أمره فبينما أنا كذلك وإذا
بسواد قد أقبل من ناحية العراق فإذا هو على بغلة امام القطار فسلمت عليه
وسررت بمقدمه وتخلصه فقال لي داخلك الشك يا أبا خالد فقلت الحمد لله
الذي خلصك من هذه الطاغية فقال يا أبا خالد إن لهم إلي دعوة لا أتخلص
منها.
وفي المناقب: أبو خالد الزبالي قال نزل أبو الحسن منزلنا في يوم شديد
البرد في سنة مجدبة ونحن لا نقدر على عود نستوقد به فقال يا أبا خالد ائتنا
بحطب نستوقد به قلت والله ما أعرف في هذا الموضع عودا واحدا فقال كلا
يا أبا خالد ترى هذا الفج خذ فيه فإنك تلقى إعرابيا معه حملان حطبا
فاشترهما منه ولا تماكسه فركبت حماري وانطلقت نحو الفج الذي وصف لي
فإذا اعرابي معه حملان حطبا فاشتريتهما منه وأتيته بهما فاستوقدوا منه يومهم
ذلك وأتيته بطرف ما عندنا فطعم منه ثم قال يا أبا خالد أنظر خفاف
الغلمان ونعالهم فاصلحها حتى تقدم عليك في شهر كذا وكذا قال أبو خالد
فكتبت تاريخ ذلك اليوم فركبت حماري اليوم الموعود حتى جئت إلى لزق
ميل ونزلت فيه فإذا أنا براكب يقبل نحو القطار فقصدت إليه فإذا هو يهتف
بي ويقول يا أبا خالد قلت لبيك جعلت فداك قال أ تراك وفيناك بما وعدناك
ثم قال يا أبا خالد ما فعلت بالقبتين اللتين كنا نزلنا فيهما فقلت جعلت
فداك قد هيأتهما لك وانطلقت معه حتى نزل في القبتين اللتين كان نزل فيهما
ثم قال ما حال خفاف الغلمان ونعالهم قلت قد أصلحناها فاتيته بهما فقال يا
أبا خالد سلني حاجتك فقلت جعلت فداك أخبرك بما كنت فيه كنت زيدي
المذهب حتى قدمت علي وسألتني الحطب وذكرت مجيئك في يوم كذا فعلمت
أنك الامام الذي فرض الله طاعته فقال يا أبا خالد من مات لا يعرف إمامه
مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الاسلام. وفي المناقب أيضا أبو خالد
الزبالي وأبو يعقوب الزبالي قال كل واحد منهما استقبلنا أبا الحسن بالأجفر
في القدمة الأولى على المهدي فلما خرج ودعته وبكيت فقال لي ما يبكيك
قلت حملك هؤلاء ولا أدري ما يحدث فقال لا باس علي منه في وجهي هذا
ولا هو بصاحبي واني لراجع إلى الحجاز ومار عليك في هذا الموضع راجعا
فانتظرني في يوم كذا وكذا في وقت كذا فإنك تلقاني راجعا قلت له خير
البشرى لقد خفته عليك قال فلا تخف فترصده في ذلك الوقت في ذلك
الموضع فإذا بالسواد قد أقبل ومناد ينادي من خلفي فاتيته فإذا هو أبو الحسن
على بغلة له فقال لي يا أبا خالد قلت لبيك يا ابن رسول الله الحمد لله الذي
خلصك من أيديهم فقال أما ان لي عودة إليهم لا أتخلص من أيديهم اه.
١٧٧٠: أبو خالد السجستاني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وروى الكشي في
رجاله عن حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا أبو خالد السجستاني انه لما مضى أبو
الحسن ع وقف عليه ثم نظر في نجومه فزعم أنه قد مات فقطع على موته
وخالف أصحابه اه.
١٧٧١: أبو خالد بن عمرو بن خالد الواسطي
قال ابن النديم في الفهرست: قال محمد بن إسحاق: هؤلاء
مشائخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة ذكرتهم على غير ترتيب فمنهم
إلى أن قال: كتاب أبي خالد بن عمرو بن خالد الواسطي وقال الشيخ في
الفهرست بعد ذكر العنوان كما ذكرناه له كتاب ذكره ابن النديم اه
والصواب أبو خالد عمرو بن خالد وكلمة ابن وقعت سهوا من قلم ابن
النديم أو النساخ وتبعه الشيخ كما يأتي في أبي خالد الواسطي وفي عمرو بن
خالد وما مر يدل على وجود ذلك في فهرست ابن النديم وان الشيخ تابعه
عليه فإن كان هناك سهو فاصله من ابن النديم لا من الشيخ.
١٧٧٢: أبو خالد عم الزبير
اسمه حكم أو حكيم بن حزام.
١٧٧٣: أبو خالد الفزاري
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
١٧٧٤: أبو خالد القماط
اسمه يزيد. قال الشيخ في الفهرست أبو خالد القماط له كتاب ثم
قال وقال ابن عقدة اسمه كنكر اه ونسبة الشيخ له إلى ابن عقدة لعله
يدل على توقفه فيه وفي التعليقة قول ابن عقدة اسمه كنكر لعله اشتباه يعني
بلقب أبي خالد الكابلي الآتي قال ويمكن أن يكون الكابلي يقال له القماط
أيضا أو يكون كنكر اسما لغيره أيضا يعني له وللقماط على بعد فيهما اه
وظاهر معالم ابن شهرآشوب ان أبا خالد القماط وأبا خالد الكابلي الآتي
واحد حيث قال أبو خالد القماط الكابلي اسمه كنكر وقيل كفكر اه وفي
نسخة كفكين والظاهر أن كلا منهما تصحيف والصواب كنكر بالنون وفي
رجال ابن داود كنكر أبو خالد القماط وهو الكابلي اه وقد جعل ابن داود
أبا خالد القماط كنية خالد بن زيد فتوهم انه يلقب كنكر وقال الشيخ في
كتاب الرجال في أصحاب الصادق ع خالد بن يزيد يكنى أبا خالد
القماط اه وذكر الكشي في أبي خالد القماط عن حمدويه أنه قال واسم
أبي خالد القماط يزيد اه وفي رجال ابن داود خالد بن يزيد أبو خالد
القماط اه وقول الشيخ يكنى أبا خالد القماط راجع إلى يزيد لا إلى
خالد مع أنه لا معنى لكون خالد بن يزيد يكنى أبا خالد إذ لم يعهد تكنية
الشخص باسمه فكلام الشيخ والكشي متوافق ومنه علم أن أبا خالد
القماط اسمه يزيد وبه صرح النجاشي وغيره في ترجمة يزيد فقال يزيد أبو
خالد القماط وكذا قول ابن داود أبو خالد راجع إلى زيد لا إلى خالد لأنه
حكاية قول غيره وابدال يزيد في كلامه يزيد تصحيف لتفرده به أما ان اسمه
كنكر فالظاهر أنه اشتباه كما قال البهبهاني وكذا اتحاد مع الكابلي وفي رجال
الميرزا الكبير: في رجال الكشي في عبد الرحمن بن ميمون في طريق
صحيح أبو خالد صالح القماط والصواب انه مشترك يرجع فيه إلى القرائن
اه اي بين كنكر وخالد بن يزيد ويزيد صالح القماط وقد عرفت انه لا
اشتراك بين الثلاثة الأول اما صالح القماط فما عزاه عنه إلى الكشي في
عبد الرحمن بن ميمون فغير موجود إذ لا وجود لعبد الرحمن بن ميمون في
رجال الكشي وكانه من سبق القلم والصواب عبد الله بن ميمون لكن
الموجود في النسخة المطبوعة من رجال الكشي في ترجمة عبد الله بن ميمون
أبو خالد فقط وفي رجال الميرزا في النسخة المطبوعة في ترجمة عبد الله بن
ميمون أبو خالد القماط بدون ذكر صالح لكن المنقول عن بعض النسخ
الصحيحة أبو خالد صالح القماط. وفي رجال ابن داود عن النجاشي
صالح أبو خالد القماط لكن الذي في كتاب النجاشي في جميع النسخ
صالح بن خالد القماط والذي نقله ابن داود تفرد به وهو غير ضابط بل
كتاب رجاله معروف بعدم الضبط قال الميرزا الظاهر أن صالح القماط هو
(٣٤٦)

أبو خالد القماط وان الأمر كما قاله ابن داود اه أقول بل الظاهر خلافه
وان صالح القماط هو ابن خالد بن يزيد كما استظهره المحقق البهبهاني في
التعليقة أو صالح بن سعيد أبو سعيد القماط فبأن ان الاشتراك أيضا بين
يزيد القماط وصالح القماط غير متحقق بل الظاهر عدمه فان صالح
القماط يكنى أبا سعيد لا أبا خالد.
١٧٧٥: أبو خالد الكابلي
أصغر وأكبر كلاهما اسمه وردان والأكبر لقبه كنكر قال الشيخ في
رجاله في رجال علي بن الحسين ع كنكر يكنى أبا خالد الكابلي
وقيل اسمه وردان وفي رجال الباقر وردان أبو خالد الكابلي الأصغر روى
عنه وعن أبي عبد الله ع والكبير اسمه كنكر وفي رجال الصادق
ع وردان أبو خالد الكابلي الأصغر روى عنهما والأكبر كنكر اه وفي
الخلاصة وردان أبو خالد الكابلي ولقبه كنكر ثم حكى عن الفضل بن
شاذان ان أبا خالد الكابلي اسمه وردان ولقبه كنكر اه وفي رجال ابن
داود وردان أبو خالد الكابلي الأصغر والأكبر كنكر بالنون والراء المهملة
ورايته بخط الشيخ أبي جعفر رحمه الله وقال بعض الأصحاب وردان أبو
خالد الكابلي ولقبه كنكر والحق الأول وقد تقدم في باب الكاف في رجال
الباقر والصادق ع اه وفيه أيضا كنكر أبو خالد القماط وهو
الكابلي اه ومر انه جعل أبا خالد القماط كنية خالد بن زيد فتوهم انه
يلقب كنكر وأراد ببعض الأصحاب العلامة في الخلاصة فهو قد جعل
وردان اسما للأصغر وكنكر اسما للأكبر وعرض بالعلامة في جعلهما اسما
لرجل واحد والصواب ما ذكرناه من أن كلا منهما يسمى وردان وان كنكر
لقب الأكبر دون الأصغر وبذلك يندفع اعتراض ابن داود عن العلامة فإنه
جعل الأكبر الذي هو من أصحاب علي بن الحسين ع اسمه وردان
وكنكر والثاني لقب واطلاق الاسم على اللقب شائع والى هذا الجواب أشار
الميرزا بقوله في الرجال الكبير بعد نقل كلام ابن داود: وكانه تعريض بما في
الخلاصة وهو غير وارد فإنه ذكر الأول كما لا يخفى فلا تغفل اه وقال في
الوسيط نقلا عن الخلاصة وردان أبو خالد الكابلي ولقبه كنكر روى الكشي
انه من حواري علي بن الحسين ع وقال الفضل بن شاذان لم
يكن في زمن علي بن الحسين في أمره الا خمسة نفر وعد منهم أبا خالد
الكابلي واسمه وردان ولقبه كنكر ثم قال وردان أبو خالد الكابلي الأصغر
والأكبر اسمه كنكر ثم نقل كلام ابن داود وقال وكانه تعريض بما تقدم عن
الخلاصة الا أنه قال ذلك عن الكبير اه فترجم لهما ترجمتين وذكر ان
المسمى بوردان الملقب بكنكر هو الأكبر الذي هو من حواري علي بن
الحسين وذكر في الأصغر ان اسمه وردان ولم يذكر تلقيبه بكنكر بل قال إن
ذلك لقب الأكبر وذكر ابن داود أيضا أبو خلاد الكابلي وقال إنه من أصحاب
علي بن الحسين وحكى عن الكشي انه كان كيسانيا ورجع على يده اه
ولا يخفى انه أبو خالد الكابلي لا أبو خلاد وهو الأكبر الذي كان من
أصحاب علي بن الحسين فهذه جملة أغلاط في رجال ابن داود من جملة
الأغلاط الكثيرة التي قالوا أنها فيه.
١٧٧٦: أبو خالد الكناسي
اسمه يزيد الكناسي ويمكن اتحاده مع أبي خالد القماط للاتحاد في
الاسم والكنية والمروي عنه ومر بريد الكناسي بالباء الموحدة والراء ويمكن
اتحاده مع هذا لتقارب الحروف فصحف أحدهما بالآخر واتحاد النسبة واتحاد
الطبقة.
١٧٧٧: أبو خالد الكوفي
عده الشيخ في رجال من أصحاب الرضا ع.
١٧٧٨: أبو خالد الكوفي
اسمه يحيى بن يزيد.
١٧٧٩: أبو خالد مولى علي بن يقطين
في رجال الميرزا الكبير: روى عنه عن أبي الحسن ع أنه قال ليس
على المفرد الحج طواف النساء وهو يخالف اجماعنا فكانه كان مخالفا أو
ضعيف العقل سفيها اه واقتصر في تلخيصه على قوله وهو خلاف
الاجماع فتأمل اه وغير بعيد حمله على التقية.
١٧٨٠: أبو خالد الواسطي
اسمه عمرو بن خالد وما في الفهرست من قوله أبو خالد بن
عمرو بن خالد الواسطي سهو كما مر وفي المعالم في نسخة أبو خالد عمرو بن
خالد الواسطي وفي نسخة أبو خالد بن عمرو بن خالد الواسطي والصواب
الأول.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو خالد المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه القماط الثقة المسمى بيزيد بما ذكره في بابه وفي بعض الأخبار
صفوان بن يحيى عن أبي خالد صالح القماط والظاهر أنه هو مع
احتمال غيره والترجيح بالقرائن وانه مولى علي بن يقطين بروايته عن أبي
الحسن ع بواسطة علي بن يقطين وحيث لا تميز فالوقف قال الميرزا محمد
رحمه الله والصواب أن أبا خالد مشترك رجع فيه إلى القرائن اه ومن هنا
حكم الشيخ البهائي والسيد محمد بصحة روايته وبقي أبو خالد الذيال
المجهول ولم يذكره شيخنا وأبو خالد الزبالي من أهل زبالة من أصحاب
الكاظم ع وفي الكافي في مولد الكاظم ع ما يدل على عقيدته ومحبته
ولم يذكره شيخنا وأبو خالد السجستاني من أصحاب الرضا ع يعرف
برواية محمد بن عثمان عنه ولم يذكره شيخنا وقف على الكاظم ع ثم قطع بموته وأبو خالد عمرو بن خالد الواسطي البتري العامي الا ان له ميلا
ومحبة شديدة ويعرف بما في بابه ولم يذكره شيخنا هنا وأبو خالد الكابلي صغير
وكبير والكبير اسمه وردان ولقبه كنكر وتحقيقه في وردان ولم يذكره شيخنا
وأبو خالد الكوفي من أصحاب الرضا ع ولم يذكره أيضا اه.
١٧٨١: أبو خداش المهري بصري
اسمه عبد الله بن خداش.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو خداش ولم يذكره شيخنا مشترك
بين حيان بن زيد وثقه ابن حجر في التقريب وقال أخطأ من زعم أن له
صحبة وبين عبد الله بن خداش المهري البصري من أصحاب الجواد ع
ويعرف بما ذكر في بابه اه.
١٧٨٢: أبو خديج الجعفي
اسمه خيثمة بن الرجيل بن معاوية.
(٣٤٧)

١٧٨٣: أبو خديجة
اسمه سالم بن مكرم.
١٧٨٤: أبو خديجة الرواجني الكوفي
اسمه سالم بن سلمة.
١٧٨٥: أبو الخزرج
كنية الحسن بن الزبرقان وأخيه الحسين بن الزبرقان.
١٧٨٦: أبو الخزرج النهدي
اسمه طلحة بن زيد النهدي.
١٧٨٧: أبو الخضيب بن سليمان
من أصحاب الباقر ع.
وقع في سند أدعية السر التي يرويها السيد فضل الله الراوندي بسنده
إلى محمد بن إبراهيم الأصبحي قال حدثني أبو الخضيب بن سليمان أخبرني
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه
عن علي ع.
١٧٨٨: أبو الخزرج الأنصاري
روى الكليني في الكافي في باب كفاية العيال والتوسيع عليهم من
أبواب الصدقة عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي
الخزرج الأنصاري عن علي بن غراب عن أبي عبد الله ع.
١٧٨٩: تقي الدين أبو الخير الفارسي
اسمه محمد بن محمد الفارسي.
١٧٩٠: أبو الخطاب
اسمه محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي البراد الأجدع الغالي الملعون
ويكنى أيضا أبا زينب وأبا إسماعيل وأبا الظبيان وقال أبو جعفر بن بابويه
اسم أبي الخطاب زيد وفي النقد أبو الخطاب كنية لمحمد بن مقلاص وراشد
المنقري وزحر بن النعمان وفي الأول أشهر.
١٧٩١: أبو الخطاب الأسدي الكوفي
اسمه زحر بن النعمان.
١٧٩٢: أبو الخطاب المنقري
اسمه راشد.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الخطاب ولم يذكره شيخنا مشترك
بين مجهول هو زحر بن النعمان الأسدي من أصحاب الصادق ع
وملعون هو محمد بن مقلاص ويقال له محمد بن أبي زينب.
١٧٩٣: أو خلاد
في النقد كنية لمعمر بن خلاد وعمرو بن حريث والحكم بن حكيم وفي
الأول أشهر اه.
١٧٩٤: أبو خلاد البغدادي
اسمه معمر بن خلاد بن أبي خلاد.
١٧٩٥: أبو خلاد الصيرفي
اسمه الحكم بن حكيم.
١٧٩٦: أبو خلاد الكوفي
اسمه عمرو بن حريث.
١٧٩٧: أبو خلف العجلي
عده الشيخ في رجاله في باب الكنى من أصحاب العسكري وقال:
روى عنه علي بن الحسين بن بابويه عن أبي محمد الحسن بن علي
ع.
١٧٩٨: أبو خليفة الطائي
في تاريخ بغداد للخطيب: سمع علي بن أبي طالب وورد المدائن
وحضر قتال أهل النهر ثم روى بسنده عن أبي خليفة الطائي قال لما رجعنا
من النهروان لقينا قبل ان ننتهي إلى المدائن أبا العيزار الطائي، فقال لعدي
يا أبا طريف أ غانم سالم أم ظالم آثم قال بل غانم سالم قال إذن إليك فقال
الأسود بن يزيد والأسود بن قيس المراديان وكانا مع عدي ما أخرج هذا
الكلام منك الأشر وإنا لنعرفك برأي القوم فاخذاه فاتيا به عليا فقالا إن
هذا يرى رأي الخوارج، وقد قال كذا وكذا لعدي قال فما أصنع به قالا
تقتله قال أقتل من لا يخرج علي قالا فتحسه قال وليست له جناية أحبسه
عليها خليا سبيل الرجل اه.
١٧٩٩: القاضي أبو خليفة الجمحي
اسمه الفضل بن حباب الجمحي ويعرف بأبي خليفة ويكون في سند
الاخبار بعد أبي الحسين ويروي عنه الشيخ الطوسي بواسطتين.
١٨٠٠: أبو الخليل
عده الشيخ في رجاله في باب الكنى من أصحاب علي ع ولا يبعد
كونه أبو الخليل عبد الله بن خليل الحضرمي الكوفي الآتي.
١٨٠١: أبو الخليل الأسدي الكوفي
اسمه بدر بن الخليل.
١٨٠٢: أبو الخليل الحضرمي الكوفي
قال ابن حجر في التقريب وتهذيب التهذيب اسمه عبد الله بن خليل
ويروي عن علي ومن هنا استظهر الميرزا في رجاله أنه هو المذكور في رجال
الشيخ المتقدم وهو غير بعيد كما مر والتفصيل في الأسماء.
١٨٠٣: الشيخ أبو خليل ابن الحاج سليمان الزين العاملي
اشتهر بكنيته واسمه الحسين.
١٨٠٤: أبو خميصة
عده الشيخ في رجاله في باب الكنى من أصحاب علي ع.
١٨٠٥: أبو خيبة الضبي
اسمه محمد بن خالد.
١٨٠٦: أبو خيثمة
اسمه عبد الرحمن.
١٨٠٧: أبو خيثمة الجعفي
اسمه زهير بن معاوية.
(٣٤٨)

١٨٠٨: أبو الخير الأسدي
اسمه بركة بن محمد بن بركة الأسدي.
١٨٠٩: أبو الخير الرازي
اسمه صالح بن أبي حماد الرازي.
١٨١٠: السيد أبو الخير العلوي الحسيني
اسمه الداعي بن الرضا بن محمد.
١٨١١: أبو الخير الموصلي الحراني
اسمه سلامة بن دكا.
١٨١٢: أبو الخير النيسابوري
اسمه حمدان بن سليمان.
١٨١٣: أبو داود
عده الشيخ في رجاله في الكنى من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال الميرزا
في رجاله تقدم روايته عن عبيد الله بن أبي عبد الله الجدلي وأشار بذلك إلى
ما أورده الكشي في رجاله بقوله في أبي عبد الله الجدلي وأبي داود حدثنا
محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال حدثنا العباس بن
عامر وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان الأحمر عن
عبد الرحمن بن سيابة عن أبي داود عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على
أمير المؤمنين ع الحديث.
١٨١٤: أبو داود
كنية يوسف بن إبراهيم.
١٨١٥: أبو داود الحمار الكوفي
اسمه سليمان بن عبد الرحمن.
١٨١٦: أبو داود السبيعي
اسمه نفيع بن الحارث.
١٨١٧: أبو داود الكوفي النخعي
اسمه سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب النخعي.
١٨١٨: أبو داود المسترق ويقال المنشد
اسمه سليمان بن سفيان بن السمط وفي النقد جعل أبو داود كنية
لستة أحدهم هذا وقال إنه فيه أشهر والخمسة ذكروا فيما مر ويأتي.
١٨١٩: أبو داود النخعي
اسمه سليمان بن هارون.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو داود ولم يذكره شيخنا مشترك بين
الراوي عن عبيد الله بن أبي عبد الله الجدلي وبين سليمان بن سفيان المسترق
المنشد قال الميرزا وقد روى محمد بن يعقوب عن أبي داود عن الحسين بن
سعيد وليس بالمسترق والى الآن لم يتبين لي من هو فتدبر اه.
١٨٢٠: أبو دجانة الأنصاري
اسمه سماك بن خرشة أو سمال باللام كما عن القاموس.
١٨٢١: أبو دعامة
من أصحاب الهادي ع غير مذكور في الرجال ولا نعلم من حاله
شيئا سوى ما رواه عنه المسعودي في مروج الذهب قال حدثني محمد بن
الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة سراي غسان قال حدثني أبو دعامة
قال أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى عائدا في علته التي كانت وفاته
منها فلما هممت بالانصراف قال يا أبا دعامة قد وجب حقك أ فلا أحدثك
بحديث تسر به قال فقلت له ما أحوجني إلى ذلك يا ابن رسول الله قال
حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن موسى قال حدثني أبي
موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي
قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني
أبي علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اكتب قال: قلت وما أكتب
قال لي اكتب بسم الله الرحمن الرحيم الايمان ما وقرته القلوب وصدقته
الأعمال والاسلام ما جرى به اللسان وحلت به المناكحة. قال أبو دعامة
فقلت يا ابن رسول ما أدري والله أيهما أحسن الحديث أم الاسناد فقال إنها
لصحيفة بخط علي بن أبي طالب باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتوارثها صاغرا عن
كابر.
١٨٢٢: الأمير أبو دلف بن مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه
لم نعرف اسمه ولا من أحواله شيئا سوى ما ذكره ابن الأثير من أن
يمين الدولة محمود بن سبكتكين سير جيشا إلى الري فقبضوا على مجد الدولة
وعلى أبي دلف ولده انتهى.
١٨٢٣: أبو دلف العجلي
اسمه القاسم بن عيسى بن إدريس.
١٨٢٤: أبو دلف الكاتب
اسمه محمد بن المظفر ويقال أبو دلف المجنون الأزدي.
١٨٢٥: أبو الدنيا المعمر المغربي
اسمه علي بن عثمان.
١٨٢٦: أبو دهبل الجمحي
اسمه وهب بن زمعة.
١٨٢٧: أبو الديلم
عن جامع الرواة عن أواخر باب الذبائح والأطعمة من التهذيب
رواية إسحاق بن عمار عنه عن أبي عبد الله ع.
١٨٢٨: أبو ذر
كنية لأحمد بن أبي سورة محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي.
١٨٢٩: أبو ذر الجهني الكوفي
اسمه عمار الجهني.
١٨٣٠: أبو ذر بن خليل بن الغازي القزويني واسمه كنيته
توفي في حياة والده سنة ١٠٨٤.
في أمل الآمل: الحكيم مولانا أبو ذر بن الخليل القزويني فاضل عالم
معاصر اه وفي رياض العلماء في ترجمة والده كان عالما فاضلا اه.
١٨٣١: أبو ذر الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اسمه جندب بن جنادة وقيل برير.
(٣٤٩)

١٨٣٢: أبو ذكوان
اسمه القاسم بن إسماعيل.
١٨٣٣: أبو راشتة المتطبب
ذكره الشيخ في رجاله في الكنى في أصحاب الهادي ع وفي رجال
الميرزا قال وفي نسخة ابن راشة.
١٨٣٤: أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اسمه إبراهيم وقيل أسلم وقيل غير ذلك أسماء كثيرة ذكرت في
إبراهيم أبو رافع.
١٨٣٥: أبو رافع السلمي
اسمه بسر بن شريك السلمي.
١٨٣٦: أبو الربيع بن أبي العاص بن ربيعة صهر رسول صلى الله عليه وآله وسلم وسلف أمير
المؤمنين ع
يفهم تكنيته بأبي الربيع مما ذكره الكشي في ترجمة محمد بن أبي بكر
فإنه روى عن الصادق ع انه كان مع أمير المؤمنين ع من قريش
خمسة نفر وعدهم إلى أن قال والخامس سلف أمير المؤمنين ع ابن أبي
العاص بن ربيعة وهو صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو الربيع اه وبناء على ذلك ذكره
الميرزا وغيره في باب الكنى بعنوان أبو الربيع بن أبي العاص كما ذكرناه ولكن
المذكور في الاستيعاب والإصابة وأسد الغابة وغيرها ان كنيته أبو العاص
ابن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس وكذا في شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد وسماه ابن سعد في الطبقات في غزوة بدر أبو العاص بن الربيع
وما ذكره الكشي من تكنيته بأبي الربيع شئ انفرد به فالظاهر وقوع سهو
منه أو من النساخ فصحف ابن ربيع بابو الربيع والجماعة في هذه الأمور
اضبط من أصحابنا وأتقن وقد قيل إن في رجال الكشي أغلاطا ولعل هذا
منها.
١٨٣٧: أبو الربيع الأقطع الهلالي البجلي
اسمه سليمان بن خالد.
١٨٣٨: أبو الربيع البصري السمان
اسمه أشعث بن سعيد.
١٨٣٩: أبو الربيع الشامي
اسمه خليل ويقال خليد وقد يقال خالد بن اوفى.
١٨٤٠: أبو الربيع القزاز
في التعليقة عنه ابن أبي عمير في الصحيح.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الربيع مشترك بين خالد بن أوفى
أو خليد الشامي العنزي ويعرف برواية عبد الله بن مسكان عنه ورواية
خالد بن جرير عنه وبين سلف أمير المؤمنين ع ابن أبي العاص بن ربيعة
صهر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان مع علي ع ومن أصحابه وحيث لا تميز فالأمر
واحد.
١٨٤١: أبو رجاء
اسمه المنذر والد زياد بن المنذر.
١٨٤٢: أبو رجاء العطاردي المصري
في الاستيعاب اسمه عمران اختلف في اسم أبيه فقيل عمران بن تميم
وقيل عمران بن ملحان وقيل عمران بن عبد الله وفي الإصابة ويقال اسم
أبي رجاء عطارد.
١٨٤٣: أبو رجاء الكوفي
اسمه محمد بن الوليد بن عمارة.
١٨٤٤: أبو رجاء المصري
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى.
١٨٤٥: أبو رزين
كنية سليمان مولى الحسين ع الذي كتب معه إلى أهل البصرة.
١٨٤٦: أبو رزين الأسدي
اسمه مسعود بن مالك.
١٨٤٧: أبو رزين عن علي ع
قال ابن حجر في التقريب صوابه زرير بزاي وراء ومثناة تحتية وراء
ويأتي.
١٨٤٨: أبو رشيد
إحدى كنى نوف البكالي صاحب أمير المؤمنين ع.
١٨٤٩: السيد أبو الرضا الحسني الحسيني الراوندي
اسمه السيد فضل الله بن الحسين بن علي الراوندي.
١٨٥٠: أبو الرضا الحضرمي
اسمه عبد الله بن يحيى الحضرمي ووقع في رجال الشيخ أيضا أبو
الرضا عبد الله بن بحر الحضرمي ولكن بحر تصحيف يحيى فهما واحد
١٨٥١: أبو رفاعة العدوي
اسمه تميم بن أسيد.
١٨٥٢: أبو رفاعة الكوفي الخشاب
اسمه حجاج بن رفاعة وقيل كنيته أبو علي.
١٨٥٣: أبو الرقعمق
اسمه أحمد بن محمد الأنطاكي.
١٨٥٤: أبو رقية
كنية تميم بن أوس بن خارجة الداري.
١٨٥٥: أبو رملة الأنصاري
اسمه عامر بن ملة.
١٨٥٦: أبو الرميح الخزاعي
اسمه عمر بن مالك بن حنظلة.
١٨٥٧: أبو رهم الأشعري
اسمه محمد بن قيس.
١٨٥٨: أبو روح
اسمه فرج بن قرة.
(٣٥٠)

١٨٥٩: أبو روق الهمداني الكوفي
اسمه عطية بن الحارث.
١٨٦٠: أبو رويم الأنصاري
في الخلاصة: قال علي بن أحمد العقيقي انه ضعيف الأمر.
١٨٦١: أبو رويم الشيباني الكوفي
اسمه طلاب بن حوشب.
١٨٦٢: أبو الريحان البيروني
اسمه محمد بن أحمد وما يوجد في روضات الجنات وتأليف بعض
المعاصرين ويحكى عن رياض العلماء من تسميته بأحمد بن محمد اشتباه.
١٨٦٣: أبو زبيد الطائي
قال في يوم صفين يمدح عليا ع ويذكر بأسه من أبيات ذكره نصر
في كتاب صفين:
ان عليا ساد بالتكرم * والحلم عند غاية التحلم
هداه ربي للصراط الأقوم * بأخذه الحل وترك المحرم
كالليث عنده الليوث الضيغم * يرضعن أشبالا ولما تفطم
فهو يحمي غيره ويحتمي * عبل الذراعين كريه الشدقم
ليث الليوث في الصدام مصدم * وكهمس الليل مصك ملدم
ذو جبهة غرا وأنف أختم * يكنى من الناس أبا محطم
إذا رأته الأسد لم ترمرم * من هيبة الموت ولم تحمحم
عند العراك كالفنيق المعلم * يفري الكمي بالسلاح المعلم
ترى من الفرس به نضح الدم * بالنحر والشدقين لون العندم
إذا الأسود أحجمت لم يحجم * إذا يناجي النفس قالت صمم
١٨٦٤: أبو زبيد الكوفي
اسمه الربيع.
١٨٦٥: أبو الزبير المكي
اسمه محمد بن مسلم.
١٨٦٦: أبو زرعة الفارسي
في معالم العلماء له الرد على الأحدب المعتزلي فيما ذهب إليه من إبطال
النص اه.
١٨٦٧: أبو زرير الغافقي المصري
اسمه عبد الله بن زرير وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب ومحكي
التقريب أبو رزين عن علي وعنه أبو الخير صوابه أبو زرير وهو عبد الله بن
زرير.
١٨٦٨: أبو الزعلى
روى الكليني في أواخر أصول الكافي في باب من تجب مصادقته
ومصاحبته عن ثابت بن أبي صخر عن أبي الزعلى عن أمير المؤمنين ع.
هكذا رسم الزعلى بالزاي والعين المهملة واللام والألف المقصورة ولا يمكن
الاعتماد على صحة النسخة ولا نعمل عنه غير ذلك.
١٨٦٩: أبو زكريا
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٨٧٠: أبو زكريا الأعور
قال الشيخ في رجاله ثقة من أصحاب الكاظم ع روى عنه علي
ابن رباط اه وفي المشتركات عنه علي بن رباط ومحمد بن عيسى بن عبيد
كما في مشيخة الفقيه.
١٨٧١: أبو زكريا التميمي الكوفي
اسمه يحيى بن المساور.
١٨٧٢: أبو زكريا الحمداني
اسمه محمد بن سليمان.
١٨٧٣: أبو زكريا القطان
اسمه يحيى بن سعد.
١٨٧٤: أبو زكريا الذي حدث عنه خالد بن عيسى العكلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٨٧٥: أبو زكريا الكوفي
اسمه يحيى بن يعلي الأسلمي القطواني.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو زكريا المشترك بين ثقة وغيره.
ويعرف انه الأعور الثقة برواية علي بن رباط عنه من أصحاب الكاظم ع
وحيث لا تميز فالوقف اه.
١٨٧٦: أبو الزناد
اسمه عبد الله بن ذكوان.
١٨٧٧: أبو زنيبة
اسمه محمد بن سليمان بن مسلم وزنيبة بالزاي المضمومة والنون
المفتوحة والمثناة التحتية الساكنة والموحدة والهاء مصغر زنبة في القاموس زنب
كفرح سمن وبه سميت المرأة زينب وزنبة امرأة وأبو زنيبة كجهينة من كناهم
اه وأنشد في تاج العروس:
نكدت أبا زنيبة إذ سألنا بحاجتنا ولم ينكد صباب
قال وقد يرخم على الاضطرار قال:
فجنبت الجيوش أبا زنيب وجاد على منازلك السحاب
١٨٧٨: أبو زهير النهدي
روى الشيخ في التهذيب في باب كيفية الصلاة عن محمد بن يحيى عنه
عن آدم بن إسحاق.
١٨٧٩: أبو زياد الغنوي
اسمه زحر بن مالك.
١٨٨٠: أبو زياد المازني النجاري
اسمه الحارث بن الربيع.
١٨٨١: أبو زيد
اسمه ثابت بن زيد.
١٨٨٢: أبو زيد الأنصاري
اسمه عمرو بن أخطب.
(٣٥١)

١٨٨٣: أبو زيد البصري الأحول
اسمه بكر بن عيسى.
١٨٨٤: أبو زيد التميمي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المتكلفين.
١٨٨٥: أبو زيد الخيواني الهمداني
اسمه عمارة بن زيد.
١٨٨٦: أبو زيد الرطاب
قال الشيخ في الفهرست له كتاب الدلائل أخبرنا أحمد بن عبدون عن
ابن الزبير عن علي بن الحسن عن أبي زيد الرطاب عن الحسن بن سماعة
وفي المعالم أبو زيد الرطاب له كتاب.
١٨٨٧: أبو زيد العبسي الكوفي
اسمه سعيد بن حكيم.
١٨٨٨: السيد أبو زيد بن الكيابكي الكحي الجرجاني
اسمه السيد عبد الله بن علي كيابكي بن عبد الله بن عيسى بن
زيد بن علي الحسيني الكحي الجرجاني.
١٨٨٩: أبو زيد المكي
قال الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع مجهول.
١٨٩٠: أبو زيد مولى عمرو بن حريث
قال الشيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين ع شهد معه.
١٨٩١: أبو زيد الهمداني الكوفي
اسمه مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني الخيواني الكوفي.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو زيد المشترك بين جماعة لاحظ لهم
في التوثيق أحدهم الأنصاري عمر بن أخطب الصحابي ولم يذكره شيخنا
والثاني الرطاب ويعرف برواية علي بن الحسن بن فضال عنه والثالث
المكي من أصحاب الرضا ع ولم يذكره شيخنا والرابع مولى عمرو بن
حريث من رجال علي ع وحيث لا تميز فالأمر واحد اه.
١٨٩٢: أبو زينب
اسمه مقلاص والد أبي الخطاب المعروف.
١٨٩٣: أبو زينب بن عروة
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد بن أبي
الصيد الأسدي عن الصلت بن زهير النهدي عن عبد الرحمن بن مخنف الأزدي
قال قتل أبو زينب بن عروة فقتلت صاحبه.
١٨٩٤: أبو زينب بن عوف
قتل مع علي ع في صفين.
لم نعرف اسمه وفاتنا ذكره في الكنى. قال نصر بن مزاحم في كتاب
صفين: حدثنا عمر بن سعد عن الحارث بن حصين قال دخل أبو زينب بن
عوف على علي ع وذلك لما أراد الخروج إلى صفين فقال يا أمير
المؤمنين ان كنا على الحق لأنت أهدانا سبيلا وأعظمنا في الخير نصيبا ولئن
كنا على ضلال انك لأثقلنا ظهرا وأعظمنا وزرا قد أمرتنا بالمسير إلى هذا العدو وقد قطعنا ما بيننا وبينهم من الولاية وأظهرنا لهم العداوة نريد بذلك
ما يعلمه الله تعالى من طاعتك أ ليس الذي نحن عليه هو الحق المبين والذي
عليه عدونا هو الحوب الكبير. فقال ع بلى شهدت أنك ان مضيت معنا
ناصرا لدعوتنا صحيح النية في نصرنا قد قطعت منهم الولاية وأظهرت لهم
العداوة كما زعمت فإنك ولي الله تسبح في رضوانه وتركض في طاعته فابشر
أبا زينب. وقال له عمار بن ياسر أثبت أبا زينب ولا تشك في الأحزاب
أعداء الله ورسوله فقال أبو زينب ما أحب ان لي شاهدين من هذه الأمة
شهدا لي عما سالت من هذا الأمر الذي أهمني مكانكما انتهى وهذا الخبر
يدل على شك كان منه فزال وكفاه فضلا شهادته مع علي ع.
١٨٩٥: أبو السائب
كنية عثمان بن مظعون الصحابي.
١٨٩٦: أبو سارة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.
١٨٩٧: أبو سارة امام مسجد بني هلال
روى الكليني في باب المستضعف من الكافي عن علي بن حبيب
الخثعمي عنه عن أبي عبد الله ع وله عدة روايات عن أبي عبد الله ع
أشار إليها في جامع الرواة.
١٨٩٨: أبو سارة عن هند السراج
روى الشيخ في مكاسب التهذيب عن أبي سارة عن هند السراج.
١٨٩٩: أبو سارة الغزال
روى الكليني في باب الورع من الكافي عن حنان بن سدير عنه عن
أبي جعفر ع.
١٩٠٠: أبو ساسان
كنية الحضين بن المنذر الرقاشي.
١٩٠١: أبو ساسان التميمي
كنية هشام بن السري.
١٩٠٢: أبو ساسان الأنصاري
في ترجمة سلمان من رواية الكشي بسنده عن الصادق ع أنها
فتحت على الضلال الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان وعمار وشتيرة وأبو عميرة
فصاروا سبعة وبسنده عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله ع انقلب الناس
الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد فقال أبو عبد الله ع فأين أبو ساسان
وأبو عمرة الأنصاري وبسنده عن الباقر ع انقلب الناس الا ثلاثة نفر
سلمان وأبو ذر والمقداد قلت فعمار قال حاص حيصة ثم رجع ثم أناب
الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الأنصاري وفي نسخة أبا ساسان
الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة فكانوا سبعة فلم يكن يعرف حق أمير
المؤمنين ع الا هؤلاء السبعة. وأنت ترى أنه في الروايتين الأوليين سماه
أبا ساسان وفي الأخيرة على بعض النسخ أبا سنان وفي الخلاصة تارة سماه
أبا ساسان وأخرى أبا سنان ولا ريب أنه صحف أحدهما بالآخر.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو ساسان مشترك بين رجلين
(٣٥٢)

أحدهما هشام بن السري الكوفي ويعرف برواية محمد بن أبي حمزة عنه
وبروايته هو عن أبي عبد الله ع والثاني حضين بن المنذر الرقاشي
المدوح صاحب راية علي ع اه.
١٩٠٣: أبو سالم
اسمه طالب بن هارون.
١٩٠٤: أبو سجاح الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وفي النقد في بعض
النسخ أبو شحاج.
١٩٠٥: أبو سخيلة
اسمه عاصم بن طريف.
١٩٠٦: أبو السرايا
اسمه السري بن منصور.
١٩٠٧: أبو سريحة بوزن عظيمة
اسمه حذيفة بن أسيد وقد يوجد أبو سرعة وهو تصحيف.
١٩٠٨: أبو السعادات ابن الشجري
اسمه هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة.
١٩٠٩: أبو السعادات الأصفهاني
اسمه أسعد بن عبد القاهر.
١٩١٠: أبو السعادات الجبيلي البغدادي التاجر
توفي يوم الاثنين ٧ جمادى الأولى سنة ٦٠١ ودفن في المشهد العلوي
بوصية منه.
الجبيلي قيل نسبة إلى جبيل وكانت غربي الكوفة عامرة في عهد بني
العباس انتهى ولم نجد لها ذكرا في معجم البلدان ولا في انساب السمعاني
نعم في أنساب السمعاني جبيل بطن من قضاعة فيمكن كونه منسوبا إليه
ويمكن كونه منسوبا إلى جبل بضم الجيم وفتح الباء الموحدة المشددة، في
أنساب السمعاني بلدة على دجلة بين بغداد وواسط، وفي معجم البلدان
بلدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي كانت مدينة وهي الآن قرية
كبيرة انتهى وتكون الياء من زيادة النساخ.
عن تاريخ ابن الساعي في وفيات سنة ٦٠١ فيها توفي أبو السعادات
الجبيلي التاجر البغدادي ودفن في مشهد علي ع بوصية منه. وكان تاجرا
يسكن باب العامة وهو محلة ببغداد من الجانب الشرقي وكان من أعيان
التجار مشهور التشيع.
١٩١١: أبو السعادات العطاردي
اسمه أحمد بن محمد بن غالب.
١٩١٢: الشيخ أبو سعد بن الحسن الصلتي
اسمه محمد بن الحسين بن الصلت.
١٩١٣: الشيخ أبو سعد بن ظاهر
اسمه يحيى بن ظاهر بن الحسين.
١٩١٤: أبو سعيد
قال الشيخ في الفهرست أبو سعيد له كتاب الطهارة أخبرنا به جماعة
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه وذكره في
كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع فقال أبو سعيد روى عنه
أحمد بن محمد بن عيسى اه وذكر الشيخ له في الفهرست دليل تشيعه لأنه
موضوع لمؤلفي الامامية ورواية جماعة كتابه تشير إلى القبول مضافا إلى رواية
أحمد بن محمد بن عيسى عنه مع ما عرف من طريقته وسلوكه مع من يروي
عن الضعفاء فهو من الحسان وفي المعالم أبو سعيد له الطهارة.
١٩١٥: أبو سعيد
كنية المسيب بن حزن.
١٩١٦: أبو سعيد
كنية منصور بن يونس.
١٩١٧: الحكيم أبو سعيد بن إبراهيم المتطبب
كان عالما بالطب مؤلفا فيه له كتاب الألواح في أنواع الأدوية
للأمراض الخاصة وهو ١٤٩ لوحا استخرجها من كتابه الكبير الموسوم بكنز
الحكماء.
١٩١٨: أبو سعيد الأحول
روى الشيخ في باب تفصيل أحكام النكاح عن القاسم بن محمد
الجوهري عن أبي سعيد الأحول عن أبي عبد الله ع ولكن الكليني في
الكافي رواها عن القاسم بن محمد الجوهري عن أبي سعيد الأحول عن أبي
عبد الله ع فكان لفظة عن سقطت من رواية التهذيب لا سيما مع كون
الكليني أضبط.
١٩١٩: أبو سعيد الأدمي
اسمه سهل بن زياد.
١٩٢٠: أبو سعيد الإصطخري
اسمه عبد الحميد.
١٩٢١: أبو سعيد الأنصاري
اسمه يحيى بن سعيد بن قيس.
١٩٢٢: أبو سعيد الأنصاري
اسمه رافع بن المعلى.
١٩٢٣: أبو سعيد الأوجيني
اسمه عثمان بن حامد.
١٩٢٤: أبو سعيد الأودي العطار الكوفي
اسمه ثمامة بن عمرو.
١٩٢٥: أبو سعيد البجلي
اسمه محمد بن إسماعيل بن سعيد البجلي.
١٩٢٦: أبو سعيد البجلي الكوفي
اسمه ثابت بن عبد الله أبي ثابت ويقال ثابت الكوفي والظاهر أنهما واحد.
١٩٢٧: أبو سعيد البصري
اسمه الحسين بن علي بن زكريا بن صالح.
(٣٥٣)

١٩٢٨: أبو سعيد البصري القطان
اسمه يحيى بن سعيد بن فروخ.
١٩٢٩: أبو سعيد البكري الجريري
كنية أبان بن تغلب. وجعله في النقد كنية لابنه محمد بن أبان بن
تغلب وظني انه اشتباه بل هو كنية لأبان لا للابن فقد قالوا أبان بن تغلب
أبو سعيد البكري الجريري وقالوا محمد بن أبان بن تغلب أبو سعيد
البكري الجريري والظاهر أن ذلك راجع للأب لا للابن.
١٩٣٠: أبو سعيد التيمي من تيم الله بن ثعلبة
يلقب عقصيا واسمه دينار.
١٩٣١: أبو سعيد الخدري
اسمه سعد بن مالك بن سنان.
١٩٣٢: أبو سعيد الخراساني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال مجهول. وعن
جامع الرواة روى أحمد بن هلال عنه عن الرضا ع. ثم عنون في جامع
الرواة أبا سعيد الخراساني مرة أخرى ونقل رواية موسى بن سعدان عن
عبد الله بن القاسم عنه عن أبي عبد الله ع في باب ما عند الأئمة من
آيات الأنبياء من الكافي والظاهر اتحاده مع الأول لامكان دركه الصادق
والرضا ع وإن كان ظاهر جامع الرواة التغاير.
١٩٣٣: الشيخ فخر الدين أبو سعيد الخزاعي
في الرياض ابن أخت الشيخ العدل زين الدين علي بن أحمد بن
محمد.
١٩٣٤: أبو سعيد الزهري
عن جامع الرواة: روى داود بن فرقد عنه عن أبي جعفر وأبي
عبد الله ع في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من
التهذيب والكافي.
١٩٣٥: أبو سعيد السدوسي
اسمه أحمر بن جري.
١٩٣٦: أبو سعيد السكري
اسمه الحسن بن الحسين بن عبد الله أو عبيد الله بن عبد الرحمن.
١٩٣٧: أبو سعيد السمان
كنية إسماعيل بن علي بن الحسين السمان.
١٩٣٨: أبو سعيد السمرقندي
اسمه جعفر بن أحمد بن أيوب.
١٩٣٩: أبو سعيد العامري الكلابي
اسمه عبيد بن كثير بن محمد.
١٩٤٠: أبو سعيد العدوي
اسمه الحسن بن علي العدوي.
١٩٤١: أبو سعيد العصفوري
روى الكليني في أصول الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر عن
محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن الحسين عنه عن عمر بن
ثابت عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع.
١٩٤٢: أبو سعيد بن عقيل بن أبي طالب
لا يعرف اسمه. وجاء في أخبار وقعة كربلاء انه خرج محمد بن أبي
سعيد بن عقيل بن أبي طالب فقاتل حتى قتل فيكون ابن المترجم. وفي
عمدة الطالب: العقب من عقيل بن أبي طالب ليس إلا في محمد بن
عقيل اه وقال الزبير بن بكار انقرض ولد عقيل الا من محمد اه
ومحمد هذا ليس هو المكنى بأبي سعيد لأنه لم يذكر ذلك أحد مع ظهور انه
كان مشهورا بهذه الكنية. وقد روى ابن أبي الحديد عن الجاحظ خبرا يدل
على فضل أبي سعيد هذا وقوة حجته وشدة عارضته وذلاقة لسانه قال ابن
أبي الحديد في أوائل الجزء الحادي عشر من شرح نهج البلاغة: روى
شيخنا أبو عثمان وهو الجاحظ قال دخل الحسن بن علي ع على معاوية
وعنده عبد الله بن الزبير وكان معاوية يحب ان يغري بين قريش فقال يا أبا
محمد أيهما كان أكبر سنا علي أم الزبير فقال الحسن ما أقرب ما بينهما وعلى
أسن من الزبير رحم الله عليا فقال ابن الزبير رحم الله الزبير وهناك أبو
سعيد بن عقيل بن أبي طالب فقال يا عبد الله وما يهيجك من أن يترحم
الرجل على أبيه فقال وأنا أيضا ترحمت على أبي فقال أ تظنه ندا له وكفوا قال
وما يقصر به عن ذلك كلاهما من قريش وكلاهما دعا إلى نفسه ولم يتم له
الأمر قال دع ذاك عنك يا عبد الله ان عليا من قريش ومن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
حيث تعلم ولما دعا إلى نفسه دعا إلى أمر اتبع فيه وكان فيه رأسا ودعا الزبير
إلى أمر كان الرأس فيه امرأة ولما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وولى مدبرا
قبل أن يظهر الحق فيأخذه أو يدحض الباطل فيتركه فأدركه رجل لو قيس
ببعض أعضائه لكان أصغر فضرب عنقه وأخذ سلبه وجاء برأسه ومضى
علي قدما كعادته مع ابن عمه رحم الله عليا فقال ابن الزبير أما لو أن غيرك
تكلم بهذا يا أبا سعيد لعلم فقال إن الذي نعرض به يرغب عنك وكفه
معاوية فسكتوا وأخبرت عائشة بمقالتهم ومر أبو سعيد بفنائهم فنادته يا أبا
سعيد أنت القائل لابن أختي كذا وكذا فالتفت أبو سعيد فلم ير شيئا فقال إن
الشيطان يراك ولا تراه فضحكت وقالت لله أبوك ما أذلق لسانك اه.
١٩٤٣: الحكيم جمال الدين أبو سعيد بن الفرخان نزيل قاشان
قال منتجب الدين في فهرسته: فاضل له كتب منها الشامل. وكتاب
القوافي. وكتاب في النحو شاهدته ولي عنه رواية اه فيمكن ان يكون
اسمه جمال الدين وكنيته أبو سعيد ويمكن ان يكون اسمه كنيته ويمكن ان
يكون له اسم آخر وذكره في أمل الآمل في باب الكنى نقلا عن منتجب
الدين.
١٩٤٤: أبو سعيد القماط
اسمه خالد بن سعيد ويجئ أيضا لصالح بن سعيد وقال الشيخ في
رجاله أبو سعيد القماط من أصحاب الكاظم ع اه وهو محتمل لكل
منهما.
١٩٤٥: تاج الدين أبو سعيد بن عماد الدين الحسين بن محمد بن أحمد الكاشي
كان حيا سنة ٧٥٩.
من تلاميذ فخر المحققين العلامة الحلي ويروي عنه اجازة وقد وصفه
بأوصاف جليلة في تلك الإجازة وقد تفضل وأرسل إلينا صورتها الشيخ
فضل الله الزنجاني حفظه الله من زنجان إلى دمشق وقال إنه نقلها عن ظهر
نسخة من كتاب تبصرة المتعلمين للعلامة قدس سره وكان باخر النسخة:
(٣٥٤)

تم ذلك في ليلة الثلاثاء خامس عشري ربيع الثاني لسنة تسع وخمسين
وسبعمائة بمدينة الحلة حماها الله عن الآفات. وبآخرها أيضا بخط فخر
المحققين قدس سره.
أنهاه أيده الله تعالى وأدام فضائله قراءة وبحثا وفهما وضبطا
واستشراحا في مجالس آخرها تاسع عشري ربيع الآخر لسنة تسع وخمسين
وسبعمائة والحمد لله وحده صلى على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين
وأصحابه الأكرمين وكتب محمد بن الحسن بن المطهر. وهذه صورة
الإجازة: قرأ علي مولانا الامام الأعظم أفضل المحققين سلطان الحكماء
والمتكلمين تاج الحق والدين عماد الاسلام وفخر المسلمين أبو سعيد ابن الإمام
السعيد عماد الدين الحسين ابن الإمام السعيد محمد بن أحمد الكليني
أدام الله فضائله وأسبغ فواضله هذا الكتاب من أوله إلى آخره قراءة محققة
قواعده مقررة دلائله كاشفة مسائله وكانت الاستفادة منه أكثر من الإفادة له
وقد أجزت له رواية هذا الكتاب وغيره من مصنفات والدي مصنف هذا
الكتاب في العلوم العقلية والنقلية الفروعية والأصولية عني عنه وأجزت له
رواية جميع كتب السالفين من أصحابنا رضي الله عنهم أجمعين فله ذلك لمن
شاء وأحب وهو أهل لذلك وكتب محمد بن الحسن بن يوسف المطهر في
سلخ ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وسبعمائة والحمد لله وحده وصلى الله
على محمد وآله.
١٩٤٦: الشيخ العارف أبو سعيد بن أبي الخير المهنى
توفي سنة ٤٠٤.
كان معروفا بمحبة أهل البيت ع. كذا في توضيح المقاصد
للشيخ البهائي.
١٩٤٧: أبو سعيد الكلبي الكوفي
اسمه حفص بن عبد الرحمن.
١٩٤٨: أبو سعيد الكوفي
اسمه منصور بن يونس.
١٩٤٩: السلطان أبو سعيد بهادر خان ابن السلطان محمد خدابنده الملقب
بالجايتو خان المغولي
ولد في أوجان ليلة الاثنين لخمس ساعات مضين منها ثامن ذي
القعدة سنة ٧٠٤ بطالع الحوت كما في مجالس المؤمنين وفي بعض التواريخ
الفارسية المخطوطة ولد في ماي دشت طارم ليلة ١٤ ذي الحجة سنة ٧٠٤
وتوفي ١٢ ربيع الأول سنة ٧٣٦ في بيلقان آران وحمل إلى مدينة سلطانية
فدفن أولا في القبة التي كانت في قورق سلطانية ثم إن ميرزا ميرانشاه ابن
الأمير تيمور الكوركاتي أمر بتخريب تلك القبة فنقل من ذلك المكان ودفن
ثانيا في قبة أبواب البر بجانب أبيه الجايتو وقد أرخ وفاته ابن يمين فقال كما
في التاريخ الفارسي:
چون گذشت از سال هجرت هفتصد أبا سي وشش
وز ربيع آخرين هم سيزده بگذشت بود
در قراباع از سر سلطان أعظم بو سعيد
دست تقدير الاهي أفسر شاهي ربود
نسبه
هو أبو سعيد بهادر خان ابن السلطان محمد خدابنده الجايتو خان ابن
ارغون خان ابن ابقا خان ابن هولاكو خان ابن تولي خان ابن جنكيز خان
ابن بوكي بهادر ابن برنان بهادر ابن قيل خان ابن تومنه خان ابن بايسنقر
خان ابن قايدون خان ابن ذوتومين اوتوبين خان ابن يوقا خان ابن بوزنجر
أو نوزنجر خان ويتصل بيافث بن نوح ع بتسعة عشر جدا فيافث هو
الأب التاسع والعشرون لجنكيز خان وآباء جنكيز خان كلهم كانوا ملوكا في
بلاد الشرق وتيمور لنك يتصل بجنكيز خان بثلاثة عشر جدا هكذا في بعض
التواريخ الفارسية المخطوطة.
سلاطين المغول
جنكيز هو الذي فتح بلاد المسلمين في عهد السلطان قطب الدين
محمود خوارزم شاة وانهزم منه خوارزم شاة وقتل جنكيز الناس قتلا عاما
وأمره في التاريخ مشهور وملك منهم في بلاد الاسلام أحد وعشرون ملكا
وكانت مدة ملكهم ١٦٨ سنة وشهرين من سنة ٦٠٣ إلى سنة ٧٧١ ودخلوا
في دين الاسلام أخيرا وأول من أسلم منهم السلطان أحمد خان ابن هولاكو
ثم غازان خان ابن ارغون بن ابقا ابن هولاكو واسلم باسلامه ثمانون ألفا
من المغول ثم اخوه محمد خدابنده الجايتو والد المترجم ابن ارغون وتشيع
على يد العلامة الحلي في خبر مشهور يذكر في ترجمته إن شاء الله تعالى.
أحواله
في بعض التواريخ الفارسية المخطوطة انه كان قد تعلم حسن الخط
على الخواجة عبد الله الصيرفي وكان في الشجاعة ممتازا على جميع سلاطين
المغول وهو أول سلطان في إيران أضيف إلى اسمه لقب بهارد وكان يصيف
في مدينة سلطانية ويشتو في بغداد أو قراباع وله ميل تام إلى أهل الفضل
والنباهة والشعراء وكان حسن السيرة والصورة وبقي في السلطنة ١٩ سنة
وثلاثة أشهر وبعد وفاته وقع الهرج والمرج في المملكة ولم يبق لسلاطين
المغول بعده استقلال بالسلطنة في بلاد إيران بل كان في كل طرف من إيران
ملك حاكم.
تشيعه
ذكره صاحب مجالس المؤمنين في عداد الملوك الشيعة ويؤيده ان أباه
السلطان محمد خدابنده كان قد تشيع على يد العلامة كما هو معروف ومر
آنفا والولد على سر أبيه وكذا عم أبيه السلطان أحمد كان قد تشيع وكذا عمه
السلطان غازان كما يأتي في ترجمتهما وتشيع من ذرية هولاكو الأمير تيمور
الكوركاني المعروف بتيمور لنك وذريته.
اخباره
في مجالس المؤمنين تولى السلطنة بعد أبيه بولاية العهد وجاء من
خراسان إلى مدينة سلطانية وفي أوائل صفر سنة ٧١٧ جلس فيها على سرير
السلطنة وعمره اثنتا عشرة سنة وتولى تدبير المملكة الأمير جوبان ولم يكن
لأبي سعيد من السلطنة الا الاسم فصبر أبو سعيد على ذلك وفي ربيع الآخر
سنة ٧١٩ اثار بعض الامراء فتنة وحربا والخواجة تاج الدين علي شاة الذي
كان وزير السلطان راعي جانب الأمير جوبان وكان مباشرا للقتال في هذه
المعركة ولقب بهادر خان وأخيرا غضب السلطان على الجوبانيين فامر بقتل
الأمير جوبان وأولاده ونهب دوره ودور أولاده وأتباعه فأخرجت من دورهم
خزائن الأموال وأمر بقتل الجوبانيين في جميع الولايات ولما استقل أبو سعيد
بالملك استوزا الخواجة غياث الدين محمد ابن الخواجة رشيد الدين الذي
(٣٥٥)

قتله الأمير جوبان ونشر لواء العدل وبسط بساط الأمن والرفاهية كما ذكره
الأوحدي الذي كان من خواص ذلك السلطان في كتابه جام جم والأيمني
الشاعر كان في زمانه وقال في ذلك شعرا بالفارسية اه. وفي بعض
التواريخ الفارسية المخطوطة: تولى السلطان أبو سعيد بهادر خان ابن الجايتو
الملك بعد أبيه وحيث انه كان طفلا ابن اثنتي عشرة سنة سلم زمام السلطنة
بيد الأمير جوبان سلدوز فولى الأمير جوبان أولاده على البلاد فولى ولده
الأمير حسن على ايالة خراسان وولده الشاه محمود على كرجستان وولده
الأمير تيمور تاش على ديار بكر والروم وجعل ولده الأمير دمشق نائب
السلطان. وزوج السلطان بابنة ابنه دلشاد خاتون بنت الأمير دمشق وعزل
الخواجة رشيد الدين من الوزارة ثم قتله بتهمة انه سم السلطان الجايتو
وكان قتله في حدود أبهر سنة ٧١٨ وبعد مضي ١٢ سنة من سلطنة أبو
سعيد تغير على الأمير جوبان وعشق ابنته بغداد خاتون التي كانت متزوجة
بالأمير الشيخ حسن الإيلخاني وأراد من جوبان ان يطلقها من الأمير الشيخ
حسن ويزوجه إياها فلم يمكنه الأمير جوبان من ذلك فقامت بسبب ذلك
فتنة عظيمة ذهب فيها الأمير جوبان وأولاده الثلاثة وكان ذلك آخر أمرهم
وأخيرا طلق الأمير الشيخ حسن بغداد خاتون وتزوجها السلطان وسلم
بيدها زمام الحكم ولقبها بخواند كار. وكان الجوبانيون في زمان غازان خان
والجايتو خان والسلطان محمد خدابنده من الامراء الكبار وفي زمان السلطان
أبو سعيد كان مدار السلطنة على الأمير جوبان مدة ١٢ سنة وكان جوبان
متصفا بمحامد الأخلاق ومحاسن الأوصاف وعمر عمارات في طريق مصر
والشام وبادية مكة المعظمة وعمل خيرات كثيرة وأجرى الماء في مكة المعظمة
وعمل من الخيرات ما لم يعمله غيره وكان قتله في هراة سنة ٧٢٨ ودفن في
البقيع اه.
١٩٥٠: الميرزا السلطان أبو سعيد ابن الميرزا السلطان محمد ابن الميرزا ميرانشاه
ابن الأمير تيمور الكوركاني المعروف بتيمور لنك قتل سنة ٨٧٣
في تاريخ فارسي مخطوط ذهب أوله وينتهي بتاريخ الصفوية انه جلس
على سرير الملك في بلاد ما وراء النهر بعد قتل السلطان الميرزا عبد الله بن
إبراهيم سلطان بن شاهرخ ابن الأمير تيمور الكركاني الذي حاربه المترجم
في مكان يبعد عن سمرقند أربعة فراسخ وقتله وذلك سنة ٨٥٥ واستولى
بعده على الملك وكان المترجم ملكا عاقلا عادلا صاحب رأي محبا للمشائخ
والفقراء مكرما للطلبة والعلماء واكتسب آداب السلطنة بخدمته لعمه الميرزا
ألغ بيك ابن شاة رخ ابن الأمير تيمور الكوركاني ووقع نزاع بينه وبين ميرزا
باير بن بايسقر ابن شاهرخ ابن الأمير تيمور فجرد ميرزا باير عسكرا على
سمرقند وحصر السلطان أبو سعيد ثم جرى بينهما الصلح ورجع باير إلى
خراسان واستقل أبو سعيد بما وراء النهر وتركستان ثم وقع الهرج والمرج في
خراسان مملكة الميرزا باير فوقع النزاع بين ميرزا إبراهيم بن شاهرخ وميرزا
شاة محمود ابن ميرزا باير بن بايسقر بن شاهرخ وتوجه السلطان أبو سعيد
لفتح خراسان فوصل هراة في ٢٦ شعبان سنة ٨٦١ وقتل كوهرشاد بيگم
وهي زوجة شاهرخ المنسوب إليها مسجد كوهرشاد في المشهد المقدس
الرضوي الباقي إلى اليوم ولم يذكر صاحب التاريخ السبب في قتله لها ثم ترك
خراسان بسبب اخبار موحشة جاءته من وراء النهر وخرج من هراة تاسع
شوال من السنة المذكورة وعاد إلى بلخ ثم إن الميرزا جهانشاه جاء بقصد
فتح خراسان ووصل إلى حدود استراباد وتحارب مع ميرزا إبراهيم فانكسر
إبراهيم ووصل جهان شاة بتمام العظمة إلى هراة منتصف شهر شعبان سنة
٨٦٢ وبقي هناك قريبا من ستة أشهر فجمع أبو سعيد عساكره وخرج من
بلخ بعسكر عظيم لقتاله حتى وصل إلى مرغاب فتوسط الناس في الصلح بينهما
وسلم جهانشاه خراسان إلى أبي سعيد ورجع إلى العراق وفي أواسط جمادى
الثانية سنة ٨٦٣ اتفق الميرزا سنجر بن أحمد بن بايقرا بن عمرا بن عمر
شيخ بن تيمور لنك مع الميرزا علاء الدولة وابنه إبراهيم على حرب أبي
سعيد فحصلت حرب عظيمة بينهم على حدود سرخس فقتل ميرزا سنجر
وانهزم علاء الدولة وإبراهيم وفي سنة ٨٦٤ توجه إلى استراباد وكان
السلطان حسين بايقرا مستقلا فيها فانهزم إلى العراق وصفت لأبي سعيد
خراسان وبدخشان وغزنة وكابل وسيستان وحيث انه في سنة ٨٧٢ صار
ميرزا جهانشاه حاكما في ديار بكر بدفع حسن بيك ابن علي بيك ابن قرا
عثمان التركماني وقتل في ١٢ ربيع الثاني من السنة المذكورة وتفرق عسكره
فأرسل أهل العراق وفارس وكرمان وآذربايجان يطلبون السلطان أبا سعيد
فأرسل حكاما إلى هذه البلاد وأبقى ولده السلطان أحمد في ما وراء النهر وكان
قد بنى قشلاقا في مرو ففي آخر شعبان من السنة المذكورة والقمر في العقرب
خرج بعساكره من القشلاق وتوجه نحو العراق وآذربايجان وقبل وصوله إلى
العراق كان قد فتحها امراؤه فعبر منها حتى وصل إلى ميانه فجاءه حسن
علي ابن ميرزا وجاءه سفراء من قبل حسن بيك يلتمسون الصلح فلم يقبل
وذهب إلى قراباع من طريق أردبيل فلما أيس حسن بيك من الصلح خالف
أبا سعيد وجعل الطريق عليه بعيدا حتى وقع القحط في عسكره وبقيت
خيلهم اثنتي عشرة ليلة لم تذق الشعير وجاء حسن بيك مع أولاده إلى
المعسكر فلما خرج أبو سعيد من المعسكر قبضوا عليه واحضروه امام حسن
بيك وبعد ثلاثة أيام سلمه حسن بيك إلى يادكار محمد ابن بنت كوهرشاد
بيگم التي قتلها أبو سعيد كما مر فقتله أخذا بثار كوهرشاد اه قال وبعد
قتله تولى الملك ولده السلطان أحمد واستوزر الخواجة غياث الدين ابن
الخواجة محمد رشيد الدين الذي كان متحليا بأنواع الفضائل. وكان
حمد الله بن أبي بكر بن حمد الله بن نصر المستوفي صاحب تاريخ گزيده ونزهة
القلوب في زمان السلطان أبي سعيد وكان ملازما للخواجه رشيد الدين
فضل الله الوزير وألف كتاب گزيده سنة ٧٣٠ باسم خواجة غياث الدين
محمد الوزير ابن الخواجة رشيد الدين وهو في التاريخ من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى
سنة ٧٣٠ وكتاب نزهة القلوب صنفه سنة ٧٤٠ بعد تصنيف كتاب گزيده
بعشر سنوات وبعد وفاة السلطان أبي سعيد بخمس سنوات.
١٩٥١: أبو سعيد المدائني
روى الكليني في الكافي في باب صلاة التسبيح عن محمد بن يحيى
عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن أبي القاسم عمن حدثه عن أبي سعيد
المدائني عن أبي عبد الله ع.
١٩٥٢: أبو سعيد المصلوب
اسمه الربيع بن أبي مدرك.
١٩٥٣: أبو سعيد المكاري
اسمه هاشم بن حيان وقيل هشام.
١٩٥٤: أبو سعيد النيشابوري
اسمه حمدان بن سليمان.
(٣٥٦)

١٩٥٥: أبو سعيد النيسابوري
في الرياض فاضل عالم وفي معالم العلماء: له الرسالة الواضحة في
بطلان دعوى الناصبة اه وفي الرياض أيضا قال القطب الراوندي في
قصص الأنبياء أخبرنا أبو سعيد بن الحسن بن علي عن جعفر بن محمد بن
العباس الدوريستي عن أبيه فلعله هو هذا فلاحظ اه.
١٩٥٦: أبو سعيد النيلي
منسوب إلى النيل بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة كان الحجاج
حفر لها نهرا سماه النيل باسم نيل مصر. في مجالس المؤمنين أبو سعيد النيلي
رحمه الله من فضلاء شعراء الامامية وهذه الأبيات من بعض قصائده
المشهورة: قمر أقام قيامتي بقوامه إلى أن يقول:
دع أبا سعيد هواك واستمسك بمن * تسعد بهم وتزاح عن آثامه
بمحمد وبحيدر وبفاطم * وبولدهم عقد الولا بتمامه
ذاك الذي لولاه ما اتضحت لنا * سبل الهدى في غوره وشامه
عبد الاله وغيره من جهله * ما زال منعكفا على أصنامه
قوله دع أبا سعيد أبا بالباء الموحدة مخفف أبا وحذف منه حرف
النداء أي يا أبا قال وقال يوسف الواسطي:
إذا اجتمع الناس في واحد * وخالفهم في الرضا واحد
فقد دل إجماعهم كلهم * على أنه عقله فاسد
فاجابه أبو سعيد يقول:
ألا قل لمن قال في غيه * وربي على قوله شاهد
إذا اجتمع الناس في واحد * وخالفهم في الرضا واحد
فقد دل اجماعهم كلهم * على أنه عقله فاسد
كذبت وقولك غير الصحيح * وزغلك ينقده الناقد فقد
أجمعت قوم موسى جميعا * على العجل يا رجس يا بارد
وداموا عكوفا على عجلهم * وهارون منفرد فارد
فكان الكثير هم المخطئون * وكان المصيب هو الواحد
١٩٥٧: أبو سعيد الوصافي
اسمه عبيد الله بن الوليد.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو سعيد المشترك بين جماعة لاحظ
لهم التوثيق ما عدا القماط الثقة خالد بن سعيد ويعرف برواية محمد بن
سنان عنه وإسماعيل بن مهران والثاني أبو سعيد له كتاب الطهارة ذكره
الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وفي الفهرست ويعرف
برواية أحمد بن عيسى عنه والثالث أبو سعيد الادمي الضعيف سهل بن
زياد ويأتي في بابه والرابع الخدري الأنصاري الخزرجي سعيد بن مالك
الممدوح من أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن أصحاب أمير المؤمنين ع
والخامس الخراساني المجهول من أصحاب الرضا ع والسادس أبو
سعيد التيمي التابعي الملقب بعقصيان والسابع المكاري الواقفي ويعرف
برواية القاسم بن إسماعيل القرشي عنه وبرواية عثمان بن عبد الملك عنه
والثامن الحارث بن أوس بن المعلى الأنصاري الخزرجي الرزقي اه.
١٩٥٨: أبو السفاتج
اسمه إبراهيم
١٩٥٩: أبو السفاتج البزاز الكوفي
اسمه إسحاق بن عبد العزيز.
١٩٦٠: أبو السفاتج الكوفي
اسمه إسحاق بن عبد الله.
١٩٦١: أبو السفاح البجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي أمير المؤمنين ع قال وهو
أول قتيل قتل يوم صفين من أصحاب أمير المؤمنين ع.
١٩٦٢: أبو السفن
عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع.
١٩٦٣: أبو سفيان البجلي
اسمه رافع بن سلمة.
١٩٦٤: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
اسمه المغيرة.
١٩٦٥: أبو السكن الكوفي
اسمه حجر بن العنبس.
١٩٦٦: أبو سكينة كوفي
عده الشيخ بهذا العنوان في أصحاب الجواد ع.
١٩٦٧: أبو سلمة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع فقال أبو سلمة وقيل
اسمه خلف بن خلف اللفائفي خادم أبي الحسن ع اه.
١٩٦٨: أبو سلمة البصري
ذكره ابن النديم في عداد المصنفين في الفقه والأصول من مشائخ
الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة فقال: الكتب المصنفة في الأصول
والفقه وأسماء الذين صنفوها قال محمد بن إسحاق: هؤلاء مشائخ الشيعة
الذين رووا الفقه عن الأئمة ذكرتهم على غير ترتيب فمنهم كتاب صالح بن
أبي الأسود إلى أن قال: كتاب أبي سلمة البصري وذكر بعده جماعة من
مشائخ الشيعة المشهورين وقال الشيخ في كنى الفهرست أبو سلمة البصري
له كتاب ذكره ابن النديم اه وفي المعالم أبو سلمة البصري له كتاب اه.
١٩٦٩: أبو سلمة البكري
اسمه عليم بن محمد
١٩٧٠: أبو سلمة الجهني الكوفي
اسمه خالد بن سلمة.
١٩٧١: أبو سلمة الخلال
اسمه حفص بن سليمان الهمداني.
١٩٧٢: أبو سلمة السراج
روى الشيخ في التهذيب في باب كيفية الصلاة من أبواب الزيادات
عن محمد بن إسماعيل بن يزيع عنه عن أبي عبد الله ع. وروى
(٣٥٧)

الكليني في الكافي في باب مولد مولانا الصادق ع عن أبي الحسن الضرير
عنه عن أبي عبد الله ع وفي باب التعقيب عن الخيبري عنه وروى
الشيخان في الكافي والتهذيب عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا
سمعنا أبا عبد الله ع يذكر أربعة من الرجال وأربعا من النساء.
١٩٧٣: أبو سلمة العبدي
اسمه محمد بن حنظلة.
١٩٧٤: أبو سلمة الفزاري الكوفي
اسمه راشد بن سعيد.
١٩٧٥: أبو سلمة الكناسي
اسمه سالم بن مكرم بن عبد الله.
١٩٧٦: أبو سلمة الكوفي
اسمه محمد بن حنظلة العبدي.
١٩٧٧: أبو سلمة الكوفي المزني
اسمه غيلان بن عثمان.
١٩٧٨: أبو سلمة المجريطي
اسمه أحمد المجريطي.
تتمة
في مشتركات الكاظمي ومنهم أبو سلمة ولم يذكره شيخنا مشترك بين
رجلين مجهولين أحدهما خلف بن خلف اللفائفي خادم الكاظم ع
والثاني بصري صاحب كتاب ويوجد في بعض الأسانيد أبو سلمة السراج
يروي عن الصادق ع اه.
١٩٧٩: أبو سليط
اسمه أسير بن عمرو البدري.
١٩٨٠: أبو سليمان
قال الشيخ في الفهرست: له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن حميد عن ابن نهيك عنه.
١٩٨١: أبو سليمان
كنية محمد بن طلحة بن عبيد الله.
١٩٨٢: أبو سليمان الأزدي
اسمه حماد بن حبيب الكوفي.
١٩٨٣: أبو سليمان الجصاص
روى الكليني في باب دعوات موجزات لجميع الحوائج من الكافي عن
صفوان بن يحيى عنه عن إبراهيم بن ميمون.
١٩٨٤: أبو سليمان الحضرمي
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن أبي سليمان الحضرمي
وكان حضر الحرب مع علي بصفين ان الفيلقين التقيا بصفين واضطربوا
بالسيوف ليس معهم غيرها إلى نصف الليل.
١٩٨٥: أبو سليمان الحمار بتشديد الميم
اسمه داود بن سليمان.
١٩٨٦: أبو سليمان الختلي
بالخاء المعجمة والمثناة الفوقانية نسبة إلى ختل كسكر كورة بما وراء
النهر.
ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عن أحدهم ع.
وقال في الفهرست أبو سليمان الجبلي له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي سليمان.
وقال النجاشي: أبو سليمان الجبلي: ابن نوح وغيره عن ابن حمزة عن ابن
بطة عن البرقي عنه بكتابه والظاهر أنه صحف أحدهما بالآخر وفي المعالم في
نسخة البجلي وفي نسخة الجبلي أو الختلي والظاهر أن نسخة البجلي
تصحيف.
١٩٨٧: أبو سليمان الخندقي
اسمه داود بن زربي.
١٩٨٨: أبو سليمان الدهقان الكوفي
اسمه داود بن يحيى.
١٩٨٩: أبو سليمان الرقي
اسمه داود بن كثير.
١٩٩٠: أبو سليمان الزاهر
روى الكليني في باب الجلوس من كتاب العشرة من الكافي عن
محمد بن مرازم عنه عن أبي عبد الله ع.
١٩٩١: أبو سليمان الصرمي
اسمه داود بن منافة.
١٩٩٢: أبو سليمان الطائي الكوفي
اسمه داود بن نصير.
١٩٩٣: أبو سليمان العصري
اسمه خليد بن عبد الله.
١٩٩٤: أبو سليمان الفزاري الكوفي
اسمه جعفر بن أبي عثمان.
١٩٩٥: أبو سليمان القمي
اسمه داود بن كورة.
١٩٩٦: أبو سليمان الكوفي
اسمه حماد بن خليفة.
١٩٩٧: أبو سليمان الكوفي
اسمه داود بن عبد الجبار.
١٩٩٨: أبو سليمان المدني
اسمه داود بن عطاء.
١٩٩٩: أبو سليمان المرعشي من التابعين
في تاريخ بغداد للخطيب سمع علي بن أبي طالب وحضر معه قتال
الخوارج بالنهروان وروى عنه الجعد بن عثمان اليشكري أخبرنا الحسين
ابن أبي بكر أخبرنا عبد الصمد بن علي الطسي حدثنا جعفر
بن محمد بن شاكر حدثنا شهاب بن عباد حدثنا جعفر بن سليمان عن
(٣٥٨)

الجعد بن عثمان عن أبي سليمان المرعشي قال لما سار علي إلى أهل النهر
سرت معه فلما نزل بحضرتهم أخذني غم لقتالهم لا يعلمه إلا الله تعالى حتى
سقطت في الماء مما أخذني من الغم فخرجت من الماء وقد شرح الله صدري
لقتالهم فقال علي لأصحابه لا تبدأوهم فبدأ الخوارج فرموا فقيل يا أمير
المؤمنين قد رموا فاذن لهم بالقتال فحملت الخوارج على الناس حملة حتى
بلغوا منهم شدة ثم حملوا عليهم الثانية فبلغوا من الناس أشد من الأولى ثم
حملوا الثالثة حتى ظن الناس أنها الهزيمة فقال علي والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة لا يقتلون منكم عشرة ولا يبقى منهم عشرة فلما سمع الناس ذلك
حملوا عليهم فقتلوا فقال علي إن فيهم رجلا مخدج اليد أو مثدون أو مودن
اليد فاتي به فقال علي من رأى منكم هذا فاسكت القوم ثم قال علي من
رأى منكم هذا فاسكت القوم ثم قال علي من رأى منكم هذا فقال رجل يا
أمير المؤمنين رأيته جاء لكذا وكذا قال كذبت ما رأيته ولكن هذا أمير خارجة
خرجت من الجن اه.
٢٠٠٠: أبو سليمان المكي العطار
اسمه داود بن عبد الرحمن.
٢٠٠١: السيد أبو سليمان النباكتي
اسمه داود بن محمد بن داود النباكتي.
٢٠٠٢: أبو سليمان النيسابوري
اسمه داود بن أبي زيد رنكان.
٢٠٠٣: أبو سليمان الهمداني
اسمه زيد بن وهب.
٢٠٠٤: أبو سليمان اليشكري الكوفي
اسمه داود بن أبي يحيى.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو سليمان المشترك بين ثقة وغيره
منهم الجبلي ويعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه والثاني
الحمار الثقة داود بن سليمان ويعرف بما ذكر في بابه والثالث مجهول
ويعرف برواية ابن نهيك عنه وحيث لا تميز فالوقف.
٢٠٠٥: أبو سماك الأسدي
كان مع أمير المؤمنين ع يوم صفين قال نصر جعل أبو سماك
الأسدي يأخذ إداوة من ماء وشفرة حديد فيطوف في القتلى فإذا رأى رجلا
جريحا وبه رمق اقعده فيقول من أمير المؤمنين فان قال علي غسل عنه الدم
وسقاه من الماء وإن سكت وجاه بسكين حتى يموت فكان يسمى المخضخض
اه ولعله من أجداد أبي بجير بن سماك الأسدي.
٢٠٠٦: أبو سمرة بن أبرهة
روى الكليني في الكافي والشيخ في التهذيب في باب صدقات أمير
المؤمنين ع صورة وصيته ع في صدقاته وفي آخرها شهد أبو سمرة بن
أبرهة وصعصعة بن صوحان ويزيد بن قيس وهياج بن أبي هياج وكتب
علي بن أبي طالب بيده لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وثلاثين
اه وفي جعل أمير المؤمنين ع له من شهود وصيته ما لا يخفى من
الدلالة على وثاقته.
٢٠٠٧: أبو سمرة بن ذويب
من أصحاب أمير المؤمنين ع. مر في أبي الجوشاء قوله الشيخ في
رجاله انه خرج على مقدمة علي ع يوم صفين أبو ليلى بن عمرو وأبو
سمرة بن ذويب.
٢٠٠٨: أبو السمهري
روي الكشي ان أبا جعفر الثاني محمد بن علي الجواد لعنه وتبرأ منه
وذلك لغلوه في الأئمة ع قال الكشي قال سعد حدثني محمد بن
عيسى بن عبيد. حدثني إسحاق الأنباري قال قال أبو جعفر الثاني ما فعل
أبو السمهري لعنه الله يكذب علينا ويزعم أنه وابن أبي الزرقاء دعاة إلينا
أشهدكم أني أتبرأ إلى الله جل جلاله منهما انهما فتانان ملعونان الحديث.
وظن الميرزا في رجاله ان أبا السمهري هو جعفر بن واقد وذلك لأن الكشي
قال: في هاشم بن أبي هاشم وأبي السمهري وابن أبي الزرقاء وجعفر بن
واقد وأبي الغمر ثم ذكر أولا رواية تتضمن ذم أبي الغمر وجعفر بن واقد
وهاشم بن أبي هاشم ولعنهم ثم ذكر ثانيا الرواية السابقة ولكن نسخة
الميرزا من رجال الكشي كانت خالية في الرواية الأولى من ذكر جعفر بن
واقد في العنوان فقال الميرزا قد نقلت جميع ذلك اي الروايتين لظني ان أبا
السمهري هو جعفر بن واقد إذ لولا ذلك كان ينبغي ذكر جعفر بن واقد
أيضا في العنوان اه ومراده ان الكشي اقتصر في العنوان على هاشم بن
أبي هاشم وأبي السمهري وابن أبي الزرقاء ولم يذكر معهم جعفر بن واقد
وعند سوق الرواية الأولى اقتصر على أبي الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن
أبي هاشم ولم يذكر أبا السمهري وفي الرواية الثانية اقتصر على أبي
السمهري وابن أبي الزرقاء فلو لا ان أبا السمهري هو جعفر بن واقد لكان
الكشي قد ذكر جعفر بن واقد عند سوق الروايات ولم يذكره في العنوان
وظاهر ان العناوين التي يذكرها الكشي أولا هي عناوين لما اشتملت عليه
تلك الروايات بدون زيادة ولا نقصان ولكن حيث إن جعفر بن واقد مذكور
في العنوان في نسخ الكشي وساقط من نسخة الميرزا فقط فقد تبين فساد هذا
الظن.
٢٠٠٩: أبو سمية
اسمه محمد بن علي بن إبراهيم القرشي ويطلق أيضا على محمد بن
علي الصيرفي.
٢٠١٠: أبو سنان الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين علي ع وحكى
العلامة في الخلاصة عن رجال البرقي انه عده من أصحاب أمير
المؤمنين ع من الأصفياء ولكن النسخ فيه مختلفة فتارة سمي أبا سنان
وأخرى أبا ساسان والعلامة في الخلاصة ذكره في موضعين بالاسمين كما
ذكرناه في أبي ساسان.
٢٠١١: أبو سنان العبدي البصري
اسمه عبد الملك.
٢٠١٢: أبو السوداء النهدي الكوفي
اسمه عمرو بن عمران.
٢٠١٣: أبو سنح بن عمرو النهدي
لم نعرف اسمه قتل مع أمير المؤمنين علي ع بصفين سنة ٣٧ روى
نصر بن مزاحم في كتاب صفين قال: حدثنا عمر بن شمر عن الصلت بن
زهير النهدي ان راية بني نهد بالعراق. ثم ذكر جماعة اخذوها منهم من قتل
(٣٥٩)

ومنهم من أرتث إلى أن قال ثم اخذها أبو سنح بن عمرو فقتل انتهى.
٢٠١٤: أبو سورة
اسمه محمد بن الحسن بن عبيد الله التميمي صرح به الشيخ في
كتاب الغيبة.
٢٠١٥: أبو سهل البغدادي
في أمل الآمل فاضل متكلم له كتاب الكر والفر في الإمامة عندنا منه
نسخة اه وفي رياض العلماء هو كتاب معروف رأيته عند الشيخ المعاصر
قدس سره يعني صاحب أمل الآمل وقد أورده الأستاذ في البحار ونقل
عنه فيه قال وكتاب الكر والفر للشيخ أبي سهل البغدادي وهو مشهور
ومشتمل على أجوبة شريفة اه وقد ألف الحسن بن أبي عقيل أيضا كتاب
الكر والفر في الإمامة.
٢٠١٦: أبو سهل أو أبو سهيل الجلاب
اسمه علي بن عيسى.
٢٠١٧: أبو سهل القرشي
روى الكليني في الكافي في باب جامع في الداب التي لا يؤكل لحمها
عن عاصم بن حميد عن أبي سهل القرشي عن أبي عبد الله ع.
٢٠١٨: أبو سهل القطان
اسمه أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد.
٢٠١٩: أبو سهل القمي
اسمه صدقة بن بندار.
٢٠٢٠: أبو سهل الكوفي
اسمه محمد بن سالم.
٢٠٢١: أبو سهل بن نوبخت أو أبو سهل النوبختي
يطلق على ابن نوبخت لصلبه الذي كان في عصر المنصور واسمه
طيمارث أو أطول من ذلك كما ذكرناه في آل نوبخت وسماه المنصور أبو
سهل فاسمه كنيته ويطلق على الفضل ابن نوبخت صاحب كتاب النهمطان
وغيره اطلقه عليه ابن النديم في الفهرست ويطلق على إسماعيل بن علي بن
إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت اما أبو سهل بن نوبخت الشاعر فلم اعرف
اسمه ولعله الأخير.
٢٠٢٢: أبو سهل الواسطي
اسمه عباد بن العوام بن عمر بن عبد الله بن المنذر بن مصعب بن
جندل.
٢٠٢٣: أبو سيار
اسمه مسمع بن عبد الملك كردين.
٢٠٢٤: أبو سيار الكوفي
اسمه مطر بن سيار وفي النقد هو في مسمع أشهر.
٢٠٢٥: أبو شاكر
اسمه عبد الأعلى بن زيد العبدي الكوفي.
٢٠٢٦: أبو شبرمة القاضي
اسمه عبد الله بن شبرمة الضبي الكوفي والأشهر اطلاق ابن شبرمة عليه.
٢٠٢٧: أبو شبل
قال الشيخ في الفهرست: أبو شبل له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي
المفضل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل القرشي عنه اه والظاهر أن
أبا شبل هذا هو عبد الله بن سعيد الأسدي بياع الوشي الآتي أولا لقول
صاحب النقد انه الأشهر بهذه الكنية كما يأتي وثانيا لأن من يكنى بأبي
شبل ثلاثة: عبد الله بن سعيد الثقة وقد ذكر النجاشي ان له كتابا وذكر
سنده إليه ويحيى بن محمد بن سعيد ولم يذكروا ان له كتابا وأحمد بن
عبد العزيز الجوهري ذكر الشيخ في الفهرست ان له كتاب السقيفة ولم يذكر
سنده إليه فدل على أنه غير أبي شبل هذا الذي ذكر الشيخ سنده إلى كتابه
مع أن ذكر الشيخ لهما في الفهرست دليل التغاير فانحصر الأمر في بياع
الوشي.
٢٠٢٨: أبو شبل
اسمه يحيى بن محمد بن سعيد بن دينار.
٢٠٢٩: أبو شبل الأسدي بياع الوشي
اسمه عبد الله بن سعيد.
وفي النقد أنه فيه أشهر.
٢٠٣٠: أبو شبل الجوهري الكوفي
اسمه أحمد بن عبد العزيز.
٢٠٣١: أبو شجاع
اسمه فارس بن سليمان الأرجاني.
٢٠٣٢: أبو شجاع الحميري
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: نادى أبو شجاع الحميري يوم
صفين وكان من ذوي البصائر مع علي ع فقال يا معشر حمير يخاطب
حمير الشام أ ترون معاوية خيرا من علي أضل الله سعيكم ثم أنت يا ذا
الكلاع فوالله ان كنا نرى ان لك نية في الدين فقال ذو الكلاع أيها يا أبا
شجاع لأعلمن ما معاوية بأفضل من علي ولكن إنما أقاتل على دم عثمان.
٢٠٣٣: أبو الشداخ
في الخلاصة بالخاء المعجمة بعد الألف والشين المعجمة قبل الدال
المهملة قال النجاشي ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله هو ابن الغضائري انه
وقع إليه كتاب في الإمامة موقع عليه بخط الأصل كتاب أبي الشداخ في
الإمامة يكون نحوا من خمسين ورقة وانه أراه لأبيه فلم يعرف الرجل
اه.
٢٠٣٤: أبو شداد
اسمه قيس بن مكشوح.
٢٠٣٥: أبو شداد الكلابي
اسمه محمد بن عمارة بن ذكوان.
٢٠٣٦: القاضي أبو الشرف الأصفهاني
في الرياض كان من مشائخ التقي المجلس الأصفهاني ومن معاصري
البهائي وفي أمل الآمل أبو الشرف الأصفهاني كان عالما فاضلا نروي عن
مولانا محمد باقر المجلسي عنه اه قال في الرياض وفي قوله نروي الخ
تأمل فان الأستاذ المجلسي يروي عن والده عنه كما صرح بذلك المعاصر
نفسه في أواخر وسائل الشيعة وهذا القاضي يروي عن المولى درويش
(٣٦٠)

محمد بن الحسن العاملي عن الشيخ علي الكركي على ما يظهر من آخر
الوسائل اه أقول صاحب أمل الآمل اعرف بنفسه من صاحب الرياض
به ولا مانع من أن يكون المجلسي يروي عن القاضي بلا واسطة وبواسطة
والده.
٢٠٣٧: أبو شريح الخزاعي
من أصحاب أمير المؤمنين علي ع كان معه بصفين. قال نصر في
كتاب صفين: قال أبو شريح الخزاعي:
يا رب قاتل كل من يريدنا وكد إلهي كل من يكيدنا
حتى يرى معتدلا عمودنا ان عليا للذي يقودنا
وهو الذي بفقهه يؤودنا عن قحم الفتنة إذ تريدنا
٢٠٣٨: أبو شعبة الحلبي
وثقه النجاشي عند ترجمة ابن ابنه عبيد الله بن علي بن أبي شعبة
وتبعه العلامة في الخلاصة وغيره.
٢٠٣٩: أبو شعبل أو شعيل
اسمه أحمر بن معاوية بن سليم.
٢٠٤٠: أبو الشعثاء
اسمه يزيد بن زياد بن مهاصر البهدلي.
٢٠٤١: أبو شعيب الحماني الكوفي
اسمه حماد بن شعيب.
٢٠٤٢: أبو شعيب المحاملي
اسمه صالح بن خالد وفي النقد ان أبو شعيب أشهر فيه من الأول.
٢٠٤٣: أبو شمر بن أبرهة بن الصباح الحميري
شمر بفتح الشين وكسر الميم ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
علي ع وقال كان من أهل الشام ومعه رجال من أهل الشام لحقوا بأمير
المؤمنين ع يوم صفين.
٢٠٤٤: أبو شهاب
اسمه معلى.
٢٠٤٥: أبو شهاب الكوفي
اسمه محمد بن همام العبدي.
٢٠٤٦: الأمير أبو الشوك
اسمه فارس بن محمد بن عنان.
٢٠٤٧: أبو شيبة
روى الكليني في الكافي في باب ذي اللسانين عن عبد الله بن مسكان
عن أبي شيبة عن الزهري.
٢٠٤٨: أبو شيبة الأسدي
اسمه عقبة بن شيبة.
٢٠٤٩: أبو شيبة الخراساني
روى الكليني في الكافي في باب البدع والرأي والمقاييس عن أبان بن
عثمان عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٠٥٠: أبو شيبة الفزاري
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٠٥١: أبو الشيص
اسمه محمد بن عبد الله بن رزين الخزاعي.
٢٠٥٢: الشيخ أبو صابر بن أحمد بن محمد
قال منتجب الدين في فهرسته فقيه صالح قرأ على المفيد عبد الجبار
رحمهما الله تعالى اه.
٢٠٥٣: أبو صادق
عده ابن رستة في الاعلاق النفيسة من الشيعة ولم يذكر اسمه ويمكن
ان يكون كليب الجرمي أو غيره من بعض من يأتي.
٢٠٥٤: أبو صادق الأزدي
اسمه عبد بن خير بن ناجد. وفي تهذيب التهذيب أبو صادق الأزدي
الكوفي من أزد شنوءة قيل اسمه مسلم بن يزيد وقيل عبد الله ناجد.
٢٠٥٥: أبو صادق من أصحاب الحسين ع
اسمه كيسان بن كليب.
تنبيه
في رجال الميرزا ومختصره على رجال البرقي انه عد أبا صادق بشر بن
غالب في أصحاب الحسين من أصحاب أمير المؤمنين ع وكذا
عن جامع الرواة انه نسب إلى البرقي انه عد أبا صادق بشر بن غالب من
أصحاب الحسين الذين كانوا قبله من أصحاب أمير المؤمنين ع
والظاهر وقوع الاشتباه في ذلك من الميرزا وصاحب جامع الرواة فالبرقي
ذكر أبا صادق في أصحاب الحسين ع ثم ذكر بشر بن غالب في أصحابه
أيضا فتوهم ان بشر بن غالب يكنى أبا صادق وانما هو كيسان بن كليب ولم
يذكر أحد ان بشر بن غالب يكنى أبا صادق.
٢٠٥٦: أبو صادق الجرمي
ذكره الشيخ في رجاله في كنى أصحاب أمير المؤمنين ع فقال أبو
صادق وهو أبو عاصم بن كليب الجرمي عربي كوفي اه وقال البرقي حين
عده أصحاب أمير المؤمنين ع من اليمن فيما حكاه العلامة في الخلاصة:
وأبو صادق كليب الجرمي اه فاما انه زيد ابن في رجال الشيخ أو سقط
من رجال البرقي أو الخلاصة وفي رجال الشيخ في الأسماء في أصحاب
علي ع: كليب بن شهاب الجرمي اه ولعله هو الموجود في النسخ
الجرمي بالجيم ولكن العلامة في الخلاصة ضبطه بالحاء المهملة والراء
والميم.
٢٠٥٧: أبو صادق الكوفي
اسمه ربيع بن ناجد بن كثير.
٢٠٥٨: أبو صادق الهلالي
كنية سليم بن قيس الهلالي.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو صادق المشترك بين جماعة لم
يوثقوا أحدهم عبد خير بن ناجد الأزدي وحديثه عن علي ع قاله ابن
(٣٦١)

حجر في التقريب الثاني بشر بن غالب من أصحاب الحسين ع
وأصحاب أمير المؤمنين ع والثالث كليب الحرمي بالراء والميم من
أصحاب علي ع وفي أصحاب الحسين وعلي بن الحسين ع
كيسان بن كليب يكنى أبا صادق اه وقد عرفت الكلام في بشر بن
غالب.
٢٠٥٩: أبو صالح
اسمه عيسى بن صبيح أبي منصور شلقان.
٢٠٦٠: أبو صالح
اسمه عجلان ذكره الكشي والظاهر أنه واحد ممن يأتي ممن يسمى
بعجلان ان كانوا متعددين.
٢٠٦١: الشيخ أبو صالح ابن الشيخ أبي تراب الأصفهاني
توفي سنة ١١١٥.
كان من العلماء الفضلاء العاملين والفقهاء المتبحرين في علم الحديث
المعاصرين لصاحب البحار.
٢٠٦٢: الشيخ أبو صالح الحلبي
في الرياض: كان من الفقهاء وأصحاب الفتاوى في عصره ذكره
الشهيد في شرح الارشاد في بحث التسليم ونسب إليه القول بالوجوب
وتوهم انه تصحيف أبي الصلاح غلط لأنه قال فيه والحلبيون كابي الصلاح
وابن زهرة وأبي صالح وابني سعيد نعم لا يبعد كونه غير داخل في
الحلبيون كما أن ابني سعيد كذلك وله كتاب المعراج نسبه إليه بعض
أفاضل العصر في كتاب أنوار القرآن وينقل عنه بعض الأخبار ولكن ليس
فيه قيد الحلبي بل فيه الشيخ أبو صالح اه.
٢٠٦٣: أبو صالح الحمادي عن أبيه عن جده
قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي طالب عند كلامه على تصنيف
لبعض الشيعة أثبت فيه اسلام أبي طالب، قال من طريق راشد الحماني
قال: سئل أبو عبد الله يعني جعفر بن محمد الصادق وذكر الحديث، ثم
قال ابن حجر: أخرجه عن أبي بشر أحمد بن إبراهيم بن يعلى بن أسد عن
أبي صالح الحمادي عن أبيه عن جده سمعت راشدا الحماني فذكره، وهذه
سلسلة شيعية غلاة في رفضهم انتهى فهذه شهادة منه بتشيع أبي صالح
الحمادي ولا نعلم من أحواله سوى ذلك. وأبو بشر أحمد بن إبراهيم بن
يعلى بن أسد، مرت ترجمته في ج ٧ ولكن كان بدل يعلى المعلى كما نبهنا عليه
هناك.
٢٠٦٤: أبو صالح الخباز الواسطي
اسمه عجلان.
٢٠٦٥: أبو صالح الخراساني
يطلق على أشيم بن عبد الله وعقبة بن صالح بن عقبة.
٢٠٦٦: أبو صالح السكوني الأزرق الكوفي
اسمه عجلان.
٢٠٦٧: أبو صالح الكشي
اسمه خلف بن حماد.
٢٠٦٨: أبو صالح المؤذن
اسمه أحمد بن عبد الملك.
٢٠٦٩: الميرزا أبو صالح ابن الميرزا محسن أو حسن بن الميرزا ألغ ابن الميرزا
أبو صالح ابن المير شمس الدين بن المير غياث الدين عزيز بن شمس
الدين محمد بن محمود بن محمد بن مير باري بن حسن بن أبي الفتوح بن
عيسى بن أبي صفي بن علي بن محمد الأعرج ابن أحمد بن موسى المبرقع
ابن الإمام محمد الجواد ع. توفي حدود ١٠٩.
سيد جليل عالم نبيل. في كتاب مطلع الشمس: نقيب الاشراف الرضوية
التقوية في المشهد المقدس الرضوي قيل إن أمه فخر النساء بيگم بنت الشاه
عباس الأول وفي عهد الشاه عباس الثاني كان له منصب صدر الممالك في
جميع بلاد إيران. من أحفاده وذريته فعلا جمع كثير في عدد أصحاب
المناصب في الآستانة المقدسة الرضوية ومن آثاره الخيرية المدرسة الصالحية
بناها سنة ١٠٨٦ ووقف عليها املاكا كثيرة وتعرف اليوم بمدرسة النواب
ومن آثاره ايوان م‍ صلى المشهد المقدس الرضوي بناه سنة ١٠٨٧ بأمر
السلاطين الصفوية اه وفي كتاب الشجرة الطيبة: هو باني المدرسة
الصالحية المعروفة الآن بمدرسة النواب ومصلى المشهد خارج باب المدينة بنى
المصلى سنة ١٠٨٧ بأمر السلاطين الصفوية وبني المدرسة الصالحية المعروفة
بمدرسة النواب سنة ١٠٨٦ ووقف املاكا كثيرة عليها وعلى طلاب العلوم
الدينية وكتب على بابها: بسم الله الرحمن الرحيم بعد حمد الله سبحانه قد
اتفق اتمام بناء هذه المدرسة الرفيعة الصالحية في أيام خلافة السلطان الأعظم
والخاقان الأكرم مولى ملوك العرب والعجم السلطان ابن السلطان ابن
السلطان ابن السلطان والخاقان ابن الخاقان ابن الخاقان ابن الخاقان أبو
المظفر الشاه سليمان الحسيني الموسوي الصفوي أيد الله ملكه وسلطانه
وأفاض على العالمين بره وعدله واحسانه من خالص مال النواب المستطاب
عمدة السادات والنجباء الكرام ومرجع النقباء العظام صدر الاسلام
والمسلمين الميرزا أبو صالح النقيب الرضوي كتبه محمد صالح سنة ١٠٨٦
وكتب بعد ذلك أشعارا بالفارسية وكان الميرزا أبو صالح المذكور مصدر
خيرات ومبرات وقف كتبا كثيرة على طلاب المدرسة المزبورة ولكن تاريخ
وقف هذه الكتب المكتوب في ظهرها سنة ١٠٨٣ وكانه كان وقفها قبل بناء
المدرسة ثم جعلت فيها وكان يلقب بصدر الممالك ألف رسالة سماها
دقائق الخيال أورد فيها رباعيات الشعراء المتقدمين والمتأخرين بترتيب
حروف الهجاء منسوبة لقائلها اه.
٢٠٧٠: أبو صالح المدائني
اسمه عجلان.
٢٠٧١: أبو صامت الحلواني
كأنه منسوب إلى حلوان التي بأطراف العراق ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع وذكره بغير وصف الحلواني في أصحاب الصادق والباقر
ع وروى الكليني في الكافي في باب ان الأئمة ع هم
أركان الأرض عن أبي عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي
جعفر ع. وفي باب المنبر والروضة ومقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ابن مسكان عن
أبي الصامت عن أبي عبد الله ع والظاهر اتحاد الجميع.
(٣٦٢)

٢٠٧٢: أبو الصباح الرياحي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين.
٢٠٧٣: أبو الصباح بن عبد الحميد
روى الكليني في روضة الكافي بعد حديث الفقهاء والعلماء عن
محمد بن سنان عنه عن محمد بن مسلم.
٢٠٧٤: أبو الصباح الكناني
اسمه إبراهيم بن نعيم.
٢٠٧٥: أبو الصباح المزني
روى الشيخ في الاستبصار في باب رفع اليدين بالتكبير إلى القنوت في
الصلوات الخمس بسنده عن عبد الله بن المغيرة عنه قال قال أمير
المؤمنين ع خمس وتسعون تكبيرة في اليوم والليلة للصلوات منها تكبير
القنوت ولكن حيث إن الشيخ روى هذا الخبر بعينه في التهذيب عن
عبيد الله بن المغيرة عن الصباح المزني كان من المظنون قويا كما استظهره
صاحب جامع الرواة زيادة كلمة أبي في نسخة الاستبصار وكون الصواب
عن الصباح المزني وذلك لعدم وجود أبي الصباح المزني في كتب الرجال
ووجود الصباح المزني في أصحاب الصادق والباقر ع وكون
الراوي في المقامين واحدا والرواية واحدة فتكون الرواية على هذا مرسلة
لكونها عن أمير المؤمنين ع وهو من أصحاب الصادقين ع
والله أعلم فوجود شخص غير الصباح المزني لم يتحقق.
٢٠٧٦: أبو الصباح مولى آل سام
قال الشيخ في الفهرست: له كتاب أخبرنا به جماعة عن التلعكبري
عن ابن عقدة عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن الطاطري عن محمد بن أبي
عمير عنه. وأخبرنا جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل
القرشي عنه اه ويأتي عن النجاشي ورجال الشيخ صبيح أبو الصباح
مولى بسام وقد يوجد في بعض الأسانيد مولى آل بسام ومن هنا يحتمل قريبا
ان يكون الصواب مولى بسام بدل آل سام.
٢٠٧٧: أبو الصباح الهمداني
اسمه الحكم بن عمير.
تنبيه
روى الكليني في الكافي في باب النوادر من آخر كتاب المعيشة عن
محمد بن يحيى عن محمد ابن أحمد عن محمد بن عيسى عن جعفر بن
محمد بن أبي الصباح عن أبيه عن جده عن الصادق ع ويمكن كونه
الحكم بن عمير لروايته عن الصادق ع وعن جامع الرواة انه حكم بكون
الصواب جعفر بن محمد عن أبي الصباح لعدم وجود جعفر بن محمد بن أبي
الصباح في كتب الرجال وفيه ان وجود رجال في الأسانيد وعدم وجودهم في
كتب الرجال غير عزيز.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الصباح مشترك بين إبراهيم بن
نعيم الثقة وبين مولى آل سام صبيح مولى بسام بن عبد الله ويعرف بما ذكر
في بابه وحيث لا تميز فالوقف.
٢٠٧٨: أبو الصبيح
كنية دراج والد جميل بن دراج.
٢٠٧٩: أبو الصحاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال كوفي ووقع في
باب الوقف من الفقيه وفي التهذيب روايته عن أبي عبد الله ع ورواية
العباس بن عامر والحسن بن الحسين اللؤلؤي عنه ووصفه في بعضها
بالنخاس.
٢٠٨٠: أبو الصخر
اسمه عمرو بن طلحة العجلي.
٢٠٨١: أبو صدام
روى الكليني في باب مولد الصاحب ع من الكافي عن علي بن
محمد عن سعد بن عبد الله قال إن الحسن بن النضر وأبا صدام وجماعة
تكلموا بعد مضي أبي محمد فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص الحديث
وهو يدل على مكانته بين الشيعة.
٢٠٨٢: أبو صدقة
اسمه بشر بن مسلمة.
٢٠٨٣: أبو الصفر الكوفي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع ورسم الصفر بألفا
في جملة من الكتب.
٢٠٨٤: أبو صفرة
اسمه ظالم بن سراق.
٢٠٨٥: أبو صفوان
اسمه عمر بن عبد الله الأزدي.
٢٠٨٦: أبو الصلاح الحلبي
اسمه نقي بن نجم بن عبد الله الحلبي.
٢٠٨٧: أبو الصلت الخراساني
هو أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح الآتي.
٢٠٨٨: الشيخ أبو الصلت بن عبد القادر بن محمد
في فهرست منتجب الدين فقيه صالح قرأ على الشيخ أبي جعفر.
٢٠٨٩: أبو الصلت الهروي الخراساني
اسمه عبد السلام بن صالح.
٢٠٩٠: السيد أبو الصمصام بن معبد الحسني
اسمه ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني ويقال ذو الفقار بن معبد
وقيل في نسبه غير ذلك كما يذكر في ترجمته.
٢٠٩١: أبو الصهبان
اسمه عبد الجبار ابنه محمد يقال ابن أبي الصهبان وابن عبد الجبار.
٢٠٩٢: أبو صهيب الصيرفي
اسمه حكيم بن صهيب.
٢٠٩٣: أبو الضبار
في الخلاصة بالضاد المعجمة والباء الموحدة والراء بعد الألف من
(٣٦٣)

أصحاب زيد رضي الله عنه وقال الكشي حدثني محمد بن مسعود حدثني
حمدان بن أحمد القلانسي عن معاوية بن حكيم عن عاصم بن عمار عن
نوح بن دراج عن أبي الضبار وكان من أصحاب زيد بن علي ع.
٢٠٩٤: أبو الضريس
اسمه عبد الملك بن أعين الشيباني.
٢٠٩٥: أبو ضمرة الليثي المدني
اسمه أنس بن عياض.
٢٠٩٦: أبو طارق
اسمه كثير بن طارق.
٢٠٩٧: أبو طالب
هو العلاء بن غالب كذا في الرياض.
٢٠٩٨: السيد أبو طالب ابن السيد تراب القايني
توفي متوجها إلى الحج في بلدة كراجي سنة ١٢٩٥.
عالم فاضل له ١ مناسك الحج. ٢ أجوبة المسائل نظير جامع
الشتات لصاحب القوانين. ٣ الفوائد الغروية في جزءين أولهما في مسائل
علم دراية الحديث والثاني في أحوال جملة من الرجال المختلف فيها بين
الرجاليين وقد شرحه تلميذ المصنف الشيخ محمد باقر القايني البيرجندي
وسمى الشرح بالعوائد القروية في شرح الفوائد
الغروية.
٢٠٩٩: السيد الأمير أبو طالب ابن الأمير أبو الفتح الحسيني
في الرياض: الفاضل الفقيه الأصولي المعروف وكان هو وأبوه
معاصرين للشاه طهماسب الصفوي له رسالة فارسية في أصول الفقه الفها
لبنت السلطان المذكور رأيتها في أردبيل وأظن أنه متحد مع الذي قبله
اه.
٢١٠٠: السيد الميرزا أبو طالب ابن السيد الميرزا أبو القاسم ابن السيد كاظم
الموسوي الزنجاني نزيل طهران
توفي ١٦ ربيع الثاني سنة ١٣٢٩ بطهران.
كان من أجلاء العلماء من بيت علم وفضل وجلالة متبحرا في العلوم
الاسلامية له التقدم في طهران معروف بكثرة الاطلاع وطول الباع مرجوعا
إليه في معضلات المسائل. له من المؤلفات ١ كتاب في التعادل
والترجيح. ٢ التنقيد في أحكام التقليد مطبوع. ٣ غاية المرام في
أحكام الصيام. ٤ ايضاح السبل مطبوع. ٥ احكام أواني الذهب
والفضة.
٢١٠١: السيد أبو طالب ابن السيد أبو القاسم
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحائري فقال: صفوة الفضلاء
الأعاظم ونتيجة الرؤساء الأفاخم الأمجد السيد أبو طالب سليل العلامة
السيد أبو القاسم وذكر انه امتدح السيد نصر الله بقصيدة فاجابه السيد نصر
الله على الوزن والقافية فقال:
هذي شموس حميا شهبها الحبب أم ذي بروق ثغور زانها الشنب
أم طل صبح بدا في الأقحوانة مذ تبسمت حين اجرى دمعها السحب
استغفر الله بل هذا قريض فتى دانت له عظماء الفرس والعرب
من معشر ضربت فوق السماء لهم خيام عز لها جوزاؤها طنب
أعني أبا طالب بحر النوال وينبوع الكمال الذي جلت له الرتب
وقاه ربي من عين النجوم فقد تطرزت بمعالي مدحه الكتب
٢١٠٢: أبو طالب الأزدي البصري الشعراني
قال النجاشي: أبو طالب الأزدي البصري له كتاب يرويه محمد بن
خالد البرقي وقال أصحابنا لا نعرف هذا الرجل الا من جهته أخبرنا عدة
من أصحابنا عن الحسن بن ضمرة عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن خالد
عن أبيه قال حدثنا أبو طالب الأزدي بكتابه اه وقال الشيخ في
الفهرست: أبو طالب الأزدي الملقب بالشعراني له كتاب رويناه عن عدة
من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه
عن أبي طالب اه وفي معالم العلماء: أبو طالب الأزدي الشعراني له كتاب
اه ويأتي بعنوان أبو طالب البصري.
٢١٠٣: السيد الأمير أبو طالب الاسترآبادي
في الرياض: العالم الفاضل الفقيه له: ١ المطالب المظفرية في
شرح الرسالة الجعفرية للمحقق الكركي ممزوج بالمتن ألفه في حياة الماتن:
باسم المظفر الكحي الجرجاني ولعله كان حاكما بجرجان أو نحو ذلك.
٢ حدائق اليقين في الإمامة ومناقب الأئمة نسبها إليه تلميذه المولى
حيدر بن محمد الخونساري في رسالته المسماة بمضئ الأعيان وهو غير
النجيب الاسترآبادي الآتي المتقدم على ابن شهرآشوب قال وفي بعض
مسوداتي السيد محمد بن أبي طالب الحسيني الموسوي الاسترآبادي له شرح
الجعفرية للشيخ علي الكركي وهو من تلامذة الكركي.
٢١٠٤: الشيخ نجيب الدين أبو طالب الاسترآبادي
في الرياض فقيه عالم فاضل من المتأخرين.
٢١٠٥: النجيب أبو طالب الاسترآبادي
في معالم العلماء له: ١ مناسك الحج. ٢ الأبواب والفصول
لذوي الألباب والعقول. ٣ المقدمة. ٤ الحدود اه وفي الرياض
بالبال ان الشيخ في المبسوط قد ينقل بعض الفتاوى عن الشيخ أبي طالب
الاسترآبادي فهو من قدماء الأصحاب فلاحظ أوائل المبسوط إذ لعله أبو
جعفر النيسابوري والسهو مني أو هو بعينه أبو طالب بن غرور ثم إن الشيخ
عبد الجليل القزويني المعاصر لولد الشيخ الطوسي في كتاب مثالب النواصر
عده أبا طالب من أكابر علماء الشيعة اه.
٢١٠٦: الشيخ أبو طالب ابن الشيخ إسماعيل الرازاني
في الرياض: من أجلة الفقهاء يروي عن والده عن الشهيد وكان
والده أيضا من العلماء وفي بعض المواضع ان أبا طالب هذا يروي عن
الشيخ الطوسي وهو سهو الا ان يراد بالوسائط ولم اعلم اسمه ولا مؤلفه
ولا عصره لكن رأيت في بعض المواضع مسائل نقلها الشيخ أبو طالب ابن
الشيخ إسماعيل الرازاني عن أبيه الشهيد قدس سره فلعله هو هذا والظاهر أن
الرازاني بفتح الراء المهملة ثم الألف والزاي والنون نسبة إلى رازان من
قرى جبل عامل اه وهو سهو فإنه ليس في جبل عامل قرية بهذا الاسم
بل هو نسبة إلى رازان براء وألف وزاي ونون قرية من قرى أصبهان بحومة
التجار ذكرها ياقوت في معجم البلدان.
(٣٦٤)

٢١٠٧: السيد أبو طالب الأصفهاني ابن الميرزا علي رضا ابن الميرزا محمد علي ابن
الميرزا كوجك ابن الحكيم داود نزيل المشهد المقدس الرضوي
توفي سنة ١٢١٦.
كان فاضلا في العلوم العقلية والنقلية ماهرا في علم الطب جليل
القدر عظيم المنزلة وكان يتولى كل أوقات الحضرة الرضوية تولاها ٣٧ سنة
بالاستقلال وكان آباؤه وأسلافه علماء خصوصا في علوم الحكمة والطب
وكل من ذكرناه من آبائه هم من مشاهير الحكماء والأطباء وله أولاد وأحفاد
لهم خدمة في الحرم المقدس الرضوي إلى اليوم. وفي كتاب مطلع
الشمس: كان من مشاهير الحكماء والأطباء وجاء هو إلى المشهد المقدس
وانتقل من الطبابة إلى التولية اشتغل مدة ٣٧ سنة في لوازم هذا المنصب
الجليل. وفي مسلك العرفان والتصوف وغالب المعقولات والمنقولات يعد
في أكابر العصر وخلف تسعة ذكور فاز كل منهم بخدمة الآستانة المباركة
وبعض احفاده فاز بذلك أيضا اه.
٢١٠٨: السيد الأمير أبو طالب الامامي الأصفهاني.
في الرياض: كان من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي ومن بعده
وكان متوليا للمشهد المنسوب إلى الإمام زين العابدين بأصفهان ولكن
الظاهر أنه لأحد أولاده الذي كان يعرف بهذا الاسم وهذا السيد من أولاد
ذلك الامام ولذا لقب بالامامي كما أن عشيرته يلقبون بالسادات الامامية
وتعرف تلك المحلة بدر امام وكان فائقا على اقرانه بالحكمة والمعقول
باعتقاده كذا قاله صاحب تاريخ عالم آرا وهو الجد الاعلى للأمير السيد علي
الامامي المترجم في موضعه اه.
٢١٠٩: أبو طالب الأنباري
اسمه عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر.
٢١١٠: أبو طالب البصري
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وفي الفهرست
أبو طالب البصري له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي طالب وقال النجاشي: أبو طالب
البصري ابن بطة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عنه. وفي المعالم أبو
طالب البصري له كتاب اه وظاهر الشيخ في الفهرست ان المذكور هنا
وأبو طالب الأزدي البصري المتقدم رجلان وكذلك ابن شهرآشوب ولكن
الميرزا في رجاله قال عن المذكور هنا وكانه الأزدي المتقدم اه والأمر كما قال.
٢١١١: المولى أبو طالب التبريزي.
في الرياض: كان من تلامذة البهائي رأيت اجازة منه بخطه على آخر
رسالة للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني كتبها لتلميذه المولى محمد زمان في
المشهد المقدس الرضوي سنة ١٠٢٤.
٢١١٢: الميرزا أبو طالب الثاني الحسيني الرضوي المشهدي ابن الميرزا أبو
القاسم ابن الميرزا أبو طالب الأول ابن الأمير محمد ابن المير غياث الدين
عزيز ابن الميرزا شمس الدين محمد ويأتي باقي نسبه في ترجمة جده أبو
طالب بن محمد
توفي سنة ١٠٣٥ في طهران عائدا من العراق وحمل نعشه إلى المشهد
المقدس الرضوي ودفن في روضة جده المقدسة.
في تاريخ عالم آرا: كان أبوه أبو القاسم قد تزوج بنت الأمير شمس
الدين علي سلطان فلم يأتلفا وولد لأبي القاسم منها ولدان الميرزا أبو طالب
والميرزا إبراهيم وكانا عند وفاة أبيهما وجدهما في سن الصبا وفي عصر الشاه
عباس الأول وصلا إلى مرتبة النشو والنمو وهما اليوم سنة ١٠٢٥ في ظل
رأفته ومرحمته الملوكية معززان محترمان ومحسودان من اقرانهما ولهما اقطاع
واملاك موروثة تزيد على معيشتهما وأعطي المترجم النقابة والتولية على
الحضرة والآستانة الشريفة الرضوية اه وعن قصص الخاقاني أنه في سنة
١٠٣٠ رجع الشاه عباس من فتح قندهار وجاء إلى المشهد المقدس الرضوي
وفوض تولية الآستانة المقدسة الرضوية إلى ميرزا أبي طالب الرضوي. وفي
تاريخ عالم آرا أيضا: الميرزا أبو طالب الرضوي من سادات المشهد الرضوي
العالي الدرجات وكان متولي الروضة المنورة الرضوية وفي سفر بغداد الواقع
سنة ١٠٣٥ كان ملازما للركاب الأشرف وبعد انهزام الرومية تشرف بزيارة
الروضات المطهرة في الكاظمين وكربلاء والنجف وراقم الأحرف يعني
صاحب التاريخ إسكندر بيك منشي الشاه عباس أيضا كان لي مع هذا
السيد مقدار من المعاشرة وكان رفيقي في زيارة المشاهد المقدسة وبعد العود
استأذن الشاه و توجه من قزوين قاصدا المشهد الرضوي فاصابه القولنج يوما
في طهران بسبب الافراط في أكل الفواكه والطعام ولم تنفع فيه المعالجات
فتوفي وحمل نعشه إلى المشهد المقدس فدفن فيه اه.
٢١١٣: السيد الأمير أبو طالب ابن الأمير بيك ابن الأمير أبو القاسم الفندرسكي
المشهور الحسيني الموسوي الاسترآبادي الأصفهاني
الفندرسكي بفاء مكسورة ونون ساكنة ودال مهملة وراء مكسورتين
وسين مهملة ساكنة وكاف نسبة إلى فندرسك، في الرياض قصبة من توابع
أعمال أستر آباد بينهما ١٢ فرسخا.
أحواله
عالم فاضل محقق مدقق فقيه محدث حكيم الاهي متكلم بارع متبحر
في أكثر العلوم معاصر للمجلسي الثاني ولصاحب رياض العلماء من كبار
علماء ذلك العصر. ووصفه صاحب الرياض بأنه من أهل الفضل شاعر
منشئ.
مشائخه
قال صاحب الرياض قرأ على الأستاذ المحقق وغيره اه يعنى الآقا
حسين الخوانساري كان من أفاضل تلامذته وقرأ أيضا على المحقق محمد
باقر السبزواري صاحب الكفاية.
مؤلفاته
له مؤلفات جليلة: ١ كتاب المنتهى في النحو أو النجوم.
٢ بيان البديع في البيان والبديع فارسي يشتمل على الصناعات البديعية.
٣ مجمع البحرين فارسي في علم العروض لاشعار العرب والفرس طويل
الذيل حسن الفوائد. ٤ توضيح المطالب شرح فارسي كبير على خلاصة
الحساب للبهائي. ٥ شرح أو حاشية على شافية ابن الحاجب في
الصرف. ٦ حاشية على تفسير البيضاوي. ٧ حاشية جليلة على أصول
الكافي للكليني. ٨ حاشية على شرح اللمعة. ٩ ترجمة على شرح
اللمعة بالفارسية. ١٠ حاشية على حاشية الخفري على الاهيات الشفا كذا
(٣٦٥)

في الرياض وفي مسودة كتابنا حاشية على شرح تذكرة الهيئة للخفري فكانه
قد وقع تحريف في إحدى العبارتين. ١١ حاشية على معالم الأصول
للشيخ حسن. ١٢ غزوات حيدري نظم بالفارسية فيه غزوات أمير
المؤمنين ع. ١٣ نكارخانة جين وهي مجموعة انشاآته بالعربية
والفارسية. ١٤ سامي نامه منظوم بالفارسية.
٢١١٤: السيد أبو طالب الحسيني البستي
في الرياض: من علمائنا له كتاب الرضا يشتمل على أخبار آل محمد
ورأيت بعض القوائد المنقولة عنه بخط قديم جدا ولم أعلم خصوص
عصره.
٢١١٥: السيد الصالح أبو طالب الحسيني القصبي.
في الرياض هو السيد أبو طالب محمد بن السيد أبي عبد الله الحسين بن
الحسن الحسيني القصبي الجرجاني وكان من مشائخ الطبرسي ويروي عنه في
إعلام الورى ولا يبعد اتحاده مع سابقه.
٢١١٦: الشيخ أبو طالب بن رحب
في الرياض كان من متأخري علماء الإمامية وفقهائهم ويظهر من
كتاب الطهارة من بحار الأنوار في بحث التكفين ومن كلام جماعة منهم
بعض الناقلين عن خط هذا الشيخ في بعض مجاميعه انه كان سبط الشيخ
تقي الدين الحسن بن داود صاحب الرجال ولعله من جانب الأب وينقل
عن الشيخ ابن رجب هذا دعاء الجوشن الكبير وشرحه اه.
٢١١٧: المولى أبو طالب السلطان آبادي
توفي في العشر الثاني بعد الثلاث مائة والألف.
هو من الطبقة الأولى من تلامذة السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي
أيام كان في النجف قبل هجرته إلى سامراء وهاجر إليها سنة ١٢٩١ وهي
سنة هجرة السيد الميرزا إليها ثم رجع إلى وطنه وبقي هناك وكان من العلماء
الصلحاء الأبرار ذكر الميرزا حسين النوري في دار السلام ما لفظه حدثني
العالم الفاضل التقي الصالح الزكي الألمعي الحاج المولى أبو طالب السلطان
آبادي المجاور في المشهد الغروي حفظه الله تعالى وهو من خيار أهل العلم
وعمدتهم وزبدة الأتقياء وسندهم إلى آخر كلامه وكان يدرس في مدرسة
السيد العالم آقا محسن السلطان آبادي ويصلي فيها باهل البلد حتى توفي وله
مصنفات.
٢١١٨: أبو طالب السمرقندي
كنية المظفر بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن
علي بن أبي طالب ع.
٢١١٩: المولى أبو طالب بن الشريف أبي الحسن الفتوني العاملي الغروي
وأبوه مذكور في حرف الشين ذكره بهذا العنوان السيد عبد الله بن نور
الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل اجازته الكبيرة الذي هو بمنزلة تتمة
أمل الآمل وظاهره ان اسمه كنيته فقال: كان فاضلا محققا متتبعا في غاية
الذكاء وحسن الادراك متقيا متعبدا متوسعا في العقليات والشرعيات يروي
عن أبيه وغيره من فضلاء العراق قدم إلينا بعد وفاة والده وأقام أياما
وتباحثنا في كثير من المسائل وأفادني فوائد عظيمة ثم صعد إلى بلاد العجم
وتوفي رحمة الله عليه اه وذكره في نشرة السلافة بألفاظ مسجعة على عادة
أهل ذلك العصر فقال الشيخ أبو طالب ولد شيخنا العلامة أبو الحسن
الشريف العاملي تشاغل في فن الأدب فصار من أربابه وتعلق بغصن البلاغة
فترك قشوره وأخذ من لبابه نظم فأبدع فمن نظمه هذه القصيدة يرثي بها
الحسين ع:
عمر تصرم ضيعة وضلالا * ما نلت فيه من الرشاد منالا
يا نفس قد أبدلت رشدك بالعمى * فركبت أمرا في الخيال خبالا
يا نفس كفي عن ضلالك واعلمي * ان الاله يشاهد الأحوالا
وذري المساوي والذنوب وراقبي * رب العباد واحسني الأعمالا
ودعي البكاء على الطلول جهالة * لا تشمتي ببكائك العذالا
فإلى متى تبكين رسما دارسا * وتخاطبين بجهلك الأطلال
هلا بكيت السبط سبط محمد * نجل البتول السيد المفضالا
بأبي إماما ليس ينسى رزؤه * في الناس ما بقي الزمان وطالا
أفديه فردا في الطفوف وقد قضى * عطشا ونال من العدى ما نالا
لهفي له بين الطغاة وقد غدا * فردا ينازل منهم الأبطالا
لهفي عليه مضمخا بدمائه * تسفي عليه السافيات رمالا
فالأفق أظلم والكواكب كورت * حزنا عليه وأبدت الأعوالا
يا سادتي يا آل أحمد حبكم * دين الاله به استتم كمالا
وعليكم صلى المهيمن كلما * جر النسيم على الربى أذيالا
وقوله في مدح نتائج الأفكار في محاسن الأشعار لصاحب النشوة:
ومؤلف ألف الزمان رواءه إلف النواظر كل روض مزهر
ألفاظه حاطت بكل فريدة فتكلفت بحفاظ كنز الجوهر
٢١٢٠: السيد أبو طالب الشريف الاريجاني
كان حيا سنة ١٣٠٦.
وكان من أفاضل العلماء والسادات الاجلاء ينتهي نسبه إلى السيد جلال
الدين أشرف. كان المترجم من حكام الشرع مبسوط اليد نافذ الحكم في عصر الشاه
ناصر الدين القاجاري.
٢١٢١: الميرزا أبو طالب صاحب الحاشية على شرح السيوطي على ألفية ابن مالك
في النحو
فرع منها سلخ جمادى الآخرة عام ١٢٢٣.
هو عالم فاضل بارع ماهر بالأدب متكلم فقيه لغوي نحوي مفسر
محدث من أجلاء تلامذة السيد صاحب الرياض له مصنفات كثيرة لا يحضرني تفصيلها.
٢١٢٢: السيد أبو طالب بن عبد السميع
في الرياض هو الشريف أبو طالب عبد الرحمن بن عبد السميع
الهاشمي الواسطي ويقال أبو طالب الهاشمي اه.
٢١٢٣: أبو طالب صاحب مسجد الرضا ع
اسمه علي بن عبد الله.
٢١٢٤: أبو طالب ع ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والد أمير المؤمنين ع
اسمه عبد مناف وقيل عمران وعبد مناف لقبه ومناف اسم الشمس
وقيل اسم الصنم وهو من أسماء الجاهلية وذكرناه في عبد مناف.
٢١٢٥: السيد أبو طالب ابن السيد عبد المطلب الحسيني الهمذاني النجفي
توفي بالنجف الأشرف سنة ١٢٦٣ قبل وفاة أستاذه صاحب الجواهر
بستة أشهر.
(٣٦٦)

كان عالما فاضلا بارعا في الفقه والأصول من أحفاد المير السيد عليا
المدفون بهمذان تلمذ على صاحب الجواهر وله مصنفات منها: ١ كتاب
المواهب العلوية في شرح الأحكام النبوية شرح على الشرائع خرج منه كتاب
الطهارة. ٢ كتاب في أصول الفقه في مجلدين. ٣ ترجمة نجاة العباد
بالفارسية مطبوع.
٢١٢٦: الشيخ أبو طالب بن عبد الله بن علي بن عطاء الله الزاهدي الجيلاني
الأصفهاني
توفي بأصفهان سنة ١١٢٧ وقد بلغ تسعا وتسعين سنة.
كان أصله وتولده ومنشاه لاهجان من بلاد الديلم قرأ العلوم العربية
والسطوح فيها على المولى حسن اللاهجي شيخ الاسلام حتى بلغ من العمر
العشرين فرحل إلى أصفهان واستوطنها وأخذ في تحصيل العلوم على علمائها
وكانت يومئذ محط رحال الأفاضل وهو عصر المجلسيين فقرأ الرياضي على
المولى محمد رفيع اليزدي وسائر العلوم على أفاضل عصره وكان كثير الكد
والجد في تحصيل العلوم لا يفتر ساعة حتى وصل إلى مراتب عالية في العلم
وكانت خزانة كتبه تزيد على خمسة آلاف كتاب لا يوجد فيها كتاب ليس
عليه تصحيحه من أوله إلى آخره وله على كثير منها حواش وتعليقات وكتب
بخط يده سبعين كتابا وكان حسن الخط منها تفسير البيضاوي والقاموس
وشرح اللمعة وتمام التهذيب في الحديث وأمثال ذلك. كان يكتب في اليوم
والليلة ألف بيت والبيت خمسون حرفا ترجمه ابنه الشيخ محمد الشهير
بحزين وقال في التذكرة وفي السوانح عن أبيه أنه قال ما كان يرسله إلي أبي
لا يفي بشراء كتاب وكنت استنسخ كل كتاب احتاجه حتى توفي والدي
وأصابني من إرثه مال كثير فعزمت على المقام بأصفهان فصرت أكتري
الكتب ولا أنسخها وحج بيت الله الحرام وكان من العباد الأتقياء كثير
التهجد والصلاة كثير التواضع حسن الأخلاق ترابي المذاق ولم ير منه فعل
مكروه وكان إذا مضى نصف الليل قام إلى الصلاة والتهجد والدعاء وأحيا
ليله بالعبادة وكان قليل المعاشرة للناس خصوصا في آخر عمره اختار
الانزواء واعتزل الناس وداوم على العبادة حتى نحل جسمه واستولى عليه
الضعف ولم يكن يتكلم الا بقدر الضرورة. له من المؤلفات تفسير آية قل
الروح من أمر ربي.
٢١٢٧: الشيخ أبو طالب بن عزرو أو غرور أو غزور أو عزوز
الموجود في أكثر النسخ عزور بالعين المهملة والزاي والواو والراء وفي
بعضها بالغين المعجمة والراءين بينها واو وفي بعضها بالعين والزاي والواو
والراء وفي بعضها بالعين المهملة والزايين بينهما واو وبعضهم ضبطه بفتح
الغين المعجمة وسكون الزاي. في التعليقة من مشايخ الشيخ ذكره العلامة
في إجازته للسادة أولاد زهرة وغيره في غيرها اه وفي الرياض عده
العلامة في آخر إجازته لبني زهرة من مشايخ الشيخ الطوسي من الخاصة
ويظهر ذلك أيضا من مطاوي فهرست الشيخ وفي ترجمة أحمد بن محمد بن
عمر بن موسى بن الجراح المعروف بابن الجندي قال الشيخ أخبرنا عن جميع
كتبه أبو طالب بن عزور وقد يعبر عنه الشيخ في الفهرست بابن عزور كما في
ترجمة إبراهيم بن أبي رافع ويروي عن ابن قوليه اه.
٢١٢٨: أبو طالب بن العلامة
اسمه محمد بن الحسن بن يوسف.
٢١٢٩: الميرزا أبو طالب ابن الميرزا علي رضا ابن الميرزا مهر علي ابن الميرزا
كوجك ابن الحكم داود الأصفهاني الخراساني المشهدي
توفي سنة ١٢١٦.
في فردوس التواريخ: الفاضل الكامل صاحب المفاخر والمناقب
مولانا ميرزا أبو طالب يكفي في مدحه أنه تولى الآستانة المباركة سبعا
وثلاثين سنة وهو من أهل أصفهان كان أبوه وجده وأبو جده وجد جده من
الأعاظم والأكابر ومشاهير الأطباء والحكماء عزم على زيارة العتبات العاليات
وفي ليلة ضل عن الطريق فتوسل بأمير المؤمنين ع فرأى فارسا فدله على
الطريق وأعطاه قرآنا صغيرا ثم غاب فلما زار كربلاء وجاء إلى النجف رأى
في معالم الرؤيا أمير المؤمنين ع فبشره بقبول زيارته وأمره بسرعة الرجوع
إلى خراسان وتولي خدمة الروضة المقدسة وأنه أوكل خدمتها إليه فعزم على
الرحيل ولما وصل إلى المشهد المقدس نزل في الحجرة التي تحت الرجلين
واشتغل هناك بالتدريس والطبابة وكان ذلك في وقت ولاية نادر سلطان وفي
زمان قليل صار معروفا عند الناس ومشهورا بحسن المعالجة عند الأكابر
والأعيان وترقى يوما فيوما إلى أن صار مرجعا للعوام والخواص وفي أثناء
ذلك توفي رجل من أكابر الخدم ولا وارث له فاعطي منصبه إلى المترجم
وبعد أيام أعطيت له وزارة الآستانة وفي ضمن سنتين صار له سبعة مناصب
في الآستانة منها خدمة الضريح المطهر ومنها الكليتدارية والمهردارية وفي آخر
الأمر صارت له التولية حتى قيل كل الصيد في جوف الفرا وفي زمان توليته
كان أيضا يعالج المرضى ويعطي الضعفاء والفقراء منهم من ماله الدواء
والغذاء وكان طبيبا حاذقا وجميع تدابيره موافقة ويسلك مسلك العرفان
والتصوف ولم يكن خاليا من غالب العلوم المعقولة والمنقولة وخلف تسعة
أولاد لكل منهم عمل وشغل في العتبة العلية والآن جماعة من أسباطه
وأحفاده في خدمة الآستانة المقدسة اه.
٢١٣٠: الحاج ملا أبو طالب العراقي الكزازي ابن الملا عبد الغفور ابن الملا شر
فعلي ابن الملا أحمد الجرفادقاني
توفي سنة ١٣٢٩ وقبره في مقبرة يقال لها مقبرة دروازه شهر كرد
بسلطان آباد.
كتب إلينا السيد شهاب الدين الحسيني الفاضل النسابة ما لفظه: كان
من فقهاء عصره ورؤساء بلده سلطان آباد المشهورة في بلاد إيران. تلمذ في
النجف على شيخنا المرتضى ثم بعده حضر بحث الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي، ثم رجع إلى وطنه وصار مرجعا في الشرعيات. يروي عن
شيخيه بطرقهما، وعن الحاج ميرزا حبيب الله الرشتي الجيلاني. وعنه جماعة
منهم والدي العلامة النسابة السيد شمس الدين محمود الحسيني المتوفي سنة
١٣٣٨ وللمترجم تاليف منها شرح كبير على نجاة العباد لصاحب الجواهر في
مجلدات ورأيت المجلد الأول منه ببلدة قم المشرفة يظهر منه وفور تتبعه
وتبحره في الفقه انتهى.
٢١٣١: السيد أبو طالب الهمذاني النجفي
من أعيان علماء عصر مؤلف اليتيمة الصغرى من آل صدر الدين
الموسوي العاملي
٢١٣٢: المولى أبو طالب بن إبراهيم بن أبي طالب
كان حيا سنة ١٢٢٥.
له تذكرة الأنبياء والأولياء والسلاطين بالفارسية كبير مبسوط وجد
(٣٦٧)

المجلد الأول منه بخط مؤلفه فرع منه سنة ١٢٢٥. ٢١٣٣:
الشيخ أبو طالب ابن الشيخ أبي تراب الأصفهاني
توفي حوالي ١١١٥ ففي كتاب نجوم السماء في أحوال العلماء أن
الشيخ علي الحزين قال إن أباه توفي سنة وفاة المجلسي وهو توفي بعد أبيه
بعدة سنين والمجلسي توفي سنة ١١١١.
في نجوم السماء عن تذكرة الشيخ علي الحزين أنه ذكره في ذيل ترجمة
والده الشيخ أبو تراب فقال عن والده أنه كان من صلحاء الدهر ومن
أصحاب المجلسي مشغولا بإفادة الفقه والحديث وأقواله في الشرعيات
معتمد عليها ثم قال أن ولده الشيخ أبو طالب كان أيضا من المحدثين وتوفي
بعد وفاة أبيه بعدة سنين انتهى ومرت ترجمة أبيه في محلها.
٢١٣٤: الشريف أبو طالب بن أبي منصور
محمد بن أبي القاسم علي بن أبي زيد محمد بن أبي العباس أحمد بن
أبي عبيد الله بن أبي الحسن الملقب باغر ابن عبيد الله أمير الكوفة ابن عبد الله بن
الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: كان كبير النفس واسع الصدر يجود بما تحوي يداه
وهو صديق الشيخ العمري.
٢١٣٥: القاضي أبو طالب بن عمار
اسمه الحسن بن عمار.
٢١٣٦: أبو طالب الفافاني
اسمه الحسن بن جعفر.
٢١٣٧: الشيخ أبو طالب الفراهاني ابن محمد حسين خان سليمانلو
ولد في قرية مصلح آباد من قرى فراهان كان إليه ديوان الإنشاء في
كرمانشاهان وخوزستان ومن مؤلفاته تاريخ هرات فارسي ألفه لمحمد شاة
القاجاري لما فتح هرات كما صرح به في الكتاب المذكور وهو مجلد ضخم
توجد نسخته في مكتبة المدرسة الناصرية بطهران.
٢١٣٨: أبو طالب القاضي
اسمه يحيى بن يعقوب.
٢١٣٩: السيد أبو طالب القايني
توفي سنة ١٢٩٠ وقيل سنة ١٢٠٠ والله أعلم.
عالم جليل فاضل نبيل فقيه خبير رجالي متبحر كان المرجع العام في
بلاد خراسان نافذ الحكم من أعلام علماء الإمامية له تصانيف جليلة تدل
على طول باعه وكثرة اطلاعه مع تحقيقات ومهارة وهو صاحب كتاب السبع
السيارة وهو من تلامذة السيد محمد باقر الرشتي ذكره الشيخ محمد باقر البير
جندي في اجازته الكبير للسيد شهاب الدين المرعشي المعاصر وأثنى عليه
ثناء بليغا.
٢١٤٠: أبو طالب القمي
اسمه عبد الله بن الصلت.
٢١٤١: أبو طالب بن كثير
قال القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في كتابه المستجاد من
فعلات الأجواد: صح ان أبا طالب بن كثير كان شيعيا فقال له رجل بحق
علي بن أبي طالب الا ما وهبت لي نخيلك بموضع كذا قال قد فعلت وحقه
لأعطينك ما يليها وكان ذلك اضعاف ما طلب الرجل اه.
٢١٤٢: الميرزا أبو طالب ابن الأمير محمد بن المير غياث الدين عزيز ابن الميرزا
شمس الدين محمد الحسيني الرضوي المشهدي
هو الجد الأعلى للسادات الرضوية وواقف الأملاك الموقوفة الرضوية
وولده أبو القاسم بن أبي طالب له شأن ومقام في مجلس الشاه طهماسب
ومن السادات ذوي القدر العالي في المشهد المقدس وقال اسكندربيك
منشئ الشاه عباس في تاريخ عالم آراء: من السادات العظام الرضوية
والموسوية جماعة في المشهد المقدس لهم خدمة رفيعة في الروضة المطهرة فمن
هذه الطبقة الميرزا أبو طالب الرضوي وولده الميرزا أبو القاسم بغاية الجلالة
وعلو الشأن وكثرة المال والمنال والضياع متفرد وممتاز وأجلة سادات خراسان
خصوصا المشهد المقدس معترفون بعلو شانه ورفعة مقامه وشان ابنه المذكور
وسائر السادات الرضوية وأقربائه وأرحامه ينتفعون به وبابنه.
٢١٤٣: الميرزا أبو طالب ابن السيد محمد القصير الرضوي المشهدي
في الشجرة الطيبة: سيد جليل وعالم نبيل ذهب بعد موت أبيه إلى
رشت فأكرموا مقدمه وأطاعوه وسألوه التوطن عندهم لنشر الاحكام وتعليم
الحلال والحرام فأجابهم إلى ذلك.
٢١٤٤: أبو طالب المقري الاسترآبادي
اسمه يحيى بن علي بن محمد.
٢١٤٥: السيد ميرزا أبو طالب ابن السيد هاشم الحسيني الشيرازي
توفي سنة ١٣٤٥.
كان عالما فاضلا له أسرار العقائد فارسي في رد البابية مرتب على
مقصدين أولهما في النبوة الخاصة وثانيهما في الإمامة والرد على البابية والثاني
مطبوع.
٢١٤٦: السيد أبو طالب بن مهدي العلوي السليقي
في الرياض: فاضل عالم صالح يروي عن الشيخ الطوسي.
٢١٤٧: أبو طالب الهاشمي
في الرياض هو السيد أبو طالب بن عبد السميع المتقدم.
٢١٤٨: السيد أبو طالب الهروي وفي نسخة المروي
في الرياض: من أجلة العلماء وأصحاب الرواية له كتاب الأمالي
يروي عنه صاحب مكارم الأخلاق بعض الأخبار ولا يبعد اتحاده مع السيد
أبو طالب علي بن الحسن الحسني صاحب كتاب الأمالي ويحتمل المغايرة كما
لا يبعد اتحاده مع السيد الصالح أبي طالب الحسيني القصبي السابق ويلوح
من بعض المواضع أن السيد أبا طالب الهروي يروي عن السيد أبي الحمد
مهدي بن نزار فهو في درجة الشيخ أبي علي الطبرسي الا ان يكون يروي
عنه بالواسطة اه.
٢١٤٩: الميرزا أبو طالب ابن الميرزا أبي المحسن الحسيني القمي
توفي سنة ١٢٤٢ بقم ودفن في مقبرة زكريا بن آدم الراوي المعروف
المأمون على الدين والدنيا.
الفقيه المتكلم المحدث الأصولي صهر الفاضل القمي على ابنته تلمذ
لدى الفاضل المذكور وله منه اجازة قال رأيتها بخطه الشريف وذريته بيت
(٣٦٨)

شرف وعلم ببلدة قم ومن مشاهيرهم الحاج ميرزا فخر الدين شيخ الاسلام
ببلدة قم.
٢١٥٠: السيد النسابة نقيب الحضرة أبو طالب الزنجاني بن الحسين بن زيد بن
محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن جعفر بن
عبيد الله بن موسى الكاظم ع.
له كتاب الأنساب ينقل عنه السيد أحمد بن محمد بن المهنى بن علي بن
المهنى العبيدلي في كتابه الأنساب المشجرة.
٢١٥١: السيد أبو طالب الخطيب القمي
توفي سنة ١١٢٢.
كان من علماء بلدة قم وخطيب حرم السيدة فاطمة أخت
الرضا ع معروفا بحسن الخط وتوجد بعض الكتابة بخطه في سقوف
المشهد المذكور.
٢١٥٢: الميرزا أبو طالب القاضي ببلدة همذان
كان من نوابغ عصره في العلم والأدب ذكره صاحب المرآة وقال رأيته
سنة ١٣١٩ في تلك البلدة وكنت في طريق زيارة المشهد الرضوي على مشرفة
السلام اه.
٢١٥٣: السيد أبو طالب بن علي الحسيني المرعشي
كان من أعيان دولة الصفوية وعلمائها وجدت نسخة من تهذيب
الشيخ مقروءة، وعلى ظهرها اجازة بخطه الشريف لبعض تلاميذه وتاريخها
سنة ١٠٧٧.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو طالب المشترك بين جماعة الأول
الأزدي البصري الشعراني الثقة ويعرف برواية محمد بن خالد البرقي عنه
الثاني الأنباري المسمى بعبد الله بن أبي زيد أحمد الضعيف ويعرف برواية
أحمد بن عبد الواحد المعروف بابن عبدون وابن الحاشر ورواية التلعكبري
عنه الثالث القمي المسمى بعبد الله بن الصلت الثقة ويعرف بما ذكر في
بابه.
٢١٥٤: أبو طاهر
في الرياض هو المقلد بن غالب.
٢١٥٥: أبو طاهر
اسمه محمد بن علي بن بلال.
٢١٥٦: أبو طاهر بن أبي المعالي
اسمه وجيه الدين أحمد بن أبي المعالي.
٢١٥٧: أبو طاهر البرقي أخو أحمد بن محمد
ذكره الشيخ في رجاله من رجال الهادي ع. ويمكن ان يكون هو
أبو طاهر بن حمزة الآتي لوصفهما معا بأخو أحمد.
٢١٥٨: أبو طاهر بن حمزة بن اليسع الأشعري
قال الشيخ في رجاله قمي ثقة من أصحاب الهادي ع وتبعه في
الخلاصة والظاهر أنه هو المتقدم.
٢١٥٩: أبو طاهر بن حمزة بن اليسع أخو أحمد
قال النجاشي: روى عن الرضا ع قمي روى عن أبي الحسن
الثالث نسخة أخبرنا الحسين بن عبد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا
أحمد بن إدريس حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا أبو طاهر بن حمزة
اه ويمكن أن يكون هو أبو طاهر البرقي المتقد بدليل وصفهما بأخو أحمد
فان أحمد بن حمزة بن اليسع مذكور في الرجال ولا يبعد أن يكون اسمه
محمدا لما رواه الكشي في ترجمة أبي جرير القمي بسند فيه أحمد بن
محمد بن عيسى عن محمد بن الحمزة بن اليسع عن زكريا بن آدم عن
الرضا ع كما استظهره السيد مصطفى في النقد والميرزا في رجاله
والبهبهاني في التعليقة وتمام الكلام في محمد بن حمزة بن اليسع.
٢١٦٠: أبو طاهر الزراري
يقال لمحمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين وهو
أبو طاهر الأكبر صرح بأنه يكنى بأبي طاهر النجاشي والعلامة ويقال لحفيده
محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان المذكور صرح
بتكنيته بأبي طاهر النجاشي والشيخ وغيرهما اما حصره في الأصغر كما صنع
الميرزا في رجاله فاشتباه كما بيناه في أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان.
٢١٦١: أبو طاهر القمي
يكنى به علي بن سعيد ومحمد بن علي بن جاك.
٢١٦٢: أبو طاهر المقري
اسمه عبد الواحد بن عمر بن محمد بن أبي هاشم.
٢١٦٣: أبو طاهر الوراق الحضرمي الكوفي
اسمه محمد بن أبي يونس تسنيم بن الحسن.
٢١٦٤: أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة
لم نعرف اسمه، وترجم في جلال الدولة.
٢١٦٥: أبو طاهر بن حمدان
قتل سنة ٣٨٠.
لم نعرف اسمه، قال ابن الأثير: في سنة ٣٨٠ قتل باذ الكردي
صاحب ديار بكر، وكان سبب قتله ان أبا طاهر والحسين ابني حمدان لما ملكا
بلاد الموصل طمع فيها باذ وجمع الأكراد فأكثر وكاتب أهل الموصل
فاستمالهم فضعفا عنه وراسلا أبا الذواد محمد بن المسيب أمير بني عقيل
واستنصراه، فطلب منهما جزيرة ابن عمر ونصيبين وبلدا وغير ذلك، فأجاباه
إلى ما طلب واتفقوا وسار إليه أبو عبد الله بن حمدان وأقام أبو طاهر بالموصل
يحارب باذا، وسار أبو عبد الله وأبو الذواد إلى بلد وعبرا دجلة وصارا مع
باذ على أرض واحدة وأراد الانتقال إلى الجبل لئلا يأتيه هؤلاء من خلفه وأبو
طاهر من أمامه، فاختلط أصحابه وأدركه الحمدانية فأراد الانتقال من فرس
إلى آخر فسقط واندقت ترقوته وأرادوه على الركوب فلم يقدر فتركوه
وانصرفوا، فعرفه بعض العرب فقتله وحمل رأسه إلى بني حمدان وأخذ
جائزة سنية. ولما قتل باذ سار ابن أخته أبو علي بن مروان إلى حصن كيفا
وبه زوجة خاله فملكته الحصن وغيره مما كان لخاله، وسار إلى ميافارقين،
وسار إليه أبو طاهر وأبو عبد الله ابنا حمدان فوجداه قد أحكم أمره، فتصافوا
واقتتلوا وظفر أبو علي وأسر أبا عبد الله بن حمدان فأكرمه وأحسن إليه ثم
أطلقه فسار إلى أخيه أبي طاهر وهو بامد يحصرها، فأشار عليه بمصالحة ابن
مروان فلم يفعل واضطر أبو عبد الله إلى موافقته وسارا إلى ابن مروان
(٣٦٩)

فواقعاه فهزمهما وأسر أبا عبد الله أيضا، فأساء إليه وضيق عليه إلى أن كاتبه
صاحب مصر فاطلقه، وسار أبو طاهر إلى نصيبين منهزما من ابن مروان في
قلة من أصحابه وكانوا قد تفرقوا، فطمع فيه أبو الذواد، فثار بأبي طاهر
فاسره وعليا ابنه والمزعفر أمير بني نمير وعدة من قوادهم وقتلهم صبرا، وسار
إلى الموصل فملكها.
٢١٦٦: الأمير أبو طاهر بن عضد الدولة فناخسرو البويهي
اسمه فيروز شاة.
٢١٦٧: أبو طبيان
في مجالس المؤمنين: أبو طبيان بطاء مهملة وباء مفردة وياء مثناة تحت
كان من خواص أمير المؤمنين ع انتهى ومر في ج ٦ أبو ظبيان
حصين بن جندب الجنبي المذحجي من أصحاب علي ع ويأتي في الأسماء
ولعله هو هذا وذكر بالظاء المعجمة سهوا فليراجع.
تتمة
في مشتركات الكاظمي ومنهم أبو طاهر المشترك بين ثقة وغيره
الأول البرقي أخو أحمد بن محمد من رجال الهادي ع. الثاني ابن
حمزة بن اليسع الثقة ولم يذكر المصنف في كنية أبي طاهر غيره ويعرف برواية
أحمد بن محمد بن عيسى عنه وروايته هو عن زكريا بن آدم كما هو المستفاد
من ترجمة أبي جرير القمي وكان اسمه محمد كما فهم منها يروي عن الرضا
وأبي الحسن الثالث ع. الثالث محمد بن عبيد الله بن أحمد
الثقة الزراري الرابع والخامس والسادس محمد وأبو الحسن وأبو الطيب
بنو علي بن بلال من أصحاب الهادي ع السابع محمد بن أبي يونس
تسنيم الوراق الثقة ويعرف بما ذكر في بابه اه.
٢١٦٨: أبو طريف
كنية عدي بن حاتم الطائي.
٢١٦٩: أبو الطفيل الكناني
اسمه عامر بن واثلة بن الأسقع الكناني.
٢١٧٠: أبو طلحة الأنصاري
اسمه زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري النجاري.
٢١٧١: أبو طوالة الأنصاري
اسمه عبد الله بن عبد الرحمن.
٢١٧٢: أبو طي والد يحيى بن حميدة ويعرف يحيى بابن أبي طي
اسمه أبي طي أحمد بن ظافر الطائي الحلبي.
٢١٧٣: أبو الطيب
في الرياض قد روى عنه الشيخ الطوسي في أماليه ولعله بالواسطة
فاني لم أجده من جملة مشائخه وان قال فيه حدثنا أبو الطيب عن علي بن
ماهان.
٢١٧٤: أبو الطيب ابن بطة
اسمه أحمد بن محمد.
٢١٧٥: أبو الطيب التيملي النحاس الكوفي
اسمه محمد بن الحسين بن جعفر بن الفضل.
٢١٧٦: أبو الطيب الحضيني
اسمه عبد الغفار بن عبد الله بن السري.
٢١٧٧: أبو الطيب الرازي
قال الشيخ في الفهرست من جملة جلة المتكلمين وله كتب كثيرة في
الإمامة والفقه وغيرها من الأخبار وله كتاب زيارة الرضا ع وفضله
ومعجزاته نحو من مائتي ورقة وكان أستاذ أبي محمد العلوي وكان مرجئا.
وذكر في ابن عبدك انه كان يذهب إلى الوعيد قال وكذلك أبو منصور
الصرام على مذهب البغداديين ويخالفهما أبو الطيب الرازي ويقول بالارجاء
اه وفي المعالم أبو الطيب الرازي متكلم من كتبه زيارة الرضا ع
وفضله ومعجزاته وله كتب في الإمامة والفقه وكان مرجئا اه المرجئة
القائلون انه لا تنفع مع الكفر طاعة ولا مع الايمان معصية فلا يعاقب
المؤمن على المعاصي والوعيدية القائلون بعدم جواز عفو الله عن الكبائر من
غير توبة. قال أبو علي في رجاله الظاهر كونه من أجلة علمائنا كما ذكره في
الفهرست ولذا أدرجه العلامة في المقبولين ويشهد له بل يدل عليه قول
الشيخ كان أستاذ أبي محمد العلوي وهو يحيى بن محمد الثقة الجليل وربما
يسبق إلى بعض الأوهام دلالة قول الشيخ كان مرجئا والصرام أي أبو
منصور كان وعيديا على ذمهما بل عدم كونها منا وليس كذلك فان الخلاف
في أمثال هذه المسائل واقع بين أكثر المتقدمين. وشيخ الطائفة المحقة كان
وعيديا ورجع وابن الجنيد كان قائلا بالقياس ونسب إلى هشام بن الحكم
وهشام بن سالم ويونس ما هو أعظم من ذلك ومر في ترجمة أحمد بن
محمد بن نوح ذهاب المحمدين الثلاثة وابن الوليد والسيد المرتضى وغيرهم
من الأجلاء إلى أشياء لا نقول بها في هذه الأزمان ومر فيها عن المحقق
البحراني قوله إن الذي ظهر لي من كلمات أصحابنا المتقدمين وسيرة
أساطين المحدثين ان المخالفة في غير الأصول الخمسة لا توجب الفسق
اه.
٢١٧٨: أبو الطيب بن علي بن بلال
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع على بعض النسخ
وفي بعضها أبو المتطبب.
٢١٧٩: أبو الطيب المتنبي
اسمه أحمد بن الحسين.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الطيب ولم يذكره شيخنا مشترك
بين الرازي المتكلم صاحب الكتب الكثيرة أستاذ أبي محمد العلوي وكان
مرجئا والصرام وكان وعيديا قال الشيخ الطوسي رأيت ابنه أبا القاسم وكان
فقيها وسبطه أبا الحسن وكان من أهل العلم وبين ابن علي بن بلال أخي
أبي طهر اه.
٢١٨٠: أبو طيفور المتطبب
قال الميرزا في الرجال الكبير له ابن اسمه محمد من أصحاب
الهادي ع وربما يقال إن باب الكنى لم يوضع لمثل ذلك.
٢١٨١: أبو الظبيان
يكنى به محمد بن مقلاص أبو الخطاب.
٢١٨٢: أبو ظبيان الجنبي
اسمه حصين بن جندب.
(٣٧٠)

تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو ظبيان بفتح الظاء وكسرها ولم
يذكره شيخنا مشترك بين حصين بن جندب الجنبي المذحجي من أصحاب
علي ع وبين محمد بن مقلاص الملعون أبو الخطاب اه
٢١٨٣: أبو عائذ
كنية عمارة بن السرى الأزدي الغامدي.
٢١٨٤: أبو عائشة المنقري الكوفي
اسمه حفص.
٢١٨٥: أبو العاص بن الربيع صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في الاستيعاب اختلف في اسمه فقيل لقيط وقيل مهشم وقيل هشيم
والأكثر لقيط اه وفي الإصابة حكى ابن منده وتبعه أبو نعيم أنه قيل
اسمه ياسر وأظنه محرفا من ياسم اه وذكرناه في لقيط تبعا للأكثر ومر في
أبي الربيع بن أبي العاص ان الكشي جعله كنية للمذكور هنا وبينا هناك انه
تصحيف واشتباه.
٢١٨٦: أبو عاصم البصري النبيل
اسمه الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن الضحاك الشيباني
والظاهر اتحاده مع أبي عاصم النبيل الشيباني البصري الآتي لم يذكر ابن
حجر في تهذيب التهذيب سوى هذا.
٢١٨٧: أبو عاصم السجستاني
اسمه عمار بن عبد الحميد.
٢١٨٨: أبو عاصم السلمي المدني
اسمه حفص بن عاصم.
٢١٨٩: أبو عاصم الكوفي
اسمه غالب بن عبد الله.
٢١٩٠: أبو عاصم المدني
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه
حفص بن عاصم السلمي المدني المتقدم.
٢١٩١: أبو عاصم النبيل الشيباني البصري
اسمه الضحاك بن محمد بن شيبان والظاهر اتحاده مع أبي عاصم
البصري النبيل المتقدم كما احتمله في النقد وان محمد تصحيف مخلد.
٢١٩٢: أبو عامر الأزدي الكوفي
اسمه كعب بن سلامة بن زيد.
٢١٩٣: أبو عامر الأنصاري
كنية البراء بن عازب الأنصاري.
٢١٩٤: أبو عامر البصري الكوفي
اسمه عبد الأعلى بن كثير.
٢١٩٥: أبو عامر بن جناح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال النجاشي في
سعيد بن جناح: وأخوه أبو عامر روى عن أبي الحسن والرضا
ع وكانا ثقتين اه ولذلك قال العلامة في الخلاصة أبو عامر بن
جناح من أصحاب الكاظم ع ثقة وعن جامع الرواة انه نقل رواية أخيه
سعيد عنه وروايته عن عبد الله بن سنان.
٢١٩٦: أبو عامر الحضرمي الكوفي
اسمه زرارة بن لطيفة.
٢١٩٧: أبو عامر الحميري
كنية إسماعيل بن محمد الحميري الشاعر المشهور.
٢١٩٨: أبو عامر السناني أو البنائي واعظ أهل الحجاز
روى الشيخ في التهذيب في باب زيارة أمير المؤمنين ع عن
عمارة بن زيد عنه عن أبي عبد الله ع.
٢١٩٩: أبو عامر الطائي
اسمه خضر بن عمارة.
٢٢٠٠: أبو عامر الطائي
اسمه بريد بن إسماعيل.
٢٢٠١: أبو عامر بن عامر
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال ابن حجر في
تهذيب التهذيب: أبو عامر الأوصابي ويقال الوصابي هو لقمان بن عامر
الحمصي اه ولم يعلم اتحاده مع الذي ذكره الشيخ لا سيما انه لم يذكر في
ترجمته روايته عن علي ع وذكر روايته عن غيره.
٢٢٠٢: أبو عبادة البحتري الشاعر
اسمه الوليد بن عبيد.
٢٢٠٣: أبو عباد العبدي الكوفي
اسمه محمد بن عبد الله بن شهاب.
٢٢٠٤: أبو عباد الكوفي
اسمه عمران بن عطية.
٢٢٠٥: أبو العباس
هو في لسان فقهاء الشيعة جمال الدين أحمد بن فهد الحلي.
٢٢٠٦: أبو العباس
اسمه عبد الله بن إبراهيم.
٢٢٠٧: أبو العباس الآبي العروضي
اسمه أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن مهران.
٢٢٠٨: أبو العباس البقباق
اسمه الفضل بن عبد الملك.
٢٢٠٩: أبو العباس التميمي
اسمه عبد الله بن أبي عبد الله محمد.
٢٢١٠: أبو العباس الثقفي
اسمه أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار.
٢٢١١: أبو العباس الجواني الكوفي
اسمه أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن.
٢٢١٢: أبو العباس الحميري القمي
اسمه عبد الله بن جعفر.
٢٢١٣: أبو العباس الخلقاني
اسمه رزيق أو زريق بن الزبير.
(٣٧١)

٢٢١٤: أبو العباس الدينوري
اسمه أحمد بن محمد.
٢٢١٥: أبو العباس الرازي
اسمه محمد بن خالد.
٢٢١٦: أبو العباس الرازي الخضيب الأيادي
اسمه أحمد بن علي.
٢٢١٧: أبو العباس الرزاز
اسمه محمد بن جعفر.
٢٢١٨: أبو العباس السيرافي
اسمه أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن نوح. ويقال
أحمد بن محمد بن نوح. ويقال أحمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح.
٢٢١٩: أبو العباس صاحب عمار بن مروان
ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع وقال
روى عنه أحمد بن أبي عبد الله وفي الفهرست له كتاب أخبرنا به عدة من
أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن
أبي العباس. وقال النجاشي: أبو العباس صاحب عمار بن مروان ابن
بطة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبي العباس بكتابه وفي المعالم له كتاب.
٢٢٢٠: أبو العباس الطرناني أو الطبرناني
في رجال الكشي مرسوم بالطاء المهملة والراء والنون قبل الألف
وبعدها وفي الخلاصة أنه بالطاء المهملة والباء الموحدة والراء والنون قبل
الألف.
روى الكشي عن نصر بن الصباح أنه قال كان من الغلاة الكبار
الملعونين في وقت علي بن محمد العسكري ع اه قال الفضل
ابن شاذان في بعض كتبه انه من الكذابين المشهورين فهو ليس من شرط
كتابنا وذكرناه لذكره في كتب الرجال حتى لا يفوتنا شئ مما فيها.
٢٢٢١: أبو العباس بن عقدة
اسمه أحمد بن محمد بن سعيد المشهور بابن عقدة وفي النقد ان أبا
العباس أشهر فيه وفي ابن نوح.
٢٢٢٢: أبو العباس الفامي القمي
اسمه أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان.
٢٢٢٣: أبو العباس القمي
هو أبو العباس الحميري المتقدم عبد الله بن جعفر.
٢٢٢٤: أبو العباس القمي الضرير المفسر
اسمه أحمد بن أصفهبذ.
٢٢٢٥: أبو العباس الكوفي
هو أبو العباس الجواني الكوفي المتقدم أحمد بن علي.
٢٢٢٦: أبو العباس الكوفي
كنية الوليد بن صبيح.
٢٢٢٧: أبو العباس الكوفي الرزاز
اسمه محمد بن جعفر الرزاز كما يفهم من رسالة أبي غالب الزراري
في آل أعين وهو خال أبيه أي الرزاز خال أبي الزراري
٢٢٢٨: أبو العباس المبرد
اسمه محمد بن يزيد النحوي.
٢٢٢٩: أبو العباس المفسر الضرير
اسمه أحمد بن الحسين الأسفرايني.
٢٢٣٠: أبو العباس المكي
روى الكليني في روضة الكافي عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عنه
عن أبي جعفر ع.
٢٢٣١: أبو العباس النامي
اسمه أحمد بن محمد الدارمي المصيصي.
٢٢٣٢: أبو العباس النجاشي صاحب الرجال
اسمه أحمد بن علي بن أحمد بن العباس.
٢٢٣٣: أبو العباس بن نهيك
اسمه عبيد الله بن أحمد بن نهيك الكوفي.
٢٢٣٤: أبو العباس بن نوح
اسمه أحمد بن محمد بن العباس بن نوح ويقال أحمد بن نوح بن
علي بن العباس بن نوح ويقال أحمد بن محمد بن نوح. وفي النقد أن أبا
العباس في ابن عقدة وابن نوح أشهر اه.
٢٢٣٥: أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة بن حمدان
ذكره ياقوت في معجم البلدان في عدة مواضع منه واستشهد بشعره:
منها في كلاه قال: بالفتح بلد بأقصى الهند يجلب منها العود، قال أبو
العباس الصفري شاعر سيف الدولة:
لها أرج يقصر عن مداه * فتيت المسك أو عود الكلاهي
ومنها في عربسوس بفتح أوله وسكون ثانيه ثم باء موحدة وتكرير
السين المهملة بلد من نواحي الثغور قرب المصيصة غزاه سيف الدولة بن
حمدان، فقال أبو العباس الصفري شاعره:
أسريت من برد السرايا عاجلا * ميعاد سيفك في الوغى ميعادها
فحويت قسرا عربسوس ولم تدع * فيها جنودك ما خلا ابلادها
ومنها في عرقة بكسر أوله وسكون ثانيه بلدة شرقي طرابلس وكان
سيف الدولة بن حمدان قد غزاها، فقال أبو العباس الصفري:
أخذت سيوف السبي في عقر دارهم * بسيفك لما قيل قد أخذ الدرب
وعرقة قد سقيت سكانها الردى * ببيض خفاف لا تكل ولا تنبو
كان المنايا أودعت في جفونها * فارواح من حلت به للردى نهب
واستشهد صاحب معجم البلدان بشعره في عدة مواضع في كتابه غير ما ذكرنا. وربما استفيد تشيعه من اختصاصه بسيف الدولة وكونه شاعره.
٢٢٣٦: أبو العباس بن عمار بن داود بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي
اسمه داود بن عمار بن داود الخ.
٢٢٣٧: أبو العباس بن كشمرد
اسمه أحمد بن كشمرد.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو العباس مشترك بين جماعة فيهم
الثقة وغيره بين الفضل بن عبد الملك البقباق الثقة وبني الحميري المسمى
(٣٧٢)

بعبد الله بن جعفر الثقة وبين صاحب عمار بن مروان ويعرف برواية
أحمد بن أبي عبد الله عنه وبين الطرناني ولم يذكره شيخنا وكان من الغلاة
الكبار الملعونين وبين الكوفي المسمى بمحمد بن جعفر الرزاز ويعرف برواية
محمد بن يعقوب عنه وبين أحمد بن محمد بن نوح الثقة السيرافي الذي هو
أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي ويعرف برواية النجاشي.
صاحب الرجال عنه وكثيرا ما يرد أبو العباس أحمد بن محمد والمراد به
أحمد بن نوح السيرافي على الظاهر وبين أحمد بن محمد بن سعيد المعروف
بابن عقدة ولم يذكره شيخنا وهو سابق على ابن نوح وحيث لا تميز
فالوقف اه.
٢٢٣٨: أبو عبد الرحمن الأعرج الكوفي الحذاء.
اسمه أيوب بن عطية الأعرج الكوفي الحذاء ويأتي بعنوان أبو عبد
الرحمن الحذاء.
٢٢٣٩: أبو عبد الرحمن البزوفري
في الرياض: هو الحسين بن علي بن سفيان البزوفري كذا في نسخة
من أمل الآمل والظاهر أنه سهو اه أقول الظاهر أن السهو من النساخ إذ
ليس ذلك في النسخ المطبوعة ولا في نسخة مخطوطة منقولة عن خط المؤلف
والموجود في الكل ان الحسين المذكور كنيته أبو عبد الله.
٢٢٤٠: أبو عبد الرحمن الحذاء
اسمه أيوب بن عطية. وتقدم بعنوان أبو عبد الرحمن الأعرج الكوفي
الحذاء.
٢٢٤١: أبو عبد الرحمن الزعفراني
اسمه محمد بن الحسين الزعفراني كذا في النقد ولم نجده في الرجال
حتى في النقد.
٢٢٤٢: أبو عبد الرحمن السلمي
اسمه عبد الله بن حبيب.
٢٢٤٣: أبو عبد الرحمن الضبي
اسمه محمد بن الفضيل بن غزوان.
٢٢٤٤: أبو عبد الرحمن العرزمي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
أحمد بن أبي عبد الله وفي الفهرست أبو عبد الرحمن العرزمي له كتاب أخبرنا
به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله
عن أبي عبد الرحمن. وقال النجاشي: أبو عبد الرحمن العرزمي ابن نوح
عن ابن حمزة عن ابن بطة عن البرقي عنه بكتابه. وفي المعالم أبو عبد الرحمن
العرزمي له كتاب.
٢٢٤٥: أبو عبد الرحمن الكندي
قال العلامة في الخلاصة: قال الفضل بن شاذان في بعض كتبه ان
من الكذابين المشهورين أبا عبد الرحمن الكندي المعروف بشاه رئيس وقال
الكشي قال نصر بن الصباح أبو عبد الرحمن الكندي المعروف بشاه رئيس
كان من الغلاة الكبار الملعونين اه وهو ليس من شرط كتابنا وذكرناه
لذكره في كتب الرجال حتى لا يفوتنا شئ مما فيها وفي بعض نسخ الخلاصة
أبو عبد الله الكندي عند النقل عن نصر مع عنوانه أولا أبو عبد الرحمن وهو
سهو من الناسخ.
٢٢٤٦: أبو عبد الرحمن المزني
اسمه بلال بن الحارث.
٢٢٤٧: أبو عبد الرحمن المسعودي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وفي الفهرست
أبو عبد الرحمن المسعودي له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن حميد
عن أبي جعفر محمد بن موسى حوراء عنه وعن جامع الرواة ان الكليني
روى في نوادر كتاب المعيشة من الكافي عن العباس بن عامر عنه عن
حفص بن عمر البجلي. وفي معالم العلماء أبو عبد الرحمن المسعودي له
كتاب اه وفي أمل الآمل بعد نقل ذلك عن المعالم: اسمه علي بن
الحسين اه أقول الذي في المعالم هو الذي ذكره الشيخ في رجاله وليس
اسمه علي بن الحسين والذي اسمه علي بن الحسين هو صاحب مروج
الذهب وهو لا يكنى بأبي عبد الرحمن بل كنيته أبو الحسن والذي أوقعه في
الاشتباه اشتراكهما في لقب المسعودي وقد تنبه لذلك صاحب الرياض.
٢٢٤٨: أبو عبد الرحمن المسلي
اسمه إسماعيل بن علي.
٢٢٤٩: أبو عبد الرحمن النسائي
اسمه أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار.
٢٢٥٠: أبو عبد الرحمن الهمداني
اسمه عبيد الله بن زياد.
٢٢٥١: أبو عبد الرحمن اليماني
اسمه طاوس بن كيسان.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو عبد الرحمن المشترك بين جماعة
فيهم الثقة وغيره الأول أيوب بن عطية الحذاء الأعرج الثقة ويعرف
برواية القاسم بن إسماعيل القرشي عنه كما في الفهرست وبرواية صفوان
ابن يحيى عنه كما في رجال النجاشي ويروي عنه أيضا أبو المعزا كما في باب
كمية زكاة الفطرة من الاستبصار روى عن أبي عبد الله ع الثاني عبد الله
ابن حبيب السلمي ولم يذكره شيخنا من خواص علي ع الثالث العرزمي
ويعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه كما في رجال الشيخ فيمن لم يرو
عنهم ع والفهرست قلت العرزمي يطلق على جماعة أحدهم
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الثقة وأثبته في الخلاصة والايضاح الزرمي
ثانيهم محمد بن عبد الرحمن الكوفي ذكره الشيخ في رجال الصادق ع
ولم يسند عنه ثالثهم عيسى بن صبيح يكنى بأبي منصور شلقان قال الميرزا
محمد ولنا غير ذلك قلت وقد نظرت في تراجم هؤلاء فلم أر فيمن يروي
عنهم أحمد بن أبي عبد الله فما ذكره شيخنا هنا في العرزمي مجمل والراوي
غير معلوم الرابع الكندي المعروف بشاه رئيس الكذاب ولم يذكره شيخنا
الخامس المسعودي كما في رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع
ويعرف برواية أبي جعفر محمد بن موسى خوراء عنه اه.
٢٢٥٢: أبو عبد الصمد الكوفي
اسمه بشير بن بشر الكوفي.
٢٢٥٣: ابن النرسي
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن علي أبو منصور الصيرفي.
وليكن هذا آخر الجزء السادس من أعيان الشيعة الذي حوى مع
الجزء الخامس ٧٢٧ ترجمة عدا ما لم يعلم دخوله في موضوع الكتاب ويليه
(٣٧٣)

الجزء السابع أوله ما كنيته أو اسمه أبو عبد الله.
وتم تبييضه في شهر رجب المرجب من سنة ١٣٥٦ على يد مؤلفه
العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي بمدينة دمشق
الشام صينت عن طوارق الحدثان والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي التابعين
وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي عامله الله بفضله وإحسانه هذا
هو الجزء السابع من كتاب أعيان الشيعة في بقية ما بدئ باب وما يتبعه من
الأسماء بحسب ترتيب حروف المعجم أوله ما كنيته أو اسمه أبو عبد الله،
ومن الله تعالى نستمد المعونة والتوفيق والتسديد.
٢٢٥٤: أبو عبد الله
كنية سلمان الفارسي رضي الله عنه
٢٢٥٥: الشيخ أبو عبد الله
في الرياض: هو في كتب الشيخ الطوسي وأضرابه يطلق على شيخنا
المفيد وفي كتب السيد فخار بن معد الموسوي وأمثاله يطلق على ابن
إدريس.
٢٢٥٦: أبو عبد الله
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٢٥٧: أبو عبد الله
عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
٢٢٥٨: أبو عبد الله بن أبي الحسين الحسن خ ل
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
٢٢٥٩: أبو عبد الله الأحمر البجلي
كنية أبان بن عثمان
٢٢٦٠: أبو عبد الله الأحمسي
أسمه محمد بن مالك بن عطية
٢٢٦١: أبو عبد الله أخو جعفر مبشر
كنية حبيش بن مبشر واسمه محمد.
٢٢٦٢: أبو عبد الله الأرحبي الكوفي
أسمه محمد بن بكر بن عبد الرحمن.
٢٢٦٣: أبو عبد الله الأزدي
كنية الحسين بن محمد بن علي الأزدي.
٢٢٦٤: أبو عبد الله الأسدي
أسمه محمد بن قيس.
٢٢٦٥: أبو عبد الله الأسدي الكوفي
كنية أحمد بن صبيح.
٢٢٦٦: أبو عبد الله الأشعري القمي
أسمه الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر.
٢٢٦٧: أبو عبد الله الأشناني الرازي
كنية الحسين بن محمد.
٢٢٦٨: أبو عبد الله الأنباري الكوفي
كنية داود بن سعيد.
٢٢٦٩: أبو عبد الله الأنصاري
كنية حذيفة بن اليمان.
٢٢٧٠: أبو عبد الله الأنصاري البزاز
أسمه محمد بن عبد الله بن غالب.
٢٢٧١: أبو عبد الله الأنصاري الكوفي
كنية عبد المؤمن بن قاسم بن قيس.
٢٢٧٢: أبو عبد الله الأنماطي
أسمه الحسين بن الحسن بن علي بن بنداد بن باد بن بويه.
٢٢٧٣: أبو عبد الله الأودي
كنية جعفر بن أحمد بن يوسف.
٢٢٧٤: أبو عبد الله الأهوازي الحداد
أسمه محمد بن جعفر بن عنبسة.
٢٢٧٥: أبو عبد الله بن بابويه
كنية الحسين بن علي بن موسى بن بابويه.
٢٢٧٦: أبو عبد الله الباقطاني
عده العلامة في الخلاصة في الفائدة الخامسة من وجوه الشيعة الذين
حضروا عند محمد بن عثمان بن سعيد العمري لما حضرته الوفاة وقالوا
له إن حدث أمر فمن يكون مكانك الحديث وهو مضمون ما رواه
الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن جماعة من بني نوبخت ان أبا جعفر
العمري لما اشتدت حاله اجتمع جماعة من وجوه الشيعة وعد جماعة فيهم أبو
عبد الله الباقطاني ثم قال وغيرهم من الوجوه والأكابر فدخلوا على أبي جعفر
فقالوا له أن حدث أمر فمن يكون مكانك الحديث وروى الكليني في آخر
باب مولد الصاحب ع عن علي بن محمد قال خرج نهي عن زيارة
مقابر قريش والحير فلما كان بعد أشهر دعا الوزير الباقطاني فقال له إلق
بني الفرات والبرنسيين وقل لهم لا يزورا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن
يتفقد كل من زار فيقبض عليه اه الحير الحائر بكربلا بنو الفرات
كانوا شيعة وكان الوزير منهم وهو أبو الفتح الفضل بن جعفر، البرنسيين
نسبة إلى برنس قرية بين الكوفة والحلة، وكأنها كانت في الموضع الذي
يسمى اليوم برس.
٢٢٧٧: أبو عبد الله البجلي
كنية أبان بن عثمان بن أحمر البجلي وكنية موسى بن القاسم بن
معاوية بن وهب. وكنية محمد بن قيس.
(٣٧٤)

٢٢٧٨: أبو عبد الله البزاز
أسمه محمد بن العباس بن علي بن مروان.
٢٢٧٩: أبو عبد الله البزوفري
أسمه الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان.
٢٢٨٠: أبو عبد الله البجلي الكوفي
كنية جرير بن عبد الله البجلي من أصحاب علي ع.
٢٢٨١: أبو عبد الله البرقي
اسمه محمد بن خالد بن عبد الرحمن.
٢٢٨٢: أبو عبد الله البرمكي صاحب الصومعة
اسمه محمد بن إسماعيل بن أحمد بن بشير.
٢٢٨٣: أبو عبد الله البصري
اسمه أبان بن عبد الرحمن.
٢٢٨٤: أبو عبد الله البصري أستاذ القاضي عبد الجبار المعتزلي
في المعالم له الدرجات في تفضيل أمير المؤمنين ع اه ولم
يعلم أنه من شرط كتابنا فان صاحب المعالم ذكر جماعة من العامة لأن لهم
مؤلفات في الفضائل كما نبه عليه في أمل الآمل.
٢٢٨٥: أبو عبد الله البصري الملقب بالمفجع
اسمه محمد بن أحمد بن عبد الله
٢٢٨٦: أبو عبد الله البقال
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال من
أصحاب العياشي.
٢٢٨٧: أبو عبد الله البوشنجي
اسمه الحسين بن أحمد بن المغيرة.
٢٢٨٨: أبو عبد الله التبان
اسمه محمد بن عبد الملك بن محمد التبان.
٢٢٨٩: أبو عبد الله التميمي الأعرج السمان
كنية سعيد بن عبد الرحمن.
٢٢٩٠: أبو عبد الله بن ثابت
من مشايخ أبي غالب الزراري أحمد بن محمد قال الزراري في رسالته
في آل أعين أنه سمع منه ومن حميد بن زياد وأحمد بن محمد بن رباح ثم قال
وهؤلاء من رجال الواقفة الا أنهم كانوا فقهاء ثقات في حديثهم كثيري
الرواية ويأتي ذلك في ترجمة أحمد بن محمد بن علي بن عمر القلا.
٢٢٩١: أبو عبد الله الثقفي
أسمه محمد بن الخليل بن أسد.
٢٢٩٢: أبو عبد الله الثوري
كنية سفيان بن سعيد.
٢٢٩٣: أبو عبد الله الجاموراني الرازي
اسمه محمد بن أحمد.
٢٢٩٤: أبو عبد الله الجدلي
اسمه عبيد بن عبد أو عبد أو عبد الرحمن بن عبد.
٢٢٩٥: أبو عبد الله الجرجاني
اسمه فتح بن يزيد
٢٢٩٦: أبو عبد الله الجعفي
روى الكليني في روضة الكافي عن أحمد بن إسماعيل عن عمرو بن
كيسان عنه عن أبي جعفر محمد بن علي ع.
٢٢٩٧: أبو عبد الله الجعفي الكوفي
كنية المفضل بن عمر، وكنية جابر بن يزيد، وكنية عمرو بن شمر.
٢٢٩٨: أبو عبد الله الجعفي مولاهم الكوفي
اسمه علي بن الحسين بن نحيح.
٢٢٩٩: أبو عبد الله الجملي
اسمه ناصح بن عبد الله.
٢٣٠٠: أبو عبد الله الجنيدي بن الجنيد البغدادي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده أنه ممن رأى القائم ع ووقف
على معجزاته في الغيبة الصغرى.
٢٣٠١: أبو عبد الله الجوان
كنية خالد بن نجيح
٢٣٠٢: أبو عبد الله الحارثي
اسمه محمد بن حماد بن زيد.
٢٣٠٣: أبو عبد الله الحبشي
كنية بلال بن رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
٢٣٠٤: أبو عبد الله الحراني
روى الشيخ في التهذيب في باب فضل زيارة السجاد والباقرين
ع عن هارون بن مسلم عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٣٠٥: أبو عبد الله الحسني
ذكره ابن النديم في الفهرست في عداد الشيعة فقال: له من الكتب
١ كتاب اخبار المحدثين ٢ كتاب اخبار معاوية ٣ كتاب الفضائل
٤ كتاب الكشف. وذكره الشيخ في الفهرست مقتصرا على نقل ما مر
عن ابن النديم وفي ذلك من الدلالة على سعة اطلاع ابن النديم ما لا يخفى
وفي المعالم أبو عبد الله الحسني له كتب منها وذكر ما مر بدون ان ينسبه إلى
ابن النديم.
٢٣٠٦: أبو عبد الله الحسيني الأسود
كنية الحسين بن الحسن.
٢٣٠٧: أبو عبد الله الحصرمي الكوفي
اسمه غورك بن أبي الحصرم.
٢٣٠٨: أبو عبد الله الحصيني
كنية الحسين بن حمدان.
(٣٧٥)

٢٣٠٩: أبو عبد الله الحضرمي
أسمه محمد بن شريح.
٢٣١٠: أبو عبد الله الحضرمي الكوفي
كنية حجر بن زائدة.
٢٣١١: أبو عبد الله الحضرمي مولى عبد الجبار
أسمه محمد بن سماعة بن موسى بن رويد.
٢٣١٢: أبو عبد الله الحلواني الذي اشتهر بالحلواني
في الرياض: تلميذ السيد الرضي ويروي عنه السيد ابن معبد
الحسيني.
٢٣١٣: أبو عبد الله بن حماد الأنصاري
في الرياض له أصل ينقل عنه السيد ابن طاوس في الاقبال وأظن أنه
من القدماء وله أصل معروف.
٢٣١٤: أبو عبد الله الحميري
من مشايخ النجاشي روى عن الحسين بن أحمد بن المغيرة ذكره
النجاشي في ترجمة الحسين المذكور فقال له اي للحسين كتاب عمل
السلطان اجاونا روايته أو عبد الله الحميري الشيخ الصالح في مشهد مولانا
أمير المؤمنين ع سنة أربعمائة عنه اه.
٢٣١٥: أبو عبد الله الحناط
كنية الحسين بن موسى بن سالم.
٢٣١٦: أبو عبد الله الخالع
كنية الحسين بن محمد بن جعفر
٢٣١٧: أبو عبد الله الخراساني
من أصحاب أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد. روى الصدوق
في الفقيه عن أبي عبد الله الخراساني عن أبي جعفر الثاني قلت له اني
حججت وأنا مخالف وقد من الله علي بمعرفتكم وعلمت ان الذي كنت فيه
كان باطلا فما ترى في حجتي قال أجعل هذه حجة الإسلام وتلك نافلة.
وقال الصدوق في مشيخة الفقيه: وما كان فيه عن أبي عبد الله الخراساني
فقد رويته عن أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن
هاشم عن أبي عبد الله الخراساني. وفي مستدركات الوسائل وعد الصدوق
له من أرباب الكتب المعتمدة مدح عظيم.
٢٣١٨: أبو عبد الله الخزاز
روى الكليني في باب فضل النظر إلى الكعبة من الكافي عن ابن أبي
عمير عنه عن أبي عبد الله ع وهو غير أحمد بن الحسن الخزاز على
الظاهر لأن أحمد ذكره الشيخ في الفهرست وقال له كتاب التفسير لم يزد على
ذلك ولو كان يروي عن الصادق ع لعده في أصحابه والله أعلم.
٢٣١٩: أبو عبد الله الخزاز
كنية أحمد بن الحسن.
٢٣٢٠: أبو عبد الله الخزاز القمي
كنية الحسين بن علي.
٢٣٢١: أبو عبد الله الخلنجي
اسمه أحمد بن عبدوس.
٢٣٢٢: أبو عبد الله الخمري أو ابن الخمري
اسمه الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز المعروف بابن
الخمري وقال المحقق البهبهاني في التعليقة مر في محمد بن الحسن بن
شمون ان اسم أبي عبد الله الخمري شيبة اه وهو تصحيف فان
النجاشي بعد ما ذكر ان محمد بن الحسن بن شمون عاش ١١٤ سنة قال
أخبرنا بسنه أبو عبد الله الخمري وقد كانت كلمة بسنه مصحفة في نسخة
البهبهاني بكلمة شيبة مع أنه على نسخة شيبة يبقى الكلام مبتورا لعدم ذكر
المخبر به والعصمة لله وحده ولمن عصمه.
٢٣٢٣: أبو عبد الله الدوريستي
اسمه جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن الفاخر.
٢٣٢٤: الشيخ أبو عبد الله الدولي
يروي عنه أبو عبد الله جعفر بن محمد الدرويستي.
٢٣٢٥: أبو عبد الله الديلمي
اسمه محمد بن سليمان بن زكريا.
٢٣٢٦: أبو عبد الله ذو الدمعة
كنية الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ع.
٢٣٢٧: أبو عبد الله الرازي
هو الجاموراني محمد بن أحمد المتقدم.
٢٣٢٨: أبو عبد الله رأس المذري
كنية جعفر بن عبد الله بن جعفر.
٢٣٢٩: أبو عبد الله الرتاحي أو الرياحي صحف أحدهما بالآخر
روى الكليني في أن الأئمة أركان الأرض من أصول الكافي عن
علي بن حسان عنه عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر ع.
٢٣٣٠: أبو عبد الله الزبيدي الكوفي
اسمه محمد بن إسماعيل بن رجاء.
٢٣٣١: أبو عبد الله الزعفراني
اسمه محمد بن إسماعيل بن ميمون.
٢٣٣٢: أبو عبد الله الزينبي
اسمه محمد بن حسان الرازي.
٢٣٣٣: أبو عبد الله السعدي
كنية أسود بن سريع.
٢٣٣٤: أبو عبد الله السعدي
كنية الحسين بن عبيد الله.
٢٣٣٥: أبو عبد الله بن سماعة
كنية جعفر بن محمد بن سماعة.
٢٣٣٦: أبو عبد الله بن سورة القمي
اسمه الحسين بن محمد بن سورة صرح به الشيخ في كتاب الغيبة.
(٣٧٦)

٢٣٣٧: أبو عبد الله السياري
اسمه أحمد بن محمد بن سيار الكاتب.
٢٣٣٨: أبو عبد الله الشاذاني
اسمه محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني النيسابوري وهو بعينه محمد بن
نعيم بن شاذان المذكور في حيدر بن شعيب نسب إلى جده وجعلهما الميرزا
اثنين وهو في غير محله مع أنه قال أبو عبد الله الشاذاني هو محمد بن نعيم بن
شاذان ابن أخي الفضل وراوية كتابه كما تقدم في حيدر بن شعيب وتقدم
أيضا ابنه محمد بن أحمد بن نعيم أبو عبد الله الشاذاني اه فكيف جعله
ابنه مع كونه محمد بن أحمد لا محمد بن محمد.
٢٣٣٩: أبو عبد الله بن شاذان القزويني الذي يروي عنه النجاشي
اسمه محمد بن علي بن شاذان وفي الرياض أبو عبد الله بن شاذان هو
الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان القزويني الراوي عن علي بن
حاتم القزويني وعن أحمد بن محمد بن يحيى العطار وغيرهما وهو من مشايخ
النجاشي ولكنه ليس البتة الشيخ أبو عبد الله الشاذاني اه يعني
المتقدم.
٢٣٤٠: أبو عبد الله شاكري العسكري ع.
اسمه محمد.
٢٣٤١: أبو عبد الله صاحب المغازي
اسمه محمد بن إسحاق ويكنى أبا بكر أيضا.
٢٣٤٢: أبو عبد الله بن صاعد
اسمه محمد بن عبيد بن صاعد.
٢٣٤٣: أبو عبد الله الشيباني
اسمه ميمون وهو والد عبد الرحمن بن أبي عبد الله البصري.
٢٣٤٤: أبو عبد الله بن صالح ويقال أبا عبد الله الصالحي
روى الكليني في الكافي في باب تسمية من رأي المهدي ع عن
علي بن محمد عن محمد بن علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله بن صالح أنه رآه
عند الحجر الأسود والناس يتجاذبون عليه وهو يقول ما بهذا أمروا: وعن
علي عن أبي عبد الله بن صالح وأحمد بن النضر عن القنبري رجل من ولد
قنبر الكبير مولى أبي الحسن الرضا ع وذكر حديثا فيه أن القنبري قال إن
جعفر بن علي رأى المهدي ع مرتين. وروي الكليني في الكافي عن
علي بن محمد عن أبي عبد الله الصالحي قال: سألني أصحابنا بعد مضي أبي
محمد ع ان أساله عن الاسم والمكان فخرج الجواب ان دللتهم على
الاسم أذاعوه وان عرفوا المكان دلوا عليه.
٢٣٤٥: أبو عبد الله الصفار
كنية الحسين بن شاذويه.
٢٣٤٦: أبو عبد الله الصفواني
اسمه محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران
الجمال.
٢٣٤٧: أبو عبد الله الصيرفي
كنية بسام بن عبد الله.
٢٣٤٨: أبو عبد الله الصيمري
كنية أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع.
٢٣٤٩: أبو عبد الله الضبي
كنية جنيد بن عبد الله.
٢٣٥٠: أبو عبد الله الطبري الآملي
كنية أحمد بن محمد الخليلي
٢٣٥١: أبو عبد الله الطيالسي التميمي
اسمه محمد بن خالد بن عمر
٢٣٥٢: أبو عبد الله العاصمي
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة بن عاصم.
٢٣٥٣: أبو عبد الله بن عبدوس
كنية أحمد بن عبدوس.
٢٣٥٤: أبو عبد الله بن عبدون
كنية أحمد بن عبد الواحد
٢٣٥٥: أبو عبد الله العبدي الكوفي
كنية الحسين بن حماد.
٢٣٥٦: أبو عبد الله العطار الكوفي
اسمه محمد بن الحسن الضبي
٢٣٥٧: أبو عبد الله العلوي
اسمه محمد بن علي بن حمزة
٢٣٥٨: أبو عبد الله العمركي
في الخلاصة: اسمه علي البوفكي اه وذكر النجاشي والعلامة في
الخلاصة في الأسماء العمركي بن علي بن محمد البوفكي وفي رجال الشيخ في
رجال الهادي ع العمركي بن علي البوفكي وفي رجال ابن داود: كان
سيدنا جمال الدين ابن طاوس يقول في رواية صحيحة ان اسمه علي بن
البوفكي.
٢٣٥٩: أبو عبد الله بن عياش
اسمه أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش.
٢٣٦٠: أبو عبد الله الغاضري
اسمه محمد بن العباس بن عيسى.
٢٣٦١: أبو عبد الله الغضائري
كنية الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم.
٢٣٦٢: أبو عبد الله الغلابي
اسمه محمد بن زكريا بن دينار.
٢٣٦٣: الشيخ أبو عبد الله بن نصر الله الزنجاني
ولد في جمادي الثانية سنة ١٣٠٩ ه وتوفي حدود سنة ١٣٦٠.
عالم فاضل مؤلف. تعلم مبادئ القراءة والكتابة في زنجان ثم درس
العلوم العربية ومبادئ الفقه الاسلامي وأصوله على جماعة من شيوخ عصره
ثم تلقى علم الهيئة وعلم الكلام عن الشيخ ميرزا إبراهيم الفلكي
(٣٧٧)

الفيلسوف الزنجاني من كبار المتخرجين على الفيلسوف الشهير ميرزا أبي
الحسن جلوة (١) ثم رحل إلى طهران سنة ١٣٢٩ فدرس فيها العلم برهة
من الزمن وفي سنة ١٣٣١ رحل إلى النجف الأشرف مع أخيه الميرزا فضل
الله لدرس علمي الفقه وأصوله فقرءا معا على السيد محمد كاظم اليزدي
وشيخ الشريعة الأصبهاني وقرأ المترجم على السيد أبي الحسن الأصبهاني
والشيخ ميرزا حسين النائيني والشيخ ضياء الدين العراقي وغيرهم.
ومكث في النجف إلى سنة ١٣٣٨ أو ٣٩ ثم قصد زنجان.
ويروي بالإجازة عن السيد حسن الصدر العاملي الكاظمي والسيد
محمود شكري الآلوسي صاحب بلوع الإرب والسيد محمد بدر الدين بن
يوسف المغربي محدث دمشق.
ثم سافر إلى بعض بلاد إيران المهمة وزار سورية وفلسطين والقدس
الشريف وحج مكة المكرمة والمدينة ورأيناه في دمشق مرتين في سفرين
وجرت بيننا وبينه مكاتبات ومراسلات وكتب إلينا في صدر بعض رسائله
هذين البيتين:
يا ابن الذي بلسانه وبيانه * هدي الأنام ونزل التنزيل
مني إليك مع الرياح تحية * مشفوعة ومع الوميض رسول
مؤلفاته
١ تاريخ القرآن، يحتوي على مقدمة في السيرة النبوية وتاريخ
القرآن من نزوله وخطه مطبوع ٢ كتاب علوم القرآن الاجتماعية
٣ كتاب الأفكار وهو كتاب فلسفي ٤ كتاب دين الفطرة بالفارسية
٥ كتاب سر انتشار الاسلام بالفارسية ٦ تعليق على كتاب بقاء
النفس لنصير الدين الطوسي المطبوع بمصر ٧ رسالة في قاعدة فلسفية
إغريقية الأصل الواحد لا يصدر عنه الا الواحد وقد وضع أستاذه شيخ
الشريعة استدراكات لهذه الرسالة وقرظها واثنى على مؤلفها ٨ رسالة
طهارة أهل الكتاب مطبوعة ٩ رسالة في لزوم الحجاب جواب سؤال
ورد إليه من أميركا فارسية مطبوعة ١٠ رسالة حياة صدر الدين
الشيرازي وشخصيته وأهم أصول فلسفته ألفها للمجمع العلمي العربي في
دمشق حين انتخابه عضوا مراسلا فيه مطبوعة وترجمت في إيران إلى اللغة
الفارسية ١١ ترجمة مقال توماس كارليل الفيلسوف الإنكليزي في
النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتابه الأبطال مطبوعة ١٢ كتاب في التصويت وهو آخر
مؤلفاته، هكذا قرأنا في بعض الجرائد ولكن لم نعلم موضوع الكتاب.
٢٣٦٤: السيد أبو عبد الله بن أبي القاسم الموسوي الزنجاني
ولد سنة ١٢٦٢ وتوفي سنة ١٣١٣.
عالم فاضل له: ١ الإيقاظات ٢ الإيماضات في الحكمة
الاشراقية ٣ الإنصاف في التحسين والتقبيح العقليين ٤ تقسيم العلم
باقسامه الأولية والثانوية وغيرها.
٢٣٦٥: أبو عبد الله الخراساني
مر في ج ٧ وهو غير مذكور ولا معلوم باسمه وقد وقع في طريق
الصدوق إلى الحسين بن سالم في رواية عبد الله بن جبلة وإبراهيم بن هاشم
عنه. في مستدركات الوسائل وعد الصدوق له من أرباب الكتب المعتمدة
مدح عظيم.
٢٣٦٦: أبو عبد الله العجمي
توفي سنة ٣٩٠
قرأ عليه سلامة بن حرب شرح المقصورة الدريدية وفرع من القراءة
ليلة السبت لخمس بقين من شعبان سنة ٣٧٥ وكتب ذلك سلامة بن حرب
بخطه على ظهر النسخة المقروءة الموجودة في الخزانة الغروية. هكذا ذكره
المعاصر في مؤلفات الشيعة ولم يذكر ما يدل على تشيعه.
٢٣٦٧: أبو عبد الله بن الفارسي
في أمل الآمل: عده العلامة من مشايخ الشيخ الطوسي من رجال
الخاصة اه ومثله عن الرياض عن العلامة في الخلاصة ولكن في نسختي
من الرياض أبو عبد الله بن الفارسي ولم يعلق عليه شيئا وفي النقد جعل
ممن يكنى بأبي عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى الفارسي ولو صح ذلك
لأمكن أن يكون هو المذكور هنا لكن هذا يكنى أبا علي لا أبا عبد الله كما
ذكره جميع أهل الرجال ومنهم صاحب النقد.
٢٣٦٨: أبو عبد الله الفرا
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه اه وفي
المعالم أبو عبد الله الفرا له كتاب اه وقال البهبهاني في التعليقة المشهور
أن الفراء مختلف فيه وقال جدي الظاهر أنه سليم الفراء وهو الظاهر ولعله
لذا حكم خالي بوثاقته ويؤيده رواية ابن أبي عمير عنه اه وذلك لان
ابن أبي عمير يروي عن سليم الفرا كتابه لكنهم لم يذكروا أنه يكنى بأبي
عبد الله ويأتي في رجال الصادق ع سليم الفراء مولى طربال لكنهم لم
يذكروا أيضا تكنيته بأبي عبد الله.
٢٣٦٩: أبو عبد الله بن فروخ البغدادي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده أنه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى.
٢٣٧٠: أبو عبد الله الفزاري
اسمه جعفر بن محمد بن مالك
٢٣٧١: أبو عبد الله الفزاري
كنية الحسين بن محمد بن الفرزدق
٢٣٧٢: أبو عبد الله بن فضال
كنية أحمد بن الحسين بن علي بن فضال.
٢٣٧٣: أبو عبد الله القرشي
كنية أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان وكنية أحمد بن محمد بن
الحسين بن سعيد القرشي
٢٣٧٤: أبو عبد الله القزويني
هو محمد بن علي بن شاذان شيخ النجاشي وتقدم بعنوان أبو
عبد الله بن شاذان القزويني الذي يروي عنه النجاشي ويطلق أبو عبد الله
القزويني على الحسين بن أحمد بن شيبان وعلى الحسين بن علي بن شيبان كما
في ترجمة أحمد بن علي الفائدي من الفهرست.

(١) جلوة وزان قرية. المؤلف
(٣٧٨)

٢٣٧٥: أبو عبد الله القطان
اسمه يونس بن علي
٢٣٧٦: أبو عبد الله القلانسي الكوفي
كنية الحسين بن المختار.
٢٣٧٧: أبو عبد الله القمي الأشعري
كنية الحسين بن أحمد بن إدريس.
٢٣٧٨: أبو عبد الله القمي البصري
اسمه محمد بن الحسن بن جمهور.
٢٣٧٩: أبو عبد الله الكاتب
كنية الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب.
٢٣٨٠: أبو عبد الله الكاتب النعماني
اسمه محمد بن إبراهيم بن جعفر.
٢٣٨١: أبو عبد الله الكاهلي الطحان
كنية جعفر بن مازن.
٢٣٨٢: أبو عبد الله الكناني
كنية الحسين بن سليمان.
٢٣٨٣: أبو عبد الله الكندي العلاف
أسمه يحيى بن زكريا بن شيبان.
٢٣٨٤: أبو عبد الله الكوفي
كنية إدريس بن يزيد.
٢٣٨٥: أبو عبد الله الكوفي
اسمه محمد بن بكر بن جناح.
٢٣٨٦: أبو عبد الله الكوفي
كنية زكار بن مالك
٢٣٨٧: أبو عبد الله الكوفي
كنية جعفر بن محمد بن مالك.
٢٣٨٨: أبو عبد الله الكوفي
كنية جعفر بن هارون.
٢٣٨٩: أبو عبد الله الكوفي
كنية سالم بن عطية.
٢٣٩٠: أبو عبد الله الكوفي الأحمر
كنية جعفر بن زياد
٢٣٩١: أبو عبد الله اللاحقي الصفار
اسمه محمد بن عبد الله بن عمر بن سالم بن لاحق.
٢٣٩٢: أبو عبد الله الذي روى عنه سيف بن عميرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٣٩٣: أبو عبد الله ماجيلويه
كنية محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن عمران.
٢٣٩٤: أبو عبد الله المؤمن
اسمه زكريا بن محمد.
٢٣٩٥: أبو عبد الله المحاربي
اسمه محمد بن الحسن بن علي.
٢٣٩٦: أبو عبد الله المحاربي السوداني
اسمه محمد بن القاسم بن زكريا.
٢٣٩٧: أبو عبد الله المحاربي الكوفي
كنية غيلان بن جامع.
٢٣٩٨: أبو عبد الله محمد
قال الشيخ في الفهرست: كذا ذكره ابن عقدة له كتاب رويناه عن
جماعة عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير عن الأحول عنه وفي المعالم أبو عبد الله محمد له كتاب اه وفي
نسخة ابن محمد.
٢٣٩٩: أبو عبد الله بن محمد الحسيني الحسني.
في الرياض فاضل عالم فقيه جليل شاعر ماهر معاصر للشهيد وبينه
وبين الشهيد مناشدات ولكل منهما أشعار لطيفة في التورية وقد رأيتها بخط
الشيخ عبد الصمد بن محمد الجباعي جد الشيخ البهائي ونقلها عن خط
والده اه ويا ليته كان نقلها ولم يتهاون بها.
٢٤٠٠: أبو عبد الله المخزومي
كنية أرقم بن أبي الأرقم
٢٤٠١: أبو عبد الله المدائني
روى الكليني في روضة الكافي عن الحسن بن علي بن عثمان عنه عن
أبي عبد الله ع.
٢٤٠٢: أبو عبد الله المدني
كنية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
٢٤٠٣: أبو عبد الله المدني الكوفي
اسمه محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
٢٤٠٤: أبو عبد الله المزني
كنية أسود بن رزين.
٢٤٠٥: أبو عبد الله المصري
اسمه الحسين بن علي.
٢٤٠٦: أبو عبد الله بن معية
اسمه محمد بن القاسم بن الحسن بن محمد بن الحسن بن معية
الحسني الديباجي.
٢٤٠٧: أبو عبد الله المغازي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال غال
واحتمل في النقد ان يكون محمد بن إسحاق صاحب المغازي وهو توهم
فاسد فان صاحب المغازي مات سنة ١٥١ والهادي ع توفي سنة
(٣٧٩)

٢٥٤ فبينهما أكثر من مائة سنة.
٢٤٠٨: أبو عبد الله المفيد
اسمه محمد بن محمد بن النعيان.
٢٤٠٩: أبو عبد الله المكاري
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي ع.
٢٤١٠: أبو عبد الله المكاري
كنية الحسين بن أبي سعيد هاشم وليس هو السابق لأنه واقفي من
أصحاب الكاظم ع.
٢٤١١: أبو عبد الله المكفوف
كنية الحكم بن مسكين.
٢٤١٢: أبو عبد الله بن مملك ا
سمه محمد بن عبد الله بن مملك.
٢٤١٣: أبو عبد الله المنقري التميمي
كنية الحسين بن أحمد المنقري.
٢٤١٤: أبو عبد الله بن المنيرة الشيرازي
له كتاب في النحو وجدناه بخط الشيخ علي بن عبد العالي حفيد الشيخ
علي بن عبد العالي العاملي الميسي كتب في أوله مقدمة في العربية تاليف
الشيخ الأجل العالم الفاضل أبي عبد الله بن المنيرة الشيرازي رحمه الله
تعالى.
٢٤١٥: أبو عبد الله مولى عبد ربه
روى الشيخ في باب بيع الواحد بالاثنين من التهذيب عن ابن
مسكان عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٤١٦: أبو عبد الله بن نجيح
اسمه محمد بن عبد الله بن نجيح.
٢٤١٧: أبو عبد الله النحوي
اسمه الحسين بن محمد أو أحمد بن خالويه الهمداني المعروف بابن
خالويه.
٢٤١٨: أبو عبد الله النخعي
كنية الحسين بن سيف بن عميرة.
٢٤١٩: أبو عبد الله النعماني الكاتب
اسمه محمد بن إبراهيم بن جعفر.
٢٤٢٠: الشريف أبو عبد الله المعروف بنعمة
في الرياض: وهو شريف الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن إسحاق
بن الحسين بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع المعروف بنعمة وهو
الذي صنف له الصدوق كتاب من لا يحضره الفقيه اه.
٢٤٢١: أبو عبد الله النيسابوري الشيخ المفيد المعروف بابن البيع
اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم الضبي الطهماني
النيسابوري.
٢٤٢٢: أبو عبد الله والد أبي قيراط
كنية جعفر بن جعفر بن محمد.
٢٤٢٣: أبو عبد الله بن الوجناء
ذكره العلامة في الخلاصة في الفائدة الخامسة من وجوه الشيعة وذكر
فيه هو والشيخ في كتاب الغيبة عين ما ذكرناه في أبي عبد الله الباقطاني.
٢٤٢٤: أبو عبد الله الوراق الطرابلسي
اسمه محمد بن هبة الله بن جعفر الوراق الطرابلسي.
٢٤٢٥: أبو عبد الله الهمذاني اسمه هارون بن عمران الهمذاني ورسمه أبو عبد الله بن هارون من
سهو النساخ.
٢٤٢٦: أبو عبد الله الهمذاني الثوري
كنية الحسن بن صالح بن حي.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو عبد الله المشترك بين جماعة فيهم
الثقة وغيره أحدهم ذكره الشيخ في أصحاب الصادق
ع الثاني ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع الثالث
ابن أبي الحسين ذكره الشيخ في رجال الهادي ع الرابع البجلي الكوفي
من أصحاب علي ع الخامس الحسين بن علي بن سفيان البزوفري
الثقة ويعرف بما ذكر في بابه السادس أبو عبد الله البقال من أصحاب
العياشي ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وهؤلاء الستة لم
يذكرهم شيخنا هنا لكن الخامس ذكره في الأسماء السابع محمد بن أحمد
الجاموراني الرازي ضعيف ويعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه وبرواية
محمد بن أحمد بن يحيى عنه الثامن عبيد بن عبد الله الجدلي ولم يذكره
شيخنا هنا ويعرف بما ذكر في القسم الأول من أصحاب علي ع وخواصه
وأوليائه التاسع فتح بن يزيد الجرجاني روى عن الرضا والهادي
ع ولم يذكره شيخنا ويعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله البرقي ورواية
المختار بن بلال المختار بن أبي عبد الله عنه العاشر الحسني صاحب
كتاب أخبار المحدثين وكتاب أخبار معاوية وكتاب الفضائل وكتاب الكشف
ولم يذكره شيخنا. ويوجد في بعض الأسانيد أبو عبد الله الخراساني لم يذكر
في كتاب الرجال. الحادي عشر الحميري الشيخ الصالح الذي أدركه
النجاشي ذكره في ترجمة الحسين بن أحمد بن المغيرة ولم يذكره شيخنا الثاني
عشر الذي روى عنه سيف بن عميرة وذكره الشيخ في رجال الصادق
ع ولم يذكره شيخنا الثالث عشر أحمد بن محمد السياري الضعيف
المستثنى من رجال نوادر الحكمة ولم يذكره شيخنا الرابع عشر محمد بن
نعيم بن شاذان الشاذاني والد ابن أخي الفضل روي عنه التلعكبري ولم
يذكره شيخنا ذكر في ترجمة حيدر بن شعيب الخامس عشر ميمون
الشيباني والد عبد الرحمن بن أبي عبد الله ولم يذكره شيخنا السادس
عشر محمد بن أحمد الصفواني الثقة ذكر في بابه في القسم الثاني ولم يذكره
شيخنا هنا السابع عشر أحمد بن محمد بن عاصم العاصمي الثقة والشيخ
عبر عنه بأحمد بن عاصم ويعرف برواية أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد
والحسين بن علي بن سفيان ورواية ابن داود عنه لم أجد رواية ابن داود عن
العاصمي في ترجمته الثامن عشر أبو عبد الله العمركي الذي يروي عن
(٣٨٠)

علي بن جعفر ع ولم يذكره شيخنا في الأسماء اسمه علي البوفكي وروي
أنه ابن علي بن محمد بن البوفكي وعن رجال ابن داود عن ابن طاوس ان
في رواية صحيحة اسمه علي بن البوفكي ويقال له العمركي منفردا ويتميز
برواية محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي عنه ورواية عبد الله بن جعفر
الحميري عنه التاسع عشر الفرا ويعرف برواية ابن أبي عمير عنه العشرون ابن
عياش ولم يذكره شيخنا الحادي والعشرون جعفر بن
مازن الكاهلي الطحان ويعرف بما في بابه ولم يذكره شيخنا هنا الثاني
والعشرون أبو عبد الله المؤمن زكريا بن محمد الثالث والعشرون أبو
عبد الله بن محمد ويعرف برواية الأحول عنه كما في الفهرست ولم يذكره
شيخنا الرابع والعشرون المغازي الغالي ذكره الشيخ في أصحاب الهادي
ع ولم يذكره شيخنا الخامس والعشرون أبو عبد الله بن هارون ن
وكيل صة ذكره في محمد بن علي بن إبراهيم عن جش السادس
والعشرون أبو عبد الله الأشعري الثقة المسمى بالحسين بن محمد بن
عمران ويعرف برواية الكليني عنه السابع والعشرون محمد بن النعمان
الثقة الملقب بالمفيد ويعرف برواية الشيخ الطوسي عنه والنجاشي أيضا
وحيث لا تميز فالوقف اه.
٢٤٢٧: أبو عبد الملك القمي
روي الشيخ في التهذيب في باب كيفية الصلاة من أبواب الزيادات
قريبا من الآخر بثلاث ورقات عن عبد الرحمن بن الحجاج أنه قال رأيت أبا
عبد الملك القمي يسال أبا عبد الله ع الحديث.
٢٤٢٨: أبو عبس الحارثي الأنصاري
اسمه عبد الرحمن بن جبر بن زيد ويقال أن كنيته أبو عيسى وفي
تهذيب التهذيب أبو عبس بن جبر اسمه عبد الرحمن وقيل عبد الله والأول
أصح اه.
٢٤٢٩: أبو عبيد النخعي
كنية جبير بن الأسود النخعي.
٢٤٣٠: أبو عبيد الجبائي
كنية يحيى بن مهران الثوري الكوفي.
٢٤٣١: أبو عبد الله المرزباني الكاتب
اسمه محمد بن عمران بن موسى.
٢٤٣٢: أبو عبيدة البكري الذهلي الكوفي
اسمه سليمان بن نصر.
٢٤٣٣: أبو عبيدة الحذاء
اسمه زياد بن عيسى بن رجاء أو ابن أبي رجاء.
٢٤٣٤: أبو عبيدة المدائني
روى الكليني في أصول الكافي عن عمرو بن سعيد المدائني عنه عن
أبي عبد الله ع. وروى في كتاب الروضة عن خلف بن عيسى عنه عن
أبي جعفر ع.
٢٤٣٥: أبو عتاب الكوفي
اسمه زياد بن مسلم.
٢٤٣٦: أبو عتاب بن بسطام
اسمه عبد الله بن بسطام بن سابور أخو الحسين بن بسطام. وفي
رجال الميرزا أبو عناب يقال لزياد بن مسلم وعبد الله بن بسطام وقد يجئ
لغيرهما اه.
٢٤٣٧: الرئيس أبو العتاهية
في الرياض: من أجلاء علماء الإمامية ولم أعلم اسمه والظاهر أنه
غير أبي العتاهية الشاعر المشهور وهو كما يظهر من اسناد أدعية السر يروي
عن عبد الله بن ناصر بن حسين بن نصر الدهقاني قراءة من لفظه قال أخبرنا
الشيخ أبو عبد الله محمد بن هبة بن جعفر الطرابلسي قراءة عليه عن الشيخ
الطوسي.
٢٤٣٨: أبو العتاهية الشاعر
اسمه إسماعيل بن القاسم العنزي الكوفي.
٢٤٣٩: أبو عبيدة بن راشد بن سلمى الربعي
استشهد مع علي ع يوم الجمل سنة ٣٦.
قال ابن الأثير عند ذكر وقعة الجمل: وظهرت يمن البصرة على يمن
الكوفة فهزمتهم وربيعة البصرة على ربيعة الكوفة فهزمتهم ورجعت ربيعة
الكوفة فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل على رايتهم وهم في الميسرة زيد
وعبد الله بن رقبة وأبو عبيدة بن راشد بن سلمى وهو يقول اللهم أنت
هديتنا من الضلالة وأستنقذتنا من الجهالة وابتليتنا بالفتنة فكنا في شبهة أو
على ريبة وقتل انتهى وقوله فكنا في شبهة ربما يقدح في صحة عقيدته
وقوله اللهم أنت هديتنا الخ ربما يريد به الهداية إلى الإسلام والله أعلم.
٢٤٤٠: أبو عتيبة الأسدي
اسمه عبد الله بن عبد الرحمن.
٢٤٤١: أبو عثمان
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٤٤٢: أبو عثمان
عن جامع الرواة: اسمه عبد الواحد بن حبيب وهو والد علي بن أبي
عثمان والد الحسن بن علي بن أبي عثمان في آخر باب كيفية الصلاة من
التهذيب اه أقول الحسن بن علي بن أبي عثمان مذكور في الرجال أما
أن جده أبو عثمان اسمه عبد الواحد بن حبيب فلم نجده لا في كتب
الرجال ولا في آخر باب كيفية الصلاة من التهذيب ولا وجود لعبد الواحد
ابن حبيب في الرجال وهو أعلم بما قال ولعله وقع خطا في النقل عنه.
٢٤٤٣: أبو عثمان الأحول الكوفي
اسمه معلي بن عثمان.
٢٤٤٤: أبو عثمان الأزدي
اسمه عمرو بن جميع.
٢٤٤٥: أبو عثمان الخالدي
اسمه سعيد بن هاشم بن وعلة أحد الخالديين الشاعرين
المشهورين.
٢٤٤٦: أبو عثمان العبدي
روى الكليني في الكافي في باب الأخذ بالسنة شواهد الكتاب عن
(٣٨١)

إبراهيم بن إسحاق الأزدي عنه عن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين
ع.
٢٤٤٧: أبو عثمان القابوسي
روى في باب حسن الخلق من الكافي عن عبد الله بن الحجال عنه
عمن ذكره عن أبي عبد الله ع.
٢٤٤٨: أبو عثمان المازني
اسمه بكر بن محمد بن حبيب.
٢٤٤٩: أبو عثمان النهدي
اسمه عبد الرحمن بن مل القضاعي، كان مع المختار وإبراهيم بن
الأشتر لما طلبنا بثار الحسين ع. قال ابن الأثير في حوادث سنة ٦٦ أن
عبد الله بن مطيع لما خاف خروج المختار بعث الرؤساء إلى الجبانات فكان
ممن بعث كعب بن أبي كعب الخثعمي إلى جبانة بشر وخرج المختار حتى
نزل في ظهر دير هند وخرج أبو عثمان النهدي فنادى في شاكر وهم مجتمعون
في دورهم يخافون أن يظهروا لقرب كعب الخثعمي منهم وكان قد أخذ
عليهم أفواه السكك فلما أتاهم أبو عثمان في جماعة من أصحابه نادى يا
لثارات الحسين يا منصور أمت أمت يا أيها الحي المهتدون ان أمين آل محمد
ووزيرهم قد خرج فنزل دير هند وبعثني إليكم داعيا ومبشرا فاخرجوا
رحمكم الله فخرجوا يتداعون يا لثارات الحسين وقاتلوا كعبا حتى خلى لهم
الطريق فاقبلوا إلى المختار فنزلوا معه. ثم ذكر أن المختار استخلفه على
الضعفاء.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو عثمان المشترك بين رجلين لاحظ
لهما في التوثيق ويعرف أنه الأحول برواية صفوان بن يحيى عنه والناني في
رجال الصادق ع اه.
٢٤٥٠: أبو عدنان بن حسنويه بن الحسين الكردي البزريكاني
من أمراء الأكراد ببلاد الجبل ولم نعرف اسمه وكان حسنويه هذا
وأولاده من الشيعة، وكانوا في عصر بني بويه وكان المترجم معاصرا لعضد
الدولة منهم وكان لحسنويه أبيه أولاد سبعة أبو النجم بدر وعبد الرزاق وأبو
العلاء وعاصم وأبو عدنان المترجم وبختيار وعبد الملك. قال ابن الأثير في
حوادث سنة ٣٦٩ أنه لما مات حسنويه في هذه السنة افترق أولاده من بعده
فبعضهم انحاز إلى فخر الدولة وبعضهم إلى عضد الدولة وسار عضد
الدولة في هذه السنة إلى بلاد الجبل فاحتوى عليها وأتاه أولاد حسنويه
فقبض على عبد الرزاق وأبي العلاء وأبي عدنان وأحسن إلى بدر وخلع عليه
انتهى.
٢٤٥١: أبو العديس (١)
أسمه صالح.
٢٤٥٢: أبو عدي الجهني
اسمه عثمان بن زيد.
٢٤٥٣: أبو عرفاء الذهلي الرقاشي
اسمه جبلة بن عطية.
٢٤٥٤: أبو عرفجة الأسدي
اسمه عبد الواحد بن عبد الواحد الأسدي.
٢٤٥٥: أبو عروة الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٤٥٦: أبو عروة الصنعاني البصري
أسمه معمر بن راشد.
٢٤٥٧: أبو العريف الهمداني
أسمه عبد الله بن خليفة.
٢٤٥٨: أبو عزة
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وروى في باب
الرجل يطوف فتعرض له الحاجة من الكافي وبال الطواف من التهذيب
وباب قطع الطواف لعذر من الاستبصار عن علي بن عبد العزيز عنه عن أبي
عبد الله ع.
٢٤٥٩: أبو عزة الخراساني
وقع في طريق الصدوق في باب الأكل والشرب في آنية الذهب
والفضة من الفقيه وروى الصدوق عن صفوان عنه عن أبي عبد الله ع
وروى الكليني في باب زيارة الإخوان عن إسحاق بن عمار عنه عن أبي
عبد الله ع وروي في باب الطواف من التهذيب عن علي بن عبد العزيز
عنه عن أبي عبد الله ع وعن جامع الرواة أنه ذكره في باب الغين المعجمة
والراء ولكن بعضهم ضبطه بالعين المهملة والزاي.
٢٤٦٠: أبو العشائر بن حمدان
اسمه الحسين بن سعيد أخو أبي فراس.
٢٤٦١: أبو العسكر بن سرخاب بن محمد بن عناز الكردي
كان من أمراء الأكراد بني عناز وكانوا شيعة وهو ابن أخي أبي الشوك
فارس بن محمد بن عناز وكان أبوه سرخاب من أمرائهم أيضا قال ابن الأثير
في تاريخه في حوادث سنة ٤٣٩ فيها قبض الأكراد المربة وجماعة من عسكر
سرخاب عليه لأنه أساء السيرة معهم ووترهم فقبضوا عليه وحملوه إلى
إبراهيم ينال السلجوقي فقلع إحدى عينيه وطالبه باطلاق سعدى بن أبي
الشوك وكان قد حبسه فلم يفعل وكان أبو العسكر بن سرخاب قد
غاضب أباه لما قبض على سعدى واعتزله كراهية لفعله فلما أسر أبوه
سرخاب سار إلى القلعة وأخرج سعدى ابن عمه وأحسن إليه وأطلقه
انتهى.
٢٤٦٢: أبو عصام
قال النجاشي: ذكر حميد بن زياد قال سمعت من أبي جعفر محمد بن
الحسين بن حازم نوادر أبي عصام قال ومات محمد بن الحسين بن حازم سلخ
رجب سنة ٢٦١ وصلى عليه قاسم بن حازم اه ومر عن الفهرست ابن
عصام.

