أعيان الشيعة
الجزء: ٣
السيد محسن الأمين

الكتاب: أعيان الشيعة
المؤلف: السيد محسن الأمين
الجزء: ٣
الوفاة: ١٣٧١
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: تحقيق وتخريج : حسن الأمين
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الفهرست
العنوان الصفحة
الجزء التاسع أحمد الكوفي أبو شبل أحمد الكزي البغدادي ٥
أحمد عبد العزيز الجوهري أحمد آل عصفور أحمد القمي أحمد بن عبد الكريم أحمد الموسوي الشيرازي أحمد عبد الطيف القزويني أحمد أبي عبد الله البرقي أحمد بن موسى بن مهران الأصفهاني ٦
أحمد الوراق الدوري أحمد الدجيلي النجفي أحمد عبد الله البجلي أحمد عبد الله البكري أحمد الحميري أحمد البلادي البحراني ٨
أحمد عبد الله الإسحاقي بنو زهرة ٩
أحمد الخوانساري أحمد العلوي الحسني أحمد الربيعي الأحسائي أحمد السبيعي البغدادي أحمد المتوج البحراني ١٠
أحمد عبد الله العقيلي أحمد عبد الله الجعفري أحمد عبد الله الناقد أحمد القمي الأشعري أحمد عبد الله الغروي ١١
أحمد عبد الله الكثيري أحمد عبد الله كرخي أحمد عبد الله الكوزكناني أحمد عبد الله الكوفي أحمد بن محمد البكري ١٢
أحمد عبد الله الأنماطي اللاعب أحمد بن عبد الله العقيلي أحمد ابن المتوج البحراني ١٣
أحمد عبد الله الهاشمي المدني أحمد بن مروان الأنباري أحمد مهران الكرخي أحمد العلوي أحمد الذراع الهرواني أحمد عبد الله النوبختي أحمد الهيثمي المؤدب أحمد العلوي الحسيني أحمد عبد الله التنوخي ١٥
أبو العلاء المعري ١٦
أحمد بن عبد الله البرقي أحمد عبد الله اليزدي أحمد آل مروة العاملي أحمد عبد الملك المؤذن أحمد ابن الحاشر ١٨
أحمد عبدوس الخلنجي أحمد بن عبدون أحمد عبيد الأزدي أحمد عبيد البغدادي أحمد ربيعة الهاشمي أحمد بن يحيى بن خاقان ١٩
أحمد الكاتب العزير ٢١
أحمد النصيبي المدرس أحمد بن رميتة أحمد العربي الحلي أحمد العطار البغدادي أحمد العلوي الخاتون آبادي السيد أحمد العلوي أحمد الأصبهاني الكرماني ٢٢
أحمد بن علوي المرعشي أحمد العباس الجواني أحمد المصري الأسواني ٢٦
أحمد بن إبراهيم بن هاشم أحمد الطبرسي صاحب الاحتجاج ٢٩
أحمد بن علي القاسم أحمد الزينو آبادي أحمد بن علي الأسدي أحمد النجاشي الأسدي ٣٠
أحمد الحر العاملي الجبعي أحمد بن محمد حراز أحمد خاتون العاملي العيناتي ٣٨
أحمد عبد النبي الطسوجي أحمد إسحاق الجعفري أحمد الامر تسري الهندي أحمد أميركا القويني أحمد بن علي البلخي أحمد ابن الدينار أحمد جعفر البحراني أحمد حزقة الحسيني أحمد البروجردي أحمد التاجر البغدادي أحمد الساري الأوالي أحمد الفامي القمي ٣٩
أحمد اللويزي الكفعمي أحمد الحسن الثعالبي أحمد العلوي أحمد الحيدر الداودي ٤٠
أحمد الحسين الغزنوي أحمد آل محي الدين أحمد الحسيني الأردستاني ٤١
أحمد العلوي العقيقي أحمد الصاحب الربيب أحمد أيمن الخمري أحمد الحميري الصيدي أحمد الخضيب الرازي ٤٢
أحمد سعادة البحراني ٤٣
أحمد سعيد الكوفي أحمد السلولي شقران أحمد الشبلي العاملي أحمد بحر النسائي أحمد العاملي شكر أحمد آل الصغير الوائلي العاملي أحمد الحاج علي العيناثي أحمد العباس بن نوح أحمد الطبرسي القاضي أحمد عبد الله منوجهر أحمد عبد الله النضري أحمد عرفة الله الحسيني أحمد العلوي المكي أحمد الحسيني المرعشي النسابة ٤٤
أحمد عبد الله الحسيني أحمد بن علي الفايدي ٤٥
أحمد بن موسى الفرات الدمشقي أحمد بن قدامة النحوي أحمد بن علي القمي أحمد الكاتب البغدادي أحمد كلثوم السرخسي أحمد بيك الكرجي أحمد الكجائي النهمني ٤٦
أحمد كشمرو البغدادي أحمد بن علي الكوفي ٤٧
أحمد بن علي الماهابادي أحمد اللكهنوئي الهندي أحمد العلو أحمد الحسيني أحمد العقيقي الرجال أحمد ال محبوبة النجفي أحمد طالب النصيبي أحمد بن أبي قتادة القمي ٤٨
أحمد السيد محمد عباس أحمد خضر الجناحي أحمد الجعفري أحمد الجربادقاني أحمد علي المدرس أحمد الأزدي المهلبي أحمد الرقي الأنصاري ٤٩
أحمد علي النباطي العاملي أحمد بن علي النخاس أحمد بن علي النصيبي أحمد بن علي بن نوح أحمد النيسابوري أحمد أبو الفضل السامري أحمد علي الهندي أحمد العريضي أحمد الرضا النيلي ٥٠
أحمد الحر العاملي الجبعي أحمد شرف العاملي أحمد المراغي التبريزي الأمير أحمد بويه الديلمي أحمد الحمصي الشاعر المهبلي ٥١
أحمد العلوي أحمد جمال الدين العاملي أحمد خيران ولي الدولة ٥٢
أحمد الابرقوئي اليزدي أحمد ال علي الصغير أحمد الفضل الدمشقي أحمد كنان النجفي أحمد العلوي النسابة أحمد مشيش القرشي أحمد عمرو بن سعيد أحمد عمرو بن منهال أحمد عمران الحلبي ٥٣
أحمد الالهان الأخفش أحمد عمران بن سلمة ٥٤
أحمد بن شعبة الحلبي أحمد بن أبي جرادة ابن العديم أحمد الحلال الأنماطي أحمد بن عمر بن كيسبة أحمد العلوي نقيب الكوفة ٥٥
السيد أحمد المحدث العلوي أحمد بن عيسى العلوي أحمد بن عيسى العمري أحمد بن عيسى الحسيني أحمد المختفي بن عيسى العلوي ٥٦
أحمد بن عيسى المبارك أحمد عيسى العلوي أحمد بن عيسى المهاجر ٥٨
أحمد بن عيسى الرازي أحمد بن فخر الدين أحمد بن عمر المرهبي أحمد بن غزال المزني القاضي أحمد الغفاري أحمد بن أبي السمال ٥٩
أحمد بن فارس العاملي أحمد بن فارس الهمداني ٦٠
السيد أحمد الفحام النجفي أحمد بن الفرج الوراق أحمد بن الفضل أحمد بن الفضل الخزاعي أحمد بن الفضل الكناسي أحمد بن الفضل باكثير ٦١
أحمد الحسني الراوندي أحمد بن الحسن بن بويه ٦٤
أحمد بن فهد الحلي أحمد المقري الأحسائي ٦٦
أحمد بن فهد الخطي البحراني أحمد بن الفيض أحمد الفيضي أحمد بن القاسم أحمد بن أبي الكعب أحمد بن أيوب بن نوح أحمد زهر الحسيني الحلبي أحمد القاسم بن طرخان أحمد القاسم العلوي أحمد العلوي المحمدي أحمد القبيسي العاملي أحمد بن قتيبة الشيخ أحمد قفطان الشيخ أحمد القمي أحمد ملكشاه السلجوقي ٦٧
أحمد كاظم الرشتي الحائري أحمد بن كامل أحمد الكجائي أحمد الكرمانشاهي أحمد الكرماني أحمد الكني الطهراني أحمد الكوزكناني أحمد الشيرازي أحمد الكوفي أحمد الكيلاني ٦٨
أحمد القره داغي التبريزي أحمد بن ما بنداد أحمد البلادي البحراني ٦٩
أحمد العاملي المازحي أحمد بن الماصوري أحمد بن المبارك أحمد المبارك البغدادي أحمد بن مبشر الطائي أحمد المجتبى الوردي أحمد المجريطي ٧٠
أحمد محسن الأحسائي أحمد الرضوي المشهدي أحمد السلطان آبادي ٧١
الميرزا أحمد الفيضي أحمد قنديل العاملي ٧٢
أحمد بن محمد أحمد محمد الانسي أحمد إبراهيم الأشعري أحمد آل عمران القطيفي ٧٣
أحمد إبراهيم التيمي أحمد ملا صدرا الشيرازي أحمد الشجري الشيخ أحمد المشهدي أحمد العلوي الجعفري أحمد النقوي أحمد هاشم الحافظ أحمد بن أبي الجهم أحمد بن أبي دارم أحمد الغريب الضبي أحمد نصر البزنطي أحمد يوسف البحراني ٧٤
أحمد بن زهرة الحسيني أحمد العلوي العريضي أحمد الأزدي الإشبيلي أحمد الكرمندي أحمد أبو علي الجرجاني أحمد بن محمد بن الحسين أحمد آل عصفور ٧٥
أحمد الوزيري الهمذاني أحمد محمد التادواني أحمد أحمد الحسيني أحمد جمال الدين أبي الفتوح أحمد محمد السناني أحمد ابن النرسي أحمد محمد الأنطاكي ٧٦
أحمد محمد القلانسي أحمد محمد الناقد أحمد الكندي الجرجرائي أحمد العاصمي الكوفي ٧٧
أحمد العلوي العقيقي أحمد بن أبي جامع العاملي ٧٨
أحمد الحسيني الحراني ٧٩
أحمد بن الوتار أحمد الحر الجبعي أحمد نقيب قم أحمد محمد الأردبيلي ٨٠
أحمد إسحاق المعازي أحمد الحسنى الرسي أحمد الأصبعي القاضي ٨٣
أحمد الأمين الحسيني العاملي ٨٤
أحمد بن أبي نصر أحمد محمد الاسكاف أحمد باقر التبريزي أحمد زين العابدين الموسوي ٨٦
أحمد الموسوي الأصبهاني أحمد البهبهاني الحائري أحمد أبو بشر السراج أحمد محمد البصري أحمد محمد بن بندار أحمد بن بوطير أحمد البيابانكي السمناني ٨٧
أحمد التوني البشروي أحمد بن محمد بن ثوابة آل ثوابة ٨٨
أحمد محمد الجزائري أحمد العلوي أحمد الحسيني الجعفري أحمد الحسيني الإسحاقي ٨٩
أحمد الصولي البصري أحمد العلوي بن القاسم أحمد بن إبراهيم الجعفري أحمد بن محمد بن جعفر ثوابة ٩٢
أحمد الآقا البهبهاني أحمد بن نما الحلي أحمد أبو جعفر المصري أحمد الحداد الحلي ٩٣
أحمد الأصبهاني المرزوقي أحمد الافشاري الأرومي أحمد الحلبي الصنوبري أحمد الحسيني الحلبي أحمد القرشي البرذعي ٩٤
أحمد الستيتي سلامة أحمد عبد الله التميمي أحمد بن عبدويه الرازي أحمد الأنطاكي الصنوبري ٩٥
أحمد بن محمد بن الوليد أحمد الحسيني الأصفهاني أحمد الحسين الأصبهاني ١٠١
أحمد الحسيني التنكابني السيد أحمد القزويني ١٠٢
أحمد الحسين الأزدي أحمد بن محمد بن دول القمي ١٠٣
أحمد بن محمد بن سعيد القرشي أحمد أبو الحسين الأصبهاني أحمد بن محمد الحضيني أحمد بن محمد بن حفص الخلال أحمد بن حمزة الطالقاني أحمد بن محمد العلوي أحمد جوري العكبري ١٠٤
أحمد خاتون العاملي العيناثي أحمد بن أبي عبد الله البرقي ١٠٥
أحمد محمد الخفري أحمد المصيصي النامي ١٠٧
أحمد داود القمي أحمد بن محمد القمي أحمد الدينوري أستونة ١٠٩
أحمد الصيرفي ابن النرسي أحمد بن محمد بن ضياء أحمد خاتون العاملي أحمد بن محمد بن رباح أحمد الأقرع الكندي أحمد الطبري الآملي الكحي ١١٠
أحمد المروزي النخعي أحمد المختاري السبزواري أحمد محمد الزراري أحمد العلوي الحسيني الحلبي أحمد جعفر الهمداني أحمد زيد الخزاعي أحمد العلوي نقيب الرملة أحمد محمد الزيدي أحمد البحراني الهندي أحمد أبو بشر السراج أحمد ابن أبي دارم ١١١
أحمد الغريب الضبي أحمد ابن عقدة الحافظ ١١٢
أحمد بن سليمان بن الجهم أحمد السكاكي الطبسي أحمد الستيتي ابن الطحان أحمد الرصافي البغدادي أحمد سليمان الزراري أحمد سليمان العاملي أحمد بن سيار الكاتب ١١٦
أحمد وصال الشيرازي الوقاري ١١٧
أحمد بن محمد الشيباني أحمد بن محمد التمار أحمد الصقر المعدل أحمد الصلت الأهوازي أحمد الصيمري العماني أحمد الطبرسي الطبيب أحمد الطبري الآملي الخليلي ١١٨
أحمد الموسوي الجزائري ١١٩
أحمد عاصم العاصمي أحمد السيد محمد عباس أحمد ناصر الدين شاه القاجاري ١٢٠
أحمد السجزي السيستاني أحمد بن زهرة الحلبي أحمد النجفي السماوي أحمد عبد العالي بن نجدة ١٢٢
أحمد بن الربيب أحمد الجزائري التستري أحمد العلوي أحمد بن محمد الجعفي أحمد العلوي الأفطس أحمد أبو سهل القطان أحمد الرفاعي السبعي ١٢٣
أحمد القمي الأشعري أحمد بن محمد بن أيوب الجوهري أحمد بن محمد بن عبيد الله الأشعري ١٢٥
أحمد القاسم بن أبي كعب أحمد أبي القاسم الكلانتري الشيخ أحمد البحريني الشيخ أحمد بلكو الآوي أحمد التبريزي الخطاط أحمد العلوي الأطروش أحمد بن علي الرمحي أحمد التستري المحدث ١٢٦
ملاحظات على الاجزاء الستة الأولى من أعيان الشيعة ١٢٧
الجزء العاشر أحمد العلوي أحمد عطية البحراني الأصبغي ١٢٨
أحمد إبراهيم الأنصاري أحمد الهمذاني الشيرواني أحمد خاتون العاملي أحمد بن أبي سعيد الكوفي أحمد سلطان الحائري أحمد سيف الدين الحسني العطار ١٣٠
الشيخ أحمد البلاغي أحمد العلوي النسابة أحمد بن محمد بن رباح أحمد بن أبي الفتح الأربلي أحمد الدورقي المحسني ١٣٥
أحمد الموسوي الجعفري أحمد كاظم الشاهرودي أحمد بن علي الكوفي أحمد البهبهاني الكرمانشاهي أحمد الديباجي النجاري أحمد العاملي العيناثي خاتون ١٣٦
أحمد مظفر الدين شاه القاجاري أحمد بن محمد بن علي بن نصر أحمد المقشاعي الأصبغي ١٣٩
أحمد بن محمد بن عمار أحمد السكون البزنطي ١٤٠
أحمد النهشلي ابن الجندي ١٤١
أحمد الأنطاكي الصنوبري ١٤٢
أحمد ابن العديم العقيلي أحمد بن محمد بن عياش أحمد بن عياش الكاظمي أحمد الأشعث القمي ١٤٤
أحمد بن محمد بن عيسى القسري أحمد بن محمد بن عيسى العراد أحمد بن غالب العطاردي أحمد بن محمد الفاريابي ١٤٦
أحمد الموسوي الحويزي أحمد بن فهد الأسدي الحلي ١٤٧
أحمد القصير الرضوي ١٤٨
أحمد بن محمد بن عبد الله بن الزبير أحمد بن محمد الكوفي أحمد البلادي الكوفي أحمد بن زهرة الجعفري ١٤٩
أحمد بن الخواجة الطوسي أحمد العلوي الأشرف أحمد أبو غالب الزراري ١٥٠
أحمد بن الطيب السرخسي ١٥٢
أحمد بن محمد الرصافي أحمد بن محمد بن مطهر ١٥٣
أحمد الدشتكي الشيرازي ١٥٤
أحمد الهزار جريبي أحمد بن محمد المقري أحمد الشهيدي العاملي أحمد الفيض آبادي الهندي أحمد الأصفهاني الخاتون آبادي أحمد العلوي ١٥٥
أحمد المهني الحسيني العبدلي أحمد بن محمد بن موسى الجندي أحمد بن الحارث بن نوفل الهاشمي أحمد ابن الصلت الأهوازي أحمد بن محمد الموسوي أحمد بن محمد الموصلي أحمد بن محمد النجاشي أحمد نصر الرازي السمسار أحمد بن محمد بن نما الحلي أحمد بن نوح السيرافي ١٥٦
أحمد نعمة الله الجزائري أحمد بن محمد بن هارون أحمد بن هارون الزوزني أحمد بن محمد الهاشمي أحمد بن هيثم العجلي أحمد بن محمد الوهركيني أحمد بن محمد بن يحيى أحمد بن يحيى العلوي أحمد بن يحيى العطار القمي ١٥٧
أحمد بن محمد بن يحيى الفارسي أحمد أبو علي البيهقي أحمد مسكويه ١٥٨
أحمد بن محمد بن صالح الخطي ١٧٢
أحمد البحراني الآوالي أحمد بن مخلد النخاس أحمد حاجي بيك الدنبلي ١٧٣
أحمد المسقطي البوشهري أحمد علي المحمد آبادي أحمد العلوي أحمد المقري أحمد مكي الشهيدي العاملي أحمد منصور منكري أحمد المهابادي ١٧٤
أحمد بن موسى الطبري الشيخ أحمد النجفي أحمد ناصر عبد الحق أحمد الموسوي الحويزي أحمد نوح بن عبد الله أحمد الحسيني النهرسابسي أحمد المراغي التبريزي أحمد الحسيني الشيرازي أحمد الحسيني الطباطبائي أحمد الأسدي الكاهلي أحمد مسعود الأسدي الحلي أحمد مسكويه أحمد آقا الخوئي القزويني أحمد المشعشعي الحويزي ١٧٥
أحمد المظفر العطار أحمد بن معاذ الجعفي أحمد بن معافي أحمد بن معروف القمي أحمد المهلبي الحمصي أحمد بن معلى بن حماد أحمد الخوانساري بميرك أحمد عفان الحضرمي أحمد الحسني ١٧٦
أحمد بن منصور السكري ١٧٧
أحمد بن منصور الطالقاني أحمد بن منصور القطان ١٧٨
أحمد بن مفلح الأطرابلسي الرفا أحمد بن منصور الخزاعي ١٧٩
أحمد بن منيع الحلي أحمد الكاشاني النراقي ١٨٣
أحمد رضا الحافظ أحمد الخطي القطيفي ١٨٤
أحمد بن مهران أحمد العبيدلي النسابة ١٨٨
أحمد المبرقع العلوي أحمد الأشعري القمي أحمد ابن طاوس بنو طاوس ١٨٩
أحمد الكاظمي العلوي ١٩١
أحمد النباطي العاملي أحمد بن موسى بن عيسى الأمير أحمد بن موسى الدنبلي ١٩٢
أحمد بن موسى بن الحسن أحمد العلوي أبو المكارم أحمد الموسوي الحسيني أحمد الموصلي أحمد بن ميثم آل طلحة ١٩٣
عضد الدولة أحمد ميرزا أحمد بن الناصر الكبير أحمد بن النجار الشيخ أحمد النحوي ملا أحمد النراقي أحمد بن نصر بن سعد أحمد بن نصر الباهلي أحمد بن نصر بن حمدان ١٩٤
أحمد الدبيلي التتوي ١٩٥
أحمد بن النضر الخزاز ١٩٦
أحمد بن نعمة الله العاملي أحمد خان عالي أحمد خاتون العاملي أحمد النقاش ميرزا أحمد النقيب الميرزا أحمد النواب ١٩٧
أحمد بن نوح السيرافي أحمد العاملي الكركي ميرزا أحمد نيازي ١٩٩
ميرزا أحمد النيريزي أحمد الأصفهاني أحمد بن هارون الدينوري أحمد بن هارون الفامي أحمد بن هاشم العلوي الشهيد السلطان أحمد بن هولاكو أحمد بن هبة الله بن عقيل أحمد بن هلال أحمد العبرتائي البغدادي ٢٠٠
أحمد الهمذاني السيد أحمد الهندي أحمد بن هوذة أحمد بن واضح اليعقوبي ٢٠١
أحمد الوقاري الشيرازي أحمد بن الوليد أحمد حفص الأسدي أحمد العلوي الهادي أحمد الأودي الصوفي أحمد الفقيه السمرقندي الامام أحمد الحسيني اليمني أحمد المزيدي الحلي ٢٠٣
أحمد بن إسحاق الراوندي ٢٠٤
أحمد بن العديم العقيلي أحمد القطان أبو العباس أحمد بن يحيى المقري أحمد بن يحيى المكتب المولى أحمد اليزدي أحمد بن يزيد أحمد بن يزيد أحمد بن عبد الله القمي أحمد يعقوب الأصفهاني أحمد يعقوب الشيباني أحمد ابن الداية ٢٠٦
أحمد الكاتب العجلي ٢٠٧
أحمد العريضي العلوي أحمد السليكي المنازي ٢١٤
أحمد السوادي العاملي أحمد السيوري البحراني أحمد بن يوسف الكوفي أحمد بن يوسف النقيب أحمد بن يوسف بن يعقوب أحمد يونس الغروي الأمير أحمد الحرفوشي ٢١٥
أحمد العلوي الحسني أحمد بن الناصر الكبير العلوي أحمد الخداشاهي أحمد بن سهل البخلي ٢١٦
أحمد بن عبد الله العقيلي أحمد بن يحيى العلوي أحمد أبو القاسم العلوي أحمد بن عقيل بن أبي طالب أحمد الدزفولي الحائري أحمد بن أبي كعب أحمد أبي القاسم الكلانتري الشيخ أحمد البحريني الشيخ أحمد بلكوين الآوي ٢١٩
أحمد التبريزي الخطاط أحمد بن الحسن الأطروش أحمد بن عمر العلوي أحمد بن محمد المركشي أحمد بن عمار الطرابلسي أحمد المرعشي الخراساني أحمد البغدادي الأديب أحمد بن محمد ابن الفرات أحمد الرشتي النجفي أحمد بن محمد النهاوندي ٢٢٠
أحمد البزاز النيسابوري أحمد بن محمد بن الحسين أحمد الأردكاني اليزدي أحمد الحسيني الخسروشاهي أحمد العاملي الميسي أحمد بن خالد الخالدي الأحمر أحمد بن جزى السدوسي أحمر الأحمسي البجلي ٢٢١
أحمر بن معاوية الأحمري الأحمسي الأحنف بن قيس التميمي الأحول أخت المولى رحيم الأصفهاني الأخباريون ٢٢٢
أخت عمر أخت مالك بن الأشتر أخت ميسر الأخرم الهجيمي الأخضر الأنصاري الأخفش النحوي أخو إبراهيم بن يزيد أخو إسحاق بن جرير أخو إسحاق بن عمار ٢٢٤
ما بدئ بأخ ٢٢٥
اخوان الصفا ٢٢٦
إدريس بن جعفر إدريس بن زياد الكفرتوثي ٢٢٨
إدريس بن يزيد إدريس بن سالم الموصلي إدريس الأزدي إدريس الأصفهاني إدريس البكري إدريس الهاشمي المدني إدريس أبي العيش العلوي إدريس بن علي بن حمود إدريس العلوي المحض ٢٢٩
إدريس العلوي الحسني ٢٣٠
إدريس بن موسى الجون إدريس ابن فروج إدريس بن سعد الأشعري إدريس بن عبد الله القمي إدريس الهمذاني المرهبي ٢٣١
إدريس بن عيسى الأشعري إدريس بن سليمان الخولاني إدريس القمي إدريس عبد الله العلوي إدريس بن هلال إدريس الأودي الأزدي إدريس بن يقطين إدريس بن يوسف الأدهم العبدي البصري أدهم بن محرز الباهلي ٢٣٢
آدي الحسيني الهاشمي أديب التقي ٢٣٣
الأديب العادي أديم أبو الحر الخثعمي ٢٣٨
أديم عبد الله الأشعري الأراجني الأربلي الأرجاني الأرحبي الأردستاني الأرزني أرسلان البساسيري ٢٣٩
الأذرعي أذينة مسلمة العبدي ٢٤٢
أربد بن حمزة الأردبيلي الأردكاني الشيخ أرد شير الكابلي أرطأة بن الأشعث البصري أرطأة بن حبيب الأسدي ٢٤٣
الأرقط أرقم بن شرحبيل الأرقم بن الأرقم عبد مناف الأرمني أروى أم البنين ٢٤٤
أروى بنت عم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). أروى عمة النبي (صلى الله عليه آله وسلم) ٢٤٥
ازداد أبو عيسى ٢٤٦
الأزدورقاني أزهر بن عبد عوف أزهر أزهر بن قيس أسامة بن عبد الله بن علي أسامة بن اخدري التميمي أسامة بن حفص أسامة بن زيد بن حارثة ٢٤٧
ازبك الحربدار الناصري الجزء الحادي عشر أسامة أحمد الحسيني أسامة اللغوي الحلبي أسامة بن شريك الثعلبي ٢٥١
أسامة بن عمير الهذلي أسامة بن مرشد الشيزري ابن منقذ ٢٥٢
أسباط بن سالم الكوفي ٢٥٦
أسباط بن عروة البصري أسباط بن عمرو القرشي اسبام بويه الديلمي ٢٥٧
أستاذ هرمز الديلمي ٢٥٨
الآسترابادي أستونة الدينوري إسحاق بن عمار إسحاق بن آدم الأشعري إسحاق بن أبان إسحاق بن إبراهيم ٢٥٩
إسحاق الطباطبائي الشيرازي إسحاق الأزدي العطار إسحاق أبو يعقوب العطار إسحاق بن إبراهيم الأزدي إسحاق بن إبراهيم الجعفي إسحاق بن إبراهيم الحضيني ٢٦٠
إسحاق بن إبراهيم الطوسي إسحاق بن إبراهيم النخعي إسحاق الحسين الخزاعي إسحاق الدبري إسحاق بن إبراهيم الخزاعي إسحاق بن أبي جعفر الغراء إسحاق بن أبي سهل نوبخت إسحاق بن أبي هلال ٢٦١
إسحاق مهران بن خانبة إسحاق التربتي الرضوي إسحاق نوبخت الكاتب ٢٦٢
إسحاق بن إسماعيل النوبختي إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ٢٦٤
إسحاق بن كرامي الجعفري إسحاق الأنباري إسحاق بن بريد الطائي ٢٦٥
إسحاق بن بريد الشامي إسحاق أبو حذيفة الخراساني ٢٦٦
إسحاق الكاهلي الكوفي إسحاق بن بشر النبال إسحاق بن البطيخي إسحاق بياع اللؤلؤ إسحاق التربتي إسحاق الأردبيلي إسحاق أبو هارون الجرجاني إسحاق بن عبد الله البجلي ٢٦٧
إسحاق بن جعفر بن علي إسحاق العلوي المدني ٢٦٨
إسحاق الجلاب إسحاق بن جندب الفرائضي الشيخ إسحاق الرشتي إسحاق بن الحذاء إسحاق بن حرة إسحاق العقراني التمار إسحاق بن محمد البغدادي الشيخ إسحاق الحويزي إسحاق بن خليد البكري ٢٦٩
إسحاق الخمايسي النجفي إسحاق بن داود إسحاق الجزري الحراني إسحاق بن رباط البجلي إسحاق بن سعد القطربلي إسحاق الأسدي التمار إسحاق صاحب الحيتان إسحاق أبا السفاتج ٢٧٠
إسحاق بن عبد الله المدني إسحاق بن جعفر الهاشمي إسحاق الحارث المدني إسحاق مالك الأشعري إسحاق الحسين المدني إسحاق أبو السفاتج المدني إسحاق العطار الطويل إسحاق العقرقوفي إسحاق بن علم الهدي ٢٧١
إسحاق بن عمار الصيرفي ٢٧٢
إسحاق بن غالب الأسدي ٢٧٦
إسحاق بن فروخ إسحاق بن الفضل النوبختي إسحاق الفزاري إسحاق الهاشمي المدني إسحاق الحارث بن عبد المطلب إسحاق القمي إسحاق الكاتب النوبختي إسحاق بن المبارك إسحاق بن محمد إسحاق الحارث النخعي أخو الأشتر ٢٧٧
إسحاق بن محمد البصري ٢٧٨
إسحاق بن محمد الجعفري إسحاق الحسين بن بويه إسحاق بن محمد الحضيني إسحاق المقري التمار إسحاق الجعفري المدني إسحاق المدائني إسحاق المرادي الكوفي إسحاق منصور السلولي إسحاق منصور العرزمي ٢٧٩
إسحاق بن نوح الشامي إسحاق بن موسى بن جعفر إسحاق بن هلال إسحاق بن الهيثم إسحاق بن واصل الضبي إسحاق بن وهب العلاف إسحاق بن وهب الحلبي إسحاق بن يحيى الكاهلي إسحاق بن يزيد الطائي إسحاق بن يسار المدني ٢٨٠
إسحاق بن يعقوب إسحاق الطبيب الجيلاني أسد السلمي الحراني أسد بن أبي العلاء أسد بن إسماعيل أسد بن أيوب الحلبي أسد بن بكر بن مسلم أسد العاملي الجزيني أسد بن زرارة الأنصاري ٢٨١
أسيد أبو إسماعيل أسد بن سعيد الخثعمي أسد بن عامر القيسي أسد بن عطاء الكوفي أسد بن عفير أسد أبو الفضل الحلبي أسد بن محمد الجابلقي أسد بن عمار القيسي أسد بن كرز القسري أسد العمي البصري ٢٨٢
أسيد بن يحيى البصري أسد التستري الأنصاري أسد التستري الكاظمي ٢٨٣
أسد الله الحسيني التستري أسد الله الحسيني المرعشي أسد الله الزنجاني أسد الله الشيرازي أسد الله الجزيني أسد الله الطباطبائي التبريزي ٢٨٥
أسد الله عبد الله البروجردي أسد الله البهبهاني أسد الله الطباطبائي الحسني أسد الله الإشكوري النجفي أسد الله رستم خان الزنجاني أسد الله عسكري المشهدي أسد الله الحسيني المرعشي ٢٨٦
أسد الله القزويني أسد الله محسن التبريزي أسد الله الرشتي الأصفهاني ٢٨٧
أسد الله بن محمد علي أسد الله الخاتوني العاملي أسد الله صفا الزبديني ٢٨٩
أسد الله الهزار الجريبي الأسدي إسرائيل بياع الزطي ٢٩٣
إسرائيل عايذ المدني المخزومي إسرائيل بن عابد المكي إسرائيل بن غياث المكي إسرائيل بن يونس أبي إسحاق أسعد على الأربلي أسعد علي الحلي أسعد بن إبراهيم المقري أسعد بن أبي روح ٢٩٤
أسعد بن جرجس الدمشقي ٢٩٥
أسعد بن حمد بن أحمد القاشاني أسعد بن حنظلة الشبامي أسعد الخليل العاملي ٢٩٦
أسعد بن زرارة الخزرجي أسعد الحمامي الرازي أسعد بن سعيد النخعي أسعد بن حنيف أبو السعادات أسعد الأصبهاني ٢٩٧
أسعد بن هبة الله بن دعويدار أسعد بن حبيب بن حمامة الأمير أسعد الحرفوشي أسعد القاضي ابن قادوس أسعد العلوي الجواني أسعد بن عمرو الأسلمي أسعد بن عمر الجبلي ٢٩٨
الأسفراييني أسعد موسى البراوشتاني ٢٩٩
أسعد بن يزيد بن الفاكة أسفار بن كردويه الديلمي الأسفع الكندي الكوفي ميرزا اسفند التركماني ٣٠٠
اسفنديار بن أبي الخير السيري الإسكافي إسكندر عكبر الكردي اسكندربك المنشي ٣٠١
إسكندر الجزائري إسكندر خواجة التركماني إسماعيل نظام شاه إسماعيل بن أبي القاسم ٣٠٢
أسلم أبو تراب أسلم أبو رافع أسلم الخزرجي الساعدي أسلم التميمي المنقري أسلم بجرة الأنصاري أسلم أخو نوفل الهاشمي أسلم بن عائذ المدني أسلم بن عمرو ٣٠٣
أسلم القواس المكي أسلم بن كثير الأزدي ٣٠٤
أسلم أبو الغوث الطهوي أسلم مولى ابن المدينة أسماء بن حارثة الأسلمي أسماء بن حكيم الفزاري أسماء بنت عقيل بن أبي طالب أسماء بنت عميس بن عفرس ٣٠٥
إسماعيل بن آدم الأشعري إسماعيل بن ابان إسماعيل بن ابان الأزدي ٣٠٨
إسماعيل بن ابان الحناط إسماعيل بن إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم القصير ٣٠٩
إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التيمي إسماعيل الديباج العلوي إسماعيل عطية البحراني إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر إسماعيل أبو أحمد الكاتب إسماعيل أبو العلاء إسماعيل الحسيني الجرجاني إسماعيل بن أبي خالد ٣١٠
إسماعيل بن أبي زياد السكوني إسماعيل بن أبي زياد السلمي إسماعيل بن أبي سارة إسماعيل بن أبي سمال إسماعيل بن أبي سهل نوبخت ٣١١
إسماعيل بن أبي عبد الله إسماعيل بن أبي فديك إسماعيل بن أبي القاسم الديلمي إسماعيل الهاشمي الصيرفي إسماعيل بن أحمد الحلبي إسماعيل العقيلي الطبرسي إسماعيل بن الأرقط إسماعيل الأزرق ٣١٢
إسماعيل بن إسحاق إسماعيل التستري الكاظمي إسماعيل الأصفهاني إسماعيل الخاتون آبادي إسماعيل الأعمش إسماعيل بن أمية إسماعيل البروجردي ٣١٣
إسماعيل بن بزيع إسماعيل بن بشار البصري إسماعيل البصري إسماعيل بن بكر إسماعيل التبريزي إسماعيل التستري إسماعيل التوني إسماعيل بن جابر الجعفي ٣١٤
إسماعيل بن جعفر إسماعيل العلوي الجعفري إسماعيل بن جعفر المدني ٣١٥
إسماعيل عيسى العامري إسماعيل بن جعفر الصادق ٣١٦
إسماعيل بن جفينة إسماعيل الجوزي إسماعيل بن حازم الجعفي إسماعيل بن حازم السلمي إسماعيل بن جامد إسماعيل بن الحر إسماعيل بن الحسن المتطبب إسماعيل التستري الكاظمي إسماعيل الحسني النقيب إسماعيل الحسيني الجرجاني ٣١٨
إسماعيل العودي العاملي إسماعيل العلوي النسابة ٣١٩
إسماعيل الحسيني الجرجاني إسماعيل الحسيني الساوجي إسماعيل الحسيني المرعشي إسماعيل بن حقيبة إسماعيل بن الحكم الرافعي إسماعيل بن حميد الأزرق إسماعيل بن عمار الصيرفي ٣٢٠
الشاه إسماعيل الصفوي ٣٢١
إسماعيل العلوي العباسي إسماعيل الخاجوئي إسماعيل بن خالد كوفي ٣٢٢
إسماعيل الخثعمي السيد إسماعيل الخراساني إسماعيل الخطاب السلمي إسماعيل بن خليفة الملائي ٣٢٣
إسماعيل بن دينار إسماعيل بن رافع المدني إسماعيل بن رباح الكوفي إسماعيل الحسيني الشيرازي ٣٢٤
إسماعيل بن أسد خزيمة الخلقني إسماعيل بن زياد البزاز ٣٢٥
إسماعيل بن زياد السكوني إسماعيل بن زياد السلمي إسماعيل بن زيد الطحان إسماعيل بن يحيى الكاهلي إسماعيل السلماني الكاظمي إسماعيل بن سالم إسماعيل السبزواري إسماعيل بن السدي إسماعيل الأحوص الأشعري إسماعيل الحسيني الحويزي إسماعيل بن سلام إسماعيل منقذ الكناني ٣٢٦
إسماعيل بن سلمان الأزرق إسماعيل بن سمكة البجلي إسماعيل بن سهل بن دهقان إسماعيل بن شعيب الأسدي إسماعيل الرضوي المشهدي ٣٢٧
إسماعيل بن الحسن إسماعيل شديد الحرفوشي إسماعيل شهردوير الديلمي إسماعيل بن صالح بن عقبة إسماعيل بن الصباح إسماعيل بن صدقة القراطيسي إسماعيل بن عامر إسماعيل الصاحب بن عباد ٣٢٨
مولده - لقبه نسبته ٣٢٩
الصاحب بن عباد أقوال المترجمين في حقه ٣٣٠
أخباره ٣٣٢
تشيعه ٣٣٧
علاقته بابن العميد ٣٣٩
وزارته ٣٤٠
علمه - صفاته ٣٤٦
تعصبه للعرب ٣٤٨
مؤلفاته ٣٥١
رسائله ٣٥٦
شعره ٣٥٨
نماذج من شعره ٣٦١
ما جرى له عام وفاته ٣٧٣
إسماعيل أصغر السبزواري إسماعيل بن علي فلجي إسماعيل القزويني إسماعيل بن عيسى العباسي إسماعيل العلوي ابن طباطبا إسماعيل الأصفهاني ٣٧٦
إسماعيل بن مزروع الحلبي نقد الاجزاء السابقة ٣٧٧
بداية الجزء الثاني عشر إسماعيل بن عباد القصري ٣٧٧
إسماعيل بن عبد الحميد الكوفي إسماعيل بن عبد الخالق الأسدي إسماعيل السدي الكبير ٣٧٨
إسماعيل بن عبد الرحمن الجرمي إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ٣٨٠
إسماعيل بن عبد الرحمن حقيبة إسماعيل بن عبد الرحمن السدي إسماعيل بن عبد العزيز إسماعيل بن عبد العزيز الأموي إسماعيل العيسي الملائي ٣٨١
إسماعيل البجلي القمي إسماعيل العلوي المدني إسماعيل الحارثي الكوفي إسماعيل بن عبد الله جفينة إسماعيل بن عبد الله الرماح ٣٨٢
إسماعيل العلوي الحسيني إسماعيل بن عثمان بن ابان إسماعيل النعمي التهامي إسماعيل العقدائي اليزدي إسماعيل العقيلي المازندراني إسماعيل العلوي إسماعيل العلوي العقيلي إسماعيل بن علي إسماعيل بن سهل النوبختي ٣٨٣
إسماعيل السمان الحافظ ٣٨٩
إسماعيل بن أحمد القهستاني إسماعيل الجوهري إسماعيل بن ميثم التمار إسماعيل الماسح الحاسب إسماعيل الشعيري إسماعيل إبراهيم الشواء إسماعيل الأقساسي الفقيه إسماعيل رزين الخزاعي إسماعيل العاملي الكفرحوني إسماعيل أبي القاسم الدعبلي ٣٩٠
إسماعيل العمي البصري إسماعيل علي القزويني إسماعيل العلوي الموصلي إسماعيل بن علي المسلي ٣٩١
إسماعيل معصوم القزويني إسماعيل بن علي الهمداني إسماعيل الحسني الحلي إسماعيل العلوي العبيدلي إسماعيل بن حيان الصيرفي إسماعيل بن عمر الكلبي ٣٩٢
إسماعيل بن عيسى إسماعيل الفارسي النجفي إسماعيل بن الفضل بن يعقوب إسماعيل - أبو العتاهة - ٣٩٣
إسماعيل بن قتيبة إسماعيل بن حماطة الضبي إسماعيل القصير إسماعيل القرباغي النجفي إسماعيل الكاتب إسماعيل بن كثير البكري إسماعيل بن كثير السلمي إسماعيل بن كثير العجلي إسماعيل بن لاوي إسماعيل المازندراني الأصفهاني ٤٠٠
إسماعيل بن مالك البرمكي إسماعيل بن محمد إسماعيل الموسوي الدمشقي إسماعيل الجعفري العلوي إسماعيل بن محمد الاسكاف إسماعيل بن محمد الحسيني إسماعيل بن محمد المخزومي ٤٠١
إسماعيل بن محمد بن بابويه إسماعيل الحسيني الخاتون آبادي إسماعيل البرغاني القزويني إسماعيل الموسوي الزنجاني إسماعيل بن بابويه إسماعيل الأصفهاني الخاجوئي ٤٠٢
إسماعيل الحسيني الأردكاني إسماعيل بن محمد الخزاعي إسماعيل بن أبي بكر السمال إسماعيل الصدر ٤٠٣
إسماعيل بن محمد الأرقط إسماعيل العلوي الأرقط إسماعيل بن محمد بن علي إسماعيل الكرمانشاهي إسماعيل العاملي الكفرحوني إسماعيل المحلاتي النجفي ٤٠٤
إسماعيل بن محمد قنبرة إسماعيل بن محمد المنقري إسماعيل الأزدي الكوفي إسماعيل بن محمد المهري إسماعيل بن محمد بن سلام إسماعيل الحلي الفقيه السيد إسماعيل الحميري ٤٠٥
أقوال العلماء فيه ٤٠٦
تشيعه ٤٠٨
رأي الدكتور طه حسين ٤١١
أخباره مع الخلفاء ٤١٢
شعره ٤١٨
إسماعيل بن عنان إسماعيل بن محمود الجبلي إسماعيل بن التيرباج الفوعي إسماعيل الحر الجبعي إسماعيل بن المختار إسماعيل بن بدر الدين ٤٣٠
إسماعيل بن مخلد السراج إسماعيل بن مرار إسماعيل الجزائري الشوشتري ٤٣١
السيد إسماعيل المرندي إسماعيل السكوني الشعيري ٤٣٢
إسماعيل بن مسلم إسماعيل بن مسلم المكي إسماعيل المشهدي المنجم إسماعيل بن مهران السكوني ٤٣٥
إسماعيل بن موسى إسماعيل بن الإمام موسى الكاظم (ع) ٤٣٦
إسماعيل بن موسى الفزاري إسماعيل السبزواري إسماعيل المرندي التبريزي إسماعيل اليزدي إسماعيل بن نجيح الرماحي إسماعيل البهبهاني البحراني ٤٣٧
إسماعيل خان النوري إسماعيل ابن العديم الحنفي إسماعيل بن ميمون البصري إسماعيل بن وهسوذان الديلمي إسماعيل بن يحيى العبسي ٤٣٨
إسماعيل بن عمارة البكري إسماعيل بن يحيى الهاشمي إسماعيل بن يسار إسماعيل بن يسار البصري إسماعيل بن يسار الهاشمي إسماعيل بن يسار العباسي إسماعيل عادل شاه ٤٣٩
إسماعيل الأخيضر العلوي إسماعيل أبو إسحاق المعلوف أسمر بن مضرس الأسود الدؤلي الأسود الليثي الأسود بن اصرم ٤٤٠
الأسود بن برير الأسود بن بشير الذهلي الأسود بن عبد يغوث الأسود بن ربيعة الحنظلي الأسود بن رزين المزني الأسود بن السعدي الأسود ين طهمان الخزاعي ٤٤١
الأسود بن عاصم الهمداني الأسود السكسكي الأسود بن عامر الأسود الزهري الأسود بن عبس بن تميم الأسود بن قطبة الأسود بن قيس المرادي ٤٤٢
الأسود بن كثير الأسود بن يزيد النخعي ٤٤٣
أسيد بن أبي العلاء أسيد بن ثعلبة الأنصاري أسيد بن حبيب الجهني أسيد الأوسي الأشهلي ٤٤٤
أسيد بن زيد بن نجيح ٤٤٥
أسيد بن شبرمة الحارثي أسيد بن صفوان السلمي أسيد الكوفي القلالي أسيد بن عياض الخزاعي أسيد بن القاسم الكناني أسير بن عمرو البدري ٤٤٦
الأشتر النخعي الأشجع أبو الدنيا المغربي أشجع بن عمرو السلمي ٤٤٧
الأشرف العبدي أشرف بن حسان البكري ٤٥٩
الأشرف العلوي الحسني ٤٦٠
الأشرف بن جبلة السيد الأشرف الجعفري أشرف جهان القزويني الأشرف بن حكيم بن جبلة أشرف محمد القايني الأشروسني الأشعث بن جابر الأشعث البارقي أشعث البصري السمان ٤٦١
أشعث بن أسود المحاربي أشعث بن سوار أشعث بن سوار الثقفي أشعث بن سويد النهدي ٤٦٢
أشعث بن حيي الأشعث بن قيس الكندي ٤٦٣
أشعر بن الحسن الجعفي الأشعري الأشعري القمي الأشناني أشيم الخراساني الأصبغ الأصبحي اصبغ بن سفيان الكلبي أصبغ بن عبد الملك الأصبغ بن نباتة ٤٦٤
اصبهدوست أبو منصور الشاعر اصرم بن حوشب البجلي الإصطخري الأصفهاني الأصم الأصفير الأعرابي أصفياء علي (ع) ٤٦٦
أصيل الدين الطوسي أضرم بن مطير الأطروش أسفار الديلمي أشرف الحسني التبريزي إعجاز البدايوني الهندي إعجاز الأمر وهوي إعجاز النيسابوري اللكهنوئي أعشى بن مازن الأعجمي الأعرابي الأعسم أعظم البنكوري الأعمش أعشى همدان الأعلم الأزدي ٤٦٧
الأعمش بن مهران الأعور الشني أعين الرازي أعين بن سنسن الشيباني أعين الدارمي الحنظلي ٤٦٨
الأغر الغفاري الأغر بن سليك الأغر المزني ٤٦٩
الأفرق أفزون البصري افخر الدين المشهدي السيد أفضل الخلخاني السيد غياث المشهدي أفضل الدين الكاشاني أفضل الدين تركة أفلح بن أبي قعيس أفلح الرواسي الكلابي أفلح مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفلح مولى الباقر أفلح بن يزيد الأقرع الأسلمي المدني الأقرع الأقرع بن حابس التميم ٤٧٠
أقرم الخزاعي الأقساسي أكبر خان الكوركاني أكيل بن جمعة الكناني أكثم بن الجون ألجايتوخان المولى الغ بيك الكوركاني الفاس الصفوي ٤٧١
الله ويردي خان الله ويردي سلطان الياس بيك ذو القدر الياس البلباسي الياس الصيرفي الياس بن عمرو البجلي ٤٧٢
الياس بن محمد بن هشام الياس بن هشام الحائري امام قلي نادرشاه الامام المرزوقي أمامة بنت حمزة الهاشمي أمامة بنت أبي العاص القرشية ٤٧٣
أمان الله خان أمانة يوري الهندي أمجد حسين الالاهبادي امداد علي الهندي امرؤ القيس بن عابس امرؤ القيس الكلبي امرأة الحسن الصقيل ٤٧٤
أمة بنت خالد بن العاص أم إسحاق الرضا أم إسحاق بنت سليمان أم الأسود بنت أعين الشيباني أم أوفي العبدية أم أيمن حاضنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم البراء أم البراء بنت هلال أم البنين العباسي الهاشمي أم جعفر بنت محمد بن جعفر ٤٧٥
أم حبيب المبرقع أم حبيبة بنت أبي سفيان الأموي أم حرام بنت ملحان أم الحسن مكي أم الحسن بنت الإمام الباقر (ع) أم الحسن بنت عبد الله العلوي أم الحصين أم حكيم الخولية أم خالد أم خالد البربرية أم خالد بنت العاص أم الخير البارقية ٤٧٦
أم الخير بنت الإمام الباقر (ع) أم داود أم ذريح العبدية ٤٧٧
أم رستم زوجة فخر الدولة الديلمي أم رعلة القشيرية أم رومان ٤٧٨
أم سعيد الأحمسية أم سلمة أم سلمة بنت الامام الباقر (ع) أم سلمة أم محمد مهاجر أم سليط أم سليم ٤٧٩
أم سنان المذحجية أم السيدين الرضي والمرتضى أم السيد ابن طاوس أم شريك أم شريك بنت حكيم ٤٨٠
أم شريك بنت جابر الغفارية أم شريك بنت خالد الخزرجي أم عبد الله الصادق أم عثمان أم عمر بن الصلت أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ٤٨١
أم وهب الكلبي أمين الإسلام أميان بن ماتع الحسيني استدراك في ترجمة أسيد بن حضير بداية الجزء الثالث عشر أم عطية ٤٨٢
أم العلاء أم عيسى بنت عبد الله أم غانم صاحبة الحصاة أم القاسم بن محمد بن أبي بكر أم الفضل زوجة العباس أم قيس بنت محصن أم كلثوم بنت عقبة الأموية ٤٨٣
أم كلثوم بنت الإمام علي (ع) أم كلثوم الصغرى أم كلثوم الكبرى أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم مبشر أم مجد الدولة الديلمي أم مسطح القرشية أم محمد بن إدريس الحلي ٤٨٤
أم محمد بنت محمد بن جعفر أم محمد زوجة الإمام الكاظم (ع) أم المقدام الثقفية أم موسى أم الندى أم هانئ أم هانئ بنت أبي طالب أم أبي نصر الكاتب أم هشام بنت حارثة أم الهيثم بنت الأسود ٤٨٨
الأموي أمينة الأنصاري السيد أمير علي ٤٨٩
أمير علي الهندي أميركا الصدري العجلي أميركا بن حسين كيا أمير شرفشاه الحسيني أميمة بنت الإمام الحسين (ع) ٤٩١
أميمة بنت عبد المطلب بن قصي السيد امين الأمين العاملي ٤٩٤
السيد امين أحمد الحسيني ٤٩٥
امين الرازي أمين الطريحي النجفي امين الملك بهادر الأمير امين الحرفوشي البعلبكي ٤٩٧
أمية زيد الطائي أمية القيسي الشامي أمية الشعيري ٤٩٨
أمية مخشي الخزاعي أمينة الحسني الأصفهاني أنس الحضرمي الكوفي الأنباري الأندلسي الأنصاري الأنعمي الأنماطي أنس بن الأسود الكلبي أنس بن الحارث ٤٩٩
أنس بن خالد أنس بن رافع أنس بن ظهير الأنصاري ٥٠٠
أنس بن عمرو الأزدي أنس الليثي الشافعي أنس بن أبي مرشد ٥٠١
أنس بن مالك بن النضير أنس بن مالك القشيري ٥٠٢
أنس بن محمد أنس بن مدرك الخثعمي أنس بن معاذ الأنصاري أنس الوادي أنسة مولى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ٥٠٣
الأنصاري الأنوري الشاعر أنوشروان القاشاني ٥٠٤
أنيس بن أبي مرثد الغنوي أنيس بن جنادة أنيس بن قتادة أنيس بن معقل / الأصبحي أنيس الدولة القاجاري أهبان بن أوس ٥٠٧
أهبان بن صيفي الغفاري الأهوازي أوحد الدين الأبيوردي ٥٠٨
الأهوازي الأوالي الأودي الأوسي الأيادي أوس الثقفي أوس بن ثابت ٥٠٩
أوس بن حذيفة الثقفي أوس بن الصامت أوس بن معير الجمحي أولياء الله الآملي ٥١٠
أولى بن موله العنبري ٥١١
أويس ايلكان الايلخاني أويس التميمي أويس المرادي القرني ٥١٢
أويس بن شاه ولد شاه زاده الأميرة اورق التركمانية ارونك عالمكير الجغتائي ٥١٦
أولاد الشكوي آبادي اياس بن أبي بكير اياس بن عبد الله الدوسي اياس بن عبد الله المزني اياس بن قتادة العنزي اياس بن معاذ الأشهلي ايبك الدويدار الصغير ايدمر الجلدكي الكيماوي ٥١٧
إيران خاتون قشتمر الفاضل الإيرواني أيمن بن الأخرم الأسدي ٥١٨
أيمن بن عبيد أيمن بن محمد بن محمد ٥٢٢
أيمن بن يعلي الثقفي أيوب بن الحر الجعفي أيمن بن محرز أيوب أيوب الحسيني العاملي أيوب بن أعين الشيباني أيوب بن بكر الموصلي ٥٢٣
أيوب بن الحسن أيوب بن راشد البزاز أيوب بن زهير أيوب بن زياد النهدي أيوب بن سعيد الخطابي أيوب بن شعيب القزاز أيوب بن شهاب البارقي أيوب بن طهمان الثقفي أيوب الطائي البحتري ٥٢٤
أيوب بن عبد الرحمن العدوي أيوب بن عبيد أيوب بن عثمان أيوب بن عطية الحذاء أيوب الطائي النبهاني أيوب الموسوي المشعشعي أيوب السختياني العنزي ٥٢٥
أيوب خان الدنبلي أيوب بن مهاجر الجعفي أيوب بن المهلب أيوب بن دراج النخعي ٥٢٦
أيوب بن واقد البصري أيوب بن وشيكة أيوب بن هلال الشامي أيوب بن يقطين حرف الباء بائس الأشعري بابا السبزواري بابا خيرات خان بابا حبيب الله الحاج بابا الطوسي بابا بن محمد صالح القزويني بابا الحسيني الآبي بابر المغولي بابويه بن بابويه ٥٢٧
باتكين النشاوري الأمير الباخرزي البارع الدباس البارقي الكندي باقر الحسني البغدادي باقر الحسيني القزويني ٥٢٨
ميرزا باقر صادق التبريزي باقر الششتري الكاظمي باقر الحسيني الرشتي ٥٢٩
باقر الكجوري الطهراني باقر الإيرواني النجفي باقر القاموسي باقر جواد الشبيبي ٥٣٠
الحاج ميرزا باقر الطباطبائي ٥٣٣
السيد باقر سلطان الحسيني باقر أسد الله التستري ٥٣٤
السيد باقر الحسيني الكاظمي باقر الطهراني النجفي باقر البهبهاني الكتبي ٥٣٥
باقر بن علاء الدين كلستانة باقر حيدر المنتفقي باقر النجفي التستري ٥٣٦
الشيخ باقر البهاري الهمذاني ٥٣٧
الشيخ باقر محمد القمي باقر الرازي النجفي باقر النواب اللاهجي باقر الحسيني العاملي باقر النقوي الرضوي ٥٣٨
الآقا باقر النجفي باقر هادي النجفي ٥٣٩
الميرزا باقر الأصفهاني بابا ميرزا جان القزويني باي سنقر الكوركاني بايزيد الايلخاني البايسنقري البترية البجلي بجير الجهني بجير النخعي بحاث بن ثعلبة ٥٤٠
البحتري بحر بن زياد البصري بحر الطويل بحر العلوم الطباطبائي بحر بن كثير المصري بحر المسلمي كوفي بختيار بويه الديلمي ٥٤١
بدار بن راشد الكندي بدايع النكار بدر بن إسحاق بدر الكردي البرزيكاني ٥٤٥
بدر بن خليل الأسدي بدر التمام بن الدباس بدر بن رشيد البكري بدر بن بدر العربي بدر الحسيني الرازي بدر بن عمرو العجلي بدر بن مبارك المشعشعي ٥٤٦
بدر بن مصعب الخزاعي بدر بن مهلهل الكردي بدر بن الوليد الخثعمي بدر بن الوليد الكوفي ميرزا بدر آقا بدران النسابة الموسوي ٥٤٧
بدران الأسدي الناشري بدران بن فلاح المشعشعي بدران بن رافع العقيلي ٥٤٨
بدر الدين العاملي الأنصاري بدر الدين العاملي الكركي بدل بن سليمان بديع الرضوي المشهدي ٥٤٩
بديع الزمان الهمذاني بديع الزمان الهرندي بديل بن ورقاء الخزاعي البراء بن عازب الأنصاري ٥٥٠
البراء بن مالك الأنصاري ٥٥٢
البراء بن محمد الكوفي البراء الأنصاري الخزرجي ٥٥٣
البرامكة البراوستاني برد بن أبي زياد برد الاسكاف الأزدي ٥٥٤
برد الخياط الكوفي برد بن زائدة الجعفي بردة بن رجاء البرزهي البرسي السامي البرقي بركة بنت ثعلبة أم أيمن ٥٥٥
بركة خان المشعشعي بركة بن بركة الأسدي بركة بن رافع العقيلي ٥٥٦
بركة بن منصور المشعشعي بركة بن يحيى الكاتبي البرمكي برهان نظام شاه برهان حسين نظامشاه ميرزا بروين الهمذاني بريخان بنت طهماسب بريدة أخو شتيرة بريد الأسلمي بريد الطائي ٥٥٧
بريد عامر الأسلمي بريد الكناسي بريد معاوية العجلي ٥٥٨
بريد أبو حازم بريد الأسلمي الصحابي ٥٥٩
بريد الهمذاني المشرقي ٥٦١
بريزاد خانم الكوركاني بريم بن شريح الهمداني ٥٦٢
بريه العبادي الحيري بريه النصراني بريهة الحسنية العلوية ملا آقا بزرك المشهدي آقا بزرك الطهراني ٥٦٣
البزنظي البزوفري بزيع بزيع أبو عمرو بزيع المؤذن بزيع مولى عمرو بن خالد البساسيري البسباس بن عمر بن ثعلبة ٥٦٤
بسام بن عبد الله الصيرفي بسر بن أبي غيلان بسر بن أرطأة ٥٦٥
بسر السلمي أبو رافع بسطام بياع اللؤلؤ بسطام الحذاء بسطام بن الحصين بن خيثمة بسطام بن سابور الواسطي ٥٦٥
بسطام بن علي أبو علي بسطام بن مرة بسطام بن يزيد الجعفي الفاضل البسطامي بشارة الخيقاني الغروي ٥٦٧
بشارة الأسلمي بشارة بن الأسود الكندي بشارة الأشعري بشار بن بشار الصبيعي ٥٦٩
بداية الجزء الرابع عشر بشارة بن زيد بن نعمان بشار بن سواد الأحمري بشار الشعيري ٥٧٠
بشار بن عبيد بشار بن مقرع العجلي بشار بن يسار الضبيعي بشر الأسلمي بشر بن أبي عقبة المدائني بشر بن أبي غيلان بشر بن إسماعيل بشر بن إسماعيل بن عمار بشر بن البراء بن معرور بشر بن بشار بشر النيسابوري بشر بياع الزطي ٥٧١
بشر بن جعفر الجعفي بشر بن جعفر الكوفي بشر بن حسان الذهلي بشر بن خثعم بشر بن رباط بشر بن الربيع بشر الرحال بشر بن زاذان الجزري بشر بن زيد بشر بن سحيم الغفاري بشر بن سلام بشر بن سلام البجلي بشر بن سلمة ٥٧٢
بشر بن سليمان البجلي بشر بن سليمان النخاس بشر بن الصلت العبدي بشر بن طرخان النخاس بشر بن عاصم ٥٧٣
بشر بن عبد الله الخثعمي بشر بن عبد الله الشيباني بشر بن عتبة الأسدي بشر بن العسوس الطائي بشر بن عقبة الراتبي ٥٧٤
بشر بن عمارة الخثعمي بشر الحضرمي الكندي بشر بن عمرو الأنصاري بشر بن عمرو الهمداني بشر بن عياض الأسدي بشر بن غالب ٥٧٥
بشر بن كثير بشر كلابي الجعفري بشر بن مسعود بشر بن مسلمة بشر بن عبادة البكائي بشر بن منقذ العبدي ٥٧٦
بشر بن مهران الخصاف بشر الوابشي النبال بشر بن همام الخثعمي بشر بن يسار العجلي بشير الأنصاري بشر بن الحارث الحافي ٥٧٨
بشر بن حسان الذهلي البشنوي بشير بن بشير الكوفي بشير الجعفي الأزرق بشير مسعود الأنصاري ٥٨١
بشير الأسلمي المدني بشير بن حيان التغلبي بشير بن جذلم بشير الجيلاني الرشتي بشير بن الحارث بن كعب بشير الجهني المدني بشير بن الخصاصية بشير الدهان ٥٨٢
بشير بن زاذان بشير بن سحيم الغفاري بشير بن سعد الأنصاري بشير بن سليمان المدني بشير بن عاصم بشير بن عبد المنذر الأنصاري ٥٨٣
بشير العطار بشير الخزرجي الحارثي بشير بن عقربة الجهني ٥٨٤
بشير الأنصاري النجاري بشير الغنوي بشير الكناسي بشير الكناني ٥٨٥
بشير البكائي الحجازي بشير الأسلمي المدني بشير السدوسي بشير الوابشي النبال بشير النبال ٥٨٦
بشير بن يزيد الضبعي البصروي البطائني البطل البطيحني البعقوبي بغدي قشتمر البقال - البقباق البكائي بكار الحضرمي الكوفي بكار بن أحمد بن زياد ٥٨٧
بكار اليشكري الكوفي بكار بن عاصم بكار بن أبي بكر الحضرمي بكار بن مصعب بكار بن كردم الكوفي ٥٨٨
بكارة الهلالية البكالي البكر آبادي بكر بن أبي بكر بكر بن أبي حبيب بكر بن أبي حبيبة بكر بن أحمد بن أعصر ٥٨٩
بكر الأرقط بكر بن الأشعث بكر بن أمية الضمري بكر بن منهال الطائي بكر بن تغلب السدوسي بكر بن جناح بكر بن حاجب التميمي بكر بن حبيب الأحمسي بكر بن حبيب المازني بكر بن حبيش الأزدي ٥٩٠
بكر بن حرب الشيباني بكر بن حماد التاهرتي ٥٩١
بكر بن حي التيمي بكر بن خالد الكوفي بكر بن زياد الجعفي بكر بن زياد الهمداني بكر بن سالم بكر بن سماك الأسدي ٥٩٢
بكر بن صالح بكر بن صالح الرازي بكر بن أبي هذيل بكر بن عبد الله الأزدي بكر بن عبد الله الجعفي بكر بن عبد الله المزني ٥٩٣
بكر بن أبي بكر الحضرمي بكر العجلي بكر بن علقمة البجلي بكر الهمداني الأرحبي بكر البصري الأحول بكر بن فطر أبو عمرو بكر بن كرب بكر الكرماني بكر بن مبشر الأنصاري بكر بن محمد الأزدي بكر بن محمد بن جناح بكر البصري النحوي المازني ٥٩٤
بكر العبدي العايد بكر بن هشام بكر بن هوذة النخعي بكران الديلمي البكرواني بن عثمان بكرويه الكندي بكرويه المحاربي بكير النخعي الغنوي بكير بن أعين الشيباني ٥٩٩
بكير بن جندب الكوفي بكير بن حبيب بكير بن سالم بكير بن عبد الله الأشج ٦٠٠
بكير بن عبد الله الطائي بكير بن عبيد الله بكير بن فطر بن خليفة بكير بن قابوس الجهني بكير بن واصل البرجمي بكيل بن سعيد البلاساني بلال بن الحارث المزني بلال بن حمامة بلال المؤذن الحبشي ٦٠١
البلالي ٦٠٥
الميرزا بلند بخت البلوي بنائي الخراساني بنان التبان ٦٠٦
بنان بن محمد بن عيسى البناني بنت أرغش التركي بنت أبي الأسود الدؤلي بنت عزيز الله المجلسي بنت عقيل بن أبي طالب بنت محمد تقي المجلسي بنت الشيخ علي المنشار ٦٠٧
بنت وائلة بن الأصقع بندار بندار بن عاصم بندار بن عبد الله بن محمد بندر العامري العراقي بنده بن محمد السلطان بنده خان الدنبلي البنديجي بنو أبي جرادة بنو أبي سبرة بنو الياس البجلي ٦٠٨
بنو بويه بنو الجويني بنو الحر الجعفي بنو حكيم الأزدي بنو حمدان ٦٠٩
بنو خالد القمي البرقي بنو خانبة بنو خشاب الحلبيون بنو دراج بنو ذودان بنو رباط بنو زبارة بنو زهرة الحلبيون بنو سابور ٦١٠
بنو سوقة بنو شكر بنو طاهر بنو طاوس بنو عبد ربه ٦١١
بنو عبد الله بن طاهر بنو العديم بنو عطية بنو عمار الاطرابلسيين بنو عمار البجلي بنو الفرات بنو فرقد ٦١٢
بنو كمونة بنو المختار الثقفي بنو منقذ بنو موسى الجعفري ٦١٣
بنو موسى الساباطي بنو ميمون بنو نعيم الصحاف بنو نما بنو نوبخت بنو الهيثم العجلي بنو ورقاء الشيباني بنو يسار ٦١٤
الأمير بنيان بن وادي بهاء الدولة البويهي بهاء الدين الاسترآبادي بهاء الدين الأصفهاني بهاء الدين الجويني بهاء الدين بن زهرة الحلبي بهاء الدين الطريحي بهاء الدين العاملي بهاء الدين العاملي الشهيدي بهاء الدين العفيفي بهاء الدين النباطي العاملي بهاء الدين اللاهجي بهاء الدين الأسدي ٦١٥
بهاء الدين المختاري بهاء الدين التبلي بهاء الشرف الحسيني بهادر شاه نظامشاه الآقا البهبهاني بهرام الديلمي البويهي بهرام بن مافنه الديلمي بهرام بن كاليجار المرزباني بهرام الكشي الخزاز بهرام الصفوي بهرام خان ٦١٦
الأمير بهروز الدنبلي بهروز سلمان خان بهلول أبو تميم بهلول الدنبلي بهلول الزنكزوري بهلول الصيرفي الكوفي ٦١٧
الأمير بهلول حاجي بيك بهلول بن محمد بهو بيكم البهي بن أبي رافع البوجكاني بوداغ التركماني ٦٢٣
البوشنجي بوطير البوفكي بويه الديلمي البويهي ٦٢٤
بويه بن فناخسرو البويهي بويه بن بهاء الدولة البويهي البياضي بياع الأرز بياع الأكسية بياع الأكفان بن ناصح ٦٢٥
ما وصف ب‍ (بياع) بيان الجزري بيان التفليسي بيان النهدي البيروني بيك الدنبلي بيك الفندرسكي ٦٢٦
بيكم الصفوية البيناري البيهقي حرف التاء تاتانة تاج الحسيني تاج الدولة بن عضد الدولة تاج الدين الآوي تاج الدين الأربلي تاج الدين العلوي البصري تاج الدين الحسيني العلوي تاج الدين العاملي تاج ماه بيكم ٦٢٧
تركة الحسيني تاج الدين الهاشمي تاج الدين الكيسكي تاج الدين بن زهرة الحلبي ٦٢٨
تاج الدين بن معية تاج الرؤساء الصيزوري تاج العلماء النيسابوري تاج المعالي حمدان تاناشاه بن قطبشاه التباعي التبان التبعي السيد تراب الهندي الترماشيري الوزير ترمتاش تصدق الكنتوري تغلق الحمداني ٦٣١
التفرشي السيد تفضل الفتحبوري تفضل خان الكشميري ٦٣٢
تفضل الكنتوري التفليسي التقي النقيب الرازي تقي خان ٦٣٣
تقي الدين الشيرازي تقي العلي آبادي تقي الدين الحلي مير تقي الكاشي التقي هبة الله الأميرة تقية الحمدانية التقي بن داب تقي بن مشرف الجبعي تقي الحسيني المدني تقي الأحمدي البياتي تقي الدين بن حجة تقي الدين العزي تقي الدين الحلبي ٦٣٤
السيد تقي نقي القزويني تكتم والدة الإمام علي الرضا (ع) ٦٣٥
تلب التميمي العنبري التلعكبري تليد بن سليمان المحاربي ٦٣٦
التمار تمام بن أوس الطائي تمام بن العباس بن عبد المطلب ٦٣٧
تمام الإسماعيلي الحسيني تمصولت بن بكار تميم بن أسد العدوي ٦٣٨
تميم بن حاتم تميم بن حذيم الناجي تميم الزيات تميم بن زياد تميم الطائي المسلي ٦٣٩
تميم بن عبد الله القرشي تميم بن عمرو تميم الفاطمي ٦٤٠
تميم مولى بني عثيم الأنصاري تميم مولى خراش بن الصمة ٦٤٤
تميم بن يعار تنامش بن قماج الأميرة تندو الإيلخانية التنوخي ٦٤٥
التواب الخشاب البصري توبة القداحي توفيق آل الصاروط العاملي ٦٤٦
التوني التيزاني التيملي تيمورلنك ٦٤٨
لقبه - نسبه ٦٤٩
أحواله ٦٥٠
أخباره ٦٥٢
مراسلاته ٦٥٤
فتوحاته ٦٥٧
مناظراته ٦٦٢
وفاته أولاده ٦٦٩
التيمي التيمي بن مرة ٦٧١

أعيان الشيعة
(١)

الإمام السيد محسن الأمين
أعيان الشيعة
المجلد الثالث
حققه وأخرجه
حسن الأمين
(٣)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد
عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي عامله الله بفضله ولطفه هذا هو الجزء
التاسع من كتاب أعيان الشيعة في بقية من اسمه أحمد. ومن الله تعالى
نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد.
أحمد بن عبد العزيز الكوفي أبو شبل
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الصادق ع.
أحمد بن عبد العزيز الكزي البغدادي
معاصر لابن أبي الحديد ذكره في شرح النهج وقال: كان له لسن
ويشتغل بشئ يسير من كلام المعتزلة ويتشيع وعنده قحة، وقد شد أطرافا
من الأدب، قال: وقد رأيت أنا هذا الشخص في آخر عمره وهو يومئذ
شيخ والناس يختلفون اليه في تعبير الرؤيا انتهى وقد ذكر ذلك في شرح
قول أمير المؤمنين ع سلوني قبل ان تفقدوني فلأنا بطرق السماء
اعلم مني بطرق الأرض، قال: اجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من
الصحابة ولا أحد من العلماء سلوني غير علي بن أبي طالب، ذكر ذلك ابن
عبد البر المحدث في كتاب الاستيعاب. حدثني من أثق به من أهل العلم
حديثا وان كان فيه بعض الكلمات العامية الا انه يتضمن ظرفا ولطفا وأدبا
قال: كان ببغداد في أيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضئ
بالله واعظ مشهور بالحذق ومعرفة الحديث والرجال، وكان يجتمع اليه
وتحت منبره خلق عظيم من عوام بغداد ومن فضلائها أيضا، وكان مشتهرا
بذم أهل الكلام وخصوصا المعتزلة وأهل النظر على قاعدة الحشوية ومبغضي
أرباب العلوم العقلية وكان أيضا منحرفا عن الشيعة يرضي العامة بالميل
عليهم فاتفق قوم من رؤساء الشيعة على أن يضعوا عليه من يبكته ويسأله
تحت منبره ويخجله ويفضحه في المجلس وهذه عادة الوعاظ يقوم إليهم قوم
فيسألونهم مسائل يتكلفون الجواب عنها. وسألوا عمن ينتدب لهذا فأشير
عليهم بشخص كان ببغداد يعرف بأحمد بن عبد العزيز الكزي فاحضروه
وطلبوا اليه ان يعتمد ذلك فأجابهم وجلس ذلك الواعظ في يومه الذي
جرت عادته بالجلوس فيه واجتمع الناس عنده على طبقاتهم حتى امتلأت
الدنيا بهم، وتكلم على عادته فأطال فلما مر في ذكر صفات الباري سبحانه
في أثناء الوعظ قام اليه الكزي فسأله أسئلة عقلية على منهاج كلام المتكلمين
من المعتزلة فلم يكن للواعظ عنها جواب نظري وانما دفعه بالخطابة والجدل
وسجع الألفاظ، وتردد الكلام بينهما طويلا وقال الواعظ في آخر الكلام:
أعين المعتزلة حول وأصواتي في مسامعهم طبول وكلامي في أفئدتهم نصول يا
من بالاعتزال يصول ويحك كم تحوم وتجول حول من لا تدركه العقول كم أقول كم
أقول خلوا هذا الفضول. فارتج المجلس وصرخ الناس وعلت
الأصوات وطاب الواعظ وطرب وخرج من هذا الفصل إلى غيره فشطح
شطح الصوفية وقال سلوني قبل ان تفقدوني وكررها فقام اليه الكزي فقال
يا سيدي ما سمعنا أنه قال هذه الكلمة الا علي بن أبي طالب وتمام الخبر
معلوم، وأراد الكزي بتمام الخبر قوله ع: لا يقولها بعدي الا
مدع، فقال الواعظ وهو في نشوة طربه وأراد اظهار فضله ومعرفته برجال
الحديث والرواة: من علي بن أبي طالب؟ أ هو علي بن أبي طالب بن المبارك
النيسابوري، أم علي بن أبي طالب بن إسحاق المروزي، أم علي بن أبي
طالب بن عثمان القيرواني، أم علي بن أبي طالب بن سليمان الرازي وعد
سبعة أو ثمانية من أصحاب الحديث كلهم علي بن أبي طالب، فقام الكزي
وقام من يمين المجلس آخر ومن يسار المجلس ثالث انتدبوا له وندبوا أنفسهم
للحمية ووطنوها على القتل، فقال الكزي أشا يا سيدي فلان الدين أشا،
صاحب هذا القول هو علي بن أبي طالب زوج فاطمة سيدة نساء العالمين
وان كنت ما عرفته بعد بعينه فهو الشخص الذي لما آخى رسول الله
ص بين الأتباع والادناب آخى بينه وبين نفسه وأسجل على أنه نظيره ومماثله
فهل نقل في جهازكم أنتم من هذا شئ أو نبت تحت حبكم من هذا شئ،
فأراد الواعظ ان يكلمه فصاح عليه القائم من الجانب الأيمن وقال: يا
سيدي فلان الدين محمد بن عبد الله كثير في الأسماء ولكن ليس فيهم من
قال له رب العزة ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا
وحي يوحى، وكذلك علي بن أبي طالب كثير في الأسماء ولكن ليس فيهم
من قال له صاحب الشريعة أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا إنه لا نبي
بعدي:
وقد تلتقي الأسماء في الناس والكنى * كثيرا ولكن ميزوا في الخلائق
فالتفت اليه الواعظ ليكلمه فصاح عليه القائم من الجانب الأيسر
وقال: يا سيدي فلان الدين حقك تجهله أنت معذور في كونك لا تعرفه:
وإذا خفيت على الغبي فعاذر * ان لا تراني مقلة عمياء
فاضطرب المجلس وماج كما يموج البحر وافتتن الناس وتواثبت العامة
بعضها إلى بعض وتكشفت الرؤوس ومزقت الثياب ونزل الواعظ واحتمل
حتى ادخل دارا أغلق عليه بابها وحضر أعوان السلطان فسكنوا الفتنة
(٥)

وصرفوا الناس إلى منازلهم وأشغالهم وأنفذ الناصر لدين الله في آخر نهار
ذلك اليوم فاخذ أحمد بن عبد العزيز الكزي والرجلين اللذين قاما معه
وحبسهم أياما لتطفأ نائرة الفتنة ثم أطلقهم.
أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري
في الفهرست: أحمد بن عبد العزيز الجوهري له كتاب السقيفة
وظاهر الميرزا في رجاله انه جعله هو والذي قبله واحدا ومقتضى ذكر الشيخ
له في الفهرست انه إمامي لأنه موضوع لذكر مصنفي الامامية ولكن ابن أبي
الحديد في شرح نهج البلاغة قال عند الكلام على فدك الفصل الأول فيما
ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم لا من كتب
الشيعة ورجالهم لأنا مشترطون على أنفسنا ان لا نحفل بذلك وجميع ما
نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري وهو
عالم محدث كثير الأدب ثقة ورع اثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته
اه وهو كالصريح في أنه غير إمامي فيجوز ان يكون خفي حاله على
ابن أبي الحديد.
الشيخ احمد ابن الشيخ عبد علي ابن الشيخ أحمد بن الشيخ إبراهيم بن
صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شنبة
الدرازي البحراني ابن أخي الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق.
عن تتمة أمل الآمل للسيد محمد البحراني أنه قال بعد ذكر أبيه: وله
ولد فاضل أوحد اسمه الشيخ احمد قد حاز من العلم أكثره ومن الحلم أوفره
ومن الأدب أفخره اه وفي أنوار البدرين لم يبق بعد أبيه الا قليلا.
الشيخ الأديب أحمد بن عبد القادر بن أحمد القمي
فاضل ثقة قاله منتجب الدين.
الشيخ أحمد بن عبد الكريم.
من تلامذة يحيى بن سعيد الحلي صاحب الجامع له حاشية على
كتاب الجامع لأستاذه يحيى بن سعيد وفي آخرها إجازة يحيى بن سعيد
له بخطه في جمادى الآخرة سنة ٦٨١
السيد أحمد بن عبد الكريم الموسوي الشيرازي
عالم فاضل كان من تلامذة السيد مهدي بحر العلوم والراوين عنه
له كشف الأسرار في الجبر والاختيار والقضاء والقدر والبداء بظهور ما لم يظهر
فارسي وجدت منه نسخة تاريخ كتابتها ١٢٣٩. وله تفسير القرآن وشرح
على الشرائع وشرح على القواعد وتعليقة على خلاصة الحساب.
الأمير أحمد بن عبد اللطيف القزويني
كان معاصرا للشاه إسماعيل الصفوي الذي توفي سنة ٩٣٠ له جهان
آرا تاريخ فارسي موجود في مكتبة ويانا بالنمسا ولأخيه الأمير يحيى بن عبد
اللطيف لب التواريخ ألفه سنة ٩٤٨ في المكتبة المذكورة.
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي
في طريق الصدوق إلى محمد بن مسلم، والظاهر أنه من مشائخ
الإجازة وربما احتمل ان يكون ابن بنت البرقي ونسب إلى جده والله أعلم.
الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران.
الاصفهاني صاحب حلية الأولياء.
ولد في رجب سنة ٣٥٣ وقال ابن خلكان ٣٣٦ وقيل ٣٣٤.
وتوفي في صفر أو المحرم سنة ٤٣٠ بأصبهان عن سبع وسبعين سنة كما عن
موضع من تاريخ أخبار البشر وهو المطابق لما ذكره ابن خلكان وغيره في
وفاته وعن موضع آخر من تاريخ اخبار البشر ان وفاته سنة ٥١٧ وهو إما
سهو أو تاريخ لغيره من المتأخرين عنه وعن ابن الجوزي ان وفاته ١٢ المحرم
سنة ٤٠٢ والله أعلم.
ونعيم مكبر أو مصغر مختلف فيه والأصفهاني نسبة إلى
أصفهان ويقال أصبهان بكسر الهمزة وفتحها وسكون الصاد المهملة وفتح
الباء الموحدة أو الفاء وبعدها هاء وألف ونون من أشهر مدن بلاد الجبل
معرب سباهان، وسباه العسكر والألف والنون علامة الجمع لأنها مجتمع
عساكر الأساكرة كانت تجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع مثل
عسكر فارس وكرمان والأهواز وغيرها بناها إسكندر ذو القرنين، قاله
السمعاني.
ومهران هو مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب وهو أول من أسلم من أجداده كما عن تاريخ أصفهان للمترجم.
وتطلق هذه الكنية أيضا على الحافظ أبي نعيم بن دكين الذي هو
شيعي قطعا ويأتي في بابه وقيل إن نعيم هنا مصغر بلا خلاف والمترجم هو
سبط الشيخ محمد بن يوسف البناء الصوفي الاصفهاني المدفون في محلة خاجو
من محلات أصبهان والعامة يخففونها فيقولون مقبرة شيخ سبنا مخفف
يوسف البناء، وعن كتاب رياض العلماء ان المترجم من أجداد مولانا
محمد تقي المجلسي وولده الأستاذ محمد باقر.
أقوال العلماء فيه
قال ابن شهرآشوب في المعالم: أحمد بن عبد الله الاصفهاني عامي إلى
أن له منقبة المطهرين ومرتبة الطيبين وكتاب ما نزل من القرآن في أمير
المؤمنين ع. وفي الخلاصة: أحمد بن عبد الله الاصفهاني أبو
نعيم بالنون المضمومة قال شيخنا محمد بن علي بن شهرآشوب انه عامي
اه‍. وفي لسان الميزان: أحمد بن عبد الله الحافظ أبو نعيم الأصبهاني
أحد الأعلام صدوق تكلم فيه بلا حجة لكن هذه عقوبة من الله لكلامه في
ابن منده بهوى وقال الخطيب رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه
يطلق في الإجازة أخبرنا ولا يبين. قلت: هذا مذهب رآه أبو نعيم وغيره
وهو ضرب من التدليس وكلام ابن منده في أبي نعيم فظيع ما أحب حكايته
ولا أقبل قول كل منهما في الآخر بل هما عندي مقبولان لا أعلم لهما ذنبا أكبر
من روايتهما الموضوعات ساكتين عنها. قرأت بخط يوسف بن أحمد
الشيرازي الحافظ: رأيت بخط ابن طاهر المقدسي يقول: أسخن الله عين
أبي نعيم يتكلم في أبي عبد الله بن منده وقد أجمع الناس على إمامته ويسكت
عن لا حق وقد أجمع الناس على كذبه قلت: كلام الاقران بعضهم في
بعض لا يعبأ به ولا سيما إذا لاح لك انه لعداوة أو لمذهب أو لحسد لا ينجو
منه إلا من عصم الله وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك
سوى النبيين والصديقين لو شئت لسردت من ذلك كراريس اللهم فلا
تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم اه‍ اللسان أقول
فإذا كانت هذه الحال مع أهل نحلتهم فكيف بهم مع الشيعة. وقال ابن
خلكان: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن
مهران الأصبهاني الحافظ المشهور صاحب حلية الأولياء. كان من اعلام
المحدثين وأكابر الحفاظ الثقات اخذ عن الأفاضل واخذوا عنه وانتفعوا به.
(٦)

مذهبه
هو من علماء أهل السنة وألف في فضائل أهل البيت وأكثر من ذكرها
في كتبه فاحتمل بعض العلماء تشيعه ولا يخفى عدم دلالته على ذلك نعم
يدل على عدم نصبه ونص ابن شهرآشوب في المعالم على أنه من علماء أهل السنة
كما مر وكيف كان فلم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر بعض
أصحابنا له كابن شهرآشوب والعلامة وعن الشيخ البهائي أنه قال نقل انه
أورد في كتابه الموسوم بحلية الأولياء ما يدل على خلوص ولائه اه‍ وقد
أوردنا جملة من أحاديث حليته في محالها من سيرة أئمة أهل البيت
ع في الأجزاء السابقة من هذا الكتاب. وعن رياض العلماء ان أبا
نعيم هذا المعروف انه كان من محدثي علماء أهل السنة ولكن سماعي من
الأستاذ محمد باقر المجلسي ان الظاهر كونه من علماء أصحابنا اه‍ وفي
روضات الجنات في بعض فوائد سيدنا الأمير محمد حسين الخاتون آبادي
سبط العلامة محمد باقر المجلسي قال وممن اطلعت على تشيعه من مشاهير
علماء أهل السنة هو الحافظ أبو نعيم المحدث بأصبهان صاحب كتاب حلية
الأولياء وهو من أجداد جدي العلامة ضاعف الله انعامه وقد نقل جدي
تشيعه عن والده عن أبيه حتى انتهى اليه، إلى أن قال ولذا ترى كتابه
المسمى بحلية الأولياء يحتوي على أحاديث مناقب أمير المؤمنين ع
مما لا يوجد في سائر الكتب ولما كان الولد اعرف بمذهب الوالد من كل أحد
لم يبق شك في تشيعه وعن المولى نظام الدين القرشي من تلامذة الشيخ
البهائي انه ذكره في القسم الثاني من كتاب رجاله نظام الأقوال وقال رأيت
قبره في أصبهان مكتوبا عليه قال رسول الله ص مكتوب على ساق العرش لا
إله الا الله وحده لا شريك له محمد بن عبد الله عبدي ورسولي، وأيدته
بعلي بن أبي طالب، رواه الشيخ الحافظ المؤمن الثقة العدل أبو نعيم
أحمد بن محمد بن عبد الله سبط أحمد بن يوسف البناء الاصفهاني رحمه الله
ورضي عنه ورفع في أعلى عليين درجته اه‍ ومع ذلك فدخوله في
موضوع كتابنا غير متحقق وان كان فيه انصاف في ذكر المناقب واستظهار
تشيعه ليس الا لذلك الا انه لا يصلح دليلا للجزم بتشيعه.
أقوال العلماء فيه أيضا
في تذكرة الحفاظ أبو نعيم الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن
عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني
الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء قال الخطيب لم أر أحدا
اطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم وأبي حازم العبدوي قال أحمد بن
محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرحولا اليه لم يكن في أفق من الآفاق
أحد احفظ منه ولا اسند منه كان حافظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم
نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان
يقرأ عليه في الطريق جزء لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف قال
حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي الحافظ اربع
عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى اسنادا منه ولا احفظ منه
وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور
فاشتروه بأربعمائة دينار وفي تذكرة الحفاظ بسنده عن محمد بن عبد الجبار
حضرت مجلس أبي بكر المعدل في صغري فلما فرع من املائه قال انسان من
أراد ان يحضر مجلس أبي نعيم فليقم وكان مهجورا في ذلك الوقت بسبب
المذهب وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد كاد يؤدي إلى فتنة وقال
وقيل وصداع فقام إلى ذلك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد
ان يقتل اه‍ أقول فهذا حال التعصب بين الحنابلة والأشعرية فكيف
تعصبهما على الشيعة وكيف تقبل أحاديث هؤلاء وهم يحملون على من يدعو
إلى مجلس عالم عظيم بسكاكين الأقلام لأنه يخالفهم في بعض الأمور
الاجتهادية وإلى أي درجة بلغ حال الاسلام بحيث تكون حملة أحاديثه بهذه
الصفة. ثم قال: قال الخطيب رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها انه
يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين قلت فهذا بما فعله نادرا فاني رأيته
كثيرا ما يقول كتب إلي أبو العباس الأصم وانا أبو الميمون بن راشد في كتابه
ولكني رأيته يقول انا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه فالظاهر أن هذا
إجازة ثم روى عن بعضهم انه رأى أصل سماع أبي نعيم بجزء محمد بن
عاصم قال فبطل ما تخيله الخطيب ثم حكى قول بعضهم ان أبا نعيم لم
يسمع مسند الحارث بن أبي اسامة بتمامه من ابن خلاد فحدث به كله قال
ابن النجار وهم في هذا فاني رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها بخط أبي
نعيم سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد ثم تمثل
ابن النجار:
لو رجم النجم جميع الورى * لم يصل الرجم إلى النجم
مشايخه
في تذكرة الحفاظ: أجاز له مشايخ الدنيا سنة نيف ٣٤٠ وله ست
سنين فمن واسط: المعمر عبد الله بن عمر بن شوذب ومن نيسابور:
شيخها أبو العباس الأصم ومن الشام: شيخها خيثمة بن سليمان
الأطرابلسي، ومن بغداد: جعفر الخلدي وأبو سهل بن زياد وطائفة تفرد
في الدنيا بإجازتهم كما تفرد بالسماع من خلق، وأول ما سمع في سنة ٣٤٤
من مسند أصبهان: المعمر أبي محمد بن فارس، سمع من أبي احمد العسال
وأحمد بن معبد السمسار وأحمد بن بندار العشار وأحمد بن محمد القصار
وعبد الله بن الحسن بن بندار وأبي بكر بن الهيثم البندار وأبي بحر بن
كوشي وأبي بكر بن خلاد النصيبي وحبيب القزاز وأبي بكر الجعابي وأبي القاسم الطبراني وأبي بكر الآجري وأبي علي بن الصواف وإبراهيم بن
عبد الله بن أبي العريم الكوفي وعبد الله بن جعفر الجابري وأحمد بن الحسن
اللكي وفاروق الخطابي وأبي الشيخ بن حيان وخلائق بخراسان والعراق
فأكثر، وتهيأ له من لقى الكبار ما لم يقع لحافظ اه‍.
تلامذته
في تذكرة الحفاظ: كانت رحلة الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو
اسناده، روى عنه كوشيار بن لياليروز الجبلي وأبو بكر بن أبي علي الذكواني
وأبو سعيد المالتني والحفاظ الخطيب وأبو صالح المؤذن وأبو علي الوحشي
وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار وسليمان بن إبراهيم وهبة الله بن محمد
الشيرازي ويوسف بن الحسن التفكري وأبو الفضل احمد الحداد واخوه أبو
علي المقري وعبد السلام بن أحمد القاضي المفسر ومحمد بن بيا وأبو سعيد
المطرز وعالم البرجي وأبو منصور محمد بن عبد الله الشروطي وخلق كثير،
وأبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدستي الذهبي خاتمة أصحابه، وذكر
السلفي نحوا من ثمانين نفسا حدثوه عنه اه‍ وعن رياض العلماء انه من
جملة مشائخ الطبراني صاحب المعجم.
مؤلفاته
له: ١ حلية الأولياء وكأنه يريد بهم المتصوفة لأنه عند ذكر كل
واحد يذكر تعريفا للتصوف قال ابن خلكان هو من أحسن الكتب اه‍
وفي تذكرة الحفاظ عن بعضهم لم يصنف مثله اه‍ طبع في مصر ٢
(٧)

كتاب الأربعين من الأحاديث التي جمعها في أمر المهدي كان عند صاحب
كشف الغمة بمقتضى نقله عنه كثيرا ٣ كتاب ذكر المهدي ونعوته وحقيقة
مخرجه وثبوته نسبه اليه السيد رضي الدين بن طاوس في طرائفه ولا يبعد
اتحاده مع الذي قبله ٤ طب النبي ص نسبه إليه الدميري في حياة الحيوان
وفي تذكرة الحفاظ كتاب الطب ٥ فضائل الخلفاء كما عن فرائد الحمويني
وفي التذكرة فضائل الصحابة ٦ حلية الأبرار ولعله هو كتاب حلية الأولياء
٧ كتاب الفتن ٨ كتاب الفوائد نسب الثلاثة إليه السيد هاشم البحراني
في غاية المرام ٩ مختصر الاستيعاب ١٠ تاريخ أصبهان نسبه إليه في
التذكرة ١١ كتاب معرفة الصحابة ١٢ دلائل النبوة في مجلدين ١٣
المستخرج على البخاري ١٤ المستخرج على مسلم ١٥ صفة الجنة ١٦
المعتقد، وهذه الستة مذكورة في تذكرة الحفاظ.
أبو بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين الوراق الدوري.
ولد سنة ٢٩٩ وتوفي في شهر رمضان سنة ٣٧٩ عن ثمانين سنة.
وجلين بضم الجيم وكسر اللام المشددة وسكون المثناة التحتية
والدوري بالدال المهملة المفتوحة والراء المهملة نسبة إلى الدور ناحية من
الدجيل وقريتان بين سامر أو تكريت عليا وسفلى ومحلة ببغداد ومحلة
بنيسابور وبلدة بالأهواز وموضع بالبادية وفي تاريخ بغداد المطبوع أحمد بن
عبد الله بن خلف والظاهر أنه سهو من النساخ صحفوا جلين بخلف.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: كان من أصحابنا ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته لا
نعرف له الا كتابا واحدا في طرق من روى رد الشمس وما يتحقق بأمرنا مع
اختلاطه بالعامة وروايته عنهم وروايتهم عنه دفع إلي شيخ الأدب أبو أحمد
عبد السلام بن الحسين البصري رحمة الله كتابا بخطه قد أجاز له فيه جميع
روايته اه‍ قوله وما يتحقق بأمرنا الظاهر أن ما موصولية ولو جعلت
نافية لتناقض مع صدر الكلام ولعل أصله ويتحقق بأمرنا أو وما يتحقق الا
بأمرنا. وفي الفهرست: كان من أصحابنا ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته
له كتاب رد الشمس أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال قرأته على أحمد بن
عبد الله الدوري أبو بكر والحسين هذا هو ابن الغضائري والد صاحب
الرجال وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال:
أحمد بن عبد الله بن جلين الدوري أبو بكر الوراق ثقة روى عنه ابن
الغضائري. وفي ميزان الاعتدال: أحمد بن عبد الله بن جلين عن أبي
القاسم البغوي رافضي بغيض كان ببغداد يروي عنه أبو القاسم التنوخي
بلايا اه‍ وفي لسان الميزان هو أبو بكر الدوري الوراق. وفي تاريخ
بغداد أحمد بن عبد الله بن خلف جلين ظ أبو بكر الدوري الوراق كان
رافضيا مشهورا بذلك حدثني التنوخي عنه أنه قال: أول كتابتي الحديث
سنة ٣١٣ وفي انساب السمعاني الجليني بضم الجيم وكسر النون هذه
النسبة إلى جلين وهو اسم لجد أبي بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين
الدوري الجليني الوراق من أهل بغداد كان رافضيا مشهورا بذلك اه‍
مشايخه
في تاريخ بغداد حدث عن أحمد بن القاسم أخي أبي الليث الفرائضي
وأبي القاسم البغوي وأبي سعيد العدوي وإبراهيم بن عبد الله الترينبي
العسكري وأحمد بن سليمان الطوسي ومحمد بن عبد الله المستعيني وأبي
بكر بن مجاهد المقري وأحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري.
تلاميذه
قد عرفت انه يروي عنه عبد السلام بن الحسين البصري والحسين بن
عبيد الله الغضائري وفي تاريخ بغداد حدثنا عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم
الفقيه والقاضيان أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي.
وفي مشتركات الكاظمي يمكن استعلام ان أحمد بن عبد الله هو ابن
جلين الثقة برواية الغضائري عنه وعن جامع الرواة رواية أحمد بن مبدون
عنه في مواضع.
الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله ابن الشيخ احمد الدجيلي النجفي
توفي سنة ١٢٦٥ ودفن في صحن المشهد الشريف الغروي
والدجيلي نسبة إلى دجيل بلدة بين سامراء وبغداد وآل
الدجيلي أسرة عربية نبغ منها عدد كبير في الفضل والأدب وأشهر من نبغ
من هذه الأسرة القاطنة في النجف منذ القرن الثالث عشر الشيخ حسين
الدجيلي الآتي ذكره. والمترجم كان معدودا من شيوخ الأدب في عصره
ويقال ان له ديوانا كبيرا اخذ عن الشيخ علي والشيخ حسن ابني الشيخ
جعفر وكان من وجوه تلامذة الشيخ علي يشار إلى فضله ويرجع إليه في
المسائل المعضلة اخذ عنه جماعة منهم الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسى
ابن الشيخ جعفر والشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر أعقب
الشيخ حسين والشيخ محسن والشيخ حسون والشيخ طاهر الظريف المشهور
أدركناه في النجف الأشرف وكان من ظرفه انه يصعد المنبر فيلقي قصيدة
طويلة باللهجات العامية العربية الشامية والعراقية والفارسية الدزفولية
وغيرها والتركية والهندية وغيرها.
أحمد بن عبد الله البجلي
في الرياض: يروي عنه أبو محمد الصيمري قاله ابن طاوس في جمال
الأسبوع.
الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله البكري المعروف بالبكري وبالشيخ أبي
الحسن البكري. يأتي بعنوان أحمد بن عبد الله بن محمد أبو
الحسن البكري.
أحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري
قال النجاشي في ترجمة أخيه محمد بن عبد الله ان له مكاتبة ومن هنا
قال العلامة في الخلاصة وابن داود في رجاله له مكاتبة.
الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله بن حسن بن جمال البلادي البحراني.
توفي يوم الاثنين في ١٤ رمضان سنة ١١٣٧.
والبلادي نسبة إلى قرية تسمى البلاد من قرى البحرين.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة فقال: الأوحد الأمجد الأواه
الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الله بن حسن البلادي: كان مع ما هو عليه من
الفضل في غاية الإنصاف وحسن الأوصاف والتواضع والورع والتقوى
والمسكنة لم أر في العلماء مثله في ذلك وقد حضرت درسه وقابلت في شرح
اللمعة عنده اه‍. وفي أنوار البدرين: العالم العامل الفقيه الكامل
المحقق الأمجد المعروف بالفاضل العلامة الأسعد الشيخ أحمد بن الشيخ
عبد الله بن حسن بن جمال البلادي البحراني والظاهر من بعض القرائن انه
من أجدادنا وأسلافنا قال المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح
(٨)

البحراني أخي الفاضل الكامل الفقيه الثقة العدل الأمجد الشيخ أحمد بن
الشيخ عبد الله ابن الشيخ حسن بن جمال البلادي، وهذا الشيخ فاضل فقيه
نحوي صرفي كاتب شاعر حسن الإنشاء والشعر في غاية ذلة النفس
والمسكنة والإنصاف ليس في بلادنا مثله في التواضع والإنصاف وذلة النفس
والورع له مصنفات. وقال السيد محمد البحراني في تتمة أمل الآمل في حقه
الفقيه الزاهد والعالم العابد قاضي القضاة وخليفة الأئمة الهداة العالم العامل
المعروف في وقته بالفاضل.
مشايخه
في أنوار البدرين: كان يروي عن جملة من المشايخ منهم: شيخه
الشيخ سليمان الماحوزي وهو من مشاهير تلامذته.
تلاميذه
منهم الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق كما مر.
مؤلفاته
١ شرح رسالة شيخه الشيخ سليمان في الصلاة قيل إنها نفيسة
حسنة التحرير الا انها لم تكمل ٢ رسالة في اثبات الدعوى على الميت
بشاهد ويمين صنفها قبل ان يصنف الشيخ احمد آل عصفور والد الشيخ
يوسف البحراني رسالته وكلاهما رد على الشيخ عبد الله بن علي بن أحمد
البلادي القائل بعدم الثبوت بهما ٣ رسالة فيما يحرم نكاحهن. قال السيد
محمد البحراني في تتمة أمل الآمل: تدل على فضل عظيم وافر وعلم
زاخر.
الشريف أحمد بن عبد الله الإسحاقي
توفي بحلب سنة ٩١٥ ودفن بها وراء مشهد الحسين ع
بسفح الجبل بمقبرة جده أبي المكارم حمزة صاحب الغنية.
نسبه الشريف
هو الشريف القاضي شهاب الدين أحمد بن القاضي صفي الدين
عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن محمد بن عبد المحسن بن زهرة بن
الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة صاحب الغنية ابن علي بن زهرة بن
علي بن محمد بن محمد بن أبي إبراهيم محمد الحراني ممدوح أبي العلاء
المعري بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن إسحاق المؤتمن ابن الإمام
جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي بن الحسين ابن الإمام
علي بن أبي طالب ع.
بنو زهرة
وزهرة بضم الزاي وسكون الهاء بخلاف اسم النجم فإنه بفتح
الهاء كما عن الجمهرة وبنو زهرة ينسبون إلى زهرة بن علي حفيد محمد
الممدوح لا إلى زهرة الأول كما ستعرف ويقال لهم الإسحاقيون لأنهم من
نسل إسحاق ابن الإمام جعفر الصادق ع وهم أحد بيوتات
حلب المعروفة بالشرف والعلم وفيهم النقابة، بل هم أشهر بيوتاتها
وأجلها في القاموس بنو زهرة شيعة بحلب، وفي تاج العروس: بل سادة
نقباء علماء فقهاء محدثون كثر الله من أمثالهم، وهو أكبر بيت من بيوت
الحسين، ثم عد جماعة منهم، ثم قال وفي هذا البيت كثرة اه‍ وعن
در الحبيب في تاريخ حلب للرضي الحنبلي: أن زهرة هذا يعني ابن
علي بن محمد لا زهرة السابق هو الذي ينتسب إليه بنو زهرة أحد
بيوتات حلب المذكورين في تاريخ الشيخ أبي ذر إلى أن عد من هذا البيت
جماعة كانوا نقباء حلب، وتعرض لتشيع واحد منهم هو نقيبها ورئيسها
وعالمها الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة من أهل هذا البيت وقال: ان
أصلهم من العراق وأول من قدم منهم حلب الامام الكبير أبو إبراهيم محمد
ممدوح المعري، وعنه عن خط المحب أبي الفضل ابن الشحنة عن الحافظ
برهان الدين الحلبي عن والده قال: كان أهل حلب كلهم حنفية حتى قدم
شخص من العراق فظهر فيهم التشيع وأظهر مذهب الشافعي لأنهم كانوا
يتسترون بمذهبه فلم أساله عن القادم ثم ذكر لي مرة ثانية ثم ثالثة ثم قال لي
ما لك لا تسألني عن القادم فقلت من هو؟ قال الشريف أبو إبراهيم
الممدوح اه‍ ومنه يعلم أن وصف صاحب الترجمة بالشافعي في المنقول
عن در الحبب لا ينافي تشيعه المعلوم من كون تشيع كافة بني زهرة كالنور
على الطور، بل يظهر من الكلام السابق انهم أصل التشيع بحلب، قال
ثم بلغني ان السيد عز الدين أبا المكارم حمزة قد أثبت في وثيقة بالطريق
الشرعي ان ذرية أبي إبراهيم الممدوح من الذكور قد انقرضوا وعليه فلا
يكون صاحب الترجمة من ذريته وان كان من بني زهرة، وذلك بان يكون
من ذرية عمه الذي هو الحسن المتقدم ذكر تشيع ابن ابنه أو من ذرية أخ له
اه‍ أقول ان بني زهرة لا تزال ذريتهم في الفوعة إلى اليوم وهم
رؤساء اجلاء مشهورون عند الخاص والعام الا انه ليس فيهم أهل علم في
هذا الزمان وعندهم كتاب نسب جليل قديم عليه تواقيع نقباء حلب
وقضاتها في كل عصر وجيل ومنهم في عصرنا الشريف الحاج حسن الشهير
وولده الشريف نايف آغا الشهير الذي قتل غيلة في دار ضيافته بالفوعة ليلا
والشريف الحاج عبد الهادي الذي زارنا مرارا في دمشق أولاها بعد
الاحتلال الفرنسوي لسوريا وكان معه كتاب النسب المذكور الذي تشرفنا
برؤيته وعليه فالظاهر أن واحدا من بني زهرة كانت قد انقرضت ذريته
الذكور فاحتاج السيد أبو المكارم حمزة صاحب الغنية إلى اثبات ذلك بوثيقة
شرعية لأجل الأوقاف العظيمة التي لهم بحلب وكانت قد اختلست بعد
نزوحهم من حلب إلى الفوعة وانقراض التشيع من حلب وشدة التعصب
من أهلها على الشيعة ولكن أخبرني بعض سادة بني زهرة المقيم الآن بحلب
انهم سعوا بعد الاحتلال الفرنسوي لحلب في استرجاع جملة من تلك
الأوقاف التي لا تزال قيودها محفوظة في سجلات الأوقاف بحلب وهي
معروفة بأعيانها فأثبتوها ليسترجعوها وحينئذ فالذين أثبت السيد أبو المكارم
انقراضهم هم بعض ذرية أبي إبراهيم لا جميعهم ويرشد اليه ما عن در
الحبب عن الذهبي ان بني زهرة عنده طائفة أخرى شيعة بحلب كانوا بيت
علم ونظم ونثر وكتابة ورئاسة ومكارم اخلاق وحشمة وانهم انقرضوا
اه‍.
أقوال العلماء فيه
عن در الحبيب في تاريخ حلب ان صاحب الترجمة كان من أكابر
الأشراف وذوي الرأي والوجاهة مقدما ببلده يرجع الناس إلى أمره ونهيه
وكان جوادا فياضا مقدما لدى الحكام منطقيا إذا اخذ في الكلام، ولي
قضاء الفوعة مع نسبة أهلها إلى التشيع طمعا في دنياهم ظنا منه انهم يوالونه
إذا هو في الظاهر والاهم وانهم يعظمونه على العادة في تعظيمهم لأهل
(٩)

السيادة فاطلعوا على أنه من أهل السنة والجماعة فخرجوا بالحط عليه عن
ربقة الإطاعة فعاد منها إلى حلب ولم يوجه إلى قضائها الطلب ورأى أن لا
تهلكه فوعة الفوعة وأن تكون شرور أهلها عنه مرفوعة وصار ديوانا بحلب
عند وكلاء السلطان بها انتهى باسجاعه الباردة التي كانت مألوفة في تلك
الأعصار. ونحن مع اننا لا نمنع ان يكون اظهر انه شافعي المذهب حتى
بين أهل الفوعة لا نؤمن بأنه كان على غير مذهب آبائه وأجداده وقد
سمعت ما نقله آنفا من أنهم كانوا يتسترون بمذهب الشافعي وكثير من
الشيعة وعلمائهم تستروا بمذهبه لقربه من المذهب الجعفري والله أعلم
باسرار عباده.
المولى أحمد بن عبد الله الخوانساري ساكن آباد ملاير
كان حيا سنة ١٢٦٧.
من المحققين الفحول تلميذ شريف العلماء والشيخ محمد تقي محشي
المعالم له مصابيح الأصول فرع من مجلده الأول سنة ١٢٦٧ و ٥ رسائل في
علم الحروف وكتاب الرحلة إلى خراسان وشرح على ارشاد العلامة تلمذ
عليه المولى عبد الحسين البرسي الخراساني.
الشريف أبو جعفر أحمد بن أبي الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان بن
عبد الله الشيخ الصالح ابن موسى الجون ابن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب.
في عمدة الطالب كان مقدما على جماعته وعاش مائة وسبعا وعشرين
سنة وله عقب كثير رؤساء ونقباء.
الشيخ أحمد بن عبد الله الربيعي الأحسائي
قال السيد عباس بن علي بن نور الدين الحسيني الموسوي العاملي
المجاور بمكة المكرمة في كتابه نزهة الجليس: أنشدني من لفظه لنفسه
ببندر سوزت بالهند سنة ١٣٧ ه‍ الشيخ الكامل العالم العامل الصفي الوفي
الشيخ أحمد بن عبد الله الربيعي الأحسائي.
عبد بقيد الذنب أصبح موثقا * يثني على من في يديه عنانه
والله ما استوفى القليل من الثنا * لو أن كل الكائنات لسانه
أحمد بن عبد الله السبيعي أو الشيعي البغدادي من أصحاب العسكري ع.
في لسان الميزان: أحمد بن عبد الله الشيعي حدث عن الحسن بن علي
العسكري ثم ذكر بسند له مسلسل بأشهد بالله إلى أن وصل إلى محمد بن
علي بن الحسين بن علي قال أشهد بالله لقد حدثني أحمد بن عبد الله الشيعي
البغدادي قال: أشهد بالله لقد حدثني الحسن بن علي العسكري قال أشهد
بالله لقد حدثني أبو علي بن محمد أشهد بالله لقد حدثني أبو محمد بن علي بن
موسى الرضا فذكره مسلسلا بآباء علي بن موسى إلى علي قال أشهد بالله لقد
حدثني محمد رسول الله ص قال أشهد بالله لقد حدثني جبرئيل قال أشهد بالله
لقد حدثني ميكائيل قال أشهد بالله لقد حدثني إسرافيل عن اللوح المحفوظ
أنه يقول الله تبارك وتعالى شارب الخمر كعابد وثن قال وهذا المتن بالسند
المذكور إلى علي بن موسى أخرجه أبو نعيم في الحلية بسند له فيه من لا
يعرف حاله إلى الحسن العسكري أيضا لكن لم يذكر فيه إلا جبرئيل قال:
يا محمد! ان مدمن الخمر كعابد وثن والمتن أورده ابن حبان في صحيحه من
حديث ابن عباس وفي سنده مقال اه‍، هكذا في النسخة المطبوعة من
لسان الميزان الشيعي وهي غير مضمونة الصحة وقد ذكرنا هذا الحديث في
سيرة العسكري ع من الجزء الرابع القسم الثاني نقلا عن
تذكرة الخواص بالاسناد المسلسل عن أحمد بن عبد الله السبيعي بدل
الشيعي عن العسكري ع فليرجع اليه من أراده وعلى تقدير
صحة نسخة السبيعي فربما يظن أنه شيعي وعلى كل حال فلم يتحقق كونه
من موضوع كتابنا.
الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني.
كان معاصرا للمقداد السيوري والمقداد هو المعني بقول ابن المتوج في
كتابه النهاية في تفسير الخمسمائة آية قال المعاصر يعني به المقداد في كنز
العرفان وذكره الشيخ محمد بن جمهور الأحسائي عند ذكر طرقه السبعة
المذكورة في أول كتابه غوالي اللآلي فقال عند ذكر الطريق الأول عن الشيخ
النحرير العلامة شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس الأحسائي عن شيخه
العلامة خاتمة المجتهدين المنتشرة فتاواه في جميع العالمين فخر الدين أحمد بن
عبد الله الشهير بابن المتوج البحراني عن شيخه فخر الدين أبو طالب
محمد ابن العلامة الحلي، وقال عند ذكر الطريق الثالث عن فخر الدين
أحمد بن مخدم الأوالي عن شيخه العلامة المحقق فخر الملة والدين أحمد بن
المتوج البحراني عن أستاذه فخر المحققين ابن العلامة اه‍. وفي رياض
العلماء في ترجمة والده عبد الله بن سعيد بن المتوج قال وهو يعرف أيضا بابن
المتوج والأشهر بهذه الكنية ولده أعني الشيخ أحمد فخر الدين قال المولى
محمد سعيد المرندي في كتاب تحفة الاخوان بالفارسية في ترجمة هذا الشيخ ما
معناه انه كان عالما بالعلوم العربية والأدبية وله أشعار كثيرة ومراث عديدة في
شان الأئمة ع ومراثيه عشرون ألف بيت في مجلدين ومن
مؤلفاته كتاب المقاصد وكتاب كفاية الطالبين وكتاب النساخ والمنسوخ من
الآيات على طريقة الامامية ومذهبهم وكتاب النهاية في تفسير الخمسمائة آية
التي عليها مدار الفقه انتهى كلامه ملخصا اه‍ الرياض وما نقله عن
المرندي من قوله كان عالما بالعلوم العربية الخ الظاهر رجوعه إلى الأب
الشيخ عبد الله لا إلى الابن الشيخ أحمد وقد نسبوا المرندي في ذلك إلى
الاشتباه لأن المؤلفات التي ذكرها معلوم انها للابن لا للأب عدى كتاب
المقاصد ويحتمل كونه للابن ويحتمل رجوع هذا الكلام إلى الابن فلا
اشتباه، وفي البركات الرضوية: أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج
البحراني: عالم فاضل مفسر أديب شاعر عابد عالم رباني يعرف بابن التموج
البحراني صاحب مؤلفات كثيرة قيل في حقه في بعض الإجازات: خاتمة
المجتهدين المنتشرة فتاواه في جميع العالمين شيخ مشايخ الاسلام وقدوة أهل
النقض والابرام اه‍ وقوله قيل في حقه في بعض الإجازات تبع فيه
صاحب الروضات كما يأتي مع أن الذي قيل في حقه في بعض الإجازات هو
العبارة الأولى اما الثانية أعني شيخ مشايخ الخ فقلت في حق صاحب
الترجمة الآتية أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن متوج البحراني
وقائلهما مختلف كما ستعرف. وفي روضات الجنات: الشيخ فخر الدين
أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج المشهور بابن المتوج البحراني فاضل
معظم معروف بالعلم والفضل والتقوى في أسانيد أصحابنا موصوف فمن
جملة ألقابه الواقعة بعض إجازات مقاربي عصره يعنى به ابن أبي جمهور
صاحب غوالي اللآلي خاتمة المجتهدين المنتشرة فتاواه في جميع العالمين شيخ
مشايخ الاسلام وقدوة أهل النقض والابرام وهو شيخ أبي العباس أحمد بن
(١٠)

فهد الحلي والشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن
حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة السبعي ومن اجل تلامذة
الشهيد وفخر المحققين ووالده الشيخ عبد الله من الفقهاء الأدباء الشعراء
وولده شهاب الدين أو جمال الدين ناصر بن أحمد هو الذي ينسب اليه
اشتراط علم البلاغة في الاجتهاد اه‍.
أقول بناء على مغايرة صاحب الترجمة هذه لصاحب الترجمة الآتية
أحمد بن عبد الله بن محمد كما هو الظاهر فقد وقع خبط في المقام من صاحب
الروضات كما وقع بعضه من صاحب الرياض قبله ومن غيرهما أولا ان
الوصف بشيخ مشايخ الاسلام وقدوة أهل النقض والابرام قد وقع من ابن
رفاعة السبعي في حق شيخه صاحب الترجمة الآتية كما ستعرف لا في حق
صاحب هذه الترجمة ثانيا ان أحمد بن فهد الحلي لم يعلم أنه تلميذ لهذا
بل للاتي وهذا تلميذه أحمد بن فهد الأحسائي وشيخه فخر الدين ابن
العلامة كما صرح به ابن أبي جمهور فيما سبق ثالثا ان ابن رفاعة السبعي
هو تلميذ الآتي وليس تلميذ هذا كما صرح به السبعي نفسه كما يأتي في ترجمة
الآتي رابعا كون المترجم تلميذ الشهيد مشكوك فيه والظاهر خلافه
والمعلوم ان الشهيد كان مصباحا لصاحب الترجمة الآتية جمال الدين لا شيخا
له كما سيأتي خامسا ان ناصر بن أحمد المنسوب اليه اشتراط علم البلاغة
في الاجتهاد هو ولد صاحب الترجمة الآتية لا ولد هذا كل ذلك بناء على أن
صاحب هذه الترجمة غير صاحب الترجمة الآتية كما هو الظاهر ولكن جماعة
من العلماء منهم صاحب رياض العلماء قد دل كلامهم على أن أحمد بن
عبد الله بن المتوج رجل واحد يلقب بفخر الدين ويقال جمال الدين ويقال
شهاب الدين كما ستعرف، ولكن صاحب الذريعة إلى معرفة مؤلفات
الشيعة قال إن أحمد بن عبد الله بن المتوج اثنان أحدهما الشيخ جمال
الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المتوج البحراني الذي
هو شيخ أحمد بن فهد الحلي والمعاصر والمصاحب للشهيد الأول والمؤلف
لآيات الاحكام المختصر الموسوم بمنهاج الهداية الذي ترجمه كذلك الشيخ
سليمان البحراني في رسالته في تراجم علماء البحرين وثانيهما سميه
ومعاصره الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج الذي كان
من مشايخ أحمد بن فهد الأحسائي وله كتاب النهاية في تفسير الخمسمائة آية
اه‍ وما ذكره قريب من الاعتبار لاختلاف اللقب فأحدهما يلقب فخر
الدين والآخر جمال الدين ولاختلاف النسب فأحدها أحمد بن عبد الله بن
محمد بن علي بن الحسن بن المتوج والثاني أحمد بن عبد الله بن سعيد بن
المتوج ولكن لاشتراكهما في الاسم واسم الأب واسم الجد وهو المتوج وكونهما
في عصر واحد واشتراك تلميذيهما في الاسم واسم الأب وقد يكونان
مشتركين في بعض الأسانيد لذلك وقع الاشتباه بينهما وظنا رجلا واحدا
ونسب اليه ما لكل منهما والله أعلم ويؤيد التغاير انه نسب إلى أحمد بن
عبد الله بن المتوج كتابان في آيات الاحكام النهاية ومنهاج الهداية وكونهما
لرجل واحد بعيد ونحن بناء على هذا الظن ذكرنا لهما ترجمتين فما صرح بأنه
لفخر الدين ذكرناه في هذه الترجمة وما صرح بأنه لجمال الدين ذكرناه في
الترجمة الآتية وما لم يصرح فيه بشئ ذكرناه أيضا في الآتية.
مشايخه
يروي عن فخر الدين أبي طالب محمد بن العلامة الحلي كما صرح به
ابن أبي جمهور فيما سمعت.
تلاميذه
منهم الشيخ فخر الدين أحمد بن مخدم الأوالي البحراني والشيخ
شهاب الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقري الأحسائي كما صرح به ابن
أبي جمهور أيضا فيما سمعت.
مؤلفاته
١ النهاية في تفسير الخمسمائة آية وهي آيات احكام القرآن بمقتضى
حصر الفقهاء التي فسرها كثير من العلماء وفي الرياض عن المولى نظام الدين
في كتابه نظام الأقوال ان المعني بقوله فيه قال المعاصر هو المقداد السيوري
في كنز العرفان كما مر ٢ تلخيص تذكرة العلامة في الفقه موجود في الخزانة
الرضوية ويعبر عنه بغرائب المسائل وعلى النسخة تملك الشيخ محمد بن علي
الشهير بابن خاتون ملكه بأصفهان حين خروجه نحو الهند سنة! ١٠٢٩،
وابن خاتون هذا هو تلميذ الشيخ البهائي ومترجم شرح أربعينه، وعلى
النسخة خط البهائي وامضاؤه، ثم وقفها الشيخ أسد الله بن مؤمن الشهير
بان خاتون سنة ١٠٦٧ وقد صرح فيها بأنها لفخر الدين أحمد بن
عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني ووجدت منه نسخة مقروءة عليه قرأها
عليه تلميذه أحمد فهد الأحسائي وعليها إجازة منه له بخطه سنة ٨٠٢
والظاهر أنه هو بعينه نهج الوسائل إلى غرائب المسائل ٣ كتاب المقاصد
وكأنه في شرح القواعد ولم يعلم أنه له بل استظهر في الرياض انه لوالده
٤ كفاية الطالبين في أصول الدين ٥ كتاب الناسخ والمنسوخ وهذه
الثلاثة الأخيرة مرت في كلام المرندي والأخيران منها مرددتان بينه وبين جمال
الدين الآتي بناء على التغاير. اما كتاب المقاصد فالظاهر أنه لأبيه كما مر عن
المرندي بل نسب المرندي كما مر إلى الأب رسالة الناسخ والمنسوخ والنهاية
وكفاية الطالبين، لكن الصواب أنها للابن لذكر الخبيرين لها في مصنفاته
بخلاف المقاصد، والله أعلم!
أحمد بن عبد الله العقيلي.
يأتي بعنوان أحمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
السيد جلال الدين أبو الفضائل أحمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله
الجعفري.
عالم صالح قاله منتجب الدين
أحمد بن عبد الله بن علي الناقد.
من مشايخ جعفر بن قولويه في كامل الزيارة.
أحمد بن عبد الله بن عيسى بن مصقلة بن سعد القمي الأشعري.
قال النجاشي: ثقة له نسخة عن أبي جعفر الثاني الجواد
ع أخبرنا محمد بن علي الكاتب عن محمد بن وهبان حدثنا أحمد بن
إبراهيم القمي حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن سلام حدثنا أحمد بن عبد الله بن عيسى بن مصقلة حدثنا
محمد بن علي بن موسى ع.
أحمد بن عبد الله الغروي أو القروي.
عن مجمع الرجال للمولى عناية الله القهباني انه مجهول اه‍ ويروي
عنه الجليل الحسين بن سعيد في مشيخة الفقيه وفي التهذيب في باب صلاة
(١١)

العيدين وباب كيفية الصلاة وكذا في الاستبصار ويروي هو عن أبان بن
عثمان.
أحمد بن عبد الله الكثيري من ولد كثير بن شهاب قزويني.
في لسان الميزان: كان أديبا فاضلا يتشيع وكان زاهدا وهو القائل:
هل يصبر الحر الكريم * على المقام بدار ذل
أم هل يلام على الرحيل * وإن توعرت السبل
أحمد بن عبد الله الكرخي.
توفي سنة ٢٣٢.
روى الكشي عن علي بن محمد القتيبي حدثني أبو طاهر محمد بن
علي بن بلال وسألته عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذ رأيته يروي كتبا كثيرة
عنه فقال كان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب واقبل على تصنيف الكتب
وكان أحد غلمان يونس بن عبد الرحمن رحمة الله ويعرف بابن خانبة كان
من العجم (اه‍) ويأتي بعنوان أحمد بن عبد الله بن مهران فهما واحد.
وإسحاق بن إبراهيم هذا من امراء المأمون وهو الذي استخرج إبراهيم بن
المهدي وقبض عليه لما استتر وكذا استخرج الفضل بن الربيع وقبض عليه
وبقي إلى زمن المتوكل وله ذكر في كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي
التنوخي. وفي مشتركات الكاظمي يعرف أحمد بن الله انه الكرخي برواية
طاهر بن محمد بن علي بن بلال عنه وبوقوعه في طبقة يونس بن عبد الرحمن
حيث هو أحد غلمانه.
٣٠: المولى أحمد بن عبد الله الكوزكناني التبريزي النجفي.
مر بعنوان ملا احمد التبريزي الكوزكناني وكان ينبغي ذكره بالعنوان
المذكور هنا لكن سبق ان ذكرناه هناك.
٣١: أحمد بن عبد الله الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.
٣٢: أحمد بن عبد الله الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال:
أحمد بن عبد الله الكوفي صاحب إبراهيم بن إسحاق الأحمري يروي عنه
كتب إبراهيم كلها روى عنه التلعكبري إجازة اه‍ وميزه الكاظمي في
المشتركات برواية التلعكبري إجازة عنه.
٣٣: الشيخ أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد البكري المعروف بالبكري
وبالشيخ أبي الحسن البكري.
هكذا نسبه ابن حجر في لسان الميزان وقال أصحابنا أحمد بن عبد الله
البكري ولم يذكروا محمدا جده كما ستعرف، ذكره صاحب رياض العلماء
فقال: الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن عبد الله البكري صاحب كتاب
الأنوار وغيره من المؤلفات المعروف بالبكري، وتارة بالشيخ أبي الحسن
البكري قال في أوائل بحار الأنوار ما صورته: وكتاب الأنوار في مولد النبي
المختار ص وكتاب مقتل أمير المؤمنين ع وكتاب وفاة فاطمة
الزهراء ع الثلاثة كلها للشيخ الجليل أبي الحسن البكري أستاذ
الشهيد الثاني رحمة الله عليهما، ثم قال في الفصل الثاني من أول البحار:
وكتاب الأنوار قد اثنى الشهيد الثاني على مؤلفه وعده من مشايخه ومضامين
اخباره موافقة للاخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة وكان مشهورا بين
علمائنا يتلونه في شهر ربيع الأول في المجالس والمجامع في يوم المولد
الشريف وكذا الكتابان الآخران معتبران أوردنا بعض اخبارهما في الكتاب
انتهى ما حكى في الرياض عن البحار ومن الغريب اني لم أجد ذلك في أول
البحار ولا في الفصل الثاني من أوله وقد كان هذا الكتاب مشهورا في جبل
عامل أدركت الناس في زمن الصبا وهم يكثرون قراءته في المجالس
والمجامع، ثم قال في الرياض قال بعض المؤرخين بعد ان نقل نحو ذلك
عن المجلسي ما لفظه: وأقول عندنا من كتاب الأنوار المذكور نسخة عتيقة
تاريخ كتابتها سنة ٦٩٦ وما قلناه في اسمه ونسبه مذكور في أوائله في
النسخة التي عندنا لكن مؤلفه كما يظهر من سياقه من القدماء وهو من
أصحابنا، قال واعلم أن جماعة من المتأخرين قد ينقلون عن كتاب الأنوار
في مولد النبي المختار ص ناسبين له إلى أبي الحسن البكري من غير تصريح
باسمه وكذا في البحار قد ينقل عنه بدون تصريح باسمه فيحتمل حينئذ
التعدد في الاسم وان اتحدت الكنية والنسبة اه‍ الرياض أقول تاريخ
كتابة النسخة السابق ينافي كونه من مشائخ الشهيد الثاني الذي استشهد سنة
٩٦٦ فهو غيره وجعل صاحب كتاب الأنوار هو شيخ الشهيد الثاني اشتباه
نشا من اشتراك الكنية والنسبة وهما اثنان أحدهما أبو الحسن أحمد بن
عبد الله البكري مؤلف كتاب الأنوار ذكره في كشف الظنون فقال: الأنوار
ومفتاح السرور والأفكار في مولد النبي المختار لأبي الحسن أحمد بن عبد الله
البكري وهو كتاب جامع مفيد في مجلد أوله: الحمد لله الذي خلق روح
حبيبه، جمعها لتقرأ في شهر ربيع الأول وجعلها سبعة اجزاء اه‍ وذكره
صاحب كشف الحجب بعين عبارة كشف الظنون والآخر أستاذ الشهيد
الثاني ولا يبعد ان يكون هو المذكور في شذرات الذهب بعنوان: علاء
الدين أبو الحسن علي بن جلال الدين محمد البكري الصديقي الشافعي
المحدث الصوفي المتبحر في الفقه والتفسير والحديث وله شرح المنهاج وشرح
الروض وشرح العباب وتوفي بالقاهرة سنة ٩٥٢ ودفن بجوار الإمام الشافعي
وفي الاعلام عن الكتابين المخطوطين السنا الباهر والنور السافر ان
فيهما محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو الحسن البكري الصديقي المفسر
الفقيه المصري المولود سنة ٨٩٩ والمتوفى سنة ٩٥٢ وعدا من تصانيفه
التفسير وشرح العباب وشرح المنهاج ويمكن ان يستظهر اتحادهما من اتحاد
الكنية والوصف بالبكري الصديقي المفسر الفقيه واتحاد المؤلفات وهي شرح
المنهاج وشرح العباب ووحدة سنة الوفاة لكن يبقى الاختلاف في الاسم
ويمكن كون أحد الاسمين محرفا والتكنية بأبي الحسن قد يؤيد ان الاسم
على. ومما يدل على أن صاحب كتاب الأنوار غير أستاذ الشهيد الثاني ما عن
ابن تيمية في منهاج السنة ان أبا الحسن البكري مؤلف كتاب الأنوار كان
أشعري المذهب فهو متقدم على ابن تيمية الذي توفي سنة ٧٢٨ فلا يمكن
ان يكون أستاذ الشهيد الثاني وكذلك ذكر ابن حجر كما يأتي المتوفى سنة
٨٥٢ ينافي كونه أستاذ الشهيد الثاني والسمهودي في كتابه وفاء الوفا باخبار
دار المصطفى الذي ألفه سنة ٨٨٨. قال الغالب على سيرة أبي الحسن
البكري البطلان والكذب اه‍ وهو دال على تقدمه على السمهودي فلا
يمكن كونه أستاذ الشهيد الثاني. وظاهر تأليفه في وفاة الزهراء ومقتل أمير
المؤمنين ع انه من أصحابنا وربما يستشم ذلك من رميه بالكذب لا
سيما بعد عد المجلسي كتبه من ماخذ كتابه وجعله مضامين اخبار كتاب
الأنوار موافقة للاخبار المعتبرة المنقولة بالأسانيد الصحيحة وكونه
مشهورا بين علمائنا يتلونه، وقوله عن الكتابين الآخرين انهما معتبران،
وكتاب الأنوار هذا استنسخه صاحب الوسائل وألحقه بكتاب عيون
(١٢)

المعجزات لكنه سماه الأنوار المحمدية، وذلك يدل على اعتماده عليه،
وفي لسان الميزان: أحمد بن محمد أبو الحسن البكري ذاك الكذاب
الدجال واضع القصص التي لم تكن قط فما أجهله وأقل حياءه وما روى
حرفا من العلم بسند ويقرأ له في سوق الكتبيين: كتاب ضياء الأنوار،
رأس الغول، شر الدهر، كتاب كلندجة، حصن الدولاب، الحصون
السبعة وصاحبها هضام بن الجحاف وحروب الإمام علي معه، وغير ذلك
ومن مشاهير كتبه الذروة في السيرة النبوية ما ساق غزوة منها على وجهها بل
كل ما يذكره لا يخلو من بطلان اما أصلا واما زيادة اه‍ أقول قد
عرفت أن أصحابنا نسبوه هكذا: أحمد بن عبد الله البكري أبو الحسن وابن
حجر كما سمعت زاد بن محمد فعلى كونهما اثنين يمكن كون أحدهما ابن
عبد الله والآخر ابن عبد الله بن محمد. ثم إن ما ذكره ابن حجر من كذبه
وتدجيله انما هو لأجل القصص المنسوبة اليه وقد عرفت أن أصحابنا لم
ينسبوا اليه شيئا من ذلك بل الكتب المنسوبة اليه كلها مستقيمة فكأنها
رجلان كما عرفت وصاحب الكتب المستقيمة هو أحدهما أو أن نسبة بعضها
اليه باطلة كما ينسب إلى المجنون أشعار كثيرة في العشق ليست له. على أنه
يمكن أن يكون قول ابن حجر السابق أنه ما ساق غزوة على وجهها وان كل
ما يذكره لا يخلو من بطلان أصلا أو زيادة من جهة اشتماله على بعض ما لا
تحتمله نفسه من فضيلة أو منقبة.
مؤلفاته
قد عرفت مما سبق ان الذي صحت نسبته اليه ١ كتاب الأنوار في
مولد النبي المختار ٢ مقتل أمير المؤمنين علي ع ٣ وفاة
فاطمة الزهراء ع، اما الكتب التي ذكرها ابن حجر فلم ينسبها
اليه أصحابنا فهي اما باطلة النسبة وضعها واضع من قبيل القصص ونسبها اليه أو واضعها شخص آخر يشاركه في الاسم والله أعلم.
٣٤: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الأنماطي المعروف
باللاعب.
ولد سنة ٣٥٧ ومات يوم الأحد ٧ ذي القعدة سنة ٤٣٩ ودفن ببغداد
في مقابر قريش.
ذكره الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد فقال سمع أبا بكر بن مالك
القطيعي وعلي بن محمد بن سعيد الدراز والحاكم أحمد بن الحسين الهمداني
ومحمد بن المظفر ونحوهم كتبت عنه وكان سماعه صحيحا وذكر لي انه كان
يترفض.
٣٥: أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب العقيلي.
يروي عنه علي بن إبراهيم ويروي هو عن عيسى بن عبيد الله
القرشي ففي الكافي علي بن إبراهيم عن
أحمد بن عبد الله العقيلي وهو أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب عن عيسى بن
عبيد الله القرشي.
٣٦: الشيخ أبو الناصر جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن
الحسن بن المتوج البحراني المعروف بابن المتوج.
توفي سنة ٨٢٠ على ما يظهر من كتابه الناسخ والمنسوخ بخط ولده
الناصر الحفظة المشهور كذا في الطليعة. وفي اللؤلؤة وعن الشيخ سليمان
الماحوزي البحراني ان قبره معروف بجزيرة أكل بضم الهمزة والكاف وهي
المشهورة الآن بجزيرة النبي صالح من بلاد البحرين في المشهد المعروف
بمشهد النبي صالح ع.
وقد عرفت ان الظاهر مغايرته للشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن
سعيد بن المتوج المتقدم وان جماعة جعلوهما واحدا منهم صاحب الرياض
صريحا وصاحب أمل الآمل ظاهرا حيث لم يذكر الا واحدا كما يأتي.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل الشيخ أحمد بن عبد الله بن المتوج البحراني عالم فاضل
أديب ماهر عابد له رسالة سماها كفاية الطالب وله شعر كثير قرأ على الشيخ
فخر الدين ابن العلامة وروى عنه اه‍. وفي رياض العلماء الشيخ
جمال الدين ويقال فخر الدين ويقال تارة شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن
محمد بن علي بن الحسن بن المتوج البحراني فاضل عالم جليل فقيه نبيه وهو
المجتهد الفقيه المشهور بابن المتوج وقوله في كتب متأخري الأصحاب مذكور
كان من تلامذة الشيخ فخر الدين ولد العلامة وروى عنه الشيخ شهاب
الدين أحمد بن فهد بن إدريس المقرئ الأحسائي المعروف بابن فهد كما
يفهم من أول كتاب غوالي اللآلي لابن جمهور وقد قال في أول الغوالي المذكور
انه يروي عن أحمد بن فهد المذكور عن شيخه خاتمة المجتهدين المعروفة
فتاواه في جميع العاملين فخر الدين أحمد بن المتوج بن عبد الله فليلاحظ وقد
كان السبعي المشهور من تلامذته قال السبعي في أول شرحه على القواعد
بعد ذكر شرح ابن المتوج المسمى بالوسيلة ما لفظه: كان شيخنا الامام
العلامة شيخ مشايخ الاسلام وقدوة أهل النقض والابرام وارث الأنبياء
والمرسلين جمال الملة والحق والدين أحمد بن عبد الله بن المتوج توجه الله
بغفرانه وأسكنه في أعلى جنانه قد وضع في شرح مسائله الضئيلة كتابا سماه
الوسيلة إلا أنه لم يتم ذلك الكتاب حتى انثلم النصاب اه‍ هذا
آخر كلام الرياض أقول بناء على التغاير بين صاحب هذه الترجمة
وصاحب الترجمة السابقة كما هو الظاهر فقد وقع خبط في كلام صاحب
الرياض شبيه بما مر في كلام صاحب الروضات أولا ان الملقب جمال الدين هو غير الملقب فخر
الدين فالأول هو المترجم والثاني صاحب الترجمة
السابقة ثانيا ان تلقيبه بشهاب الدين لم نجده لغيره والملقب بذلك ابنه
ناصر ثالثا ان الذي هو من تلامذة فخر الدين ابن العلامة ويروي عنه
أحمد بن فهد الأحسائي كما يفهم من أول غوالي اللآلي لابن جمهور هو
صاحب الترجمة السابقة لا هذا وان كان هذا يمكن أن يكون تلمذ
على فخر المحققين أيضا كما دل عليه كلام الشيخ سليمان الماحوزي الآتي
لكن الغرض ان المذكور في كلام ابن جمهور تلمذه على ولد العلامة هو
الأول لا الثاني. اما السبعي فهو تلميذ لهذا كما ذكره وفي اللؤلؤة:
(١٣)

أحمد بن متوج البحراني فاضل مشهور وعلمه وفضله وتقواه في كتب العلماء
مذكور ثم حكى ما مر عن الرياض وأقره عليه فدل ذلك على أنهما عنده
واحد وفي أنوار البدرين الشيخ العلامة الجليل جمال الدين أحمد بن
عبد الله بن محمد بن علي بن متوج البحراني ثم حكى عن الشيخ سليمان
الماحوزي البحراني معبرا عنه بشيخنا العلامة الثاني أنه قال: هو شيخ
الامامية في وقته كما ذكره ابن أبي جمهور الأحسائي في غوالي اللآلي، وذكر
في موضع آخر ان فتاواه مشتهرة في المشارق والمغارب وهو من أعظم تلامذة
الشيخ العلامة فخر الدين أبي طالب محمد ابن العلامة الحلي تلمذ عليه في
الحلة السيفية المزيدية وعلى غيره من علماء الحلة واستجاز منهم ورجع إلى
البحرين وقد بلغ الغاية في العلوم الشرعية وغيرها وله التصانيف المليحة
منها كتاب منهاج الهداية في شرح آيات الاحكام الخمسمائة مختصر جيد يدل
على فضل عظيم قرأته في حداثة سني على بعض مشايخي سنة ١٠٩١ من
الهجرة ومن جملة إفاداته فيه ان الطلاق البذلي أعم من الخلع والمباراة يصح
حيث يصح أحدهما ولا يصح حيث لا يصح أحدهما كما تتعارفه متفقهة
زماننا، وقد بسطنا الكلام في ذلك في رسالة مفردة، وله رسالة وجيزة فيما
تعم به البلوى ذكر فيها في بحث القبلة. ان قبلة البحرين ان تجعل الجدي
محاذيا لطرف الاذن اليمنى وليس قبلتها كقبلة البصرة كما ظنه بعض متفقهة
زماننا، ومن غريب ما اتفق في ذلك أنه ورد في سنة ١١٠٨ على
البحرين حاكما محمد سلطان بن فريدون خان وأشكل عليه معرفة القبلة
جدا وادعى ان أكثر المحاريب منصوبة على غير القبلة وكان عنده الآلة
المعروفة بقبلة نامه في معرفة القبلة، فسال جماعة من علماء البحرين
المتفقهة فذكروا له ان قبلتها كقبلة العراق، وذكروا علامة البصرة وما
حاذاها فلم تقع في خاطره بموقع، وذكر ان قبلة ناماه لا تساعد على ذلك
وكانت بيني وبينه كدورة فاستمالني فلما زرته سألني عن قبلة البحرين
فذكرت انها بحيث يحاذي الجدي طرف الأذن اليمنى كما ذكره الشيخ جمال
الدين في رسالته وكان المتفقة المذكورون حاضرين فبينت لهم ان الشيخ
جمال الدين وغيره قد بينوا ذلك فوقع ذلك من السلطان، موقع القبول
وساعدت عليه الآلة المذكورة. ومن جملة مصنفاته مختصر التذكرة، وهو
جيد مليح كثير الفوائد ظفرت منه بنسخة عتيقة مقروءة عليه قرأها عليه
تلميذه الفقيه النحرير أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد
الأحسائي وعليها الإجازة بخطه وتاريخها سنة ٨٠٢ ومن مصنفاته كتاب
مجمع الغرائب وهو كما سمي يحتوي على فروع غريبة ومسائل نادرة رأيته في
كتب بعض إخواني بنسخة سقيمة سنة ١١٢٠ وسمعت جماعة من مشايخنا
يحكون انه كان كثيرا ما يقع بينه وبين الشهيد الأول مناظرات وفي الأغلب
يكون الغالب الشيخ جمال الدين أحمد بن المتوج، فلما عاد جمال الدين إلى
البحرين واشتغل بالأمور الحسبية وفصل القضايا الشرعية وغيرهما من
الوظائف الفقهية اشتغل ذهنه، ثم حج الشيخ جمال الدين واتفق اجتماعه
بشيخنا الشهيد في مكة المشرفة فتناظرا فغلبه شيخنا الشهيد وأفحمه،
فتعجب الشيخ جمال الدين فقال له الشهيد: قد سهرنا وأضعتم، ولشيخنا
الشيخ جمال الدين تلامذة فضلاء منهم ولده الشيخ ناصر وقبره بجنب قبر
أبيه وقد زرتهما مرارا ومشهدهما من المشاهد المتبرك بها انتهى كلام الشيخ
سليمان الماحوزي البحراني المنقول في أنوار البدرين ولا يخفى ان ما حكاه
عن ابن أبي جمهور في الغوالي انما ذكره ابن أبي جمهور في حق فخر الدين لا
جمال الدين فيظهر انه جعلهما واحدا.
مشايخه
قرأ على الشيخ فخر الدين أبي طالب محمد ابن العلامة الحلي في الحلة
السيفية المزيدية وروى عنه وكان من اجل تلامذته وأعظمهم ذكر ذلك
الشيخ سليمان الماحوزي البحراني كما مر وقرأ على غيره من علماء الحلة
واستجاز منهم وبعضهم قال إنه قرأ أيضا على الشهيد وكان من اجل
تلامذته، ولكن الذي مضى يدل على أنه صحب الشهيد وعاصره وناظره
لا أنه قرأ عليه.
تلامذته
يروي عنه الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن
إدريس بن فهد المقري الأحسائي والشيخ أحمد بن فهد الحلي قال الشيخ
سليمان الماحوزي البحراني ومن تلامذته الشيخان الجليلان السميان الشيخ
أحمد بن فهد الحلي صاحب المهذب البارع وشرح الارشاد وعدة الداعي
والشيخ أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد المقري
الأحسائي شارح الارشاد أيضا فالاسمان والأبوان والشرحان والأستاذان
واحدا!. وهو من غرائب الاتفاقات!! اه‍. وقد عرفت أن المحقق
كون ابن فهد الأحسائي تلميذه اما ابن فهد الحلي فالمحقق كونه تلميذ فخر
الدين بناء على تغايرهما، ولكن الشيخ سليمان ظهر منه انهما واحد كما
عرفت، ومن تلاميذه الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن
علي بن حسن بن علي بن محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة السبعي وولده الشيخ ناصر بن أحمد بن عبد الله بن المتوج
والشيخ أحمد بن مخدم
البحراني.
مؤلفاته
١ رسالة الناسخ والمنسوخ من القرآن وهذه مرددة بينه وبين فخر
الدين المتقدم ٢ تفسير القرآن المجيد في الرياض ذكره في أول تلك
الرسالة وقال: انه تكلم في ذلك التفسير على وجوه الآيات الناسخة
والمنسوخة أيضا ولكن أفرد منه تلك الرسالة لتسهيل الامر على الطلاب
٣ تفسير القرآن مختصر ففي الروضات: أن له كتابين في التفسير مختصرا
ومطولا ٤ منهاج الهداية في شرح آيات الاحكام الخمسمائة وفي
الرياض: مختصر متأخر عن التفسير المذكور نسبه اليه ابن أبي جمهور
الأحسائي في رسالة كشف الحال عن أحوال الاستدلال ٥ الوسيلة في
فتح مقفلات القواعد نسبه اليه تلميذه السبعي كما مر وصاحب نظام
الأقوال، بين فيها مشكلات القواعد ٦ كفاية الطالبين في أصول الدين
في الرياض نسبه اليه ابن أبي جمهور في الرسالة المذكورة ٧ هداية
المستبصرين فيما يجب على المكلفين ذكره في اللؤلؤة عن بعض مشايخه
المعاصرين ٨ رسالة وجيزة فيما تعم به البلوى ٩ مجمع الغرائب يحتوي
على فروع غريبة ومسائل نادرة ويمكن ان يكون هو غرائب المسائل ويبعده
ان ذاك مختصر التذكرة وهو لفخر الدين كما مر نعم لا يبعد ان يكون نهج
الوسائل إلى غرائب المسائل هو غرائب المسائل بعينه ١٠ نظم مقتل
الحسين ع ١١ نظم قصة اخذ الثار ذكره في اللؤلؤة عن بعض
مشايخه وبعضهم نسب اليه كتاب المقاصد ولم يعلم أنه له بل يحتمل انه
لوالده عبد الله المعروف أيضا بابن المتوج فقد مر عن المولى سعيد المرندي
في كتاب تحفة الاخوان نسبته إلى الأب ولو فرض انه للابن فهو لفخر الدين
لا له بناء على التغاير ونسب اليه أيضا النهاية في تفسير الخمسمائة آية
(١٤)

ولكنها للشيخ فخر الدين لا له بناء على التغاير، ونسب اليه أيضا مختصر
التذكرة والصواب انه لفخر الدين بناء على التغاير ونسب اليه غرائب
المسائل أو نهج الوسائل إلى غرائب المسائل كما عبر بكل فريق والظاهر أنه
كتاب واحد لكن مر في ترجمة فخر الدين ان غرائب المسائل هو تلخيص
التذكرة بعينه وانه لفخر الدين لا له بناء على التغاير.
وكان والده من العلماء وله ولدان من العلماء وهما الشيخ شهاب الدين
ناصر بن أحمد والشيخ عبد الله بن أحمد ويذكرون في محلهم.
أشعاره
في أنوار البدرين له مراث كثيرة في الحسين ومدائح في أمير المؤمنين
ع. ومن شعره قوله يرثي الحسين ع.
ألا نوحوا وضجوا بالبكاء * على السبط الشهيد بكربلاء
ألا نوحوا بسكب الدمع حزنا * عليه وامزجوه بالدماء
ألا نوحوا على من قد بكاه * رسول الله خير الأنبياء
ألا نوحوا على من قد بكاه * علي الطهر خير الأوصياء
ألا نوحوا على من قد بكته * حبيبة احمد خير النساء
ألا نوحوا على من قد بكاه * لعظم الشجو املاك السماء
ألا نوحوا على قمر منير * عراه الخسف من بعد الضياء
ألا نوحوا لخامس آل طه * ويسين وأصحاب العباء
ألا نوحوا على غصن رطيب * ذوى بعد النضارة والبهاء
ألا نوحوا على شرف القوافي * ومفتخر القوافي والثناء
ألا يا آل يسين فؤادي * لذكر مصابكم حلف العناء
فأنتم عدة لي في معادي * إذا حضر الخلائق للجزاء
فما أرجو لآخرتي سواكم * وحاشا ان يخيب بكم رجائي
أنا ابن متوج توجتموني * بتاج الفخر طرا والبهاء
صلاة الله ذي لألطاف تترى * عليكم بالصباح وبالمساء
ولعنته على قوم أباحوا * دماءكم بظلم وافتراء
وله غيرها كثير.
٣٧: أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه.
٣٨: أحمد بن عبد الله بن مروان الأنباري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
٣٩: أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مهران الكرخي المعروف بابن خانبة
توفي سنة ٢٣٢.
خانبة في الخلاصة بالخاء المعجمة بعدها ألف ونون مكسورة وباء
موحدة مفتوحة. ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
وقال ثقة وفي الفهرست كان من أصحابنا الثقات وما ظهر له رواية وصنف
كتاب التأديب وهو كتاب يوم وليلة. وقال النجاشي كان من أصحابنا
الثقات ولا يعرف له الا كتاب التأديب وهو كتاب يوم وليلة حسن جيد
صحيح اه‍ ومر بعنوان أحمد بن عبد الكرخي وهو هذا بعينه.
٤٠: الشريف أحمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن
الحسن بن علي بن أبي طالب
في عمدة الطالب انما لقب المسور لأنه كان يعلم في الحرب بسوار
يلبسه ويقال لولده الأحمديون وهم عدد كثير أهل رياسة وسيادة.
٤١: الشريف أحمد بن عبد الله بن موسى بن الحسن بن علي بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
في مقاتل الطالبيين انه قتل في الحرب التي كانت بين الجعفريين والعلويين.
٤٢: الشريف أحمد بن عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن حسن بن
حسن بن علي بن أبي طالب
في مقاتل الطالبيين قتله عبد الرحمن خليفة أبي الساج بمكة.
٤٣: أحمد بن عبد الله بن نصر أبو بكر الذزاع الهرواني
يأتي بعنوان أحمد بن نصر بن عبد الله.
٤٤: حمد عبد الله أحمد بن عبد الله النوبختي
ذكره ابن النديم في الفهرست عند ذكر أسماء الشعراء الكتاب نقلا
عن ابن حاجب النعمان في كتابه وقال إن شعره مائة ورقة اه‍ وفي
تاريخ بغداد للخطيب أحمد بن عبد الله بن محمد بن صالح بن نوبخت أبو
عبد الكاتب ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثه عن الحسن بن عرفة وقال
كان ينزل درب النخلة في الجانب الغربي اه‍ وبنو نوبخت معروفون
بالتشيع.
٤٥: أحمد بن عبد الله بن يزيد الهيثمي المؤدب أبو جعفر عن عبد الرزاق
توفي سنة ٢٩١.
في لسان الميزان قال ابن عدي كان بسامراء يضع الحديث أخبرنا
جماعة قالوا أنا احمد ثنا عبد الرزاق عن سفيان عن ابن خثيم عن عبد
الرحمن بن بهمان عن جابر رضي الله عنه مرفوعا هذا أمير البررة وقاتل
الفجرة أنا مدينة العلم وعلي بابها وحدث أيضا عن أبي معاوية الضرير
وإسماعيل بن أبان الغنوي اه‍ وحدث عنه أبو الطيب محمد بن عبد
الصمد الدقاق أبو رزين الباغندي وأبو عبد الله الحليمي قال الخطيب في
حديث جابر المتقدم هو أنكر ما روي وفي بعض أحاديثه نكرة وقال
الدارقطني يحدث عن عبد الرزاق وغيره بالمناكير يترك حديثه اه‍ ومن
هذا قد يظن تشيعه.
٤٦: أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن
الحسن بن الحسن بن علي أبي طالب ع
قتل نحو سنة ٢٧٠ بمصر.
في مروج الذهب: قام بصعيد مصر فقتله أحمد بن طولون بعد
أقاصيص وذلك نحو سنة ٢٧٠.
٤٧: أحمد بن عبد الله التنوخي
شاعر معاصر لسيف الدولة وأبي فراس الحمدانيين. قال ابن خالويه
في شرح ديوان أبي فراس: كان أبو فراس انكر على أحمد بن عبد الله
التنوخي تأخره عن المسير معه إلى رعبان وهي مدينة بين حلب وسميساط
أخربتها الزلازل فندب سيف الدولة أبا فراس لبنائها فبناها في ٣٧ يوما
(١٥)

ووافى قسطنطين بن الدمستق ليزيله عنها فلم يقدر وكان التنوخي جبانا
فكتب التنوخي إلى أبي فراس قصيدة منها:
أيا بدر السماء بلا محاق * ويا بحر السماح بغير شاطي
أأترك ان أبيت قرير عين * لقى بين الدساكر والبواطي
وأخرج نحو رعبان كأني * بمنبج قد دعيت إلى سماط
أحاذر من دواه موبدات * هنالك ان يقعن على قماطي
وأكتب ان كتبت إليك يوما * كتبت إليك من دار العلاطي
٤٨: أبو العلاء المعري التنوخي أحمد بن عبد الله
في معجم الأدباء: ولد بمعرة النعمان سنة ٣٦٣ وتوفي بها يوم الجمعة
٢ ربيع الأول سنة ٤٤٩ عن ٨٦ سنة.
وفيه: حدث أبو زكريا قال: لما مات أبو العلاء انشد على قبره
أربعة وثمانون شاعرا مراث من جملتها ابيات لعلي بن الهمام من قصيدة
طويلة:
ان كنت لم ترق الدماء زهادة * فلقد أرقت اليوم من جفني دما
سيرت ذكرا في البلاد كأنه * مسك مسامعها يضمخ أو فما
ونرى الحجيج إذا أرادوا ليلة * ذكراك أوجب فدية من أحرما
يقول إن ذكرك طيب والطيب لا يحل لمحرم فيجب عليه فدية.
المعري نسبة إلى معرة النعمان من بلاد الشام. وفي معجم
الأدباء كان في آبائه وأعمامه ومن تقدمه من أهله وتأخر عنه من ولد أبيه
ونسله فضلاء وقضاة وشعراء وذكر جماعة منهم لا نطيل بذكرهم.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء: كان غزير الفضل شائع الذكر وافر العلم غاية في
الفهم عالما باللغة حاذقا بالنحو جيد الشعر جزل الكلام شهرته تغني عن
صفته وفضله ينطق بسجيته.
اخباره
في معجم الأدباء: ولد بمعرة النعمان ٣٦٣ واعتل علة الجدري
التي ذهب فيها بصره ٣٦٧ وقال الشعر وهو ابن ١١ سنة ورحل إلى
بغداد سنة ٣٩٨ فأقام بها سنة وسبعة أشهر ثم رجع إلى بلده فأقام بها ولزم
منزله إلى أن مات بالتاريخ المتقدم. قال: ونقلت من بعض الكتب ان أبا
العلاء لما ورد إلى بغداد قصد أبا الحسن علي بن عيسى الربعي ليقرأ عليه
فلما دخل عليه قال علي بن عيسى ليصعد الإصطبل فخرج مغضبا ولم يعد
اليه، والاصطبل في لغة أهل الشام الأعمى ولعلها معربة. ودخل على
المرتضى أبي القاسم فعثر برجل فقال من هذا الكلب فقال المعري الكلب
من لا يعرف للكلب سبعين اسما وسمعه المرتضى فاستدناه واختبره فوجده
عالما مشبعا بالفطنة والذكاء فاقبل عليه اقبالا كثيرا، وكان أبو العلاء
يتعصب للمتنبي ويزعم أنه أشعر المحدثين ويفضله على بشار ومن بعده
مثل أبي نواس وأبي تمام وكان المرتضى يبغض المتنبي ويتعصب عليه فجرى
يوما بحضرته ذكر المتنبي فتنقصه المرتضى وجعل يتتبع عيوبه فقال المعري لو
لم يكن للمتنبي من الشعر الا قوله: لك يا منازل في القلوب منازل لكفاه
فضلا فغضب المرتضى وامر فسحب برجله واخرج من مجلسه وقال لمن
بحضرته أتدرون اي شئ أراد بذكر هذه القصيدة فان للمتنبي ما هو أجود
منها أراد قوله في هذه القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص * فهي الشهادة لي باني كامل
أقول: مر في الجزء الثامن في ترجمة المتنبي ذكر هذه القصة وقلنا هناك الظاهر أنها موضوعة. ونقول هنا: قوله: ان المرتضى كان يبغض
المتنبي ويتعصب عليه لا يكاد يصح، فإنه لا موجب لبغضه إياه وليس
معاصرا له فمولد المرتضى قريب من وفاة المتنبي، ولا لتعصبه عليه،
فالمرتضى في علمه وفضله ومعرفته لم يكن ليتعصب على ذي فضل كالمتنبي
ولا ليجهل مكانته في الشعر، والمعري مع علمه بجلالة قدر المرتضى وعلو
مكانه لم يكن ليواجهه بهذا الكلام، وقد ذكرنا هناك ان للمعري بيتين من
قصيدة يرثي بها والد الشريف المرتضى وقد وقع خطا في نقل الأول منهما
لاعتمادنا فيه على نقل بعض الفضلاء الذي كان حاضرا في المجلس ثم
ارسل الينا انه بعد مراجعة ديوان المعري تبين له غلطه في الرواية وان
الصواب هكذا:
ساوى الرضي المرتضى وتقاسما * خطط العلا بتناصف وتصافي
حلفا ندى سبقا وصلى الأطهر * المرضي فيا لثلاثة احلاف
والأطهر المرضي هو ابن للشريف المرتضى.
ولما رجع إلى المعرة لزم بيته فلم يخرج منه وسمى نفسه رهين
المحبسين يعني حبس نفسه في المنزل وترك الخروج منه وحبسه عن النظر إلى
الدنيا بالعمى.
مذهبه
اختلف الناس فيه فبين ناسب له إلى الالحاد والتعطيل وبين قائل انه
مسلم موحد. في معجم الأدباء: كان متهما في دينه يرى رأي البراهمة لا
يرى إفساد الصورة ولا يأكل لحما ولا يؤمن بالرسل والبعث والنشور وعاش
ستا وثمانين سنة لم يأكل اللحم منها خمسا وأربعين سنة، وحدثت انه
مرض مرة فوصف الطبيب له الفروج فلما جئ به لمسه بيده وقال:
استضعفوك فوصفوك هلا وصفوا شبل الأسد. وحدث غرس النعمة أبو
الحسن الصابي انه بقي خمسا وأربعين سنة لا يأكل اللحم ولا البيض ويحرم
ايلام الحيوان ويقتصر على ما تنبت الأرض ويلبس خشن الثياب ويظهر
دوام الصوم.
قال: ولقيه رجل فقال لم لا تأكل اللحم قال ارحم الحيوان
قال فما تقول في السباع التي لا طعام لها الا لحوم الحيوان فإن كان لذلك
خالق فما أنت بأرأف منه وان كانت الطبائع المحدثة لذلك فما أنت بأحذق
منها ولا اتقن عملا فسكت. قال ابن الجوزي: وقد كان يمكنه ان لا يذبح
رحمة واما ما قد ذبحه غيره فأي رحمة بقيت. قال: وقد حدثنا عن أبي
زكريا أنه قال: قال لي المعري ما الذي تعتقده؟ فقلت في نفسي اليوم أقف
على اعتقاده، فقلت له ما انا الا شاك، فقال وهكذا شيخك، قال
القاضي أبو يوسف عبد السلام القزويني: قال لي المعري لم اهج أحدا
قط، فقلت له صدقت، الا الأنبياء ع فتغير وجهه.
قال المؤلف: اما عدم ذبحه الحيوان وعدم اكله اللحوم فكاد
يكون متواترا عنه ومر في مرثية علي بن الهمام له قوله:
ان كنت لم ترق الدماء زهادة * فلقد أرقت اليوم من جفني دما
(١٦)

مما دل على أن ذلك كان معروفا مشهورا عنه.
لماذا لم يأكل اللحم؟
وقد علل امتناعه عن اكل اللحوم وغيرها في أحد أجوبته في المراسلة
التي دارت بينه وبين داعي الدعاة. قال في جواب احدى تلك الرسائل:
قد بدأ المعترف بجهله المقر بحيرته وعجب ان مثله يطلب الرشد ممن
لا رشد عنده وقد ذكر أيد الله الحق بحياته بيتا من ابيات على قافية الحاء
ذكرها وليه ليعلم غيره ما هو عليه من الاجتهاد في التدين وما حيلته في قوله
تعالى من يهد الله فهو المهتد وأولها:
غدوت مريض العقل والدين فالقني * لتعلم انباء الأمور الصحائح
فلا تأكلن ما اخرج الماء ظالما * ولا تبغ قوتا من غريض الذبائح
والحيوان البحري لا يخرج من الماء الا وهو كاره والعقل لا يقبح ترك
اكله وان كان حلالا لان المتدينين لم يزالوا يتركون ما هو لهم حلال مطلق:
وابيض أمات أرادت صريحه * لأطفالها دون الغواني الصرائح
والمراد بالأبيض اللبن والأم إذا ذبح ولدها وجدت عليه وجدا عظيما
وسهرت لذلك ليالي فأي ذنب لمن تحرج عن ذبح السليل ولم يرغب في
استعمال اللبن ولم يزعم أنه محرم وانما تركه اجتهادا في التعبد ورحمة
للمذبوح رغبة ان يجازى عن ذلك بغفران خالق السماوات والأرض وإذا
قيل إن الله سبحانه يساوي بين عباده في الاقسام فأي شئ أسلفته الذبائح
من الخطا حتى تمنع حظها من الرأفة والرفق:
فلا تفجعن الطير وهي غوافل * بما وضعت فالظلم شر القبائح
وقد نهى النبي ص عن صيد الليل وذلك أحد القولين في قوله
ع أقروا الطير في وكناتها وفي الكتاب العزيز يا أيها الذين آمنوا لا
تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم
فإذا سمع من له أدنى حس هذا القول فلا لوم عليه إذا طلب التقرب إلى
رب السماوات والأرضين بان يجعل صيد الحل كصيد الحرم وإن كان ذلك
ليس بمحظور:
ودع ضرب النحل الذي بكرت له * كواسب من أزهار نبت فوائح
لما كانت النحل تحارب الشائر عن العسل بما تقدر عليه فلا غرو ان
اعرض عن استعماله رغبة في أن تجعل النحل كغيرها مما يكره من ذبح
الأكيل واخذ ما كان يعيش به لتشربه النساء كي يبدن وغيرها من بني آدم
وروي عن علي ع حكاية معناها انه كان له دقيق شعير في وعاء يختم عليه فإذا كان صائما لم
يختم على شئ منه وقد كان ع يصل
اليه غلة كثيرة ولكنه كان يتصدق بها ويقتنع أشد اقتناع. وروي عن بعض
أهل العلم أنه قال في بعض خطبه ان غلته تبلغ في السنة خمسين ألف دينار
وهذا يدل على أن الأنبياء والمجتهدين من الأئمة يقصرون نفوسهم ويؤثرون
بما يفضل عنهم أهل الحاجة. وقد أوما سيدنا الرئيس إلى أن من ترك اكل
اللحم ذميم ولو اخذ بهذا المذهب لوجب على الإنسان ان لا يصلي الا ما
افترض عليه ومن له مال كثير إذا اخرج زكاته لا يحسن به ان يزيد على
ذلك. واما ما ذكره من المكاتبة في توسيع الرزق علي فالعبد الضعيف
العاجز ما له رغبة في التوسع ومعاودة الأطعمة وتركها صار له طبعا ثانيا وانه
ما اكل شيئا من حيوان خمسا وأربعين سنة.
سبب ذكرنا له في هذا الكتاب
كنا عازمين أولا على عدم ذكره لما ينسب اليه من سوء الاعتقاد ثم
تبدل عزمنا في ذلك فذكرناه هنا لا لأنه ظهر لنا صحة اعتقاده بل نحن في
امره على ما أسلفناه وانما ذكرناه في هذا الكتاب مع ما يقال في حقه من
الالحاد ومع ظهور أشعاره في ذلك وغير هذا مما مر لأننا وجدنا له أمورا
توجب ميله إلى التشيع مع كون الناس في امر عقيدته مختلفين ومع ذكر
صاحب نسمة السحر له في شعراء الشيعة. اما ابن شهرآشوب فلم يعده
في شعراء الشيعة فهو على فرض صحة عقيدته مظنون التشيع وعلى فرض
فسادها فهو شيعي بالمعنى الأعم. اما ما يدل على تشيعه فقوله في مدح أحد
العلويين من قصيدة:
وعلى الدهر من دماء الشهيدين * علي ونجله شاهدان
فهما في أواخر الليل فجران * وفي أولياته شفقان
ثبتا في قميصه ليجئ الحشر * مستعديا إلى الرحمن
وجمال الأوان عقب جدود * كل جد منهم جمال أوان
يا ابن مستعرض الصفوف ببدر * ومبيد الجموع من غطفان
أحد الخمسة الذين هم الاعراض * في كل منطق والمعاني
والشخوص التي خلقن ضياء * قبل خلق المريخ والميزان
قبل ان تخلق السماوات أو تؤمر * أفلاكهن بالدوران
لو تأتي لنطحها حمل الشهب * تروى عن رأسه الشرطان
أو أراد السماك طعنا لها عاد * كسير القناة قبل الطعان
أو رمتها قوس السماء لزال العجر * منها وخانها الأبرهان
أو عصاها حوت النجوم سقاه * حتفه صائد من الحدثان
وبهم فضل المليك بني حواء * حتى سموا على الحيوان
شرفوا بالشراف والسمر عيدان * إذا لم يزن بالخرصان
وقوله أورده سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص:
أرى الأيام تفعل كل نكر * فما انا في العجائب مستزيد
أليس قريشكم قتلت حسينا * وكان على خلافتكم يزيد
وقوله أورده في نسمة السحر:
امر الواحد فافعل ما امر * واشكر الله ان الفعل امر
اضمر الخيفة واضمر قلما * أدرك الطرف المدى حتى ضمر
أيها الملحد لا تعص النهى * فلقد صح قياس واشتهر
ان يعد في الجسم يوما روحه * فهو كالربع خلا ثم عمر
وهي الدنيا أذاها ابدا * زمر واردة اثر زمر
يا أبا السبطين لا تحفل بها * أعتيق ساد فيها أم عمر
ومما يدل على تشيعه تأليفه كتابا في بعض فضائل أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ع، ذكره ياقوت في مؤلفاته فإنه لم يعهد لغير الشيعة
التاليف في فضائله وحده.
عقيدته في رسالة الغفران
وربما يستظهر من رسالة الغفران انها استهزاء بالشرائع وخاصة قصة
دخول علي بن القادح الجنة وارسال الزهراء ع جاريتها اليه وقوله
لها:
ست ان أعياك أمري * فاحمليني زقفونه
(١٧)

ومما جاء فيها قوله: ولما أجلى عمر بن الخطاب أهل الذمة عن جزيرة
العرب شق ذلك على الجالين فيقال ان رجلا من يهود خيبر يعرف بسمير بن
أدكن قال في ذلك:
يصول أبو حفص علينا بدرة * رويدك ان المرء يطفو ويرسب
مكانك لا تتبع حمولة ماقط * لتشبع ان الزاد شئ محبب
فلو كان موسى صادقا ما ظهرتم * علينا ولكن دولة ثم تذهب
ونحن سبقناكم إلى المين فاعرفوا * لنا رتبة البادي الذي هو اكذب
مشيتم على آثارنا في طريقنا * وبغيتكم في أن تسودوا وترهبوا
قال ياقوت: وهذا يشبه ان يكون شعره قد نحله هذا اليهودي أو ان
ايراده لمثل هذا واستلذاذه من امارات سوء عقيدته وقبح مذهبه انتهى.
ومما يعجب له من امر أبي العلاء تناقض أحواله فبينما هو ينظم
الاشعار ويقول الأقوال التي تنم عن إلحاده إذا به يصوم الدهر ويحافظ على
الصلوات ويصلي جالسا بعد سقوط قوته ولا يترك الصلاة بحال.
٤٩: أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي
هو حفيد أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي المعروف تارة
بذلك وأخرى بأحمد بن أبي عبد الله البرقي فهذا حفيده ابن ابنه ومر ذكره
في أوائل ج ٩ ولكن الشيخ في الفهرست روى كتب أحمد بن محمد بن خالد
البرقي عن أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي قال: حدثني جدي أحمد بن
محمد، اما النجاشي فروى كتب محمد بن خالد عن أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن محمد بن خالد. قال السيد الطباطبائي في حاشية رجاله: والجمع
بين الكلامين يقتضي ان يكون عبد الله اثنين أحدهما ابن احمد والآخر
صهره وله صهر آخر محمد بن أبي القاسم علي ماجيلويه وابن بنته منه هو
علي بن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه انتهى والظاهر وقوع سهو بابدال
ابن ببنت أو بالعكس وكون السهو من الشيخ أقرب لان النجاشي أضبط
والله أعلم. وفي معجم البلدان عند ذكر برقة: قال حمزة بن الحسن
الأصبهاني في تاريخ أصبهان: أحمد بن عبد الله البرقي كان من رستاق
برق روذ قال وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم وخرج ابن أخته أبا
عبد الله البرقي هناك، ثم قدم أبو عبد الله إلى أصبهان واستوطنها
انتهى والمراد بأبي عبد الله حيث يطلق هو محمد بن خالد والد أحمد بن
محمد بن خالد، وعليه فيدل كلام حمزة الأصبهاني على أن أحمد بن عبد الله
البرقي هو خال محمد بن خالد فيكون المسمى بأحمد بن عبد الله البرقي
ثلاثة والله أعلم.
٥٠: الملا أحمد بن الملا عبد الله ابن الملا محمد طاهر النجفي اليزدي من ذرية الملا
عبد الله اليزدي صاحب الحاشية
كان أبوه خازن الحضرة المقدسة العلوية وسادتها اما هو فلم يعلم
تقلده منصب السدانة ويظهر انه كان من أهل العلم انتقلت اليه نسخة
شرح ديوان أمير المؤمنين علي ع للواحدي التي قابلها أبوه مع
المحاويلي كما يأتي في ترجمته ووقفها على أولاده وكتب عليها صورة الوقف
بخطه.
والسدانة منصب يقلده السلطان ويكتب به عهدا وابتداؤها في
المشهد الغروي من عهد البويهيين على الظاهر ويسمون السادن في هذه
الاعصار كليتدار وهو لفظ فارسي معناه صاحب المفتاح اي من بيده مفتاح
الحضرة الشريفة والكليت بالفارسية المفتاح وفي الحضرة الرضوية الشريفة
بخراسان الكليتدارية احدى المناصب في سدانة الحضرة ولا تشمل جميع
مناصبها كما هو الحال في العراق ومنصب السدانة أو الكليتدارية في العراق
يشمل جميع ما يؤول إلى الحضرة الشريفة من رئاسة الخدمة وتولي خزانة
المشهد وغير ذلك ولهذا يعبر عنه كثيرا بالخازن وقد تولاها في المشهد الغروي
جماعة من اجلاء العلماء وفي كثير من الأوقات كان السادن في النجف هو
الحاكم المطلق بسبب ضعف السلطان وإذا قوي السلطان كان إلى السادن
شؤون المشهد فقط والسدانة يتوارثها الأبناء عن الآباء كالسلطنة وقد تنتقل
عنهم كما تنتقل السلطنة. وبيت الملالي المشهورون النجف هم ذرية الملا
عبد الله بن شهاب الدين حسين اليزدي صاحب الحاشية في المنطق تولى
منهم سدانة المشهد اثنا عشر رجلا ١ الملا عبد الله صاحب الحاشية ٢
الملا محسن ٣ الملا محمود ٤ الملا محمد طاهر ٥ الملا عبد الله ابن
الملا محمد طاهر ٦ الملا عبد المطلب ابن الملا عبد الله ٧ الملا محمود ابن
الملا عبد المطلب ٨ الملا محمد صالح ٩ الملا محمد طاهر ابن الملا محمود
١٠ الملا سليمان ابن الملا محمد طاهر ١١ الملا يوسف ابن الملا سليمان
١٢ الملا محمود ابن الملا يوسف وتأتي تراجمهم في أبوابها إن شاء الله تعالى
وأدركنا أولاد الملا يوسف في النجف أيام إقامتنا هناك وكانت له بنت تسمى
الملا ظفيرة بنت مسجدا في الكوفة وكانت دارهم محل المدرسة التي في البراق
بجانب دار آل الطباطبائي. ثم انتقلت السدانة منهم إلى السيد رضا
الرفيعي وبقيت في ذريته إلى اليوم.
٥١: أحمد بن عبديل
روى الكليني في الكافي في باب اللباس الذي تكره الصلاة فيه في
الحديث ٥٨٠ عن علي بن إبراهيم عنه عن ابن سنان عن عبد الله بن
جندب.
٥٢: الشيخ أحمد بن الشيخ عبد المطلب ابن الشيخ محمد حسن آل مرو
العاملي.
توفي سنة ١٣١٤ في قرية عيثيث من جبل
عامل. عالم فاضل ذكي معاصر قرأ في مدرسة حنويه في جبل عامل عند
الشيخ محمد علي عز الدين فاتقن العربية والمنطق والبيان وغيرها ثم انتقل
إلى بنت جبيل في عهد الشيخ موسى شرارة فقرأ عليه في الفقه والأصول
وباحث ودرس وكان من المشار إليهم بالعلم والفضل ثم انتقل بإخوته من
بنت جبيل إلى قرية أنصار فقرأ عند السيد حسن آل إبراهيم ثم عاجلته
المنية وهو في سن الكهولة رحمه الله.
٥٣: أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن
في العالم: عامي له كتاب الأربعين في فضائل الزهراء ع
اه‍ فهو ليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر بعض أصحابنا له في كتب
الرجال لئلا يفوتنا شئ مما ذكروه.
٥٤: أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف بابن عبدون
وبابن الحاشر
مات سنة ٤٢٣ قاله الشيخ في رجاله.
عبدون بضم العين المهملة واسكان الباء الموحدة والنون ثم الواو
والحاشر بالحاء المهملة والشين المعجمة والبزاز بالزاي قبل الألف
وبعدها ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال:
(١٨)

أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر يكنى أبا عبد الله كثير السماع والرواية
سمعنا منه وأجاز لنا جميع ما رواه اه وروى عنه في كتابي الاخبار
كثيرا، وقال النجاشي: أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز أبو عبد الله
شيخنا المعروف بابن عبدون له كتب منها: ١ أخبار السيد بن محمد هو
السيد الحميري ٢ كتاب تاريخ ٣ كتاب تفسير فاطمة
ع معربة ٤ كتاب عمل الجمعة ٥ كتاب الحديثين المختلفين أخبرنا
بسائرها، وكان قويا في الأدب قد قرأ كتب الأدب على شيوخ أهل الأدب
وكان قد لقي أبا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف بابن الزبير، وكان
علوا في الوقت اه، وفي رجال بحر العلوم المرجع في الفعل الأخير
كسابقيه هو ابن عبدون صاحب الترجمة ومعنى كونه علوا في الوقت كونه
أعلى مشايخ الوقت سندا لتقدم طبقته وادراكه لابن الزبير الذي لم يدركه
غيره من المشايخ، وقيل إن المراد به علو الشأن والأظهر ما قلناه ويحتمل
رجوعه إلى ابن الزبير، على أن يكون المعنى أنه كان علوا في وقته وهذا أيضا
يستلزم علو السند بابن عبدون وعلو السند مما يتنافس به أصحاب الحديث
ويرتكبون المشاق لأجله اه وقيل معناه أن لقاء ابن عبدون لابن الزبير
وتلمذه عنده كان في وقت علو سن ابن الزبير وكبره، لأن ابن الزبير توفي
٣٤٨ عن ٩٤ سنة اه وفي التعليقة: الظاهر جلالته بل وثاقته وأيده
باستناد الشيخ اليه والنجاشي كما يظهر من ترجمة داود بن كثير اه‍،
وفي رجال بحر العلوم: وهو عندي ثقة من مشايخ الإجازة وحديثه صحيح
اه‍ قال المؤلف: لا ينبغي التردد في جلالته ووثاقته لما مر ووصف
العلامة حديثه بالصحة وتوقف البعض في صحة حديثه نوع من الوسوسة
والجمود، هذا وفي كشف الظنون أن كتاب آداب الحكماء في الأخلاق
للشيخ الأجل أحمد بن عبدون الخاتمي أوله: الحمد لله الذي جعلنا من
الموحدين الخ فيمكن كونه المترجم ولكن الخاتمي لم يظهر المراد منه وصحة
النسخة غير مضمونة ولعله تصحيف الحاشر. وفي مشتركات الكاظمي:
يعرف بوقوعه في طبقة الشيخ والنجاشي لأنهما ممن رويا عنه وأجاز لهما
اه‍.
٥٥: أبو عبد الله أحمد بن عبدوس الخلنجي
عبدوس بضم المهملتين بينهما موحدة ساكنة واهمال السين
والخلنجي بفتح الخاء المعجمة وفتح اللام وسكون النون، ثم الجيم
كأنه نسبة إلى الخلنج وهو شجر معرب لأنه صانعه أو بائعه أو غير ذلك في
الفهرست له كتاب النوادر أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أحمد بن
محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه وأخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا
الحسن بن متويه بن السندي حدثنا أحمد بن
عبدوس. وقال النجاشي: له كتاب النوادر أخبرناه ابن أبي جيد حدثنا
محمد بن الحسن بن الوليد حدثنا الحسن بن متويه بن السندي حدثنا
أحمد بن عبدوس به. وفي المعالم: أحمد بن عبدوس الخلنجي له النوادر.
وفي مشتركات الكاظمي: يعرف برواية الحسن بن متويه عنه.
٥٦: أحمد بن عبدون
هو أحمد بن عبد الواحد المتقدم. ٥: أحمد بن عبيد الأزدي الكوفي مولى
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع.
٥٨: أحمد بن عبيد البغدادي
في الفهرست: له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة
عن أحمد بن أبي عبد الله عنه. وقال الميرزا: لا يبعد كونه
الأزدي الكوفي السابق أقول: لا وجه له فذاك أزدي كوفي من أصحاب
الصادق ع المتوفي ١٤٨ وليس له كتاب، وهذا بغدادي له كتاب
معاصر للبرقي المتوفي ٢٨٠ أو ٢٧٤. وفي مشتركات الكاظمي: يعرف
برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه.
٥٩: أحمد بن عبيد الله بن ربيعة الهاشمي.
عن جامع الرواة نقل رواية الحسين بن عبيد الله العبدوي والحسن بن
محمد عنه عن محمد بن عيسى بن محمد في التهذيب في باب الدعاء بين
الركعات.
٦٠: أحمد بن أبي بكر عبيد الله بن يحيى بن خاقان.
عبيد بالتصغير وفي رجال ابن داود مكبرا وكذا في بعض النسخ قال
الميرزا في رجاله وهو سهو وخاقان بالخاء المعجمة والقاف بعد الألف والنون
بعد الألف.
قال النجاشي: أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان ذكره أصحابنا
في المصنفين وان له كتابا يصف فيه سيدنا أبا محمد ع لم أر هذا
الكتاب. وقال الشيخ في الفهرست: أحمد بن عبيد الله بن يحي بن خاقان
له مجلس يصف فيه أبا محمد الحسن بن علي العسكري ع أخبرنا
به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن عبد الله بن جعفر الحميري قال حضرت
وحضر جماعة من آل سعد بن مالك وآل طلحة وجماعة من التجار في
شعبان لإحدى عشرة ليلة مضت منه سنة ٢٧٨ مجلس أحمد بن عبيد الله
بكورة قم فجرى ذكر من كان بسر من رأى من العلوية وآل أبي
طالب فقال أحمد بن عبيد الله ما كان بسر من رأى رجل من
العلوية مثل رجل رأيته يوما عند أبي عبيد الله بن يحيى يقال له
الحسن بن علي ثم وصفه وساق الحديث اه أقول الذي ذكره
الشيخ في الفهرست كما سمعت: ان له مجلسا يصف فيه أبا محمد
العسكري وهو المجلس الذي ذكر بعضه وسنذكره بتمامه ولم يقل ان له
كتابا ولا قال غيره ذلك فذكر الشيخ له في الفهرست المعد لذكر أسماء
المصنفين مبني على نوع من التسامح والسند الذي ذكره هو سند ذلك
المجلس لا سند الكتاب وكان النجاشي توهم من ذكر الشيخ له في
الفهرست ان له كتابا فقال ما قال ثم إنه وصف في الحديث المشار اليه بأنه
من أنصب خلق الله وأشدهم عداوة لأهل البيت أو شديد النصب
والانحراف عنهم ع كما سيأتي، ومع ذلك فقد ذكر في
الفهرست المعد لذكر أسماء مصنفي الامامية وذلك لرواية الحديث المتضمن
الفضل العظيم للعسكري وأبيه الهادي ع اما النجاشي فذكره
لذكر أصحابنا له في المصنفين وان له كتابا لم يطلع عليه فيجوز ان لا يكون
عالما بحاله ونحن ذكرناه وان لم يكن من شرط كتابنا لذكر علمائنا له في
الكتب المعدة لذكر مصنفي الامامية. وهذا المجلس المشار اليه قد روى
خبره الصدوق في كمال الدين والكليني في الكافي وبين روايتيهما تفاوت في
بعض المواضع ونحن نجمع بينهما ورواه المفيد عن ابن قولويه عن الكليني.
قال الصدوق: أبي وابن الوليد معا عن سعد بن عبد الله حدثنا من حضر
موت الحسن بن علي بن محمد العسكري ودفنه ممن لا يوقف على احصاء
عددهم ولا يجوز على مثلهم التواطؤ بالكذب وبعد فقد حضرنا في شعبان
سنة ٢٧٨ وذلك بعد مضي أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع
(١٩)

بثماني عشرة سنة أو أكثر مجلس أحمد بن عبيد الله بن خاقان وهو عامل
السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم وكان من أنصب خلق الله وأشدهم
عداوة لهم ع فجرى ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من
رأى ومذاهبهم وصلاحهم وأقدارهم عند السلطان فقال أحمد بن
عبيد الله. وروى الكليني عن الحسن بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى
وغيرهما قالوا كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقم
فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية ومذاهبهم وكان شديد النصب
والانحراف عن أهل البيت فقال: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا
من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا ولا سمعت به في
هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه على أهل بيته والسلطان وجميع بني هاشم
وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك كانت حاله عند القواد
والوزراء والكتاب وعامة الناس فاذكر اني كنت يوما قائما على رأس أبي وهو
يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه فقالوا أبو محمد بن الرضا بالباب
فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت مما سمعت منهم ومنه من جسارتهم ان
يكنوا رجلا بحضرة أبي ولم يكن يكنى عنده الا خليفة أو ولي عهد أو من امر
السلطان ان يكنى. قال الصدوق والمفيد فدخل رجل أسمر أعين حسن
القامة جميل الوجه حدث السن له جلالة وهيبة فلما نظر اليه أبي قام فمشى
اليه خطا ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد ولا بأولياء العهد
فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وصدره واخذ بيده وأجلسه على
مصلاه الذي كان عليه وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه وجعل يكلمه
ويكنيه ويفديه بنفسه وأبويه وانا متعجب مما أرى منه إذ دخل الحاجب فقال
الموفق قد جاء وكان لموفق إذا جاء ودخل على أبي تقدمه حجابه وخاصة قواده
فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج فلم يزل
أبي مقبلا على أبي محمد يحدثه حتى نظر إلى غلمانه الخاصة فقال حينئذ إذا
شئت جعلني الله فداك أبا محمد ثم قال لغلمانه خذوا به خلف السماطين
لئلا يراه الأمير يعني الموفق فقام وقام أبي فعانقه وقبل وجهه ومضى فقلت
لحجاب أبي وغلمانه ويلكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي وفعل به أبي
هذا الفعل فقالوا هذا رجل من العلوية يقال له الحسن بن علي يعرف بابن
الرضا فازددت تعجبا فلم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في امره وامر أبي وما
رأيت منه حتى كان الليل وكانت عادته ان يصلي العتمة ثم يجلس فينظر فيما
يحتاج اليه من المؤامرات وما يرفعه إلى السلطان فلما صلى وجلس جئت
فجلست بين يديه وليس عنده أحد فقال يا احمد أ لك حاجة فقلت نعم يا
أبه فان أذنت سألتك عنها فقال قد أذنت لك يا بني فقل ما أحببت قلت يا
أبه من الرجل الذي رأيتك الغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال والاكرام
والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك فقال يا بني ذاك الحسن بن علي المعروف
بابن الرضا ذاك امام الرافضة ثم سكت ساعة وانا ساكت ثم قال يا بني لو
زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير
هذا لفضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده وعبادته وجميل أخلاقه
وصلاحه ولو رأيت أباه لرأيت رجلا جليلا جزلا خ ل نبيلا خيرا فاضلا
فازددت قلقا وتفكرا وغيظا على أبي وما سمعته منه فيه ورأيت من فعله به
ولم يكن لي همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره والبحث عن امره فما سالت
عنه أحدا من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس الا
وجدته عندهم في غاية الاجلال والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل
والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه وغيرهم فعظم قدره عندي إذ لم أر
له وليا ولا عدوا الا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه فقال له بعض أهل
المجلس من الأشعريين يا أبا بكر فما حال أخيه جعفر فقال ومن جعفر
فيسأل عن خبره أو يقرن به إلى أن قال: ولقد ورد على السلطان وأصحابه
في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه وما ظننت أنه يكون وذلك أنه لما
اعتل بعث إلى أبي ان ابن الرضا قد اعتل فركب من ساعته مبادرا إلى دار
الخلافة ثم رجع مستعجلا ومعه خمسة من خدم أمير المؤمنين كلهم من ثقاته
فيهم نحرير وأمرهم بلزوم دار الحسن بن علي وتعرف خبره وحاله وبعث إلى
نفر من المتطببين فامرهم بالاختلاف اليه وتعهده في صباح ومساء فلما كان
بعد ذلك بيومين أو ثلاثة جاءه من اخبره انه قد ضعف فركب حتى بكر اليه
ثم أمر المتطببين بلزوم داره وبعث إلى قاضي القضاة فأحضره مجلسه وأمره أن
يختار عشرة ممن يوثق به في دينه وورعه وأمانته فاحضرهم فبعث بهم إلى دار
الحسن وأمرهم بلزومه ليلا ونهارا فلم يزالوا هناك حتى توفي لأيام مضت من
شهر ربيع الأول من سنة ٢٦٠ فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأى
ضجة واحدة مات ابن الرضا وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش
حجرها وختم على جميع ما فيها وطلبوا اثر ولده وجاءوا بنساء يعرفن الحبل
فدخلن على جواريه فنظرن إليهن فذكر بعضهن ان هناك جارية بها حبل
فامر بها فجعلت في حجرة ووكل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم ثم
اخذوا بعد ذلك في تهيئته وعطلت الأسواق وركب أبي وبنو هاشم والقواد و
الكتاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته فكانت سر من رأى
يومئذ شبيها بالقيامة، فلما فرغوا بعث السلطان إلى أبي عيسى بن المتوكل
فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت الجنازة للصلاة دنا أبو عيسى منها فكشف
عن وجهه فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب
والقضاة والفقهاء والمعدلين وقال: هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا
مات حتف انفه على فراشه وحضره من خدام أمير المؤمنين وثقاته فلان
وفلان ومن المتطببين فلان وفلان ومن القضاة فلان وفلان ثم غطى وجهه
وقام يصلي عليه وكبر عليه همسا وامر بحمله وحمل من وسط داره ودفن في
البيت الذي دفن فيه أبوه فلما دفن وتفرق الناس اضطرب السلطان
وأصحابه في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل والدور وتوقفوا عن قسمة
ميراثه ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية التي توهموا عليها الحبل ملازمين
لها سنتين وأكثر حتى تبين لهم بطلان الحبل فقسم ميراثه بين أمه وأخيه
جعفر وادعت أمه وصيته وثبت ذلك عند القاضي. والسلطان على ذلك
يطلب اثر ولده فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلى أبي وقال له اجعل لي
مرتبة أبي وأخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار فزبره أبي
وأسمعه ما كره وقال له يا أحمق ان السلطان أعزه الله جرد سيفه وسوطه في
الذين يزعمون أن أباك وأخاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه ولم
يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك
المرتبة فلم يتهيأ له ذلك فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماما فلا حاجة
بك إلى سلطان يرتبك مراتبهم ولا غير سلطان وان لم تكن عندهم بهذه
المنزلة لم تنلها بنا فاستقله أبي عند ذلك واستضعفه وامر ان يحجب عنه فلم
يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي وخرجنا والامر على تلك الحال
والسلطان يطلب اثر ولد الحسن بن علي إلى اليوم وهو لا يجد إلى ذلك سبيلا
وشيعته مقيمون على أنه مات وخلف ولدا يقوم مقامه في الإمامة اه‍.
والفضل ما شهدت به الأعداء وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية
عبد الله بن جعفر الحميري عنه.
(٢٠)

٦١: أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار الثقفي الكوفي الكاتب
المعروف بالعزير.
توفي سنة ٣١٠ كما عن أبي عبد الله المرزباني في معجم الشعراء أو
٣١٤ في ربيع الأول كما في تاريخ بغداد للخطيب عن أبي بكر القطان، أو
٣١٩ كما في فهرست ابن النديم والله أعلم:
والموجود في النسخ ابن عمار بالراء، وفي فهرست ابن النديم المطبوع
بمصر ابن عماد بالدال وهو تصحيف.
وسبب تلقيبه بالعزير ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء قال: وجدت
في كتاب ألفه أبو الحسن علي بن عبيد الله بن المسيب الكاتب في اخبار ابن
الرومي وكان ابن المسيب هذا صديقا لابن الرومي وخليطا له قال: كان
أحمد بن محمد بن عبيد الله بن عمار هكذا قال في نسبه بتقديم محمد على
عبيد الله صديقا لابن الرومي كثير الملازمة له، وكان ابن الرومي يعمل له
الأشعار وينحله إياها، يستعطف بها من يصحبه، وكان ابن عمار مجدودا
فقيرا وقاعة في الأحرار كثير السخط لما تجري به الاقدار في آناء الليل والنهار
حتى عرف بذلك فقال له علي بن العباس بن الرومي يوما: يا أبا العباس
قد سميتك العزير! قال له: وكيف وقعت له على هذا الاسم؟ قال: لأن
العزير خاصم ربه بان اسال من دماء بني إسرائيل على يدي بخت نصر
سبعين ألف دم! فأوحى الله اليه: لئن لم تترك مجادلتي في قضائي لأمحونك
من ديوان النبوة. وقال فيه ابن الرومي:
وفي ابن عمار عزيرية * يخاصم الله بها والقدر
ما كان لم كان وما لم يكن * لم لم يكن فهو وكيل البشر
لا بل فتى خاصم في نفسه * لم لم يفز قدما وفاز البقر
وكل من كان له ناظر * ضاف فلا بد له من نظر
أقوال العلماء فيه
كان كاتبا شاعرا محدثا مؤرخا مصنفا وفي فهرست ابن النديم: كان
يتوكل للقاسم بن عبيد الله ولولده وصحب أبا عبد الله محمد بن الجراح
ويروي عنه، وله معه مجالسات واخبار اه‍ وقال الخطيب في تاريخ
بغداد: كان يتشيع، ثم روى بسنده عنه عن إسحاق بن إسرائيل وساق
السند عن النبي ص: من غدا يطلب علما فرشت له الملائكة أجنحتها رضا
بما يصنع اه‍ ويدل على أنه من المحدثين ما نقله ياقوت عن ابن زنجي
ان الوزير أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات كان قد اطلق للمحدثين
عشرين ألف درهم قال فأخذت للمترجم خمسمائة درهم. وفي ميزان
الاعتدال: من رؤوس الشيعة وقيل كان قدريا اه‍ وفي لسان الميزان قال
علي بن عبيد الله بن المسيب الكاتب كان كثير الوقيعة في الأكابر اه‍.
اخباره
قال ياقوت في معجم الأدباء: كتب ابن الرومي إلى أحمد بن
محمد بن بشر المرثدي قصيدة يمدحه بها ويهنئه بمولود ولد له ويخصه على بر
ابن عمار والاقبال عليه يقول فيها:
ولي لديكم صاحب فاضل * أحب ان يرعى وان يصحبا
مبارك الطائر ميمونه * خبرني عن ذاك من جربا
بل عندكم من يمنه شاهد * قد أفصح القول وقد أعربا
جاء فجاءت معه غرة * تقبل الناس بها كوكبا
ان أبا العباس مستصحب * يرضي أبا العباس مستصحبا
لكن في الشيخ عزيرية * قد تركته شرسا مشغبا
فاشدد أبا العباس كفا به * فقد ثقفت المخطب المجوبا
باقعة ان أنت خاطبته * اعرب أو فاكهته أغربا
أدبه الدهر بتصريفه * فأحسن التأديب إذ أدبا
وقد غدا ينشر نعماءكم * في كل ناد موجزا مطنبا
والقصيدة طويلة قال: وصار محمد بن داود بن الجراح يوما إلى ابن
الرومي مسلما عليه فصادف عنده أبا العباس أحمد بن محمد بن عمار وكان
من الضيق والإملاق في النهاية وكان علي بن العباس مغموما به، فقال
محمد بن داود لابن الرومي ولأبي عثمان الناجم: لو صرتما إلي وكثرتما بما
عندي لأنس بعضنا ببعض، فاقبل ابن الرومي على محمد بن داود فقال:
أنا في بقية علة وأبو عثمان مشغول بخدمة صاحبه يعني بن
بلبل وهذا أبو العباس بن عمار له موضع من الرواية والأدب وهو على
غاية الامتاع والايناس بمشاهدته وأنا أحب انا تعرف مثله وفي العاجل خذه
معك لتقف على صدق القول فيه، فاقبل محمد بن داود على أحمد بن عمار
وقال له: تفضل بالمصير إلي في هذا اليوم وقبله قبولا ضعيفا، فصار اليه
ابن عمار في ذلك اليوم ورجع إلى ابن الرومي فقال له اني أقمت عند الرجل
وبت وأريد أن تقصده وتشكره وتؤكد أمري معه، ومحمد بن داود في هذا
الوقت متعطل ملازم منزله، فصار اليه وأكد له الامر معه، وطال اختلافه
اليه إلي ان ولي عبيد الله بن سليمان وزارة المعتضد واستكتب محمد بن
داود بن الجراح وأشخصه معه وقد خرج إلى الجبل ورجع وقد زوجه بعض
بناته وولاه ديوان المشرق فاستخرج لابن عمار أقساطا أغناه بها وأجرى عليه
أيضا من ماله ولم يزل يختلف اليه أيام حياة محمد بن داود وكان السبب في أن
نعشه الله بعد العثار وانتاشه من الاقبار ابن الرومي! فما شكر ذلك له،
وجعل يتخلفه ويقع فيه ويعيبه وبلغ ابن الرومي ذلك فهجاه بأهاج كثيرة،
قال ابن المسيب ومن عجيب امر عزير هذا أنه كان ينتقص ابن الرومي في
حياته ويزري على شعره ويتعرض لهجائه، فلما مات ابن الرومي عمل كتابا
في تفضيله ومختار شعره وجلس يمليه على الناس.
مشايخه
قال ابن النديم كما مر صحب أبا عبد الله بن الجراح وروى
عنه وفي تاريخ بغداد للخطيب حدث عن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن
داود بن الجراح وغيرهم اه وزاد ياقوت وهو ينقل عن تاريخ الخطيب
وسليمان بن أبي شيخ وعمر بن شبه اه وليس ذلك في تاريخ بغداد
المطبوع ومر انه يروي عن إسحاق بن إسرائيل.
تلاميذه
قال الخطيب روى عنه أحمد بن جعفر بن سلمة والقاضي أبو بكر بن
الجعابي ومحمد بن عبد الله بن أيوب القطان ومحمد بن أحمد بن المتيم
وإسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب وأبو عمر بن حيويه اه وزاد
ياقوت وأبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني.
(٢١)

مؤلفاته
في تاريخ بغداد له مصنفات في مقاتل الطالبيين وغير ذلك. وفي
فهرست ابن النديم له من الكتب ١ كتاب المبيضة في اخبار مقاتل آل
أبي طالب ٢ الأنوار ٣ مثالب أبي خراش ٤ اخبار سليمان بن
أبي شيخ ٥ الزيادات في اخبار الوزراء لابن الجراح محمد بن داود ٦
اخبار حجر بن عدي ٧ رسالة في بني أمية ٨ اخبار أبي نواس ٩
اخبار ابن الرومي والاختيارات من شعره ١٠ رسالة في تفضيل بني
هاشم وأوليائهم وذم بني أمية واتباعهم ١١ رسالة في امر ابن المحرز
المحدث ١٢ اخبار أبي العتاهية ١٣ المناقضات ١٤ اخبار عبد الله بن معاوية بن
عبد الله بن جعفر وزاد ياقوت نقلا عن فهرست ابن
النديم ١٥ الرسالة في مثالب معاوية وليست موجودة في فهرست ابن
النديم المطبوع.
أشعاره
أورد له أبو عبد الله المرزباني في معجم الشعراء هذه الأبيات:
أعيرتني النقصان والنقص شامل * ومن ذا الذي يعطي الكمال فيكمل
وأقسم اني ناقص غير أنني * إذا قيس بي قوم كثير تقللوا
تفاضل هذا الخلق بالعلم والحجى * ففي أيما هذين أنت فتفضل
ولو منح الله الكمال ابن آدم * لخلده، والله ما شاء يفعل
٦٢: شرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي المدرس المالكي.
الشيخ العالم الفقيه سمع كشف الغمة على مؤلفه علي بن عيسى
الأربلي ويغلب على الظن تشيعه ولولا ذلك لم يكن ليسمع كشف الغمة على
مؤلفه، والله أعلم.
٦٣: الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد بن أبي سريع عجلان بن رميثة
واسمه منجد بن أبي نما محمد الحسني أمير مكة وبقية النسب ذكر في عمه
أحمد بن رميثة.
في عمدة الطالب: ملك مكة في زمان أبيه سلم اليه أبوه عجلان
مكة وأسباب الملك من السلاح وغير ذلك واعتزل عجلان إلى أن مات،
وكان الشريف شهاب الدين عادلا سائسا شديد الحكومة تهابه الاشراف
والقواد ومن دونهم وكانت القوافل في زمانه أمينة من السراق والقطاع ولم ت
كن لسارق عنده هوادة ان كان شريفا نفاه وان كان غيره قتله أو قطع
أعضاءه وطال حكمه وعظم امره و استشعر سلطان مصر منه الاستبداد
فطلبه مرارا فاعتذر وكان قبل وفاته عدة سنوات يلبس الدرع أيام الموسم
تحت ثيابه ولا يحج لعدم تمكنه من لبس ثياب الاحرام فاحتالوا عليه بكتاب
سموه وأرسلوه اليه، فلم يستتم قراءة ذلك الكتاب حتى انتفخت أوداجه
ودماغه وظهرت البثور بوجهه ومات، رحمه الله وفتكوا من بعده بابنه الذي
قام بعده: نهض عليه رجل في سوق منى فضربه بسكين مسمومة وغاب
بين الناس فلم يعرف.
٦٤: الشيخ احمد العربي الحلي.
يروي بالإجازة عن الشيخ بهاء الدين محمد بن تاج الدين حسن بن
محمد الاصفهاني الملقب بالفاضل الهندي رأى صاحب الروضات اجازته له
بخطه على ظهر كتاب قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر الحميري.
٦٥: السيد احمد العطار البغدادي.
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن علي.
٦٦: السيد احمد العلوي الخاتون آبادي.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: عالم فاضل ورع من أهل بيت الفضل كان من شركاء
درس والدي بأصبهان عند الأمير محمد باقر والأمير محمد صالح وغيرهما من
أعمامه وأخواله ثم انتقل إلى المشهد الرضوي واجتمعت به هناك وتعاشرت
معه كثيرا وكان يلاطفني كثيرا لأجل صداقته مع والدي وكان علماء المشهد
مثل المولى رفيع الدين وآقا إبراهيم الخاتون آبادي والسيد حيدر وغيرهم من
الفحول يذعنون له بالفضل حضرت درسه بأصول الكافي وغيره في الرواق
المقابل للمسجد واستفدت منه، وانقطع خبره عنا منذ ثلاث سنين بسبب
انقطاع الدروب وقلة التردد، رحمة الله عليه حيا أو ميتا.
٦٧: السيد احمد العلوي
له تفسير اللطائف الغيبية ألفه سنة ١٠٣٣ ولا يمكن كونه الخاتون آبادي
المذكور في هذا الجزء فهو كان معاصرا للسيد عبد الله الجزائري الذي كان
حيا سنة ١١٥١ فإذا هو غيره.
٦٨: أحمد بن علوية الأصبهاني الكرماني المعروف بأبي الأسود أو بابن الأسود
الكاتب.
توفي سنة ٣٢٠ ونيف وفي سنة ٣١٢ وكان قد تجاوز المئة وعلوية
بفتح العين واللام وكسر الواو وتشديد المثناة التحتية.
كان لغويا أديبا كاتبا شاعرا شيعيا راويا للحديث نادم الامراء
والكبراء وعمر طويلا. وفي التعليقة لعله أخو الحسن الثقة ذكره الشيخ
فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن إبراهيم بن محمد الثقفي
كتبه كلها روى عنه الحسين بن محمد بن عامر له دعاء الاعتقاد تصنيفه
وروى عنه أبو جعفر بن بابويه وقال النجاشي أخبرنا ابن نوح حدثنا
محمد بن علي بن أحمد بن هشام أبو جعفر القمي حدثنا أحمد بن محمد بن
بشير البطال بن بشير الرحال وسمي الرحال لأنه رحل خمسين رحلة من حج
إلى غزوة حدثنا أحمد بن علوية بكتابه الاعتقاد في الأدعية وقال العلامة في
الايضاح له كتاب الاعتقاد في الأدعية وله النونية المسماة بالألفية والمحبرة في
مدح أمير المؤمنين ع وهي ثمان مائة ونيف وثلاثون بيتا وقد
عرضت على أبي حاتم السجستاني، فقال: يا أهل البصرة! غلبكم والله
شاعر أصفهان في هذه القصيدة في احكامها وكثرة فوائدها اه واحتمل
المجلسي ان يكون المراد بدعاء الاعتقاد دعاء العديلة وينافيه تسمية
النجاشي له بكتاب الاعتقاد في الأدعية فدل على أنه كتاب فيه عدة أدعية،
ويأتي قول ياقوت له ثمانية كتب في الدعاء من إنشائه، وقول الشيخ له
دعاء الاعتقاد تصنيفه لعل صوابه كتاب الاعتقاد وتوهم بعضهم ان قوله
وسمي الرحال راجع إلى أحمد بن علوية وليس كذلك والظاهر أن كتاب
الاعتقاد هو الذي ينقل عنه الشيخ إبراهيم الكفعمي في كتبه وجعله في آخر
كتابه البلد الأمين من مصادره فيظهر انه كان موجودا عنده. وذكره ابن
شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين. وذكره ياقوت
في معجم الأدباء فقال: قال حمزة كان صاحب لغة يتعاطى التأديب ويقول
الشعر الجيد وكان من أصحاب أبي علي لغدة ثم رفض صناعة التأديب
(٢٢)

وصار في ندماء أحمد بن عبد العزيز ودلف ابن أبي دلف العجلي وله رسائل
مختارة فدونها أبو الحسن أحمد بن سعد في كتابه المصنف في الرسائل وله
ثمانية كتب في الدعاء من إنشائه ورسالة في الشيب والخضاب وله شعر جيد
كثير منه في أحمد بن عبد العزيز العجلي:
يرى مآخير ما يبدو أوائله * حتى كان عليه الوحي قد نزلا
ركن من العلم لا يهفو لمحفظة * ولا يحيد وان أبرمته جدلا
إذا مضى العزم لم ينكث عزيمته * ريب ولا خيف منه نقض ما فتلا
بل يخرج الحية الصماء مطرقة * من جحرها ويحط الأعصم الوعلا
وله فيه:
إذا ما جنى الجاني عليه جناية * عفا كرما عن ذنبه لا تكرما
ويوسعه رفقا يكاد لبسطه * يود برئ القوم لو كان مجرما
قال حمزة وله أنشدنيها سنة ٣١٠ وله ٩٨ سنة:
دنيا مغبة من أثري بها عدم * ولذة تنقضي من بعدها ندم
وفي المنون لأهل اللب معتبر * وفي تزودهم منها التقى غنم
والمرء يسعى لفضل الرزق مجتهدا * وما له غير ما قد خطه القلم
كم خاشع في عيون الناس منظره * والله يعلم منه غير ما علموا
قال حمزة وقال بعد ان أتت عليه مائة سنة:
حنى الدهر من بعد استقامته ظهري * وأفضى إلى ضحضاح غيساته عمري
ودب البلا في كل عضو ومفصل * ومن ذا الذي يبقى سليما على الدهر
وقال أحمد بن علوية يهجو الموفق لما انفذ الأصبغ إلى أحمد بن عبد
العزيز العجلي يأمره بانقاذ قطعة من جيشه:
أدى رسالته وأوصل كتبه * وأنى بأمر لا أبالك معضل
قال اطرح ملك أصبهان وعزها * وابعث بعسكرك الخميس الجحفل
فعلمت ان جوابه وخطابه * عض الرسول ببظر أم المرسل
القصيدة الألفية أو المحبرة
مر عن العلامة في الايضاح أنه قال: له النونية المسماة بالألفية
والمحبرة في مدح أمير المؤمنين ع وهي ثمانمائة ونيف وثلاثون بيتا
وقد عرضت على أبي حاتم السجستاني فقال يا أهل البصرة غلبكم والله
شاعر أصفهان في هذه القصيدة في احكامها وكثرة فوائدها. وفي معجم
الأدباء قال حمزة: له قصيدة على ألف قافية شيعية عرضت على أبي حاتم
السجستاني فاعجب بها وقال يا أهل البصرة غلبكم أهل أصفهان اه‍
وتسميتها بالألفية يدل على أنها ألف بيت وهو صريح قول حمزة والعلامة مع
تسميته لها بالألفية قال إنها ثمانمائة ونيف وثلاثون بيتا كما سمعت وكان هذا
هو الذي وصل اليه منها. وحمزة الأصبهاني اعرف باهل بلده وليت شعري
أين ذهبت هذه الألفية التي أعجب بها أبو حاتم على جلالته كل هذا
الاعجاب حتى لم توجد لها نسخة في هذه الاعصار الا أبياتا مقطعة منها
أوردها ابن شهرآشوب في المناقب وفرقها على أبواب كتابه وفصوله فاورد
منها في كل موضع بيتا أو بيتين أو أكثر مما يناسب المقام فتارة يقول ابن
علوية الاصفهاني وتارة ابن علوية وتارة الاصفهاني وتارة ابن الأسود وتارة
المحبرة وتارة الألفية ونحو ذلك والمقصود في الجميع واحد وقد جمعنا ما
تفرق منها في كتاب المناقب ورتبناه بحسب الإمكان وعلى مقتضى المناسبة
فقد يوافق بعضه ترتيب ناظمها وقد يخالفه ولعله لا يوافقه مطلقا لكن هذا
ما أمكننا فبلغ ذلك ٣٢٤ بيتا وقد وقع فيها في نسخة المناقب المطبوعة تحريف
كثير اخرج بعض أبياتها عن أن يفهم لها معنى فما تمكنا من إصلاحه بحسب
القرائن أصلحناه وما استغلق علينا أبقيناه بحاله وصاحب الطليعة يقال إنه
جمع منها ما يقرب من ٢٥٠ بيتا ولعله وجد منها في غير المناقب أيضا أو بقي
في المناقب شئ لم يقع عليه نظرنا بعد التفتيش. قال:
ما بال عينك ثرة الإنسان عبرى اللحاظ سقيمة الأجفان
يقول في مديحها.
نور تضئ به البلاد وجنة * للخائفين وعصمة اللهفان
بحر تلاطم حافتاه بنائل * فيه القريب ومن ناى سيان
ختن النبي وعمه كذا أكرم به * ختنا وصنو أبيه في الصنوان
أحيا به سنن النبي وعدله * فأقام دار شرائع الايمان
وسقي موات الدين من صوب الهدى * بعد الجدوب فقرن في العمران
وتفرجت كرب النفوس بذكره * لما استفاض وأشرق الحرمان
صلى الإله على ابن عم محمد * منه صلاة تعمد بختان
وبه تنزل ان أذني وحيه * للعلم واعية فمن ساواني
وله إذا ذكر الفخار فضيلة * بلغت مدى الغايات باستيقان
إذ قال احمد ان خاصف نعله * لمقاتل بتاول القرآن
قوما كما قاتلت عن تنزيله * فإذا الوصي بكفه نعلان
هل بعد ذاك على الرشاد دلالة * من قائل بخلافه ومعاني
وله يقول محمد أقضاكم * هذا وأعلمكم لدى التبيان
اني مدينة علمكم وأخي لها * باب وثيق الركن مصراعان
فاتوا بيوت العلم من أبوابها * فالبيت لا يؤتى من الحيطان
لولا مخافة مفتر من أمتي * ما في ابن مريم يفتري النصراني
أظهرت فيك مناقبا في فضلها * قلب الأديب يظل كالحيران
ويسارع الأقوام منك لأخذ ما * وطئته منك من الثرى العقبان
متبركين بذاك ترأمه لهم * شم المعاطس أيما رئمان
وله ببدر ان ذكرت بلاءه * يوم يشيب ذوائب الولدان
كم من كمي حل عقدة باسه * فيه وكان ممنع الأركان
فرأى به هصرا يهاب جنابه * كالضيغم المستبسل الغضبان
يسقي مماصعه بكأس منية * شيبت بطعم الصاب والخطبان
إذ من ذوي الرايات جدل عصبة * كانوا كاسد الغاب من خفان
وله بأحد بعد ما في وجهه * شج النبي وكلم الشفتان
وانفض عنه المسلمون وأجفاوا * متطايرين تطاير الخيفان
ونداؤهم قتل النبي وربنا * قتل النبي فكان غير معان
ويقول قائلهم الا يا ليتنا * نلنا أمانا من أبي سفيان
وأبو دجانة والوصي وصيه * بالروح أحمد منهما يقيان
فروا وما فرا هناك وأدبروا * وهما بحبل الله معتصمان
حتى إذا ألوى هنالك مثخنا * يغشي عليه أيما غشيان
وأخو النبي مطاعن ومضارب * عنه ومنه قد وهى العضدان
(٢٣)

يدعو انا القضم (١) القضاقضة (٢) الذي
يصمي العدو إذا دنا الزحفان
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى * الا أبو حسن فتى الفتيان
قال النبي: اما علمت بأنه * مني ومنه انا؟ وقد أبلاني!
جبريل قال له: واني منكما! * فمضى بفضل خلاصة الخلان
وحل النبي إلى تبوك وانه * لمخلف عنه بأمر ألماني
حذرا على أموالها وضعافها * وكرائم النسوان والصبيان
من ماكرين منافقين تخلفوا * فثنوا إلى اهليه صرف عنان
ولكاشحيه عداوة في تركه * خوض بلا مرض ولا نسيان
فاتى النبي مبادرا وفؤاده * متخلع من لاعج الرجفان
لم يا امين الله أنت مخلفي * عنها؟ ولست عن الجهاد بواني!
أو لم تجدني ذا بلاء في الوغى * حسن بحيث تناطح الكبشان!
قال النبي له: فداك أحبتي! * لم تؤت من سام ولا استرزان
بأبي أبا حسن! أ ما ترضى بان * بوئت أكرم منزل ومكان
أصبحت مني يا علي كمثل ما * هارون أصبح من فتى عمران
إلا النبوة انها محظورة * من أن تصير سواي في إنسان
وله إذا ذكر الغدير فضيلة * لم ننسها ما دامت الملوان
قام النبي له بشرح ولاية * نزل الكتاب بها من الديان
إذ قال بلغ ما أمرت به وثق * منه بعصمة كالئ حنان
فدعا الصلاة جماعة واقامه * علما بفضل مقالة وبيان
نادى: ألست وليكم؟ قالوا بلى * حقا! فقال: فذا الولي الثاني
فدعا له ولمن أجاب بنصره * ودعا الإله على ذوي الخذلان
نادى ولم يك كاذبا بخ بخ أبا * حسن ربيع الشيب والشبان
أصبحت مولى المؤمنين جماعة * مولى إناثهم مع الذكران
لمن الخلافة والوزارة هل هما * الاله وعليه يتفقان
أوماهما فيما تلاه إلا هنا * في محكم الآيات مكتوبان
أدلوا بحجتكم وقولوا قولكم * ودعوا حديث فلانة وفلان
هيهات ضل ضلالكم ان تهتدوا * أو تفهموا لمقطع السلطان
حتى إذا صدعت حقائق امره * نفروا نفور طرائد البهزان كذا
زعموا بأن نبينا اتبع الهوى * واتاهم بالافك والعدوان
كذبوا ورب محمد وتبدلوا * وجروا إلى عمه وضد بيان
وتجنبوا ولد النبي وصيروا * عهد الخلافة في يدي خوان
فطوى محاسنها وأوسع أهلها * منع الحقوق وواجب السمعان
أو تعلمون حديث نجم إذ هوى * في داره من دون كل مكان
قالوا أشر نحو النبي بنغمة * نسمع له ونطعه بالاذعان
قال النبي ستكفرون ان أنتم * ملتم عليه بخاتم العصيان
وستعلمون من المرن بفضله * ومن المشار اليه بالارنان
قالوا ابنه فما نخالف امره * فيما يجئ به من البرهان
فإليه أوم فقال إن علامة * فيها الدليل على مراد العاني
فابغوا الثريا في السطوح فإنها * من سطح صاحبكم كلمع يماني
سكنت رواعده وقل وميضه * فتبينته حساير العوران
فضلا عن العين البصير بقلبه * والمبصر الأشياء بالأعيان
أو يعلمون وما البصير كذي العمى * تأويل آية قصة الثعبان
إذ جاء وهو على مراتب منبر * يعظ العباد مبارك العيدان
فاسر نجواه اليه ولم يروا * من قبل ذاك مناجيا للجان
سال الحكومة بين حزبي قومه * عنه ودان لحكمه الجريان
كقضية الأفعى التي في خفه * كمنت ومنها تصرف النابان
رقشاء تنفث بالسموم ضئيلة * صماء عادية لها قرنان
تدعى الحباب ولو تفهم امره * من عابني بهوى الوصي شفاني
ماذا دعاه إلى الولوج لحينه * وضلالة في ذلك الشنحان
لما يتمم لبسه أهوى به * في الجو منقض من الغربان
حتى إذا ارتفعا به وتعليا * أهواه مثل مكابد حردان
فهوى هوي الريح بين فروجه * متقطعا قلقا على الصوان
لا يهتدون لما اهتدى الهادي له * مما به الحكمان يشتبهان
في رجم جارية زنت مضطرة * خوف الممات بعلة العطشان
إذ قال ردوها فردت بعد ما * كادت تحل عساكر الموتان
وبرجم أخرى والد عن ستة * فاتى بقصتها من القرآن
إذا قبلت حسرى اليه أختها * حذرا على حرى الفؤاد حصان
وبرجم أخرى مثقل في بطنها * طفل سوي الخلق أو طفلان
نودوا ألا انتظروا فان كانت زنت * فجنينها في البطن ليس بزاني
خصمان مؤتلفان ما لم يحضرا * ناسا وعند الناس يختلفان
جهرا لباطن بغيه ولباطن * منها إلى الصديق يختصمان
لم يجهلا حكم القضية في الذي * جاءا إلى الفاروق يصطحبان
لكن للازم حجة كانا بها * ذهبا على الأقوام يتخذان
قولا به مكرا كما دخلا على * داود قالا لا تخف خصمان
في قصة الملأ الذين نبيهم * سألوا له ملكا أخا أركان
قال النبي فان ربي باعث * طالوت يقدمكم أخا أقران
قالوا وكيف يكون ذاك وليس ذا * سعة ونحن أحق بالسلطان
قال اصطفاه عليكم بمزيده * من بسطة في العلم والجثمان
والله يؤتي من يشاء ولم يكن * من نال منه كرامة بمهان
وكذاك كان وصي احمد بعده * متبسطا في العلم والجثمان
لما تولى الأمر شذ عصابة * عنه شذوذ نوافر الثيران
بكم فلا هم يعقلون ولا هم * يتصفحون عمون كالصمان
قال النبي فان آية ملكه * اتيان تابوت له ببيان
اتيان تابوت ستأتيكم به * املاك ربي أيما اتيان
فيه سكينة ربكم وبقية * يا قوم مما ورث الآلان
هل ارض مسجده توطا منهم * من بعد ذاك سواهما جنبان

(١) القضم والقضيم من القضم وهو الأكل بأطراف الأسنان روى علي بن إبراهيم القمي في تفسيره
ان طلحة العبدري لما طلب المبارزة يوم أحد برز اليه علي عليه السلام فقال له طلحة: من
أنت يا غلام؟ قال: أنا علي بن أبي طالب! قال: قد علمت يا قضيم! أنه لا يجسر علي
أحد غيرك! الحديث، ثم روى بسنده عن الصادق عليه السلام انه سئل عن معنى قول
طلحة يا قضيم! فقال ان رسول الله ص كان بمكة لم يجسر عليه أحد لمكان أبي طالب
وأغروا به الصبيان، فكان إذا خرج يرمونه بالحجارة والتراب، فشكا ذلك إلى علي عليه
السلام، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! إذا خرجت فأخرجني معك فخرج معه،
فتعرض له الصبيان كعادتهم، فحمل عليهم علي عليه السلام، وكان يقضمهم في
وجوههم وآنافهم وآذانهم فكانوا يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون قضمنا علي! فسمي
لذلك القضيم.
(٢) القضاقض: بالضم الأسد من القض وهو الكسر والتفريق يقال: أسد قضاقض يحطم كل
شئ ويقضقض فريسته، قاله في تاج العروس والهاء في قضاقضة للمبالغة.
(٣) الماني: بمعنى المقدر وهو الله.
(٢٤)

إذ ذاك اذهب كل رجس عنهم * ربي وطهرهم من الأدران
أتراك في شك له من أنه * للفضل خص بفتحه بابان
ولمن يقول سوى علي كل من * آذى أبا حسن فقد آذاني
حقا ومن آذى النبي فإنه * مؤذ لخالقي الذي أنشاني
حقا ومن آذى المليك فإنه * في النار يرسف أيما رسفان
اني وجبريل وانك يا أخي * يوم الحساب وذو الجلال يراني
لعلى الصراط فلا مجاز لجائز * الا لمن من ذي الجلال اتاني
ببراءة فيها ولايتك التي * ينجو بها من ناره الثقلان
هذا الذي دون الجبلة نصره * بالنفس منه وما حواه وقاني
فضل الإله انا ورحمة ربكم * هذا وآفة طاعة الشيطان
وبألف ألف أيكم ناجى أخي * فيهن دونكم أخي ناجاني
ولكل حرف ألف باب شرحه * عندي بفضل حكومة وبيان
أم من سرى معه سواه عندما * مضيا بعون الله يبتدران
نحو البنية بيته العالي الذي * ما زال يعرف شامخ البنيان
حتى إذا انتهيا اليه بسدفة * وهما لما قصدا له وجلان
وتفرق الكفار عن أركانه * وخلا المقام وهوم الحيان
اهوى ليحمله قراه وصيه * فونى سوى ألف ونى هذان كذا
ان النبوة لم يكن ليقلها * الا نبي أيد النهضان
فحنى النبي له مطاه وقال قم * فاركب ولا تك عنه بالخشيان
فعلاه وهو له مطيع سامع * بأبي المطيع مع المطاع الحاني
ولو انه منه يروم بنانه * نجما لنال مطالع الدبران
فتناول الصنم الكبير فزجه * من فوقه ورماه بالكذان
حتى تحطم منكباه ورأسه * ووهى القائم والتقى الطرفان
ونحا بصم جلامد أوثانهم * فأبادها بالكسر والايهان
وغدا عليه الكافرون بحسرة * وهم بلا صنم ولا أوثان
أم من شرى لله مهجة نفسه * دون النبي عليه ذو تكلان
هل جاد غير أخيه ثم بنفسه * فوق الفراش يغط كالنعسان
أم من على المسكين جاد بقوته * وعلى اليتيم مع الأسير العاني
حتى تلا التالون فيها سورة * عنوانها هل تا على الإنسان
أم من طوى يومين لم يطعم ولم * تطعم حليلته ولا الحسنان
فمضى لزوجته ببعض ثيابها * ليبيعه في السوق كالعجلان
يهوى ابتياع جرادق لعياله * من بين ساغبة ومن سغبان
إذ جاء مقداد يخبر انه * مذ لم يذق اكلا له يومان
فهوى إلى ثمن المثال فصبه * من كف ابيض في يدي غرثان
فطرا من الاعراب سائق ناقة * حسناء تاجرة له معسان
نادى ألا اشترها فقال وكيف لي * بشرا البعير وما معي فلسان
قال الفتى ابتعها فاني منظر * فيما به الكفان تصطفقان
فبدا له رجل فقال أ بائع * مني بعيرك أنب يا رباني
اخبر شراك اهن ربحك قال ها * مائه فقال فهاكها مائتان
واتى النبي معجبا فأهابه * واليه قبل قد انتهى الخبران
نادى أبا حسن أ أبدأ بالذي * أقبلت تنبئنيه أم تبداني
قال الوصي له فأنبأني به * اني اتجرث فتاح لي ربحان
ربح لآخرتي وربح عاجل * وكلاهما لي يا أخي فخران
فأبثه ما في الضمير وقال هل * تدري فداك أحبتي من ذان
جبريل صاحب بيعها والمشتري * ميكال طبت وانجح السعيان
والناقة الكوماء كانت ناقة * ترعى بدار الخلد في بطنان
أم من عليه الوحي املى واثقا * جبريل وهو اليه ذو اطمئنان
إذ قال احمد يا علي اكتب ولا * تلمح وذاك به الأمين اتاني
من ذي الجلال به فاني عنكما * متبرز في هذه الغيطان
وخلا خليل حليله بخليله * ويداه عند الوحي تكتنفان
ووعت مسامعه حلاوة لفظه * ورآه رؤية غير ما رؤيان
أم من له في الطير قال نبيه * قولا ينير بشرحه الافقان
يا رب جئ بأحب خلقك كلهم * شخصا إليك وخير من يغشاني
كيما يواكلني ويؤنس وحشتي * والشاهدان بقوله عدلان
فبدا علي كالهزبر ووجهه * كالبدر يلمع أيما لمعان
فتواكلا واستأنسا وتحدثا * بأبي وأمي ذلك الحدثان
أم من له ضرب النبي بحبه * مثل ابن مريم ان ذاك لشان
إذ قال يهلك في هواك وفي القلى * لك يا علي جلالة جيلان
كعصابة قالوا المسيح الهنا * فرد وليس لأمهم من ثاني
وعصابة قالوا كذوب ساحر * خشي الوقوف به على بهتان
فكذاك فرد ليس عيسى كالذي * جهلا عليه تخرص القولان
وكذا علي قد دعاه إلههم * قوم فأحرقهم ولم يستان
وأباه قوم آخرون تلى له * من بين منتكث وذي خذلان
أم أيهم فخر الأنام بخصلة * طالت طوال فروع كل عنان
من بعد ان بعث النبي إلى منى * ببراءة من كان بالحوان
فيها فاتبعه رسولا رده * تعدو به القصواء كالسرحان
كانت لوحي منزل وافى به الر * و ح الأمين فقص عن تبيان
إذ قال لا عني يؤدي حجتي * الا انا اولي نسيب داني
أم من يقول له سأعطي رايتي * من لم يفر ولم يكن بجبان
رجلا يحب الله وهو يحبه * قرما ينال السبق يوم رهان
وعلى يديه الله يفتح بعد ما * وافى النبي بردها الرجلان
فدعا عليا وهو أرمد لا يرى * ان تستمر بمشية الرجلان
فهوى إلى عينيه يتفل فيهما * وعليهما قد أطبق الجفنان
فمضى بها مستبشرا وكأنما * من ريقه عيناه مرآتان
فاتاه بالفتح النجيح ولم يكن * يأتي بمثل فتوحه العمران
أم من أقل بخيبر الباب الذي * أعيا به نفر من الأعوان
هل مد حلقته فصير متنه * ترسا يفل به شبا القضبان
ترسا يصك به الوجوه بملتقى * حرب بها حمي الوطيس عوان
أم من له في الحر والبرد استوت * منه بنعمة ربه الحالان
فتراه يلبس في الشتاء غلالة * وتراه طول الصيف في خفتان
هل كان ذاك لامة من قبله * أو بعده، فأبانه العصران؟
أم من له قال النبي: فإنني * وأخي بدار الخلد مجتمعان
نرعى ونرتع في مكان واحد * فوق العباد كأننا شمسان
أم من بسيدة النساء قضى له * ربي فأصبح أسعد الأختان
من بعد خطاب أتوه فردهم * ردا يبين مضمر الأشجان
فأبان منعهما وقال صغيرة * تزويجها في سنها لم يان
حتى إذا خطب الوصي اجابه * من غير تورية ولا استئذان
فالله زوجه وأشهد في العلى * املاكه وجماعة السكان
(٢٥)

والله قدر نسله من صلبه * فلذا لأحمد لم يكن بتان
أم من بخاتمه تصدق راكعا * يرجو بذاك رضى القريب الداني
حتى تقرب منه بعد نبيه * بولاية بشواهد ومعاني
بولاية في آية لولاتها * نزلت حصاهم واحد واثنان
فالأول الصمد المقدس ذكره * ونبيه ووصيه التبعان
هل في تلاوتها باي ذوي الهدى * من قبل ثالث أهلها يليان
هذه الولاية ان تعود عليهما * من بعده من عقدها قسمان
أم من عليه الشمس ردت بعدما * كسي الظلام معاطف الجدران
حتى قضى ما فات من صلواته * يا خير بأخير يوم مشرق ضحيان
والناس من عجب رأوه وعاينوا * يترجحون ترجح السكران
ثم انثنت لمغيبها منحطة * كالسهم طار بريشة الظهران
وابناه عند قوى الجنان عليهما * فهما لدار مقامه ركنان
وهما معا لو يعلمون لعرشه * دون الملائك كلها شنفان
والدر والمرجان قد نحلاهما * مثلا من البحرين يلتقيان
هذا ما أمكن جمعه من هذه القصيدة وأنت ترى ان فيها أبياتا كثيرة
مستغلقة بسبب التحريف الذي طرأ عليها ولم نتمكن من معرفة صوابها
ووضعنا إشارة على قليل منها وأكثرها تركناه بحاله ولعل أحدا يوفق لنسخة
صحيحة مخطوطة فيصححها.
وفي مشتركات الكاظمي: يعرف برواية الحسين بن محمد بن بشير
عنه اه‍. ولكن في رجال أبي علي عن مشتركات الكاظمي عنه محمد بن
عامر ومحمد بن أحمد بن بشير البطال بن بشير الرحال اه، وهو المطابق
لما مر عن رجال الشيخ ورجال النجاشي وعن جامع الرواة رواية أحمد بن
يعقوب الاصفهاني ومحمد بن الحسن بن الوليد وعبد الله بن الحسين المؤدب
عنه اه‍.
٦٩: أحمد بن علوي المرعشي.
ولد في صفر سنة ٤٦٢ وتوفي في شهر رمضان سنة ٥٣٩
عن خط المجلسي: كان فاضلا عالما نسابة سافر في طلب العلم
والحديث إلى الحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر والبصرة وخوزستان
ولقي أئمة الحديث وفي آخر عمره توطن في ساري من بلاد مازندران،
وكان غاليا في التشيع معروفا اه.
٧٠: أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع يكنى أبا
العباس الكوفي الجواني.
نسبة إلى الجوانية بالجيم المفتوحة والواو المشددة والنون المكسورة
والياء المشددة: موضع أو قرية قرب المدينة، في معجم البلدان: ينسب
إليها بنو الجواني العلويون، وعن عمدة الطالب ان الجواني نسبة محمد بن
عبد الله الأعرج بن الحسين بن علي بن الحسين ع، وذكر النجاشي
والده علي بن إبراهيم ووصفه بالجواني، ويظهر ان النسبة سرت في أولاد
محمد بن عبيد الله المذكور، ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع
وقال: روى عنه التلعكبري أحاديث يسيرة وسمع منه دعاء الحريق وله منه
إجازة اه‍.
وفي مشتركات الكاظمي: يعرف برواية التلعكبري عنه.
٧١: القاضي الرشيد أبو الحسين احمد ابن القاضي الرشيد أبي الحسن علي ابن
القاضي الرشيد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير الغساني
المصري الأسواني.
قتل في المحرم مخنوقا سنة ٥٦٣ أو ٥٦٢.
الغساني نسبة إلى غسان بفتح الغين المعجمة وتشديد السين
المهملة بعدها ألف ونون: قبيلة كبيرة من الأزد شربوا من ماء غسان وهو
باليمن فسموا به والأسواني نسبة إلى أسوان، في انساب السمعاني بفتح
الألف وسكون السين المهملة وفي آخرها النون بلدة بصعيد مصر، وقال ابن
خلكان: الصحيح أنه بضم الهمزة هكذا قال لي الشيخ الحافظ زكي الدين
أبو محمد عبد العظيم المنذري حافظ مصر اه وفي معجم البلدان بالضم
ثم السكون.
سبب قتله
في معجم الأدباء اما سبب قتله فلميله إلى أسد الدين شيركوه عند
دخوله إلى البلاد ومكاتبته له، واتصل ذلك بشاور وزير العاضد الذي
ولي الخلافة بمصر بعد موت الفائز فاختفى بالإسكندرية واتفق التجاء
صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى الإسكندرية ومحاصرته بها فخرج ابن
الزبير راكبا متقلدا سيفا وقاتل بين يديه ولم يزل معه مدة مقامه بالإسكندرية
إلى أن خرج منها فتزايد وجد شاور عليه واشتد طلبه له إلى أن ظفر به فامر
باشهاره على حمل وعلى رأسه طرطور ووراءه جلواز ينال منه ورئي على تلك
الحالة وهو ينشد:
ان كان عندك يا زمان بقية مما تهين بها الكرام فهاتها
ثم جعل يهمهم شفتيه بالقرآن وأمر به بعد إشهاره بمصر ان يصلب
شنقا فلما وصل به إلى الشناقة جعل يقول للمتولي ذلك منه عجل عجل فلا
رغبة لكريم في الحياة بعد هذه الحال ثم صلب ثم دفن في موضع صلبه فما
مضت الأيام والليالي حتى قتل شاور وسحب فاتفق ان حفر له ليدفن فوجد
الرشيد بن الزبير في الحفرة مدفونا فدفنا معا في موضع واحد ثم نقل كل
منهما بعد ذلك إلى تربة له بالقراقة اه.
أقوال العلماء فيه
في كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: كان فاضلا شاعرا
وله التصانيف المفيدة. وكان من شعراء شاور بن مجير السعدي وله فيه
مدائح الا انه لم ينج من شر شاور اتهمه بمكاتبة أسد الدين شيركوه فقتله
اه‍.
وفي معجم الأدباء كان كاتبا شاعرا فقيها نحويا لغويا ناشئا عروضيا
مؤرخا منطقيا مهندسا عارفا بالطب والموسيقي والنجوم متفننا قال السلفي
كان ابن الزبير هذا من أفراد الدهر فاضلا في فنون كثيرة من العلوم وهو من
بيت كبير بالصعيد من الممولين وله تآليف ونظم ونثر التحق فيها بالأوائل
المجيدين اه‍.
وقال ابن خلكان كان من أهل الفضل والنباهة والرياسة وكان هو
وأخوه القاضي
المهذب أبو محمد الحسن مجيدين في نظمهما ونثرهما والقاضي المهذب أشعر من
الرشيد والرشيد اعلم منه في سائر العلوم، والقاضي الرشيد ذكره الحافظ أبو طاهر السلفي في بعض تعاليقه وقال ولي النظر بثغر
(٢٦)

الإسكندرية في الدواوين السلطانية بغير اختياره سنة ٥٥٩ ثم قتل ظلما
وعدوانا وذكره العماد الكاتب في كتاب السيل والذيل الذي ذيل به على
الخريدة فقال: الخصم الزاخر والبحر العباب ذكرته في الخريدة وأخاه
المهذب قتله شاور ظلما لميله إلى أسد الدين شير كوه. كان اسود الجلدة
وسيد البلدة أوحد عصره في علم الهندسة والرياضيات والعلوم الشرعيات
والآداب الشعريات.
اخباره
في معجم الأدباء وغيره عن السلفي انه ولد بأسوان بلدة من صعيد
مصر وهاجر منها إلى مصر فأقام بها واتصل بملوكها ومدح وزراءها وتقدم
عندهم وأنفذ إلى اليمن في رسالة ثم قلد قضاءها واحكامها ولقب بقاضي
قضاة اليمن وداعي دعاة الزمن ولما استقرت بها داره سمت نفسه إلى رتبة
الخلافة فسعى فيها وأجابه قوم وسلم عليه بها وضربت له السكة وكان نقش
السكة على الوجه الواحد قل هو الله أحد الله الصمد وعلى الوجه الآخر
الامام الأمجد أبو الحسين احمد ثم قبض عليه ونفذ مكبلا إلى قوص فحكى
من حضر دخوله إليها انه رأى رجلا ينادي بين يديه هذا عدو السلطان
أحمد بن الزبير وهو مغطى الوجه حتى وصل إلى دار الامارة والأمير بها يومئذ
طرخان بن سليط وكان بينهما ذحول قديمة فقال احبسوه في المطبخ الذي كان
يتولاه قديما وكان ابن الزبير قد تولى المطبخ وفي ذلك يقول الشريف
الأخفش من ابيات يخاطب الصالح بن رزيك:
يولى على الشئ أشكاله * فيصبح هذا لهذا أخا
أقام على المطبخ ابن الزبير * فولى على المطبخ المطبخا
فقال بعض الحاضرين لطرخان ينبغي أن تحسن إلى الرجل فان أخاه
يعني المهذب حسن بن الزبير قريب من قلب الصالح ولا أستبعد أن
يستعطفه عليه فتقع في خجل قال فلم يمض على ذلك غير ليلة أو ليلتين
حتى ورد ساع من الصالح بن رزيك إلى طرخان بكتاب يأمره فيه باطلاقه
والاحسان اليه فأحضره طرخان من سجنه مكرما فلقد رأيته وهو يزاحمه في
رتبته ومجلسه اه‍.
هكذا ذكر ياقوت عن السلفي أن السبب في القبض عليه وانفاذه من
اليمن إلى مصر ادعاؤه الخلافة ولكن ابن خلكان قال إن سببه امر آخر ولم
يشر إلى ما نقل عن السلفي أصلا قال: كان الرشيد سافر إلى اليمن رسولا
ومدح جماعة من ملوكها وممن مدحه منهم علي بن حاتم الهمداني قال فيه:
لئن أجدبت ارض الصعيد وأقحطوا * فلست أنال القحط في أرض قحطان
ومذ كفلت لي مأرب بمآربي * فلست على أسوان يوما بأسوان
وإن جهلت حقي زعانف خندف * فقد عرفت فضلي غطارف همدان
فحسده الداعي في عدن على ذلك فكتب بالأبيات إلى صاحب مصر
فكانت سبب الغضب عليه فامسكه وأنفذه اليه مقيدا مجردا وأخذ جميع
موجوده اه‍. وفي نسمة السحر كان القاضي أبو الحسين المذكور صنف
الرسالة الحصيبية للسلطان حاتم بن أحمد الهمداني لما ورد بلاد اليمن وانما
سماها الحصيبية لأن بلاد زبيد تسمى ارض الحصيب قال ولما ورد القاضي
الرشيد إلى اليمن اجتمع بعليان بن أسعد أحد مطرفية الزيدية وكان معه
جماعة من علماء الزيدية وهم لا يتمكنون في المناظرة الا بقولهم قال الهادي
ففضحهم الرشيد وكان الرشيد محققا لعلوم الأوائل كما هو عادتهم. وقال
فيه محمد بن حاتم أخو السلطان حاتم بن أحمد:
ديني ودين الرشيد متحد * ودين أهل العقول والحكم
وألف محمد هذا كتاب الصريح في مذهب الإسماعيلية وكان ممن
ناظر الرشيد نشوان الحميري المتزندق. وعمر الرشيد للسلطان دارا على
صفة قصور الخلفاء الفاطميين وهندس هو موضعها ولم يكن لها باليمن نظير
ثم أخربها الامام المتوكل على الله أحمد بن سليمان لما دخل صنعاء اه‍
قال ياقوت: وكان السبب في تقدمه في الدولة المصرية في أول أمره ما
حدثني به الشريف أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد العزيز الإدريسي
الحسني الصعيدي قال حدثني زهر الدولة حدثنا ان أحمد بن الزبير
دخل إلى مصر بعد مقتل الظافر وجلوس الفائز وعليه أطمار رثة وطيلسان
صوف فحضر المأتم وقد حضر شعراء الدولة فأنشدوا مراثيهم على مراتبهم
فقام في آخرهم وأنشد قصيدته التي أولها:
ما للرياض تميل سكرا * هل سقيت بالمزن خمرا
إلى أن وصل إلى قوله:
أ فكربلاء بالعرا * ق وكربلاء بمصر أخرى
فذرفت العيون وعج القصر بالبكاء والعويل وانثالت عليه العطايا من
كل جانب وعاد إلى منزله بمال وافر حصل له من الأمراء والخدم وحظايا
القصر وحمل إليه من قبل الوزير جملة من المال وقيل له لولا أنه العزاء والمأتم
لجاءتك الخلع اه أقول كان هذا المأتم للخليفة الظافر بأمر الله أبي
منصور إسماعيل بن الخليفة الحافظ عبد المجيد بن محمد الفاطمي العبيدي
أحد الخلفاء الفاطميين بمصر وهو العاشر منهم لما قتله نصر بن عباس
التميمي الصنهاجي وكان أبوه عباس وزير الظافر، عن سبط ابن الجوزي
في تاريخه مرآة الزمان ان نصر بن عباس أطمع نفسه في الوزارة وأراد قتل
أبيه ودس اليه ليقتله فعلم أبوه واحترز وجعل يلاطفه وقال له عوض ما
تقتلني اقتل الظافر وكان نصر ينادم الظافر ويعاشره وكان الظافر يثق به
وينزل في الليل إلى داره متخفيا فنزل ليلة إلى داره فقتله نصر وخادمين معه
ورمى بهم في بئر وأخبره أباه فلما أصبح عباس جاء إلى باب القصر يطلب
الظافر فقيل له ابنك نصر يعرف أين هو فاحضر أخوي الظافر وابن أخيه
وقتلهم صبرا بين يديه متهما لهم بقتل الظافر وإنما فعل ذلك لئلا يتولى واحد
منهم الخلافة فيبطل امره فقتلهم وأحضر أعيان الدولة وقال لهم إن الظافر
ركب البارحة في مركب فانقلب به فغرق وأخرج عيسى ولد الظافر وعمره
خمس سنين فبايعه بالخلافة ليكون هو المتولي للأمور دونه لصغر سنه ولقبه
الفائز بنصر الله فأرسل أهل القصر إلى طلائع بن رزيك والي قوص يخبرونه
بقتل الظافر ويستنجدونه على عباس وابنه نصر فحضر إلى القاهرة بجيشه
وهرب عباس وابنه نصر طالبين للشرق وحملا معهما ما قدرا عليه فحال
الفرنج بينه وبين طريقه وقتل عباس وأسر ابنه نصر وأرسلوه إلى مصر مقابل
مال اخذوه فسلم إلى أهل القصر فقتلوه شر قتلة وتقلد طلائع الوزارة
واستخرج الظافر من البئر التي كان ألقي فيها ودفن وأقام أهل القصر المأتم
عليه وحضر المترجم وأنشدهم القصيدة المشار إليها وهذا معنى قوله فيها:
أفكربلاء بالعراق * وكربلاء بمصر أخرى
وحكى ياقوت في معجم الأدباء عن صاحب حديثه أن المترجم كان
على جلالته وفضله ومنزلته من العلم والنسب قبيح المنظر اسود الجلدة جهم
الوجه سمج الخلقة ذا شفة غليظة وأنف مبسوط كخلقة الزنوج قصيرا،
(٢٧)

حدثني الشريف المذكور عن أبيه قال كنت أنا والرشيد بن الزبير والفقيه
سليمان الديلمي نجتمع بالقاهرة في منزل واحد فغاب عنا الرشيد وطال
انتظارنا له وكان ذلك في عنفوان شبابه وإبان صباه وهبوب صباه فجاءنا وقد
مضى معظم النهار فقلنا له ما أبطأ بك عنا فتبسم وقال لا تسألوا عما جرى
علي اليوم فقلنا لا بد من ذلك فتمنع وألححنا عليه فقال مررت اليوم
بالموضع الفلاني وإذا امرأة شابة صبيحة الوجه وضيئة المنظر حسانة الخلق
ظريفة الشمائل فلما رأتني نظرت إلي نظر مطمعة لي في نفسها فتوهمت انني
وقعت منها بموقع ونسيت نفسي وأشارت إلي بطرفها فتبعتها وهي تدخل في
سكة وتخرج من أخرى حتى دخلت دارا وأشارت إلي فدخلت ورفعت
النقاب عن وجه كالقمر في ليلة تمام ثم صفقت بيديها منادية يا ست الدار
فنزلت إليها طفلة كأنها فلقة قمر وقالت لها ان رجعت تبولين في الفراش
تركت سيدنا القاضي يأكلك ثم التفتت إلي وقالت لا أعدمني الله احسانه
بفضل سيدنا القاضي أدام الله عزه فخرجت وأنا خزيان خجلا لا اهتدي
الطريق. قال وحدثني انه اجتمع ليلة عند الصالح بن رزيك هو وجماعة من
الفضلاء فالقى عليهم مسالة في اللغة فلم يجب عنها بالصواب سواه
فاعجب الصالح فقال الرشيد ما سئلت قط عن مسالة إلا وجدتني أتوقد
فهما فقال ابن قادوس وكان حاضرا:
إن قلت من نار خلقت * وفقت كل الناس فهما
قلنا صدقت فما الذي * أطفاك حتى صرت فحما
اه‍ وقال فيه أبو الفتح محمود بن قادوس الكاتب يهجوه أيضا على
ما ذكره ابن خلكان:
يا شبه لقمان بلا حكمة * وخاسرا في العلم لا راسخا
سلخت أشعار الورى كلها * فصرت تدعى الأسود السالخا
ومن أحسن ما قيل في السواد قول سحيم عبد بني الحسحاس وكان
نوبيا وبنو الحسحاس بطن من بني أسد بن خزيمة:
أشعار عبد بني الحسحاس قمن له * يوم الفخار مقام الأصل والورق
إن كنت عبدا فنفسي حرة كرما * أو أسود الخلق اني ابيض الحلق
قال ابن خلكان: وكتب اليه الجليس بن الحباب:
ثروة المكرمات بعدك فقر * ومحل العلا ببعدك قفر
بك تجلى إذا حللت الدياجي * وتمر الأيام حيث تمر
أذنب الدهر في مسيرك ذنبا * ليس منه سوى ايابك عذر
تشيعه
ذكره صاحب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر وقال: كان من
الإسماعيلية.
مؤلفاته
١ الرسالة الحصيبية ٢ جنان الجنان ورياض الأذهان في شعراء
مصر ومن طرأ عليهم في أربعة مجلدات ذيل به على اليتيمة ٣ منية الألمعي
وبلغة المدعي في علوم كثيرة ٤ المقامات ٥ الهدايا والطرف ٦ شفاء
الغلة في سمت القبلة ٧ كتاب رسائله نحو خمسين ورقة ٨ ديوان شعره
نحو مائة ورقة.
أشعاره في معجم الأدباء: قال السلفي أنشدني القاضي أبو الحسين أحمد بن
علي بن إبراهيم الغساني الأسواني لنفسه بالثغر:
سمحنا لدنيانا بما * بخلت به علينا ولم نحفل بجل أمورها
فيا ليتنا لما حرمنا سرورها * وقينا اذى آفاتها وشرورها
وقال ابن خلكان: ومما أنشدني له الأمير عضد الدين أبو الفوارس
مرهف بن اسامة بن منقذ وذكر انه سمعها منه:
جلت لدي الرزايا بل جلت هممي * وهل يضر جلاء الصارم الذكر
غيري بغيره عن حسن شيمته * صرف الزمان وما يأتي من الغير
لو كانت النار للياقوت محرقة * لكان يشتبه الياقوت بالحجر
لا تغررن باطماري وقيمتها * فإنما هي أصداف على درر
ولا تظن خفاء النجم من صغر * فالذنب في ذاك محمول على البصر
مأخوذ من قول أبي العلاء:
والنجم تستصغر الأبصار رؤيته * والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
وأورد له العماد الكاتب في الخريدة قوله في الكامل ابن شاور:
إذا ما نبت بالحر دار يودها * ولم يرتحل عنها فليس بذي حزم
وهبه بها صبا أ لم يدر انه * سيزعجه منها الحمام على رغم
وقال العماد أنشدني محمد بن عيسى اليمني ببغداد قال أنشدني
القاضي الرشيد باليمن لنفسه:
لئن خاب ظني في رجائك بعد ما * ظننت باني قد ظفرت بمنصف
فإنك قد قلدتني كل منة * ملكت بها شكري لدى كل موقف
لأنك قد حذرتني كل صاحب * وعلمتني ان ليس في الأرض من يفي
وفي النجوم الزاهرة من شعره قوله:
تواطا على ظلمي الأنام بأسرهم * واظلم من لاقيت أهلي وجيراني
لكل امرئ شيطان جن بكيده * بسوء ولي دون الورى ألف شيطان
وكان أخوه المهذب أبو محمد الحسن الآتي ذكره كتب اليه قوله:
يا ربع أين ترى الأحبة يمموا * هل انجدوا من بعدنا أو اتهموا
رحلوا وقد لاح الصباح وانما * تسري إذا جن الظلام الأنجم
وتعوضت بالانس روحي وحشة * لا أوحش الله المنازل منهم
فأجابه المترجم يقول:
رحلوا فلا خلت المنازل منهم * وناوا فلا سلت الجوانح عنهم
وسروا وقد كتموا الغداة مسيرهم * وضياء نور الشمس ما لا يكتم
وتبدلوا ارض العقيق عن الحمى * روت جفوني اي ارض يمموا
نزلوا العذيب وإنما في مهجتي * نزلوا وفي قلبي المتيم خيموا
ما ضرهم لو ودعوا من أودعوا * نار الغرام وسلموا من اسلموا
هم في الحشى ان اعرقوا أو أشأموا * أو أيمنوا أو انجدوا أو اتهموا
وهم مجال الفكر من قلبي وان * بعد المزار فصفو عيشي معهم
أحبابنا ما كان أعظم هجركم * عندي ولكن التفرق أعظم
غبتم فلا والله ما طرق الكرى * جفني ولكن سح بعدكم الدم
وزعمتم أني صبور بعدكم * هيهات لا لقيتم ما قلتم
وإذا سئلت بمن اهيم صبابة * قلت: الذين هم الذين هم هم
(٢٨)

النازلين بمهجتي وبمقلتي * وسط السويدا والسواد الأكرم
لا ذنب لي في البعد اعرفه سوى * اني حفظت العهد لما خنتم
فأقمت حين ظعنتم وعدلت * لما جرتم وسهرت لما نمتم
يا محرقا قلبي بنار صدوده: * رفقا! ففيه نار شوق تضرم
أسعرتم فيه لهيب صبابة * لا تنطفي الا بقرب منكم
يا ساكني ارض العذيب سقيتم * دمعي إذا ضن الغمام المرزم
بعدت منازلكم وشط مزاركم * وعهودكم محفوظة مذ غبتم
لا لوم للأحباب فيما قد جنوا * حكمتهم في مهجتي فتحكموا
أحباب قلبي أعمروه بذكركم * فلطالما حفظ الوداد المسلم
واستخبروا ريح الصبا تخبركم * عن بعض ما يلقى الفؤاد المغرم
كم تظلمونا قادرين وما لنا * جرم ولا سبب بمن يتظلم و
رحلتم وبعدتم وظلمتم * ونأيتم وقطعتم وهجرتم
هيهات لا أسلوكم ابدا وهل * يسلو عن البيت الحرام المحرم
وانا الذي واصلت حين قطعتم * وحفظت أسباب الهوى إذ خنتم
جار الزمان علي لما جرتم * ظلما ومال الدهر لما ملتم
وغدوت بعد فراقكم وكأنني * هدف تمر بجانبيه الأسهم
ونزلت مقهور الفؤاد ببلدة * قل الصديق بها وقل الدرهم
في معشر خلقوا شخوص بهائم * يصدى بها فكر اللبيب ويبهم
ان كورموا لم يكرموا أو علموا * لم يعلموا أو خوطبوا لم يفهموا
لا تنفق الآداب عندهم ولا * الاحسان لم يعرف في كثير منهم
صم عن المعروف حتى يسمعوا * هجر الكلام فيقدموا ويقدموا
فالله يغني عنهم ويزيدني * زهدا بهم ويفك أسري منهم
ومن شعره قوله في أهل البيت ع وهو مسك الختام:
خذوا بيدي يا آل بيت محمد * إذا زلت الاقدام في غدوة الغد
أبي القلب الا حبكم وولاءكم * وما ذاك الا من طهارة مولدي
٧٢: أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
أبو جعفر بن بابويه، أقول وقد أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضيا.
وفي لسان الميزان: أحمد بن علي بن إبراهيم بن الجليل القمي أبو علي نزيل
الري ذكره ابن بابويه في تاريخ الري وقال سمع أباه وسعد بن عبد الله
وعبد الله بن جعفر الحميري وأحمد بن إدريس وغيرهم وكان من شيوخ
الشيعة روى عنه أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه وغيره اه‍ وفي
مشتركات الكاظمي: يعرف برواية أبي جعفر بن بابويه عنه.
٧٣: الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج
الطبرسي نسبة إلى طبرستان بفتح أوله وكسر ثانيه وآستان
الناحية اي بلاد الطبر والطبر بالفارسية ما يقطع به الحطب ونحوه لكثرة
ذلك عندهم، والأكثر أن يقال في النسبة إلى طبرستان طبري وفي النسبة
إلى طبرية فلسطين طبراني على غير قياس للفرق بينهما كما قالوا: صنعاني
وبهراني وبحراني في النسبة إلى صنعاء وبهراء والبحرين، وما يقال إنه لم
يسمع في النسبة إلى طبرستان طبري غير صحيح بل هو الأكثر. ولو قيل
أنه لم يسمع في النسبة إليها طبرسي لكان وجها لما في الرياض عن صاحب
تاريخ قم المعاصر لابن العميد من أن طبرس ناحية معروفة حوالي قم
مشتملة على قرى ومزارع كثيرة وإن هذا الطبرسي وسائر العلماء المعروفين
بالطبرسي منسوبون إليها، ويستشهد له بما عن الشهيد الثاني في حواشي
ارشاد العلامة من نسبة بعض الأقوال إلى الشيخ علي بن حمزة الطبرسي
القمي والله أعلم وطبرستان هي المعروفة الآن بمازندران بل قد يقال على
جميع تلك الناحية فيشمل استراباد وجرجان وهي واقعة على طرف بحر
الخزر ولها بحيرة يقال لها بحيرة طبرستان. وعن الشيخ أبي الفتوح الرازي
في تفسيره الفارسي عن ابن عباس ان عصا موسى وتابوت بني إسرائيل في
البحيرة الطبرية أي بحيرة طبرستان لا بحيرة طبرية والله أعلم.
صاحب الاحتجاج غير صاحب مجمع البيان
في رياض العلماء أن هذا الطبرسي المترجم غير صاحب مجمع البيان
لكنه معاصر له وهما شيخا ابن شهرآشوب وأستاذاه قال: وظني ان بينهما
قرابة وكذا بينهما وبين الشيخ حسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن
الطبرسي المعاصر للخواجة نصير الدين الطوسي.
أقوال العلماء فيه
كان فقيها محدثا متكلما نسابة ذكره ابن شهرآشوب في المعالم فقال:
شيخي أحمد بن أبي طالب الطبرسي اه‍ فنسبه إلى جده. وفي أمل الآمل
: أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي عالم فاضل فقيه
محدث اه‍. وفي رياض العلماء: الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي
طالب الطبرسي الفاضل العالم المعروف بالشيخ أبي منصور الطبرسي
صاحب الاحتجاج وغيره كان من اجلاء العلماء ومشاهير الفضلاء ثم حكى
عن المجلسي في أول البحار أنه قال في الفصل الثاني وكتاب الاحتجاج وإن
كان أكثر اخباره مراسيل لكنه من الكتب المعروفة وقد اثنى السيد ابن
طاوس على الكتاب وعلى مؤلفه، وقد أخذ عنه أكثر المتأخرين، إلى أن
قال في الرياض وكثيرا ما ينقل الشهيد في شرح الارشاد فتاواه وأقواله،
فمن ذلك ما نقله في كتاب القصاص في مسالة أن للمولى القصاص من
دون ضمان الدية للديان بهذه العبارة وجمع الشيخ أبو منصور الطبرسي بين
الروايتين المتعارضتين في كتابه بان القائل الخ ومن ذلك في كتاب القصاص
وكتاب الديات اه‍.
مشايخه
في أمل الآمل: يروي السيد العالم العابد أبي جعفر مهدي بن أبي
حرب المرعشي عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد
الدوريستي عن أبيه عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه
القمي وله طرق أخرى.
تلاميذه
منهم ابن شهرآشوب المازندراني صاحب المعالم.
مؤلفاته
قال ابن شهرآشوب في المعالم له: ١ الكافي في الفقه حسن ٢
الاحتجاج في أمل الآمل حسن كثير الفوائد ٣ مفاخر الطالبية ٤ تاريخ
الأئمة ٥ فضائل الزهراء ع اه‍ ٦ تاج المواليد في
الأنساب ينقل عنه السيد النسابة أحمد بن محمد بن المهنا بن علي بن المهنا
العبيدلي المعاصر للعلامة الحلي في كتابه تذكرة النسب ولكن الشيخ
أحمد بن سليمان بن أبي ظبية البحراني في كتابه عقد اللآل في مناقب النبي
(٢٩)

والآل نسبه إلى امين الاسلام أبي علي فضل بن الحسن الطبرسي صاحب
التفسير فقد وقع اشتباه في نسبة الكتاب المذكور أما من العبيدلي أو البحراني
وكونه من العبيدلي القريب من زمن المؤلف بعيد فليراجع، ثم إنه قد وقع
نظير هذا الاشتباه في كتاب الاحتجاج فنسبه جماعة لأبي علي الفضل بن
الحسن الطبرسي صاحب التفسير مع أنه للمترجم قطعا، ففي رياض
العلماء: توهم بعضهم ان الاحتجاج لصاحب مجمع البيان أبي علي الفضل
الطبرسي وهو توهم فاسد اه‍ وفي اللؤلؤة: غلط جملة من متأخري
أصحابنا في نسبة كتاب الاحتجاج إلى أبي علي الطبرسي صاحب التفسير
منهم المحدث الأمين الأسترآبادي وقبله صاحب رسالة مشايخ الشيعة
وقبله الفاضل المتقدم محمد بن أبي جمهور الأحسائي في كتاب غوالي اللآلي
اه‍ هذا وقد ذكر في خطبة الاحتجاج ان الذي دعاه إلى تأليفه عدول
جماعة من الأصحاب عن طريق الاحتجاج والجدال وان كان حقا وقولهم ان
النبي ص والأئمة ع لم يجادلوا قط ولا أذنوا في الجدال بل نهوا
عنه فذكر ما وقع لهم ع من الجدال في الفروع والأصول وانهم
انما نهوا عن ذلك الضعفاء والقاصرين دون المبرزين فكانوا يأمرونهم به
وابتدأه بذكر الآيات التي امر الله فيها بعض الأنبياء ع بالمحاجة
والأخبار الدالة على فضل الذابين عن دين الله بالحجج والبراهين، ثم
بمجادلات النبي ص والأئمة ع وجماعة من علماء الشيعة.
٧٤: المعين أحمد بن علي بن أحمد بن حسين بن محمد بن القاسم
ذكره الكفعمي في حاشية البلد الأمين وقال في فضل صلاة ركعتين
عند نزول المطر بخضوع وخشوع وتمام من الركوع والسجود انه ذكره
المترجم في كتاب الوسائل إلى المسائل اه‍ وكونه شيعيا غير معلوم وهو
غير الوسائل إلى المسائل للجواد ع الذي عده في آخر البلد الأمين
من الكتب التي ينقل عنها. ثم ذكره في حواشي كتابه الجنة الواقية المعروف
بالمصباح فقال عن صلاة الأوابين: رواها الشيخ العالم المعين أحمد بن
علي بن أحمد بن حسن بن محمد بن القاسم في كتاب الوسائل إلى المسائل
انتهى وذكره أيضا في موضع آخر من الكتاب المذكور فقال: ذكر المعين
أحمد بن علي بن أحمد في كتاب الوسائل إلى المسائل ان رجلا كان بينه وبين
بعض المتسلطين عداوة شديدة حتى خافه على نفسه وأيس معه من حياته
فرأى في منامه كان قائلا يقول له عليك بقراءة سورة الفيل في احدى ركعتي
الفجر ففعل ذلك فكفى عدوه في مدة يسيرة انتهى وهنا لقبه المعين في
موضعين ولم يتضح المراد منه ولعله يلقب بمعين الدين.
٧٥: الشيخ أحمد بن علي بن أحمد الزينوآبادي
عالم فاضل صالح دين قاله منتجب الدين.
٧٦: الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن طريح بن خفاجي بن فياض بن حميمة بن
خميس بن جمعة بن سليمان بن داود بن جابر بن يعقوب المسلمي العزيزي
المنتهي نسبه إلى حبيب بن مظهر الأسدي
توفي سنة ٩٦٥ ه‍ كما عن بعض المؤرخين.
هكذا وجد نسبه مدرجا في أواخر نسخة بخطه من أصول الكافي
للكليني، يقال إن هذا الأخير الشيخ يعقوب هو أول من انتقل إلى النجف
في القرن السادس الهجري وقطن فيها، وعثر الشيخ احمد المترجم على
مراسلات شعرية بينه وبين الشيخ بهاء الدين العاملي وأعقب الشيخ احمد
ثلاثة أولاد كانوا علماء أفاضل وهم الشيخ جمال الدين والد حسام الدين
والشيخ محمد حسين والشيخ محمد علي والد الشيخ فخر الدين صاحب
مجمع البحرين، وروى عن الشيخ احمد بعض العلماء كما روى عنه بعض
أنجاله وهو الشيخ جمال الدين.
٧٧: أبو الحسين أو أبو العباس أحمد بن علي النجاشي الأسدي المعروف بابن
الكوفي صاحب كتاب الرجال المشهور
مولده ووفاته
ولد في صفر سنة ٣٧٢ وتوفي بمطيرآباد في جمادي الأولى سنة ٤٥٠
قاله العلامة في الخلاصة فيكون عمره ٧٨ سنة وفي رجال بحر العلوم توفي
قبل الشيخ بعشر سنين لأنه توفي ٤٦٠ وكان قد ولد قبله بثلاث عشرة
سنة وقدم الشيخ العراق وله ثلاث وعشرون سنة وللنجاشي ست وثلاثون
وكان السيد الاجل المرتضى رضي الله عنه أكبر منه بست عشرة سنة وأشهر
وهو الذي تولى غسله ومعه الشريف أبو يعلى محمد بن الحسن الجعفري
وسلار بن عبد العزيز كما ذكر في ترجمته اه‍.
نسبه
هو أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله بن
إبراهيم بن محمد بن عبد الله النجاشي والي الأهواز بن غنيم أو عثيم بن
أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر بن مساحق بن بجير بن اسامة بن
نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن
اليسع بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويأتي عن الصهرشتي:
أحمد بن علي بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي. وفي
رجال بحر العلوم ان وصفه له بذلك لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف
إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في
ذلك الوقت. وقد ساق هو نسبه في كتاب رجاله كما سمعت قال بحر
العلوم في رجاله وقد سبق في كتاب النجاشي إبراهيم بن أبي بكر محمد بن
الربيع بن أبي السمال سمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن عمير بن
اسامة ويظهر منه سقوط عمير هنا وكذا الربيع ان كان إبراهيم هذا هو جد
المصنف كما هو الظاهر اه‍ أقول مر في إبراهيم استظهار ان الربيع
لقب محمد فلعله لذلك اسقط هنا واما عمير فيمكن ان يكون تصحيف
بجير فظنه من رآه انه غير بجير وعبد الله مكبر، وقال النجاشي في رجاله
ان جده عبد الله النجاشي هو الذي ولي الأهواز وكتب إلى أبي عبد الله
جعفر بن محمد الصادق ع يسأله وكتب اليه الصادق
ع رسالة عبد الله النجاشي المعروفة ولم ير للصادق ع
مصنف غيرها اه‍ وولايته للأهواز كانت من قبل المنصور ويكنى بأبي
بجير وله خبر طريف مع المتطوعة يأتي في ترجمته انش والذي في كتاب
النجاشي صاحب الرجال في ترجمة نفسه عبد الله النجاشي وكذا في
مستدركات الوسائل في ترجمة النجاشي صاحب الرجال عبد الله
النجاشي بن عثيم. ولكن الذي في ترجمة عبد الله هو عبد الله بن
النجاشي وكذا في جميع ما رأيناه من كتب الرجال وفي شعر السيد الحميري
الآتي.
والنجاشي بفتح النون أو كسرها والكسر أفصح وتخفيف الجيم،
وتشديدها غلط قال السيد الحميري في عبد الله بن النجاشي: فابن
النجاشي منه غير معتذر وقال أيضا: وابن النجاشي براء غير محتشم
وتخفيف الياء بعد الشين وقيل بتشديدها وقيل يجوز الأمران وهو لقب ملك
(٣٠)

الحبشة ككسرى لملك الفرس ولم يذكروا وجه تسمية جده بالنجاشي
وغنيم كما في رجال النجاشي في موضعين بضم الغين المعجمة وفتح
النون وبعدها مثناة تحتية فميم وفي الايضاح عثيم قال في نضد الايضاح
وغيره بضم العين وفتح المثلثة وإسكان التحتية والسمال بكسر السين
المهملة واللام أخيرا وقيل الكاف قال بحر العلوم وقطع في الخلاصة باللام
وهو المسموع والمضبوط رسما في الاخبار اه‍ وفي القاموس أبو السمال
شاعر أسدي وسمعان بكسر السين وهبيرة بضم الهاء وفتح الباء
الموحدة ومساحق بضم الميم والمهملتين والقاف وبجير بضم الموحدة
وفتح الجيم وإسكان التحتية والراء أخيرا ونصر بالصاد المهملة ومن
ضبطها بالمعجمة فقد صحف وقعين بضم القاف وفتح المهملة وسكون
الياء والنون أخيرا وثعلبة بالمثلثلة ودودان بفتح المهملتين. كنيته
يكنى بأبي الحسين كما هو الظاهر المطابق لما في كتابه وقبس المصباح
والبحار ورجال السيد ابن طاوس وموضع من الخلاصة وغيرها ففي أول
الجزء الثاني وآخر الجزء الأول من كتابه هكذا الجزء الثاني من فهرست أسماء
مصنفي الشيعة وما أدركنا من مصنفاتهم وذكر طرف من كناهم وألقابهم
ومنازلهم وأنسابهم وما قيل في كل منهم من مدح أو ذم مما جمعه الشيخ
الجليل أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي الأسدي أطال الله بقاه
وادام علوه ونعماه اه‍ وكذا كناه كما يأتي الصهرشتي في قبس المصباح
والمجلسي في البحار والسيد أحمد بن طاوس والعلامة في الخلاصة حيث قال
عند ذكر السيد المرتضى: وتولى غسله أبو الحسين بن أحمد بن العباس
النجاشي، وفي اجازته لأبناء زهرة فقال أبو الحسين أحمد بن علي
النجاشي، ولكنه في الخلاصة في ترجمة النجاشي قال: وكان احمد يكنى أبا
العباس، والسيد علي بن طاوس في كتاب الاقبال في نوافل شهر رمضان
قال عن علي بن فضال انه اثنى عليه بالثقة جدي أبو جعفر الطوسي وأبو
العباس النجاشي. والظاهر أن الصواب تكنيته بأبي الحسين واما تكنيته بأبي
العباس فلعله توهم نشا من قوله في ترجمة محمد بن أبي القاسم قال أبو
العباس ولعل المراد شيخه أبو العباس السيرافي وفي رجال بحر العلوم
الاختلاف في مثله كثير وكذا تعدد الكنية للرجل الواحد.
تنبيه
تراجم النجاشي نفسه في كتابه وساق نسبه إلى عدنان كما مر ووقع في
النسخة بعد سوق نسبه إلى عدنان إعادة اسمه ثانيا هكذا أحمد بن العباس
النجاشي الأسدي مصنف هذا الكتاب أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه له
كتاب الجمعة وذكر مصنفاته الآتية، فتوهم بعضهم التعدد نظرا إلى أن
المذكور أولا أحمد بن علي والمذكور ثانيا أحمد بن العباس وهو توهم فاسد بل
المترجم شخص واحد هو صاحب كتاب الرجال وانما أعاد الاسم ثانيا لطول
الكلام واقتصر على النسبة إلى الجد لأنه متعارف أو انه زيادة من بعض
تلامذته أو من المستملي لأنهم كانوا يملون على الكتاب ولا يكتبون بأيديهم أو
من الناسخ بدليل الدعاء المذكور أو كانت في الهامش فزادها الكاتب سهوا
والله أعلم. ويزيد ذلك وضوحا ما مر في عن أول الجزء الثاني عند الكلام
على كنيته، وقد صرح باسم أبيه انه علي بن أحمد في ترجمة محمد بن أبي
القاسم وعثمان بن عيسى ومحمد بن علي بن بابويه وقد عثرنا بعد كتابة ما
مر على كلام للسيد بحر العلوم في رجاله في هذا المعنى قال: قد كرر
النجاشي اسمه في ترجمته أولا منسوبا إلى أبيه مع تمام نسبه وثانيا مضافا إلى
جده العباس لاشتهاره به مع ذكر كتبه وفي بعض النسخ كتابة احمد أخيرا
بالحمرة مع زيادة أطال الله بقاه وادام علوه ونعماه، وفي بعضها مع ذلك
زيادة احمد قبل ابن عثيم وكتابته بالحمرة في ثلاثة مواضع أحمد بن علي
وأحمد بن عثيم وأحمد بن العباس ومن هنا دخل الوهم والالتباس على جماعة
فظنوا أن في المقام ثلاث تراجم يتوسطها أحمد بن عثيم واحتملوا في الأخيرة
أن تكون الحاقا من التلامذة لاشتهار النجاشي بأحمد بن العباس أو انها
ترجمة لجده الحق به تصنيف هذا الكتاب وغيره وهما، ومنهم من زعم أن
ترجمة المصنف عن نفسه هي هذه دون الأولى، والكل فاسد، ويوضحه
مع ما تقدم عن الايضاح وما يأتي عن الخلاصة وغيرها من أنه أحمد بن علي
ان النجاشي صرح باسم أبيه في ترجمة محمد بن أبي القاسم ماجيلويه
وعثمان بن عيسى العامري فقال فيهما أخبرني أبي علي بن أحمد وفي أحمد بن
علي بن بابويه فإنه بعد ذكر كتبه قال: قرأت بعضها على والدي علي بن
أحمد بن العباس النجاشي، وما ذكره في أول الجزء الثاني من كتابه من قاله
أبو الحسين أحمد بن علي بن العباس النجاشي الأسدي وصدره باسم عبد
الله بن النجاشي بن عثيم بن سمعان أبو بجير الأسدي، ولم يذكر هو ولا
غيره النجاشي بن عثيم أبا عبد الله المذكور الا تبعا لذكر غيره ولم يسم في
شئ من المواضع بأحمد ولا يصلح ان يكون أحمد بن عثيم ترجمة له لخلوها
عن بيان أحواله فتكون حشوا خلوا عن الفائدة والفصل به بين أحمد بن علي
وأحمد بن العباس يقتضي ان يكون الأول كذلك لانقطاعه به عن الأخير
المشتمل على التصنيف وذكر الكتب فليس فيه على هذا التقدير الا ان
أحمد بن علي رجل من أصحاب عبد الله النجاشي صاحب الرسالة وهذا
وحده غير مقصود من العنوان، وانما المقصود بيان كتب صاحب الترجمة
وانتهاء نسبه إلى عدنان، والظاهر على فرض صحة النسخة إعادة المصنف
لاسمه للفصل بذكر الرسالة وما يتبعها من القول الموهم لانقطاع الكلام،
وثانيا لمعروفيته بابن العباس والمراد ان أحمد بن علي المعروف بأحمد بن
العباس مصنف هذا الكتاب له هذه الكتب، وحق الاسم المعاد ان يكتب
بالسواد والحمرة من تصرفات النساخ كزيادة احمد ابن عثيم اه‍ وقد تنبه
لهذا قبل ذلك السيد مصطفى في نقد الرجال فقال أحمد بن علي بن العباس
وساق النسب إلى قوله ابن غنيم بن أبي السمال أحمد بن العباس النجاشي
الأسدي مصنف هذا الكتاب له كتب، ثم قال: هكذا عبر أحمد بن علي
النجاشي عن نفسه في كتاب رجاله المعروف وتوهم بعض الفضلاء ان
أحمد بن العباس النجاشي غير أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي المصنف لكتاب الرجال بل هو جده وليس له كتاب الرجال وهذا ليس كلام
المصنف بل هو ملحق وكان في النسخة التي كانت عنده من رجال النجاشي
أحمد بن العباس النجاشي كانت بالحمرة فوقع ما وقع اه‍. وقد جعل
بحر العلوم كما سمعت النجاشي لقبا لوالد عبد الله لا لعبد الله نفسه ومر
الكلام فيه.
آل أبي السمال
في رجال بحر العلوم: آل أبي السمال بيت كبير بالكوفة قديم التشيع
وفيهم العلماء والمصنفون ورواة الحديث من زمن عبد الله صاحب الرسالة
إلى النجاشي صاحب الرجال وكان عبد الله زيديا ثم رجع في حديث
طويل رواه الكشي وإبراهيم بن أبي السمال ثقة له كتاب وكان هو واخوه
(٣١)

إسماعيل من الواقفية على شك لهما في الوقف ولهما مع الرضا ع
حديث في ذلك مذكور في موضعه ويظهر من النجاشي في ترجمة داود بن
فرقد مولى آل أبي السمال عدم وقفه أو رجوعه عن الوقف فإنه ذكر لداود
كتابا وقال روى هذا الكتاب جماعات كثيرة من أصحابنا رحمهم الله منهم
إبراهيم بن أبي بكر محمد بن عبد الله النجاشي المعروف بابن أبي السمال
ووالد النجاشي علي بن أحمد شيخ من أصحابنا روى عنه ولده في التراجم
مترجما عليه وكذا جده أحمد بن العباس ففي ترجمة علي بن عبد الله بن
علي بن الحسين قال أخبرني أبي رحمه الله قال حدثني أبي الخ اه‍ وقال
بحر العلوم في الحاشية: في رجال الشيخ عباس النجاشي ذكره في
أصحاب الرضا ع والظاهر أنه غير العباس بن محمد بن
عبد الله بن إبراهيم جد النجاشي لبعد الطبقة اه‍.
أقوال العلماء فيه في الخلاصة: ثقة معتمد عليه عندي له كتاب الرجال نقلنا عنه في
كتابنا هذا وفي غيره أشياء كثيرة اه‍. وفي رجال بحر العلوم وممن نص
على توثيق النجاشي ومدحه وأثنى عليه بما هو أهله من القدماء العظماء أبو
الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي الفقيه المشهور قال في
كتاب قبس المصباح: أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن علي بن
أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بابن الكوفي ببغداد وكان شيخا مهيبا
ثقة صدوق اللسان عند المخالف والمؤلف اه‍
والصهرشتي هذا كان تلميذ المرتضى والشيخ الطوسي ويروي عن
النجاشي، وفي مزار البحار نقلا عن قبس المصباح أنه قال: أخبرنا الشيخ
الصدوق أبو الحسن أحمد بن علي بن أحمد النجاشي الصيرفي المعروف بابن
الكوفي ببغداد آخر ربيع الأول سنة ٤٤٢ وكان شيخا بهيا ثقة صدوق
اللسان عند الموافق والمخالف رضي الله عنه وأرضاه وذكر حديثا ذكرناه في
ترجمة أبي الوفاء الشيرازي وربما يظن أن الذي ذكره الصهرشتي شخص آخر
غير صاحب الرجال لوصفه بالصيرفي وأنه يعرف بابن الكوفي، ولم يصفه
أحد غيره بذلك ولكن لم يكن في عصره من هو بهذا الاسم والطبقة موافقة
فلا ينبغي الشك في أنه صاحب الرجال وعدم وصفه بما ذكرنا لا ينافي وصفه
به، ولكن ستعرف في ترجمة الصهرشتي المذكور الشك في كون قبس
المصباح له وان ياقوتا نسبه لغيره وأن المجلسي في مقدمات البحار لم يصرح
باسم مؤلفه وكأنه لم يعرفه. وفي رجال ابن داود أحمد بن علي بن
العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن النجاشي
الذي ولي الأهواز مصنف كتاب الرجال لم يرو عنهم ع قال
الكشي معظم كثير التصانيف اه‍ وفي رجال بحر العلوم قوله الكشي
من طغيان القلم لا من زلة القدم فإنه أعظم من أن يخفى عليه تقدم
الكشي على النجاشي المعظم اه‍ أقول هذا من أغلاط رجال ابن
داود الذي قالوا عنه ان فيه أغلاطا كثيرة سواء كان ذلك من طغيان القلم أو
زلة القدم فهو غلط فاضح وكون ابن داود لا يخفى عليه تقدم الكشي على
النجاشي يزيد الغلط قبحا ولا يعد لابن داود مدحا. وفي رجال بحر
العلوم: أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثقات والعدول الاثبات من
أعظم أركان الجرح والتعديل وأعلم علماء هذا السبيل اجمع علماؤنا على
الاعتماد عليه وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال اليه وقد صرح
بتعظيمه وتوثيقه العلامة وغيره ممن تقدم عليه أو تأخر وأثنوا عليه بما ينبغي
ان يذكر وان أغنى العلم به عن الخبر اه‍. وعن الرواشح السماوية
للداماد ان أبا العباس النجاشي شيخنا الثقة الفاضل الجليل القدر السند
المعتمد عليه المعروف وفي الوجيزة: ثقة مشهور. وفي أوائل البحار عند
ذكر الكتب المأخوذ منها: وكتاب معرفة الرجال والفهرست للشيخين
الفاضلين الثقتين محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي وأحمد بن علي بن
أحمد بن العباس النجاشي ثم في بيان الاعتماد على الكتب: وكتابا الرجال
عليهما مدار العلماء الأخيار في الأعصار والأمصار وفي أمل الآمل أحمد بن العباس
النجاشي ثقة جليل القدر معاصر للشيخ يروي عن المفيد ووثقه العلامة إلا أنه
قال أحمد بن علي بن أحمد بن العباس اه‍ وفي الاستدراك دفع توهم المغايرة
وان النجاشي أحمد بن العباس لا أحمد بن علي وقد مر التحقيق. وفي رجال
بحر العلوم: ومن المعتمدين على النجاشي والمستندين اليه في أحوال
الرجال قبل العلامة شيخاه السيدان الثقتان السيد أحمد بن طاوس والسيد
علي بن طاوس خصوصا الأول وممن أكثر الاستناد اليه واظهر الاعتماد عليه
قبل العلامة شيخه المحقق وكتابه المعتبر مشحون بذلك وكذا كتاب نكت
النهاية وأورد شواهد من الكتابين قال وقلما يوجد في كلامه التصريح
بالاستناد إلى غير النجاشي من أصحاب الرجال حتى الشيخ ويظهر منه
تقديمه على غيره في هذا الشأن وهو الظاهر من العلامة فإنه شديد التمسك
به كثير الاتباع لكلامه وعباراته في الخلاصة حيث يحكم ولا يحكي عن
الغير هي عبارات النجاشي بعينها اه‍. وفي مستدركات الوسائل:
العالم النقاد البصير المضطلع الخبير الذي هو أفضل من خط في فن الرجال
بقلم أو نطق بفم فهو الرجل كل الرجل لا يقاس بسواه ولا يعدل به من
عداه كلما زدت به تحقيقا ازددت به وثوقا وهو صاحب الكتاب المعروف
الدائر الذي اتكل عليه كافة الأصحاب إلى أن قال وبالجملة فجلالة قدره
وعظيم شانه في الطائفة أشهر من أن يحتاج إلى نقل الكلمات.
تقديمه على الشيخ في علم الرجال
في مستدركات الوسائل: الظاهر منهم تقديم قوله ولو كان ظاهرا على
قول غيره من أئمة الرجال في مقام المعارضة في الجرح والتعديل ولو كان نصا
اه‍ وقد عرفت قول بحر العلوم أن الظاهر من المحقق والعلامة تقديمه
على غيره في علم الرجال، وقال الشهيد الثاني في المسالك في مسالة التوارث
بالعقد المنقطع بعد ما ذكر كلاما للشيخ وابن الغضائري والنجاشي: وظاهر
حال النجاشي أنه أضبط الجماعة وأعرفهم بحال الرجال اه‍ وقال الشيخ محمد بن
الشيخ حسن بن الشهيد الثاني في شرح الاستبصار بعد
ذكر كلام الشيخ والنجاشي في سماعة: والنجاشي يقدم على الشيخ في
هذه المقامات كما يعلم بالممارسة قال وقد وجدت بعد ما ذكرته كلاما لمولانا
احمد الأردبيلي يدل على ذلك، وقال صاحب المنهج في ترجمة سليمان بن
صالح الجصاص: ولا يخفى تخالف ما بين طريقي الشيخ والنجاشي ولعل
النجاشي أثبت اه‍ وعن الشيخ عبد النبي الجزائري أنه قال عند ذكره
في الحاوي: لا يخفى جلالة هذا الرجل وعظم شانه وضبطه للرجال وقد
اعتمد عليه كل من تأخر عنه في الجرح والتعديل، بل لا يبعد ترجيح قوله
على قول الشيخ مع التعارض كما ينبئ عنه تتبع الأحوال اه‍ وفي
رجال بحر العلوم وبتقديمه أي النجاشي صرح جماعة من الأصحاب مثل
السيدين ابني طاوس والعلامة والشهيد الثاني وولده وسبطه وصاحب كتاب
الرجال الكبير في ترجمة سليمان بن صالح حيث قال: ولعل النجاشي أثبت
وذلك نظرا إلى كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، والظاهر أنه هو
الصواب قال ولذلك أسباب نذكرها وان أدى إلى الاطناب:
(٣٢)

أحدها تقدم تصنيف الشيخ لكتابيه الفهرست وكتاب الرجال على
تصنيف النجاشي لكتابه، فإنه ذكر فيه الشيخ ووثقه وأثنى عليه وذكر كتابيه
مع سائر كتبه، وحكى في كثير من المواضع عن بعض الأصحاب وأراد به
الشيخ، وقال في ترجمة محمد بن علي بن بابويه له كتب منها كتاب دعائم
الاسلام في معرفة الحلال والحرام وهو في فهرست الشيخ الطوسي، وهذان
الكتابان هما أجل ما صنف في هذا العلم، وأجمع ما عمل في هذا الفن،
ولم يكن لمن تقدم من أصحابنا على الشيخ ما يدانيهما جمعا واستيفاء وجرحا
وتعديلا وقد لحظهما النجاشي في تصنيفه وكانا له من الأسباب الممدة والعلل
المعدة وزاد عليهما شيئا كثيرا وخالف الشيخ في كثير من المواضع والظاهر في
مواضع الخلاف وقوفه على ما غفل عنه الشيخ من الأسباب المقتضية للجرح
في موضع التعديل والتعديل في موضع الجرح، وفيه صح كلا معنيي المثل
السائر: كم ترك الأول للآخر ولم يذكر الشيخ كتاب النجاشي ولم يترجمه.
ثانيها ما علم من تشعب علوم الشيخ وكثرة فنونه ومشاغله
وتصانيفه في الفقه والكلام والتفسير وغيرها مما يقتضي تقسم الفكر وتوزع
البال ولذلك كثر عليه النقض والايراد والنقد والانتقاد في الرجال وغيره،
بخلاف النجاشي فإنه عني بهذا الفن فجاء كتابه أضبط وأتقن.
ثالثها استمداد هذا العلم من علم الأنساب والآثار واخبار
القبائل والأمصار، وهذا مما عرف للنجاشي ودل عليه تصنيفه فيه واطلاعه
عليه كما يظهر من استطراده بذكر الرجل ذكره أولاده واخوانه وأجداده وبيان
أحوالهم ومنازلهم حتى كأنه واحدا منهم.
رابعها إن أكثر الرواة عن الأئمة ع كانوا من أهل
الكوفة ونواحيها القريبة والنجاشي كوفي من وجوه أهل الكوفة من بيت
معروف مرجوع إليهم، وظاهر الحال أنه اخبر بأحوال أهله وبلده ومنشئه،
وفي المثل: أهل مكة أدرى بشعابها.
خامسها ما اتفق للنجاشي من صحبة الشيخ الجليل العارف بهذا
الشأن أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري فإنه كان
خصيصا به وصحبه وشاركه وقرأ عليه واخذ منه ونقل عنه ما سمعه أو
وجده بخطه كما علم مما ذكر في ترجمته، ولم يتفق ذلك للشيخ فإنه ذكر في
أول الفهرست انه رأى شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست
كتب أصحابنا وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول ولم يجد من
استوفى ذلك أو ذكر أكثره الا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن
عبيد الله فإنه عمل كتابين ذكر في أحدهما المصنفات وفي الآخر الأصول،
غير أن هذين الكتابين لم ينسخهما أحد واخترم هو وعمد بعض ورثته إلى
اهلاك الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكاه بعضهم. ومن هذا يعلم
أن الشيخ لم يقف على كتب هذا الشيخ وظن هلاكها كما أخبر به، ولم يكن
الامر كذلك لما يظهر من النجاشي من اطلاعه عليها وإخباره عنها، وقد
بقي بعضها إلى زمان العلامة فإنه قال في ترجمة محمد بن مصادف: اختلف
قول ابن الغضائري فيه ففي أحد الكتابين انه ضعيف وفي الآخر انه ثقة،
وقال: عمر بن ثابت أبي المقدام ضعيف جدا قاله ابن الغضائري. وقال
في كتابه الآخر: عمر بن أبي المقدام ثابت العجلي مولاهم الكوفي طعنوا
عليه وليس عندي كما زعموا وهو ثقة.
سادسها تقدم النجاشي واتساع طرقه وادراكه كثيرا من المشايخ
العارفين بالرجال ممن لم يدركهم الشيخ كالشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن
نوح السيرافي وأبي الحسن أحمد بن محمد الجندي وأبي الفرج محمد بن علي
الكاتب وغيرهم فان وفاته متأخرة عن وفاة الشيخ بإحدى وثلاثين سنة
اه‍ ويأتي تفصيلهم عند ذكر مشايخه. هذا وفهرست الشيخ عظيم
جليل لا يقل فائدة عن كتاب النجاشي ان قلنا إن النجاشي أضبط مع أن
للشيخ السبق بالفضل.
مشايخه
في رجال بحر العلوم. ونحن نذكر هنا جملة مشايخه ممن ذكر لهم
ترجمة في كتابه وغيرهم ممن تفرقت أسماؤهم في التراجم عند بيان الطرق
إلى أصحاب الأصول والكتب ولم أجد أحدا تصدى لجمعهم وهو مهم جدا
والتعبير عنهم يختلف كثيرا فيقع تارة بالكنية أو النسبة أو الصفة وتارة بالاسم
وحده أو منسوبا إلى الأب أو الجد الأدنى أو الأعلى فيظن التعدد من لا خبرة
له وهم اقسام فمنهم المسمى بمحمد وهم ستة أشهرهم وأفضلهم وأوثقهم.
١ الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد وهو المراد
بقوله شيخنا أبو عبد الله وقوله محمد بن محمد ومحمد بن النعمان ومحمد على
الاطلاق وترجمه في الكتاب.
٢ أبو الفرج الكاتب محمد بن علي بن يعقوب بن إسحاق بن أبي
قرة القناني ترجمه في الكتاب وروى عنه في التراجم كثيرا بلفظ أبو الفرج
محمد بن علي بن أبي قرة أو أبو الفرج محمد بن علي الكاتب القناني أو
محمد بن علي الكاتب أو أبو الفرج الكاتب أو أبو الفرج بلفظ أخبرنا وحدثنا
ونحو ذلك والكل واحد. أما أبو الفرج محمد بن أبي عمران موسى بن
علي بن عبد ربه عبدويه خ ل القزويني الكاتب فقد ترجمه وقال رأيت
هذا الشيخ ولم يتفق لي سماع شئ منه فدل على أن المذكور بأخبرنا وحدثنا
غيره ولا ينافيه ما في أحمد بن محمد الصولي له كتاب كان يرويه أبو الفرج
محمد بن موسى بن علي القزويني وما في سليمان بن سفيان المستشرق قال
أبو الفرج محمد بن موسى بن علي القزويني حدثنا إسماعيل بن علي الدعبلي
فإنه محمول على النقل من كتبه.
٣ أبو عبد الله محمد بن علي بن شاذان القزويني وهو من شيوخ
إجازة النجاشي يروي عنه كثيرا قال في الحسين بن علوان أخبرنا إجازة
محمد بن علي القزويني وتارة يقول محمد بن علي بن شاذان وتارة أبو
عبد الله محمد بن علي القزويني وتارة أبو عبد الله بن شاذان القزويني وقد
تكرر أبو عبد الله بن شاذان وأبو عبد الله القزويني وابن شاذان والكل
واحد.
٤ أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي
ذكر لأبيه ترجمة وقال إنه صنف كتابين أخبرنا بهما ابنه أبو الحسن ولم يسمه
بل اكتفى بكنيته وسماه الكراجكي في كنز الفوائد فقال في عدة مواضع منه
حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان
القمي رضي الله عنه وتأتي ترجمته في محلها.
٥ القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن النصيبي كذا
نسبه في ترجمة أبي شجاع الفارس بن سليمان وذكر ان له كتابا قرأه على
القاضي المذكور وقال في ترجمة ابن أبي عمير انه سمع نوادره من القاضي
أبي الحسين محمد بن عثمان بن الحسن يقرأ عليه وفي ترجمة الحسين بن
(٣٣)

خالويه له كتاب الأول ومقتضاه ذكر امامة أمير المؤمنين ع حدثنا
بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي قال قرأته عليه بحلب وفي محمد بن أحمد
المفجع أخبرنا محمد بن عثمان بن الحسن وفي الحسين بن مهران وغيره
أخبرنا أبو الحسين محمد بن عثمان والكل واحد وهو القاضي أبو الحسين
النصيبي المذكور وفي ترجمة محمد بن يوسف الصنعاني أخبرنا محمد بن عثمان
المعدل في كنز الفوائد للكراجكي أبو الحسين محمد بن عثمان بن عبد الله
النصيبي ويأتي في مشايخ النجاشي عثمان بن أحمد الواسطي وكان الحسن
وعبد الله واحمد أجداد القاضي محمد بن عثمان والمنسوب إليهم رجل واحد
اه‍ قول عثمان بن أحمد الواسطي لا ربط له بالمقام كما لا يخفى.
٦ محمد بن جعفر الأديب روى عنه كثيرا وذكره في أول الكتاب في
ترجمة أبي رافع مولى رسول الله ص وهو محمد بن جعفر النحوي كما في هذا
الموضع وغيره ومحمد بن جعفر المؤدب كما في الحسن بن محمد بن سماعة
ومحمد بن ثابت و محمد بن جعفر التميمي كما في الحسين بن محمد بن
الفرزدق وأبو الحسن النحوي كما في إبراهيم بن محمد بن يحيى وغيره وأبو
الحسن التميمي كما في ترجمة أبي رافع والتعبير عنه يختلف وهو واحد.
قال ومن مشايخه المسمى بأحمد وهم سبعة أعرفهم وأفضلهم:
٧ أبو العباس أحمد بن علي بن العباس بن نوح السيرافي المشهور
يستند اليه النجاشي وغيره في أحوال الرجال وله ترجمة في الكتاب قال فيها
وهو استاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه وقال في ترجمة السندي بن الربيع
أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا الحميري قال بحر العلوم: وهو سهو
فإنه إنما يروي عن أحمد بن محمد بن يحيى بواسطة بعض مشايخه والظاهر أن
السند احمد عن أحمد والمراد بالأول ابن نوح فأسقطه النساخ لتوهم
التكرار.
٨ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى المعروف بابن
الجندي. قال النجاشي أستاذنا ألحقنا بالشيوخ في زمانه. ويختلف التعبير
عن هذا الشيخ فيقال أحمد بن محمد بن عمران وأحمد بن محمد الجندي وأبو
الحسن ابن الجندي وابن الجندي وفي ترجمة عبد الصمد بن بشير وغيره
أحمد بن محمد بن الجراح وفي محمد بن همام أبو الحسن أحمد بن محمد بن
موسى الجراح وفي الفهرست ورجال الشيخ أحمد بن محمد بن موسى الجراح
المعروف بابن الجندي وقال النجاشي في ترجمة عبد الله بن مسكن أخبرنا
أحمد بن محمد المستنشق حدثنا أبو علي بن همام قال ويحتمل أن يكون هو
أحمد بن محمد الجندي وهو الظاهر كما تشعر به روايته عن ابن همام فيكون
المستنشق من ألقابه.
٩ الشيخ أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز المعروف
بابن الحاشر وابن عبدون قال في ترجمته شيخنا له كتب أخبرنا بسائرها.
١٠ الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري قال
في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد: قال أحمد بن الحسين رحمه الله
يعني ابن الغضائري له كتاب في الإمامة أخبرنا أبي وذكر سنده اليه،
وقد يستفاد أيضا روايته عنه من ترجمة أحمد بن إسحاق الأشعري وجعفر بن
عبد الله رأس المذري ومحمد بن عبد الله بن جعفر الحميري.
١١ أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي روى عنه عن أبيه وعبر عنه
تارة بأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي زيد وأخرى بأحمد بن
محمد بن عبيد الله وكان عبيد الله هو عبد الله يصغر ويكبر وتكرر
روايته عن القاضي أبي عبد الله الجعفي والقاضي أبي عبد الله والظاهر أنه
أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي المذكور وتفصيل الكلام في ترجمته.
١٢ أحمد بن هارون، روى عنه في عدة تراجم ذكرناها في ترجمته
وهو يروي في جميع ذلك عن أحمد بن محمد بن سعيد.
١٣ أحمد بن محمد بن موسى بن هارون الأهوازي المعروف بابن
الصلت كما في ترجمة محمد بن إسحاق بن عمار حيث قال له كتاب أخبرنا
أحمد بن محمد الأهوازي حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد وقال في جملة من
التراجم أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون وعدة وأحمد بن محمد بن هارون في
آخرين عن أحمد بن محمد بن سعيد قاله في زياد بن أبي غياث وزياد بن
مروان وطلاب بن حوشب وغيرهم. أقول ومن مشايخه ممن اسمه احمد
ولم يذكره السيد بحر العلوم الطباطبائي في رجاله.
١٤ أحمد بن كامل روى عنه في ترجمة أبو معشر المدني عن داود بن
محمد بن أبي معشر المدني عن أبيه عن جده أبي معشر.
ومن مشايخه المسمى بعلي وهم أربعة:
١٥ والده علي بن أحمد بن العباس النجاشي يروي عنه عن أبيه في
علي بن عبيد الله بن علي وعنه عن محمد بن علي بن بابويه في عثمان بن
عيسى ومحمد بن أبي القاسم ماجيلويه ومحمد بن إسماعيل بن بزيع.
١٦ الشيخ أبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد القمي.
١٧ أبو القاسم علي بن شبل بن أسد روى عنه في إبراهيم بن
إسحاق الأحمري وظفر بن حمدون وعبد الله بن حماد الأنصاري.
١٨ القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف روى عنه في ترجمة
محمد بن إبراهيم الامام.
ومن مشايخه المسمى بالحسن وهما اثنان:
١٩ الحسن بن أحمد بن إبراهيم روى عنه في أحمد بن عامر بن
سليمان ومحمد بن تميم النهشلي.
٢٠ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي روى عنه
في عبد الله بن داهر وذكر له ترجمة أقول: وهنا شخص ثالث اسمه
الحسن روى عنه وذكر له ترجمة وهو:
٢١ الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب
ع قال: قرأت عليه فوائد كثيرة وقرئ عليه وانا اسمع اه‍:
ومن مشايخه المسمى بالحسين وهم ثلاثة:
٢٢ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري وإطلاق
الحسين ينصرف اليه.
٢٣ أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز
المعروف بابن الخمري روى عنه في عبد الله بن إبراهيم بن الحسين الحسيني
وقال في الحسين بن أحمد بن المغيرة له كتاب أجازنا روايته أبو عبد الله بن
الخمري.
(٣٤)

٢٤ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية.
ومن مشايخه جماعة أخرى لا اشتراك بينهم في الاسم وهم ثمانية
رجال منهم:
٢٥ القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر ذكره في ترجمة
دعبل بن علي الخزاعي ومحمد بن جرير الطبري وقال في محمد بن الحسن بن
أبي سارة قال أبو إسحاق الطبري، والظاهر أنه القاضي أبو إسحاق
المذكور.
٢٦ أبو الخير الموصلي سلامة بن دكا ذكره في ترجمة علي بن محمد
العدوي الشمشاطي.
٢٧ أبو الحسن العباس بن عمر بن العباس بن محمد بن
عبد الملك بن أبي مروان الكلواذاني كذا نسبه في ترجمة علي بن الحسين بن
بابويه مترحما عليه. وفي الحصين بن مخارق قرأت على أبي الحسن
العباس بن عمر بن العباس الكلواذاني المعروف بابن مروان وفي وهب بن
وهب العباس بن عمر الكلواذاني وفي علي بن إبراهيم الجواني العباس بن
عمر بن العباس والكل واحد.
٢٨ أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله البصري
كذا ذكره في يعقوب بن السكيت وروى عنه وقال في أحمد بن عبد الله
الدوري دفع إلي أبو احمد عبد السلام كتابا بخطه قد أجاز لي فيه جميع
رواياته.
٢٩ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الدعلجي الحذاء قال
في ترجمته: وعليه تعلمت المواريث. ٣٠ عثمان بن أحمد الواسطي، يظهر مما ذكره النجاشي في
علي بن علي الخزاعي أخي دعبل أن عثمان من شيوخ النجاشي حيث قرنه
بالدعلجي المعلوم أنه من شيوخ النجاشي وحكى عنهما فقال: قال عثمان
ابن احمد الواسطي وأبو محمد بن عبد الله بن محمد الدعلجي وإن لم يكن
مجرد قوله قال صريحا في اللقاء فإنه يقول ذلك كثيرا فيمن لم يلقه كابن
الجنيد وابن عقدة وغيرهما.
٣١ عثمان بن حاتم المنتاب قال في سعدان بن مسلم قال استاذنا
عثمان بن حاتم المنتاب التغلبي قال بحر العلوم ولم أجد له في الطرق إلى
الكتب ذكرا واتحاده بالواسطي المتقدم بعيد جدا.
٣٢ أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال في ترجمته كنت
احضره في داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرأون عليه وفي رجال بحر
العلوم يعلم مما ذكر في تاريخ وفاة التلعكبري وهو سنة ٣٨٥ ومن تاريخ
تولد النجاشي وهو ٣٧٢ أن سن النجاشي إذ ذاك نحو ١٣ سنة ولصغره في
ذلك الوقت قلت روايته عنه بغير واسطة وربما حكى عن ولده عنه ففي
أحمد بن محمد بن الربيع الكندي قال أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى
قال أبي قال أبو علي بن همام الخ ولا ينافي هذا ما تقدم من قوله مع ابنه أبي
جعفر لاحتمال ان يكون لهارون بن موسى ابنان أو لابنه الواحد كنيتان.
٣٣ أبو الحسين بن محمد بن سعيد ذكره في ترجمة وهيب بن خالد
البصري وروى عنه ولم يمسه فقال أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن أبي سعيد
حدثنا جعفر بن محمد بن عبيد الله بمصر الخ قال بحر العلوم والظاهر أنه أبو
الحسين أحمد بن محمد بن علي الكوفي الذي يروي عنه المرتضى عن الكليني
كما ذكر الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وفي الفهرست وقال
النجاشي كنت أتردد إلى المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي وجماعة من
أصحابنا يقرأون كتاب الكافي على أبي الحسين أحمد بن محمد الكوفي
الكاتب حدثكم محمد بن يعقوب الكليني ولعل عليا وأحمد من أجداد
أحمد بن محمد ينسب اليهما تارة والى أبيه أخرى اه‍ ثم قال بحر العلوم
في رجاله فهؤلاء رجال النجاشي ومشايخه الذين روى عنهم في كتابه
وذكرهم في الطريق إلى أصحاب الأصول والكتب وهم ثلاثون شيخا
وعلى ما وجدنا ٣٣ أصحاب التراجم منهم في الكتاب تسعة التلعكبري
والمفيد وابن نوح وأبو الفرج القناني وابن هشيم العجلي وابن الجندي
والحسين بن عبيد الله وابن عبدون والدعلجي ولم يذكر لسائر شيوخه ترجمة
منفردة لأنه لا تصنيف لهم أو انه لم يقف على تصنيفهم وقد وضع كتابه لذكر
المصنفين من أصحابنا وتفصيل مصنفاتهم كما نبه عليه في أوله وفي مواضع
أخر منه وقد كان ينبغي ان يذكر لأبي الحسين أحمد بن الحسين الغضائري
ترجمة ويذكر كتبه فيها فإنه من مصنفي أصحابنا وقد حكى في كتابه عن
بعض تصانيفه وعما وجده بخطه وقد اتفق له مثل ذلك في بعض الأعاظم
من أصحاب الكتب المصنفة كالحسن بن محبوب ومحمد بن الجبار ولا محمل الا
السهو وروايته عن مشايخه المذكورين تختلف في القلة والكثرة فممن أكثر عنه
المفيد وابن نوح وابن الجندي وابن عبدون والحسين بن عبيد الله وأبو الفرج
روى عنهم في كثير من الطرق عن كثير من المشايخ وكذا ابن أبي جيد في
الرواية عن محمد بن الحسن بن الوليد وابن شاذان في الرواية عن أحمد بن
محمد بن يحيى العطار وعلي بن حاتم وأحمد بن هارون ومحمد بن جعفر
الأديب والقاضي أبو عبد الله الجعفي عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
الحافظ ودونهم في الكثرة القاضي أبو الحسين النصيبي وأبو الحسين
الكلواذاني والرواية عن غيرهم يسيرة وقد أشرنا إلى مواضعها عند ذكر كل
منهم قال والشيخ قد روى عن ثلاثة عشر شيخا ذكروا في ترجمته اختص
بالرواية عن سبعة منهم وشاركه النجاشي في الباقين وانفرد بأربعة وعشرين
من مشايخه المتقدمين ولا ريب ان كثرة المشايخ العارفين بالحديث والرجال
تفيد زيادة الخبرة في هذا المجال فإنه علم منوط بالسماع ولمراجعة الشيوخ
الكثيرين مدخل عظيم في كثرة الاطلاع والذي يظهر من طريقة النجاشي
في كتابه رعاية علو السند وتقليل الوسائط كما هو دأب المحدثين خصوصا
المتقدمين وهذا هو السبب في عدم روايته عمن هو في طبقته من العلماء
الأعاظم كالسيد المرتضى وأبي يعلى سلار بن عبد العزيز الديلمي وغيرهم
ولعل الوجه في تركه الرواية عن أكثر رجال الشيخ الذين اختص بهم
اكتفاؤه بالرواية عن مشايخهم أو من هو أعلى سندا منهم وقد صحب الشيخ
الثقة الصحيح السماع أبا الحسين أحمد بن محمد بن طرخان والشيخ المعتمد
الثقة الصدوق أبا الحسن علي بن محمد بن شيران وترجمهما في كتابه ولم يرو
عنهما ولقي من القدماء الأعيان أبا الفرج محمد بن أبي عمران موسى بن
علي بن عبد ربه القزويني وعبد الله بن الحسين بن محمد بن يعقوب الفارسي
وقال في ترجمتهما انه رآهما ولم يتفق له السماع منهما وقال في ترجمة محمد بن
إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني رأيت أبا الحسين محمد بن علي الشجاعي
الكاتب يقرأ عليه كتاب الغيبة تصنيف النعماني. ولقي أبا
(٣٥)

الحسن بن البغدادي السوراني قال في ترجمة فضالة بن أيوب قال لي أبو
الحسن بن البغدادي السوراني الخ ورأى أبا الحسن علي بن حماد شاعر أهل البيت
ع وعاصر من الشيوخ الجلة أبا القاسم الحسين بن
علي بن الحسين بن علي الوزير المغربي والشيخ أبا الحسن علي بن عبد
الرحمن بن عيسى بن عروة الكاتب ولم يرو عنه ولا عمن تقدمه في الطرق
إلى أصحاب الكتب والظاهر أنه لعدم السماع أيضا ولقي من الشيوخ
الأعاظم أبا محمد الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن علي العلوي
المحمدي الشريف النقيب وقال قرأت عليه فوائد كثيرة وقرئ عليه وانا
اسمع وأدرك النجاشي أيضا جماعة آخرين من الطبقة المتقدمة عليه ولم يرو
عنهم لضعفهم أو لفساد مذهبهم منهم أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
عبيد الله بن الحسن بن عياش الجوهري قال إنه اضطرب في آخر عمره
ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته ومنهم أبو الحسين
إسحاق بن الحسن بن بكران العقراني التمار قال: كان في هذا الوقت علوا فلم
اسمع منه شيئا ومنهم القاضي أبو الحسن المخزومي علي بن عبد الله بن
عمران القرشي المعروف بالميموني قال: كان فاسد المذهب والرواية، وقال
في باب الكنى: انه مضطرب جدا، قال بحر العلوم: ولم أجد له رواية
عنه، وليس إلا لضعفه واضطرابه. ومنهم أبو المفضل محمد بن
عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن البهلول بن همام بن المطلب الشيباني،
قال: كان في أول امره ثبتا ثم خلط، ورأيت جل أصحابنا يغمزونه
ويضعفونه رأيت هذا الشيخ وسمعت منه كثيرا ثم توقفت عن الرواية عنه
الا بواسطة بيني وبينه، قال بحر العلوم: ولعل المراد استثناء ما ترويه
الواسطة عنه حل الاستقامة والتثبت أو الاعتماد على الواسطة بناء على أن عدالته
تمنع عن روايته عنه ما ليس كذلك، وعلى التقديرين يفهم منه عدالة
الواسطة بينه وبين أبي الفضل بل عدالة الوسائط بينه وبين غيره من
الضعفاء مطلقا ومنهم أبو نصر هبة الله بن أحمد بن محمد الكاتب
المعروف بابن البرنية قال: كان يحضر مجلس أبي الحسين بن الشيبة العلوي
الزيدي المذهب فعمل له كتابا وذكر ان الأئمة ثلاثة عشر مع زيد رأيت أبا
العباس بن نوح قد عول عليه في الحكاية في كتابه اخبار الوكلاء اه‍،
قال بحر العلوم: ولم أجد لهذا الرجل ذكرا في طرق الأصول والكتب، مع
تقدم طبقته وتعويل أبي العباس بن نوح عليه وليس إلا لضعفه بما ارتكبه
من تصنيف الكاتب المذكور، ولذا تعجب من تعويل ابن نوح عليه.
قال: ويستفاد من ذلك كله غاية احتراز النجاشي وتجنبه عن الضعفاء
والمتهمين ومنه يظهر اعتماده على جميع من روى عنهم من المشايخ ووثوقه
بهم، وسلامة مذاهبهم ورواياتهم عن الضعف والغمز، وأن ما قيل في أبي
العباس بن نوح من المذاهب الفاسدة في الأصول مما لا أصل له، وهذا
أصل نافع في الباب جدا يجب ان يحفظ ويلحظ قال: ويؤيد ذلك ما
ذكره في جعفر بن محمد بن مالك بن سابور فإنه بعد تصنيفه وحكاية فساد
مذهبه ورواياته قال ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن
همام وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي، وكذا ما حكاه في عبيد الله بن
أحمد بن أبي زيد المعروف بأبي طالب الأنباري عن شيخه الحسين بن
عبيد الله رحمه الله قال: قدم أبو طالب بغداد واجتهدت بان يمكنني أصحابنا
من لقائه فاسمع منه فلم يفعلوا ذلك، دل ذلك على امتناع علماء ذلك
الوقت عن الرواية عن الضعفاء وعدم تمكين الناس من الاخذ عنهم،
وإلا لم يكن في رواية الثقتين الجليلين عن ابن سابور غرابة ولا للمنع من
الأنباري وجه ويشهد لذلك قولهم في مقام التضعيف يعتمد المراسيل
ويروي عن الضعفاء والمجاهيل، فان هذا الكلام من قائله في قوة التوثيق
لكل من يروي عنه، وينبه عليه أيضا قولهم ضعفه أصحابنا أو غمز عليه
أصحابنا أو بعض أصحابنا من دون تعيين إذ لولا الوثوق بالكل لما حسن
هذا الاطلاق، بل وجب تعيين المضعف والغامز أو التنبيه على أنه من
الثقات. ويدل على ذلك اعتذارهم عن الرواية عن بني فضال والطاطريين
وأمثالهم من الفطحية والواقفة وغيرهم بعمل الأصحاب برواياتهم لكونهم
ثقات في النقل وعن ذكر ابن عقدة باختلاطه بأصحابنا ومداخلته لهم وعظم
محله وثقته وأمانته، وكذا اعتذر النجاشي عن ذكره لمن لا يعتمد عليه
بالتزامه لذكر من صنف من أصحابنا والمنتمين إليهم قال في محمد بن عبد
الملك بن محمد بن التبان كان معتزليا ثم اظهر الانتقال، ولم يكن ساكنا وقد
ضمنا ان نذكر كل من ينتمي إلى هذه الطائفة وقال في المفضل بن عمر انه
كوفي فاسد المذهب مضطرب الرواية لا يعبأ به وانما ذكرناه للشرط الذي
قدمناه وقد وصف جملة من الطرق بالضعف أو الجهالة على وجه يشعر
بسلامة غيرها منهما ففي محمد بن الحسن بن شمون قال أبو المفضل: حدثنا
أبو الحسين رجاء بن يحيى بن سامان العبرتائي وأحمد بن محمد بن عيسى
الفراء عنه قال: وهذا طريق مظلم، وفي عيسى بن المستفاد بعد ذكر
الطريق إلى كتابه: وهذا الطريق طريق مصري فيه اضطراب، وفي
سعيد بن جناح: له كتابان يرويهما عن عوف بن عبد الله وعوف مجهول،
ومن هذا كلامه وهذه طريقته في نقد الرجال وانتقاد الطرق والتجنب عن
الضعفاء والمجاهيل والتعجب من ثقة يروي عن ضعيف لا يليق به ان
يروي عن ضعيف أو مجهول ويدخلهما في الطريق مع الاكثار وعدم التنبيه
على ما هو عليه من الضعف أو الجهالة، فإنه إغراء بالباطل وتناقض
واضطراب في الطريقة، ومقام هذا الشيخ في الضبط والعدالة يجل عن
ذلك فتعين ان يكون مشايخه الذين يروي عنهم ثقات جميعا، ويؤيده على
بعض الوجوه قوله في محمد بن أحمد بن الجنيد سمعت شيوخنا الثقات
يقولون عنه ان كان يقول بالقياس وأخبرونا جميعا بالإجازة لهم بجميع كتبه
ومصنفاته، وذلك على أن يكون المراد جميع الشيوخ كما هو ظاهر الجمع
المضاف، ويقصد بالوصف المدح دون التخصيص، لكن في اخبار الجميع
بذلك بعد، وكذا في حصول الإجازة من ابن الجنيد للكل، والأظهر ان
المراد مشايخه المشاهير أو من قال في حقه شيخي أو شيخنا أو خصوص المفيد
وابن نوح والحسين بن عبيد الله الذين هم اعرف شيوخه كما يشير اليه قوله
في محمد بن يعقوب: روينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا محمد بن محمد
والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي بن نوح، وعلى التقادير فهذه العبارة لا
تنافي توثيق الجميع كما قلناه اه‍.
تفسير العدة الراوي عنهم النجاشي
في رجال بحر العلوم: تكرر في كتاب النجاشي قوله عدة
من أصحابنا أو جماعة من أصحابنا وما في معناهما في مواضع كثيرة من دون
تفسير صريح لتلك العدة والجماعة والامر فيه هين على ما قررناه من وثاقة
الكل ولعله السر في ترك البيان ومع ذلك فيمكن التمييز بالمروي عنه أو
بدلالة ظاهر كلامه في جملة من التراجم.
فمنها العدة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه والمراد بهم
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والشيخ أبو العباس أحمد بن
(٣٦)

علي بن نوح والشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية فقد روى عن كل واحد منهم عن
جعفر بن قولويه في تراجم كثيرة وقال في ترجمة علي بن مهزيار أخبرنا
محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله والحسين بن أحمد بن موسى بن هدية
عن جعفر بن محمد وفي سعد بن عبد الله الأشعري نحو ذلك وفي محمد بن
يعقوب روينا كتبه كلها عن جماعة شيوخنا محمد بن محمد والحسين بن
عبيد الله وأحمد بن علي بن نوح عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.
ومنها العدة عن أبي غالب أحمد بن محمد بن سليمان الزراري
وهم محمد بن محمد وأحمد بن علي بن نوح والحسين بن عبيد الله ففي
محمد بن سنان أخبرنا جماعة شيوخنا عن أبي غالب أحمد بن محمد وقد تكرر
في التراجم رواية كل منهم عن الزراري.
ومنها العدة عن أبي محمد الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله
الشريف المرعشي وهم محمد بن محمد وأحمد بن علي والحسين بن عبيد الله
وغيرهم كما يدل عليه رواية كل من الثلاثة عنه مع قوله في ترجمته بعد ذكر
كتبه أخبرنا بها شيخنا أبو عبد الله وجميع شيوخنا رحمهم الله.
ومنها العدة عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود قال في ترجمته
حدثنا جماعة من أصحابنا بكتبه منهم أبو العباس بن نوح ومحمد بن محمد
والحسين بن عبيد الله في آخرين عنه وفي سلامة بن محمد خال أبي
الحسن بن داود أخبرنا محمد بن محمد والحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي
قالوا حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود عن سلامة بكتبه.
ومنها العدة عن القاضي أبي بكر محمد بن عمر بن سالم بن محمد
المعروف بالجعابي الحافظ قال له كتاب الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم
سمعناه من أبي الحسين محمد بن عثمان وأخبرنا بسائر كتبه شيخنا أبو
عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه وفي عبد الله بن محمد
التميمي وعبد الله بن علي بن الحسين الحسيني رواية أبي الحسين بن عثمان
النصيبي عنه.
ومنها العدة عن أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الأنصاري منهم
الحسين بن عبيد الله وأحمد بن علي كما يظهر من ترجمته ومن ترجمة أحمد بن
رزق ومقاتل بن مقاتل وغيرهما وفي الفهرست رواية المفيد وغيره عنه.
ومنها العدة عن أحمد بن جعفر بن سفيان ومنهم أبو العباس بن
نوح كما في ترجمة الفضل بن شاذان وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله كما في
إسماعيل بن مهران وجعفر بن محمد بن سماعة وحميد بن شعيب وغيرهم.
ومنها العدة عن أبي الحسين بن محمد بن علي بن تمام الدهقان وهم
أحمد بن علي والحسين بن عبيد الله وغيرهما قال في الحسن بن الحسين العرني
أخبرنا أحمد بن علي والحسين بن عبيد الله قالا حدثنا محمد بن علي بن تمام أبو
الحسين الدهقان وفي السندي بن عيسى أحمد بن علي وغيره عن محمد بن
علي بن تمام ورواية الحسين بن عبيد الله عنه كثيرة.
ومنها العدة عن أبي علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار وهم أبو
العباس أحمد بن علي بن نوح وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو
عبد الله بن شاذان ففي أحمد بن محمد بن عيسى أخبرنا بكتبه الشيخ أبو
عبد الله الحسين بن عبيد الله وأبو عبد الله بن شاذان قالا حدثنا أحمد بن
محمد بن يحيى وفي محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري أحمد بن علي وابن
شاذان وغيرهما عن أحمد بن محمد عن أبيه ورواية هؤلاء المشايخ الثلاثة عنه
متكررة في التراجم كثيرة جدا.
ومنها العدة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ وقد
تقدم القول فيها وان المراد بها رجال ابن عقدة وهم محمد بن جعفر الأديب
وأحمد بن محمد بن هارون وأحمد بن محمد بن الصلت والقاضي أبو عبد الله
الجعفي واحتمال كونهم من رجال الزيدية مع ما فيه لا يقدح في روايتهم
عن ابن عقدة لخروج الحديث به عن الصحة فلا يجدي صحته اليه والظاهر
اشتراك الكل في التوثيق.
قال وقد علم بما قررناه سلامة العدد كلها من الجهالة واشتمال ما
عدا الأخيرة منها على الامامي المعروف بالتوثيق وقد يجئ في الكتاب العدة
عن غير هؤلاء المذكورين تركناها لقلتها وعدم الفائدة في بعضها لضعف
المروي عنه كما في العدة عن الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن ولا يبعد
دخول ابن عبدون في عدد النجاشي كدخوله في عدد الشيخ لثبوت روايته
عن الجميع الا أنه قال في سهل بن أحمد بن عبد الله الديباجي بعد ذكر كتابه
أخبرني به عدة من أصحابنا وأحمد بن عبد الواحد وأخرج ابن عبدون عن
العدة فكأنه اصطلحها لغيره ولذا تركنا ذكره في عدده وزاد الشيخ في
الفهرست العدة عن محمد بن علي بن بابويه وأحمد بن محمد بن الحسن بن
الوليد ولم أجدها في كتاب النجاشي بل لم أجد لأحمد بن محمد بن الحسن
ذكرا في كتابه وروى عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد بواسطة أبي
الحسين بن أبي جيد واكتفي به لعلو سنده وروى عن محمد بن يحيى العطار
بواسطة ابنه وآثره على رواية الكليني عنه لقلة الواسطة في الأولى فإنها العدة
أو بعضها عن أحمد بخلاف الثانية فإنها العدة عن ابن قولويه أو غيره عن
الكليني، ولذا قلت روايته عن الكليني عن مشايخه بل روى عن مشايخ
الكليني ومن في طبقتهم بواسطة من أدركهم من شيوخه كابن الجندي في
الرواية عن أبي علي محمد بن همام وابن نوح والحسين بن عبيد الله عن
أحمد بن جعفر بن سفيان وابن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي
وأحمد بن محمد بن هارون وغيره عن ابن عقدة الحافظ والكلواذاني عن
علي بن الحسين بن بابويه، فان هؤلاء المشايخ كانوا معاصرين للكليني وقد
رووا عن شيوخه ومن في طبقتهم وتوفي علي بن بابويه سنة ٣٢٩ وفيها توفي
الكليني وكانت وفاة الباقين بعدها بسنين متقاربة، وروى ابن عقدة وابن
الزبير كلاهما عن علي بن الحسن بن فضال ومات ابن عقدة سنة ٣٣٣
وابن الزبير سنة ٣٤٨ اه‍ ما نقلناه من رجال بحر العلوم.
مؤلفاته
وقد ذكر مؤلفاته في كتاب رجاله فقال: له ١ كتاب الجمعة وما
ورد فيه من الاعمال ٢ كتاب الكوفة وما فيها من الآثار والفضائل ٣
كتاب أنساب بني نصر بن قعين وهو أحد أجداده وأيامهم وأشعارهم
٤ كتاب مختصر الأنواء ومواضع النجوم التي سمتها العرب اه‍ ٥
كتاب الرجال اقتصر فيه على أسماء المصنفين خاصة من الشيعة الا نادرا
كذكره ابن جرير الطبري لتمييزه عن ابن جرير الامامي، وذكر في أوله
السبب الذي دعاه إلى تصنيفه فقال: وقفت على ما ذكره السيد الشريف
أطال الله بقاه وادام توفيقه وهو الشريف المرتضى على ما في روضات
الجنات من تعبير قوم من مخالفينا انه لا سلف لكم ولا مصنف وهذا قول
(٣٧)

من لا علم له بالناس ولا وقف على اخبارهم ولا عرف منازلهم وتاريخ اخبار
أهل العلم ولا لقي أحدا فيعرف منه ولا حجة علينا لمن لا يعلم ولا عرف
وقد جمعت من ذاك ما استطعته ولم أبلغ غايته لعدم أكثر الكتب وانما ذكرت
ذلك عذرا إلى من وقع اليه كتاب لم أذكره إلى آخر كلامه، فانظر إلى ما
بلغت اليه همة هؤلاء العلماء الأعلام وغيرتهم على الدين والمذهب أن تكون
كلمة صدرت من مخالفيهم داعية لهم إلى تأليف كتاب يدحض ذلك
القول، كما اتفق للشيخ الطوسي لما سمع قول من يقول: ان من ينفي
القياس والاجتهاد كالإمامية لا طريق له إلى كثرة المسائل ولا التفريع على
الأصول. فألف كتاب المبسوط وذكر فيه جميع الفروع التي ذكرها علماء
الاسلام وزاد عليها وبين ان لكل منها مأخذا على طريقة الامامية واستمدت
العلماء من فروعه التي ذكرها إلى اليوم، إلى غير ذلك، ثم ابتدأ النجاشي
بذكر المؤلفين من الشيعة من الطبقة الأولى من عهد النبي ص وما قرب منه
وهي أسماء قليلة، ثم ذكر الباقين على ترتيب حروف المعجم الا انه لم يراع
في الترتيب الحرف الثاني ولا أسماء الآباء كما لم يراع ذلك الشيخ الطوسي في
فهرسته ولا العلامة في خلاصته وأول من راعى ذلك من أصحابنا
الحسن بن داود في رجاله ولما طبع فهرست الشيخ الطوسي في أوروبا رتبوه
كترتيب رجال ابن داود أما رجال النجاشي ففي مستدركات الوسائل انه
رتبه المولى عناية الله القهباني في النجف الأشرف وزاد عليه فوائد حسنة،
فأن النجاشي كثيرا ما يتعرض لمدح رجل أو قدحه في ترجمة آخر بمناسبة،
وقد أشار المرتب في آخر كل ترجمة إلى المواضع التي فيها ذكر لهذا الراوي
وله عليه حواش ورتبه أيضا الشيخ داود بن الحسن الجزائري المعاصر
لصاحب الحدائق اه‍ ولكن هذين الكتابين اللذين رتب فيهما كتاب
النجاشي على الوجه الأكمل بقيا في طي الكتمان لم ينتشر واحد منهما ولم
يطبع ولم ينتفع بهما الجم الغفير، وطبع كتاب النجاشي على ترتيبه الأصلي،
وعلى كتاب الكشي ورجال النجاشي وفهرست الطوسي وكتاب رجاله معول
الشيعة الإمامية في معرفة أحوال الرجال غالبا. ومنها استمد كل من كتب
منهم في الرجال.
٧٨: الشيخ احمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ احمد الحر العاملي الجبعي
ولد في جمادي الأولى يوم الجمعة سنة ١٢٧٥ وتوفي ٣ رمضان سنة
١٣٣٤ في جبع أيام الحرب العامة.
كان من أهل العلم والفضل والأخلاق الحسنة، وآل الحر معروفون
بحسن الاخلاق وكرم الطباع وسخاء النفس قرأ في جبع في مدرسة الفقيه
الشيخ عبد الله نعمة النحو والصرف وعلم البلاغة والفقه، وقرأ على
الشيخ محمد حسين من ذرية الشيخ محمد بن محمود العاملي المشغري
المعروف بالشيخ محمد الحسين المحمد، وكان لوالده راتب من الحكومة نحو
ثلاث ليرات عثمانية أو أكثر فذهب بعد وفاة والده إلى إسلامبول وتوسل
لجعلها له فحولت اليه، وفي سنة ١٣٢٤ وجدت عنده مجلة المنار لأنه كان
مشتركا فيها، وكان السلطان عبد الحميد أصدر امره بمنع دخولها للبلاد
العثمانية، فألقي القبض عليه بسبب وجودها عنده وفتشت كتبه، وسجن
في بيروت بضعة أشهر، ثم اطلق سراحه في أواخر شهر رمضان من هذه
السنة.
٧٩: أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن حراز
مات سنة ٤٥٢
في لسان الميزان: قال ابن النجار كتبت عنه وكان شيخا صالحا لكنه
من شيوخ الشيعة. قلت: يكنى أبا منصور روى عن أبي القاسم بن برهان
وأبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي روى عنه أبو بكر بن كامل اه‍.
٨٠: الشيخ أحمد بن نعمة الله علي بن جمال
الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثي
وما يوجد في بعض الكتب من أنه ابن نعمة الله بن علي سهو من
النساخ فان نعمة الله هو ابن احمد واسمه علي اشتهر بلقبه نعمة الله وفي
اجازته للملا عبد الله الششتري اما بعد فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله
العلي نعمة الله علي بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي وذكره في أمل الآمل
بعنوان أحمد بن نعمة الله بن خاتون وقال يروي عن الشهيد الثاني كان عالما
فاضلا صالحا له كتاب مقتل الحسين ع وفي روضات الجنات
بعد ما ذكر ترجمة أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن محمد بن
خاتون المتقدم قال: وهذا غير الشيخ الفاضل النبيل جمال الدين أحمد بن
الشيخ الكامل المعمر العالم الجليل نعمة الله بن علي بن أحمد بن محمد بن
خاتون صاحب الحواشي والقيود والمؤلفات التي منها كتاب مقتل الحسين
ع الذي هو من أجلاء علمائنا نعم هو جده لأبيه يقينا اي ان
المتقدم جد أحمد بن نعمة الله لأبيه والأمر كما قال وان هذا اي ابن نعمة
الله هو المذكور في الأمل بعنوان أحمد بن خاتون العاملي العيناثي وانه جرى
بينه وبين صاحب المعالم أبحاث انتهت إلى الغيظ والمباعدة كما تقدم والاتحاد
بين صاحب التراجم والذي جرت المباحثة بينه وبين صاحب المعالم كما ذكره
في الروضات قريب وان كان ظاهر الأمل انهما اثنان وذلك لاتحاد الطبقة فان
ابن نعمة الله يروي عن الشهيد الثاني والآخر معاصر لولده صاحب المعالم
فهما في طبقة واحدة قال في الروضات وكان اي المترجم من عمدة مشايخ
المولى عبد الله التستري والمجيزين له بقرية عيناثا عند مروره بها عائدا من
سفر الحج كما اجازه والده نعمة الله بن خاتون هناك أيضا قال نعمة الله في
اجازته بحق روايته عن شيخيه امامي الأمة واكملي الأئمة وسراجي الملة
الإمام ذو المآثر والمفاخر والفضائل والفواضل والمعالي أبو الحسن علي بن عبد
العالي والفقيه النبيه البدل الصالح والدي جمال الدين أبو العباس أحمد بن
خاتون قدس الله روحيهما وهما يرويان عن الجد الأسعد الأكمل الأفضل المحقق
المدقق شمس الدين محمد بن خاتون روض الله مرقده وينفرد كل
منهما رضي الله عنهما بطرق أخر مدونة بخطوطهما وهي كثيرة منتشرة بعضها
مما رزقناه بحمد الله أعلى وبعضها مساويا وقد ضبط الولد يعني والده احمد
في اجازته لملا عبد الله التستري المذكور البر الصالح الكامل ذو الاخلاق
السنية والأعراق القدسية رفع الله في العالمين قدره ونشر في العالمين ذكره قبل
هذه الكتابة نبذة هي غرة جبهة الرواية وذرة طريق الدراية والهداية فلذا
اعرضنا عن ذكرها لأنه كالتكرار، وقال الولد في اجازته وأجزت له ان
يروي عني ما يجوز عني روايته بحق روايتي لها عن جمع من الأخيار اجلهم
الشيخ الأجل الفرد العلم الوالد الشيخ نعمة الله خرق الله العادة بطول
عمره عن والده الشيخ الامام الرحلة القدوة عمدة المخلصين وزبدة
المحصلين الشيخ شهاب الدين احمد عن والده الامام البحر القمقام علامة
أبناء عصره في البيان والمعاني شمس الدين محمد قدس الله روحيهما عن
الشيخ الأجل جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي وكتب ذلك بيده
الفانية أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون وتاريخ الإجازتين في أواسط
(٣٨)

المحرم سنة ٩٨٨ هذا وقد صرح الشيخ نعمة الله وولده بأنه نعمة الله بن أحمد
لا ابن علي كما مر عن الروضات كما أنه صرح بذلك فيما رأيته بخطه
على ظهر نسخة من كتاب كفاية النصوص على عدد الأئمة الاثني عشر
ع فقال تشرف بمطالعة هذا الكتاب فقير عفو الله نعمة الله بن
أحمد بن خاتون سنة ٩٧٠ وهو الذي جدد بناء جامع عيناثا وكان عليه هذا
التاريخ:
قد وفق الله لهذا البنا * فصار فردا ما له من نظير
من احمد الخاتون تجديده * تاريخه الله علي خبير سنة ٩٨٨
٨١: آقا أحمد بن الآقا علي أشرف بن الآقا أحمد بن المولى عبد النبي الطسوجي
ولد سنة ١٢٣٢ واستشهد في قضية وقعة نجيب باشا بكربلا المشرفة.
والطسوجي نسبة إلى طسوج محل بأذربيجان.
كان عالما فاضلا شاعرا من نوابغ عصره في الأدب والشعر والتاريخ والتفسير
والحديث من أجلاء تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري وله كشكول وحواش على
الرياض وتفسير لم يتم وكتاب الرحلة إلى الحجاز وديوان شعر وحاشية على تفسير
البيضاوي موجود أكثرها عند أحفاده بطسوج. وجده المولى عبد النبي من نوابغ
العلماء في الدولة الزيدية وهو أستاذ صاحب رياض الجنة الذي يروي عنه وغير ذلك
ولما توفي أستاذه الأنصاري رثاه بقصيدة موجودة عند أولاده.
٨٢: الشريف أحمد بن علي بن إسحاق الجعفري
في مقاتل الطالبيين انه قتل في الفتنة التي كانت بين الجعفريين
والعلويين
٨٣: ميرزا احمد علي الآمرتسري الهندي
عالم فاضل له كتاب الإنصاف في تحقيق آية الاستخلاف اني جاعل في
الأرض خليفة وهو في الإمامة والرد على القاديانية بلغة أردو مطبوع وله قلع الفتن
صورة مناظرة بينه وبين المولوي سناء الله السني الآمرتسري بلسان أردو مطبوع.
٨٤: الشيخ جمال الدين أحمد بن علي بن أميركا القويني
القويني نسبة إلى قوين موضع كما في معجم البلدان وفي بعض
النسخ القوسيني وفي بعضها القوشيني وقوسين وقوشين غير موجود نعم يوجد
قوسينا كورة بمصر فلعله منسوب إليها ويمكن ان يكون مصحف القومسي
نسبة إلى قومس في طبرستان أو مصحف القرميسيني نسبة إلى قرميسين
معرب كرمانشاه.
قال منتجب الدين في الفهرست فاضل ورع له كتاب كشف النكات
في علل النحاة قرأته عليه اه‍ وفي مجموعة الجباعي: الشيخ جمال الدين
أحمد بن علي بن أميركا القوشيني فاضل ورع له كتاب كشف النكات في
علل النحاة اه‍ وكأنه نقله عن فهرست ابن بابويه.
٨٥: أحمد بن علي البلخي
قال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع: أحمد بن علي البلخي
الرجل الصالح أجاز للتلعكبري اه‍ وفي وصف الشيخ له بالرجل
الصالح واستجازة التلعكبري منه دلالة على حسن حاله.
٨٦: أحمد بن علي بن ثابت المعروف بابن الدينار
مات في شوال سنة ٦٠١ عن أبي النجار.
في لسان الميزان: سمع أبا الفضل الأرموي قال ابن النجار كان
مغفلا ولم يكن من أهل الرواية طريقة واعتقادا وكان يتشيع اه‍.
٨٧: الشيخ أحمد بن علي بن جعفر البحراني
كان فاضلا شاعرا أديبا قال مجيبا عن بيتي الشيخ محمد بن عيد
النجفي وهما:
لقد قيل من ماء تكون خده * وقد قيل من نار وبعدا لما قالوا
فلو كان من نار لما أخضر نبته * ولو كان من ماء لما احترق الخال
والجواب هو هذا:
نبي جمال في تكون خده * دلائل إعجاز بها تشهد الحال
فعن جزئه المائي حدث خده * وعن جزئه الناري قد أخبر الخال
٨٨: السيد فخر الدين أحمد بن علي بن حزقة الحسيني
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا يروي عنه ابن معية.
٨٩: الشريف احمد البروجردي بن علي قتيل اليمن ابن الحسن المكفوف بن
الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي زين العابدين ع
كان جده الحسن ضريرا ولذلك لقب بالمكفوف وأم الحسن هذا
عمرية خطابية غلب على مكة أيام أبي السرايا فاخرجه ورقاء بن زيد من
مكة إلى الكوفة، ويوجد في نواحي بروجرد بين الأكراد اللورية مقبرة
معظمة تعرف بشاه زاده احمد فيمكن كونها لأحمد الأفطس هذا.
٩٠: مجد الدين أحمد بن علي بن الحسن بن خليفة الحسيني التاجر البغدادي
ولد ٦٩١ وتوفي في رمضان ٧٦٥ بدمشق.
في الدرر الكامنة: اخذ عن المطهر الحلي في المعقول وقدم دمشق
فشغل الناس وانتفع به جماعة وخلف ثروة جيدة.
٩١: الشيخ أحمد بن علي بن الحسن الساري الأوالي
يروي بالإجازة عن المجلسي محمد باقر بن محمد تقي وتاريخها في ذي
القعدة سنة ١٠٩٧.
٩٢: أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان الفامي القمي
في رجال النجاشي: الفامي بالفاء والميم وهو بياع كل شئ وفي
القاموس: الفوم بالضم الثوم والحنطة والحمص والخبز وسائر الحبوب التي
تخبز وكل عقدة من بصلة أو ثومة أو لقمة عظيمة وبايعه فامي مغير عن
فومي اه‍، وفي الخلاصة: القاضي بدل الفامي وكأنه تصحيف قال
النجاشي شيخنا الفقيه حسن المعرفة صنف كتابين لم يصنف غيرهما: زاد
المسافر والأمالي، أخبرنا بهما ابنه أبو الحسن رحمهما الله تعالى اه‍ وأبو
الحسن ابنه اسمه محمد بن أحمد بن علي صاحب كتاب ايضاح دفائن
النواصب، وعن بعض نسخ رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم
ع: أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي الفامي أبو العباس والد
أبي الحسن محمد بن أحمد اه‍ وفي لسان الميزان: أحمد بن علي بن
الحسن بن شاذان القمي أبو العباس ذكره أبو الحسن بن بابويه في تاريخ
الري وقال: سمع من محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمد بن علي بن
تمام الدهقان وغيرهما، وروى عنه ابنه أبو الحسن محمد وجعفر بن أحمد
(٣٩)

وغيرهما وكان شيخ الشيعة في وقته اه‍. وفي مشتركات الكاظمي:
يعرف برواية ابنه أبي الحسن عنه اه‍.
٩٣: أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن إسماعيل اللويزي الكفعمي
العاملي أخو الشيخ إبراهيم الكفعمي صاحب الجنة الواقية المعروف بمصباح
الكفعمي
مات في حياة أخيه له كتاب زبدة البيان في عمل شهر رمضان
ينقل عنه أخوه المذكور في البلد الأمين وعد في آخر مصباحه من الكتب
المأخوذ منها كتاب زبدة البيان، وقال: انه لأخي الشيخ جمال الدين
الجبعي، وذكره اخوه المذكور في حواشي كتابه المعروف بالمصباح قال في
الفصل السادس والأربعين في عمل شوال: يستحب ان يصلي بين
العشائين ركعتين في الأولى بالحمد مرة والتوحيد مائة وفي الثانية بالحمد
والتوحيد مرة ثم يقنت ويركع ويسجد ويسلم ثم يخر ساجدا قائلا في
سجوده مائة مرة أتوب إلى الله وروي قراءة التوحيد ألفا في الركعة الأولى
من هاتين الركعتين ثم يدعو بهذا الدعاء وذكر الدعاء، وقال في الحاشية:
قلت هاتين اللتين في أول الأولى التوحيد ألفا ذكرهما الشيخ الأجل العالم
العامل أخي وشقيقي جمال الدين أحمد بن علي بن حسن بن محمد بن صالح
أصلح الله شانه وصانه عما شانه في كتابه الملقب بزبدة البيان في عمل شهر
رمضان قال ورواهما محمد بن أبي قرة في متهجده عن الصادق ع
وأن عليا ع كان يصل يهما ليلة الفطر وأن من صلاهما لم يسال الله
شيئا إلا أعطاه اه‍.
٩٤: أحمد بن علي بن الحسن الثعالبي
من مشايخه الصدوق محمد بن علي بن بابويه.
٩٥: احمد حقينة بن علي بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب عليهم السلام
ذكره صاحب عمدة الطالب ولم يذكر سبب تلقيبه بحقينة ولا ذكر من
أحواله شيئا سوى أنه قال أعقب من علي بن أحمد وحده والعقب من علي بن أحمد
حقينة من ثلاثة الحسن والحسين ومحمد فمن ولد الحسين بن علي بن أحمد
حقينة بنو سدرة وهو عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن بن أحمد
حقينة كانت لهم بقية ببغداد ومنهم موسى الحقيني بن أحمد بن عبيد
الله بن الحسن بن علي بن أحمد حقينة له عقب اه‍.
٩٦: السيد جمال الدين أبو العباس أحمد بن علي الحسني الحيدري الداودي
المعروف بابن عنبة صاحب كتاب عمدة الطالب
توفي في صفر سنة ٨٢٨ أو ٢٧ أو ٢٥ بكرمان.
نسبه
هو السيد أحمد بن علي بن حسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر ابن
علي بن معد بن عنبة الأكبر بن محمد الوارد من الحجاز إلى العراق ابن عبد
الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية بن داود الأمير بن موسى
الثاني بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى وهو الجون بن عبد الله
المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
عنبة بالنون في القاموس علم وفي تاج العروس: عنبة الأكبر جد
قبيلة من الاشراف بني الحسن بالعراق ونواحي الحلة وقيل لمحمد بن داود
ابن الرومية لان أمه أم ولد رومية.
أقوال العلماء فيه
في كتاب مخطوط يظن أن اسمه الأنوار وقد ذهب أوله فلم يعلم اسم
مؤلفه لكن علمنا أنه لتلميذ الشيخ أبو الحسن الشريف الفتوني العاملي
المتوفي سنة ١٢٦٦ قال بعد ان ساق نسبه كما ذكرناه: سيد جليل علامة
نسابة ثقة مشهور معروف لكن كتابه عمدة الطالب أشهر منه لحسنه
وصحة ما يظهر منه كما لا يخفى وهو من طبقة الشهيد الأول لأنهما يرويان
عن السيد محمد بن القاسم بن معية عن العلامة الحلي وصاحب العمدة لم
يذكر اسمه في أوله وإنما ذكره في أول المعلم الأول عند ذكر عبد الله
المحض اه‍. وهو صهر السيد تاج الدين بن معية النسابة شيخ الشهيد
الأول على ابنته ذكره في البحار وذكر انه من عظماء علماء الإمامية وكان احمد
المذكور تلميذه وصهره. وذكر في كتابه الفارسي في الأنساب انه دخل المزار
المعروف ببلخ قال وكشفت عن الصخرة الموضوعة على أصل القبر تحت
الصندوق وإذا مكتوب عليها ان هذا قبر أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي
طالب بن عبيد الله بن علي بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن عبيد الله بن
الحسين الأصغر بن علي بن الحسن السبط ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ع فعلم أنه من بني الحسن الذين ملكوا تلك البقاع والاشتراك في
الاسم واللقب والكنية هو الذي أوجب الاشتباه لعوام العامة فنسبوا المزار
إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع.
تشيعه كان من علماء الإمامية ويدل عليه تلمذه على ابن معية وملازمته له
اثنتي عشرة سنة كما يأتي ومصاهرته له على ابنته ولم يعثر على أحد نسبه إلى
غير التشيع وقد عرفت قول صاحب البحار انه من عظماء علماء الإمامية.
مشايخه
تلمذ على السيد تاج الدين محمد بن معية اثنتي عشرة سنة فقها وحديثا
ونسبا وحسابا وأدبا وغير ذلك كما يظهر من كتابه عمدة الطالب وفي
كشف الظنون: عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب لجمال الدين احمد
المعروف بابن عنبة اخذه من مختصر شيخه أبي الحسن علي بن محمد بن علي
الصوفي النسابة ومن تأليف شيخه أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري
اه‍ ولكن ما ينقله عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي الصوفي النسابة
المعروف بابن الصوفي العمري من ولد عمر الأطرف فإنما ينقله من كتبه مثل
المجدي والمبسوط وغيرهما وليس هو شيخه كما توهمه صاحب كشف الظنون
لان ابن الصوفي معاصر للسيد المرتضى المتقدم عليه بكثير وكذلك ينقل عن
كتاب أبي نصر البخاري سهل بن عبد الله النسابة.
مؤلفاته ١ عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب الكبرى مطبوع على
الحجر في بمبئي سنة ١٣١٨ يشتمل على أنساب الطالبين وتراجمهم، فرع
من تأليفه سنة ٨١٤ ألفه بالتماس جلال الدين الحسن بن علي بن
الحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن علي بن الحسن بن الحسن بن
الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي زين العابدين المعصوم بن
الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع كما ذكره في أوله، ثم
قال: وقدمته إلى الحضرة العلية علما مني بأنه نعم الهدية فما أجود ذلك المجلس
الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب وما أجدر هذا المحفل المنيف بان يتحقق
(٤٠)

لديه الانتساب اه‍ والذي قدمه له تيمورلنك ٢ عمدة الطالب
الصغرى، كتبها للسيد محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي الملقب بالمهدي
أو لوالده السيد فلاح، وتوهم صاحب كشف الظنون أن صاحب المختصر
غير المترجم فقال: عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب لجمال الدين أحمد
المعروف بابن عنبة أخذه من مختصر شيخه أبي الحسن علي بن محمد بن علي
الصوفي النسابة ومن تأليف شيخه أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري
وضم اليهما فوائد علقها من عدة أماكن موشحا بذكر الاخبار والولادة
والوفاة وأهداه إلى تيمور الكوركاني اختصره الشهاب أحمد بن الحسين بن
عنبة الحسني اه‍ ولكن المختصر هو له أيضا وسبب الاشتباه نسبة
صاحب المختصر إلى الجد وهو متعارف فظن أنه غير صاحب المطول، لكن
يبقى أن صاحب المختصر لقبه شهاب الدين والمترجم لقبه جمال الدين ولعله
من سبق قلم النسخ ٣ كتاب في الأنساب فارسي على نهج عمدة
الطالب، فيه الحكاية المقدم ذكرها عن المزار الذي ببلخ ٤ بحر الأنساب
في نسب بني هاشم مرتب على مقدمة وخمسة فصول، قال جورجي زيدان
في تاريخ آداب اللغة العربية. منه نسخة في المكتب الخديوية في ٢٧٦
صفحة في آخرها كتابة بخط السيد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس
اه‍.
٩٧: أحمد بن علي بن الحسين الغزنوي أبو الفتح
ولد سنة ٥٣٢ وتوفي سنة ٦١٨ عن ابن النجار.
هكذا صحح نسبته ابن حجر، وفي ميزان الاعتدال: أحمد بن علي
الغزنوي أبو الحسين، قال ابن حجر في لسان الميزان: إن ابن النجار كناه
أبو الفتح قال وهو الصحيح والحسين اسم جده اه أي أنه أحمد بن
علي بن الحسين أبو الفتح وإن من كناه أبو الحسين فقد صحف ابن بابو.
في ميزان الاعتدال: آخر من بقي من أصحاب الكرخي
الكروخي ببغداد قال ابن النجار: كان فاسد العقيدة ينال من
الصحابة، وفي لسان الميزان: ذكر ابن النجار انه تفرد برواية كتاب معرفة
الصحابة لابن منده بسماعه من أبي سعيد البغدادي عن أبي عمرو بن منده
قال وكانت سماعاته بإفادة ابن ناصر وكانت صحيحة وكان والده من كبار
الأعيان وسمع الغزنوي أيضا من أبي الحسن محمد بن أحمد بن صرما كتاب
الأموال لابن زياد النيسابوري، قلت وذكر ابن النجار في حقه مثالب
كثيره، قال الدبيثي: كان صحيح السماع عالي الاسناد إلا أنه لما بلغ أوان
الرواية واحتيج اليه لم يقم بالواجب ولا أحب ذلك لميله إلى غيره وكان
محمود الطريقة وسمعنا منه على ما فيه وقال ابن نقطة: سئل وأنا أسمع
عمن يستحل شرب الخمر؟ فقال كافر! وعمن يسب الصحابة؟ فقال
كافر! وعمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال كافر! فقيل له انهم يعنون انك
تزعم ذلك! فقال: انا برئ من ذلك كذبوا علي! وكتب خطه بالبراءة.
ومن مروياته أجزاء من تفسير وكيع بن الجراح سمعها من أبي سعيد
البغدادي وسمعها عليه يحيى بن الصيرفي شيخ المزني اه‍.
٩٨: الشيخ أحمد بن علي بن حسين بن محيي الدين بن حسين بن محيي الدين بن
أبي جامع الحارثي العاملي ثم النجفي العراقي من ذرية الشيخ عبد
الصمد أخي الشيخ البهائي.
توفي في أواخر القرن الحادي عشر.
آل أبي جامع وآل محيي الدين
آل أبي جامع الذين اشتهروا أخيرا بال محيي الدين: بيت علم
وفضل أصلهم من جبل عامل وانتقل بعضهم للعراق وبقيت ذريتهم في
النجف إلى اليوم منهم أهل علم ومنهم عوام، ولهم عقب في جبل عامل في
النباطية وجبع يعرفون بال محيي الدين، وذكر منهم جماعة في أمل الآمل
تجدهم في تضاعيف هذا الكتاب، وقد وصلنا كتيب من تأليف أحد
علمائهم وهو الشيخ جواد آل محيي الدين النجفي الذي عاصرناه ورأيناه في
النجف الأشرف، وتأتي ترجمته في بابها سماه ملحق أمل الآمل اقتصر فيه
آل أبي جامع خاصة الذين لم يذكرهم صاحب الأمل أو تأخروا عن
عصره، فأثبتناهم في هذا الكتاب كلا في بابه وقد اتحفنا به الفاضل السيد
محمد صادق بن السيد حسن بن السيد إبراهيم الشاعر المشهور الطباطبائي
الحسني النجفي، وعلق عليه بعض تعليقات نثبتها له انشء، ثم وجدنا
نسخة مع بعض فضلاء آل محيي الدين بأبسط من ذلك، قال مؤلف ذلك
الكتيب: لما كان صاحب أمل الآمل ذكر جملة من أجدادي قدس سرهم ولم
يذكر الجميع لعدم وصول خبرهم اليه لما نالهم من التغرب والشتات أحببت
أن أودع هذه الورقات ذكر من لم يذكرهم من المتقدمين عليه ومن تأخر عنه
إلى زماننا وهو سنة ١٢٨٠ وسبب مهاجرته وأول من هاجر منهم إلى
العراق من بلاد جبل عامل، ثم ذكر سبب نسبتهم إلى أبي جامع وهو أن
أحد أجدادهم بنى جامعا في جبل عامل فقيل له: أبو جامع أقول: لا
يبعد ان يكون له ولد يسمى جامعا، فان ذلك مذكور في الأسماء، ويوجد
قرب قرية كفر حتى في ساحل صيدا عين ماء يقال لها عين أبي جامع يشبه
أن تكون منسوبة إلى جده هذا، اما أن يقال له أبو جامع لأنه بنى جامعا
فبعيد. قال: ونسبتهم إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين
ع. وقال في حق صاحب الترجمة: إنه كان عالما فاضلا فقيها مبرزا،
له من الأولاد الشيخ محمود كان عالما فاضلا والشيخ محمد علي لم أقف على
اخبارهم اه‍. وقال السيد محمد صادق الطباطبائي المتقدم فيما علقه:
كانت وفاة الشيخ محمود في أوائل القرن الثاني عشر وكذا وفاة ابنه الشيخ
محمد وكان عالما فقيها جليل القدر، ووفاة الشيخ علي ابن الشيخ احمد
المذكور سنة ١١٥٠ وكان عالما فاضلا محققا ورعا اه آل فخر الدين
الذين في النجف والنباطية هم من آل أبي جامع وآل محيي الدين وكذلك،
يحكى عن الشيخ جواد محيي الدين ان آل شرارة وآل شرف الدين الذين
يسكن النجف الأشرف منهم عدد كثيرهم من آل أبي جامع، ومن
المعروف أن آل مروة ينتمون إلى آل أبي جامع فهم من ذرية الشيخ
عبد الصمد أخي البهائي لا من ذرية البهائي، لأن الظاهر أن البهائي كان
عقيما. ٩٩: السيد أحمد بن علي الحسين الأردستاني
عالم فاضل من علماء الدولة القطب شاهية الشيعية في الهند له كتاب
معالجة الأمراض ألفه باسم السلطان محمد علي قطبشاه منه نسخة مخطوطة
في المكتبة الرضوية قال في أولها بعد التسمية والتحميد والصلاة على سيد
الأنبياء محمد المصطفى وآله مفاتيح الهدى ومصابيح الدجى: أما بعد فهذا
ما جمعه العبد الواثق بالملك الغني أحمد بن علي الحسيني الأردستاني في معالجة
كل الأمراض من الرأس إلى القدم وما يناسب لها من الأدوية المركبة والمفردة
مشتملا على ٤٢ بابا عسى أن يثمر لي ما هو ثمرة تعنيتي وفاكهة مرادي من
(٤١)

الانتظام في سلك خواص حضرة من هو كعبة الآمال وقبلة الاقبال السلطان
الأكمل الأعظم والخاقان الأعدل الأكرم مالك رقاب اشخاص الأمم حامي
أصناف العرب والعجم ممهد قواعد العدل والإنصاف ماحي آثار الظلم
والاعتساف مشيد قواعد الشرع في الآفاق مرقي أرباب الفضل على
الاطلاق ملجا الفرقة الناجية الامامية الاثني عشرية في الملة البيضاء الحنيفة
المحمدية المؤيد من عند الله السلطان محمد علي قطبشاه اه‍ وهو من
أصل الأربعمائة كتاب التي وقفها الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الخاتوني
العاملي على الخزانة الرضوية وكان قد تملكه محمد بن علي الشهير بابن
خاتون العاملي. وله شرح كليات قانون ابن سينا
وشرح طب الأئمة ع وشرح طب النبي ص وتفسير القرآن.
١٠٠: أحمد بن علي الحسيني العلوي العقيقي المكي.
يأتي بعنوان أحمد بن علي بن محمد بن جعفر.
١٠١: أبو منصور أحمد بن علي بن هبة الله بن الصاحب الملقب بالربيب أخو
أستاذ دار الخليفة أبي الفضل مجد الدين هبة الله بن علي بن هبة الله بن
الصاحب.
توفي يوم الأحد ٩ المحرم سنة ٦٠٤
وصلي عليه في جامع القصر ودفن في مشهد موسى بن جعفر على
ساكنيه السلام وكان عمره نحوا من خمسين سنة.
كان من أعيان الشيعة ببغداد وقد روى شيئا من الحديث. هكذا فيما
كتبه الدكتور مصطفى جواد إلى مجلة العرفان ولم يذكر مأخذه.
١٠٢: أحمد بن علي بن الحكم بن أيمن الخمري
ويلقب احمد بفقاعة بالفاء المضمومة والقاف المشددة والعين المهملة
والخمري بالخاء المعجمة المضمومة والميم الساكنة والراء المهملة كما في
الايضاح، وكأنه نسبة إلى عمل الخمرة أو بيعها وهي المروحة ويوجد
الحميري وهو تصحيف، وقال النجاشي في ترجمة حكم بن أيمن إنه جد
فقاعة الخمري أحمد بن علي بن الحكم وهو يدل على معروفيته ونباهته كما في
التعليقة.
١٠٣: أحمد بن علي الحميري الصيدي
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه حميد بن
زياد.
١٠٤: أبو العباس أو أبو علي أحمد بن علي الخضيب الاياذي الرازي
من أهل المئة الرابعة وفي بعض أسانيد غيبة الطوسي أبو علي
أحمد بن علي المعروف بابن الخضيب الرازي والخضيب بالخاء والضاد
المعجمتين كما في الخلاصة فمثناة تحتية فموحدة صفة لعلي والأيادي نسبة
إلى إياد قبيلة.
أقوال العلماء فيه
في الفهرست أحمد بن علي أبو العباس وقيل أبو علي الرازي الخضيب
الأيادي لم يكن بذلك الثقة في الحديث ويتهم بالغلو له كتاب الشفاء والجلاء
في الغيبة حسن كتاب الفرائض كتاب الآداب أخبرنا بها الحسين بن
عبيد الله عن محمد بن أحمد بن داود وهارون بن موسى التلعكبري جميعا
عنه وقال النجاشي أحمد بن علي أبو العباس الرازي الخضيب الأيادي،
قال أصحابنا: لم يكن بذاك وقيل فيه غلو وترفع له كتاب الشفاء والجلاء في
الغيبة كتاب الفرائض كتاب الأدب أخبرنا محمد بن محمد عن محمد بن
أحمد بن داود عنه بكتبه وقال بن الغضائري حدثني أبي انه كان في
مذهبه ارتفاع وحديثه نعرفه تارة وننكره أخرى أقول يؤيد وثاقته رواية
الاجلاء كتبه واستحسان الشيخ كتابه وروي الشيخ عنه في كتاب الغيبة
كثيرا والنجاشي نسب غلوه إلى القيل إشارة إلى عدم ثبوته عنده وكثيرا ما
كانوا يرون ما ليس بغلو غلوا والله أعلم وفي المعالم: أحمد بن علي أبو
العباس وقيل أبو علي الرازي الخضيب الأيادي يتهم بالغلو له الجلاء
والشفاء في الغيبة حسن. الفرائض. الآداب اه‍ وفي ميزان الاعتدال
أحمد بن علي الخضيبي يأتي بطامات كان في المئة الرابعة اه‍ وفي لسان
الميزان أحمد بن علي بن الخضيب الرازي شيعي له تواليف قال أبو جعفر
الطوسي لم يكن بذاك الثقة في الحديث روى عنه التلعكبري ويحتمل أن
يكون الخضيبي ثم ذكر في اللسان أحمد بن علي بن أبي الخضيب الأباري أبو
العباس وقال ذكره ابن بابويه في تاريخ الري وقال كان من غلاة الشيعة له
تصانيف روى عنه محمد بن أحمد بن داود القمي وقد تقدم في الأصل
أحمد بن علي الخضيب فيحتمل أن يكون هو اه أقول هو المترجم بعينه
والأباري تصحيف الأيادي وقوله ابن أبي الخضيب لعل فيه تحريفا أيضا.
مشايخه
يروي عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي والحسين بن محمد
القمي والحسين بن علي وعلي بن الحسين وأبي ذر أحمد بن أبي سورة وهو اي أبو
سورة محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي ويروي
عن المقانعي وعن محمد بن إسحاق المقري عن المقانعي وهو علي بن
العباس وعن علي بن مخلد الأيادي يفهم ذلك كله أسانيد الشيخ في
كتاب الغيبة.
الراوون عنه
قد علم مما مر انه يروي عنه أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري
وشيخ القميين محمد بن أحمد بن داود القمي ويروي عنهما الشيخ بواسطة
ابن الغضائري فالشيخ يروي عنه بواسطتين ووقع في كتاب الغيبة في أول
السند أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي والظاهر أنه بناه على اسناد آخر
وأنه لا يروي عنه بغير واسطة لما عرفت من روايته عنه بواسطتين.
مؤلفاته
قد علم مما مر ان له ١ كتاب الشفاء والجلاء في الغيبة ٢ كتاب
الفرائض ٣ كتاب الآداب.
تمييزه
في مشتركات الكاظمي يعرف برواية التلعكبري ومحمد بن أحمد بن
داود عنه وحيث كان التلعكبري يروي أيضا عن أحمد بن علي بن إبراهيم
الجواني المتقدم فالمايز بينهما القرينة ومع عدمها فلا إشكال لاشتراكهما في عدم
التوثيق اه ويمكن تمييزه بروايته عن مشايخه المتقدمين.
١٠٥: الشيخ أحمد بن علي الرازي
في أمل الآمل فاضلا عالما فقيها روى عنه ابن شهرآشوب.
(٤٢)

١٠٦: الشيخ كمال الدين أبو جعفر أحمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني
وقد يقتصر على النسبة إلى جده فيقال أحمد بن سعيد بن سعادة.
في أنوار البدرين: قبره في قرية سترة من البحرين قال الشيخ
سليمان الماحوزي البحراني سمعت جماعة من المعمرين يقولون إن قبره في
قرب قبر الشيخ جمال الدين علي بن سليمان.
وفي الرياض: متكلم جليل وعالم نبيل كان معاصرا للخواجة نصير
الدين الطوسي ومات قبل الطوسي قرأ عليه الشيخ جمال الدين أبو الحسن
علي بن سليمان البحراني الفاضل المشهور المعاصر لنصير الدين الطوسي
ومن مؤلفات الشيخ أحمد رسالة في مسالة العلم وما يناسبها من صفاته
تعالى ومجموع مسائلها اربع وعشرون مسالة وهي التي أرسلها تلميذه
المذكور إلى نصير الدين بعد وفاة أستاذه والتمس منه شرح مشكلاتها
فشرحها نصير الدين ورد عليه في مواضع منها ثم أرسلها اليه ويروي الشيخ
احمد عن الشيخ نجيب الدين محمد السوراوي عن هبة الله بن رطبة
السوراوي عن أبي علي ولد الشيخ الطوسي عن والده ويروي عنه تلميذه
علي بن سليمان المذكور الرسالة المذكورة وشرح الخواجة عليها في رسالة
مفردة وهي المعروفة الآن بين الناس برسالة العلم للخواجة نصير الدين
أ ه‍.
وفي أنوار البدرين: المحقق المتكلم النحرير له رسالة العلم التي
شرحها المحقق الطوسي وهي رسالة جيدة تشعر بفضل غزير وقد أثنى عليه
الخواجة في ديباجة شرحه ثناء عظيما وهو أستاذ الحكيم الفيلسوف الشيخ
جمال الدين علي بن سليمان البحراني صرح بذلك ابن أبي جمهور الأحسائي
في غوالي اللآلي ودرر اللآلي العمادية قال الشيخ سليمان الماحوزي
البحراني: أما شرح رسالة العلم المذكور الذي ذكره جماعة ونسبوه للمحقق
الطوسي فهو عندنا سقط من أول خطبته قليل الا أن أسلوب الخطبة يعين
انه للشيخ ميثم البحراني لا للخواجة ويحتمل أن يكون هذا شرحا ثانيا
للشيخ ميثم لكن لم يذكره أحد في مؤلفاته أ ه‍ أقول وإنما سميت
رسالة العلم لأنه بحث فيها عن حقيقة العلم وافتتحها كما ستعرف بان
المتكلمين أطلقوا القول بان العلم تابع للمعلوم وقدمها تلميذه الشيخ
علي بن سليمان البحراني المعاصر للخواجة نصير الدين المحقق الطوسي إلى
المحقق المذكور وطلب منه شرحها فشرحها وقد وجدنا نسخة من الرسالة
المذكورة مع شرحها المذكور في طهران في مكتبة الشيخ ضياء الدين بن
الشيخ فضل الله النوري الشهيد ذكر الشيخ علي المذكور شيخه المذكور في
أولها وأثنى عليه ثناء بليغا ولكنه سماه أحمد بن سعيد بن سعادة فنسبه إلى
جده فقال: إن الله سبحانه لما وفقني فيما مضى من الأيام وألقي زمامي بيد
المولى الامام الهمام سيف الاسلام علامة الأنام لسان الحكماء والمتكلمين
جمال المحقين والمحققين كمال الملة والدين أبي جعفر أحمد بن سعيد بن
سعادة تلقاه الله بأكمل الوفادة وتولاه بأفضل الزيادة وبلغه من منازل عليين
أعلى مراتب المقربين أشار من جملة المباحث الشريفة الإلهية والمسالك اللطيفة
القدسية إلى ايراد هذه المسالة مسالة العلم على الاطلاق وذكر فيها ما يتعلق
بالخلاف والوفاق من المتقدمين والمتأخرين من الحكماء والمتكلمين فانشعب
منها كما ترى تفاريع جليلة ومسائل نبيلة يطلع المتأمل فيها على جواهر
مكنونة ويصل المتفكر منها إلى لطائف مخزونة لا يكشف عنها الحجاب الا
الأفراد من أولي الألباب ولا يرفع عنها الجلباب الا من أيد بروح الصواب
وكان قدس الله روحه ونور ضريحه قد أشار إلى تلك التفاريع مجملة وعدها
أربعا وعشرين مسالة تجري في سنن الحساب مجرى الفهرست من الكتاب
فعاقه عن كشف قناعها عوائق الحدثان حتى درج إلى رحمة الرحمن وعرج إلى
ساحة الرضوان فرفعتها معتمدا في الوصول إلى نوادرها وأغوارها والنزول
على سرائرها وأسرارها على وحداني الزمان وباني البيان قطب أرباب العرفان
والبرهان الناهض إلى أعالي أفق عليين السارح في مسارح المتألهين الناطق
عن مشكاة الحق المبين سلطان الحكماء والمحققين نصير الحث والملة والدين
محمد بن محمد الطوسي أيده الله بروح القدسيين وبلغه أعلى مناصب
العلويين فاسعفني في سؤالي بأرفع مراتب الإرادة وأسعدني في مقالي بأوسع
مواهب السعادة فأقمر ليلي بلوامع أنظاره الزاهرة وأسفر نهاري بسواطع
أسرار أفكاره الباهرة نعمة منه وتفضلا وتكرمة من لدنه وتطولا فجزاه الله
عن طوائف العلماء أفضل الجزاء وحباه من وظائف الفضلاء أجزل العطاء
انه سميع الدعاء فعال لما يشاء وهو المستعان ومن هنا ابتدأ الامام كمال
الدين في المقال فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أدام الله هدايتك ان المتكلمين
أطلقوا القول بان العلم تابع للمعلوم وأطلقوا على صحة هذا الحكم
الخ... ثم ابتدأ كلام العلامة المحقق نصير الملة والدين الطوسي فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أتاني كتاب في البلاغة منته * إلى غاية ليست تقارب بالوصف
فمنظومه كالدر جاد نظامه * ومنثوره مثل الدراري في اللطف
دقيق المعاني في جزالة لفظه * تحير في ضم الغموض إلى الكشف
كغانية حار العقول بحسنها * تمرض عيناها وملثمها يشفي
أتى عن كبير ذي فضائل جمة * عليم بما يبدي الحكيم وما يخفي
فأصبحت مشتاقا اليه مشاهدا * بقلبي محياه وان غاب عن طرفي
رجا الطرف أيضا كالفؤاد لقاءه * وان لا يوافي قبل ادراكه حتفي
قرأت من العنوان حين فتحته * وقبلت تقبيلا يزيد على الألف
ولما بدا لي ذكركم في مسامعي * تعشقكم قلبي ولم يركم طرفي
فصادفت هذا البيت في شرح قصتي * وايضاح ما عانيته جملة يكفي
وردت رسالة شريفة ومقالة لطيفة مشحونة بفوائد الفوائد مشتملة على
صحائف اللطائف مستجمعة لعرائس النفائس مملوءة من زواهر الجواهر من
الجناب الكريم السيدي السندي العالمي العاملي الفاضلي المفضلي المحققي
المدقفي الجمالي الكمالي أدام الله جماله وحرس الله كماله إلى الداعي
الضعيف المجرم اللهيف محمد الطوسي فاقتبس من سرار ناره نكت الزبور
وآنس من جانب طوره أثر النور فوجدها بكرا حملت حرة كريمة وصادفها
صدفا تضمنت درة يتيمة هي أوراق مشتملة على رسائل في ضمنها مسائل
أرسلها وسال عنها من كان أفضل زمانه وأوحد أقرانه الذي نطق الحق على
لسانه ولوح الحقيقة من بيانه وراش المودة كذا، أدام الله فضائله، قد
سألني الكلام فيها وكشف القناع عن مطاويها وأين انا من المبارزة مع فرسان
الكلام والمعارضة مع البدر التمام، وكيف يصل الأعرج إلى قلة الجبل
المنيع وأنى يدرك الظالع شاو الضليع،! لكن لحرصي على طلب التوصل
الروحاني اليه بإجابة سؤاله وشغفي بنيل التوسل الحقيقي لديه لايراد
الجواب عن مقاله اجترأت فامتثلت امره واشتغلت بمرسومه، فإن كان
موافقا لما أراد فقد أدركت طلبتي والا فليعذرني إذ قد قدمت معذرتي والله
(٤٣)

المستعان وعليه التكلان ولآخذ في تصفح كلام صاحب الرسالة فصلا فصلا
وتقرير ما يتقرر عندي منه أو يرد عليه مستعينا بالله متوكلا عليه انه الموفق
والمعين.
قال صاحب الرسالة: اعلم أدام الله هدايتك إلى قوله: ولا
يصح ان يكون بالعكس، أقول: ثم شرع في شرح الرسالة بصورة قال
أقول إلى آخرها وفيها اربع وعشرون مسالة وهي في التوحيد. ومن ذلك
يعلم جلالة قدر صاحب الرسالة وجلالة قدر مرسلها علي بن سليمان.
١٠٧: أبو الحسن أحمد بن علي بن سعيد الكوفي.
من مشايخ السيد المرتضى وتلامذة الكليني يروي الشيخ الطوسي
عن المرتضى عنه عن الكليني، ويأتي بعنوان أحمد بن علي الكوفي.
١٠٨: أبو علي أحمد بن علي السلولي القمي المعروف بشقران.
قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع: أحمد بن علي
القمي المعروف بشقران، المقيم كان بكش وكان أشل دوارا اه‍ وفي
رجال ابن داود شقران بضم الشين اه‍ ودوارا أي يدور في البلاد.
وقال الكشي في ترجمة الحسين بن عبيد الله المحرر: ذكر أبو علي أحمد بن
علي السلولي شقران قرابة الحسن بن خرذاد وختنه على أخته ان الحسين بن
عبيد الله القمي اخرج من قم في وقت كانوا يخرجون منها من اتهموه
بالغلو اه‍ وفي ذلك دلالة على نباهته واعتماد الكشي عليه، ومنه يعلم أنه
سلولي.
١٠٩: الشيخ أحمد بن علي بن سيف الدين العاملي الكفرحوني.
نسبه إلى كفرحونا من قرى جبل عامل في ساحل صيدا، في أمل الآمل
: فاضل فقيه صالح يروي عن الشيخ حسن بن الشهيد الثاني وعن
السيد إسماعيل الكفرحوني، ورأيت له حواشي على كتب بخطه تدل على
فضله اه‍.
١١٠: الشيخ أحمد بن علي الشبلي العاملي.
في أمل الآمل: كان فاضلا واعظا عابدا حافظا فقيها محدثا من
المعاصرين، ولما مات رثيته بقصيدة منها:
لقد جاءني خبر ساءني * واحرق قلبي بنار الحزن
مصاب أخ عالم عامل * فتى فاضل كامل ذي لسن
فما ذاق قلبي طعم السرو * ر ولا ذاق جفني طعم الوسن
فأين فصاحة ذاك اللسا * ن بشرع الفروض وشرح السنن
١١١: أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي.
تقدم بعنوان أحمد بن شعيب بن علي لأننا وجدناه كذلك في تذكرة
الحفاظ وغيرها ثم رأيناه في تاريخ ابن خلكان بالعنوان المذكور هنا، والله أعلم بصحة أيهما.
١١٢: السيد أحمد بن علي بن شكر العاملي العيناثي.
قتل سنة ١٠٥٩ ه‍.
وهو أحد آل شكر الذين تغلبوا على امارة جبل عامل واخذوها من
أجداد علي الصغير ثم تغلب عليهم علي الصغير واخذها منهم بينما كانوا
مشغولين بعرس لهم في عيناثا وقتل المترجم في عيناثا في تلك الوقعة كما ذكره
الشيخ محمد بن مجير العنقاني في تاريخه.
١١٣: الشيخ أحمد بن علي الصغير الوائلي العاملي أحد امراء جبل عامل
توفي سنة ١٠٩٠ فجأة على ما ذكره الشيخ محمد بن مجير العنقاني في
كتيبه.
١١٤: الشيخ جمال الدين أحمد بن الحاج علي العاملي العيناثي.
في أمل الآمل من المشايخ الاجلاء كان صالحا عابدا فاضلا محدثا
يروي عنه الشيخ شمس الدين محمد بن خاتون العاملي ويروي هو عن
الشيخ زين الدين جعفر بن حسام الدين العاملي.
١١٥: أحمد بن علي بن العباس بن نوح.
يأتي بعنوان أحمد بن نوح بن علي بن محمد.
١١٦: الشيخ الجليل أحمد بن علي بن عبد الجبار الطبرسي القاضي.
في أمل الآمل كان عالما فاضلا فقيها روى عن سعيد بن هبة الله
الراوندي. ١١٧:
أحمد بن علي بن عبد الله بن منوجهر.
مات سنة ٦٢٦.
في لسان الميزان قال ابن النجار كان شيعيا. قلت: وقال كان يتصرف في
خدمة الديوان ثم ترك في آخر عمره وسمع منه آحاد الطلبة أ ه‍. ١١٨:
أبو الحسين أحمد بن علي بن عبد الله النضري.
بالنون والضاد المعجمة والراء.
ذكر النجاشي في أحمد بن النضر الخزاز ان من ولده أبا الحسين
أحمد بن علي بن عبد الله النضري وهو يدل على معروفيته ونباهته وذكر
العلامة في الايضاح أحمد بن علي بن عبيد الله مصغرا ابن النصري بالنون
وإهمال الصاد ولعله غيره فإنه في الخلاصة ضبطه النضر بالضاد المعجمة. ١١٩:
السيد فخر الدين أحمد بن علي بن عرفة الحسيني.
في أمل الآمل كان عالما فاضلا يروي عنه ابن معية. ١٢٠:
أحمد بن علي العلوي المكي.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال مكي
أ ه‍ وهو أحمد بن علي بن محمد بن جعفر العقيقي الآتي. ١٢١:
أحمد بن علي بن علي بن عبد الله بن الحسن بن الحسين الأصغر العلوي
الحسيني المرعشي النسابة.
في الدرجات الرفيعة: المرعشي بضم الميم وسكون الراء وفتح
العين المهملة وكسر الشين المعجمة نسبة إلى مرعش وهو لقب لجده علي بن
عبيد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر بن زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب لقب به لأنه كانت به رعشة أو تشبيها له
بمرعش وهو جنس من الحمام يحلق في الهواء والله أعلم انتهى وفي
أنساب السمعاني مرعش اسم علوي انتسب اليه أبو جعفر المهدي بن
إسماعيل بن إبراهيم وهو يعرف بناصر بن أبي حوا بن تميم بن الحسين وهو
يعرف باميرك بن علي وهو علي المرعشي بن عبد الله بن الحسن بن
الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي المرعشي المعروف
بناصر الدين قال: ذكر لي نسبه هذا أحمد بن علي العلوي النسابة اللغوي
فاضل متميز سافر إلى الحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر والبصرة
وخوزستان ورأى الأئمة وصحبهم وكان بينه وبين والدي صداقة متأكدة ولد
(٤٤)

بدهستان ونشا بجرجان وسكن في آخر عمره سارية مازندران ذكر لي انه
سمع ببغداد أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني وبالكوفة
أبا الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الثقفي وبجرجان أبا القاسم إسماعيل بن
مسعدة الإسماعيلي وبأصبهان أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير
وبنهاوند أبا عبد الله الحسين بن نصر بن مرهق القاضي وبالبصرة أبا عمر
محمد بن أحمد بن عمر بن النهاوندي وطبقتهم وكان يرجع إلى فضل وتميز
وكان غاليا في التشيع معروفا به لقيته بمرو أولا وأنا صغير ثم لقيته بسارية
وكتبت عنه شيئا يسيرا وكانت ولادته في صفر سنة ٤٦٢ بدهستان وتوفي في
رمضان سنة ٥٣٩ انتهى وفي الدرجات الرفيعة: أحد السادة الفضلاء
والقادة النبلاء انتهى. ١٢٢:
السيد النقيب مجد الدين أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسن علي بن علي بن أبي
الغنائم المعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحسيني.
من مشايخ ابن بطريق يحيى بن الحسن الحلي الأسدي وتقدم عن
الرياض بعنوان أحمد بن أبي الحسين بن علي بن أبي الغنائم الخ وان ابن
بطريق وصفه بالشهيد وكنا أخذنا ذلك من مستدركات الوسائل، ولما راجعنا
الآن نسخة الرياض وجدنا فيها تفاوتا عما سبق أولا انه ليس فيها لفظ
الشهيد بل الموجود فيها السيد بدل الشهيد في موضعين في المتن وفي
الحاشية، وكلمة الشهيد انما هي موجودة في المستدركات نقلا عن الرياض
وصاحب المستدركات وان كان لا يشك في ضبطه وإتقانه لكن نسخة كتابه
المطبوعة وقع فيها تحريفات كثيرة من الناسخين والطابعين فيوشك ان يكون
هذا منها فصحف السيد بالشهيد ثانيا ان الموجود في الرياض ابن أبي
الحسن لا ابن أبي الحسين ثالثا ان المذكور في الرياض عن عمدة ابن
البطريق عند ذكر أساتيذه في أوله أنه قال: وسند مسند أحمد بن حنبل
أخبرنا السيد الأجل العالم نقيب النقباء الطاهر الأوحد ذو المناقب مجد الدين أبو
عبد الله أحمد ابن الطاهر الأوحد أبي الحسن بن الطاهر الأوحد أبي الغنائم المعمر
بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحسيني رضي الله عنه، وكان صاحب
المستدركات اخذ عنوانه من هذا، ولكن في حاشية رياض العلماء
للمؤلف: يروي ابن بطريق عن جماعة كثيرة من علماء العامة
والخاصة، منهم من الخاصة عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ومنهم
السيد النقيب مجد الدين أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسن علي بن علي بن أبي
الغنائم المعمر بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحسيني كما يظهر من أسانيد
بعض أحاديث كتبه اه ومن ذلك يظهر ان اسم أبي المترجم علي وكنيته
أبو الحسن وان ابن بطريق اقتصر في اسم أبيه على الكنية وتبعه في
مستدركات الوسائل وان الصواب ذكره في باب أحمد بن علي لا أحمد بن أبي
الحسن. وان وصفه بالشهيد كما في نسخة المستدركات وتبعه بعض
المعاصرين غير معلوم الصحة، بل الظاهر أنه تصحيف، ثم إن في بعض
ما مر انه أحمد بن علي بن علي مكررا ابن معمر وفي بعضها ما يقتضي انه
أحمد بن علي بن معمر ويمكن أن يكون أصل العبارة أحمد بن أبي
الحسن علي فصحفت بأبي الحسن بن علي كما يقع كثيرا، فتوهم من ذلك أنه
ابن علي بن علي والله أعلم. استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
السيد مجد الدين أبو عبد الله احمد النقيب الطاهر نقيب نقباء الطالبيين بن
النقيب الطاهر أبي الغنائم علي بن المعمر بن أحمد بن محمد بن
محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
هكذا نسبه ياقوت في معجم الأدباء والنقيب الطاهر من ألقاب النقابة
في العصر العباسي.
توفي في ١٩ جمادى الآخرة سنة ٥٦٩ ببغداد.
قال ياقوت: وبداره بالحريم الطاهري كانت وفاته وصلى عليه جمع
كثير وتقدم في الصلاة عليه شيخ الشيوخ أبو القاسم عبد الرحيم بن
إسماعيل النيسابوري بوصية منه بذلك بعد مشاجرة جرت بينه وبين قثم بن
طلحة نقيب الهاشميين ودفن بداره المذكورة ثم نقل بعد ذلك إلى المدائن
فدفن بالجانب الغربي منها في مشهد أولاد الحسين بن علي ع.
مر ذكره في ج ٧ بعنوان أحمد بن أبي الحسين بن علي بن المعمر الخ وفي
هذا الجزء بعنوان أحمد بن أبي الحسن علي بن علي بن المعمر الخ وذكرنا
في هذا الجزء وقوع الخلل في كلا العنوانين وان الصواب في عنوانه احمد
ابن علي بن المعمر وان وصفه بالشهيد تصحيف لأنه لم يصفه بذلك أحد ومع
ذلك فلم يقع له شئ يصحح وصفه بالشهيد ثم وجدنا له ترجمة في معجم
الأدباء تدل على صحة ما قلناه وفيها تفصيل أحواله بما لم يذكر شئ منه في
الموضعين المشار اليهما من هذا الكتاب قال بعد ذكر ما مر عنه: أديب
فاضل شاعر منشئ له رسائل مدونة حسنة مرغوب فيها يتداولها الناس في
مجلدين وكان من ذوي الهيئات والمنزلة الخطيرة التي لا يجحدها أحد وكان
فيه كيس ومحبة لأهل العلم وبينه وبين محمد بن الحسن بن حمدون مكاتبات
كتبناها في ترجمته. وكان وقورا عاقلا جدا تولى النقابة بعد أبيه في سنة
٥٣٠ ولم يزل على ذلك إلى أن مات في سنة ٥٦٩ في ١٩ جمادى الآخرة
فيكون قد ولي النقابة ٣٩ سنة وكانت حرمته في الأيام المقتفوية وأمره لم ير
أحد من النقباء مثلهما مقدرة وبسطة ثم مرض مرضة شارف فيها التلف
فولي ولده الأسن النقابة موضعه ثم أفاق من مرضه واستمر ولده على النقابة
حتى عزل عنها ومات ولده سنة ٥٥٣ ولم تعد منزلته إلى ما كانت عليه في
أيام المستنجد لأسباب جرت من العلويين.
مشايخه وتلاميذه
قال ياقوت: كان قد سمع الحديث من أبي الحسين بن المبارك بن
عبد الجبار الصيرفي وأبي الحسن علي بن محمد بن العلاف وأبي الغنائم
محمد بن علي الزينبي وغيرهم وحدث عنهم سمع منه أبو الفضل أحمد بن
صالح بن شافع وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن الشعار والشريف أبو
الحسن علي بن أحمد اليزدي وغيرهم.
مؤلفاته
قال ياقوت: له كتاب ذيله على منثور المنظوم لابن خلف الثيرماني
وكتاب آخر مثله في انشائه ومر ان له رسائل مدونة. ١٢٣:
أحمد بن علي الفايدي أبو عمر القزويني.
الفايدي بالفاء والمثناة التحية والدال المهملة، في الفهرست:
شيخ ثقة من أصحابنا وجه في بلده له كتاب النوادر وهو كتاب كبير أخبرنا
به أحمد بن عبدون عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن شيبان
القزويني عن علي بن حاتم القزويني عنه، وذكره في كتاب الرجال فيمن لم
(٤٥)

يرو عنهم ع وقال: شيخ ثقة روى عنه أبو حاتم القزويني،
وقال النجاشي: شيخ ثقة من أصحابنا وجد له كتاب كبير نوادر أخبرناه
إجازة أبو عبد الله القزويني قال حدثنا أبو الحسن علي بن حاتم عنه بكتابه
أ ه‍. وفي مشتركات الكاظمي: يعرف برواية علي بن حاتم عنه. ١٢٤:
أبو الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الحسين بن جعفر بن
الفضل بن جعفر بن موسى بن الفرات الدمشقي قال
ابن عساكر في تاريخ دمشق: ولد في العشر الأول من ذي
الحجة سنة ٤١١ بدمشق وتوفي يوم السبت الثاني عشر من صفر سنة ٤٩٤
بدمشق.
في ميزان الاعتدال: أحمد بن علي بن الفرات الدمشقي من الرواة
بعد الثمانين وأربعمائة رافضي مقيت أ ه‍ وفي لسان الميزان قال ابن
عساكر روى عن رشا بن نظيف وطبقته وعنه ابنه علي وأبو طاوس وغيرهما،
قال ابن صابر: ولد في ذي الحجة سنة ٤١١ وهو رافضي ثقة في روايته
أ ه‍ وهذا التوثيق الظاهر أنه من صاحب اللسان لا من ابن صابر لما يأتي
من حكاية ابن عساكر عن ابن صابر انه ليس ثقة في روايته، ولعله وقع
تحريف إما في التوثيق أو في نفيه، وفي تاريخ ابن عساكر: اعتنى بالحديث
وسمع من جماعة وكان من أهل الأدب والفضل الا انه كان يتهم برقة الدين
وكان له شعر وكان قد أوقف خزانة كتب في الجامع الكبير وهو رافضي قاله
محمد بن صابر قال: وسألته عن نسبه فانتمى إلى ابن الفرات الوزير وليس
هو من ولده وليس بثقة في روايته، قال: وسمعت خالي أبا المعالي محمد بن
يحيى بن علي القرشي يحكي انه كان يجلس في أكثر الليالي في الجامع مع أبي
محمد بن البري فإذا قرب وقت الأذان للمغرب، يقول أحدهما لصاحبه:
أنت على وضوء؟ فيقول لا! فيقول ولا انا! فيقومان يخرجان يتمشيان في
اللبادين رائحين والناس دخول إلى الصلاة أقول رقة الدين التي كان
يتهم بها هي التشيع وولاء أهل البيت ع وربما كانت رقة دينه
اتهامه بترك الصلاة بقرينة ما حكاه ابن عساكر أخيرا ولا دلالة فيه على تركه
الصلاة، بل الظاهر أنه كان يخرج ليصلي في منزله لعدم وثوقه بعدالة الامام
وفي مذهبه تشترط في الامام العدالة ولا تجوز الصلاة خلف البر والفاجر،
وقول ابن صابر انه انتمى إلى ابن الفرات وليس من ولده فهل ابن الفرات
نبي من الأنبياء حتى ينتسب اليه كذبا ولو أراد الكذب لانتسب إلى بني
هاشم أو غيرهم ممن يتشرف بانتسابه إليهم وما الذي اعلمه انه ليس من
ولد ابن الفرات والناس مصدقون على أنسابهم لأنهم أعلم بها من غيرهم
وقوله انه ليس بثقة في روايته ان لم يكن محرفا مع شهادة ابن
عساكر له الاعتناء بالحديث وكونه من أهل الفضل والأدب ووقفه
خزانة كتب في الجامع الأموي مما دل على تمسكه بالدين يوجب الريب
العظيم في هذا القدح ويرشد إلى أن سببه نسبته إلى التشيع فقط كما هي
العادة ولكن الظاهر أن الصواب ما في لسان الميزان انه رافضي ثقة في روايته
وما في التاريخ تحريف من النساخ أو من المختصر والرجل لم نر ترجمته في
كتب الشيعة لبعده عنهم فترجمه أخصامه وقالوا فيه ما شاؤوا فكم رأيناهم
رموا ثقات الشيعة بالعظائم مع أنه لا ذنب لهم غير التشيع كما تعرفه من
تضاعيف هذا الكتاب وذكر ابن عساكر من شعره قوله:
وقالوا لم سلوت قضيب بان * رشيق القد جل عن القياس
فقلت سلوته وصبرت لما * عسي يعسو عسوا فهو عاسي ١٢٥:
القاضي أبو المعالي أحمد بن علي بن قدامة قاضي الأنبار النحوي
توفي في شوال سنة ٤٨٦ قاله ياقوت.
في أمل الآمل في الأسماء القاضي أحمد بن علي بن قدامة فاضل فقيه
جليل يروي عن المفيد والمرتضى والرضي وفي الكنى ابن قدامة فاضل
يروي عن السيد المرتضى كما ذكره منتجب الدين وغيره ويروي عن السيد
الرضي أيضا أ ه‍ وفي معجم الأدباء أحمد بن علي بن قدامة أبو المعالي
قاضي الأنبار أحد العلماء بهذا الشأن المعروفين المشهورين به له من الكتب كتاب في علم القوافي،
كتاب في النحو اه ويروي عنه السيد بن
الأعرج النقيب وجده قدامة صاحب نقد الشعر ونقد النثر وفي رياض
العلماء القاضي أحمد بن علي بن قدامة فاضل عالم تلميذ المرتضى والرضي
يروي الشيخ منتجب الدين عنه بواسطة واحدة أ ه‍. وهو من مشايخ
الإجازة ذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما انه يروي عنه الاجل عميد
الرؤساء يحيى بن علي بن جيا ويروي هو عن الشيخ المفيد وذكر العلامة ان
أحمد بن محمد الموسوي يروي عن ابن قدامة عن السيدين الأجلين المرتضى
والرضي جميع مصنفاتهما ورواياتهما وديوان شعر السيد الرضي ونهج البلاغة
من جمعه وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما أن القاضي الفاضل حسن
الأسترآبادي يروي عن ابن قدامة عن السيد المرتضى ويروي أبو السعادات
أحمد بن الماصوري العطاردي عن القاضي أبي المعالي بن قدامة عن السيد
الرضي. ١٢٦:
أحمد بن علي القمي المعروف بشقران
مضى بعنوان أحمد بن علي السلولي القمي. ١٢٧:
أحمد بن علي الكاتب البغدادي
وجد بخطه الجزء الخامس من كتاب نثر الدرر للآبي فرع منه سنة
٥٦٥. ١٢٨:
أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال متهم بالغلو وقال
الكشي في ترجمة إبراهيم بن مهزيار أحمد بن علي بن كلثوم السرخسي وكان
من الفقهاء وفي نسخة من القوم وكان مأمونا على الحديث اه وقوله
كان من القوم على احدى النسختين اي الغلاة أو الشيعة وربما احتمل إرادة
العامة وينافيه اتهامه بالغلو والله أعلم وروى عنه الكشي في ترجمة أحكم بن
بشار المروزي الكلثومي ويكفي شهادته بأنه كان مأمونا على الحديث في
قبول روايته صاحب تكملة الرجال لم يكن في نسخته من رجال الكشي
ورجال الشيخ لفظ علي فاعترض على العلامة. ١٢٩:
احمد بيك الكرجي الملقب باختر
من فضلاء عصر السلطان فتح علي شاه القاجاري ألف التذكرة في
شعراء عصر السلطان المذكور الفرس ولم يتمه. ١٣٠:
الشيخ احمد الكجائي النهمني الكهدمي الكيلاني المعروف ببير احمد
مر في هذا الجزء والكجائي نسبه إلى قرية كجاي من قرى كهدم
من بلاد كيلان والنهمني نسبة إلى نه من أي تسعة امنان وهو اسم لقرية
كجاي قال الشيخ حسن بن محمد علي بن الحسين بن محمود بن محمد
امين بن الشيخ احمد المترجم في كتابه ارشاد المتعلمين فيما حكاه عنه صاحب
(٤٦)

الذريعة ان جده الشيخ احمد هذا كان أستاذ
الشيخ البهائي قال وقد كتب الشيخ البهائي بخطه الموجود عندنا انه قرأ الرياضيات والحكمة مقدار سنة
عند الشيخ احمد النهمني الكهدمي انتهى. ١٣١:
أبو العباس أحمد بن كشمرد البغدادي
كان مع الحاج في خلافة المقتدر سنة ٣١١ فأسره أبو طاهر القرمطي
هو وأبو الهيجاء عبد الله بن حمدان وجماعة في رجوعهم بموضع يسمى
الهبير، قال ابن الأثير: في حوادث سنة ٣١١ في هذه السنة سار أبو طاهر
القرمطي إلى الهبير في عسكر عظيم ليلقى الحاج في رجوعهم من مكة فأوقع
بقافلة تقدمت معظم الحاج فيها خلق كثير فنهبهم واتصل الخبر بباقي الحاج
وهم بفيد فأقاموا بها حتى فني زادهم وكان أبو الهيجاء بن حمدان قد أشار
عليهم بالعود إلى وادي القرى وان لا يقيموا بفيد وكان هو الصواب لو
عملوا به لان وادي القرى بلد معمور يمكنهم التزود منه وفيد ليس كذلك
فاستطالوا الطريق ولم يقبلوا منه وكان إلى أبي الهيجاء طريق الكوفة وتسيير
الحاج فلما فني زادهم ساروا على طريق الكوفة فأوقع بهم القرامطة
واخذوهم وأسروا أبا الهيجاء وأحمد بن كشمرد ونحريرا وأحمد بن بدر عم
والدة المقتدر وعادوا إلى هجر. وقال في حوادث سنة ٣١٢ انه فيها اطلق
أبو طاهر من كان عنده من الاسرى الذين كان أسرهم من الحجاج وفيهم
ابن حمدان وغيره انتهى.
القصة الكشمردية برواية ابن طاوس
قال السيد رضي الدين علي بن طاوس في مصباح الزائر فيما حكي
عنه محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال سمعت أبا العباس بن كشمرد
في داره ببغداد وسأله شيخنا أبو علي ان يذكر لنا حاله إذ كان عند الهجري
بالأحساء فحدثنا أبو العباس انه كان ممن أسر بالهبير مع أبي الهيجاء بن
حمدان، قال وكان أبو طاهر سليمان بن الحسن مكرما لأبي الهيجاء برا به
وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه ويستدعيه بالليل أيضا للحديث معه
فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء ان يجري ذكري عنده ويسأله في
اطلاقي فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه
وعاد من عنده ولم يأتني وكان من عادته ان يغشاني ورفيقي في كل ليلة عند
عوده من عند سليمان فيسكن نفوسنا ويعرفنا باخبار الدنيا فلما لم يعاودنا في
تلك الليلة مع سؤالي إياه الخطاب في أمري استوحشت لذلك فصرت اليه
في منزله المرسوم له وكان أبو الهيجاء مبرزا في دينه مخلصا في ولاء ساداته
ع متوفرا على اخوانه فلما وقع طرفه علي بكى بكاء شديدا وقال
والله يا أبا العباس لقد تمنيت اني مرضت سنة ولم اجر ذكرك، قلت ولم؟
قال لأني لما ذكرتك له اشتد غضبه وغيظه وحلق بالذي يحلف بمثله ليأمرن
بضرب رقبتك غدا عند طلوع الشمس ولقد اجتهدت والله في إزالة ما عنده
بكل حيلة وأوردت عليه كل لطيفة وهو مصر على قوله وأعاد يمينه بما خبرتك
به، قال ثم جعل أبو الهيجاء يطيب نفسي وقال يا أخي لولا اني ظننت ان
لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها لطويت عنك ما أطلعتك عليه
من ذلك وسترت ما أخبرتك به عنك ومع هذا فثق بالله تعالى
وارجع فيما يهمك من هذه الحالة الغليظة اليه تعالى فإنه جل ذكره
يجير ولا يجار عليه وتوجه إلى الله تعالى بالعدة والذخيرة
للشدائد والأمور العظيمة محمد وعلي وآلهما الأئمة الهادين صلوات الله
عليهم أجمعين. قال أبو العباس فانصرفت إلى موضعي الذي أنزلت فيه في
حالة عظيمة من الياس من الحياة واستشعرت الهلكة فاغتسلت ولبست ثيابا
جعلتها كفني وأقبلت على القبلة فجعلت أصلي وأناجي ربي وأعترف له
بذنوبي وأتوب منها ذنبا ذنبا وتوجهت إلى الله تعالى بمحمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن
والحجة لله تعالى في أرضه المأمول لاحياء دينه صلوات الله عليه وعليهم
أجمعين، ولم أزل في المحراب قائما أتضرع إلى أمير المؤمنين وأستغيث به
وأقول يا أمير المؤمنين أتوجه بك إلى الله تعالى ربي وربك فيما دهمني وأظلني
ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام إلى أن انتصف الليل وجاء وقت
الصلاة والدعاء وانا استغيث إلى الله تعالى وأتوسل اليه بأمير المؤمنين
ع إذ نعست عيني فرقدت فرأيت أمير المؤمنين فقال لي يا ابن كشمرد
قلت لبيك يا أمير المؤمنين فقال لي ما لي أراك على هذه الحالة فقلت يا
مولاي أ ما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله وولده بغير وصية
يسندها إلى متكفل بها ان يشتد قلقه وجزعه فقال ع تخول كفاية
الله ودفاعه بينك وبين الذي توعدك فيما أرصدك به من سطواته اكتب:
الاستغاثة الكشمردية برواية ابن طاوس
بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل فلان ابن فلان إلى المولى
الجليل الذي لا إله الا هو الحي القيوم وسلام على آل يسين محمد وعلي
وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي
والحسن وحجتك يا رب على خلقك اللهم إني لمسلم واني أشهد انك الله
إلهي وإله الأولين والآخرين لا اله غيرك أتوجه بك بحق هذه الأسماء التي
إذا دعيت بها أجبت وإذا سئلت بها أعطيت لما صليت عليهم وهونت علي
خروجي وكنت لي قبل ذلك عياذا ومجيرا ممن أراد ان يفرط علي أو ان
يطغى. واقرأ سورة يس وادع بعدها بما أحببت يسمع الله منك ويجب
ويكشف همك وكربك.
ثم قال لي مولاي اجعل الرقعة في كتلة من طين وارم بها في البحر
فقلت يا مولاي البحر بعيد وانا محبوس عن التصرف فيما ألتمس فقال ارم
بها في البئر وفيما دنا منك من منابع الماء.
قال ابن كشمرد: فانتبهت وقمت ففعلت ما امرني به أمير المؤمنين
ع وانا مع ذلك قلق غير ساكن النفس لعظيم الجرم والمحنة
وضعف اليقين من الآدميين فلما أصبحنا وطلعت الشمس استدعيت فلم
أشك ان ذلك لما وعدت به من القتل فلما دخلت على أبي طاهر وهو جالس
في صدر مجلس كبير على كرسي وعن يمينه رجلان على كرسيين وعلى يساره أبو الهجاء
على كرسي وإذا كرسي آخر إلى جانب أبي الهيجاء ليس عليه أحد فلما بصر
بي أبو طاهر استدعاني حتى وصلت إلى الكرسي فأمرني بالجلوس عليه فقلت
في نفسي ليس عقيب هذا الا خيرا ثم اقبل فقال قد كنا عزمنا في امرك على
ما بلغك ثم رأينا بعد ذلك ان نفرج عنك وان نخيرك أحد أمرين اما ان
تجلس فنحسن إليك واما ان تنصرف إلى عيالك فنحسن إجازتك فقلت له
في المقام عند السيد النفع والشرف وفي الانصراف إلى عيالي ووالدتي العجوز
الكبيرة الثواب والاجر فقال افعل ما شئت فالامر مردود إليك الخبر
ووردت هذه الاستغاثة برواية أخرى للكفعمي وبرواية للصهرشتي وبرواية
منسوبة للشيخ الطوسي. ١٣٢:
أحمد بن علي الكوفي أبو الحسين
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع. وفي رجال
ابن داود روى عنه الكليني أخبرنا عنه علي بن الحسين المرتضى اه وفي
منهج المقال عن رجال ابن داود عن رجال الشيخ أحمد بن محمد بن علي
(٤٧)