(١) هكذا رسم بالمثناة التحتية وأظن أنه أبو العديس بالباء الموحدة ضبطه أبن حجر في التقريب
بفتح المهملتين والموحدة المشددة بعدها مهملة. وأن جعله كنية لغير صالح. المؤلف
(٣٨٢)

٢٤٦٣: أبو عصمة الخراساني قاضي مرو ويقال أبو عصمة المروزي
اسمه نوح بن أبي مريم واسم أبي مريم مافنة وقيل يزيد بن جعونة
ويعرف بنوح الجامع.
٢٤٦٤: أبو العطارد الخياط
من أصحاب الصادق ع روى الشيخ في التهذيب في باب بيع
المضمون وباب زكاة أموال الطفل وروى الكليني في الكافي والشيخ في
الاستبصار في باب الزكاة في مال اليتيم والكليني في الكافي في باب شراء
الطعام وبيعه والصدوق في الفقيه في باب البيوع كلهم عن إسحاق بن عمار
عنه عن أبي عبد الله ع ويأتي حماد بن أبي العطارد ولعله ابنه.
٢٤٦٥: أبو عقبة
أسمه أهبان بن أوس.
٢٤٦٦: أبو عقيل الحذاء العماني
أسمه يحيى بن المتوكل.
٢٤٦٧: أبو العلاء
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذين البيتين:
حاز النبي وسبطاه وزوجته مكارما أفنت الأقلام والصحفا
والفخر لو كان فيهم صورة جسدا كانت فضائلهم في أذنه شنفا
وذكر في المعالم في شعراء أهل البيت ع رجلين يكنى كل منهما أبو
العلاء وهما أبو العلاء محمد بن إبراهيم القارني السروي عده من شعراء أهل
البيت المتقين والوزير أبو العلاء محمد بن حسول الرازي عده من شعراء
أهل البيت من أصحاب الأئمة وغيرهم ويأتي ذكرهما وكانه أحدهما.
٢٤٦٨: أبو العلاء الأسدي الكوفي
اسمه جابر بن شمير.
٢٤٦٩: أبو العلاء الإسكاف
حكى الميرزا في رجاله القول بأنه هو سعد بن طريف ثم قال إن صح
كون ابن طريف يكنى أبو العلاء جاز أن يأتي له أبو العلاء الخفاف أيضا
اه. أقول لم أجد من قال إن أبو العلاء الإسكاف كنية سعد بن
طريف ولكن ابن حجر في تهذيب التهذيب قال أبو العلاء الحنظلي اسمه
سعد بن طريف الإسكاف الكوفي اه ويأتي.
٢٤٧٠: أبو العلاء بن بطة
في مجالس المؤمنين قال الشيخ عبد الجليل الرازي إنه كان وزيرا
لعضد الدولة بن بويه وكان شيعيا صحيح الاعتقاد وله قصيدة في مدح أهل
البيت ع آخرها هذا البيت:
شفيع لابن بطة يوم يبلي محاسنه التراب أبو تراب
٢٤٧١: أبو العلاء الجعفي
اسمه عبد الرحمن بن ناصح.
٢٤٧٢: أبو العلاء الجعفي
اسمه عبد الكريم بن سعد.
٢٤٧٣: أبو العلاء الحضرمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٢٤٧٤: أبو العلاء بن حمدان
اسمه سعيد بن حمدان.
٢٤٧٥: أبو العلاء الحنظلي اسمه سعد بن طريف الإسكاف الكوفي قاله ابن حجر في تهذيب
التهذيب.
٢٤٧٦: أبو العلاء الخارفي الهمداني الكوفي
اسمه محمد بن أسلم.
٢٤٧٧: أبو العلاء الخفاف السلولي
اسمه خالد بن طهمان ويطلق عليه أبو العلاء الخفاف بدون السلولي
وأبو العلاء الخفاف الكوفي.
٢٤٧٨: أبو العلاء الخفاف الكوفي
اسمه خالد بن بكار.
٢٤٧٩: أبو العلاء الرازي
اسمه محمد بن حسول.
٢٤٨٠: أبو العلاء الشيباني الكوفي
اسمه الحارث بن زياد.
٢٤٨١: أبو العلاء العطار الكوفي الأزدي
اسمه محمد بن ثمامة.
٢٤٨٢: أبو العلاء الغنوي
اسمه سليمان بن عبد الله.
٢٤٨٣: أبو العلاء القارني السروي
اسمه محمد بن إبراهيم.
٢٤٨٤: أبو العلاء القرشي الكوفي
اسمه محمد بن خالد بن زياد.
٢٤٨٥: أبو العلاء الكوفي
اسمه حماد بن راشد.
٢٤٨٦: أبو العلاء الكوفي المدني
اسمه حيان بن عبد الرحمن.
٢٤٨٧: أبو العلاء بن حسنويه الكردي
مضى ذكره في ترجمة أخيه أبي عدنان المذكور قريبا ولم نعرف اسمه
كأخيه.
٢٤٨٨: مجد الدين أبو العلاء
يروي بالإجازة عن الحسن بن الحسين بن علي الدوريستي نزيل
كاشان كتبها له بخطه على ظهر ارشاد المفيد تاريخها سنة ٥٧٦ ووصفه فيها
بالمولى الأجل ويروي الإرشاد عن المرتضى بن الداعي عن جعفر بن محمد
الدوريستي عن المفيد.
٢٤٨٩: أبو العلاء بن حسول
اسمه محمد بن علي بن الحسن بن حسول الهمذاني الرازي وتقدم أبو
العلاء الرازي اسمه محمد بن حسول.
(٣٨٣)

تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو العلاء ولم يذكره شيخنا مشترك
بين جماعة أحدهم الحضرمي من رجال الكاظم ع والثاني
خالد بن بكار الخفاف الكوفي من رجال الباقر والصادق ع
والثالث الحارث بن زياد الشيباني الكوفي من رجال الصادق ع.
٢٤٩٠: أبو علي
في الرياض يطلق في كتب أصحابنا المتأخرين ولا سيما الحسن بن أبي
طالب الآوي في كشف الرموز وابن فهد في المهذب على الشيخ الأقدم أبي
علي بن أحمد بن الجنيد الإسكافي المعروف بابن الجنيد.
٢٤٩١: أبو علي
كنية زرارة بن أعين.
٢٤٩٢: أبو علي الأراجني الأرجاني الكاتب
أسمه هارون بن عبد العزيز.
٢٤٩٣: أبو علي الأزدي المدائني
اسمه حديد بن حكيم.
٢٤٩٤: أبو علي الأسدي
هو ابن محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي هكذا ذكره الميرزا في
رجاله الكبير والوسيط لم يزد عليه شيئا.
٢٤٩٥: أبو علي الأسدي
اسمه عبد الله بن غالب.
٢٤٩٦: أبو علي الأشعري
اسمه الريان بن الصلت.
٢٤٩٧: أبو علي الأشعري القمي
اسمه أحمد بن إدريس بن أحمد ويطلق على محمد بن عيسى بن
عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري وعلى أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن
سعد بن مالك.
٢٤٩٨: أبو علي الأعور
أسمه الحسين بن أبي العلاء الخفاف.
٢٤٩٩: أبو علي بن أيوب
ذكره الميرزا في رجاله مقتصرا على ذلك.
٢٥٠٠: أبو علي البجلي
أسمه الحارث بن أبي جعفر محمد.
٢٥٠١: أبو علي البجلي القمي
أسمه أحمد بن إسماعيل بن سمكة.
٢٥٠٢: أبو علي البرقي
أسمه الحسن بن خالد.
٢٥٠٣: أبو علي البزاز
اسمه كرامة بن أحمد البزاز.
٢٥٠٤: أبو علي البزاز الكوفي
اسمه جميل بن عياش.
٢٥٠٥: أبو علي أو أبو جعفر البزنطي
اسمه أحمد بن محمد بن أبي نصر زيد.
٢٥٠٦: أبو علي البزوفري
في رجال الميرزا اسمه أحمد بن جعفر وفي أمل الآمل اسمه أحمد بن
جعفر بن سفيان: وفي الرياض أبو علي البزوفري هو أحمد بن جعفر بن
سفيان كذا في نسخة أمل الآمل وهو سهو لأن كنية أحمد هذا أبو عبد الله لا أبو
علي اه أقول الموجود في جميع كتب الرجال أن كنية أحمد هذا أبو
علي لا أبو عبد الله نعم قالوا أنه ابن عم أبي عبد الله فلعل نسخة صاحب
الرياض كانت ناقصة فظن أنه أبو عبد الله مع أنه صرح بان أبو عبد الله
البزوفري اسمه الحسين بن علي بن سفيان.
٢٥٠٧: أبو علي البصير
اسمه الفضل بن جعفر بن الفضل بن يونس.
٢٥٠٨: أبو علي البصري القمي
اسمه إسماعيل بن علي القمي.
٢٥٠٩: أبو علي البغدادي
اسمه الحسن بن راشد.
٢٥١٠: أبو علي بياع الزطي
اسمه أسباط بن سالم.
٢٥١١: أبو علي البهيقي
اسمه أحمد بن محمد بن يعقوب.
٢٥١٢: أبو علي التمار
اسمه عمرو بن القاسم بن حبيب الكوفي.
٢٥١٣: أبو علي التنوخي ويقال القاضي أبو علي التنوخي
اسمه المحسن بن القاضي أبو القاسم علي بن أبي الفهم داود بن
إبراهيم بن تميم القحطاني التنوخي.
٢٥١٤: أبو علي الثقفي الخزاز أو الأزدي
اسمه عمرو بن عثمان.
٢٥١٥: أبو علي جد فقاعة
اسمه الحكم بن أيمن.
٢٥١٦: أبو علي الجرجاني
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد.
٢٥١٧: أبو علي الجريري
اسمه وهيب بن جفص.
٢٥١٨: أبو علي الجريري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٥١٩: أبو علي الجلاب البجلي الدهني
كنية يونس بن يعقوب.
(٣٨٤)

٢٥٢٠: أبو علي بن الجنيد
اسمه محمد بن أحمد بن الجنيد ومر أن أبو علي يطلق عليه في كتب
المتأخرين ولا سيما كشف الرموز للحسن بن أبي طالب الآوي والمهذب
البارع لابن فهد الحلي.
٢٥٢١: أبو علي الجواني
في المعالم: له كتاب اه وفي نسخة الحراني يوشك أن يكون
صحف أحدهما بالآخر وروى الكليني في باب الصمت وحفظ اللسان من
أصول الكافي عن ابن محبوب عن أبي علي الجواني عن أبي عبد الله ع
ويحتمل أن يكون أحد من يلقب بالجواني ممن ذكر في حرف الجيم ويحتمل
كونه الحراني الآتي صحف أحدهما بالآخر.
٢٥٢٢: أبو علي الحائري صاحب الرجال
اسمه محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار بن سعد الدين.
٢٥٢٣: أبو علي الحراني
قال الشيخ في الفهرست: له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي علي وقال
النجاشي أبو علي الحراني ابن بطة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن
أبي علي بكتابه اه وروى الصدوق في آخر باب الجماعة وفضلها من
الفقيه عن محمد بن أبي عمير عن أبي عبد الله ع وفي المعالم أبو علي
الحراني له كتاب وفي نسخة الجواني كما مر.
٢٥٢٤: أبو علي الحلبي
اسمه عبيد الله بن علي بن أبي شعبة.
٢٥٢٥: السيد السعيد جلال الدين أبو علي بن حمزة الموسوي
من أجلة مشايخ سبط الشيخ أبي علي الطبرسي كما نص عليه في
كتاب مشكاة الأنوار له قاله في الرياض.
٢٥٢٦: أبو علي الخزاز
روي الكليني في الكافي في باب صلاة الحوائج عن الحسين بن سعيد
عنه عن أبي عبد الله ع وفي باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا
ع عن محمد بن علي عنه عن داود بن سليمان عن أبي إبراهيم ع
وروى في مكاسب التهذيب عن أحمد بن يوسف بن عقيل عنه عن داود
الرقي.
٢٥٢٧: أبو علي الخزاعي
كنية دعبل بن علي الشاعر.
٢٥٢٨: أبو علي الخشاب
اسمه الحجاج بن رفاعة الكوفي.
٢٥٢٩: أبو علي الرازي
اسمه أحمد بن الحسن الرازي.
٢٥٣٠: أبو علي الرازي
اسمه الحسن بن العباس بن الحريش.
٢٥٣١: أبو علي الرازي الخضيب الأيادي
اسمه أحمد بن علي وقيل كنيته أبو العباس.
٢٥٣٢: أبو علي الرؤاسي
كنية الحسن بن أبي سارة.
٢٥٣٣: أبو علي بن راشد
اسمه الحسن بن راشد.
٢٥٣٤: أبو علي الرقي الأنصاري
اسمه أحمد بن علي بن مهدي.
٢٥٣٥: أبو علي السراد
كنية الحسن بن محبوب.
٢٥٣٦: أبو علي بن سينا
اسمه الحسين بن عبد الله بن الحسين بن علي بن سينا.
٢٥٣٧: أبو علي بن شاذان
يأتي في ترجمة الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قول الشيخ الطوسي
أنه من العامة.
٢٥٣٨: أبو علي الشيباني
كنية عبد الله بن بكير.
٢٥٣٩: أبو علي الشيباني
كنية محمد بن عبد الملك بن أعين.
٢٥٤٠: أبو علي الصائغ
اسمه صبيح الصائغ الكوفي.
٢٥٤١: أبو علي صاحب الأنماط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي. وروى
الشيخ في آخر باب الأذان والإقامة من أبواب الزيادات من التهذيب عن
ابن أبي عمير عنه عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع وروى الكليني
في الكافي في كتاب الحج عنه عن أبان بن تغلب.
٢٥٤٢: أبو علي صاحب الشعير
روى عن محمد بن قيس وروى عنه ابن أبي عمير.
٢٥٤٣: أبو علي صاحب الكلل
وقع في طريق الصدوق إلى أبان بن تغلب ففي مشيخة الفقيه كل ما
كان في هذا الكتاب عن أبان بن تغلب فقد رويته عن أبي عن سعد بن
عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى عن أبي أيوب عن أبي
علي صاحب الكلل عن أبان بن تغلب اه وحكى الميرزا في رجاله
وقوعه في بعض أسانيد النجاشي في مقام محمد بن موسى أبي مريم صاحب
اللؤلؤ اه وروى الكليني في باب حق المؤمن على أخيه من أصول
الكافي عن ابن أبي عمير عن أبي علي صاحب الكلل عن أبان بن تغلب.
وعن جامع الرواة احتمال اتحاده مع أبي علي صاحب الأنماط بقرينة الراوي
و المروي عنه وبقرينة قرب الأنماط من الكلل فالكلل جمع كلة بكسر الكاف
وهو ستر رقيق كالبيت يتقى به من البعوض والأنماط ما يلقي على الهودج
شبه الكلة.
٢٥٤٤: أبو علي الصفار البصري
اسمه الحسن بن محمد بن أحمد.
(٣٨٥)

٢٥٤٥: أبو علي الصولي
اسمه أحمد بن محمد بن جعفر.
٢٥٤٦: أبو علي الصيرفي
اسمه الحسن بن محمد بن سماعة كما في أصحاب الكاظم ع من
رجال الشيخ وفي غيره كنيته أبو محمد.
٢٥٤٧: أبو علي الصيقل
اسمه موسى بن عمر بن يزيد بن ذبيان.
٢٥٤٨: الشيخ سديد الدين أبو علي بن طاهر الصوري العاملي ويوجد السيوري
بدل الصوري وهو تصحيف
في الرياض: عالم فاضل فقيه من أعاظم العلماء العاملة الامامية.
وفي موضع آخر من أجلة علماء الإمامية ذكره الأستاذ في البحار ونسب إليه
كتاب قضاء حقوق المؤمنين وينقل عن كتاب هذا فيه وأعتمد عليه وقال إنه
كتاب جيد مشتمل على أخبار طريفة اه وينقل عن كتابه قضاء حقوق
المؤمنين الشيخ أحمد بن سليمان البحراني في عقد اللآل وينقل عنه
الكفعمي في حاشية مصباحه وقال إنه كتاب يتعلق بقضاء حوائج المؤمنين
٢٥٤٩: الشيخ أبو علي الطبرسي
اسمه أمين الدين الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي المشهدي
صاحب مجمع البيان.
٢٥٥٠: أبو علي الطوسي
في الرياض: وقد يذكر نادرا بلا قيد الطوسي وقد يضم معه لفظ
الشيخ هو الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي ولد
الشيخ الطوسي المشهور صاحب الآمالي المعروف.
٢٥٥١: أبو علي العبسي
اسمه أحمد بن عائذ بن حبيب.
٢٥٥٢: أبو علي العجلي الكوفي
اسمه نجم بن حطيم.
٢٥٥٣: أبو علي العلوي الزباري النيشابوري
قال الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع أبو علي العلوي
وأخوه أبو الحسين اسمه محمد بن محمد بن يحيى من بني زبارة معروفان
جليلان من أهل نيشابور اه وقوله اسمه راجع إلى أبي الحسين.
٢٥٥٤: أبو علي العلوي العباسي
اسمه عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن
العباس بن علي بن أبي طالب.
٢٥٥٥: أبو علي العماني
اسمه الحسن بن علي بن عيسى بن أبي عقيل.
٢٥٥٦: أبو علي الفارسي
اسمه الحسن بن علي بن أحمد.
٢٥٥٧: أبو علي الفتال
اسمه محمد بن أحمد بن علي.
٢٥٥٨: أبو علي القطان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وليس هو الحسن بن
محمد أبو علي القطان الكوفي على الظاهر لأن ذاك مذكور في أصحاب
الصادق ع ولا أحمد بن محمد بن الحسن أبو علي القطان الرازي لأن
ذلك من مشائخ الصدوق.
٢٥٥٩: أبو علي القطان الرازي
اسمه أحمد بن محمد بن الحسن.
٢٥٦٠: أبو علي القطان الكوفي
اسمه الحسن بن محمد.
٢٥٦١: أبو علي القمي
اسمه أحمد بن إسحاق بن عبد الله وتقدم بعنوان أبو علي الأشعري
القمي.
٢٥٦٢: أبو علي الكاتب الإسكافي
اسمه محمد بن أحمد بن الجنيد.
٢٥٦٣: أبو علي الكاتب الإسكافي
اسمه محمد بن همام البغدادي.
٢٥٦٤: أبو علي الكمنداني
اسمه موسى بن جعفر الكمنداني.
٢٥٦٥: أبو علي الكوفي
اسمه أحمد بن محمد بن عمار.
٢٥٦٦: أبو علي الذي حدث عنه حصين بن مخارق
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٥٦٧: أبو علي بن محمد بن الأشعث الكوفي
اسمه محمد بن محمد بن الأشعث وكناه الذهبي وابن حجر أبو الحسن
وهو سهو
٢٥٦٨: السيد أبو علي بن محمد بن منصور الحسيني
في الرياض كان من علماء دولة الشاه عباس الصوفي الأول ومن
مؤلفاته كتاب رسائل بدائع الصنائع رأيت الرسالة الخامسة منه مختصرة في
مجمل التواريخ من آدم إلى زمن السلطان المذكور ألفه سنة ١٠١٩ اه
٢٥٦٩: أبو علي المحمودي
اسمه محمد بن أحمد بن حماد.
٢٥٧٠: أبو علي المدني
اسمه عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
٢٥٧١: أبو علي المدني الكوفي
اسمه إبراهيم بن الحسين بن علي بن الحسين.
٢٥٧٢: أبو علي بن مسكويه
اسمه أحمد بن محمد بن يعقوب بن مسكويه.
٢٥٧٣: أبو علي المطهري
اسمه أحمد بن محمد بن المطهر.
٢٥٧٤: الشريف أبو علي الموضح
في الرياض اسمه عمر بن الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفي بن
(٣٨٦)

يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن أمير المؤمنين علي ع العمري
العلوي الكوفي المعروف بالموضح ويقال له ابن اللبن أيضا وابن الصوفي.
٢٥٧٥: أبو علي النخعي
كنية جميل بن دراج.
٢٥٧٦: أبو علي النهاوندي
اسمه الحسن بن محمد.
٢٥٧٧: أبو علي النيشابوري
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال ضعيف
اه واستثني من كتاب نوادر الحكمة كما يأتي في محمد بن أحمد بن
يحيى بن عمران.
٢٥٧٨: أبو علي الوارثي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
٢٥٧٩: أبو علي الوكيل
أسمه بسطام بن علي.
٢٥٨٠: أبو علي الهاشمي اليعقوبي
أسمه داود بن علي.
٢٥٨١: أبو علي بن همام
أسمه محمد بن أبي بكر همام بن سهيل بن بيزان البغدادي الكاتب
صاحب كتاب الأنوار ولكن عن مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني ان
السيد المرتضى يروي عن كتاب الأنوار تاليف أبي علي الحسن بن همام
اه والظاهر أنه من سبق القلم أو تحريف النساخ.
٢٥٨٢: الأمير أبو علي عميد الجيوش بن أستاذ هرمز
اسمه الحسن بن أبي جعفر.
٢٥٨٣: أبو علي بن رستم
قال ابن عساكر في آخر ترجمة سليمان بن أحمد الطبراني صاحب
المعجم: لما قدم أبو علي بن رستم من فارس دخل عليه الطبراني فصب
بعض الكتاب على رجل ابن رستم خمسمائة درهم فأعطاها للطبراني ثم
دخلت عليه ابنته فصبت على رجله خمسمائة أيضا فأعطاها للطبراني فلما كان
آخر امره تكلم في الشيخين ببعض شئ فخرج من عنده ولم يعد إليه بعد
انتهى وابن رستم هذا لعله من آل بويه.
٢٥٨٤: الأمير أبو علي بن شرف الدولة أبي الفوارس شيرزيل ابن عضد الدولة
فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي
لم نعرف اسمه قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٨ فيها توفي شرف
الدولة ولما اشتدت علته سير ولده أبا علي إلى بلاد فارس ومعه والدته
وجواريه وسير معه من الأموال والجواهر والسلاح أكثرها وسير معه جماعة
كثيرة من الأتراك فلما أيس أصحابه منه سالوه أن يأمر أخاه أبا نصر ان
ينوب عنه إلى أن يعافى لئلا تثور فتنة فقبل فلما توفي خلع الطائع على أبي
نصر خلع السلطنة ولقبه بهاء الدولة ولما بلغ أبو علي البصرة أتاهم الخبر بموت
شرف الدولة فسير ما معه في البحر إلى أرجان وسار هو مجدا إلى أن وصل
إليها واجتمع معه من بها من الأتراك وساروا نحو شيراز وكاتبهم متوليها أبو
القاسم العلاء بن الحسن بالوصول إليها ليسلمها إليهم وكان صمصام
الدولة وأخوه أبو طاهر شرف الدولة محبوسين بقلعتها فاطلقهما المرتبون فيها
فسارا إلى سيراف واجتمع على صمصام الدولة كثير من الديلم ووصل أبو
علي إلى شيراز ووقعت الفتنة بها بين الأتراك والديلم وخرج الأمير أبو علي
من داره إلى معسكر الأتراك واجتمع الديلم إليه لياخذوه ويسلموه إلى
صمصام الدولة فرأوه قد انتقل إلى الأتراك فجرى بين الأتراك والديلم قتال
عدة أيام ثم سار أبو علي والأتراك إلى فسا فاستولوا عليها وأخذوا ما بها من
مال وقتلوا من بها من الديلم وأخذوا أموالهم وسلاحهم فقووا بذلك وسار
أبو علي إلى أرجان وعاد الأتراك إلى شيراز فقاتلوا صمصام الدولة ومن معه
من الديلم ونهبوا البلد وعادوا إلى أبي علي بأرجان ثم وصل رسول من بهاء
الدولة إلى أبي علي وطيب قلبه ثم أنه واصل الأتراك سرا واستمالهم فحسنوا
لأبي علي المسير إلى بهاء الدولة فسار إليه فلقيه بواسط فانزله وأكرمه وتركه
عدة أيام وقبض عليه ثم قتله بعد ذلك بيسير انتهى وفي النجوم الزاهرة
في حوادث سنة ٣٣٩ فيها مات شرف الدولة بعد ان عهد بالملك إلى أخيه
أبي نصر وجاء الطائع إلى أبي نصر وعزاه ثم عهد إليه بالملك ولقبه بهاء
الدولة وبلغ الأتراك بفارس ولايته فاخرجوا صمصام الدولة من معتقله
وكان اعتقله أخوه شرف الدولة ثم وقع بينه وبين الأتراك نفور فتركوه
وأقاموا ابن أخيه أبا علي ولقبوه شمس الدولة انتهى.
٢٥٨٥: أبو علي الحداد
من مشايخ السيد فضل الله الراوندي. في مستدركات الوسائل
صرح به في الدرجات ولم أعرف حاله انتهى.
تتمة
في المشتركات: ومنهم أبو علي مشترك بين جماعة بينهم الثقة وغيره
أحدهم ابن محمد بن أبي عبد الله الأسدي الكوفي لم يذكره شيخنا هنا
ويعرف بما في بابه الثاني أحمد بن إدريس الأشعري الثقة شيخ الكليني لم
يذكره شيخنا ويعرف بما في بابه الثالث محمد بن عيسى بن عبد الله بن
سعد شيخ القميين المختلف في شانه ويعرف بالمرتبة ونحوها وبما ذكر في بابه
الرابع أبو علي بن أيوب ولم يذكره شيخنا الخامس أحمد بن جعفر
البزوفري ويعرف برواية التلعكبري عنه وبروايته هو عن أبي علي الأشعري
أحمد بن إدريس السادس أبو علي الجريري الكوفي ولم يذكره شيخنا
السابع أبو علي الذي حدث عنه حصين بن مخارق ق ولم يذكره
شيخنا الثامن الحراني ويعرف برواية محمد بن خالد البرقي عنه جش
أحمد بن محمد ست الثامن الحسن بن راشد الثقة الوكيل من رجال
الجواد والهادي ع روى عنه علي بن مهزيار وعلي بن رئاب
التاسع صاحب الأنماط الكوفي ق ولم يذكره شيخنا العاشر
صاحب الشعير ويعرف برواية محمد بن أبي عمير عنه وروايته هو عن
محمد بن قيس لم يذكره شيخنا الحادي عشر صاحب الكلل روى عنه أبو
أيوب وروى هو عن أبان بن تغلب الثاني عشر أحمد بن محمد بن جعفر
الصولي الثقة ويعرف بما في بابه الثالث عشر العلوي وأخوه الحسين
اسمه محمد بن محمد بن يحيى معروفان جليلان من أهل نيشابور صة لم
ولم يذكره شيخنا الرابع عشر أبو علي القطان ضا الخامس عشر
محمد بن أحمد بن حماد المحمودي السادس عشر أبو علي النيشابوري
صة ضعيف السابع عشر الوارثي لم وهؤلاء الأربعة لم يذكرهم
(٣٨٧)

شيخنا أيضا الثامن عشر محمد بن همام الثقة ويعرف بما في بابه وحيث لا
تميز فالوقف وبقي من هذه الكنية كثير تركته خوف الإطالة اه.
٢٥٨٦: أبو عمار الأزدي
اسمه قيس بن عمار.
٢٥٨٧: أبو عمار السراج وفي نسخة أبو عامر
روى الشيخ في التهذيب في آخر باب الزيادات بعد باب الاجارات
عن الحسين بن أبي العلاء عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٥٨٨: أبو عمار الطحان
قال الشيخ في الفهرست له روايات رويناها عن جماعة عن أبي
المفضل عن حميد عن أحمد بن ميتم عن أبي عمار وفي المعالم أبو عمار
الطحان له روايات.
٢٥٨٩: أبو عمار الهمداني
اسمه سعد بن حميد.
٢٥٩٠: أبو عمار الهمداني الكوفي
اسمه الحسين بن سلمة.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو عمار مشترك بين قيس بن عمار
الأزدي ق وبين الطحان ويعرف برواية أحمد بن ميتم عنه اه.
٢٥٩١: أبو عمارة
كنية حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
٢٥٩٢: أبو عمارة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٥٩٣: أبو عمارة الأزدي الغامدي الكوفي
اسمه قيس بن عمارة.
٢٥٩٤: أبو عمارة الأزدي الكوفي
اسمه سليمان بن عمرو.
٢٥٩٥: أبو عمارة البجلي
اسمه قيس بن يعقوب.
٢٥٩٦: أبو عمارة البكري الكوفي
اسمه داود بن سليمان.
٢٥٩٧: أبو عمارة التيملي
اسمه حمزة بن حبيب.
٢٥٩٨: أبو عمارة الجهني الكوفي
اسمه محمد بن عثمان بن زيد.
٢٥٩٩: أبو عمارة الخارفي الكوفي
اسمه عمران بن عطية.
٢٦٠٠: أبو عمارة الطيار
روى الكليني في باب النوادر في آخر كتاب المعيشة من الكافي عن
الحجال عن الحسن بن علي عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٦٠١: أبو عمارة العجلي الكوفي
اسمه محمد بن أحمر.
٢٦٠٢: أبو عمارة الكوفي الطائي
اسمه زاهر بن الأسود.
٢٦٠٣: أبو عمارة المدني
اسمه محمد بن سليمان بن عمار.
٢٦٠٤: أبو عمارة المزني
اسمه محمد بن ظهير.
٢٦٠٥: أبو عمارة الهمداني الخارفي الكوفي
اسمه جعفر بن عمارة.
٢٦٠٦: أبو عمران الخراط
روى الكليني في باب من قال لا إله إلا الله حقا حقا بسنده عن
محمد بن عيسى الأرمني عن أبي عمران الخراط عن الأوزاعي عن أبي
عبد الله ع.
٢٦٠٧: أبو عمرو أو عمر بن أبي زياد
اسمه برد بن أبي زياد.
٢٦٠٨: أبو عمرو ابن أخي السكوني البصري
وعن الفهرست ابن أخي السكري وهو تصحيف.
اسمه محمد بن محمد بن أبي نصر السكوني.
٢٦٠٩: أبو عمرو الأسدي الغاضري المقري البزاز
اسمه حفص بن سليمان.
٢٦١٠: أبو عمرو الأسدي الكوفي
اسمه دينار.
٢٦١١: أبو عمرو الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. قال الميرزا في رجاله
بعد نقله كأنه أبو عمرة إذ هو في موقعه واسمه ثعلبة بن عمرو تقدم له مدح
في أبي ساسان والله أعلم اه.
٢٦١٢: أبو عمرو أو عمير الأوزاعي
روى الكليني في روضة الكافي عن الحسين بن النضر الفهري عنه عن
عمرو بن شمر أقول الظاهر أنه أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن أبي
عمرو واسمه محمد الشامي الأوزاعي الفقيه المشهور نزيل بيروت المتوفي بها
سنة ١٥٨ أو ١٥٦ أو ١٥٥ أو ١٥١ فإنه في طبقة عمرو بن شمر الراوي
عن الإمام جعفر الصادق ع المتوفي سنة ١٤٨.
٢٦١٣: أبو عمرو البجلي
كنية جرير بن عبد الله.
٢٦١٤: أبو عمرو البزاز
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع ويمكن كونه الأسدي
الغاضري المتقدم.
(٣٨٨)

٢٦١٥: أبو عمرو البزاز القطيعي الكوفي
أسمه سعيد بن يحيى.
٢٦١٦: أبو عمرو الحبشي
كنية بن بلال رباح على بعض الأقوال.
٢٦١٧: أبو عمرو أو عمر الحذاء
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع والنسخ فيه مختلفة
ففي بعضها بالواو وفي بعضها بغير واو. وروى الشيخ في مكاسب التهذيب
عن محمد بن عيسى العبيدي عنه عن أبي الحسن ع والمراد به أبو الحسن
الثالث وروى في باب النوادر في آخر كتاب المعيشة من الكافي عن أحمد بن
الفضل عنه عن أبي جعفر وابنه أبي الحسن ع فيدل ذلك على أنه
روى عن الجواد أيضا.
٢٦١٨: أبو عمرو الخياط
عده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وروى الشيخ
في مكاسب التهذيب والكليني في باب الصناعات من الكافي عن القاسم بن إسحاق
بن إبراهيم عن إبراهيم عن موسى بن رنجويه التفليسي عنه عن أبي
إسماعيل الصيقل الرازي عن أبي عبد الله ع وما يوجد في بعض نسخ
التهذيب عن القاسم بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن رنجويه الخ.
فغير صواب وقد حصل فيه سقط.
٢٦١٩: أبو عمرو الرؤاسي العامري الكلابي
أسمه عثمان بن عيسى.
٢٦٢٠: أبو عمرو الزاهد
اسمه محمد بن عبد الواحد.
٢٦٢١: أبو عمرو الزبيري
روى الكليني في باب من يجب عليه الجهاد وباب ان الايمان مبثوث
بجوارح البدن كلها وباب السبق إلى الايمان وباب وجوه الكفر من الكافي
عن القاسم بن بريد عنه عن أبي عبد الله ع وأبدل في باب من يجب عليه
الجهاد من التهذيب الزبيري بالراء بالزبيدي بالدال ولعله من سهو القلم
والصواب بالراء لتكرره في روايات الكليني مع أنه أضبط قيل ومن لاحظ
روايات أبي عمرو الزبيري ظهر له غزارة علمه وجودة قريحته وأنه أهل لأن
يخاطب بما لا يخاطب به الا جهابذة العلماء.
٢٦٢٢: أبو عمرو السكوني
اسمه محمد بن محمد بن النضر بن منصور.
٢٦٢٣: أبو عمرو السمان الأسدي
اسمه عثمان بن سعيد العمري أحد أبواب الصاحب ع.
٢٦٢٤: أبو عمرو العامري الكلابي
اسمه عثمان بن عيسى.
٢٦٢٥: أبو عمرو العبسي
اسمه سعيد بن الحسن.
٢٦٢٦: أبو عمر العمري
اسمه عثمان بن سعيد أحد السفراء ومر بعنوان أبو السمان
الأسدي.
٢٦٢٧: أبو عمرو الفارسي
اسمه زاذان بالزاي والذال المعجمة هكذا أبو عمرو عن بعض نسخ
الخلاصة عن رجال البرقي من خواص علي ع من مضر وعن بعض
نسخها أبو عمر بفتح الميم وهو الموافق لنسخة عندي مقابلة على نسخة ابن
المصنف ويؤيده ان المحكي عن رجال البرقي أبو عمر بفتح الميم والعلامة
في الخلاصة انما نقل عبارة البرقي وفي رجال الشيخ في أصحاب علي ع
زاذان أبو عمره بالهاء.
٢٦٢٨: أبو عمرو الكشي صاحب الرجال
اسمه محمد بن عمر بن عبد العزيز.
٢٦٢٩: أبو عمرو الكلابي الجعفري
اسمه محمد بن سليمان بن سويد.
٢٦٣٠: أبو عمرو الكناني
روى الكليني في باب التقية من الكافي عن هشام بن سالم عنه عن أبي
عبد الله ع.
٢٦٣١: أبو عمرو الكوفي
كنية عبد الله بن دكين.
٢٦٣٢: أبو عمرو المدائني
روى الكليني في باب الذنوب من الكافي عن حماد بن عيسى عنه عن
أبي عبد الله ع. ويوشك ان يكون هو أبو عمر المديني الآتي.
٢٦٣٣: أبو عمرو بن مهدي
يأتي بعنوان أبو عمر بن مهدي.
٢٦٣٤: أبو عمرو النحوي الكوفي
اسمه نعيم بن ميسرة.
٢٦٣٥: أبو عمرو النهشلي وقيل الخثعمي
قتل مع الحسين ع وكان فارسا شجاعا عابدا متهجدا قال ابن نما
حدث مهران مولى بني كاهل قال شهدت كربلاء مع الحسين ع فرأيت
رجلا يقاتل قتالا شديدا لا يحمل على قوم الا كشفهم ثم يرجع إلى الحسين
ع ويرتجز ويقول:
أبشر هديت الرشد تلقى أحمدا في جنة الفردوس تعلو صعدا
فقلت من هذا فقالوا أبو عمرو النهشلي وقيل الخثعمي فاعترضه
عامر بن نهشل أحد بني اللات بن ثعلبة فقتله واحتز رأسه وكان أبو عمرو
هذا متهجدا كثير الصلاة اه.
٢٦٣٦: أبو عمرو الوابشي
اسمه عاصم بن حفص.
٢٦٣٧: أبو عمرو اليشكري الكوفي
اسمه عبد الرحمن بن الأسود.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو عمرو المشترك بين جماعة ولم
يذكره شيخنا أحدهم الأنصاري واسمه تعلبة بن عمرو وتقدم له مدح مع
(٣٨٩)

أبي ساسان ويقال له أبو عمره الثاني أبو عمرو بن أخي السكوني البصري
وكان فقيها صه وفي لم وست أبو عمرو بن السكوني اسمه محمد بن
محمد بن نصر السكوني. وفيهم محمد بن محمد بن النضر أبو عمرو
السكوني الثالث أبو عمرو البزاز ق الرابع أبو عمرو الحداد
ي وفي نسخة بغير واو الخامس أبو عمر الخياط لم السادس
الفارسي زاذان من خواص أمير المؤمنين ع والذي تقدم زاذان أبو عمرة اه.
٢٦٣٨: أبو عمران الأرمني
اسمه موسى بن رنجويه.
٢٦٣٩: أبو عمران البكري الكوفي
اسمه محمد بن أسامة.
٢٦٤٠: أبو عمرة
حكى العلامة في الخلاصة عن رجال البرقي أنه عده من أصحاب
أمير المؤمنين علي ع من الأصفياء اه والظاهر أنه أبو عمرة
الأنصاري البخاري المقتول مع علي ع بصفين المختلف في اسمه كما
يأتي.
٢٦٤١: أبو عمرة الأنصاري
اسمه ثعلبة بن عمرو ومر أن الشيخ في رجاله كناه أبو عمرو.
٢٦٤٢: أبو عمرة الأنصاري
اسمه عمرو بن محصن.
٢٦٤٣: أبو عمرة الأنصاري النجاري
في الاستيعاب اختلف في اسمه فقيل عمرو بن محصن وقيل ثعلبة بن
عمرو بن محصن وقيل بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن
عمرو بن مبذول واسمه عامر بن مالك بن النجار وهو الصواب إن شاء الله
تعالى وهو والد عبد الرحمن بن أبي عمرة قال إبراهيم بن المنذر اسمه بشير بن
عمرو بن محصن وقال غيره اسمه رشيد أسيد بن مالك فإن كان اسمه
بشير بن عمرو بن محصن فهو والله أعلم أخو أبي عبيدة الأنصاري المقتول
ببئر معونة على أنهم قد اختلفوا في رفع نسبهما إلى مالك بن النجار اه
وفي الإصابة: أبو عمرة الأنصاري قيل اسمه بشر وقيل بشير وقيل اسمه
ثعلبة بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عبيد بن مبذول بن مالك بن النجار
وقيل إن ثعلبة أخوه اه وفي طبقات ابن سعد في ترجمة ابنه عبد
الرحمن بن أبي عمرة اسم أبي عمرة بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن
عتيك بن عمرو بن مبذول وهو عامر بن مالك بن النجار اه وكان
استصواب ابن عبد البر لكون اسمه بشير لاقتصار ابن سعد المشهور بحفظه
وسعة علمه عليه ونحن ترجمناه في بشير. ويأتي مفصلا في بشير بن عمرو
ابن محصن في الجزء ١٤.
٢٦٤٤: أبو عمرة السلمي
روى الكليني في الكافي في باب الغزو مع الناس عن علي بن الحكم
عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٦٤٥: أبو عمرة الفارسي
أسمه زاذان وقد يذكر أبو عمرو بالواو بدون هاء وقد تقدم وأبو عمر
بفتح الميم ويأتي ٢٦٤٦: أبو عمر بفتح الميم.
إحدى كنى بلال بن رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
٢٦٤٧: أبو عمر الأعجمي
روى الكليني في الكافي في باب التقية عن هشام بن سالم عنه عن أبي
عبد الله ع.
٢٦٤٨: أبو عمر الأعمى الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٦٤٩: أبو عمر الحذاء
تقدم أبو عمرو بالواو.
٢٦٥٠: أبو عمر السراج وفي بعض النسخ أبو عمرو
روى الشيخ في التهذيب والكليني في الكافي في عدة مواضع عن
الحسين بن العلاء عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٦٥١: أبو عمر الشيباني وفي بعض النسخ أبو عمر
روى الكليني في الكافي في باب ما يجب من الاقتداء بالأئمة من كتاب
المعيشة عن جميل بن صالح عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٦٥٢: أبو عمر الضرير
في الفهرست له كتاب الجنائز وله كتاب نوادر أخبرنا بهما جماعة عن
أبي المفضل عن حميد عن أبي عمر الضرير وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم
يرو عنهم ع فقال أبو عمر الضرير روى عنه حميد وفي المعالم أبو عمر
الضرير له نوادر.
٢٦٥٣: أبو عمر الطبيب ويوجد أبو عمرو
اسمه عبد الله بن سعيد بن حيان بن أبجر ويأتي أبو عمر المتطبب ويحتمل قريبا أنه هذا.
٢٦٥٤: أبو عمر العبدي
روى الشيخ في التهذيب في باب إبطال العول عن ليث بن سليمان
عنه عن علي بن أبي طالب ع.
٢٦٥٥: أبو عمر الفارسي
اسمه زاذان كما نقله العلامة في الخلاصة عن رجال البرقي هكذا أبو
عمر بفتح الميم كما في نسخة من الخلاصة مقابلة على نسخة ابن المنصف
ومر عن رجال الشيخ زاذان أبو عمرة وعن بعض نسخ الخلاصة أبو عمرو
بسكون الميم. ٢٦٥٦: أبو عمر الفايدي القزويني
أسمه أحمد بن علي.
٢٦٥٧: أبو عمر المتطبب
روى الشيخ في موضع من ديات التهذيب عن عبد الله بن أيوب عنه
عن أبي عبد الله ع وعن عبد الله بن أيوب عن الحسين بن عثمان عنه
عن أبي عبد الله ع ويحتمل قريبا كونه أبو عمر الطبيب المتقدم.
٢٦٥٨: أبو عمر المديني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع في بعض النسخ.
(٣٩٠)

٢٦٥٩: أبو عمر مولى بني هاشم الكوفي
اسمه برد بن أبي زياد.
٢٦٦٠: أبو عمر بن مهدي
اسمه عبد الواحد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي
وأبو عمر في سند أمالي الطوسي هو هذا.
٢٦٦١: أبو عميران الأزدي
روي الكليني في الكافي في باب الصلاة على محمد وأهل بيته الرواية
٩ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن حسان عن أبي عميران الأزدي
عن عبد الله بن الحكم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله ع.
٢٦٦٢: أبو العمرطة بن يزيد الكندي
لم نعرف اسمه. قال ابن الأثير عند ذكر وقعة صفين: وخرج
قيس بن يزيد وهو ممن فر إلى معاوية فخرج إليه أبو العمرطة بن يزيد
فتعارفا فتوافقا ثم انصرفا وأخبر كل واحد منهما أنه لقي أخاه. وقال في
حوادث سنة ٥١ عند ذكر مقتل حجر بن عدي وعمرو بن الحمق
وأصحابهما: قال زياد لصاحب شرطته انطلق إلى حجر فان تبعك فائتني به
وإلا فشدوا عليهم بالسيوف حتى تأتوني به، فاتاه صاحب الشرطة يدعوه، فمنعه
أصحابه من إجابته فحمل عليهم، فقال أبو العمرطة الكندي لحجر: انه
ليس معك من معه سيف غيري وما يغني عنك سيفي قم فالحق باهلك
يمنعنك قومك. وأتي حجر ببلغته فقال له أبو العمرطة أركب فقد قتلتنا
ونفسك، وحمله حتى اركبه وركب أبو العمرطة فرسه ولحقه يزيد بن طريف
المسلي فضرب أبا العمرطة على فخذه بالعمود وأخذ أبو العمرطة سيفه
وضرب به رأسه فسقط ثم برئ. وله يقول عبد الله بن همام السلولي:
ألؤم ابن لؤم ما عدا بك حاسرا * إلى بطل ذي جرأة وشكيم
معاود ضرب الدارعين بسيفه * على الهام عند الروع غير لئيم
إلى فارس الغارين يوم تلاقيا * بصفين قرم خير نجل قروم
حسبت ابن برصاء الحتار قتاله * قتالك زيدا يوم دار حكيم
وكان ذلك السيف أول سيف ضرب به في الكوفة باختلاف بين
الناس. ومضى حجر واجتمع إليهما ناس كثير انتهى.
٢٦٦٣: أبو العميس
اسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الزهري.
٢٦٦٤: الشيخ رضي الدين أبو عنان بن أحمد بن بندار
فاضل عين قاله منتجب الدين هكذا في النسخ المعتمدة وما يوجد في
بعض النسخ من أنه أبو عنان احمد فغير صحيح.
٢٦٦٥: أبو العنبس الكوفي
اسمه حجر بن العنبس.
٢٦٦٦: أبو عوف
روى الكليني في الكافي في باب ان المجالس بالأمانات من
كتاب العشرة من الكافي عن عبد الله بن سنان عنه عن أبي عبد الله ع
ولعله البجلي الآتي.
٢٦٦٧: أبو عوف البجلي
روى الكليني في الكافي في باب الوضوء قبل الطعام وبعده عن ابن
أبي عمير عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٦٦٨: أبو عوف البخاري
اسمه أحمد بن أبي عوف.
٢٦٦٩: أبو عون الأبرش
اسمه الحسن بن النضر.
٢٦٧٠: أبو عياش الزرقي الأنصاري
اسمه عتيق بن معاوية بن الصامت الأنصاري. وفي تهذيب التهذيب
اسمه زيد بن الصامت وقيل ابن النعمان وقيل اسمه عبيد وقيل
عبد الرحمن بن معاوية بن الصامت الخززجي اه.
٢٦٧١: أبو عيسى الحارثي الأنصاري
اسمه عبد الرحمن بن جبر بن زيد بن خثيم ويقال بدل أبو عيسى أبو
عبس.
٢٦٧٢: أبو عيسى الزاهدي
اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن سنان.
٢٦٧٣: أبو عيسى الكوفي
اسمه دبيس بن حميد.
٢٦٧٤: أبو عيسى الذي قيل إنه مطعون فيه
في التعليقة الظاهر أنه محمد بن هارون الوراق الآتي اه وهو
كذلك.
٢٦٧٥: أبو عيسى النبهاني
اسمه عبيد الله أو عبد الله بن الفضل بن محمد بن هلال.
٢٦٧٦: أبو عيسى الوراق
اسمه محمد بن هارون الوراق ومر بعنوان أبو عيسى الذي قيل إنه
مطعون فيه.
٢٦٧٧: أبو العيناء البصري
اسمه محمد بن قاسم الأهوازي البصري.
٢٦٧٨: أبو عيينة
ذكره النجاشي في باب من اشتهر بكنيته ولم يذكر عنه شيئا. وروى
الشيخ في التهذيب في باب تطهير المياه عن جعفر بن بشير عن أبي عيينة عن
أبي عبد الله ع وفي كتاب العتق عن أبي جميلة عنه. وروي الكليني في
الكافي في باب زكاة الذهب والفضة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي
عيينة عن أبي عبد الله ع وفي باب عن محمد بن عبد الجبار وأيوب بن
نوح جميعا عن صفوان عنه عن زرارة اه وفي رجال الميرزا أبو عيينة عن
أبي عبد الله ع في بعض الروايات ولم أجد له ذكرا في كتب رجالنا
اه وقال المحقق الداماد ذكره النجاشي في كتابه ومن لم يعثر عليه يقول
لم أجد له ذكرا في كتب الرجال اه والميرزا لم يعثر على ما قاله النجاشي
يقينا والا لنعرض له وإن كان لم يذكر عنه شيئا.
(٣٩١)

٢٦٧٩: أبو عينية المهلبي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت من أصحاب
الأئمة وغيرهم.
٢٦٨٠: السيد جمال الدين أبو غالب بن أبي هاشم الحسيني المرعشي
عالم صالح قاله منتجب الدين.
٢٦٨١: أبو غالب الزراري
اسمه أحمد بن محمد بن سليمان بن حسن بن الجهم بن بكير بن
أعين بن سنسن.
٢٦٨٢: كمال الدين أبو غالب بن علي بن قسورة
صالح دين قاله منتجب الدين.
٢٦٨٣: أبو غالب الواسطي وزير بهاء الدولة
اسمه محمد بن علي بن خلف الواسطي.
٢٦٨٤: الشيخ ضياء الدين أبو غانم بن أبي غانم بن علي الجواني
صالح قاله منتجب الدين وفي نسخة من أمل الآمل مخطوطة وفي
النسخة المطبوعة الجوانة بدل الجواني وفي فهرست منتجب الدين المطبوع
الخوانة ويوشك ان يكون ذلك تحريف الجواني كما يأتي.
٢٦٨٥: الشيخ أبو غانم العصمي الهروي الشيعي الامامي
في أمل الآمل: فاضل جليل يروي عن السيد المرتضى اه وفي
رياض العلماء الشيخ أبو غانم العصمي الهروي كان من أكابر علماء الشيعة
ويروي عن السيد المرتضى ويروي عنه مكي بن أحمد المخلصي كتاب الغرر
والدرر على ما وجدته بخط السيد فضل الله الراوندي ثم العصمي فيه على
ما رأيته بخطه الشريف مشكلا بالعين المهملة المضمومة والصاد المهملة
الساكنة اه.
٢٦٨٦: الشيخ سديد الدين أبو غانم بن علي بن أبي غانم الجواني
فقيه قاله منتجب الدين والظاهر أن هذا أبو المتقدم.
٢٦٨٧: أبو غرازة بكسر المعجمة وفتح المهملة وبعد الألف زاي
اسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي المكي.
٢٦٨٨: أبو غرة الأنصاري
اسمه إبراهيم بن عبيد.
٢٦٨٩: أبو غرة الخراساني
مر عن جامع الرواة أنه ذكره في باب الغين المعجمة والراء وأن
بعضهم ضبطه بالعين المهملة والزاي وقد ذكرناه هناك.
٢٦٩٠: أبو الغريف بفتح أوله الهمداني الكوفي
أسمه عبيد الله مصغرا أو عبد الله مكبرا ابن خليفة.
٢٦٩١: أبو غسان
اسمه حميد بن سعدة.
٢٦٩٢: أبو غسان
اسمه حميد بن مسعود نقل الكاظمي في مشتركاته كما يأتي ان كنيته
مذكورة في سند من التهذيب أقول يوشك أن يكون هو حميد بن سعدة
المتقدم وصحف سعدة ومسعود أحدهما بالآخر.
٢٦٩٣: أبو غسان الذهلي
اسمه حميد بن راشد.
٢٦٩٤: أبو غسان المدني
اسمه محمد بن مطرف بن داود بن مطرف بن عبد الله بن سارية
التيمي الليثي.
٢٦٩٥: أبو غسان النهدي الكوفي
اسمه مالك بن إسماعيل بن زياد بن درهم الكوفي قال الميرزا أبو
غسان النهدي لم أجد اسمه من كلام أصحابنا أما العامة فلهم أبو غسان
النهدي اسمه مالك بن إسماعيل اه أقول الذي في كلام العامة هو
الذي في كلام أصحابنا وهو مالك بن إسماعيل وان لم يصرحوا به ولو أطلع
على تهذيب التهذيب لعلم ذلك.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو غسان المشترك بين رجلين لاحظ
لهما في التوثيق أحدهما حميد بن راشد الذهلي ويعرف برواية عيسى بن
هشام عنه ورواية القاسم بن إسماعيل القرشي عنه والثاني النهدي
المسمى بمالك بن إسماعيل ويعرف برواية بن نهيك عنه والثالث حميد بن
مسعود مذكور في سند من التهذيب في رمي الجمار اه هكذا في نسخة
من المشتركات فجعل العنوان اثنين وعدهم ثلاثة وفي نسخة أخرى قال إنه
مشترك بين رجلين لاحظ لهما في التوثيق ويمكن معرفة الذهلي بكذا والنهدي
بكذا ولم يقل أحدهما والثاني ثم قال قلت ويطلق أبو غسان على حميد بن
مسعود وكنيته مذكورة في سند من التهذيب الخ. فكان المذكور أولا هو
كلام شيخه فخر الدين الطريحي وزاد هو ثالثا وهو حميد بن مسعود ولعل
هذه النسخة هي الصواب وهاتان النسختان عندنا من مشتركات
الكاظمي، وهما مختلفتان اختلافا شديدا.
٢٦٩٦: أبو الغمر
روى الكشي كما يأتي في جعفر بن واقد أن أبا جعفر ع يعني
الثاني قال لعلي بن مهزيار هذا أبو الغمر وجعفر بن واقد وهاشم استاكلوا
بنا الناس وصاروا دعاة يدعون الناس إلى ما دعا إليه أبو الخطاب لعنه الله
ولعنهم معه ولعن من قبل ذلك منهم يا علي لا تتحرجن من لعنهم لعنهم الله
فان الله قد لعنهم ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من تأخر أن يلعن من لعنه
الله فعليه لعنة الله.
٢٦٩٧: أبو الغمر البعلبكي
اسمه عبد الملك.
٢٦٩٨: أبو الغنائم بن مهلهل بن محمد بن عناز الكردي
لم نعرف اسمه. قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٣٧: فيها اصطلح
أبو الشوك بان يخلص ولده أبا الفتح، ثم إن أبا الشوك راسل أبا القاسم
بن عياض يتنجزه ما وعده من تخليص ولده، فاجابه بان مهلهلا غير مجيب
إليه. وقال في حوادث سنة ٤٣٧: فيها اصطلح أبو الشوك وأخوه مهلهل
وكانا متقاطعين من حين أسر مهلهل أبا الفتح بن أبي الشوك وموت أبي
الفتح في سجنه، فلما كان الآن وخافا من الغز تراسلا في الصلح واعتذر
مهلهل وأرسل ولده أبا الغنائم إلى أبي الشوك وحلف له أن أبا الفتح توفي
(٣٩٢)

حتف أنفه من غير قتل وقال هذا ولدي تقتله عوضه، فرضي أبو الشوك
انتهى ولكنه لم يتقدم له ذكر السنة التي توفي فيها أبو الفتح في سجن
عمه، وتقدم ما يدل عن أنه كان حيا سنة ٤٣٤، ولذلك قلنا إنه توفي
حوالي سنة ٤٣٥ لأن وفاته في المدة التي بين ٤٣٤ و ٤٣٧.
٢٦٩٩: أبو الغوث الطهوي المنبجي
اسمه أسلم بن مهور.
٢٧٠٠: أبو غياث بن بسام
في الرياض: من قدماء أصحابنا يروي عنه أبو الحسن الطبري وهو
يروي عن علي بن بابويه كما يشهد بذلك صدر رسالة الكر والفر لعلي بن
بابويه المذكور في مناظرته في الإمامة مع محمد بن مقاتل الرازي في الري إلى أن
صار اماميا شيعيا اه.
٢٧٠١: أبو غياث السلمي الكوفي
اسمه منصور بن المعتمر.
٢٧٠٢: أبو غيلان الشيباني الكوفي
أسمه سعد بن طالب.
٢٧٠٣: أبو غيلان الكوفي
اسمه داود بن حبيب.
٢٧٠٤: أبو فاختة مولى بني هاشم
اسمه سعيد وفي اسم أبيه اضطراب في كلماتهم فقيل سعيد بن حمران
كما في الحسين بن ثوير بن أبي فاختة وفي ثو وثوير وقيل سعيد بن جهمان
كما في سعيد بن جهمان وقيل سعيد بن علاقة كما في سعيد بن علاقة.
٢٧٠٥: أبو الفتح البستي
اسمه علي بن محمد البستي.
٢٧٠٦: أبو الفتح التعاويذي
اسمه محمد بن عبيد الله الكاتب البغدادي الشهير بسبط بن
التعاويذي.
٢٧٠٧: الشيخ أبو الفتح بن الجلي
في الرياض: كان من أجلة علماء أصحابنا ويروي عنه الشيخ
محمد بن الحسين بن المرزبان صاحب كتاب الجموع على ما رأيته بخط
السيد ابن طاوس في بعض فوائده التي ألحقها بكتاب الفتن والملاحم لنفسه
قال قدس سره فيها: ومن المجموع قال سمعت الشيخ أبا الفتح بن الجلي
رحمه الله بحلب يقول أصل قول الناس كأنما على رؤوسهم الطير ان
سليمان بن داود ع كان يقول للريح أقلينا وللطير أظلينا فتقله الريح
وتظله الطير ويغض جلساؤه أبصارهم ويسكتون ولا يتحركون فقيل للقوم
يسكتون ويغضون هيبة للرئيس كأنما على رؤوسهم الطير انتهى كلام
صاحب المجموع. وقيل المراد ان من كان على رؤوسهم الطير يخافون ان
يتحركوا فتطير عن رؤوسهم وقيل معنى المثل ان الطير لا تسقط إلا على
ساكن وفي الرياض لا يبعد اتحاده مع أبي الفتح الجندي الذي كان من أجلة
تلاميذ السيد المرتضى وأن الاختلاف نشا من رداءة خط السيد ابن طاوس
فطمس الجندي في خطه بصورة الجلي.
٢٧٠٨: المير أبو الفتح الحسيني المرعشي الطسوجي الأذربايجاني
توفي سنة ١١٥٠
كان من حسنات الزمان فقيها نبيها أصوليا مرجعا في الشرعيات بتلك
الديار له تاليف منها كتاب في الإنشاءات لطيف في بابه.
٢٧٠٩: أبو الفتح بن الجندي
في الرياض: كان من أجلة تلامذة تلاميذ المرتضى فإنه سيجئ انه
قرأ على السيد أبي يعلي الهاشمي تلميذ المرتضى ومر أنه لا يبعد اتحاده مع
الشيخ أبي الفتح الجلي المتقدم.
٢٧١٠: الشيخ تاج الدين أبو الفتح بن حسين بن أبي بكر الأربلي
في الرياض: فاضل عالم جليل قد سمع جميع كتاب كشف الغمة
على مؤلفه علي بن عيسى الأربلي وأجاز له روايته مع جماعة آخرين اه
أقول هكذا في صورة السماع المكتوبة باخر الجزء الأول من كشف الغمة
المطبوع أبو الفتح بن حسين وكذلك في نسخة مخطوطة من أمل الآمل وما
يوجد في النسخة المطبوعة من أمل الآمل من حذف لفظة ابن قبل حسين
تحريف.
٢٧١١: أبو الفتح الحفار
اسمه هلال بن محمد بن جعفر الحفار.
٢٧١٢: أبو الفتح الدلفي الوراق
اسمه هلال بن إبراهيم.
٢٧١٣: السيد الأمير أبو الفتح شرفة
يأتي بعنوان السيد الأمير أبو الفتح بن الميرزا مخدرم الحسيني الشريفي العربشاهي.
٢٧١٤: الشيخ أبو الفتح الصيداوي
في باب الكنى من رياض العلماء ما لفظه: كان من أعاظم تلامذة
بعض تلاميذ السيد المرتضى ويظهر من بعض فوائد الشهيد في طي ذكر
تلامذة السيد المرتضي ان القاضي ابن البراج الذي هو من تلامذة المرتضى
كان أستاذ أبو الفتح الصيداوي وان أبا الفتح هذا من علماء أصحابنا ولم
أجده في كتب الرجال ولعله مذكور باسمه في مطاوي كتابنا هذا
فلاحظ اه أقول لعله الكراجكي أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان
الكراجكي ولعله كان يتردد في سياحاته الكثيرة إلى صيدا وسكنها مدة
فنسب إليها وابن البراج كان من مشائخه وابن البراج كان من تلامذة
المرتضى، والكراجكي وإن كان من تلامذة المرتضى أيضا إلا أن كونه في هذا
الكلام من تلامذة بعض تلامذة المرتضى لا ينفي كونه من تلامذة المرتضى
أيضا والله أعلم.
٢٧١٥: أبو الفتح العلوي
اسمه أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسن بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
٢٧١٦: أبو الفتح بن العميد
اسمه علي بن محمد بن الحسين بن العميد وهو ابن الكاتب الشهير
الذي يطلق عليه أي على الأب ابن العميد.
٢٧١٧: الشيخ الجليل أبو الفتح القيم بالمسجد الجامع في الكوفة
في الرياض: يروي عنه الشيخ محمد بن جعفر المشهدي في المزار
(٣٩٣)

الكبير ولا يبعد اتحاده مع الشريف أبي الفتح محمد بن محمد الجعفري الذي
كان مع مشايخ محمد بن جعفر المشهدي أيضا اه.
٢٧١٨: أبو الفتح الكراجكي
اسمه محمد بن علي بن عثمان بن علي.
٢٧١٩: أبو الفتح كشاجم
اسمه محمود بن الحسين.
٢٧٢٠: الأمير السيد أبو الفتح ابن الميرزا مخدوم الحسيني الشريفي العربشاهي ابن
شمس الدين محمد بن الميرزا السيد شريف الجرجاني ويعبر عنه أيضا
بالأمير أبو الفتح شرفة والظاهر أن شرفة قبيلة.
توفي سنة ٩٧٦ بأردبيل كما عن أحسن التواريخ.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء: فاضل عالم فقيه متكلم محدث أصولي مفسر وهو
من أسباط الأمير السيد شريف العلامة الشيرازي الجرجاني المشهور والحق
اتحاده مع الأمير أبو الفتح شرفة المذكور في بابه ووالده الميرزا مخدوم
الشريفي المشهور كان عاميا وهو الذي حول الشاه إسماعيل الثاني الصفوي
عن التشيع وهرب إلى بلاد الروم وقصته مشهورة وهو صاحب نواقض
الروافض وبالجملة المترجم من جملة مشاهير العلماء في عصر السلطان
المذكور مبجل عنده معاصر للشاه طهماسب الصفوي معظم عنده وقال عند
ذكر السيد الأمير أبو الفتح شرفة الذي قد عرفت اتحاده مع المترجم الفاضل
العالم وفي مكان آخر من أجلة علماء عصر السلطان الشاه إسماعيل الصفوي
والشاه طهماسب الصفوي وكان معظما جليلا عنده وقال حسن بيك روملو
في أحسن التواريخ ما ترجمته: في سنة ٩٧٨ توفي المولى الأعظم جامع
الفنون والعلوم والحكم الأمير أبو الفتح الذي هو من سادات شرفة وكانت
وفاته بأردبيل وكان قدس سره من تلامذة المولى عصام الدين يعني
الأسفرايني الذي كان من تلامذة المولى الجامي وقد تلمذ عند المولى عصام
الدين ببلد ما وراء النهر ثم توطن بأردبيل.
مؤلفاته
له مؤلفات ذكرها صاحب رياض العلماء: ١ شرح آيات الأحكام
بالفارسية ألفه للسلطان طهماسب الصفوي وسماه التفسير الشاهي.
٢ مفتاح الباب في شرح الباب الحادي عشر للعلامة في أصول الدين
وعليه حواش منه وهو شرح كبير ممزوج بالمتن حسن الفوائد. ٣ شرح
آخر على الباب الحادي عشر بالفارسية ألفه بعد الشرح العربي المذكور فرع
منه في مرغة وهو مع عسكر السلطان سنة ٩٥٧. ٤ تاريخ الصفوية.
٥ حاشية على الحاشية الجلالية على الحاشية الشريفية على شرح الرسالة
القطبية. ٦ حاشية على بحث افعل التفضيل من... ٧ حاشية طويلة
الذيل على بحث... من الشرح الجديد للتجريد وعلى متعلقاته من
الحواشي فرع منها أواسط ذي الحجة سنة ٩٦٤. ٨ حاشية على
بحث... من الحاشية القديمة الجلالية مختصرة. ٩ رسالة في تحقيق
معنى الأقوال الشارحة في المنطق فرع منها في مشهد الرضا ع آخر رجب
سنة ٩٥٤. ١٠ حاشية طويلة الذيل جدا على بحث المجهول المطلق من
شرح المطالع ومن حاشية السيد الشريف فرع منها في ذي الحجة سنة ٩٥٠
في مشهد الرضا ع. ١١ حاشية على رسالة المولى علي القوشجي في
بحث تقديم المسند إليه ودفع اعتراضاته التسعة فرع منها في شهر رمضان
سنة ٩٥٦. ١٢ حاشية على شرح المولى عصام على آداب المناظرة
للقاضي عضد الدين. ١٣ رسالة في المغالطات على احتمال.
١٤ حاشية على حاشية العلامة الدواني على تهذيب المنطق. ١٥ رسالة
في أصول الفقه. ١٦ حاشية على المطالع. ١٧ حاشية على الحاشية
الكبرى للسيد الشريف في المنطق اه أقول كأنه ورث من جده السيد
الشريف الجرجاني تاليف الحواشي فأكثر مؤلفاته حواش على مشاهير الكتب
كحواشي المطول وشرح الشمسية وشرح الرضي على الكافية وشرح
العضدي في الأصول وحاشية الكشاف وغيرها.
٢٧٢١: أبو الفتح المراغي
اسمه محمد بن جعفر بن محمد وهو المذكور بعد.
٢٧٢٢: أبو الفتح الهمداني الوادعي المعروف بالمراغي
اسمه محمد بن جعفر بن محمد وهو المذكور قبله.
٢٧٢٣: الشيخ أبو الفتح الواسطي
في الرياض: كان من شعراء الشيعة وفضلائها نقل شعره سبط بن
جبير في كتاب نهج الايمان اه ويا ليته نقل لنا شيئا من شعره.
٢٧٢٤: الشيخ أبو الفتوح بن أبي الحسن التكابني
عالم فاضل له كتاب أصول الدين وألحق باخره مختصرا في العبادات
وجدت منه نسخة تاريخ كتابتها حدود ١١٣٣.
٢٧٢٥: الشيخ أبو الفتوح جمال الدين
اسمه الحسين بن علي والد الشيخ صدر الدين علي.
٢٧٢٦: أبو الفتوح الرازي
اسمه الشيخ جمال الدين الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي
الرازي النيسابوري.
٢٧٢٧: الشيخ أبو الفتوح منتجب الدين
في الرياض: عالم فاضل جليل وقد نسب إليه الشيخ حسن الطبرسي
في كتاب أسرار الأئمة بعد ذكره فيه كتاب نكت الفصول والظاهر أنه من
الخاصة ولعل هذا الكتاب بعينه نكت فصول عبد الوهاب الذي رأيته في
أردبيل وينسب إلى القطب الراوندي فيكون المراد بأبي الفتوح هذا هو
الشيخ أبو الفتوح الرازي لكنه لم يشتهر تلقيب الشيخ أبي الفتوح بمنتجب
الدين اه.
٢٧٢٨: حسام الدين أبو فراس بن جعفر بن فراس الحلي الكردي الورامي
لم نعرف اسمه. قال ابن الأثير: هو ابن أخي الشيخ ورام كان عمه
من صالحي المسلمين وخيارهم من أهل الحلة السيفية انتهى أقول عمه:
هو الشيخ ورام صاحب المجموعة المشهورة في الزهد والمواعظ المعروفة
بمجموعة ورام. وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٦١٠: حج بالناس
في هذه السنة أبو فراس بن جعفر بن فراس الحلي نيابة عن أمير الحاج ابن
ياقوت، ومنع ابن ياقوت عن الحج لما جرى للحاج في ولايته. ثم قال في
حوادث سنة ٦٢٢: وفيها هرب أمير حاج العراق وهو حسام الدين أبو
فراس الحلي الكردي الورامي فارق الحاج بين مكة والمدينة وسار إلى مصر
(٣٩٤)

حكى لي بعض أصدقائه أنه إنما حمله على الهرب كثرة الخرج في الطريق وقلة
المعونة من الخليفة، ولما فارق الحاج خافوا خوفا شديدا من العرب فامن الله
خوفهم ولم يرعهم ذاعر في جميع الطريق ووصلوا آمنين، إلا أن كثيرا من
الجمال هلك أصابها غدة عظيمة ولم يسلم الا القليل انتهى.
وفي الحوادث الجامعة قال في حوادث سنة ٦٣٠: فيها وصل الأمير
حسام الدين أبو فراس بن جعفر بن أبي فراس الذي كان أمير الحاج في
الأيام الناصرية وقد تقدم ذكر مفارقته للحاج ومصيره إلى الشام ومصر،
ملتجئا إلى الكامل أبي المعالي محمد بن العادل هربا من الوزير القمي وحذرا
من قصده إياه، فلما بلغه عزله كاتب الديوان واستاذن في العود فأجيب
سؤاله فلما وصل إلى مدينة السلام، حضر عند نصير الدين بن الناقد نائب
الوزارة فخلع عليه ومضى إلى داره بسوق العجم ثم استدعي بعد أيام
وخلع عليه وأعطي سيفا محلى بالذهب وأعطي فرسا وأعطي سبعة أحمال
كوسات وأعلاما وضم إليه جماعة من العسكر وأقطع بلد دقوقا وقال في
حوادث سنة ٦٣٢ فيها عزل أمير الحاج قيران الظاهري عن إمارة الحاج
خاصة، وولي عوضه الأمير حسام الدين أبو فراس بن جعفر بن أبي فراس
وحج بالناس في هذه السنة. وقال في حوادث سنة ٦٣٤ فيها وصل أمير
الحاج أبو فراس بن أبي فراس ومعه العرب الأجاودة الذين تعرضوا لأذية
الحاج ومنعوهم الحج في سنة ٦٣٢ وكل منهم قد كشف رأسه وجعل على
عنقه كفنه وبيده سيفه ومعهم نساؤهم وأولادهم فقصدوا باب التوبى وقبلوا
الأرض ورمى النساء براقعهن وضججن بالبكاء والتضرع، فعرفوا قبول
توبتهم والعفو عنهم وأنعم عليهم بالكسوات وغيرها وعادوا إلى أماكنهم.
وفي حوادث سنة ٦٤٠ انه كان من جملة الأمراء الذين عزوا بوفاة المستنصر
وهنأوا بخلافة المستعصم انتهى.
٢٧٢٩: أبو فراس الحمداني
اسمه الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون.
٢٧٣٠: أبو فراس الفرزدق
اسمه همام بن غالب والفرزدق لقبه.
٢٧٣١: أبو الفرج ابن أخي الوزير أبي القاسم المغربي
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٥٠: لما خطب البساسيري
للمستنصر العلوي بالعراق أرسل إليه بمصر يعرفه ما فعل، وكان الوزير
هناك أبا الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي وهو ممن هرب من البساسيري
وفي نفسه ما فيها، فأوقع فيه وبرد فعله وخوف عاقبته، فتركت أجوبته مدة
ثم عادت بغير الذي أمله ورجاه انتهى.
٢٧٣٢: أبو الفرج بن عمران بن شاهين
اسمه محمد بن عمران بن شاهين.
٢٧٣٣: أبو الفرج ابن القاضي أبي الحصين علي بن عبد الملك الرقي
كان أبوه قاضي سيف الدولة وكان أبوه أديبا شاعرا وبينه وبين أبي
فراس محاورات ومراسلات ذكرت في ترجمتيهما وكان لأبي الحصين عدة أولاد
منهم أبو الهيثم وأبو الحسن اسرا ببلاد الروم ومحمد مات في حياته. وأبو
الفرج المترجم له ذكره الثعالبي في تتمة اليتيمة فقال: أبو الفرج بن أبي
حصين القاضي الحلبي من أظرف الناس وأحلاهم أدبا وأبوه الذي كاتبه أبو
فراس وساجله ومدحه السري وأخذ جائزته ولم أسمع لأبي الفرج أملح من
قوله فيمن أبى أن يضيفه:
وأخ مسه نزولي بقرح * مثلما مسني من الجوع قرح
بت ضيفا له كما حكم الدهر * وفي حكمه على الحر قبح
فابتداني يقول وهو من السكرة * بالهم طافح ليس يصحو
لم تغربت قلت قال رسول الله * والقول منه نصح ونجح
سافروا تغنموا فقال وقد قال * تمام الحديث صوموا تصحوا
وقال يعاتب الدهر:
يا دهر ما لك طول عهدك ترتعي * روض المعالي بأرضا وجميما
يا دهر ما لك والكرام ذوي العلا * ماذا يضرك لو تركت كريما
٢٧٣٤: سعد الدولة أبو الفضائل بن سعد الدولة أبي المعالي شريف ابن سيف
الدولة علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي العدوي
مات مسموما في منتصف صفر سنة ٣٩١.
كذا في كتاب آثار الشيعة الإمامية.
لم نعرف اسمه ولا رأينا من ذكر اسمه من المؤرخين والظاهر أن أبا
الفضائل كنية لا اسم.
ونحن ننقل ما عثرنا عليه من أحواله من تاريخ ابن الأثير في حوادث
سنة ٣٨١ والنجوم الزاهرة في حوادث سنة ٣٦٥ وأخباره في الثاني أطول
فننقلها من مجموع الكتابين. كان لسيف الدولة بن حمدان غلام اسمه
قرعويه فلما مات سيف الدولة ولي بعده ابنه أبو المعالي شريف ثم تغلب
قرعويه على أبي المعالي وأخرجه من حلب فسار إلى حماه واستناب قرعويه
على حلب مولى له اسمه بكجور فتغلب على قرعويه وحبسه في قلعة حلب
ست سنين فكتب من بحلب إلى أبي المعالي ليسلموا إليه حلب فحضر
وحارب بكجورا واستولى على حلب واستامن إليه بكجور فامنه ثم ولاه
حمص وقتل قرعويه.
وقرعويه ذا هو الذي أمر غلامه فقتل أبا فراس الحمداني فجازاه
الله بالحبس ثم بالقتل. ثم وقعت وحشة بين أبي المعالي وبين بكجور فامره
أبو المعالي بان يفارق بلده وكان العزيز بالله العلوي وعد بكجورا بولاية
دمشق فكتب إليه بكجور يستنجز وعده فولاه إياها ثم عزله وأرسل جيشا
ليأخذ منه دمشق فذهب إلى الرقة منهزما من عساكر مصر فأرسل بكجور إلى
العزيز يطمعه في حلب ويقول إنها دهليز العراق ويطلب النجدة فانجده
العزيز وجرت خطوب انتهت بالقبض على بكجور فقتله أبو المعالي وبرز أبو
المعالي بعساكره ليسير إلى دمشق ثم مات فتراجعت العساكر إلى حلب
وهرب الوزير المغربي علي بن الحسين كاتب بكجور ووزيره إلى مشهد أمير
المؤمنين علي ع وكان موت سعد الدولة أبو المعالي سنة ٣٨١ بعد أن
عهد إلى ولده أبي الفضائل ووصى إلى لؤلؤ الكبير غلام سيف الدولة به
وبسائر أهله وأخذ له لؤلؤ العهد على الأجناد وكان الوزير المغربي قد سار
من مشهد علي ع إلى العزيز وأطمعه في حلب وهون عليه أمرها وكان
للعزيز غلام تركي اسمه منجوتكين فأشار عليه بارساله لتنقاد إليه الأتراك
مماليك سعد الدولة فسير العزيز جيشا وعليهم منجوتكين إلى حلب وأرسل
معه الوزير المغربي علي بن الحسين كالمدبر له فسار إليها في ثلاثين ألفا
فحصرها وبها أبو الفضائل ومعه لؤلؤ فاغلقا أبوابها واستظهرا في القتال غاية
(٣٩٥)

الاستظهار على المصريين وكان لؤلؤ لما قدم عسكر مصر إلى الشام كاتب
بسيل ملك الروم في النجدة على المصريين ومت إليه بما كان بينه وبين سعد
الدولة من المعاهدة وبعث إليه بهدايا وتحف كثيرة فجاءه الكتاب وهو يقاتل
ملك البلغار فبعث إلى نائبه بأنطاكية يأمره بانجاد أبي الفضائل فسار في
خمسين ألفا حتى نزل الجسر الجديد أو جسر الحديد على العاصي بين
أنطاكية وحلب فلما بلغ ذلك منجوتكين استشار المغربي والقواد فأشاروا
بالابتداء بالروم قبل وصولهم إلى حلب لئلا يصيروا بين عدوين فساروا حتى
صار بينهم وبين الروم نهر أنطاكية وليس لأحد الفريقين سبيل للعبور لكثرة
الماء وأقام منجوتكين من يمنع الناس من العبور لوقت يختاره المنجم وهذا
يدل على رواج أمر التنجيم في ذلك الوقت فعبره شيخ من أصحابه والماء
إلى صدره والروم يرمونه بالنشاب فلما رآه الباقون رموا بأنفسهم في الماء
فرسانا ورجالة ومنجوتكين يمنعهم فلا يمتنعون حتى صاروا مع الروم في
أرض واحدة وقاتلوهم فنصر الله المسلمين وانهزمت الروم واثخن المسلمون
فيهم قتلا وأسرا وأفلت كبيرهم في عدد يسير إلى أنطاكية وغنم المسلمون
منهم ما لا يحصى وتبعهم منجوتكين إلى أنطاكية فاحرق ونهب ضياعها وكان
وقت الغلال فانفذ أبو الفضائل إلى قرى حلب فنقل ما فيها من الغلال
وأحرق الباقي لئلا يأخذه المصريون وعاد منجوتكين إلى حلب فحصرها
فعلم لؤلؤ انه لا قبل له بهم فأرسل إلى المغربي والى كاتب منجوتكين
وأرغبهما في المال وسألهما أن يشيرا على منجوتكين بالانصراف عنهم هذه
السنة بعلة تعذر الأقوات ففعلا وصادف ذلك ضجره من الحرب وشوقه إلى
دمشق فانخدع وسار إلى دمشق وكتبوا جميعا إلى العزيز يقولون قد نفدت
الميرة ويستأذنونه في الرجوع وقبل مجئ الجواب رحلوا فبلغ العزيز ذلك
فشق عليه ووجد أعداء المغربي طريقا إلى الطعن فيه عند العزيز فصرفه
وأنفذ شيئا كثيرا من الأقوات من مصر في البحر إلى طرابلس ومنها إلى
العسكر وكتب بعود العسكر إلى حلب فرجع منجوتكين في السنة الآتية وبنى
الدور والحمامات والخانات والأسواق بظاهر حلب وحاصر حلب ثلاثة عشر
شهرا فقلت الأقوات واشتد الحصار على لؤلؤ وأبي الفضائل فكاتبا ملك
الروم ثانيا وقالا له متى أخذت حلب أخذت أنطاكية ومتى أخذت أنطاكية
أخذت القسطنطينية وكان قد توسط بلاد البلغار فجاء بنفسه في مائة ألف
وتبعه من كل بلد عسكره فلما قرب من البلاد أرسل لؤلؤ إلى منجوتكين
يقول إن الاسلام جامع بيني وبينك وأنا ناصح لكم وقد وافاكم ملك الروم
بجنوده وأتته جواسيسه بمثل ذلك فاخرب ما كان بناه من سوق وحمام وسار
إلى دمشق ووصل ملك الروم فنزل على باب حلب وخرج إليه أبو الفضائل
ولؤلؤ ثم عادا إلى حلب ورحل بسيل إلى الشام ففتح حمص وشيزر ونهب
وأسر ونازل طرابلس نيفا وأربعين يوما فامتنعت عليه فعاد إلى بلاده ولما بلغ
الخبر العزيز عظم عليه ونادى في الناس بالنفير لغزو الروم وبرز من القاهرة
وحدثت به أمراض منعته وأدركه الموت انتهى ما أخذناه من تاريخ ابن
الأثير والنجوم الزاهرة ثم إن لؤلؤا دس السم فيما قيل إلى أبي الفضائل
على يد زوجته بنت لؤلؤ فإنه كان صهره فسمته فمات سنة ٣٩١ وقام مقامه
ولداه أبو الحسن علي وأبو المعالي شريف أياما ثم أخرجا إلى مصر وبهما
ختمت سلطنة آل حمدان واستقل لؤلؤ بملك حلب ثم توفي سنة ٣٩٩
وملكها بعده ابنه أبو منصور وتلقب مرتضى الدولة وكان فتح غلام أبيه
نائبه فيها فعصى عليه ومنعه من دخولها فمضى إلى الروم وتصرف بنو
كلاب بما تحت يده. وفي النجوم الزاهرة: في سنة ٤٠٤ استولى الحاكم
العبيدي على حلب وزال ملك بني حمدان منها.
٢٧٣٥: أبو الفضل بعض بني حمدان
مر أبو الفضل بن سعيد بن حمدان أخو أبي فراس ثم وجدنا في ديوان
السري الرفا ما لفظه: وقال يمدح أبا الفضل بعض بني حمدان والظاهر أن
المراد به أخو أبي فراس لأنه في ذلك العصر وليس في بني حمدان من يكنى أبا
الفضل غيره ولكن فيما جمعناه من سيرة أبي فراس ذكر أبيات من القصيدة
وانها في مدح سيف الدولة ولا ندري الآن من أين نقلناه وأبيات القصيدة
تدل على أنها في سيف الدولة مثل وصفه بأنه ملك ووصف جيشه ولكن في
القصيدة اسم أبا الفضل فالأمر غير خال من اشتباه والله أعلم. قال من
قصيدة:
على طيفا سرى حليف اكتئاب * مطفئ من صبابة وتصابي
لم يذقنا حلاوة الوصل الا * بين عتب مبرح وعتاب
كيف عنت لنا ظباء كناس * غادرتها النوى شموس قباب
وفيها يقول:
لطمت خدها ببيض لطاف * نال منها عذاب بيض عذاب
يتشكى العناب نور الأقاحي * واشتكى الورد ناضر العناب
عذاب الأولى بفتح العين فاعل نال وعذاب الثانية بكسر العين وأراد
بالبيض العذاب الأسنان يقول لطمت خدها وعضت أناملها غيظا يتشكى
العناب أي الأنامل نور الأقاحي وهي الأسنان حيث عضت الأنامل
بالأسنان واشتكى الورد وهو خدها ناضر العناب وهو أناملها لما لطمت
خدها بهن. ثم قال يصف مسيره إلى الممدوح في السفينة السوداء المطلية
بالقار وهي التي يسميها اليوم أهل العراق ساجة:
كل زنجية كان سواد الليل * أهدى لها سواد الإهاب
تسحب الذيل في المسير فتختال * وطورا تمر مر السحاب
وتشق العباب كالحية السوداء * أبقت في الرمل أثر انسياب
يشير إلى ما يحدث وراءها من اثر في الماء عند جريها:
وإذا قومت رؤوس المطايا للسرى قومت من الأدناب
فان الملاح يقومها بالسكان الذي في آخرها وهو ذنبها.
ثم قال في وصف القصيدة:
مهديات إلى الأمير لبابا * من ثناء يثني من الألباب
زهرة غضة النسيم غذاها * صفو ماء العلوم والآداب
فهي كالخرد الأوانس يخلطن * شماس الصبا بأنس التصابي
طالبات بها أبا الفضل يمتتن * إليه بأوكد الأسباب
خطبت وده ونائله الغمر * وكم أعرضت عن الخطاب
ثم قال في الممدوح:
ملك ما انتضى المهند الا * خيل بدرا يسطو بحد شهاب
خيمه في مواطن الحكم كهل * ونداه في عنفوان الشباب
قمر أطلعته أقمار ليل * أسد أنجبته آساد غاب
ثم قال يصف الجيش:
بخميس كأنما حجب الشمس * وقد ثار نقعه بضباب
وكان اللواء في الجو لما * باشرته الصبا جناحا عقاب
(٣٩٦)

حين أوفى على العراق طلوع * البدر في ليل حادث مستراب
فثنى الأرض منه محمرة * الأرجاء والأفق حالك الجلباب
ثم قال في بني حمدان عموما:
آل حمدان غرة الكرم المحض * وصفو الصريح منه اللباب
أشرق الشرق منهم وخلا الغرب * ولم يخل من ندى وضراب
ينجلي السلم عن بدور رواض * فيه والحرب عن أسود غضاب
٢٧٣٦: الشيخ أبو الفضل بن شهردوير بن بهاء الدين يوسف الديلمي ابن أبي
القاسم الديلمي الجيلاني المرقاني أو المركاني
من أهل أواخر القرن الثامن وشهردوير معناه شيخ البلد وكبيره
وأصل معناه ذو فضلين وفصيحه دبير والمرقاني نسبة إلى مرقان أو مركان
من قرى ديلمان.
في الذريعة: كان هو وأبوه وجده وأخوه إسماعيل من علماء ديلمان
وجيلان من أوائل القرن الثامن إلى أواخره وقد ذكرهم القاضي أحمد بن
صالح بن أبي الرجال اليمني في حرف الفاء من مطلع البدور بعنوان المشهور
بأبي الفضل من علماء العراق وذكرهم المولى يوسف الحاجبي الديلمي في
كتابه في ترجمتهم فذكر أبا الفضل هذا وذكر من تصانيفه. ١ دلائل
التوحيد في الكلام. ٢ تفسير القرآن في مجلدين ضخمين وتوجد نسخة
هذا التفسير القديمة في بقايا مكتبة صاحب مفتاح الكرامة في النجف بخط
محمد بن حامد اللنگرودي وكتب المؤلف في آخرها انه تفسير كتاب الله
المتضمن لحقائقه ودقائقه تولى جمعه المحتاج إلى رحمة مولاه أبو الفضل بن
شهردوير بن يوسف ويكثر فيه من النقل عن مجمع البيان والكشاف وتفسير
الناصر للحق وغريب القرآن ودرة الغواص وكشف المشكلات وغيرها وفي
تفسيره هذا دلالات كثيرة على تشيعه فقد صرح في تفسير آية انما وليكم
الله بثبوت الولاية الإلهية لخصوص مؤتي الزكاة في الركوع وروى حديث
تفسير الصادقين بعلي ع وشيعته وحكم بايمان أبي طالب وأنه مات على
الاسلام بدلالة أشعاره وكلامه في مقاماته ويكثر فيه من الرواية عن
جعفر بن محمد الصادق ع وكثيرا ما يصف علي بن أبي طالب بأمير
المؤمنين ع وفي أول سورة مريم صريح بان حديث نحن معاشر الأنبياء
لا نورث باطل أريد به أخذ فدك وان المراد بآية يرثني ويرث من آل
يعقوب ارث المال لا ارث العلم وان أم المؤمنين أخرجت قميص
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعله عند كلامها على عثمان ولم يتعرض لها أحد باخذهما
لأنهما صدقة وأورد خطبة الزهراء عند منعها فدكا بعين ما في احتجاج
الطبرسي إلى غير ذلك.
٢٧٣٧: أبو الفضل الإسكافي
لم نعرف اسمه وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات:
من ذا له شمس النهار تراجعت * بعد الأفول وقد تقضى المطلع
حتى إذا صلى الصلاة لوقتها * أفلت ونجم عشا الأخيرة يطلع
في دون ذلك للأنام كفاية * من فضله ولذي البصيرة مقنع
هو قبلة الله التي ظهرت لنا * وشهاب نور للهداية يلمع
لولاه لم يك للنبي دلالة * ولملة الاسلام باب يشرع
٢٧٣٨: أبو الفضل التميمي
تقدم في الكنى وتقدم ان ابن شهرآشوب عده من شعراء أهل البيت
المجاهرين ثم وجدنا له في مناقب ابن شهرآشوب يقول فيها:
سمعت مني يسيرا من عجائبه وكل أمر علي لم يزل عجبا
إن كان أحمد خير المرسلين فذا خير الوصيين أو كل الحديث هبا
٢٧٣٩: أبو الفضل عز الدين ابن الوزير العلقمي
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد.
٢٧٤٠: أبو الفرج بن أبي قرة
اسمه محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أبي قرة المعروف بابن أبي
قرة ولعله هو أبو الفرج القناني الكاتب الآتي.
٢٧٤١: أبو الفرج ابن النديم
اسمه محمد بن إسحاق النديم.
٢٧٤٢: أبو الفرج ابن هندو
كنية الحسين بن محمد بن هندو الرازي.
٢٧٤٣: أبو الفرج الأسدي
اسمه عثمان بن أبي زياد.
٢٧٤٤: أبو الفرج الأصبهاني
اسمه علي بن الحسين بن محمد بن الهيثم بن عبد الرحمن بن
مروان بن الحكم.
٢٧٤٥: أبو الفرج السندي
اسمه عيسى
٢٧٤٦: أبو الفرج القزويني
اسمه مظفر بن أحمد.
٢٧٤٧: أبو الفرج القزويني الكاتب
اسمه محمد بن أبي عمران موسى بن علي بن عبدويه.
٢٧٤٨: أبو الفرج القمي
قال الميرزا في رجاله روى عنه علي بن الحكم وروى عن معاذ بياع
الأكسية وهو الكسائي.
٢٧٤٩: أبو الفرج القناني الكاتب
اسمه محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي قرة ولعله هو أبو
الفرج بن أبي قرة المتقدم ونسب هناك إلى جده.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الفرج المشترك بين جماعة فيهم
الثقة وغيره ويعرف انه الأصبهاني الزيدي برواية أحمد بن عبدون عنه ورواية
الدوري عنه قال الميرزا كان اسمه علي بن الحسين الكاتب وانه عيسى
السندي برواية أحمد بن رباح عنه وروايته هو عن الصادق ع وانه
محمد بن أبي عمران الثقة القزويني ولم يذكره شيخنا بوقوعه في طبقة
النجاشي فان النجاشي رآه لكن لم يتفق له سماع شئ منه وانه القمي
برواية علي بن الحكم عنه وروايته هو عن معاذ.
٢٧٥٠: أبو فضالة الأنصاري
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
(٣٩٧)

كان من أهل بدر ومن شيعة أمير المؤمنين ع صحبه إلى صفين
فقتل معه، في الاستيعاب: أبو فضالة الأنصاري شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وقتل مع علي بصفين سنة ٣٧ روى عنه ابنه فضالة بن أبي فضالة. ذكر
البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل التبودكي حدثنا محمد بن راشد حدثنا
عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري وقتل أبو
فضالة مع علي بصفين وكان من أهل بدر وذكر ابن أبي خيثمة خبره حدثنا
عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا
عارم بن الفضل حدثنا محمد بن راشد الخزاعي حدثنا عبد الله بن محمد بن
عقيل عن فضالة بن أبي فضالة ان عليا قال إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخبرني اني لا
أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه يعني لحيته من دم هامته قال
فضالة فصحبه أبي إلى صفين وفي صفين قتل فيمن قتل وكان أبو فضالة من
أهل بدر قال أبو عمر قد سمع فضالة بن أبي فضالة هذا الخبر من علي
أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن عمر الجوهري حدثنا أحمد بن
محمد بن الحجاج حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي وعبد العزيز بن
عمران بن مقلاص قالا حدثنا أسد بن موسى حدثنا محمد بن راشد عن
عبد الله بن محمد بن عقيل عن فضالة قال خرجت مع أبي إلى علي بن
أبي طالب بينبع عائدا له وكان مريضا ثقيلا يخاف عليه فقال له أبي ما
يقيمك بهذا المنزل لو هلكت لم يلك الا اعراب جهينة فاحتمل إلى المدينة
فان أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك وكان أبو فضالة ممن شهد
بدرا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له علي اني لست ميتا من وجعي هذا ان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلي اني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه يعني لحيته
من هامته قال وسار أبو فضالة مع علي إلى صفين فقتل وفي أسد الغابة: أبو
فضالة الأنصاري شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم روى عنه ابنه فضالة ثم ذكر نحو
الخبر الذي مر عن الاستيعاب ثم قال وقتل أبو فضالة معه بصفين سنة ٣٧
أخرجه الثلاثة انتهى. وفي الإصابة: أبو فضالة الأنصاري ذكره أحمد
والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما وابن أبي خيثمة والبغوي في الصحابة
وأسد بن موسى في فضائل الصحابة وذكره البخاري في الكنى مختصرا قال
حدثنا موسى بن راشد حدثنا ابن عقيل عن فضالة بن أبي فضالة
الأنصاري وقتل أبو فضالة بصفين مع علي وكان من أهل بدر وأخرجه ابن
خيثمة عن عارم عن ابن راشد فقال عنه عن فضالة ان عليا قال أخبرني
النبي صلى الله عليه وآله وسلم اني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه من هذه قال فضالة
فصحبه أبي إلى صفين وقتل معه وكان أبو فضالة من أهل بدر وساقه أحمد
مطولا زاد فيه قصة لأبي فضالة مع علي حضرها فضالة وكذلك أخرجه
البغوي عن شيبان بن فروخ عن محمد بن راشد بطوله انتهى.
٢٧٥١: أبو فروة
روى الشيخ في التهذيب عن أبي أسامة عنه عن أبي جعفر ع.
٢٧٥٢: أبو الفضائل بن طاوس
كنية أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس.
٢٧٥٣: أبو الفضائل الراوندي
اسمه برهان الدين محمد بن علي أبي الحسين سبط قطب الدين
الراوندي.
٢٧٥٤: أبو فضالة
اسمه ثابت البناني.
٢٧٥٥: أبو الفضل
كنية العباس بن الفضل.
٢٧٥٦: الشيخ أبو الفصل ابن الشيخ أبي القاسم بن محمد علي النوري الطهراني
المعروف هو وأبوه بالكنتري
اشتهر بكنيته واسمه أحمد بن أبي القاسم وذكر في الأحمدين.
٢٧٥٧: أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني
اسمه سلمة بن الخطاب.
٢٧٥٨: أبو الفضل التميمي
اسمه عبد الرحمن بن أبي نجران.
٢٧٥٩: أبو الفضل التميمي
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المجاهرين.
٢٧٦٠: أبو الفضل الثقفي القصباني
اسمه العباس بن عامر بن رباح.
٢٧٦١: أبو الفضل الجعفي
اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان أو سليم الجعفي الكوفي
المصري صاحب كتاب الفاخر ويقال له الجعفي وصاحب الفاخر والصابوني
وأبو الفضل الصابوني ويأتي بعنوان أبو الفضل الصابوني وأبو الفضل
الجعفي الكوفي المعروف بالصابوني فالكل واحد وإن كان ابن شهرآشوب
في المعالم ذكره تارة بعنوان أبو الفضل الصابوني واسمه محمد بن أحمد
الجعفي وتارة بعنوان أبو الفضل الصابوني المعروف بابن أبي العساف
المغافري وفي بعض النسخ العامري بدل المغافري وفي الرياض عن المعالم
المعروف بأبي العباس العامري وكلاهما تحريف ومقتضى ذلك أنهما اثنان
لكن لا ريب في الاتحاد كما جزم به في الرياض وما في المعالم كأنه اشتباه نشا
من توهم ان أحدهما يعرف بابن أبي العساف فظن أنه غير الآخر وهو أيضا
اشتباه فان ابن أبي العساف اسمه الحسن بن محمد الخيزراني وهو يروي عن
أبي الفضل الصابوني كما صرح به الشيخ في كنى الفهرست وليس هو
الصابوني كما بيناه فيما بدئ بابن.
٢٧٦٢: أبو الفضل الجعفي الكوفي المعروف بالصابوني
اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان وتقدم بعنوان أبو الفضل
الجعفي ويأتي بعنوان أبو الفضل الصابوني.
٢٧٦٣: السيد أبو الفضل الحسيني السروي
كان من أجلاء مشائخ ابن شهرآشوب ويروي عنه في كتاب
المناقب.
٢٧٦٤: أبو الفضل الحصكفي
اسمه يحيى بن سلامة بن الحسن بن محمد.
٢٧٦٥: أبو الفضل الحناط
اسمه سالم الحناط.
٢٧٦٦: أبو الفضل الحنفي
اسمه عاصم بن حميد الحناط.
(٣٩٨)

٢٧٦٧: أبو الفضل الخراساني
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع وروى الكشي عن
محمد بن مسعود حدثني حمدان بن أحمد القلانسي حدثنا معاوية بن حكيم
بضم الحاء حدثني أبو الفضل الخراساني وكان له انقطاع إلى أبي الحسن
الثاني ع وكان يخالط القراء ثم انقطع إلى أبي جعفر ع اه قال
العلامة في الخلاصة بعد نقله وحمدان ضعيف فهذه الرواية من
المرجحات اه.
٢٧٦٨: أبو الفضل الخولاني
اسمه إدريس بن الفضل بن سليمان.
٢٧٦٩: أبو الفضل الساباطي
اسمه عمار بن موسى.
٢٧٧٠: أبو الفضل بن سعيد بن حمدان أخو أبي فراس الحمداني
قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: كتب أبو الفضل اعتذارا
إلى أخيه أبي فراس فكتب أبو فراس جواب اعتذاره فقال:
العذر منك على الحالات مقبول * والعتب منك على العلات محمول
لولا اشتياقي لم أقلق لبعدكم * ولا غدا في زماني بعدكم طول
وكل منتظر أأرباب محتقر * وكل شئ سوى لقياك مملول
وكتب أبو فراس إلى أخيه أبي الفضل يستزيره وهما أسيران:
أ تترك إتيان الزيارة عامدا * وأنت عليها لو تشاء قدير
فما بال رأيي في لقائك نافذا * ورأيك فيه ونية وفتور
تقول غدا آتي ولو كنت راغبا * لطال عليك الليل وهو قصير
يضيق علي الحبس حتى * تزورني فما هو إلا جنة وغدير
صبرت على هذي فما أنا بعدها * على غيرها مما كرهت صبور
٢٧٧١: أبو الفضل السمرقندي
اسمه جعفر بن معروف
٢٧٧٢: الشيخ أبو الفضل الشعبي
في الرياض: كان من مشايخ أصحابنا وهو صاحب كتاب ياقوتة
الايمان وواسطة البرهان كذا قاله بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في
رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشائخ ولم أعلم اسمه ولعل فيه تصحيفا
ورأيت في بلاد سجستان بخط بعض العلماء ان كتاب أقوية الايمان وواسطة
البرهان للشيخ أبي الفضل الشيعي والظاهر أن في لفظه أقوية أيضا تصحيفا
وعلى أي حال هذا الكتاب في الكلام أوفي بحث الإمامة لأن ذلك العالم قد
كتبه في جملة ما كتب لفهرس الكتب التي لها مدخل في بحث الإمامة وما
يتعلق بها اه أقول يمكن ان يكون اسم الكتاب تقوية الايمان وواسطة
البرهان.
٢٧٧٣: أبو الفضل الصابوني
اسمه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان أو سليم الجعفي وذكره
الشيخ في الفهرست في الكنى في باب من عرف بكنيته ولم يقف له على
الاسم ومر بعنوان أبو الفضل الجعفي وأبو الفضل الجعفي الكوفي المعروف
بالصابوني وفي المعالم أبو الفضل الصابوني المعروف بابن أبي العساف
المغافري له كتب كثيرة اه أقول مر في ابن أبي العساف المغافري انه غير
أبي الفضل الصابوني وانه يروي عن أبي الفضل وان ما في المعالم غير صحيح
وانه أصلح في بعض النسخ.
٢٧٧٤: أبو الفضل الصيرفي
كنية سدير بن حكيم بن صهيب وحنان بن سدير.
٢٧٧٥: أبو الفضل الطبرسي
اسمه علي صاحب مشكاة الأنوار ابن الحسن صاحب مكارم الأخلاق
ابن الفضل الطبرسي صاحب مجمع البيان.
٢٧٧٦: الشيخ عز الدين أبو الفضل
في الرياض: يظهر من بعض المواضع كونه من علماء الشيعة وأنه
يروي عن الشيخ أبي طالب ولد الشيخ الشهيد وعلى هذا لم أبعد كونه بعينه
الشيخ عز الدين بن دحنون الآتي ذكره في باب الألقاب اه لكنه لم يذكره
في باب الألقاب.
٢٧٧٧: أبو الفضل العنزي
اسمه محمد بن الوليد.
٢٧٧٨: أبو الفضل بن العميد
اسمه محمد بن الحسين بن العميد الكاتب المشهور.
٢٧٧٩: الامام ركن الاسلام أبو الفضل الكرماني
في الرياض: كان من أعاظم العلماء وهو يروي عن فخر القضاة
محمد بن الحسين الارسانيدي وقد رأيت في مجلد أحوال الحسين ع من
بحار الأستاذ في أثناء ذكر المراثي له ع نقلا عن بعض الكتب هكذا:
وأنشدني الامام الأجل ركن الاسلام أبو الفضل الكرماني رحمه الله أنشدنا
الامام الأجل الأستاذ فخر القضاة محمد بن الحسين الارسانيدي لواحد من
الشعراء الخ... والظاهر أنه مأخوذ من مناقب ابن شهرآشوب ويروي فخر
القضاة المذكور عن القاضي الإمام محمد بن عبد الجبار السمعاني وظني ان
هؤلاء من العامة اه.
٢٧٨٠: أبو الفضل الكفرتوثي
اسمه إدريس بن زياد.
٢٧٨١: أبو الفضل الكوفي
اسمه كثير بن كلثم.
٢٧٨٢: المولى الشيخ مؤتمن الدولة أبو الفضل المؤرخ ابن الشيخ مبارك ابن الشيخ
خضر اليماني الأصل الهندي المسكن.
ولد سنة ٩٥٧ كما ذكره عن نفسه في تاريخه الأكبري وكان حيا سنة
١٠٠٤ والله أعلم كم عاش بعد ذلك.
عالم مؤرخ كان معاصرا للسلطان جلال الدين محمد أكبر شاة بن
همايون شاة المنسوب إليه مدينة أكبرآباد بالهند والمتوفي سنة ١٠١٤ ألف له
المترجم تاريخا فارسيا سماه الأكبري منسوبا إلى اسمه فرع منه سنة ١٠٠٤
أورد فيه من عادات الهنود وأحوالهم أمورا عجيبة وفي كتاب دانشوران
ناصري ما ترجمته: الشيخ أبو الفضل المؤرخ من مشاهير علماء مملكة الهند
ومعاريف أفاضل عهد السلطان محمد أكبر شاة وكان أسلافه وأجداده غالبا
من أهل العلم وأصحاب الكمال ومشايخ الصوفية وأرباب الحال وأصل
(٣٩٩)

هذه السلسلة من ناحية اليمن وجاء جده الشيخ خضر إلى الهند وصار له بها
اعتبار عاش ١٢٠ سنة وقرأ في أحمدآباد كجرات على نحارير العلماء وأخذ
من كل فن بسند عال وعرف المذهب المالكي والشافعي والحنفي والحنبلي
والامامي أصولا وفروعا ووصل إلى درجة الاجتهاد وهو وإن كان منتسبا إلى
المذهب الحنفي لكنه في الحقيقة كان نابذا للتقليد ومتجاوزا علم الظاهر إلى
الحقائق المعنوية وسالكا مسلك التصوف والاشراق وعارفا بأساليب التصوف
خصوصا مسلك الشيخ محيي الدين بن العربي وابن الفارض والشيخ صدر
الدين القونوي ومن جلائل النعم الإلهية عليه اختصاصه بملازمة الخطيب
أبو الفضل الكازروني فاتخذه بمنزلة الولد فقرأ عليه التجريد وكثيرا من
غوامض الشفاء والإشارات ودقائق التذكرة والمجسطي وتلمذ على مولانا
جلال الدين الدواني وأخذ في جزيرة العرب أنواع العلوم النقلية عن الشيخ
السخاوي المصري تلميذ ابن حجر العسقلاني وسافر في أوائل المئة العاشرة
مع جماعة من خواصه إلى الهند لأجل رؤية الأولياء هناك فجاء إلى ناكور
والتقى بالسيد يحيى البخاري الذي له نصيب وافر من الولاية المعنوية
وبالشيخ عبد الرزاق القادري البغدادي من أولاد الشيخ عبد القادر الجيلي
المشهور وبالشيخ يوسف السندي وسافر إلى السند وأخذ عن الشيخ فياض
البخاري وتوفي سنة ٩٥٤ أقول يظهر من ذلك أنه كان صوفيا وتشيعه غير
معلوم وإن كان مظنونا قالوا وابنه الشيخ مبارك ابن الشيخ خضر كانت له
رياسة عامة ومرجعية تامة في الهند وتأتي ترجمته في بابه وابنه الشيخ أبو
الفيض ابن الشيخ مبارك كان مشهورا بحسن النظم والنثر وتأتي ترجمته
وابنه الشيخ أبو الفضل صاحب الترجمة ابن الشيخ مبارك كان مقدما على
جميع رجال المملكة في عهد سلطان الوقت محمد أكبر شاة حتى على أولاد
السلطان وهو مصنف تاريخ أكبر شاهي المشهور في تمام العالم بفصاحة
عبارته واستحكام كلامه وهو شاهد على تبحر مؤلفه وتضلعه وتعمقه واتساع
بلاغته وبراعته وأصحاب المعاجم والمصنفون في التاريخ والرجال ينقلون
غالبا ترجمة الشيخ أبو الفضل وأحواله من ذلك الكتاب لأنه في ذيل تاريخ
آئين أكبري شرح أحوال أسلافه وأخبار سلسلة آبائه وأجداده شرحا مفصلا
بحيث لم يترك جزئية ولا كلية وذكر أساتيذه وآثاره وعلومه ومعارفه وذكر
والده أيضا ومن إمعان النظر الدقيق وأعمال الفكر العميق في تقريره
بضميمة الاطلاعات الخارجية يعلم أن الشيخ مبارك والشيخ أبو الفضل
كان كل منهما باطنا شيعي المذهب امامي المشرب ومن هذه الجهة كان علماء
ورؤساء المخالفين لهما في المذهب يعادونهما عداوة قبيحة والشيخ أبو الفضل
في وقت رياسته العظمى سعى في تفريق كلمة هؤلاء الجماعة والسلطان
أكبر شاة قصر أيدي المتعصبين عن الخلق ونحن تأسيا بمؤلفي السلف ننقل
أحوال الشيخ أبو الفضل وكبراء سلسلته من كتابه المسمى آئين أكبري إلى
المكان الذي كتبه فيه باختصار رائق وتصرف لائق وباقي أحواله إلى خاتمة
أمره وعاقبة عمره ننقله من مكان آخر ثم ذكر فيما نقلوه عن أحوال والده بما
ذكرنا جملة منه في ترجمة والده الشيخ مبارك وذكر أحوال أقاربه وأطال في
بيان أحوال والده وأقاربه كثيرا وقال عن نفسه أنه ولد سنة ٩٥٧ وما بلغ
الخامسة عشرة من عمره حتى كان أبوه قد فتح له أبواب خزائن العلم ثم
ذكر أحواله مطولا. ثم قال أصحاب دانشوران ناصري بعد نقله بطوله.
هذه ترجمة أبو الفضل التي ذكرها هو بنص عبارته في كتاب آئين أكبري
وأما شرح تشريع وإيجاد الدين الإلهي الذي ظهر في عصر جلال الدين
محمد أكبر بتدبير وسعي الشيخ أبو الفضل المذكور على ما ذكره النواب
السيد غلام حسين الطباطبائي رضوان الله عليه في مقدمة كتابه سير المتأخرين
فقال: ان الشيخ عبد الله ابن الشيخ شمس الدين السلطانبوري الذي كان
يلقب في عهد شير شاة بصدر الاسلام وفي زمان همايون بشيخ الاسلام وفي
وقت أكبر بمخدوم الملك كان طالبا للجاه غاية الطلب متعصبا محبا للدنيا كما
ذكره الشيخ عبد القادر البدادوني في كتابه مع اتحاد المذهب فيهما والمناسبة
التامة في العمل والطبيعة. ولما مات مخدوم الملك وكان بينه وبين السلطان
منافرة ظهرت له خزائن ودفائن كثيرة منها عدة صناديق فيها قطع من
الذهب بشكل اللبن كان قد دفنها في المقبرة فأخرجت وأدخلت مع كتبه إلى
الخزانة العامرة السلطانية. والشيخ عبد النبي الصدر كذلك كان رجلا
متعصبا طالبا للجاه وهو من أولاد أبي حنيفة الكوفي وفي أوائل عهد أكبر
وصل اقتداره إلى حد أنه كان أحد وزراء الملك يقدم له نعله والأفاغنة
يحبونه كثيرا وأكبر كان صغير السن جدا وجاءته السلطنة في الطفولية وكانت
عامة الدعاوى وأكثر أمور السلطنة تدبر برأي هذين الرجلين والسلطان
مشغول باللهو واللعب والطرب وكان هذان الرجلان بمقتضى حب الجاه
والنفس وشدة التعصب كلما رأوا رجلا هو محل التفات السلطان والسلطان
يميل إلى مشربه ومسلكه يتوسلان إلى قتله بكل حيلة باسم حماية الشرع
وحراسة الاسلام ولا يدعان أحدا يرفع رأسه كما أن الشيخ أبو الفضل وأبوه
الشيخ مبارك وأخوه الشيخ فيضي وقعوا في بلية هذين الرجلين وبالتأييد
الإلهي نجوا من هذا البلاء ووصلوا إلى أوج العزة والاختصاص ووصل
الحال إلى أن خلقا كثيرا يفوتون حد الحصر قتلوا بغير حق بسعي أولئك
الفساق. والذي يستفاد من مجموع الحكايات وتقريرات نقلة أخبار ذلك
العصر ان كلا هذين القدوتين كانا في الظاهر في نهاية التعصب والتصلب
للدين لكن لمجرد حب الجاه والنفس واتباع الهوى ولم تصل إلى مشام
روحهم رائحة الايمان لا هم ولا أتباعهم كالشيخ عبد القادر البدادوني
وغيره ومن شدة تعصبهم أصدر أحدهم مخدوم الملك على ما ذكره الشيخ
عبد القادر البدادوني فتوى عجيبة وهي أن الذهاب إلى الحج في أيام الحج
غير واجب حيث أنه سال فأخبر أن طريق الحج منحصر إما في طريق
العراق أو طريق البحر وطريق العراق يسمع فيه كلام غير ملائم من
القزلباشية وطريق البحر يلزم ان يؤخذ فيه جواز من الإفرنج وهذا الجواز
قد صوروا فيه صورة مريم وعيسى ع وانه اله فإذا السفر على
كلا الطريقين ممنوع والبدادوني عند ترجمة أحوال نفسه يقول إن الشيخ مبارك
وإن كان له على حق عظيم من جهة انه أستاذي لكن حيث إنه وأولاده
مغالون في الانحراف عن المذهب الحنفي لم تبق له علي حجة وأيضا لأجل
تأييد مدعاه نقل عن مخدوم الملك أنه كان كلما رأى الشيخ أبا الفضل في
أوائل عهد أكبر شاة يذمه ويذم أباه الشيخ مبارك ويقدح فيهما قالوا وبسبب
هذين الشخصين المرائيين المحبين للدنيا أريقت دماء كثيرين من عباد الله
لا سيما على التشيع ووصل التعصب في العوام إلى حد انه في أوائل سنة ٣٣
في سلطنة أكبر كان رجل من أرباب المناصب اسمه فولاد يرلاس وكان
رجل يسمى الملا أحمد شيعي المذهب فللعداوة المذهبية استدعاه ليلا من
منزله وضربه بخنجر وكان أكبر شاة في تلك الأيام قد خرج من قيد العصبية
فامر أن يربط برلاس في بلدة لاهور حتى هلك وتوفي الملا أحمد المجروح
بعد وفاة قاتله بثلاثة أيام وبعد دفن الملا أحمد أقام الشيخ فيضي وأخوه
الشيخ أبو الفضل حراسا على قبره خوفا من أن ينبش ومع هذا الاهتمام فان
أهل لاهور بعد سفر عسكر أكبر شاة إلى كشمير نبشوا قبره وأخرجوا جثته
(٤٠٠)

وأحرقوها وحيث أن مؤتمن الدولة الشيخ أبو الفضل صار في أعلى مراتب
القرب عند أكبر شاة وعلامة الزمان الحكيم فتح الله الشيرازي وآخرين من
علماء وأمراء العراق وشيراز جاءوا بكثرة إلى ديار أكبر شاة اتفق الشيخ أبو
الفضل مع العلامة المذكور وآخرون من العلماء على طريق واحد وكلمة
واحدة لتدارك الشدة واراقة الدماء من قبل أولئك المتعصبين المعاندين
المذكورين وتحزموا لذلك بحزام هممهم المحكم فوجدوا السلطان نفسه قد
رجع عن مذهبه ورأى أن المذهب الذي هو عليه والبناء الذي أحكمه من
مدة طويلة يؤدي إلى فناء الخلق فلم يجد بدا من الخروج عن قيد التعصب
وخلص عباد الله من مخالب أولئك وأتباعهم وأبدل الشدة بالرخاء واطلع
شيئا فشيئا على خبث نيات أولئك وحبهم لجمع المال وطلب الجاه ولما دخلت
السنة الرابعة والعشرون من جلوسه جرى يوما في مجلسه حديث بين القضاة
والعلماء في المسائل المختلف فيها بين المجتهدين وانجر الكلام إلى أن
السلطان هل يمكن ان يجتهد في بعض الأمور فكتب الشيخ مبارك والد
معتمد الدولة الشيخ أبو الفضل الذي كان أعلم علماء زمانه حسب الأمر
تذكرة بهذا الخصوص وختمها بخاتمة وحاصلها انه بعد التأمل وامعان النظر
في معنى الآية الكريمة أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
وأحاديث واردة في ذلك فقد حكمنا بان مرتبة السلطان العادل عند الله تعالى
أعلى من مرتبة المجتهدين لأن نص آية أولي الأمر يؤيد وجوب إطاعة
السلاطين وموافقتهم على رأيهم لا معاضدة المجتهدين والسلطان أعدل
وأفضل وأعلم بالله تعالى فإذا وقع الاختلاف في مسائل الدين بين العلماء
واختار السلطان أحد القولين لأجل تسهيل معاش بني آدم وصلاح حال أهل
العالم فحكم به وجبت اطاعته على كافة الأنام وأيضا إذا حكم بحسب
اجتهاده بحكم لا يخالف النص لأجل المصلحة العامة فمخالفة هذا الحكم
موجبة للسخط الإلهي والعذاب الأخروي و الخسران الديني والدنيوي وختم
الجميع هذه التذكرة بخواتيمهم وبعد هذا أحضر مخدوم الملك وعبد النبي
الصدر وأمرهما بختمها وامضائها بخطهما فختماها و أمضياها بخطهما طوعا
أو كرها وكان ذلك في شهر رجب سنة ٩٨٧ من الهجرة المقدسة فلما كتب
هذا المحضر شرع السلطان في اجراء ما يصلح العباد شيئا فشيئا فامر مخدوم
الملك والشيخ عبد النبي بالسفر إلى الحج وعين العلماء المتعصبين قضاة في
الأمكنة البعيدة وبهذا التدبير استراح الخلق من أضرار الأشرار وتفرغوا
لأمور معاشهم ومعادهم فان السلطان يلزم أن لا يكون متعصبا ويلزم أن
تكون الرعايا في ظله سواء فلما وصل مخدوم الملك إلى مكة المكرمة كان ابن
حجر صاحب الصواعق المحرقة حيا موجودا في مكة وباعتبار تناسبه مع
مخدوم الملك في التعصب استقبله واحترمه كثيرا وفتح له باب الكعبة وكان
ذلك قبل أيام الحج وباع مخدوم الملك شعيره باسم الحنظة فإنه كان في
الصورة من أهل الدين وفي الحقيقة من طلاب الدنيا فاخذ في ذم السلطان
والأمراء في المجالس والمحافل بسبب ما ناله حتى نسبهم إلى الارتداد عن
الدين والرغبة في الكفر فوصل ذلك إلى مسامع السلطان والشيخ عبد النبي
لما سمع بخبر بغي محمد حكيم ميرزا أخي السلطان أكبر شاة وفتحه مدينة
لاهور عزم هو ومخدوم الملك على الرجوع إلى الهند طمعا في الرياسة وحبا
للجاه فعادا إليها ووصلا إلى أحمدآباد كجرات فوجدا ان أكبر شاة بتمام
الاقتدار فخافاه على أنفسهما وكان بعض نساء السلطان قد ذهبن إلى الحج
في تلك السنة وعدن منه ووصلن أحمدآباد فتوسلا بهن ليشفعن لهما عند
السلطان ففعلن ولما كان السلطان غاضبا عليهما أشد الغضب لسوء أفعالهما
أظهر لنسائه أنه قبل شفاعتهن وأرسل بعض رجاله خفية للقبض عليهما
ففعلوا فتوفي مخدوم الملك في الطريق فحمل محبوه نعشه خفية ودفنوه
واستخرج السلطان من داره أموالا عظيمة وحملها إلى خزانته. وأما الشيخ
عبد النبي فبعد وروده حول إلى الشيخ أبو الفضل لمحاسبته فتوفي بهذه
الأثناء وللعداوة التي بينه وبين الشيخ أبو الفضل اتهم بقتله وبقي الحال على
هذا والناس في أمان وراحة من التعصب على عهد جهانكير وفي عهده شرع
التعصب المذهبي في الظهور واشتد في عهد عالمگير. ومما ذكره الشيخ أبو
الفضل في ترجمة نفسه ومن وضعه هو وأخوه أبو الفيض المحافظين على قبر
ملا أحمد الذي قتله فولاد برلاس كما مر يظهر تشيع أبو الفضل وأبيه وأخيه
انتهى ما أردنا نقله من كتاب دانشوران ولم نتمكن من نقل جميع ما حكوه
عن الشيخ أبي الفضل في ترجمة نفسه لطوله طولا مفرطا فليرجع إليه من
أراده.
٢٧٨٣: الخطيب أبو الفضل الكازروني (١)
عالم فاضل حكيم إلهي مذكور في ترجمة أبو الفضل المؤرخ اليماني
الهندي ذكره أصحاب دانشوران ناصري وقالوا انه من فضل الله على الشيخ
خضر جد أبو الفضل المذكور اختصاصه بملازمة الخطيب أبو الفضل
الكازروني فاتخذه بمنزلة الولد فقرأ عليه التجريد وكثيرا من غوامض الشفا
والإشارات ودقائق التذكرة والمجسطي اه.
٢٧٨٤: الشيخ أبو الفضل بن محمد الهروي
في الرياض: من أجلة علماء الشيعة وله كتاب كنز اليواقيت ويروي
عن كتابه السيد ابن طاوس في الاقبال بعض الأخبار في فضل ليلة القدر
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والباقر ع اه. أقول وفي بعض النسخ الفضل بن
محمد الهروي.
٢٧٨٥: أبو الفضل مولى الأشعري
اسمه العباس بن معروف.
٢٧٨٦: أبو الفضل الناشري الأسدي
اسمه العباس بن هشام.
٢٧٨٧: أبو الفصل النحوي
هو الراوي عن أبي جعفر الأحول وقد ضعف في المدارك.
٢٧٨٨: أبو الفضل النحوي الطائي
اسمه يحيى بن أحمد بن ظافر الطائي الكلبي الحلي.
٢٧٨٩: أبو الفضل الهمداني بديع الزمان
اسمه أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن بشر.
٢٧٩٠: أبو الفضل الوراق
اسمه العباس بن موسى.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الفضل المشترك بين جماعة فيهم
الثقة وغيره أحدهم العباس بن عامر الثقفي الصدوق الثقة ويعرف بما
في بابه والثاني سالم الحناط الثقة ويعرف بما في بابه الثالث الخراساني

(١) آخ ر عن مكانه سهوا.
(٤٠١)

ضا ويعرف برواية معاوية بن حكيم عنه الرابع الصابوني المسمى
بمحمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان ويعرف برواية أبي علي كرامة بن
أحمد عنه وأبي محمد الحسن بن محمد عنه ورواية جعفر بن محمد بن قولويه
عنه اه.
٢٧٩١: أبو الفوارس
روى الكليني في باب صلاة النوافل والشيخ في التهذيب في باب
كيفية الصلاة عن حجاج الخشاب عنه عن أبي عبد الله ع.
٢٧٩٢: الشيخ أبو الفيض المفسر ابن الشيخ مبارك ابن الشيخ خضر اليماني الأصل
الهندي المسكن المعروف بالفيضي
كان عالما فاضلا مفسرا له كتاب سواطع الالهام في تفسير القرآن
الكريم ومر في ترجمة أخيه الشيخ أبو الفضل ان سلسلتهم كانت من أهل
العلم وان أصلهم من اليمن جاء جدهم الشيخ خضر من اليمن إلى الهند
وان الشيخ أبو الفضل وأخاه المترجم وأباه كانوا شيعة وان المترجم كان
مشهورا في ذلك الإقليم بحسن والنظم والنثر وكان يتخلص في أشعاره
بالفيضي على قاعدة شعراء الفرس فعرف بالفيضي ومر في ترجمة أخيه أبي
الفضل انه لما قتل الملا أحمد الشيعي في أوائل سنة ٩٣٣ وضع الشيخ فيضي
والشيخ أبو الفضل على قبره من يحفظه خوفا من أن ينبش وفي ذلك ما يدل
على تشيعهما.
٢٧٩٣: أبو القاسم
كنية معاوية بن عمار الدهني. وفي الخلاصة ورجال ابن داود يرد في
بعض الأخبار الحسن بن محبوب عن أبي القاسم والمراد به معاوية بن عمار.
٢٧٩٤: أبو القاسم
كنية عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن وهب بن عامر
٢٧٩٥: أبو القاسم بن أبي منصور الصرام النيسابوري
ذكره الشيخ في الفهرست في ترجمة أبيه أبي منصور الصرام فقال كما
يأتي: رأيت ابنه أبا القاسم وكان فقيها. وتوهم المحقق الوحيد البهبهاني في
التعليقة أن أبا القاسم الذي قال فيه الشيخ أنه رآه وأنه كان فقيها هو ابن
أبي الطيب الرازي وسبب توهمه ان العلامة في الخلاصة قال في ترجمة أبي
الطيب الرازي: من جملة المتكلمين كان أستاذ أبي محمد العلوي وكان
مرجئا والصرام كان وعيديا قال الشيخ الطوسي رأيت ابنه أبا القاسم وكان
فقيها وسبطه أبا الحسن وكان من أهل العلم اه فظن البهبهاني أن
ضمير ابنه راجع إلى أبي الطيب الرازي مع أنه راجع إلى الصرام فان الشيخ
الطوسي في الفهرست ذكر هذه العبارة أعني قوله رأيت ابنه في أبي منصور
الصرام ولم يذكرها في أبي الطيب ولكن العلامة جمع عبارتي الشيخ في
الرازي والصرام في مكان واحد فحصل هذا التوهم من البهبهاني فقط لا
من العلامة ومنه.
٢٧٩٦: السيد أبو القاسم ابن السيد أحمد الكاشاني النجفي
توفي في النجف بعد سنة الطاعون وهي سنة ١٢٩٨ كذا في مؤلف
لبعض المعاصرين وفي آخر توفي حدود سنة ١٣١٨.
فاضل عالم كان من خواص أصحاب السيد علي آل بحر العلوم
صاحب البرهان القاطع له مصنفات منها كشف الأسرار الخفية في شرح
الدرة النجفية للسيد بحر العلوم، كتاب حسن تتبع فيه نقل الأقوال وضبط
كلمات العلماء وقرر الأبيات تقريرا حسنا وذكر وجوه معانيها خرج منه
مجلدان وبلغ إلى باب الأغسال وله كشف المهمات في الألغاز والمعميات
فارسي وعلى المجلد الثاني من شرح المنظومة تقريض للميرزا صالح ابن
السيد مهدي القزويني الحلي وهو:
يا أيها الحبر الفريد الذي أضحى بتاج العلم محبورا
شرحت نظم البحر في فكرة مصقولة أهدت لنا نورا
إن جاء بالدرة منظومة فقد جمعت الدر منثورا
وعليه تقريظ لبعض الآخرين المعاصرين له:
قل لأبي القاسم إن جئته هنيت ما أعطيت هنيته
ولحمة من درة نظمت بكاشف الاسرار أسديته
قدست بالهاشم أصلاكما قدس فرع أنت أنميته
٢٧٩٧: أبو القاسم بن الأزهر البغدادي
كان في عصر الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح أحد النواب الأربعة
للمهدي ع روى الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن الصفواني حديثا
حاصله ان أبا القاسم بن الأزهر كان حاضرا مجلس الحسن بن علي بن
الوجناء النصيبي ومحمد بن الفضل الموصلي حين قدما بغداد سنة ٣٠٧
وشاهد فيمن شاهد معجزة لصاحب الزمان ع حاصلها انه كتب ابن
الوجناء في ورقة بقلم بلا مداد أشياء اتفق عليها هو محمد بن الفضل الذي
كان ينكر وكالة أبي القاسم بن روح وأنفذ الورقة إلى أبي القاسم فجاء
الجواب عما اتفقا عليه فاعترف محمد بن الفضل واعتذر إلى أبي القاسم
واستقاله وقد ذكرنا ذلك مفصلا في ترجمة الحسن بن علي بن الوجناء.
٢٧٩٨: الشيخ أبو القاسم بن إسماعيل بن عنان الكبتي الوراق الحلي
في الرياض: وجد بخطه كتاب المناقب لابن شهرآشوب وتاريخ كتابته
أواخر رجب سنة ٦٥٨ بعد وفاة المؤلف بمائة وسبعين سنة والظاهر أنه كان
من العلماء.
٢٧٩٩: أبو القاسم الأشعري
كنية سعد بن عبد الله بن أبي خلف.
٢٨٠٠: أبو القاسم البجلي
اسمه عيص بن القاسم.
٢٨٠١: أبو القاسم البجلي
اسمه جعفر بن محمد بن إسحاق بن رباط.
٢٨٠٢: أبو القاسم البجلي الكوفي
كنية معاوية بن عمار.
٢٨٠٣: أبو القاسم بن البراج
اسمه عبد العزيز بن نحرير.
٢٨٠٤: أبو القاسم البستي أو السني
اسمه محفوظ.
٢٨٠٥: أبو القاسم البلخي
اسمه نصر بن الصباح.
(٤٠٢)

٢٨٠٦: السيد الأمير أبو القاسم بان آميرزا بيك ابن الأمير صدر الدين الموسوي
الحسيني الاسترآبادي الفندرسكي المعروف بالأمير أبو القاسم الفندرسكي
توفي سنة ١٠٥٠ في أصبهان في دولة الشاه صفي الصفوي ودفن بها
وقبره الآن معروف فيها وله من العمر نحو ثمانين سنة ويقال انه أوصى
بجميع كتبه إلى الشاه صفي الصفوي فحملت بعد وفاته إلى خزانة كتبه.
والفندرسكي نسبة إلى فندرسك بفاء مكسورة ونون ساكنة ودال مهملة
وراء مكسورتين وسين مهملة ساكنة قصبة من أعمال استراباد بينهما اثنا عشر فرسخا.
أقوال العلماء فيه
كان حكيما متألها عارفا وفي الرياض في موضع: الحكيم العلم المعلوم
والسند الفاضل الذي هو بمعرفة علم الحكمة والطبيعي والإلهي والرياضي
موسوم وفي موضع آخر حكيم فاضل فيلسوف صوفي مشهور كثير المهارة في
العلوم العقلية والرياضية لكنه قليل البضاعة في العلوم الشرعية بل
والعربية.
أحواله
في الرياض: كان في عصر الشاه عباس الأول الصفوي والشاه صفي
وكان معظما عندهما وكان يسافر إلى بلاد الهند وكان مكرما مبجلا عند
سلاطينهم وغيرهم و سئل عن وجه كثرة مسافرته إلى الهند مع كونه مكرما في
بلاد العجم فقال إن مسافة دهليز دار الآميرزا رفيع الدين الصدر أطول
عندي من مسافة بلاد الهند وفيه لطيفة أيضا لأن دهليزه كان طويلا في الغاية
وتنقل عنه حكايات بينه وبين سلاطين العجم وسلاطين الهند تدل على
عجبه وعلو نفسه ويحكى عنه انه كان سيد أهل زمانه في العقليات لا سيما
في تدريس كتاب الشفاء وكان جماعة من العلماء في عصره منهم الأستاذان
الكاملان الأستاذ المحقق والأستاذ الفاضل والسيد الاجل النائيني وأراد
بالأستاذ المحقق آقا حسين الخوانساري شارح الدروس وبالأستاذ الفاضل
محمد باقر السبزواري صاحب الكفاية وكان الأستاذ الفاضل يمدح فضله
في العلوم المزبورة والأستاذ المحقق يقول في حقه ان له كلاما كثيرا في العلوم
العقلية ولو تم ما يقوله لكان له فضل كثير وهذا نوع تمريض منه له ونقل
انه من زيادة مهارته في العلوم الهندسية والرياضية جرى ذات يوم ذكر مسالة
هندسية من كلام المحقق الطوسي ولعلها من تحرير أقليدس أو المجسطي
وكان متكئا فأقام عليها برهانا بداهة ثم قال أ هذا الذي أقامه المحقق
الطوسي عليها من البرهان قالوا لا إلى أن أقام دلائل وبراهين عديدة وكل
مرة يسال هل هذا الذي أقامه المحقق الطوسي فيقولون لا حتى ضاق صدره
من المحقق الطوسي اه وجده السيد صدر الدين كان من أكابر سادات
استراباد وولده الآميرزا بيك كان مقربا عند الشاه عباس الأول وسبط
المترجم الآميرزا أبو طالب ابن الآميرزا بيك كان من العلماء وترجمناهم في
أبوابهم.
مؤلفاته
له مؤلفات: ١ تاريخ الصفوية. ٢ الرسالة الصناعية في
موضوع جميع الصنائع وتحقيق حقيقة العلوم. ٣ شرح كتاب المهابارة من
كتب حكماء الهند بالفارسية، في الرياض وهو المعروف بشرح الجوك ولعله
غيره. ٤ كتاب في التفسير. ٥ رسالة في حقيقة الوجود بالفارسية.
٦ رسالة في حقيقة الحركة. ٧ رسالة في المقولات العشر. ٨ رسالة في
ارتباط الحادث بالقديم. ٩ نظمه الفارسي الذي علقت عليه شروح
أحسنها شرح الفاضل الخلخالي.
٢٨٠٧: أبو القاسم البيهقي
اسمه زيد بن محمد بن الحسين وبعضهم يجعله زيد بن الحسين فينسبه
إلى جده وذكرناه في زيد بن محمد وهو والد أبي الحسن البيهقي علي بن
زيد.
٢٨٠٨: الحاج أبو القاسم التاجر الطهراني الشهير ببروين
أديب له كتاب آمال العارفين نظم لطيف فارسي في العرفان مرتب
على سبع وثلاثين رشحة فيها شرح جملة من خطب أمير المؤمنين ع
وشرح الزيارة الجامعة شرع فيه سنة ١٢٧٣ وفرع منه سنة ١٢٧٨ وطبع
بعدها.
٢٨٠٩: السيد الإمام أبو القاسم التبريزي الإسكوئي
في الرياض: كان من سادات أكابر العلماء في أوائل ظهور الدولة
الصفوية وقبلها وكان يسكن اسكويه قرية من قرى تبريز وكان معظما عند
السلاطين ومن أسباطه السيد الأمير صدر الدين محمد والأمير قوام الدين
أحمد والأمير قمر الدين محمد والأمير أبو المحامد الاخوة الأربعة الذين كانوا
معظمين في الغاية عند الشاه طهماسب الصفوي إلى أن انقلبت حالهم لقلة
تدبرهم في أمور الدنيا وكان الشاه المذكور يذهب من تبريز إلى بيوتهم في
قرية اسكويه لرؤيتهم ومراعاتهم كذا في المجلد الأول من تاريخ عالم
آرا اه.
٢٨١٠: القاضي أبو القاسم التنوخي
اسمه علي بن محمد بن أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم القحطاني
التنوخي.
٢٨١١: أبو القاسم التيمي
كنية محمد بن طلحة الصحابي.
٢٨١٢: الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا حبيب الله ابن الميرزا عبد الله الرضوي
توفي في ٨ شعبان سنة ١٢٤٨.
في الشجرة الطيبة كان موصوفا بنباهة الشأن معروفا بالتقوى والتدين
صاحب ضياع وعقار ومن نوادر أسخياء الدهر كان له في عصره رياسة نقابة
سادات خراسان.
٢٨١٣: أبو القاسم الحسكاني
هو الحاكم أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله المعروف بالحسكاني.
٢٨١٤: السيد الميرزا أبو القاسم المعروف بالحجة ابن السيد حسن ابن السيد محمد
المجاهد ابن السيد مير علي صاحب الرياض الطباطبائي الحائري
ولد سنة ١٢٤٢ وتوفي سنة ١٣٠٩ في الكاظمية بعد رجوعه من زيارة
سامراء وكان قد جاء من كربلاء للزيارة وحمل نعشه إلى كربلاء ودفن مع أخيه
وعمه في مقبرتهم المعروفة حذاء بقعة السيد المجاهد.
فقيه أصولي من تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري وقد كتب أكثر ما
قرأه على أستاذه من المباحث فقها وأصولا وكان يدرس في كربلاء وهو أحد
الرؤساء فيها إليه انتهت رياسة هذا البيت الشريف في الحائر واليه أرجع
(٤٠٣)

تقسيم الأموال الهندية وكان سيدا جليلا صافي الطوية حسن المحاضرة جميل
الأخلاق قليل الاعتناء بأمور الدنيا خفيف المئونة كثير المعونة سخي الطبع
عالي الهمة يروي عنه اجازة الميرزا محمد حسن ابن المولى علي العلياري
التبريزي وتاريخ الإجازة سنة ١٣٠٤ والسيد إبراهيم ابن السيد محمد تقي
ابن السيد حسين ابن السيد دلدار علي النقوي تاريخها سنة ١٢٩٠.
خلف السيد محمد باقر والسيد علي المتوفي سنة ١٣٠٩ والسيد محمد
مهدي يقيم الجماعة في الصحن الحسيني الشريف لأم واحدة والسيد حسن
لأم أخرى يقيم الجماعة في الصحن الحسيني أيضا مكان أبيه.
٢٨١٥: الميرزا أبو القاسم بن الحسن القمي
يأتي بعنوان أبو القاسم بن محمد حسن.
٢٨١٦: أبو القاسم بن حسين بن العود الأسدي الحلي الحلبي الجزيني
اسمه نجيب الدين.
٢٨١٧: السيد أبو القاسم بن الحسين بن التقي الرضوي القمي اللاهوري
توفي حدود سنة ١٣١٥.
كان عالما جليلا مفسرا متبحرا له عدة مصنفات. ١ كتاب برهان
شق القمر ورد النير الأكبر كتبه للنواب ناصر علي خان سنة ١٢٩٦ وطبع
سنة ١٣٠١. ٢ لوامع التنزيل وسواطع التأويل في التفسير فارسي كبير
وجمع ولده السيد علي المتمم لتفسير والده في جزءين تقريظات الكتاب
وسماها تقريظات المشاهير على لوامع التنزيل. ٣ كتاب البشرى بالحسنى
في شرح رسالة مودة القربى تاليف السيد علي بن شهاب الدين الهمداني.
٤ تخريج الآيات والأحاديث في اثبات امامة الاثني عشر فارسي.
٥ كتاب الإصابة في تحقيق حال بعض الصحابة. ٦ تذكرة الملأ الأعلى
في الكلام فارسي.
٧ زبدة العقائد وعمدة المقاصد في بعض المسائل
الكلامية. ٨ الأجوبة الزاهرة. ٩ إزالة الغين عن بصارة العين باثبات
شهادة الحسين ع. ١٠ الايقان في الجواب عن مسالة الاجتهاد
والكتمان.
٢٨١٨: عفيف الدين أبو القاسم بن محمد بن علي بن عقيل الحلي التاجر الأديب
ولد بالحلة سنة ٦٤٨
في كتاب مجمع الآداب في معجم الألقاب لعبد الرزاق ابن الفوطي:
ذكره لي ابن أخته صديقنا تقي الدين عبد الله بن محمد بن عقيل وقال كان
خالي ظريفا أديبا تاجرا سافر إلى بلاد الشام. قال اتفق انه هوى امرأة من
بنات التجار وشغف بها وعرف أهلها بذلك فأرادوا قتله فخرج عن الحلة
وهام على وجهه وكان ينظم فيها الأشعار فمنها:
جسام الدواهي في محلي حلت وأيدي الرزايا عقد صبري حلت
قال وكان مولده بالحلة سنة ٦٤٨.
٢٨١٩: الميرزا أبو القاسم النائيني الملقب بسلطان الحكماء ينتهي نسبه إلى السلطان
محمد شاة خدابنده أول سلاطين المغول
كان من الأطباء له كتاب ناصر الملوك في الطب.
٢٨٢٠: أبو القاسم الفراهاني الملقب في شعره ثنائي
توفي سنة ١٢٥١.
من شعراء الفرس. له ديوان فارسي مطبوع ترجمه حفيده ميرزا عبد
الوهاب وطبعت الترجمة في مقدمة ديوانه وهي مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة
كما في الذريعة.
٢٨٢١: أبو القاسم الحسني العلوي
اسمه عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.
٢٨٢٢: المولوي السيد أبو القاسم بن الحسين بن النقي الرضوي النقوي اليزدي
القمي الحائري الهندي الكشميري اللاهوري
ولد بكشمير وتوفي في لاهور ١٤ المحرم سنة ١٣٢٤.
كان عالما فاضلا فقيها مفسرا من مشاهير علماء الهند له عدة مؤلفات
كلها فارسية أو بلسان أوردو سوى كتاب برهان القمر:
١ تكليف المكلفين فارسي مطبوع في مجلدين أحدهما في الأصول
والآخر في الفروع. ٢ برهان شق القمر ورد النير الأكبر ألفه للنواب ناصر
علي خان سنة ١٢٩٦ وطبع سنة ١٣٠١ وليس له كتاب عربي سواه.
٣ لوامع التنزيل وسواطع التأويل في التفسير فارسي كبير وجمع ولده السيد
علي المتمم لتفسير والده في جزءين تقريظات المشاهير على لوامع التنزيل.
٤ البشرى الحسنى في شرح رسالة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني
فارسي مطبوع. ٥ تخريج الآيات والأحاديث في اثبات امامة الاثني عشر
فارسي. ٦ الإصابة في تحقيق حال بعض الصحابة. ٧ تذكرة الملأ
الأعلى في الكلام فارسي. ٨ زبدة العقائد وعمدة المقاصد في بعض
المسائل الكلامية. ٩ الأجوبة الزاهرة. ١٠ إزالة الغين عن بصارة العين
باثبات شهادة الحسين ع فارسي مطبوع. ١١ برهان البيان في الخلافة
والإمامة وتفسير آية الاستخلاف بلغة اوردو مطبوع. ١٢ برهان المتعة.
١٣ الايقان في الجواب عن مسالة الاجتهاد والكتمان. ١٤ تجريد المعبود
في جواب شبه النصارى واليهود. ١٥ رسالة لا تدركه الأبصار في نفي
رؤيته تعالى وتقدس. ١٦ معارف الملة في شرح افتراق الأمة وتعيين
الناجي منهم. ١٧ الإبانة عن سبب مصاهرة بعض الصحابة فارسي.
١٨ ابطال التناسخ أو ابطال أو بطلان النسخ والمسخ مطبوع بلاهور.
٢٨٢٣: أبو القاسم ابن العود الأسدي الحلي
اسمه نجيب الدين بن الحسين بن العود.
٢٨٢٤: أبو القاسم اللاهيجي
عالم فاضل يروي اجازة عن السيد علي بن محمد علي بن أبي المعالي
الطباطبائي الحائري صاحب الرياض بتاريخ ١٢١١ له كتاب رياض
المؤمنين.
٢٨٢٥: جلال الدين أبو القاسم بن فخر الدين يحيى بن أبي طاهر هبة الله ابن
شمس الدين أبي الحسن علي بن محمد مجد الشرف بن أبي نصر أحمد مجد
الشرف بن أبي الفضل بن أبي تغلب علي بن الحسن الأصم السوراوي بن
أبي الحسن محمد الفارس النقيب ابن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد بن
عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: كان فقيها زاهدا فلما قتل أخوه زين الدين توجه إلى
(٤٠٤)

حضرة السلطان غازان وتولى النقابة الطاهرية والقضاء والصدارة بالبلاد
الفراتية وقتل كل من دخل في قتل أخيه وتجرأ على الفتك وسفك الدماء
وطالت حكومته انتهى.
٢٨٢٦: أبو القاسم بن عز الدولة بختيار
اسمه أسبام كما في ذيل تجارب الأمم، فاتنا ذكره في محله من حرف
الألف، ويأتي ذكره.
٢٨٢٧: أبو القاسم بن الحسن الأطروش ابن علي بن الحسين بن علي بن عمر
الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
اسمه جعفر قاله صاحب مجالس المؤمنين.
٢٨٢٨: السيد أبو القاسم ابن السيد حسين بن أبي القاسم جعفر بن حسين بن
قاسم ابن محب الله بن قاسم بن المهدي الموسوي الخوانساري الأصفهاني
جد صاحب روضات الجنات.
ولد سنة ١١٦٣ وتوفي في رمضان سنة ١٢٤٠.
قال سبطه السيد محمد باقر بن زين العابدين بن أبي القاسم المذكور
في روضات الجنات: كان في درجة عالية من الزهد والعلم والفضل والتقوى
ولشدة احتياطه كان يحترز مدة حياته عن الإمامة والرياسة والقضاء والفتوى
ويقوم بحوائج أهل البلوى ويحصل الشفاء بدعائه وعوذه واحرازه قرأ على
والده وكثير من فضلاء أصبهان وغيرها ويروي اجازة عن والده وعن السيد
محمد مهدي بحر العلوم بأصبهان أيام نزوله بها عند مسافرته إلى المشهد
المقدس الرضوي وعن الميرزا السيد محمد مهدي ابن السيد أبي القاسم
الموسوي الشهرستاني المجاور بالحائر المطهر حيا وميتا وعن السيد علي
صاحب الرياض في سفره إلى العتبات العاليات. له رسائل في بعض
المسائل المتفرقة وتعليقات لطيفة على كثير من كتب الفقه والحديث وكان
عنده ثلاثة مجلدات من الوسائل بخط مؤلفها اه قال السيد مهدي بحر
العلوم في اجازته له وقد استجازني الأخ الأعز الأمجد الأرشد المؤيد الحسيب
النسيب الأديب الأريب السيد أبو القاسم ابن السيد السند العالم العامل
الحبر الكامل وحيد العصر ونادرة الدهر السيد حسين الخوانساري فأجزت
له الخ.
٢٨٢٩: السيد الميرزا أبو القاسم الحسيني الخاتون آبادي المدرس
توفي في سنة ١٢٠٣.
كان من مشاهير المدرسين ببلدة أصفهان له تعاليق على الكتب
الأربعة في الحديث وعلى تفسير الكاشي وتفسير فارسي وشرح على نهج
البلاغة وهو من أسرة المير السيد محمد حسين الخاتون آبادي سبط المجلسي.
٢٨٣٠: الميرزا أبو القاسم الحسيني المرعشي الخليفة سلطاني
كان عالما جليلا محدثا فقيها نسابة تولى تولية روضة الإمام علي بن
موسى الرضا ع بخراسان مدة من قبل السلطان الشاه طهماسب
الأول بالشراكة مع المير كمال الدين محمد الاسترآبادي وكان المير أبو القاسم
من أسرة سلطان العلماء المشهور صاحب الحواشي على شرح اللمعة والمعالم
ومن أقربائه. له تاليف منها كتاب في تراجم العلماء والفضلاء من أسرته.
٢٨٣١: الشيخ أبو القاسم الحلي
اسمه جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي المعروف
بالمحق.
٢٨٣٢: الميرزا أبو القاسم الخوانساري
وهو غير جد صاحب الروضات السابق. عالم فاضل كامل وهو
صاحب التعليقة على الروضة شرح اللمعة وشرح النصاب بالفارسية في
اللغة وغير ذلك.
٢٨٣٣: أبو القاسم الخزاز
اسمه علي بن محمد بن علي.
٢٨٣٤: أبو القاسم الخزاعي
اسمه إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي.
٢٨٣٥: أبو القاسم الدارمي
في الرياض: هو عبيد الله بن عبد الواحد الدارمي الكاتب البيضي
المعاصر للمفيد اه.
٢٨٣٦: أبو القاسم بن دبيس البغدادي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى.
٢٨٣٧: أبو القاسم الدعبلي
اسمه إسماعيل بن علي بن علي بن رزين ابن أخي دعبل الخزاعي
وما في الرياض من أنه من أولاد دعبل الخزاعي الشاعر المشهور اشتباه فهو
ابن أخيه لا ابنه اما وصفه بالدعبلي فلم نجده في غير الرياض وزاد على
ذلك أنه قد يعبر عنه بالدعبلي وحيث انه ليس من أولاد دعبل فلا ينبغي ان
يوصف بالدعبلي الا ان تجعل النسبة إلى عمه ببعض المناسبات كما نسب أبو
غالب الزراري إلى زرارة وهو ليس من أولاد زرارة بل من أولاد أخيه.
٢٨٣٨: السيد أبو القاسم بن رضي الدين الموسوي الملقب بمير عالم الهندي
ولد سنة ١١٦٦.
عالم فاضل له تاريخ القطب شاهية الموسوم بحديقة العالم مطبوع في
مجلدين أولهما في تواريخ القطب شاهية في حيدر أباد، وثانيهما تاريخ الملوك
الآصفية إلى سنة ١٢١٤.
٢٨٣٩: أبو القاسم الروحي
اسمه الحسين بن روح أحد السفراء.
٢٨٤٠: أبو القاسم الزيد البقال الكوفي
اسمه عبد العزيز بن إسحاق بن جعفر.
٢٨٤١: أبو القاسم السكوني الكوفي
اسمه الحسن بن محمد بن الحسن.
٢٨٤٢: أبو القاسم بن سهل الواسطي العدل
من معاصري النجاشي والشيخ واضرابهما ذكره النجاشي في ترجمة
عبيد الله بن أبي زيد أحمد بن يعقوب بن نصر الأنباري فقال: كان أبو
القاسم بن سهل الواسطي العدل يقول ما رأيت رجلا كان أحسن عبادة ولا
أبين زهادة ولا أنظف ثوبا ولا أكثر تخليا من أبي طالب إلى آخر كلامه.
٢٨٤٣: أبو القاسم الشاشي
اسمه جعفر بن محمد.
(٤٠٥)

٢٨٤٤: الشيخ أبو القاسم بن شبل الوكيل اسمه علي بن شبل بن أسد وهو بعينه ابن شبل الوكيل المذكور في
باب الابن.
٢٨٤٥: أبو القاسم الشريف المرتضى
اسمه علي بن الحسين بن موسى.
٢٨٤٦: أبو القاسم الطالقاني
اسمه حيدر بن شعيب.
٢٨٤٧: الشيخ أبو القاسم بن طي العاملي
اسمه علي بن علي بن جمال الدين محمد بن طي العاملي.
٢٨٤٨: الميرزا أبو القاسم بن الميرزا عبد النبي الحسيني الشيرازي المتخلص براز من أحفاد
المير السيد شريف الجرجاني.
كان عالما فاضلا حكيما متكلما عارفا اماميا شاعرا وله شعر جيد
بالفارسية ومنه قصيدة في مدح صاحب الزمان ع.
٢٨٤٩: أبو القاسم العجلي
اسمه بريد بن معاوية.
٢٨٥٠: الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا علي أكبر البيدآبادي الأصفهاني
توفي سنة ١٣٠١.
له علاج الأمراض بالأدوية والأدعية وله حقائق حدائق ظ الناظرين
فارسي مختصر.
٢٨٥١: المولى أبو القاسم بن علي بابا
عالم فاضل له أرجوزة في النحو تزيد على ألف بيت سماها الدرة فرع
من نظمها سنة ١٢٩٨.
٢٨٥٢: الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا علي نقي ابن السيد جواد الذي هو أخو بحر
العلوم الطباطبائي البروجردي
توفي سنة ١٢٧٧.
كان من العلماء الأجلاء مرجعا في بروجرد وهو أكبر من أخيه السيد
محمود شارح المنظومة.
٢٨٥٣: أبو القاسم الفارسي
اسمه جابر بن يزيد.
٢٨٥٤: أبو القاسم الفردوسي الطوسي الشاعر الفارسي الشهير صاحب الشاهنامة.
مولده ووفاته
ولد سنة ٣٢٣ أو ٣٢٤ ففي كتاب سخن وسخنوران لصديقنا
الفاضل المعاصر بديع الزمان بشرويه الخراساني ما تعريبه: ان ولادته على
الظاهر سنة ٣٢٣ وقال في الحاشية حيث إنه حين إكمال الشاهنامة كان
بحسب الحدس الصحيح في سن ٧٧ سنة أو ٧٦ سنة فيكون عام تولده هو
ما ذكرناه اه وذلك لأنه أكمل الشاهنامة سنة ٤٠٠ قال ومولده على
الأصح في قرية باز بالزاي المنقط فوقها ثلاث نقط التي تلفظ جيما تركية أو
فارسية أو باز بالزاي الخالصة أو فاز بالفاء قرية من قرى طوس من
نواحي طبران أو طابران التي هي مركز تلك الولاية وهما مدينتان من عمدة
مدن طوس وهذه القرية واقعة بين طوس ونيشابور وهذا قول صاحب أربعة
مقالات وعلى قول دولتشاه مولده بقرية شاداب من نواحي طوس وقيل مولده
بقرية رزان اه اما تاريخ وفاته فغير معلوم على التحقيق فإنه أتم
الشاهنامة سنة ٤٠٠ والله أعلم كم عاش بعد ذلك وقبره قريب من نيشابور
بينها وبين طوس على يمين الذاهب من نيشابور إلى طوس قريب الطريق
وعليه قبة رأيناه في سفرنا إلى المشهد المقدس سنة ١٣٥٣.
كنيته ولقبه واسمه واسم أبيه
كنيته أبو القاسم ولقبه الفردوسي لأنه كان يتخلص في أشعاره
بفردوسي على طريقة شعراء الفرس وعلمائهم في تخلصهم بلفظ منسوب
يشتهرون به كالفردوسي والمجلسي وغير ذلك. وفي سخن وسخنوران:
وهذا متفق عليه ولكن الخلاف في اسمه واسم أبيه فقيل اسمه حسن أو
أحمد أو منصور واسم أبيه علي أو إسحاق ابن شرفشاه أو أحمد بن فرخ ولا
يحضرنا دليل على ترجيح أحد الأقوال اه وحيث لم يعلم اسمه واسم أبيه
على التحقيق فقد ترجمناه بكنيته ولقبه المتفق عليهما.
أقوال العلماء والشعراء فيه
في كتاب سخن وسخنوران: الفردوسي أكبر شاعر فارسي وأشهر
بلغاء إيران. وأستاذ جميع فصحاء وشعراء الفرس بقول مطلق وله فضل في
أعناق جميع شعراء الفرس المتأخرين فإنه وسع لهم نطاق البيان ومهد طريق
الكلام وسهل طريقة الشعر وفتح باب صناعة النظم بأصرح إشارة وفي
المقامات المتعددة والجهات المختلفة والأفكار المتفاوتة جاء بأنواع العبارات
وألوان الكنايات.
أستاذ طوس له يد في تمام فنون الكلام من النسيب والغزل والحكمة
والاعتذار والإنذار والمدح والهجاء والرثاء والافتخار والعتاب وغيرها من
أغراض الشعر ولم يكن مقصورا على الشعر القصصي كما يتوهم بعض
منتحلي الأدب في هذا العصر ولا يقصر في ذلك عن غيره ولكن رأى أن
ذلك غير كاف في احياء القومية والوطنية واللسان الفارسي ورأى أن ترتيب
المقدمات وتنظيم البراهين لا ينفع لاقناع العوام وتحريضهم لأن مقدمات
البرهان وإن كانت بديهية في ذاتها فهي بعيدة عن أذهان العوام وإن كانت
نظرية فهم قاصرون عن ترتيبها والاستنتاج منها والمقدمات الظنية والخيالية
أشد تأثيرا فيهم وكلما كانت المقدمات قريبة إلى الحس وممثلة بشكل محسوس
تكون أقرب إلى التصديق ومن هذه الجهة كان التمثيل أحسن وسيلة لاقناع
الجمهور وبواسطة ذلك يمكن لفت نظر العامة وتحريكهم إلى أي مقصود
كان وغرض الشاعر تحريك العواطف والاحساسات فإذا التمثيل لأجل
هؤلاء أنفع الوسائل ولو كان أستاذ طوس استعمل في مقاصده الوطنية
والأخلاقية غير طريقة التمثيل فمن أين كان لشعره كل هذا التأثير ومن أين
كان ينتشر في الشوارع والأسواق ويكون حديث الناس فيها والآن مع هذا
الانحطاط الأدبي والأخلاقي فالناس تقرأ شعره في الشاهنامة في المحافل
والأندية بوضع خاص فيحرك احساساتهم وعواطفهم ويجسم لهم حب
الوطن.
الفردوسي أكبر شعراء إيران وأشهرهم لا لأنه اتي بالشعر الحماسي
الذي أحيا به القومية الإيرانية فحسب كلا بل كل من مارس فن البلاغة
وكان صاحب ذوق سليم وذهن مستنير ووقع في مضائق الشعر ومسالكه
الدقيقة ورأى الانتقاد وعرف مواقع الحروف والجمل وعلم وجوه الاتصال
(٤٠٦)

والانفصال يصدق حتما بان الفردوسي لا نظير له في إبداع الأساليب وحسن
التراكيب ومعرفة مواقع الفصل والوصل والابتداء والختم والاستطراد
وارسال الأمثال ودقة التشبيه والاستعارة ومراعاة مقتضيات الأحوال.
كان الفردوسي مطلعا على الأخبار والأحاديث الاسلامية وفي كثير من
الأمكنة تجد ترجمتها في الشاهنامة وأما انه كان عارفا بالعلوم البرهانية من
الفلسفة والرياضي فغير قابل للتشكيك لأنه مع قطع النظر عن
الاستدلالات المحكمة التي في الشاهنامة التي لا يقدر على ايجادها الا من
تمكن في معرفة البرهانيات، فيها من قوانين الإلهي والطبيعي شئ كثير.
الفردوسي كان طاهر الأخلاق عفيف النفس لم يدنس شعره بألفاظ
قبيحة كما يجري لبعض الشعراء وإذا اضطر إلى ذلك يأتي به بطريق الكناية
عدوا للجفاء والشدة واراقة الدماء. وكان محبا لوطنه ومواطنيه اه.
أقوال شعراء الفرس فيه
قال الأنوري الشاعر الفارسي فيما حكي عنه ما ترجمته: مرحبا
بمشاعر الفردوسي في مقامه النوراني الرفيع فما كان الفردوسي أستاذا ونحن
تلاميذه بل كان اله الشعر ونحن عبيده. ويقول ابن اليمني: ان الطابع
الذي نقشه الفردوسي على دنانير الكلام لم يتح لشاعر فارسي انه كلام هبط
من الثريا إلى الثرى فاصعد الفردوسي ورفعه من الثرى إلى الثريا.
ويقول النظامي: الفردوسي هو الشاعر التاريخي والعالم الطوسي هو
الذي زين بالشعر وجه الكلام كما زين بالحلي وجه العروس. وقال
السعدي: ما أجمل أقوال الفردوسي الطاهر الأصل فلتهبط شآبيب الرحمة
على ترابه الطاهر.
مؤلفاته
١ الشاهنامة المشهورة وهي شعر بالفارسية. ٢ كتاب يوسف
وزليخا وهو شعر فارسي أيضا.
الكلام على الشاهنامة
في كتاب سخن وسخنوران: المعروف ان الفردوسي نظم الشاهنامة في
زمان سلطنة السلطان محمود الغزنوي وبامره سنة ٣٨٩ ٤٢١ فبقي في
نظمها زيادة عن ثلاثين سنة ولكن هذا القول غلط لأن الشاهنامة بتصريح
الفردوسي نفسه تمت سنة ٤٠٠ حيث يقول:
ز هجرت شده پنج هشتاد بار كمه گفتم من أين نامه شاهوار
أي تمت بضرب خمسة في ثمانين من الهجرة وهذه السنة هي الثانية
عشرة من سلطنة محمود وكونه بقي في نظمها ثلاثين سنة ثابت بنص
الفردوسي فعليه لم يكن نظم الشاهنامة بأمر محمود بل إنه نظم القسم المهم
منها في زمان السامانيين ويحتمل قويا انه ابتدأ بنظمها سنة ٣٦٧ وعلى اليقين
انه لم يتأخر عن سنة ٣٧١ وعلى كل حال فالفردوسي بعد سنة ٣٦٧ كان
في صدد تحصيل نسخة الشاهنامة المنثورة تاليف أبو منصور محمد بن
عبد الرزاق من امراء خراسان وشرع في نظمها ولكنه لم يتمها بسبب
الانقلاب الذي حصل في خراسان بقتل أبي الحسين عبيد الله بن أحمد
العتبي وزير نوح بن منصور الساماني سنة ٣٧١ وعزل حسام الدولة أبو
العباس تاش من قواد خراسان ولموانع أخر وأخيرا أعطاه بعض أصدقائه من
أهل بلده نسخة من الشاهنامة المنثورة ورغبه في نظمها فشرع في ذلك (١)
فنظم منها نسخة مختصرة تمت سنة ٣٨٤ وفي هذه السنة ذهب إلى العراق
والتقى بموفق الدين وزير بهاء الدولة الديلمي ونظم له كتاب يوسف وزليخا
ثم عاد إلى خراسان واشتغل جديدا بنظم الشاهنامة وجعلها باسم محمود
الغزنوي وهذه تمت سنة ٤٠٠ فذهب في هذه السنة إلى غزنة مع جماعة
لتقديمها إلى اعتاب السلطان وكان يأمل بواسطة نظم هذه الشاهنامة الكبيرة
وما لاقاه في سبيل نظمها ان يحصل من السلطان على جائزة عظيمة تغنيه
مدة حياته مع تجهيز ابنته وسد خزان طوس ولكن السلطان لم يتوجه له أما
بسبب الوشاية به بأنه قرمطي أو شيعي أو معتزلي أو غير ذلك فتوارى
وذهب من غزنة إلى هراة بطريق اندراب منهزما وبقي في هراة ستة أشهر
مختفيا في دكان إسماعيل الوراق والد الأزرقي الشاعر وعلى بعض الروايات
انه ذهب إلى طوس ووضع نسخة الشاهنامة عند أسبهبد طبرستان وأراد ان
يجعلها باسمه وهجا محمودا بمائة بيت اشتراها منه اسبهبد بمائة ألف درهم
ثم رجع إلى طوس ولم يستفد من عناء ثلاثين سنة اه.
وقيل إنه أراد تتميم الشاهنامة التي بدأها الدقيقي ونظم منها ألف
بيت والظاهر أنه شرع في ذلك في عهد السامانيين ونظرا لأن السلطان
محمودا كان محبا للعلم والأدب توجه إليه لتتميم مقصده واتصل بالعنصري
والفرخي والعسجدي الذين كانوا من مقدمي الشعراء في عصره ومن
خواص شعراء السلطان فبعد ما رآه وعلم بمقصده من تمام الشاهنامة هيا له
محلا خاصا وتكفل بمؤونته وعين له خدما وزين بيته بصور الأبطال والملوك
والأسلحة حسب طلبه حتى أتم الشاهنامة وكان نظره من جائزة السلطان
محمود على الشاهنامة تجهيز بنته ومد خزان طوس وجائزة تكون مددا له في
شيخوخته فوعده ان يكافئه بستين ألف دينار ولكنه عملا بمشورة بعض
المغرضين بدل الدنانير بالدراهم فغضب الفردوسي من ذلك وقسم الأموال
بين حمامي وبائع شراب واعطى قسما منها لحاملها ثم هجا السلطان محمودا
هجاء مرا متضمنا التحذير من الايذاء والاغترار بالدنيا ثم هرب من غزنة
وأتى هراة وقيل رجع إلى طوس ويقال ان الشاه محمودا ندم على ما فعل
بنصيحة ناصر لك أحد الحكام في ذلك الوقت حيث بعث إليه كتابا يعظه
فيه وينصحه ويذكر له فناء الدنيا وبقاء الذكر الحسن ويذكره بتعب ثلاثين
سنة للفردوسي وما كان يؤمله منه فندم السلطان وأمر بستين ألف دينار
للفردوسي ولكن حينما كانت الدنانير تدخل باب بيته كانوا يخرجون جنازته
من باب آخر اه وفي كتاب سخن وسخنوران ما تعريبه: الشاهنامة
على القول المعروف وبنص الفردوسي ستون ألف بيت وفعلا تشتمل على
خمسين ألف بيت هي أحسن المنظومات الفارسية ومن المقطوع به ان ربعها
من الشعر العالي وربعها من الشعر الجيد وباقيها من الشعر المتوسط.
الشاهنامة اليوم من خزائن اللغة الفارسية وكنوز فصاحتها وهذا الكتاب
أقوى دليل على وسعة وقوة فكر ناظمه وقدرته على البيان واستقامة طبعه
واقتداره على الكلام واحاطته بالتعبير ومن هنا يعلم قدر ما عنده من
الاطلاع على الوقائع وما عنده من سعة الفكر وانه كان عنده من ذلك مادة
غزيرة حتى قدر ان يظهر تلك المعاني الصعبة بتلك العبارات الجميلة.

(١) هذا يدل على أن الابتداء بنظمها كان بعد سنة ٣٧١ لأنه في ذلك الوقت حصل على النسخة
المنثورة وحيث كان بصدد تحصيل النسخة المنثورة فظاهر الحال يقضي بأنه لم يشرع في النظم
قبل حصوله عليها.
(٤٠٧)

الشاهنامة مشتملة على معان مختلفة وليست كتاب قصص فقط ففيها
فلسفة وأخلاق وغزل وبالجملة فيها تمام فنون الشعر والفردوسي خرج من
العهدة في جميعها وأدى حقها كلها.
المحاورات اللطيفة والايجاز البليغ موجودان في غالب أقسام الشاهنامة
مما لم يتيسر لاحد من فحول الشعراء إلى المتوسطين، وكل من وقف في
ميدان المقابلة لها رجع مكسورا مهزوما.
أسلوب نظم الشاهنامة مقتبس من أسلوب القرآن الكريم. وكذلك
الكنايات المقبولة التي في أشعار العرب يأتي بها بنفسها أو بترجمتها وقد تكون
أحسن من الأصل ومن هنا يعلم أن الفردوسي كانت عنده مادة غزيرة من
أشعار العرب. ويحتمل قويا ان يكون أستاذا في العلوم العربية ولكنه كان لا
يستعمل الألفاظ الخارجة عن اللسان الفارسي ومن يقرأ الشاهنامة قلما
يحتاج إلى كتاب لغة الا نادرا اه وقال بعض فضلاء الإيرانيين في
وصفها: الشاهنامة هي المرجع المهم في التاريخ والأدب الفارسي لجميع
الأدباء والمؤرخين مرجع سهل على المتأخرين سبيل الشعر وهو كنز اللغة
الفارسية وقاموسها الرحيب فليس هو كتابا تاريخيا يشتمل على ذكر الملوك
والأبطال وقضايا إيران وحوادثها الماضية فحسب بل هو محتو على أغلب
فنون الأدب ففيه حكمة وغزل وأخلاق، كما أن فيه قصص الحروب
والأبطال وجميع نواحي العواطف الإنسانية من حب وهيام.
على أن ملحمة الشاهنامة لا تكتفي من الحوادث بسردها فقط ولكنها
تربط العلل بمعلولاتها والآثار بمؤثراتها وتشير إلى أسباب الطبيعة في سائر
القضايا وتتحدث عن الخصائص الاجتماعية ولا تكاد تبدأ بقصة أو تختمها
حتى تتوجها بالعبرة وتحذر من الاغترار بالدنيا والركون إليها وتقرنها بما
يلائمها من النصائح المناسبة لوقائعها المشاكلة لحوادثها وكل هذه القصص
ذات الأحداث الرائعة والقضايا المتسلسلة والحقائق العالية والأفكار الرحيبة
يجليها في أوضح مجاريها ويخرجها في أصدق صورها فتجد القصة مكتوبة
منظومة وتحس بها كأنها واقعة مشاهدة تراها رأي العين وتتحقق من مناظرها
وابطالها كأنك تعيش معهم وتحيا بينهم في أسلوب قريب أيضا تتعشقه كل
نفس ويستمرئه كل ذوق وهذا ما جعل الشاهنامة نشيد الخاصة والعامة على
السواء واتخذ أنيس المحافل فهو يبعث كوامن العواطف والاحساسات
ويحمل النفس على التحلي بالشجاعة وركوب الأخطار وقوة العزيمة
والاصطبار على نوائب الأيام.
وقد أجمع علماء الشرق والغرب على رأي واحد تجاه الشاهنامة هو
اعتبارها أدبا عاليا وشعرا في اسمى طبقة لم يتوجه إليه أحد بنقد ينال من
سمائها عدا البروفسور براون فقد ذكر في مؤلفه في الأدب الفارسي ان
الشاهنامة ليست في المستوى العظيم من الشعر ثم إنه لا يجحد مكانتها في
اللغة والأدب والتاريخ على أن مستر براون هو الذي انفرد بهذا الشذوذ
وهذا التفرد الغريب في نقده ولكن اجماع علماء الأمم وأدباء العالم مع تباين
الأذواق والنزعات على تقديرها والحفاوة بها هو أعظم رد على نقد المستر
براون وأكبر برهان على القيمة التي حازها الفردوسي وليس بضائره بعد
ذلك شذوذ فرد وانفراد رأي. على أن كل شعب اعلم بأدبه وخصائص
الشعر فيه وأقدر على التمييز بين الغث والسمين فان الحالة الفنية تقضي
امتزاجا تاما بالبيئة التي صدر عنها ذلك الفن ونشأت فيها تلك الصور
الأدبية وليس من شك في أن مثل براون يعوزه الاتصال الكافي بالفرس من
جهات عديدة فمع احترام رأيه فان هذا الرأي خارج عن الصواب ولا سيما
إذا لاحظنا ان شعراء عديدين حاولوا تقليد الفردوسي ونظموا الحوادث
والملاحم فما بلغوا شاوه ولا ظفروا في محاكاته بطائل ونحن لا ندعي ان كل
بيت في الشاهنامة هو بيت القصيد فان سفرا جامعا مثل هذا الكتاب فيما
حوى من حوادث وقصص واسعة الأطراف لا تخلو أن تكون بعض أشعاره
خيرا من بعض واعتراف الشعراء أنفسهم وهم أولى الناس بتقدير فنهم،
فيه غناء عن الدفاع عن مقام حرمتها.
مقتبسات معربة من الشاهنامة
ما ذا تريد من الحياة الطويلة المدى وهي مقفلة الأسرار والغيوب فإنها
تربيك أولا بشهد اللذات ولا تسمعك الا ارق النغمات فتظنها قد بذلت
لك كل حبها وهي لا تعبس في وجهك فأنت بها فرح تبذل لها ودائع قلبك
وأسرار نفسك ثم تلعب معك دورا بعد ذلك يترك قلبك داميا هكذا هذه
الحياة المنقضية فلا تبذر فيها الا بذور الخير.
تعال بنا، لا نودع هذه الحياة بسوء، ولنكن مجدين في أن ننال منها يد
الخير، لا شئ من الخير والشر يبقى أبديا، فاجمل بنا أن يكون الخير هو
الذكرى بعدنا، ان كنز الدنانير وقصور الذهب لن تكون لك بنافعة ولكن
الكلام هو الذكرى الباقية فلا تظنن الكلام أمرا هينا:
ان أفريدون فرخ ما كان ملكا * ولا كان مخلوقا من مسك وعنبر
ولكن بالعدل والجود وجد هذه الذكرى * فكن جوادا عادلا تكن أنت أفريدون
اني أحب من الحياة زاوية * أجد وأجتهد فيها لجمع زادي
لا تؤذ نملة تجر الحبة إلى قراها * فان لها روحا والروح حلو لذيذ
انه لحجري القلب أسوده * من تكون نملة منه في ضيق
أيتها الحياة كلك وهم وانتفاخ * لا يكون العاقل بأفعالك طروبا
إذا نظرت إلى أفعالك * لا أجد فيها الا خيالا
وما أحسن الذي يجعل الذكر الجميل * فيك أثرا سواء أ عبدا كان أو ملكا
لا تركن إلى هذه الحياة ولا تأمن بسرائرك لها فان لها في كل حين
طرازا من اللعب جديدا ترفع واحدا من مجرى الأسماك إلى مسرى القمر
وتخفض الآخر من السماء إلى الهاوية:
ان الحياة عبرة وحكمة * فلما ذا يكون نصيبك فيها الغفلة
لقد أكثرت تشاغلك بالحياة وحرصك عليها
حتى مضى أصحابك عنك * وبقيت وحدك في تشاغلك
(٤٠٨)

انظر يمينا ويسارا ولا أعرف أول الدهر من آخره هذا يعمل سوءا
فتاتيه الحياة عفوا ذلولا وآخر يعمل الخير محضا فلا يلقى منها الا كدرا لا
تؤذ روحا ولا تغضب منك قلبا فان هذا الدهر ليس أبديا كما أنه ليس
صالحا كان كذلك وسيمضي هكذا هكذا يصنع هذا الفلك الهرم يأخذ من
الرضيع ثدي أمه.
الكلام على كتاب يوسف وزليخا
في كتاب سخن وسخنوران: منظومة يوسف وزليخا عملها بطلب
الموفق أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل الإسكافي وزير بهاء الدولة
الديلمي وذلك على الظاهر في سنة ٣٨٦ وهذا الكتاب وإن كان فيه أبيات
مفردات وقطع جيدة ولكن إذا نظرنا إلى مجموع شعره لا نراه في الدرجة
العالية والفرق بينه وبين الشاهنامة كما بين السماء والأرض وذلك مورد
العجب والحيرة اه.
٢٨٥٥: الميرزا أبو القاسم القمي
يأتي بعنوان أبو القاسم بن محمد حسن الجيلاني.
٢٨٥٦: أبو القاسم القابوسي
اسمه منذر بن محمد بن المنذر.
٢٨٥٧: أبو القاسم القزاز الكوفي
اسمه سعيد بن أحمد بن موسى.
٢٨٥٨: أبو القاسم القشيري الخزاز الكوفي
اسمه علي بن الحسن بن القاسم.
٢٨٥٩: أبو القاسم بن قولويه
اسمه جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه.
٢٨٦٠: أبو القاسم الكاتب السرمرائي
اسمه هارون بن مسلم.
٢٨٦١: الميرزا أبو القاسم الكاشاني
توفي قبل سنة ١٣٠٦.
قال صنيع الدولة في المآثر والآثار: العالم الرباني والفقيه بلا ثاني كان
له الرياسة والوجاهة والاجتهاد والفقاهة توائم وكانت له مزايا كثيرة تفرد بها
رضوان الله عليه اه.
٢٨٦٢: السيد الميرزا أبو القاسم ابن الأمير كاظم ابن الأمير محمد حسين ابن الأمير
محسن بن سليم بن برهان الدين ابن السيد شاهي الموسوي الزنجاني.
تنتهي سلسلة نسبه الشريف إلى الإمام موسى الكاظم ع بنيف وعشرين
واسطة
ولد سنة ١٢٢٤ أو ١٢٢٥ وتوفي بمدينة زنجان يوم الاثنين ثالث
جمادي الأول سنة ١٢٩٢ أو ١٢٩٣ ودفن في قبة مخصوصة خارج بلدة
زنجان.
كان عالما فاضلا جليل القدر رفيع المنزلة وكانت له عين باكية في
مصائب أهل البيت ع واشتغال بالعبادة تلمذ في العراق على
السيد محمد باقر الرشتي الأصبهاني صاحب مطالع الأنوار وعلى الحاج محمد
إبراهيم الكلباسي صاحب الإشارات وعاد إلى زنجان سنة ١٢٥٣ وحصلت
له بها رياسة عظيمة وثروة وافرة وله قضايا معروفة في فتنة البابية بزنجان.
مؤلفاته
١ مقاليد الأبواب. ٢ نار الله الموقدة في ذكر المصائب
بالفارسية. ٣ هداية المتقين في العقائد الأصولية والفروع. ٤ حجة
الأبرار في اثبات حرمة الخمر في الشرائع السابقة. ٥ رسالة في الحبوة
مبسوطة. ٦ المقاصد المهمات في صيغ العقود والايقاعات. ٧ ايضاح
الدلائل في حساب عقد الأنامل. ٨ تخريب الباب ٩ رد الباب.
١٠ سد الباب. ١١ قلع الباب. ١٢ قمع الباب كلها في رد البابية.
١٣ عصا موسى في جواب شبهات الشيخ عبد الرحيم الكركوكي الذي
حلف بالطلاق انه لا جواب لها. ١٤ قرة الأبصار في اثبات امامة الأئمة
الأطهار. ١٥ فصل الخطاب في شرح علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل
.
خلف ثلاثة أولاد الميرزا أبا طالب والميرزا أبا المكارم والميرزا أبا عبد
الله.
٢٨٦٣: الشيخ أبو القاسم بن كميح
في الرياض: فاضل عالم كامل يروي عن ابن البراج عن المفيد ويروي
عن ابن شهرآشوب كذا يظهر من مناقب ابن شهرآشوب وهو أخو أبي
جعفر بن كميح المذكور سابقا اه.
٢٨٦٤: أبو القاسم الكنجي
اسمه يحيى بن ذكريا.
٢٨٦٥: السيد أبو القاسم الكوفي
اسمه علي بن أحمد الكوفي.
٢٨٦٦: أبو القاسم الكوفي
اسمه يحيى بن عقبة.
٢٨٦٧: أبو القاسم الكوفي السورائي
اسمه حميد بن زياد.
٢٨٦٨: أبو القاسم الكوفي صاحب أبي يوسف القاضي
وقع في طريق الصدوق في باب أبطال العول من الفقيه.
٢٨٦٩: أبو القاسم الكوفي الصيرفي
اسمه عبد الرحمن بن أبي حماد.
٢٨٧٠: ابن الفقيه أبو القاسم بن محمد
في الرياض: من أجلة علماء أصحابنا له كتاب قال محمد بن أبي القاسم
الطبري في أوائل كتاب بشارة المصطفى وجدت في كتاب ابن الفقيه أبي
القاسم بن محمد رحمة الله عليه مكتوبا بخطه حدثني الشيخ الحسن المتكلم
قال حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد السناني عن عبد الله بن عدي بحرجان
عن الفضل بن عبد الله بن مخلد عن محمد بن يحيى بن ضريس الكوفي بفيد
عن إسماعيل بن سهل عن محمد بن علي عن قتادة عن سفيان الثوري
الخ... وأظن أن النسخة سقيمة والصواب في كتاب أبي الفقيه أبي
القاسم بن محمد وعلى هذا فهو والد صاحب بشارة المصطفى بعينه اه.
(٤٠٩)

٢٨٧١: أبو القاسم المحقق الحلي
اسمه جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد ومضى بعنوان
أبو القاسم الحلي.
٢٨٧٢: الميرزا أبو القاسم بن محمد إبراهيم الرشتي الأصفهاني
فاضل أديب له كتاب التحفة الناصرية في الفنون الأدبية منتخبات من
أشعار العرب مرتبة على الأبواب مع الترجمة بالفارسية صنفه باسم ناصر
الدين شاة القاجاري مطبوع في مجلد كبير.
٢٨٧٣: الشيخ أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي
في رياض العلماء: الفاضل العالم الكامل المعروف بالحاسمي كان من
أكابر مشائخ أصحابنا والظاهر أنه من قدماء الأصحاب قال الأمير السيد
حسين العاملي المعروف بالمجتهد المعاصر للشاه عباس الأول في أواخر
رسالته المعمولة في أحوال القوم في النشأتين عند ذكر بعض المناظرات
الواقعة بين الشيعة وغيرهم هكذا: وثانيهما حكاية غريبة وقعت في البلدة
الطيبة همذان رأيت في كتاب قديم يحتمل بحسب العادة انه مضى على
كتابته ثلثمائة سنة وكان في أول الكتاب أنه وقع بين بعض علماء الشيعة
الاثني عشرية واسمه أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين عالم
آخر وهو رفيع الدين حسين مصادقة ومصاحبة قديمة ومشاركة في الأموال
ومخالطة في أكثر الأحوال والأسفار وكل منهما لا يخفي عقيدته عن الآخر
وعلى سبيل الهزل ينسب أبو القاسم رفيع الدين إلى الناصبي وينسب رفيع
الدين أبا القاسم إلى الرافضي ولا يقع بينهما مباحثة في المذهب إلى أن اتفق
اجتماعهما في مسجد همذان المسمى بالمسجد العتيق وانجر الكلام بينهما إلى
التفضيل واستدل أبو القاسم على مدعاه بآيات وأحاديث وكرامات ومقامات
ومعجزات واستدل رفيع الدين بالمخالطة والمصاحبة في الغار والمخاطبة
بالصديق والاختصاص بالمصاهرة والخلافة والإمامة وبما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنت بمنزلة القميص الحديث واقتدوا بالدين من بعدي فقال أبو القاسم
انك تعلم أن عليا هو الصديق الأكبر والفاروق الأزهر أخو الرسول وزوج
البتول وان عليا ليلة الغار اضطجع على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشاركه في
حال العسر والفقر وسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبواب الصحابة من المسجد الا بابه
وحمل عليا على كتفه ليكسر الأصنام في أول الاسلام وزوج الحق جل وعلا
فاطمة لعلي في الملأ الأعلى وقتل عمرو بن عبد ود وفتح خيبر وما أشرك بالله
طرفة عين بخلاف غيره وشبه صلى الله عليه وآله وسلم عليا ع بالأنبياء الأربعة بقوله من أراد
أن ينظر إلى آدم في علمه والى نوح في فهمه والى موسى في بطشه والى عيسى
في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب ومع وجود هذه الفضائل والكمالات
الظاهرة الباهرة وقرابته للرسول كيف يعقل تفضيل غيره عليه ولما سمع
رفيع الدين ذلك من أبي القاسم تغير عليه وبعد اللتيا والتي قال له رفيع
الدين أول من يأتي إلى المسجد فلنرض بحكمه بيننا ولما كانت عقيدة أهل
همذان ليست مثل عقيدة أبي القاسم خاف من هذا الشرط ثم رضي به
كرها فدخل شاب عليه أثر السفر وتلوح عليه مخائل الجلالة والنجابة فسأله
رفيع الدين عن ذلك وأكد عليه بالقسم أن يظهر عقيدته على ما هو الواقع
فانشا هذين البيتين:
متى ما أقل مولاي أفضل منهما أكن للذي فضلته متنقصا
أ لم تر ان السيف يزري بحده مقالك ان السيف امضى من العصا
فرجع رفيع الدين إلى مذهب أبي القاسم اه.
٢٨٧٤: الميرزا أبو القاسم بن الملا محمد بن الملا أحمد النراقي القاشاني.
من بيت جليل قديم في العلم كان عالما فاضلا فقيها جليل مرجعا في
الأحكام في كاشان مدرسا في الفقه والأصول انتهت إليه رياسة آبائه الكرام
في تلك البلاد في التدريس وغيره له رسالة في حجية الظنون الخاصة من
علماء عصر الشاه ناصر الدين القاجاري.
٢٨٧٥: الميرزا أبو القاسم بن المولى محمد تقي الشهيد البرقاني
كان المرجع العام في الأحكام في قزوين عالم فاضل جليل كبير نافذ
الحكم مروج للعلم والدين في تلك البلاد لم يكن أكبر منه في الرياسة
الشرعية له مصنفات وكان في علماء عصر السلطان ناصر الدين شاة
القاجاري.
٢٨٧٦: الشيخ أبو القاسم بن ملا محمد تقي القمي
توفي في أواسط شهر جمادى الثانية سنة ١٣٥٣ عن سبعين وبضع.
كان عالما فاضلا محققا مدققا فقيها أصوليا تقيا زاهدا معروفا بالفضل
وسعة الاطلاع ودقة النظر وكان يفضل على الشيخ عبد الكريم اليزدي
الرئيس المعروف في قم وكانا متعاصرين في بلدة واحدة والرياسة للثاني رأيناه
في قم في هذه السنة وجرت بيننا وبينه مباحثات فقهية عرفنا منها فضله ودقة
نظره ثم جاءنا خبر وفاته ونحن في كرمانشاه وسمعنا الثناء عليه من فضلاء
قم وغيرها قرأ على الشيخ محمد جواد القمي من أعاظم علماء قم وعلى
الشيخ ميرزا حسين بن ميرزا خليل الطهراني النجفي وعلى شيخنا الأستاذ
الآقا رضا الهمداني صاحب مصباح الفقيه وعلى الشيخ ملا كاظم الخراساني
والسيد كاظم اليزدي وغيرهم له من المؤلفات كتاب في الأصول.
٢٨٧٧: الميرزا أبو القاسم بن محمد تقي بن محمد قاسم بن عبد علي بن الحسن بن
عبد الحسين بن عبد الحسن بن القاسم بن علي بن محسن بن القاسم
الأوردبادي النجفي
ولد في تبريز في جمادى الأولى سنة ١٢٧٤ وتوفي في همذان في طريقه
إلى زيارة الإمام الرضا ع خامس شعبان سنة ١٣٣٣ ونقله ولده الميرزا
محمد علي إلى النجف الأشرف ودفن في إحدى حجر الصحن الشريف.
والأوردبادي نسبة إلى اردوآباد بلدة من بلاد إيران يتخللها نهر
كبير اسمه ارس. هاجر إلى العراق وتوطن النجف حتى توفي قبيل الحرب
العامة كان عالما فقيها تقيا ورعا خشنا في ذات الله أحد مراجع التقليد في
آذربايجان وقفقاسيا رجع إليه بعض أهل تلك البلاد بعد وفاة المامقاتي
والشرابياني واحد أئمة الجماعة في الصحن الشريف العلوي شهد باجتهاده
الميرزا الشيرازي والشيخ زين العابدين المازندراني الحائري والفاضل ملا
محمد المازندراني والشيخ محمد طه نجف وفي حدود سنة ١٣٠٨ ذهب إلى
تبريز واكب على التدريس ونشر أحكام الدين ثم عاد إلى النجف سنة
١٣١٥ مقيما للجماعة والتدريس وفي سنة ١٣٣٣ توجه لزيارة الرضا ع
فتوفي في همذان كما مر.
مشائخه
قرأ على الملا محمد الإيرواني والملا علي النهاوندي والشيخ محمد حسين
الكاظمي والميرزا حسين قلي الهمذاني المشهور في علم الأخلاق ويروي
بالإجازة عن الشيخ محمد طه نجف.
(٤١٠)

مؤلفاته
له من المؤلفات: ١ القبسات في أصول الدين. ٢ مناهج اليقين
في الرد على النصارى. ٣ الشهاب المبين في إعجاز القرآن فارسي. ٤
رسالة مختصرة منه. ٥ الشهب الثاقبة في الرد على القائلين بوحدة الوجود
فارسي مطبوع. ٦ رسالة في بعض معاني ذلك الكتاب طبعت معه. ٧
رجوم الشياطين في الرد على مير كريم قاضي بادكوبه في تفسيره المطبوع
وكلاهما بالتركية. ٨ النجم الثاقب في نفائس المناقب. ٩ السهام النافذة
في الرد على البابية. ١٠ المسائل الشكوية. ١١ نور الضياء في مسالة
تحريف الكتاب. ١٢ كتاب في
أصول الدين فارسي. ١٣ مسائل الأصول في أصول الفقه جزءان. ١٤ رسالة في التعادل والترجيح.
١٥ الطهارة في الفقه مطول. ١٦ الطهارة أيضا متوسط. ١٧ الطهارة
أيضا مختصر. ١٨ الصلاة. ١٩ الزكاة. ٢٠ الخمس والأنفال. ٢١
الصوم. ٢٢ الاعتكاف. ٢٣ الحج والمزار. ٢٤ الحج أبسط منه.
٢٥ الجهاد. ٢٦ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ٢٧ المتاجر.
٢٨ الصيد والذبائح. ٢٩ الأطعمة والأشربة. ٣٠ المواريث.
٣١ القضاء. ٣٢ القصاص. ٣٣ الديات. ٣٤ منهج السداد في
فقه العبادات فارسي مطبوع. ٣٥ مناسك الحج فارسي مطبوع.
٣٦ تكملة منهج السداد من الجهاد إلى الديات فارسي. ٣٧ حاشية على
رسائل الشيخ مرتضى. ٣٨ رسالة في شروط المزارعة. ٣٩ رسالة في
عدة المتعة المنقضي أجلها أو الموهوبة مدتها. ٤٠ رسالة في التصرف في
الأراضي المملوكة بإذن مالكها ومسائل أخر. ٤١ رسالة في علم المطلقة
الرجعية بالرجوع وعدمه. ٤٢ شرح مبحث الإمامة من عقائد النسفي.
٤٣ منظومة في المنطق. ٤٤ حواش على تصريف الزنجاني.
٤٥ حواشي المطول. ٤٦ رسالة في الاحتكار. ٤٧ رسالة في الأوزان
والمقادير الشرعية. ٤٨ رسالة في اقرار أحد الشريكين الثابتة يد كل منهما
على نصف العين بان ثلثها لفلان وكذبه الآخر. ٤٩ مقدمة على منهج
السداد فارسية. ٥٠ رسالة في عقائد ملا نصر الدين الصحافي المعاصر
بقفقاسيا فارسية. ٥١ حواشي الجامع العباسي. ٥٢ حواش على
رسائل عملية.
٢٨٧٨: أبو القاسم بن محمد التنوخي
في الرياض اسمه علي بن القاضي أبي علي المحسن صاحب كتاب
الفرج بعد الشدة ابن القاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم داود
بن إبراهيم بن تميم القحطاني التنوخي ويعرف بالقاضي التنوخي والانتساب
إلى الجد الأعلى شائع ويحتمل ان يكون المراد منه جده أعني القاضي أبو
القاسم علي بن محمد وهو أقرب لفظا والأول أقرب معنى لأن سبطه مجزوم
بتشيعه بخلاف جده وفي موضع آخر من الرياض وقد يطلق على جده
القاضي أبي القاسم علي بن محمد اه.
٢٨٧٩: الميرزا أبو القاسم ابن المولى محمد حسن ويقال ابن الحسن الجيلاني الشفتي
الرشتي أصلا الجابلاقي مولدا ومنشأ القمي جوارا ومدفنا صاحب القوانين
المعروف بالميرزا القمي واسمه كنيته
ولد سنة ١١٥٠ أو ١١٥١ أو ١١٥٣ وتوفي سنة ١٢٣١ أو ١٢٣٣
بقم وقبره مزرور متبرك به.
الجيلاني بكسر الجيم وسكون الياء نسبة إلى جيلان ويقال كيلان
بكاف فارسية قطر من بلاد إيران قاعدته رشت والشفتي بفتح الشين
وسكون الفاء نسبة إلى شفت قرية من قرى رشت والجابلاقي نسبة إلى
جابلاق بجيم فارسية وباء فارسية مضمومة وقاف آخر الحروف ناحية
مشتملة على ثلثمائة قريبا وهي من توابع دار السرور التابعة بروجرد.
أقوال العلماء فيه
كان مجتهدا محققا مدققا فقيها أصوليا علامة رئيسا مبرزا من علماء
دولة السلطان فتح علي شاة القاجاري واشتهر بين العلماء بالمحقق القمي وفي
عباراته شئ من الإغلاق وانفرد بعدة أقوال في الأصول والفقه عن المشهور
كقوله بحجية الظن المطلق واجتماع الأمر والنهي في شئ واحد شخصي
وجواز القضاء للمقلد برأي المجتهد وغير ذلك وقد قيل في حقه: هو أحد
أركان الدين والعلماء الربانيين والأفاضل المحققين وكبار المؤسسين وخلف
السلف الصالحين كان من بحور العلم وأعلام الفقهاء المتبحرين طويل الباع
كثير الاطلاع حسن الطريقة معتدل السليقة له غور في الفقه والأصول مع
تحقيقات رائقة وله تبحر في الحديث والرجال والتاريخ والحكمة والكلام كما
يظهر كل ذلك من مصنفاته الجليلة هذا مع ورع واجتهاد وزهد وسداد
وتقوى واحتياط ولا شك في كونه من علماء آل محمد وفقهائهم المقتفين
آثارهم والمهتدين بهداهم اه وفي روضات الجنات: كان محققا في الأصول
مدققا في المسائل النظرية شانه أجل من أن يوصف ورعا جليلا كثير الخشوع
غزير الدموع طيب المعاشرة جيد الخط بقسميه المشهورين اه وفي قصص
العلماء: عيلم تدقيق وعلم تحقيق علامة فهامة مقنن القوانين وناهج مناهج
الصدق واليقين قدوة العلماء العاملين وأسوة الفقهاء الراسخين ورئيس الدنيا
والدين أزهد أهل زمانه وأورع المتورعين وأعلم وافقه المعاصرين اه.
وقال تلميذه الشيخ أسد الله صاحب المقابيس: الشيخ المعظم العالم
العلم المقدم مسهل سبيل التدقيق والتحقيق مبين قوانين الأصول ومناهج
الفروع كما هو به خقيق المتسنم ذروة المعالي بفضائله الباهرة الممتطي صهوة
المجد بفواضله الزاهرة بحر العلوم الخائض بالفوائد والفرائد الكاشف
بفكره الثاقب عن غوالي الخرائد شمس النجوم المشرقة بأنوار العوائد على
الأوائل والأماجد والأداني والأباعد الأجل الأمجد الأعبد الأزهد الأورع
الأتقى الأسعد الأوحد شيخنا ومولانا ومقتدانا الذي لم يعلم له في الفقهاء
سمي الميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي أدام الله عليه عوائد لطفه
الأبدي وفيضه السرمدي وهو صاحب القوانين في الأصول والمناهج والغنائم
ومرشد العوام الفارسي في الفقه وغيرها من الرسائل والمسائل والفوائد
العظيمة المنافع العميمة العوائد اه ونقلناه مع ما فيه من ضعف العبارة
لأنه كلام عالم جليل يتضمن أعلى المدح لصاحب الترجمة. وذكره السيد
عبد الله ابن السيد محمد رضا الحسيني في اجازته للشيخ أحمد الأحسائي
فقال: الشيخ المعظم والعلم المقدم مسهل سبيل التدقيق والتحقيق مبين
قوانين الأصول ومناهج الفروع كما هو به حقيق الميرزا أبو القاسم الجيلاني
القمي قدس الله روحه ونور ضريحه اه. وفي الروضات: ذكره خصمه
الألد ميرزا محمد عبد النبي النيسابوري الشهير بالاخباري الذي يعبر عنه
وعن اتباعه بالقاسمة وعن صاحب الرياض وأصحابه بالأزارقة وعن الشيخ
جعفر صاحب كشف الغطاء واقرانه بالأموية في كتاب رجاله الكبير فقال:
فقيه أصولي مجتهد مصوب معاصر يروي عن شيخنا محمد باقر البهبهاني
مع اه ولفظه مع عنده رمز إلى معتبر الحديث كما أن صح رمز لصحيحه
(٤١١)

و ح لحسنه ومن لموثقه وض لضعيفه وقوله مصوب افتراء منه فليس في
الامامية من يقول بالتصويب الباطل الذي هو بمعنى ان ما أدى إليه نظر
المجتهد فهو حكم الله الواقعي لا هو ولا غيره ولعله يريد به التصويب في
الحكم الظاهري الذي هو بمعنى المعذورية.
أحواله
أصل أبيه من شفت من قرى رشت وجيلان ثم سكن جابلاق من
أعمال دار السرور فولد ابنه أبو القاسم هناك واشتغل أولا على أبيه في
العلوم الأدبية ولما بلغ مبلغ الرجال انتقل إلى بليدة خوانسار واشتغل على
السيد حسين الخوانساري جد صاحب روضات الجنات عدة سنين في الفقه
والأصول وتزوج بأخته ثم توجه إلى العراق فقرأ على الآقا محمد باقر
البهبهاني في كربلا. وفي قصص العلماء انه كان في أول أمره فقيرا للغاية
وكان الآقا البهبهاني يتعبد بالاجرة وينفق عليه وهذا ما لا يكاد يصح فالآقا
البهبهاني كان رئيس زمانه والأموال تجبى إليه فلا يحتاج إلى أن يتعبد بالاجرة
وينفق على الميرزا القمي وإن كان ذلك في أول امره فلم يكن معروفا
ليقصده الميرزا ويقرأ عليه قال ثم عاد إلى بلاد العجم مجازا من شيخه
البهبهاني فجاء أولا إلى وطن أبيه دره باع من قرى جابلاق ولما كانت
هذه القرية صغيرة وأسباب معاشه فيها ضيقة انتقل منها إلى قرية قلعة
بابو من قرى جابلاق وصار المتكفل بأموره الحاج محمد سلطان من أعيان
جابلاق وأرباب الثروة والتدين وأحب الميرزا وأعانه وقرأ عليه هناك رجلان
أحدهما ميرزا هداية أخو الحاج محمد سلطان والآخر علي دوستخان ابن
الحاج طاهر خان فقرأ عليه في النحو والمنطق في شرح الجامي وحاشية ملا
عبد الله ولم يكن أهل تلك القرية يعرفون قدره بل إنهم استخفوا به فانتقل
إلى أصفهان وأخذ يدرس في مدرسة كاسه گران مدة من الزمان فالحق به
أحد علماء الدنيا بعض الأذى حسدا لما رأى فيه من آثار الرشد فسافر إلى
شيراز وكان ذلك في أيام سلطنة كريم خان الزندي فبقي هناك سنتين أو
ثلاثا وأعانه الشيخ عبد المحسن أو ابنه الشيخ مفيد بمبلغ سبعين تومانا أو
مائتي تومان على اختلاف الحكايتين فرجع إلى أصفهان ولم يكن عنده كتب
فاشترى بعض كتب الاستدلال واللغة والحديث ويقال ان الكتب كانت
يومئذ تباع بالوزن ثم رجع من هناك إلى قرية بابو واشتغل عليه بعض
الطلاب في الفقه والأصول ولكن لما كان البلد خاليا من العلماء والفضلاء
والطلبة وأمر معاشه فيها ضيقا انتقل إلى قم اه ويقال ان أهل قم هم
الذين طلبوا منه الإقامة في بلدهم فأجابهم وتوطن قما ودرس بها وألف أكثر
كتبه فيها وطار ذكره في إيران وقلده الناس وبقي فيها إلى أن توفي وكان مدة
اقامته فيها مشغولا بالتأليف والتصنيف والمقابلة والتدريس وأجوبة الاستفتاء
وصلاة الجمعة والجماعة وإرشاد الخلق. وكان له مع الملا علي النوري
الأصفهاني الحكيم الإلهي المعروف وداد صميم وبينهما مكاتبات في المسائل
العلمية وجملة منها بطريق السؤال والجواب مدرجة ضمن المسائل المتفرقة في
آخر جامع الشتات.
وفي الروضات انه كانت بينه وبين السيد علي الطباطبائي صاحب
الرياض مخالفات ومنافرات كثيرة في المسائل العلمية قال وذكر لي شيخنا
الفقيه المتبحر السيد صدر الدين الموسوي العاملي انه كان في تلك الأيام
بكربلا فكان صاحب الرياض يناظره في كثير من مسائل الفقه والأصول
حيثما اجتمع به ويضيق عليه في المناظرة ويقول لي تكلم معه فيما تريده من
المسائل لتعلم انه ليس بشئ قال ولا يبعد كون صاحب الرياض يعتقد فيه
ذلك لأنه كان قليل الحافظة ولذا حكي عنهما انه في بعض المجالس جعل
السيد يستطيل عليه في المناظرة ويقول له برفيع صوته قل حتى أقول والميرزا
يجيبه بصوت منخفض اكتب حتى اكتب وكان الميرزا يرى حرمة الزبيب
المطبوخ في المرق حتى يغلي قبل ذهاب ثلثيه ونجاسته كالعصير العنبي
وصاحب الرياض يرى حل العصير الزبيبي وطهارته فاتفق ان السيد دعا
الميرزا إلى ضيافته في كربلا حين جاءها الميرزا زائرا وكان على المائدة مرق
فيه الزبيب فلما أكل منه الميرزا وأحس بطعم الزبيب قام ليغسل فمه وقال
للسيد نعم الضيافة ضيافتك آذيتنا وأطعمتنا النجس ولم يقرب الطعام.
ومما يحكى عن الميرزا القمي في أيام تحصيله واشتغاله بالمطالعة انه
كان إذا غلبه النوم وضع على السراج طاسة ووضع يده عليها ونام بمقدار ما
تسخن الطاسة فلا يطيق وضع يده عليها فينتبه.
قال وكان يرجع عند شكه في مسائل الفقه في وجود مخالف في
المسألة إلى سيدنا الفقيه المتتبع السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة
أيام مقامه عنده ونزوله عليه في قم المباركة اه.
أقول ويحكى انه لما زار العتبات الشريفة بعد مجاورته بقم وأراد
علماء النجف الأشرف مناظرته في مسالة حجية الظن المطلق اختاروا لذلك
السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى الحسيني العاملي أخا جد والد
المؤلف وكان مبرزا في علم الأصول فاورد عليه ايرادات كثيرة لم يجب الميرزا
عن جميعها في المجلس ثم ذكرها في قوانينه في ذلك المبحث بصورة فان قلت
قلت فالأسئلة الكثيرة في ذلك المبحث هي للسيد حسين المذكور.
مشايخه
قرأ أولا على والده ثم على السيد حسين الخوانساري ثم على الآقا
البهبهاني كما مر ويروي بالإجازة عن شيخه البهبهاني المذكور وعن الشيخ
محمد مهدي الفتوني العاملي والآقا محمد باقر الهزارجريبي النجفي. وفي
المقابيس: وقد روى عن الأستاذ الأعظم الآقا البهبهاني والشيخ الفتوني
وغيرهما اه.
تلاميذه
يروي عنه صاحب المقابيس الشيخ أسد الله التستري صرح بذلك في
مقدمة المقابيس والسيد محسن الأعرجي صاحب المحصول والكرباسي
صاحب الإشارات وتلميذ المترجم صاحب مطالع الأنوار والسيد عبد الله
شبر ويروي عنه أيضا تلميذاه السيد محمد مهدي الخوانساري صاحب
الرسالة المبسوطة في أحوال أبي بصير وابن أخيه السيد علي شارح منظومة
بحر العلوم شرحا لم يتم. وفي روضات الجنات انه كان كثير العناية بهما
شديد المحبة لهما كثير الاعتماد عليهما مصرحا بفضلهما واجتهادهما وتقدمهما
على جميع تلاميذه اه ويروي عنه السيد جواد العاملي صاحب مفتاح
الكرامة. ورأيت اجازته له بخطه على ظهر بعض مجلدات الكتاب المذكور
وتاريخها في جمادي الأولى سنة ١٢٠٠.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة بالعربية والفارسية: ١ القوانين المحكمة في
الأصول وحواشيها طبعت عدة مرات صنفها حين قرأ الطلاب عليه معالم
الأصول وأورد فيها حاصل حاشيتي الفاضل الشيرواني وسلطان العلماء على
(٤١٢)

المعالم ولذا حكي عن بعض معاصريه أنه قال له انما جمعت القوانين من
المعالم وحاشيتيه المذكورتين فقال كفاني فخرا ان فهمت المعالم وحاشيتيه
ولخصت منها كتابا وقد رزقت القوانين حظا وافرا في التدريس إلى هذا
العصر فنسختها كفاية الشيخ ملا كاظم الخراساني وفي القوانين يقول السيد
صدر الدين الموسوي العاملي الأصفهاني جد آل صدر الدين الشهيرين في
العراق وأصفهان:
ليت ابن سينا درى إذ جاء مفتخرا باسم الرئيس بتصنيف لقانون
ان الإشارات والقانون قد جمعا مع الشفا في مضامين القوانين
وعني بالقوانين جماعة وعلقوا عليه التعاليق من ذلك تعليقة السيد
محمد الأصفهاني الشهير بالشهشاني وتعليقة السيد علي القزويني وتعليقة
الملا لطف الله المازندراني وتعليقة الآخوند محمد علي القره جه داغي وتعليقة
للفقير مؤلف هذا الكتاب. ٢ كتاب آخر في الأصول حاشية أو شرح
على شرح المختصر. ٣ شرح تهذيب العلامة في الأصول. ٤ الغنائم في
الفقه في العبادات مطبوع. ٥ المناهج في الطهارة والصلاة وكثير من
أبواب المعاملات مطبوع. ٦ جامع الشتات في أجوبة المسائل مرتب على
أبواب الفقه أكثره بالفارسية مطبوع. ٧ معين الخواص في فقه العبادات
بالعربية مختصر. ٨ مرشد العوام لتقليد أولي الأفهام بالفارسية مختصر.
٩ رسالة في الأصول الخمسة الاعتقادية والعقائد الحقة الاسلامية
بالفارسية. ١٠ رسالة في قاعدة التسامح في أدلة السنن والكراهة.
١١ رسالة في جواز القضاء والتحليف بتقليد المجتهد. ١٢ رسالة في
عموم حرمة الربا لسائر عقود المفاوضات. ١٣ رسالة في الفرائض
والمواريث مبسوط. ١٤ رسالة في القضاء والشهادات مبسوط.
١٥ رسالة في الطلاق. ١٦ رسالة في الوقف. ١٧ رسالة في الرد على
الصوفية والغلاة. ١٨ منظومة في المعاني والبيان. ١٩ تعليقة على شرح
جد والد صاحب روضات الجنات لعبارة شرح اللمعة في صلاة الجماعة.
٢٠ رسالة في الشروط الفاسدة في البيع. ٢١ كتابة مفصلة ذات فوائد
أرسلها من النجف الأشرف للمذكور. ٢٢ ديوان شعره بالفارسية
والعربية يقارب خمسة آلاف بيت. وقيل إنه وجد بخطه ما يدل على أنه
كتب أكثر من ألف رسالة في مسائل شتى من العلوم.
٢٨٨٠: المولى أبو القاسم ابن الآقا محمد رفيع الجرفادقاني
توفي بجرفادقان من بلاد عراق العجم حدود ١٠٩٢.
والجرفادقاني نسبة إلى جرفادقان بكسر الجيم على المشهور وسكون
الراء وبالفاء والألف والدال المهملة والقاف والألف والنون وعن صاحب
الجواهر المضية في طبقات الحنفية وصاحب المشترك انه بفتح الجيم وسكون
الراء وباء موحدة وألف وسكون الذال المعجمة وقاف وألف وفي آخرها نون
اسم بلدين إحداهما بين جرجان وأسترآباد والثانية بين أصبهان والكرج
وقيل بين همذان والكرج وفي الرياض ان المترجم من الثانية وعن تقويم
البلدان جربادقان من الإقليم الرابع من بلاد الجبل يعني عراق العجم وعن
المشترك ان العجم يسمونها دبابكان. وفي الرياض أصل هذه الكلمة
أعجمية أصلها كلبايكان ثم عربت تارة بجرفادقان وتارة بجربادقان قال
والدائر على الألسنة في هذه الأعصار كلبايكان بالكافين العجميين واللام
والباء العجمية والياء المثناة التحتية والألف والنون واختلف في الكاف الأول
فيقال تارة بضمها بمعنى الورد وتارة بكسرها بمعنى الوحل وبايكان هو الدائم
اه فمعناه على الأول دائمة الورد وعلى الثاني دائمة الوحل ولكون الباء في
الأصل فارسية فلما عربت نطقوها بالفاء لقرب الباء الفارسية من الفاء
وبعضهم ينطقها بالباء العربية اه.
أقوال العلماء فيه
عالم عامل فاضل كامل محدث فقيه رجالي وفي رياض العلماء العالم
الفاضل العابد الورع المعاصر.
مشائخه
كان من تلامذة المجلسي الأول محمد تقي والسيد سراج الدين الأمير
قاسم بن محمد الحسني الطباطبائي القهياني ويروي عنهما بالإجازة كلاهما عن
الشيخ البهائي عن أبيه.
تلاميذه
يروي عنه اجازة المولى مهر علي.
مصنفاته
في الرياض: له رسالة في أصول الدين فارسية اه وله حاشية على
الشرح الجديد للقوشجي على التجريد.
٢٨٨١: الميرزا أبو القاسم بن محمد صادق الملقب بالفاني
عالم معاصر للسلطان ناصر الدين شاة القاجاري له كتاب بدايع
العلوم وكنز الرموز في علم الحروف والفنون مطبوع.
٢٨٨٢: السيد أبو القاسم بن محمد علي السدهي الأصفهاني الواعظ
عالم فاضل له: ١ كتاب بشارة الأبرار في أحوال شيعة الكرار في
أربعين ألف بيت وله: ٢ كتاب لمعات الأنوار فرع منه سنة ١٣٠١.
٢٨٨٣: الميرزا أبو القاسم ابن الحاج محمد علي ابن الحاج هادي النوري الطهراني
الشهير بكلانتري صاحب تقريرات بحث الشيخ مرتضى الأنصاري
المشهورة واسمه كنيته
ولد في ٣ ربيع الثاني سنة ١٢٢٦ في طهران وتوفي بها في ٣ ربيع
الثاني سنة ١٢٩٢ ودفن بمشهد عبد العظيم في مقبرة أبي الفتوح الرازي في
ظهر قبر حمزة بن موسى ع.
وكلانتر كلمة فارسية معناها الأكبر أو الأعظم من كلان بمعنى
الكبير وتر علامة التفضيل وفي بخاري يسمون قاضي القضاة قاضي كلان
أي القاضي الكبير. وفي الذريعة لقب بالكلانتري أو الكلنتري لأنه ابن
أخت محمود خان كلنتر الذي صلبه السلطان ناصر الدين شاة القاجاري
عام المجاعة والنوري نسبة إلى نور بلد من أعمال مازندران أصل جده
منها.
أقوال العلماء فيه
وصفه ولده الميرزا أبو الفضل فقال: حكيم الفقهاء الربانيين وفقيه
الحكماء الإلهيين وحيد عصره وزمانه وفريد دهره وأوانه علامة العلماء
المجتهدين وكشاف حقائق العلوم بالبراهين اه وفي نامه دانشوران
ناصري ما ترجمته من جملة فقهاء وأجلة علماء طهران وكان جده الحاج هادي
من التجار الأبرار جاء من بلدة نور وسكن طهران وكان أحد أولاده الحاج
محمد علي والد المترجم قد وضع قدمه في دائرة أهل العلم وتزوج امرأة من
(٤١٣)

أهل بيت دين وتقوى فولد له منها المترجم ولما بلغ رتبة الرشد مال إلى
تحصيل العلوم ويوما فيوما صارت تظهر عليه امارات الفضل والنبوع فما بلغ
العشر السنوات حتى صار يفهم علوم المقدمات فهما جيدا ويحل العبارات
المشكلة بسهولة وانتظم في سلك الطلاب مع أحد أعمامه وذهب إلى
أصفهان فبقي فيها نحو ثلاث سنوات تعلم فيها علوم المقدمات ثم رجع إلى
طهران فبقي فيها سنتين ثم سافر إلى المشاهد المشرفة في العراق فبقي نحو
سنتين ولما لم تكن أسباب معاشه ميسرة كما يجب عاد إلى طهران وكان قد
فرغ في هذه المدة من العلوم الأدبية فسكن في مدرسة الخان المروي وأخذ
يقرأ في المعقول على ملا عبد الله الزنوزي وعلى غيره في الفقه والأصول حتى
بلغ العشرين من عمره واشتهر بالعلم والفضل فرغبه علماء ذلك الزمان في
الهجرة إلى العراق فهاجر إلى كربلا وحضر درس السيد إبراهيم القزويني في
العلوم الشرعية مدة من الزمان ثم وقعت الفتنة في كربلا والقتل والنهب
فاضطر إلى الخروج منها وذهب إلى أصفهان ولما هدأت الفتنة عاد إلى العراق
وحضر درس الشيخ مرتضى الأنصاري في العلوم الشرعية وبعد مدة صار
معتمد أستاذه وبقي يحضر درسه نحو عشرين سنة وصرح أستاذه باجتهاده
مرارا وفي سنة ١٢٧٧ توجه من النجف الأشرف إلى طهران في حياة أستاذه
المذكور فأقام بها وصار مرجع الخاص والعام وفي كل يوم يحضر مجلس درسه
الفقهاء والعلماء ويستفيدون منه ولما كانت تولية مدرسة الحاج محمد حسين
خان فخر الدولة منوطة بعمدة المجتهدين الحاج ملا علي فوض إليه
التدريس فيها فبقي يدرس فيها الفقه والأصول سبع سنوات وأضر في آخر
عمره لرمد لحقه اه ويقال ان أستاذه الشيخ مرتضى لما ودعه قال له ان
أشغال العلماء ثلاثة فأوصيك فيها فواحد منها ان قدرت ان تفعله قربة إلى
الله فاقمه وهو الصلاة بالناس جماعة وواحد ان قدرت ان تقوم به قربة لله
فلا تتعرض له وهو القضاء والحكومة والثالث ان قدرت ان تفعله لله فافعله
وداوم عليه وان لم تقدر ان تفعله فلا تتركه وداوم عليه وهو التدريس
والتصنيف وهذه وصيتي إليك فلما رجع إلى طهران اقتصر على التدريس
والتصنيف وكان يدرس في المدرسة الفخرية وله التقدم في ذلك على غيره.
أقول إن وصية الشيخ مرتضى المذكورة له من الوصايا الخالدة التي
يصح ان يقال فيها كلام الملوك ملوك الكلام ووصيته له بترك القضاء
والحكومة محمولة على وجود من يقوم بالكفاية والا وجب عينا ومع ذلك
فالحكم بين الناس بالعدل لمن هو لذلك أهل من أفضل الأعمال وكان
ينبغي أن يوصيه بتصحيح قراءة الصلاة فان ذلك أمر متهاون فيه حتى من
العلماء وبعضهم إذا قيل له ان قراءته غير صحيحة أخذته العزة بالاثم
والأمر لله وحده.
وكان المترجم من عباد الله الصالحين وفي أيام قراءته على الشيخ
مرتضى كان من وجوه تلاميذه وكان بعد فراع أستاذه من الدرس في علمي
الأصول والفقه يعيده ويقرره لجماعة من حاضري الدرس وتوجد كتاباته
فيهما بخط ولده الميرزا أبي الفضل وطبع المجلد الأول منها في الأصول مرارا
في إيران وسمي مطارح الأنظار ولاقى رواجا عظيما لأنه من أحسن ما قرر
فيه مطالب الشيخ مرتضى.
مشائخه
قد علم مما مر أنه قرأ على عدة مشايخ منهم ملا عبد الله الزنوزي في
المعقول والسيد إبراهيم القزويني والشيخ مرتضى الأنصاري في العلوم
الشرعية.
تلاميذه
منهم الملا فتح علي النهاوندي المجاور بالنجف الأشرف الذي
عاصرناه ورأيناه في النجف الأشرف.
مؤلفاته
في نامه دانشوران انه كان في أيام اقامته في طهران ألف في أكثر
مسائل الفقه والأصول عدة رسائل أودعها في مجلدين منها في أصول الفقه
بقسميه من مباحث الألفاظ والأدلة العقلية ومنها في الفقه بهذا التفصيل. في
الصحيح والأعم. واجتماع الأمر والنهي واقتضاء النهي الفساد. والاجزاء.
ومقدمة الواجب. ومسألة الضد العام والخاص والمجمل والمبين. والمطلق
والمقيد. والمفهوم والمنطوق. والمشتق. وهذا في مباحث الألفاظ. وفي الأدلة
العقلية وغيرها. من الاستصحاب. وأصل البراءة. وحجية القطع. وحجية
الظن. والحسن والقبح العقليين والملازمة بينهما وبين الشرعيين. والاجتهاد
والتقليد والتعادل والتراجيح. وفي الفقه في الطهارة. وأحكام الخلل في
الصلاة. وصلاة المسافر. والزكاة. والغصب. والوقف. واللقطة. والرهن.
واحياء الموات. والإجارة. والقضاء والشهادات اه وله رسالة في الإرث
توجد نسختها في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران وهي رد على رسالة
السيد إسماعيل البهبهاني في اثبات وارثية رجل اسمه رجب ولد من جارية
عزيز الله ابن الحاج أحمد الطهراني. ومؤلفاته المتقدمة كلها أو جلها من
تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضى كما عرفت وكان قد كتبها في النجف
الأشرف لا في طهران ويمكن ان يكون بيضها في طهران أو ألف يسيرا منها
هناك أما أنه ألفها كلها في طهران كما مر عن نامه دانشوران فغير صحيح ثم إنه
لم يطبع منها الا جزء واحد في الأصول وهو المسمى بمطارح الأنظار كما
مر وهو يحتوي على رسائل الأصول المتقدمة كلها عدا المشتق وحجية القطع
وحجية الظن والاستصحاب والتعادل والتراجيح اما رسائل الفقه فلم يطبع
منها شئ.
٢٨٨٤: السيد الأمير أبو القاسم بن محمد ابن الأمير عيسى شيخ الاسلام التستري
كان عالما فاضلا يروي بالإجازة عن السيد نعمة الله بن عبد الله
الموسوي الجزائري التستري. عن السيد عبد الله التستري في تذكرته انه
رأى تلك الإجازة بخط المجيز على ظهر بعض كتب الحديث.
٢٨٨٥: السيد الميرزا أبو القاسم بن محمد محسن بن مرتضى بن محمد مهدي بن
محمد صالح
الشهير بآقا ابن زين العابدين بن محمد صالح الكبير الحسيني
الأصفهاني امام الجمعة بطهران من أسباط الأمير محمد صالح الخاتون آبادي
جد العلامة المجلسي.
مولده ووفاته
ولد سنة ١٢١٥ وتوفي سنة ١٢٧١ في طهران وعمره ٥٦ سنة وصلى
عليه أخوه ميرزا مرتضى الملقب صدر العلماء ودفن خارج الباب القديم بين
الدرب العتيق والجديد إلى حضرة عبد العظيم الذي هو اليوم داخل المحلة
الناصرية وبنيت عليه قبة وقد زرت قبره في سفري إلى زيارة الرضا ع
سنة ١٣٥٣ ودخلت إلى هذه القبة.
وساق نسبه كما ذكرناه أصحاب كتاب دانشوران ناصري وفي كتاب
(٤١٤)

لبعض المعاصرين قال إنه السيد الميرزا أبو القاسم ابن المير محمد مهدي
الخاتون آبا دي الحسيني امام الجمعة بطهران وقال إن أول من فوضت إليه
امامة الجمعة بطهران والده المير محمد مهدي أيام السلطان فتح علي شاة
القاجاري وبعده صارت إلى ولده صاحب الترجمة اه ولكن في كتاب
دانشوران وغيره ان الميرزا محمد مهدي الذي كان امام الجمعة في طهران
وانتقلت امامة الجمعة منه إلى المترجم هو عم المترجم لا أبوه كما ستعرف
ومؤلفو دانشوران أعرف به وبنسبه من كل أحد لأنهم أهل بلده وأولاده
وأحفاده بينهم.
أقوال العلماء فيه
كان عالما فاضلا ورعا زاهدا فقيها رئيسا في إيران نافذ الحكم مبسوط
اليد مروجا للدين لم يكن في عصره أجل منه ولا أنفذ منه في الحكم كان
يقيم الحدود في طهران وكان معظما في الدولة القاجارية لا أعظم منه فيها
وهو من بيت كبير في العلم والفضل والرياسة قديم وهو جد السادة
الاشراف الذين لهم امامة الجمعة بطهران وهو من السادة الخاتون أبادية
الذين لهم امامة الجمعة بأصفهان وجدهم الأعلى المير عبد الواسع كان
معاصرا للتقي المجلسي، وولده المير محمد صالح كان صهر العلامة
المجلسي وولده المير محمد حسن سبط المجلسي أول من أسندت إليه امامة
الجمعة من هذا البيت في أصفهان والمترجم من أحفاده وأول من فوضت
إليه امامة الجمعة بطهران عمه المير محمد مهدي أيام السلطان فتح علي شاة
القاجاري وبعده صارت إلى ابن أخيه صاحب الترجمة فنصب لامامة الجمعة
في المسجد السلطاني مسجد الشاه بطهران وأدرك المترجم عصر السلطان
فتح علي شاة وكان ظهوره بروزه في عصر السلطان محمد شاة القاجاري.
وفي نامه دانشوران: كان من السادات الفخام والفقهاء الأجلاء فائقا
في الزهد والتقوى والتقدس على علماء العصر وأسوة لفقهاء الدهر وله رتبة
عليا في حسن الأخلاق والفضائل الصورية والمعنوية اه.
وفي كتاب المآثر والآثار ما ترجمته: كان أوحد الآفاق ولم يكن لأحد
من أبناء عصره ما كان له من الرياسة العظمى وبسط اليد ونفوذ الأمر
ورواج الحكم صرف نفيس عمره في نشر الأحكام وقضاء حوائج الناس
وحفظ الحدود وحراسة الاسلام ودرجة اجتهاده وعلو مقامه في الفقاهة
وتفصيل أساتيذه وإجازاته وسائر مراتبه العلمية مشروحة في كتاب نامه
دانشوران ناصري.
وبيته كبير كثيرا في إيران ولم ينقطع العلم والعمل والفضل والتقوى
والقبول عند العامة والرياسة من هذه السلسلة في وقت من الأوقات وجده
الأعلى المير عبد الواسع الخاتون آبادي كان معاصرا للمجلسي الأول ومعاشرا
له وولده المير محمد صالح كان من فحول الفقهاء وبحر علم وفضل وكان
صهر المجلسي الثاني وولده المير محمد حسين سبط المجلسي كان وحيد زمانه
في العلم والفضل وأول من أسند إليه منصب امامة الجمعة من هذه
السلسلة النبيلة وولده المير عبد الباقي امام الجمعة كان من أجلة علماء
عصره اه وسنذكر كلا من هؤلاء في بابه إن شاء الله تعالى.
المراد بامام الجمعة
وعلى ذكر امامة الجمعة فلا باس من بيان المراد بها هنا فنقول هي
منصب علمي من قبل السلطان في الدولة الإيرانية نظير مشيخة الاسلام في
الدولة العثمانية الا ان مشيخة الاسلام كانت تحسب في عداد الوزارة وهي
بمنزلة قضاء القضاة في الدولة العباسية وكان شيخ الاسلام هو الذي يعين
القضاة في جميع المملكة بخلاف امامة الجمعة فإنها منصب علمي صرف
وكانت مشيخة الاسلام موجودة في الدولة الإيرانية في عهد الصفوية وهي
أيضا منصب علمي يفوض من قبل السلطان ويشبه امامة الجمعة التي
حدثت مكانه في الدولة القاجارية أو قبلها.
سيرته
في كتاب دانشوران انه لما كانت سنة ١٢٣٠ وجاء خبر وفاة محمد علي
ميرزا بن فتح علي شاة إلى والده وأثر ذلك عليه جاء علماء البلاد إلى طهران
لتعزيته ومنهم علماء أصفهان فكتب إلى المترجم عمه ميرزا محمد مهدي وهو
امام جمعة طهران ان يحضر معهم من أصفهان إلى طهران فجاء مع الحاج
مير محمد حسن الملقب سلطان العلماء الذي هو امام جمعة أصفهان وحضروا
جميعا إلى عند الشاه فسال الشاه عن المترجم فعرفه به سلطان العلماء ومدحه
وبين فضله وزهده ونسبه فقال الشاه حيث إن امام الجمعة في طهران الميرزا
محمد مهدي لا ولد له فليكن المترجم نائبه في صلاة الجمعة والجماعة فتوطن
من ذلك الحين في طهران وشرع في القراءة على ملا عبد الله في الحكمة
والكلام وعلى ملا محمد تقي الاسترآبادي في الفقه والأصول وفي تلك الأيام
سافر عمه المير محمد مهدي امام الجمعة إلى أصفهان ففوض إليه نيابة صلاة
الجمعة وفي غياب عمه ظهرت من أخلاق حسنة وأطوار محبوبة جذب بها
قلوب الناس إليه وأظهروا ذلك لفتح علي شاة فأعزه وأكرمه وسار على هذا
المنوال إلى أن حضر عيد النوروز السلطاني وأراد الشاه ان يزور العلماء
حسب العادة المتبعة ولما كان الحاج ميرزا مسيح من كبار العلماء وكانت عادة
الشاه ان يزوره أولا قبل باقي العلماء خرج بالموكب السلطاني على هذا العزم
فلما وصل إلى الدرب الذي فيه دار امام الجمعة عدل عن تقديم زيارة ميرزا
مسيح وعزم على تقديم زيارة امام الجمعة فشكر له امام الجمعة ذلك ثم
خرج من عنده وزار باقي العلماء وأخذ في الثناء على المترجم في كل مكان
جاء إليه وفي تلك الأيام رجع عمه المير محمد مهدي من أصفهان إلى طهران
فسر بما شاهده من حسن سلوك المترجم وتوجه النفوس إليه ورأى من
المصلحة ارساله إلى العتبات العاليات في العراق لاكتساب المعارف وتكميل
الفقه والأصول فتوجه المترجم إلى النجف الأشرف فقرأ على الشيخ حسن
ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء إلى أن صار قادرا على استنباط
الأحكام الفرعية من المدارك الشرعية ثم عاد إلى طهران بأمر صادر من فتح
علي شاة حسب التماس عمه المير محمد مهدي فعاد إلى طهران يحمل
إجازات عديدة فكان موضع الاعزاز والاكرام من الشاه وعموم الناس وبعد
أيام جلس في مسند الإفادة والقضاء الشرعي وفي زمان قليل صار مرجع
الخاص والعام ولما توفي فتح علي شاة وتولى السلطنة بعده حفيده محمد شاة
سلك مع المترجم مسلك جده في التوقير والاحترام والاعزاز والاكرام ولما
مضى اثنا عشر عاما من ملك محمد شاة توفي عمه المير محمد مهدي امام
جمعة طهران فصدر الامر من محمد شاة باسناد منصب امامة الجمعة إلى
المترجم وذلك بإشارة أبي الملوك كيومرث ميرزا وأعطاه الشاه عصا مرصعة
وقرأ الخطيب الفرمان في المسجد السلطاني على مسامع الخاص والعام وصلى
المترجم الجمعة في المسجد المذكور وبقي سنين عديدة في هذا المقام المنيع
مشغولا بنشر أحكام سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وجرى على طريقة آبائه وأجداده
(٤١٥)

المرضية. وجرى ذكره يوما في مجلس ميرزا تقي خان أمير نظام فمع انه لم
يكن بينهما وداد قال أمير نظام جميع الرقاع التي تصلني من العلماء غير امام
الجمعة أما لجلب نفع لهم أو لدفع ضرر عنهم اما الرقاع التي تصلني من
امام الجمعة فكلها في مصالح الناس إما لإغاثة ملهوف أو لإعانة مظلوم.
وكان مع وفور شواغله وكثرة مشاغله لا يترك التعليم والتدريس وله جهد
كاف في التصنيف والتآليف.
مشائخه
قد عرفت أنه قرأ في طهران في الحكمة والكلام على ملا عبد الله وفي
الفقه والأصول على ملا محمد تقي الاسترآبادي وفي النجف في الفقه
والأصول على الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب أنوار الفقاهة.
مؤلفاته
في نامه دانشوران له: ١ كتاب بيان البلدان المفتوحة عنوة.
٢ كتاب في ذكر فتاواه وأحواله وهو خمس رسائل. ٣ كتاب في تحقيق
بعض المطالب الأصولية. ٤ منتخب الفقه.
خلف الحاج ميرزا زين العابدين الذي صار امام الجمعة بطهران وقام
مقام أبيه وخلف ميرزا زين العابدين الميرزا أبا القاسم صاحب رسائل
منجزات المريض وقاعدة الضرر والتسامح في أدلة السنن كلها مطبوعة
وخلف أيضا السيد محمد امام الجمعة اليوم بطهران عالم جليل مدرس رأيناه
سنة ١٣٥٣ في طهران.
٢٨٨٦: السيد أبو القاسم بن محمد مهدي بن الحسن بن الحسين بن أبي القاسم
الموسوي الخوانساري.
توفي سنة ١٢٨٠.
عالم فاضل جليل فقيه كان من أجلاء تلامذة الشيخ محسن خنفر
النجفي والشيخ مرتضى الأنصاري له كتاب مفصل في التجارة والبيع مملوء
من التحقيقات.
٢٨٨٧: السيد ميرزا أبو القاسم بن محمد نبي الحسيني الشريفي الذهبي الشيرازي
الشهير بآقا ميرزا بابا
قطب العرفاء السالكين، له عدة مؤلفات: ١ تباشير الحكمة في
الحكمة والعرفان. ٢ آيات الولاية فارسي طبع في مجلدين ينتهي المجلد
الأول باخر سورة الأنبياء فسر فيه إحدى وألف آية من كتاب الله العزيز
النازلة ثلاثمائة منها في حق أهل البيت ع وولايتهم باتفاق
المفسرين والباقي حسب تفاسير أهل البيت ع الذين نزل فيهم
القرآن وهم أعرف به، من طرق أصحابنا الإمامية خاصة طبع سنة
١٣٢٤. ٣ قوائم الأنوار وطوالع الأسرار فارسي في السير والسلوك
والعرفان مطبوع أورد فيه السبع المثاني الذي هو بمنزلة المجلد السابع
للمثنوي المولوي وأورد فيه القصيدة القافية الطويلة في العشق لجده السيد
محمد القطب الذهبي وترجمها بالفارسية المولى أحمد بن علي مختار
الجرفادقاني. ٤ قواطع الأوهام في نبذ من مسائل الحلال والحرام.
٢٨٨٨: الميرزا أبو القاسم المدرس
في تجربة الأحرار: حجة العلماء الكرام سلالة السادات العظام فخر
الأنام من تلامذة العلامة البيدآبادي ولم يكن أحد مثله في تدريس شرح
الدروس لاقا حسين الخوانساري.
٢٨٨٩: السيد أبو القاسم ابن السيد معصوم الحسيني الإشكوري الجيلاني
توفي يوم الأحد ١٧ شوال سنة ١٣٢٥ أو ٢٤ بعد مرض طويل
وتعب بقواه العقلية فعرض له النسيان والسكوت وتعطلت حواسه ودفن في
النجف في الحجرة التي بجنب الباب السلطاني على يمين الخارج من الصحن
الشريف.
والإشكوري نسبة إلى أشكور بهمزة مفتوحة وشين معجمة ساكنة
وكاف وواو مفتوحتين وراء مهملة بلدة من نواحي جيلان.
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا محققا ثقة معروفا بالورع والعدالة أحد
المدرسين في النجف الأشرف المسلم لهم الفضيلة انتقل هو وأخواه السيد
جعفر والسيد مرتضى إلى النجف وجاوروا هناك وقلد في جيلان بعد وفاة
الميرزا الشيرازي ومما يدل على تقواه وورعه إشارته إلى اتباع رأيه ومقلديه
بالعدول عن تقليده بعد أن لحقه المرض وتعطلت بعض حواسه وقواه
العقلية وأعلن أنه لا يجوز تقليده.
مشائخه
أخذ عن جماعة من الأساتذة منهم الميرزا الشيرازي والسيد حسين
الترك وأكبر أساتيذه الميرزا حبيب الله الرشتي وكان من وجوه تلامذته
ويروي عنه بالإجازة.
تلاميذه أخذ عنه فريق من طلاب جيلان وغيرهم وتلمذ لديه جماعة منهم
السيد محمود الحسيني المرعشي.
مؤلفاته
له كتاب في الفقه والأصول الأغلب انها أو بعضها أمالي أستاذه الميرزا
حبيب الله: ١ حاشية على رسائل الشيخ مرتضى الأنصاري وهي تقرير
بحث أستاذه المذكور. ٢ بغية الطالب في شرح المكاسب وهي شرح على
مكاسب الشيخ مرتضى الأنصاري من أول البيع إلى مسالة تعارض
المقومين. ٣ كتاب مباحث الألفاظ في أصول الفقه. ٤ رسالة في
اللباس المشكوك انه من غير مأكول اللحم. ٥ عدة مجلدات في الفقه.
خلف ولدين السيد حسن من علماء بلدة رشت والسيد محمد وكان له
اخوان فاضلان عالمان جليلان السيد جعفر الإشكوري والسيد مرتضى
الإشكوري كانا أيضا من تلامذة الميرزا حبيب الله الرشتي مات السيد
مرتضى سنة الطاعون الذي خص النجف وهي سنة ١٢٩٨ وتوفي السيد
جعفر بعد سنة ١٣٠٠ ولهما مصنفات جليلة.
٢٨٩٠: أبو القاسم المغربي الوزير
اسمه الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف.
٢٨٩١: الميرزا أبو القاسم ابن الآقا مهدي ابن الحاج محمد إبراهيم الكرباسي
الأصفهاني النجفي
توفي في النجف سنة ١٣٠٨.
هاجر إلى النجف لتحصيل العلم فصارت له فيه رياسة ووجاهة قرأ
(٤١٦)

على الشيخ محمد حسين الكاظمي وغيره في الفقه والأصول وكان جليلا
حسن الأخلاق كثير التواضع له كتاب في أصول الفقه كبير في مجلدين كتبه
شرحا على بعض كتب والده.
٢٨٩٢: السيد أبو القاسم الموسوي
وصفه في الذريعة بالعلامة الرياضي وقال إن له اثبات المصادرة التي
في المقالة الأولى من أقليدس أثبتها ببراهين متقنة وفيه انتقاد على المحقق
الطوسي وإشارة إلى أن بديهية بلايفير مأخوذة من القطب الشيرازي.
٢٨٩٣: السيد أبو القاسم الموسوي الأصفهاني النجفي
عالم فاضل معاصر له أبواب الجنان في أعمال اليوم والليلة فارسي
مرتب على ثمانية أبواب وخاتمة ألفه بالتماس سهم الملك العراقي المتوفي
سنة ١٣٤٥ مطبوع. وله منظومة ميمية خالية من حرف الألف مطبوعة.
٢٨٩٤: أبو القاسم الموصلي
اسمه عبد الواحد بن عبد الله بن يونس.
٢٨٩٥: نجيب الدين أبو القاسم بن ناصر بن أبي القاسم
أديب صالح قاله منتجب الدين.
٢٨٩٦: أبو القاسم بن نافع
له البيان قاله في المعالم.
٢٨٩٧: أبو القاسم النحوي
اسمه علي بن محمد بن رباح.
٢٨٩٨: أبو القاسم النقار الحلواني
اسمه عبد الله بن طاهر.
٢٨٩٩: أبو القاسم النهدي
كنية فضيل بن يسار وابنه العلاء.
٢٩٠٠: السيد الأمير أبو القاسم ابن أمير زابيك الفندرسكي
مذكور في ج ٧ نسبه متحد مع نسب السيد المرتضى وذريته منتشرون
بأصفهان وأسترآباد وغيرهما وله من المؤلفات غير ما ذكر. ٥ رسالة في
حقيقة الوجود فارسية. ٦ رسالة في حقيقة الحركة. ٧ رسالة في
المعقولات العشر. ٨ رسالة في ارتباط الحادث بالقديم. ٩ نظمه
الفارسي الذي علقت عليه شروح أحسنها شرح الفاضل الخلخالي.
٢٩٠١: السيد ميرزا أبو القاسم بن الحسين ابن الميرزا زكي ابن الميرزا زين
العابدين الحسيني الأعرجي النهاوندي الهمداني
توفي في طريق مكة سنة ١٢٤٠.
كان فقيها محدثا متكلما قرأ على صاحب القوانين وتلمذ عليه جماعة
منهم ولده السيد محمد والملا أسد الله البروجردي وغيرهما وكان أبوه السيد
حسين من أعيان تلامذة الوحيد البهبهاني وصاحب الحدائق خلف المترجم
أبا القاسم المسمى باسم أبيه والمهدي العالم الزاهد والسيد محمد كان من
أعيان العلماء توفي سنة ١٢٨٦ والميرزا محمد تقي وذريته بيت جلالة وشرف
وعلم نبغ منهم كثير من الأفاضل والأدباء.
٢٩٠٢: السيد أبو القاسم الدهكردي نزيل أصفهان
توفي في شوال سنة ١٣٥٣.
كان عالما جامعا عارفا مرجعا في الشرعيات له تاليف منها:
١ الوسيلة في السير والسلوك. ٢ حاشية على متاجر الشيخ مرتضى
الأنصاري. يروي عن الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري والميرزا
حسين النوري والميرزا حسن النجفي. ويروي عنه جماعة منهم السيد
شهاب الدين الحسيني النجفي المرعشي النسابة المعاصر نزيل قم وهو الذي
أرسل إلينا هذه الترجمة وما قبلها.
٢٩٠٣: السيد جمال الدين أبو القاسم النسابة ابن السيد ضامن بن شدقم
قال والده في التحفة: ولد ضحى الخميس ثالث رمضان سنة ١٠٦٤
بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
هو أخو نظام الدين له كتب نافعة في النسب منها تذييل تحفة الأزهار
لوالده ورسالة في نسب الملوك الصفوية وأخرى في نسب شرفاء مكة وأخرى
في نسب شرفاء بني الحسين ع بالمدينة وأخرى في نسب ملوك طبرستان
السادة المرعشيين ذرية السيد قوام الدين الحسيني المرعشي، الذي قبره ببلدة
آمل مزور معروف.
٢٩٠٤: السيد أبو القاسم الشهيد ابن السيد عبد الباقي ابن السيد حسن الحسيني
الكرماني
كان عالما نحريرا بصيرا بالفقه والحديث والرياضيات والعلوم
الغريبة، وينسب إليه العمل الشمسي والقمري والزحلي وغيرها، وأصله
من بلدة قم المشرفة انتقل جده الأعلى وهو السيد عبد المؤمن إلى كرمان وبها
أعقب وأنجب، وبالجملة كان صاحب الترجمة من مشاهير عصره قتله
محمد خان الخواجة أول الملوك القاجارية ظلما، وقبره في بقعة شريفة يتبرك
بها واقعة بجنب أحد شوارع بلدة كرمان يسمى بخيابان شاة پور ويعرف
هذا السيد الجليل لدى أهل تلك الديار بالسيد العلوي، وقبره مزور
معروف تنسب إليه الكرامات، له ذيل طويل بكرمان في قرية جنة آباد
وفردوس آباد وقوام آباد من قرى كرمان خلف السيد زين العابدين.
٢٩٠٥: الميرزا أبو القاسم بن محمد حسن الجيلاني القمي صاحب القوانين
مذكور في ج ٧
تلاميذه
سقط من تلاميذه جماعة من مشاهير العلماء منهم: ملا أحمد النراقي
صاحب المستند، والشيخ محمد حسين القمي صاحب توضيح القوانين
المطبوع المعروف، والميرزا أبو طالب ابن أبي المحسن الحسيني، والميرزا علي
رضا الحسيني وهذان الشريفان صاهراه على ابنتيه وذريتهما من أشراف بلدة
قم، والسيد إسماعيل الحسيني القمي المعروف بالواعظ، والآقا علي
أشرف بن أحمد ابن المولى عبد النبي الطسوجي الأذربايجاني، والآقا
محمد جعفر حفيد الوحيد البهبهاني المتوفى حدود ١٢٥٧، اما الذين يروون
عنه فعدة كثيرة منهم غير ما ذكرتم الميرزا محمد الاخباري المقتول
المعروف ومنهم جدي الميرزا محمد يوسف بن عبد الفتاح الطباطبائي
الحسني المتوفى سنة ١٢٤٢ صاحب التأليف الرشيقة، ومنهم السيد محمد
باقر الرشتي المعروف، ومنهم ملا عباس الكزازي العراقي، ومنهم الشيخ
محمد علي ابن الآقا محمد باقر الهزارجريبي المازندراني النجفي، ومنهم جدي
الآخر السيد محمد إبراهيم بن عبد الفتاح الحسيني المرعشي النسابة صاحب
التأليف الرشيقة هكذا كتب إلينا السيد شهاب الدين.
(٤١٧)

٢٩٠٦: السيد الميرزا أبو القاسم بن محمد نبي الحسيني الشريفي الذهبي الشهير بآقا
ميرزا بابا
توفي سنة ١٣١٨ كما هو مرسوم على لوح قبره ودفن بمقبرة الخواجة
حافظ بشيراز. ذكر في ج ٧ وكانت بيده تولية بقعة السيد أحمد ابن الإمام
الكاظم ع بشيراز وأبوه الميرزا عبد النبي توفي سنة ١٢٣١ كما هو مرسوم
على لوح قبره بشيراز، ثم إن للميرزا أبي القاسم منظومات كثيرة في
الصرف والنحو والبلاغة طبع بعضها ورسائل في السير والسلوك، وكان
قطب السلسلة الذهبية من الصوفية في عصره ويعبر عن ذريته بال مجد
الاشراف وهم بشيراز بيت شرافة وجلالة
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو القاسم المشترك بين ثقة وغيره
ويعرف أنه حميد بن زياد الثقة الواقفي الكوفي بما في بابه وانه ابن سهل
الواسطي العدل ولم يذكره شيخنا بوقوعه في طبقة أبي غالب الزراري
والحسين بن عبيد الله الغضائري وأحمد بن عبدون وأنه معاوية بن عمار الثقة
بما في بابه وأنه جعفر بن محمد بن قولويه الثقة بما في بابه ويطلق أبو القاسم
على الحسين بن روح النوبختي وكيل صاحب الأمر ع بعد أبي جعفر
محمد بن عثمان بن سعيد العمري ولم يذكره شيخنا وحيث لا تميز فالوقف
اه.
٢٩٠٧: أبو الغنائم الحلي (١)
اسمه محمد بن الحسين.
٢٩٠٨: أبو قتادة الأشعري القمي
اسمه علي بن محمد بن حفص.
٢٩٠٩: أبو قتادة الأنصاري التابعي
اسمه الحارث بن ربعي.
٢٩١٠: أبو قتادة بن ربعي الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
الخلاف في وفاته
في الاستيعاب: مات بالمدينة سنة ٥٤ وقيل بل مات في خلافة علي
بالكوفة، وهو ابن سبعين سنة. وقال الحسن بن عثمان مات سنة ٤٠ وفي
الإصابة: عن الواقدي مات بالمدينة سنة ٥٤ وله ٧٢ سنة ويقال ابن ٧٠
قال الواقدي ولا أعلم بين علمائنا اختلافا في ذلك وروى أهل الكوفة أنه
مات بالكوفة وعلي بها سنة ٣٨ وذكره البخاري في الأوسط فيمن مات بين
الخمسين والستين وساق باسناد له أن مروان لما كان واليا على المدينة من قبل
معاوية أرسل إلى أبي قتادة الحديث قال ويدل على تأخره ما أخرجه
عبد الرزاق ان معاوية لما قدم المدينة تلقاه الناس فقال لأبي قتادة: تلقاني
الناس كلهم الا أنتم يا معشر الأنصار. وفي الاستيعاب: صلى عليه علي
وكبر عليه سبعا روي من وجوه عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري
وعن الشعبي انهما قالا صلى علي على أبي قتادة وكبر عليه سبعا ومن طريق
آخر عن الشعبي أن عليا كبر على أبي قتادة ستا هكذا قال ستا انتهى.
الخلاف في اسمه
في الاستيعاب: أبو قتادة الأنصاري فارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان
يعرف بذلك اختلف في اسمه فقيل الحارث بن ربعي بن بلدمة وقيل
النعمان بن ربعي وقيل النعمان بن عمرو بن بلدمة وقيل عمرو بن
ربعي بن بلدمة وقيل بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن
غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. وفي الإصابة: أبو قتادة بن
ربعي الأنصاري المشهور ان اسمه الحارث وجزم الواقدي وابن القداح وابن
الكلبي بان اسمه النعمان وقيل اسمه عمرو وأبوه ربعي هو ابن بلدمة بن
خناس بضم المعجمة وتخفيف النون وآخره مهملة ابن عبيد بن غنم بن
سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي وفي أسد الغابة: أبو قتادة الأنصاري
اسمه الحارث بن ربعي وقيل اسمه النعمان قاله الكلبي وابن إسحاق
والحارث أكثر انتهى ونظرا للاختلاف في اسمه ذكرناه هنا.
أمه
في الاستيعاب: امه كبشة بنت مظهر بن حرام بن سواد بن غنم بن
كعب بن سلمة.
أقوال العلماء فيه
في الاستيعاب: اختلف في شهوده بدرا فقال بعضهم كان بدريا ولم
يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين. وبسنده عن الشعبي كان
بدريا. قال وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد كلها، وشهد مع علي
مشاهده كلها في خلافته. وذكر الواقدي عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه عن جده أبي قتادة قال أدركني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم ذي قرد فنظر إلي
فقال اللهم بارك في شعره وبشره وقال: أفلح وجهك. قلت: ووجهك يا
رسول الله قال، قتلت مسعدة، قلت: نعم. قال: فما هذا الذي بوجهك؟
قلت: سهم رميت به يا رسول الله. قال: ادن، فدنوت فتفل عليه فما
ضرب علي قط لا فاح وروي من حديث محمد بن المنكدر ومرسل عطاء
ومرسل عروة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي قتادة من اتخذ شعرا فليحسن إليه
وليحلقه وقال له أكرم جمتك وأحسن إليها فكان يرجلها غبا انتهى وفي
الإصابة: كان يقال له فارس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثبت ذلك في صحيح مسلم ثم
روى بسنده عن عبدة بنت عبد الرحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن
أبي قتادة حدثني أبي عبد الرحمن عن أبيه مصعب عن أبيه ثابت عن أبيه
عبد الله عن أبيه أبي قتادة أنه حرس النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة بدر فقال: اللهم احفظ
أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة قال الطبراني: لم يروه عن أبي قتادة الا
ولده، وكانت عبدة امرأة عاقلة فصيحة متدينة قال وقوله في رواية عبدة ليلة
بدر غلط فإنه لم يشهد بدرا، وباسناده عن أبي قتادة قال: انحاز المشركون
على لقاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأدركتهم فقتلت مسعدة في أسد الغابة: هو
مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم حين رآني أفلح الوجه. وقال خليفة ولاه علي على مكة ثم ولاها
قثم بن العباس انتهى.
أقول وأبو قتادة هو الذي روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يحمل امامة
ابنة بنته زينب من أبي العاص بن الربيع على عاتقه في الصلاة فإذا أراد ان
يركع أو يسجد وضعها فإذا قام أخذها رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده
بعدة طرق وأخرج الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أبي سعيد الخدري قال

(١) فاتنا ذكره في محله فذكرناه هنا.
(٤١٨)

أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق
وجعل يمسح رأسه ويقول: بؤس ابن سمية تقتلك الفئة الباغية وبسنده
عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعمار بن ياسر تقتلك الفئة الباغية. ومن مسند أحمد بسنده:
قدم معاوية المدينة فتلقاه أبو قتادة فقال: أما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال إنكم
ستلقون بعدي اثرة قال فيم أمركم قال أمرنا أن نصبر قال فاصبروا إذا
انتهى.
الذين روى عنهم والراوون عنه
في الإصابة: روى عن معاذ وعمر وروى عنه ابناه ثابت وعبد الله
ومولاه أبو محمد نافع الأقرع وأنس وجابر وعبد الله بن رباح وسعيد بن
كعب بن مالك وعطاء بن يسار وآخرون.
٢٩١١: أبو قتادة القمي
اسمه علي بن محمد بن حفص بن عبيد بن حميد.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو قتادة ولم يذكره شيخنا مشترك بين
الحارث بن ربعي الأنصاري الصحابي وبين علي بن محمد بن حفص الثقة
ويعرف برواية أحمد بن عيسى ومحمد بن خالد البرقي وموسى بن القاسم
عنه اه.
٢٩١٢: أبو قدامة الأسدي
اسمه محمد بن قيس.
٢٩١٣: أبو قدامة الأنصاري
في الإصابة: ذكره أبو العباس بن عقدة في كتاب الموالاة الذي جمع
فيه طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه أخرج فيه من طريق محمد بن
كثير عن قطر عن أبي الطفيل قال كنا عند علي فقال أنشد الله من شهد يوم
غدير خم فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري فشهدوا أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك واستدركه أبو موسى انتهى ثم استظهر ان يكون
هو أبو قدامة بن سهيل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن
واقف وهو سالم. وفي أسد الغابة: أبو قدامة الأنصاري أورده ابن عقدة
أخبرنا أبو موسى إذنا أخبرنا الشريف أبو محمد حمزة بن العباس العلوي
أخبرنا أحمد بن الفضل الباطرقاني أخبرنا أبو مسلم بن شهدل أخبرنا أبو
العباس أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم
الأشعري أخبرنا رجاء بن عبد الله أخبرنا محمد بن كثير عن قطر وابن
الجارود عن أبي الطفيل قال كنا عند علي فقال أنشد الله تعالى من شهد يوم
غدير خم الا قام فقام سبعة عشر رجلا منهم أبو قدامة الأنصاري فقالوا
نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فامر بشجرات فشددن والقي عليهم ثوب
ثم نادى الصلاة فخرجنا فصلينا ثم قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها
الناس أ تعلمون ان الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين واني أولي بكم
من أنفسكم يقول ذلك مرارا قلنا نعم وهو آخذ بيدك يقول من كنت مولاه
فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات انتهى ولم
يذكر في الاستيعاب.
٢٩١٤: أبو قدامة بن الحارث من بني عبد مناة بن كنانة ويقال من بني عبد بن كنانة
بغير إضافة
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
ذكره ابن حجر في الإصابة بالعنوان المذكور وقال إنه شهد أحدا ذكره
مستدركا على ابن عبد البر وتبعه ابن الأثير وزاد ابن الدباع عن العدوي انه
كان ابن خمسين (١) بأحد وبقى حتى قتل مع علي بصفين وقد انقرض
عقبه قال ويقال هو أبو قدامة بن سهيل بن الحارث بن جعدبة بن ثعلبة بن
سالم بن مالك واقف وهو سالم. قلت هذا الثاني من الأنصار لا يجتمع مع
بني كنانة فهو غيره، ولعله المذكور قبله انتهى يعني بالمذكور قبله أبو قدامة
الأنصاري. وابن الأثير في أسد الغابة ذكر أولا أبا قدامة الأنصاري، ثم
قال في ذيل ترجمته قال العدوي: أبو قدامة بن الحارث شهد أحدا وله فيها
أثر حسن وبقي حتى قتل بصفين مع علي وقد انقرض عقبه قال وهو أبو
قدامة بن الحارث من بني عبد مناة من بني عبيد. قال ويقال: أبو قدامة بن
سهل بن الحارث بن جعدة بن ثعلبة بن سالم بن مالك بن واقف. أخرجه
أبو موسى انتهى ومقتضى ذكره في ذيل ترجمة أبي قدامة الأنصاري
اتحادهما عنده أو احتمال الاتحاد، والا لترجمه مستقلا. وقد سمعت ان حجر
جعله غير الأنصاري وظن اتحاده مع الكناني صاحب الترجمة ولم يذكره في
الاستيعاب
٢٩١٥: أبو قدامة العرني
كنية حبة بن جوين العرني
٢٩١٦: أبو قرة من أصحاب الرضا ع
عن الفاضل الصالح المازندراني عن بعض الفضلاء ان اسمه علي اه
ولعله علي بن أبي قرة الذي عده الشيخ في أصحاب الهادي ع
والذي حكى الطبرسي في الاحتجاج انه كان صاحب ابن شبرمة.
٢٩١٧: أبو قرة السلمي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٢٩١٨: أبو قرة الكندي القاضي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو قرة ولم يذكره شيخنا مشترك بين
رجلين مجهولين.
٢٩١٩: أبو قرصافة الكناني
اسمه جندرة بن خيشنة.
٢٩٢٠: أبو القلوص
اسمه وهب بن كريب.
٢٩٢١: أبو قيراط الحسني
اسمه محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر.
٢٩٢٢: أبو قيس مولى قريش
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع.
٢٩٢٣: أبو كاليجار الديلمي
اسمه مرزبان.

(١) الذي في النسخة المطبوعة ابن خمس ولعل الصواب ابن خمسين أو خمس وعشرين أو نحو ذلك
فصحف أو أسقط منه من النساخ لما مر عن أسد الغابة انه كان له بأحد أثر حسن.
(٤١٩)

٢٩٢٤: أبو كثير
في النقد كنية المستنير بن يزيد اه ولم نجد أحدا كناه بذلك حتى
صاحب النقد نفسه.
٢٩٢٥: أبو كثير الأنصاري مولاهم
في تاريخ بغداد للخطيب: حضر مع علي ع وقعة الخوارج
بالنهروان. روى عنه إسماعيل بن مسلم العبدي أخبرنا الحسن بن علي
التميمي والحسن بن علي الجوهري قالا: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم
حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي حدثنا أبو كثير مولى الأنصار قال كنت مع
سيدي مع علي بن أبي طالب ع حين قتل أهل النهروان فكان الناس
وجدوا في أنفسهم عليه من قتلهم. فقال علي يا أيها الناس ان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا
يرجعون فيه حتى يرجع السهم على فوقه وان آية ذلك ان فيهم رجلا أسود
مخدج اليد إحدى يديه كثدي المرأة بها حلمة كحلمة ثدي المرأة حوله سبع
هلبات فالتمسوه فاني أراه فيهم فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى
فاخرجوه فكبر علي ع فقال الله أكبر صدق الله ورسوله وانه لمتقلد قوسا
له عربية فاخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول صدق الله ورسوله
وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون اه.
٢٩٢٦: أبو كثير النهاوندي
كنية عبد الوهاب النهاوندي على نسخة وفي أخرى ابن كثير.
٢٩٢٧: أبو كرب الهمداني
حكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن إبراهيم بن هلال ان
بسر بن أرطأة لما أرسله
معاوية إلى الحجاز واليمن سار حتى أتى أرحب فقتل
أبا كرب وكان يتشيع ويقال انه سيد من كان بالبادية من همدان فقدمه
فقتله.
٢٩٢٨: أبو كريبة الأزدي
قال الكشي في ترجمة محمد بن مسلم حدثني حمدويه بن نصير حدثني
محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن
زرارة قال شهد أبو كريبة الأزدي ومحمد بن مسلم الثقفي عند شريك
بشهادة وهو قاض فنظر في وجهيهما مليا ثم قال جعفريان فاطميان فبكيا
فقال لهما ما يبكيكما قالا له نسبتنا إلى أقوام لا يرضون بأمثالنا أن يكونوا من
اخوانهم لما يرون من سخيف ورعنا ونسبتنا إلى رجل لا يرضى بأمثالنا أن
يكونوا من شيعته فان تفضل وقبلنا فله المن علينا والفضل فينا فتبسم شريك
ثم قال إذا كانت الرجال فلتكن أمثالكما يا وليد اجزهما هذه المرة قالا
فحججنا فخبرنا أبا عبد الله ع بالقصة فقال ما لشريك شركه الله يوم
القيامة بشراكين من نار اه أقول شريك بن عبد القاضي كان من الشيعة
وعده المرزباني في شعراء الشيعة كما يأتي في ترجمته وقوله لما نظر في وجهيهما
مليا جعفريان فاطميان اما لما رأى عليهما من سيماء الشيعة من الخشوع وآثار
السجود أو لأنه كان يعرفهما قبل فلما تأمل في وجهيهما تذكرهما وكان قاضي
الكوفة من قبل ملوك بني العباس وقوله جعفريان فاطميان وتبسمه عند قوله
ذلك وقوله لكاتبه يا وليد أجزهما هذه المرة يومي إلى تشيعه اما قول
الصادق ع ما لشريك شركه الله يوم القيامة بشراكين من نار الدال على
ذمه فلعله لتوليه القضاء من قبل الظلمة وقضائه بمذهب من ينتسب إليهم أو
لتعنته معهما وعدم قبوله شهادتهما من أول الأمر والله أعلم.
٢٩٢٩: أبو كعب الخثعمي
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
ولا نعرف اسمه وكان رأس خثعم بالعراق. قال نصر بن مزاحم في
كتاب صفين: حدثنا عمرو حدثنا أبو علقمة الخثعمي ان عبد الله بن حنش
الخثعمي رأس خثعم الشام ارسل إلي أبي كعب الخثعمي رأس خثعم
العراق: ان شئتم توافقنا فلم نقتتل فان ظهر صاحبكم كنا معكم وان ظهر
صاحبنا كنتم معنا ولا يقتل بعضنا بعضا فابى أبو كعب ذلك وهذا يدل
على بصيرته في قتال أهل الشام فلما التقت خثعم وخثعم وزحف الناس
بعضهم إلى بعض قال عبد الله بن حنش لقومه: يا معشر خثعم انا قد
عرضنا على قومنا من أهل العراق الموادعة صلة لأرحامها وحفظا لحقها فأبوا
إلا قتالنا وقد بدأونا بالقطيعة فكفوا أيديكم عنهم حفظا لحقهم أبدا ما كفوا
عنكم فان قاتلوكم فقاتلوهم فخرج رجل من أصحابه فقال: انهم قد ردوا
عليك رأيك واقبلوا إليك يقاتلونك ثم برز فنادى يا أهل العراق فغضب
عبد الله بن حنش وقال اللهم قيض له وهب بن مسعود يعني رجلا من
خثعم الكوفة كان شجاعا يعرفونه في الجاهلية لم يبارزه رجل قط إلا قتله
فخرج إليه وهب بن مسعود فقتله ثم اضطربوا ساعة واقتتلوا أشد قتال
فجعل أبو كعب يقول لأصحابه يا معشر خثعم خدموا أي اضربوا موضع
الخدمة وهي الخلخال يعني اضربوهم في سوقهم فناداه عبد الله بن حنش يا
أبا كعب الكل قومك فانصف قال أي والله وأعظم واشتد قتالهم فحمل
شمر بن عبد الله الخثعمي من خثعم الشام على أبي كعب فطعنه فقتله ثم
انصرف يبكي ويقول يرحمك الله كعب قد قتلتك في طاعة قوم أنت أمس بي
رحما منهم وأحب إلي منهم نفسا ولكني والله لا أدري ما أقول ولا ارى
الشيطان الا قد فتننا.
٢٩٣٠: أبو الكنود الوائلي
عده الشيخ في رجاله في باب الكنى من أصحاب علي ع.
٢٩٣١: أبو كهمس
اسمه القاسم بن عبيد.
٢٩٣٢: أبو كهمس الكوفي
اسمه الهيثم بن عبد الله والكهمس يقال للقصير.
٢٩٣٣: أبو كهمس الكوفي الشيباني
اسمه الهيثم بن عبيد الشيباني واستظهر الميرزا انه والسابق واحد
وهذا صغر ورخم وهو في محله.
تتمة
عن جامع الرواة روى أبو كهمس عن أبي عبد الله وسليمان بن خالد
وعمر بن سعيد بن هلال ومحمد بن عبد الله بن علي بن الحسين وعبد
المؤمن بن القاسم الأنصاري. وروى عنه علي السراد أو الزراد ومروان بن
مسلم والحسن بن علي وعلي بن الحكم وحماد وعبد الله بن بكير وحريز
ومحمد بن شعيب وحنان والحسن بن محبوب وعلي بن عقبة والحجاج الخشاب
والحكيم بن مسكين وعين صاحب جامع الرواة محال تلك الروايات.
٢٩٣٤: أبو لبابة الأنصاري
اسمه بشير وقيل رفاعة بن عبد المنذر وظاهر النقد انه كنية لرجلين
(٤٢٠)

بشير ورفاعة والصواب انه رجل واحد مختلف في اسمه. وفي تهذيب
التهذيب أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري المدني اسمه بشير بن عبد المنذر
وقيل رفاعة بن عبد المنذر بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن
عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس ويقال ان رفاعة ومبشر أخواه. قيل في
اسمه بشير بالضم وقيل يسير بمثناتين من تحت مضمومة ثم مهملة وحكى
الزمخشري في تفسير سورة الأنفال ان اسمه مروان اه.
٢٩٣٥: أبو لبيد الهجري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٩٣٦: الشيخ الامام منير الدين أبو اللطيف بن أحمد بن أحمد بن أبي اللطيف
زرقويه الأصفهاني نزيل خوارزم
قال منتجب الدين في الفهرست: مناظر فقيه دين شاهدته بخوارزم
وقرأت عليه وكان يروي عن القاضي ابن قدامة عن السيد الأجل المرتضى
علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين الموسوي جميع مؤلفاته ويمكن كون
منير الدين اسمه.
٢٩٣٧: أبو ليلى الأنصاري
قتل بصفين سنة ٣٧.
عده البرقي في رجاله من الأصفياء من أصحاب علي ع ونقله عنه
العلامة في الخلاصة وقال ابن عبد البر في الاستيعاب أبو ليلى الأنصاري والد
عبد الرحمن بن أبي ليلى اختلف في اسمه فقيل يسار بن نمير وقيل أوس بن
خولي وقيل داود بن بلال بن أحيحة ابن الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن
كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وشهد معه أحدا وما بعدها من المشاهد ثم انتقل إلى الكوفة وله بها دار في
جهينة يلقب بالأيسر روى عنه ابنه عبد الرحمن وشهد هو وابنه مع علي بن
أبي طالب مشاهده كلها اه وفي تهذيب التهذيب قال غير ابن عبد البر
قتل بصفين مع علي اه وعن مختصر الذهبي شهد أحدا وقتل بصفين
اه وفي تهذيب التهذيب د ت س ق أبو ليلى الأنصاري والد
عبد الرحمن له صحبة واسمه بلال وقليل بليل ويقال داود بن بلال بن
بليل بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش ابن جحجبا بن كلفة بن عوف بن
عمرو بن عوف وقيل اسمه يسار بن نمير وقيل أوس بن خولي وقيل لا يحفظ
اسمه روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعبد الله بن عمر وعنه ابنه عبد الرحمن اه.
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد ج ١ في عداد من ورد المدائن من جلة
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: وأبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي
ليلى واسمه يسار ويقال داود بن بلال بن مالك بن أحيحة بن الجلاح أسند
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو ممن نزل الكوفة وأعقب بها، وفي ولده جماعة
يذكرون بالفقه ويعرفون بالعلم. وكان أبو ليلى خصيصا بعلي ع يسمر
معه ومنقطعا إليه، وورد المدائن في صحبته وشهد صفين معه ذكر ذلك غير
واحد من أهل العلم. ثم روى بسنده عن خليفة بن خياط ان اسم أبي ليلى
يسار بن هلال بن مالك بن أحيحة بن الجلاح بن حريش بن جحجبة بن
كلفة بن عوف بن مالك بن أوس بن حارثة. قال: وقال خليفة في موضع
آخر اسم أبي ليلى بلال بن أحيحة وساق نسبه كما مر إلى مالك بن الأوس
قال: ويقال ليس لأبي ليلى اسم ويقال بلال هو أخو أبي ليلى ثم روى
بسنده عن محمد بن عمران بن أبي ليلى ان اسم أبي ليلى داود بن داود بن
بلال ولقبه أيسر انتهى. وفي خلاصة تذهيب الكمال: له ثلاثة عشر
حديثا انتهى.
٢٩٣٨: أبو ليلى بن حارثة
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٢٩٣٩: أبو ليلى بن عبد الله بن الجراح
عده الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٢٩٤٠: أبو ليلى بن عمر
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع في أبي الجوشاء ان أبا
ليلى بن عمر كان ممن خرج على مقدمة أمير المؤمنين ع يوم خروجه إلى
صفين.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو ليلى ولم يذكره شيخنا مشترك بين
بلال أو بليل بالتصغير ويقال داود وقيل يسار وقيل أوس قتل بصفين من
أصفياء علي ع وبين ابن حارثة ي وبين عبد الله بن الجراح ي وبين
ابن عمرو ي اه.
٢٩٤١: أبو مالك الأشعري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمكنى بأبي مالك
الأشعري من الصحابة ثلاثة الحارث بن الحارث مشهور باسمه وكنيته معا
وكعب بن عاصم مشهور باسمه وربما كنى وآخر مشهور بكنيته واختلف في
اسمه.
٢٩٤٢: أبو مالك الجهني
قال النجاشي: له كتاب يرويه أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير عنه وقال الشيخ في الفهرست أبو مالك الجهني له كتاب رويناه عن
جماعة أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير عن أبي مالك وفي المعالم أبو مالك الجهني له كتاب اه ورواية
الاجلاء كتابه تدل على الاعتماد عليه وذكر الثلاثة له يدل على أنه امامي.
٢٩٤٣: أبو مالك الحضرمي
اسمه الضحاك.
٢٩٤٤: أبو مالك العنزي الكوفي
اسمه محمد بن ضمرة بن مالك.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو مالك المشترك بين جماعة لاحظ
لهم في التوثيق الأول الحارث بن الحارث وكعب بن عاصم وآخر اختلف
في اسمه جميعهم من الصحابة ولم يذكرهم شيخنا الرابع أبو مالك الجهني
ويعرف برواية ابن أبي عمير عنه الخامس أبو مالك الحضرمي الضحاك لم
يذكره شيخنا اه.
٢٩٤٥: أبو المأمون
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٩٤٦: أبو المأمون الحارثي
روى الكليني في الكافي في باب حق المسلم على أخيه عن علي بن
(٤٢١)

إبراهيم عن أبيه عن ابن عمير عن منصور بن يونس عن أبي المأمون الحارثي
عن أبي عبد الله ع ويمكن كونه المتقدم.
٢٩٤٧: أبو المؤمن الوائلي
في تاريخ بغداد للخطيب سمع علي بن أبي طالب ع وحضر معه
حرب الخوارج بالنهروان روى عنه سويد بن عبيد العجلي، أخبرنا أبو
سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب بأصبهان حدثنا أبو
جعفر أحمد بن جعفر بن أحمد بن سعيد السمسار حدثنا يحيى بن مطرف
حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا سويد بن عبيد العجلي حدثنا أبو المؤمن
الوائلي قال سمعت علي بن أبي طالب ع حين قتل الحرورية قال:
انظروا فيهم رجلا كان ثديه ثدي المرأة. أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أني صاحبه فقلبوا
القتلى فلم يجدوه قالوا ما وجدناه. قال لئن كنتم صدقتم لقد قتلتم خيار
الناس. قالوا يا أمير المؤمنين سبعة تحت نخلة لم نقلبهم، قال فاتوهم
فقلبوهم فوجدوه. قال أبو المؤمن فرأيته حين جاءوا به يجرونه في رجله
حبل، قال فرأيت عليا حين جاءوا به خرسا جدا. وقال: قتلاكم في الجنة
وقتلاهم في النار اه.:
أبو ماوية بن الأجدع بن أسد
ذكره البرقي في رجاله من المجهولين من أصحاب أمير المؤمنين ع كما
حكاه عنه العلامة في آخر القسم الأول من الخلاصة وضبط العلامة
ماوية بالمثناة التحتية بعد الواو والأجدع بالجيم والدال المهملة.:
أبو المثنى الكوفي
اسمه محمد بن الحسن بن علي.:
أبو مجزاة بن تور الربعي
ذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه كان مع أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ع يوم صفين فجعل يقاتل ويقول:
اضربهم ولا أرى معاوية * الأبرج العين العظيم الحاويه
هوت به في النار أم هاويه * جاوره فيها كلاب عاويه
أغوى طغاما لا هداه هادية
ولكنه في موضع آخر نسب هذه الأبيات بعينها للأشتر الا أنه قال
الأخزر العين ويمكن ان يكون أحدهما قالها والآخر تمثل بها.:
أبو مجعد
اسمه ثابت بن يزيد على بعض الأقوال.
الشيخ أبو المحاسن الجرجاني
في الرياض: كان من أكابر علمائنا المعاصرين للعلامة الحلي عثرت
من مؤلفاته على كتاب تكملة السعادات في كيفية العبادات المسنونات
فارسي ألفه سنة عندنا منه نسخة عتيقة جدا بخط المولى الأجل
الحسن الشيعي السبزواري الفاضل المشهور المقارب لعصر المؤلف بل كان
من تلامذته أيضا فان تاريخ كتابة تلك النسخة سنة اه.:
أبو المحاسن الروياني
اسمه عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني.:
أبو المحتمل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال كوفي ثقة روى
عن أبي عبد الله ع وقال العلامة في الخلاصة ثقة من أصحاب
الكاظم ع.:
أبو المحجل
اسمه عبد الله بن شريك العامري.:
أبو محشي
اسمه أربد بن حمزة وقيل سويد بن محشي.:
أبو محفوظ الكرخي
اسمه معروف بن فيروز أو فيروزان الكرخي.:
أبو محمد
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر ع.
: أبو محمد
اسمه الحسن بن علي بن أحمد.:
أبو محمد بن إبراهيم
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي ع.:
الوزير الجليل أبو محمد بن أبي الفتح الواسطي
في الرياض: كان من أجلة علماء أصحابنا قرأ عليه المحقق جعفر بن
الحسن بن سعيد الحلي ببغداد اه.:
أبو محمد بن أبي قتادة اسمه
الحسن بن أبي قتادة علي بن محمد بن عبيد بن حفص بن
حميد.:
أبو محمد ابن أخي طاهر
اسمه الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن
الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.:
أبو محمد ابن عم الحسين بن العلاء
اسمه محمد بن عبد الله.:
أبو محمد بن فضال اسمه الحسن بن علي بن فضال.:
أبو محمد أبو بصير
اسمه ليث بن البختري المرادي.:
أبو محمد الأزدي السجستاني الكوفي
اسمه حريز بن عبد الله.: أبو محمد الأزدي الغامدي
اسمه بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن نعيم.:
أبو محمد الأزدي الكوفي
اسمه رقيم بن عبد الرحمن.:
أبو محمد الأزدي المدني
اسمه مرازم بن حكيم.:
أبو محمد الأسدي صاحب أبي مريم الأنصاري
في الفهرست: له كتاب رويناه عن عدة عن أبي المفضل عن ابن بطة
(٤٢٢)

عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أبي محمد الأسدي اه وفي المعالم أبو
محمد الأسدي له كتاب اه وعن مجمع الرجال للشيخ عناية الله انه عبد
الله بن محمد أبو بصير الأسدي اه ولا دليل عليه.:
أبو محمد الأسدي الصيداوي
اسمه كليب بن معاوية بن جبلة.:
أبو محمد الأسدي الكوفي
اسمه قيس بن الربيع.:
أبو محمد الأسدي مولاهم
اسمه صفوان بن مهران.:
أبو محمد الأسدي مولاهم القمي
اسمه القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين بن موسى.:
أبو محمد الأسدي مولاهم التمار
اسمه يعقوب بن شعيب.:
أبو محمد الإسكافي
اسمه علي بن بلال كذا عن نسخة من رجال الشيخ.:
أبو محمد الأسود صاحب أبي مريم
قال النجاشي ذكره ابن بطة قال حدثنا بكتابه البرقي عن أبيه عنه
اه ولا ينبغي التأمل في أنه هو الأسدي المتقدم وصحف الأسدي
والأسود أحدهما بالآخر أو انه يوصف بالأسود وبالأسدي لوصفه في الموضعين
بصاحب أبي مريم ولاتحاد السند إلى كتابه فيهما.: أبو محمد الأشجعي الكوفي
اسمه عمرو بن حريث.:
أبو محمد الأشعري
اسمه عبد الله بن عامر بن عمران.:
أبو حمد الأطروش
اسمه الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن عمر الأشرف ابن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع ويلقب بالناصر
الكبير.:
أبو محمد الأعمش الكوفي
اسمه سليمان بن مهران.:
أبو محمد الأنصاري
اسمه سهل بن حنيف.:
أبو محمد الأنصاري الذي يروي عنه العبيدي
قال الكشي ما روي في أبي محمد الأنصاري من أصحاب
الرضى ع قال أبو عمرو قال نصر بن الصباح أبو محمد الأنصاري
الذي يروي عنه محمد بن عيسى العبيدي وعبد الله بن إبراهيم مجهول لا
يعرف اه وفي الكافي في باب ان المؤمن لا يكره على قبض روحه أبو علي
الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن أبي محمد الأنصاري وكان خيرا قال
حدثني أبو اليقظان عمار الأسدي عن أبي عبد الله ع الخ قال العلامة في
الخلاصة وقول نصر عندي ليس بحجة وعن التحرير الطاووسي ان قول نصر
لا عبرة به أقول وذلك لمعارضته بقول الكليني وكان خيرا ونصر انما رماه
بالجهالة ولم يقدح فيه ولا مانع من اطلاع الكليني على ما لم يطلع عليه نصر
فلا يقال هذا من تعارض الجرح والتعديل والجرح مقدم على أن نصرا لا
يصل إلى درجة الكليني ويدل على اتحاد الذي في رجال الكشي مع الذي في
الكافي تصريح الكشي بأنه يروي عنه محمد بن عيسى العبيدي وهو أبو علي
الأشعري بعينه الذي روى عنه في الكافي بالواسطة وعن المجمع أن أبو
محمد الأنصاري هو عبد الله بن محمد الحجال المتقدم وفيه ان الحجال وإن كان
من أصحاب الرضا ع والأنصاري أيضا من أصحابه الا ان أحدا لم
يصف الحجال بالأنصاري وعن الشيخ عبد النبي في الحاوي انه عد الذي
في رجال الكشي والذي في طريق الكليني اثنين الأول ضعيف والثاني حسن
ولكن الكاظمي في المشتركات جعلهما واحدا كما يأتي.:
أبو محمد الأهوازي
اسمه الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران.:
أبو محمد البارقي الكوفي
اسمه عبد الرحمن بن نصر بن عبد الرحمن ح ل ابن أبي عبد
الرحمن.:
الشيخ أبو محمد الشهير ببايزيد البسطامي الثاني
كان عالما فاضلا فقيها له كتاب معارج التحقيق في الفقه يروي عنه
اجازة السيد حسين بن حيدر بن قمر الحسيني الكركي العاملي تاريخها
ويروي هو عن المولى عبد الله التستري وعن والد البهائي.:
أبو محمد البجلي
اسمه الحسن بن عمارة بن المضرب.:
أبو محمد البجلي
اسمه عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم.:
أبو محمد البجلي
اسمه الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة.:
أبو محمد البجلي بياع السابري
اسمه صفوان بن يحيى.:
أبو محمد البجلي الكوفي
اسمه عبيد بن محمد بن قيس.:
أبو محمد البجلي مولى جندب بن عبد الله
اسمه عبد الله بن المغيرة.:
أبو محمد البجلي الوشاء
اسمه جعفر بن بشير.:
أبو محمد البجلي الوشاء الكوفي
اسمه الحسن بن علي بن زياد.:
أبو محمد البراوستاني الأزدورقاني
اسمه سلمة بن الخطاب كناه بذلك ابن الغضائري وكناه غير أبو الفضل.
(٤٢٣)

: أبو محمد البصري
اسمه معلى بن محمد.:
أبو محمد البصري
اسمه الزبرقان.:
أبو محمد البصري الأخباري
اسمه صالح بن علي بن عطية الأضخم.:
أبو محمد البصري العمي
اسمه الحسن بن محمد بن جمهور.:
أبو محمد البطائني
اسمه الحسن بن علي بن أبي حمزة.:
أبو محمد البغدادي مولى أبي أيوب الخوزي أو الجوزي أو الجزري أو المكي
وأبو أيوب وزير المنصور
اسمه القاسم بن عروة هكذا في كتب رجالنا والذي في كتب التواريخ
المعتمدة ان وزير المنصور اسمه أبو أيوب سليمان المورياني.:
أبو محمد البوفكي
اسمه العمركي بن علي.:
أبو محمد التفليسي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضاع وقال مجهول والمكنى
بذلك اثنان يأتيان.:
أبو محمد التفليسي
اسمه الحسن التفليسي.:
أبو محمد الكوفي التفليسي
اسمه شريف بن سابق.:
أبو محمد التلعكبري
اسمه هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد.:
أبو محمد التمار مولى بني أسد
اسمه يعقوب بن شعيب بن ميثم.:
أبو محمد التميمي الأسدي
اسمه غياث بن إبراهيم.:
أبو محمد التنوخي
اسمه الحسن بن موسى.:
أبو محمد التيملي الكوفي
اسمه الحسن بن علي بن فضال.:
محمد الثقفي الرحال
اسمه سكين بن عمارة.:
أبو محمد الجعفري
اسمه عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب.:
أبو محمد الجعفي
اسمه جابر بن يزيد.:
أبو محمد الجعفي
اسمه المفضل بن عمر.:
أبو محمد الجهني
اسمه حماد بن عيسى.:
أبو محمد الحجال الأسدي مولاهم المزخرف
اسمه عبد الله بن محمد.:
أبو محمد الحجال القمي
اسمه الحسن بن علي.:
أبو محمد الحذاء الدعلجي
اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله.:
الشيخ سديد الدين أبو محمد بن الحسن بن داود القمي
فاضل قاض قاله منتجب الدين هكذا حكاه في أمل الآمل عن
فهرست منتجب الدين ولكن الذي في الفهرست المذكور في باب الألف:
أبو الحمد محمد بن الحسن بن ماداد القمي الا ان النسخة غير مضمونة
الصحة ومع ذلك فيحتمل كون ما فيها هو الصواب ولا ينافيه انه على هذا
كان ينبغي ذكره في باب الميم لأن اسمه محمد لأن صاحب أمل الآمل قال إن
نسخة الفهرست غير مرتبة وقد ذكر فيها أسماء في غير بابها وأنه هو رتبها
ونحن نقلنا من نسخة المجلسي المذكورة في البحار وقال إنه لم يتصرف فيها
بترتيب وغيره فيمكن أن يكون هذا من الأسماء التي ذكرت في غير بابها بان
يكون ذكره في باب الألف باعتبار كنيته والله أعلم.:
الشيخ أبو محمد بن الحسن بن عبد الواحد بن زربي
في الرياض: كان من أكابر العلماء وهو الذي تولى غسل الشيخ
الطوسي بالليل مع الشيخ أبي الحسن اللؤلؤي والحسن بن مهدي
الصديقي ولعل هذا الشيخ من تلامذة
الشيخ الطوسي اه.: الشيخ أبو محمد بن الحسن بن محمد بن نصر
في الرياض: كان من أكابر علمائنا من مشائخ الشيخ حسين بن عبد
الوهاب المعاصر للمرتضى والرضي والشيخ الطوسي كما يظهر من كتابه في
معجزات فاطمة والأئمة ع وهو يروي عن الأسعد منصور بن
الحسين بن علي المرزبان الأنبواراني رضي الله عنه ثم ما أوردناه من كنيته
واسم أبيه ونسبه هو ما وجدناه بخط عتيق من ذلك الكتاب وقد يظن من
ذلك الكتاب ان اسمه الحسين مصغرا وكنيته أبو محمد وان كلمة ابن من
زيادة النساخ اه.:
الشريف الزكي أبو محمد الحسيني
في الرياض كان من أجلة مشائخ المفيد لكن لا يبعد عندي اتحاده مع
الشريف أبي محمد المحمدي الذي يروي عنه المفيد في الارشاد كثيرا قال
المفيد على ما حكاه ابن طاوس في الاقبال عنه في عدم نقص شهر رمضان عن
الثلاثين في كتابه الموسوم بلمح البرهان في عدم نقص شهر رمضان بعد
الطعن على من ادعى حدوث هذا القول وقلة القائلين به ما هذا لفظه: ومما
يدل على كذبه وعظم بهته ان فقهاء عصرنا هذا وهو سنة ورواته
(٤٢٤)

وفضلاءه وان كانوا أقل عددا منهم في كل عصر مجمعون ويتدينون ويفتون
بصحته وداعون إلى صوابه كسيدنا وشيخنا الشريف الزكي أبي محمد
الحسيني أدام الله عزه وشيخنا الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
بابويه وشيخنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين أيدهما الله يعني به أخا
الصدوق وشيخنا أبي محمد هارون بن موسى أيده الله اه كلام المفيد
وأقول فعلى هذا عمر المفيد إذ ذاك خمس وعشرون سنة ويحتمل اتحاده مع
السيد أبي محمد الحسيني القايني الآتي الذي يروي عن الحاكم أبي القاسم
الحسكاني اه كلام الرياض.:
السيد أبو محمد الحسيني القايني
في الرياض: كان من أجلة محدثي أصحابنا وقدمائهم يروي عن الحاكم
أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني صاحب شواهد التنزيل
وغيره ويروي عن الشيخ أبي علي الطوسي على ما يظهر من باب
غزوة الأحزاب وبني قريضة من مجلد أحوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بحار الأنوار
والحق عندي اتحاده مع الشريف الزكي أبي محمد الحسيني المتقدم وقال
الطبرسي في مجمع البيان حدثنا السيد أبو محمد حدثنا الحاكم أبو القاسم
ولكن في المقام إشكال لأن الطبرسي متأخر عن المفيد بكثير والشريف أبو
محمد من مشائخ المفيد فكيف يمكن اتحاد هما على أن في رواية هذا الشريف
عن الحسكاني أيضا على هذا التقدير إشكال آخر لأن الحسكاني من القدماء
والطبرسي من المتأخرين فكيف يروي عنه بواسطة واحدة والعبارة التي نقلها
الأستاذ أيده الله تعالى في ذلك الباب من مجمع البيان هكذا: وفي ما رواه لنا
السيد أبو محمد الحسيني القايني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بالاسناد
عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن جده عن حذيفة وظاهر السياق ان رواية
الطبرسي عن هذا السيد ورواية هذا السيد عن الحسكاني كلتيهما بلا واسطة
الا ان يقال قوله بالاسناد متعلق برواية هذا السيد عن الحاكم الحسكاني
فيبقى الاشكال الأول أو يقال إن هذا الكلام ليس عبارة الطبرسي نفسه بل
هو منقول في مجمع البيان هكذا فلعله عبارة من تقدم عليه فلاحظ مجمع
البيان والبحار ولعله مذكور في مجمع البيان في تفسير آية أم حسبتم ان
تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الآية من سورة البقرة
اه كلام الرياض.:
الشيخ أبو محمد ابن الشيخ حسين المعروف بآقا العاملي المشهدي الطوسي
ذكر في آقا.:
أبو محمد الحضرمي
اسمه زرعة بن محمد.:
أبو محمد الحضرمي مولى
اسمه سماعة بن مهران.:
أبو محمد الحناط البغدادي
اسمه عبيد الله بن محمد بن عائذ الحلال.:
أبو محمد الحناط الكوفي
اسمه سالم بن عبد الله.:
أبو محمد الخزاز
قال النجاشي أبو محمد الخزاز وأبو محمد القزاز كتبهما تروى بهذه
الأسانيد اه وأراد بالأسانيد ما روي من طريق أحمد بن عيسى عن ابن
أبي عمير عنه وفي الفهرست أبو محمد الخزاز له أصل رويناه عن جماعة عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن
أبي محمد الخزاز وفي المعالم أبو محمد الخزاز له أصل اه ورواية ابن أبي عمير عنه
ورواية جماعة أصله تشير إلى الوثاقة.:
أبو محمد الخزاعي
اسمه حذيفة بن منصور بن كثير بن سلمة بن عبد الرحمن.:
أبو محمد الخزاعي المدني
اسمه إبراهيم بن عبد الرحمن بن أمية بن محمد بن عبد الله بن
ربيعة.:
القاضي أبو محمد بن خلاد الكرخي
في المعالم: عامي لكتاب في مناقب أهل البيت عليهم السلام اه
وفي الخلاصة أبو محمد بن خلاد عامي اه هكذا نسبة الرجاليون إلى
الخلاصة وفي نسخة عندي مقابلة على نسخة ابن المصنف ابن محمد.:
أبو محمد الدعلجي
تقدم بعنوان أبو محمد الحذاء الدعلجي.:
أبو محمد الدقاق الدوري الحافظ
اسمه جعفر بن علي بن سهل بن فروخ.:
أبو محمد الديباجي
اسمه سهل بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سهل.:
أبو محمد الديلمي
اسمه سليمان بن عبد الله.:
أبو محمد الدينوري
اسمه الحسين أو الحسن بن الراوندي.: أبو محمد الذريري الدينوري
قال الشيخ في رجاله في كنى أصحاب الرضا ع أبو محمد
الذريري دينوري اه والذريري كأنه منسوب إلى بيع الذريرة وهو نوع
من الطيب.:
أبو محمد الرازي
اسمه جعفر بن يحيى بن العلاء.:
أبو محمد الرازي
اسمه الحسن بن العباس بن الحريش.:
أبو محمد الزبيري
اسمه عبد الله بن هارون.:
أبو محمد الرزمي الفزاري
اسمه عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله.:
أبو محمد الزيتوني الأشعري
اسمه الحسن بن علي.:
أبو محمد سجادة
اسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان.
(٤٢٥)

: أبو محمد السكوني
اسمه إسماعيل بن مهران بن أبي نصر زيد.:
أبو محمد السموقندي
اسمه حيدر بن محمد.:
أبو محمد السمري دحمان
اسمه عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك.:
أبو محمد الشامي الدمشقي
اسمه عبد الله بن محمد.:
أبو محمد الشيباني
اسمه الحسن بن الجهم.:
أبو محمد الشيباني
اسمه جعفر بن ورقاء.:
أبو محمد الصائغ الأعور الأنباري
اسمه الفضل بن عثمان المرادي.:
أبو محمد الصيقل الكوفي
اسمه منصور بن الوليد.:
أبو محمد الصيمري
في الرياض: يروي عن أحمد بن عبد الله البجلي كذا قاله ابن طاوس
في جمال الأسبوع وينقل عنه بعض الأخبار ولم أعلم اسمه ولا عصره
اه.:
أبو محمد الضرير المفسر القاشاني
اسمه عبد الرحمن بن الحسن.:
أبو محمد الطالبي الجعفري
اسمه سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن
جعفر الطيار.:
أبو محمد بن طلحة بن علي بن غلالة
قال العلامة في الخلاصة في ترجمة محمد بن نصير قال ابن الغضائري
قال لي أبو محمد بن طلحة بن علي بن غلالة قال لنا أبو بكر بن الجعابي الخ
وهو يدل على اعتماد ابن الغضائري عليه وانه من أصحاب أبي بكر ابن
الجعابي وتلاميذه أشار إلى ذلك البهبهاني في التعليقة.:
أبو محمد الطيالسي التميمي
اسمه الحسن بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عمير.:
أبو محمد العباسي العلوي
اسمه علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي
طالب ع.:
أبو محمد بن عبد الله السراج
روى الكليني في باب الصبر من الكافي عن علي بن الحكم عنه رفعه
إلى علي بن الحسين ع.:
أبو محمد العبدي
اسمه مسعدة بن صدقة.:
أبو محمد العبدي
اسمه سفيان بن مصعب.:
أبو محمد العبدي مولاهم
كنية عبد الله بن أبي يعفور.:
أبو محمد العجلي
اسمه الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم.:
أبو محمد العجلي
اسمه عبد الرحمن بن هلقام.:
أبو محمد العجلي
اسمه مصبح بن هلقام بن علوان.:
أبو محمد العسكري
اسمه عبد الرحمن بن أحمد بن جبرويه.:
أبو محمد العسكري صاحب أبي عيسى الوراق
اسمه تثبيت بن محمد.:
الشيخ أبو محمد العفجري
من أجلة علمائنا المتأخرين له: زبدة البيان المنتزع من كتاب
مجمع البيان في تفسير القرآن للطبرسي ينقل عن كتابه هذا الكفعمي في
حواشي البلد الأمين. نجد العلاج.
الفلاح ظ ذكره الكفعمي أيضا في تلك الحواشي لكن في موضع آخر منها نسب نجد
العلاج إلى الشيخ البياضي المعاصر للكفعمي قاله في الرياض
والتعدد ممكن. ثم إن الظاهر أنه منسوب إلى عين فاجور أو عينفجور
بالتخفيف كما يقال حصكفي في النسبة إلى حصن كيفا ولعلها قرية كانت
بقرب العين المسماة اليوم بهذا الاسم تحت لبايا من قرى البقاع فهو عاملي
بالمعنى الأعم.:
أبو محمد العلوي
يطلق على يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
ويطلق على الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع المعروف
بابن أخي طاهر وبالنيشابوري ويأتي ويطلق على أبي محمد العلوي من ولد
الأفطس الراوي عنه علي السوري ويأتي ويطلق على غيرهما كما ستعرف.:
أبو محمد العلوي
اسمه الحسن بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.:
أبو محمد العلوي
في الرياض: هو بعينه ابن أخي طاهر المذكور في باب الأبناء اه.:
أبو محمد العلوي النيسابوري
اسمه يحيى بن محمد بن أحمد زبارة بن محمد بن عبد الله بن الحسن
(٤٢٦)

المكفوف ابن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع هكذا في أكثر كتب التراجم وفي كتب الأنساب
وفي رجال النجاشي: يحيى بن أحمد بن محمد الخ فالظاهر أن سقوط لفظ
محمد من النساخ لوجوده في الخلاصة ورجال ابن داود اللذين يتبعان
النجاشي دائما أو غالبا لكظاهر النجاشي ان أبا محمد العلوي غير يحيى
المذكور فإنه قال يحيى المكنى أبا محمد العلوي من بني زبارة متكلم فقيه من
أهل نيشابور له كتب وعد منها كتابا في المسح على الرجلين ثم قال يحيى بن
أحمد بن محمد الخ أبو محمد كان فقيها متكلما سكن نيشابور صنف كتبا وعد
منها الايضاح في المسح على الخفين اه ونحوه ذكر ابن داود مع ظهور انهما
رجل واحد والشيخ في الفهرست ذكره في الأسماء مرة واحدة بنحو ما ذكره
النجاشي أولا ولم يذكره في الكنى.:
أبو محمد العلوي من ولد الأفطس
يروي عنه علي السوري وقال إنه كان من عباد الله الصالحين قال
الميرزا في رجاله: أبو محمد العلوي في كتاب الاحتجاج حدثني السيد العالم
العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسني رضي الله عنه أخبرنا الشيخ
أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله
أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قدس الله روحه أخبرنا جماعة عن أبي
محمد هارون بن موسى التلعكبري أخبرنا أبو علي محمد بن همام أخبرنا علي
السوري أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله
الصالحين الحديث قال الميرزا وتقدم يحيى أبو محمد فتدبر اه قال أبو علي
في رجاله أقول ليس هذا ذاك لأن ذاك في درجة التلعكبري كما مضى وهذا
كما ترى يروي عنه التلعكبري بواسطتين وليس هو السابق عليه أيضا يعني
الحسن بن محمد بن يحيى المعروف بابن أخي طاهر لأنه يروي عنه
التلعكبري بغير واسطة اه.:
أبو محمد العلوي من بني زبارة
اسمه يحيى العلوي ومر بعنوان
أبو محمد العلوي النيسابوري.: أبو محمد العلوي الشريف النقيب
اسمه الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب
ع.: أبو محمد العلوي الهاشمي
اسمه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.:
السلام
أبو محمد بن علي العبدي الجرجاني
من كبار المتكلمين
صاحب تصانيف كثيرة له كتاب التفسير كتاب كبير.:
أبو محمد العماني الحذاء
اسمه الحسن بن علي بن أبي عقيل.:
أبو محمد الغاضري الكوفي
اسمه عباس بن عيسى.:
أبو محمد الغفاري المدني
اسمه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو.:
أبو محمد الفارسي
اسمه عبد الله بن الحسين بن محمد بن يعقوب.:
أبو محمد الفاريابي
اسمه جبرئيل بن أحمد.:
أبو محمد الفحام
اسمه الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام السر من رائي
ويعرف بابن الفحام ذكر في باب الألقاب بعنوان الفحام وفي باب الابن
بعنوان ابن الفحام.:
أبو محمد الفرا
روى الكليني في باب فضل الحج والعمرة من الكافي عن علي بن
إبراهيم عن ابن أبي عمير عنه عن جعفر بن محمد ع.:
أبو محمد الفزاري
قال الشيخ في الفهرست: له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي الفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه اه وهذا
السند هو سند النجاشي إلى أبي محمد الخزاز بعينه كما تقدم. ويأتي في
الفزازي هذا ما مر في الخزاز. ويحتمل قريبا ان يكون هو عبد الرحمن بن
محمد العرزمي الفزاري أبو محمد لأن ابن أبي عمير يروي عن كليهما فالطبقة واحدة.:
أبو محمد القزاز
تقدم في أبي محمد الخزاز.:
أبو محمد القزويني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.:
أبو محمد القزويني
اسمه جعفر بن محمد بن جندب.: أبو محمد القماص
اسمه الحسن بن علوية.:
أبو محمد القمي
اسمه جعفر بن سليمان.:
أبو محمد القمي
اسمه سهل بن زاذويه.:
أبو محمد القمي
اسمه زيتون.:
أبو محمد القمي الكوفي
اسمه عمران بن سليمان.:
أبو محمد القمي مولى بني أسد
اسمه القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين.:
أبو محمد القيسي الشامي
اسمه أمية بن علي.
(٤٢٧)

: أبو محمد الكاتب
اسمه عبد الله بن الحسين بن سعد القطربلي.:
أبو محمد الكاهلي الأسدي
اسمه عبد الله بن يحيى.:
القاضي أبو محمد الكرخي
في الرياض: له كتاب ينقل عنه ابن شهرآشوب في المناقب بعض
الأخبار المروية عن الصادق ع والظاهر أنه من أصحابنا اه وفي المعالم
القاضي أبو محمد بن خلاد الكرخي عامي له كتاب في مناقب أهل البيت
ع اه فعلم بذلك انه ليس من أصحابنا.:
أبو محمد الكشي
اسمه الحسن بن علي القائد.: أبو محمد الكشي الوكيل
اسمه جعفر بن معروف.:
أبو محمد الكلبي
اسمه الحسن بن علوان.:
أبو محمد الكناني
اسمه عبد الله بن جبلة بن حيان بن أبجر.:
أبو محمد الكندي
اسمه الأشعث بن قيس.:
أبو محمد الكندي
اسمه الحسن بن محمد سماعة.:
أبو محمد الكندي القاضي
اسمه معاوية بن ميسرة بن شريح بن الحارث.:
أبو محمد الكندي الكوفي
اسمه الحكم بن عتيبة.:
أبو محمد الكندي مولاهم
اسمه هشام بن الحكم.:
أبو محمد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع. ويكنى به عمران
ابن مسكان وبكر بن جناح وغيرهما مما يأتي.:
أبو محمد الكوفي
اسمه عمران بن مسكان.:
أبو محمد الكوفي الأعشى
اسمه قتيبة بن محمد الأعشى.:
أبو محمد الكوفي البجلي
اسمه عبيد بن محمد.:
أبو محمد الكوفي البغدادي
اسمه الحسن بن طريف بن ناصح.:
أبو محمد الكوفي صاحب أبي بصير
اسمه عبد الله بن الوضاح.:
أبو محمد الكوفي الصير في
اسمه عبد الرحمن بن أبي حماد.:
أبو محمد الكوفي المكفوف
اسمه الحكم بن مسكين.:
أبو محمد الكوفي مولى
اسمه بكر بن جناح.:
أبو محمد الكوفي الوابشي
اسمه عبد الله بن سعيد ويأتي بعنوان أبو محمد الوابشي.:
أبو محمد المادراني
اسمه عبد الوهاب.:
أبو محمد المؤذن
اسمه حفص بن محمد مؤذن علي بن يقطين.:
أبو محمد المؤمن القمي
اسمه جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار.:
أبو محمد المجدي
في الرياض: هو بعينه أبو محمد المحمدي الآتي اه وفي رجال
الميرزا الكبير أبو محمد المجدي هو الشريف النقيب أبو محمد الحسن بن أحمد
ابن القاسم وربما يأتي لغيره اه.:
الشريف أبو محمد المحمدي
هو الشريف النقيب أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن
الحنفية بن علي بن أبي طالب ع المذكور في كتب الرجال وقد يطلق على
غيره وتقدم آنفا بعنوان أبو محمد المجدي.:
أبو محمد المخزومي
اسمه سعيد بن المسيب بن حزن.:
أبو محمد المخزومي
اسمه إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال.:
أبو محمد المدني
اسمه الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.:
أبو محمد المذاري
اسمه عبد الله بن العلاء.:
أبو محمد المرادي
اسمه عبيد بن أمي بن ربيعة.:
أبو محمد المزني الكوفي
اسمه صباح بن يحيى.
(٤٢٨)

: أبو محمد المستنير الجعفي الأزرق بياع الطعام
اسمه بشير.:
الشيخ أبو محمد المشهدي
في مطلع الشمس: من مشاهير مشايخ المشهد المقدس لقيته هناك سنة
يصلي إماما في جامع كوهرشاد اه.:
أبو محمد المشهدي البجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.:
أبو محمد المصري البلوي
اسمه عبد الله بن محمد البلوي.:
السيد منتجب الدين أبو محمد بن المنتهى الحسيني المرعشي
عالم صالح قاله منتجب الدين.:
أبو محمد المنذري
اسمه القاسم بن إسماعيل القرشي.:
أبو محمد مولى أبي أيوب المكي أو الجزري أو الجوزي وزير المنصور
اسمه القاسم بن عروة ومر بعنوان أبو محمد البغدادي مولى أبي أيوب
الخ.:
أبو محمد مولى عنزة
اسمه عبد الله بن مسكان.:
أبو محمد مولى علي بن يقطين
اسمه يونس بن عبد الرحمن بن موسى.:
أبو محمد مولى كندة
اسمه الحكم بن هشام بن الحكم.:
أبو محمد مولى المنصور
اسمه الحسن بن راشد.:
أبو محمد النخعي
اسمه جميل بن دراج بن عبد الله.: أبو محمد
النوبختي
اسمه الحسن بن يحيى.:
أبو محمد النوبختي ابن أخت أبي سهل
اسمه الحسن بن موسى.:
أبو محمد النوبختي الكاتب
اسمه الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي
سهل بن نوبخت.:
أبو محمد النوفلي
اسمه عبد الله بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن الحارث بن عبد
المطلب.:
أبو محمد النوفلي اسمه الحسن بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب.:
أبو محمد النهدي
اسمه هيثم بن أبي مسروق عبد الله النهدي.:
أبو محمد النهدي البصري
اسمه القاسم بن الفضيل بن يسار.:
أبو محمد النيشابوري
كنية الفضل بن شاذان.:
أبو محمد الوابشي
اسمه عبد الله بن سعيد قال الميرزا في الوسيط كأنه عبد الله بن سعيد
ولم نجزم به لأن الوابشيين كثيرون الا ان الذي علمنا كونه يكنى بأبي محمد
هو عبد الله اه ومر بعنوان أبو محمد الكوفي الوابشي.:
أبو محمد الواسطي
قال النجاشي: أخبرنا الحسين عن أحمد بن جعفر عن أحمد بن
إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي محمد
الواسطي بكتابه. وفي الفهرست له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن
محبوب عن أبي محمد اه وفي المعالم أبو محمد الواسطي له كتاب اه
ورواية جماعة كتابه ورواية ابن أبي عمير وابن محبوب عنه تشعر بالاعتماد
عليه.:
أبو محمد الوالبي
اسمه سعيد بن جبير.:
أبو محمد بن الوجناء
اسمه الحسن بن محمد بن الوجناء.:
أبو محمد الوراق الكشي
اسمه طاهر بن عيسى.:
أبو محمد الوشاء
اسمه الحسن بن علي بن زياد.:
أبو محمد بن هارون الرازي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى.:
أبو محمد الهمداني
اسمه الحسن بن علي.:
أبو محمد اليوسفي
اسمه الحسن بن ربيب الدين أبي طالب بن أبي المجد اليوسفي
الآوي وما يوجد في بعض المواضع من أنه أبو محمد بن الحسن سهو من
النساخ.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو محمد المشترك بين جماعة فيهم الثقة
وغيره أحدهم أبو محمد قر الثاني ابن إبراهيم دي
الثالث الأسدي يعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه
الرابع الأنصاري ويعرف برواية محمد بن عبد الجبار عنه ورواية محمد بن
عيسى العبيدي عنه وعبد الله بن إبراهيم وكان خيرا الخامس التفليسي
(٤٢٩)

من أصحاب الرضا ع مجهول السادس الحجال الثقة
عبد الله بن محمد ويعرف بما في بابه السابع الخزاز والقزاز ويعرف كل
منهما برواية ابن أبي عمير عنه الثامن ابن خلاد الكرخي العامي
التاسع الذريري الدينوري ضا العاشر عبد الله بن محمد الشامي
الدمشقي ويعرف برواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه وبروايته هو عن
أحمد بن محمد بن عيسى ري الحادي عشر يحيى العلوي من ولد
الأفطس وكان من عباد الله الصالحين يروي عنه علي السوري قال الشيخ
في الفهرست لقيت جماعة ممن لقوه وقرأوا عليه الثاني عشر الفزاري
ويعرف برواية ابن أبي عمير عنه أيضا الثالث عشر القزويني ضا
الرابع عشر الكوفي ضا الخامس عشر حفص المؤذن لعلي بن
يقطين ويعرف بروايته عن علي بن يقطين ورواية الحسن بن علي بن يقطين
عنه السادس عشر المحمدي الشريف النقيب الحسن بن أحمد بن القاسم
قرأ عليه النجاشي وربما يأتي لغيره السابع عشر المشهدي البجلي ضا
الثامن عشر عبد الله بن سعيد الوابشي ق قال الميرزا: وربما يأتي
لغيره فان الوابشيين كثيرون التاسع عشر الواسطي ويعرف برواية الحسن
ابن محبوب عنه اه.:
أبو مخلد الخياط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول
وتبعه في الخلاصة وقال مخلد بالخاء المعجمة.:
أبو مخلد السراج
قال النجاشي أخبرنا محمد بن جعفر عن أحمد بن محمد بن سعيد عن
محمد بن عبد الله بن غالب عن علي بن الحسن الطاطري عن ابن أبي عمير
عن أبي مخلد السراج بكتابه وفي الفهرست له كتاب رويناه عن جماعة عن
أبي المفضل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل القرشي عنه اه وفي
المعالم أبو مخلد السراج له كتاب اه له روايات عن أبي عبد الله ع
وقد سمعت من النجاشي رواية ابن أبي عمير عنه ومن الشيخ
رواية القاسم بن إسماعيل القرشي عنه وعن جامع الرواة زيادة رواية
الحسين بن أبي العلاء وعلي بن أسباط وصفوان بن يحيى وابن رباط وابن
مسكان عنه وذلك مما يشير إلى حسن حاله.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو مخلد المشترك بين رجلين لاحظ
لهما في التوثيق أحدهما الخياط قر مجهول الثاني السراج ويعرف
برواية ابن أبي عمير عنه ورواية القاسم بن إسماعيل عنه اه.:
أبو مخنف
اسمه لوط بن يحيى الخزاعي الأزدي.:
أبو مرتد الغنوي
أسمه كناز بن حصين بن يربوع. مرثد بفتح الميم وسكون الراء
بعدها مثلثة. وكناز بفتح الكاف وتشديد النون آخره زاي.:
الأمير أبو المرجى الحمداني
اسمه جابر بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان.:
أبو مروان
اسمه عمرو بن عبيد البصري.:
أبو المرهف
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وروى
الكليني في أوائل الثلث الأخير من روضة الكافي عن عدة من أصحابنا عن
أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن حفص بن عاصم عن سيف
التمار عن أبي المرهف عن أبي جعفر ع قال الغبرة على من
أثارها، هلك المحاضير. قلت جعلت فداك وما المحاضير قال المستعجلون
الا انهم لن يريدوا الا من يعرض لهم قال يا أبا المرهف أما انهم لم يريدوهم
بمجحفة الا عرض الله عز وجل لهم بشاغل ثم نكت أبو جعفر ع
في الأرض ثم قال يا أبا المرهف قلت لبيك قال أ ترى قوما حبسوا أنفسهم
على الله عز ذكره لا يجعل الله لهم فرجا بلى والله ليجعلن الله لهم فرجا
اه أقول هذا الكلام نهي منه ع عن التعرض للولاة وأمر
منه بالتقية والمداراة وبشارة منه لشيعته وأصحابه بان الله تعالى ينصرهم
ويدافع عنهم ويجعل لهم فرجا ما اتقوا الله وألزموا طاعته والعمل بما امرهم
به قوله الغبرة على من أثارها الغبرة مبتدأ وعلى من أثارها خبر أي واقعة
عليه وهو بمنزلة المثل أي ان من يثير الغبار يقع عليه الغبار وهذا تلميح لهم
بالطف إشارة إلى النهي عن التعرض لما يشير ولاة الجور واظهار أنفسهم
عندهم وقوله هلك المحاضير هلك فعل ماضي والمحاضير فاعل جمع
محضار وهو الشديد الجري من حضر الفرس وهو شدة جريه وركضه نهاهم
عن التسرع للأمور وعدم التأني والتأمل في عواقبها والمسارعة إلى اظهار ما
في نفوسهم مما يسخط خصومهم عليهم من بني أمية وأتباعهم ثم بين له ان
خصومهم لن يريدوا بسوء الا من يتعرض لهم فلا تتعرضوا لهم تسلموا من
شرهم ثم بين أنهم لم يريدوهم بمجحفة أي بظلم واجحاف ابتداء منهم
بدون تعرض الا ابتلاهم الله بما يشغلهم عنهم ثم علل ذلك بان من حبس
نفسه على الله ولزم طاعته لا بد ان يجعل الله له فرجا كرما منه ورأفة
ورحمة. وهو تصديق قوله تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا الآية.:
أبو مريم
عده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب أمير المؤمنين علي ع
وأخرى في أصحاب علي بن الحسين ع.:
أبو مريم
اسمه بكر بن حبيب الأحمسي البجلي ويمكن كونه هو المذكور في
أصحاب علي بن الحسين ع لأن بكرا معدود في أصحاب الباقر
والصادق ع أما المذكور في أصحاب أمير المؤمنين ع
فالظاهر أنه غيره.:
أبو مريم الأنصاري
اسمه عبد الغفار بن القاسم.
تتمة في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو مريم مشترك بين مجهول
ي ين وبين عبد الغفار بن القاسم الثقة الأنصاري ويعرف بما في بابه
روى عن الباقر والصادق ع وحيث لا تميز فالظاهر عند الاطلاق
أنه هو لأن غيره لا أصل له ولا كتاب اه.:
أبو مساور
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.:
أبو المسترق
عن السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني في حواشيه على منتهى
المقال ان في باب المباهلة من الكافي خبرا يتضمن ما يشعر بمدحه وكونه من الشيعة
الذين يباحثون العامة اه.
(٤٣٠)

: أبو المستهل
اسمه يونس بن خالد.:
أبو المستهل الأسدي
كنية الكميت بن زيد. وهو المنصرف إليه الإطلاق.:
أبو المستهل الطائي الكوفي
اسمه حماد بن أبي العطارد.:
أبو المستهل الكوفي
اسمه سلمة.:
أبو المستهل النخعي
اسمه المستورد بن نهيك.:
أبو مسروق
اسمه عبد الله النهدي.:
أبو مسعود
عن جامع الرواة: روى الكليني في الكافي في باب ان الأئمة عليهم
السلام خلفاء الله عز وجل عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن أبي
مسعود عن الجعفري عن أبي الحسن ع اه ويمكن كونه أحد
من يأتي.:
أبو مسعود البدري ويقال الأنصاري
اسمه عقبة بن عمرو.:
أبو مسعود الطائي
في التعليقة روى عنه ابن أبي عمير في الصحيح وعن جامع الرواة أنه
روى الشيخ في التهذيب في باب كيفية الصلاة عن ابن أبي عمير عنه وفي
أحكام الجماعة منه عن جعفر بن بشير عن حماد عنه عن الحسن الصيقل
وأنه روى الكليني في باب حق الجوار من كتاب العشرة من الكافي عن
أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن سعدان عنه عن أبي عبد الله ع وفي
باب التحميد والتمجيد من كتاب العشرة منه عن سعيد بن جناح عنه عن
أبي عبد الله ع.: أبو مسعود الهمداني الكوفي
اسمه موسى بن صالح.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو مسعود مشترك بين رجلين لاحظ
لهما في التوثيق أحدهما الأنصاري عقبة بن عمرو البدري والثاني مجهول
طائي روى عنه ابن أبي عمير.:
أبو مسكين السمان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.:
أبو مسكين الكوفي
اسمه زياد بن صدقة.:
أبو مسلم الغفاري
اسمه أهبان بن صيفي.:
أبو المسور اسمه فضيل بن يسار.:
أبو مصعب الزيدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال ثقة.:
أبو المضارب
اسمه محمد بن مضارب.:
الأمير أبو المطاع اسمه ذو القرنين وترجمناه هناك أيضا ابن ناصر الدولة
أبي محمد الحمداني.
يحتمل أن يكون اسمه ذو القرنين ويحتمل أن يكون ذلك لقبه ولم
يذكره أحد الا بهذا العنوان أبو المطاع ذو القرنين وحيث لم يتحقق أن ذلك
اسمه أو لقبه ذكرناه هنا.
كان شاعرا مجيدا ذكره الثعالبي في اليتيمة في شعراء آل حمدان ثم
أعاد ذكره في تتمة اليتيمة قال في اليتيمة أنشدني أبو الحسن محمد بن أبي
موسى الكرخي قال أنشدني
القاضي أبو القاسم علي بن الحسن ابن القاضي أبي القاسم التنوخي قال أنشدني أبو المطاع ذي القرنين ابن ناصر
الدولة أبي محمد لنفسه تغمدهم الله تعالى برحمته وأسكنهم بحبوحة جنته:
أني لاحسد لا في أسطر الصحف * إذا رأيت اعتناق اللام للألف
وما أظنهما طال اجتماعهما * الا لما لقيا من شدة الشغف
قال وأنشدني أيضا لنفسه:
أفدي الذي زرته بالسيف مشتملا * ولحظ عينيه أمضى من مضاربه
فما خلعت نجادي في العناق له * حتى لبست نجادا من ذوائبه
فكان أنعمنا عينا بصاحبه * من كان في الحب أشقانا بصاحبه
قال وأنشدني أيضا لنفسه:
قالت لطيف خيال زارها ومضى * بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقال خلفته لو مات من ظما * وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت الوفا في الحب عادته * يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
وأنشدني أيضا قال أنشدني لنفسه في جارية كانت معاجرها تبلى
بسرعة:
أرى الثياب من الكتان يلمحها * ضوء من البدر أحيانا فيبليها
وكيف تنكر ان تبلى معاجرها * والبدر في كل حين طالع فيها
وقوله:
أيا من صبرت على فقده * وإن كان لي مؤلما موجعا
لقد نال كل الذي يشتهي * حسود علينا ببين دعا
وقال في مقدمة تتمة اليتيمة: وكررت فيه أنباء قوم سبق ذكرهم
في اليتيمة ولم يحضرني في وقت تاليف اليتيمة الا القطر من سيح وابلهم
واللمعة اليسيرة من ابكار أفكارهم كابي المطاع ذي القرنين ابن ناصر الدولة
أبي محمد الحمداني الخ. ثم قال: الأمير أبو المطاع قد قدمت العذر في
تكرير ذكره وكتبت ما لم يقع في اليتيمة من شعره فمن ذلك ما أنشدني أبو
محمد خلف بن محمد بن يعقوب الشرمقاني بها قال أنشدني أبو المطاع
لنفسه: أفدي الذي الأبيات الثلاثة المتقدمة. قال وأنشدني الشرمقاني عن
الجوهري عن أبي المطاع لنفسه:
لما التقينا معا والليل يسترنا * من جنحه ظلم في طيها نعم
بتنا أعف مبيت باته بشر * ولا مراقب الا الظرف والكرم
فلا مشى من وشى عند العدو بنا * ولا سعى بالذي يسعى بنا قدم
(٤٣١)

وأنشدني أيضا بهذا الإسناد:
تقول لما رأتني * نضوا كمثل الخلال
هذا اللقاء منام * وأنت طيف الخيال
فقلت كلا ولكن * أساء بينك حالي
فليس يعرف مني * حقيقتي من خيالي
وأنشدني أيضا بهذا الإسناد: ترى الثياب من الكتان البيتين
السابقين قال وأنشدني أبو يعلى محمد بن الحسن الصوفي قال أنشدني أبو
المطاع لنفسه:
لو كنت ساعة بيننا ما بيننا * وشهدت حين نكرر التوديعا
أيقنت ان من الدموع محدثا * وعلمت ان من الحديث دموعا
وله في هذا المعنى بعينه:
غير مستنكر وغير بديع * ان أبين الذي تجن ضلوعي
لي دموع كأنها من حديث * وحديث كأنه من دموع
قال وكنت أحسب ان شعره مقطعات دون القصائد حتى طلع علينا
الشيخ أبو بكر علي بن الحسن فأعارني من ديوان شعره ما نقله بالشام من
خطه وفيه القصائد الطوال والقصار ولم يكن وقع إلى خراسان من ذلك غير
ما كتبته فمن أحاسنه ولطائفه قوله:
ومفارق نفسي الفداء لنفسه * ودعت صبري عنه في توديعه
ورأيت منه مثل لؤلؤ عقده * من ثغره وحديثه ودموعه
وقوله في معناه:
رأيت عند الفراق لما * حم لحيني وشؤم جدي
أربعة ما لها شبيه * فيمن به صوتي ووجدي
من در لفظ ودر ثغر * ودر دمع ودر عقد
وقوله:
اليوم يوم السرور والطرب * فاقض به ما تحب من أرب
أ ما ترى الجو في سحائبه * وبرقه المستطير في السحب
يختال في حلة ممسكة * قد طرزتها البروق بالذهب
قال ولأبي المطاع من قصيدة:
ولما اجتمعنا للتفرق سلمت * سلام فراق لا سلام تلاقي
فحليت من نظم الصبابة جيدها * فريد دموع في عقود عناق
فيا ليت روحينا جرت في دموعنا * تسيل باجفان لنا ومآقي
فقد يستلذ الصب فرقة نفسه * إذا جد بالاحباب وشك فراق
وله أيضا:
أيها الشادن الذي صاغه الله * بديعا من كل حسن وطيب
ظل بين اللحاظ لحظك يحكي * سقم قلبي عليك بين القلوب
وله في يوم مضى في دير دمشق:
ما أنس لا أنس يوم الدير مجلسنا * ونحن في نعم توفي على النعم
وافيته غلسا في فتية زهر * ما شئت من أدب فيهم ومن كرم
والفجر يتلو الدجى في اثر زهرته * كطاعن بسنان أثر منهزم
قال كانت الزهرة تطلع في ذلك * الوقت قبيل طلوع الفجر:
فلم نزل بمطي الراح نعملها * محدوة بيننا بالزمر والنغم
حتى انثنينا ونور الشمس يطرده * جنح من الليل في جيش من الظلم
وليس فينا لفعل الخندريس بنا * من تستقل به ساق على قدم
وله من قصيدة:
جناحي ان رمت النهوض مهيض * وحبة قلبي للهموم مغيض
وقد هاج لي حزنا تالق بارق * له بأعالي الرقمتين وميض
كما سارقت باللحظ مقلة أرمد * يقلبها جفن عليه غضيض
فلو ان ما بي بالحديد أذابه * أو الصخر عاد الصخر وهو رضيض
ولي همة لو ساعدتها سعادة * لكانت سماء والسماء حضيض
وتحكم في ما لي حقوق مروة * نوافلها عند الكرام فروض
انتهى ما ذكره الثعالبي في اليتيمة وتتمتها وأورد له ياقوت في معجم
البلدان وصاحب تاج العروس قوله في وصف دمشق:
سقى الله أرض الغوطتين وأهلها * فلي بجنوب الغوطتين شجون
وما ذقت طعم الماء الا استخفني * إلى بردى والنير بين حنين
وقد كان شكي في الفراق يروعني * فكيف أكون اليوم وهو يقين
فوالله ما فارقتكم قاليا لكم * ولكن ما يقضى فسوف يكون
وهذا البيت الأخير مثل به النحويون لدخول ما غير الكافة على لكن.:
أبو مطر
روى الشيخ في التهذيب في باب فضل الكوفة عن مختار التمار عنه
عن أمير المؤمنين ع.:
أبو المطهر الرازي
اسمه عطية بن نجيح.:
الشيخ أبو المطهر الصيدلاني
في الرياض: هو القاسم بن الفضل بن عبد الواحد الصيدلاني من
مشائخ منتجب الدين بن بابويه وقد يظن كونه من العامة اه.:
الأمير أبو المظفر الحمداني
اسمه حمدان بن ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن
حمدان بن حمدون التغلبي.:
أبو المظفر الطاووسي العلوي
اسمه عبد الكريم بن أحمد بن موسى.:
أبو المظفر النعيمي اسمه محمد بن أحمد.:
أبو معاذ الأزدي الكوفي
اسمه راشد.
: أبو معاذ الجويمي
اسمه عبدان بن محمد.:
أبو معاذ الرازي
اسمه أعين.:
أبو معاذ الطائي الكوفي
اسمه أيوب بن علاق.:
أبو معاذ المكي
اسمه إسرائيل بن عباد.:
أبو معاذ النصري أو البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وعن تقريب ابن حجر
وفي تهذيب التهذيب اسمه سليمان بن أرقم.:
الأمير أبو المعالي بن حسن بن عمران بن شاهين أمير البطيحة
أقيم في الامارة بعد قتل عمه أبي الفرج محمد بن عمران بن شاهين.
(٤٣٢)

قال ابن الأثير في الكامل: في سنة قتل أبو الفرج محمد بن عمران بن
شاهين صاحب البطيحة لأنه قدم الجماعة الذين ساعدوه على قتل أخيه
ووضع من حال مقدمي القواد فجمعهم المظفر بن علي الحاجب وهو أكبر
قواد أبيه عمران وأخيه الحسن وحذرهم عاقبة أمرهم فاجتمعوا على قتل أبي
الفرج فقتله المظفر وأجلس أبا المعالي ابن أخيه الحسن مكانه وتولى تدبيره
بنفسه وقتل كل من كان يخافه من القواد ولم يترك معه الا من يثق به وكان
أبو المعالي صغيرا ولما طالت أيام المظفر وقوي امره طمع في الاستقلال بأمر البطيحة
فوضع كتابا عن لسان صمصام الدولة إليه يتضمن التعويل عليه في
ولاية البطيحة وسلمه إلى ركابي غريب وأمره ان يأتيه به إذا كان القواد
والاجناد عنده ففعل ذلك وأتاه وعليه اثر الغبار وسلم إليه الكتاب فقبله
وفتحه وقرأه بمحضر من الأجناد وأجاب بالسمع والطاعة وعزل أبا المعالي
وجعله مع والدته وأجرى عليهما جراية ثم أخرجهما إلى واسط وكان يصلهما بما ينفقانه
واستبد بالأمر وأحسن السيرة وعدل في الناس مدة ثم إنه عهد إلى
ابن أخته أبي الحسن علي بن نصير الملقب بمهذب الدولة وبعده إلى أبي
الحسن علي بن جعفر وهو ابن أخته الأخرى وانقرض بيت عمران بن
شاهين وكذلك الدنيا دول اه.:
أبو المعالي الحمداني
اسمه محمد بن الحسين بن محمد.:
الميرزا أبو المعالي الخراساني المشهدي ابن الميرزا أبي محمد المشهدي
توفي قبل سنة بزمان قليل في المشهد المقدس.
من بيت جليل قديم في العلم بالمشهد المقدس الرضوي ولهم الخدامة
بالحضرة الرضوية والتقدم من قديم الزمان. وفي نجوم السماء ما ترجمته:
كان أبا عن جد من أعيان وأماجد ذلك المكان المقدس ورؤساء خدام
العتبة العالية الرضوية أوقاته بأداء الوظائف والطاعات مصروفة وذاته
بشرائف الصفات معروفة وتبحره في العربي والفارسي مسلم لعله يعني
تبحره في العلم ذكره الشيخ على الحزين وانه عاشره ثلاث سنين لما جاور
المشهد فيها قال وكان سيدا عالما عابدا زاهدا ورعا ملكوتي الصفات
اه.:
الميرزا أبو المعالي ابن الحاج محمد إبراهيم بن حسن الكرباسي الأصفهاني
توفي في صفر سنة.
عالم عامل فاضل متجرد دقيق النظر كثير التتبع حسن التحرير كثير
التصنيف كثير الاحتياط شديد الورع عالم رباني منقطع إلى العلم لا يفتر
عن التحصيل ساعة لم يكن في عصره أشد انكبابا منه على الاشتغال.
مؤلفاته
له جملة مؤلفات ذكر كثيرا منها ولده ميرزا أبو الهدى في البدر التمام
منها جملة رسائل في مسائل مهمة في الأصول مثل الأصل في
الاستعمال الحقيقة تحرير النزاع في دلالة النهي على الفساد
الفرق بين الجهة الحيثية والتقييدية الشك في الجزئية والشرطية
والمانعية الفرق بين الشك في التكليف والشك في المكلف به
اشتراط بقاء الموضوع في الاستصحاب وتعارض الاستصحابين
تعارض اليد والاستصحاب وتعارض الاستصحاب وأصالة الصحة
نقد مشيخة الصدوق في الفقيه والشيخ في التهذيب والاستبصار
في الصحيح والمعيب في أن التزكية من الخبر أو الشهادة أو
الظنون الاجتهادية في حجية الظن في حكم البقاء على تقليد
الميت وقد طبعت هذه الرسائل جميعا في مجلد واحد رسالة في أحوال
ابن الغضائري في الغسالة في العصير العنبي
البشارات في أصول الفقه وله رسائل في الرجال في معنى ثقة
في أصحاب الاجماع في نقد الطريق كذا في النجاشي
في المراد من محمد بن الحسن الذي في ابتداء بعض أسانيد الكافي
في محمد بن زياد في معاوية بن شريح في حماد بن
عثمان في محمد بن الفضل في محمد بن سنان في
علي بن الحكم في أبي بكر الحضرمي في محمد بن قيس
في تزكية أهل الرجال في تفسير العسكري في علي بن
السندي في حفص بن غياث وسليمان بن داود وقاسم بن محمد
في أحوال المحقق الخوانساري وله في الفقه غير ما تقدم
شرح كفاية السبزواري أرجوزة في الوضوء مبسوطة هي
نظم لمبحث الوضوء من الشرح المذكور في النية في أن
وجوب الطهارات نفسي أم غيري في الصلاة في الصوف المشكوك
في الحمام الوقف الذي يتصرف فيه غير أهله في إفساد الغبار
للصوم في اشتراط الرجوع إلى الكفاية في الحج في
الاستئجار للعبادة في الشرط في ضمن العقد في المعاطاة
الرسالة الاسرافية في تحقيق الاسراف موضوعا وحكما في
أصوات النساء في حكم التداوي بالمسكر شرح الخطبة
الشقشقية في الاستخارة بالقرآن المجيد رسالة في التربة
الحسينية مطبوعة في سند الصحيفة الكاملة في الجبر
والتفويض شبهة الاستلزام الشبهة الحمارية الشبهة
في حمل المشكوك فيه على الغالب في الجهة التقييدية والتعليلية ولعلها
عين رسالة الجهة الحيثية والتقييدية السابقة كتاب التفسير في اجزاء
قليلة حواش على القرآن الكريم من سورة النساء إلى سورة المعارج
مجموعة خطب مؤلفة من الآيات القرآنية مختصر في
علم الحساب في زيارة عاشوراء مطبوعة كتاب
الاستخارات.:
السيد أبو المعالي ابن القاضي نور الله صاحب إحقاق الحق ابن شريف
المرعشي الشوشتري
في كتاب نجوم السماء في تراجم العلماء عن أمل الآمل أنه قال في
حقه فاضل عالم حكيم متكلم ماهر صاحب تصانيف وتواليف رأيت خطه
وتاريخ كتابه سنة اه ثم قال صاحب نجوم السماء والمسموع من
بعض الاعلام ان له رسالة في كيفية شهادة أبيه القاضي نور الله اه
أقول ما نقله عن أمل الآمل لم أجده في النسخة المطبوعة ولا في نسخة
مخطوطة عندي منقولة عن نسخة المؤلف لا في الأسماء ولا في الكنى ولا في
ترجمة أبيه ولعل ذلك كان في بعض النسخ من الحاق المصنف والله أعلم.:
السيد أبو المعالي الكبير الطباطبائي جد صاحب الرياض
كان عالما فقيها عابدا ناسكا تزوج بنت الملا محمد صالح المازندراني
صاحب حاشية المعالم ورزق منها أربعة أولاد ذكور: السيد علي والسيد
محمد والسيد أبو طالب والسيد أبو المعالي الصغير وبنتان تزوج إحداهما الميرزا
محمد رفيع الجيلاني نزيل مشهد الرضا ع شيخ اجازة صاحب
الحدائق وتزوج الأخرى الملا محمد شفيع الجيلاني جد الطائفة النوابية النازلة في يزد.:
أبو معاوية البجلي
اسمه عمار بن أبي معاوية خباب الدهني والد معاوية بن عمار
(٤٣٣)

المعروف وفي النقد أبو معاوية اسمه معاوية بن عمار اه وهو سهو فان
معاوية بن عمار كنيته أبو القاسم ولم يقل أحد ان كنيته أبو معاوية مع أنها لم
تجر عادة ان يكنى الرجل باسمه.:
أبو معبد
اسمه زيد بن ربيعة.:
أبو معبد البهرواني
كنية المقداد بن الأسود الكندي.:
أبو المعتمر
روى الكليني في الكافي في باب خدمة المؤمن عن صالح بن أبي
الأسود رفعه عن أبي المعتمر قال سمعت أمير المؤمنين ع الخ.
وهذا غير الآتي لان ذاك من أصحاب الصادق ع.
: أبو المعتمر الهمداني
اسمه حامد بن عمير.
: أبو معشر المدني
اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي.
: أبو المعلى
روى الكليني في الكافي في باب النوادر من كتاب الأحكام عن
عمر بن يزيد عنه عن أبي عبد الله ع.
: أبو معمر
روى الكليني في الكافي في باب ان الامام لا يغسله الا الامام عن
محمد بن جمهور عنه عن الرضا ع.
: أبو معمر الأزدي الكوفي
اسمه عبد الله بن سخبرة.
: أبو معمر العجلي الكوفي
اسمه إسماعيل بن كثير.
: أبو معمر الهلالي الكوفي
اسمه سعيد بن خثيم.
: أبو المغراء
اسمه حميد بن المثنى الصيرفي وعن الخليل: بضم الميم وسكون
المعجمة والمهملة والمد.
: أبو المغراء الخصاف
قال الميرزا في رجاله انه في سد بعض الروايات قال والظاهر أنه غير
المذكور.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو المغرا ولم يذكره شيخنا مشترك بين
رجلين أحدهما حميد بن المثنى الصيرفي الثقة ويعرف بما في بابه والثاني
مجهول وهو الخصاف في سند بعض الروايات قال الميرزا والظاهر أنه غير
المذكور اه.
: أبو المغيرة
في التعليقة عنه حماد في الصحيح.
: أبو المغيرة الذهلي
اسمه سماك بن حرب.
: أبو المغيرة الزبيدي الأزرق
اسمه حسان والد علي بن أبي المغيرة.
: أبو المغيرة المخزومي القرشي
اسمه الحارث بن مسلم.
: أبو المفاخر بن بابويه
اسمه هبة الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه.
: الشيخ شمس الدين أبو المفاخر بن محمد الرازي مداح آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
صالح فاضل قاله منتجب الدين وهو من شعراء الفرس المشهورين.
وفي مجالس المؤمنين: فخر الشعراء أبو المفاخر الرازي رحمة الله عليه ذكره
دولتشاه القزويني في تذكرة الشعراء فقال إنه محسوب من الأساتيذ متحل
بأنواع الفضائل وأكثر شعره على طريقة اللغز وهذه الصنعة مسلمة له وله في
مناقب الإمام الرضا ع عدة قصائد ثم اورد بعض أشعاره
الفارسية ثم قال، قال دولتشاه: الشيخ أبو المفاخر كان له جاه وقبول تام
عند السلاطين والحكام وفي تاريخ آل سلجوق حكي ان السلطان مسعود بن
محمد بن ملكشاه لما كان في الري وتوجه إلى مازندران ووقعت خيول
عساكره في زروع الناس فرعتها بدون رحمة وبغير ضبط ارسل إليه أبو
المفاخر قصيدة فارسية في هذا المعنى فمنع عساكره عن ذلك وذكر
القصيدة.
: أبو المفضل الأشعري
اسمه قيس بن رمانة.
: أبو المفضل الخراساني
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع على بعض النسخ
وعلى بعضها أبو الفضل وتقدم.
: أبو المفضل الشيباني
اسمه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن البهلول بن همام بن
عبد المطلب بن همام بن بحر بن مطر بن مرة الصغرى بن همام بن مرة بن
ذهل بن شيبان أبو المفضل هكذا ذكره النجاشي وذكره الشيخ في
الفهرست، وكتب الرجال وابن الغضائري بعنوان محمد بن عبد الله بن
المطلب الشيباني أبو المفضل فاقتصروا على بعض نسبه والنجاشي ذكره بتمامه
وذكره العلامة في الخلاصة مرة كالنجاشي وأخرى كالشيخ وابن الغضائري
وذكره ثلاث مرات مرة في الموثقين ومرتين في المجروحين مع أنه رجل واحد
وفي الرياض أبو المفضل الشيباني يطلق في الأغلب على الشيخ أبي المفضل
محمد بن عبد بن المطلب بن بهلول الشيباني المذكور في أول الصحيفة
السجادية ويروي عنه المفيد وأمثاله وكثيرا ما يطلق ذلك عليه ابن طاوس في
كتبه بل غيره أيضا وفي بشارة المصطفى أبو المفضل محمد بن عبد الله بن
محمد بن عبد المطلب الشيباني اه ويطلق أبو المفضل أيضا على أبيه
عبد الله بن المطلب الشيباني.
: أبو المفضل الكاتب الشيباني
اسمه محمد بن عبد الله بن محمد الكاتب الشيباني ذكره في المعالم بعد
أبو المفضل الشيباني ونسب إلى كل منهما مؤلفات غير ما نسبه إلى الآخر وهو
صريح في أنهما عنده اثنان.
: أبو المفضل المنقري العطار الكوفي
اسمه نصر بن مزاحم.
(٤٣٤)

تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو المفضل ولم يذكره شيخنا مشترك
بين جماعة أحدهم الخراساني المهمل ضا وربما احتمل كونه أبا
الفضل السابق والثاني محمد بن عبد المطلب الشيباني والثالث
ابن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول المضعفين.
: أبو مقاتل الديلمي
اسمه صالح الديلمي.
: أبو المقدام العجلي وفي تهذيب التهذيب أبو المقدام المدني
اسمه ثابت بن هرمز الحداد.
: أبو المكارم
في الرياض: له كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين ينقل عنه
بعض المتأخرين في أربعينه ولعله بعينه السيد ابن زهرة أو المراد به المطرزي
من العامة اه أقول لم يذكروا كتاب الأربعين مؤلفات ابن زهرة وإرادة
المطرزي بعيدة.
: السيد ميرزا أبو المكارم ابن الميرزا أبو القاسم الموسوي الزنجاني
ولد سنة وتوفي سنة.
عالم فاضل مؤلف له التحية المباركة في احكام السلام.
: السيد أبو المكارم بن زهرة
اسمه السيد عز الدين حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي.
: أبو المكرم
كنية محمد بن حمزة الحسيني.
: أبو الملك
اسمه أحمد بن عمر بن كيسبة.
: أبو مليك
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وفي تكملة الرجال
للشيخ عبد النبي بن علي الكاظمي نزيل جبل عامل الذي هو كالحاشية
على النقد قوله أبو مليك كأنه أبو مليك الحضرمي الذي يروي عنه
معاوية بن حكيم ويروي هو عن أبي العباس البقباق اه.
: أبو المناقب
كنية علي بن هبة الله بن دعويدار.
: أبو المنذر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
: أبو المنذر
اسمه يحيى بن سابق.
: أبو منذر الجهني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
: أبو المنذر الخراساني
اسمه زهير بن محمد.
: أبو المنذر العبدي
اسمه جفير بن الحكم.
: أبو المنذر الكلبي
اسمه هشام بن محمد بن السائب.
: أبو المنذر الكندي النخاس
اسمه الجارود بن المنذر.
: أبو المنذر بن الناسب
هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتقدم.
: أبو المنذر النجار الأنصاري
اسمه أبي بن كعب بن قيس.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو المنذر ولم يذكره شيخنا مشترك
بين مجهولين أحدهما ق والثاني الجهني ي.
: أبو منصور الباخرزي
اسمه محمد بن إبراهيم.
: أبو منصور البادرائي
اسمه ظفر بن حمدون.
: أبو منصور الحلي
كنية العلامة الحلي الحسن بن يوسف.
: أبو منصور الديراني
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع.
: أبو منصور الزيادي
في الفهرست له كتاب الحج ومثله في المعالم.
: أبو منصور السكري أو اليشكري
في الرياض: هو من مشايخ الشيخ الطوسي كما يظهر من أماليه وهو
يروي عن جده علي بن عمر عن إسحاق بن مروان القطان عن أبيه عن
عبيد بن مهران العطار عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه وعن
جعفر بن محمد عن أبيهما عن جدهما الحديث ولا يبعد كونه من علماء العامة
أو الزيدية وليس هو بأبي منصور بن عبد المنعم لأن الشيخ يروي عنه بالواسطة
قال وفي طي بعض أسانيد أخبار فرائد السمطين للحموئي هكذا عن الأمين
السيد أبي محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله قرأت عليه في داره بالحريم
الطاهري في ذي القعدة سنة ٤٣٨ قال أنبانا أبو العباس أحمد بن منصور
اليشكري المعروف بالأغر وكان مؤذنا له املاء سنة ٣٥٦ قال أنبانا الصولي
الخ اه وفي مستدركات الرسائل أما كونه من العامة فيبعده ما رواه
الشيخ عنه فيه وأما كونه زيديا فالله اعلم اه.
: أبو منصور الصرام النيسابوري من أهل القرن الثالث
في الخلاصة: أبو منصور الصرام بالراء بعد الصاد من جملة المتكلمين
من أهل نيسابور كان رئيسا مقدما اه وفي الفهرست أبو منصور الصرام
من جملة المتكلمين من أهل نيسابور وكان رئيسا مقدما وله كتب كثيرة منها
كتاب في الأصول سماه بيان الدين كتاب في أبطال القياس كتاب تفسير
القرآن كبير حسن قرأت على أبي حازم النيسابوري أكثر كتاب بيان الدين
وكان قد قرأ عليه رأيت ابنه أبا القاسم وكان فقيها وسبطه أبا الحسن وكان
من أهل العلم اه وقال في الفهرست في ابن عبدك وكان يذهب إلى
الوعيد وكذلك أبو منصور الصرام على مذهب البغداديين اه وذكرنا في
(٤٣٥)

ترجمة أبو الطيب الرازي معنى الوعيد وانه لا يضر بالوثاقة وفي المعالم أبو
منصور الصرام النيسابوري متكلم له البيان في الأصول. إبطال القياس.
تفسير القرآن كبير حسن. زيارة الرضا ع وفضله اه.
: أبو منصور الصيرفي
اسمه أحمد بن محمد بن أحمد بن علي المعروف بابن النرسي.
: الشيخ أبو منصور الطبرسي
كنية أحمد بن علي بن أبي طالب صاحب كتاب الاحتجاج وغيره.
: الأمير مجاهد الدين أبو منصور بن عبد الله
في الرياض: كان من أكابر العلماء المتأخرين ورأيت بعض فوائده من
جملتها توجيه جديد للحديث القدسي المشهور الصوم لي وأنا أجزي به وقد
أوردت توجيهه في الباب الثاني من كتابنا نثار العرائس وأظنه من مشايخ
السيد علي بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن عبد الحميد الحسيني
فلاحظ اه.
: أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي
في الرياض: فقيه عالم قيل إنه من مشايخ الطوسي وقد وصفه
بالصلاح ودعا له بالرحمة على ما يظهر من بعض كتب ابن طاوس وفيه كلام
لان الشيخ يروي عنه بالواسطة ففي الاقبال باسناده عن الشيخ الطوسي
عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عياش قال حدثني الشيخ الصالح أبو
منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي رحمه الله قال خرج من الناحية
سنة ٢٥٢ فلعل المراد أنه من مشايخه بالواسطة اه.
: أبو منصور العكبري
في الرياض: هو الشيخ الأجل الصدوق أبو منصور محمد بن أبي
نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري المعدل راوي
الصحيفة الكاملة اه.
: السيد أبو منصور ابن عم السيد رضي الدين علي بن طاوس الحسني.
في الرياض: كان من العلماء ويحكي عنه السيد رضي الدين المذكور
ورأيت بخط رضي الدين فيما ألحقه بكتابه الفتن والملاحم بهذه العبارة
أحضر الولد أبو منصور ابن عمي رقعة وذكر انها بخط الفقيه أحمد الموصلي
الخ ولا يخفى ان اطلاق لفظ الولد عليه من باب الشفقة والمحبة لصغر
سنه بالنسبة إليه.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو منصور ولم يذكره شيخنا مشترك
بين الديراني ق وبين الزيادي، له كتاب الحجج وبين الصرام المتكلم
النيشابوري كان رئيسا مقدما. قال النجاشي وذكره كلامه السابق.
: أبو المنيع
اسمه قرواش بن المقلد.
: أبو موسى
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
: أبو موسى الأشعري
اسمه عبد الله بن قيس.
: أبو موسى البجلي الضرير
اسمه عيسى بن المستفاد.
: أبو موسى البناء
قال الكشي في رجاله: حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا حدثنا
محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال دخل أبو موسى
البناء على أبي عبد الله ع مع نفر من أصحابنا فقال لهم أبو
عبد الله ع احتفظوا بهذا الشيخ قال فذهب على وجهه في طريق
مكة فذهب من مرح فلم ير بعد ذلك اه مرح كأنه اسم مكان ولم
أجده في مظانه وفي بعض النسخ قزح ولعله الصواب.
: أبو موسى السر من رائي
اسمه عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور.
: أبو موسى الصيقل
اسمه عمر بن يزيد بن ذبيان.
: أبو موسى المجاشعي
اسمه هارون بن عمر بن عبد العزيز بن محمد.
: أبو موسى المستعطف
اسمه عيسى بن مهران.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو موسى ولم يذكره شيخنا مشترك
بين مجهول فر وبين عبد الله بن قيس الأشعري الصحابي صاحب
التحكيم وبين البناء المجهول روى عن أبي عبد الله والباقر ع
ممدوح.
: أبو المولى الأنصاري
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المتقين.
: أبو ميسرة الكوفي
اسمه عمرو بن شرحبيل.
: أبو المؤمن الوائلي الكوفي
مضى بعنوان أبو المؤمن الوائلي في باب الميم مع الهمزة واعدناه هنا
مع زيادة لأنا وجدنا ابن حجر وغيره ذكروه في باب الميم مع الواو وكانه
باعتبار رسم الحروف. في خلاصة تذهيب الكمال: أبو المؤمن بتشديد
الميم الثانية بعد الهمزة وضم الأولى الوائلي الكوفي عن علي وعنه سويد
العجلي اه. وفي تهذيب التهذيب أبو المؤمن الوائلي الكوفي وقيل أبو
المؤمر بالراء روى عن علي قصة ذي الثدية وعنه سويد بن عبيد العجلي
اه.
أبو ناب الدغشي
أسمه الحسن بن عطية.
: أبو ناشرة
اسمه سماعة بن مهران.
: أبو نجران والد عبد الرحمن بن أبي نجران
اسمه عمرو بن مسلم.
: أبو نجيد
اسمه عمران بن الحصين الخزاعي الكعبي.
(٤٣٦)

: أبو نصر الأسدي
اسمه محمد بن قيس.
: أبو نصر الأسدي الطوسي الشاعر الفارسي
اسمه علي بن أحمد وفي بعض نسخ مجالس المؤمنين أبو نصر بن علي بن أحمد
الأسدي وكذلك عن مجمع الفصحاء وقد ترجمناه في علي بن أحمد.
: الشيخ الأسعد أبو نصر
في الرياض: من مشايخ الشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر
للمرتضى والرضي والشيخ الطوسي كما يظهر من كتاب المعجزات للشيخ
حسين المذكور لكن قد بطن انه بعينه الشيخ الأسعد منصور بن الحسين بن
علي المرزبان الأنبواراتي الذي قد يروي عنه الشيخ حسين بن عبد الوهاب
المذكور أيضا بواسطة الشيخ أبي محمد بن الحسين بن محمد بن نصر تارة
أخرى اه.
: أبو نصر البجلي
اسمه مخلد بن شداد.
: أبو نصر البخاري النسابة
اسمه سهل بن عبد الله.
: أبو نصر خازن عضد الدولة
اسمه خواذشاه.
: أبو نصر الخلقاني
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
: أبو نصر بن الريان
قال النجاشي في ترجمة علي بن محمد العدوي الشمشاطي بعد ما ذكر
كتبه ورأيت في فهرست كتبه بخط أبي نصر بن ريان رحمه الله كتبا زائدة على
هذه الكتب غير أن هذه رواية سلامة بن دكا اه فتراه قد ترحم عليه
واستند إليه.
: أبو نصر الزعفراني
اسمه محمد بن ميمون التميمي.
: أبو نصر بن شاذان
اسمه قنبر بن علي.
: أبو نصر الشيباني
اسمه أحمد بن يعقوب.
: السيد نظام الدين أبو النصر إبراهيم النسابة ابن السيد ضامن النسابة ابن
شدقم الحسيني الأعرجي المدني
ولد ليلة الغدير بالمدينة المشرفة سنة ١٠٥٦.
كان عالما فاضلا نسابة اخذ علم النسب عن والده السيد ضامن
صاحب تحفة الأزهار ساح في بلاد العراقين والهند وغيرها وجمع أنساب
الطالبيين له رسائل في النسب.
: أبو نصر بن طوطي الواسطي
عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء من شعراء أهل البيت المجاهرين
حيث قسمهم إلى أربع طبقات المجاهرين والمقتصدين والمتقين والمتكلفين ولم
يذكر اسمه ولا عرفنا من أحواله شيئا غير ذلك. وأورد له في المناقب هذه
القصيدة وجمعناها من مواضع متفرقة منه:
ولما سرى الهادي النبي مهاجرا * وقد مكر الأعداء والله أمكر
ونام علي في الفراش بنفسه * وبات ربيط الجاش ما كان يذعر
فوافوا بياتا والدجى متقوض * وقد لاح معروف من الصبح أشقر
فألفوا أبا شبلين شاك سلاحه * له ظفر من صائك الدم احمر
فصال علي بالحسام عليهم * كما صال في الفريس ليث غضنفر
فولوا سراعا نافرين كأنما * هم حمر من قسور الغاب تنفر
فكان مكان المكر حيدرة الرضا * من الله لما كان بالقوم يمكر
خليفة رب العرش بعد محمد * رضيت به والله أعلى وأكبر
ومظهر دين الله بالسيف عنوة * وما كان دين الله لولاه يظهر
ولولاه ما صلى لذي العرش مسلم * وكان سبيل الحق يعفو ويدثر
ويوم غدير قد أقروا بفضله * وفي كل وقت منهم الغدر أضمروا
لدى دوح خم والنبي محمد * ينادي بأعلى الصوت فيهم ويجهر
أ لست إذا أولى بكم من نفوسكم * فقالوا بلى والقوم في الجمع حضر
فقال لهم من كنت مولاه منكم * فمولاه بعدي حيدر المتخير
فوال مواليه وعاد عدوه * أيا رب وانصر من له ظل ينصر
فلما مضى الهادي لحال سبيله * أبانوا له الغدر القبيح وأظهروا
أقام على عهد النبي محمد * ولم يتغير بعده إذ تغيروا
هذا وقد وجدنا في مجموعة نفيسة مخطوطة قصيدة في مدح أمير
المؤمنين ورثاء ولده الحسين ع لم يذكر اسم ناظمها لكنه صرح
في آخرها انه واسطي فاحتملنا انه المترجم فأوردناها هنا على هذا الاحتمال
وليس لنا ما يوجب الظن ولا الجزم بأنها له وهذه هي:
هذي المنازل يا بثينة بلقع * قفر تكنفها الرياح الأربع
طمست معالمها وبان أنيسها * واحتل عرصتها الغراب الأبقع
لم يبق الا خط نؤي دارس * فيها وأشعث مائل يتصعصع (١)
وثلاثة (٢) لم تضمحل كأنها * برسوم عرصتها حمام وقع
دار لجمل العامرية حلها * بعد الغواني فرعل (٣) وسمعمع (٤)
والربرب العين المطافل (٥) وألمها * يمشين زهوا والهجف (٦) الأسفع (٧)
في رسم دار يستهل بجوها * جون هتون مرجحن يهمع
مستعذب زجل الرعود كأنه * والبرق يحفزه (٨) صوارم تلمع
وإذا تضاحك في الدجى ايماضه * فعيونه في كل قطر تدمع
عهدي بها يا بثن وهي أنيقة * للخرد البيض العذاري مربع
وعلى غصون الدوح في جنباتها * ورق الحمائم خاطبات تسجع
والعيش غض والمدام مدامة * رقراقة في كأسها تتشعشع
كالشمس يضحي غربها أفواهنا * ولها يد الظبي المهفهف مطلع
وتقول عاذلتي حملت مأثما * صم الجبال لحملها يتضعضع

(١) يتحرك وهو الوتد.
(٢) هي الأثافي.
(٣) الفرعل الضبع.
(٤) السمعمع الذئب.
(٥) جمع مطفل أي ذات طفل.
(٦) الهجف بكسر الهاء وفتح الجيم وتشديد الفاء ذكر النعام المسن.
(٧) الأسود.
(٨) كان في الأصل والودق تحصره. المؤلف
(٤٣٧)

دع ذكر رسم دارس بجديده * كف البلا بعد البشاشة تولع
واذخر لنفسك عدة تنجو بها * من هول يوم فيه نار تلذع
فأجبتها كفي فلست إذا أتى * يوم المعاد أخاف منه وأفزع
قالت فمن ينجيك من أهواله * وعذابه قلت البطين الأنزع
صنو النبي أبو الأئمة والذي * لوليه يوم القيامة يشفع
قوم بهم غفرت خطيئة آدم * وهم الوسيلة والنجوم الطلع
أما أمير المؤمنين فذكره * في محكم التنزيل ذكر ارفع
من قال فيه محمد أقضاكم * بعدي وأعلمكم علي الأروع
حفظوا عهود... فيما بينهم * وعهود أحمد يوم خم ضيعوا
قتلوا بعرصة كربلا أولاده * ولهم بغفران المهيمن مطمع
منعوا ورود الماء آل محمد * وغدت ذئاب البر منه تشبع
آل الضلال بنو أمية شرع * فيه وسبط الطهر أحمد يمنع
لهفي له والخيل تعلو صدره * والرأس منه على الأسنة يرفع
يا زائر المقتول بغيا قف على * جدث يقابله هنالك مصرع
وقل السلام عليك يا مولى به * يرجو الشفاعة عبدك المتشيع
لو زال في القبر الحجاب رأيتم * جبريل حول ضريحه يتضرع
وأبوه حيدر والنبي محمد * وهم السبيل المستقيم المهيع
يا يوم عاشواء أنت تركتني * حلف الهموم بمقلة لا تهجع
عين غداها الكحل فيك تفرقعت * ويد تصافح في البرية تقطع
هذي شهادة واسطي دهره * للمدح في آل النبي يصرع
حيا يقر بان قنبر قادر * في يوم محشرنا يضر وينفع
يرجو النجاة من الجحيم بحبكم * ويفوز بالجنات فيها يرفع
: الشيخ أبو نصر الغاري
الغازي قال في الرياض انه بالغين المعجمة على ما رآه بخطه
الشريف قال ولعله نسبة إلى الغار قرية من قرى الأحساء وهي معمورة إلى
الآن وقد دخلتها وكان فيها في الأغلب جماعة من العلماء.
قال كان من أجلة تلامذة السيد فضل الله الراوندي ويروي عن أبي
منصور العكبري عن السيد المرتضى كما وجدته بخط السيد فضل الله
المذكور في بعض اجازاته اه.
: أبو نصر الفارابي
اسمه محمد بن أحمد بن طرخان.
: أبو نصر القمي
اسمه وهب بن محمد.
: أبو نصر الكاتب
اسمه هبة الله بن أحمد بن محمد المعروف بابن برنية.
: الوزير أبو نصر المنازي
اسمه أحمد بن يوسف.
: أبو نصر يحيى الفقيه من أهل سمرقند ويقال أبو نصر الفقيه السمرقندي
اسمه أحمد بن يحيى.
: أبو نصر بن يوسف بن الحارث
قال الكشي بتري وتقدم أبو بصير يوسف بن الحارث وذكرنا هناك
قول من قال إن صوابه أبو نصر بالنون لا أبو بصير بالباء والياء وفي التعليقة
يحتمل ان يكون ابن زائدا ويكون أبو نصر يوسف أو أبو بصير.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو نصر ولم يذكره شيخنا مشترك بين
الخلقاني لم وبين ابن يحيى الفقيه السمرقندي الخير الفاضل الثقة لم
وبين ابن يوسف بن الحارث البتري اه.
: أبو النضر العتبي
اسمه محمد بن عبد الجبار.
: أبو النضر العياشي
اسمه محمد بن مسعود.
: أبو النضر الكلبي الكوفي
اسمه محمد بن السائب بن بشر.
: أبو نضرة العبدي
في تهذيب التهذيب وعن مختصر الذهبي: اسمه المنذر بن مالك بن
قطعة العوقي النضري عن التقريب قطعة بضم القاف وفتح المهملة وفي
خلاصة التذهيب بكسر القاف وسكون المهملة الأولى.
والعوقي عن التقريب بفتح المهملة والواو ثم قاف والنضري بنون
ومعجمة ساكنة اه
: أبو نعامة
اسمه محمد ويقال أحمد بن الدقيقي الكوفي.
: أبو النعمان الأزدي
اسمه الحارث بن خضيرة.
: أبو النعمان العجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وروى الكليني
في الكافي في الباب الذي بعد باب الاستدراج عن إسحاق بن عمار عنه
عن أبي جعفر ع.
: أبو النعمان الكوفي
اسمه حفص بن حفص أبو النعمان على بعض النسخ وعلى بعضها
ابن النعمان.
: أبو نعيم بلا لام
مصغرا أو مكبرا. في الرياض: يطلق على جماعة من الخاصة والعامة
أشهرهم بذلك الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن
موسى بن عمران الأصفهاني صاحب حلية الأولياء وغيره المعروف بالحافظ
أبي نعيم الأصبهاني والمشهور انه من العامة اه أقول نعيم تصغير نعمان
وأبو نعيم الأصفهاني الظاهر أنه سني. ثم ذكر أربعة من الشيعة يطلق
عليهم أبو نعيم نذكرهم فيما يأتي.
: أبو نعيم الأصفهاني صاحب حلية الأولياء
اسمه أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني الحافظ عامي كما مر.
: أبو نعيم الفهري المعروف بقرقارة
قال الشيخ فرج الله الحويزي في رجاله انه مكبر اسمه نضر بن
عصام بن المغيرة الفهري.
(٤٣٨)

: أبو نعيم الملائي التيمي الكوفي
اسمه الفضل بن دكين بن حماد قال الشيخ فرج الله الحويزي في
رجاله انه مكبر وقال غيره مصغر.
: أبو نعيم الهذلي البصري
اسمه ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة قيل إنه مصغر.
: أبو نعيم الهمداني
اسمه محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني وأبوه ابن
عقدة الزيدي الحافظ المشهور صاحب الرجال. وفي رجال أبي علي: أبو
نعيم الهمداني محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد. في التعليقة عن النقد يأتي
أبو نعيم لابن عقدة وليس كذلك بل لابن ابنه محمد هذا وابن عقدة أحمد
كما تقدم اه والذي في النقد ان أبا نعيم كنية محمد بن أحمد بن سعيد
وهو ابن الحافظ بن عقدة المشهور وصاحب التعليقة وان حكى عن النقد
ان أبا نعيم كنية ابن عقدة لكنه يجوز ان يريد به الابن محمدا لأنه يقال له
ابن عقدة أيضا لا الأب احمد.
: الشيخ أبو النعيم.
في الرياض: هو من أعاظم العلماء والأصحاب له كتاب الصيام
والقيام وينقل عن كتابه السيد طاوس في الإقبال بعض الأخبار ولا يبعد
اتحاده مع الشيخ رضي الدين أبو النعيم بن محمد بن القاشاني الآتي الذي
ذكره منتجب الدين في الفهرست اه.
: الشيخ رضي الدين أبو النعيم بن محمد بن محمد القاشاني
فقيه فاضل قاله الشيخ منتجب الدين في فهرسه وفي الرياض لم يبعد
عندي اتحاده مع الشيخ أبو النعيم السابق ثم أن لفظة فاضل لم توجد في
بعض نسخ الفهرس وأعلم ان الشيخ فرج الله الحويزوي قد اورد ترجمة
هذا الشيخ في باب الكنى من كتاب رجاله نقلا عن فهرس الشيخ منتجب
الدين ولكن فيه هكذا أبو النعيم كالسابق معرفا مكبرا ابن محمد بن محمد
مرتين القاشاني الشيخ رضي الدين فقيه فاضل صالح اه ومراده بقوله
كالسابق ما أورده في ترجمة أبو نعيم الذي قبله يعني بالنون والعين المهملة
والياء المثناة التحتية والميم اه الرياض.
: أبو نمران الحنفي اليماني
اسمه جارية بن ظفر.
: أبو النمر مولى الحارث بن المغيرة النصري
وقع في طريق الصدوق في باب مس الميت روى عنه محمد بن سنان
ويونس بن يعقوب قال الميرزا في الرجال الكبير: غير معلوم الحال روى عنه
الصدوق بوسائط.
: أبو نواس
اسمه الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح. وفي لسان الميزان
الحسن بن هانئ بن جناح بن عبد الله بن الجراح.
أبو نواس المؤدب
اسمه أبو السري سهل بن يعقوب بن إسحاق المؤدب وعند الاطلاق
ينصرف للأول.
أبو نوح الكلاعي الحميري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع بدون لفظ
الحميري أقول كان من أصحاب علي ع يوم صفين المخلصين
له الولاء وشهد معه حرب الجمل روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن
أبي نوح أنه قال: كنت في خيل علي ع يوم صفين وإذا برجل من
أهل الشام يقول من دل على الحميري أبي نوح فقلنا هذا الحميري فأيهم
تريد قال أريد الكلاعي قلت قد وجدته فمن أنت قال أنا ذو الكلاع سر إلي
قلت معاذ الله ان أسير إليك الا في كتيبة قال لك ذمة الله وذمة رسوله وذمة
ذي الكلاع حتى ترجع إلى خيلك فإنما أريد أن أسألك عن أمر فيكم تمارينا
فيه فسار إليه فقال ذو الكلاع انما دعوتك أحدثك حديثا حدثناه عمرو بن
العاص في امارة عمر بن الخطاب ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يلتقي أهل الشام
وأهل العراق وفي إحدى الكتيبتين الحق وإمام الهدى ومعه عمار بن ياسر
قال أبو نوح لعمر الله انه لفينا قال أجاد هو في قتالنا قال نعم ورب الكعبة
لهو أشد على قتالكم مني ولوددت انكم خلق واحد فذبحته وبدأت بك
قبلهم وأنت ابن عمي قال ويلك علام تتمنى ذلك والله ما قطعتك وان
رحمك لقريبة وما يسرني اني أقتلك قال إن الله قطع بالاسلام أرحاما قريبة
ووصل به أرحاما متباعدة وانى منا أنت وأصحابك ونحن على الحق وأنتم
على الباطل مقيمون مع أئمة الكفر ورؤوس الأحزاب فقال ذو الكلاع هل
تستطيع ان تأتي معي صف أهل الشام فانا جار لك منهم حتى تلقى
عمرو بن العاص فيخبر منك بحال عمار وجده في قتالنا هو وأصحابه لعله
ان يكون صلحا بين هذين الجندين فقال له انك رجل غادر وأنت في قوم
غدر ان لم ترد الغدر أغدروك واني ان أموت أحب إلي من أن ادخل مع
معاوية في دينه وأمره فقال انا جار لك ان لا تقتل ولا تسلب ولا تكره على
بيعة ولا تحبس عن جندك وانما هي كلمة تبلغها عمرو بن العاص لعل الله
ان يصلح بذلك بين هذين الجندين فقال أبو نوح أخاف غدراتك وغدرات
أصحابك فقال ذو الكلاع انا لك بما قلت زعيم فسار معه حتى أتى عمرا
وهو عند معاوية وحوله الناس فقال ذو الكلاع لعمرو يا أبا عبد الله هل لك
في رجل ناصح لبيب شفيق يخبرك عن عمار بن ياسر لا يكذبك قال من هو
قال ابن عمي هذا وهو من أهل الكوفة فقال له عمرو اني لأرى عليك
سيماء أبي تراب قال أبو نوح علي سيماء محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعليك سيماء أبي جهل
وسيماء فرعون فسل أبو الأعور سيفه وقال لا أرى هذا الكذاب اللئيم
يشاتمنا بين أظهرنا وعليه سيماء أبي تراب فقال ذو الكلاع أقسم بالله لئن
بسطت يدك إليه لأحطمن انفك بالسيف ابن عمي وجاري عقدت له
بذمتي وجئت به اليكما ليخبركما عما تماريتم فيه قال عمرو بن العاص أذكرك
بالله يا أبا نوح الا ما صدقت ولا تكذبنا أ فيكم عمار بن ياسر فقال له أبو
نوح ما انا بمخبرك حتى تخبرني لم تسألني عنه فان معنا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عدة غيره وكلهم جاد على قتالكم قال: قال عمرو سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إن عمارا تقتله الفئة الباغية وانه ليس ينبغي لعمار ان
يفارق الحق ولن تأكل النار منه شيئا فقال أبو نوح لا اله الله والله أكبر والله
انه لفينا جاد على قتالكم قال عمرو والله انه لجاد على قتالنا قال نعم والله
الذي لا اله الا هو لقد حدثني يوم الجمل انا سنظهر عليهم ولقد حدثني
أمس ان لو ضربتمونا حتى تبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا انا على حق
وانكم على باطل وكانت قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار فقال له عمرو فهل
تستطيع ان تجمع بيني وبينه قال نعم فسار عمرو ومعه جماعة مع أبي نوح
(٤٣٩)

فأخبر أبو نوح عمارا بما جرى فقال أقررته بذلك أي بسماعه من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان عمارا تقتله الفئة الباغية قال نعم فقال عمار صدق
وليضرنه ما سمع ولا ينفعه فلما اجتمعا قال له عمرو بعد كلام طويل لا
يرتبط بالحديث انما جئت لأني رأيتك أطوع أهل هذا المعسكر فيهم أذكرك
الله الا كففت سلاحهم وحقنت دماءهم إلى أن قال له عمرو ما ترى في قتل
عثمان وأراد ان يقرره على قتله فقام أهل الشام وركبوا خيولهم فرجعوا.
أبو هارون السنجي أو السنحي أو السبخي
اسمه ثابت بن توبة
أبو هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر ع
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال الكشي في أبي
هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر ع حدثني جعفر بن محمد حدثني
علي بن الحسن بن فضال حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران حدثني أبو
هارون قال: كنت ساكنا دار أبي الحسن بن الحسين فلما علم
انقطاعي إلى أبي جعفر وأبي عبد الله ع أخرجني من داره فمر بي
أبو عبد الله ع فقال لي أبا هارون بلغني ان هذا أخرجك من داره قلت
نعم جعلت فداك قال بلغني انك كنت تكثر فيها تلاوة كتاب الله تعالى والدار
إذا تلي فيها كتاب الله تعالى كان لها نور ساطع في السماء تعرف به من بين
الدور اه.
: أبو هارون العبدي
اسمه عمارة بن جوين عن تقريب ابن حجر وفي تهذيب التهذيب
ولسان الميزان وزاد في الأخيرين بجيم مصغر مشهور بكنيته اه.
: أبو هارون المكفوف
اسمه موسى بن عمير أبو ابن أبي عمير.
: أبو هارون مولى آل جعدة
روى الكليني في الكافي عن محمد بن سنان عنه عن أبي عبد الله
ع.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو هارون المشترك بين جماعة لم
يوثقوا ويمكن معرفة السنجي قيل اسمه ثابت بن توبة برواية عبيس بن
هشام عنه ورواية القاسم بن إسماعيل القرشي عنه وانه الذي هو شيخ من
أصحاب أبي جعفر ع برواية عبد الرحمن بن أبي نجران عنه وانه
المكفوف قر برواية عبيس بن هشام عنه أيضا الرابع عمارة بن جوين
العبدي شيعي من الرابعة الخامس إبراهيم بن العلاء الغنوي من العامة
اه أقول الخامس حكاه الميرزا في رجاله عن تقريب ابن حجر وذكره
ابن حجر أيضا في تهذيب التهذيب فقال أبو هارون الغنوي اسمه
إبراهيم بن العلاء تقدم اه ومن العجيب انه لم يذكره في الأسماء.
: أبو هاشم البزاز
روى الشيخ في التهذيب في باب حدود الزنا عن محمد بن عيسى
العبدي عن عبد الله بن محمد عنه عن حنان.
: أبو هاشم البصري
روى الصدوق في الفقيه في باب المعايش والمكاسب عنه عن الرضا
ع ولكن قيل إن ذلك سهو من الناسخ والصواب أبو همام البصري.
: أبو هاشم الجعفري
اسمه داود بن القاسم بن إسحاق.
: السيد أبو هاشم العلوي
في أمل الآمل: من أكابر السادات الفضلاء كان شاعرا معاصرا
للصاحب بن عباد ومدح كل منهما الآخر بأبيات ذكرها القاضي نور الله في
مجالس المؤمنين اه وفي الرياض كان من أكابر السادات الفضلاء
وأعاظم الشعراء من الامامية معاصرا للصاحب بن عباد ومدح كل واحد
منهما الآخر ورأيت بأردبيل مجموعة بخطوط علماء جبل عامل فيها بعض
الأشعار التي أرسلها الصاحب إليه حين مرض وأجابه السيد ولم أعلم اسمه
بخصوصه وقال وفي مجالس المؤمنين ما معناه ان السيد الحسيب أبو هاشم
العلوي كان من أكابر السادة الاجلاء معاصرا للصاحب بن عباد وكان
الصاحب يراعي معه دائما طريقة الاخلاص والعبودية والاختصاص وقد
ذكر ابن أعراق في تذكرته ان الصاحب لما مرض وبرئ مرض السيد أبو
هاشم فأرسل إليه الصاحب:
أبا هاشم ما لي أراك عليلا * ترفق بنفس المكرمات قليلا
لترفع عن قلب النبي حرارة * وتدفع عن صدر الوصي غليلا
فلو كان من بعد النبيين معجز * لكنت على صدق النبي دليلا
فاجابه أبو هاشم يقول:
دعوت اله الناس شهرا محرما * ليصرف سقم الصاحب المتفضل
إلى بدني أو مهجتي فاستجاب لي * فها أنا مولانا من السقم ممتلي
فشكرا لربي حين حول سقمه * إلي وعافاه ببرء معجل
وأسال ربي ان يديم علاءه * فليس سواه مفزع لبني علي
فاجابه الصاحب يقول:
أبا هاشم لم أرض هاتيك دعوة * وان صدرت من مخلص متطول
فلا عيش لي حتى تدوم مسلما * وصرف الليالي عن فناك بمعزل
فان نزلت يوما بجسمك علة * وحاشاك منها يا علاء بني علي
فناد بها في الحال غير مؤخر * إلى جسم إسماعيل زولي تحولي
انتهى المجالس. قال في الرياض وأقول لا نظن اتحاده مع أبي
هاشم الجعفري المعاصر للصاحب بن عباد لكن يغلب على ظني ان هذا
السيد هو بعينه السيد أبو هاشم العلوي أعني السيد أبا هاشم جعفر بن
محمد العلوي الحسيني من ولد علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب الذي يروي عنه التلعكبري وكان قليل الرواية
وذكره أصحاب الرجال اه الرياض.
: أبو هاشم العلوي الحسيني
اسمه جعفر بن محمد من ولد علي بن عبد الله بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع المشار إليه في الذي قبله؟
: أبو هاشم بن يحيى المدني
روى الكليني في الكافي في باب شرب الماء من قيام عن عبد
الرحمن بن أبي هاشم عنه عن أبي عبد الله ع.
: أبو هبيرة
اسمه المغيرة بن عبد السلام
(٤٤٠)

: أبو الهذيل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
: أبو الهذيل الأودي الكوفي الشاعر
اسمه غالب بن الهذيل وكذلك هو في تهذيب التهذيب وعن التقريب
وما ذكرناه في الجزء الأول عن ابن شهرآشوب من أنه محمد بن غالب كنا قد
وجدناه في نسخة مخطوطة من المعالم والظاهر أنه غلط والصواب غالب لا
محمد بن غالب.
: أبو الهذيل القمي الكوفي
اسمه يوسف بن عبد الرحمن.
: أبو هراسة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع ويأتي في ترجمة أحمد بن
نصر بن سعيد الباهلي ان أبا هراسة كنية سعيد جد أحمد المذكور أما رجاء
والد إبراهيم بن رجاء الشيباني فإنه وان دل كلام النجاشي على أنه يكنى أبا
هراسة لقوله في إبراهيم المعروف بابن هراسة الا انا قد بينا في ترجمة
إبراهيم المذكور ان الصواب انه ابن هراسة كما صرح به الشيخ لا ابن أبي
هراسة وان لفظة أبي في عبارة النجاشي من سهو القلم لقوله وهراسة امه.
: أبو هريرة الأبار
في معالم العلماء عند ذكر شعراء أهل البيت المتقين: أبو هريرة الأبار
المادح الصادق ع اه وذكر في شعراء أهل البيت المجاهرين أبو هريرة
العجلي كما سيأتي وهو كالصريح في أنهما اثنان أحدهما يوصف بالعجلي من
الشعراء المجاهرين والاخر يعرف بالابار من الشعراء المتقين. ولكن في
الطليعة: أبو هريرة بن نزار الأبار العجلي توفي سنة مائة ونيف وخمسين كان
راوية شاعرا ناسكا لقي الباقر والصادق ع وكان يسكن البصرة اه
فجعلهما واحدا مع جعل صاحب المعالم لهما اثنين كما سمعت فلينظر ذلك
وقوله ابن نزار لم نجد من قال إن اسم أبيه نزار لا العجلي ولا الأبار
ويوشك ان يكون ذلك تصحيف البزاز فقد وجدناه كذلك في مسودة
الكتاب ولا نعلم أن التصحيف منا أو منه وعليه فيكون قد جعل الثلاثة
الأبار والعجلي والبزاز الآتي واحدا. وفي مناقب ابن شهرآشوب اورد في
مدح الباقر ع لأبي هريرة هذين البيتين بدون ان يصفه بالابار ولا
العجلي فلم يعلم أنهما لأيهما بناء على التغاير وهما:
أبا جعفر أنت الامام أحبه * وارضى الذي يرضى به وأتابع
أتانا رجال يحملون عليكم * أحاديث قد ضاقت بهن الأضالع
وفي المناقب لابن شهرآشوب قرأت في بعض التواريخ لما اتى كتاب
أبي مسلم الخراساني إلى الصادق ع بالليل قرأه ثم وضعه على المصباح
فحرقه فقال الرسول وظن أن حرقه له تغطية وسترا وصيانة للأمر هل من
جواب قال الجواب ما قد رأيت فقال أبو هريرة الأبار صاحب الصادق
ع:
ولما دعا الداعون مولاي لم يكن * ليثني إليهم عزمه بصواب
ولما دعوه بالكتاب أجابهم * بحرق الكتاب دون رد جواب
وما كان مولائي كمشرى ضلالة * ولا ملبسا منها الردى بثواب
ولكنه لله في الأرض حجة * دليل إلى خير وحسن مآب
وأورد ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات لأبي هريرة الأبار في
رثاء الصادق ع وأوردها ابن عياش في مقتضب الأثر وزاد فيها
البيت الأخير فروى باسناده عن عيسى بن داب قال لما حمل أبو عبد الله
جعفر بن محمد سريره واخرج إلى البقيع ليدفن قال أبو هريرة:
أقول وقد راحوا به يحملونه * على كاهل من حامليه وعاتق
أتدرون ما ذا تحملون إلى الثرى * ثبيرا ثرى من رأس علياء شاهق
غداة حثا الحاثون من فوق قبره * ترابا واولى كان فوق المفارق
أيا صادق ابن الصادقين إليه * بآبائك الأطهار حلفة صادق
لحقا بكم ذو العرش أقسم في الورى * فقال تعالى الله رب المشارق
نجوم هي اثنا عشرة كن سبقا * إلى الله في علم من الله سابق.
: أبو هريرة البزاز
في الخلاصة: قال العقيقي ترحم عليه أبو عبد الله ع وفي
التعليقة يحتمل كونه عبد الله بن سلام المذكور في خالد بن ماد اه
حيث ذكروا ان له كتابا يرويه
أبو هريرة عبد الله بن سلام.
: أبو هريرة العجلي
في معالم العلماء عند ذكر شعراء أهل البيت المجاهرين: أبو هريرة
العجلي قال أبو بصير قال أبو عبد الله ع من ينشدنا شعر أبي هريرة قلت
جعلت فداك انه كان يشرب فقال رحمه الله ذنب يغفره الله لولا بغض
علي اه ويحتمل اتحاده مع البزاز السابق.
: أبو هفان العبدي البصري
اسمه عبد الله بن أحمد بن حرب بن مهزم.
: أبو هلال الذي حدث عنه يعقوب بن سالم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
: أبو هلال الرازي
قال الميرزا في رجاله روى عن أبي عبد الله ع وروى عنه
حفص بن البختري اه ووقع في طريق الصدوق في كتاب الوكالة وقد
روى عن عبد الله بن مسكان عنه.
: أبو هلال العسكري
اسمه الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو هلال مشترك بين رجلين لم يوثقا
أحدهما الرازي ويعرف برواية حفص بن البختري عنه والثاني
ويعرف برواية يعقوب بن سالم عنه كلاهما رويا عن أبي عبد الله ع.
: أبو همام
اسمه إسماعيل بن همام.
: أبو همدان
اسمه القاسم بن بهرام.
: أبو همدان التمار
كنية ميثم التمار.
(٤٤١)

: أبو الهياج الأسدي الكوفي
اسمه حيان بن حصين.
: أبو الهيثم بن التيهان
اسمه مالك بن التيهان وقد يعبر عنه بابن التيهان.
: أبو الهيثم بن سيابة
في رجال الميرزا روى عنه أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عن أبي
محمد العسكري ع في كتاب الغيبة للشيخ اه.
: أبو الهيثم العطار
اسمه خالد بن عبد الرحمن.
: أبو الهيثم الكلبي الكوفي
اسمه الحسين بن عامر.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الهيثم ولم يذكره شيخنا مشترك
بين ابن التيهان الذي هو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع
وبين ابن سيابة ويعرف برواية أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عنه روى
عن أبي محمد العسكري ع.
: أبو الهيجاء الحمداني
كنية سعيد بن حمدان بن حمدون التغلبي أخي أبي فراس ويكنى بها
أيضا ابنه حرب بن سعيد بن حمدان ويكنى بها أيضا عم أبي فراس
عبد الله بن حمدان والد ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن
حمدان بن حمدون التغلبي.
: الأمير أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين أمير البطيحة
هكذا ذكره ياقوت في معجم البلدان ولم نعلم اسمه وقد ذكر أهل
التواريخ من ذرية عمران ثلاثة تولوا الامارة من بعده وهم ولده الحسين بن
عمران قتل ٣٧٢ وأخوه أبو الفرج محمد بن عمران قتل ٣٧٣
وحفيده أبو المعالي بن الحسين بن عمران بن شاهين أقيم في الامارة بعد قتل
عمه ثم انقرض بيت عمران بن شاهين ولم يذكروا أبا الهيجاء وانما ذكره ياقوت ولا
يجوز ان يكون أبو الهيجاء هو الحسين لان أبا الهيجاء كان موجودا سنة ٤٠١
كما ستعرف.
كان أبو الهيجاء شاعرا وكان أميرا على البطيحة كأبيه عمران وأبوه هو
صاحب مسجد عمران بالنجف الأشرف المذكور في بابه في معجم البلدان.
عند ذكر قصر العباس بن عمرو الغنوي: قرأت في كتاب ألفه عميد الدولة
أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الوزير حدثني أبو الهيجاء بن
عمران بن شاهين أمير البطيحة قال كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع
قراوش بن المقلد ما بين سنجار ونصيبين ثم نزلنا فاستدعاني بعد النزول
بقصر هناك مطل على بساتين ومياه كثيرة يعرف بقصر العباس بن عمرو
الغنوي فدخلت عليه وهو قائم في القصر واخرى لناصر الدولة الغضنفر ابن
أخيه واخرى للمقلد بن المسيب والد قرواش واخرى لقرواش بن المقلد وقد
ذكرنا الجميع في ترجمة قرواش قال أبو الهيجاء فعجبت من ذلك وقلت له
متى كتب الأمير هذا قال الساعة قال وكتب الأمير أبو الهيجاء تحت
الجميع:
ان الذي قسم المعيشة في الورى * قد خصني بالسير في الآفاق
مترددا لا أستريح من العنا * في كل يوم ابتلى بفراق.
: أبو وائل
اسمه عمرة بن الزبير.
: أبو وائل الأسدي
اسمه شقيق بن سلمة الكوفي. في تهذيب التهذيب وعن التقريب
والشيخ في رجاله في أصحاب علي ع جعل كنية شقيق بن سلمة أبو
الوداك وجعل أبو وائل الأسدي كنية جبر بن نوف الهمداني البكالي وابن
حجر جعل الوداك كنية جبر كما ستعرف في أبي الوداك وأبا وائل كنية شقيق
كما سمعت بعكس ما قاله الشيخ.
: أبو وائل الحمداني
اسمه داود بن حمدان.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو وائل ولم يذكره شيخنا مشترك بين
عمرة بن الزبير كما نقله الميرزا ولكن لم أره في الأسماء وبين شقيق بن سلمة
الأسدي الكوفي اه قلت عمرة بن الزبير مذكور في الأسماء.
: أبو الواثق العنبري
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات:
شفيعي إليك اليوم يا خالق الورى * رسولك خير الخلق والمرتضى علي
وسبطاه والزهراء بنت محمد * ومن فاق أهل الأرض في زهده علي
وباقر علم الأنبياء وجعفر * وموسى وخير الناس في رشده علي
ومولاي من بعد الكرام إلى الورى * محمد المحمود ثم ابنه علي
وبالحسن الميمون تمت شفاعتي * وبالقائم المهدي ينمى إلى علي
أئمة رشد لا فضيلة بعدهم * سلالة خير الخلق أفضلهم علي.
: أبو واقد الليثي
مات بمكة سنة ٦٨ فدفن في مقبرة المهاجرين بفخ وهو ابن خمس
وثمانين سنة على الأصح: والليثي نسبة إلى الليث بن بكر من أجداده
وبنو ليث قبيلة من ولد الليث المذكور.
الاختلاف في اسمه
في الاستيعاب اختلف في اسمه فقيل الحارث بن عوف وقيل عوف بن
الحارث وقيل الحارث بن مالك بن أسيد بن جابر بن حوثرة بن عبد مناة بن
أشجع بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن علي بن كنانة بن
خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر اه وللخلاف في اسمه ترجمناه هنا.
أحواله
في الاستيعاب: قيل إنه شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان قديم
الاسلام وكان معه لواء بني ليث وضمرة وسعد بن بكر يوم الفتح وقيل إنه
من مسلمة الفتح والأول أصح وأكثر. يعد في أهل المدينة وجاور بمكة
سنة ومات فيها اه أقول روى الشيخ في الأمالي بسنده ان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم كتب إلى علي ع من قبل يوم الهجرة مع أبي واقد الليثي
يأمره بالمسير إليه وخرج علي ع بالفواطم وتبعهم أيمن بن أم أيمن
وأبو واقد فجعل أبو واقد يسوق الرواحل سوقا حثيثا فقال له علي ع
(٤٤٢)

ارفق بالنسوة يا أبا واقد فإنهن من الضعائف قال إني أخاف ان يدركنا
الطلب فقال علي ع أربع عليك فلما قارب ضجنان أدركه الطلب وهو ثمانية
فرسان فقال علي ع لأيمن وأبي واقد أنيخا الإبل واعقلاها وتقدم فأنزل النسوة
وقاتل القوم وقتل مقدمهم فتفرقوا عنه ثم اقبل على أيمن وأبي واقد وقال لهما اطلقا
مطاياكما الحديث. وهذا يدل على أن أبا واقد كان قديم الاسلام من أول الهجرة
وانه ليس من مسلمة الفتح وانه كان يوم الهجرة رجلا لا غلاما وكل ذلك
مما يبطل قول من قال إنه أسلم يوم الفتح ومن قال إنه ولد بعد بدر ومن
قال إنه كان يوم بدر ابن اثنتي عشرة سنة. وفي الإصابة قال البخاري وابن
حبان والبارودي وأبو احمد الحاكم شهد بدرا وقال أبو عمرو قيل شهد بدرا
ولا يثبت وقال ابن سعد أسلم قديما وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة
وسعد بن بكر يوم الفتح وحنين وفي غزوة تبوك يستنفر بني ليث وفي تهذيب
التهذيب عن البارودي في كتاب الصحابة شهد بدرا ثم شهد صفين اه
وفي أسد الغابة شهد اليرموك بالشام روى عنه ابن المسيب وعروة بن الزبير
وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وعطاء بن يسار وغيرهم.
: أبو وداك
اسمه شقيق بن سلمة عن رجال الشيخ وجعله ابن حجر في تهذيب
التهذيب وعن التقريب كنية جبر بن نوف الهمداني البكالي وجعل كنية
شقيق بن سلمة أبو وائل والشيخ جعل أبا وائل كنية جبر كما سبق في أبي
وائل وأبي وداك كنية شقيق عكس ما قاله ابن حجر.
: أبو الورد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وروى الكليني
في الكافي في الصحيح عن سلمة بن محرز عن أبي عبد الله ع أنه قال
لرجل يقال له أبو الورد يا أبا الورد اما أنتم فترجعون اي عن الحج
مغفورا لكم واما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم.
: أبو الورد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
: أبو الورد بن زيد الكوفي
روى الصدوق في الفقيه في باب المطاعم عن أبي بكر الحضرمي عن
أبي الورد بن زيد قلت لأبي جعفر ع حدثني حديثا وأمل علي حتى
اكتبه فقال أين حفظكم يا أهل الكوفة قلت حتى لا يرده على أحد الخبر
ويمكن ان يكون هو المذكور في أصحاب الباقر ع.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو الورد ولم يذكره شيخنا مشترك
بين مهمل ي وبين مهمل آخر قر وبين ابن أبي قيس بن فهد ي
اه.
: أبو الوزير بن أحمد الأبهري
له طب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه ما ورد عنه في الأدوية والأطعمة والأشربة
وآداب الأكل والشرب وهو غير طب النبي صلى الله عليه وآله وسلم المطبوع للامام الخطيب
الحافظ أبو العباس جعفر بن أبي علي محمد بن أبي بكر المعتز بن المستغفر
النسفي السمرقندي المعروف بأبي العباس المستغفري فإنه لم يعلم كونه من
الشيعة بل قوى صاحب الرياض انه حنفي والمجلسي جعل كتابه أحد المآخذ
للبحار ونقل فيه كثيرا من اخباره والمحقق الطوسي في كتاب آداب المتعلمين
أمر بتعلم كتابه هذا وظاهرهما تشيعه والله أعلم بحاله.
: أبو الوفاء الشرازي
في البحار ج ١٩ صلى الله عليه وآله وسلم ٧٢ في باب الاستشفاع بمحمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم عن
كتاب قبس المصباح أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسن أحمد بن علي بن
أحمد النجاشي الصير في المعروف بابن الكوفي ببغداد آخر ربيع الأول سنة
٤٤٢ اخبرني الحسن بن محمد بن جعفر التميمي قراءة عليه حكى لي أبو
الوفاء الشيرازي وكان صديقا لي انه قبض عليه أبو علي الياس صاحب كرمان
قال فقيدني وكان الموكلون بي يقولون إنه قد هم فيك بمكروه فقلقت
لذلك وجعلت أناجي الله تعالى بالأئمة ع وذكر خبرا طويلا فيه
انه نام فرأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه فامره ان يستغيث بصاحب الزمان ع
فقال فناديت في نومي يا مولاي يا صاحب الزمان أدركني فقد بلغ
مجهودي قال أبو الوفاء فانتبهت من نومي والموكلون يأخذون قيودي اه
وحكاه في البحار أيضا عن دعوات الراوندي نحوه.
: أبو الوفاء المرادي
روى الشيخ في التهذيب في باب تلقين المحتضر عن علي بن شجرة
عنه عن سدير.
: أبو وكيع
قال الميرزا في الرجال الكبير ورد في سند بعض الروايات عندنا وهو
منهم ثم ذكر اثنين بهذه الكنية.
: أبو ولاد الحناط
اسمه حفص بن سالم.
: أبو ولاد الحناط الآجري
اسمه حفص بن يونس.
: السيد الشاه أبو الولي بن محمد هادي الحسيني الشيرازي
في الرياض: كان من أجلة السادات الشاهية بشيراز وكان متكلما
جليلا ورد أصفهان في أول صباه ولم أره ورأيت ابنه وكان رفيقنا في الحجة
الأولى. وذكر في أمل الآمل السيد الأمير أبو الولي بن محمد هادي الحسيني
الشيرازي وقال إنه كان عالما متكلما جليلا فاضلا معاصرا اه قال والحق
ان المراد منه الشاه أبو الولي الشيرازي المترجم قال ثم إن هذا السيد ليس
هو السيد الأمير أبو الولي ابن الأمير الشاه محمود الأنجولي الشيرازي الذي
كان صدرا في زمن الشاه عباس الأول الصفوي الآتية ترجمته اه.
: السيد الأمير أبو الولي ابن الأمير الشاه محمود الأنجولي الشيرازي الصدر
الكبير المعروف.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء: كان من أجلة السادات بشيراز وكان سيدا فاضلا
فقيها متصلبا في التشيع وفائقا في الفضائل والكمالات على أخيه الأمير الشاه
أبو محمد وكان الأمير أبو الولي هذا من علماء دولة الشاه طهماسب متوليا
للروضة المقدسة الرضوية ثم عزل لمنازعة وقعت بينه وبين الشاه ولي سلطان
ذو القدر حاكم المشهد المقدس وجاء إلى معسكر الشاه المذكور وصار متوليا
للأوقاف الغازانية بشراكة أخيه المذكور ثم في أواخر سلطنة الشاه المذكور
صار متوليا لحضرة الشاه صفي الدين بأردبيل واستقل اخوه المذكور بأمر
تولية الوقف الغازاني ثم صار في زمن السلطان محمد خدابنده الصفوي
(٤٤٣)

قاضيا بعسكر السلطان المذكور ثم صار صدرا في زمن الشاه عباس الأول
الصفوي وذلك أن جماعة من أكابر العلماء تولوا الصدارة في عهد
الصفوية وله أخ آخر فاضل وهو الشاه مظفر الدين علي الأنجولي. وكان
المترجم في الفضائل والكمالات أسبق من أخيه المذكور أبو محمد
واستحضاره في المسائل الفقهية أزيد من سائر أهل عصره كذا حكاه
صاحب تاريخ عالم آرا في المجلد الأول منه وأحال باقي أحواله إلى ما بعد.
كتاب الشيخ البهائي إليه
جوابا عن كتاب جاءه منه ويظهر من هذا الجواب ان المترجم كان قد
اقترض شيئا من الأموال الراجعة إلى المشهد المقدس فنقم الناس عليه لأجل
ذلك.
في رياض العلماء: كان هذا الصدر الجليل معاصرا للشيخ البهائي
ورأيت رقعة من الشيخ البهائي إليه في جواب كتاب كتبه إليه هذه
صورتها:
سلام الله تعالى على مخدوم العالمين ومطاع أهل الحق واليقين ومتبوع
كافة المؤمنين ومن تشرف به مسند الصدارة والله على ذلك من الشاهدين
وبعد فقد تشرف الخادم الحقيقي والمخلص التحقيقي بورود الخطاب
المستطاب من تلك الأعتاب لا زالت عالية القباب إلى يوم المآب وقبل مجاري
الأقلام الشريفة ومسح وجهه بمواقع الأنامل القدسية المنيفة وابتهل إلى الله
سبحانه ان يمن على هذه الفرقة بدوام تلك الذات العلوية السمات وان
يحرسها من سائر الكدورات ثم إن العبد والله على ما أقول شهيد في غاية
التألم والتكدر والانزعاج من استماع بعض الحكايات وإن كان عاقبة امرها
بتوفيق الله ليس على ما يظنه العوام الذين هم كالانعام حيث إنكم أيدت
أيامكم لم يصدر عنكم في هذه الحكاية ما يخالف الشرع الشريف فان
اقتراض أمثال هذه الأموال ليس من الأمور المحرمة وحيث انكم سلمكم
الله في صدد وفاء ذلك الدين فأي أمر محرم وقع في البين مع أنه قد تحقق
انكم دام ظلكم لم تكونوا مطلعين على وقوع ذلك وانما فعله بعض خدام
الحرم من غير امركم فلا مؤاخذة عليكم شرعا ولا عرفا وإذا كان الإنسان
عند الله سبحانه بريئا فلا يضره كلام الناس ولكم إذا أسوة بآبائكم
الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين ولقد كنت صممت العزيمة بالأمس على
احرام شرف الملازمة في هذا اليوم فحصل لي بالليل وجعل شديد في الظهر
منعني عن الفوز بتلك السعادة العظمى وأنتم ومن ينتمي إلى بابكم ويلوذ
باعتابكم في أمان الله تعالى وحفظه وحمايته وحرزه وكفايته أبد الأبدين
اه قال المؤلف: بعد الاذن من شيخنا البهائي نقول إن مال الحضرة
الشريفة لا ينبغي للسيد ان يقترضه وإن كان بعض الخدم فعل ذلك بغير
علمه فهو غير برئ من التقصير فليسمح لنا شيخنا ان نقول له هذا العذر
غير مقبول: ولعل المصلحة التي رآها البهائي كانت تقتضي هذا الجواب.
مشايخه وتلاميذه
يروى عن أبيه الشاه محمود عن الشيخ إبراهيم القطيفي ويروي عن
السيد الأمير صفي الدين محمد بن جمال الدين الاسترآبادي شارح تهذيب
الأصول عن المحقق الكركي ويروي عن السيد حسين ابن السيد حيدر بن
قمر الحسيني الكركي العاملي.
: أبو الوليد الأزدي البصري
اسمه عمر بن عاصم.
: أبو الوليد البجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
: أبو الوليد البكري
اسمه إسماعيل بن كثير.
: أبو الوليد الجعفي
اسمه بشر بن جعفر.
: أبو الوليد الخياط
اسمه المثنى بن راشد.
: أبو الوليد الصيقل
اسمه الحسن بن زياد.
: أبو الوليد العبدي الكوفي
اسمه نصر بن عبد الرحمن.
: أبو الوليد الكوفي
اسمه نصير بن أبي الأشعث.
: أبو الوليد المحاربي
اسمه ذريح بن محمد بن يزيد.
: أبو وهب الثقفي
اسمه الحارث بن غصين.
: أبو وهب القصري
روى الشيخ في التهذيب في باب فضل زيارة أمير المؤمنين ع عن
منيع بن الحجاج عن يونس عنه عن أبي عبد الله ع ولكن الكليني روى
الرواية بعينها في باب فضل الزيارات وثوابها عن منيع بن الحجاج عن
يونس بن أبي وهب القصري.
: أبو يحيى
كنية إبراهيم بن أبي البلاد.
: أبو يحيى الأسدي
اسمه حبيب بن أبي ثابت.
: أبو يحيى الأسلمي
عن الشيخ في التهذيب في باب زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالاسناد عن محمد بن
سليمان الديلمي عن أبي يحيى الأسلمي ولكن مر ان الكليني في الكافي ذكر
بدل أبي يحيى أبي حجر فيوشك ان يكون ما عن التهذيب تحريفا من النساخ
وعن تقريب ابن حجر أبو يحيى الأسلمي مولاهم المدني لا باس به من
الثالثة اسمه سمعان اه. وفي تهذيب التهذيب روى عن أبي هريرة
وأبي سعيد الخدري أقول فهو غير المذكور في سند التهذيب لان محمد بن
سليمان الديلمي الراوي عنه من أصحاب الرضا ع.: أبو يحيى الأهوازي
قال الميرزا في رجاله روى عنه جعفر بن محمد بن مالك في سند الفقيه
(٤٤٤)

ولم أجده في غيره أقول وقع في طريق الصدوق في مشيخة الفقيه إلى
ميمون بن مهران روى عنه جعفر بن محمد بن مالك وروى هو عن
محمد بن جمهور.
: أبو يحيى البارقي
اسمه زكريا بن سوادة.
: أبو يحيى البصري
اسمه محمد بن يحيى.
: أبو يحيى البصري
اسمه عبد الرحمن بن عثمان.
: أبو يحيى البكري
اسمه ليث بن كيسان.
: أبو يحيى الجرجاني
اسمه أحمد بن داود بن سعيد الفزاري.
: أبو يحيى الحضرمي
اسمه سلمة بن كهيل.
: أبو يحيى الحناط
قال النجاشي: أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن الحسين بن علي عن
حميد حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة بكتاب أبي يحيى الحناط وقال الشيخ
في الفهرست: أبو يحيى الحناط له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن
محبوب عن أبي يحيى.
: أبو يحيى الحنفي
اسمه حكم أو حكيم بن سعد.
: أبو يحيى الرازي
روى الكليني في الكافي في باب ما يفعل بالمولود في كتاب العقيقة عن
ابن فضال عن أبي إسماعيل الصيقل عنه عن أبي عبد الله ع.
: أبو يحيى الصنعاني
اسمه عمر بن توبة.
: أبو يحيى الطحان ويقال حناط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
: أبو يحيى العلوي
اسمه عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
: أبو يحيى القرشي
اسمه منصور بن يونس بزرح.
: أبو يحيى الكوفي
اسمه بحر بن عدي.
: أبو يحيى المدني
اسمه فليح بن سليمان.
: أبو يحيى المرادي
كنية أبي بصير ليث المرادي كما يفهم من فهرست ابن النديم نقلا عن
محمد بن إسحاق فقيه قال محمد بن إسحاق هؤلاء مشائخ الشيعة الذين
رووا الفقه عن الأئمة ذكرتهم على غير ترتيب فمنهم إلى أن قال كتاب أبي
يحيى ليث المرادي وقال الشيخ في رجال الصادق ع ليث بن البختري
المرادي أبو يحيى ويكنى أبا بصير.
: أبو يحيى المغربي
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله:
يا راكب الشهباء تعمل تحته * سلم على قبر بسامراء
قبر الإمام العسكري وابنه * وسمي أحمد خاتم الخلفاء
: أبو يحيى المكفوف
قال النجاشي: أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن الحسين بن علي بن
سفيان حدثنا أحمد بن زياد قال سمعت من عمر بن طرخان كتاب أبي يحيى
المكفوف اه وقال الشيخ في الفهرست: أبو يحيى المكفوف له كتاب
رويناه عن جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن عمر بن طرخان عنه وقال في
كتاب الرجال في رجال الكاظم ع: أبو يحيى المكفوف روى عن أبي
عبد الله ع اه.
: أبو يحيى الموصلي الملقب كوكب الدم
اسمه زكريا.
: أبو يحيى الواسطي
اسمه سهيل بن زياد.
: أبو يحيى الواسطي
اسمه إسماعيل بن زياد من أصحاب الكاظم ع أطلقه
عليه الكشي في سند إحدى الروايات الواردة في هشام بن الحكم فقال عن
أبي يحيى وهو إسماعيل بن زياد الواسطي.
: أبو يحيى الواسطي
اسمه زكريا بن يحيى اطلقه عليه أحمد بن محمد بن عيسى في سند
بعض الروايات الواردة في المغيرة بن سعيد مولى بجيلة وهو يروي عن الرضا
ع ومر زكريا بن يحيى الواسطي من أصحاب الصادق ع
فتلخص ان أبا يحيى الواسطي يأتي لسهيل بن زياد من أصحاب العسكري
ع ولإسماعيل بن زياد من أصحاب الكاظم ع كما في ترجمة
هشام بن الحكم ولزكريا بن يحيى من أصحاب الرضا ع كما في ترجمة
المغيرة بن سعيد.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو يحيى المشترك بين جماعة لاحظ
لهم في التوثيق أحدهم الأهوازي ويعرف برواية جعفر بن محمد بن
مالك عنه والثاني الحناط أو الخياط بن سفيان ويعرف برواية الحسن بن
محمد بن سماعة والحسن بن محبوب عنه والثالث المكفوف ويعرف برواية
عمر بن طرخان عنه وروايته هو عن أبي عبد الله ع حيث لا
مشارك الرابع الموصلي الملقب بكوكب الدم المعدود من الأخيار ويعرف
بوروده في طبقة الرضا ع حيث هو معدود من رجاله الخامس سهيل
(٤٤٥)

ابن زياد الواسطي ويعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه ورواية أحمد بن
محمد بن عيسى عنه ورواية محمد بن هارون عنه السادس سمعان
الأسلمي المدني من الثالثة السابع الجرجاني أحمد بن داود بن سعيد
الفزاري كان من أجلة أصحاب الحديث ورزقه الله هذا الامر وصنف في
الرد على الحشوية تصنيفا كثيرا الثامن حكم بن سعد الحنفي وكان من
شرطة الخميس من الأولياء من أصحاب علي ع التاسع الطحان
ويقال حناط ظم العاشر المكي ضا وهؤلاء الخمسة لم يذكرهم
شيخنا وحيث لا تميز فالحال بحسب الظاهر واحد وربما كان لشدة الإمعان
في ملاحظة النظر في القرائن دخل في الاطلاع على ترجيح بعض المذكورين
على بعض اه. أقول الأسلمي المدني ليس من رواتنا ذكره ابن
حجر في كتبه.
: أبو يزيد
كنية عقيل بن أبي طالب.
: أبو يزيد البسطامي
اسمه طيفور السقا.
: أبو يزيد البسطامي الثاني
اسمه أبو محمد عناية الله.
: أبو يزيد الحمار
روى الكليني في الكافي في باب اللواط من كتاب النكاح عن داود بن
فرقد عنه عن أبي عبد الله ع.
: الشيخ أبو يزيد بن شريعة الدين محمد الذاكاني المعروف ببايزيد
والذاكاني نسبة إلى ذاكان قرية من قرى قزوين ينسب إليها عبيد
الذاكاني الشاعر الظريف المشهور.
في الرياض: كان من أكابر علماء الشيعة قبل ظهور دولة الصفوية له
كتاب في أحوال النبي الزهراء والأئمة الاثني عشر صلوات الله وسلامه عليه
وعليهم وشئ من مناقبهم وفضائلهم ومعجزاتهم فارسي مختصر ألفه للأمير
الكبير الجليل عبد الصمد ابن الأمير حسين الحسيني من امراء عصره
اه.
: أبو يزيد الكعكي
اسمه خالد بن يزيد.
: أبو يزيد الغضائري الرازي الشاعر الفارسي
اسمه محمد وفي بعض المواضع أبو يزيد بن محمد وترجمناه في محمد.
: أبو يزيد القسيمي
القسيمي نسبة إلى قسيم حي من اليمن بالبصرة.
روى الشيخ في التهذيب في باب ما تجوز الصلاة فيه من اللباس عنه
عن أبي الحسن الرضا ع.
: أبو يزيد المكي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
: أبو اليسر
هو كعب بن عمرو الأنصاري الآتي.
: أبو يسر الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع ولا يبعد ان يكون هو
الآتي بعده.
: أبو اليسر بن عمرو الأنصاري
اسمه كعب بن عمرو بن عباد السلمي الأنصاري.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو يسر ولم يذكره شيخنا مشترك بين
الأنصاري وبين عمرو الأنصاري وفي تقريب ابن حجر أبو اليسر بفتحتين والسلمي
بفتحتين أيضا الصحابي هو كعب بن عمرو اه.
: أبو اليسع
اسمه داود الابزاري قال الميرزا مشترك بين مهملين ابن راشد وابن
سعيد مع احتمال الغير والله أعلم اه.
: أبو اليسع الأشعري
قال الميرزا في رجاله ربما قيل أبو اليسع لسهل بن اليسع أقول لم أجد
من كناه بذلك.
: أبو اليسع الكرخي
اسمه عيسى بن السري.
: أبو يعقوب الأحمر
اسمه إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان بن مرار بن عبد الله
النخعي.
: أبو يعقوب الأسدي امام بني الصيداء الكوفي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع.
: أبو يعقوب الأصفهاني
اسمه يوسف بن يحيى.
: أبو يعقوب البجلي
اسمه إسحاق بن جرير بن يزيد بن عبد الله البجلي.
: أبو يعقوب البزاز
اسمه يوسف البزاز.
: أبو يعقوب البزاز
اسمه إسحاق بن عبد العزيز.
: أبو يعقوب البصري
اسمه إسحاق بن محمد البصري.
: أبو يعقوب البغدادي
روى الكليني في كتاب العقل والجهل من الكافي عن أحمد بن محمد
السياري عنه اه.
: أبو يعقوب الجعفي
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل
عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه اه.
(٤٤٦)

: أبو يعقوب الزبالي
مر ما يتعلق به في أبي خالد الزبالي.
: أبو يعقوب السكوني
اسمه إسماعيل بن مهران.
: أبو يعقوب الصيرفي
اسمه إسحاق بن عمار بن حيان.
: أبو يعقوب الطائي
اسمه إسحاق بن يزيد بن يعقوب.
: أبو يعقوب العقرقوفي
اسمه شعيب بن يعقوب.
: أبو يعقوب الكاتب
اسمه يزيد بن حماد الأنباري.
: أبو يعقوب المقري
روى الكشي في ترجمة زيد بن علي عن محمد بن مسعود حدثني أبو
عبد الله الشاذاني وكتب به إلي حدثني الفضل حدثني أبي حدثنا أبو يعقوب
المقري وكان من كبار الزيدية الحديث.
: أبو يعقوب النجاشي الصيرفي المعروف بابن الطيالسي
اسمه أحمد بن العباس.
: أبو يعقوب الوراق
كتبه إسحاق والد محمد بن إسحاق بن النديم صاحب الفهرست
أو جده.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو يعقوب المشترك بين جماعة
أحدهم الأسدي امام بني الصيداء الكوفي ق الثاني إسحاق بن
محمد البصري الغالي الثالث الجعفي ويعرف برواية أحمد بن ميثم عنه
الرابع إسحاق بن يزيد الطائي الكوفي الثقة من أصحاب الصادق والباقر
ع وفي الخلاصة بريد الخامس المقري من كبار الزيدية
اه.
: أبو يعلى
في الرياض: هذه كنية جماعة من فضلاء الأصحاب من الرواة
والعلماء والفقهاء المتأخرين كما يظهر من كتب الرجال يزيدون على خمسة
عشر رجلا قيل ومنهم ابن أبي عقيل ولم يثبت لان كنيته أبو علي أو أبو محمد
فالظاهر أن أبو يعلى تصحيف أبو علي اه أقول ونحن نذكرهم
بحسب ترتيبهم على حروف المعجم فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
: أبو يعلى
كنية حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
: السيد تاج الدين أبو يعلي بن أبي الهيجاء العلوي العمري
دين صالح قاله منتجب الدين ويمكن ان يكون اسمه تاج الدين.
: الشريف أبو يعلى الجعفري
في الرياض: هو على الأصح السيد الشريف الفاضل أبو يعلى
حمزة بن محمد الجعفري وقد يطلق على أبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة
الجعفري المعروف بالسيد ابن حمزة الذي يعبر عنه تارة بمحمد بن الحسن
الجعفري وتارة بأبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري وتارة بمحمد
صهر الشيخ المفيد وتارة بأبي يعلى الجعفري صهر المفيد والجالس موضعه
والكل عبارة عن شخص واحد اه.
: الشريف أبو يعلي الحسني الأفطس
اسمه حمزة بن زيد بن الحسين الحسني الأفطس.
: السيد جلال الدين أبو يعلى بن حيدر بن مرعش الحسيني المرعشي
عالم صالح قاله منتجب الدين.
: أبو يعلى الدهان
اسمه حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان.
: أبو يعلى الديلمي
اسمه سلار أو سالار بن عبد العزيز الديلمي صاحب المراسم وفي
الرياض: انه أشهر من يطلق عليه أبو يعلى.
: أبو يعلى العباسي العلوي
اسمه حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن
العباس بن علي بن أبي طالب وفي الرياض: وليس هو بأبي يعلى الهاشمي
كما لا يخفى اه أقول ووجهه مذكور في أبي يعلى الهاشمي
العباسي.
: السيد علاء الدين أبو يعلى بن علي بن عبد الله بن أحمد الجعفري قاضي
الروم وأرمينية.
عالم فاضل قاله منتجب الدين وفي أمل الآمل: وهذا السيد يروي
عن المفيد.
: أبو يعلى الغفاري البغدادي
اسمه حمزة بن أبي عبد الله.
: أبو علي القمي
اسمه حمزة بن يعلى الأشعري.
: السيد أبو يعلى الهاشمي العباسي تلميذ السيد المرتضى في الرياض: كان
من أعاظم تلامذة السيد المرتضى ولم أجد ذكره في كتب الرجال ولم أعثر
على اسمه وسائر نسبه ولعله مذكور باسمه في مطاوي كتابنا هذا فلاحظ
وقال الشهيد في بعض مجاميعه في طي ذكر أسامي تلامذة المرتضى: وممن
قرأ على السيد المرتضى أبو يعلى الهاشمي العباسي وعمر وحكى أبو
الفتح بن الجندي قال أدركته وقرأت عليه وكان من ضعفه لا يقدر على
الاكثار من الكلام وكان يكتب الشرح في اللوح فنقرؤه انتهى ما حكاه
الشهيد قال ولا تظنن ان هذا السيد هو أبو يعلى حمزة بن القاسم بن علي بن
حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب فإنه يروي
النجاشي عنه بواسطتين وهو يروي عن سعد بن عبد الله فهو في درجة والد
الصدوق ونظرائه والمترجم كان من تلامذة السيد المرتضى المتأخر عن سعد
ابن عبد الله بدرجات نعم الظاهر أن أبا يعلى الهاشمي العباسي من أسباط
(٤٤٧)

أبي يعلى حمزة بن القاسم المذكور اه أقول الظاهر أنه من بني
العباس بن عبد المطلب كما تقتضيه لفظة الهاشمي والعباسي التي تستعمل
في العرف في ذلك.
: أبو اليقظان الأسدي
اسمه عمار.
: أبو اليقظان البكري
اسمه عمار واستظهر جماعة اتحاده مع الأسدي السابق.
: أبو اليقظان الحلبي
اسمه عمران.
: أبو اليقظان الساباطي
اسمه عمار بن موسى.
: أبو اليقظان العنسي
كنية عمار بن ياسر.
: أبو اليقظان الكوفي
اسمه عمار بن أبي الأخوص.
: أبو اليقظان الكوفي
اسمه نوح بن الحكم.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: ومنهم أبو اليقظان ولم يذكره شيخنا مشترك
بين عمار الأسدي وبين عمار بن أبي الأخوص البكري اما الأسدي
فيعرف برواية عبيس بن هاشم الناشري عنه وبين عمار بن ياسر الصحابي
الثقة وعمران الحلبي الثقة ذكره الصدوق في طريقه إليه اه.
: أبو اليمان
اسمه الحكم بن نافع.
: أبو يوسف
اسمه يعقوب بن عيثم.
: أبو يوسف بن السكيت
اسمه يعقوب بن إسحاق.
: أبو يوسف الكاتب
اسمه يعقوب بن نعيم.
: أبو يوسف الكاتب الأنباري السلمي
اسمه يعقوب بن يزيد بن حماد.
استدراك
هذه أسماء مما بدئ باب فاتنا في ذكرها في محلها فذكرناها هنا.
: الشيخ أبو البركات الواعظ في الجامع العتيق بأصبهان
يروي عنه المولى محمد تقي المجلسي ويروي هو عن المحقق
الكركي، عن المولى محمد تقي المجلسي قال خرجنا يوما في خدمة المولى
عبد الله التستري إلى زيارة الشيخ أبي البركات الواعظ في الجامع العتيق
بأصبهان وكان معمرا في حدود المئة فلما ورد المولى مجلسه وتكلم معه في
أشياء قال له الشيخ أبو البركات انا اروي عن الشيخ علي المحقق الكركي
من غير واسطة أجزت لك روايتي عنه ثم أمر بان يؤتى له باناء فيه ماء
القند فلما رآه المولى عبد الله قال لا يشرب هذا المريض فقرأ الشيخ قل من
حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في
الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة قال وأنت رئيس المؤمنين وانما خلق أمثال
ذلك لأجل أمثالك من المؤمنين فقال أعذرني من ذلك فاني إلى الآن كنت
أزعم ان ماء القند لا يشربه الا المريض اه.
: الشيخ الفقيه أبو جعفر بن أبي الفضل بن شعرة الجامعاني
كان عالما فقيها من مشائخ الشيخ محمد بن المشهدي صاحب المزار
ويروي عن الشيخ بهاء الشرف راوي الصحيفة الكاملة.
: ميرزا أبو طالب خان ابن الحاج بيك خان التبريزي الأصفهاني
ذكره في تحفة العالم فقال ما ترجمته: ذهب والده في عهد نادر شاة إلى
الهند وسكن لكنهؤ فولد المترجم هناك وظهرت عليه مخايل النجابة والذكاء
من صغرة فتربى في حجر أعاظم وعقلاء القزلباشية وصارت له رغبة تامة في
شعر السرائي والسنجي من شعراء الفرس وصار مؤرخا لا نظير له عارفا
بالنكات وتدارك القصور الذي في شعر السرائي وفهمه بفهم جيد وحافظة
قوية وحل كثيرا من الاشعار المشكلة لقدماء شعراء الفرس كالخاقاني
والأنوري وأمثالهما بدقيق فكره وترقى في خدمة آصف الدولة باستعداده
الذاتي وانخرط في سلك الامراء العظام وأراد آصف الدولة ان يفوض إليه
النيابة عنه فلما علم بذلك الاشخاص الذين هم في هذا العمل صرفوا رأيه
عنه وسعوا في اضمحلال امره تدريجيا واسقطوه من نظره وعملا بما أفاد أ لم
تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها جاء إلى كلكته وأقام فيها وبعد مدة
ذهب إلى بلاد الإنكليز بقصد السياحة فلاقى فيها اعزازا واكراما من
الملك والامراء وهو رجل كامل في الرجولية والشجاعة وحسن الأخلاق،
وفي استقلال الفكر والاستغناء وعزة النفس قدوة أمثاله ومهما دار الفلك
بخلاف مراده فلم يكن يستسلم للذلة والمسكنة.
: فخر الملك أبو غالب الواسطي وزير بهاء الدولة
اسمه محمد بن علي بن خلف الواسطي.
: السيد أبو الفتح خان ابن السيد فرج الله خان الموسوي
من السادات المرعشية من ذرية ملوك مازندران حكم في شوشتر من
قبل السلطان محمد شاة القاجاري ذكره صاحب تحفة العالم فقال شاب
محمود السيرة عاقل كيس عفيف من الأخيار مشهور بالعدالة والإنصاف.
: الشيخ أبو الفضل بن الحسين الحلي الأجدب
من مشائخ السيد فخار بن معد الموسوي مؤلف كتاب الحجة على
الذاهب إلى تكفير أبي طالب قرأ عليه سنة ٥٩٥ كما صرح به في كتاب
الحجة.
: السيد أبو القاسم ابن السيد رضي الدين الموسوي الملقب بمير عالم بهادر الهندي الحيدر آبادي
في تحفة العالم ولد بحيدر آباد سنة ١١٦٦.
وتقدمت ترجمته في محلها ولكن رأينا في تحفة العالم زيادة على ما مر
فذكرناه هنا: له صنف السيد عبد اللطيف خان ابن السيد أبو طالب الموسوي
(٤٤٨)

الشوشتري كتاب تحفة العالم وسماها باسمه وكان معاصرا له كما صرح به في
خطبة التحفة قال ما تعريبه: السيد العالم ملجأ الأعاظم السيد أبو القاسم
ابن السيد رضي من أكابر امراء دكن وفي جلالة الشأن مشهور الزمن بدر
سماء الامارة مقصد طوائف الأمم من أطراف العالم بابه محط رحال العرب
والعجم وهبه الله تعالى حسن الخلق ومهما ازدحمت عليه أصحاب الحوائج لا
يتغير خلقه ويسعى في قضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم ثم أخذ في شرح
أحواله فقال إنه لما بلغ من العمر أربع سنين سلمه والده إلى السيد جواد
ابن السيد عبد الله أخي السيد نعمة الله الشوشتري المشهور ليعلمه المبادئ
فاخذ منه بعض المقدمات ولشدة شفقة أبيه عليه التزم هو بتعليمه وببركة
أنفاسه ارتقى إلى درجة عالية في العربية وما بلغ سن الرشد حتى كلف من
قبل الرؤساء والأعاظم بالمناصب الشرعية وفوضوا إليه رتبة الصدارة
وكذلك كان مستغرقا بمباحثة العلوم وكان ذا هيئة حسنة ثم صار يصرف
أوقاته في انشاد الشعر الفارسي وانشائه. ومن حوادث الزمان ونوادر
الاتفاقات انه في حال فورة الشباب وربيع العمر ابتلي بالعشق وتعطل عن
الدرس والمباحثة ورغب في الشعر ونظم في العشق أشعارا كثيرة في غاية
المتانة فعرض له بسبب ذلك مرض شديد وبعد شهرين أو ثلاثة من الله
تعالى عليه بالشفاء في الجملة وصار في دور النقاهة فوصف له بعض جهلاء
الأطباء معجون خبث الحديد لجلب القوة ورفع النقاهة فرجع المرض إلى
أصعب مما كان وانجر إلى فساد الدم وتوفي والده في تلك الأيام وبعد سنتين
أو ثلاث من وفاة والده انتظمت أموره في الجملة وبقي مائلا إلى كسب
الفضائل الصورية والمعنوية ولكن باغواء بعض الامراء الجاهلين وضع قدمه
في مهام الديوان وارتقت منزلته عند النواب
نظام الملك بهادر آصف جاه الثاني نظام علي خان وفي هذا الوقت صارت مملكة دكن مقسمة
أربعة أقسام بين أربعة رؤساء ووقع الخراب والنفاق في المملكة فعقد المترجم معاهدة مع
الإنكليز وذهب إلى كلكته لاتمام هذه المعاهدة فاستقبل بغاية الاحترام
والتعظيم ثم عاد إلى حيدرآباد فأعطاه الأمير ضياعا وعقارات وانعم عليه
ولقبه مير عالم بهادر وبقي مدة اثنتي عشرة سنة أو أربع عشرة والمخابرات مع
الإنكليز منوطة برأيه وبذلك انسدت أبواب التعدي والظلم وكان بعض
امراء الهند المسمى بيتو سلطان ابن حيدر قد استولى أبوه حيدر على بعض
أراضي دكن واغتصبها من بعض راجهات الهند القدماء واستقل بها وجعل
يتعدى على الحدود وبسبب عداوته للانكليز رغب الافرنسيين في اخذ البلاد
الهندية فلما علم بذلك الأمير نظام علي خان والإنكليز أرسلوا إليه عدة
اشخاص ينصحونه وينهونه عن ذلك فلم يقبل وأحالهم على لسان السيف
والسنان فأرسل الأمير والإنكليز جيشا بقيادة إسكندر جاه بهادر ولد الأمير
وجرت الحرب بينهم وبين عسكر بيتو سلطان في ثلاث وقعات ثم انهزم بيتو
وطلب الصلح فقبل السردار الانكليزي على شرط ان يدفع بيتو كرتين من
الروبيات والكرة عبارة عن خمسمائة ألف وان ينتزع منه بعض الولايات
المتصلة بحدود المملكتين واخذ ولدين من أولاده رهينة لانقاذ شروط الصلح
وبعد ذلك حضر المترجم إلى حيدرآباد وحضر بين يدي نظام علي خان بتمام
الاعزاز وكان راتق وفاتق المهمات إلى سنة ١٢١٣ فنقض بيتو سلطان العهد
فكتب إليه الأمير نظام علي خان ينصحه فلم يقنع فاجتمع عسكر الأمير
وعسكر الإنكليز على قتاله وحصروه في القلعة وكان لمدافع الإنكليز التأثير
العظيم في هدم أحد أبراج القلعة وفتحها وقتل بيتو سلطان واعطى القائد
الانكليزي الأمان لأولاد بيتو وحبسهم مع من يتعلق بهم في بعض القلاع
ورأى من المصلحة ان يأتي بأحد أولاد الراجهات السابقين الذي كان بيتو قد
حبسه فأخرجه من الحبس وأمره مكان بيتو وليس له من الامارة الا الاسم
واعطى للأمير نظام علي خان حصته من الغنائم أقول وهكذا كان
الإنكليز يعبثون بهؤلاء الامراء الحمقى ويضربون بعضهم ببعض. قال:
ثم عاد المترجم إلى حيدرآباد وامر الأمير ان يستقبله أعيان الدولة إلى ثلاثة
فراسخ ودخل المدينة بتمام الاجلال والاعظام. ومن ذلك الوقت بدأت
حاله بالتنزل كما قيل إذا تم أمر بدا نقصه فحسده الامراء والأعيان
وانتظروا الفرصة للوقيعة وبسبب مرافقته للانكليز الذين يعرفون قدر
الرجال لم يقدروا ان ينالوه بسوء وفي سنة ١٢١٤ بحسب التقدير وسوء التدبير
وقع نزاع بين المترجم ووكيل الأمير فوشى به بعض الأعاظم بتهمة
الممالأة مع والإنكليز فاعتقل في بعض القلاع لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
ولسان حاله ينشد:
محوت نقوش الجاه عن لوح خاطري * فاضحى كان لم تجر فيه قلام
انست بلأواء الزمان وذله * فيا عزة الدنيا عليك سلام
: الشيخ أبو عبد الله بن جلاب الكرخي البغدادي
قتل سنة ٤٤٩ في بغداد.
في كتاب أحسن القصص ودافع الغصص لأحمد بن نصر الله الدبيلي
السندي كما في نسخة مخطوطة في الخزانة الرضوية انه في السنة المذكورة بعد
استيلاء السلطان طغرل السلجوقي على بغداد والقبض على الملك الرحيم
آخر ملوك آل بويه كان رئيس الرؤساء متعصبا فأذى أهل الكرخ اذى كثيرا
وقتل أبو عبد الله بن جلاب من كبراء علماء الشيعة في محلة الكرخ
اه.
: الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا محمد الإيرواني
اسمه قاسم ولكنه اشتهر بأبي القاسم.
ولد ليلة السبت ١٨ محرم سنة ١١٨٧ في بلدة إيروان من بلاد
أذربيجان وتوفي في تبريز سنة ١٢٣٧ ودفن في مقبرة السيد حمزة في تبريز.
ذكره ميرزا عبد الحسين خان في كتابه مطارح الأنظار في تراجم أطباء
الاعصار فقال ما ترجمته: هو ناسك مناسك الشريعة وسالك مسالك
الطريقة طبيب خبير وحكيم بصير وفقيه بلا نظير قال في حقه الحاج زين
العابدين الشيرواني في كتابه بستان السياحة ما ترجمته: فاضل غالي القيمة
رفيع الدرجة متوحد في العلوم الصورية والفضائل المعنوية أصله من إيروان
وقرأ العلوم العقلية في أصفهان وكمل العلوم النقلية في العراق في العتبات
العالية لقيته في تبريز فوجدته شخصا محققا مجاهدا مرتضى ساح في العراقين
وخرسان وآذربايجان واجتمع مدة طويلة بعلماء العصر وفضلاء الدهر ورأى
جمعا من العرفاء ووصل إلى خدمة جماعة من مشايخ الزمان اه ثم قال
صاحب المطارح كان والده الميرزا محمد أيضا من علماء إيروان ونقل بعض
احفاده عن الآخوند ملا محمد الشهير بالفاضل الإيرواني النجفي أعلى الله
مقامه ان آباء هذا الحكيم إلى عدة طبقات كانوا من العلماء والمترجم نفسه
كان عالما صافي المشرب وعارفا عالي المطلب جامعا بين فضيلتي علم الظاهر
وعلم الباطن له قدم ثابتة في الشريعة صادق في الطريقة والمجاهدة متوحد
في أغلب العلوم والفنون من الأدبية والشرعية والذوقية والحكمية والطبية
وعلاوة على سائر العلوم له مهارة كلية في علم الطب وله يد بيضاء في
المعالجات ولكنه كان لا يقدم على المعالجة إذا وجد من يقوم بها غيره فإذا لم
(٤٤٩)

يتم بها غيره وتبدل الوجوب الكفائي بالعيني قام بها والفاضل الإيرواني
المقدم ذكره كان ينقل عنه معالجات بديعة لا يتسع المقام لذكرها وخرج من
ذريته جملة من العلماء تأتي تراجمهم في أبوابها.
مشائخه
في المطارح: له اجازة عامة من السيد علي الطباطبائي صاحب
الرياض وأدرك جملة من عرفاء ذلك الزمان مثل ملا عبد الصمد الهمداني
صاحب كتاب بحر المعارف والحاج محمد حسين الأصفهاني والحاج محمد
جعفر الهمداني والحاج ملا عباس علي البنابي ولقيهم واستفاد منهم اه.
أبو نصر الكيلاني الطبيب
قتل حدود ٩٨٣ في قزوين.
في كتاب مطارح الأنظار ما تعريبه: كان من أطباء المئة العاشرة
الهجرية وفي سلطنة الشاه طهماسب الأول الصفوي كان من مشاهير الأطباء
والمعالجين وأبوه هو الملقب بصدر الشريعة من أهل كيلان وكان هو يسكن
قزوين وفي أول أمره كان يعالج في المعسكر السلطاني وبواسطة وجاهته
الصورية والمعنوية وطلاقة لسانه وحلاوة بيانه وتوسط جماعة من خواص الشاه
حصلت له رخصة في الحضور إلى مجلس الشاه وفي مرض الشاه طهماسب
كان ملازما له ليلا ونهارا وانخرط في سلك أطباء الخاصة وحصل له اتصال
بولي العهد حيدر ميرزا ابن طهماسب وكان ضيق النفس فلما رأى أنه وصل
إلى هذا المقام تجاوز حده وأراد التفوق على جميع أطباء العالم ولم يعبأ بأمراء
ووزراء البلاط السلطاني ولكن حيث إنه كان من المقربين عند الشاه تحملوا
منه ولم يجسروا على معارضته إلى أن توفي الشاه طهماسب سنة ٩٨٣ هجرية
وكان القابل من أولاده للسلطنة اثنين إسماعيل ميرزا الذي كان محبوسا في
قلعة قهقهة والاخر حيدر ميرزا المدعي انه ولي العهد والمقيم في مقر الدولة
وانقسم أعيان الدولة وأركان الملة فرقتين فرقة تريد حيدر ميرزا وفرقة تريد
إسماعيل ميرزا وكانت بريخان خانم أخت طهماسب في الحرم السلطاني لها
تمام الاقتدار والحكم فقوت جانب إسماعيل ميرزا وأخيرا اجتمع رأي
المريدين لإسماعيل ميرزا بإشارة بريخان خانم على قتل حيدر ميرزا فقتلوه
وأقاموا في السلطنة إسماعيل ميرزا وفي الفترة بين قتل حيدر ووصول
إسماعيل من قهقهة إلى قزوين كانت السلطنة المطلقة بيد بريخان على ما
قاله مؤلف تاريخ عالم آرا فكان حسين قلي يذهب إلى بابها ويعرض عليها
مهمات السلطنة ويصدر عن امرها ولا يستطيع أحد مخالفة أوامرها
واشتعلت في تلك الأيام نار الفتنة وتسلط الأوباش على أموال الناس
واعراضهم بتهمة انهم من الحيدريين فلم يقدر أحد على الخروج من داره
وكان كل واحد يجمع من السلاح بحسب طاقته ما يدافع به عن نفسه
وعياله اما ميرزا أبو النصر الطبيب حيث إنه كان من اتباع حيدر ميرزا
وسئ السلوك مع الناس وبعد موت طهماسب كان موافقا لحيدر فلما قتل
حيدر وثار الإسماعيليون بصدد قتل الحيدريين اختفى أبو النصر وانضاف
إلى ذلك ان بعض أهل العناد اتهموا الحكيم أبو النصر بأنه سم الشاه
طهماسب بالنورة في الحمام فاخرج وقطع إربا إربا وقال صاحب روضة
الصفاء ان أبا النصر اختفى في القصر السلطاني فرآه سليمان ميرزا ابن
طهماسب فامر بقتله هكذا ذكر صاحب مطارح الأنظار وقال إنه نقله عن
تاريخ عالم آرا تاليف إسكندر بيك المنشي المعاصر للصفوية وعن كتاب
روضة الصفاء اما بعين العبارة أو بمضمونها ثم حكى عن نامه دانشوران في
ترجمة أبو نصر الطبيب انه كان طبيب الشاه عباس الأول وانه كان مقربا
عند حيدر ميرزا وانه قتل بسبب انه نسب إليه الخطا في معالجة الشاه عباس
وثبت ذلك بالبراهين واعترف هو بذلك ونسب ذلك إلى تاريخ عالم آرا فرد
عليه صاحب المطارح بان صاحب عالم آرا وصاحب روضة الصفا صرحا
بأنه من أطباء طهماسب ولم يدرك عصر عباس وبان حيدر ميرزا من أولاد
طهماسب لا عباس.
أبو نيزر
قال المبرد في الكامل: حدثنا أبو ملحم محمد بن هشام في اسناد ذكره
آخره أبو نيزر وكان أبو نيزر من أبناء بعض ملوك الأعاجم قال وصح عندي
بعد انه من ولد النجاشي فرغب في الاسلام صغيرا فاتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فأسلم وكان معه في بيوته فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صار مع فاطمة وولدها
ع قال أبو نيزر جاءني علي بن أبي طالب وانا أقوم بالضيعتين
عين أبي نيزر والبغيبغة فقال لي هل عندك من طعام فقلت طعام لا ارضاه
لأمير المؤمنين قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة فقال علي به فقام
إلى الربيع وهو جدول فغسل يده ثم أصاب من ذلك شيئا ثم رجع إلى
الربيع فغسل يديه بالرمل حتى أنقاهما ثم ضم يديه كل واحدة منها إلى أختها
وشرب بهما حساء من ماء الربيع ثم قال يا أبا نيزر ان الأكف أنظف الآنية
ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال من ادخله بطنه النار فأبعده الله ثم
اخذ المعول وانحدر في العين فجعل يضرب وابطا عليه الماء فخرج وقد
تفضح جبينه عرقا فانتكف العرق عن جبينه ثم اخذ المعول وعاد إلى العين
فاقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنها عنق جزور فخرج مسرعا
فقال أشهد الله انها صدقة على بدواة وصحيفة قال فعجلت بهما إليه فكتب
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق
بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر والبغيبغة على فقراء أهل المدينة وابن
السبيل ليقي الله بهما وجهه حر النار يوم القيامة لا تباعا ولا توهبا حتى
يرثهما الله وهو خير الوارثين الا ان يحتاج إليهما الحسن أو الحسين فهما طلق
لهما وليس لاحد غيرهما قال محمد بن هشام فركب الحسين رضي الله عنه
دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار فابى ان يبيع وقال انما
تصدق بها أبي ليقي الله بها وجهه حر النار ولست بائعها بشئ وتحدث
الزبيريون ان معاوية كتب إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة اما بعد فان
أمير المؤمنين أحب ان يرد الألفة ويسل السخيمة ويصل الرحم فإذا وصل
إليك كتابي فاخطب إلى عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم على يزيد ابن أمير
المؤمنين وارغب له في الصداق فوجه مروان إلى عبد الله بن جعفر فقرأ
عليه كتاب معاوية واعلمه بما في رد الألفة من صلاح ذات البين واجتماع
الدعوة فقال عبد الله ان خالها الحسين بينبع وليس ممن يفتات عليه بأمر
فانظرني إلى أن يقدم وكانت أمها زينب بنت علي بن أبي طالب صلى الله عليه وآله وسلم
فلما قدم الحسين ذكر ذلك له عبد الله بن جعفر فقام من عنده فدخل
إلى الجارية فقال يا بنية ان ابن عمك القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي
طالب أحق بك ولعلك ترغبين في كثرة الصداق وقد نحلتك البغيبغات فلما
حضر القوم للاملاك تكلم مروان بن الحكم فذكر معاوية وما قصده
من صلة الرحم وجمع الكلمة فتكلم الحسين فزوجها من القاسم فقال له
مروان أ عذرا أبا حسين فقال أنت بدأت خطب أبو محمد الحسن بن علي
ع عائشة بنت عثمان بن عفان واجتمعنا لذلك فتكلمت أنت فزوجتها
(٤٥٠)

من عبد الله بن الزبير فقال مروان ما كان ذلك فالتفت الحسين إلى محمد بن
حاطب فقال أنشدك الله أ كان ذاك قال اللهم نعم فلم تزل هذه الضيعة في
يدي بني عبد الله بن جعفر من ناحية أم كلثوم يتوارثونها حتى ملك أمير
المؤمنين المأمون فذكر ذلك له فقال كلا هذا وقف علي بن أبي طالب
صلى الله عليه وآله وسلم فانتزعها من أيديهم وعوضهم عنها وردها إلى ما كانت
عليه.
استدراك على ما بدئ باب
السيد أبو الحسن النيسابوري
ذكره بديع الزمان أحمد بن الحسين الهمذاني المتوفي سنة ٣٩٨ في أثناء
وصفه للمناظرة التي جرت بينه وبين أبي بكر الخوارزمي بنيشابور، ومما
ذكره يستدل على تشيعه، قال: ثم حضر السيد أبو الحسين وهو ابن
الرسالة والإمامة وعامر أرض الوحي والمحتبي بفناء النبوة والضارب في
الأدب بعرقه والناطق بحذقه وفي الإنصاف بحسن خلقه فجشم إلى المجلس
قدم سبقه وجعل يضرب عن هذا الفاضل يعني أبا بكر الخوارزمي
بسيفين لأمر كان قدموه عليه وحديث كان قد شبه لديه وفظنت لذلك
فقلت: أيها السيد انا إذا سار غيري في التشيع برجلين طرت بجناحين وإذا
مت سواي في موالاة أهل البيت بلمحة دالة توسلت بغرة لائحة فان كنت
أبلغت غير الواجب فلا يحملنك على ترك الواجب ثم إن لي في آل
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصائد قد نظمت حاشيتي البر والبحر وركبت الأفواه ووردت
المياه وسارت في البلاد ولم تسر بزاد وطارت في الآفاق ولم تسر على ساق
ولكني أتسوق بها لديكم ولا أتنفق بها عليكم وللآخرة قلتها لا للحاضر
وللدين ادخرتها لا للدنيا فقال أنشدني بعضها فانشده القصيدة التي أولها:
يا لمة ضرب الزمان * على معرسها خيانه
قال فلما أنشدت ما أنشدت وكشفت له الحال فيما اعتقدت انحلت
العقدة وصار سلما يوسعني حلما اه.
السيد أبو طالب بن أبي تراب القابني
مر في محله وله زيادة على ما مر: القضاء والشهادات:
أبو الفضل ابن الخشاب الحلبي
قتل سنة ٥٧٠ بحلب.
قال ابن الأثير: كان رئيس الشيعة بحلب ومقدم الاحداث بها
اه ولم نعلم هل اسمه كنيته أو له اسم آخر وكذلك لم نعلم اسم أبيه،
عن كتاب الروضتين والسيرة الصلاحية وغيرها انه لما توفي نور الدين
محمود بن زنكي صاحب الشام والجزيرة ومصر الملقب بالملك العادل سنة
٥٦٩ وقام مقامه ولده إسماعيل الملقب بالملك الصالح وعمره ١٢ سنة وكان
في دمشق وكان بحلب جماعة يقال لهم بنو الداية منهم شمس الدين علي واليه
أمور الجيش والديوان والى أخيه حسن الشحنكية فلما بلغ عليا موت نور
الدين حدثته نفسه بالاستيلاء على الملك فصعد إلى القلعة واضطرب البلد
وتخرب الناس أهل السنة مع بني الداية والشيعة مع ابن الخشاب، ونهبت
الشيعة دار قطب الدين ابن العجمي ودار بهاء الدين بن امين الملك ونهب
أهل السنة دار أبي الفضل ابن الخشاب رئيس الشيعة، واختفى ابن
الخشاب وبلغ ذلك من في دمشق من الامراء فرأوا ان مسير الملك الصالح
إلى حلب أصلح من بقائه في دمشق فارسلوا إلى ابن الداية يطلبون ارسال
سعد الدين كمشتكين أحد الامراء ليأخذ الملك الصالح فجهزه وسيره.
وعلى نفسها تجني براقش وساروا إلى حلب ومع الملك الصالح سعد الدين
كمشتكين وجرديك وإسماعيل الخازن وسابق الدين عثمان ابن الداية وقد
وكلت الجماعة به وهو لا يعلم، وساروا إلى حلب وخرج الناس
للقائهم، وكان حسن ابن الداية قد رتب في تلك الليلة جماعة من الحلبيين
ليصبح ويصلبهم، فلما خرج للقاء الملك الصالح قبض عليه جرديك وعلى
أخيه عثمان وعلى أصحابهم، وساروا مجدين حتى سبقوا الخبر إلى القلعة
وقبضوا على شمس الدين ابن الداية ثم صفدوا جميعا في سجن القلعة
وقبضوا على جميع الأجناد الذين حلفوا لابن الداية، قال ابن أبي طي في
تاريخه: وفي أول سنة ٥٧٠ ضمن القطب العجمي وابن امين الدولة
اللذين نهبت دورهما لجرديك ان قتل ابن الخشاب ردوا عليه جميع ما نهب
له في دار ابن امين الدولة فدخل على الملك الصالح وتحدث معه واخذ خاتمه
أمانا لابن الخشاب ونودي عليه فحضر وركب إلى القلعة في جمع عظيم
فصعد إليها والشيعة تحت القلعة وقوف، فقتل وعلق رأسه على أحد أبراج
القلعة، ثم رمي برأسه إلى البلد وسكنت الفتنة اه.
السيد أبو الحسن ابن الشاه كوثر النجفي
كان شاعرا ولا نعلم من أحواله شيئا سوى ان له قصيدة في وقعة
الوهابيين سنة ١٢٢١ كما عن مجموعة الشبيبي وهي:
بشرى لمن سكنوا كوفان والنجفا * وجاروا المرتضى أعلى الورى شرفا
مولى مناقبه عن عدها قصرت * كل البرايا ولم تعلم لها طرفا
منها سعود كساه الذل خالقه * ولم يزل بنكال دائم وجفا
أراد تهديم ما الباري يشيده * من قبة لسقام العالمين شفا
وجمع الجيش من آل الحجاز ومن * سكان نجد ومن للظالمين قفا
وقد اتى الناس قبل الفجر في صفر * بتاسع الشهر نحو السور قد زحفا
مقسما جيشه أقسام أربعة * كل له سائق يعنيه ان وقفا
حتى اتى السور قوم منهم فرقوا * ففاجأوا حتفهم في الحال قد صدفا
وصف بالباب قوم مكثرين لها * من المعاول في حزب قد ارتدفا
والناس في غفلة حتى إذا انتبهوا * أعطوا الثبات وباريهم بهم رؤفا
فهزموا الجند نصرا من إلههم * والسوء عنهم بعون الله قد صرفا
ورد سلطان نجد ملء أعينه * حزنا وقد باء بالخسران وانصرفا
فلا السلالم والادراج نافعة * بل ربنا قد كفانا شرها وكفى
وقد طوى الله وقت الحرب في عجل * لأنه لم يكن ما كان قد وصفا
ولم ينل غير قتل في جماعته * والكل في عدد القتلى قد اختلفا
وكان مذ بان نجم الصبح أوله * ومنتهاه طلوع الفجر حين صفا
وثم معجزة أخرى لسيدنا * في ذلك اليوم من بعض الذي سلفا
قد كان في حجرة في الصحن ما * ادخروا وجمعوه من البارود قد جرفا
أصابه بعض نار ثم بردها * مبرد نار إبراهيم إذ قذفا
فلا تخف بعد ما عاينت من عجب * ولا تكونن ممن قلبه وجفا
وقر عينا وطب نفسا فإنك في * جوار حامي الحمى قد صرت مكتنفا
وقال في خبر: كوفان في حرم * ما أمها من بغى الا وقد قصفا
ومذ تقطع قلب الجور ارخه * تحس بد السعود إذ دنى النجفا ١٢٢١
هكذا ضبطه بعضهم مع أن حروفه تبلغ بحساب الجمل ١٢٢٥ وإذا
أسقطنا منه ستة كما يفهم من قوله تقطع قلع الجوريقي ١٢١٩ مع أن
(٤٥١)

الواقعة كانت سنة ١٢٢١ على أن الصواب كتابة دنا بالألف لا الياء مع أنه
فعل قاصرا اما روايته رنى بالراء فخطأ قطعا لأنه يزيد كثيرا.
السيد أبو محمد بن إسماعيل الحسيني المدعو بشيخ الاسلام الساوجي
توفي بالنجف في ٢٥ ذي الحجة سنة ١٣٣٣.
كان عالما عاملا متهجدا له آداب صلاة الليل.
الآقا أبو محمد ابن الشيخ حسين المشهدي نزيل المشهد الرضوي
توفي سنة ١٢٤٠ ودفن في الصفة خلف القبر الشريف.
كان من علماء المشهد الرضوي زمن السلطان فتح علي شاة القاجاري في
العلوم الشرعية والرياضية واتفق على عهده كسوف الشمس احترق فيه
القرص كله حتى بدت النجوم فارخها بقوله قد انكسفت الشمس كلها
تخرج عليه جماعة منهم البرنس محمد ولي ميرزا الوالي على خرسان أيام
ولايته في الرياضيات وله رسائل في النجوم والتفسير والفقه. هكذا كتبه
إلينا السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي القمي النسابة.
أبو محمد الدهلي
في طريق الصدوق إلى منصور الصيقل غير معلوم.
أبو محمد بن العباس الجرجاني
اسمه أبو محمد عبدوس بن علي بن العباس الجرجاني.
الشيخ أبو محمد بن علي الكرماني
توفي سنة ٨٩٠.
محدث عارف له رسالة في الإمامة وكتاب الرشاد في الأخلاق.
عصفور الجنة أبو محمد بن قيس الحضرمي المحدث
في مجمع الآداب: ذكره الشيخ العالم جمال الدين أبو الفرج عبد
الرحمن بن علي ابن الجوزي في كتاب كشف النقاب عن الأسماء والألقاب
وقال كان يلقب عصفور الجنة وكان من غلاة الرافضة يروي أحاديث منكرة
انتهى.
أبو مسيح بن عمرو الجهني
استشهد مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
روى نصر في كتاب صفين عن عمر عن الصلت بن زهير النهدي ان
راية بني نهد بن زيد اخذها أبو مسيح بن عمرو الجهني فقتل وذلك بعد ما
أخذها جماعة فقتلوا وارتث بعضهم.
الأمير أبو المظفر بن الملك أبي كاليجار مرزبان الديلمي
لم نعرف اسمه، قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٢: في هذه السنة
استولى الخوارج المقيمون بجبال عمان على مدينة عمان وتلك الولاية وسبب
ذلك ان صاحبها الأمير أبا المظفر ابن الملك أبي كاليجار كان مقيما بها ومعه
خادم له قد استولى على الأمور وحكم على البلاد وأساء السيرة في أهلها،
فاخذ أموالهم فنفروا منه وأبغضوه وعرف انسان من الخوارج يقال له ابن
راشد الحال فجمع من عنده منهم وقصدوا المدينة فخرج إليه الأمير أبو
المظفر في عساكره فالتقوا واقتتلوا فانهزمت الخوارج. ثم جمع ابن راشد جمعا
وسار ثانيا وقاتله الديلم فاعانه أهل البلد لسوء سيرة الديلم فيهم فانهزم
الديلم وملك ابن راشد البلد وقتل الخادم وكثيرا من الديلم وقبض على
الأمير أبي المظفر وسيره إلى جباله مستظهرا عليه وسجن معه كل من خط
بقلم من الديلم وأصحاب الأعمال واخرب دار الامارة وقال هذه أحق دار
بالخراب انتهى.
أبو المعتمر بن ربيعة الكناني الكوفي
في تهذيب التهذيب: اسمه حنش بن المعتمر الكوفي الكناني ويقال
حنش بن ربيعة انتهى ومر فيما بدئ باب أبو المعتمر عن أمير المؤمنين
ع، والظاهر أنه هو يأتي بعنوان: حنش بن المعتمر أو حنش بن
ربيعة.
أبو مقاتل ابن الداعي العلوي
لم نعرف اسمه عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت
المقتصدين من السادات وأورد بعض أبيات له في المناقب كقوله في أمير
المؤمنين ع:
وان عندك علم الكون اجمعه * ما كان من سالف منه ومؤتنف
وقوله:
محمد المختار ثم صنوه * والحسنان ولدا ست النساء
ومن مشى جبريل مع ميكاله * عن جانبيه في الحروب إذ مشى
ومن ينادي جبرئيل معلنا * والحرب قد قامت على ساق الردى
لا سيف الا ذو الفقار فاعلموا * ولا فتى الا علي في الورى
أبو المناقب عم جلال الملك بن عمار
لم نعرف اسمه ولا عرفنا من أحواله شيئا سوى ان ابن الخياط مدحه
بأبيات في ديوانه المطبوع. وبنو عمار هؤلاء كانوا شيعة جاءوا من بلاد
الغرب مع الفاطميين المصريين إلى البلاد الشامية واستولوا على طرابلس
الشام مدة طويلة وكانوا من كتامة كما ذكرنا ذلك في ترجمة الحسن بن عمار
والأبيات هي هذه:
يد لك عندي لا تؤدى حقوقها * بشكر وأي الشكر مني يطيقها
سماح وبشر كالسحائب ثرة * توالى حياها واستطارت بروقها
وكم كربة ناديت جودك عندها * فما رامني حتى تفرج ضيقها
مناقب ان تنسب فأنت لها أب * وعلياء ان عدت فأنت شقيقها
ووليتها نفسا لديك كريمة * تبيت أغاريد السماح تشوقها
أبو المولى الأنصاري وفي بعض نسخ المعالم: ابن المولى الأنصاري
ان ابن شهرآشوب ذكره في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المتقين
ثم وجدنا انه ذكر بعده داود بن مسلم، والظاهر أنه اسم آخر غيره ويحتمل
ان يكون اسمه والله أعلم، وأورد له في المناقب هذه الأبيات:
رهطه واضح كذا برهط أبي * القاسم رهط اليقين والايمان
هم ذوو النور والهدى وأولو * الامر وأهل الفرقان والبرهان
معدن الحق و النبوة والعدل * إذا ما تنازع الخصمان
أبو نصر بن عز الدولة بختيار بن معز الدولة الديلمي
اسمه شهفيروز.
أبو نزار النحوي
اسمه الحسن بن صافي.
أبو نصر بن خسرو الديلمي
من امراء الديلم وعمالهم قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٥ في هذه
(٤٥٢)

السنة عاد الأمير أبو منصور فولا ستون ابن الملك أبي كاليجار إلى شيراز
مستوليا عليها وفارقها اخوه الأمير أبو سعد وسبب ذلك أن أبا سعد كان قد
تقدم في دولته انسان يعرف بعميد الدين أبي نصر بن الظهير فتحكم
واطرح الأجناد واستخف بهم وأوحش أبا نصر بن خسرو صاحب قلعة
إصطخر الذي كان قد استدعى الأمير أبا سعد وملكه فلما فعل ذلك
اجتمعوا على مخالفته وتألبوا عليه واحضر أبو نصر بن خسرو الأمير أبا
منصور بن أبي كاليجار إليه وسعى في اجتماع الكلمة عليه فاجابه كثير من
الأجناد الخ ومن ذلك يعلم مكانة أبي نصر في الدولة.
أبو نصر بن علي القمي
له كتاب اختيارات النجوم ذكره في كشف الظنون ومر في ج ٧ أبو
نصر القمي وهب بن محمد ويمكن اتحادهما بان يكون نسب إلى الجد وكيف
كان فالمظنون تشيعه لغلبة التشيع على أهل قم قديما وحديثا. أبو نصر بن علي بن محمد بن الفرات
لم نعرف اسمه وكان أبوه وزير المقتدر بالله فلما قبض على أبيه
وعلى أولاده وقتل أبوه اطلق هو وأخوه عبد الله وخلع عليهما ووصلهما المقتدر
بعشرين ألف دينار. ذكر ذلك ابن الأثير في حوادث سنة ٣١٠ أبو نهشل
روى الكليني في الكافي في باب ان الذي يقسم الصدقة شريك
صاحبها في الأجر من أبواب الصدقة الخبر ٣٥٤ عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه
عن أبي نهشل عمن ذكره عن أبي عبد الله ع. أبو نيزر
نيزر بنون مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وزاي مفتوحة وراء.
مرت ترجمته في ج ٧ ثم وجدنا لها زيادة في معجم البلدان قال: كان
أبو نيزر من أطول الناس قامة وأحسنهم وجها ولم يكن لونه كألوان الحبشة
ولكنه إذا رأيته قلت هذا رجل عربي. قال المبرد رووا ان عليا رضي الله
عنه لما اوصى إلى الحسن في وقف أمواله وان يجعل فيها ثلاثة من مواليه
وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة فهذا غلط لان وقفه هذين الموضعين كان
لسنتين من خلافته. أقول: ما تقدم في ترجمة أبي نيزر يدل على أن وقفه
لهما كان بالحجاز فكانه ذهب من العراق إلى الحجاز أيام خلافته ولم ينقله
أحد والله أعلم. أبو الهدى بن أبي المعالي بن محمد إبراهيم الكلباسي
توفي ٢٧ ربيع الثاني سنة ١٣٥٦.
عالم فاضل له رسالة في أحوال والده وجده المذكورين سماها البدر
التمام في أحوال الوالد القمقام وله اجازة كبيرة مبسوطة فيها فوائد كثيرة
أجاز بها السيد شهاب الدين التبريزي نزيل قم. أبو هريرة
ذكر المرزباني في معجم الشعراء ومر فيما بدئ باب. أبو الهيجان بن الحسن بن المحسن بن الحسين الحراني بن عبد الله بن عمر
ابن محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب.
في عمدة الطالب: كان شديد البدن والنفس عظيم الشجاعة قال
العمري وما رأى الناس جماعة يتوارثون الشجاعة عن علي بن أبي طالب مثل
العمريين الحرانيين. أبو يعقوب
في طريق الصدوق إلى أبي سعيد الخدري في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي
ع غير مذكور مع جماعة قال الميرزا كان بعضهم من العامة. أبو اليقظان بن حمدان
اسمه عمار بن نصر بن حمدان. السيد أبو القاسم بن الحسين بن التقي الرضوي القمي اللاهوري
توفي حدود ١٣١٥.
مر ذكره في الجزء السابع وذكرنا هناك ثلاثة عناوين واحتملنا أن تكون
لشخص واحد وظهر لنا بعد ذلك انها لشخص واحد وذكرنا هناك
مؤلفاته ونذكر هنا ما عثرنا عليه زيادة عما ذكر هناك. منها لوامع التنزيل
قلنا إنه كبير وعلمنا انه برز منه ١٣ مجلدا ضخما ولم يتم ولو تم لكان ٣٠
مجلدا وقد أتم ولده السيد علي المجلد الرابع عشر منه. ومنها ١ سيادة
السادة ٢ برهان المتعة ٣ عصمة الأنبياء والملائكة ٤ وقاية الإنسان
عن تلبيس شياطين الإنس والجان ٥ ناصرة العترة الطاهرة ٦ هداية
الأطفال ٧ حجج العروج في اثبات عروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ٨ الأنوار
الخمسة ٩ الجنة الواقية والجنة الباقية، في اثبات مشروعية زيارة
المعصومين ع وكيفيتها وألفاظها ١٠ حاشية على شرح
الفصول للمقداد السيوري في الكلام ١١ ضياء النسمة ١٢ الأركان
الخمسة ١٣ نماز پنجگانه ١٤ الصيام الواجب ١٥ هداية الغالية
١٦ خلاصة الأصول ١٧ الايقان في جواب مسالة الاجتهاد والكتمان
١٨ رسالة الخلافة ١٩ رسالة البراهين ٢٠ حاشية شرح التجريد
للعلامة ٢١ حاشية شرح التجريد للقوشجي ٢٢ نفي الاجبار عن
الفاعل المختار ٢٣ جواب لا جواب ٢٤ تجريد المعبود
٢٥ الجواب بالصواب ٢٦ الخصائص اللدنية في شرح الخصائص
العلوية للنسائي ٢٧ برهان البيان ٢٨ زبدة المعارف ولعله هو زبدة
العقائد المذكور في ترجمته ٢٩ جواب العين ٣٠ حكمة الايلام
٣١ ارض العتاق وإذا ضممناها إلى الأربعة عشر التي مرت في ترجمته
صارت ٤٥ مؤلفا. الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا كاظم الموسوي الزنجاني
مر في محله زيادة على ما مر فصل الخطاب في شرح حديث علماء أمتي
أفضل من أنبياء بني إسرائيل. الأمير السيد أبو القاسم المدرس الأصفهاني الخاتون آبادي ابن الأمير محمد
إسماعيل ابن الأمير محمد باقر ابن السيد محمد إسماعيل ابن الأمير محمد
باقر ابن السيد إسماعيل ابن الأمير عماد الدين محمد ابن النقيب الأمير
حسين بن جلال الدين بن مرتضى بن الحسن ابن ابن الحسين بن شرف الدين ابن مجد
الدين محمد بن تاج الدين حسن ابن شرف الدين حسين ابن
الأمير الكبير عماد الشرف ابن عباد بن محمد ابن الأمير حسين القمي ابن
الأمير علي بن عمر الأكبر ابن الحسن الأفطس ابن علي ابن الإمام زين
العابدين ع.
توفي في أصبهان سنة ١٢٠٢ عن ٥٧ سنة وحمل إلى النجف الأشرف
فدفن فيه.
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا محدثا حكيما متكلما قرأ على السيد مهدي
بحر العلوم الطباطبائي في الفقه والأصول والحديث وقرأ عنده أستاذه المذكور
في الكلام والحكمة أربع سنين.
(٤٥٣)

السيد الأمير أبو المعالي بن بدر الدين حسن الحسيني الاسترآبادي
في الرياض كان من أجلة تلامذة الشيخ علي الكركي وكان فيها
فاضلا عالما كاملا ومن مؤلفاته ١ رسالة كد اليمين وعرق الجبين في
مسائل مغمضة مشكلة حلها الفها ببغداد سنة ٩٣٥ رأيتها بخط الشهيد
الثاني ٢ ترجمة الرسالة الجعفرية للشيخ علي الكركي بالفارسية رأيتها في
تبريز اه وتقدم في باب الكنى السيد أبو المعالي الاسترآبادي اسمه بدر
الدين حسن الحسيني الاسترآبادي وهو اشتباه فقد راجعنا رياض العلماء
فوجدنا ان اسمه أبو المعالي بن بدر الدين حسن فلذلك استدركناه هنا. أبو وائل الحمداني
مر انه داود بن حمدان ولكن في ديوان المتنبي أبو وائل تغلب بن
داود بن حمدان. أبيض بن حمال السبائي المازني
نسبه
في أسد الغابة عن النسابة الهمداني: هو أبيض بن حمال بن مرثد بن
ذي لحيان عامر ابن ذي العنبر بن معاذ بن شرحبيل بن معدان بن مالك بن
زيد بن سدد بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن
زرعة بن سبا الأصغر بن كعب بن الأذروح بن سدد.
حمال قال ابن حجر في التقريب بالحاء المهملة وتشديد الميم
ولحيان بضم اللام والمأربي بسكون الهمزة وكسر الراء وبعده موحدة
نسبة إلى مارب التي ينسب إليها السد باليمن اه ويوجد في بعض
المواضع المازني والظاهر أنه تصحيف.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبيض بن حمال المازني
من ناحية اليمن اه عن التقريب له صحبة وأحاديث وفي الاستيعاب:
أبيض بن حمال السبائي المأربي من مارب اليمن يقال إنه من الأزد روى عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يحمى من الأراك روي عنه انه اقطعه الملح الذي بمأرب إذ سأله
ذلك فلما أعطاه إياه قال له رجل عنده يا رسول الله انما أقطعته الماء العد (١)
فقال فلا إذن قال وفي حديث ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير اسم رجل كان اسمه
اسود فسماه أبيض فلا أدري أ هو هذا أو غيره اه وفي أسد الغابة ان
الذي غير النبي اسمه غير هذا وفي الإصابة أبيض بن حمال المأربي السبائي
روى حديثه أبو داود والترمذي والنسائي في الكبرى وابن ماجة وابن حبان
في صحيحه انه استقطع النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما وفد عليه الملح الذي بمأرب فاقطعه
إياهم ثم استعاده منه ومن طريق أخرى ان أبيض بن حمال كان بوجهه حزازة
وهي القوباء فالتقمت انفه فمسح النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجهه فلم يمس ذلك اليوم
وفيه اثر قال البخاري وابن السكن له صحبة وأحاديث بعد في أهل اليمن
اه وفي أسد الغابة أبيض بن حمال المأربي السبائي ثم روى بسنده انه
وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم واستقطعه الملح الذي بمأرب فاقطعه له فلما ولى قال رجل
يا رسول الله تدري ما أقطعته له انما أقطعت له الماء العد فانتزعه منه قال
ومن حديثه أيضا انه سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عما يحمى من الأراك قال ما لا تناله
أخفاف الإبل اه.
أقول ليس عندنا ما يدل على دخوله في موضوع كتابنا وانما ذكرناه
لذكر الشيخ له. الأبيض بن الأغر بن سعد بن طريف
روى نصر بن مزاحم عنه في كتاب صفين عن الأصبغ قال ما كان
علي في قتال قط الا نادى يا كهيعص اه وجده سعد بن طريف من
أصحاب الباقر والصادق ع روى عن الأصبغ بن نباتة. الأبيض الشاعر
هو أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد الله الشهيد بن
الحسن الأفطس ابن علي الأصغر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن
علي بن أبي طالب حكاه في عمدة الطالب عن أبي نصر البخاري وحكى فيه
عن الشيخ أبي الحسن العمري انه عبد الله بن العباس بن عبد الله الشهيد. الأبيوردي بغير مد الأموي الشاعر
اسمه محمد بن أحمد بن محمد. أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن
عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي أخو حسان وأوس ابني
ثابت حرام في أسد الغابة بفتح الحاء والراء: ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أبي بن ثابت بن المنذر بن
حرام أخو حسان شهد بدرا واحدا اه وفي الإصابة أبي بن
ثابت الأنصاري أخو حسان قال ابن الكلبي والواقدي وابن حبان
وغيرهم هو أبو شيخ شهد بدرا وخالفهم ابن إسحاق فقال إن أبي بن ثابت
مات في الجاهلية وان الذي شهد بدرا واحدا ابنه أبو شيخ بن أبي بن ثابت
وكذا قال موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا أبو الشيخ بن أبي بن ثابت والله أعلم
اه وفي أسد الغابة أبي بن ثابت وساق نسبه كما ذكرناه بكنى أبا
شيخ وقيل أبو شيخ كنية ابنه والله أعلم ثم حكى عن ابن منده انه روى أن
أوس بن ثابت بن المنذر أبو شداد شهد بدرا وقتل يوم أحد وهو أخو
حسان بن ثابت قال ومن الدليل على أنه أوس انه كناه أبا شداد وهي كنية
أوس بن ثابت كني بابنه شداد وقال أبو نعيم: ذكر أبي بن ثابت بن المنذر
وانه أخو حسان وأوس وهم تصحيف وساق اسناده إلى ابن إسحاق ان أوسا
شهد بدرا وقتل يوم أحد وقال بعضهم ان أبي بن ثابت بن المنذر شهد بدرا
واحدا وقتل يوم بئر معونة شهيدا في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من
الهجرة اه.
وكيف كان فقد ظهر ان كون أبي بن ثابت من الصحابة غير ثابت ولو
ثبت فكونه من شرط كتابنا غير معلوم وانما ذكرناه لذكر الشيخ له. أبي بن عمارة الأنصاري المدني.
عمارة في تهذيب التهذيب بكسر العين وقيل بضمها والأول أشهر
ويقال ابن عبادة المدني سكن مصر اه وفي الخلاصة بكسر العين وعن
نسخة منها وصححها الشهيد الثاني بضم العين وتشديد الميم وفي أسد الغابة
عمارة ضبطه ابن ماكولا بكسر العين وقال أبو عمرو قيل عمارة يعني
بالكسر والأكثر يقولون عمارة يعني بالضم اه.
وفي الاستيعاب: أبي بن عمارة الأنصاري ويقال ابن عمارة يعني

(١) في النهاية الأثيرية في الحديث انما أقطعته الماء العد اي الدائم الذي لا انقطاع لمادته " اه‍ ". المؤلف
(٤٥٤)

بكسر العين والأكثر يقولون ابن عمارة يعني بضمها يضطرب في اسناد
حديثه اه وفي الإصابة قال ابن حبان صلى القبلتين غير اني لست
اعتمد على اسناد خبره اه وفي أسد الغابة صلى مع رسول صلى الله عليه وآله وسلم في
القبلتين اه وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال صلى
مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم القبلتين اه وفي الاستيعاب: روى عمارة ان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلى في بيت أبي عمارة القبلتين وله حديث آخر في المسح على
الخفين روى عنه عبادة بن نسى وأيوب بن قطن اه.
وكونه من شرط كتابنا غير معلوم وانما ذكرناه لذكر الشيخ له في رجاله
والشيخ لم يلتزم في رجاله بذكر الشيعة فقط وان التزم ذلك في فهرسته. أبي بن قيس النخعي
تابعي قتل مع أمير المؤمنين ع بصفين سنة ٣٧.
ذكر الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع أبي بن قيس وفي
الخلاصة أبي بن قيس قتل يوم صفين اه وفي الإصابة في القسم الثالث
من حرف الألف أبي بن قيس النخعي أخو علقمة هاجر مع أخيه في زمن عمر
فله ادراك وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين اه. ووجدت في
مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته والظاهر أنه من كتاب صفين
لنصر بن مزاحم: قال اخوه علقمة بن قيس: كنت أحب ان أبصر في نومي
أخي وبعض اخواني فرأيت أخي في النوم فقلت له يا أخي ما ذا قدمتم عليه
فقال اجتمعنا نحن والقوم فاحتججنا عند الله عز وجل فحججناهم فما
سررت بشئ منذ عقلت كسروري بتلك الرؤيا اه وقال الكشي
علقمة وأبي والحارث بنو قيس روى يحيى الحماني حدثنا شريك عن
منصور قلت لإبراهيم أ شهد علقمة صفين قال نعم وخضب سيفه دما وقتل
اخوه أبي بن قيس يوم صفين قال وكان لأبي بن قيس خص من قصب
ولفرسه فإذا غزا هدمه وإذا رجع بناه وكان علقمة فقيها في دينه قارئا لكتاب
الله عالما بالفرائض شهد صفين وأصيبت إحدى رجليه فعرج منها واما اخوه
أبي فقد قتل بصفين وكان الحارث فقيها جليلا وكان أعور اه وسيذكر كل
من علقمة والحارث في بابه وذكرناهما هنا لئلا يختل سياق الخبر. أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك ابن
النجار وهو تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري
الخزرجي النجاري الصحابي المشهور يكنى أبا المنذر وأبا الطفيل.
وقال ابن النديم في الفهرست في نسبه: أبي بن كعب بن قيس بن
مالك بن امرئ القيس عبيد بن معاوية بن زيد بن ثابت الضحاك وهو
يخالف ما اتفق عليه الباقون مما مر ولعله وقع خلل من النساخ.
وفاته ومدفنه
توفي سنة ١٩ أو ٢٠ أو ٢٢ أو ٣٠ أو ٣٢ أو ٣٦ على اختلاف
الأقوال وكانت وفاته في خلافة عمر وقيل في خلافة عثمان قال ابن عساكر
مات بالمدينة وقال عند ذكر قبور الصحابة الذين بظاهر دمشق فعد منهم
عبد الله بن أم حرام قال وهو محاذي طريق الجادة وجماعة يقولون إنه قبر
أبي بن كعب وليس بصحيح أقول فالقبر الذي خارج الباب الشرقي
المعروف بين العامة بقبر سيدي أبي ليس لأبي بن كعب والله أعلم لمن هو
ولعله قبر عبد الله بن أم حرام.
كنيته
في الاستيعاب والإصابة وتاريخ ابن عساكر: انه يكنى أبا المنذر وأبا
الطفيل ويدل على تكنيته بأبي المنذر وأبي الطفيل ما رواه ابن عبد البر في
الاستيعاب بسنده إلى أبي موسى قال جاء أبي بن كعب إلى عمر رحمه الله
فقال يا ابن الخطاب فقال عمر يا أبا الطفيل وبسنده عن أبي قال لي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أبا المنذر أي آية معك في كتاب الله تعالى أعظم فقلت الله
لا إله إلا هو الحي القيوم فضرب صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر اه
وفي الدرجات الرفيعة أنه يكنى أبا يعقوب أيضا. وهو اشتباه الظاهر أنه
نشا مما رواه النسائي في سننه في باب من يلي الامام أخبرنا محمد بن عمر بن
علي بن مقدم حدثنا يوسف بن يعقوب اخبرني التميمي عن أبي مجلز عن
قيس بن عباد قال بينا انا في المسجد في الصف المقدم فجبذني رجل جبذة
فنحاني وقام مقامي فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف إذا هو أبي بن كعب
فقال يا فتى لا يسؤك الله ان هذا عهد من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلينا ان نليه ثم
استقبل القبلة فقال هلك أهل العقد ورب الكعبة ثم قال والله. ما آسي
عليهم ولكن آسي على من أضلوا قلت يا أبا يعقوب ما يعني به أهل العقد
قال الامراء اه والظاهر أن المخاطب بابا يعقوب هو يوسف بن يعقوب
خاطبه بذلك محمد بن عمر وكناه باسم أبيه يعقوب على جاري العادة فتوهم
صاحب الدرجات ان المخاطب به أبي وليس كذلك قوله فجبذني جبذة
هذا من باب القلب يقال جذب وجبذ ويأتي في رواية عنه هلك أهل العقدة
ويأتي تفسير ذلك عند نقل كلام ابن عساكر في حقه.
امه
روى الحاكم في المستدرك عن خليفة بن خياط ان أم أبي بن كعب
صهيلة بنت الأسود ابن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن
مالك بن النجار وهي عمة أبي طلحة.
صفته
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: كان ربعة لا بالطويل ولا بالقصير
أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه اه وروى الحاكم في المستدرك انه
رؤي أبيض الرأس واللحية لا يخضب وفي الإصابة كان ربعة أبيض اللحية
لا يغير شيبه اه.
أقوال العلماء فيه
وما روي في حقه وأحواله
وانما لم نفرد كلا منها عن الآخر على عادتنا في هذا الكتاب لتداخل
بعضها مع بعض فيوجب ذلك تقطيع الروايات وتبتر الكلمات.
ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقال شهد
العقبة مع السبعين وكان يكتب الوحي آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين سعد
ابن زيد بن عمرو بن نفيل وشهد بدرا والعقبة الثانية وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فيها اه.
وذكر العلامة في القسم الأول من الخلاصة. وفي تعليقه البهبهاني
على منهج المقال: في المجالس ما يظهر منه جلالته وإخلاصه لأهل البيت
ع. والظاهر أن مراده بالمجالس. مجالس المؤمنين ففيها ما
تعريبه: في الكامل البهائي ان أبي بن كعب قال مررت عشية يوم السقيفة
بحلقة الأنصار فسألوني من أين أتيت قلت من عند أهل بيت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا على أي حال تركتهم قلت ما يكون حال قوم لم يزل بيتهم
محط قدم جبرائيل ومنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم وقد زال ذلك عنهم اليوم
وخرج حكمهم من أيديهم ثم بكى أبي وبكى الحاضرون اه وفي
(٤٥٥)

الدرجات الرفيعة: وروي عن أبي وذكر مثله وفي زيارته لأهل البيت في
ذلك الوقت واجتماعه معهم وعدم اجتماعه مع الناس وتوجعه لهم أكبر
دليل على اخلاصه في حبهم. وذكره السيد علي خان الشيرازي في كتابه
الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة وقال من فضلاء الصحابة شهد العقبة
إلى آخر عبارة الشيخ المتقدمة ثم قال كان يسمى سيد القراء اه وعن
السيد المرتضى في الفصول المختارة انه عده من الشيعة وكذلك المحقق
السيد محسن الأعرجي في العدة. وفي الاستيعاب شهد أبي العقبة الثانية
وبايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها ثم شهد بدرا وكان أحد فقهاء الصحابة واقرأهم
لكتاب الله عز وجل روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اقرأ أمتي أبي وروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال
له امرت ان اقرأ عليك القرآن أو اعرض عليك القرآن وروي بسنده عن
أبي قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امرت ان اقرأ عليك القرآن قلت يا رسول الله
سماني لك ربك فقال نعم فقرأ علي قل بفضل الله وبرحمته فبذلك
فلتفرحوا هو خير مما تجمعون بالتاء جميعا وروى فيه بسنده انه صلى الله عليه وآله وسلم دعا
أبيا فقال إن الله امرني ان اقرأ عليك قال الله سماني لك قال نعم فجعل
أبي يبكي وبسنده انه لما نزلت لم يكن الذين كفروا قال جبرائيل
للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ان ربك يأمرك ان تقرئها أبيا قال أبي أ وذكرت ثم يا رسول
الله قال نعم فبكى أبي قال وروينا عن عمر من وجوه أنه قال أقضانا علي
وأقرؤنا أبي وانا لنترك أشياء من قراءة أبي قال وكان أبي بن كعب ممن كتب
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضا ثم قال: ذكر
محمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقدمة
المدينة أبي بن كعب وهو أول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان إلى أن
قال وكان الكاتب لعهوده إذا عهد وصلحه إذا صالح علي بن أبي طالب
اه وعن ابن شهرآشوب في المناقب: روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له ان الله
امرني ان اقرأ عليك فقال يا رسول الله بأبي وأمي أنت وقد ذكرت هناك قال
نعم باسمك ونسبك فارعد فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى سكن
الحديث. وفي الدرجات الرفيعة روى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس
انه صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي ان الله عز وجل امرني ان اقرأ عليك لم يكن الذين كفروا
قال وسماني قال نعم فبكى قال وروى الشيخ الجليل محمد بن يعقوب
الكليني في الكافي عن الصادق ع أنه قال اما نحن فنقرأ على قراءة
أبي اه وفي تهذيب التهذيب سيد القراء شهد بدرا والعقبة الثانية
وثبت ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له ان الله امرني ان اقرأ عليك اه اي ان اتلو
عليك ما نزل من القرآن لتسمعه وتعلمه. وروى محمد بن سعد في
الطبقات ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال اقرأ أمتي أبي بن كعب وانه صلى الله عليه وآله وسلم قال له ان الله
تبارك وتعالى امرني ان اقرأ عليك اه.
وروى الحاكم في المستدرك انه شهد بدرا وشهد العقبة في السبعين
من الأنصار وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الوحي وانه سماه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سيد الأنصار فلم يمت حتى قالوا سيد المسلمين وان زر بن حبيش قال كانت
في أبي شراسة وانه لما وقع الناس في أمر عثمان قيل لأبي بن كعب أبا المنذر
ما المخرج من هذا الأمر قال كتاب الله وسنة نبيه ما استبان لكم فاعملوا به
وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين آخى بين
أصحابه آخى بين أبي بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وان
قيس بن عبادة قال شهدت المدينة فلما أقيمت الصلاة تقدمت فقمت في
الصف الأول إلى أن قال وخرج رجل آدم خفيف اللحية فنظر في وجوه
القوم فلما رآني دفعني وقام مكاني واشتد ذلك علي فلما انصرف التفت إلي
فقال لا يسؤك ولا يحزنك أشق عليك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا
يقوم في الصف الأول الا المهاجرون والأنصار فقلت من هذا فقالوا أبي بن
كعب. وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي أنزلت علي سورة وأمرت ان أقرئكها
قال أ سميت لك يا رسول الله قال نعم فقيل لأبي أ فرحت بذلك يا أبا المنذر
قال وما يمنعني والله تبارك وتعالى يقول قل بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال له أبا المنذر اي آية في كتاب الله أعظم
معك قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب صدري وقال ليهنك العلم
أبا المنذر. وان عمر قال: علي أقضانا وأبي اقرأنا وإنا لندع بعض ما يقول
أبي وأبي يقول أخذت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أدعه وان عمر سأله عن هذه
الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فاتى أبي بن كعب فسأله أينا لم
يظلم فقال له يا أمير المؤمنين انما ذاك الشرك أ ما سمعت قول لقمان لابنه يا
بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم اه وقال ابن عساكر في تاريخ
دمشق: سيد القراء شهد بدرا والعقبة وغيرهما. وأخرج ابن عساكر في
التاريخ المذكور ان ابن عباس كان يقرأ آية فقال له عمر اتبع اتبع فقال
اتبعك على أبي بن كعب فقال لمولى له اذهب معه إلى أبي فقل له أنت أقرأته
هذه الآية فانطلقنا إلى أبي فبينا انا بالباب اطرقه إذ جاء عمر فاستأذن فاذن
له فطرح لعمر وسادة من أدم فجلس عليها وأبي مقبل بوجهه على حائط
وظهره إلى عمر فالتفت إلينا عمر وقال ما يرانا هذا شيئا ثم اقبل أبي عليه
بوجهه وقال مرحبا بأمير المؤمنين أ زائرا جئت أم طالب حاجة فقال بل طالب
حاجة علا م تقنط الناس يا أبي وكأنها آية فيها شدة فقال أبي تلقنت
القرآن ممن تلقاه من جبرئيل وهو رطب فصفن عمر وقام وهو يقول بالله ما
أنت بمنته وما انا بصابر كررها مرتين. ويمكن كون الآية هي المذكورة في
الرواية التالية وهي ما أخرجه ابن عساكر أيضا ان أبا الدرداء اتى المدينة
في نفر من أهل دمشق فقرأوا على عمر يوما هذه الآية إذ جعل الذين
كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد
الحرام فقال عمر من اقرأكم إياها قالوا أبي بن كعب فأرسل مدنيا ودمشقيا
إلى أبي يدعوه فوجداه يهنأ بعيرا له فقال له المدني أجب أمير المؤمنين فقال
ولما ذا دعاني فأخبره فقال للدمشقي والله ما كتم منتهين معشر الركب أو يشتد
في منكم شر ثم جاءه مثمرا والقطران على يديه فقال لهم اقرأوا فقرأوا فقال
أبي نعم انا أقرأتهم فقال عمر لزيد بن ثابت اقرأ فقرأ قراءة العامة فقال عمر
اللهم لا اعرف الا هذا فقال أبي والله انك لتعلم اني كنت أحضر ويغيبون
وأدنو ويحجبون ولئن أحببت لألزمن بيتي ولا أحدث أحدا ولا اقرئ أحدا
حتى أموت فقال اللهم غفرانك لتعلم ان الله قد جعل عندك علما فعلم
الناس ما علمت قال ومر عمر بغلام وهو يقرأ بالمصحف النبي أولي
بالمؤمنين من أنفسهم وازواجه أمهاتهم وهو أب لهم فقال يا غلام حكها
فقال هذا مصحف أبي بن كعب فذهب إليه فسأله فقال له انه كان يلهيني
القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق اه ابن عساكر.
وعلى ذكر الاختلاف في قراءة القرآن بالزيادة والنقصان نقول ذكر ابن
عساكر في تاريخ دمشق في آخر ترجمة إبراهيم المخزومي والي المدينة قال
المسور بن مخزمة قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف أ لم يكن فيما يقرأ
قاتلوا في الله آخر مرة كما قاتلتم فيه أول مرة قال متى ذلك يا أبا محمد قال إذا
كان بنو أمية الامراء وبنو مخزوم الوزراء. وفي لفظ ان عمر قال أ لم تجد
فيما انزل الله جاهدوا كما جاهدتم أول مرة قال بلى قال فانا لا نجدها قال
أسقط فيما سقط من القرآن قال أ تخشى ان يرجع الناس كفارا قال ما شاء الله
قال لئن رجع الناس كفارا ليكونن أمراؤهم بنو فلان ووزراؤهم بنو فلان
اه ابن عساكر.
وقوله بنو فلان وبنو فلان هم الذين صرح بهم في الرواية الأولى فهذا
كلام ابن عساكر ونصه ولا نرى أحدا يتهمه وأهل نحلته بالقول بتحريف
(٤٥٦)

القرآن وتكفير بني أمية ويتهم بذلك الشيعة لبعض روايات شاذة مطرحة لا
تزيد عن هذه وتقوم القيامة وينصب الصراط مع تصريح أعظم علماء
الشيعة الشريف المرتضى بأنه ما بين الدفتين ومبالغته في الاحتجاج عليه
وتصريح أعظم علماء الشيعة الشريف المرتضى بأنه ما بين الدفتين ومبالغته
في الاحتجاج عليه وتصريح أحد أعاظم محدثيهم ابن بابويه بان عدم نقص
القرآن من عقائد الإمامية كما أوضحناه في الجزء الأول.
وأبي معدود في الطبقة الأولى من المفسرين قال السيوطي في الاتقان
في النوع الثمانين في طبقات المفسرين اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة
وعد منهم أبيا من الطبقة الأولى من الصحابة اه وأول من ألف في
فضائل القرآن أبي بن كعب قال ابن النديم في الفهرست: الكتب
المؤلفة في فضائل القرآن وعدها أحد عشر كتابا لاحد عشر مؤلفا وهم
١ أبو عبيد القاسم بن سلام ٢ محمد بن عثمان بن أبي شيبة
٣ أحمد بن المعدل ٤ هشام بن عمار ٥ أبو عبد الله الدوري
٦ أبو شبل ٧ أبي بن كعب الأنصاري ٨ الحداد ٩ علي بن
إبراهيم بن هاشم في نوادر القرآن شيعي ١٠ علي بن حسن بن فضال
من الشيعة ١١ عمرو بن هشيم الكوفي ١٢ أبو النضر العياشي من
الشيعة اه فهؤلاء اثنا عشر شخصا أحد عشر منهم ألفوا في فضائل
القرآن والثاني عشر وهو علي بن إبراهيم ألف في نوادر القرآن وليس في
العشرة الباقية أحد الا وزمانه متأخر عن أبي فعلم من ذلك ان أبيا
أول من ألف في فضائل القرآن فما في كشف الظنون وعن الجلال السيوطي
من أن أول من صنف في فضائل القرآن الإمام محمد بن إدريس الشافعي
ليس بصحيح وكانه ناشئ من عدم الاطلاع على ذلك لان الإمام الشافعي
توفي سنة ٢٠٤ وأبي توفي سنة ١٩ على الأقل و ٣٦ على الأكثر وعده ابن
النديم في فهرسته من الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال ما
صورته: الجماع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعد جماعة ثم قال:
أبي بن كعب وساق نسبه إلى آخر ما مر في صدر الترجمة. وذكر في
الفهرست أيضا ترتيب سور القرآن في مصحف أبي بن كعب برواية
الفضل بن شاذان أولها الفاتحة وآخرها الناس. وفي تاريخ ابن عساكر:
روى البخاري عن أنس أنه قال: جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أربعة
كلهم من الأنصار وعد منهم أبيا وافتخر الأوس والخزرج فقال الخزرجيون
منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه أحد غيرهم وعد منهم أبيا: وفسر مهذب
تاريخ ابن عساكر المطبوع جمع القرآن بحفظه كله عن ظهر قلب. وينافيه
صريحا قول ابن النديم المتقدم آنفا في مصحف أبي بن كعب وقول الغلام في
رواية ابن عساكر السابقة هذا مصحف أبي بن كعب فكل ذلك صريح في
إرادة الجمع لجميع السور في مصحف واحد مكتوب.
قال ابن عساكر وشهد أبي مع عمر الجابية وكتب كتاب الصلح لأهل
بيت المقدس وكانت داره بالمدينة أبعد دار عن المسجد فقيل له لو اشتريت
حمارا تركبه في الرمضاء والظلماء فقال ما يسرني ان داري إلى جنب المسجد
فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله فسأله ما أردت ان يكتب اقبالي ورجوعي فقال انطاك
الله ذلك كله انطاك الله ما احتسبت أجمع مرتين. وقال أبو العالية كان أبي
صاحب عبادة فلما احتاج إليه الناس ترك العبادة وجلس للناس وقال محمد بن سعد
كان أبي يكتب في الجاهلية قبل الاسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة وكان
يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم روى ابن عساكر عن قيس بن عباد قال كنت آتي
المدينة فالقى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان أحبهم إلي أبي بن كعب ثم ذكر ما مر
من دفعه له عن الصف الأول وقال ثم قعد يحدث فما رأيت الرجال مدت
أعناقها إلى رجل مثلما مدت أعناقها متوجهة إلى أبي بن كعب فقال هلك أهل
العقدة ورب الكعبة ولا آسي عليهم ثلاث مرات يقول ذلك انما آسي على
من يهلكون من المسلمين. قال ورواه الإمام أحمد اه ومر في صدر
الترجمة رواية النسائي بسنده عن قيس بن عباد نحوه وانه قال هلك أهل
العقد ورب الكعبة ثم قال والله ما آسي عليهم ولكن آسي على من أضلوا
وتفسير يوسف بن يعقوب أهل العقد بالأمراء أقول في النهاية الأثيرية في
حديث عمر هلك أهل العقد ورب الكعبة يعني أصحاب الولايات على
الأمصار من عقد الألوية للأمراء ومنه حديث أبي هلك أهل العقدة ورب
الكعبة يريد البيعة المعقودة للولاة اه وفي حاشية سنن النسائي للسيوطي
أهل العقدة بضم العين وفتح القاف قال في النهاية يعني أصحاب
الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء وروى العقدة يريد البيعة
المعقودة للولاة اه وفي حاشية السندي مثله أقول الظاهر أن العقد
مصدر عقد يعقد اي عقد البيعة بالخلافة لمن ليس من أهلها أو جمع عقدة
والعقدة أيضا الظاهر أن المراد بها عقدة البيع وتفسيره بعقد الألوية
لأصحاب الولايات على الأمصار ينافيه قوله على من أضلوا كما لا
يخفى وكل ذلك يدل على سخطه لخلافة من تخلف. وفي الإصابة أبي بن
كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
الأنصاري النجاري أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء كان من أصحاب
العقبة الثانية وشهد بدرا والمشاهد كلها قال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليهنك العلم أبا
المنذر وقال له ان الله امرني ان اقرأ عليك وكان عمر يسميه سيد المسلمين
ويقول اقرأ يا أبي ويروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضا واخرج الأئمة أحاديثه في
صحاحهم وعده مسروق في الستة من أصحاب الفتيا قال الواقدي وهو أول
من كتب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان ابن
فلان اه ومر في أوائل الجزء الأول من هذا الكتاب ان ابن أبي الحديد
قال في أوائل شرح نهج البلاغة ان القول بتفضيل علي ع قول قديم قد
قال به كثير من الصحابة والتابعين وعد من الصحابة أبي بن كعب.
وفي احتجاج الطبرسي عن أبان بن تغلب أنه قال لأبي عبد الله
جعفر بن محمد الصادق ع جعلت فداك هل كان أحد في أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنكر على الخليفة الأول فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال نعم كان الذي أنكر عليه اثنا عشر رجلا من المهاجرين خالد بن
سعد بن العاص وكان من بني أمية وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري
والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وبريدة الأسلمي. ومن الأنصار أبو
الهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين
وأبي بن كعب وأبو أيوب الأنصاري فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم فقال
بعضهم والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال آخرون منهم والله
لئن فعلتم ذلك فقد أعنتم على أنفسكم قال الله عز وجل ولا تلقوا
بأيديكم إلى التهلكة فذهبوا إلى أمير المؤمنين ع واستشاروه فقال لهم
في كلام طويل: وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم الا حربا ولكنكم
كالملح في الزاد وكالكحل في العين إلى أن قال فانطلقوا بأجمعكم إلى
الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ
للعذر فساروا حتى احدقوا بالمنبر يوم الجمعة فلما صعد المنبر قال المهاجرون
للأنصار تقدموا وتكلموا فقال الأنصار بل تقدموا وتكلموا أنتم فان الله
قدمكم في الكتاب فأول من تكلم خالد بن سعيد بن العاص ثم باقي
المهاجرين ثم الأنصار وروي انهم كانوا غيبا عن وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقدموا وقد تولى الخليفة ثم ذكر كلام كل واحد منهم وسنذكر كلا في بابه
انش إلى أن قال ثم قام أبي بن كعب فقال يا فلان لا تجحد حقا جعله
الله لغيرك ولا تكن أول من عصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيه وصفيه وصدف
عن امره واردد الحق إلى أهله تسلم ولا تتماد في غيك فتندم وبادر الإنابة
(٤٥٧)

يخف وزرك ولا تختص نفسك بهذا الامر الذي لم يجعله الله لك فتلقى وبال
عملك فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك فيسالك عما جنيت وما
ربك بظلام للعبيد الحديث وروى له في الاحتجاج أيضا خطبة طويلة
يحتج بها على القوم ويذكر فضائل أمير المؤمنين ع وانه أحق بالخلافة.
وروى الصدوق في الخصال بسند ذكرناه في الجزء الأول من هذا الكتاب
عن زيد بن وهب قال كان الذين أنكروا تقدم من تقدم على علي في الخلافة
اثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار ثم عدهم كما في الرواية السابقة الا
انه عد بدل عثمان بن حنيف عبد الله بن مسعود وزاد عليهم زيد بن وهب
فصاروا ثلاثة عشر رجلا وروى الكليني في الكافي في الصحيح عن
المعلى بن خنيس قال كنا عند أبي عبد الله ع ومعنا ربيعة الرأي وقد ذكر
فضل القرآن ع إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال فقال
ربيعة ضال فقال نعم ضال ثم قال اما نحن فنقرأ على قراءة أبي اه.
من روى عن أبي
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: روى عنه ابن عباس وجندب بن
عبد الله البجلي وعبد الرحمن بن ابزي وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن
العاص وأبو هريرة وأبو أيوب الأنصاري وسهل بن سعد وغيرهم من
التابعين اه وفي الإصابة: ممن روى عنه من الصحابة عمر وكان يسأله
عن النوازل ويتحاكم إليه في المعضلات وأبو أيوب وعبادة بن الصامت
وسهل بن سعد وأبو موسى وابن عباس وأبو هريرة وأنس وسليمان بن صرد
وغيرهم اه.
بعض ما اثر عن أبي في الوصايا والحكم
في تاريخ دمشق لابن عساكر: حكى المزني عن الشافعي أنه قال
رجل لأبي أوصني يا أبا المنذر فقال لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك
واحترس من صديقك وآخ الاخوان على قدر عقولهم ولا تجعل لسانك بذلة
لمن لا يرغب فيه ولا تغبطن حيا بشئ الا بما تغبطه به ميتا ولا تطلب حاجة
الا ممن لا يبالي الا ان يقضيها لك وقال أبو العالية كان أبي يقول ما ترك
أحد منكم لله شيئا الا آتاه الله بما هو خير له منه من حيث لا يحتسب ولا
تهاون به واخذه من حيث لا يعلم به الا آتاه الله بما هو أشد عليه من حيث
لا يحتسب اه.
أبي بن مالك الجرشمي وقيل العامري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي رجال ابن
داود الجرشي وفي نسخة الجرشمي بالجيم والشين المعجمة اه وفي
الاستيعاب: أبي بن مالك الحرشي ويقال العامري بصري. وفي الإصابة
أبي بن مالك القشيري ويقال الحرشي من بني عامر بن صعصعة عداده في
أهل البصرة نسبه ابن حبان فقال أبي بن مالك بن عمرو بن ربيعة بن
عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري أبو مالك وفي أسد
الغابة أبي بن مالك الحرشي ويقال العامري قاله أبو عمرو وقال ابن منده
وأبو نعيم القشيري العامري فقد اتفقوا على أنه من عامر بن صعصعة
واختلفوا فيما سواه فالحريش وقشير اخوان وهما ابنا كعب بن ربيعة بن
عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن
خصفة بن قيس عيلان بن مضر وهو بصري اه ويظهر من ذلك ان
الصواب في نسبته الحرشي بالحاء المهملة والراء والشين المعجمة وان
الجرشي بالجيم أو الجرشمي بالجيم والميم تصحيف. روى ابن عبد البر في
الاستيعاب بسنده عن زرارة بن اوفى عن رجل من قومه يقال له أبي بن
مالك انه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول من أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار بعد
ذلك فأبعده الله واسحقه اه وذكروا اختلافا في اسمه والصحيح ما مر
وكيف كان فلم يعلم أنه من شرط كتابنا وانما ذكرناه لذكر الشيخ إياه.
أبي بن معاذ بن انس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن
مالك بن النجار
: في الاستيعاب: شهد مع أخيه انس بن معاذ بدرا واحدا وقتلا يوم
بئر معونة شهيدين اه. وذكر نحو ذلك في أسد الغابة وزاد الأنصاري
الخزرجي النجاري وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أبي بن
معاذ بن انس بن قيس أخو انس بن معاذ وهما لأم اه وفي الإصابة:
أبي بن معاذ وساق نسبه كالاستيعاب وزاد الأنصاري قال الواقدي شهد
بدرا واحدا وقال البلوي شهد انس بن معاذ وأخوه أبي بن معاذ أحدا وقتلا
يوم بئر معونة شهيدين اه.
أثال بن حجل بن عامر المذحجي أثال في القاموس كغراب وفي تاج العروس علم مرتجل أو من قولهم
تأثلت بئرا إذا حفرتها اه أقول أثال سمت به العرب كثيرا قال ابن أحمر
في أولاد له أو قوم من عشيرته ماتوا أو قتلوا فكان يراهم في منامه:
أرى ذا شيبة حمال ثقل * وأبيض مثل صدر الرمح نالا (١)
أبو حنش يؤرقنا وطلق * وعمار وآونة آثالا
أراهم رفقتي حتى إذا ما * تجافى الليل وانخزل انخزالا
إذا انا كالذي يسعى لورد * إلى آل فلم يدرك بلالا
واستشهد به النحويون على جواز الترخيم في غير النداء للضرورة فإنه
رخم آثالة فحذف منها الهاء واتفقوا على جواز الترخيم في مثله على لغة من
لا ينتظر واختلفوا في جوازه على لغة من ينتظر فاجازه سيبويه وحمل عليه هذا
البيت ومنعه المبرد وقال إن آثالا منصوب بالعطف على نا في يؤرقنا اي
يؤرق آثالا وعليه فيكون أثال من الاحياء وعلى قول سيبويه من الأموات
وقال السيرافي الذي عندي انه وقع وهم في أن الرجل آثالة وانما هو أثال ولا
نعلم في أسماء العرب ولا في أسماء المواضع آثالة وقد عرف من كلامهم في
أسماء الناس وغيرهم أثال ووافق سيبويه في أنه داخل في جملة الهالكين يومئذ
وجعل انتصابه باضمار فعل دل عليه يؤرقنا فكانه قال ونتذكر آونة آثالا
اه أقول ويمكن حمله على الايطاء الذي كثر في شعر العرب حتى قل ان
يسلم منه شعر لهم ولا يبعد ان يكون كثير مما يحمله النحويون على ضرورة
الشعر أو الشذوذ هو من باب الايطاء. وممن سمي بآثال من العرب والد
ثمالة بن أثال بن النعمان الصحابي.
والمترجم كان مع علي ع بصفين قال نصر بن مزاحم وكان مجتهدا
مستبصرا وكان أبوه حجل مع معاوية. قال نصر: كان الناس يوم صفين قد
ثقلوا عن البراز حين عضتهم الحرب فقال الأشتر يا أهل العراق أ ما من
رجل يشري نفسه لله فخرج أثال بن حجل بن عامر المذحجي فنادى بين
العسكرين هل من مبارز فدعا معاوية حجلا فقال دونك الرجل وكانا
مستبصرين في رأييهما فتبارزا فبدره الشيخ بطعنة فطعنه الغلام وانتمى فإذا
هو ابنه فنزلا وتعانقا وبكيا فقال له الأب أي أثال هلم إلى الدنيا فقال له
أثال يا أبت هلم إلى الآخرة والله يا أبت لو كان من رأيي الانصراف إلى
أهل الشام لوجب عليك ان تنهاني وا سوأتا ما ذا أقول لعلي وللمؤمنين
الصالحين وانصرف حجل إلى أهل الشام وأثال إلى أهل العراق فخبر كل
منهما أصحابه وقال في ذلك حجل:

(١) يقال رجل قال إذا كثر نائله
(٤٥٨)

ان حجل بن عامر واثالا * أصبحا يضربان في الأمثال
أقبل الفارس المدجج في * النقع أثال يدعو يريد نزالي
دون أهل العراق يخطر * كالفحل على ظهر هيكل ذيال
فدعاني له ابن هند وما زال * قليلا في صحبه امثالي
فتناولته ببادرة الرمح * واهوى بأسمر عسال
فاطعنا وذاك من حدث الدهر * عظيم فتى لشيخ بالي
شاجرا بالقناة صدر أبيه * وعزيز علي طعن أثال
لا أبالي حين اعترضت آثالا * وآثال كذاك ليس يبالي
فافترقنا على السلامة والنفس * يقيها مؤخر الآجال
لا يراني على الهدى واراه * من هدانا على سبيل ضلال
فلما انتهى شعره إلى أهل العراق قال ابنه أثال مجيبا له:
ان طعني وسط العجاجة حجلا * لم يكن في الذي نويت عقوقا
كنت أرجو به الثواب من الله * وكوني مع النبي رفيقا
لم أزل أنصر العراق على الشام * أراني بفعل ذاك حقيقا
قال أهل العراق إذ عظم الخطب * ونق المبارزون نقيقا
من فتى يأخذ الطريق إلى الله * فكنت الذي أخذت الطريقا
حاسر الرأس لا أريد سوى * الموت ارى الأعظم الجليل دقيقا
فإذا فارس تقحم في النقع * خدبا مثل السحوق عنيقا
فبداني حجل ببادرة الطعن * وما كنت قبلها مسبوقا
فتلقيته بعالية الرمح * كلانا يطاول العيوقا
احمد الله ذا الجلالة والقدرة * حمدا يزيدني توفيقا
لم أنل قتله ببادرة الطعنة * مني ولم أكن مفروقا
إذ كففت السنان عنه ولم أرد * قتيلا أبي ولا مفروقا خ ل
قلت للشيخ لست أكفرك الدهر * لطيف الغذاء والتفنيقا
غير اني أخاف ان تدخل النار * فلا تعصني وكن لي رفيقا
وكذا قال لي فغرب تغريبا * وشرقت راجعا تشريقا
الأثير المحدث
من قدماء الأصحاب في أواخر المئة الثالثة أو أوائل الرابعة ولا يدري
ان الأثير اسمه أو لقبه ويظهر انه كان من أفاضل العلماء ولكن الأيام قد
طوت أخباره وآثاره ككثيرين أمثاله ولولا ما يأتي عن كتاب اليقين لما عرف
له اسم ولا رسم. قال المعاصر الشيخ محمد محسن الشهير باغا بزرگ
الطهراني نزيل النجف الأشرف صاحب كتاب الذريعة إلى مصنفات الشيعة
فيما كتبه في الجزء الثاني من مجلة العدل الاسلامي العراقية: الفاضل الكبير
والمحدث الخبير المدعو بالأثير مؤلف كتاب حجة التفضيل يعني
تفضيل أمير المؤمنين ع، وهذا الكتاب هو من ماخذ كتاب اليقين
باختصاص مولانا علي ع بإمرة المؤمنين من تأليفات جمال السالكين
السيد رضي الدين علي بن طاوس رحمه الله المتوفى سنة ٦٦٤ الذي لا
يزال مخطوطا، وقد نقل السيد عن هذا الكتاب في الباب الثامن والثلاثين
بعد المئة من كتابه اليقين خبر حذيفة بن اليمان وذكر انه نقله عن نسخة
عتيقة من هذا الكتاب تاريخ كتابتها سنة ٣٦٩ قال السيد وعلى ظهر تلك
النسخة كتب الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي رحمه الله بخطه ما لفظه:
نظرت في أصول هذا الكتاب فوجدته قد اشتمل على أشياء لم يسبق
مصنفه أحسن الله توفيقه إليها من حسن اللفظ وغزارة المعنى ولطيف المناظرة
والأدلة المستخرجة من كتاب الله عز وجل وهذا يدل على فضل كبير وعقل
غزير، والله تعالى ينفعه به ويجازيه أفضل ما يجازي مثله، ممن سلك سبيله
وتوخى طريقه، وجرى في ميدانه. وكتب الحسن بن محمد بن الحسن
الطوسي حامدا ومصليا على رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين،
في رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، قال السيد ابن طاوس رحمه الله:
وعلى المجلد أيضا خطوط ثلاثة من العلماء بالثناء على مصنفه رضوان الله
عليه. أقول يظهر من تاريخ الكتابة ان المؤلف من أوائل القرن الرابع أو
قبله ويظهر أيضا من تقريظ الشيخ أبي علي الطوسي وثناء ثلاثة من العلماء
الأعلام على المصنف انه كان ممن يستحق المدح والدعاء والاجلال والثناء
وإن كان الدهر قد أخفى اسمه وأعفى عنا رسمه، كما هو الشأن في كثير من
أعلام الامامية ولا سيما القدماء منهم فإنه لم يترجم في الأصول الرجالية الا
القليل منهم، فترى مشايخ الشيخ أبي جعفر الصدوق رحمه الله المتجاوز
عددهم نيفا ومائتين ليس لأكثرهم ذكر الا في أسانيد رواياته وانما نعتمد
عليهم لما علمنا من ديدن الصدوق رحمه الله انه لا يأخذ معالم دينه وما يعمل
به بينه وبين ربه الا عن الثقة الأمين المؤتمن على الدنيا والدين كما فصلنا
ذلك في الجزء الرابع من الذريعة وكذلك بعض مشايخ النجاشي والشيخ
المفيد والشيخ الطوسي رحمهم الله فإنه ليس لهم تراجم في الأصول الرجالية
انتهى.
أجلح بن عبد الله الكندي
اسمه يحيى بن عبد الله بن معاوية.
: أحزم أبو عبد الرحمن بن أحزم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والنسخ فيه مختلفة
ففي رجال الميرزا الكبير عن رجال الشيخ أحزمة بن عبد الرحمن بن أحزمة
ذكره بين أبى وأحكم فدل على أنه بالحاء المهملة والزاي ثم قال: وفي بعض
النسخ بالمعجمتين بدون هاء في الموضعين اه ونحوه في الوسيط وفي النقد
عن رجال الشيخ أحزم أبو عبد الله بن أحزم اه هكذا في نسختين أبو
عبد الله وفي إحداهما أحزم بدون هاء وفي الأخرى أحزمة بالهاء ومن
العجيب أن أحزم أبو عبد الرحمن لم أجده في الاستيعاب ولا في أسد الغابة
ولا في الإصابة لا في الأسماء في أحزم وأخرم وفي عبد الرحمن ولا في الكنى
نعم في الإصابة عبد الله بن أخرم بين عبد الله بن أحق وعبد الله بن إدريس
فدل على أنه بالخاء المعجمة والراء وهذا يؤيد صحة نسخة النقد وانه بالخاء
المعجمة والراء دون نسخة رجال الميرزا إذ لو صح وجود احزم أبو
عبد الرحمن لم يشذ عن الاستيعاب والإصابة وأسد الغابة فان كلا منهم قد
بذل غاية وسعه في احصاء الصحابة والاستدراك على من قبله وفي الإصابة
في باب الألف والخاء الأخرم الهجيمي ثم حكى انه معدود في الصحابة ثم
قال عن عبد الله بن الأخرم عن أبيه وكانت له صحبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
اه. والظاهر أن هذا هو الذي أراده الشيخ وان جعله أبو عبد الرحمن
من سهو القلم وكيف كان فهو مجهول ولم يعلم دخوله في موضوع كتابنا.
أحكم بن بشار المروزي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وفي الخلاصة ورجال
ابن داود حكم بن بشار غال لا شئ وقال الكشي في رجاله في أحكم بن
بشار المروزي الكلثومي غال لا شئ: أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي
قال رأيت رجلا من أصحابنا يعرف بأبي زينبة زينب فسألني عن أحكم
بن بشار المروزي وسألني عن قصته وعن الأثر الذي في حلقه وقد كنت
رأيت في حلقه شبه الخيط كأنه أثر الذبح فقلت له قد سألته مرارا فلم
يخبرني فقال كنا سبعة نفر في حجرة واحدة ببغداد في زمان أبي جعفر الثاني
(٤٥٩)

ع فغاب عنا أحكم من عند العصر ولم يرجع إلينا في تلك الليلة فلما كان
في جوف الليل جاءنا توقيع من أبي جعفر الثاني ع ان صاحبكم
الخراساني مذبوح مطروح في لبد في مزبلة كذا وكذا فاذهبوا إليه فداووه
بكذا وكذا فذهبنا فوجدناه مذبوحا مطروحا كما قال فحملناه وداويناه بما أمر
فبرئ من ذلك قال أحمد بن علي كان قصته انه تزوج امرأة متعة ببغداد في
دار قوم فعلموا به ففعلوا به ذلك قال أحمد وكان أحكم إذا ذكر عنده
الرجعة فأنكرها أحد فيقول أنا أحد المكرورين وحكى لي بعض الكذابين
أيضا بهراة هذه القصة فاعجب وامتنع بذكر تلك الحالة لما يستنكره الناس
اه ولا يخفى وقوع خلل في آخر العبارة والغريب اننا وجدناها كذلك في
أكثر كتب الرجال التي بأيدينا وبعضهم حذفها ثم إن العلامة في الخلاصة
وابن داود في رجاله قالا في باب الحاء حكم بن بشار غال لا شئ اه وفي
النقد الظاهر أنهما واحد لأني لم أظفر في كتب الرجال على حكم بن بشار
اه والأمر كما قال.
المولى أحمد
له رسالة في المنطق في الخزانة الرضوية من موقوفات الشيخ أسد
الله بن محمد مؤمن ابن خاتون العاملي وله عدة موقوفات من الكتب في
الخزانة الرضوية أشرنا إلى جملة منها في ترجمته.
نظام الدين أحمد
من علماء عصر الشاه عباس الثاني له كتاب فرس نامه في البيطرة
صنفه بأمر الشاه عباس الثاني رأيت نسخة منه في كرمانشاه بخط الشيخ علي
أكبر القمي كتبها سنة ١٠٩١.
الشيخ الحاج أحمد آغا آغات الفول في دمشق وممدوح للشيخ إبراهيم بن
يحيى العاملي
سيد شريف جليل القدر من السلالة الطاهرة النبوية العلوية الفاطمية
من أهل العراق وسكن دمشق الشام وتولى فيها منصب آغات القول مدة
من الزمان في أواخر القرن الثاني عشر وهو من المناصب العسكرية في الدولة
العثمانية ثم نقل إلى العراق وللشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي فيه مدائح
كثيرة موجودة في ديوانه الذي جمعناه قالها حين هربه من جبل عامل إلى
دمشق في حادثة الجزار واتصاله بصاحب الترجمة وقد ذكرنا جملة منها في
ترجمة الشيخ إبراهيم المذكور ومما لم نذكره هناك قوله يمدحه ويهنئه بالعيد
ويذكر وقعة له بدمشق:
اما والهوى لولا الجفون الفواتر * لما صرعت أسد العرين الجاذر
ولولا خدود كالشقيق نواضر * لما نثرت در الدموع النواظر
وبيضة خدر لا تزال لحاظها * تصيد فؤاد الليث والليث خادر
إذا سفرت عن وجهها قوض الدجى * وكيف بقاء الليل والصبح سافر
وفي وجهها ماء ونار كلاهما * ينص على أن المهيمن قادر
وبين ثناياها غدير مدامة * ترد يد الحران عنه الظفائر
لهوت بها والعيش غض وللصبا * على البيض ناه لا يرد وآمر
ولما ذوي غرس الشبيبة أعرضت * لسرعان ما مج العقار المعاقر
وما الشعرات البيض في لمة الفتى * وجمته للبيض الا ضرائر
ولا عجب أن تخفر البيض ذمتي * فاكبر من أخلصته الود خافر
إذا قلب الدهر المجن تواثبوا * على فهم جند له وعساكر
وما نالني والحمد لله جميعهم * بشر ولي من أحمد الخير ناصر
حليف العلى والمكرمات وتربها * وأكرم فرع طبن منه العناصر
وأبي فياض اليدين نواله * على علل الأيام هام وهامر
أعاد حياة الجود والجود ميت * وشاد ربوع المجد والمجد داثر
يخاطر في كسب المعالي وقلما * ينال خطير المجد الا المخاطر
مفيد ومتلاف يرى الحمد مغنما * عظيما وان خاست لديه المتاجر
وكل فتى لا يكسب الحمد والثنا * وان ربحت أمواله فهو خاسر
من النفر الغر الذين إليهم * تؤول المعالي كلها والمفاخر
إذا ولد المولود منهم تهللت * له الأرض واهتزت إليه المنابر
وان ذكرت أسماؤهم سلم الصفا * عليهم وعجت بالصلاة المشاعر
بحور أحاطت بالعباد هباتهم * فغرد باد بالثناء وحاضر
نبذت الورى لما ظفرت بحبهم * يعاف الحصى من في يديه الجواهر
سعى أحمد للمكرمات كسعيهم * وتجري على أعراقهن الضوامر
له الله من ندب أغر وماجد * على مثله في الفضل تثنى الخناصر
تلافى صلاح الشام عند تلافها * برأي له السيف الصقيل مؤازر
فالبسها درع السلامة بعد ما * أطلت نيوب للردى وأظافر
ودارت على الباغين فيها رحى الردى * كذاك على الباغي تدور الدوائر
ولكن نجا شيطانها وقرينه * وللأجل المحتوم لا شك آخر
وفر فرار الطير أهوى لصيدها * من الجو معروق الجناحين كاسر
ولما أراد الله قتلهما معا * ومن عدله أن ليس يسلم جائر
أصابهما الضاري فأمسي ثعالة * قتيلا وأمست في الرباط حضاجر
فيا راحلا لا قرب الله داره * لقد جرت البلوى إليك الجرائر
ويا مجرما أدناه من سيف أحمد * تبسمه وهو الهزبر المكاشر
لعمري لقد نالت يد الشام منكما * مناها وطارت للعراق البشائر
وثم فروع من يزيد وحزبه * لدينا وفي كلتا يديك البواتر
وقد صنعوا بالسبط ما قد عرفته * وأنت بثار السبط لا شك ثائر
ليهنك عيد قيل انك مثله * مغالطة والفرق كالصبح ظاهر
ودونكها عذراء طيبه الشذا * وكل حديث في معاليك عاطر
اضربها طول الظماء فصرحت * بحاجتها للبحر والبحر زاخر
فان تولها فضلا فما زلت مفضلا * وان تكن الأخرى فاني عاذر
وحقك ما في الشام غيرك ماجد * يرجى ولا في الشام غيري شاعر
وقال يمدحه أيضا ويذكر تلك الوقعة:
بشرى فقد أهدت لك الاقدار * ما تشتهي منها وما تختار
وحباك ربك بالمعالي فاغتدى * متواضعا من خوفه الجهار
عاثوا زمانا في الشام وأفسدوا * فيها وعقبى المفسدين بوار
وعصوا ولي الأمر وانحازوا إلى * شق الشقاق وكلهم أغمار
ورموك عن قوس العداوة حيث * لا ينجيك الا الواحد القهار
واتوك من بقر البلاد بجحفل * لجب ولكن الرئيس حمار
فوثبت وثبة ضيغم أنيابه * سمر القنا وسيوفه الأظفار
فتركتهم ما بين مطرح على * وجه الصعيد ضيوفه الأطيار
ومكلم يبغي الفرار وقلما * ينجي إذا حم الحمام فرار
فأصيب منهم من تعرض للقنا * وانجاب ذاك الجحفل الجرار
بذلوا لك الأموال خوفا عندما * قتل أطل عليهم و أسار
يبغون رد غشمشم لا درهم * يثني عزيمته ولا دينار
فعفوت عنهم والعبيد إذا هفت * منت عليها السادة الأحرار
إلا عن الرجس الذي شبت به * في الجانب الشامي تلك النار
ما زلت تطلبه كما أهوى على * فحل الحبارى أجدل مغوار
حتى ظفرت به وبالوغد الذي * قد كان يختار الذي يختار
(٤٦٠)