الكوفي قال نعم في طرق الفهرست: المرتضى عن أبي الحسين أحمد بن علي
ابن سعيد الكوفي عن محمد بن يعقوب اه أقول الذي في نسخة
مصححة في غاية الصحة من ابن داود عن رجال الشيخ: أحمد بن علي
الكوفي وليس فيها لفظ محمد. ١٣٣:
الشيخ الأفضل أحمد بن علي الماهابادي
فاضل متبحر له ١ كتاب شرح اللمع ٢ كتاب البيان في النحو
٣ كتاب التبيان في التصريف ٤ المسائل النادرة في الاعراب أخبرنا بها
سبطه الامام العلامة أفضل الدين الحسن بن علي الماهابادي عن والده عنه
قاله منتجب الدين.
وماهاباد قرية مشهورة كانت بين قم وأصفهان، وذكره الشيخ
محمد بن علي بن حسن بن محمد بن صالح العاملي الجبعي في مجموعته
فقال: الشيخ الأفضل بن علي الماهابادي: فاضل متبحر ثم ذكر مؤلفاته
كما ذكرها منتجب الدين. ١٣٤:
السيد احمد علي المحمد أيادي اللكهنوئي الهندي
توفي بعد سنة ١٢٩٠ اي في العشر الأواخر من المائة الثالثة عشرة.
عالم فقيه معروف هاجر من بلاده إلى مدينة لكهنوء من اعمال الهند،
ومكث هناك يشتغل بالعلوم الدينية مع جمع من الطلاب على السيد دلدار
علي النقوي الشهير ثم قصد الحجاز لحج بيت الله الحرام وعرج في رجوعه
على العراق لزيارة المشاهد المشرفة وقابل كثيرا من علماء ذلك العصر
كالشيخ مرتضى الأنصاري والميرزا علي نقي الطبطبائي الحائري والميرزا
لطف الله المازندراني وجرت بينه وبينهم مناظرات كثيرة وأسئلة وأجوبة،
حتى اعترفوا بجامعيته وإحاطته بالعلوم الدينية، ثم عاد لوطنه فأقام به
مرجعا إلى أن توفي.
له مؤلفات كثيرة في الفقه والكلام ومن مؤلفاته ١ الأسئلة
المحمدآبادية سال عنها المولوي أمانة علي بوري الهندي وأجاب عنها المولوي
المذكور وهي وأجوبتها بالفارسية ٢ الرحلة الحجازية العراقية التي سماها
سفر البركات ٣ الأجوبة الشافية في الكلام فارسي مطبوع ٤ الأصول
والاخبار في جواب أسئلة بعض الأخباريين. ١٣٥:
الشريف أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في مقاتل الطالبيين: حمله سعيد الحاجب وأباه وأخاه عليا فتوفي
علي بن محمد وابنه احمد في الحبس وأطلق علي وهو حي إلى الآن اه. ١٣٦:
أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد الكوكبي بن أحمد الرخ بن محمد بن
إسماعيل بن محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع
في عمدة الطالب: كان نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن
بويه. ١٣٧:
أحمد بن علي بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع العلوي العقيقي المعروف بأبي
طالب العقيقي الرجالي
توفي سنة ٢٨٠ ونيف
والعقيقي بفتح المهملة ثم المثناة التحتية بين القافين: نسبة إلى
عقيق المدينة واد فيه عيون ونخل.
ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع فقال:
أحمد بن علي العلوي العقيقي مكي، وفي الفهرست: كان مقيما بمكة
وسمع أصحابنا الكوفيين وأكثر منهم وصنف كتبا كثيرة منها: كتاب المعرفة
وكتاب فضل المؤمن وكتاب مثالب الرجلين والمرأتين وكتاب تاريخ
الرجال، وله كتاب الوصايا أخبرنا بكتبه وسائر رواياته أحمد بن عبدون
قال: أخبرنا أبو محمد الحسين بن محمد بن يحيى حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد
العقيقي عن أبيه، ومثله قال النجاشي الا أنه قال: وقع الينا منها
كتاب المعرفة الخ ولم يذكر كتاب الوصايا، وميزه الكاظمي في المشتركات
برواية ابنه علي بن أحمد عنه، وعن جامع الرواة: رواية محمد بن إبراهيم
الجعفري عنه عن أبي عبد الله ع في الكافي: وينافيه عد الشيخ
له فيمن لم يرو عنهم ع وقيل: أن الذي روى محمد بن إبراهيم
الجعفري عنه عن أبي عبد الله ع هو أحمد بن علي بن محمد
بن عبد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب لا المترجم. ١٣٨:
الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ محمد حسن آل محبوبة النجفي.
توفي سنة ١٣٣٥.
فاضل أديب له منظومة في المنطق. ١٣٩:
أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن
إبراهيم بن علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب النصيبي.
توفي سنة ٤٦٨ ودفن في داره ثم نقل إلى مقبرة الباب الصغير قاله ابن
عساكر.
كان قاضي دمشق أيام المستنصر الفاطمي. وفي نسخة ابن عساكر
المطبوعة أيام المنتصر وهو تصحيف.
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال: سمع الحديث من جماعة
قال أبو القاسم النسيب المسيب كان أبو الفتيان بن حيوس يوما مع
الشريف احمد يعني المترجم فقال الشريف. وددت اني كنت في الشجاعة
مثل علي وفي السخاء مثل حاتم وذكر غيرهما فقال له أبو الفتيان: وفي
الصدق مثل أبي ذر الغفاري يعرض له بأنه كذاب لأن المترجم كان يرمي
بالكذب أ ه‍ وفي ميزان الاعتدال أحمد بن علي النصيبي أبو الحسن
قاضي دمشق رمي بالكذب اه وفي لسان الميزان: كان قاضيا زمن
المستنصر العبيدي وهو آخر قضاة دمشق من جهة المصريين وفيه يقول أبو
الفتيان بن حيوس:
حاشا سميك ان تدعى له ولدا لو كنت من نسله ما كنت كذابا
اه ويحتمل كونه إسماعيليا. ولا يبعد ان يكون سبب رميه
بالكذب تشيعه وهجو ابن حيوس له لعله جار على قاعدة الشعراء في ذمهم
من لا يرضون منه وان استحق المدح ومدحهم من يطمعون فيه وان استحق
الذم فلعله كان لا يعطيه ما يرضيه. ١٤٠:
أحمد بن أبي قتادة القمي علي بن محمد بن حفص بن عبيد.
ذكره النجاشي في ترجمة أبيه أبي قتادة علي بن محمد فقال وأحمد بن أبي
قتادة أعقب.
(٤٨)

١٤١:
السيد احمد علي بن المفتي السيد محمد عباس.
فقيه أصولي له إلمام بالأدب قرأ في كربلا والنجف وتلمذ على السيد
كاظم البهبهاني والشيخ حسين بن الشيخ زين العابدين المازندراني في الحائر
وعلى الشيخ ملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي في النجف وكان مقيما
في لكهنؤ وعنده تلامذة يستفيدون من علمه وله رسالة في التقليد. ١٤٢:
الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ جعفر الكبير
صاحب كشف الغطاء بن الشيخ خضر الجناجي النجفي
توفي في سن الكهولة.
الجناجي نسبة إلى جناجيا بالجيم المفتوحة والنون المخففة والألف
والجيم المكسورة والمثناة التحتية المخففة بعدها ألف وأصلها قناقيا وبوادي
العراق يقلبون القاف جيما قرية بسواد العراق كان أصل الشيخ خضر منها
وانتقل ولده الشيخ جعفر إلى النجف وبقيت ذريته بها إلى اليوم وهم من
بيت كبير بالعراق أهل علم وفضل وذكاء ورئاسة في الدنيا والدين لم ينقطع
منه العلم من عهد الشيخ جعفر وقبله إلى اليوم وارتقاؤه في عهد الشيخ
جعفر وسنأتي على ترجمته وترجمة النابغين من أهل بيته كل في محله إن شاء الله
والشيخ احمد كان شريكنا في الدرس في النجف الأشرف على مشايخنا
وهم السيد علي بن عمنا السيد محمود والشيخ محمد باقر النجمابادي في
السطوح والشيخ محمد طه نجف النجفي والشيخ آقا رضا الهمذاني وغيرهما
في الدرس الاستدلالية قدس الله أرواحهم كان عالما محققا مدققا فقيها وكان
كثير الجد والاجتهاد في طلب العلم ولم يزل مثابرا على ذلك كل أيام حياته
وتلمذ كثيرا على الفقيه السيد كاظم اليزدي واختص به في آخر الأمر وجعله
السيد أحد أوصيائه وصارت له رياسة بعد أستاذه المذكور وقلده جماعة.
مؤلفاته
له من المؤلفات ١ أحسن الحديث في أحكام الوصايا والمواريث
مطبوع ٢ قلائد الدرر في مناسك من حج واعتمر. ١٤٣:
أحمد بن علي بن محمد بن عبد بن عمر بن علي بن أبي طالب ع.
روى الحديث وكان من أصحاب الصادق ع ولم يذكره أهل
الرجال روى الكليني في الكافي في باب مولد النبي ص عن أحمد بن إدريس
عن الحسين بن عبد الله الصغير عن محمد بن إبراهيم الجعفري عنه عن أبي
عبد الله ع ان الله كان إذ لا كان فخلق الكان والمكان وخلق نور
الأنوار الذي نورت منه الأنوار وأجرى فيه من نوره الذي نورت منه الأنوار
وهو النور الذي خلق منه محمدا وعليا فلم يزالا نورين أولين إذ لا شئ كون
قبلهما فلم يزالا يجريان طاهرين مطهرين في الأصلاب الطاهرة حتى افترقا
في أطهر طاهرين في عبد الله وأبي طالب. ١٤٤:
الشريف أحمد بن علي بن محمد بن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب
ع.
قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين نقلا عن محمد بن علي بن حمزة انه
قتله اخوه عيسى بن علي بينبع رضي الله عنه. ١٤٥:
الشيخ أحمد بن علي مختار الجربادقاني الكلبايكاني كان حيا سنة ١٢٧٤.
من تلاميذ السيد محمد المجاهد صاحب المفاتيح وتلمذ على أبيه
السيد علي صاحب الرياض.
مؤلفاته
له ١ كتاب إزاحة الشكوك في تملك العبد المملوك في مجلد فرع منه
يوم الأحد ١٧ من الشهر الثامن من العام الرابع من العشرة السابعة من
المائة الثالثة من الألف الثاني من الهجرة رأينا منه نسخة في بهار من قرى
همذان سنة ١٣٥٣ ورأينا له أيضا مجموعة مخطوطة هناك فيها إحدى عشرة
رسالة بخطه من تأليفه وهي هذه ٢ في أن الأصل في العقود الصحة هل
معناه اللزوم منها فرع منها ليلة الأربعاء الثانية من العشر الأول من الشهر
السادس من السنة الثالثة من العشر الرابع من المائة الثالثة من الألف الثاني
٣ كتاب الطهارة وصل فيه إلى الحيض ٤ رسائل في عدة مسائل فقهية
في النكاح والطلاق والصلح واسقاط الحق والمصالحة على حق الرجوع فرع
منها ليلة الثلاثاء الخامسة من العشر الثالث من الشهر الرابع من العام
السادس من العشر الرابع من المائة الثالثة من الألف الثاني من الهجرة ٥
رسالة في متولي إخراج الزكاة فرع منها غرة الشهر السابع من السنة الثالثة
من العشر الرابع من المائة الثالثة من الألف الثامن ٦ رسالة في اجتماع
الأمر والنهي في شئ واحد شخصي ٧ في أجوبة جملة من المسائل الفقهية
من الطهارة إلى الديات منها في الطهارة والصلاة وحكم صلاة الجمعة ومنها
في الخمس ٨ رسالة في تزويج الصغيرة ٩ رسالة في الوقف ١٠ رسالة
في شرائط المفتي ١١ كتاب الظهار ١٢ رسالة في تفسير حديث ان
الغضب من الشيطان فارسية اه ١٣ قواطع الأوهام في نبذة من
مسائل الحلال والحرام رأينا منه نسخة مخطوطة في كربلا في مكتبة الشيخ
عبد الحسين الطهراني. ١٤٦:
الآغا احمد علي مدرس المدرسة العالية بكلكتة
له عروض سيفي فارسي مطبوع ترجم بالافرنسية. ١٤٧:
أبو العباس أحمد بن علي بن معقل الأزدي المهلبي الحمصي العز الأديب.
ولد سنة ٥٦٧ ومات في ٢٥ ربيع الأول سنة ٦٤٤.
ذكره السيوطي في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة فقال: قال
الذهبي رحل إلى العراق واخذ الرفض عن جماعة بالحلة والنحو ببغداد عن
أبي البقاء العكبري والوجيه الواسطي وبدمشق من أبي اليمن الكندي وبرع
في العربية والعروض وصنف فيهما وقال الشعر الرائق ونظم الايضاح
والتكملة للفارسي فأجاد واتصل بالملك الأمجد فحظى عنده وعاش به
رافضة تلك الناحية وكان وافر العقل غاليا في التشيع دينا متزهدا اه
ولم أجد هذا في ميزان الذهبي ولا في تذكرة الحفاظ ولعله من تاريخ الاسلام
وفي مجالس المؤمنين عن صاحب طبقات النحاة أنه قال: أديب فاضل ثم
نقل ما مر عن الذهبي. وفي شذرات الذهب: العلامة اللغوي الذي نظم
الايضاح والتكملة واخذ عن الكندي وأبي البقاء وبرع في لسان العرب.
وكان صدرا محترما غاليا في التشيع ومن شعره:
اما والعيون النجل حلفة صادق * لقد نبض التفريق نبض المفارق ١٤٨:
أبو علي أحمد بن علي بن مهدي بن صدقة بن هشام بن غالب بن محمد بن
علي الرقي الأنصاري.
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال سمع منه
(٤٩)

التلعكبري بمصر سنة ٣٤٠ عن أبيه عن الرضا ع وله منه إجازة
وفي رجال أبو علي: يظهر من هذه الترجمة ورواية التلعكبري انه روى عن
الرضا ع بواسطتين وهو في غاية البعد فإنه ع توفي سنة
٢٠٣ قبل تاريخ هذا السماع ب‍ ٢٢٧ سنة ففي السند سقط ظاهر أ ه‍
أقول بين السماع وتاريخ الوفاة ١٣٧ سنة لا ٢٢٧ وكأنه اشتبه عليه تاريخ
السماع فجعله ٤٣٠ بدل ٣٤٠ وهذا المقدار لا استبعاد فيه مع الواسطتين.
وفي مستدركات الوسائل يروي عنه ابن قولويه في الكامل وفي ميزان
الاعتدال أحمد بن علي بن صدقة عن أبيه عن علي بن موسى الرضا وتلك
نسخة مكذوبة وروى عن القعنبي اتهمه الدارقطني متروك الحديث أ ه‍
ثم ذكر ترجمة أخرى فقال أحمد بن علي بن مهدي الرقي عن علي الرضا
بخبر باطل فالله المستعان وما علمت للرضا شيئا يصح عنه اه وفي
لسان الميزان: وله حديث في الأول من المائتين لأبي عثمان الصابوني من
هذه النسخة وهو منكر جدا اه ونقول فالله المستعان فالذهبي
الدمشقي لم يعلم للرضا شيئا يصح عنه وكل ما روى عنه باطل عنده ولما ذا
ألم يوجد في عصر الرضا رجل ثقة يروي عنه حديثا ويرويه عنه الثقات
ليصح عند الذهبي فهل كان عصر الرضا عصرا تعاهد فيه المسلمون على
الكذب كلا وهو امام أهل البيت الطاهر ووارث علوم آبائه وأجداده ومن
روى عنه الألوف من المسلمين الثقات على اختلاف نحلهم وكان في عصره
ظاهرا مشهورا حتى جعله المأمون ولي عهده بعد ما أراد توليته الخلافة ولكن
هو النصب والعداوة واتباع الهوى. ولما مر بنيشابور في ذهابه إلى المأمون
بخراسان وعرض له الامامان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي
من أعاظم علماء أهل السنة وسألاه أن يروي لهما حديثا عن جده ص وكانا
هما المستمليان عدا أهل المحابر والدوي الذين كانوا يكتبون فأنافوا على
عشرين ألفا وفي رواية عد من المحابر أربعة وعشرون ألفا سوى الدوي رواه
ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة مسندا ولكن هيهات أن يصح ذلك
وأمثاله عند الذهبي وفيه فضيلة عظمى لامام أهل البيت بل بمجرد أن
يسمعه يقول باطل هذا كذب كما هي عاداته في الروايات التي في فضائل
أهل البيت وترى كثيرا من ذلك في مطاوي هذا الكتاب فالله المستعان ولعل
هذه النسخة هي صحيفة الرضا المشهور وقد ذكرنا أسانيدها في القسم من
الجزء الرابع من هذا الكتاب كما أن الحديث الذي عده ابن حجر منكرا
لعله لتضمنه فضيلة لاحد أئمة أهل البيت لا يطيقها قلبه ولا تتحملها نفسه
وتخالف ما اعتاده وتعارف عنده فالله المستعان. وفي مشتركات الكاظمي
يعرف برواية التلعكبري عنه. وعن جامع الرواة رواية علي بن حاتم ورواية
أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه وروايته عن محمد بن أبي الصهبان وعبد
الله بن جبلة. ١٤٩:
الشيخ أحمد بن علي النباطي العاملي
عالم فاضل معاصر للشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ زين
الدين الشهيد الثاني والظاهر أنه كان من تلاميذ الشيخ محمد المذكور فقد
وجدت له مقابلة شرح الاستبصار المسمى باستقصاء الاعتبار للشيخ المذكور
على أصله بالدقة مع السيد الجليل علي بن السيد محيي الدين بن أبي الحسن
الحسيني في مجالس آخرها يوم الثلاثاء ١١ جمادي الثانية سنة ١٠٢٨ كما كتبه
الشيخ احمد المذكور على النسخة بخطه فيظهر انه هو والسيد كانا من تلاميذ
المصنف والنسخة بخط الشيخ حسن بن أحمد بن سنبغة العاملي فرع من
كتابتها ٢٨ المحرم سنة ١٠٢٨ وكتب في آخرها ان المؤلف فرع منه بكربلا
٢٨ صفر سنة ١٠٢٦. ١٥٠:
أبو الحسن أحمد بن علي بن النخاس أو النحاس. في
أمل الآمل ذكره العلامة في اجازته من مشايخ الشيخ الطوسي من
رجال الخاصة. ١٥١:
أحمد بن علي النصيبي أبو الحسن قاضي دمشق
مر بعنوان أحمد بن علي بن محمد بن الحسين بن عبيد الله. ١٥٢:
أحمد بن علي بن نوح
في التعليقة هو أحمد بن علي بن العباس اه أقول ويأتي بعنوان
أحمد بن نوح. ١٥٣:
أحمد بن علي النيسابوري
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله:
حسبي بمرضاة ربي نعمة فيها * أنال من جنة الفردوس آمالي
وبعدها حب آل المصطفى فبه * يوم القيامة حالي جيدها حالي ١٥٤:
أحمد بن علي بن هارون بن البن أبو الفضل السامري الأديب
توفي حدود سنة ٤٦٠
في لسان الميزان: من رؤساء الشيعة وفضلائهم سمع الحسن بن
محمد الفحام وعلي بن أحمد السامريين اخذ عنه الخطيب وابن ماكولا
ومحمد بن هلال الصابي. ١٥٥:
الميرزا أحمد بن علي الهندي
في تتميم أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني: كان عالما مقدسا
صالحا منزها جاور بالحائر الحسيني أكثر من خمسين سنة وتوفي هناك وله
منامات عجيبة منها ما أخبرنا به بعض اخواننا انه أصابته قرحة في ركبته
عجز عنها الأطباء وكان أبوه من مهرة أطباء الهند فأرسل والده وأحضر
الأطباء من أطراف الهند إلى أن جئ بطبيب إفرنجي حاذق فقال لا يبرئها
الا المسيح وإذا وصلت إلى الحجاب الفلاني بعد يوم أو يومين يموت فرأى في
منامه الرضا ع فمسح بيده عليها فبرئت فبلغ ذلك ملك الهند
فطلبه وقرر له وظيفة في كل سنة حتى أنها كانت ترسل اليه إلى الحائر
اه. ١٥٦:
السيد احمد العريضي
ذكره صاحب الرياض في مشايخ الإجازة للعلامة الحلي وقال إن في
ذلك كلاما سبق ولما كان الجزء الأول من الرياض مفقودا لم نطلع على ما
ذكره هناك. ١٥٧:
أحمد بن علي بن أبي زنبور أبو الرضا النيلي المصري
توفي بالموصل سنة ٦١٣.
ذكره السيوطي في بغية الوعاة ووصفه بالامام الأديب اللغوي الشاعر
وقال كذا ذكره الذهبي وقال قرأ على يحيى بن سعدون القرطبي وتأدب على
سعيد بن الدهان ومدح الصلاح بن أيوب بقصيدة طويلة فوصله عليها
(٥٠)

بخمسمائة دينار وكان من غلاة الرافضة عمر دهرا طويلا ومات بالموصل
سنة ٦١٣. ١٥٨:
الشيخ أحمد بن علي بن أحمد بن الحر العاملي الجبعي.
ولد في جمادى الأولى سنة ١٢٧٥ وتوفي أواخر رمضان سنة ١٣٣٤
أثناء الحرب العامة الأولى.
قرأ في جبع في مدرسة الشيخ عبد الله نعمة النحو والصرف والمعاني
والفقه وقرأ على الشيخ محمد حسين المحمد وبعد وفاة أبيه ذهب إلى
اسطانبول واخذ فرمانا بمعاش أبيه وكتب شيئا في مجلة المنار التي كانت تنقم
على السلطان عبد الحميد فسجن في بيروت بسبب ذلك بضعة أشهر
وفتشت داره واخذ ما فيها من الكتب وان كان ما كتبه لا يتعلق بالسلطان
المذكور وقد هناه الشيخ عبد الرؤوف المحمد لما أفرج عنه بهذه القصيدة
وتخلص إلى مدح ابن عمه الشيخ حسين المحمد:
حتام تنفر عن هواي وآلف * وأفي بعهدي في الغرام وتخلف
وأبيت مكلوم الحشى وأضالعي * كادت من الوجه المبير تثقف
خود من الاعراب يهزأ بالقنا * قد لها كالغصن أملد أهيف
بيضاء ناعمة الشبيبة بضة * حدق الأنام على بهاها عكف
لعساء نجلاء العيون أسيلة * من ثغرها الصهباء أمست ترشف
هيفا المعاطف ذات خصر ناحل * يقوى علي وعن نطاق يضعف
والوجه منبلج الصباح يزينه * فرع كحالكة الليالي مسدف
فلكم كلفت بحبها متعسفا * زمن الصبا ان الغرام تعسف
أيام يسبيني البنان مخضبا * وجدا ويصبيني القوام الأهيف
أيام أهتف بالغواني مثلما * هذا الزمان بحمد احمد يهتف
أسمى الأنام علا وأرساهم حجى * وأجل أبناء الزمان وأشرف
وأمدهم باعا وأبسط راحة * وأشم أنفا بالفخار وآنف
وأرق أخلاقا وألين جانبا * فيهم وأحفظ للجوار وأرأف
ألفت شمائله الفضائل والعلا * وكذا شمائله الفضائل تالف
فانظر بطرفك في البسيطة هل ترى * كابن العلي به المعالي تكنف
واطمح بطرفك جاهدا هل يقتفي * أسد العرين سوى الأسود ويخلف
ان أرجفته الحادثات فطالما * من بأسه قلب الحوادث يرجف
أو يحتجب وهو البرئ فقبله * ظلما لقد سجن المبرء يوسف
ما حط ما قد نابه من قدره * ان العواصف بالشواهق تعصف
خفض عليك فواحد الدنيا امرؤ * يزجى اليه المدلهم فيصرف
وبيمن قطب الفضل روح الملة * الغراء تجلى الحادثات وتكشف
طود النهى ركن التقى قبس الهدى * الندب الحسين العيلم المتعطف
من زانه برد التقى ورعا كما * قد زان سؤدده أبى وتعفف
مولى لسان الدهر يلهج باسمه * ومسامع العلياء منه تشف
قصرت على ذات الاله فعاله * الغرا وليس بغير ذلك توصف
أأبى الفتى عبد الغني وكعبة * الوفاد والنوء الغزيز الأوطف
من دون سيبك حاتم الطائي في * بذل النوال ودون حلمك أحنف
لك في ذرى العلياء مقعد سؤدد * وبخطة المجد المؤثل موقف
لا زلت في أفق السيادة ساطعا * وعليك ألوية الفخار ترفرف ١٥٩:
زين الدين أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن جمال
الدين بن تقي الدين بن صالح بن شرف العاملي.
يروي عنه والد صاحب المدارك السيد علي بن السيد حسين بن أبي
الحسن الموسوي، في مستدركات الوسائل عن الرياض ان المحقق الداماد
قال في سند بعض الاحراز المروية عن الأئمة ع بعد ما ذكر
بعض طرقه: ومن طريق آخر رويته عن السيد الثقة الثبت المركون اليه في
فقهه المأمون في حديثه علي بن أبي الحسن العاملي رحمه الله قراءة وسماعا
وإجازة سنة ٩٨٨ من الهجرة المباركة النبوية في مشهد سيدنا ومولانا أبي
الحسن الرضا صلوات الله وتسليماته عليه بسناباد طوس عن زين أصحابنا
المتأخرين زين الدين أحمد بن علي بن أحمد إلى آخر ما تقدم رفع الله درجته
في أعلى مقامات الشهداء الصديقين انتهى والظاهر أنه أخو الشهيد
الثاني ان لم يكن في العبارة غلط. ١٦٠:
الملا أحمد بن علي أكبر المراغي التبريزي
توفي في تبريز ٥ المحرم سنة ١٣١٠.
له التحفة المظفرية في الرد على كريم خان القاجاري الكرماني كتبها
باسم مظفر الدين شاه أيام ولايته على تبريز. ١٦١:
عين الدولة أبو شجاع أحمد بن فخر الدولة علي بن الحسن بن بويه الديلمي
الأمير.
في مجمع الآداب: قال أبو الحسن الصابي في تاريخه كان أهل أصبهان
قد شغبوا على المتولين وأشير على السيدة أم مجد الدولة أبي طالب رستم
وأخيه عز الدولة أبي شجاع احمد بان يسيروا إلى أصفهان بعض الأهل
فاتفقوا على انفاذ عين الدولة وأنفذت معه جماعة من الديلم والخدم وخرج
في هيئة جميلة ودخل أصبهان فسكن البلد بوروده ولم يكن عند عين الدولة
شئ من آلات السلطنة الا انه ابن فخر الدولة بن بويه ثم إن أهل أصبهان
عادوا إلى ما كانوا عليه ولما علمت السيدة بذلك أنفذت إلى أصفهان ابن
خالها علاء الدولة محمدا في شهر شوال فساس الناس أحسن سياسة
انتهى ثم قال: عين الدولة أبو شجاع الحسن بن علي فخر الدولة بن
ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي الأمير من بيت الملك الديالم أصحاب
الهمم العلية وقد ذكره الرئيس أبو الحسن بن المحسن الصابي في تاريخه
انتهى.
وكتب المؤلف بخطه في هامش النسخة ما صورته: هذا هو أبو
شجاع احمد وهو الأصح انتهى. ١٦٢:
عز الدين أبو العباس أحمد بن علي بن الحسن بن معقل بن المحسن المهلبي
الحمصي الشاعر الشيعي.
ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب واشتبهت علينا ترجمته وظننا ان
هذه الترجمة هي له قال: من بيت التقدم والرياسة والفضل والكتابة سمع
الكثير على مشايخ زمانه من الأحاديث والاخبار والتواريخ والاشعار ومن
ذلك سمع جميع ديوان أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي على أبي الحسن
علي بن أبي الحسن بن المقير البغدادي بقراءة شرف الدين أبي عبد الله
الحسين بن إبراهيم بن الحسين الأربلي في شعبان سنة ٦٣٢ بدمشق.
(٥١)

١٦٣:
أبو طالب أحمد بن أبي القاسم علي بن أبي عبد الله الحسين الخطيب بن أبي
القاسم علي المعروف بابن معية بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل
الديباج بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
معية
في عمدة الطالب: ان معية المعروف بها أبو القاسم علي هي أمه
وهي معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة بن
عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن
عمرو بن عوف بن الأوس كوفية ينسب إليها ولدها، وقال أبو عبد الله بن
طباطبا هي أم أولاده ولعمري ان آل معية أعرف بنسبهم من غيرهم وقد
صرح النقيب تاج الدين في كثير من تصانيفه انها أم علي بن الحسن بن
الحسن والشيخ العمري قال إن أمه يعني عليا معية الأنصارية بها يعرف
ولده وذكر ابن خداع ان أصلها من بغداد انتهى.
وفي عمدة الطالب أيضا: كان أبو طالب احمد شديد التوجه وحج
فانفق مالا واسعا فقيل إن رجلا من الاشراف جلس اليه بمكة وأبو طالب
يشكو جور السلطان فادخل العلوي الحجازي يده في ثياب أبي طالب وقال
له ثيابك هذه الرقاق هي التي أضلتك سبيلك والعز معه الشقاء وقال
العمري: كان لأبي طالب عدة من الولد جميعهم أصدقائي مات أكثرهم
وهذا أبو طالب احمد عرفه بهاء الدولة بن بويه الديلمي وكان أبو طالب
رئيسا بالبصرة وله أحوال حسنة قال ابن طباطبا وله بقية بالبصرة
انتهى. ١٦٤:
أبو علي احمد الصوفي بن أبي الحسن علي العسكري ابن الحسن بن علي
الأصغر ابن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
وصفه صاحب عمدة الطالب بالفاضل المصنف. ١٦٥:
الشيخ فخر الدين أحمد بن شمس الدين علي بن جمال الدين الحسن بن زين
الدين العاملي من ذرية الشهيد الأول.
عالم فاضل يروي عنه إجازة ابن أخيه الشيخ شرف الدين محمد
مكي بن ضياء الدين محمد بن شمس الدين علي حدود ١١٧٨. ١٦٦:
أحمد بن علي بن خيران الكاتب المصري أبو محمد الملقب ولي الدولة
صاحب ديوان الإنشاء بمصر.
توفي في شهر رمضان سنة ٤٣١.
في معجم الأدباء: كان صاحب ديوان الإنشاء بمصر بعد أبيه وكان
أبوه أيضا فاضلا بليغا أعظم قدرا من ابنه وأكثر علما وكان أبو محمد هذا
يتقلد ديوان الإنشاء للظاهر ثم للمستنصر وكان رزقه في كل سنة ثلاثة
آلاف دينار وله عن كل ما يكتبه من السجلات والعهودات وكتب التقليدات
رسوم يستوفيها من كل شئ بحسبه وكان شابا حسن الوجه جميل المروءة
واسع النعمة طويل اللسان جيد العارضة. وسلم إلى أبي منصور بن
الشيرازي رسول أبي كاليجار إلى مصر من بغداد جزءين من شعره ورسائله
واستصحبهما إلى بغداد ليعرضهما على الشريف المرتضى أبي القاسم وغيره
ممن يأنس به من رؤساء البلد ويستشير في تخليدهما دار العلم لينفذ بقية
الديوان والرسائل ان علم أن ما أنفذه منهما ارتضي واستجيد وانه فارقه حيا
ثم ورد الخبر بأنه مات في شهر رمضان سنة ٤٣١ في أيام المستنصر. قال
ابن عبد الرحيم ووقع إلي الجزء من الشعر فتأملته فما وجدته طائلا وعرفني
الرئيس أبو الحسن هلال بن المحسن ان الرسائل صالحة سليمة قال وقد
انتزعت من المنظوم على خلوه الا من الوزن والقافية فمن شعره:
عشق الزمان بنوه جهلا منهم * وعلمت سوء صنيعه فشنئته
نظروه نظرة جاهلين فغرهم * ونظرته نظر الخبير فخفته
ولقد أتاني طائعا فعصيته * وأباحني أحلا جناه فعفته
ومن شعره أيضا:
ولي لسان صارم حده * يدمي إذا شئت ولا يدمى
ومنطق ينظم شمل العلا * ويستميل العرب والعجما
وان دجا الليل على أهله * وأظلموا كنت لهم نجما
وقوله:
اخذ المجد يميني * ليفيضن يميني
ثم لا أرجئ احسانا * إلى من يرتجيني
وقوله:
ولقد سموت على الأنام بخاطر * الله اجرى منه بحرا زاخرا
فإذا نظمت نظمت روضا حاليا * وإذا نثرت نثرت درا فاخرا
وقال على لسان بعض العلويين يخاطب العباسيين:
وينطقنا فضل البدار إلى الهدى * ويخرسكم عن ذكر فضلكم بدر
وقد كانت الشورى علينا غضاضة * ولو كنتم فيها استطاركم الكبر
وقوله:
يا من إذا أبصرت طلعته * سدت علي مطالع الحزم
قد كف لحظي عنك مذ كثرت * فينا الظنون فكف عن ظلمي
وقوله:
حيوا الديار التي أقوت مغانيها * واقضوا حقوق هواها بالبكا فيها
ديار فاترة الألحاظ غانية * جنت عليك ولجت في تجنيها
ظلت تسح دموعي في معاهدها * سح السحاب إذا جادت عزاليها
وقوله:
أيها المغتاب لي حسدا * مت بداء البغي والحسد
حافظي من كل معتقد * في سوءا حسن معتقدي
وقوله:
أما ترى الليل قد ولت كواكبه * والصبح قد لاح وانبثت مواكبه
ومنهل العيش قد طابت موارده * والدهر وسنان قد أغفت نوائبه
فقم بنا نغتنم صفو الزمان فما * صفا الزمان لمخلوق يصاحبه
وقوله:
خلقت يدي للمكرمات ومنطقي * للمعجزات ومفرقي للتاج
وسموت للعلياء أطلب غاية * يشقى بها الغاوي ويحظى الراجي
وقوله:
أنا شيعي لآل المصطفى * غير اني لا أرى سب السلف
(٥٢)

أقصد الاجماع في الدين ومن * قصد الاجماع لم يخش التلف
لي بنفسي شغل عن كل من * للهوى قرظ قوما أو قذف
وقوله:
فقام يناجي غرة الشمس نوره * وينصف من ظلم الزمان عزائمه
أغر له في العدل شرع يقيمه * وليس له في الفضل ند يقاومه
وقال على لسان ذلك الملك يخاطب الظاهر لاعزاز دين الله حين أمر
بالختم على جميع ماله هذين البيتين وكانا السبب في الافراج عما اخذ منه
والرضى عنه:
من شيم المولى الشريف العلي * ان لا يرى مطرحا عبده
وما جزا من جن من حبكم * ان تسلبوه فضلكم عنده
وكان ابن خيران قد خرج إلى الجيزة متنزها ومعه جماعة من أصحابه
المتقدمين في الأدب والشعر والكتابة وقد احتفوا به يمينا وشمالا فادى بهم
السير إلى مخاضة مخوفة فلما رأى احجام الجماعة من الفرسان عنها وظهور
جزعهم منها قنع بغلته فولجتها حتى قطعها وانثنى قائلا مرتجلا:
ومخاضة يلقي الورى من خاضها * كنت الغداة إلى العدا خواضها
وبذلت نفسي في مهاول خوضها * حتى تنال من العلا أغراضها
وقال:
من كان بالسيف يسطو عند قدرته * على الأعادي ولا يبقي على أحد
فان سيفي الذي أسطو به ابدا * فعل الجميل وترك البغي والحسد
وله:
قد علم السيف وحد القنا * أن لساني منهما أقطع
والقلم الأشرف لي شاهد * بأنني فارسه المصقع
قال ابن عبد الرحيم وهو كثير الوصف لشعره والثناء على براعته
ولسنه وجميع ما في الجزء بعد ما ذكرته لاحظ له وليس فيه مدح الا في
سلطانهم المستنصر والباقي على نحو ما ذكرته في مراثي أهل البيت
ع ولو كان فيه ما يختار لاخترته انتهى ما ذكره ياقوت في ترجمته. ١٦٧:
السيد أحمد بن علي الابرقوئي اليزدي
توفي حدود ١٣٣٤
له المنظومة البرزخية في أحوال البرزخ المستفادة من الاخبار تقرب من
ثلاثة آلاف بيت نظمها سنة ١٣٢٢ ونظم أيضا الصاحبية. ١٦٨:
الأمير الشيخ احمد من آل علي الصغير امراء جبل عامل.
توفي سنة ١٠٩٠.
ذكره الأمير حيدر الشهابي في تاريخه فقال: في حوادث سنة ١٠٩٠
فيها توفي الشيخ أحمد بن علي الصغير شيخ المتأولة. ١٦٩:
أحمد بن علي بن الفضل الدمشقي.
توفي سنة ٤٩٤.
في شذرات الذهب: في حوادث سنة ٤٩٤ فيها توفي أبو الفضل
أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات الدمشقي روى عن عبد
الرحمن بن أبي نصر وجماعة ولكنه رافضي معتزلي وله كتب موقوفة بجامع
دمشق قاله في العبر انتهى انا بالله عائذون! رافضي ولو كان فيه أحدهما
لكفاه، وكيف يكون الشيعي معتزليا وردود الشيعة على المعتزلة في قديم
الزمان وحديثه قد ملأت الخافقين ولكن جماعة خلطوا بين الشيعي والمعتزلي
لموافقة المعتزلة للشيعة في بعض المسائل المعروفة في العقائد حتى نسبوا
الشريف المرتضى للاعتزال مع تصنيفه كتاب الشافي في الرد على المغني لأبي
بكر الباقلائي رأس المعتزلة في عصره. ١٧٠:
الشيخ أحمد بن الشيخ علي بن كنان النجفي.
كان حيا سنة ١٢٢٥.
هو ابن أخت الشيخ حسين نجف النجفي الأول الشهير.
وجد بخطه شرح السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي على الوافية
فرغ من نسخة سنة ١٢٢٣ ووجد بخطه أيضا فوائد بحر العلوم المذكور
فرغ منه سنة ١٢٢٥. ١٧١:
السيد جمال الدين أحمد بن فخر الدين علي بن محمد بن أحمد بن علي
الأعرج ابن سالم بن بركات بن أبي العز محمد بن أبي منصور الحسن نقيب
الحائر ابن أبي الحسن علي بن الحسن بن محمد المعمر ابن احمد الزائر ابن
علي بن يحيى النسابة ابن الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن
الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه في عمدة الطالب بالسيد النسابة الفاضل. ١٧٢:
الشيخ احمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ جعفر
صاحب كشف الغطاء.
ذكر في محله ولم تذكر وفاته وتوفي سنة ١٣٤٣. ١٧٣:
الشيخ المقري أبو الفرج أحمد بن علي بن مشيش القرشي.
يروي عنه السيد جلال الدين عبد الحميد بن عبد الله بن اسامة
العلوي الحسيني صاحب أزهار الرياض في النسب قراءة عليه سنة ٥٦٦. ١٧٤:
أحمد بن عمرو بن سعيد
قال البهبهاني في التعليقة يروي عنه عبد الله بن المغيرة وفيه إشعار
بالاعتماد عليه. ١٧٥:
أحمد بن عمرو بن منهال
في الفهرست له روايات رويناه عن أحمد بن عبدون عن أبي طالب
الأنباري عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه. وقال النجاشي أحمد بن
عمرو بن المنهال لا أعرف غير هذا له كتاب نوادر رواه الحسين بن عبيد الله
عن أحمد بن جعفر عن حميد عن أحمد بن ميثم بن أبي نعيم عنه أ ه‍ وفي
مستدركات الوسائل رواية الغضائري والتلعكبري عن أحمد تشير إلى وثاقته
كما صرح به في المعراج اه. ١٧٦:
أحمد بن عمران الحلبي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال الميرزا بعد
ما نقل عن الشيخ انه ذكره في رجال الباقر ع: ويحتمل ان يكون
نشا من الكنية بأبي جعفر فان المعروف من عمران الحلبي انه من رجال
الصادق ع اه يعني ان أباه عمران بن علي بن أبي شعبة
الحلبي مذكور في رجال الصادق ع فيبعد كون ابنه من رجال
الباقر ع وفيه ان عمران بن علي بن أبي شعبة الظاهر أنه ليس أباه
(٥٣)

بل لم يعلم أن هذا من آل أبي شعبة كما ستعرف والمحقق البهبهاني في
التعليقة جعله من آل أبي شعبة واستفاد توثيقة من قول النجاشي في ترجمة
عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي: آل أبي شعبة بيت مذكور في
أصحابنا وكانوا كلهم ثقات مرجوعا إلى ما يقولون اه ولكن ليس في
شئ من كتب الرجال انه من آل أبي شعبة وليس لنا ما يدل على أنه منهم
وكونه ابن عمران الحلبي لا يقتضي ذلك لأن عمران بن علي بن أبي شعبة
الحلبي الظاهر أنه ليس أباه لكونه من أصحاب الصادق وهذا من أصحاب
الباقر ع فيبعد كون الابن من أصحاب الأب والأب من
أصحاب الابن ولذلك قال الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل في
كتابه تكملة الرجال الذي هو كالحاشية على نقد الرجال عن المترجم: هذا
ليس آل أبي شعبة الحلبيين الذين وثقهم النجاشي لان ذاك أحمد بن عمر بن
أبي شعبة ولم أر توثيق هذا الا من الصالح فإنه وثقه في شرح الكافي قال
عبيد الله الدهقان عن أحمد بن عمران الحلبي ثقة عن يحيى بن عمران عن
أبي عبد الله ع اه وانا على ريب من هذا التوثيق لاحتمال
اشتباهه بأنه من الطائفة المذكورة لان النجاشي وثقهم كلهم ولا يعلم من
هذا السند ان احمد المذكور من أصحاب الباقر ع لنقله عن أبي
عبد الله ع بواسطة، فيبعد كونه من أصحاب الباقر ع
اه وهذا وجه آخر يبعد كونه من أصحاب الباقر ع غير الوجه
الذي ذكره الميرزا فتحصل ان الظاهر كونه من أصحاب الصادق لا الباقر
ع وان ما في رجال الشيخ من سبق القلم وانه ليس من آل
شعبة. وعن الميرزا في حاشية المنهج أن المعروف من عمران الحلبي اثنان
أحدهما من رجال الصادق والآخر من أصحاب الرضا ع اه
لكن لم يذكره الرجاليون في أصحاب الرضا ع. ١٧٧:
أبو عبد الله أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني الأخفش الأول النحوي.
مات قبل ٢٥٠.
في القاموس: بنو ألهان قبيلة، وفي طبقات النحاة للسيوطي
الأخافش من النحاة أحد عشر هذا أولهم وليس من الثلاثة المشهورين وقال
الذهبي: روى عن وكيع وزيد بن الحباب وصنف غريب الموطأ، وذكره
ابن حبان في الثقات ومات قبل الخمسين ومائتين اه. وذكره ياقوت في
معجم الأدباء وقال: يعرف بالأخفش قديم ذكره أبو بكر الصولي في كتابه
في شعراء مصر فقال: كان نحويا لغويا أصله من الشام وتأدب بالعراق فلما
قدم مصر أكرمه إسحاق بن عبد القدوس وأخرجه إلى طبربة فأدب ولده،
وله أشعار كثيرة في أهل البيت ع منها:
ان بني فاطمة الميمونة * الطيبين الأكرمين الطينه
ربيعنا في السنة الملعونة * كلهم كالروضة المهتونه
وقال له الهيثم بن عدي: ممن أنت؟ قال من ألهان أخو همدان قال
نعم! هم عرس الجن يسمع به ولا يرى، ما رأيت ألهانيا قبلك!! ونزل
على رعل حي من بني سليم فلم يقروه فقال:
تضيفت بغلتي والأرض معشبة * رعلا وكان قراها عندهم علسي (١)
وأكلبا كأسود الغاب ضارية * وواقفات بأيدي أعبد عبس
والعام أرغد والأيام فاضلة * وما ترى في سواد الحي من قبس
يستوحشون من الضيف الملم بهم * ويأنسون إلى ذي السوأة الشرس
وله يمدح جعفر بن جدلة:
إذا استسلم المال عند * الهذيل فمال الفتى جعفر خاسر
وإن ضن جازره بالمدى * فان الحسام له حاضر
وعن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في كتاب رجاله أنه قال:
من شعراء أهل البيت ع خالص الود لآل البيت أصله من
الشام وهاجر للعلم بالعراق ثم رحل إلى مصر ثم إلى طبرية وصحب
إسحاق بن عبدوس وكان يؤدب ولده بطبرية أ ه‍ ولم أجد له ترجمة
في رجال بحر العلوم ولعله ذكره بالاستطراد وزاع عنه بصري وقال
الخطيب في تاريخ بغداد: أحمد بن عمران الأخفش ويعرف بالألهاني ذكره
عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل: وزعم أنه
بغدادي نزل مكة وروى عن ابن علية ووكيع وعبد الله بن بكر السهمي
وزيد بن الحباب وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: كتبت عنه بمكة وهو
صدوق اه ثم ذكر حديث: من فطر صائما كان له مثل اجره وهو
في سنده على عادته.
الأخافشة الأحد عشر
والأخافشة الأحد عشر المشار إليهم أشهرهم ثلاثة: ١ الأكبر عبد
الحميد بن عبد المجيد الهجري التغلبي النحوي أستاذ سيبويه والكسائي
ويونس وأبي عبيدة وتلميذ أبي عمرو ابن العلاء كان إمام أهل العربية ولقي
الاعراب واخذ عنهم وهو أول من فسر الشعر تحت كل بيت وما كان الناس
يعرفون ذلك قبله، وانما كانوا إذا فرغوا من القصيدة فسروها ٢ الأوسط
أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي الذي ينصرف اليه الاطلاق ٣
الأصغر أبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل النحوي البغدادي تلميذ
المبرد وقد يطلق الأخفش الأصغر على ولده سليمان بن علي النحوي ٤
أحمد بن عمران صاحب الترجمة ٥ أحمد بن محمد الموصلي أستاذ ابن جني
٦ خلف بن عمر البلنسي النحوي العروضي ٧ عبد الله بن محمد
النحوي البغدادي تلميذ الأصمعي ٨ عبد العزيز بن أحمد النحوي
الأندلسي يروي عنه ابن عبد البر ٩ علي بن محمد المغربي الشاعر
الشريف الإدريسي النحوي ١٠ علي بن إسماعيل بن رجاء الشريف
الفاطمي النحوي ١١ هارون بن موسى بن شريك الدمشقي القاري
النحوي. ١٧٨:
أحمد بن عمران بن سلمة.
في ميزان الذهبي: أحمد بن عمران بن سلمة عن الثوري لا يدري
من ذا إلا أنه روى محمد بن علي العتبي عنه عن الثوري عن منصور عن
إبراهيم عن علقة عن عبد الله رفعه قال قسمت الحكمة فجعل في علي تسعة
اجزاء وفي الناس جزء واحد، فهذا كذب اه وفي لسان الميزان: هذا
الحديث أورده أبو نعيم في الحلية قال: حدثنا أبو احمد الغطريفي ثنا أبو
الحسين بن أبي مقاتل ثنا محمد بن علي بن عتبة ثنا محمد بن علي الوهبي
الكوفي ثنا أحمد بن عمران بن سلمة وكان عدلا ثقة مرضيا، فذكر الحديث
وفي هذا مخالفة لما ذكره المصنف، وقال الأزدي: مجهول منكر الحديث
واسند له هذا الحديث عن العتبي المذكور وقال إن العتبي تفرد به اه
أقول الذهبي يجزم بكذب الحديث لتضمنه فضيلة لعلي ليس إلا! وهو

(١) العلسي: نبات الصبر.
(٢) مر عن ياقوت ابن عبد القدوس. - المؤلف -
(٥٤)

يزعم أن النصب فقد في عصره من بلده وكذلك الأزدي يجعل حديثه منكرا
لمجرد تضمنه فضل علي الذي لا تحتمله نفسه وليس المنكر الا جعله منكرا!
وأبو نعيم الحافظ الأصبهاني الذي هو اعرف منهما وأوثق يقول عن راويه
كان عدلا ثقة مرضيا ولكن الذهبي لو اجتمع أهل الأرض ووثقوا هذا
الراوي لا يقبل منهم وهو يروي ان تسعة اجزاء الحكمة في علي. وكيف
كان فهو مظنون التشيع. ١٧٩:
أحمد بن عمر بن أبي شعبة الحلبي
كان علي بن أبي شعبة وولده عبيد الله يتجران إلى حلب فنسب آل
أبي شعبة إليها وإلا فهم عراقيون، قال النجاشي: ثقة روى عن أبي
الحسن الرضا وعن أبيه من قبل وهو ابن عم عبيد الله وعبد الاعلى وعمران
ومحمد الحلبيين روى أبوهم عن أبي عبد الله ع وكانوا ثقات. لأحمد
كتاب يرويه عنه جماعة: أخبرنا محمد بن علي عن محمد بن أحمد بن يحيى
حدثنا سعد حدثنا محمد بن الحسين عن الحسن بن علي بن فضال عن
أحمد بن عمر بكتابه، وقال الكشي، خلف بن حماد حدثني أبو سعيد
الأدمي حدثني أحمد بن عمر الحلبي قال: دخلت على الرضا ع
بمنى فقلت له جعلت فداك كنا أهل بيت عطية وسرور ونعم وان الله قد
اذهب ذلك كله حتى احتجنا إلى من كان يحتاج الينا! فقال لي: ما أحسن
حالك يا أحمد بن عمر! فقلت جعلت فداك حالي ما أخبرتك! فقال لي:
أ يسرك انك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا مملوءة ذهبا!
فقلت له: لا والله يا ابن رسول الله فضحك! ثم قال: نرجع من هاهنا
إلى خلف فمن أحسن حالا منك وبيدك صناعة لا تبيعها بملء ء الأرض
ذهبا، أ لا أبشرك؟ قلت نعم! فقد سرني الله بك وبآبائك! فقال لي أبو
جعفر ع في قول الله عز وجل وكان تحته كنز لهما هو لوح من ذهب
فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله عجبت
لمن أيقن بالموت كيف يفرح ومن يرى الدنيا وتغيرها باهلها كيف يركن إليها
وينبغي لمن عقل عن الله ان لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه،
ثم قال: رضيت يا احمد قلت عن الله وعنكم أهل البيت ويأتي في
عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي ان آل أبي شعبة بيت مذكور في
أصحابنا كلهم ثقات مرجوع إلى قولهم. ١٨٠: أحمد بن كمال الدين عمر بن
أحمد بن هبة الله بن أبي جرادة المعروف بابن
العديم.
ولد ٢٦ جمادي الأولى سنة ٦١٢ والمظنون ان وفاته في أواخر القرن
السابع.
مر نسب آل أبي جرادة وبني العديم والكلام عليهم عموما في
إبراهيم بن محمد بن عمر بن العديم. وعن كتاب الاخبار المستفادة في
مناقب بني أبي جرادة تأليف أبيه كمال الدين عمر انه ولد قبل الفجر من
يوم الأربعاء لأربع بقين من جمادى الأولى سنة ٦١٢ في حياة والده فسماه
باسمه اه وهو أخو عبد الرحمن الآتي في بابه وأكبر منه بسنتين. ١٨١:
أحمد بن عمر الحلال الأنماطي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع فقال أحمد بن
عمر الحلال كان يبيع الحل كوفي أنماطي ثقة ردئ الأصل وذكره في رجاله
فيمن لم يرو عنهم ع فقال أحمد بن عمر الحلال روى عنه
محمد بن عيسى اليقطيني اه وفي الفهرست أحمد بن عمر الحلال له
كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن أبي
القاسم عن محمد بن علي الكوفي عن أحمد بن عمر قال ورواه أيضا ابن الوليد
عن سعد والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي الكوفي عن
أحمد بن عمر وقال النجاشي أحمد بن عمر الحلال يبيع الحل
يعني الشيرج روى عن الرضا وله عنه مسائل أخبرنا محمد بن علي حدثنا
أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا محمد بن عيسى بن
عبيد حدثنا عبد الله بن محمد عن أحمد بن عمر وفي الخلاصة أحمد بن عمر
الحلال بالحاء غير المعجمة واللام المشددة كان يبيع الحل وهو الشيرج ثقة
قاله الشيخ الطوسي رحمه الله وقال إنه كان ردئ الأصل فعندي توقف في
قبول روايته لقوله هذا أ ه‍ وفسر المحقق البهبهاني في حاشية منهج المقال
الأصل بالكتاب وقال الظاهر أن رداءته لأن فيه أغلاطا كثيرة من تصحيف
وتحريف وسقط وغيرهما ولعله من النساخ على قياس ما ذكروه في رجال
الكشي ونشاهده أو رداءة ترتيبه أو جمعه الصحيح والضعيف أو غير ذلك
فظهر وجه ايراد العلامة له في القسم الأول من الخلاصة المعد للثقات وتوقفه
في روايته اه وأقول رداءة الأصل لا تخلو عن إجمال فلذلك اختلفت
الأنظار في تفسيرها فقال البهبهاني ما سمعت واحتمل بعض أن تكون عبارة
عن رداءة النسب بكونه من بعض القبائل المذمومة وكيف كان فهي لا توجب
التوقف في قبول روايته بذكر الشيخ لها مع تصريحه بوثاقته وفي منهج المقال
الذي وصل الينا من نسخة رجال الشيخ في أصحاب الرضا ع
بالخاء المعجمة وفي من لم يرو عنهم ع بالحاء المهملة وابن داود
في رجاله بنى على ذلك فجعلهما رجلين ولا يبعد ان يكون الرجل واحدا وهو
بياع الشيرج ومحمد بن عيسى يكون قد روى عنه الكتاب بلا واسطة أيضا
وروى الكتاب بواسطة وغيره بلا واسطة أو يكون مراد الشيخ أعم اه
والامر كما قال ونسخة الخاء المعجمة تصحيف وفي نقد الرجال ذكر الشيخ
له مرة في رجال الرضا ع ومرة فيمن لم يرو عنهم ع لا
يدل على تعدده لان مثل هذا في كلامه كثير أ ه‍ وفي مناقب ابن
شهرآشوب: أحمد بن عمر الحلال قال سمعت الأخوص بمكة يذكره
فاشتريت مدية وقلت: والله لأقتلنه إذا خرج من المسجد وأقمت على ذلك
وجلست له فما شعرت الا برقعة أبي الحسن ع قد طلعت علي فيها
بسم الله الرحمن الرحيم بحقي عليك إلا ما كففت عن الأخوص فان الله
ثقتي وهو حسبي أ ه‍. ١٨٢:
أبو الملك أحمد بن عمر بن كيسبة.
وقع في طريق الشيخ في التهذيب والاستبصار إلى علي بن الحسن
الطاطري حيث قال: وما ذكرته عن علي بن الحسن الطاطري فقد أخبرني
به أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن أبي الملك أحمد بن
عمر بن كيسبة عن علي بن الحسن الطاطري. ١٨٣:
شهاب الشرف أو شهاب الدين أبو عبد الله احمد نقيب الكوفة ابن أبي محمد
عمر نقيب الكوفة ابن أبي الفتح مجد الدين نقيب الكوفة ابن الفقيه أبي
طاهر عبد الله نقيب الكوفة ونائب النقابة ببغداد أيام الشريف المرتضى ابن
أبي الفتح محمد نقيب الكوفة ابن الأمير أبو الحسن محمد الأشتر ممدوح
المتنبي ابن عبيد الله الثالث ابن علي بن عبيد الله الثاني ابن علي الصالح ابن
عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين ابن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة ٣٨٩.
(٥٥)

في عمدة الطالب حج أميرا على الموسم ثلاث عشرة حجة نيابة عن
الطاهر أبي احمد الموسوي وولي نقابة الطالبيين بالكوفة مدة عمره. ١٨٤:
السيد احمد المحدث النسابة ابن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة ابن
زيد الشهيد أبو الفتح العلوي.
كان نسابة محدثا رئيسا ورد العراق من الحجاز سنة ٢٥١ وله ذرية
بالعراق. ١٨٥:
أحمد بن عيسى بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في مروج الذهب للمسعودي: انه ظهر بالري سنة ٢٥٠ ودعا إلى
الرضا من آل محمد وحارب محمد بن طاهر وكان بالري فانهزم وسار إلى
مدينة السلام فدخلها العلوي. وفي تاريخ الكامل لابن الأثير في حوادث
سنة ٢٥٠ قال في هذه السنة يوم عرفة ظهر بالري أحمد بن عيسى بن حسين
الصغير بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وإدريس بن موسى بن
عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
فصلى أحمد بن عيسى باهل الري صلاة العيد ودعا للرضا من آل محمد
فحاربه محمد بن علي بن طاهر فانهزم محمد بن علي وسار إلى قزوين
انتهى. ١٨٦:
أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع مرت ترجمته في بابها ثم وجدنا في مهج الدعوات ومنهج العنايات
ما لفظه: ومن الروايات في اسم الله الأعظم ما ذكرته في إغاثة الداعي وإعانة
الساعي: وجدت في كتاب عتيق ما هذا لفظه: الدعاء الذي فيه الاسم
الأعظم عن علي بن عيسى العلوي: سمعت أحمد بن عيسى العلوي يقول
حدثني أبي عيسى بن زيد عن أبيه زيد عن جده علي بن الحسين قال دعوت
الله عشرين سنة ان يعلمني اسمه الأعظم فبينا انا ذات ليلة قائم أصلي
فرقدت عيناي إذا انا برسول الله ص قد اقبل علي ثم دنا مني وقبل بين عيني
ثم قال أي شئ سالت الله تعالى قال قلت يا جداه سالت الله أن يعلمني
اسمه الأعظم فقال يا بني اكتب فقلت وعلى أي شئ أكتب فقال اكتب
بإصبعك على راحتك: يا الله يا الله يا الله وحدك وحدك لا شريك لك
أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام وذو الأسماء
العظام وذو العز الذي لا يرام وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله أجمعين، ثم ادع بما شئت. قال علي بن الحسين
فوالذي بعث محمدا ص بالحق نبيا لقد جربته فكان كما قال ص قال
زيد بن علي فجربته فكان كما وصف أبي علي بن الحسين قال عيسى بن زيد
فجربته فكان كما وصف زيد أبي قال أحمد فجربته فكان كما ذكروا رضي الله
عنهم. قال ابن طاوس: ان الذي رويناه وعرفناه ان علي بن الحسين
ع كان عالما بالاسم الأعظم هو وجده رسول الله ص والأئمة من العترة
الطاهرين ولكنا ذكرناه كما وجدناه انتهى. ١٨٧:
أبو جعفر أحمد بن عيسى بن جعفر العلوي العمري الزاهد.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال ثقة من
أصحاب العياشي. ١٨٨:
أحمد بن عيسى بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب: هو أحد علماء العلوية بالنسب. استدرك المؤلف
على الطبعة الأولى بما يلي:
مر في هذا الجزء أحمد بن عيسى بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب وان صاحب عمدة الطالب قال إنه أحد علماء العلوية بالنسب.
وينبغي ان يكون حصل اشتباه في ذلك فان الحسين الأصغر بن السجاد
ليس له ولد يسمى عيسى ففي عمدة الطالب ان الحسين الأصغر أعقب من
خمسة رجال عبيد الله الأعرج وعبد الله وعلي والحسن وسليمان ومر أيضا في ج
١٣ بهذا العنوان المذكور في ج ٩ بعينه وفيه اشتباه من وجهين أولا ان
الصواب في نسبه أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين الأصغر الخ لما عرفت
من أن الحسين الأصغر ليس له ولد معقب اسمه عيسى وانما ابنه علي
وعيسى حفيده ثانيا على فرض وجود أحمد بن عيسى بن الحسين الأصغر
فهو قد تقدم. فكان يلزم الإشارة إلى ذلك والذي أوقعنا في الاشتباه
نسخة تاريخ ابن الأثير المطبوعة سنة ١٣٠١ فان فيها أحمد بن عيسى بن
حسين الصغير الخ فسقط منها اسم علي بين عيسى وحسين مع وجوده في
تاريخ الطبري الذي ابن الأثير ناقل عنه لذلك يغلب على الظن ان الخطا
من الطابع. وكيف كان فالصواب في نسبه أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين
الأصغر الخ. وفي مروج الذهب في النسخة المطبوعة ١٣٤٦ قال أحمد بن
عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وصوابه تكرير ابن علي بن
الحسين ويمكن كون الخطا من الطابع ثم المفهوم من عمدة الطالب انه أحمد
العقيقي بن عيسى الكوفي بن علي بن الحسين الأصغر الخ. ١٨٩:
أبو عبد الله احمد المختفي بن عيسى مؤتم الأشبال بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في مقاتل الطالبيين: ولد ثاني المحرم سنة ١٥٧ وتوفي ٢٣ شهر
رمضان سنة ٢٤٧ بالبصرة، وفي عمدة الطالب: ولد سنة ١٥٨ وتوفي سنة
٢٤٠ وقد جاوز الثمانين.
أمه
في مقاتل الطالبيين: أمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وفي عمدة الطالب أمه عاتكة بنت
الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن الحارث الهاشمية اه.
وسمي المختفي لأنه خرج أيام الرشيد فاخذ وحبس وخلص واختفى إلى أن مات بالبصرة فلذلك سمي المختفي قاله في عمدة الطالب.
أقوال العلماء فيه
في المقاتل: كان فاضلا عالما مقدما في أهله معروفا فضله وقد كتب
الحديث وعمر وكتب عنه وروى رواية كثيرة وروى عنه جماعة. وفي العمدة
كان احمد المختفي عالما فقيها كبيرا زاهدا وعمي آخر عمره.
مشايخه وتلاميذه
في المقاتل: روى عن حسين بن علوان رواية كثيرة وفي المقاتل: روى
عنه محمد بن منصور المرادي ونظراؤه.
مؤلفاته
كان مؤلفا وله كتب في الأحكام قال أبو الفرج في المقاتل أن
علي بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب يروي عن محمد بن منصور المرادي كتب جده أحمد بن عيسى بن زيد
في الأحكام ويروي أبو الفرج الحديث عن علي بن علي هذا.
(٥٦)

أخباره
في عمدة الطالب انه لما توفي عيسى بن زيد أوصى إلى صاحبه ووزيره
والمطلوب به حاضر بابنيه احمد وزيد وهما طفلان فجاء بهما حاضر إلى باب
الهادي موسى بن محمد بن المنصور واستأذن عليه وسلمهما اليه فوضعهما على
فخذه وبكى في خبر طويل ذكر في ترجمة عيسى. وفي مقاتل الطالبيين في
ترجمة عيسى بن زيد ان المهدي بلغه خبر دعاة ثلاثة لعيسى بن زيد وهم
ابن علاق الصيرفي وحاضر مولى لهم وصباح الزعفراني فظفر بحاضر وقتله
ثم مات عيسى فأراد الزعفراني الحسن بن صالح بن حي الذي كان عيسى
مختفيا عنده على أن يذهب الزعفراني إلى المهدي ويخبره بوفاة عيسى
ليتخلصوا من الخوف فلم يقبل وقال لا والله لا نبشر عدو الله بموت ولي الله
والله لليلة يبيتها خائفا منه أحب من جهاد سنة وعبادة بها ومات الحسن بن
صالح بعد عيسى بشهرين. فحدث صباح الزعفراني قال: لما مات عيسى
اخذت أحمد بن عيسى وأخاه زيدا فجئت بهما إلى بغداد فجعلتهما في موضع
أثق به عليهما ثم لبست اطمارا وجئت إلى دار المهدي فسالت ان أوصل إلى
الربيع وان يعرف ان عندي نصيحة وبشارة بأمر يسر الخليفة فدخلوا
فاعلموه فخرجوا إلي فاذنوا لي فدخلت عليه فقال ما نصيحتك فقلت ما
أقولها الا للخليفة فقال لا سبيل إلى ذلك دون ان تعلمني النصيحة ما هي
فقلت: اما النصيحة فلا أذكرها الا له ولكن اخبره اني صباح الزعفراني
داعية عيسى بن زيد فأدناني منه فقال يا هذا ليس يخلو أن تكون صادقا أو
كاذبا وهو على الحالين قاتلك ان كنت صادقا فأنت تعرف سوء اثرك عنده
وطلبه لك وبلوغه في ذلك أقصى الغايات وحرصه عليه وحين تقع عينه
عليك يقتلك وان كنت كاذبا وانما أردت الوصول اليه من اجل حاجة لك
غاظه ذلك من فعلك فيقتلك وانا ضامن لك قضاء حاجتك كائنة ما كانت
لا استثني بشئ فقلت: انا صباح الزعفراني والله الذي لا إله إلا هو ما لي
اليه حاجة ولو أعطاني كل ما يملك ما أردته ولا قبلته وقد قصدتك فان
أخبرته والا توصلت اليه من جهة غيرك فقال اللهم اشهد اني برئ من دمه
ثم وكل بي جماعة من أصحابه وقام فدخل فما ظننت انه وصل حتى نودي
هاتوا الصباح الزعفراني فأدخلت إلى الخليفة فقال لي أنت صباح الزعفراني
قلت نعم قال فلا حياك الله ولا بياك ولا قرب دارك يا عدو الله أنت
الساعي على دولتي والداعي إلى أعدائي؟ قلت: انا والله هو وقد كان كلما
ذكرته. فقال: فأنت إذا الخائن الذي أتت به رجلاه أ تعترف بهذا مع ما
اعلمه منك وتجيئني آمنا فقلت اني جئتك مبشرا ومعزيا قال: مبشرا بما ذا
ومعزيا بمن؟ قلت: اما البشرى فبوفاة عيسى بن زيد وأما التعزية فبه لأنه
ابن عمك ولحمك ودمك، فحول وجهه إلى المحراب وسجد وحمد الله ثم
اقبل علي فقال: ومنذ كم مات؟ قلت منذ شهرين، قال: فلم لم تخبرني
بوفاته إلى الآن؟ قلت منعني الحسن بن صالح، واعدت عليه بعض قوله:
فقال وما فعل؟ قلت: مات ولولا ذلك ما وصل إليك الخبر ما دام حيا.
فسجد سجدة أخرى وقال: الحمد لله الذي كفاني امره فلقد كان أشد
الناس علي ولعله لو عاش لأخرج علي غير عيسى سلني ما شئت فوالله
لأغنيتك ولا رددتك عن شئ تريده. قلت والله ما لي حاجة ولا أسألك
شيئا إلا حاجة واحدة، قال وما هي؟ قلت: ولد عيسى بن زيد والله لو
كنت أملك ما أعولهم به ما سألتك في امرهم ولا جئتك بهم أطفالا يموتون
جوعا وضرا وهم ضائعون وما لهم شئ يرتجعون اليه انما كان أبوهم يستقي
الماء ويعولهم وليس لهم الآن من يكفلهم غيري وانا عاجز عن ذلك وهم
عندي في ضنك وأنت أولى الناس بصيانتهم وأحق بحمل ثقلهم
وهم من لحمك ودمك وأيتامك وأهلك فبكى حتى جرت دموعه ثم قال إذا
والله يكونون عندي بمنزلة ولدي لا أؤثر عليهم بشئ فأحسن الله يا هذا
جزاءك عني وعنهم فلقد قضيت حق أبيهم وحقوقهم وخففت عني ثقلا
وأهديت إلي سرورا عظيما قلت ولهم أمان الله ورسوله وأمانك وذمتك وذمة
آبائك في أنفسهم وأهليهم وأصحاب أبيهم لا تتبع أحدا منهم بتبعة ولا
تطلبه قال: ذلك لك ولهم أمان الله وأماني وذمتي وذمة آبائي فاشترط ما
شئت فاشترطت عليه واستوفيت حتى لم يبق في نفسي شئ ثم قال يا جنيني
كذا واي ذنب لهؤلاء وهم أطفال صغار والله لو كان أبوهم بموضعهم
حتى يأتيني أو اظفر به ما كان له عندي الا ما يجب فكيف بهؤلاء اذهب يا
هذا أحسن الله جزاءك فجئتني بهم واسالك بحقي ان تقبل مني صلة
تستعين بها على معاشك فقلت اما هذا فلا فإنما انا رجل من المسلمين يسعني
ما يسعهم وخرجت فجئته بهم فضمهم اليه وامر لهم بكسوة ومنزل وجارية
تحضنهم ومماليك تخدمهم وأفرد لهم في قصره حجرة وكنت أتعهدهم فاعرف
اخبارهم فلم يزالوا في دار الخلافة إلى أن قتل محمد الأمين فانتشر امر دار
الخلافة وخرج من كان فيها فخرج أحمد بن عيسى فتوارى
وكان اخوه زيد قد مرض قبل ذلك ومات، قال أبو الفرج حدثني أحمد بن
عبيد الله بن عمار بهذا الخبر على خلاف هذه الحكاية ثم روى بسنده ان
عيسى بن زيد صار إلى الحسن بن صالح فتوارى عنده حتى مات في أيام
المهدي، فقال الحسن لأصحابه لا يعلم بموته أحد فيبلغ السلطان فيسر
بذلك ولكن دعوه بخوفه ووجله منه وأسفه عليه حتى يموت ولا تسروه بوفاته
فيأمن مكروهه فلم يزل ذلك مكتوما حتى مات الحسن بن صالح فصار إلى
المهدي رجل يقال له ابن علاق الصيرفي وكان اسمه قد وقع اليه فأخبره
بوفاة عيسى وموت الحسن بن صالح، فقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا
فسل حاجتك؟ قال ولده تحفظهم فوالله ما لهم من قليل ولا كثير وكان
الحسن بن عيسى بن زيد قد مات في حياة أبيه وكان حسين متزوجا ببنت
حسن بن صالح فاتاه احمد وزيد ابنا عيسى فنظر اليهما وأجرى لهما أرزاقا
ومضيا باذنه إلى المدينة فمات زيد بها وبقي احمد إلى خلافة الرشيد وصدرا
من خلافته وهو ظاهر، ثم بلغ الرشيد بعد ذلك أنه يتنسك ويطلب
الحديث فيجتمع اليه الزيدية فبعث فاخذه وحبسه مدة إلى أن أمكنه
التخلص من الحبس اه والتفاوت بين هذا الخبر والذي قبله انه في
الأول ذكر ان الذي جاء المهدي بهما هو صباح الزعفراني، وفي هذا أن
الذي جاءه بهما ابن علاق الصيرفي وفي الأول انهما بقيا في دار الخلافة إلى
آخر أيام الأمين وفي هذا انهما ذهبا إلى المدينة في أيام الرشيد والله أعلم.
وفي المقاتل ان أحمد بن عيسى وشي به وبالقاسم بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين إلى الرشيد فامر بإشخاصهما اليه من الحجاز وحبسهما عند
الفضل بن الربيع في سعة فدس اليهما بعض الزيدية فالوذجا في جامات
إحداها منبج فأطعماه الموكلين وخرجا، وقيل بل كان الموكلون نياما فاخذ
أحمد بن عيسى كوزا فشرب منه ثم رمى به ليعلم أ هم نيام أم مستيقظون
فلم يتحرك منهم أحد، فأخبر القاسم فنهاه عن الخروج فلم يقبل فقال له
انك ان لم تخرج معي لم تسلم ثم اخذ أحمد بن عيسى جرة ليشرب منها ثم
رمى بها من قامته فلم يتحركوا فخرجا وتخالفا في الطريق وتواعدا مكانا
ومضى أحمد بن عيسى حتى أتى منزل محمد بن إبراهيم الذي يقال له
إبراهيم الامام فدخله وقال له لقد رأيتك موضعا لدمي فاتق الله في فادخله
(٥٧)

منزله وستره وبث الرشيد الرصد في كل موضع وامر بتفتيش كل دار يتهم
صاحبها بالتشيع وطلب احمد فيها فلم يوجد وكان لمحمد بن إبراهيم ولد
منهوم بالصيد فدفع اليه أبوه أحمد بن عيسى فاخرجه مع غلمانه متلثما متنكرا
حتى وافى به المدائن وأخرجه عنها إلى نحو فرسخ فمر به زورق فأركبه فيه
إلى البصرة، ثم إن الرشيد دعا برجل من أصحابه يقال له ابن الكردية
واسمه يحيى بن خالد فقال قد وليتك الضياع بالكوفة فامض إليها وأظهر انك
تتشيع وفرق الأموال في الشيعة حتى تقف على خبر أحمد بن عيسى ففعل
ذلك وجعل يفيض الأموال في الشيعة ولا يسألهم عن شئ فذكروا له رجلا
منهم يقال له أبو غسان الخزاعي وأطنبوا في وصفه فلم يكشفهم عنه حتى
قالوا له هو مع أحمد بن عيسى بالبصرة، فكتب بذلك إلى الرشيد فولاه
خراج البصرة وكان مع أحمد بن عيسى رجل يقال حاضر ينقله من موضع
إلى موضع ففعل ابن الكردية في البصرة كما فعل في الكوفة من تفريق
الأموال في الشيعة حتى ذكروا له حاضرا وأحمد بن عيسى فتغافل عنهم ثم
أعادوا ذكره فعرض لهم بذكره ولم يستقصه ثم عاوده فقال أحب ان ألقاه؟
فقالوا لا سبيل إلى ذلك! قال فاحملوا اليه مالا يستعين به، ولو قدرت على أن
أعطيه جميع مال السلطان لفعلت! وجعل يتابع الأموال إلى حاضر،
فأنسوا به واطمأنوا اليه، فقال أ لا يجيئنا هذا الشيخ، قالوا لا يمكن ذلك
قال فليأذن لنا لنأتيه فسألوه ذلك فقال هذا والله محتال فلم يزالوا به حتى
أجابهم فقال لأحمد بن عيسى: قم فاخرج إلى موضع آخر، فان ابتليت انا
سلمت أنت فخرج احمد وبعث ابن الكردية إلى أمير البصرة ان يبعث اليه
بالرجال ليهجموا عليه حيث يدخل فهجموا على حاضر فقال لابن الكردية
ويحك قال بالله ما فعلت ولعل السلطان بلغه خبرك، فاخذ فاتي به أمير
البصرة فأرسله إلى الرشيد فقال: هيه! صاحب يحيى بالحيل عفوت عنك
وأمنتك ثم صرت تسعى علي مع أحمد بن عيسى تنقله من مصر إلى مصر ومن
دار إلى دار كما تنقل السنور أولادها والله لتجيئني به أو لأقتلنك قال يا أمير
المؤمنين بلغك عني غير الحق! قال والله لتجيئني به أو لأضربن عنقك قال
إذا أخاصمك بين يدي الله! قال والله لتجيئني به أو فانا نفي من المهدي أو
لأقتلنك! قال والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها لك عنه! انا أجيئك بابن
رسول الله ص حتى تقتله؟ إفعل ما بدا لك! فامر هرثمة فضرب
عنقه وصلب ببغداد وفي رواية أخرى ان رجلا بربريا كان أحمد بن عيسى
يأنس به رفع إلى صاحب بريد أصبهان واسمه عيسى ان أحمد بن عيسى
وحاضرا بالبصرة وكور الأهواز يترددان فكتب الرشيد إليه باحضارهما فاتى البربري
أحمد بن عيسى كما كان يأتيه فوصف له عيسى هذا وقال إنه من شيعتك
فاذن له فدخل اليه وقبل يده وجعل يرسل اليه بالهدايا والكسوة واشترى له
وصيفة فاطمأن اليه ثم قال له هذا بلد ضيق فهلم معي إلى مصر وإفريقية،
فقال له هو وأصحابه كيف تأخذ بنا قال أجلسكم في الماء إلى واسط ثم
آخذ بكم على طريق الكوفة ثم على الفرات إلى الشام فأجابوه وأجلسهم في
السفينة وصير معهم أعوان أبي الساج أمير البحرين فلما كان في بعض
الطريق قال لهم أتقدمكم إلى واسط لاصلاح بعض ما نحتاج اليه في
سفرنا، ومضى هو والبريري فركبا دواب البريد وأوصى الموكلين بهم ان لا
يعلموهم بأنهم من أصحاب السلطان فحبسهم أصحاب الصدقة فصاح الموكلون
نحن أصحاب أبي الساج جئنا في امر مهم فتركوهم وانتبه أحمد بن عيسى
وأصحابه لذلك فلما جازوا قليلا قال لهم احمد قدموا إلى واسط لنصلي فقدم
الملاحون وخرجوا فتفرقوا بين النخيل وأبعدوا، ثم صاروا يعدون على
اقدامهم حتى فاتوهم هربا، فلما أبطأوا طلبهم الموكلون فلم يجدوهم
وتتبعوا آثارهم فلم يقدروا عليهم فعادوا خائبين حتى أتوا واسطا وقد قدمها
عيسى صاحب بريد أصبهان وقد وجه معه الرشيد ثلاثين رجلا ليتسلموا
احمد فأخبروه بما كان فلم يصدقهم وأتى بهم الرشيد فضربهم بالسياط ضربا
مبرحا وحبسهم في المطبق وغضب علي أبي الساج وهم بقتله ثم عفا عنه
ورجع أحمد بن عيسى وأصحابه إلى البصرة فأقام بها حتى مات اه.
وفي عمدة الطالب: كان احمد المختفي قد بقي في دار الخلافة منذ
تسلمه الهادي ولما مات الهادي كان عند الرشيد إلى أن كبر وخرج فاخذ
وحبس فخلص واختفى إلى أن مات بالبصرة فلذلك سمي المختفي قال
الشيخ أبو نصر البخاري طلبه المتوكل فوجده في بيت ختنه بالكوفة وهو
إسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي
ابن أبي طالب وكانت تحته أمة الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد فوجده وقد
نزل الماء في عينيه فخلى سبيله قال وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني في
كتاب الأغاني الكبير ان إسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني مات في رمضان
سنة ٣٣٥ ونعي إلى المتوكل فغمه وحزن عليه وقال ذهب صدر عظيم من
جمال الملك وبهائه وزينته ثم نعي اليه بعده أحمد بن عيسى بن زيد بن
علي بن الحسين ع فقال تكافات الحالتان وقام الفتح بوفاة احمد
وما كنت آمن وثبته علي مقام الفجيعة بإسحاق فالحمد لله على ذلك هذا كلامه
وأول ما طالعت هذه الحكاية في كتاب الأغاني كتبت على حاشية ذلك
الكتاب بيتا بديهيا في الحال وهو.
يرون فتحا مصيبات الرسول ويغتمون ان مات في الأقوام واد ١٩٠:
أبو طاهر أحمد بن عيسى المبارك بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف بن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع.
وصفه في عمدة الطالب بالفقيه النسابة المحدث وقال كان شيخ أهله
علما وزهدا اه وفي مقاتل الطالبيين قتله الحسن بن أبي طاهر أ ه‍. ١٩١:
الشيخ أبو الفتح أحمد بن عيسى بن محمد بن الخشاب الحلبي.
فقيه دين قاله منتجب الدين. ١٩٢:
أحمد بن عيسى العلوي من ولد علي بن جعفر.
روى الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن أحمد بن عيسى العلوي من
ولد علي بن جعفر قال دخلت على أبي الحسن ع يعني علي
الهادي بصربا الحديث. وفي كتاب الغيبة أيضا: روى الفضل بن شاذان
عن أحمد بن عيسى العلوي عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين
ع صاحب هذا الأمر من ولدي الحديث. ١٩٣:
الشريف المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد النقيب بن علي العريضي بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
توفي بحضر موت سنة ٣٤٥
قال جامع ديوان السيد أبو بكر بن شهاب العلوي الحضرمي هاجر
من البصرة إلى حضر موت سنة ٣١٧ وبقي فيها إلى أن توفي كان ذا علم
وفضل وفيه يقول السيد أبو بكر المذكور من قصيدة في ديوانه مشيرا إلى أنه
ممن يقتدى به:
ولموسى بن جعفر والعريضي * ومن خلفا نرى الخلف عارا
كان عيسى المهاجر المتلقي * عن أبيه العلوم والاسرار
(٥٨)

ولما خرج من البصرة خرج معه ابنا عمه وأولاده فدخل مكة وصادف
دخوله بها دخول القرامطة. ثم يمم سنة ٣١٨ بلاد اليمن فنزل بلدة
الهجرين ثم جعل ينتقل ويتقلب في بلادها إلى أن توفي بالحسيسة وكانت
ذريته بها فلما خربت خرجوا منها إلى بلدة سمل ثم إلى محل آخر ثم إلى بلدة
تريم واستقروا بها من سنة ٥٢١ وأول من سكن بها منهم هو الشريف
علي بن علوي خالع قسم واخوه سالم. ثم إن الشريفين اللذين خرجا مع
المترجم أحدهما هو محمد بن سليمان بن عبيد الموسوي جد السادة آل
الأهول النازلين باليمن وحضر موت، فنزل محمد بن سليمان قرية مراوعة
وبها أعقب وانتشر عقبه، والآخر منهما هو الشريف جد آل القديمي وبني
البحر النازلين باليمن ونزل جدهم قرية سردود. وكان المترجم مع هذين
من علماء السادة ورواة الحديث. ١٩٤:
أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان أبو جعفر الرازي.
في تاريخ بغداد للخطيب قدم بغداد وحدث بها ابن غسان زنيج
وغيره روى عنه مكرم بن أحمد القاضي أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا أبو
مكرم القاضي حدثنا أبو جعفر أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان الرازي
حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو بن زنيج حدثنا يحيى بن مغيرة حدثنا جرير
عن الأعمش عن عطية عن أبي سعد ان رسول الله ص قال لما أسري بي
دخلت الجنة فناولني جبريل تفاحة فانفلقت بنصفين فخرجت منها حوراء
فقلت لها لمن أنت فقالت لعلي بن أبي طالب سمعت أبا نعيم الحافظ يقول
أحمد بن عيسى بن ماهان الرازي أبو جعفر الجوال صاحب غرائب وحديث
كثير حدث بأصبهان عن عبد العزيز بن يحيى المدني وهشام بن عمارة ودحيم
وانتخب عليه ببغداد أبو الأذان أ ه‍ وفي ميزان الاعتدال: أحمد بن
عيسى بن علي بن ماهان أبو جعفر الرازي عن زنيج الرازي بخبر منكر في
فضل علي قد رواه عنه مكرم القاضي رواه الخطيب في تاريخه عن ابن
شاذان عن مكرم عنه زنيج ثنا بن معين ثنا جرير عن الأعمش عن عطية
عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا لما أسري بي دخلت الجنة فأعطاني
جبريل تفاحة فانفلقت فخرجت منها حوراء فقلت لمن أنت فقالت لعلي هذا
كذب وقد روى مثله لكن لعثمان بدل علي باسناد واه اه وفي لسان
الميزان روى أيضا عن هشام بن عمار ودحيم وغيرهما وعنه أحمد بن إسحاق
الشعار وعبد الرحمن بن محمد بن سياه قال نعيم في تاريخه قدم علينا سنة
٢٨٩ وانتقى عليه الوليد بن ابان ومشايخنا واسحت عليه ببغداد أبو الاذان
وكان صاحب غرائب وحديث كثير وقال أبو سعد بن السمعاني في الأنساب
كان يعرف بالجوال روى عن هشام بن عمار وغيره وتكلموا في روايته
اه ومن ذلك قد يظن تشيعه. ١٩٥:
السيد احمد جمال الدين بن فخر الدين علي بن محمد الخ ما يأتي في فخر
الدين علي بن محمد بن أحمد المذكور
كان عالما فاضلا كاملا نسابة. ١٩٦:
أحمد بن عمر المرهبي.
نسبة إلى مرهب بوزن محسن اسم رجل. روى الشيخ في باب
الطواف عن موسى بن القاسم عن إسماعيل عنه عن أبي الحسن الثاني
ع.
استدراك
فاتنا ان نذكر في محله ما يتميز به أحمد بن عمر بن منهال فنقول:
في مشتركات الكاظمي: يتميز برواية أحمد بن ميثم عنه أ ه‍ وفاتنا ذكر ما
يتميز به أحمد بن عمر فنقول: في مشتركات الكاظمي باب أحمد بن
عمر المشترك بين ثقة وغيره ويعرف انه ابن أبي شعبة الحلبي الثقة برواية
الحسن بن علي بن فضال عنه والحسن بن علي الوشاء. وزاد الحائري عن
مشتركات الكاظمي ويعقوب بن يزيد ولم أجده فيما عندي من النسخ.
وعن جامع الرواة: رواية أحمد بن محمد وعبيد الله الدهقان وعبد العزيز بن
عمر الواسطي ويونس بن عبد الرحمن وعبد الله الحجال وعبد الله بن محمد
عنه أ ه‍. وانه ابن عمر الحلال برواية عبد الله بن محمد عنه. ورواية
محمد بن علي الكوفي عنه. ورواية محمد بن عيسى عنه، ورواية موسى بن
القاسم والحسين بن سعيد عنه، وعن جامع الرواة انه زاد على ما ذكر رواية
علي بن أسباط وأحمد بن محمد بن عيسى والحسن بن علي الوشاء ويعقوب بن
يزيد والحسن بن موسى ومحمد بن القاسم بن الفضيل عنه وروايته عن
الرضا ع غالبا وعن يحيى بن أبان أحيانا أ ه‍. ١٩٧:
أحمد بن غزال المزني الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٩٨:
القاضي أحمد الغفاري.
كان حيا سنة ٩٧٢.
وهو معاصر للشاه طهماسب الصفوي له من المؤلفات ١ تاريخ
جهان آرا ألفه للشاه طهماسب وانتهى فيه إلى سنة ٩٧٢ رتبه على ثلاث
نسخ في الأنبياء والملوك والدولة الشاهية ٢ نكارستان ألفه سنة ٩٤٩
مطبوع ٣ ترجمة احتجاج الطبرسي إلى الفارسية ومر في هذا الجزء ان له تاريخ
جهان آرا وانه ذكر فيه الأوصياء الاثني عشر لأولي العزم من الرسل والذي
ذكر ذلك هو القاضي نور الله في المجالس. وفي كشف الظنون تاريخ جهان
آرا فارسي مختصر جامع للقاضي أحمد بن محمد الفناري ألفه للشاه
طهماسب وانتهى فيه إلى سنة ٩٧٢ مرتب على ثلاث نسخ النسخة الأولى
في الأنبياء الثانية في الملوك والثالثة في الدولة الشاهية واسمه تاريخه وهو
نسخ جهان آراء ٩٧٢ والظاهر أن الفناري تصحيف والصواب
الغفاري. وفي كشف الظنون أيضا نكارستان فارسي لأحمد بن محمد بن
عبد الغفار القزويني وفي الذريعة انه ألفه سنة ٩٤٩ وفي موضع آخر انه
مطبوع ألفه حدود ٩٥٩ وفي الذريعة أيضا نظام الدين احمد الغفاري
المازندراني له ترجمة احتجاج الطبرسي إلى الفارسية ترجمه للسيد احمد الشهير
بجان بازخان المرعشي انتهى والمظنون ان الكل اسم لرجل واحد وهو
القاضي نظام الدين أحمد بن محمد بن عبد الغفار القزويني الغفاري. ١٩٩:
أحمد بن غنيم بن أبي السمال إلى آخر ما مر في نسب النجاشي صاحب
الرجال.
ذكره كذلك الميرزا في رجاله إلى آخر نسبه مقتصرا عليه ناقلا له عن
النجاشي. وفيه انه لا ذكر له في كتاب النجاشي بهذه الصورة. وان أراد
به جد النجاشي فهو أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن
محمد بن عبد الله بن غنيم بن أبي السمال الخ فلا وجه لذكره في باب
أحمد بن غنيم بل كان يلزم ذكره في أحمد بن العباس وهو أدرى بما قال.
(٥٩)

٢٠٠:
الشيخ أحمد بن فارس العاملي.
الظاهر أنه من امراء جبل عامل ذكره الشيخ محمد بن مجير العنقاني في
كتيب له في تاريخ جبل عامل فقال: في سنة ١١٥٢ اجتمع جماعة من
الأشقياء لقتل الشيخ احمد فارس فلم يقدروا وهربوا والتجأوا إلى شقيف
أرنون اه وفي بعض التواريخ العاملية ان احمد منصور واحمد فارس أقاما
في قلعة الشقيف عام ١١٥١ فعمراها وأحدثا فيها بوابة اه والظاهر أنه
أخو الشيخ علي فارس أمير ناحية الشقيف في عصر الشيخ ناصيف بن
نصار. ٢٠١:
الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن محمد بن حبيب اللغوي
النحوي القزويني أو الهمذاني الأصل ثم الرازي صاحب المجمل في اللغة.
وفي تاريخ ابن الأثير: أحمد بن زكريا بن فارس وكأنه سهو من
الناسخ.
وفاته ومدفنه
في معجم الأدباء: في آخر نسخة قديمة لكتاب المجمل ما صورته:
مضى الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس رحمه الله في صفر سنة ٣٩٥ بالري
ودفن بها مقابل مشهد قاضي القضاة أبي الحسن علي بن عبد العزيز يعني
الجرجاني أ ه‍ وفي وفيات الأعيان وغيره انه توفي سنة ٣٩٠ وقيل سنة
٣٧٥ بالمحمدية والأول أشهر أ ه‍ وفي تاريخ ابن الأثير انه توفي سنة
٣٦٩، في معجم الأدباء عن ابن الجوزي مات سنة ٣٦٩ وفيه عن خط
الحميدي انه مات سنة ٣٦٠ قال وكل منهما لا اعتبار به لأني وجدت خط
كفه على كتاب الفصيح تصنيفه وقد كتبه ٣٩١ وفي بغية الوعاة: قال
الذهبي مات سنة ٣٩٥ بالري وهو أصح ما قيل في وفاته أ ه‍.
نسبته
الرازي نسبة إلى الري من مشاهير بلاد الديلم والزاي زائدة
للنسبة كما قالوا مروزي في النسبة إلى مرو والري هي المسماة اليوم
طهران أو قريب منها نسب إليها لأنه كان مقيما بهمذان ثم انتقل إلى الري
فتوطنها، وسبب ذلك أنه حمل إليها من همذان وقد شهر ليقرأ عليه مجد
الدولة أبو طالب بن فخر الدولة علي بن ركن الدولة الحسن بن بويه
الديلمي صاحب الري وعين له راتب ذكره ابن الأنباري وياقوت وغيرهما،
وفي معجم الأدباء وجدت على نسخة قديمة لكتاب المجمل تصنيف ابن
فارس ما صورته: تأليف الشيخ أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا
الزهراوي الأستاذ خرذي، واختلفوا في وطنه فقيل كان من رستاق الزهراء
من القرية المعروفة كرسف وجياناباد وحضرت القريتين مرارا ولا خلاف أنه
قروي حدثني والدي محمد بن أحمد وكان من حاضري مجلسه قال: أتاه آت
فسأله ابن فارس عن وطنه فقال كرسف فتمثل ابن فارس:
بلاد بها شدت علي تمائمي * وأول أرض مس جلدي ترابها
وكتبه مجمع بن أحمد بخطه في ربيع الأول سنة ٤٤٦.
تشيعه
لا شبهة في تشيعه فقد ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست
أسماء مصنفي الامامية فقال: أحمد بن فارس بن زكريا له كتب، وعد
بعضها ولم يشر إلى أنه غير شيعي كما هي عادته فذكره في مصنفي الامامية
مسكوتا عنه شهادة منه بتشيعه وكفى به شاهدا ولا سيما أنه بالأدب واللغة
أشهر منه بالرواية والفقه فلا داعي لذكره في كتابه الموضوع لذكر مصنفي
الامامية ولا مناسبة لذلك لو لم يكن منهم. وذكره ابن شهرآشوب في المعالم
المعد لذكر كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم، وذكره السيد هاشم
البحراني في روضة العارفين بولاية أمير المؤمنين ع وصاحب ثاقب
المناقب فيما حكي عنهما ويروي عنه حديث رؤية الشيخ الهمذاني للمهدي
ع، وذكر ابن داود في القسم الأول المعد للثقات، ولكن ابن
الأنباري في طبقات الأدباء وتبعه ياقوت في معجم الأدباء والسيوطي في بغية
الوعاة قال: إنه كان فقيها شافعيا ثم انتقل إلى مذهب مالك في آخر امره
فسئل عن ذلك، فقال دخلتني الحمية لهذا الامام المقبول على جميع الألسنة
أن يخلو مثل هذا البلد يعني الري عن مذهبه فعمرت مشهد الانتساب
اليه حتى يكمل لهذا البلد فخره، فان الري اجمع البلاد للمقالات
والاختلافات في المذاهب على تضادها وكثرتها أ ه‍ إلا أنه لا يصغي إلى
ذلك بعد ذكر الشيخ الطوسي له في مصنفي الامامية وقرب عصره من
عصره واختيار آل بويه له معلما لهم يؤيد تشيعه، وفي كتابه الصاحبي
صفحة ١٧ من المطبوع ما يدل على تشيعه فراجعه ولعله كان يتستر
بالشافعية والمالكية كما وقع لجماعة وذكرناه في ترجمة أحمد بن زهرة أو إن
ذلك اختلاق أو اشتباه. وقال المحقق البهبهاني في تعليقته بعد ما ذكر ما
يأتي عن ابن خلكان في حقه ربما يحتمل من هذا كونه ليس من الشيعة
أ ه‍ وضعفه ظاهر وعن الصدوق في كتاب كمال الدين: سمعت شيخا
من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب الخ.
أقوال العلماء فيه
ذكره عبد الرحمن بن الأنباري في طبقات الأدباء فقال: أبو الحسين
أحمد بن فارس بن زكريا الرازي كان من أكابر أئمة اللغة وكان والده فقيها
شافعيا لغويا وقد أخذ عنه أبو الحسين، وروى عنه في كتبه قال ابن فارس
سمعت أبي يقول، سمعت محمد بن عبد الواحد يقول سمعت ثعلبا يقول
إذا أنتج ولد الناقة في الربيع ومضت عليه أيام فهو ربع فإذا أنتج في الصيف
فهو هبع فإذا أنتج بين الصيف والربيع فهو بعة. وكان الصاحب بن عباد
يقول شيخنا أبو الحسين رزق حسن التصنيف وأمن فيه من التحريف،
وكان كريما جوادا فربما وهب السائل ثيابه وفرش بيته وكان له صاحب يقال
له أبو العباس أحمد بن محمد الرازي المعروف بالغضبان، وسبب تسميته
بذلك أنه كان يخدمه ويتصرف في بعض أموره قال: فكنت ربما دخلت
فأجد فرش البيت أو بعضه قد وهبه فأعاتبه على ذلك وأضجر منه فيضحك
من ذلك ولا يزول عن عادته فكنت متى دخلت عليه ووجدت شيئا من
البيت قد ذهب علمت أنه قد وهبه فأعبس وتظهر الكآبة في وجهي فيبسطني
ويقول ما شان الغضبان حتى لصق بي هذا اللقب منه وإنما كان يمازحني به
أ ه‍. وفي معجم الأدباء: قال ابن فارس سمعت أبي يقول حججت
فلقيت بمكة ناسا من هذيل فجاريتهم ذكر شعوائهم فما عرفوا أحد منهم
ولكن رأيت أمثل الجماعة رجلا فصيحا وأنشدني:
إذا لم تحظ في أرض فدعها * وحث اليعملات على وجاها
ولا يغررك حظ أخيك فيها * إذا صفرت يمينك من جداها
ونفسك فز بها ان خفت ضيما * وخل الدار تحزن من بكاها
(٦٠)

وقال الثعالبي: حدثني أبو عبد الوارث النحوي قال كان الصاحب
بن عباد منحرفا عن ابن فارس لانتسابه إلى خدمة آل العميد وتعصبه لهم،
فانفذ اليه من همذان كتاب الحجر من تأليفه فقال الصاحب: رد الحجر من
حيث جاءك! ثم لم تطب نفسه بتركه فنظر فيه وأمر له بصلة أ ه‍. وفي
وفيات الأعيان: كان إماما في علوم شتى خصوصا اللغة فإنه أتقنها. وفي
بغية الوعاة: كان نحويا على طريقة الكوفيين. وفي يتيمة الدهر للثعالبي:
كان من أعيان العلم وأفراد الدهر يجمع اتقان العلماء وظرف الكتاب
والشعراء وهو بالجبل كابن لنكك بالعراق وابن خالويه بالشام وابن العلاف
بفارس وأبي بكر الخوارزمي بخراسان.
مشايخه
أخذ عن أبيه كما مر وأخذ أيضا عن أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب
راوية ثعلب وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وأبي عبد الله
أحمد بن طاهر بن المنجم وكان يقول عن أبي عبد الله هذا أنه ما رأى مثله
ولا أرى هو مثل نفسه أ ه‍، وقال ياقوت إنه أخذ أيضا عن علي بن
عبد العزيز المكي وأبي عبيد وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أ ه‍.
تلاميذه
قال ابن الأنباري وغيره اخذ عنه أحمد بن الحسين المعروف بالبديع
الهمذاني وغيره أ ه‍ وقال ياقوت: كان الصاحب بن عباد يكرمه ويتلمذ
له أ ه‍ وقال الثعالبي: له تلامذة كثيرة منهم بديع الزمان أ ه‍ وقد
عرفت أن من تلاميذه أبا طالب مجد الدولة البويهي.
مؤلفاته
قد عرفت قول الصاحب بن عباد: أنه رزق حسن التصنيف وأمن
فيه من التحريف وقال الثعالبي: له كتب بديعة ورسائل مفيدة، وقال ابن
الأنباري له تآليف حسنة وتصانيف جمة أ ه‍ وقال ابن خلكان وغيره:
له رسائل أنيقة، فمن مؤلفاته ١ كتاب المعاش والكسب ٢ الميرة ٣
ما جاء في اخلاق المؤمنين وهذه ذكرها الشيخ الطوسي في فهرسته وابن
شهرآشوب في المعالم وقال ابن خلكان ألف ٤ المجمل في اللغة وهو على
اختصاره جمع شيئا كثيرا ٥ حلية الفقهاء ٦ مسائل في اللغة وهي مائة
مسالة وتعاني بها الفقهاء ومنه اقتبس الحريري صاحب المقامات ذلك
الأسلوب ووضع المسائل الفقهية في المقامة الطهبية أو الحربية أي اقتبس
الحريري منه وضع المسائل الفقهية في مقاماته كما وضعها هو في مسائله في
اللغة لا انه اقتبس منه المقامات فإنه اقتبسها من بديع الزمان، وابن فارس
ليس له مقامات وذكر له ابن الأنباري من المؤلفات عدا المجمل ٧ فتيا
فقيه العرب وهذا لم يذكره ياقوت، وزاد ياقوت ٨ متخير الألفاظ ٩
فقه اللغة ١٠ غريب اعراب القرآن ١١ تفسير أسماء النبي ص ١٢
مقدمة في النحو ١٣ دارات العرب ١٤ الفرق ١٥ مقدمة في الفرائض
١٦ ذخائر الكلمات ١٧ شرح رسالة الزهري إلى عبد الملك بن مروان
١٨ كتاب الحجر ١٩ سيرة النبي ص صغير الحجم ٢٠ كتاب الليل
والنهار ٢١ كتاب العم والخال ٢٢ أصول الفقه ٢٣ اخلاق النبي ص
٢٤ الصاحبي في فقه اللغة مطبوع صنفه لخزانة الصاحب بن عباد ولعله
هو فقه اللغة المتقدم ٢٥ جامع التأويل في تفسير القرآن أربعة مجلدات
٢٦ الشيات والحلى ٢٧ خلق الإنسان ٢٨ الحماسة المحدثة ذكره ابن
النديم ٢٩ مقاييس اللغة أو أقيسة اللغة قال ياقوت: وهو كتاب جليل لم
يصنف مثله ٣٠ كفاية المتعلمين في اختلاف النحويين، وزاد السيوطي في
بغية الوعاة ٣١ ذم الخطا في الشعر مطبوع ٣٣ الأتباع والمزاوجة وهو
مختصر جمع فيه جملة من الاشعار المنتخبة في هذا الموضوع وقال في آخره:
قد ذكرت ما انتهى إلي من هذا وتحريت منه ما كان منه كالمقفى وتركت ما
اختلف رويه وسترى ما جاء في كلامهم في كتاب أمثلة الأسجاع إن شاء الله
تعالى أ ه‍ ٣٣ الانتصار لثعلب، وقد مر ان له ٣٤ كتاب الفصيح
٣٥ وأمثلة الأسجاع.
شئ من نثره
له من رسالة أرسلها لمحمد بن سعيد الكاتب أوردها الثعالبي في
اليتيمة: ألهمك الله الرشاد وأصحبك السداد وجنبك الخلاف وحبب إليك
الإنصاف وسبب دعائي بهذا لك إنكارك على محمد بن علي العجلي تأليفه
كتابا في الحماسة ولعله لو فعل لاستدرك من جيد الشعر كثيرا مما فات
المؤلف الأول ومن ذا حظر على المتأخر مضادة المتقدم ولمه تأخذ بقول من
قال ما ترك الأول للآخر شيئا وتدع قول الآخر كم ترك الأول
للآخر ولمه لا ينظر الآخر مثل ما نظر الأول حتى يؤلف مثل تآليفه ويجمع
مثل جمعه وما تقول لفقهاء زماننا إذا نزلت بهم من نوادر الأحكام نازلة لم
تخطر على بال من كان قبلهم، ولمه جاز أن يقال بعد أبي تمام مثل شعره ولم
يجز أن يؤلف مثل تآليفه، ولمه حجرت واسعا وحظرت مباحا ولمه جاز أن
يعارض الفقهاء وأهل النحو والنظار في مؤلفاتهم ولمه يجز معارضة أبي تمام في
كتاب شذ عنه في الأبواب التي شرعها فيه امر لا يدرك، ولو اقتصر الناس
على كتب القدماء لضاع علم كثير ولذهب أدب غزير، ولمه أنكرت على
العجلي معروفا واعترفت لحمزة بن الحسين ما أنكره على أبي تمام في زعمه أن
في كتابه تكريرا وتصحيفا وإيطاء وأقواء ونقلا لأبيات عن أبوابها إلى أبواب
لا تليق بها، وكان بقزوين رجل معروف بأبي محمد الضرير حضر طعاما
وإلى جنبه رجل أكول فقال:
وصاحب لي بطنه كالهاويه * كان في أمعائه معاويه
فانظر إلى وجازة هذا اللفظ وجودة وقوع الأمعاء إلى جنب معاوية
وهل ضر ذلك ان لم يقله حماد عجرد وأبو الشمقمق.
وبقزوين رجل يعرف بابن الرياشي نظر إلى حاكمها مقبلا عليه
عمامة سوداء وطيلسان ازرق وقميص شديد البياض وخفه احمر وهو قصير
على برذون أبلق هزيل فقال:
وحاكم جاء على أبلق * كعقعق جاء على لقلق
فلو شاهدت هذا الحاكم على فرسه لشهدت للشاعر بصحة التشبيه
وأنه لم يقصر عن قول بشار:
كان مثار النقع فوق رؤوسنا * وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه
وأنشدني الأستاذ محمد بن أحمد بن الفضل لرجل بشيراز عاب بعض
كتابها على حضوره طعاما مرض منه:
وقيت الردى وصروف العلل * ولا عرفت قدماك الزلل
شكا المرض المجد لما مرضت * فلما نهضت سليما إبل
لك الذنب لا عتب الا عليك * لما ذا أكلت طعام السفل
(٦١)

طعام يسوى ببيع النبيذ * ويصلح من حذو ذاك العمل
وأنشدني له في شاعر رأيته * فرأيت صفة وافقت الموصوف:
واصفر اللون ازرق الحدقة * في كل ما يدعيه غير ثقة
كأنه مالك الحزين إذا * هم برزق وقد لوى عنقه
ان قمت في هجوه بقافية * فكل شعر أقوله صدقه
وأنشدني عبد الله بن شاذان * ليوسف بن حمويه القزويني:
إذا ما جئت احمد مستميحا * فلا يغررك منظره الأنيق
له لطف وليس لديه عرف * كبارقة تروق ولا تريق
فما يخشى العدو له وعيدا * كما بالوعد لا يثق الصديق
ومدح رجل بعض امراء البصرة ثم قال وقد رأى توانيا في امره من
قصيدة كأنه يجيب سائلا:
جودت شعرك في الأمير * فكيف امرك قلت فاتر
فكيف تقول لهذا ومن أي وجه تأتي فتبطله وتدفعه عن الايجاز
والدلالة على المراد بأقصر لفظ وأوجز كلام. وأنشدني أحمد بن بندار لهذا
الذي قدمت ذكره وهو اليوم حي يرزق:
زارني في الدجى فنم عليه * طيب أرد أنه لدى الرقباء
والثريا كأنها كف خود * أبرزت من غلالة زرقاء
وسمعت أبا الحسين السروجي يقول كان عندنا طبيب يسمى النعمان
ويكنى أبا المنذر فقال فيه صديق لي:
أقول لنعمان وقد ساق طبه * نفوسا نفيسات إلى باطن الأرض
أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض الشر أهون من بعض
أشعاره
له أشعار مليحة فمن شعره قوله في الشكوى وذكر همذان:
سقى همذان الغيث لست بقائل * سوى ذا وفي الأحشاء نار تضرم
وما لي لا أصفي الدعاء لبلدة * أفدت بها نسيان ما كنت أعلم
نسيت الذي أحسنته غير انني * مدين وما في جوف بيتي درهم
وقال أيضا في الشكوى:
وقالوا كيف حالك قلت خير * تقضى حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا * عسى يوما يكون لها انفراج
نديمي هرتي وأنيس نفسي * دفاتر لي ومعشوقي السراج
وقال أيضا:
وصاحب لي أتاني يستشير وقد * أراد في جنبات الأرض مضطربا
قلت اطلب أي شئ شئت واسع ورد * منه الموارد الا العلم والادبا
وله في الحكم:
اسمع مقالة ناصح * جمع النصيحة والمقه
إياك واحذر ان تبيت * من الثقات على ثقة
وله:
تلبس لباس الرضا بالقضا * وخل الأمور لمن يملك
تقدر أنت وجاري القضاء * مما تقدره يضحك
وله:
قد قال فيما مضى حكيم * ما المرء الا باصغريه
فقلت قول امرئ لبيب * ما المرء الا بدرهميه
من لم يكن معه درهماه * لم تلتفت عرسه اليه
وكان من ذله حقيرا * تبول سنوره عليه
وله:
يا ليت لي ألف دينار موجهة * وان حظي منها فلس افلاس
قالوا فما لك منها قلت يخدمني * لها ومن أجلها الحمقى من الناس
وله:
إذا كنت في حاجة مرسلا * وأنت بها كلف مغرم
فأرسل حكيما ولا توصه * وذاك الحكيم هو الدرهم
وله:
إذا كان يؤذيك حر المصيف * وكرب الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع * فاخذك للعلم قل لي متى
وله:
عتبت عليه حين ساء صنيعة * وآليت لا أمسيت طوع يديه
فلما خبرت خبر مجرب * ولم أر خيرا منه عدت اليه
وله في الغزال:
مرت بنا هيفاء مجدولة * تركية تنمى لتركي
ترنو بطرف فاتر فاتن * أضعف من حجة نحوي
وله:
كل يوم لي من * سلمى عتاب وسباب
وبأدنى ما ألا * قي منهما يؤذى الشباب
وله أبيات قافيتها العين:
يا دار سعدى بذات الضال من أضم * سقاك صوب حيا من واكف العين (١)
اني لأذكر أياما بها ولنا * في كل إصباح يوم قرة العين (٢)
تدني معشقة منا معتقة * تشجها عذبة من نابع العين (٣)
إذا تمززها شيخ به طرق (٤) * سرت بقوتها في الساق والعين (٥)
والزق ملآن من ماء السرور فلا * نخشى توله (٦) ما فيه من العين (٧)
وغاب عذالنا عنا فلا كدر * في عيشنا من رقيب السوء والعين (٨)
يقسم الود فيما بيننا قسما * ميزان صدق بلا بخس ولا عين (٩)
وفائض المال يغنينا بحاضره * فنكتفي من ثقيل الدين بالعين (١٠)

(١) سحاب ينشأ من قبل القبلة.
(٢) الباصرة.
(٣) النابعة.
(٤) الطرق ضعف الركبتين.
(٥) الركبة.
(٦) توله الماء أن يتسرب.
(٧) ثقب يكون في المزادة.
(٨) الرقيب.
(٩) عين الميزان.
(١٠) مقابل الدين.
(٦٢)

وقدم عبد الصمد بن بابك الشاعر إلى الري في أيام الصاحب فتوقع
ابن فارس ان يزوره ابن بابك لعلمه وفضله وتوقع ابن بابك ان يزوره ابن
فارس لمقدمه فلم يفعل أحدهما ما ظن صاحبه فكتب ابن فارس إلى أبي
القاسم بن حسولة من أبيات:
وأنت التي شيبت قبل أوانه * شبابي سقى الغر الغوادي شبابك
تجنيت ما أوفى وعاتبت ما كفى * ألم يان سعدى أن تكفي عتابك
تجافيت عن مستحسن البر جملة * وجرت على بختي جفاء ابن بابك
فأرسلها الحسولي إلى ابن بابك فكتب جوابها بديها وكان مريضا:
أيا أثلاث الشعب من مرج يابس * سلام على آثاركن الدوارس
لقد شاقني والليل في شملة الحيا * إليكن توليع النسيم المخالس
ولمحة برق مستميت كأنه * تردد لحظ بين أجفان ناعس
فبت كأني صعدة يمينة * تزعزع في نقع من الليل دامس
فيا طارق الزوراء قل لغيومها * استهلي على متن من الكرخ آنس
وقل لرياض القفص تهدي نسيمها * فلست على بعد المزار بآيس
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * لقى بين أقراط المهى والمحابس
وهل أرين الري دهليز بابك * وبابك دهليز إلى ارض فارس
ويصبح ردم السد قفلا عليهما * كما صرت قفلا في قوافي ابن فارس
فعرض الحسولي المقطوعتين على الصاحب فقال البادي أظلم والقادم
يزار وحسن العهد من الايمان، قال ابن الأثير في الكامل ومن شعره قوله
قبل وفاته بيومين:
يا رب إن ذنوبي قد أحطت * بها علما وبي وباعلاني وإسراري
أنا الموحد لكني المقر * بها فهب ذنوبي لتوحيدي وإقراري
وله كما في مجموعة الأمثال:
مشيناها خطى كتبت علينا * ومن كتبت عليه خطى مشاها
وما غلظت رقاب الأسد حتى * بأنفسها تولت ما عناها ٢٠٢:
السيد احمد الفحام النجفي
توفي سنة ١٢٣٠
آل الفحام أسرة علوية قديمة في النجف نبغ فيهم السيد صادق
الفحام المذكور في بابه ومن أسرته صاحب هذه الترجمة كان من أدباء هذه
الأسرة
. ٢٠٣:
أحمد بن الفرج بن منصور بن محمد بن الحجاج بن هارون بن حماد بن
سعيد بن الصلت بن أبان بن خرخشاذان أبو الحسن الفارسي الوراق
البغدادي من أهل الجانب الشرقي.
ولد ببغداد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ٣١٢ وتوفي في ٢٤ أو
٢٩ شعبان يوم الاثنين سنة ٣٩٢ ودفن بالرصافة.
في تاريخ بغداد للخطيب أول سماعه للحديث سنة ٣٢٤ وكان ثقة
حدثني أبو بكر البرقاني قال ذكر لي أنه كان يديم قراءة القرآن وكان له في
كل يوم ختمة قال وكان يذكر عنه التشيع سألت أبا الحسين العتيقي هل
سمع شيئا بغير بغداد فقال لا وكان ثقة كتب الكثير أ ه‍.
مشايخه
في تاريخ بغداد للخطيب سمع يزداذ بن عبد الرحمن الكاتب
ومحمد بن عبد الله المستعيني وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب وأحمد بن
علي بن العلاء الجوزجاني والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأبا العباس بن
عقدة وخلقا كثيرا نحوهم أ ه‍ وفي رياض العلماء أنه يروي عن علي بن
أبي الحسن الحسين بن موسى بن بابويه.
تلاميذه
في رياض العلماء في أثناء ترجمة الشريف أبو محمد المحمدي
الحسن بن أحمد بن القاسم: ويروي صاحب مسند فاطمة أبو جعفر
محمد بن جرير الطبري عن أبي الحسن أحمد بن الفرج ابن منصور أ ه‍. ٢٠٤:
أحمد بن الفضل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع. وقال الميرزا
الظاهر أنه غير الخزاعي الآتي. ٢٠٥:
أحمد بن الفضل الخزاعي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال واقفي
وقال النجاشي أحمد بن الفضل الخزاعي له كتاب النوادر وقال الكشي
أحمد بن الفضل الخزاعي من أصحاب موسى بن جعفر وعلي بن موسى
ص. حمدويه قال ذكر بعض أشياخي ان أحمد بن الفضل
الخزاعي واقفي. وفي تكملة الرجال كونه من أصحاب الرضا ع
لا يجتمع مع الوقف أ ه‍ وروى الكليني في باب فضل البنات عن العدة
عن أحمد بن محمد عن الحسين بن موسى عن أحمد بن الفضل عن أبي عبد
الله ع فإن كان هو هذا فيكون قد أدرك الصادق ع.
وميزه بعض المعاصرين ولعله اخذه من جامع الرواة برواية محمد بن أحمد
القلانسي وأحمد بن منصور الخزاعي ومحمد بن يزيد بن المتوكل وعلي بن
سليمان عنه وبروايته عن علي بن معمر وعلي بن يحيى وعلي بن سليمان
وعبد الله بن جبلة ويونس بن عبد الرحمن وأبي عمر الحذاء. ٢٠٦:
أحمد بن الفضل الكناسي
قال الكشي في ترجمة عروة القتات: محمد بن مسعود حدثني أحمد بن
منصور عن أحمد بن الفضل الكناسي قال لي أبو عبد الله ع اي
شئ بلغني عنكم قلت ما هو قال بلغني انكم أقعدتم قاضيا بالكناسة قلت
نعم جعلت فداك رجل يقال له عروة القتات وهو رجل له حظ من عقل
نجتمع عنده فنتكلم ونتساءل ثم يرد ذلك إليكم قال لا باس. ٢٠٧:
أحمد بن الفضل بن محمد باكثير
كان حيا سنة ١٠٢٧.
له كتاب وسيلة المال في عد مناقب الآل منه نسخة مخطوطة في مكتبة
الشيخ ضياء الدين ابن الشيخ فضل النوري في طهران أوله: الحمد لله
الذي خص محمدا بالوسيلة، إلى أن قال: اما بعد فيقول العبد الفقير إلى
عفو ربه القدير أحمد بن الفضل بن محمد باكثير لما من الله علي بمحبة أهل بيت
المصطفى معدن السؤدد والكرم والوفا فألفت في مناقبهم التي لا تحصى
وفضائلهم التي لا تستقصى الخ وهي بخط المؤلف كتب على ظهرها:
وسيلة المال في عد مناقب الآل تأليف الفقير إلى الله تعالى أحمد بن
(٦٣)

الفضل بن محمد باكثير الشافعي وذكر فيه انه ألفه باسم سلطان الحجاز
الشريف إدريس بن الحسن بن أبي نما بن بركات والسيد محسن بن
الحسين بن الحسن بن أبي نما بن بركات والسيد علي بن بركات بن أبي نما بن
بركات وذكر انه خدم كل واحد منهم بنسخة مفردة وذكر في آخره انه فرع
منه سنة ١٠٢٧ في أوائل رمضان ببلد الله الحرام. ولا يبعد كونه شيعيا وان
وصف بالشافعي لوقوع ذلك كثيرا. ٢٠٨:
السيد كمال الدين أبو المحاسن احمد ابن السيد الإمام فضل الله بن علي بن
عبد الله الحسني الراوندي
عالم فاضل قاضي قاشان قاله منتجب الدين وهو ولد السيد
فضل الله الراوندي المشهور المذكور في بابه ورأيت في بغداد ترجمته في جزء
من خريدة القصر للعماد الكاتب ولكنه كان ناقصا ليس فيه من أحواله غير
ذكر اسمه، وقال صاحب الخريدة عند ذكر جماعة من أهل قاشان: ذكرهم
لي في أصفهان السيد كمال الدين أحمد بن أبي الرضا الراوندي وأنشدني
شعرهم ثم ذكرهم. وهو يروي بالإجازة عن الشيخ ركن الدين علي بن
الفقيه أبي الحسن علي بن عبد الصمد بن محمد التميمي النيسابوري رأى
صاحب الرياض تلك الإجازة له ولأبيه السيد فضل الله ولأخيه علي
وتاريخها في ربيع الأول سنة ٥٢٩، وذكره السيد علي خان في الدرجات
الرفيعة فقال: السيد أبو المحاسن احمد ابن السيد الإمام فضل الله بن علي
الحسني الراوندي الملقب كمال الدين كان عالما فاضلا ولي القضاء بقاشان
فحمدت سيرته وذكره الشيخ أبو الحسن بن علي بن بابويه في فهرس أسامي
علماء الإمامية ووصفه بالعلم والفضل، ولأبيه أشعار كثيرة يخاطبه بها فمن
ذلك قوله:
أقرة عيني! انني لك ناصح * وان سبيل الرشد دونك واضح
أقرة عيني! يغرنك المنى * فما هن الا قانصات جوامح
وليس المنى الا سرابا بقيعه * ترقرقه بادي النهار الصحاصح
وإياك والدنيا الدنية انها * بوارح سوء ليس فيهن سانح
إذا ما استشفتها الحقيقة أفصحت * بان المنايا غاديات روائح
وان ليس نفس المرء الا منيحة * ولا بد يوما ان ترد المنائح
كفى حزنا ان الذنوب كثيرة * وما هن الا المخزيات الفواضح
كفى حزنا انا نسينا عديدها * وقد عدها مستأمن لا يسامح
ويا صدق ما قد قبل شاعر * يعبر عما أضمرته الجوانح
كفى حزنا ان لا حياة شهية * ولا عمل يرضى به الله صالح
وقوله في أول قصيدة كتبها اليه وهو بأصفهان:
البين فرق بين جسمي والكرى * والبين أبكاني نجيعا احمرا
دمعي دم مذ صعدته حرقتي * سلبته حمرته فسال مقطرا
كالورد احمر ثم إن قطرته * خلع الرداء وعاد ابيض أزهرا
قالوا تصبر قلت لا تستعجلوا * أو تصبر الأيام ان أتصبرا
هذا حديث والنزاع يكاد ان * يقوى فينزع قلبي المتحسرا
قسما لو اني كنت اعلم انني * أبقى كذا متلددا متحيرا
لعلقت ذيل أبي المحاسن عنوة * لما تهيا للفراق وشمرا
وقوله وكتبه اليه في جواب كتاب:
وصل الكتاب فكان أكرم واصل * وقبلته في الحال أفرح قابل
وحمدت ربي إذ قرأت كتابه * غررا حوالي لم تكن بعواطل
وسألته التوفيق وهو موفق * لمصالح الولد الأغر الفاضل
وقضاء ما قد كان من تقصيره * بالجد فيما بعد غير مماطل
فليجتهد هيمان في تحصيله * لا شئ أحسن من قضاء عاجل ٢٠٩:
تاج الدولة أبو الحسين أحمد بن عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة
الحسن بن بويه
قتل سنة ٣٨٧.
وقد مضى في ترجمة معز الدولة أحمد بن بويه نسب آل بويه وابتداء
دولتهم.
في اليتيمة هو آدب آل بويه وأشعرهم وأكرمهم وكان يلي الأهواز
فأدركته حرفة الأدب وتصرفت به أحوال أدت إلى النكبة والحبس من جهة
أخيه أبي الفوارس فلست أدري ما فعل به الدهر الآن أ ه‍.
ولما مات عضد الدولة والد صاحب الترجمة سنة ٣٧٢ في بغداد وبويع
ولده أبو كاليجار بالامارة ولقب صمصام الدولة خلع على أخويه صاحب
الترجة وأبي طاهر خسرو فيروز وأقطعهما فارس شيراز وتوابعها وأمرهما
بالجد في السير ليسبقا أخاهما شرف الدولة أبا الفوارس شيرزيل إلى شيراز
فلما وصلا ارجان أخبرا بوصول شرف الدولة إلى شيراز فعادا إلى الأهواز
وذلك أن شرف الدولة كان عند وفاة أبيه بكرمان فلما بلغته وفاته سار مجدا
إلى فارس فملكها واظهر مشاققة أخيه صمصام الدولة وملك البصرة
وأقطعها أخاه أبا الحسين صاحب الترجمة فبقي كذلك ثلاث سنين فسير
صمصام الدولة جيشا لحرب أخيه شرف الدولة فجهز شرف الدولة عسكرا
والتقى العسكران فانهزم عسكر صمصام الدولة وأسر مقدمه فاستولى
صاحب الترجمة على الأهواز واخذ ما فيها وفي رامهرمز وطمع في الملك
وذلك سنة ٣٧٣ وجرت فتنة في بغداد سنة ٣٧٥ بين الديلم سببها ان
أسفار بن كردويه من أكابر قواد صمصام الدولة كان قد نفر منه فاستمال
كثيرا من العسكر إلى طاعة شرف الدولة واتفقوا على أن يولوا الأمير بهاء
الدولة أبا نصر بن عضد الدولة العراق نيابة عن أخيه شرف الدولة وذلك في
خلافة الطائع وصمصام الدولة مريض فلما أبل من مرضه أطفأ الفتنة
وحبس أخاه أبا نصر مكرما وعمره ١٥ سنة ومضى أسفار إلى صاحب
الترجمة وخدمه ثم سار شرف الدولة من فارس يطلب الأهواز وارسل إلى
أخيه صاحب الترجمة وهو بها يطيب نفسه ويعده الاحسان وأن يقره على ما
بيده وان مقصده العراق وتخليص أخيه الأمير أبي نصر من محبسه فلم يثق
صاحب الترجمة بقوله وعزم على منعه وتجهز لذلك فلما وصل شرف الدولة
إلى أرجان ثم رامهرمز تسلل أجناد المترجم إلى شرف الدولة فهرب صاحب
الترجمة إلى الري إلى عمه فخر الدولة وأقام بأصبهان واستنصر عمه فاطلق
له مالا ووعده النصر وطال عليه ذلك فقصد التغلب على أصبهان ونادى
بشعار شرف الدولة فثار به جندها وأرسلوه أسيرا إلى عمه بالري فحبسه إلى أن
مرض عمه مرض الموت فأرسل اليه من قتله وكان شاعرا فمن شعره ما
أورده في اليتيمة وهو قوله:
هب الدهر أرضاني وأعتب صرفه * وأعقب بالحسنى من الحبس والأسر
فمن لي بأيام الشباب التي مضت * ومن لي بما قد فات بالحبس من عمري
(٦٤)

وقوله:
سلام على طيف ألم فسلما * وأبدى شعاع الشمس لما تكلما
بدا فبدا من وجهه البدر طالعا * لدى الروض يستعلي قضيبا منعما
وقد أرسلت أيدي العذارى بخده * عذارا من الكافور والمسك أسحما
وأحسب هاروتا أطاف بطرفه * فعلمه من سحره فتعلما
ألم بنا في دامس الليل فانجلى * فلما انثنى عنا وودع أظلما
وقوله في أرجوزة:
ألا شفيت علتي * من العداوة بالتي
وصارم مهند * ماض رقيق الشفرة
وليلة أحييتها * منوطة بليله
كأنما نجم الثريا * في الدجى ومقلتي
جوهرتا عقد على * نحر فتاة طفلة
أفكر في بني أبي * وفعل بعض اخوتي
تظن أني أحمل * الضيم فأين همتي
تقنع بالأهواز لي * وواسط والبصرة
لست بتاج الدولة * سليل تاج الملة
ان لم تزر بغداد بي * عما قليل كبتي
وعسكر عرمرم * يملك كل بلدة
حشو الجبال والفلا * مواكب من غلمتي
نصرتهم مني ومن * رب السماء نصرتي
وقوله من قصيدة:
انا ابن تاج الملة المنصور تاج * الدولة الموجود ذو المناقب
أسماؤنا في وجه كل درهم * وفوق كل منبر لخاطب
وقوله من قصيدة:
انا التاج المرصع في جبين * الممالك سالك سبل الصلاح
كتائبنا يلوح النصر فيها * برايات تطرق بالنجاح
تكاد ممالك الآفاق شرقا * تسير إلي من كل النواحي
الا لله عرض لي مصون * مقام المجد بالماء المباح
وقوله من طردية:
صرنا مع الصباح بالفهود * مردفة فوق متون القود
قد وطئت توطئة المهود * بالقطف والجلال واللبود
فهي كقوم فوقها قعود * قد ألبست وشيا على الجلود
يخالها الناظر كالأسود * تبكي لشبل ضائع فقيد
بأدمع على الخدود سود * فقابلت مرادها في البيد
وقطعت حبائل المسود * تفوت لحظ الناظر الحديد
ركضا إلى اقتناص كل رود * فكم بها من هالك شهيد
منعفر الخد على الصعيد * بنحسها نظل في السعود
جدنا بها والجود بالموجود * فكثرت ولائم الجنود
وشبت النيران بالوقود
وقوله في الغزل:
سقاني سحرا خمره * وقد لاحت لي النثره
غزال فاتن الطرف * مليح الوجه والطره
انا الملك وقد ملكت * قلبي صاحب الوفره
وقد زرفن صدغيه * على أبهى من الزهره
فمن أسود في أبيض * في أحمر في صفره
إذا حاول ان يجهر * أو تبدو له نفره
أعان الشيخ إبليس * عليه فاتى مكره
وله في النكبة:
حتى متى نكبات الدهر تقصدني * لا استريح من الأحزان والفكر
إذا أقول مضى ما كنت احذره * من الزمان رماني الدهر بالغير
فحسبي الله في كل الأمور فقد * بدلت بعض صفاء العيش بالكدر
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
في ذيل تجارب الأمم للوزير أبي شجاع محمد بن الحسين ظهير الدين
الروذراوي، قال: توفي عضد الدولة سنة ٣٧٢ أخفي خبره، فاحضر
الأمير أبو كاليجار المرزبان إلى دار المملكة كأنه مستدعى من قبل عضد
الدولة، فلما حضر أخرج الامر اليه بولاية العهد والنيابة في الملك
واستخلاف أخيه أبي الحسين أحمد بن عضد الدولة بفارس على اعمالها،
ولقب الطائع المرزبان صمصام الدولة: قال: وفي هذا الوقت خلع على
أبي الحسين احمد وأبي طاهر فيروز شاه ابني عضد الدولة للتوجه إلى شيراز
وأعمالها، وخرج معهما أبو الفتح نصر أخو أبي العلاء عبيد الله بن الفضل
برسم النيابة عن أخيه في مراعاة أمرهما ثم قال: ذكر ما جرى عليه
أمرهما. لما أفضى الامر إلى صمصام الدولة قبض على الأمير أبي الحسين في
الدار ببغداد ووكل به وكانت والدته ابنة ملك الديلم هو أبو الفوارس
ماناذر بن جستان بن المرزبان السلار بن أحمد بن مسافر وشوكة الديلم
قوية، فعزمت على قصد الدار متنكرة عند اجتماع الديلم فيها فإذا حصلت
فيها استغاثت بهم وهجمت على صمصام الدولة وانتزعت ابنها منه، فعرف
صمصام الدولة ذلك فخاف وراسلها رسالة جميلة ووعدها بالافراج عنه
وتقليده اعمال فارس وفعل ذلك، ووافقه على المبادرة ليصل إلى شيراز قبل
ورود شرف الدولة أبي الفوارس إليها، وأزاح علته في جميع ما يحتاج اليه،
فسار إلى الأهواز وعليها إذ ذاك أبو الفرج منصور بن خسرة فلما وصل إليها
طالبه بمال والتمس منه ثيابا وأشياء أخر، فمنعه إياها ظاهرا وحملها اليه
باطنا مراقبة لصمصام الدولة، فانتسجت بينهما حالة جميلة واستقر ان
يستوزره عند تمهد أموره، فأشار عليه أبو الفرج بالتعجيل إلى أرجان فان
وصلها وقد سبق شرف الدولة إلى شيراز أسرع الكرة إلى الأهواز، فلما
وصل أرجان ورد الخبر بحصول شرف الدولة بشيراز واستيلائه عليها، فكر
راجعا ودخل الأهواز وعول على أبي الفرج في مراعاة الأمور وتدبير
الاعمال، وأظهر المباينة وارتسم بالملك وتلقب بتاج الدولة وأقام الخطبة
لنفسه، وعرف صمصام الدولة ذلك، فجرد اليه أبا الحسن علي بن دبعش
الحاجب في عسكر كثير وندب الأمير أبو الحسين أبا الأغر دبيس
ابن عفيف الأسدي للقائه، فالتقيا بظاهر قرقوب ووقعت بينهما وقعة
أجلت عن هزيمة بن دبعش، فاسر وحمل إلى الأهواز وشهر بها، فاستولى
الأمير أبو الحسين على ما كان معدا بالأهواز وبقلعة رامهرمز من الأموال
وفرقها في الرجال، وكانت الوقعة في ربيع الأول سنة ٣٧٣ وصرف همته
إلى جمع العساكر وأرغبهم فمالوا اليه وانثالوا عليه فاشتد امره وسار إلى
البصرة فملكها ورتب أخاه أبا طاهر فيروز شاه بها ولقبه ضياء الدولة.
(٦٥)

وجرى امره على السداد ثلاث سنين إلى أن انصرف إلى أصبهان وقبض
عليه شرف الدولة وحمله إلى قلعة في بعض نواحي شيراز، ثم مات مؤيد
الدولة سنة ٣٧٣ بعد عضد الدولة وملك بعده اخوه فخر الدولة فشرع أبو
عبد الله بن سعدان في اصلاح ما بين صمصام الدولة وعمه فخر الدولة
وكاتب الصاحب بن عباد في ذلك وارسل فخر الدولة أبا العلاء بن سهلويه
للسفارة واتصلت المكاتبة باظهار المشاركة بين الجندين جند فخر الدولة وابن
أخيه صمصام الدولة وتجديد السنة التي كانت بين الاخوة عماد الدولة
وركنها ومعزها من الاتفاق والألفة وسدى الصاحب في ذلك قوله وألحم
وأسرج فيه عزمه وألجم ومما نطقت به الكتب من المشورة والرأي الحث على
استمالة الأمير أبي الحسين أحمد بن عضد الدولة واستخلاص طاعته وان
فخر الدولة قد راسله وخاطبه في ذلك بما يجري مجرى التقدمة والتوطئة ومتى
أريد التكفل بالتمام فهو على غاية الطاعة، وقد أثبت على الدينار والدرهم
اسم فخر الدولة، وكتب من البصرة بإقامة الدعوة كما أقامها بالأهواز،
وليس يتجاوز ما ينهج له ولا يتعدى ما يحكم به والصواب طلب التوازر
والتعاطف وترك التباين والتخالف. قال ابن الأثير: وفي سنة ٤٧٣ خطب
أبو الحسين أحمد بن عصد الدولة بالأهواز لفخر الدولة وخطب له أبو طاهر
فيروز شاه بن عضد الدولة بالبصرة، ونقشا اسمه على السكة انتهى
قال أبو شجاع: ثم إن أسفار بن كردويه أحد قواد الديلم عصى على
صمصام الدولة وانضم اليه جماعة فأرسل إليهم صمصام الدولة فولاذ بن
ماناذر، فهرب أسفار وأبو القاسم عبد العزيز وأصحابهما ومضى إلى الأهواز
فتلقاهم الأمير أبو الحسين وأرغبهم في المقام، فاما الأتراك فإنهم أظهروا
الموافقة وأسروا غيرها وركبوا غفلة وساروا واقام أسفار بالأهواز مكرما إلى أن
اقبل شرف الدولة من فارس فانفذه الأمير أبو الحسين إلى عسكر مكرم
لضبطها في خمسمائة رجل من الديلم فلما حصل شرف الدولة بالأهواز سار
أسفار اليه فامر بالقبض عليه واما أبو القاسم عبد العزيز فان أبا الفرج
منصور بن خسرة تكفل بأمره وأعظم منزلته فجازى أبو القاسم احسانه
بسوء النية فيه وحدث نفسه بطلب مكانه فأحس أبو الفرج واستظهر لنفسه
بالتوثق من الأمير أبي الحسين ومن والدته باليمين على اقراره في نظره وترك
الاستبدال به ولم يزل يتوصل حتى غير نية الأمير أبي الحسين في أبي القاسم
وأطرح الرجوع في شئ من الأمور إلى رأيه وجزاء سيئة سيئة مثلها والبادي
أظلم. وفي سنة ٣٧٥ عزم شرف الدولة بن عضد الدولة على المسير من
فارس إلى العراق فكتب إلى أخيه الأمير أبي الحسين يعده بالجميل واقراره
على ما بيده من الاعمال فلم يثق بقوله واتفق ان والدة أبي الحسين توفيت
وهي بنت الملك ماناذر ملك الديلم وكانت تكاتب شرف الدولة وتجامله
وشرف الدولة يجلها لبيتها الجليل وإطاعة طوائف الديلم لها فلما توفيت خلا
سابور بن كردويه بالأمير أبي الحسين وقال له ان هذه الكتب خديعة ومكر
وما لنا لا نحاربه ولنا الكثير من العديد والعدة فعزم على حربه وبلغه وصول
شرف الدولة إلى أرجان فبرز الأمير أبو الحسين إلى قنطرة أربق وجعل
عسكر أبي الحسين يتسللون إلى شرف الدولة فأشرف أبو الحسين وسابور
على الأسر فسار أبو الحسين وبعض خواصه طالبين حضرة فخر الدولة حتى
وردوا أصفهان فكتب منها إلى عمه فخر الدولة وهو بجرجان يشكو اليه
ويطلب نصره فوعده النصر ولم يف له ووقع له على الناظر بأصفهان بمئة
ألف درهم في الشهر وظهر له سوء رأي فخر الدولة فيه وكان اجتمع عنده
مدة مقامه بأصفهان قل من الديلم فلما يئس من صلاح حاله أظهر ان بينه
وبين شرف الدولة مراسلة بان ينادي بشعار شرف الدولة واستمال قوما من
الجند وأراد التغلب على البلد وكان الوالي بها من قبل فخر الدولة أبو
العباس أحمد بن إبراهيم الضبي فلما علم بذلك قصد دار الأمير أبي الحسين
وقبض عليه وصفده وحمله إلى الري فاعتقل بها مدة يسيرة ثم نقل إلى قلعة
ببلاد الديلم ولبث فيها عدة سنين، فلما اشتدت بفخر الدولة العلة التي
مات فيها أنفذ اليه من قتله انتهى ذيل تجارب الأمم.
٢١٠: أحمد بن فهد الحلي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن فهد.
٢١١: الشيخ شهاب الدين أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن إدريس بن فهد
المقري أو المضري الأحسائي.
طبقته
من أهل أوائل المئة التاسعة معاصر لأحمد بن محمد بن فهد الأسدي
الحلي الآتي ومن غريب الاتفاق انه يقال لكل منهما ابن فهد وهما متعاصران
ولكل منهما شرح على الارشاد فشرح ابن فهد الحلي يسمى المقتصر وشرح ابن
فهد الأحسائي يسمى خلاصة التنقيح في مذهب الحق الصحيح وكل منهما
يروي عن الشيخ أحمد بن المتوج البحراني عن الشيخ فخر الدين ولد
العلامة ومن هذه الجهة قد يشتبه الأمر فيهما ولا سيما في شرحيهما على
الارشاد ولذلك قال بعضهم عن المترجم انه أحمد بن محمد بن فهد اشتباها
بابن فهد الحلي مع أن المنقول عن خط المترجم أحمد بن فهد كما ستعرف وقد
حكي ان لابن فهد الأحسائي كتابا في الدعاء سماه عدة الداعي باسم
كتاب ابن فهد الحلي فان صح كان من مكملات غريب الاتفاق والقبر
الذي في كربلا المشهور انه لابن فهد الحلي ولكن في أنوار البدرين المشتهر
انه للأحسائي ثم إن كون كل منهما يروي عن أحمد بن المتوج مبني على ما
ذكره غير واحد من أن أحمد بن المتوج رجل واحد ما بناء على ما استظهرناه
من أنهما رجلان أحدهما أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج والثاني أحمد بن
عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن بن متوج فابن فهد الأحسائي من
تلامذة الأول وابن فهد الأسدي الحلي من تلامذة الثاني ولكن على كل حال
يقال لكل منهما انه تلميذ ابن المتوج.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء الفاضل العالم من أجلة علماء الإمامية وفقهائهم وفي
اللؤلؤة الشيخ النحرير العلامة.
مؤلفاته
لم يوجد له غير شرحه على الارشاد المسمى خلاصة التنقيح في
اللؤلؤة وقع بيدي جلد من هذا الشرح من كتاب النكاح وفي آخره مكتوب
نقلا من خط الشارح ما صورته: وحيث وفق الله تعالى لتكميل مقتضى ما
أردناه من شرح الكتاب وتيسر لنا الذي قصدناه من ايضاح الخطاب وأعطانا
من فيض رحمته كمال الأمنية وسهل ما ألفناه في الملة الحنيفية فلنحبس
خطوات الأقلام ولنقبض عنان الكلام حامدين لربنا على سوابغ النعم
ومصلين على سيد العرب والعجم وعلى أهل بيته دعائم الاسلام وسادات
الأنام ما كبر الضياء على الظلام وصدحت في أفنانها ورق الحمام ونبتهل إلى
من لا تأخذه سنة ولا نوم ان يؤتينا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. تم
(٦٦)

الكتاب الموسوم بخلاصة التنقيح في المذهب الحق الصحيح في ٢٣ من شهر
رمضان أحد شهور سنة ٨٠٦ هجرية على يد مؤلفه العبد الغريق في بحار
المعاصي الخائف يوم يؤخذ بالنواصي أحمد بن فهد بن حسن بن محمد بن
إدريس حامدا لله مصليا على رسوله رب اختم بالخير وامن أ ه‍ ومر ان
بعضهم ذكر له كتابا في الدعاء اسمه عدة الداعي ككتاب ابن فهد الحلي
ولكن ذلك لم يتحقق.
٢١٢: أحمد بن فهد بن محمد الخطي البحراني الفقيه
له رسالة المشكاة المضية في العلوم المنطقية أو الرموز الخفية في المسائل
المنطقية.
٢١٣: أحمد بن الفيض
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
٢١٤: الميرزا احمد الفيضي
من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له تقرير بحث أستاذه المذكور
في الغصب و الوصية.
٢١٥: أحمد بن القاسم
قال النجاشي رجل من أصحابنا رأينا بخط الحسين بن عبيد الله كتابا
له في إيمان أبي طالب.
٢١٦: أبو جعفر أحمد بن القاسم ابن أبي الكعب
وفي نسخة ابن أبي كعب. ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري وسمع منه سنة ثمان وعشرين وما بعدها أي بعد الثلاثمائة
وله منه إجازة أ ه‍ وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية التلعكبري
عنه.
٢١٧: أحمد بن القاسم بن أيوب بن نوح
روى الشيخ في باب تلقين المحتضر من زيادات التهذيب عنه عن أبي
الحسن الثالث ع.
٢١٨: أبو طالب أحمد بن القاسم بن زهرة الحسيني الحلبي
في أمل الآمل عالم فاضل جليل يروي عن الشهيد. وذكره في رياض
العلماء في باب ما بدئ بابن في ابن زهرة وقال إنه تلميذ الشهيد.
٢١٩: أبو السراج أحمد بن القاسم بن طرخان
ذكره العلامة في الخلاصة وابن داود في رجاله في القسم الثاني ونقلا
عن ابن الغضائري تضعيفه.
٢٢٠: الشريف أحمد بن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن علي بن
حسين بن علي بن أبي طالب.
ذكره أبو الفرج في مقاتل الطالبيين فقال: وذكر محمد بن علي بن حمزة
ان جماعة من الطالبيين لم يتول قتلهم السلطان ولا حصر أوقات مقاتلتهم
بتاريخ قد ذكرت ذلك بحكايته متبرئا من خطا ان كان فيه أو زلل أو سهو
فمنهم وذكر جماعة ثم قال: وأحمد بن القاسم بن محمد بن جعفر بن
محمد بن علي بن علي بن حسين قتله الصعاليك على ثلاث مراحل من الري
وكان متوجها إلى نسا وأبيورد وكان أهلها دعوه إلى أنفسهم فصار إليهم
أ ه‍.
٢٢١: أبو علي احمد الأسود بن قاسم بن محمد الاعرابي ابن أبي محمد القاسم بن
حمزة بن الإمام موسى بن جعفر ع.
قال السيد ضامن بن شدقم: كان جليل القدر رفيع المنزلة نقيبا
بطوس خلف بنين المهدي وأبا جعفر محمد المجدي وأبا الحسن موسى.
٢٢٢: الشريف أبو الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد بن علي بن عبد الله
رأس المذري بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية
العلوي المحمدي.
المحمدي نسبة إلى محمد بن الحنفية.
وصفه في عمدة الطالب بالشريف النقيب الاخباري. وهو معاصر
للشيخ المفيد. قال المرتضى في الفصول المختارة من المجالس والعيون
والمحاسن للمفيد في الفصل الخامس والأربعين: ومن كلام الشيخ أدام الله
عزه يعني المفيد سئل في مجلس الشريف أبي الحسن أحمد بن القاسم
العلوي المحمدي فقيل له إلى آخر ما ذكره. ثم قال في فصل آخر: قال
الشيخ أيده الله وقد كنت حضرت مجلس الشريف أبي الحسن أحمد بن
القاسم المحمدي وحضر أبو القاسم الداركي، إلى آخر ما ذكره، وهو يدل
على أن هذا الشريف من الأعيان الاجلاء الذين يحضر مجلسهم أمثال المفيد
وغيره من أعاظم العلماء.
٢٢٣: الشيخ احمد القبيسي العاملي
كان عالما فاضلا من أهل المئة الثالثة عشرة مدفون في قرية أنصار من
اعمال الشقيف ولا نعلم من أحواله شيئا.
٢٢٤: أحمد بن قتيبة
في نهج البلاغة: روى ذعلب اليماني عن أحمد بن قتيبة عن
عبد الله بن يزيد عن مالك بن دحية قال كنا عند أمير المؤمنين ع
وقد ذكر عنده اختلاف الناس فقال وذكر كلاما له ع في ذلك قال
أبي الحديد في الشرح: ذعلب واحمد وعبد الله ومالك من رجال الشيعة
ومحدثيهم انتهى.
٢٢٥: الشيخ احمد قفطان
مر بعنوان أحمد بن الحسن بن علي.
٢٢٦: الشيخ احمد القمي
له كتاب الغايات منه نسخة في مكتبة الحسينية في النجف الأشرف.
٢٢٧: معين الدين أبو نصر احمد الكاشاني وزير السلطان محمود بن محمد بن
ملكشاه السلجوقي.
في مجالس المؤمنين ما تعريبه: عده الشيخ عبد الجليل الرازي في
كتاب نقض الفضائح في وزراء الشيعة وقال إن ما له من الآثار
والخيرات ولأخويه بهاء الدين ومجد الدين من المدارس والمساجد والقناطر
والرباطات والمشاهد ورد المظالم والصلات لا يحتمله هذا الكتاب ثم نقل
عن كتاب تاريخ الوزراء وغيره انه كان متصفا بأنواع الفضائل والكمالات
منزها عن الأفعال الردية والأوصاف الدنية كالعجب والنخوة والكبر والخسة
وخاله أبو طاهر إسماعيل الذي هو من أكابر مشاهير كاشان كان بسبب
وفور جوده وسخائه وكثرة عطائه ومروته قد زرع المحبة لنفسه في قلوب
أرباب الدولة وفي أيام سلطنة ملك شاه فوضت إلى أبي طاهر النيابة عن
(٦٧)

الأمير قماج الذي كان من جملة أعيان المملكة وجعل يترقى يوما فيوما حتى
آل الأمر إلى أن اقطعه ملكشاه ولاية كاشان مجانا فترك خراجها للرعية أربع سنين
وأجزل العطايا لأصحاب البيوتات القديمة وتفقدهم وأدى ديونهم وبنى
المستشفيات والمدارس في كاشان وأبهر وزنجان وكنجة فلما توفي ملكشاه
وولي السلطنة بعده بركيارق وكان الأمير اياز من عظماء أركان الدولة
ومقربيها فقتل اياز أبا طاهر طمعا في أموال كاشان اما ابن أخته معين الدين
المترجم فمع ان والده كان يصرف أكثر أوقاته في الطاعة والعبادة ويمنع
أولاده من خدمة السلطان اشتغل بملازمة السلطان بمقتضى ما قيل الولد
الحلال يشبه الخال وتولى منصب منشئ ومستوفي الممالك ناظر المالية
وجعل يترقى يوما وفي ذلك الوقت الذي رجع فيه السلطان سنجر من مملكة
العراق إلى خراسان استندت ولاية الري إلى معين الدين فظهرت كفاءته
وقدرته على تحصيل الأموال السلطانية من الرعايا وجعل يرسل الأموال
والتحف والهدايا إلى السلطان وأركان الدولة فجذب قلوبهم اليه ولما عزل
السلطان محمد بن سليمان من الوزارة ارسل فخر الدين طغيان بك وأمره
باحضار معين الدين من الري فحضر وعين فخر الدين مكانه لولاية الري
وخرج معين الدين مع السلطان إلى خراسان وكلما وصل إلى بلد غمر أهله
بالاحسان فلما وصل إلى مرو الشاهجان اختلى به السلطان وشاوره في بعض
المهمات فظهر منه غاية الكياسة وجودة الرأي فازداد السلطان فيه حسن
عقيدة ودعاه لتقلد الوزارة فاستعفى من ذلك فأرسل اليه السلطان مع
بعض خاصته يقول انني قلدت الوزارة فخر الملك فقتله الباطنية فقلدتها
صدر الدين محمدا اثنتي عشرة سنة فظهرت خيانته خصوصا في خزائن آل
سبكتكين وذهب إلى الدار الآخرة فقلدتها عبد الرزاق الطوسي ومع علمه
وفضله ظهرت منه في أيام وزارته أمور لا تصدر من عوام الناس فأغمضت
عنه حتى توفي فقلدتها شرف الدين أبا طاهر لاشتهاره بالأمانة والديانة
فمات في عنفوان وزارته فقلدتها محمد بن سليمان ثم عزلته لعدم كفاءته
وأنت اليوم بحمد الله أهل للوزارة بأمانتك وكفايتك فكن مطمئن الخاطر
من قبلنا ولا يعلق بذهنك شئ فلما سمع ذلك معين الدين قبل الوزارة
فخلع عليه وأرسل اليه الدواة الذهبية والطبل والعلم حسب العادة وقام
بأعباء الوزارة وبسط العدل والإنصاف وأزال الظلم والاعتساف جهده وبنى
المدارس والخوانق الكثيرة ووقف القرى والضياع التي ابتاعها من خالص
ماله وفي آخر أيامه أقام مناديا ينادي في جميع المملكة كل من كان له حق
عند الوزير معين الدين أو أوصل اليه شيئا من نقد أو عروض على سبيل
الرشوة أو المصانعة أو غير ذلك فليحضر وليقبضه من وكلائه واحضر القضاة
والأعيان وأمرهم ان يبذلوا جهدهم في سبيل ايصال ذلك إلى أهله وجعل
يحرض السلطان على استئصال شافة الإسماعيلية الملاحدة فاهتم
الإسماعيلية لذلك وأرسلوا رجلين منهم فدخلا في خدمته مع سائسي دوابه
وجعلا ينتظران الفرصة لقتله فلما كان يوم النوروز واشتغل الوزير بتهيئة
الهدية للسلطان فامر باحضار خيوله ليختار منها جوادين يهديهما للسلطان
فاحضر الباطنيان امامهما جوادين في غاية القوة فجرت بينهما مهاوشة واشتغل
الخدم بمنعهما هجم عليه الباطنيان فقتلاه ثم قال إن صاحب تاريخ
الوزراء جعل تحريض معين الدين على قمع الملاحدة مبنيا على رسوخه في
التسنن لأنه لا يعد غير أهل التسنن من المسلمين ولم يعلم أن كل كاشي من
معرفة الاغيار له متحاشي والله كاشف الغواشي اه.
٢٢٨: السيد أحمد بن السيد كاظم الرشتي الحائري
قتل بين داره ومسجده في كربلاء ليلة الاثنين في ١٧ جمادى سنة
١٢٩٥. كان أحد أعيان كربلاء خلف أباه في شؤونه وكانت له رئاسة
الكشفية بعد أبيه. وله مؤرخا وفاة السيد رضا الرفيعي النجفي خازن
الروضة الشريفة العلوية المقتول سنة ١٢٨٥:
أما ترى الجنات قد زخرفت * مذ حل فيها خازن المرتضى
لذلكم رضوان مستبشرا * ناداه أرخ مرحبا بالرضا
٢٢٩: أحمد بن كامل
من مشايخ النجاشي قال في ترجمة أبي معشر المدني: أحمد بن كامل
حدثنا داود بن محمد بن أبي معشر المدني حدثنا أبي حدثنا أبو معشر الخ.
٢٣٠: الشيخ احمد الكجائي
الكجائي نسبة إلى قرية كجاي من قرى كهدم من بلاد كيلان
والنهمني نسبة إلى نه من اي تسعة امنان وهو اسم لقرية كجاي قال
الشيخ حسن بن محمد علي بن الحسين بن محمود بن محمد امين بن الشيخ
احمد المترجم في كتابه ارشاد المتعلمين فيما حكاه عنه صاحب الذريعة ان
جده الشيخ احمد هذا كان أستاذ الشيخ البهائي قال وقد كتب الشيخ
البهائي بخطه الموجود عندنا انه قرأ الرياضيات والحكمة مقدار سنة عند
الشيخ احمد النهمني الكهدمي انتهى.
٢٣١: ميرزا احمد الكرمانشاهي المتخلص بشهاب
شاعر من شعراء الفرس ذكره صاحب تحفة العالم وكان في عصره
وقال: انه كان في أول امره صانعا عند إسكاف فظهرت عليه مخايل الفطنة
وصار يجري على لسانه الشعر فبلغ خبره إلى حاكم كرمانشاه الله قلي خان
زنكنة فوضعه عند المعلم فخرج شاعرا مجيدا.
٢٣٢: الشيخ احمد الكرماني
له تاريخ سالار نامه تاريخ فارسي مطبوع في سلاطين الفرس قبل
الاسلام وبعده إلى آخر الزندية والقاجارية إلى مظفر الدين شاه.
٢٣٣: الميرزا احمد الكني الطهراني
توفي سنة ١٣٠١
والكني نسبة إلى كن من قرى طهران كان عالما فاضلا.
٢٣٤: ملا احمد الكوزكناني
مضى بعنوان ملا احمد التبريزي الكوزكناني.
٢٣٥: الميرزا احمد المتخلص بوقار بن الميرزا كوجك الشيرازي المتخلص
بوصال.
ولد سنة ١٢٣٢ وتوفي سنة ١٢٩٢ بشيراز.
من شعراء الفرس له ديوان شعر فارسي.
٢٣٦: احمد الكوفي
له تاريخ أحوال المعصومين الأربعة عشر.
٢٣٧: المير احمد الكيلاني الحسيني
له كتاب حقائق الحروف ودقائق الزبر والبينات فيه حل الجفر الجامع
المأخوذ عن الإمام الصادق ع وترجمه إلى الفارسية حفيده محمد بن
محمد بن أحمد وذكر فيه ان جده احمد كان من محبي أهل البيت وقد وهبه الله
هذا العلم ولما خاف من ضياعه قيده بالكتابة صيانة له وانه رأى في المنام
(٦٨)

أمير المؤمنين ع فقال له أحسنت. وأراد بهذا العلم علم الحرف
ولسنا نجزم بصحته ولا بصحة انتسابه للإمام الصادق ع ولا
نخاله الا ناحيا مناحي ما يدعيه الصوفية وأمثالهم والله العالم.
٢٣٨: الحاج ميرزا أحمد بن لطفعلي القره داغي التبريزي الشهير بالمجتهد.
توفي في تبريز سنة ١٢٧٠ ونقل إلى النجف ودفن في مقبرتهم
المعروفة.
كان قد خلف أباه في ديوان الاستيفاء نظارة المالية للأمير عباس
ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري في تبريز وكان يتردد مع هذا إلى بعض
المعاهد الدينية في تبريز فمال إلى تلقي علومها وترك اعمال الأمير لكن منعه
تراجع أملاكه وأمواله فخرج إلى أصبهان صفر اليدين طالبا للعلم ثم تركها
إلى العراق فورد كربلاء وكانت قبلة المهاجرين من طلاب العلم أيام
صاحب الرياض فاخذ عنه هو وأولاده الثلاثة ميرزا لطفعلي والآقا ميرزا
جعفر والآقا ميرزا رضا رجع بهم بعد إجازة أستاذه إلى تبريز فتهافت عليه
الناس واقبل عليه الجمهور ورأس رئاسة عامة وأهديت اليه الأموال حتى
صار أحفاده أغنى أهل تبريز على كثرتهم، وله شعر بالعربية نشر بعضه في
التحفة لمؤلفها الميرزا أبي القاسم الرشتي الاصفهاني، وله قصيدة ٤٠٠ بيت
في مدح الإمام المنتظر ع.
قال المؤلف مستدركا على الطبعة الأولى بما يلي:
ذكرنا ان وفاته سنة ١٢٧٠ ثم وجدنا في كتاب شهداء الفضيلة
ص ٣٨٢ ان وفاته في ٢٧ رجب سنة ١٢٦٥ وان له منهج الرشاد في شرح
الارشاد وبيتهم أعظم بيوت العلم والرياسة في تبريز خرج منهم جمع من
العلماء الاجلاء أولهم المترجم ومنهم ولده ميرزا لطفعلي بن أحمد واخوه ميرزا
جعفر بن أحمد وأخوهما ميرزا باقر بن أحمد وأخوهم ميرزا جواد بن أحمد
وميرزا علي بن لطفعلي بن أحمد المذكور وميرزا موسى صاحب حاشية
الرسائل ابن ميرزا جعفر بن أحمد المذكور ولهم أحفاد غير ذلك من أهل العلم
والفضل والجميع يذكرون في محالهم من هذا الكتاب انش.
٢٣٩: أحمد بن مابنداد
مابنداد لفظ أعجمي وداد معناه العطاء كان مابنداد مجوسيا
فأسلم، روى النجاشي في ترجمة محمد بن أبي بكر همام الإسكافي بسنده
عن أحمد بن مابنداد قال: اسلم أبي أول من اسلم من أهله وخرج عن
دين المجوسية وهداه الله إلى الحق، وكان يدعو أخاه سهيل إلى مذهبه
فيقول له: يا أخي اعلم انك لا تألوني نصحا ولكن الناس مختلفون وكل
يدعي ان الحق فيه، ولست اختار ان ادخل في شئ الا على يقين،
فمضت لذلك مدة وحج سهيل فلما صدر من الحج قال لأخيه الذي كنت
تدعوني اليه هو الحق، قال وكيف علمت ذلك؟ قال لقيت في حجي عبد
الرزاق بن همام الصنعاني وما رأيت أحدا مثله، فقلت له على خلوة نحن
قوم من أولاد الأعاجم وعهدنا بالدخول في الاسلام قريب وأرى أهله
مختلفين في مذاهبهم وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك
وأريد ان أجعلك حجة فيما بيني وبين الله عز وجل فان رأيت أن تبين لي ما
ترضاه لنفسك من الدين لأتبعك فيه وأقلدك فاظهر لي محبة آل رسول الله
ص وتعظيمهم والبراءة من عدوهم والقول بإمامتهم الحديث وهو يدل
على تشيع احمد وان مذهبه الذي كان يدعو أخاه سهيلا اليه هو التشيع لأنه
كان مسلما وقد حج وصرح باسلامه كما سمعت.
٢٤٠: الشيخ أحمد بن ماجد البلادي البحراني حاكم البحرين من قبل الدولة
الإيرانية
ذكره صاحب أنوار البدرين تارة بهذا العنوان وأخرى بعنوان محمد بن
ماجد كما في نسخة الأصل التي بخط المؤلف ولا شك أنه قد وقع منه سبق
قلم فأبدل احمد بمحمد أو بالعكس ولم يتيسر لنا معرفة الصواب من ذلك.
قال في الكتاب المذكور عند ذكر ترجمة الشيخ محمد بن ماجد الماحوزي
البحراني نقلا عن الشيخ عبد الله بن صالح البحراني في اجازته الكبرى أنه قال
: ولشيخنا صاحب الترجمة أعني الشيخ محمد بن الشيخ ماجد مع
حاكم البحرين ورئيسها الشيخ محمد بن ماجد البلادي البحراني هنا سماه
محمد بن ماجد قصة عجيبة تدل على فضيلتهما لا باس بايرادها هنا:
حدثني اقدم مشايخي العلامة الصالح الشيخ أحمد بن الشيخ صالح
البحراني عن شيخه العالم المقدس التقي السيد علي بن السيد اسحق
البلادي البحراني قال: كان العالم الشيخ محمد بن ماجد شيخ الاسلام وولي
الحسبة الشرعية في البحرين وكان الحاكم فيها والرئيس من جهة العجم هو
الشيخ أحمد بن ماجد البلادي البحراني هنا سماه أحمد بن ماجد وكانت
عند الحاكم المذكور عمارة بستان بجانب البحر وكان العالم الشيخ محمد
المذكور يدرس في مسجد من مساجد البلاد ويجتمع عنده جمع كثير من علماء
البحرين وفضلائها لاستماع الدرس وكان ذلك المسجد على طريق العمارة
التي يعمرها ذلك الحاكم فكان الحاكم يركب كل يوم عصرا إلى عمارته
يراها ويرى العمل فيها فإذا مر بالمسجد الذي يدرس فيه الشيخ ينزل
ويدخل المسجد ويستمع الدرس وبعد الفراع يمضي لعمارته فتأخر في بعض
الأيام عن وقته وظن انقضاء الدرس فمضى ولم يدخل المسجد فرآه الشيخ
والجماعة ماضيا ولما رجع آخر النهار رأى الشيخ والجماعة جلوسا في المسجد
يتذاكرون فنزل عن فرسه ودخل إليهم وسلم عليهم فزبره الشيخ وغضب
عليه وتفل في وجهه وسبه قال شغلتك الدنيا وحبها عن احكام الله واخبار
آل الرسول ص فمسح الحاكم التفلة بيده وقال: الحمد لله الذي جعل ريق
العلماء شفاء من كل داء وجعل يعتذر اليه بظن فوات الوقت ويتضرع بين
يديه والشيخ يزيد سبا ويوليه غضبا وكانت فيه حدة شديدة وتفرق أهل
المجلس والشيخ على غضبه ثم لما ذهب عنه الغيظ فكر في نفسه ورأى أنه
قد أخطأ مع الحاكم لا سيما أنه قد اعتذر اليه وكان الحاكم يجري الإنفاق
على الشيخ وتلامذته من ماله لجميع ما يحتاجون اليه فخاف أن يناله الحاكم
بسوء فلما مضى شطر من الليل إذا بباب الشيخ يطرق فخاف فظن أن
الحاكم أرسل يريده بمساءة وإذا برسول الحاكم معه خلعة وكسوة له ولأهل
بيته ولتلامذته دراهم ودنانير زيادة عن وظائفهم المقررة المعتادة وتقول له إن
الشيخ يعتذر من تقصيره ويقول هذه كفارة وصدقة عما عملناه هذا اليوم من
التأخر عن الدرس فطابت نفسه اه أقول والفضل في هذه القصة
إذا صحت لهذا الحاكم لا لذلك الشيخ الخارج بفعله عما أمرت به الشريعة
الغراء من الرفق وترك الفظاظة والغلظة قال وله أيضا معه حكاية أخرى
حدثني بها بعض الاخوان ومنهم شيخنا العلامة أعلى الله مقامه كأنه يريد
به المتقدم في سند الحكاية الأولى إن ذلك الحاكم وهو الشيخ محمد بن
ماجد هنا سماه محمد بن ماجد ومن ذلك قد يظن أنه هو الصواب لتكرره
مرتين اشترى درا كثيرا من بعض أهل قطر بمبلغ خطير فمطلهم بثمنه،
(٦٩)

فلما يئسوا منه مضوا إلى العالم الشيخ محمد بن ماجد وأخبروه بذلك فكتب
اليه بهذين البيتين:
ليس التقي بمسابيح تخرطها * ولا مصابيح تتلوها وتقراها
بل التقي ان تزين الناس معملة * وتنصف الخلق أعلاها وأدناها
فلما قرأهما وفي البائع الثمن اه.
٢٤١: الشيخ احمد العاملي المشهور بالمازحي
له أسئلة للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي الجبعي سأله عنها
سنة ٩٦٦ فاجابه عنها وجدنا منها نسخة مع أجوبتها في كربلاء سنة ١٣٥٢
وهي تقرب من مائة مسالة وأجوبتها بطريق الفتوى دون ذكر الدليل ووجدنا
نسخة منها مع أجوبتها في المكتبة المباركة الرضوية.
والمازحي لا نعلم هذه النسبة إلى أي شئ وفي قريتنا شقراء بئر يظهر
انه كان قربه خان يسمى بئر مازح.
٢٤٢: الشيخ أبو السعادات أحمد بن الماصوري
في أمل الآمل فاضل يروي عن ابن قدامة عن السيد الرضي.
٢٤٣: أحمد بن المبارك
قال النجاشي: له كتاب النوادر روى عنه أحمد بن ميثم بن أبي
نعيم. وفي الفهرست له كتاب. وفي مستدركات الوسائل أحمد بن المبارك
الدينوري صاحب الكتاب في الفهرست والنوادر في النجاشي يروي عنه
أحمد بن محمد بن أبي نصر في الكافي في كتاب الزي والتجمل ويعقوب بن
يزيد وأحمد بن ميثم وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية أحمد بن ميثم عنه
قال والفارق بينه وبين المتقدم القرينة ان وجدت اه وحيث كان كلامه
في احمد على الاطلاق لا يرد عليه اعتراض بعض المعاصرين المؤلف في
الرجال بأنه لم يتقدم ابن مبارك آخر حتى يكون الفارق بينهما القرينة وميزه
بعضهم أيضا برواية يعقوب بن يزيد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن
خالد عنه.
٢٤٤: أبو الحسين أحمد بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد البغدادي
ولد سنة ٤٨٢ وتوفي سنة ٥٥٢ أو ٥٣
ذكره ابن خلكان في ذيل ترجمة أخيه أبي الحسن محمد بن المبارك وقال
عن أخيه انه توفي ببغداد ونقل إلى الكوفة فدفن بها وذلك دليل تشيعه
وتشيع أخيه قال وكان اخوه أبو الحسين أحمد بن المبارك فقيها فاضلا شاعرا
ماهرا ذكره العماد الأصبهاني في كتاب الخريدة وأثنى عليه وأورد له مقاطيع
شعر ودو بيت فمن ذلك أبيات في بعض الوعاظ وهي:
ومن الشقاوة انهم ركنوا إلى * نزعات ذاك الأحمق التمتام
شيخ يبهرج دينه بنفاقه ونفاقه * منهم على أقوام
وإذا رأى الكرسي تاه بنفسه * أي أن هذا موضعي ومقامي
ويدق صدرا ما انطوى الاعلى * غل يواريه بكف عظام
ويقول أيش أقول من حصر به * لا لازدحام عبارة وكلام
وله دو بيت:
هذا ولهي وكم كتمت الولها * صونا لوداد من هوى النفس لها
يا آخر محنتي ويا أولها * آيات غرامي فيك من أولها
وله أيضا:
ساروا وأقام في فؤادي الكمد * لم يلق كما لقيت منهم أحد
شوق وجوى ونار وجد تقد * ما لي جلد ضعفت ما لي جلد
وله أيضا:
ما ضر حداة عيسهم لو رفقوا * لم يبق غداة بينهم لي رمق
قلب قلق وأدمع تستبق * أوهى جلدي من الفراق الفرق
ومر أحمد بن المبارك.
٢٤٥: أحمد بن مبشر الطائي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٤٦: السيد بهاء الدين أبو الفضل أحمد بن المجتبى بن أبي سليمان الحسيني
الوردي
عالم صالح مقري قاله منتجب الدين.
٢٤٧: أبو سلمة احمد المجريطي
توفي سنة ٣٩٥
منسوب إلى مجريط بلدة بالأندلس هي عاصمة إسبانيا اليوم وهي التي
تسمى اليوم مدريد.
هذا الرجل من الحكماء الاسلاميين وله كتاب اسمه رسائل اخوان
الصفا قيل إنه أراد ان يفسر فيه الفلسفة بالدين وهو غير رسائل اخوان
الصفا وخلان الوفا المشهور المطبوع الآتي ذكره في الألف مع الخاء الذي
اجتمع على تأليفه جماعة لكنه يشبهه فلذلك اشتبه على جماعة أحد الكتابين
بالآخر كما ستعرف. عن الفاضل الكاشاني ملا محسن الملقب بالفيض أنه
قال في كتابه المسمى بالأصول الأصلية أن كتاب رسائل اخوان الصفا
لبعض حكماء الشيعة صرح بذلك عند نقله كلاما طويلا عن رسالة بيان
اللغات من هذا الكتاب وفيه بيان وجه اختلاف المذاهب إلى قول مؤلفه
وأحدثوا في الاحكام والقضايا أشياء كثيرة بآرائهم وعقولهم وضلوا بذلك
عن كتاب ربهم وسنة نبيهم واستكبروا عن أهل الذكر الذين بينهم وقد
أمروا أن يسألوهم عما أشكل عليهم فظنوا لسخافة عقولهم أن الله سبحانه
ترك امر الشريعة وفرائض الديانات ناقصة حتى يحتاجوا ان يتموها بآرائهم
الفاسدة وقياساتهم الكاذبة واجتهادهم الباطل إلى آخر كلامه. وعن المولى
محمد امين الأسترآبادي في الفوائد المدنية انه نقل عن الرسالة الخامسة من
الرياضيات من هذا الكتاب ما لفظه: أن أهل العلم لم يأخذوا علومهم من
عوام الناس بل من صاحب الشريعة ميراثا لهم يأخذه المتأخر منهم من
المتقدم اخذا روحانيا كما تحصل للابن صورة الأب من غير كد ولا تعب إلى
آخر كلامه فلا يبعد أن يكون هذا إشارة إلى علوم الأئمة ع
الحاصلة لهم من غير كد ولا تعب الموروثة لهم أبا عن أب إلى النبي الأكرم
ص لكن في تعبيره عن ذلك بقوله اخذا روحانيا كما تحصل للابن صورة
الأب خلط لأمور الشريعة بالفلسفة فعلوم أئمة أهل البيت ع
ليست مأخوذة أخذا روحانيا كصورة الأب الحاصلة للابن وإن أمكن ارجاع
كلامه إلى الصواب بنوع من التوجيه. وعن الآقا محمد علي بن الآقا محمد
(٧٠)

باقر البهبهاني انه بعد ما نقل عن الفاضل البيرجندي في شرح التذكرة ان
كتاب اخوان الصفا ألفه جماعة قال وهذا وهم كما يظهر على من راجعه من
وحدة نسق الكلام في كل رسالة وتكرار الحوالة في بعضها على بعض إلى غير
ذلك من القرائن التي تظهر على المطلع أ ه‍ أقول قد عرفت تعدد
الكتاب المسمى رسائل اخوان الصفا فأحدهما لأبي سلمة احمد المجريطي
ومؤلفه واحد والثاني مؤلفه جماعة على أن وحدة نسق الكلام في كل رسالة
لا تدل على وحدة المؤلف لأن جماعة إذا اشتركوا في تأليف كتاب واحد كان
نسقه واحدا وجرت منهم الحوالة في بعضه على بعض قال وهو كتاب جيد
جدا في فنه ثم قال مستظهرا لوحدة مصنفه: ذكر العارف القاشاني في
الأصل الأخير من الأصول الأصلية انه من حكماء الشيعة ثم قال رحمه الله
ان مصنفه أبو سلمة احمد المجريطي وقال المدقق الأسترآبادي في أواخر
الفوائد المدنية أنه من أفضل الحكماء الاسلاميين قال وهو من الواقفين على
موسى بن جعفر ع ويستفاد ذلك من صريح كلامه كان في دولة
العباسية وقد أشار إلى حسبه في بعض رسائل ذلك الكتاب حيث قال في
مباحث المخاصمة الواقعة بين زعماء الحيوانات وحكماء الجن وبين الأنس في
مجلس الملك: فسكت الجماعة فقام عند ذلك غلام خير فاضل زكي
مستبصر فارسي النسبة عربي الدين حنفي المذهب عراقي الأدب عبراني
المخبر مسيحي المنهاج شامي النسك يوناني العلم ملكي السيرة رباني
الاخلاق إلهي الرأي وقال: الحمد لله رب العرش العظيم والمقالة طويلة
نقلنا منها موضع الحاجة، وأظن ان درة التاج للعلامة الشيرازي ترجمة
كتاب اخوان الصفا في كثير من مواضعه وكانت له يد طولى في تواضيح
الفنون المتعلقة بالخيال يشهد بذلك من تتبع كتابه هذا وقد بالغ في كتابه في
عود الامام السابع وفي ان الامام الثامن يعني الرضا ع لم يبلغ
رتبة والده وقد بالغ في إنكار غيبة الامام من خوف المخالفين وفي عود الامام
السابع مكان التاسع وهذا الكلام منه صريح في رأي التناسخية وبالجملة
أراد هو في رسائله الإحدى والخمسين الموافقة في العدد للصلوات اليومية
الراتبة أي من الفرائض والنوافل التي تبلغ في اليوم والليلة احدى وخمسين
ركعة كما يقوله الشيعة أن يجمع بين قواعد الفلاسفة والشريعة المحمدية
ومذهب الواقفية من الشيعة أقول إن كان المعني بالغلام في هذا الكلام
نفسه أي مؤلف رسائل إخوان الصفا فقد صرح بأنه حنفي المذهب وقد
يتنافى ذلك مع القول بأنه من حكماء الشيعة وصراحة كلامه في موافقة رأي
التناسخية الذين تبرأ منهم الشيعة أشد منافاة هذا إن كان المنقول منه هذا
الكلام هو كتاب المجريطي لكنه لا يمكن الوثوق بذلك لاحتمال كونه من
كتاب جمعية اخوان الصفا لوقوع الاشتباه بين الكتابين كما عرفت وعلى كل
حال فلم يتحقق كون أبي سلمة احمد المجريطي من موضوع كتابنا وسيأتي
بعض الكلام المرتبط بالمقام عند ذكر اخوان الصفا وخلان الوفا في باب
الألف مع الخاء انش.
٢٤٨: الشيخ أحمد بن الشيخ محسن الأحسائي
توفي سنة ١٢٤٧
في أنوار البدرين قال في وصفه سبطه الشيخ موسى: العالم العابد
جامع أشتات المفاخر والمحامد من ضم إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية زهدا
وافيا وورعا شافيا ذو الاخلاق الكريمة والسجايا القويمة الامام المقدس
العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ محسن الأحسائي أ ه‍.
مؤلفاته قال صاحب أنوار البدرين: وقفت له على ١ رسالة حسنة
في الجهر والاخفات بالبسملة والتسبيح في الأخيرتين وثالثة المغرب ٢ رسالة
في حجية ظواهر الكتاب الكريم ٣ حواش على تهذيب الأحكام ٤
بعض الفوائد النوادر منها بخط سبطه الشيخ موسى فائدة تحريم الدم مما
علم بالضرورة من الدين ولكن حيث قد شربه الحجام متبركا بدم النبي
عليه وآله الصلاة والسلام ولم يكن عالما بالتحريم على هذا الوجه لم يخطئه
النبي ص بل جعل ذلك سببا لنجاته من النار ففيه دلالة على ما أشرنا إليه
في بعض ما كتبناه من أن الجاهل معذور وإنما تكون المعصية معصية إذا
قصد المخالفة ثم قال:
تلك الدماء أراقتها أمية ب‍ * عد العلم فاستوجبوا التخليد في النار
سيعرضون بيوم لا خلاق لهم * فيه وحاكمه الهادي على الباري
ومنها فائدة في ثواب الأعمال عن مولانا الباقر ع أن
عابدا عبد الله ثمانين سنة ثم أشرف على امرأة فوقعت في نفسه فراودها عن
نفسها فتابعته فلما قضى منها حاجته طرقه ملك الموت فاعتقل لسانه فمر
سائل فأشار اليه أن خذ رغيفا كان في كسائه فأحبط الله عمل ثمانين سنة
بتلك الزنية وغفر له بذلك الرغيف قال فانظر يا أخي شدة عقاب الزنا
وعظم ثواب الصدقة ثم قال:
فإياك إياك الزنا فإنه * سواد لوجه العبد دنيا وآخره
وكن باذلا في الله ما استطعت موقنا * بحسن الجزا واجهد ولا تخش فاقره
فكم من فتى قد جاءه الموت عاجلا * وأعطى فأحياه الاله وآثره ٢٤٩:
السيد الميرزا احمد الرضوي المشهدي بن السيد الميرزا محسن الرضوي
وباقي النسب هناك
ولد سنة ١٢٦٣
في الشجرة الطيبة كان من بداية عمره موفقا لتحصيل الكمال
وتكميل الخصال ومحلى بحلية الزهد والورع والتقوى وغير مائل إلى الدنيا
مع استجماع أسبابها لديه مصاحبا للفقراء وأهل الحال، نهاره مصروف
باكتساب الكمالات وخاطره مشغوف بالطاعات والعبادات فوضت اليه
حجابة الضريح المطهر الرضوي دربان وولده ميرزا محمد تقي الملقب
بمعين الدفتر من جملة الوجوه والأعيان.
٢٥٠: السيد أحمد بن آقا محسن السلطان آبادي
ولد سنة ١٢٤٧ وتوفي خامس جمادى الثانية سنة ١٣٢٥
كان أبوه من عظماء إيران دينا ودنيا ومن أهل الثروة العظيمة وهم
أهل بيت جليل في العلم والرياسة والثروة كان لأبيه عشرة أولاد ذكور
واحدى عشرة بنتا وهو أكبرهم كان عالما فاضلا جليلا قرأ في النجف
الأشرف في الأصول على الميرزا حبيب الله الرشتي وفي الفقه على الميرزا
لطف الله المازندراني.
(٧١)

٢٥١: الميرزا أحمد بن الميرزا محسن المعروف بالفيضي من أحفاد ملا محسن
الفيض
توفي بغتة في حدود سنة ١٢٩٠ في النجف
كان من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له الفوائد ينقل عنه المولى
محمد حسين الكرهرودي السلطان آبادي في عجالة الراكب وله تصانيف
وتقريرات في الخلل وصلاة المسافر والوقف والقضاء وغيرها.
٢٥٢: السيد أحمد بن السيد محسن آل قنديل العاملي
توفي في أثناء الحرب العامة.
كان فاضلا أديبا شاعرا قرأ في مدرسة شقراء على السيد علي ابن عمنا
السيد محمود واختص به وله فيه وفي أخيه السيد محمد مدائح كثيرة منها قوله
يمدحهما ويهنئهما بعيد الأضحى سنة ١٣١٧:
الا حي ما بين العذيب وحاجز * سوانح عين فاتكأت المحاجر
اوانس تزري بالغصون معاطفا * وتهزأ جيدا بالظباء النوافر
إذا أسفرت أبصرت نور جبينها * صباحا بدا في جنح ليل الغدائر
اما وشقيق في رياض خدودها * ومحمر دمع من جفوني الهوامر
ومعسول خمر من يرود رضابها * وأعلاق وجد في فؤاد مخامر
وأسقام جسم لي تفانى صبابة * وناحل خصر تحت طي المآزر
لقد سلبت لبي فلم أستطع لها * سلوا ولا جاز الرقاد بناظري
لها الله اراما بذي الضال ترتعي * على الناي حبات القلوب الزوافر
يجاذبني داعي الغرام فانثني * أراقب طيفا من خيال مزاور
فهل علمت اني غدوت لبينها * أبيت بطرف للنجوم مسامر
وهل علمت اني على البعد لم أمل * لسلوى ولا مر السلو بخاطري
حفظت لها عهد الوداد ولم تزل * تضيع عهودي عند غيد غوادر
يقول في مديحهما:
محمد المحمود خير بني الورى * رفيع الذرى زاكي الثنا والعناصر
هو العيلم الطامي ندى وفضائلا * إذا فاض زرى بالبحور الزواخر
له راحة ترتاح للجود والندى * فتنهل في صوب من الجود ماطر
وهدي يميت الجهل طالع بدره * ويجلو دجى ليل الخطوب بسافر
فتى لا يباريه إلى المجد سابق * ولم يحكه شخص بسامي المآثر
سوى صنوه الفذ العلي الذي سما * على الناس طرا كل باد وحاضر
امام الهدى كهف الشريعة والندى * عميد الورى ذو المكرمات الزواهر
هو الحجة العظمى إلى الناس أرسلت * على عاتق العليا ومتن المنابر
هو الندب من جاءت فضله * أدلة اجماع وآي تواتر
به عز دين الله واتضح الهدى * بأبلج نجد من سنا الحق ظاهر
تحج له الآمال من كل وجهة * كان فنا مغناه بعض المشاعر
عليم إذا الآراء حارت بمشكل * رماه بماض من شبا الفكر باتر
أهنيكما بالعيد يفتر ثغره * وتهناكما الأعياد عمر الدوائر
بقاءكما عيد الأنام ونعمة * بها لا يقوم الدهر شكران شاكر
ودوما مدى الأيام للناس ملجأ * تجران للعلياء فضل المآزر
وقال مادحا لهما ومهنئا بعيد الأضحى سنة ١٣٢١:
عهدي بلمياء لم تخفر لنا ذمما * ولم تمل لملام في الهوى كرما
لم حرمت عن القلب رشف لمى * وحللت هجره بعد الوصول لما
وطرة كظلام الليل قد بزغت * من تحتها شمس حسن تكشف الظلما
ومبسم كوميض البرق لامعة * أو كالصباح إذا ثغرة ابتسما
ماذا عليها ترى لو أنها سمحت * بالوصل يوما لصب قارب العدما
لا غرو فالصد طبع للحسان كما * أضحى العلا لابن محمود الثنا شيما
أعني محمد من بالفضل قد وسما * ومن بذا قد علا أقرانه وسما
ومن ابان سبيل الرشد وهو على * منهاجها سالك لا ينثني سئما
مولى تأزر في ثوب الرشاد وقد * أضحى بركن التقى والزهد معتصما
في هدية انجاب ليل الجهل وانطمست * اعلامه وبه شمل الهدى التئما
لله خلق له كالروض مبتسما * وراحة تمطر النعماء والكرما
يولي الأنام بها جودا فنائلها * كالسحب واكفة والبحر حين طما
فاقت مآثره عد النجوم وقد * أعيت بتعدادها الأفكار والقلما
هذي الشريعة فيه عز جانبها * وأمرها بعلي ذي العلى انتظما
مولى فضائله في الكون قد بزغت * مثل البدور جلت أنوارها الظلما
أو كالصباح تبدي ليس تجحده * عين سوى من بها عنه قذى وعما
ندب أقيم لشرع المصطفى علما * ومنه هذا الورى احكامه علما
بالعدل والقسط بين الناس قد حكما * ولا يكون سواه بينها حكما
ألقت اليه الورى طوعا أزمتها * وذي الرياسة لا ترضى سواه حمى
قد شيد فيه بناء الدين وانتظما * لولا علي بناء الدين قد هدما
قد طوقت كفه جيد الورى مننا * وأخجلت بنداها المزن والديما
عم البرية في فيض النوال وفي * الفضل المؤثل فاق العرب والعجما
يقفو بكسب العلى آباءه القدما * ولم يكن لسواه ثانيا قدما
ان الذي رام ان يرقى علاه لقد * رام المحال وما غير العنا غنما
ان الألى أتعبوا في ذاك أنفسهم * آبوا وجدهم قد أعقب الندما
وحيث قد قصرت فيهم عزائمهم * عن سعيه للعلى صاروا له خصما
يا خير من سلكا نهج الرشاد ومن * تنمى الفضائل طرا والعلى لهما
بشرا باقبال عيد عاد طالعه * فيكم يجر ذيول البشر مبتسما
فلتهنئا فيه ولتهنى الورى بكما * دهرا وضحيتما فيه حسودكما
وقال راثيا السيد جواد بن السيد حسن بن السيد محمد بن السيد ج
واد صاحب مفتاح الكرامة ومعزيا عنه عمه السيد حسين والسيدين
المذكورين ومؤلف الكتاب:
لأي فقيد بعدك الدمع يذخر * وهل بعد هذا الخطب أدهى وأكبر
يمينا لقد جذ الردى بك للعلا * يمينا على العافين تهمي وتمطر
واجرى عيون الرشد بعدك والهدى * عيونا بقاني دمعها تتفجر
حدا بالجواد الفذ حاد من الردى * ففل به للمجد عضب مذكر
فقل لبني الآمال صوح روضها * وأقلع عنها غيثها المتحدر
مآثرك الغرا وفضل حويته * وغر المزايا عنك تنبي وتخبر
بموتك لا تشمت عداك فإنه * على كل هذا الخلق امر مقدر
وهذا الحسين الندب غيظ عداته * به كسر هذا الدين بعدك يجبر
فتى أكبرته في النفوس جلالة * بها يسهل الخطب الجليل ويصغر
وطود حجى أرسى من الطود حيث لا * ترى قدما الا وفي الروع تعثر
لقد طال مجدا شامخا من مناله * وادراكه الأفكار تنبو وتقصر
وهذا أخو المجد الأثيل محمد * بنور هداه يهتدي المتحير
(٧٢)

وذا الحجة العظمى على الناس صنوه * علي به صبح الهداية تبصر
إماما هدى ينجو بهديهما الورى * وبدرا علا فيهم غدا الكون يزهر
رقوا منبر العليا فمن تلق منهما * تجد ملكا في الناس ينهى ويأمر
إذا ما السنون الجدب عم محيلها * فكفاهما للخلق ورد ومصدر
كذا المحسن الافعال ذو المجد والعلى * له في الورى فضل أغر مشهر
تسامى على أقرانه اي رتبة * على غيره ادراكها متعذر
له الناس تعنو بالفضائل والتقى * إذا ما رجال الفضل بالفضل تذكر
وحيا ثرى ضم الجواد سحائب * من العفو والرضوان تهمي وتمطر
وقال مادحا السيد علي ابن عمنا السيد محمود عند قدومه من الحج
سنة ١٣٢٠:
الكون أضحى ثغره متبسما * والأنس أنجد في الأنام وأتهما
بإياب مولانا العلي أخي العلى * من حاز بالمجد العلاء الأقدما
ومن ارتقى في الفضل أعلى رتبة * في همة سمت السها والمرزما
ولقد أزاح دجى الضلال بهديه * وأزال طالعه الظلام الاقتما
وأفاض للعافين سيب نواله * يهمي كوكاف السحاب إذا هما
قد طوقت كفاه أجياد الورى * مننا بها وسموا له وسم الإما
ألقت لعلياه الرياسة امرها * من حيث ألفته لها حامي الحمى
وإذا الرجال تناضلت آراؤهم * في مبهم الاشكال كان محكما
وتراه ينقض كل امر مبرم * ابدا وما من ناقض ما أبرما
أخلاقه كالروض باكره الحيا * أو كالنسيم لدى الصباح تنسما
قد حج للبيت المعظم سالكا * بمسيره سنن الرشاد الأقوما
تسري به نجب لواغب انها * حملت به الطود الأشم الأعظما
لو يعلم الحرم الشريف به اتى * مستبشرا للقاه يسعى محرما
أو يعلم الحجر الذي استلمته * كففاه لقام ملبيا ومسلما
أو يعلم الركن الحطيم وزمزم * هنا به الركن الحطيم وزمزما
سعدت به البطحا ومكة والصفا * نال الصفا بقدومه والمغنما
ومنى لقد نالت به جل المنى * وعيونها قرت به متوسما
عرفت على عرفات آية فضله * وأفاض حين أفاض منه أنعما
ودماء ما نحر الغداة بهديه * قلب الحسود بغيظه أجرى دما
ورمى بجمر السقم جسم عداته * لما رأوه بالجمار وقد رمى
فقضى مناسكه وأكمل حجه * وفقا لما فرض الاله وأحكما
جد المسير إلى زيارة جده * يزجي القلوص مزمما وميمما
أهدى السلام له وأهداه الرضا * أكرم بذا جدا وهذا ابنما
فليهنئن به الهمام محمد * من في علاه على المجرة قد سما
ومن ارتدى برد الهداية والتقى * ومن الرشاد اليه والفضل انتمى
وليهنا الندب المعظم محسن * من فات بالفضل الورى وتقدما
ومن اغتذى طفلا بالبان العلا * وعلى سوى حب العلا لم يفطما
الموضحي نهج الهداية والتقى * والماحيين دجى الظلام الأسحما
والحائزين من الفضائل والعلا * أسنى المراتب رفعة وتقدما
ولتهنئن آل الأمين من اغتدى * بهم الفخار متوجا ومعمما
واسلم مدى الأيام يا كهف الورى * فالغاية القصوى لنا ان تسلما
٢٥٣: الشيخ أحمد بن محسن بن منصور من آل عمران القطيفي
كان عالما فاضلا ذكره صاحب أنوار البدرين وقال: انه من مشايخ
الشيخ أحمد بن صالح بن طوق والشيخ سليمان بن عبد الجبار وغيرهما من
أهل هذه الطبقة قال وسمعت ان له كتابا في الفقه اسمه الحاوي واخبرني
بعض المشايخ قديما انه عنده ولم أقف عليه لأعرف حقيقة صاحبه، ولا
وقفت على تاريخ وفاته اه
٢٥٤: الشيخ أحمد بن محمد
له الدرة الغروية في شرح المسالة النصيرية في ميراث أولاد العمومة
والخؤولة للخواجة نصير الدين.
٢٥٥: الأديب أحمد بن محمد الآنسي
في البدر الطالع للشوكاني في ترجمة السيد يحيى بن الحسين بن الإمام
المؤيد بالله محمد المتوفى عام ١٠٩٠ قال وله تلامذة نبلاء منهم الأديب
أحمد بن محمد الآنسي ثم قال وكان اي يحيى متظاهرا بالرفض ومشى على
طريقته تلامذته انتهى.
٢٥٦: أبو الحسن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشعري
له كتاب التعريف في الأنساب ومختصره المسمى بالباب في الأنساب
منه نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية المباركة في عشرين ورقة وقف الشيخ
أسد الله بن الشيخ محمد مؤمن الخاتوني العاملي سنة ١٠٦٧ كما طبع على
ظهره بخاتم كبير قال في أوله: قد صنف الناس في هذا الفن كتبا مختصرة
ومطولة ومجملة ومفصلة واجتهدوا غاية الاجتهاد وبحثوا عن الاباء والأجداد
امتثالا لقول رسول الله ص في الحديث المنقول: تعلموا من أنسابكم ما
تصلون به أرحامكم فان صلة الرحم منساة في الأجل محببة في الأهل مثراة
في المال والكتب المصنفة في الأنساب كثيرة منها مصنفات هشام بن محمد
السائب الكبي وهو امام في علم النسب وله علم في هذا العلم خمسة كتب
المنزل والجمهرة والخبر والملوكي كتبه لجعفر البرمكي، وهو الذي فتح هذا
الباب وضبط علم الأنساب ومن العلماء بالنسب محمد بن إسحاق وأبو
عبيدة ومحمد بن حبيب ومصعب بن عبد الله الزهري وعلي بن كيسان
الكوفي ودغفل بن حنظلة والشرقي بن القطامي في آخرين يطول ذكرهم،
وقد صنف المتأخرون وأكثروا وهذبوا الأنساب وحرروا: منهم الهمذاني
مصنف كتاب الإكليل عشرة مجلدات وصنف أحمد بن جابر كتابا يستقضي
فيه على الأنساب والحكايات وذكر المناقب والروايات وهو أزهى من أربعين
مجلدا لكنه مات وما أتمه، وصنف غيره تصانيف كثيرة يطول ذكرها،
واستخرجت من هذه المصنفات كتابا مختصرا سميته كتاب التعريف في
الأنساب اقتصرت فيه على مشاهير الرجال وتوسطت فيه بين الاكثار والاقلال
ثم عملت هذا المختصر أذكر فيه أمهات القبائل وبطونها ورؤوس الأوائل
وعيونها لتشرف به على أصول العرب وجعلته مدخلا إلى علم النسب والله
الموفق للمطلوب والمعين على المحبوب، ثم ابتدأ بعدنان وانتهى بقحطان.
ونسب الكتاب المذكور اليه في كشف الظنون فقال: اللباب إلى معرفة
الأنساب مختصر لأبي الحسن أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشعري ذكر فيه
جملة مصنفات في هذا الفن ثم قال وقد استخرجت من هذا كتابا مختصرا
سميته التعريف بالأنساب توسطت فيه بين الاكثار والاقلال ثم عملت
اللباب أذكر فيه أمهات القبائل وبطونها وجعلته مدخلا إلى علم النسب
اه‍ ويدل على تشيعه قوله في صدر الكتاب: الحمد لله حق حمده
وصلاة على محمد نبيه وعبده وعلى أهل الهداة الهادين من بعده وسلم عليه
وعليهم أجمعين وذكر فيه انه ليس في الأرض هاشمي الا من ولد عبد
(٧٣)

المطلب ولا حسيني الا من ولد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع أ ه‍، وفيه وأما عاملة واسمه الحارث بن عدي
وقيل إن عاملة بنت مالك بن وديعة من قضاعة وهي امرأة الحارث بن عدي
نسب ولدها إليها وهي أم الزاهر ومعاوية ابني الحارث بن عدي بن
الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان.
٢٥٧: الشيخ أحمد بن محمد بن إبراهيم التميمي
له مختصر جواهر القرآن في اثني عشر بابا.
٢٥٨: الميرزا احمد نظام الدين بن ملا صدر الدين محمد بن إبراهيم الشيرازي
المعروف أبوه بملا صدرا
ذكره صاحب رياض العلماء في ترجمة أخيه الميرزا إبراهيم فقال: وله
أخ فاضل وهو الميرزا احمد نظام الدين.
٢٥٩: أبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن
القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
قتل سنة ٢٧١ بجرجان.
في عمدة الطالب: كان الداعي محمد بن زيد وأخوه الحسن قد ملكا
طبرستان ملكها أولا الحسن ولقب بالداعي الكبير والداعي الأول وكان
ظهوره بطبرستان سنة ٢٥٠ وتوفي سنة ٢٧٠ ولم يعقب واستولى على الامر
بعده ختنة على أخته أبو الحسين احمد المترجم وكان أخ الداعي محمد بن زيد
بجرجان فلما وصل اليه الخبر زحف إلى أبي الحسين من جرجان سنة ٢٧١
فقتله وملك طبرستان.
٢٦٠: الشيخ احمد ابن الشيخ محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد المولى المعروف
بالشيخ احمد المشهدي
ولد في النجف سنة ١٢٥٠ وتوفي سنة ١٣٠٩
من أسرة عربية معروفة في النجف يلقب أفرادها بالمشهدي تقطن
في محلة البراق وهي ترجع إلى آل علي القبيلة المعروفة القاطنة في ضواحي
الكوفة وعلى مقربة منها المنتسبة إلى بني مالك قرأ في النجف ولما توفي
أبوه الشيخ محمد سنة ١٢٨١ صار مرجعا في البراق وصارت له شهرة بالعلم
والفضل والزهد والتقوى وكرم الاخلاق وحسن المحاضرة قرأ على الشيخ
محمد حسين الكاظمي وكان يعد من مشاهير فضلاء تلامذته وكان مرجعا
لأهل البراق في القضاء ويؤم بهم في مسجد تلك المحلة وعنده مجلس عامر
يحضره جمع غفير من أهل العلم والأدب وغيرهم وكان له اختصاص بالسيد
محمد تقي آل بحر العلوم الطباطبائي والشيخ نعمة الطريحي ولما توفي رثاه
جملة من شعراء النجف منهم السيد جعفر الحلي بقصيدة مطلعها:
أهكذا بركات الأرض ترتفع وطائر اليمن من أوكاره يقع
أهكذا سابغات المجد نسلبها أ هكذا بيضة الاسلام تنصدع
٢٦١: السيد امين الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي
الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي
إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله
الحسين بن أبي إبراهيم اسحق المؤتمن بن أبي عبد الله جعفر الصادق
صلوات الله وسلامه عليه
هو أحد المجازين بالإجازة الكبيرة من العلامة الحلي لجماعة من بني
زهرة قال فيها بلغنا ورود الامر الصادر من المولى الكبير أبي الحسن علي بن
إبراهيم بن محمد بسبب إجازة صادرة من العبد له ولأقاربه السادات
الأماجد المؤيدين من الله تعالى في المصادر والموارد فامتثلت امره وقد أجزت
له ولولده المعظم شرف الملة والدين أبي عبد الله الحسين ولأخيه الكبير بدر
الدين أبي عبد الله محمد ولولديه الكبيرين المعظمين أبي طالب احمد امين
الدين وأبي محمد عز الدين حسن الخ.
٢٦٢: السيد احمد ابن السيد محمد إبراهيم ابن السيد محمد تقي ابن السيد حسين ابن
السيد دلدار علي النقوي الهندي اللكهنوئي
ولد في ١٨ ذي الحجة سنة ١٢٩٥.
قرأ مدة في النجف الأشرف.
مؤلفاته
له من المؤلفات: ١ حماية الاسلام ٢ فلسفة الاسلام ٣ تحريم
الخمر في الاسلام ٤ ورثة الأنبياء في ترجمة جده السيد دلدار علي وأبنائه
الخمسة ٥ حياة فردوس مكان في ترجمة أبيه السيد محمد إبراهيم المار
ذكره في الجزء الخامس ٦ حياة رضوان مكان في ترجمة السيد أبي
الحسن بن السيد بنده حسين ٧ رسالة في ابطال التناسخ وغير ذلك من
كتب ورسائل وكلها بلغة اردو وهي اللغة الشائعة في الهند وغير ورثة الأنبياء
فإنها فارسية.
٢٦٣: أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم الحافظ
من أصحاب العسكري ع ذكره الصدوق في العيون في
أحد طرق حديث سلسلة الذهب يروي عنه أبو القاسم محمد بن
عبيد الله بن بابويه الرجل الصالح.
تنبيه
ذكر في روضات الجنات وسفينة البحار وحكي عن رياض العلماء
أحمد بن محمد أبو الريحان البيروني وهو اشتباه والصواب ان اسمه
محمد بن أحمد وقد ترجمناه هناك وبينا فساد هذا التوهم.
٢٦٤: أحمد بن محمد بن أبي الجهم
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن حذيفة
٢٦٥: أحمد بن محمد بن أبي دارم
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم.
٢٦٦: أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي الغريب الضبي نزيل بغداد
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري سمع منه سنة ٣٢٢ وله منه إجازة لجميع ما رواه محمد بن زكريا
الغلابي اه‍ وميزه الكاظمي في المشتركات برواية التلعكبري عنه.
٢٦٧: أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر زيد
٢٦٨: الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد آل
عصفور الدرازي البحراني ابن أخي الشيخ يوسف البحراني
يروي عنه وعن عمه الآخر الشيخ عبد علي وعن والده وقد تولى
الأمور الحسبية والجمعة والجماعة في البحرين ويروي عنه جماعات من
العلماء له أجوبة مسائل كثيرة وله كتاب في أصول الدين كتبه لبعض اخوانه
(٧٤)