فقضيت حق المشرفية منهما * والبيض لا تغدو لها أوتار
وأرحت من فوق البسيطة منهما * وبشكر فضلك طارت الأخبار
فضل حباك به الذي خلق الورى * وانهل فيهم جوده المدرار
فاشكر إلهك ما قدرت فإنه * غرس له ما تشتهيه ثمار
والخير كل الخير انعاش الفتى * في شدة قلت بها الأنصار
والعدل ان العدل أفضل مركب * لا يعتريه مدى الزمان عثار
والجود لكن لا تريد مذكرا * بالجود وهو أليفك المختار
أنت الذي بالفضل أنعشت الورى * حتى كان هباتك الأمطار
وإذا أراد الله إحياء الكلأ * ساق الغيوث إليه وهي غزار
خذها ولا من عليك فريدة * عصماء يكبو دونها بشار
من مخلص لك في المودة لم تكن * لولا هواك شعاره الاشعار
واسلم ولا تنفك ما هب الصبا * قطرا تعيش بصوبه الأقطار
وله أيضا يمدحه من قصيدة أرسلها إليه من أصفهان إلى بغداد وكان قد نقل
إليها من الشام:
همام إذا ما هم لم يثن همه * قراع العوالي والمهندة البتر
وان حضر النادي تخطت به العلى * إلى صدره والصدر أجدر بالصدر
وان رفعت أعلامه جزم العدى * لجمعهم قبل الملاقاة بالكسر
جواد يبذ الأغنياء ذوي الندى * سماحا وان أمسى مقلا من الوفر
وجود الفتى في كل حال فضيلة * وأفضله ما كان في زمن العسر
فصيح إذا نص البيان حسبته * يبدد عند القول عقدا من الذر
ويفرق منه الليث والليث خادر * وتأمن في اكنافه بيضة الخدر
وصلت به حبلي فأصبحت ممسكا * بمنصلت يفري وذي كرم يقري
وعهدي به في الشام وهو أميرها * وراحته كالقطر في ذلك القطر
أروح وأغدو آمنا في جواره * على علل الأيام من سطوة الفقر
فما راعني الا وقد قوضت به * عتاق المهاري والمطهمة الضمر
يسير كبدر التم في حندس الدجى * ومن حوله الأصحاب كالأنجم الزهر
وما ذاك الا انه شيم خطة * يضام بها والضيم صعب على الحر
وأجدر خلق الله باللوم قادر * على الناي يغدو جار فرعون في مصر
فخيم في الزوراء في ظل اصيد * مطاع معاليه تجل عن الحصر
فيا خير من يعزى إلى الدوحة التي * ترف على الأيام بالورق النضر
أبثك أشواقا إليك تركتني * وحاشاك مطوي الضلوع على الجمر
نعم حبذا دار السلام وحبذا * عيون ألمها بين الرصافة والجسر
هي الروضة الغناء بل هي جنة * ترى الكوثر السلسال من تحتها يجري
أقمت زمان القيظ فيها وعندما * خبت ناره الحمراء ناديت بالنفر
ولولا فساد الرأي ما اخترت فارسا * مقرا على بغداد في زمن القر
ودونكها عذراء خامر قلبها * هواك فلم تحفل بزيد ولا عمرو
هدية مولى أثمر الغرس عنده * وأنت ولي الغرس بالحمد والشكر
ولي في حماك الرحب فرخ تركته * فريدا أعيذ الوتر بالواحد الوتر
وأنت له بعد المهيمن عدة * وذخر وتعويل الضعيف على الذخر
وله من قصيدة يمدحه فيها:
أ تلك ثغور أم بروق لوامع * وأعين عين أم سيوف قواطع
وطرة مي ما ارى أم هو الدجى * ونور محياها أم الصبح طالع
دعاني جمال العامرية للهوى * على رسله اني مطيع وسامع
واطمع منها بالوصال وانما * يقطع أعناق الرجال المطامع
وبي ظما برح وفي الثغر منهل * نمير ولكن حوله السم ناقع
أ ما تتقين الله في قتل مسلم * على مثله في الفضل تثنى الأصابع
وإن كان لي ذنب كما تدعينه * فحسبي من الاخلاص يا مي شافع
ولولا الهوى ما لان عودي لغامز * وكيف يلين الطود والطود فارع
وما ضرني ان غار وفري ومزقت * قميص الغنى عني رياح زعازع
فقد يفجع البازي بفقدان ريشه * ويخلق غمد السيف والسيف قاطع
وليس الغنى في الناس الا وديعة * ولا بد يوما ان ترد الودائع
ولست أبالي بعد ادراكي العلى * أضاق علي الرزق أم هو واسع
وإن كان في نظم القوافي لناظم * فخار ففخري في البرية شائع
أنرت دياجيه وأوريت زنده * وقارعت من فرسانه من يقارع
ولي قصبات السبق في كل حلبة * تقطر فيها مستقيم وضالع
انا السابق المتبوع فيها إلى المدى * وكل مجيد جاء بعدي تابع
وما زلت أكفى صاحبي ما أهمه * وأكدح في حاجاته وهو وادع
وأعذل أيامي وأشكو جفاءها * فلا العذل مسموع ولا الشكو نافع
وما زلت مذ نيطت علي تمائمي * تصارعني أحداثها وأصارع
ولولا أذاها ما تركت منازلي * وفيها من الأحباب كهل ويافع
ولا صرت في الدنيا غريبا تضمني * مرابع أقوام وتأبى مرابع
أروح وأغدو في الشام كأنني * أفتش عن باب الغنى وهو ضائع
ولكنني صادفت فيها أماجدا * أكفهم للواردين مشارع
ولا سيما بحر المكارم أحمد * حليف العطاء الجزل والدهر مانع
فتى وجهه في الحرب ضاح وضاحك * ومعروفه في السلم هام وهامع
يبشره مرآه بجدواه مثلما * تبشر بالغيث البروق اللوامع
هو الروض أما ظله فهو سابغ * ظليل وأما عرفه فهو ضائع
ويشرق في العام المحيل جبينه * وللبدر في جنح الظلام مطالع
به قام سوق الشعر شرقا ومغربا * وقد قل شار للثناء وبائع
غرست لديه المدح فهو حديقة * لها ثمر من جود كفيه يانع
ولا غرو ان يزكو لدي صنيعه * فعند كرام الناس تزكو الصنائع
واقترح عليه الآغا المذكور نظم قصيدة لفظها له ومعانيها للاغا فقال:
ألا طرقتنا والخليون هجع * ولليل تاج بالنجوم مرصع
نؤوم الضحى مجدولة النقد تنثني * كما اهتز خوط البان والريح زعزع
وتفتر عن كنز من الدر نوره * يلوح على رغم الظلام ويلمع
تذود الأفاعي عنه وهي ظفائر * فأي فتى في ذلك الكنز يطمع
اتتنا على ياس الرجاء وربما * أباح لك المطلوب من كان يمنع
ونضت محيا لو تطلع ناسك * إليه لهام الناسك المتطلع
وحيث باجفان مراض وانها * لأفتك من غرب الحسام واقطع
لعمرك يا لمياء اني متيم * وللبيض عندي ذمة لا تضيع
ولكن أبى لي ان أميل إلى الخنا * عفاف ووجه بالحياء مبرقع
ألم تعلمي يا بيضة الخدر انني * حجاب على البيض الحسان ممنع
واني أصون البيض بالبيض حيث لا * ولي وأحمي السمر والسمر شرع
سلي بي الست الضارب الهام في الوغى * بمنصلت يفري العظام ويقطع
سلي بي أ لم أغش الكريهة حاسرا * وقد ندرت فيها رؤوس وأذرع
سلي بي ألم الق الجري على اللقا * وأسد الشري من خيفة تتكعكع
سلي بي أ لست القاتل الفقر بالندا * وحامل أعباء بها الدهر يضلع
(٤٦١)

سلي بي أ لست الباذل المال للورى * وغيري يذود الناس عنه ويدفع
انا ابن الأباة الضيم من آل هاشم * حماة الحمى والبيض بالبيض تقرع
بدور الدجى والمنعشون بني الرجا * وأكرم من فوق البسيط وأشجع
وهم روضة المعروف والدوحة التي * فروع الهدى عن أصلها تتفرع
أقر الموالي والمعادي بفضلهم * وكيف جحود الصبح والنور يسطع
تمل أحاديث الكرام وذكرهم * هو المسك ما كررته بتضوع
أولئك يا لمياء قومي وأسرتي * وعرقي إليهم يا ابنة القوم ينزع
ويا رب باع قد بغاني بكيده * فنكسته والشر بالشر يدفع
وكم خامل في الناس أدلى بوده * إلي وروض الود عندي ممرع
فأكرمت مثواه ونوهت باسمه * فصار له في قنة المجد موضع
وحقك يا لمياء لولاي ما اغتدت * طيور الثنا في دوحة الشعر تسجع
ونحن أناس لا يزال لباسنا * مدى الدهر جلباب الشتاء الموشع
لنا من سرابيل المديح جديدها * وللناس منها المسترث المرقع
ومن أعوزت فيه المعالي فمدحه * ضلال وهل يحتاج للمشط أقرع
وقافية ضم البديع نسيبها * إلى فخرها خير الرحيق المشعشع
يضوع الشذا من كل طيب بعثته * إلى الأنف لكن فارة المسك أضوع
وقال يمدحه بعد توجهه إلى بغداد من قصيدة:
اما والهوى لولا هوى لي معرق * لما بل نحري عبرة تترقرق
فلا تعذلاني ان من يطرح الغضا * على ناره كي تنطفي فهو أحمق
جوى لزه بالقلب حي تحملوا * وسارت مطاياهم تحب وتعنق
تنازعني نفسي إليهم وبينها * وبين الربيع الطلق بيداء سملق
ولو انصفوا يوم الرحيل أخاهم * لما طرحوه في الشام وأعرقوا
واني على القلب الذي سافروا به * من الترك في بعض الموامي لمشفق
ولا غرو ان فاضت دموعي فإنما * يفرق شمل الدمع شمل مفرق
اما وهواهم وهي حلقة صادق * وما كل قوال إذا قال يصدق
لقد ضاق صدري بعدهم ومن العنا * حياة الفتى والصدر بالهم ضيق
إذا بلغوا دار السلام وأشرفت * عليهم وجوه كالأهلة تشرق
ومدوا إلى ماء الفرات أناملا * بأمثاله يوم الندى تتدفق
فقد تركوا ماء المذلة آجنا * وفازوا بماء العز وهو مروق
والقوا عصاهم في رياض من العلى * بها يثمر المجد الأثيل ويورق
ومن شط عن دار الهوان تفاديا * من الضيم فهو اللوذعي الموفق
وليس سواء جار موسى وضده * ولا نستوي دار السلام وجلق
سقى الغيث اكناف العراق فإنها * بذلك أحرى من سواها وأخلق
ولا غرو ان فضلتها وهي مغرب * لأنوار رب العالمين ومشرق
هم النفر الغر الذين بحبلهم * وعروتهم دون الورى نتعلق
سراة كرام كل باد وحاضر * من الخلق بالاحسان منهم مطوق
تبارك من أولاهم الفضل كله * فطاروا باقسام المعالي وحلقوا
أما وعلاهم أن قلبي إليهم * من الحائم الصادي إلى الماء أشوق
إذا ما ذكرت القرب منهم ولم أجد * إليه سبيلا كادت الروح تزهق
خليلي قوما واسقياني سلافة * من الشعر لا كان الرحيق المعتق
مصفقة كأساتها بثناء من * كلفت به خير الرحيق المصفق
وما هو الا أحمد الباس والندى * وجامع شمل الفضل وهو مفرق
أبر من الطائي ان عز نائل * وأفصح من سحبان ان عز منطق
همام كساه الله أفضل حلة * من المجد لا تبلى ولا تتمزق
أقام زمانا في الشام وظلها * به سابغ والعيش ريان مونق
وقد كان لي فيها مجنا من الردى * إذا أرعد الأعداء فيها وأبرقوا
وبحرا يداوي كظة الفقر بالغنى * وبدرا إذا ما أظلم الدهر يشرق
فأصبحت فردا في الشام مقلقلا * كأني على ورق الغزال معلق
أروح ولي قلب يقلبه الجوى * وطرف كما شاء الفراق مؤرق
ولولا اتقاء الشامتين لصرحت * بمكنون وجدي عبرة تتدفق
أ في الحق ان يغدو فتاك مغربا * يكابد أشواقا وأنت مشرق
أ تتركني ما بين ضد مباين * وخب أصافيه الوداد فيمذق
ومن رام تعذيب البلابل ساقها * إلى دوحة فيها غراب وعقعق
وما يصنع الغصان والماء مفزع * له وبه أمسى يغص ويشرق
أ لست الذي أحيا بمدحك ما قضى * من الشعر حتى قيل عاش الفرزدق
قواف بروح الدهر وهو مطوق * بهن وان طال المدى ومقرطق
لها من معاليك اشتهار ورفعة * ومن سيفك الماضي مضاء ورونق
ولي قصبات السبق في مدحك الذي * أدل به لكن أياديك أسبق
ولولا وجوب الشكر كان معرة * علي وان قالوا مجيد ومفلق
قال المؤلف مستدركا على الطبعة الأولى:
قتل في بغداد يوم الاثنين ٢٢ جمادى الأولى سنة ١٢١٧.
مرت ترجمته في محلها واعدنا ذكره ثانيا لزيادات وجدناها.
قال الأستاذ يعقوب سركيس فيما نشره في مجلة الاعتدال النجفية:
كلمة ينيجري تركية وأصحابها الترك يكتبونها يكيجري ويلفظون الكاف
كافا فارسية وهي مركبة من كلمتين معناهما الجند الجديد، والعرب قالوا
فيها انكشاري وجمعوها على انكشارية. ثم حكى عن مكتوب بالإيطالية
لأحد تجار بغداد تاريخه ٢١ أيلول سنة ١٨٠٢ م الموافق جمادى الأول سنة
١٢١٧ ه أن الحاج أحمد آغا البغدادي كان قواسا في بغداد وفر وهو شاب
بسبب قتل، فذهب إلى دمشق فكان تفكجي ثم تفكجي باشي وأخيرا
ينيجري آغاسي وبعد أن كان متفقا مع أحمد باشا الجزار اختلفا فنجا منه
ومعه أمواله وجاء إلى بغداد سنة ١٧٩١ م ١٢٠٦ ه فاحسن لقاءه الوالي
سليمان باشا ثم نصبه ينيجري آغاسي خلفا لقاسم آغا وبقي على ذلك حتى
وفاة الباشا وعلى أثر هذه الوفاة اجتمع الذين لهم حق القول فيمن يكون
خلفا للمتوفى وكان بينهم أحمد آغا فاجمعوا على نصب علي باشا مكانه
وبعدئذ خالفهم هذا الآغا فاضرم في ١٢ الجاري أيلول ثورة كان أضمر
القيام بها فهجم أولا على مشايعي العثمانيين يريد أصحاب الباشا وحفر
خنادق ووجه مدافعه وقنابله إلى السراي بمساعدة أعوانه وكانت النتيجة ان
الظفر جاء بجانب علي باشا في ٢٠ الجاري فاستولى على القلعة وقد فر
العصاة منها فامر الباشا بالتفتيش عنهم فوجد أحمد آغا المسبب للثورة وقبض
عليه فقتله مع جماعة شركائه في الأمر وسجن الباقين وقد دامت هذه الثورة
ثمانية أيام كان خلالها تخريب للعصاة في المدينة وسلب وقتل وغصب أموال
ونهب عام اه واستولى علي باشا على القلعة يوم السبت ٢٠ جمادى الأول
سنة ١٢١٧ وكان أحمد آغا قد هرب ففتش عنه فوجد يوم الاثنين ٢٢ جمادى
الأولى في دار واقعة في محلة رأس القرية فجئ به إلى الوالي فقتل. قال
وجاء ذكر هذه الواقعة في غرائب الأثر في حوادث ربع القرن الثالث عشر
لياسين العمري الموصلي كما في نسخة مخطوطة وينتهي باخبار ١٢٢٥ قال
وقبضوا على أحمد آغا وحملوه إلى علي باشا فشتمه وضربه بالسيف ثم ضربه
اتباع الحاكم قائم مقام علي باشا فمات اه وحكى أيضا عن كتاب دوحة
الوزراء التركي في تاريخ بغداد المخطوط ان أحمد آغا كان في سنة ١٢١٧ ه
١٨٠٢ م ينيجري آغاسي بغداد وفي تلك السنة مات واليها سليمان باشا
(٤٦٢)

والد سعيد باشا واليها بعد ذلك فاجمع أهل الحل والعقد وبينهم ينيجري
آغاسي أحمد آغا والوجوه وذوو الشأن على أن يكون الكتخدا علي باشا قائم
مقام للمتوفى وهو صهره، وعرضوا الأمر على الآستانة طالبين نصبه واليا
فشرع الباشا يقوم بمهام الولاية وبينما كانوا بانتظار الجواب المؤيد لطلبهم
أخبر أحمد آغا الباشا بان الحاجة ماسة إلى ضبط ايج قلعة القلعة
الداخلية مقر وزارة الدفاع اليوم فاذن له بذلك فتحصن فيها وهو ينوي
مخالفته وكان الآغا قد شعر بان سليم بك الصهر الثاني لسليمان باشا يوافقه
على معارضته للقائم المقام فوجه أحمد آغا إلى السراي رمي بالمدافع وقطع
الجسر فكان قتال وحرب وكان حصار للقلعة فاضطر الآغا إلى الفرار ثم
فتش عنه وعمن كان يواليه فقبض عليهم وأ ذيقوا جزاء أعمالهم اه.
وحكى أيضا عن مختصر مطالع السعود نحوه الا أنه قال: فبينما اشتد الأمر
على علي باشا الا وجاء الفرج والمبشر بقتل أحمد آغا المذكور ففرح واطمأن
وملك القلعة وعفا عن أكثر من فيها وهدأت الفتنة اه ثم تعقب قوله وجاء
المبشر بقتله بأنه انفرد بهذه الرواية وان المكتوب الإيطالي وغيره من مدونين
في بغداد في زمن الحادثة خالفوا ذلك وقالوا كما مر اه ولأحمد آغا ابن أخ
اسمه علي آغا يترجم في محله.
ومما قاله السيد إبراهيم ابن السيد محمد العطار المتقدمة ترجمته في ج ٥
في مدح الحاج أحمد آغا المذكور وهو في الشام من قصيدة عدد أبياتها ٥٢
أولها:
من ذي فؤاد بنار الوجد مشتعل وطيف فكر بذكر الألف مشتغل
يقول فيها:
سمي أحمد خير الخلق كلهم * وأشرف الناس من حاف ومنتعل
سيف الوزير الجليل الشأن فخر بني * عثمان من ذكره قد سار كالمثل
شمس الامارة إبراهيم من سطعت * قدما بنور سناه جبهة الدول
لولاكم لم تهجني الشام مطربة * من حيث لا ناقتي فيها ولا جملي
وقد أتاني كتاب من جنابكم * أبهى من الروض غب العارض الهطل
ومما قاله الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي عن لسان الحاج أحمد آغا
المذكور في مدح علي أفندي المرادي من قصيدة عدد أبياتها ٣٥ وأولها:
ألمت بنا لمياء بعد صدود * على رغم واش في الهوى وكنود
يقول فيها:
وكيف ينال الذل مني مراده * وآل مراد عدتي وعديدي
لهم نسب كالشمس شد نطاقه * على خير آباء وخير جدود
إذا قيل طه سيد الخلق جدهم * أقر لهم بالفضل كل حسود
شباب وفتيان كان وجوههم * نجوم سماء في بروج سعود
ولا سيما المولى علي فإنه * لفسطاط دين الله خير عمود
طرحت عنائي بعد معرفتي له * كما ارتفق الحران بعد ورود
ولكنه اصغى إلى قول حاسدي * وقابل اخلاصي له بصدود
فيا علم الاعلام شرقا ومغربا * وأفضل مبد في الورى ومعيد
أ يسخطكم مثلي بشئ وانما * قيامي في مرضاتكم وقعودي
امرت بأمر لو تجنبت ورده * أباح ولي الأمر قطع وريدي
صدرت إليك العذر التمس الرضا * وأنت كريم الحلم غير حقود
أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع بن عبيد بن عازب أخي البراء بن عازب
الأنصاري
قال النجاشي أصله كوفي سكن بغداد كان ثقة في الحديث صحيح
الاعتقاد له كتب منها: ١ كتاب الكشف فيما يتعلق بالسقيفة. ٢
الأشربة ما حل منها وما حرم. ٣ الفضائل. ٤ الصفاء في تاريخ
الأئمة. ٥ السرائر مثالب. ٦ النوادر وهو كتاب حسن أخبرنا عنه بكتبه
الحسين بن عبيد الله وفي الفهرست أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع
الصيمري يكنى أبا عبد الله من ولد عبيد الله بن عازب أخي البراء
الأنصاري أصله الكوفة وسكن بغداد ثقة في الحديث صحيح العقيدة صنف
كتبا وذكرها كما من النجاشي الا أنه قال كتاب الضياء بدل الصفاء ولا شك
انه صحف أحدهما بالآخر وقال أيضا عن النوادر وهو كتاب حسن أخبرنا
بكتبه ورواياته الشيخ المفيد أبو عبد الله والحسين بن عبيد الله وأحمد بن
عبدون وغيرهم بسائر كتبه ورواياته. وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو
عنهم ع وقال روى عنه التلعكبري وقال كنا نجتمع ونتذاكر
وروى عني ورويت عنه وأجاز لي جميع رواياته وأخبرنا عنه الحسين بن عبيد
الله ومحمد بن محمد بن النعمان وأحمد بن عبدون وابن غرور وفي الخلاصة
الصيمري بفتح الصاد المهملة واسكان الباء المثناة التحتية وضم الميم
بعدها راء وفي نضد الايضاح رافع بالفاء وعبيد مصغرا وعازب بالمهملة
والزاي والصيمري بفتح الميم والعلامة ضبطه بضمها والصواب الفتح
والصيمرة بلدة من أرض مهرجان على خمس مراحل من الدينور وناحية
بالبصرة وفي القاموس أهلها يعبدون رجلا يقال له عاصم وولده بعده ولهم
في ذلك أخبار وذكره العلامة في الايضاح مرتين وظاهره التعدد وهو سهو اه
وفي القاموس صيمر كحيدر وقد تضم ميمه بلد من بلاد خوزستان
وبلاد الجبل ونهر بالبصرة عليه قرى ثم قال والصيمرة كهينمة بلد قرب
الدينور وناحية بالبصرة بفم نهر معقل اه.
السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الحسيني
فاضل ثقة قاله منتجب الدين.
الشيخ أحمد ابن الشيخ إبراهيم ابن الحاج صالح بن أحمد بن عصفور بن
أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شنبة الدرازي البحراني الشيخ يوسف
صاحب الحدائق.
ولد حدود سنة ١٠٨٤ وتوفي في ٢٢ صفر سنة ١١٣١ في بلدة
القطيف بعد أخذ الخوارج البحرين وخروج جميع أعيانها إلى بلاد القطيف
ودفن في مقبرتها المعروفة بالحناكة وعمره قريب ٤٧ سنة.
أقوال العلماء فيه
ذكره ولده في كشكوله في الجزء الثاني وقال قد قدمنا ترجمته في هذا
الكتاب وعدد مصنفاته اه ولم أجد له ترجمة فيه بعد التفتيش التام فقال:
كان مجتهدا فاضلا جليلا وفقيها نبيلا يجاريه في البحث مجاري ولا يباريه فيه
مباري وكان لا يمل من البحث ولا يغتاظ ولا يظهر التعب ولا الانقباض كما
هو عادة جملة من الفضلاء الذين ليس لهم قدرة ملكة البحث وكان يدرس
في أول خطبة الكافي وفي الحلقة جملة من الفضلاء منهم الشيخ علي بن
عبد الصمد الأصبعي وكان فاضلا دقيق النظر فوقع البحث في قوله
احتجب بغير حجاب واستمر البحث من أول الدرس من الصبح إلى الظهر
وهما ينتقلان من علم إلى علم ومن مسالة إلى أخرى وانفصل المجلس
بدخول وقت الظهر ثم بعد العصر جلسوا للدرس فعاد الشيخ علي في
البحث واستمر الكلام إلى الغروب قال في اللؤلؤة قرأت عليه كتاب قطر
(٤٦٣)

الندا وأكثر شرح ابن الناظم والمطول إلى البديع واتفق بعد ذلك مجئ
الخوارج لأخذ بلاد البحرين ووقع فيها الهرج والمرج والخراب والعطال
لاشتغالهم بالاستعداد لحرب الأعداء وكانت له ملكة في التدريس لم يسبقه
إليها غيره ممن رأيته وحضرت درسه من علماء عصرنا كان لسعة باعه في
العلوم يستفيد منه الدارس في علم جملة من مسائل العلوم الآخر مما يفرغه
في وقت البحث ويبسطه من الكلام في المقام فيصير عند الدارس قواعد من
تلك العلوم قبل الخوض فيها قال المحدث الشيخ عبد الله بن صالح بن
جمعة السماهيجي في وصفه: أخي وصديقي بالمصافاة الشيخ العلامة
الفهامة الأسعد الأمجد شيخنا الأوحد الشيخ أحمد بن المقدس الكريم الحليم
الشيخ إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني متع الله
المسلمين بوجوده وشمل المتعلمين إفادات جوده وهذا الشيخ ماهر في أكثر
العلوم لا سيما العلوم العقلية والرياضية وهو فقيه محدث مجتهد وله شأن كبير
في بلادنا واعتبار عظيم امام في الجمعة والجماعة ولي به اختصاص زائد دون
سائر الاخوان والاقران وقد قرأت عليه شيئا من النحو في كتاب الرضي في
صغري وأوائل الخلاصة في طريق السفر وله لسان طلق وسرعة في الجواب
وحسن انشاء في العبارة وهو أفضل أهل بلادنا في العلوم العقلية والرياضية
اه اللؤلؤة وفي أنوار البدرين: كان عالما فاضلا محققا مدققا مجتهدا صرفا
كثير التشنيع على الأخباريين كما صرح به ولده في اجازته الكبيرة
المشهورة.
مشائخه
قال ولده في اللؤلؤة: طلب له والده رجلا يسمى الشيخ أحمد بن
إبراهيم المقابي يجئ كل يوم إلى البيت لتدريسه وعين له وظيفة في مبدأ
اشتغاله في الطلب ثم لما صارت له قوة قوية في علمي النحو والصرف
اشتغل عند الشيخ محمد بن يوسف البحراني ثم عند الشيخ سليمان ابن
الشيخ عبد الله بن علي بن حسن بن أحمد بن يوسف بن عمار البحراني
السراوي.
تلاميذه
فهم مما مر ان له عدة تلاميذ من جملتهم: ١ الشيخ علي بن عبد
الصمد الأصبعي. ٢ الشيخ عبد الله بن صالح بن علي بن أحمد بن ناصر
ابن محمد بن عبد الله السماهيجي. ٣ ولده ده الشيخ يوسف صاحب
الحدائق.
مؤلفاته
في اللؤلؤة له جملة مصنفات وتصانيفه مهذبة محررة وعباراته مع دقتها
ظاهرة مسفرة فمن مصنفاته: ١ رسالة في بيان حياة الأموات بعد الموت.
٢ رسالة في الجوهر والعرض. ٣ رسالة في الجزء الذي لا يتجزى اختار
فيها مذهب الحكماء يعني القدماء منهم مثل ديمقراطيس وغيره الذين أثبتوه
اما المتأخرون فقالوا بامتناعه. ٤ رسالة في الأوزان. ٥ الرسالة
الاستثنائية في الاقرار. ٦ شرح المحمدية لشيخه الشيخ سليمان بن
عبد الله المتقدم وقد مدحه في صدرها وأثنى عليه غاية الثناء وأطراه نهاية
الاطراء أخبر أنه لما عرضها عليه وقد كان فيها جملة من الاعتراضات على
المصنف أعجب بها وقال بعد ملاحظة الاعتراضات مداعبا له: ان حصل
من يتصدى للجواب أعناه فقال له الوالد: ان عدتم عدنا. ٧ رسالة في
ثبوت الولاية على البكر البالغة الرشيدة. ٨ رسالة في هدم الطلقة أو
الطلقتين بتحليل المحلل وعدمه اختار فيها عدم الهدم خلاف القول المشهور
رد في هاتين الرسالتين على بعض المعاصرين وأراد به المحدث الشيخ
عبد الله بن صالح. ٩ رسالة في القرعة حسنة في فنها. ١٠ رسالة في
التقية عجيبة غريبة الا ان هاتين الرسالتين ذهبتا فيما وقع علينا في قضية
البحرين مع جملة من الكتب وكان يتلهف عليهما غاية التلهف ويتأسف على
عدم حفظهما نهاية التأسف. ١١ رسالة في شرح عبارة اللمعة في مبحث
الزوال. ١٢ رسالة في حكم المهر عند موت أحد الزوجين قبل الدخول.
١٣ رسالة في الدعوى على الميت هل تثبت بشاهد ويمين اختار فيها الثبوت
ورد على بعض المعاصرين وهو الشيخ عبد الله بن علي البلادي.
١٤ رسالة في العدول من سورة إلى أخرى. ١٥ رسائل في أجوبة
مسائل الشيخ ناصر الخطي الجارودي حسنة جيدة تشتمل على تحقيق في
طلاق الفدية وانه هل يفيد فائدة الخلع أو لا. ١٦ الرسالة العطارية وهي
أجوبة جملة من المسائل للشيخ علي بن لطف الله الجد حفصي تتعلق
بالعطارة وتنتظم في كتاب التجارة. ١٧ رسالة في أجوبة مسائل السيد
يحيى ابن السيد حسين الأحسائي. ١٨ رسالة في مسالة المتنجس بعد
زوال عين النجاسة هل ينجس أم لا وهي مسالة المحدث الكاشاني التي
تفرد بها رد عليه فيها. ١٩ رسالة في أجوبة مسائل الشيخ عبد الامام
الأحسائي. ٢٠ رسالة في دخول الرقبة في الرأس في الغسل وقد كان
الشيخ عبد الله بن صالح كتب رسالة في عدم دخولها وقد أشرنا إلى ذلك في
كتاب الحدائق الناضرة اه.
السيد أحمد ابن السيد إبراهيم ابن السيد أحمد ابن السيد قاسم الحسيني
الحلي العاملي الشقرائي أحد أجداد المؤلف لأبيه. المنتهي نسبه الشريف إلى
يحيى بن الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع
كان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن وهو أو والده السيد
إبراهيم أول من انتقل من أجدادنا من العراق من الحلة السيفية إلى جبل
عامل في حدود سنة ١٠٨٠ ه وتوطن قرية كفرة من عمل صور وتبنين ثم
انتقل إلى مجدل سلم من اعمال ناحية هونين ثم انتقل هو أو أحد أولاده إلى
شقراء من عمل ناحية هونين وبقيت ذريته فيها إلى اليوم.
أحمد بن إبراهيم بن ابان
ذكره الشيخ فضل الله الراوندي في سنده إلى أدعية السر قال قرأت
بخط الشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن مهرويه الكرمندي
وأخبرني عنه ابنه الشيخ الخطيب أحمد قال وجدت بخط أحمد بن إبراهيم بن
ابان قال اخبرني أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني اليمامي قال
حدثني محمد بن إبراهيم الأصبحي حدثني أبو الخصيب بن سليمان أخبرني
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه
عن علي ع.
الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العلوي الموسوي النقيب بالحائر على
ساكنه السلام
في جمال الأسبوع في عمل ليلة السبت: عمل وصلاة للفرج عن
المسجون مروي عن الإمام الكاظم ع ثم قال: ذكر رواية بهذه الصلاة
والدعاء ليلة السبت بشرح وتفصيل وزيادة في دعائها الجميل وجدناها في
كتب أمثالها من العبادات مروية عن مولانا موسى بن جعفر الكاظم عليه
أفضل الصلاة وهذا لفظها: حدثنا الشريف أبو جعفر أحمد بن إبراهيم
العلوي الموسوي النقيب بالحائر على ساكنه السلام قال حدثنا أبو الحسين
(٤٦٤)

محمد بن الحسن بن إسماعيل الإسكاف يرفعه باسناده إلى الربيع قال
استدعاني الرشيد الخبر.
أحمد بن إبراهيم بن الوليد السلمي
من مشايخ الصدوق روى عنه في الخصال في باب الاثنين عن أبي
الفضل محمد بن أحمد الكاتب النيسابوري.
الشيخ جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن حسين الكردئي
من تلاميذ الشهيد الأول. في رياض العلماء في ترجمة الشيخ علي بن
بشارة العاملي الشقراوي رأيت اجازة بخط الشهيد على ظهر كتاب علل
الشرائع للصدوق كتبها لتلامذته وفيها سمع بقراءتي أكثر هذا الكتاب
وبقراءة غيري لباقيه فلان وفلان وعد جماعة ثم قال والشيخ الفقيه الزاهد
العابد جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن حسين الكردائي وعدد جماعة أخرى.
ثم قال ورويته لهم بحق قراءتي عليهم من لفظي عن شيخي ثم ذكر سنده
إلى الصدوق مؤلف علل الشرائع ثم قال وأذنت لهم بروايته بهذا الطريق
وغيرها مما صح فإنها الأصل وكتب محمد بن مكي يوم الأربعاء لاثنتي عشرة
ليلة خلت من شعبان سنة ٧٥٧ بالحلة حامدا لله تعالى ومصليا على رسوله
محمد وآله الطاهرين.
الشيخ أحمد بن إبراهيم رضا (١)
ولد في النبطية سنة ١٢٨٩ وتوفي ودفن فيها سنة ١٣٧٣. دراسته
درس كغيره من لداته في كتاب البلدة، ثم انتقل وهو في الثامنة من
عمره إلى قرية أنصار لطلب العلم فيها عند السيد حسن إبراهيم، فدرس
فيها الصرف والنحو ثم عاد إلى بلده وراح يختلف إلى مجلس السيد محمد
نور الدين في النبطية الفوقا قارئا عليه شرح الألفية لابن الناظم. ثم انقطع
عن طلب العلم بعد ان توفي والده خلال عام ١٨٨٤ م ولم يصل ما انقطع
من دراسته حتى هبط النبطية السيد محمد إبراهيم، فلازمه وقرأ عليه علوم
المعاني والبيان والمنطق، وبدا في هذه الفترة شغفه بالعلوم الحديثة. ولما لم
تكن يومئذ مدارس تتيح له فرصة التزيد من هذه العلوم، فقد اجتهد وسعه
في المطالعة وتثقيف نفسه مستعينا بمن يوفقه في المعرفة والدراية. وفي سنة
١٨٩١ م قدم النبطية السيد حسن يوسف مكي وافتتح فيها مدرسته الكبيرة
فكان المترجم فيها دارسا ومدرسا على عادة المدارس القديمة فكان يلقي
دروسا في النحو والصرف والمنطق والبيان ويتلقى في نفس الوقت دروسا في
الفقه والأصول على مؤسس المدرسة.
جمعية المقاصد الخيرية
وضع مع تربه وقرينه الشيخ سليمان ظاهر في مطلع شبابهما حجر
الأساس لجمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في النبطية، مستهدفين بها
تأسيس مدرسة أو أكثر. وقد استولى الأتراك على ممتلكات هذه الجمعية
وألغوا رخصتها خلال الحرب العالمية الأولى، ثم هدمت تلك الممتلكات.
ولكنه أعاد الكرة بعد الحرب مع الشيخ سليمان يؤازرهما اخوان لهما
فاستعاد للجمعية قوتها ونهضتها، فأنشأت مدرستين ابتدائيتين واحدة للبنين
وأخرى للبنات.
حياته السياسية والعلمية
كان دائم التطلع إلى كل جديد، تدفعه رغبة شديدة في تغيير
الأوضاع السيئة التي وجد عليها سكان محيطه، فاقبل على مقاومة هذه
العلل ما وسعته المقاومة، مستعينا بالوسائل التي تهيأت له رغم اشتغاله
بتجارته، فتعاون مع إخوان له في تأسيس محافل أدبية وعلمية وجمعيات
سرية ذات أهداف سياسية. وفي خلال الحرب العالمية الأولى كان هو
وصديق حياته الشيخ سليمان ظاهر من أفراد القافلة الأولى التي قدمها
السفاح جمال باشا للمحاكم العرفية في بلدة عالية. ولكن الله سلمه وزميله
ونجاهما من شر الطاغية. وبعد الاحتلال الفرنسي قاوم هذا الاحتلال
وساهم في الحركات الوطنية العاملة.
وقد مثل بلاده في عدة مؤتمرات سياسية وأدبية منها: مؤتمر الوحدة
السورية، ومؤتمر الساحل، ومؤتمر بلودان، والمؤتمر الاسلامي العام في
القدس، ومؤتمر بيت مري الثقافي الذي عقدته جامعة الدول العربية. كما
انتخب عضوا في المجمع العلمي العربي في دمشق ثم انتدبه هذا المجمع
لتاليف معجم يجمع فيه متن اللغة باختصار مفيد، ويضم إليه ما وضعه
مجمعا دمشق ومصر من الكلمات المنتخبة للمعاني المستحدثة، وما دخل في
الاستعمال وطرأ على اللغة. فتم له ذلك كله بعد جهد دام نحو ثماني عشرة
سنة.
أدبه
قال السيد علي إبراهيم متحدثا عن أدب المترجم:
هو في الأدب منارة في ذلك العهد السحيق عهد الجناس والطباق
والتورية والمبالغة والمدح والرثاء يوم كانت تجمع الأوصاف المروية عن
العرب للناقة والفرس وتحشد بقصيدة هي أقرب للعمارة منها للصور الحية
المعبرة عن الشعور والأحاسيس عهد الصناعة اللفظية والزخرف البياني
حيث يقتل اللفظ المعنى ويجني التكلف على الروح فيشتغل الأدب باللف
والدوران كما يشتغل الحاوي بالألعاب، ازدهرت مكانته الأدبية في مصر
وسوريا فكان أحد كتبة العرب الناهضين في العرفان والمقتطف ومجلة المجمع
والمقتبس وغيرها.
وقال عنه أيضا من كلمة:
كان في حياته العملية واقعيا يشتغل في التجارة والزراعة بفطنة ودراية
فيعطي مثلا بالترفع عن التكسب بالعلم والارتزاق منه، لقد طلبه على أنه
هدف وغاية لتهذيب النفس وحمل الرسالة والسعي لرضا الله تعالى.
مؤلفاته
رسالة الخط، هداية المتعلمين، الدروس الفقهية، رد العامي إلى
الفصيح. وكلها المطبوعة. اما أكبر مؤلفاته فهو معجم متن اللغة المطبوع.
ومن مؤلفاته التي لم تطبع: معجم الوسيط، المعجم الموجز، التذكرة
في الأسماء المنتخبة للمعاني المستحدثة. كتاب الوافي بالكفاية والعمدة.
أما مقالاته اللغوية والعلمية والأدبية والسياسية والتاريخية وقصائده
الشعرية، فما تزال متفرقة في بطون المجلات والجرائد.
شعره
قال من قصيدة بعد انتهاء الحرب العامة الأولى يصف خيبة العرب
بنقض الوعود التي أعطيت لهم:
أ يقسم دارنا الأحلاف قسرا * كانا بينهم مال حريب

(١) مما استدركناه على مسودات الكتاب " ح ".
(٤٦٥)

ويجعل في الغنائم رق قوم * لهم يوم الوغى العزم الصليب
هم عهدوا العهود لنا وانا * نطالب بالوفاء فلا مجيب
فلا عهد هناك ولا ذمام * إذا ما استفحل الطمع الخلوب
أ سوريا يباح حماك نهبا * ومجدك في يد العادي سليب
تريدين السلامة من طبيب * وقد اهدى لك الداء الطبيب
قال: إن
لم تعالج ذا ضني بالذي * يشفى به عاد إلى نكسه
أو لم تسامح مذنبا عاثرا * إذ كيت حب الذنب في نفسه
لا تجز بالشر فتى بائسا * تزيده بؤسا إلى بؤسه
بعض من المعروف تدلي به * للمجندي أفضل من حبسه
لا تعذل الجاهل في صحبه * كل امرء يأوي إلى جنسه
لا تأمنن للدهر في صرفه * وأصبر على المكروه من بأسه
فالصبر أجدى للفتى مطلبا * من جزع يدنيه من رمسه
من كان يرجو الخير من دهره * فقد جنيت المر من غرسه
لا يرتج ذو اللب اصلاحه * فيومه يبنى على أمسه
دهر على الأحرار لا يأتلي * يرميهم بالهون من مسه
طالت لياليه على ساهر * يرقب ضوء الصبح من شمسه
كم من قرير العين في أهله * مأتمه غطى على عرسه
من حكم الشهوة في عقله * دل على النقصان في حسه
من لم يثبت محكما رجله * في مزلق خر على رأسه
وقال:
طغا الدهر في ظلمي وأكثر من هضمي * فما لليالي لا تفئ إلى سلم
يفض سواد الليل بالهم مضجعي * ويسلمني ضوء النهار إلى الهم
كان الصلال الرقش باتت تعلني * بما في نيوب الصل من ناقع السم
كان على شوك القتاد أضالعي * تبيت فلا ينفك ينشب في جسمي
صحبت اذى الأيام ستين حجة * رهين نضال فيه أرمى ولا أرمي
ألا فاربعي يا أم دفر أو اصدعي * بما شئت من عسف وما شئت من ظلم
فلن تقفي مني على غير أصيد * صليب قناة لا تلين على العجم
أخي ثقة بالله تجلو همومه * إذا حشرجت نفس الجزوع من الغم
يرى أن في الصبر الجميل مجنة * وما الصبر عند الخطب الا من الحزم
يضئ له نور العقيدة كلما * دجوت بليل من نوائبك الدهم
صبور لدى الجلي عيوف عن الخنى * سريع إلى العليا صدوف عن الاثم
أ أطلب عدلا في الزمان وانه * قمين على الأحرار بالجور في الحكم
وأشقى بعقلي والغبي منعم * ويمرح في النعمى وأشكو من السقم
ألا لا أبالي بعد ادراكي العلا * بوفر ولا أشكو الخصاصة من عدم
ولكنه حب لقومي غذيته * وسار مسير الروح في الدم واللحم
رأيتهم شتى وقد طوقتهم * دواه بها هم أحوج الناس للضم
يسوقهم للذل سوقا رعاتهم * ألا ارفق بمن ترعاه يا راعي البهم
تسابق في استرقاقهم زعماؤهم * شفاء لغيظ أو وصولا إلى غنم
شديد على زلفى القوي خصامهم * ولو عقلوا كانوا جميعا على الخصم
يمدون كفا كان في الحق قطعها * لما كسبت من عقوق ومن ظلم
إلى الغر من قومي لاحرار أمتي * إلى النجب الاطهار خير بني أمي
نداء امرئ ما زال يسمع فيكم * نداء بنفس الحر أدمى من الكلم
إلى م ترى هذي الزعامة بينكم * وكيف تقرون الزعامة بالزعم
وان زعيم القوم من كان فيهم * شفيقا رؤوفا لا يبيت على وغم
حريصا على انهاضهم ورقيهم * وصولا لذي رحم حمولا لذي عزم
إذا لم يكن رأس العشيرة حارسا * لأمجادها فالرأس أجدر بالحطم
ورب جهول غره حلم سيد * تعود ان يتقبل الجهل بالحلم
يحاول هدمي ضلة ولطالما * تقاصر باع الذر عن ذروة الشم
كنجم الثرى الموطوء بالنعل ذلة * يطاول جهلا في السما طالع النجم
أ ينكر فضلي أم يحارب عفتي * أم الجهل لا ينفك حربا على العلم
سيذكرني قومي إذا نزلت بهم * نوازل تعيي بالصواب أولي الفهم
وقال:
تحارب أبناء النبي ضلالة * وما اجترحوا إثما ولا اقترفوا ذنبا
وتخشى ملام الناس لا الله فيهم * وما كنت يوما تختشي في فعلك الربا
فتطلقها في الناس ايمان فاجر * وترسلها ما شئت مشحونة كذبا
وقال:
تمرست بالأيام حتى خبرتها * فلم أرها ترعى لذي شرف عهدا
وقلبت أبناء الزمان فلم أجد * خليلا أصافيه فيصفي لي الودا
وقال بعنوان ليلة في صفد:
يا ليلة في صفد * فيها نبأبي مرقدي
كأنني من وحدتي * وكربها في صفد
بت ضجيع ملل * فيها أسير كمد
نام الخلي ليلها * وبته لم ارقد
كان عيني كحلت * من شهدها بمرود
كان خافي نجمها * بين السحاب الأربد
شرارة في فحمه * بين حنايا موقد
أو درة تضئ من * خلال موج مزبد
أو عين يقظان على * سرح نعاج أسود
أو قلب حر زج في * جحيم عيش أنكد
أو بارق من أمل * في دجن ياس مكمد
أو ظلمات بدع * فيها ضياء رشد
أبكي طلوع فجرها * في ليلها الباكي الندي
لا وهج الكانون في * كانوها بمسعدي
كلا ولا حر ضلوعي * من أذاه منجدي
برد وريح صرصر * وعارض من برد
ما لي وللأيام أوهى * صرفها تجلدي
أطوف البلاد في * نيل الأماني الشرد
فكل ارض منزلي * وكل قطر بلدي
حظي يرى في صبب * وهمتي في صعد
(٤٦٦)

ابغي الكفاف لا الغنى * واكتفي بالثمد
ورزقي الذي أنشد * يلمح لي من بعد
ينأى ويدنو ثم ينأى * حائرا لا يهتدي
حتى إذا قنصته * فر طليقا من يدي
لا الدهر مر وغلتي * ولا مقيم أودي
ولا بفضلي أرتجي * نشدان عيش أرغد
ما الفضل عند الناس * الا فضل مال ودد
ما نافعي سعيي إذا * باليمن لم يسدد
يأبى إبائي لي أن * انحو ذليل المورد
وقال:
تمنيت ان أغشي الحمى عمر ساعة * تقر بها عين وتنعش روح
ولكن من أهواه شط مزاره * ومن دونه حالت مهامه فيح
يؤرقني ومض من البرق موهنا * على عدواء الدار بات يلوح
ويطربني عذب النسيم إذا سرى * يمر على واديهم ويفوح
متى يستقر القلب من ألم النوى * ويهدأ مكلوم الفؤاد قريح
تواترت الأنباء شتى كذوبها * فهل نبا يشفي الفؤاد صحيح
أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلى بن أسد العمي أبو بشر
توفي سنة ٣٥٠.
والعمي نسبة إلى العم وهو مرة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن
زيد مناة مولى بني تميم كما يأتي عن الفهرست والنجاشي والعم بفتح العين
المهملة وتشديد الميم وقيل بتخفيفها ولا وجه له وفي الخلاصة أحمد بن محمد
ابن إبراهيم ولا يوجد كذلك في غيرها وكانه سهو وفي الإصابة لابن حجر
يعلي بدل المعلى ذكر ذلك في ترجمة أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال واسع
الرواية ثقة روى عنه التلعكبري اجازة ولم يلقه له مصنفات ذكرناها في
الفهرست وقال في آخر الباب: إبراهيم بن معلى بن أسد العمي أبو بشر
بصري ثقة مستملي أبي أحمد الجلودي وفي الفهرست والعم هو مرة بن
مالك بن حنظلة بن زيد مناة وهو ممن دخل في تنوخ بالحلف وسكنوا الأهواز
وأبو بشر بصري وأبوه وعمه وكان مستملي أبي أحمد الجلودي وسمع كتبه
ورواها وكان ثقة في حديثه حسن التصنيف وأكثر الرواية عن العامة
والاخباريين وكان جده المعلى بن أسد فيما ذكر الحسين بن عبيد الله من
أصحاب صاحب الزنج والمختصين به وروى عنه وعن عمه أسد بن المعلى
أخبار صاحب الزنج وله تصانيف فمنها التاريخ الكبير والتاريخ الصغير
ومناقب أمير المؤمنين ع وأخبار صاحب الزنج وكتاب الفرق وهو كتاب
حسن غريب وأخبار السيد الحميري وشعره وعجائب العالم أخبرنا بجميع
كتبه ورواياته أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عنه وقال النجاشي
وهم أي بنو العم الذين انقطعوا بفارس عن بني تميم حتى قال الشاعر:
سيروا بني العم فالأهواز منزلكم ونهر جور فما يعرفكم العرب
ولهذا موضع غير هذا يكنى أبا بشر بصري وذكر ما مر عن الفهرست
إلى قوله وعن عمه أسد بن المعلى اخبار صاحب الزنج ثم قال يعرف من
كتبه التاريخ وهو كبير وصغير مناقب أمير المؤمنين ع اخبار صاحب
الزنج كتاب الفرق حسن غريب على ما ذكره شيوخنا. أخبار السيد. شعر
السيد. عجائب العالم. المثالب القبائل حسن على ما حكي لم يجمع مثله
أخبرنا بكتبه الحسين بن عبيد الله عن محمد بن وهبان الدبيلي عنه بها.
وذكره ابن النديم في فهرسته في متكلمي الشيعة وفقهائهم فقال أبو
بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمي قريب العهد وكان يستملي على
الجلودي وتوفي بعد الخمسين وله من الكتب كتاب محن الأنبياء والأوصياء
والأولياء.
مؤلفاته
علم مما مر ان له من المؤلفات: ١ التاريخ الكبير. ٢ التاريخ
الصغير. ٣ أخبار صاحب الزنج. ٤ أخبار
السيد الحميري. ٥ شعر السيد الحميري. ٦ مناقب أمير المؤمنين. ٧ كتاب الفرق. ٨
عجائب العالم. ٩ المثالب. ١٠ القبائل. ١١ محن الأنبياء والأوصياء.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: أحمد بن إبراهيم المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن إبراهيم بن أبي رافع الثقة برواية الحسين بن عبيد
الله عنه ورواية التلعكبري عنه ورواية محمد بن محمد بن النعمان عنه ورواية
أحمد بن عبدون عنه. وانه ابن إبراهيم بن أحمد الثقة برواية أبي طالب
الأنباري عنه ورواية محمد بن وهبان عنه قلت وروى عنه التلعكبري
ولكن لم يلقه فمتى وجد الحديث عن التلعكبري عن أحمد هذا فهو مقطوع
وروى هو عن عبد العزيز بن يحيى الجلودي وحيث لا تميز فالوقف اه.
أبو علي أحمد بن إبراهيم بن إدريس
روى الكليني في الكافي في باب تسمية من رأي المهدي ع عن علي
ابن محمد هو المعروف بعلان الكليني عن أبي علي أحمد بن إبراهيم بن
إدريس.
الشريف أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي أخو القاسم
في مقاتل الطالبيين قتله بنو محمد بن يوسف وابنه محمدا في الحرب
التي كانت بين الجعفريين والعلويين.
أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون الكاتب
القديم النحوي.
ولد سنة ٢٣٧ وتوفي ببغداد سنة ٣٠٩.
ذكره الشيخ في رجال الهادي والعسكري وقال شيخ أهل اللغة وفي
الفهرست شيخ أهل اللغة ووجههم وأستاذ أبي العباس ثعلب قرأ عليه قبل
ابن الأعرابي وتخرج من يده وكان خصيصا بأبي محمد الحسن بن علي ع
السلام وأبي الحسن قبله وله معه مسائل وأخبار وله كتب منها كتاب أسماء
الجبال والمياه والأودية كتاب بني مرة بن عوف كتاب بني النمر ابن قاسط
كتاب بني عقيل كتاب بني عبد الله بن غطفان كتاب طئ. شعر العجير
السلولي وصنعته كتاب شعر ثابت بن قطنة وصنعته ومثله قال النجاشي ولم
يقل وتخرج من يده وقال كان خصيصا بسيدنا أبي محمد العسكري ولم يقل
له معهما الخ وزاد في كتبه كتاب بني كليب بن يربوع أشعار بني مرة بن
همام نوادر الاعراب وذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة. وذكره
السيوطي في بغية الوعاة مقتصرا على بعض ما ذكره ياقوت مما يأتي وفي
مجالس المؤمنين انه مع تشيعه كان من خواص المتوكل العباسي ونديما له
ومن مصنفاته كتاب أسماء الجبال والأودية اه وقال ياقوت في معجم
الأدباء ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الامامية ثم نقل عبارة الفهرست
السابقة ثم قال: قال الشابشتي كان خصيصا بالمتوكل ونديما له ولذلك
عرف بالنديم وأنكر منه المتوكل أمرا فحلف عليه يمينا حنث فيها فطلق
(٤٦٧)

نساءه واعتق مماليكه ولزمه حج ثلاثين حجة فكان يحج كل سنة فنفاه المتوكل
إلى تكريت ثم جاءه زرافة حاجب المتوكل ليلا على البريد فظن أن المتوكل
لما سكر بالليل أمر بقتله فقال له قد جئتك في شئ ما كنت أحب ان اخرج
في مثله قال ما هو قال أمير المؤمنين أمر بقطع أذنك فرأى ذلك هينا في جنب
ما توهمه من أذهاب مهجته فقطع خضروف أذنه من خارج ولم يستقصه
وجعله في كافور وانصرف به وبقي مدة منفيا ثم حدر إلى بغداد فأقام بمنزله
مدة قال فلقيت إسحاق بن إبراهيم الموصلي لما كف بصره فشكوت إليه
غمي بقطع أذني فجعل يسليني ثم سألني عن المتقدم عند المتوكل من ندمائه
قلت محمد بن عمر البازيار قال ما مقدار علمه وأدبه قلت لا أدري ولكني
أخبرك بما سمعت منه قريبا حضرنا الدار يوم عقد المتوكل لأولاده الثلاثة
فدخل مروان بن أبي الجنوب بن أبي حفصة فانشده قصيدته التي يقول
فيها:
بيضاء في وجناتها * ورد فكيف لنا بشمه
فسر المتوكل بذلك سرورا عظيما وأمر فنثر عليه بدرة دنانير وان تلقط
وتوضع في حجره وعقد له على اليمامة والبحرين فقال يا أمير المؤمنين ما
رأيت كاليوم ولا أرى أبقاك الله ما دامت السماوات والأرض فقال البازيار
هذا بعد طول إن شاء الله قال فما تقول في أدبه قال أكثر من أن يقول للخليفة
أبقاك الله إلى يوم القيامة وبعد القيامة بشئ كثير قال إسحاق ويلك جزعت
على أذنك حتى لا تسمع مثل هذا الكلام لو أن لك مكوك آذان أيش كان
ينفعك مع هؤلاء ثم أعاده المتوكل إلى خدمته. ووهب له المتوكل جارية
اسمها صاحب فلما مات تزوجت بعض العلويين فرآه علي بن يحيى المنجم
في النوم وهو يقول:
أيا علي ما ترى العجائبا * أصبح جسمي في التراب غائبا
واستبدلت صاحب بعدي صاحبا
ومن شعر له يكاتب علي بن يحيى:
من عذيري من أبي حسن * حين يجفوني ويصرمني
كان لي خلا وكنت له * كامتزاج الروح بالبدن
فوشى واش فغيره * وعليه كان يحسدني
انما يزداد معرفة * بودادي حين يفقدني
وقال أبو عبد الله بن حمدون حسبت ما وصلني به المتوكل مدة خلافته
وهي ١٤ سنة وشهور فوجدته ثلثمائة ألف دينار وستين دينارا ونظرت فيما
وصلني به المستعين مدة خلافته وهي ثلاث سنين ونيف فكان أكثر من ذلك
ثم خلع المستعين وحدر إلى واسط ومنع من كل شئ إلى القوت حتى قتل
بالقاطول. وذكر ياقوت جماعة من بني حمدون عرفوا بمنادمة الخلفاء منهم أبوه
إبراهيم قال وأظن أنه الملقب بحمدون نادم المعتصم ثم الواثق ثم حكى
عن ابن حمدون النديم ان الواثق بسط جلاسه وأمرهم أن لا ينقبضوا في
مجلسه وأن يجروا النادرة غير محتشمين ولو كانت عليه وكان على إحدى عيني
الواثق نكتة بياض فانشد الواثق يوما أبيات أبي حية النميري:
نظرت كأني من وراء زجاجة * إلى الدار من ماء الصبابة أنظر
فقال ابن حمدون والى غير الدار يا أمير المؤمنين فتبسم ثم قال لوزيره
قد قابلني هذا بما لا أطيق ان انظر إليه فانظر كم مبلغ ما يصله منا فاقطعه
به اقطاعا بالأهواز وأخرجه إليها فخرجت إليها وزاد بي الدم فقلت التمسوا
حجاما نظيفا حاذقا وتقدموا إليه بقلة الكلام فاتوني بشيخ على غاية النظافة
فلما أخذ في اصلاح وجهي قلت اترك في هذا الموضع وأحذف في هذا و افعل
كذا وكذا وأطلت الكلام وهو ساكت فلما أراد الحجامة قلت اشرط في
الجانب الأيمن اثنتي عشرة شرطة وفي الأيسر أربع عشرة فان الدم في الجانب
الأيمن أقل منه في الأيسر لأن الكبد في الأيمن والحرارة في الأيسر أوفر والدم
أغزر فإذا زدت في شرط الأيسر اعتدل خروج الدم من الجانبين ففعل وأمرت
ان يدفع له دينارا فرده فقلت استقله اعطه دينارا آخر فرده أيضا فقلت
قبحك الله أنت حجام سواد وأكثرهم يدفع لك نصف درهم وأنت تستقل
دينارين فقال وحقك ما رددتها استقلالا ونحن أهل صناعة واحدة وأنت
أحذق وما كان الله ليراني وأنا آخذ من أهل صنعتي أجرة فأخجلني ولم يأخذ
شيئا فلما كان في العام القابل احتجت إلى اخراج الدم فاتى به فاصلح
وجهي الاصلاح الذي كنت أوقفته عليه وحجمني أحسن حجامة فلما فرع
قلت أنت صانع سواد فمن أين لك هذا الحذق فقال اجتاز بنا حجام
الخليفة في العام الماضي فتعلمت منه وما كنت أحسن من هذا شيئا
فضحكت منه وأمرت له بثلاثين دينارا اه ووجدنا ترجمته في مخطوط
منقول من تلخيص أخبار الشيعة للمرزباني فيه ترجمة سبعة وعشرين شاعرا
كتب على أوله ما صورته: هذه نبذة اخترتها من كتاب تلخيص أخبار شعراء
الشيعة للمرزباني وفي آخرها ما صورته: هذا آخر ما اخترته من كتاب
تلخيص أخبار شعراء الشيعة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد
وآله ولم يذكر تاريخ كتابته وجملة من هذه التراجم مطولة مشتملة على أخبار
نادرة قلما توجد في غيرها وبعضها مختصرة. والمرزباني هو محمد بن عمران
ابن موسى بن سعيد بن عبد الله المرزباني أبو عبد الله الراوية الاخباري
الكاتب المشهور المترجم في محله من هذا الكتاب وكنا نظن أن هذه القطعة
مختارة من كتابه معجم الشعراء فلما طبع الجزء الثاني منه علمنا أنها ليست
مأخوذة من معجم الشعراء لأن بعض من فيها لم يذكر في معجم الشعراء
ومن ذكر منهم ذكر بترجمة تخالف ما في القطعة وقد راجعنا أسماء مؤلفاته في
معجم الأدباء فلم نجد فيها تلخيص كتاب أخبار شعراء الشيعة فكان هذه
القطعة انتخبت من بعض كتبه في أخبار الشعراء أو من كتاب منتخب منها
فان له غير معجم الشعراء أخيار الشعراء المشهورين والمكثرين أولهم
بشار وآخرهم ابن المعتز ولكن هذه القطعة ليست منتخبة منه لأن فيها من
غير المشهورين والمكثرين أخبار المتيمين من الشعراء وليست منتخبة منه
المفيد في أخبار الشعراء وأحوالهم في الجاهلية والاسلام ودياناتهم ونحلهم
المونق في أخبار الشعراء الجاهليين والمخضرمين والاسلاميين على طبقاتهم
والظاهر أنها منتخبة من أحد هذين الكتابين وهذه جريدة أسماء المترجمين في
تلك النبذة على ترتيبهم فيها. ١ أبو الطفيل الكناني عامر بن واثلة.
٢ أبو الأسود الدؤلي. ٣ عبد الله بن العباس. ٤ هاشم بن عتبة
المرقال. ٥ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين. ٦ قيس بن سعد بن عبادة.
٧ ثابت بن العجلان الأنصاري. ٨ عدي بن حاتم الطائي.
٩ حجر بن عدي بن الأدبر الكندي. ١٠ مالك بن الحارث الأشتر.
١١ الأحنف بن قيس التميمي. ١٢ شريك بن الأعور الحارثي.
١٣ قيس بن فهدان الكندي. ١٤ الفرزدق بن همام المجاشعي.
١٥ كثير عزة. ١٦ الكميت بن زيد الأسدي ١٧ شريك بن عبد
الله القاضي. ١٨ السيد إسماعيل بن محمد الحميري. ١٩ منصور بن
سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش الرخم. ٢٠ محمد بن
علي النعمان مؤمن الطاق. ٢١ دعبل بن علي الخزاعي. ٢٢ القاسم بن
يوسف الكاتب. ٢٣ أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب. ٢٤ أبو
نواس الحسن بن هاني. ٢٥ أحمد بن خلاد الشروي. ٢٦ جعفر بن
عفان. ٢٧ مروان بن محمد السروجي الأموي اه قال المرزباني في تلك
القطعة في حق المترجم: أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الكاتب ومن
شعره:
(٤٦٨)

واني لأغضي من رجال على القذى * مرارا وما هيبة لهم أغضي
ولكنني اقني الحياء تكرما * وأكرم عن أدناس عرضهم عرضي
السيد أحمد ابن السيد إبراهيم ويقال محمد إبراهيم الحسيني القزويني
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني كان سيدا نبيلا جليلا
له حظ من العلوم لا سيما الأدبية وكان ينظر في كتاب وصاف كثيرا ويتأمل
فيه ويدقق في معانيه اه.
أحمد بن إبراهيم الحسيني
له كتاب المصابيح.
الأمير نظام الدين أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين مسعود بن
صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني الدشتكي الشيرازي جد
صاحب السلافة.
توفي سنة ١٠١٥.
وما ذكرناه هو الصواب في نسبه كما في نسخة مخطوطة من أمل الآمل
منقولة عن نسخة الأصل وأكثر نسخه المطبوعة وما في بعض نسخه المطبوعة
من حذف إبراهيم وما في نجوم السماء من أنه أحمد بن نظام الدين إبراهيم
أو أحمد بن نظام الدين بن إبراهيم فغير صواب بل لقبه نظام الدين لا لقب
لأبيه.
حكيم عالم. في أمل الآمل: السيد الجليل كان يلقب بسلطان الحكماء
وسيد العلماء كان عالما فاضلا له كتاب اثبات الواجب كبير وصغير ووسط
وغير ذلك ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر وأثنى عليه وذكر
انه جده اه أقول اثبات الواجب الكبير مرتب على مقدمة وعشرين
فصلا وخاتمة في الكلام النفسي ولم أجد ذكره في السلافة المطبوعة ولعله
غاب عن نظري أو سقط منها.
أبو بكر أحمد بن إبراهيم السنسني
يروي عنه الكشي مترجما في ترجمة أبي الصلت عبد السلام بن صالح
الهروي ويظهر من تلك الترجمة تشيعه وانه من رواة الحديث يروي عن أبي
أحمد محمد بن سليمان من العامة وعن أبي القاسم طاهر بن علي بن أحمد.
أحمد بن إبراهيم أبو الحسين السياري خال أبي عمر الزاهد
وأبو عمر الزاهد كان صاحب ثعلب النحوي وأحمد شيعي نحوي
لغوي معروف نقل عن خط الشهيد الأول أنه قال: قال أبو بكر بن حميد
قلت لأبي عمر الزاهد: من هو السياري قال خال لي كان رافضيا مكث
أربعين سنة يدعوني إلى الرفض فلم استجب له ومكثت أربعين سنة أدعوه
إلى السنة فلم يستجب لي اه وفي تاريخ بغداد للخطيب: حدثني
الأزهري قال قال لي أبو بكر بن حميد قلت لأبي عمر الزاهد: من هو
السياري؟ فقال خال لي كان رافضيا وذكر مثله. وفيه أيضا: أحمد بن
إبراهيم أبو الحسين السياري خال أبي عمر الزاهد صاحب ثعلب روى عنه
أبو عمر أخبارا عن الناشئ وابن مسروق الطوسي وأبي العباس المبرد
وغيرهم في كتابي عن إبراهيم بن مخلد قال أخبرنا أبو عمر محمد بن عبد
الواحد الزاهد اخبرني السياري أبو الحسين أحمد بن إبراهيم عن الناشئ
قال كتب علي بن هشام إلى إسحاق الموصلي بتشوقه فكتب إليه إسحاق:
وصل إلي منك كتاب يرتفع عن قدري ويقصر عنه شكري ولولا ما قد
عرفت من معانيه لظننت ان الرسول غلط وأراد غيري فقصدني، وأما ما
ذكرت من التشوق واللوعة والتحرق فلو لا ما حلفت عليه وصرفت الألية
إليه لقلت:
يا من شكا عبثا إلينا شوقه * فعل المشوق وليس بالمشتاق
لو كنت مشتاقا إلي تريدني * ما طبت نفسا ساعة بفراقي
وحفظتني حفظ الخليل خليله * ووفيت لي بالعهد والميثاق
هيهات قد حدثت أمور بعدنا * وشغلت باللذات عن إسحاق
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انشدنا أبو
عمر الزاهد قال أنشدني السياري قال أنشدني المبرد:
النحو يبسط من لسان الألكن والمرء تعظمه إذا لم تلحن
فإذا أردت من العلوم أجلها فاجلها منها مقيم الألسن
وفي لسان الميزان: أحمد بن إبراهيم التمار الخارص، قال الحسن بن
علي بن عمرو الزهري ليس بمرضي له عن عبد الله بن معاوية روى عن
الناشي والمبرد دون غيرهما.
أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي الملقب بالكافي الأوحد الوزير بعد
الصاحب بن عباد لفخر الدولة علي بن بويه وممدوح مهيار الديلمي
مات في صفر سنة ٣٩٩ في بروجرد من أعمال بدر بن حسنويه
الكردي ودفن في مشهد الحسين ع حسب وصيته وفي الطليعة انه توفي
سنة ٣٩٩ أو ٣٩٨ أو ٣٩٧.
تشيعه
في معالم العلماء لابن شهرآشوب عند ذكر شعراء أهل البيت
المجاهرين: الرئيس أبو العباس أحمد بن إبراهيم الضبي من أجلاء الكتاب
اه ويدل على تشيعه مضافا إلى ذلك ايصاؤه بدفنه مشهد الحسين ع
كما يأتي وكونه تلميذ الصاحب بن عباد وخريجه ووزارته لآل بويه وشعره
الآتي في أمير المؤمنين ع.
أقوال العلماء فيه
ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر فقال: هو جذوة من نار الصاحب ونهر
من بحره وخليفته النائب منابه في حياته القائم مقامه بعد وفاته وكان
الصاحب استصحبه منذ الصبا واجتمع له فيه الرأي والهوى فاصطنعه
لنفسه وأدبه بآدابه وقدمه بفضل الاختصاص على سائر صنائعه وندمائه
وخرج به صدرا يملأ الصدور كمالا ويجري في طريقه ترسما وترسلا وفي ذرى
المعالي توقلا ويحقق قول أبي محمد الخازن فيه من قصيدة:
تزهى بأترابها كما زهيت * ضبة بالماجد ابن ماجدها
سماؤها شمسها غمامتها * هلالها بدرها عطاردها
يروي كتاب الفخار أجمع عن * كافي كفاة الورى وواحدها
وقوله فيه من أخرى:
نماه ضبة في أزكى مناصبه * فخرا وأوطأه الشعرى وأمطاه
ومن يوال ابن عباد مخالصة * يحز سعادة دنياه واخراه
فما الصنائع الا ما تخيره * وما الودائع الا ما تولاه
فأسلم ودم أيها الأستاذ مبتهجا * وخذ من العيش أصفاه وأضفاه
فقد تقيلت في الجدوى معالمه * كما توخيت في الجلي قضاياه
وقد كانت بلاغة العصر بعد الصاحب والصابئ بقيت متماسكة بأبي
العباس وأشرفت على التهافت بموته اه وذكره ياقوت في معجم الأدباء
وقال إنه لما توفي الصاحب بن عباد نظر في الأمور أبو العباس الضبي وطلب
فخر الدولة منه ان يحصل من الأعمال والمتصرفين فيها ثلاثين ألف ألف
(٤٦٩)

درهم فامتنع وكتب أبو علي الحسن بن أحمد بن حمولة وهو من أعيان الكتاب
المتقدمين الذين استخصهم الصاحب وكان عند موت الصاحب بجرجان مع
الجيوش لمدافعة قابوس بن وشمگير فكتب يخطب الوزارة ويبذل ثمانية
آلاف ألف درهم فأجيب بالحضور فلما قرب قال فخر الدولة لأبي العباس
الضبي قد عزمت على الخروج لتلقيه وأمرت قوادي وأصحابي بالنزول له
ولا بد من خروجك ونزولك له فثقل هذا القول على أبي العباس ولامه
أصحابه على امتناعه عما دعاه إليه فخر الدولة أولا فراسله وبذل ستة آلاف
ألف درهم على اقراره على الوزارة واعفائه من الخروج فخرج فخر الدولة
ولم يخرج أبو العباس وأشرك فخر الدولة بينهما في وزارته وسامح كلا منهما
بألفي ألف درهم وقرر عليهما عشرة آلاف ألف وخلع عليهما على أن يجلسا
في دست واحد ويكون التوقيع لهذا في يوم والعلامة للآخر ويجعل الكتب
باسميهما يقدم عنواناتها لهذا يوما ولهذا يوما ثم مات فخر الدولة وولي الأمر بعده
ابنه مجد الدولة أبو طالب رستم واستولت السيدة والدته على الأمر وبقي
الوزيران على حالهما ثم نجم قابوس واستولى على جرجان فاضطر إلى تجهيز
جيش بقيادة أحد الوزيرين فوقعت القرعة على ابن حمولة ووقعت بينه وبين
قابوس وقائع استنفدت الأموال واحتاج إلى الامداد من الري فتقاعد به أبو
العباس الضبي فرجع إلى الري مفلولا وسعت بينهما السعاة فقبض أبو
العباس على ابن حمولة بأمر السيدة وحمله إلى قلعة استوناوند ثم أنفذ إليه من
قتله واستبد أبو العباس بالأمر وجرت له خطوب وعجز في آخرها ومات
للسيدة ابن أخ فاتهمته انه سقاه السم فهرب إلى بروجرد سنة ٣٩٢ ملتجئا
إلى بدر بن حسنويه الكردي فلم يزل عنده حتى مات وتبعه ابنه أبو القاسم
سعد وقيل إن أبا بكر بن رافع أحد قواد فخر الدولة واطأ أحد غلمانه فسقاه
سما ويقال انه قبل موته بدا له في الرجوع إلى الوزارة فبذل مائتي ألف دينار
ليعاد إلى وزارة مجد الدولة فلم يجب إلى ذلك ثم مات بعده بشهور ابنه
سعد فاحتوى أبو بكر محمد بن عبد العزيز بن رافع على المال ولما مات ورد
تابوته إلى بغداد مع أحد حجابه وكتب ابنه إلى أبي بكر الخوارزمي شيخ
أصحاب أبي حنيفة يعرفه أنه وصى بدفنه في مشهد الحسين بن علي ع
ويسأله القيام بأمره وابتياع تربة له فخاطب الشريف الطاهر أبا أحمد
والد الشريفين المرتضى والرضي في ذلك وسأله أن يبيعهم تربة بخمسمائة
دينار فقال هذا رجل التجأ إلى جوار جدي ولا آخذ لتربته ثمنا وكتب نفسه
الموضع الذي طلب منه (١) وأخرج التابوت إلى براثا وخرج الطاهر أبو أحمد
ومعه الاشراف والفقهاء وصلى عليه وأصحابه خمسين رجلا من رجاله حتى
أوصلوه ودفنوه هنالك.
مراثيه
ورثاه مهيار الديلمي بقصيدة وعزى فيها ابنه سعدا وانفذها إلى
الدينور يقول فيها:
لم سد باب الملك وهو مواكب * وخلت مجالسه وهن محافل
ما للجياد صوافنا وصوامتا * نكسا وهن سوابق وصواهل
من قطر الشجعان عن صهواتها * وهم بها تحت الرماح ألأجادل
المجد في جدث ثوى أم كوكب * الدنيا هو أم ركن ضبة مائل
أبكيك لي ولمرملين بنوهم * الأيتام بعدك والنساء أرامل
ولمستجير والخطوب تنوشه * مستطعم والدهر فيه آكل
متلوم العزمات لا هو قاطن * في داره فقرأ ولا هو راحل
ولمعشر طرق العلوم ذنوبهم * في الناس وهي لهم إليك وسائل
كانوا عن الطلب الذليل بمنزل * ثقة وأنت بما كفاهم كافل
وعصائب هي ان ركبت مواكب * تسع العيون وان غضبت جحافل
ولج الحمام إليك بابا ما شكا * غير الزحام عليك فبه داخل
مستبشرا بالوفد لم يجبه به * رد ولم ينهر عليه سائل
لم يغنك الكرم العتيد ولا حمى * عنك السماح ولا كفاك النائل
فغدوت ما لك في عدوك حيلة * تغني ولا لك من صديقك طائل
يا ثاويا لم تقض حق مصابه * كبد محرقة وجفن هامل
فاليوم أشكرك الصنيع مراثيا * خرس المشبب عندها والغازل
يا ليث لا يبعد حماك وان خلا * منك العرين فان شبلك باسل
يقظان تعرف فيه مبتدئا كما * قال ابن حجر من أبيه شمائل
طب في الثرى نفسا فوفدك حوله * زمر الثناء وربع مجدك آهل
لا تحسبن وسعد ابنك طالع * يحتل برجك ان سعدك آفل
مدائحه
لمهيار فيه مدائح كثيرة منها قوله من قصيدة يعاتبه ويبرأ من أمر بلغه عنه
: أجيراننا بالغور والركب متهم * أيعلم خال كيف بات المتيم
رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم * سواء ولكن ساهرون ونوم
بنا أنتم من ظاعنين وخلفوا * قلوبا أبت ان تعرف الصبر عنهم
يقولون الوجوه الشمس والشمس فيهم * ويسترشدون النجم والنجم منهم
بكيت على الوادي فحرمت ماءه * وكيف يحل الماء أكثره دم
وان ملوكا في بروجرد كرمت * بهم بذلوا الإنصاف فيما تكرموا
فميز من أعدائهم أولياؤهم * إذا انتقموا يوم الجزاء وانعموا
ألام وكان البر منكم سجية * تواصلنا يخفى وكم نتظلم
أواش دهاني عندكم أم خيانة * جنتها يد حاشاي من ذاك أو فم
وما انا ممن يستغر بخدعة * يعود على اعقابها يتندم
أ سادتنا والجود صيرنا بكم * عبيدا وعن قوم نعز ونكرم
ونفس قضت فيكم زمان شبابها * رجت انها فيكم تشيب وتهرم
متى اعتضتم مني خطيبا بفضلكم * وهل مثل شعري عن علاكم مترجم
وهل غير مدحي طبق الأرض فيكم * وإن كان ملئى الأرض ما قد مدحتم
وللأستاذ أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش في
مدح المترجم أورده في تتمة اليتيمة:
بتفسي وأهلي شعب واد تحله * ودهر مضى لم يحد الا أقله
وعطفة صدع يهتدي فوق خده * ويضربه روح الصبا فيضله
وطيب عناقي منه بدرا أضمه * إلي وأهوى لثمه فاجله
وقفنا معا واللوم يصفق رعده * ومنا سحاب الدمع يسجم وبله
ترق على ديباجته دموعه * كما غازل الورد المضرج طله
وينأى رقيب عن مقام وداعنا * وتبلغه أنفاسنا فتدله
يقلقني عتب الحبيب وغدره * ويقلقني جد الحبيب وهزله
وكيف أقي قلبي مواقع رميه * ولست أرى من أين ينثال نبله
فلو طاف في دارين ما طاب مسكه * ولو عاج في بيرين ما ماج رمله
فيا من يكد النفس في طلب العلى * إذا كبرت نفس الفتى طال شغله
فان ماثلوه صورة وتخيلا * فارواؤنا بالماء والآل شكله
وليس الفتى يرجى إذا أبيض رأسه * ولكنه يرجى إذا أبيض فعله
إليك زففت الشعر يقرب فهمه * وينأى على طبع المساجل سهله

(١) هكذا في نسخة معجم الأدباء ولعل الصواب وكتب له بالموضع الذي طلب منه أو ووهبه
الموضع الذي طلب منه أو نحو ذلك. المؤلف
(٤٧٠)

يرق فلا أذن الفصيح تمجه * كريها ولا نفس البليد تمله
وغير قليل ما بلغت بعزكم * ولكنني في جودكم استقله
أشعاره
من شعره ما كتبه إلى الصاحب بن عباد:
أ كافي كفاة الأرض ملكك خالد * وعزك موصول فاعظم بها نعمى
نثرت على القرطاس درا مبددا * وآخر نظما قد فرعت النجما
جواهر لو كانت جواهر نظمت * ولكنها الاعراض لا تقبل النظما
وقوله:
ترفق أيها المولى بعبد * فقد قتلت لواحظك النفوسا
وأسكرت العقول فلست تدري * أسحرا ما تسقى أم كؤوسا
وقوله في الثريا وكان أنفذه إلى أبي سعيد نصر بن يعقوب ليضمنه
كتابه روائع التوجيهات في بدائع التشبيهات:
خلت للثريا إذ بدت * طالعة في الحندس
سنبلة من لؤلؤ * أو باقة من نرجس
ومن شعره قوله:
لا تركنن إلى الفراق * فإنه مر المذاق
والشمس عند غروبها * تصفر من ألم للفراق
وقوله في أمير المؤمنين علي ع:
لعلي الطهر الشهير * مجد أناف على ثبير
صنو النبي محمد * ووزيره يوم الغدير
وخليل فاطمة ووالد * شبر وأبو شبير
وقوله:
حب النبي أحمد * والآل فيه متجري
احنو عليهم ما حنا * على حياتي عمري
أعدهم لمفخري * في عمري ومحشري
وكل وزرى محبط * ما دام فيهم وزري
وردي عليهم صاديا * وليس عنهم صدري
لعائن الله على * من ضل فيهم اثري
لعائن تتركهم * معالما للخبر
ومن شعره:
مهفهف قال الاله لخده * كن مجمعا للطيبات فكانه
زعم البنفسج انه كعزاره * حسدا فسلوا من قفاه لسانه
لم يظلموا في الحكم إذ مثلوا به * فلطالما رفع البنفسج شانه
وقوله:
الا يا ليت شعري ما مرادك * فجسمي قد أضر به بعادك
وأي ثلاثة لك قد سباني * جمالك أم كمالك أم ودادك
وأي ثلاثة أوفى سوادا * أخالك أم عذارك أم فؤادك
هذا ونقل الثعالبي في تتمة اليتيمة أهاجي لأبي علي بن مسكويه في
المترجم وفي الصاحب بن عباد نصون كتابنا هذا عن ذكر شئ منها.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
ذكر له الثعالبي في تتمة اليتيمة عدة مدائح مدحه بها شعراء عصره
منها ما كتبه صاعد بن محمد الجرجاني إلى أبي العباس الضبي وقد أهدى له
ديوانا بخط ابن مقلة:
ولو انني حسب اشتياقي ومنيتي * منحتك شيئا لم يكن غير مقلتي
ولكنني أهدي على قدر طاقتي * وأحمل ديوانا بخط ابن مقلة
ومنها ما كتبه إليه الأستاذ عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش
الأصفهاني من قصيدة طويلة:
بنفسي وأهلي شعب واد تحله * ودهر مضى لم يجد إلا أقله
وعطفة صدع يهتدي فوق خده * ويضربه روح الصبا فيضله
وطيب عناقي منه بدرا أضمه * إلي وأهوى لثمه فاجله
وقفنا معا واللوم يصفق رعده * ومنا سحاب الدمع يسجم وبله
ترق على ديباجتيه دموعه * كما غازل الورد المضرج طله
وينأى رقيب عن مقام وداعنا * وتبلغه أنفاسنا فتدله
يقلقني عتب الحبيب وعذره * ويقلقني جد الرقيب وهزله
وكيف أقي قلبي مواقع رميه * ولست أرى من أين ينثال نبله
يولى وبالاحداق تفرش ارضه * ويفدى وبالأفواه ترشف رجله
فلو طاف في دارين ما طاب مسكه * ولو ماج في يبرين ما ماج رمله
فيا من يكد النفس في طلب العلى * إذا كبرت نفس الفتى طال شغله
وأورد صاحب اليتيمة قصيدة لأحمد مسكويه في هجاء المترجم أعرضنا
عن ذكرها. وقال ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة الصاحب بن عباد:
انتقلت الوزارة عنه إلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم الضبي وأبي علي
الحسن بن أحمد بن حمولة والسياسة التي قد سنها هو باقية وحشمة الوزارة
ثابتة والأمور على ما مهد في أيامه جارية وكان لهما من الحشم والحاشية
والتجمل والزينة مثل ما كان له بل كانا فوقه في الغنى والثروة وان لم يلحقاه
في الفضل والكرامة انتهى.
أحمد بن إبراهيم المعروف بعلان الكليني
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال خير
فاضل من أهل الري ومثله في الخلاصة وفي رجال ابن داود أحمد بن
إبراهيم بن علان ويعرف بعلان بفتح العين المهملة وتشديد اللام اه وبعد
اللام ألف ونون وكذا ضبط علان في توضيح الاشتباه ولكن عن حاشية
الشهيد الثاني على الخلاصة في ترجمة محمد بن يعقوب الكليني ان علان
مخفف اللام اه والكليني نسبة إلى كلين بضم الكاف وفتح اللام
المخففة قرية من قرى الري كذا ضبطها العلامة في الخلاصة وابن داود في
رجاله وفي القاموس كلين كامير قرية بالري منها محمد بن يعقوب الكليني من
فقهاء الشيعة اه وقيل إن بالري قريتين تسميان كلين إحداهما بضم
الكاف وفتح اللام والأخرى بفتح الكاف وكسر اللام وان محمد بن يعقوب
من الأولى لا الثانية كما توهم صاحب القاموس ويؤيده ان والد الكليني
مدفون في الأولى وفي تاج العروس الصواب بضم الكاف وإمالة اللام كما
ضبطه الحافظ في التبصير اه ويأتي في محمد بن يعقوب ما يلزم ان ينظر
وفيه احتمال ان يكون هو خال محمد بن يعقوب الكليني وروى الشيخ في
كتاب الغيبة عن محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن جعفر الأسدي عن
أحمد بن إبراهيم عن خديجة بنت محمد بن علي الرضا ع والظاهر أن
أحمد بن إبراهيم هو المترجم.
أحمد بن إبراهيم أبو حامد المراغي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال الكشي: في
(٤٧١)

أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي علي بن قتيبة: حدثني أبو حامد أحمد بن
إبراهيم المراغي قال كتب أبو جعفر محمد بن أحمد بن جعفر القمي العطار
وليس له ثالث في الأرض في التقرب من الأصل يصفنا لصاحب الناحية هو
العسكري ع فخرج وقفت على ما وصفت به أبا حامد أعزه الله بطاعته
وفهمت ما هو عليه تمم الله ذلك بأحسنه ولا أخلاه من تفضله عليه وكان
الله وليه وعليه ظ أكثر السلام وأخصه قال أبو حامد هذا في رقعة طويلة
وفيها أمر ونهي إلى ابن أخي كثير وفي الرقعة مواضع قد قرضت فدفعت
الرقعة كهيئتها إلى علاء بن الحسن الرازي وكتب رجل من أجل اخواننا
يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه إلى ابنه من مجلسنا
يبشره بما خرج قال أبو حامد: فأمسكت الرقعة أريدها فقال أبو جعفر
اكتب ما خرج فيك ففيها معان نحتاج إلى احكامها قال وفي الرقعة أمر
ونهي منه ع إلى كابل وغيرها اه قال البهبهاني في حاشية منتهى المقال
عد حديثه من الحسان لذلك وليس ببعيد وإن كان راويه هو نفسه لاعتناء
المشائخ بشأنه وذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول المعد لمن يعتمد هو
عليه. وروى الشيخ في كتاب الغيبة عن التلعكبري عن الحسن بن محمد
النهاوندي عن الحسن بن جعفر بن مسلم الحنفي عن أبي حامد المراغي عن
خديجة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري ع.
أحمد بن إبراهيم بن المعلى
هو أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلى المتقدم.
الشيخ أحمد بن إبراهيم المقابي البحراني
ذكر الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة في ترجمة والد الشيخ أحمد أباه
طلب له رجلا يسمى الشيخ أحمد بن إبراهيم المقابي يجئ إلى البيت كل يوم
لتدريسه وعين له وظيفة في مبدأ اشتغاله في الطلب.
السيد أحمد ابن السيد إبراهيم الموسوي الطهراني الأصل الحائري المولد
النجفي المسكن والمدفن المعروف بالسيد أحمد الكربلائي.
توفي في ٢٧ شوال سنة ١٣٣٢.
شيخنا واستاذنا قرأنا عليه في الفقه والأصول في النجف سطحا
واستفدنا من علمه وأخلاقه كان عالما فاضلا ورعا تقيا كاملا مرتاضا مهذب
النفس من تلامذة ميرزا حسين قلي الهمذاني النجفي المدفون بالحائر
الأخلاقي الشهير تلمذه عليه في علم الأخلاق وغيره ومن تلامذة الشيخ ملا
كاظم الخراساني خرجنا من النجف الأشرف وهو حي ثم علمنا أنه توفي
بالتاريخ المذكور يروي عن الشيخ ميرزا حسين قلي المذكور وعن الميرزا
حسين بن ميرزا خليل الطهراني النجفي وعن الشيخ علي بن الحسين
الخيقاني النجفي كلهم عن الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل الرازي بطرقه
المعروفة وكانت إحدى عيني المترجم قد ذهبت وله مؤلفات في الفقه
والأصول وله كتب بالفارسية أرسلها إلى أصدقائه في الأخلاق جمعت
وطبعت باسم تذكرة المتقين.
أبو عبد الله أو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن نوبخت النوبختي
النوبختي مر بيان هذه النسبة في إبراهيم بن إسحاق.
هو جد إبراهيم بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم بن نوبخت المتقدم في
بابه وصهر الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمروي على ابنته أم كلثوم.
من أعلام المتكلمين وشيوخ أهل الفقه والحديث وأعيان علماء بني نوبخت
ومن خواص أبي جعفر محمد بن عثمان العمروي. واختص بعد وفاته
بالشيخ أبي القاسم الحسين بن روح النوبختي وكان يكتب له الأجوبة عن
المسائل التي يخرج جوابها على يده. قال يوما لأبي جعفر العمروي: شوقي
إلى رؤية مولانا عجل الله فرجه، فقال له: مع الشوق تشتهي ان تراه،
فقال نعم فقال له: شكر الله لك شوقك وأراك جسمه في يسر وعافية لا
تلتمس أبا عبد الله أن تراه فان أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسأل الاجتماع
معه انه من عزائم الله، والتسليم لها أولى، ولكن توجه إليه بالزيارة.
روى عنه ابنه أبو إبراهيم جعفر بن أحمد حديث وصية أبي جعفر
محمد بن عثمان العمروي أحد السفراء إلى الحسين بن روح بن أبي بحر
النوبختي كما ذكره الشيخ في كتاب الغيبة وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا
قال: أخبرنا جماعة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي قال:
وجدت بخط أحمد بن إبراهيم وإملاء أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله
عنه على ظهر كتاب فيه جوابات ومسائل انفذت من قم يسال عنها هل هي
جوابات الفقيه ع أو جوابات محمد بن علي الشلمغاني لأنه حكي عنه أنه
قال: هذه المسائل أنا أجبت عنها فكتب إليهم على ظهر كتابهم بسم الله
الرحمن الرحيم قد وقفنا على هذه الرقعة وما تضمنته فجميعه جوابنا ولا
مدخل للمخذول الضال المضل المعروف بالعزاقري لعنه الله في حرف منه
الحديث ثم قال الشيخ في كتاب الغيبة: وقال ابن نوح أول من حدثنا
بهذا التوقيع أبو الحسين محمد بن علي بن تمام ذكر انه كتبه من ظهر المدرج
الذي عند أبي الحسن بن داود فلما قدم أبو الحسن بن داود قرأته عليه وذكر
ان هذا المدرج بعينه كتب به أهل قم إلى الشيخ أبي القاسم وفيه مسائل
فأجابهم على ظهره بخط أحمد بن إبراهيم النوبختي وحصل المدرج عند أبي
الحسن بن داوود.
الأمير أحمد بن إدريس بن يحيى بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب أمير السوس
ذكره ابن حزم عرضا في كتابه الفصل عند ذكر فرق الشيعة فقال:
ومنهم طائفة تسمى النحلية نسبوا إلى الحسن بن علي بن ورصند النحلي كان
من أهل نفطة من عمل قفصة وقسطيلية من كور أفريقية ثم نهض هذا
الكافر إلى السوس في أقاصي بلاد المصامدة فاضلهم وأضل أمير السوس
أحمد بن إدريس بن يحيى بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب فهم هنالك كثير سكان في ربض مدينة السوس. إلى آخر
ما ذكره من ترهاته، ومر تمام كلامه في الجزء الأول من هذا الكتاب. وفي
لسان الميزان في أثناء ترجمة الحسن بن علي بن ورصند النحلي، قال حاكيا
عن ابن حزم انه كان ممن افتتن به أمير قفصة أحمد بن إدريس بن يحيى بن
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب انتهى
ويأتي كلام ابن حزم ورده في ترجمة الحسن بن علي هذا.
السيد نظام الدين أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد الحسيني الدشتكي
الشيرازي
في الذريعة: يروي عنه السيد صدر الدين
محمد بن منصور بن محمد بن منصور بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عربشاه
الحسيني الدشتكي الشيرازي الذي كان حيا سنة ٩٧٣ وصدر الدين هو ابن
عم أبي المترجم. وقال القاضي في المجالس ان صدر الدين الكبير أخذ
الشرعيات عن أبيه منصور وعن ابن عمه نظام الدين أحمد، قال في
الذريعة: ومراده ابن عم أبيه أقول بل يكون على ما ذكره ابن عم أبي
(٤٧٢)

جده وروايته عنه ان لم تكن ممتنعة فهي مستبعدة فلا بد من وقوع خلل في
هذا المذكور.
أحمد بن إسحاق بن جعفر الملك بالملتان ابن محمد بن عبد الله بن محمد بن
عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب ع
في عمدة الطالب: كان ذا جاه وجلالة بفارس له بقية بشيراز.
نسخة المدرج
مسائل محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاءك وأدام عزك وتأبيدك
وسعادتك وسلامتك وأتم نعمته عليك وزاد في احسانه إليك وجميل مواهبه
لديك وفضله عندك وجعلني من السوء فداك وقدمني قبلك الناس يتنافسون
في الدرجات فمن قبلتموه كان مقبولا ومن دفعتموه كان وضيعا والخامل من
وضعتموه ونعوذ بالله من ذلك وببلدنا أيدك الله جماعة من الوجوه
يتساوون ويتنافسون في المنزلة ورد أيدك الله كتابك إلى جماعة منهم في أمر
أمرتهم به من معاونة فلان، وأخرج علي بن محمد بن الحسين بن مالك
المعروف بادوكة وهو ختن فلان من بينهم فاغتم بذلك وسألني أيدك الله
ان أعلمك ما ناله من ذلك فإن كان من ذنب استغفر الله منه وان يكن غير
ذلك عرفته ما تسكن نفسه إليه إن شاء الله.
التوقع لم نكاتب الا من كاتبنا ثم ذكر عدة مسائل فقهية
وأجوبتها.
أحمد بن أبي إبراهيم الحلبي السماهيجي
في تكملة الرجال للكاظمي السيد الجليل العريف الأصيل.
أحمد بن أبي الأكراد
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع وقال في أحمد بن
الحارث كما يأتي روى عنه أحمد بن أبي الأكراد.
أحمد بن أبي بشر السراج
قال النجاشي كوفي مولى يكنى أبا جعفر ثقة في الحديث واقفي روى
عن موسى بن جعفر وله كتاب نوادر أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا
أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد بن هوار حدثنا ابن سماعة حدثنا أحمد
ابن أبي بشر به، وفي الفهرست: كوفي مولى يكنى أبا جعفر ثقة في الحديث
واقفي المذهب روى عن موسى بن جعفر وله كتاب النوادر أخبرنا به
الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن حميد بن زياد عن ابن سماعة
عن أحمد بن أبي البشر اه وسيأتي في الحسين بن أبي سعيد هاشم بن
حيان المكاري رواية الكشي انه دخل على الرضا ع علي بن أبي حمزة
وابن السراج وابن المكاري فقال له ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك؟ قال
مضى، قال مضى موتا؟ قال نعم، قال إلى من عهد؟ قال إلي، قال أ فأنت
امام مفترض الطاعة من الله؟ قال نعم قال ابن السراج وابن المكاري قد
والله أمكنك من نفسه قال ويلك وبما أمكنت؟ أ تريد ان آتي بغداد وأقول
لهارون اني امام مفترض طاعتي والله ما ذاك علي وانما قلت ذلك لكم عندما
بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت امركم لئلا يصير سركم في يد عدوكم
الحديث وفي الخلاصة: ابن السراج وابن أبي سعيد المكاري وعلي بن أبي
حمزة البطائني كانوا من أهل الضلال، ويأتي أحمد بن محمد أبو بشر السراج
وليس أبا هذا لأن هذا روى عن الكاظم ع وذاك يروي عنه محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب الذي هو من أصحاب الجواد ع.
الشيخ أحمد ابن الشيخ أبو تراب ابن الشيخ محمد حسن القاضي ابن
الشيخ عبد الله ابن الشيخ زاهد العارف الجيلاني الأصفهاني.
كتب إلينا السيد شهاب الدين النسابة الحسيني التبريزي نزيل قم انه
توفي سنة ١٣٠٩ في أصفهان ودفن بمقبرة آب بخشان وفي التنظيمات
الأخيرة ذهبت المقبرة ومنها قبره وقد رأيت قبره وكان
عليه لوح من المرمر عليه اسمه ونسبه إلى الشيخ زاهد الجيلاني العارف وشطر من ترجمته.
كان من أجلة علماء أصفهان زاهدا تقيا ورعا منقطعا عن الخلق ومن
جملة ما كان مكتوبا على لوح قبره انه أخذ عن صاحب الجواهر وله تواليف
منها: ١ شرح المعالم. ٢ شرح الشرائع. ٣ شرح فصوص محيي
الدين. ٤ شرح خلاصة البهائي. ٥ شرح تشريح الأفلاك للبهائي
يروي عن جماعة منهم صاحب الجواهر والشيخ مرتضى الأنصاري.
أحمد بن أبي جامع العاملي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن أبي جامع.
أحمد بن أبي خالد
في الكافي انه من موالي أبي جعفر الثاني وممن أشهد على الوصية إلى
ابنه ع.
أحمد بن أبي خلف مولى أبي الحسن الرضا ع وكاتبه وقهرمانه
في كتاب العدة في الرجال للسيد محسن الأعرجي يستفاد مدحه من
الكافي في كتاب الزي والتجمل في باب البخور منه اه وأشار بذلك إلى
ما رواه في الكافي عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن علي بن الريان
عن أحمد بن أبي خلف مولى أبي الحسن ع وكان اشتراه وأباه وأمه وأخاه
فاعتقهم واستكتب أحمد وجعله قهرمانه اه.
أحمد بن أبي داود
روى الكليني في باب مسجد السهلة عن عدة من أصحابنا عن
أحمد بن محمد بن أبي داود عن عبد الله بن ابان عن الصادق ع.
أحمد بن أبي زاهر
يأتي بعنوان أحمد بن أبي زاهر موسى.
أحمد بن أبي علي بن أبي المعالي بن الزكي الحسيني
عالم ورع فاضل قاله منتجب الدين.
أحمد بن أبي عوف
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال: يكنى
أبا عوف من أهل بخارى لا باس به اه.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: أحمد المشترك بين الثقة وغيره يمكن استعلام
انه ابن أبي بشر الواقفي برواية الحسن بن محمد بن سماعة عنه وروايته هو
عن الكاظم ع حيث لا مشارك.
الميرزا أحمد الشريف بن أبي الحسن بن إسماعيل الاصطهباناتي
توفي سنة ١٣٥٤.
(٤٧٣)

عالم فاضل له بيان الحق أو أحسن الصحف في الإمامة الخاصة
والمهدوية الشخصية.
الشيخ أبو نصر أحمد بن أبي الحسن أو ابن الحسن بن محمد بن جرير بن
عبد الله بن ليث بن جرير بن عبد الله البجلي الجامي الخراساني المعروف
بزنده بيل أحمد جام
ولد بقرية نامق من أعمال ترشيز من بلاد خراسان وتوفي كما عن
تاريخ أخبار البشر في حدود سنة ٥٣٦ ه.
في روضات الجنات: كان من أعاظم أئمة الصوفية وأكابر مشائخها
وأهل الكشف ينتهي نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل ع بخمس
وثلاثين واسطة كما نقل عن كتاب خلاصة المقامات الذي ألفه في بيان
أحواله المولى أبو المكارم بن علاء الملك الجامي وفي مجالس المؤمنين: لما كان
عمره اثنتين وعشرين سنة أصابته جذبة إلهية فترك أبويه ووطنه واعتزل
في بعض الجبال وهنالك رأى الخضر ع ولقنه الذكر وبقي في ذلك الجبل
ثماني عشرة سنة مشغولا بالرياضة والعبادة وفي سنة ٤٨٠ لما بلغ الأربعين
من عمره توجه بالهام من الله تعالى إلى بلدة جام من بلاد ما وراء النهر وأخذ
في ارشاد الخلق بها حتى تاب على يديه ستمائة ألف رجل من المتمردين من
أهل تلك النواحي وغيرها اه أقول التريض والانقطاع في الجبال عن
الخلق ربما يكون منافيا لقوله ع لا رهبانية في الاسلام ورؤية الخضر ع
مما يدعيه أرباب الحال والتصوف ربما تكون غير صحيحة وتكون من
تمويهات الصوفية وتسويلاتهم وربما ينسبها الناس لبعض من اشتهر بالزهد
ولا يكون له علم بها ولا ادعاها.
مؤلفاته
في الروضات: له من المصنفات ١ الرسالة السمرقندية. ٢ أنيس
التائبين. ٣ سراج السائرين ثلاثة مجلدات. ٤ مفتاح النجاة. ٥
روضة المذنبين ألفه سنة ٥٢٦ باسم السلطان سنجر السلجوقي. ٦ بحار
الحقيقة. ٧ كنوز الحكمة. ٨ فتوح الروح. ٩ الاعتقادات. ١٠
التذكيرات. ١١ الزهديات. ١٢ ديوان الأشعار وجل ذلك أو كله
بالفارسية.
تشيعه
في الروضات: ربما ينسب إليه مذهب الإمامية في كلمات بعض
أصحابنا لما يتراءى من بعض فقرات أشعاره وليس ببعيد. وفي المجالس:
أن ديوان شعره مشتمل على مناقب الأئمة الأطهار وان الشاه إسماعيل
الصفوي تفاءل يوما بديوان شعره: لتنكشف له حقيقة امره فإذا في صدر
الصفحة اليمنى هذه القطعة:
اي ز مهر حيدرم هر لحظه در دل ضد صفا است
از پي حيدر حسن ما را إمام رهنما است
همچو كلب افتاده أم بر خاك درگاه حسن
خاك نعلين حسين أندر دو چشم تونيا است
عابدين تاج سر وباقر دو چشم روشن است
دين جعفر بر حق است ومذهب موسى روا است
اي موالي وصف سلطان خراسان را شنو
ذره از خاك قبرش دردمندانرا شفا است
پيشواي مؤمنانست ان مسلمانان تقي
گر نقي را دوست دارم در همه مذهب روا است
عسكري نور دو چشم عالم وآدم بود
هم چو مهدي يك سپه سالار در ميدان كجا است
قلعه خيبر گرفته آن شهنشاه عرب
زانكه در بازوي حيدر نامه از لا فتى است
شاعران از بهر سيم وزر سخنها گفته اند
أحمد جامي غلام خاص شاة أولياست
ومن شعره أيضا: كر منظر أفلاك شود منزل تو وز كوش اكر سرشته باشد كل تو
جون مهر علي نباشد أندر دل تو مسكين تو وسعيهاي بي حاصل تو
وقال البابا فغاني الشاعر الفارسي المشهور في وصفة هذا البيت وكفى
به تعريفا:
مستان اگر كنند فغاني بتوبه ميل پيري باعتقاد به از پيرجام نيست
مجد الدين أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين بن علي بن أبي الغنائم المعمر بن
محمد بن أحمد بن عبيد الله الحسيني.
ذكره صاحب رياض العلماء في ترجمة يحيى بن بطريق عند ذكر من
يروي عنه ابن بطريق فقال: ومنهم الشهيد مجد الدين أبو عبد الله أحمد
الخ...
أحمد بن أبي طاهر الشاعر
في مروج الذهب: لما قتل أبو الحسن يحيى بن عمر بن يحيى بن
الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان مما
رثي به ما قاله فيه أحمد بن أبي طاهر الشاعر من قصيدة طويلة:
سلام على الاسلام فهو مودع * إذا ما مضى آل النبي فودعوا
فقدنا العلا والمجد عند افتقادهم * وأضحت عروش المكرمات تضعضع
أ تجمع عين بين نوم ومضجع * ولابن رسول الله في الترب مضجع
فقد اقفرت دار النبي محمد * من الدين والاسلام فالدار بلقع
وقتل آل المصطفى في خلالها * وبدد شمل منهم ليس يجمع
أ لم تر آل المصطفى كيف تصطفي * نفوسهم أم المنون فتتبع
بني طاهر واللؤم منكم سجية * وللغدر منكم حاسر ومقنع
قواطعكم في الترك غير قواطع * ولكنها في آل أحمد تقطع
لكم كل يوم مشرب من دمائهم * وغلتها من شربها ليس تنقع
رماحكم للطالبيين شرع * وفيكم رماح الترك بالقتل شرع
لكم مرتع في دار آل محمد * وداركم للترك والجيش مرتع
أ خلتم بان الله يرعى حقوقكم * وحق رسول الله فيكم مضيع
وأضحوا يرجون الشفاعة عنده * وليس لمن يرميه بالوتر يشفع
فيغلب مغلوب ويقتل قاتل * ويخفض مرفوع ويدنى المرفع
أحمد بن أبي طالب الطبرسي
يأتي بعنوان أحمد بن علي بن أبي طالب.
(٤٧٤)

أحمد بن أبي عبد الله
هو أحمد بن محمد بن خالد البرقي
السيد عماد الدين أبو القاسم أحمد بن أبي علي ابن أبي المعالي بن الزكي
الحسيني
عالم ورع فاضل قاله منتجب الدين.
السيد الأمير قوام الدين أحمد سبط الأمير أبي القاسم التبريزي الإسكوئي.
ذكره إسكندر بك في تاريخ عالم آرا في أثناء ترجمة جده الأمير السيد
أبو القاسم فقال إنه هو واخوته الأمير صدر الدين والأمير قمر الدين محمد
والأمير أبو المحامد الاخوة الأربعة كانوا معظمين في الغاية عن الشاه
طهماسب الصفوي بحيث كان يذهب من تبريز إلى بيوتهم في قرية اسكويه
لرؤيتهم ومراعاتهم إلى أن انقلبت حالهم لقلة تدبيرهم في أمور الدنيا.
الميرزا أبو الفضل أحمد المشتهر بكنيته ابن الميرزا أبو القاسم نائب درس
الشيخ مرتضى الأنصاري وصاحب التقريرات المعروفة في الأصول ابن
الحاج محمد علي ابن الحاج هادي النوري الأصل الطهراني الملقب بكلنتري
كأبيه.
توفي في طهران سنة ١٣١٧ أو ١٦ ونقل إلى النجف فدفن في وادي
السلام.
والنوري والكلنتري مضى بيان النسبة فيهما في أبيه.
أحواله
ذكرنا في ترجمة أبيه أنه سافر إلى طهران وتوطنها في حياة أستاذه الشيخ
مرتضى إلى أن توفي بها وهاجر ولده المترجم في شبابه بعد وفاة أبيه إلى
العراق فقرأ في النجف على علمائها وفي بعض القيود انه بقي في النجف
عشر سنوات يقرأ على علمائها وهاجر إلى سامراء حدود ١٣٠٢ فتوطنها
وتلمذ على السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي وبقى يقرأ عليه في سامراء
إلى أن توفي الميرزا فعاد إلى طهران وسكنها إلى أن توفي بالتاريخ المذكور وهو
الذي افتتح مدرسة سبهسالار واسكن فيها الطلبة واشتغل بالتدريس فيها
سنة ١٣١٢ كان عالما فاضلا فقيها أصوليا متكلما عارفا بالحكمة والرياضي
مطلعا على السير والتواريخ مشاركا في علوم شتى أديبا شاعرا حسن
المحاضرة لطيف المحاورة حلو المعاشرة لكنه كان دون أبيه في الفضل وكان
على فارسيته عربي النظم حسن الأسلوب زاول حفظ الشعر العربي حينما
كان في النجف حتى صارت له فيه ملكة وصار ينظم الشعر الجيد وله ديوان
شعر كبير بالعربية رأيناه عند ولده الميرزا محمد في طهران سنة ١٣٥٣ وكانه
هو ممدوح شاعر العصر السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي بقوله من
قصيدة:
والفضل للمولى أبي الفضل الذي أرسى مضاربه على العيوق
المنطق الخرس اليراعة بالذي أوحى لها والمخرس المنطيق
مؤلفاته
١ شفاء الصدور في شرح زيارة عاشور فارسي مطبوع فرع منه سنة
١٣٠٩. ٢ ميزان الفلك منظومة في الهيئة. ٣ كتاب في التراجم.
٤ صدح الحمامة في ترجمة والده. ٥ ديوان شعره. ٦ أرجوزة في
النحو وصل فيها إلى باب الحال.
أشعاره
له أشعار جيدة تحتوي على نكات بديعة ومعان دقيقة ويوشك ان
يكون جرى في طريق مهيار من نظم المعاني الفارسية بالألفاظ العربية فمن
شعره قوله في الخضاب بالحناء:
رنت إلى الشعرات الحمر لامعة * في سودها لمعان البرق في الظلم
فقلت بيض مواضي الشيب قد سفكت * دم الشباب وهذا منه بعض دمي
وقوله في الغزل:
فتنتمي بعينها الحوراء * عادة بالرواق في الزوراء
بخيال ممن أحب تراءى * يا له من خياله المترائي
شمس حسن لو أن شمسا رأتها * لتراءت تمشي على استحياء
ان تكن تنزل الظباء كناسا * فهو ظبي كناسه أحشائي
صاد قلبي وهاج كربي وأورى * نار حبي عند ابتداء اللقاء
وقوله:
وردية الخدين ياقوتية الشفتين * نلت بوصلها اقصى الرجا
فلثمتها حتى غدا ياقوتها * فيروزجا والورد عاد بنفسجا
وقوله:
لولا تمنطقه يوما ومنطقه * ما أثبتوا أبدا خصرا له وفما
وقوله: في مليح يحمل سبحة:
بنفسي من فازت بيمناه * سبحة يعد بها قتلي نواظره النجل
فقلت له: لا تتعبن بعدهم * فلست بمحصيهم وهم عدد الرمل
ومن شعره على طريقة أهل العرفان والتصوف:
ليس حاس كأس الهوية الا * وهو يحسو سلافة الأهواء
كلما في الوجود قد نال حظا * ونصيبا من هذه الصهباء
واختلاف الهيوليات دليل * لاختلاف الحظوظ والأنصباء
ومن شعره ما نقلناه من ديوانه الذي رأيناه عند ولده ميرزا محمد في طهران
من قصيدة:
وعذارا كالآس في جلنار * يا عذرا خلعت فيه العذارا الحذار
الحذار الحذار لا يعدينكم * سقم اجفانه الحذار الحذارا
الفرار الفرار ان سل غنجا * سيف الحاظه الفرار الفرارا
يولج الليل في النهار كما يولج * الليل حيث شاء النهارا
يا هزارا غنى على الأيك وجدا * باسمه غن ثانيا يا هزارا
فانعطاف الخوط الذي فيه تشدو * زاد قلبي للقد منه أدكارا
أنا ملقى بسر من را ولكن * هو بالري ما أشط المزارا
ليس في هجره الرياض رياضا * لا وعشقي ولا العقار عقارا
وفؤادي وان أطالوا عليه القول * بابى الا عليه اقتصارا
قرب الأشقر المطهم مني * ضاق ذرعي فلا أطيق اصطبارا
قرب الأشقر المطهم مني * كي أجوب الفلا وأطوي القفارا
قرب الأشقر المطهم مني * كي أوافي بالري تلك الديارا
قرب الأشقر المطهم مني * فلعلي استاف ذاك العفارا
لأطيرن نحوه بجناح الشوق * إن كان من به الشوق طارا
يفضح الغصن بالمعاطف لكن * يخجل الورد وجنة وعذارا
خجلة التبر من مديح نضير * في الرئيس الأستاذ صيغ نضارا
(٤٧٥)

عيلم علم السحاب نوالا * علم علم الجبال الوقارا
توجته أيدي الرياسة تاجا * ذخرته له الليالي ادخارا
وله:
مولاي يا باب الحوائج انني * بك لائذ والى جنابك ألتجي
لا أرتجي أحدا سواك لحاجتي * أحدا سواك لحاجتي لا أرتجي
وله:
تذكرني الشمس المنيرة وجهه * متى أشرقت والشئ بالشئ يذكر
وقد صبغت أيدي من مدمعي دما * بحمرة ذاك الخد والحسن أحمر
قوله والحسن أحمر مثل من أمثال العرب.
وله:
انا أول العلماء يوم فضيلة * وإذا نظمت فأول الشعراء
وله:
ان كنت ذا النسب القصير فإنما * أنا في المكارم ذو النجاد الأطول
أو كنت ذا الفضل الغزير فان لي * شرفا أناف على السماك الأعزل
أو كنت حبرا في الأصول فان * لي فقها ترى الفقهاء عنه بمعزل
ومن شعره قوله في رثاء أبيه من قصيدة:
دع العيش والآمال واطو الأمانيا * فما أنت طول الدهر والله باقيا
رمى الدهر من سهم النوائب ماجدا * أغر كريما طاهر الأصل زاكيا
وعلامة الدنيا وواحد أهلها * ومن كان عن سرب العلوم محاميا
وأبلج وضاح المفاخر مشرقا * به للهدى بدر يجلي الدياجيا
أبي كم أتاني من فراقك حادث * مبير لقد أبلى ثياب شبابيا
وقد نلت من عبد العظيم جواره * جوارا له طول المدى كنت راجيا
أ جارك قوم من أناخ ببابهم * غدا من صروف يشتكيهن ناجيا
خدمتهم ما دمت حيا فاحسنوا * جوارك إذ أصبحت للموت لاقيا
أبا القاسم القرم الخضارم صل وزد * أبا القاسم اللاجي إليك مراعيا
وأحسن له حق الجوار وكن له * بخدمته طول الحياة مجازيا
ولبعض الشعراء في المترجم من قصيدة وظن جامع ديوانه انها للسيد
حيدر الحلي ولكن الظاهر أنها ليست له وهي جواب عن قصيدة:
أنا والصبر مذ قطعت وصالي * عن ملال كواصل والراء
أنا لا أختشي سوى فتك سيف * غمده عين عينك النجلاء
لا تسلني يا ريم عن داء قلبي * ان من نجلك المريضات دائي
ان ليلاي أنت والري نجدي * ومقر الحشا بسامراء
حرت ما ذا أقول في أريحي * شف حتى أزرى بلطف الماء
كفل الفضل من حنو عليه * وكذاك الآباء للأبناء
يا أبا الفضل قدت صعب المعالي * مشمخرا بهمة قعساء
زاد اعجاب فكرتي من لئال * رقن نظما فزن جيد علائي
من بديعات استعيدت فأزرت * ببديع الزمان والطغرائي
قصر الخطو عن مداها فأبدت * لي غدرا عن شأوها المتنائي
فتباطأت لا عياء ولكن * يقصر النجم عن مدى ابن ذكاء
وعليك السلام ما غنت الورق * سحيرا ببانة الجرعاء
علم الدين أبو جعفر أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن المحسن القصري
المعروف والده بالعلقمي الحاجب
توفي في شهر ربيع الأول سنة ٦٥٦ بعد واقعة التتر. كذا في مجمع
الآداب.
وفيه: كان علم الدين أخو الوزير مؤيد الدين صدرا جليل القدر
نبيه الذكر كثير الخيرات دار الصدقات ولما عمر داره بقراح رازين زارة ظ
سود بابها بعض أعدائه فعمل مجد الدين النشابي مسليا له:
أيها الصاحب دع ما فعل الضد في بابك من لون السواد
واتخذه قال عز وعلا لبني العباس من لبس السواد
في أبيات، ومن محاسنه انه كان في كل عام يحمل إلى العلوية...
إلى أربعمائة مثقال على سبيل الصلة انتهى ثم أورده بعنوان: علم الدين
أبو جعفر بن أحمد بن علي بن العلقمي الأسدي الحاجب وقال اسمه أحمد
وقد تقدم وكان رئيسا جليلا كريم النفس وله خيرات غزيرة إلى السادات
العلويين وقد سمع مع أخيه كتب الأدب والفقه وغيرها رأيت بخطه ما أورد:
أورد باسناده إلى جبير بن نصير أنه قال: خمس خصال قبيحة في
أصناف من الناس: الحدة في السلطان، والحرص في القراء، والفتوة في
الشيوخ، والشح في الأغنياء، وقلة الحياء في ذوي الأحساب انتهى.
السيد منتجب الدين أحمد بن أبي محمد بن المنتهى الحسيني المرعشي
عالم فاضل صالح قاله منتجب الدين.
الشيخ وجيه الدين أبو طاهر أحمد بن أبي المعالي
فقيه ثقة قاله منتجب الدين.
السيد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي العلوي الحسيني الموسوي
من أهل أوائل المئة الثامنة.
نسبه
هو السيد جمال الدين أحمد بن أبي المعالي أبي جعفر بن علي أبي
القاسم بن علي أبي الحسن بن علي أبي القاسم بن محمد أبي الحمد بن علي
أبي القاسم بن علي أبي الحسن بن الحسن الحائري بن محمد أبي جعفر
الحائري بن إبراهيم المجاب الصهر العمري بن محمد الصالح ابن الإمام موسى
الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد
الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين السبط الشهيد ابن الإمام
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه وعليهم أفضل الصلاة والتسليم.
أحواله
مذكور في ضمن اجازة لولده السيد شمس الدين محمد ابن السيد
جمال الدين أحمد بن أبي المعالي نقلها صاحب البحار في مجلد الإجازات
فقال: اجازة لطيفة كبيرة من بعض أفاضل تلامذة الشيخ نجيب الدين
يحيى بن سعيد الحلي ونظرائه والظاهر أنها من السيد محمد بن الحسن بن
محمد بن أبي الرضا العلوي للسيد شمس الدين محمد بن السيد جمال الدين
أحمد بن أبي المعالي أستاذ الشهيد قدس سره.
بسم الله الرحمن الرحيم استخرت الله وأجزت للسيد الكبير المعظم
الفاضل الفقيه الحامل لكتاب الله شرف العترة الطاهرة مفخر الأسرة النبوية
شمس الدين محمد ابن السيد الكريم المعظم الحسيب النسيب جمال الدين
أحمد بن أبي المعالي إلى آخر النسب المتقدم هذا كل ما عرفناه من أحوال هذا
(٤٧٦)

السيد المترجم ومما مر من ألفاظ هذه الإجازة يظهر انه ليس من أهل العلم
بل من أهل الجلالة والشرف فإنه لم يوصف فيها بصفة من صفات العلماء
كما وصف ولده.
المولى أحمد الأبيوردي
ذكره في رياض العلماء في أثناء ترجمة ولده المولى أبي الحسن بن المولى
أحمد الأبيوردي فقال إن المترجم كان من علماء الإمامية له حواش على كتب
المنطق كشرح الشمسية وشرح المطالع اه ومر ان ولده المولى أبو الحسن
توفي سنة ٩٦٦.
أحمد بن أبي يعقوب اليعقوبي
يأتي بعنوان أحمد بن واضح.
الشريف أحمد الحسيني الإسحاقي الحلبي
ولد سنة ٧٤١ وتوفي في رجب سنة ٨٠٣ بمدينة تيزين على مرحلتين
من حلب إلى جهة الفرات وكان انتقل إليها بعد كائنة التاتار بحلب ونقل
إلى حلب فدفن بمشهد الحسين ظاهرها بسفح جبل جوشن عند أقاربه
وأجداده كذا عن تلميذه البرهان الحلبي.
نسبه
هو الشريف عز الدين أبو جعفر أحمد بن شهاب الدين أبي العباس
أحمد بن أبي المجد محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن
عبد الله بن جعفر بن زيد بن إبراهيم بن محمد ممدوح أبي العلاء المعري بن
أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن
زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وبعضهم لم يذكر في نسبه بعد علي الثاني محمدا ولا إبراهيم يلتقي في
النسب مع بني زهرة الحلبيين في محمد الممدوح والد إبراهيم وجد زهرة
الاعلى فان زهرة هو ابن علي بن محمد بن محمد بن محمد الممدوح.
عن الضوء اللامع ان جده محمدا والد جعفر يعني الممدوح أول من
ولي نقابة الطالبيين بحلب في أيام سيف الدولة اه.
تشيعه
والظاهر أنه من الشيعة كسائر أهل بيته بني زهرة والإسحاقيين وان
وصف في الضوء اللامع بالشافعي لتظاهره بذلك.
أقوال العلماء فيه
عن الضوء اللامع أنه قال: نقيب الاشراف وابن نقيبهم وان أخي
نقيبهم وسبط الامام الجمالي أبي إسحاق إبراهيم بن الشهاب محمود الكاتب
نشا بحلب فحفظ القرآن واشتغل كثيرا في النحو وغيره على شيوخ وقته كابي
عبد الله المغربي الضرير وسمع على جده لامه والقاضي ناصر الدين بن
العديم وغيرهما واستجاز له جده لامه جماعة من دمشق ومصر وغيرهما
وحدث سمع منه البرهان الحلبي وابن خطيب الناصرية وآخرون منهم
البهاء بن المصري وقرأ عليه الاستيعاب بسماعه له منه بإجازته من
الواداشي وروى عنه شيخنا بالإجازة وخرج عنه في بعض تخاريجه وكان
أوحد وقته زهدا وورعا وصيانة وعفة وجمال صورة ذا وقار وسكينة ومهابة
وجلالة وسمة حسن لا يشك من رآه انه من السلالة الطاهرة واقتفاء الآثار
السلف متمسكا بالسنة استقر في النقابة بعد والده وولي مشيخة خانقاه ابن
العديم مدة ثم تركها وانفرد برياسة حلب حتى كان قضاتها وأكابرها
يترددون إليه ولا يردون له كلمة كل ذلك مع مشاركة جيدة في الفضل ويد
في العربية ونظم جيد ونثر رائق وحسن محاضرة في أيام الناس والتاريخ
وحلاوة الحديث وهو من حسنات الدهر. قال البرهان الحلبي: نشا نشاة
حسنة لا يعرف له لعب واستمر على ذلك إلى أن مات ملازما للخير محافظا
على الصلاة في أول وقتها مع الطهارة في البدن والثوب واللسان والعرض
قال لي: انا أقدم مصالح الناس على مصلحتي، قال: وكان أديبا بليغا كاملا
ذا سمت وهيأة وحشمة مفرطة لم أر بحلب أكثر أدبا ولا أحشم منه لا من
الاشراف ولا من غيرهم مع الذكاء وحسن الخلق وحسن الخط والفهم
الحسن. وقال في سياق الكلام الأول: ومن نظمه ما انشدناه البهاء ابن
المصري عنه:
يا رسول الله كن لي * شافعا في يوم عرضي
فأولو الأرحام نصا * بعضهم أولى ببعض
وقوله وقد ورد بئر زمزم والناس يتزاحمون عليها:
وذي ضغن بفاخر إذ وردنا * لزمزم لا بجد بل بجد
فقلت تنح ويح أبيك عنها * فان الماء ماء أبي وجدي
وقوله من أبيات:
يا سائلي عن محتدي وأرومتي * البيت محتدنا القديم وزمزم
والحجر والحجر الذي أبدا يرى * هذا يشير له وهذا يلثم
ولنا بأبطح مكة وشعابها * اعلام مجد أين منها الأنجم
التائبون العابدون الحامدون * السائحون الراكعون القوم
الآمرون الناس بالمعروف * والناهون عما ينكرون ويحرم
أحمد بن أحمد بن يوسف السوادي العاملي العيناثي
كان حيا سنة ١٠٧١.
والسوادي لا أعلم هذه النسبة إلى أي شئ.
في أمل الآمل فاضل فقيه عندنا كتاب بخطه وفي آخره ما يظهر منه
انه كان من تلامذة الشيخ محمد بن الحسن ابن الشهيد الثاني العاملي وتاريخ
الكتاب سنة ١٠٧١.
أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمي
توفي سنة ٣٠٦ بالقرعاء في طريق مكة.
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع فقال كان من السواد
روى عنه التلعكبري قال سمعت منه أحاديث يسيرة في دار ابن همام وليس
لي منه إجازة وفي الفهرست كان ثقة في أصحابنا فقيها كثير الحديث صحيح
الرواية له كتاب النوادر وهو كبير كثير الفوائد أخبرنا بسائر رواياته
الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر بن سفيان اليزوفري عنه ومات
بالقرعاء في طريق مكة سنة ٣٠٦ وقال النجاشي كان ثقة فقيها في
أصحابنا كثير الحديث صحيح الرواية له كتاب نوادر أخبرني عدة من
(٤٧٧)

أصحابنا اجازة عن أحمد بن جعفر بن سفيان عنه ومات بالقرعاء سنة ٣٠٦
من طريق مكة على طريق الكوفة اه والأشعر أبو قبيلة باليمن كما مر
فان العرب قد توطنوا إيران وكثروا بها بعد الفتوحات الاسلامية والقرعاء
بالقاف والراء والعين المهملة منزل بطريق مكة بين القادسية والعقبة على
طريق الكوفة. وفي ميزان الاعتدال: أحمد بن إدريس الفاضل أبو علي
القمي.
الشريف أحمد بن إدريس بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري
في مقاتل الطالبيين بعد ما ذكر ان داود بن أحمد قتله الجعفريون
بالمضيق في حرب كانت بينهم وبين العلويين قال وقتل في هذه الأيام علي
واحمد ابنا إدريس بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري اه.
السيد أحمد الأردكاني اليزدي
فقيه محدث حكيم فاضل معاصر للشيخ أحمد الأحسائي ولفتح علي
شاة ولما ورد الشيخ احمد إلى بزد قام بتعظيمه جملة من العلماء ما عدا السيد
أحمد المذكور.
من مؤلفاته: ١ فضائل الشيعة. ٢ سرور المؤمنين في أحوال أمير
المؤمنين ع. ٣ رسالة في فضل الصلاة على النبي وآله. ٤ كتاب في
أنساب السادات مشتمل على جداول ومشجرات. ٥ ترجمة عدة مجلدات
من كتاب العوالم كذا في نجوم السماء وكتاب الأنساب موسوم بشجرة
الأولياء ابتدأ فيه بصاحب الزمان وختم بآدم ع.
أحمد بن إسحاق الأبهري
ليس له ذكر في كتب الرجال ولكن الشيخ الطوسي إليه طريق حكى
صاحب مستدركات الوسائل عن رسالة الحاج محمد الأردبيلي المسماة
تصحيح الأسانيد بعد ما قال عن الحاج محمد الأردبيلي انه فارس هذا الميدان
انه ذكر طرق الشيخ في التهذيب فقال من جملتها والى أحمد بن إسحاق
الأبهري صحيح في بص والظاهر أن مراده بصائر الدرجات.
السيد العلامة النواب السيد أحمد ميرزا المتخلص في شعره بالنيازي ابن
إسحاق بن أبي تراب ابن العلامة النواب السيد مرتضى ابن السيد علي ابن
السيد مرتضى الأول ابن النواب العلامة السيد علي ابن العلامة السيد
حسين علاء الدين المشتهر بسلطان العلماء وخليفة سلطان المشهور صاحب
الحواشي على الروضة والمعالم ابن رفيع الدين محمد الصدر الحسيني الموسوي
المعروف بأحمد ميرزا نيازي.
توفي سنة ١٢١٦.
والنيازي نسبة إلى نياز وهو الاحتياج والحاجة وهو تخلصه في
الشعر.
كان محدثا فقيها مرتاضا أدبيا أورده في تحفة العالم ومجمع الفصحاء
وانجمن خاقان ورياض الشعراء ورياض العارفين ونجوم السماء وغيرها
واثنوا عليه ثناء بليغا امه بنت الشاه حسين الصفوي وصار صدرا وصهرا
لخاله الشاه طهماسب الثاني الصفوي ابن الشاه حسين وكان قبلة لأدباء
عصره وفضلاء إيران وله آثار منها: ديوان شعر صغير وله شعر رائق
بالفارسية وخلف الميرزا السيد علي وفي تحفة العالم: هو من أحفاد اعتماد
الدولة خليفة سلطان وجلالة قدر هذه السلسلة التي كان بينها وبين الملوك
الصفوية مصاهرة وعلو رتبتها غير خاف على من وقف على التواريخ والسير
والمترجم من هذه السلالة من مشاهير زمانه شاعر عديم النظير وشعره وإن كان
قليلا الا انه في غاية الجودة وديوان شعره فيه ألف بيت يعرف بديوان
نيازي الأصفهاني وكان شعراء عصره يقرأون شعرهم عليه ويصلح منه ما
يحتاج إلى اصلاح وكان في أصفهان صاحب ضياع وعقارات وأوقاته مرتبة
ومنظمة اه وخلف الميرزا السيد علي.
أحمد بن إسحاق الرازي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال ثقة. وفي
الخلاصة: من أصحاب أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي
ع ثقة، أورد الكشي ما يدل على اختصاصه بالجهة المقدسة وقد ذكرته
في الكتاب الكبير اه وأراد العلامة بذلك التوقيع الذي رواه الكشي
وتقدم نقله في ترجمة إبراهيم بن عبده فقال: ما روي في إسحاق بن
إسماعيل النيسابوري وإبراهيم بن عبده والمحمودي والعمري والبلالي
والرازي حكي عن بعض الثقات بنيسابور انه خرج لإسحاق بن إسماعيل
من أبي محمد ع توقيع إلى أن قال ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن
عبده وفقه الله إلى أن قال ويقرأ إبراهيم بن عبده كتابي هذا ومن خلفه
ببلده إلى أن قال وعلى إبراهيم بن عبده سلام الله ورحمته وعليك يا
إسحاق وعلى جميع موالي السلام وكل من قرأ كتابنا هذا من موال من أهل
بلدك ومن هو بناحيتكم فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم وليحمل ذلك إبراهيم بن
عبده إلى الرازي والى من يسمي له الرازي فان ذلك عن أمري ورأيي
إن شاء الله اه وهو صريح في وكالته ووثاقته والميرزا لما لم يعثر على ذلك في
كتاب الكشي وعثر على ما ورد في أحمد بن إسحاق القمي لم يستبعد
اتحادهما ولكن لا وجه لذلك فهما اثنان وما أشار إليه العلامة موجود في حق
الرازي كما سمعت وفي تكملة الرجال قال الصالح اي ملا صالح
المازندراني أحمد بن إسحاق المشترك بين الرازي والقمي وكلاهما ثقة جليل
القدر ويحتمل اتحادهما اه والقمي هو الأشعري الآتي.
أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص الأشعري
القمي أبو علي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع بعنوان أحمد بن
إسحاق بن سعد الأشعري القمي وكذا في أصحاب العسكري وقال ثقة
والظاهر أن هذا هو المذكور لكنه نسب إلى الجد الأكبر لشهرته وهو
متعارف وذكر في رجال الهادي ع أحمد بن الحسن بن إسحاق بن سعد
وأحمد بن إسحاق بن سعد وكونه أحدهما محتمل وفي الفهرست بعد ذكره كما
في العنوان: كان كبير القدر وكان من خواص أبي محمد الحسن
العسكري ع ورأى صاحب الزمان ع وهو شيخ القميين ووافدهم
رضي الله عنه له كتب منها كتاب علل الصلاة (١) كبير ومسائل الرجال لأبي
الحسن الثالث علي الهادي ع أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله وابن أبي
جيد عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عنه وقال
النجاشي كان وافد القميين روى عن أبي جعفر الثاني محمد الجواد وأبي

(١) هكذا في نسخة الفهرست المطبوعة سنة ١٢٧١ ه‍ علل الصلاة وكذا في نسخة مصححة بمقابلة
الشهيد الثاني وفي رجال النجاشي ورجال الميرزا نقلا عن الفهرست ورجال النجاشي علل
الصوم.
(٤٧٨)

الحسن علي الهادي ع وكان خاصة أبي محمد الحسن
العسكري ع قال أبو الحسن علي بن عبد الواحد الخمري رحمه الله وأحمد بن الحسين رحمه
الله رأيت من كتبه كتاب علل الصوم كبير مسائل
الرجال لأبي الحسن الثالث ع جمعه قال أبو العباس أحمد بن علي بن نوع
السيرافي أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار حدثنا سعد عنه وأخبرني
اجازة أبو عبد الله القزويني عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد عنه بكتبه
وقال العلامة في الخلاصة ثقة كان وافد القميين روى عن أبي جعفر الثاني
وأبي الحسن ع وكان خاصة أبي محمد ع وهو شيخ القميين
وفي حواشي أصول الكافي لملا صالح المازندراني ثقة روى عن الجواد
والهادي ع وكان من خاصة أبي محمد ع ورأى صاحب
الزمان ع وفي ربيع الشيعة انه من الوكلاء والسفراء وكذا في اكمال
الدين اه. جعفر بن معروف الكشي قال: كتب أبو عبد الله البلخي إلي
يذكر عن الحسين بن روح القمي ان أحمد بن إسحاق بن سعد القمي
عاش بعد وفاة أبي محمد ع وأتيت بهذا الخبر ليكون أصح لصلاحه وما
ختم له به اه ومر في إبراهيم بن محمد الهمذاني توقيع بوثاقته وفي كتاب
الغيبة للشيخ الطوسي: وقد كان في زمن السفراء المحمودين أقوام ثقات
ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل ثم قال ومنهم
أحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم روى أحمد بن إدريس عن
محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن أبي محمد الرازي قال كنت أنا
وأحمد بن أبي عبد الله بالعسكر فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال
أحمد بن إسحاق الأشعري وعد اثنين معه ثقات وعن تعليقات الشهيد
الثاني على الخلاصة روى الصدوق في اكمال الدين ان أحمد بن إسحاق توفي
بحلوان منصرفهم من عند أبي محمد ع وانه كان أخبره بقرب وفاته اه
وعن ربيع الشيعة انه من الوكلاء وانه من السفراء والأبواب المعروفين الذين
لا تختلف الشيعة القائلين بامامة الحسن بن علي ع فيهم اه
وفي تاريخ قم: قبره في حلوان المعروفة الواقعة في طريق كرمانشاهان
وبغداد وقبره قريب من نهر تلك القرية على بعد نحو ألف قدم من جهة
الجنوب وعليه بناء خرب ومسجد بناه حاكم تلك النواحي ومن ضعف همة
أهل الثروة من أهل تلك البلاد وقلة معرفتهم لا سيما أهل كرمانشاهان
والمترددين بقي مهملا وغير معروف ومن كل ألف شخص لا يذهب
شخص لزيارته مع أنه يلزم ان يكون قبره معروفا ومزورا اه.
أحمد بن إسحاق القمي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده أنه ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى والظاهر أنه الأشعري المتقدم.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: أحمد المشترك بين الثقة وغيره يمكن استعلام
انه ابن إسحاق الثقة بوروده في طبقة رجال الامام أبي الحسن الثالث ع
لأنه من أصحابه حيث لا مشارك قلت وبروايته هو عن الجواد والحسن
العسكري ع وروى عنه سعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن
الصفار اه.
الأجل خطير الدين أبو علي أحمد بن أسعد القاشاني
فاضل وجيه قاله منتجب الدين.
الشيخ أحمد بن إسماعيل ابن الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري النجفي
توفي سنة ١١٥٠ أو ٥١ بالنجف الأشرف.
الجزائري نسبة إلى الجزائر وهي جزائر خوزستان وفي مجالس
المؤمنين عن بعض الثقات انها تشتمل على ٣٦٠ موضعا ودار الملك فيها
مدينة نام ومعنى خوزستان بلاد الخوز بالخاء المضمومة والواو الساكنة
والزاي وهم أهل تلك البلاد يسمون بهذا الاسم قال ياقوت في معجم
البلدان الخوز أهل خوزستان ونواحي الأهواز بين فارس والبصرة وواسط
وجبال اللور المجاورة لأصبهان لكنه لم يذكر هذه الجزائر ولست أعلم لما ذا
سميت بالجزائر ولعله لاحاطة النهر من جهة والبحر من جهة بها. وفي
مجالس المؤمنين محصولها الأرز والتمر والحرير والنارنج والليمون ويكثر فيها
العنب والبط وجميع أهلها إمامية مواظبون على الفرائض والسنن الشرعية ولا
يوجد بينهم شئ من شرب الخمر والزنا واللواط والقمار ومحافظتهم على
أداء الفرائض المالية إلى حد ان أحدهم لا يبقي زكاة ماله في بيته يوما واحدا
بغير ضرورة بل يحملها إلى الأفقه والأصلح من فقهاء الإمامية حتى يوصلها
إلى مستحقها ولكن مع وجود كل هذه الطاعات والعبادات فيهم لا يتجنبون
سفك الدماء وفي أكثر الأوقات تحصل الحروب بين القبائل وتراق فيها
الدماء وسمعت من بعض الثقات انه يوجد في الجزائر زيادة على ثلاثمائة
ألف ممن يحمل السلاح وهو في نهاية القوة والشجاعة وفيها كثير من أهل
العلم والفضل اه.
أقوال العلماء فيه
في لؤلؤتي البحرين: كان فاضلا محققا مدققا وفي اجازة السيد عبد
الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري الكبيرة: الفاضل المحقق خاتمة
المجتهدين الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري ثم النجفي وفي كتاب مخطوط
يظن أن اسمه كتاب الأنوار لأنه مرتب على أنوار النور الأول النور الثاني
الخ. وهو في تراجم علماء الشيعة بقطع الربع رأيناه في بغداد في مكتبة
عباس عزاوي المحامي ونقلنا منه قد ذهب أوله فجهل مصنفه ولم يبق منه
غير كراريس قال فيه: الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري النجفي هو الذي
قام منام اعلم مشائخه مولانا أبو الحسن الشريف بن محمد طاهر بن عبد
الحميد ابن الشيخ الجليل العالم العلامة الشيخ موسى بن علي بن محمد بن
معتوق بن عبد الحميد الفتوني العاملي النباطي النجفي لأنه كان الفقيه
الأفقه المحدث الأورع العالم العلامة النحرير الفهامة في زمانه وهو شيخنا
ومعتمدنا وثقتنا في أعظم أمورنا عليه نعتمد وفي أشهر طرق رواياتنا إليه
نستند وله كتب ورسائل كثيرة اه وقوله لأنه كان الفقيه الخ راجع إلى
المترجم وكذا قوله وهو شيخنا ومعتمدنا الخ وذكره الشيخ عبد النبي
القزويني في تتمة أمل الآمل فقال الشيخ أحمد الجزائري كان فقيها ماهرا
وعالما باهرا وبحرا زاخرا ذا قوة متينة وملكة قوية سمعت مشائخنا يثنون
عليه بالفضل ويمدحونه بالفقه تشرفت بلقائه في المشهد الغروي سنة
١١٤٩.
ووصفه السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في
اجازته الكبيرة بخاتمة المجتهدين وذكره السيد مهدي القزويني في المزار من
فلك النجاة عند ذكر استحباب زيارة قبور العلماء فقال الشيخ أحمد
الجزائري صاحب الشافية وآيات الاحكام اه وآل الجزائري أحفاد
المترجم بيت علم وفضل وأدب ونبل من مشاهير البيوتات العلمية في
النجف منهم الشيخ عبد الكريم الجزائري علم من أعلام النجف اليوم في
(٤٧٩)

علمه وفضله وأخلاقه الحميدة ورئيس من رؤساء علمائه وأخوه الشيخ
محمد الجواد ممن يشاور إليهم بالبنان علما وفضلا وأدبا ونبلا وأخوهما الشيخ
محمد الآتي ترجمته في بابه.
مشائخه
ذكر المترجم في اجازته لولده محمد بن أحمد انه يروى قراءة وسماعا
عن الشيخ حسين ابن الشيخ عبد علي الخمايسي النجفي وعن الشيخ عبد
الواحد عن الشيخ فخر الدين الطريحي وعن ولده الشيخ صفي الدين عن
والده فخر الدين وعن الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف البحراني عن المولى
محمد باقر المجلسي وعن المير محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني وعن
المولى محمد قاسم بن محمد صادق الاسترآبادي اه وفي اجازة السيد
عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري الكبيرة انه يروي عن الفاضل
النحرير مولانا محمد نصير ومن مشائخه المولى أبو الحسن الشريف الفتوني
العاملي النجفي ويروي عن جماعة من مشائخه عن العلامة المجلسي وجمع
بعضهم كتابا اسماه المشيخة في ذكر طرق المشائخ الذين يروي عنهم
الجزائري المذكور.
تلاميذه
يروى عنه السيد عبد الله بن السيد علوي البلادي البحراني وولده
الشيخ محمد طاهر بن أحمد الجزائري ونقل في اللؤلؤة جملة من اجازته له
والسيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي والسيد نصر الله الحائري
الشهيد وصاحب الأنوار الذي لم نعرف اسمه.
مؤلفاته
١ تبصرة المبتدئين في فقه الطهارة والصلاة. ٢ الشافية في الصلاة
ذكر فيه مع كل حكم دليله وشرحه ولده الشيخ محمد طاهر وينقل عنه
صاحب الجواهر في مبحث الصلاة على الميت بعد دفنه. ٣ شرح آيات
الأحكام سماه قلائد الدرر في بيان آيات الأحكام بالأثر مطبوع فرع منه في
النجف في رجب سنة ١١٣٨ كتبه بالتماس الشيخ محمد علي ابن العالم
الشيخ بشارة آل موحي النجفي وشرحه ولده المذكور وتلميذه السيد عبد
العزيز النجفي. في اللؤلؤة جيد نفيس راعى فيه الأخذ بالروايات وقال
بعض العلماء انه من أجل الكتب وأنفع ما كتب في هذا الباب وأبسطه.
٤ شرح التهذيب في الحديث خرج منه قطعة من أوله. ٥ رسالة في
الارتداء وما يحصل به وتفصيل بعض احكامه. ٦ رسالة في أنه يشترط في
نية الإقامة في بلد ان لا يخرج إلى محل الترخص أو يحال على العرف أو يكفي
عدم السفر إلى مسافة. ٧ ميزان المقادير. ٨ رسالة في ارتداء الزوجة.
وغير ذلك من الرسائل الكثيرة.
أبو علي أحمد بن إسماعيل السليماني
روى عنه الثقة الجليل علي بن محمد الخزاز في كتابه كفاية النصوص
على الأئمة الاثني عشر مترحما وذلك دليل حسنه كما في التعليقة.
أحمد بن إسماعيل بن سمكة بن عبد الله أبو علي المعاصر للكليني
في الفهرست بجلي عربي من أهل قم كان من أهل الفضل والأدب
والعلم وعليه قرأ أبو الفضل محمد بن الحسين بن العميد الكاتب الشهير
وله كتب عدة لم يصنف مثلها وكان إسماعيل بن سمكة بن عبد الله من
أصحاب أحمد بن أبي عبد الله البرفي وممن تادب عليه فمن كتبه كتاب
العباسي وهو كتاب عظيم نحو عشرة آلاف ورقة في أخبار الخلفاء والدولة
العباسية مستوفى لم يصنف مثله في هذا الفن وله أيضا الرسالة إلى أبي
الفضل بن العميد في القصيدة نحو مائتي ورقة ورسائل أخر كثيرة في معان
مختلفة ومثله قال النجاشي الا أنه قال أحمد بن إسماعيل بن عبد الله يلقب
سمكة فجعل سمكة لقبا لأحمد لا جدا له وقال ويقال عليه قرأ أبو الفضل
الخ وقال وكان إسماعيل من غلمان أحمد بن أبي عبد الله وممن تادب عليه
وكتب له وقال عن كتاب العباسي رأيت منه أخبار الأمين وهو كتاب حسن
وله كتاب الأمثال كتاب حسن مستوفى إلى أن قال أخبرنا بها محمد بن محمد
عن جعفر بن محمد عنه والموجود في الفهرست وكتاب النجاشي عشرة ألف
ورقة وفي الخلاصة عشرة آلاف وفي معالم العلماء: أحمد بن إسماعيل ابن
سمكة أبو علي البجلي سكن قم من كتبه العباسي وهو عشرون ألف ورقة
في أخبار الخلفاء والدول العباسية: الرسالة إلى أبي الفضل بن العميد في
القصيدة ورسائل أخر والظاهر أن ألف في الفهرست وكتاب النجاشي
باسقاط الألف قبل اللام وبعدها كناية واثباتها نطقا كما في إسحاق والقسم
وغيرهما والا فما كان الشيخ والنجاشي ليجعلا مميز العشرة مفردا هذا وفي
فهرست ابن النديم: سمكة معلم ابن العميد واسمه محمد بن علي بن
سعيد وله من الكتب كتاب أخبار العباسيين اه وهو يخالف ما في الكتب
الثلاثة المتقدمة واتحاد اللقب وتعليم ابن العميد وكونه صاحب كتاب أخيار
العباسيين يدل على الاتحاد فلا بد أن يكون قد وقع خلل في إحدى الترجمتين
والله أعلم والغريب ان كلا من النجاشي وابن النديم لا يشك في سعة
اطلاعه وتبحره في هذا الفن وترجيح النجاشي على ابن النديم كما قيل غير
متحقق بل المتحقق عدمه.
أحمد بن إسماعيل الفقيه
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال صاحب كتاب
الإمامة تصنيف علي بن محمد الجعفري روى عنه التلعكبري اجازة اه
اي أنه راوي كتاب الإمامة عن مصنفه ووصفه بالفقيه وكونه شيخ اجازة
يشير إلى وثاقته وجلالته.
أحمد بن إسماعيل بن يقطين
ذكره الشيخ في رجال الهادي ع.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: أحمد المشترك بين الثقة وغيره يمكن استعلام
انه ابن إسماعيل سمكة الفاضل برواية جعفر بن محمد بن قولويه عنه.
أحمد بن أشيم
عن ابن داود انه نقل عن نسخة بضم الهمزة وفتح الشين المعجمة
وسكون المثناة التحتية وبعدها سيم ولم أجد ذلك في كتاب ابن داود. ولم
يذكره التفرشي في النقد والميرزا في رجاله والعلامة في الخلاصة ولكن حكي
عن المحقق في المعتبر أنه قال أحمد بن أشيم ضعيف على ما ذكره النجاشي
في كتاب المصنفين والشيخ اه ولم يعنون له النجاشي ولا الشيخ عنوانا
بالخصوص ولعلهما ذكراه في أثناء بعض التراجم وحكي أيضا عنه في المعتبر
أنه قال المفضل بن عمر ضعيف الحديث جدا ثم قال بل حال المفضل بن
عمر أضعف من أحمد بن أشيم ورجح روايته عليه اه.
السيد أحمد الأصفهاني الخاتون آبادي المجاور بمشهد الرضا ع
توفي بالمشهد الرضوي سنة ١١٤١.
(٤٨٠)

ذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل فقال كان فاضلا
جليلا وعالما نبيلا صالحا حضرت درسه في المشهد الرضوي المقدس ومع
تبحره في الفقه وحصوله على ملكة الاستنباط كان محاطا في الفنيا والعمل غاية
الاحتياط وكان ماهرا في عدة علوم غير الفقه له رسالة في أجوبة اعتراضات
اتته من الهند على العلامة المجلسي في كتابه حق اليقين في الإمامة أجاد فيها
كل الإجادة اه.
السيد أحمد الأصفهاني المتخلص بهاتف
توفي سنة ١١٩٨
من شعراء الفرس له ديوان فارسي صغير مطبوع.
أحمد بن أصفهبذ أبو العباس القمي الضرير المفسر
في الفهرست: لم يعرف له الا الكتاب الذي بأيدي الناس في تعبير
الرؤيا وقال قوم انه لأبي جعفر الكليني وليس كذلك وفيه أحاديث أخبرنا به
جماعة من أصحابنا عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي عن
أحمد بن أصفهبذ ومثله قال النجاشي الا انه لم يقل وفيه أحاديث وقال
أخبرناه اجازة محمد بن محمد المفيد عن أبي القاسم جعفر بن محمد عنه
وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه ابن
قولويه واصفهبذ بهمزة مفتوحة وصاد مهملة ساكنة وفاء مفتوحة وهاء
ساكنة وموحدة مفتوحة وذال معجمة وفي نضد الايضاح ربما يضبط بالمثناة
التحتانية وربما يذكر بالنون والظاهر أنهما من تصحيفات غير المتمرنين اه
والظاهر أن الاشتباه وقع في نسبة كتاب تعبير الرؤيا إلى الكليني من وجود
كتاب له في تعبير الرؤيا.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: أحمد المشترك بين الثقة وغيره يمكن استعلام
انه ابن اصفهبذ برواية جعفر بن محمد بن قولويه عنه.
أحمد بن أعثم الكوفي أبو محمد الاخباري المؤرخ
توفي حدود سنة ٣١٤ ه.
ذكره ياقوت في معجم الأدباء بهذا العنوان وقال: كان شيعيا وهو عند
أصحاب الحديث ضعيف وله كتاب المألوف وكتاب الفتوح معروف ذكر فيه
إلى أيام الرشيد وله كتاب التاريخ إلى أيام المقتدر ابتدأه بأيام المأمون
ويوشك ان يكون ذيلا على الأول رأيت الكتابين وقال أبو علي الحسين بن
أحمد السلامي البيهقي أنشدني ابن أعثم الكوفي:
إذا اعتذر الصديق إليك يوما من التقصير عذر أخ مقر
فصنه عن جفائك وارض عنه فان الصفح شيمة كل حر
اه وهكذا ذكره المجلسي في البحار بعنوان أحمد بن أعثم وقال إنه
له تاريخا ونقل عنه في البحار ولكن في الجزء الأول من دائرة المعارف
الاسلامية ما صورته ابن أعثم الكوفي محمد بن علي مؤرخ عربي كل ما
نعرفه عنه أنه توفي حدود عام ٣١٤ ه ألف تاريخا قصصيا عن الخلفاء الأول
وغزواتهم متأثرا بمذهب الشيعة ونقل هذا الكتاب إلى اللغة الفارسية محمد
ابن محمد المستوفي الهروي وطبع طبعة حجرية في بمباي سنة ١٣٠٠ ه اه
والظاهر أن المذكور في معجم الأدباء والبحار وفي دائرة المعارف شخص
واحد ووقع تحريف في أحد الاسمين ويرشد إليه انهما في عصر واحد فقد
سمعت ان صاحب الدائرة ارخ وفاته حدود ٣١٤ وياقوت ذكر ان له تاريخا
إلى أيام المقتدر والمقتدر قتل ٣٢٠ فكانه انتهى بالتاريخ إلى أيام المقتدر الذي
كان في عصره ولعل اسمه أبو محمد أحمد بن علي فحرف إلى محمد بن علي
والله أعلم. ومن الغريب قول صاحب مجالس المؤمنين انه كان شافعي
المذهب قال ما تعريبه: في تاريخ أحمد بن أعثم الكوفي الذي كان شافعي
المذهب ومن ثقات المتقدمين أرباب السير ثم حكى خبر محاصرة عثمان.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
مر في ج ٧ وذكرنا هناك قول دائرة المعارف انه محمد بن علي ونقول
هنا: الصواب انه أبو محمد أحمد بن علي المعروف بأعثم وما في دائرة
المعارف تصحيف فجعل محمد مكان أبي محمد وأسقط أحمد واسم أبيه علي
وأعثم لقبه. وفي كشف الظنون: فتوحات الشام ثم قال وصنف فيها أبو
محمد أحمد بن أعثم الكوفي وترجمه أحمد بن محمد المستوفي بالفارسية. ثم
قال فتوح أعثم وهو محمد بن علي المعروف بأعثم الكوفي وترجمته لأحمد بن
محمد المستوفي انتهى فجعله في مكان أحمد وهو الصواب وفي آخر محمد
وهو تصحيف تبع فيه أصحاب دائرة المعارف غيرهم. وفي الذريعة أن هذا
التصحيف قديم من عهد مترجمه إلى الفارسية وهو أحمد بن محمد المستوفي
الهروي ترجمه باسم قوام الدين حاتم الزمان في سنة ٥٩٦ فإنه وقع في أول
الترجمة ما ترجمته: انه ذكر عندي كتاب الفتوح لمحمد بن علي الأعثم
الكوفي الذي ألف سنة ٢٠٤ قال وهذا مع أن فيه تصحيف أبي محمد
بمحمد فيه غلط آخر في تاريخ التأليف جزما فان ياقوتا المعاصر للمترجم
لأنه توفي ٦٢٦ أخبرنا بأنه رأى الكتابين الفتوح المنتهي إلى عصر الرشيد
والتاريخ المنتهي إلى أيام المقتدر المقتول ٣٢٠ وهما لأحمد بن أعثم فمؤلف
هذا التاريخ كيف يكون تاليف فتوحه سنة ٢٠٤ فالظاهر أن المترجم لما لم
يظفر بتاريخ ابن أعثم وانما ظفر بفتوحه فقط المنتهي إلى حدود ٢٠٤
حسب ذلك تاريخ الفراع من تاليف الفتوح قال والموجود من ترجمة الفتوح
الفارسية المطبوع في بمبئي سنة ١٣٠٥ ليس فيه الا من بدء وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إلى رجوع أهل البيت من كربلاء إلى المدينة وترجم أيضا إلى لغة أوردو
انتهى.
٣٦٠٠: أبو علي الملك الأكمل أحمد الملقب كتيفات ابن الأفضل أمير الجيوش
شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي
قتل في المحرم سنة ٥٢٦.
كان أبوه وزير الآمر باحكام الله العلوي فقتل أبوه سنة ٥١٥ واعتقل
أولاده وفيهم المترجم على ما ذكره ابن الأثير وبقي معتقلا إلى أن قتل الآمر
وأقيم الحافظ فاخرج وولي الوزارة. وقال المقريزي في الخطط (١): لما قتل
الخليفة الآمر باحكام الله منصور ثار أبو علي أحمد الملقب كتيفات ابن
الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش واستولى على الوزارة سنة ٥٢٤ وسجن
الحافظ لدين الله عبد المجيد وأعلن بمذهب الإمامية والدعوة للامام المنتظر،
وضرب دراهم نقشها: الله الصمد الإمام محمد، ورتب في سنة ٥٢٥
أربعة قضاة اثنان أحدهما إمامي والآخر إسماعيلي واثنان أحدهما مالكي
والآخر شافعي فحكم كل منهما بمذهبه، وورث على مقتضاه، وأسقط ذكر
إسماعيل بن جعفر الصادق، وأبطل من الاذان: حي على خير العمل
وقولهم: محمد وعلي خير البشر، فلما قتل في المحرم سنة ٥٢٦ عاد الأمر على

(١) ج ٤ ص ٦١٠.
(٤٨١)

ما كان عليه من مذهب الإسماعيلية انتهى وقال ابن الأثير في حوادث
سنة ٥١٥: إنه فيها قتل أمير الجيوش وفي سنة ٥٢٤ قتل الآمر باحكام الله
ولم يكن له ولد بعده فولي بعده ابن عمه عبد المجيد ولقب بالحافظ ولم يبايع
بالخلافة وإنما بويع له لينظر في الأمر نيابة حتى يكشف عن حمل إن كان
للآمر، ولما ولي استوزر أبا علي أحمد بن الأفضل بن بدر الجمالي، فاستبد
بالأمر وتغلب على الحافظ وحجر عليه وأودعه في خزانة ولا يدخل عليه إلا
من يريده أبو علي وبقي الحافظ له اسم لا معنى تحته، ونقل أبو علي كل ما
في القصر إلى داره من الأموال وغيرها، ولم يزل الأمر كذلك إلى أن قتل أبو
علي سنة ٥٢٦ فاستقامت أمور الحافظ وحكم في دولته وتمكن من ولايته.
وقال في حوادث سنة ٥٢٦: في هذه السنة في المحرم قتل الأكمل أبو علي بن
الأفضل بن بدر الجمالي وزير الحافظ لدين الله العلوي صاحب مصر،
وسبب قتله انه كان قد حجر على الحافظ ومنعه أن يحكم في شئ من الأمور
قليل أو جليل، وأخذ ما في قصر الخلافة إلى داره، وأسقط من الدعاء ذكر
إسماعيل الذي هو جدهم واليه تنسب الإسماعيلية، وهو ابن جعفر بن
محمد الصادق وأسقط من الاذان حي على خير العمل، ولم يخطب للحافظ
وأمر الخطباء أن يخطبوا له بألقاب كتبها لهم وهي: السيد الأفضل الأجل
سيد مماليك أرباب الدول والمحامي عن حوزة الدين وناشر جناح العدل على
المسلمين الأقربين والأبعدين ناصر إمام الحق في حالتي غيبته وحضوره
والقائم بنصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره أمين الله على عباده
وهادي القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده ومرشد دعاة المؤمنين بواضح
بيانه وإرشاده مولى النعم ورافع الجور عن الأمم ومالك فضيلتي السيف
والقلم أبو علي أحمد ابن السيد الأجل الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، وكان
إمامي المذهب يكثر ذم الآمر والتناقص به، فنفر منه شيعة العلويين
ومماليكهم وكرهوه وعزموا على قتله، فخرج في العشرين من المحرم من هذه
السنة إلى الميدان يلعب بالكرة مع أصحابه فكمن له جماعة منهم مملوك
إفرنجي كان للحافظ، فخرجوا عليه فحمل الفرنجي عليه فطعنه فقتله
وحزوا رأسه، وخرج الحافظ من الخزانة التي كان فيها، ونهب الناس دار
أبي علي وأخذ منها ما لا يحصى، وركب الناس والحافظ إلى داره فاخذ ما
بقي فيها وحمله إلى القصر، وبويع يومئذ الحافظ بالخلافة وكان قد بويع له
بولاية العهد وأن يكون كافلا لحمل إن كان للآمر. ثم قال: وإنما ذكرت
ألقاب أبي علي تعجبا منها ومن حماقة ذلك الرجل فان وزير صاحب مصر
وحدها إذا كان هكذا فينبغي أن يكون وزير السلاطين السلجوقية كنظام
الملك وغيره يدعون الربوبية، على أن تربة مصر هكذا تولد: أ لا ترى إلى
فرعون يقول: أنا ربكم الأعلى! وإلى أشياء أخر لا نطيل بذكرها. وفي
شذرات الذهب في حوادث سنة ٥٢٦ وفيها توفي الملك الأكمل أحمد بن
الأفضل أمير الجيوش شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي المصري.
أقول: سمعت تصريح المقريزي بأنه أعلن بمذهب الإمامية الخ
وقول ابن الأثير إنه كان إمامي المذهب، وقولهما انه أبطل من الاذان حي
على خير العمل، وقول الأول: وقولهم: محمد وعلي خير البشر، وهذا ينافي
كونه إماميا إلا أن يكون إسقاط ذلك لبعض المصالح، أما قول صاحب
الشذرات: إنه كان سنيا كأبيه لكنه أظهر التمسك بالامام المنتظر وأبطل من
الاذان حي على خير العمل فمنظور فيه بان الغالب على أهل مصر في ذلك
الوقت مذهب الإسماعيلية وأهل السنة دون الامامية، فما الذي يدعوه إلى
التمسك بالامام المنتظر وهو خلاف معتقده! وإذا كان أظهر التمسك بذلك
وأسقط حي على خير العمل فهو قد فعل ما يسوء المذاهب الثلاثة
الإسماعيلية وأهل السنة والامامية وخالف معتقده وهذا ما لا يفعله عاقل.
فما ذكره المؤرخون عنه لا يخلو من تناقض والله أعلم.
٣٦٠١: الشيخ جمال الدين أو نظام الدين أبو محمد أحمد بن الياس بن يوسف ابن
المؤيد التفرشي القمي الكنجوي
توفي بعد سنة ٦٠٧ كما في الذريعة ج ٢ صلى الله عليه وآله وسلم ٦١ ولكنه في صلى الله عليه وآله وسلم ٢٦٦
من ذلك الجزء قال المتوفى سنة ٥٩٦ قلت والصواب الأول.
في الذريعة: لقبه تارة نظام الدين وأخرى جمال الدين وقال: كان
معاصرا لنصرة الدين السلطان ألب ارسلان المتوفى سنة ٦٠٧ وابنه عز
الدين طغرل تكين المتوفى سنة ٦١٠ من ملوك الشام بعد عصر طغرل بك
ابن ميكائيل بن سلجوق والب ارسلان بكثير كما في حبيب السير اه له
كتاب پنج گنج الزوايا الخمس مطبوع المشتمل على المثنويات الخمس
النظامية بالفارسية أولها اقبال نامه واحداها تسمى إسكندر نامه نظمها سنة
٥٩٧ كما صرح به في آخره وله تتميم إسكندر نامه نظمه باسم السلطان عز
الدين مسعود طغرل تكين بن ألب ارسلان الذي جلس على سرير الملك
بعد موت أبيه سنة ٦٠٧ وتوفي ٦١٠.
٣٦٠٢: السلطان أحمد ابن الشيخ أويس بن حسين الإيلخاني الجلائري
قتل سنة ٨١٣ ه.
وآل جلاير أو الابلخانية قوم من التتر كانت لهم دولة بعد انقراض
دولة بني هولاكو حفيد جنكيز خان وكانوا من أمرائهم وذلك أنه بعد موت
أبي سعيد آخر ملوك التتر بني جنكيز خان تمرد الأمراء واستقل كل بما في
سلطنته وظهرت أربع دول صغيرة متتابعة للامامية وهي الجوبانية نسبة إلى
جوبان أمير أمراء أبي سعيد والإيلخانية وقرة قوينلو التركمانية والسربدارية
وسر بالفارسية الرأس ودار المشنقة سموه بذلك لقول عميدهم ما ترجمته:
ان وفقني الله رفعت ظلم الظالمين والا اخترت المشنقة ويأتي ذكر رجالها
انش كل في بابه اما الابلخانية فكانوا شيعة إمامية وحكموا نحو مائة
وثلاث وعشرين سنة من سنة ٧٣٦ إلى ٨١٣ وأول من ملك منهم الشيخ
حسن ابن أمير حسين ثم ولده الشيخ أويس أو الشاه أويس ثم السلطان
حسين ابن الشيخ أويس ثم أخوه السلطان أحمد ابن الشيخ أويس وهو
آخرهم وكان حكمهم في آذربايجان واران ومغان وخراسان وبغداد والموصل
وبلاد الروم وبلاد الأرمن.
وفي أيام اقامتنا بالنجف الأشرف ظهرت مقبرة في الصحن الشريف
من جهة الشمال للشيخ حسن وولده الشيخ أويس حينما كانت إدارة
الأوقاف تصلح عمارة الصحن الشريف ولما قلعت البلاط لاصلاحه ظهرت
هذه المقبرة وهي سراديب قد ذهب سقفها وبقيت جدرانها وهي مبنية
بالكاشي القيشاني الفاخر الذي لا نظير له في هذا الزمان وأرضها مفروشة
به أيضا وعليه تواريخ وفيات من دفن فيها واسماؤهم وقد ذكرت ذلك
مفصلا في هذا الكتاب وغاب عني الآن موضعه وعلى بعضه تاريخ وفاة
طفلة صغيرة لهم اسمها بابنده سلطان فبقيت هذه السراديب مكشوفة مدة
حتى أخبر والي بغداد للعثمانيين بأمرها وأرسل من نظرها ثم طمرت
وأعيدت إلى حالها الأولى.
كان السلطان أحمد ذا فضل وأدب باهر شاعرا بالعربية والفارسية عالما
بالفنون الجميلة له مؤلفات عديدة في علم الموسيقي والأدوار من تلامذته
عبد القادر المعروف في فن الموسيقي وكان يحسن الكتابة في ستة أقلام وكان
قوي الاعتقاد في الخواجة حافظ الشيرازي الشاعر الفارسي المشهور ألح
(٤٨٢)

عليه في التوجه إلى بغداد فلم يقبل منه حافظ وله أشعار مدحه بها موجودة
في ديوانه وذكره دولتشاه السمرقندي في كتاب التذكرة المطبوع بلندن على ما
حكي فقال إنه كان سفاكا للدماء سئ التدبير مستعملا الأفيون ضجرت
من سوء سياسته الرعايا والقواد والأمراء وتابعوا الكتب إلى تيمور خان
الكوركاني وهو المعروف بتيمور لنك أي الأعرج في حقه حتى أخذ منه
خراسان وتبعه إلى بغداد.
وكان السلطان أحمد قد قتل أخاه السلطان حسين سنة ٧٨٤ ه وتملك
مكانه واستولى على آذربايجان إلى حدود الروم وملك بغداد ولما قتل أخاه
حاربه أخواه الآخران الشيخ علي وبير علي طلبا بثار أخيهما فدحراه واستمد
أحمد قره محمد التركماني أحد أمرائه وصهره على ابنته فأمده وعاد إلى قتالهما
فغلب عليهما وقتلهما مع عدة من الأمراء الكبار وقبض على أخيه السلطان
بايزيد وانفذه إلى بغداد.
ثم خرجت عليه جيوش تيمورلنك في خراسان فجاء إلى بغداد ثم
قصد تيمورلنك بغداد في جيش كثيف سنة ٧٩١ فملكها وولى عليها
الخواجة مسعود السربداري وعاد عنها ولما دخلها تيمور هرب السلطان أحمد
إلى الروم ملتجئا إلى يلدرم بايزيد العثماني فأمده بجيش ذهب به إلى بغداد
فملكها وأخرج مسعودا منها وبقي فيها عدة سنين جرت له فيها حروب مع
عساكر تيمور لنك ثم أخذها منه تيمور وعاد إلى السلطان بايزيد وكان قد
خرج على السلطان أحمد قره يوسف بن قره محمد وملك تبريز فلما دخلها
تيمور هرب قره يوسف أيضا إلى السلطان بايزيد فحرضه الاثنان على قتال
تيمور فكتب إليه بايزيد يتهدده ويشتمه أقبح الشتم فقابله تيمور باللين
وطلب منه السلطان أحمد الجلائري وقره يوسف التركماني فلم يسلمهما
فزحف إليه تيمور وملك بلاد الروم وأسر السلطان بايزيد ففر السلطان أحمد
وقره يوسف إلى الشام فقبض عليهما نائبها مراعاة لتيمورلنك وسجنهما ثم
أطلقهما فذهبا إلى مصر ملتجئين إلى الظاهر برقوق ملك مصر والشام من
ملوك الجراكسة ولما وصل السلطان أحمد إليها خرج برقوق للقائه وذلك سنة
٧٩٥ ومشى الأمراء في ركابه إلى داخل البلد ثم خرج برقوق بالعساكر إلى
دمشق ومعه السلطان أحمد لمعاونة نائبه الناصري على منطاش فهرب منطاش
وتوجه برقوق إلى حلب وسير العساكر مع السلطان أحمد إلى بغداد وكان
تيمورلنك قد توفي فملكها واخرج واليها من قبل شاهرخ بن تيمور وعاد
قره يوسف إلى تبريز فملكها وكان السلطان أحمد وقره يوسف قد تعاهدا
فنقض السلطان أحمد العهد وجهز جيشا إلى آذربايجان ففتحها وكان قره
يوسف في غزو الروم وفي سنة ٨١٣ رجع وحارب السلطان أحمد وقهره ثم
قبض عليه وقتله مع عدة من أولاده وبه انقرضت دولة آل جلاير ولم يتول
أحد منهم بعد السلطان أحمد سوى اثنين أو ثلاثة في خوزستان أياما قليلة
وملك بعدهم التركمان.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
في إعلام النبلاء قال ابن إياس في سنة ٧٩٥ حضر إلى حلب قاصد
نائب الرحبة وأخبر بان القان أحمد بن أويس صاحب بغداد قد وصل إلى
الرحبة وهو هارب من تيمورلنك وقد احتاط على غالب بلاده وملكها وكان
سبب أخذ تيمورلنك بلاد القان أحمد بن أويس ان تيمورلنك أرسل إلى
القان أحمد كتابا يترفق له فيه ويقول له أنا ما جئتك محاربا وإنما جئتك خاطبا
أتزوج بأختك وأزوجك بنتي ففرح القان أحمد بذلك وظن أن هذا صحيح
فكان كما قيل في المعنى:
لا تركنن إلى الخريف فماؤه مستوخم وهواؤه خطاف
يمشي مع الأيام مشي صديقها ومن الصديق على الصديق يخاف
وكان القان أحمد استعد لقتال تيمورلنك وجمع له العساكر فلما أتى
قاصد تيمورلنك بهذا الخبر ثنى عزمه عن القتال واستعاد من العسكر الذين
قد جمعهم ما أعطاهم من آلة للقتال وصرف همته عن القتال فلم يشعر الا
وقد دهمته عساكر تيمورلنك من كل مكان فضاق بهم رحب الفضاء فخرج
إليهم القان أحمد بمن بقي من العساكر فبينما القان يقع مع عسكر تيمورلنك
إذ فتح أهل بغداد بقية أبواب المدينة وقد خافوا على أنفسهم مما جرى عليهم
من هولاكو أيام الخليفة المستعصم بالله فلما رأى تيمورلنك أبواب المدينة
مفتحة دخل إلى المدينة وملكها ولم يجد من يرده عنها فلما بلغ القان أحمد
ذلك ما أمكنه الا الهرب فاتى إلى جسر هناك فعدى من فوقه ثم قطعه فلما
بلغ ذلك عسكر تيمورلنك تبعوا القان أحمد وخاضوا خلفه الماء فهرب منهم
فتبعوه مسيرة ثلاثة أيام فلما حصلت له هذه الكسرة قصد التوجه إلى الديار
المصرية ثم حضر قاصد نائب حلب وأخبر بان القان أحمد بن أويس قد
وصل إلى حلب، فلما تحقق السلطان برقوق صحة هذا الخبر جمع الأمراء
واستشارهم فيما يكون من أمر القان أحمد فوقع الاتفاق على أن السلطان
يرسل إليه الاقامات ويلاقيه فعند ذلك عين السلطان الأمير أزمرد الساقي
وصحبته الاقامات وما يحتاج إليه القان أحمد من مال وقماش وغير ذلك
فخرج الأمير أزمرد على جياد الخيل ثم عقب ذلك حضر إلى الأبواب
الشريفة قاصد بايزيد بن عثمان ملك الروم مراد بك على يده تقادم
عظيمة للسلطان وكان سبب مجئ قاصد ابن عثمان بايزيد انه ارسل يخبر
السلطان بأمر تيمورلنك ويحذره الغفلة في امره قال ابن خلدون في أوائل الجزء
الخامس من تاريخه لما استولى تيمورلنك على بغداد وانهزم منه صاحبها القان
أحمد بن أويس وصل أحمد إلى الرحبة من تخوم الشام فاراح بها وطالع نائبها السلطان
بأمره فسرح بعض خواصه لتلقيه بالنفقات والازواد وليستقدمه فقدم به إلى
حلب وأراح بها وطرقه مرض أبطأ به عن مصر وجاءت الاخبار بان
تيمورلنك عاث في مخلفه واستصفى ذخائره ثم قدم أحمد بن أويس على
السلطان بمصر في شهر ربيع سنة ٧٩٦ مستصرخا به على طلب ملكه
والانتقام من عدوه فأجاب للسلطان صريخه ونادى في عسكره بالتجهز للشام
وخيم بالزيدانية عدة أيام أزاح فيها علل عسكره وأفاض العطاء في مماليكه
واستوعب الحشد من سائر أصناف الجند واستخلف على القاهرة النائب
سودون وارتحل على التعبية ومعه أحمد بن أويس بعد أن كفاه مهمة وسرب
النفقات في تابعيه وجنده ودخل دمشق آخر جمادى الأولى وبقي فيها إلى
شعبان سنة ٧٩٦ وقال ابن أياس أن السلطان دخل من الريدانية وصحبته
القان أحمد بن أويس وسائر الأمراء وجد في السير حتى وصل إلى دمشق يوم
الاثنين ١٢ ربيع الآخر فنزل بالقصر الأبلق الذي في الميدان ثم توجه إلى
حلب فاتاه قاصد من عند السلطان بايزيد بن عثمان بان يكون هو
والسلطان يدا واحدة على دفع العدو الباغي تيمورلنك فاجابه السلطان إلى
ذلك ثم حضر إليه قاصد طقتمش خان صاحب بسطام بمثل ذلك فاجابه كما
أجاب ابن عثمان ثم بلغه ان تيمورلنك رجع إلى بلاده ولما تحقق ذلك قصد
السلطان الرجوع إلى الديار المصرية وكذلك القان أحمد بن أويس رجع إلى
بلاده اه.
٣٦٠٣: الشيخ جمال الدين أحمد بن إبراهيم بن الحسين الكرواني (١)
هكذا وجدناه الكرواني والظاهر أنه مصحف من الكوثراني نسبة إلى

(١) آخر عن محله سهوا.
(٤٨٣)

الكوثرية قرية من قرى جبل عامل بناحية الشقيف من تلاميذه الشهيد الأول
محمد بن مكي العاملي الجزيني قرأ عليه علل الشرائع مع جماعة غالبهم من
جبل عامل وأجازة وأجازهم وتاريخ الإجازة ١٢ شعبان سنة ٧٥٧.
في البدر الطالع بعد ما ترجمه كما هنا قال: ملك بعد أبيه المتوفى بتبريز
سنة ٦٧٦ فأقام إلى سنة ٦٩٥ ثم قدم حلب ومعه نحو ٤٠٠ فارس جافلا
من تيمورلنك لائذا بالظاهر برقوق فاستقدمه القاهرة وتلقاه وأرسل له نحو
عشرة آلاف دينار ومائتي قطعة قماش وعدة خيول وعشرين جارية ومثلها
مماليك وتزوج السلطان أختا له. ثم سافر معه حين توجهه بالعساكر إلى
جهة الشام فلما رجع عاد أحمد إلى بلاده فلم يلبث أن ساءت سيرته فوثبوا
عليه وأخرجوه وكاتبوا نائب تيمورلنك بشيراز ليتسلمها ففعل وهرب أحمد
إلى قرا يوسف التركماني بالموصل فسافر معه إلى بغداد فلقيه أهلها فكسروه
وانهزما نحو الشام ومعهما جمع كبير وعبرا الفرات حتى وصلا الساجور قريبا
من حلب فخرج إليهما نائب حلب ونائب حماه وغيرهما فكانت بينهم وقعة
عظيمة انكسر فيها العسكر الحلبي وأسر نائب حماه وتوجها نحو بلاد الروم
فلما كان قريبا من بهنسى التقاه نائبها وجماعة فكسروه واستلبوا منه سيفا يقال
له سيف الخلافة وغيره وعاد إلى بغداد فدخلها ومكث بها مدة حاكما ثم جاء
إليها التتر فخرج هاربا وحده وجاء إلى حلب في صفر سنة ٧٠٦ بزي
الفقراء فأقام بها مدة ثم رسم الناصر باعتقاله فاعتقل بها ثم طلب إلى
القاهرة فتوجه إليها واعتقل في توجهة بقلعة دمشق ثم اطلق بغير رضا
السلطان وعاد إلى بغداد ودخلها بعد أن نزل التتار عنها بوفاة تيمورلنك ثم
تنازع هو وقرا يوسف فكانت الكسرة عليه فأسره وقتله خنقا ليلة الأحد
سلخ شهر ربيع الأخر سنة ٧١٣ ثم نقل عن ابن حجر في أنبائه أنه قال في
حقه سار سيرة جائرة وكان سفاكا للدماء متجاهرا بالقبائح وله مشاركة في
عدة علوم كالنجوم والموسيقى وله شعر كثير بالعربية وغيرها وكتب الخط
المنسوب مع شجاعة ودهاء وحيل ومحبة لأهل العلم وقال ابن خطيب
الناصرية كان مهيبا له سطوه على الرعية انتهى والتواريخ التي ذكرها
تخالف ما مر من التواريخ في ج ٧ فقد مر هناك أن قتله سنة ٨١٣ وهو ذكره
٧١٣ مع أن تيمورلنك الذي توفي قبله ولد ٧٢٦ أو ٧٢٨ وتوفي ٨٠٨
فكيف تكون وفاة أحمد الذي توفي بعده سنة ٧١٣ ومر أن ملك تيمور بغداد
سنة ٧٩١ وهو ذكر أنه سنة ٦٩٥ إلى غير ذلك.
٣٦٠٤: الميرزا أحمد بن كربلائي بابا الأردبيلي
توفي سنة ١٣٤٩.
كان عالما فاضلا له من المؤلفات: ١ تنزيل العلل في أحكام الخلل
في الصلاة. ٢ غنائم الدهر في أحكام أيام الأسبوع والشهر نظير
الاختيارات. ٣ تكملة المتاملين في شرح تبصرة المتعلمين خرج منه مجلد
في الطهارة.
٣٦٠٥: الشيخ أحمد البحريني
وجدنا رسالة في الرقي والأدعية والمجربات من جمع بعض تلاميذه
بالفارسية في طهران في مكتبة شريعتمدار الرشتي كتب في أولها في وصفه
العلامة الفهامة جامع المنقول والمعقول حاوي الفروع والأصول وحيد الدهر
فريد العصر مجتهد الزمان شيخ المشائخ الشيخ أحمد البحريني نور الله
مرقده، وفي آخرها حرره العبد الحقير الفقير أقل الحاج عباس المازندراني
الآملي في ١٨ جمادى الأول سنة ١٢٩٥.
٣٦٠٦: أحمد بن بديل
سيأتي في أحمد بن محمد المقري أنه صاحب أحمد بن بديل وذلك يدل
على معروفيته.
٣٦٠٧: أحمد بن بشر بن عمار الصيرفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع والظاهر أنه ابن بشر بن
إسماعيل بن عمار بن حيان الصيرفي التغلبي مولاهم كما يظهر من رجال
الطباطبائي حيث عد من آل حيان التغلبي أحمد بن بشر بن عمار الصيرفي
فيكون قد نسب إلى جده وظاهر كلام أهل الرجال سلامة مذهب جميع أهل
هذا البيت وكذا المستفاد من قول النجاشي في إسحاق بن عمار بن حيان
وهو في بيت كبير من الشيعة استقامة جميعهم كما نبه عليه الطباطبائي في
رجاله لكن الموجود في النسخة التي بأيدينا: أحمد بن بشر بن عمارة بالهاء
فليراجع.
٣٦٠٨: أحمد بن بشير الرقي
في رجال النجاشي في ترجمة محمد بن يحيى الأشعري الرقي وفي غيره
البرقي ذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم ع وقال
روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى وهو ضعيف ذكر ذلك ابن بابويه اه
واستثنى محمد الحسن بن الوليد شيخ الصدوق من رواية محمد بن يحيى
الأشعري فلم يقبل روايته عنه وصوب ذلك أبو العباس بن نوح شيخ
النجاشي وتبعه أبو جعفر بن بابويه.
٣٦٠٩: أحمد بن بشير أبو بكر العمري الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٣٦١٠: أبو الحسن أو أبو الحسين أحمد بن بكر بن جناح
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
حميد كتاب عبد الله بن بكير رواية ابن فضال وذكره النجاشي ولم يصفه
بشئ.
٣٦١١: الشيخ أحمد البلاغي العاملي النجفي الكاظمي
توفي فجاة يوم النيروز سنة ١٢٧١.
العالم الفاضل والمحقق الكامل فقيه عصره صاحب النظر الدقيق
التقي الألمعي ذكره السيد محمد معصوم في تلامذة السيد عبد الله شبر
الكاظمي المتوفي سنة ١٢٤٤. ٣٦١٢:
الشيخ جمال الدين أبو الفتوح أحمد بن الشيخ أبي عبد الله بلكو بن أبي
طالب بن علي الآوي
يروي بالإجازة عن العلامة الحلي وعن ولده فخر الدين أبي طالب
محمد وتاريخها سنة ٧٠٥.
٣٦١٣: الشيخ رضي الدين أبو عنان أحمد بن بندار
فاضل عين قاله منتجب الدين هكذا في بعض النسخ ولكن الذي في
النسخ المعتمدة ومنها نسخة منقولة عن مسودة أمل الآمل بخط محمد بن
الحسن الشاطري العاملي الصيداوي أبو عنان بن أحمد بن بندار وقد مر في
محله.
٣٦١٤: معز الدولة أبو الحسن أحمد بن بويه الديلمي
ولد سنة ٣٠٣ ه وتوفي سنة ٣٥٦ بعلة الذرب ودفن بباب التبن في
مقابر قريش مدفن الامامين الكاظمين ع ومدة امارته ٢١ سنة
و ١١ شهرا ويومان.
(٤٨٤)

نسبه
هو أحمد بن أبي شجاع بويه بن فناخسرو بن يمام أو تمام ابن كوهي
ابن شيروين أو شيرويل الأصغر ابن شيركوه بن شيروين أو شيرويل
الأكبر ابن شيران شاة أو ميراشاه بن شيرويه أو شيرسر بن سشتان شاة بن
سيس أو سنش بن قرو أو فيروز بن شيروزيل أو شيرو بن سنباد أو غيلان
ابن بهرام جور الملك بن يزدجرد الملك ابن هرمز الملك ابن شابور الملك ابن
شابور ذي الأكتاف هكذا عن ابن ماكولا وفي كتاب نسمة السحر فيمن
تشيع وشعر للشريف يوسف بن يحيى الحسيني الصنعاني اليمني نقلا عن
كتاب التاجي لأبي إسحاق الصابي الذي وضعه في آل بويه هكذا: بويه ابن
فناخسرو ابن يمام بن كوهى بن شيرين الأصغر ابن شيركوه بن شيرين
الأكبر ابن ميرشاه ابن شيرسر بن شاهنشاه بن سش بن فروين بن شيرد بن
غيلاد بن بهرام جور الحكيم بن يزدجرد بن بهرام بن لوما شاة بن سابور ذي
الأكتاف الساساني الديلمي وفي تاريخ طبرستان للسيد ظهير الدين بن نصير
الدين المرعشي عند ذكر أولاد بويه عماد الدولة وركن الدولة حسن ومعز
الدولة قال:
نسب بويه بهذا النحو
بويه بن فناخسرو بن تمام بن كوهى بن شيره زيل بن شيرانشاه ابن
سيستان بن سيس جرد بن شيره زيل بن سنباد بن بهرام كور وعن ابن
مسكويه انهم يزعمون أنهم من ولد يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس
اه وكيف كان فنسبهم عريق في الفرس وانما نسبوا إلى الديلم لطول
مقامهم ببلادهم وفي القاموس الديلم جيل وفي معجم البلدان الديلم جيل
سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم اه وبلاد
الديلم هي جيلان وما والاها من بلاد فارس وكان اسم الديلم يقال قديما
لقسم من البلاد الواقعة على ساحل بحر الخزر يفصل بينها وبين العراق
العجمي جبل البورز وعرف ساكنو تلك البلاد بالديلم وبقوا زمانا بعد
انقراض الساسانية يدينون بدين زردشت وقاوموا الجيوش الاسلامية غير مرة
كما فعل أهل طبرستان وكان الديلم لمناعته الطبيعية مامنا لمناوئي الخلفاء
العباسية خاصة العلويين دعاة التشيع وفيها ظهر حسن بن زيد العلوي
الداعي الكبير سنة ٢٥٠ وشكل الدولة العلوية في طبرستان.
ابتداء دولة بني بويه
كان أبو شجاع بويه والد صاحب الترجمة فقير الحال يتكسب باصطياد
السمك في بحيرات الديلم فماتت زوجته وخلفت له ثلاثة أولاد بنين وهم
عماد الدولة على وركن الدولة الحسن ومعز الدولة أحمد وصاروا كلهم بعد
ذلك ملوكا فاشتد حزنه عليها قال شهريار بن رستم الديلمي كنت صديقا
له فعذلته على حزنه وسليته وأدخلته مع أولاده داري وصنعت لهم طعاما
فاجتاز بنا رجل يقول عن نفسه انه منجم ومعزم ومعبر للمنامات ويكتب
الرقي والطلاسم فقال له أبو شجاع رأيت في منامي كأني أبول فخرج من
ذكري نار عظيمة حتى كادت تبلغ السماء ثم صارت ثلاث شعب وتولد من
تلك الشعب عدة شعب فأضاءت الدنيا بتلك النيران ورأيت البلاد والعباد
خاضعين لها فقال المنجم هذا منام عظيم لا أفسره الا بخلعة وفرس فقال
أبو شجاع لست أملك الا الثياب التي على جسدي قال فعشرة دنانير فقال
ما أملك دينارا فأعطاه شيئا فقال أنه يكون لك ثلاثة أولاد يملكون الأرض
ويعلو ذكرهم في الآفاق كما علت تلك النار ويولد لهم جماعة ملوك بعدد
تلك الشعب فقال أبو شجاع أ ما تستحي تسخر منا فقال أخبرني بوقت
ميلادهم فأخبره فجعل يحسب ثم قبض على يد أبي الحسن علي فقبلها وقال
هذا والله الذي يملك البلاد ثم هذا فاغتاظ منه أبو شجاع وقال لأولاده
اصفعوه فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه وهو يستغيث ونحن نضحك منه
فقال لهم اذكروا لي هذا إذا قصدتكم وأنتم ملوك. ثم خرج من بلاد الديلم
جماعة لتملك البلاد منهم ما كان بن كالي ومرداويج بن زيار وأسفار بن
شيرويه وغيرهم ولما استولى ما كان على طبرستان انتظم بويه وابناه عماد
الدولة وركن الدولة في قواده ثم توفي بويه وانفرد ولداه عن ما كان وعظم
أمرهما ونبغ من آل بويه نوابغ عظام أمثال عماد الدولة وابنه عضد الدولة
وأخويه ركن الدولة ومعز الدولة وغيرهم كما يأتي في تراجمهم انش.
أحوال معز الدولة أحمد بن بويه صاحب الترجمة
قال ابن الأثير في الكامل: كان حليما كريما عاقلا ولما أحس بالموت
أظهر التوبة وتصدق بأكثر ماله وأعتق مماليكه ورد شيئا كثيرا على أصحابه
وعهد إلى ابنه عز الدولة بختيار وأوصاه بوصايا خالفها بختيار فندم وهو أول
من أحدث أمر السعاة وأعطاهم عليه الجزايات الكثيرة ونشأ في أيامه فضل
ومرعوش وفاقا جميع السعاة وكان كل واحد منهما يسير في اليوم نيفا وأربعين
فرسخا وتعصب لهما الناس وكان أحدهما ساعي السنة والآخر ساعي الشيعة
اه وقال غيره: كان بعد تملكه البلاد يعترف بنعمة الله عليه ويقول:
كنت أحتطب الحطب على رأسي نظرا لما كانوا عليه قبل الملك كما مر.
وكان متصلبا في التشيع ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥١ انه كتب
عامة الشيعة ببغداد بأمر معز الدولة على المساجد الحط على معاوية بن أبي
سفيان ومن غصب فاطمة فدكا ومن منع من أن يدفن الحسن عند جده
ع ومن نفى أبا ذر الغفاري ومن أخرج العباس من الشورى فلما
كان الليل حكه بعض الناس فأراد معز الدولة اعادته فأشار عليه الوزير
المهلبي بان يكتب مكانه: الظالمين لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يذكر أحدا الا
معاوية ففعل اه.
وهو أول من أمر بإقامة المآتم للحسين الشهيد ع في العشرة الأولى
من المحرم على النحو المعروف اليوم واستمرت عليه الشيعة من ذلك
الحين. وليس المراد انه أول من أقام المآتم وانها لم تكن تقام على الحسين
ع قبل ذلك فقد ذكرنا في اقناع اللائم ان المآتم أقيمت على الحسين
ع قبل قتله وان أول ماتم أقيم عليه هو الذي اقامه جده صلى الله عليه وآله وسلم بمحضر
الصحابة حين أخبره جبرائيل بأنه سيقتل كما رواه الماوردي الشافعي في
أعلام النبوة وغيره وروته الشيعة عن أئمة أهل البيت ع وقد
تظافرت الأخبار بان زين العابدين بكى على أبيه ع مدة حياته
وما وضع بين يديه طعام ولا شراب الا بكى وقال: قتل ابن رسول الله
جائعا قتل ابن رسول الله عطشان وأقام جابر بن عبد الله الأنصاري المآتم
على الحسين ع حين زار قبره الشريف أول من زاره وأقام أئمة أهل
البيت ع هذه المآتم في كل عصر وزمان بأنحاء مختلفة وأتبعهم شيعتهم
على ذلك حتى روى عن الإمام الرضا ع انه كان إذا دخل شهر المحرم
لا يرى ضاحكا وكانت الكابة تغلب عليه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك
اليوم يوم مصيبته وحزنه ولا تزيد إقامة المآتم المتعارفة عن هذا في المعنى وان
خالفته في الشكل بل لا تصل إلى هذا الحد بان لا يرى ضاحكا ولا متبسما
والكآبة غالبة عليه في عشر المحرم كله بل المراد انه أول من أمر بإقامة المآتم
على هذا النحو المتعارف.
ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥٢ انه في عاشر المحرم أمر معز
الدولة الناس ان يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا البيع والشراء وان يظهروا النياحة
ويلبسوا قبابا عملوها بالمسوح وان يخرج النساء منشرات الشعور مسودات
(٤٨٥)

الوجوه قد شققن ثيابهن يدرن في البلد بالنوائح ويلطمن وجوههن على
الحسين ففعل الناس ذلك ولم يكن للسنية قدرة على المنع منه لكثرة الشيعة
ولأن السلطان معهم وذكر نحو ذلك سنة ٣٥٣ اه. وفي كتاب أحسن
القصص تاليف القاضي أحمد بن نصر الله الدبيلي التتوي السندي عن
تاريخ ابن كثير الشامي أنه قال: في سنة ٣٥٢ أمر معز الدولة أحمد بن بويه
في بغداد في العشر الأول من المحرم باغلاق جميع أسواق بغداد وان يلبس
الناس السواد ويقيموا مراسم العزاء وحيث لم تكن هذه العادة مرسومة في
البلاد لهذا رآها علماء أهل السنة بدعة كبيرة وحيث لم تكن لهم يد على معز
الدولة لم يقدروا الا على التسليم وبعد هذا في كل سنة إلى انقراض دولة
الديالمة الشيعة في العشرة الأولى من المحرم من كل سنة يقيمون مراسم
العزاء في كل البلاد. وكان هذا في بغداد إلى أوائل سلطنة السلطان طغرل
السلجوقي اه.
قال صاحب الكتاب: أول شخص عمل الشبيه في إقامة العزاء
معاوية فإنه لما قتل عثمان أحضر قميصه وأصابع زوجته نائلة إلى الشام
وكان في كل جمعة يحضرها في الجامع بحضور أهل الشام فوق المنبر اه.
وقوله: وان يخرج النساء الخ... مبالغ فيه فابراز النساء شعورها امام
الأجانب محرم بضرورة الدين فكيف يقدم عليه معز الدولة وهو إنما يفعل
ذلك تدينا وكيف يمكنه أهل الدين منه.
قال ابن الأثير: وفيها في ثامن ذي الحجة أمر معز الدولة باظهار
الزينة في البلد وأشعلت النيران بمجلس الشرطة وأظهر الفرح وفتحت
الأسواق بالليل كما يفعل في ليالي الأعياد فعل ذلك فرحا بعيد الغدير يعني
غدير خم وضربت الدبادب والبوقات وكان يوما مشهودا قال: وكانت
إحدى يديه مقطوعة واختلف في سبب قطعها فقيل قطعت بكرمان في حرب
ابن كلويه كما يأتي وقيل غير ذلك
شجاعة معز الدولة
قال ابن الأثير: لما كان أخوه عماد الدولة علي بن بابويه يحارب ياقوتا
قرب شيراز حتى هزمه وأخذ شيراز كان معز الدولة في ذلك اليوم من أحسن
الناس أثرا.
مسير معز الدولة إلى كرمان وما جرى عليه
لما تمكن عماد الدولة وأخوه ركن الدولة من بلاد فارس وبلاد
الجبل وبقي أخوهما الأصغر معز الدولة بغير ولاية سيراه إلى كرمان سنة
٣٢٤ في عسكر جرار فلما بلغ السيرجان استولى عليها وجبي أموالها وأنفقها
في عسكره وكان إبراهيم الدواتي يحاصر محمد بن الياس بقلعة هناك فلما
بلغه اقبال معز الدولة سار عن كرمان إلى خراسان فتخلص محمد بن الياس
من القلعة وسار إلى مدينة بم وهي على طرف المفازة بين كرمان وسجستان
فسار إليه معز الدولة على بم بعض أصحابه وسار إلى جيرفت وهي قصبة
كرمان فلما قاربها اتاه رسول علي ابن الزنجي المعروف بعلي بن كلويه وكان
هو واسلافه متغلبين على تلك النواحي فبذل لمعز الدولة مالا ليمتنع عن
دخول البلد فلم يقبل فسار علي بن كلويه عنها نحو عشرة فراسخ وتمنع
بمكان صعب المسلك ودخل معز الدولة جيرفت واصطلح هو وعلي وأخذ
رهائنه وخطب له ثم أشار على معز الدولة بعض أصحابه بكبس بن كلويه
فاصغى إلى ذلك لحداثة سنه وكانت لابن كلويه عيون فاخبروه بحركته
فرتب رجاله بمضيق على الطريق فلما اجتاز بهم ثاروا به ليلا فقتلوا في
أصحابه وأسروا ولم يفلت منهم الا اليسير وأصابته ضربات كثيرة ضربة منها
بيده اليسرى قطعتها من نصف الذراع وضربة بيده اليمنى أسقطت بعص
أصابعه وسقط مثخنا بالجراح بين القتلى وبلغ الخبر إلى أصحابه في جيرفت
فهربوا بأجمعهم وفي الصباح تتبع ابن كلويه القتلى فرأى معز الدولة قد
أشرف على التلف فاحضر له الأطباء وبالغ في علاجه واعتذر إليه وانفذ
رسله إلى عماد الدولة يعتذر إليه ويعرفه غدر أخيه ويبذل من نفسه الطاعة
فقبل طاعته واستقر بينهما الصلح وأطلق علي الأسرى وأحسن إليهم ووصل
الخبر إلى محمد بن الياس فسار من سجستان إلى البلد المعروف بجناية
فتوجه إليه معز الدولة ودامت الحرب بينهما عدة أيام فانهزم ابن الياس وعاد
معز الدولة ظافرا وسار نحو ابن كلويه لينتقم منه فكبس عسكره في ليلة
شديدة المطر فقتل ونهب وعاد وفي الصباح سار نحوهم فقتل كثيرا منهم
وهرب علي وكتب معز الدولة إلى أخيه عماد الدولة بما جرى فامر بالوقوف
وأرسل إليه قائدا من قواده يأمره بالعودة إليه إلى فارس فعاد إلى أخيه وأقام
عنده بأصطخر إلى سنة ٣٢٦.
استيلاء معز الدولة على الأهواز
وكان رجل يسمى محمد بن رائق قد استولى على أمر العراق ولم يبق
للخليفة معه أمر وكان رجل يدعى أبا عبد الله البريدي قد استولى على
خوزستان ووقعت الوحشة بينه وبين ابن رائق فجهز ابن رائق قائدا لحرب
البريدي اسمه بجكم وأصله مملوك فجرت حروب بين البريدي وابن رائق
وفي آخرها انهزم البريدي وأتى إلى عماد الدولة واستجار به وأطمعه في ملك
العراق وهون عليه أمر الخليفة وابن رائق فسير معه أخاه معز الدولة إلى
الأهواز وترك البريدي ولديه رهينة عند عماد الدولة فبلغ بجكما نزولهم
أرجان فسار لحربهم فانهزم بجكم وأقام بالأهواز وجعل بعض عسكره
بعسكر مكرم فقاتلوا معز الدولة بها ثلاثة عشر يوما ثم انهزموا إلى تستر
فاستولى معز الدولة على عسكر مكرم ثم ساروا إلى الأهواز ثم هرب
البريدي من معز الدولة واستولى على جميع كور الأهواز سوى عسكر مكرم
وأرسل إلى معز الدولة ان ينتقل إلى السوس لأن البريدي كان قد ضمن
الأهواز والبصرة من عماد الدولة كل سنة بثمانية عشر ألف ألف درهم
فامتنع معز الدولة من ذلك فانفذ بجكم جماعة من أصحابه فاستولى على
السوس وجنديسابور وبقيت الأهواز بيد البريدي ولم يبق بيد معز الدولة
سوى عسكر مكرم فضاق به الحال وأراد بعض جنده مفارقته فكتب إلى
أخيه عماد الدولة بذلك فانفذ له جيشا استعاد به كور الأهواز وانهزم
البريدي إلى البصرة وأقام بجكم بواسط طامعا في الاستيلاء على بغداد.
وفي سنة ٣٣١ وصل معز الدولة إلى البصرة فحارب البريديين وأقام
عليهم مدة ثم استأمن جماعة من قواده إلى البريديين فاستوحش من الباقين
فانصرف عنهم.
وفي سنة ٣٣٢ سار الخليفة المتقي لله من بغداد إلى الموصل خوفا من
المتغلبين على بغداد وكان قد تزوج ابنة ناصر الدولة الحمداني صاحب
الموصل وكان رجل من الأتراك يقال له تورون قد جعله المتقي أمير الأمراء
وكانت واسط في يده لما سار المتقي إلى الموصل جرت حروب بين تورون
وسيف الدولة بن حمدان انهزم فيها سيف الدولة ودخل تورون الموصل.
فلما بلغ معز الدولة مسير تورون إلى الموصل سار هو إلى واسط لميعاد
من البريديين ان يمدوه بعسكر في الماء فاخلفوا وعاد تورون من الموصل
والتقى مع معز الدولة بموضع يقال له قباب حميد وطالت الحرب بينهما
بضعة عشر يوما وأصحاب تورون يتأخرون والديلم يتقدمون إلى أن عبر
تورون نهر ديالى وهو نهر يأتي من بلاد العجم ويصب في دجلة ووقف
(٤٨٦)

عليه ومنع الديلم من العبور وكان مع تورون مقاتلة في الماء في دجلة فاصعد
معز الدولة على ديالى ليبعد عن دجلة ويعبر فسير تورون جماعة عبروا ديالى
وكمنوا فلما حاذاهم معز الدولة خرجوا عليه وحالوا بينه وبين عسكره وثقله
ووقعوا في العسكر وهو على غير تعبية وعبر إليهم أكثر أصحاب تورون
سباحة فجعلوا يقتلون ويأسرون وهرب ابن بويه ووزيره الصيمري إلى
السوس ولحق به من سلم من عسكره وأسر من قواده أربعة عشر قائدا منهم
ابن الداعي العلوي ثم إن تورون عاوده ما كان يأخذه من الصرع فشغل
بنفسه عن معز الدولة وعاد إلى بغداد.
وفي سنة ٣٣٣ وصل معز الدولة إلى مدينة واسط فسار إليه تورون
والخليفة المستكفي ففارقها فعادا إلى بغداد.
استيلاء معز الدولة على بغداد
وفي سنة ٣٣٤ مات تورون وتولى الامارة ابن شيرزاد فاستعمل على
واسط بنال كوشة فكاتب بنال معز الدولة وهو في واسط ودخل في طاعته
واستقدمه فسار معز الدولة نحوه فاضطرب الناس ببغداد فلما وصل
باجسرى اختفى المستكفي وابن شيرزاد وسار الأتراك إلى الموصل فظهر
المستكفي وقدم أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي صاحب معز الدولة إلى
بغداد وكان كاتبا لمعز الدولة فلما مات وزيره الصيمري قلده الوزارة وكان
شيعيا فاجتمع بابن شيرزاد بالمكان الذي استتر فيه ثم اجتمع بالمستكفي
فاظهر السرور بقدوم معز الدولة ووصل معز الدولة إلى بغداد ودخل على
المستكفي وبايعه وحلف له المستكفي وخلع عليه ولقبه ذلك اليوم معز
الدولة ولقب أخاه عليا عماد الدولة وأخاه الحسن ركن الدولة وأمر أن
تضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير والدراهم وسأله معز الدولة ان يأذن
لابن شيرزاد بالظهور ويأذن له أن يستكتبه فاذن بذلك فظهر ابن شيرزاد
وولاه معز الدولة الخراج ونزل أصحاب معز الدولة في دور الناس فلحقهم
من ذلك شدة عظيمة وصار رسما عليهم ولم يكن قبل ذلك وأقيم للمستكفي
كل يوم خمسة آلاف درهم لنفقاته وكانت ربما تأخرت عنه فأقرت له مع ذلك
ضياع سلمت إليه تولاها كاتبه أبو أحمد الشيرازي.
ثم اتهم معز الدولة المستكفي بأنه يريد استمالة الديلم والأتراك
وإزالة معز الدولة وأكد ذلك عنده أن علم القهرمانة صنعت دعوة عظيمة
لقواد الديلم والأتراك وأخبره خاله أسفهد فوست من أكابر قواده بان الخليفة
راسله في أن يلقاه سرا وكان بين المستكفي والمطيع عداوة لأجل الخلافة فلما
ولي المستكفي استتر المطيع فلما قدم معز الدولة استتر عنده وأغرا
بالمستكفي فحضر معز الدولة والناس عند الخليفة وحضر رسول صاحب
خراسان وحضر رجلان من نقباء الديلم يصيحان فتناولا يد المستكفي فظن أنهما
يريدان تقبيلها فجذباه عن سريره وجعلا عمامته في عنقه وأخذاه دار
معز الدولة فاعتقل بها وبويع للمطيع وسلم إليه المستكفي فسلمه وأعماه
بعد ما سلم عليه بالخلافة وخلع نفسه وأخذت علم القهرمانة وقطع لسانها
وقبض على الشيرازي كاتب المستكفي وتسلم معز الدولة العراق باسره ولم
يبق بيد الخليفة منه شئ سوى ما أقطعه معز الدولة مما يقوم بعض حاجته
ولم يبق له وزير بل كاتب فقط والوزارة لمعز الدولة وكان أمر الخلافة قد
انحل قبل ذلك.
الحرب بين معز الدولة وناصر الدولة بن حمدان
فيها سير معز الدولة عسكرا إلى الموصل وهي لناصر الدولة الحمداني
وكان قد خرج منها نحو العراق ووصل سامراء فوقعت الحرب بينه وبين
عسكر معز الدولة بعكبرا ثم سار معز الدولة مع المطيع إلى عكبرا فلحق ابن
شيرزاد بناصر الدولة وعاد بعسكر لناصر الدولة إلى بغداد فاستولى عليها
ودبر الأمور نيابة عن ناصر الدولة وناصر الدولة يحارب معز الدولة ثم سار
ناصر الدولة من سامراء إلى بغداد ونزل بالجانب الشرقي فنهب معز الدولة
تكريت لأنها لناصر الدولة ورجع هو والخليفة إلى بغداد فنزلوا بالجانب
الغربي ووقعت الحرب بينهم ببغداد ومنع اعراب ناصر الدولة عسكر معز
الدولة من الميرة والعلف فغلت الأسعار عليهم ومنع ناصر الدولة من
التعامل بالدنانير والدراهم التي عليها اسم المطيع وضرب دراهم ودنانير
عليها اسم المتقي لله وعبر ناصر الدولة ليلة في ألف فارس لكبس معز
الدولة فلقيهم اسفهدوست وكان من أعظم الناس شجاعة فهزمهم وضاق
الأمر بالديلم فاحتال معز الدولة وأظهر انه يعبر في قطربل فامر وزيره
الصيمري واسفهد وست بالعبور وسار ليلا ومعه المشاعل على شاطئ دجلة
فاسر أكثر عسكر ناصر الدولة بازائه ليمنعوه من العبور فعبر الصيمري
والقائد وأصحابهم وعاد معز الدولة إلى موضعه فعلموا بحيلته وحارب
أصحاب ناصر الدولة أصحاب الصيمري فهزمهم الصيمريون وملكوا
الجانب الشرقي وأعيد الخليفة إلى داره في محرم سنة ٣٣٥ ونهب الديلم
بغداد فأمرهم معز الدولة بالكف فلم ينتهوا فامر وزيره الصيمري فركب
وقتل وصلب جماعة ثم استقر الصلح بينه وبين ناصر الدولة بغير علم من
الأتراك التورونية فلما علموا بذلك ثاروا بناصر الدولة وهو نازل شرقي
تكريت فهرب منهم فأمروا عليهم تكين الشيرازي وكتب ناصر الدولة إلى
معز الدولة يستصرخه فسير الجيوش إليه مع وزيره الصيمري فالتقوا مع
تكين في الحديثة واقتتلوا فهرب تكين والأتراك وتبعهم العرب فقتلوا فيهم
وأسر تكين وحمل إلى ناصر الدولة فسلمه.
وفيها اختلف معز الدولة وأبو القاسم البريدي والي البصرة فأرسل
معز الدولة جيشا إلى واسط فسير إليه البريدي جيشا من البصرة فاقتتلوا
وانهزم أصحاب البريدي وأسر من أعيانهم جماعة.
استيلاء معز الدولة على البصرة
وفي سنة ٣٣٦ سار معز الدولة ومعه المطيع إلى البصرة لأخذها من
أبي القاسم عبد الله بن أبي عبد الله البريدي وسلكوا البرية إليها فأرسل
إليه القرامطة ينكرون عليه مسيره إلى البرية بغير أمرهم وهي لهم فقال
للرسول: قل لهم من أنتم حتى تستأمروا وليس قصدي من أخذ البصرة
غيركم فلما وصل الدرهمية استأمن إليه عساكر البريدي وهرب هو إلى
القرامطة وملك معز الدولة البصرة.
وخالف كوركين من أكابر القواد على معز الدولة فسير إليه الصيمري
فقاتله فانهزم كوركين وأخذ أسيرا وحبس.
وأبقى معز الدولة الخليفة والصيمري بالبصرة ولقي أخاه عماد الدولة
بأرجان وقبل الأرض بين يديه وكان يقف قائما عنده فيأمره بالجلوس فلا
يفعل ثم عاد مع الخليفة إلى بغداد وأظهر أنه يريد الذهاب إلى الموصل
فترددت الرسل بينه وبين ناصر الدولة واستقر الصلح وحمل إليه المال
فسكت عنه.
وفي سنة ٣٣٧ سار إلى الموصل فلما سمع ناصر الدولة بذلك سار إلى
نصيبين فملك معز الدولة الموصل فجاءه الخبر من أخيه ركن الدولة ان
عساكر خراسان قصدت جرجان والري ويستمده فاضطر إلى مصالحة ناصر
الدولة فاستقر الصلح بينهما على أن يؤدي ناصر الدولة عن الموصل وديار
(٤٨٧)

الجزيرة والشام كل سنة ثمانية آلاف ألف درهم ويخطب في بلاده لعماد
الدولة وأخويه فعاد إلى بغداد.
وفيها قبض معز الدولة على خاله اسفهدوست وسجنه في رامهرمز
وكان من أكابر قواده لأنه كان يكثر الدالة عليه ويعيبه وبلغه انه كان
يراسل المطيع في القبض عليه.
واستامن إليه أبو القاسم البريدي فاحسن إليه وأقطعه. عصيان عمران بن شاهين على معز الدولة
وفي سنة ٣٣٨ استفحل أمر عمران بن شاهين وكان من أهل الجامدة
فجبى جبايات وهرب إلى البطيحة خوفا من السلطان وأقام بين القصب
والآجام يقتات بما يصيده من السمك وطيور الماء ثم صار يقطع الطريق
واجتمع إليه جماعة من الصيادين واللصوص فقوي بهم ثم استأمن إلى أبي
القاسم البريدي فقلده حماية الجامدة والبطائح فكثر جمعه وغلب على تلك
النواحي فأرسل معز الدولة وزيره الصيمري لمحاربته فحاربه مرارا واستأسر
أهله وعياله واستتر هو فكاد ان يهلك فاتفق موت عماد الدولة واضطراب
جيشه بفارس فأرسل معز الدولة إلى الصيمري بالمبادرة إلى شيراز لاصلاح
أمرها ففعل فظهر ابن شاهين وعاد إلى حاله.
وأرسل ركن الدولة بعد موت عماد الدولة إلى أخيه معز الدولة شيئا
كثيرا من المال والسلاح من شيراز.
وفيها مات محمد بن أحمد الصيمري وزير معز الدولة فاستوزر الحسن
ابن محمد المهلبي.
وأنفذ معز الدولة روزبهان من أعيان عسكره لحرب عمران بن شاهين
فاستظهر عليه عمران وهزمه فكتب إلى المهلبي بحربه وأمده بالقواد فضيق
على عمران وانتهى إلى مضائق لا يعرفها الا عمران فأشار روزبهان على
المهلبي بالهجوم عليه ليصيب المهلبي ما أصابه من الهزيمة فلم يقبل فكتب
إلى معز الدولة يعجز المهلبي فكتب معز الدولة إلى المهلبي بالمناجزة فترك
الحزم وهجم بعسكره على عمران فخرج عليهم الكمناء ووضعوا فيهم
السيف وألقى المهلبي نفسه في الماء فنجا سباحة فتأخر روزبهان وأصحابه
ليسلموا عند الهزيمة فسلموا وأسر عمران القواد فاضطر معز الدولة
لمصالحته.
وفي سنة ٣٤١ سار يوسف بن وجيه صاحب عمان إلى البصرة
وحصرها واستمد القرامطة لعلمه باستيحاشهم من معز الدولة لما أجابهم به
كما مر فسار إليه الوزير المهلبي بالعساكر وأمده معز الدولة فدخلها قبل
وصول يوسف فتحارب هو ويوسف أياما ثم انهزم يوسف.
وفيها ضرب معز الدولة وزيره المهلبي بالمقارع لأمور نقمها عليه ولم
يعزله من الوزارة.
وفي سنة ٣٤٢ ارسل الخليفة المطيع رسلا إلى خراسان للاصلاح بين
نوح بن أحمد الساماني صاحب خراسان وركن الدولة بن بويه فلما وصلوا
حلوان خرج عليهم ابن أبي الشوك الكردي وقومه فنهبوهم وقافلتهم
وأسروهم ثم اطلقوهم فأرسل معز الدولة عسكرا إلى حلوان فأوقع
بالأكراد.
وفيها سير مع الحاج رجلين من العلويين فجرى بينهما وبين عساكر
المصريين من أصحاب ابن طغج حرب كان الظفر فيها لهما فخطب بمكة لمعز
الدولة.
وفي سنة ٣٤٣ وقعت الحرب بمكة بين أصحاب معز الدولة وأصحاب
ابن طعج من المصريين فكانت الغلبة لأصحاب معز الدولة فخطب بمكة
والحجاز لركن الدولة ومعز الدولة وولده وبعدهم لابن طغج.
وفيها أرسل معز الدولة سبكتكين في جيش إلى شهر زور السليمانية
لفتحها ومعه المنجنيقات فلم يمكنه فعاد إلى بغداد.
وفي سنة ٣٤٤ مرض معز الدولة وأرجف بموته وبلغ عمران بن
شاهين انه مات فمر عليه مال لمعز الدولة فاخذه فلما عوفي رده.
وفي سنة ٣٤٥ عصى روزبهان بن وندان خرشيد الديلمي على معز
الدولة وخرج أخوه بلكا بشيراز وخرج أخوهما أسفار بالأهواز ومال الديلم
إلى روزبهان وشغبوا على معز الدولة فسار إليه وبلغ ذلك ناصر الدولة فسير
عسكرا مع ولده جابر للاستيلاء على بغداد فخاف الخليفة ولحق بمعز الدولة
فأعاد سبكتكين الحاجب وغيره من ثقاته إلى بغداد فشغب من بها من الديلم
فوعدوا بارزاقهم فسكنوا وبلغ معز الدولة قنطرة أربق فنزل وجعل على
الطرق من يحفظ الديلم من الاستئمان إلى روزبهان لأنهم كانوا يأخذون
العطاء منه ويهربون عنه ثم أراد العبور بثقاته فطلب منه الديلم أن يعبروا
معه وقالوا له لا صبر لنا على القعود مع الغلمان فان ظفرت كان الاسم
لغيرنا وان ظفر عدوك لحقنا العار وكان ذلك خديعة منهم فقال أريد أن
أجربهم وفي الغد نلقاهم بأجمعنا ثم عبر ووقع الحرب إلى الغروب ففني
نشاب الأتراك وتعبوا وقالوا نستريح الليلة ونعود غدا فعلم أنه ان رجع
زحف إليه روزبهان وثار به الديلم ولا يمكنه الهرب فبكى بين يدي أصحابه
وطلب منهم أن يحملوا بأجمعهم وهو أمامهم فاما أن يظفروا أن يكون أول
من يقتل فطالبوه بالنشاب وكان قد بقي جماعة صالحة من الغلمان الصغار
ومعهم نشاب وتحتهم الخيل الجياد فأشار إليهم ليحضروا ويسلموا النشاب
فظنوا أنه يأمرهم بالحملة فحملوا وهم مستريحون فخرقوا صفوف روزبهان
حتى صاروا وراءها وحمل معز الدولة بمن معه فكانت الهزيمة وأخذ روزبهان
أسيرا وجماعة من قواده وعاد معز الدولة إلى بغداد ومعه روزبهان ليراه الناس
وسار سبكتكين إلى أبي المرجا جابر بن ناصر الدولة فلم يلحقه وسجن
روزبهان فبلغه ان الديلم يريدون اخراجه قهرا فأخرجه ليلا وأغرقه وظفر
أبو الفضل بن العميد ببلكا أخو روزبهان وقبض معز الدولة على جماعة من
الديلم واستطال الأتراك عليهم.
وفي سنة ٣٤٦ سار معز الدولة نحو الموصل بسبب ما فعله ناصر
الدولة فراسله وضمن منه البلاد كل سنة بألفي ألف درهم وحمل إليه مثلها
فعاد.
وفي سنة ٣٤٧ أخر ناصر الدولة حمل المال فسار معز الدولة إلى
الموصل ومعه وزيره المهلبي فخرج ناصر الدولة إلى نصيبين وملك معز
الدولة الموصل وكانت عادة ناصر الدولة إذا قصده أحد سار عن الموصل
واستصحب معه الكتاب والوكلاء ومن يعرف أبواب المال ففعل هذه المرة
كذلك فضاقت الأقوات على معز الدولة وعسكره وبلغه ان في نصيبين من
الغلات السلطانية فسار إليها فبلغه ان ناصر الدولة بسنجار في عسكر فسير
إليهم عسكرا فانهزموا ثم عادوا إليهم وهم غارون فقتلوا وأسروا وسار معز
الدولة إلى نصيبين ففارقها ناصر الدولة إلى ميافارقين واستامن أصحابه إلى
معز الدولة فسار ناصر الدولة إلى أخيه سيف الدولة بحلب فراسل معز
الدولة في الصلح وضمن هو البلاد منه بألفي ألف وتسعمائة ألف درهم
واطلاق من أسر من أصحابه فقبل وعاد إلى بغداد ورجع ناصر الدولة إلى
الموصل وذلك في المحرم سنة ٣٤٨.
(٤٨٨)

وفيها توفي أبو الحسن محمد بن أحمد المافروخي كاتب معز الدولة
وكتب له بعده أبو بكر بن أبي سعيد.
وفي سنة ٣٤٩ استأمن أبو الفتح أخو عمران بن شاهين إلى معز
الدولة فأكرمه وأحسن إليه.
وفي سنة ٣٥٠ مرض معز الدولة مرضا شديدا بعسر البول والحصى
والرمل ثم عوفي فعزم على الانتقال من بغداد إلى الأهواز لأنه اعتقد ان ما
يعتريه من الأمراض بسبب مقامه ببغداد فانحدر إلى كلواذي فأشار عليه
أصحابه بالتريث لأنهم خافوا على بغداد أن تخرب بانتقال دار الملك عنها ثم
أشاروا عليه أن يبني دارا في أعلى بغداد لتكون أرق هواء وأصفى ماء ففعل
وبنى داره في موضع المسناة المعزية وأنفق عليها ثلاثة عشر ألف ألف درهم
فاحتاج إلى مصادرة جماعة من أصحابه.
وفي سنة ٣٥٢ توفي الوزير المهلبي وزير معز الدولة فقبض معز الدولة
أمواله وذخائره قال ابن الأثير: وكان كريما فاضلا ذا عقل ومروءة فمات
بموته الكرم ونظر في الأمور بعده أبو الفضل العباس بن الحسين الشيرازي
وأبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس من غير تسمية لأحدهما بوزارة.
ملك معز الدولة الموصل وعوده عنها
كان قد استقر الصلح بين معز الدولة وناصر الدولة على ألف ألف
درهم يحملها ناصر الدولة كل سنة ثم بذل زيادة ليكون اليمين أيضا لوالده
أبي تغلب فضل الله الغضنفر معه فيحلف معز الدولة لهما فلم يجب إلى ذلك
وسار معز الدولة سنة ٣٥٣ إلى الموصل فلما قاربها سار ناصر الدولة إلى
نصيبين وملك معز الدولة الموصل واستخلف عليها وسار إلى نصيبين فلما
قاربها سار عنها ناصر الدولة فدخلها وملكها وخاف ان يخالفه ناصر الدولة
إلى الموصل فعاد إليها وكان أبو تغلب بن ناصر الدولة قد قصد الموصل
وحارب من بها فكانت الدائرة عليه فاحرق سفن معز الدولة وانصرف ولما
بلغ معز الدولة ظفر أصحابه أقام ببرقعيدة فبلغه أن ناصر الدولة بجزيرة
ابن عمر فرحل إليها فلم يجده بها واجتمع ناصر الدولة وأولاده وعساكره
وقصدوا الموصل فقتلوا وأسروا كثيرا من أصحاب معز الدولة وقواده وملكوا
جميع ما خلفه من مال وسلاح وحمل الجميع إلى قلعة كواشي فقصده معز
الدولة فسار إلى سنجار فعاد معز الدولة إلى نصيبين فسار أبو تغلب بن ناصر
الدولة فنزل بظاهر الموصل فسار معز الدولة إلى الموصل ففارقها أبو تغلب
وقصد الزاب وراسل معز الدولة في الصلح فاجابه لأنه علم أنه متى فارق
الموصل عادوا وملكوها ومتى أقام بها أغاروا على النواحي فعقد عليه ضمان
الموصل وديار ربيعة والرحبة وما كان في يد أبيه واطلاق من عندهم من
الاسرى وعاد إلى بغداد.
وفي سنة ٣٥٤ سير معز الدولة عسكرا إلى عمان فدخل أميرها نافع
في طاعته وخطب له وضرب اسمه على الدينار والدرهم فلما عاد العسكر
عنه وثب به أهل عمان فاخرجوه وسلموا البلد إلى القرامطة وهرب نافع إلى
معز الدولة فلقيه بواسط وهو يحارب عمران بن شاهين فجهز الجيش
والمراكب إلى عمان وساروا سنة ٣٥٥ وانضم إليهم بسيراف الجيش الذي
جهزه عضد الدولة نجدة لعمه معز الدولة فاجتمعوا ودخلوا عمان وخطب
لمعز الدولة فيها وقتل من أهلها مقتلة عظيمة وأحرقت مراكبهم وهي ٨٩
مركبا.
ثم مرض معز الدولة وهو يحارب عمران بن شاهين فاصعد إلى بغداد
وخلف العسكر بواسط ووعدهم العود فلما وصل بغداد اشتد مرضه وتوفي
سنة ٣٥٦. الشيخ أحمد بن البيصاني
من مشائخ الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن أبي جامع العاملي ذكره
صاحب رياض العلماء في باب الكنى من كتابه عند ذكر أبي القاسم بن طي
العاملي فقال إنه يروي عن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود
المؤذن الجزيني العاملي كذا يظهر من بعض إجازات الشيخ أحمد بن
البيصاني للشيخ أحمد ابن الشيخ محمد بن أبي جامع العاملي اه ولعل
البيصاني مصحف عن البياضي. الأمير أحمد الدنبلي.
ابن الأمير بيك ابن الأمير أبي المظفر جعفر شمس الملك ابن عيسى
ابن يحيى بن جعفر الثاني بن سليمان بن أحمد بن موسى بن عيسى بن
موسى بن يحيى البرمكي وزير هارون الرشيد.
في آثار الشيعة الإمامية: كان المولى جلال الدين الرومي صاحب
المثنوي من خواص صاحب الترجمة أحدث رباطات وعمارات عديدة دفن
في مقبرته جنب جبل سنقار وآثارها إلى الآن باقية وهي قرية صغيرة تعرف
ببابا احمد اه ويأتي في أحمد بن موسى بيان تشيع الدنابلة ونسبهم
وأحوالهم على الاجمال ويأتي الأمير أحمد خان الدنبلي وكانه غير هذا. الشيخ محي الدين أحمد بن تاج الدين العاملي الميسي
ذكره بهذا العنوان صاحب أمل الآمل في باب الأحمدين والصواب انه
محي الدين بن أحمد فلذلك ذكرناه في باب محي الدين. ميرزا أحمد التبريزي الخطاط المشهور
وجد بخطه كتاب الأدعية المأثورة وفي حواشيه أسانيد الأدعية
بالفارسية تاريخ كتابته سنة ١١٥١ توجد نسخته في الخزانة الرضوية ولعله
من جمع أحمد ميرزا المذكور. وله كتاب الأدعية من جمعه في مجلدين توجد
نسخته بخطه في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران فرع من أحدهما سنة
١١٣٠ ومن الآخر سنة ١١٤٣ وهو غير الأدعية المأثورة المتقدم. ملا أحمد التبريزي الكوزكناني
توفي في ٥ ربيع الأول سنة ١٣٢٦ أو ٢٧ في الكاظمية زائرا ونقلت
جنازته إلى النجف الأشرف ودفن في مقبرة الشيخ حسن المامقاني.
والكوز كناني نسبة إلى كوزكنان بضم الكاف وسكون الواو وفتح
الزاي وضم الكاف ونونين بينهما ألف قرية كبيرة من نواحي تبريز بينها وبين
أرمية تبين منها بحيرة أرمية كما في مراصد الاطلاع.
من مؤسسي حزب المشروطة في الغري وكان عالما فاضلا ذكيا متوقد
الفهم يروي عن الشيخ حسن المامقاني وهو من تلاميذه.
مؤلفاته
١ كتاب هداية الموحدين في أصول الدين ثلاثة مجلدات كبار
بالفارسية. ٢ روضة الأمثال فيها كل آية فيها لفظ مع تفسيرها. ٣
ايقاظ العلماء رسالة صغيرة والثلاثة مطبوعة في تبريز. ٤ رسالة في
السلطنة المشروطة والاستبدادية قال بعض المعاصرين عند ذكرها كأنه يريد
بذلك معنى قولي:
تغيرت الدنيا وأصبح شرها * يروح بافراط ويغدو بتفريط
إلى أين يمضي من يروم سلامة * وما الناس الا مستبد ومشروطي
وله شعر كثير بالفارسية.
(٤٨٩)

السيد احمد التستري
فيما كتبه الشيخ محمد رضا الشبيبي النجفي البغدادي إلى مجلة
العرفان عن دور كتب الشرق قوله: من دور الكتب الخطيرة في تستر دار
كتب السيد أحمد التستري تشتمل على سبعة آلاف مجلد في جلها كثير من
المخطوطات القديمة والحديثة المذهبة وقد انتقلت من بعده إلى ولده السيد
عبد الصمد الا انها نهبت وسرقت في النكبة التي لحقته من أهل تستر وبيع
بعضها بثمن بخس وفرق بعضها ورمي قسم منها في نهر قارون ولم يبق عنده
الا ٩٠٠ من المجلدات اه ولسنا نعرف من أحواله شيئا غير ذلك. ملا أحمد التوني أخو صاحب الوافية ملا عبد الله التوني
كان عالما فاضلا ورعا زاهدا عابدا له حاشية على شرح اللمعة
ورسالة في رد الصوفية. أبو الحسن أحمد بن ثابت النخعي الكوفي ويقال الهمداني
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع. أحمد بن جابر الكوفي أخو زيد القتات
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع. الشيخ أحمد بن جابر الدمشقي شيخ الشهيد الثاني
كان عالما بعلم القراءة وقرأ عليه فيه الشهيد الثاني فعن الدر المنثور
للشيخ علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني عن كتاب في
ترجمة الشهيد الثاني لتلميذه الشيخ محمد بن علي بن حسن العودي العاملي
الجزيني عن الشهيد الثاني نفسه فيما كتبه في ترجمة أحواله: قال بقيت في
جبع إلى سنة ٩٣٧ ثم ارتحلت إلى دمشق. إلى أن قال: وقرأت في تلك
المدة بها على المرحوم الشيخ أحمد بن جابر الشاطبية في علم القراءة وقرأت
عليه القرآن بقراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو وعاصم، إلى آخر كلامه.
فأين هم العلماء في ذلك الزمان منهم في زماننا الذين إذا قلنا لبعضهم
صححوا قراءة الصلاة غضبوا وعتبوا. السيد أحمد الشهير بجان بازخان المرعشي
المرعشي بتشديد العين المهملة نسبة إلى أحد أجداده الملقب
بذلك. ترجم له نظام الدين أحمد الغفاري المازندراني احتجاج الطبرسي إلى
الفارسية والظاهر أنه كان أحمد الأمراء. الشيخ أحمد الجزائري
مضى بعنوان أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي الجزائري أحمد بن جعفر بن سفيان البزوفري يكنى أبا علي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال ابن عم أبي عبد
الله يعني الحسين بن علي بن سفيان البزوفري الجليل روى عنه
التلعكبري وسمع منه سنة ٣٦٥ وله منه اجازة وكان يروي عن أبي يعلى
الأشعري أخبرنا عنه محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله
اه قال الميرزا في الرجال الكبير لا يبعد أن يكون هذا هو أحمد بن
محمد بن جعفر الصولي وربما أيد ذلك قول الشيخ في الفهرست في ترجمة
أحمد بن إدريس أخبرنا بسائر رواياته الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن
محمد جعفر بن سفيان البزوفري عن أحمد بن إدريس فيكون الشيخ في
رجاله نسبه إلى جده وترك من نسبه الصولي وفي غيره نسبه إلى أبيه وترك
بعض أجداده ومن نسبه البزوفري اه وكيف كان فلا ينبغي التأمل في أنه
أحمد بن محمد بن جعفر فيكون الشيخ نسبه إلى جده.
والبزوفري منسوب إلى بزوفر كغضنفر قرية كبير من أعمال قوشان
قريبة من واسط في غربي دجلة.
ثم أن في أمل الآمل في باب الكنى أبو علي البزوفري: هو أحمد بن
جعفر بن سفيان اه وفي رياض العلماء هو سهو لأن كنية أحمد هذا هو أبو
عبد الله لا أبو علي اه أقول المكنى بأبي عبد الله البزوفري هو الحسين بن
علي بن سفيان أما هذا فيكنى أبا علي كما سمعت فيوشك أن يكون السهو
منه لا من صاحب الأمل. أحمد بن جعفر بن شاذان
له كتاب أدب الوزراء ينقل عنه ابن طاوس في الاقبال والظاهر أنه
من أصحابنا. أحمد بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر العلوي الحيري
أبو جعفر
الحيري كأنه منسوب إلى الحيرة ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع
وقال روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ٣٧٠ وكان يروي عنه حميد
اه وبعض من تعاطى التأليف في الرجال في عصرنا جعله الحميري وهو
سهو والعلوي كيف يكون حميريا. أحمد بن الجهم الخزاز
روى الكليني في كتاب الحج من الكافي باب ١٤٣ الوقوف على الصفا
والدعاء آخر رواية منه بسنده عن صالح بن أبي حماد عن أحمد بن الجهم
الخزاز عن محمد بن عمر بن يزيد. وروى الكليني في كتاب الحج من الكافي باب ١٤٣ وهو باب
الوقوف على الصفاء والدعاء في آخر رواية منه بسنده عن أبي حماد عن
أحمد بن الجهم الخزار عن محمد بن عمر بن يزيد عن بعض أصحابه عن
الكاظم ع وهو غير مذكور في الرجال. أحمد بن حاتم بن ماهويه أبو الحسن
روى الكشي عن أبي جبرئيل محمد بن محمد الفاريابي حدثني
موسى بن جعفر بن وهب حدثني أبو الحسن أحمد بن حاتم بن ماهويه قال
كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث ع أسأله عمن آخذ معالم ديني وكتب
أخوه أيضا بذلك فكتب إليهما فهمت ما ذكرتماه فاعتمدا في دينكما على كل
مسن في حبنا كثير القدم في أمرنا فإنهم كافوكما إن شاء الله تعالى وله ثلاثة
أخوة طاهر وفارس وسعيد اما فارس فكان غاليا كذابا على قول ابن
شاذان واما ظاهر فروى الصدوق في توحيده بسنده عن طاهر بن
حاتم بن ماهويه قال كتبت إلى الطيب يعني أبا الحسن ع ما الذي لا
يجزي من معرفة الخالق جل جلاله بدونه فكتبت ليس كمثله شئ الحديث
والظاهر أنه هو المراد في رواية الكشي واما سعيد فذكر في الرجال بعنوان
ابن أخت صفوان أخي فارس الغالي. أحمد بن الحارث
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال: روى عنه
المفضل بن عمر وأحمد بن أبي الأكراد وفي الفهرست: أحمد بن الحارث له
كتاب أخبرنا به ابن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن
الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحارث. وقال النجاشي:
أحمد بن الحارث كوفي غمز أصحابنا فيه وكان من أصحاب المفضل بن عمر
أبوه روى عن أبي عبد الله ع له كتاب يرويه عنه الحسن بن محمد بن
سماعة الصيرفي أخبرنا الحسين حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد حدثنا
(٤٩٠)

الحسن بن محمد حدثنا أحمد بن الحارث به والظاهر اتحاد الكل مع
الأنماطي الآتي كما يأتي. أحمد بن الحارث الأنماطي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم ع ثم قال أحمد بن
الحارث واقفي وفي الخلاصة: من أصحاب الكاظم ع واقفي وكان من
أصحاب المفضل بن عمر روى أبوه عن الصادق ع. الكشي عن
حمدويه حدثنا الحسن بن موسى ان أحمد بن الحارث الأنماطي كان واقفيا
اه والظاهر أن كل من ذكر في العنوان السابق وفي هذا العنوان واحد
وهو الأنماطي الواقفي كما استظهره الميرزا أيضا في رجاله ثم قال وعلى كل
حال سبيلهم واحد. وفي النقد لا يبعد أن يكون الجميع واحدا وإن كان
الشيخ ذكر الأنماطي في أصحاب الكاظم ع والنجاشي ذكر أحمد بن
الحارث في أصحاب الصادق ع. وهو الذي اعتمده العلامة في الخلاصة
كما سمعت فلم يذكر الا واحدا عده من أصحاب الكاظم وقال إنه من
أصحاب المفضل مع عد الشيخ صاحب المفضل هو صاحب الصادق وما في
تتمة الرجال من ترجيح انهما اثنان ضعيف. السيد أحمد آل زوين الأعرجي النجفي
ولد في الرماحية سنة ١١٩٣ وتوفي في النجف بعد سنة ١٢٦٧.
نسبه
هو السيد أحمد ابن السيد حبيب بن أحمد بن مهدي بن محمد بن عبد
العلي بن زين الدين بن رمضان بن صافي بن عواد بن محمد بن عطيش بن
حبيب الله بن صفي الدين ابن السيد الأشرف الجلال بن موسى بن علي بن
حسين بن عمران الملقب بالهاشمي ابن أبي علي الحسن بن رجب بن
طالب بن عمار بن فضل بن محمد بن الصالح بن أحمد أبو العباس ابن
النقيب محمد الأشتر بن عبد الله الثالث ابن المحدث علي الكوفي ابن
عبد الله الثاني ابن علي بن عبد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام
علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب
ع.
صدق على هذا النسب مشاهير علماء النجف الاعلام في عصره منهم
السيد مهدي بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء والشيخ علاء الدين
الطريحي والشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي النسابة والشيخ محمد
الخمايسي والشيخ محمد ابن الشيخ قاسم الشريف والشيخ زين العابدين
ابن الشيخ محمد علي النجفي والشيخ إبراهيم بن يحيى بن محمد بن سليمان
العاملي والشيخ علي الفراهي.
وزوين الظاهر أنه تصغير زين ولا نعلم من هو المسمى بذلك منهم
ولعله جده زين الدين، ويوجد في جبل لبنان أسرة تعرف بال زوين هي من
أشراف النصارى يقولون انهم سمعوا عن آبائهم أن أحد أجدادهم جاء من
العراق إلى لبنان فتنصرت ذريته ويرجحون أن يكونوا من السادة آل زوين
العراقيين ويقولون انهم يجدون من أنفسهم ميلا وعاطفة نحو الاسلام
والمسلمين والله أعلم. والأعرجي نسبة إلى عبد الله الأعرج جدهم
والسادة الأعرجية بيت كبير في العراق جليل فيه العلماء والعظماء في كل
عصر وهذه السلالة منتشرة اليوم في مدن العراق وارجائه، وللسلسلة
الأعرجية والسلالة العبيدية طوائف وأفخاذ ومن طوائفها آل زوين الأسرة
العلوية التي نبغت في الرماحية (١) يوم كان العلم يتردد بينها وبين النجف
على عهد آل طريح في القرن الماضي وما قبله وانتقل بعض النابهين منهم إلى
النجف وهذه الأسرة جمعت في القرن الثالث عشر الهجري وما بعده بين
فضيلتي العلم والأدب وشرف الحسب والنسب والثروة والمال نبغ منها غير
واحد بالعلم والفضل ولها فرعان أحدهما يقطن النجف. والثاني يقيم
في الجعارة. الحيرة حيث أملاكهم وأراضيهم التي أقطعتهم إياها هي
والمشخاب قبيلة خزاعة وأكرمت مثواهم يوم كان حكم خزاعة في ارجاء
الشامية والديوانية نافذا ولما عجزوا عن حفظ المشخاب وصاروا لا يقدرون
على استغلالها أعطتها الحكومة التركية لآل فتلة القبيلة المعروفة القحطانية
الأصل فلم تزل بأيديهم إلى اليوم اه.
والمترجم ممن نبغ من هذه الأسرة في القرن الثالث عشر الهجري عالم
أديب ظريف هاجر من الرماحية يافعا إلى النجف وقرأ على علمائها العلوم
العربية والدينية مدة طويلة حتى حصلت له ملكة الاجتهاد وشغف بطريقة
الصوفية القائلين بوحدة الوجود الا انه تنصل في آخر أيامه منها وألف رسالة
صغيرة في الرد على من يقول بذلك. ورحل إلى إيران سنة ١٢٣٢ وأقام مدة
في طهران في مدرسة الصدر يعلم فيها الآداب العربية ويقرأ على كبار
علمائها بعض العلوم الغريبة ثم سافر إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا
ع وعاد إلى النجف وكتب رحلة وصف فيها ما شاهده في سفره من
العجائب والغرائب والعادات والأخلاق ونظمها أكثر من نثرها ثم سافر من
النجف برا إلى الحج سنة ١٢٤٢ ه ونظم أرجوزة هناك ضمنها مناسك الحج
وتعيين المقامات الشريفة في الحجاز وتاريخها وأبنيتها وهوائها إلى غير ذلك
من الشؤون وعاش إلى عهد الطاعون الذي انتشر سنة ١٢٦٧ ه في جميع
أنحاء العراق على ما نص عليه هو في كتابه مستجاب الدعوات واحترمته
يد المنون بعد ان خفت وطأته وارتفع أثره ومات عقيما ليس له عقب.
مؤلفاته
له مؤلفات مخطوطة: ١ رحلته إلى خراسان المشتملة على نظمه
ونثره. ٢ الرحلة الحجازية. ٣ أنيس الزوار في الأدعية والزيارات.
٤ رائق المقال في فائق الأمثال جمع فيه الأمثال الشائعة بين الناس ورتبها
على حروف المعجم وشرحها شرحا مختصرا. ٥ مستجاب الدعوات فيما
يتعلق بجميع الأوقات على نمط عدة الداعي لكنه أبسط منه بكثير. الشيخ الامام جمال الدين أبو العباس أحمد بن الحداد الحلي
يروي العلويات السبع عن ناظمها عز الدين عبد الحميد بن أبي
الحديد المدائني رأينا منها نسخة في مكتبة الشيخ ضياء الدين النوري في
طهران وفي آخرها فرع من كتابتها لنفسه العبد الفقير إلى الله تعالى محمد بن
علي بن حسن الجباعي في أخريات شعبان المبارك سنة ٨٦٨ قوبلت يوم
الثلاثاء غرة رمضان المعظم سنة ٨٦٨ وعلى ظهر النسخة بخط المذكور
يرويها الشيخ محمد بن مكي عن شيخه فخر الدين عن والده جمال الدين
عن جده سديد الدين يوسف عن الناظم عز الدين عبد الحميد بن أبي

(١) الرماحية: بالتشديد مدينة من مدن العراق المنسية المنقرضة واقعة في (الشامية في ديار خزاعة
أنشئت في أواخر القرن السابع الهجري أو العاشر على عهد السلطان سليم العثماني والمشهور
على الأفواه ان المنشئ لها فريق من متصوفة الأتراك واليهم تنسب بعض البقاع إلى الآن
وكانت تسمى (روم ناحية) على قاعدة العراقيين في تسميتهم الأتراك روما ثم أدمجت
الكلمات لكثرة الاستعمال فقيل رماحية وقد غ فل عن ذكرها المؤرخون والرحالة وكانت
طيبة الهواء عذبة الماء مصطافا لعلماء النجف وأدبائها على عهد آل طريح آهلة بالسكان قبل
أن يطم نهرها ويحول مجراه ذات سور محكم وفيها سبعة حمامات وقد غزاها المولى علي بن محمد
المشعشعي ملك الحويزة سنة ٨٦٠ ه‍ وهاجموها بعد امتناع النجف عليهم فصابرتهم فرجعوا
عنها إلى الحلة، وقد أمست هذه المدينة نسيا لا أثر لها ولا طلل.
(٤٩١)