وفرع منه في ٢ جمادى الثانية سنة ١٢٢١ وفي أنوار البدرين: الشيخ
احمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ احمد آل عصفور البحراني. يروي عن أبيه الشيخ محمد وعن أخيه الشيخ حسن ويروي عنه
الشيخ أحمد بن زين الدين
وله مصنفات الا انني لم احفظ شيئا منها ولم أقف عليها اه ولعله هو
المترجم.
٢٦٩: السيد أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن زهرة الحسيني
ولد بحلب سنة ٧١٨ وتوفي بها سنة ٧٤٩ ودفن في مقابر الصالحين
عند مقام إبراهيم الخليل ع.
في أمل الآمل: فاضل جليل يروي عن العلامة وله منه إجازة مع
أبيه وعمه وأخيه وابن عمه وقد بالغ فيها في الثناء عليهم اه قال
العلامة في تلك الإجازة، وقد أجزت له ولولديه الكبيرين المعظمين أبي
طالب احمد امين الدين وأبي محمد عز الدين حسن عضدهما الله تعالى بدوام
أيام مولانا الخ وذكر الشيخ حسن صاحب المعالم في حواشي بعض اجازته
انه رأى بخط الشهيد ان السيد الجليل أبا طالب أحمد بن أبي إبراهيم
محمد بن زهرة الحسيني اخبر ان عمه السيد علاء الدين يروي عن الشيخ
طومان العاملي اه‍ ووجد بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي جد
الشيخ البهائي في بعض مجاميعه ما صورته: قال الشيخ محمد بن مكي
أنشدني مولانا السيد النقيب الحسيب الطاهر الفقيه العلامة امين الدين أبو
طالب احمد ابن السيد السعيد بدر الدين محمد بن زهرة العلوي الحسيني
الحلبي قال: روى شيخنا القاضي الامام العلامة زين الدين عمر بن
المظفر بن الوردي المقري بحلب لنفسه في سنة ٧٤٤:
ولقد وعدت بان تزور ولم تزر * فطفقت محزون الفؤاد مشتتا
لي مقلة في المرسلات ومهجة * في النازعات وفكرة في هل أتى
قال وأنشدني أيضا لنفسه:
أيا سائلي عن مذهبي ان مذهبي * ولاية حب للصحابة تمزج
فمن رام تقويمي فاني مقوم * ومن رام تعويجي فاني معوج
قال وأنشدني لنفسه:
يا آل بيت النبي من بذلت * في حبكم روحه لما غبنا
من جاء عن فضلكم يحدثكم * قولوا له البيت والحديث لنا
وبخطه: توفي السيد بن زهرة المذكور في ذي الحجة سنة ٧٤٩
بحلب ودفن في مقابر الصالحين عند مقام الخليل ع وولد امين
الدين أبو طالب احمد سنة ٧١٨ بحلب اه يقول المؤلف: وهذا هو
صاحب الترجمة بعينه، وفي رياض العلماء: في باب ما بدئ بابن قد
يطلق ابن زهرة على السيد بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن
محمد بن زهرة الحسيني الحلبي تلميذ العلامة الذي كتب له العلامة الإجازة
الكبيرة المشهورة ولابنه السيد احمد ولأخيه ولولده الآخر ولابن أخيه اه‍
ولا يخفى ان ولده السيد احمد هذا هو صاحب الترجمة بملاحظة قول صاحب
الأمل المتقدم ان العلامة كتب له إجازة ولأبيه وعمه وأخيه و ابن عمه، وهو
المذكور في عبارة الجباعي السابقة بقرينة قوله ابن بدر الدين محمد، وفي
الفوائد الرضوية، ولا يخفى انه غير أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني صاحب
كتاب التبر المذاب.
٢٧٠: أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد بن زيد بن عبد الله بن القاسم الأمير باليمن
ابن إسحاق العريضي ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
في عمدة الطالب انه الرئيس بقزوين كان ذا مال ونعمة ورياسة.
٢٧١: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن مهرويه الكرمندي.
ذكره الشيخ فضل الله الراوندي في سنده إلى أدعية السر بقوله قرأت
بخط الشيخ الصالح محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن مهرويه
الكرمندي قال واخبرني عنه ابنه الشيخ الخطيب احمد الخ.
٢٧٢: أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الأزدي الإشبيلي المعروف بابن الحاج.
توفي سنة ٦٤٧ وقيل سنة ٦٥١.
قال السيوطي في بغية الوعاة: قرأ على الشلوبين وأمثاله وكان
يقول: إذا مت فليصنع ابن عصفور في كتاب سيبويه ما شاء ذكره الشيخ
مجد الدين في البلغة، وقال ابن عبد الملك: كان متحققا بالعربية حافظا
للغات مقدما في العروض، روى عن الدباج، وقال في البدر السافر: برع
في لسان العرب حتى لم يبق فيه من يفوقه أو يدانيه وله ذكر في جمع الجوامع
اه‍.
تشيعه
عن ابن شهرآشوب في معالم العلماء انه صنف في الإمامة كتابا حسنا
أثبت فيه امامة الأئمة الاثني عشر اه ولكني لم أجد ذلك في معالم العلماء
في نسختين الا انه يكفي في تشيعه تصنيفه في الإمامة فإنه لم يعهد ذلك لغير
الشيعة. وستعرف قول السيوطي: إن له مؤلفا في الإمامة.
مؤلفاته
في بغية الوعاة له ١ املاء على كتاب سيبويه ٢ مصنف في
الإمامة ٣ مصنف في علوم القوافي ٤ مختصر خصائص ابن جني
٥ مصنف في حكم السماع ٦ مختصر المستصفى للغزالي في
أصول الفقه ٧ حواش في مشكلاته ٨ حواش على سر الصناعة
٩ حواش على الايضاح ١٠ نقود على الصحاح ١١ ايرادات على
المغرب.
٢٧٣: أحمد بن محمد بن أحمد أبو علي الجرجاني نزيل مصر.
قال النجاشي: كان ثقة في حديثه ورعا لا يطعن عليه سمع الحديث
وأكثر من أصحابنا والعامة، ذكر أصحابنا انه وقع إليهم من كتبه كتاب
كبير في ذكر من روى من طرق أصحاب الحديث ان المهدي من ولد الحسين
ع وفيه اخبار القائم ع.
٢٧٤: أبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.
مجهول ذكره الصدوق في سنده إلى حماد بن عمرو وأنس بن محمد في
وصية النبي ص لأمير المؤمنين ع.
٢٧٥: الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن
عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة.
في كتاب شهداء الفضيلة انه عالم يروي عن أبيه وعن الشيخ
حسين بن محمد ويروي عنه الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
(٧٥)

٢٧٦: الشيخ أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد
الجبار بن الحسين بن محمد بن أحمد بن المشرون الوزيري الهمذاني.
يروي هو ووالده الشيخ صفي الدين أبو الفتوح الهمذاني بالإجازة
عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر بن
محمد بن أحمد العياشي الدوريستي بتاريخ شعبان سنة ٥٧٥.
٢٧٧: السيد قطب الدين أحمد بن شمس الدين محمد
التادواني. التادواني يمكن ان يكون نسبة إلى تادن قرية من قرى بخارى
وقيأس النسبة إليها وان كان تادني الا ان النسب يكثر التصرف فيها والله أعلم.
عالم فاضل يروي بالإجازة عن الشيخ محمد بن أبي طالب
الأسترآبادي بتاريخ جمادي الثانية سنة ٩٢٢.
٢٧٨: السيد مصباح الدين أبو ليلى أحمد بن محمد بن أحمد الحسيني.
عدل ثقة قاله منتجب الدين.
٢٧٩: الشيخ الامام فخر الدين أبو سعيد أحمد بن محمد بن أحمد الخزاعي ابن أخي
الشيخ الامام جمال الدين أبي الفتوح.
عالم صالح ثقة قاله منتجب الدين.
٢٨٠: أحمد بن محمد بن أحمد السناني.
في التعليقة يروي عنه الصدوق مترضيا ويأتي محمد بن أحمد السناني
روى عنه الصدوق ولعل هذا ابنه واحتمال الاتحاد بعيد اه‍ وفي
المستدركات ما ذكره يوجد في بعض النسخ وفي الأكثر الشيباني وهو الآتي
أقول الشيباني اسمه أحمد بن محمد الشيباني وهذا أحمد بن محمد بن أحمد
فهو غيره. وفي المستدركات أيضا: محمد بن أحمد السناني أبوه احمد يروي
عنه ابنه محمد وسعد بن عبد الله والحميري ومحمد بن يحيى الأشعري كما في
الفهرست اه‍.
٢٨١: أحمد بن محمد بن أحمد بن علي أبو منصور الصيرفي المعروف بابن النرسي
ولد في جمادى الأولى سنة ٣٧١ ومات في رجب سنة ٤٤٠.
في تاريخ بغداد للخطيب كتبت عنه وكان سماعه صحيحا وكان
رافضيا. سمع أبا عمر بن حيوية وأبا الحسن الدارقطني وعلي بن عمر
الحربي والمعافى بن زكريا وعيسى بن علي بن عيسى الوزير أخبرنا أبو منصور
أحمد بن محمد النرسي أخبرنا محمد بن عباس الخزاز الخ.
٢٨٢: أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي المعروف بأبي الرقعمق الشاعر المشهور.
توفي بمصر يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان وقيل في شهر
ربيع الآخر سنة ٣٩٩ في اليتيمة: أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي
المعروف بأبي الرقعمق نادرة الزمان وجملة الاحسان وممن تصرف بالشعر
الجزل في أنواع الجد والهزل واحرز قصب الخصل وهو أحد المدائح
المجيدين والفضلاء المحسنين وهو بالشام كابن حجاج بالعراق. وقال ابن
خلكان: أبو حامد أحمد بن محمد الأنطاكي المنبوز بأبي الرقعمق الشاعر
المشهور ذكره الثعالبي في اليتيمة فقال وذكر ما مر ثم قال وأكثر شعره
جيد وهو على أسلوب شعر صريح الدلاء القصار البصري واقام بمصر زمانا
طويلا ومعظم شعره في ملوكها ورؤسائها ومدح بها أبا تميم معد وولده
العزيز والحاكم بن العزيز والقائد جوهر والوزير أبا الفرج بن كلس وغيرهم
من أعيانها. وذكره الأمير المختار المسبحي في تاريخ مصر وقال توفي سنة
٣٩٩ وزاد غيره في يوم الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان وقيل في شهر
ربيع الآخر رحمه الله تعالى وأظنه توفي بمصر اه وقال الدكتور محمد
كامل حسين في كتابه أدب مصر الفاطمية: كان أبو الرقعمق أستاذا
لمدرسة في شعر الهزل والمجون.
تشيعه
يمكن ان يستدل على تشيعه بقوله من قصيدة أوردها صاحب
اليتيمة:
لا والذي نطق النبي * بفضله يوم الغدير
وبمدحه الفاطميين واتصاله بهم ويمكن كون ذلك مداراة لهم لكن
الظاهر خلافه والله أعلم.
أشعاره
أورد صاحب اليتيمة قدرا صالحا من شعره ولو لاه لضاع الكثير من
شعره كما أن اليتيمة حفظت أشعار الكثيرين غيره ولو لاها لضاعت
أشعارهم. وشعره مملوء بالسخف والمجون وما لا يليق نقله وبذلك أشبه
الحسين بن الحجاج ونحن ننقل من شعره الذي أورده صاحب اليتيمة ما
خلا عن المجون وعما لا يحسن بنا نقله فمن شعره قوله يمدح أبا الفرج
يعقوب بن كلس وزير العزيز بن المعز الفاطمي صاحب مصر:
قد سمعنا مقاله واعتذاره وأقلناه ذنبه وعثاره
والمعاني لمن عنيت ولكن بك عرضت فاسمعي يا جاره
عالم انه عذاب من الله متاح لأعين النظارة
سحرتني الحاظه وكذا كل مليح لحاظه سحاره
ما على مؤثر التباعد والاعراض لو آثر الرضي والزياره
لم أزل لأعدمته من حبيب أشتهي قربه وآبي نفاره
يقول في مديحها:
لم يدع للعزيز في سائر الأرض * عدوا الا وأخمد ناره
فلهذا اجتباه دون سواه * واصطفاه لنفسه واختاره
لم تشيد له الوزارة مجدا * لا ولا قيل رفعت مقداره
بل كساها وقد تخرمها الدهر * جلالا وبهجة ونضاره
كل يوم له على نوب الدهر * وكر الخطوب بالبذل غاره
ذو يد شانها الفرار من البخل * وفي حومة الوغى كراره
هي فلت عن العزيز عداه * بالعطايا وكثرت أنصاره
هكذا كل فاضل يده * تمسي وتضحي نفاعة ضراره
فاستجره فليس يامن الامن * تفيا بظله واستجاره
فإذا ما رأيته مطرقا * يعمل فيما يريده أفكاره
لم يدع بالذكاء والذهن شيئا * في ضمير الغيوب الا أناره
لا ولا موضعا من الأرض الا * كان بالرأي مدركا أقطاره
زاده الله بسطة وكفاه * خوفه من زمانه وحذاره
وقوله من أخرى يمدح بها الوزير المذكور:
ان ربعا عرفته مألوفا * كان للبيض مربعا ومصيفا
غيرت آية صروف الليالي * وغدا عنه حسنه مصروفا
(٧٦)

ما مررنا عليه الا وقفنا * وأطلنا شوقا اليه الوقوفا
ان يعقوب قد أفاد وأقنى * وأعاد الندى وأغنى الضعيفا
سل سييفا من البصيرة والرأي * فأغناه ان يسل السيوفا
باذلا للعزيز دون حماه * مهجة حرة ورأيا حصيفا
لم تزل دونه تخوض المنايا * وترد الردى تلقي الصفوفا
ناصحا مشفقا محبا ودودا * قائما في رضاه صعبا عسوفا
ليس يخشى فساد أمر تولاه * وأضحى برأيه مكنوفا
ما رأيناه قط الا رأينا * خلقا طاهرا وفعلا شريفا
ورأينا قرما كبيرا هماما * منعما مفضلا رحيما رؤوفا
لذ طعم العطاء وهو إذا جاد * وأعطى يرى الكثير طفيفا
خلق منه منذ كان كريم * يستلذ الندى ويقري الضيوفا
ويريش الفقير بالبذل والجود * ويعطي ويسعف الملهوفا
فأرانا الإله صرف الليالي * أبدا عن فنائه مصروفا
٢٨٣: أحمد بن محمد القلانسي. روى الكليني في كتاب الحج من الكافي في الباب ٤ في حج آدم
الرواية ١٣ بسنده عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد القلانسي عن
علي بن حسان اه‍.
٢٨٤: نصير الدين أبو الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد.
ولد في شوال سنة ٥٧١ وتوفي ليلة الجمعة ٦ ربيع الأول سنة ٦٤٢
ودفن في مشهد موسى بن جعفر ع في تربة اتخذها لنفسه قاله ابن
الفوطي في الحوادث.
في الحوادث الجامعة: الوزير نصير الدين أبو الأزهر أحمد بن الناقد
كان حسن الطريقة متدينا أديبا يقول الشعر وينشئ الرسائل وكان من أولاد
التجار المعروفين حفظ القرآن المجيد وأدأب نفسه في تحصيل الأدب وتجويد
الخط فلما توفي والده رد اليه ما كان يتولاه وهو وكالة أم الخليفة الناصر في
وقوفها، ثم عزل، فلما ولي الظاهر الخلافة احضره ووكله لأولاده العشرة
وكان بينهما رضاع وصحبة من الصغر، فلما توفي الظاهر وبويع ولده
المستنصر بالله احضره يوم مبايعته وأشهد له بوكالته فبقي على ذلك إلى أن
توفي أستاذ الدار بن الضحاك سنة ٦٢٧ فأضاف اليه أستاذية الدار فلم
يزل على ذلك إلى أن قبض على الوزير مؤيد الدين القمي سنة ٦٢٩ فنقل
إلى الوزارة والوكالة باقية عليه وكان يركب في أيام الجمع ويحضر عند
الخليفة ويفاوضه في الأمور فعرض له ألم المفاصل فعجز عن الركوب
والحركة والكتابة والجري في الكلام ولم تتغير منزلته ولا وهت حرمته ثم
عرض عليه اسهال فتوفي في التاريخ المتقدم ووجدوا في خزائنه صندوقا
مملوءا ذهبا ورقعة فيها مكتوب بخطه: هذا من فواضل أنعم مولانا
وصدقاته وهو من استحقاق بيت المال فامر بحمله إلى دار التشريفات فذكر
انه كان مائة ألف دينار اه وقال في حوادث سنة ٦٢٧ فيها في غرة
رجب المبارك فرقت الرسوم من البر على أربابها جاري العادة وابرز من دار
الخليفة إلى أستاذ الدار شمس الدين أحمد بن الناقد ما امر بتفريقه على
الفقراء والمحتاجين ببغداد اه وفي الفخري: استوزر المستنصر بعد
القمي نصير الدين أبا الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد كان في ابتداء امره
وكيلا للمستنصر فمكث مدة في الوكالة ثم انتقل منها إلى أستاذية الدار، ثم
منها إلى الوزارة فنهض بأعبائها نهوضا حسنا وقام بضبط المملكة قياما مرضيا
وكان عظيم الأمانة، قوي السياسة، شديد الهيبة على المتصرفين، حاسما
لمواد الأطماع والفساد، قيل إنه هجي ببيتين، فلما سمعهما استحسنهما
وهما:
وزيرنا زاهد والناس قد زهدوا * فيه، فكل عن اللذات منكمش
أيامه مثل شهر الصوم خالية * من المعاصي، وفيها الجوع والعطش
وما زالت السعادة تخدمه إلى آخر عمره، فمن جملة سعادته وهو من
الاتفاقات العجيبة ما حدث عنه: وهو انه قبل الوزارة عمل في بعض
الأعياد سنبوسجا كثيرا، وأحب أن يداعب بعض أصحابه فامر أن يحشى
سبعون سنبوسجة بحب قطن ونخالة وتجعل مفردة وعمل سنبوسجا كثيرا
كجاري العادة وركب إلى دار الخليفة فطلب منه عمل شئ من السنبوسج
فذكر ان عنده شيئا مفروغا منه وأمر خادما له باحضار ما عنده من
السنبوسج فمضى الخادم عن غير معرفة بذلك المحشو بحب القطن ومزج
الجميع ووضعه في الاطباق ليحمله إلى دار الخليفة. فجاء الجواري والخدم
وقالوا: أعطونا حصتنا من هذا فاخذوا منه مائة سنبوسجة. وحمل الخادم
الاطباق بما فيها إلى دار الخليفة فلما حمل السنبوسج سال عن المحشو بحب
القطن فقالوا له ما عرفنا بشئ من ذلك وفلان الخادم جاء ومزج الجميع
واخذه ومضى، فلم يشك انه هالك وكادت تسقط قوته خوفا وخجلا
فقال: اما تخلف منه شئ قط؟ قالوا: قد اقتطع الجواري والخدم منه
حدود مائة سنبوسجة فقال: أحضروها فأحضرت وفتحت بين يديه
فوجد السبعين سنبوسجة المحشوة بحب القطن قد حصلت بأيدي الجواري
والخدم في جملة ما اخذوه لأنفسهم فلم تشذ منها واحدة إلى دار الخليفة
اه‍ ويمكن استفادة تشيعه من اتخاذه تربة لنفسه في مشهد موسى بن جعفر ع ودفنه فيها.
أحمد بن محمد بن أحمد بن طرخان الكندي أبو الحسين الجرجرائي الكاتب.
والجرجرائي نسبة إلى جرجرايا بفتح الجيمين وسكون الراء الأولى
بلد من اعمال النهروان الأسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي
كانت مدينة وخربت مع ما خرب من النهروانات.
قال النجاشي ثقة صحيح السماع وكان صديقنا. قتله انسان يعرف
بابن أبي العباس يزعم أنه علوي لأنه انكر عليه نكره رحمه الله وله كتاب
ايمان أبي طالب اه وفي رجال بحر العلوم في ترجمة النجاشي انه صحب
ابن طرخان ولم يرو عنه.
٢٨٦: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة العاصمي الكوفي البغدادي ابن أخي
علي بن عاصم المحدث أو ابن أخته.
قال النجاشي أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة أبو عبد الله وهو ابن أخي
أبي الحسن علي بن عاصم المحدث يقال له العاصمي كان ثقة في
الحديث سالما خيرا أصله كوفي وسكن بغداد روى عن الشيوخ الكوفيين له
كتب منها كتاب النجوم وكتاب مواليد الأئمة وأعمارهم أخبرنا أحمد بن
علي بن نوح عن الحسين بن علي بن سفيان عن العاصمي، وفي الخلاصة
أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة بن عاصم أبو عبد الله وهو ابن أخي
(٧٧)

علي بن عاصم المحدث ويقال له العاصمي ثقة في الحديث سالم الجنبة أصله
الكوفة وسكن بغداد روى عن جميع شيوخ الكوفيين. وفي الفهرست
أحمد بن محمد بن عاصم أبو عبد الله هو ابن أخي علي بن عاصم المحدث
ويقال له العاصمي ثقة في الحديث سالم الجنبة أصله الكوفة وسكن بغداد
وروى عن شيوخ الكوفيين وله كتب منها كتاب النجوم أخبرنا به الشيخ أبو
عبد الله محمد بن محمد بن النعمان وأحمد بن عبدون عن محمد بن أحمد بن
الجنيد أبي علي قال حدثنا العاصمي. وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو
عنهم ع فقال أحمد بن محمد بن عاصم بن عبد الله يقال له
العاصمي ابن أخي علي بن عاصم المحدث روى عنه ابن الجنيد وابن داود
اه‍ وفي رسالة أبي غالب الزراري في آل أعين عند ذكر الكتب التي يرويها
وأجاز روايتها لابن ابنه محمد بن عبد الله بن غالب: كتاب جدنا الحسن بن
الجهم في جلود مخلق وأرجو ان أجدده حدثني به أبو عبد الله أحمد بن محمد
العاصمي وسمي العاصمي لأنه كان ابن أخت علي بن عاصم رحمه الله
اه‍ وقال في موضع آخر من الرسالة: كان جدنا الأدنى الحسن بن
الجهم من خواص أبي الحسن الرضا ع وله كتاب معروف ولقد
رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمد العاصمي لأنه كان ابن أخت علي بن
عاصم رحمة الله اه‍. وفي معالم العلماء: أحمد بن محمد بن عاصم بن
عبد الله العاصمي المحدث الكوفي ثقة سكن بغداد من مكتبة النجوم
اه‍ وقال ابن داود أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة أبو عبد الله وهو ابن أخي
أبي الحسن علي بن عاصم المحدث يقال له العاصمي ثم حكى ما في
رجال النجاشي ورجال الشيخ مختصرا وقال أيضا أحمد بن محمد بن عاصم
أبو عبد الله العاصمي ثم حكى ما في الفهرست ورجال الشيخ مختصرا.
قوله ابن عبد الله كذا في عدة نسخ ولا يبعد ان يكون الصواب أبو عبد الله
بدليل ما في غيره. وقد وقع هنا اختلاف في أمور أحدها سبب تسميته
بالعاصمي فظاهر النجاشي والشيخ وابن شهرآشوب وابن داود ان تسميته
بالعاصمي لكون جده اسمه عاصم وصريح أبي غالب انه سمي بذلك لكونه
ابن أخت علي بن عاصم ثانيها هل هو ابن أخ علي بن عاصم أو ابن
أخته صريح الجماعة الأول وصريح أبي غالب الثاني ثالثها الاختلاف في
نسبه كما سمعت رابعها هل هو شخص واحد أو هما اثنان ظاهر بن داود
انهما اثنان حيث عنون لكل منهما عنوانا وذكر لكل منهما ترجمته، والظاهر أنه
شخص واحد وان عنونه الشيخ بغير عنوان النجاشي لوصفهما معا له بأنه
ابن أخي علي بن عاصم يقال له العاصمي ولو كانا رجلين لذكرهما بعنوانين
فما صنعه ابن داود في غير محله والعلامة جعلهما شخصا واحدا فجمع بين
العنوانين، ثم إنه لا يبعد ان يكون الصواب ما ترجمه به النجاشي وان ما
ترجمه به الشيخ اشتباه نشا من جعله ابن أخي علي بن عاصم الذي لازمه
ان يكون جده عاصما وان الصواب ما ذكره أبو غالب من أنه ابن أخت
علي بن عاصم لابن أخيه وان أمكن كونه ابن أخته وابن أخيه والله أعلم،
كما أن قول العلامة ابن طلحة بن عاصم مع جعله ابن أخي علي بن عاصم
في غير محله الا ان يراد انه من ذرية أخيه وهو خلاف الظاهر فتلخص
ان الصواب كونه رجلا واحدا وان الأظهر في نسبه ما ذكره النجاشي وانه
ابن أخت علي بن عاصم لا ابن أخيه وفي التعليقة: سيجئ في آخر
الكتاب ان العاصمي من الوكلاء الذين رأوا صاحب الامر ووقف على
معجزاته، ولعله هو المذكور هنا اه وفي مشتركات الطريحي: يمكن
استعلام ان أحمد بن محمد هو ابن أحمد بن طلحة الثقة برواية الحسين بن
علي بن سفيان عنه ورواية محمد بن يعقوب عنه وهو من مشايخه وروايته هو
من علي بن الحسن بن فضال اه‍ وفي مشتركات الشيخ محمد امين بن
محمد علي الكاظمي يمكن استعلام انه ابن محمد بن أحمد بن طلحة الثقة
برواية الحسين بن علي بن سفيان عنه وابن الجنيد عنه وعن جامع الرواة
يروي عنه الحسين بن علي بن سفيان عنه وابن الجنيد عنه وعن جامع الرواة
ويروي عنه الحسين بن علي بن سفيان وابن الجنيد ومحمد بن أحمد النهيكي ويروي هو عن علي بن حسن التيملي.
٢٨٧: أبو العباس احمد جد شيخ الشرف أبي الحسن محمد بن أبي جعفر
النسابة أحمد بن أبي الحسن علي المحدث الفاضل النسابة ابن أبي علي
إبراهيم بن محمد المحدث ابن الحسن بن محمد الأكرم ابن عبد العزيز بن
فضل الله بن علي بن أحمد بن جعفر بن محمد العقيقي بن جعفر بن
عبد الله بن الحسين الأصغر ابن زين العابدين ع.
وصفه في عمدة الطالب بالقاضي العالم. ٢٨٨: الشيخ جمال الدين أو شهاب الدين أحمد بن محمد بن
أحمد بن علي بن أحمد بن أبي جامع العاملي.
يذكر تارة بعنوان أحمد بن أبي جامع نسبة إلى جده وأخرى
بعنوان أحمد بن محمد بن أبي جامع نسبة إلى أبيه، وفي الذريعة: ذكر لقبه
شهاب الدين ولكنه لقب في الإجازة الآتية جمال الدين وفي الذريعة عن البحار
أحمد بن الشيخ صالح الشهير بابن أبي جامع قال: وصوابه أحمد بن الشيخ
الصالح محمد بن أبي جامع لأن حفيده الشيخ علي بن رضي الدين بن
علي بن أحمد المترجم قال في رسالته إلى الشيخ محمد بن الحسن بن الحر
العاملي: ان اسم والد المترجم محمد وأهل البيت أدرى بما فيه ثم قال إن
أباه محمد كما رأيته بخطه ذكر نسبه هكذا، محمد بن أحمد بن علي بن
أحمد بن أبي جامع العاملي، قال فعلى هذا ظهر ان جد هذا البيت وهو الشيخ
أحمد بن أبي جامع معاصر للعلامة الحلي تقريبا اه‍. في أمل الآمل:
الشيخ أحمد بن أبي جامع العاملي كان عالما فاضلا ورعا ثقة يروي عن
الشيخ علي بن عبد العالي الكركي إجازة صدرت منه بالغري سنة ٩٢٨ وقد
اثنى عليه فيها كثيرا رأيت تلك الإجازة بخط علمائنا اه‍ ويروي أيضا
عن الشيخ أحمد بن البيصاني كما في الرياض وذكره صاحب رياض العلماء
في ترجمة المحقق الكركي علي بن عبد العالي بعنوان أحمد بن محمد بن أبي
جامع الشهير بابن أبي جامع وذكرنا آل أبي جامع وآل محيي الدين في ترجمة
أحمد بن علي بن الحسين بن محيي الدين بن أبي جامع نقلا عن كتيب للشيخ
جواد آل محيي الدين وقد ذكر فيه صاحب الترجمة وقال إنه جد هذه الأسرة
هاجر من جبل عامل إلى النجف الأشرف وقرأ عند المحقق الثاني قدس
سره، ويظهر منه ان هجرته كانت لطلب العلم لا للسكنى، وان أول من
هاجر منهم إلى النجف للسكنى هو ولده الشيخ علي الآتي في محله وقال:
ان المحقق الثاني اجازه وذكر صورة اجازته له نقلا عن بعض كتب
الإجازات:
صورة إجازة المحقق الثاني للشيخ أحمد بن أبي جامع العاملي
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى خصوصا على محمد وآله
ذوي الفتوة والوفا وبعد فان الولد الصالح التقي النقي الأريحي قدوة
الفضلاء في الزمان الشيخ جمال الدين أحمد بن الشيخ الصالح الشهير بابن
أبي جامع العاملي أدام الله توفيقه وتسديده وأجزل من كل عارفة حظه
ومزيده ورد الينا إلى المشهد المقدس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام
(٧٨)

وانتظم في سلك المجاورين في تلك البقعة المقدسة برهة من الزمان وفي
خلال ذلك قرأ على هذا الضعيف الكاتب لهذه الأحرف الرسالة المشهورة
بالألفية في فقه الصلاة الواجبة من مصنفات شيخنا الأعظم شيخ الطائفة
المحقة في زمانه علامة المتقدمين وعلم المتأخرين خاتمة المجتهدين شمس الملة
والحق والدين أبي عبد الله محمد بن مكي قدس الله روحه الطاهرة الزكية
وأفاض على تربته المراحم القدسية من أولها إلى آخرها مع نبذ من الحواشي
التي جرى بها قلم هذا الضعيف في خلال مذاكرة بعض الطلبة قراءة
شهدت بفضله وأذنت بنبله وجودة استداده وقد أجزت له روايتها ورواية
غيرها من مصنفات مؤلفها بالأسانيد التي لي اليه الثابتة من مشايخي الذين
اخذت عنهم واستفدت من أنفاسهم اجلهم شيخنا الأعظم شيخ الاسلام
فقيه أهل البيت في زمانه الشيخ زين الملة والحق والدين أبو الحسين علي بن
هلال قدس الله لطيفه بحق روايته عن شيخه الامام شيخ الاسلام جمال
الدين أبو العباس أحمد بن فهد قدس الله رمسه بحق روايته عن شيخه العالم
الفاضل العلامة الشيخ زين الدين أبي الحسن بن الخازن الحائري طيب الله
مضجعه عن المصنف رحمه الله تعالى ورضي عنه بلا واسطة وهذا الاسناد
ينتهي إلى كبراء مشايخ الامامية رضوان الله عليهم ويتنوع أنواعا كثيرة
ويتشعب شعبا متفرقة ويتصل بأئمة الهدى ومصابيح الدجى صلوات الله
وسلامه عليهم، وفي جميع المراتب هو طريق الرواية من كل موقع وقع فيه
من المشايخ بجميع مصنفاته، ولذلك مظنة ومعدن فليطلب منهما. وأجزت
له ان يروي عني كل ما صدر مني من مصنف ومؤلف خصوصا ما برز من
كتاب شرح القواعد فليرو ذلك عني كما شاء وأحب، وكتب هذه الأحرف
الفقير إلى الله تعالى علي بن عبد العالي بالمشهد المطهر الغروي على مشرفه
الصلاة والسلام في تاريخ شهر جمادي الآخرة سنة ثمان وعشرين وتسعمائة
حامدا مصليا مسلما.
وحيث اقتضى الحال ذكر اسناد من الأسانيد التي لهذا الكاتب إلى
أئمة الهدى مصابيح الدجى ص فأقول: اخذت
علوم الشرع من مشايخنا الماضين وسلفنا الصالحين اجلهم شيخنا الامام شيخ
الاسلام زين الدين علي بن هلال قدس الله روحه ونور ضريحه بحق روايته
عن شيخه الاجل الشيخ الامام شيخ الاسلام جمال الدين أبي العباس
أحمد بن فهد الحلي قدس الله روحه الطاهرة بحق روايته عن شيخه الاجل
العلامة زين الدين علي بن الخازن الحائري طيب الله مضجعه بحق روايته
عن شيخ الاسلام فقيه أهل البيت صدقا أفضل المتقدمين والمتأخرين شمس
الملة والحق والدين أبي عبد الله محمد بن مكي قدس الله روحه الطاهرة وجمع
بينه وبين أئمته في الآخرة وهو اخذ عن جمع كثير من الأشياخ اجلهم
الشيخان الأجلان الفقيهان الأوحدان قدوة أهل الاسلام فخر الملة والحق
والدين محمد بن الحسن بن المطهر وعميد الملة والدين عبد المطلب بن
الأعرج الحسيني قدس الله روحيهما ونور ضريحيهما وأعظم أشياخهما بل
أشياخ جميع أهل عصرهما على الاطلاق الشيخ الامام الأوحد بحر العلوم
مفتي فرق الأنام محيي دارس الرسوم جمال الدين أبو منصور الحسن بن
يوسف بن المطهر الحلي رفع الله قدره في عليين ورزقه ومرافقة
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وانتشار أشياخ هذا الشيخ وتعدد
الذين يروي عنهم وبلوغهم حدا ينبو عن الحصر امر واضح كالشمس في
رابعة النهار الا ان أوحدهم واعلمهم بفقه أهل البيت الشيخ الأجل الامام
شيخ الاسلام فقيه أهل عصره ووحيد أوانه نجم الملة والدين أبو القسم
جعفر بن سعيد قدس الله روحه الطاهرة واعلم مشايخه بفقه أهل البيت
ع الشيخ الفقيه السعيد الأوحد محمد بن نما الحلي واجل أشياخه
الشيخ الامام العالم المحقق قدوة المتأخرين فخر الدين محمد بن إدريس الحلي
برد الله مضجعه وقد اخذ عن الشيخ الأجل الفقيه السعيد عربي بن مسافر
العبادي واخذ هو عن الشيخ السعيد العالم الياس بن هشام الحائري واخذ
هو عن الشيخ الأجل الفقيه السعيد الأوحد أبو علي بن الشيخ الامام شيخ
الاسلام حقا قدوة هذا المذهب عمدة الطائفة المحقة أبو جعفر محمد بن
الحسن الطوسي واخذ هو عن والده قدس الله أرواحهم ورفع درجاتهم
وطرق الشيخ قدس الله لطيفه إلى أئمة الهدى تنبو عن الحصر وقد تكفل
ببيان معظمها التهذيب والاستبصار والفهرست وكتاب الرجال وقد اشتهر
عند الخاص والعام ان اجل مشايخه الشيخ الامام الأوحد رئيس الامامية في
زمانه بغير مدافع محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد قدس الله روحه
الطاهرة ومن اجل أشياخه الشيخ الأجل الفقيه السعيد أبو القسم جعفر بن
قولويه والشيخ الصدوق أبو جعفر محمد بن بابويه القمي قدس الله روحيهما
وأعظم الأشياخ في تلك الطبقة الشيخ الأجل جامع أحاديث أهل البيت
محمد بن يعقوب الكليني صاحب كتاب الكافي في الحديث الذي لم يعمل
للأصحاب مثله وهو يروي عمن لا يتناهى من رجال أهل البيت منهم
الفقيه الاجل علي بن إبراهيم بن هاشم القمي وهو يروي عن أبيه إبراهيم
ابن هاشم وهو من رجال يونس بن عبد الرحمن ويقال انه لقي الامام الهمام
علي بن موسى الرضا عليه وعلى آبائه وأولاده المعصومين الصلاة والسلام
وبالجملة فالطرق كثيرة والأسانيد منتشرة فمتى صح عنده طريق وثبت ان لي
به رواية هو مسلط على روايته مأذون له في نقله إلى من شاء مأخوذا عليه
شروط الرواية المعروفة عند أهل الأثر مراعيا في ألفاظ الأداء ما هو المعتمد
عند المحققين من أهل علم دراية الحديث وفقه الله تعالى وإيانا لما يحب
ويرضى. وكتب هذه الأحرف الفقير إلى الله تعالى علي بن عبد العالي
لثلاث عشرة ليلة بقيت من شهر رجب سنة ثمان وعشرين وتسعمائة حامدا
الله مصليا على رسوله محمد وآله مسلما اه‍.
ولأحمد بن أبي جامع كتاب في تفسير القرآن سماه: الوجيز في تفسير
الكتاب العزيز سلك فيه طريق الايجاز في التعبير مشيرا إلى أكثر الأقوال
المحتملة من وجوه التفسير منبها على قليل من النكت معربا عما يتوقف عليه
فهم المعنى من وجوه الاعراب مقتصرا على ذكر القراءات السبع المشهورة
وربما ذكر غيرها في مواضع يسيرة وبالجملة لا نظير له في التفاسير
الموجزة والنسخة التي وجدت منه فرع منها ناسخها سنة ١١٤٧ وهي في
٦١٦ صفحة بقطع الربع الوزيري، وهذا التفسير للوجيز يدل على تمام
فضل صاحبه وطول باعه في العلوم جميعها رأيته بمدينة صيدا، ولو طبع
ونشر لكان من مفاخر الطائفة.
٢٨٩: أبو العباس أحمد بن شمس الدين أبي المجد محمد بن شهاب الدين أبي
العباس أحمد بن علاء الدين أبي الحسن علي بن شمس الدين أبي عبد الله
محمد بن زين الدين أبي الحسن عبد الله بن جعفر بن زيد بن جعفر بن
زيد بن جعفر بن إبراهيم بن محمد الحراني ممدوح أبي العلاء المعري ابن احمد
الحجازي ابن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحسيني الحراني ثم الحلبي
نقيب الاشراف بحلب وكاتب الإنشاء فيها.
ولد بعد سنة ٧٠٠ تقريبا وتوفي بحلب سنة ٧٧٨ في الدرر الكامنة.
(٧٩)

عن المنهل الصافي كان أحد أعيان حلب سؤددا ورياسة وكرما
وفضلا مع رياضة اخلاق وتواضع واحسان لمن يرد عليه ولم يزل على ذلك
إلى أن مات اه‍ وفي الدرر الكامنة أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن
محمد بن علي بن محمد الحسيني شهاب الدين بن أبي المجد نقيب الاشراف
بحلب كان حسن الطريقة جميل الاخلاق وهو والد شيخنا بالإجازة أحمد بن
محمد نقيب الاشراف بحلب اه‍ وهو من السادة الإسحاقيين الحلبيين
الذين يلتقون في النسب مع بني زهرة.
٢٩٠: أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن بكر بن ميمون
السلمي الغزال ويعرف بابن الوتار.
توفي سنة ٤٢٩
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال: سمع محمد بن المظفر وأبا
بكر بن شاذان وأبا المفضل الشيباني وأبا الحسن بن الجندي وغيرهم كتبت
عنه ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية ولا اعلم سمع منه غيري وكان
يتشيع اه‍. وفي ميزان الاعتدال: أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن
ميمون أبو نصر السلمي الغزال عرف بابن الوتار رافضي قال الخطيب لم
يكن يعتمد عليه في الرواية شيعي وقال شجاع الذهلي روى عن ابن المظفر
كتبت عنه مشيخة يعقوب الفسوي فكان إذا مر به فضيلة لفلان وفلان
تركها قلت ذا خطا لم يدركه شجاع ذا آخر اه‍ وفي لسان الميزان الخطا
ممن جمعهما كان ينبغي ان يفردهما والذي روى عنه شجاع الذهلي لا أتحقق
الآن من هو اه‍.
٢٩١: الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسن بن محمد بن
علي بن محمد بن حسين الحر العاملي الجبعي والد الشيخ علي الحر المشهور
المعاصر.
ولد سنة ١٢٠٧ وتوفي بعد سنة ١٢٤٥.
كان عالما فاضلا ولي القضاء بعد أبيه سنة ١٢٤٠ يروي بالإجازة عن
الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا صاحب تكملة الرجال وتاريخ
الإجازة سنة ١٢٤٦ وعن السيد علي بن إبراهيم الحسيني العاملي العالم
المشهور.
٢٩٢: أبو عبد الله احمد النقيب بقم ابن أبي علي محمد الأعرج بن أحمد بن موسى
المبرقع بن الإمام الجواد ع المعروف بأحمد نقيب قم.
توفي في قم يوم الخميس منتصف صفر سنة ٣٥٨ وعمره ٤٦ سنة
ودفن فيها في مشهد محمد بن موسى المبرقع وهو المشهد الصغير الواقع في محلة
الموسويين في مدفن چهل دختر أربعين بنتا وكان الناس عند وفاته في
مصيبة عظيمة.
في الشجرة الطيبة عن تاريخ قم: كان أبوه قد خلفه مع اربع بنات
فاطمة وأم سلمة وبريهة وأم كلثوم وبعد وفاة أبيه جاءت عمته أم حبيب بنت
موسى المبرقع من الكوفة إلى قم وأقامت مع أولاد أخيها وبعد مجيئها توفيت
زينب بنت موسى المبرقع ودفنت في مشهد أخيها محمد بن موسى واخذت
ميراثها أم محمد بنت احمد ثم توفيت أم محمد في قم يوم الخميس غرة ربيع
الآخر سنة ٣٤٣ و دفنت في مشهد محمد بن موسى وورثها أولاد أخيها أبو
عبد الله وفاطمة وأم سلمة وبريهة وأم كلثوم ثم أعطي من هذه التركة لأبي
عبد الله وأولاده وصولح الأخوات على شئ أرضوهن به واخذ مجموع التركة
والأملاك ثم توفيت فاطمة بنت محمد بن أحمد ليلة الخميس ١٥ شوال سنة
٣٤٣ ودفنت في مشهد محمد بن موسى ووارثتها أم سلمة لأنهما من أم
واحدة ثم اتفق أبو عبد الله وأم سلمة على أن يأخذ أبو عبد الله سدسا من
تركة فاطمة ثم توفيت بريهة بنت محمد بن أحمد ودفنت في مشهد محمد بن
موسى وورثها أبو عبد الله أحمد بن محمد الأعرج بن أحمد بن موسى المبرقع
وأم سلمة وأم كلثوم بحسب السهام المفروضة وحيث إن أبا عبد الله كان
رئيسا في قم تصرف في أموال وأملاك أبيه وما ورثه من عمته وأخواته
وكان سخيا كريما قريبا إلى قلوب الناس وفوضت اليه نقابة العلوية بعد وفاة
أبي القاسم العلوي وكان رئيسا في قم انتهى كلام صاحب التاريخ وأبو
عبد الله احمد النقيب معاصر للحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
وفي مجالس المؤمنين في ترجمة أمير شمس الدين محمد ان نسب السادة
الرضوية الذين في المشهد الرضوي وفي قم كلهم ينتهي إلى أبي عبد الله احمد
النقيب بن محمد الأعرج والسيد النقيب أمير شمس الدين محمد يتصل بأبي
عبد الله احمد النقيب بثلاث عشرة واسطة ترك أربعة ذكور وهم: ١ أبو
علي محمد ٢ أبو الحسن موسى ٣ أبو القاسم علي وهو الذي زوجه
أخته أبو محمد الحسن بن محمد بن حمزة الذي ذكره الشيخ والنجاشي
وغيرهم ٤ أبو محمد الحسن، وأربع بنات. قصد أولاده بعد وفاة أبيهم
ركن الدولة بالري فسلاهم وراعى جانبهم ورفع الخراج عن املاكهم
فعادوا إلى قم ثم توفيت أم سلمة بنت محمد بن أحمد ودفنت في مشهد
محمد بن موسى وورثتها أم كلثوم ولم يبق من أولاد محمد بن أحمد غير أم
كلثوم فأعطاها ابن أخيها أبو علي محمد بن أحمد املاك أم سلمة وهذه الأملاك
والأموال كانت وصلت إلى أبي علي فأتلفها بتبذيره وإسرافه وباع جميع
املاكه وذهب إلى خراسان فأكرمه أهل خراسان وجاءوا لزيارته وعرفوا
قدره فأقام بخراسان إلى أن قتل وقيل مات باجله الطبيعي ثم توفيت أم
كلثوم بنت محمد بن أحمد بقم ودفنت في مشهد محمد بن موسى في قبر
أبيها أبي علي وورثها ابن أخيها أبو عبد الله ومن هذا الرهط محمد واحمد
أبناء علي بن أحمد الرئيس بقم اه‍.
٢٩٣: المولى أحمد بن محمد الأردبيلي
توفي في صفر سنة ٩٩٣ في المشهد المقدس الغروي ودفن في الحجرة
التي عن يمين الداخل إلى الروضة المقدسة وكل من يدخل إلى الروضة أو
يخرج لا بد أن يقرأ له الفاتحة كالعلامة الحلي المدفون في الحجرة التي عن
يسار الداخل.
والأردبيلي منسوب إلى أردبيل بوزن زنجبيل مدينة باذربايجان من
أشهر مدنها في فضاء من الأرض طيبة التربة عذبة الماء لطيفة الهواء فيها
انهار كثيرة ومع ذلك ليس فيها شجرة مثمرة لا في ظاهرها ولا في باطنها وإذا
زرع فيها شئ من ذلك لا يفلح وتجلب إليها الفواكه من مسيرة يوم بناها
فيروز الملك وقيل إنها منسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطي بن يونان وهي
من البحر يومين وأهلها مشهورون بكثرة الأكل وآذربايجان ناحية واسعة فيها
مدن كثيرة وقرى وجبال وانهار وفيها جبل سيلان بقرب أردبيل من أعلى
جبال الدنيا على رأسه عين عظيمة ماؤها جامد لشدة البرد وحوله عيون
حارة يقصدها المرضى ولا ينقطع الثلج من قمته وبها نهر الرس
(٨٠)

أقوال العلماء فيه
في نقد الرجال للسيد مصطفى التفرشي: امره في الجلالة والثقة
والأمانة أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة كان متكلما فقيها
عظيم الشأن رفيع القدر جليل المنزلة أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم
اه‍. وفي لؤلؤتي البحرين لم يسمع بمثله في الزهد والورع له مقامات.
وكرامات. وعن الأنوار النعمانية في المقامات ان المولى احمد الأردبيلي عطر
الله ضريحه كان له من العلم رتبة قاصية ومن الزهد والتقوى والورع درجة
أقصى. وفي مستدركات الوسائل: العالم الرباني والفقيه المحقق الصمداني
المولى أحمد بن محمد الأردبيلي الذي غشى شجرة علمه وتحقيقاته أنوار قدسه
وزهده وخلوصه وكراماته.
سيرته وأحواله وأطواره
كان يضرب به المثل من عصره إلى اليوم في الزهد والورع والتقوى
واشتهر بين العلماء بالمقدس الأردبيلي وفي لؤلؤتي البحراني: كان في عام
الغلاء يقاسم الفقراء ما عنده من الأطعمة ويبقي لنفسه كسهم واحد
منهم. وعن الأنوار النعماية للسيد نعمة الله الجزائري انه اتفق انه فعل
ذلك في بعض سنين الغلاء فغضبت زوجته وقالت تركت أولادنا في مثل
هذه السنة يتففكون الناس فتركها ومضى للاعتكاف في مسجد الكوفة
فجاء في اليوم الثاني رجل معه دواب محملة حنطة ودقيقا فقال هذا بعثه
إليكم صاحب المنزل وهو معتكف في مسجد الكوفة، فلما رجع من
الاعتكاف قالت له زوجته: الذي أرسلته لنا من الحنطة والدقيق كان
جيدا جدا وأخبرته الخبر، فحمد الله على ذلك وأخبرها انه لم يرسل شيئا
وعن حدائق المقربين للأمير محمد صالح الخاتون آبادي: ان الأردبيلي اكترى
دابة من الكاظمية إلى النجف فخرج ولم يتبعه المكاري فأعطاه رجل كتابا
كتبه إلى النجف فوضعه في جيبه ثم لم يركب الدابة حتى ورد النجف وقال إن
المكاري لم يأذن لي في حمل هذه الرسالة على دابته، وفي مستدركات
الوسائل: قلت اخذ هذه السنة من الشيخ الأقدم صفوان بن يحيى قال
النجاشي: حكى أصحابنا ان انسانا حمله دينارين إلى أهله بالكوفة فقال إن
جمالي مكرية واستأذن الأجراء، وفي فهرست الشيخ قال له بعض جيرانه
من أهل الكوفة و هو بمكة: يا أبا محمد احمل لي إلى المنزل دينارين فقال له
ان جمالي بكراء فقف حتى استأذن من جمالي اه‍ قلت: ان صح ذلك في
حق صفوان فلا يكاد يصح في حق الأردبيلي مع فقاهته وعندي ان هذه
الحكاية من المبالغات الفاسدة وحاشا الأردبيلي ان يصدر منه مثلها والا
كانت إلى القدح أقرب منها إلى المدح لأن ذلك نوع من البلاهة. قال
صاحب حدائق المقربين: ويحكى انه كان إذا أراد زيارة كربلاء يحتاط
بالجمع بين القصر والتمام ويقول طلب العلم فريضة والزيارة سنة فبناء على أن
الأمر بالشئ يقتضي النهي عن ضده يحتمل ان يكون سفر الزيارة سفر
معصية لاحتمال كون طلب العلم واجبا عينيا مع أنه كان لا يدع الاشتغال
بالعلم في سفره مهما أمكن، وفي روضات الجنات: يحكى ان بعض الزوار
رآه في النجف فحسبه لرثة ثيابه بعض الفقراء المتكسبين فسأله هل تغسل
هذه الثياب بالأجرة قال نعم! وواعده مكانا في الصحن ليأتي بها اليه في
الغد فاخذها وغسلها بنفسه وأتى إلى الصحن في الوقت المضروب فوجد
صاحبها هناك فدفعها اليه وأراد ان يعطيه الأجرة فامتنع فأخبره بعض المارة
ان هذا هو المقدس الأردبيلي العالم الشهير فوقع على اقدامه معتذرا بأنه لم
يعرفه فقال لا باس عليك! ان حقوق اخواننا المؤمنين أعظم من هذا،
قال وكان يأكل ويلبس ما يصل اليه بطريق الحلال رديا أم جيدا ويقول:
المستفاد من الأحاديث الكثيرة وطريقة الجمع بين الاخبار: ان الله يحب ان
يرى أثر نعمته على عبده عند السعة كما يحب الصبر على القناعة عند الضيق
فكان لا يرد من أحد شيئا ومتى أهدي اليه شئ من الثياب النفيسة لبسه
فكانت تهدى اليه العمامة الغالية الثمن فيلبسها ويخرج بها إلى الزيارة فإذا
سأله أحد شيئا قطع له منها قطعة وأعطاه إياها إلى أن يبقى على رأسه يسير
منها فيعود إلى بيته ويلبس غيرها اه‍ وكان معاصرا للشيخ البهائي وبينهما
مكاتبات. وفي روضات الجنات عن حدائق المقربين ما ملخصه: نقل ان
منزله كان بجنب منزل المولى ميرزا جان الباغندي شريكه في الدرس،
فكان الباغندي يسهر أكثر الليل في المطالعة والأردبيلي ينام من أول الليل
ثم ينهض في السحر لصلاة الليل وبعد الفراع يفكر فيما فكر فيه الباغندي
من أول الليل إلى آخره فيفهم في هذا التفكير القصير ما لم يكن يفهمه
الباغندي في التفكير الطويل، وكان في عصر الشاه عباس الأول الصفوي
وكان الشاه يبالغ في تعظيمه في الغياب ويتعاهده بالصلة ويكتب اليه بالتوجه
إلى بلاد إيران فيجيبه بالامتناع من ذلك والرضا بما من الله عليه به من جوار
قبور الأئمة الطاهرين ع، وكان الشاه عباس قد غضب على
بعض اتباعه لتقصيره في الخدمة فالتجأ إلى مشهد أمير المؤمنين ع و
طلب من الأردبيلي كتاب شفاعة إلى الشاه فكتب له هذه الكلمات
بالفارسية باني ملك عارية عباس بداند اكر جه اين مرد أول ظالم بود
اكنون مظلوم ميبايد جنانجه از تقصير أو بكذري شايد كه حق سبحانه وتعالى
ازباره أو تقصيرات تو بكذرت كتبه بنده شاه ولاية احمد الأردبيلي
وتعريبه: يا باني الملك العارية عباس وان يكن هذا الرجل كان ظالما أولا
فاليوم هو مظلوم كما انك إذا تجاوزت عن ذنبه فلعل الله يتجاوز عن ذنوبك
بسببه، كتبه عبد ملك الإمامة احمد الأردبيلي فاجابه الشاه بما صورته:
بعرض ميرساند عباس كه خدماتي كه فرموده بوديد بجان منت داشته
بتقديم رسانيد اميد كه اين محب از دعاي فراموش نكند كتبه كلب آستانة
علي عباس وتعريبه: يعرض عباس ان الخدمات التي أمرت بها صارت
قرينة الاذعان والمنة يأمل هذا المحب ان لا تنساه من الدعاء كلب باب
علي عباس. وعن السيد نعمة الله الجزائري في بعض كتبه ان الأردبيلي كتب
إلى الشاه طهماسب على يد رجل سيد لإعانته وكتب له أخي، فقام تعظيما
للكتاب ولما رأى أنه كتب اليه أخي دعا بكفنه ووضع الكتاب فيه وأوصى
ان يدفن معه تحت رأسه وقال احتج به على منكر ونكير بان المولى احمد
الأردبيلي سماني أخا له.
مشايخه
عن حدائق المقربين: انه قرأ في المنقول والمعقول على بعض تلاميذ
الشهيد الثاني وفضلاء العراقين المشاهد المشرفة ويروي عن السيد علي
الصائغ المدفون بقرية صديق شرقي تبنين من جبل عامل الذي هو من
كبار تلامذة الشهيد الثاني ومن مشايخه المولى جمال الدين محمود تلميذ جلال
الدين الدواني وكان شريكا في الدرس عنده مع المولى عبد الله اليزدي
صاحب حاشية تهذيب المنطق للتفتازاني والمولى ميرزا جان الباغندي.
تلاميذه
قرأ عليه جملة من الاجلاء كصاحبي المعالم والمدارك ويقال: انهما لما
(٨١)

وردا العراق طلبا مه درسا خاصا بهما وان يبين لهما نظره فقط ان كان له نظر
مخالف في المسالة فأجابهما إلى ذلك، فكانا يقرءان كثيرا من المسائل بدون ان
يتكلم فيها بشئ فكان طلبة العجم من تلامذته يهزأون بهما فيقول لهم
الأردبيلي: قريبا يذهب هذان إلى جبل عامل ويصنفان المصنفات وتقرأون
فيها فكان كما قال صنف الشيخ حسن المعالم والسيد محمد المدارك وجاءت
إلى العراق وقرأ فيها الناس. ومن تلاميذه المولى عبد الله التستري قال
التقي المجلسي في شرح مشيخة الفقيه: كان ملا عبد الله الحسين التستري
قد قرأ على شيخ الطائفة ازهد الناس في عهده مولانا احمد الأردبيلي حكى
في الرياض عن تاريخ عالم آراي انه سكن في مشهد علي والحسين
ع قريبا من ثلاثين سنة في خدمة المولى المجتهد مولانا احمد الأردبيلي
يستفيد منه العلوم والفضائل، ويقال انه أجاز له إقامة الجمعة والجماعة
وتلقين المسائل الاجتهادية، وتعقبه صاحب الرياض بان استفادته من المولى
احمد الأردبيلي لا سيما قريبا من ثلاثين سنة بل اقامته في تلك الأماكن
المشرفة تلك المدة غير مستقيم فلاحظ اه‍، ومنهم السيد فضل الله بن
الأمير السيد محمد الأسترآبادي وله رسالة في الرد على أستاذه الأردبيلي في
قوله بطهارة الخمر، والسيد فيض الله بن عبد القاهر التفريشي، والأمير
علام بالعين المهملة واللام المشددة التفريشي ويقال انه سئل عند وفاته عن
المرجع بعده فقال: اما في الشرعيات فإلى الأمير علام واما في العقليات فإلى
الأمير فضل الله.
مؤلفاته
له من المصنفات ١ كتاب مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان
مشهور معروف مطبوع في مجلدين كبار شرح فيه الارشاد كله سوى
النكاح والطلاق والعتق إلى المواريث الا المآكل والمشارب وكذا كتاب العطايا
والوصايا الا قليلا من كتاب الهبة وفي مستدركات الوسائل الظاهر أنه كان
قد أتمه ولكنه ضاع من حوادث الزمان كما يظهر من بعض كلماته في شرح
آيات الاحكام صرح به السيد حسين القزويني في مقدمات جامع الشرائع
اه‍ ٢ زبدة البيان في شرح آيات احكام القرآن مطبوع ٣ حديقة
الشيعة في تفصيل أحوال النبي ص والأئمة ع وربما قيل إنه
ليس له وسيأتي بيانه ٤ اثبات الإمامة بالفارسية ٥ شرح إلاهيات
التجريد ٦ اثبات الواجب تعالى وهو فارسي وفي الذريعة هو رسالة في
أصول الدين بسط فيها الكلام في الإمامة وأول أبوابه في اثبات الواجب
بالاختصار وعبر عنه في كتاب حديقة الشيعة برسالة اثبات الواجب وفي
فهرست الخزانة الرضوية برسالة أصول الدين اه‍ ولكن كلامه المنقول
عن حديقة الشيعة يدل على أن رسالة أصول الدين غير رسالة اثبات
الواجب ٧ تعليقات على شرح المختصر العضدي ٨ تعليقات على
خراجية المحقق الثاني مطبوعة ٩ استيناس المعنوية حكاه في الذريعة عن
فهارس بعض مكاتب الهند ولا أراه الا مغلوطا وغير ذلك من الحواشي
والرسائل وأجوبة المسائل.
الكلام على كتاب
حديقة الشيعة قد تكلم عليه المحدث المتتبع الميرزا حسين النوري في مستدركات
الوسائل مستوفى وسبب ذلك نقل صاحب الروضات التشكيك في صحة
نسبة الكتاب إلى الأردبيلي عن بعضهم وكون بعض الناس سرق الكتاب
المذكور وغير خطبته ونسبه إلى نفسه فأطال المحدث النوري في إقامة البرهان
على أن الكتاب المذكور هو للأردبيلي وان الحامل على إنكار نسبته اليه ذمه
للصوفية فيه فقال: صرح بنسبة الكتاب اليه في أمل الآمل وأكثر النقل عنه
في رسالته التي رد بها على الصوفية قائلا: أورد مولانا الفاضل الكامل
العامل المولى احمد الأردبيلي في حديقة الشيعة. وصرح به المحدث البحراني
في اللؤلؤة ونقله عن شيخنا المحدث الصالح عبد الله بن صالح والشيخ
العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني الذي يعبر عنه البهبهاني في
التعليقة بالمحقق البحراني وغيرهم قال فلا يلتفت إلى انكار بعض أبناء هذا
الوقت له وقولهم ان الكتاب ليس له وانه مكذوب عليه ونقل ذلك عن
الآخوند المجلسي ولم يثبت وصرح به أستاذ هذا الفن الميرزا عبد الله
الاصفهاني في رياض العلماء فقال في ترجمة العصار المعروف قال محمد بن
غياث الدين في تلخيص كتاب حديقة الشيعة للمولى احمد الأردبيلي
بالفارسية ومثله في ترجمة عبد الله بن حمزة الطوسي قال وهؤلاء الخمسة من
أساتيذ هذا الفن وكفى شاهدا ويؤيده الحوالة في الكتاب المزبور على كتابه
زبدة البيان قال عند ذكر أحوال الصادق ع ما ترجمته: ورد في
حق أبي هاشم الكوفي واضع هذا المذهب التصوف عدة أحاديث منها ما
رواه في كتاب قرب الإسناد علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي عن
سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الجبار عن الإمام العسكري
ع أنه قال سئل أبو عبد الله يعني الإمام الصادق ع عن أبي
هاشم الصوفي الكوفي فقال إنه كان فاسد العقيدة جدا وهو الذي ابتدع
مذهبا يقال له التصوف وجعله مفرا لعقيدته الخبيثة وأكثر الملاحدة وجنة
لعقائدهم الباطلة قال وهذا الكتاب الشريف وقع إلي بخط مصنفه وفيه
حديث أخر في هذا الباب وقد فصلت ذلك في زبدة البيان بأوضح من هذا
وذكر فيه كلاما في مسالة الصلاة على النبي ص هو كالترجمة لما ذكره في زبدة
البيان وأحال فيه في مواضع على شرح الارشاد وكذلك أحال فيه على رسالته
الفارسية في أصول الدين وعلى رسالته في اثبات الواجب قال فمن الغريب
بعد ذلك كله ما في الروضات بعد نقل صحة النسبة عن المشايخ الأربعة
المتقدم ذكرهم من قوله وقد نفاها بعضهم ونقل ذلك عن محمد باقر
المجلسي لكن النقل لم يثبت وذلك لفقد الدليل على صحة هذه النسبة
ولكثرة نقله عن الضعفاء الذين لا يوجد النقل عنهم في الكتب المعتمدة أو
لوجود مضمون الكتاب بعينه في بعض كتب الشيعة الأعاجم المتقدمين الا
قليلا من ديباجته كما قيل أو لبعد التاليف بهذا السوق واللسان من مثله وفي
مثل الغري السري العربي اه‍ وأجاب اما عن النقل عن الضعفاء فبانه
في مقام الرد على الغير من صحاحهم وتفاسيرهم وفي مقام الفضائل والمعاجز
التي يكتفي فيها بالنقل من الكتب المعتبرة من غير نظر للأسانيد فهو لا
يختلف في ذلك عن كتب العلامة وابن شهرآشوب وغيرهما. واما وجود
مضمونه في كتاب آخر فان بعض من لم يجد بزعمه وسيلة إلى جلب الحطام
الا التدثر بجلباب التاليف وان لم يكن له حظ في الكلام سافر إلى حيدرآباد
في عهد السلطان عبد الله قطبشاه الامامي واتصل به ثم عمد إلى كتاب
حديقة الشيعة فاسقط الخطبة وأسطرا من بعدها ووضع له خطبة من نفسه
وجعله باسم السلطان المذكور وسرق الكتاب واسقط منه ما يتعلق بأحوال
الصوفية وذمهم لميل السلطان إليهم وفي المواضع التي أحال فيها الأردبيلي
على مؤلفاته قال وذكر الأردبيلي ذلك في كتاب كذا قال والبعد الذي ذكره
أشبه بكلام الأطفال ثم قال وسمعت من بعض المشايخ أن أصل هذه
الشبهة من بعض ما انتمى إلى التصوف من ضعفاء الايمان لما رأوا في
(٨٢)

الكتاب من ذكر قبائح القوم ومفاسدهم مع ما عليه الأردبيلي من الاشتهار
بالتقوى والقبول عند الكافة فدعاهم ذلك إلى انكار كونه منه تشبثا بما هو
أوهن من بيت العنكبوت اه‍.
٢٩٤: أحمد بن محمد بن إسحاق المعازي
من مشايخ الصدوق يروي عنه مترضيا.
٢٩٥: الشريف أبو القاسم احمد النقيب بمصر ابن أبي عبد الله محمد الشعراني بن
إسماعيل بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الرسي
المصري.
توفي ليلة الثلاثاء لخمس بقين من شعبان سنة ٣٤٥ وعمره اربع
وستون سنة ودفن في مقبرتهم خلف المصلى الجديد بمصر.
وطباطبا لقب إبراهيم وانما لقب به لأنه كان ألثغ يقلب القاف
طاءا طلب يوما ثيابه فقال له غلامه أجئ بدراعة فقال لا طبا طبا يريد قبا قبا
فلقب بذلك والرسي قال السمعاني في الأنساب هذه النسبة إلى بطن من
بطون السادة العلوية.
في عمدة الطالب ان المترجم تولى النقابة بمصر بعد أخيه إسماعيل
اه‍ وقال ابن خلكان كان نقيب الطالبيين بمصر وكان من أكابر رؤسائها
وله شعر مليح في الزهد والغزل وغير ذلك اه‍ وذكره السيوطي في حسن
المحاضرة فقال أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا الشريف
الحسني أبو القاسم المصري الشاعر كان نقيب الطالبيين بمصر اه‍ ولا
دليل لنا على تشيعه غير أصالة التشيع في العلويين وفي اليتيمة: أبو القاسم
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن طباطبا الحسني الرسي قال أنشدني له ابن
وهب قوله:
يا بدر بادر إلى بالكاس * فرب خير اتى على ياس
ولا تقبل يدي فان فمي * أولى بها من يدي ومن رأسي
لا عاش في الناس من يلوم على * حبي وعشقي لأحسن الناس
وقوله:
قل للذي حسنت منه خلائقه * باكر صبوحك وأسبق من تسابقه
أما ترى الغيم مجموعا ومفترقا * يسير هذا إلى هذا يعانقه
كعاشق زار معشوقا يودعه * قبل الفراق فالي لا يفارقه
وقوله:
قالت أراك خضيب الشيب قلت لها * سترته عنك يا سمعي ويا بصري
فاستضحكت ثم قالت من تعجبها * تكاثر الغش حتى صار في الشعر
وقوله:
عيرتني بالنوم جورا وظلما * قلت زدت الفؤاد هما وغما
اسمعي حجتي وان كنت أدري * ان عذري يكون عندك جرما
لم أنم لذة ولا نمت الا * طمعا في خيالك ان يلما
وقوله:
خليلي اني للثريا لحاسد * واني على صرف الزمان لواجد
أيبقى جميعا شملها وهي سبعة * وأفقد من أحببته وهو واحد
كذلك من لم تخترمه منية * يرى عجبا فيما يرى ويشاهد
وقوله:
قالت لطيف خيال زارني ومضى * صف لي هواه ولا تنقص ولا تزد
فقال أبصرته لو مات من ظما * وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت وفاء الحب عادته * يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
وقوله:
ساعتبها حق ما استعتبت * وان لم تكن ابدا معتبه
وسوف أجربها بالصدود * ومن يشرب السم للتجربة
وفي اليتيمة كتب أحمد بن محمد بن إسماعيل الرسي إلى الحسن بن
علي الأسدي كاتب السر يطلب منه الكتاب الذي عمله المعروف بالأنيس
فانفذ اليه الجزء الأول منه وكتب اليه:
قد بعثنا بمؤنس لك في الوحشة * خل يدعي كتاب الأنيس
فيه ما يشتهي الأديب من العلم * وفيه جلاء هم النفوس
فيه ما شئت من بدور معاني * ضاحكات إلى وجوه شموس
والنفيس البهي ما زال يهدى * كل حين إلى البهي النفيس
فلما قرأ رقعته كتب على ظهرها ارتجالا:
قد قرأت الكتاب يا خل نفسي * فهو لي مؤنس وأنت الأنيس
فهو تاليف ذي ذكاء وفهم * وهو وقف على العلوم حبيس
هذا وفي آل طباطبا جماعة كلهم شعراء أدباء منهم المترجم وابنه أبو
محمد القاسم بن أحمد الرسي، واخوه أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد
الرسي، وابنه أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن أحمد وهؤلاء ذكرهم
صاحب اليتيمة. وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم
طباطبا وهو من أبناء عم المترجم مساو له في تعدد النسب وهو الذي ذكره
ابن خلكان في أثناء ترجمة صاحب الترجمة بعنوان أبي الحسن بن طباطبا
وقال: لا أدري من هذا أبو الحسن ولا وجه النسبة بينه وبين أبي القاسم
المذكور وقد علم بذلك من هو ووجه النسبة بينهما. وفي مواسم الأدب:
لابن طباطبا في اليوم المتلون ولم يعلم أنه لأيهم قال:
ويوم دجن ذي ضمير متهم * مثل سرور شانه عارض غم
أو كمضي الرأي يقفوه الندم * يبرز في رأي ذوي حمد وذم
عبوس ذي اللؤم وبشرى ذي الكرم * كقبح لا خالطه حسن نعم
صحو وغيم وضياء وظلم * كأنه مستعبر قد ابتسم
ما زلت فيه عاكفا على صنم * مهفهف الكشح لذيذ الملتزم
ريحانه وقف على لثم وشم * وبانه وقف على هصر وضم
يا طيبه يوم تولى وانصرم * وجوده من قصر مثل العدم
وله:
أنظر إلى زهر الرياض كأنه * وشي تنشره الأكف منمنم
والنور يهوي كالعقود تبددت * والورد يخجل والأقاحي تبسم
ويكاد يبدي الدمع نرجسه إذا * أضحى ويقطر من شقائقه الدم
يا حسنه والأرض زهر كلها * وسماؤها من جفنها تتغيم
فكأنما في الجو منه مطارف * دكم يقابلهن وشي معلم
٢٩٦: الشيخ أحمد بن محمد الاصبعي القاضي البحراني
هكذا في روضات الجنات بغير زيادة ولم أتحقق أحواله
(٨٣)

٢٩٧: السيد احمد ابن السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد
حيدر ابن السيد احمد ابن السيد إبراهيم الحسيني العاملي الشقرائي عم
والد المؤلف.
توفي سنة ١٢٥٤ بقرية شقراء من جبل عامل.
قرأ في العراق واشتهر عند علمائها وفضلائها، ثم عاد إلى جبل عامل
وكان عالما فاضلا جامعا من خيار العلماء الصالحين وأعرف أهل عصره
بالأنساب و تأويل الأحلام وهو الذي أثبت نسب آل الشجاع الذين بدمشق
وأنهم من ذرية الفاطميين المصريين خلفاء مصر وصحح انتساب خلفاء
مصر إلى الدوحة النبوية ورأيت خطه على نسب لهم، وتابعه على ذلك
شيخنا الفقيه الشيخ عبد الله نعمة العاملي الشهير ورأيت شهادته لهم بذلك
بخطه الشريف، وكانت له معرفة تامة بمقالات أهل الفرق وله معهم
مباحثات ومجادلات يكون له الفلج فيما عليهم، ووجد تملكه لمختصر مغني
اللبيب سنة ١٢٥١، قال السيد حسن الصدر المتبحر في تكملة أمل الآمل
: حدثني شيخ الاسلام الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي عن
السيد احمد المترجم انه كان عنده بعض العلوم السرية خصوصا علم تأويل
الاحكام كان فيه وارث يوسف ع وحكى لي في ذلك حكايات
عجيبة لا تصدر الا من أهل العلم بالاسرار وأرباب الأنوار اه‍ وكان
كثير التردد إلى دمشق والإقامة فيها وكانت الرياسة آفي وقته لأخيه السيد علي
جد المؤلف ورأى أخوه المذكور يوما جمالا محملة حبوبا فسال عنها، فقيل له
أرسلها أهل الجميجمة قرية في جبل عامل لأخيك السيد احمد فإنه يتردد
عليهم فأرسل على أخيه المذكور وقال له يا أخي لا تقبل من أحد شيئا وقد
أعطيتك مزرعة دوبيه تعيش بحاصلها فاخذها وبقيت في يده حتى توفي
ثم في يد ولده السيد كاظم الذي كان عند وفاة والده في العراق ثم استولى
عليها ابن عمه السيد محمد الأمين وعند مجئ الطابو ومساحة الأراضي
طوب نصفها باسمه والنصف الآخر باسم ولده السيد جواد وخرجت عن يد
السيد كاظم، توفي عن ولده السيد كاظم وبنت واحدة هي زوجة عمنا السيد محسن وكان
السيد كاظم قد سافر في حياة والده إلى العراق لطلب
العلم مع أخته وابن عمه السيد محسن ثم توفي والده وهو في العراق فلما
بلغه خبر وفاة والده أقام له مجلس الفاتحة ورثته شعراء عصره في العراق
والشام، ورثاه ولده المذكور بهذه القصيدة وضمنها مديح ابن عمه السيد
محمد الأمين صاحب الرئاسة في ذلك الوقت في جبل عامل وعتابه وعتاب
أبناء عمه وأرسلها إلى جبل عامل فقال:
يا بلدة أصبحت لبنان ناضرة * بين البلاد بها حييت من بلد
طابت هواء وطابت منظرا وصفا * بها المقام لأهل الدين والرشد
هي الشفاء لدائي لا العذيب ولا * ظباء جيرون ذات الغنج والغيد
فان شوقي إليها لا لكاعبة * بيضاء تبسم عن در وعن برد
لمياء مصقولة الخدين كم صرعت * ليثا فراح بلا عقل ولا قود
ألق العصا بفناها غير ملتفت * إلى الأبيرق فالدهناء فالسند
تعش من الدهر في أمن وفي دعة * بها ومهما ترم من لذة تجد
سقيا لها ولأيام بها سلفت * بغبطة ولعيش لي بها رغد
مضت وشيكا وما أبقت على سوى * الوجد المبرح والتذكار والسهد
فليت يرجع غب الناي لي زمن * طابت أصائله في ذلك البلد
طال الفراق فلا آت نسائله * ولا كتاب يوافينا على البعد
إذا تذكرت فيها أعصرا سلفت * أكاد أقضي من الأشجان والكمد
وإن تذكرت أقوامي بها وذوي * مودتي هد تذكاري قوى جلدي
محضت ودي لهم طرا إن سطعت * لي منهم آية الشحناء والحقد
واحر قلباه كم قد نابني جلل * منهم يفرق بين الروح والجسد
أشكو إلى الله والرحم القريبة ما * لاقيت منهم من التبريح والنكد
لم يرقبوا ذمة لي عندهم ابدا * سيما الهمام الأغر الماجد النجد
طود الفخار الذي عزت فضائله * بين الأنام عن الاحصاء والعدد
طلق المحيا جواد لا يضن بما * لديه من طارف الأموال والتلد
عذب المذاق خفيف الروح ذو خلق * زاه ومجد بها النجم منعقد
مولى به شمل اشتات المفاخر قد * امسى جميعا وشمل المال في بدد
فيا ثمال العفاة المسنتين إذا * ما الغيث أكدى فلا يلوي على أحد
أشكو إليك زمانا صال حادثه * علي غير مبال صولة الأسد
وقد عددتك أن أعدي علي حمى * منه فلم يغن اعدادي ولم يفد
بالغت في الهجر حتى خلت من جزع * ان ليس للهجر عمر الدهر من أمد
ما كنت اعلم من قبل البعاد بان * يفوتني بطشها في النائبات يدي
كلا ولا كنت أدري قبلكم ابدا * بان سهمي يوما موهن عضدي
مهلا فقد جزت حد الصد وانبعثت * لي منكم أشياء لم تخلج على خلدي
حسب ابن عمك ما أدلى الزمان به * اليه من نكبة هدت ذرى أحد
غداة قطب رحى الايمان غادره * ريب المنون رهين الترب والثاد
فيا لها فجعة عمت وقارعة * طحت بقلب الهدى والدين والرشد
أودت بأبلج وضاح الجبين * ومصباح من الله أن ليل دجى يقد
وسيد بارع تلتف بردته * على فتى بالتقى والجود منفرد
طلق اليدين بفعل المكرمات سمت * به لأقصى المعالي نفس محتشد
العالم الحبر غيث المعتفين ومن * بمثله الدهر لم يسمح ولم يجد
لله نعي من الشامات قد ورد * العراق يا ليته يا قوم لم يرد
ومذ اتى النجف الميمون طارقه * فزعت منه بآمالي إلى الفند
حتى إذا لم يدع لي صدقه املا * ظللت ولهان لم أبدي ولم أعد
قضى بعامل من آل الأمين فتى * ظلت له راسيات البيت في ميد
يا قبر احمد قد واريت بدر هدى * يهدي العباد سبيل المفرد الصمد
مولاي خلفت مذ قوضت في كبدي * نار الأسى وبعيني عائر الرمد
وكنت لي سيدا كهفا ومستندا * فاليوم لم يبق من كهف ومن سند
وقد حسبت بان يصفو بكم زمني * وان يفيض بكم بين الورى ثمدي
يا راحلا وسلوي عنه يتبعه * فدتك نفسي هل للبين من أمد
وهل علمت باني اليوم ذو كبد * حرى ودمع على الخدين مطرد
وربما آمر بالصبر قلت له * والنفس من حادثات الدهر في صعد
هيهات ما رمت ان السمع في صمم * عما تقول ان القلب في صفد
أن السلو لمحظور على كبدي * وما السلو بمحظور على كبد
لو لم يكن عنه لي من بعده عوض * لكنت أبكي عليه آخر الأبد
محمد خلف الماضين ان به السل‍ * لمولي والأسى عن كل مفتقد
فرع العلى الذي منه العلى نزلت * بسيد ماجد غمر الندا حشد
وعالم عامل طابت سريرته * وكوكب في سماء الفضل متقد
فيا سنادي إذا ما خانني زمن * ومعقلي ان عرا خطب ومعتمدي
وصارمي المنتضي في كل نائبة * تلم بي وسناني عندها ويدي
(٨٤)

فخذ بضبع أخ يفديك ان جلل * نحاك بالمال بل والنفس والولد
واحذر لك الخير يوما أن تكون إذا * نوديت في حادث من معشر رقد
فخذ إليك أخا العلياء قافية * كلؤلؤ في نحور الحور منتضد
قد زادها أفضل حسن انها اشتملت * على مديح علاك الباذخ العمد
من مخلص بولاك الدهر معتصم * وذي وداد بحبل منك معتضد
لا زلت ما هدر القمري في فنن * غيثا لمسترفد غوثا لمضطهد
ودم وكعبك طول الدهر مرتفع * على مناكب أهل الزيغ والأود
وعش وقومك في عز وفي نعم * تترى على رغم ذي زيغ وذي حسد
وقال الشيخ درويش العاملي الحاريصي راثيا له ومؤرخا عام وفاته:
خليلي حزني والبكاء طويل * ودمعي على الخد الأسيل يسيل
وفي كل يوم لي مصاب مجدد * ولي رنة من بعده وعويل
تهدم طود المجد من بعد احمد * وأغمد سيف في التراب صقيل
ولي بعده ان نابني الدهر صارم * حسام به في النائبات أصول
محمد من يعزى إلى خير عنصر * وأكرم فرع قد نمنه أصول
فصبرا له آل الذبيحين انه * مصاب عظيم في الأنام جليل
ولما مضى للخلد قلت مؤرخا * مضى احمد والقول فيه جميل سنة ١٢٥٤
وقال السيد موسى آل عباس الموسوي العاملي يرثيه أيضا ويعزي ولده
السيد كاظم وابن أخيه السيد محسن في النجف:
الله أكبر اي خطب قد عرا * أم اي فادحة دهت هذا الورى
خطب ألم بعالم فتزلزلت * منه العراق فيا له جللا عرى
يوم أصيب الدين فيه بفادح * وبه غدا الاسلام منفصم العرى
يوم به نجل الأمين محمد * قد غاله سهم الردى وله انبرى
يا يوم احمد أنت يوم مظلم * كم فيك من قلب غدا متفطرا
من مبلغ بطحاء مكة فالصفا * ومنى وبيت الله ثم المشعرا
ان ابن سيدها ورب فخارها * أرداه سهم ردى له قد قدرا
ومن المعزي هاشما بمصيبة * تركت أديم الأفق أشعث أغبرا
فلتبك أحمد بعده آثاره * ولتبكه العلياء دمعا احمرا
من للمدارس والمجالس والمحافل * والمواعظ واعظا ومذكرا
من للشرائع ناشرا أحكامها * من للمسالك حيث قد ضل الورى
من للعالم والمراسم قد عفت * من للكتاب مبينا ومفسرا
من للمناهج ناهجا احكامها * من للقواعد محكما أو مظهرا
فلتبك يوم ابن النبي علومه * أودى فربع العلم أصبح مقفرا
ولتبك كل كريمة من بعده * ان الكريمة بعده لن تشترى
ولتبكه الشعث الأيامى حسرا * فتطيل ثمة لوعة وتحسرا
قد كان كنزا للعفاة إذا عدت * نوب الزمان وجار دهر واجترا
ولتبك ثمة أربع ومشاهد * كانت تشاهد منه بدرا نيرا
وليبكه الليل البهيم إذا دجاكم * قام فيه مهللا ومكبرا
لله أي فتى تعاجله الردى * فغدا رهين الرمس في عفر الثرى
لا كان في الأيام يومك انه * أقذى العيون وكم به دمع حرى
لو كنت تفدى لافتدتك نفوسنا * لكنما قلم القضاء به جرى
ولقد قضيت وما اقترفت جريرة * ومضيت من دنس الذنوب مطهرا
ولنا العزاء بكاظم الغيظ الذي * بعلومه وبحلمه فاق الورى
وكذا لنا عنك العزاء بمحسن * من حل من عليا قريش في الذرى
من شاد اعلام المكارم والتقى * وحوى من العلم الغزير الأكثرا
وعليكم يا آل احمد بالرضا * وكفى به ذخرا إذا خطب عرا
والظاهر أن المراد بالرضا الشيخ رضا بن زين العابدين العاملي.
وقال الشيخ إبراهيم نجل الشيخ حسن من آل قفطان النجفي المار
ترجمته في بابه راثيا له رحمه الله ومعزيا عنه ولده السيد كاظم وابن أخيه
السيد محسن والشيخ رضا بن زين العابدين العاملي:
أقيموا على العذل أو فارجعوا * وهب تعذلون فمن يسمع
وكيف وهذي صروف الزمان * ذواهب ما بيننا رجع
وربع عفا رسمه فانمحى * سقيت الحيا أيها المربع
تحكمن فيه صروف الزمان * فها هو طوع البلى بلقع
أسائله: أين شط الأولى؟ * عهدتهم! ومتى أزمعوا؟
مضى أحمد فعفت بعده * معالم وانطمست أربع
فلله خطب ألم وقد * علا الشمس من وقعه برقع
يقل مقالي لمحيي الليالي * بكف ابتهال له ترفع
غياث البلاد وغوث العباد * وأمن الأنام إذا روعوا
وسامي الفخار وحامي الذمار * إذا أهمل الناس أو ضيعوا
ليغش الردى من يشا بعده * فلست أبالي بما يصنع
فداك الورى يا مغيث الورى * لو أن الردى بالفدى يقنع
برغم المكارم أن أودعوك * الثرى ويحهم من ترى أودعوا
جعلت الفدا لفقيد له * يخط بقلب العلى مضجع
فقيد بكاه الهدى بالأسى * وهل لسواه الهدى يجزع
ولعش يسير وهذا الفخار * يشيعه والندى يتبع
رويدا أيا نعشه في سراك * ففيك انطوى الشرف الأرفع
عزاء أيا كاظم من له * غدا فوق هام السهى موضع
وأنت أيا محسن من له * خلائق كالمسك بل أضوع
فكل ابن أنثى وإن جل قدرا * لداعي الردى سامع طيع
فللموت ما تلد الوالدات * كما أن للحصد ما يزرع
ولا زلتما المالكين زمام * المكارم وهي لكم تخضع
ودوما معا تحت دوح الرضا * عليم لأهل الحجى مرجع
إمام غدا العلم من رفده * فها هو في روضة يرتع
سقى جدثا حله أحمد * سحاب من العفو لا يقلع
وقال الشيخ موسى نجل الشيخ شريف بن الشيخ محمد من آل محيي
الدين يرثيه ويعزي عنه ولده السيد كاظم والشيخ رضا بن زين العابدين
العاملي:
يا دار علوة حياك الحيا الهطل * وزار تربك معتل الصبا الشمل
فبي إليك اشتياق دائما أبدا * ما دمت في الدهر حيا لست انتقل
عهدي بربعك قد شيدت دعائمه * وقد سما رتبة من دونها زحل
ما باله أصبحت قفرا منازله * لم يبق من عهده رسم ولا طلل
لله أيامك اللاتي قضيت بها * عهد الصبا وهو غصن يانع خضل
لم أرض في كل أرض عنك لي بدلا * ولم يطب أبدا الا بك الغزل
كانت مرابع للذات جامعة * والعيش رغد بها والشمل مشتمل
(٨٥)

ثم انطوت بعد ذاك الأنس بهجتها * وأزمع السير عنها من بها نزلوا
بانوا فابقوا بقلبي بعدهم حرقا * تزداد وقدا لذكراهم وتشتعل
هم أسلموني إلى الأرزاء بعدهم * وخلفوني حليف الوجد وارتحلوا
وجرعوني كؤوس الهجر مترعة * يا ليتهم بعد طول الهجر قد وصلوا
ما ضرهم لو على مضناهم عطفوا * وما عليهم إذا جادوا بما بخلوا
قد كنت صعبا على الارزاء ذا جلد * ولم أكن بصروف الدهر احتفل
واليوم لم يبق لي صبرا ولا جلدا * رزء أطل علينا ليس يحتمل
خطب ألم فغم الخلق فادحه * وقد تزلزل منه السهل والجبل
أردى الردى احمدا رب العلى فغدا * عليه طرف الهدى بالدمع ينهمل
اليوم عطلت الاحكام وانحسرت * أجيادها فهي حسرى بعده عطل
اليوم أقفر ربع المكرمات أسى * من بعده واعترى أعواده الخلل
اليوم لم يبق من فوق الثرى أحد * الا غدا وهو مكلوم الحشا وجل
اليوم صوح نبت الأرض وانكسفت * شمس الفخار ومات العلم والعمل
ما بعد يومك يوم يختشى ابدا * فلتمض تختار من تغتاله الغيل
ان كان يا واحد الدنيا بها رجل * فإنما أنت فيها ذلك الرجل
غيث وغوث لملهوف ومعتصم * ان أجدبت وألم الحادث الجلل
يا راحلا لم يدع صبرا لمصطبر * الا وأصبح عنه وهو مرتحل
خلفت بعدك في الأحشاء نار جوى * وجدا عليك مدى الأيام تشتمل
يا أيها الكاظم الندب الكريم ومن * سما مقام علا من دونه الحمل
لا تجز عن فخير الخلق قاطبة * محمد من أقرت باسمه الرسل
ما اختار في هذه الدنيا البقاء وقد * لاقاه لما دعاه الواحد الاجل
اي والذي خلق الإنسان من علق * لا العالمون بها تبقى ولا السفل
فأين كسرى ودارا والالى سلفوا * من بعدهم والملوك القادة الأول
وأين من شيدوا تلك القصور فلا * قصورهم عنهم أغنت ولا الدول
وأين من ملكوا الدنيا بأجمعها * فهاهم عن سرير الملك قد نزلوا
فكل عيش رغيد لا دوام له * وكل ظل ظليل سوف ينتقل
يكفي الورى سلوة عن كل مفتقد * بمن به شمس أهل العلم تشتمل
هو الرضا فخر أرباب الفخار ومن * تزول عنا به الأحزان والعلل
العالم العلم الحبر الهمام ومن * ضاقت بمن رام يحصى فضله الحيل
رب المفاخر من سارت مناقبه * فينا وقد صار فيها يضرب المثل
سقى ضريحا حوى مغناه بدر علا * ما أشرق البدر غيث صيب هطل
وقال الشيخ محمد خضر البغدادي يرثيه ويعزي عنه أخاه السيد باقر
وابنه السيد كاظم وابني أخيه السيد محسن والسيد محمد الأمين أبناء السيد
علي والشيخ رضا بن زين العابدين العاملي قدس الله أرواحهم:
يأبى الشجي سماع قول العذل * هيهات امسى عنهم في معزل
اني وقد عبث الضنى بفؤاده * وسقاه صرف الدهر كأس الحنظل
شبت بتامور الحشى نار الأسى * فغدا بلاهبها المعنى يصطلي
من فادح دهم الأنام وحادث * أودى بيذبل لو ألم بيذبل
أشجى النبي المصطفى ووصيه * وابنيهما والطهر بنت المرسل
خطب دهى الدين الحنيف بأحمد * الداعي إلى الدين الحنيف الأكمل
في عامل شاد المعالي والهدى * ودعا إلى النهج السوي الأفضل
حاز المكارم والمفاخر والتقى * حتى سما السماك الأعزل
أودى به صرف الردى فبكت له * أقطار عامل بالدموع الهمل
فليبكه المحراب في غسق الدجى * إذ زانه بتهجد وتبتل
وليبكه العاني الذي قعدت به * أيامه في كل امر مشكل
ان ساءنا الدهر الخئون بفقده * قسرا بأعظم فادح لا ينجلي
قلنا العزا عنه بمصباح الدجى * السامي بمفخره الرفيع المنزل
بأخيه طود المجد باقرها الذي * جمع المكارم في الطراز الأول
وبنيه أهل الفضل أكرم فتية * ورثوا المفاخر آخرا عن أول
لا سيما الأواه كاظم غيظه * في كل نائبة وخطب معضل
العالم البر التقي أخو النهى * رب العلى رب الفخار الأكمل
وشقيقه فرع العلى أخو العلى * وخليصه في كل أمر أمثل
الماجد البر التقي المحسن السامي * ذرى العليا الرفيع المنزل
ومحمد فرع العلي أخو النهى * ذي الباع في نيل المعالي الأطول
حسب بهم يزهو كغر فعالهم * يعزى إلى الهادي الحبيب المرسل
صبرا بني المختار ان أباكما * قد حل في الفردوس أعلى منزل
مع جده الهادي النبي وآله * في أنعم تترى بفيض أجزل
صبرا فوالدكم غدا من بعده * المولى الرضا السامي بمفخره العلي
العالم النحرير شمس علومها الداعي * إلى النهج القويم الأفضل
فعلى ضريح ضمه سحب الرضا * من فيض رحمة ربه المتفضل
قد طار أقصى اللب من تاريخه * لك احمد الجنات أشرف موئل
قوله قد طار أقصى اللب يشير إلى زيادة التاريخ اثنين.
ورثاه أيضا الشيخ طالب البلاغي والشيخ قاسم الحائري وأرخه هذا
بقوله من قصيدة:
مذ حل في الفردوس احمد أرخو * وبأحمد الجنات أشرف منزل
٢٩٨: أحمد بن محمد بن أبي نصر صاحب الأنزال
في تأليف لبعض المعاصرين يروي معلى بن محمد عنه الحسن بن محمد
الهاشمي ويروي الحسن بن علي بن الفضل الملقب بسكباج عنه عن الماضي
ع.
٢٩٩: أحمد بن محمد الإسكاف
حكى بعض المعاصرين عن الشيخ انه عده في رجاله فيمن لم يرو
عنهم ع اه‍ ولم ينقل ذلك أحد ممن كتب في الرجال عن
رجال الشيخ والله أعلم.
٣٠٠: أحمد بن محمد باقر بن إبراهيم التبريزي
كان حيا سنة ١٢٧١
عالم فاضل مؤلف من تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري له كتاب في
أصول الفقه في ثلاثة مجلدات وجدت بخطه.
٣٠١: السيد أحمد بن محمد باقر بن عناية الله بن محمد بن زين العابدين الموسوي
عالم فاضل يروي عن جماعة منهم المولى لطف الله المازندراني والميرزا
محمد حسن الآشتياني والشيخ زين العابدين المازندراني وغيرهم وله مؤلفات
أخرى وهو نفس أحمد بن محمد باقر الموسوي البهبهاني الحائري المذكور سهوا
في مكان آخر له هذه المؤلفات ١ معين الوارثين بالفارسية فرع منه سنة
١٣٠٨ (٢) كتاب الوقف ٣ كتاب الشرط في ضمن العقد ٤ كتاب
الخلع والمبارات وفساد الطلاق بالعوض ٥ رسالة منجزات المريض ٦
(٨٦)

رسالة الكر ٧ رسالة التعليق والتنجيز في العقود ٨ رسالة في اليد ٩
رسالة في عرق الجنب من حرام.
٣٠٢: السيد احمد ابن صاحب روضات الجنات السيد محمد باقر الموسوي
الاصفهاني
ولد سنة ١٢٦٤ وتوفي خامس عشر شهر رمضان سنة ١٣٤٠ في
النجف الأشرف ودفن بجانب عمه.
كان عالما فاضلا زاهدا عابدا ترك أصفهان وهاجر إلى النجف
واشتغل بأمور نفسه وعبادة ربه.
٣٠٣: السيد أحمد بن محمد باقر الموسوي البهبهاني الحائري
في الذريعة: لعله هو العالم المعمر المتوفى بالحائر في المحرم سنة
١٣٥١ والد السيد محمد رضا البهبهاني الحائري.
كان عالما فاضلا يروي بالإجازة عن الشيخ هادي الطهراني له
مؤلفات ١ حاشية على القوانين إلى آخر العام والخاص سماها تبيين
القوانين ألفها سنة ١٢٩٢ ٢ أنيس الطلاب وتذكرة الأحباب في علوم
متفرقة ٣ الفريدة النحوية ألفه سنة ١٢٩١
٣٠٤: أحمد بن محمد أبو بشر السراج أو أحمد بن محمد بن بشر أو ابن أبي بشر
قال النجاشي: أخبرنا ابن شاذان عن العطار عن الحميري عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه. وفي مشتركات الكاظمي يعرف
برواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه.
٣٠٥: أحمد بن محمد البصري
روى الشيخ في التهذيب في باب صلاة الاستخارة عن سهل بن زياد
عنه وعن جامع الرواة انه نسب اليه ما ذكره الشيخ في إسحاق بن محمد
البصري وكأنه سهو من قلمه أو كان في نسخته احمد بدل اسحق.
٣٠٦: أحمد بن محمد بن بندار مولى الربيع الأقرع
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.
٣٠٧: أبو الطيب أحمد بن محمد بن بوطير
روى الشيخ في الأمالي ثلاثة اخبار بسنده عن أبي محمد الفحام عن
أبي الطيب أحمد بن محمد بن بوطير قال في أحدها: قال أبو محمد الفحام
كان أبو الطيب أحمد بن محمد بن بوطير رجلا من أصحابنا وكان جده بوطير
غلام الامام أبي الحسن علي بن محمد وهو سماه بهذا الاسم وكان ممن لا
يدخل المشهد يعني مشهد العسكريين ع ويزور من وراء
الشباك ويقول للدار صاحب حتى أذن له وكان متأدبا يحضر الديوان وكان
إذا طلب من الإنسان حاجة فان أنجزها شكر وسر وان وعده عاد اليه ثانية
فان أنجزها والا عاد اليه ثالثة فان أنجزها وإلا قام في مجلسه ان كان ممن له
مجلس أو جمع الناس فأنشد:
أعلى الصراط تريد رعية ذمتي * أم في المعاد تجود بالانعام
اني لدنيائي أريدك فانتبه * يا سيدي من رقدة النوام
وقال في الخبر الثاني: وبالاسناد قال أبو محمد الفحام حدثني أبو
الطيب أحمد بن محمد بن بوطير حدثني خير الكاتب حدثني شميلة الكاتب
وكان قد عمل اخبار سر من رأى قال كان المتوكل وذكر خيرا يتضمن بعض
فضائل الإمام الهادي ع ثم قال: وبالاسناد قال ابن الفحام
وحدثني أبو الطيب وكان لا يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك فقال لي
جئت يوم عاشوراء نصف النهار ظهرا والشمس تغلي والطريق خال من أحد
وانا فزع من الدعار ومن أهل البلد الجفاة إلى أن بلغت الحائط الذي أمضي
منه إلى الشباك فمددت عيني وإذا برجل جالس على الباب ظهره إلي كأنه
ينظر في دفتر فقال لي إلى أين يا أبا الطيب بصوت يشبه صوت حسين بن
علي بن أبي جعفر بن الرضا فقلت هذا حسين قد جاء يزور أخاه
قلت يا سيدي امضي أزور من الشباك وأجيئك فاقضى حقك قال ولم لا
تدخل يا أبا الطيب فقلت له الدار لها مالك لا ادخلها من غير إذنه فقال يا
أبا الطيب تكون مولانا رقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار ادخل يا أبا
الطيب فقلت امضي اسلم عليه ولا اقبل منه فجئت إلى الباب وليس عليه
أحد فيشعر بي فبادر ت إلى عند البصري خادم الموضع ففتح لي الباب
فدخلت فكنا نقول أ ليس كنت لا تدخل الدار فقال اما انا فقد أذنوا لي
وبقيتم أنتم. ٣٠٨: الشيخ ركن الدين علاء الدولة أحمد بن محمد البيابانكي السمناني
توفي ليلة الجمعة ٢ رجب سنة ٧٣٦ عن ٧٧ سنة ودفن في حظيرة
الشيخ جمال الدين عبد الوهاب.
يظهر انه كان من مشايخ الصوفية ذكره القاضي نور الله في المجالس
في عداد العرفاء ووصفه بسلطان المتألهين وقال ما تعريبه: من ملوك سمنان
وبعد ١٥ سنة قضاها في خدمة السلطان غازان أنار الله برهانه أصابته
جذبة وهو معه في بعض حروبه وبعد هذا في شهور سنة ٦٨٧ اجتمع
بالشيخ نور الدين عبد الرحمن الأسفرايني في بغداد في الخانقاه السكاكية وفي
مدة ١٦ سنة عمل ١٤٠ أربعينا ويقال انه في سائر الأوقات عمل ١٣٠
أربعينا أخرى الظاهر أن الأربعين نوع من أنواع الذكر الذي يعمله
الصوفية أو نحو ذلك ووصل فيض إرشاده إلى حيث أصبح جامعا جميع
سلاسل المتأخرين.
تشيعه
يدل عليه ما في مجالس المؤمنين من أنه في أيام انتظامه في سلك امراء
السلطان غازان تعرف بحكم الضرورة إلى أمثال الأمير جوبان سلدوز
والأمير نوروز وكان هذان الأميران من أهل السنة وفي كتاب النفحات انه
حيث ارسل اليه الأمير ارنبا وأبلغه السلام وقال هذا لحم صيد حلال فكل
منه ذكرني بحكاية الأمير نوروز معه فقال إن الأمير نوروز كان في خراسان
وكنت ذاهبا إلى زيارة المشهد المقدس فسمع بي وجاء في خمسين فارسا وقال
أريد ان أكون معك ما دمت في خراسان فبقي معي عدة أيام وفي بعض
الأيام جاء ومعه أرنبان وقال اصطدتهما فكل منهما فقلت له لا آكل لحم
الأرنب اصطاده اي كان قال لما ذا قلت لقول جعفر الصادق انه حرام إلى
آخر القصة. وما في المجالس أيضا من أنه حكى صاحب كتاب الاخبار
مولانا نور الدين جعفر البدخشي قدس سره العزيز الذي هو من أفاضل
مريدي سيد المتألهين الأمير السيد علي الهمذاني قدس سره العزيز عنه أنه قال
: قال لي الشيخ محمد الآذكاني الذي كان شيخ الحديث في أثناء درس
الحديث حيث اني في خدمة الشيخ علاء الدولة وصلت إلى كمال السلوك
فأجازني وأمرني بالعودة إلى الوطن فعدت إلى الوطن امتثالا لأمره العالي
وتوفي والدي الشيخ شرف الدين محمد بن أحمد الأسفرايني فقال بعض
أصحابه ومريديه ننصب واحدا من أصحابه خليفة له وبعضهم قال سمعت
(٨٧)

الشيخ يقول لم أذهب بحمد الله من الدنيا حتى رأيت ولدي في مقامي بل
مقامه أعلى فعرفت ان ذلك البعض الأول يقول مراد أكابر هذه الطائفة
جعل خليفته ابنه المعنوي فاتفقوا على رجل صفار وأقاموا خليفة لأبي ولما
رأيتهم خالفوا أبي مع هذا التصريح الذي سمعته منه تجنبت عنهم وعزمت
على الذهاب إلى خدمة علاء الدولة فلما وصلت إلى خدمته أظهر في حقي
لطفا كثيرا فحكيت له ما جرى لي مع أصحاب أبي من امر الاستخلاف
فتبسم وقال فعل أصحاب أبيك معك مثل ما فعل أصحاب النبي ص مع
علي بن أبي طالب.
وما في المجلس عن رسالته موضح مقاصد المخلصين التي هي من
مشاهير رسائله انه أورد فيها ان عليا أمير المؤمنين ع كان خليفة
النبي ص بالحق وقلبه كان على قلبه ولذلك قال الخليفة الأول لأبي عبيدة
حين بعثه لاستحضاره اني أبعثك اليوم إلى من هو في مرتبة من فقدناه
بالأمس إلى آخر مقالته وقال الخليفة الثاني لولا علي هلك عمر وكفى
بتصديق ما ندعي قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا
نبي بعدي وقوله في غدير خم على ملأ من المهاجرين والأنصار من كنت
مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وهذا حديث اتفق
البخاري ومسلم على صحته.
وما في المجالس عن كتاب الفلاح أنه قال إن مروان
الحمار أجهل من الحمار بشرائع الايمان وقد جعل الايمان وسيلة للوصول إلى الامارة لا قربة
إلى الله والى رسوله ومن يذهب مذهبه ومذهب جحوشة ومذهب فلان
الأموي وجروه يحشرون معهم ولا نصيب لهم من شفاعة النبي ص. وفي
كتاب الفلاح أيضا ان فلانا الباغي ومروان الطاغي كلاهما مجبولان على
خلاف رسول الله ص وجرو فلان وجحوش مروان كذلك.
ويظهر من المجالس ان المترجم كان معروفا بصحبة الخضر ونقل
بعضهم عنه أحوال الخضر لكنه حكى عنه في المجالس ما يظهر منه إنكار
وجود المهدي ووفاة محمد بن الحسن العسكري حيث قال في رسالة بيان
الاحسان ان كان إلى الآن لم يوجد فلا شك انه سيوجد ويصل إلى كمال
شأن المصطفى ص وتشمل دعوته جميع أهل العالم وأجاب عنه بأنه على
سبيل الفرض وان صدق الشرطية لا يستلزم صدق المقدم ومع التسليم فهو
شيعي بالمعنى الأعم.
مؤلفاته
١ آداب الخلوة وكان المراد بها خلوة الصوفية. في كشف الظنون
آداب الخلوة للشيخ ركن الدين علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني
٢ رسالة موضح مقاصد المخلصين ومفضح عقائد المدعين ٣ كتاب الفلاح
٤ رسالة بيان الاحسان لأهل العرفان وهذه الثلاثة الأخيرة مذكورة في
مجالس المؤمنين.
٣٠٩: المولى أحمد بن محمد التوني البشروي
التوني نسبة إلى تون بالمثناة الفوقية المضمومة والواو الساكنة والنون
بلد بخراسان قرب قاين فوق قهستان والبشروي نسبة إلى بشرويه
بضم الموحدة وسكون الشين المعجمة وضم الراء وسكون الواو وفتح المثناة
التحتية والهاء آخر الحروف قرية كبيرة من اعمال تون على أربعة فراسخ
منها.
في أمل الآمل: فاضل عالم زاهد عابد ورع من المعاصرين المجاورين
بطوس له كتب منها: حاشية شرح اللمعة ورسالة في تحريم الغناء ورسالة
في الرد على الصوفية اه‍ وهو أخو ملا عبد الله التوني صاحب الوافية،
يروي عنه بالإجازة المولى محمد معصوم بن كمال الدين حسين المشهدي
بتاريخ ٢٠ شعبان سنة ١٠٦٦ والمولى غلام رضا الطبسي والمولى حسن
الهروي والسيد محمد مؤمن الخراساني وغيرهم ورأى السيد شهاب الدين
المرعشي إجازاته لهم على ظهر كتاب الكافي ببلدة سبزوار.
٣١٠: أبو العباس أحمد بن محمد بن ثوابة بن خالد الكاتب
هكذا ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ثم قال: قال ابن النديم هو
أحمد بن محمد بن ثوابة بن يونس.
قال ياقوت مات سنة ٢٧٧ وقال الصولي سنة ٢٧٣ اه‍ أقول:
وكلا التاريخين لا يكاد يصح لما ستعرف من أنه كتب كتابا إلى وزير المعتضد
في وزارته. والمعتضد ولي الخلافة سنة ٢٧٩.
آل ثوابة وآل ثوابة: أهل علم وفضل وكتابة منهم صاحب الترجمة
ومنهم ولده أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثوابة. ذكره ابن النديم في
الفهرست وقال: كان مترسلا بليغا وكان كتب للمعتضد وله كتاب رسائل
مدون، وذكره ياقوت في معجم الأدباء في أثناء ترجمة أبيه فقال: وله ابن اسمه
محمد بن أحمد كان أيضا مترسلا بليغا وله كتاب رسائل ومنهم أخو
صاحب الترجمة جعفر بن محمد بن ثوابة قال ياقوت: تولى ديوان الرسائل في أيام
عبيد الله بن سليمان الوزير هو وزير المعتضد ومنهم ولده أبو الحسين
محمد بن جعفر بن ثوابة ذكره ياقوت ومنهم ابنه أبو عبد الله أحمد بن
محمد بن جعفر قال ياقوت له أيضا ديوان رسائل وهو آخر من بقي من
فضلائهم اه‍ لكن ابن النديم لم يذكر غير ثلاثة صاحب الترجمة وابنه
محمدا وأبا الحسين ثوابة قال وهو آخر من رأينا من أفاضلهم وعلمائهم وله
كتاب رسائل اه‍ فجعل أبا الحسين كنية ثوابة وقال إنه آخر من بقي من
أفاضلهم وياقوت جعله كنية محمد بن جعفر وجعل آخر من بقي من
فضلائهم ابنه أحمد بن محمد بن جعفر، فالظاهر وقوع سقط في نسخة
الفهرست المطبوعة في أول الكلام وآخره فان ياقوتا انما اخذ من الفهرست.
قال محمد بن إسحاق النديم في فهرسته: ذكر آل ثوابة بن يونس
واصلهم نصارى وقيل إن يونس يعرف بلبابة وكان حجاما وقيل أمهم لبابة. ثم
ذكر حكاية تدل على أن جدهم كان حجاما وهي ان صاحب الترجمة تنازع
مع علي بن الحسين في ضيعة في مجلس بعض الرؤساء قال واحسبه
عبيد الله بن سليمان فرد علي بن الحسين مناظرة أبي العباس إلى أخيه أبي
القاسم جعفر بن الحسين فناظرا أبا العباس فاقبل أبو العباس يهاتره ويهزأ به
ويصغر من قدره ويقول من أنتم انما نفقتم بالبذبذة أي الغلبة أو البربرة
فالتفت علي بن الحسين إلى صبي كان معه كأنه الدنيا المقبلة فاخذ بيده وقام
قائما في موضعه وكشف عن رأسه وقال بأعلى صوته يا معشر الكتاب هذا
ولدي من فلانة بنت فلان وهي مني طالق طلاق الحرج والسنة على سائر
المذاهب ان لم يكن هذا الشرط الذي في اخدعي شرط جده فلان المزين لا
يكنى عن جده ابن ثوابة فاستخذل أبو العباس ولم يحر جوابا وسلم الضيعة
اه‍ ويدل على ذلك أيضا شعر البحتري الآتي.
(٨٨)

أحوال صاحب الترجمة كان المترجم منشئا بليغا جوادا كريما حليما له جلالة وشهرة وذكر له
ياقوت في معجم الأدباء ترجمة طويلة مفصلة ويفهم من أثناء كلامه كما يأتي
انه كان بمكانة من العلم وانه تولى كتابة الإنشاء السنين الكثيرة وانه لم يكن
له نظير في زمانه في براعة لسانه وانه كان مرضيا عند الأعيان.
تشيعه
ثم إن ياقوت في معجم الأدباء قال في أثناء ترجمة أحمد بن محمد بن
ثوابة ما لفظه: كان محمد بن أحمد بن ثوابة كاتبا لبايكباك التركي فلما أغرى
المهتدي بالرافضة قال المهتدي لبايكباك كاتبك والله أيضا رافضي فقال
كذب والله على كاتبي فشهدت الجماعة عليه فقال كذبتم ليس كاتبي كما
تقولون كاتبي خير فاضل يصلي ويصوم وينصحني ونجاني من الموت فغضب
المهتدي وردد الايمان على صحة القول في ابن ثوابة وهو يقول لا لا فلما
انصرف القوم من حضرة المهتدي أسمعهم بايكباك وشتمهم ونسبهم إلى
اخذ الرشى وامر ببعضهم فنيل بمكروه واستتر ابن ثوابة وقلد المهتدي كتابة
بايكباك غيره ونودي على ابن ثوابة واعتذر بايكباك إلى المهدي فصفح عنه
وسال بايكباك موسى بن بغا التلطف في المسالة في الصفح عن ابن ثوابة فلما
جدد المهتدي البيعة في دار اناجور التركي عاود بايكباك المسالة في كاتبه
فوعده بالرضا عنه وقال: الذي فعلته به لم يكن لشئ كان في نفسي عليه
يخصني لكن غضبا لله تعالى وللدين فإن كان نزع عما انكر منه وأظهر تورعا
فاني قد رضيت عنه ثم رضي عنه سنة ٢٥٠ وخلع عليه اربع خلع وقلده
سيفا ورجع إلى كتابة بايكباك ميمون بن هارون اه‍ فانظر إلى أي حد
بلغت العداوة لاتباع أهل البيت ومحبيهم حتى صارت الشهادة عليهم بذلك
توجب خوفهم واستتارهم ويرى المهتدي أذاهم نصرة للدين بزعمه ثم يعفو
عنهم بشفاعة الأتراك المعلوم حالهم وظلمهم في دولة بني العباس وحتى
يقول بايكباك في اعتذاره عن ابن ثوابة أنه يصلي ويصوم كان الشيعة لا
يصلون ولا يصومون ومنهم ومن مواليهم عرف الورع والصلاة والصوم
والفضل والخير والدين وسيعلم الذين ظلموهم أي منقلب ينقلبون. ثم إن
قوله ان المهتدي رضي عنه سنة ٢٥٠ لا يكاد يصح ويحتمل وقوع تحريف
فيه من النساخ لما ستعرف من أن بيعة المهتدي كانت سنة ٢٥٥.
ثم إن الظاهر أن مراد ياقوت بمحمد بن أحمد صاحب هذه الحكاية
ولد صاحب الترجمة الذي كان كاتبا للمعتضد كما مر نقله عن ابن النديم
فيكون أولا كاتبا لبايكباك في زمن المهتدي الذي بويع سنة ٢٥٥ وقتل سنة
٢٥٦ وبقي إلى زمن المعتضد الذي بويع سنة ٢٧٩ ومات سنة ٢٨٩ فصار
كاتبا له. وهذه الحكاية صريحة في تشيع محمد بن أحمد بن ثوابة ويمكن أن
يستظهر منها تشيع أبيه أحمد بن محمد بن ثوابة صاحب الترجمة فان ابنه لم
يأخذ التشيع إلا عنه بل الظاهر أن آل ثوابة كلهم شيعة.
وحكى ياقوت في معجم الأدباء عن كتاب الوزراء لهلال بن المحسن
حدث علي بن سليمان الأخفش عن المبرد انه كان في يوم نوبة له عند أبي
العباس أحمد بن محمد بن ثوابة حتى دخل عليه غلامه وفي يده رقعة البحتري فقرأها أبو العباس ووقع فيها قال المبرد فرمى بها إلي وإذا فيها:
اسلم أبا العباس وابق * فلا أزال الله ظلك
وكن الذي يبقى لنا * ونموت حين نموت قبلك
لي حاجة أرجو لها * احسانك الأوفى وفضلك
والمجد مشترط عليك * قضاءها والشرط أملك
فلئن كفيت ملمها * فلمثلها أعددت مثلك
وإذا قد وقع أبو العباس مقضية والله الذي لا إله إلا هو ولو أتلفت
المال وأذهبت الحال. ومما يدل على كرمه وحمله ما في الأغاني قال حدثني أبو
الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن ثوابة قال قدم البحتري النيل على
أحمد بن علي الإسكافي مادحا له فلم يثبه ثوابا يرضاه فهجاه بقصيدته التي
يقول فيها:
ما كسبناه من أحمد بن علي * ومن النيل غير حمى النيل
وهجاه بقصيدة أخرى وجمع إلى هجائه هجاء بني ثوابة فقال:
قصة النيل فاسمعوها عجابة * ان في مثلها تطول الخطابة
ادعى النيل فرقتان تلاحوا * آل عبد الأعلى وآل ثوابة
حكم العادل الجنيذي فيهم * بصواب فلا عدمنا صوابه
إحفروا النيل يا بني عبد الاعلى * وأثيروا صخوره وترابه
ان وجدتم فيه شباك أبيكم * كنتم دون غيركم أربابه
أو وجدتم محاجما ان حفرتم * زال شك العصابة المرتابه
فبدت جونة من الخوص فيها * آلة الشيخ وهو جد لبابه
خالد لا سقى الاله صداه * فبنوه اللئام شانوا الكتابة
وقال يهجو بني ثوابة أيضا:
ألا لله درك يا جللتا * وما أخرجت من أهل الكتابة
نقلت عن المشارط والمواسي * إلى الأقلام حال بني ثوابة
قال العباس بن أحمد: وبلغ ذلك أبي فبعث اليه بألف درهم وثياب
ودابة بسرجها ولجامها، فرده وقال: قد أسلفتكم إساءة فلا يجوز معها
قبول صلتكم! فكتب اليه أبي: اما الإساءة فمغفورة والحسنات يذهبن
السيئات وما ياسو جراحك مثل يدك وقد رددت إليك ما رددته إلي وأضعفته
فان تلافيت ما فرط منك أثبنا وشكرنا وان لم تفعل احتملنا وصبرنا فقبل ما
بعث به وكتب اليه: كلامك الله أحسن من شعري وقد أسلفتني ما
أخجلني وحملتني ما أثقلني وسيأتيك ثنائي، ثم غدا عليه بهذه القصيدة:
ضلال لها ما ذا أرادت إلى الصد * ونحن وقوف من فراق على حد
مزاولة أن تخلط الود بالقلى * ومعزمة ان تلحق القرب بالبعد
فلا تسألا عن هجرها ان هجرها * جنى الصبر يسقى مره من جني الشهد
أيذهب هذا الدهر لم ير موضعي * ولم يدر ما مقدار حلي ولا عقدي
ويكسد مثلي وهو تاجر سؤدد * يبيع ثمينات المكارم والمجد
سوائر شعر جامع بدد العلى * تعلقن من قبلي وأتعين من بعدي
يقدر فيها صانع متعمل * لاحكامها تقدير داود في السرد
رحيل اشتياق مبرح وصبابة * إلى قرية النعمان والسيد الفرد
إلى سابق لا يعلق القوم شاوه * بسعي ولا يهدون منه إلى قصد
إلى ابيض الاخلاق ما مر ابيض * من الدهر الا عن جدا منه أو رفد
ويخشى شذاه وهو غير مسلط * وقد يتوقى السيف والسيف في الغمد
وقد دفعوا بخل الزمان بجوده * ولا طب حتى يدفع الضد بالضد
وقال يمدحه أيضا:
ان دعاه داعي الهوى فاجابه * ورمى قلبه الصبا فأصابه
(٨٩)

عبت ما جاءه ورب جهول * جاء ما لا يعاب يوما فعابه
يغنم الموجز الهجرم على الامر * ويكدي المطاول الهيابه
لا تخف عيلتي وتلك القوافي * بيت مال ان أخاف ذهابه
قد مدحنا إيوان كسرى وجئنا * نستثيب النعمى من ابن ثوابه
همم في السماء تذهب علوا * ورباع مغشية منتابه
خلق منهم تردد فيهم * وليته عصابة من عصابه
وإذا احمد استهل لنيل * أكثر النيل واهبا وأطابه
ارتجي عنده فواضل نعمى * ما ارتجاها الشماخ عند عرابه
هو للراغبين عمدة آمال * كما البيت للحجيج مثابه
وقال يمدحه أيضا:
برق أضاء العقيق من ضرمه * يكشف الليل عن دجى ظلمه
ذكرني بالوميض حين سرى * من ناقض العهد ضوء مبتسمه
ثغر حبيب إذا تالق في * لماه عاد المحب في لممه
مهفهف يعطف الوشاح على * ضعيف مجرى الوشاح منهضمه
إذا مشى أدمجت جوانبه * واهتز من قرنه إلى قدمه
أشتاقه من قرى العراق على * تباعد الدار وهو في شامه
أحبب الينا بدار علوة من * بطياس والمشرفات من أكمه
بساط روض تجري منابعه * في مرحجن الغمام منسجمه
يفضل في آسه ونرجسه * نعمان في طلحه وفي سلمه
هل أرد العذب من مناهله * أو أطرق النازلين في خيمه
متى تسل عن بني ثوابة يخبر * ك السحاب المحبوك عن ديمه
تبل من محلها البلاد بهم * كما يبل المريض من سقمه
أقسمت بالله ذي الجلالة والعز * ومثلي من برفي قسمه
وبالمصلى ومن يطوف به * والحجر المبتغى ومستلمه
إذا اشرأبوا له فملتمس * بكفه أو مقبل بفمه
ان المعالي سلكن قصد أبي * العباس حتى عددن من شيمة
معظم لم يزل تواضعه * لآمليه يزيد في عظمه
ما السيف عضبا يضئ رونقه * أمضى على النائبات من قلمه
حامى على المكرمات مجتهدا * جهد المحامي عن ماله ودمه
كان له الله حيث كان ولا * اخلاه من طوله ومن نعمه
قال: فلم يزل أبي يصله بعد ذلك اه‍ وهذه القصائد لم يذكر
منها أبو الفرج الا أوائلها.
قال ياقوت: وقيل لابن ثوابة: قد تقلد إسماعيل بن بلبل الوزارة!
فقال إن هذا عجز قبيح من الاقدار! قال الصولي: وكانت بين أبي الصقر
إسماعيل بن بلبل الوزير وبين أبي العباس أحمد بن ثوابة وحشة شديدة ثم
ضرب الدهر من ضربه فرأيت ابن ثوابة قد دخل إلى أبي الصقر بواسط
فوقف بين يديه ثم قال أيها الوزير لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين فقال
له أبو الصقر: لا تثريب عليكم يا أبا العباس! ثم رفع مجلسه وقلده
طساسيج بابل وسورا فزاد في الدعاء له فما زال واليا إلى أن توفي. وحكى
ياقوت في معجم الأدباء عن أبي حيان في كتاب الوزيرين بسنده عن
أحمد بن الطيب ان صديقا لأبي العباس أحمد بن ثوابة الكاتب يكنى أبا
عبيدة قال له: انك ذو أدب وفصاحة فلو أكملت فضلك بمعرفة البرهان
القياسي والأشكال الهندسية وقرأت أقليدس! فقال وما أقليدس؟ قال رجل
من علماء الروم وضع كتابا فيه أشكال كثيرة فاتاه برجل يقال له قويري
مشهور فاتى اليه مرة ولم يعد، فكتب إليه أحمد بن الطيب اتصل بي
جعلت فداك ان رجلا من اخوانك أشار عليك بمعرفة القياس البرهاني
وأحضر لك رجلا كان غاية في سوء الأدب، واماما من أئمة الشرك
لاستغرارك واستغوائك فأحببت اعلامي ذلك على كنهه فكتب اليه ابن
ثوابة: الأمر كما بلغك ان أبا عبيدة لعنه الله بنحسه اغتالني ليكلم ديني من
حيث لا اعلم وينقلني عما اعتقده من الايمان بالله عز وجل وبرسوله ص
موطدا إلى الزندقة بسوء نيته بالهندسة فاتى بشيخ ديراني شاخص النظر
طويل مشذب محزوم الوسط فاخذ مجلسه ولوى أشداقه فقلت بلغني ان
عندك معرفة من الهندسة فهلم أفدنا شيئا منها فقال أحضرني دواة وقرطاسا
فأحضرتهما فاخذ القلم ونكت نكتة نقط منها نقطة وقال هذه شئ لا جزء
له فقلت أضللتني ورب الكعبة وما الشئ الذي لا جزء له قال البسيط
قلت: وما الشئ البسيط قال: كالله وكالنفس قلت: انك من الملحدين
أتضرب لله الأمثال والله تعالى يقول ولا تضربوا لله الأمثال ان الله يعلم
وأنتم لا تعلمون ونظرت إلى امارات الغضب في وجوه الحاضرين فقلت ما
غضبكم لرجل يشرك بالله فقال لي رجل منهم انسان حكيم فغاظني قوله
فقال لي آخر ان عندي مسلما يتقدم أهل هذا العلم فاتاني برجل قصير
دحداح آدم مجدور الوجه أخفش العينين أجلح أفطس فقلت: ما اسمك قال:
اعرف بكنيتي أبو يحيى فتفألت بملك الموت ع وقلت اللهم إني
أعوذ بك من الهندسة اللهم فاكفني شرها فإنه لا يصرف السوء الا أنت
وقرأت الحمد والتوحيد والمعوذتين وقلت هلم أفدنا شيئا من هندستك فقال
أحضرني دواة وقرطاسا فقلت أ تدعو بالدواة والقرطاس وقد بليت متهما ببلية
قال وكيف كان ذلك قلت إن النصراني نقط نقطة كأصغر من سم الخياط
وقال إنها معقولة كربك الأعلى فوالله ما عدا فرعون وكفره فقال إني أعفيك
من النقطة لعن الله قويري وما كان يصنع بالنقطة وقد بلغت أنت ان تعرف
النقطة فقلت استجهلتني ورب الكعبة وقال لغلامه ائتني بالتخت فاتاه به ثم
اخرج من كمه ميلا عظيما فقلت ان امرك لعجيب ولم أر أميال المتطببين
كميلك قال لست بمتطبب ولكن أخط به الهندسة على هذا التخت فقلت
أتخط على تخت بميل لتميل بي إلى الكذب باللوح المحفوظ قال لست أذكر
لوحا محفوظا ولكن أخط فيه الهندسة وأقيم عليها البرهان قلت له أخطط
فاخذ يخط وقلبي يجب وجيبا وقال إن هذا الخط طول بلا عرض فتذكرت
صراط ربي المستقيم وقلت له والله ما خططت الخط وأخبرت انه طول بلا
عرض الا ضلة بالصراط المستقيم لتزل قدمي عنه أعوذ بالله وأبرأ اليه من
الهندسة وأمرت بسحبه فحسب وأخذت قرطاسا وكتبت يمينا مغلظة ان لا
انظر في الهندسة وأكدت بمثل ذلك على عقبي وعقب أعقابهم لا تنظروا فيها
ولا تتعلموها ما دامت السماوات والأرض انتهى باختصار.
ثم قال ياقوت قال عبد الله الفقير مؤلف هذا الكتاب لا شك ان
أكثر ما في هذه الرسالة مفتعل مزور وما أظن برجل مثل ابن ثوابة وهو
بمكانة من العلم بحيث تلقى اليه مقاليد الخلافة فيخاطب عنها بلسانه
القاصي والداني ويرتضيه العقلاء والوزراء بحيث لا يرون له نظيرا في زمانه
في براعة لسانه تولى كتابة الإنشاء السنين الكثيرة ان يكون منه هذا كله
ولكن عسى ان يكون منه ما كان من ابن عباد وهو الذي ساق أبو حيان
خبر ابن ثوابة لأجله وهو قوله كان ابن عباد يسب أصحاب الهندسة ويقول
جاءني بعض هؤلاء الحمقى فاثبت خمسة وعشرين وخط خطا ووضع شكلا
(٩٠)

وزعم أنه يعمل برهانا على ذلك فقلت له كنت اعرف ان هذا خمسة
وعشرين ضرورة وقد شككت الآن وهذا هو الخسار. ومثل هذا لا يبعد ان
يقول مثله من لم يتدرب بهذه الصناعة فاما ما تقدم من حديث ابن ثوابة فهو
غاية في التجلف والرجل كان اجل من ذلك وانما اتي اما من جهة أحمد بن
الطيب لأنه كان فيلسوفا وكان ابن ثوابة متعجرفا فاخذ يسخر منه ليضحك
المعتضد فان أحمد بن الطيب كان من جلساء المعتضد واما ان يكون أبو حيان
جرى على عادته في وضع ما أكثر من وضعه من مثل ذلك والله أعلم
اه‍. أقول لا ريب في أن هذه الرسالة موضوعة مفتعلة من أبي
حيان أو ابن الطيب وتركنا منها أشياء كثيرة غير ما ذكرناه غاية في السخافة،
والاختلاق عليها كالذي ذكرناه منها ظاهر كما أن ما نسب إلى ابن عباد
الظاهر أنه موضوع مفتعل من أبي حيان على عادته فابن عباد في علمه
وفضله اجل شانا من أن يجهل فوائد علم الهندسة ويسب أصحابها وينسبهم
إلى الحمق وما نفى ياقوت عنه البعد هو في غاية البعد.
مؤلفاته قال ابن النديم في الفهرست وياقوت في معجم الأدباء ان لصاحب
الترجمة من التصانيف كتاب رسائل مجموع كتاب رسالته في الكتابة والخط.
شئ من انشائه
قال ابن النديم كان أبو العباس من الثقلاء البغضاء وله كلام مدون
مستهجن مستثقل منه: علي بماء الورد أغسل فمي من كلام الحاجم.
ومنه: لما رأى أمير المؤمنين الناس قد تدارسوا وتدقلموا وتذروروا
تدسقن.
قال ياقوت ومن كلام أبي العباس: من حق المكاتبة ان يسبقها انس
وينعقد قبلها ود ولكن الحاجة أعجلت عن ذلك فكتبت كتاب من يحسن
الظن إلى من يحققه.
قال ومن فصل له إلى عبيد الله بن سليمان وزير المعتضد: لم
يؤت الوزير من عدم فضيلة ولم أؤت من عدم وسيلة ولم أزل أترقب ان
يخطرني بباله ترقب الصائم لفطره وأنتظره انتظار الساري لفجره إلى أن برح
الخفاء وكشف الغطاء وشمت الأعداء وان في تخلفي وتقدم المقصرين لآية
للمتوسمين والحمد لله رب العالمين.
وقال ياقوت: وكتب أحمد بن محمد بن ثوابة إلى إسماعيل بن بلبل
حين صاهر الناصر لدين الله الموفق بالله: بسم الله الرحمن الرحيم بلغني
للوزير أيده الله نعمة زاد شكرها على مقادير الشكر كما أربى مقدارها على
مقادير النعمة فكان مثلها قول إبراهيم بن العباس:
بنوك غدوا آل النبي وأورثوا * الخلافة والحاوون كسرى وهاشما
وانا اسال الله تعالى ان يجعلها موهبة ترتبط ما قبلها وتنتظم ما بعدها
وتصل جلال الشرف حتى يكون أعزه الله على سادة الوزراء موفيا ولجميل
العادة مستحقا ولمحمود العاقبة مستوجبا وان يلبس خدمه وأولياءه من هذه
الحلل العالية ما يكون لهم ذكرا باقيا وشرفا مخلدا.
٣١١: السيد أحمد بن السيد محمد الجزائري
في تحفة العالم حاد الذهن معتدل السليقة قرأ على عمه السيد عبد الله
فكان من مقدمي تلامذته وكان يكتب الخط النسخ الجيد في الغاية توفي في
شبابه قبل استكماله الكمالات ولو بقي لكان أحد الأفاضل الاعلام له ولد
واحد وهو السيد عبد الغفور.
٣١٢: الشريف أحمد بن محمد بن جعفر بن الحسن بن عمر بن
علي بن حسين بن علي بن أبي طالب.
في مقاتل الطالبيين: حمله محمد بن ميكال مع أبيه إلى نيسابور فمات
أبوه قبله وتوفي هو بعده في أيام المعتمد اه‍.
٣١٣: الشريف النقيب امين الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسيني.
أحد نقباء حلب من آل زهرة وعلمائها وأحد مشايخ الرواية يروي
عنه السيد أبو حامد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني ابن أخي السيد أبي
المكارم حمزة بن علي الحسيني صاحب الغنية ويروي هو عن القاضي أبي
الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة والمترجم هو خال والد أبي
حامد المذكور ذكره أبو حامد في صدر كتاب الأربعين حديثا في حقوق
الاخوان فقال: الحديث الأول أخبرني عمي الشريف الطاهر عز الدين أبو
المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني وخال والدي الشريف النقيب امين
الدين أبو طالب أحمد بن محمد بن جعفر الحسيني رضي الله عنه قراءة عليهما
قالا: أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة
الخ وقد علم من ذلك أنه في طبقة السيد أبي المكارم حمزة بن زهرة صاحب
الغنية المتوفى سنة ٥٨٥ ومن العلماء ومن مشايخ الإجازة ولعله هو المذكور
بعده لأنه في طبقته ويمكن تعدد كنيته.
٣١٤: الشريف المرتضى أبو الفتوح عز الدين أحمد بن أبي طالب محمد بن
جعفر بن زيد بن جعفر بن أبي إبراهيم محمد بن أحمد بن محمد بن
الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ع العلوي
الحسيني الإسحاقي الحلبي نقيب الاشراف بحلب.
ولد بحلب سنة ٥٧٩ وتوفي فيها فجأة ليلة الخميس ١٦ شوال سنة
٦٥٣ وترك ثلاثة أيام حتى تيقنوا موته ثم دفن في مدرسته التي أنشأها بحلب
في أعالي جبل الجوشن ودرس بها.
عن مختصر تاريخ الاسلام للذهبي أنه كان صدرا رئيسا وافر الحرمة
وهو الذي شهر ابن العود لما تكلم على الصحابة سمع من النسابة أبي
محمد بن أسعد الحراني والافتخار الهاشمي وأبي محمد بن علوان وأجاز له
يحيى الثقفي وحدث بدمشق وحلب، روى عنه الدمياطي وغيره وروى عنه
بالثغر البرهان وعن كنوز الذهب في تاريخ حلب لأبي ذر أحمد بن إبراهيم
الشافعي: أنه تولى نقابة الطالبيين بحلب بعد موت أخيه ثم عزله الظاهر
غازي وولاها شمس الدين أبا علي بن زهرة ثم أن أتابك ولاه الحسبة بحلب في أيام العزيز محمد حتى مات أبو علي بن زهرة فولاه نقابة الطالبيين
ثم ولي مضافا إليها نقابة العباسيين في دولة الناصر يوسف وهو شهير الترجمة
كثير المناقب والمفاخر سني الاعتقاد من نسل أبي بكر الصديق من جهة الأم
اه‍ ومع قول الذهبي انه شهر ابن العود لتشيعه وتصريح صاحب كنوز
الذهب بتسننه فلسنا نعتقد ذلك ولا نخال الرجل إلا شيعيا على مذهب
(٩١)

أجداده وأهل بيته بني زهرة الذين كانوا كلهم شيعة، ويرشد إلى ذلك ما
عن الدر المنتخب بعد ذكره لهذه المدرسة أي مدرسة النقيب المذكور المشار
إليها آنفا في المدارس الحنفية: هذا القول من ابن شداد يقتضي أن
الشريف المذكور كان حنيفا إذ صريحه أن المدرسة المذكورة من مدارس
الحنفية التي بظاهر حلب ولم يعرف أن الشريف المذكور كان حنفيا ولا أحد
من أهل بيته والله أعلم اه‍ أي ولا على مذهب آخر من باقي المذاهب
الأربعة بدليل قوله ولا أحد من أهل بيته لاشتهارهم بالتشيع كالنور على
الطور وأما تشهيره للشيخ نجيب الدين بن العود الآتي في حرب النون
انشء فلا نخاله واقعا بالصورة التي نقولها وكيف يتصور ان سيدا
صحيح النسب يشهر من يوالي أجداده الطاهرين ويفضلهم ويقدمهم على
كل أحد ولو فرض أنه تجرأ على بعض الصحابة، والذي نخاله أن هذا
الرجل تفوه امام النقيب بما لا يرضاه عامة الحلبيين فزجره النقيب وربما بالغ
في زجره ليدفع التهمة عن نفسه وليحفظ دمه والخوف قد يبعث على أكثر
من هذا فلم يقنع له العامة بدون التشهير وسكت النقيب عن فعلهم خوفا
أن يجري عليه ما جرى على ابن العود، فنسب ذلك اليه والله أعلم باسرار
عباده.
ومن شعر النقيب فيما نسبه اليه الصلاح الصفدي في المحكي عن
تاريخه المرتب على السنين قوله:
كيف السبيل إلى خل أصاحبه * يرعى المودة في حلي وترحالي
لي عنده مثلما عندي له وله * حفظ الوداد بترك القيل والقال
ومن شعره في المستعصم العباسي:
امام لنا يهدي إلى منهج الهدى * ويوضح من أدياننا كل مشكل
إذا عجزت أفهامنا عن صفاته * عدلنا إلى آي الكتاب المنزل
٣١٥: أحمد بن محمد بن جعفر أبو علي الصولي البصري أستاذ الشيخ المفيد
الصولي بضم الصاد المهملة نسبة إلى صول اسم رجل.
في الفهرست: أحمد بن محمد بن جعفر أبو علي الصولي بصري
صحب الجلودي عمره وقدم بغداد سنة ٣٥٣ وسمع منه الناس وكان ثقة في
حديثه مسكونا إلى روايته، وله كتب منها كتاب اخبار فاطمة ع
كتاب كبير أخبرنا به أحمد بن عبدون عن محمد بن موسى أبي الفرج قال
سمعته منه املاء وأخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان عن
أحمد بن محمد بن جعفر الصولي بجميع رواياته وقال الشيخ في رجاله فيمن
لم يرو عنهم ع أحمد بن محمد بن جعفر أبو علي الصولي
كان صاحب الجلودي روى الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
عنه اه‍ وقال النجاشي أحمد بن محمد بن جعفر أبو علي
الصولي بصري صحب الجلودي عمره وقدم بغداد سنة ٣٥٣ وسمع الناس
منه وكان ثقة في حديثه مسكونا إلى روايته غير أنه قيل إنه يروي عن
الضعفاء له كتاب اخبار فاطمة ع كان يروي عنه أبو الفرج
محمد بن موسى القزويني اه‍ وينقل ابن شهرآشوب في المناقب عن
كتابه المذكور. وفي مشتركات الكاظمي يعرف أحمد بن محمد بن جعفر أبو
علي الصولي الثقة برواية محمد بن محمد بن النعمان عنه وروى عنه أيضا
محمد بن موسى القزويني. ٣١٦: أبو القاسم أحمد بن محمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن
زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
في بعض التواريخ الفارسية مما غاب عني اسمه والظاهر أنه تاريخ قم
تعريبه: هو جد أبي القاسم الرازي أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد وهو
من السادات الذين انتقلوا من طبرستان إلى قم وتوطن بقم وحكى أبو
القاسم احمد المترجم ان جده أحمد بن محمد المترجم كان محبوسا ببغداد لمال
كان في ذمته، فتحيل وهرب وأتى طبرستان إلى عند الداعي الحسن بن زيد
للقرابة التي بينهما فبقي هناك إلى أن قتل العلوية واخذ الحسن بن زيد
فخرج من طبرستان وتوجه إلى قم، فخرج عليه اللصوص في الطريق
وأخذوا جميع ما معه فلما ورد قما أكرمه العرب الذين فيها وأظهروا نحوه تمام
الشفقة فلما رأى ذلك أقام بقم فلما بلغ ذلك الحسن بن زيد كتب إلى أهل
قم أن أبا القاسم جاء إلى قم بغير إذن مني فارسلوه إلي شاء أو أبى فلما
وصل الكتاب إلى أهل قم عرضوه على أبي القاسم فقال اذهب اليه فاجتمع
العرب بمسجد سهل بن اليسع بميدان اليسع وكان أبو القاسم نازلا في دار
هناك فأرسلوا اليه فحضر فقالوا إن حقوق هذا العلوي قد وجبت علينا
وحرمته وذمته قد لزمتنا حيث التجأ إلينا فجمعوا له أموالا كثيرة من نقد
وعروض ودواب وغيرها وروى أبو علي عبديل عن أبيه: أنهم أرسلوا معه
جماعة ليوصلوه إلى محل الأمن وأخذ معه تلك الأموال فلما وصل أبو القاسم
إلى عند الحسن بن زيد وأخبره بما صنعه معه أهل قم من البر والاكرام
ارسل يشكرهم، ثم استأذن أبو القاسم الحسن بن زيد بالعود إلى قم
فأذن له فعاد إليها وتوطنها وتزوج هناك ثم عاد إلى طبرستان وتوفي بها وولد
له بطبرستان طاهر وعباس وعيسى وجعفر وحمزة، وأبو الحسن عيسى ابن
المترجم صار ذا ثروة عظيمة ثم عاد إلى الري فلما وصل إلى الخرار توفي سنة
٣٧٠.
٣١٧: الشريف أحمد بن محمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري
في مقاتل الطالبيين: إنه قتل في حرب كانت بين الجعفريين
والعلويين هو وأخوه صالح.
٣١٨: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة
توفي سنة ٣٤٩
ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال: أحد البلغاء الفهماء و أرباب
الاتساع في علم البلاغة، ولي ديوان الرسائل بعد أبيه محمد بن جعفر في
سنة ٣١٢ في أيام المقتدر ولم يزل على ديوان الرسائل إلى أن مات وهو متوليه
في أيام معز الدولة فولي ديوان الرسائل بعده أبو إسحاق الصابي. حدث أبو
الحسين علي بن هشام الكاتب قال سمعت الوزير أبا الحسن علي بن عيسى
يقول لأبي عبد الله أحمد بن محمد بن محمد بن جعفر بن ثوابة ما قال أما
بعد أحد على وجه الأرض اكتب من جدك وكان أبوك أكتب منه وأنت
اكتب من أبيك، قال أبو علي المحسن التنوخي وقد رأيت أنا أبا عبد الله
هذا في سنة ٤٠٩ وإليه ديوان الرسائل وكان نهاية في حسن الكلام والكتبة
اه‍ وذكره ياقوت أيضا في معجم الأدباء في أثناء ترجمة عم أبيه أبي
العباس أحمد بن محمد بن ثوابة المتقدم فقال وأبو الحسين محمد بن جعفر بن
ثوابة وابنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن جعفر له أيضا ديوان رسائل وهو
آخر من بقي من فضلائهم اه‍.
(٩٢)

٣١٩: الآقا أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد علي بن الآقا البهبهاني
كان عالما فاضلا له مؤلفات كثيرة منها مرآة الأحوال.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى ما يلي:
كتب الينا السيد شهاب الدين بما صورته: كان هذا الرجل من
نوابغ عصره في الفقه والأصولين والرياضيات والفلسفة والعرفان والعلوم
الغريبة والشعر والكتابة تلمذ لدى العلامة بحر العلوم وصاحب الرياض
والمقدس البغدادي صاحب المحصول والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
وغيرهم ويروي عنهم ورأيت إجازة سيدنا المحسن الكاظمي له وتاريخها
١٢١٧ وإجازة صاحب الرياض له كانت في تلك السنة ويروي عن صاحب
القوانين أيضا وعن المولى حمزة القابني نزيل طبس الذي كان من تلامذة
العلامة السيد ميرزا مهدي الشهيد الخراساني، ولد الآقا احمد ببلدة
كرمانشاهان في شهر محرم الحرام ١١٩١ ودخل الهند سنة ١٢١٩ وجعل
يجول في بلدانها إلى أن دخل بلدة مرشدآباد سنة ١٢٢٤ ثم خرج منها إلى
عظيم آباد وأقام بها وهو الذي أسس إقامة صلاة الجمعة على طريقة الامامية
بها ولم تكن تقام بها قبل. وقد أرخ ذلك العلامة الفاضل السيد مهدي علي خ
ان بن المحسن بن السيد غلام حسين مؤلف سيرة المتأخرين في تاريخ
السلاطين بقوله من قصيدة:
از بس بوجد آمده تاريخ اين نماز * كفتند انس وجان بك قد قامت الصلاة - ١٢٢٤
وألف أكثر كتبه زمن اقامته بالهند وتآليفه كثيرة نفيسة منها: الكتاب
الوحيد الذي سماه مرآة الأحوال وهو كتاب ألفه في الهند وأهداه إلى محمد
علي ميرزا بن السلطان فتح علي شاه القاجاري ورتبه على جزءين فرع من
تأليف الجزء الأول سنة ١٢٢٣ وذكر فيه تراجم ذرية المولى المجلسي
والوحيد البهبهاني وأقربائهما السببيين والنسبيين قال فيه اني أول من ابتكر
جدولا لذكر اقسام الشكوك الواقعة في الصلاة وأحكامها. ومن تآليفه
كتاب قوت من لا يموت في الفقه فرع منه في لكهنو، وكتاب الدرة الغروية
في أصول الفقه صنفه في النجف الأشرف، وشرح على النافع كتبه زمن
اقامته ببلدة قم المشرفة، والمحمودية وهي تعليقة على الصمدية لشيخنا
البهائي، وتنبيه الغافلين في الذب عن بعض علمائنا المتهمين بالتصوف
واثبا ت براءتهم من ذلك كالفيض، وشرح على خلاصة البهائي، وتعليقة
على تفسير القاضي البيضاوي، وتفسير كبير وغيرها. وعندي بعضها بخطه
الشريف وعلى ظهره تواريخ ولادة أولاده الكرام كالآقا محمد إبراهيم العلامة
المشهور والآقا محمود العلامة العارف والآقا محمد وغيرهم وقد رتبت مشجرة
لذرية المولى الوحيد البهبهاني وذكرت تراجمهم فيها على سبيل الاجمال.
٣٢٠: أحمد بن محمد بن جعفر بن هبة الله أبي البقاء محمد بن نما الحلي
في أمل الآمل: أحمد بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي كان
فاضلا صالحا يروي عن أبيه عن جده اه‍ والظاهر أن هبة الله لقب
والد جعفر واسمه محمد وكنيته أبو البقاء وبنو نما طائفة كبيرة في الحلة
فيهم العلماء والفقهاء والمحدثون منهم نجم الدين جعفر بن محمد بن
جعفر بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما وكأنه ابن ابن أخي المترجم
ومنهم محمد بن نما تلميذ ابن إدريس، والظاهر أنه هو هبة الله جد
والد المترجم ويحتمل كونه الآتي بعده ومنهم نجيب الدين محمد بن
جعفر بن محمد بن نما أستاذ المحقق وأستاذ والد العلامة وتلميذ ابن إدريس
على احتمال وكأنه والد المترجم ومنهم محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما
والد المترجم ومنهم ابنه أحمد بن محمد بن جعفر صاحب الترجمة
ومنهم جعفر بن هبة الله جد المترجم ومنهم أبو محمد الحسن بن
أحمد بن محمد بن جعفر بن هبة الله أستاذ الشهيد ومنهم جعفر بن
محمد بن جعفر أخو المترجم ومنهم شمس الدين محمد بن جعفر بن نما
المعروف بابن الإبريسمي ومنهم علي بن علي بن نما ومنهم نما جد
الكل.
٣٢١: أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد أبو جعفر المصري
توفي ليلة عاشورا سنة ٢٩٢ وله بضع وثمانون سنة.
في ميزان الاعتدال قال ابن عدي كذبوه وأنكرت عليه أشياء.
قلت: فمن أباطيله رواية الطبراني وغيره عنه حدثنا حميد بن علي العجلي
الكوفي واه ثنا ابن لهيعة عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
مرفوعا: قالت الجنة يا رب أ ليس وعدتني ان تزينني بركنين قال أ لم أزينك
بالحسن والحسين فماست الجنة كما تميس العروس اه‍ وفي لسان
الميزان: قال ابن حاتم سمعت منه بمصر ولم احدث عنه لما تكلموا فيه،
وقال ابن يونس كان من الحفاظ وأهل الصنعة وقال مسلمة حدثنا عنه غير
واحد وكان ثقة عالما بالحديث ومن الرواة عنه محمد بن أبي بكر البزار
وعبد الله بن جعفر بن الورد ومحمد بن الربيع الجيزي وأبو طالب أحمد بن
نصر الحافظ وجعفر بن محمد الخلدي وأحمد بن اسامة التجيبي وعمر بن
عبد العزيز بن دينار وآخرون وحمل القراءة ابن شنبوذ عنه أحمد بن صالح
عن ورش وغيره عن يحيى بن سليمان عن أبي بكر بن عياش اه‍، ومن
ذلك قد يستظهر تشيعه ونقول لابن حجر إذا كانت الجنة لا تزين بالحسنين
سبطي الرسول وريحانيته ولا تميس لذكرهما! فبمن تزين؟ أ بيزيد بن
معاوية! أم بالحجاج أمير بني مروان! أم بالوليد والله المستعان.
٣٢٢: الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلي
مر بعنوان الشيخ الامام جمال الدين أبو العباس أحمد بن الحداد
الحلي. وكان ذلك قبل اطلاعنا على أن اسم أبيه محمد وقلنا هناك أنه يروي
العلويات السبع عن ناظمها عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني
وان الشهيد محمد مكي يرويها عن شيخه فخر الدين عن والده جمال الدين
عن جده سديد الدين يوسف عن أحمد بن الحداد الحلي عن الناظم عز
الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المدائني. ثم أطلعنا على أن اسمه أحمد بن
محمد فذكرناه هنا.
في أمل الآمل: الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد عالم فقيه
من مشايخ ابن معية اه‍ ووجد بخط الشهيد الأول عن الشيخ جمال
الدين المذكور ما صورته قرأ الكسائي القرآن على حمزة وقرأ حمزة على أبي
عبد الله الصادق وقرأ على أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أمير
المؤمنين علي ع. وفي إجازات البحار: فائدة في طريق رواية الشهيد لقراءة القرآن
والشاطبية وجدتها بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد
إلى أن قال: قال جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد الحلي قرأت القرآن
على السيد جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن ناصر بن حماد الحسيني
(٩٣)

الغروي برواية أبي بكر عاصم بن أبي النجود بن بهدلة الحفاظ الكوفي برواية
راوييه أبو بكر وحفص بن سليمان بن مغيرة البزاز الكوفي وبرواية الكسائي
وراوييه وقال قرأت بهما القرآن الكريم من فاتحته إلى خاتمته على السيد رضي
الدين أبي عبد الله الدوري وأبي الحارث الليث بن غالب البغدادي
الحسين بن قعارة مزروح الحسيني الرازي المقري قال: قرأت بهما على
مشايخ منهم أبو حفص عمر بن معنى الزبري الضرير امام مسجد رسول
الله ص بالروضة وقرأ بهما على المحدث أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف
القرطبي وقرأ بهما على أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد الضرير المالقي
المعروف بابن الغماد وقرأ بهما على أبي محمد عبد الله بن سهل وعلى الخطيب
أبي القاسم خلف بن إبراهيم بن الحصاد القرطبي قال: قرأنا بهما على أبي
عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني بطريقة المذكور في التيسير وقرأ
عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ على أمير
المؤمنين ص وقرأ على رسول الله ص وقرأ الكسائي
أيضا على حمزة وقرأ حمزة على الصادق ع وقرأ على أبيه وقرأ على
أبيه وقرأ على أبيه وقرأ على أمير المؤمنين ع وقرأ على رسول الله
ص يروي ابن الحداد الشاطبية عن ابن حماد عن ابن قتادة عن جعفر بن
عمر الزبري الضرير عن شيخه أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف
القرطبي عن ناظمها. ٣٢٣: أبو علي أحمد بن محمد بن الحسن الأصبهاني المعروف بالامام المرزوقي
توفي في ذي الحجة سنة ٤٢١.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي أبو علي من أهل
أصبهان كان غاية في الذكاء والفطنة وحسن التصنيف وإقامة الحجج وحسن
الاختيار وتصانيفه لا مزيد عليها في الجودة. قال الصاحب بن عباد فاز
بالعلم من أصبهان ثلاثة حائك وحلاج واسكاف، فالحائك هو المرزوقي
والحلاج أبو منصور بن ماشدة والإسكاف أبو عبد الله الخطيب بالري
صاحب التصانيف في اللغة قال ووجدت في مجموع بخط بعض فضلاء
العجم نقلت من خط الأبيوردي: أبو علي المرزوقي صاحب شرح الحماسة
والهذليين قرأ على أبي علي يعني الفارسي وهو يتفاصح في تصانيفه كابن
جني وكان معلم أولاد بني بويه بأصبهان ودخل اليه الصاحب فما قام له فلما
أفضت الوزارة إلى الصاحب جفاه اه‍ معجم الأدباء وعن ابن
شهرآشوب في معالم العلماء أنه قال كان فاضلا كاملا أديبا ماهرا شاعرا مجيدا
من شعراء أهل البيت ع اه‍ ولكن الذي وجدته في معالم
العلماء في عدة نسخ انه ذكر في شعراء أهل البيت من أصحاب الأئمة
ع وغيرهم الأديب المرزوقي لم يزد على ذلك ولا يخفى أنه ليس من أصحاب الأئمة ع بل من غيرهم.
تشيعه
يدل عليه عد ابن شهرآشوب له في شعراء أهل البيت وذكره له في
كتابه الموضوع لذكر علماء الشيعة ولم أجد من صرح بتشيعه غيره ويرشد إلى
تشيعه ما مر عن معجم الأدباء من أنه كان معلم أولاد بني بويه بأصفهان
فإنه يبعد أن يجعل بنو بويه المتصلبون في التشيع معلما لأولادهم غير شيعي
ويرشد اليه أيضا ما عن طبقات النحاة عن ابن منده أنه قال قدم أصبهان
فتكلم فيه من قبل مذهبه اه‍ فان عادتهم التكلم فيمن مذهبه التشيع
وطبقات النحاة هذه غير بغية الوعاة إذ ليس فيها هذا الكلام.
مشايخه
في معجم الأدباء كان قد قرأ كتاب سيبويه على أبي علي الفارسي
وتلمذ له بعد أن كان رأسا بنفسه اه‍ قلت وهو يدل كبر عقله فبعد ما
كان رأسا بنفسه تتلمذ على غيره ليزداد علما وكمالا.
تلاميذه
في معجم الأدباء عن أبي زكريا يحيى بن منده أنه قال كتب عنه سعيد
البقال وأخرجه في معجمه.
مؤلفاته
قال ياقوت له من الكتب ١ شرح الحماسة أجاد فيه جدا وقال
وجدت خطه على شرح الحماسة من تصنيفه وقد قرئ عليه في شعبان سنة
٤١٧ قلت وفي حديقة الأفراح انه أحسن شروحها وقد قيل في وصف
الشرح المذكور:
كتاب لو تأمله ضرير * لعادت مقلتاه بلا ارتياب
ولو قد مر حامله بقبر * لكان الميت حيا في التراب
٢ شرح المفضليات ٣ شرح الفصيح ٤ شرح أشعار هذيل
٥ كتاب الأزمنة والأمكنة قلت بحث فيه عن الزمان والمكان والكواكب
والبروج مستشهدا باشعار العرب مطبوع ٦ شرح الموجز في النحو ٧
شرح النحو.
٣٢٤: الميرزا احمد العطار ابن محمد حسن الأفشاري الأرومي
له رسالة في الفلاحة فارسية كتبها بالتماس الميرزا شريف الطبيب
الدامغاني في سنة ١٢٨٩ ه‍
٣٢٥: أحمد بن محمد بن الحسن الحلبي المعروف بالصنوبري
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي.
٣٢٦: السيد أبو طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن زهرة وفي أمل الآمل
: السيد أبو طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي
كان فاضلا عالما جليلا من مشايخ شيخنا الشهيد اه‍ وهو الآتي
بعنوان ابن محمد بن محمد كما ذكرناه وفي نسخة الأمل المطبوعة الميسي بدل
الحلبي لكن في نسخة مخطوطة الحلبي. ومن الطريف ان بعض المعاصرين
بنى على نسخة الميسي وفسر ميس بأنها من قرى جبل عامل وغاب عنه ان
صاحب الأمل ذكر ذلك في القسم الثاني من كتابه الخاص بغير جبل عامل
ووقع له نظير ذلك في الوهركيسي فظن أنه منسوب إلى قرية من قرى جبل
عامل ولم يتفطن إلى أنه مذكور في القسم الثاني.
٣٢٧: أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشي البرذعي
في التعليقة: من المشايخ الذين يروون عن الحسن بن سعيد وربما
يظهر مما ذكر في ترجمته اعتماد ابن نوح عليه حيث ذكر الطرق إلى كتابه ولم
يتأمل فيها غير ما رواه الحسن بن حمزة عن أبي العباس عنه اه‍.
(٩٤)

٣٢٨: أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي
مات في صفر سنة ٤١٧
في لسان الميزان: الستيتي بمهملة ثم مثناتين مصغرا نسبة إلى
ستيتة مولاة يزيد بن معاوية حدث عن خيثمة الطرابلسي قال عبد العزيز
الكناني كان يتهم بالتشيع ويتبرأ من ذلك اه‍.
٣٢٩: أبو ذر أحمد بن أبي سورة محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي
روى الشيخ في كتاب الغيبة عن جماعة عن أحمد بن علي الرازي عن أبي ذر أحمد بن
أبي سورة قال وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي
وكان زيديا قال: سمعت هذه الحكاية عن جماعة يروونها عن أبي رحمه الله
ثم ذكر حكاية ذكرناها في ترجمة أبيه حاصلها ان أباه خرج إلى الحير ورأى
شابا حسن الوجه يصلي ورافقه إلى مسجد السهلة وأمره ان يذهب إلى ابن
الزراري علي بن يحيى ويقول له ان يدفع اليه مالا بعلامة ذكرها ففعل
وسأله من أنت فقال انا محمد بن الحسن اه‍ ملخصا قوله وكان زيديا
الظاهر رجوعه إلى احمد لا إلى أبيه ويأتي في ترجمة أبيه انه أيضا كان أحد
مشايخ الزيدية المذكورين ثم قال وفي حديث آخر عنه وزيد فيه. قال أبو
سورة وسألني عن حالي فأخبرته بضيقي الحديث ثم قال: قال أحمد بن علي
وقد روى هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري وعبد الله بن الحسن بن بشر
الخزاز وغيرهما وهو مشهور عندهم اه‍ وقال الشيخ في كتاب الغيبة في
موضع قال أبو غالب أحمد بن محمد الزراري وقد رأيت ابنا لأبي سورة
اه‍ والظاهر أنه المترجم. وفي غيبة الطوسي أيضا أخبرني جماعة عن
أحمد بن محمد بن عياش: حدثني ابن مروان الكوفي حدثني ابن أبي سورة
قال: كنت بالحائر زائرا عشية عرفة فخرجت متوجها على طريق البر فلما
انتهيت إلى المسناة جلست إليها مستريحا ثم قمت امشي وإذا رجل على ظهر
الطريق فقال لي هل لك في الرفقة فقلت نعم فمشينا معا يحدثني وأحدثه
وسألني عن حالي فأعلمته اني مضيق لا شئ معي أو لا في يدي فالتفت إلي
فقال لي إذا دخلت الكوفة فائت أبا طاهر الزراري فاقرع عليه بابه فإنه
سيخرج عليك وفي يده دم الأضحية فقل له يقال لك اعط هذا الرجل
الصرة الدنانير التي عند رجل السرير فتعجبت من هذا ثم فارقني ومضى
لوجهه لا أدري أين سلك ودخلت الكوفة فقصدت أبا طاهر محمد بن
سليمان الزراري فقرعت بابه كما قال لي فخرج إلي وفي يده دم الأضحية
فقلت له يقال لك اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير
فقال سمعا وطاعة ودخل فاخرج إلي الصرة فسلمها إلي فاخذتها وانصرفت
اه‍.
٣٣٠: أحمد بن محمد بن الحسن القطان المعدل المعروف بأبي علي بن عبدويه أو
بابن عبدويه الرازي
من مشايخ الصدوق تروى عنه في كتبه كثيرا مترضيا وقال في كمال
الدين انه كان شيخا كبيرا لأصحاب الحديث ببلد الري ووصفه في الخصال
والأمالي بالمعدل أو العدل وقد يذكر أحمد بن الحسن القطان نسبه إلى جده
وفي بعض النسخ ابن الحسين بالياء وفي بعضها عبدويه بالواو والمثناة التحتية
وفي بعضها عبد ربه والظاهر أنه تصحيف. قال في كمال الدين:
حدثنا احمد بن الحسين القطان المعروف بأبي علي بن عبدويه الرازي وهو
شيخ كبير لأصحاب الحديث ببلد الري وعن الأمالي والخصال أحمد بن
الحسن بغير ياء ابن عبدويه العدل اه‍.
٣٣١: أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي المعروف
بالصنوبري
توفي سنة ٣٣٤
مرار بميم مفتوحة وراء مشددة وألف وراء والضبي بالضاد
المعجمة المفتوحة والباء الموحدة المشددة والياء آخر الحروف نسبة إلى ضبة أبو قبيلة
والصنوبري بصاد مهملة ونون وباء موحدة مفتوحات وراء منسوب إلى
الصنوبر شجر معروف. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق انه سئل
الصنوبري عن سبب نسبه جده إلى
الصنوبر حتى صار معروفا به فقال كان
جدي الحسن صاحب بيت حكمة من بيوت حكم المأمون فجرت له بين
يديه مناظرة فاستحسن كلامه وحدة مزاجه وقال إنك لصنوبري الشكل
يريد بذلك الذكاء وحدة المزاج اه‍ وقال السمعاني في الأنساب: هذه
النسبة إلى الصنوبر وظني انها شجرة والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن
محمد الصنوبري.
أقوال العلماء فيه
كان الصنوبري شاعرا مجيدا مطبوعا مكثرا، وكان عالي النفس ضنينا
بماء وجهه عن أن يبذله في طلب جوائز ممدوح صائنا لسانه عن الهجاء يقول
الشعر تأدبا لا تكسبا، مقتصرا في أكثر شعره على وصف الرياض
والأزهار، وهو من فحول الشعراء ومن جملة من كان منهم بحضرة سيف
الدولة، وكان لا يجارى في وصف الأماكن والأنهار والرياض والأزهار وقد
أكثر في شعره من ذلك وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: انه شاعر محسن
أكثر أشعاره في وصف الرياض والأنوار الأزهار قدم دمشق وله أشعار في
وصفها ووصف منتزهاتها اه‍ وقال السمعاني في الأنساب: الشاعر
المحسن المجيد أبو بكر أحمد بن محمد الصنوبري كان يسكن حلب ودمشق
وأنشد ديوان شعره، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع الغساني
وذكر انه سمع منه من شعره مجلدا اه‍ وفي شذرات الذهب:
الصنوبري الشاعر أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الضبي الحلبي شعره في
الذروة العليا اه‍ وذكره ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات وترجمه
الذهبي فيما حكى عنه. وذكره ابن النديم في الفهرست وقال: جمع ديوانه
الصولي في مقدار مائتي ورقة. وفي معالم العلماء في شعراء أهل البيت
ع من أصحاب الأئمة ع وغيرهم أبو بكر الصنوبري وأورد
في المناقب كثيرا من شعره وفي الطليعة: كان فاضلا باهرا وأديبا شاعرا قدم
العراق ومدح بها الأمراء، وله مع المعري مطارحات اه‍. وفي كتاب
العمدة في صناعة الشعر ونقده لابن رشيق القيرواني في باب المشاهير من
الشعراء: واما أبو الطيب فلم يذكر معه شاعر الا أبو فراس وحده ولولا
مكانه من السلطان لأخفاه وكان الصنوبري والخبرزي مقدمين عليه للسن
ثم سقطا عنه، على أن الصنوبري يسمى حبيبا الأصغر لجودة شعره،
ولقيه المتنبي مرة بالمصيصة أو غيرها فقال له يهزأ به: أنت صاحب
بغادين؟ يريد قصيدته:
شربنا في بغادين * على تلك الميادين
لما فيها من المجون والخلاعة فقال له الصنوبري: أنت صاحب
الطرطبة؟ يريد قصيدته:
ما أنصف القوم ضبه * وأمه الطرطبه
(٩٥)

لما فيها من اللبن والركاكة ولكل كلام وجه وتأويل ومن التمس عيبا
وجده، وقيل بل قال له أنت صاحب جاخا قال نعم! قال أنت شاعر
بلدك يريد قوله في صفة الوعل:
ذاك أم أعصم كان مدرياه * حين عاجا على القذالين جاخا
اه‍ وقال الخوارزمي: من روى حوليات زهير واعتذارات النابغة
وأهاجي الحطيئة وهاشميات الكميت ونقائص جرير وخمريات أبي نواس
وتشبيهات ابن المعتز وزهديات أبي العتاهية ومراثي أبي تمام ومدائح
البحتري وروضيات الصنوبري ولطائف كشاجم ولم يخرج إلى الشعر فلا
أشب الله قرنه اه‍.
تشيعه
لم يشر ابن عساكر وابن شاكر والذهبي والسمعاني وغيرهم ممن ترجمه
إلى تشيعه ولعله لعدم اطلاعهم على شعره الدال على تشيعه، ولذلك لم
يوردوا شيئا من شعره في أهل البيت ع وهو شيعي بلا ريب كما
يدل عليه عد ابن شهرآشوب في المعالم إياه من شعراء أهل البيت كما مر
ومدائحه ومراثيه الكثيرة فيهم ع الآتي بعضها، وأورد ابن
شهرآشوب منها مقطعات في مناقبه.
وفي يتيمة الدهر في ترجمة المتنبي: حكى ابن جني قال حدثني أبو علي
الحسين بن أحمد الصنوبري قال: خرجت من حلب أريد سيف الدولة فلما
برزت من السور إذا انا بفارس ملثم قد أهوى نحوي برمح طويل وسدده
إلى صدري فكدت أطرح نفسي عن الدابة فرقا ثم ثنى السنان وحسر لثامه
فإذا هو المتنبي وأنشدني:
نثرنا رؤوسا بالأحيدب منهم * كما نثرت فوق العروس الدراهم
ثم قال: كيف ترى هذا القول أحسن هو؟ فقلت له ويحك قد
قتلتني! قال ابن جني فحكيت هذه الحكاية بمدينة السلام لأبي الطيب
فعرفها وضحك لها وذكر أبا علي من التقريظ والثناء بما يقال في مثله قال:
وأنشدت أبا علي ليلا قصيدة أبي الطيب التي أولها وا حر قلباه ممن قلبه
شبم فلما وصلت إلى قوله فيها:
وشر ما قنصته راحتي قنص * شهب البزاة سواء فيه والرخم
أعجب به جدا واستعاده حتى حفظه، ومعناه: الشكوى من
مساواته لغيره في العطاء ممن لا يصل إلى درجته في الشعر اه‍.
والظاهر أن هذا ولد الصنوبري المترجم وتوهم معاصر، كتب في
الجزء ٨ ص ٤٨٤ من مجلة المجمع العلمي العربي الدمشقي ترجمة لأبي بكر
أحمد بن محمد بن الحسن الصنوبري صاحب الترجمة نقلها عن مجموع قديم
مخطوط فيه انه توفي سنة ٣٣٤ كما ذكرنا فظن أن المذكور في كلام صاحب
اليتيمة آنفا هو المترجم وان كلام المؤرخين قد اختلف في اسمه واسم أبيه
وبني على ذلك ان تاريخ وفاته المذكور مغلوط لان القصيدة التي أولها وا
حر قلباه هي آخر ما انشده أبو الطيب سيف الدولة سنة ٣٤٦. قلت
وهذا وهم ظاهر فان الذي نقل ابن جني عنه الحكاية هو الحسين بن أحمد
وكنيته أبو علي والمترجم أحمد بن محمد وكنيته أبو بكر. والثاني توفي سنة
٣٣٤ والأول كان حيا سنة ٣٤٦ فكيف يتوهم اتحادهما ويحكم باشتباه
المؤرخين لمجرد ان كلا منهما يعرف بالصنوبري.
أشعاره
حكى صاحب مجلة المجمع عن صاحب المجموع المخطوط الآنف
الذكر الذي هو في ترجمة الصنوبري أنه قال: وجمعت من أشعاره أربعمائة
بيت.
بعض مدائحه ومراثيه في أهل البيت ع
وقال في أمير المؤمنين وابنيه الحسنين ع:
أليس من حل منه في اخوته * محل هارون من موسى بن عمران
صلى إلى القبلتين المقتدى بهما * والناس عن ذاك في صم وعميان
ما مثل زوجته أخرى يقاس بها * ولا يقاس إلى سبطيه سبطان
فمضمر الحب في نور يخص به * ومضمر البغض مخصوص بنيران
هذا غدا مالك في النار يملكه * وذاك رضوان يلقاه برضوان
قال النبي له: أشقى البرية يا * علي ان ذكر الأشقى شقيان
هذا عصى صالحا في عقر ناقته * وذاك فيك سيلقاني بعصيان
ليخضبن هذه من ذا أبا حسن * في حين يخضبها من احمر قاني
نعم الشهيدان رب العرش يشهد لي * والخلق انهما نعم الشهيدان
من ذا يعزي النبي المصطفى بهما * من ذا يعزيه من قاص ومن داني
من ذا لفاطمة اللهفى ينبؤها * عن بعلها وابنها انباء لهفان
من قابض النفس في المحراب منتصب * وقابض النفس في الهيجاء عطشان
نجمان في الأرض بل بدران قد أفلا * نعم وشمسان اما قلت شمسان
سيفان يغمد سيف الحرب ان برزا * وفي يمينهما للحرب سيفان
وله في رثاء الحسين ع:
يا خير من لبس النبوة * من جميع الأنبياء
وجدي على سبطيك وجد * ليس يؤذن بانقضاء
هذا قتيل الأشقياء * وذا قتيل الأدعياء
يوم الحسين هرقت دمع * الأرض بل دمع السماء
يوم الحسين تركت باب * العز مهجور الفناء
يا كربلاء خلقت من * كرب علي ومن بلاء
كم فيك من وجه * تشرب ماؤه ماء البهاء
نفسي فداء المصطلي * نار الوغى اي اصطلاء
حيث الأسنة في الجواشن * كالكواكب في السماء
فاختار درع الصبر حيث * الصبر من لبس السناء
وأبي إباء الأسد إن * الأسد صادقة الاباء
وقضى كريما إذ قضى * ظمآن في نفر ظماء
منعوه طعم الماء لا * وجدوا لماء طعم ماء
من ذا لمعقور الجواد * ممال أعواد الخباء
من للطريح الشلو * عريانا مخلى بالعراء
من للمحنط بالتراب * وللمغسل بالدماء
من لابن فاطمة المغيب * عن عيون الأولياء
وله في الحسين ع:
هل أضاخ كما عهدنا أضاخا * حبذا ذلك المناخ مناخا
يقول فيها:
ذكر يوم الحسين باللطف أودى * بصماخي فلم يدع لي صماخا
(٩٦)

منعوه ماء الفرات وظلوا * يتعاطونه زلالا نقاخا
بأبي عترة النبي وأمي * سد عنهم معاند أصماخا
خير ذا الخلق صبية وشبابا * وكهولا وخيرهم أشياخا
أخذوا صدر مفخر العز مذ * كانوا وخلوا للعالمين المخاخا
النقيون حيث كانوا جيوبا * حيث لا تأمن الجيوب اتساخا
يألفون الطوى إذا ألف الناس * اشتواء من فيئهم واطباخا
خلقوا أسخياء لا متساخين * وليس السخي من يتساخى
أهل فضل تناسخوا الفضل شيبا * وشبابا أكرم بذاك انتساخا
بهواهم يزهو ويشمخ من قد * كان في الناس زاهيا شماخا
يا ابن بنت النبي أكرم به ابنا * وباسناخ جده أسناخا
وابن من وازر النبي ووالاه * وصافاه في الغدير وواخى
وابن من كان للكريهة ركابا * وفي وجه هولها رساخا
للطلى تحت قسطل الحرب ضرابا * وللهام في الوغى شداخا
ذو الدماء التي يطيل مواليه * اختضابا بطيبها والتطاخا
ما عليكم أناخ كلكله الدهر * ولكن على الأنام أناخا
أشعاره في الغزل
قال كان أول شعر قلته وارتضيته قولي:
ما حل بي منك وقت منصرفي * ما كنت الا وديعة التلف
كم قال لي الشوق قف لتلثمه * فقال خوف الرقيب لا تقف
فكان قلبي في زي منعطف * وكان جسمي في زي منصرف
ومما أورد له ابن عساكر وغيره قوله في الغزل:
لا النوم أدرى به ولا الأرق * يدري بهذين من به رمق
ان دموعي من طول ما استبقت * كلت فما تستطيع تستبق
ولي مليك لم تبد صورته * مذ كان الا صلت له الحدق
نويت تقبيل نار وجنته * وخفت أدنو منها فاحترق
وقوله:
تزايد ما ألقى فقد جاوز الحدا * وكان الهوى مزحا فصار الهوى جدا
وقد كنت جلدا ثم أوهنني الهوى * وهذا الهوى ما زال يستوهن الجلدا
فلا تعجبي من غلب ضعفك قوتي * فكم من ظباء في الهوى غلبت أسدا
غلبتم على قلبي فصرتم أحق بي * وأملك لي مني فصرت لكم عبدا
جرى حبكم مجرى حياتي ففقدكم * كفقد حياتي لا رأيت لكم فقدا
وقوله في غلام يتعلم الكتابة:
أنظر إلى أثر المداد بخده * كبنفسج الروض المشوب بورده
ما أخطات نوناته من صدغه * شيئا ولا ألفاته من قده
ألقت أنامله على أقلامه * شبها أراك فرندها كفرنده
وكأنما أنفاسه من شعره * وكأنما قرطاسه من خده
ما صد عني حين صد تعمدا * لولا المعلم ما رميت بصده
وقوله:
شمس غدت تشرب شمسا غدت * وحدها في الوصف من حده
تغيب في فيه ولكنها * من بعد ذا تطلع في خده
وله في صاحبة اللباس الأخضر:
وشاطرة أدبتها الشطارة * حلى الروض من حسنها مستعاره
أتت في لباس لها اخضر * كما لبس الورق الجلناره
وله كما في شرح رسالة ابن زيدون:
وإن أبدلتني بالسهل * من أخلاقك الوعرا
لعاد الحلو من ودك * فيما مضى مرا
إذا ما زدتك الآن * وفاء زدتني غدرا
فما تسمع لي قولا * ولا تقبل لي عذرا
وما لي فيك الا الصبر * ساء الوقت أم سرا
وله:
وذا ما السلام ضنت به الألسن * كان السلام بالأحداق
وله:
يا شمس يا بدر يا نهار * أنت لنا جنة ونار
تجنب الاثم فيك إثم * وخشية العار فيك عار
يخلع فيك العذار قوم * فكيف من ما له عذار
وله في غلام عريس:
أيها المغتدي إلى العرس لاقتك * سعود قد جانبتها نحوس
ما سمعنا والله فيما سمعنا * بعروس تجلى عليها عروس
وله:
نار راح ونار خد ونار * لحشى الصب بينهن استعار
ما أبالي ما كان ذا الصيف عندي * كيف كان الشتاء والأمطار
وأورد له في مجموعة الأمثال الشعرية كثيرا من الأبيات المفردة مر ويأتي
بعضها فمنها:
ما بدت شعرة بخدك الا * قلت في ناظري أو في فؤادي
وله ونسبها في معاهد التنصيص إلى أبي نواس:
ولم أنس ما عاينته من جماله * وقد زرت في بعض الليالي مصلاه
ويقرأ في المحراب والناس خلفه * ولا تقتلوا النفس التي حرم الله
فقلت تأمل ما تقول فإنه * فعالك يا من تقتل الناس عيناه
وله في الشيب والشباب
هدم الشيب ما بناه الشباب * والغواني وما غضبن غضاب
قلب الآبنوس عاجا فللأعين * منه وللقلوب انقلاب
وضلال في الرأي يشنا البازي * على حسنه ويهوى الغراب
وله في مثله:
ملأت وجهها علي عبوسا * واستثارت في المآقي الرسيسا
ورأتني أشرح العاج بالعاج * فظلت تستحسن الآبنوسا
ليس شيبي إذا تأملت شيبا * إنما الشيب ما أشاب النفوسا
وله:
واسوداد العذار بعد ابيضاض * كابيضاض العذار بعد اسوداد
وله في مثله:
ابدي الغواني الصد والاعراضا * لما رأين بعارضيك بياضا
وغضضن عنك جفونهن وربما * قلبن أحداقا إليك مراضا
(٩٧)

وله في الملح والنوادر
يقال إنه شرب دواء بحلب فكتب اليه صديق بهذين البيتين ويروي
ان جحظة كتبهما إلى أبي الحسن بن حنش الكاتب وقد شرب دواء وهما:
ابن لي كيف أمسيت * وما كان من الحال
وكم سارت بك الناقة * نحو المنزل الخالي
فاجابه الصنوبري يقول:
كتبت إليك والنعلان ما ان * أقلهما من السير العنيف
فان رمت الجواب إلي فاكتب * على العنوان يدفع في الكنيف
وكان له ولد ففطم فدخل الدار والصبي يبكي فكتب على مهده:
منعوه أحب شئ اليه * من جميع الورى ومن والديه
منعوه غذاءه ولقد كان * مباحا له وبين يديه
عجبا منه ذا على صغر السن * هوى فاهتدى الفراق اليه
وقوله:
أفنيت يومي هكذا باطلا * منتظرا للدعوة الباطلة
همي للرسل وأنبائهم * هم التي تطلق بالقابله
يا دعوة ما حصلت في يدي * بل ذهبت بالدعوة الحاصله
وله في المديح
قال في مدح سيف الدولة:
ما خلت قبلك ان كل فضيلة * للناس يستجمعن في انسان
فمتى يطيق لسان شعري مدح من * ما زال ممدوحا بكل لسان
وله في أبي الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن يزيد القاضي
المعروف بابن يزيد الحلبي:
يزيد الفقه والفقهاء حبا * إلى قلبي فقيه بني يزيد
تناهى ثم زاد على التناهي * وحاول أن يزيد على المزيد
أبا الحسن ابتذل عمرا مداه * مدى أمد وليس مدى لبيد
وعش عيشا جديدا كل يوم * قرير العين بالعيش الجديد
فكم من مستفاد منه علما * يمد إليك كف المستفيد
وله في محمد بن سليمان عم أبي العلاء المعري القاضي بحمص من
أبيات:
بأبي يا ابن سليمان * لقد سدت تنوخا
وهم السادة شبانا * لعمري وشيوخا
أدرك البغية من * أضحى بناديك منيخا
واجدا منك متى * استصرخ للمجد صريخا
في زمان غادر * الهمات في الناس مسوخا
وله في رثاء ابنة له
فكتب على جانب مقبة قبرها:
بأبي ساكنة في جدث * سكنت منه إلى غير سكن
نفس فازدادي عليها حزنا * كلما زاد البلا زاد الحزن
وعلى الجانب الآخر:
أساكنة القبر السلو محرم * علينا إلى أن نستوي في المساكن
لئن ضمن القبر الكريم كريمتي * لأكرم مضمون وأكرم ضامن
وعلى الجانب الآخر:
اواحدني عصاتي الصبر لكن * دموع العين سامعة مطيعه
وكنت وديعتي ثم استردت * وليس بمنكر رد الوديعة
وعلى الجانب الآخر:
يا والدي رعاكما الله * لا تهجرا قهري وزوراه
خليتما وجهي يجد به * للقبر يخلقه ويمحاه
وعلى الجانب الآخر:
آنس الله وحشتك * رحم الله وحدتك
أنت في صحبة البلا * أحسن الله صحبتك
وعلى الجانب الآخر المقدم:
أبكيك ربة قبة * تبلى وقبتها تجدد
لك منزلان فذا يبيض * للبكاء وذا يسود
وله في الحسد:
أيها الحاسد المعد لذمي * ذم ما شئت رب ذم بحمد
لا فقدت الحسود مدة عمري * ان فقد الحسود أخيب فقد
كيف لا أوثر الحسود بشكري * وهو عنوان نعمة الله عندي
وله في الصبر:
محن الفتى يخبرن عن فضل الفتى * كالنار مخبرة بفضل العنبر
وله في شكوى الزمان:
تقول لي وكلانا عند فرقتنا * ضدان أدمعنا در وياقوت
أقم بأرضك هذا العام قلت لها * كيف المقام وما في منزلي قوت
ولا بأرضك حر يستجار به * الا لئيم ومذموم وممقوت
وله في تفضيل زمن الربيع * على غيره ووصف الأزهار:
إن كان في الصيف ريحان وفاكهة * فالأرض مستوقد والجو تنور
وإن يكن في الخريف النخل محترقا * فالأرض محسورة والجو ماسور
وإن يكن في الشتاء الغيث متصلا * فالأرض عريانة والجو مقرور
ما الدهر الا الربيع المستنير إذا * اتى الربيع اتاك النور والنور
فالأرض ياقوتة والجو لؤلؤة * والنبت فيروزة والماء بلور
ما يعدم النبت كأسا من سحائبه * فالنبت ضربان سكران ومخمور
فيه لنا الورد منضود مورده * بين المجالس والمنثور منثور
ونرجس ساحر الابصار ليس لما * كنت له من عمى الابصار مسحور
هذا البنفسج هذا الياسمين وذا * النسرين مذ قربا فالحسن مشهور
تظل تنثر فيه السحب لؤلؤها * فالأرض ضاحكة والطير مسرور
حيث التفت فقمري وفاختة * يغنيان وشفتين وزرزور
إذا الهزاران فيه صوتا فهما * بحسن صوتهما عود وطنبور
تطيب فيه الصحاري للمقيم بها * كما تطيب له في غيره الدور
من شم ريح تحيات الربيع * لا المسك مسك ولا الكافور كافور
وله في وصف الأزهار والأشجار كما في كتاب محاسن أصفهان:
وتحلت الأشجار من أنوارها * حليين بين مفضض ومذهب
مثل المشاجب منظرا فمتى تشا * تنظر إلى غصن قصير المشجب
(٩٨)

انظر إلى الحب المنظم فوقها * والى ندى من فوق ذاك محبب
وله في وصف الأزهار أورده السيوطي في حسن المحاضرة:
أضعف قلبي النرجس المضعف * ولا عجيب ان صبا مدنف
كأنه بين رياحيننا * أعشار آي ضمها مصحف
وله أورده السيوطي أيضا في حسن المحاضرة:
وعندنا نرجس أنيق * تحيا بأنفاسه النفوس
كان أجفانه بدور * كان أحداقه شموس وله:
فالجو والنور والوادي وزينته * ورد ودر وديباج وكافور
وله في الشقائق:
وكان محمر الشقيق * إذا تصوب أو تصعد
اعلام ياقوت نشرن * على رماح من زبرجد
وله في الشقائق أيضا أورده في معاهد التنصيص:
وجوه شقائق تبدو وتخفى * على قضب تميس بهن ضعفا
تراها كالعذارى مسبلات * عليها من حميم الشعر سجفا
إذا طلعت ارتك السرج تذكى * وان غربت ارتك السرج تطفا
تخال إذا هي اعتدلت قواما * زجاجات ملئن الراح صرفا
تنازعت الخدود الحمر حسنا * فما قد أخطأت منهن وصفا
وله في وصف البرك:
برك توصف الجواشن فيها * وسواق تسيل سيل السيوف
يرعد الماء فيه خوفا إذا ما * لمسته يد النسيم الضعيف
وله في متنزهات دمشق:
متى الارحل محطوطه * وعير الشوق مربوطه
بأعلى دير مران * فداريا إلى الغوطه
فشطي بردى في جنب * بسط الروض مبسوطه
رباع تهبط الأنهار * منها خير مهبوطه
وروض أحسنت تكتيبه * المزن وتنقيطه
ومد الورد والآس * له فيه فساطيطه
ووالي طيره ترجيعه * فيه وتمطيطه
محل لاونت فيه * مزاد المزن معطوطه
وله يصف الرقة ونهر النيل ونهر البليخ وهما على جنبي دير زكي وهو
دير بالرها:
أراق سحابه بالرقتين * جنوبي صحوب الجانبين
ولا اعتزلت عزاليه المصلى * بلى خرت على الخرارتين
واهدى للرضيف رضيف مزن * يعاوده طرير الطرتين
معاهد بل مآلف باقيات * بأكرم معهدين ومألفين
يضاحكها الفرات بكل فن * فتضحك عن نضار أو لجين
كأن الأرض من حمر وصفر * عروس تجتلى في حلتين
كأن عناق نهري دير زكي * إذا اعتنقا عناق متيمين
وقت ذاك البليخ يد الليالي * وذاك النيل من متجاورين
أقاما كالشواريز استدارت * على كتفيه أو كالدملجين
أيا متنزهي في دير زكي * ألم تك نزهتي بك نزهتين
أردد بين ورد نداك طرفا * تردد بين ورد الوجنتين
ومبتسم كنظمي أقحوان * جلاه الطل بين شقيقتين
ويا سفن الفرات بحيث تهوي * هوي الطير بين الجلهتين
تطارد مقبلات مدبرات * على عجل تطارد عسكرين
ترانا واصليك كما عهدنا * بوصل لا ننغصه ببين
الا يا صاحبي خذا عناني * هواي سلمتما من صاحبين
لقد غصبتني الخمسون فتكي * وقامت بين لذاتي وبيني
وكان اللهو عندي كابن أمي * فصرنا بعد ذاك كعلتين
وله:
يا ريم قومي اليوم ويحك فانظري * ما للربى قد أظهرت اعجابها
كانت محاسن وجهها محجوبة * فآلان قد كشف الربيع حجابها
ورد بدا يحكي الخدود ونرجس * يحكي العيون إذا رأت أحبابها
والسرو تحسبه العيون غوانيا * قد شمرت عن سوقها أثوابها
وكان إحداهن من نفح الصبا * خودا تلاعب موهنا أترابها
لو كنت أملك للرياض صيانة * يوما لما وطئ اللئام ترابها
وقوله:
خجل الورد حين لاحظه النرجس * من حسنه وغار البهار
فعلت ذاك حمرة وعلت ذا * صفرة واعترى البهار اصفرار
وغدا الأقحوان يضحك عجبا * عن ثنايا لثامهن نضار
ثم نم النمام واستمع السوسن * لما أذيعت الاسرار
وقوله في وصف دمشق وقراها
أمر بدير مران فأحيا * وأجعل بيت لهوي بيت لهيا
وتبرد غلتي بردى فسقيا * لايامي على بردى ورعيا
تفيض جداول البلور منها * خلال حدائق ينبتن وشيا
مكللة فواكههن أبهى * المناظر في مناظرنا واهيا
فمن تفاحة لم تعد خدا * ومن رمانة لم تعد ثديا
ونعم الدار داريا ففيها * صفا لي العيش حتى صار اريا
ولي في باب جيرون ظباء * أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا
صفت دنيا دمشق لمصطفيها * فلست أريد غير دمشق دنيا
وله في وصف حلب ومتنزهاتها وقراها من قصيدة تبلغ مائة وأربعة
ابيات أوردها ياقوت في معجم البلدان، لكن الذي في النسخة المطبوعة
انها لأبي بكر محمد بن الحسن بن مراد الصنوبري فالظاهر أنه سقط منها لفظ
احمد:
احبسا العيس احبساها * واسألا الدار اسألاها
واسألا أين ظباء * الدار أم أين مهاها
أين قطان محاهم * ريب دهر ومحاها
صمت الدار عن السائل * لا صم صداها
بليت بعدهم * الدار وأبلاني بلاها
أية شطت نوى * الأظعان لا شطت نواها
من بدور من دجاها * وشموس من ضحاها
ليس ينهى النفس ناه * ما أطاعت من عصاها
بأبي من عرسها * سخطي ومن عرسي رضاها
(٩٩)

دمية ان جليت * كانت حلى الحسن حلاها
دمية ألقت إليها * راية الحسن دماها
دمية تسقيك عيناها * كما تسقي يداها
أعطيت لونا من * الورد وزينت وجنتاها
حبذا الباءات باءات * قويق ورباها
بانفوساها بها باهي * المباهي حين باهى
لا سلا أجبال * باسلين قلبي لا سلاها
وبغادين فواها * لبعادين وواها
وبباسلين فليبغ * ركابي من بغاها
بين نهر وقناة * قد تلته وتلاها
ومجاري برك * يجلو همومي مجتلاها
ورياض تلتقي * آمالنا في ملتقاها
زاد أعلاها علوا * جوشنا لما علاها
وازدهت برج أبي * الحارث حسنا وازدهاها
واطبت مستشرف * الحصن اشتياقا واطباها
وارى المنية فازت * كل نفس بمناها
ومقتلي بركة التل * وسيبات رحاها
بركة تربتها * الكافور والدر حصاها
بمروج اللهو ألقت * عير لذاتي عصاها
وبمغنى الكاملي * استكملت نفسي مناها
كلا الراموسة * الحسناء ربي وكلاها
وجزى الجنات بالسعدى * بنعمى وجزاها
وعرت ذا الجوهري * المزن محلولا عراها
واذكرا دار السليمانية * اليوم اذكراها
حيث عجنا نحوها * العيس تبارى في براها
وردا ساحة صهريج * على سوق رداها
وامزجا الراح بماء * منه أو لا تمزجاها
* * *
حلب بدر دجى * أنجمها الزهر قراها
حبذا جامعها * الجامع للنفس تقاها
موطن يرسي ذوو * البر لمرساه جباها
شهوات الطرف فيه * فوق ما كان اشتهاها
قبلة كرمها الله * بنور وحباها
ورآها ذهبا في * لازورد من رآها
ومراقي منبر أعظم * شئ مرتقاها
وذرى مأذنة طالت * ذرى النجم ذراها
ولفواراته ما * لا تراه لسواها
قصعة ما عدت الكعب * ولا الكعب عداها
أبدا تستقبل السحب * بسحب من حشاها
فهي تسقي الغيث ان لم * يسقها أو إن سقاها
كنفتها قبة يضحك * عنها كنفاها
قبة أبدع بانيها * بناء إذ بناها
صاهت الوشي نقوشا * فحكته وحكاها
لو رآها مبتني قبة * كسرى ما ابتناها
فبذا الجامع سرو * يتناها من تناها
حييا السارية الخضراء * منه حيياها
قبله المستشرق * الأعلى إذا قابلتماها
حيث يأتي حلقة * الآداب منا من أتاها
من رجالات حبى لم * يحلل الجهل حباها
من رآهم من سفيه * باع بالعلم السفاها
اي حسن ما حوته * حلب أو ما حواها
سروها الداني كما * تدنو فتاة من فتاها
آسها الثاني القدود * الهيف لما ان ثناها
بين أفنان يناجي * طائريها طائراها
طيرت عنه الكرى * طائرة طار كراها
ود إذ فاه بشجو * انه قبل فاها
صبة تندب صبا * قد شجته وشجاها
حلب أكرم مأوى * وكريم من أواها
بسط الغيث عليها * بسط نور ما طواها
وكساها حللا * أبدع فيها إذ كساها
حللا لحمتها السوسن * والورد سداها
فاخري يا حلب المدن * يزد جاهك جاها
انه ان لم تك المدن * رخاخا كنت شاها
وله في حلب أورده ابن بطوطة في رحلته:
سقى حلب المزن مغنى حلب * فكم وصلت طربا بالطرب
وكم مستطاب من العيش لذ * بها إذ بها العيش لم يستطب
إذا نشر الزهر أعلامه * بها ومطارفه والعذب
غدا وحواشيه من فضة * تروق وأوساطه من ذهب
وله في حلب أيضا:
سقى حلبا سافك دمعه * بطئ الرقوء إذا ما سفك
ميادينه بسطهن الرياض * وساحاته بينهن البرك
ترى الريح تنسج من مائه * دروعا مضاعفة أو شبك
كان الزجاج عليها أذيب * وماء اللجين بها قد سبك
هي الجو من رقة غير أن * مكان الطيور يطير السمك
وقد نظم الزهر نظم النجوم * فمفترق النظم أو مشتبك
كما درج الماء مر الصبا * ودبج وجه السماء الحبك
يباهين أعلام قمص القيان * ونقش عصائبها والتكك
وقال:
اني طربت إلى زيتون بطياس * بالصالحية بين الورد والآس
من ينس عهدهما يوما فلست له * وان تطاولت الأيام بالناسي
يا موطنا كان من خير المواطن لي * لما خلوت به ما بين جلاس
وقائل لي أفق يوما فقلت له * من سكرة الحب أم من سكرة الكاس
لا أشرب الكاس الا من يدي رشا * مهفهف كقضيب البان مياس
مورد الخد في قمص موردة * له من الآس إكليل على الرأس
قل للذي لام فيه هل ترى خلفا * يا أملح الروض بل يا أملح الناس
وله يصف زمن الخريف
(١٠٠)

ما قضى في الربيع حق المسرات مضيع زمانه في الخريف
نحن منه على تلقي شتاء * يوجب القصف أو وداع مصيف
وقميص من الزمان رقيق * ورداء من الهواء خفيف
يرعد الماء منه خوفا إذا ما * لمسته يد النسيم الضعيف
وله في خلف الوعد ونظم قصة عرقوب:
قال لنا نخلة وقد طلعت * نخلتنا فاصطبر لطلعتها
حتى إذا صار طلعها بلحا * قال توقع بلوع بسرتها
حتى إذا بسرها غدا رطبا * قال اصطبر ليها لتمرتها
فعد عن نخلة كنخلة عرقوب * وعن قصة كقصتها
وله في استهداء مسك:
المسك يهدى وتستهدى طرائفه * وأشرف الناس يهدي أشرف الطيب
والمسك أشبه شئ بالشباب فهب * شبه الشباب لنقض العصبة الشيب
وإذا عزينا للصنوبر لم * نعز إلى خامل من الخشب
لا بل إلى باسق الفروع علا * مناسبا في أرومة الحسب
مثل خيام الحرير تحملها * أعمدة تحتها من الذهب
وله: نهر الهني ونهر المري وهما نهران الرقة والرافقة:
بين الهني إلى المري * إلى بساتين النقار
فالدير ذي التل المكلل * بالشقائق والنضار
وقال الصنوبري أيضا يذكر الهني ويذكر دير زكي:
من حاكم بين الزمان وبيني * ما زال حتى راضني بالبين
وأما وربعي اللذين تابدا * لا عجت بعدهما على ربعين
ما لي نايت عن الهني وكنت لا * أسطيع أناى عنه طرفة عين
يا دير زكي كنت أحسن مألف * مر الزمان به على ألفين
وبنفسي البرج الذي انكشفت لنا * جنباته عن عسجد ولجين
لو حمل الثقلان ما حملت من * شوق لاثقل حمله الثقلين
٣٣٢: أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد
أستاذ الشيخ المفيد ومن مشايخ الإجازة وروى الشيخ في التهذيب
وغيره عن المفيد عنه كثيرا ويروي عنه الحسين بن عبيد الله وأحمد بن
عبدون، حكم جماعة من اجلاء الطائفة بوثاقته وصحة حديثه فوثقه الشهيد
الثاني في الدراية صريحا وحكم العلامة بصحة حديثه وكذا صاحب المعالم،
وقال صاحب الوجيزة: يعد حديثه صحيحا لكونه من مشايخ الإجازة،
وقال الميرزا: لم أر إلى الآن ولم اسمع من أحد التأمل في توثيقه اه‍
ونعم ما قاله الداماد في رواشحه انه اجل من أن يحتاج إلى تزكية مزك أو
توثيق موثق اه‍ وأغرب التفريشي في نقد الرجال حيث قال: روى
الشيخ في التهذيب وغيره عن الشيخ المفيد عنه كثيرا ولم أجده في كتب
الرجال وقال الشهيد الثاني في درايته: انه من الثقات ولا اعرف مأخذه فان
نظر إلى حكم العلامة مثلا بصحة الرواية المشتملة عليه ومثله فهو لا يدل
على توثيقه لأن الحكم بالتوثيق من باب الشهادة بخلاف الحكم بصحة
الرواية فإنه من باب الاجتهاد لأنه مبني على تمييز المشتركات وربما كان
الحكم بصحة الرواية مبنيا على ما رجح في كتب الرجال من التوثيق المجتهد
فيه من دون قطع فيه بالتوثيق وشهادته عليه بذلك ربما تخدش بأنه انما يذكر
في الاسناد لمجرد اتصال السند لكونه من مشايخ الإجازة بالنسبة إلى الكتب
المشهورة على ما يرشد اليه بعض كلمات التهذيب مع قطع النظر عن
شواهد الحال فلا يضر جهالته اه‍. فائدة مهمة في توثيق الرواة
أقول: اختلفوا في أن توثيق الرواة من باب الشهادة أو من باب
الخبر، وبنوا على الأول لزوم التوثيق بعدلين، وعلى الثاني الاكتفاء بتوثيق
عدل واحد لان خبر الواحد العدل حجة والحق انه ليس من باب الشهادة
ولا من باب الاخبار وانما هو لتحصيل الاطمئنان بوثاقة الراوي التي هي
العمدة في قبول خبر الواحد لان الحق ان حجية خبر الواحد هي من باب
امضاء الشارع لطريقة العقلاء لا من باب انشاء تشريع جديد في جعل خبر
الواحد حجة فان طريقة العقلاء قبول خبر المخبر الموثوق بصدقه وان
الأصل في الخبر عندهم الصدق. ورد الخبر الذي لا يوثق بصدقه أو
التوقف فيه حتى يحصل الفحص واعتباره وثاقة الراوي في قبول خبره في
الأحكام الشرعية هي من هذا القبيل ولو كانت من قبيل الشهادة لما أمكن
تصحيح خبر فان الشهادة بالعدالة انما تقبل إذا كانت عن حس ومعاشرة لا
عن اجتهاد وحدس، ونحن نعلم أن الذين يوثقون الرواة كلهم أو جلهم لم
يعاشروهم ولم يشاهدوهم وانما بنوا توثيقهم لهم على الحدس و الاجتهاد لا
على الحس والمشاهدة، وجملة منهم لا يزيدون عنا في ذلك بشئ. فالذين
يكتفون في ثبوت عدالة الراوي بتوثيق عدلين من أمثال العلامة والشهيد
الثاني والمجلسي والشيخ البهائي والسيد الداماد وغيرهم هل يمكنهم ان
يقولوا انهم عاشروا هذا الراوي وعلموا عدالته من معاشرته واستندوا في
توثيقهم له لغير الحدس والاجتهاد أو اطلعوا في حقه على ما لم نطلع عليه
كلا وحينئذ فتعديل الواحد منهم للراوي وتعديل الاثنين والأكثر في درجة
واحدة وهل اخذ هؤلاء تعديل الرجل من سوى كلام الكشي والنجاشي
وابن الغضائري والبرقي وغيرهم الذين كلامهم بين أيدينا وبمسمع ومرأى
منا أو من بعض القرائن ككون الرجل من مشايخ الإجازة معتمد على روايته
عند المشايخ العظام الذين أكثروا من الرواية عنه كالمفيد والطوسي وأمثالهم
وحينئذ فجعل صاحب النقد توثيق الراوي من باب الشهادة والحكم بصحة
الرواية من باب الاجتهاد وان وافقه عليه غيره ممن تقدمه أو تأخر عنه الا انه
عند التأمل يرجع الجميع إلى الحدس والاجتهاد كما بيناه ولا يمكن تطبيق
احكام الشهادة على توثيق أهل الرجال للرواة ومن قال به في مقام الفتوى لم
يطبق الامر عليه في مقام العمل والله الموفق للصواب
وفي مشتركات الكاظمي: باب أحمد بن محمد المشترك بين جماعة
أكثرهم دورانا في الاسناد أحمد بن محمد بن الوليد وأحمد بن محمد بن أبي
نصر وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسى والأربعة
ثقات وأخيار ويعرف انه ابن الوليد بوقوعه في أول السند كالشيخ المفيد ومن
قاربه من المشايخ وبروايته
عن أبيه عن الحسين بن الحسن بن ابان. وروايته عن أبيه عن سعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار اه‍ ويروي عنه
الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون والكليني وغيرهم.
٣٣٣: السيد أحمد بن محمد الحسني الحسيني الاصفهاني
له رسالة الارشاد في أحوال الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد فرع
من تأليفها سنة ١٢٥٩.
٣٣٤: الرئيس أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين الأصبهاني
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه
(١٠١)

٣٣٥: المير السيد أحمد بن الأمير محمد حسين الحسيني التنكابني طبيب فتح علي شاه
ومحمد شاه القاجاريين
ينتهي نسبه إلى السلطان علي كيا من الملوك الكيائية الشرفاء الزيدية
ملوك جيلان. وكان من أفاضل زمانه في العلم والأدب وكان طبيبا ماهرا
كما في الذريعة وذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل فقال:
كان شهابا ساطعا وسيفا قاطعا ونورا باهرا وقمرا زاهرا وبحرا زاخرا وعلما
شامخا وطودا باذخا ارتدى بالفضل الكامل وتحلى بالعلم الشامل وبرع في
جميع العلوم وفاق في منقولها ومعقولها استفدت منه في مقتبل عمره توفي في
تنكابن اه‍ ولم نستفد من هذه الأوصاف المتتابعة المسجعة شيئا مفصلا
من أحواله ولا من هذه المبالغات ما يمكن الركون اليه من صفاته وهكذا
اعتاد جملة على المترجمين ان يصفوا ويبالغوا حتى ارتفعت الثقة من كلامهم
لو وصفوا الرجل بألفاظ ساذجة مراعين الحقيقة لكان أنفع وأبعد عن
المؤاخذة والعجب أن القزويني يصفه بهذه الصفات وصاحب الذريعة
يقتصر في وصفه على الطبيب الماهر.
مؤلفاته
له من المؤلفات ١ كتاب برء الساعة فارسي كتبه باسم فتح علي شاه
القاجاري مطبوع ٢ مطلب السؤول فارسي ألفه باسم محمد شاه
القاجاري سنة ١٢٩٧ ونقحه ولده الميرزا السيد محمد الحكيم باشي ٣
الاسهالية رسالة فارسية في علاج مرض الاسهال بأنواعه طبع مع مطالب
السؤول ٤ شرح الصلوات على النبي ص أهداه إلى محمد ولي
ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري مطبوع ينقل فيه عن جمال الأسبوع و غيره
وصاحب البحار فرع منه سنة ١٢١٩.
٣٣٦: السيد احمد القزويني
جد الأسرة القزوينية الشهيرة بالعراق في النجف والحلة وغيرهما هو
السيد احمد ابن السيد محمد ابن السيد حسين بن أبي القاسم بن محمد
الباقر بن الاغا جعفر بن أبي الحسين بن علي المعروف بالغراب ابن زيد بن
علي بن يحيى المعروف بالعنبر ابن أبي القاسم بن علي بن محمد أبي
البركات بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن زيد بن علي الشاعر المعروف
بالجماني بن محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع
وفاته
توفي سنة ١١٩٩ كما أرخه بحر العلوم في مجموعته وكما تدل عليه
التواريخ الآتية ولكن في آخر قصيدته التي رثاه بها أرخه ١١٩٥
ومطلعها:
بنفسي من ناء عن الأهل مبعد * ومغترب حلف النوى متفرد
وختامها:
مضى طيبا نحو الجنان مبشرا * بأطيب عيش في نعيم مؤبد
وجاور أهل البيت فيها وأرخوا * لقد طابت الجنات من طيب احمد ١١٩٥
ويمكن ان يكون أراد بقوله وجاور أهل البيت فيها إضافة خمسة إلى
التاريخ باعتبار ان عدد أهل البيت خمسة لكنه يبلغ على هذا ١٢٠٠ ويمكن
ان يريد أهل البيت الأربعة فقط نعم هذا مراد في تاريخ الشيخ محمد رضا
النحوي بقوله:
وأهل الكساء الخمس وافوا وأرخوا * لقد ثلم الاسلام من فقد احمد
١١٩٤ فإذا أضيف اليه أهل البيت وهو خمسة بلغ ١١٩٩.
وقال السيد احمد العطار الحسيني مؤرخا وفاته من قصيدة مذكورة في
ترجمته:
فإنك قد جاورت ربك خالدا * بمقعد صدق لا يدانيه مقعد
لذلك قد أنشأت فيك مؤرخا * مقامك عند الله في الخلد احمد ١١٩٩
وقال السيد صادق الفحام مؤرخا وفاته أيضا من قصيدة:
مبشرين بقول أرخوك به * مثواك احمد في روح وريحان ١١٩٩
وقال السيد محمد زيني مؤرخا وفاته من قصيدة:
وحبيت أقصى ما تشاء فأرخوا * لك منزل في الخلد أزهر احمد ١١٩٨
وقوله وحبيت أقصى ما تشاء إشارة إلى إضافة واحد إلى التاريخ لان
آخر ما تشاء هو الهمز وهي واحد بحساب الجمل.
والأسرة القزوينية هذه من اجل أسر العراق علما وفضلا وشرفا
ونبلا ومجدا ورياسة وجلالة وكياسة وعزة ورفعة وشهامة وزعامة وطيب
اخلاق وشرف اعراق. ولرجالها الايادي البيض في نشر الأدب العربي في
العراق زيادة على ما لهم من المكانة السامية في العلم والفضل فقد أقاموا
سوق الأدب العربي في اعصار متتالية بما عقدوه من المجالس الحافلة بالنثر
والشعر الفائقين وما بذلوه من الجوائز للشعراء والأدباء وما نظموه وكتبوه في
مراسلاتهم ومحاضراتهم من جيد الشعر والنثر ومدحهم شعراء عصرهم
وديوان السيد حيدر الحلي كثير منه في مدائحهم ومراثيهم وكانت دورهم في
النجف والحلة مجمع الأدباء والفضلاء والشعراء وهذه حالهم في عصر
جدهم السيد مهدي بن السيد حسن بن السيد احمد صاحب الترجمة
المشهور وأعصار أولاده الميرزا جعفر والميرزا صالح والسيد محمد والسيد
حسين وهذان الأخيران قد رأيناهما في المتحف وكل هؤلاء من السيد مهدي
وأولاده بارز مقدم في علمه وفضله ورياسته وسيادته ولهم أبناء وأحفاد برهان
النجابة فيهم ساطع ونور الفضل في أسارير وجوههم لامع.
ويقال انهم قطنوا العراق من نحو ٢٧٠ سنة وأول من هاجر منهم من
قزوين إلى النجف في العراق جدهم الأكبر السيد احمد صاحب الترجمة
وتوطن النجف وتزوج كريمة السيد مرتضى الطباطبائي شقيقة السيد مهدي
بحر العلوم، فأولدها خمسة أولاد، كلهم علماء اعلام وسادة كرام وهم
السيد محمد علي والسيد حسن أب الأسرة القزوينية الطيبة والسيد علي
والسيد باقر صاحب القبة والشباك في النجف والسيد حسين وأعقبوا أولادا
وأحفادا لا سيما السيد حسن فإنه أعقب السيد مهدي الشهير وأعقب السيد
مهدي أربعة كلهم علماء أعاظم وهم السيد ميرزا جعفر وعقبه في الحلة
(١٠٢)

والسيد ميرزا صالح وعقبه في النجف والهندية والسيد محمد والسيد حسين
وعقبهما في الحلة.
كان صاحب الترجمة عالما فقيها جليلا مكث في النجف حتى نال رتبة
الفقاهة ثم غادر العراق إلى خراسان لزيارة الإمام الرضا ع ومر
في رجوعه على قزوين لزيارة أقربائه وحين وصوله إليها توفي عندهم بالتاريخ
المتقدم ويقال انه أوصى ان يدفن في النجف فلم ينقلوه إليها حبا ببقاء
جثمانه عندهم وتبركا به ولما جاء خبر وفاته إلى النجف أقام له مجالس
الفاتحة كل من السيد مهدي بحر العلوم والشيخ حسين نجف ونجله السيد
باقر.
خبر نقله إلى النجف
في تكملة أمل الآمل عن الشيخ محمد بن طاهر السماوي قال حدثني
الثقة الورع الشيخ محمد طه نجف ليلة الجمعة من شهر رمضان سنة ١٣٢٢
عن خاله الشيخ جواد نجف عن والده الشيخ حسين نجف قال رأيت في
المنام انه جئ بجنازة السيد احمد القزويني وصليت عليه ودفن عند الباب
الفضي، فاستراب السيد بحر العلوم وكشف الصخرة فوجد السيد احمد
مقبورا هناك. وقال الشيخ محمد السماوي واخبرني به أيضا السيد محمد
القزويني ببغداد سنة ١٣٣١ عن أبيه السيد مهدي عن السيد باقر بن
السيد احمد المذكور انه رأى في منامه مثل رؤيا الشيخ حسين نجف، إلى
آخر الحديث السالف والله أعلم ويمكن ان يكون السيد بحر العلوم كشف
الصخرة سرا واطلع على ذلك واطلع عليه الخواص والا فلو كان ذلك جهرا
لرآه الألوف من الناس ولكن متواترا يرويه عدد التواتر لا خصوص الشيخ
حسين نجف والسيد باقر القزويني. ولعل الذي وقع هو رؤية المنام فقط
كما تشير اليه قصيدة الزيني الآتية وحصل الاشتباه في نقل غيره والله أعلم
وقد نظم الشعراء هذه الواقعة.
فمما قاله الشيخ محمد رضا النحوي من قصيدة:
فان شط عن آبائه فهو بينهم * مقيم فلم تشحط نواه وتبعد
لقد نقلته نحوهم فهو راقد * ملائكة الرحمن في خير موقد
كما قد رآه المصطفى في عصابة * من العلما الغر في خير مشهد
فقال امرؤ منهم ألم يك قد مضى * وذا قبره فليفقدن فيه يوجد
ألا فاكشفوا عن ذا المكان صبيحة * تروه دفينا في صفيح منضد
فاهوى إليها ثم مقتلعا لها * فألفوه ملحودا بأكرم ملحد
وأشار إلى ذلك السيد محمد زيني في قصيدته الآتية:
مراثيه
قد رثاه شعراء ذلك العصر مثل الشيخ محمد رضا النحوي والسيد
احمد العطار والسيد محمد زيني والسيد مهدي بحر العلوم والسيد صادق
الفحام فمما قاله السيد محمد زيني الحسني في رثائه من قصيدة:
أكذا المعالي في التراب توسد أ كذا المفاخر في الحفائر تلحد
أكذا شموس المجد بعد بهائها تطفى ويكف نورها المتوقد
أكذا جبال العز تنسف بعد ما * سمقت علا ينحط عنه الفرقد
بكر النعي بضد ما نهوى فلم * نعبا به فانضاع وهو مفند
خبر أتاح لكل قلب حسرة * في كل قلب نارها تتوقد
فمن الذي يحيى الدجى مهما سجا * واليوم اودى القائم المتهجد
أسفي عليه قضى غريبا مفردا * بأبي وغير أبي الغريب المفرد
عظم المصاب فأي قلب لم يذب * اسفا عليه واي عين تجمد
هل احمد الأيام بعدك احمد * ويطيب لي عيش ويحلو مورد
لا يشجينك ان قبرك شاحط * ناء وعن مثوى الأئمة مبعد
فلقد رآك بخير رؤيا مرتضى * من قومه وبقوله لا يفند
وافاك والعلماء حولك ضمكم * عند الوصي الطهر ذاك المشهد
ورآك ملحودا هنالك راقدا * برواقه يا نعم ذاك المرقد
تلك البشارة لا بشارة مثلها * كم كنت قاصدها فتم المقصد
صبرا بنية وان تعذر صبركم * فتصبروا فيما جرى وتجلدوا
جلت مصيبتكم وحسب جلالها * أن المعزى اليوم فيها السيد
اني لأعجب من مصاب فاقد * يأوي حمى المهدي ما ذا يفقد
متكفل الأيتام عن آبائهم * فكأنما الأيتام منه تولدوا
أو هل ترى أحدا سواه يكشف * الكربات أو عند الحوائج يقصد
لا والذي هو عالم بصفاته * وبذاته وبما يحيط ويحشد
قد حير الأحلام أحلام الورى * فرد بكنه صفاته متفرد
فاسعد وفز واهنا بأعلى جنة * بنعيمها الموصول أنت مخلد
وحبيت أقصى ما تشاء فأرخوا * لك منزل في الخلد أزهر أحمد
وسنذكر أولاده وأحفاده كلا في بابه انشء.
٣٣٧: أحمد بن محمد بن الحسين الأزدي غلام العياشي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
٣٣٨: أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن دول القمي
توفي سنة ٣٥٠
دول بضم الدال المهملة وسكون الواو ثم اللام. قال النجاشي له مائة كتاب وعد منها: ١ الحدائق وهو كتاب
الاعتقاد إلى ابنه محمد بن أحمد في التوحيد ٢ الحج ٣ المعرفة ٤
التخيير ٥ الايضاح ٦ السنن ٧ التهذيب ٨ التنبيه ٩ العلل ١٠
الطبقات ١١ الوضوء ١٢ الصلاة ١٣ الجنائز ١٤ الصوم ١٥
الزكاة ١٦ المعروف ١٧ الخمس ١٨ الزيارات ١٩ الدعاء ٢٠
السفر ٢١ النكاح ٢٢ النساء ٢٣ الولدان ٢٤ المتعة ٢٥ الطلاق
٢٦ المعاش ٢٧ التجارات ٢٨ الإجارات ٢٩ القبالات ٣٠
المعاملات ٣١ الحطام ٣٢ الحدود ٣٣ الديات ٣٤ القضايا ٣٥
الوصايا ٣٦ الفرائض ٣٧ النذور ٣٨ الكفارات ٣٩ التسلي ٤٠
التأسي ٤١ الحياة ٤٢ الخصائص ٤٣ البشارات ٤٤ الحقائق ٤٥
الاخوان ٤٦ الرياش ٤٧ الدلائل ٤٨ الملاهي ٤٩ التجمل ٥٠
الزينة ٥١ الكمال ٥٢ التنافس ٥٣ الصيانة ٥٤ التحذير ٥٥
العواصم ٥٦ القراقر الفراق ٥٧ الروضة ٥٨ المعجزات ٥٩
الدرجات ٦٠ الأغذية ٦١ خصائص الأطعمة ٦٢ الذبائح ٦٣ الصيد ٦٤ الطبائع ٦٥ الطب ٦٦ الرقا ٦٧ الأدوية ٦٨ الأشربة
(١٠٣)

٦٩ خلق العرش ٧٠ خصائص النبي ص ٧١ شواهد أمير المؤمنين
ع وفضائله ٧٢ المكاسب ٧٣ المناقب ٧٤ المثالب ٧٥
التفسير ٧٦ المؤمن ٧٧ الزهرات قال أبو محمد عبد الله محمد
الدعلجي: أخبرنا أبو علي بن علي عن أحمد بن محمد بن دول القمي وجاء
وفاة أحمد بن محمد بن دول سنة ٣٥٠ اه‍ فهذه سبعة وسبعون
كتابا. وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية أبي علي أحمد بن علي عنه.
٣٣٩: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد القرشي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
ابن عقدة اه‍ وروى الشيخ في التهذيب في باب فضل الكوفة باسناده
عن محمد بن أحمد بن يحيى عنه.
٣٤٠: أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه أبو الحسين الأصبهاني
توفي في صفر سنة ٤٣٣.
في ميزان الاعتدال: أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه صاحب
الطبراني سماعه صحيح لكنه شيعي معتزلي ردي المذهب اه‍.
وذكره صاحب شذرات الذهب في اخبار من ذهب فقال وفيها في
صفر توفي أبو الحسين بن فاذشاه الرئيس أحمد بن محمد بن الحسين
الأصبهاني الرئيس الثاني راوي المعجم الكبير عن الطبراني وقد رمي بالتشيع
والاعتزال وذكره اليافعي في مرآة الجنان في حوادث سنة ٤٣٣ فقال فيها
توفي الرئيس أحمد بن محمد أبو الحسين الاصفهاني راوي المعجم الكبير عن
الطبراني اه‍.
قوله شيعي معتزلي أراد بكونه معتزليا موافقته للمعتزلة في بعض
العقائد مثل نفي الرؤية واثبات العدل ونفي الجبر وان كلام الله ليس
بقديم وأمثال ذلك من العقائد المعروفة التي يتوافق فيها الشيعة الإمامية
والمعتزلة وتخالفهم فيها الأشاعرة فإذا قالوا شيعي معتزلي أرادوا هذا المعنى
فان التشيع لأهل البيت وتفضيلهم لا يلزمه بحسب وضع اللفظ موافقة
المعتزلة في هذه الأمور فإذا صرح بموافقتهم سموه معتزليا والا فالشيعي كيف
يكون معتزليا بجميع معنى الكلمة فالعبارة بظاهرها متناقضة ولكن المراد
منها ما ذكرناه فلا تناقض وبهذا الاعتبار أطلقوا على كثير من علماء الإمامية
وصف الاعتزال أحدهم الشريف المرتضى وصفه الذهبي في ميزانه
بالاعتزال وفي لسان الميزان كنيته أبو الحسن الأصبهاني قال أبو زكريا بن
منده كان صحيح السماع ردي المذهب جميع مسموعاته مع جده الحسين
سنة ٣٥٤ وقد حك من المعجم أشياء من رواية مسروق عن ابن مسعود في
الثقات روى عنه معمر بن أحمد اللبان ومحمود بن إسماعيل الصيرفي وأبو
علي الحداد وجماعة من الأصبهانيين ومن شعره:
أتطمع أن تدوم لك الحياة * وتجمع ما تفوز به العداة
فلا ترج البقاء وأنت شيخ * وهل يبقى إذا ابيض النبات
٣٤١: أحمد بن محمد الحضيني نزيل الأهواز
الحضيني بالضاد المعجمة أو بالصاد المهملة النسخ فيه مختلفة عده
الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع.
٣٤٢: أحمد بن محمد بن حفص الخلال
ذكره ابن حجر في لسان الميزان بهذا العنوان وقال قاضي الحديثة على
رأس الأربعمائة ذكره النديم في مصنفي الشيعة اه ولعل الصواب ابن
النديم فسقطت لفظة ابن من النساخ أو ان النديم يوصف به صاحب
الفهرست ولكن الموجود في نسخة فهرست ابن النديم المطبوعة عده في
مصنفي المعتزلة والمرجئة لا في مصنفي الشيعة فإنه قال الفن الأول من
المقالة الخامسة في المتكلمين من المعتزلة والمرجئة وأسماء كتبهم ثم عد جماعة
مصرحا باعتزالهم ثم ذكره بعده جماعة مصرحا باعتزالهم وقال في
ترجمته هكذا: ابن الخلال القاضي أبو عمر أحمد بن محمد بن حفص الخلال
البصري مولده بها ولقي الصيمري وأبا بكر بن الاخشيد واخذ عنهما وكان
اليه القضاء بمدينة حرة وهي الحديثة ورد اليه قضاء تكريت وهو بها إلى هذه
الغاية وله من الكتب كتاب الأصول كتاب المتشابه اه‍ ومما يدل على أنه
معتزلي ان ابن الاخشيد الذي اخذ عنه عده ابن النديم من المعتزلة من
أفاضلهم وانه لا ذكر له في كتب أصحابنا ولو كان من مؤلفي الشيعة عند
ابن النديم لذكروه فقد ذكروا بعض الرجال ونقلوها عن ابن النديم خاصة
فما ذكره صاحب اللسان اما سهو منه أو من النساخ لذلك لم يتحقق دخوله
في موضوع كتابنا.
٣٤٣: أحمد بن محمد بن حمزة الطالقاني
له روضة المتهجد ونزهة المتعبد قاله ابن شهرآشوب في المعالم.
٣٤٤: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حميد بن سليمان بن عبد الله بن أبي جهم بن
حذيفة العدوي
من بني عدي بن كعب ويعرف بالجهمي منسوب إلى جده أبي
الجهم بن حذيفة حواري.
قال ابن النديم في الفهرست: دخل العراق وبها تعلم وكان أديبا
راوية شاعرا مفننا ويذكر النسب والمثالب ويتناول جلة الناس وله في ذلك
كتب، قال محمد بن داود: حدثني سوار بن أبي شراعة قال وقع بينه وبين
قوم من العمريين والعثمانيين شر فذكر سلفهم بأقبح ذكر فقال له بعض
الهاشميين في ذلك فذكر العباس بأمر عظيم فانهى خبره إلى المتوكل، فامر
بضربه مائة سوط، ضربه إياها إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم فلما فرع من
ضربه قال فيه:
تبرى الكلوم وينبت الشعر * ولكل مورد علة صدر
واللوم في الأتراب منبطح * لعبيده ما أورق الشجر
مؤلفاته
قال له من الكتب ١ كتاب أنساب قريش واخبارها ٢ كتاب
المعصومين ٣ المثالب ٤ الانتصار في الرد على الشعوبية ٥ فضائل
مصر اه‍. ويمكن استفادة تشيعه من بعض ما مر لا سيما كتاب
المعصومين.
٣٤٥: أحمد بن محمد بن عبد الله العلوي
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٨٠: فيها حج بالناس أبو عبد الله
أحمد بن محمد بن عبد الله العلوي نيابة عن النقيب أبي احمد الموسوي
انتهى.
٣٤٦: أبو الفرج أحمد بن محمد بن جوري العكبري
نسبة إلى عكبرا. في تاريخ بغداد للخطيب: نزل بغداد وحدث بها
(١٠٤)

عن إبراهيم بن عبد الله بن مهران الرملي والقاسم بن إبراهيم الصفار
شيخ مجهول وعن أبي جعفر بن برية الهاشمي وأبي سعيد أحمد بن محمد بن
زياد بن الاعرابي وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي والحسن بن محمد بن
عثمان الفسوي وفهد بن إبراهيم بن فهد والفاروق بن عبد الكبير البصريين
وأبي طالب بن شهاب العكبري وغيرهم روى عنه أبو الحسين بن البواب
المقري وحدثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني وفي حديثه غرائب ومناكير. حدثنا
أبو نعيم الحافظ لفظا حدثنا أبو الفرج احمد محمد بن جوري العكبري
ببغداد حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن مهران الرملي حدثنا ميمون بن
مهران بن مخلد بن ابان الكاتب حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل حدثنا
قدامة بن النعمان عن الزهري قال: سمعت انس بن مالك يقول والله
الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول الله ص يقول: عنوان صحيفة المؤمن
حب علي بن أبي طالب اه وفي ميزان الاعتدال أحمد بن محمد بن
جوري العكبري عن خيثمة بحديث موضوع قال الخطيب في حديثه مناكر
حديثا عنه أبو نعيم الحافظ اه وفي لسان الميزان وقد اختصره الخطيب
واستدركه ابن النجار في الذيل فقال نسب الخطيب أباه إلى جده الاعلى وإنما
هو محمد بن إسحاق بن الفضل بن زيد بن جوري العكبري ويكنى أبا الفرج
سمع بعكبرا عمر بن أحمد وببغداد عبد الصمد الطستي وبالبصرة والكوفة
وهمدان وأصبهان ومصر والشام والقدس وغيرها وجال البلدان فأكثر روى
عنه أبو الفتح عبد الملك بن عيسى وأبو بكر لآل وحمزة السهمي وآخرون
وكان الغالب على رواياته الغرائب والمناكير ثم قال وروى عنه أيضا
عبد الله بن أحمد بن يعقوب المقري اه‍.
والظاهر أن هذه الغرائب والمناكير المزعومة هي أمثال هذا الحديث من
فضائل علي وأهل بيته ع التي يستكبرونها ويستنكرونها ولم تالفها
طباعهم وأمثال ذلك، ثم قال الخطيب: أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا
عبيد الله بن أحمد بن يعقوب حدثني أبو الفرج أحمد بن جوري من أصله
حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن حدثنا هارون بن خالد بن ابان
الكاتب حدثنا عارم بن الفضل باسناده مثله اه‍.
وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال: سمع الحديث من جماعة
وروى عنه أبو نعيم الحافظ وغيره واتصل بنا من طريقه بالسند إلى الزهري
وذكر الحديث.
٣٤٧: الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن خاتون
العاملي العيناثي
يأتي بعنوان جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن
علي بن محمد بن محمد بن خاتون العاملي.
٣٤٨: أبو جعفر أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن
علي البرقي وكثيرا ما يقال: أحمد بن أبي عبد الله البرقي
قال النجاشي: قال أحمد بن الحسين في تاريخه توفي أحمد بن أبي
عبد الله البرقي سنة ٢٧٤، وقال علي بن محمد بن ماجيلويه توفي سنة ٢٨٠
والبرقي يظهر مما يأتي عن الفهرست أنه منسوب إلى برقة قم وفي
الخلاصة: منسوب إلى برقة قم اه‍ ويظهر مما يأتي عن النجاشي أنه
منسوب إلى برق روذ وصرح بذلك في ترجمة أبيه محمد بن خالد كما ستعرف
وبرقة بفتح الباء الموحدة وسكون الراء بعدها قاف وهاء في القاموس
بلدة بقم. وفي معجم البلدان أصل البرقة في كلامهم الأرض ذات
الحجارة المختلفة الألوان اه وبرقروذ بفتح الباء الموحدة وسكون
الراء بعدها قاف وراء مضمومة وواو وذال معجمة قال النجاشي في ترجمة
محمد بن خالد البرقي: قرية من سواد قم على واد هناك ينسب إليها
محمد بن خالد اه‍ وقال بعض المعاصرين من أفاضل القميين: الذي
نعرفه في هذا الزمان أبطح يسمى برق رود في شطوطه آثار قديمة اه‍.
أقوال العلماء فيه ومؤلفاته
عده المسعودي في مقدمة مروج الذهب من جملة المؤرخين.
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع فقال: احمد
ابن محمد البرقي وفي رجال الهادي ع فقال: أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، وقال الشيخ في الفهرست: أحمد بن محمد بن خالد بن
عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أبو جعفر أصله كوفي وكان جده
محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر والي العراق من قبل هشام بن
عبد الملك بعد قتل زيد بن علي ثم قتله وكان خالد صغير السن فهرب
مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها وكان ثقة في نفسه غير أنه أكثر
الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل. وصنف كتبا كثيرة منها المحاسن
وغيرها وقد زيد في المحاسن ونقص فمما وقع إلي منها ١ الابلاع ٢
التراحم والتعاطف ٣ أدب النفس ٤ المنافع ٥ آداب المعاشرة ٦
المعيشة ٧ المكاسب ٨ الرفاهية ٩ المعاريض ١٠ السفر ١١
الأمثال ١٢ الشواهد من كتاب الله عز وجل ١٣ النجوم ١٤ المرافق
١٥ الزواجر ١٦ النوم ١٧ الزينة ١٨ الأركان ١٩ الزي ٢٠
اختلاف الحديث ٢١ الطيب ٢٢ المآكل ٢٣ المشارب الماء ٢٤
الفهم ٢٥ الاخوان ٢٦ الثواب ٢٧ تفسير الأحاديث وأحكامه ٢٨
العقل ٢٩ التحذير ٣٠ التخويف ٣١ العلل ٣٢ التهديد
التهذيب ٣٣ التسلية التنبيه ٣٤ التاريخ ٣٥ غريب كتب
المحاسن ٣٦ مذام الاخلاق ٣٧ النساء ٣٨ المآثر والأنساب
والأحساب ٣٩ أنساب الأمم ٤٠ الشعر والشعراء ٤١ العجائب
٤٢ الحقائق ٤٣ المواهب والحظوظ ٤٤ الحياة وهو كتاب النور والرحمة
٤٥ الزهد والمواعظ ٤٦ التبصرة ٤٧ التعبير التفسير ٤٨ التأويل
٤٩ مذام الأفعال ٥٠ الفروق ٥١ المعاني والتحريف ٥٢ العقاب
٥٣ الامتحان ٥٤ العقوبات ٥٥ العين ٥٦ الخصائص ٥٧ النحو
٥٨ العيافة والقيافة ٥٩ الزجر والفأل ٦٠ الطيرة ٦١ المراشد ٦٢
الغرائب ٦٣ الأفانين ٦٤ الخيل ٦٥ الصيانة ٦٦ الفراسة ٦٧
العويص ٦٨ النوادر ٦٩ مكارم الأخلاق ٧٠ ثواب القرآن ٧١ فضل القرآن ٧٢
فضل كتابة القرآن ٧٣ مصابيح الظلم ٧٤
المنتخبات المنجيات ٧٥ الدعاء ٧٦ الدعاية والمزاح ٧٧ الترغيب
٧٨ الصفوة ٧٩ الرؤيا ٨٠ المحبوبات والمكروهات ٨١ خلق
السماء والأرض ٨٢ بدوء خلق إبليس والجن ٨٣ الدواجن والرواجن
٨٤ مغازي النبي ص ٨٥ بنات النبي ص وأزواجه ٨٦ الأحناش
والحيوان والطيور ٨٧ للتأويل ومر التأويل ولعل المعنى مختلف قال وزاد
(١٠٥)

محمد بن جعفر بن بطة على ذلك ٨٨ طبقات الرجال ٨٩ الأوائل ٩٠
الطب ٩١ التبيان ٩٢ الجمل ٩٣ ما خاطب الله به خلقه ٩٤
جداول الحكمة ٩٥ الاشكال والقرائن ٩٦ الرياضة ٩٧ ذكر الكعبة
٩٨ التهاني ٩٩ التعازي.
أخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته عدة من أصحابنا منهم
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان وأبو عبد الله الحسين
ابن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم عن أحمد بن محمد
ابن سليمان الزراري قال حدثنا مؤدبي علي بن الحسين السعدآبادي أبو
الحسين القمي حدثنا أحمد بن أبي عبد الله وأخبرنا هؤلاء الثلاثة عن
الحسن بن حمزة العلوي الطبري حدثنا أحمد بن عبد الله ابن بنت البرقي
حدثنا جدي أحمد بن محمد، وأخبرنا هؤلاء الا الشيخ أبا عبد الله وغيرهم
عن أبي المفضل الشيباني عن محمد بن جعفر بن بطة عن أحمد بن أبي
عبد الله بجميع كتبه ورواياته، وأخبرنا بها ابن أبي جيد عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله بجميع كتبه
ورواياته اه‍ وقال النجاشي بعد الترجمة: أصله كوفي وكان جده
محمد بن علي حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد ع ثم قتله وكان
خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق روذ، وكان ثقة في
نفسه يروي عن الضعفاء واعتمد المراسيل، وصنف كتبا منها المحاسن
وغيرها وقد زيد في المحاسن ونقص: ١ التبليغ والرسالة ٢ التراحم
والتعاطف ٣ التبصرة ٤ الرفاهية ٥ الزي ٦ الزينة ٧ المرافق ٨
المراشد ٩ الصيانة ١٠ النجابة ١١ الفراسة ١٢ الحقائق ١٣
الاخوان ١٤ الخصائص ١٥ المآكل ١٦ مصابيح الظلم ١٧
المحبوبات ١٨ المكروهات ١٩ العويص ٢٠ الثواب ٢١ العقاب
٢٢ المعيشة ٢٣ النساء ٢٤ الطيب ٢٥ العقوبات ٢٦ المشارب
٢٧ الشعر ٢٨ أدب النفس ٢٩ الطب ٣٠ الطبقات ٣١ أفاضل
الاعمال ٣٢ أخص الاعمال ٣٣ المساجد الأربعة ٣٤ الرجال ٣٥
الهداية ٣٦ المواعظ ٣٧ التحذير ٣٨ التهذيب ٣٩ التحريف ٤٠
التسلية ٤١ أدب المعاشرة ٤٢ مكارم الأخلاق ٤٣ مكارم الافعال
٤٤ مذام الاخلاق ٤٥ مذام الأفعال ٤٦ المواهب ٤٧ الحياة ٤٨
الصفوة ٤٩ علل الحديث ٥٠ معالي الحديث ٥١ التحريف ٥٢
تفسير الحديث ٥٣ الفروق ٥٤ الاحتجاج ٥٥ الغرائب ٥٦
العجائب ٥٧ اللطائف ٥٨ المصالح ٥٩ المنافع ٦٠ من الدواجن
والرواجن ٦١ الشعر والشعراء ٦٢ النجوم ٦٣ تعبير الرؤيا ٦٤
الزجر والفأل ٦٥ صوم الأيام ٦٦ السماء ٦٧ كتاب الارصين ٦٨
البلدان والمساحة ٦٩ الدعاء ٧٠ ذكر الكعبة ٧١ الأجناس
الاحناش والحيوان ٧٢ أحاديث الجن وإبليس ٧٣ فضل القرآن
٧٤ الأزاهير ٧٥ الأوامر والزواجر ٧٦ ما خاطب الله به خلقه ٧٧
احكام الأنبياء والرسل ٧٨ الجمل ٧٩ جداول الحكمة ٨٠ الاشكال
والقرائن ٨١ الرياضة ٨٢ الأمثال ٨٣ الأوائل ٨٤ التاريخ ٨٥
الأنساب ٨٦ النحو ٨٧ الاصفية ٨٨ الأفانين ٨٩ المغازي ٩٠
الرواية ٩١ النوادر قال: وهذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن
بطة من كتب المحاسن وذكر بعض أصحابنا أن له كتبا اخر منها ٩٢
التهاني ٩٣ التعازي ٩٤ اخبار الأمم، أخبرنا بجميع كتبه الحسين بن
عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد أبو غالب الزراري حدثنا مؤدبي
علي بن الحسين السعدآبادي أبو الحسن القمي حدثنا أحمد بن عبيد الله بها
اه‍.
الكلام على كتاب
المحاسن قيل إنه مشتمل على أزيد من مائة باب من أبواب الفقه والحكم
والآداب والعلل الشرعية والتوحيد وسائر المطالب الأصول والفروع وقد
وضع الصدوق على حذوها كثيرا من مؤلفاته كعلل الشرائع ومعاني الأخبار
وكتاب التوحيد وثواب الاعمال وعقاب الأعمال والخصال وغيرها، وقول
النجاشي فيما سمعت: وهذا الفهرست الذي ذكره محمد بن جعفر بن بطة
من كتب المحاسن الخ يدل على أن ما ذكره كله من أجزاء كتاب المحاسن،
وقول الشيخ فيما مر: وقع إلي منها أي من كتب المحاسن أو من مصنفاته،
وقول الشيخ والنجاشي وغيرهما وقد زيد في المحاسن ونقص أي في عدد
أجزائها وأبوابها فذكر كل واحد ما وصل اليه منها فلذلك حصلت الزيادة
والنقصان فكل واحد زاد عن الآخر ونقص عنه، وشاهد ذلك ما سمعت
من الشيخ والنجاشي وعن ابن بطة وغيره. وفي الخلاصة ثقة غير أنه أكثر
الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل، ثم حكى عن ابن الغضائري أنه قال
: طعن عليه القميون وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروي عنه فإنه
كان لا يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الأخبار وكان أحمد بن محمد بن
عيسى رئيس قم أبعده من قم ثم أعاده إليها واعتذر اليه وقال: وجدت
كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ولما
توفي مشى أحمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبري نفسه مما
قذفه به وعندي ان روايته مقبولة اه ولنعم ما قاله المجلسي الثاني: لو
جعل هذا أي اخراج أحمد بن محمد بن عيسى إياه قدحا في ابن عيسى كان
أظهر لكنه كان ورعا وتلافى ما وقع منه اه والظاهر أن نفيه له من قم
كان لأجل روايته عن الضعفاء واعتماد المراسيل فإنهم كانوا يتجنبونه ويرونه
قادحا فيمن يفعله مع أن الثقة يجوز أن يروي عن الثقة وغيره ومن ذلك
يمكن أن يستفاد أن من روى عنهم أحمد بن محمد بن عيسى وأمثاله من
القميين كانوا ثقات في نظرهم فإذا نفى البرقي لروايته عن الضعفاء لم يكن
هو ليروي عنهم وهؤلاء القميون مع أنهم كانوا اجلاء الطائفات وثقات
رواتها وهم الذين أحيوا آثار أهل البيت ع وحفظوها كان فيهم
جمود وتشدد زائد كما هو المشاهد في المتعمقين في التقوى في كل عصر فكانوا
يرون ما ليس بقدح قدحا وربما ارتكبوا لأجله المحرم كما ارتكبه ابن عيسى
مع البرقي إلى غير ذلك، ومن الغريب ان ابن داود في رجاله ذكره في
القسم الثاني المعد لغير الثقات ونقل عن ابن الغضائري أنه يقول: الطعن
فيه لا فيمن اخذ عنه وذكره أيضا في القسم الأول المعد للثقات وقال ذكرته
من الضعفاء لطعن ابن الغضائري فيه ويقوي ثقته مشي أحمد بن محمد بن
عيسى في جنازته حافيا حاسرا متنصلا مما قذفه به اه مع أن ابن
الغضائري دافع عن الطعن فيه ولم يطعن فيه وهذه من الأغلاط التي قالوا إنها
في رجال ابن داود. وذكره ابن النديم في فهرسته فقال: أحمد بن أبي
عبد الله محمد بن خالد البرقي له من الكتب: ١ الاحتجاج ٢ السفر
٣ البلدان أكبر من كتاب أبيه اه وذكره ياقوت في معجم البلدان
وقال: له تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه ان
تبلغ المئة، وذكره في معجم الأدباء وذكر تصانيفه طبق ما في فهرست
الشيخ وفي لسان الميزان: أحمد بن محمد بن خالد البرقي أصله كوفي من
(١٠٦)

كبار الرافضة له تصانيف جمة أدبية منها كتاب اختلاف الحديث والعيافة
والقيافة وأشياء، كان في زمن المعتصم اه، ومما مر من مؤلفات هذا
الرجل وكتابه المحاسن تعلم عظمته وسعة علومه وسعة روايته واطلاعه،
وأنه من أعاظم علماء الشيعة وثقات رجال الجواد والهادي ع،
وقد وثقه جميع أهل الرجال من الامامية كالشيخ والنجاشي والعلامة وابن
الغضائري وغيرهم ولم يغمز عليه أحد بشئ سوى قولهم أنه كان يروي
عن الضعفاء ويعتمد المراسيل وهو لا يقتضي الطعن فيه كما مر عن ابن
الغضائري. وفي الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر بعد حديث في
النص عليهم ع: وحدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن
الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء قال محمد بن
يحيى فقلت لمحمد بن الصفار: يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من
غير جهة أحمد بن أبي عبد الله فقال لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين
اه‍ وهذا يدل على أن في نفس ابن يحيى منه شئ ولا يدري ما المراد
بهذه الحيرة التي أشار إليها وإن ذكروا فيها وجوها كلها ترجع إلى الحدس
والتخمين لكنها على كل حال من بعض تشددات القميين المعروفة وأحمد بن
محمد بن عيسى بما فعله من التوبة عما أتاه اليه يصح أن يقال فيه قطعت
جهيزة قول كل خطيب.
التمييز
مر قول الكاظمي في المشتركات ان أحمد بن محمد مشترك بين أربعة
كلهم ثقات أخيار أحدهم أحمد بن محمد بن خالد ثم قال: ويعرف أحمد بن
محمد بن خالد بوقوعه في وسط السند وبانه يروي عنه محمد بن جعفر بن
بطة وعلي بن إبراهيم كما في المنتقى وعلي بن الحسين السعدآبادي وأحمد بن
عبد الله ابن بنت البرقي وسعد بن عبد الله ومحمد بن الحسن الصفار
وعبد الله بن جعفر الحميري اه‍ وعن جامع الرواة أنه زاد رواية
محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن علي بن محبو ب ومحمد بن عيسى وعلي بن
محمد بن عبد الله القمي ومحمد بن علي ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي
القاسم وعن أبيه عنه ورواية محمد بن أبي القاسم وعلي بن محمد بن بندار
ومحمد بن يحيى عنه ورواية أحمد بن إدريس والحسن بن متيل ومعلى بن
محمد وابن الوليد وسهل بن زياد وعلي بن الحسن المؤدب عنه.
ومن فوائد السيد صدر الدين العاملي الاصفهاني في حواشيه على
منتهى المقال أنه اعترض على الكاظمي في مشتركاته هنا بأنه لم يذكر في
مميزات أحمد بن محمد بن عيسى مع أن محمد بن يحيى يروي عنهما فلا معنى
لجعلها تمييزا لأحدهما دون الآخر قال والكليني كثيرا ما يقول محمد بن يحيى
أو عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، فتارة يقيد بكونه ابن خالد أو ابن
عيسى وتارة يطلق والاطلاق أكثر فإن كان الراوي عنهما غير العدة
ومحمد بن يحيى أمكن التمييز به وإلا فلا لوحدة الطبقة إذ يروي عن أحدهما
من يروي عن الآخر فمن يروي عن كل منهما حماد بن عيسى وعلي بن
الحكم والحسن بن محبوب ومحمد بن سنان والحسن بن فضال والحسن بن
علي الوشاء وعثمان بن عيسى وعلي بن يوسف، قال: وإذا جاءك أحمد بن
محمد عن محمد بن خالد فالراوي ليس بالبرقي والا لقال عن أبيه بل هو
الأشعري القمي كما يظهر من النجاشي وكذا إذا جاءك أحمد بن محمد عن
يعقوب بن يزيد أو شريف بن سابق أو النوفلي أو محمد بن عيسى أو الحسن بن
الحسين أو عمرو بن عثمان أو جهم بن الحكم المدائني أو
إبراهيم بن محمد الثقفي أو الحسن بن علي بن بكار بن كردم أو يحيى بن
إبراهيم بن أبي العلاد فالمظنون كونه ابن خالد قال والذي يحضرني الآن أن
الذي يروي عن الحسن بن علي بن يقطين وإسماعيل بن مهران والقاسم بن
يحيى والحسن بن راشد هو ابن خالد لكن يظهر من كتب الرجال ان ابن
عيسى أيضا يروي عنهم وإذا جاءك أحمد بن محمد عن صفوان أو محمد بن
إسماعيل بن بزيع أو عبد الله بن الحجال أو شاذان بن خليل أو ابن أبي
عمير أو علي بن الوليد أو يحيى بن سليم الطائي أو جعفر بن محمد البغدادي
أو عمر بن عبد العزيز أو إبراهيم بن عمر أو إسماعيل بن سهل أو
العباس بن موسى الوراق أو محمد بن عبد العزيز أو أحمد بن محمد بن أبي
داود أو عمار بن المبارك أو محمد بن يحيى فهو أحمد بن محمد بن عيسى
وكثيرا ما يروي أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان وأحمد بن
محمد بن أبي نصر والحسين بن سعيد وابن أبي نجران وأبي يحيى الواسطي
ويروي عنهم أحمد بن محمد بن خالد أيضا كما يفهم من كتب الرجال
اه‍.
ويقال ان أحمد بن فارس صاحب مجمل اللغة وأبو الفضل العباس بن
محمد النحوي الملقب بعرام شيخي الصاحب بن عباد كانا من تلاميذ البرقي
وعنه اخذا.
٣٤٩: الشيخ شمس الدين أحمد بن محمد الخفري صاحب الحاشية المشهورة
منسوب إلى خفر بلدة بفارس خرج منها جماعة
ذكره الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل فقال: كان من
أعاظم العلماء خصوصا في الهيئة وهو من الشيعة الإمامية على ما سمعت
مشايخنا يحكمون به وكنت يوما عند السيد محمد إبراهيم الحسيني فزعم
بعض الطلبة انه ليس من الشيعة فاغتاظ لذلك السيد المذكور. والمولى
عبد الرزاق اللاهيجي في حاشية على حاشيته يذكره مترحما اه‍.
له تآليف كثيرة منها: شرح زبدة الهيئة للمحقق الطوسي وشرح نهاية
الادراك للعلامة
٣٥٠: أبو العباس أحمد بن محمد الدارمي المصيصي المعروف بالنامي الشاعر
المشهور من شعراء سيف الدولة
توفي بحلب سنة ٣٩٩ أو ٣٧٠ أو ٣٧١ وعمره تسعون سنة.
الدارمي بالدال المهملة والألف والراء المكسورة والميم نسبة إلى
دارم بن مالك بطن كبير من تميم والمصيصي نسبة إلى المصيصة مدينة
على ساحل البحر الرومي قرب طرسوس.
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان كان من الشعراء المفلقين ومن فحولة شعراء عصره
وخواص مداح سيف الدولة بن حمدان. وكان عنده تلو أبي الطيب المتنبي
في المنزلة والرتبة وله مع المتنبي وقائع ومعارضات في أناشيد وكان فاضلا
أديبا بارعا عارفا باللغة والأدب اه وقال الثعالبي في اليتيمة شاعر مفلق
من فحولة شعراء العصر وخواص شعراء سيف الدولة وكان عنده تلو المتنبي
في المنزلة والرتبة اه‍ وذكره السيد ضياء الدين يوسف بن يحيى الصنعاني
المتوفى سنة ١١٢١ في كتابه نسمة السحر فيمن تشيع وشعر وذكر في ترجمته
ما ذكره ابن خلكان من غير زيادة ولا نقصان. ويأتي في ترجمة الناشي
علي بن عبد الله بن وصيف انه كان معاصرا وان الناشي لما وفد إلى سيف
(١٠٧)

الدولة وقع فيه النامي فقال هذا يكتب التعاويذ.
تشيعه
ليس عندنا ما يدل على تشيعه سوى ذكر نسمة السحر فيمن تشيع
وشعر له في كتابه لكنه لم يذكر مأخذا لحكمه بتشيعه ولم نجد أحدا ذكره في
شعراء الشيعة سواه فلم يتحقق عندنا كونه من موضوع كتابنا لا سيما أنه لم
يؤثر عنه بيت واحد أو أكثر في أهل البيت ولم يذكره ابن شهرآشوب في
شعراء الشيعة وإنما أدرجناه في كتابنا لذكر صاحب نسمة السحر له وربما
يستدل بعضهم على تشيعه بكونه من شعراء سيف الدولة وفيه ما لا يخفى.
مشايخه
قال ابن خلكان له أمال املاها بحلب روى فيه عن أبي الحسن
علي بن سليمان الأخفش وابن دستوريه وأبي عبد الله الكرماني وأبي بكر
الصولي وإبراهيم بن عبد الرحمن العروضي وأبيه محمد المصيصي.
تلاميذه
قال ابن خلكان روى عنه أبو القاسم الحسين بن علي بن أسامة
الحلبي واخوه أبو الحسين احمد وأبو الفرج الببغا وأبو الخطاب بن عون
الحريري وأبو بكر الخالدي والقاضي أبو طاهر صالح بن جعفر الهاشمي
اه‍.
مؤلفاته
١ الأمالي مر عن ابن خلكان ان له أمالي أملاها بحلب ٢ كتاب
القوافي قال ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة إبراهيم بن عبد الرحيم
العروضي حكى عنه أبو العباس أحمد بن محمد النامي في كتاب القوافي ٣
ديوان شعره.
أشعاره
في اليتيمة وقد أخرجت من ديوانه ما هو شرط الكتاب من عقائل
شعره وفرائد عقده فمن ذلك قوله من قصيدة:
له من هواها ما لصب متيم * وذمة حب عهده لم يذمم
أفارق نفسي شعبة بعد شعبة * فريقين باتا منجدا بعد متهم
فقد كثرت في كل ارض ديارهم * ككثرة عذالي علي ولومي
ولم أر يوما كان اثلم للحشى * من اليوم بين الجزع والمتثلم
لكم يا بني العباس سيف على العدا * حسام متى يعرض له الداء يحسم
أخف إلى يوم الوغى من حمامة * وأثبت من شوق بقلب متيم
وقوله من قصيدة في سيف الدولة:
أحقا أن قاتلتي زرود * وان عهودها تلك العهود
وقفت وقد فقدت الصبر حتى * تبين موقفي أني الفقيد
وشكت في عذالي فقالوا * لرسم الدار أيكما العميد
إليك صدعن أفئدة الليالي * وفيهن السخائم والحقود
فعيدان الأراك لها عظام * واسقية السنان لها جلود
وشعر لو عبيد الشعر أصغى * اليه لظل لي عبدا عبيد
كان لفكره نشر ابن حجر * ونودي من حفيرته لبيد
خلقت كما أرادتك المعالي * فأنت لمن رجاك كما تريد
عجيب ان سيفك ليس يروى * وسيفك في الوريد له ورود
وأعجب منه رمحك حين يسقي * فيصحو وهو نشوان يميد
وقوله من قصيدة في سيف الدولة يهنئه بالعيد:
إلمامة بمغاني داره لمم * إذ لا امامة من دار لها أمم
احدى الحسان أساءت بي وقد صرمت * يوم الحمى وهواها ليس ينصرم
كان قلبي معار للنوى جزعا * من قلب قرن علي وهو منهزم
ناط الحمائل في ليث ولي قمر * وفي الحمائل قد نيطت به الهمم
يا مظمئ الخيل أو تروي ذوابله * والخيل تشرب من أشداقها اللجم
إذا ملائكة النصر اختلطت بها * تشابه العالم النوري والنسم
لا يكتم النصر يوما أنت شاهده * واليوم من نقعه قد كاد ينكتم
النصر أسرجها والعزم ألجمها * والحزم امسك بالاسراج لا الحزم
قال النهار له والشمس مغمدة * وللمنايا شموس غمدها القمم
هذا عجاج فأين الأفق وهو قنا * وتلك خيل فأين الأرض وهي دم
في ناظر الشمس ان عنت له رمد * ومسمع الدهر ان اصغي له صمم
يردها ونظام الملك متسق * والموت في خرز الأعناق ينتظم
أسعد بعيد إذا كارمته حكمت * لك المعالي وامضى حكمها الكرم
عيد وفتح ملك والأمير له * دامت سلامته ما أورق السلم
الله أعطاك اقسام الفخار فما * خلق يساميك مذ خيرت لك القسم
لو كان يرضى لك الدنيا لما فنيت * ونلت فيها خلودا أنت والنعم
بحد سيفك سيف الدولة انحطمت * قواعد الشرك والأرواح تنحطم
يحدث الذئب ذئب وهو مبتهج * ويخبر النسر نسر وهو مبتسم
قد أرضعتك ثدي الحرب درتها * ورمحك ابن رضاع ليس ينفطم
ألست من معشر قامت مدائحهم * على القنا وهي بالأرواح تنتظم
من آل حمدان حيث الملك مقتبل * والمال مقتسم والحمد مغتنم
قوم إذا حكموا يوما لأنفسهم * جار السماح عليهم في الذي حكموا
أمن علا أم ندى أدعو كما بهما * فأنتما ذو الندى والصارم الخذم
وان تانيت عزما لم تفتك عدى * ان الأسود تمطى ثم تعتزم
ان لم أقم أمما للمدح من فكري * فشك فيك يقيني انك الأمم
وما علي إذا ما كنت ناظمها * فعطلت كل ما قالوا وما نظموا
وقوله يمدحه:
أمرن هوانا ان يصح لنسقما * وأدمى قلوبا صاديات إلى الدمى
أرتنا جنى العناب للورد ظالما * ومن أقحوان مرمض متظلما
طوى البين ديباج الخدود ونشرت * يد البين وشيا للخدود منمنما
تقسمت الأهواء قلبي كما غدا * نوال علي في الورى متقسما
ويوم كأجياد العذارى حليه * فريد ندى في جيده قد تنظما
جلونا به وجهي عروس وكاعب * على طفل زهر قد بكى وتبسما
وأخرس يصيبنا بخمسة ألسن * إلى أيها مد البنان تكلما
لدن غدوة حتى إذا الشمس ودعت * مغاربها واستأذنتها التصرما
ثوبنا كانا بعض أبناء قيصر * غدا فيهم سيف الأمير محكما
أطعت العلى حتى كأنك عبدها * وان كنت مولاها كنت لها ابنما
مكارم لا تنفك تتعب حاسدا * يؤخره سعي لها قد تقدما
ذكت فكري فيها وأينع هاجسي * فظلت على أهل القريض مقدما
وولد شعري فيك شعرا لمعشر * فكنت عليهم مثل نعماك منعما
(١٠٨)

وقال يمدحه من قصيدة:
دليل له نجم كليل عن السرى * تحير لا يهدى لقصد ولا يهدي
إلى أن رأيت الفجر والنسر خاضب * جناحيه ورسا عل بالعنبر الوردي
وحلت يد الجوزاء عقد وشاحها * إزاء الثريا وهي مقطوعة العقد
فقلت: اخيل التغلبي مغيرة * أم الفجر يرمي الليل سدا على سد
فتى قسم الأيام بين سيوفه * وبين طريفات المكارم والتلد
فسود يوما بالعجاج وبالردى * وبيض يوما بالفضائل والمجد
أمير العلا ان العوالي كواسب * علاءك في الدنيا وفي جنة الخلد
يمر عليك الحول سيفك في الطلى * وطرفك ما بين الشكيمة واللبد
ويمضي عليك الدهر فعلك للعلا * وقولك للتقوى وكفك للرفد
جهدت فلم أبلغ مداك بمدحه * وليس مع التقصير عندي سوى جهدي
رياحين أذهان سماحك غارس * لها فاحنها بالغرس من روضة الحمد
من المذهبات الدارميات شرد * تدق معانيها على الملك الكندي
تزيد على شاوي زياد وجرول * وقد غودر ابن العبد في نظمها عبدي
وقوله يمدحه من قصيدة:
وازهر يبيض الندي منه في الرضى * وتحمر أطراف القنا حين يغضب
أمير الندى ما للندى عنك مذهب * ولا عنك يوما للرغائب مرغب
إذا فاخرت بالمكرمات قبيلة * فتغلب أبناء العلى بك تغلب
وقوله يمدحه من قصيدة:
سالت بالفراق صبا وما * ينبئها بالفراق مثل خبير
هو بين الحشى صدوع وفي * الأعين ماء جمرة في الصدود
نال منا يوم الفراق كما نال * من الناكثين سيف الأمير
في خميس للنصر فيه لواء * عقده من لوائه المنصور
رجله كالدبا وفرسانه * كالأسد باسا وخيله كالصقور
وسجاياك يا أبا الحسن الغر * واتعابهن شكر الشكور
سر على السعد تستظل من * الأيام ظلى سلامة وحبور
بين فرضين من جهاد وشهر * أنت في الناس مثله في الشهور
أنتم دارة العلى يا بني ح‍ * مدان سكان بيتها المعمور
فتجيوا بمدحتي ريحانه * حمد تبقى بقاء الدهور
وقوله من قصيدة:
ومنازلين إذا بدوا في شارق * شبوا ضياء وقوده بوقود
ردوا على داود صنعة سرده * لغناهم بالصبر عن داود
لا يصحبون إذا انتضوا بيض الظبا * وشبا القنا غير المنايا السود
ودخل على ناصر الدولة ويده وجعة فقال له: هل قلت شيئا؟
قال: ما عملت! قال فقل، فقال ارتجالا:
يد في برئها برء الأيادي * ووعك للطريف وللتلاد
يد الحسن التي خلقت سماء * موكلة بارزاق العباد
وقال ابن خلكان: حكى أبو الخطاب بن عون الحريري النحوي
الشاعر انه دخل على أبي العباس النامي قال فوجدته جالسا ورأسه كالثغامة
بياضا وفيه شعرة واحدة سوداء فقلت له يا سيدي في رأسك شعرة سوداء!
فقال نعم هذه بقية شبابي وانا أفرح بها ولي فيها شعر فقلت أنشدنيه؟
فأنشدني:
رأيت في الرأس شعرة بقيت * سوداء تهوى العيون رؤيتها
فقلت للبيض إذ تروعها: * بالله! إلا رحمت غربتها
فقل لبث السوداء في وطن * تكون فيه البيضاء ضرتها
ثم قال: يا أبا الخطاب بيضاء واحدة تروع ألف سوداء فكيف حال
سواء بين ألف بيضاء؟ قال ومن شعره وينسب إلى الوزير المهلبي وليس
الامر كذلك:
اتاني في قميص اللاذ يسعى * عدو لي يلقب بالحبيب
وقد عبث الشراب بمقلتيه * فصير خده كسنا اللهيب
فقلت له: بما ذا استحسنت هذا؟ * لقد أقبلت في زي عجيب
أحمرة وجنتيك كستك هذا * أم أنت صبغته بدم القلوب
فقال: الراح أهدت لي قميصا * كلون الشمس في شفق المغيب
فثوبي والمدام ولون خدي * قريب من قريب من قريب
٣٥١: أبو الحسن أحمد بن محمد بن داود القمي.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال: أحمد بن
محمد بن داود يكنى أبا الحسن يروي عن أبيه محمد بن أحمد بن داود القمي
أخبرنا عنهما الحسين بن عبيد الله اه ومنه يعلم أنه أحمد بن محمد بن
أحمد بن داود ونسب إلى جد أبيه اختصارا وفي مستدركات الوسائل عن
رسالة الحاج محمد الأردبيلي في الأسانيد عند ذكر أسانيد الشيخ الطوسي أنه قال
: والى أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأودي فيه أحمد بن محمد بن داود
في باب زيارة أمير المؤمنين ع في الحديث الأول قال صاحب
المستدركات: قلت ذكر أحمد بن محمد وهو شيخ الطائفة وعالمها وفقيه القميين
في هذا المقام عجيب اه وذلك أن قوله عند ذكر السند فيه فلان إشارة
إلى الغمز في السند بواسطة ذلك المذكور، ويميز بروايته عن أبيه ورواية
الحسين بن عبيد الله عنه.
٣٥٢: أحمد بن محمد بن دول القمي.
مر بعنوان أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن دول.
٣٥٣: أبو العباس أحمد بن محمد الدينوري الملقب باستونة.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال أحمد بن
محمد الدينوري يكنى أبا العباس يلقب باستونة اه وفي التعليقة: هو
من المشايخ الذين يروون عن الحسن بن سعيد الأهوازي وأخيه الحسين بن
سعيد اه‍ قال النجاشي في ترجمة الحسين بن سعيد ان الحسن شارك
أخاه الحسين في الكتب الثلاثين المصنفة وانه شريك أخيه الحسين وقال
أخبرنا بهذه الكتب غير واحد من أصحابنا من طرق مختلفة كثيرة فمنها ما
كتب إلي به أبو العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي في جواب كتابي اليه
والذي سالت تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الأهوازي فقد
روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري وعد جماعة إلى أن قال: وأبو
العباس أحمد بن محمد بن الدينوري فاما ما عليه أصحابنا والمعول عليه ما
رواه عنهما أحمد بن محمد بن عيسى ثم ذكر الطرق إلى من روى عنهما إلى أن
قال: واما أبو العباس الدينوري فقد أخبرنا الشريف أبو محمد الحسن بن
حمزة بن علي الحسيني الطبري فيما كتب الينا ان أبا العباس أحمد بن محمد
الدينوري حدثهم عن الحسين بن سعيد بكتبه وجميع مصنفاته عند منصرفه
من زيارة الرضا ع أيام جعفر بن الحسن الناصر بامل طبرستان
سنة ٣٠٠ وقال حدثني الحسين بن سعيد الأهوازي بجميع مصنفاته قال ابن
(١٠٩)

نوح وهذا طريق غريب لم أجد له ثبتا الا قوله رضي الله عنه فيجب ان
يروى كل نسخة من هذا بما رواه صاحبها فقط ولا يحمل رواية على رواية
ولا نسخة على نسخة لئلا يقع فيه اختلاف اه ولعله يفهم من قوله:
والمعول عليه الخ عدم التعويل على سواه.
٣٥٤: أحمد بن محمد بن أحمد بن علي أبو منصور الصيرفي المعروف بابن النرسي
من مشايخ الخطيب صاحب تاريخ بغداد.
في تاريخ بغداد: سمعت النرسي يقول ولدت في جمادى الأولى سنة
٣٧١ ومات في رجب سنة ٤٤٠
قال كتبت عنه وكان سماعه صحيحا وكان رافضيا سمع أبا عمر بن
حيويه وأبا الحسن الدارقطني وعلي بن عمر الحربي والمعافى بن زكريا
وعيسى بن علي بن عيسى الوزير أخبرنا أبو منصور أحمد بن محمد بن أحمد
النرسي أخبرنا محمد بن العباس الخزاز أخبرنا محمد بن محمد بن سليمان
الباغندي حدثنا هشام بن عمار حدثنا صدقة يعني ابن خالد حدثنا
عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: لو رأيت بين يدي في الصلاة ولد زنا أو
مخنثا لتنحيت عنه اه‍.
٣٥٥: أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن ضياء.
مات سنة ٤٩٤ عن ابن السمعاني.
في لسان الميزان روى عن ابن الطيوري قال ابن ناصر كان رافضيا
وقال ابن النجار لم يكن عنده معرفة اه.
٣٥٦: الشيخ أحمد بن محمد بن خاتون العاملي.
توفي سنة ١٢٤٢.
كان عالما فاضلا وكان شريك الشيخ حسن القبيسي العاملي
في الدرس.
٣٥٧: أحمد بن محمد بن رباح.
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن رباح بن قيس.
٣٥٨: أحمد بن محمد بن الربيع الأقرع الكندي
قال النجاشي: له كتاب نوادر أخبرنا به أحمد بن عبد الواحد حدثنا
علي بن محمد القرشي حدثنا علي بن الحسن عن أحمد بن محمد بن الربيع به
قال أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى رحمه الله قال لي أبي قال أبو
علي بن همام حدثنا عبد الله بن العلاء قال كان أحمد بن محمد بن الربيع
عالما بالرجال اه‍. وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية علي بن
الحسن عنه.
٣٥٩: الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن رستم بن يزدبان الطبري الآملي
الكحي.
كان معاصرا للوزير ابن الفرات الشيعي ومؤدبا في داره. له ١
كتاب التصريح ٢ كتاب التصريف ٣ المقصور والممدود ٤ عيون
المعجزات ٥ صورة الهمزة ٦ غريب القرآن ذكره ابن النديم هكذا
وجدته في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ويدل على تشيعه
تأليفه عيون المعجزات واختيار الوزير ابن الفرات الشيعي له مؤدبا له في
داره.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
أعدنا ترجمته لزيادة تفصيل: يزدبان وجدت في فهرست ابن
النديم بالمثناة التحتية والزاي وفي بعض الكتب نردبان بالنون والراء
ومضى في هذا الجزء نودبان بالواو بدل الراء. وفي تاريخ بغداد للخطيب
يزديار وفي بغية الوعاة ومعجم الأدباء نقلا عن الخطيب يزداد ولا
شك انه قد وقع تصحيف بين هذه الألفاظ ثم إن الخطيب أخر رستم وغيره
قدمه. والكحي رسمناها في هذا الجزء من هذا الكتاب بالحاء المهملة وأظن أن
صوابها بالجيم فبالحاء لا ذكر لها في معجم البلدان وانساب السمعاني انما
في الأنساب كج بمعنى الجص وفي المعجم كج بخوزستان قرية يقال لها زبر
كج قال كعب بن معدان الأشقري وكان من أصحاب المهلب وشهد حرب
الخوارج بخوزستان فارس:
طربت وهاج لي ذاك ادكارا * بكج وقد أطلت بها الحصارا
أقوال العلماء فيه
في فهرست ابن النديم ١: ومن علماء البصريين أبو جعفر أحمد بن
محمد بن رستم بن يزدبان الطبري ويعد في طبقة أبي يعلي بن أبي زرعة.
وفي تاريخ بغداد: أحمد بن محمد بن يزديار بن رستم أبو جعفر النحوي
الطبري سكن بغداد وحدث بها. وفي بغية الوعاة أحمد بن محمد بن
يزدار بن رستم أبو جعفر الطبري قال الخطيب حدث ببغداد وقال غيره كان
بصيرا بالعربية حاذقا بالنحو مؤدبا في دار الوزير ابن الفرات أبي الحسن
علي بن محمد بن موسى بن الفرات المتوفى ٣١٣. وفي معجم الأدباء:
أحمد بن محمد بن يزداد بن رستم أبو جعفر النحوي الطبري سكن بغداد
قال الخطيب وحدث بها قال ياقوت وقرأت في كتاب الغاية لأبي بكر بن
مهران النيسابوري في القراءات قرأت على أبي عيسى بكار بن أحمد المقرئ
قرأت على أبي جعفر أحمد بن محمد بن رستم الطبراني وكان مؤدبا في دار
الوزير ابن الفرات ووصلنا اليه بالحبل والشفعاء وكان بصيرا بالعربية حاذقا
في النحو.
مشايخه
في تاريخ الخطيب: حدث ببغداد عن نصير بن يوسف وهاشم بن
عبد العزيز صاحبي علي بن حمزة الكسائي. وفي معجم الأدباء عن كتاب
الغاية انه اخذ القراءات عن نصير بن يوسف أبي المنذر النحوي صاحب
الكسائي واخذ نصير عن الكسائي.
تلاميذه
في تاريخ بغداد: روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم وعمر بن
محمد بن سيف الكاتب وذكر ابن سيف انه سمع منه سنة ٣٠٤.
مؤلفاته
قال ابن النديم: له من الكتب ١ غريب القرآن ٢ المقصور
والمدود ٣ المذكر والمؤنث ٤ صورة الهمز ٥ كتاب التصريف ٦
كتاب النحو ومر له في هذا الجزء ٧ التصريح ٨ عيون المعجزات، وعيون
المعجزات لم يذكره أحد في تصانيفه ممن عثرنا على كلامه وانما ذكره بعض
المعاصرين وكذلك التصريح لم يذكره أحد وانما وجدناه في مسودة الكتاب
ويوشك ان يكون اشتباها بالتصريف عند الإملاء.
(١١٠)

٣٦٠: أحمد بن محمد بن رميم المروزي النخعي بالبصرة
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال: روى
عن محمد بن همام وروى عنه ابن نوح.
٣٦١: السيد ناصر الدين أحمد بن السيد محمد بن السيد روح الأمين الحسيني
المختاري السبزواري
يروي بالإجازة عن شيخه الشيخ بهاء الدين محمد بن تاج الدين
حسن بن محمد الاصفهاني المعروف بالفاضل الهندي وتاريخ الإجازة في
رجب المرجب سنة ١١٣٠ ويروي عنه الميرزا إبراهيم القاضي الاصفهاني
عن الفاضل الهندي. وقد وصفه الفاضل الهندي في الإجازة المذكورة على
ما حكاه في الروضات وقد رأى تلك الإجازة بخطه بالفاضل المحقق المدقق
البالغ إلى ملكة الاجتهاد. وقال الميرزا إبراهيم القاضي الاصفهاني فيما
حكاه في الروضات وقد أذن لي في الرواية عنه يعني عن الفاضل الهندي
السيد الفاضل الأمير ناصر الدين احمد ابن السيد محمد ابن الفاضل المشهور
الأمير روح الأمين الحسيني المختاري اه.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
وكتب الينا السيد شهاب الدين انه كان من أفاضل علماء الدولة
الصفوية له تواليف شريفة منها شرح لطيف على احتجاج الطبرسي، شرح
نهج البلاغة لم يتم، تفسير كبير، ديوان شعر، وهو من بني المختار أسرة
قديمة جليلة من العلويين ينتهي نسبهم إلى عمر المختار أبي الفضائل بن
مسلم الأحول أمير الحاج الفارس الأكبر بن محمد أمير الحاج بن محمد
النقيب بن عبيد الله الثالث بن أبي الحسن علي الكوفي بن عبيد الله الثاني بن
علي الصالح بن عبيد الله الأعرج وأكثرهم بالعراق ومنهم بنواحي سبزوار
ومن اجلهم المير محمد قاسم السبزواري اخذ ناصر الدين وأخواه محمد
وعبد الله العلم عن جماعة منهم والدهم وقبورهم بتخت فولاذ وقيل في
نائين والمعتمد الأول.
٣٦٢: أحمد بن محمد الزراري.
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن أعين.
٣٦٣: السيد أبو طالب أحمد بن محمد بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن زهرة.
٣٦٤: أحمد بن محمد بن زياد بن جعفر الهمداني
من مشايخ الصدوق ذكره مترضيا عنه في المشيخة في طريق عيسى بن
يونس يروي الصدوق عنه عن إبراهيم بن هاشم.
٣٦٥: أبو جعفر أحمد بن محمد بن زيد الخزاعي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال أحمد بن
محمد بن زيد الخزاعي يكنى أبا جعفر روى عنه حميد أصولا كثيرة ومات
سنة ٢٦٢ وصلى عليه الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي اه‍ ورواية
حميد بن زياد عنه أصولا كثيرة وصلاة الحسن بن محمد بن سماعة عليه وهما
واقفيان ربما يومي إلى فساد عقيدته بالوقف كما أشار اليه صاحب التعليقة
والله أعلم.
٣٦٦: الشريف القاضي أبو السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن
علي بن عبد الله بن علي بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن زيد الشهيد نقيب
العلويين بالرملة.
في عمدة الطالب قال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد العمري النسابة
اجتمعت معه وسألته عن نسب سعادة البرسي فأبطل نسبه وحكى حكايات
في بابه اه‍ يظن تشيعه بناء على إصالة التشيع في العلويين.
٣٦٧: أحمد بن محمد المعروف بالزيدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع والزيدي
كأنه نسبة إلى أحد أجداده لا إلى المذهب والظاهر أنه نسبة إلى الزيدية قرية
من سواد بغداد.
٣٦٨: أحمد بن محمد السبعي البحراني الهندي
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن
محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة.
٣٦٩: أحمد بن محمد أبو بشر السراج
قال النجاشي أخبرنا ابن شاذان عن العطار عن الحميري عن
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه اه وفي مشتركات الكاظمي
يعرف برواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه اه.
٣٧٠: أبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن السري التميمي الكوفي
المعروف بابن أبي دارم.
في تذكرة الحفاظ توفي في المحرم سنة ٣٥٢ وقيل ٣٥١.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري وسمع منه سنة ٣٣٣ وإلى ما بعدها وله منه إجازة اه‍ وفي
ميزان الاعتدال في موضع: أحمد بن محمد بن أبي دارم الحافظ أدرك
إبراهيم بن عبد الله القصار اسم جده السري روى عنه الحاكم وقال
رافضي لا يوثق به اه‍ وفي موضع آخر أحمد بن محمد بن السري بن
يحيى بن أبي دارم المحدث أبو بكر الكوفي الرافضي الكذاب وقيل إنه لحق
إبراهيم القصار حدث عن أحمد بن موسى الخمار وموسى بن هارون وعدة
روى عنه الحاكم وقال رافضي غير ثقة وقال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي
الحافظ كان مستقيم الامر عامة دهره ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه
المثالب إلى أن قال ثم إنه حين أذن الناس بهذا الأذان المحدث وضع
حديثا منه: تخرج نار من قعر عدن تلتقط مبغضي آل محمد ووافقته عليه
وجاءني ابن سعيد في امر هذا الحديث فسألني فأخبرته فكبر عليه وأكثر
الذكر له بكل قبح وتركت حديثه وأخرجت عن يدي ما كتبت عنه ويحتجون
به في الأذان ثم ذكر عنه حديثا مسندا عنه ص اجعل في آخر أذانك حي
على خير العمل قال وانما هو اجعل في آخر أذانك الصلاة خير من النوم تركته
ولم احضر جنازته انتهى باختصار وأقول الرجل مستقيم الامر عامة دهره
بشهادة ابن حماد الحافظ وبقي على استقامته تمام عمره ولم يوجب له هذا
الذم العظيم الا قراءة بعض المثالب عليه ولعله سمعها ولم يعتقدها ورواية
حديث الاذان الذي خبط فيه خبطا ظاهرا على رغم تسميته بالحافظ فان
حي على خير العمل في وسط الاذان بعد حي على الصلاة لا في آخره وانها
من أصل الاذان لا زيادة فيه كالصلاة خير من النوم فكيف يمكن ان يروي
مثل هذا الحديث وقد بينا ان قول حي على خير العمل ثابت في الاذان
(١١١)

والإقامة بعد حي على الفلاح بنص البيهقي في سننه من الشافعية
والطحاوي من الحنفية وان التثويب في أذان الصبح مكروه عند جماعة من
الحنفية وان الشافعي في الجديد قال إنه غير مسنون راجع الجزء الأول
وأواخر الجزء الثاني من المجلد الأول من أعيان الشيعة وفي السيرة ج ٢ ص
١٥ نقل عن ابن عمر وعن علي بن الحسين رضي الله عنهم انهما كانا يقولان
في آذانهما بعد حي على الفلاح حي على خير العمل اه وأما زعمه انه
وضع حديث خروج نار تلتقط مبغضي آل محمد فلا شاهد له على ذلك الا
استعظامه واستكباره ان يرد مثل هذا الحديث في فضل آل محمد وكبر ذلك
على ابن سعيد أيضا ولو أنصفا لعلما ان مبغض آل محمد في النار وانه لا
استكبار ولا استعظام في أن يرد فيه مثل هذا الحديث والله الهادي.
وذكره الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ فقال أبو بكر بن أبي دارم
الحافظ المسند الشيعي أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن السري
التميمي الكوفي محدث الكوفة سمع إبراهيم بن عبد الله الصفار
وأحمد بن موسى الحمار وموسى بن هارون ومطينا وعدة. وعنه الحاكم وأبو
بكر بن مردويه وأبو الحسن بن الحمامي ويحيى بن إبراهيم المزكى وأبو بكر
الحيري والقاضي وآخرون جمع في الحط على الصحابة وكان يترفض وقد
اتهم في الحديث وكان موصوفا بالحفظ له ترجمة سيئة في الميزان ذكرنا فيها ما
حدث به من الافك المبين لا رعاه الله اه والافك المبين الذي زعمه
هو ما مر عن ميزانه من حديث حي على خير العمل وحديث خروج
نار تلتقط مبغضي آل محمد وما دعاه إلى تسميته افكا الا مخالفته لما تعوده
ولمن قلده ولعله يكون من الافك المبين زيادة ما يزعم زيادته وسقوط ما
يزعم سقوطه و استعظام ان تخرج نار تلتقط مبغضي آل محمد كما مر، والله
نعم الحكم، وقد اخرج حديثه الامامان البخاري ومسلم في صحيحهما،
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: أخبرنا أبو علي الحسن بن علي انا جعفر بن
منير أنا أبو طاهر السلفي أنا أبو عبد الله الثقفي أنا أبو زكريا المزكى أنا أبو
بكر بن أبي دارم بالكوفة انا أحمد بن موسى بن إسحاق أنا أبو نعيم عن
زكريا عن الشعبي سمعت النعمان بن بشير يقول: قال رسول الله ص
الحلال بين الحرام بين وبين ذلك مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس من
ترك الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
كالراعي إلى جنب حمى يوشك ان يواقعه الحديث اخرجه البخاري عن
أبي نعيم وأخرجه مسلم عن ابن نمير عن أبيه كلاهما عن زكريا اه
تذكرة الحفاظ. وفي شذرات الذهب: أحمد بن محمد بن السري بن
يحيى بن التميمي الكوفي أبو بكر بن أبي دارم قال ابن ناصر الدين في
بديعيته:
ابن أبي دارم الضعيف شيعتهم برفضه نحيف
أي كان رافضا فضعف بسبب رفضه، روى عن إبراهيم بن عبد الله
القصار وأحمد بن موسى الحمار ومطين وعنه الحاكم وابن مردويه وآخرون
وكان محدث الكوفة وحافظها وجمع في الحط على الصحابة وقد اتهم في
الحديث اه ونقول: ليس حبه لأهل البيت ع وتقديمه لهم
الذي سماه رفضا موجبا لضعفه بعد الاعتراف له بأنه محدث الكوفة
وحافظها. وفي مشتركات الكاظمي: يعرف برواية التلعكبري عنه
كأحمد بن أبي الغريب وحيث يعسر التمييز فلا إشكال لاشتراكهما في المعنى
اه‍ اي كونهما من مشايخ إجازة التلعكبري وعدم النص على توثيقهما.
٣٧١: أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي الغريب الضبي نزيل بغداد.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري سمع منه سنة ٣٢٢ وله إجازة لجميع ما رواه محمد بن زكريا
الغلابي وميزه الكاظمي في المشتركات برواية التلعكبري عنه.
٣٧٢: أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله بن زياد بن
محمد بن عجلان مولى عبد الرحمن بن قيس السبيعي الهمداني أبو العباس
الكوفي المعروف بابن عقدة الحافظ.
ولد ليلة النصف من المحرم سنة ٢٤٩ ومات بالكوفة سنة ٣٣٣ قاله
النجاشي أو ٣٢ عن ٨٤ سنة.
نسبه
هكذا ساق نسبه الشيخ الطوسي في الفهرست وقال: أخبرنا بنسبه
أحمد بن عبدون عن محمد بن أحمد بن الجنيد اه‍ وفي كتاب النجاشي ابن
زياد بن عجلان باسقاط ابن محمد، وفي تاريخ بغداد للخطيب: ابن عبد
الرحمن بن إبراهيم بن زياد، وفيه أيضا زياد هو مولى عبد الواحد بن
عيسى بن موسى الهاشمي عتاقة، و جده عجلان هو مولى عبد
الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني ثم قال: وعقدة هو والد أبي العباس
وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو ثم حكى عن ابن النجار انه إنما
سمي عقدة لأجل تعقيده في التصريف اه‍ وبذلك ظهر سر ما حكاه
الخطيب في تاريخ بغداد من أنه كان يكتب أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني
مولى سعيد بن قيس ثم ترك ذاك وكتب أحمد بن محمد بن سعيد مولى عبد
الوهاب بن موسى الهاشمي ثم ترك ذاك وكتب الحافظ اه‍ والسبيع
بفتح السين المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية والعين المهملة
بطن من همدان بالميم الساكنة والدال المهملة.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في الفهرست امره في الثقة والجلالة وعظم الحفظ أشهر
من أن يذكر وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك مات وإنما ذكرناه في جملة
أصحابنا لكثرة رواياته عنهم وخلطته بهم وتصنيفه لهم. وقال النجاشي:
هذا رجل جليل في أصحاب الحديث مشهور بالحفظ والحكايات تختلف عنه
في الحفظ وعظمه وكان زيديا جاروديا وعلى ذلك مات وذكره أصحابنا
لاختلاطه بهم ومداخلته إياهم وعظم محله وثقته وأمانته اه‍. وقال الشيخ
في كتاب الرجال في من لم يرو عنهم ع: جليل القدر عظيم
المنزلة كان زيديا جاروديا الا أنه يروي جميع كتب أصحابنا وصنف لهم
وذكر أصولهم وكان حفظة سمعت جماعة يحكون أنه قال احفظ مائة
وعشرين ألف حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث اه‍ وذكره
العلامة في القسم الثاني من الخلاصة المعد لغير الموثقين ولم يوثقه قال السيد
مصطفى التفريشي في نقد الرجال لعل الأولى أن يوثقه بل أن يذكره في
الباب الأول كما ذكر فيه من هو أدنى منه كثيرا مثل محمد بن عبد الرحمن بن
أبي ليلى القاضي ومحمد بن عبد الرحمن السهمي ومحمد بن عبد العزيز
الزهري وغيرهم مع أن المدح الذي نقل في ابن أبي ليلى والسهمي نقل مثله
(١١٢)

في ابن عقدة وما نقل في ابن عبد العزيز يدل على ذمه وكذا فعل ابن داود
اه‍ والأمر كما قال. وفي مناقب ابن شهرآشوب: أحمد بن محمد بن
سعيد صنف كتابا في أن قوله تعالى إنما أنت منذر ولكل قوم هاد نزلت
في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع.
وفي تاريخ بغداد: قدم أبو العباس بغداد فسمع بها وقدمها في آخر
عمره فحدث بها ثم ذكر اخبار حفظه وسعة روايته.
حفظه العجيب وكثرة حديثه وسعته ق
د سمت قول الشيخ: امره في الحفظ أشهر من أن يذكر وقوله كان
حفظة وحكاية عن جماعة أنه قال: احفظ مائة وعشرين ألف حديث
بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة ألف حديث وقول النجاشي مشهور بالحفظ
والحكايات تختلف عنه في الحفظ وعظمه وقال الخطيب في تاريخ بغداد كان
حافظا عالما مكثرا جمع التراجم والأبواب والمشيخة وأكثر الرواية وانتشر
حديثه وروى عنه الحفاظ والأكابر ثم حكى عن ابن النجار أنه قال: كان
أبو العباس احفظ من كان في عصرنا للحديث حدثت عن أبي احمد محمد بن
محمد بن إسحاق الحافظ النيسابوري قال قال لي أبو العباس بن عقدة دخل
البرديجي الكوفة فزعم أنه احفظ مني فقلت لا تطول تقدم إلى دكان وراق
وتضع القبان وتزن من الكتب ما شئت ثم تلقي علينا فنذكره فبقي.
أخبرني محمد بن علي المقرئ أخبرنا محمد بن عبد الله بن أحمد
النيسابوري هو الحاكم بن البيع صاحب المستدرك سمعت أبا علي
الحافظ يقول ما رأيت أحدا احفظ لحديث الكوفيين من أبي العباس بن
عقدة. حدثني محمد بن علي الصوري بلفظه سمعت عبد الغني بن سعيد
الحافظ يقول سمعت أبا الفضل الوزير ابن خنزابة يقول سمعت علي
ابن عمر هو الدارقطني يقول اجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن
عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة احفظ منه. حدثنا
علي بن أبي علي البصري عن أبيه: سمعت أبا الطيب أحمد بن الحسن بن
هرثمة يقول كنا بحضرة أبي العباس بن عقدة الكوفي المحدث نكتب عنه
وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو
العباس أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث أهل بيت هذا سوى غيرهم.
وضرب بيده على الهاشمي. حدثنا الصوري سمعت عبد الغني بن سعيد
يقول سمعت أبا الحسن علي بن عمر يقول سمعت أبا العباس بن عقدة
يقول أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل البيت خاصة.
حدثنا محمد بن يوسف النيسابوري لفظا أخبرنا محمد بن عبد الله بن
محمد بن حمدويه الحافظ سمعت أبا بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة يقول
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد يقول احفظ لأهل البيت ثلاثمائة
ألف حديث. حدثنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب من حفظه
غيره مرة سمعت أبا الحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوي يقول حضر أبو
العباس بن عقدة عند أبي في بعض الأيام فقال له يا أبا العباس قد أكثر
الناس علي في حفظك الحديث فأحب أن تخبرني بقدر ما تحفظ فامتنع أبو
العباس ان يخبره وأظهر كراهة ذلك فأعاد المسالة وقال عزمت عليك الا
أخبرتني فقال أبو العباس احفظ مائة ألف حديث بالاسناد والمتن وأذاكر
بثلاثمائة ألف حديث قال أبو العلاء وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة
وبغداد يذكرون عن أبي العباس بن عقدة مثل ذلك. حدثنا القاضي أبو
القاسم علي بن المحسن التنوخي من حفظه سمعت أبا الحسن محمد بن عمر
العلوي يقول كانت الرياسة بالكوفة في بني الفدان قبلنا ثم فشت رياسة بني
عبيد فعزم أبي على قتالهم وجمع الجموع فدخل اليه أبو العباس بن عقده وقد
جمع جزءا فيه ست وثلاثون ورقة فيها حديث كثير لا أحفظ قدره في صلة
الرحم عن النبي ص وعن أهل البيت وعن أصحاب الحديث فاستعظم أبي
ذلك واستكثره فقال له يا أبا العباس بلغني من حفظك للحديث ما
استنكرته فكم تحفظ فقال له أنا احفظ منسقا من الحديث بالأسانيد والمتون
خمسين ومائتي ألف حديث وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل
والمقاطيع ستمائة ألف حديث. وبسنده عن عبد الله الفارسي قال: أقمت
مع اخوتي بالكوفة عدة سنين نكتب عن ابن عقدة فلما أردنا الانصراف
ودعناه فقال: قد اكتفيتم مما سمعتم مني؟ أقل شيخ سمعت منه عندي عنه
مائة ألف حديث فقلت أيها الشيخ نحن أخوة أربعة قد كتب كل واحد منا
عنك مائة ألف حديث. وبسنده عن الدارقطني: كان أبو العباس بن عقدة
يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده. وبسنده عن عبدان
الأهوازي: ابن عقدة قد خرج عن معاني أصحاب الحديث ولا يذكر
حديثه معهم يعني لما كان يظهر من الكثرة والنسخ قال: وسمعت من
يذكر أن الحفاظ كانوا إذا اخذوا في المذكرة شرطوا أن يعدلوا عن حديث
ابن عقدة لاتساعه وكونه مما لا ينضبط. وبسنده لما قدم الدارقطني مصر
اجتمع مع حمزة بن محمد الكناني الحافظ واخذا يتذاكران حتى ذكر حمزة عن
ابن عقدة حديثا فقال له الدارقطني أنت ها هنا ثم فتح ديوان أبي العباس
ولم يزل يذكر من حديثه ما أبهر حمزة وحيره أو كما قال اه‍.
مكتبة ابن عقدة
وقال: قال الصوري وقال لي أبو سعيد الماليني أراد أبو العباس بن
عقدة ان ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر فاستأجر من يحمل
كتبه وشارط الحمالين ان يدفع لكل منهم دانقا لكل كرة فوزن لهم أجورهم
مئة درهم وكانت كتبه ستمائة حمل.
خبره مع يحيى بن صاعد
وبسنده انه روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطأ في اسناده
فأنكر عليه ابن عقدة الحافظ فخرج عليه أصحاب ابن صاعد وارتفعوا إلى
الوزير علي بن عيسى وحبس ابن عقدة فقال الوزير من يسال ويرجع
اليه فقالوا ابن أبي حاتم فكتب اليه الوزير يسأله عن ذلك فنظر وتأمل
فإذا الحديث على ما قال ابن عقدة فكتب اليه بذلك فاطلق ابن عقدة
وارتفع شانه. حدثني حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: سمعت جماعة
يذكرون ان يحيى بن صاعد كان يملي حديثه من حفظه من غير نسخة فأملى
يوما في مجلسه حديثا عن أبي كريب عن حفص بن غياث عن عبيد الله بن
(١١٣)

عمر فعرض على أبي العباس بن عقدة فقال ليس هذا الحديث عند أبي محمد
عن أبي كريب وإنما سمعه من أبي سعيد الأشج فاتصل هذا القول بابن
صاعد فنظر في أصله فوجده كما قال فلما اجتمع الناس قال لهم إنا كنا
حدثناكم عن أبي كريب عن حفص عن عبيد الله بحديث كذا ووهمنا فيه
إنما حدثناه أبو سعيد الأشج عن حفص بن غياث وقد رجعنا عن الرواية
الأولة قلت لحمزة: ابن عقدة الذي نبه يحيى على هذا فتوقف ثم قال:
ابن عقدة أو غيره. وبسنده عن ابن الجعابي: دخل ابن عقدة بغداد
ثلاث دفعات والثانية في حياة ابن منيع وطلب مني شيئا من حديث يحيى بن
صاعد لينظر فيه فجئت إلى ابن صاعد وسألته ان يدفع إلي شيئا من حديثه
لأحمله إلى ابن عقدة فدفع إلي مسند علي بن أبي طالب فتعجبت من ذلك
وقلت في نفسي كيف دفع إلي هذا وابن عقدة أعرف الناس به مع اتساعه
في حديث الكوفيين وحملته إلى ابن عقدة فنظر فيه ثم رده علي فقلت أيها
الشيخ هل فيه شئ يستغرب فقال نعم! فيه حديث خطا فقلت أخبرني به
فقال والله لا أعرفنك ذلك حتى أجاوز قنطرة الياسرية وكان يخاف من
أصحاب ابن صاعد فطالت علي الأيام انتظارا لوعده فلما خرج إلى الكوفة
سرت معه فلما أردت مفارقته قلت وعدك؟ فقال نعم الحديث عن أبي سعيد
الأشج عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومتى سمع منه وإنما ولد أبو سعيد
في الليلة التي مات فيها يحيى، فودعته وجئت إلى ابن صاعد فقلت له ولد
أبو سعيد الأشج في الليلة التي فيها يحيى بن زكريا بن أبي زائدة فقال كذا
يقولون، فقلت له في كتابك حديث عن الأشج عنه فما حاله فقال لي
عرفك ذلك ابن عقدة فقلت نعم فقال لأجعلن على كل شجرة من لحمه
قطعة، ثم رجع يحيى إلى الأصول فوجد الحديث عنده عن شيخ غير أبي
سعيد عن ابن أبي زائدة وقد أخطأ في نقله فجعله على الصواب أو كما قال.
وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال فقال: أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقدة الحافظ أبو العباس محدث الكوفة شيعي متوسط أي ليس بغال
ضعفه غير واحد وقواه آخرون قال ابن عدي صاحب معرفة وحفظ وتقدم
في الصنعة رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ثم قوى بان عدي امره
وقال: لولا اني شرطت أن أذكر كل من تكلم فيه يعني لا أحابي لم أذكره
للفضل الذي كان فيه والمعرفة ولم يسق له ابن عدي شيئا منكرا وقال كان
مقدما في الشيعة اه‍.
وفي لسان الميزان: قال ابن عدي وقد كان ابن عقدة من الحفظ
والمعرفة بمكان اه وفي تذكرة الحفاظ: ابن عقدة حافظ العصر
والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم
وكان أبوه نحويا صالحا يلقب بعقدة. وكتب أبو العباس العالي والنازل
والحق والباطل حتى كتب عن أصحابه وكان اليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة
الحديث وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة ولهذا كان
يأخذ عن الذين يرحلون اليه ولو صان نفسه وجود لضربت اليه أكباد الإبل
ولضرب بإمامته المثل، لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر
الثمين، ومقت لتشيعه. ثم أورد حديثا في طريقة ابن عقدة استدل به على
عدم غلوه في التشيع. قال: ولكن الكوفة تغلي بالتشيع وتفور والسني فيها
طرفة قال: وسال السلمي أبا الحسن الدارقطني عنه فقال: حافظ
محدث ولم يكن في الدين بقوي لا أزيد على هذا، قال: وقد أفردت ترجمته
في جزء وقع لي حديثه بعلو اه وفي تذكرة الحفاظ في ترجمة الطبراني:
قال جعفر بن أبي السري سالت ابن عقدة أن يعيد لي فوتا وشددت فقال
من أين أنت؟ قلت من أصبهان فقال ناصبة؟ فقلت لا تقل هذا فيهم
فقهاء متشيعة فقال شيعة معاوية قلت بل شيعة علي! وما فيهم الا من علي
أعز عليه من عينه وأهله! فأعاد علي ما قال لي: سمعت من سليمان بن أحمد
اللخمي وهو الطبراني فقلت لا اعرفه! فقال يا سبحان الله! أبو
القاسم ببلدكم وأنت لا تسمع منه وتؤذيني هذا الأذى؟ ما اعرف له نظيرا
اه‍.
القدح فيه
قال الخطيب تكلم فيه مطين باخرة لما حبس كتبه عنه. ثم ذكر عن
ابن عقدة أنه قال كان قد اتاني كتاب فيه نحو خمسمائة حديث عن
حبيب بن أبي ثابت الأسدي لا أعرف له طريقا وأنه أخذ بعض وراقيه إلى
بجيلة وأمره أن يسال عن قصيعة المخنث فخرج رجل في عنقه طبل مخضب
بالحناء فقال له ما اسمك؟ فقال قصيعة فقال ما اسمك على الحقيقة فقال
محمد ابن من قال ابن علي ابن من قال ابن حمزة ابن من قال لا
أدري فقال أنت محمد بن علي بن حمزة بن فلان بن فلان ابن
حبيب بن أبي ثابت الأسدي فاخرج من كمه جزءا فدفعه إلي ثم جعل يقول
دفع إلي فلان ابن فلان ابن فلان ابن حبيب بن أبي ثابت كتاب جده فكان فيه
كذا وكذا. وبسنده عن أبي بكر بن أبي غالب: ابن عقدة لا يتدين
بالحديث لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخة
ويأمرهم أن يرووها كيف يتدين بالحديث ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها
إليهم ثم يرويها عنهم وقد بينا ذلك منه في غير شيخ بالكوفة. وبسنده عن
الباغندي: كتب الينا ابن عقدة انه قد خرج شيخ بالكوفيين فقدمنا عليه
وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه فقال ليس عندي أصل إنما جاءني
ابن عقدة بهذه فقال اروه يكن لك فيه ذكر ويرحل إليك أهل بغداد
فيسمعوه منك وبسنده عمن دخل إلى دهليز ابن عقدة وفيه رجل يكتب من
أصل عتيق فقلت له أرني فقال قد اخذ علي ابن سعيد ان لا يراه معي أحد
فرفقت به حتى اخذته عنه فإذا أصل كتاب الأشناني الأول من مسند جابر
وفيه سماعي وخرج ابن سعيد وهو في يدي فحرد على الرجل وخاصمه ثم
التفت إلي وقال هذا عارضنا به الأصل فأمسكت عنه، وبسنده انه وجه
اليه من خراسان بمال ليعطيه إلى بعض الضعفاء وكان على باب جاره صخرة
عظيمة فقال لابنه ارفع هذه الصخرة فلم يستطع رفعها لعظمها وثقلها فقال
أراك ضعيفا وأعطاه المال. وبسنده سئل الدارقطني عن ابن عقدة فقال كان
رجل سوء قال الذهبي في الميزان بعد نقله: يشير إلى الرفض. وحكى
الخطيب ان البرقاني سأله أيش أكبر ما في نفسك على ابن عقدة قال الاكثار
من المناكير. وبسنده عن أبي عمر بن حيويه كان أحمد بن محمد بن سعيد بن
عقدة في جامع براثى يملي مثالب أصحاب رسول الله ص أو قال الشيخين
فتركت حديثه لا احدث عنه بشئ اه تاريخ بغداد.
وفي لسان الميزان قال ابن عدي سمعت ابن مكرم يقول كنا عند ابن
عثمان بن سعيد في بيت وقد وضع بين أيدينا كتبا كثيرة فنزع ابن عقدة
سراويله وملاها منها سرا من الشيخ ومنا فلما خرجنا قلنا ما هذا الذي تحمله
فقال دعونا من ورعكم اه‍.
(١١٤)

وفي ميزان الاعتدال: سئل عنه الدارقطني فقال لم يكن في الدين
بالقوي واكذب من يتهمه بالوضع انما بلاؤه من هذه الوجادات وقال ابن
عدي رأيت فيه مجازفات كان يقول حدثتني فلانة قالت هذا كتاب فلان
قرأت فيه قال حدثنا فلان اه‍.
أقول الرجل ثقة حافظ ورع لا ذنب له سوى التشيع كما صرح
الذهبي بأنه مقت لتشيعه وأبو الحسن بأنه لا يزيد على أنه حافظ محدث ليس
بقوي في الدين وأراد بعدم قوته في الدين نسبته إلى التشيع. ومر تفسير
الذهبي قول ابن عدي كان رجل سوء بالرفض أما رواية المناكير فلأنه يروي
ما يرونه منكرا لمخالفته رأيهم وما ألفوه وذلك لا يجعله منكرا مع أن ابن
عدي لم يسق له شيئا منكرا وأما خبر قصيعة المخنث فمن السخافة بمكان لا
يصدقه الا سخيف العقل وما الذي يحمله على هذا الفعل وهو بالمكانة
العالية من العلم والحفظ والرجل لو لم يكن متدينا فهو عاقل وهذا ما لا
يفعله عاقل، كما أن حمله شيوخ الكوفة على الكذب لا يقبله عقل فإذا كان
يريد الكذب فليقتصر على أمرهم بالرواية عنه ولما ذا يعود فيرويها عنهم وهو
رجل عاقل وكذلك حكاية الدهليز هي من هذا النوع واسخف الكل
حكاية السراويل فكيف تمكن أن يملأ سراويله كتبا ويحملها ولا يعلم به
صاحب البيت ولا الحضور ثم يراه الحضور بعد خروجه ولا يراه صاحب
البيت والظاهر أن هذه حكايات وضعوها عليه قصد شينه حسدا أو بغضا
كحكاية الصخرة. وأما الوجادة فهي احدى طرق تحمل الراية فلا ينبغي
أن يتهم بالوضع من أجلها بعد ما ظهر وثاقته، وقال الذهبي في تذكرة
الحفاظ بعد نقل كلام أبي بكر بن غالب المتقدم قلت ما علمت ابن عقدة
اتهم بوضع حديث أما الأسانيد فلا أدري اه وفي لسان الميزان بعد
نقل ما مر عن تذكرة الحفاظ قلت انا ولا أظنه كان يضع في الاسناد الا
الذي حكاه ابن عدي وهي الوجادات التي أشار إليها الدارقطني قال وقيل
لأبي علي الحافظ ما يقوله بعض الناس فيه فقال لا تشتغل بمثل هذا أبو
العباس امام حافظ محله محل من يسال عن التابعين واتباعهم فلا يسال عنه
أحد من الناس اه‍. وإذا كان ابن عدي صح عنده قول أبي غالب
فلماذا قال إني لولا ما شرطته لم أذكره أي في المقدوحين للفضل الذي كان
فيه والمعرفة والله العالم باسرار عباده.
مشايخه
في تاريخ بغداد: قدم أبو العباس بغداد فسمع من محمد بن
عبيد الله المنادي وعلي بن داود القنطري والحسن بن مكرم ويحيى بن أبي
طالب وأحمد بن أبي خيثمة وعبد الله بن روح المدائني وإسماعيل بن إسحاق
القاضي ونحوهم وقدمها في آخر عمره فحدث بها عن هؤلاء الشيوخ وعن
أحمد بن عبد الحميد الحارثي وعبد الله بن أبي اسامة الكلبي وإبراهيم بن أبي
شيبة وإسحاق بن إبراهيم العقيلي وأحمد بن يحيى الصوفي والحسن بن
علي بن عفان العامري ومحمد بن الحسين الحنيني ويعقوب بن يوسف بن زياد
ومحمد بن إسماعيل الراشدي ومحمد بن أحمد بن الحسن القطواني
والحسن بن عتبة الكندي وعبد الله بن أحمد بن المستورد والحسن بن
جعفر بن مدرار وعبد العزيز بن محمد بن زبالة المديني وعبد الله بن أبي
مسرة المكي وغيرهم وفي تذكرة الحفاظ حدث عن أبي جعفر بن
عبيد الله بن المنادي وذكر معه جماعة ممن تقدم ثم قال وأمم لا يحصون
اه‍ وفي ميزان الاعتدال عن ابن عدي انه ذكر انه سمع من العطاردي
ولم يحدث عنه لضعفه عنده.
تلاميذه
في تاريخ بغداد: روى عنه الحفاظ والأكابر مثل أبي بكر بن الجعابي
وعبد الله بن عدي الجرجاني وأبي القاسم الطبراني ومحمد بن المظفر وأبي
حفص بن شاهين وعبد الله بن موسى الهاشمي وعمر بن إبراهيم الكناني
وأبي عبيد الله المرزباني ومن في طبقتهم وحدثنا عنه أبو عمر بن مهدي وأبو
الحسين بن المقيم المتيم وأبو الحسن بن الصلت اه وزاد ابن حجر
في تذكرة الحفاظ وابن جميع الغساني وإبراهيم بن خرسنده مولاه.
مؤلفاته
في الخلاصة: من جملة كتبه كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن
الصادق ع أربعة آلاف رجل وأخرج لكل رجل الحديث الذي
رواه، وفي الفهرست: له كتب كثيرة منها: ١ التاريخ وهو في ذكر
من روى الحديث من الناس كلهم من العامة والشيعة واخبارهم خرج منه
شئ كثير ولم يتمه ٢ السنن وهو كتاب عظيم قيل إنه حمل بهيمة لم يجتمع
لأحد وقد جمعه هو ٣ من روى عن أمير المؤمنين ع ومسنده
٤ من روى عن الحسن والحسين ع ٥ من روى عن علي بن
الحسين ع وأخباره ٦ من روى عن أبي جعفر محمد بن علي
ع وأخباره ٧ من روى عن زيد بن علي رضي الله عنه ومسنده
٨ كتاب الرجال وهو كتاب من روى عن جعفر بن محمد ع
٩ الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ١٠ اخبار أبي حنيفة ره ومسنده
١١ الولاية ومن روى حديث غدير خم ١٢ فضل الكوفة ١٣ من
روى عن علي أمير المؤمنين ع انه قسيم الجنة والنار ١٤
الطائر ١٥ مسند عبد الله بن بكير بن أعين ١٦ حديث الراية ١٧
الشورى ١٨ ذكر النبي ع ١٩ الصخرة والراهب
وطرق ذلك ٢٠ الآداب وهو كتاب كبير يشتمل على كتب كثيرة مثل
المحاسن ٢١ طرق تفسير قول الله عز وجل إنما أنت منذر ولكل قوم
هاد ٢٢ طرق حديث النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى
٢٣ تسمية من شهد مع أمير المؤمنين ع حروبه من الصحابة
والتابعين ٢٤ الشيعة من أصحاب الحديث ٢٥ من روى عن فاطمة
ع من أولادها ٢٦ يحيى بن زيد بن الحسين واخباره، أخبرنا
بجميع رواياته وكتبه أبو الحسن أحمد بن موسى الأهوازي وكان معه أبي
العباس بإجازته وشرح رواياته وكتبه عن أبي العباس أحمد بن محمد بن
سعيد وذكر النجاشي هذه الكتب سوى كتاب من روى عن فاطمة
ع من أولادها وزاد عليها ٢٧ كتاب صلح الحسن ع
ومعاوية، قال ورأيت له ٢٨ كتاب تفسير القرآن قال وهو كتاب حسن
(١١٥)

وما رأيت أحدا ممن حدثنا عنه ذكره وقد لقيت جماعة ممن لقيه وسمع منه
وأجازه منهم من أصحابنا ومن العامة ومن الزيدية وقال عند ذكر كتاب
الآداب: وسمعت أصحابنا يصفون هذا الكتاب اه ولا يخفى انه اكتفى
عن ذكر سنده إلى كتبه بقوله وقد لقيت الخ.
يروي عنه بالإجازة الشيخ أبو غالب أحمد بن محمد الزراري صرح
أبو غالب في اجازته لابن ابنه انه كتب ابن عقدة بخطه إجازة له.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: يعرف احمد انه ابن محمد بن سعيد الجليل
الكبير المعروف بابن عقدة برواية أحمد بن موسى الأهوازي والتلعكبري وابن
المهتدي وأحمد بن محمد المعروف بابن الصلت ومحمد بن أحمد بن الجنيد
عنه.
٣٧٣: أحمد بن محمد بن الحسن بن سليمان بن الجهم
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن سليمان بن
الجهم.
٣٧٤: المولى أحمد بن الحاج محمد السكاكي الطبسي
له ترجمة الدر النظيم في خواص القرآن العظيم ترجمه بالفارسية سنة
٩٢٦ وقدم عدة مقدمات ذكر في بعضها ان مذهب أهل الحق ان البسملة
جزء من السور الا براءة.
٣٧٥: أبو الحسين أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الله الستيتي الأديب المعروف
بابن الطحان
ولد سنة ٣٢٨ وتوفي في صفر سنة ٤١٧
الستيتي بسين مهملة فمثناتين فوقيتين بينهما مثناة تحتية مصغرا
نسبة إلى ستيتة مولاة يزيد بن معاوية فقد حكي انه من ولدها.
قال ابن عساكر في تاريخه روى عن جماعة وسمع منه جماعة واتصل
سندنا به إلى أنس بن مالك أنه قال قالت أم حبيبة يا رسول الله المرأة منا
يكون لها زوجان في الدنيا ثم تموت فتدخل الجنة هي وزوجاها فلأيهما تكون
للأول أو للآخر فقال تكون لأحسنهما خلقا كان معها في الدنيا يا أم حبيبة
ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة حدث عن خيثمة بن سليمان
باثني عشر جزءا منها مسند الحميدي سبعة أجزاء والباقي أمالي خيثمة
وكانت له أصول حسنة وسمع السيفيات من شعر المتنبي اي مدائح سيف
الدولة وكان يتهم بالتشيع فيحلف بالله انه برئ من ذلك وأنه من موالي
يزيد فكيف يتشيع وقد زار قبر يزيد اه‍. وفي لسان الميزان: أحمد بن
محمد بن سلامة الستيتي حدث عن خيثمة الطرابلسي قال عبد العزيز
الكناني كان يتهم بالتشيع ويتبرأ من ذلك اه‍ ومر ذكره بهذا العنوان عن
لسان الميزان وكان ذلك في غير محله.
ولو لم يكن شيعيا لما اتهم بالتشيع وتهمة التشيع عند مواطنيه تهون
عندها العظائم فكيف يمكن ان يصدر من غير الشيعي ما يوجب تهمته
بالتشيع وهو يعلم اي ضرر يلحقه بذلك ولذلك كان يحلف على براءته من
ذلك محافظة على دمه وماله وعرضه ويستدل على عدم تشيعه بأنه من موالي
يزيد مع أن كون أبي الفرج الاصفهاني من ذرية مروان بن الحكم لم يمنعه
من التشيع وقد بلغ به الخوف ان زار قبر يزيد أو ادعى زيارته دفعا عن
نفسه مع أن قبر يزيد لا يزوره مسلم شيعي أو غيره لأفعاله الشنيعة
وتصريحه بالكفر وقبره مرجوم من كل مسلم فضلا عن أن يزار فانظر إلى اي
حال بلغ التعصب والاضطهاد لأتباع أهل البيت الطاهر وقد يرشد إلى
تشيعه سماعه السيفيات من شعر المتنبي.
٣٧٦: أبو علي أحمد بن محمد بن سلمة أو مسلمة الرصافي البغدادي والرصافة محلة ببغداد وفي رجال النجاشي الرماني بدل الرصافي
والظاهر أنه تصحيف الرصافي وفيه مسلمة بالميم بدل سلمة بغير ميم.
قال النجاشي له كتاب النوادر يروي عن زياد بن مروان أخبرنا
الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن حميد عن أحمد بن محمد به.
وذكره الشيخ في من لم يرو عنهم ع وقال روى عنه حميد أصولا
كثيرة منها كتاب زياد بن مروان القندي اه وعده في النقد في
جملة من يكنى بأبي عبد الله مع أنه يكنى بأبي علي كما سمعت وذكر هو في
ترجمته أنه يكنى أبا علي، وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية حميد عنه
وروايته هو عن زياد بن مروان.
٣٧٧: أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن أبو غالب الزراري
سيأتي بعنوان أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان.
٣٧٨: الشيخ أحمد بن محمد بن سليمان العاملي النباطي
عالم فاضل وجد بخطه كتاب الشرائع للمحقق كتبه سنة ١١٤١.
٣٧٩: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن سيار الكاتب
مات سنة ٣٦٨ كذا في الفهرست.
وسيار بفتح المهملة وتشديد المثناة التحتية والراء أخيرا.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع بعنوان ابن
محمد السياري البصري. وفي الفهرست: بصري كان من كتاب آل طاهر
في زمن أبي محمد ع ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد
المذهب مجفو الرواية كثير المراسيل، وصنف كتبا كثيرة منها كتاب ثواب
القرآن وكتاب الطب وكتاب النوادر أخبرنا بالنوادر خاصة الحسين بن
عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى قال حدثنا أبي قال حدثنا السياري الا
بما كان فيه من غلو وتخليط وأخبرنا بالنوادر وغيرها جماعة من أصحابنا منهم
الثلاثة الذين ذكرناهم عن محمد بن أحمد بن داود قال حدثنا سلامة بن
محمد قال حدثنا علي بن محمد الحناني قال حدثنا السياري وقال النجاشي
بصري كان من كتاب آل طاهر في زمن أبي محمد ع ويعرف
بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب ذكر لنا ذلك الحسين بن عبيد الله
مجفو الرواية كثير المراسيل له كتب وقع الينا منها: كتاب ثواب القرآن،
كتاب الطب، كتاب القراءة، كتاب النوادر، كتاب الغارات أخبرنا
الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى وأخبرنا أبو عبد الله
القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه حدثنا السياري الا ما كان
من غلو وتخليط، وفي الخلاصة: بصري كان من كتاب آل طاهر في زمن
أبي محمد العسكري ع، إلى أن قال: حكى محمد بن محبوب عنه
في كتاب النوادر المصنف أنه قال بالتناسخ وقال الكشي في أبي عبد الله
أحمد بن محمد السياري الاصفهاني: ويقال البصري. طاهر بن عيسى
(١١٦)

الوراق حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب حدثني: الشجاعي حدثني
إبراهيم بن محمد بن حاجب قال: قرأت في رقعة من الجواد ع
يعلم من سال عن السياري أنه ليس في المكان الذي ادعاه لنفسه ولا تدفعوا
اليه شيئا قال نصر بن الصباح: السياري أحمد بن محمد أبو عبد الله من
ولد سيار وكان من كبار الطاهرية في وقت أبي محمد الحسن العسكري
ع وفي مستدركات الوسائل عند ذكر الكتب التي جمع منها كتابه قال:
كتاب القراءات للسياري ويعبر عنه أيضا بالتنزيل والتحريف وقد غمز عليه
مشايخ الرجال الا انه يظهر من بعض القرائن اعتبار الكتاب واعتماد
الأصحاب عليه، بل والنظر فيما ذكروا ثم نقل كلام الشيخ في الفهرست
والنجاشي ثم قال وظاهرهما بعد كون مستند التضعيف الغضائري الاعتماد
على رواياته الخالية عن الغلو والتخليط كما يظهر من ذكر الطريق
والاستثناء، بل ظاهر النجاشي عدم قبول التضعيف وفساد المذهب والا لما
نسبه إلى الغضائري ولذكره مع ما رماه به قال: وقد أكثر ثقة الاسلام في
الكافي في الرواية عنه وقد تعهد ان يجمع فيه الآثار الصحيحة عن الصادقين
ع والسنن القائمة التي عليها العمل من جملة الاخبار المختلفة
مع قرب عهده به وقلة الواسطة بينهما، فروى من باب كراهة التوقيت عن
محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عنه، وفي مولد أمير
المؤمنين ع عن علي بن محمد بن عبد الله عنه، وفي باب الدعاء
في طلب الولد في كتاب العقيقة عن الحسين بن محمد بن عامر
الأشعري الثقة عنه، وكذا في باب العقل والجهل وباب من يشتري الرقيق
فيظهر به عيب، وفي باب فضل القرآن عن محمد بن يحيى عن عبد الله بن
جعفر وهو الشيخ الجليل الحميري عنه، وكذا في باب دهن الزنبق وباب
صفة الشراب الحلال، وفي باب سويق الحنطة عن محمد بن يحيى عن
موسى بن الحسن وهو الأشعري الثقة الجليل عنه، وكذا في باب صفة
الشراب الحلال وفي باب أن الرجل إذا دخل بلدة فهو ضيف عن أبي علي
الأشعري وهو شيخ القميين عنه، ويروي عنه في الكافي سهل بن زياد
والمعلى بن محمد وعلي بن محمد بن بندار في أبواب متفرقة، وقال في باب
الفئ والأنفال: علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه
السياري قال: وظاهره كرواية هؤلاء الاجلاء عنه عدم الاعتناء بما قيل فيه
بناء على ظهور أصحابنا في مشايخ الامامية أو مشايخ الرواية المعتبرة
رواياتهم وكيف يجتمع هذا مع فساد المذهب الا ان يريد به بعض المسائل
الأصولية الكلامية التي ساقه وجماعة من الأجلة إليها بعض الأدلة مما لا
يوجب الكفر والارتداد أو لم يكن ضروريا في تلك الاعصار وأظن ان ماخذ
جميع ما قيل فيه استثناء ابن الوليد له من رواة نوادر الحكمة اه‍ وقال
المؤلف: كونه مجفو الرواية يمكن استناده إلى ذلك اما فساده المذهب
ونسبة القول بالتناسخ اليه فبعيد عن ذلك، قال: ويروي عنه الصفار في
بصائر الدرجات في باب ما لا يحجب عن الأئمة ع من علم
السماء، وقال ابن إدريس في آخر السرائر: مما انتزعته واستطرفته من كتب
المشيخة المصنفين والرواة المخلصين من ذلك ما استطرفته من كتب السياري
واسمه أبو عبد الله صاحب موسى والرضا ع ثم اخرج جملة من
الاخبار من كتابه، قال وفي قوله صاحب موسى نظر لا يخفى على البصير
بطبقته، وقد أكثر من الرواة عنه الثقة الجليل محمد بن العباس بن ماهيار
في تفسيره بتوسط أحمد بن القاسم، ثم إن كتاب القراءات ليس فيه حديث
يشعر بالغلو حتى ما كان يراه القميون غلوا وأكثر رواياته موجودة في تفسير
العياشي، بل لا يبعد اخذه منه الا انه لم يصل الينا سند الاخبار المودعة في
تفسيره لحذف بعض النساخ له، ونقل عنه الشيخ الجليل الحسن بن
سليمان الحلي في مختصر بصائر سعد بن عبد الله وعبر عنه بالتنزيل
والتحريف، ونقل عنه الأستاذ الأكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة
ونقل منه حديثين، وبالجملة فبعد رواية المشايخ العظام كالحميري والصفار
وأبي علي الأشعري وموسى بن الحسن الأشعري والحسين بن محمد بن عامر
عنه وهم من أجلة الثقات، واعتماد ثقة الاسلام عليه وخلو كتابه عن الغلو
والتخليط ونقل الأساطين عنه لا ينبغي الاصغاء إلى ما فيه والريبة في كتابه
المذكور اه‍، وقال ابن النديم في الفهرست: له كتاب القراءة. وفي
لسان الميزان: أحمد بن محمد بن سيار اليساري أبو عبد الله البصري
الكاتب شيعي جلد له تواليف في القراءات وغيرها اه.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: يعرف أحمد بن محمد بن سيار برواية
محمد بن يحيى وعلي بن أحمد الحناني عنه اه.
٣٨٠: ميرزا احمد الوقاري بن ميرزا محمد شفيع المعروف أبوه بوصال الشيرازي
توفي سنة ١٢٩٨ ودفن في مشهد السيد أحمد بن موسى بن جعفر
ع المعروف بشاه جراع بشيراز.
من أدباء الفرس ذكره صاحب كتاب آثار العجم فقال اشتغل في
أوائل أمره بتحصيل العلوم العربية والأدبية بجد وجهد واف حتى ارتفع له
في كل فن من الفنون لواء شهرة وكان جيد الخط جدا وقليل في هذه
الاعصار من هو بجامعيته ولما سافر إلى بلاد الهند كتب كتاب المثنوي
المولوي وطبع واليوم نسخته قليلة جدا وألف كتبا غيره نثرا ونظما وهي
مطبوعة وله ديوان شعر ثم أورد بعض أشعاره وهي بالفارسية اه‍ أقول
اسم ديوانه بهرام وبهروز وله كتاب انجمن دانش في الاخلاق والمواعظ طبع
في حياته سنة ١٢٨٩.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
كتب الينا السيد شهاب الحسيني انه هو الميرزا أحمد بن الميرزا محمد
شفيع بن محمد إسماعيل بن محمد شفيع بن محمد إسماعيل وإسماعيل جده
الأعلى كان من امراء الدولة الصفوية على دشتستان من اعمال فارس وابنه
محمد شفيع كان من امراء نادر شاه ووالد صاحب الترجمة وهو الميرزا محمد
شفيع كان من نوابغ عصره في الأدب والشعر وقصائده في رثاء سيدنا
الحسين ع معروفة مشهورة توفي سنة ١٢٦٢ واما الميرزا احمد
فكان يتخلص في شعره بالوقار لا الوقاري كما ذكر في الكتاب. له ديوان
شعر يتضمن عشرين ألف بيت، وكتاب أنجمن دانش بالفارسية على نمط
گلستان للشيخ سعدي، وكتاب خسرو شيرين، وكتاب في نظم قصة
موسى ع وفرعون ستون ألف بيت، ورسالة في ترجمة وصايا أمير
المؤمنين ع إلى مالك الأشتر النخعي، ورسالة في ترجمة مائة
كلمة من كلمات الأمير ع، وكتاب تاريخ المعصومين الأربعة
عشر لكنه على طرز عجيب ككتاب عنوان الشرف للمقري فإنه رتبه على
ثمانية علوم فان قرئ على المعتاد فهو تاريخهم ع وان قرئ
أوائل السطور فتخرج الهيئة وبغيره فالصرف والنحو وهكذا، وكتاب
العشرة الكاملة في مقتل الحسين ع رتبه على عشرة مجالس،
(١١٧)

وترجمة المنظومة للسبزواري في الحكمة بالفارسية نظما، وشرح رباعيات الأديب المحتشم الكاشاني، والرحلة من شيراز إلى أبي شهر، وأهبة
الأديب عربي على نمط ريحانة الأدب ألفه باسم طهماسب ميرزا القاجاري،
ومجالس الألسنة ومحافل الأزمنة على طرز كشكول البهائي، والرحلة إلى
الهند. وجاء في ترجمته في هذا الجزء بعد ذكر المثنوي وألف كتبا غيره لا
وجه لهذا التعبير لان المثنوي ليس من تأليفه انتهى.
٣٨١: أحمد بن محمد الشيباني المكتب
من مشايخ الصدوق يروي عنه مترضيا.
٣٨٢: ناصر الدين أحمد بن محمد الشيرازي
له رسالة في الأسطرلاب فارسية اسمها ارشاد أسطرلاب توجد منها
نسخة قديمة في مكتبة المجلس النيابي الإيراني تاريخ كتابتها سنة ٧٧٣.
٣٨٣: أحمد بن محمد بن صالح التمار
في لسان الميزان قال حدثنا ابن وارة فذكر خبرا موضوعا هو آفته.
أنبانيه مؤمل البالسي والمسلم القيسي قالا أنا أبو اليمن الكندي أنا أبو
منصور الشيباني أنا أبو بكر الخطيب انا محمد بن طلحة النعالي انا الشافعي
ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن صالح ثنا بن وارة ثنا عبد الله بن رجا ثنا
إسرائيل عن أبي اسحق عن حبشي بن جنادة قال: كنت جالسا عند أبي بكر
فقال من كان له عند رسول الله ص عدة فليقم فقام رجل فقال إن رسول
الله ص وعدني ثلاث حثيات من تمر فقال ارسلوا إلي علي فجاء فقال يا أبا
الحسن ان هذا يزعم كذا وكذا فاحث له فحثاها له فقال أبو بكر عدوها
فعدوها فوجدوها كل حثية ستين تمرة كل مرة لا تزيد واحد فقال أبو بكر
صدق الله ورسوله قال لي رسول الله ص ليلة الهجرة في الغار كفي وكف
علي في العدل سواء اه‍:
٣٨٤: أحمد بن محمد بن الصقر الصائغ المعدل أو المعول
روى عنه الصدوق في أماليه وغيرها مترضيا مكررا بهذا العنوان.
وعن السيد صدر الدين العاملي في حاشية منتهى المقال يظهر من تتبع
اخبار الأمالي انه عامي اه.
٣٨٥: أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي
روى عنه الشيخ في التهذيب وصاحب بصائر الدرجات في الصحيح
ولا ذكر له في كتب الرجال.
٣٨٦: أحمد بن محمد الصميري العماني
له أسئلة اسمها الصيمرية أرسلها إلى الشيخ محمد علي بن أبي طالب
الزاهدي الشهير بالشيخ علي الحزين المتوفى سنة ١١٨١ فكتب له جواباتها.
٣٨٧: أحمد بن محمد الطبرسي الطبيب
في مجالس المؤمنين ما ترجمته: بقراط الدهر وجالينوس العصر أبو
الحسن أحمد بن محمد الطبرسي فيلسوف مشهور وطبيب ماهر تلميذ أبو
طاهر موسى بن سيار وكان طبيب الملك ركن الدولة الديلمي وأخيه الملك
معز الدولة كما أشار اليه في باب الحادي والثلاثين من المقالة الثالثة من كتاب
المعالجات البقراطية والحق ان مقدماته أشاعت صيت تبحره في الحكمة
الطبيعية والالاهية اه‍.
وفي طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة: أبو الحسن أحمد بن محمد
الطبري من أهل طبرستان فاضل عالم بصناعة الطب وكان طبيب الأمير
ركن الدولة ولأحمد بن محمد الطبري من الكتب الكناش المعروف بالمعالجات
البقراطية وهو من اجل الكتب وأنفعها وقد استقضى فيه ذكر الأمراض
ومداواتها على أتم ما يكون وهو يحتوي على مقالات كثيرة اه‍ وقد يظن
تشيعه من ذكر صاحب مجالس المؤمنين له في كتابه ومن اختيار ملوك آل بويه
له طبيبا لهم والله أعلم.
٣٨٨: أحمد بن محمد أبو عبد الله الطبري الآملي الخليلي الذي يقال له غلام خليل.
والظاهر أنه هو المذكور في تاريخ بغداد بعنوان أحمد بن محمد بن
غالب بن خالد بنمرداس أبو عبد الله الزاهد الباهلي البصري المعروف بغلام
خليل وفي ميزان الاعتدال بعنوان أحمد بن محمد الباهلي غلام خليل لاتحاد
الاسم والكنية واللقب واسم الأب وموافقة الطبقة ولا يبقى الا وصفه
بالطبري الآملي في كتاب النجاشي وعدم ذكر أجداده وذكرهم في تاريخ
بغداد ووصفه بالباهلي البصري ولا منافاة فيه.
توفي ببغداد ليلة الأحد ٢٢ من رجب سنة ٢٧٥ وفي تاريخ بغداد
صلي عليه في الدار التي كان ينزلها وهي دار الكلبي ثم حمل في تابوت
محدورا به إلى البصرة وغلقت أسواق مدينة السلام وخرج الرجال والنساء
والصبيان لحضوره والصلاة عليه فأدرك ذلك بعض الناس وفات بعضهم
لسرعة السير وأكثر من صلى عليه انما كانت صلاتهم ايماء على شاطئ
الدجلة وانحدر الناس ركبانا ومشاة في الزواريق إلى كلواذى ودونها
وأسفلها ودفن بالبصرة وبنيت عليه قبة.
الطبري نسبة إلى طبرستان والآملي بالمد وضم الميم نسبة إلى
آمل طبرستان، ولعل أصله طبرستان وسكناه في البصرة ثم في بغداد والله أعلم.
أقوال العلماء فيه ق
آل النجاشي: أحمد بن محمد أبو عبد الله الطبري الآملي ضعيف
جدا لا يلتفت اليه، وقال العلامة في الخلاصة: أحمد بن محمد أبو عبد الله
الخليلي الذي يقال له غلام خليل الآملي الطبري ضعيف جدا لا يلتفت اليه
كذاب وضاع للحديث فاسد اه وما يحكى عن بعض نسخ رجال ابن
داود ان فيها أحمد بن محمد بن عبد الله فهو تحريف قطعا ففي نسختي منه
التي هي مقروءة مصححة أبو عبد الله كالنجاشي والخلاصة ونسخة الخلاصة التي
عندي معارضة بنسخة ولد ولد المصنف، وقال السيد ابن طاوس في كتاب اليقين
على ما حكى عنه أحمد بن محمد الطبري المعروف بالخليلي له كتاب فضائل أمير
المؤمنين ع ونقل عنه عدة أحاديث في ذلك الكتاب وذكر ان عنده
نسخة عتيقة منه فرع الكاتب من نسخها بالقاهرة سنة ٤١١. وفي تاريخ
بغداد: سكن بغداد وحدث بها، إلى أن قال: وقال ابن أبي حاتم
الرازي: أحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل سئل أبي عنه
فقال: روى أحاديث مناكير عن شيوخ مجهولين ولم يكن محله عندي ممن
يفتعل الحديث كان رجلا صالحا ثم روى عمن سمع أحمد بن عمرو بن
جابر بالرملة يقول: كنت عند إسماعيل بن إسحاق القاضي فدخل عليه
غلام الخليل فقال له في خلال ما كان يحدثه تذكر أيها القاضي حيث كنا
بالمدينة سنة ٢٤٠ نكتب فالتفت الينا إسماعيل وقال: قليلا قليلا يكذب
وما كنت تلك السنة بها. ثم روى بسنده عن أبي جعفر الشعيري أنه قال:
(١١٨)

لما حدث غلام خليل عن بكر بن عيسى عن أبي عوانة عن أبي مالك
الأشجعي عن أبيه قلت يا أبا عبد الله ان هذا الرجل حدث عنه إبراهيم بن
عرعرة وأحمد بن حنبل وهو قديم الوفاة ولم تلحقه أنت ولا من في سنك
ففكر في هذا ثم خفته فقلت له أحسبك سمعت من رجل يقال له بكر بن
عيسى حدثك عن بكر بن عيسى هذا فسكت فافترقنا فلما كان من الغد قال
لي يا أبا جعفر علمت اني نظرت البارحة فيمن سمعت منه بالبصرة يقال له
بكر بن عيسى فوجدتهم ستين رجلا. وبسنده عمن سمع أبا عبد الله
النهاوندي في مجلس أبي عروبة يقول: قلت لغلام الخليل هذه الأحاديث
الرقائق التي تحدث بها قال وضعناها لنرقق بها قلوب العامة. وروى بسنده
انه قيل لعبد الرحمن بن خراش: هذا الحديث الذي يحدث به غلام الخليل
لسليمان بن بلال من أين له؟ قال سرقه من عبد الله بن شبيب وسرقه ابن
شبيب من النضر بن سلمة شاذان ووضعه شاذان. وبسنده ان أبا داود
السجستاني: ما اظهر تكذيب أحد الا في رجلين الكديمي وغلام خليل
فذكر أحاديث ذكرها الكديمي انها كذب وقال إن صاحب الزنج كان دجال
البصرة وأخشى ان يكون غلام خليل دجال بغداد، ثم قال قد عرض علي
من حديثه فنظرت في أربعمائة حديث أسانيدها ومتونها كذب كلها،
وبسنده عن أبي بكر بن إسحاق الضبي النيسابوري أنه قال: غلام خليل
ممن لا أشك في كذبه. وعن الدارقطني كان ضعيفا في الحديث. وعنه انه
متروك وعن أحمد بن كامل القاضي انه كان فصيحا يعرب الكلام ويحفظ
علما عظيما ويخضب بالحناء خضابا قانيا ويقتات الباقلاء صرفا اه‍ وفي
ميزان الاعتدال كان من كبار الزهاد. وفي لسان الميزان: قال أبو أحمد
الحاكم أحاديثه كثيرة لا تحصى كثرة وهو بين الامر في الضعف. وقال الحاكم
روى عن جماعة من الثقات أحاديث موضوعة على ما ذكره لنا القاضي أحمد بن
كامل من زهده وورعه ونعوذ بالله من ورع يقيم صاحبه ذلك المقام.
وقال ابن حبان: كان يتقشف ولم يكن الحديث من شانه كان يحدث في كل
ما يسال عنه اتوه بصحيفة البخاري عن ابن أبي أويس عن أخيه عن
سليمان بن بلال وهي ثمانون حديثا فحدث بها كلها عن ابن أبي أويس ولم
يسمع منها شيئا اه وروى الخطيب من طريقه عن رسول الله ص: من
اتى الجمعة فليغتسل. اه‍.
ثم إن هذا الرجل لا ينبغي الشك في تشيعه لذكر النجاشي له في
كتابه المعد لذكر مؤلفي الشيعة الإمامية فإذا ذكر رجلا ساكتا عن مذهبه
دل على أنه شيعي امامي لا سيما مع تأليفه في مناقب أمير المؤمنين
ع. ولكن حاله لا تخلو من غرابة لاتفاق علماء الشيعة وجملة من علماء
السنة على تضعيفه وتصريح جملة بكذبه ووضعه، ولكن والد ابن أبي حاتم
شهد بصلاحه وانه لم يكن محله عنده ممن يفتعل الحديث. وإذا كان كما قالوا
في الكذب والوضع فكيف خفي حاله على عامة الناس حتى كانت له هذه
المكانة عندهم بحيث أغلقت أسواق بغداد عند موته ولحقه الناس للصلاة
عليه بالايماء على الشط، وخاف إسماعيل القاضي من التصريح بتكذيبه
فخفض صوته وخافه والد أبي مالك الأشجعي ان يكذبه فانتحل له عذرا
واهيا ليسلم منه كما سمعت، وإذا كانت العامة قد اعتقدت فن الصلاح
وصارت له عندهم مكانة عظيمة بسبب زهده وورعه وتقشفه بحيث كان
يقتات بالباقلا صرفا ولم تلتفت إلى وضعه الأحاديث وهذا أمر ممكن لكن
ذلك لا يخرج الأمر عن الغرابة في حال هذه الدنيا وأهلها، ويمكن أن لا
يكون الرجل كذابا ولا وضاعا ونسب اليه ذلك غير أصحابنا لما رواه في
المناقب التي لا تحتمل عقولهم التصديق بها، وسرى الأمر إلى أصحابنا من
قبلهم. ولعله لم يكن له بصيرة في الفقه فكان يتخيل جواز وضع الأحاديث
في الترهيب لترقيق القلوب والله أعلم.
مشايخه
في تاريخ بغداد: حدث ببغداد عن دينار بن عبد الله الذي يروي عن
انس بن مالك وعن قرة بن حبيب ومحمد بن سلمة المديني وسهل بن عثمان
العسكري وشيبان بن فروخ وسليمان الشاذكوني وغيرهم، وزاد في ميزان
الاعتدال: عن إسماعيل بن أبي أويس، وقال السيد ابن طاوس في كتاب
اليقين على ما حكي عنه انه روى في كتاب فضائل أمير المؤمنين ع
عن جماعة كلهم يروون عن عباد بن يعقوب الرواجني الذي مات سنة ٢٥٠
منهم علي بن العباس البجلي وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري ومحمد بن
الحسين بن حفص الخثعمي المعدل وعلي بن أحمد بن حاتم التميمي العدل
وعلي بن أحمد بن الحسين العجلي والحسن بن السكن الأسدي وجعفر بن
محمد الأزدي وجعفر بن محمد الدلال وكلهم من الكوفة.
تلاميذه
في تاريخ بغداد: روى عنه محمد بن مخلد وأبو عمرو بن السماك
وأحمد بن كامل القاضي.
مؤلفاته
قال النجاشي: له ١ كتاب الوصول إلى معرفة الأصول ٢ كتاب
الكشف. أخبرنا إجازة أبو عبد الله بن عبدون عن محمد بن محمد بن
هارون الطحان الكندي عنه اه ومر ان له ٣ كتاب فضائل أمير
المؤمنين ع.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: يعرف برواية محمد بن هارون
الطحان عنه. ٣٨٩:
السيد أحمد بن محمد بن طيب بن محمد بن نور الدين بن نعمة الله الموسوي
الجزائري ينتهي نسبه الشريف إلى الإمام موسى بن جعفر ع.
ولد في ذي الحجة سنة ١٢٢٠ وتوفي سنة ١٣٠٥ في شوشتر بعد
الفراع من نوافل الليل وفريضة الفجر وحملت جنازته إلى النجف فدفن في
مقبرة الشوشتريين الواقعة في الصحن الشريف مما يلي باب القبلة.
والجزائري نسبة إلى الجزائر وتطلق الجزائر على القرى الواقعة بين
نهري دجلة والفرات من سوق الشيوخ إلى القرنة ملتقى النهرين في العراق
العربي وكان مسقط رأس جده السيد المحدث نعمة الله الجزائري صباغية
وهي قرية على شاطئ الفرات بقرب القرنة تسمى الآن بمدينة.
كان عالما عابدا متهجدا ذكيا فطنا عالي الهمة سامي النفس على جانب
عظيم من الاخلاق الحسنة والسجايا المرضية فرع من الأدبيات الفارسية
والعربية وهو ابن اثنتي عشرة سنة وكتب بخطه كل ما يحتاج اليه من الكتب
العلمية وسافر أبوه إلى حيدرآباد الدكن إلى عند خاله المير عبد اللطيف خان
فقام مقام أبيه وتولى الأمور التي كانت بيده وكان والي خوزستان يومئذ محمد
علي ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري كثير العناية به مبالغا في توقيره مع صغر
سنه لما وجده فيه من محاسن الاخلاق وجميل الصفات وكان جوادا سخيا
(١١٩)

وكانت داره محط رحال المسافرين يردون عليه من كل فج. ولم يخيب قط
سائلا حتى صرف جميع ما يملكه في سبيل الله وقد كانت أمواله في أول الأمر
نحو عشرين ألف جنيه إنجليزية ويطبخ في مطبخه كل ليلة أغذية كثيرة
يبذلها على الفقراء وكان همه مصروفا في قضاء حوائج الخلق وكشف
الكربات وإغاثة الملهوفين ودرء الجور عنهم ومن دخل داره كان آمنا وكان
مجدا في إعلاء كلمة الاسلام وترويج العلم وأهله فقد نقل بعض الثقات
وهو السيد محمد حسين المدعو بالسيد بزرگ ان الشيخ مرتضى الأنصاري
الشهير لما وفد عليه بعد ان هاجر من دزفول إلى شوشتر بالغ في تعظيمه
وتوقيره فرتب له لوازم المهاجرة إلى النجف الأشرف من الزاد والراحلة
والخادم وارسل اليه مؤونة في كل عام. وخلف أربعة أولاد ذكور صفوتهم
ولده السيد عبد الصمد الآتي ترجمته في بابها اه ارسل الينا هذه الترجمة
من غاب عنا الآن اسمه وعهدة ما فيها عليه. ٣٩٠:
أحمد بن محمد بن عاصم العاصمي.
مر بعنوان أحمد بن محمد بن أحمد بن طلحة العاصمي. ٣٩١:
السيد احمد علي بن المفتي السيد محمد عباس.
فقيه أصولي له إلمام بالأدب قرأ في كربلاء والنجف وتلمذ على السيد
كاظم البهبهاني والشيخ حسين بن الشيخ زين العابدين المازندراني في الحائر
وعلى الشيخ ملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي في النجف وكان مقيما
في لكهنؤ وعنده تلاميذ يستفيدون من علمه وله رسالة في التقليد. ٣٩٢:
احمد ناصر الدين شاه ابن محمد شاه ابن عباس ميرزا ابن فتح علي شاه ابن
حسين قلي خان ابن محمد حسن خان ابن فتح علي خان ابن شاهقلي خان ابن
مهدي خان ابن ولي خان ابن محمد قلي خان القاجاري أحد ملوك إيران
في عصرنا.
ولد في صفر سنة ١٢٤٧ وولي الملك في ١٨ شوال سنة ١٢٦٤ في
تبريز وقتل يوم الجمعة ١٧ ذي القعدة سنة ١٣١٣ في مشهد السيد عبد
العظيم الحسني قرب طهران ودفن هناك وجاء خبر قتله ونحن في النجف
الأشرف.
قبيلة قاجار
قيل إن قبيلة قاجار من أتراك جلاير وقيل إنهم من أحفاد جنكز خان
وردوا من كنجة إلى استراباد وأول من ورد منهم شاهقلي خان في أواخر
عصر الشاه سليمان الصفوي وأعقب ابنيه فتح علي خان جد الملوك
القاجارية وفضلعلي خان جد الخوانين منهم وقيل أصلهم تركمان وأكثر
المؤرخين يرجحون انتسابهم إلى الترك.
اما قاجار فقيل إنه من أحفاد قراجار نويان الأب الرابع للأمير تيمور
كانت له رتبة أمير الامراء في عهد جنكز خان ومنكوقان فسميت قبيلته
باسمه قراجار ثم خفف لكثرة الاستعمال فقيل قاجار.
أحوال ناصر الدين شاه
كان مكرما لعلماء والاشراف والأدباء وألفت باسمه كتب كثيرة مثل
مرآة البلدان ونامه دانشوران ناصري وناسخ التواريخ وسعادة ناصري
وغيرها ومع ذلك كانت تقع بينه وبين بعض العلماء منازعات لمداخلتهم في
امر المملكة فيخرجه إلى خارجها بصورة جميلة بان يقول له صار لك مدة لم
تحج أو لم تزر المشاهد الشريفة بالعراق فيعطيه نفقة السفر ويخرج ولا يعود
إلا باذنه وله مع العلماء المخالفين لما ينبغي لهم نوادر وحكايات ظريفة
منها أنه زار بعض العلماء فأجلسه العالم في المكتبة ودخل عليه وعلم
الشاه أن ذلك لأجل أن لا يقوم للشاه ولينظر إلى مكتبته العظيمة فلما دخل
قال له الشاه: ما هذه الكتب؟ فجعل يعدد له أصنافها فقال الشاه أ ما فيها
كتاب أدب فخجل العالم. وزار بعضهم مرة فرأى البراني في حالة رثة
تناسب الزهد وقد علم أن الدار الداخلية بخلاف ذلك فقال له لو وافق
الظاهر الباطن لكان جيدا. وارسل مرة في شهر رمضان إلى جماعة من
العلماء ليرسل له كل واحد منهم من فطوره ليتبرك بأكله وكل منهم لا يعلم
أنه أرسل إلى غيره وقد وضع جواسيس يخبرونه بطعام كل منهم الحقيقي
فمنهم من أرسل له من طعامه الواقعي جيدا أو رديئا ومنهم من ترك الجيد
وأرسل له طعاما رديئا اظهارا لزهده في الدنيا فعلم بذلك المخلص منهم من
المرائي.
وكان أديبا شاعرا له ديوان شعر بالفارسية رأينا منه نسخة مخطوطة في
طهران في مكتبة السيد نصر الله سادات خوي خطها في غاية الجودة
مذهبة مجدولة كتبها محمد حسين الشيرازي في جمادي الأولى سنة ١٢٧٢.
ومن جملته أبيات في مولد مولانا أمير المؤمنين علي ع أولها:
عيد مولود أمير المؤمنين شد عالم بالاوبائين عنبرين شد
وصعد مرة مع شاعره إلى سطح ليرى هلال شوال فرأى امرأة بارعة
الجمال فقال:
در شب عيد آن ير يرخ * بينقاب آمد برون
وترجمته: في ليلة العيد خرج هذا الذي يشبه الملك بغير نقاب
وطلب من شاعره اجازته فقال:
ماه ميجستند مردم * آفتاب آمد برون
وترجمته: الناس يفتشون على الهلال فظهرت الشمس.
وهو أول من أسس في إيران إدارة الضرب وإدارة البرق والبريد
ومعمل البنادق ومجمع الصنائع ومدرسة دار الفنون ونظم دوائر الجند ورتب
الوزارة وأذن بنشر الصحف لكن لم يمنحها الحرية في نشرياتها
وأنشا بيمارستانات عديدة لكن الجندية وادارات الداخلية والخارجية كانت
في حالة منحطة جدا وكانت الجندية اسما بلا مسمى والاستبداد في الحكام
والجور ضارب اطنابه والصدر الأعظم هو المتصرف في جميع أمور المملكة
بلا معارض ولا مراقب ولعله لم يكن متمكنا من تنظيمها أكثر من ذلك
وأعطى امتياز حصر التنباك والتتن إلى شركة انكليزية مقابل مبلغ من المال
فشاع أن السيد الميرزا حسن الشيرازي المجتهد الكبير الشهير الذي كان في
سامرا أفتى بتحريم تدخين التنباك فترك تدخينه جميع أهل إيران حتى أن أهل
قصر الشاه كسروا جميع ما فيه من النارجيلات وطلب الشاه من خادمه
الخاص نارجيلة ثلاث مرات وفي كل مرة ينحني خضوعا ويذهب ويجئ
بغير نارجيلة حتى انتهره في المرة الأخيرة انه لا يوجد في القصر نارجيلة وكلها
أتلفت من قبل نساء القصر لأن الميرزا حرم تدخين التنباك، ووجد رجل
فاسق شرير في مقهى يدخن بالنارجيلة فلما بلغه الخبر كسرها فقال له بعض
الجالسين أنت تفعل الموبقات العظام التي نهى الله ورسوله عنها ولا تبالي
فكيف كسرت النارجيلة لأنه بلغك تحريم الميرزا استعمال التنباك فقال: اني
(١٢٠)

افعل الموبقات اعتمادا على شفاعة النبي ص والأئمة ع فإذا
أغضبت نائبهم فمن يشفع لي؟ فاضطرت انكلترة إلى فسخ الامتياز،
وهكذا فان شعبا ضعيفا اضطر أقوى دولة إلى النزول على إرادته باتفاق
كلمته. وكان ذلك أيام إقامتنا في النجف الأشرف وفي أيام إقامتنا هناك
في الشاه السيد جمال الدين الأسدآبادي المعروف بالسيد جمال الدين
الأفغاني إلى خارج بلاد إيران.
والمترجم هو الذي امر بتذهيب قبة العسكريين ع في
سامراء وتذهيب إيوان المشهد الرضوي وقبة السيد العظيم الحسني المدفون
في الري وله في صحني النجف وكربلاء آثار باقية.
أهم حوادث عصر ناصر الدين شاه
كانت عادة الملوك القاجارية ان يكون ولي عهد السلطنة حاكما على
تبريز مقيما بها فلما توفي محمد شاه كان ولده ناصر الدين في تبريز فجلس على
سرير الملك في التاريخ المتقدم وفي ٢٢ ذي القعدة ورد طهران وكان صحبته
ميرزا تقي خان وزير نظام فجعله صدرا أعظم ولقبه باتابك أعظم أمير نظام
وكان الحاج ميرزا آغاسي الصدر الأعظم لوالده محمد شاه قد تحصن بعد
وفاة محمد شاه بمشهد السيد عبد العظيم قرب طهران خوفا من أعدائه
وتولت إدارة المملكة مهد عليا والدة ناصر الدين حتى دخل طهران وكان
الاختلال قد ساد في داخلية إيران ونار الفتن مستعرة في نواحيها وأعظمها
فتنة سالار بن اللهيار خان في خراسان فان اللهيار خان آصف الدولة
كان صدرا أعظم على عهد فتح علي شاه وفي عهد محمد شاه جعل حاكما
لخراسان فجلبه ميرزا أقاسي وزير محمد شاه إلى طهران سنة ١٢٦٣ فحشد
ولده سالار بن اللهيار القبائل واستولى على خراسان فوجه محمد شاه الأمير
حمزة ميرزا لاخماد الثورة فلم يتقدم واضطر إلى التحصن في القلاع المتاخمة
للبلد ثم توفي محمد شاه ففر حمزة ميرزا بمساعدة بار محمد خان الأفغاني إلى
هراة وعظم خطب سالار فلما ملك ناصر الدين أنفذ إلى سالار سلطان مراد
أخا حمزة ميرزا بجيش كثيف وقاومه سالار مرارا وضجر الأهالي فاضطروا
إلى التسليم فدخل سلطان مراد البلد وقبض على سالار وقتله.
واخذ أمير نظام في توطيد البلاد وتأمين السبل وبدت منه الكفاءة
التامة في تنظيم الجند واصلاح مالية الدولة فزادت الواردات على الصادرات
بعد ان كانت أقل منها أيام أقاسي ونشر العلوم الجديدة وزاد في أبهة الدولة
وتقدمت إيران في عهده خطوات إلى التمدن الحديث ولكن أعداءه سعوا به
عند الشاه بأنه يطلب الملك لنفسه فعزله ونفاه إلى قاشان ثم قتله بالفصد
سنة ١٢٦٨.
واستوزر اعتماد الدولة ميرزا آقا خان النوري وهو من بيت رفيع وكان
وزير الحربية.
وفي سنة ١٢٧١ توجه محمد امين المعروف بخان خيوه في أربعين ألفا
لامتلاك خراسان فلاقاه البرنس فريدون ميرزا حاكم خراسان في سرخس
وانتصر عليه وقتله وبعث برأسه إلى طهران.
وفي سنة ١٢٧٢ ارسل الشاه اعتماد الدولة إلى هراة فحاصرها
وفتحها فغاظ ذلك انكلترة لأنها كانت تتظاهر بمساعدة الأفغان جريا على
سياستها المعروفة فأرست بوارجها الحربية على ساحل خليج فارس وملكت
جزيرة خارك وبوشهر فقاومها مهر علي خان قائد الجنود في فارس وغلب
عليها في السواحل ثم ملكت المحمرة وعقد الصلح مع سفيرها في باريس
سفير الدولة الإيرانية وتخلت إيران عن هراة وسحبت انكلترا جنودها من
بوشهر وخارك والمحمرة.
وفي سنة ١٢٧٥ عزل الشاه اعتماد الدولة عن الصدارة وارتأى ان لا
يمنح أحدا رتبة الصدارة بل يوزع إدارة الشؤون الملكية على ستة وزراء
للداخلية والخارجية والحرب والمالية والعدلية والوظائف.
وفي سنة ١٢٧٦ استولى التركمان على مرو وعاثوا في أطراف خراسان
وضربوا الضرائب على البلاد فتجهز لتدميرهم حشمة الدولة حاكم خراسان
وحمي وطيس الحرب بينهم وحدث النفاق في قواده فانحل نظام جيشه
وانتصر عليه التركمان وعاد بالفشل والياس من النصرة عليهم بعد ذلك.
وفي سنة ١٢٨١ ولى الصدارة محمد خان القاجاري ولقبه بسبهسالار
أعظم ثم عزله. وفي سنة ١٢٨٧ زار مشاهد الأئمة ع بالعراق، فاحتفلت
به الدولة العثمانية وعظمته كثيرا وسمحت له بان يستصحب معه عددا من
الجنود والبنادق وبعض المدافع وكان الوالي على بغداد من قبلها مدحت باشا
الشهير فاستقبله إلى الحدود وكان في صحبته دائما والتقى به ميرزا حسين
خان مشير الدولة القزويني سفير الدولة الإيرانية في إسلامبول فكان في
خدمته بالعراق، فاتى به إلى طهران وفوض اليه وزارة الوظائف والأوقاف
ووزارة العدلية ولقبه أولا بسبهسالار ثم بصدر أعظم، ولما ورد كربلاء
تلقاه علماؤها وفيهم الشيخ زين العابدين المازندراني المجتهد الشهير إلى
المسيب، ووقفوا له في الطريق فسلم عليهم وسار متوجها إلى كربلاء ولما
ورد النجف الأشرف تلقاه علماؤها بعض إلى خان الحماد في منتصف
الطريق وبعض إلى خان المصلى فكان منه معهم ما كان مع علماء كربلاء،
فلما دخل النجف الأشرف زاره فيها العلماء كلهم الا الميرزا السيد محمد
حسن الشيرازي المجتهد الشهير فإنه لم يخرج للقائه ولا زاره في النجف
وكان في ذلك الوقت في أوائل شهرته فأرسل اليه مع حسين خان مشير
الدولة يسأله ويطلب منه تدارك ما فات فاجابه انا رجل درويش ما لي
وللملوك؟ فقال له لا يمكن الا ان يراك الشاه! فقال لا اذهب اليه، فقال
له الوزير: هل تريد ان يحضر الشاه لزيارتك؟ هذا ما لا يمكن! فلما ألح
عليه قال اجتمع به في الحضرة الشريفة فاجتمعا هناك وصافحه الشاه،
وقال له: زر حتى نزور بزيارتك، ففعل وافترقا، ثم ارسل الشاه جوائز
للعلماء ومنهم الميرزا الشيرازي فكلهم قبل جائزته الا الميرزا لم يقبلها،
فكان فعله هذا سببا لعظمه في عين الشاه وأعين الناس وطلب من مدحت
باشا رؤية الخزانة للمشهد الشريف الغروي، ففتحت له ورأى ما فيها من
الجواهر والنفائس.
وفي سنة ١٢٩٠ رحل الشاه إلى أوروبا وبعد رجوعه عزل الصدر
الأعظم وقلده وزارة الخارجية.
وفي سنة ١٢٩٥ رحل ثانيا إلى أوروبا وألف رحلة بالفارسية مطولة
ذكر فيها جميع ما جرى له وهي مطبوعة.
وفي سنة ١٢٩٧ خرج الشيخ عبيد الله الكردي في حدود كردستان
وتفاقم امره فتوجه اليه حسين خان مشير الدولة من طريق أذربايجان وحاربه
حتى رضخ لأوامر الشاه.
(١٢١)

وفي سنة ١٣٠١ فوض الشاه رتبة الصدارة العظمى إلى شيخ الوزارة
مستوفي الممالك ميرزا يوسف الآشتياني، وكان غيورا على شؤون الملة
والدولة ودامت صدارته زهاء سنتين.
وكان ظل السلطان بن ناصر الدين شاه حاكم أصفهان إلى هذا
الحين قد نفذت كلمته وقويت شوكته وامتد حكمه على غالب أقطار المملكة
وكان جبارا.
وفي سنة ١٣٠٢ قصد الشاه زيارة مشهد الرضا ع في
خراسان وكان في خدمته ميرزا إبراهيم خان امين السلطان فتوفي في الطريق
فمنح الشاه وساماته الدولية وهي ٤٣ وساما لولده ميرزا علي أصغر خان
امين الملك ولقبه بأمين السلطان.
وفي سنة ١٣٠٣ توفي ميرزا يوسف الصدر الأعظم وتمكن امين
السلطان من خطير الأمور وحقيرها.
وفي سنة ١٣٠٦ رحل ثالثا إلى أوروبا.
وفي سنة ١٣١٠ تقلد امين السلطان الصدارة العظمى.
وفي سنة ١٣١٣ يوم الجمعة زار الشاه على عادته مشهد السيد عبد
العظيم الحسني فتقدم اليه داخل المشهد رجل من أوزاع الناس عرف بميرزا
رضا الكرماني وأطلق عليه مسدسه فأصاب قلبه ومات من فوره وقبض على
قاتله ثم قتل وأخفى وزيره موته خوفا من حدوث الفتنة والغوغاء لو عرف
الناس وفاته فاخرجه من المشهد وأركبه في العربة بصورة الاحياء وادخله
منزله في البلاط وجعل يحضر له الأطباء ومنعهم من الخروج وأبرق لوقته إلى
ولي عهده ولده مظفر الدين في تبريز فجلس على سرير الملك في تبريز ثاني
يوم قتل والده وأبرق إلى طهران فاجتمع الناس في مسجد الشاه وقرأ عليهم
ميرزا علي أصغر خان صورة البرقية فعرفوا موته ثم اخذ في تجهيز الشاه
بعد ما ختم جميع بيوت القصر واحتاط على ما فيها ويقال انهم لما أرادوا
تغسيله احتاجوا إلى ستارة يضعونها على باب الغرفة التي غسل فيها فلم يجدوا
لان غرف القصر كانت كلها مختومة فاخذوا ستار باب المطبخ ووضعوها على
باب الغرفة ودفنه في غرفة خاصة قرب مرقد السيد عبد العظيم ووضعت
على قبره صخرة كبيرة من الرخام منحوت عليها مثاله.
وميرزا علي أصغر خان هذا عزل من الصدارة في عهد مظفر الدين
شاه بن ناصر الدين لما صارت دولة إيران دستورية وجاء سنة ١٣٢١
إلى الحج ثم زار المدينة الطيبة وكان مؤلف هذا الكتاب متشرفا بالحج تلك
السنة واجتمعت به في الطريق ولما ورد الشام زار المدرسة العلوية الاسلامية
التي أنشأناها بدمشق وسميت الآن بالمدرسة المحسنية وتبرع لها بستين ليرة
عثمانية ذهبا ورحل من دمشق إلى أوروبا، ومنها عاد إلى إيران وتولى بها
الصدارة العظمى، ثم قتل وكان عاقلا مدبرا حليما وقورا سخيا رحمه الله
تعالى.
وكان قبل قتل ناصر الدين بقليل حصل الاستعداد العظيم للاحتفال
بمرور خمسين عاما على سلطنته، فانقلب ذلك إلى مجالس العزاء، وفي عهد
ناصر الدين كان ظهور مذهب البابية فامر بقتل مخترع مذهبهم ميرزا علي
محمد الملقب بالباب بعد ما أفتى العلماء بقتله ومر بقتل قرة العين التي اتبعته
على ذلك وكانت من مثيري تلك الفتنة.
أعقب ناصر الدين ١٧ ولدا ذكرا و ٢٠ بنتا، ومن مشاهير أولاده:
ظل السلطان مسعود ميرزا ومظفر الدين شاه ولي عهده ونائب السلطنة
كامران ميرزا.
٣٩٣: الشيخ أبو سعيد أحمد بن محمد بن عبد الجليل السجزي السيستاني.
السجزي في شذرات الذهب نسبة إلى سجستان على غير
القياس، وما يوجد في بعض المواضع من نسبته بالسنجري تصحيف.
كان عالما بعلم النجوم ذكره السيد علي بن طاوس في كتاب فرج
الهموم في الحلال والحرام من علم النجوم فإنه بعد ما ذكر صحة النجوم ذكر
جماعة من الشيعة كانوا علماء بعلم النجوم ثم عد من اشتهر بعلم النجوم
وقيل إنه من الشيعة فقال: ومنهم أحمد بن محمد السجزي اه‍ وكان
المذكور من مشاهير الرياضيين والمنجمين في القرن الرابع الهجري.
مؤلفاته
له مؤلفات في الحساب والهندسة والهيئة ١ رسالة الأفلاك
لبطليموس ٢ تحصيل القوانين لاستنباط الاحكام ٣ الزايجات في
استخراج الهيلاج ٤ منتخب كتاب المواليد ٥ جوامع كتاب تحويل
المواليد ٦ المزاجات ٧ الأسعار ٨ الاختيارات ٩ منتخب من كتاب
الألوف ١٠ المعاني في أحكام النجوم ١١ الدلائل وهذه ذكرها مؤلف
فهرست مكتبة المجلس النيابي الإيراني. ووجد من مؤلفاته برهان الكفاية
المختصر من تحويل سني المواليد لأبي معشر مع زيادة بعض جداول التقاويم
وغيرها أولها الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله
الطيبين الطاهرين وجدت منه نسخة من وقف الحاج عماد للخزانة الرضوية
وذكره في كشف الظنون أيضا. والظاهر أنه هو منتخب كتاب المواليد المار
ذكره وانه بعينه كتاب تحويل سني المواليد في علم النجوم الذي ذكره السيد
علي بن طاوس في الباب الخامس من كتاب فرج الهموم ١٢ الجامع
الشاهي في علم الطلسمات والسحر والنيرنجات حكى مؤلف فهرست
مكتبة المجلس النيابي الإيراني عن الشيخ محمد خان القزويني ان الموجود
اليوم في مكتبات أوروبا من مؤلفات المترجم ٢٩ كتابا من جملتها ١٥ رسالة
يسمى مجموعها الجامع الشاهي اه‍.
٣٩٤: الشريف عز الدين أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن زهرة
الحسيني الحلبي.
ذكره في تاج العروس في مادة زهر ووصفه بالحافظ النسابة نقيب
حلب.
٣٩٥: الشيخ احمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ عبد الرسول ابن الشيخ سعد
النجفي السماوي.
توفي سنة ١٣٢١.
كان عالما فاضلا تقيا كاملا وقورا يسكن السماوة رأيناه في النجف
وعاصرناه له كشف الغوامض في الفرائض مجلد كبير شرحا على فرائض الشرائع.
٣٩٦: أحمد بن محمد بن عبد العالي بن نجدة.
توفي سنة ٨٥٢ على ما ذكره الشيخ محمد بن الحسن الجباعي في
مجموعته.
(١٢٢)

ولم يذكر شيئا من أحواله والظاهر منه انه من أهل العلم والفضل
وأبوه وجده من أجلة العلماء يذكران في بابيهما انش.
٣٩٧: الشيخ نظام الدين أحمد بن محمد بن عبد الغني الفقيه المعروف بابن
الربيب.
في حاشية الرياض الظاهر أن والده من العامة وفي الرياض لعله هو
والحسن بن ربيب الدين أبي طالب بن أبي المجد اليوسفي الآوي المعروف
بابن الربيب أبناء عم.
٣٩٨: السيد احمد المعروف بالمعلم المتخلص بمشفق ابن السيد محمد بن عبد
الكريم بن جواد بن عبد الله الموسوي الجزائري التستري.
عالم فاضل له حاشية على مختصر المطول وله حاشية على المغني وله
المجموعة البياضية فيها فوائد أدبية وتاريخية وجملة من أشعاره مثل رثاء
أستاذه السيد محمد باقر بن عبد الهادي بن السيد عبد الله الجزائري ورثاء
السيد محمد علي بن عبد السلام ورثاء الشيخ مرتضى الأنصاري.
٣٩٩: أحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في مروج الذهب كان ظهر بصعيد مصر فقتله أحمد بن طولون بعد
أقاصيص قد أتينا عليها فيما سلف من كتبنا اه‍ وفي مقاتل الطالبيين أمه
امرأة من الأنصار من ولد عثمان بن حنيف قتله أحمد بن طولون على باب
أسوان وحمل رأسه إلى المعتمد اه‍.
٤٠٠: أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي
عده بحر العلوم في رجاله من مشايخ النجاشي صاحب الرجال قال
روى في ترجمة محمد بن سلمة بن أرتبيل عنه عن أبيه وفي القاسم بن الوليد
العماري عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن أبي زيد وفي
محمد بن عيسى الأشعري قال أحمد بن محمد بن عبيد الله: حدثنا محمد بن
أحمد بن مصقلة وكان عبيد الله هو عبد الله يصغر ويكبر ويكنى بأبي عبد
الله: وتكرر في الكتاب روايته عن القاضي أبي عبد الله الجعفي عن
أحمد بن محمد بن سعيد ذكر ذلك في أبان بن محمد البجلي وعبد الله بن
طلحة النهدي وعبد الله بن سالم الأشل وعبد الله بن سعيد الأسدي
وعبد الله بن الفضل النوفلي وعبد الله بن يحيى الكاهلي وغيرهم والظاهر أنه
هو أحمد بن محمد بن عبد الله الجعفي المذكور، وفي عبد الرحمن بن أبي
نجران وعبد الكريم بن هلال وعبد الملك بن حكيم أخبرنا القاضي أبو
عبد الله وغيره عن أحمد بن محمد اه‍.
٤٠١: أبو جعفر احمد زبارة بن محمد الأكبر بن عبد الله
المفقود بالمدينة ابن الحسن المفقود ابن الحسن الأفطس ابن علي الأصغر بن علي زين العابدين
ع.
وانما لقب بذلك لأنه كان بالمدينة إذا غضب قيل قد زبر الأسد،
وكان له أربعة ذكور كل منهم متقدم.
٤٠٢: أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد أبو سهل القطان متوثي الأصل
سكن دار القطن.
ولد في صفر سنة ٢٥٩ وتوفي يوم السبت لسبع أو ثمان خلون من
شعبان سنة ٣٥٠ ودفن بقرب قبر معروف الكرخي وسنه ٩١ سنة وأشهر.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال: كان صدوقا أديبا شاعرا راوية
للأدب عن أبوي العباس ثعلب والمبرد وأبي سعيد السكري وكان يميل إلى
التشيع. ذكر أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي انه سال الدارقطني
عن أبي سهل بن زياد فقال ثقة سئل أبو بكر البرقاني وانا اسمع عن أبي
سهل بن زياد فقال: صدوق وانما كرهوه لمزاح فيه قال: وكان فيه مزاح
ودعابة وان بعض أصحاب الحديث اخذ سكينا كانت بين يديه فجعل ينظر
إليها فقال ما لك ولها أ تريد ان تسرقها كما سرقتها انا هذه سكين البغوي
سرقتها منه أو كما قال: حدثني الأزهري عن أبي عبد الله بن بشر القطان
قال: ما رأيت رجلا أحسن انتزاعا لما أراد من آي القرآن من أبي سهل بن
زياد فقلت لابن بشر ما السبب في ذلك فقال كان جارنا وكان يديم صلاة
الليل وتلاوة القرآن فلكثرة درسه صار كان القرآن نصب عينيه ينتزع منه ما
شاء من غير تعب، سمعت محمد بن الحسين بن الفضل القطان يقول:
حدثني من سمع أبا سهل بن زياد يقول: سمى الله المعتزلة كفارا قبل ان
ذكر فعلهم فقال يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا
لاخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما
قتلوا الآية.
مشايخه
في تاريخ بغداد حدث عن محمد بن عبيد الله المنادي والحسن بن
مكرم ويحيى بن أبي طالب ومحمد بن عيسى بن حيان وعبد الله بن روح
المدائنيين ومحمد بن الجهم السمري ومحمد بن الفرج الأزرق وأبي عوف البزوري
وعلي بن إبراهيم الواسطي وأحمد بن عبد الجبار العطاردي ومحمد بن الحسين
الحنيني وأبي إسماعيل الترمذي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن
محمد بن عيسى البرتي وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي وخلق كثير سوى
هؤلاء من أمثالهم.
تلاميذه
ي تاريخ بغداد: حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وعلي وعبد الملك
ابنا بشران وابن الفضل القطان وعلي بن أحمد الرزاز وأبو الحسن بن الحماني
المقرئ وأبو علي بن شاذان في آخرين وروى عنه الدارقطني والمرزباني
وغيرهما من المتقدمين، وقد روى عنه الدارقطني في الصحيح.
٤٠٣: الشيخ فخر الدين أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسن بن علي بن
محمد بن سبع بن سالم بن رفاعة الرفاعي السبعي الأحسائي من قرناء ابن
فهد الحلي.
توفي في الهند سنة ٩٦٠ ونيف.
نسبه ترجمه في رياض العلماء نقلا عن خطه على ظهر شرحه على القواعد
كما ذكرناه سوى أنه قال: ابن سبع بن رفاعة السبعي ولم يذكر ابن سالم ولا
الرفاعي ولا الأحسائي، وفي اللؤلؤة هو على ما ذكره بعض الفضلاء نقلا
عن خطه على ظهر شرحه على القواعد: أحمد بن محمد بن عبد الله بن
علي بن محمد بن سبع بن رفاعة اه‍ وبعض الفضلاء الذي أشار اليه هو صاحب رياض العلماء فان
صاحب اللؤلؤة عثر على قطعة من أول رياض
(١٢٣)

العلماء لم يعرف مؤلفها ونسبها إلى بعض تلامذة المجلسي وأوردها في أوائل
كشكوله والحقيقة انها من رياض العلماء ونقلنا عنها ما نقلناه آنفا عن
الرياض، فيكون في اللؤلؤة قد ترك بعض أجداده أو سقط بعضهم من
النساخ.
أقوال العلماء فيه
قال في حقه الشيخ محمد بن جمهور الأحسائي عند ذكر طرقه السبعة
في أول غوالي اللآلي الشيخ الفاضل الكامل العالم نقي الفروع والأصول
المحكم لقواعد الفقه والكمال جامع أشتات الفضائل فخر الدين احمد
الشهير بالسبعي. وفي رياض العلماء الفاضل الفقيه الجليل المعروف
بالسبعي كان من أجلة تلامذة الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن
سعيد بن المتوج البحراني وفي اللؤلؤة الفاضل الفقيه من أجل تلامذة الشيخ
جمال الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني أقول: تقدم
ان الصواب كونه من تلامذة أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن
الحسن بن المتوج البحراني لا من تلامذة أحمد بن عبد الله بن سعيد بن
المتوج بناء على تغايرهما كما هو الظاهر وبيناه مفصلا في ترجمتيهما فراجع وفي
روضات الجنات الفاضل الفقيه المشهور أكثر توطنه في بلاد الهند اه‍
وفي الطليعة كان فاضلا في الدين متفننا مصنفا في أغلب العلوم أديبا شاعرا
حسن المنثور والمنظوم جاء من بلاد البحرين إلى العراق ثم سكن في الهند
حتى مات.
مشايخه قد عرفت قول صاحبي الرياض واللؤلؤة أنه من تلامذة الشيخ جمال
الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج البحراني وأن الصواب كونه من
تلامذة أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوج لا من تلامذته بناء على التغاير
ومن مشايخه الشيخ أحمد بن فهد بن إدريس المقرئ الأحسائي ويروي عن
الشيخ محمود المشهور بابن أمير الحاج العاملي عن الشيخ حسن بن العشرة
عن الشهيد الأول.
تلاميذه
يروي عنه السيد كمال الدين موسى الحسيني.
مؤلفاته له: ١ كتاب تسديد الافهام في شرح قواعد الأحكام، في
الرياض فرع منه سنة ٨٨٦ والنسخة التي بخطه وصلت إلى آخر كتاب
الوصية ولعله لم يخرج منه إلا هذا القدر ٢ الأنوار العلوية في شرح الألفية
الشهيدية وهو شرح مبسوط على ألفية الشهيد كتبه بالتماس بعض اخوان
الصفا في بلاد الهند لبعض أبناء السادة الاجلاء الرؤساء من أمراء الهند وهو
السيد علي العلوي بن شمس الدين محمد بن الحسن النحاء الحسيني
الرضي الزكي اللايجي وسماه باسمه. قال في روضات الجنات لم أقف في
شروحها المشهورة مثل شروح المحقق الكركي والشيخ إبراهيم القطيفي
والشهيد الثاني ومحمد بن أبي جمهور الأحسائي ومحمد بن نظام الدين
الأسترآبادي على أتم منه وأجمع للفروع والفوائد عندنا منه نسخة عتيقة في
آخرها فرع منه مصنفه أحمد بن محمد السبعي ببلاد الهند بمهندرى في أوقات
مكدرة للنفوس آخرها عصر السبت الثاني عشر من جمادى الأولى أحد
شهور سنة ٩٥٣ وفي بعض حواشيه أن له ٣ شرحا أكبر منه وأبسط.
أشعاره
من شعره قوله مخمسا قصيدة الشيخ رجب البرسي المشهورة في مدح
علي ع:
أعيت صفاتك أهل الرأي والنظر * وأوردتهم حياض العجز والحصر
أنت الذي دق معناه لمعتبر * يا آية الله بل يا فتنة البشر
يا حجة الله بل يا منتهى القدر
عن كشف معناك ذو الفكر الدقيق وهن * وفيك رب العلى أهل العقول فتن
أنى تحدك يا نور الالاه فطن * يا من اليه إشارات العقول ومن
فيه الألباء بين العجز والخطر
ففي حدوثك قوم في هواك غووا * إذ أبصروا منك أمرا معجزا فغلوا
حيرت أذهانهم يا ذا العلى فعلوا * هيمت أفكار ذي الأفكار حين رووا
آيات شانك في الأيام والعصر
أوضحت للناس أحكاما محرفة * كما أبنت أحاديثا مصحفة
أنت المقدم اسلافا واسلفة * يا أولا آخرا نورا ومعرفة
يا ظاهرا باطنا في العين والأثر
يا مطعم القرص للعاني الأسير وما * ذاق الطعام وأمسى صائما كرما
ومرجع القرص إذ بحر الظلام طما * لك العبارة بالنطق البليغ كما
لك الإشارة في الآيات والسور
أنوار فضلك لا تطفي لهن عدا * مهما يكتمه أهل الضلال بدا
تخالفت فيك أفكار الورى ابدا * كم خاض فيك أناس فانتهوا فغدا
مغناك محتجبا عن كل مقتدر
لولاك ما اتسقت للطهر ملته * كلا ولا اتضحت للناس شرعته
ولا انتفت عن أسير الشك شبهته * أنت الدليل لمن حارت بصيرته
في طي مشتكلات القول والعبر
أدركت مرتبة ما الوهم مدركها * وخضت من غمرات الموت مهلكها
مولاي يا مالك الدنيا وتاركها * أنت السفينة من صدقا تمسكها
نجا ومن حاد عنها خاض في الشرر
ضربت عن تالد الدنيا وطارفها * صفحا ولاحظتها في لحظ عارفها
نقدتها فطنة في نقد صيرفها * أنت الغني عن الدنيا وزخرفها
إذ أنت سام على تقوى من البشر
من نور فضلك ذو الأنوار مقتبس * ومن علومك رب العلم يلتمس
لولا بيانك عاد الامر يلتبس * فليس مثلك للأفكار ملتمس
وليس بعدك تحقيق لمعتبر
جاءت بتأميرك الآيات والصحف * فالبعض قد آمنوا والبعض قد وقفوا
لولاك ما اتفقوا يوما ولا اختلفوا كذا * تفرق الناس الا فيك فاختلفوا كذا
فالبعض في جنة والبعض في سقر
خير الخليقة قوم نهجك اتبعت * وشرها من على تنقيصك اجتمعت
وفرقة أولت جهلا لما سمعت * فالناس فيك ثلاث فرقة رفعت
وفرقة وقعت بالجهل والغدر
جاءت بتعظيمك الآيات والسور * فالبعض قد آمنوا والبعض قد كفروا
والبعض قد وقفوا جهلا وما اختبروا * وكم أشاروا وكم أبدوا وكم ستروا
والحق يظهر من باد ومستتر
أقسمت بالله بادي خلقنا قسما * لولاك ما سمك الله العظيم سما
(١٢٤)

يا من سماه بأعلى العرش قد رسما * أسماؤك الغر مثل النيرات كما
صفاتك السبع كالأفلاك والأكر
أنت العليم إذا رب العلوم جهل * إذ كل علم فشا في الناس عنك نقل
وأنت باب الهدى تهدي لكل مضل * وولدك الغر كالأبراج في فلك
معنى وأنت مثال الشمس والقمر
أئمة سور القرآن قد نطقت * بفضلهم وبهم طرق الهدى اتسقت
طوبى لنفس بهم لا غير قد وثقت * قوم هم الآل آل الله من علقت
بهم يداه نجا من زلة الخطر
عليهم محكم القرآن قد نزلا * مفصلا من معاني فضلهم جملا
هم الهداة فلا نبغي به بدلا * شطر الأمانة مواج النجاة إلى
أوج العلوم وكم في الشطر من عبر
للطف سرك موسى فجر الحجرا * وأنت صاحبه إذ صاحب الخضرا
وفيك نوح نجا والفلك فيه جرى * يا سر كل نبي جاء مشتهرا
وسر كل نبي غير مشتهر
يلومني فيك ذو بغي أخو سفه * ولا يضر محقا قول ذي شبه
ومن تنزه عن ند وعن شبه * اجل قدرك عن قول لمشتبه
وأنت في العين مثل العين في الصور
وله غير ذلك من المراثي الحسينية ذكرها الطريحي في المنتخب وغيره
في غيره.
٤٠٤: أحمد بن محمد عبيد القمي الأشعري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع ويحتمل كونه
الآتي بعده.
٤٠٥: أحمد بن محمد بن عبيد الله الأشعري القمي
قال النجاشي: أحمد بن محمد بن عبيد الله الأشعري شيخ من
أصحابنا ثقة روى عن أبي الحسن الثالث ع وابنه عبيد الله بن
أحمد روى عنه محمد بن علي بن محبوب له كتاب نوادر أخبرنا أبو
عبد الله بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أبي وأحمد بن
إدريس حدثنا محمد بن علي بن محبوب عن عبيد الله بن أحمد عن أبيه وذكره
الشيخ في رجال الجواد ع لكنه قال: الأشعري القمي،
والنجاشي اقتصر على الأشعري، وفي مشتركات الكاظمي: يعرف
أحمد بن محمد بن عبيد الله الأشعري الثقة برواية ابنه عبيد الله عنه
اه‍.
٤٠٦: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن
أيوب الجوهري
توفي سنة ٤٠١ قاله الشيخ والنجاشي.
عبيد الله مصغر والحسن مكبر، وابن داود عكس. وفي النقد
ياء الحسين لعبيد الله فاخذ منه وأعطي الحسن وعياش بالعين المهملة
والمثناة التحتية المشددة والشين المعجمة، وما في لسان الميزان المطبوع من أنه
ابن عباس تحريف.
كنيته
كناه الشيخ والنجاشي وغيرهما أبو عبد الله ولكن في بعض المواضع
أبو العباس أحمد بن محمد بن عياش وفي رياض العلماء الشيخ أبو عبد الله
أو أبو العباس أحمد بن محمد بن عبيد الله أقول: الظاهر أن أبو العباس
تصحيف ابن عياش فانا لم نجد من كناه أبو العباس ممن يعتمد عليه.
أقوال العلماء فيه
في لسان الميزان: أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش
الجوهري قال ابن النجار كان من الشيعة اه‍، وقال المجلسي في
مقدمات البحار أحمد بن محمد بن عياش من فضلاء الامامية ورئيسهم
اه‍ أقول كان إماما في الأدب والتاريخ وعلوم الحديث روى عنه
الاجلاء واعتمدوا على حديثه ومصنفاته وقد كثر النقل عن كتابه كتاب
الأغسال في كتب العبادات فنقل عنه الكفعمي في مصباحه وغيره وقال
الميرزا حسين النوري في مستدركاته عن كتابه مقتضب الأثر هو مع صغر
حجمه من نفائس الكتب اه‍ وهو في طبقة الصدوق بن بابويه، وقال
النجاشي أمه سكينة بنت الحسين بن يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن
إسحاق بنت أخي القاضي أبي عمر محمد بن يوسف كان سمع الحديث
فأكثر واضطرب في آخر عمره وكان جده وأبوه من وجوه أهل بغداد أيام آل
حماد والقاضي أبي عمر رأيت هذا الشيخ وكان صديقا لي ولوالدي وسمعت
منه شيئا كثيرا ورأيت شيوخنا يضعفونه فلم أرو عنه شيئا وتجنبته وكان من
أهل العلم والأدب القوي وطيب الشعر وحسن الخط رحمه الله وسامحه
اه‍ وقال الشيخ في الفهرست: كان سمع الحديث وأكثر واختل في
آخر عمره وكان أبوه وجده وجهين ببغداد وأمه سكينة بنت الحسين بن
يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن إسحاق بن أخي القاضي أبي عمر بن
محمد بن يوسف. وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
فقال أحمد بن محمد بن عياش يكنى أبا عبد الله كثير الرواية الا انه اختل في
آخر عمره أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا وقول الشيخ اختل في آخر عمره
اي اختلطت طريقته في دينه وهو الذي عبر عنه النجاشي بالاضطراب وكأنه
فيما يرجع إلى التثبيت في الرواية أو نحو ذلك من منافيات العدالة أو قبول
الرواية وإن لم يضر بالعدالة والله أعلم وربما يقال إنه بعد رواية الأجلاء عنه
كالدوريستي وغيره واعتمادهم على حديثه ومصنفاته ورواية الشيخ عن
جماعة عنه لا يلتفت إلى تضعيف من ضعفه كما حكاه النجاشي.
مشايخه
يروي عن أبي الطيب الحسن بن أحمد بن محمد بن عمر بن
عبد الله بن الصباح القزويني وأبي الصباح محمد بن أحمد بن عبد الرحمن
البغدادي الكاتبين كذا يفهم من مهج الدعوات ويروي عن ابن مروان
الكوفي وعن عبد الله بن جعفر الحميري.
تلاميذه
يروي عنه الشيخ الصدوق محمد بن أحمد بن العباس الدرويستي وفي
روضات الجنات: أنه يروي عنه أبو عبد الله جعفر بن محمد الدرويستي ولد
المذكور كما في إجازة الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد الواسطي
اه‍، ويروي عنه الشريف أبو الحسين طاهر بن محمد الجعفري،
فالطبرسي في إعلام الورى ينقل عن كتاب اخبار أبي هاشم الجعفري
وقال: أخبرني بجميعه السيد محمد بن الحسن الحسيني الجرجاني عن والده
عن الشريف أبي الحسين طاهر بن محمد الجعفري عن أحمد بن محمد بن
(١٢٥)

عياش عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبي هاشم الجعفري ويروي
الشيخ الطوسي عن جماعة عنه عن ابن مروان الكوفي.
مؤلفاته
له عدة مؤلفات ذكرها الشيخ في الفهرست والنجاشي ١ مقتضب
الأثر في عدد الأئمة الاثني عشر مطبوع ٢ كتاب الأغسال ينقل عنه
الكفعمي كثيرا ٣ اخبار أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري ٤ شعر أبي
هاشم الجعفري ٥ اخبار جابر الجعفي ٦ الاشتمال على معرفة الرجال
فيه من روى عن امام إمام مختصر ٧ ما نزل من القرآن في صاحب الزمان
٨ في ذكر الشجاج السحاج ٩ عمل رجب ١٠ عمل شعبان
١١ عمل شهر رمضان ١٢ اخبار السيد يعني الحميري ١٣ كتاب
في اللؤلؤ وصفته وأنواعه ١٤ من روى الحديث من بني ناشرة ١٥
اخبار وكلاء الأئمة ع الأربعة مختصر وكان المراد بهم السفراء
الأربعة قال الشيخ أخبرنا بسائر كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا عنه.
الخاتمة
وليكن هذا آخر الجزء التاسع من كتاب أعيان الشيعة ويليه الجزء
العاشر وتم تبييضه ضحوة يوم الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول
سنة ١٣٥٧ هجرية على يد مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن
الأمين الحسيني العاملي بمدينة دمشق الشام صينت عن طوارق الحدثان
والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
٤٠٧: أحمد بن أبي القاسم بن أبي كعب
في لسان الميزان: متأخر قال ابن النجار من شيوخ الشيعة اه‍.
٤٠٨: الميرزا أبو الفضل أحمد بن أبي القاسم الكلانتري
مذكور في الأصل ج ٧ م ٨ ص ٣٩٧ ويعرف بيت الكلانتري
بالثقفي نسبة إلى جدهم المختار بن أبي عبيدة الثقفي.
٤٠٩: الشيخ احمد البحريني ذكرنا في ج ٧ أنه وجدت رسالة بخط بعض تلاميذه وهو الحاج
عباس المازندراني الآملي، وكتب الينا السيد شهاب الدين الحسيني ان الشيخ
احمد هذا هو الأحسائي بن زين الدين وان الحاج ملا عباس كان من علماء
الشيخية المعروفين ومن تلامذة السيد كاظم الرشتي وكريم خان القاجاري
الكرماني اه‍ أقول ولكن الشيخ أحمد بن زين الدين يعرف
بالأحسائي لا البحريني.
٤١٠: الشيخ جمال الدين أبو الفتوح أحمد بن الشيخ أبي عبد الله بلكو بن أبي
طالب بن علي الآوي
مذكور في الأصل ج ٧ وكتب إلينا السيد شهاب الدين ان ابن بلكو
من مشاهير أصحابنا له شرح لطيف على نهج البلاغة محتو على فوائد شريفة
عندي كراريس منه يظهر منها وفور علمه ودقة نظره وأدبه الجم وفضله
البالغ وقد نبغت في ذرارية جماعة من العلماء يعرفون بال بلكو اه‍.
٤١١: الميرزا احمد التبريزي الخطاط
كان في عصر محمد شاه القاجاري من الخطاطين المشهورين وأهل
الفضل وقد ذكرنا في ج ٧ م ٨ ص ٤٦٠ ميرزا احمد التبريزي الخطاط
وصوابه النيريزي بالنون والمثناة التحتية نسبة إلى نيريز بلدة من بلاد فارس
كان في المئة الثانية عشرة اما التبريزي ففي المئة الثالثة عشرة، كذا كتب
الينا السيد شهاب الدين.
٤١٢: أبو الحسن أحمد بن الحسن الأطروش الملقب ناصر الحق ابن علي بن عمر
الأشرف ابن الإمام زين العابدين ع.
توفي في رجب سنة ٣١١ في آمل.
في مجالس المؤمنين: كان أبوه قد خرج في بلاد الديلم واستولى على
أكثر طبرستان ولقب بناصر الحق وأسلم على يده أكثر أهل تلك النواحي
وتوفي في آمل ٢٥ شعبان سنة ٣٠٤ وكان في ذلك الوقت أولاده أبو الحسن
احمد وأبو القاسم جعفر ولاة طبرستان ويعبر عنهم أهل تلك البلاد
بالناصرين للحق ووقع بينهم وبين الداعي الصغير الذي كان صهر أبي
الحسن أحمد على أخته، تنازع في بعض الأيام فارتحل أبو الحسن احمد إلى
آمل وأقام بها حتى توفي في التاريخ المذكور وتوفي اخوه أبو القاسم سنة
٣١٢.
٤١٣: أحمد بن الحسين بن علي الرمحي
قال السيد رضي الدين بن طاوس في الباب الخامس من فرج الهموم
له كتاب أنس الكريم عندي وسمعت انه من مصنفي الامامية وله
ريحان المجالس كان عند ابن طاوس أيضا.
٤١٤: السيد أحمد بن الحسين الموسوي التستري النجفي المدعو بالسيد آقا من آل
المحدث الجزائري.
عالم فاضل له كتاب الإجازات.
نقد الجزء السادس من أعيان الشيعة
للسيد شهاب الدين الحسيني النجفي
١ الآذربايجاني لقب أحمد بن محمد الأردبيلي قال المطلق لا ينصرف
إلى أحد من أصحابنا قطعا والشاهد موجود أقول: الأردبيلي هو ممن
يوصف به الفرد الأكمل اه‍.
الآملي فاتكم جماعة يطلق عليهم الآملي أيضا، منهم صاحب
كتاب نفائس الفنون المولى محمد المعروف، ومنهم السيد علي الآملي أحد
العلماء والملوك المرعشية الذين حكموا ببلاد طبرستان ومن المتأخرين: المولى
محمد الآملي نزيل طهران صاحب الحواشي الرشيقة على شرح الشمسية،
والمطالع كان من علماء عصر ناصر الدين شاه القاجاري، وابنه الشيخ
محمد تقي من أفاضل طهران. أقول: استقصاء كل من ينسب إلى آمل ان
لم يكن متعذرا فهو متعسر.
٢ آزاد هذا الرجل ليس من الخاصة بل من العامة من الأسرة
(١٢٦)

الواسطية المعروفين الذين نبغ فيهم جماعة من أرباب العلم منهم صاحب
كتاب التثبت المصان في نسب سلالة عدنان أقول: ليس لدينا الآن ما
نستطيع به اثبات ذلك أو نفيه ولا نعلم من أين نقلناه ولا على أي شئ
استندنا، والظاهر أنه من الذريعة.
٣ الظاهر أن الشريف أبا جعفر إبراهيم ليس من أصحابنا كما في
بعض الموارد فلا وجه لذكره هنا أقول: نحن ذكرناه بناء على أصالة
التشيع في العلوية وليس لدينا ما يدل على تشيعه سوى ذلك.
٤ الشريف الاعرابي الظاهر أنه ليس من أصحابنا: أقول: حاله
كالذي قبله.
٥ الشريف إبراهيم بن محمد بن عبد الله قد عده الزيدية من
علمائهم كما في الطبقة فليراجع أقول: لا يخرجه ذلك إذا صح عن
موضوع كتابنا لأنه وإن وضع للامامية فلا ينافي ذكر غيرهم فيه أحيانا كما
بيناه في المقدمات.
٦ لا وجه لضبط الصفدي شهرآشوب بالسين بل الثاني شين
معجمة أيضا ووجهه اشتهاره معروف مشهور أقول: كان يلزم ان تذكروا
هذا المعروف المشهور.
٧ الجلدكي صاحب المفتاح والمصباح ليس من أصحابنا
أقول: نحن ذكرناه بناء على عد بعض المعاصرين إياه في مؤلفي
أصحابنا.
٨ الداعي من أئمة الزيدية لا وجه لذكره في هذا الكتاب
ان كان مخصوصا بالشيعة الامامية وإن كان عاما فكم له من مستدركات
أقول: هو خاص لكنه لا مانع من ذكر غيرهم أحيانا كما نبهنا عليه في
المقدمات.
٩ رسمتم شرقة بالقاف والذي رأيته في بعض المشجرات
الصحيحة التي بأيدي هؤلاء شرفه بالفاء. وهذه الكلمة عنوان واسم
لقبيلة من السادات النازلين بشيراز وطهران أقول: رسمناها كما وجدناها
وأنتم رأيتموها مرسومة بالفاء وهذا لا يكفي لجواز الغلط في النقط ولو في
الكتابة الصحيحة.
١٠ الزياري صوابه الزباري بالموحدة.
١١ في ترجمة أبي الحسين المرعشي اجهال صوابه أصفهان.
١٢ الاريجاني صوابه اللاريجاني نسبة إلى لاريجان من أعمال مازندران.
١٣ الميرزا أبو طالب الاصفهاني قد سبقت ترجمته وهو متحد مع المذكور سابقا
ولا مغايرة أقول الأمر كذلك وفي الترجمة السابقة ابن محمد علي وهنا ابن
مهر علي فقد صحف أحدهما بالآخر.
١٤ في ترجمة السيد أبي طالب القاييني ذكرتم أن وفاته سنة ١٢٩٠
وقيل ١٢٠٠ والصحيح أنه توفي يوم الخميس ٦ شوال سنة ١٢٩٣
كما نص عليه شيخنا البيرجندي في بغية الطالب ثم أن السيد أبا طالب
القاييني هو بعينه السيد أبو طالب بن أبو تراب الذي ذكرتموه في الجزء نفسه
فالترجمة مكررة اه‍ وذكرنا هناك انه توفي سنة ١٢٩٥.
نقد الجزء السابع من أعيان الشيعة
للسيد شهاب الدين الحسيني النجفي الآنف الذكر
١ السيد أو الفتح شرقة رسم بالقاف. ود سبق ان الموجود في النسخ
المعتمدة والمتداول على الألسن شرفة بالفاء وهم سادة اجلاء أشراف ببلاد
العجم.
٢٢ الشيخ أبو الفضل الكازروني من علماء أهل السنة قطعا ان كان
المراد به ابن عم الشيخ ضياء الدين يحيى الكازروني الصديقي نسبا
ويتصل نسبهم مع المحقق الدواني. وبالجملة هؤلاء من أعاظم علماء السنة
وللشيخ أبي الفضل تفسير كبير ناص على أنه سني واما دانش وران فلا تسال
عنه كم لهم فيه من زلات في التراجم والمعصوم من عصمه الله أقول:
لسنا نعلم أنه ابن عم المذكور أو غيره والأصل في أقوال المسلمين وأفعالهم
الصحة.
٣ الشيخ أبو الفيض أيضا من أهل السنة أقول: قد ذكرنا في ترجمته
ما يدل على تشيعه.
٤ الميرزا أبو القاسم الحسيني الشيرازي الظاهر اتحاده مع الميرزا أبي
القاسم الشيرازي الآتي في صفحة.
(١٢٧)

٥ كان يفضل الخ لم يكن أحد يرجحه وكان في الدرجة الثالثة لدى أهل
الفضل وليس له مؤلف والظاهر أن أحدا ارسل إليكم هذه الترجمة.
٦ قولكم جابلاق من توابع قم ليس كذلك بل هي قرى كثيرة كانت
تابعة لبروجرد ومدة لعراق سلطان آباد ومدة مستقلة.
٧ الأطروش الظاهر أنه زيدي لا امامي فلا وجه لذكره هنا الا ان
يكون المقصود أعم وعليه فالمستدرك كثير أقول: قد نذكر غير الامامية
أحيانا كما بيناه في المقدمات.
٨ قولكم: الظاهر سقوط لفظ محمد لا شبهة في سقوطه. ثم إن
جده عبد الله كان يلقب بالكاموج في تذكرة العبيدلي وأنساب عميد الدين
النجفي وكان من أشرف عصره ومقدما على الشرفاء في الجلالة والنبالة و
الشهامة اه‍.
٩ كون أبي هلال العسكري من الشيعة غير مسلم بل عكسه معلوم ان
كان المراد به صاحب كتاب الصناعتين الكتابة والشعر وإن كان غيره فالله
اعلم. ١٠ الأنجولي صوابه الأنجوئي بالهمزة وذرية الأول يعرفون بسادات
انجو وهم بشيراز بيت علم وفضل وشرافة.
١١ الذاكاني رسم بالذال المعجمة والمعروف انه بالزاي أقول: لعله من
قلب الذال زايا.
١٢ هؤلاء الشرفاء المذكورون في هذه الصفحة الظاهر أنهم من الزيدية
فلا وجه لذكرهم هنا أقول: قد عرفت الوجه فيه مكررا.
١٣ إبراهيم بن اليسع الشيعي المراد انه من شيعة المنصور لا شيعة
علي ع والخطيب يعبر كثيرا في تاريخه بالشيعي ومراده ما
ذكرنا، اما الامامي فيطلق عليه المعتزلي أو الرافضي أو انه يغالي في ولاء آل
النبي ص وأمثال ذلك والشيعي المطلق يراد به شيعة المنصور بخلاف باقي
أهل السنة فالشيعي في كلامهم ينصرف إلى الامامي وغيره من فرق
الشيعة.
١٤ في سرد نسب الشريف احمد الإسحاقي خطا والصواب زيد بن
زيد بن جعفر بن أبي إبراهيم محمد الممدوح فسقطت بين زيد
وجعفر وهي زيد الثاني وسقطت لفظة أبي قبل إبراهيم وزيد ابن قبل محمد
وأبو إبراهيم كنية محمد الممدوح وعقبه من ولدين أبو عبد الله جعفر جد
صاحب الترجمة ومحمد أبو سالم جد بني زهرة ويوجد في بعض كتب
الأنساب كبحر الأنساب لعميد الدين النجفي واسطة بين احمد والد أبي
المجد محمد وبين علي وهي زين الدين أبو العباس.
١٥ ميرزا احمد التبريزي الخطاط وجد بخطه كتاب الأدعية تاريخ
كتابته ١١٥١ الميرزا احمد الخطاط اسم رجلين أحدهما تبريزي بالتاء
والباء والآخر نيريزي بالنون والباء نسبة إلى بلدة نيريز من بلاد فارس
وكلاهما مشهوران بالفضل لا سيما الخط والنيريزي الشيرازي من أعيان المائة
الثانية عشرة والتبريزي من المتأخرين المعاصرين لمحمد شاه القاجاري فإذا
كلمة التبريزي التي ذكرت في هذه الترجمة غلط صوابها النيريزي كما لا
يخفى نظرا إلى التاريخ المذكور.
١٦ في صورة نسب آل زوين الظاهر سقوط بعض الوسائط كما في
المشجرات التي عندي والصحيح هكذا رجب بن علي بن محمد بن
طالب بن عمار ثم الظاهر أن والد عمار اسمه مفضل لا فضل ثم أن
عبد الله قد رسم في الكتاب مكبرا والصحيح عبيد الله كما هو معلوم عند
علماء النسب اه‍.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي
التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله
بفضله ولطفه: هذا هو الجزء العاشر من كتاب أعيان الشيعة في بقية
من اسمه أحمد وما يتبعه من الأسماء. ومن الله تعالى نستمد المعونة والهداية
والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٤١٥: أبو العباس أحمد بن محمد الأشتر ابن عبيد الله الثالث ابن علي بن عبيد الله
الثاني ابن علي الصالح ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي زين
العابدين ع.
في عمدة الطالب: كان جم المروة واسع الحال قال الشيخ أبو الحسن
العمري حدثني بعضهم ممن يوثق بقولهم ان أحمد بن محمد بن عبيد الله حمل
في يوم على أربعة وعشرين فرسا.
٤١٦: الشيخ احمد ابن الشيخ محمد بن عطية البحراني الأصبغي.
في أنوار البدرين: لم أقف على من ذكره سوى شيخنا الشيخ يوسف في كتابه الكشكول
في المكاتبة التي صدرت منه لتلميذه العالم الشيخ صلاح
الدين ابن العلامة الشيخ علي بن سليمان القدمي وكفاه هذا الكتاب فضلا
وعلما وأدبا ونبلا الذي تصدى لشرحه في كتاب مستقل بعض العلماء السادة
(١٢٨)

من توبلي وهو السيد علي بن السيد حسين الأديب اللغوي وهذه المكاتبة في
أعلى طبقات البلاغة نثرا وشعرا ويكفيه أيضا تلمذ مثل الشيخ صلاح الدين
عليه ووصف الشيخ يوسف له بالشيخ الفاضل الأمجد.
أقول كتابته الآتية لا تستحق كل هذه المبالغة ولا بعضها نثرها
ونظمها وقد حذفنا منها بعض ألفاظ لا يليق ذكرها وبينا في الهامش انتقاد
بعضها وتركنا الباقي لمعرفة القارئ وتلمذ الشيخ صلاح الدين عليه في
صغره لا يدل على كبره وليس قصدنا الحط من شانه، ويكفي شهادة
الشيخ يوسف له بالفضل في دخوله في موضوع كتابنا، لكن الغرض بيان
ان هذه المبالغات التي اعتادها كثير من المؤلفين في التراجم قد أوجبت عدم
الوثوق بأقوالهم في وصف من يترجمونه ونشا منها اختلاط الحابل بالنابل.
ورحم الله الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي نزيل سامراء حيث قال:
الزيادة على الواقع تذهب الواقع.
قال ولا باس بنقل ذلك الكتاب لما فيه من البلاغة والأدب. قال
الشيخ يوسف في كشكوله ما لفظه: هذا كتاب أرسله الشيخ الفاضل
الأمجد الشيخ احمد ابن المرحوم الشيخ محمد بن عطية البحراني الأصبغي
لجناب الشيخ الكامل العلامة الشيخ صلاح الدين ابن العلامة الشيخ
علي بن سليمان البحراني القدمي وكان الشيخ صلاح الدين المذكور في
صغره يقرأ على الشيخ احمد المزبور فعذله قوم معاندون للشيخ احمد على
درسه عليه وقراءته لديه وقالوا له كيف يجوز ان يتقدم المفضول على الفاضل
أم كيف يجوز ان يسود الناقص على الكامل فتأخر الشيخ صلاح الدين عن
ملازمته فكتب اليه الشيخ أحمد عاتبا عليه وناصحا له فلما وصل الكتاب إلى
الشيخ صلاح الدين رجع إلى ما كان عليه من الدرس على الشيخ احمد
المذكور وقد شرحه السيد الشريف السيد علي بن السيد حسين العلامة
المشهور الكتكتاني التوبلي البحراني وهذه صورة الكتاب: بسم الله الرحمن
الرحيم أما بعد حمدا لله وان كلب الزمان وخانت الاخوان واختلفت الأهواء
وتشتت الآراء والسلام على رسوله الذي صدع بالرسالة وبالغ في الدلالة
وجاهد في سبيل الله حق جهاده وأدأب نفسه في ارشاد عباده لم يبال بشقاق
مشاق ولا خذل خاذل ولم تأخذه في الله لومة لائم ولا عذل عاذل وآله الذين
سقوا كؤوس الخذلان وتجرعوا ذعاف الهوان واحتملوا في الله عظيم
الأذى وأغضوا على أليم القذا وشرفوا نفوسهم في طاعة الجبار واشتروا بدار
الدنيا دار القرار فقد اصطفيتك من الاخوان وجعلتك انسان عين الزمان
وغذيتك من لبان العلم والحكمة ما يبرئ الأبرص والأكمه وصيرت ودك
ألصق من الجود بحاتم والشرف بهاشم وانقضت ظهري في تأديبك وتهذيبك
وبذلت جهدي في تاريبك وتشذيبك حتى ضارعت قسا وسحبان بعد ان
كنت وباقلا رضيعي لبان واحتملت فيك كيد فلان وهو داهية وصهره الذي
هو أدهى وأمر وصبرت منهما على ضرب أخماس لأسداس وعذت من
شرهما برب الناس وقد كانا أظهرا لي المودة ولم أدر أن الذئب يسمى أبا
جعدة حتى لقيت منهما الأهوال ما وددت تعويض يسيره بالسمام ورميت من
الأوجال بما يزيد عشيرة بين أبناء سام غير أن الله نجاني بلطفه من مكائدهما
وأنقذني من حبائلهما ومصائدهما وكان الغادر لم يع ما قال ربه ومن يتوكل
على الله فهو حسبه مع ما لقيت منك من إدلال الصبوة وجفوة النخوة وما
زلت مع ذلك ارأف بك من والدك وانصر لك من ساعدك فكان جزائي
منك ان تركتني كما ترك ظبي ظله وحملتني على شاة آلة خير حلابك
تنطحين أ بعد الوهي ترقعين وأنت مبصرة أما والدي له الحمد والشكر
ما لي ذنب الا ذنب صخر ولعمري لم نجد الأخيار يجزون جزاء سنمار
وهبك أبدلتني بنظرة ذي حنق أسرق العلم أم فسق أم ظهر منه بعد الوقار
الطيش والنزق حتى استوجب ان تشفع هجري بهجره وتطرح مع اطراحي
عظيم فخره.
ألا من يشتري سهرا بنوم ويتبع دهره دوما بيوم
ما هذا الا اشتراء الحمقاء وبيع الخرقاء أ فلا تصبر على دواء اجتمع
جميع الحكماء على أنه أبلغ الأدوية في الشفاء استراح من لا عقل له، فاتبع
العالمين ودع الجهلة:
ألا قم واسع للعليا لعلك * لعلك ان تحوز المجد علك
فليس بنافع بأبيك فخر * كذا التحقيق ان لازمت جهلك
أتلبث في الجفون وأنت عضب * إذا ما سل يوم الروع أهلك
وتقنع بالخمول وأنت ممن * ترى من ذا الورى بالعلم أملك
لقد أمتك أبكار المعالي * وقد طلبت غواني الفضل وصلك
وجئتك قد بسمن لك ابتهاجا * وما أسفرن للخطاب قبلك
فهل لك من معانقة الغواني * على سرر العلى والعز هل لك
وهل لك ان تذل إليك قوم * تراهم حاولوا ذا اليوم ذلك
وفي قول الأفاضل بعد درس * أدام الله للعلياء ظلك
وخلدك المليك مدى الليالي * وأغزر في أديم الأرض وبلك
وها انا قد أدبتك بأسواطي وكررت في الطواف بكعبة نصحك
أسابيع أشواطي:
دونك كأس النصح فاشرب بها * ووجه النفس إلى ربها
فان أبت الا خلاف الهدى * فاكفف هداك الله من غربها
وذكرنها عرصات البلا * وموقفا تسال عن ذنبها
وحر نار نورها ظلمة * أعوذ بالرحمن من لهبها
فكن لوصيتي من الحافظين لا من الخافضين ولا تكن ممن يجعل
العظات عضين، وإياك أن تكون مضروب المثل ان الموصين بنو سهوان
فتتعرض بذلك عند الله للهوان أعوذ بالله أن تكون وأساله اصلاح بالك
واستقامة أحوالك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
(١٢٩)