الحديد المدائني اه وفي مجموعة الشيخ محمد بن علي بن حسن الجبعي جد
والد البهائي وتلميذ الشهيد الأول وناسخ العلويات المذكورة وراويها عن
الشهيد ما لفظه: قال ابن راشد الحلي وجدت بخط الفاضل جمال الدين
أحمد بن الحداد: قيل الغيظ لمن لا يقدر على الانتصار ولهذا وصف الله تعالى
بالغضب ولم يوصف بالغيظ. وقال الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير
القرآن الفرق بين الغيظ والغضب ان الغضب ضد الرضا وهو إرادة العقاب
المستحق بالمعصية وليس كذلك الغيظ لأنه هيجان الطبع بتكره ما يكون من
المعاصي ولذلك قيل غضب الله على الكفار ولا يقال اغتاظ منهم اه. أحمد بن الحسن بن أحمد
له الطب الفلسفي بحسب صناعة النجوم كما أشار إليه بعض القدماء
بقوله ان الطب يحتاج إلى النجوم ولا يتم الا به. أبو ذر أحمد بن الحسن بن أسباط
له كتاب الصلاة قاله ابن شهرآشوب. أحمد بن الحسن بن إسحاق
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
ابن نوح. أحمد بن الحسن بن إسحاق بن سعد
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الهادي ع. أحمد بن الحسن الأسفراييني أبو العباس المفسر الضرير
نسبة إلى إسافرايين بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الراء
بعدها ألف وباء تحتية مكسورة وأخرى ساكنة ونون بلدة بنواحي نيسابور.
في الفهرست: له كتاب المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في أهل
البيت ع وهو كتاب كبير حسن كثير الفوائد أخبرنا به عدة من
أصحابنا منهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله
وأحمد بن عبدون وغيرهم عن أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع قال
حدثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول حدثنا أحمد بن
الحسن ومثله قال النجاشي الا أنه قال وهو كتاب حسن كثير الفوائد سمعت
أبا العباس أحمد بن نوح يمدحه ويصفه أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا
أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع حدثنا أبو طالب محمد بن أحمد بن إسحاق بن
البهلول حدثنا أحمد بن الحسن. أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم بن عبد الله التمار أبو
عبد الله مولى بني أسد.
في الفهرست: كوفي صحيح الحديث سليمة روى عن الرضا ع
وله كتاب النوادر أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى
العطار عن عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد الأنباري
الكاتب عن محمد بن الحسين بن زياد عن أحمد بن الحسن ورواه حميد بن
زياد عن أبي العباس عبد الله بن أحمد بن نهيك عنه وقال النجاشي
أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار مولى بني أسد قال
أبو عمرو الكشي كان واقفا وذكر هذا عن حمدويه عن الحسن بن موسى
الخشاب قال أحمد بن الحسن واقف وقد روى عن الرضا ع وهو على كل
حال ثقة صحيح الحديث معتمد عليه له كتاب نوادر أخبرنا أبو عبد الله بن
شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن الحميري حدثنا يعقوب بن يزيد
عن أحمد بن الحسن بالكتاب وأخبرنا محمد بن عثمان حدثنا جعفر بن محمد
عن عبد الله بن أحمد بن نهيك عنه وأخبرنا الحسين بن عبد الله حدثنا
الحسين بن علي بن سفيان حدثنا حميد بن زياد حدثنا الحسن بن محمد بن
سماعة حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي بكتابه عن الرجال وعن أبان بن
عثمان. وقال الشيخ في أصحاب الكاظم ع أحمد بن الحسن الميثمي
واقفي وقال الكشي في أصحاب الكاظم ع حمدويه عن الحسن بن
موسى قال أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا اه وبذلك يظهر انه من
رجال الكاظم والرضا ع وعدم ذكر الشيخ له في رجال الرضا
لعله لعدم التذكر والواقفة هم الذين وقفوا على الكاظم ع ولم يقولوا
بامامة الرضا ع قال المجلسي الأول روايته عن الرضا ع تدل على
رجوعه عن الوقف لأنهم كانوا أعادي له اه وربما يظهر من عبارة
النجاشي التأمل في وقفه. وقد علم مما مر أنه يروي عنه عبد الله بن
أحمد بن نهيك ومحمد بن الحسن بن زياد ويعقوب بن يزيد والحسن بن
محمد بن سماعة. وميزه في مشتركات الطريحي والكاظمي مع ذلك برواية
موسى بن عمر عنه. وعن جامع الرواة انه زاد رواية الحسن بن الكندي
والحسن بن محمد الأسدي وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن
عيسى وإبراهيم بن هاشم والحسن بن الحسين والحسن بن يزيد أخي
يعقوب والمثنى عنه.
تتمة
في مشتركات الكاظمي: يعرف أحمد أنه ابن بشير برواية محمد بن
أحمد بن يحيى عنه وعن جامع الرواة انه زاد رواية سهل بن زياد وموسى بن
جعفر عنه وروايته عن العباس بن عامر وابن أبي عقيل أو عقيلة وعلي بن
أسباط ويعرف أنه ابن بكر برواية حميد عنه وأنه ابن الحسن الأسفراييني
برواية محمد بن أحمد بن إسحاق بن بهلول عنه اه وفاتنا ذكر ذلك في محله
فذكرناه هنا. الشيخ أحمد بن الحسن البحراني الدمستاني
كان عالما فاضلا كتب للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي اجازة
سنة ١٢١٥ له الأسئلة الدمستانية أرسلها للشيخ يوسف البحراني صاحب
الحدائق فاجابه عنها. أحمد بن الحسن البغدادي
روى الصدوق في كمال الدين بسنده ان ممن رأى المهدي ع في
الغيبة الصغرى من أهل بغداد أحمد ومحمدا ابني الحسن.
أحمد بن الحسن بن الحسين اللؤلؤي
في الفهرست: ثقة وليس بابن المعروف بالحسن بن الحسين اللؤلؤي
كوفي له كتاب اللؤلؤة أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر
عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن أبي زاهر عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي
عن أحمد بن الحسن وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
وقال النجاشي أحمد بن الحسن بن الحسين اللؤلؤي له كتاب يعرف
باللؤلؤة وليس هو ابن الحسن بن الحسين اللؤلؤي أخبرنا الحسين بن
عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا أحمد بن أبي
زاهر حدثنا الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن أحمد بن الحسن به.
وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية الحسن بن الحسين اللؤلؤي
عنه اه. أحمد خان كاركيا
ابن السلطان حسن المعروف بخواندكار الحسيني العلوي آخر سلاطين
كيلان الكاركيانية.
(٤٩٢)

قتل في ميدان صاحب آباد من تبريز في ١٨ شعبان سنة ٩٤٢.
نسبه
هو أحمد خان كاركيا ابن السلطان حسن ابن السلطان أحمد كاركيا
ابن السلطان حسين ابن السلطان حسين ابن السيد محمد كاركيا المشهور
بأمير سيد بن مهدي كيا ابن أمير كيا ابن حسين كيا ابن السيد علي ابن
السيد احمد ابن السيد علي الغزنوي ابن محمد بن أبو زيد ابن أبو حمد
الحسن بن أحمد الأكبر المشهور بالعقيقي الكوكبي ابن عيسى الكوفي ابن
علي بن حسين حسن الأصفر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام
الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب ع.
وهم سلسلة من السادات العلوية كانوا ملوك جيلان وعبروا عنهم
بكاركيا تعظيما لهم وهي كلمة فارسية تدل على التعظيم. وكانوا زيدية
جارودية على ما هو مذهب أهل كيلان قديما وأول من انتقل منهم إلى
مذهب الشيعة الاثني عشرية السلطان أحمد ابن السلطان حسين ابن السيد
محمد مير سيد جد المترجم وسيأتي واقتدى به من بعده وتولى السلطنة منهم
في كيلان ما يزيد عن عشرة سلاطين أولهم السيد علي بن أمير كيا وآخرهم
صاحب الترجمة وقد ذكرنا تراجمهم كلا في بابه لكننا نسرد أسماءهم هنا على
الاجمال ليرتبط خبرهم بعضه ببعض فنقول: كان فيهم أمير كيا والد السيد
مهدي المذكور في سلسلة النسب توفي سنة ٧٦٣ وأبو زيد كان في أبهر
فانتقل إلى كيلان وأقام في قرية قشام والسيد علي ابن أميركيا أخو السيد
مهدي المذكور في سلسلة النسب سافر بعد وفاة أبيه إلى مازندران وملك
كيلان وقتل مع أخيه مهدي كيا سنة ٧٩٩ وتولى السلطنة بعده ولده السيد
رضا كاركيا ابن علي وتوفي سنة ٨٢٩ ولم يعقب فانتقلت السلطنة إلى ابن
عمه السيد محمد كاركيا المعروف بأمير سيد بن مهدي كيا ثم سجنه ولده
الأمير وحفيده أمير كيا في قلعة الموت إلى أن توفي سنة ٨٢٧ وقام مقامه في
السلطنة ولده ناصر كاركيا ابن أمير سيد ملك ١٤ سنة ومات سنة ٨٥١
وقام مقامه ولده السلطان محمد بن ناصر كاركيا ملك ٤ سنين ومات سنة
٨٨٣ وقام مقامه في السلطنة ولده علي كاركيا ابن السلطان محمد وقتل
سنة ٩١٠ عقيما وتولى السلطنة بعده أخوه السلطان حسين ابن السلطان
محمد وقتل غيلة ٩١١ وقام مقامه ولده السلطان أحمد كاركيا ابن حسين
الآتية ترجمته مات سنة ٩٤٠ وملك ٢٢ سنة وشهرين فقام مقامه ولده
السيد علي كيا ابن السلطان أحمد ووقع نزاع بينه وبين أخيه الصغير
السلطان حسين وفر جملة من أصحاب أخيه السيد علي إليه وفي سنة ٩٤١
سم أخاه السيد علي مع عدة من اخوته واستقر له ملك كيلان وتوفي سنة
٩٤٣ بالطاعون فملك بعده ابنه كاركيا أحمد خان ابن السلطان حسن وهو
صاحب الترجمة.
في مجالس المؤمنين هو أفضل ملوك كاركيا وألف قطب الدين العلامة
الشيرازي كتاب درة التاج باسم أحدهم، وقال غيره انه ألفه باسم المترجم
وله ألف السيد علي بن شمس الدين بن حسين تاريخ خاني ابتداؤه من
سنة ٩٢١ طبع في بطرسبورع سنة ١٨٧٤ م ثم قال في المجالس: انه هجم
عليه السلطان حسن كاركيا وعدة من أمراء الأطراف فانهزم إلى حوالي
بادكوبه وكان والي شيروان مصاهرا لهما فأراد أن يصلح بينهما وعرض له
مرض فمات به وقبض على أحمد خان وقتل في ميدان صاحب آباد من تبريز
بالتاريخ المتقدم وبموته انقرض ملك الكاركيانية وذكرهم اه.
وعن لطف علي في كتابه آتشكده بالفارسية المطبوع في بمبئي انه كان
يتولى بلاد جيلان وطبرستان والديلم وساعد الشاه إسماعيل الصفوي في
حروبه ووقعت بينه وبين الشاه طهماسب حرب أسر فيها وصحبه معه
طهماسب إلى قزوين ثم فر منه والتجأ إلى الدولة العثمانية وأسره طهماسب
ثانيا وحبسه في قلعة قهقهة ولما ولي الشاه إسماعيل الثاني أطلقه وحكمه على
جيلان ولما ظهر الشاه عباس الصفوي فر من جيلان إلى النجف وسكنها إلى أن
مات بها سنة ٩٢٠ والظاهر أن الصحيح من تاريخ وفاته ما مر عن
القاضي في مجالسه فان وفاته لم تكن في النجف وإنما وردها زائرا بالتاريخ
المذكور وعاد إلى جيلان والله أعلم
وكان نقش خاتمه:
تا شد سعادت راهبر مرا شد * رهنون بمذهب اثني عشر مرا
ومن نظمه قوله:
مرا رسيد ز فقر رسول ميراثي * چنانكه نبست حقيقت ز هيچكس پنهان
از آنكه روز مال دهر را سه طلاق * علي كمه حامي دين بود وهادي ايمان
بطور شرع نبي أين نميشود كمه شود * طلاق داده والد حلال
فرزندان أحمد بن الحسن بن خراش البغدادي أبو جعفر خراساني الأصل شيخ مسلم
والترمذي
توفي سنة ٢٤٣ عن ستين سنة.
في تهذيب التهذيب لابن حجر: روى عن شبابه وأبي عامر العقدي
وابن مهدي وعبد الصمد بن عبد الوارث وجماعة وعنه مسلم والترمذي
وعبيد العجلي وعبد الله بن أحمد والسراج قال الخطيب: كان ثقة وذكره ابن
حبان في الثقات اه ثم ذكر في تهذيب التهذيب في ترجمة إبراهيم بن سعد
الجوهري خبرا عن تاريخ الخطيب عن ابن خراش ثم قال قلت: وابن
خراش رافضي وفي الهامش عن الخلاصة ابن خراش براء مهملة هو
أحمد بن الحسن اه. أحمد بن الحسن الخزاز يكنى أبا عبد الله
في الفهرست: له كتاب التفسير كذا في نسخة منقولة عن نسخة
معارضة مع الشهيد الثاني ويوجد في بعض النسخ كتاب التقصير والظاهر أنه
تصحيف. الشيخ أحمد بن الحسن الخياط
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحايري فقال الأديب الأريب الأعز
الشيخ أحمد الخياط اه كان أديبا شاعرا أرسل إليه السيد نصر الله
الحايري أبياتا يعاتبه بها وضمنها اصطلاحات الخاصة وهي:
يا احمد الخياط قص لنا * الذي قد أوجب الاعراض والهجرانا
واشرح لنا الأحوال بالتفصيل * إذ قد ضقت ذرعا واصطباري بانا
لم لا يشمع خيط ودي ماجد * أوتي القريض فأفحم الأقرانا
عجبا له اتخذ البطانة غيرنا * من غير وجه موجب لاذانا
لا زال يلبس ثوب عز زره * سعد له يغدو الهنا قيطانا
وقال السيد نصر الله في أثناء ترجمة الشيخ أحمد الخياط كما ذكره جامع
ديوانه:
وقص حديث المكرمات مفصلا * لسان نداه عند كل فقير
وقد ضاق ذرعا عن بيان مديحه * لسان يراعي وهو غير قصير
الشريف أحمد الشاعر الشجاع الجواد بن الحسن المترف بن داود بن أحمد
المسور بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع.
(٤٩٣)

هكذا وصفه في عمدة الطالب ويظهر من ذلك أنه كان شاعرا شجاعا
جوادا. أحمد بن الحسن الرازي أبو علي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال خاصي
اي من الامامية الاثني عشرية روى عن أبي الحسين الأسدي وروى عنه
التلعكبري وله منه اجازة. وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية التلعكبري
عنه. أحمد بن الحسن أو الحسين بن سعيد أو ابن عثمان القرشي أبو عبد الله
قال النجاشي له كتاب نوادر أخبرنا محمد بن جعفر النجار حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسن. وفي الفهرست له كتاب
النوادر ومن أصحابنا من عده من جملة الأصول أخبرنا به أحمد بن محمد بن
موسى أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد أخبرنا أحمد بن الحسين. وفي
مشتركات الكاظمي يعرف برواية أحمد بن محمد بن سعيد عنه. الشيخ أحمد بن الحسن بن سليمان العاملي النباطي
عالم فاضل يروي عن الشهيد الثاني ويروي عنه صاحبا المعالم
والمدارك. أحمد بن تاج الدين حسن بن سيف الدين الاسترآبادي
كان عالما فاضلا مؤلفا. له كتاب آثار أحمدي في أحوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
وغزواته ومختصر من أحوال الأئمة ع في الذريعة ينقل عنه المولى
سلطان محمد بن تاج الدين حسن في كتابه تحفة المجالس المطبوع في سنة
١٢٧٤ ولعلهما اخوان ورأيت بخط المولى محمد جعفر ابن المولى عبد
الصاحب الخشتي انه كانت عنده نسخة آثار احمدي في سنة ١٢٧٤ التي طبع
فيها تحفة المجالس المذكور اه. أحمد بن الحسن أو الحسين بن عبد الله بن عبد الملك الأودي أبو جعفر
الأودي نسبة إلى أود بفتح الهمزة وسكون الواو وبعدها دال مهملة
اسم رجل إليه ينسب الأفواه الأودي الشاعر وفي نسختي من كتاب
النجاشي الأزدي، وقال ابن داود في رجاله: ومنهم من يقول الأزدي وليس
بشئ اه.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
ابن الزبير وروى عن الحسن بن محبوب وفي الفهرست كوفي ثقة مرجوع
إليه بوب كتاب المشيخة بعد إن كان منثورا وجعله على أسماء الرجال ولم
يعرف له شئ ينسب إليه غيره سمعنا هذه النسخة من أحمد بن عبدون قال
سمعتها من علي بن محمد بن الزبير عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك وقال
النجاشي أحمد بن الحسين بن عبد الملك أبو جعفر الأزدي كوفي ثقة مرجوع
إليه ما يعرف له مصنف غير أنه جمع كتاب المشيخة وبوبه على أسماء الشيوخ
اه وكتاب المشيخة هو تاليف الحسن بن محبوب فيه ذكر مشائخه الذين
روى عنهم كان غير مرتب فرتبه على أسماء الشيوخ فإذا كان له عدة أسانيد
إلى رجل واحد يذكرها متتالية بعد ما كانت متفرقة. أحمد بن الحسن بن علي بن الحر العاملي المشغري أخو صاحب الوسائل
والحر بضم الحاء المهملة وتشديد الراء لقب لهذه السلسلة وهو اسم
لاحد أجدادهم سمي باسم الحر الشهيد بكربلاء وكونهم من أولاد الحر
الشهيد لا دليل عليه. وهم يذكرون نسبا لهم يتصل بالحر الرياحي والله
أعلم بصحته وهو على ما كتبه لنا بعض أفاضلهم هكذا: ان الجد الذي
تجتمع عليه فروع هذه العائلة هو الحسين بن عبد السلام بن عبد المطلب
ابن علي بن عبد الرسول بن جعفر بن عبد ربه بن عبد الله بن مرتضى بن
صدر الدين بن نور الدين بن صادق حجازي بن عبد الواحد بن الميرزا
شمس الدين بن الميرزا حبيب الله بن علي بن معصوم بن موسى بن
جعفر بن حسن بن فخر الدين بن عبد السلام بن حسين بن نور الدين بن
محمد بن علي بن يوسف بن المرتضى بن حجازي بن محمد بن باكير بن
الحر بن يزيد بن يربوع الرياحي اه.
وباكير من أسماء الأتراك فكيف سمي به ابن الحر وآل الحر بيت
علم قديم نبغ فيه جماعات ولا يزال العلم في هذا البيت إلى اليوم ويمتازون
بالكرم والسخاء وبشاشة الوجه وحسن الأخلاق:
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم مثل النجوم التي يهدي بها الساري
في أمل الآمل: أخو مؤلف هذا الكتاب فاضل صالح عارف
بالتواريخ له كتاب تفسير القرآن وتاريخ كبير وتاريخ صغير وحاشية المختصر
النافع وجواهر الكلام في الخصال المحمودة في الأنام اه أقول: وله
كتاب الدر المسلوك في أخبار الأنبياء والأوصياء والخلفاء والملوك رتبه على
ترتيب تاريخ محمد ابن الشحنة الحلبي المسمى بروض المناظر في تاريخ
الأوائل والأواخر ولعله أحد التاريخين المتقدمين في عبارة الأمل رأيت منه
نسخة مخطوطة في مكتبة البرلمان بطهران فرع من كتابتها ١٦ ربيع الأول
سنة ١٠٩١ وكتب عليها انه فرع من تاليفه ٨٠٦ وهذا التاريخ لا يصح فان
مولد أخيه صاحب الوسائل ١٠٣٣ وعلى ظهر تلك النسخة انها تاليف
الشيخ أحمد بن الحسن الحر العاملي الخراساني هجرة الامامي مذهبا أخي
الشيخ الحر العاملي وكتب لنا بعض فضلاء الإيرانيين وغاب عنا اسمه الآن
في سفرنا إلى زيارة المشهد المقدس الرضوي عام ١٣٥٣ عدة تراجم منها
ترجمة المترجم فقال عن هذا الكتاب انه رأى نسخته في مكتبة الشيخ عبد
الحسين في خراسان بخط المؤلف وبعض صفحاته بخط غيره في مجلدين
صغيرين وذكر في ديباجته انه رتبه على مقدمة وخمسة أركان وخاتمة فالمقدمة
في ابتداء خلق الأرض وما فيها من عجائب الخلق والركن الأول في أحوال
الأنبياء والثاني في أحوال الأئمة المعصومين والثالث في ملوك إيران والأمم
الخالية والرابع في الخلفاء الراشدين والحكام والسلاطين والخامس
في أحوال الصحابة والتابعين وباقي المسلمين وحوادث الدنيا
والدين والخاتمة في أمور شاهدها وفي حوادث اخر أول المجلد الأول
الحمد لله الذي أحسن كل شئ في خلقه الخ ويحتوي على مقدمة وثلاثة
أركان وأول المجلد الثاني الركن الرابع في أيام الخلفاء من المسلمين والحكام
والسلاطين وفي آخره وهاهنا منتهى ما أردناه وآخر ما قصدناه ثم ذكر
الكتب التي اخذه منها وهي خمسون كتبا ثم قال ونقلته من السواد إلى
البياض سنة... ولي من العمر ثلاث وخمسون سنة في مشهد ثامن الأئمة
المعصومين اه. أحمد بن الحسن بن علي بن محمد بن فضال بن عمر بن أيمن مولى عكرمة
ابن ربعي الفياض أبو عبد الله وقيل أبو الحسين.
مات سنة ٢٦٠ كما في الفهرست وكتاب النجاشي.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وفي
الفهرست: كان فطحيا غير أنه ثقة في الحديث وقال النجاشي: يقال إنه
كان فطحيا وكان ثقة في الحديث وذكره العلامة في القسم الثاني من الخلاصة
وقال كان فطحيا غير أنه ثقة وانا أتوقف في روايته اه وقال الشهيد في
(٤٩٤)

حواشي الخلاصة: تقدم من المصنف الحكم على أخيه علي وعلى جماعة
كعلي بن أسباط وعبد الله بن بكير انهم فطحيون لكنهم ثقات فادخلهم في
القسم الأول وعمل على روايتهم فلا وجه لاخراج أحمد بن فضال من بينهم
مع مشاركته لهم في الوصف والمذهب اه واعتذر الميرزا في رجاله عن
العلامة بان الكشي حكى عن محمد بن مسعود انه مدح علي بن الحسن بن
فضال بأنه أفقه وأفضل من رآه غير أنه كان فطحيا وكان من الثقات وذكر
ان أحمد بن الحسن كان فطحيا أيضا ولم يذكر كونه من الثقات فالظاهر أن
هذا هو الباعث لاخراج احمد من بين أولئك اه وفيه ان عدم ذكر كونه
من الثقات لا يدل علي عدم الوثاقة بعد توثيق الشيخ والنجاشي وبعد قول
العسكري ع حين سئل عن كتب بني فضال: حذوا ما رووا
وذروا ما رأوا.
مشائخه
يروي عن عمرو بن سعيد.
الراوون عنه وما يتميز به
في الفهرست: روى عنه اخوه علي بن الحسن وغيره من الكوفيين
والقميين وقال النجاشي روى عنه اخوه علي بن الحسن وغيره من الكوفيين
وقال الكاظمي وكثيرا ما يرد علي بن الحسن مطلقا عن أحمد بن الحسن
مطلقا والمراد بهما هما أه وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن تمييزه
بروايته عن عمرو بن سعيد وفي مشتركات الطريحي يمكن استعلام ان احمد
ابن الحسن هو ابن علي بن فضال برواية علي بن الحسن أخيه عنه ورواية
محمد بن علي بن محبوب عنه ورواية أحمد بن محمد بن سعيد عنه قال
الكاظمي وروى عنه الصفار أيضا ومحمد بن أحمد بن يحيى وروى عنه
محمد بن علي بن محبوب. وعن جامع الرواة رواية جماعة آخرين عنه
كسعد بن عبد الله ومحمد بن موسى والحسين بن بندار ومحمد بن يحيى
والحسن بن أحمد بن سلمة وعلي بن خالد والحميري وأحمد بن محمد بن
سعيد بن عقدة ومحمد بن الحسين وعمران بن موسى ومحمد بن الحسن
الصفار وعلي بن الحسين أو علي بن الحسن والأخير هو الظاهر وانه اخوه.
مؤلفاته
في الفهرست: له كتب منها كتاب الصلاة وكتاب الوضوء أخبرنا بهما
أبو الحسين ان أبي جيد حدثنا ابن الوليد أخبرنا الصفار أخبرنا أحمد بن
الحسن وأخبرنا أحمد بن عبدون أخبرنا ابن الزبير حدثنا علي بن الحسن عن
أخيه وقال النجاشي: يعرف من كتبه كتاب الصلاة وكتاب الوضوء أخبرنا
بهما قراءة عليه أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد حدثنا أبو الحسن علي بن
محمد القرشي حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن أخيه بكتبه اه. السيد بهاء الدين أبو الشرف أحمد بن الحسن بن علي الحسيني المرعشي نزيل
الجبل الكبير.
ذكره ابن بابويه في فهرسته وقال صالح. الشيخ احمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي بن خلف
ابن إبراهيم بن ضيف الله البحراني الدمستاني.
ذكره صاحب روضات الجنات في ذيل ترجمة الشيخ يوسف البحراني
ووصفه بالشيخ الاجل الأمجد العارف المتبحر وقال إنه يروي عن الشيخ
يوسف البحراني صاحب الحدائق ويروي عنه الشيخ أحمد بن زين الدين
الأحسائي أقول تاريخ اجازته للشيخ أحمد بن زين الدين سنة ١٢١٥. أحمد بن الحسن بن علي الفلكي الطوسي المفسر
له منار الحق وهو إبانة ما في التنزيل من مناقب آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
وشرح التهذيب في الإمامة قاله ابن شهرآشوب.
والفلكي نسبة إلى فلك كغلس قرية من قرى سرخس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين. ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي
التابعين. وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي عامله الله بفضله ولطفه وعفوه:
هذا هو الجزء الثامن والمجلد التاسع من كتاب أعيان الشيعة في بقية
الأحمدين ومن الله تعالى نستمد المعونة والتوفيق والتسديد. الشيخ أبو سهم الأصم احمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ علي بن نجم
السعدي الرباحي النسب المعروف بقفطان النجفي المولد والمنشأ والمسكن
والمدفن الدجيلي المحتد:
ولد في النجف سنة ١٢١٧ وتوفي في النجف سنة ١٢٩٣ ودفن في
الصحن الشريف عند باب الطوسي مع أخيه وأبيه وقيل دفن في وادي
السلام.
وقفطان بقاف وفاء وطاء مهملة وألف ونون بوزن قربان مر في أخيه
الشيخ إبراهيم بن الحسن وجه تلقيبهم بذلك.
وآل قفطان بيت علم قديم من البيوت العربية في النجف خرج
منهم عدة علماء وشعراء وأدباء وعرفوا بحسن الخط وتوجد بخطوطهم كتب
كثيرة علمية.
والمترجم قرأ في النجف وعانى صناعة الأدب حتى أصبح من مشاهير
أدبائها وله شعر ونثر كثير مبثوث في المجاميع لو جمع لكان ديوانا كبيرا.
وكان ماهرا في علمي النحو والعروض وكان اصم يخاطب بالكتابة أو
الإشارة.
وفي الطليعة: كان آية في الذكاء والحفظ وكان اصم ولكنه يفهم المراد
لأول وهلة من المتكلم يفهم حركات شفتيه حتى أن المنشد قد يقرأ البيت
فيسبقه إلى قافيته وكان حسن الخط يعاني الكتابة بالاجرة اخبرني أبو الحسن
السيد إبراهيم الطباطبائي قال مدح الشيخ احمد الأصم أبي السيد حسين
الطباطبائي ببيتين وكتبهما في ورقة وأعطاها إياه وهما:
يا ابن الرضا بن محمد المهدي * يا من عم أقطار البرية بالندى
ناداك احمد صارخا من دهره * فأجب فديتك يا ضيا النادي الندا
فاخذ الورقة ونظرها وكتب تحتها لوكيل مصرفه موقعا اعط الشيخ
احمد بكل سطر دينارا وسلم الورقة بيده فنظرها وأعادها عليه وقال يا مولانا
أعجم شين شطر لئلا يشتبه عليه فيقرأها سطر فضحك السيد لنادرته
وأعجمها كما شاء وله في المدائح الامامية والمراثي شعر كثير لا يخلو منه
مجموع اه.
(٤٩٥)

وله راثيا الشيخ جعفر ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الكبير ومؤرخا
عام وفاته من قصيدة:
صرف الردى أمر مقدر * لم ينج منه كل من فر
والكل منا هالك * يوما وفي الأجداث يقبر
لكم سلو بابن موسى * انه بالامر أجدر
وأبو محمد ان قضى * فحمد المولى الرضا قر
فلأجل ذا ذنب الردى * في جعفر أرخت يغفر ١٢٩٠
وكتب إليه السيد صالح القزويني يوما كتابا طالبا منه قصيدة قالها
اخوه الشيخ إبراهيم قفطان المتقدمة ترجمته في محلها في رثاء عمه السيد
جعفر القزويني وقد ضمنه السيد هذين البيتين:
إذا لم تكن تثني علينا بمدحة * فلاحظ وفا آباك إذ نظموا فينا
وأرسل إلينا بعض ما قد حفظته * فذلك عن أمثال شعرك يغنينا
فقدم الشيخ احمد قصيدة ارتجلها تلك الساعة على روي القصيدة
المطلوبة منه التي هي نظم أخيه الشيخ إبراهيم معتذرا بذلك إليه، ومشيرا
لما غمز به عليه فقال:
من بعد مماتي سوف ترى * تستنسخ ما قلت الشعرا
ولكم نظمت فرائده * ولكم ضمنت بها دررا
ولكم سيرت بها مثلا * في الناس مسير الشمس سرى
ولكم أنعمت بها عينا * ولكم أمعنت به نظرا
ولكم فاخرت بقافية * تطخى في صدر من افتخرا
لكن قصرت بحقكم * وصرفت بغيركم عمرا
يا صالح أبناء العليا * اعذر من جاءك معتذرا
ما كنت قصير الباع ولا * ممن لمديحكم هدرا
لكن مهما وجهت له * طرفي لم يقتحم الخطرا
فتقاعس عن مدح فيكم * قلم الرحمن بهن جرى
من جاء الذكر بمدحته * ما ذا تنشي فيه الشعرا
ومن شعر الشيخ احمد قفطان قوله من قصيدة في رثاء السيد محمد باقر
نجل السيد علي بحر العلوم مطلعها:
ما كنت احسب ان نعشك ينقل * من ارض فارس للغري ويحمل
وقوله في ختامها:
فلقد بكت عين الهدى إذ أرخوا لك باقر عين المكارم تهمل ١٢٩١ وقوله ملغزا في نارجيلة:
ما اسم نديم يا فتى * من أربع تكونا
في الهند يدعى بعضه * والبعض منه عندنا
من شانه يحمل ماء * تحت جمر ذي سنا
ومما ينسب إليه أيضا قوله ملغزا في الشطب:
ما اسم نديم يا فتى * من وجده تنفسا
يلبس أثواب حداد * وبتاج قلنسا
فوه بأعلاه رسا * ورأسه تنكسا
وقوله مهنئا أحد اعلام النجف من قصيدة مطلعها:
ألا زارتك مسفرة لثاما * مكارم قد صبوت لها غلاما
وحيتك المفاخر خالعات * عليك جمالهن فقل سلاما
وقوله من أخرى راثيا بها الشيخ مهدي نجل الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء:
سهم رمى كبد الهدى فأصابا * مذ قيل مهدي الخليفة غابا
نبا به صك النعي مسامعي * فأصمها حيث النعي أهابا
وقوله مخمسا بيتين للمتقدمين:
فديتك من حبيب لست تدري * باني من صدودك ضاق صدري
سعوا ما بيننا أصحاب غدر * تمنى الحاسدون عليك هجري
ليتخذوك من بعدي خليلا
مقامي قد علمت به وسيري * والفتى الهوى في يمن طير
إذا لم تدر ما شري وخيري * ستذكرني إذا جربت غيري
وتبكي فرقتي زمنا طويلا
ووجدت في بعض المخطوطات العاملية ان الشيخ احمد قفطان
النجفي قال مراسلا الشيخ حسن السبيتي العاملي الكفراوي من العراق إلى
جبل عامل ومادحا علي بيك الأسعد:
إلى من وطت هام السماكين رجلاه * من الحمد والتسليم والمدح أسناه
إلى حسن الأخلاق والماجد الذي * قضيت أسىء لولا السلو بذكراه
يذكرني مر النسيم صفاته * وبدر الدجى عند التمام محياه
فتى جل ان تحصى مزاياه في الورى * وكيف وعد الرمل دون مزاياه
أبو الشرف السامي ورب مفاخر * وغر مساع ما جواهن الاه
إذا أنشرت أخلاقه الغر في الورى * نشرن عبير المسك يعبر رياه
تسنم مجدا لا ينال ومرتقى * ترى النسر امسى واقعا دون مرقاه
وأدرك من لطف الآله خفيه * فأوضح من شرع النبي خفاياه
وقد حل في ارض علي عميدها * ترى العدل لفظا وهو في الحق معناه
تبوأ في المجد المؤثل منزلا * تمنت ثراه في الفخار ثرياه
سما راقيا للمجد والعز والعلى * فجاز محلا قد تمنته جوازه
يصرف في الدهر المعاند عزمه * فيأمره فيما يشاء وينهاه
هو الغوث للعاني إذا عز غوثه * هو الغيث ان ضن السحاب بجدواه
فيا من جرى في المكرمات لغاية * كبا في مداها كل من كان جاراه
بقيت وأبقاك الاله له ذرى * تقيم إعوجاج الدين حكما بفتواه
وتنحله عزا وتنحلنا به * نوال فتى لا تعرف الشح يمناه
ودوما بامن سالمين بدولة * يدبرها السلطان أيده الله
همام بأمر الله قام مجاهدا * فملكه الملك العزيز صفاياه
رآه إله العرش هلا فمذ نشا * تولى رقاب المسلمين فولاه
هي الدولة الغراء لم يرض غيرها * أليفا ولا ترضى من الناس الاه
وله قصيدة في رثاء السيد محمد تقي ابن السيد محمد رضا ابن السيد
مهدي بحر العلوم الميرزا علي تقي الطباطبائي الحائري من ذرية صاحب
الرياض ومؤرخا وفاتهما وقد ماتا في عام واحد أولها:
ارى الورى في قلق من فرق * لما نعى الناعي محمد التقي
إلى أن قال:
هذا إلى بحر العلوم قد سرى * وذا لدى مير علي قد بقي
يا بئس عام فيه قد ارخته * مات النقي وعلي النقي ١٢٨٩
(٤٩٦)

وله من قصيدة في رثاء السيد محمد تقي ابن السيد محمد رضا المذكور
مطلعها:
عز التقى بتقي جل ناعيه * فأصبحت شرعة الاسلام ترثيه
إلى أن قال في التاريخ:
مثوى تنافس قرص الشمس تربته * ارخ بان الهدى وابن الرضا فيه ١٢٩٤
وله مقرظا موشحة السيد صالح القزويني التي يهني بها الشيخ طالب
البلاغي بعوده من سفر سنة ١٢٦٦ المذكورة في ترجمة السيد صالح قال:
راق تاج الموشح المنظوم * حيث رصعته بزهر النجوم
وزها روضه الأريض كما تزهو * رياض الربى بصوب الغيوم
ارج في الارجاء ضاع فأزرى * بأريج النوار والقيصوم
أم رحيق فضضت عنه ختاما * ضاع نشرا بالعنبر المختوم
ورق لفضا وراق معنى وعنه * سحرا حدثت بليل النسيم
قل له جهرة على ملأ الأشراف * من قومه الملوك القروم
كن على كل ناظم مستطيل * مستطيلا يدرك المنظوم
كل وهم يكل عنه فلم يخطر * على ثاقبات زند الوهوم
نهبت رقة المعاني مع الألفاظ * من طئ ومن مخزوم
واستطالت على سليم وجرت * برد فضل على جرير تميم
وهي طويلة. له من الأولاد الشيخ سهل وبه يكنى والشيخ حسون
والشيخ مهدي والشيخ عبود من أهل الفضل في الشعر والنثر. قال المؤلف
مستدركا على الطبقة الأولى:
مر في ج ٨ ومر انه دفن في الصحن الشريف مع أبيه وأخيه ومر مثله
في أخيه الشيخ إبراهيم والصواب ان يكون ذلك لأحدهما فقط كما لا يخفى. وفي
مجلة الحضارة عن بعض مجاميع الفاضل الشبيبي: كان من النحاة الملمين
باللغة والتاريخ والفقه والأصول ينظم الشعر ويترسل، ونثره خير من نظمه
وله موال كثير ورق بصره أخيرا. صحب شبلي باشا العريان السوري
مدة إقامته في العراق ونزوله في الحلة في ولاية نامق باشا حتى صار خصيصا
به وما زال معنيا بنفعه وصلته وما انفك الشيخ احمد يراسله ويكاتبه حتى بعد
فصله عن العراق وتعيينه واليا على اورفة سنة ١٢٨٥ والخلاصة كانت بين
المترجم والولاة العثمانيين ووزرائهم مودة أكيدة يخالطهم ويخاطبهم. له من
الكتب القوافي الشبلية والصنايع البابلية وهي أقواله فيما تم على يد شبلي
باشا في تلك المدة وخصوصا في النجف والحلة والديوانية. ومن ظرائفه انه
قيل له وقد مر به أكبر أولاده: هذا يخلفك وهو لسانك، فقال: هذا هو
سمعي يشير إلى ما أصيب به من الصمم. قال: وكتب الشيخ مهدي ابن
الشيخ علي ابن الشيخ جعفر إلى المترجم:
ابشر ببر وافر * يأتيك مني عجلا
ان من غيري بالعطاء * فإنه من بلا
ومن شعره قوله في أولاده من أبيات ذكرها الفاضل الشبيبي في مجلة
الحضارة:
كابدت من أبناء دهري شدة * هي فوق ما كابدت من املاقي
ويزيدني سقما تذكر صبية * في جانبي فواكه الأسواق
ولرب قائلة لهم يكفيكم * عن أكل ذلك ناعم السماق
أحمد بن الحسن القزاز البصري.
توفي سنة ٢٦١ كما في رجال الشيخ.
قال النجاشي له كتاب الصفة في مذهب الواقفة أخبرنا أحمد بن عبد
الواحد حدثنا علي بن حبشي أبو القاسم الكاتب حدثنا حميد بن زياد حدثنا
أحمد بن الحسن به اه وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم
ع بعنوان ابن الحسين وقال روى عنه حميد كتاب عاصم بن حميد
وغيره.
أحمد بن الحسن أو الحسين القطان المعروف بابن عبدويه أو عبد ربه
الرازي يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن الحسن القطان المعدل.
الحاج احمد ابن الحاج حسن ابن الحاج محمد ابن الحاج إبراهيم ابن الحاج
عبيد بن عسيران العاملي الصيداوي.
توفي في عصرنا ولم نعلم سنة وفاته على التحقيق أظنه توفي في زمن الحرب العامة
الأولى.
اشتغل في بدء امره بطلب العلم في جبع وتزوج بالسيدة مريم كريمة
الشيخ عبد الله نعمه الفقيه المشهور ثم ترك طلب العلم وذهب للآستانة مع
ابن عمه الحاج علي عسيران فعينه الشاه قنصلا في عكا وبعد سنوات
استعفى ومال إلى السياحة والتجارة وصرف أموالا كثيرة وكان أديبا لبيبا
ظريفا حسن المحاضرة يحسن اللغتين التركية والفارسية له كتاب سماه
بالكشكول بقي عند أولاده وفيه نوادر وأشعار وقصص وحكايات وكان رفيقا
للشيخ عباس القرشي الشاعر العراقي المشهور.
وآل عسيران من الأسر الشهيرة في جبل عامل لهم مكانة دينية
ودنيوية فمنهم الأبرار الأتقياء والعلماء الفضلاء والوجهاء الرؤساء والتجار
الأغنياء واصلهم من بعلبك وهم وآل سليمان المشهورين في بعلبك
المعروفين اليوم بال حيدر طائفة واحدة. ونحن نذكر مجمل أحوالهم على
العموم كما كتبه لنا الفاضل العالم الشيخ منير ابن الحاج حسن عسيران أخو
المترجم قال: الجد الاعلى المسمى بعسيران أخو سليمان ومصطفى أولاد
الحاج داود بن سليمان. كان عسيران تاجرا مثريا خرج من بعلبك خوفا
على ثروته من الامراء الحرافشة واستوطن صيدا واشترى عقارات في توابع
صيدا لا زالت تعرف باسمه منها بستان عسيران في خراج قرية
المطرية وهو الآن ملك الحاج علي الفارس. ومنها خلة عسيران بخراج
قرية كفر فيلا بقيت بيد احفاده إلى زمن غير بعيد فمنحها حفيده الحاج
حسن عسيران الشيخ عبد الله آل نعمة الشهير فباعها من آل الحر الذين في
جبع ولا تزال في أيديهم ومنها حواكير عسيران في قريتي كفر حتى
وكفر بيت لا تزال في أيدي احفاده. ومنها زيتون عسيران في قرية
اللوبية. تخلف بالحاج علي عسيران ولم نقف على شئ من اخباره، له ولد
اسمه الحاج عبيد وجد إعلام شرعي فيه انه حضر لدى الحاكم الشرعي في
مدينة صيدا الحاج عبيد ابن الحاج علي المعروف بابن عسيران واشترى من
ماله لنفسه من حسن جلبي الدار الواقعة في محلة الخيمة والمعروفة الآن
بمحلة رجال الأربعين بأربعة عشر قرشا من القروش الأسدية بتاريخ
١١٢٧ ه اي من نحو ٢٣١ سنة وهذا تخلف بالحاج إبراهيم عسيران وكان
مثريا شهما هماما يهابه حكام صيدا لجلالته وكرمه وكان الخوف على الشيعة
في زمانه شديدا فكان يحافظ عليهم جهده في حوالي سنة ١١٩٠ ودفن في
(٤٩٧)

مقبرة صيدا. وتخلف بالحاج حسين والحاج محمد فالأول كان رجلا مهيبا له
اياد على الحكام وكان الضغط على الشيعة شديدا يومئذ فلما حضرت عمة
ناصر الدين شاة إلى الشام بطريقها إلى الحج ذهب للسلام عليها ودعاها
لمحلة الخراب وشكا إليها ما يعانيه الشيعة في جبل عامل من الاضطهاد
وبعد رجوعها أنعمت عليه بشال ترما ونشان شير خورشيد وأوعزت
إلى الشاه ناصر الدين ان يطلب من السلطان عبد المجيد تعيين المذكور
شهبندار في صيدا على الإيرانيين فعين بتاريخ ١٢٦٥ بموجب فرمان لا
تزال صورته محفوظة في سجلات المحكمة الشرعية في صيدا وبسبب ذلك
أصبحت له مكانة لدى الحكام بسبب الامتيازات التي كانت للأجانب لا
سيما انه ورث عقارات كثيرة في صيدا منها ثلاثة بساتين بستان المساقى
وبستان الكبير وبستان أبو ليل وممشى فدانين في سهل صيدا وجل تلك
العقارات ورثها من زوجته بنت مرموش والظاهر أن آل مرموش كانوا
حكاما في جهات كفر حونا بعد المقدمين الذين كانوا في جزين ولم
تزل تلك العقارات في يد احفاده ولما توفي ضبط السلطان املاكه بدعوى انه
أجنبي لا يجوز ان يتملك في بلاد الدولة العثمانية وذلك قبل ان ينظم
الدستور العثماني الذي أجاز في مادته الثالثة تملك الأجانب بعد ان اجتمع
مندوبو الدول واعطوا قرارا بخضوعهم للقوانين العثمانية في دعاوى الأملاك
فقط وتخلف بالحاج خليل ومحمد الحاج سليمان والحاج علي توجه الحاج علي
بعد وفاة أبيه إلى القسطنطينية لاستنقاذ العقارات التي ضبطها السلطان
فوصلها عند قدوم الشاه ناصر الدين إليها سنة ١٢٩٣ فانعم عليه وعلى ابن
عمه الحاج احمد لكل واحد بنشان شير خورشيد وعينه مكان أبيه
شهبندرا في صيدا واخذ بذلك فرمانا من السلطان عبد الحميد وذلك
أول ملكه ورفع الحجز عن املاكه، ولما حضر إلى صيدا كامل باشا الذي
صار صدرا أعظم وكان متصرفا في بيروت قبل صدارته زاره جميع قناصل
الدول ومنهم الحاج علي المذكور فرد الزيارة لجميع قناصل الدول الا الحاج
علي كرها منه للإيرانيين ودولتهم فأبرق الحاج علي في الحال للسفارة الإيرانية
في الآستانة وأعلمها الحال طالبا منها ان تسعى لدى الباب العالي لترضيته
حفظا لكرامة دولته وإلا فهو يستعفي من المنصب فجاء أمر الباب العالي
لكامل باشا ان يرجع لصيدا ويرد الزيارة للحاج علي ويعتذر إليه ففعل.
ولما توفي عين ولده عبد الله مكانه شهبندرا في صيدا.
واما الحاج محمد عسيران ابن الحاج إبراهيم أخو الحاج حسين المتقدم
فكان ورعا صالحا ترك البلاد وجاور في النجف الأشرف مدة تنيف على
سنتين ويوجد في الحضرة الشريفة الحيدرية شمعدانان كبيران يسرجان
بالشمعتين الكبيرتين العسليتين فوق الرأس الشريف مكتوب عليهما وقف
الحاج محمد عسيران وتخلف الحاج محمد المذكور بعدة أولاد منهم الشيخ
إبراهيم والحاج حسن والد الكاتب وكان الحاج حسن تقيا صالحا جليلا
كريما جعل داره محط رحال الشيعة في ذلك الزمان يحسن إليهم ويكرم
وفادتهم ويكرم علماءهم ويعظمهم وكانت داره كالمسجد تقام فيها الصلوات
وعزاء سيد الشهداء ع واشتغل بالتجارة فاثرى ثراء عظيما حتى أنه
تملك عشرين قرية من قرى جبل عامل عدا البساتين والحوانيت في صيدا
وتخلف بعدة أولاد منهم الحاج احمد صاحب الترجمة والد الشيخ محيي الدين
مفتي جبل لبنان ومنهم الشيخ منير كاتب هذه السطور وأما الحاج محمد
ابن الحاج إبراهيم ابن الحاج عبيد فان عمه الحاج حسن أرسله إلى العراق
لطلب العلم فلم يمكث كثيرا ورجع إلى صيدا واشتغل بالتجارة أمينا صادقا
وارعا تقيا صالحا يصوم ثلاثة أشهر من كل عام ويتهجد الليل موثوقا من
الأجانب فضلا عن الأقارب انتهى ملخصا.
أقول والحاج محمد هذا اشتغل بطلب العلم في كفرة قبل ذهابه
للعراق.
أحمد بن الحسن
المادراني.
المادراني: في انساب السمعاني بفتح الميم والدال المهملة بعد
الألف وبعدها الراء هذه النسبة إلى مادرانا وظني انها من اعمال البصرة
اه.
في مجالس المؤمنين ان أهل الري في الأصل لم يكونوا شيعة إلى أن
تغلب عليها أحمد بن الحسن المادراني وأظهر مذهب التشيع فتقرب إليه
الناس بتصنيف الكتب في مذهب الشيعة ومنهم عبد الرحمن أبو حاتم وغيره
فصنفوا كتبا في فضائل أهل البيت ع واستولى احمد المذكور على
الري في زمان المعتمد العباسي سنة ٢٧٥ وكان قبل هذا في خدمة صاحبه
كوتكين بن تكين التركي ومن ذلك الوقت الذي استولى فيه على الري إلى
الآن وهذا المذهب مستمر في تلك الديار اه وذكر ابن الأثير في حوادث
سنة ٢٧٦ ان الموفق سار إلى بلاد الجبل وسبب مسيره ان المادراني كاتب إذ
كوتكين اخبره ان له هناك مالا عظيما وانه ان سار معه اخذه جميعه فسار إليه
فلم يجد المال الخبر ولعله المترجم ولكن ذكره بالذال المعجمة والهمزة بدل
النون
أحمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الحر العاملي المشغري الجبعي.
في أمل الآمل: ابن أخت مؤلف هذا الكتاب وابن عمه عالم فاضل
ماهر محقق عارف بالعقليات والنقليات خصوصا الرياضيات صالح ورع
فقيه محدث ثقة من المعاصرين له شرح أرجوزة المواريث التي نظمتها
وسميتها خلاصة الأبحاث في مسائل الميراث وله حواش وفوائد كثيرة
اه قرأ على خاله وابن عم أبيه المذكور ويروي أيضا بالإجازة عنه
ورأيت له اجازة بخطه على ظهر كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ محمد بن
محمد الشهير بابن مجير لم يذكر لها تاريخا والظاهر أن هذا هو محمد بن مجير
العنقاني العاملي صاحب مختصر تاريخ جبل عامل كما ذكرناه في ترجمته بان
يكون صاحب التاريخ نسب نفسه إلى جده أو انه ابن صاحب التاريخ
وقد عثرنا على ثلاث إجازات له فأثبتناها هنا الأولى: اجازة له
من خاله وابن عم أبيه صاحب الوسائل وجدت على ظهر تهذيب الأحكام
بخط يد المجيز وهذه صورتها: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أجازنا
أحسن الجوائز من كرمه ورحمته وأجاز لنا نقل حديث عدله وحكمته وأمرنا
في كتابه الكريم أن نتحدث بنعمته والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله
وعترته وبعد فقد استجازني الشيخ الجليل النبيل الفاضل الكامل العالم
العامل المحقق المدقق العلامة الفهامة الورع الصالح التقي النقي الشيخ
احمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد
ابن الشيخ حسين الحر العاملي عامله الله بلطفه الخفي والجلي بعد ما قرأ
عندي جملة من كتب الحديث وغيرها من النقليات والعقليات قراءة بحث
وتحقيق ونظر وتدقيق فاحسن وأجاد وأفاد أكثر مما استفاد فاستخرت الله
وأجزت له كثر الله أمثاله أن يروي عني وللرواية فيه مدخل من كتب
الحديث وغيرها بالأسانيد والطرق المذكورة في محلها من كتب الحديث
(٤٩٨)

والرجال والاجازات وانا أذكر بعض تلك الطرق فأقول: أجزت له ان
يروي عني كتاب الكافي. وعد معه بقية كتب الكليني ثم قال: عن الشيخ
الجليل الفاضل الصالح أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن يونس بن ظهير
الدين العاملي وهو أول من أجازني ثم ذكر أسانيده الكثيرة ثم ذكر كثيرا من
المصنفات التي أجاز له روايتها من مصنفاته ومصنفات غيره ثم قال: فليرو
ذلك لمن شاء وأحب ملتزما للاحتياط في الرواية والفتوى والعمل والتزام
طريق التقوى والتمسك بما هو أقوى وفقه الله لما يحب ويرضى. وكتب بيده
محمد بن الحسن بن علي بن محمد الحر العاملي عامله الله بلطفه الخفي حامدا
مصليا مسلما مستغفرا في آخر جمادى الأولى سنة ١٠٩٩.
اجازة ثانية للمترجم من الشيخ محمد أمين ابن الشيخ محمد علي
الكاظمي تلميذ فخر الدين الطريحي صاحب المشتركات.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على جزيل آلائه والصلاة والسلام
على نبينا محمد وآله أما بعد فيقول الفقير إلى الله الغني محمد امين
الكاظمي ابن محمد علي الجزائري البكاري ان الأخ في الله الدين الصالح
الورع التقي النقي العالم العامل الفاضل المرضي النحرير المتبحر المحقق
اللوذعي الشيخ احمد ابن الشيخ حسن الحر العاملي لما كان أهلا لأن يروي
ما ورد من آثار سيد المرسلين واخبار خلفائه وأوصيائه الحجج على الخلق
الأئمة الاثني عشر المعصومين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين دعاه
ما هو عليه من الاحتياط في الدين إلى أن التمس مني أن أجيز له أن يروي
عني ما قد صح وجاز لي روايته فاستخرت الله تعالى الحكيم العليم وأجزت
له دام توفيقه ان يروي عني ما قد اجازه لي أن أرويه شيوخي الثقات وهم
شيخنا الجليل الكبير مرجع المحصلين وسند المستدلين شيخنا الشيخ فخر
الدين نجل الشيخ الزاهد العابد الورع الزكي المرحوم المبرور الشيخ محمد
علي الطريحي النجفي تلميذ الفاضل العالم الورع الشيخ محمد ابن الفاضل
الورع الزكي الشيخ جابر عن شيخه الشيخ شرف الدين علي عن شيخه
الفاضل الكامل ميرزا محمد الاسترآبادي مؤلف كتاب الرجال. إلى آخر ما
ذكره في تلك الإجازة من الطرق إلى مؤلفي الكتب الأربعة وغيرها من
الأصول. ثم قال: وأجزت له وفقه الله لمرضاته واعانه على طاعته أن
يروي عني ويفيد جميع ما قرأته واستفدته ونقلته عن مشايخي رحمهم الله
تعالى من العلوم العقلية والنقلية فإنه جدير بذلك وعليه برعاية التثبت
والاحتياط والرواية على الطريق الذي قد اعتبره علماء الدراية في نقل الرواية
فان رعاية ذلك هو السبيل الذي لا يضل سالكه ولا تظلم مسالكه
والتمست منه دام توفيقه ونفعه وتحقيقه ان يجريني على باله بصالح الدعوات
اعقاب الصلوات ومحل الاستجابات وأجره على الله. وكتب هذه الإجازة
التي هي من جملة الطرق المعتبرة في جواز الرواية بيده الفانية المجيز محمد
امين بن محمد علي الكاظمي حامدا مصليا مستغفرا وقد اتفق ذلك في ١٧
من شهر الله المبارك رمضان من شهور ١١٠٦ من الهجرة النبوية.
اجازة ثالثة للمترجم من السيد رضي الدين محمد ابن السيد محمد
تقي الحسيني الموسوي النجفي أصلا الشيرازي مولدا ومنشأ الأصفهاني
مسكنا. قال بعد الخطبة: وروى عنهم أي أئمة أهل البيت
ع العلماء الأعلام في كل دهر وعصر أمة بعد أمة وطبقة بعد طبقة
حتى انتهت النوبة إلى زماننا وكان ممن تسنم ذلك المحل الرفيع الشيخ
العالم العامل الفاضل الكامل قدوة المشائخ المتبحرين أسوة العلماء المحققين الذي
سارت بأوصاف كماله السنة الحامدين وعرف بالعلم الجهبذ بين الواصفين
الشيخ أحمد ابن الشيخ حسن ابن الشيخ محمد الحر العاملي. والتمس مني
أن أجيز له ما تتعين فيه الإجازة. فقابلت التماسه بالسمع والطاعة
واستخرت الله تعالى وأجزت له أن يروي عني جميع ما صح عنده أنه من
مروياتي ومقروءاتي ومسموعاتي ومستجازاتي ومؤلفاتي لا سيما الكتب المشهورة
للمحمدين الثلاثة شكر الله سعيهم عن شيخي وأستاذي ومن عليه في
العلوم الشرعية استنادي العالم الرباني الشيخ صالح بن عبد الكريم
البحراني عن شيخه السيد السند والكهف المعتمد السيد نور الدين بن
علي بن الحسين عن أخويه امامي الفضل والتحقيق عمادي العلم والتدقيق
السيد محمد صاحب المدارك أخيه من أبيه والشيخ حسن صاحب المعالم أخيه
من أمه عن شيخهما الجليل السيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الحستني
الموسوي والد السيدين المزبورين عن الشيخ الجليل السعيد زين الدين
العاملي الشهيد ح وعن شيخنا الصالح عن شيخه الجليل علي بن
سليمان البحراني عن شيخه العالم المتبحر في فنون العلوم الشيخ بهاء الدين
العاملي الجبعي بأسانيده وطرقه المتكررة في الأربعين ج وعن شيخي
وأستاذي ومن عليه اعتمادي عمدة الأخباريين والمحدثين الشيخ محمد بن
الحسن الحر العاملي بأسانيده وطرقه المذكورة في اجازته للأخ العزيز ح
وعن شيخي وأستاذي الشيخ قاسم بن محمد الكاظمي عن شيخه السيد
نور الدين ابن السيد علي وسائر مشائخه كما هو مذكور في كتابه ح وعن
شيخي وأستاذي الشيخ عبد العلي الحويزاوي مؤلف كتاب نور الثقلين
وعن مولانا الجليل والفاضل النبيل عمدة الأخباريين وقدوة المحدثين مولانا
محمد محسن الكاشي عن شيخه الشيخ بهاء الدين محمد العاملي ح وعنه
عن شيخه الجليل السيد ماجد ابن السيد هاشم البحراني عن شيخه المذكور
آنفا وسائر مشائخه كما هو مذكور في كتابه الوافي فله أدام الله فضله أن
يروي عني ما شاء لمن يشاء كيف يشاء مشترطا عليه سلوك جادة الاحتباط
التي لا يضل سالكها ولا تظلم مسالكها كما شرطه علي مشائخي وشرط
عليهم مشائخهم واسال منه أن لا ينساني من الدعاء في أوقات الصلوات
وأعقاب الدعوات ومظان الإجابات والحمد لله على ما أنعم علينا إذ وفقنا
للانخراط في سلك القوم ولم يجعل علينا بلطفه وكرمه ان أخطأنا أو نسينا
الاثم ولا اللوم وكتب الإجازة المباركة بيمناه الفانية أقل الخليقة بل لا شئ
في الحقيقة محمد بن محمد تقي المدعو برضي الدين الحسيني النجفي أصلا
والشيرازي. ولدا ومنشأ والأصفهاني مسكنا عفا الله عن جرائمهما حامدا
مصليا على من ختمت به الرسالة وآله الأمجاد وكان ذلك في أواخر شهر
رمضان المبارك سنة ١١٠٦.
أحمد بن الحسن الميثمي
مضى بعنوان أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم
الشيخ أبو الرضا احمد ابن الشيخ حسن الحلي النجفي المعروف بالنحوي
وبالشاعر.
توفي سنة ١١٨٣ بالحلة ونقل إلى النجف فدفن بها ورثاه السيد محمد
زيني بقصيدة مؤرخا فيها عام وفاته مطلعها:
أ رأيت شمل الدين كيف يبدد ومصائب الآداب كيف تجدد
يقول في التاريخ:
أظهرت احزاني وقلت مؤرخا الفضل بعدك احمد لا يحمد ١١٨٣
(٤٩٩)

وآل النحوي بيت من بيوت العلم والأدب نبغ منهم في أوائل
القرن الثالث عشر في النجف غير واحد وتعرف بقيتهم وأحفادهم إلى اليوم
في النجف ببيت الشاعر وكانوا يترددون بين النجف والحلة.
أقوال العلماء فيه
كان من كبار العلماء وأئمة الأدب في عصر الشهيد السيد نصر الله
الحائري معروفا عند العامة والخاصة بالفضل والتوغل في العلوم العربية
وآدابها ويظهر من بعض أشعاره أنه كان معدودا من شعراء السيد مهدي
بحر العلوم ومحسوبا من ندمائه.
وفي نشوة السلافة ومحل الإضافة للشيخ محمد علي بن بشارة من آل
موحي الخيفاني النجفي كما في نسخة مخطوطة رأيناها في مكتبة الشيخ محمد
السماوي النجفي: اطلع من الأدب على الخفايا وقال لسان حاله انا ابن
جلا وطلاع الثنايا تروى من العربية والأدب ونال منهما ما أراد وطلب له
نظم منتظم يضاهي ثغر الصبح المبتسم اه.
وفي هامش نسخة نشوة السلافة المخطوطة المذكورة ما لفظه: الشيخ
الجليل أبو الرضا الشيخ أحمد بن الشيخ حسن النجفي ثم الحلي عالم عامل
وفاضل كامل محدث فقيه نحوي لغوي عروضي قد بلغ من الفضل الغاية
وجاوز من الكمال النهاية أخذ من كل فن من العلوم النقلية والعقلية ما راق
وطاب ورزق من الاطلاع على غرائبها ما لم يرزق غيره والله يرزق من يشاء
بغير حساب اه.
وقال عصام الدين العمري الموصلي في كتابه الروض النضر في ترجمة
علماء العصر كما في نسخة مخطوطة رأيناها في مكتبة عباس عزاوي المحامي
في بغداد من جملة كلام طويل مسجع على عادة أهل ذلك العصر: الشيخ
أحمد النحوي الحلي الأديب الذي نحا نحو سيبويه وفاق الكسائي ونفطويه
لبس من الأدب برودا ونظم من المعارف لئالئا وعقودا صعد إلى ذروة
الكمال وتسلق على كاهل الفضل إلى أسنمة المعال فهو ضياء فضل ومعارف
وسناء علم وعوارف:
غمام كمال هطله العلم والحجى ووبل معال طله الفضل والمجد
له رتبة في العلم تعلو على السهى فريد نهى اضحى له الحل والعقد
لم ترق رقيه الأدباء ولم تحاكه الفضلاء وصل من الفصاحة إلى أقصاها
ورقى منابر الفضائل وأعوادها ووصل أغوار البلاغة وأنجادها وهو تلميذ
السيد نصر الله الحائري وزبد ذلك البحر وكنت أراه في خدمته ملازما له
أتم الملازمة له اليد العالية في نظم الشعر مشهور عند أرباب الأدب
اه.
وفي الطليعة: كان أحد الفضلاء في الحلة وأول الأدباء بها هاجر إلى
كربلاء لطلب العلم فتلمذ على السيد نصر الله الحائري وبعد وفاته رحل
إلى النجف فبقي مدة فيها. ثم رجع إلى الحلة وبقي بها حتى توفي، وله
مطارحات مع أفاضل العراق وما جريات وكان سهل الشعر فخمة منسجمه
وعمر كثيرا وهو في خلال ذلك قوي البديهة سالم الحاسة وكان أبوه الحسن
أيضا شاعرا فلذا يقال لهم بيت الشاعر كما يقال لهم بيت النحوي اه.
مشائخه
من مشائخه السيد نصر الله الحائري والشيخ محي الدين الطريحي.
مؤلفاته
له شرح المقصورة الدريدية وديوان شعره المخطوط.
أشعاره
له غزل ومديح ورثاء كثير وله في الحسين ع وفي غيره من الأئمة
ع مراث ومدائح كثيرة ومن شعره في المذهب تخميس رائية
السيد نصر الله الحائري وتأتي مع التخميس في ترجمة السيد نصر الله المذكور
وله مقدمة الفرزدقية وهي:
يا رب كاتم فضل ليس ينكتم * والشمس لم يمحها غيم ولا قتم
والحاسدون لمن زادت عنايته * عقباهم الخزي في الدنيا وان رغموا
أ ما رأيت هشاما إذا أتى الحجر * السامي ليلمسه والناس تزدحم
أقام كرسيه كيما يخفف له * بعض الزحام عسى يدنوا فيستلم
فلم يفده وقد سدت مذاهبه * عنه ولم تستطع تخطو له قدم
حتى اتى الحبر زين العابدين أمام * التابعين الذي دانت له الأمم
فافرج الناس طرا هائبين له * حتى كان لم يكن منهم بها ارم
تجاهلا قال من هذا فقال له * أبو فراس مقالا كله حكم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ٠٠٠ إلى آخر القصيدة.
وخمسها الشيخ محمد رضا والشيخ هادي ابناه.
وله مخمسا هذه الأبيات في مدح أهل البيت ع:
بنيتم بني الزهراء في شامخ الذرى * مقاما يرد الحاسدين إلى ورا
أناديكم صدقا وخاب من افترى * بني احمد يا خيرة الله في الورى
سلامي عليكم ان حضرنا وان غبنا
لقد بين الباري جلالة امركم * وابدى لنا في محكم الذكر ذكركم
أمرتم فشرفنا بطاعة أمركم * طهرتم فطهرنا بفاضل طهركم
فطبتم فمن آثار طيبكم طبنا
موالي لا أحصي جميل ثنائكم * ولا اهتدي مدحا لكنه بهائكم
ظفرنا بكنز من صفايا صفائكم * ورثنا من الآباء عقد ولائكم
و نحن إذا متنا نورثه الأبناء
وله يمدح صاحب نشوة السلافة بهذه القصيدة:
برزت فيا شمس النهار تستري * خجلا ويا زهر النجوم تكدرى
فهي التي فاقت محاسن وجهها * حسن الغزالة والغزال الأحور
يقول فيها:
من آل موح شهب أفلاك العلى * وبدور هالات الندى والمفخر
وهم الغطارفة الذين لبأسهم * ذهر الورى عن سطوة الإسكندر
وهم البرامكة الذين بجودهم * نسي الورى فضل الربيع وجعفر
لم يخل عصر منهم أبدا فهم * مثل الأهلة في جباه الأعصر
لا سيما العلم الذي دانت له * الاعلام ذو الفضل الذي لم ينكر
ولقد كسا نهج البلاغة فكره * شرحا فاظهر كل خاف مضمر
وعجبت من ريحانة النحو التي * لم يذو ناضرها مرور الأعصر
فذروا السلافة ان في ديوانه * في كل بيت منه حانة مسكر
ودعوا اليتيمة ان بحر قريضه * قذفت سواحله صنوف الجوهر
ما دمية القصر التي جمع الأولى * كخرائد برزت بأحسن منظر يا
صاحب الشرف الأثيل ومعدن * الكرم الجزيل وآية المستبصر
(٥٠٠)

خذها إليك عروس فكر زفها * صدق الوداد لكم وعذر مقصر
فاسلك على رغم العدى سبل العلى * واسحب على كيوان ذيل المفخر
وله في تقريظ القصيدة الكرارية والمنظومة الشريفية الكاظمية أوردها
صاحب نشوة السلافة وأولها:
أ لفظك أم أزهار جنة رضوان ومعناه أم آثار حكمة لقمان
وله هذه الأرجوزة في مدح شيخه السيد نصر الله الحائري جاعلا
اعجاز أبياتها من ألفية ابن مالك وهي ١٢٠ بيتا قال فيها:
لله كم أعرب عن نحولي * نحو فتاة أو فتى كحيل
همت بنون الصدع حيث زانا * والفم حيث الميم منه بانا
أفدي الذي سنا اضحى قمرا * أو واقعا موقع ما قد ذكرا
وقولنا بك الكمال بين * والنقص في هذا الأخير أحسن
نصبت قلبي لسهام الجفن * وليس عن نصب سواه مغني
فاعطف فلم يبق بي الضعف رمق * والعطف إن يمكن بلا ضعف أحق
واصفح عن القتل فكم مولى صفح * فما أبيح افعل ودع ما لم يبح
قد صح في عذارك الجمال * ولم يكن في لامه اعتلال
مالت لك الروح فته دلالا * فإنك ابتهاجك استمالا
يا صاح أن يسألك عني قل تلف * وفي جواب كيف زيد قل دنف
هذا سهام لحظة مشهورا * فأين من علمته نصيرا
وددت لو اضحي بروحي يفدى * وقائلا وا عبديا وا عبدا
لا تذكروا البدر لحبي ثاني * فذكر ذا وحذفه سيان
ولي فتاة ان رنت بالمقله * فلي بكا بكاء ذات عضله
إذا سطت رنت خ ل بطرفها السحار * فالضيغم الضيغم يا ذا الساري
بالله كفي عن حشاي المؤلمة * فلم تكوني لترومي مظلمة
خل حديث لحظها الذي يرد * في النظم فاشيا وضعفه اعقد
بل عد عن كل الورى طرا ولا * تمرر بهم الا الفتى الا العلى
شيخي نصر الله ذا المفاخر * الطاهر القلب جميل الظاهر
سلالة الأمجاد نجل المصطفى * وآله المستكملين الشرفا
الواهب البيض الهجان مثقله * وكلها يلزم بعدها صله
فلق الأيادي بجود منهمر * وهكذا ذو عند طئ شهر
إن قال لفظا لهج القبائل * بنحو نعم ما يقول القائل
وكم له عبارة سنيه * مقاصد النحو بها محويه
فاز بحظ في العلا موفور * فما لذي غيبة أو حضور
بجده ارتقى مكارما وما * كالمصطفى والمرتقي مكارما
قرى الضيوف وحوى الأنافة * وشاع في الاعلام ذو الإضافة
راحته تولي غناء المعوز * وتبسط البذل بوعد منجز
الجود والمجد إليه ينتسب * وكونه أصلا لهذين انتخب
متى تزره فالعطايا هامره * والله يقضي بهبهات وافره
يخاطب الضيف خطاب من يجب * كنحو اما أنت برا فاقترب
كم قد أفاد بدرة وعشرا * ومنوين عسلا وتمرا
فيا لهيف اقصد حماه والتزم * واستعذ استعاذة ثم أقم
وأبهج بمدح ذاته مفصلا * وزكه تزكية واجملا
واعدده مع والده في الكرما * ولهما كن أبدا مقدما
ان جاءه الضيف يقل نلنا المنى * ورجل من الكرام عندنا
يوليك من غيث نداه الهامي * ما تستحق دون الاستفهام
فالزم مديح فضله حتما ولا * تعدل به فهو يضاهي المثلا
أفرد له الفضل واولى بالجدا * وثن واجمع غيره وأفردا
وصفه بالعلم الذي به عرف * فيستحق العمل الذي وصف
أضف له الفقه واتبعه العلى * مثل الذي له أضفت الأولا
قرم همام في الورى حيث ذكر * ولا تقس على الذي منه اثر
شافهه الدهر بما قد اجملا * مفصلا كانت أعلى منزلا
عظمه وارفع قدره مدى المدى * وافعل التفضيل صله ابدا
قد شاع بالفضل بكل ما يلي * في الخبر المثبت والامر الجلي
فأمدحه والزم مدحه فقد اتى * في النظم والنثر الصحيح مثبتا
سام بفضل وكمال ورشد * ووصف اي بسوى هذا يرد
قل للذي عليه عن قصد نزل * من صلة أو غيرها نلت الأمل
لقد سما فضلا بكل ما كتب * وكلما يليه كسره وجب
فاق اولي الفضل بما قد سطرا * قبلا وما من بعده قد ذكرا
بالفضل والفضل سما كلا كتب * وكونه أصلا لهذين انتخب
علا على الدر بكلم منتظم * وغير ذي التصرف الذي لزم
قد فاق في ترتيبه الذي قضى * وما اتى مخالفا لما مضى
وانني من حسنه الذي انجلى * مغرى به في كل ما قد فصلا
لكونه حاز علا نبيلا * مستوجب ثنائي الجميلا
رسالة عن المعاني مخبره * مفردة جاءتك أو مكرره
وقد حوت مقاصدا بهية * مقاصد النحو بها محويه
وانها أصل بلا تجوز * تقرب الأقصى بلفظ موجز
تستوجب المدح بكل بسط * وتقتضي رضا بغير سخط
يا سائلا عن فضله الذي سرى * على الذي ينقل منه اقتصرا
فإنه بدر غدا منيرا * كذا إذا يستوجب التصديرا
شمس معال وكمال وهدى * ولا بلي الا اختيارا ابدا
مالت أولو الفضل إليه والعلا * للمح ما قد كان عنه نقلا
فافرده في فنونه بين الملا * وأبرزته مطلقا حيث تلا
لقد روية فضله الذي حوى * ما مر فاقبل منه ما عدل روى
فمن يكن مسلما لو صفي * فذاك ذو تصرف في العرف
يسمح للوفد بما قد طلبا * إن كان مثل ملء الأرض ذهبا
ألفاظه للوفد خذ عليكا * وهكذا دونك مع إليكا
اضحى الندى وصفا له منتسبا * واسمى اتى وكنية ولقبا
كلامه الجامع كله حكم * وكلمة بها كلام قد يؤم
قد حتم الفضل له وقدرا * جميعه وهو الذي قد قصرا
خاطب عبده خطاب الكرما * كأعط ما دمت مصيبا درهما
يكاد يدري إذ ذكاه اتقدا * ما ناطق اراده معتمدا
ان زاره اثنان وجمع رفدوا * وقد يقال سعدا وسعدوا
وكم سخت يمينه بالصفد * لمفرد فاعلم وغير مفرد
وان نسل عن قدره بما غدا * يختص فالرفع التزمه ابدا
كم وصل الوفد ببذل تبر * أو بإضافة كوصل يجري
قصدت مغناه فابت بالصفد * وسرت سيرتين سير ذي رشد
كم ولي الجيش فأولاه العطب * وكلما يليه كسره وجب
يقول دائما لحب العدل لا * يبغ امرؤ على امرئ مستسهلا
(٥٠١)

قد اقتفى العلم وحاز الشرفا * والعلم نعم المقتني والمقتفي
جرى على نهج أبيه المرتضى * وما أتى مخالفا لما مضى
من معشر غر مديحهم اتى * في النظم والنثر الفصيح مثبتا
عن جبرئيل والنبي المرسل * في الخبر المثبت والامر الجلي
وكم وكم من جوده الذي هطل * من صلة أو غيرها نلت الأمل
وكم حباني هبة معجله * على الذي استقر انه الصلة
يلهج مهتزا لأرباب الأمل * بنحو نحن العرب أسخى من بذل
يقول وفده لكل من سنح * اعرف بنا فإننا نلنا المنح
وكم له رويت أوصافا سوى * ما مر فاقبل منه ما عدل روى
يقول جبر الضعف دأبنا فمن * يصل إلينا يستعن بنا يعن
غيري إذا الظامي إليهم قد وفد * أبوا ولا امنعه فقد ورد
يا طالبا للعلم من غير مرا * على الذي ينقل منه اقتصرا
وألزمه مثل العروة الوثقى ولا * تعدل به فهو يضاهي المثلا
وخاطبته بين أرباب العلا * مفضلا كانت أعلى منزلا
فإنه مع الكمال ركبا * تركيب مزج نحو معدي كربا
كم قال للوفد نداه عطفا * نحو له على ألف عرفا
من يتخذ مغناه خير كهف * فذاك ذو تصرف في العرف
فاقطع إليه البيد سهلا وجبل * وجد كل الجد وأفرح الجذل
أعلى بناء مجده وشيدا * على الذي ينقل منه اقتصدا
شاى الورى بالفضل جيلا جيلا * وهو بسبق حائز تفضيلا
وهو كما اولاني التبجيلا * مستوجب ثنائي الجميلا
والآن إذ نظمت في المولى الاجل * نظما على جل المهمات اشتمل
مضمنا ألفية ابن مالك * احمد ربي الله خير مالك
مصليا على الذي حاز العلى * محمد خير نبي ارسلا
وصنوه الهادي مبيد الفجره * وآله الغر الكرام البررة
ورهطه المتبعين سيره * وصحبه المنتجبين الخيرة
واختم النظم لعلي أسعد * بنحو خير القول اني احمد
ونظم هذه القصيدة في طريق سر من رأى بمشاركة ولده الشيخ محمد
رضا فالصدور له والاعجاز لولده المذكور:
أرحها فقد لاحت لديك المعاهد * وعما قليل للديار تشاهد
وتلك القباب الشامخات ترفعت * ولاحت على بعد لديك المشاهد
وقد لاحت الاعلام اعلام من لهم * حديث المعالي قد رواه مجاهد
حثثنا إليها العيس قد شفها النوى * وقد أخذت منها السرى والفدافد
مصاب المطايا عندنا فرحة اللقا * مصائب قوم عند قوم فوائد
نؤم ديارا يحسد المسك تربها * وتغبط حصباء بهن القلائد
تؤم بها دار العلى سر من رأى * ديار لآل الله فيها مراقد
ديار بها الهادي إلى الرشد وابنه * ونجل ابنه والكل في الفضل واحد
أقاموا عماد الدين دين محمد * وشيدت بهم اعلامه والقواعد
فلولاهم ما قام لله راكع * ولولاهم ما خر لله ساجد
ورب غبي يجحد الشمس ضوئها * فتحسبه في يقظة وهو راقد
تلوح له منهم عليهم دلائل * وتبدو له منهم عليهم شواهد
بدا منكرا من عيه بعض فضلهم * ولا ينفع الإنكار والله شاهد
قصدت معاليهم ولي في مديحهم * قصائد ما خابت لهن مقاصد
أؤمل للدارين منهم مساعدا * وظني كل لي يمين وساعد
بني الوحي حاشا ان يخيب الرجا بكم * وان يتثني في خيبة القصد قاصد
صلوني وعودوا بالجميل على الذي * له صلة منكم لديه وعائد فان
تسعدوني بالرضا فزت بالرضا * والا فدلوني على من يساعد
وله:
بين هجر النوى وصد التلاقي * بلغت روحه عليك التراقي
ويح قلبي من الضنى ما يعاني * ويح جسمي من العنا ما يلاقي
لمت في العشق قبل ان اعرف العشق * فوا خجلتا من العشاق
من عذيري من مطلقين وخلوا * مستهاما من الأسى في وثاق
كلما رمت أبرد القلب عنهم * بالتسلي يجد بالاحتراق
ليت شعري أين استقلت بهم * أيدي المطايا أم كيف لي باللحاق
صاحبي لا عدمت منك معينا * لي على برد لوعة واشتياق
قم فناشد أظعانهم أين حلوا * وانني باليقين ان كنت باقي
وله مخمسا:
خلت من حبيب النفس تلك المعاهد * وبدد شمل الإنس دهر معاند
فقلت ولي طرف رعى النجم ساهد * خليلي اني الثريا لحاسد
واني على ريب الزمان لواجد
لها في اجتماع الشمل شأن ورفعة * ولي كل حين من جوى البعد لذعة
فيا عجبا والدهر كم فيه فجعة * أيجمع منها شملها وهي سبعة
وأفقد من أحببته وهو واحد
وأرسل إلى السيد نصر الله الحايري بهذه القصيدة سنة ١١٤٣
وهي:
مقيم على ياس من الحزم راحل * ومغض على ضيم عن العزم نأكل
تروم اقتناء الدر والبحر زاخر * وما قطعت منه لديك السواحل
وترجو اقتناص الوحش في فلواتها * وما نصبت الصيد منك حبائل
أبى الله الا ان أجوب قفارها * بمنصلت ما أرهفته الصياقل
لي الرحل بيت والظلام ملابس * وسيري زاد والنجوم مناهل
لي الله كم كلفت نظمي متالفا * من البيد قد عمت بهن الدلائل
سباريت غير موحشات عراصها * تنوح على الخريت فيها الثواكل
قفار فلا للوحش فيهن وحشة * وللغول في اكنافهن غوائل
تصيح بها الحرباء من حرب بها * ويرتاع منها صبحها والأصائل
فلا النبت في تلك الدكادك ناجم * ولا الغيث في تلك السباسب هاطل
مهامه لا يسري السحاب بجوها * وان صحبته البروق مشاعل
تقلص فيها الساريات ذيولها * وتخرس فيها الراعدات الهواطل
قطعت فيافيها ورضت صعابها * بمهرية للريح فيها شمائل
فزرت بيوت الحي أوتادها القنا * واطنابها الحدب الظهور الفواصل
ونبهت في جنح الدجى خوط بانة * رقود الضحى تجني عليها الغلائل
فباتت تعاطيني مدامة ريقها * ولا شدوا الا ما ترن الخلاخل
على روضة غناء قد بسطت لنا * بأيدي السحاب الغر فيها الخمائل
أزاهير أمثال الزمرد تلتوي * على نبتها مثل الصلال الجداول
تراقص بالاكمام أغصان دوحها * إذا ما تغنت في ذراها البلابل
نواضر أغصان كان قدودها * قنا الخط الا ان تلك ذوابل
كان غدير الروض يخشى طعانها * فيعلوه من نسج النسيم غلائل
(٥٠٢)

أبا الفتح نصر الله حسبك في العلا * معال لها فوق الثريا كلاكل
أحطت بعلم لو يبث أقله * على من على الغبراء لم يبق جاهل
وله:
لولا لحاظك والقوام الأهيف * ما بات طرفي بالمدامع يطرف
من منصفي من حاكم جعل الأسى * حتما علي وجائر لا ينصف
ألف القطيعة والنفار وليس لي * في حبه الا الصبابة مالف
أدنو فيبعد لاهيا بجماله * عني واعطفه فلا يتعطف
يا عاذلي لو كنت شاهد حسنه * ما كنت يوما في هواه تعنف
أو ذقت يوما رشفة من ريقه * لأذقتها لسباك ذاك المرشف
يا سيد الآرام هل من لفتة * لمتيم قد كاد شوقا يتلف
أسرفت بالهجران حين رأيتني * من عظم ما بي بالمدامع أسرف
وله:
تثنت بقد مائس شبه ذابل * وصدت بجيد عاطل غير عاطل
وأرسلت الوحف الأثيث مسلسلا * فرحت أسيرا في غزاة السلاسل
وله:
حين بان الصبا وحان المشيب * لم تدم لي حبيبة وحبيب
ملني عودي لطول سقامي * وسلتني مضاجعي والجنوب
أحدقت حولي الأطباء لكن * ليس منهم لبرء دائي طبيب
وكانت له هرة اسمها شذرة واسم أمها بريش فماتت شذرة فقال
يرثيها ويعزي أمها:
أشذرة لم ذهبت ولم تعودي * فبعدك جف بعد اللين عودي
لمسنا الفرش ليس نراك فيها * وفتشناك في كل المهود
فقدنا ملمسا يحكي حريرا * ولونا مثل ألوان الورود
فمن ذا يدفع الفيران عنا * ويحرسنا من الجرذ الشديد
الا يا بريش اصطبري عليها * فكم للناس من ولد فقيد
وهي طويلة
وله مقرظا نشوة السلافة ومحل الإضافة للشيخ محمد علي بن بشارة من
آل موحي الخيقاني النجفي الغروي:
يا أخا الفضل والمكارم والسؤدد * والمجد والعلى والشرافه
والأديب الأريب والمصقع المدره * رب الكمال رب الظرافه
أي در أودعت في صدف الطرس * غدا الدر حاسدا أوصافه
لو رأى هذه الرياض زهير * لتمنى من زهرهن اقتطافه
لو درى عرفهن صاحب عرف * الطيب أبدى لطيبهن اعترافه
لو رأى جمعها علي رأى الفضل * على جمعه لكم والأنافة
قال جمعي صبابة في اناء * من سلاف وذا حباب السلافه
أي مستمتع لذي الفضل فيها * وبشتى نكاتها واللطافة
جئتها طاوي الحشا فأضافتني * وقالت هذا محل الإضافة
وله راثيا شيخه الشيخ محيي الدين الطريحي النجفي:
فجعت بمطروق الجناب ممنع * مزجت شراسته برقة لين
متواضع في حالتيه وان تكن * تبدي المهابة منه ليث عرين
فله المعارف والعلوم وراثة * وله رقيق الشعر ملك يمين
أ أضن كلا بالدموع لفقده * اني بسكب الدمع غير ضنين
من نسل آل طريح القوم الألى * تتلى ماثرهم ليوم الدين
علماء عمالون بان علاهم * بالذات واستغنى عن التبيين
كم معشر راموهم لكنهم * لبثوا بسجن الجهل بضع سنين
طوبى لهم نهجوا الرشاد بهديهم * من كل بر صادق وامين
محيي جمال كمال عز جلال * مجد بهاء شمس ضياء فخر الدين
ختموا بمحيي الدين بل بدئت * لهم فئة لكسب معارف ويقين
إلى أن يقول:
والدهر أعلن بالنداء مؤرخا * المجد مات بموت محيي الدين سنة ١١٤٨
وله مخمسا أبيات علم الدين بن محمد السخاوي:
قلت لصحبي حين زاد الظما * واشتد بي الشوق لورد اللمى
متى نرى المغني وتلك الدمى * قالوا غدا نأتي ديار الحمى
وينزل الركب بمغناهم
هم سادة قد انجزوا بذلهم * لمن اتاهم راجيا فضلهم
ومن عصاهم لم ينل وصلهم * وكل من كان مطيعا لهم
أصبح مسرورا بلقياهم
قد لامني صحبي على غفلتي * إذ نظرت غيرهم مقلتي
ومذ أطال اللوم في زلتي * قلت فلي ذنب فما حيلتي
بأي وجه أتلقاهم
يا قوم اني عبد احسانهم * ولم أزل أدعى بسلمانهم
فاليوم هل احظى بغفرانهم * قالوا أ ليس العفو من شأنهم
لا سيما عمن ترجاهم
فمذ تأملت بآدابهم * وان حسن العفو من دأبهم
ملت إلى تقبيل اعتابهم * فجئتهم أسعى إلى بابهم
ارجوهم طررا وأحشاهم
وله في جواب كتاب لشيخه السيد نصر الله الحائري:
هذا الكتاب الذي يغني عن السمر * ولم يدع ابدا للفضل من أثر
قل للذي غاص في اخراج لؤلؤه * حتى جنى ما يشاء الفضل من درر
لله عذراء قد سامت بكل سنا * تكاد تبهر ضوء الشمس والقمر
ما كنت احسب ان الشمس مشرقة * تصيدها فخخ الادراك والنظر
ولا ظننت بان الدهر منتقشا * في ساحة الوهم والتخييل والفكر
قد خامرتني بما أبدته من أدب * كأنها الخمر أشفتني على السكر
اما الجواب فاني لست ذا ثقة * بالفكر بل هو لي ضرب من الخطر
تبيت للفضل والافضال منتصبا * ودم فإنك انسان إلى بصري
ومن شعره قوله:
حتام اخترق المسالك * والام اقتحم المهالك
واجد في طلب الوصال * وما عثرت على خبالك
أتظن حبك ينسلي * لا الهوى لا كان ذلك
وقوله:
معذر بالحسن منعوت * في وصفه قلبي مبهوت
مذ خط ريحان على خده * خط على خدي ياقوت
وله يرثي الحسين ع:
لو كنت حين سلبت طيب * رقادي عوضت غير مدامع وسهاد
(٥٠٣)

أو كنت حين أردت لي هذا الضنا * أبقيت لي جسدا مع الأجساد
أعلمت يا بين الأحبة انهم * قبل التفرق أعنفوا بفؤادي
أم ما علمت بأنني من بعدهم * جسد يشف ضنا عن العواد
يا صاحبي وانا المكتم لوعتي * فتظن زادك في الصبابة زادي
قف ناشدا عني الطلول متى حدا * بظعائن الأحباب عنها الحادي
أو لا فدعني والبكاء ولا تسل * ما للدموع تسيل سيل الوادي
دعني أروي بالدموع عراصهم * لو كان يروي الدمع غلة صادي
من ناشد لي في الركائب وقفة تقضي * مرادي من أهيل ودادي
هي لفتة لذوي الظعون وان نأوا * يحيا بنفحتها قتيل بعاد
هيهات خاب السعي ممن يرتجي * في موقف التوديع مثل مرادي
رحلوا فلا طيف الخيال مواصل * جفني ولا جفت الهموم وسادي
أنى يزور الطيف اجفاني وقد * سدت سيول الدمع طرق رقادي
بانوا فعاودني الغرام وعادني * طول السقام وملني عوادي
ويلاه ما للدهر فرق سهمه * نحوي وهز علي كل حداد
أ ترى درى أن كنت من أضداده * حتى استثار فكان من اضدادي
صبرا على مضض الزمان فإنما * شيم الزمان قطيعة الأمجاد
نصبت حبائله لآل محمد * فاغتالهم صرعى بكل بلاد
وأباد كل سميدع منها ولا * مثل الحسين أخي الفخار البادي
العالم العلم التقي الزاهد * الورع النقي الراكع السجاد
خواض ملحمة وليث كريهة * وسحاب مكرمة وغيث إيادي
لم أنس وهو يخوض أمواج الردى * ما بين بيض ظبي وسمر صعاد
يلقى العدى عطلا ببيض صوارم * هي حلية الأطواق للأجياد
بيض صقال غير أن حدودها * ابدا إلى حمر الدماء صوادي
ويهز أسمر في اضطراب كعوبه * خفقان كل فؤاد أرعن عادي
يفري الدروع به ويحلق تارة * حلق الطعان بشلو كل معادي
فترى جسوم الدراعين حواسرا * والحاسرين لديه كالزراد
حتى شفى غلل الصوارم والقنا * منهم وأرقدهم بغير رقاد
فتخال شهب الخيل من فيض الدما * ما بين شقر في الوغى ووراد
حتى دنا القدر المتاح وحان ما * خط القضاء لعاكف أو بادي
غشيته من حزب ابن حرب عصبة * ملتفة الأجناد بالأجناد
جيش يغص له الفضا بعديده * ويضيق محصيه عن التعداد
بأبي أبي الضيم لا يعطي العدى * حذر المنية منه فضل قياد
بأبي فريدا أسلمته يد الردى * في دار غربته لجمع أعادي
حتى ثوى ثبت الجنان على الثرى * من فوق مفتول الذراع جواد
لم أدر حتى خر عنه بأنها * تهوي الشواهق من متون جياد
واعتاق في شرك المنية موثقا * وكذا المنون حبالة الآساد
الله أكبر يا لها من نكبة * ذرت على الآفاق شبه رماد
رزء يقل لوقعه حطم الكلأ * والعط للأكباد لا الإبراد
يا للرجال لسهم ذي حنق به * أودى وسيف قطيعة وعناد
فلقد أصاب الدين قبل فؤاده * ورمى الهدى من قبل ذاك الهادي
يا رأس مفترس الضياغم في الوغى * كيف انثنيت فريسة الأوغاد
يا محمدا لهب العدى كيف انتحت * نوب الخطوب إليك بالاخماد
حاشاك يا غيظ الحواسد ان ترى * في النائبات شماتة الحساد
ما خلت قبلك ان عادي الظبا * يأوي الثرى بدلا من الأغماد
أو تحجب الأقمار تحت صفائح * الالحاد شر عصائب الالحاد
ما ان بقيت من الهوان على الثرى * ملقى ثلاثا في ربى ووهاد
لكن لكي تقضي عليك صلاتها * زمر الملائك فوق سبع شداد
لهفي لرأسك وهو يرفع مشرقا * كالبدر فوق الذابل المياد
يتلو الكتاب وما سمعت بواعظ * تخذ القنا بدلا عن الأعواد
لهفي على الصدر المعظم يشتكي * من بعد رش النبل رض جياد
يا ضيف بيت الجود أقفر ربعه * فاشدد رحالك واحتفظ بالزاد
والهفتاه على خزانة علمك * السجاد وهو يقاد في الأصفاد
يأذي الضنا يشكو على عاري المطي * عض القيود ونهسة الأقتاد
فمن المعزي للرسول بعصبة * نادى بشملهم الزمان بداد
ومن المعزي للبتول بنجلها * شلوا على الرمضاء دون مهاد
ومن المعزي للوصي بفادح * أوهى القلوب وفت في الأعضاد
ان الحسين رمية تنتاشه * أيدي الضغون بأسهم الأحقاد
وكرائم السادات سبي للعدي * تعدو عليها للزمان عوادي
حسرى تقاذفها السهول إلى الربى * ما بين أغوار إلى انجاد
هذي تصيح أبي وتهتف ذي أخي * وتعج تلك بأكرم الأجداد
أعلمت يا جداه سبطك قد غدا * للخيل مركضة بيوم طراد
أعلمت يا جداه ان أمية * عدت مصابك أشرف الأعياد
وتعج تندب ندبها بمدامع * منهلة الأجفان شبه غوادي
أحشاشة الزهراء بل يا مهجة * الكرار يا روح النبي الهادي
أأخي هل لك أوبة تعتادنا * فيها بفاضل برك المعتاد
أترى يعود لنا الزمان بقربكم * هيهات ما للقرب من ميعاد
أأخي كيف تركتني حلف الأسى * مشبوبة الأحشاء بالايقاد
رهن الحوادث لا تزال تصيبني * بسهامهن روائحا وغوادي
تنتاب قاصمة الرزايا مهجتي * ويبيت زاد الهم ملء مزادي
قلب يقلب بالأسى وجوانح * ما بين جمر غضى وشوك قتاد
يا دهر كيف اقتاد صرفك للردى * من كان ممتنعا على المقتاد
عجبا لأرضك لا تميد وقد هوى * عن منكبيها أعظم الأطواد
عجبا بحارك لا تغور وقد مضى * من راحتاه لها من الامداد
عجبا لصبحك لا يحول وقد مضى * من في محياه استضاء النادي
عجبا لشمس ضحاك لم لا كورت * وتبرقعت من حزنها بسواد
عجبا لبدر دجاك لم لم يدرع * ثوب السواد إلى مدى الآباد
عجبا جبالك لا تزول أ لم تكن * قامت قيامة مصرع الأمجاد
عجبا لذي الأفلاك لم لا عطلت * والشهب لم تبرز بثوب حداد
عجبا يقوم بها الوجود وقد ثوى * في الترب منها علة الايجاد
عجبا لمال الله أصبح مكسبا مقسما * في رائح للظالمين وغادي
عجبا لآل الله صاروا مغنما * لبني يزيد هدية وزياد
عجبا لحلم الله جل جلاله * هتكوا حجابك وهو بالمرصاد
عجبا لهذا الخلق لم لا أقبلوا * كل إليك بروحه لك فادي
لكنهم ما وازنوك نفاسة * أنى يقاس الذر بالأطواد
اليوم أمحلت البلاد وأقلعت * ديم القطار وجف زرع الوادي
اليوم برقعت الهدى ظلم الردى * وخبا ضياء الكوكب الوقاد
اليوم أعولت الملائك في السما * وتبدل التسبيح بالتعداد
بحر تدفق ثم غاض عبابه * من بعده وا خيبة الوراد
(٥٠٤)

روض ذوي بعد الغضارة والبها * من بعده وا خيبة الرواد
بدر هوى بعد التمام وطالما * بالأمس كان دليلنا والهادي
سيف تعاوره الفلول وطالما * كان القضاء على الزمان العادي
جبل تصدع وهو كان لنا حمى * من مصعبات في الأمور شداد
مولاي يا ابن الطهر رزؤك جاعلي * دمعي شرابي والتحسر زادي
يا مهجة المختار يا من حبه * أعددته زادي ليوم معادي
مولاي خذ بيد الضعيف غدا إذا * وافى بأعباء الذنوب ينادي
واشفع لأحمد في الورود بشربة * يطفى بسلسلها غليل فؤادي
لا أختشي ضيما ومثلك ناصري * لا أنقي غيا وأنت رشادي
صلى الاله على جنابك ما حدا * بجميل ذكرك في البرية حادي
أولاده
خلف ثلاثة أولاد كلهم علماء شعراء أدباء مشهورون وهم: الشيخ
محمد رضا والشيخ محسن والشيخ هادي.
المولى أحمد بن الحسن اليزدي المشهدي الواعظ
توفي بالمشهد الرضوي سنة ١٣١٠
عالم فاضل مؤلف له مغناطيس الأبرار منظوم فارسي مطبوع وفي
آخره ذكر تصانيفه وهو من أئمة الجماعة وأهل المنابر بالمشهد كتب بخطه
تمام البحار واوقفه للخزانة الرضوية وله أسماء الغزوات وأقاصيص
العجب
الامام الناصر لدين الله الخليفة العباسي أبو العباس أحمد بن المستضئ بأمر
الله أبي محمد الحسن بن المستنجد بالله أبي المظفر يوسف بن المقتفي لأمر الله
محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن القائم
بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر أبو الفضل
جعفر بن المعتضد أبو العباس أحمد بن أبي احمد الموفق بن المتوكل جعفر بن
المعتصم أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن منصور
عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
ولد يوم الاثنين ١٠ رجب سنة ٥٥٣ وتوفي بالدوسنطاريا في أول
شوال سنة ٦٢٢ وعمره نحو سبعين سنة الا أشهرا
امه أم ولد تركية اسمها زمرد بويع له عند وفاة أبيه سنة ٥٧٥ وهو ابن
٢٣ سنة ومدة خلافته ٤٦ سنة و ١٠ أشهر و ٢٨ يوما ولم يل الخلافة من
أهل بيته أطول مدة منه وكان في آبائه أربعة عشر خليفة.
وكان نقش خاتمه رجائي من الله عفوه
وكان يتشيع ولم يكن في أهل بيته من يتشيع غيره سوى ما كان من
المأمون وما كان من المعتضد أحمد بن الموفق كما سيأتي في ترجمته كما أنه لم
يكن في بني حمدان امراء حلب والجزيرة من ليس بشيعي سوى ناصر الدولة
الذي أظهر التسنن وذهب إلى مصر وهو من نسل ناصر الدولة الحمداني
الشهير أخي سيف الدولة ومعاصر معز الدولة البويهي. وذهبت إحدى
عيني الناصر في آخر عمره وبقي يبصر بالأخرى ابصارا ضعيفا ولا يشعر
بذلك أحد وكان له جارية قد علمها الخط بنفسه فكانت تكتب مثل خطه
فتكتب على التواقيع.
وكان الناصر عالما مؤلفا شجاعا شاعرا راويا للحديث وبعد في
المحدثين قال الذهبي أجاز الناصر لجماعة من الأعيان فحدثوا عنه منهم:
ابن سكينة وابن الأخضر وابن النجار وابن الدامغاني وآخرون اه
وسيأتي قول ابن الطقطقي انه ألف كتبا وسمع الحديث النبوي واسمعه.
وله كتاب في فضائل أمير المؤمنين ع رواه السيد ابن طاوس في
كتابه اليقين عن السيد فخار بن معد الموسوي عن الناصر.
قال محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي في كتابه الآداب
السلطانية: كان الناصر من أفاضل الخلفاء وأعيانهم بصيرا بالأمور مجربا
سائسا مهيبا مقدما عارفا شجاعا متأيدا حاد الخاطر والنادرة متوقد الذكاء
والفطنة بليغا غير مدافع عن فضيلة علم ولا نادرة فهم يفاوض العلماء
مفاوضة خبير ويمارس الأمور السلطانية ممارسة بصير وكان يرى رأي الامامية
طالت مدته وصفا له الملك وأحب مباشرة اعمال الرعية وما يدور بينهم
وكان كل أحد من أرباب الرعية والمناصب يخافه ويحاذره بحيث كأنه يطلع
عليه في داره وكثرت جواسيسه وأصحاب اخباره عند السلاطين وفي أطراف
البلاد وله في مثل هذه قصص غريبة وصنف كتبا وسمع الحديث النبوي
واسمعه ولبس لباس الفتوة والبسه وتفتى له خلق كثير من شرق الأرض
وغربها ورمى بالبندق ورمى له ناس كثير وكان باقعة زمانه ورجل عصره.
في أيامه انقرضت دولة آل سلجوق بالكلية وكان له من المبار والوقوف ما
يفوت الحصر وبنى من دور الضيافات والمساجد والربط ما يتجاوز حد
الكثرة وكان مع ذلك يبخل وكان وقته مصروفا إلى تدبير أمور المملكة والى
التولية والعزل والمصادرة وتحصيل الأموال يقال عنه انه ملأ بركة من الذهب
فرآه يوما وقد بقي يعوزها حتى تمتلئ شئ يسير فقال ترى أعيش حتى
املاها فمات قبل ذلك اه.
وقال الذهبي وغيره كان أبيض اللون رقيق المحاسن وكان يعاني
البندق والحمام في شبيبته وكانت له عيون على كل سلطان يأتونه باخباره
واسراره حتى كان بعض الكبار يعتقد ان له كشفا واطلاعا على المغيبات
اه.
وقال علي بن انجب البغدادي المعروف بابن الساعي في كتابه مختصر
اخبار الخلفاء على ما حكي عنه: لم يل الخلافة أحد أطول خلافة من
الناصر فأقام فيها ٤٧ سنة ولم يزل في عز وجلالة وقمع للأعداء واستظهار على
الملوك والسلاطين في أقطار الأرض مدة حياته فما خرج عليه خارجي الا
قمعه ولا مخالف الا دفعه ولا اوى إليه مظلوم مشتت الشمل الا جمعه وكان
إذا أطعم أشبع وإذا ضرب أوجع وقد ملأ القلوب هيبة وخيفة فكان يرهبه
أهل الهند ومصر كما يرهبه أهل بغداد وكان الملوك والأكابر بمصر والشام إذا
جرى ذكره في خلواتهم خفضوا أصواتهم هيبة واجلالا وملك من الممالك ما
لم يملكه أحد ممن تقدمه من الخلفاء والملوك وخطب له ببلاد الأندلس وبلاد
الصين وكان أسد بني العباس تتصدع لهيبته الجبال وكان حسن الخلق
لطيف الخلق كامل الظرف فصيح اللسان بليغ البيان له التوقيعات المسددة
والكلمات المؤيدة وكانت أيامه غرة في وجه الدهر ودرة في تاج الفخر
شجاعا ذا فكرة صائبة وعقل رصين ومكر ودهاء وكان مع ذلك ردئ السيرة
في الرعية مائلا إلى الظلم والعسف ففارق أهل البلاد بلادهم واخذ أموالهم
واملاكهم وكان يتشيع ويميل إلى مذهب الإمامية بخلاف آبائه وقد جعل
مشهد الإمام موسى الكاظم ع والرضوان أمنا لمن لاذ به فكان
الناس يلتجئون إليه في حاجاتهم ومهماتهم وجرائمهم فيقضي الناصر لهم
(٥٠٥)

حوائجهم ويسعفهم فيما أهمهم ويعفو عن جرائمهم اه.
وقال اليافعي في مرآة الجنان. الخليفة الناصر الدين الله كان فيه
شهامة واقدام وعقل ودهاء وكان مستقلا بالأمور بالعراق متمكنا من الخلافة
يتولى الأمور بنفسه حتى أنه كان يشق الدروب والأسواق أكثر الليل والناس
يتهيبون لقاءه وما زال في عز وجلالة واستظهار وسعادة عاجلة نسأل الله
الكريم السعادة الآجلة اه والسعادة الآجلة مرجوة للناصر بولائه لأهل
البيت الطاهر ع وقال ابن النجار: دانت السلاطين للناصر
ودخل تحت طاعته من كان من المخالفين وذلت له العتاة والطغاة وانقهرت
لسيفه الجبابرة وفتح البلاد العديدة وملك من الممالك ما لم يملكه أحد ممن
تقدمه من السلاطين والخلفاء وكان أسد بني العباس اه.
وقال الموفق عبد اللطيف: أحيا هيبة الخلافة وكانت قد ماتت بموت
المعتصم ثم ماتت بموته، وقال ابن واصل: كان مع ذلك ردئ السيرة في
الرعية مائلا إلى الظلم والعسف يفعل أفعالا متضادة وكان يتشيع ويميل إلى
مذهب الإمامية بخلاف آبائه حتى أن ابن الجوزي سئل بحضرته: من
أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أفضلهم من كانت ابنته تحته حكاه
في شذرات الذهب وفي نسمة السحر: كان خليفة فاضلا حازما أديبا
سعيدا وكان من الشيعة الإمامية وكان يرى نفسه نائبا للامام المنتظر
ع وبذلك ذكره الذهبي وعجب منه، وفي أيامه استرجع بيت المقدس
وسائر ساحل الشام الا القليل من أيدي الإفرنج بعد ان ملكوه من أيام
الآمر باحكام الله الفاطمي إلى وقته اه.
اما ابن الأثير فلم يذكر من محاسنه شيئا بل قال: لم يطلق الناصر في
مرضه شيئا كان أحدثه من الرسوم الجائرة وكان قبيح السيرة في رعيته ظالما
فخرب في أيامه العراق وتفرق أهله في البلاد واخذ املاكهم وأموالهم كان
يفعل الشئ وضده عمل دور الضيافة للحجاج ثم أبطلها وأطلق بعض
المكوس ثم أعادها وجعل همه في رمي البندق والطيور المناسيب وسراويلات
الفتوة وأبطل الفتوة في جميع البلاد الا من يلبس منه سراويل ولبسها منه
كثير من الملوك ومنع الطيور المناسيب الا ما يؤخذ من طيوره، ومنع الرمي
بالبندق الا من ينتمي إليه فاجابه الناس إلى ذلك الا رجل بغدادي يقال له
ابن السفت هرب من العراق إلى الشام فرغبه في المال ليرمي عنه فلم
يفعل، فليم على عدم اخذ المال فقال: يكفيني فخرا انه ليس في الدنيا
أحد الا يرمي للخليفة الا انا، وإن كان ما ينسبه العجم إليه صحيحا من أنه
هو الذي اطمع التتر في البلاد وراسلهم فهو الطامة الكبرى اه.
وأظن أن ستر محاسنه واظهار معائبه لم يكن الا لتشيعه وميله إلى
مذهب الإمامية فما زال هذا كافيا في ذلك عند الكثيرين، وكذلك تهمة
العجم له بما سمعت التي يكذبها العقل والنقل والله الحاكم بين عباده.
وذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين فقال: كان من أفاضل
الخلفاء ذا خاطر وقاد متبحرا في العلوم شجاعا وتشيعه شائع ثم نقل عن
المبارك بن إسماعيل بن أحمد العباسي البغدادي المتطبب المعروف بابن الكتبي
أنه ذكر في كتابه نوادر أشعار الملوك ان بعض معاصري الناصر طعن فيه
بالتشيع، فقال في جوابه هذه الأبيات:
زعموا أنني أحب عليا * صدقوا كلهم لدي علي
كل من صاحب النبي ولو * طرفة عين فحقه مرعي
فلقد قل عقل كل غبي * هو من شيعة النبي بري
ونقل أيضا عن الكتاب المذكور أن ابن عبيد الله نقيب الطالبيين
بالموصل كتب إلى الناصر أنه بلغنا أنك عدلت عن مذهب التشيع إلى
التسنين فإن كان ذلك صحيحا فمروا باعلامي عن السبب فاجابه الناصر
بهذه الأبيات:
يمينا بقوم أوضحوا منهج الهدى * وصاموا وصلوا والأنام نيام
أصاب بهم عيسى ونوح بهم نجا * وناجى بهم موسى واعقب سام
لقد كذب الواشون فيما تخرصوا * وحاشا الضحى أن يعتريه ظلام
ولما بويع الناصر بالخلافة أقر ابن العطار وزير أبيه أياما بسيره ثم نكبه
وحبسه ثم اخرج ميتا بعد أيام على رأس حمال فرجمه العامة وأخرجوه من
التابوت ومثلوا به بما يقبح ذكره، ثم وزر له جلال الدين أبو المظفر عبد الله
ثم معز الدين سعيد بن علي بن حديدة الأنصاري ثم مؤيد الدين أبو المظفر
محمد بن أحمد بن القصاب ثم نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الرازي
ثم مؤيد الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم القمي، وفي نسمة السحر
ذكر الشيخ صلاح الدين الصفدي أن أبا يوسف يعقوب بن صابر المنجنيقي
البغدادي الشاعر المشهور كتب إلى الامام الناصر يعرض بالوزير القمي (١)
وكان يقال إنه شريف علوي:
خليلي قولا للخليفة احمد * توق وقيت الشر ما أنت صانع
وزيرك هذا بين أمرين فيهما * صنيعك يا خير البرية ضائع
فإن كان حقا من سلالة احمد * فهذا وزير في الخلافة طامع
وإن كان فيما يدعي غير صادق * فأضيع ما كانت لديه الصنائع
فلما وقف عليها الناصر كان ذلك سبب تغيره عليه وأمر فخرج إليه
مملو كان مسرعين فهجما على الوزير في داره وضرباه بدواته على رأسه وحملاه
إلى المطبق فكتب إلى الخليفة:
القني في لظى فان أحرقتني * فتيقن ان لست بالياقوت
صنع النسيج كل من حاك لكن * ليس داود فيه كالعنكبوت
فكتب إليه الناصر:
نسج داود لم يقد صاحب الغار * وكان الفخار للعنكبوت
وبقاء السمند في لهب النار * مزيل فضيلة الياقوت
وابن خلكان نسب الجواب إلى ابن صابر وقال عن البيتين المذكورين
أنه لا يعرف قائلهما فقال في ترجمة يعقوب بن صابر المذكور رأيت بالقاهرة
كراريس فيها شعر ابن صابر ورأيت فيها البيتين المشهورين المنسوبين إلى
جماعة ولا يعرف قائلهما على الحقيقة القني في لظى إلى آخر البيتين
السابقين قال فعمل ابن صابر جوابهما فقال:
أيها المدعي الفخار دع الفخر * لذي الكبرياء والجبروت
نسج داود لم يفد ليلة الغار * وكان الفخار للعنكبوت
وبقاء السمند في لهب النار * مزيل فضيلة الياقوت
وكذاك النعام يلتقم الجمر * وما الجمر للنعام بقوت
وفي نسمة السحر عن عمدة الطالب أنه ذكر فيه صحة نسب الوزير
وشرح حاله وان الناصر لما قبض عليه ارسل الوزير رقاع جميع ما له من
النقود والأموال إلى الناصر وقال إن هذا جميعه مما كسبته في خدمة مولانا وقد

(١) هكذا في النسخة مع أن الموصوف بالعلوي هو الرازي لا القمي فلينظر. المؤلف
(٥٠٦)

عاد إليه حقه فامر الناصر بارجاع جميع ماله إليه وقال إن التدبير أوجب
عزلك فاما مالك فلا حاجة لنا به قال وذكر ابن عنبة عن الوزير ظلما
وكبرا.
قال وزعم المنجمون ان الكواكب السبعة اجتمعت في أيام نوح ع
في برج الحوت وهو مائي فأوجب ذلك الطوفان المائي وأنها اجتمعت في أيام
الناصر في برج الميزان وهو هوائي فدل على حصول طوفان ريح يخرب أكثر
المعمور ولو كان زحل معها كما وقع في قران نوح ع لعم طوفان الريح
الأرض كما عمها في أيام نوح ع والذي اجتمع في أيام الناصر الستة ما
عداه وشاع ذلك واجمع المنجمون عليه وشرع أكثر ملوك الأعاجم في اتخاذ
الأسراب الكبار تحت الأرض واعداد الأزواد وبالغوا في ذلك فلما كانت
الليلة التي دل القرآن أن طوفان الرياح يقع فيها لم ير مثلها ركودا ولم تكد
تهب ريح.
قال وذكر العماد الكاتب في البرق الشامي قال: استدعاني السلطان
صلاح الدين بن أيوب وهو يومئذ محاصر للإفرنج على بعض قلاع الساحل
فدخلت إليه وقد دخل المساء وأوقدت الشموع الكبار فلم يكد يهب نسيم
والى ذلك أشار أبو عبد الله محمد سبط بن التعاويذي في قصيدته النونية
الطويلة التي يمدح بها الامام الناصر بقوله:
قالوا القران وطوفان الهواء له * بالشر عن كثب في الأرض طوفان
وما لهم فيه برهان وطائرك * الميمون فيه لدفع الشر برهان
وكيف تسطو الليالي أو يكون لها * في عصر مثلك ارهاق وعدوان
سعادة لو أحاط الخارمي بها * لعاد فيما أدعاه وهو خزيان
والخارمي هذا هو أحد أكابر المنجمين في ذلك الوقت وهو منسوب إلى
خارم بالخاء المعجمة والألف والراء والميم مدينة من ساحل الشام. قال
ورأيت في بعض التواريخ أن الناصر لما رأى اجماع المنجمين طلب فلانا
المنجم وكان أجل منجم ببغداد فذكر له ما يقوله أهل النجامة فقال يا أمير
المؤمنين لا أقول بقولهم ولكن أقول إن أعظم محل يجتمع فيه الناس تصيبه
آفة سماوية فكثر خوف الناصر على بغداد وقال: ما في الدنيا أجمع للناس
منها وأمر باصلاح الجسور خشية من الغرق فاتفق ان الحجاج نزلوا مجتمعين
بمبنى فجاءهم سيل لم ير مثله في جوف الليل فذهب بهم وبلغ الخبر الناصر
فسري عنه وخلع على المنجم اه.
وفي مرآة الجنان أنه في سنة ٦٢٢ جاء جلال الدين بن خوارزمشاه
فوضع السيف في أهل دقوقا وأحرقها وعزم على هجم بغداد فانزع الخليفة
الناصر فحصن بغداد وأقام المجانيق وأنفق ألف ألف دينار فاعلم ابن
خوارزمشاه ان الكرج قد خرجوا على بلاده فساق إليهم اه.
والامام الناصر هو الذي بنى سرداب الغيبة في سامراء وجعل فيه
شباكا من الآبنوس الفاخر أو الساج كتب على دائره اسمه وتاريخ عمله وهو
باق لهذا الوقت وكأنما فرع منه الصناع الآن وهذا صورة ما كتب عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم قل لا أسألكم عليه اجرا لا المودة في القربى ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور. هذا ما أمر بعمله
سيدنا ومولانا الامام المفترض الطاعة على جميع الأنام أبو العباس احمد
الناصر لدين الله أمير المؤمنين وخليفة رب العالمين الذي طبق البلاد احسانه
وعدله وعم العباد رأفته وفضله قرن الله أوامره الشريفة باستمرار النجح
والنشر وناطها بالتأييد والنصر وجعل لأيامه المخلدة حدا لا يكبو جواده
ولآرائه الممجدة سعدا لا يخبو زناده في عز تخضع له الأقدار فيطيعه عواصيها
وملك تخشع له الملوك فيملكه نواصيها بتولي المملوك معد بن الحسين بن
معد الموسوي الذي يرجو الحياة في أيامه المخلدة ويتمنى انفاق عمره في
الدعاء لدولته المؤبدة استجاب الله أدعيته وبلغه في أيامه الشريفة أمنيته من
سنة ست وستمائة الهلالية وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا
محمد خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين وعترته وسلم تسليما ونقش في
خشب الساج داخل الصفة في ظهر الحائط ما صورته: بسم الله الرحمن
الرحيم محمد رسول الله أمير المؤمنين علي ولي الله فاطمة الحسن بن علي
الحسين بن علي علي بن الحسين محمد بن علي جعفر بن محمد موسى بن
جعفر علي بن موسى محمد بن علي علي بن محمد الحسن بن علي القائم بالحق
ع. هذا عمل علي بن محمد ولي آل محمد رحمه الله اه.
وهذا السرداب هو سرداب الدار التي سكنها ثلاثة من أئمة أهل
البيت الطاهر وهم: الإمام علي بن محمد الهادي وولده الإمام الحسن بن
علي العسكري وولده الإمام محمد المهدي ع كما سكنوا أيضا في
ذلك السرداب وتشرف بسكناهم فيه ولذلك تتبرك الشيعة وغيرها به وتصلي
لربها فيه وتدعوه لبركته بسكنى آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه وتشريفهم له وليس في
الشيعة من يعتقد أن المهدي موجود في السرداب أو غائب فيه كما يرميهم به
من يريد التشنيع وينسب إليهم في ذلك أمورا لا حقيقة لها مثل أنهم
يجتمعون كل جمعة على باب السرداب بالسيوف والخيول وينادون اخرج إلينا
يا مولانا، فان هذا كذب وافتراء حتى أن بعض من ذكر ذلك قال إنه
بالحلة، مع أن السرداب في سامراء لا في الحلة، وبالجملة فليس للسرداب
مزية عند الشيعة الا تشرفه بسكنى ثلاثة من أئمة أهل البيت ع
فيه وهذا الأمر لا يختص بالشيعة في تبركهم بالأمكنة الشريفة فليتق الله
المرجفون.
والامام الناصر هو الذي كتب إليه علي بن صلاح الدين الأيوبي وكان
أبوه أوصى إليه بالسلطنة وجعله ولي عهده وهو أكبر ولده وأخذ له البيعة
على أخيه نجم الدين أبي بكر بن أيوب وعلى ابنه عثمان بن صلاح الدين
ولما مات صلاح الدين وثبا عليه واغتصبا منه الملك فكتب إلى الامام الناصر
بهذه الأبيات وهي مشهورة رواها عامة المؤرخين مع جوابها:
مولاي ان أبا بكر وصاحبه * عثمان قد غصبا بالسيف حق علي
وهو الذي كان قد ولاه والده * عليهما فاستقام الأمر حين ولي
فخالفاه وحلا عقد بيعته * والأمر بينهما والنص فيه جلي
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي * من الأواخر ما لاقي من الأول
فاجابه الامام الناصر يقول:
وافى كتابك يا ابن يوسف ناطقا * بالصدق يخبر ان أصلك طاهر
غصبوا عليا حقه إذ لم يكن * بعد النبي له بيثرب ناصر
فاصبر فان غدا عليه حسابهم * وابشر فناصرك الامام الناصر
والناصر هو الذي طلب الشريف قتادة أمير مكة ليحضر إليه فجاء
حتى وصل إلى النجف وأخرج الخليفة العلماء والأمراء والأعيان للقائه
ومعهم أسد في سلسلة فتطير من ذلك وقال: ما لي ولأرض تذل فيها الأسود
ورجع، فكتب إليه الناصر يعاتبه، فاجابه بهذه الأبيات:
(٥٠٧)

بلادي وإن جارت علي عزيزة * ولو أنني أعرى بها وأجوع
ولي كف ضرغام إذا ما بسطتها * بها اشتري يوم الوغى وأبيع
معودة لثم الملوك لظهرها * وفي بطنها للمجدبين ربيع
أ أتركها تحت الرهان وابتغي * لها مخرجا اني إذا لرقيع
وما أنا الا المسك في أرض غيركم * أضوع وأما عندكم فأضيع
ويقال: إنه لم يرسل له هذه الأبيات وإنما أجابه معتذرا عن الحضور
إليه فأرسل الناصر إليه أميرا من الأتراك ومعه هدايا وكتاب يطيب به خاطره
ويطلب حضوره ثانيا وأراد أن يستدرجه بذلك ففطن الشريف لما أراد
وجعل الذي جاء بالكتاب يستدرجه ويخدعه ويحثه على الذهاب إلى الخليفة
فقال له الشريف انظر في ذلك ثم جمع بني عمه وعرفهم أن ذلك استدراج
ومخادعة ثم غدا على الرسول وأنشده الأبيات فقال له: أنت ابن بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والخليفة ابن عمك وأنا مملوك تركي وحاشا لله أن احمل هذه
الأبيات عنك إلى الديوان فإنها إن بلغت الخليفة وجه جهده إليك فإن كان
خطر ببالك أنهم استدرجوك فلا تسر إليهم وقل جميلا: فما الرأي؟ قال إن
تبعث أحد أولادك إليه ولا يقع انش ء شئ تكرهه فأعجبه قوله وبعث
ولده ومعه أشياخ من الأشراف فاكرمهم الناصر وعادوا إلى مكة وكان قتادة
يقول: لعن الله أول رأى عند الغضب ولا اعدمنا عاقلا ناصحا يثبتنا عند
ذلك وقيل: إن الأبيات لما بلغت الخليفة كتب إليه: أما بعد فإذا نزع
الشتاء جلبابه ولبس الربيع اهابه قابلناكم بجنود لا قبل لكم بها ولنخرجكم
منها أذلة وأنتم صاغرون فكتب قتادة إلى بني عمه بني حسين بالمدينة وأميرها
الشريف سالم بن قاسم الحسيني:
بني عمنا من آل موسى وجعفر * وآل حسين كيف صبركم عنا
بني عمنا انا كأفنان دوحة * فلا تتركوا ان يجتوي فنن منا
إذا ما أخ خلي أخاه لاكل * بدا بأخيه الأكل ثم به ثنى
فاجتمع الحسنيون والحسينيون على حرب الناصر فكف عنهم وكان قد
وقع حرب بين قتادة وسالم قبل ذلك وفيه يقول قتادة:
مصارع آل المصطفى عدن مثلما بدأن ولكن صرن بين الأقارب
وفي الامام الناصر يقول ابن أبي الحديد في آخر إحدى علوياته التي
ختمها برثاء الحسين ع:
بأبي أبو العباس احمد انه * خير الورى من أن يطل ويمنع
فهو الولي لثارها وهو الحمول * لعبئها إذ كل عود يضلع
والدهر طوع والشبيبة غضة * والسيف عضب والفؤاد مشيع
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود بن حمدون أبو عبد الله النديم
الكاتب
ولد سنة ٢٣٧ وتوفي سنة ٣٠٩ ذكره في معجم الأدباء عن جحظة مر
ذكره وفاتنا هناك ذكر ولادته ووفاته.
قوام الدين أبو طاهر أحمد بن الحسن بن موسى بن الطاووس العلوي الحسني
أمير الحاج.
توفي سنة ٧٠٤
في مجمع الآداب: كان من السادات الأكابر الأكارم الأعيان الأعاظم
حج بالناس في أيام السلطان أرغون ابن السلطان أباقا وأيام أخيه كيخاتو
وحسنت سيرته في تسييره الحاج ذهابا ومجيئا وشكره أهل العراق والغرباء
الذين حجوا معه وكان جميل السيرة كريما وله خيرات دارة على الفقراء وكان
دمث الأخلاق جميل السيرة رأيته وكتبت عنه بالحلة وكان قد رسم لي في كل
عام خمسمائة رطل من القسب انتهى.
أحمد بن الحسن التميمي
روى الكليني في كتاب الحج من الكافي باب ٢٥ ما يهدى إلى الكعبة
رواية ١٣٧ بسنده عن علي بن الحسن التميمي عن أخويه محمد واحمد عن
علي بن يعقوب الهاشمي.
أبو الحسين احمد المعروف بصاحب الجيش ابن الناصر الكبير أبي محمد
الحسن الأطروش بن علي بن الحسين بن علي بن عمر الأشرف ابن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
هو والد أبي محمد الحسن المعروف بالناصر الصغير جد السيدين المرتضى
والرضي أبو أمهما فاطمة بنت أبي محمد الحسن بن أحمد أبي الحسين ومرت
ترجمته في جزء ٩، وأعدناها هنا، قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣١٠ ذكر
حرب سيمجور مع أبي الحسين ابن العلوي المترجم قد ذكرنا قتل
ليلى بن النعمان وان جرجان تخلف بها بارس غلام قراتكين. فلما قتل ليلى
عاد قراتكين إلى جرجان فاستامن إليه غلامه بارس فقتله قراتكين وانصرف
عن جرجان وقدمها أبو الحسين بن الحسن بن علي الأطروش العلوي الملقب
والده بالناصر وأقام بها، فانفذ إليه السعيد نصر بن أحمد سيمجور
الدواتي في أربعة آلاف فارس فنزل على فرسخين من جرجان وحاصر أبا
الحسين نحو شهر من هذه السنة وخرج إليه أبو الحسين في ثمانية آلاف
رجل من الديلم والجرجانية وصاحب جيشه سرخاب بن وهسوذان ابن عم
ما كان بن كالي الديلمي فتحاربا حربا عظيمة وكان سيمجور قد جعل كمينا
من أصحابه فأبطأوا عنه فانهزم سيمجور ووقع أصحاب أبي الحسين في
عسكر سيمجور واشتغلوا بالنهب والغارة، فخرج عليهم الكمين بعد الظفر
فقتلوا من الديلم والجرجانية نحو أربعة آلاف رجل وانهزم أبو الحسين
وركب في البحر، ثم عاد إلى أستر آباد واجتمع إليه فل أصحابه وكان
سرخاب قد تبع سيمجور في هزيمته فلما عاد رأى أصحابه مقتلين مشردين
فسار إلى أسترآباذ واستصحب معه عيال أصحابه ومخلفيهم وأقام بها مع أبي
الحسين بن الناصر، ثم سمع سيمجور بظفر أصحابه فعاد إليهم وأقام
بجرجان، ثم اعتل سرخاب ومات ورجع ابن الناصر إلى سارية واستخلف
ما كان بن كالي على أسترآباذ فاجتمع إليه الديلم وقدموه وأمروه على
أنفسهم ثم سار محمد بن عبيد الله البلغمي وسيمجور إلى باب أسترآباذ
وحاربوا ما كان بن كالي، فلما طال مقامهم اتفقا معه على أن يخرج عن
أسترآباذ إلى سارية وبذلوا له على هذا مالا ليظهر للناس انهم قد افتتحوها
ثم ينصرفون عنها ويعود إليها، ففعل وسار إلى سارية ثم رحلوا عن
أسترآباذ إلى جرجان وعاد إليها ما كان بن كالي انتهى.
أبو الحسين أحمد بن أبي محمد الحسن الناصر الصغير ابن احمد أبي الحسين
المعروف بصاحب الجيش ابن الناصر الكبير أبي محمد الحسن بن علي بن
الحسين بن علي بن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
توفي في رجب سنة ٣٩١
وهو خال السيد المرتضى والرضي رضي الله عنهما لأن أمهما فاطمة
(٥٠٨)

بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير ابن احمد أبي الحسين صاحب جيش
أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسن بن علي وقد توفي المترجم في حياة
السيدين المرتضى والرضي، ورثاه الرضي بقصيدة مذكورة في ديوانه
انتخبنا منها هذه الأبيات:
لنا كل يوم رنة خلف ذاهب * ومستهلك بين النوى والنوادب
ونامل من وعد المنى غير صادق * ونامن من وعد الردى غير كاذب
نعم انها الدنيا سمام لطاعم * وخوف لمطلوب وهم لطالب
وانا لنهواها على الغدو والقلى * ونمدحها مع علمنا بالمعائب
وحسبي من ضراء دهري أنني * أقيم الأعادي لي مقام الحبائب
ومن كانت الأيام ظهرا لرحله * فيا قرب ما بين المدى والركائب
لئن لم نطل لدم الترائب لوعة * فان لنا لدما وراء الترائب
يتم تمام الرمح زادت كعوبه * ويهتز للمجد اهتزاز القواضب
من القوم حلوا في المكارم والعلى * بملتف أعياص الفروع الأطايب
أقاموا بمستن البطاح ومجدهم * مكان النواصي من لؤي بن غالب
عظام المقاري يمطرون نوالهم * بأيدي مساميح سباط الرواجب
وأضحوا على الأعواد تسمو لحاظهم * كلمح القطاميات فوق المراقب
فما شئت من داع إلى الله مسمع * ومن ناصر للحق ماضي الضرائب
تساموا إلى العز الممنع وارتقوا * من المجد أنشاز الذرى والغوارب
لتبك قبور أفرع الموت تحتها * سجال العطايا بعدهم والرغائب
إذا اجتاز ركب كان أجود عندها * بعقر المطايا من سحيم وغالب
أ في كل يوم يعرق الدهر أعظمي * وينهس لحمي جانبا بعد جانب
فكم فل مني ساعدا بعد ساعد * وكم جب مني غاربا بعد غارب
تحل الرزايا بالرجال وتنجلي * ورب مصاب ينجلي عن مصائب
من اليوم يستدعي منازلك البكا * إذا ما طوى الأبواب مر المواكب
وتضحك عنك الأرض أنسا وغبطة * وتبكيك أخدان العلى والمناقب
والذي في الديوان: وقال يرثي خاله أبا الحسين أحمد بن الحسين
الناصر، والظاهر أن صوابه أحمد بن الحسن وأن الحسين تصحيف ومر في
أواخر جزء ٩ في المستدركات، وفي هذا الجزء قبل هذه الترجمة ترجمة جده
أبو الحسين أحمد المعروف بصاحب الجيش فلا يتوهم الاتحاد، فان ذلك
توفي سنة ٣١١ وهذا سنة ٣٩١ كما سمعت وذاك أبو جد السيدين المرتضى
والرضي لأمهما وهذا خالهما.
الشيخ احمد ابن الشيخ حسن بري العاملي التبنيني
توفي حوالي سنة ١٣٥٩
كان فاضلا برا تقيا شاعرا قرأ في جبل عامل وهاجر إلى النجف فقرأ
فيها مدة وجيزة ثم عاد إلى بلاده فقرأ فيها مدة في مدرسة شقرا ثم عاد إلى
بلده مقيما لشعائر الدين محافظا على هداية المؤمنين آمرا بالمعروف ناهيا عن
المنكر ومن شعره قوله يمدح السيد علي ابن عمنا السيد محمود وهو في
مدرسته في شقرا:
أبا عبد الحسين عليك مني * سلام في العشي وفي البكور
لأنت بذا الزمان سفين نوح * لراكبها الأمان من البحور
وأنت لنا صراط مستقيم * لسالكه النجاة من السعير
وفي مصباح هديك قد نجونا * من الظلمات يا غوث الأسير
برأي منك توضح مشكلات * وتكشف مدلهمات الأمور
فأنت امام هذا العصر حقا * تنوب عن الإمامة في الظهور
لئن ضلت أناس عنك يوما * وراح زنادها بالغي يوري
فان ذكاء يبصرها البرايا * وتنكر ضوءها عين الضرير
ودونك من أخي ود قريض * حكت ألفاظه درر النحور
أحمد بن الحسن التيمي
روى الكليني في الباب ٢٥ من كتاب الحج من الكافي وهو باب ما
يهدى إلى الكعبة الرواية الرابعة بسنده عن علي بن الحسن التيمي عن أخويه
محمد واحمد عن علي بن يعقوب الهاشمي ثم بثلاث وسائط عن الصادق
ع.
الشيخ جمال الدين أحمد بن الحسن أو الحسين بن جعفر الشامي محتدا الحلي
مولدا.
كان حيا سنة ٨٠٢
ذكره صاحب الرياض في ذيل ترجمة الشيخ حسن بن الحسين بن مطر
الأسدي وقال إنه رأى نسخة الدروس في كونباد وقد كتبت تلك النسخة
للشيخ الفقيه العالم الفاضل جمال الدين أحمد بن الحسن بن جعفر الشامي
محتدا والحلي مولدا وتاريخ الكتابة سنة ٨٠٢.
أحمد بن الحسن الحسيني
من أصحاب الإمام الحسن العسكري والراوين عنه غير مذكور في
كتب الرجال ويروي عنه أبو الحسن محمد بن القاسم الخطيب المفسر
الاسترآبادي الجرجاني أحد مشايخ الصدوق فقد قال الصدوق في أول الباب
الثلاثين من العيون حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني
رضي الله تعالى عنه حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي عن
أبيه عن محمد بن علي عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر الخ ثم أورد
بهذا الاسناد ثمانية أحاديث اخر وأورد في الأمالي حديثين عن المفسر عن
أحمد بن الحسن الحسيني عن الحسن بن علي عن أبيه الخ.
أبو جعفر احمد أمير اليمامة ابن الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف
الأخيضر ابن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع.
لا نعرف من أحواله شيئا سوى أنه كان أمير اليمامة.
أبو العباس أحمد بن الحسن بن يوسف الناصر لدين الله العباسي
مرت ترجمته في ج ٨ وأعدناها لزيادة فيها طريفة. في شذرات
الذهب: قال شمس الدين الجزري: كان الماء الذي يشربه الناصر تأتي به
الدواب من فوق بغداد سبعة فراسخ ويغلى سبع غلوات كل يوم غلوة ثم
يحبس في الأوعية سبعة أيام ثم يشرب منه ومع هذا ما مات حتى سقي
المرقد مرات وشق ذكره وأخرج منه الحصى ثم مات منه. ومن لطائفه أن
خادما له اسمه يمن كتب إليه ورقة فيها عتب فوقع فيها بمن يمن بمن ثمن يمن
ثمن ثمن.
(٥٠٩)

أحمد بن الحسين بن إبراهيم محيي الدين الأصل الدمشقي والد نجم
الدين (١)
ولد سنة ٧٥١ أو ٥٢ بدمشق وتوفي في صفر وقيل في ٢٥ المحرم يوم
الأربعاء سنة ٨٢٠ وقيل في ٣ شعبان سنة ٨١٨ عن نحو سبعين سنة ودفن
بها بتربة الصوفية وهي المعروفة اليوم بالبرامكة.
في الضوء اللامع: كان أبوه انتقل من المدينة إلى دمشق فولد هو بها
ونشأ بها فطلب العلم وعني بصناعة الإنشاء وباشر التوقيع من صغره في أيام
جمال الدين ابن الأمير ودخل مصر بعد اللنك فباشر التوقيع أيضا ثم قدم
مع شيخ كذا ومعه صهره البدر بن مزهر وأسند وصيته إليه وصحب
الفتحي فتح الله فاستكتبه أيضا في الإنشاء وعول عليه في المهمات فلما مات
رجع إلى دمشق وولي بها كتابة السر في أوائل سنة ٨١٨ وكان دينا عاقلا
سالما متجمعا عن الناس فاضلا عفيفا كثير التلاوة متنسكا ورعا مشكور
السيرة عارفا متوددا لا يكتب على شئ يخالف الشرع لكنه ينسب للتشيع
مات في صفر سنة ٨٢٠ ذكره شيخنا في انبائه ورأيت من أرخه قبل ذلك
غلطا كالمقريزي فإنه قال في عقوده أنه مات ٣ شعبان سنة ٨١٨ نعم ارخه
ابن قاضي شهبة في يوم الأربعاء سنة ٨٢٠ لكن ٢٥ المحرم بعد ما تعلل مدة
ودفن بتربة الصوفية بدمشق عن نحو ٧٠ سنة وكان بسبب تجرئه ينسب إلى
وهنا كلمة غير مقروءة ورد ما نسب إليه من التشيع وقال إنه كان من
خيار المسلمين أهل السنة رحمه الله انتهى فانظر واعجب.
أحمد بن الحسين من ولد برير بن خضير الهمداني
له تجويد القرآن وجدت منه نسخة في مكتبة المجلس بطهران تاريخ
كتابتها سنة ٧٥٣.
أحمد بن الحسين بن سليمان
في البحار: رأيت في آخر مجموع لأحمد بن الحسين بن سليمان ما
هذا لفظه: من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر الدعاء. ولم يعلم أنه من أصحابنا
ولكنه محتمل.
أحمد بن الحسين بن عبد الله الصباغ الصنعاني الملقب بالرقيحي
بضم الراء وفتح القاف واسكان المثناة التحتية بعدها حاء مهملة وياء
النسبة.
ذكره السيد عباس ابن السيد علي ابن السيد نور الدين الموسوي
العاملي المجاور بمكة المكرمة في رحلته التي سماها أنيس الجليس ومنية
الأديب الأنيس ناقلا ترجمته عن كتاب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر
لبعض علماء الزيدية فقال على عادة ذلك العصر في الأسجاع والجناسات
الباردة: فاضل له في الأدب صبغة هي إلى سمو القدر بلغة فهو المعاصر أو
هو لسلاف الشعر العاصر كم عقيلة قاصرة الطرف له وغيره عنها قاصر
مقاطيعه كمواصلة الأحباب ترتشف لتنوب عن الرضاب وهو مطبوع فصيح
وشعره رائق مليح بل هو أشعر من في صنعاء في هذا الزمان يعرف هذا
القاصي منهم والداني. فمن شعره قوله:
ولما اعتنقنا سال دمعي بخده * وأظهرت من سر الصبابة ما أخفي
وقال عذولي دع هواه فقد بدا * سواد على خديه من موضع القطف
فقلت له مهلا فتلك مدامعي * مسحت وآثار الصباغة في كفي
وقوله:
ارشفني من لمى لسانه * وقال من لطفه بحالي
قل لي مستشهدا بشعر * فقلت هذا لسان حالي
وقوله في شخص يعرف بالديك يهوى من يعرف بالشقري والشقري
في لسان العامة فراخ الدجاج:
قل للفتى الديك من قد هام في رشا * يفوق ريم النقا في الدر والحور
ما أنت أول من قاسى الهوى وصبا * ولا بأول ديك هام في الشقري
وكتب إلى الشيخ الأديب شعبان بن سليم بسبب وسيم يعرف
بالنجم:
إذا كنت يا شعبان ترضى بأنني * أقيم على هون فلست بذي حلم
وإني لشمس يستضاء بنورها * ولولاك لم اقنع بمنزلة النجم
ومن قول شعبان هذا في النجم المذكور وقد غشيه ليل العذار:
لاح عذار النجم في خده * فأكثر العاذل فيه الملام
والنجم لا تشرق انواره * إلا إذا جن عليه الظلام
وقال صاحب الترجمة فيمن يعرف بابن البيني:
كم قد بذلت لوصل الحب حين سطت * فيك اللواحظ منه خالص العين
وتشتكي البين منه قبل موقعه * واليوم يا سيدي قد همت بالبين
وقال في الخال:
ولما رأيت الخال من فوق ثغره * مقيما على العذب الذي عز جانبه
تيقنت أن الخال حوليه حارس * مخافة أن يسطو على الثغر شاربه
وقال فيمن يسمى سرور:
قلت أهلا ومرحبا بسرور * حين وافى ونلت منه حبورا
وسباني بنظرة من رناه * فتلقيت نضرة وسرورا
وله شعر كثير وموشحات مشهورة انتهى.
أحمد بن الحسين بن محمد المعروف بابن متويه
له ترجمة الصحف الإدريسية اوردها المجلسي في آخر كتاب الدعاء
من البحار فاورد ما صورته: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على نعمته
وصلاته على محمد وعترته قال أحمد بن حسين بن محمد المعروف بابن متويه
وجدت هذه الصحف بالسورية مما أنزل على إدريس النبي أخنوخ صلى الله
على محمد وعليه وكانت ممزقة ومندرسة فتحريت الأجر في نقلها إلى العربية
بعد أن استقصيت في وضع كل لفظة من العربية موضع معناها من السورية
وتجنبت الزيادة والنقصان ولم أغير معنى لتحسين لفظ أو تقدير سجع بل
توخيت ايراده كهيئته من غير نقص ولا زيادة وعلى الله التوكل وبه الاستعانة
وله الحول والقوة وحسبنا الله ونعم الوكيل. ثم أوردها وهي ٢٩ صحيفة
كل صحيفة في معنى من المعاني. وفي الذريعة أنه ترجمها أيضا إلى العربية
أبو إسحاق الصابي الكاتب معاصر الشريف الرضي وطبعت مستقلة في
تبريز. وهذا الرجل لا ذكر له في كتب الرجال ومر في ج ٦ أن ابن متويه

(١) هكذا في الضوء اللامع ولم يعلم من هو هذا نجم الدين. المؤلف
(٥١٠)

هو علي بن محمد بن علي بن سعد الأشعري القمي.
الشيخ جمال الدين أحمد بن حسين بن مطهر
عالم فاضل يروي اجازة عن الشيخ زين الدين علي بن الحسن بن
أحمد بن مظاهر تلميذ فخر المحققين ويروي عنه الشيخ علي بن محمد بن
علي بن محمد بن يونس العاملي البياضي النباطي صاحب الصراط المستقيم
المتوفى سنة ٨٧٧ فهو إذا من أهل المئة التاسعة.
أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الأقطع ابن الحسين بن محمد بن
هارون بن محمد البطحاني ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة ١٤١
في عمدة الطالب: من ولد الحسين بن محمد. هارون الاقطع ابن
الحسين بن محمد له عقب بالري منهم الشريفان الجليلان أبو الحسين
أحمد بن الحسين بن هارون كثير العلم له مصنفات في الفقه والكلام بويع له
بالديلم ولقب بالسيد المؤيد وأخوه أبو طالب يحيى بن الحسين الخ. وفي
الحاشية: توفي السيد المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون
امام الزيدية بطبرستان في سنة ١٤١ وله ثمان وثمانون سنة ومدة إمامته
عشرون سنة وقام بعده أبو طالب يحيى بن الحسين الخ كذا في كتب الزيدية
انتهى.
الشيخ جمال الدين أحمد بن الحسين بن الواهاني
مرت ترجمته في ج ٨ ولم نذكر هناك من أحواله شيئا وهو عالم عامل
فقيه جليل من مشاهير فقهائنا وهو من شيوخ الشهيد يروي عنه عن
العلامة.
السيد احمد الحسيني الحسني
لا نعلم من أحواله شيئا سوى أن له مشاركة في مساجلة جرت في
بعلبك بين عشرة اشخاص من علماء وأدباء ذلك العصر من العامليين
وغيرهم وجدت في مجموعة كتبت في ذلك العصر سنة ١١٠١ وذكرت في
ترجمة الشيخ حسن بن علي الحانيني ويحتمل كونه السيد أحمد بن الحسين بن
الحسن الموسوي العاملي الكركي أخو ميرزا حبيب الله قال المترجم له فيها:
والخمر من ريقه تصفو مشاربه لكن من رشقه لم يبر انسان
الشريف احمد خان الحسيني الكيلاني سلطان بلاد كيلان
توفي في بغداد سنة ١٠٠٩ هكذا في خلاصة الأثر.
ومر في ج ٧ من هذا الكتاب ذكر السلطان احمد خان ابن السلطان
حسن ابن السلطان احمد ابن السلطان حسين ابن السيد محمد الحسيني آخر
سلاطين كيلان وأنه قتل سنة ٩٤٢ وقيل توفي سنة ٩٢٠ ومر في ج ٨ ذكر
جده السلطان احمد ابن السلطان حسين ابن السلطان محمد وأنه توفي سنة
٩٤٠ ثم وجدنا في خلاصة الأثر الترجمة الآنفة الذكر والظاهر أن المذكور
فيها هو الحفيد لأحمد بن حسن المذكور في ج ٧ لأنه ذكر في خلاصة الأثر كما
ستعرف أن الشاه طهماسب اعتقله في قلعة دهقهة وأنه فر إلى السلطان
محمد العثماني ونحن ذكرنا في ج ٧ فراره والتجاءه إلى الدولة العثمانية
وحبسه في القلعة المذكورة ولكنه ظهر لنا وقوع خلل في ترجمة الحفيد المذكور
في ج ٧ ومخالفة لما ذكر في خلاصة الأثر فنحن نورد هنا ما ذكر في خلاصة
الأثر ثم نبين موضع الخلل ومحل المخالفة. قال صاحب خلاصة الأثر ما
صورته: خان احمد الكيلاني الشريف الحسيني سلطان بلاد كيلان من بيت
السلطنة أبا عن جد وكان مع كونه من الملوك أحد أفراد العالم في العلوم
الرياضية والحكمية حصل علم الهيئة والهندسة والفلك وكان يدرس
القوشجي في الهيئة وكان إليه النهاية في الموسيقي والشعر الفارسي وإذا نظم
غزلا ربطه في أصوات ونغمات وكان طهماسب شاة قد اعتقله في قلعة
دهقهة (١) في بلاد العجم ومكث بها معتقلا سنين عديدة وكان إسماعيل ولد
طهماسب محبوسا عنده فقال له ان اطلقني الله من الحبس وولاني أمر الناس
فلله علي أن أطلقك وأوليك بلادك فلما اطلق إسماعيل وملك العراقين
وأذربيجان وشروان وشيراز وخراسان وهمذان وبلاد الجبال أخرجه من
دهقهة لكن وضعه في قلعة إصطخر وقال له أريد ارسالك إلى بلادك مع
مزيد التعظيم فلم تطل مدة إسماعيل ومات فولي السلطنة بعده باتفاق امراء
قزلباش أخوه محمد خرابنده الذي كان مقيما بشيراز وكان أعمى فولوه السلطنة
إذ لم يجدوا في بيت السلطنة من هو قابل لها غيره فأرسل إلى خان احمد
واستخرجه من إصطخر وولاه بلاد كيلان كما كان فلم يزل بها إلى أن أخذ سلطان
الاسلام السلطان مراد بن سليم غالب عراق العجم وكل عراق العرب وأذربيجان
وشروان وبلاد الكرج فأرسل الشاه عباس بن خدابنده المذكور عسكرا وافرا
واخذوا كيلان من يد أحمد خان فهرب مع جماعة معدودة إلى جانب
السلطان محمد بن مراد فدخل عليه وامتدحه بقصيدة عظيمة يحثه فيها على
أخذ كيلان من الشاه عباس واهدى له شمعدانا مرصعا قيل إنه خمن بثمانين
ألف دينار فلم يحصل على مراده من العسكر وذهب إلى بغداد بإذن السلطان
فمات بها في سنة ١٠٠٩ انتهى وكان اخذ السلطان مراد للبلاد المذكورة في
حياة الشاه محمد خدابنده ابن الشاه طهماسب الذي فقد سنة ٩٩٦ وأخذ
كيلان من يد احمد خان في عهد الشاه عباس بن محمد خدابنده الذي تولى
الملك بعد أبيه سنة ٩٩٦ واسترد ما كان اخذه العثمانيون من بلاد إيران
وأخذ كيلان من احمد خان فالتجأ إلى العثمانيين أعداء الصفوية ظنا منه
أنهم ينصرونه فخاب ظنه لأن الشاه عباس كان قوي الشوكة وقد صالح
العثمانيين ففي كلام خلاصة الأثر شئ من النقص والغموض. ثم أن ما
ذكره في تاريخ وفاته هو الصواب وما مر من أن وفاته سنة ٩٤٢ أو ٩٢٠
خطا أولا لأنا ذكرنا في ج ٧ أن أباه السلطان حسن توفي سنة ٩٤٣
فملك بعده ابنه السلطان احمد فكيف يكون الأب توفي سنة ٩٤٣ والابن
الذي ملك بعده قتل سنة ٩٤٣ أو قبلها ثانيا أن إسماعيل الذي كان
محبوسا معه خرج من القلعة التي كان محبوسا فيها سنة ٩٨٤ والشاه
عباس بن محمد خدابنده الذي ارسل عسكرا واخذ كيلان من يد المترجم له
ولي السلطنة سنة ٩٩٦ فكيف تكون وفاة المترجم له سنة ٩٤٢ أو ٩٢٠ ثم
أن ما مر عن المجالس في ج ٧ صلى الله عليه وآله وسلم ٤٧٧ من أنه قتل في ميدان صاحب آباد
من تبريز بالتاريخ المتقدم ينافي ما مر عن خلاصة الأثر من أنه مات في بغداد
بعد هذا التاريخ بنحو من ٦٧ سنة أو أكثر فلعله شخص آخر، وكيف كان
فالظاهر أن ما في الخلاصة هو الصواب وأنه حصل اشتباه بين وفاة الجد
ووفاة الحفيد، فالمتوفى سنة ٩٢٠ أو ٩٤٠ أو ٩٤٣ هو الجد والمتوفى سنة
١٠٠٩ هو الحفيد. وفي الذريعة أن المولى علي بن شمس الدين ابن الحاج

(١) في بعض المواقع قهقهة ولا يبعد أن يكون الصواب ما هنا. المؤلف -
(٥١١)

حسين ألف تاريخ طبرستان وجيلان وسماه تاريخ خاني باسم احمد خان
الحسيني ملك جيلان الذي كان جاروديا ثم صار إماميا وفصل فيه أحوال
السادة العلويين ملوك تلك البلاد من المرعشية بمازندران والكيائية بجيلان
وفرغ منه سنة ٨٩٩ ومن تاريخ تاليف الكتاب علم أن المؤلف باسمه هو
الجد لا الحفيد.
أحمد بن إبراهيم التمار الخارص.
مر بعنوان أحمد بن إبراهيم السياري وذكره في لسان الميزان بعنوان
أحمد بن إبراهيم التمار الخارص. ثم قال: قال الحسن بن علي بن عمرو
الزهري ليس بمرضي له عن عبد الله بن معاوية روى عنه أبو عمرو
الزاهد يكنى أبا الحسن وقال: كان رافضيا مكثت أربعين سنة أدعوه إلى
السنة فلا يستجيب لي ويدعوني إلى الرفض فلا استجيب له روى عن
الناشي والمبرد وغيرهما اه.
أحمد بن إدريس بن أحمد أبو علي الأشعري القمي.
مر ذكره وفي لسان الميزان: أحمد بن إدريس الفاضل أبو علي القمي
الأشعري من كبار مصنفي الرافضة اه. وذكره أبو الحسن بن بابويه في
تاريخ الري ونسبه فقال: أحمد بن إدريس بن زكريا بن طهمان كان من
قدماء الشيعة روى عنه جماعة من شيوخ الشيعة منهم علي بن الحسين بن
موسى ومحمد بن الحسن بن الوليد وقدم الري مجتازا إلى مكة فمات بين مكة
والكوفة اه وظاهره ان العبارة الأولى لميزان الاعتدال ولم أجده فيه.
أحمد بن الحسين بن أبي الحسن بن علي الرمحي.
كان من العلماء المصنفين له كتاب انس الكريم قال السيد ابن
طاوس في الباب الخامس من فرج الهموم انه عندي وقال: سمعت انه من
مصنفي الامامية وله ريحان المجالس كان عند ابن طاوس أيضا.
أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد الخزاعي النيشابوري نزيل الري.
ثقة جليل القدر جد أبي الفتوح الرازي الحسين بن علي بن محمد بن أحمد
ووالده الشيخ الحافظ عبد الرحمن المفيد النيشابوري.
ذكره منتجب الدين بن بابويه في فهرسته فقال الشيخ الثقة الفقيه أبو
بكر أحمد بن الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي نزيل الري والد الشيخ
الحافظ عبد الرحمن عدل عين قرأ على السيدين المرتضى والرضى والشيخ
أبي جعفر رحمهم الله.
مؤلفاته
قال منتجب الدين له: ١ الأمالي في الاخبار أربعة مجلدات ٢
كتاب عيون الأحاديث ٣ الروضة في الفقه والسنن ٤ المفتاح في
الأصول ٥ المناسك أخبرنا بها الشيخ الامام السعيد ترجمان كلام الله أبو
الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي النيشابوري عن
والده عن جده عنه اه وفي المقاييس عنه تعداد تلامذة الشيخ الطوسي
ومنهم الشيخ الثقة العدل العين الجليل النبيل أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد
النيسابوري الخزاعي الرازي الذي هو من أجلاء تلاميذ السيدين
المرتضى والرضى أيضا ومن أعيان المصنفين في الفقه وغيره ولم اقف على
كتبه اه.
وذكره الشيخ محمد بن علي بن حسن بن محمد بن صالح العاملي
الجباعي من أجداد الشيخ البهائي في مجموعته فقال هؤلاء جماعة من
مشائخ الشيعة ومصنفيهم الذين تأخر زمانهم عن زمان الشيخ أبي جعفر
محمد بن الحسن بن علي الطوسي ثم ذكر المترجم وجماعة غيره نقلنا أسماءهم
عنه في أبوابها فقال في حق المترجم عدل عين قرعلى السيدين المرتضى
والرضي والشيخ أبي جعفر ثم ذكر مؤلفاته كما ذكرها منتجب الدين وكانه
نقل ترجمته عنه.
أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد العتبي.
روى الصدوق في العيون عنه عن أبي القاسم محمد بن عبيد الله بن
بابويه الرجل الصالح.
الشيخ أبو علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران.
كان معاصرا للصدوق له كتاب الاختصاص وقد استخرج منه الشيخ
المفيد كتابه المعروف بالاختصاص وادرجه في كتاب العيون والمحاسن.
أبو الفتوح الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد بن عيسى بن
يحيى بن الحسن ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
ذكره في عمدة الطالب ويفهم منه انه كان واعظا.
أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد المدعو بدل القمي.
صالح ثقة حافظ للأحاديث روى عنه المفيد عبد الرحمن النيسابوري
قاله منتجب الدين.
أحمد بن الحسين أخ السلطان أويس الإيلخاني الجلائري.
قتل سنة ٧٦٧.
في الدرر الكامنة: قتله أخوه أويس لأنه كان السبب في عصيان مرجان
الطواشي على أويس فلما ظفر أويس بالطواشي أمر بقتل أخيه المذكور وسر
بقتله أهل السنة لأنه كان ينصر الرافضة اه.
والإيلخانيون أو الجلائريون مر ذكرهم في السلطان أحمد بن
الشيخ أويس وذكرنا هناك مقبرتهم التي ظهرت في النجف أيام اقامتنا فيه
وانه غاب عنا ساعة التحرير أسماء من دفن فيها وانها للشيخ حسن وولده
الشيخ أويس وان على بعض قبورها تاريخ وفاة طفلة صغيرة لهم اسمها
بابنده سلطان ثم عثرنا عليها الآن فظهر لنا انه ليس فيها اسم الشيخ حسن
ولا ولده الشيخ أويس وان كانا قد دفنا في النجف كما ذكره المؤرخون وان
بابنده سلطان ليست طفلة ولم يكتب تاريخ وفاتها ومن ذلك قد يشك في
كونها مقبرة للإيلخانيين وإن كان مظنونا لا سيما بملاحظة ان تاريخ بعضها
هكذا المبرور شاهزاده سلطان بايزيد طاب ثراه توفي في شهر جمادى الأولى
سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة هلالية وعلى آخر هذا ضريح الطفل السعيد
سلالة السلاطين شاهزاده شيخ أويس طاب ثراه وعلى آخر الله لا اله إلا
هو هذا قبر الشاه الأعظم معز الدين عبد الواسع أنار الله برهانه توفي في
خامس عشر جمادى الأولى سنة تسعين وسبعمائة وعلى آخر هذا قبر
السعيدة مرحومة بابنده سلطان.
الشيخ جمال الدين أحمد بن عز الدين حسين الأصفهاني.
يروي بالإجازة عن الفاضل المتبحر السيد حسين ابن السيد حيدر
العاملي
(٥١٢)

الشيخ أحمد بن الحسين التفريشي.
توفي بالنجف سنة ١٣٠٩.
كان عالما فاضلا له حاشية على المكاسب.
الشيخ أحمد بن ملا حسين التفريشي الطادي.
عالم فاضل له نخبة المقال في علم الرجال منظومة مطبوعة فرع من
نظمها سنة ١٣١٣ وله رسالة في الكنى والألقاب والنسب مطبوعة فرع منها
١٣١٣.
السيد أحمد بن الحسين بن بدر الدين الحسن بن جعفر الأعرجي الحسيني
الموسوي العاملي الكركي أخو ميرزا حبيب الله العاملي.
في أمل الآمل: كان فاضلا عالما صالحا فقيها معاصرا لشيخنا البهائي
قرأ عليه وروى عنه اه وكان صهر المير محمد باقر الداماد على ابنته وهو
ابن خالته لأن امه بنت المحقق الكركي وكذلك أم الداماد. له كتاب مصقل
الصفا في الرد على النصارى. اللوامع الربانية في رد الشبه النصرانية وغير
ذلك. وهو من طائفة جليلة كلها علماء فضلاء منها احمد هذا وابنه عبد
الحسيب بن أحمد واخوه عبد الحسين بن أحمد واخوه ميرزا حبيب الله وابنه
محمد أشرف بن عبد الحسيب وأبوه الحسين كل هؤلاء علماء مذكورون في
محالهم.
أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي
الكوفي المعروف بالمتنبي وقيل هو أحمد بن الحسين بن مرة بن عبد الجبار
حكاه ابن خلكان وابن حجر في الميزان.
ولد بالكوفة في محلة كندة سنة ٣٠٣ وقتل سنة ٣٥٤ بضيعة قرب دير
العاقول قرب النعمانية آبيا من فارس إلى بغداد ودفن هناك.
نسبته
الجعفي بضم الجيم وسكون العين المهملة وبعدها فاء هذه النسبة
إلى القبيلة وأبو القبيلة المنسوب إليه يسمى جعفي أيضا ككرسي وهو
جعفي بن سعد العشيرة بن مذحج واسمه مالك بن أدد بن زيد بن
يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان وانما قيل له سعد العشيرة لأنه كان
يركب في ثلثمائة من ولده وولد ولده فإذا قيل له من هؤلاء قال عشيرتي
مخافة العين عليهم والكندي قال ابن خلكان نسبة إلى محلة بالكوفة
تسمى كندة نسب إليها لأنه ولد بها وليس هو من كندة التي هي قبيلة بل
هو جعفي القبيلة اه.
أبوه وامه
في انساب السمعاني: كان والد المتنبي جعفيا وامه همدانية صحيحة
النسب وكانت من صلحاء الناس الكوفيات: وقال كان السيد أبو الحسن
محمد بن يحيى العلوي الزيدي يقول: كان المتنبي وهو صبي ينزل في
جواري بالكوفة وكان أبوه يعرف بعيدان السقا يسقي لنا ولأهل المحلة
اه أقول اسم أبيه الحسين وعيدان لقب لقب به وإلى كون أبيه سقاء
أشار بعض الشعراء في هجو المتنبي بقوله:
أي فضل لشاعر يطلب الفضل * من الناس بكرة وعشيا
عاش حينا يبيع في الكوفة الماء * وحينا يبيع ماء المحيا
فنسب إليه بيع الماء باعتبار أبيه وقال السمعاني: سئل المتنبي عن نسبه
فقال: انا رجل احفظ القبائل واطوي البوادي وحدي ومتى انتسبت لم آمن
ان يأخذني بعض العرب بمطالبة بينها وبين القبيلة التي انتسبت إليها وما
دمت غير منتسب إلى أحد فانا أسلم على جميعهم ويخافون لساني اه.
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان: وهو من أهل الكوفة وقدم الشام في صباه وجال في
اقطاره واشتغل بفنون الأدب ومهر فيها، وكان من المكثرين في نقل اللغة
والمطلعين على غريبها وحوشيها، ولا يسال عن شئ إلا استشهد فيه
بكلام العرب من النظم والنثر حتى قيل إن الشيخ أبا علي الفارسي صاحب
الايضاح والتكملة قال له يوما كم لنا من الجموع على وزن فعلى يعني
بكسر الفاء وسكون العين فقال المتنبي في الحال: حجلي وظربى، قال
الشيخ أبو علي: فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال على أن أجد لهذين الجمعين
ثالثا فلم أجد، وحسبك من يقول أبو علي في حقه هذه المقالة، وحجلي
جمع حجل وهو الطائر الذي يسمى القبج، والظربي جمع ظربان على مثال
قطران وهي دويبة منتنة الرائحة اه.
وقال الثعالبي في اليتيمة: وهو وإن كان كوفي المولد فهو شامي المنشأ
وبها تخرج ومنها خرج نادرة الفلك وواسطة عقد الدهر في صناعة الشعر،
ثم هو شاعر سيف الدولة المنسوب إليه المشهور به، إذ هو الذي جذب
بضبعه ورفع من قدره ونفق سعر شعره والقى عليه شعاع سعادته حتى سار
ذكره مسير الشمس والقمر وسافر كلامه في البدو والحضر، إلى آخر ما يأتي
عند الكلام على شعره.
وفي لسان الميزان: نشا بالكوفة وأقام بالبادية وتعانى الأدب ونظر في
أيام الناس ونظم الشعر حتى بلغ الغاية إلى أن فاق أهل عصره وانقطع إلى
ابن حمدان فأكثر المدح فيه، ثم دخل مصر ومدح كافورا، ثم ورد إلى
العراق وجالس بها أهل الأدب وقرئ عليه ديوان شعره وسمع منه ديوانه
أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي قال أبو علي التنوخي: حدثني
أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي قال: كان والد أبي الطيب يلقب عيدان
بفتح المهملة وسكون التحتانية، فنشأ أبو الطيب وتصحب الاعراب وأكثر
من ملازمة الوراقين فذكر بعضهم انه رأى معه كتابا من كتب الأصمعي
نحو ثلاثين ورقة فأطال النظر فيه، فقيل له: إن كنت تريد حفظه فسيكون
بعد شهر قال: فان كنت حفظته في هذه المدة قلت فهو لك، فأخذت
الدفتر من يده فسرده، ثم أسلبه فجعله في كمه، قال: وكان يخرج إلى
بادية كلب، فأقام فيهم فادعى انه علوي ثم ادعى النبوة ثم اخذ
فحبس طويلا واستتيب وكان لؤلؤ أمير حمص خرج إليه فقاتله وشرد من
معه من قبائل العرب وكان بعد ذلك إذا ذكر له ذلك ينكره ويجحده
اه.
سبب تلقيبه بالمتنبي
قال الثعالبي في اليتيمة: يحكى انه تنبأ في صباه وفتن شرذمة بقوة
أدبه وحسن كلامه اه وفي الصبح المنبي عن حيثية المتنبي للشيخ يوسف
البديعي المتوفي سنة ١٠٧٣ عن أبي عبد الله معاذ بن إسماعيل اللاذقي ما
محصله: ان أبا الطيب قدم اللاذقية سنة ٣٢٠ ونيف وأظهر له دعوى النبوة
فقال له: ان هذا أمر عظيم أخاف عليك منه فقال بديها:
أبا عبد الآله معاذ اني * خفي عنك في الهيجا مقامي
(٥١٣)

ذكرت جسيم مطلبي واني * أخاطر فيه بالمهج الجسام
أ مثلي تأخذ النكبات منه * ويجزع من ملاقاة الحمام
ولو برز الزمان إلي شخصا * لخضب شعر مفرقه حسامي
وما بلغت مشيئتها الليالي * ولا سارت وفي يدها زمامي
إذا إمتلأت عيون الخيل مني * فويل في التيقظ والمنام
وأنه اخبره بأنه يوحى إليه وإن له معجزة هي حبس المطر وانه واعده
على الخروج في يوم مطير إلى الصحراء فنظر إلى نحو مائتي ذراع في مثلها ما
فيه قطرة مطر فاقر بنبوته وبايعه فقال:
أي محل أرتقي * أي عظيم اتقي
وكل ما قد خلق الله * وما لم يخلق
محتقر في همتي * كشعرة في مفرقي
واخذ بيعته لأهله ثم صح بعد ذلك ان البيعة عمت كل مدينة في
الشام، وذلك بأصغر حيلة تعلمها من بعض العرب: وهي صدحة المطر
يصرفه بها عن اي مكان أحب بعد ان يحوي بعصا وينفث في الصدحة التي
لهم، قال أبو عبد الله وقد رأيت كثيرا منهم بالسكون وحضرموت
والسكاسك من اليمن يفعلون هذا ولا يتعاظمونه حتى أن أحدهم يصدح
عن غنمه وإبله وعن القرية فلا يصيبها شئ من المطر وهو ضرب من
السحر وسالت المتنبي بعد ذلك هل دخلت السكون قال نعم أ ما سمعت
قولي:
ملث القطر أعطشها ربوعا * وإلا فاسقها السم النقيعا
أ منسي السكون وحضرموتا * ووالدتي وكندة والسبيعا
فقلت: من ثم استفاد ما جوزه على طعام أهل الشام.
قرآنه
وانه زعم أنه أنزل عليه قرآن، وهذا بعض ما فيه:
والنجم السيار والفلك الدوار والليل والنهار ان الكافر لفي اخطار
امض على سننك واقف أثر من كان قبلك من المرسلين فان الله قامع بك
زيغ من ألحد في الدين وضل عن السبيل.
وانه كان يزعم أن الأرض تطوي له ويمخرق بذلك على الاعراب
لأنه كان قويا على السير عارفا بالبوادي اه.
وقال ابن خلكان: انما قيل له المتنبي لأنه ادعى النبوة في بادية
السماوة وتبعه خلق كثير من بني كلب وغيرهم فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص
نائب الاخشيد فاسره وتفرق أصحابه وحبسه طويلا ثم استتابه وأطلقه،
وقيل غير ذلك وهذا أصح اه.
وذكر السمعاني في الأنساب نحوا مما ذكره ابن خلكان أقول إن
الثعالبي لم يحقق دعواه النبوة بل اقتصر على نسبتها إلى الحكاية كما سمعت،
ثم ذكر الثعالبي كما يأتي انه هم بالخروج على السلطان ودعا قوما إلى بيعته
فبلغ خبره إلى والي البلدة فحبسه وقيده ولم يقل ان ذلك من أجل دعوى
النبوة بل كلامه دال على أنه من أجل ارادته الخروج على السلطان، واما ما
ذكره صاحب الصبح من أن تنباه كان باللاذقية فينافيه ما ذكره غيره كابن
خلكان والسمعاني من أن تنباه كان ببادية السماوة عند بني كلب وكلاب،
ثم ما حكاه من سحر المطر ومنعه عن المكان الذي يراد وان ذلك شائع
باليمن حتى من الرعاة لا يقبله عقل ولم يثبت ان السحر يغير الحقائق وانما
بغطي على الابصار كما يرشد إليه قوله تعالى سحروا أعين الناس. وقوله
تعالى يخيل إليه من سحرهم انها تسعى واما الأبيات التي زعم أنه
انشدها عندما خوفه العاقبة وهي قوله أبا عبد الاله الخ ففي ديوانه انه
انشدها عندما عذله على ما كان شاهده من تهوره وليس فيها إشارة إلى أن
هذا التهور كان بدعوى النبوة وإلا كان اللازم ذكر ذلك كما هي العادة في
دواوين الشعراء فالأرجح انه عذله على تهوره في طلب الامارة وإرادة
الخروج على السلطان والأبيات نفسها تدل على ذلك ولو كان عذله على
دعوى النبوة وخوفه العاقبة لكان ينبغي أن يقول له في الأبيات: اني ان
قتلت في سبيل دعوى النبوة أكون شهيدا سعيدا لأن ذلك شأن من يدعي
الصدق في دعوى النبوة، فلما لم يتعرض لشئ من ذلك واقتصر على ذكر
شجاعته وعدم مبالاته بالموت وان الزمان لو برز إليه بصورة شخص لقتله
ولم يعط الليالي زمامه وان الخيل تهابه يقظة ونوما كما أن الشعر الذي زعم أنه
أنشده عندما بايعه بالنبوة من قوله اي محل الخ لا يناسب المقام لأنه
ليس فيه إلا الفخر والحماسة المتناهية واحتقار كل عظيم فلا يناسب انشاده
عقيب البيعة بالنبوة بل المناسب أن يقول: سامضي في القيام بأعباء النبوة
التي بعثت بها غير مبال بالمصائب، فهذه الأبيات أيضا ترشد إلى أنه قالها
معبرا عما في نفسه من الطموح إلى الامارة والخروج على السلطان وليس في
الديوان انه قالها عندما بايعه بالنبوة ولو كان كذلك لذكر، على أن قوله إن
بيعته عمت كل مدينة بالشام مستبعد في العادة بل مقطوع بكذبه فان صح
انه ادعى النبوة فبالبادية بين الاعراب لا في المدن لا سيما ان الوجه الذي
استند إليه في عمومها للمدن قد عرفت فساده ومن ذلك يتطرق الشك إلى
أصل دعواه النبوة خصوصا انه كان ينكر ذلك ويقول إنه سمي بالمتنبي
لشعر قاله ففي اليتيمة حكى أبو الفتح عثمان بن جني قال سمعت أبا
الطيب يقول انما لقيت بالمتنبي لقولي:
انا ترب الندى ورب القوافي * وسمام العدى وغيظ الحسود
انا في أمة تداركها الله * غريب كصالح في ثمود
ما مقامي بأرض نحلة الا * كمقام المسيح بين اليهود
ونخلة توجد في كثير من النسخ بالخاء المعجمة والظاهر أن الصواب
كونها نحلة بالحاء المهملة وهي القرية التي بقرب بعلبك فإنه كان يتردد كثيرا
إلى تلك البلاد فلعله أقام بها مدة وقد نزل على علي بن عسكر ببعلبك فخلع
عليه وحمله ومدحه المتنبي كما في ديوانه وفي معجم البلدان نحلة قرية بينها
وبين بعلبك ثلاثة أميال إياها عنى أبو الطيب فما احسب بقوله:
ما مقامي بدار نحلة الا * كمقام المسيح بين اليهود
وفي الصبح المنبي قال أبو علي يعني الفارسي قيل للمتنبي على من
تنبأت قال على الشعراء فقال لكل نبي معجزة فما معجزتك قال هذا
البيت:
ومن نكد الدنيا على الحر ان يرى * عدوا له ما من صداقته بد
تشيعه
قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ذكره ابن الطحان في ذيل
الغرباء وقال: كان يتشيع وقيل كان ملحدا اه أقول المسارعة إلى نسبة
الالحاد والتكفير يجرأ عليها الكثير فباؤوا بسخطه تعالى وما في بعض أشعاره
(٥١٤)

مما يشف عن قلة المبالاة بالدين لا يوجب الالحاد واستظهر تشيعه القاضي
نور الله في مجالس المؤمنين وذكره السيد يوسف بن يحيى الحسني اليماني في
كتابه نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر وحكى فيه الجزم بتشيعه عن والده
السيد يحيى فقال اخبرني القاضي العلامة أبو محمد أحمد بن ناصر بن
محمد بن عبد الحق عن والدي رحمه الله ان أبا الطيب كان يتحقق بولاء أمير
المؤمنين علي ع تحققا شديدا وان له فيه عدة قصائد سماها العلويات
وانما حذفت من أكثر نسخ ديوانه لشدة التعصبات في المذاهب فلذا ذكرته
اه.
وجزم بتشيعه الأستاذ ماسينيون المستشرق الإفرنسي مستدلا ببعض
ما يأتي وهو رجل متتبع جدا.
ونحن نوافق على استظهار تشيعه ويمكن ان يستفاد تشيعه من أمور:
١ انه من أهل الكوفة الذين عرفوا بالتشيع وغلب عليهم كما عرف
أهل البصرة بضده وغلب عليهم قال أبو تمام:
وكوفني ديني على أن منصبي شام وتجري أية ذكر النجر
وحكى الذهبي في ميزان الميل عن الاعتدال عن يحي بن معين ان
حفص بن غياث اجتمع إليه البصريون فقالوا لا تحدثنا عن ثلاثة أشعث بن
الملك وعمرو بن عبيد وجعفر بن محمد فقال اما أشعث فهو لكم وانا اتركه
لكم واما عمرو فأنتم اعلم به واما جعفر فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال
المطرقة اه وفي نسمة السحر يقوي تشيعه انه كوفي والكوفة أحد معادن
الشيعة اه.
٢ ان قبيلة جعفي التي ينتسب إليها المتنبي وأبوه معروفة بالتشيع
ففيها من رجال الشيعة جابر الجعفي من أصحاب الباقر والصادق
ع والمفضل بن عمر الجعفي من أصحاب الصادق ع وولده
محمد بن المفضل بن عمر من أصحاب الكاظم ع وعمرو بن شمر
الجعفي من أصحاب الصادق ع ونقلت جريدة القبس في عدد ١١٠٨
عن ماسينيون المستشرق الإفرنسي المقدم ذكره انه جعل من جملة الأدلة على
تشيع المتنبي ان قبيلة جعفي التي ينتسب إليها عيدان السقا والد المتنبي
عرفت بصبغتها الشيعية وعدا ذلك فقد أنجبت هذه القبيلة أربعة من
رؤساء الشيعة الغلاة وهم جابر ومفضل وولده محمد وعمر بن الفرات
اه أقول عمر بن الفرات من أصحاب الرضا ع ونسب إلى الغلو لكن
لم أجد من وصفه بالجعفي.
٣ ان محلة كندة التي ولد فيها أبو الطيب هي محلة عرف أهلها
بالتشيع وهذا أيضا مما جعله الأستاذ ماسينيون من أدلة تشيعه وقد عرفت في
صدر الترجمة قول ابن خلكان انه منسوب إلى المحلة لا إلى القبيلة لكن
الظاهر أن تسمية تلك المحلة بكندة لسكنى قبيلة كنده بها وكندة أيضا
معروفة بالتشيع ومنها حجر بن عدي الكندي الصحابي شهيد مرج عذرا
وقيس بن فهدان الكندي الشاعر الشيعي المشهور وغيرهما ولا تنافي غلبة
التشيع في كندة شذوذ الأشعث بن قيس وأولاده.
٤ ان والدة المتنبي همدانية صحيحة النسب من صلحاء النساء
الكوفيات كما مر عن السمعاني وتشيع قبيلة همدان أشهر من نار على علم
حتى قال فيها أمير المؤمنين علي ع
فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام
فقد رضع المتنبي التشيع مع اللبن كما قال الشاعر:
لا عذب الله أمي انها شربت * حب الوصي وغذتنيه باللبن
وكان لي والد يهوى أبا حسن * فصرت من ذي وذا اهوى أبا حسن
وهذا أيضا مما جعله الأستاذ ماسينيون من أدلة تشيع المتنبي وهو
ثالث الأمور التي ذكرها.
٥ ما جاء في أشعاره فقد سمعت ما رواه صاحب نسمة السحر عن
والده ان للمتنبي عدة قصائد في مدح أمير المؤمنين علي ع أسماها
العلويات حذفت من ديوانه وسواء صحت هذه الرواية أم لم تصح ففيما نقل
من شعره في هذا المعنى كفاية. فمنه قوله وقد عوتب على تركه مدح أمير
المؤمنين علي ع نقله أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد وذكره البرقوفي
في شرح ديوان المتنبي مما استدركه من ذيل لشرح الواحدي المطبوع في
أوروبا وفي رسالة جمعها الأستاذ عبد العزيز الراجكوتي الهندي جمعها من
أربع نسخ خطية. وذكره صاحب نسمة السحر قائلا انه رأى في بعض
اخباره انه آخر شعر قاله وقد عوتب في ترك مديح أهل البيت لا سيما أمير
المؤمنين علي ع قالوا جميعا أنه قال حين عوتب على ذلك وليست في
ديوانه:
وتركت مدحي للوصي تعمدا * إذ كان نورا مستطيلا شاملا
وإذا استطال الشئ قام بنفسه * وصفات ضوء الشمس تذهب باطلا
وقوله لما كانت الشام بيد الاخشيد محمد بن طغج فسار إليها سيف
الدولة فافتحها وهزم عساكر الاخشيد في صفين اورده البرقوقي في شرح
ديوان المتنبي فيما استدركه من ذيل لشرح الواحدي المطبوع في أوروبا وفي
رسالة جمعها الأستاذ عبد العزيز الراجكوتي الهندي جمعها من أربع نسخ
خطية وأورده صاحب نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر فقالوا قال المتنبي
وليست في ديوانه:
يا سيف دولة ذي الجلال ومن له * خير الخلائق والأنام سمي
انظر إلى صفين حين أتيتها * فانجاب عنها العسكر الغربي
فكانه جيش ابن حرب رعته * حتى كأنك يا علي علي
وقوله في القصيدة التي يمدح بها أبا القاسم طاهر بن حسين بن طاهر
العلوي:
فتى علمته نفسه وجدوده * قراع العوالي وابتذال الرغائب
كذا الفاطميون الندى في أكفهم * أعز انمحاء من خطوط الرواجب (١)
أناس إذا لاقوا عدى فكانما * سلاح الذي لاقوا غبار السلاهب
نصرت عليا يا ابنه ببواتر * من الفعل لا فل لها في المضارب
إذا علوي لم يكن مثل طاهر * فما هو الا حجة للنواصب
هو ابن رسول الله وابن وصيه * وشبههما شبهت بعد التجارب
حملت إليه من لساني حديقة * سقاها الحيا سقي الرياض السحائب
فحييت خير ابن لخير أب بها * لاشرف بيت في لؤي بن غالب
فقوله هو ابن رسول الله وابن وصيه وقوله خير ابن لخير أب كالصريح
في التشيع وباقي الأبيات عليها مسحة حب وولاء. وقوله في القصيدة التي

(١) الرواجب مفاصل الأصابع.
(٥١٥)

يمدح بها محمد بن عبيد الله العلوي المشطب التي أولها:
أهلا بدار سباك أغيدها * أبعد ما بان عنك خردها
يقول فيها:
خير قريش أبا وأمجدها * أكثرها نائلا وأجودها
ولا أدل على التشيع من قوله خير قريش أبا.
وفي نسمة السحر: في شعره إشارات إلى تشيعه فمنه ما قاله في
قصيدة كتب بها إلى سيف الدولة وهو بفارس بحضرة عضد الدولة يجيبه عن
كتاب:
فهمت الكتاب أبر الكتب * فسمعا لأمر أمير العرب
مبارك الاسم أغر اللقب * كريم الجرشى شريف النسب
وبركة اسمه لموافقته اسم علي ع اه وهو أبو الحسن علي.
وقوله كما في مجالس المؤمنين عن سيد المتألهين حيدر بن علي الآملي انه
نسبه إليه في كتاب جامع الأنوار وليست في ديوانه:
قيل لي قل في علي مدحا * ذكرها يطفئ نارا مؤصدة
قلت هل امدح من في فضله * حار ذو اللب ان عبده
والنبي المصطفى قال لنا * ليلة المعراج لما صعده
وضع الله على ظهري يدا * فأراني القلب ان قد برده
وعلي واضع اقدامه * في مكان وضع الله يده
وقوله كما في مجالس المؤمنين عن الشيخ عبد الجليل الرازي في كتاب
نقض الفضائح انه نقل عنه قال في مدحه ع وليست بديوانه:
أبا حسن لو كان حبك مدخلي * جهنم كان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من كان موقنا * بان أمير المؤمنين قسيمها
قال واوردهما علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة بزيادة بيت في
اولهما وتغيير يسير هكذا:
رضيت بان القى القيامة قانصا * دماء نفوس حاربتك جسومها
أبا حسن إن كان حبك مدخلي * جحيما فان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من بات مؤمنا * بأنك مولاه وأنت قسيمها
واما عدم وجود أكثر هذه الاشعار في ديوانه فغير غريب بعد ما رأينا
انه أسقط من كشكول البهائي لما طبع جملة من الشعر الذي في أهل البيت
وبعد ما حرف كتابه مكارم الأخلاق عند طبعه.
ابتداء امره
قال الثعالبي في اليتيمة: ذكرت الرواة ان أباه سافر به من الكوفة إلى
بلاد الشام فلم يزل ينقله من باديتها إلى حضرها ومن مدرها إلى وبرها
ويسلمه إلى المكاتب ويردده في القبائل ومخايله نواطق الحسنى عنه وضوا من
النجح فيه حتى توفي أبوه وقد ترعرع أبو الطيب وشعر وبرع.
طلبه امارة
قال وبلغ من كبر نفسه وبعد همته ان دعا إلى بيعته قوما من رائشي
نبله على الحداثة من سنه والقضاضة من عوده وحين كاد يتم له أمر دعوته
تأدى خبره إلى والي البلدة ورفع إليه ما هم به من الخروج فامر بحبسه
وتقييده اه.
وفي الصبح المنبي لما اشتهر امره وشاع ذكره وخرج بأرض سلمية من
عمل حمص في بني عدي قبض عليه ابن علي الهاشمي في قرية يقال لها
كوتكين وامر النجار بان يجعل في رجله وعنقه قرميتين من خشب الصفصاف
فقال وليست في ديوانه:
زعم المقيم بكوتكين بأنه * من آل هاشم بن عبد مناف
فأجبته مذ صرت من أبنائهم * صارت قيودهم من الصفصاف
قال ولما اعتقل كتب إلى الوالي من الحبس:
بيدي أيها الأمير الأريب * لا لشئ الا لاني غريب
أو لأم لها إذا ذكرتني * دم قلب بدمع عين يذوب
ان أكن قبل ان رأيتك أخطأت * فاني على يديك أتوب
عائب عابني لديك ومنه * خلفت في ذوي العيوب العيوب
وكتب إليه من الحبس كما في اليتيمة والصبح قصيدته التي أولها:
أيا خدد الله ورد الخدود وقد قدود الحسان القدود
يقول فيها في مدحه:
لقد حال بالسيف دون الوعيد * وحالت عطاياه دون الوعود
فأنجم أمواله في النحوس * وأنجم سؤاله في السعود
ولو لم أخف غير أعدائه * عليه لبشرته بالخلود
رمى حلبا بنواصي الخيول * وسمر يرقن دما في الصعيد
وبيض مسافرة ما يقمن * لا في الرقاب ولا في الغمود
فولى باشياعه الخرشني * كشاء أحست بزأر الأسود
يرون من الذعر صوت الرياح * صهيل الجياد وخفق البنود
فمن كالأمير ابن بنت الأمير * أو من كابائه والجدود
سعوا للمعالي وهم صبية * وسادوا وجادوا وهم في المهود
ومنها في استعطاف ذلك الأمير والتنصل مما قذف به:
أ مالك رقي ومن شانه * هبات اللجين وعتق العبيد
دعوتك عند انقطاع الرجاء * والموت مني كحبل الوريد
دعوتك لما براني البلى * وأوهن رجلي ثقل الحديد
وقد كان مشيهما في النعال * فقد صار مشيهما في القيود
وكنت من الناس في محفل * فها انا في محفل من قرود
تعجل في وجوب الحدود * وحدي قبل وجوب السجود
أي انما تجب الحدود على البالغ وأنا صبي لم تجب علي الصلاة بعد،
وهذا من باب المبالغة ويوضحه البيت الذي بعده:
وقيل عدوت على العالمين * بين ولادي وبين القعود
فما لك تسمع زور الكلام * وقدر الشهادة قدر الشهود
فلا تسمعن من الكاشحين * ولا تعبان بعجل اليهود
وكن فارقا بين دعوى أردت * ودعوى فعلت بشاو بعيد
وفي جود كفيك ما جدت لي * بنفسي ولو كنت أشقى ثمود
قال الثعالبي: ومن شعره في الحبس ما كتب به إلى صديق له قد كان
أنفذ إليه مبرة، وفي الصبح المنبي انه سجان الوالي الممدوح بالقصيدة
السابقة:
أهون بطول الثواءو التلف * والسجن والقيد يا أبا دلف
(٥١٦)

غير اختيار قبلت برك بي * والجوع يرضي الأسود بالجيف
كن أيها السجن كيف شئت فقد * وطنت للموت نفس معترف
لو كان سكناي فيك منقصة * لم يكن الدر ساكن الصدف
أقول قوله غير اختيار البيت: يكشف عن علو نفسه وشدة
أنفته المتجاوزة حد الاعتدال، فأي غضاضة عليه في قبول بر صديقه حتى
يقول إنه قبله عن غير اختيار وانه بمنزلة الجيفة: والجوع يرضي الأسود
بالجيف.
ما كان فيه من الضيق قبل اتصاله بسيف الدولة
وكان في أول امره في ضنك وشدة قبل اتصاله بسيف الدولة قال
الثعالبي في اليتيمة: وكان كثيرا ما يتجشم أسفارا بعيدة أبعد من آماله
ويمشي في مناكب الأرض ويطوي المناهل والمراحل ولا زاد الا من ضرب
الحراب على صفحة المحراب (١) * ولا مطية الا الخف أو النعل كما قال:
لا ناقتي تقبل الرديف ولا * بالسوط يوم الرهان أجهدها
شراكها كورها ومشفرها * زمامها والشسوع مقودها
وكما قال في شكوى الدهر ووصف الخف:
أظمتني الدنيا فلما جئتها * مستسقيا مطرت علي مصائبا
وحبيت من خوص الركاب بأسود * من دارس فغدوت امشي راكبا
وكما قال يصف قدرته على المشي:
ومهمه جبته على قدمي * تعجز عنه العرامس الذلل
إذا صديق نكرت جانبه * لم تعيني في فراقه الحيل
في سعة الخافقين مضطرب * وفي بلاد من أختها بدل
وشتان ما بين حاله هذه والحال التي قال فيها:
وعرفاهم باني من مكارمه * اقلب الطرف بين الخيل والخول
قال: وكان قبل اتصاله بسيف الدولة يمدح القريب والغريب
ويصطاد الكركي والعندليب، قال ويحكى ان علي بن منصور الحاجب لم
يعطه على قصيدته فيه الا دينارا واحدا، فسميت الدينارية وهي التي أولها:
لمن الشموس الجانحات غواربا * اللابسات من الحرير جلاببا
يقول فيها:
حال متى علم ابن منصور بها * رجع الزمان إلي منها تائبا
اه وبالجملة فقد كان قبل اتصاله بسيف الدولة في حال
سيئة، وسيف الدولة هو الذي أعلى شانه وشهر امره وأظهر محاسن شعره.
طموح المتنبي إلى معالي الأمور والرياسة والولاية
كان هذا الطموح فيه في كل حالاته وفي جميع أدوار حياته من صغره
إلى كبره بالغا إلى الغاية، فكان معجبا بنفسه ويلهج دائما في أشعاره
بالحرب والقتال ولا يرى أن أحدا يشبهه في هذا الكون، ففي ديوانه انه
قيل له وهو في المكتب: ما أحسن هذه الوفرة فقال:
لا تحسن الوفرة حتى ترى * منشورة الظفرين يوم القتال
على فتى معتقل صعدة * يعلها من كل وافي السبال
وقال في صباه من أبيات: نفس تصغر
نفس الدهر من كبر * لها نهى كهله في سن أمرده
وقال أيضا في صباه من أبيات:
محبي قيامي ما لذا لكم النصل * بريئا من الجرحى سليما من القتل
امط عنك تشبيهي بما وكأنما * فما أحد فوقي ولا أحد مثلي
وقال أيضا في صباه:
إلى اي حين أنت في زي محرم * وحتى متى في شقوة والى كم
فالا تمت تحت السيوف مكرما * تمت وتقاصي الذل غير مكرم
فثب واثقا بالله وثبة ماجد * يرى الموت في الهيجا جني النحل في الفم
وقال أيضا في صباه من قصيدة:
مفرشي صهوة الحصان ولكن * قمفصي مسرودة من حديد
أين فضلي إذا اقتنعت من الدهر * بعيش معجل التنكيد
عش عزيزا أو مت وأنت كريم * بين طعن القنا وخفق البنود
لا كما قد حييت غير حميد * وإذا مت مت غير فقيد
فاطلب العز في لظى ودع الذل * ولو كان في جنان الخلود
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي * وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضاد * وعوذ الجاني وغوث الطريد
إن أكن معجبا فعجب عجيب * لم يجد فوق رأسه من مزيد
وفي اليتيمة: ما زال في برد صباه إلى أن أخلق برد شبابه وتضاعفت
عقود عمره يدور حب الولاية والرياسة في رأسه ويظهر ما يضمر من كامن
وسواسه في الخروج على السلطان والاستظهار بالشجعان والاستيلاء على
بعض الأطراف ويستكثر من التصريح بذلك في مثل قوله:
لقد تصبرت حتى لات مصطبر * فالآن أقحم حتى لات مقتحم
لأتركن وجوه الخيل ساهمة * والحرب أقوم من ساق على قدم
بكل متصلت ما زال منتظري * حتى أدلت به من دولة الخدم
شيخ يرى الصلوات الخمس نافلة * ويستحل دم الحجاج في الحرم
وقوله:
سأطلب حقي بالقنا ومشائخ * كأنهم من طول ما التثموا مرد
ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا * كثير إذا شدوا قليل إذا عدوا
وطعن كان الطعن لا طعن بعده * وضرب كان النار من حره برد
إذا شئت حفت بي على كل سابح * رجال كان الموت في فمها شهد
وقوله:
ولا تحسبن المجد زقا وقينة * فما المجد الا السيف والفتكة البكر
وتضريب أعناق الملوك وان ترى * لك الهبوات السود والعسكر المجر
وتركك في الدنيا دويا كأنما * تداول سمع المرء أنمله العشر
وقوله:
وإن عمرت جعلت الحرب والدة * والسمهري أخا والمشرفي أبا
بكل أشعث يلقى الموت مبتسما * حتى كان له في موته إربا
قح يكاد صهيل الخيل يقذفه * من سرجه مرحا للعز أو طربا
فالموت اعذر لي والصبر أجمل بي * والبر أوسع والدنيا لمن غلبا
وقوله وهو يرثي جدته أم امه التي ماتت فرحا بوصول كتابه إليها

(١) الحراب جمع حربة والمحراب عنق الدابة اي لا زاد الا من الصيد. المؤلف
(٥١٧)

وكانت يئست منه فلما وردها كتابه قبلته وحمت لوقتها وغلب الفرح على
قلبها فقتلها وليست هذه الحال حال حماسة وفخر بل حال حزن وانكسار
وهو مع ذلك يقول:
ولو لم تكوني بنت أكرم والد * لكان أباك الضخم كونك لي اما
لئن لذ يوم الشامتين بيومها * لقد ولدت مني لأنفهم رغما
تغرب لا مستعظما غير نفسه * ولا قابلا الا لخالقه حكما
ولا سالكا إلا فؤاد عجاجه * ولا واجدا الا لمكرمة طعما
ولكنني مستنصر بذبابة * ومرتكب في كل حال به الغشما
وجاعلة يوم اللقاء تحيتي * وإلا فلست السيد البطل القرما
واني من قوم كان نفوسهم * بها أنف ان تسكن اللحم والعظما
فلا عبرت بي ساعة لا تعزني * ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما
وقد تكرر حماسه واعجابه بنفسه واستحقاره عظيم الأمور في شعره
بحيث لا تكاد تخلو قصيدة له من اي نوع كانت من ذلك قوله:
أريد من زمني ذا ان يبلغني * ما ليس يبلغه في نفسه الزمن
وقوله:
وإذا كانت النفوس كبارا * تعبت في مرادها الأجسام
وقوله:
تحقر عندي همتي كل مطلب * ويقصر في عيني المدى المتطاول
وقوله:
وإني إذا باشرت أمرا أريده * تدانت أقاصيه وهان أشده
وقوله:
انا صخرة الوادي إذا ما زوحمت * فإذا نطقت فإنني الجوزاء
وقوله:
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وقوله:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي * إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
واستقصاء ذلك يطول به الكلام.
وتظهر في شعر المتنبي القسوة والغطرسة وقلة الرحمة حيث يقول:
ومن عرف الأيام معرفتي بها * وبالناس روى رمحه غير راحم
فليس بمرحوم إذا ظفروا به * ولا في الردى الجاري عليهم بإثم
اتصاله ببني حمدان
وأوله بأبي العشائر
في الصبح المنبي عن ياقوت الرومي أنه قال لم يزل المتنبي بعد
خروجه من الاعتقال في خمول وضعف حال في بلاد الشام حتى اتصل بابن
العشائر وهو الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن حمدان العدوي
وكانه ابن ابن أخي سيف الدولة وكان والي انطاقية من قبل سيف الدولة
ومدحه بعدة قصائد أولها التي يقول فيها:
أ تراها لكثرة العشاق * تحسب الدمع خلقة في المآقي
حلت دون المزار فاليوم لو زرت * لحال النحول دون العناق
يقول فيها:
ليس الا أبا العشائر خلق * ساد هذا الأنام باستحقاق
فوق شقاء للأشق (١) مجال * بين ارساغها وبين الصفاق
ما رآها مكذب الرسل إلا * صدق القول في صفات البراق
يا بني الحارث بن لقمن لا * تعدمكم في الوغى متون العتاق
بعثوا الرعب في قلوب الأعادي * فكان القتال قبل التلاقي
وتكاد الظبا لما عودوها * تنتضي نفسها إلى الأعناق
وإذا أشفق الفوارس من وقع * القنا أشفقوا من الاشفاق
وله فيه مدائح كثيرة منها قوله لما أوقع بأصحاب باقيس من قصيدة:
كان على الجماجم منه نارا * وأيدي الناس أجنحة الفراش
فولوا بين ذي روح مفات * وذي رمق وذي عقل مطاش
فيا بحر البحور ولا أوري * ويا ملك الملوك ولا أحاشي
كأنك ناظر في كل قلب * فما يخفى عليك محل غاشي
أ أصبر عنك لم تبخل بشئ * ولم تقبل علي كلام واشي
فما خاشيك للتكذيب راج * ولا راجيك للتخييب خاشي
فسرت إليك في طلب المعالي * وسار سواي في طلب المعاش
وقال يمدحه من قصيدة أولها:
لا تحسبوا ربعكم ولا طلله * أول حي فراقكم قتله يقول فيها:
فحزا لعضب أروع مشتمله * وسمهري أروح معتقله
وليفخر الفخر إذا غدوت به * مرتديا خيره ومنتعله
انا الذي بين الاله به الاقدار * والمرء حيثما جعله
فلا مبال ولا مداج ولا وان * ولا عاجز ولا تكله
وربما أشهد الطعام معي * من لا يساوي الخبز الذي اكله
ويظهر الجهل بي واعرفه * والدر در برغم من جهله
مستحييا من أبي العشائر ان * اسحب في غير ارضه حلله
لما رأت وجهه خيولهم * أقسم بالله لا رأت كفله
وكلما أمن البلاد سرى * وكلما خيف منزله نزله
قد هذبت فهمه الفقاهة لي * وهذبت شعري الفصاحة له
فصرت كالسيف حامدا يده * لا يحمد السيف كل من يحمله
وأراد أبو العشائر سفرا فقال يودعه:
الناس ما لم يروك أشباه * والدهر لفظ وأنت معناه
الجود عين وأنت ناظرها * والباس باع وأنت يمناه
تنشد أثوابنا مدائحه * بالسن ما لهن أفواه
إذا مررنا على الأصم بها * أغنته عن مسمعيه عيناه
يا راحلا كل من يودعه * مودع دينه ودنياه
إن كان فيما نراه من كرم * فيك مزيد فزادك الله
وضرب أبو العشائر مضربه على الطريق وكثرت سؤاله فقال أبو
الطيب:
لام أناس أبا العشائر في * جود يديه بالعين والورق

(١) الشقاء الفرس الطويلة والأشق الحصان الطويل. الطويل. المؤلف.
(٥١٨)

قالوا: أ لم تكفه سماحته * حتى بنى بيته على الطرق
فقلت: ان الفتى شجاعته * تريه في الشح صورة الفرق
الشمس قد حلت السماء وما * يحجبها بعدها عن الحدق
ومما يدلنا على شراسة خلق أبي الطيب واستخفافه بالناس حتى
الامراء ومن يغدق عطاءه عليه انه أغضب أبا العشائر حتى ارسل غلمانه
ليوقعوا بالمتنبي، فلحقوه بظاهر حلب ليلا، فرماه أحدهم بسهم فقال:
خذه وانا غلام أبي العشائر لكن أبا الطيب ما عتم ان اعتذر، فقال:
ومنتسب عندي إلى من أحبه * وللنبل عندي من يديه حفيف
فهيج شوقي وما من مذلة * حننت ولكن الكريم ألوف
وكل وداد لا يدوم على الأذى * دوام ودادي للحسين ضعيف
فان يكن الفعل الذي ساء واحدا * فافعاله اللائي سررن ألوف
ونفسي له نفسي الفداء لنفسه * ولكن بعض المالكين عنيف
فإن كان يبغي قتلها يك قاتلا * بكفيه فالقتل الشريف شريف
اتصاله بسيف الدولة
في ديوانه قال يمدح سيف الدولة ويذكر ايقاعه بعمرو بن حابس وبني
ضبة سنة ٣٢١ ولم ينشده إياها وسن أبي الطيب يومئذ ١٨ سنة، وسن
سيف الدولة يقرب من ذلك:
ذكر الصبا ومراتع الآرام * جلبت حمامي قبل وقت حمامي
دمن تكاثرت الهموم علي في * عرصاتها كتكاثر اللوام
وكان كل سحابة وقفت بها * تبكي بعيني عروة بن حزام
ليس القباب على الركاب * وإنما هن الحياة ترحلت بسلام
ليت الذي خلق النوى جعل * الحصى لخفافهن مفاصلي وعظام
متلاحظين نسح ماء شؤوننا * حذار من الرقباء في الأكمام
منها:
أكثرت من بذل النوال ولم تزل * علما على الافضال والإنعام
صغرت كل كبيرة وكبرت عن * لكأنه وعددت سن غلام
ملك زهت بمكانه أيامه * حتى افتخرن به على الأيام
وإذا سالت بنانه عن نيله * لم يرض بالدنيا قضاء ذمام
منها:
فتركتهم خلل البيوت كأنما * غضبت رؤوسهم على الأجسام
قوم تفرست المنايا فيكم * فرأت لكم في الحرب صبر كرام
تالله ما علم امرؤ لولاكم * كيف السخاء وكيف ضرب الهام
وهذه القصيدة كما يظهر من تاريخ نظمها كانت قبل سجنه بسبب
إرادة الخروج على السلطان أو دعوى النبوة ان صحت فسيأتي ان وروده
اللاذقية واظهاره ذلك كان سنة ٣٢٠ ونيف وإن لم يكن نظمها قبل ذلك
ففي سنته، ويظهر من قول جامع الديوان انه لم ينشده إياها ان ذلك كان
قبل اتصاله بسيف الدولة، فالظاهر أنه نظمها لينشده إياها فلم يتيسر له
ذلك فبقيت في طي الكتمان، ثم حدث عليه بعد ذلك ما حدث في
السجن والمتاعب التي عرضت ثم اتصل بسيف الدولة في أنطاكية بعد نظم
هذه القصيدة بإحدى عشرة سنة بعد اتصاله بأبي العشائر، وقد عرفت قول
الثعالبي انه كان قبل اتصاله بسيف الدولة يمدح القريب والغريب ويصطاد
الكركي والعندليب وان جائزته كانت على بعض قصائده المسماة بالدينارية
دينارا واحدا، وعرفت قوله إن سيف الدولة هو الذي جذب بضبعه.
ورفع من قدره ونفق سعر شعره والقى عليه شعاع سعادته ومن هنا يعلم أن
المتنبي لولا اتصاله بسيف الدولة كان خامل الذكر مجهول القدر خامد الفكر
متروك الشعر وان الذي رفع مناره وسير في الدنيا أشعاره وطير ذكره في
الخافقين هو سيف الدولة بمدحه له ولولا ما اقامه في حضرة سيف الدولة لم
يراسله كافور ولم يخطب مدحه ابن العميد ولم يطلبه عضد الدولة ولم يتهالك
في استمداحه الصاحب والوزير المهلبي وأمثالهم فيمتنع عن مدحهم.
فالمتنبي قبل اتصاله بسيف الدولة كما اخبره عن نفسه يقطع المسافات البعيدة
على رجليه لا راحلة له ولا فرس غير نعله وخفه ولا خادم غير كفه يرى
نفسه سعيدا اجازه علي بن منصور الحاجب على قصيدة بدينار ويبذل شعره
لكل طالب من أمير وصعلوك فلا يجد له مشتريا ولا يبخل به على أمثال ابن
كيغلغ كما بخل به بعد اتصاله بعضد الدولة اما سيف الدولة فلم يكن
خامل الذكر مجهول القدر وكانت حضرته مملوءة بشعراء عصره وعلمائه
وأدبائه واجتمع ببابه من الشعراء ما لم يجتمع لغير الخلفاء ويتيمة الدهر جلها
في ذكر شعرائه وماديحه فلم تكن نباهة شانه واشتهار ذكره بحاجة إلى شعر
المتنبي. قال الثعالبي لما انخرط المتنبي في سلك سيف الدولة ودرت له
اخلاف الدنيا على يده كان من قوله فيه:
تركت السرى خلفي لمن قل ماله وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدا
وقيدت نفسي في هواك محبة ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
وفي الصبح المنبي ان سيف الدولة لما قدم أنطاكية قدم أبو العشائر
المتنبي إليه وأثنى عنده عليه وعرفه منزلته من الشعر والأدب. وفي ديوان
المتنبي ان سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان العدوي عند
منصرفه من الظفر بحصن برزويه وعودته إلى أنطاكية جلس في فازه من
الديباج عليها صورة ملك الروم وصور وحش وحيوان فقال أبو الطيب
يمدحه. وقال صاحب الصبح المنبي ان المتنبي اشترط على سيف الدولة أول
اتصاله به ان لا ينشده مديحه الا هو قاعد وان لا يكلف ثقيل الأرض بين
يديه فنسب إلى الجنون ودخل سيف الدولة تحت هذه الشروط ولم يذكر ذلك
صاحب اليتيمة ولا هو مذكور في الديوان والاعتبار يقضي ببطلان ذلك
فالمتنبي كان في ذلك الوقت في أوائل ظهوره وإن كان حصل له شئ من
المال فمن جوائز الحمدانيين عشيرة سيف الدولة وعماله فكيف يتعاظم على
سيف الدولة هذا التعاظم ويقبل سيف الدولة ذلك منه والذي كان لا
يجلس في مجلس كافور ولا ينشده الا قائما ويقول:
يقل له القيام على الرؤوس * وبذل المكرمات من النفوس
كما يأتي كيف لا يقبل ان ينشد في مجلس سيف الدولة الا قاعدا فقال
أبو الطيب يمدح سيف الدولة في جمادي الأولى سنة ٣٣٧ من قصيدة:
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه * بان تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
وقد يتزيا بالهوى غير أهله * ويستصحب الإنسان من لا يملائمه
بليت بلى الأطلال ان لم اقف بها * وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمة
قفي تغرم الأولى من اللحظ مهجتي * بثانية والمتلف الشئ غارمه
إذا ظفرت منك العيون بنظرة * أثاب بها معيي المطي وزرامه
يحكى انه أنشد في مجلس المعتمد بن عباد اللخمي صاحب اشبيلبة
هذا البيت فجعل يردده استحسانا له وكان في مجلسه محمد بن عبد
لجليل بن وهبون الأندلسي فانشد ارتجالا:
(٥١٩)

لئن جاد شعر ابن الحسين فإنما * لأجل العطايا واللهى تفتح اللهى
تنبأ عجبا بالقريض ولو درى * بأنك تروي شعره لتالها
منها في وصف الفازة:
وأحسن من ماء الشبيبة كله * حيا بارق في فازة انا شائمه
عليها رياض لم تحكها سحابة * وأغصان دوح لم تغن حمائمه
وفوق حواشي كل ثوب موجه * من الدر سمط لم يثقبه ناظمه
وفي صور الرومي ذي التاج ذلة * لأبلج لا تيجان الا عمائمه
تقبل أفواه الملوك بساطه * ويكبر عنها كمه وبراجمه
ومنها في وصف الجيش:
له عسكرا خيل وطير إذا رمى * بها عسكرا لم يبق الا جماجمه
فقد مل ضوء الصبح مما تغيره * ومل سواد الليل مما تزاحمه
ومل القنا مما تدق صدوره * ومل حديد الهند مما تلاطمه
سحاب من العقبان يزحف تحتها * سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه
ومنها يصف ما لاقاه من المتاعب حتى وصل إليه:
سلكت صروف الدهر حتى لقيته * على ظهر عزم مؤبدات قوائمه
مهالك لم تصحب بها الذئب نفسه * ولا حملت فيها الغراب قوادمه
فأبصرت بدرا لا يرى البدر مثله * وخاطبت بحرا لا يرى العبر عائمه
غضبت له لما رأيت صفاته * بلا واصف والشعر تهذي طماطمه
وكنت إذا يممت أرضا بعيدة * سريت فكنت السر والليل كاتمه
لقد سل سيف الدولة المجد معلما * فلا المجد مخفيه ولا الضرب ثالمه
على عاتق الملك الأغر نجاده * وفي يد جبار السماوات قائمه
تحاربه الأعداء وهي عبيده * وتدخر الأموال وهي غنائمه
ويستكبرون الدهر والدهر دونه * ويستعظمون الموت والموت خادمه
وان الذي سمى عليا لمنصف * وان الذي سماه سيفا لظالمه
وما كل سيف يقطع الهام حده * وتقطع لزبات الزمان مكارمه
ولما عزم سيف الدولة على الرحيل عن أنطاكية قال أبو الطيب يمدحه
من قصيدة:
أين أزمعت أيهذا الهمام * نحن نبت الربى وأنت الغمام
نحن من ضايق الزمان له فيك * وخانته قربك الأيام
كل يوم لك احتمال جديد * ومسير للمجد فيه مقام
وإذا كانت النفوس كبارا * تعبت في جوارها الأجسام
ولنا عادة الجميل من الصبر * لو انا سوى نواك نسام
كلما قيل قد تناهى أرانا * كرما ما اهتدت إليه الكرام
وكفاحا تكع عنه الأعادي * وارتياحا تحار فيه الأنام
ويدل مطلع القصيدة وقوله نحن من ضايق الزمان الخ وقوله ولنا
عادة الجميل الخ على أن أبا الطيب بقي في أنطاكية ولم يسافر إلى حلب مع
سيف الدولة لكن تواريخ القصائد الأخر التي في رثاء والدة سيف الدولة
والتي في جملة من وقائعه الواقعة تلك التواريخ سنة ٣٣٧ تدل على أن أبا
الطيب سافر من أنطاكية إلى حلب في هذه السنة عقيب سفر سيف الدولة.
وقال يمدحه عند رحيله من أنطاكية وقد كثر المطر:
رويدك أيها الملك الجليل * تأن وعده مما تنيل
وجودك بالمقام ولو قليلا * فما فيما تجود به قليل
ومثل العمق مملوء دماء * جرت بك في مجاريه الخيول
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا * فأهون ما يمر به الوحول
ومن أمر الحصون فما عصته * أطاعته الحزونة و السهول
يحيد الرمح عنك وفيه قصد * ويقصر ان ينال وفيه طول
ولازم المتنبي سيف الدولة وبقي في حضرته نحو ثماني سنين من سنة
٣٣٧ إلى سنة ٣٤٥
وقال يمدح سيف الدولة ويهنئه بعيد الأضحى سنة ٣٤٢ من قصيدة
وأنشده إياها في ميدانه بحلب وهما على فرسيهما:
لكل امرئ من دهره ما تعودا * وعادة سيف الدولة الطعن في العدى
هو البحر غص فيه إذا كان ساكنا * على الدر واحذره إذا كان مزبدا
تظل ملوك الأرض خاشعة له * تفارقه هلكى وتلقاه سجدا
وتحيي له المال الصوارم والقنا * ويقتل ما تحيي التبسم والجدا
لذلك سمى ابن الدمستق يومه * مماتا وسماه الدمستق مولدا
فولى وأعطاك ابنه وجيوشه * جميعا ولم يعط الجميع ليحمدا
وما طلبت زرق الأسنة وغيره * ولكن قسطنطين كان له الفدى
فأصبح يجتاب المسوح مخافة * وقد كان يجتاب الدلاص المسردا
ويمشي به العكاز في الدير تائبا * وما كان يرضى مشي أشقر أجردا
وما تاب حتى غادر الكر وجهه * جريحا وخلى جفنه النقع أرمدا
هنيئا لك العيد الذي أنت عيده * وعيد لمن سمى وضحى وعيدا
فذا اليوم في الأيام مثلك في الورى * كما كنت فيهم أوحدا كان أوحدا
هو الجد حتى تفضل العين أختها * وحتى يكون اليوم لليوم سيدا
ومن يجعل الضرغام للصيد بازه * تصيده الضرغام فيما تصيدا
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى * مضر كوضع السيف في موضع الندى
وما الدهر الا من رواة قصائدي * إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرا * وغنى به من لا يغني مغردا
ودع كل صوت غير صوتي فإنني * انا الطائر المحكي والآخر الصدى
تركت السرى خلفي لمن قل ماله * وأنعلت أفراسي بنعماك عسجدا
وقيدت نفسي في ذراك محبة * ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
وقال يمدحه بعد دخول رسول ملك الروم إليه:
دروع لملك الروم هذي الرسائل * يرد بها عن نفسه ويشاغل
يقول فيها:
ارى كل ذي ملك إليك مصيره * كأنك بحر والملوك جداول
إذا مطرت منهم ومنك سحائب * فوابلهم طل وطلك وابل
وفيها يقول:
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر * ضعيف يقاوبني قصير يطاول
واتعب من ناداك من لا تجيبه * وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
وما التيه طبي فيهم غير انني * بغيض إلي الجاهل المتعاقل
وقال يمدحه وقد جلس لرسول ملك الروم وقد ورد يلتمس الفداء
من قصيدة:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي * وللحب ما لم يبق مني وما بقي
(٥٢٠)

وما كنت ممن يدخل العشق قلبه * ولكن من يبصر جفونك يعشق
وبين الرضى والسخط والقرب والنوى * مجال لدمع المقلة المترقرق
وغضبي من الادلال سكرى من الصبى * شفعت إليها من شبابي بريق
وأشنب معسول الثنيات واضح * سترت فمي عنه فقبل مفرقي
واجيان غزلان كجيدك زرتني * فلم أتبين عاطلا من مطوق
سقى الله أيام الصبى ما يسرها * ويفعل فعل البابلي المعتق
ولم أر كالألحاظ يوم رحيلهم * بعثن بكل القتل من كل مشفق
أدرن عيونا حائرات كأنها * مركبة احداقها فوق زئبق
عشية يعدونا عن النظر البكا * وعن لذة التوديع خوف التفرق
نودعهم والبين فينا كأنه * قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
قواض مواض نسج داود عندها * إذا وقعت فيه كنسج الخدرنق (١)
تقد عليهم كل درع وجوشن * وتفري إليهم كل سور وخندق
يغير بها بين اللقان وواسط * ويركزها بين الفرات وجلق
رأى ملك الروم ارتياحك للندى * فقام مقام المجتدي المتملق
وخلى الرياح السمهرية صاغرا * لا درب منه بالطعان وأحذق
وكاتب من ارض بعيد مرامها * قريب على خيل حواليك سبق
وقد سار في مسراك منها رسوله * فما سار الا فوق هام مفلق
فلما دنا اخفى عليه مكانه * شعاع الحديد البارق المتالق
واقبل يمشي في البساط فما درى * إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي
وكنت إذا كاتبته قيل هذه * كتبت إليه في قذال الدمستق
فان تعطه منك الأمان فسائل * وان تعطه حد الحسام فاخلق
بلغت بسيف الدولة النور رتبة * أنرت بها ما بين غرب ومشرق
إذا شاء ان يلهو بلحية أحمق * أراه غباري ثم قال له الحق
وما كمد الحساد شئ قصدته * ولكنه من يزحم البحر يغرق
واطراق طرف العين ليس بنافع * إذا كان طرف القلب ليس بمطرق
فيا أيها المطلوب جاوره تمتنع * ويا أيها المحروم يممه ترزق
وقال في سيف الدولة من قصيدة:
إن كان قد ملك القلوب فإنه * ملك الزمان بأرضه وسمائه
الشمس من حساده والنصر من * قرنائه والسيف من أسمائه
أين الثلاثة من ثلاث خلاله * من حسنه وإبائه ومضائه
مضت الدهور وما أتين بمثله * ولقد اتى فعجزن عن نظرائه
وقال يمدح سيف الدولة من قصيدة:
ليالي بعد الطاعنين شكول * طوال وليل العاشقين طويل
يبن لي البدر الذي لا أريده * ويخفين بدرا ما إليه سبيل
وما عشت من بعد الأحبة سلوة * ولكنني للنائبات حمول
وما شرقي بالماء الا تذكرا * لماء به أهل الحبيب نزول
يحرمه لمع الأسنة فوقه * فليس لظمان إليه وصول
وخيل براها الركض في كل بلدة * إذا عرست فيها فليس تقيل
فما شعروا حتى رأوها مغيرة * قباحا واما خلقها فجميل
سحائب يمطرن الحديد عليهم * فكل مكان بالسيوف غسيل
تسايرها النيران في كل منزل * به القوم صرعى والديار طلول
طلعن عليهم طلعة يعرفونها * لها غرر ما تنقضي وحجول
تمل الحصون الشم طول نزالنا * فتلقي إلينا أهلها وتزول
أعادي على ما يوجب الحب للفتى * وأهدأ والأفكار في تجول
سوى وجع الحساد داو فإنه * إذا حل في قلب فليس يحول
ولا تطمعن من حاسد في مودة * وان كنت تبديها له وتنيل
وانا لنلقى الحادثات بأنفس * كثير الرزايا عندهن قليل
يهون علينا ان تصاب جسومنا * وتسلم اعراض لنا وعقول
وقال يهنئ سيف الدولة بالشفاء من مرض من أبيات:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم وزال عنك إلى أعدائك الألم
صحت بصحتك الغارات وابتهجت بها المكارم وانهلت بها الديم
وما أخصك في برء بتهنئة إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
وقال يمدحه من قصيدة ويذكر نهوضه إلى ثغر الحدث لما بلغه ان
الروم أحاطت به وذلك في جمادي الأول سنة ٣٤٤:
ذي المعالي فليعلون من تعالى * هكذا هكذا والا فلا لا
حال أعدائنا عظيم وسيف * الدولة ابن السيوف أعظم حالا
كلما اعجلوا الندير مسيرا * أعجلتهم جياده الا عجالا
فاتتهم خوارق الأرض ما * تحمل الا الحديد والأبطالا
خافيات الألوان قد نسج * النقع عليها براقعا وجلالا
خالفته صدورها والعوالي * لتخوضن دونه الأهوالا
لا ألوم ابن لاون ملك الروم * وإن كان ما ثمني محالا
أقلقته بنية بين أذنيه * وبان بغى السماء فنالا
قصدوا هدم سورها فبنوه * واتوا كي يقصروه فطالا
واستجروا مكايد الحرب حتى * تركوها لها عليهم وبالا
رب أمر اتاك لا تحمد * الفعال فيه وتحمد الافعالا
والذي قطع الرقاب من الضرب * بكفيك قطع الآمالا
نزلوا في مصارع عرفوها * يندبون الأعمام والأخوالا
تحمل الريح بينهم شعر الهام * وتذري عليهم الأوصالا
ينفض الروع أيديا ليس تدري * أسيوفا حملن أم أغلالا
وإذا ما خلا الجبان بأرض * طلب الطعن وحده والنزالا
ما لمن ينصب الحبائل في * الأرض ومرجاه ان يصيد الهلالا
من أطاق التماس شئ غلابا * واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
كل غاد لحاجة يتمنى * ان يكون الغضنفر الرئبالا
وقال يمدحه وقد أحدث بنو كلاب حدثا فأوقع بهم وملك الحريم
فابقى عليه وانشده إياها في جمادى الأخرى سنة ٣٤٣:
بغيرك راعيا عبث الذئاب * وغيرك صارما ثلم الضراب
وتملك أنفس الثقلين طرا * فكيف تحوز أنفسها كلاب
طلبتهم على الأمواه حتى * تخوف ان تفتشه السحاب
فبت لياليا لا نوم فيها * تخب بك المسومة العراب
يهز الجيش حولك جانبيه * كما نفضت جناحيها العقاب
فقاتل عن حريمهم وفروا * ندى كفيك والنسب القراب
وحفظك فيهم سلفي معد * وانهم العشائر والصحاب
فعدن كما اخذن مكرمات * عليهن القلائد والملاب
وليس مصيرهن إليك شينا * ولا في صونهن لديك عاب
ترفق أيها المولى عليهم * فان الرفق بالجاني عتاب

(١) الخدرنق العنكبوت. المؤلف
(٥٢١)

وانهم عبيدك حيث كانوا * إذا تدعو لحادثة أجابوا
وعين المخطئين هم وليسوا * بأول معشر خطئوا فتابوا
وما جهلت أياديك البوادي * ولكن ربما خفي الصواب
وكم ذنب مولده دلال * وكم بعد مولده اقتراب
وجرم جره سفهاء قوم * وحل بغير جارمه العذاب
ولو غير الأمير غزا كلابا * ثناه عن شموسهم ضباب
ولاقى دون ثأيهم طعانا * يلاقي عنده الذئب الغراب
وخيلا تغتذي ريح الموامي * ويكفيها من الماء السراب
رميتهم ببحر من حديد * له في البر خلفهم عباب
فمساهم وبسطهم حرير * وصبحهم وبسطهم تراب
ومن في كفه منهم قناة * كمن في كفه منهم خضاب
وامر سيف الدولة غلمانه ان يلبسوا وقصد ميافارقين في خمسة آلاف
من الجند وألفين من غلمانه ليزور قبر والدته في شوال سنة ٣٣٨، فقال
المتنبي من قصيدة:
كان العدى في أرضهم خلفاؤه * فان شاء حازوها وان شاء سلموا
ولا كتب الا المشرفية عنده * ولا رسل الا الخميس العرمرم
ولم يخل من أسمائه عود منبر * ولم يخل دينار ولم يخل درهم
ضروب وما بين الحسامين ضيق * بصير وما بين الشجاعتين مظلم
بغرته في الحرب والسلم والحجى * وبذل اللهى والحمد والمجد معلم
ولما تلقاك السحاب بصوبه * تلقاه أعلى منه كعبا وأكرم
فباشر وجها طالما باشر القنا * وبل ثيابا طالما بلها الدم
وكل فتى للحرب فوق جبينه * من الضرب سطر بالأسنة معجم
يمد يديه في المفاضة ضيغم * وعينيه من تحت التريكة أرقم
أخذت على الأرواح كل ثنية * من العيش تعطي من تشاء وتحرم
فلا موت الا من سنانك يتقى * ولا رزق الا من يمينك يقسم
وظفر بسيف الدولة في بعض الغزوات وذلك أنه عبر آلس وهو نهر
عظيم ونزل على صارخة وخرشنة وهما مدينتان بالروم فاحرق ربضهما
وكنائسهما وقفل غانما فلما صار على آلس راجعا وافاه الدمستق فصافه الحرب
فهزمه وأسر بطارقته وقتل ثم سار فواقعه في موضع آخر فهزمه أيضا، ثم
واقعه على نهر آخر وقد مل أصحابه السفر وكلوا من القتال واجتاز أبو
الطيب ليلا بقطعة من الجيش نيام بين قتلى، فقال يذكر الحال وما جرى في
الدرب من الخيانة من قصيدة:
غيري بأكثر هذا النوع ينخدع * ان قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
ليس الجمال لوجه صح مارنه * أنف العزيز بقطع العز يجتدع
وفارس الخيل من خفت فوقرها * في الدرب والدم في اعطافه دفع
بالجيش تمتنع السادات كلهم * والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع
قاد المقانب اقصى شربها نهل * على الشكيم وأدنى سيرها سرع
حتى أقام على أرباض خرشنة * تشقى به الروم والصلبان والبيع
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا * والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
تغدو المنايا فلا تنفك واقفة * حتى يقول لها عودي فتندفع
قل للدمستق ان المسلمين لكم * خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا
لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمق * فليس يأكل إلا الميتة الضبع
فكل غزو إليكم بعد ذا فله * وكل غاز لسيف الدولة التبع
تمشي الكرام على آثار غيرهم * وأنت تخلق ما تأتي وتبتدع
وهل يشينك وقت كنت فارسه * وكان غيرك فيه العاجز الضرع
من كان فوق محل الشمس موضعه * فليس يرفعه شئ ولا يضع
ان السلاح جميع الناس تحمله * وليس كل ذوات المخلب السبع
وأراد سيف الدولة قصد خرشنة فعاقه الثلج، فقال المتنبي:
عواذل ذات الخال في حواسد * وإن ضجيع الخود مني لماجد
يرد يدا عن ثوبها وهو قادر * ويعصي الهوى في طيفها وهو راقد
متى يشتفي من لاعج الشوق في الحشا * محب لها في قربه متباعد
إذا كنت تخشى العار في كل خلوة * فلم تتصباك الحسان الخرائد
ألح علي السقم حتى ألفته * ومل طبيبي جانبي والعوائد
مررت على دار الحبيب فحمحمت * جوادي وهل تشجي الجياد المعاهد
وما تنكر الدهماء من رسم منزل * سقتها ضريب الشول فيه الولائد
أهم بشئ والليالي كأنها * تطاردني عن كونه وأطارد
وحيد من الخلان في كل بلدة * إذا عظم المطلوب قل المساعد
وتسعدني في غمرة بعد غمرة * سبوح لها منها عليها شواهد
تثنى على قدر الطعان كأنما * مفاصلها تحت الرماح مراود
وأورد نفسي والمهند في يدي * موارد لا يصدرن من لا يجالد
ولكن إذا لم يحمل القلب كفه * على حالة لم يحمل الكف ساعد
خليلي اني لا أرى غير شاعر * فلم منهم الدعوى ومني القصائد
فلا تعجبا ان السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد
له من كريم الطبع في الحرب منتض * ومن عادة الاحسان والصفح غامد
ولما رأيت الناس دون محله * تيقنت أن الدهر للناس ناقد
أحقهم بالسيف من ضرب الطلى * وبالأمن من هانت عليه الشدائد
وتضحي الحصون المشمخرات في * الذرى وخيلك في أعناقهن قلائد
أخو غزوات ما تغب سيوفه * رقابهم الا وسيحان جامد
بذا قضت الأيام ما بين أهلها * مصائب قوم عند قوم فوائد
وكل يرى طرق الشجاعة والندي * ولكن طبع النفس للنفس قائد
نهبت من الأعمار ما لو حويته * لهنئت الدنيا بأنك خالد
فأنت حسام الملك والله ضارب * وأنت لواء الدين والله عاقد
وفي الصبح المنبي: إن سيف الدولة استنشد أبا الطيب يوما قصيدته
التي مدحه فيها وقد سار لبناء الحدث، وتعرف بالحدث الحمراء لحمرة
بيوتها وقلعتها على جبل يسمى الأحيدب وذكر ايقاعه بالدمستق عليها
وكشفه وقتله خلقا من أصحابه وأسره صهره وابن بنته وإقامته على الحدث
إلى أن بناها، وذلك في يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب سنة ٣٤٣،
وهذا أكثرها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم * وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها * وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه * وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه * وذلك ما لا تدعيه الضراغم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها * وتعلم اي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله * فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا * وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت * ومن جثث القتلى عليها تمائم
(٥٢٢)

طريدة دهر ساقها فرددتها * على الدين بالخطى والدهر راغم
تفيت الليالي كل شئ أخذته * وهن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا * مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
اتوك يجرون الحديد كأنما * أتوا بجياد ما لهن قوائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه * وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا * وفر من الفرسان من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة * تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب * وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها * وحتى كان السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما * مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأحيدب نثرة * كما نثرت فوق العروس الدراهم
تظن فراخ الفتخ انك زرتها * بإماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها * كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أ في كل يوم ذا الدمستق مقدم * قفاه على الاقدام للوجه لائم
وقد فجعته بابنه وابن صهره * وبالصهر حملات الأمير الغواشم
ولست مليكا هازما لنظيره * ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرف عدنان به لا ربيعة * وتفتخر الدنيا به لا العواصم
ألا أيها السيف الذي ليس مغمدا * ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد والعلى * وراجيك والاسلام انك سالم
ولما بلغ المتنبي إلى قوله فيها: وقفت وما في الموت والبيت الذي
بعده. قال سيف الدولة قد انتقدتهما عليك كما انتقد على امرئ القيس
قوله:
كأني لم أركب جوادا لغارة * ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال
ولم أسبا الزق الروي ولم أقل * لخيلي كري كرة بعد اجفال
فبيتاك لم يلتئم شطراهما كما لم يلتئم شطرا بيتي امرئ القيس وكان
ينبغي له أن يقول:
كأني لم أركب جوادا ولم أقل * لخيلي كري كرة بعد أجفال
ولم أسبا الزق للروي للذة * ولم أتبطن كاعبا ذات خلخال
وكان ينبغي لك أن تقول:
وقفت وما في الموت شك لواقف * ووجهك وضاح وثغرك باسم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * كأنك في جفن الردى وهو نائم
فقال المتنبي ان صح ان الذي استدرك على امرئ القيس هذا وهو
أعلم بالشعر منه قد أصاب فقد أخطأ امرؤ القيس وأخطأت أنا، ومولانا
يعلم أن الثوب لا يعلمه البزاز كما يعرفه الحائك، فان البزاز يعلم جملته
والحائك يعرف تفاصيله، وإنما قرن امرؤ القيس لذة النساء بلذة الركوب
للصيد، والشجاعة في منازلة الأعداء بالسماحة في شرائه الخمر
للأضياف، وأنا كذلك لما ذكرت الموت في صدر البيت الأول أتبعته بذكر
الردى في آخره ليكون أحسن تلاؤما، ولما كان وجه الجريح المنهزم عبوسا
وعينه باكية قلت: ووجهك وضاح وثغرك باسم لأجمع بين الأضداد في
المعنى. فاعجب سيف الدولة بقوله ووصله بخمسين دينارا من دنانير
الصلات وفيها خمسمائة دينار.
ما جرى بين المتنبي وابن خالويه
في الصبح المنبي قال ابن بابك: حضر المتنبي مجلس أبي أحمد بن
نصر البازيار وزير سيف الدولة وهناك أبو عبد الله بن خالويه النحوي،
فتماريا في أشجع السلمي وأبي نواس البصري، فقال ابن خالويه أشجع
أشعر إذ قال في الرشيد:
وعلى عدوك يا ابن عم محمد * رصدان ضوء الصبح والاظلام
فإذا تنبه رعته وإذا غفا * سلت عليه سيوفك الأحلام
فقال المتنبي لأبي نواس ما هو أحسن في بني برمك وهو:
لم يظلم الدهر إذ توالت * فيهم مصيباته دراكا
كانوا يجيرون من يعادي * منه فعاداهم لذاكا
وقال عبد المحسن بن علي بن كوجك ان أباه حدثه قال: كنت
بحضرة سيف الدولة وأبو الطيب اللغوي وأبو عبد الله بن خالويه
النحوي، وقد جرت مسالة في اللغة تكلم فيها ابن خالويه مع أبي الطيب
اللغوي والمتنبي ساكت، فقال له سيف الدولة: أ لا تتكلم يا أبا الطيب
فتكلم فيها بما قوى حجة أبي الطيب اللغوي وضعف قول ابن خالويه،
فاخرج ابن خالويه من كمه مفتاحا حديدا ليلكم به المتنبي فقال له المتنبي:
اسكت ويحك فإنك أعجمي واصلك خوزي فما لك وللعربية، فضرب
وجه المتنبي بذلك المفتاح فاسال دمه على وجهه وثيابه، فغضب المتنبي
لذلك إذ لم ينتصر له سيف الدولة لا قولا ولا فعلا، فكان ذلك أحد
أسباب فراقه سيف الدولة. أقول ما يظهر من صدر القصة من أن ابن
خالويه أراد لكمه بالمفتاح لمجرد انتصاره لأبي الطيب اللغوي بعيد فلا بد أن
يكون أساء القول في ابن خالويه حتى أهاج غضبه وأخرج المفتاح ليضربه،
ولعله من سنخ قوله انك أعجمي واصلك خوزي.
وفي لسان الميزان: يقال إن ابن خالويه قال له في مجلس سيف الدولة
لولا أنك جاهل ما رضيت أن تدعى المتنبي ومعنى المتنبي كاذب والعاقل لا
يرضى أن يدعى الكاذب، فاجابه باني لا أرضى بهذا ولا أقدر على دفع من
يدعوني به، واستمرت بينهما المشاجرة إلى أن غضب ابن خالويه فضربه
بمفتاح فخرج من حلب إلى مصر.
ما جرى للمتنبي مع الأمير أبو فراس الحمداني
في الصبح المنبي قال ابن الدهان في المآخذ الكندية قال: قال أبو
فراس لسيف الدولة: ان هذا المتشدق كثير الادلال عليك وأنت تعطيه كل
سنة ثلاثة آلاف دينار على ثلاث قصائد ويمكن أن تفرق مائتي دينار على
عشرين شاعرا يأتون بما هو خير من شعره.
أقول: ولكن سيف الدولة كان يعلم أن هؤلاء العشرين شاعرا
ليس فيهم من يستطيع أن يقول مثل قول المتنبي في الميمية السابقة:
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه * وفي أذن الجوزاء منه زمازم
وقفت وما في الموت شك لواقف * كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب * وصار إلى اللبات والنصر قادم
تشرف عدنان به لا ربيعة * وتفتخر الدنيا به لا العواصم
وكذلك أبو فراس لم يكن ليخفى عليه ذلك، ولكن غطرسة المتنبي
(٥٢٣)

دعت أبا فراس أن يقول فيه ذلك، ودعت سيف الدولة أن يميل إلى
قبوله.
قال: فتأثر سيف الدولة من هذا الكلام وعمل فيه وكان المتنبي غائبا
وبلغته القصة فدخل على سيف الدولة وانشده الأبيات التي أولها:
ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا * فداء الورى أمضى السيوف مضاربا
فأطرق سيف الدولة ولم ينظر إليه كعادته، فخرج المتنبي من عنده
متغيرا، وحضر أبو فراس وجماعة من الشعراء فبالغوا في الوقيعة بحق
المتنبي، وانقطع أبو الطيب بعد ذلك ونظم القصيدة التي أولها:
وا حر قلباه ممن قلبه شبم * ومن بجسمي وحالي عنده سقم
هكذا في الصبح المنبي ولكن المفهوم من ديوان المتنبي أن قوله لهذه
القصيدة الميمية سابق على الأبيات البائية المشار إليها وأن سبب قوله
القصيدة الميمية أنه جرى له خطاب مع قوم متشاعرين وظن الحيف عليه
والتحامل وأنه قال الأبيات البائية مستعتبا من القصيدة الميمية، وهذا أقرب
إلى الصواب يقول فيها:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي * فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة * أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره * إذا استوت عنده الأنوار والظلم
سيعلم الجميع ممن ضم مجلسنا * بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * وأسمعت كلماتي من به صمم
وجاهل مده في جهله ضحكي * حتى أتته يد فراسة وفم
إذا رأيت نيوب الليث بارزة * فلا تظنن أن الليث يبتسم
ومرهف سرت بين الجحفلين به * حتى ضربت وموج الموت يلتطم
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
يا من يعز علينا ان نفارقهم * وجداننا كل شئ بعدكم عدم
إن كان سركم ما قال حاسدنا * فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة * ان المعارف في أهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم * ويكره الله ما تأتون والكرم
أرى النوى تقتضيني كل مرحلة * لا تستقل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا * ليحدثن لمن ودعتهم ندم
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا * ان لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به * وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
وشر ما قنصته راحتي قنص * شهب البزاة سواء فيه والرخم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة * تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك الا أنه مقة * تضمن الدر الا أنه كلم
في الصبح المنبي أنه لما انشدها وجعل يتظلم من التقصير في حقه هم
جماعة بقتله في حضرة سيف الدولة لشدة إدلاله وأعراض سيف الدولة عنه
فلما وصل في انشاده إلى قوله:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي * فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
قال أبو فراس مسخت قول دعبل وأدعيته وهو:
ولست أرجو انتصافا منك ما ذرفت * عيني دموعا وأنت الخصوم والحكم
فقال المتنبي:
أعيذها نظرات منك صادقة * أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
فعلم أبو فراس أنه يعنيه فقال ومن أنت يا دعي كندة حتى تأخذ
أعراض الأمير في مجلسه، واستمر في انشاده ولم يرد عليه إلى أن قال:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا * بأنني خير من تسعى به قدم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * وأسمعت كلماتي من به صمم
فزاد ذلك أبا فراس غيظا وقال قد سرقت هذا من عمرو بن عروة بن
العبد في قوله:
أوضحت من طرق الآداب ما اشتكلت * دهرا وأظهرت أغرابا وابداعا
حتى فتحت باعجاز خصصت به * للعمي والصم أبصارا وأسماعا
قال المؤلف: في قوله بأنني خير من تسعى به قدم دعوى الفضل
على الأنبياء والرسل فضلا عن سيف الدولة. ولما وصل إلى قوله:
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
قال أبو فراس وما ذا أبقيت للأمير إذا وصفت نفسك بالشجاعة
والفصاحة والرياسة والسماحة تمدح نفسك بما سرقته من كلام غيرك وتأخذ
جوائز الأمير أ ما سرقت هذا من قول الهيثم بن الأسود النخعي الكوفي
المعرف بابن عريان العثماني:
أعاذلتي كم مهمه قد قطعته * أليف وحوش ساكنا غير هائب
انا ابن الفلا والطعن والضرب والسري * وجرد المذاكي والقنا والقواضب
حليم وقور في البلاد وهيبتي * لها في قلوب الناس بطش الكتائب
فقال المتنبي:
وما انتفاخ أخي الدنيا بناظره * إذا استوت عنده الأنوار والظلم
فقال أبو فراس وهذا سرقته من قول معقل العجلي:
إذا لم أميز بين نور وظلمة * بعيني فالعينان زور وباطل
وغضب سيف الدولة من كثرة مناقشته في هذه القصيدة وكثرة دعاويه
فيها فضربه بالدواة التي بين يديه فقال المتنبي في الحال:
إن كان سركم ما قال حاسدنا * فما لجرح إذا أرضاكم ألم
فقال أبو فراس أخذت هذا من قول بشار:
إذا رضيتم بان نجفي وسركم * قول الوشاة فلا شكوى ولا ضجر
فلم يلتفت سيف الدولة إلى ما قال أبو فراس وأعجبه بيت المتنبي
ورضي عنه في الحال وأدناه إليه وقبل رأسه واجازه بألف دينار ثم اردفه
بألف أخرى فقال المتنبي وليسا في ديوانه:
جاءت دنانيرك مختومة * عاجلة ألفا على ألف
أشبهها فعلك في فيلق * قلبته صفا على صف
وإذا تأملنا في هذه القصيدة الميمية وجدنا ان سيف الدولة قد حلم
كثيرا عن المتنبي فإنه أراد ان يعاتبه بها لكنه بهذا العتاب هجاه هجوا مرا
وافتخر عليه حتى ادعى انه فوقه في كل شئ، فنسبه إلى الجور عليه وعدم
انصافه وانه لا يميز بين الشحم والورم والأنوار والظلم وانه يتطلب له
العيوب فلا يجد، وانه ساوى بين البزاة والرخم وانه يساوي بين جيد
الشعر ورديه وان بلاده شر البلاد عليه وكسبه فيها شر كسب، وأي هجاء
أمر من هذا، وادعى عن نفسه انه خير من يمشي على قدم ولم يستثن سيف
الدولة بل عمت دعواه بظاهرها الأنبياء والمرسلين، وهذا لا يقال بحضرة
الملوك والامراء ولا يحتملونه، وافتخر بالشجاعة والفصاحة والبلاغة إلى
(٥٢٤)

الغاية وتهدده بمفارقته وانه سيندم على فراقه وانه هو الذي سبب فراقه.
ولئن جوزنا في شعراء سيف الدولة انهم حسدوه وقديما كان في الناس
الحسد لا يجوز ذلك في حق أبي فراس فهو لم يكن شاعرا يطلب بشعره
الجوائز كما يطلبها المتنبي، بل هو كما قال عن شعره:
لم أعد فيه مفاخري * ومديح آبائي النجب
ومقطعات ربما * أمليت منهن الكتب
لا في المديح ولا الهجاء * ولا المجون ولا اللعب
فعلى اي شئ يحسد المتنبي أ على مكانته من سيف الدولة وليس لاحد
منه مكانة أبي فراس، وهو يخاطبه بسيدي حين تكلم في اجازة أبيات قال:
ليس لها الا سيدي، أم على جوائزه وليس أبو فراس ممن يستجدي بشعره
والحسد انما يكون بين المتشاركين في صنعة واحدة وما دعا أبا فراس إلى
الكلام عليه امام سيف الدولة بحضوره وفي غيابه الا عجرفته وسوء أدبه
وكفرانه النعمة فهو بعد ما كان يجوب القفار على قدميه في طلب الرزق فلا
يجد لبضاعته مشتريا ويقتنع من الجائزة على قصائده بدينار ان وجده،
وبعد ما أدر عليه سيف الدولة بعد أبي العشائر العطايا وأغدق له الجوائز
ومنحه ألوفا من الدنانير صار يستطيل على سيف الدولة وينسبه إلى التقصير
في حقه وخفر ذمته ويفتخر عليه ويمتن عليه ويهدده بالمفارقة وحصول الندم
ويستطيل على ابن عمه وصهره وقائد جيشه ووزير حربه وشاعره المفلق أبي فراس
ويهجوه بحضرته ويقول إنه شحمه ورم ولم يمدحه طول اقامته ولو
ببيت من الشعر ومدح من هو دونه وأبو فراس هو الذي قيل فيه انه بدئ
الشعر بملك وختم بملك بدئ بامرئ القيس وختم بأبي فراس، ولم يؤخذ
على أبي فراس بشئ في شعره فهو كالدر المنظوم والذهب المسبوك والفضة
المصفاة كما أخذ على المتنبي، وهو لا يقصر عن المتنبي في محاسنه ولا
يشاركه في مقابحه، كل هذا وسيف الدولة يحلم عنه وهو لا يزداد الا تماديا
حتى أنه في آخر انشاده لهذه الميمية التي هي الطامة الكبرى ترضاه وقبل
رأسه واجازه بألفي دينار فلم يثنه ذلك عن عزمه وفارقه، ولسنا نمنع ان
يكون الشعراء الذين كانوا بحضرة سيف الدولة غير أبي فراس كانوا
يحسدونه، لكننا لا نبرئ المتنبي من حسده لهم وفيهم فحول الشعراء وقادة
النظم والنثر فإنه كان مجبولا على حب التفوق واحتقار من سواه أيا كان فقد
كان الأولى به ان يتألفهم لا ان يستطيل عليهم ويتهددهم بان ضحكه لهم
ليس الا كضحك الأسد وينسبهم للجهل ويصفهم بأنهم زعانف وانهم لا
عرب ولا عجم.
وفي ديوانه انه لما أنشد هذه القصيدة الميمية وانصرف اضطرب
المجلس وكان نبطي من كبراء كتابه يقال له أبو الفرج السامري فقال له:
دعني أسعى في ذمه، فرخص له في ذلك، وفيه يقول أبو الطيب:
أ سامري ضحكة كل رأي * فطنت وكنت أغبى الأغبياء
صغرت عن المديح فقلت اهجى * كأنك ما صغرت عن الهجاء
وما فكرت قبلك في محال * ولا جربت سيفي في هباء
وكانه ارعوى بعض الإرعواء فقال مستعتبا من القصيدة الميمية:
الا ما السيف الدولة اليوم عاتبا * فداه الورى امضى السيوف مضاربا
حنانيك مسؤولا ولبيك داعيا * وحسبي موهوبا وحسبك واهبا
أ هذا جزاء الصدق ان كنت صادقا * أهذا جزاء الكذب ان كنت كاذبا
وإن كان ذنبي كل ذنب فإنه * محا الذنب كل الذنب من جاء تائبا
ولما رضي عنه قال يمدحه بهذه القصيدة:
أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل * دعا فلباه قبل الركب والإبل
ظللت بين أصيحابي أكفكفه * وظل يسفح بين العذر والعذل
وما صبابة مشتاق على أمل * من اللقاء كمشتاق بلا أمل
متى تزر قوم من تهوى زيارتها * لا يتحفوك بغير البيض والأسل
والهجر اقتل لي مما أراقبه * انا الغريق فما خوفي من البلل
تشبه الخفرات الآنسات بها * في مشيها فينلن الحسن بالحيل
وقد طرقت فتاة الحي مرتديا * بصاحب غير عزهاة ولا غزل
فبات بين تراقينا ندفعه * وليس يعلم بالشكوى ولا القبل
ثم اغتدى وبه من درعها اثر * على ذؤابته والجفن والخلل
لا أكسب الذكر الا من مضاربه * أو من سنان اصم الكعب معتدل
جاد الأمير به لي في مواهبه * فزانها وكساني الدرع في الحلل
ومن علي بن عبد الله معرفتي * بحمله من كعبد الله أو كعلي
معطي الكواعب والجرد السلاهب * والبيض القواضب والعسالة الذبل
ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك * ملء الزمان وملء السهل والجبل
فنحن في جذل والروم في وجل * والبر في شغل والبحر في خجل
من تغلب الغالبين الناس منصبه * ومن عدي أعادي الجبن والبخل
ليت المدائح تستوفي مناقبه * فما كليب وأهل الأعصر الأول
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به * في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل
وقد وجدت مكان القول ذا سعة * فان وجدت لسانا قائلا فقل
تمسي الأماني صرعى دون مبلغه * فما تقول لشئ ليت ذلك لي
بالشرق والغرب أقوام نحبهم * فطالعاهم وكونا أبلغ الرسل
وعرفاهم باني في مكارمه * اقلب الطرف بين الخيل والخول
يا أيها المحسن المشكور من جهتي * والشكر من قبل الإنسان لا قبلي
أقل أنل أقطع احمل على سل أعد * زد هش بش تفضل أدن سر صل
لعل عتبك محمود عواقبه * فربما صحت الأجسام بالعلل
وما سمعت وما غيري بمقتدر * أذب منك لزور القول عن رجل
لان حلمك حلم لا تكلفه * ليس التكحل في العينين كالكحل
وما ثناك كلام الناس عن كرم * ومن يسد طريق العارض الهطل
وفي اليتيمة لما أنشد سيف الدولة هذه القصيدة وناوله نسختها وخرج
نظر فيها سيف الدولة فلما انتهى إلى قوله:
أقل أ نل اقطع احمل علي سل أعد * زد هش بش تفضل ادن سر صل
وقع تحت أقل قد أقلناك وتحت أنل يحمل إليه من الدراهم كذا وتحت
اقطع قد أقطعناك الضيعة الفلانية ضيعة ببلاد حلب وتحت احمل يقاد إليه
الفرس الفلاني وتحت على قد فعلنا وتحت سل قد فعلنا فأسل وتحت أعد
أعدناك إلى حالك من حسن رأينا وتحت زد يزاد وتحت ادن قد أدنيناك وتحت
سر قد سررناك. قال ابن جني فبلغني عن المتنبي أنه قال انما أردت سر من
السرية فامر له بجارية وتحت صل فعليا. قال وحكى لي بعض اخواننا ان
المعقلي وهو شيخ كان بحضرته ظريف قال له وحسد المتنبي على ما أمر له به
يا مولاي قد فعلت به كل شئ سالكه فهلا قلت له لما قال لك هش بش
هه هه هه يحكى له الضحك فضحك سيف الدولة وقال له ولك أيضا ما
تحب وامر له بصلة.
(٥٢٥)