٤١٧: الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري
اليمني الشرواني نزيل كلكتة.
قال بعض الفضلاء: المظنون عندي كونه من العامة وكان للشيخ
أحمد هذا ولد اسمه الشيخ محمد عباس، له تاريخ آل عثمان بالفارسية
عندي انتهى أقول بل الظاهر أنه شيعي وأنه زيدي له من المؤلفات ١
العجب العجاب فيما يفيد الكتاب ٢ المناقب الحيدرية مطبوع ٣ حديقة
الأفراح مطبوع بمصر ١٣٠٢ وذكر في بعض التراجم التي فيه هذا البيت:
وشعركما زان الصحابة حيدر إذا كان شعر الشاعرين معاوية
وهو مرتب على ستة أبواب، الأول: في تراجم أهل اليمن،
الثاني: في أهل الحجاز الثالث: في أهل مصر والشام والعراق، الرابع في
أهل الروم والمغرب، الخامس في أهل البحرين وعمان، السادس: في
أهل الهند والعجم، وبعد انتهاء كل باب يذكر حكايات طريفة ونوادر
لطيفة وربما ينسب اليه الجوهر الوقاد في شرح بانت سعاد، والظاهر أنه
للميرزا أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الهمذاني الشيرواني الآتي الذي هو
مغاير للمترجم، واشتبه أحدهما بالآخر باعتبار الاشتراك في الاسم واسم
الأب والجد وأب الجد، وتشاكل النسبة من الشرواني والشيرواني فنسب
الجوهر الوقاد للمترجم وهو للآتي وغفل عن أن المترجم أنصاري يماني
شرواني بغير ياء عربي والآتي همذاني شيرواني بالياء أعجمي كما أن بعضهم
أرخ وفاة المترجم سنة ١٢٥٦ مع أنه تاريخ وفاة الآتي كما يحتمل ان الوصف
بنزيل كلكتة هو للآتي ومع ذلك فاتحادهما محتمل والله أعلم.
٤١٨: الميرزا أحمد بن محمد بن علي بن الميرزا إبراهيم الهمذاني الشيرواني.
توفي سنة ١٢٥٦ في بلدة بونة.
هو من بيت الوزارة كان جده الميرزا إبراهيم خان الهمذاني وزير نادر
شاه واستعفى من الوزارة في آخر عمره وجاور في النجف إلى أن توفي كما مر
في ترجمته، وكان المترجم شاعرا أديبا له الجوهر الوقاد في شرح بانت
سعاد. وفيما كتبه الينا السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي في الاستدراك
على الجزء الخامس من هذا الكتاب أن الميرزا إبراهيم خان الهمذاني جد
الشيخ أحمد الشرواني صاحب نفحة اليمن المعروفة المطبوعة ومنه يظهر ان
له نفحة اليمن أيضا وانه شرواني لا شيرواني، ويمكن اتحاده مع السابق كما
مر.
٤١٩: الشيخ أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن خاتون العاملي
يأتي بعنوان الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين
محمد بن علي بن محمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي.
٤٢٠: أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن سعيد أو ابن أبي سعيد.
الكوفي الكاتب
من مشائخ النجاشي والسيد المرتضى ومن تلاميذ الكليني وجعفر بن
محمد بن عبيد الله، ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
فقال: أحمد بن محمد بن علي الكوفي يكنى أبا الحسين روى عن الكليني
أخبرنا عنه علي بن الحسين الموسوي المرتضى وقال في الفهرست في طرقه
إلى الكليني أخبرنا الاجل المرتضى عن أبي الحسين أحمد بن علي بن سعيد
الكوفي عن محمد بن يعقوب. وقال النجاشي في ترجمة وهيب بن خالد
البصري: أخبرنا أبو الحسين بن محمد بن أبي سعيد حدثنا جعفر بن
محمد بن عبد الله بمصر قراءة الخ وقال النجاشي أيضا: كنت أتردد إلى
المسجد المعروف بمسجد اللؤلؤي وهو مسجد نفطويه النحوي أقرأ
القرآن على صاحب المسجد وجماعة من أصحابنا يقرؤون كتاب الكافي على
أبي الحسين أحمد بن محمد الكوفي الكاتب حدثكم محمد بن يعقوب الكليني
انتهى فالنجاشي جعله ابن أبي سعيد والشيخ ابن سعيد بدون لفظة أبي
والنجاشي اقتصر على أبيه والشيخ ذكر جده عليا والنجاشي تارة اقتصر على
الكنية وأخرى ذكر الاسم ووصفه بالكاتب والكل واحد. وفي مشتركات
الكاظمي: يعرف أحمد بن محمد بن علي الكوفي بروايته عن الكليني.
٤٢١: الشيخ احمد ابن الشيخ محمد علي الشهير بابن سلطان الحائري
كان عالما فاضلا وأبوه كان من اجلاء تلاميذ الشيخ يوسف
البحراني. وجد بخط المترجم كتاب أساس الأصول للسيد دلدار علي
النقوي الهندي في الرد على الفوائد المدنية لميرزا محمد امين الأسترآبادي فرع
من كتابه سنة ١٢١٤ وهو الكتاب الذي نقضه ميرزا محمد الاخباري بكتاب
سماه معاول العقول لقلع أساس الأصول.
٤٢٢: السيد أحمد بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني
البغدادي الشهير بالسيد احمد العطار.
كان حيا سنة ١١٤٥ وتوفي سنة ١٢١٥ في النجف الأشرف ودفن في
الطارمة الكبيرة فيكون عمره قد تجاوز السبعين، وأرخ وفاته الحاج محمد
رضا الآزري بقوله من قصيدة:
ولما نحا دار المقامة أرخوا * له مقعد في محفل الخلد أحمد
والسيد حيدر جد السادات الاجلاء بالكاظمية المعروفين بال السيد
حيدر هو ابن أخيه السيد إبراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين المار
ترجمته في محلها.
كان فاضلا فقيها أصوليا رجاليا محدثا زاهدا ناسكا صاحب كرامات
أديبا شاعرا علما من اعلام عصره هاجر من وطن أبيه ببغداد إلى النجف
وعمره عشر سنوات فقرأ العلوم العربية وغيرها حتى برع فيها ثم قرأ في
الأصول والفقه على مشاهير ذلك العصر وكانت له خزانة كتب فيها نفائس
الكتب. وحج بيت الله الحرام مرتين وتشرف بزيارة النبي ص وعند عوده
في المرة الثانية قال اخوه السيد إبراهيم مؤرخا ذلك العام:
سعى إلى الحج فنال قصده * وللعهود السالفات جدد
وزار مثوى المصطفى الطهر الذي * من زار مثواه الشريف يسعد
فليحمد الله تعالى حيث قد * وفقه للعود فهو أحمد
ومذ اتى أرخت حج ثانيا * وزار جده الرسول احمد سنة ١٧٩
مشايخه
تلمذ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ويروي عنه وعن
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وكثرت ملازمته لبحر العلوم ومدحه
(١٣٠)

ومدح أباه السيد مرتضى بمدائح كثيرة بل قصر أكثر شعره عليه ويقال انه
قرأ على الوحيد البهبهاني ولم يثبت.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة في الفقه والأدب والتاريخ والعبادة ١ كتاب سماه
التحقيق في الفقه وجد منه كتاب الطهارة بخطه في أربعة مجلدات ورأيت منه
مجلدا كبيرا في كرمانشاه ٢ كتاب في أصول الفقه في مجلدين اسمه
التحقيق أيضا ٣ رياض الجنان في اعمال شهر رمضان مطبوع ٤
منظومة في الرجال مطبوعة ويوجد منها نسختان مخطوطتان في النجف وبعض
قال أرجوزة في الرجال وشرحها. وبعضهم قال: أحسن ما رأيت في نظم
الرجال أولها:
احمد من أيد دين أحمدا * بآله ومن بهم قد اقتدى
وأشرف الصلاة والسلام * على النبي أصدق الأنام
وآله موضع سر الباري * خزان علم المصطفى المختار
ثم على من اقتفى آثارهم * لا سيما من قد رووا اخبارهم
من كل ثبت ثقة ذي ورع * مستحفظ لسرهم مستودع
من رفعوا قواعد الأحكام * ومهدوا شرائع الاسلام
٥ ديوان شعره في نحو خمسة آلاف بيت توجد نسخته في خزائن
كتب النجف ٦ الرائق من أشعار المتقدمين والمتأخرين، وبعض قال إنه في مدائح أهل البيت ع.
أشعاره
قد عرفت ان ديوانه نحو ٥٠٠٠ بيت ومن شعره قوله يرثى سيد
الشهداء الحسين بن علي ع:
اي طرف منا يبيت قريرا * لم تفجر أنهاره تفجيرا
اي قلب يستر من بعد من كان * لقلب الهادي النبي سرورا
آه وا حسرتا عليه وقد اخرج * عن دار جده مقهورا
كاتبوه فجاءهم يقطع البيداء * يطوي سهولها والوعورا
اخلفوه ما عاهدوا الله من قبل * وجاءوا إذا ذاك ظلما وزورا
أخلفوا الوعد أبدلوا الود خانوا * العهد جاروا عتوا عتوا كبيرا
فأتاهم محذرا ونذيرا * فأبى الظالمون الا كفورا
وأصروا واستكبروا ونسوا يوما * عبوسا على الورى قمطريرا
لست انسى إذ قام في صحبه * ينثر من فيه لؤلؤا منثورا
قائلا ليس للعدى بغية غيري * ولا بد ان أردى عفيرا
اذهبوا فالدجى ستير وما الوقت * هجيرا ولا السبيل خطيرا
فأجابوه حاش لله بل نفديك * والموت فيك ليس كثيرا
لا سلمنا إذن إذا نحن أسلمناك * وترا بين العدى موتورا
أنخليك في العدو وحيدا * ونولي الادبار عنك نفورا
لا أرانا الاله ذلك واختاروا * بدار البقاء ملكا كبيرا
بذلوا الجهد في جهاد الأعادي * وغدا بعضهم لبعض ظهيرا
ورموا حزب آل حرب بحرب * مازق كان شره مستطيرا
كم أراقوا منهم دما وكاي * من كمي قد دمروا تدميرا
فدعاهم داعي المنون فسروا * فكان المنون جاءت بشيرا
فأجابوه مسرعين إلى القتل * وقد كان حظهم موفورا
فلئن عانقوا السيوف ففي * مقعد صدق يعانقون الحورا
ولئن غودروا على الترب صرعى * فسيجزون جنة وحريرا
وغدا يشربون كأسا دهاقا * ويلقون نضرة وسرورا
كان هذا لهم جزاء من الله * وقد كان سعيهم مشكورا
فغدا السبط بعدهم في عراص * الطف يبغي من العدو نصيرا
كان غوثا للعاملين فأمسى * مستغيثا يا للورى مستجيرا
فاتاه سهم مشوم به انقض * جديلا على الصعيد عفيرا
فأصاب الفؤاد منه لقد * أخطأ من قد رماه خطا كبيرا
فاتاه شمر وشمر عن ساعد * أحقاد صدره تشميرا
وارتقى صدره اجتراء على الله * وكان الخب اللئيم جسورا
وحسين يقول إن كنت من يجهل * قدري فاسال بذاك خبيرا
فبرى رأسه الشريف وعلاه * على الرمح وهو يشرق نورا
ذبح العلم والتقى إذ براه * وغدا الحق بعده مقهورا
عجبا كيف يذبح السيف من قد * كان سيفا على العدى مشهورا
عجبا كيف تلفح الشمس شمسا * ليس ينفك ضوءها مستنيرا
عجبا للسماء كيف استقرت * ولبدر السماء يبدو منيرا
كيف من بعده يضئ أليس * البدر من نور وجهه مستعيرا
غادروه على الثرى وهو ظل الله * في ارضه يقاسي الحرورا
ثم رضوا بالعاديات صدورا * لأناس في الناس كانوا صدورا
قرعوا ويلهم ثغور رجال * بهم ذو الجلال يحمي الثغورا
هجروا في الهجير أشلاء قوم * أصبح الذكر بعدهم مهجورا
اظلم الكون بعدهم حيث قد * كانوا مصابيح للورى وبدورا
استباحوا ذاك الجناب الذي قد * كان حصنا للمستجير وسورا
اضرموا في الخيام نارا تلظى * فسيصلون في الجحيم سعيرا
بعد ان ابرزوا النساء سبايا * نادبات ولا يجدن مجيرا
مبديات الأسى على من بسيف * الظلم قد بات نحره منحورا
من يعد الحنوط من يتولى * غسل قوم قد طهروا تطهيرا
من يصلي على المصلين من يدفن * تحت التراب تلك البدورا
من يقيم العزاء حزنا على من * رزؤهم احزن البشير النذيرا
من لأسد قد جزروا كالأضاحي * يشتكون الظما وكانوا بحورا
من لزين العباد إذ صفدوه * بقيود وأوثقوه أسيرا
عجبا تجتري العبيد على من * كان للناس سيدا وأميرا
من لطود هوى وكان عظيما * من لغصن ذوى وكان نضيرا
من لبدر أضحى له اللحد برجا * من لشمس قد كورت تكويرا
من لجسم في الترب بات تريبا * من لرأس فوق السنان أديرا
وجباه ما عفرت لسوى الله * غدت بعد ساكنيها دثورا
يا له فادحا تضعضع ركن * الدين من عظمه ورزءا خطيرا
ومصابا ساء النبي ومولانا * عليا وشبرا وشبيرا
وخطوبا يطوى الجديد ولا يفتأ * في الناس حزنها منشورا
أو يقوم المهدي حامي حمى الاسلام * ساقي الأعداء كأسا مريرا
رب بلغه ما يؤمله وافتح * له من لدنك فتحا يسيرا
ليت شعري متى نرى داعي * الله إلى الحق والسراج المنيرا
أو ما آن ان يرى ظاهرا في * يده سيف جده مشهورا
أ وما آن ان يرى ولواء * النصر من فوق رأسه منشورا
(١٣١)

أو ما آن ان يحور فيستأصل * من كان ظن أن لا يحورا
أ وما آن ان يعود به الاسلام * بعد الخمول غضا نضيرا
أ وما آن ان نروح ونغدو * في ابتهاج والعيش يغدو قريرا
أ وما آن ان ينادي مناديه * عن الله في الأنام بشيرا
ذاك يوم للمؤمنين سرور * وعلى الكافرين كان عسيرا
يا بني الوحي والالى فيهم قد * انزل الله هل اتى والطورا
دونكم من سليلكم احمد * درا نظيما ولؤلؤا منثورا
يبتغي منكم به جنة لم * ير فيها شمسا ولا زمهريرا
خسر المادحون غيركم * والمدح فيكم تجارة لن تبورا
وعليكم من ربكم صلوات * عطر الكون نشرها تعطيرا
ولما توفي السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي رثاه بعدة قصائد منها
قصيدة أولها:
أف لدهر ما رعى * حرمة آل المصطفى
ينفث سهم غدره * يقصد آساد الشري
يا سعد قم فابك على * شرع النبي المصطفى
قد صدعت لما نأى * المهدي أركان الهدى
وهي طويلة وجعل تاريخها هذا البيت الأخير سنة ١٢١٢
وله يرثي الحسين ع:
ما هاج حزني بعد الدار والوطن * ولا الوقوف على الآثار والدمن
ولا تذكر جيران بذي سلم * ولا سرى طيف من أهوى فارقني
ولم ارق في الهوى دمعا على طلل * بال ولا مربع خال ولا سكن
نعم بكائي لمن ابكى السماء فلا * تزال تنهل منها أدمع المزن
كأنني بحسين يستغيث فلا * يغاث الا بوقع البيض واللدن
وذمة لرعاة الحق ما رعيت * وحرمة لرسول الله لم تصن
أعظم بها محنة جلت رزيتها * يرى لديها حقيرا أعظم المحن
يا باب حطة يا سفن النجاة ويا * كنز العفاة ويا كهفي ومرتكني
يا عصمة الجار يا من ليس لي أمل * الا ولاه إذا أدرجت في كفني
هل نظرة منك عين الله تلحظني * بها وهل عطفة لي منك تدركني
ان لم تكن آخذا من ورطتي بيدي * ومنجدي في غدي يا سيدي فمن
وكيف تبرأ مني في المعاد وقد * محضت ودك في سري وفي علني
أم كيف يعرض يوم العرض عني من * بغير دين هواه القلب لم يدن
وهل يضام معاذ الله أحمدكم * ما هكذا الظن فيكم يا ذوي المنن
إليكم سادتي حسناء فائقة * في حسن بهجتها من سيد حسني
عليكم صلوات الله ما ضحكت * حديقة لبكاء العارض الهتن
وقال مقرظا القصيدة الكرارية الشريفية الكاظمية كذا بخط بعض
الفضلاء ولم نعلم ما هي هذه القصيدة ولا من هو ناظمها كما ذكرناه في
ترجمة السيد محسن بن السيد حسن الحسيني البغدادي وترجمة الشيخ محمد
الفتوني العاملي وكأنه السيد شريف الكاظمي والتقريظ هو هذا:
شرفت نظمك يا شريف بمدح من * فيه تشرف محكم الآيات
فغدوت فيه سيد الشعراء * قاطبة وقائدهم إلى الجنات
وغدا قريضك سيدا لقريضهم * إذ كنت مادح سيد السادات
وله مخمسا هذه الأبيات:
تحن إليكم حيث كنتم جوانحي * وتطوى على جمر الفراق جوارحي
وها انا من برح بكم غير بارح * احمل شكوى شوقكم كل رائح
واسال عن اخباركم كل قادم
سلوا قلبكم عن حال قلب محبكم * فذلكم أدرى بأحوال صبكم
أهيم اشتياقا كل يوم لقربكم * واستقبل النوق اللواتي بركبكم
سرين واهوي لاثما للمناسم
أعلل نفسي باللوى والمحصب * وأنتم منى قلبي وغاية مطلبي
ولولاكم ما كنت مما ألم بي * أهش لهام من حماك مقطب
وابكي لبرق من جنابك باسم
وأرقب طرف النجم فيكم إذا سجى * فازداد من فرط الغرام بكم شجا
ويوحشني الليل البهيم إذا دجى * ويؤنسني سجع الحمائم في الدجى
جزى الله خيرا ساجعات الحمائم
وقال راثيا السيد احمد القزويني جد الأسرة القزوينية الشهيرة المتوفى
سنة ١١٩٩ ومؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي
: أ في كل يوم فادح يتجدد * ولاعج وجد ناره تتوقد
وهم مقيم للأنام ومقعد * وغم مقيم في الكرام مؤبد
وأمضى حسام للرزايا مجرد * وانفذ سهم للمنايا مسدد
وفي كل حين للمنية مصيد * يصاد على رغم العلى فيه اصيد
أأحمد دهرا فيه يقصد احمد * بسهم الردى عدو أو بالسوء يقصد
اما ولآلي أدمع قد تناثرت * يجود بها طرف الفخار المسهد
لئن ذاب جسمي لوعة واستحال من * جوى الحزن دمعا هاميا ليس يجمد
لكان قليلا في رزية احمد * بل الموت وجدا بعد احمد احمد
فتى كرمت أخلاقه وعلا به * إلى الغاية القصوى علاء وسؤدد
قضى العمر في كسب المكارم لم يكن * ليشغله عن كسب مكرمة دد
على مثله فليبك من كان باكيا * فان البكا في مثل احمد يحمد
أينفذ كلا حزننا بعد من له * مآثر حمد ذكرها ليس ينفد
لئن فقدته عيننا فجميله * مدى الدهر باق في الورى ليس يفقد
به فتكت أيدي المنون وانه * لصارم عزم في الخطوب مجرد
واعجب شئ ان تنال يد الردى * أبيا له فوق السماكين مقعد
فلا كان يوم قام ناعيه انه * لأشام يوم في الزمان وأنكد
نعى العلم والمجد المؤثل إذ نعى * فتى كله علم وحلم وسؤدد
أجد لآل الطهر احمد حزنهم * برزء على مر الجديد يجدد
أملحده في الترب هل أنت عالم * بأنك للشمس المنيرة ملحد
فيا طالب المعروف ويك اتئد فقد * تعطل نجد المكرمات المعبد
ويا طامعا في الرشد اقصر فقد قضى * الذي هو هاد للبرايا ومرشد
فلله خطب حزنه شمل الورى * وطول جوى يطوي المدى وهو سرمد
تداعى بناء المجد من عظم هوله * وهد له طود العلاء الموطد
واظلم نادي الفخر بعد ضيائه * وأقوى طراف المكرمات الممدد
وقد ثلمت في الدين أعظم ثلمة * وأصبح منه الشمل وهو مبدد
ولو لم نسل النفس عنه بولده * لاودى بها عب ء الأسى المتكئد
فإنهم أحيوا مآثر مجده * الأثيل وما قد كان أسس شيدوا
فأكرم بهم من أهل بيت أكارم * إذا مات منهم سيد قام سيد
(١٣٢)

أمهدي أهل البيت يا من أقامه * الإله منارا للعباد ليهتدوا
ويا ابن الرضي المرتضى علم الهدى * ومن جده هادي الأنام محمد
تعز وان عز العزاء لمثله * وكن صابرا في الله فالصبر احمد
فما مات من قد قمت أنت بأمره * وان كان من تحت الصفائح يلحد
ولا يتمت أولاده بعده وهل * تعد يتامى من لها أنت مرفد
فإنك أحنى من أبيهم عليهم * على أنه ذاك الأب المتودد
أدام لهم ذو العرش ظلك ما آوى * إلى البدر نجم نوره يتوقد
أحمد أهل البيت يا من بفضله * أعاديه فضلا عن مواليه تشهد
ويا غائبا عين المكارم لم تزل * تطلع من شوق اليه وترصد
إلى كم نرجي العود منك فعد به * علينا حنانا منك فالعود احمد
ويا خير مفقود بكته العلى دما * وأصبح منها الجفن وهو مسهد
لئن كنت قد فارقت دنيا نعيمها * يزول وعيشا ليس يفتا ينكد
فإنك قد جاورت ربك خالدا * بمقعد صدق لا يدانيه مقعد
لذلك قد أنشأت فيك مؤرخا * مقامك عند الله في الخلد احمد
وقال راثيا السيد مرتضى والد السيد مهدي الطباطبائي المتوفى سنة
١٢٠٤ ومؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه ولده المذكور، وفيها أربعة تواريخ:
لله حظب جلل من عظمه * قلوبنا باتت على جمر الغضا
ونكبة عم الأنام حزنها * إذ خص فيها آل بيت المرتضى
ويا له فرط جوى اثر في * العين قذي وفي الفؤاد مرضا
كم ذا نعاني في الزمان نوبا * وكم نقاسي للخطوب مضضا
كيف القرار لامرئ مقتله * أمسى لأسهم الرزايا غرضا
اني لعين قد تغشاها القذي * إذ غاب عنها نورها ان تغمضا
وكيف بالصبر لمن غودر من * تراكم الهم عليه حرضا
أينقضي الوجد لمولى رزؤه * كذكره الجميل ما له انقضا
ندب له امسى مباح النوم * محظورا ومكروه الأسى مفترضا
اجرى عقيق دمع عيني ذكره * لا ذكر جيران العقيق فالغضا
لله كم أوهن عظما كربه * وكم قوى هد وطهرا انقضا
صوح روض الإنس بعده وقد * كان بفيض جوده مروضا
فاغبرت الغبراء والخضراء إذ * قضى وضاق بعده رحب الفضا
من كان عن ذنب الصديق مغضيا * وعن إساءة الصديق مغمضا
ما خفر الال على علاته * يوما ولا ذمة عهد نقضا
لم انس أياما زهت بقربه * ومحفلا بأنسه قد أروضا
زالت زوال الظل حتى خلتها * حلما مضى أو لمع برق أو مضا
لأقر عيش قر بعدها ولا * قرت عيون طمعت ان نغمضا
أعزز به من راحل لم يرتحل * عنا وإن قوض فيمن قوضا
قضى حميد الذكر مرتضى كما * قضى كذاك عمره الذي انقضى
قد كان في الله تعالى فانيا * وعن جميع ما سواه معرضا
وصابرا على البلاء شاكرا * مسلما لامره مفوضا
ما مات مولى ناب عنه معشر * قد خلفوه بجميل إذ مضى
وهل يموت من ولي عهده * من بالعلوم يافعا قد نهضا
مهدي أهل الحق والقائم بالدين * الذي له المهيمن ارتضى
ومن له مهابة يغضى لها * لم يعطها الليث الذي قد غيضا
وعزمة ثاقبة يكاد لا * يجري بغير ما جرت به القضا
امضى من السيف ولو أعيرها السيف * لما احتاج إلى أن ينتضى
وحدس فهم كم به أوضح * من دقائق العلوم ما قد غمضا
وعصمة يوشك ان تقضي له * بأنه مهدي آل المرتضى
يا أيها المهدي يا بقية الصفوة * يا سلوة من منهم مضى
تعز في الله فان فيه عما * فات أو ما سيفوت عوضا
واعلم يقينا انه لم يرتحل * عن رحله كرها ولكن عن رضا
إذ كانت الدنيا على نضرتها * اكره شئ عنده وأبغضا
رأى لدى السياق ما أعده * الله له فصار يسعى مفوضا
وحين حط بالحسين رحله * نال به شفاعة لن تدحضا
وأعطى الفردوس مقصى عن لظى * تاريخه نال النعيم المرتضى
وحيث لم يلق عذابا ارخوا * جوار مولانا الحسين المرتضى
وحين لم يلق آثاما أرخوا * قل لك عند الله مأوى مرتضى
الوجد وافى والمسرة انتات * إذ قال من ارخ مات مرتضى
فليغتبط وليهنه ان قد اتى * تاريخه حاز من الله الرضا
وقال يرثي العلوية الطاهرة شقيقة السيد مهدي بحر العلوم مؤرخا
عام وفاتها ١٢٠٤:
عز على الاشراف فقدان من * عزت فعز الصبر من بعدها
هد قوى الفخر اساها وقد * برح بالمجد جوى وجدها
وكيف لا وهي ابنة المرتضى * واحد آل المرتضى فردها
شقيقة المهدي مهدي اه‍ * ل الحق هاديها إلى رشدها
ومن هو الغرة من جبهة * العلياء والدرة من عقدها
قد حكم الله بخير لها * وزادها سعدا إلى سعدها
إذ حطت الرحل باحمى حمى * به أنيلت منتهى قصدها
وحين حلت في حمى المرتضى * أرخت لاذت بحمى جدها
ومن شعره قوله:
لبينكم يا نازلين على نجد * جرى مدمعي وجدا وسال على الخد
وألبسني ثوب النحول تذكري * منازل ليلى العامرية أو هند
احن إلى الوادي الذي تسكنونه * حنين المطايا الصاديات إلى الورد
وأصبو لمعتل النسيم إذا سرى * وإن كان لا يشفي الغليل ولا يجدي
واهفو إذا غنى على الدوح صادح * يذكرني ظل الاراكة والرند
ولي مهجة ذابت غداة ترحلت * ظعونكم عني وركب الهوى نجدي
رحلتم وخلفتم فؤادا متيما * أخا زفرات لا يفيق من الوجد
بكيت دما لما استقل فريقكم * وأم به الحادي إلى ساحة البعد
وقلت لصبري يوم بنتم: هنيهة * فلم يتلبث ساعة بعدكم عندي
ولم يبق عندي غير تذكار دمنة * عفاها البلى قدما وغيرها بعدي
اسائل كثبان النقا عن ظعونكم * عسى خبر ممن ألم به يبدي
واستخبر البرق اللموع عسى به * لكم خبر يا ساكني العلم الفرد
أيا برق ان جزت المنازل فأبلغن * أهيل النقى اني مقيم على العهد
إذا مر لي ذكر العذيب ومائه * تذكرت في أيام قربكم وردي
سقى منزلا بالسفح سفح مدامعي * وحيا الحيا ربعا خصيبا على نجد
وله في وصف سامراء ومدح العسكريين والمهدي ع:
هي سامراء قد فاح شذاها وتراءى نور اعلام هداها
يا لها من بلدة طيبة * تربها مسك وياقوت حصاها
(١٣٣)

حبذا عصر قضيناه بها * بلغت أنفسنا فيه مناها
وربوع كمل الأنس لنا * والهنا فيها فسقيا لثراها
وهوى قد شغف الناس هوى * وصبا ترجع للنفس صباها
وأزاهير رياض أحدقت * بجنان غضة دان جناها
ومياه صرح بلقيس حكت * بصفاها إذ جر ت فوق صفاها
وهضاب زانها حصباؤها * مثلما زينت الشهب سماها
صاح ان شاهدت اسمى قبة * لا يداني الفلك الاعلى علاها
حضرة قد أشرقت أنوارها * بمصابيح الهدى من آل طاها
حضرة تهوى سماوات العلى * انها تصلح أرضا لسماها
فاستلم أعتابها مستعبرا * باكيا مستنشقا طيب ثراها
لائذا بالعسكريين التقيين * أوفى الخلق عند الله جاها
خازني علم رسول الله من * قد أبى فضلهما ان يتناهى
فرقدي أفق العلى بل قمري * فلك العلياء بل شمس ضحاها
عيني الله تعالى لم يزل * بهما يرعى البرايا مذ رعاها
ترجماني وحيه مستودعي * سره أصدق من بالصدق فاها
عمدي سمك العلى من بهما * قامت الأفلاك في أوج علاها
من بني فاطمة الغر الألى * بهم قد باهل الله وباهى
وإذا ما اكتحلت عيناك من * رؤية الميل وقد لاح تجاها
فاخلعن نعليك تعظيما وسل * خاضعا تزدد به عزا وجاها
واستجر بالقائم الذائد عن * حوزة الاسلام والحامي حماها
حجة الله الذي قوم من * قنوات الدين من بعد التواها
قطب آل الله بل قطب رحى * سائر الأكوان بل قطب سماها
ذو النهى رب الحجى كهف الورى * بدر أفلاك العلى شمس هداها
عصمة الدين ملاذ الشيعة * الغر منجى هلكها فلك نجاها
منقذ الفرقة من أيدي العدى * مطلق الأمة من أسر عناها
مدرك الأوتار ساقي واتري * عترة المختار كاسات رداها
يا ولي الله هل من رجعة * تشرق الأرض بأنوار سناها
ويعود الدين دينا واحدا * لا يرى فيه التباسا واشتباها
ليت شعري أولم يان لما * نحن فيه من أسى ان يتناهى
ثم اخذ في رثاء الحسين ع بها وهي طويلة.
وله يرثي السيد صادق الفحام سنة ١٢٠٥ من قصيدة:
أيدوم في دار الفناء بقاء * أم هل يرام من الزمان وفاء
أم كيف يؤمن فتك دنيا لم تزل * تعنو بها السادات والشرفاء
ضحكت بوجهك فاغتررت وانه * لا شك ضحك منك واستهزاء
اودى الذي كانت بطلعة وجهه * تجلى الخطوب وتكشف الغماء
لم انس إذ حمل الأعاظم نعشه * ولهم هنالك رنة وبكاء
وترجل الكبراء اجلالا له * ولمثله يترجل الكبراء
لو لم يكن تاجا لرأس الفخر ما * حملته فوق رؤوسها الرؤساء
ومن العجيبة حمل طود شامخ * كادت تموج بفقده الغبراء
لكنه لما ثوى في بطنها * سكنت فقرت فوقها الأشياء
وله مقام في أعالي جنة * الفردوس يغبطه به السعداء
أكرم بذلك منزلا ما بعده * بعد وليس وراء ذاك وراء
لو تشهد الزهراء يوم وفاته * لبست عليه حدادها الزهراء
يا احلا لم يرتحل عنا وان * خلت المدارس منه والأنداء
لو كانت الأموات مثلك لم تكن * فضلت على أمواتها الاحياء
لا خير بعدك في الحياة وانها * لذميمة فعلى الحياة عفاء
قد اظلمت سبل الرشاد وطالما * كشفت بغرة وجهك الظلماء
وغداة عم مصابه أرخت قد * فدحت برزء الصادق العلماء
وله مؤرخا عام وفاة السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي قدس سره
سنة ١٢١٢:
عزيز على المهدي فقد سميه * اجل وعلى هادي الأنام إلى الرشد
فقدناه فقد الأرض صوب عهادها * وفقد السما للبدر والنحر للعقد
أصيب به الاسلام حزنا فأرخوا * أثار مصاب القائم السيد المهدي
وله مؤرخا عام قدوم الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء من
الحج سنة ١٢٢١:
أسنا جبينك أم صباح مسفر * وشذا أريجك أم عبير أذفر
اهلا بطلعتك التي ما أسفرت * الا وليل الهم عنا يدبر
بل عاد ذابل روض آمال الورى * غضا ولا عجب فإنك جعفر
وتبسمت ارض الغري مسرة * بك بعد ما عبست فكادت تزهر
ومدارس العلم استنارت مذ بدا * فيها محياك البهيج الأنوار
كنا لفرقته بأعظم وحشة * وبعوده عاد السرور الأكبر
فمثالنا كالروض جانبه الحيا * فذوي فعاوده فأصبح يزهر
ومثاله كالشمس يغشى الليل ان * غابت ويبدو الصبح ان هي تسفر
ولقد أقول لناشدي تاريخه * قد حج واعتمر الممجد جعفر
وله يصف شمعة:
كأنما شمعتنا إذ بدت * في شمعدان بهج المنظر
ملك على تخت نضار وقد * كلله تاج من الجوهر
ومن شعره قوله مهنئا السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي بقدوم
والده من إيران ومؤرخا عام القدوم:
بشرى فبدر سماء المجد قد طلعا * ونور شمس نهار السعد قد سطعا
اهلا وسهلا بمولانا وسيدنا * صدر الأفاضل من في العلم قد برعا
المرتضى المرتضى الاخلاق فخر بني * علي المرتضى أو في الورى ورعا
اهلا بمن أشرقت ارض الغري به * وافتر مبسمها كالبرق إذ لمعا
وقد تهلل منها الوجه مبتسما * إذ طالعت وجهه الميمون قد طلعا
يا سعد خذ فرصة الأفراح منتهزا * فان طرف رقيب الدهر قد هجعا
تلاف فائت لذات الصبا فلقد * أعيد شرخ شباب الأنس مرتجعا
واطرب فاعطاف أغصان الهنا رقصت * وبلبل السعد في دوح المنى سجعا
وارفل بثوب التهاني فالحبيب مع * الحبيب من بعد طول الفرقة اجتمعا
ليهن سيدنا المهدي طلعته * التي بضوء سناها الكون قد سطعا
وليبتهج وله البشرى برجعته * التي بها غائب الأفراح قد رجعا
قرت عيون البرايا حين أقبل بل * قرت عيون العلى والمكرمات معا
إذ قر عينا مهدي به آل رسول * الله اصدع من بالحق قد صدعا
عماد سمك العلى من قام كاهله * بحمل أعباء دين المصطفى يفعا
يا من يحاول تاريخ اجتماعهما * بعد افتراق به خرق العلى اتسعا
ايا تجد فامل تاريخي عليه وقل * لجمع شملك شمل المجد قد جمعا
أو قل إذا شئت تاريخ اجتماعهما * لجمع شملكما شمل العلى جمعا
(١٣٤)

أو شئت آخر فاسمع ما نظمت وما * أرخت بدران في برج العلى اجتمعا
ولا يخفى ان التاريخ الأول والثاني ١١٦٩ والثالث ١٢٠٨.
مراثيه
رثاه جملة من شعراء عصره منهم الشيخ محمد رضا الآزري فقال من
قصيدة:
مصاب تكاد الشم منه تميد * وتخبو له زهر النجوم وتخمد
وغاشية ألقت على الدهر كلكلا * فزجت غماما بالصواعق تحشد
وفاجات الآراء منها بدهشة * أقارب من بعث الخلائق موعد
أجل هي ما تدري بها مكفهرة * إذا جلجلت منها الشوامخ ترعد
فهاتيكم الاعلام مورا كأنها * سفائن ماء عب بالريح مزبد
وقال في ختامها:
مقاعد صدق عند ذي العرش مكنت * فلا ملكها يبلى ولا العيش ينفد
ولما نحا دار المقامة أرخوا * له مقعد في محفل الخلد أحمد ١٢١٥
ومنهم اخوه السيد إبراهيم بقصيدة مرت في ترجمته.
ذريته
أعقب أربعة بنين وبنتا واحدة وهم السيد موسى مات عقيما والسيد
حسين والد السيد راضي جد الأسرة المعروفة بال السيد راضي والسيد
هادي جد الطائفة المعروفة بال السيد هادي والسيد محمد جد أسرة كبيرة
يعرف رهط منها بال المراياتي وهذه النسبة جاءتهم من جهة بعض النساء.
٤٢٣: الشيخ أحمد ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ عباس ابن
الشيخ حسن ابن الشيخ عباس ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ حسن البلاغي.
توفي حدود سنة ١٢٤٨.
وعن خط والده الشيخ محمد علي انه كتب جده الأخير علي بدل
الحسن واستظهر بعض انه محمد لما وجد في مواضع معتمدة ان محمد علي بن
محمد البلاغي توفي سنة ١٠٠٠.
كان عالما فاضلا متبحرا قرأ على السيد عبد الله شبر وله شرح تهذيب
الأصول للعلامة الحلي.
٤٢٤: السيد أحمد بن محمد بن علي العلوي النسابة.
في أمل الآمل فاضل فقيه يروي عن علي بن موسى بن طاوس
انتهى. والظاهر أنه هو أحمد بن محمد بن علي بن محمد الديباج
البخاري النسابة.
٤٢٥: أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم القلا السواق أبو
الحسن مولى سعد بن أبي وقاص.
رباح بالباء الموحدة كما في ايضاح الاشتباه وهو من أسماء العرب.
قال الشيخ في الفهرست: وهم ثلاثة اخوة أبو الحسن هذا وهو
الأكبر وأبو الحسين محمد وهو الأوسط ولم يكن من أهل العلم وأبو القاسم
علي وهو الأصغر وهو أكثرهم حديثا وجدهم عمر بن رباح القلا روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع ووقف وكل أولاده واقفة
وآخر من بقي منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر بن
رباح وكان شديد العناد في المذهب وكان أبو الحسن أحمد بن محمد ثقة في
الحديث. صنف كتبا منها كتاب الصيام أخبرنا به الحسين بن عبيد الله قال
حدثنا أحمد بن محمد الزراري قراءة عليه قال حدثنا أحمد، كتاب الدلائل،
كتاب سقاطات سافسطاط العجلية وكتاب ما روي في أبي الخطاب
محمد بن أبي زينب وهو شركة بينه وبين أخيه علي بن محمد، أخبرنا بجميع
كتبه أحمد بن عبدون عن أبي طالب عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد الأنباري
قال حدثنا أحمد. وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
فقال أحمد بن محمد بن علي بن عمر بن رباح أبو الحسن وأخواه محمد أبو
الحسين وأبو القاسم علي وهو الأصغر وهو أكثرهم حديثا واقفة وآخر من
بقي من بني رباح أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر بن
رباح وكان شديد العناد وأحمد المتقدم ثقة. وقال النجاشي أحمد بن
محمد بن علي بن عمر بن رباح القلا السواق أبو الحسن مولى آل سعد بن
أبي وقاص وهم ثلاثة أخوة أبو الحسن هذا وهو الأكبر وأبو الحسين محمد
وهو الأوسط ولم يكن من أهل العلم في شئ وأبو القاسم علي وهو الأصغر
وهو أكثرهم حديثا وجدهم عمر بن رباح القلا روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن ع ووقف وكل ولده واقفة وآخر من بقي منهم أبو عبد الله
محمد بن علي بن محمد بن علي بن عمر بن رباح كان شديد العناد
في المذهب وكان أبو الحسن أحمد بن محمد ثقة في الحديث صنف كتبا فمنها
الصيام وكتاب الدلائل كتاب سقاطات العجلية كتاب ما روي في أبي
الخطاب محمد بن أبي زينب وهو شركة بينه وبين أخيه علي بن محمد ولم أر
من هذه الكتب الا كتاب الصيام حسب وأخبرنا بكتبه إجازة أحمد بن عبد
الواحد قال حدثنا عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد الأنباري أبو طالب قال
حدثنا احمد بها. وذكره في الخلاصة في القسم الثاني وذكر نحو ما في
الفهرست ورجال النجاشي إلى قوله وكان أبو الحسن أحمد بن محمد ثقة في
الحديث ولست أرى قبول روايته منفردا انتهى مع أنه قبل رواية الثقة
الفاسد المذهب وقال أبو غالب الزراري في رسالته سمعت من حميد بن زياد
وأبي عبد الله بن ثابت وأحمد بن محمد بن رباح وهؤلاء من الرجال الواقفة
الا انهم فقهاء ثقات في حديثهم كثيري الرواية انتهى وفي مشتركات
الكاظمي يعرف برواية عبيد الله بن أحمد بن أبي زيد أبو طالب الأنباري
وأحمد بن محمد الزراري أبو غالب عنه انتهى.
٤٢٦: الشيخ شريف الدين أحمد بن الصدر الكبير تاج الدين محمد بن علي بن
عيسى بن أبي الفتح الأربلي.
في أمل الآمل: فاضل شاعر أديب يروي عن جده كتاب كشف
الغمة وله منه إجازة رأيتها بخط بعض فضلائنا انتهى ووجد على الجزء
الأول من كشف الغمة إجازة من مؤلفه لمجد الدين الفضل بن يحيى
الطيبي فيها انه قرأ الجزء الأول منه على جامعه وسمعه الجماعة المسمون فيه
وذكر منهم شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد ولد مؤلفه ووالده
المذكور سمعا بعضا وأحيز لهما الباقي انتهي.
٤٢٧: الشيخ أحمد بن محمد بن محسن بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن
الحسين بن أحمد بن محمد بن الخميس بن سيف الأحسائي الغريفي الأصل
الدورقي المسكن المعروف بالمحسني.
كان عالما فاضلا من بيت علم وفضل وكان معاصرا للشيخ أحمد بن
زين الدين الأحسائي ولذلك عرف بالمحسني تمييزا له عنه.
(١٣٥)

٤٢٨: أبو عبد الله أحمد بن محمد الأعرج بن موسى المبرقع بن محمد الجواد بن
علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد ع.
توفي سنة ٣٥٨ عن ٤٦ سنة
وصفه في عمدة الطالب بأنه نقيب قم
٤٢٩: الشيخ أحمد بن المولى محمد علي بن الملا محمد كاظم الشاهرودي
توفي سنة ١٣٥٠.
كان من اعلام العلماء له عدة مؤلفات منها إزالة الأوهام في جواب
ينابيع الاسلام في الرد على المبشرين فرع منه سنة ١٣٤٤ مطبوع والحق
المبين في رد البابيين مطبوع وأبوه من تلاميذ صاحب الضوابط توفي سنة
١٢٩٣ وجده من تلاميذ صاحب الرياض.
٤٣٠: أحمد بن محمد بن علي الكوفي يكنى أبا الحسين.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
الكليني أخبرنا عنه علي بن الحسين الموسوي المرتضى انتهى. وفي بعض
النسخ أحمد بن علي الكوفي وقد تقدم قال الميرزا في الوسيط وهو الصواب
انتهى.
وفي مشتركات الكاظمي: يعرف بروايته عن الكليني.
٤٣١: الآقا أحمد بن الآقا محمد علي بن الآقا محمد باقر المعروف بالوحيد
البهبهاني بن محمد أكمل بن محمد بن محمد صالح بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن
محمد رفيع بن أحمد بن إبراهيم بن قطب الدين بن كامل بن علي بن
محمد بن علي بن محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد الاصفهاني
البهبهاني الحائري الكرمانشاهي.
ولد في كرمانشاه سنة ١١٩١ وتوفي بها سنة ١٢٤٣ ودفن في مقبرة
والده.
أقوال العلماء فيه
هو حفيد الآقا البهبهاني المشهور صاحب التعليقة على رجال الميرزا
محمد وحواشي المدارك. وفي بعض المواضع انه في سن ست سنين شرع
في حفظ القرآن المجيد والكتب الفارسية وفي مدة سنتين قرأ النحو والمنطق
والبيان والكلام ولما بلغ الخامسة عشرة شرع في التصنيف والتأليف وفي سنة
١٢١٠ هاجر إلى العتبات العالية فقرأ عند مشاهير علمائها وذكره الفاصل
النوري في كتابه دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام ووصفه بالعالم الفاضل
الألمعي.
وقال في حقه السيد محمد المجاهد الطباطبائي في اجازته له: اما بعد
فان ابن خالي صانه الله تعالى من شر الأيام والليالي وهو الأعلم الأفضل
الأكمل الذي بلغ في تحقيق غايته وفي التدقيق نهايته الأمجد الأرشد المدعو
باقا احمد الجامع لجميع الكمالات الحسنة والصفات المستحسنة من العلوم
العقلية والنقلية والفقه والأصول والحديث والتقوى والورع وترويج الدين
والانقياد إلى المعصومين ع قد امرني بمطالعة شطر من تصانيفه
الشريفة وجملة من تآليفه الجميلة فبادرت اليه امتثالا للامر الشريف فوجدت
ذلك في غاية الحسن والجودة لاشتماله على تحقيقات فائقة وتدقيقات جيدة
بعبارات موجزة عذبة فتحققت انه من أهل الاجتهاد والملكة والاستعداد
وقد استجازني مع انني لست من أهلها ولا ممن يحوم حولها فأجزت له وفقه
الله تعالى بمقرراتي ومسموعاتي ومؤلفاتي من الأصول والفقه والحديث وغير
ذلك انتهى.
مشائخه
قرأ في كرمانشاه على والده وقرأ في العراق على السيد المهدي بحر
العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والسيد علي صاحب
الرياض و الميرزا مهدي الشهرستاني والسيد محسن الأعرجي وغيرهم،
ويروي إجازة عن السيد محمد المجاهد كما سمعت ويروي بالإجازة أيضا
عن المولى حمزة بن سلطان محمد القابني الطبسي عن السيد ميرزا مهدي بن
هداية الله الحسيني الموسوي الاصفهاني المشهدي الشهيد في سنة ١٢١٨.
مؤلفاته
له من المؤلفات: ١ عقد الجواهر الحسان في الفقه كتبه في
حيدرآباد الدكن سنة ١٢٢٠ ٢ رسالة سؤال وجواب كتبها في مرشدآباد
من بلاد بنگالة في الهند ٣ كتاب في مناقب الأئمة ع وإثبات
عصمتهم وإمامتهم ٤ الرسالة الفيضية في التاريخ كتبها في فيض آباد من
بلاد الهند سنة ١٢٢٢ في توليد الثلج والمطر والغمام والبرد وكوكب الذنب
والنيازك ٥ رسالة في رد الاخبارية ووجوب كون المكلف مجتهدا أو مقلدا
ولعلها المسماة تنبيه الغافلين في حال الأخباريين ومن اتهم بالصوفية
كالبهائي وغيره فرع منه سنة ١٢٢٢ ٦ كشف الريب والمين عن حكم
صلاة الجمعة والعيدين ألفها بطلب أمير الدولة عباسقلي خان بهادر نصرة
جنك سنة ١٢٢٤ في بلدة عظيم آباد من بلاد الهند ٧ رسالة في الرد على
من حرم المتعة ألفها بطلب السيد كاظم خان بن فخر الدولة السيد نقي
خان طفر جنك ولعلها المسماة كشف الشبهة عن حكم المتعة ٨ كتاب
في تاريخ المعصومين الأربعة عشر ع ألفه سنة ١٢٢٣ ولعله
المذكور باسم تاريخ الأئمة فارسي مختصر ٩ مرآة البلدان في شرح سفر
هندوستان وما رآه في ضمن هذا السفر ١٠ المحمودية في شرح الصمدية
للبهائي ألفها باسم أخيه آقا محمود ١١ مناهج الفقه في القضاء
والشهادات كتبه سنة ١٢٣٣ في سامراء حين الشروع في بناء سور سامراء
١٢ رسالة في آداب الصلاة والصوم فارسية ١٣ مرآة الأحوال في معرفة
الرجال ١٤ تحفة الاخوان في تواريخ مشاهير الأنبياء والخلفاء والأئمة
الأطهار وغزوات أمير المؤمنين ع ١٥ تحفة المحبين في فضائل
سادات الدين وامامة الأئمة الطاهرين كتبها في فيض آباد من بلاد الهند
١٦ شرح المختصر النافع ١٧ قوت من لا يموت ١٨ تفسير القرآن
١٩ ربيع الأزهار في مسائل متفرقة من أصول الفقه ٢٠ تاريخ نيك
وبد أيام الجيد والردئ من الأيام فارسي كتبه في فيض آباد بالتماس
بهو بيگم أم آصف الدولة.
٤٣٢: أحمد بن محمد بن علي بن محمد الديباجي النجاري النسابة
مر بعنوان أحمد بن محمد بن علي العلوي النسابة.
٤٣٣: الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن
محمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي
ذكره في أمل الآمل بعنوان: الشيخ جمال الدين أحمد بن شمس
الدين محمد بن خاتون العاملي العيناثي وقال يروي عن أبيه ويروي عنه
الشهيد الثاني، وقد اثنى عليه وذكر انه حافظ متقن خلاصة الأتقياء
والفضلاء والنبلاء اه‍ وفي اللؤلؤة: كان الشيخ نعمة الله بن أحمد بن
محمد بن خاتون وأبوه وجده من الفضلاء الاجلاء والأتقياء النبلاء وكان
(١٣٦)

الشيخ احمد شريك الشيخ علي الكركي في الإجازة عن والده شمس الدين
محمد بن خاتون اه‍ وذكره في روضات الجنات كما ذكرناه وقال يروي
عنه الشهيد الثاني وقد أثني عليه في اجازته الكبيرة المشهورة فقال: الإمام الفاضل
المتقن خلاصة الأتقياء والفضلاء والنبلاء، يروي هو عن المحقق
الثاني وكان شريكا له في القراءة على أبيه الشيخ محمد بن خاتون والرواية
عنه عن الشيخ جمال الدين احمد ابن الحاج علي العيناثي، وعليه فرواية
الشيخ محمد بن خاتون عن المحقق الثاني كما وقع في الأمل، اما اشتباه
بمحمد بن أحمد بن محمد الآتي أو برجل آخر من تلك الشجرة الميمونة أو
قصور في تحقيق الدرجات انتهى ولا يخفى ان صاحب الأمل ذكر أربعة
من آل خاتون كل منهم اسمه احمد كما ذكرناه في أبي العباس أحمد بن خاتون
وذكر لكل منهم ترجمة، والذي قال عنه أنه شريك المحقق الكركي في
الرواية عن شمس الدين محمد بن خاتون هو غير هذا كما مر وهو المكنى بأبي
العباس، وهذا ما لم يذكر في الأمل انه يكنى أبا العباس والذي قال عنه أنه
يروي عن أبيه ويروي عنه الشهيد الثاني وأنه مدحه في اجازته هو هذا كما
سمعت وهو الملقب جمال الدين ولم يذكر في ذلك أنه يلقب جمال الدين ومع
ذلك فالظاهر الاتحاد لاتحاد الطبقة ورواية كل منهما عن شمس الدين محمد
المصرح هنا بأنه أبوه ولتصريح المحقق الكركي في اجازته الآتية بان هذا
اللقب وهذه الكنية لشخص واحد هو أحمد بن شمس الدين محمد والد
نعمة الله بن أحمد بن خاتون، وجزم بالاتحاد بعض المعاصرين فقال: جمال
الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن خاتون،
ثم قال أنه شيخ إجازة الشهيد الثاني، بل شيخ إجازة شيوخ ذلك العصر
ويروي عن أبيه ويشاركه في ذلك المحقق الكركي انتهى وفي الروضات
ان صاحب الترجمة جد الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون لأبيه يقينا
انتهى وهو كذلك لتصريح المحقق الكركي العارف بهما في اجازته الآتية
بذلك وممن صرح به صاحب رياض العلماء فإنه ذكر في تلامذة المحقق
الكركي الشيخ نعمة الله بن جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين
محمد بن خاتون العاملي، فدل على أنهما واحد وأنه جد أحمد بن نعمة الله
لأبيه، وقد صرح في إجازة الشيخ نعمة الله وولده الشيخ احمد للمولى
عبد الله التستري الآتية في ترجمة أحمد بن نعمة الله علي بان نعمة الله هو
ابن جمال الدين أبي العباس أحمد بن شمس الدين محمد فلم يبق شبهة في
الاتحاد وان صاحب الأمل اخذ اللقب فجعله لواحد والكنية فجعلها لآخر
وجعل لهما ترجمتين وهما رجل واحد، وصرح في اللؤلؤة بان شريك الشيخ
علي الكركي في الإجازة عن والده شمس الدين محمد بن خاتون هو والد
نعمة الله كما مر.
وقد عثرنا على إجازة المحقق الكركي نور الدين علي بن الحسين بن
زين الدين علي بن عبد العالي لصاحب الترجمة ولولديه نعمة الله علي وزين
الدين جعفر فأحببنا اثباتها هنا لما فيها من الفوائد ولأن صاحب البحار لم
يذكرها في مجلد الإجازات وهي هذه:
صورة إجازة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي للشيخ أحمد بن
محمد بن خاتون العاملي ولولديه نعمة الله علي وزين الدين جعفر.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا كما هو أهله
ومستحقه والصلاة والسلام على نبيه وحبيبه وخيرته من خلقه محمد وآله
الطاهرين.
وبعد فان الأخ في الله المرتضى للأخوة الشيخ العالم الفاضل
الكامل العلامة بقية العلماء ومرجع الفضلاء جامع الكمالات حاوي محاسن
الصفات بركة المسلمين عمدة المحصلين ملاذ الطالبين جمال الملة والدين أبي
عبد الله محمد الشهير بابن خاتون العاملي أدام الله تعالى أيام الخلف الكريم
وتغمد بمراحمه السلف البر الرحيم التمس من هذا الضعيف كاتب هذه
الأحرف بيده الفانية الجانية علي بن عبد العالي تجاوز الله عن ذنوبه وأسبل
ستره الضافي على سيئاته وعيوبه ان أجيزه مع ولديه السعيدين النجيبين
المؤيدين من الله سبحانه بكمال عنايته الشيخ نعمة الله والشيخ زين الدين
جعفر أبقاهما الله بقاء جميلا في ظل والدهما لا زال ظله ظليلا برواية جميع ما
يجوز لي وعني روايته مما للرواية فيه مدخل من معقول ومنقول خصوصا ما
املاه خاطري الفاتر على قلم العجز والتقصير من مؤلف اقتفيت به اثر من
تقدمني ومصنف حاولت فيه سلوك من سبقني على ما أنا فيه من قصور الهمة
وسكون الفكرة وفتور العزيمة وتقاعد الرواية وكثرة الشواغل ومضادة الزمان
فلم أجد بدا من مقابلة التماسه بالإجابة لأمور عديدة توجب له علي ذلك
وإن كنت حريا بان لا أفعل فاستخرت الله تعالى وأجزت له أن يروي عني
جميع ما يجوز لي وعني روايته من معقول ومنقول على اختلاف أنواعهما وتعدد
أنحائهما مما صنفه علماؤنا الماضون ومشائخنا الصالحون وغير ذلك من
مصنفات العلماء ومؤلفات الفضلاء على اختلافها وتكثرها بالأسانيد التي لي
إلى مصنفيها الحاصلة لي من أشياخ عصري الذين ترددت إلى مجالسهم
وتيمنت ببركة أنفاسهم وفزت بالأخذ عنهم بالساع والقراءة والمناولة
والإجازة وقد تضمن هذه الأسانيد، وتكفل ببيان جملتها ما كتبه لي الأشياخ
بخطوطهم وما كتبته مما أفرده بعضهم لبيان مشيخته وما أودع في مواضع
أخرى هي مظانه ومعادنه وكذا أجزت له رواية ما أنشأه خاطري الفاتر من
المؤلفات على نزارتها فمن ذلك ما خرج من شرح قواعد الأحكام. ثم
عدد مؤلفاته ثم قال: فليرو ذلك كما شاء وأحب متى شاء
وأحب لمن شاء وأحب مرخصا له في ذلك مأذونا له فيه مشروطا بما اشترطه أهل صناعة
الحديث في أبواب الرواية مأخوذا عليه في ذلك تحري الأصول التي يرجع
إليها ويعول في مطلوبه عليها متحرزا من الغلط والتصحيف المفوت للغرض
وكذا أطلقت الاذن والترخيص في الإجازة لولديه السعيدين النجيبين
المذكورين سابقا مشترطا فيه ما اشترطته آنفا ومما لا يكاد يخفى ان
مصنفات المشاهير من علمائنا رضوان الله عليهم مثل مصنفات شيخنا
الامام الأوحد علم المتأخرين علامة المتقدمين ورأس المحققين ورئيس
المدققين شمس الحق والدين أبي عبد الله محمد بن مكي الملقب بالشهيد
قدس الله روحه الطاهرة وشيخيه الامامين السعيدين الأوحدين فخر الدين
أبي طالب محمد بن الحسن بن المطهر وعميد الدين أبي عبد الله
عبد المطلب بن الأعرج الحسيني رضي الله عنهما. وشيخ الكل الامام
الاجل شيخ الاسلام قاطبة فقيه أهل البيت في زمانه بحر العلوم مفتي
الفرق جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر قدس الله روحه
ونور ضريحه، وشيخه الامام السعيد الأوحد المحقق شيخ الاسلام مقتدى
الأنام نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد وابن عمه الشيخ الامام الفقيه
الأوحد نجيب الدين يحيى بن سعيد نور الله مرقدهما ومعاصريهما السيدين
السعيدين الزاهدين العابدين الأوحدين صاحب المناقب والكرامات رضي
الحق والدين أبي القاسم علي ومنبع الفضائل والكمالات جمال الدين احمد
ابني طاوس الحسنيين طيب الله مضجعهما والشيخ الامام الاجل الأوحد
(١٣٧)

المحقق المدقق علامة المتأخرين شمس الدين أبي عبد الله محمد بن إدريس
الحلي طيب الله مضجعه وشيخ الكل في الكل رئيس فقهاء هذه الطائفة
ومرجع علماء الفرقة الناجية الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن الحسن
الطوسي قدس الله روحه الطاهرة الزكية وأفاض على تربته المراحم الربانية
وعميد الطائفة ومرجعها الشيخ الامام السعيد الأوحد محمد بن محمد بن
النعمان المفيد سقى الله ضريحه صوب العهاد والسيدين الامامين الأجلين
الأوحدين الأعظمين الشريف المرتضى علم الهدى ذي المجدين أبي القاسم
علي والرضي المرضي أبي الحسن محمد ابني السيد الاجل النقيب أبي احمد
الحسيني الموسوي والأئمة المعروفين بفقهاء حلب والشيخين المعروفين
بالشاميين والإماميين الأجلين الأقدمين المقدمين السابقين الصدوقين أبي
عبد الله محمد ووالده علي بن الحسين بن بابويه القمي والشيخ الأجل
السعيد الرحلة الحافظ الناقد الجهبذ محمد بن يعقوب الكليني ومن جرى
مجرى هؤلاء رضوان الله عليهم أجمعين قد اشترك في روايتها بالأسانيد
إلى مصنفيها أكثر من تأخر عنه ومن المشاركين في ذلك هذا الضعيف،
وحيث وكلنا معرفة أسانيدها إلى الرجوع إلى مظانها فلنذكر الاسناد إلى شيخ
الطائفة المحقق أبي جعفر الطوسي واختصصناه بالذكر لكمال جلالته بين
الأصحاب حتى يكاد يكون مركز دائرتهم وخريدة قلادتهم، ولأن الأسانيد
إلى رجال الاسناد تحصل منه لتشعبها عنه وأسانيد من قبل الشيخ قدس
الله روحه تتحصل حينئذ بملاحظة ما أودع في كتبه كالتهذيب والاستبصار
والفهرست وكتاب الرجال، وتنتهي إلى أئمة الهدى ومصابيح الدجى
صلوات الله عليهم أجمعين، فنقول: قد روينا جميع مصنفات وروايات
الشيخ المشار اليه عن جماعة أجلهم مولانا وسيدنا وشيخنا الاجل الأعلم
شيخ الاسلام زين الدين أبو الحسن علي بن هلال الجزائري رفع الله
قدره في العالمين وجزاه عنا خير جزاء المحسنين بحق إجازتي منه بجميع
ذلك اتى بها جماعة أفضلهم الشيخ الامام أفضل المتأخرين وأورع الزاهدين
جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلي إجازة ان لم يكن فوقها اتى
بجميعها شيخي الامام المحقق نظام الدين أبو القاسم علي بن عبد الحميد
النيلي وشيخي المدقق علامة المتكلمين علي بن عبد الجليل النيلي قالا اتى بها
المولى الامام فخر المحققين وعلامة المدققين أبو طالب محمد بن الإمام
السعيد جمال الدين أبي منصور الحسن بن مطهر الحلي طيب الله مضاجعهم
وأنار مراقدهم ح وبالاسناد المتقدم ذكره إلى ابن فهد، أتى بجميعها
الشيخ الأجل القدوة زين الدين أبو الحسن علي بن المرحوم المقدس
الحسن بن محمد الخازن بالحائر على مشرفه الصلاة والسلام إجازة، أتى
بذلك المولى الاجل الامام شيخ الاسلام فقيه أهل البيت في زمانه مجموعة
الفضائل شمس الدين أبو عبد الله محمد بن مكي عن شيخه العلامة فخر
المحققين ح وبهذا الاسناد يرويها شيخنا الشهيد عن جماعة أجلهم المولى
الامام المرتضى عميد الحق والدين أبي عبد الله بن عبد المطلب بن الأعرج
الحسيني، ومنهم العلامة ملك الأدباء عين الفضلاء رضي الدين أبو الحسن
علي بن المزيدي ومنهم الشيخ الأجل السعيد زين الدين أبو الحسن علي بن
طراد المطارباذي، منهم العلامة ملك العلماء المحقق الحبر البحر قطب الملة
والدين محمد بن محمد البويهي شارح الشمسية والمطالع في المنطق جميعهم
عن الامام الأعلم تاج الشريعة ركن الاسلام جمال الدين الحسن بن المطهر
قال الأول: قرأت التهذيب على والدي الامام المذكور مرتين إحداهما
بالمشهد المقدس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام والأخرى بطريق
الحجاز وحصل الفراع منه وختمه في مسجد الله الحرام، وبقية المصنفات
من أبي المذكور رويتها بالإجازة مع قراءة بعضها وأما الباقون فيروونها
بالإجازة ان لم يكن فوقها من طريق الرواية له قال العلامة جمال الدين اتى
بجميع ذلك والدي الامام العلامة سديد الدين يوسف بن المهطر عن
الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن أبي الفرج السوراوي عن الفقيه
حسين بن هبة الله بن رطبة عن المفيد أبي علي ابن الشيخ الإمام محمد بن
الحسن الطوسي قدس الله روحه وأرواحهم أجمعين ح وعن الامام سديد
الدين يوسف عن السيد فخار بن معد العلوي الموسوي عن الشيخ
شاذان بن جبرائيل القمي عن الشيخ أبي القاسم العماد الطبري عن المفيد
أبي علي عن والده الإمام محمد بن الحسن الطوسي ح وعن الامام سديد
الدين يوسف عن السيد أحمد بن يوسف بن العريضي العلوي الحسيني عن
برهان الدين محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني نزيل الري عن
السيد فضل الله بن علي الحسيني الراوندي عن عماد الدين أبي الصمصام
ذي الفقار بن معبد الحسيني عن الشيخ أبي جعفر الطوسي وأعلا هذه الأول
ح وبالاسناد المتقدم إلى شيخنا الشهيد بواسطة عمن ذكر له اسناده
سابقا إلى الامام العلامة جمال الدين الحسن بن المطهر الا الأخير أعني
القطب فاني قد أشك في مشاركته في الاسناد المتصل بالامام سديد الدين
عن جماعة منهم سديد الدين المذكور ومنهم الامام المحقق نجم الدين
جعفر بن سعيد ومنهم السيد نجيب الدين يحيى بن سعيد بن عم أبي
القاسم صاحب الجامع وغيره ومنهم السيدان الزاهدان العابدان رضي
الدين أبو القاسم علي وجمال الدين أبو الفضائل احمد ابنا طاوس الحسنيان
كلهم عن الشيخ الفقيه السعيد نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن نما الحلي
الربعي والسيد السعيد العلامة امام الأدباء والنساب والفقهاء شمس الدين
أبي علي فخار بن معد الموسوي كليهما عن الشيخ الامام ملك العلماء
المحققين الحبر الفقيه فخر الدين أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلي العجلي
الربعي بحق روايته عن عربي بن مسافر العبادي عن الياس بن هشام
الحائري عن المفيد أبي علي بن الشيخ أبي جعفر الطوسي ح وأعلا من
ذلك بالاسناد إلى ابن إدريس عن الشيخ الامام جمال الدين هبة الله بن
رطبة السوراوي عن الشيخ المفيد أبي علي عن والده الامام أبي جعفر
الطوسي ح وبالاسناد إلى شيخنا الشهيد بحق روايته لها عن الشيخ
جلال الدين أبي محمد الحسن بن نما عن الشيخ يحيى بن سعيد عن السيد
السعيد الامام المرتضى العلامة الرئيس محيي الدين أبي حامدا محمد بن
زهرة الحسيني الإسحاقي عن الشيخ الامام السعيد رشيد الدين أبي جعفر
محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني صاحب كتاب المناقب عن جماعة
منهم أبو الفضل الداعي ومنهم السيد الإمام ضياء الدين أبو الرضا
فضل الله بن علي الحسيني ومنهم الشيخ أبو الفتوح أحمد بن علي الرازي
ومنهم الشيخ الامام أبو عبد الله محمد واخوه أبو الحسن علي ابنا علي بن
عبد الصمد النيسابوري ومنهم الامام أبو علي محمد بن الفضل الطبرسي
كلهم عن الشيخين الامامين أبي علي الحسن وأبي الوفا عبد الجبار المقري
كليهما عن الشيخ أبي جعفر الطوسي رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم وكذا
لا يخفى ان مشاهير المصنفات في الفنون مثل الكشاف للزمخشري في تفسير
القرآن العزيز والتيسير والشاطبية في علم القراءة والصحاح في اللغة ونحو
هذه مما ثبت لي حق روايته المشار اليه مع نجليه السعيدين مسلطون على
روايتها عني على حسب روايتي إياها بأسانيدها وقد اخذت عن علماء العامة
(١٣٨)

كثيرا من مشاهير كتبهم ففي الفقه مثل المنهاج للشيخ الامام محيي الدين
النواوي ومثل الحاوي الصغير للامام عبد الغفار القزويني ومثل الشرحين
الكبير والصغير على الوجيز للشيخ المحقق الامام عبد الكريم القزويني وغير
ذلك وفي الحديث مثل الصحيحين للإمامين الحافظين الناقدين البخاري
ومسلم وغيرهما من الصحاح ومثل المصابيح للبغوي ومسند الشافعي ومسند
أحمد بن حنبل وفي التفسير مثل معالم التنزيل للبغوي أيضا وتفسير العلامة
القرطبي وتفسير القاضي البيضاوي وغير ذلك فبعض هذه بالقراءة وبعضها
بالسماع وبعضها بالإجازة وربما كان في بعض مع الإجازة مناولة وأسانيد
هذه موجودة في متون الإجازات التي لي من أشياخ أهل السنة وبعضها
مكتوبة بخطي وعليها تصحيح من أخذت عنه منهم بخطه فليرو الشيخ
جمال الدين المشار اليه وولداه السعيدان ذلك كله موفقين مسددين وأوصيهم
ونفسي أولا بتقوى الله بالسر والعلن وتحري رضاه في الأقوال والأفعال وان
لا ينسوني من صالح دعواتهم في خلواتهم وجلواتهم وكتب ذلك بيده الفانية
الفقير إلى رحمة الله تعالى المستغفر من ذنوبه علي بن عبد العالي بالمشهد
المقدس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام والتحية والاكرام في خامس
عشر من شهر جمادى الأولى من سنة احدى وثلاثين وتسعمائة من الهجرة
النبوية على من نسبت اليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات وآله الطاهرين
المعصومين حامدا لله مصليا على رسوله محمد وآله مسلما.
تلاميذه
يروي عنه بالإجازة الشيخ بدر الدين حسن بن شمس الدين محمد
ابن الشيخ الفقيه شمس الدين محمد بن يونس بتاريخ يوم الأحد ٧ جمادى
الأولى سنة ٩٣٤.
٤٣٤: احمد شاه بن محمد علي شاه بن مظفر الدين شاه بن أحمد ناصر الدين شاه
القاجاري آخر الملوك القاجارية في مملكة إيران.
ولد سنة ١٣١٥ ه‍ وجلس على سرير السلطنة في ٢١ شعبان سنة
١٣٢٧ وتوفي بمدينة نيس من بلاد فرنسا في شهر رمضان سنة ١٣٤٨
ونقل إلى دمشق ومنها إلى كربلاء فدفن فيها بوصية منه وعمره ٣٢ سنة.
ومر في ترجمة جده ناصر الدين ذكر بقية أجداده ووجه النسبة إلى
قاجار.
وكانت دولة إيران قد صارت دستورية في عهد جده مظفر الدين
وبعد موت مظفر الدين وقيام ولده محمد علي الذي كان يبغض الدستور
اتفق سرا مع روسيا وانكلترا على مقاومة طالبي الدستور فضرب المجلس
النيابي في طهران بالمدافع وشتت شمل أهله وأظهرت روسيا له المساعدة
التامة وتوالت الحروب بينه وبين الاهلين وانتهت بمحاصرته في طهران
والتجائه إلى السفارة الإنكليزية، وخلعه ونفيه إلى أودسا من بلاد روسية
وأقيم مكانه في الملك ولده احمد شاه وعمره ١٢ سنة وأقيم عضد الملك نائبا
عنه لصغر سنة وجعل ولي عهده اخوه محمد حسن ميرزا ثم خرج احمد شاه
من إيران بايعاز من الشاه رضا البهلوي الذي كان يومئذ رئيس الوزارة
وبيده الحل والعقد وليس للشاه معه امر ولا نهي فمر بالعراق فسوريا وذهب
إلى أوروبا واستمرت سلطنة القاجارية بملوكية احمد شاه بن محمد علي شاه
وولاية العهد لأخيه محمد حسن ميرزا إلى سنة ١٣٤٤ فانقرضت بتقرير
المجلس النيابي الإيراني وجاء ولي العهد ووالدته إلى سوريا فكانوا كأحد
الرعايا فسبحان من لا يدوم الا ملكه، وعدد الملوك القاجارية سبعة أولهم
محمد شاه بن محمد حسن خان وآخرهم احمد شاه بن محمد علي شاه ومدة
ملكهم ١٣٤ سنة من سنة ١٢١٠ إلى ١٣٤٤.
٤٣٥: الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن نصر
يروى بالإجازة عن السيد محمد بن علي بن خزعل الحسيني وتاريخ
الإجازة ٢٧ صفر سنة ٨٢٨.
٤٣٦: الشيخ أحمد بن محمد بن علي بن يوسف بن سعيد البحراني المقشاعي أصلا
الأصبغي مسكنا.
المقشاعي نسبة إلى مقشاع من بلاد البحرين والأصبغي نسبة
إلى أصبغ بالفتح وآخره غين معجمة واد في البحرين.
في لؤلؤة البحرين: فاضل محقق وكان معاصرا للشيخ علي بن
سليمان القدمي فولي قضاء البحرين بأمر الشيخ علي المذكور فاتفق ان رجلا
طلق زوجته وقبل انقضاء العدة غاب الزوج فلما عاد من سفره قال إني
رجعت قبل انقضاء العدة واقام البينة على ذلك الا انه لم يعلمها بالرجوع
وكانت المطلقة قد تزوجت بغيره فقال الشيخ احمد ترجع الزوجة إلى الزوج
الأول وقال معاصره الشيخ علي هي زوجة الثاني وحصل في ذلك كلام كثير
فكتبوا في هذه القضية إلى علماء شيراز وأصفهان فجاء الجواب على طبق
قول الشيخ احمد فاستاء الشيخ علي من ذلك وعزل الشيخ احمد عن
القضاء. قال في اللؤلؤة: ولا ريب ان المشهور في كلام الأصحاب هو ما
أفتى به الشيخ احمد ونحن قد حققنا الكلام في هذه المسالة في الدرة الثامنة
والعشرين من الدرر النجفية أقول: الصواب ما هو المشهور لثبوت حق
الرجوع للزوج في الطلاق الرجعي وعدم قيام دليل على تقييده باعلام
الزوجة، نعم لا اثم عليها إذا تزوجت بعد العدة مع عدم علمها بالرجوع
لأن الأصل عدم الرجوع فإذا ثبت الرجوع ظهر فساد العقد وكان الوطء
وطء شبهة فترجع إلى الزوج الأول بعد ان تعتد. وفي أنوار البدرين:
شيخنا المحقق المدقق الأصولي الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن علي كان
أوحد زمانه علما وعملا وحيد زمانه في الكمالات الكسبية والموهبية، وأكثر
مشائخنا تلامذته كانوا يصفون فضله وعلمه وذكاءه حتى أن شيخنا المحقق
الشيخ محمد بن ماجد مع شدة تصلبه، كان يتعجب من فضله واشتعال
ذهنه، وكان يذكر غزارة علمه وهو من جملة تلامذته وكانت له مذاهب
نادرة منها القول بعدم نجاسة الماء القليل بالملاقاة وفاقا للحسن بن أبي
عقيل ومنها وجوب الاجتهاد على الأعيان وفاقا لأهل حلب ومنها
عدم جواز العمل بخبر الآحاد وفاقا للمرتضى وذكر شيخنا العلامة انه
شرح النافع شرحا أجاد فيه الا انه لم يتم وحكى لي جماعة انه لم يقرأ في
النحو الا شرح الملحة، وعلى كل حال فلا كلام في غزارة علمه واجتهاده
باتفاق علماء بلاده، وتولى القضاء في البحرين مدة طويلة حتى وقع بين
العلماء اختلاف عظيم في بعض الوقائع وحدث فيه تنافر بين الشيخ احمد
وبين الشيخ علي بن سليمان وأدى ذلك إلى عزله، وكان فيه صلاح عظيم
ومن كراماته المشهورة انه لم يحلف أحد عنده كاذبا الا أصيب على الفور اما
بعمى أو مرض أو نحوهما حكى ذلك عنه والدي وحكى شيخنا عنه انه
كان لا يتراخى في الاحلاف بل يبادر اليه وقد تحاماه الناس لذلك. انتهى
كلام شيخنا العلامة الماحوزي وبه انتهى ما أردنا نقله من أنوار البدرين.
(١٣٩)

٤٣٧: أحمد بن محمد بن عمار أبو علي الكوفي.
في الفهرست: قال الحسين بن عبيد الله هو ابن الغضائري توفي
أبو علي أحمد بن محمد بن عمار سنة ٣٤٦.
وفي الفهرست أيضا: شيخ من أصحابنا ثقة جليل القدر كثير
الحديث والأصول، وصنف كتبا منها ١ كتاب العلل ٢ اخبار آباء
النبي ص وفضائلهم وايمانهم وايمان أبي طالب ع أخبرنا بكتبه
الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود عن أحمد بن
محمد بن عمار، وله ٣ كتاب المبيضة ورواه التلعكبري عنه اه‍
والمبيضة الذين بيضوا ثيابهم مخالفة للمسودة من العباسيين. وقال
النجاشي: ثقة جليل من أصحابنا له كتب منها كتاب العلل، كتاب اخبار
النبي ع ٤ كتاب ايمان أبي طالب ٥ كتاب فضل القرآن
وحملته أخبرنا شيخنا أبو عبد الله حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن داود
عنه وله ٦ كتاب الممدوحين والمذمومين وهو كتاب كبير حكى لنا أبو
عبد الله بن الحسين عبيد الله انه أكبر من كتاب أبي الحسن بن داود
انتهى وأنت ترى ان الشيخ قال أخبار آباء النبي ص والنجاشي قال
اخبار النبي ص والشيخ جعل ايمان أبي طالب من جملة الكتاب والنجاشي
جعله كتابا برأسه، وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
فقال: أحمد بن محمد بن عمار الكوفي ثقة روى عنه ابن داود. وفي
الخلاصة في نسخة مصححة على نسخة ولد ولد المصنف: روى عنه ابن حاتم الهروي وفي بعض النسخ ابن
حاتم الهروي وفي بعض النسخ ابن
حاتم القزويني وكأنه اصلاح واعترضه في محكي الحاوي أولا بان أبا
حاتم الهروي غير مذكور في الرجال فصوابه أبو حاتم القزويني ثانيا ان
المذكور في كتب الرجال رواية ابن داود وهو محمد بن أحمد بن داود عن هذا
الرجل وأما أبو حاتم القزويني فالمذكور فيها انه يروي عن أحمد بن علي بن أحمد
الفائدي القزويني وقد ذكره الشيخ عقيب هذا بلا فصل فكان العلامة
ألحق ذلك بما هنا سهوا يعني انه كان خارجا في نسخته إلى الهامش فظنه
تتمة لأحمد هذا وكان تتمة لأحمد الفائدي ويؤيد ذلك ذكره في الخلاصة
أحمد بن علي الفائدي عقيب الرجل ولم يذكر انه روى عنه ابن حاتم.
انتهى ما حكي عن الحاوي، وهو الصواب الذي لا شك فيه فالعلامة سها
قلمه الشريف في ثلاثة أشياء أولا تبديل القزويني بالهروي ثانيا كون
ابن حاتم يروي عن أحمد بن محمد بن عمار ثالثا عدم ذكر انه يروي
عن أحمد بن علي الفائدي.
وفي مشتركات الكاظمي: يعرف أحمد بن محمد بن عمار برواية
التلعكبري عنه كالأوائل والتمييز بالقرينة مع وجودها، ورواية محمد بن
أحمد بن داود عنه انتهى.
٤٣٨: أبو جعفر أو أبو علي أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر زيد مولى
السكون الكوفي المعروف بالبزنطي.
وفاته
قال الشيخ في الفهرست: مات سنة ٢٢١ وقال النجاشي وتبعه
العلامة في الخلاصة: مات سنة ٢٢١ بعد وفاة الحسن بن فضال بثمانية
أشهر انتهى مع أن الحسن مات سنة ٢٢٤ كما يأتي في ترجمته فتكون
وفاته قبل وفاة الحسن بثلاث سنين لا بعدها بثمانية أشهر، ولذلك احتمل
الميرزا محمد في الرجال الكبير ان يكون اشتباها بوفاة الحسن بن محبوب.
نسبته
السكون بفتح السين وضم الكاف حي باليمن والبزنطي
بالموحدة والزاي المفتوحتين والنون الساكنة والطاء المهملة نسبة إلى بزنط
ثياب معروفة وكأنه كان يبيعها أو يعملها.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في الفهرست: أحمد بن محمد بن أبي نصر زيد مولى
السكون أبو جعفر وقيل أبو علي المعروف بالبزنطي كوفي لقي الرضا
ع وكان عظيم المنزلة عنده وروى عنه كتابا وله من الكتب ١ كتاب
الجامع أخبرنا به عدة من أصحابنا منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم عن
أحمد بن محمد بن سليمان الزراري قال حدثنا به خال أبي محمد بن جعفر
وعم أبي علي بن سليمان قالا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين عن
أحمد بن محمد وأخبرنا به أبو الحسين بن أبي حيدر عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن
عبد الحميد العطار جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وله ٢ كتاب
النوادر أخبرنا به أحمد بن محمد بن موسى حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان حدثنا أحمد بن محمد انتهى وذكره الشيخ
في رجاله في أصحاب الكاظم ع فقال أحمد بن محمد بن أبي نصر
البزنطي مولى السكون ثقة جليل القدر وذكره في أصحاب الرضا ع،
إلى أن قال: ثقة مولى السكون له كتاب الجامع روى عن أبي الحسن موسى
ع وذكره في رجال الجواد ع، إلى أن قال البزنطي من أصحاب
الرضا ع انتهى وقال النجاشي: أحمد بن محمد بن عمرو بن أبي
نصر زيد مولى السكون أبو جعفر المعروف بالبزنطي كوفي لقي الرضا وأبا
جعفر ع وكان عظيم المنزلة عندهما وله كتب منها كتاب الجامع
قرأناه على أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله رحمه الله قال: قرأته على أبي غ
الب أحمد بن محمد الزراري قال حدثني به خال أبي محمد بن جعفر وعم
أبي علي بن سليمان قالا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عنه به
وكتاب النوادر أخبرنا به أحمد بن محمد بن الجندي عن أبي العباس أحمد بن
محمد حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان عنه به ٣ وكتاب نوادر آخر أخبرنا
به الحسين بن عبيد الله حدثنا جعفر بن محمد أبو القاسم حدثنا أحمد بن
محمد بن الحسن بن سهل حدثنا أبي محمد بن الحسن عن أبيه الحسن بن
سهل عن موسى بن الحسن عن أحمد بن هلال عن أحمد بن محمد به. ذكر
محمد بن عيسى بن عبيد انه سمع منه سنة ٢١٠ انتهى وروى الكشي
بأسانيده أحاديث تدل على اختصاصه بالرضا ع فقال: في أحمد بن
محمد بن أبي نصر البزنطي وجدت بخط جبرئيل بن أحمد الفاريابي:
حدثني محمد بن عبد الله بن مهران أخبرني أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
دخلت على أبي الحسن ع انا وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وأظنه
قال وعبد الله بن جندب وهو بصري، فجلسنا عنده ساعة فقمنا فقال:
اما أنت يا احمد فاجلس فجلست فاقبل يحدثني وأساله ويجيبني حتى ذهب
عامة الليل فلما أردت الانصراف قال لي يا أحمد تنصرف أو تبيت فقلت
جعلت فداك فذلك إليك ان امرتني بالانصراف انصرفت وان أمرت بالمقام
أقمت قال أقم فهذا الحرس وقد هدأ الناس وباتوا فقام وانصرف فلما ظننت انه
(١٤٠)

قد دخل خررت لله ساجدا فقلت الحمد لله حجة الله ووارث علم النبيين
أنس بي من بين اخواني وحببني فانا في سجدتي وشكري فما علمت الا وقد
رفسني برجله ثم قمت فاخذ بيدي فغمزها ثم قال: يا احمد ان أمير
المؤمنين ع عاد صعصعة بن صوحان في مرضه فلما قام من عنده قال يا
صعصعة لا تفتخرن على اخوانك بعيادتي إياك واتق الله ثم انصرف عني.
محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد الكشيان قالا حدثنا محمد بن
يزداذ وحدثنا الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال
كنت عند الرضا ع فأمسيت عنده فقال لجاريته هاتي مضربتي ووسادتي
فافرشي لأحمد في ذلك البيت فلما صرت في البيت دخلني شئ فجعل يخطر
في بالي من مثلي في بيت ولي الله وعلى مهاده فناداني يا أحمد أن أمير المؤمنين
ع عاد صعصعة بن صوحان فقال يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا
على قومك وتواضع لله يرفعك أقول خاف عليه من العجب. محمد بن
الحسن: حدثني محمد بن يزداذ حدثني أبو بكر يحيى بن محمد الرازي عن
محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال لما اتي بأبي الحسن ع
اخذ به على القادسية ولم يدخل الكوفة اخذ به على براني البصرة فبعث إلي
مصحفا وانا بالقادسية الحديث.
وقال الكشي قبل ذلك: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم
وأبي الحسن الرضا ع اجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح عن
هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم وهم ستة نفر آخرون دون الستة
النفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله ع منهم: يونس بن عبد
الرحمن وصفوان بن يحيى بياع السابري ومحمد بن أبي عمير وعبد الله بن
المغيرة والحسن بن محبوب وأحمد بن محمد بن أبي نصر، إلى آخر ما قال.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: باب أحمد بن محمد المشترك بين جماعة
أكثرهم دورانا في الاسناد أربعة أحمد بن محمد بن الوليد وأحمد بن محمد بن
أبي نصر وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسى ويعرف انه ابن
أبي نصر بوقوعه في آخر السند مقارنا للرضا والجواد ع. وبرواية
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن هلال ومحمد بن عيسى ومحمد بن
عبد الحميد العطار ومحمد بن عبد الله بن مهران ومحمد بن يحيى وأحمد بن
محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسى وزكريا بن شيبان ومحمد بن يزداذ
والحسن بن علي بن النعمان وعلي بن مهزيار وموسى بن عمر بن يزيد
الصيقل وإبراهيم بن هاشم عنه. وفي مؤلف لبعض المعاصرين عن
مشتركات الكاظمي زيادة رواية أبي طالب عبد الله بن الصلت والحسين بن
سعيد ويحيى بن سعيد الأهوازي ومحمد بن عبد الله بن زرارة عنه ولم أجد
ذلك في نسختين عندي من المشتركات. وعن جامع الرواة انه زاد رواية
ابنه علي وأحمد بن مهران وسهل بن زياد وعلي بن أحمد بن أشيم وأبي
عبد الله الرازي وأحمد بن محمد بن داود بن فرقد وإسماعيل بن مهران وابن
أبي نجران والحسن بن محبوب وسعد بن سعد ومحمد بن القاسم والحسن بن
موسى الخشاب ومحمد بن علي بن محبوب ومعاوية بن حكيم والهيثم بن أبي
مسروق النهدي وابن أبي عمير وأبي عبد الله محمد بن خالد البرقي
ومحمد بن الوليد وعلي بن العباس والعلاء وإسماعيل بن مهران وأحمد بن
الحسن وموسى بن القاسم والعباس بن معروف ومحمد بن أيوب وأيوب بن
نوح عنه انتهى قال الكاظمي: ويعرف بروايته هو عن أبان بن عثمان
وعبد الله بن المغيرة انتهى وعن جامع الرواة انه زاد روايته عن داود بن
سرحان وجميل بن دراج وعبد الله بن سنان والحسن التفليسي وعاصم بن
حميد انتهى قال الكاظمي: ووقع في أسانيد الشيخ رواية محمد بن
أحمد بن يحيى عن ابن أبي نصر والظاهر أن الواسطة ساقطة لأنه ليس من
طبقة من يروي عنه انتهى.
٤٣٩: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران أو عمر بن موسى بن عروة بن
الجراح بن علي بن زيد بن بكر بن حريش أبو الحسن النهشلي المعروف بابن
الجندي.
ولد سنة ٣٠٥ أو ٣٠٦ أو ٣٠٧ وتوفي سنة ٣٩٠.
والجندي في الخلاصة بالجيم المضمومة والنون والدال المهملة وفي
رجال النجاشي: والخلاصة وميزان الاعتدال وتاريخ بغداد عمران بالألف
والنون وفي الفهرست ورجال الشيخ ومعالم ابن شهرآشوب ورجال ابن داود
عمر قال ابن داود ومنهم من يقول عمران والأول أصح انتهى.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: أحمد بن محمد بن عمران بن موسى أبو الحسن
المعروف بابن الجندي استاذنا رحمه الله ألحقنا بالشيوخ في زمانه انتهى
اي أجاز له الرواية عنه فدخل في سلسلة مشايخ الإجازة والرواية وينقل عنه
النجاشي كثيرا معتمدا عليه. وقال النجاشي في ترجمة أحمد بن عامر بن
سليمان وهو والد عبد الله راوي نسخة صحيفة الرضا ع ما لفظه: دفع
إلي هذه النسخة: نسخة عبد الله بن محمد بن عامر الطائي أبو الحسن أحمد بن
محمد بن موسى الجندي شيخنا رحمه الله قرأتها عليه. وفي الخلاصة:
أحمد بن محمد بن عمران بن موسى أبو الحسن المعروف بابن الجندي قال
النجاشي استاذنا إلى آخر ما مر وليس هذا نصا في تعديله انتهى وعده
بحر العلوم في رجاله من مشائخ النجاشي وقال إن النجاشي عظمه في كثير
من المواضع قال ويختلف التعبير عن هذا الشيخ فيقال أحمد بن محمد بن
عمران وأحمد بن محمد الجندي وأبو الحسن بن الجندي وابن الجندي وفي
ترجمة عبد الصمد بن بشير وغيره أحمد بن محمد بن الجراح وفي محمد بن
همام أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى الجراح وقال في ترجمة عبد الله بن
مسكان أخبرنا أحمد بن محمد المستنشق حدثنا أبو علي بن همام ويحتمل ان
يكون هو أحمد بن محمد الجندي و هو الظاهر كما تشعر به روايته عن ابن
همام فيكون المستنشق من ألقابه. وفي كتب الشيخ: أحمد بن محمد بن
موسى الجراح المعروف بابن الجندي انتهى رجال بحر العلوم وفي
الفهرست أحمد بن محمد بن عمر بن موسى بن الجراح أبو الحسين المعروف
بابن الجندي صنف كتبا، وذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم
ع وترجمه كما في الفهرست وقال يروي عنه ابن عزور. وفي
معالم العلماء أحمد بن محمد بن عمر أبو الحسين بن الجندي تصنيفه الخ.
وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: أحمد بن محمد بن عمران بن
موسى بن عروة بن الجراح بن علي بن زيد بن بكر بن حريش أبو الحسن
النهشلي ويعرف بابن الجندي أول سماعه سنة ٣١٣ اي وعمره ست سنين
على الأكثر وكان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه سالت الأزهري
عنه فقال ليس بشئ وقال لي الأزهري أيضا حضرت ابن الجندي وهو يقرأ
عليه كتاب ديوان الأنواع الذي سمعه فقال لي أبو عبد الله بن الآبنوسي
(١٤١)

ليس هذا سماعه وانما رأى نسخة على ترجمتها اسم وافق اسمه فادعى ذلك
قال أحمد بن محمد العتيقي وكان يرمى بالتشيع وكانت له أصول حسان
انتهى ومن أين علم ابن الآبنوسي ان هذا ليس سماعه وهل كان معه
في جميع أوقاته ليعلم سماعه، ما هو الا سوء الظن وحب الافتراء عليه لأنه
يرمى بالتشيع. وفي ميزان الاعتدال أحمد بن محمد بن عمران أبو الحسن بن
الجندي كان آخر من بقي ببغداد من أصحاب ابن صاعد شيعي قال
الخطيب كان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه قال الأزهري ليس
بشئ قلت روى عنه خلق يروي عن البغوي انتهى وفي لسان الميزان
بعد نقل كلام الميزان السابق وقال العتيقي كان يرمي بالتشيع وأورد ابن
الجوزي في الموضوعات في فضل علي حديثا بسند رجاله ثقات الا الجندي
فقال هذا موضوع ولا يتعدى الجندي انتهى والرجل لا عيب فيه عندهم
الا تشيعه ولذلك ضعفوا روايته وطعنوا عليه في مذهبه لا سيما من مثل
الخطيب المعلوم حاله في تعصبه هذا مع كثرة الرواة عنه والعجب من دعوى
ابن الجوزي وضع حديث رجاله ثقات لان فيهم ابن الجندي وهو شيعي
كان أمير المؤمنين لم تملأ فضائله الخافقين وشهد بها المخالف قبل المؤالف
حتى يضع له الجندي أو غيره فضيلة وانما يحتاج إلى هذا الفقير في فضله
ولكنها العصبية واتباع الهوى.
مشايخه
قال الخطيب في تاريخ بغداد: روى عن أبي القاسم البغوي وأبي
بكر بن أبي داود ويحيى بن محمد بن صاعد وأبي سعيد العدوي ويوسف بن
يعقوب النيسابوري ومن في طبقتهم وبعدهم.
تلاميذه
قال الخطيب: حدثنا أبو القاسم الأزهري والحسن بن محمد الخلال
ومحمد بن علي بن مخلد الوراق ومحمد بن عبد العزيز البرذعي وأحمد بن
محمد العتيقي وعدة غيرهم انتهى وقد عرفت انه يروي عنه النجاشي
صاحب الرجال وأبو طالب بن عزور.
مؤلفاته
في الفهرست: صنف كتبا منها ١ كتاب الأنواع وهو كتاب كبير
حسن ٢ عقلاء المجانين ٣ الهواتف، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته أبو
طالب بن عزور عنه. وقال النجاشي له كتب وذكر ما مر وقال عن كتاب
الأنواع: كبير جدا سمعت بعضه يقرأ عليه وزاد عليها ٤ كتاب الرواة
والفلج ٥ الخط ٦ الغيبة ٧ العين والورق ٨ فضائل الجماعة
وما روي فيها.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: يعرف برواية أبي طالب بن عزور عنه
انتهى.
٤٤٠: أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الأنطاكي المعروف
بالصنوبري.
مرت ترجمته في الجزء التاسع وقد وجدنا في نسمة السحر بعض
الزيادات التي فاتنا ذكرها في ترجمته فأعدنا ترجمته ثانيا قال في نسمة السحر
بعد حذف اسجاعه المألوفة في عصره أبو القاسم أو أبو بكر أحمد بن محمد
الجزري الرقي المعروف بالصنوبري الشاعر المشهور.
الرقي بفتح الراء وتشديد القاف نسبة إلى الرقة مدينة مشهورة
بشط الفرات واسمها الرافقة وعرفت بالرقة الجديدة عمرها هارون الرشيد، والأولى الرقة القديمة ويقال لهما الرقتان وكان الرشيد كثيرا ما
يصيف فيها.
كان من كبار الشيعة ويدل شعره على أنه كان زيديا أقول لم تظهر
لي هذه الذلالة، صاحب الروضيات الأنيقة والتشابيه التي هي النسيم
حقيقة، وقال الثعالبي تشبيهات ابن المعتز وأوصاف كشاجم وروضيات
الصنوبري متى اجتمعت اجتمع الظرف والطرب، وله ديوان قد وقفت
عليه بعد الاشتياق ونقلت من روضياته وتنزهت في جناته، فمنها من
قصيدة يمدح بها أبا القاسم عمرو بن عبيد الله بن غياث: والنسخة سقيمة
وفيها أغلاط لم نهتد لصوابها.
قدم الصيف والشتاء تولى * وتولت مقدمات الشتاء
ويك باقي أولاك ما الرقة * البيضاء عندي بالرقة السوداء
اكتساء من النبات ولطف * غير لطف النبات والاكتساء
وارى العمر عامرا لرباه * بعد ما كان عافيا بعفاء
في ملاء من الرياض وقد عطل * حسن الرياض حسن الملاء
وحلي سوى الحلي وأشياء * من النبت زدن في الأشياء
ذهب حيثما ذهبنا ودر * حيث درنا وفضة في الفضاء
وفرند مثل الفرند ولكن * ليس ذا في البها ولا في البهاء
وكان البهار يصفر في الروض * دنانير سكة صفراء
طاب هذا الهواء وازداد حتى * ليس يزداد طيب هذا الهواء
وله في غلام نحيف:
أحب رشاقة الرشا النحيف * ولن يهوى اللطيف سوى اللطيف
قليل المسك اسرع من كثير * من الطيب انقيادا في الأنوف
أينكر ان فضل الوشي الا * لأن الوشي من نسج ضعيف
ووصفهم لقد الغصن مما * يدل على السمين من القضيف
وهل تجد الهلال يخاف يوما * كخوف البدر من قبح الخسوف
إليك فعظم جرم العود جاءت * فضيلته من الوتر الرهيف
إذا كان الأليف كذا رشيقا * مليحا كان ريحان الأليف
ينوب عن النديم وان أردنا * وصيفا قام ناب عن الوصيف
وما أرب الخفيف الروح الا * خفيف الروح ذو جسم نحيف
يميلهما العناق إذا استكانا * كما مال النزيف على النزيف
قال ومن شعره الذي اخترته من ديوانه:
ان هي تاهت فمثلها تاها * لم يجر خلق في الحسن مجراها
للغصن علالها كذا وقامتها * وللرشا جيدها وعيناها
فضضن بالياسمين عارضها * ذهب بالجلنار خداها
تلك الثنايا من عقدها نظمت * أم نظم العقد من ثناياها
وغارت القمص حين أسفلها * يمس ما لا يمس أعلاها
جاعلة ريقها مدامتنا * إذا سقتنا وكأسنا فاها
لئن كفاني التفاح وجنتها * لقد كفاني الرمان ثدياها
تملكني بالهوى وأملكها * فها انا عبدها ومولاها
وله
شربنا في بغادين * على تلك الميادين
(١٤٢)

على ضحك الهزارات * على نوح الشفاتين
على صوت الرواشين * وترجيع الوراشين
لدى ألوان أزهار * لها الطف تلوين
كأذناب الطواويس * كأطواق الجمازين
كأعناق الدراريج * كأحداق الكراوين
شربنا فتعال انظر * إلى شرب التباتين
إلى شرب العفاريت * إلى شرب الشياطين
فطورا بالهوارين * وطورا بالأجاجين
فلما ان مشى السكر * بنا مشي الفرازين
وملنا فتلوينا * تلوية الثعابين
ورقص يخطف الابصار * بتحريك وتسكين
كانا نوطئ الأقدام * أطراف السكاكين
كانا إذ تخلقنا * أناس من زرافين
ورحنا في خلوقين * من الخلوق والطين
فقل في وقعة تربي * على وقعة صفين
تفرغنا لتفريغ * الجيوب والهمايين
على ذا تاج ورد * وعلى ذا تاج نسرين
وساقينا إذا استسقى * دهقان الدهاقين
فتى لا بل فتاة * تخلط الشدة باللين
لها عز السلاطين * ولي ذل المساكين
فيا من هو بستاني * وبستان البساتين
ويا من هو ريحاني * وريحان الرياحين
يا عنبرة الهند * ويا مسكة دارين
ويا بهجة نيسان * ويا رقة تشرين
وله يمدح أهل البيت ع ويرثي الحسين ع:
ما في المنازل حاجة نقضيها * الا السلام وأدمع نذريها
وتفجع للعين فيها حيث لا * عيش أوازيه بعيشي فيها
أبكي المنازل وهي لو تدري الذي * بعث البكاء لكدت أستبكيها
بالله يا دمع السحائب سقها * ولئن بخلت فادمعي تسقيها
يا مغر يا نفسي بوصف غريرة * أغريت عاصية على مغريها
لا خير في وصف النساء فاعفني * عما تكلفنيه من وصفيها
يا رب قافية حلى امضاؤها * لم يحل ممضاها إلى ممضيها
لا تطمعن النفس في اعطائها * شيئا فتطلب فوق ما تعطيها
حب النبي محمد ووصيه * مع حب فاطمة وحب بنيها
أهل الكساء الخمسة الغرر التي * يبني العلا بعلاهم بانيها
كم نعمة أوليت يا مولاهم * في حبهم فالحمد للموليها
ان السفاه بترك مدحي فيهم * فيحق لي ان لا أكون سفيها
هم صفوة الكرم الذي أصفيهم * ودي وأصفيت الذي يصفيها
أرجو شفاعتهم وتلك شفاعة * يلتذ برد رجائها راجيها
صلوا على بنت النبي محمد * بعد الصلاة على النبي أبيها
وابكوا دماء لو تشاهد سفكها * في كربلاء لما ونت تبكيها
يا هولها بين العمائم واللهى * تجري وأسياف العدى تجريها
تلك الدماء لو أنها توقى إذا * كنا بنا وبغيرنا نفديها
لو أن منها قطرة تفدي إذا * كانت دماء العالمين تقيها
ان الذين بغوا اراقتها بغوا * ميشومة العقبى على باغيها
قتل ابن من أوصى اليه خير من * أوصى الوصايا قط أو يوصيها
رفع النبي يمينه بيمينه * ليرى ارتفاع يمينه رائيها
في موضع أضحى عليه منبها * فيه وفيه يبدئ التشبيها
آخاه في خم ونوه باسمه * لم يأل في خير به تنويها
وقال أفضلكم أقضاكم ظ علي انه * امضى قضيته التي يمضيها
هو لي كهارون لموسى حبذا * تشبيه هارون به تشبيها
يوماه يوم للعدى للندى ظ يرويهم * جودا ويوم للقنا يرويها
يسع الأنام مثوبة وعقوبة * كلتاهما تمضي لما يمضيها
بيد لتشييد المعالي شطرها * ولهدم اعمار العدى باقيها
ومضاء صبر ما رأى راء له * فيما رآه من الصدور شبيها
لو تاه فيه قوم موسى مرة * أخرى لانسى قوم موسى التهيا
عوجا بدار الطف بالدار التي * ورث الهدى أهلوه عن أهليها
نبكي قبورا ان بكينا غيرها * بعض البكاء فإنما نعنيها
نفذت حياتي في شجى وكابة * لله مكتئب الحياة شجيها
بأبي عفت منكم معالم أوجه * أضحى بها وجه الفخار وجيها
مالي علمت سوى الصلاة عليكم * آل النبي هدية أهديها
واسا علي فان أفأت بمقلتي * يحدي سوابق دمعها حاديها
سقيا لها فئة وددت بأنني * معها فسقاني الردى ساقيها
تلك التي لا ارض تحمل مثلها * لا مثل حاضرها ولا باديها
قلبي يتيه على القلوب بحبها * وكذا لساني ليس يملك تيها
وانا المدله بالمراثي كلما * زادت أزيد بقولها تدليها
يرثي نفوسا لو تطيق إبانة * لرثت له من طول ما يرثيها
ومن شعره قوله في الملح وتركنا بعض أبياتها المجونية:
ما لي وللحمل للسكاكين * ذكري إذا ما ذكرت يغنيني
باي ضرب من الفتوة لا * اخلع روح الذي يفاتيني
ويك يدي خنجري فتعرف لي * خلفا أواخيه أو يواخيني
ما انا الا من الحديد فمن * أين تقول الحديد يؤذيني
أما الشياطين فهي ترهبني * لأنني آفة الشياطين
قم هات لي شاطرا يقاومني * أو ادن لي شاطرا يدانيني
إليك عني فلو نفخت فتى * بمصر طيرته إلى الصين
ان الفتى الزانكي يعرفني * عند المناواة من يناويني
لو رام إبليس ان يبادرني * بالرمح والسيف والطبرزين
ما قلت قول الهلوع من عجل * هات سناني وهات سكيني
لو صور الموت مات من فرقي * وكنت آتيه قبل يأتيني
فخذ معي في المجون واللعب يا * من ليس في حالة يساويني
وكل ضرب من العبارة لا * يلحقني فيه من يجاريني
ما لي لا أخلع العذار وأجري * مع اللهو في الميادين
ان غلامي الذي كلفت به * أطيعه في الهوى فيعصيني
ويلي من كسر حاجبيه ومن * تفتير عينيه كلما حين
ما الموت الا في وردتين على * خديه قد حفتا بنسرين
تحسبني قد جننت وحدي لا * كم لي شبيه من المجانين
كم لائم لامني فقلت له * حسبك ان الملام يغريني
(١٤٣)

٤٤١: شهاب الدين أحمد بن جمال الدين أبي غانم محمد بن هبة الله بن أحمد بن
يحيى بن أبي جرادة المعروف بابن العديم العقيلي الحلبي وفي بعض النسخ
كمال الدين محمد بن عمر الخ.
ولد في رأس السبعمائة وتوفي سنة ٧٦٥ بحلب عن بضع وستين
سنة وقيل جاوز السبعين.
وبنو العديم وآل أبي جرادة شيعة كلهم كما بيناه في إبراهيم بن أبي
جرادة وان وصفه في الدرر الكامنة بالحنفي كما ستعرف. في الدرر الكامنة
في أعيان المئة الثامنة للحافظ بن حجر: أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن
هبة الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن أبي جرادة شهاب الدين
ابن جمال الدين أبي غانم بن الصاحب كمال الدين بن العديم العقيلي الحلبي
الحنفي ولد في رأس القرن واسمع على بيرس العديمي وعمتيه خديجة وشهدة
وحدث سمع عليه ابن عشائر منتقى شيخه النسوي والأول من مشيخة ابن
شاذان الكبرى أنبأنا بيبرس وغير ذلك ولي نيابة شيزر مدة لأنه كان بزي
الجند مع معرفة بالتاريخ والأدب جيد المذاكرة حسن المحاضرة وحكى اخوه
القاضي كمال الدين عنه انه اخبره انه رأى في منامه كان شخصا ينشده:
يا غافلا صدته آماله * عن المقام الأشرف الأسنى
انهض بما عندك نحو العلى * وافتح لها مقلتك الوسنى
قال فحفظتهما وزدتهما:
وارجع إلى مولاك واخضع له * تستوجب الاحسان والحسنى
قال اخوه فلما أنشدني ذلك أعقبه بان قال: ما أظن الا ان نفسي
نعيت إلي فمات في السنة المقبلة وذلك سنة ٧٦٥ عن بضع وستين سنة قال
ابن حبيب ويقال جاوز السبعين وعنده عن بيبرس مشيخة ابن شاذان
الكبرى والأول والثاني من حديث ابن السماك وولي نيابة السلطنة مدة
يسيرة بشيزر وكان ذا حشمة زائدة وتجمل انتهى وفي ذيل طبقات
الحفاظ لابن فهد الهاشمي المكي في سنة ٧٦٥ توفي بحلب الأمير شهاب
الدين أحمد بن محمد بن عمر بن العديم الحلبي وله بضع وستون سنة
انتهى.
٤٤٢: أحمد بن محمد بن عياش
مر بعنوان أحمد بن محمد بن عبيد الله بن حسن بن عياش.
٤٤٣: السيد أحمد بن محمد بن عبيد الله بن حسن بن عياش الكاظمي.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحائري فقال ذو القدر الرفيع
الأمجد السيد احمد وذكر انه كتب اليه السيد نصر الله هذه الأبيات:
سلام في الغدو وفي الرواح * على ابن محمد رب السماح
فتى ربته اضار المعالي * وأرضع درة المجد الصراح
له خط يحاكي الشهب حسنا * ووجه مشرق شبه الصباح
تراه كالهلال إذا تبدى * يشار اليه من كل النواحي
فلا زالت تغرد في حماه * قماري السعد في روض الفلاح
٤٤٤: أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن الأحوص بن
السائب بن مالك بن عامر الأشعري من بني ذخران بن عوف بن
الجماهر بن الأشعث يكنى أبا جعفر القمي.
هكذا نسبه الشيخ في الفهرست ومثله النجاشي سوى أنه قال ابن
الأشعر بدل ابن الأشعث ولم يقل القمي.
الأحوص بالحاء والصاد المهملتين والسايب بالسين المهملة والمثناة
التحتية والباء الموحدة وذخران بالذال المعجمة المضمومة والخاء المعجمة
الساكنة بعدها راء وألف ونون والجماهر بضم الجيم. وجده سعد من
العرب الذين سكنوا بلاد العجم بعد الفتح الاسلامي وهم كثيرون وكان
منهم بقم عدد غير قليل منهم احمد هذا وأبوه وجده وعمران عمه وكذا
إدريس بن عبد الله وأولاد أعمامه زكريا بن آدم وزكريا بن إدريس وآدم بن
إسحاق وغيرهم وجوه أجلة رواة الحديث مذكورون.
أقوال العلماء فيه
قال الصدوق في أول كمال الدين: كان أحمد بن محمد بن عيسى في
فضله وجلالته يروي عن أبي طالب عن عبد الله بن الصلت وبقي حتى لقيه
محمد بن الحسن بن الصفار وروى عنه انتهى وذكره ابن النديم في
الفهرست في فقهاء الشيعة وقال الشيخ في الفهرست: أول من سكن بقم
من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص وكان السايب بن مالك وفد إلى
النبي ص واسلم وهاجر إلى الكوفة وأقام بها وأبو جعفر شيخ قم ووجيهها
وفقيهها غير مدافع وكان أيضا الرئيس الذي يلقى السلطان بها ولقي أبا
الحسن الرضا ع ومثله قال النجاشي إلى قوله ابن الجماهر بن الأشعر
يكنى أبا جعفر وزاد بعد قوله وأقام بها وذكر بعض أصحاب النسب ان في
انساب الأشاعرة أحمد بن محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك بن
هاني بن عامر بن أبي عامر الأشعري واسمه عبيد وأبو عامر له صحبة وقد
روي أنه لما هزم هوازن يوم حنين عقد رسول الله ص لأبي عامر الأشعري
على خيل فقتل فدعا له فقال اللهم اعط عبدك عبيدا أبا عامر واجعله في
الأكبرين يوم القيامة. قال الكشي عن نصر بن الصباح ما كان أحمد بن
محمد بن عيسى يروي عن ابن محبوب من اجل أن أصحابنا يتهمون ابن
محبوب في روايته عن أبي حمزة الثمالي ثم تاب ورجع عن هذا القول قال ابن
نوح وما روى احمد عن ابن المغيرة ولا عن الحسن بن خرذاذ وأبو جعفر
رحمه الله شيخ القميين ووجههم وفقيههم إلى آخر ما مر عن الفهرست وزاد
لقي أبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري ع انتهى النجاشي
وقال الكشي في أحمد بن محمد بن عيسى وأخيه بنان قال نصر بن
الصباح أحمد بن محمد بن عيسى لا يروي عن ابن محبوب في روايته عن ابن
أبي حمزة ثم تاب أحمد بن محمد فرجع قبل ما مات وكان يروي عمن كان
أصغر سنا منه وأحمد لم يرزق ويروي عن محمد بن القاسم النوفلي عن ابن
محبوب حديث الرؤيا وحماد بن عيسى وحماد بن المغيرة وإبراهيم بن إسحاق
النهاوندي يروي عنهم أحمد بن محمد بن عيسى في وقت العسكري وما روى
احمد قط عن عبد الله بن المغيرة ولا عن حسن بن خرذاذ، وعبد الله بن
محمد بن عيسى الملقب ببنان أخو أحمد بن محمد بن عيسى انتهى وأنت
ترى أن الذي حكاه النجاشي عن الكشي أنهم يتهمون ابن محبوب في روايته
عن أبي حمزة الثمالي، والذي في نسخة الكشي المطبوعة عن ابن أبي حمزة
بزيادة ابن واسقاط الثمالي وقد قيل في وجه اتهام ابن محبوب في روايته عن
أبي حمزة الثمالي ان أبا حمزة توفي سنة ١٥٠ وولد ابن محبوب سنة ١٥٠
لتصريحهم بأنه مات سنة ٢٢٤ وهو ابن ٧٥ سنة فتكون ولادته في سنة وفاة
الثمالي فكيف يروي عنه وعليه فيكون الصواب ابن أبي حمزة كما في رجال
الكشي وتكون لفظة ابن قد سقطت من النجاشي أو من النساخ فقد روى
(١٤٤)

الكشي عن حمدويه أن لأبي حمزة ثلاثة أولاد ثقات الحسين وعلي ومحمد
وعرض النجاشي في قوله أن أولاد نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ليس
حصر أولاد فيهم. ولا حاجة لأن يراد به علي بن أبي حمزة البطائني مع عدم
ذكر وصف البطائني في كلام أحد، وقوله واحمد لم يرزق لعل المراد انه لم
يرزق ولدا، ووثقه العلامة في الخلاصة وذكر حاصل ما قاله الشيخ
والنجاشي فيه على عادته وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا
ع فقال أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي ثقة له كتب وفي
رجال الجواد ع فقال أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري من
أصحاب الرضا ع قمي وفي رجال الهادي ع فقال
أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري قمي انتهى. ومر في ترجمة أحمد بن
أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي ان المترجم نفاه من قم ثم تاب عن
ذلك واعتذر اليه ثم مشى في جنازته حافيا حاسرا كما تاب عن قوله في ابن
محبوب فالرجل ورع ثقة لكن شدة ورعه قد توقعه فيما لا يحمد ومن هنا
ينبغي التثبت والتبصر في القدح في الناس كما قال الله تعالى يا أيها الذين
آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما
فعلتم نادمين وقد سمعت حكاية الكشي أنه ما روى احمد قط عن
عبد الله بن المغيرة ولا عن الحسن بن خرذاذ وسمعت حكاية النجاشي مثل
ذلك عن ابن نوح عن ابن عيسى. وكأنه لشبهة عرضت له فيهما فلم يرو
عنهما كما لم يرو أولا عن ابن محبوب ثم تاب، لكن لم ينقل أحد أنه تاب
عن ترك الرواية عنهما، إلا أن السيد مصطفى التفرشي في نقد الرجال قال
رأينا في كتب الاخبار رواية ابن عيسى عن ابن المغيرة كما في صلاة الجمعة
من التهذيب وغيره، ومنه في باب أن النوم ناقض للوضوء وروى الكليني
في الكافي في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الثالث ع عن
الحسين بن محمد عن الخيراني عن أبيه ورواه المفيد في الارشاد عن أبي
القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن الكليني عن الحسين بن محمد عن
الخيراني عن أبيه قال الخيراني: كان أبي يلزم باب أبي جعفر ع
بالخدمة التي كان وكل بها، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يجئ في السحر
في كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر ع، وكان الرسول الذي يختلف
بين أبي جعفر وبين أبي إذا حضر قام احمد وخلا به أبي، فخرج ذات ليلة
فقام احمد وخلا أبي بالرسول واستدار احمد فوقف حيث يسمع الكلام،
فقال الرسول لأبي: إن مولاك يقرئك السلام ويقول لك إني ماض والأمر
صائر إلى ابني علي وله عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي ثم مضى
الرسول ورجع احمد إلى موضعه وقال لأبي ما الذي قال لك؟ قال خيرا!
قال سمعت ما قاله فلم تكتمه وأعاد ما سمع فقال له: قد حرم عليك ما
فعلت لأن الله تبارك وتعالى يقول ولا تجسسوا فاحفظ الشهادة لعلنا
نحتاج إليها يوما وإياك أن تظهرها إلى وقتها، فلما أصبح أبي كتب نسخة
الرسالة في عشر رقاع وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة وقال:
إن حدث بي حادث الموت قبل أن أطالبكم بها فافتحوها واعملوا بما فيها،
فلما مضى أبو جعفر ع ذكر أبي أنه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه
نحو من أربعمائة انسان واجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج
يتفاوضون هذا الأمر فكتب محمد بن الفرج إلى أبي يعلمه باجتماعهم عنده
وأنه لولا مخافة الشهرة لصار معهم إليه وسأله أن يأتيه، فركب أبي وصار
اليه فوجد القوم مجتمعين عنده فقالوا لأبي: ما نقول في هذا الأمر؟ فقال
أبي لمن عندهم الرقاع احضروا الرقاع فأحضروها فقال هذا ما أمرت به
فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الامر شاهد آخر فقال
نعم! قد أتاكم الله عز وجل به هذا أبو جعفر الأشعري يشهد لي بسماع
هذه الرسالة وسأله أن يشهد بما عنده فأنكر أحمد أن يكون سمع من هذا
شيئا فدعاه أبي إلى المباهلة فقال لما حقق عليه قد سمعت ذلك وهذه مكرمة
كنت أحب أن تكون لرجل من العرب لا لرجل من العجم فلم يبرح القوم
حتى قالوا بالحق جميعا انتهى وهذا الخبر يوجب أن يكون قد تجسس وكتم
الشهادة وكلاهما مناف للعدالة لكن الأصحاب اتفقوا على توثيقه وجلالته
فكأنه لم يثبت عندهم هذا الخبر أو اكتفوا بدلالته على حصول التوبة منه مما
صدر، وفي التعليقة في قبول مثل هذه الرواية في شان مثل هذا الثقة الجليل
تأمل وربما كان هذا هو الداعي لعدم توثيق النجاشي له وفي بعض المواضع
ينقل عنه كلاما ربما يظهر منه تكذيبه كما في علي بن محمد بن شيرة والظاهر
أنه لا ينبغي التأمل في وثاقته ولعله كان زلة صدرت منه فتاب فان الظاهر
عدم تأمل المشائخ في وثاقته وعلو شانه وديدنهم الاستناد إلى قوله: وفي
الحسن بن سعيد ما يظهر منه اعتماد ابن نوح بل اعتماد الكل عليه ثم
حكى ما مر عن الصدوق في أول كمال الدين انتهى أقول: الذي أشار
اليه في علي بن محمد بن شيرة هو قول النجاشي غمز عليه أحمد بن محمد بن
عيسى وذكر أنه سمع منه مذاهب منكرة وليس في كتبه ما يدل على ذلك
انتهى وفي الحسن بن سعيد هو قول النجاشي أنه كتب اليه أحمد بن
علي بن نوح فاما ما عليه أصحابنا والمعول عليه ما رواه عنهما يعني
الحسن بن سعيد وأخاه أحمد بن محمد بن عيسى، وكيف كان فلا ينبغي
الريب في وثاقته وجلالته، وفي لسان الميزان: أحمد بن محمد بن عيسى عن
عبد الله بن سعيد العلامة أبو جعفر الأشعري القمي شيخ الرافضة بقم له
تصانيف وشهرة كان في حدود ٣٠٠.
مؤلفاته
في الفهرست صنف كتبا منها: ١ التوحيد ٢ فضل النبي ص
٣ المتعة ٤ النوادر وكان غير مبوب فبوبه داود بن كورة ٥ الناسخ
والمنسوخ، أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من أصحابنا منهم الحسين بن
عبيد الله وابن أبي جيد عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه
وسعد بن عبد الله عنه وأخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن
الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار وسعد جميعا عن
أحمد بن محمد بن عيسى وروى ابن الوليد المبوبة عن محمد بن يحيى
والحسن بن إسماعيل عن أحمد بن محمد انتهى ومثله قال النجاشي وزاد
٦ الأظلة ٧ المسوخ ٨ فضائل العرب، قال ابن نوح ورأيت له عند
الديبلي ٩ كتابا في الحج أخبرنا بكتبه الشيخ أبو عبد الله الحسين بن
عبيد الله وأبو عبد الله بن شاذان قالا حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا
سعد بن عبد الله عنه بها، وقال لي أبو العباس أحمد بن علي بن نوح أخبرنا
بها أبو الحسن بن داود عن محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم ومحمد بن
يحيى وعلي بن موسى بن جعفر وداود بن كورة وأحمد بن إدريس عن أحمد بن
محمد بن عيسى بكتبة انتهى وقال ابن النديم له من الكتب ١٠ الطب
الصغير ١١ الطب الكبير ١٢ المكاسب انتهى.
التمييز
مر قول الكاظمي في المشتركات ان أحمد بن محمد مشترك بين جماعة
أكثرهم دورانا في الاسناد أربعة أحمد بن محمد بن الوليد وأحمد بن محمد بن
(١٤٥)

أبي نصر وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن عيسى والأربعة ثقات
أخيار وذكر مميزات الثلاثة كما مر وقال في ابن عيسى انه يمكن استعلام حاله
بوروده في أواسط السند. وبرواية محمد بن الحسن الصفار أو محمد بن
الحسن بن الوليد أو محمد بن يحيى أو سعد بن عبد الله أو الحسن بن
محمد بن إسماعيل أو أحمد بن إدريس أو علي بن موسى بن جعفر أو
محمد بن أحمد بن يحيى أو محمد بن علي بن محبوب عنه قال: وفي الكافي
عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن عيسى، قال في
المنتقى: المعهود المتكرر كثيرا في مثله أن يكون أحمد بن محمد بن عيسى
معطوفا على سهل انتهى وعن جامع الرواة انه زاد رواية علي بن
إبراهيم وداود بن كورة وابن بطة وسهل بن زياد وأحمد بن علي بن ابان
القمي وحميد وأبي عبد الله البزوفري والعلاء عنه انتهى ووقع في بعض
الأسانيد روايته عن سعد بن سعد وعن المنتقى أنه قال المعهود المتكرر من
رواية أحمد بن محمد بن عيسى عن سعد بن سعد ان يكون بواسطة البرقي
فالظاهر سقوطه في الرواية عنه توهما ووقع في بعض الأسانيد روايته عن
عبد الله بن المغيرة وقد سمعت نقل النجاشي عن ابن نوح انكار ذلك وقول
التفرشي بوجوده وعن المنتقى فيما رواه الشيخ في التهذيب أحمد بن محمد بن
عيسى عن أبيه عن عبد الله المغيرة وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي
الكاظمي هكذا صورة الحديث في التهذيب واسقط في الاستبصار من السند
كلمتي عن أبيه والمعهود المتكرر في الأسانيد المتفرقة هو إثبات الواسطة بين
أحمد بن محمد وابن المغيرة فالاعتماد على ما في التهذيب انتهى ووقع في
بعض أسانيد التهذيب والاستبصار رواية موسى بن القاسم عن أبي جعفر
واستظهر صاحب المنتقى فيما حكي عنه أن أبا جعفر هو أحمد بن محمد بن
عيسى هنا وانكر رواية موسى بن القاسم عنه قائلا إن أحمد يروي عن
موسى لا العكس انتهى.
٤٤٥: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى القسري أو النسوي.
القسري بالقاف والسين المهملة والراء كما عن رجال الشيخ نسبة
إلى قسر بطن من بجيلة والنسوي بالنون والسين المهملة المفتوحتين كما
في الخلاصة.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال:
أحمد بن محمد بن عيسى القسري يكنى أبا الحسن روى عن أبي جعفر
محمد بن العلاء بشيراز وكان أديبا فاضلا بالتوقيع الذي خرج في سنة ٢٨١
في الصلاة على النبي ص انتهى. ووصف الشيخ له بالأدب والفضل
كاف في إثبات حسنه وذكره العلامة في الخلاصة وابن داود في القسم الأول
المعد للثقات ولا يبعد ان يكون وصفه بذلك صدر في نفس التوقيع لأنه ان
كان معناه أنه روى التوقيع لم يحتج إلى الباء لأن روى متعد بنفسه، إلا أن
يريد أنه روي بواسطة روايته لهذا التوقيع وهو توقيع خارج من صاحب
الزمان ع في الغيبة الصغرى التي كان يراه فيها بعض اخصائه
جوابا عن السؤال عن كيفية الصلاة عليه ص أو أمر آخر يتعلق بها والله
أعلم.
وفي مشتركات الكاظمي: يعرف بروايته عن أبي جعفر محمد بن
العلاء.
٤٤٦: أحمد بن محمد بن عيسى العراد.
روى الشيخ في الأمالي عن جماعة عن أبي المفضل عنه عن محمد بن
الحسن بن شمون. وذكر النجاشي في ترجمة محمد بن الحسن بن شمون قال
أبو المفضل حدثنا أبو الحسين بن رجا بن يحيى بن سامان العبرتائي وأحمد بن
محمد بن عيسى العراد جميعا عنه، وهذا طريق مظلم
انتهى.
٤٤٧: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن غالب.
يروي عن عبد الله بن أبي خيمة وخليل بن سالم كما في مهج
الدعوات.
٤٤٨: أبو السعادات أحمد بن محمد بن غالب العطاردي.
العطاردي بضم العين وفتح الطاء وكسر الراء والدال المهملات
نسبة إلى عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي.
في انساب السمعاني: شيخ فاضل عالم وله شعر رائق من أهل كرخ
بغداد غير أنه كان يميل إلى التشيع على ما هو مذهب أكثر الكوفيين سمع
القاضي أبا يوسف عبد السلام بن يوسف القزويني وأبا المعالي أحمد بن
علي بن قدامة الحنفي وهو شيخ ما كان يعرفه أصحاب الحديث ولا أبو
بكر بن كامل المفيد نزلت عليه وكتبت عنه كتاب طيف الخيال للمرتضى
وأحاديث سواه وكتبت عنه أيضا من شعره مقطعات انتهى.
٤٤٩: أحمد بن محمد الفاريابي
من أهل أواسط المئة الثالثة لأنه يروي عن نصر بن علي الجهضي
المتوفى ٢٥٠
الفاريابي نسبة إلى فارياب بكسر الراء بعدها مثناة تحتية وآخره باء
مدينة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون. من رواة
أصحابنا وليس له ذكر في كتب الرجال وإنما وجد في سند كتاب تواريخ
الأئمة لابن أبي الثلج محمد بن أحمد بن محمد الذي نسبه اليه النجاشي راويا
الفاريابي المترجم عن نصر بن علي الجهضمي عن الرضا ع وعن
أبيه محمد عن أبي جعفر الجواد وعن أخيه عبد الله بن محمد عن أبيه
وغيرهم ويروي عنه عتبة بن سعد بن كنانة. فعلم من ذلك أنه من رواة
أصحابنا الذين ليس لهم ذكر في كتب الرجال. في الذريعة ج ٣ ص ٢١٢
تاريخ آل الرسول لنصر بن علي الجهضمي المتوفى ٢٥٠ ويقال له المواليد
كما عبر به ابن طاوس في مهج الدعوات وفي الذريعة ج ٤ ص ٤٧٣ تواريخ
الأئمة اسم ثالث لتاريخ آل الرسول الذي مر في ج ٣ انه يسمى بذلك
وبالمواليد قال ثم وجدت منه نسخة في النجف في مكتبة الشيخ محمد
السماوي وهو مختصر حدود مائتي بيت ولما تصفحته تبين لي انه بعينه هو
كتاب تاريخ الأئمة الذي ذكر النجاشي أنه لابن أبي الثلج محمد بن أحمد
رواية الامام محب الدين محمد بن محمود بن الحسن بن النجار البغدادي
صاحب ذيل تاريخ بغداد وابن النجار يروي هذا الكتاب عن مشايخه
الثلاثة بأسانيدهم المتصلة إلى أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي
المحدث في مكة وقد حدث الكندي بهذا الكتاب في مكة المعظمة سنة
٣٥٠ وقال أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن
إسماعيل المعروف بابن أبي الثلج قال حدثني عتبة بن سعد بن كنانة عن
أحمد بن محمد الفاريابي عن نصر بن علي الجهضمي قال سالت علي بن
موسى الرضا ع عن اعمار الأئمة ع فقال الرضا
ع مضى رسول الله ص إلى آخر الحديث ثم في أثناء الكتاب
يروي أحمد بن محمد الفاريابي عن غير نصر الجهضمي أحاديث أخرى
(١٤٦)

فيظهر منه ان مؤلف الكتاب ليس هو الجهضمي برواية أحمد بن محمد
الفاريابي عنه لأنه يروي الفاريابي تواريخ الأئمة من بعد الرضا ع
عن غير الجهضمي وذلك مثل رواية الفاريابي عن أبيه محمد عن أبي جعفر
الجواد ع قائلا ان روايته عن والده عند بلوع الوالد ٩٤ سنة ومثل
رواية احمد الفاريابي عن أخيه عبد الله بن محمد الفاريابي عن أبيه محمد
مصرحا بان أخاه عبد الله كان عارفا بأمر أهل البيت ع ومثل
رواية الفاريابي مرسلا بعنوان قيل وروي وأيضا في أثناء الكتاب كثيرا ما
يقول قال أبو بكر أو ابن أبي الثلج من غير رواية عن أحد فيظهر منه ان ابن
أبي الثلج هو مؤلف الكتاب قد يذكر فيه كلام نفسه وقد يروي فيه عن
مشايخه بطرقهم إلى نصر الجهضمي أو غيره من أصحاب الأئمة
ع وان الجهضمي ليس هو مؤلف الكتاب كما نسبه إليه ابن طاوس
وصاحب الذريعة في ج ٣ وفي معجم البلدان في فارياب ينسب إليها جماعة
من الأئمة منهم محمد بن يوسف الفاريابي صاحب سفيان الثوري وغيره
فيمكن أن يكون هو والد المترجم فان الطبقة لا تنافي ذلك لأنهم ذكروا أنه
كان من مشايخ البخاري المتوفي ٢٤٦ ومصاحب الثوري المتوفي ١٦١
والله أعلم.
٤٥٠: السيد احمد القاضي بن محمد بن فلاح الموسوي الحويزي من الموالي امراء
الحويزة.
كان قاضيا في الدورق ذكره السيد ضامن بن شدقم بن علي الحسيني
المدني في كتابه في الأنساب الذي رأينا منه نسخة بخط مؤلفه في مكتبة
الشيخ ضياء الدين بن الشيخ فضل الله النوري في طهران قال فيه يقول
الفقير إلى الله الغني ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني: وصلت إلى
الدورق في العشر الأول من جمادى الثانية ١٠٦٨ فوصل إلي السيد أحمد
القاضي بن محمد بن فلاح إلى آخر ما ذكره.
٤٥١: الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن فهد الأسدي
الحلي.
ولد سنة ٧٥٦ أو ٧٥٧ وتوفي سنة ٨٤١ عن ٨٥ سنة ودفن بكربلا
بالقرب من مخيم سيد الشهداء ع في بستان هناك تسميه العامة
بستان أبو الفهد وقبره مزور متبرك به وعليه قبة وقيل إن عمره ٥٨ سنة
والظاهر أنه اشتباه يجعل الخمس خمسين والثمانين ثمانية والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: عالم فاضل ثقة زاهد عابد ورع جليل القدر وفي
تكملة الرجال وصفه الحر بكونه صدوقا. وفي رياض العلماء: العالم
الفاضل العلامة الفهامة الثقة الجليل الزاهد العابد الورع العظيم القدر وله
قدس سره ميل إلى مذهب الصوفية وتفوه به بعض مؤلفاته انتهى
وظاهره انه لم يجعل ذلك غمزا فيه. وفي لؤلؤتي البحرين: فاضل عالم
فقيه مجتهد زاهد عابد ورع تقي نقي الا أن له ميلا إلى مذهب الصوفية بل
تفوه في بعض مصنفاته انتهى وربما يستشم منه الغمز فيه بذلك وهذا منه
عجيب فالتصوف الذي ينسب إلى هؤلاء الاجلاء مثل ابن فهد وابن طاووس
والخواجة نصير الدين والشهيد الثاني والبهائي وغيرهم ليس الا الانقطاع إلى
الخالق جل شانه والتخلي عن الخلق والزهد في الدنيا والتفاني في حبه تعالى وأشباه
ذلك وهذا غاية المدح لا ما ينسب إلى بعض الصوفية مما يؤول إلى فساد
الاعتقاد كالقول بالحلول ووحدة الوجود وشبه ذلك أو فساد الأعمال كالأعمال
المخالفة للشرع التي يرتكبها كثير منهم في مقام الرياضة أو العبادة وغير
ذلك. وعن السيد جمال الدين بن الأعرج العميدي في تتمة كتاب الرجال
للسيد النقيب بهاء الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي النسابة أنه قال
في حق ابن فهد انه أحد المدرسين في المدرسة الزعنية في الحلة السيفية
من أهل العلم والخير والصلاح والبذل والسماح استجازني فأجزت له
مصنفاتي ورواياتي عن مشائخي ورجالي. وفي تكملة الرجال للشيخ
عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل الذي هو بمنزلة الحاشية لنقد الرجال:
أحمد بن فهد قال المجلسي فيما علقه بخطه على الكتاب: الشيخ العالم
الزاهد أبو العباس أحمد بن فهد الحلي يروي عن الشيخ أبي الحسن علي بن
الخازن تلميذ الشهيد السعيد محمد بن مكي وكان زاهدا مرتاضا عابدا يميل
إلى التصوف وقد ناظر في زمان ميرزا اسبند التركماني والي العراق جماعة ممن
يخالفه في المذهب واعجزهم فصار ذلك سببا لتشيع الوالي وزين الخطبة
والسكة بأسماء الأئمة المعصومين ع انتهى وفي مجالس
المؤمنين نحوه قال: الشيخ الزاهد أبو العباس أحمد بن فهد الحلي تلميذ
الشيخ الفاضل أبو الحسن علي بن الخازن الحائري الذي هو تلميذ الشيخ
السعيد محمد بن مكي كان صوفيا مرتاضا صاحب ذوق وحال وله مجادلات
ومناظرات كثيرة مع المخالفين له في العقيدة وفي زمان الميرزا اسبند التركماني
الذي كان واليا على عراق العرب تصدى لاثبات مذهبه وابطال مذهب غيره
في مجالس الميرزا المذكور فغلب جميع علماء العراق الذين كان غالبهم في
ذلك المجلس وهم على خلاف رأيه فانتقل الميرزا المذكور إلى مذهبه وجعل
السكة والخطبة باسم أمير المؤمنين وأولاده الأئمة الأحد عشر
ع. وقال المجلسي في تتمة كلامه السابق يروى أنه رأى في الطيف
أمير المؤمنين ص آخذا بيد السيد المرتضى رضي الله عنه في
الروضة المطهرة الغروية يتماشيان وثيابهما من الحرير الأخضر فتقدم
الشيخ أحمد بن فهد وسلم عليهما فأجاباه فقال السيد له اهلا بناصرنا أهل
البيت، ثم سأله السيد عن تصانيفه فلما ذكرها له قال السيد صنف كتابا
مشتملا على تحرير المسائل وتسهيل الطرق والدلائل واجعل مفتتح ذلك
الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المقدس بكماله عن مشابهة
المخلوقات، فلما انتبه الشيخ شرع في تصنيف كتاب التحرير وافتتحه بما
ذكره السيد
انتهى.
مشايخه
قد عرفت قول المجلسي والقاضي نور الله انه تلميذ علي بن الخازن
الحائري وقال المجلسي أيضا في تتمة كلامه السابق وكان من تلامذة الشيخ الأجل
علي بن هلال الجزائري أستاذ المحقق العلامة علي بن عبد العال
وغيره من الفضلاء انتهى ومر انه يروي بالإجازة عن السيد جمال
الدين بن الأعرج العميدي وقال غير المجلسي والقاضي انه يروي عن جملة
من تلامذة الشهيد الأول وتلامذة فخر المحققين كالمقداد السيوري وعلي بن
الخازن وابن المتوج البحراني والسيد المرتضى بهاء الدين علي بن عبد
الكريم بن عبد الحميد النسابة الحسيني النجفي والشيخ نظام الدين علي بن
عبد الحميد النيلي الحائري عن فخر الدين ولد العلامة والشيخ ضياء الدين
أبو الحسن علي بن الشهيد الأول. ووجد على ظهر بعض نسخ الأربعين
للشهيد منقولا عن خط ابن فهد ما صورته حدثني بهذه الأحاديث الشيخ
(١٤٧)

الفقيه ضياء الدين أبو الحسن علي بن الشيخ الامام الشهيد أبي عبد الله
شمس الدين محمد بن مكي جامع هذه الأحاديث قدس الله سره بقرية
جزين حرسها الله تعالى من النوائب في ١١ من شهر محرم الحرام افتتاح سنة
٨٢٤ وأجاز لي روايتها بالأسانيد المذكورة ورواية غيرها من مصنفات والده
وكتب أحمد بن محمد بن فهد عفا الله عنه والحمد لله رب العالمين وصلى الله
على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه الأكرمين انتهى.
تلاميذه
يروي عنه جماعة من اجلاء العلماء كالشيخ حسن بن علي الشهير بابن
العشرة الكركي العاملي والشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي وهو
من أكابر تلامذة ابن فهد والشيخ رضي الدين حسين الشهير بابن راشد
القطيفي والشيخ زين الدين علي بن محمد بن طي العاملي وله قصيدة في
رثائه ووصف كتابه المهذب ذكرت في ترجمته. والسيد محمد بن فلاح
الموسوي الحويزي الواسطي أول سلاطين بني المشعشع ببلاد خوزستان
والسيد محمد هذا ظهر منه تخليط كثير فطرده ابن فهد من عنده وامر بقتله
فيقال انه وصل إلى يد ابن فهد كتاب في العلوم الغريبة أو الكتاب من
تصنيفه كما يأتي فلما مرض اعطى الكتاب لاحد خواصه وأمره بإلقائه في
الفرات فلحقه السيد محمد وتوسل إلى اخذ الكتاب منه واستعمل ما فيه من
السحر فطرده ابن فهد وتبرأ منه وامر بقتله وذهب إلى خوزستان وظهر منه
كفريات واختلال في العقيدة حتى قيل إنه ادعى الألوهية كما ذكرناه في
ترجمته نعوذ بالله من سوء العاقبة. ومن تلامذته بنقل صاحب مجالس
المؤمنين السيد محمد نور بخش الذي هو من أكابر الأولياء الصوفية وانتهت
اليه في زمانه رئاسة السلسلة العلية الهمدانية ومن تلاميذه الشيخ علي بن
فضل بن هيكل الحلي وجميع تلامذته علماء مجتهدون كما في المجالس.
مؤلفاته
١ المهذب البارع في شرح المختصر النافع في الفقه جيد مشهور
ينقل عنه العلماء كثيرا عندي منه نسخة مخطوطة بذلت جهودا كثيرة في
تصحيحها واكمال نقصها وقد ضمنه رسالة المحقق الحلي في القبلة حين
اعترض عليه المحقق الطوسي في استحباب التياسر لأهل العراق ٢
المقتصر في شرح الارشاد ٣ الموجز الحاوي ٤ المحرر ٥ رسالة فقه
الصلاة مختصرة ٦ رسالة في معاني أفعال الصلاة وترجمة أذكارها حسنة
الفوائد ٧ مصباح المبتدي وهداية المهتدي في فقه الصلاة أيضا ٨ شرح
ألفية الشهيد ٩ اللمعة الحلية في معرفة النية ١٠ كفاية المحتاج في
مناسك الحاج ١١ رسالة في نيات الحج ١٢ رسالة في واجبات الصلاة
١٣ رسالة في التعقيب ١٤ التحرير ١٥ الدر الفريد في التوحيد ١٦
التحصين في صفات العارفين ١٧ المسائل الشاميات ١٨ المسائل
البحرانيات ١٩ عدة الداعي ونجاح الساعي في آداب الدعاء مشهور نافع
مفيد في تهذيب النفس مطبوع ٢٠ اسرار الصلاة ولعلها رسالة معاني
أفعال الصلاة المتقدمة ٢١ رسالة في العبادات الخمس تشتمل على أصول
وفروع ٢٢ المصباح في واجبات الصلاة ومندوباتها ولعله مصباح المهتدي
المذكور أولا ٢٣ الفصول في الدعوات ٢٤ نبذة الباغي فيما لا بد منه
من آداب الداعي وهو تلخيص عدة الداعي ٢٥ رسالة استخراج
الحوادث وبعض الوقائع المستقبلة من كلام أمير المؤمنين ع فيما أنشأه
بصفين بعد شهادة عمار كخروج جنكيز وسلطنة الصفوية وقيل إنه أودع
فيها جملة من اسرار العلوم الغريبة وانه كتبها لتلميذه السيد محمد بن فلاح
الواسطي المشعشعي أول ولاة الحويزة من المشعشعين وانما نال الولاية
وتسخير القلوب باعمال الاسرار التي أودعها شيخه ابن فهد في رسالته التي
ظفر بها ذكره في دانشوران ويقال بل اطلع عليها تلميذه المذكور فكانت
سبب ضلاله باستعماله ما فيها وقيل بل كان ذلك كتاب سحر وقع بيد ابن
فهد فأرسله مع من يلقيه في الشط فاخذه ابن فلاح واستعمل ما فيه وضل
بسبب ذلك، والذي أظنه ان ابن فهد له رسالة في استخراج بعض
الحوادث المستقبلة من كلام أمير المؤمنين ع لا غير وهذا ممكن ومعقول
اما ان فيها جملة من اسرار العلوم الغريبة فهو من التقولات التي تقع في مثل
هذا المقام وكذلك كون ابن فلاح وقع بيده كتاب السحر الذي امر ابن فهد
باتلافه المظنون انه من جملة التقولات فابن فلاح قد ظهر منه ضلال وخروج
عن حدود الشرع بعد ما كان تلميذ ابن فهد وتبرأ منه ابن فهد وامر بقتله
فصار هنا مجال للتقول بان ابن فهد كان صنف له رسالة فيها من اسرار
العلوم الغريبة فسخر بها القلوب أو انه وقع بيده كتاب سحر وكل ذلك لا
أصل له مع امكان ان يكون وقع بيده كتاب سحر فذلك أقرب من أنه كتب
له في رسالته من اسرار العلوم الغريبة فان ذلك ليس عند ابن فهد ولا غيره
ولكن الناس يسرعون إلى القول في حق من اشتهر عنه الزهد والعبادة بأمثال
ذلك ويسرع السامع إلى تصديقه ٢٦ كتاب الأدعية والختوم توجد نسخته
بخط تلميذه الشيخ علي بن فضل بن هيكل الحلي في مكتبة السيد حسن
الصدر بالكاظمية.
٤٥٢: السيد أحمد بن محمد القصير الرضوي المشهدي
توفي في جمادي الثانية سنة ١٢١٢ ودفن في المشهد المقدس الرضوي
في حجرة فوق الرأس المبارك جنب قبر والده.
في الشجرة الطيبة: السيد السند الجليل والحبر المعتمد النبيل الوارث
المجد عن آبائه وأجداده الشائد الفضل على أرفع عماده، الذي حل من
الرياسة أعلى رواق وحاز في مضمار السياسة قصب السباق الفرد الأوحد
فخر هذه العشيرة، بل عموم أهل خراسان كان عند وفاة أبيه لم يصل إلى
حد البلوغ ولكنه كان بفطرته الأصلية ونجابته الذاتية أثر النجابة عليه
لائح، قرأ العلوم العقلية والنقلية في المشهد المقدس وبقي عدة سنين في
العتبات العاليات في خدمة العلماء ثم عاد إلى خراسان فعرفوا قدره وعدوا
وجوده بينهم غنيمة وأطاعوه، وفي مدة قليلة صار مطاعا متبع القول ورئيسا
مقبول الكلمة، وكانت جميع المرافعات الشرعية والسياسات العرفية منوطة
بحكمه المتين ورأيه الرزين، حتى أنه كان إذا حصلت فتنة في البلد تسكن
بهمته أو حدثت حادثة على أحد يلتجئ إلى حضرته فيخلصه، كما حدث
في قوجان لما كان أمير الامراء حسين خان شجاع الدولة قد خرج على الدولة
واثار فتنة قد عجز امناء الدولة عن تسكينها فذهب بنفسه ورفع ذلك
بالتدابير العملية، وفي زمان حكومة صاحب الديوان قامت
فتنة التنباك والدخانيات، فجاء هو إلى دار الشيخ محمد تقي ورفع
شق العصا والفتنة بضرب العصا وكان وجوده ملجا الصغير والكبير ولم
يقصر في حماية الاسلام والمسلمين وكان عند الصباح يدرس درسا خارجا في
الفقه وفي باقي النهار يشتغل بالمرافعات الشرعية وقضاء حوائج الناس
انتهى.
(١٤٨)

٤٥٣: أحمد بن محمد بن عبد الله بن الزبير
في تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل: قد
وقع في الباب الخامس عشر من طهارة الاستبصار رواية هكذا عن أحمد بن
الحسن الميثمي عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الزبير عن أبي عبد الله
ع ولم أجده في كتب الرجال، ونص السيد في المدارك والشيخ في
الشرح بأنه مجهول انتهى.
٤٥٤: أحمد بن محمد الكوفي
في التعليقة عن المحقق الشيخ محمد: ان أحمد بن محمد الكوفي يطلق
على البرقي يعني ان مطلقه ينصرف اليه وربما يقال إنه ينصرف إلى
العاصمي، ومضى أحمد بن محمد بن علي وابن محمد بن عمار وغيرهما من
الكوفيين انتهى.
٤٥٥: أحمد بن محمد الكوفي أخو كامل بن محمد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٤٥٦: الشيخ أحمد بن الشيخ محمد آل ماجد البلادي البحراني.
ذكره في أنوار البدرين فقال العالم الفاضل الأرشد له رسالة في تحقيق
الكاف من قوله تعالى ليس كمثله شئ هل هي صلة اي زائدة أو
أصيلة جيدة ذكرها الشيخ أحمد بن زين الدين وشرحها وهي في المجلد
الأول من جوامع الكلم.
٤٥٧: السيد الشريف أبو طالب امين الدين أحمد بن بدر الدين أبي عبد الله
محمد بن أبي إبراهيم محمد بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي
المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب ابن أبي علي
أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم إسحاق
المؤتمن بن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق ع.
وذكر العلامة في اجازته بعد ذكر نسبه هذا البيت:
نسب تضاءلت المناسب دونه * وضياؤه كصباحه في فجره
ولادته ووفاته
في الدرر الكامنة: ولد في رجب سنة ٧١٧ وتوفي في صفر سنة
٧٩٥، وفي مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته، ولد منتصف
رجب سنة ٧١٨ بحلب انتهى اما ما في البحار نقلا عن خط الشيخ
محمد بن علي الجعفي من أجداد الشيخ البهائي عن خط الشيخ محمد بن
مكي انه ولد سنة ٧١٨ بحلب وتوفي في ذي الحجة سنة ٧٤٩ بحلب ودفن
في مقابر الصالحين عند مقام الخليل ع فتاريخ الوفاة فيه اشتباه
قطعا لان تاريخ إجازة فخر المحققين له سنة ٧٥٦ وتاريخ اجازته للشهيد
سنة ٧٥٥ كما ستعرف ولا يبعد ان يكون صوابه ٧٩٤ ويمكن ان يكون
اشتباه بتاريخ آخر له أو لوفاة غيره بدليل انه جعل وفاته في ذي الحجة
وغيره جعلها في صفر والله أعلم. وتختلف العبارة عن المترجم ففي هامش
عمدة الطالب كما ذكرناه وهو أصح العبارات واجمعها وقد يقال أمين الدين
أبو طالب بن محمد بن زهرة وأبو طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة
وأمين الدين أبو طالب أحمد بن بدر الدين أبي إبراهيم محمد بن زهرة والكل
واحد وبنو زهرة بيت جليل في حلب من الشيعة الاشراف الحسينيين
كانوا نقباء حلب وعلماءها وفي عمدة الطالب هم بحلب سادة نقباء علماء
فقهاء متقدمون كثرهم الله تعالى.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ فخر الدين ولد العلامة الحلي في اجازته للمترجم:
أجزت لمولانا السيد الطاهر الأعظم مفخر آل طه سيد الطالبيين شرف
الأسرة النبوية فخر العترة العلوية الامام الأعظم أفضل علماء العالم أعلم
فضلاء بني آدم وهذه مبالغة فيها إفراط امين الدين أبي طالب أحمد بن
محمد بن زهرة الحسيني وتاريخها في ٢٤ ربيع الأول سنة ٧٥٦ وذكره العلامة
في اجازته لعمه علاء الدين أبي الحسن علي بن أبي إبراهيم محمد ولولده
الحسين بن علي بن محمد ولأخيه والد المترجم وولديه فقال: أجزت له
ولأخيه بدر الدين أبي عبد الله محمد ولولديه أبي طالب احمد امين الدين وأبي
محمد عز الدين حسن عضدهما الله بدوام أيام مولانا الخ. وفي أمل الآمل
ترجمتان إحداهما بعنوان السيد أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن زهرة
الحسيني فاضل جليل يروي عن العلامة وله منه إجازة مع أبيه وأخيه وابن
عمه وقد بالغ فيها في الثناء عليهم انتهى هكذا في النسخة المطبوعة وفي
نسخة مخطوطة أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زهرة. والثانية بعنوان السيد
أبو طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي كان فاضلا
عالما جليلا من مشائخ الشهيد انتهى وانما جعلهما ترجمتين بناء على ما
وقع من اختلاف العناوين لصاحب الترجمة فظن التعدد فيه وهو رجل واحد
اما الترجمة الأولى التي في الأمل فكلا نسختيها المطبوعة والمخطوطة غير
صواب ففي الأولى الصواب محمد بن محمد بدل محمد بن أحمد وأبو إبراهيم
بدل إبراهيم وفي الثانية الصواب ابن أبي إبراهيم محمد ولم يكنه بأبي طالب
مع أنه يكنى به وكني به أحمد بن القاسم بن زهرة المتقدم واما الترجمة الثانية
فالصواب فيها أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن الخ. وفي الدرر
الكامنة الشريف أبو طالب أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن زهرة بن
علي الحسيني العلوي الحلبي شيخ الشيوخ بحلب كان جليلا فاضلا ساكنا لم
يضبط عليه في حق أحد من الصحابة ما يكره بل ذكر عنده أبو بكر مرة
فقال شخص رضي الله عنه فقال هو أبو بكر جدي، يشير إلى أن جعفر بن
محمد الصادق جده الأعلى كانت أمه من ذرية أبي بكر الصديق وهي أم فروة
بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر انتهى وفي رياض العلماء فيما بدئ بابن:
(١٤٩)

وقد يطلق ابن زهرة على السيد أبي طالب أحمد بن محمد بن الحسن بن زهرة
الحسيني الحلبي الذي هو من مشائخ الشهيد. وعن الشيخ حسن صاحب
المعالم في حواشي إجازاته انه رأى بخط الشهيد ان السيد الجليل أبا طالب
أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن زهرة الحسيني اخبر ان عمه السيد علاء الدين
يروي عن الشيخ الامام نجم الدين طومان بن أحمد رواية عامة وقرأ عليه
كتاب الارشاد انتهى وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي
أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن محمد بن الحسن بن زهرة الحلبي هذا السيد
فاضل وله إجازة مليحة من العلامة قدس سره تضمنت الأهم من الطرق
إلى أصحاب التصانيف انتهى وفي البحار في المجلد الخامس والعشرين
وهو مجلد الإجازات عن فوائد بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي من أجداد
الشيخ البهائي قال قال الشيخ محمد بن مكي أنشدني مولانا السيد النقيب
الحسيب الطاهر الفقيه العلامة امين الدين أبو طالب أحمد بن السيد السعيد
بدر الدين محمد بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي قال روى شيخنا القاضي
الامام العلامة زين الدين عمر بن مظفر بن الوردي المقري بحلب لنفسه في
سنة ٧٤٤:
ولقد وعدت بان تزور ولم تزر * فطفقت محزون الفؤاد مشتتا
لي مقلة في المرسلات ومهجة * في النازعات وفكرة في هل اتى
قال وأنشدني أيضا لنفسه:
أيا سائلي عن مذهبي ان مذهبي * ولاية حب للصحابة تمرج
فمن رام تقويمي فاني مقوم * ومن رام تعويجي فاني معوج
قال وأنشدني لنفسه:
يا آل بيت النبي من بذلت * في حبكم روحه لما غبنا
من جاء عن فضلكم يحدثكم * قولوا له البيت والحديث لنا
مشايخه
يروي عن العلامة وعن ولده فخر الدين.
تلاميذه
يروي عنه الشهيد الأول إجازة بالحلة سنة ٧٥٥ وروى عنه بعض
الاشعار كما مر.
٤٥٨: فخر الدين أحمد بن الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن
الطوسي. ذكره كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الفوطي البغدادي
في كتابه الحوادث الجامعة في تاريخ المئة السابعة في حوادث سنة ٦٨٣
فقال: وفيها اجتمع الفقهاء بالمستنصرية على جمال الدين الدستجردي صدر
الوقوف ونالوا منه واسمعوه قبيح الكلام لأنهم كانوا قد قيل لهم: من
يرضى بالخبز وحده والا فما عندنا غيره فحماه منهم الشيخ ظهير الدين
البخاري المدرس وخلصه من أيديهم، فاتصل ذلك بالحكام فعزلوه ورتبوا
رضي الدين بن سعيد فلم ينهض بأمور الوقف فأعيد جمال الدين
الدستجردي ووصل بعد ذلك فخر الدين أحمد بن خواجة نصير الدين
الطوسي وقد أعيد امر الوقوف بالممالك جميعها اليه وحذفت الحصة الديوانية
في الوقوف ووفرت على أربابها فعين علي مجد الدين بن إسماعيل بن الياس
صدرا بالوقوف عوضا عن جمال الدين الدستجردي فعين علي عز الدين
محمد بن شمام نائبا عنه فيها انتهى وكان النظر في الوقوف قبله إلى والده
خواجة نصير الدين وبعد وفاة والده سنة ٦٧٢ رد النظر في الأوقاف اليه،
ثم قال ابن الفوطي في كتابه المذكور في حوادث سنة ٦٨٧ وفيها كفت يد
صدر الدين واخوته أولاد خواجة نصير الدين الطوسي عن النظر في وقوف
العراق وأعيد الامر فيها إلى حكام بغداد، ثم عاد الامر إليهم في سنة ٦٨٨
انتهى وفي الوافي بالوفيات للصفدي في ترجمة الخواجة نصير الدين
محمد بن محمد والد المترجم انه خلف ثلاثة أولاد صدر الدين علي والأصيل
حسن والفخر احمد ثم قال واما أخوهما الفخر احمد فقتله غازان لكونه اكل
أوقاف الروم وظلم انتهى.
٤٥٩: شرف الدين أحمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن
أحمد بن حمزة بن أحمد بن محمد الشعراني بن الحسن بن أحمد نقيب قم بن علي بن محمد بن
عمر الأشرف بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: وصله الشيخ رضي الدين بن قتادة الحسني وقال
رأيته بالمشهد زائرا واخذت عنه نسب بنيه انتهى.
٤٦٠: أبو غالب أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن
بكير بن أعين بن سنسن الشيباني الزراري الكوفي نزيل بغداد المعروف بأبي
غالب الرازي.
مولده ووفاته
ولد كما ذكره عن نفسه في رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد
في آل أعين ليلة الاثنين أواخر ربيع الثاني سنة ٢٨٥ وتوفي كما ذكره
الشيخ في الفهرست سنة ٣٦٨ وفي كتاب الرجال ٣٦٧ أو ٣٦٨ في بغداد
ونقله تلميذه ابن الغضائري إلى النجف فدفنه هناك، وقال أبو عبد الله
الحسين بن عبيد الله الغضائري تلميذه فيما كتبه في آخر تلك الرسالة: توفي
أحمد بن محمد الزراري الشيخ الصالح رضي الله عنه في جمادى الأولى سنة
٣٦٨ وتوليت جهازه وكان جهازه وحمله إلى مقابر قريش على صاحبها السلام
ثم إلى الكوفة ونفذت ما أوصى بانفاذه وأعانني على ذلك هلال بن محمد
رضي الله عنه ثم توفي هلال بن محمد من هذه السنة فتوليت أمره وجهازه
ووصيته وحملته إلى المشهدين بمقابر قريش ثم إلى الكوفة، وقبراهما رحمهما
الله بالغري انتهى
نسبته ساق النجاشي وغيره نسبه بتكرير محمد وفي فهرست الشيخ
والخلاصة: أحمد بن محمد بن سليمان بدون تكرير محمد والصواب التكرير
لتصريح أبي غالب في رسالته السابقة الذكر في عدة مواضع بان محمد بن
سليمان جده فقال إن سليمان تزوج بنيشابور امرأة فولدت له جدي
محمد بن سليمان وعم أبي علي بن سليمان ثم قال وقد خلف من الولد بعد
ابنه الذي مات في حياته جدي محمد بن سليمان الخ، وقال وكاتب
الصاحب ع جدي محمد بن سليمان وصرح أيضا بان جعفر بن
سليمان عم أبيه ولو كان محمد بن سليمان أباه لكان جعفر عمه لا عم أبيه
وقال كان جدي أبو طاهر أحد رواة الحديث وستعرف ان أبا طاهر كنية
محمد بن سليمان، ثم قال: ومات أبي محمد بن محمد بن سليمان الخ
ومات جدي محمد بن سليمان الخ وسمعت من عم أبي علي بن سليمان.
حدثني عم أبي علي بن سليمان وقال: ان جدي محمد بن سليمان حين
أخرجني من الكتاب الخ، وقال بخط جدي محمد بن سليمان، ما قرأه
جدي محمد بن سليمان، وقال في عدة مواضع حدثني جدي محمد بن
(١٥٠)

سليمان ولعله نسب إلى جده لموت أبيه وهو صغير وتربية جده إياه والنسبة إلى
الجد شائعة، وبكير بلفظ تصغير بكر وأعين بوزن ابيض معناه الواسع
العين، وسنسن كهدهد بسينين مهملتين ونونين، والزراري بالزاي
المضمومة والراء قبل الألف وبعدها نسبة إلى زرارة بن أعين أخي
بكير قال أبو غالب الزراري في رسالته كانت أم الحسن بن الجهم
ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن
من ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم وأول من
نسب منا إلى زرارة جدنا سليمان نسبه إليه سيدنا أبو الحسن علي
ابن محمد ع صاحب العسكر وكان إذا ذكره في توقيعاته
إلى غيره قال الزراري تورية عنه وسترا له ثم اتسع ذلك وسمينا
به وكان ع يكاتبه في أموره بالكوفة وبغداد انتهى
وهو صريح في أن أول من سمي بالزراري هو سليمان بن الحسن
ابن الجهم ثم سرى ذلك في ولده، وفي رياض العلماء: أبو غالب
الزراري الكوفي هو من أسباط بكير أخي زرارة لا من أسباط زرارة كما
يتوهم من نسبته انتهى ولكن يظهر من الشيخ في الفهرست: ان أول
من سمي بالزراري منهم هو أبو طاهر محمد بن عبيد الله بن أبي غالب الذي
كتب أبو غالب اليه الرسالة وان التوقيع الوارد من العسكري ع
فاما الزراري رعاه الله يراد به محمدا هذا حفيد أبي غالب قال في
الفهرست: أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن
أعين بن سنسن أبو غالب الزراري وهم البكيريون وبذلك كان يعرف إلى أن
خرج توقيع من أبي محمد ع فيه ذكر أبي طاهر الزراري فاما الزراري
رعاه الله فذكروا أنفسهم بذلك انتهى فان قوله وبذلك كان يعرف راجع
إلى أبي غالب ولو كان راجع إلى آل بكير لقال وبذلك كانوا يعرفون فمراده
على الظاهر أن أبا غالب كان يعرف بالبكيري كغيره من أقربائه إلى أن خرج
التوقيع في حق حفيده فصاروا يعرفون بالزراري ولا يصح ارجاع الضمير في
قوله كان يعرف إلى سليمان لأنه لم يتقدم له ذكر بالخصوص بل ذكر في
ضمن النسب كغيره ولد أريد بأبي طاهر في عبارة الفهرست محمد بن سليمان
لأنه هو ومحمد بن عبيد الله يكنى كل منهما بأبي طاهر لم يستقم أيضا لأن
محمدا هذا لم يرد فيه توقيع بل في أبيه سليمان وبقي مرجع الضمير في كان
يعرف غير مستقيم أيضا وقد سرى هذا الوهم إلى الميرزا صاحب الرجال
فقال في باب الكنى أبو طاهر الزراري تقدم في أحمد بن محمد بن سليمان
خروج توقيع فيه فاما الزراري رعاه الله اسمه محمد بن عبيد الله بن أحمد ثقة
انتهى فصرح بان التوقيع خرج في أبي طاهر الصغير لا في الكبير وهو
فاسد لأن الذي خرج فيه التوقيع هو سليمان لا محمد بن عبيد الله قال
المحقق البهبهاني في التعليقة أبو طاهر هذا هو محمد بن سليمان جد أبي
غالب وتوهم بعض انه ابن ابنه محمد بن عبيد الله بن أحمد ولا يخفى فساده
يظهر ذلك على من لاحظ ترجمة محمد بن سليمان وتأمل في الطبقة وترجمة
محمد بن عبيد الله هذا انتهى وقد تنبه لذلك الشيخ سليمان البحراني في
شرحه على الفهرست المسمى بالمعراج فقد حكى عنه في التعليقة أنه قال
المفهوم من رسالة أبي غالب في آل أعين أن نسبتهم إلى زرارة متقدمة على
زمن أبي طاهر وان أول من نسب اليه سليمان بن الحسن للتوقيعات الواردة
ثم نقل عبارته المتقدمة ويدل على فساده أولا تصريح أبي غالب الذي
هو اعرف بذلك من كل أحد بان الذي خرج فيه التوقيع هو سليمان
ثانيا ان وفاة العسكري ع كانت سنة ٢٦٠ ومولد محمد بن
عبيد الله سنة ٣٥٢ كما صرح به جده في الرسالة فكيف يمكن ان يكون
التوقيع خرج فيه ثم إن ابن داود في رجاله قال وبعض فضلاء أصحابنا أثبته
في تصنيفه أبو غالب الرازي وان الامام ع قال واما الرازي وهو
غلط انما هو الزراري نسبة إلى زرارة بن أعين انتهى والظاهر أنه يشير
بذلك إلى العلامة في الخلاصة حيث إنه قد كررها في العنوان ثلاث مرات
وفي التوقيع وأبدل الزراري بالرازي واعتذر عنه الشهيد الثاني في تعليقة
الخلاصة بأنه في التعبير بالرازي تبع الشيخ في الفهرست وهو عذر غير
صحيح فان نسخ الفهرست المعتمدة فيها الزراري لا الرازي ويقال ان ولد
العلامة أصلح نسخ الخلاصة، ولكن عندي نسخة مقابلة بنسخة ولد ولد
المصنف فيها الرازي في موضعين.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في الفهرست: أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن أبو غالب الزراري وهم البكيريون وبذلك
كان يعرف إلى أن خرج توقيع من أبي محمد ع فيه ذكر أبي طاهر الزراري: فاما
الزراري رعاه الله فذكروا أنفسهم بذلك وكان شيخ
أصحابنا في عصره وأستاذهم وثقتهم وذكره في كتاب الرجال في باب من لم
يرو عنهم ع فقال أحمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن
الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن الزراري الكوفي نزيل بغداد يكنى أبا
غالب جليل القدر كثير الرواية ثقة انتهى. وقال النجاشي أحمد بن
محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن
أبو غالب الزراري وقد جمعت اخبار بني سنسن كان أبو غالب شيخ
العصابة في زمنه ووجههم انقرض ولده الا من ابنة ابنه انتهى وقال في
ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور شيخنا الجليل الثقة أبو
غالب الزراري رحمه الله وفي الخلاصة أحمد بن محمد بن سليمان بن
الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن بالسين غير المعجمة المضمومة
قبل النون الساكنة وبعدها والنون الآخر أخيرا أبو غالب الزراري وهم
البكيريون وبذلك كان يعرف إلى أن خرج توقيع من أبي محمد ع فيه
ذكر أبي طاهر الزراري: واما الزراري رعاه الله فذكروا أنفسهم بذلك كان
شيخ أصحابنا في عصره وأستاذهم ونقيبهم انتهى. وعن البحار كان
من أفاضل الثقات والمحدثين وكان أستاذ الأفاضل الاعلام.
بعض أحواله
قال في الرسالة عن بني أعين انهم يستولون على بني شيبان في خطة
بني أسعد بن همام وفي هذه المحلة دور بني أعين متقاربة وقد بقي منها إلى
هذا الوقت دار وقفها محمد بن عبد الرحمن بن حمران على أهله ثم على
الأقرب اليه وكانت في أيدي بني عقبة الشيباني ولم يتكلم فيها أحد من أهلي
ولا تعرض لها حتى تكلمت انا فيها في سنة ٣٦٤ وأشهدت على الحسن بن
محمد بن محمد بن عقبة الشيباني الذي كانت في يده انها وقف في يده على
بني أعين واخذت من اجارتها ما سلمته إلى ولد عم أبي جعفر بن سليمان
ولم يكن في الوقف زيادة في النسب على محمد بن عبد الرحمن بن حمران
(١٥١)

بن عبد الرحمن بن أعين. وقال في الرسالة بعد ما ذكر سماعه لبعض الكتب
وسمعت بعد ذلك من جماعة غير من سميت فعندي بعض ما سمعته منهم
وذهب بعض فيما ذهب من كتبي ثم امتحنت محنا شغلتني وأخرجت أكثر
كتبي التي سمعتها عن يدي بالسرقة والضياع ورزقت أباك وسني ثمان
وعشرون سنة وفي سنة ولادته امتحنت محنة أخرجت أكثر ملكي عن يدي
وأحوجتني إلى السفر والاغتراب، وأشغلتني عن حفظ ما كنت جمعت قبل
ذلك. وقال في الرسالة: جدتي أم أبي فاطمة بنت جعفر بن محمد بن
الحسن القرشي البزاز مولى بني مخزوم وأمي أم الحسين بنت عيسى بن علي
ابن محمد بن زياد القيسي التستري وأمها أم ولد رومية وكان عيسى انتقل
من البصرة بعد قتل إبراهيم بن عبد الله بن حسن فنزل تستر أحد طساسيج
الكوفة. فملك ضياعا واسعة وحفر فيها نهرا يسمى نهر عيسى وبقي في
يدي من تلك الضياع بالميراث شئ إلى أشياء كنت استزدتها إلى أن خرج
الجميع عن يدي في المحن التي امتحنت بها من أسر الاعراب إياي وغير ذلك
وخراب السواد بالفتن المتصلة بعد دخول الهجريين الكوفة الا شئ يسير
يطل علي بالحال التي جرت بيني وبين عمر بن يحيى العلوي في سنة ٣٢٥.
مشايخه
في الرياض: يروي عن الكليني وعبد الله بن جعفر الحميري
ونظائرهما انتهى ويستفاد من الرسالة المشار إليها وغيرها انه يروي عن
الكليني وعبد الله بن جعفر الحميري، قال في الرسالة: مات جدي
محمد بن سليمان غرة المحرم سنة ٣٠٠ فرويت عنه بعض حديثه وسمعني
من عبد الله بن جعفر الحميري وقد كان دخل الكوفة في سنة ٢٩٧ وجدت
هذا التاريخ بخط عبد الله بن جعفر في كتاب الصوم للحسين بن سعيد ولم
أكن حفظت الوقت للحداثة وسني إذ ذاك ١٢ سنة وشهور. وعن أحمد بن
محمد العاصمي وأحمد بن إدريس القمي وأبي عبد الله بن ثابت وحميد بن
زياد وأبي جعفر محمد بن الحسين بن علي بن مهزيار الأهوازي وعن جده
لأبيه أبي طاهر محمد بن سليمان، قال في الرسالة: رويت عنه بعض
حديثه وسماعي منه لكتاب عبد الرحمن بن الحجاج مؤرخ بخطي في ذي
القعدة سنة ٢٩٧ وسماعي منه كتاب داود بن سرحان في ذي القعدة سنة
٢٩٩ في نسخة قرئت على عبد الرحمن بن أبي نجران ببغداد سنة ٢٢٧
وجدتها بالبصرة في ورق طلحي سنة ٣٤٨ وعن جعفر بن محمد بن مالك
الفزاري البزار وعن أبي محمد محمد بن يحيى المعاذي وعن أبي جعفر
محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار وعن عم أبيه وخاله علي بن سليمان وخال
أبيه محمد بن جعفر أبي العباس الرزاز وعن أحمد بن محمد بن رباح وفي رجال
الشيخ. روى عن التلعكبري وسمع منه سنة ٣٤٠ انتهى وأكثر رواياته
عن الحميري وعن جده محمد بن سليمان وقال في رسالة كتاب المحاسن
حدثني به مؤدبي أبو الحسن علي بن الحسين السعد آبادي.
تلاميذه منهم المفيد والشيخ الطوسي وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن
إبراهيم الواسطي المعروف بابن الغضائري صاحب الرجال وأحمد بن
عبدون وابن عزور والتلعكبري وفي الرياض: هو من مشائخ المفيد وابن
البزار وأضرابهما.
مؤلفاته
في الفهرست: صنف كتبا منها ١ كتاب التاريخ ولم يتمه وقد خرج
منه نحو ألف ورقة ٢ أدعية السفر ٣ كتاب الافضال ٤ مناسك الحج
كبير ٥ مناسك الحج صغير ٦ الرسالة إلى ابن ابنه أبي طاهر في ذكر آل
أعين أخبرني بكتبه ورواياته الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
المفيد وأبو عبد الله الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وغيرهم عنه بكتبه
ورواياته، وقال الحسين بن عبيد الله قرأت سائرها عليه دفعات عدة وقال
في كتاب الرجال: له مصنفات ذكرناها في الفهرست وأخبرنا عنه محمد بن
محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون المعروف بابن
الحاشر وابن عزور انتهى وقال النجاشي له كتب وذكرها كالفهرست
بعين عبارته وصرح بان ابن ابنه يكنى بأبي طاهر الا انه لم يقل في كتاب
التاريخ خرج منه نحو ألف ورقة وقال: كتاب دعاء السفر. أقول:
رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد عندي وقد نسختها بخطي في
طهران في طريقي إلى زيارة الإمام الرضا ع سنة ١٣٥٣ ه‍ قال في
أولها: سلام عليك فاني احمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الاله الحق مبدع
الخلق الموفق للخير المعين عليه، واساله ان يصلي على سيدنا محمد وآله
الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين، اما بعد فانا أهل بيت الخ ما مر في
الجزء الخامس عند ذكر آل أعين وقد نقلناها كلها أو جلها مفرقة على ما
يناسبها من هذا الكتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف أحمد بن محمد بن سليمان الممدوح قال
تلميذه الكاظمي بل هو ثقة لما صرح به النجاشي في ترجمة جعفر بن مالك
والشيخ في رجاله. برواية محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن
عبيد الله بن عبدون والتلعكبري وابن عزور عنه.
٤٦١: أحمد بن محمد بن محمد.
وصفه منتجب الدين في فهرسته في أثناء ترجمة أبي عبد الله محمد بن
هبة الله بن جعفر الوراق الطرابلسي بالفقيه الشاهد العدل يروي عنه
منتجب الدين عن محمد بن هبة الله المذكور.
٤٦٢: أبو العباس أحمد بن محمد بن مروان المعروف بابن الطيب السرخسي معلم
المعتضد.
قتل في صفر وقيل في المحرم سنة ٢٨٦ وما في لسان الميزان من النسبة
إلى المسعودي ان وفاته سنة ٢٨٣ اشتباه. بل قال المسعودي ان ذلك تاريخ
القبض عليه.
واسم أبيه محمد ولقبه الطيب، فبعض يقول: أحمد بن الطيب بن
مروان، وبعض يقول: أحمد بن محمد بن مروان.
أقوال العلماء فيه
في عيون الأنباء: أحمد بن الطيب السرخسي هو أبو العباس أحمد بن
محمد بن مروان السرخسي ممن ينتمي إلى الكندي وعليه قرأ ومنه اخذ،
وكان متفننا في علوم كثيرة من علوم القدماء والعرب حسن المعرفة جيد
القريحة بليغ اللسان مليح التصنيف والتأليف، أوحدا في علم النحو والشعر
وكان حسن العشرة مليح النادرة خليعا ظريفا، وسمع الحديث أيضا وروى
شيئا منه، ثم ذكر بعض مروياته: قال: وتولى الحسبة ببغداد أيام
(١٥٢)

المعتضد، وكان أولا معلما للمعتضد، ثم نادمه وخص به، وكان يفضي
اليه بأسراره ويستشيره في أمور مملكته، وكان الغالب على أحمد بن الطيب
علمه لا عقله، وكان سبب قتل المعتضد إياه اختصاصه به فإنه أفضى اليه
بسر يتعلق بالقاسم بن عبيد الله وبدر غلام المعتضد فأفشاه وأذاعه بحيلة من
القاسم عليه مشهورة فسلمه المعتضد اليهما فاستصفيا ماله ثم أودعاه
المطامير فلما كان الوقت الذي خرج فيه المعتضد لفتح آمد أفلت من المطامير
جماعة واقام احمد في موضعه ورجا بذلك السلامة فكان قعوده سببا لمنية وامر
المعتضد القاسم باثبات جماعة ممن ينبغي ان يقتلوا ليستريح من تعلق القلب
بهم فأثبتهم ووقع المعتضد بقتلهم فادخل القاسم اسم احمد في جملتهم فيما
بعد فقتل وسال عنه المعتضد فذكر له القاسم قتله واخرج اليه الثبت فلم
ينكره ومضى بعد ان بلغ السماء رفعة كان قبض المعتضد عليه سنة ٢٨٣
وقتله في الشهر المحرم من سنة ٢٨٦. وفي مروج الذهب في سنة ٣٨٣
قبض المعتضد على أحمد بن الطيب بن مروان السرخسي صاحب يعقوب بن
إسحاق الكندي وسلمه إلى بدر غلامه ووجه إلى داره من قبض على جميع
ماله وقرر جواريه على المال حتى استخرجوه فكان جملة ما حصل من العين
والورق وثمن الآلأت خمسين ومائة ألف دينار وكان ابن الطيب قد ولي
الحسبة ببغداد وكان موضعه من الفلسفة لا يجهل وله مصنفات حسان في
أنواع من الفلسفة وفنون من الاخبار انتهى وفي لسان الميزان أحمد بن
الطيب السرخسي معلم المعتضد قال ابن النجار كان يرى رأي الفلاسفة
قتل سكران قلت وهو تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندي فيلسوف العرب ثم
حكى عن ابن النديم أنه قال كان علمه أكثر من عقله انتهى قال
المؤلف قول ابن النجار قتل وهو سكران قد تفرد به ولم يذكره غيره. وقوله
كان يرى رأي الفلاسفة ان أراد به قولهم بقدم العالم ونحو ذلك فلم يثبت
عنه والمعلوم من حاله تعاطيه الفلسفة الاسلامية ولا ضرر في ذلك فهو
كالفارابي وابن سينا وشيخه الكندي وغيرهم من فلاسفة الاسلام.
تشيعه
قد يظن تشيعه مما حكاه ابن حجر في لسان الميزان: قال ذكر
عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر في اخبار المعتضد ان أحمد بن الطيب هو
الذي أشار على المعتضد بلعن معاوية على المنابر وإنشاء التواقيع إلى البلاد
بذلك ومما ذكر فيها من المجازفة انه لا اختلاف بين أحد أن هذه الآية نزلت
في بني أمية والشجرة الملعونة في القرآن قال وفي الحديث المشهور المرفوع أن
معاوية في تابوت من نار في أسفل درك منها ينادي يا جنان يا منان فيجاب
الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين. قلت وهذا باطل موضوع ظاهر
الوضع إن لم يكن أحمد بن الطيب وضعه وإلا فغيره من الروافض
انتهى. وقد ذكرنا كتاب المعتضد في ذلك وهو أحمد بن طلحة في ترجمته
في أواخر الجزء التاسع المجلد العاشر التي أخرت عن محلها سهوا.
مشايخه
أخذ عن يعقوب بن إسحاق الكندي حكيم العرب كما مر وفي لسان
الميزان: وقد روى الحديث عن شمرو بن محمد الناقد الناقل وأحمد بن
الحارث صاحب المدائني وغيرهما انتهى.
تلاميذه
في لسان الميزان روى عنه أبو بكر محمد بن الأزهر وغيره. وروى عنه
الحسن بن محمد الأموي عم أبي الفرج صاحب الأغاني.
مؤلفاته
في عيون الأنباء له من الكتب: ١ اختصار ايساغوجي لفرفوريوس
٢ اختصار قاطيغور ياس
٣ اختصار باريرمينياس ٤ اختصار انالوطيقا
الأولى ٥ اختصار انالوطيقا الثانية ٦ النفس ٧ الاغشاش وصناعة
الحسبة الكبير ٨ غش الصناعات والحسبة الصغير ٩ نزهة النفوس ولم
يخرج باسمه ١٠ اللهو والملاهي ونزهة المفكر الساهي في الغناء والمغنين
والمنادمة والمجالسة وأنواع الاخبار والملح صنفه للخليفة وقال إنه صنفه وقد
مر له من العمر ٦١ سنة ١١ السياسة الصغير ١٢ المدخل إلى صناعة
النجوم ١٣ الموسيقي الكبير مقالتان لم يعمل مثله ١٤ الموسيقي الصغير
١٥ المسالك والممالك ١٦ الارتماطيقي في الاعداد والجبر والمقابلة ١٧
المدخل إلى صناعة الطب نقض فيه على حنين بن إسحاق ١٨ المسائل
١٩ فضائل بغداد واخبارها ٢٠ الطبيخ ألفه على الشهور والأيام للمعتضد
٢١ زاد المسافر وخدمة الملوك مقالة من كتاب أدب الملوك ٢٢ المدخل
إلى علم الموسيقي ٢٣ الجلساء والمجالسة ٢٤ رسالة في جواب ثابت بن قرة
فيما سال عنه ٢٥ مقالة في البهق والنمش والكلف ٢٦ رسالة في
السالكين وطرائف اعتقادهم ٢٧ منفعة الجبال ٢٨ وصف مذاهب
الصابئين ٢٩ في أن المبدعات حال ابداعها لا متحركة ولا ساكنة ٣٠ في
ماهية النوم والرؤيا ٣١ في العقل ٣٢ في وحدانية الله تعالى ٣٣ في
وصايا فوثاغورس ٣٤ في ألفاظ سقراط ٣٥ في العشق ٣٦ في برد أيام
العجوز ٣٧ في كون الضباب ٣٨ في الفال ٣٩ في الشطرنج العالية
٤٠ في أدب النفس إلى المعتضد ٤١ في الفرق بين نحو العرب والمنطق
٤٢ في أن أركان الفلسفة بعضها على بعض وهو كتاب الاستيفاء ٤٣ في
احداث الجو ٤٤ الرد على جالينوس ٤٥ في المحل الأول ٤٦ رسالة
إلى ابن ثوابة ٤٧ في الخضابات المسودة للشعر وغير ذلك ٤٨ في أن
الجزء ينقسم إلى ما لا نهاية له ٤٩ في اخلاق النفس ٥٠ سيرة الإنسان
٥١ كتاب إلى بعض اخوانه في القوانين العامة الأولى وفي الصناعة
الديالقطيقية أي الجدلية على مذهب أرسطوطاليس ٥٢ اختصار كتاب
سوفسطيقا لأرسطوطاليس ٥٣ القيان، وذكر كتاب السياسة الصغير
يقتضي ان له السياسة الكبير وليس في النسخة.
٤٦٣: أحمد بن محمد بن مسلمة الرصافي أو الرماني أو البرماني البغدادي
مضى بعنوان ابن سلمة.
٤٦٤: أحمد بن محمد بن مطهر أبو علي المطهري
من أصحاب العسكري ع وذكره الكليني في باب تسمية من رأى
المهدي ع كما ستعرف وحكى الميرزا عن العلامة في الخلاصة تصحيح
سند هو فيه وهو صاحب كتاب معتمد عند الصدوق فإنه قال في أول الفقيه
أنه اخذه من الكتب المعتمدة ثم ذكر في مشيخة الفقيه طرقه إلى أصحاب
هذه الكتب التي أخذه منها ومنها طريقه إلى المترجم فقال وما كان فيه عن
أحمد بن محمد بن مطهر صاحب أبي محمد ع فقد رويته عن أبي
ومحمد بن الحسن وسعد بن عبد الله والحميري جميعا عن أحمد بن محمد بن
مطهر صاحب أبي محمد ع انتهى ويروي عنه كتابه أيضا موسى بن
الحسن. في مستدركات الوسائل ان قوله صاحب أبي محمد ع،
(١٥٣)

ذكره في أول السند وآخره وليس المقصود منه مجرد الصحبة بل الذي ظهر لنا
أنه كان القيم على أموره ع الكاشف على ما فوق العدالة. روى
المسعودي في اثبات الوصية عن الحميري عن أحمد بن إسحاق قال دخلت
على أبي محمد ع فقال لي يا أحمد ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من
الشك والارتياب، قلت: يا سيدي لما ورد الكتاب بخبر سيدنا ومولده لم
يبق منا رجل ولا امرأة ولا غلام بلغ الفهم الا قال بالحق فقال: أ ما علمتم
أن الأرض لا تخلو من حجة لله ثم أمر أبو محمد ع والدته بالحج في سنة
٢٥٩ وعرفها ما يناله في سنة ٦٠ واحضر الصاحب ع، فأوصى اليه
وسلم الاسم الأعظم والمواريث والسلاح اليه، وخرجت أم أبي محمد مع
الصاحب ع جميعا إلى مكة، وكان أحمد بن محمد بن مطهر أبو
علي المتولي لما يحتاج اليه الوكيل فلما بلغوا بعض المنازل من طريق مكة تلقى
الاعراب القوافل فأخبروهم بشدة الخوف وقلة الماء فرجع أكثر الناس الا
من كان في الناحية فإنهم نفذوا وسلموا وروي انه ورد عليهم الامر
بالنفوذ. وفي باب مولد أبي محمد ع من الكافي باسناده عن أبي
علي المطهري أنه كتب اليه بالقادسية يعلمه انصراف الناس وأنه يخاف
العطش فكتب ع امضوا ولا خوف عليكم إن شاء الله فمضوا
سالمين والحمد لله رب العالمين. وفي باب تسمية من رأى المهدي ع عن
علي بن محمد عن فتح مولى الزراري قال: سمعت أبا علي بن مطهر يذكر
انه رآه ووصف له قده ع. وفي الفقيه باسناده عن سعد بن
عبد الله عن موسى بن الحسن عن أبي علي أحمد بن محمد بن مطهر قال:
كتبت إلى أبي محمد ع إني دفعت إلى ستة أنفس مائة وخمسين دينارا
ليحجوا بها فرجعوا ولم يشخص بعضهم وأتاني بعض وذكر انه انفق بعض
الدنانير وبقيت بقية وانه يرد علي ما بقي واني قدرت مطالبة من لم يأتني،
فكتب ع لا تعرض لمن لم يأتك ولا تأخذ ممن أتاك شيئا مما يأتيك
به والأجر فقد وقع على الله عز وجل. واخرج الراوندي في الخرائج عن
أحمد بن مطهر قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي محمد ع من أهل
الجبل يسأله عمن وقف على أبي الحسن موسى ع أتولاهم أم أتبرأ منهم
الحديث.
التمييز
في المستدركات: يروي عنه الجليل موسى بن الحسن وعلي بن بابويه
ومحمد بن الحسن بن الوليد وسعد بن عبد الله والحميري في كتابه
انتهى.
٤٦٥: الأمير نظام الدين أحمد بن الأمير محمد معصوم بن السيد نظام الدين
أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين مسعود بن صدر الدين محمد
بن السيد الأمير غياث الدين منصور بن الأمير صدر الدين محمد الحسيني
الدشتكي الشيرازي المكي والد السيد علي خان صاحب السلافة.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: عالم فاضل عظيم الشأن جليل القدر شاعر أديب،
وقد مدحه شعراء زمانه وكان كالصاحب بن عباد في عصره توفي في زماننا
بحيدرآباد وكان مرجع علمائها وملوكها، وكان بيننا وبينه مكاتبات
ومراسلات، وفي حديقة الافراج: سيد طيب النجار تفرع من دوحة العز
والفخار إمام مهرة الفنون الأدبية وأمير عصابة العلوم العقلية والنقلية
انتهى، وذكره ولده في سلافة العصر واثنى عليه ثناء بليغا باسجاع كثيرة
على عادة ذلك الزمان نختصر منها ما يأتي قال: ناشر علم وعلم وشاهر
سيف وقلم إمام ابن إمام وهمام ابن همام حتى انتهى إلى أشرف جد كما قال
أحد أجداده: ليس في نسبنا الا ذو فضل وحلم حتى نقف على باب مدينة
العلم، القت اليه الرياسة قيادها إلى علم بهرت حجته وزخرت لجته:
هذا أبي حين يعزى سيد لأب هيهات ما للورى يا دهر مثل أبي
مولده ومنشأه الحجاز ولما غاور صيته وانجد استدعاه مولانا السلطان
إلى حضرته الشريفة فدخل الديار الهندية عام ١٠٥٥ فاملكه من عامه ابنته
وهناك امتد في الدنيا باعه وقصده الغادي والرائح وخدمته القرائح بالمدائح
انتهى وهذا السلطان الذي استدعاه هو شاهنشاه عبد الله بن محمد
قطب شاه ملك حيدرآباد وما والاها وقد انتهت اليه الرياسة بتلك البلاد
بسبب تقربه إلى السلطان، فلما مات السلطان أراد أن يكون ملكا بعده فلم
يتم له ذلك وتولى الملك الميرزا أبو الحسن من العجم المقربين إلى الملك
المذكور في قصة يطول شرحها، فقبض عليه وسجنه حتى مات.
مؤلفاته
في أمل الآمل: له ديوان شعر ورسائل متعددة انتهى، ومن
مؤلفاته رسالة في المعاد الجسماني والنبوة الخاصة وهي مجموعة تحقيقاته في
مجالس متعددة من ابتداء سنة ألف وخمس إلى سنة احدى عشرة وألف.
أشعاره
ومن شعره قوله يمدح ختنه * السلطان من قصيدة طويلة:
سلا هل سلا قلبي عن البان والرند * وعن اثلاث جانب العلم الفرد
وعن ضال ذات الضال أو شعب عامر * وعن ظله إذ كنت في زمن رغد
بزوحك أم لا فالسهام صوائب * فؤادك فاحذر ان تصاد على عمد
هو الملك المنصور ذو الفخر والعلى * ورب الندى والامر والحل والعقد
له عزة موروثة عن جدوده * يقصر عنها كل ذي حسب فرد
بقيت لنا كهفا وركنا وموئلا * وبحر نوال لم يزل دائم المد
وقوله من قصيدة يذكر فيها أكثر قرى الطائف ومتنزهاتها وكتبها إلى
الشيخ عيسى النجفي أحد أدباء ذلك العصر:
ذلك البان والحمى والمصلى * فقف الركب ساعة نتملى
وإذا ما تراءت الربرب * العين بجرعاء لعلع فالمعلى
فانج من سهمها سليما وحاذر * إن في هذه المحاجر نبلا
إن لي بين حاجر وزرود * ظبيات اوانسا تتجلى
فبنفسي على معزة نفسي * وبمالي ما جل منه وقلا
خرد قد نزلن أكناف وج * وسكن المثناة حزنا وسهلا
وبها اصطفن بل وربعن فيها * قاطنات سفح الاخيلة ظلا
من لقيم إلى المليساء فالهضبة * فالوهط فالأصيحر نزلا
غاديات من أم خير إلى الجال * إلى الهرم فالعقيق المحلى
ناهلات من الجفيجف ماء * شبما سلسلا نقاخا محلى
سارحات من السلامة يبغين * قرينا وما نحا ذاك قبلا
ثم بالموقف المعظم قدرا * واقفات يطلبن نسكا وفضلا
واردات ماء الشريعة فيها * شاربات نهلا فعلا فعلا
(١٥٤)

سائرات إلى مزاحم فالصخرة * سيرا مثل السحابة رسلا
زمن باسم وعيش رضي * وحبيب مواصل لن يملأ
أيها الكامل الأديب الذي حاز * من المجد في السهام المعلى
وحوى كل مفخر وكمال * وتروى العلوم عقلا ونقلا
وبنظم يصوغه فاق كعبا * وزهيرا وذا القروح وجلى
ولبيدا والأعشيين وعمرا * وحبيبا في الشعر قد فاق كلا
هاك يا صاحب المزايا قريضا * من محب يراك للود اهلا
ذاكرا إلفه القديم ودهرا * وزمانا بالرقمتين تولى
وقوله من قصيدة:
نصل الهوى عن قلب ذي الوجد * وسلا المتيم عن لقا هند
وعدت عن الآرام منيته * وغدت غوايته إلى رشد
اضنته ذكرى ازمن سلفت * بالجزع أو بالبان من نجد
إذ كان فيها جمع اخوته * حتى مناه الدهر بالبعد
من كل غطريف تراه إذا * أم الوغى كالخادر الورد
وعقيد كل كتيبة طرقت * ليلا وفارس خيلها الجرد
كم من يد بيضاء قلدها * جيد الرجال بنعمة تلد
وقوله من قصيدة:
فمن مبلغ عني نزارا ويعربا * أولئك قومي أرتجيهم لما بيه
ثيابهم من نسج داود أسبغت * وأوجههم تحكي بدورا بداجيه
سموا لدراك المجد والثار والعلى * ورووا قناهم من دما كل طاغيه
وقوله من قصيدة:
مثير غرام المستهام ووجده * رميض سرى من غور سلع ونجده
وبات بأعلى الرقمتين التهابه * فظل كئيبا من تذكر عهده
وضال بذات الضال مرخ غصونه * تفياه ظبي يميس ببرده
كثير التجني ذو قوام مهفهف * صبيح المحيا لا وفاء لوعده
بيغار إذا ما قست بالبدر وجهه * ويغضب ان شبهت وردا بخده
يعلم علم السحر هاروت لحظة * وفعل الردينيات من دون قده
وقوله في مليح أرمد:
يا جوهرا فردا علا * من أين جاءك ذا العرض
وعلا م طرفك ذا المريض * اعله هذا المرض
عهدي به مما يصيب * فكيف صار هو الغرض
أنت المراد وليس لي * في غير وصلك من غرض
وقال يخاطب أمير مكة المكرمة الشريف زيد بن محسن وهو متوجه
لفتح اليمن سنة ١٠٥٣:
ما سار زيد مليك الأرض من بلد * الا وقابله الاقبال بالظفر
اني أودعه بالجسم منفردا * وإن روحي تتلوه على الأثر
وكتب إلى العلامة محمد بن علي الشامي بهذين البيتين وطلب منه
معارضتهما:
تراءى كظبي خائف من حبائل * يشير بطرف ناعس منه فاتر
وقد ملئت عيناه من سحب جفنه * كنرجس روض جاده وبل ماطر
فكتب اليه الشيخ بهذين البيتين على البديهة:
ولرب ملتفت بأجياد ألمها * نحوي وأيدي العيش تنفث سمها
لم يبك من ألم الفراق وإنما * يسقي سيوف لحاظه ليسمها
ثم نظم المعنى فقال:
ولقد يشير إلي عن حدق ألمها * والرعب يخفق في حشاه الضامر
رقت شمائله ورق أديمه * فتكاد تشربه عيون الناظر
٤٦٦: المولى أحمد بن محمد مفيد الهزارجريبي
عالم فاضل له جواهر الكلمات فيما يتعلق بأحوال الرواة رتبه
على مقدمة وعدة مقاصد.
٤٦٧: أحمد بن محمد المقري صاحب أحمد بن محمد بن بديل.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال: روى
عنه التلعكبري إجازة انتهى وفي التعليقة: كونه من مشائخ الإجازة
يشير إلى الوثاقة.
٤٦٨: الشيخ أحمد بن محمد بن مكي الشهيدي العاملي الجزيني.
في أمل الآمل: من أولاد الشهيد محمد بن مكي العاملي وأبوه
منسوب إلى جده، كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا، سكن الهند مدة
وجاور بمكة سنين، وهو من المعاصرين.
٤٦٩: السيد عز الدين أحمد بن السيد محمد مهدي بن السيد راجه أبو جعفر
الفيض آبادي الهندي.
له نادرة الترتيب فارسي في اللغة مطبوع.
٤٧٠: المولى أحمد بن محمد مهدي الشريف الاصفهاني الخاتون آبادي.
توفي سنة ١١٥٤ أو ١١٥٥. يروي إجازة عن السيد رضي الدين بن السيد محمد بن علي بن
حيدر بن محمد بن نجم الدين الموسوي العاملي المكي بتاريخ ١١٥٤ ويروي
عن الأمير محمد حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع الخاتون آبادي
الاصفهاني بتاريخ رجب سنة ١١٣٩.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان فاضلا محققا عابدا ورعا متعففا مهذبا محمود
الاخلاق من شركاء والدي في الدرس بأصبهان، ثم خرج بعياله إلى مشهد
أمير المؤمنين ع وسكن به سنين وقدم علينا سنة ١١٣٧ واقام عندنا
سنتين، وكان متقنا للرياضيات سيما الهيئة، واشتغلت عليه من الزيج
بالقدر المتعلق باستخراج التقويم وصار ذلك سببا لانتشار هذا الفن في هذه
البلاد، ثم سافر إلى أصبهان وحج منها مرارا، وتوفي أخيرا في الطريق
رحمة الله عليه انتهى يروي عنه بالإجازة السيد نصر الله الحائري الشهيد
بتاريخ ذي القعدة سنة ١١٤٤ وفي بعض المؤلفات الفارسية: انه كان
فاضلا في العلوم الرياضية اخذ عن علماء أصبهان. له رسالة فارسية في
معرفة التقويم اسمها الوجيزي.
٤٧١: جمال الدين أحمد بن محمد بن مهنا بن الحسن بن محمد بن مسلم بن المهنا بن
أبي العلاء مسلم الأحوال أمير الحاج بن أبي علي محمد أمير الحاج ابن الأمير
أبو الحسن محمد الأشتر بن عبيد الله الثالث بن علي بن عبيد الله الثاني بن
علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
(١٥٥)

وصفه في عمدة الطالب بالشيخ العالم النسابة المصنف صاحب كتاب
وزير الزوراء.
٤٧٢: السيد العلامة الاجل النسابة أحمد بن محمد بن المهني الحسيني
العبيدلي ويحتمل اتحاده مع السابق.
كان معاصرا للمحقق والعلامة ومن تلاميذ السيد النسابة جلال
الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد بن فخار الذي هو أستاذ النسابة
السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن معية الذي هو أستاذ الشهيد الأول
وأستاذ السيد جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عتبة
الأصغر الحسيني صاحب عمدة الطالب، له من المؤلفات التذكرة للأنساب
المطهرة ويقال له مشجر النسب أيضا ينقل عنه كثيرا في عمدة الطالب
ووجدت منه نسخة كتبت للشاه حسين الصفوي تدل على تبحره في علم
النسب وينقل هو عن كتاب الأنساب للسيد أبو طالب الزنجاني.
٤٧٣: أحمد بن محمد بن موسى الجندي
مر بعنوان أحمد بن محمد بن عمران بن موسى الجندي.
٤٧٤: أحمد بن محمد بن موسى بن الحارث بن عون بن عبد الله بن الحارث بن
نوفل بن عبد المطلب بن هاشم.
قال النجاشي له كتاب نوادر كبير.
٤٧٥: أحمد بن محمد بن موسى بن هارون
الأهوازي المعروف بابن الصلت الأهوازي أبو الحسن.
في أمل الآمل، فاضل جليل يروي عنه الشيخ الطوسي، وفي نقد
الرجال: من مشائخ الشيخ الطوسي روى عنه في الفهرست عند ذكر
إبراهيم بن محمد بن يحيى وغيره وروى هو عن ابن عقدة وفي منهج المقال
روى الشيخ الطوسي عنه عن ابن عقدة جميع رواياته وكتبه قال وكان معه خط
أبي العباس ابن عقدة بإجازته وشرح رواياته وكتبه وهذا يدل في الجملة
على اعتباره وعلى صحة رواياته عنه بخصوصه انتهى وقال البهبهاني في
تعليقته على منهج المقال انه من مشائخ الإجازة ثم حكى عن المحقق الشيخ
سليمان البحراني صاحب المعراج والبلغة في الرجال أنه قال وجدت في
إجازة العلامة لأولاد زهرة انه من رجال العامة ولم أجده في كلام غيره.
وفي ميزان الاعتدال أحمد بن محمد بن موسى بن هارون بن الصلت
الأهوازي سمع المحاملي وابن عقدة وعنه الخطيب وكان صدوقا صالحا وقال
سمعت البرقاني يقول ابنا الصلت ضعيفان انتهى ومراده بابني الصلت
المترجم وآخر ذكره قبله وفي لسان الميزان بعد نقل ذلك: وقال الحافظ أبو
ذر الهروي لا باس بهما إذا حدثا من أصولهما انتهى وفي مشتركات
الكاظمي يعرف برواية ابن عقدة عنه انتهى وروى عنه الشيخ في
الفهرست وذكره بحر العلوم في رجاله من مشائخ النجاشي فقال: ومنهم
أحمد بن محمد الأهوازي كما في ترجمة محمد بن إسحاق بن عمار وهو ابن
الصلت الأهوازي كما في برية العبادي روى عنه الشيخ في الفهرست كثيرا
وقال أحمد بن محمد بن موسى الأهوازي المعروف بابن الصلت وهو طريقه
إلى أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ قال في الفهرست أخبرنا بجميع
رواياته وكتبه يعني ابن عقدة أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى
الأهوازي وكان معه خط أبي العباس بإجازته وشرح رواياته وكتبه عن أبي
العباس أحمد بن محمد بن سعيد انتهى وقال الشيخ في باب من لم يرو
عنهم ع في ترجمة ابن عقدة: روى عنه التلعكبري من شيوخنا
وغيره. وسمعنا من ابن المهتدي المهدي ومن أحمد بن محمد المعروف
بابن الصلت رويا عنه وأجاز لنا ابن الصلت جميع رواياته. وذكر العلامة في
اجازته لبني زهرة بابن المهدي وابن الصلت فيمن روى عنه الشيخ من رجال
الكوفة بين رجال العامة ورجال الخاصة وهذا يعطي التردد في كونهما منا ومر
عن ميزان الاعتدال انه كان صدوقا صالحا وهو يؤكد الوهم فيه وقال
النجاشي في ترجمة ابن عقدة انه لقي جماعة ممن رآه وسمع منه أصحابنا ومن
العامة ومن الزيدية وبذلك ينقدح الشك في سائر رجال ابن عقدة ممن لم
يتحقق مذهبه كأحمد بن محمد بن هارون ومحمد بن هارون ومحمد بن جعفر
الأديب والقاضي أبي عبد الله الجعفي وهؤلاء وان بعد ان يكونوا من العامة
لروايتهم كتب أصحابنا المشحونة بما لا يوافقهم الا انه يحتمل كونهم من
الزيدية الجارودية كشيخهم ابن عقدة والأقرب انهم منا بناء على الغالب في
رواة أحاديث أئمتنا ع انتهى المراد نقله من رجال بحر
العلوم.
مشايخه
قد علم مما مر انه يروي عن الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن
سعيد المعروف بابن عقدة وعن المحاملي.
تلاميذه قد علم مما مر انه يروي عنه الشيخ والنجاشي والخطيب.
٤٧٦: السيد أحمد بن محمد الموسوي
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا جليلا يروي عن شاذان بن
جبرئيل.
٤٧٧: الشيخ أحمد بن محمد الموصلي
يروي عنه بالإجازة السيد الاجل فخر الدين الرضي علي بن أحمد بن
أبي هاشم العلوي الحسيني عن ثابت بن عصيدة عن عربي بن مسافر عن
الياس بن محمد بن هشام الحائري عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد عن
والده شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي وتاريخ الإجازة سنة ٦٦٨.
٤٧٨: أحمد بن محمد النجاشي
ذكره البرقي في رجاله من رجال الكاظم ع.
٤٧٩: أحمد بن محمد بن نصر الرازي السمسار.
في لسان الميزان ذكره ابن بابويه في تاريخ الري عن جعفر بن
الحسن بن شهريار القمي روى عنه علي بن محمد القمي انتهى.
٤٨٠: الشيخ نظام الدين أحمد بن الشيخ نجيب الدين محمد بن نما الحلي
هو والد الشيخ جلال الدين أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن
نما.
٤٨١: أبو العباس أحمد بن محمد بن نوح السيرافي البصري.
يأتي بعنوان أبو العباس أحمد بن نوح بن علي بن محمد بن أحمد بن
العباس بن نوح.
(١٥٦)

٤٨٢: السيد أحمد بن السيد محمد بن السيد نور الدين بن السيد نعمة الله
الجزائري.
ذكره في تحفة العالم فقال له ذهن صائب وسليقة معتدلة قرأ على عمه
السيد عبد الله وكان من متقدمي تلامذته وخطه في غاية الجودة مات في
شبابه ولو بقي لكان من أفاضل الاعلام.
٤٨٣: أحمد بن محمد بن هارون
ذكره بحر العلوم في رجاله من مشائخ النجاشي صاحب الرجال وقال
روى عنه في ترجمة إسماعيل بن زيد الطحان وجعفر بن بشير والحارث بن
عبد الله التغلبي والحسن بن علي بن أبي حمزة بن سلمة وخليل بن أوفى
وخيران مولى الرضا ع وطلاب بن حوشب وعبد الرحمن بن عمرو
العائذي ومحمد بن أبي عمير ومحمد بن سليم أو سليمان الاصفهاني وغيرهم
وفي محمد بن أبي عمير أحمد بن هارون وهو يروي في جميع ذلك عن أحمد بن
محمد بن سعيد انتهى. ٤٨٤: الشيخ أحمد بن محمد بن هارون الزوزني
في أمل الآمل فاضل صالح فقيه.
٤٨٥: أحمد بن محمد الهاشمي
ذكره ابن شهرآشوب في المناقب في أنصار الحسين ع فقال:
ثم برز أحمد بن محمد الهاشمي وهو ينشد:
اليوم ابلو حسبي وديني * بصارم تحمله يميني
احمي به يوم الوغى عن ديني
٤٨٦: أحمد بن محمد بن هيثم العجلي
وثقة النجاشي في ترجمة ابنه الحسن بن أحمد ويروي عنه الصدوق
مترضيا والظاهر أنه من مشائخه.
٤٨٧: الشيخ مهذب الدين أبو إبراهيم أحمد بن محمد الوهركيسي أو
الوهركيني.
عالم صالح له كتاب الموضح في الأصول وتعليق التذكرة قاله منتجب
الدين وذكره الجباعي في مجموعته بعين هذه العبارة وكان أحدهما منقول من
الآخر والوهركيني لا اعرف هذه النسبة إلى أي شئ وفي أكثر المواضع
الوهركيني بالنون وفي بعضها الوهركيسي بالسن وكأنه تصحيف.
٤٨٨: أحمد بن محمد بن يحيى
ذكره الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال: روى عنه أبو
جعفر بن بابويه انتهى واستظهر الميرزا في منهج المقال اتحاده مع أحمد بن
محمد بن يحيى العطار الآتي.
٤٨٩: الشريف أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي
ابن أبي طالب ع.
في مقاتل الطالبيين: حبسه الحارث بن أسد عامل أبي الساج بالمدينة
في دار مروان فمات في محبسه.
٤٩٠: أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال: روى
عنه التلعكبري، وأخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري وأبو
الحسين بن أبي جيد القمي وسمع منه سنة ٣٥٦ وله منه إجازة. وفي عدة
المحقق الكاظمي: ترحم عليه الصدوق وترضى عنه. وفي أمل الآمل:
يستفاد من تصحيح العلامة طرق الشيخ توثيقه انتهى وفي منهج المقال:
ربما استفيد من تصحيح بعض طرق الشيخ في الكتابين كطرق حسين بن
سعيد توثيقه، والظاهر أن هذا والسابق عليه واحد انتهى.
فائدة مهمة
ان جماعة من مشايخ الإجازات أو غيرهم لم يوثقهم أهل الرجال أو
وثقهم البعض ولم يوثقهم البعض، ولكنهم مدحوا بمدائح تقرب من التوثيق
أو تزيد عليه، وهؤلاء الظاهر أن عدم توثيقهم لظهور حالهم في الوثاقة،
فاكتفوا بمدحهم بمدائح جليلة عن توثيقهم، وقال المحقق البهبهاني في
تعليقته على منهج المقال في الفائدة الثالثة من الفوائد التي صدر بها تعليقته:
ان من جملة امارات الوثاقة كون الرجل من مشايخ الإجازة، قال والمتعارف
عده من أسباب الحسن وربما يظهر من جدي يعني المجلسي دلالته على
الوثاقة، وكذا من المصنف في ترجمة الحسن بن علي بن زياد، وقال المحقق
البحراني: مشايخ الإجازة في أعلى درجاتها غير ظاهر. وقال المحقق الشيخ
محمد: عادة المصنفين عدم توثيق الشيوخ وسيجئ في محمد بن إسماعيل
النيشابوري عن الشهيد الثاني ان مشائخ الإجازة لا يحتاجون إلى التنصيص
على تزكيتهم. وعن المعراج ان التعديل بهذه الجهة طريقة كثير من
المتأخرين قال هذا وان كان المستجيز ممن يطعن على الرجال في روايتهم عن
المجاهيل والضعفاء وغير الموثقين فدلالة استحازته على الوثاقة في غاية
الظهور سيما إذا كان المجيز من المشاهير انتهى. فمن جملة هؤلاء:
إبراهيم بن هاشم فلم يوثقه أهل الرجال لكنهم قالوا أول من نشر حديث
الكوفيين في قم، فلهذا عد الفقهاء حديثه حسنا، وأكثرهم حسنا
كالصحيح وبعضهم صحيح وهو الصواب كما مر في ترجمته، ومنهم:
أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ومرت ترجمته وذكرنا فيها انه لم يوثقه
أحد من أهل الرجال سوى الشيخ، ولكن مدح بما يقرب إلى التوثيق
كقولهم شيخ القميين ووجههم وفقيههم، ونقل الكشي انه لا يروي عن ابن محبوب لان أصحابنا يتهمون
ابن محبوب في روايته عن ابن أبي حمزة،
قال الشيخ عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال: واما الفقهاء وشراح
الحديث فلم أر أحدا ذمه منهم، بل هم بين موثق له وقابل لروايته. قال
المقدس في المجمع: وأظن صحة السند لأن الظاهر أن احمد هو
ابن محمد بن عيسى الثقة. وقال الجزائري: مدحه الصدوق في كتاب الغيبة،
ووثقه الصالح فيما رواه الكليني عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد قال:
الظاهر أنه أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ويحتمل أحمد بن محمد بن
خالد البرقي لان محمدا يروي عنهما، الا ان أكثر روايته عن الأول ورواية
الأول عن ابن فضال انتهى وكلاهما ثقتان عدلان، وفي موضع آخر:
وكان احمد أبو جعفر شيخ القميين ووجههم وفقيههم ثقة انتهى.
ومنهم: أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد في تكملة الرجال: لما خلت
كتب الرجال عن ذكره اضطرب المتأخرون في حاله فمنهم من صحح روايته
وهو العلامة، وبعضهم اعترف بجهالته، لكن جعله من مشائخ الإجازة
لا من مشائخ الرواية، وجعله وجها لتصحيح العلامة أقول: مشائخ
الإجازة يذكرون لمحض اتصال السند إلى الكتب المعلوم انتسابها إلى
(١٥٧)

أصحابها فلذلك لا تضر جهالتهم في صحة السند، لكن كون المذكور
كذلك يحتاج إلى مزيد تأمل، قال صاحب الذخيرة: أحمد بن محمد بن
الحسن بن الوليد وأحمد بن محمد بن يحيى العطار كلاهما غير موثقين في كتب
الرجال، والظاهر أنهما من مشائخ الإجازة وليسا بصاحبي كتاب،
والغرض من ذكرهما رعاية اتصال السند والاعتماد على الأصل المأخوذ منه
فلا يضر جهالتهما وعدم ثقتهما وما يوجد في كلام الأصحاب من تصحيح
الاخبار التي أحدهما أو نظيرهما في الطريق مبني على هذا لا على هذا التوثيق
انتهى. أقول: بل الظاهر أن ترك التوثيق في كتب الرجال لظهور
الحال في الوثاقة، ومنهم: أحمد بن محمد بن يحيى العطار في تكملة الرجال
هو وأحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد في الحال سواء إذ كل منهما لم يذكره
الرجاليون بجرح ولا تعديل، وفي كل منهما صحح العلامة أسانيدهما
فيها، وذهب بعض إلى أن أحمد بن محمد بن يحيى مجهول الحال، وهذا
القول افترق أهله فرقتين: فرقة ردوا روايته كصاحبي المدارك والمفاتيح،
قال في معتصم الشيعة: لكنها اي الرواية ضعيفة لجهالة أحمد بن محمد بن
يحيى فإنه في طريقها وفي المدارك أحمد بن محمد بن يحيى مجهول وفي الحبل
المتين هذه الرواية ضعيفة لجهالة أحمد بن محمد بن يحيى وفرقة حكموا بأن
الجهالة هنا لا تضر لأنه من مشائخ الإجازة. وذهب الشهيد الثاني في
الدراية إلى أنه ثقة وكذا السماهيجي والمقدس والشيخ البهائي في المشرق
فاما المقدس فإنه صرح كثيرا بان الصحة دليل الوثاقة وقد حكم العلامة
بصحة طرق هو فيها فيكون ثقة عنده وقال في المشرق قد يدخل في أسانيد
بعض الأحاديث من ليس له ذكر في كتب الجرح والتعديل بمدح ولا قدح
غير أن علماءنا المتقدمين قدس الله أرواحهم قد اعتنوا بشأنه وأكثروا الرواية
عنه وأعيان مشائخنا المتأخرين طاب ثراهم قد حكموا بصحة روايات هو في
سندها والظاهر أن هذا القدر كاف في حصول الظن بعدالته مثل أحمد بن
محمد بن يحيى العطار فان الصدوق روى عنه كثيرا وهو من مشائخه
والواسطة بينه وبين سعد بن عبد الله إلى أن قال فهؤلاء وأمثالهم من مشائخ
الأصحاب لنا ظن بحسن حالهم وعدالتهم وقد عددت حديثهم في الحبل
المتين وفي هذا الكتاب في الصحيح جريا على منوال مشائخنا المتأخرين
ونرجو من الله سبحانه ان يكون اعتقادنا فيه مطابقا للواقع وهو ولي الإعانة
والتوفيق انتهى.
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف أحمد بن محمد بن يحيى العطار المستفاد
توثيقه من تصحيح بعض الطرق اليه برواية التلعكبري عنه كالأوائل ويرجع
الفرق إلى القرينة وروى عنه الحسين بن عبيد الله وأبو الحسين بن أبي جيد
وحيث لا تمييز تقف الرواية انتهى وقد تقدم الكلام على تمييز أحمد بن
محمد المشترك بين جماعة ثم عثرنا على كلام في ذلك فيه زيادة على ما مر
فذكرناه هنا وان لزم التكرير ليرتبط الكلام بعضه ببعض قال الشهيد الثاني
في درايته ان أحمد بن محمد مشترك بين جماعة منهم أحمد بن محمد بن عيسى
وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن الوليد وجماعة
أخرى من أفاضل أصحابنا في ذلك العصر ويتميز عند الاطلاق بقرائن
الزمان فان المروي عنه ان كان من الشيخ في أول السند أو ما يقاربه فهو
ابن الوليد وان كان في آخره مقارنا للرضا ع فهو ابن أبي نصر وان كان في
الوسط فالأغلب ان يراد به ابن عيسى وقد يراد غيره ويحتاج إلى فضل قوة
وتمييز واطلاع على الرجال ومراتبهم ولكنه مع الجهل لا يضر لان جميعهم
ثقات فالامر في الاحتجاج بالرواية سهل انتهى وفي تكملة الرجال فيه
نظر فان قوله ان كان في أول السند فهو ابن الوليد ليس على اطلاقه لجواز ان
يكون أحمد بن محمد بن يحيى العطار والجيد ما فصله سبطه الشيخ محمد في
شرح الاستبصار حيث قال الذي سمعناه من الشيوخ ورأيناه بعين الاعتبار
عند مراجعة الاخبار ان رواية الشيخ عن المفيد عن أحمد بن محمد بن
الحسن بن الوليد هي المستمرة كما أن رواية الشيخ عن الحسين بن
عبيد الله الغضائري عن أحمد بن محمد بن يحيى هي المستمرة فإذا ورد
الاطلاق في كلا الرجلين بالنظر إلى الروايتين تعين كل منهما بما استمرت
روايته عنه فان قيل قد ذكر الشيخ في طرقه في آخر الكتاب طريقا إلى
محمد بن الحسن الصفار عن الشيخ أبي عبد الله والحسين بن عبيد الله
وأحمد بن عبدون كلهم عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه فدل
هذا على أن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد شيخ لكل من المفيد
والحسين بن عبيد الله فكيف حكمت باختصاص الحسين بن عبيد الله
بأحمد بن محمد بن يحيى قلت الامر كما ذكرت الا ان كلامنا في عادة الشيخ
في الأسانيد المذكورة ولم نقف على حديث يتضمن سنده الحسين بن
عبيد الله عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد وامر هذا هين فان أحمد بن
محمد بن يحيى وان ذكره الشيخ في باب من لم يرو عن أحد من الأئمة
ع الا انه لم يوثق وانما استعاد البعض توثيقه من تصحيح العلامة بعض
طرق الشيخ وهو فيها انتهى.
٤٩١: أحمد بن محمد بن يحيى الفارسي
يكنى أبا علي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري سنة ٣٢٨ وخرج إلى قزوين وله منه إجازة انتهى وعده في
النقد في جملة من يكنى أبا عبد الله مع أنه في ترجمته كناه أبا علي وفاقا لما
ذكرناه. وفي التعليقة ملاحظة الطبقة والتكني بأبي علي ربما يشير إلى الاتحاد
مع أحمد بن يحيى العطار لكن لا يخلو عن البعد انتهى وذلك لوصف
هذا بالفارسي وذاك بالقمي.
٤٩٢: أحمد بن محمد بن يعقوب أبو علي البيهقي
روى عنه الكشي في ترجمة الفضل بن شاذان مترحما فقال: قال أحمد بن
محمد بن يعقوب أبو علي البيهقي رحمه الله اما ما سالت من ذكر التوقيع
الذي خرج في الفضل بن شاذان ان مولانا ع لعنه فاني أخبرك ان
ذلك باطل إلى أن قال قال أبو علي والفضل بن شاذان كان برستاف بيهق
فورد خبر الخوارج فهرب منهم فأصابه التعب من خشونة السفر فاعتل منه
ومات فصليت عليه انتهى وهذا يدل على مدح البيهقي ونباهته
واماميته.
٤٩٣: أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب الخازن الرازي الأصل الأصبهاني المسكن
الملقب مسكويه والملقب بالمعلم الثالث
توفي في ٩ صفر سنة ٤٢١ حكاه ياقوت في معجم الأدباء عن
يحيى بن منده وكانت وفاته بأصبهان وقبره بها معروف مشهور.
لقبه ووصفه
مسكويه لقب احمد نفسه كما صرح به جماعة، ويوجد في بعض
المواضع ابن يعقوب بن مسكويه، ونحن قد ذكرنا تبعا لذلك فيما بدئ
بابن ابن مسكويه وقلنا اسمه أحمد بن محمد بن مسكويه، وممن صرح
بان مسكويه لقب له نفسه: الثعالبي في تتمة اليتيمة، وأبو حيان في
(١٥٨)

الامتاع، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء، وياقوت في معجم الأدباء،
كما يأتي ذلك كله. وفي مخطوط قديم سيأتي ذكره: أحمد بن محمد مسكويه
في عدة مواضع. وفي ترجمة دائرة المعارف الاسلامية: ابن مسكويه
والأصح مشكويه أسماه ياقوت مسكويه فقط. وزعم أنه كان مجوسيا اعتنق
الاسلام بيد ان هذا الزعم بعيد الاحتمال ذلك لأننا نعرف اسم أبيه وجده
اي ويعلم من اسميهما انهما مسلمان فيكون احمد قد ولد على الاسلام
أيضا قال وربما كان خطا ياقوت راجعا إلى أنه اسمى الفيلسوف مسكويه
بينما هذا الاسم لجده وقد يكون الجد مجوسيا حقيقة ثم اسلم انتهى وما
ذكره له وجه وربما الذين أسموه مسكويه تبعوا في ذلك ياقوتا فاصل الخطا
منه واتبعه غيره عليه انتهى ووصف بالخازن لأنه كان خازنا لعضد
الدولة على بيت المال وخازنا لخزانة كتب ابن العميد.
أقوال العلماء فيه
هو العالم الحكيم الفيلسوف المشهور الرياضي المهندس المتكلم
اللغوي المؤرخ الأخلاقي الشاعر الأديب الكاتب النافذ الفهم الكثير
الاطلاع على كتب الأقدمين ولغاتهم المتروكة صاحب التصانيف الكثيرة في
الفنون العقلية ولا سيما الحكمة النظرية والعملية. وفي دائرة المعارف
الاسلامية مؤرخ انتهى. واثنى عليه الخواجة نصير الدين في ديباجة كتابه
الاخلاق الناصرية الذي وضعه على نهج كتابه طهارة الأعراق وذكره
بالتعظيم. وصحب الوزير أبا محمد المهلبي في أيام شبابه وكان خصيصا به
إلى أن اتصل بخدمة الملك عضد الدولة بن بويه وصار من ندمائه ورسله
إلى نظرائه، وكان خازنا له أثيرا عنده كاتما لأسراره، وفي رسالة مواليد
العلماء: كان نديم عضد الدولة انتهى ثم اختص بالوزير ابن العميد
وابنه أبي الفتح في خدمة الملك صمصام الدولة بن بويه، وكان في أول أمره
في خدمة خوارزم شاه مع جملة من الأطباء منهم ابن سينا وابن الخمار وأبو
ريحان وأبو نصر العراقي وأبو سهل المسيحي إلى أن ارسل السلطان محمود
الغزنوني أبا الفضل الحسن بن ميكال سفيرا إلى عند خوارزم شاه، فقبل
وصوله فر مسكويه ولم يقبل بمتابعة السلطان محمود. وفي تتمة اليتيمة
للثعالبي: أبو علي مسكويه الخازن في الذروة العليا من الفضل والأدب
والبلاغة والشعر وكان في ريعان شبابه متصلا بابن العميد مختصا به ثم
تنقلت به أحوال جليلة في خدمة بني بويه والاختصاص ببهاء الدولة،
وعظم شانه وارتفع مقداره وترفع عن خدمة الصاحب ولم ير نفسه دونه
انتهى وحكى ياقوت في معجم الأدباء عن أبي حيان في كتاب الامتاع أنه قال
في حقه بعد ما ذكر طائفة من متكلمي زمانه: واما مسكويه ففقير بين
أغنياء وغني بين أنبياء لأنه شاذ وانما أعطيته في هذه الأيام صفو الشرح
لايساغوجي وقاطيغورياس من تصنيف صديقنا بالري قال الوزير ومن هو؟
قلت أبو القاسم الكاتب غلام أبي الحسن العامري وصححه معي وهو الآن
لائذ بابن الخمار وربما شاهد أبا سليمان المنطقي وليس له فراع لكنه محب
في هذا الوقت للحسرة التي لحقته مما فاته من قبل! فقال: يا عجبا لرجل
صحب ابن العميد أبا الفضل ورأى ما عنده وهذا حظه! قلت قد كان هذا
ولكنه كان مشغولا بطلب الكيمياء مع أبي الطيب الكيميائي الرازي مملوك
الهمة في طلبه والحرص على إصابته مفتونا بكتب أبي زكريا وجابر بن حيان
ومع هذا كان اليه خدمة صاحبه في خزانة كتبه هذا مع تقطيع الوقت في
الحاجات الضرورية والشهوية والعمر قصير والساعات طائرة والحركات
دائمة والفرص بروق تاتلق والأوطار في عرضها تجتمع وتفترق والنفوس عن
قرابتها تذوب وتحترق ولقد قطن العامري الري خمس سنين ودرس وأملى
وصنف وروى فما أخذ عنه مسكويه كلمة واحدة ولا وعى مسالة حتى كأنه
كان بينه وبينه سدا ولقد تجرع على هذا التواني الصاب والعلقم ومضغ لقمة
حنظل الندامة في نفسه وسمع باذنه قوارع الندامة من أصدقائه حين ما ينفع
ذلك كله، وبعد هذا فهو ذكي حسن نقي اللفظ وان بقي عساه ان يتوسط
هذا الحديث وما أرى ذلك كلفه بالكيمياء وانفاق زمانه وكد بدنه وقلبه في
خدمة السلطان واحترافه في البخل بالدانق والقيراط والكسرة والخرقة نعوذ
بالله من مدح الجود باللسان وايثار الشح بالفعل وتمجيد الكرم بالقول
ومفارقته بالعمل انتهى ثم حكى ياقوت عن أبي حيان في كتاب
الوزيرين أنه قال: فان ابن العميد اتخذه خازنا لكتبه وأراد أيضا ان يقدح
ابنه به ولم يكن من الصنائع المقصودة المهمات اللازمة وكان يحتمل ذلك
لبعض العزازة بظله والتظاهر بجاهه انتهى يعني ان ابن العميد اتخذه
خازنا لكتبه وأراد مع ذلك ان يتخرج عليه ولده أبو الفتح ويتعلم منه ولم
يكن ذلك اي كونه خازنا ومعلما لابنه عند مسكويه مناسبا لحاله، بل
كان يرى نفسه ارفع من ذلك لكنه احتمله للاستفادة من جاه ابن العميد.
وقال ياقوت في معجم الأدباء كان مسكويه مجوسيا واسلم وكان عارفا بعلوم
الأوائل معرفة جيدة وله في ذلك كتب وذكرها كما يأتي انتهى وقد عرفت
التأمل في كونه مجوسيا فاسلم. وفي عيون الأنباء: مسكويه فاضل في
العلوم الحكمية متميز فيها، خبير بصناعة الطب جيد في أصولها وفروعها،
ثم ذكر مؤلفاته. وكان معاصرا للرئيس أبي علي بن سينا، ويظهر مما ذكره
المؤرخون انه لم يكن بينهما صفاء. يحكى ان ابن سينا دخل عليه يوما في
مجلس درسه فالقى بين يديه جوزة كانت في يده وقال بين لي مساحة هذه
بالشعيرات فالقى اليه ابن مسكويه أوراقا وقال له أصلح بهذه أخلاقك حتى
أجيبك عما تريد. وذكر ابن سينا في بعض مسائله أبا علي مسكويه
فاستعادها كرات وكان عسر الفهم وتركته ولم يفهمها على الوجه انتهى
وعاش أبو علي مسكويه طويلا حتى سئم الحياة ولم يعد يقدر على الحركة،
وفي بعض أشعاره الآتية إشارة إلى ذلك.
تشيعه
صرح بتشيعه السيد الداماد والقاضي نور الله في المجالس وصاحب
رياض العلماء ويؤيد ذلك اختصاصه بهؤلاء الوزراء والملوك الشيعة وجعل
عضد الدولة إياه خازنا واثارته عنده وجعله كاتم سره، وقوله في كتابه
طهارة الأعراق: وسمع كلام الامام الاجل سلام الله عليه الذي صدر عن
حقيقة الشجاعة فإنه قال لأصحابه: انكم ان تقتلوا أو تموتوا والذي
نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس أهون من ميتة على
الفراش. وتصريحه في كتابه الفوز الأصغر على ما حكي باعتقاد امام
معصوم حيث ذكر في أواخره في بحث النبوة ان الامام يشارك النبي في جميع
الصفات الا النبوة أو ما هذا معناه، ومدح المحقق الطوسي له ولكتابه
طهارة الأعراق على ما في ديباجة الاخلاق الناصرية بهذه الأبيات:
بنفسي كتابا حاز كل فضيلة * وصار لتكميل البرية ضامنا
مؤلفه قد ابرز الحق خالصا * بتأليفه من بعد ما كان كامنا
(١٥٩)

ورسمه باسم الطهارة قاضيا * به حق معناه ولم يك مائنا
لقد بذل المجهود لله دره * فما كان في نصح الخلائق خائنا
مؤلفاته
كان عند الأمير صدر الدين الشيرازي كثير من مؤلفاته ويقال انه كان
يضن بها عن عيون أصحابه لكثرة ما جمع فيها من الاسرار فمن مؤلفاته
١ طهارة الأعراق في تكميل النفس وتهذيبها أو تهذيب الاخلاق وتطهير
الأعراق مطبوع في مصر وفي بلاد إيران على هامش مكارم الأخلاق وعلى
منواله ألف الخواجة نصير الدين الطوسي كتابه الفارسي الاخلاق الناصرية
الذي ألفه بأمر ناصر الدين محتشم أحد امراء الإسماعيلية ومدح في مقدمته
أبا علي مسكويه وأشار إلى كتابه طهارة الأعراق ومدحه ٢ الفوز الأصغر
مطبوع ٣ الفوز الأكبر ٤ آداب الدنيا والدين ٥ المستوفي فيه أشعار
مختارة ٦ أنس الخواطر مجموعة شبه الكشكول ٧ نزهة نامه علائي
بالفارسية ألفه باسم علاء الدولة الديلمي ٨ آداب العرب والفرس والهند
وهو تتمة لملخص كتاب جاويدان خرذ الذي لخصه وعربه الحسن بن سهل
وذلك أن أصل كتاب جاويدان خرذ بالفارسية ألفه حكماء الفرس القدماء
لهوشنك بن كيومرث من ملوك الفرس ثم لخصه الحسن بن سهل في عصر
المأمون بالعربية فاورد ابن مسكويه هذا الملخص وزاد عليه ما ألحقه به
وسمى المجموع آداب العرب والفرس والهند ٩ كتاب جاويدان خرذ نسبه
اليه ياقوت وهو ترجمة كتاب الحسن بن سهل إلى الفارسية فقد عرفت ان
الحسن بن سهل ترجم ملخص كتاب جاويدان خرذ من الفارسية إلى
العربية فترجم ابن مسكويه هذا الملخص من العربية إلى الفارسية ورتبه
وهذبه وسماه جاويدان خرذ باسم أصله مطبوع وسنتكلم على كتاب
جاويدان خرذ مفصلا ١٠ ترتيب العادات ١١ السياسة للملك أشار
اليه في طهارة الأعراق ١٢ تجارب الأمم وتعاقب الأمم في نوادر الاخبار
والتواريخ طبع بالفوتغراف وطبع ثلاثة مجلدات منه في مصر وطبع الجزء
السادس منه بمدينة ليدن ابتدأه من بعد الطوفان وانتهى فيه إلى حوادث عام
٣٦٩ (١٣) نديم الفريد وسماه ياقوت انس الفريد قال وهو مجموع
يتضمن اخبارا وأشعارا وحكما وأمثالا غير مبوب ١٤ كتاب الأشربة وما
يتعلق بها من الاحكام الطبية ١٥ كتاب الطبخ أو الطبيخ ١٦ حقائق
النفوس ١٧ نور السعادة ١٨ اقسام الحكمة والرياضي ١٩ تعليق في
المنطق ٢٠ أحوال الحكماء السلف وصفات بعض الأنبياء السالفين ٢١
الجامع ٢٢ كتاب السير قال ياقوت اجاده ذكر فيه ما يسير به الرجل نفسه
من أمور دنياه مزجه بالأثر والآية والحكمة والشعر.
الكلام على كتاب جاويدان خرذ
ونحن نقول: ان آباد لم ترد في اللغة الفارسية الا بالدال المهملة ومع ذلك لما
استعملها العرب مركبة مع بعض الاعلام رسموها بالذال المعجمة، وكذلك أستاذ
يستعملها الفرس بالدال المهملة والعرب بالذال المعجمة، ومثلها همدان المدينة وغير
ذلك، ويمكن كون جاويدان خرد كذلك والله أعلم.
وهو لفظ فارسي معناه العقل الخالد فجاويدان بجيم وألف وواو
مكسورة ودال مهملة وألف ونون معناه العقل وفي ترجمة دائرة المعارف
الاسلامية معناه العقل الأزلي وهو اسم لكتاب ألفه الحكماء القدماء
بالفارسية لهوشنك بن كيومرث البيشدادي من ملوك الفرس القدماء يشتمل
على حكم وآداب. في كشف الظنون جاويدان خرذ اسم كتاب للفرس
منسوب إلى هوشنك شاه وقد عربه حسن بن سهل وزير المأمون ولخصه
أيضا في تعريبه. وأورد الشيخ أبو علي مسكويه الطبيب المشهور هذا
الملخص في مقدمة كتابه المسمى بآداب العرب والفرس انتهى وعندي
مخطوط قديم مجموع فيه عدة كتب نفيسة ومن جملتها كتابان أحدهما مختصر
من كتاب جاويدان خرذ في حكم الفرس والهند والروم والعرب والثاني ما
الحقه مسكويه بهذا المختصر من آداب العرب والفرس والهند ويظهر ان هذا
هو الذي عربه الحسن بن سهل واختصره من كتاب جاويدان خرذ ولكن
كتب على النسخة ما صورته كما يأتي نتف وآداب انتخبت من كتاب
جاويدان خرذ الذي ألفه أحمد بن محمد مسكويه تشتمل على حكم الفرس
والروم والعرب انتهى وهذه العبارة لا تكاد تصح لما عرفت من أن كتاب
جاويدان خرذ ليس من تأليف أحمد بن محمد بن مسكويه بل من تأليف
قدماء الفرس وعربه واختصره الحسن بن سهل ومسكويه ذكر المختصر
والحق به آداب العرب والفرس والهند نعم قد عرفت ان مسكويه رتب هذا
المختصر وهذبه ونقله إلى الفارسية وسماه باسم أصله جاويدان خرذ لكنه
فارسي وهذا عربي. وكتب على أول الكتابين اللذين هما في حكم كتاب
واحد أيضا ما صورته: تصفحه ونقل عيونه أبو النجيب عبد الرحمن بن
محمد بن عبد الكريم الكرخي رزقه الله علما نافعا وكتب على
بعض محتويات تلك المجموعة أيضا ما صورته نسخ منه أبو النجيب الكركي
في شهور سنة ثمان وعشرين وخمسمائة انتهى ونحن ننقل ذلك المختصر
بتمامه مع ما الحق به من خبر كتاب جاويدان خرذ وما الحق به من
كتاب آداب العرب والفرس والهند لما في المختصر وملحقه من الحكم
والآداب ولأنه من الآثار التاريخية المهمة التي ترتبط بترجمة مسكويه. لكننا
نقدم خبر الكتاب على ذكر المختصر وملحقه عكس ما في النسخة لان خبر
الكتاب ينبغي ان يعرف قبل معرفة الكتاب ومختصره.
خبر كتاب جاويدان خرذ
وجدنا ملحقا بالمختصر المشار اليه ما هذا لفظه: حكى أبو عثمان
الجاحظ خبر هذا الكتاب في كتابه المسمى استطالة الفهم وقال: حدثني
الواقدي قال: قال لي الفضل بن سهل: لما دعي للمأمون بكور خراسان
بالخلافة جاءتنا هدايا الملوك ووجه ملك كابلسان بشيخ يقال له ذوبان،
وكتب يذكر انه وجه بهدية ليس في الأرض أسنى ولا ارفع ولا انبل ولا
أفخر منها، فعجب المأمون وقال: فسل الشيخ ما معه من الهدايا؟ فسألته
فقال: ما معي أكبر من علمي! قلت فأي شئ علمك؟ فقال تدبير
ورأي ودلالة، فامر المأمون بانزاله واكرامه وكتمان امره. فلما اجمع على
التوجيه إلى العراق لقتال أخيه محمد دعا بذوبان وقال ما ترى في التوجه إلى
العراق لقتال محمد؟ فقال رأي مصيب وملك قريب. ثم حكى الجاحظ
عن ذوبان باسناده انه كان يسجع سجاعة الكهان ويصيب في كل ما يسأله
المأمون فلما ورد عليه كتاب فتح العراق دعا بذوبان واكرمه وامر له بمئة
ألف درهم فلم يقبلها وقال أيها الملك! ان ملكي لم يوجهني إليك
لانتقصك، فلا تجعل ردي نعمتك مسخطا فاني لست أردها عن استصغار
(١٦٠)

لقدرها وسوف اقبل منك ما يفي بهذا المال ويزيد، وهو كتاب يوجد
بالعراق فيه مكارم الأخلاق وعلوم الآفاق من كتب عظيم الفرس يوجد في
الخزائن تحت الإيوان بالمدائن فلما قدم المأمون بغداد واستقرت به دار ملكه
اقتضاه ذوبان حاجته فامر بان تكتب الصفة ويذكر الموضع فكتبه ذوبان
وعين الموضع وقال إذا بلغت الحجر ووصلت إلى الساجة فاقلعها تجد الحاجة
فخذها ولا تعرض لغيرها فيلزمك غب ضيرها، فوجه المأمون في ذلك
رسولا حصيفا فوجد هناك صندوقا صغيرا من زجاج اسود وعليه قفل
فحمله ورد الحفرة إلى حالها. قال: فحدثني الحسن بن سهل قال إني عند
المأمون إذ ادخل ذلك الصندوق فجعل يعجب منه، ثم دعا بذوبان فقال
هذه بغيتك؟ قال نعم! قال خذه وانصرف ولا تظنن ان الرغبة فيما لعله
يوجد فيه حملتنا على مسألتك فتحه بين أيدينا فقال أيها الملك لست ممن
تنقض رغبته ذمام عهده، ثم فتح القفل وادخل يده فاخرج خرقة ديباج
ونثرها فسقط منها أوراق فعدها فإذا هي مائة ورقة ثم نفض الصندوق فلم
يكن فيه سوى الأوراق، فرد الأوراق إلى الخرقة وحملها ونهض، ثم قال
أيها الملك هذا الصندوق يصلح لجنبات خزانتك فامر به فرفع. قال
الحسن بن سهل: فقلت يرى أمير المؤمنين ان أسأله ما في الكتاب؟ فقال
يا حسن! أفر من اللؤم ثم ارجع اليه! فلما خرج صرت اليه في منزله
فسألته عنه فقال هذا كتاب جاويدان خرذ اخرجه كنجور وزير ملك
ايرانشهر من الحكمة القديمة فقلت أعطني ورقة منه انظر فيها فأعطاني
فأجلت فيها نظري وأحضرت لها ذهني فلم ازدد مما فيها الا بعدا، فدعوت
بالخضر بن علي وذلك في صدر النهار فلم ينتصف حتى فرع من قراءتها بينه
وبين نفسه وانا اكتب حتى اخذت منه نحوا من ثلاثين ورقة وانصرفت في
ذلك اليوم، ثم دخلت يوما عليه فقلت يا ذوبان! هل يكون في الدنيا
أحسن من هذا العلم؟ فقال لولا ان العلم مضنون به وهو سبيل الدنيا
والآخرة لرأيت ان أدفعه إليك بتمامه ولكن لا سبيل إلى أكثر مما اخذت، ولم
تكن الأوراق التي اخذتها على التاليف لأنها تتضمن أمورا لا يمكن
اخراجها. فحدثني الحسن بن سهل قال قال لي المأمون يوما: اي كتب
العرب انبل وأفضل؟ فجعلت أعدد كتب المغازي والتواريخ حتى ذكرت
تفسير القرآن وقال: كلام الله لا يشبهه شئ ثم قال: اي كتب العجم
أشرف؟ فذكرت كثيرا منها ثم قلت كتاب جاويدان خرذ يا أمير المؤمنين
فدعا بفهرست كتبه وجعل يقلبه فلم ير لهذا الكتاب ذكرا فقال كيف سقط
ذكر هذا الكتاب عن الفهرست؟ فقلت يا أمير المؤمنين هذا هو كتاب
ذوبان وقد كتبت بعضه قال فائتني به الساعة! فوجهت في حمله فوافاه
الرسول وقد نهض للصلاة فلما رآني مقبلا والكتاب معي انحرف عن القبلة
واخذ يقرأ الكتاب وكلما فرع من فصل قال لا إله الا الله، فلما طال ذلك
قلت يا أمير المؤمنين! الصلاة تفوت وهذا لا يفوت فقال صدقت! ولكني
أخاف السهو في صلاتي لاشتغال قلبي، ثم صلى وعاود قراءته ثم قال أين
تمامه؟ قلت لم يدفعه إلي، فقال لولا ان العهد حبل طرفه بيده الله وطرفه
بيدي لاخذته منه، فهذا والله الحكمة لا ما نحن فيه من ألسنتنا في أشداقنا انتهى.
هذا ما وجدناه في النسخة في آخر المختصر المذكور من خبر هذا
الكتاب فلنعد إلى ذكر المختصر وهو هذا:
بسم الله الرحمن الرحيم
نتف وآداب انتخبت من كتاب جاويدان خرذ الذي ألفه أحمد بن
محمد مسكويه، وهي تشتمل على حكم الفرس والروم والهند والعرب.
وصية اوشيهنج لولده وللملوك من خلفه
وهذا الملك كان بعيد الطوفان وليس يوجد لمن كان قبله سيرة ولا
أدب مستفاد. قال أوشيهنج! من الله المبتدأ واليه المنتهى وبه التوفيق وهو
المحمود، من عرف الابتداء شكر ومن عرف الانتهاء أخلص ومن عرف
التوفيق خضع ومن عرف الافضال أناب بالاستسلام والموافقة اما بعد
فان أفضل ما أعطي العبد في الدنيا الحكمة وأفضل ما أعطي في الآخرة
المغفرة وأفضل ما أعطي في نفسه الموعظة، وأفضل ما سال العبد العافية،
وأفضل ما قال كلمة التوحيد، رأس الغنى المعرفة، وملاك العلم العمل
وملاك العمل السنة، وإصابة السنة لزوم القصد، الدين بشعبه كالحصن
بأركانه فإذا تداعى واحد منها تتابع بعده سائرها أعمال البر على اربع
شعب العلم والعمل وسلامة الصدر والزهد. فالعلم بالسنن، والعمل
بإصابة السنن وسلامة الصدر بأمانة الحسد، والزهد بالصبر جماع امر
العباد في اربع خصال العلم والحلم والعفاف والعدالة، فالعلم بالخير
للاكتساب وبالشر للاجتناب، والحلم في الدين للاصلاح وفي الدنيا
للكرم، والعفاف في الشهوة للرزانة وفي الحاجة للصيانة، والعدالة في
الرضى والغضب للقسط العلم على أربعة أوجه ان تعلم أصل الحق الذي
لا تقوم الا به فروعه التي لا بد منها وقصده الذي لا نفع الا فيه.
وضده الذي لا يفسده الا هو العلم والعمل قرينان كمقارنة الروح
للجسد لا ينفع أحدهما الا بالآخر الحق يعرف من وجهين ظاهر يعرف
بنفسه، وغامض يعرف بالاستنباط من الدليل وكذلك الباطل أربعة أشياء
يتقوى بها على العمل الصحة والغنى والعزم والتوفيق طرق النجاة ثلاثة
سبيل الهدى وكمال التقوى وطيب الغذاء. العلم روح والعمل بدن.
والعلم أصل والعمل فرع.
العلم والد والعمل مولود، وكان العمل لمكان العلم، ولم يكن العلم لمكان العمل.
الغنى في القناعة، والسلامة في
العزلة، والحرية في رفض الشهوة، والمحبة في ترك الطمع والرغبة، واعلم أن
التمتع في أيام طويلة يوجد بالصبر على أيام قليلة الغنى الأكبر في
ثلاثة أشياء نفس عالمة تستعين بها على دينك وبدن صابر تستعين به في
طاعة ربك، وتتزود به لمعادك وليوم فقرك، وقناعة بما رزق الله باليأس عما
عند الناس. اخرج الطمع عن قلبك تحل القيد من رجلك وتروح بذلك،
الظالم نادم وان مدحه قوم، والمظلوم سالم وان ذمه قوم، والمقتنع غني
وان جاع وعري، والحريص فقير وان ملك الدنيا الشجاعة سعة الصدر
بالاقدام على الأمور المؤلمة والمكاره الحادثة والسخاء سماحة النفس
لمستحق البذل، وبذل الرغائب الجليلة في موضعها، والحلم ترك
الانتقام مع امكان القدرة والحزم انتهاز الفرصة، الدنيا دار عمل
والآخرة دار ثواب، وزمام العافية بيد البلاء، ورأس السلامة تحت جناح
العطب، وباب الأمن مستور بالخوف فلا تكونن في حال هذه الثلاثة غير
متوقع لأضدادها ولا تجعل نفسك غرضا للسهام المهلكة فان الزمان عدو
لابن آدم فاحترز من عدوك بغاية الاستعداد، وإذا فكرت في نفسك وعدوها
استغنيت عن الوعظ، اجل قريب في يد غيرك، وسوق حثيث من الليل
والنهار، وإذا انتهت المدة حيل بينك وبين العدة فاحتل قبل المنع، وأكرم
(١٦١)

أجلك بصحبة السابقين، إذا آنستك السلامة فاستوحش من العطب وإذا
فرحت للعافية فاحزن للبلاء فإليه تكون الرجعة، وإذا بسطك الأمل
فاقبض نفسك بقرب الاجل فهو الموعد. الحيلة خير من الشدة، والتأني
أفضل من العجلة، والجهل في الحرب خير من العقل، والتفكر هناك في
العاقبة مادة الجزع، أيها المقاتل، احتل تغنم، ولا تفكر في العاقبة
فتنهزم. التأني فيما لا تخاف عليه الفوت أفضل من العجلة إلى ادراك
الأمل. أضعف الحيلة انفع من أقوى الشدة، وأقل التأني أجدى من أكثر
العجلة، والدولة رسول القضاء المبرم، وإذا استبد الملك برأيه عميت عليه
المراشد يحرم على السامع تكذيب القائل الا في ثلاث هن غير الحق،
صبر الجاهل على مضض المصيبة، وعاقل أبغض من أحسن اليه، وحماة
أحبت كنة ثلاث لا يستصلح فسادهن بشئ من الحيل العداوة بين
الأقارب، وتحاسد الأكفاء والركاكة في الملوك وثلاث لا يستفسد
صلاحهن بنوع من المكر العبادة في العلماء، والقناعة في المستبصرين،
والسخاء في ذوي الاخطار وثلاث لا مشبع منهن العافية والحياة والمال.
إذا كان الداء من السماء بطل الدواء. وإذا قدر الرب بطل حذر المربوب،
ونعم الدواء الاجل، وبئس الداء الأمل والمال ثلاث هن سرور الدنيا
وثلاث غمها اما السرور فالرضا بالقسم، والعمل بالطاعة في النعم،
ونفي الاهتمام لرزق غد، واما الغم فحرص مسرف، وسؤال ملحف،
وتمني ما يلهف الدنيا أربعة أشياء البناء والنساء والطلاء والغناء أربعة
من جهد البلاء كثرة العيال، وقلة المال، والجار السوء، وزوجة خائنة
شدائد الدنيا في أربعة الشيخوخة مع الوحدة، والمرض في الغربة،
وكثرة الدين مع القلة، وبعد الشقة مع الرجلة، المرأة الصالحة عماد
الدين، و عمارة البيت، وعون على الطاعة. ليس بكامل من غزا ولم يبن
على امرأة تزوجها، أو بنى بناء ولم يكمله، أو زرع زرعا ولم يحصده ثلاث
ليس للعاقل ان ينساهن فناء الدار وتصرف أحوالها، والآفات التي لا
أمان منها ثلاث لا تدرك بثلاث الغنى بالمنى، والشاب بالخضاب،
والصحة بالأدوية اربع خصال إذا أعطيتهن فلا يضرك ما فاتك من
الدنيا عفاف طعمة وحسن خلقة، وصدق حديث، وحفظ أمانة ستة
أشياء تعدل الدنيا الطعام المرئ، والسيد الرؤوف، والولد البر.
والزوجة الموافقة، والكلام المحكم. وكمال العقل. صقلك السيف وليس
له من سنخه جوهر خطا، ونثرك الحب قبل أوانه في الأرض السبخة جهل
وحملك الصعب المسن على الرياضة عناء. الناصح غريزة الطبع. القائد
المشفق حسن المنطق. العناء المعني تطبع من لا طبع له. الداء العياء
رعونة مولودة. الجرح الدوي المرأة السوء. الحمل الثقيل الغضب ثلاثة
أشياء حسنها في ثلاثة مواضع المواساة عند الجوع، والصدق عند
السخط، والعفو عند القدرة. العاقل لا يرجو ما يعنف برجائه، ولا يسال
ما يخاف منعه، ولا يضمن ما لا يثق بالقدرة عليه ثلاث ليس معهن
غربة حسن الأدب، وكف الأذى، واجتناب الريب ثماني خصال من
طباع الجهال الغضب في غير معنى، والاعطاء في غير حق، واتعاب
البدن في الباطل، وقلة معرفة الرجل بصديقه من عدوه، ووضعه السر في
غير أهله، وثقته بمن لم يجربه، وحسن ظنه بمن لا عقل له ولا وفاء، وكثرة
الكلام بغير نفع. من ظلم من الملوك فقد خرج من كرم الملك والحرية،
وصار إلى دنائة الشره والنقيصة، والشبه بالعبيد والرعية. إذا ذهب الوفاء
نزل البلاء، وإذا مات الاعتصام عاش الانتقام. إذا ظهرت الخيانات
استخفت البركات، الهزل آفة الجد، والكذب عدو الصدق، والجور
مفسد العدل فإذا استعمل الملك الهزل ذهبت هيبته، وإذا استصحب
الكذب استخف به، وإذا اظهر الجور فسد سلطانه. الحزم انتهاز الفرصة
عند القدرة وترك الونى فيما يخاف عليه الفوت. والرياسة لا تتم إلا بحسن
السياسة ومن طلبها صبر على مضضها. باحتمال المؤن يجب السؤدد
وبالافضال تعظم الاخطار، وبصالح الاخلاق تزكو الاعمال. إذا كان
الرأي عند من لا يقبل منه، والسلاح عند من لا يستعمله والمال عند من لا
ينفقه ضاعت الأمور على الملك ان يعمل بثلاث خصال تأخير العقوبة في
سلطان الغضب، وتعجيل مكافاة المحسن، والأناة فيما يحدث. فان له في
تأخير العقوبة امكان العفو، في تعجيل المكافاة بالاحسان المسارعة بالطاعة
من الرعية والجند، وفي الأناة انفساح الرأي وايضاح الصواب. الحازم فيما
أشكل عليه من الرأي بمنزلة من أضل لؤلؤة فجمع ما حول مسقطها من
التراب فنخله حتى وجدها، كذلك الحازم جامع جميع الرأي في الامر
المشكل ثم يخلصه ويسقط بعضه حتى يخلص منه الرأي الخالص. لا ضعة مع
حزم، ولا شرف مع عجز الحزم مطية النجح، والعجز مورث الحرمان
أربع خصال ضعة في الملوك والاشراف التعظم ومجالسة الاحداث
والصبيان والنساء ومشورتهن وترك ما يحتاج اليه من الأمور فيما يفعله بيده
ويحضره بنفسه. لا يكون الملك ملكا حتى يأكل من غرسه ويلبس من
طرازه وينكح من تلاده ويركب من نتاجه، احكام هذه الأمور بالتدبير
والتدبير بالمشورة والمشورة بالوزراء الناصحين المستحقين لرتبهم. استظهر
على من دونك بالفضل وعلى نظرائك بالانصاف وعلى من فوقك بالاجلال
تأخذ بوثائق أزمة التدبير. يجب على العاقل من حق الله عز وجل التعظيم
والشكر، ومن حق السلطان الطاعة والنصيحة ومن حقه على نفسه
الاجتهاد في الخيرات واجتناب السيئات، ومن حق الخلطاء الوفاء بالود
والبذل للمعونة، ومن حق العامة كف الأذى وحسن المعاشرة لا يكمل
المرء الا بأربع قديم في شرف، وحديث في نفس، واحظاء عند مال
وصدق عند باس. من لم يبطره الغنى ولم يستكن في الفاقة ولم تهده المصائب
ولم يامن الدوائر ولم ينس العواقب فذاك الكامل الكمال في ثلاث الفقه
في الدين، والصبر على النوائب وحسن التقدير في المعيشة ويستدل على
توقي المرء بثلاث التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن
الصبر عما فات ذروة الايمان اربع خلال الصبر للحكم، والرضا بالقدر
والاخلاص بالتوكل، والاستسلام للرب. ليس للدين عوض ولا للأيام
بدل ولا للنفس خلف. من كان مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وان لم
يسر. من جمع السخاء والحياء فقد استجاد الإزار والرداء من لم يبال
بالشكاية فقد اعترف بالدناءة، من استرجع هبته فقد استحكم اللؤم
أربعة أشياء القليل منها كثير الوجع والفقر والعار والعداوة. من جهل
قدر نفسه فهو لقدر غيره أجهل. من انف من عمل نفسه اضطر إلى عمل
غيره. من استنكف من أبويه فقد انتفى من الرشدة. ومن لم يتضع عند
نفسه لم يرتفع عند غيره. اذكر مع كل نعمة زوالها ومع كل بلية كشفها فان
ذلك أبقى للنعمة وأسلم من البطر وأقرب إلى الفرج. إذا لم يكن العدل
غالبا على الجور لم يزل يحدث ألوان البلاء والآفات. ليس شئ لتغيير نعمة
وتعجيل نقمة أقرب من الإقامة على الظلم. الأمل قاطع من كل خير وترك
الطمع مانع من كل خوف، والصبر صائر إلى كل ظفر والنفس داعية إلى
كل شر، باستصلاح المعاش يصلح امر العباد. وبصدق التوكل يستحق
(١٦٢)

الرزق. وبالاستخلاص يستحق الجزاء وبسلامة الصدر توضع المحبة في
القلب وبالكف عن المحارم ينال رضى الرب وبالحكم يكشف غطاء العلم
ومع الرضا يطيب العيش وبالعقول تنال ذروة الأمور وعند نزول البلاء تظهر
فضائل الإنسان وعند طول الغيبة تظهر مواساة الاخوان وعند الحيرة
تستكشف عقول الرجال وبالاسفار تخبر الاخلاق ومع الضيق يبدو
السخاء، وفي الغضب يعرف صدق الرجال، وبالايثار على النفس تملك
الرقاب وبالأدب الصالح يلهم العلم وبترك الخطا يسلم من العيوب
وبالزهد تقام الحكمة وبالتوفيق تحرر الاعمال وعند الغايات تظهر قوى
العزائم وبصاحب الصدق يتقوى على الأمور وبالملاقاة يكون ازدياد المودات
ومع الزهد في الدنيا تثبت المؤاخاة ومن الوفاء دوام المواصلة ومن قبول رشد
العالم ركوب مطية العلم ومن استقامة النية اختيار صحبة الأبرار ومن
مصافحة الغرر ركوب البحر ومن عز النفس لزوم القناعة ومن سلطان
النفس التجلد على من يطمع في دينك ومن الدخول في كامن الصدق
الوقوع على ما لا تعرفه العوام ومن حب الصحة الانقطاع عن الشهوات،
ومن خوف المعاد الانصراف عن السيئات، ومن طلب الفضول الوقوع في
البلايا ومن لم يجد للإساءة اليه مضضا لم يجد للاحسان عنده موقعا، قطيعة
الجاهل تعدل صلة العاقل، الحسود لا يسود، منازع الحق مخصوم، أولى
الناس بالفضل أعودهم بفضله، أعون الأشياء على تذكية العقل التعلم
وأدل الأشياء على عقل العاقل حسن التدبير، المستشير متحصن عن
السقط، المستبد متهور في الغلط، من ألبسه الحياء ثوبه غطى عن الناس
عيبه. أحسن الآداب ان لا يفخر المرء بأدبه ولا يظهر القدرة على من لا
قدرة له عليه ولا يتوانى في العلم إذا طلبه ثلاثة ضروب من الناس لا
يستوحشون في غربة ولا يقصر بهم عن مكرمة الشجاع حيثما توجه فان
بالناس حاجة إلى شجاعته وبأسه، والعالم فان بالناس حاجة إلى علمه،
والحلو اللسان الظاهر البيان فان الكلمة تحوز له بحلاوة لسانه ولين كلامه،
فإن لم تعطوا في القسمة رباطة الجاش وجرأة الصدر فلا يفوتنكم العلم
وقراءة الكتب فإنه أدب وعلم قد قيده لكم من مضى من قبلكم لتزدادوا به
عقلا، اجعل الحلم عدة للسفيه. تم الكتاب والحمد لله وحده هذا آخر
المختصر.
ثم ذكر بعده خبر الكتاب وقد تقدم، ثم قال: قال أحمد بن محمد
مسكويه فهذا آخر كتاب أوشيهنج وخبره مع ذوبان وقد سمعت شغف
المأمون به وستسمع مما أضفناه اليه ما لا تخفى زيادة حسنة عليه من قرائح
الحكماء ونتائج أفكارهم واتفاقهم مع تباعد أقطارهم فأقول:
كل انسان يحب نفسه وكل من أحب شيئا أحب ان يحسن اليه فليت
شعري عمن لا يعرف نفسه كيف يحسن إليها ومن لا يعرف طريق
الاحسان كيف يسلكه ولقد سمعت وزيرا من وزراء عصرنا وقد أقام لنفسه
وظيفة ليستفره فيها طباخه وصاحب شرابه وزين مجلسه كل يوم بريحان
الوقت وفاكهته واحضر اليوم الذي دعاني فيه من أغانيه ما كان يعجبه
ويطرب له فقال في عرض كلامه ان عشت فسأحسن إلى نفسي فتدبرت
كلامه وفعاله وإذا هو لا يدري كيف يحسن إلى نفسه ولا يفرق بين الاحسان
إلى بدنه بركوب الشهوات وبين الاحسان إلى نفسه بمعرفة الحقائق والتقرب
إلى الله عز وجل بأنواع القربات فكان من عاقبة امره ان حسده نظراؤه
فأزالوا عن موضعه ونكبوه في نعمته وأشمتوا به أعداءه ثم وقع في أمراض
لم يجنها عليه الا انهماكه في مطعمه ومشربه وتمكنه من نيل لذاته. ثم أقول
أيضا لو كانت معرفة النفس امرا سهلا ما تعبت بها الحكماء ولا تبرمت بها
الجهال ولما انزل في الوحي القديم يا انسان اعرف ذاتك وقد قال الله عز من
قائل في محكم كتابه يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك إلى آخر
الآية وروينا في الخبر الصحيح ان من عرف نفسه عرف ربه. وفي حديث
آخر من عرف ربه لم يشق، وقال المسيح ع: بما ذا نفع امرؤ نفسه
باعها بجميع ما في الدنيا ثم ترك ما باعها ميراثا لغيره وأهلك نفسه ولكن
طوبى لامرئ خلص نفسه واختارها على جميع الدنيا، وفي الوحي القديم
من لم يعرف نفسه ما دامت في
جسده فلا سبيل له إلى معرفتها بعد مفارقتها جسده. من لم يتفكر في كل شئ خفي عليه كل شئ، من لم يعرف
معدن الشر لم يقدر على النجاة منه، نظر النفس للنفس هو العناية
بالنفس، ردع النفس للنفس هو العلاج للنفس، عشق النفس للنفس هو
المرض للنفس، النفس العزيزة هي التي لا تؤثر فيها النكبات، النفس
الكريمة هي التي لا تثقل عليها المؤنات.
حكم لفرس
قال أذرياذ لابنه يعظه: يا بني اقتصد في القرى تكن مضيافا،
وتمسك بالقناعة تكن رخي البال، واستشعر الرضا تكن وادعا، واجتهد في
الطلب تكن واجدا، وتجنب الذنوب تكن آمنا والزم القصد تكن أمينا،
وحالف الأدب تكن عالما وثابر على الشكر تكن مستوجبا والزم التواضع
تكن كثير الاخوان، وكن لروحك مصافيا برا طاهرا، لا تدعن من اجل
اكتساب المال ما هو أفضل من المال، لا تتركن من اجل حظوظ الدنيا
الفانية، طلب الفوز بحظوظ الآخرة الباقية، وليكن العلم أحظى الأشياء
وأكرمها عليك، أنعم الوعي عن العلماء وأحسن الطاعة لأهل القدرة،
عاشر الأصدقاء بما لا تحتاج معه إلى حاكم، درب نفسك على التواضع
للناس فلن يضع ذلك منك بل يرفعك ويزيد في مقدارك، لا تستعمل
اليقين في الأمور التي يعرض فيها الشك، ليكن ذكر المعاد وخوف العقاب
منك على بال لا تثقن بالشفعاء، لا تستعمل الثقة بالنساء ولا تفش إليهن
سرا لا تهتم بما لم يحدث ولا تذكرن ما مضى لك من قول وعمل واستشعر
الرضا والتسليم لما قد حدث، لا تغرمن بافتتاح المنطق في المجالس قبل
كل أحد، لا تداين الرجل القوي فيلحقك التعب عند محاولتك استرجاع
ذلك منه، لا تنازع الأكفاء في المتكا ولا في المراتب، لا تطلعن الحسود على
جدبك، لا تخاطرن أحدا، لا تثقن بشئ في عالم الكون والفساد أصلا،
لا تطاعم الشره الوقح، لا تعاشر الرجل السكير السئ الخلق، لا تنازع
الأديب المفوه، لا تماش الأثيم، استعمل الرجل العفيف بوابا والحر
الذكي رسولا والحر الكريم صديقا لئلا يخذلك ولا يخونك. لا تستعمل
الغش والتمويه في شئ من أمورك، تنكب البطر والاستكانة فان العالم
الأديب لا تسكره النعمة ولا تكرثه النكبة، إذا رأيتم الامر المنكر الغريب
فلا يتداخلنكم الارتياب بربكم ولا تندموا على ما قدمتم من الخير والبر،
لا تأسفن على ما فاتك من الثراء فإنه المال شبيه بطائر ينتقل من نشز إلى
نشز فهو عند اقباله سريع الاقبال وعند ادباره حثيث الانتقال لا تؤانسن
المعجب الكفور الذي يعيب الناس فإنك منه بعرض غرم مجحف بما لا
تعدم على بابك شفيعا ممن يثقل عليك رده وتصعب مخالفته فيما يسألك.
(١٦٣)

حكم تؤثر عن أنوشروان
تجنب الحلف في حال الصدق فاما الخلاف فاجتنبه وهنا ذهب شئ
مما كتب في الهامش وإن كنت حاذقا بالرقى فلا تبادر إلى تناول الحيات،
تعهد مالك بالتثمير وشدة التفقد وانعام المحاسبة لئلا يلحقك المثل السائر
متى حضر المال عزب العقل ومتى حضر العقل عزب المال، كل شئ
أنفقته في شهوتك وأصبته منها فاعلم انك لم تصبه وإنما أصابك وهلك به
بعضك، فالعاقل من ترك الهوى ليكون كتارك اكلة ليصل إلى أكلات
وكمجتنب فاحشة ظاهرة لتخفى له فواحش باطنة وقال من عدم العقل
فلن يزيده السلطان عزا ومن عدم القناعة فلن يزيده المال غنى، ومن
عدم الايمان فلن تزيده الرواية فقها، وإنما الإنسان عقل في صورة فمن اخطاه
العقل ولزمته الصورة لم يكن انسانا تاما ولم يكن الا كتمثال لا روح فيه. سئل ما
أغنى الغنى؟ قال: نزاهة النفس وملك الهوى. سئل اي هيبة تكون انفع
للسلطان في سلطانه وأعم نفعا في رعيته؟ قال: هيبة العدل والنزاهة
وحسم بوائق الأشرار وأهل الريب، سئل ما السرور الذي يجب أن يغتبط
به الملك؟ قال: السرور للملك وغير الملك ما كان معه رجاء لحسن معاده
فاما ما سوى ذلك فهو مطرح عند ذوي الألباب. قيل له: ما القناعة وما
التواضع قال: اما القناعة فالرضا بالقسم وسخاء النفس عما لا ينبغي
الرغبة فيه، وأما التواضع فاحتمال الأذى عن كل أحد و لين الجانب لمن هو
دونك. قيل وما ثمرة القناعة وما ثمرة التواضع؟ قال: ثمرة التواضع
المحبة وثمرة القناعة الراحة. سئل ما العجب وما الرياء؟ قال: العجب
ان يظن المرء بنفسه ما ليس عنده حتى يرى رأيه صوابا ورأي غيره خطا،
والرياء أن يتصنع للناس ويظهر لهم الصلاح وهو خلو منه. قيل: فأيهما
أشد ضررا؟ قال: أما على نفسه فالعجب وأما على خلطائه فالرياء
لطمأنينتهم اليه في مهماتهم بما يظهر لهم من نفسه وليس تؤمن منه الخيانة.
قيل له: ما بذر جميع الفضائل؟ قال: العلم والعقل! قيل: فهل فوق
العقل والعلم شئ؟ قال: التوفيق يزينهما والخذلان يشينهما! قيل: ما الصبر
المحمود؟ قال ثبات على كل امر كريم وزم الهوى عن كل امر لئيم! قيل
ثم ماذا؟ قال إن لا تغيرك السراء ولا الضراء فتنقلك من حميد إلى ذميم
قيل ثم ما ذا قال: القوة على الهوى عند أشراف الطمع والقهر للغضب في
حال غليان الغيظ! قيل ثم ما ذا؟ قال احتمال كل كريهة في ما حيز به
الفضل، والصبر له أربعة مواطن: ثبات وكف واحتمال واقدام، فالثبات
على الكرائم، والكف عن المحارم والمآثم، والاحتمال للوازم فيما يوجب
الفضل ويظهر المروءة، والاقدام على الجلائل التي فيها النجاة والفوز.
وقال: الصبر من الشكر، والشكر من الفضيلة، وهما نوعان: صبر على
طاعة الله وصبر عن معصية الله،
فالصبر على طاعة الله أداء الفرائض، والصبر عن معصية الله اجتناب المحارم. قيل: ما محض الكرم؟ قال
الوفاء بالذمم. قيل ما محض اللؤم؟ قال: التجني بمنزلة الذئب الذي هم
بأكل السخلة لعامها فقال لها أنت شتمتني عاما أول! قيل فما الأدب
النافع؟ قال إن تتعظ بغيرك ولا يتعظ غيرك بك، قيل ما توفير العقل؟
قال: ان تطرح عنك واردات الهموم بعزائم الصبر، قيل ما بالكم
مطرحون من المدح ما لم يكن مطرحا عند غيركم من الملوك؟ قال لكثرة ما
رأينا من الممدوحين الذين كانوا بالذم أولى منهم بالمدح، قيل اي الأشياء
امر مرارة قال الحاجة إلى الناس إذا طلبت من غير أهلها، قيل اي الأشياء
اخلف قال مشورة الجاهل، قيل أي التفريطات التي تبتلون بها أشد
عليكم؟ قال إن نقدر على خير نعمله فنؤخره وربما كانت ساعة فلا تعود.
قيل فأي الحالات أنتم فيها أخوف لعدمكم؟ قال أشد ما نكون ثقة فيه
بأنفسنا، وأقل ما نكون فيه ثقة بربنا، واتكالا على ملكنا وجدنا. قيل
له سمعناكم تقولون: ثلاثة أشياء لم نرها كاملة في أحد قط فما هي؟ قال
اليقين والعقل والمعرفة قيل سمعناكم تقولون أربعة أشياء ليس ينبغي
للعاقل أن ينساهن على حال فأحببنا أن نعلم ما هي؟ قال نعم! سأخبركم
بها فلا تغفلوها فناء الدنيا والاعتبار بها والتحفظ بتصرف أحوالها والآفات
التي لا أمان منها قيل سمعناكم تقولون من استطاع ان يمنع نفسه من
أربعة أشياء فهو خليق أن لا ينزل به مكروه يكون هو الجاني فيه على نفسه
فاردنا أن نعلم ما هي تلك الأشياء قال العجلة والعجب واللجاجة
الحيرة والهلكة وثمرة التواني الفاقة والضر سئل هل يقدر الإنسان على
عمل البر في كل حين؟ قال نعم لأنه لا بر أبلغ من الاخلاص في الشكر لله
جل ثناؤة وتطهير النية من الفساد قيل هل يقدر أحد ان يعم بخيره
ومعروفه؟ قال اما بكثرة ماله فلا، ولكن إذا أحب لهم الخير بنيته وقلبه فقد
عمهم بخيره سئل كيف للمرء أن يعيش آمنا؟ قال أن يكون للذنوب
خائفا ولا يحزن من المقدور الذي لا بد أن يصيبه سئل ما الرأي الجيد
في امر المعاش؟ قال: من كان يريد عيش السرور فالقناعة، ومن كان
يريد عيش الذكر فالاجتهاد في الصلاح وعموم الناس بالخير، ومن أراد
سعة الدنيا وفضولها فليوطن نفسه على الاثم والغم والنصب، قيل فأي
الاجتهاد أعون على اكتساب محمود الذكر، وأيه أعون على اصلاح
المعيشة، وأيه أعون على الأمن؟ قال: أعونه على الذكر المحمود الإنصاف
من النفس ثم اجتناب الظلم، وأعونه على الأمن ترك الذنوب، وأعونه
على صلاح المعيشة والاجتهاد في الحق ورفض الشره والحرص قيل اي
الرجال العاقل وأيهم الكيس وأيهم الداهي؟ قال: العاقل هو البصير بما
يحتاج إليه في أمر معاده، المنفذ لبصيرته بعزيمته، والكيس هو العالم بما لا
غنى عنه في أمر دنياه، والداهي ذو الفطنة في التلطف لما يحتاج اليه من
أبواب المداراة فيما بينه وبين جميع الناس قيل أي الدعة أهنأ، قال: ما
كان منها بعد احكام المهمات قيل اي الناس أكمل سرورا؟ قال: اما
في الدنيا فمن لم يكن به حاجة إلى غيره فيما يعنيه، ولم تملك رقبته من غير
ملك، وأما في الآخرة فأوفرهم حسنات قيل أي الناس اسكن؟ قال:
من لم يكن به إلى هلاك أحد، ولا بأحد إلى هلاكه استعجال سئل أي
علم الوالي انفع له؟ قال: ان يعلم أنه لا قدرة له على سد أفواه الناس
عن عيوبه ومساويه فعند ذلك لا يلتمس اسكاتهم بالوعيد والغلظة ولا
يلتمس رضاهم وانتقالهم عن ذكر مساويه وعيوبه الا باصلاح تلك العيوب
من نفسه سئل ما ثمرة العقل؟ قال ثماره الشريفة الكريمة كثيرة، ولكن
احصي لكم ما يحضرني منها، فمن ذلك: أن لا يضيع التحفظ
والاحتراس من المعاصي، ومنها: ان لا يسكن من الدنيا إلى حال ولا
يطمعها في التفريط من الاستعداد ومنها: أن لا يكون لشئ من الشر
مقتنيا، ومنها: ان لا يترك ألطافه لمبغضيه، ومنها: أن لا يقتدي بالجهال
ولو في منفعة جسيمة من منافع الدنيا، فاما منفعة الآخرة فلا حظ للجاهل
فيها، ومنها: أن لا تبلغ السراء به بطرا ولا الضراء استكانة، ومنها: أن
يسير بينه وبين عدوه السيرة التي لا يخاف معها حكم الحاكم وفيما بينه وبين
صديقه بالسيرة التي لا يحتاج معها إلى العتاب، ومنها: ان لا يستصغر
(١٦٤)

أحدا عن التواضع له، ولا ينقص أهل الفقر عن أهل الغنى إلا أن يكون
الغني عالما والفقير جاهلا، ومنها: أن لا يكون مبتدئا بالأذى ولا مكافيا
به، وإن انتصر لم يجاوز في الانتصار حد العدل والحق، ومنها: ان يكون
الهوى عنده في جنب العقل لغوا، ومنها: أن لا يفرح بمدح المادح بما يعلم
أنه خلو منه، ومنها: ان لا يحقد على من عابه بما يعرفه من نفسه، ومنها
أن لا يقدم على أمر يخاف أن يعقبه ندامة. سئل ما الذي يجب على
الملوك للرعية وما الذي يجب للملوك على الرعية؟ قال: للرعية على الملوك
أن ينصفوهم وينتصفوا لهم ويؤمنوا سربهم ويحرسوا ثغورهم وعلى الرعية
للملوك النصيحة والشكر سئل ما السرور وما اللذة؟ قال السرور ما
كان معه رجاء الآخرة وما سوى ذلك من السرور لهو وزوال وهو إلى
الاضمحلال سئل ما الذي يرد اشتعال الغضب؟ قال ذكر غضب الرب
عز وجل عند عصيان المربوب وتعاطيه الفواحش وحلمه عنه قيل ما
اربع خلال قلتم ليس ينبغي ان يرتاب بهن قال: طاعة الله تعالى، وإيثار
الآخرة على الدنيا، وطاعة الملك فيما يوافق الحق، وان لا يشك في ثواب
المحسن، ويفوض امر المسئ إلى خالقه. قيل سمعناكم تقولون: هلاك
الملوك في الدنيا والآخرة في خصلة لا ترتفع معها حسنة، فيجب ان نعرف
هذه الخصلة حق معرفتها قال: استصغار أهل العلم والفضل قيل
سمعناكم تقولون: من كره العار فليجتنب خمس خصال فما هي؟ قال:
الحرص والشح واحتقار الناس واتباع الهوى والمطل بالعدة قيل أي
العيش أنعم وأرغد؟ قال: عيش في رخاء وكفاف بلا فقر ولا غنى سئل
كيف للمرء أن يعيش آمنا؟ قال: يصبح مطيعا لله ويمسي مجتهدا في طاعته
راغبا في عبادته وكان يقول، البخل أحسن من المطل لأن الياس
يقطع الأمل والطمع، والمطل يكدر العطاء وإن جلت منفعته سئل ما
الذي يحتاج اليه صاحب الدنيا؟ قال: السعة من غير تبعة، والسرور من
غير مأثم، والدعة من غير توان ولا تضييع وقال موت الأبرار راحة
لهم، وموت الأشرار راحة للعالم قيل أي الأشياء أحق أن لا ينسى؟
قال: أما عند أهل العقل فاقترافهم الذنوب، وأما عند أهل الجهل فالأوتار
قيل ما الذي يجمع للملوك الحمد وما الذي يجمع لهم الحزم وما الذي
يجمع لهم الذم؟ قال: أما الأمور المحمودة ففي خصلة واحدة وهي: إذا
هموا بخير أمضوه، وأما الحزم ففي خصلة واحدة وهي: الاستظهار في
الأمور، وأما الأمور المذمومة ففي خصلة واحدة وهي: إذا غضبوا أقدموا
قيل أي مناقب المرء أزين له؟ قال: الحلم عند الغضب، والعفو عند
القدرة، والجود لغير طلب الثواب، والاجتهاد للدار الباقية لا الفانية
قيل أي الأشياء أحق بالاتقاء قال: السلطان الغشوم، والعدو القوي،
والصديق المخادع. قيل أي العيوب أعسر اصلاحا؟ قال: العجب
واللجاجة. قيل اي الأشياء أقل، قال الواد الناصح.
لما استتم أنوشروان كتاب المسائل قال في آخره: قد كنت للعقل في
الحداثة مؤثرا وللعلم محبا وعن كل تعليم مفتشا، فرأيت العقل أكبر
الأشياء واجلها والخيم الصالح خير الأمور، والحلم أزين الخصال والمواساة
أفضل الأعمال، والاقتصاد أحسن الأفعال، والتواضع احمد الخصال.
كان بهمن الملك سال خلطاءه ان يخبروه عن أعز الأشياء وارفعها
لخساسة الخسيس، فاجمعوا أنه الصلاح والعلم وأنهما يزيدان في شرف
الشريف، ويقعدان العبيد مقعد الملوك! فقال الملك: هذا رأس أمور
الدين والدنيا إذا كان بمساعدة العقل، فان البناء بأسه، لأن الأساس
الفهم، وقوامه الرأي الأصيل، ولا رأي الا بمعرفة العلم، ولا أساس
للعلم الا بالعقل وقال بعضهم: من استصغر كبير ما يولى من المعروف
وستره، واستكثر قليل الشكر من المصطنع اليه فقد استوجب الثناء وأحسن
مجاورة النعم وقال أحسن الكلمة الجامعة للمكارم من لم تبطره النعمة
إذا أصابته ولم يحسد عليها إذا أخطأته وقال الملك من أخذ بمجامع
المروة، واحتوى على الشرف، فليترك الانتصار وهو قادر، وأبلغ من
ذلك. احتمال الكلمة الموجعة عن أهل القلة، والحلم عن أهل الذلة،
والعفو عند القدرة وكان من سيرة قدماء الفرس أن يكتبوا في نواحي
مجالسهم أربعة أسطر، أولها: عندنا الشدة من غير عنف، واللين في غير
ضعف، والثاني: المحسن يجازي باحسانه والمسئ يكافئ بإساءته،
والثالث: العطيات والأرزاق في حينها وأوقاتها، والرابع: لا حجاب عن
صاحب ثغر وطارق ليل.
وفي عهد ملك الفرس لابنه: لا تحقرن ذنبا، ولا تطلبن اثرا، ولا
تمالئن عدوا ولا حسودا، ولا تصدقن نماما، ولا تغنين لئيما فيبطر، ولا
تسلطن دنيا، ولا تفرطن في طلب الاجر، ولا تعينن غاويا، ولا تركنن
إلى شبهة، ولا تردن سائلا، ولا ترضين للناس الا ما ترضاه لنفسك
واعلم أن للأعمال جزاء وللأمور بغتات فكن على حذر، ولا يغرنك
المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا، ولا تعدن وعدا ليس في يدك
وفاؤه.
ولما جلس جمشيد على سرير ملكه ووقف وفود الملوك حوله وأرادوا
ان يمتحنوا عقله وسيرته فقام الوزراء والعظماء فقالوا: أيها الملك عشت
الدهر وملكت الأقاليم إن رأيت أن تمثل لنا مثالا نعمل عليه ونقتصر في
انفاذ الأمور عليه فقال لكاتب رسائله ان كتابك لساني والمخبر عن غائب
امر فاختصر الطريق إلى الفطنة، وأحط بحدود الأمور وابدأ بالأولى
فالأولى. وقال لصاحب خراجه: إنك عدل فيما بيني وبين رعيتي فاجر
الأمور على مواردها، ولا تقصر عن اتقانها، ولا تكل إلى غيرك ما يحيط به نظرك
ويبلغه علمك. وقال لصاحب جيشه انك الحصن من العدو، والمؤتمن
على عدة الملك، فاستدع المناصحة بالرغبة، والطاعة بالرهبة، واحترس
بالتيقظ وعاجل مواضع الفرص. وقال لصاحب حرسه انك جنتي التي
أجتن فيها، وعيني التي انظر بها، فلا تدع التحفظ، ولا تكن أبدا الا على
أهبة، ولا تستبطن مريبا، وقال لصاحب شرطته: انك ظلي في رعيتي،
والقائم بسوط أدبي، فألبسهم الأمن بالبراءة وأشعرهم المخافة بالريبة،
ولا تخف في ايثار الحق لومة لائم. وقال لحاجبه: انك عدل على مراتب
خاصتي والحافظ لمكاناتهم مني، فانظر إليهم بعيني، واجعلهم على قدر
منازلهم عندي، وضعهم في كل حالاتهم في التلوم والابطاء عن بأبي، ثم
ازرع في قلوب الجميع محبتي. ثم قال لخازنه إنك أمين على ما به حياة
الرعية، وبصلاحه صلاح الملك والأجناد، فاحفظ الوارد واستبطء الغائب
وعجل الجاري اللازم وأمر في غير اللازم، وقال لصاحب الخاتم: ان
التدبير انما يصدر عنك، والأمر انما ينفذ بك فاقتصر بحدود كتبي على
مواقع أمري، ولا تنفذ منها شيئا الا عن علمي. وقال لصاحب ديوان
النفقات: انك والي خاصة كل ما يعنيني، والقائم بما يعود نفعه وضره علي
فاحتط على احكام ما تدعو اليه الحاجة في النفقة، واحذف نوازع ما تتوق
(١٦٥)

اليه الشهوة. وقال لصاحب الزمام أنت مستودع سري وذو أزمة أمري.
وبمكان من رأيي فأمت بالكتمان سري، وتحمل ثقل محالفتي، ولا تأخذك
بأحد رأفة في حظي.
وقال حكيم الفرس أذرياذ: أمور الدنيا مقسومة على خمسة وعشرين
سهما، خمسة منها بالقضاء والقدر، وخمسة منها بالاجتهاد والعمل، وخمسة
منها بالعادة، وخمسة منها بالجوهر وخمسة منها بالوراثة. فاما الخمسة التي
بالقضاء والقدر: فالأهل والولد والمال والسلطان والعمر، وأما الخمسة التي
بالاجتهاد: فالعلوم وأشرفها العلم بالله عز وجل وجوده ثم العمارة، ثم
الصناعات وأشرفها الكتابة، ثم الفروسية والفقه، وأما الخمسة التي
بالعادة: فالأكل والنوم والمشي والجماع والتغوط، وأما الخمسة التي
بالجوهر: فالخيرية والتواصل والسخاء والثقة والاستقامة وأما الخمسة التي
بالوراثة: فالذهن والحفظ والشجاعة والجمال والبهاء وقال أيضا التأني فيما
لا يخاف عليه الفوت أفضل من العجلة إلى ادراك الأمل.
قد قيل: لكل شئ داعية وسبب، فسبب طيب العيش مداراة
الناس، وسبب مداراة الناس وفور العقل، وسبب المزيد الشكر، وسبب
زوال النعمة البطر، وسبب العفة غض البصر، وسبب النشب الطلب،
وسبب العطب الغضب، وسبب الزينة الأدب، وسبب الفجور الخلوة،
وسبب البغضة الحدة، و سبب المقت الخلف، وسبب الهوان الطمع،
وسبب المحبة الهدية، وسبب المودة والاخوة البشاشة والبشر، وسبب
القطيعة كثرة المعاتبة، وسبب الفقر السرف، وسبب الثروة حسن التدبير،
وسبب البلاء المراء، وسبب الثناء السخاء، وسبب النجاة الصدق،
وسبب النجاح الرفق، وسبب الحرمان الكسل، وسبب النيل يذل المرزأة،
وسبب البغضة الصلف، وسيب الخير كله ما قيل ولم يقل العقل. وقال
لا تستهن بالمال وتثميره، فان المال آلة للمكارم، وعون على الدهر، وقوة
على الدين، ومتألف للاخوان، وفقد المال معه قلة الاكتراث من الناس
ويتبعه قلة الرغبة اليه والرهبة منه، ومن لم يكن بموضع رغبة ولا رغبة
استخف به الناس.
وصية أخرى
كن صدوقا لتؤمن على ما تقول، وكن ذا عهد ليوفى بعهدك، وكن
شكورا لتستوجب الزيادة، وكن جوادا لتكون للخير اهلا، وكن رحيما
بالمضرورين لئلا تبتلى بالضر. وكن ودودا لئلا تكون معدنا لأخلاق
الشياطين، وكن مقبلا على شانك لئلا تؤخذ بما لم تجترم وكن متواضعا
ليفرح لك بالخير، وكن قانعا لتقر عينك بما أوتيت، وسن للناس الخير لئلا
يؤذيك الحسد، أحسن تقدير معاشك ومعادك تقديرا لا يفسد عليك
أحدهما الآخر فان أعياك ذلك فارفض الأدنى وآثر الأعظم، أفضل البر
ثلاث خصال: الصدق في الغضب، والجود في العسرة، والعفو في
القدرة، وقر من فوقك، ولن لمن دونك، وأحسن مواتاة أكفائك خمسة
مفرطون في خمسة أشياء وكلهم متندمون ابدا الواهن المفرط إذا فاته
العمل، والمنقطع من اخوانه وأصدقائه إذا نابتهم النوائب، والمستمكن
منه عدوه لسوء رأيه إذا ذكر حقده، والمفارق الزوجة الصالحة إذا ابتلي
بالطالحة، والجرئ على الذنوب إذا حضره الموت أمور لا تصلح الا
بقرائنها لا ينفع العقل بغير ورع، ولا شدة البطش بغير شدة القلب،
ولا الجمال بغير حلاوة، ولا الحسب بغير أدب، ولا السرور بغير امن،
ولا الغنى بغير جود، ولا العلم بغير عمل، ولا المروءة بغير تواضع، ولا
الخفض بغير كفاية ولا الاجتهاد بغير توفيق أمور تبع لأمور فالمروءات
كلها تبع للعقل، والرأي تبع للتجربة، والغبطة تبع لحسن الثناء،
والقرابة تبع للمودة، والعمل تبع للقدر، والإنفاق تبع للجدة، لا تفرح
بالبطالة وان كان فيها راحة، ولا تجبن من العمل وان كان فيه تعب لا
يوجد الفخور محمودا، ولا الغضوب مسرورا، ولا الحر حريصا، ولا
الكريم حسودا، ولا الشره غنيا، ولا الملول ذا اخوان. الكريم يمنح أخاه
مودته عن لقاة واحدة، أو معرفة يوم، واللئيم لا يواصل أحدا الا رغبة أو
رهبة. خمسة أشياء لا بقاء لها ولا ثبات ظل الغمام، وخلة الأشرار،
وعشق النساء. والثناء الكاذب، والمال الكثير. ليس يفرح العاقل بالمال
الكثير ولا يحزن لقلته، ولكن ماله عقله، وما قدم من صالح عمله. ربما
كان الفقر نوعا من آداب الله تعالى وخيرة في العواقب، والحظوظ لها
أوقات، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنك تنالها في أوانها عذبة، والمدبر
لك أعلم بالوقت التي تصلح فيه لما تؤمل، فتثق بخبرته في أمورك، ولا
تعجل حوائجك طول عمرك في يومك الذي أنت فيه: فيضيق عليك
قلبك، ويثقلك القنوط.
حكم للهند
اثنان من الناس ينبغي ان يتباعد منهما، أحدهما: الذي يقول لا
ثواب ولا عقاب ولا معاد ولا بر ولا اثم، والآخر: الذي لا يملك شهوته
ولا يستطيع ان يصرف قلبه وبصره عن شهوة ما ليس له فيرتكب الاثم،
ويقوده الحرص إلى الخزي والندامة في الدنيا مع المصير إلى الجحيم والعذاب
الأليم في الآخرة ثلاثة لا يلبث ودهم ان يتصرم الصديق الذي لا يقوم
نحو صديقه عند النوائب، ويطيل غيبته عنه، ويتوانى عن زيارته ولا يكاد
يصير اليه الا على كره، فإذا صار اليه ما رآه في كل ما نطق به والمداخل
لأصدقائه في النعم والفرح حتى إذا نابتهم نائبة قطعهم، والرجل يريدك
لامر حتى إذا وصل اليه استغنى عنك فزال وده بزواله أربعة لا ينبغي لهم
ان يحزنوا العاقل الذي يرميه الجاهل بما يكره ولا حقيقة له، والرجل
الرغيب النطق إذا كان غنيا كثير المال، والرجل المقتصد الذي لا عيال له،
والعالم الذي لا يحتاج إلى السعي في الازدياد أربعة لا ينبغي ان يمازحوا
ولا يضاحكوا الرجل العظيم الشأن الجبار، والعالم الناسك، والدنئ
الطبع اللئيم، والحزين الثاكل. أربعة يفسدون اعمالهم وحكمتهم عامل
الحسنات الذي ينشرها للناس فيقول فعلت وفعلت كأنه يمنن بها، وواضع
المعروف عند السفل المصطنع من لا يستأهل الصنيعة، والمكرم للعبد
المتواني الفظ الذي لا رحمة له، والأم التي تصنع الخير بولد السوء. سبعة
لا ينامون الذي يهم بدم يسفكه، وذو المال الكثير الحريص الخائف
عليه، والمديون الفقير، والمأخوذ بما لا يقدر عليه، والمريض المدنف الذي
لا طبيب له، وصاحب الزوجة الفاسدة، والجار السوء الحاسد لجاره،
والمفارق الألف الذي كان أحب الخلق اليه ستة لا تخطئهم الكآبة فقير
قريب عهد بالغنى، ومكثر يخاف على ماله، وطالب مرتبة فوق قدره،
وحسود على رزق غيره، وحقود على من لا ينتصر منه. أربعة أشياء تعين
على العمل الصحة والغنى والعلم والتوفيق وقال آخر أحق الناس ان
يحذر: العدو الفاجر، والصديق الغادر، والسلطان الجائر.
(١٦٦)

حكم للعرب
يروى عن النبي ص أنه قال لان أكون في شدة أتوقع رخاء أحب إلي
من أن أكون في رخاء أتوقع شدة وقال ص من قال: قبح الله الدنيا
قالت الدنيا: قبح الله أعصانا لربه، وقال ص بشر مال البخيل بحادث
أو وارث وقال ص صلة الرحم منماة للولد مثراة للمال. وقال: فضل
العلم خير من فضل العبادة وقال لعبد الله بن عباس: احفظ الله يحفظك،
تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سالت فاسال الله وإذا استعنت
فاستعن بالله، وان استطعت ان تعمل لله بالصدق في اليقين فافعل وان لم
تستطع ذلك فان في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، واعلم أن النصر مع
الصبر وان الفرج بعد الكرب. وقال ص: ثلاث منجيات وثلاث
مهلكات، فاما المنجيات: فخشية الله في السر والعلانية، والاقتصاد في
الفقر والغنى، والحكم بالعدل في الرضا والغضب. والمهلكات: شح
مطاع، وهوى متبع، واعجاب المرء بنفسه. وقال ص أيها الناس لا
تخالفوا على الله امره فان من الخلاف ان تسعوا في عمران ما قضى الله فيه
بالخراب. وقال أمير المؤمنين علي ع: احذر من يطريك بما ليس فيك فيوشك ان يبهتك بما
ليس فيك وقال ع البخل
والجبن والحرص من أصل واحد يجمعهن سوء الظن بالله عز وجل. وقال
ع نعمة الجاهل كروضة على مزبلة. وقال ع قيام
الدنيا بأربع تبقى ما بقيت: عالم يستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف ان
يتعلم، وغني يجود بمعروفه وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم
علمه استنكف الجاهل ان يأخذ من علمه، وإذا بخل الغني بمعروفه باع
الفقير آخرته بدنياه، فإذا فعلوا ذلك تعسوا وانتكسوا فهناك الويل لهم ثم
العويل عليهم وقال ع احذروا الدنيا فإنها عدوة أولياء الله
وعدوة أعدائه، اما أولياؤه فغمتهم، واما أعداؤه فغرتهم. وقال: كل
شئ يعز حيث ينزر والعلم يعز
حيث يغزر. وقال اطلب الرزق من حيث كفل لك به فان المتكفل لا يخيس به ولا تطلبه من طالب مثلك لا
ضمان لك عليه ان وعدك أخلفك وان ضمن لك خاس بك. وروى
الحسن بن علي عن أبيه عن رسول الله ص أنه قال: يقول الله عز
وجل يا ابن آدم إذا عملت بما افترضت عليك فأنت من اعبد الناس، وإذا
اجتنبت ما نهيتك عنه فأنت من أورع الناس، وإذا قنعت بما رزقتك فأنت
من أغنى الناس وسئل أمير المؤمنين ع عن النعيم فقال: من اكل
خبز البر وشرب ماء فراتا وآوى إلى ظل فهو في نعيم. قال في الوحي
القديم: مسكين عبدي يسره ما يضره. ووصى حكيم ابنه فقال: إذا
أردت ان تواخي انسانا فاغضبه قبل ذلك ثم عامله فان أنصفك والا
فاحذره سئل بعضهم عن المروءة فقال إفاضة المعروف إما بلسانك أو
بمالك أو بجاهك وقيل أصاب متأمل أو كاد واخطا مستعجل أو كاد
قيل لبعضهم: لم تجمع المال وأنت حكيم؟ قال: لأصون به العرض
وأؤدي منه الفرض واستغني به عن القرض وقال حكيم لو رأيتم مسير
الاجل لأعرضتم عن غرور الأمل وسب رجل حكيما فاعرض عنه فقال لك أقول،
فقال وعنك اعرض كلم رجل بعض السلاطين
بغليظ الكلام فقال لقد أقدمت علي بكلامك فقال لأني كلمتك بعز الياس
لا بذل الطمع وقيل لحكيم هل تعرف اجل من الذهب؟ قال نعم
المستغني عنه تعزية ان الماضي قبلك أنت المأجور فيه وان الباقي
بعدك هو المأجور فيك وقال آخر أفضل الناس من تواضع عن رفعة
وتزهد عن ثروة، وانصف عن قوة سئل عن قول النبي ص إذا أحرزت
النفس قوتها اطمأنت. فقال قوتها معرفة الله عز وجل. وقال آخر لو أن
الدنيا مملوءة حيات وعقارب وسباعا وأفاعي ما خفتها، ولو بقي فيها من
البشر واحد لخفته لان البشر شر منها وقال آخر إلهي ان قصدتك أتعبتني
وان هربت منك طلبتني ليس معك راحة ولا في سواك انس فالمستغاث بك
منك. وهذا يشبه قول الآخر: يا عجبا كل العجب أشكو اليه منه وأهرب
منه اليه وأستعين به عليه وأتوب منه اليه وأطيعه به فكله هو. وقال في
قوله تعالى ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه فقال أوجده الهمة
ليذوق طعم العصمة ونظر بعض الملوك إلى ملكه فأعجبه فقال إنه
لملك لولا ان بعده هلك روي أن بعض الأنبياء اتاه ملك فقال: قد
جئتك بالعقل والدين والعلم فاختر أيها شئت؟ فاختار العقل، فقال
الملك: للدين والعلم ارتفعا فقالا: أمرنا ان لا نفارق العقل وقال
محمد بن الحنفية ع في قوله جل وعز فاصبر صبرا جميلا قال صبرا
لا تشوبه الشكوى إلى الناس قال عبد الله بن أبي صالح دخل علي
طاوس وانا مريض فقلت له يا أبا عبد الرحمن ادع لي فقال ادع لنفسك فإنه
يجيب المضطر إذا دعاه وكان مكتوب في محراب غمدان بالمسند في صدره
سلط السكوت على لسانك ان كانت العافية من شانك وقيل لعيسى
ع دلنا على عمل صالح نستحق به الثواب! فقال لا تنطقوا
أبدا. فقالوا وكيف نستطيع ذلك؟ فقال فلا تنطقوا الا بخير وقال
حكيم انما حمد الناس السكوت لأنه وعاء الاختيار وقيل لوهيب بن
مصقلة انك لتنشر الشك في الحديث؟ فقال تلك محاماة على اليقين. وقال
المسيح ع أبغض العلماء إلى الله تعالى الذي يحب الذكر وان يوسع له في
مجالس العظماء ويدعى إلى الطعام وحقا أقول لقد تعجلوا أجورهم في الدنيا وقيل أشد الناس عند الموت ندامة العلماء المفرطون. وقال سهل بن
أسلم في قوله تعالى واما السائل فلا تنهر ليس بسائل طعام ولكنه سائل
العلم وقال أبو الدرداء يوما لأهل دمشق أ وما تستحيون تجمعون ما لا
تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تبلغون وقيل لابن
سيرين كيف أصبحت؟ فقال كيف يصبح من يرحل كل يوم إلى الآخرة
مرحلة وقال رسول الله ص ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في
أيدي الناس يحبك الناس.
وصية لقمان لابنه
أغلب غضبك بحلمك، ونزقك بوقارك، وهواك بتقواك، وشكك
بيقينك، وباطلك بحقك، وشحك بمعروفك، كن في الشدة وقورا، وفي
المكاره صبورا، وفي الرخاء شكورا وفي الصلاة متخشعا، والى الصدقة
متسرعا، لا تهن من أطاع الله، ولا تكرم من عصى الله ولا تدع ما ليس
لك، ولا تجحد ما عليك، لا تعترض الباطل، ولا تستح من الحق، ولا
تقل ما لا تعلم، ولا تتكلف ما لا تطيق، ولا تتعظم، ولا تختل، ولا
تفحش، ولا تضجر، ولا تقطع الرحم، ولا تبلس الجار، ولا تشمت
بالمصائب، ولا تذع السر، ولا تعتب، ولا تحسد، ولا تنبز، ولا تهمز،
(١٦٧)

وان أسئ إليك فاغفر، وان أحسن إليك فاشكر، وان ابتليت فاصبر،
احفظ العبر واحذر الغير، انصح المؤمنين، وعد مرضاهم، واشهد
جنائزهم، وأعن فقراءهم، اقرض خلطاءك، وانظر غرماءك، والزم
بيتك، واقنع بقوتك، تخلق باخلاق الكرام، واجتنب اخلاق اللئام،
اعلم يا بني ان المقام في الدنيا قليل، والركون إليها غرور، والغبطة فيها
حلم، وكن سمحا سهلا خزينا أمينا، وكلمة جامعة اتق الله في جميع
أحوالك، ولا تعصه في شئ من أمورك قال خالد بن صفوان رأيت
رجلا شتم عمرو بن عبيد فما أبقى شيئا، فلما سكت قال له عمرو: آجرك
الله على الصواب وغفر لك الخطا وسئل الحسن عن قوله تعالى جده ان
الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا ما الثمن القليل؟ قال الدنيا
بحذافيرها وحكي ان بعض أهل البطالة مر بالمسيح ع وقد
توسد حجرا فقال يا عيسى قد رضيت من الدنيا بهذا الحجر؟ فقذف به
اليه وقال هذا لك مع الدنيا لا حاجة لي فيه وقال آخر من ذا الذي بلغ
جسيما فلم يبطر واتبع الهوى فلم يعطب، وجاور النساء فلم يفتن، وطلب
إلى اللئام فلم يهن، وواصل الأشرار فلم يندم، وصحب السلطان فدامت
سلامته. وقال أمير المؤمنين ع. ان أخيب الناس سعيا
وأخسرهم صفقة رجل أتعب بدنه في آماله وشغل بها عن معاده فلم تساعده
المقادير على ارادته، وخرج من الدنيا بحسرته، وقدم على آخرته بغير زاد
وقال ع: قبح الله الدنيا! فإنها إذا أقبلت على انسان أعطته محاسن
غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه وقال المسيح ع لقوم غلوا
فيه: اني أصبحت لا أملك ما أرجو، ولا أستطيع دفع ما أجد، وانا
مرتهن بعملي والخير كله بيد غيري، فأي فقير أفقر مني، وأي عبد أحوج
إلى مولاه مني أسمع رجل الأحنف فأكثر، فلما سكت قال الأحنف: يا
هذا! ما ستر الله أكثر وقال الأحنف: العجلة في خمسة أشياء محمودة:
في الكريمة إذا خطبها كفوء ان تزفها، وفي الميت حتى تخرجه، وفي عيادة
المرضى حتى تخرج من عنده، وفي الصلاة إذا حضر وقتها حتى تؤديها،
وفي الضيف إذا نزل حتى تدني اليه الطعام وقيل للحصين ما السرور؟
قال: عقل يقيمك، وعلم يزينك وولد يسرك، ومال يسعك، وأمن
يريحك، وعافية تجمع لك المسرات سمع أمير المؤمنين رجلا يغتاب
رجلا عند ابنه الحسن ع فقال يا بني نزه سمعك عنه، فإنه نظر
إلى أخبث ما في وعائه فافرغه في وعائك وقال سفيان الثوري: إذا لم
يكن لله في العبد حاجة خلى بينه وبين الدنيا وقال بعض النساك:
الوحدة رأس العبادة وقال ذو النون: من انس بالوحدة كان الحق
مؤنسه وقال آخر من انس بالوحدة فقد اعتقد الاخلاص وقال
قيس بن عاصم. السؤدد هو بذل الندى وكف الأذى ونصرة المولى. تزوج
اعرابي امرأة جميلة وكان الاعرابي دميما فقالت له يوما: اني أرجو ان أكون
انا وأنت من أهل الجنة! فقال: ومن أين حكمت لنا بها؟
قالت لأنك أعطيت مثلي فشكرت، وأعطيت مثلك فصبرت. وقيل
ليس من شريطة العقل ان يتعجل الإنسان غم ما لم يصبه،
فيجعل ساعة السرور غما، وساعة الراحة تعبا، فيضاعف بذلك
على نفسه الغموم. وسئل بعضهم من الحكيم؟ فقال: من عرف
معائب الدنيا، وذلك أن من عرف معائبها لم يغتر بها ولم يركن إليها
وقال بعضهم وكان مر بباب دار وأهلها يبكون ميتا فقال: عجبا
لقوم يبكون مسافرا قد بلغ منزله. وقيل لزاهد: من الزاهد في الدنيا؟
قال الذي لا يطلب المفقود حتى الموجود. أوحى الله تعالى إلى داود
ع: بشر المذنبين وأنذر الصديقين فكأنه عجب، وقال أبشر المذنبين
وأنذر الصديقين، فقال نعم بشر المذنبين انه لا يتعاظمني ذنب أغفره،
وأنذر الصديقين، ان لا يعجبوا باعمالهم وقال آخر أربعة أشياء لا ينبغي
ان يستقل قليلها الذنب الصغير، والدين اليسير، والعدو الحقير،
والحرص القليل. اعلم أن رأيك لا يتسع لكل شئ ففرغه للمهم، وان
مالك لا يغني الناس كلهم فاخصص به أهل الحق، وان كرامتك لا تطبق
العامة فتوخ بها أهل الفضل، وان الليل والنهار لا يستوعبان حاجتك،
فبادر باجداها عليك. أوحى الله تعالى إلى داود طهر ثيابك الباطنة فان
الظاهرة لا تنفعك عندي، يا داود لو رأيت الجنة وما أعددت فيها لقل
نظرك إلى الدنيا، وأفضل من الجنة ان ارفع حجبي عني وأقول أين
المشتاقون. وقيل إن العجز عجزان التقصير في طلب الأمر وقد أمكن،
والجد في طلبه وقد فات وكان الأصمعي يقول احضر الناس جوابا من
لم يغضب. وقال جعفر الصادق ع: إياك وسقطة الاسترسال
فإنها لا تستقال وأجمعت الحكماء على أن أوضع الناس من عمل على
الرهبة، وأجمعت على أن من عاتب ووبخ فقد استوفى حقه. وأجمعت على أن
خير الناس من نفع الناس وأذل الناس من تاه على الناس. وبلغ المنذر
ان شيخا في بعض الاحياء أتت عليه مائة وعشرون سنة، في اعتدال من
جسمه، ونضارة في لونه، وقوة في نفسه، مع نشاط وشهوة، فبعث اليه
واحضره ثم سأله عن سيرته؟ فقال: ما احتملت هما يبعد علي مدافعته،
ولا طاولت قرينة أكرهها، ولا اجتمع في جوفي طعامان، وإذا أردت شرب
شراب شربته رقيقا طيبا لا أثمل معه، وإذا اجتمع في بدني خلط
استفرغته، وخلة واحدة وجدتها من انفع الخلال في صحة البدن ما
استدعيت الباه بحركة الا ان تهيج به الطبيعة فإذا كان ذلك أقللت الحركة
بقية يومي واخذت من الغذاء والنوم بحظ. وقيل في حفظ الصحة: لا
ينبغي ان تأكل الا على نقاء تام وجوع صادق من طعام موافق وتكف عن
الطعام وأنت تشتهيه. ولا تبادر إلى شرب الماء حتى تستوفي غذاءك،
وتصبر بعده ساعة، وترتاض قبله بحركة معتدلة، ولا تأكلن في ظلمة،
ولا تنم تحت شجرة مجهولة، ولا تطعم ما لا تعرفه، ولا من طعام حار
جدا، ولا محترق ولا دسم جدا، وليكن طعامك خبز البر واللحم
الرخص، وشرابك ماء الكرم الرقيق الصافي، وجماعك للشابة، وخدمك
الولدان، ورفقاؤك المساعدون من أهل الفضل. أنفاس المرء خطاه إلى
اجله. وأمله خادع له عن عمله. وكان الحسن البصري يقول: رحم الله
أقواما كانت الدنيا عندهم وديعة فأدوها إلى من ائتمنهم عليها وراحوا خفافا
وقال: قد رأينا من أعطي الدنيا بعمل الآخرة، وما رأينا من أعطي الآخرة
بعمل الدنيا. وقال يحيى بن معاذ: عجبت ممن لم يبق له مال ورب العرش
يستقرضه. سال إبراهيم بن أدهم راهبا: من أين تأكل؟ فقال: ليس
لهذا جواب عندي! ولكن سل ربي من أين يطعمني وقال آخر: مسكين
ابن آدم لو خاف النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا، ولو رغب في
الجنة كما رغب في الغنى لوصل اليهما جميعا ولو خاف الله في الباطن كما خاف
خلقه في الظاهر لسعد في الدارين. وقال شقيق: اختار الفقراء ثلاثة
أشياء. واختار الأغنياء ثلاثة اما الفقراء فاختاروا اليقين وفراغ القلب وخفة
الحساب، واما الأغنياء فاختاروا تعب النفس وشغل القلب، وشدة
الحساب. وقال يحيى بن معاذ: ان العالم إذا لم يكن زاهدا فهو عقوبة
(١٦٨)

لأهل زمانه. شرار الامراء ابعدهم من القراء. وشرار القراء أقربهم من
الامراء قيل لابن المبارك: لو أن الله سبحانه أوحى إليك انك ميت العشية
ما كنت صانعا اليوم؟ قال. اطلب فيه العلم. وقال يحيى بن معاذ من لم
يكن مستعدا لموته فموته موت فجأة، وان كان صاحب فراش سنة. وقال
آخر. طلب الخير شديد وترك الشر أشد لأنه ليس كل خير يلزمك عمله
والشر كله يلزمك تركه. قيل للعباس بن مرداس لم تركت الشراب؟ قال
اكره ان أصبح سيد قوم وأمسي سفيههم. وقال الخليل بن أحمد: العزلة
توقي العرض وتبقي الجلالة وتستر الفاقة، وترفع مؤونة المكافاة في الحقوق
اللازمة. وقال التيمي: لا تطلبوا الحوائج إلى ثلاثة. إلى عبد يقول الأمر
لغيري. وإلى رجل حديث عهد بالغنى. وإلى صيرفي همته ان يسرق أو
يسترجع في كل مائة دينار حبة. وقال الحسن: يا ابن آدم انما أنت أيام
مجموعة. فإذا امضى يوم فقد مضى بعضك. ومر عيسى ع بقوم يبكون فقال ما لهم
يبكون! قالوا هؤلاء قوم يبكون على ذنوبهم! قال
فليتركوها تغفر لهم. وقال الفضيل: لا تطلبوا في هذا الزمان ثلاثة أشياء
فإنكم لا تجدونها: لا تطلبوا عالما مستعملا لعلمه فإنكم تبقون بلا علم ولا
تطلبوا طعاما من شبهة فإنكم تبقون بلا طعام ولا تطلبوا صديقا بلا عيب
فإنكم تبقون بلا صديق. وقيل ليس من احتجب بالخلق كمن احتجب
بالله عنهم. وقيل: الرجاء لله أقوى من خوفه لأنك تخافه لذنبك وترجوه
لجوده. وقال حكيم الدليل على أن ما في يدك ليس هو لك علمك انه
كان قبلك لغيرك.
وصية قس بن ساعدة لابنه
اعلم يا بني ان المعاء تكفيه البقلة وترويه المذقة، ومن عيرك شيئا
ففيه مثله، ومن ظلمك وجد من يظلمه، ومتى عدلت على نفسك وعلى
من دونك عدل عليك من فوقك، وإذا نهيت عن شئ فابدأ بنفسك، ولا
تجمع ما لا تأكل ولا تأكل ما لا تحتاج اليه فيوبيك، وإذا ادخرت فلا يكونن
كنزك الا العمل الصالح، وكن عف العيلة مشترك الغنى تسد قومك، ولا
تشاورن مشغولا وان كان حازما لبيبا، ولا خائفا وان كان فهما عليما، ولا
تضع في عنقك طوقا لا يمكنك نزعه الا بشق منك، وإذا خاصمت
فاعدل، وإذا قلت فاقصد، ولا تستودعن دمك أحدا وان قربت قرابته
فإنك إذا فعلت ذلك لم تزل وكيلا ذليلا ظ وكان المستودع بالخيار في
الوفاء والغدر، وكنت عبدا ما بقيت، فان جنى عليك كنت أولى بذلك،
وان وفي كان الممدوح دونك. وقال آخر: الدنيا دار تجارة، فالويل لمن
تزود منها الخسارة.
دعاء: اللهم كما صنت وجهي عن السجود لغيرك فصن وجهي
عن مسالة غيرك. العدو إذا صالحته فاحترز منه كما تحترز من الحية إذا حملتها
في كمك. وقال آخر: طوبى لمن إذا كان ضعيفا عن الخير كان ضعيفا
عن الشر، عيش في الأمن مع الفقر أمثل من العيش في غنى مع الخوف. وقال
المسيح ع ليحذر من يستبطئ الله في الرزق ان يغضب عليه فيفتح
الدنيا عليه وقال: أقرب ما يكون العبد إلى الله تعالى إذا سأله، وأقرب ما
يكون إلى الناس إذا لم يسألهم. وقال ذو النون: إلهي كيف أحب نفسي وقد عصتك، وكيف لا أحبها
وقد عرفتك. ويقال ما عفا من الذنب من
قرع به. ثلاث من علامات الرقاعة: مداومة عشرة النساء، والدالة
على السلطان، والقصص على الكراسي.
دعاء: اللهم لا تكثر لي من الدنيا فأطغى، ولا تقل لي منها
فأنسى، اللهم اجعل لي في الخير حظا وجدا، ولا تجعل معيشتي ضنكا
وكدا. قال حماد عن يونس وحميد قالا: لو أدرك أصحاب رسول الله ص
الحسن لاحتاجوا اليه، والحسن ولد مملوكا، وهو مولى أمية بنت النضر
عمة انس بن مالك، وكان اسم أبيه يسار وهو من سبي ميسان قيل
لبعضهم: كيف أنت؟ قال: احمد الله إلى الناس، وأذم الناس إلى الله.
قال الحسن: يا ابن آدم شيبك يعظك، ومرضك ينذرك، فاسمع ممن
يعظك واحذر ممن ينذرك. وقال يحيى بن معاذ: من شبع عوقب بثلاث
عقوبات: يلقى الغطاء على قلبه، والنعاس على عينيه، والكسل على
بدنه. دخل مكفوف على النبي ص فقال لمن حضره من نسائه قمن فقلن.
انه أعمى! فقال أ فعمي أنتن. كان رجلان يختلفان إلى مجلس يونس بن
حبيب فغاب أحدهما فسال الآخر عنه، فقال مات! قال وما سبب موته؟
فقال كونه. وحكي عن أبي يزيد البسطامي انه لما حج لقيه بالبادية رجل
اسود، فقال له. يا أبا يزيد إلى أين؟ قلت إلى مكة، فقال يا عجبا!
تركته ببسطام وجئت تطلبه بمكة؟ فبهت ثم التفت فلم أره. قال رجل
لمحمد بن واسع أوصني فقال أوصيك أن تكون ملكا في الدنيا والآخرة!
قال الرجل: وكيف أكون ملكا؟ قال ازهد في الدنيا. وقال آخر: ما
اصنع بدنيا ان بقيت لها لم تبق لي، وان بقيت لي لم ابق لها. وقال داود
ع: لا تدعوا ربكم والخطايا بين أضلاعكم، ألقوها عنكم ثم ادعوه
يستجب لكم. وقال الحسن رحمه الله: رحم الله امرءا كسب طيبا، وانفق
قصدا، وقدم فضلا، ألا ان هذا الموت قد أضر بالدنيا وفضحها، ولا
والله ما وجد ذو لب فيها فرحا، فإياكم وهذه السبل المفرقة التي جماعها
الضلالة وميعادها النار، رحم الله امرءا نظر فتفكر وتفكر فاعتبر واعتبر
فابصر وابصر فصبر، فقد أبصر قوم ثم لم يصبروا، فتمكن الجزع من
قلوبهم فلم يدركوا ما طلبوا، ولم يرجعوا إلى ما فارقوا. قال رجل لبشر:
انك مهموم قال لأني مطلوب. قيل لملك وقد زال ملكه: ما الذي أزال
ملكك؟ قال ثقتي بدولتي، واعجابي بشدتي، واستبدادي بمعرفتي، وتركي
تعرف اخبار مملكتي. وقال معمر: أنهاكم عن الطعام الذي يفسد الذهن
وينقص العقل، وكان لا يتعرض للباذنجان والبصل والباقلا والعدس
والكزبرة. وقال إسماعيل بن غزوان: كل علم لا يكون في مغرس عقل،
وكل بيان لا يكون في نصاب علم، وكل خلق لا يجري على عرق، فليس
بذي ثبات. وقال آخر: إذا أردت لباس المحبة فكن عالما كجاهل.
وقيل: ليس الحكيم الكثير العلم ولكن الحكيم المنتفع بما يعلم. وقال
بعض العلماء: من ازداد في العلم رشدا فلم يزدد في الدنيا زهدا، ازداد
من الله بعدا. وقال: الحلم حلمان فأشرفهما حلمك عمن دونك،
والصدق صدقان فأعظمهما صدقك فيما يضرك، والوفاء وفاءان فأسناهما
وفاؤك لمن لا ترجوه ولا تخافه. وقال: ان استصغارك نعمتك يكبرها عند
ذوي العقل، وسترك لها نشر عندهم، فانشرها بسترها وكبرها
باستصغارها. قال بعضهم: العاقل خادم الأحمق ابدا، قيل: وكيف؟
قال: ان كان فوقه لم يجد من مداراته ابدا، وان كان دونه لم يجد من
احتماله بدا وقالوا: احترس من ذكر العلم عند من لا علم له، وعند من
لا يرغب فيه، فان ذلك أحرى ان يتخذه سلما إلى عداوتك. قال
الفضل: لا يكون الرجل من الأبرار حتى يأمنه عدوه، ثم قال: هيهات
ذهب هؤلاء كيف يأمنك عدوك وصديقك يخافك. سئل سفيان من
(١٦٩)

الناس؟ فقال العلماء، قيل: فمن الملوك؟ قال قيل الزهاد، فمن
الاشراف؟ قال المتقون، قيل فمن الغوغاء؟ قال القصاص قيل فمن
السفل؟ قال الظلمة. كان خالد بن عبد الله القسري لا يحتجب، كما
يحتجب الامراء، ويقول: لا يحتجب الوالي الا لثلاث خصال: اما رجل
عيي يكره ان يطلع الناس على عيه، واما رجل مشتمل على سوأة فهو يكره
ان يرى الناس منه ذلك واما رجل بخيل يكره ان يسال. كتب عمر بن
الخطاب إلى ابنه: اتق الله فإنه لا عمل لمن لا نية له، ولا مال لمن لا رفق له،
ولا حرمة لمن لا دين له. وقال: النساء عورات فاستروهن بالبيوت،
وداووا ضعفهن بالسكوت، وأخيفوهن بالضرب، وباعدوهن من
الرجال، ولا يسكنوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعودوهن العري
فإنهن إذا عرين لم يخرجن من بيوتهن، وأكثروا عليهن من قول لا، فان
نعم يغريهن بالمسألة. وقال غيره: الايادي ثلاث يد بيضاء وهي الابتداء
بالمعروف، ويد خضراء وهي طلب المكافاة، ويد سوداء وهي المن بالمعروف.
قال محمد بن واسع لصديق له رآه حريصا على الدنيا: يا
أخي! أنت طالب ومطلوب، يطلبك من لا تفوته، وتطلب ما قد كفيته،
وكأنك بما غاب عنك قد كشف لك، وما أنت فيه قد نقلت عنه كأنك لم تر
حريصا محروما، ولا زاهدا مرزوقا. وقال عمر بن الخطاب: كفى بك
عيبا ان يبدو لك من أخيك ما يخفى عليك من نفسك، أو تؤذي جليسك
فيما لا يعنيك، أو تعيب شيئا وتأتي مثله. وقال غيره: أول العلم الصمت
والاستماع ثم الحفظ ثم المذاكرة، ثم التعليم، ثم النشر، من عاش
متعلما مات عالما. وقال أبو عمرو بن العلاء: كل شئ طلبته في وقته فقد
فات وقته، وقال: صاحب الصمت لا يجوز نفعه نفسه، وصاحب النطق
يتكلم فينفع نفسه وغيره. وقال المسيح ع ما زهد في الدنيا من
جزع من المصائب فيها. وقال أيضا: حتى متى تصفون الطريق
للمدلجين! وأنتم مقيمون في محلة المتحيرين تصفون من البعوض شرابكم،
وتبتلعون الجمال بأحمالها، ان الزق إذا نغل لم يصلح ان يكون وعاء
للعسل، وان قلوبكم قد نغلت فلا تصلح للحكمة، وكم مذكر بالله ناس
الله، وكم مخوف بالله جرئ على الله وكم داع إلى الله هارب من الله،
وكم تال لكتاب الله منسلخ من آيات الله. أمر بعض الملوك ان يستخرج له
كلمات من الحكمة ليعمل بها، فاستخرجت له أربعون ألف كلمة
فاستكثرها فاختير منها أربعة آلاف كلمة، ثم لم يزل ينقص منها حتى
رجعت إلى اربع كلمات وهي: لا تثقن بامرأة، لا تحملن معدتك فوق
طاقتها، احفظ لسانك، خذ من كل شئ ما كفاك. وقال الصادق
ع: اني لاملق فأتاجر الله بالصدقة فاتسع. قيل للحسن بن صالح لم
لا تخضب؟ فقال: الخضاب زينة ونحن في مأتم. وقال أبو خازم: الدنيا
جيفة فان رضيت بها فاصبر على مقارنة الكلاب فيها. وقال آخر: اتقوا الله عباد
الله فإنه ليس يتمنى المتقدمون قبلكم الا المهل المبسوط لكم، يا
قوم استغنموا نفس الاجل، وامكان العمل واقطعوا ذكر المعاذير والعلل،
فإنكم في اجل محدود ونفس معدود وعمر غير ممدود. اعتل بعض الزهاد
فكان الناس يعودونه فقال يوما: اللهم كما أنسيتني الناس فأنسهم إياي.
ونظر الفضيل إلى رجل يشكو إلى صديق له ما هو فيه من الضر والإضافة
فقال يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك. قال مبارك بن فضالة:
سمعت الحجاج يقول في خطبته: ان الله عز وجل أمرنا بطلب الآخرة
وضمن لنا مؤونة الدنيا، فيا ليته ضمن لنا الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا، قال
فذكرت ذلك للحسن البصري فقال ضالة مؤمن عند فاسق فخذها.
هذا آخر ما وجدناه في كتاب أحمد بن مسكويه وكانت النسخة التي
نقلنا عنها ناقصة ونقصانها نحو من صفحة أو أقل إلى ورقة.
المراسلة بينه وبين بديع الزمان الهمذاني
قال ياقوت في معجم الأدباء: وللبديع الهمذاني إلى أبي علي مسكويه
يعتذر من شئ بلغه عنه بعد مودة كانت بينهما:
ويا عز ان واش وشى بي عندكم * فلا تمهليه ان تقولي له مهلا
كما لو وشى واش بعزة عندنا * لقلنا تزحزح لا قريبا ولا اهلا
بلغني أطال الله بقاء الشيخ ان قيضة كلب وافته بأحاديث لم يعرها
الحق نوره، ولا الصدق ظهوره، وان الشيخ أذن لها على حجاب أذنه،
وفسح لها فناء ظنه، ومعاذ الله ان أقولها، وأستجيز معقولها، بلى! قد
كان بيني وبينه عتاب لا ينزع كتفه ولا يجذب أنفه، وحديث لا يتعدى إلى
النفس وضميرها، ولا تعرفه الشفة وسميرها، وعربدة كعربدة أهل
الفضل لا تتجاوز الدلال والادلال، ووحشة يكشفها عتاب لحظة كغناء
جحظة، فسبحان من ربى هذا الامر حتى صار امرا، وتأبط شرا،
وأوحش حرا وأوجب عذرا، بل سبحان من جعلني في حيز العذر أشيم
بارقته وأستحيل صاعقته، وانا المساء اليه والمجني عليه والمستخف به،
لكن من بلي من الأعداء كما بليت، ورمي من الحسدة بما رميت، ووقف
من الوجد والوحدة حيث وقفت، واجتمع عليه من المكاره ما وصفت،
اعتذر مظلوما، وأحسن ملوما، وضحك مشتوما ولو علم الشيخ عدد أبناء
الحدد وأولاد العد بهذا البلد ممن ليس له همة الا في شكاية أو حكاية
أو سعاية أو نكاية لضن بعشرة غريب إذا بدر، وبعيد إذا حضر، ولصان
مجلسه عمن لا يصونه عما رقي اليه، فهبني قلت ما حكي له أليس الشاتم
من اسمع أليس الجاني من أبلغ، فقد بلغ من كيد هؤلاء القوم انهم حين
صادفوا من الأستاذ نفسا لا تستفز، وحبلا لا يهز، دسوا اليه خدمه بما
حرشوا به نارهم، ورد علي مما قالوه فما لبثت ان قلت:
فان يك حرب بين قومي وقومها * فاني لها في كل نائبة سلم
فليعلم الشيخ الفاضل ان في كبد الأعداء مني جمرة وان في أولاد الزنا
عندنا كثرة قصاراهم نار يشبونها أو عقرب يدببونها أو مكيدة يطلبونها،
ولولا ان العذر اقرار بما قيل، واكره ان أستقيل، بسطت في الاعتذار
شاذروانا، ودخلت في الاستقالة ميدانا لكنه امر لم أضع أوله فلا أتدارك
آخره، وقد أبى الشيخ أبو محمد الا ان يوصل هذا النثر الفاتر بنظم مثله،
فهاكه يلعن بعضه بعضا:
مولاي ان عدت ولم ترض لي * ان أشرب البارد لم أشرب
امتط خدي وانتعل ناظري * وصد بكفي حمة العقرب
بالله ما انطق عن كاذب * فيك ولا أبرق عن خلب
فالصفو بعد الكدر المفترى * كالصحو بعد المطر الصيب
ان اجتن الغلظة من سيدي * فالشوك عند الثمر الطيب
أو نفذ الزور على ناقد * فالخمر قد تعصب بالثيب
(١٧٠)

ولعل الشيخ أبا محمد يقوم من الاعتذار بما قعد عنه القلم والبيان
فنعم رائد الفضل هو والسلام. فورد الجواب من أبي علي:
وإذا الواشي اتى يسعى بها * نفع الواشي بما جاء يضر
فهمت خطاب الشيخ الفاضل الأديب البارع الذي لو قلت إنه
السحر الحلال والعذب الزلال لنقصته حظه ولم أوفه حقه، فاما البلاغات
التي أوما إليها فوالله ما أذنت لها ولا أذنت فيها وما أذهبني عن هذه الطريقة
وأبعدني عنها، وقد نزه الله لساني عن الفحشاء وسمعي عن الاصغاء وما
يتخذ العدو بينهما مجالا. واما الأبيات فقد تكلفت الجواب عنها لا مساجلة
له، ولكن لأبلغ المجهود في قضاء حقه:
يا بارعا في الأدب المجتنى * منه ضروب الثمر الطيب
لو قلت إن البحر مستغرق * في بحرك الفياض لم اكذب
إذا تبوأت محلا لما * نزلت الا منزل الكوكب
احمدتني الشعر واعتبتني * فيه ولم أذمم ولم أعتب
والعذر يمحو ذنب فعاله * فكيف يمحوه ولم يذنب
انا الذي آتيك مستغفرا * من زلة لم تك من مذهبي
وأنت لا تمنع مستوهبا * مالا فهب ذنبا لمستوهب
نسخة وصية أبي علي مسكويه
أوردها ياقوت في معجم الأدباء: بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما
عاهد عليه أحمد بن محمد وهو يومئذ آمن في سربه، معافى في جسمه عنده
قوت يومه لا تدعوه إلى هذه المعاهدة ضرورة نفس ولا بدن، ولا يريد بها
مراءاة مخلوق ولا استجلاب منفعة، ولا دفع مضرة منهم، عاهده على أن
يجاهد نفسه، ويتفقد أمره فيعف ويشجع ويحكم وعلامة عفته ان يقتصد في
مآرب بدنه حتى لا يحمله الشره على ما يضر جسمه، أو يهتك مروءته،
وعلامة شجاعته ان يحارب دواعي نفسه الذميمة حتى لا تقهره شهوة قبيحة
ولا غضب في غير موضعه. وعلامة حكمته ان يستبصر في اعتقاداته حتى لا
يفوته بقدر طاقته شئ من العلوم والمعارف الصالحة ليصلح أولا نفسه
ويهذبها ويحصل له من هذه المجاهدة ثمرتها التي هي العدالة وعلى ان
يتمسك بهذه التذكرة، ويجتهد في القيام بها والعمل بموجبها وهي خمسة
عشر بابا، ايثار الحق على الباطل في الاعتقادات، والصدق على الكذب في
الأقوال، والخير على الشر في الافعال، وكثرة الجهاد الدائم لأجل الحرب
الدائم بين المرء وبين نفسه، والتمسك بالشريعة ولزوم وظائفها، وحفظ
المواعيد حتى ينجزها وأول ذلك ما بيني وبين الله عز وجل، قلة الثقة
بالناس بترك الاسترسال، محبة الجميل لأنه جميل لا لغير ذلك الصمت في
أوقات حركات النفس للكلام حتى يستشار فيه العقل، حفظ الحال التي
تحصل في شئ حتى يصير ملكة ولا يفسد بالاسترسال، الاقدام على
كل ما كان صوابا، الاشفاق على الزمان الذي هو العمر فيستعمل في المهم
دون غيره، ترك الخوف من الموت والفقر لعمل ما ينبغي، وترك التواني،
ترك الاكتراث لأقوال أهل الشر والحسد لئلا يشتغل بمقابلتهم، وترك
الانفعال لهم، حسن احتمال الغنى والفقر والكرامة والهوان بجهة وجهة،
ذكر المرض وقت الصحة، والهم وقت السرور، والرضى عند الغضب
ليقل الطغي والبغي، قوة الأمل، وحسن الرجاء، والثقة بالله عز وجل،
وصرف جميع البال اليه انتهى.
أشعاره
أورد الثعالبي في تتمة اليتيمة قسما صالحا من شعره فمنه قوله في ابن
العميد حين دخل عليه وقد انتقل إلى قصر جديد قال: ووقعا في اليتيمة بلا
ثالث:
لا يعجبنك حسن القصر تنزله * فضيلة الشمس ليست في منازلها
لو زيدت الشمس في أبراجها مائة * ما زاد ذلك شيئا في فضائلها
وقال يشكو نائبات الدهر:
من عذيري من حادثات الزمان * وجفاء الاخوان والخلان
وله من قصيدة في عميد الملك تفنن فيها وهناه باتفاق الأضحى
والمهرجان في يوم وشكا سوء أثر الهرم وبلوغه أرذل العمر:
قل للعميد عميد الملك والأدب * أسعد بعيديك عيد العجم والعرب
هذا يشير بشرب ابن الغمام ضحى * وذا يشير عشيا بابنة العنب
ومنها:
خلائق خيرت في كل صالحة * فلو دعاها لغير الخير لم تجب
هي التي غمستني في مودته * بالجسم والروح أفديهن لا بأبي
أعدن شرح شباب لست أذكره * بعدا وردت علي العمر من كثب
فطاب لي هرمي والموت يلحظني * لحظ المريب ولولاهن لم يطب
فان تمرس بي خصم تعصب لي * وان أساء إلي الدهر أحسن بي
أدركت بالقلم الخطي من قصب * ما ليس يدرك بالخطى والقضب
ونلت بالجد والجد اللذين هما * أمنيتا كل نفس كل مطلب
فلو أدرت رحى الدنيا مفوضة * إليك أقطارها دارت بلا قطب
وقد بلغت إلى أقصى مدى عمري * وكل غربي واستأنست بالنوب
إذا تملأت من غيظي على زمني * وجدتني نافخا في جذوة اللهب
ما الدهر الا كيوم واحد غده * كامس يومك والماضي كمرتقب
فان تمنيت عيش الدهر اجمعه * وان تعاين ما ولى من الحقب
فانظر إلى سير القوم الذين مضوا * والحظ كتايبهم من باطن الكتب
تجد تفاوتهم في الفضل مختلفا * وان تقاربت الأحوال في النسب
هذا كتاج على رأس تعظمه * وذاك كالشعر الجافي على الذنب
والناس في العين أشباه وبينهم * ما بين عامر بيت الله والخرب
في العود ما يقرن المسك الذكي به * طيبا وفيه لقى ملقى مع الحطب
لا تطلبوا المال من حول ومن حيل * فربما جاء مطلوب بلا طلب
يأتي الفتى رزقه المقسوم عن سبب * باد تراه وقد يأتي بلا سبب
واستخصموا الفلك الدوار يلقكم * بحجتي رغب ان شاء أو رهب
أراه يسكن عني وهو يركض بي * ركض الفوارس بالتقريب والخبب
كالنار تأكل ما تحيا به لهما * وليس تفرق بين النبع والغرب
أصبحت أجرد والأحداث تجردني * دأب الجراد إذا استولى على العشب
وصرت دينا على الدنيا لآخرتي * رسل المنايا تقاضاها وتمطل بي
قاسيت أحوال هذا الدهر مرتكبا * أهوالها وصريعا غير مرتكب
ومن تعود عض السيف هامته * هانت على أليتيه عضة القتب
قال وهي طويلة وكأنه جمع احسانه فيها انتهى وأورد منها في
مجموعة الأمثال خمسة أبيات وهي: هذا كتاج البيت. في العود
(١٧١)

البيت. لا تطلبوا المال البيت. يأتي الفتى البيت. ومن تعود
البيت.
قال وكتب إلى أبي العلاء بن حسول قصيدة منها:
ولقد نفضت بهذه الدنيا * يدي وحسمت دائي
ماذا يغرني الزمان * وقد قضيت به قضائي
أو بعد ما استوفيت عمري * واطلعت على فنائي
اصطاد بالدنيا وينصب * لي بها شرك الرجاء
هيهات قد أفضيت من * صبح الحياة إلى المساء
وبلغت من سفري إلى * أقصاه مذموم العناء
قال وله من قصيدة في أبي العباس الضبي يهجوه كأنها قول ابن
الرومي:
ما كان أغنى أبا العباس عن شره * إلى لحوم سباع كن في الاجم
يسترجع القوت أمضاه سواه لنا * لوما ويبذله للشاء والنعم
صبرت حولا على مكروه نقمته * فليصبر الآن لي حولا على النقم
سيعلم الوغد ان لم تؤت فطنته * من كثرة الهم أو من قلة الفهم
اني لألقاه مما استعد له * بكل عجراء لكن ليس من سلم
إذا خبطت بها عرض امرئ لحجت * في سمعه يده شوقا إلى الصمم
إذا أضجعت اتاني الشعر يقدح لي * من ناره واتاني الليل بالفحم
وصانع الشعر لا يرضى سبيلته * حتى يفرغها في قالب الحكم
يصب في مسمعيه ما أذيب له * كالقطر أفرغه الباني على الردم
اني وإن كنت لا ارضى الخنى لفمي * ولا أحط لقول فاحش هممي
ليستريح إلي القول أحوجه * حر السكوت إلى الترويح بالنسم
ان القوافي كفتني نظم أنفسها * فهن ينظمن لي من كل منتظم
تدنو شواردها حتى يغص لها * ذهني فانفضها منه على قلمي
خذها إليك أبا العباس جامعة * شنعاء توقد نار الهجر في علم
لقيتني بوقار العلم محتشما * وهجتني فالق جهلي غير محتشم
وأورد الثعالبي له أيضا أبياتا من قصيدة في هجاء الصاحب بعد موته
بزمان أفحش فيها فنزهنا عنها كتابنا، كما أننا أسقطنا من هذه الأبيات التي
فيها فحش وما أكثر المجون والفحش في ذلك الزمان، عفا الله عنا وعنهم
بكرمه. وليت شعري من كانت له تلك المواعظ والنصائح والوصايا السابقة
كيف لا يردعه ذلك عن هجو مثل الصاحب بعد موته.
استدراك أخطاء وقعت في هذه الترجمة
قلنا إنه كتب على نسخة المختصر ما صورته: نتف وآداب انتخبت
من كتاب جاويدان خرذ الذي ألفه أحمد بن محمد مسكويه الخ وهذا كتب
في أول النسخة بعد البسملة كما نقلناه فيما مر، وفاتنا أن نذكر أنه كتب على
ظهر النسخة ما صورته: مختصر من كتاب جاويدان خرذ في حكم الفرس
والهند والروم والعرب تأليف مسكويه انتهى وهو صريح في أن مسكويه
لقب أحمد بن محمد نفسه.
٤٩٤: الشيخ أحمد بن محمد بن يوسف بن صالح الخطي أصلا البحراني منشا
وتحصيلا أستاذ الشيخ سليمان الماحوزي صاحب البلغة، وتلميذ المجلسي
توفي في مشهد الكاظمين ع زائرا سنة ١١٠٢ وتوفي معه
أخواه الشيخ يوسف والشيخ حسين وجماعة من رفقائه بالطاعون ودفنوا في
جوار الكاظمين ع وذلك في حياة أبيهم، وتوفي أبوهم بسنة
١١٠٣ في قرية مقابا مسكنه، كذا في لؤلؤتي البحرين وما في كشكول
البحراني من أن وفاة المترجم سنة ١١٥٢ الظاهر أنه غلط من الناسخ أراد أن يضع صفرا فوضع بدله خمسة، وقيل توفي سنة ١١٠٣ وهو اشتباه بسنة
وفاة أبيه.
والخطي بكسر الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة نسبة إلى خط
قرية باليمامة يقال لها خط هجر تنسب إليها الرماح الخطية. وهجر
مدينة كبيرة هي قاعدة بلاد البحرين فيها النخل والرمان والأترج والقطن،
وفيها ضرب المثل المشهور كناقل التمر إلى هجر والبحراني نسبة إلى
البحرين على غير قياس وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين
البصرة وعمان، وبها مغاص اللؤلؤ ولؤلؤها أحسن الأنواع.
والمقابي نسبة إلى مقابا قرية بالبحرين، وأهل البحرين قديمون في
التشيع متصلبون في الدين أهل فقر وقناعة، ولشدة صلاحهم قيل في
المثل: كما في روضات الجنات للسيد الاصفهاني خرب الله البحرين
وعمر أصفهان أي إذا خربت البحرين انتشر أهلها في البلاد فأصلحوا
وإذا عمرت أصفهان بقي أهلها فيها فكف فسادهم عن الناس انتهى.
وأهل البحرين معروفون بجودة الجواب يقال إن بغداديا سال زائرا
بحرانيا: أيهما أفضل أم المؤمنين أو الزهراء فقال أم المؤمنين قال لما ذا قال
لقوله تعالى فضل الله المجاهدين على القاعدين وخرج من البحرين
جماعة كثيرون من علماء الشيعة وأفاضلهم قديما وحديثا في كل عصر ويكثر
في أهلها مذهب الاخبارية أي من ينكر الاجتهاد ويوجب العمل
بالنصوص يوجب الاحتياط في الشبهات الابتدائية التي لم يسبقها علم
اجمالي بالتكليف ولا يجوز الرجوع إلى البراءة الأصلية، منسوبون إلى
الاخبار لايجابهم العمل بها وعدم تجويزهم الرجوع إلى البراءة الأصلية عند
فقد الخبر والنص. ولقولهم بان جميع ما في كتب الاخبار الأربعة يجب
العمل به ولا ينظر في صحة سنده وعدمها وغير ذلك. ويقابلهم الأصوليون
الذين يرون الرجوع إلى البراءة الأصلية في الشبهات الابتدائية عند فقد
النص ولا يوجبون الاحتياط ويرون أن الخبر ينقسم إلى اقسامه المعروفة:
الصحيح والحسن والموثق والضعيف وغيرها سواء في ذلك كتب الاخبار
الأربعة وغيرها. وقد ألف الفاضل المعاصر الشيخ علي بن حسن بن
علي بن سليمان البحراني كتابا أسماه أنوار البدرين في علماء الأحساء
والقطيف والبحرين وصل الينا منه نسخة الأصل ونقلنا منها في هذا الكتاب
بعد ما كنا استنسخنا منه نسخة، وكانت البحرين قديما تابعة لدولة إيران
ومن عهد غير بعيد وضعت دولة الإنكليز يدها عليها لموقعها الجغرافي
البحري الذي يبذل فيه الإنكليز كل نفيس كما استولت على زنجيار ومضيق
جبل طارق وعدن وغيرها، وكان استيلاؤها على البحرين أولا بطريق
الاستئجار من إيران ثم صار بطريق الاستئثار. ودولة إيران جعلت تطالبها
بها بعد الحرب العامة الأولى، ولكن الحق للسيف وأمراء البحرين عرب
سنيون يقال لهم عتوب والرعايا جميعهم شيعة، وبعد احتلال الإنكليز
أبقت لهم الامارة الصورية، ولكنها قللت من نفوذهم في الأعصار الأخيرة.
(١٧٢)

أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: عالم فاضل معاصر أديب شاعر له شعر جيد
انتهى وفي أنوار البدرين: العلامة المحقق المدقق الفاضل الكامل
العامل العابد التقي الورع وكثيرا ما يعبر عنه الشيخ حسين آل عصفور
بفاضل الخمائل وعمه الشيخ يوسف في طهارة الحدائق بفاضل رياض
الدلائل انتهى وفيه عن المحدث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح في
اجازته المعروفة أنه قال في حقه الشيخ الأوحد الأمجد العلامة الفهامة الشيخ
أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف بن صالح المقابي البحراني أصله من الخط
كان أعجوبة في العبادة والسخاء وحسن المنطق واللهجة والخشوع والرقة
والصلابة في الدين والشجاعة على المعتدين وقد جمع بين درجتي العلم
والعمل اللذين بهما غاية الأمل وبالجملة فضله لا ينكره الا مكابر وكان
عدلا ثقة محدثا عظيما انتهى وفي لؤلؤتي البحرين: كان علامة فهامة
زاهدا عابدا ورعا تقيا كريما وتصانيفه تشهد بعلو كعبه في المعقول والمنقول
والفروع والأصول ودقة النظر وحدة الخاطر مع مزيد البلاغة والفصاحة في
التقرير والتحرير وعندي أنه أفضل علماء البحرين من عاصره وتأخر عنه بل
وغيرهم وقد ذكر بعض تلامذته أنه في سفره إلى أصبهان كان المولى محمد
باقر السبزواري صاحب الذخيرة والكفاية يخلو معه في الأسبوع يومين
للمذاكرة معه والاستفادة منه كما كان هذا دأبه مع المحقق آقا حسين
الخوانساري شارع الدروس أيضا في أغلب الأيام أيام مقامه عنده ونزوله
عليه في داره بأصبهان، وشعره في غاية الجودة و الجزالة انتهى لكنه لم
ينقل منه شيئا. وأثنى عليه المجلسي في اجازته له ثناء بليغا فقال: كان من
غرائب الزمان وغلط الدهر الخوان بل من فضل الله علي ونعمه البالغة لدي
اتفاق صحبة المولى الأولى الفاضل الكامل الورع البارع التقي الزكي جامع
فنون الفضائل والكمالات حائز قصب السبق في مضامير السعادات ذي
الأخلاق الرضية والأعراق الطيبة البهية علم التحقيق وطود التدقيق العالم
النحرير والفائق في التحرير والتقرير كشاف دقائق المعاني الشيخ احمد
البحراني أدام الله أيامه وقرن بالسعود شهوره وأعوامه فوجدته بحرا زاخرا
في العلم لا يساجل وألفيته حبرا ماهرا في الفضل لا يناضل إلى آخر
الإجازة. وذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في
اجازته الكبيرة، ووصفه بالشيخ الجليل.
مشايخه
يروي عن جملة من المشايخ منهم والده عن الشيخ علي بن سليمان
ومنهم المجلسي صاحب البحار.
تلاميذه
منهم: الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي البحراني صاحب كتاب
بلغة الرجال.
مؤلفاته
١ رياض الدلائل وحياض المسائل في الفقه. في أمل الآمل: لم
يتم وفي اللؤلؤة لم توجد منه إلا قطعة من الطهارة ٢ كتاب الخمائل في
الفقه أيضا لم يتم قال الشيخ عبد الله بن صالح في اجازته المتقدم ذكرها
خرج منه بعض كتاب الطهارة وهو كتاب استدلال نفيس انتهى ٣
رسالة في المنطق سماها المشكاة المضية في العلوم المنطقية ٤ الرموز الخفية
في المسائل المنطقية ٥ رسالة في عينية صلاة الجمعة ردا على رسالة
الشيخ سليمان بن علي بن أبي ظبية الشاخوري ٦ رسالة في استقلال الأب
بولاية البكر الرشيدة ٧ رسالة في البداء صغيرة ٨ رسالة في مسالة
الحسن والقبح ردا على الأشاعرة.
أشعاره
من شعره قوله مجيبا عن بيتي السيد عبد الرؤوف بن السيد حسين
البحراني وهما:
لا يخدعنك عابد في ليله * يبكي وكن من شره متحذرا
لم يسهر الليل البعوض ولم يصح * في جنحه الا لشرب دم الورى
والجواب هو هذا:
عجبا لمن قعدت به أفكاره * عن فهم سر مليكه فيما برى
حقر الذين تهجدوا وهم هم * قوم لوجه الله قد هجروا الكرى
ما أسهر الليل البعوض لقصده * ظلما ولا طلبا لشرب دم الورى
لكنما حيث الدماء تنجست * بالنص ارسل للدماء مطهرا
٤٩٥: الشيخ فخر الدين أحمد بن مخدم البحراني الأوالي
نسبة إلى أول جزيرة بالبحرين. في معجم البلدان: اوال بالضم
ويروى بالفتح جزيرة يحيط بها البحر بناحية البحرين فيها نخل كثير وليمون
وبساتين.
في أنوار البدرين: كان زاهدا عابدا عدلا قال المحدث الصالح
الشيخ عبد الله بن صالح أنه كان من تلامذة الشيخ جمال الدين أحمد بن
المتوج وذكره ابن أبي جمهور الأحسائي في غوالي اللئالي وفي اجازته للسيد
محسن الرضوي واثنى عليه ثناء حسنا انتهى ووصفه في اللؤلؤة بالزاهد
العابد الورع وذكر انه يروي عنه الشيخ حرز الدين الأوالي، ويروي هو
عن أحمد بن المتوج انتهى وقال في حقه الشيخ محمد بن جمهور الأحسائي
عند ذكر طرقه السبعة في أول غوالي اللآلي: الشيخ الزاهد العابد الورع
فخر الدين أحمد بن مخدم الأوالي وذكر انه يروي عن الشيخ أحمد بن
عبد الله بن المتوج البحراني ويروي عنه الشيخ حرز الدين الأوالي.
٤٩٦: أحمد بن مخلد النخاس
مخلد بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام وبالدال المهملة
آخر الحروف وفي مجمع البحرين مخلد وزان جعفر من أسماء الرجال
انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
٤٩٧: الأمير احمد خان ابن الأمير مرتضى قلي خان الثاني ابن
الأمير شهباز خان
ابن الأمير مرتضى قلي خان الأول ابن علي خان الملقب بصفي قلي خان ابن
بهروز خان الثاني الملقب بسلمان خان ابن أيوب خان بن كنعان خليفة بن
الأمير بهروز الأول الملقب بسلمان خليفة بن الأمير رستم الملقب بشاه
وردي بيك بن الأمير بهلول الملقب بحاجب بيك الثاني ابن قليج الملقب
بحاجي بيك الأول الدنبلي.
قتل في عصر كريم خان الزندي سلطان إيران في القرن الثاني عشر ما
بين سنة ١١٦٣ ١١٩٣، وحمل إلى سامراء ودفن خلف مشهد العسكريين
ع.
(١٧٣)

وهو الذي ذكرناه في ج ٨ بعنوان الأمير احمد خان الدنبلي وذكرنا
يسيرا من أحواله وأعدناه هنا لزيادات وجدناها في ترجمته. ففي آثار الشيعة الإمامية
نقلا عن تاريخ الدنابلة تأليف عبد الرزاق بيك الدنبلي المخطوط أن
أحمد خان هذا كان له سيرة حسنة وذكر حسن وطينة طيبة، وأثر ذلك في
نفس نادر شاه فكتب له على ظهر قرآن بخط ميرزا احمد التبريزي أو
النيريزي وختمه بخاتمه وأقسم له أن تكون تمام نواحي كردستان مفوضة إلى
احمد المذكور وأن يجري المصالحة نامة التي كتبها الشاه الصفوي للدنابلة
مجراها، فاطمان احمد خان إلى قول نادر وسكن مع مائة ألف عائلة من
الأكراد في قرى خوي ومرند وزنوز واورنق إلى أطراف نهر ارس، وأقام في
تلك النواحي مطمئنا إلى قول نادر واشتغل بتعمير مدينة خوي اه‍ وحكى
فيه أيضا عن رياض الجنة هذا المخطوط ان المترجم صرف أموالا كثيرة في
ترميم وتعمير صحن العسكريين ع، ولكنه لم يوفق إلى اتمامه
فأتمه ولده الأكبر الأمير حسين قلي خان، وبني مسجد حضرة الحجة،
وأنشأ خانا وحماما في سامراء، وأحدث احمد خان اثنتي عشرة محلة في بلدة
خوي، وغرس عدة بساتين، وأسكن في خوي وتوابعها مائة ألف عائلة
من المسلمين واليهود والنصارى وسائر الملل وكانت مدة امارته خمسين سنة
وستة أشهر، وكانت الرعايا في مدة امارته في نهاية الرفاهية والأمن، وكان
السلطان سليم خان الثاني العثماني يوصي جميع الامراء والحكام المجاورين
لآذربايجان بإطاعة احمد، ثم أن احمد خان قتل بيد أخيه شهباز خان وسائر
أولاد أخيه الذين كانوا مقيمين في خدمة كريم خان الزندي، وقتل مع احمد
خان ولده الأكبر وأخوه سلمان خان أمير جيشه وملك بعده ولده حسين قلي
خان بن الأمير احمد خان خمسين سنة، وحمل جنازة أبيه إلى سامراء ومعه
ألف فارس وعدة من العلماء وقراء القرآن ودفنه بجوار قبة العسكريين
ع في بقعة كانت أعدت له عدة أذرع عن الحرم المطهر. وفي هذه
الأوقات قبر أحمد خان واقع خلف الحرم وعلى قبره لوح من المرمر عليه
اسمه. خلف ثمانية أولاد ذكور وأربع بنات اه‍.
٤٩٨: احمد خان معتمد السلطان المعروف بسرتيب المسقطي الأصل البوشهري.
قال السيد شهاب الدين فيما كتبه الينا: كان أديبا شاعرا عالما
مؤرخا، انتقل أحد أجداده من بندر مسقط إلى بندر بوشهر من بنادر
إيران، كان المترجم من أشراف بوشهر وله شعر كثير بالفارسية وله تواليف
كثيرة منها ١ شرح ديوان الأمير ع ٢ كتاب النبراس في تراجم
عدة من شعراء العرب العرباء والمخضرمين والاسلاميين. خلف عدة أولاد
أدباء شعراء منهم محمد علي خان البليغ، الذي يتخلص في شعره عاري
اه‍.
٤٩٩: السيد احمد علي المحمد آبادي
توفي في العشر الأخير من المئة الثالثة عشرة
كتب لنا ترجمته السيد علي نقي النقوي الهندي فقال: كان من
العلماء الربانيين هاجر من بلاده إلى لكهنو وتلمذ على السيد دلدار علي
وسافر للحج وزيارة مشاهد الأئمة في العراق ولقي علماء ذلك العصر
كالشيخ الأنصاري والحاج ميرزا علي نقي الطباطبائي الحائري ثم رجع إلى
وطنه. له كتاب سفر البركات فيما جرى له في رحلته الحجازية العراقية
وكتب عديدة في الفقه والكلام.
٥٠٠: السيد الجليل النقيب شهاب الدين احمد يلقب حليتا ابن مشهر بن أبي
مسعود بن مالك بن مرشد بن خرسان بن منصور بن محمد بن عبد الله بن
عبد الواحد بن مالك بن الحسين بن المهنا واسمه حمزة بن أبي هاشم
داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة ابن الحسن جعفر
الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين
ع
في عمدة الطالب: كان جليل القدر عالي الهمة يتولى أوقاف المدينة
المشرفة بالعراق ثم تولى نقابة المشهد الحائري وعزل عنها ثم شارك في نقابة
المشهد الغروي وتسلط وعظم جاهه اه
٥٠١: أحمد المقري
وجدت شهادته على بيع تفسير أبي الفضل بن شهردوير بن يوسف بن
أبي القاسم الديلمي الذي مرت ترجمته للسيد ناصر كيا بن السيد رضا كيا
التمجاني سنة ٨٩٢ بشهادة جماعة منهم مولانا أحمد المقري وكتب البيع
والشهادة على ظهر المجلد الأول من هذا التفسير الذي هو مجلدان
٥٠٢: الشيخ أحمد بن مكي الشهيدي العاملي
من أحفاد الشهيد الأول وجد بخطه الجزء الثاني من كتاب الإنسان
تأليف أحمد بن عمار المهدوي التميمي المتوفى بعد سنة ٤٣٠ صاحب تفسير
جامع علوم التنزيل، وأصل الكتاب مرتب على مائة مجلس كل مجلس
مشتمل على خطبة مسجعة ونكات أخلاقية وحكايات ظريفة في ضمن
فصول وتاريخ كتابة النسخة ١٠٥٢ وقف فاضل خان كما في فهرست مكتبة
المدرسة الفاضلية، والظاهر أنه هو الشيخ احمد الشهيدي العاملي مترجم
كشكول البهائي إلى الفارسية المتقدم في الجزء الثامن.
٥٠٣: الأمير أحمد بن منصور المنكري ت
وفي في ربيع الثاني سنة ١١٦١
وهو أحد الأمراء المناكرة المعروفين بالمشايخ حكام جبع وإقليم الشومر
وأصلهم أهل علم ثم صاروا حكاما في تلك الناحية وكانت امارة جبل
عامل في تلك الأعصار لثلاث طوائف: المناكرة حكام إقليم الشومر وقاعدة
حكمهم جبع والصعبية حكام ناحية الشقيف وقاعدة حكمهم قلعة الشقيف
بقرب النباطية وآل علي الصغير حكام بلاد بشارة وقاعدة حكمهم تبنين
وصور وهونين. ٥٠٤: الأمير نجيب الدين احمد المهابادي
توفي سنة ٧٧٦.
المهابادي نسبة إلى مهاباد وهو لفظ فارسي معناه: عمارة القمر.
في معجم البلدان مهاباد قرية بين قم وإصفهان.
الظاهر أنه من امراء الفرس الشيعة في القرن الثامن، نقلت جنازته
إلى النجف ودفن هناك، إذ توجد صخرة على باب رواق عمران بن شاهين
عليها كتابة مؤرخة في شهر صفر سنة ٧٧٦ ويظهر انها كانت على مقبرة وان
هناك قبورا ثلاثة قبر الأمير نجيب الدين احمد وقبر محمود بن أحمد المهابادي
(١٧٤)

وقبر المرحومة سعيدة، وإن هذه الصخرة كانت موضوعة على بنية خاصة
بهم، ثم دخلت تلك البنية في عمارة الصحن الشريف فوضعت الصخرة
هناك تذكارا لهم، ويمكن أن يكون محمود هو ولد احمد وسعيدة زوجته أو
إحدى من يختص به، وبعضهم يذكر عن رواة الفرس ان مهاباد اسم مملكة
واقعة بين أصفهان وكردستان وكاشان وأن فيها قرية تسمى سعيدة، فان
صح ذلك أمكن أن تكون سميت باسم سعيدة هذه وأمكن أن يكون احمد
هذا من أمرائها.
٥٠٥: أبو الحسين أحمد بن موسى الطبري
في كشف الظنون: منير في الفروع على مذهب الهادي جمعه أبو
الحسين أحمد بن موسى الطبري علامة الشيعة وامامهم وذكر فيه أنه جمعه
على مذهب الهادي وأنه مأخوذ عنه وعن أولاده ومعاصريهم وأسلافهم اه‍
ويغلب على الظن أن يكون هذا الرجل من علماء الزيدية وأن يكون الهادي
المذكور في كلامه من أئمتهم و الله أعلم.
٥٠٦: الشيخ احمد النجفي
قال السيد شهاب الدين فيما كتبه الينا: كان من علماء الشيعة الإمامية
في المئة العاشرة ببلاد دكن، وهو الذي ناظر علماء المذاهب من
العامة في مجلس السلطان برهان نظام شاه من الملوك الامامية النظامشاهية
بالهند وغلبهم كما نص عليه في تاريخ فرشته.
٥٠٧: القاضي أحمد بن ناصر بن عبد الحق
في البدر الطالع للشوكاني في ترجمة السيد يحيى بن الحسين بن الإمام
القاسم بن محمد الشهاري الزيدي المتوفى ١٠٩٠ قال: وله تلامذة نبلاء
منهم القاضي أحمد بن ناصر بن عبد الحق، ثم قال وكان يعني يحيى
المذكور متظهرا بالرفض ومشى على طريقته تلامذته اه‍.
٥٠٨: السيد شهاب الدين أحمد بن ناصر الموسوي الحويزي
هكذا وجدنا اسمه في بعض مسودات الكتاب أعني شهاب الدين
احمد ولا نعلم الآن من أين نقلناه فيكون شهاب الدين لقبه واسمه احمد
ولكن الذي وجدناه في ملحق السلافة لمؤلفها وفي كتاب الأنوار انه شهاب
الدين بن أحمد، فلذلك ترجمناه مفصلا في حرف الشين في باب شهاب
الدين وأشرنا اليه هنا إشارة وهو صاحب الديوان المشهور المطبوع
المعروف بديوان ابن معتوق لان جامعه معتوق بن شهاب الدين المذكور،
وكان الصواب ان يقال فيه: ديوان أبي معتوق.
٥٠٩: أحمد بن نوح بن عبد الله
روى الكليني في الكافي في باب من اعطى بعد المسالة عن محمد بن
أحمد بن عبد الله عن الذهلي رفعه عن أبي عبد الله ع.
٥١٠: قوام الدين أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن محمد الحسيني النهرسابسي
النقيب
النهرسابسي نسبة إلى نهر سابس بالسين المهملة وبعد الألف باء
موحدة وسين أخرى مهملة: فوق واسط بيوم عليه قرى. كذا في معجم
البلدان.
في مجمع الآداب: كان من أكابر النقباء وأعيان الاشراف النجباء
وكانت له الوجاهة والحرمة عند الخلفاء والسلاطين وله الشفاعة عندهم
والقبول التام، قرأت بخطه:
أسلمني الصبر فلا صبر لي * بعدك والوجد كما تعلم
تزعم اني في الهوى سالم * يا ليتني كنت كما تزعم
لا رحم الله خليلا يرى * مكتئبا مثلي ولا يرحم
٥١١: الشيخ احمد المراغي التبريزي
له صيغ العقود والنكاح مطبوع.
٥١٢: السيد صدر الدين أحمد بن المرتضى بن المنتهى الحسيني المرعشي
عالم صالح، قاله منتجبي الدين.
٥١٣: السيد أحمد بن السيد مرتضى الحسيني الشيرازي.
توفي سنة ١١٢٦ وقبره بمقبرة تخت فولاذ.
وهو من أسرة السادة آل مجد الاشراف بشيراز الذين بيدهم تولية بقعة
السيد أحمد بن الإمام موسى الكاظم ع المعروف بشاه جراع. كان عالما
فاضلا له تفسير القرآن.
٥١٤: السيد أحمد بن محمود بن علي الحسيني الطباطبائي القمي.
توفي سنة ١٣٣٤ ودفن بمقبرة شيخان بقم.
قال السيد شهاب الدين الحسيني النجفي نزيل قم فيما كتبه الينا:
كان عالما ربانيا فقيها متصلبا في ذات الله مسلم الورع بين الناس مدرسا
متكلما. وهو أخو السيد حسين القمي الثقة الفقيه المشهور نزيل كربلاء
المشرفة لأبيه وأمه.
٥١٥: أحمد بن مزيد بن باكر الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥١٦: الشيخ سديد الدين أبو العباس أحمد بن مسعود الأسدي الحلي.
في أمل الآمل: فاضل فقيه يروي العلامة عن أبيه اي أب
العلامة عنه.
٥١٧: احمد مسكويه
تقدم بعنوان أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه.
٥١٨: المولى أحمد بن المولى مصطفى ابن المولى احمد ابن المولى مصطفى بن أحمد
المعروف بحاج مولى آقا الخوئي القزويني.
ولد سنة ١٢٤٦ وتوفي سنة ١٣٠٧.
كان عالما فاضلا ذكره صاحب كتاب المآثر والآثار بعنوان الحاج مولى
آقا المجتهد الخوئي فقال: فقيه متبحر ومحدث متتبع ومحقق متدرب والرياسة
الشرعية في تلك الخطة من جميع الجهات موكولة اليه مقبول وفي حسن بيان
الدقائق وتفهيمها له قدرة تامة وله مصنفات في أنواع العلوم الشرعية مد الله
في أيامه انتهى له ١ منظومة في الديات ٢ كتاب في الإرث ٣
مرآة المراد في الرجال. ٥١٩: السيد أحمد بن السيد مطلب بن السيد علي خان بن السيد خلف
المشعشعي الحويزي أخو السيد علي خان الصغير.
توفي قبل سنة ١١٦٨.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في اجازته
(١٧٥)

الكبيرة فقال: كان السيد احمد هذا عالما ورعا أديبا له ديوان شعر حسن
محترزا عن الشبهات مكتفيا بغلة زرعه وكان لا يدخل في شئ من امر
اخوته وعصبته وكان يتعفف عن جوائزهم وهم ولاة الحويزة وما يليها كابرا
عن كابر ثم ارتحل إلى المشاهد المشرفة بالعراق وجاور بها إلى أن قبضه الله إلى
رحمته رضي الله عنه انتهى وتاريخ الإجازة المذكورة ١١٦٨ ولذلك قلنا إن
وفاته قبل ذلك. وله الأسئلة الأحمدية أو الرسالة الأحمدية التي أرسلها إلى
السيد عبد الله المذكور فكتب في جوابها الذخيرة الأبدية في جواب المسائل
الأحمدية.
٥٢٠: الشيخ أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار.
يروي عنه أبو الحسن علي بن محمد بن محمد والد القاضي امين
القضاة أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد والشيخ أبو نعيم محمد بن إبراهيم
ابن محمد بن خلف الجمازي، ويروي هو عن أبي محمد عبد الله بن
محمد بن عبد الله بن عثمان المعروف بابن السقا عن أبي علي محمد بن
محمد بن الأشعث الكوفي من كتابه سنة ٣١٤ كما في أول نسخة الجعفريات
التي وصلت إلى الميرزا حسين النوري صاحب مستدركات الوسائل.
٥٢١: أحمد بن معاذ الجعفي الكوفي. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٢٢: أحمد بن معافى.
ذكره ابن داود في رجاله في القسم الأول في رجال الجواد ع ووثقه
نقلا عن رجال الشيخ، قال الميرزا في منهج المقال: لم نجده فيه ولا في
غيره انتهى وكذا قال غيره فالرجل ليس بموجود أصلا وكأنه اشتباه باسم
آخر غيره، وهذا من الأغلاط التي قيل عن رجال ابن داود ان فيه أغلاطا
كثيرة.
٥٢٣: أحمد بن معروف القمي. في الفهرست: أحمد بن معروف له كتاب أخبرنا به الحسين بن
عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه بن معروف، وقال
النجاشي: أحمد بن معروف قمي له كتاب نوادر أخبرناه أبو عبد الله بن
شاذان القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا محمد بن
علي بن محبوب عنه به، وعن المعراج، لا يبعد انتظامه في سلك مشايخ
الإجازة وفي مشتركات الكاظمي: يعرف احمد انه ابن معروف برواية
محمد بن علي بن محبوب عنه، وبرواية أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عنه.
٥٢٤: أحمد بن معقل الأزدي المهلبي الحمصي النحوي.
ذكره بعض المعاصرين في كتابه المسمى تنقيح المقال وقال: لم
أقف فيه الا على قول ابن سعد صاحب الطبقات فيما حكي انه ولد
٥٦٧ وتعلم الرفض من أهل الحلة، وكان في العربية والعروض فائقا
غاليا في التشيع زاهدا دينا صاحب عقل، توفي ٦٤٤ ١٥ ربيع الأول
كذا عن خط المجلسي انتهى أقول في ذلك خبط من وجوه، أولا:
ان اسمه أحمد بن علي بن معقل وقد ذكرناه هناك، ثانيا: ان الذي نقله
عن ابن سعد صاحب الطبقات هو كلام الذهبي نقله عنه السيوطي في
طبقات النحاة في ترجمة الرجل وقد نقلناه في ترجمته، والمطلع يعلم أن قوله
تعلم الرفض من أهل الحلة ليس مما يعبر به ابن سعد بل هو من تعبير
المتأخرين كالذهبي وأمثاله، ثالثا: ان المجلسي لم يكن ممن يخفى عليه
ذلك، فالناقل عن خطه قد حرف واشتبه. واعدنا ذكره هنا لئلا يطلع أحد
على ما نقله هذا المعاصر فيظن اننا أغفلناه.
٥٢٥: أحمد بن معلي بن حماد.
روى الكليني في باب مولد الصاحب ع بسنده عن الحسن بن
النضر انه لما أراد الحج أوصى إلى أحمد بن معلى بن حماد.
٥٢٦: نظام الدين أحمد بن معين الدين الخوانساري المشتهر بميرك.
يروي بالإجازة عن الشيخ نور الدين علي بن الحسين بن زين الدين
علي بن عبد العالي الكركي العاملي، كتبها له بكاشان ٩ رجب سنة ٩٣٧.
٥٢٧: أحمد بن المفضل الأموي مولى عثمان بن عفان الحفري أبو علي الكوفي.
والحفري نسبة إلى حفر بفتح الحاء المهملة والفاء محلة بالكوفة.
أقوال العلماء فيه
في ميزان الاعتدال عن أبي حاتم: كان من رؤساء الشيعة صدوق،
قال الأزدي: منكر الحديث روى عن سفيان عن حبيب بن بي ثابت عن
عاصم بن ضمرة عن علي مرفوعا: يا علي إذا تقرب الناس إلى خالقهم
بأنواع البر فتقرب اليه بأنواع العقل انتهى ووضع على اسمه رمز أبي
داود والنسائي، وفي تهذيب التهذيب: اثنى عليه أبو بكر بن أبي شيبة،
وذكره ابن حبان في الثقات.
مشايخه
في الميزان: يروي عن الثوري وأسباط بن نصر وإسرائيل.
تلاميذه
في خلاصة تذهيب الكمال: عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وأبو
حاتم، وفي الميزان: عنه أبو زرعة وأبو حاتم، وزاد في تهذيب التهذيب
الحنيني وأحمد بن يوسف السلمي وآخرون.
٥٢٨: الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد بن رميثة واسمه منجد بن أبي نما
محمد بن أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد
الكريم بن عيسى بن الحسين السديد بن علي بن محمد بن تغلب بن عبد الله
الأكبر بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله موسى الجون بن عبد
المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
قتل بالحلة في شهر رمضان سنة ٧٤٢ ودفن بالمشهد الشريف
المرتضوي سلام الله تعالى على مشرفه عند عمه عبد الله في الحضرة
الشريفة، كذا في كتاب انساب مشجر للسيد ركن الدين الحسن بن
عبد الله بن أحمد الحسيني النسابة نقيب الاشراف كما في نسخة مخطوطة في
المكتبة الرضوية فرغ من تأليفها سنة ٨٧٣.
في الكتاب المذكور في حق المترجم ما لفظه: الأمير الجليل القدر قدم
إلى البلاد الفراتية من مكة شرفها الله تعالى وحكم بالحلة والعراق سبع سنين
إلى أن ورد الأمير الشيخ حسن أبو السلطان أويس وحاربه وقتله في
التاريخ المتقدم وكان رحمه الله تعالى شهما شجاعا كريما.
وفي عمدة الطالب: كان قد توجه في زمن أبيه إلى العراق، وذهب
إلى السلطان أبي سعيد بن أولجايتو بن أرغون، فأكرمه وأحسن مثواه فأقام
عنده قليلا ثم توجه صحبة القافلة، وحج في تلك السنة الوزير غياث
(١٧٦)

الدين محمد بن الرشيد وجماعة من وجوه العراق وأركان المملكة، وكان
الشريف شهاب الدين احمد قد أعد رجالا وسلاحا ودراهم مسكوكة باسم
السلطان أبي سعيد. فلما بلغوا إلى عرفات وزالت الشمس وتهيأ الناس
للوقوف لبس رجاله السلاح وقدموا المحمل العراقي وهو محمل السلطان أبي
سعيد مع اعلامه على المحمل المصري وأصعدوه جبل عرفات قبله وأوقفوه
أرفع منه، ولم يجر بذلك عادة منذ انقضاء الدولة العباسية، ولم يكن
للمصريين طاقة على دفعه فالتجأوا إلى الشريف رميثة أبيه فاستنجد بني
حسن والقواد فتخاذلوا عنه لمكان ابنه أحمد ومحبتهم إياه ولاحسانه إليهم
قديما وحديثا، وامر الشريف احمد ان يتعامل بتلك الدراهم المسكوكة باسم
أبي سعيد فتعومل بها في الموسم خوفا منه، وعاد إلى السلطان مصاحبا
للقافلة العراقية، فأعظمه السلطان اعظاما عظيما وأحله مقاما كريما وفوض
اليه أمر الاعراب بالعراق، فأكثر فيهم الغارة والقتل، وكثر اتباعه وعرض
جاهه، واقام بالحلة نافذ الامر عريض الجاه كثير الأعوان إلى أن توفي
السلطان أبو سعيد فاخرج الشريف احمد الحاكم الذي كان بالحلة وهو
الأمير علي بن الأمير طالب الدلقندي الحسيني الأفطسي وتغلب على البلد
واعماله ونواحيه وجبى الأموال، وكثر في زمانه الظلم والتغلب فلما تمكن
الشيخ حسن بن الأمير حسن آقبوقا من بغداد وجه اليه العساكر مرارا
فأعجزه لمراوغته مرة ومقاومته أخرى، ثم إن الشيخ حسن توجه اليه بنفسه
في عسكر ضخم وعبر الفرات من الأنبار وأحاط بالحلة فتحصن الشريف
احمد بها فغدر به أهل الحلة التي كان قد اعتمد عليها وخذله الاعراب الذين
جاء بهم مددا، وتفرق الناس عنه، حتى بقي وحده وملك عليه البلد،
فقاتل عند باب داره في الميدان قتالا لم يسمع بمثله، وقتل معه أحمد بن فليتة
الفارس الشجاع وأبوه فليتة، ولم يثبت معه من بني حسن غيرهما، وابليا
وقاتلا حتى قتلا. ولما ضاق به الامر توجه إلى محلة الأكراد، وكان قد نهبها
مرارا وقتل جماعة من رجالها، الا انهم لما رأوه قد خذل أظهروا له الوفاء
وأوعده النصر وتعهدوا له ان يحاربوا دونه في مضائق دروب البلد حتى
يدخل الليل، ثم يتوجه حيث شاء. وكان الحزم فيما أشاروا، ولكنه
خالفهم وذهب إلى دار النقيب قوام الدين بن طاوس الحسني وهو يومئذ
نقيب نقباء الاشراف، فلما سمع الأمير الشيخ حسن بذلك، أرسل اليه
شيخ الاسلام بدر الدين المعروف بان شيخ المشايخ الشيباني، وكان مصاهرا
للنقيب قوام الدين بن طاوس، فامن الشريف وحلف له وأعطاه خاتم
الأمان أرسل به الأمير الشيخ حسن، فركب الشريف معه إلى الأمير الشيخ
حسن وهو نازل خارج البلد، ولم يكن الشريف احمد يظن أو يخطر بباله ان
الشيخ حسن يقدم على قتله، ولعمري لقد كان الشيخ حسن يهاب ذلك
لجلالة الشريف ونسبه ولمكان أبيه وملكه مكة شرفها الله تعالى، وخوفا من
قبح الأحدوثة، والتقلد بدم مثل ذلك السيد. الا ان بعض بني حسن
أغراه بذلك وخوفه عواقبه وانه ما دام حيا لا يصفو العراق له فلما ذهب مع
الشيخ بدر الدين وكان في بعض الطريق استلبوا سيفه فأحس بالشر، فقال
للشيخ بدر الدين: ما هذا؟ قال: لا أدري انما كنت رسولا وفعلت ما
أمرت به هذا كله والشريف غير آيس من نفسه فلما دخل على الأمير
الشيخ حسن واصل الاعتذار، فاظهر الأمير الشيخ حسن القبول منه
وطالبه بأموال البلاد في المدة التي حكم فيها وهو قريب من ثماني سنوات
أو أزيد فأجاب: بأنه أنفقها فعذب تعذيبا فاحشا، حتى أنه كان يملأ
الطست من الجمر ويوضع على صدره، فكان لا يجيب الا اني أنفقت
بعضها وأودعت بعضها عند بعض الناس ودفنت بعضها في الأرض، لا
يزيد على ذلك. فأراد الشيخ حسن اطلاقه فحذره بعض خواص الشريف
فاحتال في قتله بان جاءوا بالأمير أبي بكر بن كنجاية، وكان الشريف قد
قتل أباه الأمير محمد بن كنجاية واعترف بالقتل وكان قتله في بعض
حروبه، فامر أبا بكر ان يقتله قصاصا بابيه فاستعفى فلم يعف فضرب
عنق الشريف بسبع ضربات ثم حمل إلى داره فغسل وذهب الشيخ حسن
بنفسه وأمرائه فصلى عليه ودفن في داره ثم نقل إلى المشهد الغروي
وانقطعت قافلة العراق عن الحج مدة حياة الشريف رميثة، فلما توفي وملك
ابنه عز الدين أبو سريع عجلان احتال بعض الاتباع وأولاد مولدهم وهو
حسن بن تركي. وكان شهما جلدا وتقبل بالسعي وبالصلح واستصحب
الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني المحدث وتوجها إلى الشام ثم
مضيا مع قافلة الشام إلى الحجاز، وهكذا كان يحج من أراد الحج من
العراق في تلك المدة. فلما وردا الحجاز تكلما في الصلح فأجابهما السيد
عجلان إلى ما أرادا وارسل معهما ابنه خرصا إلى بغداد وصحبهم من كان
قد حج من أهل العراق على طريق الشام، فلما وصل السيد خرص بن
عجلان إلى الشيخ حسن أكرمه اكراما يتجاوز الوصف وبذل له ما كان قد
تقرر عليه الصلح من الأموال وما كان قد اجتمع من الأوقاف المكية في تلك
المدة وهي سبع سنوات، وأضاف إلى ذلك أشياء أخرى. وكان للشريف
احمد ابنان هما احمد ومحمود فقرر لهما من مال الحلة في كل سنة مبلغ عشرين
ألف دينار تحمل اليهما في كل سنة إلى الحجاز ولم تزل مستمرة يأخذها محمود
واحمد وفيهما يقول للشاعر:
واحمد أحمد الرجلين عندي * ولست أنال محمودا بذام
واعرف للكبير السن حقا * ولكن الشهامة للغلام
٥٢٩: أبو العباس أحمد بن منصور السكري المعروف بالأغر.
الظاهر أنه هو أبو منصور السكري الذي يروي عنه الشيخ في الأمالي
عن جده علي بن عمر، وفي بعض النسخ اليشكري بدل السكري،
ولكن الذي في أكثر النسخ السكري.
في رياض العلماء في باب الكني: أبو منصور السكري هو من مشائخ
الشيخ الطوسي كما يظهر من أماليه وهو يروي عن جده علي بن عمر عن
إسحاق بن مروان القطان عن أبيه عن عبيد بن مهران العطار عن يحيى بن
عبد الله بن الحسن عن أبيه وعن جعفر بن محمد عن أبيهما عن جدهما
الحديث ولا يبعد كونه من علماء العامة أو الزيدية وليس هو بأبي منصور
عبد المنعم لأن الشيخ يروي عنه بالواسطة قال وفي طي بعض أسانيد أخبار
فرائد السمطين للحموئي هكذا عن الأمين أبي محمد الحسن بن عيسى بن
المقتدر بالله قراءة عليه في داره بالحريم الطاهري في ذي القعدة سنة ٤٣٨
قال أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري المعروف بالأغر وكان مؤذنا
له املاء سنة ٣٥٦ قال أنبأنا الصولي الخ انتهى وفي مستدركات
الوسائل اما كونه من العامة فيبعده ما رواه الشيخ عنه فيه، واما كونه زيديا
فالله أعلم انتهى.
أقول رواياته التي رواها الشيخ في الأمالي عنه أكثرها كالصريح
في أنه ليس من العامة ولا باس بايرادها كلها لما فيها من المنافع والدلالة على
تشيعه. قال الشيخ في الأمالي: حدثنا أبو منصور السكري حدثنا جدي
(١٧٧)

علي بن عمر حدثنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن العباس حدثنا مهنا بن
يحيى حدثنا عبد الرزاق عن أبيه عن مسافر بن مسعود قال ليلة الجن قال لي ر
سول الله ص يا ابن مسعود نعيت إلي نفسي! فقلت استخلف يا رسول
الله! قال من؟ قلت فلان! فاعرض عني ثم قال: يا ابن مسعود نعيت
إلي نفسي! قلت: استخلف! قال من؟ قلت عليا! قال اما انهم ان
أطاعوه دخلوا الجنة أجمعون أكتعون. أبو منصور السكري حدثنا جدي
حدثنا عيس بن سليمان الوراق حدثنا محمد بن حميد حدثنا زافر بن سليمان
حدثنا المسلم بن سعد عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال
رسول الله ص ما ولد بار نظر في كل يوم إلى أبويه برحمة الا كان له بكل
نظرة حجة مبرورة! قالوا يا رسول الله وان نظر في كل يوم مائة نظرة؟ قال
نعم الله أكثر وأطيب. حدثنا أبو منصور السكري
حدثني جدي علي بن عمر حدثني العباس بن يوسف السكلي حدثنا عبيد الله بن هشام حدثنا محمد بن
مصعب القرقساني حدثنا الهيثم بن حماد عن بريد الرقاشي عن أنس بن
مالك قال رجعنا مع رسول الله ص قافلين من تبوك فقال لي في بعض
الطريق ألقوا لي الأحلاس والأقتاب ففعلوا، فصعد رسول الله فخطب
فحمد الله واثنى عليه بما هو أهله ثم قال: معاشر الناس ما لي إذا ذكر آل
إبراهيم ع تهللت وجوهكم وإذا ذكر آل محمد ص كأنما يفقؤ في
وجوهكم حب الرمان! فوالذي بعثني بالحق نبيا لو جاء أحدكم يوم القيامة
باعمال كأمثال الجبال ولم يجئ بولاية علي بن أبي طالب لأكبه الله عز وجل
في النار. حدثنا أبو منصور السكري حدثني جدي علي بن عمر حدثنا أبو
العباس إسحاق بن مروان القطان حدثنا أبي حدثنا عبيد بن مهران العطار
حدثنا يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبيه. وعن جعفر بن محمد
ع عن أبيهما عن جدهما قال: قال رسول الله ص ان في الفردوس لعينا
أحلى من الشهد وألين من الزبد وابرد من الثلج وأطيب من المسك فيها
طينة خلقنا الله عز وجل منها وخلق منها شيعتنا فمن لم يكن من تلك الطينة
فليس منا ولا من شيعتنا وهي الميثاق الذي اخذ الله عز وجل عليه ولاية
علي بن أبي طالب ع. قال عبيد فذكرت لمحمد بن علي بن
الحسين بن علي هذا الحديث فقال صدقك يحيى بن عبد الله هكذا أخبرني
عن جدي عن النبي ص. حدثنا أبو منصور السكري حدثنا جدي علي بن
عمر حدثني محمد بن محمد الباغندي حدثنا أبو ثور هاشم بن ناجية حدثنا
عطاء بن مسلم الخفاف قال: سمعت الوليد بن يسار يذكر عن عمران بن ميثم عن أبيه
ميثم قال: شهدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وهو
يجود بنفسه فسمعته يقول يا حسن! قال الحسن: لبيك يا أبتاه، قال: ان
الله تعالى اخذ ميثاق أبيك وربما قال: اعطى ميثاقي وميثاق كل مؤمن على
بغض كل منافق أو فاسق واخذ ميثاق كل منافق أو فاسق على بغض أبيك
أقول هذا بمعنى ما ورد لا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق
واخذ الميثاق على المنافق والفاسق فيه نوع تجوز ومسامحة، حدثنا أبو منصور
السكري حدثني جدي علي بن عمر حدثنا إسحاق بن مروان حدثنا حماد بن
كثير السراج عن أبي خالد عن سعد بن ظريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي
ع قال قال رسول الله ص انا مدينة الجنة وأنت بابها يا علي كذب من
زعم أنه يدخلها من غير بابها. حدثنا أبو منصور حدثني جدي علي بن عمر
حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس قال النبي ص لعلي: يا علي أنت
سيد في الدنيا وسيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب
الله ومن أبغضك فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل.
انتهى ما أورد الشيخ في الأمالي من أحاديث أبي منصور السكري.
٥٣٠: السيد أحمد بن السيد منصور الطالقاني
من فضلاء وأدباء عصر السيد نصر الله الحائري وارسل اليه السيد
نصر الله هذه الأبيات:
أهدي سلاما يفوق الدر معناه * إلى حبيب فؤادي صار مغناه
أعيذه من فؤادي فهو ملتهب * لكنما في عيوني اليوم ماواه
أعيذه من عيوني فهي ساهرة * ترعى نجوم الدجى شوقا للقياه
لكنما في سماء العز مسكنه * وفي رياض المعالي الغر مثواه
أعني به احمد المولى المهذب من * أنشأه من طين ارض القدس مولاه
حلاه بالدر در الفضل خالقه * وفي عيون جميع الناس حلاه
ما اصفرت الشمس الا من مخافة ان * يغني جميع الورى عنها محياه
والنجم قد خفقت أحشاؤه حذرا * من أن يفوق عليه نور مرآه
والدر من خجل قد غاص في لجج * لما رأى قلما مسته يمناه
كذا نسيم الشمال اعتل من حسد * لرقة حدثت عنها سجاياه
فيا ابن منصور الزاكي الذي درست * معالم الفضل والافضال لولاه
جد لي بطرس غدت ألفاظه زهرا * وقد جرى بينها للحسن امواه
لا زال ثغر الأماني الغر مبتسما * لديك ما قد بكى في الليل أواه
٥٣١: أحمد بن منصور بن علي القطيفي القطان البغدادي
توفي حدود ٤٨٠ ببغداد ودفن بمقابر قريش.
في الطليعة: كان أديبا شاعرا، دخل بغداد ومدح الامراء وسكنها
حتى مات، ومن شعره قوله في قصيدة حسينية رواها عنه أحمد بن علي بن
عامر الفقيه:
يا أيها المنزل المحيل * غاثك مسخنفر هطول
اودى عليك الزمان لما * شجاك من أهلك الرحيل
لا تغترر بالزمان واعلم * ان يد الدهر تستطيل
فان آجالنا قصار * وفيه آمالنا تطول
تفنى الليالي وليس يفنى * شوقي ولا حسرتي تزول
لا صاحب منصف فأسلو * به ولا حافظ وصول
يا قوم ما بالنا جفينا * فلا كتاب ولا رسول
لو وجدوا بعض ما وجدنا * لكاتبونا ولم يحولوا
يا قاتلي بالصدود رفقا * بمهجة شفها غليل
قلبي قريح به كلوم * أفتنه طرفك الكحيل
انحل جسمي هواك حتى * كأنه خصرك النحيل
غصن من البان حيث مالت * ريح الخزامي به يميل
يسطو علينا بغنج لحظ * كأنه مرهف صقيل
كما سطت بالحسين قوم * أراذل ما لهم أصول
يا أهل كوفان لم غدرتم * به وأنتم له نكول
أنتم كتبتم اليه كتبا * وفي طوياتها دخول
قتلتموه بها فريدا * بأبي المفرد القتيل
ما عذركم في غد إذا ما * قامت لدى جده الذحول
انا ابن منصور لي لسان * على ذوي النصب يستطيل
(١٧٨)

ما الرفض ديني ولا اعتقادي * لكنني عنه لا أحول
قال: وهي طويلة تركت أكثرها.
٥٣٢: أحمد بن منصور بن نصر الخزاعي
ويقال له محمد أيضا، ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا
ع.
٥٣٣: مهذب الدين عين الزمان أبو الحسين أحمد بن منير بن أحمد بن مفلح
الأطرابلسي الرفا الشاعر المشهور.
مولده ووفاته
ولد سنة ٤٧٣ بطرابلس، ومات بحلب في جمادي الآخرة سنة
٥٤٨، قاله ابن عساكر وقيل مات بدمشق سنة ٥٤٧، وفي النجوم
الزاهرة: مات سنة ٥٤٥، قال ابن خلكان مات بحلب ودفن في جبل
جوشن بقرب المشهد الذي هناك رحمه الله تعالى وزرت قبره ورأيت
مكتوبا عليه:
من زار قبري فليكن موقنا * ان الذي ألقاه يلقاه
فيرحم الله امرءا زارني * وقال لي يرحمك الله
قال ثم وجدت في ديوان أبي الحكم عبيد الله ان ابن منير توفي بدمشق
ورثاه بأبيات تدل على أنه مات بدمشق انتهى.
نسبته
الأطرابلسي في انساب السمعاني: بفتح الألف وسكون الطاء
وفتح الراء وضم الباء الموحدة واللام في آخرها السين المهملة: هذه النسبة
إلى أطرابلس وهذا الاسم لبلدتين كبيرتين إحداهما على ساحل الشام،
والأخرى من بلاد المغرب وقد يسقط الألف من التي بالشام قال أبو
الطيب: وقصرت كل مصر عن طرابلس انتهى والمترجم منسوب
إلى طرابلس الشام، واصل اسمها باليونانية تريبوليس اي المدن الثلاث
لأنها كانت ثلاثة احياء فسماها العرب أطرابلس، وفي معجم البلدان قال
ابن بشير: طرابلس بالرومية والإغريقية ثلاث مدن، وسماها اليونانيون
طرابليطة وذلك بلغتهم أيضا ثلاث مدن لان طرا معناه ثلاث وبليطة مدينة
انتهى والمترجم أصله من طرابلس ثم سكن دمشق ثم حلب وتوفي بها
أو بدمشق كما مر ومنير ومفلح بوزن اسم الفاعل من أنار وأفلح
والرفا بتشديد الفاء الذي يصلح الثياب المخرقة.
أقوال العلماء فيه
كان فاضلا أديبا لغويا ماهرا في اللغة والأدب محترما مرعي الجانب
مقربا عند الامراء ظريفا في الغاية شاعرا مطبوعا متفننا في أشعاره تغلب على
شعره الرقة والسلاسة وكان له ديوان شعر معروف لكنه في هذا العصر غير
موجود ذهبت به حوادث الزمان فيما ذهب. وكان يسكن بحلب في درب
الخابوري عن أبي ذر في تاريخ حلب وهو على باب الجامع الكبير الشمالي.
قال السمعاني في الأنساب: أبو الحسين أحمد بن منير بن مفلح الأطرابلسي
شاعر مفلق فاضل مليح الشعر حسن الطبع أدركته حيا بالشام، وكان قد
ترك شيرز في آخر عمره ولم يتفق اني لقيته. توفي حدود ٥٤٠ انتهى
وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: الأديب البارع أبو الحسين أحمد بن
منير بن أحمد الطرابلسي الرفا الشاعر المحسن انتهى وقال ابن خلكان في
ترجمة محمد بن نصر الخالدي المعروف بابن القيسراني كان هو وابن منير
شاعري الشام في ذلك العصر انتهى. وفي تاريخ ابن عساكر: أحمد بن
منير بن أحمد بن مفلح أبو الحسين الأطرابلسي الشاعر الرفا كان أبوه منير
منشدا ينشد أشعار العوني في أسواق اطرابلس ويغني والعوني شاعر مكثر
لمدح أهل البيت ع فنشأ ابنه وحفظ القرآن وتعلم اللغة
والأدب وقال الشعر وقدم دمشق فسكنها وكان رافضيا خبيثا يعتقد مذهب الإمامية
، وكان هجاء خبيث اللسان يكثر الفحش في شعره ويستعمل فيه
الألفاظ العامية، فلما أكثر الهجو منه سجنه بوري بن طغتكين أمير دمشق
مدة وعزم على قطع لسانه فاستوهبه يوسف بن فيروز الحاجب لحرمته فوهبه
له وامر بنفيه من دمشق، فلما ولي ابنه إسماعيل بن بوري عاد إلى دمشق
ثم تغير عليه إسماعيل لشئ بلغه عنه فطلبه وأراد صلبه فهرب واختفى في
مسجد الوزير أياما ثم خرج من دمشق ولحق بالبلاد الشمالية ينتقل من حماه
إلى شيزر وإلى حلب ثم قدم دمشق آخر قدمة في صحبة الملك العادل لما
حاصر دمشق الحصر الثاني فلما استقر الصلح دخل البلد ورجع مع العسكر
إلى حلب فمات بها ولقد رأيته غير مرة ولم اسمع منه انتهى ثم ذكر مناما
لخطيب حماه يدل على سوء حال ابن منير بعد الموت للقصائد التي قالها في
مثالب الناس انتهى ومثل هذه الأطياف اما مختلقة لترويج الذم بسبب
العداوة الدينية أو من باب رؤية المرء ما يغلب على اعتقاده كما ذكرناه في
الجزء الأول من معادن الجواهر. وعن العماد الكاتب صاحب الخريدة أنه قال
: كان شاعرا مجيدا مكثرا هجاء معارضا لأبي عبد الله محمد بن نصر بن
صغير المعروف بابن القيسراني الشاعر المشهور وكان بينهما مكاتبات وأجوبة
ومهاجاة وكانا مقيمين بحلب ومتنافسين في صناعتهما كما جرت به عادة
المتماثلين وهما كفرسي رهان وجوادي ميدان وكان القيسراني سنيا متورعا
وابن منير غاليا متشيعا وكان مقيما بدمشق إلى أن احفظ أكابرها وكدر بهجوه
مواردها ومصادرها فآوى إلى شيرز وأقام بها وروسل مرارا في العود إلى
دمشق فأبى واتصل في آخر عمره بخدمة نور الدين ووافى إلى دمشق رسولا
من جانبه قبل استيلائه عليها انتهى قال ابن خلكان ولابن القيسراني
المذكور في ابن منير وكان قد هجاه:
ابن منير هجوت مني * خبرا أفاد الورى صوابه
ولم تضيق بذاك صدري * فان لي أسوة الصحابة
وفي النجوم الزاهرة: أحمد بن منير الأديب أبو الحسين الطرابلسي
الشاعر المشهور المعروف بالرفاء كان بارعا في اللغة والعربية والأدب الا انه
خبيث اللسان كثير الفحش حبسه الملك تاج الملوك بوري صاحب دمشق
وعزم على قطع لسانه فاستوهبه منه الحاجب يوسف بن فيروز فوهبه له فنفاه
وكان هجا خلائق كثيرة وكان بينه وبين ابن القيسراني مهاجاة وكان رافضيا
انتهى.
من تلاميذه في شذرات الذهب في ترجمة أحمد بن الحسين بن أحمد بن محمد
البغدادي المقري أبي العباس المعروف بالعراقي نزيل دمشق انه لقي المهذب
ابن منير الشاعر بحلب وروى عنه انتهى.
أشعاره
من شعره قوله:
أخلى فصد عن الحميم وما اختلي * ورأى الحمام يغصه فتوسلا
ما كان واديه بأول مربع * ودعت طلاوته طلاه فاجفلا
(١٧٩)

وإذا الكريم رأى الخمول نزيله * في منزل فالحزم ان يترحلا
كالبدر لما ان تضاءل نوره * طلب الكمال فحازه متنقلا
سفه بحلمك ان رضيت بمشرب * رنق ورزق الله قد ملأ الملا
ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا * أ فلا فليت بهن ناصية الفلا
فارق ترق كالسيف سل فبان في * متنيه ما اخفى القراب وأخملا
لا تحسبن ذهاب نفسك ميتة * ما الموت الا ان تعيش مذللا
للقفر لا للفقر هبها انما * مغناك ما أغناك ان تتوسلا
لا ترض من دنياك من أدناك من * دنس وكن طيفا حلا ثم انجلى
وصل الهجير بهجر قوم كلما * أمطرتهم عسلا جنوا لك حنظلا م
ن غادر خبثت مغارس وده * فإذا محضت له الوداد تأولا
أو حلف دهر كيف مال بوجهه * أمسى كذلك مدبرا أو مقبلا
لله علمي بالزمان وأهله * ذنب الفضيلة عندهم ان تكملا
طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم * ان قلت قال وان سكت تقولا
أنا من إذا ما الدهر هم بخفضه * سامته همته السماك الأعزلا
واع خطاب الخطب وهو مجمجم * راع اكل العيس من عدم الكلا
زعم كمنبلج الصباح وراءه * عزم كحد السيف صادف مقتلا
وقوله:
عدمت دهرا ولدت فيه * كم أشرب المر من بنيه
ما تعتريني الهموم الا * من صاحب كنت اصطفيه
فهل صديق يباع حتى * بمهجتي اشتريه
يكون في قلبه مثال * يشبه ما صاع لي بفيه
وكم صديق رغبت عنه * قد عشت حتى رغبت فيه
وطلبت منه ابيات تكتب على طست من فضة فقال:
يا صنو مائدة لاكرم مطعم * مأهولة الارجاء بالاضياف
جمعت أياديه إلي أيادي * الآلاف بعد البذل للآلاف
ومن العجائب راحتي من راحة * معروفة المعروف بالاتلاف
ومن محاسن شعره هذه القصيدة:
من ركب البدر في صدر الرديني * وموه السحر في حد اليماني
وانزل النير الاعلى إلى فلك * مداره في القباء الخسرواني
طرف رنا أم قراب سل صارمه * وأغيد ماس أم اعطاف خطي
وبرق غادية أم برق مبتسم * يفتر من خلل الصدع الدجوجي
ويلاه من فارسي النجر مفترس * بفاتر أسدي الفتك ريمي
يكن ناظره ما في كنانته * فليس ينفك من اقصاد مرمي
أذلني بعد عز والهوى ابدا * يستعبد الليث للظبي الكناسي
ما مان ماني لولا ليل عارضه * ما شد حبل المنايا بالأماني
تكنف الحسن منه وجه مشتمل * نفار احور في تانيس حوري
اما وذائب مسك من ذوائبه * على أعالي القضيب الخيزراني
وما يجن عقيقي الشفاه من * الريق الرحيقي والثغر الجماني
لو قيل للبدر من في الأرض تحسده * إذا تجلى لقال ابن الفلاني
اربى علي بشتى من محاسنه * تألفت بين مسموع ومرئي
إباء فارس في لين الشام مع الظرف العراقي في النطق الحجازي
وما المدامة بالألباب أفتك من * فصاحة البدو في ألفاظ تركي
اشبهته ببعادي ثم كان له * مزية الخلق والاخلاق والزي
من أين لي لهب يجري على ذهب * من صحن ابيض صافي الماء فضي
وروضة لم تحكها كف سارية * ولا شكا خدها من لثم وسمي
يحفها سوسن غض يغازله * بنرجس بنطاق السحر مولي
من منقذي أو مجيري من هوى رشا * أفتى وأفتك من عمرو بن معدي
لا يعشق الدهر الا ذكر معركة * أو خوض مهلكة أو ضرب هندي
ولا يحدث الا عن رباءته * من المهار العوالي والمهاري
والصافنات ولبس الضافيات وشرب * الصافيات واطراب الأغاني
أشهى اليه من الدوح الظليل * على الروح العليل وتغريد القماري
شد الجياد لأيام الجلاد وار * شاد الصعاد إلى طعن الأناسي
وحث باز على ناز وحمل قطا * مي تكدر منه عيش كدري
في غلمة كغصون البان يحملها * كثبان بر على عادات بردي
يمشون في الوشي أساربا فتحسبهم * روض الربيع على بيض الأداحي
والساحر الساخر العرار بينهم * كالشمس تكسف أنوار الدراري
مهفهف القد سهل الخد أغرب في * الجمال من لثغة في لفظ نجدي
تلهيه عن كتب تروى ونصرته * لشافعي فقيه أو حنيفي
عوج القسي وقب الاعوجية * والشهب الهماليج تربى في الأواري
والشعر في الشعر الداجي على الغنج * الساجي يلين منه قلب حوشي
فلو بصرت به يصغي وأنشده * قلت النواسى يشجي قلب عذري
أو صائد الأنس قد القى حبائله * ليلا فأوقع فيها صيد وحشي
أغراه بي بعد ما شذ النفار به * شدو القريض والحان السريجي
فصار أطوع لي منه لمقلته * وصرت اعرف فيه بالغريزي
وله:
أنكرت مقلته سفك دمي * وعلا وجنته فاعترفت
لا تخالوا خاله في خده * قطرة من دم جفني نطفت
ذاك من نار فؤادي جذوة * فيه ساخت وانطفت ثم طفت
وله من قصيدة:
لا تغالطني فما * تخفي علامات المريب
أين ذاك البشر يا * مولاي من هذا القطوب
ومن شعره قوله:
أحلى الهوى ما تحلله التهم * باح به العاشقون أو كتموا
ومعرض صرح الوشاة له * فعلموه قتلي وما علموا
يا رب خذ لي من الوشاة إذا * قاموا وقمنا إليك نحتكم
سعوا بنا لا سعت لهم قدم * فلا لنا اصلحوا ولا لهم
وفي أنساب السمعاني: ومن شعره ما أنشدني الحسن بن علي بن
عبد الله الحلبي في داره بباب أنطاكية لأبي الحسين بن منير الأطرابلسي:
أهتوف بان في سواد الوادي * هل كنت من بين على ميعاد
أم هل شجاك على قضيبك انتي * لنوى قضيب البانة المياد
وأراك يا غصن الأراك مرنحا * ألزم عير أو ترنح حادي
ما كنت أحسب ان طارقة النوى * شحذت أسنتها لغير فؤادي
يا صاح عج بي بالحمى وانخ ولو * رجع الصدا لتبل غلة صادي
واحبس فان وراء هاتيك الربى * اربي وفي ذاك المراد مرادي
وله يذكر منتزهات دمشق وقراها:
حي الديار على علياء جيرون * مهوى الهوى ومغاني الخرد العين
(١٨٠)