وذكر القاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني في كتاب
الوساطة ان أبا الطيب نسج على منوال ديك الجن حيث قال:
أحل وأمرر وضر وانفع ولن * وأخشن ورش وابر وانتدت للمعالي
مفارقته لسيف الدولة وسببها
مر عن علي بن كوجك ان أحد أسباب فراقه سيف الدولة ما جرى
بينه وبين ابن خالويه ومر ان سيف الدولة تغير عليه لكثرة إدلاله وان أبا
فراس ألف من ذلك وتكلم فيه مع سيف الدولة فاثر فيه كلامه فقال المتنبي
الأبيات التي أولها: الا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا وان سيف الدولة
غضب من كثرة مناقشته في الميمية وكثرة دعاويه وانه ضربه بدواة كانت بين
يديه ثم رضي عنه وبالجملة يفهم من مجموع ما تقدم تغير سيف الدولة عليه
بسبب عجرفته كما يشير إليه أيضا ما مر من أنه لما أنشد القصيدة الميمية
اضطرب المجلس لما اشتملت عليه من التظلم من سيف الدولة ونسبته إلى
عدم الإنصاف وعدم معرفة الرجال والتفرقة بينها وافتخاره الافتخار المتجاوز
الحد وتهديده له بالمفارقة وان سيف الدولة سيندم إذا فارقه وغير ذلك، ومن
التأمل في الميمية السابقة يظهر انه كان قد حدث نفسه بمفارقته في ذلك
الحين وصرح به في قوله:
يا من يعز علينا ان نفارقهم * وجداننا كل شئ بعدكم عدم
وقوله:
ارى النوى تقتضيني كل مرحلة * لا تستقل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن مأمننا * ليحدثن لمن ودعتهم ندم
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا * ان لا تفارقهم فالراحلون هم
وفي الصبح المنبي انه لما عزم أبو الطيب على الرحيل من حلب وذلك
في سنة ٣٤٦ لم يجد بلدا إليه أقرب من دمشق لان حمص كانت من بلاد
سيف الدولة فسار إلى الشام والقى بها عصى تسياره.
سفره إلى مصر واتصاله بكافور
وكان بدمشق يهودي من أهل تدمر يعرف بابن ملك من قبل كافور
ملك مصر فالتمس من المتنبي ان يمدحه فثقل عليه فغضب ابن ملك وجعل
كافور الأخشيدي يكتب في طلب المتنبي من ابن ملك فكتب إليه ابن ملك
ان أبا الطيب قال لم اقصد العبد وان دخلت مصر فما قصدي الا ابن سيده
ونبت دمشق بأبي الطيب فسار إلى الرملة فحمل إليه أميرها الحسين بن
طغج هدايا نفيسة وخلع عليه وحمله على فرس بموكب ثقيل وقلده سيفا محلى
وكان كافور الأخشيدي يقول لأصحابه أ ترونه يبلغ الرملة ولا يأتينا وأخبر
المتنبي انه واجد عليه ثم كتب كافور يطلبه من أمير الرملة فتوجه إلى مصر.
كافور الأخشيدي
وكافور هذا عبد اسود خصي مثقوب الشفة السفلى بطين قبيح
القدمين ثقيل البدن لا فرق بينه وبين الأمة وكان لقوم مصريين يعرفون ببني
عياش يستخدمونه في مصالح السوق وكان ابن عياش يربط في رأسه حبلا
إذا أراد النوم فإذا أراد منه حاجة جذبه بالحبل لأنه كان ثقيل النوم وكان
غلمان ابن طغج يصفعونه في الأسواق فيضحك فقالوا هذا الأسود خفيف
الروح وكلموا صاحبه في بيعه فوهبه لهم ومات سيده أبو بكر بن طغج
وولده صغير وتقيد الأسود بخدمته واخذت البيعة لولده سيده وتفرد الأسود
بخدمته وخدمة والدته فقرب من شاء وبعد من شاء فنظر الناس إليه من
صغر هممهم وخسة أنفسهم فتسابقوا إلى التقرب إليه وسعى بعضهم ببعض
حتى صار الرجل لا يامن أهل داره على اسراره وصار كل عبد بمصر يرى أنه
خير من سيده ثم ملك الامر على ابن سيده وامر ان لا يكلمه أحد من
مماليك أبيه ومن كلمه أتلفه. فلما كبر ابن سيده جعل يبوح بما في نفسه وهو
على الشراب ففزع منه كافور وسمه فقتله وخلت له مصر والى ذلك يشير
المتنبي في هجوه لكافور بقوله:
أ كلما اغتال عبد السوء سيده في أرضكم فله في مصر تمهيد
وصول أبو الطيب إلى مصر
ولما قدم عليه أبو الطيب بمصر اخلى له دارا وخلع عليه وحمل إليه آلافا
من الدراهم فقال يمدحه هكذا في ديوانه وفي الصبح المنبي ان كافورا لمن
ورد عليه المتنبي بمصر أمر له بمنزل ووكل به جماعة وأظهر التهمة له وطالبه
بمدحه فلم يمدحه فخلع عليه فقال أبو الطيب يمدحه في جمادي الآخرة سنة
٣٤٦ من قصيدة أولها:
كفى بك داء ان ترى الموت شافيا * وحسب المنايا ان يكن أمانيا
تمنيتها لما تمنيت ان ترى * صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا
إذا كنت ترضى ان نعيش بذلة * فلا تستعدون الحسام اليمانيا
ولا تستطيلن الرماح لغارة * ولا تستجيدن العتاق المذاكيا
فما ينفع الأسد الحياء من الطوى * ولا تتقى حتى تكون ضواريا
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى * فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
وللنفس أخلاق تدل على الفتى * أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
وجردا مددنا بين آذانها القنا * فبتن خفافا يتبعن العواليا
تمشى بأيد كلما وافت الصفا * نقشن به صدر البزاة حوافيا
وتنظر من سود صوادق في الدجى * يرين بعيدات الشخوص كماهيا
وتنصب للجرس الخفي سوامعا * يخلن مناجاة الضمير تناجيا
تجاذب فرسان الصباح أعنة * كان على الأعناق منها أفاعيا
بعزم يسير الجسم في السرج راكبا * به ويسير القلب في الجسم ماشيا
قواصد كافور توارك غيره * ومن قصد البحر استقل السواقيا
فجاءت بنا انسان عين زمانه * وخلت بياضا خلفها وماقيا
وهذا البيت كما قيل أحسن ما مدح به ملك اسود:
أبا المسك ذا الوجه الذي كنت تائقا * إليه وذا اليوم الذي كنت راجيا
لقيت المروري والشناخيب دونه * وجبت هجيرا يترك الماء صاديا
أبا كل طيب لا أبا المسك وحده * وكل سحاب لا أخص الغواديا
يدل بمعنى واحد كل فاخر * وقد جمع الرحمن فيك المعانيا
وتحتقر الدنيا احتقار مجرب * يرى كل ما فيها وحاشاك فانيا
وقال يمدحه في سلخ شهر رمضان سنة ٣٤٦:
من الجاذر في زي الأعاريب * حمر الحلى والمطايا والجلابيب
ان كنت تسأل شكا في معارفها * فمن بلاك بتسهيد وتعذيب
سوائر ربما سارت هوادجها * منيعة بين مطعون ومضروب
وربما وخدت أيدي المطي بها * على نجيع من الفرسان مصبوب
كم زورة لك في الأعراب خافية * أدهى وقد رقدوا من زورة الذيب
أزورهم وسواد الليل يشفع لي * وأنثني وبياض الصبح يغري بي
قد وافقوا الوحش في سكنى مراتعها * وخالفوها بتقويض وتطنيب
(٥٢٦)

جيرانها وهم شر الجوار لها * وصحبها وهم شر الأصاحيب
فؤاد كل محب في بيوتهم * ومال كل أخيذ المال محروب
ما أوجه الحضر المستحسنات به * كأوجه البدويات الرعابيب
حسن الحضارة مجلوب بتطرية * وفي البداوة حسن غير مجلوب
أين المعيز من الآرام ناظرة * وغير ناظرة في الحسن والطيب
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها * مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
ولا برزن من الحمام ماثلة * أوراكهن صقيلات العراقيب
ومن هوى كل من ليست مموهة * تركت لون مشيبي غير مخضوب
ومن هوى الصدق في قولي وعادته * رغبت عن شعر في الرأس مكذوب
ليت الحوادث باعتني الذي أخذت * مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي
فما الحداثة من حلم بمانعة * قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
ترعرع الملك الأستاذ مكتهلا * قبل اكتهال أديبا قبل تأديب
يدبر الملك من مصر إلى عدن * إلى العراق فارض الروم فالنوب
كان كل سؤال في مسامعه * قميص يوسف في أجفان يعقوب
وفي الصبح المنبي انه كان يقف بين يدي كافور وفي رجليه خفان وفي
وسطه سيف ومنطقة ويركب بحاجبين من مماليكه وهما بالسيوف والمناطق
وكان لا يجلس بمجلس كافور فأرسل إليه من قال له قد طال قيامك يا أبا
الطيب في مجلس كافور يريد ان يعلم ما في نفسه فقال ارتجالا:
يقل له القيام على الرؤوس * وبذلك المكرمات من النفوس
إذا خانته في يوم ضحوك * فكيف تكون في يوم عبوس
وقاد إليه كافور فرسا فقال يمدحه من قصيدة:
فراق ومن فارقت غير مذمم * وأم ومن يممت خير ميمم
وما منزل اللذات عندي بمنزل * إذا لم أبجل عنده وأكرم
رحلت فكم باك باجفان شادن * علي وكم باك باجفان ضيغم
ومأربة القرط المليح مكانه * بأجزع من رب الحسام المصمم
فلو كان ما بي من حبيب مقنع * عذرت ولكن من حبيب معمم
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى * هوى كاسر كفي وقوسي وأسهمي
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته * وأصبح في ليل من الشك مظلم
أ صادق نفس المرء من قبل جسمه * واعرفها في فعله والتكلم
وأحلم عن خلي واعلم أنه * متى أجزه حلما على الجهل يندم
واهوى من الفتيان كل سميدع * نجيب كصدر السمهري المقوم
خطت تحته العيس الفلاة وخالطت * به الخيل كبات الخميس العرمرم
ولا عفة في سيفه وسنانه * ولكنها في الكف والطرف والفم
وما كل هاو للجميل بفاعل * ولا كل فعال له بمتمم
فدى لأبي المسك الكرام فإنها * سوابق خيل يهتدين بأدهم
أغر بمجد قد شخصن وراءه * إلى خلق رحب وخلق مطهم و
في الصبح المنبي: من رام معرفة مراد أبي الطيب في هذين البيتين
فعليه بقول ابن الرومي:
هم الغرة البيضاء من آل مصعب * وهم بقعة التحجيل والناس أدهم
ومن مثل كافور إذا الخيل أحجمت * وكان قليلا من يقول لها اقدمي
شديد ثبات الطرف والنقع واصل * إلى لهوات الفارس المتلثم
أبا المسك أرجو منك نصرا على العدى * وآمل عزا يخضب البيض بالدم
ويوما يغيظ الحاسدين وحالة * أقيم الشقا فيها مقام التنعيم
فلو لم تكن في مصر ما سرت نحوها * بقلب المشوق المستهام المتيم
ولا اتبعت آثارنا عين قائف * فلم تر الا حافرا فوق منسم
وسمنا بها البيداء حتى تغمرت * من النيل واستذرت بظل المقطم
وأبلج يعصي باختصاصي مشيره * عصيت بقصديه مشيري ولومي
وهذا البيت إشارة إلى ما كان يكتبه ابن ملك اليهودي إلى كافور بحق
المتنبي كما مر:
فساق إلي العرف غير مكدر * وسقت إليه الشكر غير مجمجم
فاحسن وجه في الورى وجه محسن * وأيمن كف فيهم كف معم
وأشرفهم من كان أشرف همة * وأكثر اقداما على كل معظم
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها * سرور محب أو مساءة مجرم
وقال يمدحه في شوال سنة ٣٤٧ من قصيدة:
وكم لظلام الليل عندك من يد * تخبر ان المانوية تكذب
ويوم كليل العاشقين كمنته * أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني إلى أذني أغر كأنه * من الليل باق بين عينيه كوكب
له فضلة عن جسمه في اهابه * تجئ على صدر رحيب وتذهب
وما الخيل الا كالصديق قليلة * وان كثرت في عين من لا يجرب
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها * وأعضائها فالحسن عنك مغيب
لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب * فكل بعيد الهم فيها معذب
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة * فلا أشتكي فيها ولا أتعتب
وبي ما يذود الشعر عني أقله * ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب
واخلاق كافور إذا شئت مدحه * وان لم أشأ تملي علي واكتب
ومن قوله في هذه القصيدة يستزيده في العطاء ويطلب منه ان يقطعه
ضيعة أو يوليه ولاية:
أبا المسك هل في الكاس فضل اناله * فاني أغني منذ حين وتشرب
وهبت على مقدار كفي زماننا * ونفسي على مقدار كفيك تطلب
وهذا من أحسن ما قيل في طلب الزيادة والاعتذار عن الممدوح:
إذا لم تنط بي ضيعة أو ولاية * فجودك يكسوني وشغلك يسلب
وكل امرئ يولي الجميل محبب * وكل مكان ينبت العز طيب
يريد بك الحساد ما الله دافع * وسمر العوالي والحديد المذرب
إذا طلبوا جدواك أعطوا وحكموا * وان طلبوا الفضل الذي فيك خيبوا
ولو جاز ان يحووا علاك وهبتها * ولكن من الأشياء ما ليس يوهب
وأظلم أهل الظلم من بات حاسدا * لمن بات في نعمائه يتقلب
وما طربي لما رأيتك بدعة * لقد كنت أرجو ان أراك فاطرب
قال أبو الفتح بن جني: لما قرأت على أبي الطيب هذا البيت قلت
له: لم تزد على أن جعلته أبا زنة وهو القرد فضحك أبو الطيب: فإنه
بالذم أشبه منه بالمدح. ومنها في وصف شعره:
فشرق حتى ليس للشرق مشرق * وغرب حتى ليس للغرب مغرب
إذا قلته لم يمتنع من وصوله * جدار معلى أو خباء مطنب
واتصل بأبي الطيب وهو في مصر ان قوما نعوه في مجلس سيف الدولة
(٥٢٧)

بحلب، فقال ولم ينشدها كافورا:
بم التعلل لا أهل ولا وطن * ولا نديم ولا كأس ولا سكن
أريد من زمني ذا ان يبلغني * ما ليس يبلغه في نفسه الزمن
لا تلق دهرك الا غير مكترث * ما دام يصحب فيه روحك البدن
فما يديم سرور ما سررت به * ولا يرد عليك الفائت الحزن
تحملوا حملتكم كل ناحية * فكل بين علي اليوم مؤتمن
ما في هوادجكم من مهجتي عوض * ان مت شوقا ولا فيها لها ثمن
يا من نعيت على بعد بمجلسه * كل بما زعم الناعون مرتهن
كم قد قتلت وكم قد مت عندكم * ثم انتفضت فزال القبر والكفن
قد كان شاهد دفني قبل قولهم * جماعة ثم ماتوا قبل من دفنوا
ما كل ما يتمنى المرء يدركه * تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
رأيتكم لا يصون العرض جاركم * ولا يدر على مرعاكم اللبن
وهذا البيت من أعظم الهجاء وأبلغه:
جزاء كل قريب منكم ملل * وحظ كل محب منكم ضغن
وتغضبون على من نال رفدكم * حتى يعاقبه التنغيص والمنن
فغادر الهجر ما بيني وبينكم * يهماء تكذب فيها العين والأذن
تحبو الرواسم من بعد الرسيم بها * وتسال الأرض عن أخفافها الثفن
ولا أقيم على مال أذل به * ولا ألذ بما عرضي به درن
سهرت بعد رحيلي وحشة لكم * ثم استمر مريري وارعوى الوسن
وان بليت بود مثل ودكم * فإنني بفراق مثله قمن
قال ابن جني: لما سمع سيف الدولة هذا البيت قال: سر وحق
أبي:
أبلى الأجلة مهري عند غيركم * وبدل العذر بالفسطاط والرسن
عند الهمام أبي المسك الذي غرقت * في جوده مضر الحمراء واليمن
وإن تأخر عني بعض موعده * فما تأخر آمالي ولا تهن
هو الوفي ولكني ذكرت له * مودة فهو يبلوها ويمتحن
ومن تأمل شعره بعد فراق سيف الدولة علم أنه كان كثيرا ما
يتحاشى أن يقول فيه سوءا ثم تغلبه نفسه فيفوه ببعض الشئ من ذلك
كقوله:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته * وأصبح في ليل من الشك مظلم
وقوله:
رأيتكم لا يصون العرض جاركم * ولا يدر على مرعاكم اللبن
وقد قال: فراق ومن فارقت غير مذمم وكان يظهر منه الندم على
فراق سيف الدولة وقد كان يظهر من سيف الدولة مثل ذلك فقد ارسل
ولده إليه إلى الكوفة ليعود ومدحه المتنبي ورثى بعض مستوراته. وقد قال
في ما مدح به كافورا:
أ ما تغلط الأيام في بان ارى * بغيضا تنائي أو حبيبا تقرب
ولله سيري ما أقل تئية * عشية شرقي الحدالى وعرب
عشية اجفى الناس بي من جفوته * واهدى الطريقين التي أتجنب
فقد صرح بان الليالي تقرب إليه البغيض وتنائي عنه الحبيب وما
عرض إلا بكافور وسيف الدولة. والحدالى موضع بالشام وعرب جبل
هناك. وكذلك البيت الأخير كاد يصرح فيه بان سيف الدولة كان اجفى به
من كافور وان طريقه إلى سيف الدولة اهدى من طريقه إلى كافور.
وأصابته وهو بمصر حمى فقال يصفها من قصيدة ويعرض بالرحيل عن
مصر وذلك في ذي الحجة سنة ٣٤٨:
ولم أر في عيوب الناس شيئا * كنقص القادرين على التمام
أقمت بأرض مصر فلا ورائي * تخب بي الركاب ولا امامي
وزائرتي كان بها حياء * فليس تزور الا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا * فعافتها وباتت في عظامي
يضيق الجلد عن نفسي وعنها * فتوسعه بأنواع السقام
كان الصبح يطردها فتجري * مدامعها بأربعة سجام
أراقب وقتها من غير شوق * مراقبة المشوق المستهام
ويصدق وعدها والصدق شر * إذا ألقاك في الكرب العظام
جرحت مجرحا لم يبق فيه * مكان للسيوف ولا السهام
يقول لي الطبيب أكلت شيئا * وداؤك في شرابك والطعام
وما في طلبه اني جواد * أضر بجسمه طول الجمام
تعود ان يغبر في السرايا * ويدخل من قتام في قتام
فان أمرض فما مرض اصطباري * وان أحمم فما حم اعتزامي
وأن أسلم فما أبقى ولكن * سلمت من الحمام إلى الحمام
وقال يمدح كافورا من قصيدة وانشده إياها في شوال سنة ٣٤٩ وهي
آخر ما مدحه به:
واني لنجم تهتدي صحبتي به * إذا حال من دون النجوم سحاب
غني عن الأوطان لا يستخفني * إلى بلد سافرت عنه اياب
واصدى فلا ابدي إلى الماء حاجة * وللشمس فوق اليعملات لعاب
وللسر مني موضع لا يناله * نديم ولا يفضي إليه شراب
وللخود مني ساعة ثم بيننا * فلاة إلى غير اللقاء تجاب
وما العشق الا غرة وطماعة * يعرض قلب نفسه فيصاب
أعز مكان في الدنى سرج سابح * وخير جليس في الزمان كتاب
وبحر أبي المسك الخضم الذي له * على كل بحر زخرة وعباب
تجاوز قدر المدح حتى كأنه * بأحسن ما يثنى عليه يعاب
ويا آخذا من دهره حق نفسه * ومثلك يعطى حقه ويثاب
ارى لي بقربي منك عينا قريرة * وإن كان قربا بالبعاد يشاب
وهل نافعي ان ترفع الحجب بيننا * ودون الذي أملت منك حجاب
وفي النفس حاجات وفيك فطانة * سكوتي بيان عندها وخطاب
وما شئت الا ان أدل عواذلي * على أن رأيي في هواك صواب
وأعلم قوما خالفوني فشرقوا * وغربت اني قد ظفرت وخابوا
إذا نلت منك الود فالمال هين * وكل الذي فوق التراب تراب
وفي الصبح المنبي فقطع أبو الطيب بعد انشاد هذه القصيدة لا يلقى
الأسود إلا أن يركب فيسير معه في الطريق وعمل على الرحيل وقد أعد له
كل ما يحتاج إليه على ممر الأيام بلطف ورفق ولا يعلم به أحد من غلمانه
وهو يظهر الرغبة في المقام وطال عليه التحفظ فخرج ودفن الرماح في الرمال
وحمل الماء على الإبل لعشر ليال وتزود لعشرين. وقال في يوم عرفة من سنة
٣٥٠ يهجو كافورا:
(٥٢٨)

عيد بآية حال عدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديد
اما الأحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيدا دونها بيد
لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها * وجناء حرف ولا جرداء قيدود
وكان أطيب من سيفي معانقة * أشباه رونقه الغيد الأماليد
لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي * شيئا تتيمه عين ولا جيد
يا ساقيي أخمر في كؤوسكما * أم في كؤوسكما هم وتسهيد
أ صخرة انا ما لي لا تحركني * هذي المدام ولا هذي الأغاريد
إذا أردت كميت اللون صافية * وجدتها وحبيب النفس مفقود
ما ذا لقيت من الدنيا وأعجبه * اني بما انا شاك منه محسود
اني نزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محدود
جود الرجال من الأيدي وجودهم * من اللسان فلا كانوا ولا الجود
ما يقبض الموق نفسا من نفوسهم * الا وفي يده من نتنها عود
أ كلما اغتال عبد السوء سيده * أو خانه فله في مصر تمهيد
صار الخصي امام الآبقين بها * فالحر مستعبد والعبد معبود
نامت نواطير مصر عن ثعالبها * فقد بشمن ومتفنى العناقيد
العبد ليس لحر صالح باخ * لو أنه في ثياب الحر مولود
لا تشتر العبد الا والعصا معه * ان العبيد لأنجاس مناكيد
ما كنت احسبني أحيا إلى زمن * يسئ بي فيه عبد وهو محمود
وإن ذا الأسود المثقوب مشفره * تعطيه ذي العضاريط الرعاديد
جوعان يأكل من زادي ويمسكني * لكي يقال عظيم القدر مقصود
ويلمها خطة ويلم قابلها * لمثلها خلق المهرية القود
من علم الأسود المخصي مكرمة * أقومه البيض أم آباؤه الصيد
أم أذنه في يد النخاس دامية * أم قدره وهو بالفلسين مردود
وذاك ان الفحول البيض عاجزة * عن الجميل فكيف الخصية السود
وكتب إلى عبد العزيز بن يوسف الخزاعي في بلبيس يطلب منه دليلا
فانفذه إليه فمدحه بأبيات وهذا وغيره يدل على أن جملة من الناس كانوا قد
علموا بخروجه ولم يخبروا به كافورا.
وقدم أبو شجاع فاتك الأخشيدي المعروف بالمجنون من الفيوم إلى
مصر فوصل أبا الطيب وحمل إليه هدية قيمتها ألف دينار فقال يمدحه من
قصيدة:
لا خيل عندك تهديها ولا مال * فليسعد النطق ان لم تسعد الحال
لا يدرك المجد إلا سيد فطن * لما يشق على السادات فعال
تدري القناة إذا اهتزت براحته * ان الشقي بها خيل وابطال
كفاتك ودخول الكاف منقصة * كالشمس قلت وما للشمس أمثال
القائد الأسد غذتها براثنه * بمثلها من عداه وهي أشبال
إذا الملوك تحلت كان حليته * مهند وأصم الكعب عسال
أبو شجاع أبو الشجعان قاطبة * هول نمته من الهيجاء أهوال
تملك الحمد حتى ما لمفتخر * في الحمد حاء ولا ميم ولا دال
عليه منه سرابيل مضاعفة * وقد كفاه من الماذي سربال
كان نفسك لا ترضاك صاحبها * الا وأنت على المفضال مفضال
ولا تعدك صوانا لمهجتها * الا وأنت لها في أروع بذال
لولا المشقة ساد الناس كلهم * الجود يفقر والاقدام قتال
وإنما يبلغ الإنسان طاقته * ما كل ماشية بالرحل شملال
انا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناس احسان واجمال
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته * ما فاته وفضول العيش أشغال
وتوفي أبو شجاع فاتك بمصر سنة ٣٥٠ فقال أبو الطيب يرثيه بعد
خروجه منها ويهجو كافورا من قصيدة:
الحزن يقلق والتجمل يردع * والدمع بينهما عصي طيع
تصفو الحياة لجاهل أو غافل * عما مضى فيها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه * ويسومها طلب المحال فتطمع
أين الذي الهرمان من بنيانه * ما قومه ما يومه ما المصرع
تتخلف الآثار عن أصحابها * حينا ويدركها الفناء فتتبع
كنا نظن دياره مملوءة * ذهبا فمات وكل دار بلقع
المجد أخسر والمكارم صفقة * من أن يعيش لها الهمام الأروع
والناس أنزل في زمانك منزلا * من أن تعايشهم وقدرك ارفع
ولقد أراك وما تلم ملمة * إلا نفاها عنك قلب اصمع
ويد كان نوالها وقتالها * فرض يحق عليك وهو تبرع
يا من يبدل كل يوم حلة * أنى رضيت بحلة لا تنزع
ما زلت تخلعها على من شاءها * حتى لبست اليوم ما لا تخلع
ما زلت تدفع كل أمر فادح * حتى اتى الامر الذي لا يدفع
فظللت تنظر لا رماحك شرع * فيما عراك ولا سيوفك قطع
بأبي الوحيد وجيشه متكاثر * يبكى ومن شر السلاح الأدمع
من للمحافل والجحافل والسري * فقدت بفقدك نيرا لا يطلع
ومن اتخذت على الضيوف خليفة * ضاعوا ومثلك لا يكاد يضيع
قبحا لوجهك يا زمان فإنه * وجه له من كل قبح برقع
أ يموت مثل أبي شجاع فاتك * ويعيش حاسده الخصي الأوكع
فاليوم قر لكل وحش نافر * دمه وكان كأنه يتطلع
وعفا الطراد فلا سنان راعف * فوق القناة ولا حسام يلمع
من كان فيه لكل قوم ملجأ * ولسيفه في كل قوم مرتع
لا قلبت أيدي الفوارس بعده * رمحا ولا حملت جوادا أربع
وقال بالكوفة يرثيه ويذكر خروجه من مصر من قصيدة:
لا أبغض العيس لكني وقيت بها * قلبي من الحزن أو جسمي من السقم
طردت من مصر أيديها بأرجلها * حتى مرقن بنا من جوش والعلم
في غلمة أخطروا أرواحهم ورضوا * بما لقين رضى الأيسار بالزلم
بيض الأعاريض طعانون من لحقوا * من الفوارس شلالون للنعم
قد بلغوا بقناهم فوق طاقته * وليس يبلغ ما فيهم من الهمم
لا فاتك آخر في مصر نقصده * ولا له خلف في الناس كلهم
من لا تشابهه الأحياء في شيم * أمسى تشابهه الأموات في الرمم
حتى رجعت وأقلامي قوائل لي * المجد للسيف ليس المجد للقلم
أكتب بنا ابدا بعد الكتاب به * فإنما نحن للأسياف كالخدم
من اقتضى بسوى الهندي حاجته * أجاب كل سؤال عن هل بلم
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة * بين الرجال ولو كانوا ذوي رحم
هون على بصر ما شق منظره * فإنما يقظات العين كالحلم
ولا تشك إلى خلق فتشمته * شكوى الجريح إلى الغربان والرخم
وكن على حذر للناس تستره * ولا يغرك منهم ثغر مبتسم
غاض الوفاء فما تلقاه في عدة * وأعوز الصدق في الاخبار والقسم
(٥٢٩)

سبحان خالق نفسي كيف لذتها * فيما النفوس تراه غاية الألم
أتى الزمان بنوه في شبيبته * فسرهم وأتيناه على الهرم
سبب الوحشة بين كافور وأبي الطيب
في الصبح المنبي: أن أبا الطيب سال كافورا أن يوليه صيدا من بلاد
الشام أو غيرها من بلاد الصعيد، فقال له كافور: أنت في حال الفقر وسوء
الحال وعدم المعين سمت نفسك إلى النبوة، فان أصبت ولاية وصار لك
اتباع فمن يطيقك. ثم وقعت الوحشة بينهما ووضع كافور عليه العيون
والأرصاد خوفا من أن يهرب، وأحس المتنبي بالشر. قال الوحيدي: كنت
بمصر وبها أبو الطيب ووقفت من أمره على شفا الهلاك ودعتني نفسي لحب
أهل الأدب إلى أن أحثه على الخروج من مصر فخشيت على نفسي أن يشيع
ذلك عني وكان هو مستعدا للهرب وإنما فات أظافير الموت ومخالب المنية من
قرب وهو جنى ذلك على نفسه لأنه ترك مدح ابن حرابة وهو وزير كافور
والمقرب منه وهو مع ذلك من بيت شريف أهل وزارة ورئاسة ومن العلم
والأدب بموضع جليل وهو باب الملك فاتى من غير بابه وأنشده القصيدة اليائية التي أولها:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا * وحسب المنايا أن يكن أمانيا
تمنيتها لما تمنيت أن ترى * صديقا فأعيا أو عدوا مداجيا
وهذا الابتداء مما تمجه الاسماع فقبح ابن حرابة اثره ثم لم يزل يذكر
سواد كافور ووراءه من ينبه على عيوبه كقوله في قصيدته التي قالها لما بني
كافور دارا بإزاء الجامع الأعلى على البركة:
إنما يفخر الكريم أبو المسك * بما يبتني من العلياء
وبأيامه التي انسلخت عنه * وما داره سوى الهيجاء
وبما أثرت صوارمه البيض * له في جماجم الأعداء
وبمسك يكنى به ليس بالمسك * ولكنه أريج الثناء
نزلت إذ نزلتها الدار في * أحسن منها من السنا والسناء
حل في منبت الرياحين منها * منبت المكرمات والآلاء
تفضح الشمس كلما ذرت * الشمس بشمس منيرة سوداء
ان في ثوبك الذي المجد فيه * لضياء يزري بكل ضياء
إنما الجلد ملبس وابيضاض * النفس خير من ابيضاض القباء
كرم في شجاعة وذكاء * في بهاء وقدرة في وفاء
من لبيض الملوك ان تبدل * اللون بلون الأستاذ والسحناء
يا رجاء العيون في كل أرض * لم يكن غير أن أراك رجائي
فكان يقول ابن حرابة أنه هزئ بكافور في هذه الأبيات ويسهل
على الناس في أمر لونه ويحسنه له. قال الوحيدي كان المتنبي يعلم أن ذكر
السواد على مسامع كافور أمر من الموت فإذا ذكر لون السواد بعد ذلك فقد
أساء إلى نفسه وعرضها للقتل والحرمان وكان من احسان الصنعة واجمال
الطلب ان لا يذكر لونه وله عنه مندوحة ولكن الرجل كان يسئ الرأي
وسوء رأيه أخرجه من حضرة سيف الدولة وشدة تعرضه لعداوة الناس وقد
ذكر سواد كافور في عدة مواضع وكان اللائق أن لا يذكره الا كقوله:
فجاءت بنا انسان غير زمانه * وخلت بياضا خلفها وماقيا
وهذا في أعلى طبقات الاحسان ومن هذه القصيدة قوله:
ومن قول سام لو رآك لنسله * فدى ابن أخي نسلي ونفسي وماليا
ومن قوله في كافور الذي ألم فيه بذكر السواد قوله:
فدى لأبي المسك الكرام فإنها * سوابق خيل يهتدين بأدهم
خروج المتنبي من مصر قاصدا الكوفة
في الصبح المنبي: وفي يوم العيد سار من مصر هاربا وأخفى طريقه
فلم يؤخذ له أثر حتى قال بعض أهل البادية هبه سار فيها فما محا اسره وقال
بعضهم إنما عمل طريقا تحت الأرض وتبعته البادية والحاضرة من سائر
الجوانب وبذل كافور في طلبه ذخائر الرغائب وكتب إلى عماله في سائر
أعماله وكاتب سائر قبائل العرب في طلبه. ودخل أبو الطيب إلى موضع
يعرف بنخل لعله الذي فيه قلعة النخل بعد أيام وسار حتى قرب من
النقاب فرأى رائدين لبني سليم على قلوصين فركب الخيل وطردهما حتى
اخذهما فذكرا له أن أهلهما ارسلوهما رائدين فاستبقاهما ورد عليهما القلوصين
وسلاحهما وسارا معه حتى توسط بيوت بني سليم آخر الليل فضرب له
ملاعب رئيس بني سليم خيمة بيضاء وذبح له ثم سار إلى اليفع فنزل ببادية
معن فذبح له وسار إلى أن دخل حسمي وهي أرض كثيرة النخل وطابة له
حسمي فأقام بها شهرا وكان نازلا بها عند وردان بن ربيعة الطائي فاستغوى
عبيده وأجلسهم مع امرأته فكانوا يسرقون له الشئ بعد الشئ من رحله
هكذا في الصبح المنبي وليس في الديوان أنه أجلسهم مع امرأته ويمكن أن
يكون صاحب الصبح أخذه من قول المتنبي الآتي: أشذ بعرسه عني
عبيدي ولا دلالة فيه لامكان أن يكون جرى فيه على مذاهب الشعراء في
الهجو بالباطل والحق، وظهر لأبي الطيب فساد عبيده وكان وردان يرى عند
أبي الطيب سيفا مستورا فسأله أن ينظره فابى لأنه كان على قائمة مائة
مثقال من الذهب وكان سيفا ثمينا فجعل الطائي يحتال على العبيد طمعا في
السيف لأن بعضهم أخبره به فلما أنكر أبو الطيب أمر العبيد وأطلع على
مكاتبة كافور قبائل العرب في طلبه تقدم إلى الجمال فشد عليها أسبابه
والقوم لا يعلمون برحيله وأخذ العبيد السيف فدفعه إلى عبد آخر وجاء
ليأخذ فرس أبي الطيب فتنبه له وضربه أبو الطيب بالسيف فأصاب وجهه
وأمر الغلمان فاجهزوا عليه وكان هذا العبد أشد من معه فقال أبو الطيب في
ذلك أبياتا أولها:
أعددت للغادرين أسيافا * أجدع منهم بهن آنافا
وقال أيضا يهجو وردان بن ربيعة:
إذا كانت بنو طي لئاما * فألأمها ربيعة أو بنوه
وإن كانت بنو طي كراما * فوردان لغيرهم أبوه
مررنا منه في حسمي بعبد * يمج اللؤم منخره وفوه
أشذ بعرسه عني عبيدي * فاتلفهم ومالي اتلفوه
فان شقيت بأيدهم جيادي * لقد شقيت بمنصلي الوجوه
ثم لما توسط بسيطة وهي أرض تقرب من الكوفة رأى بعض عبيده
ثورا فقال هذه منارة الجامع ونظر آخر نعامة فقال وهذه نخلة فضحك أبو
الطيب وقال:
بسيطة مهلا سقيت القطارا * تركت عيون عبيدي حيارى
فظنوا النعام عليك النخيل * وظنوا الصوار (١) عليك المنارا
فامسك صحبي باكوارهم * وقد قصد الضحك فيهم وجارا

(١) الصوار القطيع من البقر. المؤلف
(٥٣٠)

وصول المتنبي إلى الكوفة
وسار أبو الطيب حتى دخل الكوفة في ربيع الأول سنة ٣٥١ ونظم
هذه المقصورة يصف منازل طريقه ويهجو كافورا منها:
الا كل ماشية الخيزلي * فدى كل ماشية الهيذبي (١)
ضربت بها النية ضرب * القمار اما لهذا وأما لذا
فمرت بنخل وفي ركبها * عن العالمين وعنه غنى
وأمست تخبرنا بالنقا * وادي المياه ووادي القرى
وقلنا لها أين ارض العراق * فقالت ونحن بتربان ها
وهبت بجسمي هبوب الدبور * مستقبلات مهب الصبا
فيا لك ليلا على اعكش (٢) * أحم البلاد خفي الصوى
وردنا الرهيمة (٣) في جوزه * وباقية أكثر مما مضى
فلما انحنا ركزنا الرما ح * بين مكارمنا والعلى
وبتنا نقبل أسيافنا * ونمسحها من دماء العدى
لتعلم مصر ومن بالعراق * ومن بالعواصم اني الفتى
واني وفيت واني أبيت * واني عتوت على من عتا
وما كل من قال قولا وفي * ولا كل من سيم خسفا أبى
ومن يك قلب كقلبي له * يشق إلى العز قلب التوى (٤)
ولا بد للقلب من آلة * ورأي يصدع صم الصفا
وكل طريق اتاه الفتى * على قدر الرجل فيه الخطى
ونام الخويدم عن ليلنا * وقد نام قبل عمى لا كرى
وكان على قربنا بيننا * مهامه من جهله والعمى
وما ذا بمصر من المضحكات * ولكنه ضحك كالبكا
بها نبطي من أهل السواد * يدرس انساب أهل الفلا
واسود مشفرة نصفه * يقال له أنت بدر الدجى
وشعر مدحت به الكركدن * بين القريض وبين الرقي
ومن جهله نفسه قدره * رأى غيره منه ما لا يرى
وأناح المتنبي ركابه بالكوفة وركز بها رماحه كما قال في هذه
القصيدة، وعاد إلى وطنه الأصلي ومسقط رأسه ونزل بين أهله وعشيرته
وأقام بينهم نحوا من سنتين، وثمانية أشهر من أوائل سنة ٣٥١ إلى أوائل
٣٥٤ وأنفذ إليه سيف الدولة ابنه من حلب إلى الكوفة ومعه هدية، فقال
يمدحه وكتب بها إليه من الكوفة سنة ٣٥٢، أي بعد وروده الكوفة بسنة
يقول فيها:
كلما رجبت بنا الروض قلنا * حلب قصدنا وأنت السبيل
والمسمون بالأمير كثير * والأمير الذي بها المأمول
الذي زلت عنه شرقا وغربا * ونداه مقابلي ما يزول
وموال تحييهم من يديه * نعم غيرهم بها مقتول
فرس سابح ورمح طويل * ودلاص زغف وسيف صقيل
وإذا صح فالزمان صحيح * وإذا اعتل فالزمان عليل
وإذا غاب وجهه عن مكان * فيه من ثناه وجه جميل
ليس إلاك علي همام * سيفه دون عرضه مسلول
كيف لا تأمن العراق ومصر * وسراياك دونها والخيول
أنت طول الحياة للروم غاز * فمتى الوعد أن يكون القفول
قعد الناس كلهم عن مساعيك * وقامت بها القنا والنصول
نغص البعد عنك قرب العطايا * مرتعي مخصب وجسمي هزيل
ان تبوأت غير دنياي دارا * واتاني نيل فأنت المنيل
من عبيدي ان عشت لي ألف كافور * ولي من نداك ريف ونيل
وتوفيت أخت سيف الدولة بميافارقين فورد خبرها إلى الكوفة، فقال
أبو الطيب يرثيها ويعزيه بها من قصيدة وأرسلها إليه من الكوفة سنة ٣٥٢:
يا أخت خير أخ يا بنت خير * أب كناية بهما عن واضح النسب
يقول فيها:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر فزعت فيه بامالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقه املا شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
وانفذ إليه سيف الدولة كتابا بخطه إلى الكوفة يسأله المسير إليه،
فاجابه بقصيدة وانفذها إليه في ميافارقين، وذلك في ذي الحجة سنة ٣٥٣
منها:
فهمت الكتاب أبر الكتب * فسمعا لأمر أمير العرب
وطوعا له وابتهاجا به * وإن قصر الفعل عما وجب
وما عاقني غير خوف الوشاة * وان الوشايات طرق الكذب
وما لاقني بلد بعدكم ولا * اعتضت من رب نعماي رب
ومن ركب الثور بعد الجواد * أنكر أظلافه والغبب
وما قست كل ملوك البلاد * فدع ذكر بعض بمن في حلب
أ في الرأي يشبه أم في السخاء * أم في الشجاعة أم في الأدب
مبارك الاسم أغر اللقب * كريم الجرشى شريف النسب
وأثنى عليه بآلائه * وأقرب منه نأى أو قرب
تغيب الشواهق في جيشه * وتبدو صغارا إذا لم تغب
خروج المتنبي من الكوفة إلى بغداد
ثم توجه من الكوفة في أواخر سنة ٣٥٣ أو أول سنة ٣٥٤ إلى مدينة
السلام بغداد لأن كتاب سيف الدولة ورد عليه إلى الكوفة في ذي الحجة
سنة ٣٥٣ كما مر وفي صفر سنة ٣٥٤ ورد على ابن العميد بأرجان متوجها
من بغداد كما يأتي فسفره من الكوفة إلى بغداد اما في ذي الحجة سنة ٥٤ أو
بعده وتدل قصة الحاتمي الآتية معه على أنه كان أناس يقرؤون عليه ديوانه
في بغداد فلا بد أن يكون بقي في بغداد نحو شهرين أو أكثر ولا يتم ذلك
إلا بكون سفره في ذي الحجة وكان ورود المتنبي إلى بغداد في أيام سلطنة
معز الدولة بن بويه ووزارة الوزير المهلبي له وخلافة المطيع العباسي. ولا
يخلو كلام المؤرخين هنا من شئ من التنافي فإنه يظهر من قصة الحاتمي مع
المتنبي الآتية أن قصد المتنبي من الرحلة إلى بغداد كان هو مدح الوزير
المهلبي والانضمام إليه والمقام لديه ولكن يدل كلام الخوارزمي الآتي المنقول
في اليتيمة أن المتنبي ترفع عن مدح المهلبي ذهابا بنفسه عن مدح غير الملوك
فالتنافي بين الكلامين ظاهر. ثم إذا كان ترك مدح الوزير المهلبي ذهابا
بنفسه عن مدح غير الملوك فما باله لم يمدح معز الدولة وهو ملك على أن
تعليل عدم مدحه للمهلبي بأنه كان يذهب بنفسه عن مدح غير الملوك ليس

(١) الخيزلي مشية للنساء والهيذبي مشية للخيل أي كل امرأة فدى كل فرس. المؤلف
(١) بضم الكاف اسم مكان.
(٢) مكان قرب الكوفة.
(٣) التوى الهلاك. المؤلف.
(٥٣١)

بصحيح فقد مدح ابن العميد وهو ليس بملك بل وزير وإذا كان المتنبي لا
يريد مدح معز الدولة ولا المهلبي فما الذي جاء به إلى بغداد وهو لا يجئ
إلى بلد إلا لمدح واستفادة مال فمن الذي كان يريد مدحه في بغداد غير
هذين فظاهر الحال يدل على أنه ما قصد بغداد إلا لمدح أحد هذين وكلام
الحاتمي يدل على أنه كان قصده مدح المهلبي ولعله لما عرف عنه من الجود
دون معز الدولة وإذا كان الأمر كذلك فما الذي صرفه عن مدح المهلبي
وأفسد الحال بينه وبينه حتى احتاج إلى أن يخرج من بغداد شبه الهارب كما
ستعرف لا يظهر سبب ذلك واضحا من كلام المؤرخين وتعليل غيظ المهلبي
منه بعدم مدحه له لا يكاد يصح لما عرفت فلا بد أن يكون هناك سبب آخر
أوجب فساد الحال بينه وبينه، وتدل قصة الحاتمي الآتية على أن معز الدولة
ووزيره كانا ناقمين على المتنبي محبين للوقيعة فيه، ويدل على ذلك أيضا ما
سيأتي من أنه اتخذ الليل جملا، وخرج من بغداد مراغما للمهلبي، فذلك
يدل على أن خروجه من بغداد كان شبيها بالهرب أما الخليفة العباسي فلم
يكن له من الشأن في تلك الأيام ما يحمل المتنبي على مدحه.
قصة الحاتمي مع المتنبي
والحاتمي: هو أبو علي محمد بن الحسن بن المظفر الكاتب اللغوي
البغدادي والحاتمي نسبة إلى أحد أجداده، كان أديبا لغويا اخباريا فاضلا
من حذاق أهل اللغة والأدب، شديد العارضة، حسن التصرف في
الشعر، موف على كثير من شعراء عصره، له عدة تصانيف منها الموضحة
يصف فيها ما جرى بينه وبين المتنبي ويظهر سرقاته وعيوب شعره، ومنها
الحاتمية في مدح المتنبي عملها بعد ما وفد على المتنبي ورأى فصاحته وحسن
براعته.
قال الحاتمي: لما ورد أحمد بن الحسين المتنبي مدينة السلام منصرفا
من مصر ومتعرضا للوزير المهلبي بالتخييم عليه والمقام لديه، التحف رداء
الكبر، وأذال ذيول التيه، وصعر خده، ونأى بجانبه، وكان لا يلقى
أحدا إلا ويزدريه، يخيل إليه أن العلم مقصور عليه، والشعر بحر لم
يغترف نمير مائه غيره، وروض لم يجن نواره سواه، فعبر على ذلك مديدة
أجررته رسن الجهل فيها فظل يمرح في تيهه، حتى تخيل أنه السابق الذي لا
يجارى وثقلت وطأته على أهل الأدب، فطأطأ كل منهم رأسه وخفض
جناحه وطامن على التسليم له جأشه، وتخيل الوزير المهلبي أن أحدا لا
يقدر على مساجلته ومجاراته ولا يقوم بشئ من مطاعنه، وللرؤساء مذاهب
في تعظيم من يعظمونه، وساء معز الدولة أحمد بن بويه أن يرد عن حضرة
عدوه سيف الدولة رجل فلا يكون في مملكته أحد يماثله في صناعته، ولم
يكن هناك مزية يتميز بها أبو الطيب من الهجين الجذع من أبناء الأدب،
فضلا عن العتيق القارح إلا الشعر، فنهدت له متتبعا عواره ومتعقبا آثاره
ومقلما أظفاره ومطفئا ناره ومهتكا استاره ومذيعا أسراره وناشرا مطاويه وممزقا
جلباب مساويه، متحينا أن تجمعنا دار يشار إلى ربها فاجري أنا وهو في
مضمار يعرف فيه السابق من المسبوق، فلما لم يتفق ذلك قصدت موضعه
وتحتي بغلة سفواء وبين يدي عدة من الغلمان، فألفيت هناك فتية تأخذ عنه
شيئا من شعره، فحين أوذن بحضوري واستؤذن عليه لدخولي نهض عن
مجلسه مسرعا إلى بيت بازائه وأعجلته نازلا عن البغلة وهو يراني لانتهائي بها
إلى حيث أخذها طرفه ودخلت فأعظمت الجماعة قدري واجلسوني في
مجلسه، وإذا تحته عباءة بالية قد أكلها الدهر فهي رسوم خالية فلما جلست
أقبل وعليه سبعة أقبية كل منها بلون في أشد ما يكون من الحسن يحفها
فضل اللباس والوقت أحر أيام الصيف فنهضت فوفيته حق السلام غير
مشاح له في القيام مع علمي أنه لم يدخل المخدع إلا لئلا ينهض عند موافاتي
وحين لقيته تمثلت بقول الشاعر:
وفي الممشى إليك علي عار * ولكن الهوى منع القرارا
فتمثل بقول الآخر:
يشقى رجال ويشقى آخرون بهم * ويسعد الله أقواما بأقوام
وليس رزق الفتى من فضل حياته * لكن جدود وأرزاق باقسام
كالصيد يحرمه الرامي المجيد وقد * يرمي فيحرزه من ليس بالرامي
فجلست وجلس وأعرض عني ساعة لا يعيرني فيها طرفه ولا يسألني
عما قصدت له، فكدت أتميز غيظا ولمت نفسي على قصده واستخففت رأيي
في زيارة مثله وهو مقبل على جماعة يقرؤون عليه أشياء من شعره، وكل
منهم يوقظه ويغمزه ويومي إليه بما يجب عليه ان يفعله ويعرفه من مكاني
وهو يأبي الا ازورارا ونفارا، ثم ثنى بصره إلي فوالله ما زادني على أن قال:
أيش خبرك فقلت خير لولا ما جنيت على نفسي من قصدك وكلفت قدمي
في المصير إلى مثلك، ثم تحدرت عليه تحدر السيل إلى القرار، وقلت له:
ابن لي عافاك الله مم تيهك وخيلاؤك وعجبك وما الذي يوجب ما أنت
عليه من التجبر والتنمر هل لك نسب في الأبطح تبحبحت به بحبوحة
الشرف وتوسطت به واسطة السلف، أو علم أصبحت به علما يومى إليه
وتقف الهمم عليه أو سلطان تسلطت بعزه هل أنت الا وتد بقاع يا لله!
استنت الفصال حتى القرعى واني اسمع جعجعة ولا ارى طحنا وانك لو
قدرت نفسك بقدرها لما عدوت أن تكون شاعرا مكتسبا. فامتقع لونه
وغص بريقه وجحظت عيناه وسقط في يده، وجعل يلين في الاعتذار،
فقلت يا هذا! ان جاءك شريف في نسبه تجاهلت نسبه أو عظيم في أدبه
صغرت أدبه أو متقدم عند سلطانه خفضت منزلته، فهل المجد تراث لك
دون غيرك، كلا والله! لكنك مددت الكبر سترا على نقصك، وضربته
رواقا دون جهلك. فعاود الاعتذار واخذت الجماعة في الرغبة إلي في
مياسرته، وقبول عذره، وانا على شاكلة واحدة في تقريعه وتوبيخه، وهو
يؤكد الأقسام انه لم يعرفني، فأقول: يا هذا أ لم استأذن عليك باسمي
ونسبي أ ما في هذه الجماعة من يعرفك بي لو كنت جهلتني، وهب أن ذلك
كذلك أ لم ترني ممتطيا بغلة رائعة وبين يدي غلمان عدة، أ ما شاهدت
لباسي أ ما شممت نشري أ ما راعك من أمري ما أتميز به عن غيري وهو في
أثناء ما أكلمه يقول: خفض عليك ارفق اكفف من غربك أردد من
سورتك استان فان الأناة من شيم مثلك، فلان شماسي بعض الليان
وأعرضت عنه ساعة، ثم قلت له: أشياء تختلج في صدري من شعرك
أحب ان أراجعك فيها، قال وما هي؟ قلت اخبرني عن قولك:
إذا كان بعض الناس سيفا لدولة * ففي الناس بوقات لها وطبول
أ هكذا يمدح الملوك وعن قولك:
ولا من في جنازتها تجار * يكون وداعها نفض النعال
أ هكذا ترثي أم ملك أما والله لو قلت هذا البيت في أدنى عبيدها
لكان قبيحا وأخبرني عن قولك:
خف الله واستر ذا الجمال ببرقع * فان لحت حاضت في الخدور العواتق
(٥٣٢)

أ هكذا تنسب بالمحبوبين وعن قولك في هجاء ابن كيغلغ:
وإذ أشار محدثا فكأنه * قرد يقهقه أو عجوز تلطم
أ ما في أفانين الهجاء التي أبدعها الشعراء مندوحة عن هذا الكلام
الرذل الذي يمجه كل سمع ويعافه كل طبع وعن قولك:
وضاقت الأرض حتى ظل هاربهم * إذ رأى غير شئ ظنه رجلا
أ فتعلم مرئيا يتناول النظر لا يقع عليه اسم شئ وما أراك نظرت الا
إلى قول جرير:
ما زلت تحسب كل شئ بعدهم * خيلا تكر عليهم ورجالا
فأحلت المعنى عن جهته وعبرت عنه بغير عبارته وعن قولك:
أ ليس عجيبا ان وصفك معجز * وان ظنوني في معاليك نظلع
فاستعرت الظلع لظنونك وهي استعارة قبيحة وتعجبت من غير
متعجب لان من أعجز وصفه لم يستنكر قصور الظنون وتحيرها في معانيه
وانما أخذته من قول أبي تمام:
ترقت مناه طود عز لو ارتقت * به الريح فترا لانثنت وهي ظالع
وعن قولك تمدح كافورا:
فان نلت ما أملت منك فربما * شربت بماء يعجز الطير ورده
أ مدح هو أو ذم قال مدح قلت انك جعلته بخيلا لا يوصلك إلى خيره
من جهته وشبهت نفسك في وصولك إلى ما وصلت إليه منه بشربك من ماء
يعجز الطير ورده وأخبرني عن قولك في وصف كلب وظبي:
فصار ما في جلده في المرجل * فلم يضرنا معه فقد الأجدل
فأي شئ أعجبك من هذا الوصف عذوبة لفظه أم لطف معناه أ ما
قرأت رجز ابن هانئ وطرد ابن المعتز أ ما كان هناك من المعاني التي ابتدعها
هذان الشاعران وغرر الألفاظ ما تتشاغل به عن بنيات صدرك فاقبل علي
وقال أين أنت من قولي:
كان الهام في الهيجا عيون * وقد طبعت سيوفك من رقاد
وقد صغت الأسنة من هموم * فما يخطرن الا في فؤاد
وقولي في صفة جيش:
في فيلق من حديد لو رميت به * صرف الزمان لما دارت دوائره
وقولي:
لو تعقل الشجر التي قابلتها * مدت محيية إليك الأعضاء
وقولي:
أ ينفع في الخيمة العدل * وتشمل من دهره يشمل
وما اعتمد الله تقويضها * ولكن أشار بما تفعل
وفيها أصف كتيبة:
وملمومة زرد ثوبها * ولكنه بالقنا مخمل
وقولي:
الناس ما لم يروك أشباه * والدهر لفظ وأنت معناه
والجود عين وأنت ناظرها * وللباس باع وفيك يمناه
وقولي ذكره الخفاجي في الريحانة ولم يذكره ياقوت في المعجم:
ما كنت آمل قبل يومك ان ارى رضوى على أيدي الرجال تسير
أ ما يكفيك احساني في هذه عن إساءتي في تلك فقلت ما اعرف لك
احسانا فيما ذكرت وانما أنت سارق متبع وآخذ مقصر اما قولك كان الهام
الخ فمأخوذ من قول منصور النميري:
وكان موقفه بجمجمة الفتى * خدر المنية أو نعاس الهاجع
واما قولك في فيلق فنقلته نقلا لم تحسن فيه من قول الناجم:
ولي في حامد أمد بعيد * ومدح قد مدحت به طريف
مديح لو مدحت به الليالي * لما دارت علي لها صروف
والناجم اخذه من قول أرسطو في آخر مقالته: قد تكلمت بكلام لو
مدحت به الدهر لما دارت علي صروفه واما قولك لو تعقل الشجر الخ
فهذا معنى قد تداولته الشعراء قال الفرزدق:
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
وقال أبو تمام:
لو سعت بقعة لاعظام أخرى * لسعى نحوها المكان الجديب
وقال البحتري:
لو أن مشتاقا تكلف فوق ما * في وسعه لسعى إليك المنبر
واما قولك وما اعتمد الله الخ فنظرت فيه إلى قول رجل في بعض
امراء الموصل وكان قد عزم على السير فاندق لواؤه:
ما كان مندق اللواء لريبه * تخشى ولا أمر يكون مزيلا
لكن لان العود ضعف متنه * صغر الولاية فاستقل الموصلا
واما قولك وملمومة الخ فمن قول أبي نواس:
امام خميس أرجوان كأنه * قميص محوك من قنا وجياد
واما قولك: الناس ما لم يروك أشباه فمن قول علي بن نصر بن
بسام في رثاء عبيد الله بن سليمان:
قد استوى الناس ومات الكمال * وصاح صرف الدهر أين الرجال
هذا أبو القاسم في نعشه * قوموا انظروا كيف تزول الجبال
فقوله قد استوى الناس هو قولك: الناس ما لم يروك أشباه.
كذا في معجم الأدباء وفي الريحانة: واما قولك ما كنت آمل
البيت فمأخوذ من قول ابن المعتز:
قد ذهب الناس ومات الكمال * وصاح صرف الدهر أين الرجال
هذا أبو العباس في نعشه * قوموا انظروا كيف تزول الجبال
فقال بعض من حضر: ما أحسن قوله قوموا انظروا الخ فقال
المتنبي اسكت ما فيه حسن انما اخذه من قول النابغة الذبياني:
يقولون حصن ثم تأبى نفوسهم * فكيف بحصن والجبال جنوح
فقلت ان اخذه فقد أحسن الاخذ وأخفاه فقال الرجل أجل فقال
المتنبي لابنه يا محسد خذ بيده وأخرجه فرفقت به إلى أن تركه، قلت واما
قولك: الدهر لفظ وأنت معناه فمنقول من قول الأخطل في عبد الملك بن
مروان:
وان أمير المؤمنين وفعله لكالدهر لا عار بما فعل الدهر
(٥٣٣)

وأخذه الأخطل من قول النابغة وهو أول من ابتكره:
وعيرتني بنو ذبيان خشيته * وما علي بان أخشاك من عار
واخذه أبو تمام فاحسن بقوله:
خشعوا كصولتك التي هي منهم * كالموت يأتي ليس فيه عار
فقال ومن أبو تمام قلت الذي سرقت شعره فأفسدته بقولك:
ذي المعالي فليعلون من تعالى * هكذا هكذا والا فلا لا
شرف ينطح النجوم بروقية * وفخر يقلقل الأجبالا
فأخذت البيت الأول من قول بكر بن النطاح:
يتلقى الندى بوجه حيي * وصدور القنا بوجه وقاح
هكذا هكذا تكون المعالي * طرق المجد غير طرق المزاح
واخذت البيت الثاني فأفسدته من قول أبي تمام:
همة تنطح الثريا وجد * آلف للحضيض فهو حضيض
فأفسدته بجعلك للشرف قرنا لان الروق القرن فقال إنها استعارة
قلت لكنها خبيثة فقال أقسم بالله ما قرأت شعرا قط لأبي تمامكم هذا فقلت
هذه سوءة لو سترتها كان أولي قال السوءة قراءة شعر مثله أ ليس هو القائل:
خشنت عليه أخت بني خشين * وانجح فيك قول العاذلين
والقائل:
لعمري لقد حررت يوم لقيته * لو أن القضاء وحده لم يبرد
والقائل:
تكاد عطاياه يجن جنونها * إذا لم يعوذها بنغمة طالب
والقائل:
تسعون ألفا من الأتراك قد نضجت * جلودهم قبل نضج التين والعنب
والقائل: ولى ولم يظلم وهل ظلم امرؤ * حث النجاء وخلفه التنين
والقائل: فضربت الشتاء في اخدعيه * ضربة غادرته عودا ركوبا
والقائل:
كانوا رداء زمانهم فتصدعوا * فكانما لبس الزمان الصوفا
وقوله:
أقول لقرحان من البين لم يصب * رسيس الهوى بين الحشا والترائب
ما قرحان البين أخرس الله لسانه فقلت من الدليل على قراءتك شعره
تتبعك مساويه وهل يصم أبا تمام ما عددته من سقطاته وهو القائل في
النونية:
نوالك رد حسادي فلولا * وأصلح بين أيامي وبيني
فهلا اغتفرت الأول لهذا البيت الذي لا يستطاع الاتيان بمثله واما
قوله تسعين ألفا البيت فله خبر لو استقريت صحفه لأقصرت عن تناوله
بالطعن فيه ثم قصصت الخبر وقلت في هذه القصيدة ما لا يستطيع أحد من
متقدمي الشعراء وأمراء الكلام الاتيان بمثله قال وما هو قلت لو قال قائل ان
أحدا لم يبتدئ بأوجه ولا أحسن ولا أخصر من قوله:
السيف أصدق أنباء من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعب
لما عنف في ذلك وفيها يقول:
رمى بك الله برجيها فهدمها * ولو رمى بك غير الله لم يصب
وفيها يقول:
لما رأى الحرب رأي العين توفلس * والحرب مشتقة المعنى من الحرب
وفيها يقول:
فتح تفتح أبواب السماء له * وتبرز الأرض في ابرادها القشب
وفيها يقول:
بكر فما افترعتها كف حادثة * ولا ترقت إليها همة النوب
وفيها يقول:
غادرت فيها بهيم الليل وهو ضحى * يشله وسطها صبح من اللهب
حتى كان جلابيب الدجى رغبت * عن لونها وكان الشمس لم تغب
وفيها يقول:
أجبته معلنا بالسيف منصلتا * ولو دعاك بغير السيف لم يجب
واما قوله: أقول لقرحان من البين فإنه يريد رجلا لم يقطعه احبابه
ولم يبينوا عنه قبل ذلك وإذا كانت حاله كذلك كان موقع البين أشد عليه
وافت في عضده والأصل في هذا ان القرحان الذي لم يجدر قط قال جرير:
وكنت من زفرات البين قرحانا وفي هذه القصيدة من المعاني الرائعة
والتشبيهات والاستعارات البارعة ما يغتفر معه هذا البيت وأمثاله على انا ابنا
عن صحة معناه ومن محاسن شعره قوله:
إذا العيس لاقت بي أبا دلف فقد * تقطع ما بيني وبين النوائب
يرى أقبح الأشياء أوبة آمل * كسته يد المأمول حلة خائب
وأحسن من نور يفتحه الندى * بياض العطايا في سواد المطالب
ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت * حياضك منه في العصور الذواهب
ولكنه فيض العقول إذا انجلت * سحائب جود أعقبت بسحائب
فبهره مما اوردته ما قصر عنان عبارته فما زاد على أن قال أكثرت علي
من ذكر أبي تمام لا قدس الله روحه فقلت لا قدس الله روح السارق منه
والواقع فيه ولكن ما الفرق في كلام العرب بين التقديس والقداس
والقداس والقادس فقال وايش غرضك قلت المذاكرة فقال بل المهاترة
ثم قال التقديس التطهير وكل هذه الألفاظ تؤول إليه فقلت له ما أحسبك
أنعمت النظر في اللغة ولو عرفتها ما جمعت بين هذه المعاني مع تباينها
فالقداس بتشديد الدال حجر يلقى في البئر ليعلم كثرة مائها من قلته حكى
ذلك ابن الأعرابي والقداس الجمان حكى ذلك الخليل واستشهد بقوله:
كنظم قداس سلكه متقطع والقادس السفينة قال الشاعر يصف ناقة:
وتهفو بهاد لها متلع * كما اقتحم القادس الأردمونا
الهادي العنق والمتلع من أتلع إذا مد عنقه متطاولا
والقادس السفينة والأردمون جمع اردم وهو الملاح الحاذق فلما علوته
بالكلام قال يا هذا انا نسلم لك أمر اللغة فقلت كيف تسلمها وأنت ابن
بجدتها وأبو عذرتها فشرعت الجماعة الحاضرة في اعفائه وقبول عذره وكنت
قد بلغت شفاء نفسي وعلمت ان الزيادة عن الحد الذي انتهيت إليه ضرب
(٥٣٤)

من البغي فقمت وقام مشيعا لي إلى الباب فأقسمت عليه حتى رجع وانتهى
الخبر إلى الوزير المهلبي فاتتني رسله ليلا فاتيته وأخبرته بالقصة فكان من
سروره وابتهاجه بما جرى ما بعثه على مباكرة معز الدولة فقال له أ علمت ما
كان من فلان والمتنبي فقال نعم قد شفى منه صدورنا.
وفي اليتيمة عن أبي بكر الخوارزمي وفي الصبح المنبي وربما زاد
أحدهما عن الاخر: انه لما قدم أبو الطيب بغداد وترفع عن مدح الوزير
المهلبي ذهابا بنفسه عن مدح غير الملوك شق ذلك على المهلبي فاغرى به
شعراء بغداد حق نالوا من عرضه وتباروا في هجائه، وفيهم ابن الحجاج
وابن سكرة الهاشمي والحاتمي فلم يجبهم ولم يفكر فيهم، وقيل له في ذلك
فقال: اني فرغت من اجابتهم بقولي لمن هو ارفع طبقة في الشعر:
ارى المتشاعرين غروا بذمي * ومن ذا يحمل الداء العضللا
ومن يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا
وقولي:
أ في كل يوم تحت ضبني شويعر * ضعيف يقاويني قصير يطاول
لساني ينطق صامت عنه عادل * وقلبي بصمتي ضاحك منه هازل
واتعب من ناداك لا تجيبه * وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
وما التيه طبي فيهم غير انني * بغيض إلي الجاهل المتعاقل
وقولي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي باني كامل
قال: وبلغ أبا الحسين بن لنكك بالبصرة ما جرى على المتنبي من
وقيعة شعراء بغداد فيه واستحقارهم له كقولهم فيه:
اي فضل لشاعر يطلب الفضل * من الناس بكرة وعشيا
عاش حينا يبيع بالكوفة الماء * وحينا يبيع ماء المحيا
وكان ابن لنكك حاسدا له طاعنا عليه هاجيا إياه زاعما ان أباه كان
سقاء بالكوفة فشمت به وقال:
قولا لأهل زمان لا خلاق لهم * ضلوا عن الرشد من جهل بهم وعموا
أعطيتم المتنبي فوق منيته * فزوجوه برغم أمهاتكم
لكن بغداد جاد الغيث ساكنها * نعالهم في قفا السقاء تزدحم
قال ومن قوله فيه:
متنبيكم ابن سقاء كوفان * ويوحى من الكنيف إليه
كان من فيه يسلح الشعر حتى * سلحت فقحة الزمان عليه
ومن قوله فيه أيضا:
ما أوقح المتنبي * فيما حكى وادعاه
أبيح مالا عظيما * حتى أباح قفاه
يا سائلي عن غناه * من ذاك كان غناه
إن كان ذاك نبيا * فالجاثليق اله
ومما هجي به المتنبي قول ابن الحجاج:
يا ديمة الصفع صبي * على قفا المتنبي
ويا قفاه تقدم * حتى تصير بجنبي
ان كنت أنت نبيا * فالقرد لا شك ربي
خروج أبي الطيب من بغداد
قال في اليتيمة والصبح وبين كلاميهما تفاوت: ثم إن أبا الطيب اتخذ
الليل جملا وفارق بغداد متوجها إلى حضرة أبي الفضل ابن العميد مراغما
للمهلبي الوزير فورد أرجان واحمد مورده.
إباء المتنبي عن مدح الصاحب
فيحكى ان الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد طمع في زيارة
المتنبي إياه بأصبهان واجرائه مجرى مقصوديه من رؤساء الزمان وهو إذ ذاك
شاب وحاله حويلة والبحر دجيلة ولم يكن استوزر بعد، فكتب إليه يلاطفه
في استدعائه ويضمن له مشاطرته جميع ماله فلم يقم له المتنبي وزنا ولم يجبه
عن كتابه ولا إلى مراده وقصد حضرة عضد الدولة بشيراز، هكذا في
اليتيمة، وهو يدل على أن الصاحب كاتبه إلى أرجان فلم يعرج عليه وسافر
من أرجان إلى شيراز، وقيل إن المتنبي قال لأصحابه ان غليما معطاء بالري
يريد ان أزوره وامدحه ولا سبيل إلى ذلك، فاتخذه الصاحب غرضا يرشقه
بسهام الوقيعة ويتتبع عليه سقطاته في شعره وهفواته وينعى عليه سيئاته وهو
اعرف الناس بحسناته واحفظهم لها وأكثرهم استعمالا إياها وتمثلا بها في
محاضراته ومكاتباته وكان مثله معه كما قال الشاعر:
يقال لما وقع البزاز في * الثوب علمنا أنه من حاجته
قال المؤلف عمل الصاحب رسالة صغيرة في انتقاداته على المتنبي
وهي مطبوعة، وأورد محصلها الثعالبي في اليتيمة وذكر جملة من الانتقادات
الحاتمي في مناظرته المتقدمة مع المتنبي، وإذا فرضنا ان الذي دعا الصاحب
إلى عمل هذه الرسالة هو استياؤه من المتنبي حيث تعاظم عن مدحه فانا
نجده لم يتحامل عليه بالباطل في شئ منها ولم يظلمه بحرف واحد جاء فيها
ولم يعبه الا بما هو عيب لا يمكن للمتنبي ولا لغيره ان يعتذر منه وانصفه فيما
وصفه وهذه مفخرة للصاحب في كفه نفسه عند الغضب والحنق عن تجاوز
الحد والتحامل، كما يجري لأكثر الناس في مثل هذه الحال. قال الصاحب
في صدر تلك الرسالة: كنت ذاكرت بعض من يتوسم بالأدب الاشعار
وقائليها والمجودين فيها، فسألني عن المتنبي فقلت: انه بعيد المرمى في
شعره كثير الإصابة في نظمه، الا انه ربما يأتي بالفقرة الغراء مشفوعة
بالكلمة العوراء، فرأيته قد هاج وانزعج وحمي وتأجج وادعى ان شعره
مستمر النظام متناسب الأقسام، ولم يرض حتى تحداني فقال: إن كان
الأمر كما زعمت فأثبت في ورقة ما تنكره وقيد بالخطة ما تذكره لتتصفحه
العيون وتسبكه العقول ففعلت وان لم يكن تطلب العثرات من شيمتي ولا
تتبع الزلات من طريقتي وقد قيل: اي عالم لا يهفو وأي صارم لا ينبو وأي
جواد لا يكبو، وانما فعلت ما فعلت لئلا يقدر هذا المعترض اني ممن يروي
قبل ان يروى ويخبر قبل ان يخبر فاستمع وأنصت واعدل وأنصف، فما
أوردت فيه الا قليلا ولا ذكرت من عظيم عيوبه الا يسيرا، وقد بلينا بزمن
زمن يكاد المنسم فيه يعلو الغارب، ومنينا باعيار أغمار اغتروا بمادح الجهال
لا يضرعون لمن حلب الأدب أفاويقه والعلم أشطره، لا سيما على الشعر فهو
فويق الثريا وهم دون الثرى، وقد يوهمون انهم يعرفون، فإذا حكموا
رأيت بهائم مرسنة وأنعاما مجفلة.
وصول المتنبي إلى ابن العميد بأرجان
يظهر من ديوان المتنبي ان ابن العميد راسل المتنبي من أرجان إلى
(٥٣٥)

بغداد يستزيره فسار إليه وان عضد الدولة كتب إليه من شيراز إلى أرجان
يستزيره فسار إليه، ولكن الذي يظهر من الصبح المنبي ان المتنبي قصد من
بغداد إلى عضد الدولة ببلاد فارس، قال كان أبو الفضل محمد بن
الحسين بن العميد يسمع باخبار أبي الطيب وترفعه عن مدح الوزراء،
فسمع انه خرج من مدينة السلام متوجها إلى بلاد فارس وكان يخاف ان لا
يمدحه ويعامله معاملة المهلبي فيتكره من ذكره ويعرض عن سماع شعره،
قال الربعي قال لي بعض أصحاب ابن العميد دخلت عليه يوما قبل ورود
المتنبي، فوجدته واجما وكانت قد ماتت أخته عن قريب، فظننته واجما
لأجلها، فقلت لا يحزن الله الوزير فما الخبر، قال إنه ليغظني أمر هذا
المتنبي واجتهادي في أن اخمد ذكره، وقد ورد علي نيف وستون كتابا في
التعزية ما منها الا وقد صدر بقوله:
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر * فزعت فيه بامالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقة املا * شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
فكيف السبيل إلى اخماد ذكره، فقلت القدر لا يغالب والرجل ذو
حظ من إشاعة الذكر واشتهار الاسم، فالأولى ان لا تشغل نفسك بهذا
الأمر اه. وفي صفر سنة ٣٥٤ ورد أبو الطيب على أبي الفضل بن
العميد وهو بأرجان وهي على ستين فرسخا من شيراز فيكون مقامه
بالعراق نحو ثلاث سنين وعشرة أشهر منها في الكوفة نحو ثلاث سنين
وثمانية أشهر وفي بغداد نحو شهرين، لأنه ورد الكوفة في ربيع الثاني سنة
٣٥١ كما مر وكان فيها في ذي الحجة سنة ٣٥٣ لان كتاب سيف الدولة
جاءه إليها بهذا التاريخ وورد بغداد سنة ٣٥٤، وفي تلك السنة في صفر
خرج منها إلى أرجان فحسن موقعه من ابن العميد ومدحه بقصيدة أولها:
باد هواك صبرت أم لم تصبرا * وباك ان لم يجر دمعك أو جرى
كم غر صبرك وابتسامك صاحبا * لما رآه وفي الحشا ما لا يرى
يقول فيها:
أرجان (١) أيتها الجياد فإنه * عزمي الذي يذر الوشيج مكسرا
أمي أبا الفضل المبر أليتي * لا يممن أجل بحر جوهرا
صغت السوار لأي كف بشرت * بابن العميد وأي عبد كبرا
بأبي وأمي ناطق في لفظه * ثمن تباع به القلوب وتشترى
من لا تريه الحرب خلقا مقبلا * فيها ولا خلق يراه مدبرا
يا من إذا ورد البلاد كتابه * قبل الجيوش ثنى الجيوش تحيرا
قطف الرجال القول وقت نباته * وقطفت أنت القول لما نورا
وإذا سكت فان أبلغ خاطب * قلم لك اتخذ الأنامل منبرا
ورسائل قطع العداة سحاءها * فرأوا قنا واسنة وسنورا
فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا * ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا
يقول فيها وهو يريد سيف الدولة:
من مبلغ الاعراب اني بعدها * جالست رسطاليس والإسكندرا
ومللت نحر عشارها فأضافني * من ينحر البدر النضار لمن قرى
وسمعت بطليموس دارس كتبه * متكلما متبديا متحضرا
ولقيت كل الفاضلين كأنما * رد الاله نفوسهم والأعصرا
يا ليت باكية شجاني دمعها * نظرت إليك كما نظرت فتعذرا
وترى الفضيلة لا ترد فضيلة * الشمس تشرق والسحاب كنهورا
قال أبو عبد الله كان ابن العميد كثير الانتقاد على أبي الطيب فإنه لما
أنشده قوله في هذه القصيدة: كم غر صبرك وابتسامك صاحبا الخ قال يا
أبا الطيب تقول باد هواك ثم تقول بعده كم غر صبرك ما أسرع ما نقضت
ما ابتدأت به، فقال تلك حال وهذه حال. وتنازع ندماء ابن العميد في
البيت الأخير، فقال أثبتوه حتى أتأمله فأثبت البيت ووضع بين يديه مليا
يفكر فيه، ثم قال هذا يعطلنا عن المهم وما كان الرجل يدري ما يقول.
وتفسيره وترى هذه الباكية الفضيلة لا تمنع من فضيلة أخرى فترى الشمس
مشرقة والسحاب متراكما. وقال أبو الطيب يذكر انتقاد ابن العميد لهذه
القصيدة من قصيدة يهنؤه فيها بالنيروز:
جاء نيروزنا وأنت مراده * وورت بالذي أراد زناده
عند من لا يقاس كسرى أبو * ساسان ملكا به ولا أولاده
عربي لسانه فلسفي * رأيه فارسية أعياده
هل لعذري عند الهمام أبي الفضل * قبول سواد عيني مداده
ما كفاني تقصير ما قلت فيه * عن علاه حتى ثناه انتقاده
ما تعودت ان ارى كابي الفضل * وهذا الذي اتاه اعتياده
غمرتني فوائد شاء فيها * ان يكون الكلام مما أفاده
ونسخة القصيدتان وأنفذتا من أرجان إلى أبي الفتح بن أبي الفضل بن
العميد بالري فعاد الجواب يذكر شوقه إلى أبي الطيب وسروره به وأنفذ أبياتا
نظمها طعن فيها على المعترضين لقول الشعر فقال أبو الطيب والكتاب بيده
أبياتا ارتجلها أولها:
بكتب الأنام كتاب ورد * فدت يد كاتبه كل يد
يعبر عما له عندنا * ويذكر من شوقه ما نجد
مسير المتنبي من أرجان إلى عضد الدولة بشيراز
وورد عليه كتاب عضد الدولة يستزيره إلى شيراز فقال عند مسيره
مودعا ابن العميد بقصيدة أولها:
نسيت وما انسى عتابا على الصد * ولا خفرا زادت به حمرة الخد
وسار قاصدا أبا شجاع عضد الدولة فناخسرو بن بويه بشيراز فلما
ورد عليه قال يمدحه من قصيدته:
أوه بديل من قولتي واها * لمن نأت وللبديل ذكراها
كل جريح ترجى سلامته * الا فؤادا رمته عيناها
تبل خدي كلما ابتسمت * من مطر برقه ثناياها
في بلد تضرب الحجال به * على حسان ولسن اشباها
كل مهاة كان مقتلها * تقول إياكم وإياها
فيهن من تقطر السيوف دما * إذا لسان المحب سماها
يقول فيها:
وقد رأيت الملوك قاطبة * وسرت حتى رأيت مولاها
قال ابن جني لما سمع سيف الدولة هذا البيت قال ترى هل نحن في
الجملة:
أبا شجاع بفارس عضد الدولة * فناخسرو شهنشاها

(١) هي بتشديد الراء ولكنه خففها للضرورة في هذا البيت وفي بيت آخر. المؤلف
(٥٣٦)

أساميا لم تزده معرفة * وانما لذة ذكرناها
في الصبح المنبي: نقل بعض أئمة الأدب ان رجلا من مدينة السلام
كان يكره أبا الطيب فحلف ان لا يسكن بلدا يذكر فيها أبو الطيب وينشد
شعره فهاجر من بغداد وكان كلما وصل بلدا سمع بها ذكره يرحل عنها حتى
وصل إلى اقصى بلاد الترك فسألهم عن أبي الطيب فلم يعرفوه فلما كان يوم
الجمعة سمع الخطيب ينشد بعد ذكر أسماء الله الحسنى:
أساميا لم تزده معرفة * وانما لذة ذكرناها
فعاد إلى بغداد:
تشرق تيجانه بغرته * إشراق ألفاظه بمعناها
دان له شرقها ومغربها * ونفسه وتستقل دنياها
تجمعت في فؤاده همم * ملء فؤاد الزمان إحداها
وفي الصبح المنبي: حكى عبد العزيز بن يوسف الجرجاني وكان
كاتب الإنشاء عند عضد الدولة عظيم المنزلة منه قال لمال أبو الطيب المتنبي
مجلس عضد الدولة وانصرف عنه اتبعه بعض جلسائه وقال له سله كيف
شاهد مجلسنا وأين الامراء الذين لقيهم منا قال فامتثلت امره وجاريت
المتنبي في هذا الميدان وأطلت معه عنان القول فكان جوابه عن جميع ما
سمع مني ان قال ما خدمت عيناي قلبي كاليوم ولقد اختصر اللفظ وأطال
المعنى وأجاد فيه وكان ذلك منه أوكد الأسباب التي حظي بها عند عضد
الدولة.
ويظهر ان المتنبي كان متحرزا من الجواسيس في جميع حالاته فإنه إن كان
قال هذا في حق عضد الدولة عن اعتقاد فهو لم يقل مثله عن اعتقاد في
حق كافور حينما ارسل إليه من يقول له طال قيامك في مجلس كافور فقال:
يقل له القيام على الرؤوس وبذل المكرمات من النفوس
كما سبق. وكان أبو علي الفارسي إذ ذاك بشيراز وكان ممر المتنبي إلى
دار عضد الدولة على دار أبي علي الفارسي وكان إذا مر به أبو الطيب
يستثقله على قبح زيه وما يأخذ به نفسه من الكبرياء وكان لابن جني هوى
في أبي الطيب وكان كثير الاعجاب بشعره لا يبالي بأحد يذمه أو يحط منه
وكان يسؤوه اطناب أبي علي في ذمه واتفق ان قال أبو علي يوما اذكروا لنا
بيتا من الشعر نبحث فيه فبدأ ابن جني وانشد:
حلت دون المزار فاليوم لو * زرت لحال النحول دون العناق
فاستحسنه أبو علي واستعاده وقال لمن هذا البيت فإنه غريب المعنى
فقال ابن جني للذي يقول:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي * وانثني بياض الصبح يغري بي
فقال والله هذا حسن بديع جدا فلمن هما قال للذي يقوله:
امضى ارادته فسوف له قد * واستقرب الأقصى فثم له هنا
فكثر اعجاب أبي علي واستغرب معناه وقال لمن هذا فقال ابن جني
للذي يقول:
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى * مضر كوضع السيف في موضع الندى
فقال وهذا أحسن والله لقد أطلت يا أبا الفتح فأخبرنا من القائل
فقال هو الذي لا يزال الشيخ يستثقله ويستقبح زيه وفعله وما علينا من
القشور إذا استقام اللب قال أبو علي أظنك تعني المتنبي قلت نعم قال والله
لقد حببته إلي ونهض ودخل على عضد الدولة فأطال في الثناء على أبي
الطيب ولما اجتاز به استنزله واستنشده وكتب عنه أبياتا من الشعر. قال
الربعي كنت يوما عند المتنبي بشيراز فقيل له أبو علي الفارسي بالباب
وكانت تاكدت بينهما المودة قال بادروا إليه فانزلوه فدخل أبو علي وانا جالس
عنده قال يا أبا الحسن خذ هذا الجزء وأعطاني جزءا من كتاب التذكرة وقال
اكتب عن الشيخ البيتين اللذين ذكرتك بهما وهما:
سأطلب حقي بالقنا ومشائخ * كأنهم من طول ما التثموا مرد
ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا * كثير إذا شدوا قليل إذا عدوا
ومن مدائحه في عضد الدولة التي يذكر فيها شعب بوان وهو في
طريقه إلى شيراز وهو أحد جبان الدنيا الأربع غوطة دمشق ونهر الأبلة
بالبصرة وصغد سمرقند وشعب بوان وهو بين أرجان وشيراز:
مغاني الشعب طيبا في المغاني * بمنزلة الربيع من الزمان
ولكن الفتى العربي فيها * غريب الوجه واليد واللسان (١)
ملاعب جنة لو سار فيها * سليمان لسار بترجمان
طبت فرساننا والخيل حتى * خشيت وان كرمن من الحرمان
غدون تنفض الأغصان فيها * على أعرافها مثل الجمان
فسرت وقد حجبن الحر عني * وجئن من الضياء بما كفاني
والقى الشرق منها في ثيابي * دنانيرا تفر من البنان
فلما وصل إلى هذا البيت قال له عضد الدولة والله لأقرنها وفعل:
لها ثمر تشير إليك منه * بأشربة وففن بلا أواني
وأموال تصل به حصاها * صليل الحلي في أيدي الغواني
ولو كانت دمشق ثنى عناني * لبيق الثرد صيني الجفان
منازل لم يزل منها خيال * يشيعني إلى النوبذنجان
إذا غنى الحمام الورق فيها * اجابته أغاني القيان
ومن بالشعب أحوج من حمام * إذا غنى وناح إلى البيان
يقول بشعب بوان حصاني * أعن هذا يسار إلى الطعان
أبوكم آدم سن المعاصي * وعلمكم مفارقة الجنان
فقلت إذا رأيت أبا شجاع * سلوت عن العباد وذا المكان
فان الناس والدنيا طريق * إلى من ما له في الناس ثاني
وقال يمدحه من قصيدة:
إن الذين أقمت وارتحلوا * أيامهم لديارهم دول
الحسن يرحل كلما رحلوا * معهم وينزل حيثما نزلوا
في مقلتي رشاء تديرهما * بدوية فتنت بها الحلل
تشكو المطاعم طول هجرتها * وصدودها ومن الذي تصل
ما أسأرت القعب من لبن * تركته وهو المسك والعسل
قالت أ لا تصحو فقلت لها * أعلمتني أن الهوى ثمل
حتى أتى الدنيا ابن بجدتها * فشكا إليه السهل والجبل
شكوى العليل إلى الكفيل له * أن لا تمر بجسمه العلل
في وجهه من نور خالقه * غرر هي الآيات والرسل

(١) غريب الوجه لا يعرفه أحد. واليد لا يملك شيئا. واللسان لا يعرف لغة أهلها. المؤلف
(٥٣٧)

لا يستحي أحد يقال له * نضلوك آل بويه أو فضلوا
قدروا عفوا وعدوا وفوا سئلوا * أغنوا علوا أعلوا ولوا عدلوا
فوق السماء وفوق ما طلبوا * فإذا أرادوا غاية نزلوا
وتوفيت عمة عضد الدولة ببغداد فورد عليه الكتاب بوفاتها إلى شيراز
فقال المتنبي من قصيدة:
لا بد للانسان من ضجعة * لا تقلب المضجع عن جنبه
ينسى بها ما كان من عجبه * وما أذاق الموت من كربه
نحن بنو الموتى فما بالنا * نعاف ما لا بد من شربه
تبخل أيدينا بأرواحنا * على زمان هي من كسبه
فهذه الأرواح من جوه * وهذه الأجسام من تربه
لو فكر العاشق في منتهى * حسن الذي يسبيه لم يسبه
لم ير قرن الشمس في شرقه * فشكت الأنفس في غربه
يموت راعي الضأن في جهله * ميتة جالينوس في طبه
وربما زاد على عمره * وزاد في الأمن على سربه
وغاية المفرط في سلمه * كغاية المفرط في حربه
فلا قضى حاجته طالب * فؤاده يخفق من رعبه
مفارقته عضد الدولة قاصدا العراق ومقتله
وكان ينبغي أن نذكر خبر مقتله في آخر الترجمة كما هي العادة لكن
ارتباطه بمفارقة عضد الدولة دعا إلى ذكره هنا لتكون اخباره متتالية غير
متقطعة في اليتيمة: لما أنجحت سفرته وربحت تجارته بحضرة عضد الدولة
ووصل إليه من صلاته أكثر من مائتي ألف درهم استأذنه في المسير عنها
ليقضي حوائج في نفسه ثم يعود إليها فاذن له وأمر بان تخلع عليه الخلع
الخاصة ويقاد إليه الحملان الخاص وتعاد صلته بالمال الكثير فامتثل ذلك
وأنشده أبو الطيب الكافية التي هي آخر شعره وفي أضعافها كلام جرى على
لسانه كأنه ينعي فيه نفسه وإن لم يقصد ذلك فمنه قوله:
فلو أني استطعت خفضت طرفي * فلم أبصر به حتى اراكا
وهذه لفظة يتطير منها ومنه:
إذا التوديع أعرض قال قلبي * عليك الصمت لا صاحبت فاكا
وهذا أيضا من ذاك ومنه:
ولولا أن أكثر ما تمنى * معاودة لقلت ولا مناكا
أي لو أن أكثر ما تمنى قلبي أن يعاودك لقلت له ولا بلغت أنت أيضا
مناك. وهذا أيضا من ذاك ومنه:
قد استشفيت من داء بداء * وأفتل ما أعلك ما شفاكا
ومنه:
وكم دون التوبة من حزين * يقول له قدومي ذا بذاكا
ومنه:
ويمنع ثغره من كل صب * ويمنحه البشامة والآراكا
وفي الأحباب مختص بود * وآخر يدعي معه اشتراكا
إذا اشتبكت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى
وهذه أيضا من ذاك ومنه:
وأيا شئت يا طرقي فكوني * أذاة أو نجاة أو هلاكا
جعل قافية البيت الهلاك فهلك وذلك أنه ارتحل عن شيراز بحسن
حال ووفور مال فلما فارق أعمال فارس حسب أن السلامة تستمر به
كاستمرارها في مملكة عضد الدولة ولم يقبل ما أشير به عليه من الاحتياط
باستصحاب الخفراء والمبذرقين فجرى عليه ما جرى وحاصله كما في الصبح
المنبي عن الخالديين أنهما قالا كتبنا إلى أبي نصر محمد الجبلي نسأله عما صدر
لأبي الطيب بعد مفارقته عضد الدولة وكيف قتل وأبو نصر هذا من وجوه
الناس في تلك الناحية وله فضل وأدب جزل وحرمة وجاه فأجابنا يقول:
أن سير أبي الطيب كان من واسط يوم السبت لثلاث عشرة ليلة بقيت من
شهر رمضان سنة ٣٥٤ وقتل بضيعة تقرب من دير العاقول لليلتين بقيتا من
شهر رمضان والذي تولى قتله وقتل ابنه محسد وغلامه مفلح رجل
من بني أسد يقال له فاتك بن أبي جهل بن فراس بن بداد وكان من قوله لما
قتله وهو متعفر قبحا لهذه اللحية يا سباب وهو خال ضبة أخو والدته الذي
هجاه أبو الطيب بقوله:
ما أنصف القوم ضبه * وأمه الطرطبه
وأقذع وأفحش في هجوه والافتراء على أمه، فداخلت فاتكا الحمية لما
سمع ذكر أخته بالقبيح في هذا الشعر، قال أبو نصر: إن فاتكا كان لي
صديقا وكان فاتكا كاسمه، فلما سمع الشعر الذي هجي به ابن أخته ضبة
اشتد غضبه ورجع على ضبة باللوم وقال له: كان يجب أن لا تجعل لشاعر
سبيلا، وأضمر غير ما أظهر، واتصل به انصراف المتنبي من بلاد فارس
وتوجهه إلى العراق وعلم أن اجتيازه بجبل دير العاقول فلم يكن ينزل عن
فرسه ومعه جماعة من بني عمه، وكان فاتك خائفا أن يفوته، فجاءني يوما
وهو يسال قوما مجتازين عن المتنبي، فقلت له أكثرت المسألة عن هذا
الرجل فأي شئ تريد منه؟ قال: ما أريد إلا الجميل، وعذله على هجاء
ضبة، فقلت هذا لا يليق باخلاقك! فتضاحك ثم قال يا أبا نصر والله لئن
اكتحلت عيني به أو جمعتني وإياه بقعة لأسفكن دمه، قلت له كف عافاك
الله اله عن هذا وارجع إلى الله وأزل هذا الرأي من قلبك فان الرجل شهير
الاسم بعيد الصيت ولا يحسن منك قتله على شعر قاله، وقد هجت
الشعراء الملوك في الجاهلية والخلفاء في الاسلام فما سمعنا بشاعر قتل بهجائه
وقد قال الشاعر:
هجوت زهيرا ثم اني مدحته * وما زالت الاشراف تهجى وتمدح
ولم يبلغ جرمه ما يوجب قتله، فقال يفعل الله ما يشاء وانصرف،
ولم يمض لهذا القول غير ثلاثة أيام حتى وافاني المتنبي ومعه بغال موقرة بكل
شئ من الذهب والطيب والتجملات النفيسة والكتب الثمينة والآلات،
لأنه كان إذا سافر لم يخلف في منزله درهما ولا شيئا يساويه، وكان أكثر
إشفاقه على دفاتره، لأنه كان انتخبها وأحكمها قراءة وتصحيحا، قال أبو
نصر: فتلقيته وأنزلته داري وسألته عن أخباره وعمن لقي فعرفني من ذلك
ما سررت له، وأقبل يصف ابن العميد وعمله وكرمه وكرم عضد الدولة
ورغبته في الأدب وميله إلى أهله، فلما أمسينا قلت له يا أبا الطيب على أي
شئ أنت مجمع؟ قال على أن اتخذ الليل مركبا فان السير فيه يخف علي،
فقلت هذا هو الصواب رجاء أن يخفيه الليل ولا يصبح إلا وقد قطع بلدا
بعيدا، وقلت له والرأي أن يكون معك من رجالة هذه البلدة الذين
(٥٣٨)

يعرفون هذه المواضع المخيفة جماعة يمشون بين يديك إلى بغداد، فقطب
وجهه وقال لم قلت هذا القول؟ فقلت لتستانس بهم، فقال أما والجراز في
عنقي فما بي حاجة إلى مؤنس غيره، قلت الأمر إليك والرأي في الذي
أشرت عليك، فقال تلويحك ينبي عن تعريض وتعريضك ينبي عن
تصريح فعرفني الأمر وبين لي الخطب قلت إن هذا الجاهل فاتكا الأسدي
كان عندي منذ ثلاثة أيام وهو غير راض عنك لأنك هجوت ابن أخته
ضبة، وقد تكلم بأشياء توجب الاحتراز والتيقظ ومعه أيضا نحو العشرين
من بني عمه قولهم مثل قوله، فقال غلام أبي الطيب وكان عاقلا: الصواب
ما رآه أبو نصر خذ معك عشرين رجلا يسيرون بين يديك إلى بغداد،
فاغتاظ أبو الطيب من غلامه غيظا شديدا وشتمه شتما قبيحا وقال والله لا
أرضى أن يتحدث عني الناس باني سرت في خفارة أحد غير سيفي. قال
أبو نصر: فقلت يا هذا أنا أوجه قوما من قبلي في حاجة يسيرون بمسيرك
وهم في خفارتك، فقال والله لا فعلت شيئا من هذا، ثم قال يا أبا نصر
بحرء الطير تخوفني ومن عبيد العصا تخاف علي والله لو أن مخصرتي هذه
ملقاة على شاطئ الفرات وبنو أسد معطشون بخمس وقد نظروا إلى الماء
كبطون الحيات ما جسر لهم خف ولا ظلف أن يرده، معاذ الله أن أشغل
بهم فكري لحظة عين، فقلت له قل إن شاء الله تعالى فقال هي كلمة مقولة
لا تدفع مقضيا ولا تستجلب آتيا، ثم ركب فكان آخر العهد به، ولما صح
خبر قتله وجهت من دفنه ودفن ابنه وغلامه، وذهبت دماؤهم هدرا، هذا
هو الصحيح من خبره.
ويقال أنه أراد أن ينهزم فقال له غلامه أين قولك:
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والحرب والضرب والقرطاس والقلم
فقال قتلتني قتلك الله ثم قاتل حتى قتل، وأظن أن هذا الخبر مما
خلقته بعض المخيلات من أجل البيت المذكور فالغلام الذي رأى الموت
محدقا به وبمولاه والذي كان قد أشار بأخذ الخفراء وكان عاقلا ليس له في
تلك الحال ما يدعوه إلى إهلاك نفسه ومولاه والذين جاءوا لقتل المتنبي
كانوا في عدة واستعداد لا يمكنه معها الهرب فهم كانوا على أهبة وتدبير وهو
على غفلة وغرور، وقيل إن الخفراء جاءوه وطلبوا منه خمسين درهما ليسيروا
معه، فمنعه الشح والكير فتقدموه ووقع به ما وقع، ولما قتل رثاه أبو
القاسم مظفر بن علي بن المظفر بن علي الطبسي بقوله:
لا رعى الله سرب هذا الزمان * إذا دهانا بمثل ذاك اللسان
ما رأى الناس ثاني المتنبي * أي ثان يرى لبكر الزمان
كان من نفسه الكبيرة في جيش * وفي الكبرياء ذا سلطان
هو في شعره نبي ولكن * ظهرت معجزاته في المعاني
ورثاه أيضا ثابت بن هارون الرقي النصراني بقصيدة يستثير فيها
عضد الدولة على فاتك الأسدي وهي:
الدهر أخبث والليالي أنكد * من أن تعيش لأهلها يا أحمد
قصدتك لما أن رأتك نفيسها * بخلا بمثلك، والنفائس تقصد
ذقت الكريهة بغتة وفقدتها * وكريه فقدك في الورى لا يفقد
قل لي ان اسطعت الخطاب فإنني * صب الفؤاد إلى خطابك مكمد
أ تركت بعدك شاعرا والله لا * لم يبق بعدك في الزمان مقصد
أما العلوم فإنها يا ربها * تبكي عليك بأدمع لا تجمد
يا أيها الملك المؤيد دعوة * عمن حشاه بالأسى يتوقد
هذي بنو أسد بضيفك أوقعت * وحوت عطاءك إذ حواه الفرقد
وله عليك بقصده يا ذا العلى * حق التحرم والذمام الأوكد
فارع الذمام وكن لضيفك طالبا * ان الذمام على الكريم مؤيد
ورثاه أبو الفتح بن جني بقصيدة أوردها في الصبح وفيها أغلاط لم
نهتد لتصحيحها أولها:
غاض القريض وأودت نضرة الأدب * وصوحت بعد ري دوحة الكتب
ومنها:
سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه * كما تخطفت بالخطية السلب
وقد حلبت لعمري الدهر أشطره * تمطو بهمة لا وإن ولا نصب
من للهواجل يحيي ميت أرسمها * بكل جائلة التصدير والحقب
أم من لسرحانه يقريه فضلته * وقد تضور بين الياس والسغب
أم للمعارك يرمي جمر جاحمها * حتى تقربها عن ساطع اللهب
أم للمحافل إذ تبدو لتعمرها * بالنظم والنثر والأمثال والخطب
أم للمناهل والظلماء عاكفه * مواصل الكرتين الورد والقرب
أم للملوك تحليها وتلبسها * حتى تمايس في أبرادها القشب
باتت وشادي اطرابي يؤرقني * لما غدوت لقى في قبضة النوب
عمرت خدن المساعي غير مضطهد * ومت كالنصل لم يدنس ولم يعب
فاذهب عليك سلام المجد ما قلقت * خوص الركائب بالأكوار والشعب
بعض ما أثر عنه من فصيح الكلام
قال ابن خلكان: لما كان بمصر مرض وكان له صديق يغشاه في علته
فلما أبل انقطع عنه، فكتب إليه:
وصلتني وصلك الله معتلا وقطعتني مبلا فان رأيت أن لا تحبب
العلة إلي ولا تكدر الصحة علي فعلت إن شاء الله تعالى.
شعر المتنبي
لا شك أن شعره في الطبقة العالية، وأنه في وصف الجيوش
والحروب لا يسبقه سابق ولا يلحقه لاحق، وأنه سبق في جميع فنون الشعر
من الغزل والمديح والهجاء والرثاء والوصف والاستعطاف وأبدع وتفنن ما
شاء، وإن الشعر كان طوع لسانه ينظم ما أراد وما أريد منه فيأتي ببدائع
الألفاظ وغرائب، وإن شعره قد حاز شهرة عظيمة بين جميع طبقات أهل
الفضل في حياته فضلا عما بعد وفاته. قال الثعالبي في اليتيمة في تتمة
كلامه السابق: سار ذكره مسير الشمس والقمر وسافر كلامه في البدو
والحضر، وكادت الليالي تنشده والأيام تحفظه، كما قال وأحسن ما شاء:
وما الدهر إلا من رواة قصائدي * إذا قلت شعرا أصبح الدهر منشدا
فسار به من لا يسير مشمرا * وغنى به من لا يغني مغردا
وكما قال:
ولي فيك ما لم يقل قائل * وما لم يسر قمر حيث سارا
وعندي لك الشرد السائرات * لا يختصصن من الأرض دارا
إذا سرن من مقول مرة وثبن الجبال وخضن البحارا
قال وهذا من أحسن ما قيل في وصف الشعر السائر، وأبلغ منه قول
علي بن الجهم:
(٥٣٩)

ولكن احسان الخليفة جعفر * دعاني إلى ما قلت فيه من الشعر
فسار مسير الشمس في كل بلدة * وهب هبوب الريح في البر والبحر
فليس اليوم مجالس الدرس أعمر بشعر المتنبي من مجالس الأنس ولا
أقلام كتاب الرسائل أجرى به من ألسن الخطباء في المحافل ولا لحون
المغنين والقوالين أشغل به من كتب المؤلفين والمصنفين، وقد ألفت الكتب
في تفسيره وحل مشكله وعويصه، وكثرت الدفاتر على ذكر جيده ورديئه،
وتكلم الأفاضل في الوساطة بينه وبين خصومه والافصاح عن ابكار كلامه
وعونه، وتفرقوا فرقا في مدحه والقدح فيه والنضح عنه والتعصب له
وعليه، وذلك أدل دليل على وفور فضله وتقدم قدمه وتفرده عن أهل
زمانه، بملك رقاب القوافي ورق المعاني، فالكامل من عدت سقطاته،
والسعيد من حسبت هفواته: وما زالت الأملاك تهجى وتمدح.
وقال ابن خلكان: أما شعره فهو في النهاية ولا حاجة إلى ذكر شئ
منه لشهرته، لكن الشيخ تاج الدين الكندي كان يروي له بيتين لا يوجدان
في ديوانه وكانت روايته لهما بالاسناد الصحيح المتصل به وهما:
أ بعين مفتقر إليك نظرتني * فأهنتني وقذفتني من حالق
لست الملوم أنا الملوم لأنني * أنزلت آمالي بغير الخالق
قال والناس في شعره على طبقات: فمنهم من يرجحه على أبي تمام
ومن بعده، ومنهم من يرجح أبا تمام عليه، وقال أبو العباس أحمد بن
النامي الشاعر: وهو من خصومه اللد وممن حط من المتنبي عند سيف
الدولة فيما يقال كان قد بقي من الشعر زاوية دخلها المتنبي وكنت أشتهي
ان أكون قد سبقته إلى معنيين قالهما ما سبق إليهما أحدهما قوله:
رماني الدهر بالارزاء حتى * فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام * تكسرت النصال على النصال
والآخر قوله:
في جحفل ستر العيون غباره * فكانما يبصرن بالآذان
واعتنى العلماء بديوانه فشرحوه، وقال لي أحد المشايخ الذين أخذت
عنهم وقفت له على أكثر من أربعين شرحا ما بين مطولات ومختصرات ولم
يفعل هذا بديوان غيره ولا شك أنه كان رجلا مسعودا ورزق في شعره
السعادة التامة اه.
وذكر صاحب الصبح المنبي شروح ديوانه التي وقف عليها وما ألف
من الكتب فيما يتعلق بشعره فكانت نحو اثنين وأربعين كتابا منها: شرح
ابن جني قال وهو أول من شرحه وشرح أبي العلاء المعري المسمى معجز
احمد. وشرح أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي. والموضح لأبي زكريا
التبريزي. وشرح عبد القاهر الجرجاني. وشرح أبي منصور محمد بن
عبد الجبار السمعاني جد صاحب الأنساب. وشرح عبد الرحمن بن محمد
الأنباري صاحب نزهة الألباء في طبقات الأدباء. وشرح أبي البقاء
العكبري. وشرح محمد بن عبد الله الدلفي في عشرة مجلدات. وشرح أبي
بكر الخوارزمي محمد بن العباس. ومن الكتب المتعلقة بشعره: المنصف في
سرقات المتنبي للحسن بن محمد بن وكيع. والوساطة بين المتنبي وخصومه
للقاضي عبد العزيز الجرجاني وكتاب معاني أبياته لا جني، والتنبيه لعلي
ابن عيسى الربعي رد فيه على ابن جني. وكتاب الصاحب إسماعيل بن
عباد فيما انتقده على المتنبي. ونزهة الأديب في سرقات المتنبي من حبيب
لابن حسنون المصري. والمآخذ الكندية من المعاني الطائية لابن الدهان.
والاستدراك على ابن الدهان للوزير ضياء الدين بن الأثير الجزري.
والتنبيه عن رذائل المتنبي لأحمد بن أحمد المغربي. والرسالة الحاتمية. وجبهة
الأدب وكلاهما لأبي الحسن محمد بن المظفر الحاتمي.
قال ولم يسمع بديوان شعر في الجاهلية ولا في الاسلام شرح مثل هذه
الشروح الكثيرة سوى هذا الديوان. ولا تداول على ألسنة الأدباء في نظم
ونثر أكثر من شعر المتنبي اه وكان ابن جني في علمه وفضله ممن قرأ
ديوان المتنبي على المتنبي وشرحه كما سمعت وكان المتنبي يقول ابن جني
اعرف بشعري مني.
أقول: وهو مع احسانه فيما أحسن فيه إلى الغاية فله سقطات بالغة
حد النهاية وبعضها لا يصدر من صبيان المكاتب وكثيرا ما يضع الدرة
بجانب البعرة فهو كما قيل:
أنت العروس لها جمال رائع * لكنها في كل حين تصرع
ولا يوجد ذلك لشاعر غيره وهذا عجيب وانا أظن أن سببه اعجابه
بشعره ورضاه عن نفسه وقوة بديهته فهو ينظم الشعر ولا يهذبه للعلة
المذكورة ويمنعه اعجابه بنفسه ان يلتفت إلى عيب شعره فهو
راض عن كل ما يقول والصارم قد ينبو والجواد قد يكبو لكن المتنبي كثير
النبوات والكبوات وهو لم يلتفت لنبواته وكبواته وعرفها غيره. ويمكننا ان
نجعل هذه السقطات الشائنة دليلا قويا على بلوع الجيد من شعره الدرجة
العالية في الحسن فهو قد جعل الخزف بجانب الذهب لكن خزفه لم يؤثر
شيئا في ذهب وغطت محاسن الذهب على مقابح الخزف فلو لم يكن هذا
الذهب خالصا غالي القيمة لشانه وضعه بجانب الخزف وقال ابن الأثير في
المثل السائر: سئل المتنبي عن البحتري وعن أبي تمام وعن نفسه فقال نحن
حكيمان والشاعر البحتري وإذا صحت هذه الحكاية كشفت عن انصاف
عظيم من المتنبي وعن معرفة تامة وقال ابن الأثير أيضا قال الشريف الرضي
في هذا المقام وكلام الشريف شريف الكلام اما أبو تمام فخطيب منبر واما
البحتري فواصف جؤذر واما أبو الطيب فقائد عسكر وقد مر عليك في أثناء
ما تقدم طرف مقنع من محاسن شعره. ومن روائع نظمه ما قاله في مدح
الأمير أبي محمد الحسن بن عبيد الله بن طغج بالرملة من قصيدة:
حسان التثني ينقش الوشي مثله * إذا مسن في أجسامهن النواعم
ويبسمن عن در تقلدن مثله * كان التراقي وشحت بالمباسم
من الحلم ان تستعمل الجهل دونه * إذا اتسعت في الحل طرق المظالم
وان ترد الماء الذي شطره دم * فتسقى إذا لم يسق من لم يزاحم
ومن عرف الأيام معرفتي بها * وبالناس روى رمحه غير راحم
فليس بمرحوم إذا ظفروا به * ولا في الردى الجاري عليهم بإثم
إذا صلت لم أترك مصالا لفاتك * وإن قلت لم اترك مقالا لعالم
وإلا فخانتني القوافي وعاقني * عن ابن عبيد الله ضعف العزائم
عن المقتني بذلك التلاد تلاده * ومجتنب البخل اجتناب المحارم
ولا يتلقى الحرب الا بمهجة * معظمة مذخورة للعظائم
وذي لجب لا ذو الجناح أمامه * بناج ولا الوحش المثار بسالم
تمر عليه الشمس وهي ضعيفة * تطالعه من بين ريش القشاعم
إذا ضوؤها لاقي من الطير فرجة * تدور فوق البيض مثل الدراهم
(٥٤٠)

وطعن غطاريف كان أكفهم * عرفن الردينات قبل المعاصم
هم المحسنون الكر في حومة الوغى * وأحسن منه كرهم في المكارم
وهم يحسنون العفو عن كل مذنب * ويحتملون الغرم عن كل غارم
حييون الا انهم في نزالهم * أقل حياء من شفار الصوارم
ولولا احتقار الأسد شبهتهم بها * ولكنها معدودة في البهائم
وقوله في هذه القصيدة وذي لجب والبيتان بعده مما حلق به
المتنبي.
وانفرد المتنبي في شعره بالمبالغات الكثيرة التي قلما يخلو منها بيت
فضلا عن قصيدة والمبالغات في شعر الشعراء وإن كانت غير عزيزة حتى قيل
الشعر اكذبه أعذبه إلا انها لا تصل إلى ما في شعر المتنبي.
وللمتنبي في التصرف في النظم لكل معنى يريده ما لا ينكر فمن تفننه
قوله في عضد الدولة الذي جمع فيه الكنية واسم البلد والاسم واللقب:
أبو شجاع بفارس عضد الدولة * فناخسرو شهنشاها
قلنا إن المتنبي جاء سابقا في جميع أنواع الشعر ونعيد القول بأنه إذا
تغزل فاق وأتى بالمعاني الرقاق فهو يقول في تغزله:
حسان التثني ينقش الوشي مثله * إذا مسن في أجسامهن النواعم
ويبسمن عن در تقلدن مثله * كان التراقي وشحت بالمباسم
ويقول:
من الجاذر في زي الأعاريب * حمر الحلى والمطايا والجلابيب
ان كنت تسأل شكا في معارفها * فمن بلاك بتسهيد وتعذيب
ويقول:
ليس القباب على الركاب وانما * هن الحياة ترحلت بسلام
ليت الذي خلق النوى جعل الحصى * لخفافهن مفاصلي وعظامي
ويقول:
كم قتيل كما قتلت شهيد * لبياض الطلى وورد الخدود
عمرك الله هل رأيت بدورا * طلعت في براقع وعقود
راميات بأسهم ريشها الهدب * تشق القلوب قبل الجلود
كل خمصانة أرق من الخمر * بقلب أقسى من الجلمود
ذات فرع كأنما ضرب العنبر * فيه بماء ورد وعود
حالك كالغداف جثل دجوجي * أثيث جعد بلا تجعيد
تحمل المسك عن غدائرها * الريح وتفتر عن شنيب برود
هذه مهجتي لديك لحيني * فانقصي من عذابها أو فزيدي
شيب رأسي وذلتي ونحولي * ودموعي على هواك شهودي
اي يوم سررتني بوصال * لم ترعني ثلاثة بصدود
ويقول في حماسته:
الخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ويقول في المديح:
ملك زهت بمكانه أيامه * حتى افتخرن به على الأيام
وإذا سالت بنانه عن نيله * لم يرض بالدنيا قضاء ذمام
ويقول:
ويستكبرون الدهر والدهر دونه * ويستعظمون الموت والموت خادمه
ويقول في الملك الأسود:
وأمت بنا انسان عين زمانه * وخلت بياضا خلفها وماقيا
ويقول في الهجاء:
رأيتكم لا يصون العرض جاركم * ولا يدر على مرعاكم اللبن
ويقول في كافور:
اني نزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محدود
من علم الأسود اللابي مكرمة * أ قومه البيض أم آباؤه الصيد
أم أذنه في يد النخاس دامية * أم قدره وهو بالفلسين مردود
ويقول في السامرائي:
صغرت عن المديح فقلت أهجى كأنك ما صغرت عن الهجاء
ويقول في الذهبي:
لما نسبت فكنت ابنا لغير أب * ثم اختبرت فلم ترجع إلى أدب
سميت بالذهبي اليوم تسمية * مشتقة من ذهاب العقل لا الذهب
وقوله في هجاء ضبة بن يزيد العتبي الذي كان سببا لقتله:
ما أنصف القوم ضبه * وأمه الطرطبه
والناس يعيبون عليه لفظ الطرطبة وينسبون هذه الأبيات إلى السخافة
والركاكة لكن الهجاء يقبل مثل هذا اللفظ ولكل مقام مقال يقول فيها وهو
أقل ما تضمنته من الاقذاع:
وما عليك من القتل * انما هي ضربه
وما عليك من العار * ان أمك...
وما يشق على الكلب * ان يكون ابن كلبه
وباقيها لا يليق ذكره ويقول في الرثاء:
ما كنت احسب قبل دفنك في الثرى * ان الكواكب في التراب تغور
ما كنت آمل قبل نعشك ان ارى * رضوى على أيدي الرجال تسير
حتى أتوا حدثا كان ضريحه * في قلب كل موحد محفور
فيه السماحة والفصاحة والتقى * والباس أجمع والحجى والخير
كفل الثناء له برد حياته * لما انطوى فكانه منشور
ويقول في الزهد والمواعظ:
آلة العيش صحة وشباب * فإذا وليا عن المرء ولى
أبدا تسترد ما تهب الدنيا * فيا ليت جودها كان بخلا
وهي معشوقة على الغدر لا * تحفظ عهدا ولا تتمم وصلا
كل دمع يسيل منها عليها * وبفك اليدين عنها تخلى
شيم الغانيات فيها فما أدري * لذا أنت اسمها الناس أم لا
ويقول في مثل ذلك:
نبكي على الدنيا وما من معشر * جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرة الجبابرة الألى * كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه * حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كان لم يعلموا * أن الكلام لهم حلال مطلق
فالموت آت والنفوس نفائس * والمستعز بما لديه الأحمق
والمرء يأمل والحياة شهية * والشيب أوقر والشبيبة أنزق
ولقد بكيت على الشباب ولمتي * مسودة ولماء وجهي رونق
(٥٤١)

حذرا عليه قبل يوم فراقه * حتى لكدت بماء جفني أشرق
ويقول في استعطاف سيف الدولة على بني كلاب:
ترفق أيها المولى عليهم * فان الرفق بالجاني عتاب
وانهم عبيدك حيث كانوا * إذا تدعو لحادثة أجابوا
وعين المخطئين هم وليسوا * بأول معشر خطئوا فتابوا
ويقول في استعطافه على بني كلاب وبني كعب:
إذا لم يرع سيدهم عليهم * فمن يرعي عليهم أو يغار
تفرقهم وإياه السجايا * ويجمعهم وإياه النجار
بنو كعب وما أثرت فيهم * يد لم يدمها إلا السوار
بها من قطعه ألم ونقص * وفيها من جلالته افتخار
لها حق بشركك في نزار * وأدنى الشرك في أصل جوار
لعل بنيهم لبنيك جند * فأول قرح الخيل المهار
ويقول في وصف الأسد:
ورد إذا ورد البحيرة شاربا * ورد الفرات زئيره والنيلا
متخضب بدم الفوارس لابس * في غيله من لبدتيه غيلا
في وحدة الرهبان الا انه * لا يعرف التحريم والتحليلا
يطأ الثرى مترفقا من تيهه * فكانه آس يجس عليلا
ويرد عفرته إلى يافوخه * حتى تصير لرأسه إكليلا
ويقول في وصف الخيل:
وجردا مددنا بين آذانها القنا * فبتن خفافا يتبعن العواليا
تماشى بأيد كلما وافت الصفا * نقشن به صدر البزاة حوافيا
وتنظر من سود صوادق في الدجى * يرين بعيدات الشخوص كما هيا
وتنصب للجرس الخفي سوامعا * يخلن مناجاة الضمير تناجيا
وخالف المتنبي طريقة الشعراء في طلبهم السقيا للديار والمنازل
فقال:
ملث القطر عطشها ربوعا * وإلا فاسقها السم النقيعا
أسائلها عن المتديريها * فلا تدري ولا تذري دموعا
وانفرد بكثرة الاغلاق والتعقيد في شعره ولا حاجة إلى ايراد أمثلة منه
فهو في شعره كثير ظاهر.
ما عيب على المتنبي
اورد صاحب اليتيمة من ذلك قدرا وافيا كثير منه اخذه من رسالة
الصاحب، ونحن نورده هنا لما فيه من الفوائد للقارئ بتجنب أمثاله،
وبترويح النفس بما قيل فيه ونعلق عليه بعض ما يقتضيه المقام:
١ قبح المطالع
مع أن المطلع أولي بالحسن وعذوبة اللفظ والبراعة وجودة المعنى من
جميع القصيدة، لأنه أول ما يقرع الأسماع، وهو بمنزلة الوجه للانسان،
فإذا كانت حاله على الضد مجه السمع وكرهته النفس قال الثعالبي ولأبي
الطيب إبتداءات ليست لعمري من أحرار الكلام وغرره، بل هي كما
نعاها عليه العائبون مستشنعة مستبشعة لا يرفع السمع لها حجابه ولا يفتح
القلب لها بابه كقوله:
هذي برزت لنا فهجت رسيسا * ثم انصرفت وما شفيت نسيسا
فإنه لم يرض بحذف علامة النداء من هذي وهو غير جائز عند
النحويين حتى ذكر الرسيس والنسيس فاخذ بطرفي الثقل والبرودة وقوله
في مطلع قصيدة هي أول ما مدح به عضد الدولة: أوه بديل من قولتي
واها في اليتيمة انه برقية العقرب أشبه منه بافتتاح كلام في مخاطبة ملك
وقوله:
وفاؤكما كالربع أشجاه طاسمه * بان تسعدا والدمع أشفاه ساجمه
فقد تكلف اللفظ المتعقد والترتيب المتعسف لغير معنى بديع يفي
شرفه وغرابته بالتعب في استخراجه ولا تقوم فائدة الانتفاع به بإزاء التأذي
باستماعه وقوله في افتتاح قصيدة في مدح ملك وهو كافور في أول
ملاقاته له بأول شعر:
كفى بك داء ان ترى الموت شافيا * وحسب المنايا ان يكن أمانيا
والافتتاح بذكر الداء والموت مع الاقتران بكاف الخطاب فيه من
الطيرة ما ينفر السوقة فكيف الملوك والتحرز عما يتطير منه في الشعر سيما
المطلع أمر يلزم الشاعر مراعاته. حكى الصاحب بن عباد في كتابه
الكشف عن مساوئ المتنبي قال ذكر الأستاذ الرئيس أيده الله يعني ابن
العميد يوما الشعر فقال إن أول ما يحتاج إليه فيه حسن المطلع فان فلانا
وهو ابن أبي الشباب أنشدني في يوم نيروز قصيدة ابتداؤها: أ قبر وتا
طلت ثارك يد الطل. فتطيرت من افتتاحه بالقبر وتنغصت باليوم والشعر
فقلت كذلك كانت حال أبي مقاتل الضرير لما مدح الداعي في يوم
مهرجان حين قال:
لا تقل بشرى ولكن بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان
فنفر من قوله لا تقل بشرى أشد نفار وقال أعمى ويبتدئ بهذا في
يوم مهرجان اه وفي خبر انه أمر بضربه خمسين سوطا وقال اصلاح
أدبه أبلغ من ثوابه وفي خبر انه أجابه فقال إن كلمة التوحيد ابتدأت بلا
وهي لا اله إلا الله إلا أن ذلك لا يرفع استبشاع هذا المطلع. وهذا هو
الداعي إلى الحق العلوي الثائر بطبرستان. وهو الحسن بن زيد بن محمد
من أولاد زيد بن علي ع واستولى على طبرستان وما يليها في
خلافة المستعين ويسمى بالداعي الأكبر وقد ولي الأمر بعده اخوه محمد بن
زيد إلى أن قتل بجرجان وكذلك هذا الشاعر لما مدح الداعي الأكبر المذكور
بقصيدة أولها: موعد أحبابك بالفرقة غد أغضبه التفاؤل بهذا الافتتاح
وقال بل موعد أحبابك يا أعمى ولك المثل السوء، وقد وقع نظير ذلك
لجماعة من الشعراء بل لفحولهم كالبحتري حين أنشد أبا سعيد محمد بن
يوسف الثغري قصيدته التي أولها:
لك الويل من ليل طويل اواخره * ووشك نوى حي تزم أبا عره
فقال بل لأمك الويل. وفي رواية بل لك الويل والحرب، والموجود
في ديوانه المطبوع له الويل وكانه غيره بعد ذلك، وانشد ذو الرمة عبد
الملك بن مروان قصيدة مطلعها: ما بال عينك منها الدمع ينهمل وكانت
عين عبد الملك لا تزال تدمع فقال وما سؤالك عن هذا يا ابن الفاعلة
وصفعه وأمر باخراجه. وانشد الأخطل عبد الملك بن مروان قصيدته التي
أولها: خف القطين فراحوا منك أو بكروا فقال له عبد الملك لا بل منك
وتطير من قوله. ولما أنشد أبو نواس الفضل بن يحيى البرمكي قصيدته التي
أولها:
(٥٤٢)

أربع البلى ان الخشوع لبادي * عليك واني لم أخنك ودادي
تطير الفضل من هذا الابتداء فلما انتهى إلى قوله:
سلام على الدنيا إذا ما فقدتم * بني برمك من رائحين وغادي
استحكم تطيره ولم يمض أسبوع حتى نزلت بهم النازلة. ولما فرع
المعتصم من بناء قصره بالميدان جلس فيه واستاذنه إسحاق بن إبراهيم
الموصلي وانشده شعرا أوله:
يا دار غيرك البلى ومحاك * يا ليت شعري ما الذي أبلاك
فتطير المعتصم من ذلك وتغامز الناس على إسحاق بن إبراهيم كيف
ذهب عليه مثل ذلك مع معرفته وعلمه ثم انصرف الناس فما عاد منهم اثنان
إلى ذلك المجلس وخرج المعتصم إلى سر من رأى وخرب القصر. وقال أبو
نواس في مطلع قصيدة يمدح بها الأمين:
يا دار ما فعلت بك الأيام * لم يبق فيك لذاذة تستام
ونظائر ذلك تعاب في غير المطلع فكيف بالمطلع. ولما أنشد أبو النجم
هشام بن عبد الملك رجزه الذي يقول فيه: والشمس في الأفق كعين
الأحول وكان هشام أحول أمر باخراجه.
ومن مطالع المتنبي المكروهة قوله: فؤاد ملاه الحزن حتى تصدعا
فان ابتداء المديح بمثل هذه طيرة ينبو عنها السمع ويحسن ذلك في المراثي.
ونظيره قول أبي تمام: تجرع أسى قد أقفر الجرع الفرد والذي أوقعه في
ذلك قصد التجنيس بين تجرع والجرع. ومن مطالع المتنبي المكروهة قوله:
أقل فعالي بله أكثره مجد * وذا الجد فيه نلت أم لم أنل جد
وقوله:
كفي أراني ويك لومك ألوما * هم أقام على فؤادي أنجما
اي اتركي لومي فان الهم الذي أقام على فؤادي دهرا قد أراني لومك
أحق باللوم فانظر إلى هذا التعقيد المستكره الذي افتتح به قصيدته. قال
الصاحب: ومن عنوان قصائده التي تحير الافهام وتفوت الأوهام وتجمع من
الحساب ما لا يدرك بالارتماطيقي وبالاعداد الموضوعة للموسيقى قوله:
أحاد أم سداس في أحاد * لييلتنا المنوطة بالتنادي
قال وهذا كلام الحكل ورطانة الزط وما ظنك بممدوح قد تشمر
للسماع من مادحه فصك سمه بهذه الألفاظ الملفوظة والمعاني المنبوذة. قال
الثعالبي وقد خطاه في اللفظ والمعنى كثير من أهل اللغة وأصحاب المعاني
حتى احتيج في الاعتذار له والنضح عنه إلى كلام لا يستأهله هذا البيت.
أقول وفي تصغيره ليلة ما لا يخفى من الاستكراه. اما التخطئة التي أشار
إليها الثعالبي فمن وجوه: ١ ان بناء فعال في العدد لا يتجاوز رباع الا
نادرا ٢ انه استعمل أحاد وسداس بمعنى واحد وستة والحال ان معناها
واحد واحد وستة ستة ٣ حذف الهمزة من آحاد ٤ التنافر في الحروف
الواقع في لييلتنا واختلفوا في معنى أم سداس في آحاد فقيل أراد الضرب
الحسابي وقال الواحدي أراد الظرفية واختار هذا العدد لأنه أراد ليالي
الأسبوع يقول هذه الليلة واحدة أم ست جمعت في واحدة عبر بذلك عن
ليالي الدهر كلها لان كل أسبوع بعده أسبوع ويرشد إليه قوله المنوطة
بالتنادي أقول هكذا صار البيت بتعقيده معركة للآراء كأنه من عبارات
أرباب الكيميا التي يرمزون بها إلى الصنعة رمزا والشعر متى دخله الاغلاق
والتعقيد فسد.
ومن ابتداءاته البشعة التي تنكرها بديهة السماع قوله:
ملث القطر أعطشها ربوعا * والا فاسقها السم النقيعا
قوله:
أثلث فانا أيها الطلل * نبكي وترزم تحتنا الإبل
أثلث اي كن ثالثا وترزم اي تحن وقوله: بقائي شاء ليس هم
ارتحالا قال الصاحب ومن افتتاحاته العجيبة قوله لسيف الدولة في التسلية
عند المصيبة:
لا يحزن الله الأمير فإنني * لآخذ من حالاته بنصيب
قال لا أدري لم لا يحزن سيف الدولة إذا اخذ أبو الطيب بنصيب من
القلق. أ ترى هذه التسلية أحسن عند أمته أم قول أوس:
أيتها النفس أجملي جزعا * ان الذي تحذرين قد وقعا
قال الصاحب ومن افتخاره بنفسه وما عظم الله من قدره قوله:
انا عين المسود الجحجاح * هيجنني كلابكم بالنباح
ولا أدري هذا البيت أشرف أم قول الفرزدق:
ان الذي سمك السباء بنى لنا * بيتا دعائمه أعز وأطول
بيت زرارة محتب بفنائه * ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
٢ الجمع بين الدر والخزف
أو ما هو أسقط منه في شعره
فإنه يقرن إلى البيت الحسن الذي لا يبارى بيتا في غاية الرداءة وما
أكثر ما يحوم حول هذه الطريقة ويعود لهذه العادة السيئة ويجمع بين البديع
النادر والضعيف الساقط فبينا هو يصوع أفخر حلي وينظم أحسن عقد
وينسج أنفس برد ويقطف أزهى ورد إذا به وقد رمى بالبيت والبيتين في
ابعاد الاستعارة أو تعقيد المعنى إلى المبالغة في التكلف والزيادة في التعمق
والخروج إلى الافراط والإحالة والسفسفة والركاكة والتبرد والتوحش
باستعمال الكلمات الشاذة فمحا تلك المحاسن وكدر صفاءها وأعقب
حلاوتها مرارة لا مساع لها واستهدف لسهام العائبين حتى تمثلوا فيه بقول
الشاعر:
أنت العروس لها جمال رائع * لكنها في كل يوم تصرع
فما جاء في شعره من هذا النمط قوله:
أ تراها لكثرة العشاق * تحسب الدمع خلقة في المآقي
وهذا ابتداء ما سمع بمثله ومعنى تفرد بابتداعه ثم شفعه بما لا يبالي
العاقل ان يسقطه من شعره فقال:
كيف ترثي التي ترى كل جفن * راءها غير جفنها غير راقي
راءها مقلوب رآها وراقي من رقا دمعه اي انقطع اي كيف ترثي
وترق التي ترى جميع الأجفان لا ترقا دموعها لحبها سوى جفنها.
وقوله:
ليالي بعد الظاعنين شكول * طوال وليل العاشقين طويل
يبن لي البدر الذي لا أريده * ويخفين بدرا ما إليه وصول
(٥٤٣)

وما عشت من بعد الأحبة سلوة * ولكنني للنائبات حمول
وما شرقي بالماء الا تذكرا * لماء به أهل الحبيب نزول
يحرمه لمع الأسنة حوله * فليس لظمان إليه سبيل
من قصيدة اخترع أكثر معانيها وأحسن صياغة ألفاظها فجاءت
مطبوعة مصنوعة، وجاء في مديحها بأبيات يكثر فيها المختار الجيد المخترع
المعنى، ثم اعترضته تلك العادة الذميمة فقال في سيف الدولة:
أغركم عرض الجيوش وطولها * علي شروب للجيوش أكول
إذا لم تكن لليث الا فريسة * غداه ولم يمنعك أنك فيل
ثم أتى بما هو أطم منه حتى قال الصاحب: انه من أوابده التي لا
يسمع طول الأبد بمثلها فقال:
إذا كان بعض الناس سيفا لدولة * ففي الناس بوقات لها وطبول
وقال الصاحب: وهذا التحاذق كغزل العجائز قبحا ودلال الشيوخ
سماحة، ويقول بعده:
فان تكن الدولات قسما فإنها * لمن ورد الموت الزؤام تدول
قال الصاحب: قوله الدولات وتدول من الألفاظ التي لو رزق
فضل السكوت عنها لكان سعيدا قال وله بيت لا يدرى أ مدح القائل به أم
رقاه وهو:
شوايل تشوال العقارب بالقنا * لها مرح من تحته وصهيل
فلم يرض بان سرق من بشار قوله:
والخيل شايلة لشق غبارها * كعقارب قد رفعت أذنابها
حتى ضيع التشبيه الصايب بين ألفاظ كالمصايب والذي لا امتري فيه
ان عالما من المناضلين عنه عندهم ان شوايل تشوال أبدع في صفة الخيل
من قول امرئ القيس:
له أيطلا ظبى وساقا نعامة * وارخاء سرحان وتقريب تنفل
ومما جمع فيه بين الدر والبعر في سلك واحد قوله:
لك يا منازل في القلوب منازل * أقفرت أنت وهن منك أواهل
وهو ابتداء حسن ومعنى لطيف، ثم قال:
وانا الذي اجتلب المنية طرفه * فمن المطالب والقتيل القائل
ثم اتى بمعنى بديع لكنه عبر عنه بلفظ قلق معقد فأفسده فقال:
ولذا اسم أغطية العيون جفونها * من أنها عمل السيوف عوامل
ثم قال وجاء بالمليح:
دون التعانق ناحلين كشكلتي * نصب أدقهما وضم الشاكل
اي قرب بعضنا من بعض ولم نتعانق خوف الرقيب، ثم قال
فاحسن:
للهو آونة تمر كأنها * قبل يزودها حبيب راحل
جمح الزمان فما لذيذ خالص * مما يشوب ولا سرور كامل
حتى أبو الفضل بن عبد الله * رؤيته المنى وهو المقام الهائل
وقال ابن جني وهذا خروج غريب ظريف حسن ما اعرفه لغيره، ثم
قال فجمع أوصافا في بيت واحد:
للشمس فيه وللرياح وللسحاب * وللبحار وللأسود شمائل
ثم قال وتحذلق وتبرد وأفسد ما أصلح:
ولديه ملعقيان والأدب المفاد * وملحياة وملممات مناهل
اي من العقيان ومن الحياة ومن الممات فخفف بحذف النون ومثله
وارد في كلام العرب وهو معنى حسن بلفظ بارد فاسد، وانما ألم في صدر
هذا البيت بقول أبي تمام: نأخذ من ماله ومن أدبه ثم قال:
علامة العلماء واللج الذي * لا ينتهي ولكل لج ساحل
ثم قال فأحال:
لو طاب مولد كل حي مثله * ولد النساء وما لهن قوابل
قال القاضي أبو الحسن الجرجاني: ان طيب المولد لا يستغنى به عن
القابلة، وان استغنى عنها كان ما ذا وأي فخر فيه وأي شرف ينال به، ثم
توسط وقارب فقال:
ليزد بنو الحسن الشراف تواضعا * هيهات تكتم في الظلام مشاعل
ستروا الندى ستر الغراب سفاده * فبدا وهل يخفى الرباب الهاطل
على أن التشبيه بستر الغراب سفاده لا يخلو من بشاعة فيما ارى ثم
قال وتوحش وتبغض ما شاء الحاسد:
جفخت وهم لا يجفخون بهابهم * شيم على الحسب الأغر دلائل
يقال. جفخ وجخف اي بذخ وافتخر فكرر لفظ الجفخ أو الجخف
وجعل العاملين متتاليين والمعمولين كذلك فزاد في الاستكراه وكان يمكنه
ابدال الجفخ بالفخر لأنه بمعناه، فقد قرن هذا الصدر البغيض الموحش إلى
عجز في غاية الجودة، قال الصاحب ومما دلنا به على حفظ الغريب هذا
البيت، وليس هذا الا كلام صبية، وقال الحماسي وهو تأبط شرا:
يظل بموماة ويمسي بغيرها * جحيشا ويعروري ظهور المسالك
وكان يمكنه أن يقول فريدا بدل جحيشا لأنه بمعناه ولكنه اعدر من
أبي الطيب لان الغرابة في لسان العرب أهون منها في لسان المولدين ثم
قال:
فافخر فان الناس فيك ثلاثة * مستعظم أو حاسد أو جاهل
قال الثعالبي اي يا هذا أفخر فحذف المنادى وتباغض وتبادى
وأقول لا داعي لحذف المنادى فالكلام تام بدونه ولا أراه تباغض ولا
تبادى، ثم قال وتباغض وجاء بشعر بارد:
لا تجسر الفصحاء تنشد ههنا * شعرا ولكني الهزبر الباسل
ثم قال وأرسله مثلا سائرا وأحسن ما شاء:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي باني كامل
ثم قال وتعسف وتكلف:
الطيب أنت إذا أصابك طيبه * والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل
تقديره الطيب أنت طيبه إذا أصابك والماء أنت غاسله إذا اغتسلت
به، وإذا صح لنا ان نقول الطيب أنت طيبه لأنك أطيب منه ريحا فلا يصح
لنا ان نقول أنت تغسل الماء لأنك أنظف منه فان ذلك غير مستملح، وانما
ألم فيه بقول القائل:
وتزيدين طيب الطيب طيبا * ان تمسيه أين مثلك أينا
(٥٤٤)

وعلى ذكر قول المتنبي: وإذا أتتك مذمتي الخ نقول إن ما يحكى من أن
أبا العلاء المعري كان يوما في مجلس الشريف المرتضى فجرى ذكر المتنبي
فهضم الشريف من جانبه فقال المعري لو لم يكن له من الشعر الا قوله:
لك يا منازل في القلوب منازل لكفاه فغضب المرتضى وامر باخراجه وقال
أ تدرون ما عنى انه عنى قوله: وإذا أتتك مذمتي البيت الظاهر أنه غير
صحيح أولا لان الشريف المرتضى بعلمه ومعرفته وانصافه لم يكن
ليهضم المتنبي حقه ثانيا ان أبا العلاء اعرف بجلالة قدر المرتضى وعلو
مكانه من أن يواجهه بهذا الكلام وهو القائل فيه من قصيدة يرثي بها
والده:
سبق الرضي المرتضى وتلاهما * الراضي فيا لثلاثة أحلاف
أنتم بني النسب القصير وطولكم * باد على الكبراء والاشراف
فالظاهر أن القصة موضوعة وفي الصبح المنبي عن صاحب الحدائق
ان الفتح بن خاقان ذكر ابن الصائغ في كتابه قلائد العقيان فذمه وقال فيه
رمد عين الدين وكمد نفوس المهتدين، لا يتطهر من جنابة ولا يظهر مخائل
انابة فمر عليه ابن الصائغ وهو جالس في جماعة فسلم على القوم وضرب
على كتف الفتح وقال إنها شهادة يا فتح ومضى فلم يدر أحد ما قال الا
الفتح فتغير لونه فسئل عن ذلك فقال إنه أشار إلى قول المتنبي وإذا أتتك الخ
جوابا عما وصفته به في قلائد العقيان ومما يشبه هذا ما في الصبح المنبي
قيل إنه دخل على سيف الدولة بعض الشعراء فقال أيها الأمير بما ذا تفضل
علي ابن عيدان السقا قال بحسن شعره قال اختر اي قصيدة له حتى
أعارضها بأحسن منها فقال عليك بقصيدته التي أولها:
بعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي * وللحب ما لم يبق مني وما بقي
فلم يرها من مختاراتها وعلم أنه أشار إلى قوله فيها: إذا شاء ان يلهو
بلحية أحمق البيت فامتنع عن معارضتها.
وقال ابن بسام في الذخيرة ان أبا عبد الله بن شرف قال يوما
للمأمون بن ذي النون أيام خدمته إياه وقد اجروا ذكر أبي الطيب فذهبوا في
وصفه كل مذهب ان رأى المأمون ان يشير إلى اي قصيدة شاء من شعر أبي
الطيب حتى أعارضها بقصيدة تنسي اسمه وتعفي رسمه فتثاقل ابن ذي
النون عن جوابه وألح أبو عبد الله حتى احرج ابن ذي النون فقال له دونك
قوله: لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي وسئل ابن ذي النون اي شئ
أقصده إلى تلك القصيدة فقال لان أبا الطيب يقول فيها: إذا شاء ان يلهو
الخ.
وقال أبو الطيب من قصيدة كهذه التي تقدمت جمع فيها بين الغث
والسمين:
قد علم البين منا البين أجفانا * تدمى وألف في ذا القلب احزانا
أملت ساعة ساروا كشف معصمها * ليلبث الحي دون السير حيرانا
ولو بدت لأتاهتهم فحجبها * صون عقولهم من لحظها صانا
وهذه الأبيات الثلاثة لو صحت معانيها لكان في سقم تراكيبها كفاية
ثم قال:
بالواخدات وحادبها وبي قمر * يظل من وخدها في الخدر حشيانا
والحشيان بالحاء المهملة من أخذه البهر وهو من الغريب الوحشي
الذي لا يأنس به السمع ولا يقبله القلب وبعضهم يرويه خشيان بالخاء وهو
لا يزيده حسنا ثم قال وأجاد:
قد كنت أشفق من دمعي على بصري * فاليوم كل عزيز بعدكم هانا
ثم أراد ان يزبد على الشعراء في وصف المطايا فاتى كما قاله الصاحب
بأخزى الخزايا فقال:
لو استطعت ركبت الناس كلهم * إلى سعيد بن عبد الله بعرانا
قال الصاحب ومن الناس امه فهل ينشط لركوبها والممدوح لعل له
عصبة لا يريد ان يركبوا إليه فهل في الأرض أفحش وأوضع من هذا قال
الثعالبي ثم أراد ان يستدرك هذه الطامة بقوله:
فالعيس أعقل من قوم رأيتهم * عما يراه من الاحسان عميانا
ثم قال فأجاد به أولية الممدوح:
ان كوتبوا أو لقوا أو حوربوا وجدوا * في الخط واللفظ والهيجاء فرسانا
كان ألسنهم في النطق قد جعلت * على رماحهم في الطعن خرصانا
كأنهم يردون الموت من ظما * أو ينشقون من الخطي ريحانا
ثم قال:
خلائق لو حواها الزنج لانقلبوا * ظمي الشفاه جعاد الشعر غرانا
قال الصاحب الزنجي لا يوجد الا جعد الشعر فكيف ينقلبون عن
الجعودة إلى الجعودة وقد احتج عنه أصحاب المعاني بما يطول ذكره.
والعجب كل العجب من خاطر يقدح بمثل قوله في قصيدة:
وملمومة زرد ثوبها * ولكنه بالقنا مخمل
يفاجئ جيشا بها حينه * وينذر جيشا بها القسطل
ثم يتصور هذا الكلام الغث الرث فيتبعه به حيث يقول:
جعلتك في القلب لي عدة * لأنك باليد لا تجعل
ولو قاله بعض صبيان المكاتب لاستحيا منه وهذه الأبيات من قصيدة
قالها في سيف الدولة وهو بميافارقين وقد ضربت له خيمة كبيرة وأشاع الناس
ان مقامه يتصل أياما فهبت ريح شديدة فسقطت الخيمة وتكلم الناس عند
سقوطها فقال أبو الطيب:
أ يقدح في الخيمة العذل * وتشمل من دهرها يشمل
وتعلو الذي زحل تحته * محال لعمرك ما تسأل
فلم لا تلوم الذي لامها * وما فص خاتمه يذبل
ولما أمرت بتطنيبها * أشيع بأنك لا ترحل
فما اعتمد الله تقويضها * ولكن أشار بما تفعل
وقوله: فما فص خاتمه يذبل اختلف المفسرون فيه فقيل الضمير في
خاتمه راجع إلى سيف الدولة: اي لا يبلغ يذبل مع عظمه فص خاتمه وقيل
راجع إلى اللائم اي كما أن فص خاتم هذا اللائم لا يمكن ان يوازي يذبلا
فكذلك لا يمكن ان تعلو الخيمة من تحته زحل ولا ينبغي للشعر ان يكون
بعيدا عن درك الافهام معناه بحيث تختلف في تفسيره الأقوال، وربما كانت
كلها خلاف ما اراده الشاعر. ومن جمعه بين الغث والسمين قوله:
بحب قاتلتي والشيب تغذيتي * هواي طفلا وشيبي بالغ الحلم
فما أمر بربع لا أسائله * ولا بذات خمار لا تريق دمي
(٥٤٥)

فالبيت الثاني من جيد الشعر والبيت الأول معقد اللفظ خفي المعنى
مرذولهما وتغذيتي مبتدأ خبره بحب والشيب معطوف على حب وفسر ذلك
بالشطر الثاني.
٣ استكراه اللفظ وتعقيد المعنى
بتقديم ما حقه التأخر وبالعكس أو بحذف ما يخل حذفه بالمعنى أو
نحو ذلك مما يوجب التعقيد وهو في الشعر من أقبح العيوب. في اليتيمة:
وهو أحد مراكبه الخشنة التي يتسنمها ويأخذ عليها في الطرق الوعرة،
فيضل ويضل ويتعب ويتعب، ولا ينجح، إذ يقول في وصف الناقة:
شيم الليالي ان تشكك ناقتي * صدري بها أفضى أم البيداء
فتبيت تسئد مسئدا في نيها * أسادها في المهمة الأنضاء
الأساد اسراع السير والني الشحم والأنضاء مصدر أنضاه اي هزله
وتقديره، فتبيت تسئد حال كون الأنضاء يسئد في نيها فيذببه كأسادها في
المهمة وقوله مادحا شجاع بن محمد الطائي:
انى يكون أبا البرايا آدم * وأبوك والثقلان أنت محمد
تقديره انى يكون آدم أبا البرايا وأبوك محمد والثقلان أنت وقال من
نسيب قصيدة:
إذا عذلوا فيها أجبت بانة * حبيبيتا قلبي فؤادي هيا جمل
حبيبيتا منادى حذف منه حرف النداء وأبدلت ياء المتكلم فيه ألفا
وزاده تصغيره بشاعة وقلبي بدل من حبيبيتا وفؤادي بدل من قلبي منادى
بعد منادى وهيا حرف نداء كما تقول أخي سيدي مولاي وأشباه هذه
الأبيات كثيرة في شعره كقوله:
لساني وعيني والفؤاد وهمتي * أود اللواتي ذا اسمها منك والشطر
أود بفتح الهمزة وضم الواو أو كسرها جمع ود بضم الواو بمعنى ودود
كقفل واقفل اي لساني وعيني الخ هي أو داء التي تسمى بهذه الأسماء منك
وهي شطر منك اي اوداء لسانك وعينك وفؤادك وهمتك فانظر إلى هذا
البيت كيف جمع سخافة المعنى وسوء التركيب.
وقوله:
فتى ألف جزء رأيه في زمانه * أقل جزئ بعضه الرأي أجمع
وقوله:
لو لم تكن من ذا الورى للذ منك هو * عقمت بمولد نسلها حواء
اللذ لغة في الذي اي لو لم تكن من هذا الورى الذي هو منك لأنه
لولاك لم يكن شيئا مذكورا لكانت حواء كأنها عقيم، في اليتيمة: هو مما
اعتل لفظه ولم يصح معناه، فإذا قرع السمع لم يصل إلى القلب الا بعد
اتعاب الفكر ثم إن ظفر به بعد العناء والمشقة فقلما يحصل على طائل
واعتلال لفظه بتخفيف الذي والاتيان بذا بدل هذا وهو كثير في شعره كما
ستعرف واسكان واو هو وغير ذلك. قال الصاحب وانا أقول ليت حواء
عقمت ولم تأت بمثله بل ليت آدم أجفر ولم يكن من نسله وما أظرف قول
الشاعر:
فرحمة الله على آدم * رحمة من عم ومن خصصا
لو كان يدري انه خارج * مثلك من احليله لاختصى
وقوله:
لا تجزني بضنى بي بعدها بقر * تجزي دموعي مسكوبا بمسكوب
لا ناهية اي لا تكافني بعدها نساء شبيهة ببقر الوحش عن ضنأي
ووجدي بان أسلوبها عنها فإنها ان تفعل تكافئ دمعا مسكوبا بمثله.
٤ التعسف في اللغة والاعراب
وهو مما يسبق إلى القلوب انكاره وإن كان قد يحتج له ويعتذر عنه فلا
يرفع ذلك استكراهه كقوله:
فدى من على الغبراء أولهم انا * لهذا الأبي الماجد الجائد القرم
ولم يحك عن العرب الجائد وانما المحكي الجواد ومع ذلك فتركيب
البيت ركيك بارد،
وقوله:
فارحام شعر يتصلن لدنه * وأرحام مال لا تني تتقطع
فتشديد نون لدن غير معروف في لغة العرب قال ابن جني لدنه فيه
قبح وبشاعة إذ لم يكن بعد النون نون، وبعد هذا البيت قوله:
فتى ألف جزء رأيه في زمانه * أقل جزئ بعضه الرأي أجمع
قال الصاحب: ومن بدائهه الظريفة عند متعلقي حبله وفواتحه
البديعة عند ساكني ظله قوله:
شديد البعد من شرب الشمول * ترنج الهند أو طلع النخيل
فلا أدري استهلال الأبيات أحسن أم المعنى أبدع أم قوله ترنج
أفصح، قال الثعالبي والمعروف عن العرب الأترج والترنج مما يغلط فيه
العامة. وقوله:
بيضاء يمنعها تكلم دلها * تيها ويمنعها الحياء تميسا
فنصب تميس بان المحذوفة وهو ضعيف عند أكثر النحويين وفي هذه
القصيدة أبيات تعاب لا باس بالإشارة إليها هنا قال الصاحب ومن تصريفه
الحسن وضعه التقييس موضع القياس في قوله:
بشر تصور غاية في آية * تفني الظنون وتفسد التقبيسا
ويليه بيت ان لم يستح أصحابه منه سلمناه لهم وهو:
وبه يضن على البرية لا بها * وعليه منها لا عليها يوسى
وليس بالحلو قوله:
صدق المخبر عنك دونك وصفه من بالعراق يراك في طرسوسا
اه وقوله:
وتكرمت ركباتها عن مبرك * تقعان فيه وليس مسكا أذفرا
فجمع ركبات ثم أعاد عليها ضمير المثنى فقال تقعان وهو ضعيف
وغير سديد في صنعة الاعراب وقوله:
ليس أأرباب يا علي همام * سيفه دون عرضه مسلول
قال الصاحب ومن شعره الذي يدخل في العزائم ويكتب في
الطلسمات قوله:
لم تر من نادمت الاكا * لا لسوى ودك لي ذاكا
واحسب انه بهذا البيت أشد سرورا من أم الواحد بواحدها وقد آب
بعد فقد أو بشرت به عقب ثكل اه وجعله الثعالبي من التعسف في
اللغة والاعراب فإنه وصل الضمير بالا وحقه الفصل كما قال تعالى ضل
(٥٤٦)

من تدعون الا إياه وان ورد شاذا في كلام العرب كقوله:
وما نبالي إذا ما كنت جارتنا * ان لا يجاورنا أأرباب ديار
وقوله: لأنت اسود في عيني من الظلم فان افعل التفضيل لا
يصاغ مما اسم فاعله على افعل كأسود واحمر واعرج وانما يقال أشد سوادا
وحمرة وعرجا وقوله: جللا كما بي فليك التبريح وحذف النون من يكن إذا
استقبلها الألف واللام خطا عند النحويين لأنها تتحرك إلى الكسرة وانما
تحذف تخفيفا إذا سكنت وقوله أمط عنك تشبيهي بما وكانه والتشبيه بما
محال وقوله:
لعظمت حتى لو تكون أمانة * ما كان مؤتمنا بها جبرين
قال الصاحب قلب هذه اللام إلى النون أبغض من وجه المنون ولا
احسب جبريل ع يرضى منه بهذا المجاز اه هذا على ما في
معنى البيت من الفساد والقبح وسوء الأدب مع جبرئيل ع.
وقوله:
حملت إليه من ثنائي حديقة * سقاها الحجى سقي الرياض السحائب
بنصب الرياض وخفض السحائب اي سقي السحائب الرياض وفيه
الفصل بين المضاف والمضاف إليه: قال الصاحب: ومن مجازاته التي
خلقها خلقا متفاوتا تخفيفه الغاش وهذا ما لا اعلم سامعا باسم الأدب
يسوغه أو يسمح فيه فيجوزه وذلك في قوله:
كأنك ناظر في كل قلب * فما يخفى عليك محل غاش
٥ الخروج عن الوزن
كقوله:
تفكره علم ومنطقه حكم * وباطنه دين وظاهره ظرف
قال الصاحب في هذه القصيدة سقطة عظيمة لا يفطن لها الا من جمع
في علم وزن الشعر بين العروض والذوق وهو هذا البيت وذاك ان سبيل
عروض الطويل ان تقع مفاعلن وليس يجوز ان تأتي مفاعيلن الا إذا كان
البيت مصرعا اللهم الا ان يضعه عروضي لتمام الدائرة فهذه العروض قد
ألزمت القبض لعلل ليس هذا موضع ذكرها. ونحن نحاكمه إلى كل شعر
للقدماء والمحدثين على بحر الطويل فما نجد له على خطائه مساعدا اه
وقال الثعالبي لأنه لم يجئ عن العرب مفاعيلن في عروض الطويل غير
مصرع وانما جاء مفاعلن وقال الصاحب عن مطلع هذه القصيدة ومن
معانيه التي تنبئ عن هوسه وعشقه لنفسه قوله:
لجنية أم غادة رفع السجف * لوحشية لا ما لوحشية شنف
وقال القاضي أبو الحسن الجرجاني وقد عيب عليه أيضا بقوله:
انما بدر بن عمار سحاب * هطل فيه ثواب وعقاب
لأنه اخرج الرمل على فاعلاتن واجرى جميع القصيدة على ذلك في
الأبيات غير المصرعة وانما جاء الشعر على فاعلن وإن كان أصله في الدائرة
فاعلاتن.
٦ استعمال الغريب والوحشي
مع أنه من المحدثين ونسج على منوالهم بل ربما انحط عنهم بالركاكة
ومع ذلك يستعمل الغريب الوحشي والشاذ البدوي بل ربما زاد في ذلك على
أقحاح المتقدمين فحصل كلامه بين طرفي نقيض كقوله:
وما ارضى لمقلته بحلم * إذا انتبهت توهمه ابتشاكا
والابتشاك الكذب قال الثعالبي ولم اسمع فيه شعرا قديما ولا محدثا
سوى هذا البيت. وقوله في وصف الغيث:
لساحيه على الأجداث حفش * كأيدي الخيل أبصرت المخالي
الساحي القاشر ومنه سميت المسحاة لأنها تقشر وجه الأرض
والحفش مصدر حفش السيل حفشا إذا جمع الماء من كل جانب إلى
مستنقع. وقوله في وصف السيف:
ودقيق قذى الهباء أنيق * متوال في مستو هزهاز
قذى بمعنى مقدار يقال بينهما قيد رمح وقاد رمح وقدى رمح، وقوله:
أ معاهد الأحباب ان الأدمعا تطس الخدود كما يطسن اليرمعا
تطس تدق واليرمع الحجارة البيض الرخوة. وقوله:
والى حصى ارض أقام بها * بالناس من تقبيلها يلل
اليلل اقبال الأسنان وانعطافها على باطن الفم قال الثعالبي ولم
أسمعه في شعر غيره. وقوله: الشمس تشرق والسحاب كنهورا الكنهور
القطعة العظيمة من السحاب. وقوله: وقد غمرت نوالا أيها النال النال
المعطي. وقوله: اسائلها عن المتديريها اي لمتخذيها دارا قال الصاحب
لفظة المتديريها لو وقعت في بحر صاف لكدرته ولو ألقي ثقلها على جبل سام
لهذه وليست للمقت فيها نهاية ولا للبرد معها غاية. قال الصاحب وأطم ما
يتعاطاه التفاصح بالألفاظ النافرة والكلمات الشاذة حتى كأنه وليد خباء أو
غذي لبن لم يطأ الحضر ولم يعرف المدر فمن ذلك قوله
أ يفطمه التوراب قبل فطامه * ويأكله قبل البلوغ إلى الاكل
ولا أدري كيف عشق التوراب حتى جعله عوذة شعره اه قال
الثعالبي وليس ذلك سائغا لمثله وهو وليد قرية ومعلم صبية اه
والتوراب لغة في التراب. ومن الجموع الغريبة التي يوردها قوله في جمع
الأرض:
أروض الناس من ترب وخوف * وارض أبي شجاع من أمان
وقوله في جمع اللغة: عليم باسرار الديانات واللغى وفي جمع الدنيا:
أعز مكان في الدنى سرج سابح وقوله في جمع الأخ:
كل آخائه كرام بني الدنيا * ولكنه كريم الكرام
قال الصاحب ومن لغاته الشاذة وكلماته النادة ما في هذا البيت ولو
وقع الاخفاء في رائية الشماخ لاستثقل فكيف مع أبيات منها:
قد سمعنا ما قلت في الأحلام * وأنلناك بدرة في المنام
والكلام إذا لم يتناسب زيفته جهابذته وبهرجته نقاده اه.
٧ الركاكة بألفاظ العامة والسوقة ومعانيهم
كقوله:
رماني خساس الناس من صائب استه * وآخر قطن من يديه الجنادل
(٥٤٧)

قال الصاحب: ومما انتصف فيه عند نفسه فكان الباحث لمديته
والكاشف لعورته هذا البيت. وقوله:
وان ماريتني فاركب حصانا * ومثله تخر له صريعا
وقوله:
إن كان لا يدعى الفتى الا كذا * رجلا فسم الناس طرا إصبعا
وقوله:
قسا فالأسد تفزع من يديه * ورق فنحن نفزع ان يذوبا
وقوله:
تألم درزه والدرز لين * كما يتألم العضب الصنيعا
وقوله:
لسري لباسه خشن القطن * ومروي مرو لبس القرود
وقوله:
ما أنصف القوم ضبه * وأمه الطرطبه
إلى آخر القصيدة وجلها على هذا المنوال وقوله: ولفظ يريك الدر
مخشلبا ولو عد مخشلبا من الغريب الوحشي لجاز. وقوله:
إن كان مثك كان أو هو كائن * فبرئت حينئذ من الاسلام
قال الصاحب حينئذ هنا أنفر من غير منفلت. قال ومن ركيك
صنعته في وصف شعره والزراية على غيره
قوله: ان بعضا من القريض هراء * ليس شيئا وبعضه احكام
منه ما يجلب البراعة والذهن * ومنه ما يجلب البرسام
قال الصاحب وههنا بيت ترضى باتباعه فيه اي نرضى بحكم اتباع
المتنبي فيه وما ظنك بمحكم مناوئيه ثقة بظهور حقه وابراء زنده وان لم يكن
التحكيم بعد أبي موسى من مقتضى الحزم وموجب العزم وهو:
أطعناك طوع الدهر يا ابن ابن يوسف * بشهوتنا والحاسد ولك بالرغم
وان كنا حكمناهم فما يبعدهم من أن يفضلوا هذا على قول أبي
عبادة:
عرف العارفون فضلك * بالعلم وقال الجهال بالتقليد
نعم وتقدمه على قوله:
لا أدعي لأبي العلاء فضيلة * حتى يسلمها إليه عداه
وقوله:
تقضم الجمر والحديد الأعادي * دونه قضم سكر الأهواز
وقوله:
فكانما حسب الأسنة حلوة * أو ظنها البرني والآزاذا
قال الصاحب إذا جمع السكر إلى البرني والآزاذ ثم الامر اه
والبرني والآزاذ نوعان من التمر. قال القاضي ومن أمثاله العامية قوله:
وكل مكان اتاه الفتى * على قدر الرجل فيه الخطى
٨ ابعاد الاستعارة والخروج بها عن حدها
كقوله في رثاء أخت سيف الدولة:
مسرة في قلوب الطيب مفرقها * وحسرة في قلوب البيض واليلب
اي ان مفرقها مسرة في قلوب الطيب لوجود الطيب فيه وحسرة في
قلوب البيض واليلب لعدم وجودهما على مفرقها لأن النساء لا تلبس بيضة
الحرب وقوله:
تجمعت في فؤاده همم * ملء فؤاد الزمان إحداها
وقوله:
لم يحك نائلك السحاب وانما * حمت به فصبيبها الرخصاء
وقوله:
الا يشب فلقد شابت له كبد * شيبا إذا خضبته سلوة نصلا
فجعل للطيب والبيض واليلب قلوبا وللسحاب حمى وللزمان فؤادا
وللكبد شيبا وهذه استعارات لم تجر على شبه قريب ولا بعيد وانما تصح
الاستعارة وتحسن على وجه من الوجوه المناسبة وطرق من الشبه والمقاربة قال
الصاحب: وعهدت الأدباء وعندهم ان أبا تمام أفرط في قوله:
شاب رأسي وما رأيت مشيب * الرأس إلا من فضل شيب الفؤاد
فعمد هذا إلى المعنى فاخذه ونقل الشيب إلى الكبد وجعل له خضابا
ونصولا فقال أ لا يشب البيت قال: ولما سمع الشعراء قبله قد أبدعوا
فقالوا:
بيد السماك خطامها وزمامها * وله على ظهر المجرة مركب
تشبه بهم فجعل للبنين حلواء فقال
وقد ذقت حلواء البنين على الصبا * فلا تحسبيني قلت وما قلت عن جهل
وما زلنا نتعجب من قول أبي تمام:
لا تسقني ماء الملام فإنني * صب قد استعذبت ماء بكائي
فخف علينا بحلواء البنين. قال ومن استرساله إلى الاستعارة التي لا
يرضاها عاقل ولا يلتفت إليها فاضل قوله:
في الخد ان عزم الحبيب رحيلا * مطر تزيد به الخدود محولا
فالمحول في الخدود من البديع المردود ثم لهذا الابتداء في القصيدة من
العيوب ما يضيق الصدور.
٩ الاستكثار من قول ذا
قال القاضي وهي ضعيفة في صنعة الشعر دالة على التكلف وربما
وافقت موضعا تليق به فاكتسبت قبولا اما في أكثر ما جاء به فهي سخافة
وضعف كقوله:
قد بلغت الذي أردت من البر * ومن حق ذا الشريف عليكا
وإذا لم تسر إلى الدار في * وقتك ذا خفت ان تسير اليكا
وقوله:
لو لم تكن من ذا الورى اللذ منك هو * عقمت بمولد نسلها حواء
قال الصاحب: وهؤلاء المتعصبون له يصلح عندهم ان ينقش هذا
البيت على صدور الكواعب.
وقوله:
عن ذا الذي حرم الليوث كماله * تنسى الفريسة خوفه لجماله
وقوله:
وإن بكينا له فلا عجب * ذا الجزر في البحر غير معهود
(٥٤٨)

وقوله:
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم * قفاه على الاقدام للوجه لائم
وقوله:
أبا المسك ذا الوجه الذي كنت تائقا * إليه وذا الوقت الذي كنت راجيا
وقوله: وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب وقوله.
أريد من زمني ذا ان يبلغني * ما ليس يبلغه في نفسه الزمن
وقوله: يضاحك في ذا اليوم كل حبيبه قال ولو تصحفت شعره
لوجدت فيه أضعاف ما ذكرناه من هذه الإشارة وأنت لا تجد منها في عدة
دواوين جاهلية حرفا والمحدثون أكثر استعانة بها لكن في الفرط والندرة أو
على سبيل الغلط والفلتة.
١٠ الافراط في المبالغة والخروج فيه إلى الإحالة
كقوله:
ونالوا ما اشتهوا بالحزم هونا * وصاد الوحش نملهم دبيبا
وقوله:
وضاقت الأرض حتى صار هاربهم * إذا رأى غير شئ ظنه رجلا
فبعده والى ذات اليوم لو ركضت * بالخيل في لهوات الطفل ما سعلا
وقوله:
وأعجب منك كيف قدرت تنشأ * وقد أعطيت في المهد الكمالا
وأقسم لو صلحت يمين شئ * لما صلح العباد له شمالا
وأما قوله:
بمن أضرب الأمثال أم من أقيسه * إليك وأهل الدهر دونك والدهر
وقوله:
ولو قلم القيت في شق رأسه * من السقم ما غيرت من خط كاتب
وقوله:
من بعد ما كان ليلي لا صباح له * كان أول يوم الحشر آخره.
فهو مما لا يستهجن في صنعة الشعر على أن كثيرا من النقدة لا
يرتضون هذا الافراط كله. ١١ تكرير اللفظ في البيت الواحد من غير تحسين.
كقوله:
ومن جاهل بي وهو يجهل جهله * ويجهل علمي انه بي جاهل
قال الصاحب كنت اسمع رواية المعلى للخليل بن أحمد:
لكن جهلت مقالتي فعذلتني * وعلمت انك جاهل فعذرتكما
واقتفاه في قوله: ومن جاهل بي البيت. وفي رافعي رايته من
يشغف بهذا البيت أشد من شغفنا بقول حبيب بن أوس:
أبا جعفر ان الجهالة أمها * ولود وأم العلم جداء حائل
اه وقوله في هذه القصيدة:
فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا * قلاقل هم كلهن قلاقل
قال الصاحب: وكان الناس يستبشعون قول مسلم:
سلت وسلت ثم سل سليلها * فاتى سليل سليلها مسلولا
حتى جاء هذا المبدع فقال:
وأفجع من فقدنا من وجدنا * قبيل الفقد مفقود المثال
فالمصيبة في الراثي أعظم منها في المرثي وقوله:
عظمت فلما لم تكلم مهابة * تواضعت وهو العظم عظما من العظم
قال الصاحب فما أكثر عظام هذا البيت مع أنه قول الطائي:
تعظمت عن ذاك التعظم فيهم * وأوصاك نبل القدر ان لا تنبلا
قال وبلغني انه كان إذا أنشد شعر أبي تمام قال هذا نسيج مهلهل
وشعر مولد وما اعرف طائيكم هذا وهو دائب يسرق منه ويأخذ عنه ثم
يأخذ ما يسرقه في أقبح معنى كخريدة البست عباءة وعروس جليت في
مسرح ولولا خوف تضييع الأوقات لأطلت في هذا المكان قال وما أحسن ما
قال الأصمعي لمن أنشده:
فما للنوى جد النوى قطع النوى * كذاك النوى قطاعة لوصال
لو سلط الله على هذا البيت شاة لأكلت هذا النوى كله.
وقوله:
ولا الضعف حتى يتبع الضعف ضعفه * ولا ضعف الضعف بل مثله ألف
وقوله:
ولم أر مثل جيراني ومثلي * لمثلي عند مثلهم مقام
وقوله:
العارض الهتن ابن العارض الهتن * ابن العارض الهتن ابن العارض الهتن
كذا في اليتيمة ولكن علماء البلاغة عدوا ذلك في أنواع البديع.
وقوله:
واني وإن كان الدفين حبيبه * حبيب إلى قلبي حبيب حبيبي
وقوله:
لك الخير غيري رام من غيرك الغنى * وغيري بغير اللاذقية لاحق
وقوله:
ملومة لا تدوم ليس لها * من ملل دائم بها ملل
وقوله:
قبيل أنت أنت وأنت منهم * وجدك بشر الملك الهمام
وقوله:
وكلكم اتى مأنى أبيه * فكل فعال كلكم عجاب
وقوله:
وما انا وحدي قلت ذا الشعر كله * ولكن نفسي فيك من شعره شعر
وقوله:
انما الناس حيث أنت وما * الناس بناس في موضع منك خالي
وقوله:
ولولا تولي نفسه حمل حمله * عن الأرض لانهدت وناء بها الحمل
(٥٤٩)

وقوله:
ونهب نفوس أهل النهب أولى * باهل النهب من نهب القماش
وقوله:
وطعن كان الطعن لا طعن عنده * وضرب كان النار من حره برد
وقوله:
أراه صغيرا قدرها عظم قدره * فما لعظيم قدره عنده قدر
وقوله:
جواب مسائلي أله نظير * ولا لك في سؤالك لا إلا لا
قال الصاحب: ومما لم اقدره يلج سمعا أو يرد أذنا هذا البيت وقد
سمعت بالتمتام ولم اسمع باللألاء حتى رأيت هذا المتكلف المتعسف الذي لا
يقف حيث يعرف.
١٢ الخطا في جمع الأسامي في الشعر.
قال الصاحب لم ننفك مستحسنين لجمع الأسامي في الشعر كقوله:
ان يقتلوك فقد ثللت عروشهم * بعتيبة بن الحارث بن شهاب
وقول الآخر عباد بن أسماء بن زيد بن قارب واحتذى هذا
الفاضل على مثالهم وطرقهم فقال:
وأنت أبو الهيجا بن حمدان يا * ابنه تشابه مولود كريم ووالد
وحمدان حمدون وحمدان حارث * وحارث لقمان ولقمان راشد
وهذه من الحكمة التي ذخرها أرسطاطاليس وأفلاطون لهذا الخلف
الصالح وليس على حسن الاستنباط قياس.
١٣ التصغير المستبشع المستثقل
كقوله حبيبتا قلبي وقوله: نام الخويلد عن لييلتنا وقوله: لييلتنا
المنوطة بالتنادي وغير ذلك اما قوله: أ في كل يوم تحت ضبني شويعر فهو
جيد. ١٤ إساءة الأدب بالأدب
كقوله:
فغدا أسيرا قد بللت ثيابه * بدم وبل ببوله الأفخاذا
قال الصاحب وكان الرجل محربا فقال في وصف الحروب وما ينتج
من رعب القلوب فغدا أسيرا البيت وبعده:
فكانه حسب الأسنة حلوة * أو ظنها البرني والآزاذا
فلا أدري أ كان في الحرب أم في سوق التمارين بالبصرة. وقوله:
ما بين كأذني المستغير * كما بين كأذتي البائل (١)
وقوله:
خف الله واستر ذا الجمال ببرقع * فان لحت حاضت في الخدور العواتق
وذكر الحيض والبول مما لا يحسن في مخاطبة الملوك والرؤساء ويقال انه
لما أنكر عليه حاضت غيره بذابت وأقبح موقعا من ذلك قوله يرثي أخت
سيف الدولة ويعزيه عنها:
وهل سمعت سلاما لي ألم بها * فقد أطلت وما سلمت عن كثب
وما باله يسلم على حرم الملوك ويذكر منهن ما يذكر المتغزل في قوله:
يعلمن حين تحيا حسن مبسمها * وليس يعلم إلا الله بالشنب
وكان أبو بكر الخوارزمي يقول لو عزاني انسان عن حرمة لي بمثل هذا
لألحقته بها وضربت عنقه على قبرها. قال الصاحب ولقد مررت على مرثية
له في أم سيف الدولة تدل مع فساد الحس على سوء أدب النفس وما ظنك
بمن يخاطب ملكا في امه بقوله:
رواق للعز فوقك مسبطر * وملك علي ابنك في كمال
ولعل لفظة الاسبطرار في مراثي النساء من الجذلان الرقيق الصفيق
المغير نعم هذه القصيدة يظن المتعصبون له انها من شعره بمثابة وقيل يا
أرض ابلعي ماءك من القرآن واصدع بما تؤمر من الفرقان وفيها
يقول:
وهذا أول الناعين طرا * لأول ميتة في ذا الجلال
ومن سمع باسم الشعر عرف تردده في انتهاك الستر ولما أبدع في هذه
المرثية واخترع قال:
صلاة الله خالقنا حنوط * على الوجه المكفن بالجمال
وقد قال بعض من يغلو فيه هذه استعارة فقلت صدقت ولكنها
استعارة حداد في عرس، قال الثعالبي ما أدري هذه الاستعارة أحسن أم
وصفه وجه والدة ملك يرثيها بالجمال أم قوله في وصفه قرابتها وجواريها:
اتتهن المصائب غافلات * فدمع الحزن في دمع الدلال
قال الصاحب ولما أحب تقريظ المتوفاة والافصاح عن انها من
الكريمات أعمل دقائق فكره واستخرج زبد شعره فقال:
ولا من جنازتها تجار * يكون وداعهم خفق النعال (٢)
قال ولعل هذا البيت عنده وعند كثير ممن يقول بإمامته. أحسن من
قول الشاعر:
أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه * فطيب تراب القبر دل على القبر
وفي اليتيمة ما ظنك بمن يخاطب ملكا في أمه بقوله:
بعيشك هل سلوت فان قلبي * وان جانبت أرضك غير سالي
فيتشوق إليها ويخطئ خطا لم يسبق إليه وانما يقول مثل ذلك من
يرثي بعض أهله فاما استعماله إياه في هذا الموضع فدال على ضعف البصر
بمواقع الكلام قال الصاحب: وكان الشعراء يصفون المآزر تنزيها لألفاظها
عما يستشنع ذكره حتى تخطى هذا الشاعر المطبوع إلى التصريح الذي لم يهتد
له غيره فقال:
اني على شغفي بما في خمرها * لأعف عما في سراويلاتها
قال وكثير من العهر أحسن من هذا العفاف اه.
١٥ إساءة الأدب فيما يرجع إلى الدين
وعنونه الثعالبي بالافصاح عن ضعف العقيدة ورقة الدين والأولى

(١) الكاذة لحم الفخذ والمستغير الطالب الغارة اي ان المستغير من هذه الخيل كان يفرج بين رجليه
من شدة العدو كما يفرج البائل لئلا يصيبه البول.
(٢) تجار جمع تجر جمع تأجر يعني ان الذين كانوا في جنازتها لم يكونوا تجارا لأنها ليست من نساء
السوقة يمشي وراء جنازتها تجار ونحوهم ينفضون الغبار عن نعالهم بعد دفنها.
(٥٥٠)

العنوان الذي ذكرناه لأننا لا نستطيع ان نجزم بان ما يأتي دال على ضعف
عقيدة المتنبي لما ستعرف. قال الثعالبي: على أن الديانة ليست عيارا على
الشعراء ولا سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر ولكن للاسلام حقه من
الاجلال الذي لا يسوع الاخلال به قولا وفعلا ونظما ونثرا ومن استهان بأمره
ولم يضع ذكره وذكر ما يتعلق به في موضع استحقاقه فقد باء بغضب من الله
تعالى لمقته في وقته اه يعني ان التدين وإن لم يرتبط بالشاعرية الا ان
الشاعر المسلم عليه ان يراعي حقوق الاسلام في شعره والا كان ذلك مخلا
بشاعريته لأنه وضع الشئ في غير محله وأول ما يطلب من الشاعر وضع
الأمور في محالها قال وكثيرا ما قرع المتنبي هذا الباب بمثل قوله:
يترشفن من فمي رشفات هن فيه أحلى من التوحيد
وقوله:
ونصفي الذي يكنى أبا الحسن الهوى * ونرضي الذي يسمى الاله ولا يكنى
وقوله:
تتقاصر الأفهام عن إدراكه * مثل الذي الأفلاك فيه والدنا
قال الثعالبي وقد أفرط جدا لأن الذي الأفلاك فيه والدنا هو علم
الله عز وجل وقوله لعضد الدولة:
الناس كالعابدين آلهة * وعبده كالموحد اللاها
وقوله في مدح طاهر العلوي:
وأبهر آيات التهامي انه * أبوكم واحدى ما له من مناقب
وقوله:
لو كان علمك بالإله مقسما * في الناس ما بعث الاله رسولا
لو كان لفظك فيهم ما أنزل * التوراة والفرقان والإنجيلا
وقوله:
لو كان ذو القرنين أعمل رأيه * لما أتى الظلمات صرن شموسا
لو كان صادف رأس عازر سيفه * في يوم معركة لأعيا عيسى
عازر اسم الرجل الذي أحياه المسيح عليه الصلاة والسلام بإذن الله
عز وجل:
لو كان لج البحر مثل يمينه * ما انشق حتى جاز فيه موسى
الغلط بوضع الكلام في غير موضعه
كقوله:
أغار على الزجاجة وهي تجري * على شفة الأمير أبي الحسين
وهذه الغيرة إنما تكون بين المحب ومحبوبه كما قال أبو الفتح كشاجم وأحسن:
أغار إذا دنت من فيه كأس * على در يقبله الزجاج
فاما الامراء والملوك فلا معنى للغيرة على شفاهها. وكقوله:
وغر الدمستق قول الوشاة * أن عليا ثقيل وصب
فجعل الأمراء يوشى بهم وإنما الوشاية السعاية ونحوها ومن شأن
الممدوح أن يفضل على عدوه ويجري العدو مجرى بعض أصحابه وليس
بسائغ في اللغة أن يقال وشى فلان بالسلطان إلى بعض رعيته وكقوله في
وصف الحمى المعرقة:
إذا ما فارقتني غسلتني * كانا عاكفان على حرام
وليس الحرام أخص بالاغتسال منه من الحلال وكقوله في وصف مهره:
وزاد في الأذن على الخرانق الخرانق جمع خرنق وهو ولد الأرنب وأذن
الفرس يستحب فيها الدقة والانتصاب وتشبه بطرف القلم وأذن الأرنب على
الضد من هذا الوصف.
امتثال ألفاظ المتصوفة
واستعمال كلماتهم المعقدة ومعانيهم الخلقة
كقوله في وصف فرس: سبرح لها منها عليها شواهد هكذا ذكر
الثعالبي وقال الصاحب كنت أتعجب من كلام أبي يزيد البسطامي في
المعرفة وألفاظه المعقدة وكلماته المبهمة حتى سمعت قول شاعرنا في صفة
فرس: سبوح لها منها عليها شواهد اه ومن ذلك يعلم أن الثعالبي
تبع الصاحب في هذا النقد. والحق أن هذا الوصف والتعبير لا غبار عليه
سواء كان من ألفاظ المتصوفة أو المتقطنة وقوله:
إذا ما الكاس أرعشت اليدين * صحوت فلم تحل بيني وبيني
وقوله:
أ فيكم فتى حر فيخبرني عني * بما شربت مشروبة الراح من ذهني
وقوله:
نال الذي نلت منه مني * لله ما تصنع الخمور
وقوله:
كبر العيان علي حتى أنه * صار اليقين من العيان توهما
وقوله:
وبه يضن على البرية لا بها * وعليه منها لا عليها يوسى
وقوله:
ولولا أنني في غير نوم * لكنت أظنني مني خيالا
قال الصاحب: ومن شعره الذي يتباهى به بالسلاسة وخلوه من
الشراسة الموجودة في طبعه بيت رقية العقرب أقرب إلى الافهام منه وهو:
نحن من ضايق الزمان له * فيك وخانته قربك الأيام
فان قوله له فيك لو وقع في عبارات الجنيد والشبلي لتناءت عنه
المتصوفة دهرا بعيدا. قال الثعالبي ومن أشد ما قاله في هذا المعنى قوله:
ولكنك الدنيا إلي حبيبة * فما عنك إلا إليك ذهاب
ومر في بعض هذا أنه غير مضر بحسن الشعر.
الخروج عن طريق الشعر إلى طريق الفلسفة
كقوله:
ولجدت حتى كدت تبخل حائلا * للمنتهى ومن السرور بكاء
أي جدت إلى النهاية حتى كاد جودك أن يحول وينقلب بخلا.
وقوله:
ألف هذا الهواء أوقع في الأنفس * أن الحمام مر المذاق
والأسى قبل فرقة الروح عجز * والأسى لا يكون بعد الفراق
(٥٥١)

أي الخوف من الموت قبل مفارقة الروح البدن عجز وضعف لما ذكره
في البيت الأول وبعد فراق الروح الجسد ينتقل المرء إلى عالم آخر فلا يأسى
على هذا الفراق وقوله:
تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم * إلا على شجب والخلف في الشجب
فقيل تخلص نفس المرء سالمة * وقيل تشرك جسم المرء في العطب
الشجب الهلاك فهو قد تعرض لبقاء النفس وفنائها ثم قال:
ومن تفكر في الدنيا ومهجته أقامه الفكر بين العجز والتعب
وقوله:
فدعاك حسدك الرئيس وأمسكوا * ودعاك خالقك الرئيس الأكبرا
خلفت صفاتك في العيون كلامه * كالخط يملأ مسمعي من أبصرا
الضمير في كلامه يرجع للخالق في البيت الذي قبله أي جاءت
صفاتك خلفا لكلامه في حقك فطابقته فكان كمن رأى شيئا مكتوبا ثم
سمع مضمونه وقوله:
تمتع من سهاد أو رقاد * ولا تأمل كرى تحت الرجام
فان لثالث الحالين معنى * سوى معنى انتباهك والمنام
الحالان السهاد والرقاد وثالثهما الموت قال ابن جني أرجو أن لا يكون
أراد بذلك أن نومه القبر لا انتباه لها اه والظاهر أنه أراد بذلك أنها
أعظم منهما وأشد لما فيها من الأهوال.
استكراه التخلص
قال القاضي الجرجاني لعلك لا تجد في شعره تخلصا مستكرها إلا
قوله:
أحبك أو يقولوا جر نمل * ثبيرا وابن إبراهيم ريعا
فاما قوله:
ضني في الهوى كالسم في الشهد كامنا * لذذت به جهلا وفي اللذة الحتف
فافنى وما أفنته نفسي كأنما * أبو الفرج القاضي له دونها كهف
وقوله:
لو استطعت ركبت الناس كلهم * إلى سعيد بن عبد الله بعرانا
وقوله:
أعزم مكان في الدنا سرج سابح * وخير جليس في الزمان كتاب
وبحر أبو المسك الخضم الذي له * على كل بحر زخرة وعباب
فهي وإن لم تكن مستحسنة مختارة فليست بالمستهجن الساقط اه
هكذا نقله في اليتيمة وذكره في الصبح ولم يعزه لأحد وهو عجيب أن يكون
قوله: لو استطعت ركبت الناس ليس من المستهجن الساقط ويجعل
أحبك أو يقولوا حر نمل الخ مستكرها ولا يجعل: كأنما أبو الفرج القاضي له
دونها كهف وفي الصبح في قوله أحبك الخ فهذا تخلص ليس عليه شئ
من الجمال وهاهنا يكون الاقتضاب أحسن من التخلص فينبغي لسالك
هذا الطريق أن ينظر إلى ما يصوغه فان أتاه التخلص حسنا أتى به وإلا
فليدعه وكذلك قال في قصيدة:
على الأمير يرى ذلي فيشفع لي * إلى التي صيرتني في الهوى مثلا
والاضراب عن مثل هذا التخلص خير من ذكره وما ألقاه في هذه
الهفوة إلا أبو نواس حيث قال:
ساشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد * هواها لعل الفضل يجمع بيننا
على أن أبا نواس أخذ ذلك من قيس بن ذريح لكنه أفسده ولم يأت
به كما أتى به قيس ولذلك حكاية وهو أنه لما هام بليلى وجن بها رق له الناس
ورحموه فسعى ابن أبي عتيق إلى أن طلقها من زوجها وزوجها قيسا فقال
قيس:
جزى الرحمن أفضل ما يجازي * على الاحسان خيرا من صديق
فقد جربت اخواني جميعا * فما ألفيت كابن أبي عتيق
سعى في جمع شملي بعد صدع * ورأي حرت فيه عن الطريق
وأطفأ لوعة كانت بقلبي * أغصتني حرارتها بريقي
قبح المقاطع
والمقطع هو آخر القصيدة الذي يقطع عليه الكلام مع أنه هو والمطلع
والمخلص أحق بالجودة من كل أبيات القصيدة كقوله بعد أبيات أحسن فيها
وهي:
ولله سر في علاك وإنما * كلام العدى ضرب من الهذيان
أ تلتمس الأعداء بعد الذي رأت * قيام دليل أو وضوح بيان
رأت كل من ينوي لك الغدر يبتلى * بغدر حياة أو بغدر زمان
قضى الله يا كافور انك واحد * وليس بقاض أن يرى دونك الثقلان
وما لك تعني بالأسنة والقنا * وجدك طعان بغير سنان
ولم تحمل السيف الطويل نجاده * وأنت غني عنه بالحدثان
أرد لي جميلا جدت أو لم تجد به * فإنك ما أحييت في أتاني
وختمه بقوله:
لو الفلك الدوار أبغضت سعيه * لعوقه شئ عن الدوران
وقوله في مقطع قصيدة:
لو لم تكن من ذا الورى ألذ منك هو * عقمت بمولد نسلها حواء
وقوله:
خلت البلاد من الغزالة ليلها * فاعاضهاك الله كي لا تحزنا
جوامع ما يعاب به
وبعضه داخل فيما تقدم
قال الصاحب: ومن تعقيده الذي لا يشق غباره ولا تدرك آثاره
قوله:
وللترك للإحسان خير لمحسن * إذا جعل الاحسان غير ربيب
قال وما أشك أن هذا البيت أوقع عند حملة عرشه من قول حبيب:
إساءة الحادثات استنبطي نفقا * فقد أظلك احسان ابن حسان
قال وسأله سيف الدولة عن صفة فرس يقوده إليه أو يحمله عليه فقال
أبياتا منها:
ومن اللفظ لفظة تجمع الوصف * وذاك المطهم الموصوف
ومن هذا وصفه يقاد إليه المركب من مربط التجار كذا.
قال الصاحب ومن افتتاحه الذي يفتح طرق الكرب ويغلق أبواب
القلب قوله:
(٥٥٢)

أراع كذا كل الأنام همام * وسح له رسل الملوك غمام
ولو لم يتكلم في الشعر إلا من هو من أهله لما سمع مثل هذا قال ومن
مبادئه التي تجمع استكراه الألفاظ وسقوط المعنى قوله:
وما مطرتنيه من البيض والقنا * وروم العبدي هاطلات غمامه
قال ومن اسرافه الذي لا يصبر عنه قوله:
يا من يقتل من أراد بسيفه * أصبحت من قتلاك بالاحسان
فإنه أخذ قول الشاعر: أصلحتني بالجواد بل أفسدتني فجعل
الافساد قتلا عجرفة وتهورا. هذا ومذهب الشعراء المدح بالأحياء عند
العطاء وبالإماتة عند منع الحباء ولهذا استحسن قول الشاعر:
شتان بين محمد ومحمد * حي أمات وميت أحياني
فصحبت حيا في عطايا ميت * وبقيت مشتملا على الخسران
ومن هؤلاء العوام الذين يتهالكون فيه من هذا عنده أبدع من قول
البحتري:
أخجلتني بندى يديك فسودت * ما بيننا تلك اليد البيضاء
وقطعتني بالجود حتى أنني * متخوف أن لا يكون لقاء
صلة غدت في الناس وهي قطيعة * عجبا لبر راح وهو جفاء
قال ومن وسائط مقته قوله يحكى جور السلاف ويستأذن في
الانصراف:
نال الذي نلت منه مني * لله ما تصنع الخمور
وذا انصرافي إلى محلي * فاذن أيها الأمير
قال وكنت أقرأ كتب الألفاظ فلم أر أجمع من قوله:
الحازم اليقظ الأغر العالم * الفطن الألد الأريحي الأروعا
الكاتب اللبق الخطيب الواهب * الندس اللبيب الهبزري المصقعا
قال ومن اضطرابه في ألفاظه مع فساد أغراضه قوله:
قد خلف العباس غرتك ابنه * مرأى لنا وإلى القيامة مسمعا
قال وللشعراء فن في اشتقاق أسماء الممدوحين كقول علي بن
العباس:
كان أباه حين سماه صاعدا * رأى كيف يرقى في المعالي ويصعد
ففتل المتنبي في حبل اختنق به وقال:
في رتبة حجب الورى عن نيلها * وعلا فسموه علي الحاجبا
محاسن شعر المتنبي
حسن المطلع
كقوله:
فديناك من ربع وإن زدتنا كربا * فإنك كنت الشرق للشمس والغربا
نزلنا عن الأكوار نمشي كرامة * لمن بان عنه أن نلم به ركبا
وقوله:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * بلغت من العلياء كل مكان
وقوله:
أعلى الممالك ما يبنى على الأسل * والطعن عند محبيهن كالقبل
وقوله:
اليوم عهدكم فأين الموعد * هيهات ليس ليوم موعدكم غد
الموت أقرب مخلبا من بينكم * والعيش أبعد منكم لا تبعدوا
وقوله:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم * وزال عنك إلى أعدائك الألم
حسن التخلص
كقوله:
مرت بنا بين تربيها فقلت لها * من أين جانس هذا الشادن العربا
فاستضحكت ثم قالت كالمغيث يرى * ليث الشري وهو من عجل إذا انتسبا
وقوله:
وغيث ظننا تحته ان عامرا * علا لم يمت أو في السحاب له قبر
وقوله:
وإلا فخانتني القوافي وعاقني * عن ابن عبيد الله ضعف العزائم
إذا صلت لم اترك مصالا لصائل * وإن قلت لم أترك مقالا لعالم
وقوله:
نودعهم والبين فينا كأنه * قنا ابن أبي الهيجاء في قلب فيلق
وقوله:
ومقانب بمقانب غادرتها * أقوات وحش كن من أقواتها
أقبلتها غرر الجياد كأنما * أيدي بني عمران في جبهاتها
وقوله:
حدق يذم من القواتل غيرها * بدر بن عمار بن إسماعيلا
وقوله:
ولو كنت في أسر غير الهوى * ضمنت ضمان أبي وائل
فدى نفسه بضمان النضار * وأعطى صدور القنا الذابل
وقوله:
خليلي ما لي لا أرى غير شاعر * فكم منهم الدعوى ومني القصائد
فلا تعجبا أن السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد
النسيب بالإعرابيات
كقوله:
من الجاذر في زي الأعاريب * حمر الحلى والمطايا والجلابيب
ومر أكثرها. قال الثعالبي وله طريقة ظريفة في وصف البدويات قد
تفرد بحسنها وأجاد ما شاء فيها فمنها قوله:
هام الفؤاد باعرابية سكنت * بيتا من القلب لم تضرب به طنبا
مظلومة القد في تشبيهها غصنا * مظلومة الريق في تشبيهه ضربا
وقوله:
ان الذين أقمت واحتملوا * أيامهم لديارهم دول
الحسن يرحل كلما رحلوا * معهم وينزل حيثما نزلوا
في مقلتي رشا تديرهما * بدوية فتنت بها الحلل
تشكو المطاعم طول هجرتها * وصدودها ومن الذي تصل
(٥٥٣)

وصفها بقلة الطعم وهي محمودة في نساء العرب:
ما أمارت في القعب من لبن * تركته وهو المسك والعسل
قالت أ لا تصحو فقلت لها * أعلمتني أن الهوى ثمل
وقوله:
ديار اللواتي دارهن عزيزة * بطول القنا يحفظن لا بالتمائم
حسان التثني ينقش الوشي مثله * إذا مسن في أجسادهن النواعم
ويبسمن عن در تقلدن مثله * كان التراقي وشحت بالمباسم
حسن التصرف في سائر الغزل
كقوله:
قد كان يمنعه الحياء من البكا * فالآن يمنعه الحيا ان يمنعا
حتى كان لكل عظم رنة * في جلده ولكل عرق مدمعا
سفرت وبرقعها الحياء بصفرة * سترت محاسنها ولم تك برقعا
فكانها والدمع يقطر فوقها * ذهب بسمطي لؤلؤ قد رصعا
كشفت ثلاث ذوائب من شعرها * في ليلة فارت ليالي أربعا
واستقبلت قمر السماء بوجهها * فأرتني القمرين في وقت معا
وقوله:
أ يدري الربع اي دم أراقا * وأي قلوب هذا الركب شاقا
لنا ولأهله أبدا قلوب * تلاقى في جسوم ما تلاقى
فليت هوى الأحبة كان عدلا * فحمل كل قلب ما أطاقا
وقد أخذ التمام البدر فيهم * وأعطاني من السقم المحاقا
وبين الفرع والقدمين نور * يقود بلا أزمتها النياقا
وطرف أن سقى العشاق كأسا * بها نقص سقانيها دهاقا
وخصر تثبت الأحداق فيه * كان عليه من حدق نطاقا
وقوله:
مثلت عينك في حشاي جراحة * فتشابها كلتاهما نجلاء
نفذت علي السابري وربما * تندق فيه الصعدة السمراء
وقوله:
كان العيس كانت فوق جفني * مناخاة فلما ثرن سالا
لبسن الوشي لا متجملات * ولكن كي يصن به الجمالا
وضفرن الغدائر لا لحسن * ولكن خفن في الشعر الضلالا
حسن التشبيه بغير أداته
كقوله:
بدت قمرا ومالت غصن بان * وفاحت عنبرا ورنت غزالا
وقوله:
ترنو إلي بعين الظبي مجهشة * وتمسح الطل فوق الورد بالعنم
وقوله:
قمرا نرى وسحابتين بموضع * من وجهه ويمينه وشماله
وقوله:
أعارني سقم عينيه وحملني * من الهوى ثقل ما تحوي مازره
وقوله:
عرفت نوائب الحدثان حتى * لو انتسبت لكنت لها نقيبا
الابداع في سائر التشبيهات والتمثيلات كقوله في السفر:
وإن نهاري ليلة مدلهمة * على مقلة من فقدكم في غياهب
بعيدة ما بين الجفون كأنما * عقدتم أعالي كل هدب بحاجب
وقوله:
كان رقيبا منك سد مسامعي * عن العذل حتى ليس يدخلها العذل
كان سهاد العين يعشق مقلتي * فبينهما في كل هجر لنا وصل
وقوله في الحمى:
وزائرتي كان بها حياء * فليس تزور الا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا * فعافتها وباتت في عظامي
وقوله في سرعة الأوبة وتقليل اللبث:
وما انا غير سهم في هواء * يعود ولم يجد فيه امتساكا
وقوله:
كريم نفضت الناس لما لقيته * كأنهم ما جف من زاد قادم
وكاد سروري لا يفي بندامتي * على تركه في عمري المتقادم
وقوله:
رضوا بك كالرضا بالشيب قسرا * وقد وخط النواصي والفروعا
وقوله في وصف الشعر:
إذا خلعت على عرض له حللا * وجدتها منه في أبهى من الحلل
بذي الغباوة من انشادها ضرر * كما تضر رياح الورد بالجعل
التمثيل بما هو من جنس صنعته
من النحو وعلم العربية
كقوله:
وانما نحن في جيل سواسية * شر على الحر من سقم على البدن
حولي بكل مكان منهم خلق * تخطي إذا جئت في استفهامها بمن
وقوله:
من اقتضى بسوى الهندي حاجته * أجاب كل سؤال عن هل بلم وقوله:
امضى ارادته فسوف له قد * واستقرب الأقصى فثم له هنا
وقوله:
دون التعانق ناحلين كشكلتي * نصب أدقهما وضم الشاكل
وقوله:
ولولا كونكم في الناس كانوا * هراء كالكلام بلا معاني
وقوله:
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا * مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم
المدح الموجه كالثوب له وجهان كلاهما حسن
كقوله:
نهبت من الأعمار ما لو حويته * لهنئت الدنيا بأنك خالد
(٥٥٤)

قال ابن جني لو لم يمدح أبو الطيب سيف الدولة الا بهذا البيت وحده
لكان قد أبقى فيه ما لا يخلقه الزمان وهذا هو المدح الموجه لأنه بنى البيت
على ذكر كثرة ما استباحه من أعمار أعدائه ثم تلقاه من آخر البيت بذكر
سرور الدنيا ببقائه واتصال أيامه وكقوله:
عمر العدو إذا لاقاه في رهج * أقل من عمر ما يحوي إذا وهبا
وقوله:
تشرق تيجانه بغرته * إشراق ألفاظه بمعناها
وقوله:
تشرق أعراضهم وأوجههم * كأنها في نفوسهم شيم
حسن التصرف في مدح سيف الدولة بهذا اللقب
كقوله:
لولا سمي سيوفه ومضاؤه * لما سللن لكن كالأجفان
وقوله:
يسمى الحسام وليست من مشابهة * وكيف يشتبه المخدوم والخدم
كل السيوف إذا طال الضراب بها * يمسها غير سيف الدولة السام وقوله:
تهاب سيوف الهند وهي حدائد فكيف إذا كانت نزارية عربا
وقوله:
تخير في سيف ربيعة أصله * وطابعه الرحمن والمجد صاقل
وقوله:
قلد الله دولة سيفها أنت * حساما بالمكرمات محلى
فإذا اهتز للندى كان بحرا * وإذا اهتز للعدي كان نصلا
وقوله:
فلا تعجبا ان السيوف كثيرة * ولكن سيف الدولة اليوم واحد
وأنت حسام الملك والله ضارب * وأنت لواء الدين والله عاقد
وقوله:
لقد سل سيف الدولة المجد معلما * فلا المجد مخفيه ولا الضرب ثالمه
على عاتق الملك الأغر نجاده * وفي يد جبار السماوات قائمه
وان الذي سمى عليا لمنصف * وان الذي سماه سيفا لظالمه
وما كل سيف يقطع الهام حده * وتقطع لزبات الزمان مكارمه
وقوله:
من السيوف بان تكون سميها * في أصله وفرنده ووفائه
طبع الحديد فكان من أجناسه * وعلي المطبوع من آبائه
الابداع في سائر مدائحه
كقوله:
ملك سنان قناته وبنانه * يتباريان دما وعرفا ساكبا
يستصغر الخطر الكبير لوفده * ويظن دجلة ليس تكفي شاربا
كالبدر من حيث التفت رأيته * يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا
كالشمس في كبد السماء وضوءها * يغشى البلاد مشارقا ومغاربا
كالبحر يقذف للقريب جواهرا * جودا ويبعث للبعيد سحائبا
وقوله:
ليس التعجب من مواهب ماله * بل من سلامتها إلى أوقاتها
عجبا له حفظ العنان بأنمل * ما حفظها الأشياء من عاداتها
لو مر يركض في سطور كتابة * أحصى بحافر مهره ميماتها
كرم تبين في كلامك ماثلا * ويبين عتق الخيل في أصواتها
أعيا زوالك عن محل نلته * لا تخرج الأقمار من هالاتها
فيه مدح وضرب مثل وتشبيه نادر.
وقوله:
ذكر الأنام لنا فكل قصيدة * أنت البديع الفرد من أبياتها
وقوله:
وما زلت حتى قادني الشوق نحوه * يسايرني في كل ركب له ذكر
واستكبر الاخبار قبل لقائه * فلما التقينا صغر الخبر الخبر
وقوله:
أزالت بك الأيام عتبي كأنما * بنوها لها ذنب وأنت لها عذر
وقوله:
بعثوا الرعب في قلوب الأعادي * فكان القتال قبل التلاقي
وتكاد الظبي لما عودوها * تنتضي نفسها إلى الأعناق
كل ذمر يزيد في الموت حسنا * كبدور تمامها في المحاق
كرم خشن الجوانب منهم * فهو كالماء في الشفار الرقاق
ومعال إذا ادعاها سواهم * لزمته جناية السراق
وقوله:
تمشي الكرام على آثار غيرهم * وأنت تخلق ما تأتي وتبتدع
من كان فوق محل الشمس موضعه * فليس يرفعه شئ ولا يضع
وقوله:
ارى كل ذي ملك إليك مصيره * كأنك بحر والملوك جداول
إذا أمطرت منهم ومنك سحابة * فوابلهم طل وطلك وابل
وقوله:
هم المحسنون الكر في حومة الوغى * وأحسن منه كرهم في المكارم
ولولا احتقار الأسد شبهتها بهم * ولكنها معدودة في البهائم
مخاطبة الممدوح بخطاب المحبوب
مع الاحسان والابداع
قال الثعالبي وهو مذهب له تفرد به واستكثر من سلوكه اقتدارا منه
وتبحرا في الألفاظ والمعاني ورفعا لنفسه عن درجة الشعراء كقوله لكافور:
وما انا بالباغي على الحب رشوة * ضعيف هوى يبغي عليه ثواب
وما شئت الا ان أدل عواذلي * على أن رأيي في هواك صواب
واعلم قوما خالفوني فشرقوا * وغربت اني قد ظفرت وخابوا
إذا نلت منك الود فالمال هين * وكل الذي فوق التراب تراب
وقوله له:
ولو لم تكن في مصر ما سرت نحوها * بقلب المشوق المستهام المتيم
وقوله لابن العميد:
تفضلت الأيام بالجمع بيننا * فلما حمدنا لم تدمنا على الحمد
(٥٥٥)

فجد لي بقلب ان رحلت فإنني * مخلف قلبي عند من فضله عندي
وقوله لعضد الدولة:
أروح وقد ختمت على فؤادي * بحبك أن يحل به سواكا
فلو اني استطعت حفظت طرفي * فلم أبصر به حتى اراكا
وقوله لسيف الدولة:
ما لي اكتم حبا قد برى جسدي * وتدعي حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته * فليت انا بقدر الحب نقتسم
استعمال ألفاظ الغزل والنسيب في وصف الحروب والجد
قال الثعالبي وهو أيضا مما لم يسبق إليه وتفرد به وأظهر فيه الحذق
بحسن النقل وأعرب عن جودة التصرف كقوله:
أعلى الممالك ما يبني على الأسل * والطعن عند محبيهن كالقبل
وقوله:
شجاع كان الحرب عاشقة له * إذا زارها فدته بالخيل والرجل
وقوله:
والطعن شزر والأرض راجفة * كأنما في فؤادها وهل
قد صبغت خدها الدماء كما * يصبغ خد الخريدة الخجل
وقوله:
حمى أطراف فارس شمري * يحض على التباقي في التفاني
بضرب هاج أطراف المنايا * سوى ضرب المثالث والمثاني
فلو طرحت قلوب العشق فيها * لما خافت من الحدق الحسان
حسن التقسيم
كقوله:
ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك * ملء الزمان وملء السهل والجبل
فنحن في جذل والروم في وجل * والبر في شغل والبحر في خجل
وقوله:
الدهر معتذر والسيف منتظر * وارضهم لك مصطاف ومرتبع
للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا * والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا
وقوله:
فلم يخل من نصر له من له * يد ولم يخل من شكر له من له فم
ولم يخل من أسمائه عود منبر * ولم يخل دينار ولم يخل درهم
وقوله:
يجل عن التشبيه لا الكف لجة * ولا هو ضرغام ولا الرأي مخذم
ولا جرحه يوسى ولا غوره يرى * ولا حده ينبو ولا يتثلم
محلك مقصود وشأنيك مفحم * ومثلك مفقود ونيلك خضرم
وقوله:
عربي لسانه فلسفي * رأيه فارسية أعياده
وقوله:
سهاد لأجفان وشمس لناظر * وسقم لأبدان ومسك لناشق
حسن سياقة الأعداد
كقوله:
ألا أيها السيف الذي ليس مغمدا * ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئا لضرب الهام والمجد والعلا * وراجيك والاسلام انك سالم
وقوله:
لا يستحي أحد يقال له * نضلوك آل بويه أو فضلوا
قدروا عفوا وعدوا وفوا سئلوا * أغنوا علوا أعلوا ولوا عدلوا
وقوله:
ورب جواب عن كتاب بعثته * وعنوانه للناظرين قتام
حروف هجاء الناس فيه ثلاثة * جواد ورمح ذابل وحسام
وقوله:
ومرهف سرت بين الجحفلين به * حتى ضربت وموج الموت يلتطم
فالخيل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وقوله:
أنت الجواد بلا من ولا كدر * ولا مطال ولا وعد ولا مذل
وقوله:
الثغر والنحر والمخلخل * والمعصم دائي والفاحم الرجل
وقوله:
ولكن بالفسطاط بحرا أزرته * حياتي ونصحي والهوى والقوافيا
أمينا وإخلاقا وغدرا وخسة * وجبنا أشخصا لحت لي أم مخازيا
ارسال الأمثال في انصاف الأبيات
كقوله:
مصائب قوم عند قوم فوائد * ومن قصد البحر استقل السواقيا
وخير جليس في الزمان كتاب * ان المعارف في أهل النهى ذمم
وربما صحت الأجسام بالعلل * وفي الماضي لمن بقى اعتبار
وتأبى الطباع على الناقل * ومنفعة الغوث قبل العطب
هيهات تكتم في الظلام مشاعل * ومخطئ من رميه القمر
وما خير الحياة بلا سرور * بجبهة العير يفدى حافر الفرس
ولا رأي في الحب للعاقل * ولكن طبع النفس للنفس قائد
وليس يأكل الا الميت الضبع * كل ما يمنح الشريف شريف
والجوع يرضي الأسود بالجيف * ومن فرح النفس ما يقتل
ويستصحب الإنسان من لا يلائمه * ان النفيس غريب حيثما كانا
فمن الرديف وقد ركبت غضنفرا * إذا عظم المطلوب قل المساعد
ومن يسد طريق العارض الهطل * وأدنى الشرك في نسب جوار
وفي عنق الحسناء يستحسن العقد * لا تخرج الأقمار من هالاتها
ان النفوس عدد الآجال * ولكن صدم الشر بالشر احزم
انا الغريق فما خوفي من البلل * أشد من السقم الذي أذهب السقما
فان الرفق بالجاني عتاب * ان القليل من الحبيب كثير
بغيض إلي الجاهل المتعاقل * وليس كل ذوات المخلب السبع
وللسيوف كما للناس آجال * في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
فأول قرح الخيل المهار * والبر أوسع والدنيا لمن غلبا
(٥٥٦)

ليس كالتكحل في العينين كالكحل * ويبين عتق الخيل في أصواتها
ارسال المثلين في مصراعي البيت الواحد
كقوله:
في سعة الخافقين مضطرب * وفي بلاد من أختها بدل
الحب ما منع الكلام الألسنا * وألذ شكوى عاشق ما أعلنا
ذل من يغبط الذليل بعيش * رب عيش أخف منه الحمام
من يهن يسهل الهوان عليه * ما لجرح بميت ايلام
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا * وحسب المنايا ان يكن أمانيا
أفاضل الناس أغراض لذا الزمن * يخلو من الهم أخلاهم من الفطن
وأتعب من ناداك من لا تجيبه * وأغيظ من عاداك من لا تشاكل
لا تشتر العبد الا والعصا معه * ان العبيد لأنجاس مناكيد
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته * وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا * مضر كوضع السيف في موضع الندى
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم * ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
وقيدت نفسي في ذراك محبة * ومن وجد الاحسان قيدا تقيدا
ارسال المثل والموعظة وشكوى الدهر ونحوها
كقوله:
وما الجمع بين الماء والنار في يدي * بأصعب من أن أجمع الجد وألفهما
يخفي العداوة وهي غير خفية * نظر العدو بما أسر يبوح
والامر لله رب مجتهد * ما خاب الا لأنه جاهد
إليك فاني لست ممن إذا اتقى * عضاض الأفاعي نام فوق العقارب
خير الطيور على القصور وشرها * يأوي الخراب ويسكن الناووسا
ليس الجمال لوجه صح مارنه * أنف العزيز بقطع العز يجتدع
وليس يصح في الافهام شئ * إذا احتاج النهار إلى دليل
وقد يتزيا بالهوى غير أهله * ويستصحب الإنسان من لا يلايمه
وما تنفع الخيل الكرام ولا القنا * إذا لم يكن فوق الكرام كرام
ما كل ما يتمنى المرء يدركه * تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
واحسب أني لو هويت فراقكم * لفارقته والدهر أخبث صاحب
من خص بالذم الفراق فإنني * من لا يرى في الدهر شيئا يحمد
ومن نكد الدنيا على الحران يرى * عدوا له ما من صداقته بد
وإذا كانت النفوس كبارا * تعبت في مرادها الأجسام
تلف الذي اتخذ الشجاعة جنة * وعظ الذي اتخذ الفرار خليلا
فان يكن الفعل الذي ساء واحدا * فافعاله التي سررن ألوف
وإذا خفيت على الغبي فعاذر * ان لا تراني مقلة عمياء
ان كنت ترضى بان يعطوا الجزى بذلوا * منها رضاك ومن للعور بالحول
فاجرك الآلة على مريض * بعثت به إلى عيسى طبيبا
إذا أتت الإساءة من لئيم * ولم ألم المسئ فمن ألوم
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي باني كامل
إذا ما قدرت على نطقة * فاني على تركها أقدر
واحتمال الأذى ورؤية جانيه * غذاء تضوى به الأجسام
وتوهموا اللعب الوغى والطعن في * الهيجاء غير الطعن في الميدان
وإذا ما خلا الجبان بأرض * طلب الطعن وحده والنزالا
ومن الخير بطء سيبك عني * أسرع السحب في المسير الجهام
وليس الذي يتبع الوبل رائدا * كمن جاءه في داره رائد الوبل
أبلغ ما يطلب النجاح به الطبع * وعند التعمق الزلل
كم مخلص وعلا في خوض مهلكة * وقتلة قرنت بالذم في الجبن
وما قلت للبدر أنت اللجين * ولا قلت للشمس أنت الذهب
ومن ركب الثور بعد الجواد * أنكر أظلافه والغبب
فقر الجهول بلا عقل إلى أدب * فقر الحمار بلا رأس إلى رسن
لا يعجبن مضيما حسن بزته * وهل يروق دفينا جودة الكفن
إذا ما الناس جربهم لبيب * فاني قد أكلتهم وذاقا
فلم ارودهم الا خداعا * ولم أر دينهم الا نفاقا
ذريني أنل ما لا ينال من العلا فصعب * العلا في الصعب والسهل في السهل
تريدين لقيان المعالي رخيصة * ولا بد دون الشهد من أبر النحل
تمن يلذ المستهام بمثله * وإن كان لا يغني فتيلا ولا يجدي
وغيظ على الأيام كالنار في الحشا * ولكنه غيظ الأسير على القد
ومكايد السفهاء واقعة بهم * وعداوة الشعراء بئس المقتني
لعنت مقاربة اللئيم فإنها * ضيف يجر من الندامة ضيفنا
وما الخيل الا كالصديق قليلة * وان كثرت في عين من لا يجرب
إذا لم تشاهد غير حسن شياتها * وأعضائها فالحسن عنك مغيب
وقوله:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل * عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه * ويسومها طلب المحال فتطمع
وقوله:
وأتعب خلق الله من زاد همه * وقصر عما تشتهي النفس وجده
فلا ينحلل في المجد مالك كله * فينحل مجد كان بالمال عقده
ودبره تدبير الذي المجد كفه * إذا حارب الأعداء والمال زنده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله * ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
إذا كنت في شك من السيف فأبله * فاما تنفيه واما تعده
وما الصارم الهندي الا كغيره * إذا لم يفارقه النجاد وغمده
وقوله:
انما تنجح المقالة في المرء * إذا وافقت هوى في الفؤاد
وإذا الحلم لم يكن في طباع * لم يحلم تقادم الميلاد
وقوله:
وما الحسن في وجه الفتى شرفا له * إذا لم يكن في فعله والخلائق
وما بلد الإنسان غير الموافق * ولا أهله الأدنون غير الاصادق
وجائزة دعوى المحبة والهوى * وإن كان لا يخفى كلام المنافق
وما يوجع الحرمان من كف حارم * كما يوجع الحرمان من كف رازق
وقوله:
انما أنفس الأنيس سباع * يتفارسن جهرة واغتيالا
من أطاق التماس شئ غلابا * واقتسارا لم يلتمسه سؤالا
كل غاد لحاجة يتمنى * ان يكون الغضنفر الريبالا
وقوله:
لولا المشقة ساد الناس كلهم * الجود يفقر والاقدام قتال
وانما يبلغ الإنسان غايته * ما كل ماشية بالرجل شملال
(٥٥٧)

انا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناس احسان واجمال
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته * ما فاته وفضول العيش أشغال
وقوله:
يرى الجبناء ان العجز حزم * وتلك خديعة الطبع اللئيم
وكل شجاعة في المرء تغني * ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وكم من غائب قولا صحيحا * وآمته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الآذان منه * على قدر القرائح والعلوم
وقوله:
ولقد رأيت الحادثات فلا أرى * يققا يميت ولا سوادا يعصم
والهم يخترم الجسيم نحافة * ويشيب ناصية الصبي ويهرم
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
لا يخدعنك من عدو دمعه * وارحم شبابك من عدو يرحم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى * حتى يراق على جوانبه الدم
والظلم من شيم النفوس فان تجد * ذا عفة فلعلة لا يظلم
ومن البلية عذل من لا يرعوي * عن جهله وخطاب من لا يفهم
ومن العداوة ما ينالك نفعه * ومن الصداقة ما يضر ويؤلم
وقوله:
ارى كلنا يبغي الحياة لنفسه * حريصا عليها مستهاما بها صبا
فحب الجبان النفس اورده البقا * وحب الشجاع الحرب اورده الحربا
ويختلف الرزقان والفعل واحد * إلى أن ترى احسان هذا لذا ذنبا
وقوله:
وفيك إذا جنى الجاني أناة * تظن كرامة وهي احتقار
بنو كعب وما أثرت فيهم * يد لم يدمها الا السوار
بها من قطعة ألم ونقص * وفيها من جلالته افتخار
لهم حق بشركك في نزار * وأدنى الشرك في نسب جوار
لعل بينهم لبنيك جند * فأول قرح الخيل المهار
وما في سطوة الأرباب عيب * ولا في ذلة العبدان عار
وقوله:
من اقتضى بسوى الهندي حاجته * أجاب كل سؤال عن هل بلم
ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة * بين الرجال وان كانوا ذوي رحم
هون على بصر ما شق منظره * فإنما يقظات العين كالحلم
لا تشكون إلى خلق فتشمته * شكوى الجريح إلى الغربان والرخم
وكن على حذر للناس تستره * ولا يغرنك منهم ثغر مبتسم
وقت يضيع وعمر ليت مدته * في غير أمته من سائر الأمم
أتى الزمان بنوه في شبيبته * فسرهم واتيناه على الهرم
وقوله:
الرأي قبل شجاعة الشجعان * هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة * بلغت من العلياء كل مكان
ولربما طعن الفتى أقرانه * بالرأي قبل تطاعن الأقران
لولا العقول لكان أدنى ضيغم * أدنى إلى شرف من الإنسان
وقوله:
لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب * فكل بعيد الهم فيها معذب
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة * ولا أشتكي فيها ولا أتعتب
وبي ما يذود الشعر عني أقله * ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب
أما تغلط الأيام في بان ارى * بغيضا تنائي أو حبيبا تقرب
وقوله:
أبي خلق الدنيا حبيبا تديمه * فما طلبي منها حبيبا ترده
وأسرع مفعول فعلت تغيرا * تكلف شئ في طباعك ضده
وقوله:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه * وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته * وأصبح في ليل من الشك مظلم
وما كل هاو للجميل بفاعل * ولا كل فعال له بمتمم
وأحسن وجه في الورى وجه محسن * وأيمن كف فيهم كف منعم
وأشرفهم من كان أشرف همة * وأكثر اقداما على كل معظم
لمن تطلب الدنيا إذا لم ترد بها * سرور محب أو مساءة مجرم
وقوله:
فؤاد ما تسليه المدام * وعمر مثل ما تهب اللئام
ودهر ناسه ناس صغار * وإن كانت لهم جثث ضخام
وما انا منهم بالعيش فيهم * ولكن معدن الذهب للرغام
فشبه للشئ منجذب إليه * وأشبهنا بدنيانا الطغام
ولو لم يعل الا ذو محل * تعالى الجيش وانحط القتام
ولو حيز الحفاظ بغير عقل * تجنب عنق صيقله الحسام
ابتكار المعاني في المراثي والتعازي
كقوله:
من لا يشابهه الاحياء في شيم * أمسى يشابهه الأموات في الرمم
وقوله:
وقد فارق الناس الأحبة قبلنا * وأعيا دواء الموت كل طبيب
سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها * منعنا بها من جيئة وذهوب
تملكها الآتي تملك سالب * وفارقها الماضي فراق سليب
علينا لك الاسعاد إن كان نافعا * بشق قلوب لا بشق جيوب
فرب كئيب ليس تندى جفونه * ورب كثير الدمع غير كئيب
وللواجد المكروب من زفراته * سكون عزاء أو سكون لغوب
وقوله:
ما كنت أحسب قبل دفنك في الثرى * ان الكواكب في التراب تغور
ما كنت آمل قبل نعشك ان ارى * رضوى على أيدي الرجال تسير
خرجوا به ولكل باك خلفه * صعقات موسى يوم دك الطور
حتى أتوا جدثا كان ضريحه * في كل قلب موحد محفور
كفل الثناء له برد حياته * لما انطوى فكانه منشور
الايجاع في الهجاء
كقوله:
ان أوحشتك المعالي * فإنها دار غربه
أو آنستك المخازي * فإنها لك نسبه
(٥٥٨)

وقوله:
اني نزلت بكذابين ضيفهم * عن القرى وعن الترحال محدود
إلى آخر ما مر من هذه القصيدة
جوامع المحاسن
كقوله: في الجمع بين مدح سيف الدولة وقد فارقه وبين مدح كافور
وقد قصده في بيت واحد:
فراق ومن فارقت غير مذمم * وأم ومن يمت خير ميمم
ثم قال معرضا بسيف الدولة:
وما منزل اللذات عندي بمنزل * إذا لم أبجل عنده وأكرم
رحلت فكم باك باجفان شادن * علي وكم باك باجفان ضيغم
المصراع الثاني تصديق لقوله: (ليحدثن لمن ودعتهم ندم)
وما ربة القرط المليح مكانه * بأجزع من رب الحسام المصمم
فلو كان ما بي من حبيب مقنع * عذرت ولكن من حبيب معمم
وهذا أيضا من اجرائه الممدوح من الملوك مجرى المحبوب في كثير من
شعره كما مر:
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى * هوى كاسر كفي وقوسي وأسهمي
وكقوله في مدح كافور والتعريض بالقدح في سيف الدولة:
قالوا هجرت إليه الغيث قلت لهم * إلى غيوث يديه والشأبيب
إلى الذي تهب الدولات راحته * ولا يمن على آثار موهوب
يا أيها الملك الغاني بتسمية * في الشرق والغرب عن نعت وتلقيب
يعني انه مستغن بشهرته عن لقب كلقب سيف الدولة:
أنت الحبيب ولكني أعوذ به * من أن أكون محبا غير محبوب
وهذا أيضا من ذاك. وقوله من قصيدة لسيف الدولة بعد ما فارق
حضرته يعرض باستزادة يومه وشكر أمسه:
واني لأتبع تذكاره * صلاة الاله وسقي السحب
وان فارقتني أمطاره * فأكثر غدرانها ما نضب
ومنها في التعريض بكافور:
ومن ركب الثور بعد الجواد * أنكر أظلافه والغبب
وقوله في هز كافور والتعريض باستزادته:
أبا المسك هل في الكاس فضل أناله * فاني أغني منذ حين وتشرب
وهبت على مقدار كفي زماننا * ونفسي على مقدار كفيك تطلب
وقوله أيضا في التعريض بالاستزادة:
ارى لي بقربي منك عينا قريرة * وإن كان قربا بالبعاد يشاب
وهل نافعي ان ترفع الحجب بيننا * ودون الذي أملت منك حجاب
أقل سلامي حب ما خف عنكم * وأسكت كيما لا يكون جواب
وفي النفس حاجات وفيك قطانة * سكوتي بيان عندها وخطاب
وكقوله في وصف الفرس:
ويوم كليل العاشقين كمنته * أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني إلى أذني أغر كأنه * من الليل باق بين عينيه كوكب
عينه إلى أذنه لأنه كامن لا يرى شيئا فهو ينظر إلى أذني فرسه فان رآه
قد توجس بهما تاهب وذلك أن أذن الفرس تقوم مقام عينيه:
له فضلة عن جسمه في إهابه * تجئ على صدر رحيب وتذهب
شققت به الظلماء أدنى عنانه * فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب
واصرع اي الوحش قفيته به * وانزل عنه مثله حين اركب
وكقوله في التوديع:
واني عنك بعد غد لغاد * وقلبي من فنائك غير غادي
محبك حيث ما اتجهت ركابي * وضيفك حيث كنت من البلاد
وقوله في التوديع أيضا:
وإذا ارتحلت فشيعتك كرامة * حيث اتجهت وديمة مدرار
وأراك دهرك ما تحاول في العدا * حتى كان صروفه أنصار
أنت الذي بجح الزمان بذكره * وتزينت بحديثه الأسمار
وكقوله في اللطف بالصديق والعنف بالعدو:
إني لأجبن عن فراق أحبتي * وتحس نفسي بالحمام فأشجع
ويزيدني غضب الأعادي قسوة * ويلم بي عتب الصديق فاجزع
وكقوله في حسن الكناية:
تشتكي ما اشتكيت من ألم الشوق * إلينا والشوق حيث النحول
وكقوله في حسن الحشو:
صلى عليك الله غير مودع * وسقى ثرى أبويك صوب غمام
وقوله:
ويحتقر الدنيا احتقار مجرب * يرى كل ما فيها وحاشاك فانيا
وقوله:
إذا خلت منك حمص لا خلت أبدا * فلا سقاها من الوسمي باكره
وكقوله في التهنئة:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم * وزال عنك إلى أعدائك الألم
وما أخصك في برء بتهنئة * إذا سلمت فكل الناس قد سلموا
ومحاسن شعره كثيرة يضيق عنها نطاق البيان وفيما ذكرناه منها كفاية.
ليس المتنبي ملحدا ولا قرمطيا
قد ذكرنا في صدر الترجمة أن الظاهر تشيع المتنبي وذكرنا هناك جميع
ما يمكن أن يستدل به على تشيعه ونقلنا هناك حكاية ابن حجر القول بأنه
كان ملحدا ونقلنا هناك عن الأستاذ ماسينيون الإفرنسي بعض ما يستدل
به على تشيعه. ونقول هنا أنه قد نقل بعض المحاضرين في المهرجان الذي
أقيم للمتنبي بدمشق في ١٤ جمادى الأولى سنة ١٣٥٥ عن الأستاذ
ماسينيون أنه أثبت أن المتنبي كان باطنيا بتحليل بعض أشعاره وتفسير
بعض رموزه وألفاظه كقوله مثلا قدس الله روحه واستعماله لفظ الفلك
الدوار ووضع الشمس دون الهلال وقوله: خدد الله ورد الخدود مما فيه
إشارة إلى رموز الباطنية ومصطلحاتهم وأنه لا يستبعد أن يكون للمتنبي صلة
بدعاة الإسماعيلية حتى انبرى تحت تأثير ذلك للقيام على السلطان مع بعض
قبائل بني كلب ويقول ماسينيون أيضا أن مذهب القرامطة كان قد انتشر في
ذلك العصر فتأثر المتنبي بكثرة تردده إلى الكوفة بعقيدة القرامطة، وأنت
ترى أن كل هذه الأقاويل لا تستند إلى مستند صحيح ولا إلى دليل ظاهر
(٥٥٩)

يفيد الظن فضلا عن القطع أما لفظ قدس الله روحه فمن العبارات الشائعة
بين المسلمين إلى اليوم ولفظة الفلك الدوار شائعة بين جميع الأمم وجميع أهل
الملل وكذلك باقي العبارات التي جعلها إشارة إلى رموز الباطنية
ومصطلحاتهم لا يستفاد منها ذلك بشئ من الدلالات ولو فرض موافقتها
لبعض مصطلحاتهم فالموافقة شئ والدلالة شئ آخر وأما نفي البعد عن
أن يكون له صلة بدعاة الإسماعيلية وأن يكون خروجه على السلطان مع
بعض قبائل بني كلب لأجل ذلك فهو بعيد غاية البعد بل مقطوع بفساده
فان الباطنية كان لهم دعاة في ذلك العصر في أكثر البلاد وكان خروجهم على
السلطان بشكل مخصوص لا يشبه خروج المتنبي فقد كان فيهم الفدائية
ويكون خروجهم بتدبير وترتيب وإقدام وجرأة وحزم فلذلك كانوا ينتصرون
في أكثر وقائعهم كما يظهر من مراجعة كتب السير والتاريخ والمتنبي كان
خروجه عاديا منبعثا عن هوس في رأسه ولم يسمع أنه عاونه أحد من الباطنية
ولا أنه كان في أصحابه باطني واحد ولم يكن عن تدبير ورأي فلذلك قبض
عليه بسرعة وحبس وتفرق من حوله فلا يشبه خروجه خروج الباطنية بوجه
من الوجوه.
أما انتشاره مذهب القرامطة في ذلك العصر في الكوفة فغير صحيح
لأن مخترع مذهب القرامطة وإن كان من قرية من سواد الكوفة لكن هذا
المذهب لم ينتشر في الكوفة نفسها. أما نسبة الالحاد إليه على الاطلاق فنسبة
باطلة والذين كانوا في عصره من حساده ومناوئيه لم يكن ليخفى عليهم
الحاده لو كان في عقيدته شئ من ذلك ولم يكونوا ليسكتوا عنه فهم قد كانوا
يبحثون عن معائبه أشد البحث وكانوا يعيرونه بان أباه سقاء ويصفونه بابن
عيدان السقاء وقد هجوه بأقبح الهجو ولم يقل واحد منهم في حقه كلمة
واحدة تدل على الالحاد فلو عرفوا منه الميل إلى الالحاد لما وصموه الا به لأنه
كان كافيا في نبذه وسقوط محله على أن أشعاره شاهدة بعدم الالحاد فهو
الذي يقول:
ولولا قدرة الخلاق قلنا * أعمدا كان خلقك أم وفاقا
ويقول في حكمته تعالى:
ألا لا أرى الأحداث مدحا ولا ذما * فما بطشها جهلا ولا كفها حلما
ويقول:
قد شرف الله أرضا أنت ساكنها * وشرف الناس إذ سواك انسانا
ويقول:
ما أقدر الله أن يجزي خليقته * ولا يصدق قوما في الذي زعموا
إلى غير ذلك أما ما يقال أنه يشف عن رقة دينه وضعف عقيدته
فالصواب أنه لا دلالة له على ذلك أي لا نستطيع أن نجزم ولا أن نظن بان
المتنبي كان معطلا أو شاكا في العقائد الحقة الاسلامية بصدور أمثال هذه
الكلمات منه بعد ما صدر منه ما هو صريح في اعتقاده بالخالق وإظهاره
التدين بدين الاسلام نعم في هذه الكلمات سوء أدب راجع إلى الدين قاد
المتنبي إليه ما تعوده من الافراط في المبالغة في كل أمر تناوله بشعره وقلة
المبالاة بعيوب شعره فجرى له في هذه الناحية ما جرى له في سائر النواحي
التي اهملها في شعره ولم يهذبه منها فعابها عليه العائبون ليس أكثر من
ذلك. أما قوله:
تمتع من سهاد أو رقاد * ولا تأمل كرى تحت الرجام
فليس فيه إلا أن هذا النوم الذي تنامه في الدنيا لا يكون مثله وأنت
في القبر.
جملة من أخبار المتنبي
شهد المتنبي مع سيف الدولة جملة من وقائعه وحروبه وفي الصبح
المنبي انه لما اتصل بسيف الدولة حسن موقعه عنده فقربه واجازه الجوائز
السنية ومالت نفسه إليه فسلمه إلى الرواض فعلموه الفروسية والطراد
والمثاقفة وقال حكي أنه صحب سيف الدولة في عدة غزوات إلى بلاد
الروم ومنها غزوة العثاء التي لم ينج منها إلا سيف الدولة بنفسه وستة أنفار
أحدهم المتنبي وأخذت عليهم الطرق الروم فجرد سيف الدولة سيفه وحمل
على العسكر وفرق الصفوف وبدد الألوف. وحكى الرقي عن سيف الدولة
قال كان المتنبي يسوق فرسه فاعتلقت بعمامته طاقة من الشجر المعروف بام
غيلان فكان كلما جرى الفرس انتشرت العمامة وتخيل المتنبي ان الروم قد
ظفرت به فكان يصيح الأمان يا علج قال سيف الدولة فهتفت به وقلت أيما
علج هذه شجرة علقت بعمامتك فود أن الأرض غيبته فقال له ابن خالويه
أيها الأمير أ ليس أنه ثبت معك حتى بقيت في ستة أنفار تكفيه هذه
الفضيلة.
وفي الصبح المنبي: حكى أبو الفرج الببغا قال أذكر ليلة وقد
استدعى سيف الدولة بدرة فشقها بسكين الدواة فمد أبو عبد الله بن خالويه
طيلسانه فحثا فيه سيف الدولة صالحا ومددت ذيل دراعتي فحثا لي جانبا
والمتنبي حاضر وسيف الدولة ينتظر منه أن يفعل مثل فعلنا فما فعل فغاظه
ذلك فنثرها كلها على الغلمان فلما رأى المتنبي أنه قد فاتته زاحم الغلمان
يلتقط معهم فغمزهم عليه سيف الدولة فداسوه فاستحيا ومضت به ليلة
عظيمة وانصرف وخاطب أبو عبد الله بن خالويه سيف الدولة في ذلك فقال
يتعاظم تلك العظمة وينزل إلى مثل هذه المنزلة لولا حماقته.
وحكى أبو الفرج أن أبا الطيب دخل مجلس ابن العميد وكان
يستعرض سيوفا فلما نظر أبا الطيب نهض من مجلسه وأجلسه في دسته ثم
قال له: اختر سيفا من هذه السيوف فاختار منها واحدا ثقيل الحلي واختار
ابن العميد غيره فقال كل واحد منهما سيفي الذي اخترته أجود ثم اصطلحا
على تجربتهما فقال ابن العميد فبما ذا نجربهما قال أبو الطيب في الدنانير يؤتى
بها فينضد بعضها على بعض ثم نضرب به فان قدها فهو قاطع فاستدعى ا
بن العميد عشرين دينارا فنضدت ثم ضربها أبو الطيب فقدها وتفرقت في
المجلس فقام من مجلسه المفخم يلتقط الدنانير المتبددة فقال ابن العميد ليلزم
الشيخ مجلسه فان أحد الخدام يلتقطها ويأتي بها إليك فقال بل صاحب
الحاجة أولي. وفي اليتيمة سمعت أبا بكر الخوارزمي يقول كان المتنبي قاعدا تحت
قول الشاعر:
وأن أحق الناس باللوم شاعر * يلوم على البخل الرجال ويبخل
وإنما أعرب عن طريقته وعادته بقوله:
بليت بلى الأطلال ان لم أقف بها * وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه
قال وحضرت بحلب عنده يوما وقد أحضر مالا بين يديه من صلات
سيف الدولة على حصير قد فرشه فوزن وأعيد إلى الكيس وتخللت قطعة
كأصغر ما يكون بين خلال الحصير فأكب عليها بمجامعه ليستنقذها منه
(٥٦٠)

واشتغل عن جلسائه حتى توصل إلى اظهارها وأنشد قول قيس بن الخطيم:
تبددت لنا كالشمس تحت غمامة * بدا حاجب منها وضنت بحاجب
ثم استخرجها وأمر بإعادتها إلى مكانها من الكيس فقال له بعض
جلسائه أ ما يكفيك ما في هذه الأكياس حتى أدميت إصبعك لأجل هذه
القطعة فقال إنها تحضر المائدة.
وفي الصبح المنبي عن الخالديين انهما قالا كان أبو الطيب المتنبي كثير
الرواية جيد النقد ولقد حكى بعض من كان يحسده أنه كان يضع من
الشعراء المحدثين وبعض البلغاء المفلقين وربما قال انشدوني لأبي تمامكم
شيئا حتى أعرف منزلته من الشعر فتذاكرنا ليلة في مجلس سيف الدولة
بميافارقين وهو معنا فانشد أحدنا لمولانا أيده الله شعرا له قد ألم فيه بمعنى لأبي
تمام استحسنه مولانا أدام الله تأييده فاستجاده واستعاده فقال أبو الطيب هذا
يشبه قول أبي تمام وأتى بالبيت المأخوذ منه المعنى فقلنا قد سررنا لأبي تمام إذ
عرفت شعره فقال أ ويجوز للأديب أن لا يعرف شعر أبي تمام وهو أستاذ كل
من قال الشعر فقلنا قد قيل أنك تقول كيت وكيت فأنكر
ذلك وما زال بعد ذلك إذا التقينا ينشدنا بدائع أبي تمام وكان يروي جميع شعره.
وفي الصبح المنبي حدث محمد بن الحسن الخوارزمي قال مررت
بمحمد بن موسى الملقب بسيبويه بن الموسى وهو يقول مدح الناس المتنبي
على قوله:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى * عدوا له ما من صداقته بد
ولو قال ما من مداراته أو مداجاته بد لكان أحسن وأجود قال واجتاز
المتنبي به فوقف عليه وقال أيها الشيخ أحب أن أراك قال له رعاك الله
وحياك فقال بلغني انك أنكرت علي قولي: عدوا له ما من صداقته بد فما
كان الصواب عندك فقال إن الصداقة مشتقة من الصدق في المودة ولا
يسمى الصديق صديقا وهو كاذب في مودته فالصداقة إذا ضد العداوة ولا
موقع لها في هذا الموضع ولو قلت ما من مداراته أو مداجاته لأصبت، هذا
رجل منا يريد نفسه قال:
اتاني في قميص اللاذ يسعى * عدو لي يلقب بالحبيب
فقال المتنبي أ مع هذا غيره قال نعم:
وقد عبث الشراب بوجنتيه * فصير خده كسنا اللهيب
فقلت له متى استعملت هذا * لقد أقبلت في زي عجيب
فقال الشمس أهدت لي قميصا * مليح اللون من نسج المغيب
فثوبي والمدام ولون خدي * قريب من قريب من قريب
فتبسم المتنبي وانصرف وكان المتنبي يذكر قول سيبويه في هذا البيت
اه أقول لو قال ما من مداراته لفاتت المقابلة بين الصداقة والعداوة
والتعبير بالصداقة هنا صحيح على نحو من التجوز أي من اظهار صداقته أو
من صداقته ظاهرا أو نحو ذلك
وقال ابن جني حدثني المتنبي قال حدثني فلان الهاشمي من أهل
حران بمصر قال أحدثك بطريفة كتبت إلى امرأتي وهي بحران كتابا تمثلت
فيه ببيتك:
بم التعلل لا أهل ولا وطن * ولا نديم ولا كأس ولا سكن
فأجابتني عن الكتاب وقالت ما أنت والله كما ذكرته في هذا البيت بل
أنت كما قال الشاعر في هذه القصيدة:
سهرت بعد رحيلي وحشة لكم * ثم استمر مريري وارعوى الوسن
وفي اليتيمة حكى ابن جني قال حدثني أبو علي الحسين بن أحمد
الصنوبري (١) قال خرجت من حلب أريد سيف الدولة فلما برزت من
السور (٢) إذا انا بفارس ملثم قد اهوى نحوي برمح طويل وسدده إلى
صدري فكدت اطرح نفسي عن الدابة فرقا فلما قرب مني ثني السنان
وحسر لثامه فإذا هو المتنبي وأنشدني:
نثرنا رؤوسا بالأحيدب منهم * كما نثرت فوق العروس الدراهم
ثم قال كيف ترى هذا القول أ حسن هو فقلت له ويحك قد قتلتني يا
رجل قال ابن جني فحكيت أنا هذه الحكاية بمدينة السلام لأبي الطيب
فعرفها وضحك لها وذكر أبا علي من التقريظ والثناء بما يقال في مثله.
ومما يذكر من سرعة جوابه وقوة استحضاره على ما في لسان الميزان
وغيره أنه حضر مجلس الوزير ابن خنزابة وفيه أبو علي الآمدي الأديب
المشهور فانشد المتنبي أبياتا جاء فيها: إنما التهنيات للأكفاء فقال له أبو
علي التهنئة مصدر والمصدر لا يجمع فقال المتنبي لآخر يجنبه أ مسلم هو فقال
سبحان الله هذا أستاذ الجماعة أبو علي الآمدي فقال إذا صلى المسلم وتشهد
أ ليس يقول التحيات فخجل أبو علي وقام.
وحكى السري الرفا الشاعر المشهور قال حضرت مجلس سيف الدولة
بعد قتل المتنبي فجرى ذكره فاثنى عليه الأمير وذكر شعره بما غاظني فقلت
أيها الأمير اقترح اي قصيدة أردت للمتنبي فاني أعارضها بما يعلم الأمير أن
المتنبي قد خلف نظيره فقال عارض قصيدته التي أولها: لعينيك ما يلقى
الفؤاد وما لقي فلما رجعت إلى منزلي تأملت القصيدة فإذا هي ليست من
مختاراته ثم مر بي فيها:
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمق * أراه غباري ثم قال له الحق
فعلمت أنه أراده الأمير وخار الله لي اه وقد مرت هذه القصة
عن رجل مجهول.
وقال أبو الحسين الجزار معرضا بصنعته ومشيرا إلى المتنبي:
تعاظم قدري على ابن الحسين * فذهني كالعارض الصيب
وكم مرة قد تحكمت فيه * لأن الخروف أبو الطيب
وقال بعض المتعصبين عليه في قوله:
تبل خداي كلما ابتسمت * من مطر برقه ثناياها
انها كانت تبصق في وجهه. وقال ابن جني: قرأت ديوانه عليه فلما
بلغت قوله في كافور القصيدة التي أولها:
أ غالب فيك الشوق والشوق أغلب * وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب
إلى قوله:
ألا ليت شعري هل أقول قصيدة * ولا اشتكي فيها ولا أتعتب
وبي ما يذود الشعر عني أقله * ولكن قلبي يا ابنة القوم قلب

(١) الظاهر أنه ولد أبي بكر أحمد بن محمد بن الحسن الصنوبري الآتية ترجمته كما بيناه
هناك ولكن في نسخة الصبح المنبي المطبوعة أبو عبد الله الحسين بن أحمد الفسوي.
(٢) در سيف الدولة بحلب كانت خارج السور. المؤلف
(٥٦١)

فقلت: يعز علي أن يكون هذا الشعر في مدح غير سيف الدولة!
فقال: حذرناه وأنذرناه فما نفع، أ لست القائل فيه:
أخا الجود اعط الناس ما أنت مالك * ولا تعطين الناس ما أنا قائل
فهو للذي أعطاني كافورا بسوء تدبيره وقلة تمييزه اه.
مشائخ المتنبي
في روضات الجنات عن شرح ديوان المتنبي للخطيب التبريزي: أن
المتنبي نشا وتأدب بالكوفة ولما اشتد ساعده هاجر إلى العلماء فلقي من أصحاب
المبرد أبا إسحاق الزجاج وأبا بكر بن السراج وأبا الحسن الأخفش، ومن
أصحاب ثعلب أبا موسى الحامض وأبا عمر الزاهد وأبا نصر، ومن
أصحاب أبي سعيد السكري نفطويه وابن درستويه ثم لقي أبا بكر محمد بن
دريد فقرأ عليه ولزمه ولقي بعده أكابر أصحابه منهم أبو علي الفارسي وأبو
القاسم عمر بن سيف البغدادي وأبو عمران موسى اه.
ملحق ترجمة المتنبي
بعد فراغنا منها وجدنا الدكتور طه حسين يقول إن المؤرخين لم يذكروا
أمه واختلفوا في أبيه لجهالتهما وذكروا جدته أقول: يؤيده قول من ذمه:
دعي كندة كما مر ورأينا في خزانة الأدب بعض الزيادات، ونقل ترجمته
من كتاب ايضاح المشكل لشعر المتنبي لأبي القاسم عبد الله بن
عبد الرحمن الأصفهاني معاصر ابن جني ألفه لبهاء الدولة بن بويه يوضح ما
أخطأ فيه ابن جني من شرحه. قال: بدأت بذكر المتنبي ومنشئه ومغتربه
وما دل عليه شعره من معتقده إلى مختتم امره ومقدمه على الملك نضر الله
وجهه يعني عضد الدولة بشيراز وانصرافه عنه إلى أن قتل بين دير قنة
والنعمانية: حدثني ابن النجار ببغداد ان مولد المتنبي بالكوفة في محلة تعرف
بكندة بها ثلاثة آلاف من بين رواء ونساج واختلف إلى كتاب فيه أولاد
أشراف الكوفة فكان يتعلم دروس العربية شعرا ولغة واعرابا، فنشأ في خير
حاضرة وقال الشعر صبيا، ثم وقع إلى خير بادية وحصل في بيوت العرب
فادعى الفضول الذي ينبز به وحبس فبقي يعتذر ويتبرأ مما وسم به في كلمته
المعروفة، وهو في الجملة خبيث الاعتقاد. وكان في صغره وقع إلى واحد
يكنى أبا الفضل بالكوفة من المتفلسفة فهوسه وأضله كما ضل. وأما ما يدل
عليه شعره فمتلون فقوله:
هون على بصر ما شق منظره * فإنما يقظات العين كالحلم
مذهب السوفسطائية أقول هل هو الا مثل ما ورد الناس نيام
إذا ماتوا انتبهوا وقوله:
تمتع من سهاد أو رقاد * ولا تأمل كرى تحت الرجام
فان لثالث الحالين معنى * سوى معنى انتباهك والمنام
مذهب التناسخ أقول لا وجه له ومر قول ابن جني وما استظهرناه
نحن. وقوله:
نحن بنو الدنيا فما بالنا * نعاف ما لا بد من شربه
فهذه الأرواح من جوه * وهذه الأجسام من تربه
مذهب الفضائية القائلين ان الله هو الفضاء ولا يمكن الجزم
بذلك. وقوله في ابن العميد:
فان يكن المهدي من بان هدبه * فهذا والا فالهدى ذا فما المهدي
مذهب الشيعة اي كان المهدي الموعود من ظهر هديه فهذا الممدوح
هو المهدي والا فالممدوح هو الهدى كله فما المهدي الا هذا وقوله:
تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم * الا على شجب والخلف في الشجب
فقيل تخلد نفس المرء باقية * وقيل تشرك جسم المرء في العطب
فهذا مذهب من يقول بالنفس الناطقة ويتشعب بعضه إلى قول
الحشيشية فرقة من الباطنية كانوا يستولون بالحشيشة على حواس
اتباعهم، أقول: لا يدل كلامه على أنه يقول بالنفس الناطقة وانما نقل
القولين ببقائها وفنائها. قال: ثم جئنا إلى حديثه وتطوافه في أطراف الشام
وبلاد العرب ومقاساته للضر وحقارة ما يوصل به حتى أنه اخبرني أبو
الحسن الطرائفي ببغداد وكان لقي المتنبي في حال عسره ويسره انه قد مدح
بدون العشرة والخمسة من الدراهم وأنشدني قوله مصداقا لحكايته:
أنصر بجودك ألفاظا تركت بها * في الشرق والغرب من عاداك مكبوتا
فقد نظرتك حتى حان مرتحل * وذا الوداع فكن أهلا لما شيتا
أقول وهذا تصديق ما مر من أن الذي رفع بضبعه ونشر صيته
وأعلى قدره هو سيف الدولة فصار بعد ما كان يمدح كل أحد بدون العشرة
والخمسة من الدراهم يأنف من مدح غير الملوك ومن مدح الوزير المهلبي
ومن مدح الصاحب بن عباد الذي وعده بمشاطرة جميع ما يملكه فمن الذي
رقاه إلى هذه المرتبة غير سيف الدولة ومن الذي عرف ابن العميد وعضد
الدولة به غيره لما اشتهرت مدائحه فيه وعطاياه له فعرفه الناس بذلك.
قال: وأخبرني أبو الحسن الطرائفي قال: سمعت المتنبي يقول: أول شعر
قلته وابيضت أيامي بعده قولي:
انا لائمي ان كنت وقت اللوائم * علمت بما بي بين تلك المعالم
فاني أعطيت بها بدمشق مائة دينار ثم اتصل بأبي العشائر ثم أهداه إلى
سيف الدولة فلما سمع شعره حكم له بالفضل. وأخبرني أبو الفتح
عثمان بن جني ان المتنبي أسقط من شعره الكثير وبقي ما تداوله الناس.
وأخبرني الحلبي انه قيل للمتنبي معنى بيتك هذا أخذته من قول الطائي
فقال الشعر جادة وربما وقع حافر على حافر، وكان المتنبي يحفظ ديواني
الطائيين ويستصحبهما في أسفاره ويجحدهما فلما قتل وقع ديوان البحتري إلى
بعض من درس علي وذكر انه رأى خط المتنبي وتصحيحه فيه. وسمعت انه
قيل للمتنبي قولك لكافور:
فارم بي حيثما أردت فاني * أسد القلب آدمي الرواء
وفؤادي من الملوك وإن كان * لساني يرى من الشعراء
ليس قول ممتدح ولا منتجع انما هو قول مضاد فقال إن هذه القلوب
كما سمعت أحدها يقول:
يقر بعيني ان ارى قصد القنا * وصرعي رجال في وغى انا حاضره
واحدها يقول:
يقر بعيني ان ارى من مكانها * ذري عقدات الأجرع المتقاود
ودخل مع سيف الدولة بلاد الروم وتأصل حاله في جنبته بعد إن كان
حويلة. وعن أبي الفتح وزير سيف الدولة انه رسم له باحصاء ما وصل به
(٥٦٢)

المتنبي فكان خمسة وثلاثين ألف دينار في مدة أربع سنين فلما انتهت مدته
عند سيف الدولة استأذنه في المسير إلى اقطاعه وهي ضيعة بالمعرة اسمها
صفا فاذن له وامتد باسطا عنانه إلى دمشق إلى أن قصد مصر، فألم بكافور
وأقام على كره بمصر إلى أن ورد فاتك غلام الأخشيدي من الفيوم وقادوا بين
يديه في مدخله إلى مصر أربعة آلاف جنيبة منعلة بالذهب فسماه أهل مصر
فاتك المجنون فلقيه المتنبي في الميدان على رقبة من كافور ومدحه بالقصيدة
التي أولها:
لا خيل عندك تهديها ولا مال * فليسعد النطق ان لم يسعد الحال
فوصله بما قيمته عشرون ألف دينار ثم مات فاتك فرثاه المتنبي وذم
كافورا وانتهز المتنبي الفرصة في العيد للهرب وكان رسم السلطان انه قبل
العيد بيوم تهيا الخلع والحملانات وأنواع المبار لجنده ورؤساء جيشه وصبيحة
العيد تفرق وثاني العيد يذكر له من قبل ومن رد واستزاد فاغتنم المتنبي غفلة
كافور ودفن رماحه برا وسار ليلته هذه والأيام الثلاثة التي كان كافور مشتغلا
فيها بالعيد حتى وقع في تيه بني إسرائيل إلى أن جازه على الحلل والاحياء
والمفاوز المجاهيل والمناهل الأواجن حتى ورد الكوفة ثم مدح بها دلير بن
لشكروز وكان اتى الكوفة لقتال الخارجي الذي نجم بها من بني كلاب
وانصرف الخارجي قبل وصول دلير إليها بقصيدته التي يقول فيها:
ولست غبينا لو شربت منيتي * باكرام دلير بن لشكروز لي
فحمله على فرس بمركب ذهب، وكان السبب في قصده أبا الفضل
ابن العميد ان المعروف بالمطوق الشاشي كان بمصر وقت المتنبي فعمد إلى
قصيدته في كافور: أغالب فيك الشوق والشوق أغلب وجعل مكان أبا
المسك أبا الفضل وحمل القصيدة إلى أبي الفضل وزعم أنه رسول المتنبي
فوصله بألفي درهم واتصل هذا الخبر بالمتنبي ببغداد فقال: رجل
يعطي لحامل شعري هذا فما تكون صلته لي. وكان ابن العميد يخرج
في السنة من الري خرجتين إلى أرجان يجبي بها أربع عشرة
مرة ألف ألف درهم فنما حديثه إلى المتنبي بحصوله بأرجان فلما حصل
المتنبي ببغداد ركب إلى المهلبي فاذن له فدخل وجلس إلى جنبه وصاعد
خليفته دونه وأبو الفرج صاحب كتاب الأغاني فانشدوا هذا البيت:
سقى الله أمواها عرفت مكانها * جراما وملوكا وبذر فالغمرا
فقال المتنبي هو جرابا وهذه أمكنة قتلتها علما وانما الخطا وقع من
النقلة فأنكره أبو الفرج. قال الشيخ هذا البيت أنشده أبو الحسن الأخفش
صاحب سيبويه في كتابه جراما بالميم وهو الصحيح وعليه علماء اللغة وتفرق
المجلس ثم عادوه اليوم الثاني وانتظر المهلبي انشاده فلم يفعل وانما صده ما
سمعه من تماديه في السخف واستهتاره بالهزل واستيلاء أهل الخلاعة
والسخافة عليه. وكان المتنبي مر النفس صعب الشكيمة فخرج فلما كان
اليوم الثالث أغروا به ابن الحجاج حتى علق لجام دابته في صبية الكوخ وقد
تكابس الناس عليه من الجوانب وابتدأ ينشد:
يا شيخ أهل العلم فينا ومن * يلزم أهل العلم توقيره
فصبر عليه المتنبي ساكنا ساكتا إلى أن نجزها ثم خلى عنان دابته
وانصرف إلى منزله وقد تيقن استقرار أبي الفضل بن العميد بأرجان وانتظاره
له فاستعد للمسير أقول وبهذا ظهر مر عدم مدحه للمهلبي مع أنه قصد
بغداد لأجله الذي قلنا سابقا انه غير ظاهر من كلام المؤرخين. فلما أشرف
على أرجان وجدها ضيقة البقعة فضرب بيده على صدره وقال تركت ملوك
الأرض وهم يتعبدون بي وقصدت رب هذه المدرة فما يكون منه ثم ارسل
غلامه إلى ابن العميد فدخل عليه وقال مولاي أبو الطيب خارج البلد وكان
وقت القيلولة وهو مضطجع في دسته فثار من مضجعه واستثبته ثم أمر حاجبه
باستقباله فركب واستركب من لقيه في الطريق ففصل عن البلد بجمع كثير
فتلقوه وقضوا حقه فدخل على أبي الفضل فقام له من الدست قياما مستويا
وطرح له كرسي عليه مخدة ديباج وقال أبو الفضل كنت مشتاقا إليك يا أبا
الطيب ثم أفاض المتنبي في حديث سفره وان غلاما له احتمل سيفا وشذ
عنه واخرج من كمه درجا فيه قصيدته: باد هواك صبرت أو لم تصبرا
فوحى أبو الفضل إلى حاجبه بقرطاس فيه مائتا دينار وسيف غشاؤه فضة
وقال هذا عوض عن السيف المأخوذ وأفرد له دارا نزلها فلما استراح من تعب
السفر كان يغشى أبا الفضل كل يوم ويقول ما أزورك أكبابا الا لشهوة النظر
إليك ويؤاكله وكان أبو الفضل يقرأ عليه ديوان اللغة الذي جمعه ويتعجب
من حفظه وغزارة علمه فاظلهم النيروز فأرسل أبو الفضل مع بعض ندمائه
إلى المتنبي انه كان يبلغني شعرك بالشام والمغرب وما سمعته دونه فلم يحر
جوابا إلى أن حضره النيروز وانشده مهنئا ومعتذرا القصيدة التي أولها:
هل لعذري إلى الهمام أبي * الفضل قبول سواد عيني مداده
فأخبرني البديهي سنة ٣٧٠ ان المتنبي قال بأرجان الملوك قرود يشبه
بعضهم بعضا على الجودة يعطون وكان حمل إليه أبو الفضل خمسين ألف
دينار سوى توابعها وهو من أجاود زمان الديلم ثم لما ودعه ورد كتاب عضد
الدولة يستدعيه فقال المتنبي ما لي وللديلم فقال أبو الفضل عضد الدولة
أفضل مني ويصلك باضعاف ما وصلتك به فأجاب ان هؤلاء الملوك اقصد
الواحد منهم بعد الواحد واملكهم شيئا يبقى ببقاء النيرين ويعطونني عرضا
فانيا ولي ضجرات واختيارات فيعوقونني عن مرادي فاحتاج إلى مفارقتهم
على أقبح الوجوه فكاتب ابن العميد عضد الدولة بهذا الحديث فأجاب بأنه
مملك مراده في المقام والظعن فسار المتنبي من أرجان فلما كان على أربعة
فراسخ من شيراز استقبله عضد الدولة بأبي عمر الصباغ أخي أبي محمد
الأبهري صاحب كتاب حدائق الآداب فلما تلاقيا وتسايرا استنشده فقال
المتنبي الناس يتناشدون فأخبره أبو عمر انه رسم له ذلك عن المجلس العالي
فبدأ بقصيدته التي فارق مصر بها:
ألا كل ماشية الخيزلي * فدى كل ماشية الهيذبي
ثم دخل البلد فأنزل دارا مفروشة وخبر أبو عمر عضد الدولة بما
جرى وانشده من كلمته قوله:
فلما أنخنا ركزنا الرماح * بين مكارمنا والعلا
وبتنا نقبل أسيافنا * ونمسحها من دماء العدا
لتعلم مصر ومن بالعراق ومن * بالعواصم اني الفتى واني وفيت
واني وفيت واني أبيت * عتوت على من عتا
فقال عضد الدولة هو ذا يتهددنا المتنبي. ثم ركب إلى عضد الدولة
فلما انتهى إلى قرب السرير قبل الأرض واستوى قائما وقال شكرت مطية
حملتني إليك واملا وقف بي عليك ثم سأله عضد الدولة عن مسيره من مصر
(٥٦٣)

وعن علي بن حمدان فذكره وانصرف وما أنشده فبعد أيام حضر السماط فقام
وبيده درج فأجلسه عضد الدولة وانشد: مغاني الشعب طيبا في المغاني فلما
انشدها وفرغوا من السماط حمل إليه عضد الدولة من أنواع الطيب في
الأردية الأمنان من الكافور والعنبر والمسك والعود وقاد إليه فرسه الملقب
بالمجروح وكان اشترى له بخمسين ألف شاة وبدرة دراهمها عدليه ورداء
حشوه ديباج رومي مفصل وعمامة قومت بخمسمائة دينار ونصلا هنديا
مرصع النجاد والجفن بالذهب وبعد ذلك كان ينشده في كل حدث يحدث
قصيدة إلى أن حدث يوم نثر الورد فدخل عليه والملك على سرير في قبة
يحسر البصر في ملاحظتها والأتراك ينثرون الورد فقال المتنبي ما خدمت
عيني قلبي كاليوم وأنشأ يقول:
قد صدق الورد في الذي زعما * انك صيرت نثره ديما
فحمل على فرس بمركب والبس خلعة ملكية وبدرة بين يديه محمولة
وكان أبو جعفر وزير بهاء الدولة مأمورا بالاختلاف إليه وحفظ المنازل
والمناهل من مصر إلى الكوفة وتعرفها منه فقال كنت حاضره وقام ابنه
يلتمس اجرة الغسال فاحد المتنبي إليه النظر بتحديق وقال ما للصعلوك
والغسال يحتاج الصعلوك إلى أن يعمل بيده ثلاثة أشياء يطبخ قدره وينعل
فرسه ويغسل ثيابه ثم ملأ يده قطيعات بلغت درهمين أو ثلاثة ثم ذكر كتاب
أبي الفتح ابن العميد إليه وجواب المتنبي له بالابيات التي أولها: بكتب
الأنام كتاب ورد ثم قال فجعل أبو الفتح الأبيات سورة يدرسها ويحكم
للمتنبي بالفضل على أهل زمانه فقال أبو محمد بن أبي الثبات البغدادي:
لو أرد شعر كذوب البرد * أتانا به خاطر قد جمد
فاقبل يمضغه بعضنا * وهم السنانير اكل الغدد
فاستخف أبو الفتح به وجره برجله ففارقهم وهاجر إلى أذربيجان
وقال عضد الدولة ان المتنبي كان جيد شعره بالغرب فأخبر المتنبي به فقال
الشعر على قدر البقاع.
وكان عضد الدولة جالسا في البستان الزاهر يوم زينته وأكابر حواشيه
وقوف فقال رجل ما يعوز مجلس مولانا سوى أحد الطائيين فقال عضد
الدولة لو حضر المتنبي لناب عنهما. ثم ذكر مفارقته عضد الدولة إلى أن
نزل الجسر بالأهواز ثم حكى عن أبي الحسن السوسي قال كنت أتولى
الأهواز من قبل المهلبي وورد علينا المتنبي ونزل عن فرسه ومقوده بيده وفتح
عيابه وصناديقه لبلل مسها في الطريق وصارت الأرض كأنها مطارف منشورة
فحضرته انا وقلت قد أقمت للشيخ نزلا فقال المتنبي إن كان تم فاتيه ثم
جاءه فاتك الأسدي وقال قدم الشيخ هذه الديار وشرفها بسفره والطريق
بينه وبين دير قنة خشن قد احتوشته الصعالكة وبنو أسد يسيرون في خدمته
إلى أن يقطع هذه المسافة ويبر كل واحد منهم بثوب بياض فقال المتنبي ما
أبقى الله بيدي هذا الأدهم وذباب الجراز الذي انا متقلده فاني لا أفكر في
مخلوق فقام فاتك ونفض ثوبه وجمع من رتوت الأعاريب الذين يشربون
دماء الحجيج حسوا سبعين رجلا ورصد له فلما توسط المتنبي الطريق خرجوا
عليه فقتلوا كل من كان في صحبته وحمل فاتك على المتنبي وطعنه في يساره
ونكسه عن فرسه وكان ابنه أفلت الا انه رجع يطلب دفاتر أبيه فلحقه
أحدهم وحز رأسه وصبوا أمواله يتقاسمونها بطرطورة. أقول هذه
الرواية تخالف ما سبق في كون فاتك جاءه وعرض الخفارة عليه ولعل ما
سبق هو الصواب فان فاتكا لم يكن ليجيئه وهو يعلم أنه عدوه وهاجي
قرابته. قال وقال بعض من شاهده انه لم تكن فيه فروسية وانما كان سيف
الدولة سلمه إلى الرواض بحلب فاستجرأ على الركض والحضر فاما
استعمال السلاح فلم يكن من عمله ثم قال وجملة القول فيه انه من حفاظ
اللغة ورواة الشعر واما الحكم عليه وعلى شعره فهو سريع الهجوم على
المعاني، ونعت الخيل والحرب من خصائصه، وما كان يراد طبعه في شئ
مما يسمح به يقبل الساقط الردئ كما يقبل النادر البديع وفي متن شعره
وهي وفي ألفاظه تعقيد وتعويص اه ملخص ما نقل في الخزانة عن
الايضاح.
٣٧٠٥: السيد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي العاملي الكركي
الأصفهاني أخو ميرزا حبيب الله العاملي الشهير.
في أمل الآمل: كان فاضلا عالما صالحا فقيها معاصرا لشيخنا البهائي
وقرأ عليه وروى عنه اه. وقال في ترجمة أخيه ميرزا حبيب الله انهما
كانا معاصرين لشيخنا البهائي وقابلا عنده الحديث اه وهو من طائفة
جليلة كلها علماء فضلاء منها احمد هذا واخوه ميرزا حبيب الله بن
الحسين بن الحسن ومحمد مهدي بن ميرزا حبيب الله وأبوه الحسين بن
الحسن وجده الحسن بن جعفر بن فخر الدين بن حسن بن نجم الدين بن
الأعرج كل هؤلاء علماء مذكورون في محالهم.
٣٧٠٦: أحمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال ابن شهرآشوب له كتاب القضايا.
٣٧٠٧: النواب احمد حسين خان ساكن بربانوان من بلاد الهند
كان عالما فاضلا له تاريخ احمدي في ثلاثة مجلدات بلسان اردو طبع
مرتين وله كتاب الإمامة والخلافة بلسان اردو مطبوع.
٣٧٠٨: أحمد بن الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران مولى علي
ابن الحسين ع أبو جعفر الأهوازي الملقب دندان بالدال
المهملة قبل النون وبعدها.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
جميع شيوخ أبيه الا حماد بن عيسى يرمى بالغلو مات بقم اه وقال في
أحمد بن بشر: أحمد بن الحسين بن سعيد وأحمد بن بشر البرقي روى عنهما
محمد بن أحمد بن يحيى وهما ضعيفان ذكر ذلك ابن بابويه اه وفي
الفهرست روى عن جميع شيوخ أبيه الا عن حماد بن عيسى فيما زعم
أصحابنا القميون وذكروا انه غال وحديثه يعرف وينكر له كتب منها: كتاب
الاحتجاج أخبرنا به الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيد القمي عن أحمد بن
محمد بن يحيى عن أحمد بن إدريس عن محمد بن الحسن الصفار عنه وكتاب
الأنبياء وكتاب المثالب أخبرنا بهما أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي
جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عنه ومات
أحمد بن الحسين بقم وقبره بها اه. ومثله ذكر النجاشي الا إنه قال
وضعفوه وقالوا هو غال له كتاب الاحتجاج أخبرنا به ابن شاذان حدثنا
أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أحمد بن إدريس حدثنا محمد بن الحسن عنه به
وأخبرنا علي بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن عنه به
وكتاب الأنبياء وكتاب المثالب أخبرنا علي بن أحمد القمي عن محمد بن
(٥٦٤)

الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عنه بهما اه وقال ابن الغضائري
حديثه فيما رأيته سالم حكاه عنه العلامة في الخلاصة وقال العلامة الذي
اعتمد عليه التوقف فيما يرويه اه وفي المعالم أحمد بن الحسين بن سعيد
مولى علي بن الحسين ع أبو جعفر دندان الأهوازي من كتبه
الاحتجاج، الأنبياء، المثالب، المختصر في الدعوات اه أقول
نسبة الشيخ والنجاشي غلوه إلى القميين لعدم تحققه عندهما والقميون كثيرا
ما يرون ما ليس بغلو غلوا حتى أنهم جعلوا من الغلو نفي السهو والنسيان
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونسبة الشيخ تضعيفه إلى ابن بابويه لعدم تحققه عنده وابن
الغضائري الذي قلما سلم من قدحه أحد شهد لأحاديثه بالسلامة من الغلو
فلا عبرة بقول القميين.
٣٧٠٩: أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري أبو الحسين
قال المحقق البهبهاني في تعليقته على منهج المقال: من المشايخ
الأجلة والثقات الذين لا يحتاجون إلى النص بالوثاقة وهو الذي يذكر
المشايخ قوله في الرجال في مقابلة أقوال الأعاظم الثقات ويعبرون عنه
بالشيخ ويترحمون عليه ويكثرون من ذكر قوله والاعتناء بشأنه اه وفي
رجال بحر العلوم الشيخ الجليل العارف بهذا الفن الخبير بهذا الشأن وقد
أكثر العلامة في الخلاصة من نقل أقواله واعتمد على جرحه للرجال وتعديله
وفي ذلك من الدلالة على جلالته ووثاقته عنده ما لا يخفى وكذا من تأخر
عنه كابن داود وابن طاوس وعن الرواشح للداماد انه كان شريك النجاشي
في القراءة على أبيه الحسين بن عبيد الله أقول صرح بذلك في أحمد بن
الحسين بن عمر بن يزيد فقال له كتاب النوادر قرأته انا وأحمد بن الحسين
رحمه الله على أبيه قال بل يظهر ان النجاشي كان يقرأ عليه أيضا لقوله في
علي بن محمد بن شيران كنا نجتمع معه أحمد بن الحسين وفي عبد الله بن أبي
عبد الله بعد ذكر كتبه اخبرناها بقراءته أحمد بن الحسين أقول وفي
أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد قال أحمد بن الحسين رحمه الله له كتاب
أخبرنا به أبي وعن المولى عناية الله القهباني في مجمع الرجال انه شيخ الشيخ
أبي جعفر الطوسي والنجاشي عالم عارف جليل كبير في الطائفة اه
وسيأتي عن الشيخ في خطبة الفهرست انه عده من شيوخ طائفتنا ويدل
ترحم الشيخ والنجاشي عليه انه توفي قبلهما والعلامة كثيرا ما يأتي بقوله
مقابل أقوال مثل الشيخ والنجاشي والكشي وأمثالهم من الفحول، بل ربما
يرجحه عليهم أو يتوقف بسببه كما فعل في ترجمة حذيفة بن منصور فإنه بعد
نقله عن المفيد والنجاشي توثيقة وعن الكشي حديثا في مدحه قال:
والظاهر عندي التوقف فيه لما قاله هذا الشيخ يعني ابن الغضائري فيه
ان حديثه غير نقي وكذا في ترجمة محمد بن مصادف وغيره حيث يقول:
والأقوى عندي التوقف فيما يرويه هؤلاء كما قال الشيخ ابن الغضائري،
والسيد الجليل الثقة أحمد بن طاوس ينقل عنه كثيرا وبلغ من اعتنائه بكتابه
ان أدرجه بتمامه في ذيل كتابه الجامع، وكذلك الحسن بن داود ينقل أقواله
ويذكر اسمه مقرونا بالتعظيم، والشيخ والنجاشي والعلامة لا يذكرون
اسمه الا مع الترحم عليه.
وقال التقي المجلسي ان الرجل مجهول لعدم عنوان له في كتب
الرجال ولا تصريح بالعدالة والوثاقة وقال الداماد انه مسارع إلى الجرح
مبادر إلى التضعيف شططا أقول ومما مر يعلم أن عدم التصريح بعدالته
ووثاقته غير مضر وانه يستفاد من ذلك ما هو أكثر من العدالة والوثاقة واما
مسارعته إلى الجرح فهي كما قاله الداماد حتى أنه قلما يسلم منه أحد من
الاجلاء فضلا عن غيرهم حتى لم يعد الرجاليون يهتمون بجرحه ان عارضه
تعديل غيره وحتى صار إذا عدل أحدا صار ذلك امارة على عدم الريب في
عدالته وقالوا السالم من سلم من تضعيف ابن الغضائري لكن ذلك لا
يقدح في عدالته ووثاقته وجلالته. ويظهر من النجاشي في ترجمة عبد الله بن
أبي عبد الله وترجمة علي بن محمد بن شيران وترجمة أحمد بن الحسين الصيقل
جلالة مقام هذا الشيخ وقد نقل النجاشي أقواله أيضا في ترجمة ابن التاجر
وأبي تمام الشاعر وجعفر بن محمد بن مالك وعلي بن الحسن بن فضال
والحسين بن أبي العلاء وأحمد بن إسحاق القمي وخالد بن يحيى وأبان بن
تغلب وحماد بن عيسى وخيبري بن علي وغيرهم.
وهو المراد بابن الغضائري عند الاطلاق لا أبوه الحسين كما صرح به
جماعة وكما يظهر من العلامة في الخلاصة فقال في ترجمة إسماعيل بن مهران
قال الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري وفي ترجمة
أبي الشداخ قال النجاشي ذكر أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه
الله وقال في ترجمة أحمد بن علي الخضيب الأيادي قال ابن الغضايري حدثني
أبي فان الحسين لم يعلم لأبيه قول ولا وصف بتصنيف أو رواية وصرح به
ابن طاوس في كتابه الجامع للرجال في شريف بن سابق وقال أيضا في كتابه
المذكور ما صورته: ومن كتاب أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله
الغضائري المقصور على ذكر الضعفاء المرتب على حروف المعجم.
وقال السيد الداماد ان ابن الغضايري مصنف كتاب الرجال المعروف
الذي العلامة في الخلاصة والحسن بن داود ينقلان عنه ويبنيان في الجرح
والتعديل على قوله ليس هو الحسين بن عبيد الله الفقيه البصير المشهور العارف
بالرجال والاخبار بل إن صاحب كتاب الرجال الدائر على الألسنة الشايع
نقل التضعيف والتوثيق عنه هو سليل هذا الشيخ المعظم أعني أبا الحسين
أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم وذهب إلى هذا أيضا المولى عبد الله
التستري والميرزا محمد صاحب الرجال الكبير والسيد مصطفى في نقد
الرجال والعلامة المجلسي وصاحب أمل الآمل وفخر الدين الطريحي
وصاحب مجمع الرجال على أن كل من ذكر الحسين وأحواله وكتبه لم يذكر له
كتابا في الرجال وقال بعض المعاصرين انه عند المراجعة والتتبع يظهر ان
لقب ابن الغضائري لا يطلق إلا على الحسين بن عبيد الله دون ابنه احمد
والتواتر على أن الكتاب لأحمد.
وتصريح النجاشي باسم أبيه في بعض المواضع لا يضر كقوله في
عبد الله بن أبي زيد قال أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وفي أحمد بن القاسم
رأيت بخط الحسين بن عبيد الله فان ذلك مع ندرته لا يكون قرينة على أنه
المراد بابن الغضائري عند الاطلاق، على أنهم لم يذكروا في أبيه ان له كتابا
في الرجال وان ذكروا انه عارف بالرجال كما يأتي في ترجمته مع أنه ربما يقول
حدثني أبي ولم يعهد للحسين أب كذلك وفي أمل الآمل: ابن الغضائري
أحمد بن الحسين بن عبيد الله وظن الشهيد الثاني انه الحسين، وهو خلاف
ما صرح به الشيخ في خطبة الفهرست وغيره في مواضع من كتب الرجال
بلا ريب في ذلك كما قال الشيخ محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني في
حواشي كتاب الرجال لميرزا محمد اه وابنه احمد قد ذكر الشيخ في
خطبة الفهرست ان له كتابين في الرجال قال لما رأيت جماعة من شيوخ
طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرس كتب أصحابنا وما صنفوه من
(٥٦٥)

التصانيف ورووه من الأصول ولم أجد منهم أحدا استوفى ذلك ولا ذكر
أكثره بل كان منهم كان غرضه ان يذكر ما اختص بروايته وأحاطت به
خزائنه من الكتب ولم يتعرض أحد باستيفاء جميعه الا ما كان قصده أبو
الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله رحمه الله فإنه عمل كتابين أحدهما في
المصنفات والآخر ذكر فيه الأصول واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه
غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا واخترم هو رحمه الله
وعمد بعض ورثته إلى اهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما
حكى لي بعضهم عنهم اه. ويعلم من ذلك أنه أول من صنف في
فهرست كتب أصحابنا واستوفى ذلك، وأول من صنف في فهرس كتب
أصحابنا المعروفة بالأصول، وفي رجال بحر العلوم: ومن هذا يعلم أن
الشيخ رحمه الله لم يقف على كتب هذا الشيخ وظن هلاكها كما أخبر به ولم
يكن الامر كذلك لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها واخباره عنها وقد
بقي بعضها إلى زمان العلامة فإنه قال في ترجمة محمد بن مصادف اختلف
قول ابن الغضائري فيه ففي أحد الكتابين انه ضعيف وفي الآخر انه ثقة وقال عمر بن
ثابت ضعيف جدا قاله ابن الغضائري وقال في كتابه الآخر طعنوا عليه وليس عندي
كما زعموا وهو ثقة اه ثم إن السيد مصطفى التفريشي في كتابه نقد الرجال قال في
احمد انه مصنف كتاب الرجال المقصور على الضعفاء، وقد صرح العلامة في ترجمة
عمر بن ثابت ان له كتابين حيث قال ضعيف جدا قاله ابن الغضائري وقال في كتابه
الآخر طعنوا عليه من جهة وليس كما زعموا وهو ثقة اه ويظهر من النجاشي في
ترجمة أحمد بن أبي عبيد الله البرقي ان أحمد بن الحسين له كتاب آخر وهو كتاب
التاريخ ومن موضع آخر ان له كتابين آخرين أحدهما في خصوص الممدوحين والآخر
مقصور على المذمومين فيحتمل انهما الكتابان اللذان أشار إليهما الشيخ وان من اخبره
بتلفهما أو عدم نسخهما غير صادق أو تلفت نسخة الأصل بعد ما نسخهما من لم يعلم به
الشيخ وهو الظاهر أو انهما غيرهما وهو بعيد.
مؤلفاته
له ١ كتاب في الجرح ٢ كتاب في الموثقين ٣ كتاب في ذكر
المصنفات ٤ كتاب في ذكر الأصول ٥ كتاب التاريخ ذكره الشيخ في
الفهرست وكتاب الجرح كله مدرج في كتاب الجامع في الرجال لابن
طاووس وانما أدرجه حرصا على بقائه.
٣٧١٠: أحمد بن الأحجم المروزي (١)
في ميزان الاعتدال ذكر ابن الجوزي في الموضوعات له هذا حدثنا أبو
معاذ النحوي عن أبيه عن عائشة رض قالت يا رسول الله ما لك إذا
أقبلت فاطمة جعلت لسانك في فمها قال يا عائشة ان الله أدخلني الجنة
فناولني جبرائيل تفاحة فأكلتها فصارت في صلبي فلما نزلت من السماء
واقعت خديجة الحديث. قلت فاطمة ولدت قبل الوحي واحمد هذا قال فيه
ابن الجوزي قالوا كان كذابا اه أقول مر في الجزء الثاني من هذا
الكتاب انها ولدت بعد البعثة بسنة رواه الحاكم في المستدرك وابن عبد البر
في الاستيعاب وابن حجر في الإصابة أو بعد البعثة بخمس سنين وهو
المروي عن الباقر ع والمشهور بين أصحابنا نعم قال جماعة من
علماء أهل السنة انها ولدت قبل البعثة بخمس سنين فجزم الذهبي بأنها
ولدت قبل الوحي ليبطل هذا الحديث في غير محله ومن ذلك قد يستظهر ان
المترجم شيعي وان نسبته إلى الكذب أو الوضع لروايته مثل هذا الحديث الذي
لا تتحمله نفوسهم وابن الجوزي قد عد أحاديث في الموضوعات صححها
العلماء واعترضوا عليه فيها.
٣٧١١: أحمد بن الأزهر بن منيع بن سليط بن إبراهيم أبو الأزهر العبدي
النيسابوري.
توفي سنة ٢٦٣ أو ٢٦١.
الظاهر تشيعه لما سيأتي ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ ووصفه بالحافظ
الثقة الرحال الجوال ثم قال قيل إن أبا الأزهر لما أنكر عليه ابن معين حديثه
عن عبد الرزاق في الفضائل قال حلفت ان لا أحدث به حتى أتصدق
بدرهم. وقال في ميزان الاعتدال أحمد بن الأزهر النيسابوري الحافظ اتهمه
يحيى بن معين في رواية ذاك الحديث عن عبد الرزاق ثم إنه عذره قال ابن
عدي هو بصورة أهل الصدق. قلت بل هو كما قال أبو حاتم صدوق وقال
النسائي وغيره لا باس به وقد أدرك كبار مشيخة الكوفة عبد الله بن نمير
وطبقته وحدث عنه جلة ولم يتكلموا فيه الا لروايته عن عبد الرزاق عن
معمر حديثا في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل فقال أبو حامد بن
الشرقي السبب فيه ان معمرا كان له ابن أخت رافضي فادخل هذا الحديث
في كتبه وكان معمر مهيبا لا يقدر أحد على مراجعته فسمعه عبد الرزاق في
الكتاب. قلت وكان عبد الرزاق يعرف الأمور فما جسر يحدث بهذا الأثر
الا أحمد بن الأزهر ولغيره كذا فقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري
عن محمد بن علي بن سفيان النجاري عن عبد الرزاق فبرئ أبو الأزهر من
عهدته اه.
وفي تهذيب التهذيب قال ابن خراش سمعت محمد بن يحيى يثني عليه
وقال أبو عمرو المستملي عن محمد بن يحيى أبو الأزهر من أهل الصدق
والأمانة وسئل مسلم بن الحجاج عنه فقال اكتب عنه وقال صالح جزرة
صدوق وقال النسائي والدارقطني لا باس به وقال أبو حاتم صدوق وقال
ابن شاهين ثقة نبيل وذكره ابن حبان في الثقات وقال أحمد بن يحيى بن زهير
التستري لما حدث أبو الأزهر بحديث عبد الرزاق في الفضائل يعني عن
معمر عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي
فقال أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة الحديث أخبر بذلك يحيى بن معين
فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث إذ قال يحيى من هذا الكذاب
النيسابوري الذي يحدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث فقام أبو الأزهر فقال
هو ذا انا فتبسم يحيى فقال اما انك لست بكذاب وتعجب من سلامته وقال
الذنب لغيرك في هذا الحديث قال أبو حامد بن الشرقي هو حديث باطل
والسبب فيه ان معمرا كان له ابن أخ رافضي وكان معمر يمكنه من كتبه
فادخل عليه هذا الحديث قال الخطيب أبو بكر وقد رواه محمد بن حمدون
النيسابوري عن محمد بن علي النجاري الصنعاني عن عبد الرزاق فبرئ
أبو الأزهر من عهدته وقال ابن عدي أبو الأزهر بصورة أهل الصدق عند
الناس واما هذا الحديث فعبد الرزاق من أهل الصدق وهو ينسب إلى
التشيع فلعله شبه عليه اه. أقول يلوح من هذا تشيع أبي الأزهر والذهبي يرد الأحاديث
بشهادة قلبه وبأقوال متعصبين أمثاله والأحاديث لا ترد بالهوى الذي سماه

(١) هذه تراجم كان حقها التقديم فأخرت سهوا ومر لها نظائر كان حقها التقديم فأخرت سهوا. المؤلف
(٥٦٦)

شهادة القلب فقلبه لم يخلص من النصب وان زعم ذلك فلهذا لم يقبل
قلبه فضائل علي ع التي أخفاها أعداؤه حسدا وأولياؤه خوفا
وظهر من بين ذين ما ملأ الخافقين ومن هو بمتابة علي بن أبي طالب في
شهادة كتاب الله ومتواترات السنة النبوية له بأعلى الفضائل لا تحتاج شيعته
وموالوه ان يضيفوا إليه فضائل مكذوبة وانما يحتاج إلى ذلك في حق من
يكون فقيرا في فضله ومناقبه اما علي ع فهو غني بما نطق به
الكتاب والسنة وغيرهما من فضائله حتى أصبحت تلحق بالضروريات عن أن
يختلق مختلق له فضيلة ليست له ويحتاج ابن أخت معمر أو ابن أخيه ان
يدس في كتبه انه سيد في الدنيا سيد في الآخرة وهل يشك مسلم في سيادته
في الدنيا والآخرة وهذه التأويلات والاحتمالات الباردة من أن معمرا كان
يمكن ابن أخته من كتبه فيدس فيها مما تستغرق له الثكلى ضحكا أ فبمثل هذه
الاحتمالات السخيفة يجوز القدح في اعراض الناس وتكذيبهم. وكيف
يعتمد معتمد على كتابه الذي سماه ميزان الاعتدال وأولى ان يسمى ميزان
الميل عن الاعتدال وقد قال الكوثري فيما علقه على ذيل تذكرة الحفاظ
المطبوع بدمشق صلى الله عليه وآله وسلم ٣٥ ان الذهبي تتغلب عليه الأهواء في تراجم الناس
وقد انتقده على خطته في تراجم الناس انتقادا مرا الحافظ ابن المرابط
محمد بن عثمان الغرناطي والتاج ابن السبكي ونسباه إلى التعصب المفرط ولا
تخلو خطته في التراجم من ذلك لا سيما في تراجم الحشوية ومخالفيهم لبعده
عن المعقول والعلوم النظرية واكتفائه بالرواية والسماع. وقال ابن الوردي
في تاريخه واستعجل قبل الموت فترجم في تواريخه الاحياء واعتمد فيما ذكره
في سير الناس على أحداث يجتمعون به وكان في أنفسهم شئ من الناس
فاذى بهذا السبب في مصنفاته أعراض خلق من المشهورين اه. فإذا
كانت هذه طريقة الذهبي بشهادة أهل نحلته مع من هو من أهل نحلته فما
حاله مع من يتهم بالتشيع أو يروي فضائل علي بن أبي طالب وهو لا يطيق
سماعها ويشهد قلبه لأول وهلة ببطلانها. وقال في حواشي صفحة ٣٢٨ ان ابن
حجر العسقلاني حيث نشا على معاناة الشعر والاسترسال في المديح والهجاء
ورث من ذلك من عهد شبابه التبكيت وتطلب مواضع العلل من تراجم
الرجال والحط من مقاديرهم ويقول تلميذه البرهان البقاعي انه لا يعامل
أحدا بما يستحقه من الاكرام بل بما يظهر له على شمائله من محبة الرفعة وان
ابن الشحنة الحنفي قال في حق ابن حجر كان كثير التبكيت في تاريخه على
مشائخه واحبابه وأصحابه لا سيما الحنفية فإنه يظهر من زلاتهم ونقائصهم ما
يقدر عليه ويغفل ذكر محاسنهم وفضائلهم الا ما ألجأته الضرورة إليه فهو
سالك في حقهم ما سلكه الذهبي في حقهم وحق الشافعية حتى قال
السبكي انه لا ينبغي ان يؤخذ من كلامه ترجمة شافعي ولا حنفي وكذا لا
ينبغي ان يؤخذ من كلام ابن حجر ترجمة حنفي متقدم ولا متأخر، قال
الكوثري ومن راجع تراجم الرجال في كتبه ثم فحص عنهم في تواريخ غيره
ممن لم يتغلب عليه تعصب وهوى يجد صواب ما يقوله ابن الشحنة ماثلا
امام عينيه مهما تحزب السخاوي لشيخه ولو تصون من مثل ذلك لكان
أحسن ثم حكى اعتماد ابن حجر على الأطياف والمنامات في المسائل العلمية
فإذا كان هذا شأن الذهبي مع الحنفية والشافعية فكيف به مع الشيعة.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن عبد الله بن نمير وروح بن عبادة
ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وعبد الرزاق وآدم بن أبي اياس والهيثم بن
جميل وأبي عاصم النبيل وأبي صالح كاتب الليث وجماعة وفي تذكرة الحفاظ
سمع يعلى ومحمدا ابني عبيد وأسباط بن محمد وأبا ضمرة الليثي
ووهب بن جرير وطبقتهم.
تلاميذه
قال الذهبي وعنه النسائي وابن ماجة وابن خزيمة وأبو حامد الشرقي
ومحمد بن الحسين القطان وعدة حدث عنه من رفقائه محمد بن رافع والذهلي
وكان يقول كتب عني يحيى بن يحيى التميمي اه وفي تهذيب التهذيب
عنه البخاري ومسلم خارج الصحيح والدارمي وأبو زرعة الرازي وأبو عوانة
الاسفرائني ومحمد بن جرير الطبري وآخرون.
٣٧١٢: أبو الحسن أحمد بن الحسين البسطامي عن أبي ذر البعلبكي.
في ميزان الاعتدال لا يعرف وخبره باطل في المناقب وهو يا علي ما
لمحبك حسرة عند موته ولا وحشة في قبره اه وفي لسان الميزان قال
الخطيب حدث عن أبي ذر البعلبكي وهو شيخ مجهول حديثا منكرا حدثناه
أبو الفرج الطناجيري ثنا عبد الله بن عثمان الصفار ثنا أبو الحسن أحمد بن
الحسين ثنا أبو ذر ببعلبك ثنا أحمد بن محمد الهاشمي ثنا مروان بن محمد ثنا
خلف الأشجعي ثنا الثوري عن منصور عن امه عن جدته عن عائشة به
قلت والاسناد مختلق أيضا ما فيهم من يعرف سوى عائشة ومنصور والثوري
اه أقول وهذا مظنون التشيع أيضا ورد حديثه وتكذيبه ليس الا لأنه
في مناقب علي ع.
٣٧١٣: أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن مهران أبو العباس الآبي العروضي
الآبي نسبة إلى آبة بألف ممدودة وباء موحدة مفتوحة بعدها هاء
بلدة تقابل ساوة قال ابن شهرآشوب في رجاله له: ١ ترتيب الأدلة فيما
يلزم خصوم الامامية دفعه عن الغيبة والغائب ٢ المكافاة في المذهب في
النقض على أبي خلف. وفي تعليقة العلامة البهبهاني يروي عنه الصدوق
مترضيا.
٣٧١٤: أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عمر بن محمد بن عمر بن علي بن
أبي طالب
في مقاتل الطالبيين نقلا عن محمد بن علي بن حمزة انه قتل مع
عبد الله بن عبد الحميد في حرب كانت بينه وبين ملك النوبة.
٣٧١٥: الشريف أبو القاسم أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران
لكثرة تهجده ابن عبد الله بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر ابن علي
زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
في عمدة الطالب: كان أديبا شاعرا قال الشيخ أبو الحسن العمري
أنشدني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن إبراهيم الفقيه البصري له:
الموت ان قطعت والموت ان وصلت كيف البقاء لصب بين هذين
فقطعها قطع أوصالي نواصله ووصلها قطع قلبي خيفة البين
ولأبي القاسم الأفطس أيضا:
قدك عني سئمت ذل الضراعه * أنا ما لي وضيعة وبضاعه!
انما العز قدرة تملأ الأرض * والا فعفة وقناعه
قال: وفي معنى هذا البيت قول آخر:
وان لم تملك الدنيا جميعا * كما تختار فاتركها جميعا
(٥٦٧)

٣٧١٦: أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى بن عبد الله البيهقي
ولد في شعبان سنة ٣٨٤ وتوفي ١٠ جمادى الأولى سنة ٤٥٨ كذا في
تاريخ ابن خلكان وأنساب السمعاني وتذكرة الحفاظ وقال ابن خلكان كانت
وفاته بنيسابور ونقل إلى بيهق، وقال ياقوت في معجم البلدان توفي سنة
٤٥٤، فتفرد بذلك. والبيهقي نسبة إلى بيهق بفتح الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية
وفتح الهاء وبعدها قاف، في أنساب السمعاني انه اسم قرى مجتمعة بنواحي
نيسابور على عشرين فرسخا منها وفي معجم البلدان تشتمل على ٣٢١ قرية
كانت قصبتها أولا خسروجرد ثم صارت سابزوار اه ومنه يعلم أن
بيهق تطلق على الناحية وعلى القصبة.
أقوال العلماء فيه
في معجم البلدان عند ذكر بيهق: هو الامام الحافظ الفقيه الأصولي
الورع أوحد الدهر في الحفظ والاتقان مع الدين المتين من أجل أصحاب أبي
عبد الله الحاكم والمكثرين عنه، ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها، رحل
من العراق وطوف الآفاق وألف من الكتب قريبا من ألف جزء مما لم يسبق
إلى مثله، استدعي إلى نيسابور لسماع كتاب المعرفة، فعاد إليها سنة
٤٤١، ثم عاد إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات.
وقال السمعاني في الأنساب: ومن المصنفين المشهورين أبو بكر
أحمد بن الحسين بن علي بن موسى بن عبد الله البيهقي الحافظ كان إماما
فقيها حافظا جمع بين معرفة الحديث والفقه. وكان يتبع نصوص الشافعي
وكان أستاذه في الحديث الحاكم ابن عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ
وسمع الحديث الكثير.
وفي تذكرة الحفاظ: الامام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر
أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي البيهقي صاحب
التصانيف ولم يكن عنده سنن النسائي ولا سنن ابن ماجة، بل كان عنده
الحاكم فأكثر عنه وعنده عوال وبورك له في عمله لحسن مقصده وقوة فهمه
وحفظه. قال عبد الغافر في تاريخه كان البيهقي على سيرة العلماء قانعا
باليسير متجملا في زهده وورعه. وعن امام الحرمين أبي المعالي قال: ما
من شافعي الا وللشافعي عليه منة الا أبا بكر البيهقي فان له المنة على
الشافعي لتصانيفه في نصرة مذهبه. قال أبو الحسن عبد الغافر في ذيل
تاريخ نيسابور أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الدين الورع واحد
زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الاتقان والضبط من كبار أصحاب الحاكم
ويزيد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه في صباه وتفقه وبرع
واخذ في الأصول وارتحل إلى العراق والجبال والحجاز، ثم صنف وتواليفه
تقارب ألف جزء مما لم يسبق إليه أحد جمع بين علم الحديث والفقه وبيان
علل الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث طلب منه الأئمة الانتقال من
الناحية إلى نيسابور لسماع الكتب فانى سنة ٤٤١ وأعدوا له المجلس لسماع
كتب المعرفة وحضره الأئمة، ثم حكى منامات في حقه ومدحه، ثم ذكر
انه حضر في آخر عمره من بيهق إلى نيسابور وحدث بكتبه ثم حضره الاجل
بنيسابور فنقل في تابوت إلى بيهق ودفن بها، وهي ناحية من اعمال نيسابور
على يومين منها وخسروجرد هي أم تلك الناحية.
وقال ابن خلكان: أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن
موسى البيهقي الخسروجردي الفقيه الشافعي الحافظ الكبير المشهور واحد
زمانه وفرد اقرانه في الفنون غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه
إلى العراق والجبال والحجاز وسمع بخراسان من علماء عصره وكذلك ببقية
البلاد التي انتهى إليها وهو أول من جمع نصوص الإمام الشافعي في عشرة
مجلدات.
تشيعه
في مجالس المؤمنين عند ذكر سبزوار عن معجم البلدان ما تعريبه أنه قال
: هي قصبة بيهق خرج منها جماعة لا تحصى من الفضلاء والعلماء
والفقهاء والأدباء ومع هذا فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة ومن
مشاهيرها المتهمين بالرفض الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي
صاحب التصانيف المشهورة اه ونحو ذلك نقل صاحب روضات
الجنات عن المعجم والظاهر أنه اخذه من المجالس والذي وجدته في المعجم
على ما في النسخة المطبوعة ليس فيه لفظ المتهمين بالرفض بل قال عند ذكر
بيهق انها ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي
نيسابور وكانت قصبتها أولا خسروجرد ثم صارت سابزوار وقد أخرجت
هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك
فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة ومن أشهر أئمتهم الإمام أبو بكر
أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي من أهل خسروجرد
صاحب التصانيف المشهورة اه والعجب أن سابزوار غير مذكورة
في معجم البلدان الا في هذا الموضع وكلامه على ما في النسخة المطبوعة وان
لم يكن صريحا في تشيعه لاحتمال رجوع ضمير أئمتهم إلى الفضلاء العلماء
الخ لا إلى الرافضية لكن رجوعه إلى الأخير هو الاظهر ويرشد إلى تشيعه
تلمذه على الحاكم الذي هو شيعي مستتر كما ذكر في ترجمته وغلبة التشيع
على أهل تلك الكورة كما اعترف به ياقوت. وعن بحر العلوم في فوائده
الرجالية أنه قال بيهق ناحية معروفة في خراسان بين نيسابور وبلاد قومس
وقاعدتها بلدة سبزوار وهي من بلاد الشيعة الإمامية قديما وحديثا وأهلها في
التشيع أشهر من أهل خاف وباخرز في التسنن اه ومما يرشد إلى تشيعه
روايته جملة من مناقب أهل البيت ع الجليلة في مؤلفاته الجمة
مثل ما نقل عن كتابه الموضوع لذكر مشاهير الصحابة على ما في روضات
الجنات من الرواية المشهورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال من أراد ان ينظر إلى آدم
في علمه والى نوح في تقواه والى إبراهيم في حلمه والى موسى في هيبته والى
عيسى في عبادته فلينظر إلى علي بن أبي طالب فان الكثيرين من غير الشيعة
إذا نظروا إلى مثل هذا الحديث أو ما هو أقل منه سارعوا إلى تكذيبه
ووصف راويه بأنه كذاب واتهموه بالتشيع فضلا عن أن يرووا مثل هذا
الحديث أو يودعوه كتبهم أما وصفه بالشافعي كما سمعت من ابن خلكان
وتأليفه في فضائل الإمام الشافعي والإمام أحمد كما ستعرف وانتصاره
للشافعي وغير ذلك مما مر ويأتي فقد وقع مثله لشيخه الحاكم ابن البيع مع أنه
لا شك في تشيعه وقد وصف أحمد بن فارس اللغوي بالشافعي مع
تشيعه.
مشايخه
في تذكرة الحفاظ سمع أبا الحسن محمد بن الحسين البلوي وأبا
عبد الله الحاكم وأبا طاهر بن محمش وأبا بكر بن فورك وأبا علي الروذباري
وعبد الله بن يوسف بن نامويه وأبا عبد الرحمن السلمي وخلقا بخراسان
(٥٦٨)

وهلال بن محمد الحفار وأبا الحسين بن بشران وابن يعقوب الأيادي وعدة
ببغداد والحسن بن أحمد بن فراس وطائفة وجناح بن ندير وجماعة بالكوفة.
تلاميذه
في تذكرة الحفاظ حدث عنه شيخ الاسلام أبو علي الأنصاري
بالإجازة وأبو الحسن عبد الله بن محمد بن أحمد وولده إسماعيل بن أحمد
وأبو عبد الله الفزاري وأبو القاسم السحامي وأبو المعالي محمد بن إسماعيل
الفارسي وعبد الجبار بن عبد الوهاب الدهان وعبد الجبار بن محمد الخواري
واخوه عبد الحميد بن محمد وخلق كثير.
مؤلفاته
قد سمعت انه ألف ما يقرب من ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد وفي
أنساب السمعاني مؤلفاته مشهورة موجودة في أيدي الناس فمن مؤلفاته على
ما في تذكرة الحفاظ ١ الأسماء والصفات مجلدان ٢ السنن الكبير عشرة
مجلدات ٣ السنن الصغير مجلدان ٤ دلائل النبوة ثلاثة مجلدات ٥
الزهد مجلد ٦ البيت مجلد ٧ المتقد مجلد ٨ الآداب مجلد ٩ نصوص
الشافعي ثلاثة مجلدات وفي الروضات اسمه المبسوط ١٠ المدخل مجلد
١١ الدعوات مجلد ١٢ الترغيب والترهيب مجلد ١٣ مناقب
الشافعي مجلد ١٤ مناقب احمد مجلد ١٥ كتاب الاسرى.
تتمة
في مشتركات الكاظمي باب أحمد بن الحسين المشترك بين ثقة وغيره
يمكن استعلام انه ابن الحسين بن سعيد برواية محمد بن الحسن الصفار عنه
اه ومر في ترجمته قول الشيخ انه روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى لكن
لا يبعد ان مراده الرواية بالواسطة وعن جامع الرواة انه زاد عما في
المشتركات نقل رواية محمد بن يزيد النخعي وسعد بن عبد الله عنه وروايته
كثيرا عن فضالة ونقل روايته عن أبي الجارود، قال وانه ابن الحسين بن
عبد الملك برواية علي بن محمد بن الزبير عنه وروايته هو عن الحسن بن
محبوب وقد سبق أحمد بن الحسن بن عبد الملك فلا تغفل عن احتمال
الاتحاد بل هو الظاهر اه وعن جامع الرواة انه نقل رواية أحمد بن
محمد بن سعيد عنه.
٣٧١٧: أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل أبو جعفر
قال النجاشي كوفي ثقة من أصحابنا جده عمر بن يزيد بياع
السابري روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له كتب لا يعرف
منها الا النوادر قرأته انا وأحمد بن الحسين رحمه الله على أبيه عن أحمد بن
محمد بن يحيى حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى وقال أحمد بن الحسين
له كتاب في الإمامة أخبرنا به أبي عن العطار عن أبيه عن أحمد بن أبي زاهر
عن أحمد بن الحسين به. وفي مشتركات الكاظمي يعرف أحمد بن الحسين
انه ابن عمر الثقة برواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه ورواية أحمد بن أبي زاهر
عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية علي بن الحسن بن علي والحسن بن
علي بن يقطين عنه اه
٣٧١٨: الشيخ شهاب الدين احمد ابن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين
العودي العاملي الجزيني والعودي بالدال المهملة فيما وجدناه
في أمل الآمل فاضل عالم علامة شاعر أديب وله أرجوزة في شرح
الياقوت في الكلام وغير ذلك.
٣٧١٩: أحمد بن الحسين أو الحسن القطان
مر بعنوان أحمد بن الحسن بغير ياء ويأتي بعنوان أحمد بن محمد بن
الحسن القطان.
٣٧٢٠: أحمد بن الحسين الكوفي
من مشايخ الإجازة للشهيد الأول.
٣٧٢١: أحمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الخباز أبو طالب
ولد سنة ٤١٦ وتوفي ١٥ جمادى الآخرة سنة ٤٩٨
في لسان الميزان قال ابن النجار كان شيعيا قلت انما حكى ذلك عن
غيره فذكر انه سمع من أبي القاسم بن بشران وروى عنه أبو القاسم ابن
السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وغيرهما ثم قال قرأت بخط أبي محمد ابن
السمرقندي قال أبو طالب الخباز الشيعي المذهب كان نائحا للشيعة سمعت
منه حديثا واحدا لأتبين امره اه.
٣٧٢٢: الشيخ أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي
توفي سنة ١٠٧٩ في قرية النبطية.
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا أديبا صالحا عابدا ورعا كان شريكنا
في الدرس حال القراءة على الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن ابن
الشهيد الثاني العاملي والشيخ حسين بن الحسن بن الحسن الظهيري العاملي
والعم الشيخ محمد بن علي بن الحر العاملي وغيرهم وقرأ على السيد نور
الدين العاملي في مكة اه.
٣٧٢٣: الشيخ الامام جمال الدين أحمد بن الحسين بن محمد بن حمدان بن محمد
الحمداني القزويني
عالم ورع شهيد قاله منتجب الدين وهو من شهداء القرن السادس
وهو من بيت علم وفضل نبغ فيه عدة منهم أبوه ناصر الدين الحسين بن
محمد بن حمدان بن محمد القزويني الحمداني وجده الامام ناصر الدين أبو
إسماعيل محمد بن حمدان بن محمد وأخو المترجم ناصر الدين محمد بن
الحسين بن محمد بن حمدان وشقيقه الآخر نجم الدين أبو خليفة الحسن بن
الحسين بن محمد بن حمدان وعمه وجيه الدين أبو طالب علي بن ناصر الدين
محمد بن حمدان وعمه الآخر الامام عز الدين عمار بن ناصر الدين محمد بن
حمدان ومنهم امام الدين علي بن ناصر الدين أبي طالب علي بن محمد بن
حمدان والشيخ نظام الدين أبو المعالي ناصر بن أبي طالب علي بن محمد بن
حمدان والشيخ الإمام أبو البركات هبة الله بن حمدان بن محمد والشيخ
مظفر بن هبة الله بن حمدان بن محمد والشيخ ناصح الدين أبو جعفر
محمد بن المظفر بن هبة الله بن حمدان وكلهم ذكروا في محالهم.
٣٧٢٤: السلطان احمد كاركيا ابن السلطان حسين كاركيا ابن السلطان محمد كاركيا
المشهور بأمير سيد بن مهدي كيا بن أمير كيا الحسيني العلوي ملك جيلان
وباقي نسبه تقدم في ترجمة حفيده أحمد بن حسن بن أحمد هذا.
ولد سنة ٨٩٤ وتوفي يوم الاثنين سنة ٩٤٠
وتقدم في ترجمة حفيده المذكور انهم سلسلة من السادات العلوية كانوا
ملوك جيلان وعبروا عنهم بكاركيا وهي لفظة فارسية تفيد التعظيم وأنهم
كانوا زيدية جارودية وأول من انتقل منهم إلى مذهب الشيعة الاثني عشرية
المترجم واقتدى به من بعده وانه كان فيهم السيد علي كيا بن أمير كيا وهو
(٥٦٩)

أخو السيد مهدي كيا جد والد المترجم وملك منهم في كيلان عدة ملوك
ترجموا في مواضعهم من هذا الكتاب وذكروا إجمالا في ترجمة حفيده أحمد بن
حسن.
وفي مجالس المؤمنين انه لما انتقلت السلطنة من السلطان محمد بن
ناصر إلى ولده ميرزا علي نازعه اخوه السلطان حسين ثم قتل الاثنان كما ذكر
في ترجمتهما فاستولى على السلطنة المترجم بعد واقعة أبيه الحسين وعمه علي
ورجع من مذهب الزيدية الجارودية الذي كان من قديم مذهب أهل كيلان
إلى مذهب الإمامية الاثني عشرية ولذلك قربه الشاه إسماعيل الأول وفي
سنة ٩٣٣ حيث كان معسكر الشاه بقزوين جاء المترجم إلى قزوين فأكرمه
الشاه كثيرا وعاد إلى كيلان وبعد وفاته تولى السلطنة بعده ولده السيد علي
كاركيا.
٣٧٢٥: المولى أحمد بن الحسين المراغي من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري
كان عالما فاضلا له محاكمات الأصول بين القوانين والفصول.
٣٧٢٦: أحمد بن الحسين بن مغلس الضبي النخاس
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
حميد كتاب زكريا بن محمد المؤمن وغير ذلك من الأصول.
٣٧٢٧: الشيخ أحمد بن الحسين نجيب الدين العاملي الجبعي
توفي في ذي الحجة سنة ١٢٤٦
كان فقيها زاهدا عابدا كذا في مهذب الأقوال للشيخ علي بن
سعيد بن محمد بن الحر العاملي الجبعي المعاصر.
٣٧٢٨: أحمد بن الحسين الهمداني
من ذرية برير بن خضير الهمداني شهيد كربلاء.
له رسالة في علم التجويد تاريخ كتابتها سنة ٧٥٣ توجد منها نسخة
في مكتبة مجلس النواب الإيراني كما في فهرستها.
٣٧٢٩: أحمد بن الحسين بن عبيلة
في التعليقة هو أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن
مهران الآبي العروضي اه وقد تقدم.
٣٧٣٠: الشيخ جمال الدين أحمد بن الحسين بن الواهاني
لست أعرف هذه النسبة ولا رأيت من ذكرها نعم في أنساب
السمعاني الواهكاني نسبة إلى واهكان قال وأظنها من قرى مرو ولم أسمع
باسمها ولعلها خربت اه فيحتمل كون النسبة إليها وقد صحفت قال
الشيخ محمد بن علي بن الحسن العاملي الجباعي جد الشيخ البهائي في
مجموعته توفي خامس ربيع الأول سنة ٧٥٧ بالمشهد الغروي وبه دفن
اه ولم يذكر من أحواله شيئا سوى هذا.
٣٧٣١: أحمد بن الحسين الميثمي كأنه من ذرية ميثم التمار عن الصدوق في العيون أنه قال كان واقفيا.
٣٧٣٢: السيد المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون الأقطع
ابن الحسين بن محمد البطحاني ابن القاسم بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب أحد أئمة الزيدية.
ولد سنة ٣٣٣ وتوفي سنة ٤٢١ بطبرستان وله ٨٨ سنة.
في عمدة الطالب: هارون الأقطع له عقب بالري منهم الشريفان
الجليلان أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون المذكور كثير العلم له
مصنفات في الفقه والكلام بويع له بالديلم ولقب بالسيد المؤيد بالله ومدة
ملكه عشرون سنة وأخوه أبو طالب يحيى بن الحسين الخ ويعرفان بابني
الهرواني ولهما أعقاب.
٣٧٣٣: أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد بن بشر الهمذاني الملقب بديع
الزمان
ولد في ١٣ جمادى الآخرة ٣٥٨ وقيل ٣٥٣ بهمذان وتوفي سنة ٣٩٨
بهراة وقد أربى على أربعين سنة كما في اليتيمة ويقال انه مات مسموما بهراة
وقيل أصابته السكتة وعجل دفنه فافاق في قبره وسمع صوته بالليل وأنه
نبش فوجدوه قد قبض على لحيته ومات اه وهذا مما يبعد تصديقه.
والهمذاني نسبة إلى همذان بفتح الهاء والميم والذال المعجمة المدينة
المشهورة ببلاد الجبل.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: فاضل جليل امامي المذهب حافظ أديب منشئ له
المقامات العجيبة وله ديوان شعر وكان عجيب البديهة والحفظ اه.
وذكره السمعاني في الأنساب فقال: أبو الفضل أحمد بن الحسين بن
يحيى بن سعيد الهمذاني الملقب بالبديع كان أحد الفضلاء الفصحاء وكان
متعصبا لأهل الحديث والسنة وما أخرجت همذان بعده مثله هكذا قال أبو
الفضل الفلكي وكان من مفاخر بلدنا (١) وسكن هراة وبها مات ويقال انه
سم اه وأكثر من استوفى، وصفه الثعالبي في يتيمة الدهر فقال:
بديع الزمان، ومعجزة همذان، ونادرة الفلك وبكر عطارد، وفرد الدهر،
وغرة العصر، لم ير نظيره في ذكاء القريحة وسرعة الخاطر وشرف الطبع
وصفاء الذهن وقوة النفس ولم يدرك قرينه في طرف النثر وملحه وغرر النظم
ونكته ولم ير ولم يرو أن أحدا بلغ مبلغه فإنه كان صاحب عجائب وبدائع
وغرائب منها أنه كان ينشد القصيدة التي لم يسمعها قط وهي أكثر من
خمسين بيتا إلا مرة واحدة فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها لا يخرم
حرفا وينظر في الأربع والخمس الأوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره نظرة
واحدة خفيفة ثم يهذها عن ظهر قلبه هذا وهذه حاله في الكتب الواردة عليه
وغيرها وكان يقترح عليه عمل قصيدة أو انشاء رسالة في معنى بديع وباب
غريب فيفرع منها في الوقت والساعة وربما كتب الكتاب المقترح عليه
فيبتدئ من آخره إلى أوله ويخرجه كأحسن شئ وأملحه ويوشح القصيدة
الفريدة من قوله بالرسالة الشريفة من انشائه فيقرأ من النظم النثر ومن النثر

(١) هكذا في النسخة المطبوعة والظاهر أن العبارة ناقصة فالسمعاني لم يكن من أهل همذان حتى
يقول وكان من مفاخر بلدنا بل هذا جزء من عبارة نقلها ياقوت عن أبي شجاع في تاريخ
همذان وتأتي فكأن أصل العبارة وقال أبو شجاع وكان من مفاخر بلدنا. المؤلف
(٥٧٠)

النظم ويعطى القوافي الكثيرة فيصل بها الأبيات الرشيقة ويقترح عليه كل
عويص وعسير من النظم والنثر فيرتجله في أسرع من الطرف على ريق لا
يبلغه ونفس لا يقطعه وكلامه كله عفو الساعة ومسارقة القلم ومسابقة اليد
للفم ومجاراة الخاطر للناظر ومباراة الطبع للسمع وكان يترجم ما يقترح عليه
من الأبيات الفارسية المشتملة على المعاني الغريبة بالأبيات العربية فيجمع
فيها بين الابداع والاسراع إلى عجائب كثيرة لا تحصى وكان مقبول الصورة
خفيف الروح حسن العشرة شريف النفس كريم العهد خالص الود حلو
الصداقة مر العداوة فارق همذان في شبابه سنة ٣٨٠ وقد درس على أبي
الحسين بن فارس واستنفد ما عنده وورد حضرة الصاحب بن عباد فتزود
من ثمارها وحسن آثارها ثم قدم جرجان فأقام بها مدة على مداخلة
الإسماعيلية والتعيش في أكنافهم واختص بأبي سعد محمد بن منصور أيده
الله تعالى ونفقت بضائعه لديه وتوفر حظه من عادته المعروفة في اسداء
الافضال على الأفاضل وورد نيسابور سنة ٣٨٢ فاملى أربعمائة مقامة نحلها
أبا الفتح الإسكندري في الكدية وغيرها وضمنها ما تشتهي الأنفس وتلذ
الأعين من لفظ أنيق وسجع رقيق ثم شجر بينه وبين الأستاذ أبي بكر
الخوارزمي ما كان سببا لهبوب ريح الهمذاني وعلو أمره إذ لم يكن أن أحدا
من الأدباء والكتاب والشعراء ينبري لمساجلة الخوارزمي فلما تصدى
الهمذاني لمساجلته وجرت بينهما مكاتبات ومناظرات، وغلب هذا قوم وذاك
آخرون طار ذكر الهمذاني في الآفاق وأجاب الخوارزمي داعي به فخلا الجو
للهمذاني ولم يبق من بلاد خراسان وسجستان وغزنة بلدة الا دخلها ولا
ملك ولا أمير ولا وزير الا استمطر بنوئه فحصلت له ثروة حسنة وألقى
عصاه بهراة وصاهر بها أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي واقتنى بمعونته
ضياعا فاخرة اه.
وقال أبو شجاع شيرويه بن شهريار في تاريخ همذان على ما حكاه عنه
ياقوت في معجم الأدباء: سكن هراة وكان أحد الفضلاء والفصحاء
متعصبا لأهل الحديث والسنة ما أخرجت همذان بعده مثله وكان من مفاخر
بلدنا اه.
وذكره أبو إسحاق الحصري في كتاب زهر الآداب كما حكي فقال أبو
الفضل الهمذاني بديع الزمان وهذا اسم وافق مسماه ولفظ طابق معناه
كلامه غض المكاسر أنيق الجواهر يكاد الهواء يسرقه لطفا اه.
وفي معجم الأدباء قال أبو الحسن البيهقي: وبديع الزمان أبو الفضل
أحمد بن الحسين الحافظ كان يحفظ خمسين بيتا بسماع واحد ويؤديها من أولها
إلى آخرها وينظر في كتاب نظرا خفيفا ويحفظ أوراقا ويؤديها من أولها إلى
آخرها فارق همذان سنة ٣٨٠ وكان قد اختلف إلى أحمد بن فارس صاحب
المجمل وورد حضرة الصاحب فتزود من ثمارها واختص بالدهخداه أبي
سعد محمد بن منصور ونفقت بضاعته لديه ووافى نيسابور سنة ٣٨٢ وبعد
موت الخوارزمي خلا له الجو وجرت بينه وبين أبي علي الحسين بن محمد
الخشنامي مصاهرة وألقى عصى المقام بهراة.
وقال جامع رسائله: كان أبو الفضل فتى وضي الطلعة رضي العشرة
فتان المشاهدة سحار المفاتحة غاية في الظرف، آية في اللطف، معشوق
الشيمة، مرزوقا فضل القيمة طليق البديهة سمح القريحة شديد العارضة
سديد السيرة زلال الكلام عذبه، فصيح اللسان عضبه، إن دعا الكتابة
أجابته عفوا. وأعطته قيادها صفوا أو القوافي، أتته ملء الصدور على
التوافي: ثم كانت له طرق في الفروع هو افترعها، وسنن في المعاني هو
اخترعها، ومصداق ما ادعيناه له تشهده في أثناء شعره ونثره وكان في صفاء
العقيدة بين الكفاءة قدوة، وفي حسن النظر لكافة نظرائه أسوة، وقد أوتي
حفظا لا يسمع كلمة الا اعتلقها فاعتقلها، ثم إذا شاء أعادها ونقلها
اه.
والبديع هو أول من اخترع عمل المقامات وبه اقتدى الحريري في
مقاماته المشهورة واعترف في خطبتها بفضله ولكن يظهر مما حكي عن
الحصري في زهر الآداب أن أول من فتح هذا الباب هو ابن دريد لكنه لم يجد
إجادة البديع ثم تبعه البديع فغبر في وجهه ثم تبعهما الحريري قال الحصري
لما رأى البديع أبا بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي أغرب بأربعين
حديثا وذكر انه استنبطها من ينابيع صدره وانتخبها من معادن فكره وأبداها
للأبصار والبصائر في معارض حوشية وألفاظ عنجهية فجاء أكثرها تنبو عن
قبوله الطباع ولا ترفع له حجب الأسماع وتوسع فيها إذ صرف ألفاظها
ومعانيها في وجوه مختلفة عارضه بأربعمائة مقامة في الكدية تذوب ظرفا
وتقطر حسنا لا مناسبة بين المقامتين لفظا ولا معنى عطف مساجلتها ووقف
مناقلتها بين رجلين سمى أحدهما عيسى بن هشام والآخر أبا الفتح
الإسكندري وجعلهما يتهاديان الدر ويتناقشان السحر في معان تضحك
الحزين وتحرك الرصين وربما أفرد بعضهما بالرواية اه.
ونثره خال من التكلف خفيف على الطبع رقيق مستملح لأنه كان
ينشئه عفو الطبع وفيض القريحة وشعره رقيق جيد يعرب كنثره عن رقة
طبعه. وكان حاضر البديهة في النظم والنثر ينظم على لسان الشعراء ما
يشتبه بشعرهم على أكابر البلغاء. ذكر الثعالبي في ترجمة أبي فراس الحمداني قال حكى أبو الفضل
الهمذاني قال: قال الصاحب أبو القاسم
يوما لجلسائه وانا فيهم وقد جرى ذكر أبي فراس الحارث بن سعيد بن
حمدان: لا يقدر أحد أن يزور على أبي فراس شعرا فقلت من يقدر على ذلك وهو الذي يقول:
رويدك لا تصل يدها بباعك * ولا تعز السباع إلى رباعك
ولا تعن العدو علي اني * يمين ان قطعت فمنى ذراعك
فقال الصاحب صدقت فقلت أيد الله مولانا فقد فعلت اه.
تشيعه
قد سمعت قول صاحب أمل الآمل انه إمامي المذهب ولم أجد من
ذكره في رجال الشيعة قبل عصرنا غيره ومن ذكره في عصرنا أو ما قاربه فإنما
أخذه من أمل الآمل وعليه اعتمد، ويدل على تشيعه ما ذكره عن نفسه في
قصته مع أبي بكر الخوارزمي الآتية من قوله أن سار غيري في التشيع
برجلين طرت بجناحين الخ وقصيدته الآتية التي أنشدها في المجلس في رثاء
الحسين ع. ويؤيد ذلك تلمذه على أحمد بن فارس الثابت تشيعه
كما يأتي في ترجمته وأخذه عنه وكتابه الآتي إليه بل ذلك الكتاب من أدلة
تشيعه وقد يستدل على عدم تشيعه بعدم ذكر أصحابنا له قبل صاحب أمل
الآمل مع ذكرهم شيخه ابن فارس وبما مر في قول أبي شجاع في تاريخ
همذان أنه كان متعصبا لأهل الحديث والسنة وأنه لو كان شيعيا لما خفي على
أهل ذلك المجلس بنيسابور الذين اعتقدوا فيه عدم التشيع حتى احتاج إلى
(٥٧١)

اظهاره وانشاد القصيدة كما سيأتي مع ظهور التشيع وقوة الشيعة في ذلك
العصر بدولة بني بويه وبان في رسائله ما يظهر منه عدم تشيعه كقوله في
رسالته إلى أبي نصر الطوسي: ولك في أكثر المكارم لسان ويد ولا تخلو
معهما من حزونة طوسية ورجل طاووسية ولو عربت منهما لكنت الامام الذي
تدعيه الشيعة وتنكره الشريعة، وقوله في رسالته إلى الشيخ الرئيس أبي عامر
عدنان بن محمد وهو يذكر عضد الدولة. ثم عجز والقدرة هذه أن يعمر
التربتين الخبيثتين أو يصلح البلدتين المشؤومتين قم والكوفة فعلم أن ذلك
لخبث نحلتهما فهم أن يسبي ويبيح ثم فرض الجزية عليهم أو يقيموا
التراويح ورجع صاحبي آنفا من هراة فذكر أنه سمع في السوق صبيا ينشد:
أن محمدا وعليا أخرا تيما وعديا ويل أم هراة أنصب الشيطان بها هذه الحبالة
والله ما دخلت هذه الكلمة بلدا إلا صبت عليها الذلة ونسخت عنها الملة ولا
رضي بها أهل بلدة الا جعل الله الذل لباسهم وألقى بينهم بأسهم هذه
نيسابور منذ فشت فيها هذه المقالة في خراب واضطراب وأهلها في بلاء
وجلاء يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون وهذه
قهستان منذ فشت فيها هذه المقالة جعلت ماكلة الغصص ونجعة الأقدار
فالشيطان لا يصيد هراة صيدا إنما يستدرجها رويدا وهذه الكوفة مما اختط
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وما ظهر الرفض بها دفعة ولا وقع الالحاد بها
وقعة إنما كان أوله النياحة على الحسين بن علي وذلك ما لم ينكره الأنام ثم
تناولوا معاوية فأنكر قوم وتساهل آخرون فتدحرجوا إلى عثمان فنفرت
الطباع ونبت الأسماع وخلف من بعدهم خلف لم يحفظوا حدود هذا الأمر
فارتقى ذلك إلى يفاع وتناول الشيخين رضي الله عنهما. لا جرم أن الله
تعالى سلط عليهم السيف القاطع والذل الشامل ولما أعد الله لهم في الآخرة
شر مقاما وانا أعيذ بالله هراة أن يجد الشيطان إليها هذا المجاز وأعيذ الشيخ
الرئيس أن لا يهتز لهذا الأمر اهتزازا يرد الشيطان على عقبه اه وفي
رسائله غير ذلك من هذا القبيل لكنه ليس بهذه الصراحة بل أورد ياقوت في
معجم الأدباء له قصيدة مزدوجة سنذكر شيئا منها إن صحت كان فيها دلالة
على عدم تشيعه. ويظهر من رسالة للخوارزمي أجاب بها البديع عن رقعة
وردت منه وهي الرقعة الثالثة أنه أشعري حيث يقول أبو بكر فيها:
وتكليف المرء ما لا يطيق يجوز على مذهب الأشعري وقد زاد سيدي أستاذه
الأشعري فان أستاذه كلف العاجز ما لا يطيق مع عجزه عنه وسيدي كلف
الجاهل علم الغيب مع الاستحالة منه اه ويؤيده أن أخاه لأمه وأبيه
وتلميذه محمد بن الحسين الصفار كان يتهم بمذهب الأشعرية حكاه ياقوت
في أوائل ترجمة البديع عن تاريخ همذان لأبي شجاع فالظاهر أن ذلك راجع إلى أخيه لا إليه لقوله وجن في آخر عمره فان البديع لم ينقل عنه أحد أنه
جن ويبعد تخلف الأخوين الشقيقين والأستاذ والتلميذ في المذهب. ومما
يبعد تشيعه قوله للخوارزمي كما يأتي عندنا يهودي يماثلك في مذهبه ويزيد
بذهبه. ويمكن الجواب عن عدم ذكر أصحابنا له بعدم ذكرهم لأبي بكر
الخوارزمي المعلوم تشيعه بل لم يذكره صاحب أمل الآمل الذي ذكر البديع
وعن قول أبي شجاع أنه كان متعصبا لأهل الحديث والسنة بان الظاهر أنه
أخذ ذلك من قوله في وصيته وأن يتولى الصلاة عليه أهل الحديث وأهل
السنة ولم يعلم أنه أراد باهل السنة هنا ما قابل الشيعة. وعن خفاء تشيعه
على أهل ذلك المجلس بأنه لم يكن مختلطا بهم ولم يكن متجاهرا بالتشيع
فلذلك خفي أمره عن أهل نيسابور كما خفي تشيع ابن فارس فوصف في
مؤلفات أهل السنة بأنه شافعي أو مالكي. وعما في رسائله بان الرجل لم
يكن متصلبا في الدين متجنبا لكل ما يوقع في المآثم بل كان جاريا على عادة
أكثر الشعراء والكتاب من أتباع منافعهم الدنيوية والتجرؤ على أعراض
الناس والافتراء عليهم فيقول ما يجر مطامعه ومنافعه في دنياه وإن أضر
بأخراه فهو يخاطب أبا نصر الطوسي بما يروج عنده ويقرب إليه وكذلك
يخاطب الرئيس أبا عامر ومما يدل على أن ذلك ليس على حقيقته قوله عن
عضد الدولة أنه عجز أن يعمر التربتين الخبيثتين ويصلح البلدتين
المشؤومتين قم والكوفة فعلم أن ذلك لخبث نحلتهما فهم أن يسبي ويبيح
ثم فرض الجزية عليهم أو يقيموا التراويح، فان نحلة عضد الدولة كنحلة
أهل قم والكوفة هي التشيع فكيف يهم بان يسبي ويبيح ويفرض الجزية أو
يقيموا التراويح أن هذا لطريف مليح وفي عدم إرادة الحقيقة منه ظاهر أو
صريح.
أما القصيدة المزدوجة التي أوردها ياقوت فالظاهر أنها منحولة بدليل
عدم وجودها في ديوانه وانفراد ياقوت بنقلها ولم يسندها ولو صحت نسبتها
إليه لأمكن أن يكون غرضه فيها التشنيع على الخوارزمي عدوه عند أهل
السنة فيكشف ذلك عن عدم تاثمه على عادة الشعراء في هجوهم الناس
والتشنيع عليهم وعدم تحرجهم من ذلك ومن هذا القبيل نسبة الخوارزمي له
إلى أنه أشعري مجبر فقصد التشنيع عليه عند الشيعة كما قصد هو التشنيع
على الخوارزمي عند أهل السنة وفي رسالته إلى أبي الطيب سهل بن محمد
الخوارزمي نسبة الخوارزمي إلى أنه دهري، واتهام أخيه بمذهب الأشعرية لا
يوجب أن يكون هو أشعريا بل التعبير بالاتهام يدل على أن ظاهر حاله كان
على خلاف ذلك ومن هذا الباب قوله للخوارزمي عندنا يهودي يماثلك في
مذهبه على أنه يمكن أن يريد في مذهبه في الحرص والحاصل أن شهادة الخصم على
خصمه لا تقبل وكل ذلك لإرادة التشنيع سواء كان بحق أو
بباطل فلا ينبغي الريب في تشيعه والظاهر أنه كان يتكتم في مذهبه غالبا ولا
يبالي ما يقول ويفعل في سبيل ماربه الدنيوية والله أعلم.
ما جرى بينه وبين أبي بكر الخوارزمي
قد سمعت قول الثعالبي أنه ورد نيسابور سنة ٣٨٢، وكان بها أبو
بكر الخوارزمي فتحكك به البديع وتكاتبا وتحاورا واجتمعا وتناظرا فغلبه
البديع بقوة بديهته وكثرة نكاته وحسن تصرفه في أجوبته ومحاوراته وكان
الخوارزمي في ذلك الوقت ذائع الصيت لا يطمع كاتب ولا أديب في
مساجلته وكان اشتهار صيته عن جدارة واستحقاق فقد كان كاتب عصره
الذي لا يختلف فيه على أن غلبة البديع له لم تتحقق لما مر من قول بعض
المؤرخين أن الناس اختلفوا فبعض غلب البديع وبعض غلب أبا بكر
والذي نقل غلبة البديع هو البديع نفسه وشهادة المرء لنفسه لا تقبل.
قال البديع على ما في رسائله حاكيا ما جرى بينه وبين الخوارزمي:
وطئنا خراسان فما اخترنا الا نيسابور دارا وقديما كنا نسمع بحديث هذا
الفاضل فنتشوقه وقد كان اتفق علينا في الطريق من العرب اتفاق لم يوجبه
استحقاق من بزة بزوها وفضة فضوها وذهب ذهبوا به ووردنا نيسابور براحة
أنقى من الراحة وكيس أخلى من جوف حمار فما حللنا الا قصبة جراره ولا
وطئنا الا عتبة داره.
فأول رقعة كتبها البديع إلى الخوارزمي عند وروده نيسابور:
أنا لقرب الأستاذ أطال الله بقاءه * كما طرب النشوان مالت به الخمر
(٥٧٢)

ومن الارتياح للقائه * كما انتفض العصفور بلله القطر
ومن الامتزاج بولائه * كما التقت الصهباء والبارد العذب
ومن الابتهاج بمزاره * كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب
فكيف ارتياح الأستاذ لصديق طوى إليه ما بين قصبتي العراق
وخراسان، بل عتبتي نيسابور وجرجان، وكيف اهتزازه لضيف في بردة
حمال وجلدة جمال:
رث الشمائل منهج الأثواب * بكرت عليه مغيرة الأعراب
كمهلهل وربيعة بن مكدم * وعتيبة بن الحارث بن شهاب
وهو ولي انعامه بانفاذ غلامه إلى مستقري لأفضي إليه بسري إن شاء
الله تعالى. قال البديع على ما في رسائله: فلما أخذنا لحظ عينه سقانا
الدردي من أول دنه وأجنانا سوء العشرة من باكورة فنه من طرف نظر
بشطره وقيام دفع في صدره وصديق استهان بقدره وضيف استخف بأمره،
لكننا أقطعناه جانب أخلاقه وقاربناه إذ جانب وشربناه على كدورته ولبسناه
على خشونته، ورددنا الامر في ذلك إلى زي استغثه ولباس استرثه وكاتبناه
نستمد وداده ونسلس قياده، بما هذا نسخته. وفي معجم الأدباء: ثم
اجتمع إليه فلم يحمد لقيه، فانصرف عنه، وكتب إليه:
الأستاذ والله يطيل بقاءه ويديم تأييده ونعماءه أزرى بضيفه، أن
وجده يضرب آباط القلة في أطمار الغربة، فاعمل في ترتيبه أنواع المصارفة
وفي الاهتزاز له أصناف المضايقة من ايماء بنصف الطرف وإشارة يشطر
الكف ودفع في صدر القيام عن التمام ومضغ الكلام وتكلف لرد السلام،
وقد قبلت هذا الترتيب صعرا واحتملته وزرا واحتضنته نكرا وتأبطته شرا ولم
آله عذرا، فان المرء بالمال وثياب الجمال، وانا مع هذه الحال وفي هذه
الأسمال أتقزز صف النعال، ولو حاملته العتاب وناقشته الحساب لقلت:
ان بوادينا ثاغية صباح وراغية رواح، وقوما يجرون المطارف ولا يمنعون
المعارف:
وفيهم مقامات حسان وجوههم * وأندية ينتابها القول والفعل
على مكثريهم حق من يعتريهم * وعند المقلين السماحة والبذل
ولو طرحت بالأستاذ أيدي الغربة إليهم لوجد مثال البشر قريبا ومحط
الرحل رحيبا ووجه المضيف خصيبا ورأيه أيده الله في أن يملأ من هذا
الضيف أجفان عينه ويوسع أعطاف ظنه ويجيبه بموقع هذا العتاب الذي
معناه ود والمر الذي يتلوه شهد موفق إن شاء الله تعالى:
الجواب من الخوارزمي:
انك ان كلفتني ما لم أطق * ساءك ما سرك مني من خلق
فهمت وما تناوله سيدي من خشن خطابه ومؤلم عتابه وصرفت ذلك
منه إلى الضجر الذي لا يخلو منه من نبا به دهر ومسه من الأيام ضر والحمد
لله الذي جعلني موضع أنسه ومظنة مشتكى ما في نفسه اما ما شكاه سيدي
من مضايقتي إياه زعم في القيام. وتكلفي لرد السلام فقد وفيته حقه
كلاما وسلاما وقياما على قدر ما قدرت عليه ووصلت إليه ولم ارفع عليه غير
السيد أبي البركات العلوي وما كنت لأرفع أحدا على من جده الرسول وامه
البتول وشاهداه التوراة والإنجيل وناصراه التأويل والتنزيل والبشير به
جبرائيل وميكائيل واما عدم الجمال ورثة الحال فما يضعان عندي قدرا ولا
يضران نجرا وانما اللباس جلدة والزي حلية بل قشرة وانما يشتغل بالجل من
لا يعرف قيمة الخيل ونحن بحمد الله نعرف الخيل عارية من جلالها ونعرف
الرجال بأقوالها وأفعالها لا بالاتها وأحوالها واما القوم الذين صدر سيدي
عنهم وانتمى إليهم ففيهم لعمري فوق ما وصف حسن عشرة وسداد طريقة
وجمال تفصيل وجملة ولقد جاورتهم فنلت المراد وأحمدت المراد:
فان أك قد فارقت نجدا وأهله * فما عهد نجد عندنا بذميم
والله يعلم نيتي للاخوان عامة ولسيدي من بينهم خاصة فان أعانني
على مرادي له ونيتي فيه بحسن العشرة بلغت له بعض ما في الفكرة
وجاوزت مسافة القدرة وان قطع علي طريق عزمي بالمعارضة وسوء المؤاخذة
صرفت عناني عن طريق الاختيار بيد الاضطرار:
فما النفس الا نطفة بقرارة * إذا لم تكدر كان صفوا غديرها
وعلى هذا فحبذا عتاب سيدي إذا صادف ذنبا واستوجب عتبا فاما ان
يسلفنا العربدة ويستكثر المعتبة والموجدة فتلك حالة نصونه عنها ونصون
أنفسنا عن احتمال مثلها فليرجع بنا إلى ما هو أشبه به وأجمل له ولست
أسومه أن يقول استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين ولكن أسأله أن يقول
لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين.
رقعة البديع الثالثة إلى الخوارزمي
انا أرد من الأستاذ سيدي شرعة وده وان لم تصف والبس خلعة بره
وان لم تضف وقصاراي ان أكيله صاعا بصاع ومدا عن مد وان كنت في
الأدب دعي النسب ضعيف السبب ضيق المضطرب سئ المنقلب أمت إلى
عشرة أهله بنيقة وأنزع إلى خدمة أصحابه بطريقة، ولكن بقي ان يكون
الخليط منصفا في الاخاء عادلا في الوداد إذا زرت زار وان عدت عاد،
والأستاذ سيدي أيده الله ضايقني في القبول أولا وناقشني في الاقبال
ثانيا، فاما حديث الاستقبال وامر الإنزال والأنزال فنطاق الطمع ضيق عنه
غير متسع لتوقعه منه، وبعد فكلفة الفضل هينة وفروض الود متعينة وطرق
المكارم بينة وأرض العشرة لينة، فلم اختار قعود التعالي مركبا وصعود
التغالي مذهبا وهلا ذاد الطير عن شجر العشرة إذا كان ذاق الحلو من
ثمرها، وقد علم الله ان شوقي قد كد الفؤاد برحا على برح ونكاه قرحا
على قرح، فهو شوق داعيته محاسن الفضل وجاذبته بواعث العلم ولكنها
مرة مرة ونفس حرة لم تقد الا بالاعظام ولم تلق الا بالاكرام وإذا استعفاني
سيدي الأستاذ من معاتبته واستعادته ومؤاخذته إذا جفا واستزادته وأعفى
نفسه من كلف الفضل يتجشمها فليس الا غصص الشوق أتجرعها وحلل
الصبر أتدرعها فلم أعره من نفسي وانا لو أعرت جناحي طائر لما طرت الا
إليه ولا حلقت الا عليه:
أحبك يا شمس النهار وبدره * وان لامني فيك السهى والفراقد
وذاك لأن الفضل عندك باهر * وليس لان العيش عندك بارد
جواب الخوارزمي عنها
شريعة ودي لسيدي أدام الله عزه إذا وردها صافية وثياب بري إذا
قبلها ضافية هذا ما لم يكدر الشريعة بتعنته وتصعبه ولم يخترق الثياب بتجنيه
وتسحبه فاما الإنصاف في الاخاء فهو ضالتي عند الأصدقاء ولا أقول:
واني لمشتاق إلى ظل صاحب * يرق ويصفو ان كدرت عليه
(٥٧٣)

فان قائل هذا البيت قاله والزمان زمان والاخوان اخوان وحسن
العشرة سلطان ولكني أقول: واني لمشتاق إلى ظل:
رجل يوازنك المودة جاهدا * يعطي ويأخذ منك بالميزان
فإذا رأى رجحان حبة خردل * مالت مودته مع الرجحان
وقد كان الناس يقترحون الفضل فأصبحنا نقترح العدل والى الله
المشتكى لا منه ذكر الشيخ سيدي أيده الله حديث الاستقبال وكيف يستقبل
من انقض علينا انقضاض العقاب الكاسر ووقع بيننا وقوع السهم العاثر
وتكليف المرء ما لا يطيق يجوز على مذهب الأشعري وقد زاد سيدي على
أستاذه الأشعري فان أستاذه كلف العاجز ما لا يطيق مع عجزه عنه وسيدي
كلف الجاهل علم الغيب مع الاستحالة منه والمنزل بما فيه قد عرضته عليه
ولو أطقت حمله لحملته إليه والشوق الذي ذكره سيدي فعندي منه الكثير
الكبير وعنده منه الصغير اليسير وأكثرنا شوقا أقلنا عتابا وأليننا خطابا ولو أراد
سيدي ان أصدق دعواه في سوقه إلي ليغض من حجم عتبه علي فإنما اللفظ
زائد واللحظ وارد فإذا رق اللفظ دق اللحظ وإذا صدق الحب ضاق العتاب
والعتب:
فبالخير لا بالشر فارج مودتي * وأي امرئ يقتال منه الترهب
عتاب سيدي قبيح لكنه حسن وكلامه لين لكنه خشن أما قبحه فلأنه
عاتب بريئا ونسب إلى الإساءة من لم يكن مسيئا وأما حسنه فلألفاظه الغرر
ومعانيه التي هي كالدرر فهي كالدنيا ظاهرها يغر وباطنها يضر وكالمرعى على
دمن الثرى منظره بهي ومخبره وبي ولو شاء سيدي نظم الحسن والاحسان
وجمع بين صواب الفعل واللسان:
يا بديع القول حاشى * لك من هجو بديع
وبحسن القول عوذتك * من سوء الصنيع
لا يعب بعضك بعضا * كن مليحا في الجميع
رقعة أخرى للبديع إلى الخوارزمي
انا وان كنت مقصرا في موجبات الفضل من حضور مجلس الأستاذ
سيدي فما أفري الا جلدي ولا أبخس الا حظي ومع ذاك فما أعمر أوقاتي
الا بمدحه حرس الله فضله نعم وقد رددت كتاب الأوراق للصولي وتطاولت
لكتاب البيان والتبيين للجاحظ وللأستاذ سيدي في الفضل والتفضل به
رأيه.
وقال البديع في رسائله: واتفق ان السيد أبا علي نشط للجمع بيني
وبينه فدعاني فأجبت وكتب يستدعيه فاعتذر فقلت لا ولا كرامة للدهر ان
نقعد تحت حكمه وكاتبته انا أشحذ عزيمته على البدار وألوي رأيه عن
الاعتذار وأعرفه ما في ذلك من ظنون تشتبه وتهم تتجه وقدنا إليه مركوبا
لنكون قد ألزمناه الحجة فجاءنا في طبقة أف وعدد تف:
كل بغيض قدره إصبع * وأنفه خمسة أشبار
وقمنا له واليه. وفي معجم الأدباء: حدث أبو الحسن بن أبي
القاسم البيهقي صاحب وشاح الدمية وقد ذكر أبا بكر الخوارزمي فقال:
وقد رمي بحجر البديع الهمذاني في سنة ٣٨٣ وأعان البديع الهمذاني قوم
من وجوه نيسابور كانوا مستوحشين من أبي بكر فجمع السيد نقيب السيادة
بنيسابور أبو علي بينهما واراده على الزيارة وداره بأعلى ملقباذ فترفع فبعث إليه
السيد مركوبه فحضر أبو بكر مع جماعة من تلامذته فقال له البديع انما
دعوناك لتملأ المجلس فوائد وتذكر الأبيات الشوارد ونناجيك فنسعد بما
عندك وتسألنا فتسر بما عندنا ونبدأ بالفن الذي ملكت زمامه وطار به صيتك
وهو الحفظ ان شئت والنظم ان أردت والنثر ان اخترت والبديهة ان نشطت
فهذه دعواك التي تملأ منها فاك فأحجم الخوارزمي عن الحفظ لكبر سنه ولم
يجل في النثر قداحا وقال أبادهك فقال البديع الامر أمرك يا أستاذ فقال له
الخوارزمي أقول لك ما قال موسى للسحرة قال بل ألقوا فقال البديع وذكر
الأبيات الكافية الآتية الا انه اورد منها ثلاثة أبيات فقط.
وفي الرسائل فمال إلى السيد أبي الحسين يسأله بيتا ليجيز فقلت يا
هذا انا أكفيك وتناولت جزءا فيه أشعاره وقلت لمن حضر هذا شعر أبي بكر
الذي كد به طبعه وأسهر له جفنه وهو ثلاثون بيتا وسأقرن كل بيت بوفقة
بحيث أصيب أغراضه ولا أعيد ألفاظه وشريطتي ان لا أقطع النفس فان
تهيا لواحد ممن حضر ان يميز قوله من قولي فله يد السبق فقال أبو بكر ما
الذي يؤمننا أن تكون نظمت من قبل ما تريد انشاده الآن فقلت اقترح
لكل بيت قافية لا أسوقه الا إليها مثل ان تقول حشر فأقول بيتا آخره حشر
ثم عشر فانظم بيتا قافيته عشر وهلم جرا فابى أبو بكر ان يشاركنا في هذا
العنان ومال إلى السيد أبي الحسين يسأله بيتا ليجيز فتبعنا رأيه وأعمل كل
منا لسانه وفمه واخذ دواته وقلمه وأجزنا البيت الذي قاله إذ قلنا ولم يذكر
البيت المجاز فقال البديع:
هذا الأديب على تعسف فتكه * وبروكه عند القريض ببركه
متسرع في كل ما يعتاده * من نظمه متباطئ عن تركه
والشعر أبعد مذهبا ومصاعدا * من أن يكون مطيعه في فكه
والنظم بحر والخواطر معبر * فانظر إلى بحر القريض وفلكه
فمتى توانى في القريض مقصر * عرضت إذن الامتحان بعركه
هذا الشريف على تقدم بيته * في المكرمات ورفعه في سمكه
قد رام مني ان أقارن مثله * وأنا القرين السوء أن لم انكه
وإذا نظمت قصمت ظهر مناظري * وحطمت جارحة القرين بدكه
أصغوا إلى الشعر الذي نظمته * كالدر رصع في مجرة سلكه
فمتى عجزت عن القرين بديهة * فدمي الحرام له إراقة سفكه
وقال أبو بكر أبياتا جهدنا به ان يخرجها فلم يفعل دون ان طواها
وجعل يعركها ويفركها وكره أن تكون الهرة أعقل منه لأنها تحدث فتغطى ثم
بسط يمينه للبديهة دون ان يكتب فقال الشريف انسجا على منوال المتنبي
حيث يقول:
ارق على أرق ومثلي يارق * وجوى يزيد وعبرة تترقرق
فابتدر أبو بكر أيده الله إلى الإجازة ولم يزل إلى الغايات سباقا فقال:
وإذا بدهت بديهة يا سيدي * فأراك عند بديهتي تتقلق
وإذا قرضت الشعر في ميدانه * لا شك أنك يا أخي تتشقق
اني إذا قلت البديهة قلتها * عجلا وطبعك عند طبعي يرفق
ما لي أراك ولست مثلي عندها * متموها بالترهات تمحزق
اني أجيز على البديهة بالذي * تريانه وإذا نطقت أصدق
لو كنت من صخر أصم لهاله * مني البديهة واغتدى يتفلق
لو كنت ليثا في البديهة خادرا * لرؤيت يا مسكين مني تفرق
وبديهة قد قلتها متنفسا * فعل الذي قد قلت يا ذا الأخرق
(٥٧٤)

ثم وقف يعتذر ويقول إن هذا كما يجئ لا كما يجب فقلت قبل الله
عذرك لكني أراك بين قواف مكروهة وقافات خشنة كل قاف كجبل فخذ
الآن جزاء عن قرضك وأداء لفرضك وقلت:
مهلا أبا بكر فزندك أضيق * وأخرس فان أخاك حي يرزق
دعني أعرك إذا سكت سلامة * فالقول ينجد في ذويك ويعرق
ولفاتك فتكأت سوء فيكم * فدع الستور وراءها لا تخرق
وانظر لأشنع ما أقول وأدعي * وله إلى اعراضكم متسلق
يا أحمقا وكفاح ذلك خزية * جربت نار معرتي هل تحرق
فقال يا أحمقا لا يجوز فان أحمق لا ينصرف فقلت اما أحمق فلا يزال
يصفعك لتصفعه حتى ينصرف وتنصرف معه وللشاعر ان يرد ما لا ينصرف
إلى الصرف وان شئت قلت يا كودنا فقال الشريف خذا على منوال المتنبي:
أهل بدار سباك أغبدها * أبعد ما بان عنك خردها
فقلت:
يا نعمة لا تزال تجحدها * ومنة لا تزال تكندها
فقال: ما معنى تكندها فقلت كند النعمة كفرها فقال معاذ الله ان
يكون كند بمعنى جحد وانما الكنود القليل الخير فتلا عليه الجماعة ان
الإنسان لربه لكنود فنبذ الأدب وراء ظهره وصار إلى السخف فقلت يا هذا
ان الأدب غير سوء الأدب وسكت حتى عرف الناس اني أملك من نفسي ما
لا يملكه ثم قلت يا أبا بكر ان الحاضرين قد عجبوا من حلمي اضعاف ما
عجبوا من علمي وتعجبوا من عقلي أكثر مما تعجبوا من فضلي فقال انا قد
كسبت بهذا العقل دية أهل همذان مع قلته فما الذي أفدت أنت بعقلك مع
غزارته فقلت: هذا الذي تتمدح به من انك شحذت فأخذت عندنا صفة
ذم يا عافاك الله ولأن يقال للرجل يا فاعل يا صانع أحب إليه من أن يقال
يا شحاذ ويا مكدي وقد صدقت أنت في هذه الحلبة أسبق وفي هذه الحرفة
اعرق وانا قريب العهد بهذه الصنعة فاما مالك فعندنا يهودي يماثلك في
مذهبه ويزيدك بذهبه ومع ذلك لا يطرفني الا بعين الرهبة ولا يمد إلي الا يد
الرغبة وملت إلى القوال فقلت اسمعنا خبرا فدفع القوال وغنى أبياتا
منها:
وشبهنا بنفسج عارضيه * بقايا اللطم في الخد الرقيق
فقال أبو بكر أحسن ما في الأمر اني احفظ هذه القصيدة وهو لا
يعرفها فقلت: يا عافاك أعرفها وان أنشدتكها ساءك مسموعها
فقال أنشد فقلت أنشد ولكن روايتي تخالف هذه الرواية وانشدت:
وشبهنا بنفسج عارضيه * بقايا الوشم في الوجه الصفيق
فاتته السكتة وأضجرته النكتة (٢) وأطرق مليا وقال والله لأضربنك
وان ضربت ولتعلمن نباه بعد حين فقلت لكنا نصفعك الآن وتضربنا فيما
بعد فقد قيل اليوم خمر وغدا أمر وانشدت قول ابن الرومي:
إن كان شيخا سفيها * يفوق كل سفيه
فقد أصاب شبيها * له وفوق الشبيه
ثم تمثلت بقول القائل:
وأنزلني طول النوى دار غربة * إذا شئت لافيت امرأ لا أشاكله
أحامقه حتى يقال سجية * ولو كان ذا عقل لكنت أعاقله
ودفع القوال فبدأ بأبيات ولحن بأصوات وجعل النعاس يثني الرؤوس
ويمنع الجلوس قال صاحب الوشاح فنام القوم على عادتهم في ضيافات
نيسابور وفي الرسائل فاوى إلى أم مثواه وأويت إلى الحجرة وظني ان هذا
الفاضل يأكل يده ندما ويبكي على ما جرى دمعا ودما فإنه إذا سمع
بحديث همذان قال الهاء هم والميم موت والذال ذل والألف آفة والنون
قدامة قال صاحب الوشاح وأصبحوا فتفرقوا وبعض القوم يحكم بغلبة
البديع وبعضهم يحكم بغلبة الخوارزمي وفي الرسائل وسعوا بيننا بالصلح
وعرفنا له فضل السن فقصدناه معتذرين إليه فاوما ايماءة مهيضة بكف
سحبها على الهواء سحبا وبسطها في الجو بسطا وعلمنا ان للمقمور ان
يستخف ويستهين وللقامر ان يحتمل ويلين فقلنا إن بعد الكدر صفوا كما أن
عقب المطر صحوا وعرض علينا الإقامة عنده سحابة ذلك اليوم فأعتللنا
بالصوم فلم يقبل فطعمنا عنده، وهنا اختلفت رواية البديع ورواية صاحب
وشاح الدمية المنقولة في معجم الأدباء فصاحب الوشاح يقول كان بعض
الرؤساء مستوحشا من الخوارزمي وهيا مجمعا في دار السيد أبي القاسم
الوزير ويظهر منه ان هذا الرئيس بتهيئته ذلك المجمع هو الذي قصد إثارة
الشر بينهما ثانيا والبديع يقول في رسائله ان أبا بكر بعث إليه رسولين
يذكران ان أبا بكر يقول تواتر الخبر بأنك قهرت واني قهرت ولا أشك ان
ذلك التواتر مصدره منك ولا بد ان نجتمع في مجلس بعض الرؤساء فنتناظر
وان لم تفعل لمن آمن عليك بعض تلامذتي أو تقر بعجزك عن امدي فعجبت
وأجبته فقلت اما قولك قد تواتر الخبر بأنك قهرت وان ذلك من جهتي
فبالله ما أتمدح بقهرك وان لنفسك عندك لشانا ان ظننتني اقف هذا الموقف
انا إن شاء الله أبعد مرتقى همة ومصعد نفس فاما التواتر من الناس فلو
قدرت على الناس لخطت أفواههم رزقنا الله عقلا به نعيش. ونعوذ بالله من
رأي بنا يطيش وان رسالتك هذه وردت موردا لم نحتسبه فلذلك خرج
الجواب عن البصل ثوما وعن البخل لوما. ثم مضت أيام فاتفقت الآراء
على أن يعقد هذا المجلس في دار الشيخ أبي القاسم الوزير قال صاحب
الوشاح وكان أبو القاسم فاضلا ملء اهابه وحضر الإمام أبو الطيب
سهل الصعلوكي وهو بنفسه أمة ثم حضر السيد أبو الحسين وهو ابن
الرسالة والإمامة وجعل يضرب عن هذا الفاضل بسيفين لأمر كان قدموه
عليه وفطنت لذلك فقلت أيها السيد انا إذا سار غيري في التشيع برجلين
طرت بجناحين وإذا مت سواي في موالاة أهل البيت بلمحة دالة توسلت
بغرة لائحة فان كنت أبلغت غير الواجب فلا يحملنك على ترك الواجب ثم إن
لي في آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قصائد قد نظمت حاشيتي البر والبحر وركبت
الأفواه ووردت المياه وسارت في البلاد ولم تسر بزاد وطارت في الآفاق ولم
تسر على ساق ولكني أتسوق بها لديكم ولا أتنفق بها عليكم وللآخرة قلتها
لا للحاضر وللدين ادخرتها لا للدنيا فقال أنشدني بعضها فقلت:
يا لمة ضرب الزمان * على معرسها خيامه ل
له درك من خزامى * روضة عادت ثغامه

(١) اي المغني الذي كان موجودا في ذلك المجلس وكان الغناء شائعا في تلك الاعصار لا سيما في
مجالس العظماء.
(٢) في ذيل زهر الآداب للقيرواني ان أبا بكر الخوارزمي كان قد هجا بعض الملوك فظفر به فوسمه
في جبهته سطرين فيهما شطران بأقبح هجاء فكان يشد العمامة على حاجبيه سترا عليهما فهذه
هي النكتة التي أرادها البديع. المؤلف
(٥٧٥)

لرزية قامت بها * للدين أشراط القيامة
لمضرج بدم النبوة * ضارب بيد الإمامة
متقسم بطبا السيوف * مجرع منها حمامه
منع الورود وماؤه * منه على طرف الثمامة
نصب ابن هند رأسه * فوق الورى نصب العلامة
ومقبل كان النبي * بلثمه يشفي غرامه
قرع ابن هند بالقضيب * عذابه فرط استضامه
وشدا بنغمته عليه * وصب بالفضلات جامه
والدين أبلج ساطع * والعدل ذو خال وشامه
يا ويح من ولى الكتاب * قفاه والدنيا أمامه
ليضرسن يد الندامة * حين لا تغني الندامة
وليدركن على الغرامة * سوء عاقبة الغرامه
وحمى أباح بنو أمية * عن طوائلهم حرامه
حتى اشتفوا من يوم بدر * واستبدوا بالزعامه
لعنوا أمير المؤمنين * بمثل اعلان الاقامه
لم لم تخري يا سماء * ولم تصبي يا غمامه
لم لم تزولي يا جبال * ولم تشولي يا نعامه
يا لعنة صارت على * أعناقهم طوق الحمامة
ان العمامة لم تكن * للئيم ما تحت العمامه
من سبط هند وابنها * دون البتول ولا كرامة
يا عين جودي للبقيع * وزرعي بدم رغامه
جودي بمذخور الدموع * وأرسلي بدد أنظامه
جودي بمشهد كربلاء * فوفري مني ذمامه
جودي بمكنون الدموع * أجد بما جاد ابن مامه
فلما أنشدتها وكشفت له الحال فيما اعتقدت انحلت له العقدة وصار
سلما يوسعني حلما وحضر الشيخ أبو عمر البسطامي وناهيك من حاكم
يفصل وناظر يعدل. ثم حضر القاضي أبو نصر والأدب أدنى فضائله
وحضر الشيخ أبو سعيد محمد بن ارمك وهو الرجل الذي.
يحميه لألاؤه ولوذعيته * من أن يدال بمن أو ممن الرجل
وحضر أبو القاسم بن حبيب وله في الأدب عينه وقراره وفي العلم
شعلته وناره. وحضر الفقيه أبو الهيثم ورائد الفضل يقدمه. وحضر الشيخ
أبو نصر بن المرزبان والفضل منه بدا واليه يعود وحضر أصحاب الإمام أبي
الطيب الأستاذ وما منهم الا أغر نجيب وقال صاحب الوشاح: ومع
الامام أبي الطيب الفقهاء والمتصوفة وحضر بعدهم أصحاب الأستاذ
الفاضل، أبي الحسن الماسرجسي وكل إذا عد الرجال مقدم وحضر
بعدهم أصحاب الأستاذ أبي عمر البسطامي وهم في الفضل كأسنان المشط
وحضر بعدهم الشيخ أبو سعيد الهمذاني وله في الفضل قدحه المعلى.
وحضر بعد الجماعة أصحاب الاسبلة المسبلة والاسوكة المرسلة رجال يلعن
بعضهم بعضا فصاروا إلى قلب المجلس وصدره حتى رد كيدهم في نحرهم
وأقيموا بالنعال إلى صف النعال فقلت من هؤلاء قالوا أصحاب الخوارزمي
وانتظر أبو بكر فتأخر فاقترحوا علي قوافي أثبتوها واقتراحات كانوا بيتوها فما
ظنك بالحلفاء أدنيت لها النار من لفظ إلى المعنى نسقته وبيت إلى القافية
سقته على ريق لم أبلعه ونفس لم اقطعه وصار الحاضرون بين إعجاب
وتعجب وقال أحدهم بل أوحدهم وهو الإمام أبو الطيب لن نؤمن لك
حتى نقترح القوافي ونعين المعاني وننص على بحر فأخرجت من عهدة هذا التكليف حتى ارتفعت الأصوات بالهيللة من جانب والحوقلة من آخر
وتعجبوا إذ أرتهم الأيام ما لم ترهم الأحلام ثم التفت فوجدت الأعناق
تلتفت وما شعرت الا بهذا الفاضل وقد طلع وجعل يدس نفسه بين
الصدور يريد الصدر فقلت يا أبا بكر تزحزح عن الصدر قليلا إلى مقابلة
أخيك فقال لست برب الدار فتامر على الزوار فقلت يا عافاك الله حضرت
لتناظرني والمناظرة اشتقت اما من النظر أو من النظير فإن كان اشتقاقها من
النظر فمن حسن النظر ان يكون مقعدنا واحدا فقضت الجماعة بما قضيت
فقلت في اي علم تريد ان نتناظر فاوما إلى النحو فقلت ان الظهر قد أزف
فان شئت ان أناظرك في النحو فسلم الآن لي البديهة والحفظ والترسل فقال
لا أسلم ذلك ولا أناظر في غير هذا فقال أبو عمر أيها الأستاذ أنت أديب
خراسان وشيخ هذه الديار وبهذه الأبواب التي قد عقدها هذا الشاب كنا
نعتقد لك السبق ونثاقلك عن مجاراته فيها مما يتهم ويوهم فقال سلمت
الحفظ فأنشدت قول القائل:
ومستلئم كشفت بالرمح ذيله * أقمت بعضب ذي شقاشق ميله
فجعت به في ملتقى الحي خيله * تركت عتاق الطير تحجل حوله
وقلت يا أبا بكر خفف الله عنك كما خففت عنا في الحفظ فلو
تفضلت وسلمت البديهة مع الترسل حتى نفرع للنحو واللغة فقال ما كنت
لاسلم الترسل ولا سلمت الحفظ فقلت الراجع في شيئه كالراجع في قيئه
فهات انشدنا خمسين بيتا من قبلك مرتين حتى أنشدك عشرين بيتا من قبلي
عشرين مرة فعلم أن دون ذلك خرط القتاد فسلمه ثانيا وصرنا إلى البديهة
فقال أحد الحاضرين هاتوا على قول أبي الشيص:
أبقى الزمان به ندوب عضاض * ورمى سواد قرونه بياض
فاخذ أبو بكر يخضد ويحصد ولم يعلم أنا نحفظ عليه الكلم فقال:
يا قاضيا ما مثله من قاضي * انا بالذي تقضي علينا راضي
فلقد لبست ضفية ملمومة * من نسج ذاك البارق الفضفاض
لا تغضبن إذا نظمت تنفسا * ان الغضا في مثل ذاك تغاضي
فلقد بليت بشاعر متقادر * ولقد بليت بناب ذئب غاضي
ولقد قرضت الشعر فاسمع واستمع * لنشيد شعري طائعا وقراضي
فلأغلبن بديهة ببديهتي * ولأرمين سواده ببياض
فقلت ما معنى ضفية ملمومة وما أردت بالبارق الفضفاض فأنكر ان
يكون قاله قافية فقال له أهل المجلس قد قلت فقلت وما معنى ذئب
غاض قال الذي يأكل الغضا فقلت استنوق الجمل يا أبا بكر فما معنى ان
الغضا في مثل ذاك تغاضي فان الغضا لا اعرفه بمعنى الاغضاء فقال ما قلت
فأنكر البيت جملة فقلت يا ويحك ما أغناك عن بيت تهرب منه وهو يتبعك
فقل لي ما معنى قراض فلم أسمعه مصدرا من قرضت الشعر ثم دخل
الرئيس أبو جعفر والقاضي أبو بكر الحربي والشيخ أبو زكريا الحيري وزاد
في الوشاح والشيخ أبو رشيد المتكلم وطبقة من الأفاضل مع عدة من
الأراذل فيهم أبو رشيدة فقلت ما أحوج هذه الجماعة إلى واحد يصرف
عنهم عين الكمال وقال الرئيس قد ادعيت عليه أبياتا أنكرها فدعوني من
البديهة على النفس واكتبوا ما تقولون فقلت:
(٥٧٦)

برز الربيع لنا برونق مائه * فانظر لروعة ارضه وسمائه
فالترب بين ممسك ومعنبر * من نوره بل مائه وروائه
والماء بين مصندل ومكفر * في حسن كدرته ولون صفائه
والطير مثل المحصنات صوادح * مثل المغني شاديا بغنائه
والورد ليس بممسك رياه إذ * يهدي لنا نفحاته من مائه
زمن الربيع جلبت أزكى متجر * وجلوت للرائين خير جلائه
فكانه هذا الرئيس إذا بدا * في خلقه وصفائه وعطائه
بحمى أعز محجر وندى أغر * محجل في خلقه ووفائه
يعشو إليه المختوي والمجتدي * والمجتوى هو هارب بذمائه
ما البحر في تزخاره والغيث في * أمطاره والجو في انوائه
بأجل منه مواهبا ورغائبا * لا زال هذا المجد حلف فنائه
والسادة الباقون سادة عصرهم * متمدحون بمدحه وثنائه
فقال أبو بكر تسعة أبيات غابت عن حفظنا جمع فيها بين اقواء واكفاء
واخطاء وايطاء ثم قلت لمن حضر من وزير ورئيس وفقيه وأديب أ رأيتم لو أن
رجلا حلف بالطلاق الثلاث لا أنشد شعرا ثم أنشد هذه الأبيات هل
تطلقون امرأته عليه فقالت الجماعة لا يقع بهذا طلاق فاخذ الأبيات وقال
لا يقال نظرت لكذا وانما يقال نظرت إليه فكفتني الجماعة اجابته ثم قال
شبهت الطير بالمحصنات وأي شبه بينهما قلت يا رقيع إذا جاء الربيع كانت
شوادي الأطيار تحت ورق الأشجار فيكن كأنهن المخدرات تحت الأستار
فقال لم قلت مثل المحصنات مثل المغني والمحصنات كيف توصف بالغناء
فقلت هن في الخدر كالمحصنات وكالمغني في ترجيع الأصوات قال لم قلت:
زمن الربيع جليت أزكى متجر وهلا قلت اربح متجر قلت ليس الربيع
بتاجر يجلب البضائع المربحة ثم قال ما معنى قولك الغيث في امطاره
والغيث هو المطر نفسه فكيف يكون له مطر قلت لا سقى الله الغيث أديبا
لا يعرف الغيث وقلت له ان الغيث هو
المطر وهو السحاب فقال الجماعة قد علمنا اي الرجلين أشعر وأي البديهتين
أسرع ثم ملنا إلى الترسل فقلت اقترح علي ما في طوقك حتى أقترح عليك
أربعمائة صنف في الترسل فان سرت فيها برجلين ولم أطر بجناحين بل إن
أحسنت القيام بواحد منها فلك يد السبق وقصبه مثال ذلك ان أقول لك
اكتب كتابا يقرأ منه جوابه أو أكتب كتابا وأنظم شعرا فيما اقترحه وأفرع
منهما فراغا واحدا أو اكتب كتابا وانشد من القصائد حتى إذا كتبت ذلك
قرئ من آخره إلى أوله أو أكتب كتابا إذا قرئ من أوله إلى آخره كان كتابا فان
عكست سطوره كان جوابا أو اكتب كتابا في المعنى المقترح لا يوجد فيه حرف
منفصل أو خاليا من الألف واللام أو من الحروف العواطل أو أوائل سطوره
كلها ميم وآخرها جيم أو اكتب كتابا إذا قرئ معوجا كان شعرا أو كتابا إذا
فسر على وجه كان مدحا وعلى وجه كان قدحا أو اكتب كتابا إذا كتبته تكون قد
حفظته فقال أبو بكر هذه الأبواب شعبذة فقلت وهذا القول طرمذة فما
الذي تحسن من الكتابة قال الكتابة التي يتعاطاه أهل الزمان المتعارفة بين
الناس فقلت أ ليس لا تحسن من الكتابة الا هذه الطريقة الساذجة ولا تحسن
هذه الشعبذة قال نعم فقلت هات الآن حتى أطاولك بهذا الحبل وأناضلك
بهذا النبل واقترح كتاب يكتب في النقود وفسادها والتجارات ووقوفها فكتب
أبو بكر:
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرهم والدينار ثمن الدنيا والآخرة بهما يتوصل إلى جنات النعيم
ويخلد في نار الجحيم قال الله تبارك وتعالى: خذ من أموالهم صدقة
تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم وقد بلغنا من فساد النقود ما أكبرناه
أشد الاكبار وأنكرناه أعظم الإنكار لما نراه من الصلاح للعباد وتنويه من
الخير للبلاد وتعرفنا في ذلك ما يربح للناس في الزرع والضرع ويعود إليه
أمر الضر والنفع. إلى كلمات لم تعلق بحفظنا فقلت ان الاكبار والإنكار
والعباد والبلاد وجنات النعيم ونار الجحيم والزرع والضرع أسجاع قد نبتت
في المعد وقد كتبت وكتبت فقالوا لي أقرأه فجعلت اقرؤه معكوسا فبهت
وبهتت الجماعة وكانت نسخة ما أنشأناه:
الله شاء ان المحاضر صدور بها وتملأ المنابر. ظهور لها وتقرع
الدفاتر. وجوه بها وتمشق المحابر، بطون لها ترشق آثارا كانت فيه آمالنا مقتضى
على أياديه في تأييده الله أدام الأمير جرى فإذا المسلمين. ظهور عن الثقل
هذا ويرفع الدين أهل عن الكل هذا يحط ان في إليه نتضرع ونحن واقفة.
والتجارات زائفة والنقود صيارفة. أجمع الناس صار فقد كريما نظرا لينظر
شيمة. مصاب وانتجعنا كرمه. بارقة وشمنا هممه. على آمالنا رقاب
وعلقنا أحوالنا. وجوه له وكشفنا آمالنا. وفود إليه بعثنا فقد نظره بجميل
يتداركنا ان ونعماءه تأييده وادام بقاءه. الله أطال الجليل الأمير رأى أن
وصلى الله على محمد وآله الأخيار.
فلما فرغت من قراءتها انقطع ظهر أحد الخصمين وقال الناس قد
عرفنا الترسل أيضا فملنا إلى اللغة فقلت يا أبا بكر هذه اللغة التي هددتنا
بها وهذي كتبها فخذ غريب المصنف أو اصلاح المنطق أو ألفاظ ابن
السكيت أو مجمل اللغة فهو ألف ورقة أو أدب الكاتب واقترح علي اي باب
شئت من هذه الكتب حتى أسرده عليك فقال اقرأ من غريب المصنف رجل
ماس خفيف على مثال مال وما أمساه فاندفعت في الباب حتى قرأته وأتيت
على الباب الذي يليه ثم قلت اقترح غيره قالوا كفى فقلت له اقرأ باب
المصادر من اخبار فصيح الكلام ولا أطالبك بسواه فوقف حماره وخمدت ناره
وقال الناس اللغة مسلمة لك أيضا فهاتوا غيره فقلت يا أبا بكر هات
العروض فهو أحد أبواب الأدب وسردت منه خمسة ابحر بألقابها وأبياتها
وعللها وزحافها فقلت هات الآن فاسرده كما سردته فلما برد ضجر الناس
وقاموا عن المجلس وقام أبو بكر فغشي عليه وقمت إليه فقلت:
يعز علي في الميدان اني * قتلت مناسبي جلدا وقهرا
ولكن رمت شيئا لم يرمه * سواك فلم أطق يا ليث صبرا
وقبلت عينيه ومسحت وجهه وقلت اشهدوا ان الغلبة له وتفرق
الناس وجلسنا للطعام ولما حلقنا على الخوان كرعت في الجفان وأسرعت إلى
الرغفان وأمعنت في الألوان وجعل هذا الفاضل يتناول الطعام بأطراف
الأظفار فلا يأكل الا قضما ولا ينال إلا شما وهو مع ذلك ينطق عن كبد
حرى ويفيض عن نفس ملأى فقلت يا أبا بكر بقيت لك بقية وفيك مسكة:
يا قوم اني ارى الأموات قد نشروا * والأرض تلفظ موتاكم إذا قبروا
فأخبرني يا أبا بكر لم غشي عليك فقال لحمي الطبع وحمى الفرو
فقلت أين أنت عن السجع هلا قلت حمى الطبع وحمى الصفع وقال السيد
أبو القاسم: أيها الأستاذ أنت مع الجد والهزل تغلبه فقلت لا تظلموه ولا
تطعموه طعاما يصير في بطنه مغصا وفي عينه رمصا وفي جلده برصا وفي
حلقه غصصا فقال هذه اسجاع كنت حفظتها فقل كما أقوله يصير في عينك
(٥٧٧)

قذى وفي حلقك اذى وفي صدرك شجى فقلت يا أبا بكر على الألف تريد
بفيك البرى وعلى هامتك الثرى واتى باسجاع أخرى تشتمل على ألفاظ بذيئة
نصون كتابنا عن ذكرها فقال أيها الأستاذ السكوت أولي بك ومالوا إلي
فقالوا ملكت فاسجع فابى أبو بكر ان يبقي لنفسه حمة لم ينفضها فقال والله
لأتركنك بين الميمات فقلت ما معنى الميمات فقال بين مهزوم ومهدوم
ومهشوم ومغموم ومحموم ومرجوم ومحروم فقلت وأتركك بين الميمات أيضا
بين الهيام والصدام والجذام والحمام والزكام والسام والبرسام والجذام
والسقام وبين السينات فقد علمتنا طريقة بين منحوس منخوس منكوس
معكوس متعوس محسوس معروس. وبين الخاءات فقد فتحت علينا بابا
بين مطبوخ مشدوخ منسوخ ممسوخ مفسوخ. وبين الباءات فقد علمتني
الطعن وكنت ناسيا بين مغلوب ومسلوب ومرعوب ومصلوب ومركوب
ومنكوب ومنهوب ومغصوب. ثم خرجت واحتجر ولم يظهر أبو بكر حتى
حضر الليل، وقال صاحب الوشاح فخرج البديع وأصحاب الشافعي يعظمونه
بالتقبيل والاستقبال والاكرام والاجلال وما خرج الخوارزمي حتى غابت
الشمس وعاد إلى بيته وانخذل انخذالا شديدا وانكسف باله وانخفض
طرفه ولم يحل عليه الحول حتى خانه عمره وذلك في شوال سنة ٣٨٣.
انتهى ما أوردنا نقله من رسائل البديع ووشاح الدمية من خبر
المناظرة. ومنها يعلم انتشار اللغة العربية والأدب العربي في بلاد العجم في
ذلك الزمان وقد تراجع ذلك في هذا العصر وقبله حتى أصبح أثرا بعد عين
كما أنه يظهر مما مر عن اليتيمة من أنه أقام مدة بجرجان على مداخلة
الإسماعيلية والتعيش في أكنافهم أنه كان يلبس لكل حالة لبوسها فهو مع
الشيعة شيعي ومع أهل السنة سني ومع الإسماعيلية إسماعيلي.
مشايخه
في معجم الأدباء عن أبي شجاع في تاريخ همذان وفي أنساب
السمعاني روى عن أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الأديب وعيسى بن
هشام الأخباري اه أقول يظهر مما مر عن الحصري في زهر الآداب
أن عيسى بن هشام اسم لغير مسمى وأنه مثل أبي الفتح الإسكندري حيث
قال عن مقاماته أنه وقفها بين رجلين سمى أحدهما عيسى بن هشام والآخر
أبا الفتح الإسكندري الخ وقد سمعت قول الثعالبي أنه ورد حضرة
الصاحب بن عباد فتزود من ثمارها وحسن آثارها ويمكن أن يكون فيه إشارة
إلى اخذه من علمه وأدبه.
تلاميذه
في معجم الأدباء عن أبي شجاع روى عنه القاضي أبو محمد
عبد الله بن الحسن النيسابوري وأخوه لأبيه وأمه محمد بن الحسين أبو سعد
الصفار الفقيه مفتي البلد.
مؤلفاته
١ المقامات مطبوعة وبها اقتدى الحريري في مقاماته وقد سمعت
قول الثعالبي أنه أنشأ أربعمائة مقامة ولكن مقاماته المطبوعة إحدى وخمسون
ولها ملحق من الملح والمقامات يسير فلعل هذا منتخبها ٢ الأمالي ذكره في
كشف الظنون ويمكن أن يكون هو المقامات ٣ كتاب رسائله طبع غير مرة ٤
مناظرته مع أبي بكر الخوارزمي مطبوعة مع رسائله ومر أكثرها.
شئ من رسائله ومقاماته
من رسالة له إلى ابن أخته
أنت ولدي ما دمت والعلم شانك والمدرسة مكانك والمحبرة حليفك
والدفتر أليفك فان قصرت ولا إخالك فغيري خالك والسلام.
ومن كتاب له إلى شيخه أبي الحسين أحمد بن فارس اللغوي المشهور
وقد بلغه أنه ذكر في مجلسه فقال إن البديع قد نسي حق تعليمنا إياه
وعقنا وشمخ بأنفه عنا والحمد لله على فساد الزمان وتغير نوع الإنسان
فكتب إليه:
نعم أطال الله بقاء الشيخ الامام أنه الحما المسنون وإن ظنت الظنون
والناس لآدم وإن كان العهد قد تقادم وارتكبت الأضداد واختلط الميلاد:
والشيخ يقول فسد الزمان أ فلا يقول متى كان صالحا في الدولة العباسية فقد
رأينا آخرها وسمعنا بأولها أم المدة المروانية وفي أخبارها لا تكسع الشول
باغبارها (١) أم السنين الحربية:
والرمح يركز في الكلى * والسيف يغمد في الطلى
ومبيت حجر في الفلا * والحرتين وكربلا
أم البيعة الهاشمية وعلي يقول ليت العشرة منكم براس من بني فراس
أم الأيام الأموية والنفير إلى الحجاز والعيون إلى الاعجاز أم الامارة العدوية
وصاحبها يقول وهل بعد البزول إلا النزول أم الخلافة التيمية وصاحبها
يقول طوبى لمن مات في نأنأة الاسلام أم على عهد الرسالة ويوم الفتح قيل
اسكتي يا فلانة فقد ذهبت الأمانة أم في الجاهلية ولبيد يقول:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
أم قبل ذلك وأخو عاد يقول:
بلاد بها كنا وكنا نحبها * إذ الناس ناس والزمان زمان
أم قبل ذلك وروي عن آدم ع:
تغيرت البلاد ومن عليها * ووجه الأرض مغبر قبيح
أم قبل ذلك وقد قالت الملائكة أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك
الدماء وما فسد الناس وإنما أطرد القياس ولا ظلمت الأيام إنما امتد الاظلام
وهل يفسد الشئ إلا عن صلاح ويمسي المرء إلا عن صباح ولعمري لئن
كان كرم العهد كتابا يرد وجوابا يصدر أنه لقريب المنال وأني على توبيخه لي
لفقير إلى لقائه شفيق على بقائه منتسب إلى ولائه شاكر لآلائه ما نسيته ولا
أنساه وإن له بكل كلمة علمنا منارا ولكل حرف أخذته منه نارا ولو عرفت

(١) هذا يجري مجري المثل وهو صدر بيت من شعر قاله الحارث بن حلزة اليشكري وهو:
لا تكسع الشول باغبارها * انك لا تدري من الناتج
واحلب لاضيافك الباعها * فإن شر اللبن الوالج
(لا تكسع لا ناهية وتكسع مضارع كسع الناقة بغبرها يكسعها كسعا ترك في خلفها بقية
من اللبن يريد بذلك تغزيرها وهو أشد لها (والشول) بفتح الشين جمع شائلة وهي ما أتى
عليها من وضعها أو حملها سبعة أشهر على غير قياس (باغبارها) الاغبار جمع غبر كقفل
واقفال وهو بقية اللبن في الضرع (والوالج) الذي يلج في ظهورها من اللبن المكسوع يقول
لا تغرز ابلك تطلب بذلك قوة نسلها واحلبها لاضيافك فلعل عدوا يغير عليها فيكون نتاجها
له دونك وهو معنى قوله (انك لا تدري من الناتج) أراد بديع الزمان أنه في الدولة المروانية
كان موضع هذا المثل أي أن المرء لا يأمن على ماله من النهب. المؤلف
(٥٧٨)

لكلامي موقعا من قلبه لاغتنمت خدمته به ولكن خشيت أن تقول هذه
بضاعتنا ردت إلينا واثنان قلما يجتمعان الخراسانية والإنسانية وإني وان لم أكن
خراساني الطينة فاني خراساني المدينة والمرء من حيث يوجد لا من حيث يولد
والإنسان من حيث يثبت لا من حيث ينبت فإذا انضاف إلى تربة خراسان
ولادة همذان ارتفع القلم وسقط التكليف والجرح جبار والجاني حمار (١)
فليحملني على هناتي أ ليس صاحبنا يقول:
لا تلمني على ركاكة عقلي * ان تصورت أنني همذاني
وكتب إلى مستميح عاوده مرارا وقال لم لا تجود بالذهب كما تجود
بالأدب.
مثل الإنسان في الاحسان مثل الأشجار في الأثمار سبيل من أتى
بالحسنة أن يرفه إلى السنة وأنا لا أملك عضوين من جسدي وهما فؤادي
ويدي أما الفؤاد فيعلق بالوفود وأما اليد فتولع بالجود ولكن هذا الخلق
النفيس لا يساعده الكيس وهذا الطبع الكريم ليس يحتمله الغريم ولا قرابة
بين الأدب والذهب قلما جمعت بينهما، والأدب لا يمكن ثرده في قصعة ولا
صرفه في ثمن سلعة ولي مع الأدب نادرة، جهدت في هذه الأيام بالطباخ
أن يطبخ من جيمية الشماخ لونا فلم يفعل وبالقصاب أن يذبح أدب
الكتاب فلم يقبل وأنشدت في الحمام ديوان أبي تمام فلم ينجع ودفعت إلى
الحجام مقاطعات اللجام فلم يأخذ واحتيج في البيت إلى شئ من الزيت
فأنشدت من شعر الكميت ألفا ومائتي بيت فلم يغن ولو وقعت أرجوزة
العجاج في توابل السكباج ما عدمتها عندي ولكن ليست تقع فما اصنع فان
كنت تحسب اختلافك إلي إفضالا علي فراحتي
أن لا تطرق ساحتي وفرجي أن لا تجي والسلام.
وله إلى صديق يستدعي منه بقرة: وقد احتيج في الدار إلى بقرة فلتكن
صفوفا تجمع بين قعبين في حلبة كما تنظم بين دلوين في شربة ولتكن
عوان السن بين البكر والمسن ولتكن رخصة اللحم جمة الشحم كثيرة الطعم
سريعة الهضم فاقعة اللون واسعة البطن واجهد أن تكون كبيرة الخلق
لتكون في العين أهيب ضيقة الحلق ليكون صوتها في الأذن أطيب واحذر أن
تكون نطوحا أو سلوحا ولتكن مطاوعة عند الحلب ألوفة للراعي الذي
يرعاها مجيبة لصوته إذا دعاها مهتدية إلى المنزل ولا أظنك تجدها اللهم الا
أن يمسخ القاضي بقرة وهو على رأي التناسخ جائز فاجهد جهدك وابذل ما عندك والسلام.
وكتب إليه إبراهيم بن أحمد بن حمزة يهنئه بمرض أبي بكر الخوارزمي
فاجابه يقول: الحر أطال بقاءك لا سيما إذا عرف الدهر معرفتي،
ووصف أحواله صفتي، إذا نظر علم أن نعم الدهر ما دامت معدومة فهي
أماني، فإذا وجدت فهي عوارى، وإن محن الأيام إن مطلت فستنفذ وإن لم
تصب فكان قد، فكيف يشمت بالمحنة من لا يأمنها في نفسه، ولا يعدمها
في جنسه، والشامت أن أفلت فليس يفوت، وإن لم يمت فسوف يموت،
وما أقبح الشماتة بمن أمن الإماتة فكيف بمن يتوقعها بعد كل لحظة،
وعقيب كل لفظة، والدهر غرثان طعمه الخيار، وظمان شربه الأحرار.
فهل يشمت المرء بأنياب آكله أم يسر العاقل بسلاح قاتله. وهذا الفاضل
شفاه الله، وأن ظاهرنا بالعداوة قليلا، فقد باطناه ودا جميلا، والحر عند
الحمية لا يصاد، ولكنه عند الكرم ينقاد، وعند الشدائد تذهب الأحقاد،
فلا تتصور حالي الا بصورتها من التوجع لعلته، والتحزن لمرضته، وقاه الله
المكروه، ووقاني سماع السوء فيه بحوله ولطفه.
ومن رقعة له
يعز علي أن ينوب أيد الله الشيخ في خدمته قلمي عن قدمي ويسعد
برؤيته رسولي دون وصولي ويرد مشرع الأنس به كتابي قبل ركابي ولكن ما
الحيلة والعوائق جمة:
وعلي أن أسعى وليس * علي ادراك النجاح
وقد حضرت داره وقبلت جداره وما بي حب الحيطان ولكن شغف
بالقطان ولا عشق الجدران ولكن شوق إلى السكان.
وله من رسالة إلى فقيه نيسابور
وجدتك أيدك الله تعجب أن يجحد لئيم فضل صديقك فحفض
عليك رحمك الله أن الذي تعجب منه يسير في جنب ما يجحده الإنسان أن
الله تعالى خلق أقواما وشق لهم أسماعا وأبصارا فغاضوا بها على عرق
الذهب حتى قصدوه ولم يزالوا بالنجم حتى رصدوه واحتالوا للطائر فانزلوه
من جو السماء والحوت فاخرجوه من جوف الماء ثم جحدوا من هذه الأفكار
الغائصة والأذهان الناقدة صانعهم فقالوا أين وكيف حتى رأوا السيف.
ومن مقاماته المقامة البغدادية
وهي: حدثنا عيسى بن هشام قال اشتهيت الازاذ وانا ببغداد وليس
معي عقد على نقد فخرجت فإذا أنا بسوادي يسوق بالجهد حماره ويطرف
بالعقد ازاره فقلت ظفرنا والله بصيد وحياك الله أبا زيد من أين أقبلت وأين
نزلت ومتى وافيت وهلم إلى البيت فقال السوادي لست بأبي زيد ولكني أبو
عبيد فقلت لعن الله الشيطان أنسانيك طول العهد فكيف حال أبيك فقال
قد نبت المرعى على دمنته فقلت انا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم فمددت يد البدار إلى الصدار أريد تمزيقه فقبض
السوادي على خصري وقال نشدتك الله لا مزقته فقلت هلم إلى البيت
نصب غداء أو إلى السوق نشتري شواء فاستفزته حمية القرم وطمع ولم يعلم
أنه وقع ثم أتينا شواء فقلت أفرز لأبي زيد من هذا الشواء ثم زن له من
تلك الحلواء واختر له من تلك الأطباق وانضد عليها أوراق الرقاق وشيئا
من ماء السماق ليأكله أبو زيد هنيئا فانحنى الشواء بساطوره على زبدة تنوره
فجعلها كالكحل سحقا ثم جلس وجلست حتى استوفينا وقلت لصاحب
الحلوى زن لأبي زيد من اللوزينج رطلين فهو أجرى في الحلوق وأمضى في
العروق وليكن رقيق القشر كثيف الحشو يذوب كالصمغ قبل المضغ ليأكله
أبو زيد هنيئا فوزنه ثم قعد وقعدت حتى استوفيناه وقلت يا أبا زيد ما
أحوجنا إلى ماء يشعشع بالثلج يفثا هذه اللقم اجلس يا أبا زيد حتى آتيك
بسقاء ثم خرجت وجلست بحيث أراه ولا يراني أنظر ما يصنع فلما أبطأت
عليه قام إلى حماره فاعتلق الشواء بإزاره وقال أين ثمن ما أكلت فقال أكلته
ضيفا فلكمه لكمة وثنى عليه بلطمة وقال متى دعوناك فجعل السوادي يبكي
ويحل عقده بأسنانه ويقول كم قلت لذلك القريد أنا أبو عبيد وهو يقول
أنت أبو زيد فأنشدت:
اعمل لرزقك كل آلة * لا تقعدن بكل حاله
وانهض بكل عظيمة * فالمرء يعجز لا محاله

(١) إشارة إلى ما ورد جرح العجماء جبار. المؤلف
(٥٧٩)

أشعاره
من شعره ما نقله أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني في
ذيل زهر الآداب، قال: كان الخوارزمي يرميه ببغض علي ويشنع عليه
بذلك ويغري به الطالبيين، فقال: والبيتان الأولان نقلهما في كشف
الغمة:
يقولون لي: ما تحب الوصي * م فقلت: الثرى بفم الكاذب!
أحب النبي وآل النبي * م وأختص آل أبي طالب
وأعطي الصحابة حق الولاء * وأجري على سنن الواجب
فإن كان نصبا ولاء الجميع * فاني كما زعموا ناصبي
وإن كان رفضا ولاء الوصي * م فلا برح الرفض من جانبي
فلله أنتم وبهتانكم * ولله من عجب عاجب
وإن كنتم من ولاء الوصي * م على العجب كنت على القارب
يرى الله سري إذا لم تروه * فلم تحكمون على الغائب
أ لا تبصرون لرشد معي * ولا تهتدون إلى الله بي
أعز النبي وأصحابه * فما المرء إلا مع الصاحب
أ يرجو الشفاعة من سبهم؟ * بل المثل السوء للضارب!
حنانيك من طمع بارد * ولبيك من أمل كاذب
يوقى المكاره قلب الجبان * وفي الشبهات يد الحاطب
ومن شعره المزدوجة التي يهجو بها الخوارزمي، نسبها إليه ياقوت في
معجم الأدباء وليست في ديوانه منها:
وكلني بالهم والكآبة * طعانة لعانة سبابه
للسلف الصالح والصحابة * أساء سمعا فاسا إجابه
تأملوا يا كبراء الشيعة * لعشرة الاسلام والشريعة
أتستحل هذه الوقيعه * في تبع الكفر وأهل البيعة
فكيف من صدق بالرسالة * وقام للدين بكل آله
واحرز الله يد العقبى له * ذلكم الصديق لا محاله
إمام من أجمع في السقيفة * قطعا عليه أنه الخليفة
ناهيك من آثاره الشريفة * في رده كيد بني حنيفة
إن امرءا أثنى عليه المصطفى * ثمت والاه الوصي المرتضى
واجتمعت على معاليه الورى * واختاره خليفة رب العلى
واتبعته أمة الأمي * وبايعته راحة الوصي
وباسمه استسقى حيا الوسمي * ما ضره قول الخوارزمي
إن أمير المؤمنين المرتضى * وجعفر الصادق أو موسى الرضا
لو سمعوك هكذا معرضا * ما ادخروا عنك الحسام المنتضي
وقلت لما احتفل المضمار * واحتفت الأسماع والأبصار
سوف ترى إذا انجلى الغبار * أ فرس تحتي أم حمار
وقد تركنا أكثرها وفي جملة ما تركناه ما اشتمل على الهجاء المقذع
وألفاظ الفحش التي نصون كتابنا عنها. وقوله في ابن فريغون:
أ لم تر اني في نهضتي * لقيت المنى ولقيت الأميرا
لقيت امرأ ملء عين الزمان * يعلو سحابا ويرسو ثبيرا
لآل فريغون في المكرمات * يد أولا واعتذار أخيرا
إذا ما حللت بمغناهم * رأيت نعيما وملكا كبيرا
وله من قصيدة في أبي عامر عدنان بن محمد الضبي رئيس هراة:
قسما لقد فقد العراق بي امرأ * ليست تجود برده البلدان
يا دهر انك لا محالة مزعجي * عن خطتي ولكل دهر شأن
فاعمد براحلتي هراة فإنها * عدن وإن رئيسها عدنان
وله من قصيدة في الأمير أبي علي الحسين بن أبي الحسن محمد
سيمجور الخشنامي:
علي أن لا أريح العيس والقتبا * وألبس البيد والظلماء واليلبا
وأترك الخود معسولا مقبلا * وأهجر الراح يعرو شربها طربا
حسبي الفلا مجلسا والبوم مطربة * والسير يسكرني من مسه تعبا
وطفلة كقضيب البان منعطفا * إذا مشت وهلال الشهر منتقبا
تظل تنثر من أجفانها دررا * دوني وتنظم من أسنانها حببا
قالت وقد علقت ذيلي تودعني * والوجد يخنقها بالدمع منسكبا
لا در در المعالي لا يزال لها * برق يسوقك لا هونا ولا كثبا
طلعت لي قمرا سعدا منازله * حتى إذا قلت يجلو ظلمتي غربا
كنت الشبيبة أبهى ما دجت درجت * وكنت كالورد أذكى ما اتى ذهبا
أبى المقام بدار الذل لي شرف * وهمة تصل التوخيد والخببا
وعزمة لا تزال الدهر ضاربة * دون الأمير وفوق المشتري طنبا
وكاد يحكيه صوب الغيث منسكبا * لو كان طلق المحيا يمطر الذهبا
وله من قصيدة في أبي القاسم بن ناصر الدولة:
خلع الربيع على الربى * وربوعها خزا وبزا
ومطارفا قد نقشت * فيها يد الأمطار طرزا
أ وليس عجزا ان يفوتك * حسنها أ وليس عجزا
وكان أمطار الربيع * إلى ندى كفيك تعزى
خلقت يداك على العدى * سيفا وللعافين كنزا
لا زلت يا كنف الأمير * لنا من الأحداث حرزا
وله من أخرى:
خرج الأمير ومن وراء ركابه * غيري وعز علي ان لم اخرج
يا سيد الامراء ما لي خيمة * الا السماء إلى ذراها التجي
كتفي بعيري ان ظعنت ومفرشي * كمي وجنح الليل مطرح هودجي
وله من قصيدة في الرئيس أبي جعفر الميكالي:
ان في الأيام اسرارا * بها سوف تبوح
لا يغرنك جسم * صادق الحسن وروح
انما نحن إلى الآجال * نغدو ونروح
بينما أنت صحيح الجسم * إذ أنت طريح
انما الدهر عدو * ولمن أصغى نصيح
ولسان الدهر بالوعظ * لواعيه فصيح
نحن لاهون وآجال * المنى لا تستريح
انا يا دهر بابنائك * شق وسطيح
يا بني ميكال والجود * لعلاتي مزيح
شرفا ان مجال * الفضل فيكم لفسيح
وعلى قدر سنا * الممدوح يأتيك المديح
فهناك الشرف الأرفع * والطرف الطموح
(٥٨٠)

والندى والخلق الطاهر * والوجه الصبيح
ومن أخرى في غيره:
ومليحة ترنو بنرجسة * وتبسم عن أقاح
قامت وقد برد الحلي * تميس في ثني الوشاح
يا ليل هل لك من صباح * أم لنجمك من براح
ساريق ماء شبيبتي * ما بين ريحان وراح
فيم العتاب وما لهم * غيي ولا لهم صلاحي
وكعاذلاتي في المليحة * عاذلاتك في السماح
وهواي للبيض الصباح * هواك للبيض الصفاح
ومن أخرى:
يا آل عصم أنتم أولو العصم * يا سادة السيف وأرباب القلم
الجار والعرض لديكم في الحرم * والمال للآمال نهب مقتسم
يا سيدا نيط له بيت القدم * بالعمد الأطوع والفرع الأشم
هل لك ان تعقد في بحر الشيم * عارفة تضرم نارا في علم
ويقصر الشكر عليها قل نعم * اما وانعامك انه قسم
وثغر مجد في معاليك أبتسم * انك في الناس كبرء في سقم
يا فرق ما بين الوجود والعدم * ما أحد كهاشم وان هشم
وله من قصيدة:
وليل كذكراه كمعناه كاسمه * كذين ابن عباد كادبار فائق
شققنا بأيدي العيس برد ظلامه * وبتنا على وعد من السير صادق
تزج بنا الأسفار في كل شاهق * وترمي بنا الآمال من كل حالق
ومن أخرى:
ولما بلوناكم تلونا مديحكم * فيا طيب ما نبلو ويا حسن ما نتلو
ويا ملكا أدنى مناقبه العلى * وأيسر ما فيه السماحة والبذل
هو البدر الا انه البحر زاخرا * سوى انه الضرغام لكنه الوبل
وقوله:
ويحك هذا الزمان زور فلا يغرنك الغرور
لا تلتزم حالة ولكن در بالليالي كما تدور
٣٧٣٤: السيد احمد الحسيني الكاشاني
وجدنا وصفه بالعلامة في أثناء ترجمة ولده السيد أبي القاسم ولا نعلم
الآن من أين نقلناه.
٣٧٣٥: الشيخ المقري أبو الفرج أحمد بن حشيش القرشي يروي عنه السيد جلال الدين عبد الحميد بن التقي عبد الله بن
أسامة العلوي الحسيني ويروي هو عن الشيخ العدل الحافظ أبي الغنائم
محمد بن علي بن ميمون القرشي.
٣٧٣٦: أحمد بن حفص بن أبي روح
مظنون التشيع ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال فقال حدث بجرجان
عن يزيد بن هارون قال ابن عدي أحاديثه ليست بمستقيمة فحدثنا أحمد بن
أبي روح حدثنا يزيد حدثنا حماد عن ثابت عن أنس يا رسول الله عمن يكتب
العلم بعدك قال عن علي وسلمان قلت هذا موضوع على هذا الاسناد اه.
٣٧٣٧: أحمد بن حماد المروزي
نسبة إلى مرو المدينة المشهورة بخراسان على غير القياس.
ذكره الشيخ في رجال الجواد ع مرتين إحداهما بلفظ أحمد بن حماد واخرى بلفظ
أحمد بن حماد المروزي وقال في رجال العسكري
ع أحمد بن حماد المحمودي يكنى أبا علي وفي الخلاصة أحمد بن
حماد المروزي روى الكشي ان الماضي كتب إليه يقول له قد مضى أبوك
رضي الله عنه وعنك وهو عندنا على حال محمود ولن تبعد من تلك الحال
وروى عنه أشياء ردية تدل على ترك العمل بروايته وقد ذكرته في الكتاب
الكبير، والأولى عندي التوقف عما يرويه. وقال الكشي في أحمد بن حماد
المروزي محمد بن مسعود حدثني أبو علي المحمودي محمد بن أحمد بن حماد
المروزي قال: كتب أبو جعفر ع إلى أبي في فصل من كتابه فكان
قد، في يوم أو غد (١)، ثم (٢) وفيت كل نفس ما كسبت وهم لا
يظلمون اما الدنيا فنحن فيها معرجون متفرجون في البلاد ولكن من
هوي هوى صاحبه دان بدينه فهو معه وإن كان نائيا عنه، واما الآخرة فهي
دار القرار. وقال المحمودي: كتب إلي الماضي بعد وفاة أبي: قد مضى
أبوك رضي الله عنه وعنك وهو عندنا على حالة محمودة ولن تبعد من
تلك الحال. وقال في أبي علي محمد بن أحمد بن حماد المروزي المحمودي:
ابن مسعود قال حدثني أبو علي المحمودي قال: كتب أبو جعفر ع
إلي بعد وفاة أبي الخ... وهذا يدل على أن الملقب بالمروزي هو أحمد بن
حماد وان ابنه محمدا يكنى أبا علي ويلقب بالمحمودي وانه من رجال
العسكري ع وكان تلقيبه بالمحمودي من قول الجواد ع
انه وأبوه على حال محمودة وان المكتوب إليه محمد لا احمد فما وقع في رجال
الشيخ من أن أحمد بن حماد المحمودي يكنى أبا علي وانه من رجال
العسكري ع وان المكتوب إليه محمد لا احمد فما وقع في رجال
الشيخ من أن أحمد بن حماد المحمودي يكني أبا علي وانه من رجال
العسكري ع وما وقع في الخلاصة من أن المكتوب إليه احمد سهو
منهما كما نبه عليه الميرزا في الرجال الكبير. وروى الكشي أيضا عن
أحمد بن مسعود حدثني أبو علي المحمودي حدثني أبي قال: قلت لأبي
الهذيل العلاف وهو من مشايخ المعتزلة اني اتيتك سائلا، قال: سل
وأسال الله العصمة والتوفيق، فقال أبي أ ليس من دينك ان العصمة
والتوفيق لا يكونان من الله لك الا بعمل تستحق به؟ قال أبو الهذيل بلى (٣)
قلت فما معنى دعائك: اعمل وخذ قال له أبو الهذيل: هات مسألتك!
فقال له شيخي (٤) اخبرني عن قول الله عز وجل اليوم أكملت لكم
دينكم قال أبو الهذيل: قد أكمل لنا الدين! فقال شيخي خبرني ان
سألتك عن مسالة لا تجدها في كتاب الله ولا في سنة رسول الله ولا في قول
أصحابه ولا في حيلة فقهائهم ما أنت صانع قال هات فقال شيخي خبرني
عن عشرة كلهم عنين وقعوا في طهر واحد بامرأة وهم مختلفو الامر فمنهم
من وصل إلى بعض نصف حاجته ومنهم من قارب حسب الإمكان
منه، هل في خلق الله اليوم من يعرف حد الله في كل رجل منهم مقدار ما

(١) اي كأن قد جاء الموت في اليوم الذي نحن فيه أو غده وهو كناية عن قرب الاجل.
(٢) ثم من كلام الإمام عليه السلام لان الآية ووفيت كل نفس الخ.
(٣) الذي في الأصل نعم والصواب في المقام بلى دون نعم كما في قوله تعالى (الست بربكم قالوا
بلى) ولهذا ورد لو قالوا نعم لكفروا.
(٤) المراد به أبوه.
(٥٨١)

ارتكب من الخطيئة فليقم عليه الحد في الدنيا، ويطهر منه في الآخرة،
وليعلم ما تقول في أن الدين قد أكمل لك؟ فقال: هيهات خرج آخرها في
الإمامة (١)! اه وهذا يدل على علمه ومعرفته.
وروى الكشي عن محمد بن مسعود حدثني المحمودي انه دخل على
ابن أبي دؤاد هو أحمد بن أبي دؤاد قاضي المعتصم والواثق وهو في مجلسه
وحوله أصحابه فقال لهم ابن أبي دؤاد يا هؤلاء ما تقولون في شئ قاله
الخليفة البارحة فقالوا وما ذلك قال قال الخليفة ما ترى العلائية (٢) تصنع ان
أخرجنا إليهم أبا جعفر سكران منشأ (٣) مضمخا بالحلوق (٤) قالوا إذا تبطل
حجتهم ويبطل مقالهم قلت إن العلائية يخالطونني كثيرا ويفضون إلي بسر
مقالتهم وليس يلزمهم هذا الذي جرى فقال ومن أين قلت قلت إنهم
يقولون لا بد في كل زمان وعلى كل حال لله في أرضه من حجة يقطع العذر
بينه وبين خلقه قلت (٥) فإن كان في زمان الحجة من هو مثله أو فوقه في
النسب والشرف كان أدل الدلائل على الحجة قصد السلطان له (٦) من بين
أهله ونوعه فعرض ابن أبي دؤاد هذا الكلام على الخليفة فقال ليس إلى
هؤلاء القوم حيلة ليس في هؤلاء اليوم حيلة لا تؤذوا أبا جعفر اه
وهذا الخبر في النسخ المطبوعة مغلوط العبارة وليس لدينا نسخة مخطوطة
يمكن الاعتماد عليها لذلك كانت عبارته لا تخلو من إغلاق فيمكن ان يكون
المراد بأبي جعفر فيه هو الجواد ع لأنه معاصر للمعتصم ويكون
مراد المعتصم بهذا الكلام ان ينسب الامام ع إلى أنه يفعل ذلك
تنقيصا له عند السامعين بالكذب والباطل فان الكذب يلجا إليه الأعداء
حيث يعجزهم الصدق فقد قال بعض أهل الشام لبعض أهل العراق
بصفين ان صاحبكم لا يصلي كما كان يلقى على اسماعهم وقال ابن مرجانة
لمسلم بن عقيل لم لم تفعل ذلك وأنت بالمدينة تشرب الخمر والظاهر أن
مقصوده من هذا الجواب انه إذا كان في زمن الحجة من هو مثله أو فوقه في
النسب والشرف بان يكون علويا من الطرفين أو أكبر سنا أو نحو ذلك
ورأينا السلطان يقصده هو دون غيره، فيحتاط من جهته خوف ميل الناس
إليه وينتقصه ولا يقصد غيره ممن هو مثله أو فوقه في النسب والشرف كان
ذلك أدل دليل على أنه هو الحجة فأنتم بما تنسبونه إليه وهو غير صحيح
قد زدتمونا يقينا بأنه هو الحجة، وقوله: لا تؤذوا أبا جعفر اي بمثل هذه
النسبة إليه. ولكن روى الكشي أيضا ما يوجب ذمه فقال: وجدت في
كتاب أبي عبد الله الشاذاني سمعت الفضل بن شاذان يقول: التقيت مع
أحمد بن حماد المتشيع وكان ظهر له منه الكذب فكيف غيره، فقال: اما
والله لو توغرت تغرغرت عداوته لما صبرت عنه، فقال الفضل بن
شاذان: هكذا والله قال لي كما ذكر علي بن محمد القتيبي عن الزفري
بكر بن زفرة الفارسي عن الحسن بن الحسين أنه قال: استحل
أحمد بن حماد مني مالا له خطر، فكتبت رقعة إلى أبي الحسن
شكوت فيها أحمد بن حماد، فوقع ع فيها: خوفه بالله ففعلت
فلم ينفع، فعاودته برقعة أخرى أعلمته اني قد فعلت ما أمرتني به فلم
انتفع فوقع إذا لم يحل فيه التحويف بالله فكيف تخوفه بأنفسنا اه هكذا
وجدنا أول هذا الخبر في النسخ التي بأيدينا، ولا يخفى ان عبارته مختلة ولم
يمكنا الاطلاع على صحيحها.
٣٧٣٨: الأمير الشيخ أحمد بن حمادة
قتل سنة ١٠٤٦ قتله بنو سيفا حكام طرابلس الشام.
وآل حمادة أو الحماديون يلقبون بالمشايخ وهو لقب من ألقاب
الامارة ينسبون إلى جدهم حمادة وهم من الأمراء الشيعة في لبنان وامارتهم
فيه قديمة تبتدئ من المئة التاسعة تقريبا وهم أهل شهامة وإباء وعز
ومنعة، مهيب جانبهم يحترمون الأشراف والعلماء. وقد وجدنا في بعض
المصادر ولا نتذكره الآن ولعله من بعض تعليقات الباحث عيسى بن
إسكندر المعلوف ان أصلهم من بلاد فارس أو من بخارى، ولكنهم
أنفسهم ينكرون ذلك ويقولون انهم من عرب العراق. قال عيسى
المذكور: كان جدهم الشيخ حمادة في بلاد فارس وهو الذي فتح تبريز وأراد
الخروج على السلطان فطرده فجاء إلى لبنان ومعه اخوه احمد وهو غير
المترجم فنزلا في الحصين ثم قهمز وتفرقت عشيرتهما في لبنان ونالت منزلة
فيها وسكنوا في الضنية ثم انتقلوا إلى الهرمل لتوالي الفتن والحروب عليهم
في تلك الجهات. وفي سنة ٩٥٥ اتفقت زوجة كمال الدين عجرمة معه
ومع أهالي عين حليا وقتلوا عبد المنعم مقدم بشري كمنوا له خارج البرج
وقتلوه مع أولاده، فقتل رفقاؤه الشيخ حمادة. وفي سنة ٩٩٩ جمع الأمير
محمد بن عساف التركماني الرجال وسار لطرد يوسف باشا ابن سيفا من بلاد
عكار فجمع يوسف رجاله وكمن له فقتله ولم يكن له ذكر فانقطع ذكر بيت
عساف واصلهم تركمان وكان لهم في كسروان ٢٣٢ سنة وأعطى النيابة
لأولاد حمادة. وفي سنة ١٠٢٦ كان الحماديون وأولاد الشاعر الشيعة في
صحبة الأمير سليمان بن سيفا وكان الأمير علي بن يونس المعني أعطاه حكم
جبيل والبترون فحسنوا له ان يصرف الذين عنده من قبل ابن معن وهم
يكفونه فصرفهم، وكان سليمان معاديا لعمه يوسف باشا ابن سيفا فباغت
يوسف سليمان وحاصره في برج تولا فاستنجد سليمان بعلي المعني فانجده
بعسكر صيدا وامر حسين الطويل ان ينجده برجال كسروان وحسين
اليازجي برجال صفد وبلاد بشارة وبوصول اليازجي إلى صيدا أخبر بتسليم
سليمان لعمه يوسف لعدم الذخيرة فاتهم علي المعني الحماديين بأنهم هم
الذين أرسلوا إلى يوسف باشا ليغير على ابن أخيه فنهب قراهم وقرى أولاد
الشاعر واحرقها. وفي سنة ١٠٤٠ قدم فخر الدين المعني من صيدا إلى
طرابلس فأرسل إليه الشيخ أحمد بن حمادة يعده بمال ان لم يدخل المدينة فلم
يقبل. وفي سنة ١٠٤٦ وقع الاختلاف بين بني سيفا والحمادية وقتل بنو
سيفا الشيخ أحمد بن حمادة وسبب ذلك ان محمد باشا ارسل متسلما إلى
طرابلس فارجعه يوسف بن سيفا من الطريق وراسل بنو سيفا الحمادية فلم
يقبلوا بعصيان الدولة ووقع الاختلاف وقتل الشيخ احمد المترجم وضبط
الأمير يوسف الشهابي بعد ذلك جميع ارزاق الحمادية في بلاد جبيل والبترون
وجبة بشري وقاتلهم، وبسبب ذلك انتقلوا إلى الهرمل وبقوا بها إلى اليوم
وهو سنة ١٣٦١ هجرية.

(١) اي صار آخر المسألة راجعا إلى البحث في الإمامة.
(٢) اي الغلاة وأراد بهم الشيعة وفي نسخة الفلانية.
(٣) هكذا في بعض النسخ ولعل صوابه منتشيا وفي بعضها ينشي ولعل صوابه يمشي.
(٤) الخلوق نوع من الطيب.
(٥) هكذا في جميع النسخ ولا يخفى انه تكرير لا لزوم له فان لفظ قلت قد ذكر في أول الكلام
ولعل في الكلام نقصا فان الأصول المنقول عنها غير مضمونة الصحة.
(٦) الموجود في بعض النسخ يصله السلطان وفي بعضها بصلة السلطان وفي بعضها قصد له
السلطان وانما ظننا ان يكون صوابه قصد السلطان له ويمكن ان يكون الصواب ان قصد له
السلطان. المؤلف
(٥٨٢)

٣٧٣٩: أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي
في الرياض: كان من القدماء المعاصرين للصدوق له كتاب الرد على
محمد بن زكريا الطبيب الرازي في الالحاد وانكار النبوة وهو غير أبو حاتم
التتوي الرازي فان ذلك من العامة اه.
٣٧٤٠: أحمد بن حمدان القزويني ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
ابن نوح وسمع منه سنة ٣٤٢ وكان يروي عن محمد بن جعفر الأسدي أبي
الحسين اه. وفي التعليقة يشير إلى كونه شيخ اجازة فيشير إلى الوثاقة.
وفي كتاب البركات الرضوية انه من قدماء شيوخ الامامية أدرك بعض زمان
الغيبة الصغرى والحمدانيون طائفة كانوا في قزوين وكان منهم كثير من
العلماء والمحدثين مثل أبي عبد الله الحسين بن مظفر بن علي الحمداني ومحمد
أخو احمد المذكور وحفيده الحسن بن الحسين بن محمد وغيرهم ذكرهم
الفاضل القزويني في ضيافة الاخوان وقال الرافعي في كتاب التدوين في
أحوال علماء قزوين: أحمد بن حمدان سمع هو وأبو الحسن القطان علي بن
إبراهيم بن مسلمة بن بحر من أبي عبد الله محمد بن الحجاج البزاز اه. ٣٧٤١: الأمير أحمد بن حمدون أخو حمدان جد امراء حلب والموصل وديار ربيعة
كان أميرا جليلا سخيا كريما قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي
فراس: لما اجتاز المعتضد العباسي سائرا إلى حرب بني طولون بجيشه
بالموصل تلقاه أحمد بن حمدون وأقام له ولعسكره الميرة مدة مقامه ومسيره في
عمل الموصل وديار ربيعة اه وفي ذلك يقول الأمير أبو فراس الحمداني
في قصيدته الرائية التي يفتخر بها ويذكر فيها آباءه وأسلافه في الاسلام دون
الجاهلية وأولها:
لعل خيال العامرية زائر * فيسعد مهجور ويسعد هاجر
قال يذكر ذلك ويمدح المترجم:
ومنا الذي ضاف الامام * وجيشه ولا جود الا ما تضيف العشائر
٣٧٤٢: أحمد بن حمزة بن بزيع
بالباء الموحدة والزاي والمثناة التحتية والعين المهملة بلفظ المكبر
روى الكشي عن حمدويه عن أشياخه ان محمد بن إسماعيل بن بزيع
وأحمد بن حمزة كانا في عداد الوزراء اه ويظهر مما ذكر في محمد بن
إسماعيل ان المراد في عداد وزراء المنصور وقال العلامة في الخلاصة وهذا لا
تثبت به عندي عدالته ولكنه ذكره في القسم الأول المعد لمن يعتمد على
روايته وكذلك ابن داود ذكره في القسم الأول واعترض الشهيد الثاني في
حواشي الخلاصة بان كونه في عداد الوزراء ان لم يكن إلى الذنب أقرب لا
يقتضي مدحا فيكون مجهولا فلا معنى لعده في القسم الأول وفي التعليقة فيه
ايماء إلى الجلالة وقربه إلى الذنب بعد اقترانه بمحمد بن إسماعيل كما ترى
اه وفيه ان اقترانه بمحمد بن إسماعيل لا يفيد انه مثله في الوثاقة كما
ترى وعن المجمع احتمال ان يكون محمد بن حمزة هو الوارد توثيقه في رواية
ذكرت في إبراهيم بن محمد الهمذاني ولكن الظاهر أن المراد في تلك الرواية
عن الهادي ع فلا توافقه طبقة من كان في عصر المنصور لا أقل من
عدم الظهور فلا يكون لذلك فائدة.
٣٧٤٣: نقيب النقباء مجد الدولة أبو الحسن احمد ابن نقيب النقباء أبي يعلى حمزة
فخر الدولة بن الحسن قاضي دمشق بن العباس قاضي دمشق بن علي بن
الحسين بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق
ع
في عمدة الطالب ما يدل على أنه كان نقيب النقباء بدمشق قال صنف
له الشيخ العمري كتاب المجدي.
٣٧٤٤: أحمد بن حمزة بن عمران القمي
روى الكشي في ترجمة عمران بن عبد الله القمي حديثين في سندهما
أحمد بن عمران هذا وقال قال الحسين بن عبيد الله عرضت هذين الحديثين
على أحمد بن حمزة فقال لا أعرفهما ولا أحفظ من رواهما وهذا يدل على الاعتماد عليه في معرفة الأحاديث.
٣٧٤٥: أحمد بن حمزة بن اليسع بن عبد الله القمي
قال النجاشي: روى أبوه عن الرضا ع ثقة ثقة له كتاب
نوادر وذكره الشيخ في رجال الهادي ع وقال ثقة وذكر فيمن لم يرو
عنهم ع أحمد بن اليسع بن عبد الله القمي والظاهر أنه ابن حمزة
نسب إلى جده ولا ينافيه ذكره في رجال الرضا ع وفيمن لم يرو
عنهم ع فان مثل ذلك كثير في كتاب الشيخ وكانه صحب الرضا
ع ولم يرو عنه ومرت في إبراهيم بن محمد الهمذاني رواية تتضمن
توثيق أحمد بن حمزة والمراد بأحمد بن حمزة فيها هو ابن اليسع لأن الظاهر أن
الرواية عن الهادي ع لأنه قال كنت بالعسكر فورد علينا رسول
من الرجل الخ وابن اليسع من أصحاب الهادي ع بخلاف
أحمد بن حمزة بن بزيع فإنه من وزراء المنصور فالطبقة لا توافقه كما مر.
وفي مشتركات الكاظمي: أحمد بن حمزة مشترك بين رجلين ويعرف
انه ابن اليسع الثقة برواية عبد الله بن جعفر الحميري عنه وبوروده في طبقة
رجال الهادي ع حيث هو من رجاله واما أبوه فمن روى عن
الرضا ع واما ابن حمزة بن بزيع فلا حظ له في التوثيق وحيث
يعسر التمييز فالوقف اه
وعن جامع الرواة روى عن أحمد بن حمزة الحسين بن سعيد ومحمد بن
جمهور ومحمد بن موسى ومحمد بن أحمد بن يحيى وعلي بن مهزيار
وعبد الله بن جعفر ومحمد بن عيسى العبيدي وروى هو عن أبان بن عثمان
والحسين بن المختار ومحمد بن خالد وزكريا بن آدم اه.
٣٧٤٦: أحمد بن حمويه
ذكره الشيخ في أصحاب علي بن الحسين ع.
٣٧٤٧: السيد احمد ابن السيد حيدر ابن السيد إبراهيم الحسني الكاظمي
وأبوه جد الطائفة الحيدرية الشهيرة القاطنة ببلد الكاظمين عليهما
السلام، واليه تنسب.
ولد سنة ١٢٢٢ وتوفي سنة ١٢٩٥ في الكاظمية ونقل نعشه إلى
النجف الأشرف، ودفن في بعض حجرات الصحن الشريف.
كتب لنا ترجمته بعض احفاده فقال: كان من العلماء الاجلاء الأبرار
ورعا تقيا حليما موثوقا به عند عامة الناس يرجع إليه في المسائل والدعاوى
والمهمات وكف في آخر عمره هاجر من الكاظمية إلى النجف الأشرف،
(٥٨٣)

وقرأ على الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء، وغيره من مشاهير عصره، وسافر إلى الحج ودخل على أمير مكة
وعلى رأسه عمامة خضراء، فقال له من الشريف؟ قال ابن عم لك! قال
إلى من ينسب؟ قال إلى مطاعن وهو أحد أجداد أمير مكة فقام الأمير
وناداه: إلي إلي وأجلسه إلى جنبه ورحب به وجرى بينهما ذكر نسبهما،
فانشده الأمير هذا البيت:
من كان طعنا في أبيه وامه * فليعتقد طعنا بال مطاعن
ولما توفي رثته شعراء عصره، منهم الشيخ صالح الحريري بقصيدة
أولها:
سرت خفاف المهاري تحمل الشرفا فما لك اليوم لا تقضي بها أسفا
ويقول في آخرها مؤرخا:
فان دعوتم فتاريخي مجيبكم * فعيش احمد في دار النعيم صفا
ومنهم الشيخ جابر الكاظمي الشاعر الشهير بقصيدة أولها:
تردى العلى أثواب عيش منكد * وأظلم أفق المجد بعد توقد
ومنهم الشيخ محمد سعيد النجفي بقصيدة أولها:
قبة العلم من امال بناها * فاستفز لأعلام من علماها
ومنهم السيد عباس البغدادي بقصيدة أولها:
هدت قواعد سؤدد الأمجاد * وتبرقعت شمس الهدى بسواد
وقوله أيضا من قصيدة أولها:
لم يبق عيش في البرية يحمد * مذ غاب عن عين المعالي احمد
أولاده
خلف من الأولاد: السيد محمد والسيد حسين والسيد علي والسيد
مهدي والسيد مرتضى وكلهم علماء أفاضل اه.
٣٧٤٨: ناصر الدين أحمد بن حيدر بن محمد الشيرازي
صاحب رسالة الارشاد في الأصطرلاب
يظن أن الصواب في اسمه ناصر الدين حيدر بن محمد الشيرازي وقد ترجمناه هناك.
٣٧٤٩: احمد الحيزري
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت
المجاهرين، وفي نسخة بدل احمد الحيزري أبو نصر أحمد بن الحروري
اه، فليراجع ويضبط.
٣٧٥٠: الشيخ أبو العباس أحمد بن خاتون العاملي العيناثي
نسبة إلى عيناثا بعين مهملة مفتوحة ومثناة تحتانية ساكنة ونون وثاء
مثلثة بين ألفين من قرى جبل عامل، خرج منها كثير من العلماء وآل
خاتون بيت علم قديم في جبل عامل أصلهم من إميه قرية قرب
ارشاف هي اليوم خراب وفيها تلقبوا بخاتون وكانت ملكا لآل السبيتي
فاشتراها منهم أهل دبل بثمن بخس، ثم سكنوا عيناثا ثم جويا وهم من
آل جمال الدين ابن خاتون وقيل كان لقبهم بيت البوريني، ونقل العالم
المؤرخ الشيخ علي بن محمد السبيتي العاملي الكفراوي في كتابه الجوهر
المجرد في شرح قصيدة علي بك الأسعد انه اطلع على خط أحد قدمائهم
انهم بيت الزاهد المعروفين ببيت أبو شامه ويقال لهم بيت الشامي تصحيفا
وخاتون لفظ غير عربي معناه السيدة وهو اسم أم لهم نسبوا إليها،
وسبب ذلك على ما ذكره الشيخ علي السبيتي المذكور في كتابه المذكور انه
كان أحد أجدادهم من العلماء في قرية أمية وان السلطان الغوري لما طاف
البلاد نزل على مرج دبل المعروف بسهل حزور جنوب أمية في فم الوادي
المسمى بوادي العيون من بلاد بشارة القبلية، فسال عن صاحب أمية،
فقيل له شيخ علم عنده تلاميذ فطلب حضوره فامتنع الشيخ عن الحضور
واعتذر بأنه درويش منقطع في بيته، وكان الملك ذا علم ومعرفة وعنده
بعض التاله، فعظم الشيخ في عينه وسار إليه حتى دخل بنفسه في موضع
تدريسه فتأدب وأظهر الخشوع وطلب منه اكمال الدرس، ثم اعتذر له
الشيخ عن عدم الحضور بالحديث: إذا رأيتم العلماء بباب الملوك فبئس
العلماء وبئس الملوك، وإذا رأيتم الملوك بباب العلماء فنعم الملوك ونعم
العلماء، فنبل الشيخ عند الملك وزوجه ابنته الملقبة بالخاتون، فسمي بنوه
من يومئذ بني الخاتون وذكرنا هذا الخبر في الجزء الخامس في إبراهيم بن
حسن بن خاتون بنحو ربما خالف ما هنا وما ذكرناه هنا أصح وأثبت
وخرج منهم في عيناثا جماعة كثيرة من أكابر العلماء قلما اتفق خروج أمثالهم
من قطر واحد وبلد واحد في أعصار متتالية، واليهم كانت الرحلة،
وقصدهم ناصر البويهي لطلب العلم من العراق ملا عبد الله التستري إلى
عيناثا مستجيزا كما ستعرف، ثم توطنوا في الأعصار الأخيرة قرية جويا من
جبل عامل، وسترى في هذا الكتاب عددا غير قليل من علمائهم.
في أمل الآمل: ان المترجم شريك الشيخ علي بن عبد العالي العاملي
الكركي في الإجازة يرويان عن الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون
العاملي، وكان عالما فاضلا عابدا جليلا اه ويأتي جمال الدين أحمد بن
شمس الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثي، وان صاحب الأمل قال إنه
يروى عن أبيه ويروي عنه الشهيد الثاني، ويحتمل اتحاده مع هذا لاتحاد
الطبقة وروايتهما معا عن شمس الدين محمد بن خاتون، وبذلك جزم في
روضات الجنات فجعلهما واحدا اسمه أحمد بن شمس الدين محمد ولقبه
جمال الدين وكنيته أبو العباس، وكذا غيره كما ستعرف، فيكون صاحب
الأمل جعل اللقب لواحد والكنية لآخر وجعل لهما ترجمتين وهما رجل واحد. وذكر
صاحب الأمل أيضا شخصين آخرين من آل خاتون كل منهما يسمى احمد وهما
أحمد بن خاتون العاملي العيناثي الآتي بعد هذا معاصر صاحب المعالم،
وأحمد بن نعمة الله بن خاتون الراوي عن الشهيد الثاني واتحادهما أيضا
محتمل لاتحاد الطبقة وبه جزم في الروضات أيضا كما ستعرف، فالمذكور في
الأمل أربعة ولكل واحد منهم ترجمة مستقلة والمحقق منهم اثنان أحمد بن
شمس الدين محمد وحفيده أحمد بن نعمة الله علي بن أحمد بن شمس الدين
محمد.
٣٧٥١: الشيخ أحمد بن خاتون العاملي العيناثي
في أمل الآمل: معاصر للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني كان عالما
فاضلا زاهدا عابدا أديبا جرى بينه وبين الشيخ حسن أبحاث انتهت إلى
الغيظ والمباعدة اه ويحتمل اتحاده مع أحمد بن نعمة الله علي بن خاتون
الآتي لاتحاد الطبقة برواية ذاك عن الشهيد الثاني ومعاصرة هذا لابنه والله أعلم
، وبذلك جزم في روضات الجنات كما مر. ووجدنا في بعض المجاميع قصيدة للشيخ أحمد بن خاتون العاملي
يرثي بها الحسين ع، ولم نعلم أنها لأي هؤلاء الأربعة أو الاثنين
(٥٨٤)

المشار إليهم في الترجمة السابقة فأثبتناها هنا وهي هذه:
دع التصابي بذكر البان والعلم * وذكر سلمى وجيران بذي سلم
فجيش عمرك ولى وهو منهزم * والشيب وافاك بالأسقام والهرم
مخبر عن قدوم الموت في عجل * يسعى إليك بلا ساق ولا قدم
فشمر العزم وانهض للرحيل بما * يدني إلى جنة الفردوس والنعم
لا تركنن إلى الدنيا وزخرفها * فكم أبادت بسيف الغدر من أمم
وكن صبورا على صرف الزمان عسى * يأتي من الله ما ينجي من النقم
وارحل مطاياك بالعزم الشديد إلى * معادن الجود أهل الفضل والكرم
خير البرايا ومختار من الجم * الغفير وخير العرب والعجم
محمد المصطفى الهادي البشير ومن * أتى من الله بالبرهان والحكم
الصادق القول ذي الاحسان خير فتى * من هاشم طاهر الأخلاق والشيم
أبدى لنا من يديه كل معجزة * فاقت على أنبياء الله في القدم
والضب والظبي والسرحان كلمه * والميت من بعد ما قد عد في الرمم
أكرم بمسراه والأملاك محدقة * تحفه وهو فيهم صاحب العلم
يا أكرم الرسل يا خير العباد ومن * به نجاة الورى من زلة القدم
أشكو إليك أمورا خطبها جلل * قد أحدثت من بقايا عابدي الصنم
وقد تواصوا بنقض العهد بينهم * بغيا ومالوا لحقد في صدورهم
وقابلوا سبطك السبط الشهيد بما * أخفوه من ضغن في فعلكم بهم
فقال يا قوم مهلا لا يحل بكم * من العذاب كما قد حل في الأمم
هل جاءكم أحد عني يخبركم * بفعلة أوجبت ان يستباح دمي
فقام من باع منه النفس عن رشد * بهمة منه قد فاقت على الهمم
يفدونه بنفوس منهم طهرت * حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
وقدموا أنفسا قد طاب محتدها * تغشى الجهاد ولا تخشى من الألم
من كل ندب له في الحرب معترك * وكل قرم إلى لحم العدى قرم
حتى دعاهم إلى الجنات خالقهم * فأصبحوا مطعما للطير والرخم
فيا لها حسرة عمت مصيبتها * لكل حر بحبل الدين معتصم
والطاهرات على الأقتاب في عنف * تسير فوق متون الأينق الرسم
يا سبط احمد يا بن الطهر فاطمة * يا نجل حيدرة المنعوت بالكرم
إذا اتى عشر عاشور يفيض لك الطرف * القريح بدمع منه منسجم
وقد وثقت بان الله يغفر لي * بحبكم موبقات الذنب والمم
فعبدكم احمد يرجو جميلكم * بذمة منكم أوفت على الذمم
نجل ابن خاتون يرجوكم له مددا * في كل حال من البأساء والغمم
صلى الاله عليكم سادتي أبدا * ما هز شوق المطايا هزة النغم
٣٧٥٢: السيد احمد الخاتون آبادي كان عالما فقيها.
له رسالة في أسامي من تشيع من علماء أهل السنة.
٣٧٥٣: الشيخ احمد خازن حضرة العباس ع
شاعر أديب له مراسلة مع السيد نصر الله الحائري ووصفه جامع
ديوان السيد المذكور بالأديب الأريب الماجد، وذكر انه امتدح السيد
بقصيدة فاجابه السيد بقوله:
أ لآلئ نظمت مع المرجان * في جيد ظبي فاتر الأجفان
أم ذي عروس الروض جللها الحيا * فاحمر خد شقائق النعمان
أم نسمة سحرا سرت فتمايلت * منها قدود عرائس الأغصان
أخطأت بل هذي قصيدة ماجد * نصبت مسانده على كيوان
أعني به رب المعالي أحمدا * ذا الجود بلبل روضة العرفان
من حل مفتاح الفتى العباس في * يده ففاق علا على رضوان
صلى عليك الله يا عباس ما * ضحكت بروق العارض الهتان
٣٧٥٤: أحمد بن خالد المادرائي.
في أنساب السمعاني المادرائي بالميم والدال المهملة المفتوحة بعد
الألف وبعدها الراء هذه النسبة إلى مادرايا وظني انها من اعمال البصرة
اه. وفي تاريخ بغداد في ترجمة القاضي الحسين بن إسماعيل المحاملي ما
يدل على تشيعه فروى باسناده عن المحاملي قال كنت عند أبي الحسن بن
عبدون وهو يكتب لبدر وعنده جمع فيهم أبو بكر الدؤادي وأحمد بن خالد
المادرائي فذكر قصة مناظرته مع الدؤادي في التفضيل إلى أن قال فقال
الدؤادي. والله ما نقدر نذكر مقامات علي مع هذه العامة، قلت انا والله
أعرفها، مقامه ببدر، وأحد، والخندق ويوم حنين، ويوم خيبر، قال
فان عرفتها ينبغي ان تقدمه على أبي بكر وعمر، قلت قد عرفتها، ومنه
قدمت أبا بكر وعمر عليه. قال من أين قلت أبا بكر كان مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
على العريش يوم بدر، مقامه مقام الرئيس، والرئيس ينهزم به الجيش،
وعلي مقامه مقام مبارز والمبارز لا ينهزم به الجيش، وجعل يذكر فضائله،
وأذكر فضائل أبي بكر، قلت: كم نكثر ذكر هذه الفضائل لهي حق،
ولكن الذين أخذنا عنهم القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدموا أبا
بكر فقدمناه لتقديمهم، فألفت أحمد بن خالد وقال ما أدري لم فعلوا هذا،
فقلت: ان لم تدر فانا أدري، قال لم فعلوا؟ فقلت ان السيادة والرياسة في
الجاهلية كانت لا تعدو منزلتين، اما رجل كانت له عشيرة تحميه، واما
رجل كان له مال يفضل به، ثم جاء الاسلام فجاء باب الدين، فمات
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس لأبي بكر مال، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما نفعني مال قط
ما نفعني مال أبي بكر ولم تكن تيم لها مع عبد مناف ومخزوم تلك الحال،
وإذا بطل اليسار الذي به كان رئيس أهل الجاهلية لم يبق الا باب الدين
فقدموه له، فأفحم ابن خالد اه ومن ذلك يظهر تشيع أبي بكر الدؤادي أيضا.
٣٧٥٥: ملا احمد الخوانساري
كان عالما فاضلا من تلامذة السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
والشيخ محمد تقي الأصفهاني صاحب حاشية المعالم، ويروي بالإجازة عن
السيد شفيع الموسوي صاحب الروضة البهية في الطرق الشفيعية، قال في
حقه الفاضل العالم المحقق هو الآن في دولت آباد ملاير: مرجع للطالبين
والعوام في ذلك الرستاق.
٣٧٥٦: آقا احمد الخوانساري.
له كتاب الأدعية المتفرقة جمعها بخطه النفيس وفرع منها سنة ١٢٧٩
توجد نسختها بمكتبة مدرسة سبهسالار الجديدة في طهران.
٣٧٥٧: أبو العباس أحمد بن خضر بن أبي صالح الخجندي.
نسبة إلى خجند ويقال خجندة بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم
(٥٨٥)

وسكون النون ثم الدال المهملة والهاء بلدة مشهورة بما وراء النهر على
شاطئ سيحون.
من مشايخ الصدوق يذكره مترضيا.
٣٧٥٨: أحمد بن الخضيب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع روى المفيد في
الارشاد والأربلي في كشف الغمة والكليني في الكافي عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن أبي يعقوب قال رأيت أبا الحسن ع مع ابن الخضيب
يتسايران وقد قصر أبو الحسن ع فقال له ابن الخضيب سر جعلت
فداك فقال أبو الحسن ع أنت المقدم فما لبثنا إلا أربعة أيام حتى
وضع الدهق (١) على ساق ابن الخطيب فقتل قال وألح عليه ابن الخضيب في
الدار التي كان قد نزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه فبعث إليه أبو
الحسن ع لأقعدن بك من الله مقعدا لا تبقى لك معه باقية فاخذه
الله في تلك الأيام اه وبهذا يعلم أنه ليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر
الشيخ إياه في رجاله.
٣٧٥٩: أحمد بن خلاد الشروي.
كأنه نسبة إلى الشراة اسم موضع. ويظهر مما يأتي انه كان في عصر
المتوكل وهو الخامس والعشرون من رجال المجموعة المختارة من تلخيص
اخبار شعراء الشيعة للمرزباني المتقدم ذكرها في أحمد بن إبراهيم بن
إسماعيل الكاتب قال فيها: أحمد بن خلاد الشروي كان شيعيا شاعرا مجيدا
وقد هجا جماعة من الخلفاء وقال يمدح عليا ع ويعرض بالمتوكل:
قد علمنا أن لن تموت سويا * تشتم الطاهر الزكي عليا
أول الناس في الصلاة صلاة * بعد ما صير النبي نبيا
زوج بنت النبي فاطمة الطهر * ومن كان خله والوصيا
ذاك دانت له الطغاة ذوو الكفر * وفيهم قد جرد المشرفيا
٣٧٦٠: السيد أحمد بن خلف بن المطلب بن حيدر الموسوي المشعشعي أخو السيد
علي خان حاكم الحويزة.
عالم ورع كامل أديب زاهد لم يدخل في شئ من أمر اخوته وعصبته
ولاة الحويزة بل كان يمتنع من اخذ جوائزهم ويكتفي بغلة زرعه جاور أئمة
العراق ع إلى أن مات في المشاهد المشرفة له مسائل أجاب عنها
السيد عبد الله بن نور الدين الجزائري وله ديوان شعر.
٣٧٦١: أحمد بن الخليل بن الغازي القزويني.
توفي سنة ١٠٨٣ في حياة والده.
في أمل الآمل كان عالما فاضلا محققا له حواش على حاشية العدة لأبيه
ومثله بعينه في رياض العلماء في ترجمة والده وذكرا معا تاريخ وفاته كما
ذكرناه.
٣٧٦٢: احمد داخوش.
له كتاب الدعوات قاله ابن شهرآشوب.
٣٧٦٣: الشيخ احمد الدامغاني.
هو معاصر للمولى حسن اليزدي صاحب مهيج الأحزان له تحفة
المحققين في الفوايد المتنوعة فارسي.
٣٧٦٤: أحمد بن داود بن سعيد الفزاري أبو يحيى الجرجاني.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع أبو يحيى
الجرجاني وقال في باب من لم يرو عنهم ع أحمد بن داود بن
سعيد الفزاري أبو يحيى الجرجاني كان عاميا متقدما في علم الحديث ثم
استبصر له كتب اه وفي المعالم أبو يحيى أحمد بن داود بن سعيد الفزاري
كان عاميا ثم استبصر له كتب، وقال النجاشي: أبو يحيى الجرجاني قال
الكشي كان من أجل أصحاب الحديث ورزقه الله هذا الامر، وصنف في
الرد على الحشوية تصنيفا كثيرا اه وقال الكشي في رجاله: في أبي
يحيى الجرجاني قال أبو عمرو وأبو يحيى الجرجاني اسمه أحمد بن داود بن
سعيد الفزاري وكان من أجلة أصحاب الحديث رزقه الله هذا الامر وصنف
في الرد على أصحاب الحشو تصنيفات كثيرة وألف من فنون الاحتجاجات
كتبا ملاحا. وذكر محمد بن إسماعيل النيسابوري انه هجم عليه محمد بن
طاهر (٢) فامر بقطع لسانه ويديه ورجليه وبضربه ألف سوط وبصلبه سعى
بذلك محمد بن يحيى الرازي وابن البغوي وإبراهيم بن صالح لحديث رواه
محمد بن يحيى الرازي لعمر بن الخطاب فقال أبو يحيى ليس هو عمر بن
الخطاب هو عمر بن شاكر، فجمع الفقهاء فشهد مسلم انه على ما قال هو
عمر بن شاكر، وعرف أبو عبد المروزي ذلك فكتمه بسبب محمد بن يحيى
منه، وكان أبو يحيى قال: هما يشهدان لي، فلما شهد مسلم فقط، قال
غير هذا شاهد ان لم يشهد، فشهد بعد ذلك المجلس عنده وخلى عنه ولم
يصبه ببلية اه وفي رجال الكشي المطبوع بعد هذا الكلام: وسنذكر
بعض مصنفاته فإنها ملاح ذكرناها نحن في كتاب الفهرست ونقلناها من
كتابه اه وهذا الكلام الأخير هو من الشيخ الطوسي لأن الموجود بأيدي
الناس من رجال الكشي هو اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي لأن كتاب
الكشي كان جامعا لرواة العامة والخاصة فاختصره الشيخ الطوسي واقتصر
على رجال الخاصة وسماه اختيار رجال الكشي، ولهذا قال في آخر العبارة
ذكرناها نحن في كتاب الفهرست وكان أسماء مصنفاته كانت موجودة في
الأصلي. وقال في الفهرست أحمد بن داود بن سعيد الفزاري يكنى أبا يحيى
الجرجاني وكان من أجلة أصحاب الحديث من العامة ورزقه الله هذا
الامر، وله تصنيفات كثيرة في فنون الاحتجاجات على المخالفين، وذكر
محمد بن إسماعيل النيشابوري انه هجم عليه محمد بن طاهر وامر بقطع
لسانه ويديه وبصلبه لسعاية كان سعى بها إليه معروفة سعى بها محمد بن
يحيى الرازي وابن البغوي وإبراهيم بن صالح بحديث رواه محمد بن يحيى
لعمر بن الخطاب فقال أبو يحيى ليس هو عمر بن الخطاب هو عمر بن
شاكر، فجمع الفقهاء فشهد مسلم انه على ما قال هو عمر بن شاكر وأنكر
ذلك أبو عبد الله المرزوي وكتمه بسبب محمد بن يحيى منه وكان أبو يحيى
قال هما يشهدان لي، فلما شهد مسلم قال غير هذا شاهد ان لم يشهد،
فشهد بعد المجلس عنده رجل علمه اه. وحاصل هذه القصة ان أبا يحيى الجرجاني المترجم كان من أجلة
أصحاب الحديث فروى محمد بن يحيى الرازي وهو عالم محدث مشهور
حديثا أسنده إلى عمر بن الخطاب، فغلطه أبو يحيى وقال ليس هو عمر بن

(١) الدهق محركة خشبتان يغمز بهما الساق وهو ضرب من العذاب. المؤلف.
(٢) الظاهر أنه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين أمير خراسان من قبل المستعين
العباسي.
(٥٨٦)

الخطاب هو عمر بن شاكر فسعى به محمد بن يحيى الرازي ورجلان معه
والثلاثة من العلماء ورواة الحديث إلى الحاكم وهو محمد بن طاهر أي
وشوابه إليه وقالوا له: انه غلطه في هذا الحديث، أو وشوا به بوشاية
أخرى تعود إلى المذهب، ولكن السبب تغليطه له في الحديث، فامر
محمد بن طاهر أعوانه ان يهجموا عليه وياخذوه، وامر بقطع لسانه ويديه
ورجليه وصلبه وكل واحدة من الثلاث توجب الموت والتعذيب الفظيع
فدافع أبو يحيى عن نفسه وقال إن الحق معه في تغليطه لمحمد بن يحيى
الرازي واستشهد بعالمين من علماء الحديث وهما مسلم وأبو عبد الله المروزي
وقال: انهما يشهدان ان الصواب عمر بن شاكر فامر الحاكم محمد بن طاهر
بجمع الفقهاء، فجمعوا وفيهم اللذان استشهد بهما أبو يحيى، فسألهما
محمد بن طاهر، فشهد مسلم ان الصواب ما قاله أبو يحيى هو عمر بن
شاكر، وكتم أبو عبد الله المروزي شهادته فلم يشهد بأنه هو عمر بن شاكر
مراعاة لمحمد بن يحيى بسبب صداقته له أو اتصاله به أو أمر آخر من أمور
الدنيا بينه وبينه ولم يخف مغبة قوله تعالى ومن يكتمها فإنه آثم قلبه، فلما
شهد مسلم ولم يشهد المروزي قال أبو يحيى ان لم يشهد المروزي فعندي
شاهد غيره، فاحضر شاهدا فشهد في غير ذلك المجلس عند الحاكم فخلى
سبيله ونجاه الله من شره. وهكذا كان علماء السوء يتوصلون حسدا وبغيا وقلة خوف من الله
تعالى إلى إراقة دم الأبرياء بالوشاية عند الحكام الذين كانت دماء الناس
وأموالهم واعراضهم منوطة بكلمة يلفظونها اقطعوا لسانه ويديه ورجليه
واضربوه ألف سوط واصلبوه فينفذ ذلك فورا ولو بأعظم عالم من علماء
المسلمين، ويكتم العالم شهادته مراعاة لصديقه وصاحبه، وهو يعلم أنه
بكتمانها يتسبب قطع اللسان واليدين والرجلين وضرب ألف سوط والصلب
لعالم من أجل أصحاب الحديث، برئ مما قرف به.
وقال الكاظمي في المشتركات: اما أحمد بن داود بن سعيد فهو عامي
في الأصل ورجع ورزق هذا الامر وصنف كتبا متعددة لكن لم نعثر بمن
رواها عنه، فينبغي التدبر في شانه حين الاشتباه والله أعلم بحاله اه.
مؤلفاته
ذكرها الكشي في كتاب معرفة الرجال ونقلها عنه الشيخ في الفهرست
والنجاشي وفي الفهرست زيادة على النجاشي ١ خلاف عمر برواية
الحشوية أهل الحشو ٢ محنة المباينة النابتة. النائبة يصف فيه
مذهب أهل الحشو الحشوية وفضائحهم ٣ مفاخرة البكرية والعمرية
٤ الرد على الاخبار الكاذبة يشرح فيه نقض كل ما رووه من الفضائل
لسلفهم ٥ مناظرة الشيعي والمرجئ في المسح على الخفين وأكل الجري
وغير ذلك ٦ الغوغاء من أصناف الأمة من المرجئة والقدرية والخوارج
٧ المتعة والرجعة والمسح على الخفين وطلاق التقية وطلاق المتعة ٨
التسوية يبين فيه خطا ابن جريج في تزويج العرب في الموالي خطا من
حرم تزويج العرب في الموالي ٩ الصهاكي ١٠ فضائح الحشوية
١١ التفويض ١٢ الأوائل ١٣ طلاق المجنون ١٤ استنباط
الحشوية ١٥ الرد على الحنبلي ١٦ الرد على السنجري الشجري
١٧ نكاح السكران.
٣٧٦٥: أحمد بن داود الصيرفي.
روى الشيخ في التهذيب عن محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن
الحسين عن عبد الله بن جعفر عنه قال قلت له يعني أبا الحسن العسكري
اني زرت أباك وجعلت ذلك لكم فقال لك من الله عز وجل أجر وثواب
ومنا المحمدة.
٣٧٦٦: أحمد بن داود بن علي أبو الحسين القمي.
قال النجاشي أحمد بن داود بن علي القمي أخو شيخنا الفقيه القمي
كان ثقة ثقة كثير الحديث صحب أبا الحسن علي بن الحسين بن بابويه والد
الصدوق وله كتاب نوادر اه وعن الجزائري في الحاوي بعد نقل قول
النجاشي أخو شيخنا الفقيه القمي ما لفظه: صوابه أبو شيخنا كما يستفاد
من ترجمة ولده محمد بن أحمد بن داود كما سيجئ من أنه شيخ هذه الطائفة
ويؤيده ما في التهذيب اخبرني الشيخ محمد بن أحمد بن داود عن أبيه عن
أبي الحسين علي بن الحسين اه وفي الفهرست أحمد بن داود بن علي أبو
الحسين القمي كان ثقة كثير الحديث وصحب علي بن الحسن محمد بن
أحمد بن داود عن أبيه. وفي المعالم أحمد بن داود بن علي بن الحسين القمي
ثقة له النوادر اه وفي الخلاصة أحمد بن داود بن علي أبو الحسين القمي
كان ثقة كثير الحديث وصحب علي بن الحسين بن بابويه.
وفي المشتركات أحمد بن داود مشترك بين ثقة وغيره ويعرف انه ابن
داود القمي الثقة برواية محمد ابنه عنه وهذا المذكور ممن صحب علي بن
الحسين بن بابويه القمي اه.
٣٧٦٧: أحمد بن داود النعماني
في الرياض من أجلة الامامية له مؤلفات منها كتاب دفع الهموم نسبه
إليه ابن طاوس في مهج الدعوات وعول عليه ونقل عنه ولم يوجد في كتب
الرجال اه أقول وكتابه هذا المسمى كتاب دفع الهموم والأحزان وقمع
الغموم والأشجان ينقل عنه الكفعمي أيضا في كتابه المعروف بالمصباح
وينقل عنه ابن طاوس في المهج كثيرا وينقل عنه الميثمي في دار سلام على ما
قيل.
٣٧٦٨: أحمد بن دراج.
له كتاب حديقة الناظر ونزهة الخاطر في فضائل النبي والأئمة
ع.
٣٧٦٩: الشيخ أحمد بن درويش علي بن حسين بن علي بن محمد البغدادي الأصل
الحائري المولد والمسكن.
ولد عصر يوم عاشوراء سنة ١٢٦٢ وتوفي في الحائر سنة ١٣٢٧ أو
١٣٢٩.
كان فاضلا أديبا له كتاب كنز الأديب في كل فن عجيب وجدت
نسخة الأصل بخط المؤلف معروضة للبيع في الكاظمية في عدة مجلدات
أخبرنا بها ونحن في جبل عامل فأرسلنا في شرائها فوجدناها قد بيعت قبل
حضور جوابنا ثم رأيناها في بغداد سنة ١٣٥٢ ونقلنا منها وله ارشاد الطالبين
في معرفة النبي والأئمة الطاهرين صلى الله عليه وآله وسلم.
٣٧٧٠: الشيخ فرج الله أحمد بن درويش بن محمد بن حسين بن جمال الدين ابن
أكبر مجرد كذا الجبلي من بلاد الجبل أصلا الحويزي مولدا الحائري
نشاة المزرعاوي نسبة.
في كتاب مخطوط مخروم في عدة مواضع يظن أن اسمه الأنوار لبعض
(٥٨٧)

تلامذة الشيخ أبي الحسن الشريف الفتوني العاملي النباطي المتوفى سنة
١٢٦٦ ترجمته بهذه الصفة ومن ذلك قد يظن أنه عاملي لقوله المزرعاوي
نسبة إلى مزرعة مشرف من قرى جبل عامل فالمعروف في النسبة إليها
المزرعاوي والمزرعاني والمزرعي قال: الثقة الجليل العالم العلامة وباقي
الكلام ذهب بسبب الخرم له كتاب ايجاز المقال في علم الرجال.
٣٧٧١: أبو نعامة احمد ويقال محمد بن الدقيقي الكوفي.
قتل سنة ٢٦٠
في معجم الشعراء للمرزباني كنيته أبو جعفر وكان خبيث اللسان
استفرع شعره في هجاء أهل العسكر يرميهم بالابنة، وله القصيدة التي
سماها السنية مزدوجة ذكر فيها جميع رؤساء الدولة في أيام المتوكل من أهل
سر من رأى وبغداد ورماهم بالقبائح، وهو شاعر وأبوه الدقيقي شاعر.
وكان أبو نعامة يتشيع فشهد عليه قوم من أهل بغداد بالرفض فضربه مفلح
غلام موسى بن بغا بالسياط حتى مات في سنة ستين ومائتين وهو القائل:
إذا وضع الراعي إلى الأرض صدره يحق على المعزى بان تتبددا
ثم اورد له شعرا في الهجاء تركنا ذكرها تنزها.
٣٧٧٢: الأمير احمد خان الدنبلي
في كتاب آثار الشيعة الإمامية أنه كان معاصرا لنادر شاة، وله آثار
باقية في تعميره مشهد العسكريين ع في سامراء ولهم مقبرة
معروفة فيه وهو آخر من عمر بلدة خوي من الدنابلة اه وذكرنا في
الأمير أحمد بن موسى الدنبلي نسب الدنابلة وأصلهم فراجع، وبنى الميرزا
محمد ابن ميرزا محمد باقر السلماسي من تلامذة الوحيد البهبهاني قبة
العسكريين ورواقها وقبة السرداب وجعل له صحنا مستقلا، وسد باب
السرداب ودرجه من داخل حرم العسكريين ع وفتح الباب
الموجود له الآن في المسجد من قبل الخوانين العظام أحمد خان الدنبلي
وطائفته وأنفقوا في ذلك أموالا كثيرة وكان قبل ذلك صومعة في برية وكانت
قبور الخلفاء العباسيين في الدار التي في قبلة السرداب الشريف وفيها شباك
يدخل منه الضوء إليه ولكل واحد صندوق وزينة فدرست تلك القبور
وانمحت آثارها على تطاول الزمان، وذلك أن العسكريين ع دفنا
في دارهما وكان سرداب الغيبة هو سرداب تلك الدار سكنه الهادي
والعسكري وصاحب الزمان ع فكان القبران الشريفان
والسرداب في دار واحدة وكان طريق السرداب ودرجه من داخل حرم
العسكريين ع قريبا من قبر نرجس أم المهدي ع وكان
يذهب إلى السرداب في دهليز مظلم ولذلك يذكر أصحاب المزارات
كالشهيد وغيره انه بعد الفراع من زيارة العسكريين ع تذهب
إلى السرداب فتقف على بابه وتقول، ومرادهم الباب الذي كان قديما وسد
فإنه قبل نحو مائة سنة وكسر جعل الصحن والسرداب على الحالة التي هما
عليها الآن فجعل للقبرين الشريفين قبة عالية هي القبة الموجودة اليوم
وصحنا على حدة وللسرداب صحنا وايوانا وطريقا ودرجا على حدة، وسد
درج السرداب القديم وبابه بالمرة وبني سرداب مستقل لأجل النساء كل
ذلك من قبل الأمير احمد خان الدنبلي.
٣٧٧٣: المولوي أحمد ديوبندي الهندي
توفي حدود ١٣٠٠
كان من أهل العلم والفضل تشيع وصنف في المذهب له من المؤلفات
١ أنوار الهدى بلسان أردو مطبوع ٢ بدر الدجى وشمس الضحى.
٣٧٧٤: أحمد بن رباح بن أبي نصر السكوني مولى
قال النجاشي روى عن الرجال له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا
محمد بن عثمان عن جعفر بن محمد عن عبيد الله بن أحمد عن علي بن
الحسن الطاطري عن أحمد بن رباح، وفي الفهرست: أحمد بن رباح له
كتاب رويناه عن أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد
عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك عنه. وفي المعالم: أحمد بن رباح له
كتاب. وفي مشتركات الكاظمي: يعرف احمد أنه ابن رباح برواية علي بن
الحسن الطاطري عنه، ورواية عبيد الله بن أحمد بن نهيك عنه اه وفي
التعليقة في رواية الطاطري عنه إشعار بوثاقته، وفي رواية الجماعة عنه
إشعار بالاعتماد به وكذا في روايته عن الجماعة اه في مشتركات
الكاظمي: يعرف أحمد بن حمدان برواية ابن نوح عنه وروايته هو عن محمد
ابن جعفر الأسدي أبي الحسين وفاتنا ذكره في محله.
٣٧٧٥: الشيخ أحمد بن رجب البغدادي
كان عالما فاضلا مؤلفا له ١ توضيح الأحكام في شرح شرائع
الاسلام ٢ تقريض الكرارية سنة ١١٦٦ ٣ كاشفة الغوامض في أحكام
الفرائض أرجوزة نظمها سنة ١١٤١ أولها:
قال الفقير أحقر العباد * أحمد بن رجب البغدادي
الحمد لله الذي أنشأ الأمم * وقدر الموت عليهم وحتم
مقدرا فرائض الميراث * بمحكم التنزيل للوراث
وذكر اسمه وتاريخه بقوله:
وهو الفقير أحمد نجل رجب * وقد تناهى النظم في نصف رجب
لله طول الدهر والأعوام * أرخت جد شكرا على الاتمام
وقال في ولاء الإمامة:
سنة ١١٤١:
ويصنع الامام مع وجوده * ما شاء بالمال على مقصوده
ثم لدى غيبته فالعالم * بالشرع في تقسيم ذاك قائم
وجد توضيح الاحكام في شرح شرائع الاسلام مع الأرجوزة في مجلد
واحد، واشترى الشيخ محمد علي البلاغي كاشفة الغوامض ووقفها على
ذرية نفسه سنة ١٢١٣.
٣٧٧٦: أحمد بن رزق الغمشاني البجلي الكوفي
رزق بالراء والزاي والقاف والغمشاني في الخلاصة: بالغين
المعجمة المضمومة والشين المعجمة والنون بعد الألف، وظاهره أنه الغشاني
بغير ميم لكنه مرسوم بالميم في نسخة مقروءة على نسخة ولد المصنف كما في
غير الخلاصة. في الخلاصة بجلي ثقة اه وذكر الشيخ في رجال الصادق
ع أحمد بن رزق الكوفي، وفي الفهرست أحمد بن رزق الغمشاني
له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى عن
أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن زكريا بن شيبان وعلي بن الحسن بن
فضال عن العباس بن عامر القصباني عن أحمد بن رزق. وقال النجاشي
أحمد بن رزق الغمشاني بجلي ثقة له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا أحمد بن
علي والحسين بن عبيد الله عن ابن أبي رافع حدثنا علي بن محمد بن يعقوب
(٥٨٨)

حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثنا عباس بن عامر حدثنا أحمد بن رزق
وفي المعالم: أحمد بن رزق الغمشاني له كتاب. وفي مشتركات الكاظمي:
يعرف احمد انه ابن رزق الثقة برواية العباس بن عامر عنه ورواية محمد بن
الحسن الصفار عنه.
٣٧٧٧: أحمد بن رشيد بن خثيم العامري الهلالي
في الخلاصة ورجال ابن داود قال ابن الغضائري أنه زيدي يدخل
حديثه في حديث أصحابنا فاسد ضعيف.
٣٧٧٨: الشيخ مهذب الدين أحمد بن رضا البصري الهندي الخراساني
يأتي بعنوان أحمد بن محمد رضا.
٣٧٧٩: المولولي السيد احمد رضا ابن السيد محمد رضا ابن السيد غلام محمد
النجاري الحابسي.
له ذكر حفاظ القرآن من الشيعة فارسي مطبوع
٣٧٨٠: الشريف أحمد بن رميثة أمير مكة
يأتي في أحمد بن منجد ومنجد لقبه رميثة.
٣٧٨١: أحمد بن رميح المروزي
في معالم العلماء لابن شهرآشوب له إثبات الوصية لأمير المؤمنين
ع وكتاب في ذكر قائم آل محمد ع اه يروي عنه
عبيد الله بن أحمد بن نهيك.
٣٧٨٢: أحمد بن زكريا بن بابا
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي ع قيل يروي
عنه ابن أسلم وعلي بن محمد القاشاني وأحمد بن أبي عبد الله أما ابن بابا
القمي الذي حكى العلامة في الخلاصة عن الفضل بن شاذان أنه من
الكذابين المشهورين فهو غير هذا فإنه الحسن بن محمد بن بابا الآتي في محله. ٣٧٨٣: أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني
بالذال المعجمة نسبة إلى البلد. في البحار أنه أستاذ الصدوق
اه وذكره الصدوق في كمال الدين وقال كان رجلا ثقة دينا فاضلا عليه
رحمة الله ورضوانه وأكثر من الرواية عنه وذكره العلامة في الخلاصة بمثل
ذلك وقال رضي الله عنه ويعرف برواية الصدوق عنه وأحمد بن عبدون وأبي
عبد الله بن العباس.
٣٧٨٤: أحمد بن زياد الخزاز ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي
وفي مستدركات الوسائل يروي عنه أحمد بن محمد بن أبي نصر في الكافي في
باب من أوصى بعتق أو صدقة وفي الفقيه في باب الوصية بالعتق والصدقة
وفي التهذيب في باب وصية الإنسان بعده وفي الاستبصار في أن حكم
المملوك حكم الحر فيما ذكر من أبواب الطلاق اه وفي مشتركات
الكاظمي أحمد بن زياد مشترك بين رجلين أحدهما ثقة وهو ابن جعفر
الهمذاني والثاني ابن زياد الخزاز الواقفي الذي يذكر في أصحاب الكاظم
ع وكل منهما لم يعثر له بأصل يروى وحيث لا تميز فالوقف.
٣٧٨٥: الشريف أبو الطاهر أحمد بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في مقاتل الطالبيين كان سعيد الحاجب حمل موسى بن عبد الله بن
موسى بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع وابنه
إدريس بن موسى وابن أخيه محمد بن يحيى بن عبد الله بن موسى وأبا
الطاهر أحمد بن زيد المترجم إلى العراق فعارضه بنو فزارة بالحاجز فأخذوهم
من يده فمضوا بهم وأبي موسى أن يقبل ذلك منهم الحديث وذلك في أيام
المهتدي.
٣٧٨٦: أحمد بن زيد الخزاعي
روى الشيخ في الفهرست في ترجمة آدم بن المتوكل عن حميد بن زياد
عنه عن آدم بن المتوكل وروى في ترجمة أبي جعفر شاة طاق بسنده عن حميد
عنه عن أبي جعفر شاة طاق وفي لسان الميزان أحمد بن يزيد وهو تحريف.
٣٧٨٧: الشيخ احمد ابن الشيخ زين الدين ابن الشيخ إبراهيم بن صقر بن
إبراهيم بن داغر بن راشد بن دهيم بن شمروخ آل صقر المطيري أو
المطير في الأحسائي البحراني مؤسس مذهب الكشفية.
ولد في الأحساء في رجب سنة ١١٦٦ وتوفي وهو متوجه إلى الحج
بمنزل هدية قريبا من المدينة المنورة بمرض الاسهال ليلة الجمعة أو آخر ذي
القعدة سنة ١٢٤١ وحمل إلى المدينة المنورة ودفن في البقيع وتاريخ وفاته
منقول عن خط تلميذه السيد كاظم الرشتي ولكن حكي عمن شاهد قبره
بجنب مشهد أئمة البقيع وعليه لوح عليه تاريخ وفاته سنة ١٢٤٣.
الكشفية أو الشيخية
لا بد لنا قبل الخوض في أحواله من الإشارة إلى طريقة الكشفية
المعروفين أيضا بالشيخية لأنه كان من أركان هذه الطريقة بل هو مؤسسها
وإليه ينسب متبعوها فيسمون بالشيخية أي أتباع الشيخ أحمد المذكور كما
يسمون بالكشفية نسبه إلى الكشف والالهام الذي يدعيه هو ويدعيه له
أتباعه وهي طريقة ظهرت في تلك الأعصار ومبناها على التعميق في ظواهر
الشريعة وادعاء الكشف كما أدعاه جماعة من مشائخ الصوفية وهولوا وموهوا
به وتكلموا بكلمات مبهمة وشطحوا شطحات خارجة عما يعرفه الناس
ويفهمونه، وهذا التعمق في ظواهر الشريعة ما لم يستند إلى نص قطعي من
صاحب الشرع وبرهان جلي قد يؤدي إلى محق الدين لأن كل انسان يفسر
الباطن بحسب شهوة نفسه ويجعل ذلك حجة على غيره ويقول هذا من
الباطن الذي لا تفهمه.
وينسب إلى الكشفية أمور إذا صحت فهي غلو بل ربما ينسب إليهم
ما يوجب الخروج عن الدين وقد كتب في عقائدهم الآقا رضا الهمذاني
الواعظ المعاصر رسالة سماها هدية النملة إلى رئيس الملة أهداها للامام
الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي: نزيل سامرا بين فيها خروج جملة من
معتقداتهم عن جادة الصواب وهي مطبوعة في الهند رأيتها وقرأتها والله العالم
باسرار عباده. واتبع هذه الطريقة بعد ظهورها جماعة من أهل الحائر وبلد
المسبب وشفاثا والبصرة وناحية الحلة والقطيف والبحرين وبلاد العجم
وغيرها وكثير منهم من العوام الذين لا يعرفون معنى الكشفية وغاية ما
عندهم أن يقولوا نحن كشفية مع التزامهم بإقامة فروض الاسلام وسننه
وترك مجرماته تولانا الله وإياهم بعفوه وغفرانه ومهما يكن من الأمر فان
(٥٨٩)

لصاحب الترجمة وأمثاله من الكشفية شطحات وعبارات معميات من
خرافات وأمور تلحق بالسخافات تشبه شطحات بعض الصوفية منها ما
رأيته صدفة في شرحه للزيارة الجامعة المطبوع وجدته في بيت من بيوت
كربلا في بعض أسفاري للزيارة وفيه في أن كل شئ يبكي على الحسين
ع ما لا أحب نقله ومنها ما رأيته في رسالة له صغيرة مخطوطة
ذهب عني اسمها وقد سأله سائل عن الدليل على وجود المهدي ع
ليجيب به من اعترض عليه فيه فاجابه بعبارات لا تفهم تشبه هذه العبارة:
إذا التقى كاف الكينونة مع باء البينونة مع كثير من أمثال هذا التعبير ظهر ما
سالت عنه ثم قال له: ابعث بهذا الجواب إلى المعترض فان فهمه فقد
أخزاه الله وإن لم يفهمه فقد أخزاه الله فقلت لما رأيت ذلك: إن كان بعث
إليه بهذا الجواب فلا شك أنه لم يفهمه وقد أخزاه الله، وفي الناس من
يدافع ويحامي عن أمثال هذه الشطحات والعبارات المعميات ويقول لا بد
أن يكون لهم فيها مقصد صحيح ولا يجب إذا لم نفهم المراد منها أن نقدح
فيها وهو قول من لا يعقل ولا يفهم أو لا يحب أن يعقل ويفهم.
وقال السيد شفيع الموسوي في الروضة البهية في الطرق الشفيعية
الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي كان من أهل الأحساء وتوطن برهة
من الزمان في يزد ثم انتقل إلى كرمانشاه بطلب من محمد علي ميرزا ابن
فتح علي شاة القاجاري وسمعت أنه أعطاه ألف تومان لأداء دينه ونفقة سفره
إلى كرمانشاه وجعل له وظيفة في كل سنة سبعمائة تومان ثم انتقل إلى كربلا
وتوطن فيها وقام مقامه في كرمانشاه ابنه الشيخ علي والشيخ المذكور كان
ذاكرا متفكرا لا يتكلم غالبا إلا في العلم والجواب عن السؤالات العلمية
أصولا وفروعا وحديثا وكان مشغولا بالتدريس ويدرس أصول الكافي
والاستبصار ولم نر منه إلا الخير إلا أن جمعا من العلماء المعاصرين له قدحوا
فيه قدحا عظيما بل حكم بعضهم بكفره نظرا إلى ما يستفاد من كلامه من
انكار المعاد الجسماني والمعراج الجسماني والتفويض إلى الأئمة وغير ذلك من
المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وما رأيت في كلامه ذلك إلا أن الذين يحكى
عنهم استفادوه من كلماته وصار هذا داهية عظمي في الفرقة الناجبة وذهب
جمع من الطلبة بل العلماء الكاملين إلى المذاهب الفاسدة المنسوبة إليه وصار
هذا سبيلا لاضلال جمع من عوام الناس فالطائفة الشيخية في هذا الزمان
معروفة ولهم مذاهب فاسدة وأكثر الفساد نشا من أحد تلامذته السيد كاظم
الرشتي والمنقول عن هذا السيد مذاهب فاسدة لا أظن أن يقول الشيخ بها
بل المنقول أن السيد علي محمد الشيرازي المعروف بالباب الذي يدعي
دعاوى فاسدة هو سماه الباب وكذا سمى بنت الحاج ملا صالح القزويني
قرة العين وإن لم يعلم رضاه بما أدعاه الباب وقرة العين والباب صار سببا
لاضلال جمع كثير من العوام والخواص وصار سببا لقتل نفوس كثيرة كما وقع
في مازندران وزنجان وتبريز وغير ذلك من بلاد المسلمين فان جماعة كثيرة
ادعوا البابية وبرزوا وحاربوا السلطان في ترويج مذهبهم وأرادوا قتل
السلطان ناصر الدين شاة بالخديعة ولم يظفروا بذلك وقتل السلطان رئيسهم
وتابعيهم جميعا قاتلهم الله انى يؤفكون فقطع دابر القوم الذين ظلموا
والحمد لله رب العالمين وقصصهم معروفة مشهورة لا نطيل بذكرها وذكر
مذاهبهم الفاسدة. قال: وهذا الشيخ يدعي أنه إذا أراد الوصول إلى
خدمة الأئمة وسؤالهم رآهم في المنام وسألهم وتنكشف عليه العلوم المشكلة
اه. وقد ترجمه تلميذه السيد كاظم الرشتي الحائري أحد أركان الكشفية
في رسالة له ذكر فيها اختلاف الأصولية والشيخية من الشيعة وما جرى على
شيخه المذكور على ما نقل عنها فقال ما حاصله: العلامة الفيلسوف أحد
نوادر الأعصار ونوابغ الأدوار مع عظم مواهبه وعلو فطرته وسمو فكرته ومن
ذوي الأنفس الكبيرة الوثابة ولد في الأحساء ونشأ فيها وفارقها بعد
استفحال شأن الوهابية في تلك البلاد إلى أن ورد البصرة فترك عياله فيها
وخرج إلى زيارة المشهد بطوس وعرج في طريقه إليها على يزد فاعجب به
اليزديون وبمشاركته في الآداب والعلوم على اختلافها وأقام بين أظهرهم مدة
انتشر فيها ذكره واشتهر أمره حتى استدعاه فتح علي شاة إلى طهران وأراده
على الإقامة بها فذهب إلى طهران لكنه امتنع من الإقامة فيها وعاد برضا
الشاه إلى يزد واستقدم بمعونته عياله من البصرة إليها وكان يدأب في
التدريس وتلقين الناس وبث الدعوة إلى طريقته الروحانية التي ترمي في
النظر إلى الأشياء إلى ما لم يكن مألوفا يومئذ من الشذوذ عن الظاهر
والتمسك بالباطن ونحو ذلك مما حمل كثيرا من القوم على استغراب تلك
الطريقة وكثر القيل والقال حتى اضطر إلى إلقاء خطبة حاول التوفيق فيها
بين علوم الظاهر والباطن مستدلا على ذلك ببعض الأحاديث فسكن
الخواطر الثائرة واستأنف نشر دعوته بالخطابة والتآليف والكتابة والرحلات
فقد خرج إلى المشهد بطوس ثلاث مرات ورحل رحلات كثيرة من مدينة
خراسان إلى المشاهد مارا بأصفهان وغيرها ولما وصل العراق رأى أهم
أمصارها وكان كلما مر ببلد اجتمع بأهلها على اختلاف طبقاتهم ونشر فيها
كتبه وآراءه وعرضها على العلماء في كل فن من الفقهاء والعرفاء والفلاسفة
ويقال انه كان موضع اعجاب كل من رآه في رحلاته هذه واجلاله في
أخلاقه وآرائه وكتبه وقد اشتهرت هذه الكتب والرسائل عندهم خصوصا
شرح الزيارة الجامعة المعروف وشرح الحكمة العرشية وشرح رسالة الفيض
لم يأخذوا عليه فيها شذوذ آرائه ومخالفتها للفلاسفة على اختلاف شعبهم من
الاشراقيين والمشائين والرواقيين واصراره على ابطال آرائهم اللهم الا
الفيلسوف الملا علي النوري فقد وجه إليه كلاما جافيا بعد ما سمع ردوده على
الملا صدر الدين الشيرازي فقال له وما هذا الخلط انك لا تفهم كلام الملا
صدر الدين وتغير رأيه فيه وذلك في مجلس مناظرتهما في أصفهان وقد أجازه
خمسة هم أشهر علماء عصرهم في العراق نعني السيد الطباطبائي والميرزا
مهدي الشهرستاني والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والشيخ حسن آل
عصفور والمير السيد علي، وكان يدرس مدة اقامته في كربلاء شرح الرسالة
العلمية للملا محسن الفيض، ويحضر مجلس درسه الطلاب والمحصلون
والغريب بعد هذا أنه لم يأخذ عن أستاذ قط وليس له شيخ معروف مع أنه
حصل أكثر العلوم العقلية والنقلية، وله في أكثرها آراء وأنظار، ولعل
ذلك شأن بعض من يتناهى في استقلال النظر ويبالغ في تجريده عن تأثير
المعلم والمربي والمخرج كما هو معلوم مشهور، وقد ادعى تلميذه الرشتي ما
محصله: أن تحصيله وانشراح صدره على هذه الصورة إنما هو من بعض
أنواع الالهامات والنفث في الروع أو من مثل الكشف والاشراق ونحو ذلك
من العنايات الخاصة، مما هو خارج عن مألوف عادات البشر، وأورد من
أخلاقه وأحواله أنه كان متوجها منقطعا إلى الله معرضا عن كل ما سواه،
طالبا للحق بشوق وحب عظيمين بحيث أشغله ذلك عن الطعام والشراب
إلا ما يسد به الرمق وعن مخالطة الناس ومعاشرة الخلق، وكان كثير الفكر
دائم الذكر والتدبر في عالم الآفاق والأنفس سنريهم آياتنا في الآفاق وفي
أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق كثير النظر في عجائب حكمة الله وغرائب
(٥٩٠)

قدرته، قوي الملاحظة عظيم الانتباه للحكم والمصالح والأسرار المستودعة
في حقائق الأشياء، وكان ما ذكرناه شغله الشاغل عن حاجات بدنه من
طعام وشراب وراحة ومنام ومعاشرة ومفاكهة لا يقر له من كثرة الطلب قرار
في ليل أو نهار حتى أورد بدنه بذلك موارد العلل والأسقام، وقد سئل عن
أغلب العلوم بل كلها، فأجاب بما لم يوجد في كتاب ولم يذكر في خطاب بل
بما تجده منطويا على الفطرة تقبله الطبيعة كأنه مستمع ذلك وعالم بما
هنا لك، وكان يستشهد على أكثر آرائه بآية من كتاب الله أو حديث عن
رسوله وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام اه ودعوى الكشف
والالهام والخروج عن ظواهر الشريعة إلى بواطنها بدون برهان قطعي ولا
نص جلي لا يقبل الاحتمال ولا التأويل مفسدة ما بعدها مفسدة، وبسببها
كان ضلال بعض الفرق وخروجها عن دين الاسلام. والانقطاع عن الخلق
وعن مخالطة الناس ومعاشرتهم مرغوب عنه في الشريعة الاسلامية المطهرة،
ومخالف لسيرة الأنبياء ع وطريقتهم، نعم قد يرجح ذلك في
مخالطة بعض الأشرار الذين لا يؤمل هدايتهم بالمخالطة ويخاف من عدواهم
باخلاقهم، وإجهاد النفس والبدن حتى يورده موارد العلل والأسقام مخالف
لما جاءت به الشريعة السهلة السمحاء وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض من سلك
ما يشبه هذه الطريقة: يا عدي نفسه! ان لبدنك عليك حقا ولزوجتك
عليك حقا! أو ما يقرب من هذا. وأما أنه كان يسال عن أغلب العلوم أو
كلها فيجيب بما لم يوجد في كتاب ولم يذكر في خطاب فهذا لم يكن لغير
الأنبياء والمرسلين والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين، بل كان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا ما يسال فينتظر الوحي ليجيب، ولما سئل عن الروح أوحى
الله تعالى إليه يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من
العلم إلا قليلا نعم إذا كان الجواب مثل جوابه عن وجود المهدي
ع هان عليه الجواب عن كل ما يسال عنه. هذا وقد أطنب صاحب روضات الجنات في وصف هذا الرجل
ومدحه وبالغ في الثناء عليه والدفاع عنه، بل مدحه بما لم يمدح به أحدا من
عظماء العلماء وأطال في ذلك باسجاعه المعلومة، ولا باس بنقل شئ منها
تفكها وعبرة، قال: لم يعهد في هذه الأواخر مثله في المعرفة والفهم
والمكرمة والحزم وجودة السليقة وحسن الطريقة وصفاء الحقيقة وكثرة المعنوية
والعلم بالعربية والأخلاق السنية والشيم المرضية والحكم العلمية والعملية
وحسن التعبير والفصاحة ولطف التقرير والملاحة يرمى عند بعض أهل
الظاهر من علمائنا بالافراط والغلو مع أنه لا شك من أهل الجلالة والعلو،
إلى غير ذلك قال وقد يذكر في حقه أنه كان ماهرا في أغلب العلوم عارفا
بالطب والقراءة والرياضي والنجوم مدعيا لعلم الصنعة أي الكيميا
والاعداد والطلسمات ونظائرها من الأمر المكتوم وقال إنه كان شديد
الإنكار لطريقة الصوفية الموهونة، بل ولطريقة ملا محسن الكاشي الملقب
بالفيض في العرفان بحيث أنه قد ينسب إليه تكفيره أقول وهذا موضع
المثل القمر غير المغرفة فقال يا سوداء يا مقرفة قال: ذهب في أواسط
عمره إلى بلاد العجم وأكثر اقامته كان في يزد ثم انتقل منها إلى أصفهان
وبقي فيها مدة ثم أراد الرجوع إلى كربلاء فلما وصل قرميسين كرمنشاه
طلب منه أميرها محمد علي ميرزا ابن فتح علي شاة البقاء فيها وذلك خوفا من
وقوع فتنة أو خوفا عليه أو بطلب من علماء العراق فبقي إلى أن توفي الأمير
في سفره إلى حرب بغداد، ووقعت الفتن في إيران فارتحل إلى كربلاء. ثم
نقل عن تلميذه السيد كاظم الرشتي ما محصله: أنه لما بلغ الشقاق والنفاق
بينه وبين من خالفه من فضلاء العراق مبلغه ولم يمكنه دفعه بوجه لم يجد بدا
من عرض عقائده الحقة عليهم في مجتمعهم وطلب منهم أن يسألوه عما
يريدون فلم يتلفتوا إلى قوله وكتبوا إلى رؤساء البلدان وأهل الحل والعقد
من الأعيان أن الشيخ أحمد كذا وكذا اعتقاده فشوشوا أفكار الناس من قبله
وأوغروا صدورهم عليه ولم يكفهم ذلك حتى أتوا ببعض كتبه إلى والي بغداد
ليظهروا له أن فيها اعتقادات باطلة فخاف من ذلك ولم يمكنه الهرب ولا
المقام ثم عزم على قصد بيت الله الحرام وباع كل ما عنده وخرج باهله
وعياله وأولاده مع ضعف بدنه وكبر سنه وشدة خوفه فوافاه أجله في هدية
على ثلاث مراحل من المدينة المنورة اه وجلس لعزائه صاحب
الإشارات والمنهاج ثلاثة أيام بأصبهان. وفي نجوم السماء. من فضلاء
الزمان وعلماء الأوان حكيم ماهر فيلسوف صاحب تصانيف كثيرة.
مشايخه
يروي بالإجازة عن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي والسيد علي
صاحب الرياض والشيخ جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء والميرزا
السيد مهدي الشهرستاني الحائري والشيخ حسين بن محمد بن أحمد بن
إبراهيم بن عصفور الرازي البحراني وجماعة من علماء القطيف والبحرين
وأكثر عباراتهم في حقه مذكورة في شذور العقيان في تراجم الأعيان كما في
نجوم السماء والظاهر أن اجازة هؤلاء له كانت في أول أمره.
تلاميذه
يروي عنه بالإجازة السيد إبراهيم الكرباسي صاحب الإشارات ومن
تلامذته الميرزا علي محمد الملقب بالباب الذي أحدث مذهب البابية ويروي
عنه بالإجازة الشيخ أسد الله الشوشتري والسيد كاظم الرشتي والحاج محمد
إبراهيم الكرباسي صاحب الإشارات وولدا المترجم الشيخ محمد تقي
والشيخ علي تقي وصاحب الجواهر.
مؤلفاته
قيل: إن له من المؤلفات ما يزيد عن مائة رسالة وكتاب ذكرها
تلميذه الرشتي وغيره ١ شرح الزيارة الجامعة الكبيرة فيه كثير من
الشطحات ولعل في غيره كذلك مما لم نره ٢ الفوائد وشرحه في الحكمة
والكلام ٣ شرح الحكمة العرشية لملا صدرا ٤ شرح المشاعر له ٥
شرح تبصرة العلامة لم يتم ٦ أحكام الكفار باقسامهم قبل الاسلام وبعده
وأحكام فرق الاسلام ألفها بالتماس محمد علي ميرزا ٧ رسالة نفي كون
كتب الاخبار الأربعة الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار قطعية كما يزعمه
الاخبارية ومسائل في ضمنه ٨ مباحث الألفاظ في الأصول ٩ كون
القضاء بالأمر الأول ١٠ تحقيق القول بالاجتهاد والتقليد وبعض مسائل
الفقه ١١ تحقيق الجواهر الخمسة والأربعة عند الحكماء والمتكلمين
والأجسام الثلاثة والأعراض الأربعة والعشرين ومادة الحوادث وبعض
مسائل الفقه ١٢ بيان حقيقة العقل والروح والنفس بمراتبها ١٣ جواز
تقليد غير الأعلم وبعض مسائل الفقه ١٤ معنى الإمكان والعلم والمشيئة
وغيرها ١٥ الرسالة الخاقانية في جواب مسالة السلطان فتح علي شاة عن
سر أفضلية المهدي ع على الأئمة الثمانية ع ١٦
الرسالة الخاقانية أيضا في جواب سؤاله عن حقيقة البرزخ والمعاد والتنعم في
البرزخ والجنة ١٧ شرح علم الصناعة والفلسفة وأحوالها ١٨ شرح
أبيات الشيخ علي بن عبد الله بن فارس في علم الصناعة ١٩ شرح
(٥٩١)

كلمات الشيخ علي المذكور في العلوم المتفرقة التي هي بمنزلة الألغاز ٢٠
شرح كلمات المذكور في العقل وما يقابله ٢١ و ٢٢ رسالتان في بيان علم
الحروف والجفر وأنحاء البسط والتكسير ومعرفة ميزان الحروف ٢٣
جواب سؤال بعض العارفين أن المصلي حين يقول إياك نعبد وإياك نستعين
كيف يقصد المخاطب وبيان أن المخاطب ذاته الأقدس لا غير ٢٤ رسالة
في البدا واحكام اللوحين لوح المحو والاثبات واللوح المحفوظ ٢٥ تفسير
سورة التوحيد وآية النور ٢٦ كيفية السير والسلوك الموصلين إلى درجات
القرب والزلفى ٢٧ جواب المسائل التوبلية التي سأله عنها الشيخ عبد علي
التوبلي وهو كبير جدا متضمن لتطبيق الباطن مع الظاهر وتحقيق القول
بالانسان الكبير والصغير وبيان كثير من مراتب العرفان والرد على فرق
الصوفية الباطلة وبيان الطريقة الحقة والكشف عن العوالم الخمسة وتفسير
الحروف المقطعة في فواتح السور وغير ذلك من معضلات الكتاب والسنة
٢٨ حديث النفس إلى حضرة القدس في المعارف الخمس ٢٩ كتاب
الجنة والنار ٣٠ حجية الاجماع وحجية أحكامه السبعة وحجية الشهرة
٣١ اسرار الصلاة ٣٢ مختصر في الدعاء ٣٣ شرح مبحث حكم ذي
الرأسين من كشف الغطاء ذكر فيه أحكامه من أول الطهارة إلى الديات
٣٤ رسالة الشاه ٣٥ الرسالة الحيدرية في الفروع الفقهية ٣٦ مختصر
منها في الطهارة والصلاة ٣٧ المسائل القطيفية ٣٨ الرسالة الصومية
ألفها بالتماس محمد علي ميرزا ٣٩ رسالة في أصول الدين بالفارسية
٤٠ ديوان شعر ٤١ مسالة القدر وكشف السر فيه ٤٢ شرح رسالة
القدر للسيد الشريف رادا عليه ٤٣ شرح حديث حدوث الأشياء ٤٤
بيان الأوعية الثلاثة السرمد والدهر والزمان وبيان اللوح المحفوظ ولوح
المحو والاثبات واليد والقضاء والقدر وعالم الذر والطبيعة السعيدة والشقية
جوابا لسؤال السيد أبي القاسم اللاهجي ٤٥ بيان معنى الحقيقة المحمدية
٤٦ شرح حديث كميل في بيان الحقيقة وبيان الفرق بين القلب والعقل
والصدر والنفس والوهم والفكر والخيال ٤٧ تحقيق القول في المعاني
المصدرية والمفاهيم الاعتبارية ٤٨ أحوال البرزخ والمعاد جوابا لأسئلة ملا
حسين الكرماني ٤٩ في معنى إنا لله وإنا إليه راجعون وما في النبوي اللهم
أرني الأشياء كما هي ٥٠ بيان أحوال أهل العرفان والصوفية وطرائقهم
وطرق الرياضات ٥١ رسالة في التجويد ٥٢ رسالة في علم كتابة
القرآن ٥٣ الهمم العليا في جواب مسائل الرؤيا ٥٤ تحقيق قضية
موسى مع الحضر واجساد أهل الرجعة ٥٥ شرح حديث خلق الذر
والهباء ٥٦ معنى العلم نقطة كثرها الجاهلون ومعنى حديث أن السنة
٣٦٠ يوما اختزلت منها ستة أيام وحديث أن المؤمن إنما يحس بألم النار إذا
خرج منها ٥٧ حقيقة الرؤيا وأقسامها ٥٨ معنى الكشف وكيفيته ومعنى
سبق رحمة الله غضبه ٥٩ معنى الكفر والايمان ٦٠ معنى الفناء بالله
والبقاء بالله من كلام ملا محسن الكاشي ٦١ جواب مسالة بعض العارفين
في أن بإزاء كل خلق من المخلوقات اسما خاصا لله سبحانه بل هو المؤثر في
خلقه وايجاده ٦٢ فوائد جليلة من أمهات المعارف الإلهية ٦٣ الوجودات
الثلاثة الوجود الحق والوجود المطلق والوجود المقيد ٦٤ شرح قول أمير
المؤمنين ع أن العرش قد خلقه الله من أربعة أنوار وأحاديث
الطينة وحديث أن الشمس جزء من سبعين جزءا من أنوار الكرسي ٦٥
مسائل من اسرار القدر ومنتهى الإرادة وتحقيق أن السعيد سعيد في بطن أمه
والشقي شقي في بطن أمه ٦٦ معرفة النفس ٦٧ تنعم وتالم أهل الآخرة
٦٨ جواب سؤال الشيخ محمد كاظم عن تقليد مجتهدين في مسالة واحدة
مع اختلافهما ٦٩ جواب سؤال المتورع الأواه الشيخ عبد الله ابن الشيخ
مبارك القطيفي ٧٠ شرح رسالة العلم لملا محسن الكاشي والرد عليه
٧١ شرح حديث حدوث الأسماء المذكور في الكافي أوله أن الله خلق اسما
بالحروف غير مصوت الخ ٧٢ شرح حديث رأس الجالوت في مسائله
للرضا ع ٧٣ تحقيق أن لله تعالى علمين ٧٤ بيان حال السقط
من المؤمنين هل ينمو بعد الموت وأحواله في البرزخ والقيامة ٧٥ أجوبة
مسائل الحاج محمد طاهر القزويني ٧٦ أجوبة مسائل متفرقة فقهية ٧٧
رسالة في أن الخلق نهر مستدير يذهب منه أشياء تعود إليه ٧٨ أجوبة
مسائل ميرزا محمد علي بن محمد نبي خان في المشيئة ٧٩ رسالة في أن
المؤمن أفضل من الملائكة وتفسير آية سنقرئك فلا تنسى وبيان أن الجنة
مكلفة أم لا ٨٠ أجوبة مسائل الشيخ أحمد بن صالح بن طوق عن مسائل
فقهية وبيان الربط بين الحادث والقديم ٨١ جواب مسائل محمد علي
ميرزا عن العصمة والرجعة ٨٢ جواب مسائل محمود ميرزا في الرسالة
الخاقانية ٨٣ شرح رسالة العسكري ع المرسلة إلى أهل الأهواز
في مسالة الامر بين الأمرين ٨٤ أجوبة أسئلة الشيخ أحمد بن طوق في
علوم متفرقة ٨٥ جواب مسائل الشيخ محمد القطيفي فتأويل الأبحر
السبعة ٨٦ رسالة في علم النجوم ٨٧ جواب السؤال عن معنى
الجسدين والجسمين ٨٨ جواب السؤال عن معنى استغفار الأنبياء
والأوصياء ٨٩ رسالة في أن الشيطان لا يمكن أن يتمثل بصورة الأنبياء
والأولياء ٩٠ جواب السؤال عن معنى قوله تعالى: مثل الذين ينفقون
أموالهم في سبيل الله الآية، ٩١ جواب أسئلة الشيخ مسعود ابن الشيخ
سعود منها النبوي أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى ٩٢ بيان
حقيقة الكاف في قوله تعالى ليس كمثله شئ هل هي زائدة أو أصلية ٩٣
جواب السؤال عمن ادعى رؤية صاحب الزمان في الجزيرة الخضراء ٩٤
رسالة في أن القرآن أفضل أم الكعبة ٩٥ الرسالة السراجية في الشعلة
المرئية من السراج ٩٦ معنى ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ٩٧
الجمع بين الأخبار الدالة على أن الأنبياء والأولياء لا يبقون في قبورهم زيادة
على ثلاثة أيام وما دل على نقل نوح عظام آدم وموسى عظام يوسف ٩٨
جواب أسئلة ملا مهدي الاسترآبادي عن أحاديث مشكلة وعلوم شتى ٩٩
جواب أسئلة ملا حسين البافقي عن أحاديث مشكلة وفنون شتى ١٠٠
جواب أسئلة ميرزا محمد علي المدرس في المبدأ والمشتق وشرح حديث ورق
الآس ١٠١ بيان نكات دقيقة في سورة هل أتى وشرح بعض مقامات
شهادة الحسين ع وبيان ما هو البكاء عليه ١٠٢ جواب السؤال
عن علة حذف الياء بغير جازم في قوله تعالى والليل إذا يسر والجمع بين
قوله تعالى كل شئ هالك إلا وجهه وقوله ع ما خلقتم للفناء وإنما
خلقتم للبقاء إلى غير ذلك. وجل تلك المسائل من لزوم ما لا يلزم وتكلف
ما لم يكلف وأغلبها تدل على ميله إلى التعمق في الأمور والخروج عن
الظواهر.
أولاده
كان له ولدان فاضلان أحدهما يسمى محمدا والآخر عليا وكان محمد
ينكر على أبيه طريقته أشد الإنكار نظير ما يحكى عن الميرزا إبراهيم بن ملا
صدرا من انكاره على أبيه. ومر الترديد في نسبته بين المطيري والمطيرفي ثم
(٥٩٢)

وجدنا في أنوار البدرين أنه المطيرفي نسبة إلى المطيرف بالتصغير قرية من
قرى الأحساء.
٣٧٨٨: السيد كمال الدين أو نظام الدين الأمير احمد ابن زين العابدين الحسيني
العاملي الأصفهاني
يظهر أنه ولد في إيران وربي فيها، فقد حكى عنه صاحب البحار في
مجلد الإجازات ذكر روايته للكتب الأربعة بعبارة فارسية. وهو صهر
المحقق الداماد وابن خالته ولذلك يعبر السيد محمد أشرف ابن ابنه عن
المحقق الداماد بجدي الأعلى. ففي كتاب فضائل السادات لابن ابنه السيد
محمد أشرف المذكور أنه ابن خالة المحقق الداماد أماهما بنت المحقق
الكركي. وفي إجازات البحار أنه صهر المير محمد باقر الداماد حيث قال:
صورة اجازة السيد الداماد للأمير السيد احمد العاملي صهره اه وهو
من طائفة جليلة كلها علماء فضلاء منها احمد هذا وابنه عبد الحسيب بن
أحمد وسبطه صدر الدين محمد بن عبد الحسيب بن أحمد وأخوه
عبد الحسين بن أحمد وابنه محمد أشرف بن عبد الحسيب كل هؤلاء علماء
مذكورون في محالهم.
أقوال العلماء فيه
ذكره ابن ابنه السيد محمد أشرف في كتابه فضائل السادات وعبر
عنه بسيد المحققين الأمجد المير السيد احمد. وفي الكتاب المذكور ومجلد
إجازات البحار ان الداماد كتب على بعض تصانيف المترجم وهو كتاب
كشف الحقائق الذي هو حاشية على تقويم الايمان للداماد ما صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم لقد أصبحت قرير العين بحقائق تحقيقات هذه
التعليقة ودقائق تدقيقاتها أدام الله تعالى إفاضات مصنفها السيد السند
المحقق المدقق المتبحر الماهر السالك سبيل العلم على سنة البرهان الناهج
نهج الحكمة من شريعة العرفان. وكتب أفقر المفتاقين وأحوج المربوبين إلى
رحمة الله الحميد الغني محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني حامدا
مصليا مسلما.
وذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل فقال: السيد
أحمد ابن السيد زين العابدين العلوي صهر الداماد وتلميذه كان عالما فاضلا
متفننا له مؤلفات كثيرة لكنه لما جعل التعصب على السيد المزبور نصب
عينيه سقط من قلوب الناس ولم يلتفتوا إلى مؤلفاته كما يعلم من كلماته
الباردة في كتابه النفحات اللاهوتية في العثرات البهائية اه واسم
الكتاب يدل على أن التعصب على الشيخ البهائي لا على السيد الداماد.
وفي أمل الآمل: السيد احمد ابن السيد زين العابدين الحسيني العاملي عالم
فاضل زاهد محقق متكلم من تلامذة مير محمد باقر الداماد، وقد أجاز له
اجازة اثنى عليه فيها، وذكر أنه قرأ عنده بعض كتاب الشفاء وغيره وقرأ
عند شيخنا البهائي اه أقول وهو صهر المير الداماد على ابنته كما
صرح به في البحار وغيره وابن خالته ومن أسباط المحقق الكركي كما مر
كان عالما جليلا نبيلا مؤلفا، وذكر في كتاب فضائل السادات وفي البحار
ثلاث إجازات له اثنتين من المحقق الداماد وواحدة من الشيخ البهائي.
الإجازة الأولى من المحقق الداماد
قال فيها بعد حذف بعض عباراته المتقعرة وابقاء البعض ما
صورته: فان الولد الروحاني السيد السند الأيد المؤيد الألمعي اليلمعي
اللوذعي الفريد الوحيد العلم العالم العامل الفاضل الكامل ذا النسب
الظاهر والحسب الطاهر والشرف الباهر والفضل الزاهر ونظاما للشرف
والعقل والدين والحق والحقيقة أحمدا حسينيا أفاض الله عليه رشائح
التوفيق ومراشح التحقيق، قد انسلك فيمن يختلف إلي شطرا من العمر
لاقتناص العلوم ويحتفل بين يدي ملاوة من الدهر لاقتناء الحقائق فصاحبني
ولازمني وارتاد واصطاد واستفاد واستعاد وقرأ وسمع وأمعن وأتقن واجتنى
واقتنى، وإني قد صادفته على أمد بعيد في سلامة الفطرة الناقدة وباع طويل
من صراحة الغريزة الواقدة، وقد قرأ علي فيما قد قرأ في العلوم العقلية من
تصانيف الشركاء الذين سبقونا برياسة الصناعة قراءة يعبؤ بها لا قراءة لا
يؤبه لها الفن الثالث عشر من كتاب الشفاء وهو الإلهي منه أعني حكمة ما
فوق الطبيعة، وهو اليوم مشتغل بقراءة فن قاطيغورياس منه وأخذ
سماعا فيمن يقرأ ويسمع النمطين الأول والثالث من كتاب الإشارات
والتنبيهات للشيخ الرئيس ضوعف قدره وشرحه لخاتم المحققين نور سره
ومن كتبي وصحفي كتاب الأفق المبين الذي هو دستور الحق وفرجار اليقين
وكتاب الإيماضات والتشريفات الذي هو الصحيفية الملكوتية وكتاب
التقديسات الذي فيه في سبيل التمجيد والتوحيد آيات بينات كل ذلك قراءة
فاحصة واستفادة باحثة، وفي العلوم الشرعية كتاب الطهارة من كتاب
قواعد الأحكام لشيخنا العلامة جمال الملة والدين الحلي وشرحه لجدي الامام
المحقق القمقام يعني به المحقق الكركي أعلى الله مقامهما وطرفا من
الكشاف للامام العلامة الزمخشري وحاشيته الشريفية، وهو مشتغل هذا
الأوان بقواعد شيخنا المحقق الشهيد قدس الله لطيفه، وإني أجزت له
حيث استجاز مني أن يروي جميع ذلك لمن شاء وأحب متحفظا محتاطا
محافظا على مراعاة الشرائط المعتبرة عند أرباب الدراية والرواية، وأوصيه
أولا بتقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلانية وليكن مستديما لاستذكار
قول مولانا الصادق جعفر بن محمد الباقر ع: استحي من الله
بقدر قربه منك وخفه بقدر قدرته عليك مواظبا على الألفاظ بالأدعية
والأذكار والإكثار من تلاوة القرآن الكريم ولا سيما سورة التوحيد، وثانيا
بصون أسرار عالم القدس التي مستودعها كتبي وكلماتي عمن خفرني وخرج
عن ذمامي في عهد سبق لي ووصية سلفت مني في كتاب الصراط المستقيم
فكل ميسر لما خلق له:
ومن يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا
وثالثا بتكرار تذكاري في صوالح الدعوات والله سبحانه ولي الفضل
والطول وإليه يرجع الأمر كله.
وكتب أجوج المربوبين إلى الرب الغني محمد بن محمد يدعى باقر
الداماد الحسيني ختم الله له بالحسنى في منتصف شهر جمادى الأولى لعام
١٠١٧ من الهجرة المقدسة النبوية مسؤولا حامدا مصليا مسلما مستغفرا
والحمد لله رب العالمين والصلاة على رسوله وآله الطيبين أولا وآخرا.
الإجازة الثانية له من الداماد
قال فيها بعد حذف بعض ألفاظ التقعر: وبعد فان السيد الأيد
المؤيد المتبحر العلم العامل الفاضل الكامل الراسخ الشامخ الفهامة أفضل
الأولاد الروحانيين قرة عين القلب وفلذة كبد العقل، نظاما للعلم والحكمة
والإفادة والإفاضة والحق والحقيقة احمد الحسيني العاملي حفه الله تعالى بأنوار
الفضل والايقان وخصه باسرار العلم والعرفان قد قرأ علي انولوطيقا
(٥٩٣)

الثانية وهي فن البرهان في حكمة الميزان من كتاب الشفا لسهيمنا السالف
وشريكنا الدارج الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا رفع
الله درجته وأعلى منزلته قراءة بحث وفحص وتدقيق وتحقيق فلم يدع شاردة
من الشوارد الا وقد اصطادها ولا فائدة من الفوائد الا وقد استفادها واني
قد أجزت له ان يروي عني ما اخذ وضبط واختطف والتقط لمن شاء كيف
شاء ولمن أحب كيف أحب ثم عزمت عليه ان لا يكون الا ملقيا أوراق
الهمة على ملازمة كتبي وصحفي ومحققاتي ومطالعتها ومدارستها على ما قد
قرأ ودرأ وسمع ووعى مفيضا لأنوارها موضحا لأسرارها شارحا لدقائق
خفياتها، ذابا عن حقائق خبياتها سالكا بعقول المتعلمين وأبالسة المدارك
القاصرة السوداوية عن استراق السمع لما فيها ببوارق شهبها القدسية
والمأمول ان لا ينساني من صالح دعواته.
وكتب مسؤولا أحوج المربوبين إلى الرب الغني محمد بن محمد
يدعى باقر الداماد الحسيني ختم الله له بالحسنى حامدا مصليا مسلما مستغفرا
في عام ١٠١٩ من الهجرة المقدسة المباركة والحمد لله وحده.
اجازة الشيخ البهائي له
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد الحمد والصلاة فقد أجزت السيد
الاجل الفاضل التقي الزكي الذكي الصفي الوفي الألمعي اللوذعي شمس
سماء السيادة والإفادة والاقبال وغرة سيماء النقابة والنجابة والكمال سيدنا
السند كمال الدين احمد العلوي العاملي وفقه الله سبحانه لارتقاء ارفع
المعارج في العلم والعمل وبلغه غاية المقصد والمراد والأمل ان يروي عني
الأصول الأربعة التي عليها مدار محدثي الفرقة الناجية الامامية رضوان الله
عليهم بأسانيدي المحررة في كتاب الأربعين الواصلة إلى أصحاب العصمة
سلام الله عليهم أجمعين وكذا أجزت له سلمه الله وأبقاه ان يروي عني جميع
ما أفرغته بقالب التأليف وذكر مؤلفاته ومنها شرح الصحيفة الكاملة
فليرو ذلك لمن له أهلية الرواية عصمنا الله وإياه عن اقتحام مناهج
الغواية.
وكتب هذه الأحرف بيده الجانية الفانية أقل العباد محمد المشتهر ببهاء
الدين العاملي تجاوز الله عنه في الشهر الرابع من السنة الثامنة عشرة بعد
الألف حامدا مصليا مسلما مستغفرا والحمد لله على نعمائه أولا وآخرا وباطنا
وظاهرا اه.
ويروي الكتب الأربعة في الحديث بالإجازة عن المحقق الداماد فقد
قال في بعض كلامه بالفارسية ما ترجمته: اعلم وفقك الله ان هذا الفقير
يروي الأصول الأربعة الكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والاستبصار
عن السيد الاجل الأفخم قدوة العلماء المتبحرين أسوة الفضلاء والمجتهدين
أستاذي وأستاذ الكل في الكل ثالث المعلمين الأمير محمد باقر الداماد
الحسيني طاب ثراه، وهو يرويها عن الشيخ الجليل الشيخ حسين بن عبد
الصمد الحارثي العاملي قدس الله روحه عن السيد الأجل الأفخم السيد حسين بن
جعفر الكركي والشيخ الجليل الكبير الشيخ زين الدين العاملي أعلى الله قدريهما
كلاهما عن الشيخ الفاضل الكامل الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي
عن الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن عن
الشيخ ضياء الدين علي عن والده الشيخ شمس الدين محمد بن مكي عن
شيخ المدققين الشيخ فخر الدين عن والده علامة العلماء جمال الملة والدين
حسن بن يوسف بن علي بن مطهر الحلي عن الشيخ الكامل نجم الدين
جعفر بن الحسن بن سعيد عن السيد الجليل أبو علي فخار بن معد الموسوي
عن الشيخ الجليل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ الفقيه
الفاضل عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري عن الشيخ الأجل
أبو علي حسن بن محمد عن والده أسوة الفرقة الناجية شيخ الطائفة
المحقق أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن أسوة الفقهاء محمد بن
محمد بن النعمان الشيخ المفيد عن الشيخ الجليل ابن القاسم جعفر بن
محمد بن قولويه عن رئيس المحدثين محمد بن يعقوب الكليني وهكذا شيخ
الطائفة له إلى ثقة الاسلام محمد بن علي بن بابويه عدة طرق فهذه هي
طرقي إلى الأصول الأربعة التي عليها المدار في هذا الزمان وطرق هؤلاء
الأصحاب الثلاثة إلى أصحاب العصمة وخزان الوحي الإلهي مبنية في
مشيختهم اه.
مشايخه
قد عرفت انه قرأ على السيد محمد باقر الداماد وروى عنه وروى عن
الشيخ البهائي.
مؤلفاته
على ما ذكره حفيده السيد محمد أشرف في كتاب فضائل السادات
١ المعارف الإلاهية ٢ كشف الحقائق وهو حاشية على تقويم الايمان
للداماد ٣ مفتاح الشفاء ٤ العروة الوثقى ٥ النفحات اللاهوتية في
العثرات البهائية ٦ اللوامع الربانية في رد شبه النصرانية ٧ لوامع رباني
وصواعق رحماني فارسي في الرد على اليهود ٨ مصقل الصفا في تجلية
وتصفية مرآة حقما فارسي في الرد على النصارى صنفه للشاه صفي الصفوي
سنة ١٠٣٢ ٩ فضائل السادات المسمى بالمنهاج الصفوي أو المنهاج الصافي
١٠ حاشية على الفقيه ينقل عنها حفيده السيد محمد أشرف في فضائل
السادات ١١ رسالة سيادة الاشراف ١٢ اللطائف الغيبية.
٣٧٨٩: أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز (١)
روى الشيخ في الفهرست في ترجمة جعفر بن محمد بن شريح
الحضرمي باسناده عن حميد بن زياد عنه عن محمد بن أمية بن القاسم
الحضرمي عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.
٣٧٩٠: السيد جمال الدين أحمد بن السيد زين العابدين
يحتمل انه المذكور قبله لأنه في طبقته. ذكر الشيخ يوسف البحراني
في كشكوله ما صورته: سؤال للسيد الجليل الأعظم الأفخم جمال الدين
أحمد بن المقدس السيد زين العابدين سال عنه الشيخ أحمد بن عبد السلام
البحراني وهو أنه ورد في الحديث ان عيسى بن مريم أوصى إلى شمعون
الصفا بن حمون واوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا وهذا بظاهره ينافي ما في
الكافي عن الصادق ع ان عيسى ع جاء إلى قبر يحيى
ع وكان يسال ربه ان يحيى له يحيى فدعاه فاجابه وخرج له من
القبر وقال ما تريد مني قال أريد ان تؤنسني كما كنت في الدنيا فقال له: يا
عيسى ما سكنت علي حرارة الموت وأنت تريد ان تعيدني إلى الدنيا وتعود
إلي حرارة الموت فتركه فعاد إلى قبره فالحديث الأول يدل على أن يحيى لم

(١) أخر عن محله سهوا.
(٥٩٤)

يكن في عصر عيسى بل كان بعد رفعه إلى السماء وايصائه إلى شمعون
والثاني يدل على أنه كان في عصره لقوله كما كنت تؤنسني في الدنيا فأجاب
الشيخ أحمد بن عبد السلام عن ذلك بأنه على تقدير صحة الحديثين يمكن
رفع التنافي بان عيسى حيث كان باقيا بنشأته الصورية في عالم الأفلاك إلى
آخر الزمان كانت الوصية من عيسى إلى شمعون عند خروجه بقالبه
الصوري إلى السماء وسؤاله من ربه احياء يحيى بعد وصية شمعون إليه
وشهادته فان المفهوم من الروايات ان عيسى ع يزور قبور الأنبياء
بعد رفعه إلى السماء على أن الظاهر من الحديث ان المجئ إلى القبر روحاني
وكذا إجابة يحيى وخروجه من القبر إذ لو كان جسمانيا لما كان لاستعفاء
يحيى من العود خوفا من حرارة الموت وجه لأنه استعفاء من أمر قد حصل
والله أعلم بالصواب وفي الحديثين طول لا يسع المقام ذكره والسلام
عليكم. والمأمول من الألطاف الأحمدية دامت فيوضها ان يجري العبد
الكاتب دائما على صفحات باله الشريف وخياله المقدس المنيف خصوصا
عند ظهور لوامح إشراقاته وتارج نفحات أنفاسه كتب المحب أقل العباد
عملا وعلما أحمد بن عبد السلام البحراني اه.
٣٧٩١: أحمد بن سابق
قال الكشي في رجاله: في أحمد بن سابق نصر بن الصباح حدثني
أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري عن محمد بن عبد الله بن مهران
حدثني سليمان بن جعفر الجعفري قال كتب أبو الحسن الرضا ع
إلى يحيى بن أبي عمران وأصحابه وقرأ يحيى بن أبي عمران الكتاب فإذا فيه
عافانا الله وإياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله الأعثم الأشج فاحذروه قال
أبو جعفر ولم يكن أصحابنا يعرفون انه أشج أو به شجة حتى كشف رأسه
فإذا به شجة قال أبو جعفر محمد بن عبد الله وكان احمد قبل ذلك مظهرا
القول بهذه المقالة فما مضت أيام حتى شرب الخمر ودخل في البلايا اه
وفي الخلاصة أحمد بن سابق روى الكشي بطريق غير معلوم الصحة ان
الرضا ع لعنه والوجه عندي التوقف فيما يرويه اه.
٣٧٩٢: أحمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة يكنى أبا سمرة
في ميزان الاعتدال: كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير
يكنى أبا سمرة كذا سماه ابن عدي وقال له مناكير ثنا الحسن بن علي
الأهوازي ثنا معمر بن سهل ثنا احمد ثنا شريك عن الأعمش عن عطية عن
أبي سعيد مرفوعا علي خير البشر كذا في نسخة الميزان المطبوعة وفي لسان
الميزان علي خير البرية ويروي عن غير احمد عن شريك وهذا كذب. وانما
جاء عن الأعمش عن عطية العوفي عن جابر قال كنا نعد عليا من خيارنا
وهذا حق. وذكره ابن حبان وسماه أحمد بن سمرة من ولد سمرة بن
جندب قال وكان يسرق الحديث ثم ذكر الحديث المذكور وقال حدثناه
محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز حدثنا معمر بن سهل فذكره قال
الدارقطني وهم ابن حبان في نسبه وانما هو أحمد بن سلمة بن خالد بن
جابر بن سمرة والله أعلم بالصواب اه وفي لسان الميزان ما رأيت في
كتاب ابن حبان ما نقله عنه بل فيه كان يروي عن الثقات الأوابد
والطامات لا يحل الاحتجاج به بحال وقال ابن عدي ليس بالمعروف اه
أقول يشعر بتشيعه كونه كوفيا والغالب على الكوفيين التشيع وروايته الحديث
المذكور الذي جزم الذهبي بكذبه وكيف يصدق الذهبي بان عليا خير
البرية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعصبه معروف عند أهل نحلته حتى قال
السبكي انه لا ينبغي ان يؤخذ من كلامه ترجمة شافعي ولا حنفي كما في
حواشي ذيل تذكرة الحفاظ المطبوع بدمشق وسيأتي في أحمد بن سلمة ما
يرتبط بالمقام.
٣٧٩٣: الشيخ أحمد بن سالم بن عيسى البحراني
ذكره صاحب أنوار البدرين فقال: العالم العامل التقي الرباني الشيخ
أحمد بن سالم بن عيسى البحراني. وهو من قدماء علماء البحرين وفضلاء
أتقيائها في الزمن القديم لما كانت البحرين في يد الإفرنج قبل افتتاحها من
الدولة الصفوية له رسالة الاستخارة المعروفة بفال الطير المشتملة على الدوائر
الثلاث المروية عن مولانا جعفر الصادق ع المذكورة في كشكول
صاحب الحدائق وغيره والظاهر أنه صاحب القصة المعروفة بقصة الرمانة
وقد ذكرها المجلسي في بحاره والشيخ يوسف في كشكوله والميرزا حسين
النوري في جنة المأوى اه وحاصل تلك الحكاية على ما نقله الشيخ
يوسف في كشكوله عن البحار انه لما كانت البحرين بيد الإفرنج جعلوا
واليها مسلما وهو من النواصب وله وزير أشد نصبا منه فدخل الوزير على
الوالي يوما وبيده رمانة مكتوب عليها الشهادتان وأسماء الخلفاء الأربعة وتلك
الكتابة من أصل الرمانة وقال للوالي هذا حجة بينة على أهل البحرين فان
قبلوها والا عاقبتهم أشد العقاب فاحضرهم وأعلمهم ذلك فاستمهلوه ثلاثا
واختاروا عشرة من صلحائهم ثم اختاروا من العشرة ثلاثة فخرج أحدهم
في الليلة الأولى إلى الصحراء ودعا واستغاث بصاحب الزمان ع
فلم ير شيئا وخرج الثاني في الليلة الثانية وفعل كذلك فلم ير شيئا، وخرج
الثالث في الليلة الثالثة واسمه محمد بن عيسى وبالغ في الدعاء والتضرع
والبكاء فلما كان آخر الليل جاءه رجل وأخبره ان في دار الوزير شجرة رمان
فلما حملت صنع من الطين بهيئة الرمانة وجعله نصفين وكتب في داخله تلك
الكلمات وأطبقه على الرمانة وشده وذلك الطين في كيس أبيض في الحجرة
الفلانية في داره فذهب وأخبر الوالي فوجد الكيس على ما أخبر به اه
قال المؤلف: أما رسالة الاستخارة التي أشار إليها فهي المعروفة بقرعة
الطيور وهي: دوائر وضعت فيها عدة أسماء وهي نوع من الحيل والشعبذة
قد رتبت على ترتيب خاص يمكن معه معرفة ما نواه الشخص بعد ان
تعرض عليه تلك الدوائر ويسال عن مطلوبه فيقول هو في هذه الدائرة بدون
ان يعينه، ثم تعرض عليه دائرة أخرى فيسال فيقول انه موجود فيها
ونسبتها إلى جعفر الصادق ع زور وبهتان فإن كان هذا الشيخ هو
الذي عملها ورتبها فهي إلى القدح فيه أقرب من المدح له. اما قصة
الرمانة فان صحت فهي منسوبة إلى محمد بن عيسى فمن العجيب ان
يتوهم صاحب أنوار البدرين انها للمترجم وصحتها غير بعيدة لكن الجواب
عنها لا يحتاج إلى الدعاء والتضرع، بل إن مرها يدرك لأول وهلة.
٣٧٩٤: ميرزا احمد الساوجي
توفي سنة ١٣٠٥
في كتاب المآثر والآثار ما تعريبه: كان من مشاهير العلماء ومشايخ
الفقهاء تلمذ على الملا احمد النراقي صاحب المستند والمناهج وغيرهما وعلى
الميرزا مسيح الطهراني.
(٥٩٥)

٣٧٩٥: أحمد بن السري
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع أحمد بن
السري واقفي اه.
٣٧٩٦: المولى احمد السبزواري
لا نعلم من أحواله شيئا سوى انه شيخ الشيخ شريعة الأصفهاني
وتلميذ السيد حسن بن السيد علي الشهير بالسيد حسن المدرس
الأصفهاني.
٣٧٩٧: الشريف أحمد بن سعد الحسيني المدني
لا نعلم من أحواله شيئا سوى وصف صاحب النور السافر عن اخبار
القرن العاشر له برئيس الاشراف بالمدينة النبوية ومدح بعض الشعراء له
ويظهر من ذلك ومن الشعر الذي مدح به انه كان من امراء المدينة. قال
صاحب النور السافر في حوادث سنة ٩٩٦: فيها توفي الشريف محمد بن
الحسين السمرقندي الحسيني ومن شعره قصيدة في مدح الشريف أحمد بن
سعد الحسيني المدني رئيس الاشراف بالمدينة النبوية وأولها:
عز الديار بطول السمر والقضب والأخذ بالثار معدود من الحسب
هذا بسعدك يا ابن الأكرمين أتى وان أردت فقل سعدي وسعد أبي
٣٧٩٨: السيد احمد النقيب بن سعد بن علي بن شدقم الحمزي الحسيني المدني
توفي بالمدينة المنورة سلخ ربيع الثاني سنة ٩٨٨
ذكره السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتاب أنسابه فقال:
قال السيد محمد بن حسين بن عبد الله السمرقندي أصلا المكي مولدا المدني
منشأ الحسيني الموسوي.
وفي سنة... أوقف السلطان مراد خان بن
سليم بن بايزيد بن محمد ييلدرم بايزيد بن اورخان بن عثمان بن سليم
العثماني (١) أيد الله ملكه وخلد سروره وأمد العالم بطول عمره وخلفه ورحم
سلفه أوقف بأرض مصر أراضي على أهل المدينة المنورة تغل كل سنة ستة
آلاف أردب حنطة مصرية وغيرها من الخيرات الجارية السرمدية تنقل إليهم
إلى المدينة النبوية وكان قبل هذا الوقف قد أوقف السلطان قاتباي بمصر
أوقافا على أهل المدينة تغل كل سنة سبعة آلاف اردب وخمسمائة اردب
مصري لكل أمير بالمدينة عوضا له عن المكس حيث ابطله وكتب على باب
السلام لعن الله آخذه ولما حرق المسجد النبوي عمره واشترى حوله بيوتا
وعمرها واوقفها عليهم فكل ذلك ينقل إليهم ويقسم على الأعزاء والأطراف
سوى الاشراف فإنهم محرومون من الجميع ولو حصل الإنصاف لكانوا هم
المقدمين فجرد السيد احمد النقيب عزمه وبذل جهده فيما يليق بالمقام العالي
من التحف والهدايا السنية وأرسلها مع كتب إلى السلطان مراد ملتمسا منه
الجبر والسرور بعد الانكسار فاجابه لسؤاله ووقف عليهم أرضا تغل كل
سنة أربعة آلاف اردب حنطة مصرية وأيضا من الديار الرومية ألف
وخمسمائة احمر شريفي ينقل المجموع إلى النقيب فيفرقه عليهم وأرسل
السيد احمد النقيب إلى بعض الملوك والوزراء هدايا وتحفا وكتبا يعرفهم
بأحوال بني حسين فأجابوا لذلك وفي سنة ٩٨٧ عصى بنو سليمان أحد
قبائل عنزة وقطعوا الطرق وأسباب العالم عن الذهاب والاياب فجرد النقيب
احمد عزمه بجماعة من بني إبراهيم الغمراش أشراف ينبع فحل بناديهم
ونزل بطن واديهم فحاربهم وظفر بهم وغنمهم فاستفزعوا عليه العربان
وأحاطوا به كالسوار من المعصم وطرحوه عن جواده باسنة الرماح وكادوا
يقتلونه فانقذه سلامة بن صبيح وأحمد بن سليمان بن شرفي واستخلصوا
فرسه واركبوه إياها لما بينهم وبين كسابها من المحالفة ثم إن الشريف حسن
أمد احمد النقيب بمئة رامي بندق وسير معه أمير المدينة ميزان بن علي بن
محمد بن الأمير حسن بن ثابت النغيري والسادة الاشراف بني حسين البادية
وبني إبراهيم الغمراش وغيرهم من أهل ينبع والبدوان، وكان احمد النقيب
هو سيد القوم ورئيسهم واليه منتهى الرأي والأمر وعليه يعول في الأسارى
والأسر، فاما منا بعد وإما فداء، فسار بهم إلى وادي محسوس بأعلى وادي
ينبع فأحاط بهم يوم التروية ضحوه واستأصل شافتهم وقتل الابطال وأسر
وغنم الأموال وهرب الباقون في رؤوس الجبال، ثم جاد بما هو أهله على
سلامة واحمد وحربى لما اسدوه إليه، ثم توجه إلى ساحة الشريف حسن
فشكره على ما فعل، ثم عاد إلى وطنه فاتاه الشعراء بالقصائد، ولم يخيب
كل طالب وقاصد، فمنهم الفقير إلى الله الغني محمد بن حسين بن عبد الله
المكي مولدا المدني منشأ السمرقندي أصلا الحسيني الموسوي أتيته بهذه
القصيدة:
عز الديار بسمر الخط والقضب * والاخذ بالثار معدود من الحسب
وحازم الرأي من داري على عجل * وهادن القوم بين اللهو واللعب
حتى إذا فرصة لاحت أعد لها * مكائدا من شريف الرأي والنسب
لا يدرك المجد الا من له همم * تخالها فوق متن السبعة الشهب
وعزمة شمخت للعز طالبة * كأحمد نجل سعد منتهى الطلب
هو النقيب الذي شاعت مناقبه * ودونتها رواة العلم في الكتب
والفاطمي الذي عمت مكارمه * سكان طيبة من عجم ومن عرب
من سادة قادة أغصان دوحتهم * موصولة برسول الله خير نبي
مغنى الرسالة مرباهم ومعهدهم * منازل الوحي عزا غير مكتسب
يا عز كل أخ يا نسل خير أب * يا وارث المجد من آبائه النجب
ما زلت تركض طرق المجد مجتهدا * حتى بلغت الذي ترجو من الإرب
من معشر جهلوا معناك فارتكبوا * من المعائب ما أشفى على العطب
بني سليمان لا عاشوا ولا سلموا * ولا عدتهم عوادي الذل والغضب
لما أتوك وعين الله ناظرة * صبرت صبر كريم غير مضطرب
حتى بلغت الذي حاولت من أمل * صبحتهم بالردى والقتل والسلب
أبا سليمان خير المدح أصدقه * والفرق يظهر بين الصدق والكذب
لما وردت إلى الدهناء محتفلا * للأخذ بالثار في خيل وفي نجب
وفتية من بني الزهراء عادتهم * حماية الجار والإنعام بالذهب
في يوم الاثنين في مدسوس داسهم * حوافر صدرها أنكى من العقب
في مثله قد روي ركب الحجيج كما * رويت سمر القنا من جحفل لجب
أ ذكرتنا بالذي طارت رؤوسهم * يوم السويق الذي قد مر في الحقب
أ بقيت منا على حربي وصاحبه * سلامة بن صبيح أكرم العرب
اما فلاح فلاح العكس طالعه * ومقبل مدبر بالقتل والهرب
والمقشعر الذي تحت السيوف غدا * بالقشعريرة في هم وفي نصب
كذاك سبتة والباقون شيعته * ان البقاء لهم من أعجب العجب
فقل لآل سليمان وتابعهم * مقالة سلمت من ريبة الريب
ان ابن سعد إله العرش ناصره * بالمصطفى والمليك المعتلي النسب
حامي الحجاز الذي في ذاته حسن * وافي الصفات مع الأسماء واللقب
وناشر العدل في اكناف كاظمة * وباذل الفضل في القربى مع الجنب

(١) هكذا في النسخة ولا يخفي انه لا يوافق نسب السلاطين العثمانية.
(٥٩٦)

هو المليك الذي يحمي حماه على * قرب وبعد بحد السيف والرعب
موصولة برسول الله لحمته * يا خير فرع اتى من نسل خير أب
تاج الملوك الألى زينت بذكرهم * روس المنابر في الإنشاد والخطب
عزت به طيبة مذ صار مالكها * وعز جيرانها في العجم والعرب
ومكة مصره وهو العزيز بها * والله خوله بالملك والنسب
لا زلت في دولة بالسعد قد قرنت * بخير ارض بها ميلاد خير أب
ثم الصلاة على المختار ما بلغت * نفس امرئ من مناها غاية الطلب
والآل والصحب ما قال القريض لنا * عز الديار بسمر الخط والقضب
وفي سنة ٩٩٢ توفي الشريف حسن بن أبي نمى بن محمد بن بركات
الحسني وجلس على سرير ملكه ابنه الأكبر أبو طالب فعصت البادية وطغت
وقطعوا الطرق فظفر قوم من الجلاس إحدى طوائف عنزة بسيدين شريفين
أحدهما من الحسا والآخر من اليمن وكان معهما عيالهما فأهانوهما بالضرب
والجراحات واخذوا جميع أموالهما وأبقوهما عرايا، فركب احمد النقيب ومعه
الأمير ميزان بن علي النغيري وعلي بن أحمد الدويدار حاكم المدينة يومئذ
فادركوهم بالصهباء فاستعادوا ما اخذوه من السيدين وربط كبارهم وغنم
أموالهم ثم إنه اخذ منهم العهود والمواثيق ان لا يعودوا لمثلها وان يسلموا
اولي نعمتهم الشريف أبي طالب كل سنة عدة من الخيل الجياد والإبل
المخزومة، ثم إنه دخل خيبر وقبض على كل من تغيب عنه وتستر، ثم
عاد إلى وطنه، فامتدحه جماعة من الشعراء فمنهم الفقير محمد بن حسين
المكي مولدا السمرقند ي أصلا بهذه الأبيات:
سرور أعاد الدهر والعود احمد * فاشكر رب العالمين واحمد
لقد جاء نصر الله والفتح بعده * وجاء هناء للأنام مخلد
بعود شريف من ذؤابة هاشم * ماثره طول المدى ليس تنفد
عنيت بن سعد احمد الرأي أحمدا * ومن جده خير النبيين احمد
به طيبة طابت وعز جنابها * بتدبيره والله يشقي ويسعد
أ يا سيد السادات يا كاسب الثنا * ويا من له فوق السماكين مقعد
ويا واصل الأرحام والمسند الذي * له الخير في كل المواطن يسند
أرادت عيون في زمانك دولة * على ظنهم حاشا من الغي يهتدوا
تعدوا على زوار طيبة وانتحوا * بسلب وضرب مثله ليس يعهد
وولوا كما ولى اليهود بخيبر * عشية سيف الحق فيهم مجرد
فغار عليهم راجح الفعل سيد * أمير بلاد المصطفى نعم سيد
أمير له الميزان اسم لعدله * عظيم السجايا هاشمي موحد
شجاع كريم في المنابر ذكره * له سابقات في الوغى ليس تجحد
يباريه من آل الدويدار ماجد * علي على فعل المكارم مجهد
إذا ثوب الداعي ليوم كريهة * أجاب له صدر الكتيبة يشهد
لحسبك غارات لهم في ديارهم * بها شملهم من بعدها متبدد
فلما نمت اخبارهم نحو مكة * إلى من له رب السماء مؤيد
إلى ملك ساس الرعايا برحمة * ورأفة قلب بات لله يعبد
إلى من حمى بيت الاله وطيبة * ومن جده خير الأنام محمد
إلى حسن الأسماء والوصف والذي * له مفخر فوق الملوك وسؤدد
إلى من حمى ركب الحجيج بجمعهم * وفي عرفات كم له بالدعا يد
ومن مكة الغرا أتته عصابة * لأعدائه سلوا السيوف وجردوا
قال السيد ضامن قال جدي علي قدس سره كان احمد النقيب فيه
صلة للغرباء قد اتخذهم من دوننا بطانة وكانت مدة نقابته خمسا وعشرين
سنة وتوفي والدي قبله بشهرين ونصف وخلف احمد النقيب أربعة بنين
وخمس بنات فالبنون محمد وحسن وسيف ويدعى عجلا وسليمان اه ويظهر
من ترجمة ولده السيد محمد المذكورة في بابها أن المترجم كان قد تولى
مناصب ثلاثة أحدها النقابة وثانيها ولاية بيت المال وثالثها مال الغياب
الشامل للقطة والضالة والأرض الموات والكل للمبيع ومصرفه لمصالح
الدولة الحسنية ما لم يثبت مالك خاص أو وكيل عن غائب وكان هو أول من
تولى المنصبين الآخرين لم يسبقه إليهما سابق وصارا تبعا لمنصب النقابة
وجودا وعدما، وكانت ترجمة السيد احمد ناقصة في الكتاب المذكور وفي
الكتاب المتقدم أيضا انه تولى أحمد بن سعد نقابة السادة الاشراف بني
حسين أهل المدينة من قبل سلطان الحرمين المحترمين الشريف حسن بن أبي
نمى بن محمد بن بركات الحسني وكان خادما ناصحا له مقبول اللهجة
مسموع الكلمة عند الخاص والعام وكان عليه اعتماده واليه ركونه وبخدمته
انتشرت أحواله وعلت خطوته وزكت شوكته وفاقت على العالم شؤونه وما
خالف رأيه أحد من الناس الا كبرت مصائبه وعظم خطره وشجونه فهو
مولى السياسة وامام الرياسة والصولة والدولة والرعاية وترقى بالأحداس
الصائبة والأفكار الثاقبة على كل كبير وصغير وجليل وحقير بصحة رأي
وحسن تدبير نافذة أقواله عند القضاة والحكام والامراء وباشارته عمر وزين
السلطان العثماني مسجد الشجرة، فكان هو القيم والمباشر لعمارته وبرأيه
نصب الشريف حسن حاكمه بالمدينة ولم يكن قبل ذلك حاكم الا لامارتها
من بني حسين وفي بعض السنين أتى إلى الحج معصوم بيك وزير سلطان
العجم فقتل مع قومه في الخبت فأصاب احمد من تركته مائة ألف دينار
فسلمها لولي نعمته الشريف فنحله منها ألفي دينار اه فانظر هذا الظلم
الفاحش يقتلونه بلا جرم ويرثونه.
٣٧٩٩: أبو الأغر أحمد بن سعيد بن حمدان بن حمدون التغلبي
قال ابن خالويه قتل وهو ابن ثماني عشرة سنة فاق أهله فاحتمى من
جيش القرمطي بسيفه حتى لم يتخلص غيره وخلص منكور رئيس الحجرية
من بني شيبان فخلع عليه وطوقه وقتل بنو حمدان بثاره حتى قتل منهم ومن
تغلب ستمائة رجل وعددا كثيرا في مواقف كثيرة إلى أن قتل قاتله طائع
الأشتري وهو مع الاسرى وفي ذلك يقول أبو فراس الحمداني:
ومنا ابن قناص الفوارس احمد غلام كمثل السيف أبلج زاهر
فتى حاز أسباب المكارم كلها وما شكرت منه الخدود النواضر
٣٨٠٠: كمال الدين أبو جعفر أحمد بن سعيد بن سعادة البحراني
يأتي بعنوان أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة.
٣٨٠١: أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي
في ميزان الاعتدال: روى عن أبي حمة وعنه الطبراني فذكر حديث
الطير باسناد الصحيحين فهو المتهم بوضعه اه وفي لسان الميزان أخرجه
الحاكم عن محمد بن صالح الأندلسي عن أحمد هذا عن أبي حمة محمد بن
يوسف الزبيدي اليماني عن أبي قرة موسى بن طارق الزبيدي عن
موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر، وأحمد بن سعيد معروف من شيوخ
الطبراني وأظنه دخل عليه اسناد في اسناد، وذكر المؤلف في المحمدين
محمد بن أحمد بن سعيد بن فرقد المخزومي من شيوخ ابن الأعرابي له مناكير
تأمل حاله اه، وقد أشكل امره ما أدري هو هذا أو هو ابن هذا
(٥٩٧)

اه أقول: ولو كان معروفا من شيوخ الطبراني فالذهبي لا يمكن ان يصدقه وكيف
يصدقه وهو يروي ان عليا أحب الخلق إلى الله والى رسوله
صلى الله عليه وآله وسلم ان هذا ما لا يكون والرجل لم يعلم أنه من شرط كتابنا بمجرد روايته
هذا الحديث!!!
حديث الطائر المشوي
وحديث الطائر اورده الحاكم في المستدرك، قال: حدثني أبو علي
الحافظ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار وحميد بن يونس بن
يعقوب الزيات قالا حدثنا محمد بن أحمد بن عياض عن ابن أبي طيبة
ثنا أبي ثنا يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن انس بن
مالك قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقدم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرخ مشوي
فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فقلت
اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على
حاجة، ثم جاء فقلت ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حاجة ثم جاء فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم افتح فدخل! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أحبسك يا علي! فقال:
ان هذه آخر ثلاث كرات يردني انس يزعم انك على حاجة! فقال: ما
حملك على ما صنعت فقلت يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت ان يكون
رجلا من قومي! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الرجل قد يحب قومه! ثم قال
الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال وقد رواه
عن انس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ثم صحت الرواية عن
علي وأبي سعيد الخدري وسفينة اه والذهبي في تلخيص المستدرك
قال: ابن عياض لا اعرفه، ونحن نقول إذا كان لا يعرفه فالحاكم الذي
هو اعرف منه وأقدم وابصر برجال الحديث يعرفه ومن لا يعرف ليس حجة
على من عرف ثم قال الحاكم: وفي حديث ثابت البناني عن انس زيادة
ألفاظ كما حدثنا به الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن
إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني بالكوفة من أصل
كتابه حدثنا عبيد بن كثير العامري ثنا عبد الرحمن ابن دبيس وحدثنا أبو
القاسم ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا عبد الله بن عمر بن
أبان بن صالح قالا حدثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار ثنا ثابت البناني
أن انس بن مالك كان شاكيا فاتاه محمد بن الحجاج فقال انس من هذا
اقعدوني فاقعدوه فقال يا ابن الحجاج أ لا أراك تنتقص علي بن أبي طالب
والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بالحق لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين يديه وكان
كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غلام من أبناء الأنصار فكان ذلك
اليوم يومي فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بطير فوضعته بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا أم أيمن ما هذا الطائر قالت هذا الطائر أصبته
فصنعته لك فقال اللهم جئني بأحب خلقك إليك والي يأكل معي من هذا
الطائر وضرب الباب فقال رسول الله يا انس انظر من بالباب قلت اللهم
اجعله رجلا من الأنصار فذهبت فإذا علي بالباب قلت إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم البث أن ضرب الباب فقال يا انس
من على الباب فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فذهبت فإذا علي
بالباب قلت إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم
ألبث أن ضرب الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا أنس اذهب فادخله فلست
بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار فذهبت فأدخلته فقال: يا أنس
قرب إليه الطير فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكلا جميعا. قال محمد بن
الحجاج: يا أنس! كان هذا بمحضر منك؟ قال نعم! قال أعطي بالله
عهدا ان لا أنتقص عليا بعد مقامي هذا ولا أعلم أحدا ينتقصه الا أشنت
له وجهه اه قال الذهبي في تلخيص المستدرك: قلت إبراهيم بن ثابت
ساقط اه قلنا الحاكم الذي هو أعرف منه وأقدم وأبصر برجال الحديث
وأبعد عن الهوى والتعصب عرف انه غير ساقط، مع أنه هو لم يبين وجه
سقوطه. والثقة المأمون كما وصفه الحاكم قد حدث به وارتضاه ولو علم
راويه ساقطا لما حدث به، على أن حديث الطائر قد رواه الإمام أحمد بن
حنبل من طريق سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورواه ابن المغازلي الشافعي
باثنين وعشرين طريقا منها أحد وعشرون طريقا عن أنس وطريق واحد عن
أنس بن مالك عن ابن عباس ورواه أبو داود السجستاني بسنده عن أنس بن
مالك ورواه موفق بن أحمد بسنده عن ابن عباس
وبسنده عن أنس بطريقين وبسنده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ورواه إبراهيم بن محمد الحموئي
بسنده عن أنس بثلاثة طرق والسمعاني في مناقب الصحابة بسنده عن أنس
بثلاثة طرق والسمعاني في مناقب الصحابة بسنده عن أنس إلى غير ذلك مما
يبلغ ستة وثلاثون طريقا مذكورا في غاية المرام وهل عند الذهبي أحاديث
مسندة بهذا المقدار أو رواها عن أنس ما يزيد عن ثلاثين نفسا؟ ولكن إذا
عرف السبب بطل العجب!
٣٨٠٢: نصير الدين أبو جعفر احمد السكين ويقال ابن السكين بن جعفر بن
محمد بن محمد بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع
إليه ينتهي نسب السيد علي خان الشيرازي شارح الصحيفة
الكاملة. وكان من أصحاب الرضا ع مقربا عنده في الغاية
ولاجله كتب الكتاب المسمى بفقه الرضا إذا صحت نسبته كما ستعرف
يروي عن الرضا ع وعن والده جعفر ويروي عنه ابنه جعفر بن أحمد
السكين، ووصفه بعض احفاده وهو الأمير معين الدين محمد بن
محمود بن سلام الله عند ذكر نسبه تارة بقوله قدوة المتقين برهان ذوي اليقين
نصير الدين أبو جعفر احمد السكين وتارة بقوله فدوة المتقين برهان ذوي
اليقين الشاهر سيفه في نصر الدين أبو جعفر احمد السكين فالعبارة الأولى
حكاها صاحب الرياض والثانية حكاها صاحب المستدركات عن خط معين
الدين المذكور كما سيأتي ويغلب على الظن أن المحكية في الرياض ناقصة
وصوابها الشاهر سيفه في نصر الدين بدل نصير الدين وانهما عبارة واحدة
ويدل عليه ان بين كلمة اليقين وكلمة نصير الدين في نسخة الرياض بياضا
يظن أنه موضع الشاهر سيفه في، فظن النساخ ان كلمة نصر نصير ولم
يلتفتوا إلى الناقص ومن هنا قد يشك في تلقيبه بنصير الدين. في رياض
العلماء في ترجمة السيد علي خان المذكور نقلا عن خط بعض أفاضل هذه
السلسلة المباركة وهو الأمير معين الدين محمد بن محمود بن سلام الله انه
ذكر نسبه إلى أن قال ابن زيد الأعثم الأعشم بن علي بن محمد بن
علي بن جعفر ابن قدوة المتقين برهان ذوي اليقين نصير الدين أبي جعفر احمد
السكين. وفي مستدرك الوسائل انه وجد اجازة من بعض العلماء للأمير
معين الدين المذكور قال فيها انه الأمير معين الدين محمد بن شاة أبو
تراب ابن الأمير سلام الله. وانه في ظهر الإجازة كتب الأمير معين الدين
نسبه بخطه وقال فيه معين الدين محمد بن عماد الدين محمود الشهير بأبي
تراب الخ وانه بالغ في مدح احمد السكين ولم يتعرض لمدح غيره فقال زيد
الأعشم بن علي بن محمد بن علي بن جعفر ابن قدوة المتقين برهان ذوي
اليقين الشاهر سيفه في نصر الدين أبي جعفر احمد السكين الخ. وفي
(٥٩٨)

رياض العلماء أعلم ان احمد السكين وقد يقال أحمد بن السكين هذا الذي
قد كان في عهد مولانا الرضا صلى الله عليه وآله وسلم وكان مقربا عنده في الغاية
وقد كتب لأجله الرضا ع كتاب فقه الرضا وهذا الكتاب بخط
الرضا ع موجود في الطائف بمكة (١) المعظمة في جملة كتب السيد
علي خان المذكور التي قد بقيت في بلاد مكة وهذه النسخة بالخط الكوفي
وتاريخها سنة ٢٠٠ من الهجرة وعليها إجازات العلماء وخطوطهم وقد ذكر
الأمير غياث الدين منصور أحد أجداد السيد علي خان وأحفاد ابن
السكين نفسه أيضا في بعض اجازاته بخطه في هذه النسخة ثم أجاز هذا
الكتاب لبعض الأفاضل وتلك الإجازة بخطه أيضا موجودة في جملة كتب
السيد علي خان عند أولاده بشيراز اه وقد وجدت نسخة كتاب فقه
الرضا في جملة كتب السيد علي خان بالطائف حيث بقيت كتبه هناك لما كان
مجاورا بمكة المكرمة ومن هناك اخذ النسخة القاضي حسين الأصفهاني
ونسخها وانتشرت بين العلماء. واحمد السكين داخل في سلسلة الأسانيد كما
ذكره حفيده السيد علي خان فيما جمعه من الاخبار المسلسلة بالآباء على ما
حكاه في مستدركات الوسائل وسنذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى. وقال
الأمير صدر الدين محمد ابن الأمير غياث الدين منصور أحد أجداد السيد
علي خان المذكور في إجازته للسيد علي بن القاسم الحسيني اليزدي المذكورة
في إجازات البحار: ثم إن أحمد بن السكين جدي صحب الإمام الرضا
ع من لدن كان بالمدينة إلى أن شخص تلقاء خراسان عشر سنين
فاخذ منه العلم واجازته ع عندي فاحمد يروي عن الإمام الرضا
ع عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا الاسناد أيضا مما أتفرد به لا
يشركني فيه أحد وقد خصني الله تعالى بذلك والحمد لله اه هذا وعن
بحر العلوم الطباطبائي في فوائده أنه قال: قد اتفق لي في سني مجاورتي
المشهد المقدس الرضوي على مشرفه سلام الله العلي اني وجدت في نسخة
من هذا الكتاب فقه الرضا من الكتب الموقوفة على الخزانة الرضوية ان
الإمام علي بن موسى الرضا ع صنف هذا الكتاب لمحمد بن
السكين وان أصل النسخة وجد في مكة المشرفة بخط الامام ع
وكان بالخط الكوفي فنقله المولى المحدث الآميرزا محمد صاحب الرجال إلى
الخط المعروف ومحمد بن السكين في رجال الحديث رجل واحد وهو
محمد بن السكين بن عمار النخعي الجمال روى أبوه عن أبي عبد الله
ع والطبقة تلائم كونه من أصحاب الرضا ع قيل وروى عنه
ابن أبي عمير وهو من أصحاب الرضا والجواد ع فيكون
محمد بن السكين من كبار أصحاب الرضا ع اه وفي
مستدركات الوسائل: وأنت بعد التأمل في كلام صاحب الرياض وما نقله
طاب ثراه عن النسخة الرضوية لا تكاد تشك ان هذه النسخة الرضوية
استنسخت من النسخة التي كانت عند شارح الصحيفة وآبائه الاجلاء
الكرام والظاهر بل المقطوع ان محمد تصحيف احمد اما ممن نقلها من الخط
الكوفي إلى العربي أو من الناسخ وعليه فما تكلفه من ملاءمة طبقته في غير
محله واما احمد السكين فهو في طبقة الرضا ع لأن بينه وبين
السجاد ع ثلاثة آباء بعدد ما بينهما ع اه أقول
الصواب ان بين احمد السكين وبين السجاد ع أربعة آباء لا ثلاثة
وهم جعفر والمحمدان وزيد وبينهما ع ثلاثة آباء كما قال.
٣٨٠٣: الشيخ أحمد بن سلامه الجزائري.
في أمل الآمل فاضل صالح فقيه معاصر كان قاضي حيدرآباد له
شرح الارشاد في الفقه وغير ذلك.
الشيخ احمد السلطان آبادي.
توفي حدود سنة ١٣١٥.
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا قرأ على ملا محمد الإيرواني له ١
حاشية على المكاسب ٢ حاشية على الرسائل كلاهما تقرير بحث أستاذه
المذكور وله عدة رسائل في الفقه والأصول وغيرهما.
الميرزا احمد سلطان الملقب بخاور ابن ميرزا محمد مظفر بخت من أحفاد
أكبر شاة الثاني من أولاد عالمگير شاة الثاني الكوركاني الهندي.
عالم فاضل مؤلف له عدة كتب ١ التحديث في رد العاملين
بالحديث ٢ إبطال عامل بالحديث ٣ نظم گرانمايه ٤ عريضة
خاور ٥ كتاب الإمامة ٦ تكرير الخمرة في اثبات السجود على مذهب
الشيعة من كتب أهل السنة وكلها بلسان أردو ومطبوعة.
الشيخ احمد ابن الشيخ سلمان آل عصفور من ذرية الشيخ حسين ابن أخي
الشيخ يوسف صاحب الحدائق أحد المجازين في لؤلؤتي البحرين.
توفي في قرية الشاخورة ودفن في مقبرتها.
ذكره صاحب أنوار البدرين فقال: والذي عاصرناه من أفاضلهم
يعني آل عصفور الفاضل الأسعد الشيخ احمد ابن الشيخ سلمان آل
عصفور من ذرية الشيخ حسين اشتغل أولا في البحرين ثم في القطيف عند
الشيخ ضيف الله بن سيف ثم في أبوشهر وشيراز وأقام بها مدة وحصل
تحصيلا حسنا ورجع إلى البحرين وصار إماما في الجمعة والجماعة والقضاء
وله حافظة جيدة اه.
أحمد بن سلمة.
في ميزان الاعتدال: كوفي حدث بجرجان عن أبي معاوية الضرير،
قال ابن حبان كان يسرق الحديث، قلت هذا هو السمري الذي مر آنفا
اه والسمري هو أحمد بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة المتقدم، وفي
لسان الميزان: سمى الدارقطني أباه سلمة وأورد له الحديث الذي في ترجمة
أحمد بن سالم بعينه، واما ابن عدي ففرق بين أحمد بن سالم السمري وكنيته
أبو سمرة، وأحمد بن سلمة الكوفي وكنيته أبو عمرو فقال في هذا الثاني كان
بجرجان سكن سليمان آباد حدث عن الثقات، ثم اخرج حديثه عن أبي
معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس رفعه: انا مدينة العلم وعلي
بابها الحديث، وهذا يعرف بأبي الصلت سرقه منه أحمد بن سلمة وجماعة
اه وتقدم في أحمد بن سالم احتمال تشيعه.
أحمد بن سليم القيسي أو القبي الكوفي.
في بعض النسخ القيسي بالقاف والياء والسين وفي بعضها القبي
بالقاف والباء الموحدة، ولعله هو الصواب نسبة إلى القبة موضع بالكوفة
نص عليه في القاموس ويؤيده انه كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
أحمد بن سليمان الحجال. الحجال صانع الحجل وهو الخلخال أو بائعه.
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال: يروي عنه
البرقي، وقال الميرزا في الرجال الكبير المسمى بمنهج المقال نقلا عن رجال

(١) هكذا في نسخة الرياض وكأن مراده أنه موجود بالطائف الذي هو من توابع مكة المعظمة. المؤلف
(٥٩٩)

الشيخ كما في النسخة المط بوعة: انه واقفي وهو سهو من قلمه الشريف
أو من النساخ فإنه لم ينقله أحد عن رجال الشيخ غيره، بل هو في نسختين
من الوسيط لم يذكر انه واقفي وهذا مما يقوي الظن بان الخطا من الناسخ،
وفي الفهرست: له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن
بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أحمد بن سليمان، وقال
النجاشي: له كتاب حدثنا محمد بن محمد حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا
محمد بن جعفر بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد حدثنا أبي بكتابه.
وفي المعالم: أحمد بن سليمان الحجال لم يزد على ذلك وتوهم بعض من
كتب في الرجال من أهل العصر انه كناه أبو يحيى وهو اشتباه فإنه كنية
أحمد بن داود بن سعيد الفزاري الجرجاني المذكور في المعالم بعد هذا. وميزه
الطريحي والكاظمي في المشتركات برواية أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه
وعن جامع الرواة انه يروي عنه فضالة بن أيوب ومحمد بن يحيى العطار
وموسى بن بكير ومحمد بن خالد البرقي وموسى بن الحسن اه وفي
المستدركات يروي عنه موسى بن بكير كثيرا وأبو عبد الله البرقي وأبوه.
الشيخ أحمد بن سليمان العاملي النباطي.
في أمل الآمل: روى عنه الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني إجازة وقرأ
عنده وهو يروي عن الشهيد الثاني، كان عالما فاضلا محققا ماهرا صالحا
شاعرا اه ويروي عنه أيضا بالإجازة السيد محمد صاحب المدارك كما
يظهر من اجازة صاحب الوسائل لابن أخته وابن ابن عمه
الشيخ أحمد بن الحسن بن محمد بن الحر العاملي.
الشيخ أحمد بن سليمان بن علي بن سليمان بن أبي ظبية الأصبعي الشاخوري
البحراني.
عالم فاضل مؤلف ذكره في أنوار البدرين وقال فاضل أديب كامل له
كتاب حسن جليل قليل المثيل في فضائل النبي والأئمة الاثني عشر صلوات
الله عليه وعليهم سماه عقد اللآل في فضائل النبي والآل لم يكن له في
كتب أصحابنا في فنه مثيل الا القليل وفيه اخبار عجيبة حسنة وأشعار له
كثيرة مستحسنة اه وهو مطبوع فرع منه سنة ١١١٧، وله الأسئلة
الأحمدية أرسلها إلى الشيخ عبد الله بن صالح البحراني السماهيجي فكتب
جواباتها. المولى أحمد بن سيف الدين الاسترآبادي.
له شرح دعاء الصباح العلوي بالفارسية. الشيخ أحمد بن حاجي (١).
في أنوار البدرين هو جدنا الاعلى الشيخ أحمد بن حاجي الشاعر
المشهور من العلماء الأعلام لم اقف على أحواله سوى انه من العلماء والأدباء
والشعراء ومن شعراء أهل البيت ع ومادحيهم له فيهم المراثي
الكثيرة الشهيرة في تلك الأطراف ونقل ان له ألف قصيدة في رثاء سيد
الشهداء أبي عبد الله الحسين ع دون المدائح والتواريخ ورثاء
بعض معاصريه من العلماء الأعلام وكان له ملكة في التواريخ لم تكن لغيره
كان يتكلم بالتاريخ الذي يريده بداهة وارتجالا من غير تأمل وسمعت من
بعض أعمامي ان ديوانه الحسيني في مجلدين وبقيا إلى الواقعة الأخيرة وهي
التي خرجنا منها إلى القطيف التي قتل فيها حاكمها علي بن خليفة وتلفا فيها
وله حكايات حسنة بل كرامات مستحسنة اه. واحتمل ان يكون هو
الشيخ أحمد بن عبد الله بن حسن بن جمال البلادي الآتي واستظهر انه غيره
أو انه ابن عمه.
أبو البركات أحمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل المنقدي بن جعفر بن
عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
ذكره في عمدة الطالب وقال انما قيل لولده المنقديون لأنهم سكنوا
بدار منقد بالمدينة فنسبوا إليها وقال عن أحمد المذكور له عقب بدمشق يقال
لهم آل البكري.
الشيخ احمد آل رعد العاملي.
قرأ في مدرسة جبع على الفقيه الشيخ عبد الله آل نعمة وكان عين
تلامذته والمقدم فيهم وكان من الفضلاء الفقهاء المشار إليهم بالبنان.
وحكى الشيخ منير عسيران عن السيد محمد جواد آل نور الدين انه كان
صاحب كرامات. السيد أحمد بن ركن الدين الحسيني الكاشاني.
توفي حدود ١٢٨٠.
عالم فاضل، في الذريعة: يعبر عنه في الإجازات بعلامة الدهر
أقول وهذا من مبالغات هذا العصر الفارغة فلم يرضوا ان يلقبوه بعلامة
العصر حتى لقبوه بعلامة الدهر ولو اقتصروا على وصفه بصفاته الواقعية
لكان خيرا له ولهم ولعرفه الناس كما هو، ويظن صاحب الذريعة ان ما
وجد باخر نسخة تنقيح الأصول تاليف الملا مهدي بن أبي ذر النراقي من أنها
كتبت بأمر السيد العالم الكامل السيد احمد المراد به هذا والله أعلم.
أحمد بن زيد النيشابوري.
روى الكليني في أصول الكافي في باب مولد أمير المؤمنين ع
في الحديث الرابع بسنده عن البرقي عن أحمد زيد النيسابوري قال: حدثني
عمر بن إبراهيم الهاشمي.
الشيخ احمد الشاهرودي.
نسبة إلى شاهرود بلدة بطريق خراسان ومعنى شاة رود مجمع الأنهر.
توفي في المحرم سنة ١٣٥٠ في طهران ونقل إلى قم فدفن فيها في
المقبرة الجديدة على شاطئ النهر.
كان عالما فاضلا متكلما بحاثا مناظرا مجاهدا في دفع الشبهات له
تاليف كثيرة في رد الفرق المخالفة للاسلام وقد طبع بعضها منها كتاب مدنية
الاسلام مطبوع وله تفسير لم يتمه تصدى فيه لرد بعض كلمات الشيخ
طنطاوي في تفسيره الزواهر والجواهر يروي عنه جماعة منهم السيد شهاب
الحسيني المعروف باقا نجفي النسابة المعاصر.
ملا احمد الشبستري المعروف بالكبير امتيازا له عن ملا احمد التبريزي
الكوزكناني المتقدم وهو المراد من الصغير حيثما اطلق. توفي سنة ١٣٠٦ بالنجف الأشرف.
كان عالما فاضلا محققا متقنا متفوقا على أعيان عصره المعروفين قائما في
نصرة الحق باذلا نفسه في حوائج الخلق وكانت داره مجمع الفضلاء ومحط

(١) هكذا والذي بعده أخرا عن محلهما سهوا. المؤلف
(٦٠٠)

رحال العلماء وكان من أورع الناس وأتقاهم ومن ورعه عينه الشيخ نوح
النجفي العالم الشهير مكانه ليصلي بالناس جماعة لما عزم على الحج ثم توفي
في الطريق وصارت الجماعة له وكانت عظيمة جدا حتى أنه كان يقال إن
نوحا ملأ السفينة وازدحم الناس إلى الائتمام به في صلواتهم وكان يدرس
القوانين خارجا وسطحا وله اليد الطولى في ذلك، وتخرج على شيخ الطائفة
الشيخ مرتضى الأنصاري واختص بالسيد حسين الكوهكمري المعروف
بالسيد حسين الترك وقرأ على ملا محمد الإيرواني وله كتاب منتهى الأصول
ذكروا انه تقرير بحث أستاذه السيد حسين الكوهكمري في خمسة مجلدات
وله حاشية على المكاسب.
أحمد بن شبوبة بن بشار بن حميد الموصلي.
في لسان الميزان: روى عن محمد بن سلمة عن يزيد بن هارون عن
حماد بن سلمة عن أيوب عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه
حب علي يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب. قال الخطيب: رجاله
معروفون بالثقة من فوق محمد فصاعدا والحديث باطل مركب على هذا
الاسناد قلت: ومحمد بن سلمة سيأتي ترجمته وانه ضعيف والراوي عنه
أحمد بن شبوبة هذا مجهول فالآفة من أحدهما انتهى ومن ذلك قد يظن
تشيعه.
الشيخ احمد الشرواني.
له نفحة اليمن معروفة مطبوعة وهو حفيد الميرزا إبراهيم خان
الهمذاني.
المولى احمد الشريف بن المولى كمال.
من علماء عصر الشاه حسين الصفوي له شرح التوحيد من كتاب
الكافي للكليني.
أحمد بن شعيب يكنى أبا عبد الرحمن.
له كتاب العشرة كذا في الفهرست للشيخ الطوسي وفي المعالم أحمد بن
شعيب أبو عبد الرحمن له العشرة اه وقد يحتمل من موافقته للنسائي
الآتي في الاسم واسم الأب والكنية اتحاده معه لكن الظاهر أنه غيره.
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار النسائي
القاضي الحافظ صاحب السنن أحد الصحاح الستة المشهور.
ولد بن سالم سنة ٢١٥ أو ٢١٤ وتوفي بمكة ودفن بين الصفا والمروة أو
بالرملة من ارض فلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر
وقيل توفي في شعبان سنة ٣٠٣.
والنسائي نسبة إلى نسا بلدة مشهورة بخراسان قرب مرو وابيورد
وهي بفتح النون والسين المهملة بعدها همزة كما في تاريخ ابن خلكان وفي
معجم البلدان نسا بفتح أوله مقصور اه والنسبة إليها على الأول نسائي
بنون وسين وهمزة بدون مد كما عن طبقات الفقهاء وعن جامع الأصول انها
بالمد وهو مخالف لما سمعت فلا يبعد ان يكون سهوا وعلى الثاني نسوي
بقلب الهمزة واوا وكلا النسبتين مستعمل في كلامهم وفي أنساب السمعاني
ذكر النسبة إليها بعد النسابة والنساب والنساج فكانه جعل النسبة إليها
نسايي بيائين.
ترجمه كما ذكرناه ابن حجر في تهذيب التهذيب وفي ترجمته المطبوعة
على ظهر سننه الصغرى أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان بن دينار
بتقديم بحر على سنان ومثله في أنساب السمعاني ومعجم البلدان بترك ابن
دينار فيهما اما ما في تاريخ ابن خلكان المطبوع من أنه أحمد بن علي بن
شعيب بن علي بن سنان بن بحر فالظاهر أن ابن علي الأولى زائد من النساخ
إذ لم نجده في غيره.
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان: كان امام أهل عصره في الحديث وسكن بمصر
وانتشرت بها تصانيفه واخذ عنه الناس وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني كان
يصوم يوما ويفطر يوما وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس
صاحب تاريخ مصر في تاريخه ان أبا عبد الرحمن النسائي قدم مصر قديما
وكان إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا وكان خروجه من مصر في ذي القعدة
سنة ٣٠٢ اه وقال ياقوت كان امام عصره في علم الحديث وهو أحد
الأئمة الاعلام وفي تهذيب التهذيب حكاية انه امام من أئمة المسلمين أو
امام أو يستحق ان يكون إماما أو كان من أئمة المسلمين أو الامام في
الحديث بلا مدافعة وان أبا علي النيسابوري قال رأيت من أئمة الحديث
أربعة وعد أحدهم النسائي بمصر واجتمع جماعة من الحفاظ بطرسوس
فكتبوا كلهم بانتخاب النسائي وقال أبو الحسين بن المظفر سمعت مشائخنا
بمصر يعترفون لأبي عبد الرحمن النسائي بالتقدم والإمامة ويصفون من
اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد وإقامة السنن
المأثورة واحترازه عن مجالس السلطان وان ذلك لم يزل دأبه إلى أن استشهد
وقال الحاكم سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول أبو عبد الرحمن
مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره وسمعته يقول النسائي أفقه
مشائخ مصر في عصره واعرفهم بالصحيح والسقيم واعلمهم بالرجال فلما
بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة وقال الدارقطني كان أبو بكر بن
الحداد الفقيه كثير الحديث ولم يحدث عن أحد غير أبي عبد الرحمن النسائي
فقط وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى وقال ابن يونس قدم مصر
قديما وكتب بها وكتب عنه وكان إماما في الحديث ثبتا حافظا اه وفي
تذكرة الحفاظ: النسائي الحافظ شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن أحمد بن
شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني القاضي صاحب السنن برع في
هذا الشأن اي الحديث وتفرد بالمعرفة والاتقان وعلو الاسناد واستوطن
مصر رحل إلى قتيبة وله خمس عشرة سنة سنة ٣٠ ٢٣٠ فقال أقمت عنده سنة
وشهرين وكان يكثر الاستماع له أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك
من سرية وقال مرة بعض الطلبة ما أظن أبا عبد الرحمن الا انه يشرب النبيذ
للنضرة التي في وجهه وقال آخر ليت شعري ما مذهبه في اتيان النساء في
ادبارهن فسئل فقال النبيذ حرام ولا يصح في الدبر شئ لكن حديث
محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال اسق حرثك من حيث شئت فلا
ينبغي ان يتجاوز قوله. ثم روى أنه قيل لابن المبارك فلان يقول من زعم أن
قوله تعالى انني انا الله لا إله إلا انا فاعبدوني مخلوق فهو كافر فقال
صدق قال النسائي بهذا أقول قال المؤلف لا يمكن ان يكلف الله الأمم
بالاعتقاد بمسالة من أدق مسائل الكلام صعب تصويرها على فحول العلماء
فضلا عن تصديقها ويجعل عدم الاعتقاد بها كفرا كما بيناه في الجزء الأول في
المقدمات ثم حكى عن سعد بن علي الزنجاني أنه قال إن لأبي عبد الرحمن
شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وفي ترجمة النسائي
المطبوعة على ظهر سننه الصغرى عن الحاكم قال: سمعت أبا الحسن
(٦٠١)

الدارقطني غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بعلم
الحديث وبجرح الرواة وتعديلهم في زمانه وكان في غاية من الورع والتقى
أ لا ترى انه يروي في سننه عن الحارث بن مسكين هكذا قرئ عليه وانا
اسمع ولا يقول في الرواية عنه حدثنا وأخبرنا كما يقول في روايات أخرى
عن مشائخه وكان شافعي المذهب وكان ورعا متحريا وكان يواظب على
صوم داود ونقل السبكي عن شيخه الذهبي ووالده السبكي ان النسائي
احفظ من مسلم صاحب الصحيح وان سننه أقل السنن بعد الصحيحين
حديثا ضعيفا بل قال بعض الشيوخ انه أشرف المصنفات كلها وما وضع في
الاسلام مثله وقال جماعة كل ما فيه صحيح لكن فيه تساهل صريح وشذ
بعض المغاربة ففضله على كتاب البخاري ولعله لبعض الحيثيات الخارجة
عن كمال الصحة وصنف في أول الأمر السنن الكبرى ثم صنع المجتبى من
السنن الكبرى ولخص منها الصغيرة فإذا قيل رواه النسائي فالمراد هذا
المختصر لا السنن الكبرى وهي إحدى الكتب الستة وإذا قالوا الكتب أو
الأصول الخمسة فهي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي
ومجتبى النسائي اه ما على ظهر السنن الصغرى المطبوعة.
تشيعه
قال ابن خلكان: قال محمد بن إسحاق الأصبهاني سمعت مشائخنا
بمصر يقولون إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق
فسئل عن معاوية وما روي من فضائله فقال أ ما يرضى معاوية ان يخرج
رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية أخرى ما أعرف له فضيلة الا لا أشبع
الله بطنك وكان يتشيع فما زالوا يدفعون في حضنه حتى أخرجوه من المسجد
وفي رواية أخرى يدفعون في خصييه وداسوه ثم حمل إلى الرملة فمات بها
وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني لما امتحن النسائي بدمشق قال: احملوني
إلى مكة فحمل إليها فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وقال الحافظ أبو
نعيم الأصبهاني لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس وهو منقول قال
وكان قد صنف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب وأهل البيت
وأكثر رواياته فيه عن أحمد بن حنبل فقيل له أ لا تصنف كتابا في فضائل
الصحابة فقال دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فأردت ان يهديهم
الله تعالى بهذا الكتاب وقال الدارقطني امتحن بدمشق فأدرك الشهادة
اه ابن خلكان
وفي تهذيب التهذيب قال أبو بكر المأموني سألته عن تصنيفه كتاب
الخصائص فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب
الخصائص رجاء أن يهديهم الله ثم صنف بعد ذلك كتاب فضائل الصحابة
وقرأها على الناس وقيل له وانا حاضر أ لا تخرج فضائل معاوية فقال أي
شئ أخرج اللهم لا تشبع بطنه وسكت وسكت السائل اه تهذيب
التهذيب. وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: عامة ما ذكرت سمعه الوزير ابن
خيرانة عن محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي وقال فيه سمعت قوما
ينكرون على أبي عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلي وتركه تصنيف فضائل
الشيخين فذكرت له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير
فصنفت كتاب الخصائص رجوت ان يهديهم الله به ثم أنه صنف بعد ذلك
فضائل الصحابة فقيل له وانا اسمع أ لا تخرج فضائل معاوية فقال اي شئ
اخرج حديث اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل قال الذهبي بعد نقله
لهذا: قلت لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم اللهم من لعنته أو شتمته
فاجعل ذلك له زكاة ورحمة قال المؤلف: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يلعن من لا يستحق
اللعن ولا يشتم من لا يستحق الشتم وهو كما وصف في القرآن الكريم على
خلق عظيم فكيف يشتم أحدا ويطلب من الله ان يجعل ذلك زكاة له ورحمة
وأولى بكرم أخلاقه ان يطلب الزكاة والرحمة له من الله إن كان من أهلهما
ولا يشتمه ولا يمكن ان يشتم الا من يعلم بأنه ليس أهلا لهما ثم قال
الذهبي: قال أبو عبد الله بن سنده عن حمزة العقبي المصري وغيره ان
النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها ما جاء من فضائل
معاوية فقال أ لا ترضى رأسا برأس حتى تفضل فما زالوا يدفعون في خصيبه
حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها قال كذا في هذه الرواية
إلى مكة وصوابه الرملة قال الدارقطني خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك
الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا
والمروة. وقال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشائخا بمصر يصفون اجتهاد
النسائي في العبادة بالليل والنهار وانه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف
من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس
السلطان الذي خرج معه والانبساط في المآكل وانه لم يزل ذلك دأبه إلى أن
استشهد بدمشق من جهة الخوارج اه.
قال المؤلف قوله من جهة الخوارج من المضحكات فلم يقل أحد
من رواة الاخبار ونقلة الآثار ان الذين دفعوا في خصيي النسائي وداسوا
بطنه في جامع دمشق حتى مات شهيدا كانوا من الخوارج وما تصنع الخوارج
في جامع دمشق والخوارج أعدى الناس لمعاوية فهل يمكن ان يفعلوا هذا
بالنسائي انتصارا له بل هم من أمثال من جعل الحديث الذي اورده
النسائي من جملة المناقب.
وفي الترجمة المطبوعة بمصر على ظهر سنن النسائي الصغرى: وجرى
عليه بعض الحفاظ فقال مات ضربا بالأرجل من أهل الشام حين أجابهم لما
سالوه عن فضل معاوية ليرجحوه على علي بقوله أ لا يرضى معاوية رأسا
برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرف له فضيلة الا لا أشبع الله بطنه وكان
يتشيع فما زالوا يضربونه بأرجلهم حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة
فمات مقتولا شهيدا. وقال الدارقطني ان ذلك كان بالرملة وكذا قال
العبدري انه مات بالرملة بمدينة فلسطين اه ما على ظهر السنن أقول
الظاهر أن ذلك جرى له بدمشق فقال لهم احملوني إلى مكة فحمل إليها
فتوفي بالرملة في طريقه إلى مكة وأوصى قبل موته ان يحمل إلى مكة فحمل
إليها أو انه حمل إلى الرملة ثم إلى مكة فمات بها جمعا بين الروايات فلذلك
وقع الاشتباه من حمله إلى الرملة وموته بها انه دفن بها أو من حمله إليها انه
مات ودفن بها والله أعلم.
مشايخه
في تهذيب التهذيب سمع من خلائق لا يحصون وروى القراءة عن
أحمد بن نصر النيسابوري وأبي شعيب السوسي وفي تذكرة الحفاظ سمع
قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وهشام بن عمار وعيسى بن زغبة
ومحمد بن النضر المروزي وأبا كريب وسويد بن نصر الشاه وأمثالهم
بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام والجزيرة وفي ترجمته المطبوعة على
ظهر سننه أنه يروي عن الحارث بن مسكين وسمع سليمان بن أشعث
ومحمود بن غيلان ومحمد بن بشار وعلي بن حجر وأبا داود السجستاني
(٦٠٢)

وعلي بن خشرم ومجاهد بن موسى وأحمد بن عبدة وخلائق آخرين اه.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه ابنه عبد الكريم وأبو بكر أحمد بن محمد بن
السني وأبو علي الحسن بن الخضر الأسيوطي والحسن بن رشيق العسكري
وأبو القاسم حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ وأبو الحسن محمد بن
عبد الله بن زكريا بن حيوية ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي
ومحمد بن قاسم الأندلسي وعلي بن أبي جعفر الطحاوي وأبو بكر أحمد بن
محمد بن المهندس هؤلاء رواة كتب السنن عنه وأبو بشر الدولابي وهو من
اقرانه وأبو عوانة في صحيحه وأبو جعفر الطحاوي وأبو بكر بن الحداد
الفقيه وأبو جعفر العقيلي وأبو علي بن هارون وأبو علي النيسابوري الحافظ
الحسين بن محمد وأمم لا يحصون اه وفي ترجمته المطبوعة على ظهر
سننه اخذ عنه خلق كثير وذكر جملة ممن تقدم وزاد إبراهيم بن محمد بن
صالح بن سنان وأبو الميمون بن راشد ومحمد بن هارون بن شعيب
وغيرهم.
مؤلفاته
المعروف منها ١ السنن الكبرى ٢ السنن الصغرى وهما أحد
الصحاح الست ٣ خصائص أمير المؤمنين علي ع ٤ كتاب
فضائل الصحابة.
الشيخ أحمد بن شكر بن الحسين النجفي
من أهل أواخر القرن الثالث عشر يروي عن السيد كاظم الرشتي
ويروي عنه الميرزا بهاء الدين صدر الشريعة ابن نظام الدولة بتاريخ سنة
١٢٨٦ له كتاب زينة الأعياد في اعمال يوم الجمعة وفضائلها ينقل عنه
النوري في دار الاسلام وله زينة العباد في الأخلاق.
الشيخ فخر الدين أحمد بن شمس الدين بن الحسن بن زين الدين العاملي
من ذرية الشهيد الأول
وصفه ابن أخيه الشيخ شرف الدين في اجازته للميرزا عبد المطلب
التبريزي صاحب كتاب الشفا في اخبار آل المصطفى المؤرخة سنة ١١٧٨
بعمي وشيخي الامام الأكبر المعظم والهمام النحرير المكرم علم الدين وباب
الندى منفذ الأمة كاشف الغمة ناصر الشريعة رافع رايات الحقيقة الأسعد
الأمجد الشيخ فخر الدين احمد.
الشيخ احمد الشهيد العاملي
له ترجمة كشكول البهائي من العربي إلى الفارسي بأمر السلطان عبد
الله قطبشاه من سلاطين الهند.
الشيخ احمد الشيرازي المعروف بشأنه ساز صانع الأمشاط
توفي بالنجف سنة ١٣٣٠ ه ودفن في بعض حجر الصحن
الشريف.
كان فقيها حكيما متألها رياضيا أصوليا خطيبا هاجر من شيراز إلى سر
من رأى زمن الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ثم منها إلى النجف وسكن
بها وفوضت إليه المدرسة القوامية وصار مدرسا بها له حاشية مفصلة على
الفصول طبع شئ منها في بمبئي وهو من أشراف بمبئي شيراز ظ يروى
عن السيد مهدي القزويني الحلي ويروي عنه السيد شهاب الدين الحسيني
التبريزي المعروف باقا نجفي النسابة المعاصر.
السيد احمد ابن السيد شهاب الدين الرضوي الشهير بالأديب النيشابوري
ولد سنة ١٢٥٣ في الأرض الواقعة بين بيشابور وأفغانستان وتوفي سنة
١٣٤٩ ودفن في مشهد الامام زاده عبد الله قرب مشهد عبد العظيم في
الري،
وبيشابور واقعة على حدود الأفغان شمالي الهند، كان أبوه من
العلماء وولد هو في البرية في البيوت الشعر ولما هجم الإنكليز على بلاد
بيشابور حاربهم آباؤه وعشيرته وكان هو من جملة المحاربين وقتل جميع آبائه
وعشيرته من طرف الأب والأم في تلك المحاربات وأصابته جراحات كان
أثرها باقيا في جسده وبقي أحد عشر شهرا في مداواتها في بلدة بيشابور ولما
برئت جراحاته خرج من داره فرأى بعض المبشرين ينشر دعوته في بعض
أزقة بيشابور فضربه وكان الإنكليز قد استولوا عليها فأخذوه وحبسوه ٢٢
يوما فلما خرج من الحبس أقسمت عليه والدته ان يخرج من بيشابور فخرج
إلى كابل وبقي فيها سنتين يشتغل بتحصيل العلوم ثم خرج منها إلى عزبين
في بلاد الأفغان فبقي فيها سنتين في مدرسة السنائي وكان من حكماء إيران
المعروفين وهو مدفون في تلك المدرسة وهو يشتغل في تلك المدة بتحصيل
العلوم ثم خرج منها إلى هراة وبقي فيها ثلاث سنوات يشتغل بتحصيل
العلم ثم خرج منها إلى تربة الشيخ جام وهي بلدة شرقي مشهد الرضا
ع فيها قبر المذكور وتسمى بذلك وبقي فيها سنة واحدة يشتغل
بتحصيل العلوم ثم خرج منها إلى مشهد الرضا ع فبقي فيه سبع
سنين يشتغل بتحصيل العلوم ثم خرج منها إلى سبزوار فقرأ فيها على الحاج
ملا هادي السبزواري الحكيم الآلهي المشهور صاحب المنظومة وبقي في
خدمته سنتين إلى أن توفي السبزواري فجلس مكانه للتدريس في الحكمة
الآلهية والكلام والرياضيات وبقي في سبزوار بعد وفاة السبزواري خمس
سنين ثم رجع إلى مشهد الرضا ع فجعل يدرس في الآستانة
المقدسة بدون مقابل وبقي هناك ثماني سنوات ثم خرج منها إلى طهران
عاصمة إيران وبقي فيها ٤٩ سنة والناس تقرأ عليه في العلوم العقلية إلى أن
توفي وكان أديبا شاعرا مجيدا باللسانين الفارسي والعربي ولسان اردو ولا سيما
الفارسي وله ديوان شعر فارسي يبلغ ٣٥ ألف بيت في غاية الجودة وله شعر
قليل بالعربية لا باس به وكان ماهرا في اللسان العربي ومعرفة اللغة العربية
مهارة فائقة وكان يحفظ القاموس غيبا ولا يحتاج إلى مراجعة كتاب وله كتاب
في اللغة الفارسية فيه ٦٣ ألف مادة ولم يتزوج مدة عمره وكان ينتسب إلى
الإمام الرضا ع من قبل أبيه وامه وكان سيدا جليلا شهما غيورا
عالما فاضلا لا سيما في العقليات مجاهدا في دينه مجاهرا بعقيدته محاربا
للاحتلال الأجنبي غاية جهده وله مؤلفات كثيرة كانت ملء صندوقين
سرقها من لا يعرف قيمتها وباعها بأبخس الأثمان منها شرح الإشارات
للخواجه نصير الدين الطوسي ومنها حاشية على شرح ابن أبي الحديد على
نهج البلاغة ووجد بخطه ٤٨ مجلدا في غاية الضخامة بخط جيد استنسخها
حال اشتغاله بالعلم تحصيلا أو تدريسا وعلق حواشي على أكثرها أخبرنا
بذلك كله اما عبد الحسين بن عبد الرسول المازندراني الطهراني الملقب بشيخ
الملك المدعو باورنك بمنزله في طهران يوم الثلاثاء ٢٩ صفر سنة ١٣٥٣ في
طريقنا إلى مشهد الرضا ع في خراسان وكان خصيصا به وأخبرنا
انه بقي مدة في منزله بطهران وكان كارها للسلطنة المشروطة كراهة شديدة
وفي شعره هجو عظيم لا تبرك عليه الإبل لبعض عظماء العلماء لكونهم قووا
المشروطة في أول امرها ثم نشا عنها ما نشا ولا شك انه مخطئ في ذلك إذ
(٦٠٣)

لا يسوغ هجو المسلم على ما له فيه محمل صحيح فضلا عن عظماء وعلماء
الدين وورثة شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم الذين ما قصدوا الا الصلاح للأمة
وان نشا عنه غيره مما لم يكونوا يعلمون به والشعر الذي فيه هذا الهجو مع
كونه ركيكا لم نستحل نشره تغمدنا الله وإياه بعفوه. ومن شعره بالعربية
قوله يمدح أمير المؤمنين ع من قصيدة انتخبنا منها هذه الأبيات:
بشر بدا متدرعا لاهوتا * أم نور لاهوت ثوى ناسوتا
ياقوتة سخرت بنا فتجمرت * أم جمرة برزت لنا ياقوتا
عدم الحياة المعشران كلاهما * لو صاح في ثقليهما ان موتا
وأعد سعيي وقفة وتصبري * صوما وذكري للوصي قنوتا
سند ولاؤك لا يزال مثبتي في * وطئتي من أن تزل ثبوتا
من ند نهر ولائه المكنون في * الأرواح اعترفت يدا طالوتا
وأنال أيدا في يدي داود إذ * اردى بمرة حذفه جالوتا
من حكمه لقمان لقن حكمة * فغدا بسر علومه منعوتا
وتنشقت ريا تارج نشره * نفس المسيح فأحيت المرفوثا
باب الهدى فليأتين من بابها * من كان يرغب ان يزور بيوتا
سمت سوي فاستقم لرشاده * لا تعد عينك في الضلال سموتا
تعست عبيد كابرت بمليكها * اقصى الآله الجبت والطاغوتا
موموقهم في صورة لما بدا * في صورة أخرى بدا ممقوتا
ولقد سقينا خمرة لم يحوها * دون ولا زرنا لها حانوتا
ضربت على سمعي وناطق مقولي * صمما لغير حديثكم وسكوتا
هتفت حمامة أيكتي بدوية * يدع الفرزدق سجعها مبهوتا
ورقاء تنفث في لطيف نشيدها * سحرا يرقص حسنه هاروتا
وله في رثاء الشيخ فضل الله النوري الطهراني العالم الشهير حين
صلب في طهران لمعارضته المشروطة وقوله نريد مشروطة مشروعة:
لا زال من فضل الاله وجوده * جود يفيض على ثراك همولا
روى عظامك وابل من سيبه * يعتاد لحدك بكرة وأصيلا
تلكم عظام كدن ان يأخذن من * جو إلى عرش الآله سبيلا
همت عظامك ان تشايع روحها * يوم الزماع إلى الجنان رحيلا
فتصعدت معه قليلا ثم ما * وجدت لسنة ربها تبديلا
آمنت إذ حادوا برب محمد * وصبرت في ذات الاله جميلا
فعل الذين برب موسى آمنوا * ورأوا تمتع ذي الحياة قليلا
والفعل يبقى في الزمان حديثه * ان أذهب الدهر الغشوم فعولا
ورأيت فضل الله دين محمد * وسواه زندقة الغواة فضولا
خنقوك لا حنقا عليك وانما * خنقوك كيما يخنقوا التهليلا
وأظل يوم الابتلاء فلم تكن * في الدين متهما ولا مدخولا
ما كان في حكم القضاء مدلها * منك الفؤاد ولا اللسان كليلا
ثبت الخطاب وللحتوف هزاهز * تنحوك ماثلة إليك مثولا
هل ينفع البر التقي بيانه * في معشر نطقوا السفاهة قيلا
ذو مرة لم تضطرب أحشاؤه * والموت ينسج مبرما وسحيلا
أيقنت أن نكالهم بك نازل * فشربت صاب مصابهم معسولا
وكذاك من كان الاله معاذه * والحق معتصما له ووكيلا
صلى الاله عليك من متصلب * متخشع صعب القياد ذلولا
وله من أبيات:
قوموا بني عصبة الاسلام قاطبة * عربا وهندا وأتراكا وأفغانا
لا يقعدنكم حب الحياة على * أن تغمضوا منكم للذل أجفانا
أ ليس وصى رسول الله أمته * ان لا تزالوا مدى الأيام اخوانا
يدعوكم الله والنور البشير إلى * أن تصبحوا لحمي الاسلام أعوانا
فتلكم دعوة ما خصصت أحدا * عمت فضمتكم شيبا وشيبانا
فطالما قد كسيتم ثوب معجزة * وصرتم لدلاء الذل أشطانا
وله من قصيدة:
قد صحت من عجب رأيت فصيحوا * رشا يكلم والكلام فصيح
قد قلت حين سمعت منه كلامه * أغذاء ذا الرشاء الأغن الشيح
قد هاج طوفان الحوادث مغرقا * من يدعي المنجاة وهو سبوح
قد فار تنور الثاى فاستيقظوا * نصحي سفينتكم وإني نوح
وله من قصيدة:
تهلل المزن عن نوء سماكي * فأصبح نداماك بالرطل العراقي
در بالزجاج الصباح على الليل * الدجوجي بالصوت الدجاجي
فضوء الليل للساري وأبصرت * العشواء قصدا سويا غير ملوي
سليل أتراك تاتار يكلمنا * بلهجة الفارسي النوبهاري
فهل سمعت بياقوت تفتق من * جمانة البحر أو نور الأقاحي
زمت جمالهم ضمت رحالهم * من فوق مهرية منها ومهري
طوى الزمان سجلا كان ينشره * وعقب النشر كيد الدهر بالطي
لو ينفع الحذر اليقظان من قدر * نجت من الصقر يقظات الكراكي
يا أهل هند وهند اسم غانية * والغانيات كبيضات الأداحي
أ لحكم لله في كل الأمور فلا * قلبي بخاش ولا أمر بمخشي
الشيخ أحمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن ضيف الدمستاني البحراني (١)
في أنوار البدرين العالم الفاضل اخذ قراءة وروى اجازة عن أبيه كما
ذكره الفاضل الشيخ عبد المحسن اللويمي الأحسائي وعن صاحب الحدائق
كما ذكره في روضات الجنات ويروي عنه اجازة الشيخ أحمد بن زين الدين
والشيخ عبد المحسن اللويمي ولم اقف على أحواله الا ان اجازة هذين
الشيخين الجليلين له واجازته للآخرين كافية في فضله وعلمه ونبله.
الشيخ احمد ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد ابن الشيخ احمد آل
عصفور الدرازي البحراني ابن ابن أخي الشيخ يوسف صاحب الحدائق
أبوه أحد المجازين بالإجازة المسماة بلؤلؤتي البحرين ذكره صاحب
أنوار البدرين وقال لم اعرف مبلغ علمه ومات وخلف ولدا فاضلا اسمه
الشيخ محمد اه
الشيخ احمد السبعي الأحسائي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن سبع بن
رفاعة السبعي الأحسائي.
السيد احمد ابن السيد صادق الفحام النجفي
توفي سنة ١٢٧٤.
كان أديبا فاضلا وليس لدينا علم بشئ من أحواله.

(١) هذا والذين بعده أخروا عن محلهم سهوا.
(٦٠٤)

الشيخ احمد ابن الشيخ صالح بن حاجي أو ابن احمد ابن علي بن عبد
الحسين بن شيبة الدرازي البحراني الجهرمي
ولد سنة ١٠٧٥ وتوفي في صفر سنة ١١٢٤ في قرية دراز من بلاد
البحرين.
في أنوار البدرين ابن صالح بن أحمد وفي اللؤلؤة نقلا عن خط
المترجم ابن صالح بن حاجي ولعله كان في اللؤلؤة ابن حاجي احمد فسقط
احمد من النسخة.
والدرازي نسبة إلى الدراز قرية من قرى البحرين والجهرمي
نسبة إلى جهرم بضم الجيم والراء وسكون الهاء من قرى شيراز ذكره الشيخ
يوسف البحراني في اللؤلؤة فقال إنه لما توفي الشيخ جعفر بن كمال الدين
البحراني في حيدرآباد وكان هاجر إليه وحصل له جاه عظيم كان القائم
مقامه في تلك البلاد الشيخ الزاهد العابد الصالح الشيخ أحمد بن صالح
الدرازي البحراني إلى أن افتتح تلك البلاد الشاه اورنك زيب فامر باخراج
الأصناف منها كل بمقدمه فكان الشيخ احمد المذكور مقدم من فيها من
صنف العلماء فامر له بألف روبية ورجع الشيخ احمد المذكور إلى بلاد العجم
بعد ان حج بيت الله الحرام واستوطن في بلدة جهرم من توابع شيراز وكان
على غاية من الزهد والورع والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والكرم يؤثر بماله ويصرفه على الأضياف وكانت داره لا تخلو من الغرباء
والواردين لا سيما أهل البحرين وكان إماما في الجمعة والجماعة وكانت
مكاتباته ترد على الوالد في البحرين ببعض المطالب التي له فيها وكانت
تلحقه الغشية والصعقة في مقام ذكر شدائد الآخرة اه.
وفي البركات الرضوية: أحمد بن صالح البحراني الدرازي عالم فاضل
زاهد ورع متق معاصر لوالد الشيخ يوسف البحراني هاجر إلى جهرم من
توابع شيراز وتوطن هناك واشتغل بهداية الأنام ونشر الاحكام.
مؤلفاته ١ كتاب الحدائق في أحوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة ع ذكر
كل واحد في حديقة بطريق الرواية ذكره الشيخ يوسف البحراني في كشكوله
وكانه اخذ اسم كتابه الحدائق الناضرة منه ٢ البشارة لطلاب الاستخارة
فرع منه في جمادى الآخرة سنة ١١٠٠ أوله الحمد لله الذي ما حار من
استخاره ولا ندم من استشاره ٣ الطب الأحمدي كله بطريق الرواية ذكر
فيه الروايات المروية في الطب من طرق أهل البيت ع ذكر هذين في اللؤلؤة وقال إن الأخير عنده.
الشيخ أحمد بن صالح الخلف آبادي
نسبة إلى خلف آباد بلدة بالحويزة بناها السيد خلف المشعشعي أحد
أمراء الحويزة من السادات المعروفين بالموالي فنسبت إليه ومعناها بالفارسية
عمارة خلف.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: أديب لبيب حسن الصحبة كثير الحفظ جيد الشعر
اجتمعت به مرارا سلمه الله تعالى اه.
الشيخ احمد ابن الشيخ صالح بن طعان بن ناصر بن علي الستري البحراني
ولد سنة ١٢٥١ وتوفي في البحرين ليلة عيد الفطر سنة ١٣١٥ ودفن
عند الشيخ ميثم البحراني بقرية هلتا من الماحوز بوصية منه لأنه رأى الشيخ
ميثم في منامه كأنه يعاتبه على ترك زيارته مع أنه كان
قد زاره قريبا فأوله بأنه قد طلب جواره وأقيم له ما ينيف على ستين مجلس فاتحة
في البلاد الهجرية وفيها وفي سائر البلاد ما يزيد على مائة وخمسين مجلس فاتحة وعطلت لفقده
الأسواق سبعة أيام.
والستري نسبة إلى سترة قرية في البحرين وفي أنوار البدرين
جزيرة من البحرين. هو عالم القطيف والمرجع في الدين والدنيا بتلك البلاد، كان عالما
علامة فقيها أصوليا متبحرا في الحديث والرجال من علماء آل محمد
ع علما ونسكا وعبادة جليل القدر كثير التصانيف رأس في القطيف
والبحرين وقصده الطلاب، وفي أنوار البدرين: خاتمة العلماء الأطياب
وصفوة الفقهاء الأنجاب شيخنا العلامة الأمجد التقي النقي الأرشد الأورع
الأحوط الأضبط سلمان دهره وأبو ذر عصره العالم العامل الفاضل الكامل
العبد الصالح الرباني الشيخ أحمد بن صالح البحراني كان خلاصة علمائها
الأخيار وبقية فقهائها الأبرار جامعا لأنواع الكمالات ومحاسن الصفات
والحالات في مكان مكين من الورع والتقوى والتمسك بالعروة الوثقى
والسبب الأقوى في غاية من التواضع والإنصاف ونهاية من حسن الأخلاق
والعفاف والكرم ولم يزل بيته العالي مناخا للوافدين والأضياف محبوبا عند
العوام والخواص من ذوي الوفاق والخلاف لم أر في العلماء ممن رأيناهم على
كثرتهم في الجامعية للكمالات مثله أعلى الله في دار كرامته محله، كان من
أهل سترة ثم انتقل مع والده إلى قرية المنامة اه.
مشايخه
في أنوار البدرين انه قرأ في البحرين المقدمات من نحو وصرف ومعان
وبيان وبديع وتجويد ومنطق وغير ذلك عند السيد علي ابن السيد إسحاق
وقرأ شرح الباب الحادي عشر للفاضل المقداد السيوري على الشيخ
عبد الله ابن الشيخ عباس إذ جاء لقرية المنامة في أثناء قراءته على السيد علي
المذكور ثم سافر إلى النجف الأشرف فقرأ على الشيخ مرتضى الأنصاري
إلى أن توفي الشيخ مرتضى وقرأ بعده على الشيخ راضي الفقيه النجفي
المشهور وعلى الحاج ملا علي بن ميرزا خليل الطبيب وعلى الشيخ محمد
حسين الكاظمي ويروي بالإجازة عن هؤلاء المشائخ وبعد وفاة والده
عاد إلى البحرين وأقام فيها ثلاث سنوات ملازما للتدريس والتصنيف ثم
سافر لزيارة الأئمة في العراق ثم رجع وسكن في القطيف لسبب ذكرناه
سابقا لعله وقوع الفتن فيها ملازما للمطالعة والتصنيف والتدريس
مرجعا لأهلها ثم سافر لزيارة الرضا ع ثم رجع إلى القطيف،
وفي أواخر عمره صار يتردد إلى البحرين لارشاد أهلها بطلب منهم.
مؤلفاته ١ شرح اللمعة لم يتم ٢ زاد المجتهدين في شرح بلغة المحدثين
للشيخ سليمان الماحوزي في الرجال ٣ التحفة الأحمدية للحضرة الجعفرية
في الصحيفة الصادقية قبسة العجلان في وفاة ضامن خراسان ٥ ملاذ
العباد في تتميم السداد وفي أنوار البدرين ملاذ العباد في أحكام التقليد
والاجتهاد ٦ قرة في حكم الجهر بالبسملة والتسبيح في الأخيرتين ٧
الدرر الفكرية في أجوبة المسائل الشبرية جواب أربع مسائل للسيد شبر في
(٦٠٥)

مجلد كما في أنوار البدرين، وكأنها هي التي ذكرها في الذريعة بعنوان:
الأسئلة الأحمدية وقال: انها تسع مسائل في التوحيد وأصول الفقه سأله
عنها السيد شبر بن علي بن مشعل الستري اه ٨ كاشفة السجف
عن موانع الصرف ٩ نظم النخبة الفيضية ١٠ العمدة في نظم الزبدة
للبهائي ١١ منظومة التوحيد اسمها الدرة في نحو ٥٠٠ بيت ١٢
منظومة الشكوك والسهو ١٣ منظومة في الفقه تبلغ ألفين وخمسمائة بيت
نظم فيها نخبة الكاشاني ١٤ منهج السلامة في حكم الخارج عن محل
الإقامة صنفها لما أنكر أهل البصرة فتوى له في هذه المسألة وأرسلها
إليهم ١٥ سلم الوصول إلى علم الأصول أصول الفقه لم يتم ١٦ رسالة الحبوة ١٧
رسالة الجمع بين الشريفتين ١٨ حواشي الرجال
الكبير لميرزا محمد ١٩ حواشي رجال النجاشي ٢٠ تخميس قصيدة
الفارابي التي أولها:
كمل حقيقتك التي لم تكمل * والجسم دعه في الحضيض الأسفل
٢١ البديعية في مدح الأمير ع المندرجة في ديوانه
المطبوع في بمبئي ٢٢ رسالة في أحوال الشيخ مرتضى الأنصاري ٢٣
إقامة البرهان على حلية الأربيان رد فيه على بعض محشي شرح اللمعة
الزاعم انه الربيئا والأربيان نوع من السمك يوجد في السند والبصرة
والبحرين وتسميه العامة روبيان ٢٤ رسالة في نقض رسالة المعاصر
الشيخ علي الستري البحراني ٢٥ رسالة في تحقيق العقل وأقسامه ٢٦
رسالة في صوم يوم عاشورا ٢٧ شرح قوله ع في دعاء كميل
فهبني الخ... سأله عنه الشيخ حسن بن الشيخ علي بن عصفور البحراني
فكتب شرحها معنى واعرابا وأرسلها إليه ٢٨ فكتب عليها بعض
الاعتراضات فاجابه عنها برسالة أخرى ٢٩ أجوبة مسائل السيد باقر بن
أستاذه السيد علي بن إسحاق البحراني ٣٠ أجوبة مسائل الشيخ محمد بن
عبد الله بن أحمد البحراني ٣١ أجوبة مسائل الشيخ ضيف الله بن سيف،
وغير ذلك مما يبلغ مجلدين كبيرين.
وللمترجم أولاد اشتغلوا في النجف منهم الشيخ محمد صالح خلفه في
بلاده.
أشعاره
من شعره الذي لم يوجد في ديوانه المطبوع على ما في أنوار البدرين
قوله في أمير المؤمنين ع من أبيات تركنا بعضها:
فدع مديحي ومدح الناس كلهم * والزم مديحا له الرحمن أولاه
فكل من رام مدحا فيه منحصر * لسانه عن يسير من مزاياه
وقوله في الحث على الإنفاق:
يا فاعل الخير والاحسان مجتهدا * أنفق ولا تخش من ذي العرش اقتارا
فالله يجزيك أضعافا مضاعفة * والرزق يأتيك آصلا وأبكارا
ثم اورد له قصيدتين في رثاء شيخه الشيخ مرتضى الأنصاري وبالغ
في وصفهما بالبلاغة والبراعة والطلاوة والحلاوة وقال إنه أعجب بهما فحول
الشعراء ومصاقع البلغاء وقال في بيتين من إحداهما انهما يستحقان ان يكتبا
بماء الذهب، وقال: حدثني الناظم ان السيد أسد الله الأصفهاني كان
مغرما بهما وكان يستدعي الشيخ علي الحمامجي قارئ النجف المشهور وهو
الذي تولى انشادهما في مجلس الفاتحة ويطلب منه انشادهما عليه ولا سيما
النونية مرارا عديدة نحو شهرين أو ثلاثة أقول: وأنا قد وجدت هاتين
القصيدتين على خلاف ما وصفهما به ذلك لأنه لا خبرة له بالشعر كالسيد
أسد الله الأصفهاني الذي لعله لم يعرف من هذا الشعر الا انه في رثاء
الشيخ مرتضى، وينبغي للمرء أن لا يتكلم في وصف ما لا يعلم، وهذا
أحسن ما في الأولى ننقله هنا ليعلم صحة ما قلناه قال:
لله سهم سددته يد القضا * فأصاب كل الخلق حتى من مضى
عقدت عليه المكرمات نطاقها * فالآن حق لعقدها ان ينقضا
تالله ان المرتضى قد شب في * قلب الورى لما مضى نار الغضا
وسقى ضريح المرتضى صوب الرضا * ما نور مفخره على الدنيا أضا
والقصيدة الثانية أيضا على هذا المنوال وهذا أحسن ما فيها:
يا من قضى الاسلام لما ان قضى * لا كان يومك في قضايا كوني
ان يمس شخصك في اللحود مغيبا * فالعلم فينا منك غير دفين
فاذهب جميل الذكر منشور اللوا * واليك في الجنات خير قرين
وعليك تترى رحمة الباري متى * ما رنحت ريح الصبا بغصون
أما البيتان اللذان قال إنهما يستحقان أن يكتبا بماء الذهب فهما قوله في
هذه القصيدة:
ولقد تسابقت السماء وأرضها * في ضم شخصك مجمع التبيين
فقسمت بينهما فروحك في السما * والجسم في الأرضين للتحصين
وذكر ان له قصيدة تقرب من ١٥٠ بيتا في غاية من البلاغة وأنها
عجيبة فريدة جارى بها الأمير أبا فراس الحمداني في قصيدته الشافية التي
أولها:
الدين مخترم والحق مهتضم * وفئ آل رسول الله مقتسم
ونقول انه ليس من فرسان هذا الميدان ولا يمكنه ان يجري مع أبي
فراس في حلبة ولو جرى لما كان نصيبه الا ان يرى غباره، وهذه أبيات هي
أحسن ما في القصيدة التي جاراه بها:
الحق نور عليه للهدى علم * من أمه مستنيرا قاده العلم
يا حبذا عترة بدئ الوجود بهم * وهكذا بهم ينهى ويختتم
من مثلهم ورسول الله فاتحهم * وسيطة العقد والمهدي ختمهم
وهل أمية لا أمت بمغفرة * ولا نحت سوحها من رحمة ديم
تنوش هدب ذيول للهدى سدلت * من الالاه لها الأملاك تحترم
ولا كمثل بني العباس لأرقبوا * الا ولا ذمة بل رحمهم جذموا
جنوا بمثل الذي تجني أمية بل * على طنابيرهم زادت لهم نغم
وله في تاريخ بناء مسجده الذي بجنب داره في قرية القديح:
على التقى أسس هذا البنا * فصار للناس به مانس
عمر بالذكر وفي طاعة * تطيب من رؤيته الأنفس
نادى به تاريخ إكماله * يا مسجدا بالذكر قد أسسوا
سنة ١٣٠٤ وله لغز فقهي:
يا فضلاء الأدب * من عجم أو عرب
ما قولكم في أجنبي * مورث من أجنبي
(٦٠٦)

حال وجود أقرب * ذي نسب لم يحجب
جوابه له:
يا سائلا لم يجب * عن لغز مستغرب
ذاك مريض طلقا * زوجته على تقى
أو ضرر أو مطلقا * على خلاف حققا
فمات في هذا المرض * لا مرض به عرض
بعد تمام العدة * ولم تزوج بعده
وهي تمام الحول * فاقنع بهذا القول
وله أيضا لغز فقهي:
أيا علماء العصر هل من مخبر * عن امرأة حلت لصاحبها عقدا
فان طلقت قبل الدخول ففرضها * ثلاثة اقراء تعد لها عدا
وان طلقت بعد الدخول ففرضها * بقرء من الأقراء تأتي به فردا
وله لغز نحوي:
يا من ببحر النحو يجني الدرر * ما مبتدأ ليس له من خبر
وليس وصفا لفظ نفي يلي * ولا بالاستفهام شاب الخبر
جوابه للشيخ حسن بن علي بن سليمان البحراني صاحب أنوار
البدرين:
ذا مبتدأ صدر بالنفي في * المعنى فالجاه لحذف الخبر
وكان فيه فاعل قد غنى * عنه كما جاء ببعض الصور
تقول غير ضارب عبدنا * عبدكم أو غير معطى عمر
وله من قصيدة مهدوية جارى بها الشيخ البهائي والشيخ جعفر
الخطي أولها:
سقى عارض الأنوا بوطفاء مدرار * معاهد يهدى من شذا طيبها الساري
ولا برحت أيدي اللواقح غضة * توشي برودا من رباها بأزهار
ومنها:
فقم بلغ السيل الزبى وعلا الربى * وصاد وقاد الأرنب الأسد الضاري
وآخرها:
قفوت بها أثر البهائي وجعفر * وكل بمقدار اقتدار له جاري
مراثيه
قال الشيخ حسن علي بن عبد الله بن بدر القطيفي يرثيه من
قصيدة:
طرقتك يا أم العلوم * فقماء تذهب بالحلوم
فأرتك في الظهر الكواكب * فاقعدي جزعا وقومي
فتغيبت شمس الهداية * في دجى الليل البهيم
هتف النعي بمن وطأ * بنعاله هام النجوم
يا مزهرا لحنادس * الأسحار بالذكر الحكيم
متململا يبدي الخشوع * تململ الرجل السليم
أفديك كم سدلت يد * الاشكال جنح دجى بهيم
فطويته ببنان شمس * بيانك الشافي القويم
وقطعت بالبرهان * حجة كل أفاك أثيم
حتى إذا شاء الالاه * لقاك في دار النعيم
عرجت بك الروح * الكريمة نحو باريها الكريم
أفديك احمد من جرت * بثناه ألسنة الخصوم
لم يبر ذاتك ربها * الا لاحياء العلوم
ولقد تجلت شمس علمك * في ابنك البر الكريم
وهنا محمد صالح * لبناء هاتيك الثلوم
أعلي أرباب العلى * ومحمدا في كل خيم
سعدت بطول بقاكما * الدنيا وأندية العلوم
وقال الشيخ عبد الحميد ابن الشيخ محمد الأحسائي المكنى بأبي خمسين
يرثيه من قصيدة:
اليوم شمس العلم قد تكورت * وبدره المنير قد تحجبا
إذا رقى الأعواد فهو مصقع * ذو مقول أقطع من ماضي الشبا
كم ظهرت للدين منه نصرة * رمى بها على الأعادي شهبا
يا ليل من طواك في تهجد * تنقلا لربه تقربا
وفي رقيه على المنبر من * حير في فصل الخطاب الخطبا
ألا سقى الله ضريحا ضمه بصيب الرضوان ما هب الصبا
أبو جعفر أحمد بن صالح بن سعيد المكي
في طريق الصدوق إلى أبي سعيد الخدري في مشيخة الفقيه يروي عنه
إسماعيل بن حاثم ويروي هو عن عمرو بن حفص.
الشيخ أحمد بن صالح السيبي القسيني
يروي عنه اجازة ولده الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بتاريخ ٦٣٥
الشيخ أحمد بن الشيخ صالح بن طوق القطيفي
وصفه في أنوار البدرين بالعالم العامل الفاضل الكامل الأسعد
الصالح وقال كان من أفاضل علماء عصره علما وعملا وورعا ومرجعا في
بلاد القطيف.
مصنفاته
قال: له مصنفات كثيرة تقرب من أربعين مصنفا كما ذكره ابنه
الفاضل الشيخ ضيف الله في شرح رسالة أبيه المذكور في الأصول الخمسة
والذي وقفنا عليه منها ١ جامعة الشتات في احكام الأموات وهي رسالة
مبسوطة ٢ مجلد في الفرائض والمواريث ٣ رسالة مبسوطة في الأصول
الخمسة وهي التي شرحها ابنه كما مر ٤ رسالة في الأصول الخمسة مختصرة
٥ مناسك الحج مختصر ٦ نزهة الألباب ونزل الأحباب يشتمل على
كتب ورسائل وفوائد وأجوبة مسائل في فنون شتى كلها له في مجلد كبير ٧
كتاب آخر مثله ٨ نعمة المنان في اثبات صاحب الزمان مجلد كبير جيد ٩
مختصر رسالة شيخه الشيخ محمد بن عبد الجبار ١٠ رسالة في ترك الصلاة
على محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم في الركوع والسجود على جهة الجزئية لا مطلق الذكر وقد
نقضها بعض معاصريه ١١ رسالة في شرح الحديث المروي عن أمير
المؤمنين ع من عرف نفسه فقد عرف ربه قال وهي رسالة عجيبة
جيدة تدل على فضل عظيم وعلم جسيم استخرج فيها من الحديث الأصول
الخمسة بابسط بيان وأوضح برهان وله فوائد كثيرة وأجوبة مسائل جيدة
واردة عليه من علماء البحرين والقطيف وقفنا على جملة منها ١٢ ووقفت له
(٦٠٧)

على أجوبة مسائل للشيخ محمد الفرشاني البحراني الساكن في قرية صفوى
١٣ وله المسائل العويصة الكثيرة التي أرسلها إلى الشيخ أحمد بن زين
الدين الأحسائي المذكورة في جوامع الكلم في ثلاث دفعات وله كما ذكر ابنه
كتب كثيرة لكن هذا الذي وقفنا عليه منها اه.
أحمد بن صالح القطربلي
نسبة إلى قطربل بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء والباء
المشددة الموحدة وآخرها لام قرية من قرى بغداد.
يمكن ان يستفاد تشيعه مما هجاه به البحتري بعد موته وإن كان لا
يمكننا التصديق بكل ما قاله البحتري عنه بل هو من مذاهب الشعراء في
الهجو الذين لا يبالون ما يقولون وما يفترون ولا نعلم من حاله سوى ذلك
فليفحص عنه. قال البحتري يهجو أحمد بن صالح القطربلي وولده كما في
ديوانه من قصيدة:
علج يدين بان لا إله * وان لا قضاء وان لا قدر
وشتامة لصحاب النبي * يزجر عنهم فما ينزجر
إذا جحد الله والمرسلين * فكيف نعاتبه في عمر
السيد احمد ابن السيد صالح ابن السيد مهدي ابن السيد حسن الحسني
القزويني النجفي الحلي.
ولد في حدود سنة ١٢٨٧ بالحلة وتوفي في أول المحرم سنة ١٣٢٤
بالحلة ونقل إلى النجف فدفن بها مع أبيه وجده في مقبرتهم.
كان أديبا خفيف الروح رقيق الطبع بادي الأريحية ظريفا في محادثاته
ومذاكراته إلى تقى وحسن معاشرة ولطف مجلس وكرم أخلاق ولما بلغ عمره
سبع سنين أرسله أبوه للنجف فقرأ العلوم العربية والأصول والفقه. وله
شعر في الغزل رقيق ومكاتبات مع اخوانه بديعة فمن غزله قوله:
يقولون لي أعزب عن هوى من تحبه * فقد لاح في خديه لام عذاره
فقلت لهم لم تستطع قبل نظرة * إلى خده عيني مخافة ناره
وحين بدا مخضر آس عذاره * فقد آن لي ان اجتني من ثماره
وقوله:
لعمرك أيها الرشا المفدي * لقد أخجلت غصن البان قدا
وخف بك الدلال فظل يلقى * هضيم الخصر من رد فيك جهدا
لئن قلق الوشاح به فقلبي * غدا قلقا له شغفا ووجدا
ومر بك النسيم فضقت ذرعا * وقد أوسعتني هجرا وصدا
يقول لي العذول وقد رآني * وبي لعب الهوى هزلا وجدا
إلام وخد من تهواه امسى * وقد اخفى العذار به وأبدى
فقلت له وملء الصدر غيظ * ومن رطب الدموع نثرت عقدا
ترفق انما أبصرت سيفا * له اتخذوا حذار الفتك غمدا
وله في مدح أمير المؤمنين ع:
يا أبا السبطين يا خير الورى * بعد من أرسله الله لخير
قد أمنا بك في الدنيا وفي النشأة * الأخرى غدا من كل ضير
أنت كهف الأمن ما بين الورى * أترانا ننزوي عنه لغير
ما أتى نحوك راج قاصدا * ومضى إلا على أسعد طير
وإذا أم لأبواب الألى * خاب مسعاه ولم ينجح بسير
وقال الشيخ حمادي بن نوح يرثي المترجم:
سل سنن الدين أين مرشدها * وأين عنها قد غاب احمدها
نجم دجاها هلال ليلتها * كوكب ظلمائها وفرقدها
ذو حجج عن سواه غائبة * وهو لخير الآباء يسندها
وكان المترجم في الكاظمية مريضا فأرسل تيلغرافا إلى عمه السيد
محمد:
باعتاب موسى والجواد تطلعت * علي هوادي العفو من كل مطلع
فألبست بعد السقم أثواب صحة * فلا أتمنى غير أنكم معي
فكتب إليه السيد محمد تلغرافا:
احمد من بصحة * من عفوه قد وسعك
لذت بال المصطفى * يا ليتني كنت معك
وسمع المترجم بالمحاورة التي جرت بين عمه السيد محمد والسيد
عبد الرحمن النقيب في أمر مشهد الشمس والأبيات التي نظمها السيد محمد
المذكورة في ترجمته فأرسل إلى عمه المذكور من النجف هذه الأبيات:
لك اليوم فاشمخ مصدر النهي والأمر * وته شرفا في باذخ المجد والفخر
وخضت بحار الغيب في حد فكرة * يقصر عنها طائر الوهم والفكر
وأحييت آثار العلوم فأصبحت * مشيدة أركانها منك بالذكر
وعادت رياض الدين فيك أنيقة * تروق بمطلول الخمائل والزهر
أنرت ببغداد سراج هداية * به استرشدت أهل الشام إلى مصر
أقمت على ما أنكروا الحجج التي * أبت بجحود أن ترد ولا نكر
أبنت لهم نهج الهداية واضحا * كما الشمس قد ردت لجدك بالامر
فاجابه السيد محمد بقوله:
بعمك فاخر لا يزيد ولا عمرو * وته شرفا فيه على كل ذي قدر
فقد حل بالزوار محلا مبجلا * تعالى به قدرا على هامة النسر
وقام بنصر الدين بدرا مجليا * بمقوله لماضي بها غيهب الفكر
قد استل من علم المعز صوارما * تذكرهم سل الصوارم في بدر
إذا الليل يغشى من ذوي النصب * ظلمة يرتل بالبرهان سورة والفجر
وإن فاه محتجا عليهم ظننتهم * سكارى وما بالناصبية من سكر
وما سرني إلا ألوكتك التي * إلي بها أودعت من رائق الشعر
نظمت حديث الشمس شعرا وإنما * نظمت الدراري أيها الكوكب الدري
وللسيد أحمد فيمن اسمه قاسم:
تغنت سحيرا بالأراك حمائمه * فاظهرن للأحين ما أنا كاتمه
أهجن بقلب الصب لاعج زفرة * تسيق به اضلاعه وحيازمه
فلله ما ألقى بحب مهفهف * صقيل التراقي واضحات مباسمه
إذا ما تثنى خلته غصن بانة * ببرد الشباب الغض يهتز ناعمة
وإما بدت للعين طلعة وجهه * فبدر تمام قد تجلت غمائمه
شكا خصره هضما لراجح ردفه * فلله خصر راجح الردف هاضمه
إذا عقرب الاصداع دبت لفرعه * هوت لكثيب الردف تسعى أراقمه
وقسم قلبي للصبابة والجوى * فمن منصفي إن جار في الحب قاسمه
فيا ثغرة الدري مالحت بارقا * لطرفي إلا انهل بالدمع ساجمه
ويا صاحبي ودي أقلا ملامتي * فما انصف الصب المتيم لائمه
سلا ممرضي بالهجر هل أنت عالم * لمن أنت يا ظبي الصريمة صارمه
(٦٠٨)

وله:
دعاه يكابد أشجانه * فقد أنكر القلب سلوانه
وكفا الملام فان الغرام * وكل بالنجم أجفانه
أهاج جواه نسيم الصبا * فذكره البرق أوطانه
تلألأ وهو على عالج * فظل يعالج أحزانه
أغارت عليه جيوش النوى * وقد أسر السقم جثمانه
أعيدا له ذكر عهد الحبيب * فقد جاوز الحب كتمانه
بنفسي رشا العسي اللمى * هضيم الموشح ظمانه
يضم بمرطيه كثب النقا * ويثني بعطفيه أغصانه
يفوح برياه وأي العذيب * كان ضمن المسك أردانه
براه المهيمن لي فتنة * فسبحان باريه سبحانه
أحن لمالفه بالغضا * وإن حمل القلب نيرانه
وله:
فيا ساعة التوديع لا جادك الحيا * لقد نزعت منك الأنامل روحي
ورحت بقلب مثل أجنحة القطا * خفوق وطرف للنجوم طموح
وله:
رأيت الذي أهوى وقد غال خاله * حمام الردى يبكي ويندب يا خالي
فيا لائمي دعني أواسيه في البكا * ودعني أقاسي حرقة الوجد يا خالي
وله فيمن يحمل مسبحة در:
تجلى بيوم السبت كالغصن مائسا * يرنحه زهو ويعطفه كبر
وقد علقت منه الثريا بأنمل * فقال جهول تلك مسبحة در
وله:
حياك بعد جفائه بوصاله * ووفى بعيد صدوده ومطاله
وأراك زهر الروض في وجناته * قد فاح رياه بمسكة خاله
وأدارها لك راحة من خده * مزجت بطعم الشهد من جرياله
فانعم بأنعم ليلة بمنعم * لم يدر غير نعيمه ودلاله
رقت معاطفه فراق محاسنا * فشعاع نور الشمس بعض جماله
فتنتك منه فواتر مكحولة * من قوس حاجبها رمى بنباله
كالظبي في لفتاته والروض في * نفحاته والبدر عند كماله
فلحاظه لسهاده وفؤاده * زفراته قد آذنت بزواله
رفقا أخا القد الرشيق بشيق * لم يبق منه السقم غير خياله
ثمل بحبك لا يزال وإنما * بهواك باع رشاده بضلاله
وله: إن يوم الفراق ألبس جسمي * سقما بريك اليراع براني
عدت مثل الخيال حتى لو أني * صرت في عين نائم ما شكاني
كنت لا أعرف الصبابة حتى * سدد البين سهمه فرماني
ولقد هاجني لذكراك وهنا * صادح ما عراه ما قد عراني
لم يرعه ذكر الأليف ولا عانى * من الوجد فيك ما قد أعاني
بل دنا إلفه فغرد أنسا * فوق ملتف يانع الأغصان
أنت انسان مقلتي هل ترى من * مقلة أبصرت بلا إنسان
وله:
يا نسيما بالجزع هب عليلا * زدت قلبي صبابة وغليلا
شجنا هاج لي شذاك ووجدا * وغراما أهاج داء دخيلا
وزفيرا لو بعضه حل يوما * جبلا لاغتدى كثيبا مهيلا
فلعمري أذكرتني عهد أنس * حيث كنا على الغميم نزولا
يا خليلي إن بالجزع ظبيا * ناقضا ذمة الغرام مطولا
واردا من غديره قد تفيا * من أراك الغوير ظلا ظليلا
وجميل لحسنه ذل عزي * والهوى يترك العزيز دليلا
وله يمدح عمه السيد محمد:
صلي ما بين وخدك والذميل * ليقرب نازح الأمد الطويل
وليس سوى الهجير لديك مرعى * فجدي بالرسيم ولا تقيلي
فلا زلت الطليحة أو تراحي * بمغنى راحة العاني الدخيل
أخي الشرف الأصيل وليس إلا * محمدها أخو الشرف الأصيل
فتى قد حلقت بيض المساعي * به لنهاية المجد الأثيل
درى الحيان قحطان وفهر * بأنك ديمة العام المحيل
إذا انتسبت فذو نسب قصير * وإن طالت فذو الباع الطويل
لك الرأي السديد سلكت فيه * إلى النهج السديد بلا دليل
لك الفكر الحديد تركت فيه * مصون الغيب منهتك السدول
وجلك الوقار وأنت طفل * تفديك القوابل بالقبيل
وله يمدح أخاه السيد هادي:
أ وجهك أم بدر به الأفق نير * وكفك أم صوب من المزن يهمر
وطبعك أم صافي الحميا يدبرها * بعينيه أحوى ناعس الطرف أحور
وخلقك أم نشر من المسك نافح * أم الزهر مطلول به الميت ينشر
وثغرك إما تبصر الضيف طارقا * أم الصبح إذ يجلو الدياجي ويسفر
وجودك أم بحر تلاطم موجه * به لبني الآمال ورد ومصدر
وشخصك ما قد ضمه الدست هيبة * أم الليث ضار في العرينة مخدر
بلى أنت من ألقت مقاليدها العلى * له، وبه كسر المكارم يجبر
بك اكتست الدنيا بهاء كأنما * لها حيك من بشراك برد ومئزر
وحزت مزايا شيبة الحمد فاغتدى * عليك لسان الحمد والشكر يقصر
لقد وشجت في مغرس الوحي دوحة * لمجدك غير الفخر لم تك تثمر
ونار قرى في كل فج تشبها * بضوء سناها يهتدي المتحير
تشب إذا ما الليل مد رواقه * على تلعات البيد والريح صرصر
وله متغزلا:
قد طلت يا ليل على المولع * أما لاصباحك من مطلع
حارت بك الأنجم حتى كان * قد حملت ما قد حوت أضلعي
من أنة تعقد شمل الجوى * وزفرة حلت عرى مدمعي
أواه كم بي من ليال مضت * على الحمى من كمد موجع
ساعات لهو كم حسونا بها * صرف الهنا من كاسه المترع
مسامري فيها رشا أهيف * للبدر لو أسفر لم يطلع
يا حبذا ليلة أنس بها * لم نخش من واش ولم نفزع
خشف بغوم فاتن حسنه * يسبيك بالمنظر والمسمع
قلت لقلبي مذ ثنى عطفه * يا طائر البان عليه اسجع
واها لخصر منه واهي القوى * ناء برضوى كيف لم يقطع
تدير لي عيناه مشمولة * أسكرني فيها وصحبي معي
يا ساكنين الشعب لولاكم * لم يشعب القلب ولم يصدع
(٦٠٩)

ما لي إذا ما عن لي بارق * هفا بي الشوق إلى لعلع
وله في عمه السيد محمد:
إليك زعيم الطالبيين يممت * ركاب الرجا يقطعن حزنا وفدفدا
تحيي هماما منك ما ضم برده * وعلياك إلا مشرفيا مهندا
فنادتك مذ عودتها منك منة * إذا بلغت مغناك توقرها ندا
تعودت أن تسدي الجميل وإنما * لكل امرئ من دهره ما تعودا
وله يعاتب أخاه السيد هادي:
أسفت وحق أن يطول تاسفي * على ماء وجه صنته فاريقا
وما جئتكم إلا لأني واثق * بحبل رجاء كان فيك وثيقا
فابت ولم أظفر بما كنت آملا * فليت إليكم لا قطعت طريقا
فقال له أخوه: إنما أنت شاعر تمدح على الاعطاء وتهجو على عدمه،
وانا المدح لا يرفعني والذم لا يضعني، فاجابه بقوله:
أقول لمن قد حلقت فيه للسرى * أمون يحاذيها الجنوب إذا اشتدا
يؤم بها مغنى أبا الباقر الذي * لسيب نداه ينتمي البحر ان مدا
لعمرك قد أملت من سن للهدى * طريقا يضل الرشد من ضله قصدا
فيا من له ألقت مقالدها العلى * وصار له حر الثناء بها عبدا
زعمت بان الذم لا ينقص الفتى * وإن بحسن المدح لا يبلغ المجدا
ففي المدح قد نال المحلق رفعة * وفي الذم راعيها اكتسى للخزي بردا
فكف لساني عنك نيلا فإنه * له ثلمة لا تستطيع لها سدا
وله:
خليلي في بغداد قلبي موثق * وللسقم جسمي بالغريين مطلق
ولست لما بين الرصافة والحمى * إلى الجسر من عين ألمها أتشوق
ولكن لخل قد تناءت دياره * إذا عن لي ذكراه بالماء أشرق
أخ صادق بالود في القرب والنوى * وكم من أخ في وده ليس يصدق
أحن إلى لقياه والبعد بيننا * كما حن للألف الحمام المطوق
وتشتاقه عيني وإن كان شخصه * بقلبي فيمسي دمعها يتدفق
نشدتكما هل بالحمى عهد أنسنا * يعود وهل يلتام شمل ممزق
وهل لي إلى مرأى علي وسيلة * ليطعم غمضا فيه لحظ مؤرق
وله عن لسان أخيه في طاهر باشا وكان في الحلة:
يا مليكا حاز العلى والفخامه * واليه الزمان ألقى زمامه
وهماما تضمن الدست منه * ارقما يرقب العدو سمامه
وغماما ان صوح العام جدبا * منه تستمطر العفاة ركامه
ما ترى ملك آل عثمان الا * ساعدا لم يكن سواك حسامه
بك أضحت فيحاء بابل تزهو * بعد ما الظلم قد كساها ظلامه
صنت أكنافها بامرة شهم * ترتجي بره وتخشى انتقامه
فعليك السلام من رق ود * لك يهدي على البعاد سلامه
وقال يمدح عمه السيد محمد:
لعلك مما أحدث البعد والعتب * لقيت القلا ممن به شفك الحب
سعى بيننا الواشي فيا ليت لا سعى * لحاجته الا على وجهه يكبو
ثنى وده عني وكان ولم يكن * لغيري منه لا وصال ولا قرب
فأوسعته عتبي وكان جهالة * فكم من وداد اثنين مزقه العتب
نشدتك بالود الذي كان بيننا * وعهد هوى عنه مدى الدهر لا أنبو
إذا عرض الواشي لديك بأنني * سلوتك فاعلم أنه الإفك والكذب
فما شيمتي السلوان عمن أحبه * وإن ضاق بي من صده الواسع الرحب
أ لست لقوم بينهم غرس الوفا * فعاد وريقا غصنه يانع رطب
إذا عثر الجاني أقالوا عثاره * وفكوا عن العاني وقد أعجز الذب
وهم ثاقبوا الآراء في كل مشكل * وفي الشتوة الغبراء أنملهم سحب
وهم في فم الحساد مر مذاقهم * قديما وللوراد منهلهم عذب
أبيون غير الفخر والمجد والعلى * حميون إلا أن نائلهم نهب
ولا كالذي ألقت زعامة هاشم * له مقودا من دونه السمر والقضب
أبي القاسم السامي لأبعد غاية * من المجد عن ادراكها انحطت الشهب
همام تردى بالمكارم والعلى * وما شانه حاشاه كبر ولا عجب
ألد يهول الخصم فصل خطابه * فأقلامه سمر ومقوله عضب
وعيلم علم يا بني الفضل دونكم * ردوه وخلوا ما تلفقه الكتب
سلوه عن الغيب الخفي فعلمه * لعمركم وحي وعلم الورى كسب
ويا نجعة الرواد حيث سماؤهم * شحوب ووجه الأرض غيره الجدب
ويا طودها الراسي المطل على الورى * وقارا إذا الأطواد زعزعها الخطب
ويا كعبة الوفاد حيث فلت بهم * نواصي دياميم الفلا اينق نجب
أحاشيك عن أن تستخف يد القلا * بحلمك أو تثنيك عثرة من يكبو
فليس زعيم القوم إلا الذي به * يسد مخوف الثغر أو يجمع الشعب
ويصفح عن جرم المسئ الذي به * من الجهل داء ليس يبلغه طب
وما كنت لو لم تولني الهجر بالذي * به الجهل يهوي أو يطيش له لب
فلا زلت تبقى لاستقالة عاثر * وما لمسئ القوم أن يعتذر ذنب
ومرت له أبيات في ج ٨ أولها: تغنت سحيرا بالأراك حمائمه وقلنا
أنها فيمن اسمه قاسم والصواب أنها في مدح أخيه السيد هادي كما وجدناه
في ديوان السيد احمد والذي مر شئ من غزلها ونحن نثبت هنا ما نختاره مما
فاتنا منها هناك، قال بعد الأبيات المتقدمة هناك:
حري مقام الفضل والفخر والعلى * بمن بأبي يحيى تناط عزائمه
فليس يخاف الدهر من كان سلمه * ولا يامن الأقدار من لا يسالمه
تتوج بالمجد الأثيل ولم تكن * تلف على غير الوقار عمائمه
أقول لركب مدلجين فلت بهم * نواصي الفلا نجب السرى ورواسمه
أريحوا بحيث الجدب أمست ربوعه * يبابا وحيث الخصب تهمي غمائمه
هنالك شمل المال يلفى مبددا * وشمل الهدى هادي البرية ناظمه
فلا زال بيت المجد أنت مناره * وفيك أبا يحيى تشاد دعائمه
وله في مدح أخيه المذكور:
من لي بضم قوامك الأملود * وبرشف ظلم من لماك برود
يا منية النفس التي أتلفتها * ما بين طول تباعد وصدود
أ تراك هل خبرت ما ذا قد جنت * أيدي الفراق بصبك المعمود
حنيت على جمر الغرام ضلوعه * وجفونه للدمع والتسهيد
يا حبذا زمن الوصال لو انثنى * والعيش بين طويلع وزرود
ومقيلنا بالبان من وادي الغضا * متفيئين لظله الممدود
أيام لهوكم تعاطينا بها * كأس الصبابة من ثغور الغيد
من كل ذي هيف يرنحه الصبا * فيميس بين غلائل وعقود
نشوان من خمر الدلال كأنما * دبت بعطفيه ابنة العنقود
متلفت حذر الرقيب كأنما * منه استعار الظبي لفتة جيد
(٦١٠)

وافت إليك مع النسيم تحيتي * ان النسيم رسول كل بعيد
لولاك ما قرع العذول مسامعي * بقوارع التأنيب والتفنيد
كلا ولم ارخص غوالي أدمع * تزري بمنظوم الجمان فريد
ما كنت بالملقي لغير هواك أو * لأبي الجواد الندب بالاقليد
اندى الورى كفا وأرهب للعدي * بأسا وأمنعهم لكل طريد
كسار شوكة كل باع ظالم * فكاك كل مقيد مصفود
ومناخ ركب المعتفين ومن له * قطعت على أمل حزوم البيد
تحدى بذكرك عيسهم ودليلهم * نار القرى مشبوبة بالعود
وجرى به في كل حلبة مفخر * عزم يقربه لكل بعيد
وسما إلى حيث النجوم وإن سمت * ترنو لعلياه بعين حسود
طمحت لطلعتك العيون فشاهدت * نور النبوة لا هلال العيد
وبدت عليك من الإمامة هيبة * خضعت لها ذلا رقاب الصيد
فأسلم أبا يحيى بأنعم عيشة * مقرونة بالعز والتسديد
وله في مدحه أيضا:
أعلمت ساعة ودع الركب * في أثرهم قد ودع القلب
فغدا وقد جد المسير بهم * طورا يجد وتارة يكبو
أتبعتهم نظري وقد بعدوا * مثل القوانص فاتها السرب
تركوا معنى في الهوى دنفا * احشاؤه ليد الجوى نهب
لا دمعه من بعد فرقتهم * يرقا ولا زفراته تخبو
راحوا ولي ما بينهم رشا * مر التجني ريقه عذب
ما في اللواحظ دون مضربها * ما تفعل الهندية القضب
فوق الرواحل منه غصن نقا * يثنى وردف دونه الكثب
لله ما فعل الغرام فكم * قد ذل فيه جامع صعب
أ يقودني سلسا ومعتصمي * منه أبو يحيى الفتى الندب
المستهل طلاقة وندى * في المحل أما ضنت السحب
والمستطيل على الورى حسبا * وحجى تصاغر عنده الهضب
هذا هو الهادي بطلعته * تهدى الأنام وينجلي الخطب
هذا المحلق في العلى لمدى * تنحط عن ادراكه الشهب
وجواد سبق دون غايته * تلقى الجياد لوجهها تكبو
يا أيها الركب الذين بهم * تطوي المهامة أينق نجب
لفح الهواجر رعيها ولها * لمع السراب بقفره شرب
عوجوا بعوج طلاتها بفتى * للمجد بين ربوعه خصب
أ زعيم فهر والذي شرفا * تسمو به من غالب الغلب
لا تعبان بقول ذي حسد * ملئت بذكر شناره الكتب
من جهله يبغي مقاومة * أفهل يقاوم ضيغما ضب
والبدر أن أوفى ببرج على * ما ضره أن ينبح الكلب
وله معتزلا:
يا سقى الله بالغميم ربوعا * كان فيها شمل الهوى مجموعا
يا لأيامنا اللواتي تقضت * لو بها يسمح الزمان رجوعا
كم عقدنا فيها مجالس أنس * ود فيها بدر السماء الطلوعا
هز لدنا من القوام فما من * مستهام لم يغد فيه صريعا
وانتضى من فواتر اللحظ عضبا * طبعته يد الجمال صنيعا
لم يدع لي الفراق إلا فؤادا * قلقا بالجوى ودمعا هموعا
إن يطع قلبك السلو فقلبي * عاقد الشوق أن يكون مطيعا
وله:
لو أن قلبك بالملاح عميد * ما راعك التأنيب والتفنيد
أ جزعت أم صد الحبيب وإنما * شأن الصبابة عطفة وصدود
فلأصبرن على أليم جفائه * والصبر في شرع الهوى محمود
وأغن ممشوق القوام كأنه * غصن يرنحه الصبا فيميد
ومهفهف ساجي اللواحظ أهيف * ما للجاذر، طرفه والجيد
وممنطق ما حل عقد نطاقه * الا نثرن من الدموع عقود
من لي بان يطفي لهيب حشاشتي * ريق له عذب المذاق برود
وله يرثي السيد سلمان النقيب البغدادي:
بمن هاشم البطحاء تستدفع الخطبا * وريح المنايا في مرابعها هبا
لوى من لؤي الغلب ساعد عزها * وفلل من فهر مهندها العضبا
وقصد من عليا معد قناتها * ومن مضر الحمراء قد زعزع الهضبا
فلله من دهياء حلت فزلزلت * بنكبتها شرق البسيطة والغربا
مضت بزعيم الطالبيين والذي * أنامله في الجدب قد أنشأت سحبا
بكيتك للعاني تفك وثاقه * وللصارخ الملهوف أسرع من لبى
بفقدك أبيات المعالي تضعضعت * فلو لا بنوك الغر لانتهبت نهبا
فلا مثل داود عميد قبيلة * ينوء بأعباء الخطوب ولا يعبأ
تسنم من عز النقابة ذروة * فلا ظلعا منه تشكت ولا نقبا
يوازن بالصبر الرواسي وأنه * أرق لعمر الله طبعا من الصهبا
لنا وله حسن العزاء وان يكن * لرزئك يوم عنه حسن العزا يأبى
باعمامه الصيد الخضارمة الأولى * مناقبهم لو جسمت لغدت شهبا
أبا المصطفى جادت ثراك سحائب * من العفو تهمي مثل أدمعنا سكبا
وله يمدح أخاه السيد هادي:
من لصب أمسى رهين غرام * أسلمته يد الهوى للسقام
حالفت عينه السهاد فأمسي * يرقب النجم منه طرف دامي
قدح الشوق بين جنبيه زندا * غادر القلب في لهيب ضرام
ليت شعري أشاقه بارق لاح * بسفح العقيق فالآرام
أ نسيم الجنوب هب سحيرا * بشذا رند حاجر والبشام
أم خماص الخصور يسنحن زهوا * لبنى العشق مسرح الآرام
ناعسات الجفون قد لعب الدل * باعطافهن لعب المدام
وبنفسي ذات الوشاح تبدت * وهي حسرى القناع بدر التمام
جنحت للوداع يوما فأومت * ببنان مخضب للسلام
وعلى جلنار خد أسيل * نثرت أدمعا كعقد نظام
وتولت بها المصاعب للبين * ترامى في البيد أي ترام
كل مفتولة السواعد حرف * نزعت في الوهاد نزع السهام
ووراء الحمول ينشد قلبي * من لصب متيم مستهام
لا سقى صيب الغوادي ملثا * لك مرعى ولا برحت ظوامي
ذقت من لوعة الصبابة ما لم * يك من قبل ذاقه ابن حزام
لا ألفت النديم بعدك يوما * أيها الريم أو رحيق مدام
يا أبا الباقر الذي لنداه * ينتمي صيب السحاب الهامي
لك أشكو من الزمان هموما * ألفتني من قبل يوم فطامي
وسقتني سم الأراقم حتى * حرمت مقلتي لذيذ منام
سامني خطة الهوان زمان * حط من غدره رفيع مقامي
(٦١١)

فتدارك من حادثات الليالي * لك مني أخا وفا وذمام
واثن عني حد الخطوب بعزم * لك أمضى من مرهف صمصام
أنت كهفي إذا الخطوب توالت * ومجيري من سطوة الأيام
يا سحابا إن صوح العام جدبا * وغياثا للخائف المستضام
بك عين الرياسة اليوم قرت * وانثنت تزدهي بحسن قوام
ولأنت الذي به اليوم قامت * بعد وهن دعائم الاسلام
وعليه يد المكارم زرت * برد عز قد ضم خير همام
طا بنعلي علاك أنف ابن بغي * هو أحرى بالوطئ والارغام
ألبسته يد الخزاية بردا * ليس يبلى عنه مدى الأيام
حسدا رام ان يدانيك لكن * أخرته مهابة الاقدام
فهوى للحضيض عنك نزولا * يرتمي فيه زالق الأقدام
دمت غيظا لقلب كل حسود * ولك النصر خافق الاعلام
كان أسلافك الأماجد بدءا * للمعالي فكنت خير ختام
وله:
فديتك هل تغني المكاتيب والرسل * إذا لم يكن قرب لديكم ولا وصل
ولكنها والله حرفة عاجز * يروم بان يسلو وهيهات أن يسلو
وله:
لي من هواك طويله ومديده * ولك الجمال طريفه وتليده
يا لفتة الظبي الربيب وعطفة * الغصن الرطيب إذ النسيم يميده
أنت المؤلف بين جسمي والضنى * ومبيد شرخ شبيبتي ومعيده
وكلت بالشهب الثواقب مقلتي * فكان لي مرعى بهن أروده
لله مكحول اللواحظ أجيد * ما للجاذر مقلتاه وجيده
سلت لواحظه مهند فتكها * مشحوذة بيد الدلال حدوده
سفكت دم العاني فان تجحد فما * غير الأنامل والخدود شهوده
إني وإن شط المزار وبيننا * حالت سباريت القفار وبيده
لمروح قلبي بذكرك لا كمن * بالبعد ينقض وده وعهوده
وله:
لواعج شوق في الحشا تتردد * وحسرة صب كل يوم تجدد
وأدمع مضنى غالها طارق النوى * فارخصها وهي الجمان المنضد
وطرف كحيل بالسهاد كأنما * له بعداد الأنجم الشهب مقصد
وقلب إذا ما أشام البرق موهنا * به يعرق الوجد الملح وينجد
وكم ليلة قد شيد الهم سجفها * فحلث عرى صبري وشف التجلد
أرقت بها ما لي سمير سوى الأسى * ولا لي بها إلا ابن ورقاء مسعد
أ كاتم عذالي الصبابة والجوى * وهل كيف يخفى والصبابة تشهد
رعى الله أيام الوصال فكم بها * لنا طاب من عذاب المسرات مورد
ترى هل بعيد الدهر ما كان سالفا * فيجمع فيها شملنا المتبدد
لعمرك أن العيش لما تصرمث * ذميم فان يرجعن فالعيش أحمد
وله:
يقولون نصف الوصل بين ذوي الهوى * يكون بارسال الرسائل والكتب
فقلت لهم للحب في القلب جذوة * تشب فلا تطفى بشئ سوى القرب
ألا أن للبعد المفرق أسهما * وسائلها تلك الرسائل للقلب
وله راثيا بعض أصدقائه من قصيدة:
فلله ما قد حل بي يوم بينهم * فلو حل في ثهلان لأنهد كاهله
ولله ريان القوام من الصبا * رقيق حواشي الطبع حلو شمائله
وكنا وردنا الود عذبا نميره * فقد كدرت من بعد صفو مناهله
وهاتفة ورقاء حنت عشية * فهاجت بقلب المستهام بلابله
تحن ولما ينا عنها أليفها * ولا غالها من طارق البين غائله
فكيف بمن أمسى على الرغم ألفه * صفيح الثرى من دونه وجنادله
أ يا قبره ضمنت أي مهذب * تربى بحجر المجد والفخر كافله
وله أيضا يرثي بعض أصدقائه:
يؤرق جفني والخليون هجع * جوى لك لا تستطيع تحويه أضلع
غداة أصات الركب فيك وما دروا * بما خلفوا بين الضلوع وأودعوا
وقفت وعيني بالدموع غريقة * أسائلهم هل بعد ذا البين مرجع
وكيف يرجى عود من حلقت بهم * عقاب المنايا السود أو يتوقع
لجمعت شمل الحزن وهو ممزق * ومزقت شمل الأنس وهو مجمع
فقدتك بدرا قد تكامل مشرقا * تغشاه من ريب المنية برقع
وغصنا بفينان الشبيبة ناضرا * يروق به برد الشباب الموشع
فيا عاذلي الجاهلين صبابتي * دعا عذلي لم يبق في القوس منزع
ترومان سلواني وصبري معوز * وقلبي بكف النائبات موزع
وكيف وقد ودعت من قد ألفته * أفي كل يوم لي حبيب مودع
وقال عن لسان أخيه السيد هادي عند مجئ رتبة المتصرفية إلى ابن
الزهاوي:
ليطلب كمجدك من قد طلب * ليدرك بالعز سامي الرتب
أما وماثرك الباهرات * وغيث ندى كفك المنسكب
وعزمك وهو لدى المعضلات * أحد شبا من حسام ذرب
لأتعبت من رام أن يقتفيك * وكيف يرام منال الشهب
فان غالبوك بيوم الفخار * فطيب النجار كفاك الغلب
وفي شرف العلم والسابقات * غنى لك عن عد زاكي النسب
أبوك الذي حد أفكاره * عن الغيب قدما أماط الحجب
وقد كان شمسا لدى المشكلات * يزيل عن الحق داجي الريب
ليهنك إن إمام الأنام * رآك بحيث يرى ما يحب
فأولاك شامل انظاره * وحلاك منه بأسنى لقب
ومذ جاء فيها إلى البشير * سحبت من البشر ذيل الطرب
وهبت له النفس لو أستطيع * وذاك قليل بما قد وجب
أبا مدحة أن شوقي إليك * تضيق به صفحات الكتب
وإني أراعي عهود الوداد * سواء تباعدت أو تقترب
وكيف وأنت السعيد الرشيد * جميل المآثر جم الأدب
بما قد حباك اللطيف الحكيم أغاظ العدو وأرضى المحب
فلا زلت ترقى لأوج العلى * إلى حيث يعيي الحسود الطلب
وله يمدح أخاه السيد هادي:
بثغرك ذلك الدر النظيم * وقدك ذلك الغصن القويم
وطلعتك التي يجلو سناها * غياهث ذلك الليل البهيم
ونشر شذاك لأعرف الخزامي * تعبق فيه أنفاس النسيم
لقد غادرتني بنواك أمسي * وما لي غير ذكرك من نديم
فان يك طول نأيك قد براني * وغادرني كدارسة الرسوم
(٦١٢)

فلست ببارح أخرى الليالي * أراعي ذمة الود القديم
بحيث يضمنا بالغور شعب * أنيق الروض مخضل الأديم
على ورد من الأكدار صاف * ومرعى ليس بالمرعى الوخيم
برب الراقصات حلفت صدقا * تهادى بين سلع والغميم
وزمزم والمشاعر والم‍صلى * وبالركن المعظم والحطيم
لقد حاز المفاخر والمعالي * أبو يحيى أخو الحسب الكريم
همام يعقد الجوزاء تاجا * ومحتد عزه شهب النجوم
له خلق كصافية الحميا * وطبع مثل سارية النسيم
نمته إلى العلى آباء مجد * من الصيد الخضارمة القروم
بكل فتى على الغبراء أرسى * لدى الجلي من الطود العظيم
غيوث ندى إذا ما عم جدب * ليوث شرى لدى الخطث الجسيم
كماة لا يضام لهم نزيل * ويامن صولة الدهر المشوم
سيوف لا تفل لها حدود * بقرع نوائب الدهر الغشوم
لعمر أبي الجواد لقد سماها * فأحرى أن يلقب بالزعيم
فتى هتك الغيوب بحد فكر * فأوضح فيه غامضة العلوم
وأبرز للورى حكما ولما * تكن خطرت للقمان الحكيم
سلكت إلى العلى نهجا قويما * لغيرك لم يكن بالمستقيم
وجدت فلا ملث القطر يوما * يصوب ببعض نائلك العميم
أقول لمن به خفت أمون * تلوح كواضح البرق المشيم
فرت كبد الفلا حزنا وسهلا * به تصل الذميل إلى الرسيم
وأنشقها الجنوب عرار نجد * وذكرها الصبا عهد الصريم
فخامرها لذكر الدار وجد * تعلق من حشاها في الصميم
أرحها في حمى الهادي المفدي * هنا لك محتد الشرف المقيم
فحي عميد هاشم والمرجى * لكشف ملمة الهول العظيم
وقل يا ري حائمة الأماني * وكاسر شوكة الباغي الظلوم
إليك مزادتي ملئت عتابا * طواه زفير ذي القلب الكليم
أخ شط المزار به فأمسي * يقلبه الأسى بيد الهموم
جفوت أبا الجواد وكان ظني * بأنك لي أبر أخ رحوم
بحبل ولاك كنت عقدت قلبي * فعدت وأنت ذو حبل صريم
وله يمدح السيد موسى نجل * السيد ميرزا جعفر القزويني:
أ يا قمرا أنار بأفق مجد * وشمسا أشرقت في برج سعد
ويا من حاز في طيب السجايا * ماثر لم تكن تحصى بعد
ويا من بخلت وكف الغوادي * أنامله بلا برق ورعد
ومن تسمو به عليا لؤي * حري أن يرى من غير ند
نماك إلى المزايا الغر طرا * أب ورث العلى عن خير جد
فكم لك من مواهب سابغات * سرت فيها الحداة بكل نجد
وكم لك للقرى نار سناها * لمن ضل الطريق إليك يهدي
وكم لك في البرايا من أياد * أرى نزرا لديها كل حمد
جرى خبر الفرات لدى أناس * تردد بينهم عكسا بطرد
وكل منهم قد ظن جهلا * تدفق مائه من أجل سد
فقالوا ما تقول؟ فقلت كلا * وحاشا أن يضل بذاك رشدي
ولكن جود موسى فاض حتى * جرى منه الفرات ببعض مد
فمالي كلما رمت اقترابا * إليك تزيد في صد وبعد
وسرج المهر شد بلا ركاب * ويا حاشاك ترضى يا ابن ودي
لغيري ان وعدت تفي بصدق * وإن واعدتني أخلفت وعدي
وليست ذي شمائل هاشمي * به فخر القماقم من معد
وان أخلفت وعدك لي فاني * أؤمل أنه عن غير عمد
زففت إليك من بكر المعاني * عروسا لفظها كنظيم عقد
أتت مغناك ترجو منك نيلا * وحاشا أن تعود بغير رفد
وله متغزلا:
ورب غرير يصرع الغنج طرفه * فيصرع فيه كل ذي لبدة ضاري
وأبرز وجها يخجل البدر طلعة * يلوح على قد يميس كخطار
يرنحه فرط الدلال فينثني * كما رنحت عطفا نسائم اسحار
ويبسم عن سمط تضمن خمرة * عقارا ولم تعصر بحانة خمار
وقائلة أتلفت نفسك حسرة * تصبر فلا يجديك مدمعك الجاري
فقلت ذريني يا ابنة القوم انني * عقرت نياق الصبر في حب عقار
تمنيته شوقا إليه بمقلتي * سوادا ومن قلبي بموضع اسرار
وكتب إليه الشيخ مرتضى الخوجة النجفي يقول:
أأحمد لو أطارحك العتابا * لما أدركت عن عتبي جوابا
نظمت بك الثواقب من قريضي * ورضت بك الأقاويل الصعابا
فرائد عن لباب الرأي تنبي * غداة من القريض غدت لبابا
نظرت لها بعين السخط حتى * ضربت من الجفاء عنها حجابا
وقلت المرتضى انتحل القوافي * وهيا لانتحال الشعر بابا
فيا ابن الضاربين من المعالي * على بطحاء نائلهم قبابا
رميت مودتي عن قوس هجر * فكنت كمخطئ غيا أصابا
فاجابه السيد أحمد يقول:
أ موقر سمع شيقه عتابا * لعمر أبيك أخطأت الصوابا
بدأت هديت بالهجران حتى * لعن حقد هتكت به حجابا
ومن لؤم السريرة منك بانت * مخايل لم تكن تحصى حسابا
فكم اصفي الوداد إليك حتى * أذقتك من مناهله العذابا
فرغت كمثل ثعلبها نفاقا * على الحقد الدفين تصر نابا
وقال يهجو بعض الناس وقد غاظه:
عدمتك من وجه هو السوء إن بدا * يد السوء مسته فأصبح اسودا
بأي المزايا قد طمحت إلى العلى * فلا حسب زاك ولا طبت محتدا
ولا نسب سام تطول به الورى * لعمرك أنت اليوم أقصرهم يدا
توعدتني تبدي إلى الناس سوأتي * لك اللوم فاستر من مخازيك ما بدا
وسوف ترى مني سنانا مثقفا * يهولك فتكا أو حساما مهندا
وله متغزلا:
أيا صاحبي من لهذا العذول * يلج بعذلي ولا يرفق
ألم يدر أن سماع الملام * حرام بشرعة من يعشق
وبي رشا فاتن حسنه * لبرد الدلال به رونق
تبدى فقل قمر طالع * وماس فقل غصن مورق
وله أيضا:
أقلا مرمي لست من صبوتي أصحو * فلا تكثرا ما في ملامكما نجح
فقد سحرت لبي لحاظ كوانس * يقيلن بان السفح يا سقي السفح
نشرن أكاليل الثغور فلم يكن * يلوح لذي عينين في مطلع صبح
(٦١٣)

وأسفرن عن مثل الشموس طوالعا * فما للدجى من دون مطلعها جنح
ولي بينها مهضومة الكشح غادة * يكابد هضما من روادفها الكشح
مهاة نقى لحظا وجيدا ونفرة * فلم تعدها لو أن مرتادها الطلح
تعير الخزامي الغض نافح نشرها * إذا ما سرت فيه الصبا ولها نفح
ونظم على البديهة بالاشتراك مع الشيخ عبد الكريم الجزائري النجفي
المعاصر:
ع عطفا على بعطفك الميال * وتلفتا نحوي بطرف غزال ا
اني وقفت على جمالك سائلا * فارحم بعز الدل ذل سؤالي ع
يا مالكا رقي بفرط دلاله * عذبت في فرط التذلل حالي
أ اني لأخبط من صدودك في دجى * ليل فأوضحه بصبح وصال ع
يا محسنا ما ساء الا صده * حاشا لمثلك من ردئ فعال
أ ولقد قتلت بأحور لك ناعس * نشوان من خمري صبا ودلال
ع لا زلت أسرح من جمالك في بها * روض وأكرع في نمير زلال
أ قسما بقدك وهي حلفة عاشق * ما ضم غير مثال شخصك بالي
ع من لي بمرشفك الشهي وقد حمي * عني بعقرب صدغك القتال
وله أشعار كثيرة في ترجمة عمه السيد محمد.
أبو عبد الله أحمد بن صبيح الأسدي الكوفي
في الخلاصة: صبيح بالصاد المهملة المفتوحة والباء الموحدة المكسورة
والمثناة التحتية والحاء المهملة اه وقال ابن داود: ومنهم من ضم
الصاد وفتح الباء وليس بشئ اه في الفهرست: أحمد بن صبيح أبو
عبد الله الأسدي كوفي ثقة والزيدية تدعيه وليس منهم فمن كتبه كتاب
التفسير أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب
أبي المفضل حدثنا جعفر بن محمد الحسني حدثنا أحمد بن صبيح وكتاب
النوادر أخبرنا به الحسين بن عبد الله عن محمد بن محمد بن هارون الكندي
حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي حدثنا الحسين بن علي بن بزيع
عن أحمد بن صبيح، وقال النجاشي ثقة والزيدية تدعيه وليس بصحيح له
كتب منها كتاب التفسير وكتاب النوادر أخبرنا به أحمد بن
عبد الواحد والحسين بن عبيد الله
عن محمد بن محمد بن هارون الكندي
عن محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي حدثنا الحسن بن علي بن بزيع
عن أحمد بن صبيح اه وفي المعالم: أحمد بن صبيح أبو عبد الله
الأسدي الكوفي ثقة من كتبه التفسير، النوادر اه وفي مشتركات
الكاظمي: يعرف أحمد بن صبيح الثقة برواية العباس بن عامر عنه ورواية
محمد الحسن الصفار عنه ورواية الحسن بن علي بن بزيع وجعفر بن محمد
الحسني عنه.
أحمد بن الصفار
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال من
غلمان العياشي.
احمد صندوق (١)
ولد في دمشق سنة ١٣١٥ وتوفي بها سنة ١٣٧٥.
دراسته
تلقى دراسته الابتدائية في المدرسة العلوية (٢) التي أنشأها مؤلف هذا
الكتاب بدمشق، ثم حالت ظروف حياته بينه وبين اتمام الدراسة فانصرف
إلى أموره المعاشية، ولكنه لازم المؤلف فقرأ عليه علوم اللغة العربية وآدابها
والمنطق وبعض الدراسات الاسلامية.
وبالرغم من قساوة الحياة عليه وسعيه ليعيش كريما وما اقتضاه ذلك
من عناء وجهد فإنه لم ينصرف عن المطالعة والتتبع والبحث حتى تكونت له
ثفافة عميقة واسعة جعلت منه شاعرا مجيدا وكاتبا مبدعا وباحثا بعيد
الغور.
ولو قدرت له الظروف المواتية من اطمئنان للعيش وظهور في المجتمع
لعرف في سورية كألمع ما يعرف حملة الأقلام ولكن الأيام ظلمته فاثر العزلة
وانطوى على نفسه ولم ينطلق في الميادين الرحبة المفروض أن ينطلق فيها
أمثاله، لذلك ظلت آثاره دفينة لم يكتب لها الانتشار والذيوع.
ولكن تولية التدريس في المدرسة المحسنية بدمشق كون له طلابا
استفادوا من دروسه، وقد ظل يدرس في هذه المدرسة دروس التاريخ
الاسلامي واللغة العربية حتى أواخر أيامه وذلك طيلة ثلاثين سنة.
آثاره
لم يتيسر للمترجم في ظروفه أن يكتب مؤلفا كاملا، وكل ما كتبه
بحوثا متفرقة في الأدب والتاريخ واللغة، وحتى هذه البحوث ظل معظمها
مسودات لم يطلع عليها إلا أصحابه وعشراؤه.
وتتميز دراساته التاريخية الاسلامية برحابة الأفق والنفاد إلى صميم
الأحداث وبالتعليل السليم والاستنتاج الصحيح.
ومع أنه لم يكتب كما أسلفنا كتابا في موضوع من المواضيع التي
حذقها، فان ما كتبه من مقالات متفرقة يصلح لأن يكون كتابا فريدا، لو
قدر له من يجمعه وينشره.
شعره
ظروف الحياة التي عاناها هي التي حددت مواضيع شعره، ولولا
الحلقات التي كانت تعقد في مجالس مؤلف هذا الكتاب فيكون منها حافز
للنظم لما قدر لكثير من شعر المترجم أن يظهر للوجود وهكذا نرى أن من
أوسع المواضيع التي نظم فيها المترجم وأجاد في النظم هي ما كان يدور
حول المؤلف سواء في التحدث عن ماثره أو وصف مجالسه أو رثائه، ويمكن
القول أن صفوة شعر المترجم كانت في هذا السبيل، ولكي تدرك مقدار
فجيعته بأستاذه اقرأ رثاءه للمؤلف ذاك الرثاء الذي يعتبر أفضل ما نظمه
من الشعر أسلوبا وفكرة وواقعية، ويمكن القول كذلك بما نظمه في مدحه
وليس هذا المديح مديحا تقليديا مبعثه الرغبة أو الرهبة، بل هو مديح أصيل
مبعثه الاعجاب والتقدير، مديح نابع من أعماق النفس.
وإذا تجاوزنا هذا الموضوع نرى أن المترجم قد عاش أحداث وطنه
فهو إذا كان قد آثر العزلة في حياته الخاصة، فإنه لم يبتعد أبدا عن آلام
بلاده وآمالها بل تأثر بها، وهزته فاجعة فلسطين فنظم فيها عدة قصائد،
كما شارك في الأفكار الشعبية فصور احساس الشعب السوري حيال
الاختلاسات الحكومية التي وقعت سنة ١٩٤٦ في قصيدته الفائية كما صور

(١) مما استدركناه على مسودات الكتاب.
(٢) سميت بعد ذلك المدرسة المحسنية " الناشر ".
(٦١٤)

احساس هذا الشعب حيال مأدب الافطار التي كانت تقام في القصور بشهر رمضان.
كذلك كان لآلامه النفسية نصيب وافر من شعره فصور في أبياته
العينية ما ينال المعلم أحيانا من عفوق، كما صور في أبياته البائية بعض ما
كان يلقاه من الناس من صدمات وأذى. ويتجلى وفاؤه لأصحابه في رثائه
لتربه وعشيره أديب التقي وفي رثائه لكل من ماتوا من أصدقائه.
وهناك موضوع تقليدي شغل حيزا من مجموعة شعره هو التاريخ
فقد كان اخوانه يقصدونه ليؤرخ لهم شعرا احداث الزواج والولادة
والوفاة، وإذا كان هذا الموضوع يبدو جافا لا أثر للفن فيه فقد استطاع
المترجم أن يجعل من بعض ما نظمه في التاريخ قطعا جميلة سنرى بعضها
فيما يلي، كما جاء بعضها طريفا كما في هذا التاريخ:
يا قبر جادتك الغوادي همعا * وسقتك اصواب الهداية اجمعا
إلى أن يصل إلى التاريخ:
فلنعم أجر ناله أرخه لي * في نصف شعبان نهار الأربعا
فقد جمع بين السنة والشهر واليوم.
ولقد ترك المترجم ديوانا شعريا لا يزال مخطوطا نأخذ منه ما يلي:
قال في مؤلف هذا الكتاب وأرسلها له من دمشق إلى شقراء جبل
عامل وذلك سنة ١٣٤٧:
شقراء باكرك النسيم إذا سرى * وسقى ربوعك للغمام عميم
حصباؤك الدر اليتيم لناظر * وثراك للمستنشقين شميم
فيك الهداية والتقى فيك المكارم * والندى فيك الصلاح مقيم
تيهي على الدنيا بأروع ماجد * هو للفضائل والكمال زعيم
عقدت عليه بنو الزمان أمورها * طفلا ولم تعقد عليه تميم
فصل الخطاب ترى بحكم يراعه * ان قام معترك ولج خصوم
نجم الهدى طود الحجى ان أظلمت * نوب وطاشت للأنام حلوم
حاط الشريعة منه علم زانه * رأي يصرفه أغر حكيم
يا ابن البها ليل الغطارفة الألى * طابت ماثرهم وطاب الخيم
الواهبين اليسر اما أجدبت * سنة وضن بما لديه لئيم
طال الفراق فكم جفون قرحت * سهدا وقلب طاح وهو كليم
سقيت ليالي الأربعاء وليتها * كانت تعود بأنسها وتدوم
كانت بجيد الدهر طوق لآلئ * بعظيم فضلك عقدها منظوم
ما لذ للأحباب بعدك مورد * ولو أنه السلسال والتسنيم
ان فرقت عنك الجسوم فلم تزل * منا النفوس على حماك تحوم
لا زال في أفق الفضائل منكم * أقمار هدي للورى ونجوم
وقال فيه أيضا:
يا سيدا بالروح يفدى * اجعل لهذا العتب حدا
فلئن أسأنا في الرواح * وما أصبنا فيه رشدا
وعددته ذنبا تخر * له الجبال الشم هدا
فالله يعلم أنه * ما كان منا ذاك عمدا
ولك المناقب أجزت * كل الورى حصرا وعدا
فأدر علينا من كؤس * رضاك ألبانا وشهدا
وأصفح وإن عدنا فسوطك * والعصا حدا وجلدا
ويلاه ما اقسى الحياة * وما أمر وما أشدا
ويلاه ان عدنا وقد * زودتنا لدمشق صدا
أ ولم نجدد سيدي * للتوب والاخلاص عهدا
وقال فيه أيضا:
فبارك الله ما آتاك من نعم * وزادك الله تقديسا وتطهيرا
تزهو بك الملة السمحاء مشرقة * والأرض مخضرة والبيت معمورا
كما بيمنك يبدو الكون غالية * والترب مسكا ووجه الأفق كافورا
مولاي نظرة عطف منك تنعشنا * ودعوة تتخطى الربع ممطورا
آل الأمين نجوم الأرض أن لكم * في نصرة الدين اقداما وتشميرا
كم ذدتم كم تداعيتم لنصرته * وكم سعيتم وكان السعي مشكورا
زينت في مدحكم شعري فلا عجب * ان نافس الدر منظوما ومنثورا
لا يستطيع بياني وصف كنهكم * مهما تفننت تسطيرا وتحبيرا
لي مقول كشبا البتار أعهده * جربته فانثنى البتار مبتورا
وصاح لما رأى الأنوار تبهرني * حار اللسان ففز بالطرف موفورا
عرفت حدي في شعري وما خطري * إن كان مدحكم في الذكر مسطورا
وقال في ليلة الأربعاء وهي الليلة التي خصصها المؤلف ليلتقي فيها
بنخبة من صحابته تغلب عليهم المعرفة والاستزادة من العلم والأدب،
وتاريخ القصيدة ١٣ ربيع الأول سنة ١٣٦٤:
أنعت ليلة ضفت ستورها * وسد آفاق الفضا ديجورها
رياحها تزجى الصبا دبورها * ويلفح الوجوه زمهريرها
بروقها يعشى العيون نورها * رعدوها يصمنا هديرها
أمطارها يعمنا قطورها * ويح دمشق زحزحت قصورها
سالت بها ساحاتها ودورها * كأنما فار بها تنورها
طاب بها لعصبة مسيرها * مسرعة لملجأ يجيرها
دار لإبراهيم عال سورها * فتم في ساحته سرورها
أقصى مناها طرفة تثيرها * كروضة فاض بها غديرها
قد صافحت كف الصبا زهورها * ففاح من أكمامها عطورها
ونارجيلة بدا خريرها * يرقص في أحشائها نميرها
يحبس غالي دمعها ضميرها * يستر حر وجدها قتيرها
إذا أضاع سرها زفيرها * ضاع شذاه ساطعا بخورها
وأكؤس من لؤلؤ تديرها * يملأها من قهوة طهورها
يهزم أجناد الكرى حضورها * يلم أشتات المنى عبيرها
بنت لظى مأمونة شرورها * يطفئ نيران الجوى سعيرها
بنت ثوان لم تطل عصورها * يحكي العقيق ذائبا عصيرها
ذر على لجينها اكسيرها * فدق عن افهامنا تصويرها
فلو بدت في جنة شذورها * هام بها ولدانها وحورها
يا حسنها من ليلة بدورها * اوفى على شمس النهار نورها
قد شنفت اسماعنا طيورها * غنى الهزار وشدا شحرورها
أقسمت بالسحب ومن يثيرها * والأنجم الزهر ومن ينيرها
آل الأمين للورى بحورها * يوم الندى وفي الوغى نسورها
أقمار هدي ان دجا عسيرها * أو ناب من خطوبها خطيرها
أثمار دوحات زكت جذورها * وأخصبت إذ كرمت بذورها
(٦١٥)

محسنها كهف التقى ظهيرها * سباق غايات العلا أميرها
به الشريعة استوت أمورها * والتأمت بجده فطورها
وصفحة الحق بدا نشورها * توضح منهاج الهدى سطورها
قل لعداه قد دنا ثبورها * قد جاءنا لو ترعوى نذيرها
قد صرصر البازي فما صفيرها * وزأر الليث فما هريرها
لي في علاه مدح بحورها * يعيى بصوع مثلها جريرها
روائع سماعها أجورها * عرائس قبولها مهورها
وقال يهنئ المؤلف بعيد الأضحى سنة
العيد أقبل سيدي * فاهنأ وضح وفز بعيدك
ما العيد إلا أن أكحل * ناظري بسنا سعودك
لم يعرف التوحيد لولا * ما تقدم من جدودك
ولطاح سر لبابه * لولا المقدس من جهودك
خلدت في أعيانه * أثرا يدل على خلودك
وذكرت فيه فوارسا * هي في الحقيقة من جنودك
لولا الغلو لقلت * اسرار الإمامة في برودك
فأسلم لهذا الدين * والصيد الأكارم من إسودك
والبس برود العز والاقبال * وارفل في جديدك
واطلع على الدنيا مع * الأقمار وازدد في صعودك
باليمن والاسعاد * والاقدار فيها من عبيدك
وقال في رثاء المؤلف:
نبا تطاير في البلاد فهزها * فالأرض مائلة على الارجاء
قالوا الأمين فقلت غابر أمة * سحب الزمان عليه ذيل عفاء
وربيع أيام ودنيا حكمة * ولى وآذن عيشه بقضاء
قدر أغار على الأمين وغاله * اصمى القلوب بأفدح الارزاء
وطوى به طي السجل كتابه * علم الجهاد وفارس الهيجاء
مستأصل داء الجهالة في الورى * بجهاده امسى صريع الداء
حمال أعباء الإمامة والهدى * في الأرض أصبح مثقل الإعياء
محيي الفضائل في النفوس بقوله * وفعاله اضحى رهين فناء
هلا وقته الحتف عند نزوله * مهج تتبع داءها بدواء
هلا وقته من الردى بنفوسها * عصب تعاهدها بحسن رعاء
هلا حمته من النوائب ملة * كان الفداء لها بيوم فداء
وأرامل ومعاهد وملاجئ * كان الملاذ لها لدى الغماء
يا ناصر الاسلام كيف تركته * بيد النوازل بعد حسن بلاء
ان يبك يومك بالنجيع فطالما * كنت المعاذ له من الأسواء
ولقد رأيتك والمنية تدني * فتئن من سقم ومن إعياء
فعرفت كيف تدك أطواد العلى * ويغيب نور الكوكب الوضاء
وسوائر لك في القوافي شرد * أعيت صياغتها على الشعراء
هن النسيم إذا رضيت سلاسة * فإذا غضبت فهبة النكباء
المرقصات بمدح آل محمد * والفالقات الصخر عند رثاء
النازلات على الموالي رحمة * والمرسلات لظى على الأعداد
لك في المدائح والمراثي فيهم * سحر الوليد ولوعة الخنساء
وإذا وعظت فأنت أبلغ واعظ * وإذا خطبت فسيد الخطباء
وإذا يراعك جال سال حقائقا * وقضى على الأوهام والأهواء
وإذا أجلت الرأي في متشابه * فالفجر شق دياجر الظلماء
طلبوا تراث موزع أمواله * ما بين كسب مثابة وثناء
يهب الألوف نهاره متهللا * ويبيت ليلا طاوي الأحشاء
بناء أجيال تنازع همه * أحكام أساس ودعم بناء
ومقصرين وما دروا ان العلى * ملك لكل مشمر بناء
قصرت خطاهم عن لحاقك فانثنوا * يبدون عيب ضرائر الحسناء
وتفننوا في ستر فضلك ضلة * والشمس لا تخفى على البصراء
ما زلت تولي النش ء فرط عناية * حتى سموت به على الجوزاء
وتهيب بألواني فتملأ صدره * عزما كصدر الصعدة السمراء
وخفضت للأيتام جانب رأفة * هي رأفة الآباء بالأبناء
فأست جراحهم بنان مؤمل * كلف بمسح مدامع البؤساء
وتركت للتاريخ سفرا خلدت * أعيانه في زمرة الأحياء
نار الأسى لك في فؤادي سعرت * فطغت بسورتها على الاطفاء
أبكي لأطفئها واعلم أنني * مذك لواعجها بحر بكائي
قد كنت أخشى أن يفاجئني الردى * واليوم آنف أن يطول بقائي
زانوا وساميهم بنعش متوج * بالفضل سباق إلى العلياء (١)
ومشى على هام الجموع مشيعا * بدم القلوب وزفرة الأحشاء
لم يحملوه على الرقاب وانما * هذا البراق يهم بالاسراء
قبر أقيم بروض بنت المرتضى * غنيت جوانبه عن الأنواء
تتنزل الأملاك حول ضريحه * زمرا مع الاصباح والإمساء
لنزيله ازدهت الجنان وأشرقت * والكون قنعه الدجى برداء
وقال مؤرخا وفاة المؤلف وقد نقشت على ضريحه في مقام السيدة
زينب:
أيها النجم ما غربت ولكن * جزت ما لا تسمو إليه العيون
أيها القلب ما سكنت ولكن * ساد هذا الكون الحزين السكون
ضمن هذا الضريح باس علي * وتقاه وعلمه المخزون
ومجن السمحاء في كل خطب * مدلهم والصارم المسنون
صقلته كف الحكيم وسنت * قدرة الله غربه لا القيون
وعماد الاسلام حامي حماه * في البرايا أمينه المأمون
شمسه تاجه حلاه علاه بدره * صبحه المنير المبين
واللباب المختار من عترة * المختار فينا والجوهر المكنون
فليمزق للمجد أرخت قلب * فعماد الاسلام هذا الدفين
وقال مؤرخا وفاته تاريخا ثانيا:
روض الأمين سقاه مشمول الحيا * يهمي عليه مجلجلا هتانا
أدرى الردي لما طواه بأنه * للمجد هد وللعلا أركانا
الحق نادى محسنا فاجابه * وجزاه من احسانه احسانا
أعطاه في دار الكرامة روضة * وحباه ارخنا بها الغفرانا
ونظم هذه الأبيات لتكتب على باب الحجرة التي دفن بها المؤلف:
غرفة ضمت إمام المحسنين * طاهر الأعراق من آل الآمين
آية الله ونبراس الهدى * حجة الاسلام والشرع المبين
أرضها مسك وفي أجوائها * قبس من نور رب العالمين
تهبط الأملاك في أنحائها * فادخلوها بسلام خاشعين

(١) إشارة إلى الوسامين اللذين علقتهما الحكومتان السورية واللبنانية على نعش الفقيد.
(٦١٦)

وقال بمناسبة الاختلاسات المالية في الدولة السورية سنة ١٩٤٦:
جد في نهبك يا شعب فخف * عقمت أمك أن تأتي بعف
تهب المال وتمسي طاويا * وبيوت المال في نشر ولف
كم عديم بات منها مثريا * ووضيع حاز أعناق الشرف
ما على القاني صحاف ذهبا * إن شكا جيرانه فقد الخزف
هكذا الميزان ان مال به * ثقل من جانب شال طرف
أعولي أيتها الأم فقد * عق أبناؤك ميثاق السلف
شرف الماضي وما في ضمنه * أودعوه اليوم في بطن جدف
تربت أيدي رجال عرضت * ثروة الشعب لخسر وتلف
قد بلونا فإذا ليس لها * غير نهب المال هم أو هدف
امعني أيتها الأيدي فقد * آمنوك اليوم من قطع وكف
لا تخافي دركا أو عنتا * فمطايا العزم في العدل عجف
صم سمع العدل عن صيحاتنا * وتعامى عن أذانا منه طرف
قد خلا الجو فقري أعينا * لن تنالي بهوان أو بصرف
ثروة الأمة بحر فاعرفي * لا تضير البحر كف المغترف
أيها السائل عن ثروتنا * قد كتبنا عندها فاز المخف
قد جمعناها بغالي دمعنا * وبذلنا كل ماعز وخف
وائتمناهم عليها بعد أن * بيع فيها كل ماعون وخف
فاستحلوها واضحت مغنما * تجتلى فيه أفانين الترف
قد عذرناكم بان نافستم * باللآلي وصدفتم عن صدف
وتجاوزنا ولو جاوزتم * في التمادي كل غايات السرف
لذة الثروة أمر عجب * وكذا من ذاق ما ذقتم عرف
لا تلام البهم في رقص إذا * أولع الراعي بمزمار ودف
كف من غربك يا طرف إذا * هاجك الحزن بدمع فوكف
حي اسلافا كراما تركوا * خلفا بعدهم بئس الخلف
وقال بمناسبة مأدب تقام في القصر والغلاء تطغى موجته في سورية
سنة ١٣٦٦ ١٩٤٧:
يا أيها الموسر والمثري * هلم يمم ساحة القصر
يا حسنها والوجوه ناضرة * تفيض فيها بالأنس والبشر
يا حسنها والعيون لامعة * فهل أحست بليلة القدر
حيث عيون القوم في روضها * مبثوثة والصدر في الصدر
حيث تحف الجنود في ربها * كما تحف النجوم بالبدر
ترى على محياه بدر سما * ما ضرها أن تضن بالقطر
أسرع يجنبك أذى عسرة * يا بعد بين العسر واليسر
حيث الطعام اللذ في صحفة * يعرض بالبخس وبالنزر
يشرى به الوجدان من عصبة * تبيع فيه الشبر بالفتر
غاية ما قد يقتضى بذله * بعد امتلاء سجدة الشكر
أو بعض ركعات قصار المدى * يؤتى بها بالشفع والوتر
أو نشر أخبار حسان له * مكذوبة بالطبل والزمر
بين رعاع من الملا حشد * لا تفرق الخير من الشر
طال عليها الليل في نومها * أما لهذا الليل من فجر
شدت إلى الهضب دراريه * فالصبح منه نفخة الحشر
يا أيها الشاري بها دينه * حسبك ما حملت من وزر
وأنت يا أيها المعسر عش * بين ثنايا البؤس والضر
وخل للقصر ما حاكه * من ترهات باللف والنشر
فقد أعاد التاريخ أعماله * بان تساس البلاد بالتمر
واقرأ كلام القرآن في قوله * والعصر ان الإنسان في خسر
وقال متظلما من بعض الناس:
وعصابة حب الظهور شعارها * ما إن لها إلا الزعامة مارب
تخذت مناصرة الضعيف حبالة * فشباكها ابدا تحاك وتنصب
ما بين هماز تظاهر بالتقى * وتراه في حبل الغواية يحطب
وروى الحديث فصدقوه وما دروا * ان المحدث من سجاح اكذب
والدهر حرب للكريم فكم علا * فيه القطا وانحط باز أشهب
والجد من طيش القضاء فكم علا * هام الضراغم رأس تيس اعضب
والجد موهبة السماء فكم محت * سحب السما شمسا ليشرق كوكب
سل عصبة خطت أناملها لها * نحسا ولما تدر ما ذا تكتب
أ أساود هذي التي قد رشحت * للسير في أعمالها أم أكلب
من كل هدام ويزعم أنه * يبني وحلاف يقول فيكذب
وقال:
يقولون لي كم من صديق تفوته * فتشمت في ذاك العواذل إشماتا
وقد كان أولي منك بالصون والوفا * ومثلك من يرعى الصديق إذا فاتا
وما علموا اني وفرت لحومهم * وأكبت أعدائي بحلمي إكباتا
وأغضيت عن زلاتهم ووصلتهم * وقد مزقوا لحمي وعرضي اشتاتا
فقلت لهم عار على الحر لو درى * بمن يصلت الصمصام للفتك اصلاتا
رضاه بعيش الهون والعار والأذى * بصحبة باع ان يضيع أوقاتا
ومن ليس يدري بالوفاء فشأنه * كشأن العدو المحض ضرا وإعناتا
وشان أخي الشحناء في القرب والنوى * لئن عاش شأن البهم في الناس أو ماتا
وقال وتتمثل فيها مرارة ما ذاقه في التعليم الذي قضى فيه حوالي ثلاثا
وثلاثين سنة:
نصحتكم لا تجعلوا النشء دأبكم * بعلم له كالماء يطلق للزرع
فما فيه للنعمى جزاء وما لكم * عليها وإن جلت سوى السب واللسع
تميتون فيه النفس جهدا ليرتوي * ويحيا فيجزي واصل الحبل بالقطع
ويا رب آمال مع النش ء خيبت * وأحللتموها واديا غير ذي زرع
وقال في فاجعة حيفا أواخر نيسان ١٩٤٨:
يا راكبين الا عوجوا بوادينا * جف السحاب وما جفت مآقينا
ضاق المحيط بموج الجاليات وقد * غص البسيط بفوج من أضاحينا
فوق القوارب أيتام حماتهم * في مذبح الغدر قد أمست قرابينا
من ثاكلات تدق الصدر نائحة * تعدادها علم الورق التلاحينا
قد بزها البغي ثوب العز فانطلقت * تذري الدموع على الصيد المحامينا
القى بها اليم اشتاتا مروعة * توحي إلى النفس اشجانا أفانينا
هاتيك نسوة قحطان وقد وقفت * تنعى مغاويرها الزهر الميامينا
انسى المصاب بحيفا كل كارثة * وهب ينكا ذكرى دير يآسينا
وقال بمناسبة طلب وقف القتال في فلسطين في ٢٥ مايس ١٩٤٨:
أ ان ذقت صهيون حر الصفاح * رجعت ترومين وقف الكفاح
أ صلحا وسرى الرسول الطهور * لشذاذ شعبك نهب مباح
أ صلحا وهذى دماء الضحايا * تسيل بهن السهول الفساح
(٦١٧)

وتلك العذارى وأشلاؤها * تناثرن بين الربى والبطاح
تحنطها لافحات الهجير * وتدفنها سافيات الرياح
ولما نبادلك بيع النفوس * بسوق الملاحم بيع السماح
ولما ترعك بيوم عبوس * على السابحات وجوه صباح
كان كؤوس الردى سلسل * يداف لديها بمسك وراح
تقبلها شفرات السيوف * فتحسبها همسات الصباح
وتغمزها فوهات الرصاص * فتحسبها لحظات الملاح
كان عناق كعوب الرماح * لديها عناق كعاب رداح
فلا صلح حتى تئيم النساء * ويلقى الجناة الحمام المتاح
ولا صلح أو تؤذني بالفناء * وتخلي البلاد وتلقي السلاح
وقال في رثاء أديب التقي سنة ١٩٤٥ م:
أصابت فاصمت سهام الغير * فبدلن صفو المنى بالكدر
أبر على كل خطب عرا * مصاب العلا بفتاها الأبر
تصاممت أدفع صوت النعي * فمن لي بان لا يصح الخبر
وهبني تأولت ظن السماع * فما حيلتي بيقين النظر
تولت ليالي الصفا وانقضت * ومرت سراعا كلمح البصر
لقد كنت فينا كبير المقام * فأصبح رزؤك إحدى الكبر
كريم الشمائل عف الضمير * شهي الحديث لطيف السمر
وفي الموقف الصعب صلب الحصاة * إذا هز قلب الجبان الخور
فمن للنضال ومن للصيال * ومن للنزال ودرء الخطر
يراعك يجري بسحر العقول * يمد بذهن عجيب الفكر
إذا جد حل عرا المشكلات * فعذب فرات ومر صبر
أ جوهرة الدهر من بعدها * وهي السلك في عقده فانتثر
لئن داهمتك ظروف القضاء * غصنا نضيرا جني الثمر
ولم تنض عنك برود الشباب * ولم تقض مما يروم الوطر
فما في الحياة سوى المضحكات * فحر يساء وعبد يسر
ونجد يشان ونذل يزان * وليث يهان وقرد يبر
إلى باطن الأرض يا ذا الاباء * فما ظهرها لأبي مقر
وأخلد إلى الترب وانعم به * إذا لم يكن من صغار مفر
تصوح بعدك روض العلوم * وطاح النبات وجف الزهر
وغادرت فينا حماة القريض * نجوما دهاها خسوف القمر
فلا تبعدن بلى قد بعدت * وكيف دنو رهين الحفر
سنسقي ثراك دموع العيون * ففيها الغنى عن روي المطر
وقال مذيلا لقصيدة دعبل الخزاعي التائية المشهورة:
وقبر غدا فردا بظاهر جلق * لزينب بين النهر والهضبات
أصابته من أم المصائب نفحة * فعمته بالألطاف والبركات
مقيم على ظهر الطريق غدت له * معالم دين الله منطمسات
سليلة بيت الوحي أمست فريدة * به بين حساد لها وعداة
لقد غالبت جور الزمان وغدره * بصبر على أرزائه وثبات
وقد فوجئت طول الحياة وبعدها * ببين وثكل موجع وشتات
كما بيضت تاريخ مجد ابن أمها * بما كتبت من ناصع الصفحات
فكم وقفت بين الطغاة مواقفا * سقتهم كؤوس السم بالكلمات
ثوت حيث وافاها الحمام غريبة * تحاط باخصام لها وطغاة
سوى عصبة قلت وقل غناؤها * ترى ودها من أعظم القربات
تطوف به شبانها وكهولها * وتسقي ثراه واكف العبرات
أبو الرضا أحمد بن طارق بن سنان الكركي العاملي
ولد سنة ٥٢٩ أو ٥٢٧ ومات في ١٦ ذي الحجة سنة ٥٩٢. الكركي بفتح الكاف وسكون الراء وآخره كاف في معجم
البلدان: قرية في أصل جبل لبنان قرأت بخط الحافظ أبي بكر محمد بن
عبد الغني بن نقطة: أما الكركي بفتح الكاف وسكون الراء فهو أحمد بن
طارق بن سنان أبو الرضا الكركي قال لي أبو طاهر إسماعيل بن الأنماطي
الحافظ بدمشق هو منسوب إلى قرية في أصل جبل لبنان يقال لها الكرك
بسكون الراء وليس هو من القلعة التي يقال لها الكرك بفتح الراء اه
وظاهره أنها غير القرية المسماة كرك نوح حيث ذكرها أيضا وذكر كرك
البلقاء وقال إنهما بفتح الكاف والراء لكن لا يخفى أنه لا يوجد في أصل
جبل لبنان قرية غير كرك نوح تسمى الكرك لا بسكون الراء ولا بفتحها.
قال ياقوت. كان أبو الرضا تاجرا مثريا بخيلا ضيق العيش ليس له غلام
ولا جارية ولا من ينفق عليه فلسا، وكان مقترا على نفسه سمع أبا منصور
ابن الجواليقي ومحمد بن ناصر السلامي ومحمد بن عمر الأرموي ومحمد بن
عبيد الله الزاغوني وسمع في أسفاره في عدة بلاد وكان أكثر سفره إلى مصر
وكان ثقة في الحديث متقنا لما يكتبه الا أنه كان خبيث الاعتقاد رافضيا، ولما
مات بقي في بيته أياما لا يعلم بموته أحد حتى أكلت الفأر أذنيه وأنفه على ما
قيل اه.
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٥٩٢ فيها توفي أبو الرضا
أحمد بن طارق الكركي ثم البغدادي التاجر الحدث. سمع من ابن ناصر
وأبي الفضل الأرموي وطبقتهما فأكثر ورحل إلى دمشق ومصر وهو من كرك
نوح وكان شيعيا جلدا قاله في العبر انتهى وقد فهم من هذا زيادة على
ما مر أنه من كرك نوح وأنه انتقل إلى بغداد والظاهر أن وفاته كانت بها
وعلم مشايخه. وفي كونه تاجرا محدثا تعليم لأهل العلم أن العلم لا ينافي
الكسب الذي يصون عن سؤال الناس.
وفي لسان الميزان: أحمد بن طارق الكركي المحدث روى عن أبي
الطلالمة وطبقته قال الحافظ ضياء الدين شيعي غال. قلت: مات قبل
الستمائة أجاز لشيخنا أحمد بن أبي الخير اه قال ابن النجار كان حريصا
على الطلب وتحصيل الأصول وسافر في التجارة إلى مصر والشام وأقام في
الغربة زمانا وسمع وحصل وحدث واملى ولم يزل يطلب ويسمع إلى حين
وفاته وكان صدوقا ثبتا أمينا الا انه كان غاليا في التشيع شحيحا مقنطا على
نفسه ساقط المروءة وقد سمعت منه كثيرا وكان قليل المعرفة بعيدا من الفهم
ولكنه صحيح السمع حسن النقل مليح الخط، وقال ابن الأخضر: كان
ثقة صدوقا وكان يشتري الأصول ويسمعها من المشائخ ويخفيها، وقال
ياقوت: كان ثقة في الحديث تاجرا كثير المال مقترا على نفسه حتى أنه لما
مات بقي في بيته أياما لا يعلم أحد بموته حتى اكلت الفأر انفه وأذنيه وكان
رافضيا كذا قال، وياقوت متهم بالنصب فالشيعي عنده رافضي اه لسان
الميزان. الشيخ احمد الطالقاني الأصل القزويني المنشأ
ذكره الشيخ عبد النبي القزويني، في تتمة أمل الآمل: فقال كان
(٦١٨)

من أهل طالقان ونشأ في قزوين وقرأ فيها فبرع وكان اسمه عبد الدائم فكلفه
العلماء بتغيير اسمه فسمي احمد وكان فاضلا معاصرا له شرح كتاب الطهارة
من بداية الهداية للشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي وهو وإن كان
ماخذه شرح الدروس للعلامة الخوانساري كما ظهر لي بالتتبع لكن من ينظر
فيه يعرف فضله وله فوائد متفرقة على حاشية العدة لمولانا خليل الله
القزويني وحاشية الحاج علي أصغر عليها وعلى غيرهما ويظهر منها قوة فهمه
ودقة ذهنه اه وبعضهم قال إنها حاشية على كتاب الطهارة من بداية الهداية
وترجمت إلى الفارسية وترجمتها موسومة بنور ساطع.
أحمد بن طباطبا الحسني الشاعر
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن إسماعيل بن طباطبا الحسني الرسي.
أبو العباس المعتضد أحمد بن طلحة الملقب بالموفق ابن المتوكل جعفر ابن
المعتصم محمد بن هارون الرشيد بن موسى الهادي بن محمد المهدي بن
عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب
العباسي أحد ملوك بني العباس.
ولد في ذي الحجة سنة ٢٤٢ وتوفي بمدينة السلام يوم الأحد لسبع
بقين من ربيع الآخر سنة ٢٨٩ وله سبع وأربعون سنة، وبويع بالخلافة في
اليوم الذي مات فيه عمه المعتمد وهو يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت
من رجب سنة ٢٧٩ فكانت خلافته تسع سنين و ٩ أشهر ويومين قاله
المسعودي وقال ابن الأثير كانت خلافته ٩ سنين و ٥ أشهر و ١٣ يوما.
أمه أم ولد رومية اسمها ضرار ووزيره عبيد الله بن سليمان بن وهب
ثم ولده القاسم بن عبيد الله وقاضيه إسماعيل بن إسحاق ويوسف بن
يعقوب وابن أبي الشوارب وحاجبه خفيف السمرقندي.
أقوال المؤرخين فيه
قال ابن الأثير: كان المعتضد أسمر نحيف الجسم معتدل الخلق قد
وخطه الشيب وكان شهما شجاعا مقداما ذا عزم وفيه شح وكان مهيبا عند
أصحابه يتقون سطوته ويكفون عن الظلم خوفا منه اه وقال المسعودي
لما أفضت الخلافة إلى المعتضد سكنت الفتن وصلحت البلدان وارتفعت
الحروب ورخصت الأسعار وهدأ الهرج وسالمه كل مخالف وكان مظفرا قد
دانت له الأمور وانفتح له الشرق والغرب وأديل له في أكثر المخالفين عليه
والمنابذين له وكان صاحب المملكة والقيم بأمر الخلافة بدر مولاه وخلف
المعتضد في بيوت الأموال تسعة آلاف ألف دينار وأربعين ألف ألف درهم
ومن الدواب اثني عشر ألف رأس وكان مع ذلك بخيلا شحيحا ينظر فيما لا
ينظر فيه العوام وكان قليل الرحمة كثير الاقدام سفاكا للدماء شديد الرغبة في أن
يمثل بمن يقتله وذكر أمورا كثيرة من تمثيله بالناس نعرض عن نقلها قال
واتخذ المطامير وجعل فيها صنوف العذاب وجعل عليها الحرمي المتولي ولم
يكن له رغبة إلا في النساء والبناء فإنه أنفق على قصره المعروف بالثريا
أربعمائة ألف دينار وكان طوله ثلاثة فراسخ اه وفي نسمة السحر:
كان المعتضد يلقب بالسفاح الثاني لأن دولتهم تجددت في أيامه وكان شديد
القوى بحيث يساور الأسد وحده وفيه يقول ابن الرومي:
هنيئا بني العباس ان امامكم امام التقى والبر والجود احمد
كما بأبي العباس أنشئ ملككم كذا بأبي العباس أيضا يجدد
أراد بأبي العباس الأول السفاح قال وكان المعتضد أديبا شاعرا
شجاعا سائسا مهيبا شديد العقوبة اه.
تشيعه
كان المعتضد محسنا إلى آل أبي طالب قال المسعودي: ورد مال من
محمد بن زيد من بلاد طبرستان ليفرق في آل أبي طالب سرا فغمز بذلك إلى
المعتضد فاحضر الرجل الذي كان يحمل المال إليهم فأنكر عليه اخفاء ذلك
وأمره باظهاره وقرب آل أبي طالب وكان السبب في ذلك قرب النسب ولما
أخبرنا به أبو الحسن محمد بن علي الوراق الأنطاكي الفقيه المعروف بابن
الغنوي بأنطاكية قال اخبرني محمد بن يحيى بن أبي عباد الجليس قال: رأى
المعتضد بالله وهو في سجن أبيه كان شيخا جالسا على
دجلة يمد يده إلى ماء دجلة فيصير في يده وتجف دجلة ثم يرده من يده فتعود دجلة كما كانت قال
فسالت عنه فقيل لي هذا علي بن أبي طالب ع فقمت إليه وسلمت
عليه فقال يا احمد ان هذا الامر صائر إليك فلا تتعرض لولدي ولا تؤذهم
فقلت السمع والطاعة يا أمير المؤمنين اه قوله وكان السبب في ذلك
قرب النسب غير صحيح فكل أهل بيته الذين آذوا العلويين قريبو النسب
ولم يسبب قرب نسبهم تقريب آل أبي طالب بل سببه توفيق من الله تعالى
ليسعد من سعد ويشقى من شقي. وقال الطبري: في تاريخه في سنة ٢٨٢
وجه محمد بن زيد العلوي من طبرستان إلى محمد بن ورد العطار باثنين
وثلاثين ألف دينار ليفرقها على أهله ببغداد والكوفة ومكة والمدينة فسعي به
فاحضر دار بدر وسئل عن ذلك فذكر انه يوجه إليه في كل سنة بمثل هذا
المال فيفرقه على من يأمره بالتفرقة عليه من أهله فاعلم بدر المعتضد ذلك
واعلمه ان الرجل في يديه والمال فذكر عن أبي عبد الله الحسني ان المعتضد
قال لبدر يا بدر أما تذكر الرؤيا التي أخبرتك بها فقال لا يا أمير المؤمنين
فقال أ لا تذكر اني حدثتك ان الناصر دعاني فقال لي اعلم أن هذا الامر
سيصير إليك فانظر كيف تكون مع آل علي بن أبي طالب ع ثم
قال لي رأيت في النوم كأني خارج من بغداد أريد ناحية النهروان في جيشي
وقد تشوف الناس إلي إذ مررت برجل واقف على تل يصلي لا يلتفت إلي
فعجبت منه ومن قلة اكتراثه بعسكري مع تشوف الناس إلى العسكر فأقبلت
إليه حتى وقفت بين يديه فلما فرع من صلاته قال لي اقبل فأقبلت إليه
فقال: أ تعرفني؟ قلت: لا: قال: انا علي بن أبي طالب خذ هذه المسحاة
فاضرب بها الأرض لمسحاة بين يديه فأخذتها فضربت بها ضربات فقال لي
انه سيلي من ولدك هذا الامر بقدر ما ضربت بها فاوصهم بولدي خيرا قال
بدر فقلت بلى يا أمير المؤمنين قد ذكرت قال: فاطلق المال وأطلق الرجل
وتقدم إليه ان يكتب إلى صاحبه بطبرستان ان يوجه ما يوجه به إليه
ظاهرا وان يفرق محمد بن ورد ما يفرقه ظاهرا وتقدم بمعونة محمد على ما يريد
من ذلك اه قال المسعودي ولما قتل محمد بن هارون محمد بن زيد
العلوي أظهر المعتضد النكير لذلك والحزن تأسفا على قتله اه وفي
نسمة السحر انه أمر ان يكتب على المنابر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
علي بن أبي طالب ع. قال الطبري وفي سنة ٢٨٣ لعشر بقين من
جمادى الأولى أمر المعتضد بالكتاب إلى جميع النواحي برد الفاضل من سهام
المواريث على ذوي الأرحام وابطال ديوان المواريث وصرف عمالها فنفذت
الكتب بذلك وقرئت على المنابر اه أقول وهذه هي مسالة التعصيب
وما أمر به المعتضد فيها موافق لمذهب أئمة أهل البيت ع الذين
صح عنهم انهم قالوا الزائد عن السهام يرد على أصحاب السهام والعصبة
(٦١٩)

في فيه التراب. قال الطبري وفي سنة ٢٨٤ عزم المعتضد بالله على لعن
معاوية بن أبي سفيان على المنابر وامر بانشاء كتاب بذلك يقرأ على الناس
فخوفه عبيد الله بن سليمان بن وهب وزيره اضطراب العامة وانه لا يامن
أن تكون فتنة فلم يلتفت إلى ذلك من قوله وأول شئ بدأ به المعتضد حين
أراد ذلك الامر بالتقدم إلى العامة بلزوم أعمالهم وترك الاجتماع والشهادة
عند السلطان الا ان يسألوا عن شهادة إن كانت عندهم وبمنع القصاص من
القعود على الطرقات وعملت بذلك نسخ قرئت في الجانبين من مدينة
السلام في الأرباع والمحال والأسواق ثم منع يوم الجمعة القصاص من
القعود في الجانبين ومنع أهل الحلق في الفتيا وغيرهم من القعود في
المسجدين ونودي في المسجد الجامع بنهي الناس عن الاجتماع على قاص أو
غيره ونودي في الجامعين يوم الجمعة بان الذمة بريئة ممن اجتمع على مناظرة
أو جدل وتقدم إلى الذين يسفون الماء في الجامعين ان لا يترحموا على معاوية
ولا يذكروه بخير وتحدث الناس ان هذا الكتاب يقرأ بعد صلاة الجمعة على
المنبر فلما صلى الناس الجمعة بادروا إلى المقصورة ليسمعوا قراءة الكتاب فلم
يقرأ فذكر ان المعتضد أمر باخراج الكتاب الذي كان المأمون أمر بانشائه
بلعن معاوية فاخرج له من الديوان فاخذ من جوامعه نسخة هذا الكتاب
وذكر ان عبيد الله بن سليمان الوزير أحضر يوسف بن يعقوب القاضي
وأمره ان يعمل الحيلة في ابطال ما عزم عليه المعتضد فمضى يوسف فكلم
المعتضد في ذلك وقال له يا أمير المؤمنين فما تصنع بالطالبيين الذي هم في
كل ناحية يخرجون ويميل إليهم كثير من الناس لقرابتهم من الرسول
وماثرهم وفي هذا الكتاب اطراؤهم أو كما قال وإذ سمع الناس هذا كانوا
إليهم أميل وكانوا هم ابسط ألسنة وأثبت حجة منهم اليوم فامسك المعتضد
فلم يرد عليه جوابا ولم يأمر في الكتاب بعده بشئ اه وهذه صورة
الكتاب برواية الطبري في تاريخه:
صورة الكتاب الذي أمر به المعتضد بالله في شأن بني أمية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم الحليم الحكيم العزيز
الرحيم المنفرد بالوحدانية الباهر بقدرته الخالق بمشيئته وحكمته الذي يعلم
سوابق الصدور وضمائر القلوب لا يخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال
ذرة في السماوات العلى ولا في الأرضين السفلى قد أحاط بكل شئ علما
وأحصى كل شئ عددا وضرب لكل شئ أمدا وهو العليم الخبير والحمد
لله الذي برأ خلقه لعبادته وخلق عباده لمعرفته على سابق علمه في طاعة
مطيعهم وماضي امره في عصيان عاصيهم فبين لهم ما يأتون وما يتقون ونهج
لهم سبل النجاة وحذرهم مسالك الهلكة وظاهر عليهم الحجة وقدم إليهم
المعذرة واختار لهم دينه الذي ارتضى لهم وأكرمهم به وجعل المعتصمين
بحبله والمتمسكين بعروته أولياءه وأهل طاعته والعاندين عنه والمخالفين له
أعداءه وأهل معصيته ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وان
الله لسميع عليم والحمد لله الذي اصطفى محمدا رسوله من جميع بريته
واختاره لرسالته وابتعثه بالهدى والدين المرتضى إلى عباده أجمعين وانزل عليه
الكتاب المبين المستبين وتاذن له بالنصر والتمكين وأيده بالعز والبرهان المتين
فاهتدى به من اهتدى واستنقذ به من استجاب له من العمى وأضل من
أدبر وتولى حتى أظهر الله امره وأعز نصره وقهر من خالفه وانجز له وعده
وختم به رسله وقبضه مؤديا لأمره مبلغا لرسالته ناصحا لأمته مرضيا مهتديا
إلى أكرم مآب المنقلبين وأعلى منازل أنبيائه المرسلين وعباده الفائزين ف‍ صلى الله
عليه أفضل صلاة وأتمها وأجلها وأعظمها وأزكاها وأطهرها وعلى آله الطيبين
والحمد لله جعل أمير المؤمنين وسلفه الراشدين المهتدين ورثة خاتم النبيين
وسيد المرسلين والقائمين بالدين والمقومين لعباده المؤمنين والمستحفظين
ودائع الحكمة ومواريث النبوة والمستخلفين في الأمة والمنصورين بالعز والمنعة
والتأييد والغلبة حتى يظهر الله دينه على الدين كله ولو كره المشركون. وقد
انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة العامة من شبهة قد دخلتهم في أديانهم
وفساد قد لحقهم في معتقدهم وعصبية قد غلبت عليها أهواؤهم ونطقت بها
ألسنتهم على غير معرفة ولا روية وقلدوا فيها قادة الضلالة بلا بينة ولا
بصيرة وخالفوا السنن المتبعة إلى الأهواء المبتدعة قال الله عز وجل ومن
أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين
خروجا عن الجماعة ومسارعة إلى الفتنة وإيثارا للفرقة وتشتيتا للكلمة
واظهارا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة وبتر منه العصمة وأخرجه من الملة
وأوجب عليه اللعنة وتعظيما لمن صغر الله حقه وأوهن امره وأضعف ركنه من
بني أمية الشجرة الملعونة ومخالفة لمن استنقذهم الله به من الهلكة وأسبغ
عليهم به النعمة من أهل بيت البركة والرحمة قال الله عز وجل يختص
برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم فاعظم أمير المؤمنين ما انتهى إليه
من ذلك ورأى في ترك إنكاره حرجا عليه في الدين وفسادا لمن قلده الله امره
من المسلمين واهمالا لما أوجبه الله عليه من تقويم المخالفين وتبصير الجاهلين
وإقامة الحجة على الشاكين وبسط اليد على العاندين وأمير المؤمنين يرجع
إليكم معشر الناس بان الله عز وجل لما ابتعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم بدينه وأمره ان
يصدع بأمره بدأ باهله وعشيرته فدعاهم إلى ربه وأنذرهم وبشرهم ونصح لهم
وأرشدهم فكان من استجاب له وصدق قوله واتبع امره نفر يسير من
بني أبيه من بين مؤمن بما أتى به من ربه وبين ناصر له وان لم يتبع دينه
اعزازا له وإشفاقا عليه لماضي علم الله فيمن اختار منهم ونفذت مشيئته فيما
يستودعه إياه من خلافته وإرث نبيه فمؤمنهم مجاهد ببصيرته وكافرهم مجاهد
بنصرته وحميته يدفعون من نابذه ويقهرون من عازه وعانده ويتوثقون له ممن
كانفه وعاضده ويبايعون له من سمح بنصرته ويتجسسون له اخبار أعدائه
ويكيدون له بظهر الغيب كما يكيدون له برأي العين حتى بلغ المدي وحان
وقت الاهتداء فدخلوا في دين الله وطاعته وتصديق رسوله والايمان به بأثبت
بصيرة وأحسن هدى ورغبة فجعلهم الله أهل بيت الرحمة وأهل بيت الدين
أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ومعدن الحكمة وورثة النبوة وموضع
الخلافة وأوجب لهم الفضيلة وألزم العباد لهم الطاعة وكان ممن عانده ونابذه
وكذبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر والسواد الأعظم يتلقونه بالتكذيب
والتثريب ويقصدونه بالأذية والتخويف ويبارزونه بالعداوة وينصبون له
المحاربة ويصدون عنه من قصده وينالون بالتعذيب من اتبعه وكان أشدهم
في ذلك عداوة وأعظمهم له مخالفة وأولهم في كل حرب ومناصبة ورأسهم في
كل اجلاب وفتنة لا يرفع على الاسلام راية إلا كان صاحبها وقائدها
ورئيسها في كل مواطن الحرب من بدر وأحد والخندق والفتح أبا سفيان بن
حرب وأشياعه من بني أمية الملعونين في كتاب الله ثم الملعونين على لسان
رسول الله في عدة مواطن وعدة مواضع لماضي علم الله فيهم وماضي
حكمه في امرهم وكفرهم ونفاقهم فحارب مجاهدا ودافع مكابدا وأقام منابذا
حتى قهره السيف وعلا أمر الله وهم كارهون فتقول بالاسلام غير منطو عليه
وأسر الكفر غير مقلع عنه فعرفه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون وميز له
المؤلفة قلوبهم فقبله وولده على علم منه بحاله وحالهم فمما لعنهم الله به على
(٦٢٠)

لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل به كتابا قوله والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم
فمما يزيدهم الا طغيانا كبيرا ولا اختلاف بين أحد انه أراد بها بني أمية،
ومنه قول الرسول ع وقد رآه مقبلا على حمار ومعاوية يقود به
ويزيد ابنه يسوق به لعن الله القائد والراكب والسائق، ومنه ما يرويه
الرواة من قوله يوم بيعة عثمان يا بني عبد شمس تلقفوها تلقف الكرة فما
هناك جنة ولا نار وهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله كما لحقت الذين
كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا
وكانوا يعتدون، ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية أحد بعد ذهاب بصره
وقوله لقائده ههنا رمينا محمدا وقتلنا أصحابه، ومنه الرؤيا التي رآها النبي
صلى الله عليه وآله وسلم فرجم لها فيما رؤي ضاحكا بعدها فأنزل الله: وما جعلنا الرؤيا
التي أريناك إلا فتنة للناس فذكروا انه رأى نفرا من بني أمية ينزون على
منبره نزو القردة، ومنه طرد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحكم بن أبي العاص لمحاكاته
إياه في مشيته وألحقه الله بدعوة رسوله آية باقية حين رآه يتخلج يحكيه فقال
له كن كما أنت فبقي على ذلك سائر عمره إلى ما كان من مروان في افتتاحه
أول فتنة كانت في الاسلام واحتقابه لكل دم حرام سفك فيها أو أريق
بعدها، ومنه ما أنزل الله على نبيه في سورة القدر ليلة القدر خير من ألف
شهر من ملك بني أمية، ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعا بمعاوية ليكتب بأمره
بين يديه فدافع بأمره واعتل بطعامه فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أشبع الله بطنه فبقي
لا يشبع ويقول والله ما اترك الطعام شبعا ولكن إعياء، منه ان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال يطلع من هذا الفج رجل من أمتي يحشر على غير ملتي فطلع
معاوية، ومنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه،
ومنه الحديث المرفوع المشهور أنه قال إن معاوية في تابوت من نار في أسفل
درك منها ينادي يا حنان يا منان فيقال له الآن وقد عصيت قبل وكنت من
المفسدين، ومنه انبراؤه بالمحاربة لأفضل المسلمين في الاسلام مكانا
وأقدمهم إليه سبقا وأحسنهم فيهم اثرا وذكرا علي بن أبي طالب ينازعه حقه
بباطله ويجاهد انصاره بضلاله وغواته ويحاول ما لم يزل هو وأبوه يحاولانه
من اطفاء نور الله وجحود دينه ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون
يستهوي أهل الغباوة ويموه على أهل الجهالة بمكره وبغيه اللذين قدم رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم الخبر عنهما فقال لعمار: تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الجنة
ويدعونك إلى النار، مؤثرا للعاجلة كافرا بالآجلة خارجا من ربقة الاسلام
مستحلا للدم الحرام حتى سفك في فتنته وعلى سبيل ضلالته ما لا يحصى
عدده من خيار المسلمين الذابين عن دين الله والناصرين لحقه مجاهدا في
عداوة الله مجتهدا في أن يعصى الله فلا يطاع وتبطل احكامه فلا تقام
ويخالف دينه فلا يدان وان تعلو كلمة الضلالة وترتفع دعوة الباطل وكلمة
الله هي العليا ودينه المنصور وحكمه المتبع النافذ وأمره الغالب وكيد من
حاده المغلوب الداحض حتى احتمل أوزار تلك الحروب وما اتبعها وتطوق
تلك الدماء وما سفك بعدها وسن سنن الفساد التي عليه اثمها واثم من
عمل بها إلى يوم القيامة وأباح المحارم لمن ارتكبها ومنع الحقوق أهلها واغتره
الإملاء واستدرجه الإمهال والله له بالمرصاد، ثم مما أوجب الله له به اللعنة
قتله من قتل صبرا من خيار الصحابة والتابعين وأهل الفضل والديانة مثل
عمرو بن الحمق الخزاعي وحجر بن عدي الكندي فيمن قتل من أمثالهم في أن
يكون له العزة والملك والغلبة ولله العزة والملك والقدرة والله عز وجل
يقول: ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله
عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ومما استحق به اللعنة من الله ورسوله
ادعاؤه زياد بن سمية أخا ونسبته إياه إلى أبيه جرأة على الله والله يقول
أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ملعون من
ادعى إلى غير أبيه وانتمى إلى غير مواليه ويقول: الولد للفراش وللعاهر
الحجر، فخالف حكم الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم جهارا وجعل الولد لغير
الفراش والعاهر لا يضره عهره فأحل بهذه الدعوة من محارم الله ومحارم
رسوله في أم حبيبة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي غيرها من النساء من سفور وجوه ما
قد حرمه الله، وأثبت بها قربى قد باعدها الله، وأباح بها ما قد حظره الله
مما لم يدخل على الاسلام خلل مثله ولم ينل الدين تبديل شبهه ومنه إيثاره
بدين الله ودعاؤه عباد الله إلى ابنه يزيد السكير الخمير صاحب الديوك
والفهود والقرود واخذه البيعة له على خيار المسلمين بالقهر والسطوة
والتوعيد والإخافة والتهدد والرهبة وهو يعلم سفهه ويطلع على خبثه ورهقه
ويعاين سكراته وفجوره وكفره، فلما تمكن فيما مكنه منه ووطأه له وعصى
الله ورسوله فيه طلب بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين فأوقع باهل
الحرة الوقيعة التي لم يكن في الاسلام أشنع منها ولا أفحش مما ارتكب من
الصالحين فيها وشفى بذلك عند نفسه غليله وظن أن قد انتقم من أولياء
الله وبلغ الثار لأعداء الله فقال مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه:
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرم من ساداتكم * وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل
لست من خندف ان لم أنتقم * من بني احمد ما كان فعل
لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل
هذا هو المروق من الدين وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى دينه ولا
إلى كتابه ولا إلى رسوله ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله، ثم من
أغلظ ما انتهك وأعظم ما اجترم سفكه دم الحسين بن علي وابن فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع موقعه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانه منه ومنزلته من
الدين والفضل وشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له ولأخيه بسيادة شباب أهل الجنة
اجتراء على الله وكفرا بدينه وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته واستهانة بحرمته
فكانما يقتل به وباهل بيته قوما من كفار الترك والديلم لا يخاف من الله نقمة
ولا يرقب منه سطوة فبتر الله عمره واجتث أصله وفرعه وسلبه ما تحت يده
واعد له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته، هذا إلى ما كان من
بني مروان من تبديل كتاب الله وتعطيل احكامه واتخاذ مال الله دولا بينهم
وهدم بيته واستحلال حرمه ونصبهم المجانيق عليه ورميهم إياه بالنيران لا
يألون له احراقا واخرابا ولما حرم الله منه استباحة وانتهاكا ولمن لجا إليه قتلا
وتنكيلا ولمن امنه الله به إخافة وتشريدا حتى إذا حقت عليهم كلمة العذاب
واستحقوا من الله الانتقام وملأوا الأرض بالجور والعدوان وعموا عباد الله
بالظلم والاقتسار وحلت عليهم السخطة ونزلت بهم من الله السطوة أتاح
الله لهم من عترة نبيه وأهل وراثته من استخلصهم منهم لخلافته مثل ما أتاح
الله من أسلافهم المؤمنين وآبائهم المجاهدين لأوائلهم الكافرين فسفك الله
بهم دماءهم مرتدين كما سفك بآبائهم دماء آباء الكفرة المشركين وقطع الله
دابر القوم الظالمين والحمد لله رب العالمين ومكن الله المستضعفين ورد الله
الحق إلى أهله المستحقين كما قال جل شانه ونريد ان نمن على الذين
استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين واعلموا أيها
الناس ان الله عز وجل انما أمر ليطاع ومثل ليتمثل وحكم ليقبل والزم الاخذ
(٦٢١)

بسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ليتبع قال الله تعالى ان الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا
وقال أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون فانتهوا معاشر الناس عما يسخط
الله عليكم وراجعوا ما يرضيه عنكم وارضوا من الله بما اختار لكم والزموا
ما امركم به وجانبوا ما نهاكم عنه واتبعوا الصراط المستقيم والحجة البينة
والسبل الواضحة وأهل بيت الرحمة الذين هداكم الله بهم بديئا واستنقذكم
بهم من الجور والعدوان أخيرا وأصاركم إلى الخفض والأمن والعز بدولتهم
وشملكم الصلاح في أديانكم ومعائشكم في أيامهم، والعنوا من لعنه الله
ورسوله وفارقوا من لا تنالون القربة من الله الا بمفارقته اللهم العن أبا
سفيان بن حرب بن أمية ومعاوية وابنه يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم
وولده اللهم العن أئمة الكفر وقادة الضلالة وأعداء الدين ومجاهدي الرسول
ومغيري الاحكام ومبدلي الكتاب وسفاكي الدم الحرام اللهم انا نتبرأ إليك
من موالاة أعدائك ومن الإغماض لأهل معصيتك كما قلت لا تجد قوما
يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله يا أيها الناس اعرفوا
الحق تعرفوا أهله وتأملوا سبل الضلالة تعرفوا سابلها فإنه انما يبين عن
الناس أعمالهم ويلحقهم بالضلال والصلاح آباؤهم فلا تأخذكم في الله
لومة لائم ولا يميلن بكم عن دين الله استهواء من يستهويكم وكيد من
يكيدكم. وطاعة من تخرجكم طاعته إلى معصية ربكم، أيها الناس بنا
هداكم الله ونحن المستحفظون فيكم أمر الله ونحن ورثة رسول الله
والقائمون بدين الله فقفوا عندما نقفكم عليه وانفذوا لما نأمركم به فإنكم ما
أطعتم خلفاء الله وأئمة الهدى على سبيل الايمان والتقوى وأمير المؤمنين
يستعصم الله لكم ويسأله توفيقكم ويرغب إلى الله في هدايتكم لرشدكم وفي
حفظ دينه عليكم حتى تلقوه به مستحقين طاعته مستحقين لرحمته، والله
حسب أمير المؤمنين فيكم وعليه توكله وبالله على ما قلده من أموركم
استعانته ولا حول لأمير المؤمنين ولا قوة الا بالله والسلام عليكم وكتب أبو
القاسم عبيد الله بن سليمان في سنة ٢٨٤.
أشعاره من شعره يرثي جارية له:
يا حبيبا لم يكن * يعدله عندي حبيب
ليس لي بعدك في * شئ من اللهو نصيب
أنت عن عيني بعيد * ومن القلب قريب
لك من قلبي على قلبي * وان غبت رقيب
لو تراني كيف حالي * بي نحول ونحيب
وفؤادي حشوه من * حرق البعد لهيب
لتيقنت باني فيك * محزون كئيب
وفي نسمة السحر: حكى أبو بكر العلاف الضرير النهرواني الشاعر
المشهور قال: بتنا ليلة في دار الخلافة في أيام المعتضد، فلما نمنا وهدأت
العيون سمعنا فتح الاقفال والأبواب فدخل علينا خادم فقال أمير المؤمنين
يقول لكم أرقت الليلة فعملت بيتا وهو:
ولما انتبهنا للخيال الذي سرى * إذا الدار قفرا والمزار بعيد
ثم ارتج علي فمن أجازه فله الجائزة فقلت بديها:
فقلت لعيني عاودي النوم واهجعي * لعل خيالا طارقا سيعود
فغاب الخادم وجاء وقال: يقول لك أمير المؤمنين أحسنت وقد أمر
لك بجائزة وفي شذرات الذهب: كان شجاعا مهيبا حازما فيه تشيع وكان
قد حلب الدهر أشطريه وتأدب بصروف الزمان وكان من أكمل الخلفاء
المتأخرين. قال ابن الفرات: كان المعتضد من أكمل الناس عقلا وأعلاهم
همة مقداما عالما سخيا وهو ينافي قول ابن الأثير المتقدم وفيه شح وقول
المسعودي المتقدم هناك كان بخيلا سحيما وضع عن الناس السقايا
السعايات ظ وأسقط المكوس التي كانت تؤخذ بالحرمين وكانت الخلافة
قد وهى امرها فعزت بالمعتضد انتهى.
السيد احمد الطباطبائي الأصفهاني.
في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان فاضلا عالما
فقيها مكرما مبجلا معظما مقبولا عند أهل العلم مشارا إليه بالبنان سمعناه من
الثقات. اه.
أبو طي أحمد بن ظافر الحلبي. هو والد يحيى بن أبي طي المعروف بيحيى بن حميدة، كان المترجم
عالما صالحا عابدا أديبا شاعرا يظهر ذلك مما يأتي في ترجمة ولده يحيى،
وحكى عنه ولده يحيى انه كان لا يعيش له أولاد، وحكى عنه مناما طويلا
وأمورا طريفة في ولادة ولده يحيى وملازمته دعاء طلب الولد، ذكرناها
مفصلة في ترجمة ولده يحيى فليراجعها من أرادها. وفي أعلام النبلاء نقلا
عن كتاب الروضتين انه لما مات الملك العادل نور الدين صاحب بلاد الشام
وجلس ابنه إسماعيل في الملك ولقب بالملك الصالح وعمره ١١ سنة كان
أبناء الداية شمس الدين علي إليه أمور الجيش والديوان والى أخيه بدر
الدين حسن الشحنكية وكان بيده ويد اخوته جميع المعاقل التي حول حلب
فحدثت عليا نفسه بالملك وتحزب الناس بحلب أهل السنة مع بني الداية
والشيعة مع أبي الفضل بن الخشاب رئيس الشيعة وكان الملك الصالح
بدمشق، واتصلت هذه الأخبار بمن في دمشق من الامراء فرأوا المصلحة
ارسال الملك الصالح إلى حلب، فارسلوه ومعه عز الدين جرديك صاحب
حماة فتلقاه حسن ابن الداية، فتقدم جرديك واخذ بيده وشتمه
وقبض عليه وقبض اخوه سابق الدين عثمان ابن الداية وكان حسن ابن الداية قد رتب
في تلك الليلة جماعة من الحلبيين ليصلبهم صباحا، وساروا مجدين إلى قلعة
حلب. فقبضوا على أخيه علي ثم صفدوا جميعا ووضعوا في جب القلعة،
وسار صلاح الدين يوسف بعساكره إلى الشام فتسلم دمشق ورحل إلى
حلب فتسلم حمص وسلمه عز الدين جرديك حماة وأرسله صلاح الدين
سفيرا إلى أهل حلب بطلب منه، فاتهمه امراء حلب بالمخامرة وقبضوا عليه
وانزلوه إلى البئر الذي فيه أولاد الداية واسمعه حسن كل مكروه، قال
يحيى بن أبي طي: وكتب أبي وهو أحمد بن ظافر صاحب الترجمة إلى
حلب حين اتصل به قبض أولاد الداية وجرديك وكانوا تعصبوا عليه حتى
نفاه نور الدين من حلب قصيدة منها:
بنو فلانة أعوان الضلالة قد * قضى بذلهم الأفلاك والقدر
وأصبحوا بعد عز الملك في صفد * وقعر مظلمة يغشى لها البصر
وجرد الدهر في جرديك عزمته * والدهر لا ملجأ منه ولا وزر
وجاء صلاح الدين بعساكره إلى حلب فوصلها ثالث جمادى الآخرة
سنة ٥٧٠ فخاف الامراء ان يسلم الحلبيون البلد إلى صلاح الدين كما فعل
أهل دمشق، فأرادوا تطييب قلوب العامة فأشاروا على ابن نور الدين ان
يجمعهم ويخاطبهم انهم الوزر والملجأ، فجمعهم وقال لهم: انا ربيبكم
(٦٢٢)

ونزيلكم واللاجئ إليكم كبيركم عندي بمنزلة الأب وشبابكم بمنزلة الأخ
وصغيركم يحل محل الولد وبكى وانتحب فضج الناس بالبكاء وقالوا: نحن
عبيدك وعبيد أبيك نقاتل بين يديك بأموالنا وأنفسنا، وكان الشيعة قد
اشترطوا عليه ان يعيد إليهم شرقية الجامع يصلون فيها على قاعدتهم القديمة
وان يجهروا بحي على خير العمل في الآذان والتذكير في الأسواق وقدام
الجنائز بأسماء الأئمة الاثني عشر وان يصلوا على أمواتهم خمس تكبيرات وأن يكون
عقود الأنكحة إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة
الحسيني. وأن تكون العصبية مرتفعة والناموس وازع لمن أراد الفتنة،
وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان قد أبطله نور الدين فأجيبوا إلى ذلك. قال
يحيى بن أبي طي: فاذن المؤذنون في منارة الجامع وغيره بحي على خير
العمل، وصلى أبي صاحب الترجمة في الشرقية مسبلا وصلى وجوه
الحلبيين خلفه، وذكروا في الأسواق وقدام الجنائز أسماء الأئمة، وصلوا
على الأموات خمس تكبيرات وأذن للشريف في أن يكون عقود الحلبيين من
الامامية إليه وفعلوا جميع ما وقعت الايمان عليه انتهى.
أحمد بن عائذ بن حبيب الأحمسي البجلي.
عائذ بالذال المعجمة ضبطه بعضهم بالهمزة قبل الذال وبعض
بالمثناة التحتية ولعل الصواب الأول والأحمسي نسبه إلى بني أحمس بطن
من بجيلة.
قال الكشي قال محمد بن مسعود سألت أبا الحسن علي بن الحسن بن
فضال عن أحمد بن عائذ كيف هو قال صالح كان يسكن بغداد وقال أبو
الحسن انا لم القه اه وقال النجاشي: أحمد بن عائذ بن حبيب الأحمسي
البجلي مولى ثقة كان صحب أبا خديجة سالم بن مكرم واخذ عنه وعرف به
وكان حلالا ينيع الحل وهو الشيرج له كتاب أخبرناه محمد بن علي قال
ثنا علي بن حاتم ثنا محمد بن أحمد بن ثابت ثنا علي بن الحسين بن عمرو
الخزاز عن أحمد بن عائذ بكتابه وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر
ع أحمد بن عائذ وقال في أصحاب الصادق ع أحمد بن
عائذ بن جيب العبسي الكوفي أبو علي أسند عنه اه والظاهر اتحاد العبسي
مع الأحمسي ويمكن ان يكون ابدل الأحمسي بالعبسي سهوا والله أعلم،
وفي مشتركات الكاظمي يعرف انه ابن عائذ الثقة برواية علي بن الحسين بن
عمر الخزاز عنه وروايته هو عن أبي خديجة سالم بن مكرم اه وعن جامع
الرواة انه زاد رواية محمد بن عمرو بن بزيع والحسن بن علي الوشاء ومحمد بن
عيسى وعبيد الله الدهقان وابن أبي نصر والحسن بن علي بن فضال عنه
اه.
أبو الجعد أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر بن حسان بن
شريح بن سعد بن حارثة بن لأم بن عمرو بن طريف بن عمرو بن
بشامة بن ذهل بن جدعان بن سعد بن فطرة بن طئ الطائي.
هكذا ساق نسبه النجاشي وقال عامر هو الذي قتل مع الحسين بن
علي ع بكربلا أقول وحسان المقتول بصفين مع أمير المؤمنين
ع وشريح بضم الشين المعجمة ولأم بهمز الألف بعد اللام وعمرو
بالفتح في الموضعين وطريف بالطاء المهملة وبشامة بالموحدة المفتوحة
والمعجمة المخففة وتخفيف الميم وجدعان بضم الجيم وسكون الدال المهملة
وفطرة بالفاء، قال النجاشي قال عبد الله ابنه اي ابن أحمد بن عامر فيما
أجازنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أبي حدثنا عبد الله قال ولد أبي
سنة ١٥٧ ولقي الرضا ع سنة ١٩٤ وفي نسخة سنة ١٧٤ ومات
الرضا ع بطوس سنة ٢٠٢ يوم الثلاثاء لثمان خلون من جمادى
الأول وشاهدت أبا الحسن وأبا محمد ع يعني الهادي
والعسكري ومات علي بن محمد سنة ٢٤٤ ومات الحسن سنة ٢٦٠ يوم
الجمعة لثلاث عشرة خلت من المحرم و صلى عليه المعتمد أبو عيسى ابن
المتوكل دفع إلي هذه النسخة نسخة عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي أبو
الحسن أحمد بن محمد بن موسى الجندي قرأتها عليه حدثكم أبو الفضل عبد
الله بن أحمد بن عامر حدثنا أبي حدثنا الرضا علي بن موسى ع
والنسخة حسنة اه وفي العيون في الباب الحادي والعشرين في سند:
حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة
حدثنا أبي سنة ٢٦٠ حدثني علي بن موسى الرضا ع سنة ١٩٤
اه ومقتضى الجمع بين تاريخ ولادة احمد المتقدم نقله عن ابنه عبد الله
وبين تاريخ روايته عن أبيه وهي سنة ٢٦٠ كون ما بين ولادته وروايته ١٠٣
سنين والله أعلم كم عمر بعد ذلك فعمره فوق مائة سنة فيكون من
المعمرين. وفي تاريخ بغداد للخطيب في ترجمة أحمد بن محمد بن عبد الله
أبو منصور العنبري المتوفي سنة ٣٧٠ انه سكن بغداد وحدث بها عن عبد
الله بن أحمد بن عامر الطائي الذي يروي عن أبيه عن علي بن موسى الرضا
ع
السيد بدر الدين احمد العاملي الأنصاري
لعله منسوب إلى أنصار قرية من قرى الشقيف في جبل عامل، كان
تلميذ الشيخ البهائي له حاشية على أصول الكافي.
أحمد بن العباس الصنعاني عن محمد بن يوسف الفريابي
في ميزان الاعتدال فيه شئ اورده ابن عدي حكاه ابن الجوزي وفي
لسان الميزان هو في كتاب ابن عدي هكذا أحمد بن العباس بن مليح بن
غفيرة بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف من أهل صنعاء نسبه لي محمد بن
محمد الجهني حدثنا عنه بأحاديث عن الفريابي وعن علي بن موسى الرضا
وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول كتبنا عنه بصنعاء وكان يسكن عرقة وكان
يحدث عن عبد الله بن نافع الصائغ وكان يضعفه جدا اه فعلى هذا هو
من أصحاب الرضا ع ويمكن ان يكون تضعيفه لتشيعه والله أعلم
.
أحمد بن العباس النجاشي
صاحب كتاب الرجال يأتي بعنوان أحمد بن علي بن العباس
النجاشي.
أبو يعقوب أحمد بن العباس النجاشي الصيرفي المعروف بابن الطيالسي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال سمع منه
التلعكبري سنة ٣٣٥ وله منه اجازة وكان يروي دعاء الكامل ومنزله كان في
درب البقر اه وفي التعليقة استجازة التلعكبري منه تشعر بالوثاقة
اه وفي لسان الميزان أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله الأسدي أبو
يعقوب الطيالسي يعرف بابن الصيرفي. قال ابن النجار كان من شيوخ
الشيعة. قلت وقال أيضا كان يدعى الكامل ويقال له النجاشي حدث عن
علي بن إبراهيم بن علي العلوي روى عنه هارون بن موسى التلعكبري وذكر
انه سمع منه سنة ٣٣٩ اه فقد زاد على الشيخ انه أسدي وان جده
(٦٢٣)

محمد بن عبد الله وخالفه في أنه يوصف بالطيالسي ويعرف بابن الصيرفي
والشيخ بالعكس وفي أن سماع التلعكبري منه سنة ٣٩ والشيخ جعله ٣٥
وفي انه يدعى الكامل والشيخ قال يروي دعاء الكامل فيوشك ان يكون
وقع في عبارة اللسان نقص وتحريف وان صوابها كان يروي دعاء الكامل.
أحمد بن عبد بن أحمد الرفا
قال النجاشي: أخونا مات قريب السن رحمه الله له كتاب الجمعة،
قال بحر العلوم الطباطبائي في فوائده الرجالية: لعله ابن عمه واخوه لأمه
اه بان يكون أبوه عبد أخا علي والد النجاشي فهو ابن عمه وأن يكون
والد النجاشي تزوج أم عبد بعد وفاة أخيه فولدت له النجاشي فهو اخوه
لأمه والله أعلم.
الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد رحيم البروجردي
المشهدي
فاضل أديب متكلم ماهر له بستان الناظر في طيب الخواطر كشكول
فيه نظم ونثر بالعربية والفارسية وتواريخ كثيرة ووقائع تاريخية مثل واقعة
الروس بمشهد طوس في سنة ١٣٢٨ وغيرها.
الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمد حسن صاحب
الجواهر ابن الشيخ باقر
توفي سنة ١٣٠٢
كان غاية في الذكاء والفضل وكان يحدثنا عنه الشيخ موسى شرارة
العاملي ويصف فضله وذكاءه وكان شيخنا الشيخ آقا رضا الهمذاني يثني عليه
كثيرا وتلمذ هو على الشيخ محمد حسين الكاظمي وكان جدليا جادل أستاذه
المذكور مرة فأطال جدا فقال له. اذهب إلى دارك فتعقل ثم ائت إلى هنا
فخرج غاضبا ولم يعد وخرج معه جماعة عصبية له فذهب الشيخ إلى داره
واسترضاه حتى رجع إلى الدرس، وتلمذ أيضا على الشيخ آقا رضا الهمذاني
لمعرفته بعلمه وفضله وعلو مكانه واختص به وكان عمدة أهل درسه لكن
المنية لم تمهله فتوفي في النجف الأشرف في ريعان شبابه قبل هجرتنا إلى
النجف بست سنين ورثاه السيد محمد سعيد الحبوبي بقصيدة في ديوانه
أولها:
ما تحرجت يا يد البين بطشا * بفتى ثل للشريعة عرشا
السيد احمد ابن السيد عبد الرؤوف الجد حفصي البحراني
والجد حفصي نسبة إلى جد حفص من قرى البحرين.
ذكره الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة عرضا ووصفه بالسيد
الأكمل الأمجد وقال إن الشيخ عبد الله بن صالح البلادي البحراني صنف
رسالة في مناسك الحج بالتماسه.
الشيخ الأجل الحافظ مهذب الدين أحمد بن عبد الرضا البصري
نزيل بلاد الهند وخراسان
كان حيا سنة ١٠٨٥
معاصر لصاحب الوسائل محمد بن الحسن بن الحر العاملي ومن أجلة
تلاميذه فاضل خبير محدث رجالي حافظ كان يحفظ اثني عشر ألف حديث
بلا إسناد وألفا ومائتي حديث مع الاسناد، أقام بمشهد الرضا ع
وتوابعه من سنة ١٠٦٨ ثم سافر إلى بلاد الهند فكان في حيدرآباد سنة
١٠٨٥.
مؤلفاته
١ كتاب تحفة ذخائر كنوز الأخيار في بيان ما يحتاج إلى التوضيح من
الأخبار في مجلدين ينقل عنه في دانشوران ناصري ٢ آداب المناظرة ألفه في
حيدرآباد الدكن سنة ١٠٨١ وهو مختصر يذكر بعد الآداب من باب المثال
مسالة حدوث العالم واحتياجه إلى المؤثر ويذكر كيفية المناظرة فيها وآخره
فالعالم له مؤثر وهو المطلوب وهو ضمن مجموعة لطيفة من رسائل المصنف
ألفها من سنة ١٠٧٧ إلى سنة ١٠٨٥ توجد في بعض خزائن الكتب في
النجف ٣ عمدة الاعتماد في كيفية الاجتهاد ألفه في كابل سنة ٤١٠٨٠
العبرة الشافية والفكرة الوافية في الكلمات الحكمية والنكات الأخلاقية ٥
العبرة العامة والفكرة التامة في المواعظ والحكم من الخطب والاشعار
والتواريخ والآثار ٦ التحفة الصفوية في الأنباء النبوية ذكر فيه انه ألفه
بقندهار بالتماس بعض علمائها ذكر فيه الأحاديث المختصرة المروية عن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ترتيب حروف المعجم فرع منه سنة ١٠٧٩ ٧ التحفة
العلوية في الأحاديث النبوية ٨ الزبدة في المعاني والبيان والبديع ٩
مختصره الموسوم بخلاصة الزبدة ١٠ رسالة في القيافة ١١ رسالة في
التجويد ١٢ فائق المقال في الحديث والرجال فرع منه سنة ١٠٨٥ بحيدر
آباد الهند ١٣ غوث العالم في حدوث العالم ورد القائلين بالقدم ١٤
رسالة الأخلاق ولعلها هي العبرة الشافية المتقدمة ١٥ الرسالة الفلكية
في الهيثة ألفها بقرية أدكان من قرى خراسان سنة ١٠٧٧ ١٦ المنهج
القويم. ١٧ فائق المقال في الرجال ألفه في حيدر
آباد الهند سنة ١٠٨١ ١٨ تحفة ذخائر كنوز الأخيار في بيان ما يحتاج إلى
التوضيح من الاخبار في مجلدين أدرج في ثانيهما الرسالة العددية للمفيد في
رد الصدوق ١٩ الدرة النجفية وعليها تقريظ لإستاذه محمد بن الحسن
الحر صاحب الوسائل بتاريخ ١٠٧٥ وله رسائل غير ذلك لم تحضرنا
أسماؤها الفها من سنة ١٠٧٧ إلى سنة ١٠٨٥ وتوجد ضمن مجموعة في
بعض مكتبات النجف.
الشيخ أحمد بن عبد السلام البحراني
كان في عصر المجلسي الأول وكان حيا سنة ١٠٢٨ وتوفي بشيراز
ودفن بمشهد علاء الدين حسين.
أقوال العلماء فيه
عن الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي المتوفى سنة ١١٢١ أنه قال
في حقه في رسالته في تراجم علماء البحرين: كان نادرة عصره في ذكائه
وكثرة فنونه أوحد أهل زمانه في الإنشاء والخطابة وقد جمعت خطبه فكانت
مليحة، وله ديوان شعر صغير رأيته في خزانة كتب ولده الصالح الفاضل
صاحبنا الشيخ حسن وشعره ليس في مرتبة انشائه، وكان بينه وبين شيخنا
العالم الرباني الشيخ علي بن سليمان البحراني صداقة واتحاد مفرط وفي آخر
الأمر تنافرا لسبب يطول شرحه وأدى ذلك إلى سفر الشيخ احمد إلى شيراز
وبها توفي وقد زرت قبره هناك بجوار علاء الدين حسين. وقال الشيخ
يوسف البحراني في كشكوله: كان هذا الشيخ النجيب من أجلاء فضلاء
البحرين معاصر للعلامة المحدث الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني
وكان خطيبا مصقعا وكان هو الخطيب للشيخ علي المذكور لبلاغته وفصاحته
(٦٢٤)

وحسن صوته وكان الشيخ علي يرقى المنبر بعده ويخطب خطبة خفيفة
احتياطا للقول باتحاد الامام والخطيب وله معه قدس الله روحيهما صحبة
أكيدة واخوة خالصة وكان للشيخ احمد ابن فاضل يسمى الشيخ حسن وكان
مبرزا في الطب إلا أنه كان بعض الثقات يقدح في عقيدته ويقول إن له مع
العامة ربطا في الباطن ويقال انه اوصى ان يوضع بعد موته في قبره ويغطى
وجه القبر ولا يدفن الا بعد ثلاثة أيام اه أقول كان هذه الوصية لخوف
إصابته بالسكتة التي يظن معها الموت ثم يفيق صاحبها فيموت من هول
القبر كما يحكى وقوعه كثيرا والله أعلم. وفي أنوار البدرين وقفت له على
جواب بعض المسائل في غاية البلاغة والتحقيق ولأبي البحر الشيخ جعفر
الخطي مدح حسن في هذا الشيخ وذكره المحدثان الصالح والمنصف الشيخ
يوسف وغيرهما بالذكر الجميل اه أقول كان مراده بجواب بعض
المسائل ما مر في ترجمة السيد أحمد بن زين العابدين ان للمترجم جوابا عن
سؤال سأله إياه وبالمدح الذي للشيخ جعفر الخطي فيه ما ذكره جامع ديوان
الخطي بقوله: وقال وصدر بها كتابا بعثه جوابا عن كتاب بعثه إليه الشيخ
المحقق أحمد بن عبد السلام من البحرين وهو يومئذ بشيراز سنة ١٠٢٨:
ورد الكتاب فاورد الأفراحا * وأزال عنا الهم والأتراحا
قد كان أغلقت المسرة بابها * حتى اتى فغدا لها مفتاحا
لم يدج ليل ملمة حتى غدا * يسناه في ظلمائها مصباحا
مؤلفاته
عن رسالة الشيخ سليمان الماحوزي ان له مؤلفات منها ١ رسالة
مليحة في الاستخارة ٢ رسالة في أصول الدين صغيرة سماها المباراة ٢
رسالة في علم الفلاحة وغيرها اه ٤ مجموع خطبه ٥ ديوان شعره
المقدم ذكرهما ٦ جواب بعض المسائل لأحمد بن زين العابدين كما مر في
ترجمته.
السيد أحمد بن عبد الصمد الحسيني البحراني
توفي سنة ١٠٢١، وفي أنوار البدرين: الظاهر أنه توفي وأبوه حي.
وصفه جامع ديوان الشيخ جعفر الخطي بالفاضل التقي العلامة وفي
أمل الآمل عالم فاضل شاعر أديب قرأ عند الشيخ بهاء الدين وروى عنه
وذكره صاحب السلافة وأثنى عليه بالعلم والفضل والأدب فقال: هو للعلم
علم وللفضل ركن مستلم مديد في الأدب باعه كريم خيمه وطباعه خلد في
صفحات الدهر محاسن آثاره وقلد جيد الزمن قلادة نظامه ونثاره فهو إذا قال
صال وعنت لشبا لسانه النصال، ولا يحضرني من شعره غير ما أنشدنيه
شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني:
لا بلغتني إلى العلياء عارفتي * ولا دعتني العلى يوما لها ولدا
إن لم أمر على الأعداء مشربهم * مرارة ليس يحلو بعدها ابدا
وكفى بهما شاهدا على قوته في الفصاحة والأدب والملاحة اه.
أقول: ولما توفي رثاه الشيخ جعفر الخطي بقصيدة موجودة في
ديوانه منها:
وراءكما ان المصاب جليل * وان البكا في مثله لقليل
وأيسر ما يقضى به حق هالك * دموعك لو يطفى بهن غليل
بني هاشم هل للمنون طوائل * لديكم وهل للحادثات ذحول
لأعوز يوم ان يمر وما لكم * على إثر ماض رنة وعويل
أ يأكل منكم حادث الدهر خمسة * لخمسين يوما انه لأكول
ولا كالذي بالأمس قيد إلى الردى * وكل عزيز للحمام ذليل
فتى لو وزنا الناس كلهم به * لخفوا على الميزان وهو ثقيل
فان سبق الآمال فيه فطالما * عدا الحي صوب الغيث وهو محيل
اما وأياديه الجسام وإنها * لأعظم ما يعطي امرؤ وينيل
عفاء على من يطلب العلم بعده * وغالت بني أم الفضائل غول
سقى قبره من واكف الغيث ديمة * وجر عليه للنسيم دبول
الشيخ أحمد بن عبد العالي العاملي الميسي
في أمل الآمل كان فاضلا عالما صالحا سكن أصفهان ومات بها من
المعاصرين اه والظاهر أنه هو تلميذ الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن
الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وقد وجد بخط الشيخ احمد هذا كتاب الدر
المنثور من المأثور وغير المأثور تصنيف شيخه الشيخ علي المذكور فرع من
كتابته في ٢٧ صفر سنة ١٠٧٣ وهو تاريخ اتمام المصنف للدر المنثور الذي
فرع منه عاشر صفر سنة ١٠٧٣ وعليه قراءته على أستاذه المذكور وعلى
هوامش النسخة خط المصنف وهو أخو الشيخ إبراهيم بن عبد العالي
المتقدم.
أحمد بن عبد الرحيم أبو جعفر الجرجاني
ذكره في ميزان الاعتدال فقال: أحمد بن عبد الرحيم عن جرير بن
عبد الحميد وجدت عنه في حدود سنة ٣٠٠ بقلة حياء سمع منه ابن عدي
حديثا كذبا وقال يحدث عمن لم يدركهم بل ماتوا قبله بدهر اه وفي
لسان الميزان: متن الحديث المذكور ان الله طهر قوما الصلفة (١) من الذنوب
وان عليا لأولهم ورجاله ثقات غيره قال ابن عدي هذا حديث باطل اه
ولذلك يظن تشيعه وتكذيب الذهبي هذا الحديث وحكم ابن عدي ببطلانه
ليس الا لتضمنه فضل علي ع الذي لا تحتمله نفوسهم مع
اعتراف ابن حجر بان رجاله ثقات سواه.
شمس الدولة أمير الملك السيد احمد علي خان بهادر ذو الفقار جنك الهندي
نزيل بلدة جهاندكر من اعمال نكر من الهند
كان حكيما متكلما مفسرا ذكره صاحب مرآة الأحوال قال رأيته سنة
١٢٢٣ في تلك البلدة وأخرج إلي من تاليفه رسالة في تقسيم العقل وبيان
مراتبه فرأيتها من أحسن ما ألف في هذا الباب قال وله أخوان فاضلان
السيد محمد بهادر خان والنواب نصير الملك انتظام الدولة السيد علي خان
بهادر نصرة جنك ووالدهم السيد مرتضى ابن السيد حسين القزويني جاء
إلى الهند زمن جهان كير اه.
أحمد بن عبد الله بن نصر أبو بكر الذراع النهرواني
يأتي بعنوان أحمد بن نصر بن عبد الله:
استدراك
ذكرنا هذا البيت هكذا:
سبق الرضي المرتضى وتلاهما * الراضي فيا لثلاثة احلاف
ورسمناه كذلك اعتمادا على نقل بعض الفضلاء الذي كان حاضرا

(١) هكذا في النسخة ولا يخفي اختلاف العبارة وفي القاموس الصلفة المخالطون للناس والمنكرون
عليهم مع التمسك بالدين " اه‍ " ولعل الصواب من الصفة.
(٦٢٥)

في المجلس ثم كتب إلينا أنه قال ذلك اعتمادا على حفظه ولما راجع ديوان
المعري تبين له اشتباهه في نقل البيت ونحن أيضا لما راجعنا هذه القصيدة
وجدناه يقول فيها:
أودى فليت الحادثات كفاف * مال المسيف وعنبر المستاف
أبقيت فينا كوكبين سناهما * في الصبح والظلماء ليس بخافي
قدرين في الارداء بل مطرين في ال * إسداء بل قمرين في الأسداف
ساوى الرضي المرتضى وتقاسما * خطط العلى بتناصف وتصافي
حلفا ندى سبقا وصلى الأطهر * المرضي فيا لثلاثة احلاف
الموقدي نار القرى الآصال * والأسحار بالاهضام والاشعاف
حمراء ساطعة الذوائب في الدجى * ترمي بكل شرارة كطراف
والأطهر المرضي هو ابن الشريف المرتضى.
وليكن هذا آخر الجزء الثامن المجلد التاسع من كتاب أعيان
الشيعة، وبه تم لنا ذكر ١٣٣٣ ترجمة، عدى ما لم يعلم دخوله في موضوع
هذا الكتاب: ويليه الجزء التاسع أوله أحمد بن عبد العزيز وتم تبييضه في
غرة صفر الخير من شهور سنة ١٣٥٧ هجرية على يد مؤلفه العبد الفقير إلى
عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي بمدينة دمشق الشام صينت عن
طوارق الحدثان والحمد لله وحده و صلى الله على رسوله محمد وآله وسلم.
انتهى بحمده تعالى المجلد الثاني
ويليه المجلد الثالث
(٦٢٦)