مراد لهوي إذ كفي مصرفة * أعنة اللهو في تلك الميادين
بالنيربين فمقري فالسرير * فحمرايا فجوحواشي جسر جسرين
فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف * الأعلى فسطرا فجرنان فقلبين
فالماطرون فداريا فجارتها * فابل فمغاني دير قانون
تلك المنازل لا وادي الأراك ولا * رمل المصلى ولا اثلاث بيرين
وله في مثل ذلك:
سقاها وروى من النيربين * إلى الغيضتين وحموريه
إلى بيت لهيا إلى برزة * دلاح مكفكفة الأوعية
وذكر غير واحد ان ابن منير كان معاصرا لابن القيسراني الشاعر
الحلبي المقدم ذكره وجرت بينهما وقائع وملح ونوادر منها ان ابن منير كثيرا ما
كان ببكت ابن القيسراني بأنه ما صحب أحدا الا نكب فاتفق ان أتابك
عماد الدين زنكي صاحب الشام غناه مغن على قلعة جعبر وهو يحاصرها
قول ابن منير:
ويلي من المعرض الغضبان إذ نقل * الواشي اليه حديثا كله زور
سلمت فازور يزوي قوس حاجبه * كأنني كأس خمر وهو مخمور
مزرفن الصدع مسبول ذوائبه * لي منه وجدان ممدود ومقصور
فاستحسنها زنكي وقال لمن هذه فقيل لابن منير وهو بحلب فكتب
باحضاره فليلة وصل قتل زنكي فقال ابن القيسراني هذه بجميع ما كنت
تبكتني. ومن ملحه القصيدة الرائية المشهورة بالتترية التي نسج فيها على
منوال الخالديين كما يأتي أوردها صاحب تزيين الأسواق المطبوع بمصر
وغيره. وقد خمسها الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي. وكان سبب نظمه لها
انه كان بينه وبين بعض الاشراف من النقباء مودة أكيدة فاهدى إلى
الشريف هدية مع مملوك له يسمى تتر فاحتبس الشريف الغلام مع الهدية
موهما انه حسبه من جملتها ليعبث بابن منير ويحركه فأرسل اليه ابن منير هذه
القصيدة. وهذا الشريف لا يدري من هو ومن الناس من توهم انه
الشريف المرتضى المشهور للتعبير عنه فيها بالشريف الموسوي وهو توهم
فاسد فان بين ولادة ابن منير ووفاة المرتضى نحو أربعين سنة بل هذه
الواقعة مع شريف آخر موسوي يكنى أبا مضر غير الشريف المرتضى
والظاهر أنه كان يلقب بالمرتضى فلذلك حصل الاشتباه ولما وصلت
القصيدة للمرتضى رد المملوك ومعه هدية فكتب اليه ابن منير بهذين
البيتين:
إلى المرتضى حث المطي فإنه * امام على كل البرية قد سما
ترى الناس أرضا في الفضائل عنده * ونجل الزكي الهاشمي هو السما
وللشاعرين الخالديين أبيات على وزن قصيدة ابن منير ورويها وقصة
مع الشريف محمد بن عمر الراوندي تشبه قصتها مذكورة في ترجمته من هذا
الكتاب وكان ابن منير اخذ منهما لتقدم عصرهما عليه فزاد عليهما وابدع،
وعارض قصيدة ابن منير القاضي جمال الدين علي بن محمد العبسي بقصيدة
تأتي في ترجمته فقصر عنه ويناسب ان نذكر هنا قصة الخالديين مع الشريف
الراوندي وأبياتهما قبل ذكر قصيدة ابن منير. وذلك انهما مدحا. فأبطأ
عليهما بالجائزة وأراد الخروج إلى بعض الجهات فدخلا عليه وأنشداه:
قل للشريف المستجا * ربه إذا عدم المطر
وابن الأئمة من قريش * والميامين الغرر
أقسمت بالريحان والنغم * المضاعف والوتر
لئن الشريف مضى ولم * ينعم لعبديه النظر
لنشاركن بني أمية * في الضلال المشتهر
ونرى معاوية اما * ما من يخالفه كفر
ونقول ان يزيد ما * قتل الحسين ولا امر
ونعد طلحة والزبير * من الميامين الغرر
ويكون في عنق الشريف * دخول عبديه سقر
وترى انهما أقسما على ذلك بالريحان والنغم والوتر اما ابن منير فاقسم
كما يأتي بقسم عظيم بالمشعرين والصفا والحجر والحجر الأسود وبالحجاج
والمعتمرين وقصيدة ابن منير هي هذه:
عذبت طرفي بالسهر * وأذبت جسمي بالفكر
ومزجت صفو مودتي * من بعد بعدك بالكدر
ومنحت جثماني الضنا * وكحلت جفني بالسهر
وجفوت صبا ما له * عن حسن وجهك مصطبر
يا قلب ويحك كم * تخادع بالغرور وكم تغر
والأم تكلف بالأغن * من الظباء وبالأغر
ريم يفوق ان رمى * بسهام ناظره النظر
تركتك أعين تركها * من بأسهن على خطر
ورمت فاصمت عن قسي * لا يناط بها وتر
جرحتك جرحا لا يخيط * بالخيوط ولا الابر
تلهو وتلعب بالعقول * عيون أبناء الخزر
فكأنهن صوالج * وكأنهن لها اكر
تخفي الهوى وتسره * وخفي سرك قد ظهر
أ فهل لوجدك من مدى * يفضي اليه فينتظر
روحي الفداء لشادن * انا من هواه على خطر
رشا نحار له الخواطر * ان تثنى أو خطر
عذل العذول وما رآه * فحين عاينه عذر
قمر يزين ضوء صبح * جبينه ليل الشعر
تدمي اللواحظ خده * فترى لها فيه اثر
هو كالهلال ملثما * والبدر حسنا ان سفر
ويلاه ما أحلاه في * قلبي الشجي وما امر
نومي المحرم بعده * وربيع لذاتي صفر
بالمشعرين وبالصفا * والبيت والحجر اقسم والحجر
وبمن سعى فيه ومن * لبى وطاف أو اعتمر
لئن الشريف الموسوي * ابن الشريف أبو مضر
ابدى الجحود ولم يرد * إلي مملوكي تتر
واليت آل أمية * الغر الميامين الغرر
وجحدت بيعة حيدر * وعدلت عنه إلى عمر
وإذا جرى ذكر الصحابة * بين قوم واشتهر
قلت المقدم شيخ تيم * ثم صاحبه عمر
ما سل قط ظبا على * آل النبي ولا شهر
كلا ولا صد البتول * عن التراث ولا زجر
واثابها الحسنى وما * شق الكتاب ولا بقر
(١٨١)

وبكيت عثمان الشهيد * بكاء نسوان الحضر
وشرحت حسن صلاته * جنح الظلام المعتكر
وقرأت من أوراق * مصحفه براءة والزمر
ورثيت طلحة والزبير * بكل شعر مبتكر
وأزور قبرهما وازجر * من لحاني أو زجر
وأقول أم المؤمنين * عقوقها احدى الكبر
ركبت على جمل وسارت * من بنيها في زمر
واتت لتصلح بين جيش * المسلمين على غرر
فاتى أبو حسن وسل * حسامه وسطا وكر
وأذاق اخوته الردى * وبعير أمهم عقر
ما ذا عليه لو عفا * أو عف عنهم إذ قدر
وأقول ان امامكم * ولى بصفين وفر
وأقول ان اخطى * معاوية فما اخطى القدر
هذا ولم يغدر معاوية * ولا عمرو مكر
بطل بسوءته يقاتل * لا بصارمه الذكر
وجنيت من رطب النواصب * ما تتمر واختمر
وأقول ذنب الخارجين * على علي مغتفر
لا ثائر لقتالهم * في النهروان ولا اثر
والأشعري بما يؤول * اليه امرهم شعر
قال انصبوا لي منبرا * فانا البرئ من الخطر
فرقي وقال خلعت * صاحبكم وأوجز واختصر
وأقول ان يزيد ما * شرب الخمور ولا فجر
ولجيشه بالكف عن * أبناء فاطمة امر
وله مع البيت الحرام * يد تكفر ما غبر
وحلقت في عشر المحرم * ما استطال من الشعر
ونويت صوم نهاره * وصيام أيام اخر
ولبست فيه اجل ثوب * للملابس يدخر
وسهرت في طبخ الحبوب * من العشاء إلى السحر
وغدوت مكتحلا أصافح * من لقيت من البشر
ووقفت في وسط الطريق * اقص شارب من عبر
وأكلت جرجير البقول * بلحم جري البحر
وجعلتها خير المآكل * والفواكه والخضر
وغسلت رجلي حاضرا * ومسحت خفي في السفر
آمين اجهر في الصلاة * كمن بها قبلي جهر
واسن تسنيم القبور * لكل قبر يحتفر
وإذا جرى ذكر الغدير * أقول ما صح الخبر
وإذا امرؤ طلب الدليل * ورد قولي واستمر
أو قال لي انا لا اسلم * قلت هذا قد كفر
وكففته وزجرته * وكفى بقولي مزدجر
وأعنت ضلال الشام * على الضلال المشتهر
وأطعتهم وطعنت في * الخبر المعنعن والأثر
وسكنت جلق واقتديت * بهم وان كانوا
بقر بقر ترى بحليمهم * طيش الظليم إذا نفر
وهواؤهم كهوائهم * وخليط مائهم القذر
وعليمهم مستجهل * وأخو الديانة محتقر
وخفيفهم مستثقل * وثقيلهم فيه العبر
وأقول مثل مقالهم * بالفاشرية قد فشر
مسطيجتي مكسورة * وفطيرتي فيها قطر
وطباعهم كجبالهم * جبلت وقدت من حجر
وأقول في يوم تحار * له البصائر والبصر
والصحف ينشر طيها * والنار ترمي بالشرر
هذا الشريف أضلني * بعد الهداية والنظر
ما لي مضل في الورى * الا الشريف أبو مضر
فيقال خذ بيد الشريف * فمستقر كما سقر
لواحة تسطو فما * تبقي عليه ولا تذر
فاخش الإله بسوء فعلك * واحذرن كل الحذر
والله يغفر للمسئ * إذا تنصل واعتذر
وإليكها بدوية * رقت لرقتها الحضر
شامية لو شامها * قس الفصاحة لافتخر
ودرى وأيقن انني * بحر وألفاظي درر
وقصيدة كخريدة * غيداء ترفل في الحبر
حبرتها فغدت كروض * الحزن باكرة المطر
وإلى الشريف بعثتها * لما قراها وانبهر
رد الغلام وما استمر * على الجحود ولا اصر
وأثابني وجزيته * شكرا وقال لقد صبر
وظفرت منه بالمنى * والصبر عقباه الظفر
وله يمدح عماد الدين زنكي حين فتح حصن بارين واستخلصها من
الفرنج وهي مدينة بين حلب وحماه من جهة الغرب:
فدتك الملوك وأيامها * ودام لنقضك ابرامها
وزلت لعيشك اقدامها * وزال لبطشك اقدامها
ولو لم تسلم إليك القلوب * هواها لما صح اسلامها
أيا محيي العدل لما نعاه * أيامي البرايا وأيتامها
ومستنفذ الدين من أمة * أزال المحاريب أصنامها
دلفت لها تقتفيك الأسود * والبيض والسمر آجامها
جزرت جزيرتها بالسيوف * حتى تشاءمها شامها
وله يمدحه حين فتح الرها واستخلصها من يد الفرنج:
صفات مجدك لفظ جل معناه * فلا استرد الذي اعطاكه الله
يا صارما بيمين الله قائمه * وفي أعالي أعادي الله حداه
أصبحت دون ملوك الأرض منفردا * بلا شبيه إذ الأملاك أشباه
فداك من صاولت مسعاك همته * جهلا وقصر عن مسعاك مسعاه
قل للأعادي ألا موتوا به كمدا * فالله خيبكم والله أعطاه
ملك تنام عن الفحشاء همته * تقى وتسهر للمعروف عيناه
ما زال يسمك والأيام تخدمه * فيما ابتلاه يؤدي ما توخاه
حتى تعالت عن الشعرى مشاعره * قدرا وجاوزت الجوزاء نعلاه
وقد روى الناس اخبار الكرام مضوا * وأين مما رووه ما رأيناه
وأين الخلائق عن فتح أتيح له * مظلل أفق الدنيا جناحاه
على المنابر من أبنائه أرج * مقطوبة بفتيق المسك رياه
(١٨٢)

فتح أعاد على الاسلام بهجته * فافتر مبسمه واهتز عطفاه
يهدى بمعتصم بالله فتكته * حديثها نسخ الماضي وأنساه
ان الرها غير عمورية وكذا * من رامها ليس مغزاه كمغزاه
أخت الكواكب عزا ما بغا أحد * من الملوك لها وقما فواتاه
حتى دلفت لها بالعزم يشحذه * رأي يبيت فويق النجم مسراه
يا محيي العدل إذ قامت نوادبه * وعامر الجود لما مح مغناه
يا نعمة الله يستضفي المزيد بها * للشاكرين ويستفني صفاياه
ايقاك للدين والدنيا تحوطهما * من لم يتوجك هذا التاج الا هو
وله أيضا يمدحه ويذكر هذا الفتح:
أيا ملكا القى على الشرك كلكلا * أناخ على أماته كلكل الثكل
جمعت إلى فتح الرها سد بابه) بجمعك بين النهب والأسر والقتل
هو الفتح انسى كل فتح حديثه * وتوج مسطور الرواية والنقل
فضضت به نقش الخواتم بعده * جزيت جزاء الصدق عن خاتم الرسل
تجردت للاسلام دون ملوكه * تبثك أسباب المذلة والخجل
أخو العرب غذته القراع معظما * يشوب باقدام الفتى حنكة الكهل
وله أيضا يمدحه ويذكر هذا الفتح:
بعماد الدين أضحت عروة الدين * معصوبا بها الفتح المبين
واستزادت بقسيم الدولة القسم * من ادحاص كيد المارقين
ملك اسهر عينا لم تزل * همها تشريد هم الراقدين
لاخلت من كحل النصر فقد * فقات غيظا عيون الحاسدين
كل يوم مر من أيامه * فهو عيد عائد للمسلمين
لو جرى الإنصاف في أوصافه * كان أولاها أمير المؤمنين
ما روى الراوون بل ما سطروا * مثلما خطت له أيدي السنين
والرها لو لم تكن الا الرها * لكفت قطعا لشك الممترين
هم قسطنطين ان يفزعها * ومضى لم يحو منها قسط طين
ولكم من ملك حاولها * فتحلى الحين وسما في الجبين
هي أخت النجم الا انها * منه كالنجم لرأي المبصرين
منيت منه بليث قائد * بعران الذل آساد العرين
زارها يزأر في أسد وغى * تبدل الأسد من الزأر الأنين
وله يمدحه أيضا:
في ذرى ملك هو * الدهر عطاء واستلابا
من له كف تبذ * الغيث سحا وانسكابا
فاتح في وجه كل * أمة للنصر بابا
ترجف الدنيا إذا * حرك للسير الركابا
وتخر المشمخرات * اختلالا واضطرابا
وترى الأعداء من * هيبته تاوي الشعابا
وإذا ما لفحتهم * ناره صاروا كبابا
يا عماد الدين لا زلت * على الدين سحابا
جاعلا من دونه سيفك * ان ريع حجابا
فالبس النعماء في * الأمن الذي طبت وطابا
واصف عيشا ان * أعداءك قد صاروا ترابا
وكتب إلى القاضي أبي الفضل هبة الله بن أبي غانم محمد بن القاضي
أبي الفضل هبة الله ابن القاضي أبي الحسن أحمد بن جرادة الحلبي المعروف
بابن العديم يطلب منه كتاب الوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي علي بن
عبد العزيز الجرجاني وكان قد وعده به ودافعه:
يا حائزا غاي كل فضل * تضل في كنهه الإحاطة
ومن ترقى إلى محل * احكم فوق السهى مناطه
إلى متى اسعط التمني * ولا ترى المن بالوساطه
وله من قصيدة مهدوية:
ترى أراك وأنت في دست العلى * كالبدر في هالاته المتهللة
فهناك انشر من مدائحك التي * شهدت بها سور القرآن مرتله
وأجيل عيني في علائك ناظرا * فأخيط منه على الثنا ما فصله
يا ابن النبي وتلك أشرف رتبة * كانت من الله المهيمن منزله
ان المديح في ثناك وان اتت * غاياتها وفقا أراها مجملة
وله شعر كثير في الأئمة ع لم يحضرنا منه شئ.
وله في ناعورة كما في حسن المحاضرة للسيوطي:
هي مثل الأفلاك شكلا وفعلا * قسمت قسم جاهل بالحقوق
بين عال سام ينكسه * الحظ ويعلو بسافل مرزوق
٥٣٤: الشيخ جمال الدين أحمد بن منيع الحلي كان أديبا شاعرا.
له مقرضا على كشف الغمة لعلي بن عيسى الأربلي:
الا قل لجامع هذا الكتاب * يمينا لقد نلت أقصى المراد
وأظهرت من فضل آل الرسول * بتأليفه ما يسوء الأعادي
وله في معنى قول الباقر ع حين سئل عن الحديث يرسله ولا
يسنده فقال: إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن
أبيه عن جده رسول الله ص عن جبرئيل عن الله عز وجل فقال المترجم في
هذا المعنى:
قل لمن حجنا بقول سوانا * حيث فيه لم يأتنا بدليل
ان دعاك الهوى إلى نقل ما لم * يك عند الثقات بالمقبول
نحن نروي إذا روينا حديثا * بعد آيات محكم التنزيل
عن أبينا عن جدنا ذي المعالي * سيد المرسلين عن جبرئيل
وكذا جبرئيل يروي عن * الله بلا شبهة ولا تأويل
فتراه باي شئ علينا * ينتمي غيرنا إلى التفضيل
٥٣٥: الشيخ أحمد بن مهدي ويقال محمد مهدي بن أبي ذر الكاشاني النراقي.
ولد سنة ١١٨٥ أو ٨٦ في نراق وتوفي ٢٣ ربيع الثاني أو الأول سنة
١٢٤٤ أو ٤٥ في نراق وحمل إلى النجف فدفن خلف الحضرة الشريفة في
جانب الصحن المطهر.
وكانت وفاته بالوباء العام الذي حصل في تلك البلاد ويقال انه كان
يأمر ان لا يخبره أحد بعدد من يموت بالوباء لغلبة الخوف عليه، فاتفق ان دخلت عليه امرأة ضعيفة العقل، فأخبرته بموت رجل عظيم فقال لها: أ لم
تعلمي انا أمرنا بان لا يخبرنا أحد بالوفيات فقالت: وانا من اجل ذلك لم
أخبرك بمن مات من ابتداء الوباء إلى اليوم والحال انه قد مات فيه إلى الآن
(١٨٣)

عشرة آلاف نفس، فلما سمع ذلك اخذه القئ والاسهال وتوفي بعد
قليل.
والنراقي نسبة إلى نراق بفتح النون وتخفيف الراء بعدها ألف
وقاف قرية من بلاد كاشان على رأس عشرة فراسخ منها.
كان عالما فاضلا جامعا لأكثر العلوم لا سيما الأصول والفقه
والرياضي شاعرا بليغا بالفارسية لكن أكثر تحصيله كان من الكتب لا من
أفواه الرجال فلذلك لم تكن تحقيقاته بتلك المكانة من المتانة ولذلك أمروا
باخذ العلم من أفواه الرجال لا من الصحف وقالوا من أخذه من الكتب لم
يامن التصحيف والتحريف وحكي انه كان يجمع طلاب تلك الناحية في
داره ويقوم بلوازمهم وفي أثناء تدريسه لهم يستفيد مما يلقونه من
المحاورات. سافر لزيارة أئمة العراق ع سنة ١٢٠٥ ثم تشرف
بزيارتهم أيضا سنة ١٢١٢ وكانت له شفقة عظيمة على الضعفاء والفقراء
وهمة عالية في تحمل أعبائهم وسد حاجاتهم وقضاء حوائجهم.
مشايخه
قرأ على والده في كاشان كثيرا وعلى بعض أفاضل العراق يسيرا مثل
بحر العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء
والشهرستاني ويقال انه لقي البهبهاني.
تلاميذه
منهم الشيخ مرتضى الأنصاري الشوشتري الدزفولي الشهير ويروي
عنه بالإجازة الآقا محمد علي بن محمد باقر الهزارجريبي النجفي الاصفهاني
بتاريخ ٢٠ شوال سنة ١٢٢٨.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة مشهورة ١ شرحه على تجريد الأصول لوالده في
عدة مجلدات ٢ شرحه على كتاب لأبيه في الحساب ٣ معراج السعادة
فارسي وهو شرح على كتاب والده العربي في الاخلاق المسمى بجامع
السعادات ٤ مناهج الوصول إلى علم الأصول في مجلدين ٥ عين
الأصول أول ما كتبه ٦ أساس الاحكام في تنقيح عمد مسائل الأصول
بالاحكام ٧ عوائد الأيام من قواعد الفقهاء الاعلام ٨ مفتاح الاحكام
في الأصول ٩ مشكلات العلوم ١٠ المستند في الفقه بالاستدلال المبسوط
فيه العبادات إلى الحج وبعض البيع وفيه الأطعمة والأشربة والصيد
والذباحة وبعض النكاح وفيه القضاء والشهادات والميراث ١١ الأطعمة
والأشربة فارسي ١٢ رسالة في العبادات فارسية ١٣ سيف الأمة
بالفارسية في الرد على الغادري النصراني الذي أورد شبهات على دين
الاسلام ١٤ كتاب في التفسير ١٥ رسالة في اجتماع الأمر والنهي ١٦
ديوان شعره الكبير بالفارسية ١٧ مثنوياته المسمى بالطاقديس ١٨
الخزائن بمنزلة الكشكول ذكر في أوله نقلا عن كشكول البهائي انه في ليلة
الاثنين ١٣ رمضان سنة ١٠٠٠ يتفق قران النحسين في برج السرطان وهو
يدل على وقوع فتنة عظيمة في العالم انتهى ثم قال وقد اتفق اقترانهما في
هذا البرج أيضا ليلة الاثنين ثاني شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٢١١ وقد
ظهر تأثيره فوقع في العشر الآخر من هذا الشهر قتل آغا محمد خان
القاجاري سلطان إيران بنواحي تفليس فوقع بسبب قتله فتنة عظيمة في
إيران وقتل كثير من العساكر وانقطعت الطرق ونهبت الأموال ثم انتظم
الامر بعد مدة يسيرة بجلوس ابن أخيه فتح علي شاه على سرير الملك سنة
١٢١٢ قال وكان اي فتح علي شاه له ميل إلى العلم والعلماء وترويج
أحكام الشريعة.
٥٣٦: السيد أحمد بن مهدي بن أحمد بن رضا الحافظ
من أجلة تلاميذ الشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي له فائق المقال
في الحديث والرجال فرع منه سنة ١٠٨٥ كان يحفظ اثني عشر ألف حديث
بلا اسناد ومائتين وألف حديث مع الاسناد.
٥٣٧: الشيخ أحمد بن الشيخ مهدي بن أحمد بن نصر الله آل أبي السعود الخطي
القطيفي.
توفي في ربيع الأول سنة ١٣٠٦ ودفن بالحناكة المقبرة المعروفة في
القطيف.
قال بعض المعاصرين في وصفه: أحد أركان الدهر ونبلاء العصر
وفصحاء المصر، وذكر له في أنوار البدرين ترجمة مفصلة نذكر هنا ملخصها
بحذف جملة من الاسجاع واختصار بعض العبارات قال: كان من أدباء
القطيف وبلغائها وشعرائها ورؤسائها الحكام له من الأدب والشعر الحظ
الوافر وله غيرة وحمية على الأصاغر والأكابر يعفو عمن أساء اليه وهو عليه
قادر ذو همم عالية وسجايا عجيبة سامية عاصرناه مدة من الزمان فوجدناه
من نوادر الأوان ان جلس مع العلماء فهو كأحدهم أو مع الشعراء والأدباء
فهو المقدم عليهم أو مع الرؤساء والحكام فهو المشار اليه من بينهم بالبنان
قد سلم الله سبحانه بسببه كثيرا من المؤمنين من القتل ولم نقف إلى الآن
لاحد من الشعراء على مثل ما وقفنا عليه له مع ما هو فيه من أمور
الحكام وكثرة العداوة والخصام بين أهل بلاده وما أصابه من البلايا والفوادح
ولقد أصابته نكبات بعد وفاة والده من حكام الوهابية أوجبت نهب أمواله
العظيمة وأملاكه واجلاءه عن البلاد بالكلية فانجلى إلى البحرين على طريق
قطر ثم إلى بندر ابوشهر وكاتب الدولة العثمانية وأطمعهم في البلاد وبسببه
اخذت البلاد من أيدي الوهابية ثم رجع من أبي شهر إلى البحرين وسبب له
رب البرية الرجوع إلى بلاده بالعز والهيبة وتسخير الحكام والرعية حتى
وردت الدولة العثمانية وافتتحت تلك البلاد ورجعت اليه املاكه من الدور
والنخيل فبقي فيها عزيزا جليلا رئيسا مهيبا متمكنا من جانب الحكام ملجا
لكل من يلتجئ اليه انتهى.
أشعاره
قال بعض المعاصرين: له السبع العلويات جارى بها ابن أبي الحديد
وفاته وله مائة قصيدة في رثاء الحسين ع وأشعاره كثيرة في مناقب الأئمة
ع ومثالب أعدائهم انتهى قوله: بل وفاقه لا نستطيع فيه وفاقه بل قصر عنه
ولم يدرك لحاقه كما يظهر من ملاحظة علوياته الآتية وعلويات ابن أبي الحديد
ولكن عادة المبالغة وكيل المدح جزافا قد تأصلت في النفوس، وفي أنوار
البدرين: له مدائح كثيرة في أمير المؤمنين وأبنائه الطاهرين عليه وعليهم
السلام منها العلويات السبع جارى بها ابن أبي الحديد على وزنها وقافيتها
أطول منها وأكثر الا انه ابتدأ فيها أولا بوقعة بدر ثم أحد ثم الأحزاب
وانشاها وهو مجلو عن البلاد وهو ابن ٢٧ سنة وقال إنه ترك منها أبياتا
كثيرة لعلها أبلغ مما ذكره وتركها لبعض الاعذار الشرعية والعرفية قال وله
(١٨٤)

معارضة المعلقات السبع وله في الاحتجاج للمذهب والمناجاة وكان سريع
البديهة ربما ينظم القصيدة والأكثر في مجلس واحد بين الناس وهم مشغولون
في الكلام وله في رثاء الحسين ع ما يقرب من مائة قصيدة وحكي انه في
بعض السنين في عشر المحرم كان ينظم كل ليلة قصيدة في رثاء الحسين
ع ويعطيها من يقرؤها في ليلته، والذي وقفنا عليه من شعره غير ما
تلف مجلدان كبيران. ومدح الملوك والامراء كالسلطان عبد الحميد العثماني
وغيره انتهى ملخصا. أقول: الرجل عنده مادة شعرية وقوة على النظم
اضاعها في عدم تهذيب نظمه وفي الاكثار منه بدون ان يهذبه كأنه لم يسمع
بحوليات زهير فجاء في شعره خلل كثير والحسن منه قليل وليته اقتصر في
عشر المحرم على قصيدة واحدة وهذبها بدلا من أن ينظم كل ليلة قصيدة وما
كان أغناه عن معارضة المعلقات. اما علوياته السبع فكانت النسخة
مغلوطة فأصلحنا ما قدرنا على اصلاحه منها فمن القصيدة الأولى:
سرى ورواق الليل بالدجن مضروب * وقيد الحواشي بالأشعة مشبوب
وميض كتلويح الرداء ودونه * وهاد تجافي بالسرى وأهاضيب
فما راعني عذب الرواشف شادن * ولا شاقني شافي الروادف مخضوب
سرى البارق الملتاح من جانب الحمى * لنا وجناح الليل اسود غربيب
بدا من كثيبي عالج فاستفزني * بنجد وقلبي بالصبابة ملهوب
وذكرني من كنت أهوى وبيننا * على الناي إدلاج يطول وتاويب
رويدا طلاب المجد بالجد انما * هو المجد بالمسعاة لا السعي مكسوب
تهون المعالي عند قوم وانها * على الدهر شئ بالمنية مطلوب
سأتخذ الظلماء درعا حصينة * وان قل عندي في الرجال الأصاحيب
أما كان بدر شاهدا لذوي العلى * بان رواق العز في الموت مضروب
غداة تولى بالمعالي مهذب * وعادت بانكاث المخازي القراضيب
وأشرق في العلياء بدر سمائه * فللقوم خسران عليه وتتبيب
وجاءت قريش تمضغ الضغن والعنا * صدور عليها للضغائن تكتيب
وجرداء ما امتطت عليها جزارة * ولكنها تحت العجاجة سرحوب
فلما اشمخرت واشمأزت قناتها * إلى حيث لا تسمو الرعان الأخاشيب
سماها علي والرماح شوارع * وفحل المنايا بالشراسة مركوب
جلى نقعها واليوم بالنقع مسدف * وكأس الردى بين الفوارس معبوب
فاضحت وفيها للغواني نوادب * وللوحش ولغ والقشاعم تخليب
وقد علت البيض القواضب ريها * شفاء وأشرعن الرماح السلاهيب
فكم ضيغم أغفى وليس به كرى * ولكنه من خمرة الموت مصحوب
وكم ملك يأبى المذلة أصبحت * تقبل مثواه العتاق اليعابيب
وكم خر فيها مستطيل ودونه * طعين بأطراف الأسنة مخضوب
وكم هان مشبوح الذراعين أغلب * فأمسى على المثوى لقى وهو مغلوب
وكم آسر أضحى وللأسر موثق * عليه وللأغلال غل وتكليب
واصيد ما راضت نوازق باسه * جرى وهو للجرد الشوازب مجنوب
وشقشقة قرت لقرم مصعب * وعضب تولى وهو بالعضب معصوب
وناعم جسم عافر الوجه شاحب * عوائده العقبان والنسر والذيب
هو الخطب ما كانوا يظنون مثله * ولكنه من حارب الله محروب
تغشاه طلاع الثنايا مشيع * إذا أرهق الأقوام للبؤس اتعوب
وناصر دين الله وابن نصيره * إذا عز إقدام وأعوز مندوب
عماد إلى الدين الحنيفي قائم * وهاد إلى الامر الإلهي منسوب
ومظهر اسرار النبوة والذي * بسطوته استعلى الهدى وثوى الحوب
وذو الجهد يوم الشعب لما تشعشعت * كؤوس الردى في قومه والأكاويب
وجاشت قريش والتوت وتمردت * ورانت عليها للضلال الغياهيب
علا لم تنول للمساعي بعلة * ولكنه شئ من الله موهوب
وفضل به تم الوجود وفيصل * به قام للامر الربوي ترتيب
وهي طويلة ومن أول القصيدة الثانية:
الا ما لعيني والخيال المؤازر * ودون التداني طول رجع المعاذر
أفي كل يوم لي على الدهر عثرة * تكر باعقاب الجدود العواثر
ولا يسمح الدهر الغشوم بصاحب * ولا ترجع الأيام مني بعاذر
ولا أقتضي منه ديوني ويقتضي * سوالف من أسئارها بالغوابر
فلا بل كفي بالسماح ولا روى * زنادي ولا أم الضيوف مناوري
إذا لم أزرها كالسعالى مغارة * عتاقا كاطراف الرماح الخواطر
فقد طالما جمجمت دون مطالبي * وجعجعت اخفاف المطي الذواعر
وخليت ما بين المعازيل والعلا * وأسهلت ما بيني وبين ابن ذاعر
وهومت تهويم الغبي كأنني * إلى المجد لم اصدع صفاة العشائر
ولا ذاق بأسي الزائرون ولانما * عديدي على هام العلا والمفاخر
ولا اقتنصت هذي الليالي حبائلي * غلابا ولا دارت بهن دوائري
ولا جلجلت بالدارعين صواعقي * ولا نصبت فوق الأعادي منابري
ولا اغتبطت بي في الورى أم قسطل * ولا انجفلت من سطوتي أم عامر
ولا أبرقت يوم النزال صوارمي * ولا هتفت يوم الهياج زماجري
لعمري لقد خان الأجيدع ربه * وران على المعروف أم المناكر
حنانيك ليس المجد الا من السرى * ولا العز الا تحت وطء الحوافر
ولا مدح الا للوصي فإنه * معاذ لمن أوذاه سوء الكبائر
لئن تاه مدح فيه أو ضل شاعر * فقد دله من كل فضل بباهر
ولكن لفظ المدح فيه على فمي * من الفكر منثال بغر الجواهر
علي أمين الله جل جلاله * على كل غيب من خفي وظاهر
زعيم على الامر الربوي محكم * جميع القضايا من جميع المقادر
شهدت لقد آوى الخلافة سيفه * إلى جانب من عقوة الدين عامر
كغدوة أحد والقنا يحطم القنا * وفي الهام أمثال الرعود الزواجر
غداة اكفهر القوم والله شاهد * لادبارهم والدين دامي الأظافر
تجلت قريش بالردى مشمخرة * حفيفا على حزن الملا والأواعر
وجاءت على خيلائها تكسف الضحى * طلابا لأضغان التراث الغوابر
وقد ضاقت الأرض الفضا من مزاحف * لأرعن موار الجناحين زاخر
ظلام ولا غير المواضي نهاره * ولا شهب غير العاملات الشواجر
تؤم الكماة المعلمين كواعب * من البيض أمثال النجوم الزواهر
تميل على الارداف تيها كأنها * غصون تلوى فوق كثبان حاجر
جنين المنايا في خدود اسيلة * وأقمار تم تحت ليل الغدائر
تثنى بقعقاع الرماح نزيفة * وتشدو إذا صلت ظبا في المغافر
فلم يتبين واقع في حومة الوغى * صليل المواضي من حنين المزامر
خفقن بترجيع الأغاني مكبة * على هام وراد الوغى في المصادر
وقد جمعوا زلزالهم وتذامروا * مقارعة بين القنا المتشاجر
فمالوا عليهم ميلة جاهلية * وقد وقفت أرواحهم في الحناجر
وضاقت فجاج الأرض طرا عليهم * بما رحبت والحتف سامي المظاهر
سماها أبو سفيان والكفر حاشد * على الهدي أذيال المنايا الحواضر
يغالب امرا دونه الله غالب * ويسمو لأخرى رامها غير قادر
(١٨٥)

وجاء بها تمشى الوجا مشمئزة * على رسلها فيهم بسود الغرائر
فكم للمنايا فيهم من يلامق * وكم للمواضي فوقهم من معاجر
وكم ساق فيها مصعب الحرب مصعبا * ودهدى على أعقابها بالدوائر
فلما رأوا ان لا مناص من الردى * تولوا كأسراب القطا المتزاور
وقد جعلوا حب القلوب نثارها * وآجالهم في بعض تلك النثائر
وظل رسول الله لولا ابن عمه * قليل المحامي بينهم والموازر
وقاه المنايا الحاضرات بنفسه * وقد نفشت في جمعهم بالفواقر
وعب عباب الموت لا يرهب الردى * ولا يدري من دونه بالستائر
يغاث له في الروع كل شمردل * ويعنو له في الروع كل مشاجر
لئن رغموا علياه فالله دونها * وهز العوالي غير هز المخاصر
فما الدين لولا ما بناه بقائم * وما الكفر لولا ما رماه بصاغر
وما الخلق لولا ما أفات بممكن * وما الرزق لولا ما أقات بهامر
وما العلم لولا ما أحاط بلا حب * وما النور لولا ما جلاه بزاهر
مآثر يشرقن الشموس بنورها * ويصدعن الباب العقول الجماهر
تبوأ أسناخ العلا يستجمها * إلى ركن فوق العلا غير مائر
وحاز مناط الدهر كرها وطاعة * فأولاه من كلتا يديه بغامر
وآوى وحامى دون ما الله نادب * اليه على رغم الحسود المجاهر
إلى أن ثنوها دعوة جاهلية * تربي الأماني في جحور الأعاصر
وما طال حتى أظهروا مستكنة * من الغدر تزجيها أكف المقادر
وجاءوا بها طخياء قذفا على الهدى * تجر على الاسلام أم الجرائر
مكللة سمر القنا قعضبية * مدفقة بيض الرقاق البواتر
ثنوها إلى حرب الحسين مغارة * كما مد مقتل الغمام المباكر
فراح بها وترا وقد طل دونه * لا بنا أبيه كل بر مغامر
فلله ظام حيل بالماء دونه * و سيق له بالزاخرات الشوادر
قضى ظاميا ما بل بالماء ريقه * ولا عل الا بالرماح القواطر
فقل للمعالي أسلسي أو تنكبي * هل انكفأت الا بصفقة خاسر
وللعربيات الجياد تنبذي * ظلال العوالي واقتحام المغاور
فما للمعالي في علاهن باذخ * ولا للعوادي قائد في المضامر
وللسمر والملس المتون وللظبا * بعادا فما عند الوغى من مواطر
وللدين فليجرر بذل قناته * فان زعيم الدين دامي المناظر
وللتسعة الأفلاك هلا تدكدت * إذا كان مجراهن بين الحفائر
وللشم هلا ساخ بالأرض موردها * وحلت على أدقانها والمناسر
لقد قذف الدين الحنيفي قاذف * من الخطب لم يخطر ببال وخاطر
فهذي أنوف المجد جدعا وهذه * اكف المعالي داميات الخناصر
فهل لك علم منهم يوم جدلوا * كمثل الأضاحي اتبعت بالعقائر
تنوء العوالي منهم باهلة * من الهام والأجساد رهن المعافر
وتجري عليهم كل جرداء لم تبل * بان وطئت في جريها جسم طاهر
إليك أمير المؤمنين مدائحي * وفيك وان لج اللواحي بصائري
وأنت معاذي في المعاد وانما * إليك مصير الامر يوم المصائر
هل المدح الا في معاليك رائق * وهل راق بالاشعار مثل المآثر
وهي طويلة جدا. ومن القصيدة الثالثة:
في كل يوم للحشاشة مصدع * أرق يلم وظاعن لا يرجع
اما الأحبة فالأحبة دونهم * عب الخضارم واليباب البلقع
وعدوت انتجع الدنو كأنني * دان من الصفواء لا تتصدع
سبع وعشرون اهتبلن لي العدا * فغدت بكاسات العنا تتجرع
أرعى من العهد القديم بروضة * أنف وأدعو معرضا ما يسمع
وأظن من عصر الشباب شبيبة * ذهبت وفات بها الزمان المهيع
لم يترك الزمن اللجوج بمهجتي * شيئا يتيمه الغزال الأروع
فلأقذفن بكل خرق واسع * عيسا تجد الدة وتزعزع
ولأحضمن اليه كل شقيقة * خضم المصاعب كل نبت يمرع
ولأحملن على الدجنة فتية * يحيى لهم من كل فضل مرتع
وتملكوا شرق العلاء وغربها * وتسلفوا دين العلا وتدفعوا
فهم نجاد المجد أين تنجدوا * وهم طلاع المجد أين تطلعوا
الممرعون الجود وهو مغيض * والسامكون المجد وهو موزع
أرمي بهم غسق الظلام وأرتقي * منه لمصدع قلة لا تصدع
والى أمير المؤمنين تحملي * والى علاه معاذنا والمفزع
ملك تصور كيف شاء إلى الورى * يعطى به هذا وهذا يمنع
وتحلقت عذباته بمعاقد * يهوي لأخمصها المحل الأرفع
لم تستمد السحب منه سماحة * فتلث منها ديمة ما تقشع
ولكم يمر به الغمام فينثني * وطفا يسح ركامه يتدفع
ملك أقام الملك بعد تاود * والدين من جنباته يتصدع
من بعد ان نيطت على الملكوت من * باسائه عصم هناك وأربع
وسما فقصر عن مداه أولو العلا * حتى ثووا وهم حفاة ظلع
لم يدع يوما بالقضاء ولو نأى * الا واقبل نحوه يتسرع
بل لو دعا رمم البلا لاجبنه * ولقد دعا فاجبن لا تتمنع
سل عنه يوم الخندقين ومصرع * العمرين ذا عان وذاك مصرع
بل سل غداة أطل منهم مرحب * فنجا بمهجته الجبان الأكوع
من بعد ما غص الفضاء بجيشه * والكل منهم بالفرار مولع
جيش تقدمه النسور عرمرم * مد الخضم بعارض ما يقلع
فغدا اللذان تقدماه وقد سمت * للموت خطة مورد لا تدفع
لم يلبثا الا ومد عليهما * للخزي مرط لا يزاح ومدرع
حتى تصوب للملاحم قسطل * عادت به شمس الظهيرة تسفع
ودعا النبي لأنفذن برايتي * عبل الذراع مقذفا لا يجزع
رجلا يحب الله وهو يحبه * لا ينثني حتى يفل المجمع
حتى إذا سفر الصباح وكلهم * دنف الفؤاد لمثلها يتوقع
أدناه ثم حباه تلك فضيلة ما نال * موسى مثل تلك ويوشع
فغدا يلف مؤخرا بمقدم * والنصر تحت لوائه يترعرع
أهوى لمرحب ضربة فقضى بها * ومضى لشامخة الحصون يزعزع
حتى إذا جذب الرتاج وراءه * فكأنه كرة دحاها مسبع
ولكم تنوء بأربعين وأربع * وزرا عليهم وهي لا تتضعضع
هذي المناقب لا مناقب أسرة * حشدوا علي ليل الضلال فقعقعوا
فليتركوا أعلى الطريق لضيغم * سام له منه السبيل المهيع
وليرفضوا عي الكلام وينصتوا * لهدير شقشقة الفنيق لكي يعوا
سلبوا الخلافة من مناط حقوقها * والله يشهد والخلائق اجمع
وتقمصوها بعد نصر محمد * نصا له في كل آي مصدع
جاءوا بها مرحولة بشنارها * يغشاهم منها العظيم المفظع
يا من تخب اليه كل فضيلة * خب الظما لورودها تتدفع
(١٨٦)

اني مدحتك غير ذي من به * مني عليك ولا لشئ أطمع
لكن وجدتك للمحامد والثنا * أهلا ففاه به لسان مسمع
والمدح ليس ببالغ لكنه * نفث الصدور وغلة لا تنقع
ما ذا يقول المادحون بمدح من * آي الكتاب بمدحه تتشعشع
واليك مني ما حييت مدائحا * يعنو لهن الهبزري المصقع
تشدو بفضلك يا علي وفي العدى * قدفا بكل بلية لا توزع
لو رامهن اليشكري وطرفة * أودى نظامهما الفصيح المصقع
وعليك مني ما حييت من الثنا * أبدا سلام متيم لا ينزع
ولك السلام من السلام متى اغتدى * بالدوح قمري الاراكة يسجع
ومن القصيدة الرابعة:
لمن المطي يشفها الادراك * مثل الرعان على العناء تعاك
يوضحن غامضة السبيل كأنما * أهوى اليه من الغمام دراك
يحملن كل عقيلة لو أسفرت * للشمس غال ضياءها استهلاك
يصفحن عن غر الصفاح أسيلة * ابدا بلحظ الناظرين تشاك
هيهات ليس الغانيات تهزني * طربا ودوني فوقهن مشاك
والى أمير المؤمنين مدائحي * أرسلتها وشي الرياض تحاك
الفارس العربي والمتألق * القرشي والمتحنن الهتاك
ومسابق الآجال طعنا في العدى * متداركا والآسر الفكاك
خلق ارق من النسيم وسطوة * تعنو لها الاقدار وهي ركاك
ومناط باس لو ألم شباه * بالأفلاك لم تتحرك الأفلاك
وعلا يطول على العلا ومكارم * خضعت لاخمص طولها الأملاك
ويد تمد الغيث من جدوائها * حتى يجلجل من نداه وشاك
أسد يعير الموت غرة وجهه * واليوم ليل والمجال ضناك
ما سالم الدنيا وقد دلى لها * كف المهالك والشكيم يداك
لم يغض عن محو الضلال وانما * أنحى اليه من يديه هلاك
فأقام اعلام الهدى متاودا * منها العماد سميهن سواك
فله من الشرف الأثيل ارائك * ومن المعالي نمرق ودراك
وله على الأعداء حتف واصب * وله بارماق العفاة مساك
ثم الصلاة عليه ما هتفت به * دعوات داع واستقام سماك
ومن القصيدة الخامسة:
دع الحب واسلم ان تباع وتشترى * ولا يتصاباك الغرام وان عرا
أرقت ونام الليل صحبي ولم أكن * أرقت لبرق باليمامة قد سرى
ولكن امرا بين جنبي لو ثوى * بدهم المنايا أوشكت ان تفطرا
وما نحن بالقوم الذين إذا دعوا * رموا عامرا دون الردى أو معمرا
ولكننا نغشى المنايا طوالعا * إلى المجد نمشي مرحة أو تبخترا
ونلقي إلى من دوننا كل حادث * فنمري له النعماء وردا ومصدرا
أخذنا العلا قسرا على طالبي العلا * فلم نتبين صاغرا أو مصغرا
ولم نغتنم الا مليكا محجبا * ولم نستلب الا عديدا مجمهرا
فلا جدجد المجدان لم اثر بها * عتاقا يقعقعن الوشيج المسعرا
فان يسمعوها غدوة أو عشية * يسروا مذاعا أو يذايعوا مكفرا
فلا صلح حتى يستزل يلملم * وحتى يعود القارضان لمن يرى
سأقذفها كالشم تحمل مثلها * من الصيد لا تاتل في الأين موغرا
فاما بلوع الملك قسرا أو الردى * والا فقد أدركت في المجد معذرا
فلا شوق الا للمعالي متى هفا * ولا مدح الا للوصي متى جرى
فتى انزل الدنيا حمى من ذمامه * فقرت وقد كادت تلاحي بها الذرى
وزعزع أطراف الرماح لغارة * على الكفر امسى عندها الهدي نيرا
وجلى فما جلى لديه شمردل * من الصيد يصطاد الهزبر الغضنفرا
وألوى إلى الاقران ليثا مشيعا * يعيد الضحى ليلا من النقع مدجرا
فزلزل من أركانها كل ثابت * وأثبت من أركانها ما تمورا
حنانيك كم ألبست ذا الدين يلمقا * من العز مزرور الحواشي ومعجرا
وأنزلته من سورة الملك منزلا * تقاصر عنه ملك كسرى وقيصرا
وتلك العلا ألوت عليك عقودها * ولم ترض من تلك المعاقد خنصرا
وجلجلت بالعقد الصفون لمورد * من الموت لم تدرك لها عنه مصدرا
وصلت على الهام المواضي كأنما * وقعن على الهام الرعود فأمطرا
عداك من العليا الملام فإنما * ثوت منك مثوى مشرق الصبح مسفرا
فما عشت عيش المطمئن وانما * جلبت على الأحزاب يوما حبوكرا
بحيث استعاذ الناس بالناس وانتدى * نبي الهدى داع من الله مخبرا
أماطوا عن السر الخفاء وكلهم * قليل الوفا ما شد ازرا ولا قرا
فلم يغن عنهم ما بنوه وخندقوا * وما أحصدوه من موثقة العرى
هفوا خافقي الألباب والكفر حاشد * وقد أط فيهم زاجر الرعب مذعرا
طلعت على عمرو بن ود بمؤبد * فصادفها عمرو بن ود معفرا
فأين على الأقوام مثلك اصيد * إذا قيل يوما من فتى الحرب شمرا
وأين يروم الدين غيرك والهدى * رقيبا على هذا الورى ومسيطرا
وأين على العلياء مثلك شامخ * يؤلق من أنوارها كل أزهرا
وأين على الاسلام مثلك ناصر * يسهل من سبل له ما توعرا
وأين على علم الربوبي خازن * سواك يعيد الغامض السر مظهرا
وأين على الهيجاء مثلك فارس * إذا ما خبت نار العجاجة أسعرا
ومن القصيدة السادسة:
هلا وقفت على الكنس * بين النواصف من حبس
لعبت بها أيدي الغمام * بكل منهمر خفس
كان الجميع فأبكروا * منهن في غسق الغلس
الا اثافيا بها * سفعا ونؤيا قد طمس
للخل ما راق النسيب * وللهوى ما قد هجس
وإلى الوصي من الثنا * ما طاب منه وما نفس
غيث المحول وغوث من * اودى به سوء البلس
طلاع كل ثنية * ما لأب كرب أو عنس
وأخو النبي المصطفى * والأصيد الملك الندس
عف الإزار مبرء * من كل رجس أو دنس
واقام من دين النبي * عماده لما انتكس
ضرب كأفواه الهباج * ودونه الطعن البلس
ومحل قدس لو تبوأ * قدسه الملك ارتكس
سبحان خلاق الورى * منشيه سبوح قدس
من مثل حيدرة الوصي * فثم سر ملتبس
عقاد ألوية العلا * والشامخ البر الشرس
كيف استلان لمعشر * طمسوا الهدى حتى انطمس
والبيض ترعد في * الفوارس والأسنة ترتجس
كغداة بدر والنضير * وخيبر وبني عبس
(١٨٧)

والخندقين وأحد والأحزاب * والفتح الخمس
يا سر احمد والذي * بزغت له شمس القدس
والمستسر بعلمه * غيب القضاء وما وهس
خذني إليك فقد أباد * حشاي شوقك وانتهس
ثم الصلاة عليك ما * عج المثوب أو هجس
ولك السلام متى أضاء * سناء بدرك في غلس
ومن القصيدة السابعة وهي ١٢٠ بيتا:
هي سلوة اودى بها المتعلل * درك لعمرك في الهوى لا يوغل
الآن إذ هتف المشيب بمفرقي * وابيض من رأسي الظلام المسدل
صبغ يجعجع من طماحي لم يحل * ومن الشبيبة صبغ ليل ينصل
اطفو وارسب في الغرام ومنجدي * رشا من الآرام أحور أكحل
وجه كان الشمس تكسف دونه * يغشاه فرع دجنه متعثكل
سبع وعشرون اهتبلن لي العدا * فغدت على شحنائها تتغلغل
فلا هتكن فروج كل كريهة * طخياء تلعب بالكماة وتهزل
حتى يناط من العجاجة بالضحى * ليل باقران العجاجة أميل
تالله لا أدع الجماح إلى العلا * حتى يقصر بالبحار الجدول
ما لي وما للحادثات ينشنني * ولدي من بأسي وعزمي موئل
عزم كمنقض الصفاة ودونه * باس كحد المشرفي ومنصل
فلأدخلن على الأسود عرينها * واليوم ليل بالعجاجة الليل
لا تجزعن من الخطوب طوارقا * فلربما احترم الأخير الأول
واشدد رجاءك بالوصي فإنه * حرم يقيك من الزمان ومعقل
ضرب كما اختلب الغضنفر طاويا * سغبا وطعن كالعيون مججلل
وفوارس من طول ما التثموا الوغى * شعث الصفاح إلى المنية ترقل
أولاهم فرع العلا فتبوءوا * شرفا له انحط السماك الأعزل
ورمى بهم في ثغر كل ملمة * ما ثوب الداعي وثار القسطل
ألوى لحرب الناكثين بجمعهم * فثوت بهم أم الخطوب المعضل
ثم استطال إلى ابن هند بعد ما * جمع العتو به واخنى العذل
رفع المصاحف خيفة العود الذي * انحنى إلى أشياخه فتبزلوا
وسما لأهل النهروان فرعبلوا * عصف الردى ما لا تهب الشمال
من بعد ما اتخذ الرماح عرينه * والدين في ثوب المذلة يرفل
حامى فما شمخت عليه قبيلة * الا غشاها منه خطب مهول
تعنو الملائك فالملوك متى سما * ملك معم في المعالي مخول
الناسك الفتاك يوم خميسه * والمستطيل الراهب المتبتل
وله المقام المجتبى وله المحل * المنتهى وله العماد الأطول
واليه ميراث السماوات العلا * والأرض نصا والطراز الأول
وله الولاية في الوجود جميعها * وله المدا والمبتدأ والموئل
شرف سما الأفق المبين ودونه * مجد يطول على الضراح مؤثل
ويدلو اندفعت مزاخر جودها * لطما على هذا الوجود المنهل
ونجاد عزم لو تنجاه الثرى * لهوت له شم الأهاضب من عل
ومغض جاش كالزمان ودونه * خلق يرق له الزلال السلسل
يا قاسم النيران حيث تنهدت * والخلد في عذباته يتهلل
يا صاحب الأعراف في يوم الجزا * حتى يماز من الهداة الضلل
يا سر احمد خيرة الله التي * اختيرت فخر لها الصفيح الأعزل
يا سيف كل ضريبة يا ليث * كل كتيبة والمستغاث المفضل
يا غيث كل محلة يا شمس كل * دجنة والشامخ المتطول
والآسر الفكاك والمتألق * السفاك والمتعزر المتفضل
والركن ركن العرش لا متاودا * سامي المعاقد والحجاب المسدل
والامر امر الله أمر واصب * والحكم حكم الله حكم فيصل
عطفا أمير المؤمنين فقد شفا * مني الغليل مكفر ومضلل
يرضيك انك في نعيمك خالد * وعلى محبيك العنا يتسلل
وإلا م نرسف في الهوان ولم يقم * لله سيف بالهداية مفصل
في موكب تقص السيوف مهابة * منه ويرتعص الوشيج الذبل
من كل أبلج لو تميز بأسه * لهوى لخفته ابان وماسل
ضربوا رواق المجد فوق خميسه * والنصر تحت لوائهم يتهلل
وعلي ان يطأ الحجاز وأهلها * يوم أغر من الدماء محجل
عطفا أمير المؤمنين فما لنا * عن جود كفك أين كنا معدل
لولاك ما سمحت بمدح همتي * قدري اجل من القريض وأفضل
هذا وفي بعض الذي امتلأت به * عني البلاد لقائل متعلل
خذها إليك أبا الأئمة بالثنا * سبعا على السبع الطوال لها العلو
لم تعتلق بالمقرفات وانما * طلعت كما طلع الكتاب المنزل
من مبلغ الشعراء ان قريضهم * طلعت عليه من الرجال حبوكل
قول كمطرد الكعوب يهزه * طعن كاشداق اللواغب انجل
تركوا مناط الفضل لا عن طاعة * قسرا ويترك للأخير الأول
خذني إليك فأنت أوفى ذمة * من أن يضام لجار مجدك معقل
هل زروة قبل الممات فإنه * ذهبت بنفسي حسرة وتبلبل
هتفت لأحمد في هواك هواتف * بالشوق في احشائه تتتضل
قعدت به الاغلال عن نيل المنى * فهو العليل وداؤه المستعضل
يرجو غياثك وهو أحرى ظنه * ان لا يحيط به العذاب المنزل
ثم الصلاة عليك ما هطل الحيا * أو زار قدسك للملائك جحفل ٥٣٨:
أحمد بن مهران
من مشائخ الكليني، عن ابن طاوس فيما نقله من خط ابن
الغضائري في رجاله ما لفظه: أحمد بن مهران روى عنه الكليني ضعيف
انتهى وقال العلامة في الخلاصة قال ابن الغضائري انه ضعيف انتهى
وروى عنه الكليني في الكافي مترحما عليه مكررا كلما ذكره في خمسة مواضع
وأكثر من الرواية عنه وروى هو عن عبد العظيم الحسني الجليل المدفون
بالري وكل ذلك امارة وثاقته وجلالته فتضعيف ابن الغضائري الذي قلما
سلم منه أحد ضعيف. وفي التعليقة: ترحم عليه في الكافي في باب مولد
الكاظم ع وباب مولد الزهراء ع وباب نكت التنزيل في
الولاية مكررا وغير ذلك من المواضع وهو مكثر من الرواية عنه وهو عن
عبد العظيم الحسني الجليل النبيل والمجلسي وصفه بأستاذ الكليني وضعفه
وفي التضعيف ضعف لكونه من ابن الغضائري مع مصادمته لما ذكر
انتهى. ٥٣٩:
السيد جمال الدين أحمد بن مهنا العبيدلي النسابة.
من النسابين المشهورين له مشجر في النسب ينقل عنه صاحب عمدة
الطالب وغيره ويعتمدون على أقواله.
(١٨٨)

٥٤٠:
أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسن موسى بن أبي عبد الله احمد النقيب بقم بن
محمد الأعرج ابن أحمد بن موسى المبرقع ابن الإمام الجواد ع.
ولد في ٥ صفر سنة ٣٧٥ يوم السبت كما عن تاريخ قم للحسن بن
محمد بن الحسن الشيباني القمي.
ونسب السادات الرضوية في المشهد المقدس الرضوي ينتهي اليه.
وعن كتاب البدر المشعشع في ذرية موسى المبرقع للميرزا حسين النوري
المعاصر: حمل التاريخ المذكور الذي أورده صاحب تاريخ قم على تاريخ
ولادة جده أبي عبد الله احمد النقيب، وفي كتاب الشجرة الطيبة استبعد
ذلك ويعلم مما ذكرناه في ترجمة محمد بن لطف الله ان للمترجم ولدا اسمه
الحسين، وفي كتاب الشجرة الطيبة تأليف السيد محمد باقر الرضوي
المعاصر انه استفاد من كتب الأنساب مثل كتاب الأحكام السلطانية تأليف
أحمد بن محمد بن المهنا بن علي بن المهنا الحسيني العبيدلي جامع كتاب
الأنساب والمشجر وغيره وسائر الكتب التي ذكر فيها أعيان هذه السلسلة
الرضوية وعلماءها ومن المشجرات المتعددة التي عند أكابر واجلاء هذه
السلسلة خصوصا السيد الجليل والعالم النبيل ميرزا شمس الدين محمد
الذي هو من اجلاء علماء هذه السلسلة وفي سنة ١١٣٥ ألف كتابا موسوما
بوسيلة الرضوان في أحوال ومعجزات الإمام الرضا ع وبين في ديباجته نسبه
وكذلك شجرة الميرزا محمد كاظم الناظر والد الميرزا محمد صادق الناظر التي
كتبها في ورقة. يستفاد ويعلم من جميع ذلك ان أحمد بن موسى المترجم له
ولد اسمه محمد تنتهي جمهرة انساب هذه السلسلة الجليلة اليه وانه كان له
ولدان عيسى بن محمد وعلي بن محمد وإلى عيسى ينتهي نسب السيد الجليل
الميرزا محسن الرضوي الذي صنف محمد بن أبي جمهور عدة تصانيف باسمه
وتأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. ٥٤١:
أحمد بن أبي زاهر واسم أبي زاهر موسى أبو جعفر الأشعري القمي مولى.
قال النجاشي: كان وجها بقم وحديثه ليس بذلك النقي وكان
محمد بن يحيى العطار أحد اجلاء العلماء والمحدثين بقم أخص أصحابه
وصنف كتبا منها كتاب البداء، النوادر، صفة الرسل والأنبياء
والصالحين، الزكاة، أحاديث الشمس والقمر، الجمعة والعيدين. الجبر
والتفويض كتاب ما يفعل الناس حين يفقدون الامام، أجازنا ابن شاذان
عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه عنه بجميع كتبه وكذا قال
الشيخ في الفهرست الا انه ترك الكتاب الأخير وقال: أخبرنا بجميع كتبه
ورواياته ابن أبي جيد والحسين بن عبيد الله جميعا عن أحمد بن محمد بن يحيى
عن أبيه عن أحمد بن أبي زاهر وذكره الشيخ في كتاب الرجال فيمن لم يرو
عنهم ع فقال: أحمد بن أبي زاهر أبو جعفر الأشعري روى عنه
محمد بن يحيى العطار انتهى وعن صاحب إكليل المنهج قوله: كان
وجها بقم هذا مساوق للتوثيق كما يظهر من ترجمة الحسن بن علي الوشاء.
قال البهبهاني في التعليقة والسيد في العدة ان قولهم ليس بذلك النقي ليس
من أسباب القدح ولا ينافي العدالة فان المراد ان حديثه ليس في المرتبة
القصوى من النقاوة. قلت: لا يبعد ان يراد به التساهل في الرواية بروايته
عن الضعفاء والمجاهيل ونحو ذلك. ويروي عنه محمد بن يحيى الثقة
الجليل كثيرا والجليل أحمد بن إدريس وعن أربعين الشهيد باسناده عن
الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن موسى بن عيسى عن
علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبي عبد الله ع قال بعض
المحققين واحمد بحسب الطبقة يمكن ان يكون هو ابن أبي زاهر فما في البلغة
من أن ابن أبي زاهر ممدوح وليس فيه ذم ليس في محله. وفي المعالم:
أحمد بن زاهر موسى أبو جعفر القمي له: وعد كتبه التي ذكرها النجاشي
عدا الأخير. وفي مشتركات الكاظمي: يعرف أحمد بن أبي زاهر
الممدوح في الجملة برواية محمد بن يحيى العطار عنه انتهى. ٥٤٢:
السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى بن
جعفر بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي
عبد الله محمد الملقب بالطاوس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن
سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب
العلوي الفاطمي الحسني الحلي.
توفي سنة ٦٧٣ بالحلة وقبره بها معروف مشهور مزور وفي رجال أبي
علي تسميه العوام السيد عبد الله وفي اللؤلؤة ظهر في السنين الأخيرة برؤيا
رآها بعض الصالحين.
أمه
هو أخو السيد رضي الدين علي بن طاوس لأبيه وأمه أمهما بنت
الشيخ ورام بن أبي فراس بن حمدان وأمهما بنت الشيخ الطوسي المجازة هي
وأختها أم ابن إدريس من أبيهما الشيخ الطوسي برواية جميع مصنفاته
ومصنفات الأصحاب عنه ولذلك يعبر ابن طاوس عن الشيخ الطوسي
والشيخ ورام بجدي كما يعبر ابن إدريس عن الطوسي بذلك.
بنو طاوس
وبنو طاوس بيت كبير في الحلة منهم صاحب الترجمة واخوه المقدم
ذكره وولده السيد عبد الكريم بن أحمد صاحب كتاب فرحة الغري وغيرهم
ويأتي ذكرهم كل في بابه انش وفي عمدة الطالب عند ذكر عقب داود بن
الحسن السبط ومنهم: أبو عبد الله محمد الطاووس بن إسحاق بن محمد بن
سليمان بن داود المذكور لقب بالطاوس لحسن وجهه وجماله وولده كانوا
بسوراء المدينة ثم انتقلوا إلى بغداد والحلة وهم سادات علماء ونقباء
معظمون منهم السيد الزاهد سعد الدين أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن
محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الطاووس كان له أربعة بنين
شرف الدين محمد وعز الدين الحسن وجمال الدين أبو الفضائل أحمد ورضي
الدين أبو القاسم علي ثم ذكر ان الثلاثة انقرضوا وانحصر نسلهم في رضي
الدين أبي القاسم علي فإن كان بقي من نسله أحد والا فقد انقرض آل
طاوس انتهى وجدهم داود كان أخا للإمام جعفر الصادق ع
من الرضاعة من أمه أم خالد البربرية التي ينسب إليها دعاء أم داود كما
صرح به السيد علي بن طاوس في الاقبال فقال: ان داود بن داية أبي
عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع لان أم داود أرضعت الصادق
ع منها بلبن ولدها داود انتهى وفي عمدة الطالب كان داود
رضيع جعفر الصادق ع وحبسه المنصور الدوانيقي فافلت منه بالدعاء
الذي علمه الصادق لامه أم داود بدأ به يوم الاستفتاح وهو النصف من
(١٨٩)

رجب انتهى ويأتي ذلك مفصلا انش في ترجمة داود.
أقوال العلماء فيه
قال تلميذه الحسن بن داود في كتاب رجاله: أحمد بن موسى بن
جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي
الحسيني سيدنا الطاهر الامام المعظم فقيه أهل البيت جمال الدين أبو
الفضائل مصنف مجتهد كان أورع فضلاء أهل زمانه قرأت عليه أكثر
البشرى والملاذ وغير ذلك من تصانيفه، وأجاز لي جميع تصانيفه ورواياته
وكان شاعرا مفلقا بليغا منشئا مجيدا وحقق الرجال والرواية والتفسير تحقيقا
لا مزيد عليه رباني وعلمني وأحسن إلي وأكثر فوائد هذا الكتاب ونكته من
إشاراته وتحقيقه جزاه الله تعالى عني أفضل جزاء المحسنين. وفي أمل
الآمل: كان عالما فاضلا صالحا زاهدا عابدا ورعا فقيها محدثا ثقة شاعرا
جليل القدر عظيم الشأن. وفي عمدة الطالب: العالم الزاهد المصنف
انتهى وقد وصفه العلامة في إجازاته وأخاه عليا بالسيدين الكبيرين
السعيدين الزاهدين العابدين الورعين ووصفهما الشهيد في بعض إجازاته
بالإمامين المرتضيين ووصف الشهيد الثاني صاحب الترجمة في اجازته لوالد
البهائي بالسيد الامام العلامة جمال الدين أبي الفضائل. وكان مجتهدا واسع
العلم اماما في الفقه والأصولين والأدب والرجال ومن أورع فضلاء أهل زمانه
وأتقنهم وأثبتهم وأجلهم وهو أول من قسم الاخبار من الامامية إلى
اقسامها الأربعة المشهورة: الصحيح والموثوق والحسن والضعيف
واقتفى اثره في ذلك تلميذه العلامة وسائر من تأخر عنه من المجتهدين إلى
اليوم وزيد عليها في زمن المجلسيين على ما قبل بقية اقسام الحديث المعروفة
من المرسل والمضمر والمعضل والمسلسل والمضطرب والمدلس والمقطوع
و الموقوف والمقبول والشاذ والمعلق وغيرها. والصحيح ان ذلك كان قبل
المجلسيين كما لا يخفى، ولذلك الذي تقدم من أن هذا التقسيم حادث
انكر الأخباريون هذا التقسيم وهذا الاصطلاح الجديد حتى أفرط بعضهم
سامحه الله فقال إن الدين هدم مرتين أحدهما يوم أحدث هذا الاصطلاح و
بعضهم يقول يوم ولد العلامة الجلي صاحب هذا الاصطلاح وهو انكار في
غير محله كما حقق في الأصول وذكرناه في مقدمات كتابنا البحر الزخار في
شرح أحاديث الأئمة الأطهار وفق الله لاكماله.
مشايخه
يروي عن الشيخ نجيب الدين بن نما والشيخ يحيى بن محمد بن
يحيى بن الفرج السوراوي والسيد فخار بن معد بن فخار الموسوي والسيد
أحمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني كما يستفاد من إجازات
العلامة وغيرها.
تلاميذه
من تلاميذه العلامة الحلي والحسن بن داود الحلي صاحب كتاب
الرجال وغيرهما وقد كتب لابن داود إجازة على ظهر كتابه بناء المقالة العلوية
في نقض الرسالة العثمانية هذه صورتها: قرأ علي هذا البناء من تصنيفي
الولد العالم الأديب التقي حسن بن علي بن داود أحسن الله عاقبته وشرف
خاتمته وأذنت له في روايته عني وكتب العبد الفقير إلى الله تعالى أحمد بن
طاوس حامدا لله ومصليا على رسوله والطاهرين من عترته والمهديين من
ذريته انتهى.
مؤلفاته
في رجال ابن داود له من المصنفات تمام اثنين وثمانين مجلدا من
أحسن التصانيف وأحقها ١ بشرى المحققين في الفقه ستة مجلدات ٢
ملاذ علماء الإمامية في الفقه أربعة مجلدات ٣ كتاب الكر مجلد ٤ السهم
السريع في تحليل المداينة أو المبايعة مع القرض مجلد ٥ الفوائد العدة في
أصول الفقه مجلد ٦ الثاقب المسخر على نقض المشجر في أصول الدين
٧ كتاب الروح نقضا على ابن أبي الحديد ٨ شواهد القرآن مجلد ٩
بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية مجلد، وهو نقض لرسالة أبي
عثمان الجاحظ رأينا منه نسخة مخطوطة في خزانة كتب الشيخ محمد رضا
الشبيبي وزير المعارف في بغداد ورأينا منه نسخة في كرمانشاه منقولة عن
نسخة بخط الحسن بن داود صاحب الرجال تلميذ المصنف وعليها إجازة
من المصنف له تقدم نقلها الا ان اسمها بناء المقالة الفاطمية، بابدال
العلوية بالفاطمية ولا يخفى ان العلوية انسب بالمقابلة والنسخة المنقول عنها
من موقوفات الحضرة الشريفة الغروية وهي بخط ابن داود وفي آخرها كتبه
العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن علي بن داود ربيب صدقات مولانا
المصنف ضاعف الله مجده وأمتعه بطول حياته وكان نسخ البناء في شوال سنة
٦٦٥ (١٠) المسائل في أصول الدين مجلد ١١ عين العبرة في غبن العترة
مجلد. في روضات الجنات انه يتكلم فيه على الآيات الواردة في أهل البيت
ع والواردة في بطلان طريقة غيرهم قال وهو كتاب نادر في بابه
مشتمل على فوائد جليلة لا توجد في غيره وقد نسبه تعمية إلى عبد الله بن
إسماعيل الكاتب. قال وعندنا منه نسخة طريفة كلها بخط الشهيد الثاني
وعلى ظهرها بخطه الشريف أيضا ما صورته: كتاب عين العبرة في غبن
العترة تأليف عبد الله بن إسماعيل سامحه الله قال ووجدت بخط شيخنا
الشهيد على هذا الكتاب ما صورته: هذا الكتاب من تصانيف السيد
السعيد العلامة جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسى بن جعفر بن
محمد بن أحمد بن محمد الطاووس الحسني طاب ثراه وانتسابه إلى عبد الله بن
إسماعيل لان كل العالم عباد الله ولأنه من ولد إسماعيل الذبيح. انتهى
كلام الشهيد وجرى نظير ذلك لأخيه السيد علي في كتابه الطرائف حيث
نسبه تعمية إلى عبد المحمود بن داود المضري فالتسمية بعبد المحمود لما تقدم
والنسبة إلى داود إشارة إلى داود بن الحسن بن أخت الصادق ع وهو المقصود
بالدعاء المشهور بدعاء أم داود وهو من جملة أجداده والانتساب إلى مضر
لان بني هاشم كلهم مضريون وهو من أجلائهم قدس الله روحه. إلى هنا
كلام الشهيد الثاني على ظهر الكتاب وكفى دلالة على انتساب الكتاب اليه
شهادة تلميذه ابن داود الذي هو أعرف بكتبه من كل أحد وشهادة الشهيد
ولكن ما مر عن الشهيد الثاني من أن داود بن الحسن بن أخت الصادق
ع كأنه تحريف من النساخ والصواب أخو الصادق ع من
الرضاعة كما مر. ١٢ زهرة الرياض ونزهة المرتاض في المواعظ مجلد
١٣ الاختيار في أدعية الليل والنهار مجلد ١٤ الأزهار في شرح لامية
مهيار مجلدان ١٥ عمل اليوم والليلة مجلد. هذه التي ذكرها الحسن بن
داود في رجاله ١٦ حل الاشكال في معرفة الرجال فرع منه سنة ٦٤٤
ذكره الشهيد الثاني في اجازته لوالد البهائي قال وهذا الكتاب عندنا موجود
بخطه المبارك وهو على منوال اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي وقد
حرره ولده المحقق الشيخ حسن وسماه التحرير الطاووسي ١٧ ديوان
شعره ذكره ولده السيد عبد الكريم في بعض إجازاته. ١٨ كتاب ايمان
(١٩٠)

أبي طالب ذكره في بناء المقالة العلوية.
أشعاره
من شعره ما وجدناه في آخر بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة
العثمانية التي هي بخط ابن داود كما مر ومن المؤسف اننا أوكلنا نقله يومئذ
إلى رجل صحفه وحرفه فأصلحنا الآن ما تمكنا من اصلاحه واستغلق علينا
البعض فأبقيناه بحاله لعل أحد يهتدي إلى اصلاحه قال ابن داود: وجدت
على نسخة مولاي المصنف جمال الدنيا والدين أعز الله الاسلام والمسلمين
ببقائه صورة هذا النثر والنظم: أقول وقد رأيت أن انشد في مقابلة شئ مما
تضمنته مقاصد أبي عثمان ما يرد عليه ورود السيل على الغيطان:
ومن عجب ان يهزأ الليل بالضحى * ويهزأ بالأسد الغباب الفراعل
ويسطو على البيض الرقاق ثمامة * ويعلو على الرأس الرفيع الأسافل
ويسمو على حال من المجد عاطل * ويبغي المدى الأسمى المعلى الأراذل
وينوى نضال الأضبط النجد سافر * ويزري بسحبان البلاغة بأقل
ويبغي مزايا غاية السبق مقعد * وقد قيدته بالصغار السلاسل
غرائب لا ينفك للدهر شيمة * فسيان فيها آخر وأوائل
وللشهب الشم الزواهر مجدها * وان جهلت تبغي مداها الجنادل
عدتك أمير المؤمنين نقائص * وجزت المدى تنحط عنك الكوامل
غلا فيك غال وانزوى عنك ساقط * فسمتهما عن منهج الحق مائل
عجبت لغال سار في تيه غيه * وقال رمته بالضلال المجاهل
ويغنيك مدح الآي عن كل مدحة * مناقب يتلوها خبير وجاهل و
مقت لمن يكسو القلائد مقته * إذ العرش لا تدنو اليه النوازل
ويغرى بأرباب الكمال مقلد * على المجد لا خال من المجد عاطل
ووجد في آخر الكتاب المذكور بخط ابن داود ما صورته: ورأيت في
أواخر الكتاب المشار اليه بخط مولانا الامام المصنف ضاعف الله اجلاله
وادام أيامه متعذرا عن الايراد على الجاحظ بقوله من ابيات:
ولم يعدنا التوفيق بعد ولم نخم * وصلنا بأطراف الرماح القواطع
فلم نبق رسما للغوي يؤمه * خيال غبي أو بصير مخادع
ومن رام كسف الشمس أعيا مرامه * بهاء بها يخفي ضياء السواطع
ولما قابلناه بين يديه أدام الله علوه سطر هذه الأبيات على آخر
نسخته:
بلغنا قبالا بالكتاب ولم ندع * لشانئنا في القول جدا ولا هزلا
ولا فللتنا المعضلات ولم يخم * يراع يفل المشرفي إذا سلا
ولم تنم التضجيع منا ملامح * ولم ترضه علا ولم ترضه نهلا
وليس ببدع ان تشن كتائب * من الدهر تبغي مجد سؤددنا رجلا
فيقذفنا عن قوس نجد وغاشم * ويهدي لنا من كف معصمه نبلا
نزعنا بفرسان الفخار فؤاده * ومقلته والسمع والشكل والدلا
فقارضنا فاستنجدت نهاضتنا * عزائم تعلو الفرقدين ولا تعلا
ففتنا غلاب الدهر إذ ذاك وانبرى * يخالس في افيا مناقبنا الذلا
خطفنا بهاء الشمس تعمى بنورها * حداق إذا ما القرص في برجه حلا
ويخطفه مان وقال مباهت * ومطر يحلي جيده المجد والفضلا
ولو صدقت منا العزائم مدحة * لقلنا وما نخشى ملاما ولا عذلا
أبى شيخنا ان تنفس الشهب مجده * ولم يرها شكلا ولم يرها مثلا
إذا خالصتنا الروح حلت جباهها * مناسب لا تستردف النسب النغلا
ونار إذا ما النار شب ضرامها * بها مهجات الشانئين لها تصلى
بنجم أمير المؤمنين اهتداؤنا * إذا زاع عن سمت المراشد من ضلا
وكم راغم انفا تسامى وهوسه * مقاما لنا من دونه الفلك الاعلى
تصادمنا والبدر لا يلمح السهى * ولو طرفت كف السهى عينه النجلا
ولو لمح البدر السهى عند غضه * لظلت معاني اللوم في لمحه تتلى
قال وقال المصنف عند عزمه على التوجه إلى مشهد أمير المؤمنين
ص لعرض الكتاب الميمون عليه مستجديا سيب يديه:
اتينا تباري الريح منا عزائم * إلى ملك يستثمر الغوث آمله
كريم المحيا ما أظل سحابه * فاقشع حتى يعقب الخصب هاطله
إذا آمل أشفت على الموت روحه * أعادت عليه الروح فاتت شمائله
من الغرر الصيد الأماجد سنخه * نجوم إذا ما الجو غابت اوافله
إذا استنجدوا للحادث الضخم سددوا * سهامهم حتى تصاب مقاتله
وها نحن من ذاك الفريق يهزنا * رجاء تهز الأريحي وسائله
وأنت الكمي الأريحي فتى الورى * فرو سحابا ينعش الجدب هامله
والا فمن يجلو الحوادث شمسه * وتكفى به من كل خطب نوازله
وقال: وقد تأخر حصول سفينة يتوجه بها إلى الحضرة المقدسة
الغروية صلى الله على مشرفها:
لئن عاقني عن قصد ربعك عائق * فوجدي لأنفاسي إليك طريق
تصاحب أرواح الشمال إذا سرت * فلا عائق إذ ذاك عنك يعوق
ولو سكنت ريح الشمال لحركت * سواكنها نفس إليك تشوق
إذا نهضت روح الغرام وخلفت * جسوما يجيل الوامقين وميق
وليس سواء جوهر متأبد * له نسب في الغابرين عريق
وجسم تباريه الحوادث ناحل * ببحر الفتوق الفاتكات غريق
أسير بكف الروح يجري بحكمها * وليس سواء موثق وطليق ٥٤٣:
أحمد بن الإمام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي طالب
ع العلوي الحسيني المدني
أمه أم ولد أم أخويه محمد وحمزة، عن المحدث النيسابوري أنه قال
: كان كريما جليلا مقدما عند أبيه ادخله في ظاهر الوصية وأخرجه في
النسخة المختومة. وفي ارشاد المفيد: كان كريما جليلا ورعا وكان أبو الحسن
موسى ع يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة باليسيرية
ويقال انه اعتق ألف مملوك. أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن
يحيى قال: حدثنا جدي قال سمعت إسماعيل بن موسى يقول خرج أبي
بولده إلى بعض أمواله بالمدينة وسمى ذلك المال الا ان أبا الحسين يحيى
نسي الاسم قال فكنا في ذلك المكان وكان مع أحمد بن موسى عشرون من
خدم أبي وحشمه ان قام احمد قاموا معه وان جلس جلسوا معه وأبي بعد
ذلك يرعاه ببصره ما يغفل عنه وما انقلبنا حتى تشنج أحمد بن موسى من
بيننا انتهى اي أصابه التشنج في أعضائه وفي نسخة حتى انشج والظاهر أنه
تصحيف والله أعلم وذكر غير واحد انه المدفون بشيراز المعروف بسيد
السادات والمعروف اليوم بشاه جراع. وفي الوسيلة: قال بعضهم ان من
جملة طوائف الشيعة من يقول بامامة احمد بعد أبيه موسى دون أخيه الرضا
وقال الشيخ منتجب الدين في الفهرست: ثقة ورع فاضل محدث. وفي
(١٩١)

الأنوار النعمانية: كان صالحا ورعا. وعن كتاب لب الأنساب للسيد أبي
جعفر محمد بن هارون الموسوي النيشابوري أنه قال: كان أحمد بن موسى
كريما شجاعا جليلا ورعا صاحب ثروة جليل القدر والمنزلة وكان أبو الحسن
ع يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرية وقرى ومزارع كثيرة
ويقال كان لأحمد بن موسى ثلاثة آلاف مملوك واعتق ألف مملوك وكتب ألف
مصحف بيده المباركة وكان عزيزا جليلا عظيم المنزلة وروى عن أبيه وآبائه
ع أحاديث كثيرة وكان ساكنا في دار السلام بغداد ولما سمع
قضية الإمام علي بن موسى الرضا ع الهائلة حزن كثيرا وبكى
بكاء شديدا وخرج من بغداد لطلب ثاره ومعه ثلاثة آلاف من أحفاد الأئمة
الطاهرين قاصدا حرب المأمون ولما وصلوا إلى قم حاربهم عاملها من قبل
المأمون واستشهد منهم جماعة ودفنوا هناك ولهم مشهد مزور ولما وصلوا
اسفراين من ناحية خراسان نزلوا في ارض سبخه بين جبلين فهجم عليهم
عسكر المأمون وحاربهم وقتلهم واستشهد احمد ودفن هناك وقبره هناك مزور
وبعض النسابين يرون قبره ومزاره بشيراز وهذا مشهور من أغلاط العامة
انتهى.
وهذا غريب مخالف للمشهور من أن مشهده بشيراز ونظير ذلك
الاختلاف الواقع في قبر علي بن جعفر الصادق ع كما ذكر في
ترجمته. اما سبب مجيئه إلى شيراز ووفاته فيها فلم اطلع فيه على شئ
تطمئن به النفس وهذا الخبر الذي تقدم نقله عن لب الأنساب للنيسابوري
يشبه ان يكون من الأقاصيص والحكايات الموضوعة ولا يكاد يقبله عقل
وكذلك ما ذكره صاحب كتاب آثار العجم مما يشبه هذا فلذلك اعرضنا عن
نقله. وفي تكملة الرجال: قوله أحمد بن موسى بن جعفر. قد ذكر
الكشي في ترجمة إبراهيم بن أبي السمال حديثا يدل على أن احمد هذا ادعي
فيه الإمامة وانه خرج مع أبي السرايا. قال: حدثني حمدويه عن الحسن بن
موسى عن أحمد بن محمد البزار عن أحمد بن محمد بن أسيد قال: لما كان
من امر أبي الحسن موسى ع ما كان قال إسماعيل وإبراهيم ابنا أبي
سمال: فلنأت احمد ابنه فاختلفا اليه زمانا فلما خرج أبو السرايا خرج
أحمد بن أبي الحسن ع معه فاتينا إبراهيم وإسماعيل فقلنا إن هذا الرجل
خرج مع أبي السرايا فما تقولان فأنكرا ذلك من فعله ورجعا عنه وقالا أبو
الحسن حي نثبت على الوقف واحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكه
انتهى ولم يذكر هذا المصنف ولا غيره ممن جمع كتب الرجال في محله
انتهى التكملة ولعله لذلك جعله المجلسي في الوجيزة حسنا ومع ذلك
بقي اننا ان أخذنا بكلام الارشاد فالوصف بالورع فيه في معنى الوثيق وان لم
نأخذ به وقدمنا عليه ما في هذه الرواية كان خروجه مع أبي السرايا قادحا في عدالته فلا يكون حسنا ولا عدلا والله أعلم.
مؤلفاته
قال الشيخ منتجب الدين في فهرسته له: ١ كتاب انساب آل
الرسول وأولاد البتول ٢ كتاب في الحلال والحرام ٣ كتاب الأديان
والملل. ٥٤٤:
الشيخ أحمد بن موسى العاملي النباطي والد الشيخ علي
النباطي الآتي في بابه النباطي نسبة إلى النباطية بالنون والباء الموحدة الخفيفة والألف
والطاء المهملة والمثناة التحتية المشددة بعدها هاء. من قرى جبل عامل وهما
نباطيتان تحتا وفوقا والغالب ان العلماء منسوبون إلى الفوقا. في أمل الآمل
: كان فاضلا صالحا عابدا سكن النجف وبها مات. ٥٤٥:
أحمد بن موسى بن عيسى
روى عنه سعد بن عبد الله وهو عن علي بن الحكم في أربعين الشهيد
كما مر في أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري وحكينا هناك عن بعض المحققين
احتمال انه ابن أبي زاهر المتقدم. ٥٤٦:
الأمير أحمد بن الأمير موسى الملقب بملك طاهر بن الأمير عيسى بن
الأمير موسى أول ملوك الشامات ابن الأمير يحيى البرمكي وزير الرشيد
رابع ملوك الدنابلة.
توفي سنة ٣٨٧ ودفن في قلعة باي وكان أعد خانقاه ومقبرة له.
والدنابلة نسبة إلى دنبل، قال في القاموس: دنبل كقنفذ قبيلة
من الأكراد بنواحي الموصل منهم أحمد بن نصر الفقيه الشافعي. وفي تاج
العروس عن التبصير حج سنة ٥٩٥ وناب في القضاء ببغداد وتوفي بعد
الستمائة وعن طبقات ابن السكي توفي بالموصل سنة ٥٩٨ وعن كتاب
انساب الأكراد لأبي حنيفة الدينوري ان كبار هذه الطائفة يقال لهم عيسى
بكلو لأنهم أولاد الأمير عيسى المذكور وقيل إن سلسلة نسبهم تنتهي إلى
البرامكة وزراء بني العباس كما ذكرناه في نسب صاحب الترجمة وان مؤلف
تاريخ بخش الفارسي ساق نسبهم هكذا: أبو المظفر جعفر شمس
الملك بن الأمير عيسى الملقب بالسلطان صلاح الدين يحيى كرد الأمير
يحيى بن الأمير جعفر الثاني بن الأمير سليمان بن الأمير الشيخ احمد بك بن
الأمير موسى الملقب بملك طاهر بن الأمير عيسى أول ملوك الشامات ابن الأمير يحيى وزير هارون الرشيد بن
قباد برمك بن داود وان برمك ابن شاهنشاه أنوشيروان. وفي كتاب آثار
الشيعة الإمامية: الدنابلة قبيلة كبيرة تتفرع عنها قبائل مختلفة الأسماء
منها قبيلة دنبلي يحيى أولاد يحيى وقبيلة شمسكي أولاد شمس الملك وقبيلة
عيسى بكلو أولاد الأمير عيسى وقبيلة بكزاد كان من نسل الأمير فريدون
وقبيلة ايوبخاني من سلسلة أيوب خان وغير هؤلاء كثير تفرقوا في قاشان
وخراسان وخبوشان وشيروان وكنجة وقراباع وقراجه‌داع بأمر المأمون
العباسي والأمير تيمور والسلطان سليم انتهى.
وكانت طريقة أسلافهم التصوف قيل إن أحد أجدادهم بني ألفا
ومائتي تكية للبكتاشية وقبورهم مزارات يتبرك بها ويظهر ان اسلافهم لم
يكونوا شيعة لما مر عن القاموس وطبقات الشافعية للسبكي أن فيهم من
كان شافعيا ولان التصوف على طريقة البكتاشية كما سمعت لا يلتئم مع
التشيع وان كان البكتاشية شيعة ببعض الوجوه.
وفي آثار الشيعة الإمامية: كان المعاصرون منهم للملوك الصفوية
محالفين لهم وناصرين، لاتحادهم في الطريقة ومساواتهم في المذهب وقد
وردت أسماء جملة من محدثيهم وفي رواة الأئمة الاثني عشر ع منهم
محمد بن وهبان الدنبلي له حديث يعنعن بكميل بن زياد النخعي عن علي
أمير المؤمنين ع وأورد الحديث أبو جعفر محمد بن أبي القاسم
الطبري في الجزء الأول من كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى وكان
موطنهم في كردستان ثم هجروه منذ تسعة قرون تقريبا ونزلوا ضواحي تبريز
وأحدثوا جملة قرى وقصبات وعمروا بلدة خوي عدة مرات وهي عاصمة
ملكهم وكانت سلطنتهم في كردستان وضواحي تبريز مستقلة إلى ظهور
السلطان حيدر الصفوي فاطاعه الأمير بهلول الدنبلي ودخل في خدمته عن
(١٩٢)

اعتقاد وإرادة واقتفى به من بعده من أولاده وأحفاده فنجدوا الصفوية
ونصروهم وهلك أكثرهم في حروب الصفوية، ومن رسومهم ان كبارهم في
كل زمان ومكان لا بد ان يكونوا من أحفاد الأمير عيسى وظهر في الدنابلة
الملوك والامراء والعرفاء انتهى.
وعن تاريخ شرفنامه ان حكومة الدنابلة بلغت أيام صاحب الترجمة
أسمى المراتب وفتح جميع محال هكاري إلى قلعة جات وتوطن قلعة باي وهو
من الرواة المعتبرين له تأليف معروف بين الدنابلة ذكر فيه عدة أحاديث انه
عند ظهور قائم آل محمد ص يكون في خدمته أنفار من الدنابلة انتهى
ومر في باب إبراهيم الأمير إبراهيم الدنبلي ابن أحمد بن بيك بن جعفر
شمس الملك بن عيسى بن يحيى بن جعفر الثاني بن سليمان بن أحمد بن
موسى بن عيسى بن موسى بن يحيى البرمكي. وعليه فيكون إبراهيم
المذكور من أحفاد صاحب الترجمة لا ولده فالمسمى بأحمد في هذه السلسلة
اثنان أحدهما والد إبراهيم المتقدم بن جعفر شمس الملك أو ابن ابنه
والثاني جده الاعلى أحمد بن موسى وهو صاحب الترجمة. ٥٤٧:
الشريف أحمد بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن.
في مقاتل الطالبيين انه قتل في الفتنة التي كانت بين الجعفريين
والعلويين. ٥٤٨:
أبو المكارم أو أبو عبد الله أحمد بن موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في كتاب الشجرة الطيبة عن زبر الأنساب ان بقية ذرية الإمام محمد
التقي من ذرية أحمد بن موسى المبرقع باجماع النسابين انتهى قال في
الشجرة الطيبة: كنيته في بعض الكتب أبو المكارم وفي بعضها أبو عبد الله
ولم يذكره صاحب تاريخ قم أصلا فاما انه سقط من قلمه أو غرضه ذكر من
جاء إلى قم وهذا السيد الجليل لم يأت إليها وما ذكر في بعض الكتب انه
توفي بقم اشتباه كما يظهر من تاريخ قم عند تعداد المقابر. ومن أولاد
المترجم الشريف أبو القاسم علي بن أحمد مصنف كتاب الاستغاثة. ٥٤٩:
السيد شهاب الدين احمد الموسوي الحسيني.
قال في حقه محمد بن جمهور الأحسائي عند ذكر طرقه السبعة التي
ذكرها في أول غوالي اللآلي السيد المرحوم المغفور الكامل العامل شهاب
الدين احمد الموسوي الحسيني ويروي ابن جمهور عن ولده السيد محمد بن
السيد احمد المذكور. ٥٥٠:
احمد الموصلي.
في رياض العلماء: رأيت بخط رضي الدين فيما ألحقه بكتابه الفتن
والملاحم بهذه العبارة أحضر الولد أبو منصور ابن عمي رقعة وذكر انها بخط
الفقيه أحمد الموصلي الخ انتهى والظاهر أنه من فقهائنا. ٥٥١:
أبو الحسين أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمرو لقبه دكين بن
حماد بن زهير مولى آل طلحة بن عبيد الله.
الأسماء التي في هذه الترجمة
ميثم بكسر الميم وسكون المثناة التحتية وفتح الثاء المثلثة وفي
الخلاصة أحمد بن ميثم بفتح الميم وسكون المثناة التحتية وبعدها الثاء
المثلثة. وفي الايضاح ميثم بكسر الميم واسكان الياء وفتح المثناة الفوقية.
وفي نضد الايضاح الظاهر أن العلامة سها في كلا الكتابين أي في
الخلاصة بجعله بفتح الميم وفي الايضاح بجعله بالمثناة الفوقية قال والذي
لاح لي من تتبع أقاويلهم انه بكسر الميم وفتح الثاء المثلثة ثم إنه في الايضاح
ذكر أحمد بن ميثم غير منسوب وقال إنه بكسر الميم واسكان التحتية وفتح
المثلثة فتوهم بعضهم انهما اثنان بل ثلاثة وهم أولاد ميثم وميثم وميتم
والظاهر اتحاد الكل وقال الشهيد الثاني في شرح البداية في علم الدراية وابن ميثم
بالثاء المثلثة ابن الفضل بن دكين وبالتاء المثناة مطلق ذكره العلامة في الايضاح
انتهى مع أن الذي فيه بالعكس وأبو نعيم في الخلاصة بضم النون
وفتح العين المهملة والفضل بغير ميم وتوهم من أثبته بها ودكين بضم
الدال المهملة وفتح الكاف بعدها مثناة تحتية فنون وهو لقب عمرو أبي
الفضل وفي الخلاصة اسم أبي نعيم الفضل بن عمرو لقبه دكين بالدال
المهملة المضمومة ابن جماد انتهى وفي منهج المقال: واعلم أن دكين كما
هو الظاهر من كلام الفهرست والنجاشي فان الفضل بن دكين رجل مشهور
من علماء الحديث لا لقب الفضل كما قد يتوهم من الخلاصة بل ضمير لقبه
يرجع إلى عمرو القريب وتفسير أبي نعيم يتم بالفضل وعن الشهيد الثاني في
حواشي الخلاصة أنه قال: دكين لقب عمرو أبي الفضل وضمير لقبه يرجع
إلى عمرو القريب لا إلى الفضل وان احتمل غير ذلك لان ما ذكرناه هو
المطابق للواقع وان الفضل بن دكين رجل مشهور من علماء الحديث وعبارة
الايضاح وغيره توهم خلاف الواقع انتهى قال في الايضاح أحمد بن
ميثم بن أبي نعيم لقبه دكين وهو صريح في أن دكين لقب أبي نعيم وهو
الفضل مع أنه لقب أبيه عمرو فعبارة الخلاصة ان أمكن فيها ارجاع ضمير
لقبه إلى عمرو دون الفضل لا يمكن ذلك في عبارة الايضاح والظاهر أن
عبارة الايضاح وقع فيها سقط اما من قلم العلامة أو من النساخ وان أصلها
ابن أبي نعيم بن عمرو لقبه دكين والعلامة لم يكن ليخفى عليه ان دكين
لقب عمرو والد الفضل لا لقب الفضل فان اشتهار اسم الفضل بن دكين
كما أشار اليه الشهيد الثاني والميرزا يمنع من ذلك.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع: أحمد بن
ميثم بن أبي نعيم بن دكين. وروى عنه حميد بن زياد كتاب الملاحم وكتاب
الدلالة وغير ذلك من الأصول انتهى وفي الفهرست أحمد بن ميثم بن
أبي نعيم الفضل بن عمرو ولقبه دكين بن حماد بن زهير مولى آل طلحة بن
عبيد الله أبو الحسين كان من ثقات أصحابنا الكوفيين وفقهائهم وله مصنفات
منها: ١ الدلائل ٢ المتعة ٣ النوادر ٤ الملاحم ٥ الشراء والبيع
أخبرنا بها الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر عن حميد بن زياد عن أحمد
ابن ميثم، وقال النجاشي: أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن عمرو
لقبه دكين بن حماد مولى آل طلحة بن عبيد الله أبو الحسين كان من ثقات
أصحابنا الكوفيين ومن فقهائهم وله كتب لم أر منها شيئا انتهى وفي
ميزان الاعتدال: أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي أبو
الحسن عن جده وعن علي بن قادم ضعفه الدارقطني وقال ابن حبان:
يروي الأشياء المقلوبة أخبرنا ابن الاعرابي بمكة ثنا أحمد بن ميثم ثنا علي بن
قادم عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعا
من قرأ القرآن يتكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه
لحم. قرأ القرآن ثلاثة: رجل قرأه فاتخذه بضاعة فاستجر به الملوك
واستمال به الناس، ورجل قرأ القرآن فأقام حروفه وضيع حدوده كثر
(١٩٣)

هؤلاء من قراء القرآن لا كثرهم الله، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن
على قلبه فأسهر به ليله واظما به نهاره فأقاموه في مساجدهم فبهؤلاء يدفع
الله البلاء ويزيل الأعداء وينزل غيث السماء فوالله لهؤلاء من قراء القرآن
أعز من الكبريت الأحمر انتهى وفي لسان الميزان: وبقية كلام ابن
حبان: يروي عن علي بن قادم المناكير وقال أبو جعفر الطوسي: له
تصانيف يعني في التشيع وكان من الفقهاء انتهى وفي مشتركات
الكاظمي: يعرف أحمد بن ميثم برواية حميد بن زياد عنه انتهى. ٥٥٢:
عضد الدولة السلطان احمد ميرزا.
له تاريخ خاقاني ينقل عنه بعض المعاصرين في اخبار الأوائل. ٥٥٣:
أبو الحسين أحمد بن الناصر الكبير الحسيني والد جد السيدين المرتضى
والرضي لامهما.
وذلك لأن أمهما هي فاطمة بنت أبي محمد الحسن الملقب بالناصر
الصغير بن أحمد هذا ابن أبي محمد الحسين الملقب بالناصر الكبير.
هو أحمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع، كان علينا ان نذكره في بابه
فذكرناه فيما يأتي في آخر من اسمه احمد وأشرنا اليه هنا. ٥٥٤:
الشيخ جمال الدين أحمد بن النجار.
هو العالم الجليل الفقيه من خواص تلامذة الشهيد الأول صاحب
الحاشية المعروفة بالنجارية على القواعد ذكر فيها إفادات الشهيد وتحقيقاته
على القواعد وهي حاشية جليلة مشحونة بالفوائد ويأتي في ترجمة الشيخ
حسن بن علي بن حسن النجار ظن صاحب الرياض انه هو صاحب
الحاشية النجارية وليس الامر كذلك وقوله ان تلك الحاشية تنسب إلى
الشهيد وبينا هناك ان سبب نسبتها إلى الشهيد انها من تقريراته وتحقيقاته
وإفاداته فراجع. ٥٥٥:
الشيخ احمد النحوي.
مضى بعنوان أحمد بن الحسن. ٥٥٦:
ملا احمد النراقي.
مضى بعنوان أحمد بن مهدي بن أبي ذر النراقي. ٥٥٧:
أبو العباس أحمد بن نصر بن سعد.
له كتاب الرجال ينقل عنه ابن طاوس في الاقبال قال وهو نسخة
عتيقة وعليها سماع الحسين بن علي بن الحسين. ٥٥٨:
أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة وأبوه يلقب
هوذة.
مات في ذي الحجة سنة ٣٣٣ يوم التروية بجسر النهروان ودفن فيها
قاله الشيخ في رجاله.
من مشايخ الإجازة ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم
ع وقال: سمع منه التلعكبري سنة ٣٣١ وله منه إجازة انتهى
وقال المحقق البهبهاني في تعليقته: يظهر من كفاية النصوص للخزاز ان أبا
هراسة كنية لسعيد جد احمد وان احمد يكنى أبا سليمان الباهلي وكذا من
الفهرست في ترجمة إبراهيم بن إسحاق الأحمري حيث قال: حدثنا أبو
سليمان أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة انتهى
وفي الفهرست في ما بدئ بابن: ابن أبي هراسة له كتاب الايمان والكفر
والتوبة. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: ابن أبي هراسة هوذة اسمه
أحمد بن نصر الباهلي له الايمان والكفر والتوبة انتهى وفي تاريخ بغداد
للخطيب أحمد بن نصر بن سعيد أبو سليمان النهرواني ويعرف بابن أبي
هراسة حدث عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري شيخ من شيوخ الشيعة روى
عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله الدوري الوراق. قال: قدم علينا من
النهروان انتهى وفي مشتركات الكاظمي. يعرف أحمد بن نصر بن سعيد
برواية التلعكبري عنه انتهى. ٥٥٩:
الأمير أبو العباس أحمد بن نصر بن حمدان.
كان من امراء بني حمدان المعروفين الممدوحين في عصر الأمير سيف
الدولة الحمداني. قال السري الرفا يمدحه:
عوجا على ذاك الكثيب من كثب * فكم لنا في ربوتيه من ارب
ما عن للعين به سرب مهى * الا جرى من جفنها دمع سرب
سرن وقد عوض قلبي طربا * للحزن من فرط السرور والطرب
واحتجبت في ذلك الرقم دمى * تالف أثناء الحجال والحجب
جدن بأجياد تحليها النوى * فرائدا من دمع عين منسكب
صواعد الأنفاس أبقت أنفسا * في صعد منا ودمعا في صبب
ومخطف يهتز عن ماء الصبا * كأنما يهتز من ماء العنب
قام وسوق اللهو قد قام به * ينخب اقداح الندامى بالنخب
ويمزج الكاس بعذب ريقه * حتى تبدى الصبح مبيض العذب
وجدي به وجد الأمير أحمد * بجمع حمد وبتفريق نشب
أغر رد الجود وعدا صادقا * من بعد ما كان غرورا وكذب
يريه أعلى الرأي حزم كامن * فيه كمون الموت في حد القضب
حسب بني حمدان فخرا انهم * أبناء محمود السماح والحسب
أسد إذا ما سلبت أسد الوغى * أنفسها عافت نفيات السلب
حن إلى أرض العراق فامتطى * مطية تسبح في اللج اللجب
ناجية ترجو النجاء تارة * بسيرها وتارة تخشى العطب
إذا المطايا قومت رؤوسها * لتهتدي قوم هاديها الذنب
ركائب ان عرست لم تسترح * وان سرت لم تشك إفراط التعب
ولم يزر بغداد حتى زارها * بحر ندى يحيا به روض الأدب
أثرى من المجد فأبقى سعيه * ماثرا تبقى على مر الحقب
فراح راجيه وقد نال المنى * بنائل فلل أنياب النوب
وقال يمدحه أيضا ويهنئه بعيد الفطر:
شفاه قربا وقد أشفى على العطب * خيال نائية حياه من كثب
أ لم يتحفه بالورد من خفر * في وجنتيه وبالصهباء من شنب
فبات عذب الرضا والظلم ليلته * وربما بات مر الظلم والغضب
إذا تجلى جلا الخدين في خفر * وان تثنى ثنى العطفين من تعب
وكيف بالجد منها وهي لاعبة * تهدي إلى الصب جد الشوق في اللعب
تعرضت لك في بيض السوالف لا * يسلفن وعدا ولا يقرفن بالريب
من بارز بحجاب الصون محتجب * وسافر بنقاب الورد منتقب
هلا ونحن على كثب اللوى اعترضت * تلك المحاسن من قضب ومن كثب
(١٩٤)

أيام لي في الهوى العذري ماربة * وليس لي في هوى العذال من أرب
سقى الغمام رباها دمع مبتسم * وكم سقاها التصابي دمع مكتئب
ولو حمدت بها الأيام قلت سقى * ربوعها احمد المحود في النوب
سأبعث الحمد موشيا سبابيه * إلى الأمير صحيحا غير مؤتشب
ان المدائح لا تهدى لناقدها * الا وألفاظها أصفى من الذهب
كم رضت بالفكر منها روضة أنفا * تفتح الزهر منها عن جنى الأدب
إذا الرجا هز أرواح الكلام بها * اتتك أحسن من مهتزة القصب
أ ما تراه أبا العباس معترضا * على السها ويدي تجنيه من قرب
خطى المكارم فرد الحسن مغتربا * يلوذ منه بفرد الجود مقترب
مقسم بين نفس حرة ويد * مقابل بين أم برة وأب
مصباح خطب له في كل مظلمة * صبح من العر أو صبح من الحسب
إذا بلونا عديا يوم عادية * كانت ضرائبها أحلى من الضرب
قوم هم البيض أفعالا إذا اطردت * جداول البيض في غاب القنا الاشب
راح الصيام فولى عنك منقبضا * ورحت عنه باجر عير منقضب
فعاد فطرك في نعماء سابغة * وفي سعود تليها سائر الحقب
أتاك والجو يجلى في ممسكة * والأرض تختال في أبرادها القشب
إذا ألح حسام البرق مؤتلقا * في الروض جد خطيب الرعد في الخطب
فللخمائل بسط غير زائلة * وللسحائب ظل غير مستلب
تملها يا ابن نصر فهي سيف وغى * ماضي الظبا وشهاب ساطع اللهب
تسري فتخفق احشاء العدو لها * كأنها راية خفاقة العذب
تكاد تبرق لو أن الثناء له * كتيبة برقت من قبل في الكتب
فلو هتفت بها في يوم ملحمة * قامت مقام القنا والبيض واليلب ٥٦٠:
المولى أحمد بن نصر الله كما في المجالس أو نصير الدين علي كما في الأمل
الدبيلي التتوي السندي المعروف بقاضي زاده.
قتل في لاهور سنة ٩٩٧ كما في نامه دانشوران بسعاية جماعة ممن
يخالفه في المذهب من المسلمين ودفن في حضرة مير حبيب الله وفي مسودة
الكتاب قتل سنة ١٠٠٠ وكسر ولا أعلم الآن من أين نقلته. وفي الذريعة
كانت شهادته بعد سنة ١٠١٠ التي انتهى إليها كتاب تاريخه الألفي انتهى مع أن كتابه الألفي
انتهى سنة ٩٩٣ كما سيأتي.
الدبيلي نسبة إلى دبيل بلدة مشهورة من بلاد السند على ساحل
البحر والتتوي نسبة إلى تته بلدة كبيرة من بلاد السند على بعد ثلاثة
وستين ميلا عن كراتشي وفيها الكثير من الشيعة والسندي نسبة إلى
السند.
كان أبوه قاضي السند حنفي المذهب وانتقل هو إلى مذهب الإمامية
وكان له مقام عال عند جلال الدين محمد أكبر شاه الهندي وكتب بأمره كتابا
في تاريخ ألف سنة من عصر النبي ص إلى عصر ذلك السلطان بالفارسية
وبهذه المناسبة يسمى الألفي رأينا منه نسخة في المكتبة الرضوية مخطوطة في
مجلدين كبيرين ويعلم تشيعه من ذلك الكتاب مما ذكره في حديث الغدير
وغيره. وفي أمل الآمل مولانا أحمد بن نصير الدين علي التتوي السندي
كان أبوه قاضيا بالسند حنفيا وكان هو شيعيا ذكره القاضي نور الله في
مجالس المؤمنين واثنى عليه ثناء بليغا وذكر له مناظرة مع بعض العلماء
المخالفين له في المذهب جيدة وذكر له مؤلفات وعدها وذكر أنه قتل شهيدا
في لاهور انتهى. وفي مجالس المؤمنين: كان أبوه قاضي تته ورئيس
السند حنفي المذهب وكان ابنه احمد شيعيا وسبب تشيعه على ما حكاه لي أنه
لما كان في عنفوان شبابه جاء إلى تته رجل عربي فقير صالح من أهل العراق
ونزل في جواره فجعل ملا احمد يجتمع معه ويتحدث اليه ويتفقد أحواله لأنه
غريب وفي أثناء حديثه يسأله عن بلاد إيران وعربستان وعن مذاهب أهلها
وعاداتهم فذكر له أن فيها جمعا كثيرا من الشيعة على مذهب أئمة أهل البيت
ع وأنهم يعتقدون ان الخليفة بعد رسول الله ص أمير المؤمنين
علي وأولاده الأحد عشر وإن فيهم العلماء والمجتهدين ولهم كتب معتبرة في
الأصول والفروع ويثبتون معتقداتهم بالأدلة العقلية والنقلية من القرآن
والحديث فوقع في خاطر ملا احمد من كلامه شئ فرأى في منامه أمير
المؤمنين ع وبيده تفسير الكشاف ففتحه وأعطاه إياه وقال انظر تفسير
هذه الآية إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون فانتبه من منامه وهو بغاية الاضطراب وجعل
يسال عن الكشاف فاتفق أن شخصا من أبناء أكابر العراق يسمى ميرزا
حسن كان متوجها إلى بلاد الهند عن طريق هرموزة وتته فلما وصل هرموزه
رأى ليلة في منامه أمير المؤمنين ع فقال له ان ابن قاضي تته من محبينا
ويريد مطالعة الكشاف فإذا وصلت إليه فاعطه نسخة الكشاف التي معك
فلما أفاق كتب صورة الواقعة على ظهر كتاب الكشاف الذي معه وتوجه إلى
تته فلما وصل إلى ظاهرها ارسل بعض غلمانه ومعه فرس ورقعة وقال ائت
دار قاضي تته واجتمع بولده وأوصل اليه هذه الرقعة وقل له ان ميرزا حسن
رجل من اتباع أبناء أكابر العراق يريد ملاقاتك فلما وصل اليه الرسول جاء
مع جماعة من تلامذة أبيه مشاة إلى ميرزا حسن فلما وصلوا اخرج ميرزا
حسن الكشاف ودفعه اليه وصورة الواقعة مكتوبة على ظهره فطالع تفسير
الآية في الكشاف وسال ميرزا حسن عما يريد من العقائد وكان عمره اثنتين
وعشرين سنة وكان قد حصل جملة من العلوم في تته فسافر إلى زيارة المشهد
الرضوي على مشرفه السلام واجتمع بعلماء الامامية الذين في المشهد
وتباحث معهم أمثال الأفضل القابني وغيره وقرأ عليهم في الحديث والفقه
والرياضي وغيرها ثم ذهب إلى يزد وشيراز واجتمع بالحكيم الحاذق ملا
كمال الدين الطبيب وبالملا ميرزا جان الشيرازي وغيرهم وقرأ عليهم
كليات القانون وشرح التجريد وحواشيه ثم ذهب من هناك إلى المعسكر
العالي في قزوين يعني معسكر الشاه طهماسب وبواسطة بعض أركان
الدولة العلية وصل إلى الحضرة السلطانية وشملته العناية الشاهانية ثم ذهب
من قزوين لزيارة المشاهد المشرفة في العراق وزيارة الحرمين الشريفين وبيت
المقدس زادها الله تعالى علوا وشرفا واجتمع في ذلك السفر بكثير من علماء
الشيعة والسنة واقتبس من علومهم ثم وصل إلى خدمة قطب شاه في ولاية
كلكندة وبعد مدة عزم على ملازمة حضرة جلال الدين محمد بادشاه وانتظم
في سلك المقربين عنده فأمره بتأليف تاريخ يشمل على حوادث ألف سنة
فاشتغل بتأليفه وكلما كتب شيئا يقرأه نقيب خان السيفي القزويني للشاه يوما
فيوما وكتب على ظهر بعض كتبه قال بعض الفقهاء يجوز النكاح بغير ولي
وقال النبي ص لا نكاح إلا بولي وقال بعض الفقهاء يجوز الأكل مما تركت
التسمية عليه وقال الله تعالى ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وهذا نظير
ما حكاه الزمخشري في ربيع الأبرار عن يوسف بن أسباط أنه كان يقول:
قال رسول الله ص للفرس سهمان وللرجل سهم واحد وقال بعض الفقهاء
لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن وأشعر رسول الله ص وقال
(١٩٥)

بعض الفقهاء الاشعار مثله: وقال ص البيعان بالخيار ما لم يفترقا وقال
بعض الفقهاء إذا أوجب البيع فلا خيار وكان يقرع بين نسائه إذا أراد سفرا
وأقرع أصحابه وقال بعض الفقهاء: القرعة قمار انتهى ملخص ما في
مجالس المؤمنين.
مؤلفاته
له ١ التاريخ الألفي المتقدم ذكره ألفه سنة ٩٩٣ بأمر أكبر شاه
ويقال انه ألفه بشراكة نقيب خان وعبد القادر البادوني وجعفر بك آصف
خان وهو تاريخ فارسي كبير في مجلدين ألفه باسم السلطان جلال الدين
محمد أكبر شاه مؤسس أكبرآباد بالهند الذي ألف باسمه أبو الفضل بن
مبارك تاريخ الاكبري كما مر في ترجمة أبي الفضل ٢ أحسن القصص
ودافع الغصص مختصر منه يبتدئ من يوم السقيفة إلى عصر الشاه
طهماسب الصفوي سنة ٩٩٤ منه نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية قال في
أولها انه لما ألف تاريخ الألفي في مائة وثمانين ألف بيت البيت خمسون
حرفا ورأى استطالته اكتفى منه بمعظم التواريخ والسير وسماه أحسن
القصص وفي النسخة ما يوهم أن مؤلف أحسن القصص أحمد بن أبي
الفتح بن أبي جعفر الشريف الحائري الاصفهاني سنة ١٢٥٠ وكسر وقد
توهم ذلك مؤلف فهرست المكتبة الرضوية المطبوع والحال ان هذا الرجل
هو كاتب النسخة الأولى المنقول عنها النسخة الثانية التي هي بخط محمد
كاظم بن محمد أمين السرابي ومن هنا وقع الاشتباه ٣ رسالة في تحقيق
الترياق الفاروقي حقق فيها مباحث المزاج وكثيرا من المطالب الرياضية ٤
رسالة في الاخلاق ٥ خلاصة الحياة وهي رسالة في أحوال الحكماء لم تتم
٦ رسالة في اسرار الحروف ورموز الاعداد على ترتيب كتاب المفاحص.
وهذه الرسائل الأربع مذكورة في مجالس المؤمنين.
بعض محتويات أحسن القصص
قال فيه بعنوان حرق كتب الشيخ الطوسي:
في سنة ٤٤٩ بعد استيلاء السلطان طغرل السلجوقي على بغداد
والقبض على الملك الرحيم آخر ملوك آل بويه وكان رئيس الرؤساء متعصبا
فاذى أهل الكرخ أذى كثيرا وقتل أبا عبد الله بن هلاب من كبراء علماء
الشيعة في محلة الكرخ، وهرب الشيخ أبو جعفر الطوسي إلى الحائر فنهبت
داره وأحرقت جميع كتبه واستمرت هذه الفتنة من ابتداء صفر إلى منتصف
ربيع إلى أن قتل سيد من أهل مشهد الكاظمين ع في هذه الفتنة
فدفنوه بجانب أحمد بن حنبل فعزم رئيس الرؤساء على الانتقام من هذه
الطائفة فذهب إلى مشهد الكاظمين ع وبعد القتل والنهب
احرق الصندوق الذي هو على مضجع هذين المعصومين واحرق قبور بني
بويه وأكثر العباسية مثل الأمين وزبيدة والمنصور وفي الكتاب
المذكور أيضا أنه في سنة ٤٢١ هجرية بعد موت السيدة زوجة فخر الدولة
الذي كان سلطانا في العراق نحو ثمان وعشرين سنة توجه السلطان محمود
الغزنوي من غزنة إلى الري لفتح العراق فجاء مجد الدولة مع ولده أبي دلف
إلى مازندران لاستقباله وحيث أن السلطان محمودا كان قد سمع أن في
خزائن فخر الدولة جواهر وأموالا ونفائس كثيرة تعجل السفر إلى العراق
فاخذ تسعين ألف ألف دينار من النقد وخمسمائة ألف ألف دينار من الجواهر
وستة آلاف ثوب إبريسم ومن جملة النفائس التي اخذها السلطان محمود
الغزنوي من خزانة فخر الدولة الديلمي كتب كثيرة في الحكمة والفلسفة
وبعضها في الفقه وسائر العلوم الغريبة وحيث أن يمين الدولة كانت سليقته
فقهية محضة احرق الجميع ما عدا الكتب الفقهية حيث يراها كفرا وزندقة
وفي أيام هذا السلطان كان جميع الحكماء مثل الشيخ الرئيس وغيره أذلاء
مستترين قال: وذكر القاضي صاعد الأندلسي في طبقات الأمم ان أول
شخص أحرق كتب الحكمة عمرو بن العاص بأمر عمر بن الخطاب وذلك
أن عمرا لما فتح مصر من البطارقة في أيام عمر وتصرف في جميع أموالها.
جاء حكيم إلى عمرو بن العاص واسلم وصارت بينه وبين عمرو محبة تامة
فقال له يوما: إن جميع غنائم مصر والإسكندرية من ذهب نقد وجواهر
وغيرها صارت في يدك وليس لي طمع في شئ منها غير شئ لا ينفعك
وهو كتب الحكمة التي في خزائن ملوك هذه الديار وهذه ليس لها نفع عندك
ولا تعتني بها. فقال عمرو: اكتب إلى عمر فان أذن في اعطائها لك
أعطيتك إياها. فكتب إلى عمر يعرفه كثر الكتب فكتب اليه عمر من
المدينة اجمع جميع هذه الكتب واحرقها حيث أنها من كتب الحكمة فان كل
ما فيها إن كان في القرآن فهو كاف عنها وإن لم يكن في القرآن فلا حاجة
إليها والحاصل انه كتب اليه هذه الكتب ان كانت مخالفة للقرآن فاحراقها
واجب فلما بلغ ذلك أمير المؤمنين عليا ع منع احراقها وقال إذا كان ما
في هذه الكتب مخالفا للقرآن أيضا لا يلزم احراقها إذ لعله مشتمل على
النواميس والشرائع المتقدمة واحراق الشرائع المتقدمة غير جائز أصلا فلم
يسمع عمر منه هذه النصائح فلما وصل كتابه إلى عمرو جمع جميع كتب مصر
والإسكندرية ولكثرتها أوقدوا بها الحمامات فلما رأى ذلك الحكيم ندم على
اسلامه انتهى هكذا ذكر صاحب الكتاب نقلا عن القاضي صاعد
الأندلسي صاحب طبقات الأمم نقلناه كما وجدناه والعهدة في ذلك عليه. ٥٦١:
أبو الحسن أحمد بن النضر الخزاز الجعفي مولاهم الكوفي
في الخلاصة: النضر بالنون والضاد المعجمة والراء المهملة
انتهى وعن الخليل بن أحمد النضر بفتح النون وسكون المعجمة وهو
يلازم اللام والذي بالمهملة عار عن اللام والخزاز بالخاء المعجمة والزاي
قبل الألف وبعدها.
قال النجاشي أحمد بن النضر الخزاز أبو الحسن بن الجعفي مولى كوفي
ثقة من ولده أبو الحسين أحمد بن علي بن عبيد الله النضري روى عنه أبو
العباس بن عقدة له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا جماعة عن أبي العباس
أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن يحيى الخارفي حدثنا أبي عن أحمد بن
النضر بكتابه اليه. وفي الفهرست أحمد بن النضر الخزاز له كتاب أخبرنا به
عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه ومحمد بن
الحسن عن سعد بن عبد الله والحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى
وأحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن النضر الخزاز
الجعفي ورواه ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الحسن بن مثيل عن محمد بن
سالم عن أحمد بن النضر انتهى وفي مشتركات الكاظمي: يعرف ابن
النضر برواية أحمد بن محمد بن يحيى الخارفي وأحمد بن محمد بن عيسى
ومحمد بن خالد ومحمد بن سالم عنه انتهى وعن جامع الرواة انه زاد
رواية علي بن إسماعيل ومحمد بن عبد الجبار ومعلى بن محمد وإبراهيم بن
هاشم ومحمد بن سنان ومحمد بن أورمة ويوسف بن السخت وأبي جعفر عن
(١٩٦)

أبيه عنه ورواية أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه انتهى ٥٦٢:
الشيخ أحمد بن نعمة الله العاملي
عالم زاهد فاضل عابد شاعر أديب صاحب قيود وحواش ومؤلفات
منها: مقتل الحسين ع. قرأ على مولانا احمد الأردبيلي واجازه
الأردبيلي. ٥٦٣:
ميرزا احمد نعمة خان عالي
في كتاب ماثر دكن انه كان شاعر بلاط عالمگير أحد سلاطين الهند
التيمورية انتهى أقول: وهو شيعي مشهور بالتشيع عند أهل الهند. ٥٦٤:
أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي
هو أحمد بن علي المتقدم ونعمة الله لقب علي
الميرزا احمد النقاش
له ديوان المراثي فارسي وجد بخطه ٥٦٥:
مرزا احمد نقيب الممالك
توفي حدود سنة ١٣٠٠ ودفن في المشهد المقدس الرضوي في كتاب
آثار العجم: كان من أفاضل زمانه عالما بالعلوم العربية والأدبية شاعرا
بليغا له ديوان شعر. ٥٦٦:
الميرزا احمد النواب
أديب كبير كان يقيم في كربلاء في عصر السيد مهدي الطباطبائي بحر
العلوم ولا يعرف عنه شئ اليوم ويحتمل أن يكون من آل النواب في يزد
وهم أسرة علوية من بقايا الصفوية ويحتمل كونه من الأسرة الهندية التي
كانت تستوطن كربلاء وإليها ينسب بعض العقار إلى الآن والله أعلم، وهم
غير آل النواب الذين يسكنون بغداد فأولئك أسبق هجرة من سكان
بغداد.
محاورة أدبية
وقد جرت في مجلس هذا النواب محاورة أدبية تناقلها العراقيون
وأودعت في المجاميع في ذلك العصر تدل على معرفة المترجم بالأدب والشعر
معرفة تامة وقد وجدنا في بعض المجاميع صورة هذه المحاورة هكذا: كان
في مجلس رجل من الاجلاء يدعى بالميرزا احمد النواب جماعة من الأدباء
والعلماء منهم الشيخ محمد رضا النحوي الحلي الشاعر المشهور وذلك في
النجف الأشرف فأنشدت قصيدة للسيد نصر الله الحائري في مدح أرض
كربلاء أولها: يا تربة شرفت بالسيد الزاكي حتى انتهوا إلى هذا البيت:
اقدام من زار مغناك الشريف غدت تفاخر الرأس منه طاب مثواك
فقال أديب كان حاضرا أن قوله طاب مثواك غير مرتبط تمام الارتباط
بالبيت فلو بدلت بخير منها لتناسق البيت فبدلها بعضهم بقوله: حين
وافاك فاستحسنها ذلك الأديب فقال النواب القافية الأولى أوفق بالبيت
واستدل بمرجحات كثيرة وقابله ذلك الأديب بمثلها حتى طال بينهما النزاع
فقال النواب الحكم بيننا السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي فارتضوا به
حكما فقال النواب للنحوي تكتب له انا جعلناك يا مولى الورى حكما
وطلب من الشيخ محمد رضا أن يبني عليه أبياتا تتضمن الواقعة وطلب
الحكم من السيد فقال الشيخ محمد رضا النحوي وغير الشطر تغييرا
يسيرا:
انا رضيناك يا أقضى الورى حكما * فأنت اعدل من بالعدل قد حكما
انا اجتمعنا ببيت قد علا شرفا * هام الثريا بمن قد حله وسما
وقد حوى من علا النواب بدر علا * ومن بهاء ابنه نجما سما ونما
وضم كل أخي علم وذي أدب * حتى غدا حرما للعلم والعلما
وعاد سفليه علوي كل علا * وارضه من نجوم الفضل وهي سما
فأنشدوا بيت شعر فيه قافية * أتم فيها نظام البيت من نظما
فقال ذو أدب منهم ومعرفة * لو بدلت صح نسج البيت وانسجما
فثم بدلها من كان بدلها * بغيرها فاستقام النظم وانتظما
فمذ رآها أديب منهم فطن * ما زال يستخدم القرطاس والقلما
سما لترجيحه الأولى وقال هي * الأولى فأكرم به من حاكم حكما
فقال ذاك الأديب الحبر كيف بل * الأخرى أحق فطال الخلف واختصما
والكل منهم غدا يدلي بحجته * فيها ويزعم أن الحق ما زعما
فاعتاص ظاهرها عنهم وباطنها * وباعدت ما غدا من امرها أمما
والتاث منطقهم عنها ومنطقها * عنهم ومعربها قد عاد منعجما
وكلما استنطقوها أظهرت خرسا * وكلما أسمعوها جددت صمما
فوجهوها إلى علياك غامضة * عجماء أعيا مداها العرب والعجما
فاكشف نقاب الخفا عن وجهها وأمط * عن عينها لا لقيت السوء كل عمى
واختر لذا البيت من هاتين قافيه * يغدو بها مثل سمط الدر منتظما
فأنت عون لنا ان أزمة أزمت * وأنت غوث لنا ان حادث هجما
وامنن بعفو إذا طال الخطاب بنا * دأب المحبين ان لا يوجزوا الكلما
فحال موسى العصا حال السؤال له * عنها فأسهب وصفا بالذي علما
هذه عصاي التي فيها التوكؤ لي * وقد أهش بها في رعيي الغنما
ولي مآرب أخرى كي يسائله * عنها فيظهر فيها كل ما كتما
ولما وصلت للسيد امر الشيخ محمد رضا النحري أن ينظم هذه المعاني
على وزن قصيدة السيد نصر الله وقافيتها فقال:
يا نبعة نبعت من احمد الزاكي * ونفحة نفحت من عرفه الذاكي
ومن غدت قبلة للقصد وجهته * ونجعة روضها غض لهلاك
ومن برى خلقه الباري لمعدلة * وأخذ حق من المشكو للشاكي
انا إليك تقاضينا فأنت فتى * منزه الحكم عن شك وإشراك
قد ضمنا منزل يزداد منزلة * بباسم بوجوه الوفد ضحاك
صدر الممالك محمود المسالك * خواض المهالك غوث الصاروخ الباكي
قد زينت علماء العصر ناديه * كأنهم في ذراه شهب أفلاك
فعاد منهم ومنه حين ضمهم * وضمه ربع املاك واملاك
وأنشدوا بيت شعر كان أوله * يا تربة شرفت بالسيد الزاكي
أقدام من زار مغناك الشريف غدت * تفاخر الرأس منه طاب مثواك
فعاب قافية البيت الأخير فتى * مبرأ قوله عن افك أفاك
وقال لو بدلت صح النظام بها * وعاد كالدر منظوما باسلاك
فبدلت واستقام البيت حين حكى * باقي البيوت وكان الفضل للحاكي
أقدام من زار مغناك الشريف غدت * تفاخر الرأس منه حين وافاك
ومذ رأى الحال صدر الملك مال إلى * نصر القديمة عن حذق وادراك
وكر للبحث في تحقيق مطلبه * بمقول مثل حد السيف بتاك
وللأخيرة ذاك الحبر رجح عن * رأي لسر الخفايا اي دراك
(١٩٧)

وقام يملي عليها من أدلته * كالغيث ان جاد لا يمنى بامساك
وطال بينهما فيها النزاع وقد * كرا بعزم يروض الصعب فتاك
وكلما قرباها منهما بعدت * كالصيد منفلتا من قيد أشراك
وكلما أسمعوها أبرزت صمما * عن قول كل بليغ القول سفاك
وارتج الباب حتى ليس يفتحه * سكاك فتح ولا مفتاح سكاكي
فأرسلوها وهم في أسرها ثقة * منهم بمولى لقيد الأسر فكاك
فافلق برأيك عن ظلمائها فلقا * واكشف دجى شكها عن كل شكاك
واختر لذا البيت من هاتين قافية * يغدو بها كعروس حال املاك
وخذ صفايا العلا واترك نفايتها * فأنت أفضل أخاذ وتراك
ولا تزال بك الأيام صالحة * يذكو شذا عرفها من عرفك الذاكي
ولا تزال الليالي فيك باسمه * رضا وطرف العدا من غيظهم باكي
فلما وصلت الأبيات إلى السيد أجاب فقال:
ملكتما في القوافي غير ملاك * ولا محكمك رأي فيه سفاك
وقلتما اختر لنا من تين قافية * حتى تميز لنا الأزكى من الزاكي
كلتاهما نسج داود وناسجها * مقدر السرد في نظم باسلاك
وللأخيرة في فن القريض سمت * بحسن رأي فتى للنظم حباك
فتى إذا قال بذ القائلين وان * يمسك فعن كرم يدعو لامساك
ما رجح الصدر صدر الملك متخذا * أولاهما فهو في غلواء ادراك
لكن حمى ضعفها إذ لاث لوثتها * وهو الحمى للضيف الضارع الشاكي
مهما شككت وليس الشك من خلقي * فإنني لست في حكمي بشكاك
لكنني لا أرى للبيت قافية * مثل التي ليس يحكي فضلها حاكي
أقدام من زار مغناك الشريف غدت * تفاخر الرأس إذ راست بمغناك
أضحت تطاول شاوا كل ذي أدب * وان سما رتبة من فوق أفلاك
استغفر الله ما قصدي الفخار ولا * فخري القوافي وان خصت باملاكي
فقد اختار السيد للبيت قافية غير القافيتين السابقتين. والذي أراه
انها لا تجاري واحدة منهما ولكن رياسة السيد أسكتتهم. ولما وقف على هذه
المحاكمة الشيخ محمد علي الأعسم النجفي قال يذكر الواقعة ويمدح السيد
مهدي ويثني على النحوي ويقرض المحاكمة:
ما ذات ضوء جبين مشرق حاكي * شمسا تجلت لنا من فوق أفلاك
حيية ما رآها غير حليتها * ولم يذق ريق فيها غير مسواك
ولو تمر على النساك لافتتنوا * وأصبحوا في هواها غير نساك
يوما بأبهى سنا من قطعة نظمت * فيها محاكمة ما بين املاك
لما وقفت عليها طرت من فرح * لكن تداركني صحبي بامساك
ان قلت سحر وحاشى ليس يشبهها * سحر فما انا في قولي بافاك
تحكي بأحسن نظم رقعة عجزوا * عنها بنثر وكان الفضل للحاكي
تبدي اختلافا وشكوى والرضا معها * ولا اختلاف ولا شكوى ولا شاكي
ولا نكير إذا خاضوا بمعضلة * لم يدركوها وكانوا أهل ادراك
فالحق ينتظر المهدي فيه إذا * أعيا على كل نقاد ودراك
فقف على الشيخ نجل الشيخ ثم وقل * يا نبعة نبعت من احمد الزاكي
ويا ذبالته من نوره اتقدت * ونفحة نفحت من عرفه الذاكي
ملكتم النظم والنثر البديع وكم * سما لدعواه قوم غير ملاك
وكم لكم آية غراء بان بها * نهج الهدى لم تدع شكا لشكاك
فامنن بعفو فلسنا من فوارسها * ونحن عزل وكل منكم شاكي
وقال الأديب الشيخ محمد هادي بن الشيخ احمد النحوي يمدح
السيد الطباطبائي ويقرض المحاكمة:
أكرم بحاكم عدل منصف الشاكي * أمن المروع أمان الخائف الباكي
أكرم به رب آراء وادراك * لكل معجمة غراء دراك
فكاك معضلة حلال مشكلة * أكرم بحلال إشكال وفكاك
حكمتما عادلا في حكمة ثقة * لم يبق شكا لمرتاب وشكاك
وليس تأخذه في الله لائمة * لا زال ينتصف المشكو للشاكي
كم قد هدى برشاد الحق كل أخي * غي وكم رد من أفك وأفاك
وكم أنار لنا طخياء مظلمة * منارها لم يبن يوما لسلاك
أماط عنها قناع المشكلات كما * قد صان حوزتها عن هتك هتاك
وراض كل شماس من عزومتها * بطرف فكر لما قد ند دراك
وكلما جنحت تبغي المطار غدت * مصفودة مثل صيد وسط أشراك
غمت على العلماء الراسخين كما * التاثت على كل ذي لب وادراك
أعيت على الكل حتى قال قائلهم * سدت على طرق آرائي وادراكي
وكم قضيت لنا بالحق معدلة * كأنما صدرت عن وحي املاك
حكيت جدك أقضى العالمين وذا * فضل به انفرد المحكي والحاكي
كم مقفلات علوم قد فتحت فما * كادت لتغلق يوما دون سلاك
وكم أفضت على الدنيا هدى وندى * كانا حياة لضلال وهلاك
ما فاته ابدا حاشاه ذو كرم * كلا ولا فاته نسك لنساك
كل السحب ان تحكي نداه وهل * يحكي ندى ضاحك في جوده باكي
تمنت شاه اقتحام يوم ملحمة * بل قد شاى كل مقدام وفتاك
فما من الفتك والجدوى لديه غدا * يهمي بعارض سفاح وسفاك
من جده حيدر الكرار من عجبت * من كره كل املاك بافلاك
قد غادر الشوس والبهم الكماة على * نشز من الأرض صرعى بين دكداك
مجزرين على الآكام تحسبهم * هديا تقرب فيه كف نساك
كم وقعة هدمت دين الضلال وكم * يوم به كثر المبكي والباكي
ببارق قد محا ليل القتام كما * به محا ليل إلحاد وإشراك
تخاله في السنا فجرا وكم فجرت * به دماء لمرتابين شكاك
كم بات شاكي جراج منه كل فتى * مدجج مستعد للوغى شاكي
وكم بخطيه قد شك مهجة ذي * خطى بدين الهدى والحق شكاك
لا بدع ان راح يحكيه ويشبهه * بحد باس لعمر الجور بتاك
يغشى الهياج بوجه ضاحك وإذا * جن الدجى بات فيه خائفا باكي
يحيي الدجى يرقب الاصباح تحسبه * ينظم النجم من فجر باسلاك
قد حاز كل مزايا الفخر في كرم * الأخلاق لم يبق من أزكى ولا زاكي
ود النسيم بان يحكي خلائقه * فأصبح الفضل للمحكي لا الحاكي
سر الدقائق مصداق الحقائق ما * مون البوائق عز الضارع الشاكي
من معشر قد زكت أعراقهم وذكت * أعرافهم حبذا الزاكي على الذاكي
زكوا فهوما كما قد شاء عرفهم * يا طيب ذلك من ذاك على زاكي
زكوا فروعا نمت في المكرمات فلا * تعجب لفرع نما من أصله الزاكي
طوبى لها دوحة في الخلد منبتها * طوباك من دوحة في الخلد طوباك
الله طهرهم عما يدنسهم * من شوب شرك وعن أثواب أشراك
(١٩٨)

وقبل أوحى إلى آبائه كرما * لولا علاكم لما فلكت أفلاكي
فضائل انتشرت رغما لكاتمها * هل يكتم العرف من مسك بامساك
شكرا لبار حباني حبكم كرما * فحبكم من لظى في الحشر فكاكي
قد ارتضى لي لطفا بي امامتهم * وما ارتضى لي هلاكا بين هلاك
هل املك الشكر لو عمرت طول مدى * الآباد حتى أوافي فيه ملاكي
تالله لن تملكي يا نفس أيسره * الا بعون من الرحمن مولاك
قد أوجب الله مفروض الولاء لهم * كيما يميز خبيث الأصل والزاكي
فخذ بقيت نظاما واعف عن زللي * بلطف صفح فذي غايات ادراكي
فالنظم في جنب ما نظمت محتقر * فهل يباري الحصى دري أفلاك
سبى عقولا بمسبوك النظام الا * فاعجب لسابي عقول فيه سباك
قد غادر الشعراء المفلقين به * عجما كأنهم من بعض أتراك
فحالتي مثل حال الغيث يمطر في * البحر المحيط بما يهدي لملاك
ومن غدا لرياض الزهر يتحفها * وللاراك بورد أو بمسواك
وناقل التمر يهديه إلى هجر * هل فعله كان عن حزم وادراك
تركت كل أخي فخر لمفتخر * هذا لهذا عيوفا أي تراك
يستحقر الكل كلا في فخار فتى * دون البرية كل الفضل دراك
فاسلم على جدة الأيام ما صدحت * ورق الحمائم وهنا أو حكى حاكي ٥٦٧:
أبو العباس أحمد بن نوح بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن نوح
السيرافي نزيل البصرة صاحب الرجال.
اختلاف كلماتهم في ترجمته
قال النجاشي: أحمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح. وفي
الفهرست: أحمد بن نوح. ومن هنا ظن أنهما اثنان فترجما في موضعين
ولكن الصواب انهما واحد وان الظاهر في ترجمته ما ذكرناه. وقال الميرزا في
رجاله في باب الكنى: أبو العباس بن نوح هو أحمد بن محمد بن نوح أو
أحمد بن علي بن العباس كما تقدم انتهى وفي النقد اقتصر على الثاني وقال
الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع: محمد بن أحمد بن
العباس بن نوح جد أبي العباس بن نوح روى عنه أبو العباس وفي كتاب
الغيبة للشيخ: قال ابن نوح أخبرني جدي محمد بن أحمد بن العباس بن
نوح. وما في الرجال والغيبة لا ينطبق على واحد من الترجمتين المتقدمتين
عن النجاشي والفهرست فليس في واحدة منهما ان جده محمد بن أحمد بن
العباس بن نوح فلا بد ان يكون وقع سقط في الآباء ولم أر من تنبه لذلك
وان حكم بعضهم بالاتحاد فالظاهر أن الصواب في ترجمته ما ذكرناه وبه
يجمع بين ما في رجال النجاشي والفهرست ورجال الشيخ فيكون قد نسب
مرة إلى بعض أجداده ومرة إلى البعض الآخر وهو غير عزيز والنجاشي مع
كونه أضبط الكل وأعرفهم بالأنساب قد صرح بأنه ابن نوح فيكون المراد
بجده محمد الذي يروي عنه هو الجد الاعلى.
نسبته
السيرافي نسبة إلى سيراف بكسر السين المهملة وسكون المثناة التحتية
وراء وألف وفاء بلدة بفارس على ساحل البحر مما يلي كرمان بينها وبين
البصرة سبعة أيام.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: أحمد بن نوح بن علي بن العباس بن نوح السيرافي
نزيل البصرة. كان ثقة في حديثه متقنا لما يرويه فقيها بصيرا بالحديث
والرواية وهو استاذنا وشيخنا ومن استفدنا منه وله كتب كثيرة اعرف منها:
١ كتاب المصابيح في ذكر من روى عن الأئمة ع لكل امام
٢ كتاب القاضي بين الحديثين المختلفين ٣ كتاب التعقيب والتعفير ٤
كتاب الزيادات على أبي العباس بن سعيد وهو ابن عقدة في رجال
جعفر بن محمد ع ٥ مستوفى اخبار الوكلاء الأربعة: وقال
الشيخ في الفهرست: أحمد بن محمد بن نوح يكنى أبا العباس السيرافي
سكن البصرة واسع الرواية ثقة في روايته غير أنه حكي عنه مذاهب فاسدة
في الأصول مثل القول بالرؤية وغيرها له تصانيف منها: كتاب الرجال
الذين رووا عن أبي عبد الله ع وزاد على ما ذكره ابن عقدة كثيرا وله
كتب في الفقه على ترتيب الأصول وذكر الاختلاف فيها وله كتاب اخبار
الأبواب غير أن هذه الكتب كانت في المسودة ولم يوجد منها شئ وأخبرنا
عنه جماعة من أصحابنا بجميع رواياته ومات عن قريب الا انه كان بالبصرة
ولم يتفق لقائي إياه انتهى وفي رجال بحر العلوم: وجدت لبعضهم هنا
في بيان الجماعة الذين يروون عنه انهم أبو الحسن الخياط وأبو الحسين
الكوفي وأبو طاهر الخشاب قال: ولعل المراد بأبي الحسين الكوفي هو
النجاشي فإنه من مشائخ الشيخ كما صرح به العلامة في رسالة الإجازة
انتهى وذكره الشيخ في كتاب الرجال بهذا العنوان فيمن لم يرو عنهم
ع وقال ثقة انتهى ولا شبهة في اتحاد أحمد بن علي بن نوح
المذكور في كلام النجاشي مع أحمد بن محمد المذكور في كلام الشيخ كما جزم
به غير واحد ويكون في آبائه علي ومحمد فنسب اليهما كما مر اما حكاية
المذاهب الفاسدة عنه فلو صحت لما خفيت على تلميذه النجاشي مع أنه لم
يشر إلى شئ منها وابن عقدة المشار اليه كان قد جمع في كتابه أسماء أربعة
آلاف رجل ممن روى عن جعفر بن محمد كما سيأتي في ترجمته فزاد ابن نوح
عليه كثيرا مع أن ابن عقدة كان من الحفاظ المشهود لهم بالحفظ العظيم من
العامة والخاصة فزيادة ابن نوح عليه كثيرا تدل على علو مكانته وسعة
اطلاعه، ولعل من زادهم ابن نوح لم تثبت عند ابن عقدة وثاقتهم أو من
باب كم ترك الأول للآخر والله أعلم ومن المؤسف ان هذه الكتب قد
ذهبت ولم يبق لها اثر، وعده بحر العلوم في مشايخ النجاشي الاحمدين
السبعة وقال إنه أعرفهم وأفضلهم يستند اليه النجاشي وغيره في أحوال
الرجال انتهى وقد صرح النجاشي فيما مر بأنه شيخه وأستاذه ومن
استفاد منه اما الشيخ فصرح بعدم لقائه كما مر وقال النجاشي في ترجمة
محمد بن زكريا بن دينار قال لي أبو العباس بن نوح انني أروي عن عشرة
رجال عنه ثم قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن نوح حدثنا أبو
الحسن علي بن يحيى السلمي الحذاء وأبو علي أحمد بن الحسين بن
إسحاق بن سعيد الحافظ وعبد الجبار بن السيران الساكن بنهر خطي في
آخرين عنه انتهى. ٥٦٨:
الشيخ أحمد بن نور الدين بن علي بن عبد العالي الكركي حفيد
المحقق الثاني.
كان عالما فاضلا يروي عن محمد بن محمد بن محمد بن داود المؤذن
العاملي الجزيني. ٥٦٩:
ميرزا احمد نيازي
مر بعنوان أحمد بن إسحاق بن أبي تراب.
(١٩٩)

٥٧٠:
ميرزا احمد النيريزي بالنون والمثناتين التحتانيتين بينهما راء ثم زاي والني القصب وريزه
الصغير بالفارسية اي مقطع القصب وقيل إن نيريز اسم بلد.
من مشاهر الخطاطين في إيران في القرن الثاني عشر الهجري وجد
بخطه عدة قرائين بعضها بتاريخ ١١٣٨. ٥٧١:
السيد احمد الملقب بهاتف الاصفهاني
توفي سنة ١١٩٨.
ذكره في تحفة العالم فقال ما تعريبه: كان سيدا عالي القدر وفاضلا
منشرح الصدر وفي فن الطبابة جالينوس العصر جمع الفضائل النفسانية
والمحاسن الصورية وفي العلوم العربية من الأفاضل العالي الشأن وفي
التقوى والورع ثاني أبي ذر وسلمان وفي النظم الفارسي والعربي شاعر
الزمان له قصائد غراء بالعربية والفارسية في مدح أصحاب العبا خاصة سيد
الأوصياء قرأ على كثير من علماء عراق العرب والعجم وكان تارة يسكن
النجف الأشرف وتارة يسكن أصفهان وكاشان ثم أورد شيئا من شعره
الفارسي. ٥٧٢:
أحمد بن هارون الدينوري
روى الصدوق في كمال الدين بسنده انه ممن رأى المهدي
ع في الغيبة الصغرى من الدينور حسن بن هارون واخوه أحمد وفي
نسخة وابن أخيه أحمد. ٥٧٣:
أحمد بن هارون الفامي
من مشائخ الصدوق الذين أكثر من الرواية عنهم مترضيا خصوصا في
كمال الدين. وفي العيون حدثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه في
مسجد الكوفة سنة ٢٤٥ قال حدثنا علوان انتهى وذكره الشيخ في رجاله
فيمن لم يرو عنهم ع وقال: روى عنه أبو جعفر بن بابويه. وفي
العدة للمحقق السيد محسن الكاظمي انه ترحم عليه وترضى عنه
الصدوق. وفي مشتركات الكاظمي يعرف برواية أبي جعفر بن بابويه عنه. ٥٧٤:
الشهيد السيد أحمد بن هاشم بن علوي بن الحسين الغريفي بن الحسن بن
أحمد بن عبد الله بن عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي كمال
الدين بن سليمان بن جعفر بن أبي العشائر موسى بن أبي الحمراء محمد بن
علي الطاهر بن علي الضخم بن أبي علي الحسن بن أبي الحسن محمد الحائري
دفين حي واسط المعروف بالعقار ابن إبراهيم المجاب بن محمد العابد بن الإمام
موسى بن جعفر ع.
هو من بيت علم وسيادة وشرف فاخوه السيد عبد الله البلادي المتوفى
سنة ١١٦٥ من مشاهير العلماء وجد أبيه السيد حسين الغريفي فقيه مشهور
مترجم في السلافة اما المترجم فلسنا نعلم عن مكانه في العلم شيئا ختم الله
له بالشهادة وهو متوجه إلى زيارة مشاهد أجداده الطاهرين بالعراق فقتله
اللصوص هو وزوجته وولده في مكان شرقي الديوانية في أراضي لملوم
مساكن قبيلتي جبور والأقرع وقبره هناك معروف يزار وكان ذلك في المئة
الثانية عشرة وقد جدد بعض أهل الخير بناء ضريحه في سنة ١٣٥٥ هكذا في
كتاب شهداء الفضيلة قال ويعرف اليوم على ألسنة العامة بحمزة الشرقي
لان في غربي الديوانية مدفن أبي يعلى حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن
الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب ع
انتهى. ٥٧٥:
السلطان أحمد بن هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان.
قتل سنة ٦٨٣ وقيل سنة ٦٨٠.
في تاريخ ملوك إيران وغيرهم الفارسي المخطوط الذي أشرنا اليه في
مصادر الكتاب من الجزء الأول ما تعريبه: تولى الملك بعد أخيه ابقا
خان بن هولاكو وذلك يوم الأحد ١٣ ربيع الأول سنة ٦٨١ في الأواق
وكان اسمه أولا تكودار فلما تشرف بالاسلام تسمى بالسلطان أحمد
واستوزر الخواجة شمس الدين محمد الجويني صاحب الديوان الذي ولي
الوزارة لأبيه وعمه تسعا وعشرين سنة وبعد مضى سنتين وشهرين من ملك
السلطان أحمد خرج عليه ارغون خان بن ابقا خان وقتله وذلك سنة ٦٨٣
وتولى السلطنة بعده وقتل الخواجة شمس الدين الجويني بتهمة انه سم
ابقا خان. وذكره صاحب مجالس المؤمنين فقال ما ترجمته: أصل اسمه
تكودار وحيث انه اسلم بمساعي الصاحب الأعظم الخواجة شمس الدين
الجويني جعل اسمه أحمد وكان ملكا جميل الاخلاق حسن السيرة ووقع نزاع
بينه وبين ابن أخيه ارغون خان بن ابقا خان وكان عمه في خراسان ولم يكن
راضيا بسلطنة عمه ويقول ولي العهد هو أبي ومن بعد سنتين جمع عسكرا
وذهب إلى خراسان فالتقى العسكران فتحصن منه ارغون خان وحاصره السلطان
احمد مدة فتوسط جماعة في الصلح بينهما فنزل ارغون من القلعة وحضر عند
السلطان أحمد واعتذر اليه فعفا عنه السلطان أحمد وأعطاه حكم خراسان ثم إن
جمعا من المفسدين من المغول الذين لم يرق لهم اسلام السلطان أحمد
رغبوا ارغون خان بمخالفة السلطان أحمد وفي هذه المرة أيضا قبض السلطان
أحمد على ارغون وسلمه إلى جماعة من العسكر ورجع وأمرهم ان يأتوا بعده
ويحضروا ارغون معهم فاتفق الامراء واطلقوا ارغون وبايعوه بالسلطنة
وجاءوا معه لمحاربة السلطان أحمد فلما علم السلطان أحمد بغدرهم ذهب إلى
عند أمه في أذربيجان فلحقته عساكر ارغون وقبضوا عليه وقتله ارغون
وكانت هذه الواقعة سنة ٦٨٠. ٥٧٦:
أبو الحسن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن يحيى بن زهير بن هارون بن
موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة بن ربيعة
بن خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل.
ولد سنة ٤٥٤ وتوفي سنة ٥١٤.
عن طبقات الحنفية للقرشي انه عم جد الرئيس أبي حفص عمر بن
العديم حدث عن أبيه وقد حققنا في غير موضع ان آل أبي جرادة شيعة. ٥٧٧:
الشيخ شهاب الدين أحمد بن هلال.
له تفسير آية الكرسي عرفاني مبسوط سماه مفتاح كنوز الأسماء
وجدت منه نسخة بخط تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الفوعي كتبها
في ٣ رجب سنة ٨٩٢ ومعه شرح بيت من قصيدة البردة، مظنون التشيع. ٥٧٨:
أبو جعفر أحمد بن هلال العبرتائي البغدادي
ولد سنة ١٨٠ ومات سنة ٢٦٧.
العبرتائي منسوب إلى عبرتاء بالمد بالعين المهملة المفتوحة والباء
الموحدة والراء الساكنة والمثناة الفوقية بعدها ألف وهمزة. في معجم البلدان
هو اسم أعجمي فيما أحسب وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي
(٢٠٠)

النهروان بين بغداد وواسط فيها سوق عامر وفي الفهرست عبرتاء قرية
بناحية اسكاف بني جنيد وزاد في الخلاصة من قرى النهروان. وفي نضد
الايضاح قرية بناحية اسكاف بني جنيد من قرى نهروان بفتح النون وتثليث
الراء وبضمها ثلاث قرى أعلى وأوسط وأسفل هي بين واسط وبغداد. وفي معجم
البلدان هي ثلاث نهروانات الاعلى والأوسط والأسفل وهي كورة واسعة بين بغداد
وواسط من الجانب الشرقي حدها متصل ببغداد وفيها عدة بلاد متوسطة منها
اسكاف وجرجرايا والصافية ودير قني وغيرها وكانت بها وقعة لأمير المؤمنين
علي ع مع الخوارج مشهورة قال الشيخ في رجاله في أصحاب
العسكري ع أحمد بن هلال وفي أصحاب الهادي ع
أحمد بن هلال العبرتائي بغدادي غال وفي الفهرست أحمد بن هلال
العبرتائي عبرتا قرية بناحية اسكاف بني جنيد ولد سنة ١٨٠ ومات سنة
٢٦٧ كان غاليا متهما في دينه وقد روى أكثر أصول أصحابنا انتهى وعن
الشيخ في التهذيب في باب الوصية لأهل الضلال ان أحمد بن هلال مشهور
باللعنة والغلو وما يختص بروايته لا نعمل عليه انتهى وقال النجاشي
أحمد بن هلال أبو جعفر العبرتائي صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد ورد
فيه ذموم من سيدنا أبي محمد العسكري ع ولا اعرف له إلا كتاب يوم وليلة و
كتاب نوادر أخبرني بالنوادر أبو عبد الله بن شاذان عن
أحمد بن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عنه أخبرني أحمد بن محمد بن
موسى بن الجندي حدثنا ابن همام حدثنا عبد الله بن العلا المذاري عنه
بكتاب يوم وليلة قال علي بن همام ولد أحمد بن هلال سنة ١٨٠ ومات سنة
٢٦٧. وفي الخلاصة: قال النجاشي انه صالح الرواية يعرف منها وينكر
وتوقف ابن الغضائري في حديثه الا ما يرويه عن الحسن بن محبوب من
كتاب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره قد سمع هذين الكتابين جل
أصحاب الحديث واعتمدوه فيهما وعندي ان روايته غير مقبولة انتهى
وأشار النجاشي بالذموم التي وردت فيه إلى ما رواه الكشي في كتابه حيث
قال: في أحمد بن هلال العبرتائي والدهقان والدهقاني عروة. علي بن
محمد بن قتيبة حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي قال ورد على
القاسم بن العلا نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال وكان ابتداء ذلك
أن كتب ع إلى قوامه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع، قال وكان
من شان أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعا وخمسين حجة وعشرون منها
على قدميه قال وقد كان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا عنه فأنكروا ما
ورد في مذمته فحملوا القاسم بن العلا على أن يراجع في امره فخرج اليه فقد
كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله بما قد علمت لم يزل
لا غفر الله ذنبه ولا اقاله عثرته يداخل في أمرنا بلا إذن منا ولا رضى يستبد
برأيه فتحامى من ذنوب لا يمضي من أمرنا الا بما يهواه ويريد اراده الله
بذلك في نار جهنم فصبرنا عليه حتى بتر الله بدعوتنا عمره وكنا قد عرفنا
خبره قوما من موالينا في أيامه لا رحمه وأمرناهم بالقاء ذلك إلى الخاص من
موالينا ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لا رحمه الله ولا من لا يبرأ منه
واعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته بما أعلمناك من حال هذا الفاجر
وجميع من كان سالك ويسالك عنه من أهل بلده والخارجين ومن كان
يستحق ان يطلع على ذلك فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما
روى عنا ثقاتنا فقد عرفوا بأننا نفاوضهم بسرنا ونحملهم إياه إليهم وعرفنا
ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى. وقال أبو حامد فثبت قوم على انكار
ما خرج فيه فعاوده فيه فخرج لا شكر الله قدره لم يدع المرء ربه بان لا يزيغ
قلبه بعد إذ هداه وان يجعل ما من به عليه مستقرا ولا يجعله مستودعا وقد
علمتم ما كان من حال الدهقاني عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته
فأبدله الله بالايمان كفرا حين فعل ما فعل فعاجله بالنقمة ولم يمهله انتهى
وعن كتاب كمال الدين عن شيخه محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن
عبد الله أنه قال: ما رأينا ولا سمعنا بمتشيع رجع عن التشيع إلى النصب
الا أحمد بن هلال وكانوا يقولون إن ما تفرد بروايته أحمد بن هلال لا يجوز
استعماله انتهى وعن موضع من كمال الدين حدثنا يعقوب بن يزيد عن
أحمد بن هلال حال استقامته. وهو يدل على أنه كان أولا: مستقيما ثم تغير
وقد يستشكل في نسبة الغلو اليه والنصب فإنهما متنافيان ويمكن الجمع بان
المراد نصب العداوة للشيعة، ولعل استثناء كتابي المشيخة والنوادر
لاشتهارهما حتى قال الطبرسي: كتاب المشيخة في أصول الشيعة أشهر من
كتاب المزني عند غيرهم، وذكر الشيخ في كتاب الغيبة ان من المذمومين
أحمد بن هلال الكرخي وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف أحمد بن
هلال العبرتائي الضعيف برواية عبد الله بن جعفر وعبد الله بن العلا
المذاري، وموسى بن الحسن بن عامر، والحسن بن علي بن عبد الله بن
المغيرة عنه. وعن جامع الرواة أنه زاد رواية محمد بن عيسى العبيدي
وسعد بن عبد الله ومحمد بن علي بن محبوب وأحمد بن موسى النوفلي
والحسين بن أحمد المالكي والحسين بن أحمد ومحمد بن أحمد بن يحيى أو
الحسن بن علي الزيتوني وعلي بن محمد الجبائي وعلي بن محمد وأحمد بن
محمد بن عبد الله وإبراهيم بن محمد الهمداني ومحمد بن يحيى العطار وأبي
قتادة ومحمد بن يعقوب عن الحسين عنه انتهى وعن جامع الرواة أيضا
انه يروي عن أبي سعيد الخراساني عن الرضا ع انتهى. ٥٧٩:
احمد الهمداني
في البحار: هو أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني الكوفي
الحافظ وقد يعبر عنه بابن عقدة وبأحمد الكوفي الهمداني. ٥٨٠:
احمد الهمذاني.
له كتاب بحر النفائس. ٥٨١:
السيد احمد الهندي.
له ترجمة رسائل اخوان الصفا وخلان الوفا إلى الفارسية توجد منه
نسخة في مكتبة راجة الفيضابادي كما عن فهرستها لكن لا يعلم أنه ترجمة
الرسائل المشهورة لجمعية اخوان الصفا أو ترجمة كتاب أبي سلمة أحمد
المجريطي المسمى بهذا الاسم الذي يشبهها. ٥٨٢:
أحمد بن هوذة
هو أحمد بن نصر بن سعيد الباهلي المتقدم. ٥٨٣:
أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح
الكاتب الأصبهاني الاخباري مولى بني العباس المعروف باليعقوبي وبابن اليعقوبي
وبابن واضح.
كان حيا سنة ٢٩٢ كما يأتي فما في معجم الأدباء عن أبي عمر محمد بن
يعقوب المصري في تاريخه من أنه توفي سنة ٢٨٤ لا يصح.
(٢٠١)

كان من المؤرخين والجغرافيين المشهورين وكان شاعرا وهو معاصر
لأبي حنيفة الدينوري، سافر كثيرا وأطال المقام ببلاد أرمينية وكان فيها سنة
٢٦٠ ورحل إلى الهند وعاد إلى مصر وبلاد المغرب وألف في سياحته هذه
كتاب البلدان وهو أقدم كتاب عربي في الجغرافيا وكان يأخذ ذلك من أفواه
الناس في سياحته ويقيده كما ستعرف، وله اتصال بال طولون. ويظهر
تشيعه من كتابه في التاريخ وقد ذكر فيه حديث الغدير بل ومن كتاب
البلدان أيضا، قال فيه عند ذكر طوس: وبها توفي الرضى علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ع، وفي تاريخ
آداب اللغة العربية ومن مزايا تاريخه فضلا عن قدمه أن مؤلفه شيعي فيأتي
بأشياء عن العباسيين يتحاشى سواه ذكرها انتهى
يروي محمد بن أحمد بن الخليل التميمي في كتابه جيب العروس و
ريحان النفوس عن أبيه احمد عن جده الخليل عن أحمد بن أبي يعقوب.
مؤلفاته
قال ياقوت: له تصانيف كثيرة ١ كتاب التاريخ أقول وهو
كتاب في التاريخ العام مطبوع بليدن ينتهي إلى خلافة المعتمد على الله
العباسي الخامس عشر من ملوك بني العباس اي إلى سنة ٢٥٥ وفي
كتاب آداب اللغة العربية انه ينتهي في زمن المعتمد سنة ٢٥٩ انتهى
وهو جزءان: الأول في التاريخ العام قبل الاسلام وفيه ستة أبواب ١
التاريخ القديم حسب الكتب الموسوية ٢ تاريخ أهل الهند ٣ تاريخ
اليونان والرومان مع ذكر كتب بقراط وجالينوس وأرسطاطاليس ونيقوماخس
وبطليموس مع بعض المعلومات عن المؤلفات الشهيرة ٤ تاريخ
الساسانيين من ملوك الفرس ٥ تاريخ الصينيين والمصريين وقبائل النوبة
والبجة ٦ تاريخ قدماء العرب وأديانهم ولعب الميسر الجزء الثاني في
تاريخ الاسلام إلى خلافة المعتمد العباسي الذي تولى الخلافة من ٢٥٦ إلى
٢٧٩ طبع في ليدن ٢ كتاب البلدان في الجغرافية طبع أيضا في ليدن
١٨٦١ م قال في أوله: اني عنيت في عنفوان شبابي وعند احتيال سني
وحدة ذهني بعلم اخبار البلدان ومسافة ما بين كل بلد وبلد لأني سافرت
حديث السن واتصلت أسفاري ودام تغربي فكنت متى لقيت رجلا من تلك
البلدان سألته عن وطنه ومصره فإذا ذكر محل داره وموضع قراره سألته عن
بلده في لدته ما هي وزرعه ما هو وساكنيه من هم من عرب أو عجم
وشرب أهله حتى اسال عن لباسهم ودياناتهم ومقالاتهم والغالبين عليه
ومسافة ذلك البلد وما يقرب منه من البلدان ثم أثبت كل ما يخبرني به من
أثق بصدقه واستظهر بمسالة قوم بعد قوم حتى سالت خلقا كثيرا وعالما من
الناس في الموسم وغير الموسم ن أهل المشرق والمغرب وكتبت اخبارهم
ورويت أحاديثهم وذكرت من فتح بلدا بلدا وجند مصرا مصرا من الخلفاء
والامراء ومبلغ خراجه وما يرتفع من أمواله فلم أزل اكتب هذه الأخبار
وأؤلف هذا الكتاب دهرا طويلا وأضيف كل خبر إلى بلده وكل ما اسمع به
من ثقات أهل الأمصار إلى ما تقدمت عندي معرفته وعلمت انه لا يحيط
المخلوق بالغاية، ولا يبلغ البشر النهاية، وليست شريعة لا بد من تمامها،
ولا دين لا يكمل الا بالإحاطة به. وقد يقول أهل العلم في علم أهل
الدين الذي هو الفقه مختصر كتاب فلان الفقيه ويقول أهل الآداب في كتب
الآداب مثل اللغة والنحو والمغازي والاخبار والسير مختصر كتاب كذا
فجعلنا هذا الكتاب مختصرا لأخبار البلدان فان وقف أحد من اخبار بلد مما
ذكرنا على ما لم نضمنه كتابنا هذا فلم نقصد ان يحيط بكل شئ، وقد قال
الحكيم ليس طلبي للعلم طمعا في بلوع قاصيته واستيلاء على نهايته.
ولكن معرفة ما لا يسع جهله ولا يحسن بالعاقل خلافه وقد ذكرت أسماء
الأمصار والأجناد والكور وما في كل مصر من المدن والأقاليم والطساسيج
ومن يسكنه ويغلب عليه ويترأس فيه من قبائل العرب وأجناس العجم
ومسافة ما بين البلد والبلد والمصر والمصر ومن فتحه من قادة جيوش
الاسلام وتاريخ ذلك في سنته وأوقاته ومبلغ خراجه وسهله وجبله وبره
وبحره وهوائه في شدة حره وبرده ومياهه وشربه انتهى.
٣ كتاب المسالك والممالك يدل على وجوده ما ألحق باخر النسخة
المطبوعة من كتاب البلدان لما صورته: حكى أحمد بن أبي يعقوب صاحب
كتاب المسالك والممالك انه كان بالبصرة سبعة آلاف مسجد انتهى ٤
كتاب في أخبار الأمم السالفة صغير ٥ كتاب مشاكلة الناس لزمانهم.
ذكر الجميع ياقوت عدا الثالث.
ثم ذكر فيما ألحق بالنسخة المطبوعة من كتاب البلدان أمورا تاريخية
أخرى لا باس بنقل شئ منها قال: ذكر أحمد بن واضح الأصبهاني انه
أطال المقام ببلاد أرمينية.
قال محمد بن أحمد بن الخليل بن سعيد التميمي المقدسي في كتابه
المترجم بجيب العروس وريحان النفوس: المسك أصناف كثيرة أفضلها
وارفعها التبتي إلى أن قال وقال أحمد بن يعقوب أفضل المسك التبتي الخ
ثم قال قال محمد بن أحمد التميمي: حدثني أبي عن أبيه عن أحمد بن أبي
يعقوب أنه قال: العنبر أنواع كثيرة وأجود أنواعه العنبر الشحري وهو ما قذفه
بحر الهند إلى ساحل الشحر من ارض اليمن. وقال أحمد بن أبي يعقوب
من ولد جعفر بن وهب: فرق الواثق في أيامه من الأموال في الصدقة
والصلة ووجوه البر ببغداد وبسر من رأى وبالكوفة وبالبصرة والمدينة ومكة
خمسة آلاف دينار وقدم الوليد بن أحمد بن أبي دؤاد من قبله إلى بغداد بعد
الحريق الذي وقع بالأسواق ببغداد ومعه خمسمائة ألف دينار ففرقها على
التجار الذين ذهبت أموالهم في الحريق فحسنت أحوالهم وبنوا أسواقهم
بالجص والآجر وجعلوا أبواب حوانيتهم أبواب حديد.
قال احمد الكاتب: أنفق أحمد بن طولون على الجامع الظاهر أنه
بمصر مائة ألف دينار وعشرين ألف دينار وقال له الصناع على أي مثال نعمل
المنارة وما كان يعبث قط في مجلسه فاخذ درجا من الكاغد وجعل يعبث به
فخرج بعضه وبقي بعضه في يده فعجب الحاضرون، فقال: اصنعوا المنارة
على هذا المثال فصنعوها ولما تم بناء الجامع رأى في منامه كان الله تجلى
للمقصورة التي حول الجامع ولم يتجل للجامع فسال المعبرين فقالوا يخرب
ما حوله ويبقى قائما وحده كقول الله تعالى: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا
وقوله ص: إذا تجلى الله لشئ خضع له فكان كما قالوا.
وحدث أحمد بن أبي يعقوب الكاتب قال: لما كانت ليلة عيد الفطر
من سنة ٢٩٢ تذكرت ما كان فيه آل طولون في مثل هذه الليلة من الزي
الحسن بالسلاح وملونات البنود والاعلام وشهير الثياب وكثرة الكراع
وأصوات الأبواق والطبول فاعترتني عبرة لذلك وفكرة ونمت في ليلتي
فسمعت هاتفا يقول:
ذهب الملك والتملك * والزينة لما مضى بنو طولون
(٢٠٢)

وقال أحمد بن أبي يعقوب:
ان كنت تسال عن جلالة ملكهم * فأربع وعج بمراتع الميدان
وانظر إلى تلك القصور وما حوت * وامرع بزهرة ذلك البستان
وان اعتبرت ففيه أيضا عبرة * تنبيك كيف تصرف العصران
يا قتل هارون اجتثثت أصولهم * وأشبت رأس أميرهم شيبان
لم يغن عنهم باس قيس إذ غدا * في جحفل لجب ولا غسان
وعدية البطل الكمي وخزرج * لم ينصرا بأخيهما عدنان
زفت إلى آل النبوة والهدى * وتمزقت عن شيعة الشيطان
قال المؤلف: أراد بهارون الواثق، وقوله زفت اي الخلافة وأراد بال
النبوة والهدى بني العباس، وبشيعة الشيطان بني أمية. ويظهر من كتابه
البلدان عند ذكر دمشق انحرافه عن بني أمية وميله لبني العباس. وقال ابن
واضح في صفة سمرقند:
علت سمرقند ان يقال لها * زين خراسان جنة الكور
أ ليس أبراجها معلقة * بحيث لا تستبين للنظر
ودون أبراجها خنادقها * عميقة ما ترام من ثغر
كأنها وهي وسط حائطها * محفوفة بالظلال والشجر
بدر وأنهارها المجرة والآطام * مثل الكواكب الزهر
انتهى ما نقلناه مما ألحق بنسخة كتاب البلدان المطبوعة. ٥٨٤:
الميرزا احمد الوقاري الشيرازي.
مر بعنوان أحمد بن محمد شفيع. ٥٨٥:
أحمد بن الوليد.
في البحار: هو أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد انتهى. ٥٨٦:
أحمد بن وهيب بن حفص الأسدي الجريري.
وهيب مصغر والجريري بالجيم والرائين والياء قبل الراء
وبعدها.
قال النجاشي: له كتاب نوادر أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا
أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد عن أحمد بن وهيب بن حفص به
انتهى وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع: أحمد بن
وهيب بن حفص روى عنه حميد بن زياد انتهى وفي مشتركات
الكاظمي: يعرف أحمد بن وهيب برواية حميد بن زياد عنه انتهى. ٥٨٧:
أحمد بن يحيى بن الحسين بن قاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل
الديباج بن إبراهيم بن عمر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن
أبي طالب ع.
توفي سنة ٣٢٤ باليمن.
في مجالس المؤمنين: ظهر أبوه يحيى باليمن في أيام المعتضد ولقب
بالهادي توفي في ذي الحجة سنة ٢٩٨ وقام بعده ولده محمد بن يحيى ولقب
بالمرتضى وتوفي سنة ٣١٥ فقام مقامه ولده أحمد بن يحيى ولقب بالناصر
لدين الله إلى أن توفي بالتاريخ المتقدم. ٥٨٨:
أبو جعفر أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي الصوفي الكوفي بن أخي ذبيان.
والأودي نسبة إلى أود بفتح الهمزة وسكون الواو بعدها دال
مهملة اسم رجل وذبيان بضم الذال المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح
المثناة التحتية بعدها ألف ونون.
قال النجاشي: أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي الصوفي كوفي أبو
جعفر ابن أخي ذبيان ثقة له كتاب دلائل النبي ص رواه عنه جعفر بن
محمد بن مالك الفزاري انتهى وفي مشتركات الكاظمي: باب
أحمد بن يحيى المشترك بين رجلين أحدهما ابن يحيى بن حكيم الثقة ويمكن
استعلامه برواية جعفر بن محمد بن مالك عنه وثانيهما ابن يحيى المكنى أبا
نصر الذي هو أحد غلمان العياشي لم نظفر له بأصل ولا كتاب وحيث لا
تمييز فلا وقف على الظاهر انتهى اي لأن كليهما ثقة. ٥٨٩:
أبو نصر أحمد بن يحيى الفقيه السمرقندي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال:
أحمد بن يحيى يكنى أبا نصر من غلمان العياشي وذكره في باب الكنى من
رجاله فقال أبو نصر بن يحيى الفقيه من أهل سمرقند ثقة خير فاضل كان
يفتي العامة بفتياهم والحشوية بفتياهم والشيعة بفتياهم وفي الوجيزة:
أحمد بن يحيى أبو نصر الفقيه السمرقندي ثقة ومر ما في المشتركات في أحمد
بن يحيى بن حكيم. ٥٩٠:
الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن مفضل بن
حجاج الحسيني اليمني امام الزيدية.
ولد سنة ٧٦٤ وقام بالأمر سنة ٧٩٣ وتوفي سنة ٨٤٠ وعده صاحب
كشف الظنون من أهل المئة العاشرة وهو اشتباه.
وكتابنا وإن كان خاصا بالامامية الاثني عشرية إلا أننا قد نذكر فيه
غيرهم. كان المترجم من أئمة الزيدية وعلمائها وله مؤلفات كثيرة يوجد
منها في بعض مكتبات العراق. وقد نظم تصانيفه في قصيدة طويلة حفيده
السيد عبد الله بن يحيى بن شمس الدين بن أحمد بن يحيى المترجم وذكر
القصيدة في ترجمة الناظم صاحب مطلع البدور أحمد بن صالح آل أبي
الرجال اليماني. ومن مؤلفاته: ١ البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء
الأمصار مشتمل على تسعة كتب مختصرة ا الملل والنحل ب القلائد
في العقائد ج رياضة الافهام في الكلام د معيار العقول ه‍
الجواهر والدرر في السير والاعتماد في الاجتهاد ز الاحكام
في الاخلاق وتصفية الباطن من الآثام. وشرح كل واحد من هذه المتون
وسمي الشرح باسم خاص ومجموع شروح المختصر سماه غايات الأفكار
٢ غايات الأفكار ونهايات الأنظار المار اليه الإشارة ٣ الأزهار في فقه
الأئمة الأطهار على مذهب الزيدية ٤ المنية والأمل في شرح الملل والنحل
وهو السفر الأول من الاسفار التسعة المار ذكرها ٥ يواقيت السير في شرح
الجواهر والدرر المار اليه الإشارة ورتبه على ثمانية كتب وسمي السادس
منها: ٦ رياض الفكر في شرح سيرة العترة المنتجبين الزهر. ٥٩١:
جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي الحلي
وصف في الإجازات بالشيخ السعيد جمال الدين أحمد وليس هو من
مشائخ الإجازة ولكن ولده رضي الدين أبو الحسن علي من مشائخ الشهيد
ويذكر في الإجازات ويذكر والده هذا بتبعيته ولا نعلم من أحواله غير
ذلك.
(٢٠٣)

٥٩٢: أبو الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي المعروف بابن
الراوندي من أهل مرو الروذ في خراسان
ولد حدود سنة ٢٠٥ وتوفي سنة ٢٤٥ برحبة مالك بن طوق التغلبي
وقيل ببغداد وتقدير عمره أربعون سنة كذا ذكر وفاته المسعودي وابن خلكان
وحكى الثاني عن البستان أنه توفي سنة ٢٥٠ وفي رسالة عندي في وفيات
العلماء في كل فن لا أعرف مؤلفها أنه توفي سنة ٢٤٣.
والراوندي نسبة إلى راوند بفتح الراء والواو بينهما ألف وسكون
النون بعدها دال مهملة قرية من قرى قاشان بنواحي أصبهان بناها راوند
الأكبر بن الضحاك بيوراسب.
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان: كان من الفضلاء في عصره له مقالة في علم
الكلام وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام وقد انفرد بمذاهب
نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم انتهى وفي تكملة فهرست ابن النديم
من الطبعة المصرية: ابن الراوندي قال أبو القاسم البلخي في كتاب محاسن
خراسان أبو الحسين أحمد بن يحيى بن محمد بن إسحاق الراوندي من أهل
مرو الروذ ولم يكن في نظرائه في زمنه احذق منه بالكلام ولا اعرف بدقيقه
وجليله انتهى وهذه شهادة من أبي القاسم البلخي وهو من شيوخ
المعتزلة وعداوة المعتزلة لابن الراوندي معروفة بسبب انه كان منهم ثم أظهر
مذهب الشيعة خصومهم وألف في الرد على المعتزلة وهجن مذهبهم كما يأتي
وكان ابن الراوندي معاصرا لأبي عيسى الوراق وعلى قول أبي الحسين
الخياط أنه كان من تلامذة أبي عيسى. وفي الرياض في أبي عيسى الوراق
محمد بن هارون: قال بعض فضلاء أهل السنة في كتابه أن دعوى النصر
الجلى على خلافة علي مما وضعه هشام بن الحكم ونصره ابن الراوندي وأبو
عيسى الوراق الخ. وفي موضع آخر من الرياض: كان ابن الراوندي
بزعم العامة أول من أبدع القول بالنص الجلي على امامة علي ع
ونقل الرواية عليه انتهى. وكان ابن الراوندي من المتكلمين المعروفين
وكان في أول أمره من المعتزلة وألف كتبا على طريقة المعتزلة وتقرير عقائدهم
ثم أظهر مذهب الشيعة الإمامية وألف كتبا على طريقتهم ككتاب الإمامة
وغيره وكتاب معجزات الأئمة الآتي اليه الإشارة إذا صحت نسبته اليه
وأجاد في تأليف تلك الكتب وجمع فيها من الأدلة وآراء الكلاميين لتأييد
عقيدة الشيعة خصوصا في مسالة الإمامة ما كان للشيعة منه ماخذ كبير في
تلك الأيام. وألف كتبا في الرد على المعتزلة ككتاب فضيحة المعتزلة وغيره
ولما كان عارفا بآرائهم على الوجه الأكمل لأنه كان منهم ومؤلفا لهم وكاتبا
مجيدا جاءت كتبه في نهاية الجودة.
القدح فيه
نسبت اليه كتب نسب بسببها إلى الالحاد ورد عليها جماعة ونقض هو
بعضها وسيأتي اعتذار المرتضى عنها، ونقضه لها اما لأنه من أول الأمر لم
يكن معتقدا بها أو ظهر له فسادها أو تاب منها وربما يؤيده حكاية خصمه
أبي القاسم البلخي فيما سبق عن جماعة أنه تاب عند موته مما كان منه وراد
في تحامل من تحامل عليه من المعتزلة وبعض الأشاعرة نصرته مذهب الشيعة
بعد ما كان من المعتزلة فنسب إلى الزندقة والالحاد ووجد خصومه ما يقوي
دعواهم ويعضدها من الكتب المنسوبة اليه والله أعلم بحقيقة امره. وعلماء
الشيعة مختلفون في أمره والذي دافع عنه في قبال المعتزلة هو السيد المرتضى
في كلامه الآتي ويأتي قول ابن شهرآشوب انه مطعون فيه وألف أبو محمد
الحسن بن موسى النوبختي وخاله أبو سهل إسماعيل بن علي كتبا في نقض
بعض مقالات ابن الراوندي وأشار المرتضى في الشافي في باب الإمامة إلى
نقض بعض أدلة ابن الراوندي. وفي تتمة كلام أبي القاسم البلخي
المتقدم: وكان في أول امره حسن السيرة جميل المذهب كثير الحياء ثم
انسلخ من ذلك كله بأسباب عرضت عليه ولأن علمه كان أكثر من عقله
وكان مثله كما قال الشاعر:
ومن يطيق مزكى عند صبوته * ومن يقوم لمستور إذا خلعا
قال وقد حكي عن جماعة انه تاب عند موته مما كان منه وأظهر الندم
واعترف بأنه انما صار ما صار اليه حمية وانفة من جفاء أصحابه وتنحيتهم
إياه من مجالسهم وأكثر كتبه الكفريات الفها لأبي عيسى بن لاوي اليهودي
الأهوازي وفي منزل هذا الرجل توفي انتهى.
قال المؤلف: اما ان سبب تركه لمذهب المعتزلة واظهاره الاعتقاد
بمذهب الشيعة وتأليفه لنصرة مذهبهم هو طرد المعتزلة له فأراد ارغامهم
بنصرة مذهب الشيعة فلم يأت إلا من جهة المعتزلة كأبي القاسم البلخي
وأبي الحسين الخياط وغيرهما وقولهم في حقه غير مقبول فان الخصومة
والعداوة تمنع قبول الشهادة وظاهر حاله أن رده عليهم وتأييده مذهب
الشيعة ناشئ عن عقيدة على أن قولهم هذا ناشئ عن الظن والتخمين
والاطلاع على السرائر متعذر لغير علام الغيوب وأما الكتب المنسوبة اليه
فيأتي عن المرتضى العذر عنها وأنه كان يتبرأ منها براء ظاهر وإن جلها قد
نقضه على نفسه وقد سمعت نقل البلخي عن جماعة أنه تاب منها عند موته
وقد شنع المعتزلة على ابن الراوندي كثيرا منهم القاضي عبد الجبار بن أحمد
الأسدآبادي الهمذاني صاحب كتاب المغني الذي صنف السيد المرتضى
كتاب الشافي للرد عليه فإنه قال في مقام الرد على الشيعة في كتابه المذكور
على ما حكاه عنه المرتضى في الشافي. قال حاكيا عن شيخه أبي علي
الجبائي أن أكثر من نصر هذا المذهب كان قصده الطعن في الدين والاسلام
فجعل هذه الطريقة سلما إلى مراده نحو هشام بن الحكم وطبقته ونحو أبي
عيسى الوراق وأبي حفص الحداد وابن الراوندي وبين شيخنا أبو علي أنهم
تجاوزوا ذلك إلى ابطال التوحيد والعدل إلى أن قال وأما حال ابن
الراوندي في نصرة الالحاد وأنه كان يقصد بسائر ما يؤلفه إلى التشكيك
فظاهر وربما كان يؤلف لضرب من الشهرة والمنفعة الخ قال المرتضى ونحن
مبينون عما في كلامه من الخطا والتحامل إلى أن قال فاما ابن الراوندي
فقد قيل إنه عمل الكتب التي شنع بها عليه معارضة للمعتزلة وتحديا لهم
لأن القوم كانوا أساؤوا عشرته واستقصوا معرته فحمله ذلك على اظهار
هذه الكتب ليبين عجزهم عن استقصاء نقضها وتحاملهم عليه في رميه
بقصور الفهم والغفلة وقد كان يتبرأ منها تبرأ ظاهرا وينتفي من عملها
ويضيفها إلى غيره وليس يشك في خطئه بتأليفها سواء اعتقدها أم لم يعتقدها
وما صنع ابن الراوندي من ذلك الا ما قد صنع الجاحظ مثله أو قريبا منه
ومن جمع بين كتبه التي هي العثمانية والمروانية والفتيا والعباسية والامامية
وكتاب الرافضة والزيدية رأى من التضاد واختلاف القول ما يدل على شك
(٢٠٤)

عظيم والحاد شديد وقلة تفكير في الدين أقول وذلك لأن كتاب العباسية
في تأييد الشيعة ونصرة بني العباس وإن الإمامة فيهم وكتاب
العثمانية في نصرة شيعة عثمان وانكار فضائل علي بن أبي طالب
ع وكتاب المروانية في نصرة آل مروان والدفاع عن امامة بني أمية
وعداوة علي بن أبي طالب ع وكذا باقي كتبه وفي ذلك من
التناقض ما لا يخفى. قال المرتضى وليس لأحد أن يقول إن الجاحظ لم
يكن معتقدا لما في هذه الكتب المختلفة وإنما حكى مقالات الناس
وحجاجهم وليس على الحاكي جريرة ولا يلزمه تبعة لأن هذا القول إن قنع
به الخصوم فليقنعوا بمثله في الاعتذار عن ابن الراوندي فإنه لم يقل في كتبه
هذه التي شنع بها عليه انني اعتقد المذاهب التي حكيتها واذهب إلى صحتها
بل كان يقول قالت الدهرية وقال الموحدون وقالت البراهمة وقال مثبتو
الرسل فان زالت التبعة عن الجاحظ في سب الصحابة والأئمة والشهادة
عليهم بالضلال والمروق عن الدين باخراج كلامه مخرج الحكاية فلتزولن
أيضا التبعة عن ابن الراوندي بمثل ذلك وبعد فليس يخفى كلام من قصده
الحكاية وذكر المقالة من كلام المشيد لها الجاهد نفسه في تصحيحها وترتيبها
ومن وقف على كتب الجاحظ التي ذكرناها علم أن قصده لم يكن الحكاية
وكيف يقصد إلى ذلك من أورد من الشبه والطرق ما لم يخطر كثيرا منه ببال
أهل المقالة التي شرع في حكايتها وليس يخفي على المنصفين ما في هذه
الأمور. قال واما أبو حفص الحداد فلسنا ندري من أي وجه ادخل في جملة
الشيعة لأنا لا نعرفه منهم ولا منتسبا إليهم ولا وجد له قط كلام في الإمامة
وحجاج عنها الخ إلى أن قال وإن واحدا أو اثنين ممن انتسب إلى التشيع
واحتمى به لو كان في باطنه شاكا أو ملحدا أي تبعة تلزم بذلك نفس
المذهب وأهله إذا كانوا ساخطين لذلك الاعتقاد ومكفرين لمعتقده والذاهب
اليه إلى آخر كلامه وهو دال على أن ابن الراوندي كان منسوبا إلى
التشيع وفي كتبه ما يدل على ذلك بخلاف أبي حفص الحداد ويشير إلى ما
قاله المرتضى ما يأتي عند ذكر مؤلفاته من أن كتبه المطعون بها عليه جلها قد
نقضها على نفسه فهذا يدل على أنه عملها لينقضها لا لاعتقاده بها وإنه كان
غير معتقد بها من أول الأمر أو رجع عنها لظهور فسادها أو انه كان عملها
عصيانا مع عدم اعتقاده بها ثم تاب منها ويؤيده حكاية خصمه البلخي عن
جماعة أنه تاب عند موته مما كان منه كما مر. وفي روضات الجنات عن
الشيخ حسن بن علي الطبرسي صاحب كتاب الكامل البهائي انه حكى في
كتابه الموسوم باسرار الأئمة عن الشيخ منتجب الدين أبو الفتوح في كتاب
نكت الفصول ان ابن الراوندي كان يهوديا ثم اسلم متنصبا قائلا بامامة
العباس بن عبد المطلب انتهى وهذا مع انفراده به لم يسنده إلى دليل
وعن ابن الجوزي زنادقة الاسلام ثلاثة: ابن الراوندي، وأبو حيان
التوحيدي، وأبو العلاء المعري انتهى وحشره في الزنادقة ليس الا لما
نسب اليه من الكتب. ومع اعتذار المرتضى عنها المتقدم وتبرئة منها ونقل
التوبة عنه عن جماعة لا يمكن الجزم بذلك. وفي معالم العلماء: ابن
الراوندي مطعون عليه جدا. وقال المرتضى في كتاب الشافي انه عمل
الكتب التي شنع بها عليه مغايظة أو مغالطة للمعتزلة ليبين لهم عن استقصاء
نقضها وكان يتبرأ منها براء ظاهرا وينتفي من عملها ويضيفها إلى غيره وله
كتب سداد مثل كتاب الإمامة والعروس انتهى.
وزبدة القول في ابن الراوندي انه مخطئ في تأليفه لهذه الكتب التي
هي من كتب الضلال سواء كان ألفها معتقدا بها أو لأجل معارضة المعتزلة
كما ذكره المرتضى في كلامه السابق إلا أنه مع نقضه لأكثرها وحكاية القول
بتوبته منها لا يمكن الجزم بالحاده ويبقى حاله في مرحلة الشك وإن جزمنا
بخطئه والله العالم بسريرته.
بعض الحكايات عنه
في تكملة فهرست ابن النديم الملحقة بالطبعة المصرية: حكى أبو
الحسين ابن الراوندي قال: مررت بشيخ جالس وبيده مصحف وهو يقرأ
ولله ميزاب السماوات والأرض. فقلت: وما يعني ميزاب السماوات
والأرض؟ قال: هذا المطر الذي ترى، فقلت: ما يكون التصحيف إلا
إذا كان مثلك يقرأ، يا هذا إنما هو ميراث السماوات والأرض. فقال:
اللهم غفرا انا من أربعين سنة اقرأها وهي في مصحفي هكذا انتهى.
مؤلفاته
قال المسعودي في مروج الذهب: له ١١٤ كتابا وقال ابن خلكان له
من الكتب المصنفة نحو من ١١٤ كتابا وقال أبو القاسم البلخي فيما حكاه
عنه ابن النديم في تتمة الفهرست مما ألف من الكتب الملعونة ١ كتاب
يحتج فيه على الرسل ع ونقضه على نفسه ونقضه الخياط أيضا
٢ نعت الحكمة صفة القديم تعالى وجل اسمه في تكليف خلقه امره ونهيه
ونقضه عليه الخياط ٣ كتاب يطعن فيه على نظم القرآن نقضه عليه الخياط
وأبو علي الجبائي ونقضه هو على نفسه ٤ القضيب الذهب وهو الذي فيه
ان علم الله بالأشياء محدث ونقضه عليه أبو الحسين الخياط ٥ الفرند
ونقضه عليه الخياط ٦ المرجان في اختلاف أهل الاسلام ونقضه ابن
الراوندي على نفسه انتهى ونقضه لها على نفسه يدل على أنه عملها
لينقضها لا لأنه يعتقدها كما مرت الإشارة اليه. قال ومن كتب صلاحه ٧
الأسماء والاحكام ٨ الابتداء والإعادة ٩ كتاب الإمامة أقول مر
نسبة المرتضى اليه هذا الكتاب قال ١٠ خلق القرآن ١١ البقاء والفناء
١٢ كتاب لا شئ الا موجود. وأمثالها من كتبه كثيرة انتهى وجل
هذه الكتب ألفها ابن الراوندي في أيام كونه من المعتزلة وقرر بها عقائدهم
ولهذا عدها البلخي من كتب صلاحه سوى كتاب الإمامة فإنه موافق لعقائد
الامامية ألفه حين ترك مذهب المعتزلة وتقرب به إلى الشيعة ويقال انه أخذ
عليه جائزة منهم ثلاثين دينارا ١٣ الطبائع ١٤ اللؤلؤة في تناهي
الحركات ١٥ فضيحة المعتزلة في رد كتاب فضيلة المعتزلة تأليف أبي
الحسين الخياط وقد حمل فيه حملة شديدة على المعتزلة والجاحظ وشيوخ
المعتزلة ودافع عن الامامية وقد رد عليه من المعتزلة أبو الحسين الخياط
بكتاب سماه الانتصار وقد نقل كثيرا من مطالبه خصوم المعتزلة خصوصا
الامامية والمتكلمون من الأشاعرة ١٦ العروس وهو محسوب من الكتب
السداد ١٧ التاج في اثبات قدم العالم ورده عليه أبو الحسين الخياط
المعتزلي وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي الامامي وحكى ابن أبي
الحديد في شرح النهج عن قاضي القضاة ان أحدا من العقلاء لم يذهب إلى
نفي الصانع للعالم ولكن قوما من الوراقين اجتمعوا ووضعوا بينهم مقالة لم
يذهب إليها أحد وهي ان العالم قديم لم يزل على هيئته هذه ولا إله للعالم
ولا صانع أصلا وإنما هو هكذا ما زال ولا يزال من غير صانع ولا مؤثر قال
اي قاضي القضاة وأخذ ابن الراوندي هذه المقالة فنصرها في كتابه
المعروف بكتاب التاج ١٨ كتاب السبك ١٩ كتاب نعت الحكمة أو
(٢٠٥)

عبث الحكمة ٢٠ كتاب الزمرد في ابطال الرسالة والطعن على القرآن
ولعله أحد الكتب التي ذكرها أبو القاسم البلخي سابقا، وأبو القاسم
الكعبي نقل عن ابن الراوندي أن سبب تسميته هذا الكتاب بالزمرد أن
الزمرد إذا قابل عين الحية أذابها وكذلك هو يهلك الخصم ونقضه عليه
الخياط ونقضه هو على نفسه ٢١ الدامغ في الرد على ترتيب القرآن نقضه
الخياط وأبو علي الجبائي ونقضه ابن الراوندي على نفسه وكأنه أحد ما سبق
٢٢ كتاب التوحيد ٢٣ كتاب في اجتهاد الرأي نقضه أبو سهل
إسماعيل بن علي النوبختي ٢٤ كتاب في معجزات الأئمة ع.
ففي رياض العلماء: ابن الراوندي ذكره الشيخ حسن بن علي بن
محمد بن علي بن الحسن الطبرسي في أسرار الأئمة ونسب اليه كتابا في
معجزات الأئمة والظاهر أنه غير ابن الراوندي المرمي بالزندقة عند العامة
والخاصة وحمله على القطب الراوندي والسيد فضل الله الراوندي ابعد
انتهى بل الظاهر أنه هو المرمي بالزندقة لانصراف الاطلاق اليه. ٥٩٣:
أبو الحسن أو الحسين أحمد بن أبي جعفر يحيى بن زهير بن هارون بن
موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن العديم العقيلي القاضي
ولد بحلب سنة ٣٨٠ وتوفي سنة ٤٤٤.
عن طبقات الحنفية للقرشي انه والد جد الصاحب كمال الدين
عمر بن أحمد بن العديم وأول من تولى القضاء بحلب من هذا البيت وليه
سنة ٤٣٥ قرأ الفقه على القاضي الفقيه أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني
وعلق عنه التعليق المنسوب اليه روى عنه أبو الفضل هبة الله بن أحمد بن
أبي جرادة وألف كتابا ذكر فيه الخلاف بين أبي حنيفة وأصحابه وما تفرد به
عنهم وحج سنة ٤٤٤ وأخذته العرب بتبوك مع جماعة من الحلبيين انتهى
وذكره ياقوت في معجم الأدباء عند ذكره لبيت أبي جرادة في أثناء ترجمة
عمر بن أحمد بن العديم فقال: ومنهم القاضي أبو الحسين أحمد بن يحيى بن
زهير وهو أول من ولي القضاء بمدينة حلب من هذا البيت وقد سمع
الحديث ورواه وقرأ على القاضي أبي جعفر محمد بن أحمد السمناني وكان
السمناني إذ ذاك قاضي حلب. أنشدني كمال الدين أبو القاسم عمر بن
أحمد بن أبي جرادة أنشدني والدي لجد أبيه القاضي هبة الله بن أحمد بن
يحيى يذكر أباه ويفتخر به:
انا ابن مستنبط القضايا * وموضح المشكلات حلا
وابن المحاريب لم تعطل * من الكتاب العزيز يتلى
وفارس المنبر استكانت * عيدانه من حجاه ثقلا
وذكرناه في هذا الكتاب لما تحقق عندنا من تشيع آل أبي جرادة
وبني العديم كما ذكرناه في إبراهيم بن محمد بن عمر بن العديم وذكرنا
نسبهم وسبب تسميتهم ببني العديم والكلام عليهم عموما هناك. ٥٩٤:
أحمد بن يحيى بن زكريا القطان أبو العباس
وقع في طريق الصدوق في الفقيه. ٥٩٥:
أحمد بن يحيى المقري
روى ابن أبي نصر عنه عن عبيد الله بن موسى العبسي في باب
ميراث ابن الملاعنة من التهذيب. ٥٩٦:
أحمد بن يحيى المكتب
من مشائخ الصدوق يروي عنه في كمال الدين مترضيا. ٥٩٧:
المولى احمد اليزدي الواعظ المجاور بالمشهد الرضوي
توفي حدود سنة ١٣١٠.
له شرح الزيارة الرجبية مطبوع وذكر في أوله تصانيفه ولكن لم يتيسر
لنا الاطلاع عليه لنذكر مصنفاته تفصيلا. ٥٩٨:
أحمد بن يزيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع. ٥٩٩:
أحمد بن يزيد أخو إبراهيم بن يزيد
قال الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع إبراهيم بن يزيد
واخوه أحمد بن يزيد انتهى ولم يعلم أن هذا هو المذكور في أصحاب
الكاظم ع حتى يقال يلزم انه كان من المعمرين بل الظاهر أنه غيره. ٦٠٠:
أحمد بن اليسع بن عبد الله القمي
ذكره ابن داود في رجاله ووضع له علامة لم جش وقال: روى
أبوه عن الرضا ع ثقة انتهى. وفي ذلك اشتباه من وجهين أولا
انه ليس في كتب الرجال أحمد بن اليسع وانما هو أحمد بن حمزة بن اليسع بن
عبد القمي قال النجاشي: روى أبوه الرضا ع ثقة كما مر في بابه وذكره
ابن داود أيضا في ذلك الباب وان أراد نسبته إلى جده فكان ينبغي ان يقول
مر بعنوان أحمد بن حمزة بن اليسع أو نحو ذلك لا ان يذكره بنحو يوهم
التعدد ثانيا ان الشيخ ذكره في بابه من أصحاب الهادي ع ولم يذكره
فيمن لم يرو عنهم ع وهذا من الأغلاط التي قالوا باشتمال رجال
ابن داود عليها. ٦٠١:
أحمد بن يعقوب الاصفهاني أبو جعفر
روى الشيخ في التهذيب في باب الدعاء بين الركعات عنه عن أبي
جعفر أحمد بن علوية. ٦٠٢:
أبو نصر أحمد بن يعقوب الشيباني أو السنائي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال له
تصانيف من غلمان العياشي. ٦٠٣:
أبو جعفر أحمد بن أبي الحسن أو أبي يعقوب يوسف بن إبراهيم
الكاتب المعروف بابن الداية
في معجم الأدباء: مات سنة ٣٣٠ ونيف وأظنها سنة ٣٤٠ ولقب
بابن الداية لان أباه كان ولد داية ابن المهدي كما ذكر في ترجمة أبيه الآتية في
محلها، وأحمد بن يوسف الكاتب يطلق على ثلاثة اشخاص المترجم وهو
شيعي وأحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب الكوفي أبو جعفر الآتي
وهو مظنون التشيع والوزير أبو نصر أحمد بن يوسف السليكي المنازي
الكاتب الآتي وقد عد من الشيعة وفيه كلام يأتي ولا يبعد ان يكون الاطلاق
ينصرف إلى أحد الأولين.
أقوال العلماء فيه
ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال: أحمد بن أبي يعقوب يوسف بن
(٢٠٦)

إبراهيم يعرف بابن الداية ثم حكى عمن قال: أبو جعفر أحمد بن أبي
يعقوب يوسف بن إبراهيم يعرف بابن الداية من فضلاء أهل مصر
ومعروفيهم وممن له علوم كثيرة في الأدب والطب والنجامة والحساب وغير
ذلك انتهى قال وذكره ابن زولاق الحسن بن إبراهيم فقال كان أبو جعفر
رحمه الله في غاية الافتتان أحد وجوه الكتاب الفصحاء والحساب والمنجمين
مجسطي اوقليدسي حسن المجالسة حسن الشعر قد خرج من شعره اجزاء
دخل يوما على أبي الحسن علي بن المظفر الكرخي عامل خراج مصر مسلما
عليه فقال له كيف حالك يا أبا جعفر فقال على البديهة:
يكفيك من سوء حالي ان سالت به * اني على طبري في الكوانين
وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء عند ذكر شعراء أهل البيت
ع المقتصدين: أحمد بن يوسف الكاتب وهو محتمل لان يراد به
المترجم. وأحمد بن يوسف بن صبيح أخا القاسم بن
يوسف. وأحمد بن يوسف المنازي الكاتب الآتيين والأخير بعيد. وفي فهرست ابن النديم:
بلغاء الناس عشرة: عبد الله بن المقفع. عمارة بن حمزة. حجر بن
محمد. محمد بن حجر. انس بن أبي شيخ وعليه اعتمد أحمد بن يوسف
الكاتب. سالم. مسعدة. الهرير. عبد الجبار. ابن عدي. أحمد بن
يوسف انتهى. والظاهر أن المراد به المترجم لما ستعرف عند ذكر
مؤلفاته.
تشيعه
قال السيد علي بن طاوس في كتابه فرج الهموم عند ذكر علماء النجوم
من الشيعة: ومنهم الشيخ الفاضل أحمد بن يوسف بن إبراهيم المصري
كاتب آل طولون انتهى.
وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله في أمير المؤمنين علي ع
بناء على أن المراد به المترجم ولا شك ان المراد به وبما في المعالم واحد:
خير من صلى وصام ومن * مسح الأركان والحجبا
ووصي المصطفى واخ * دون ذي القربى وان قربا
وأمير المؤمنين به * ناثر الاخبار والكتبا
مؤلفاته
في معجم الأدباء: ولأحمد بن يوسف من التصانيف ١ سيرة
أحمد بن طولون ٢ سيرة ابنه أبي الجيش خمارويه ٣ سيرة هارون بن أبي
الجيش واخبار غلمان بني طولون ٤ المكافاة ٥ حسن العقبى ٦ اخبار
الأطباء ٧ مختصر المنطق ألفه للوزير علي بن عيسى ٨ ترجمته ٩ الثمرة
١٠ اخبار المنجمين ١١ اخبار إبراهيم بن المهدي ١٢ كتاب الطبيخ.
وفي فهرست ابن النديم: الكتب المجمع على جودتها. وعد منها رسالة
الحسن لأحمد بن يوسف الكاتب والظاهر أن المراد بها كتاب حسن العقبى
المذكور وهو مما يدل على أن المراد بأحمد بن يوسف الكاتب في كلامه هو
المترجم لان أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح لم يذكروا ان له مؤلفا
وكذا المنازي. ٦٠٤:
أبو جعفر أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح الكاتب العجلي مولاهم
الكوفي
توفي في شهر رمضان سنة ٢١٣ ذكره أبو بكر الصولي في كتاب
الأوراق وفي معجم الأدباء قال غير أبي بكر مات سنة ٢١٤.
سبب موته
قال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق سمعت عون بن محمد الكندي
يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن يوسف يقول: مات أبي بضيق اعتراه
أياما وذاك ان المعتصم وسعيد بن سالم الباهلي كانا يكيدانه عند المأمون
ويقعان فيه فدخل يوما إلى المأمون وهو يتبخر فاخرج المجمر من تحته وقال:
اجعلوه تحت أحمد ليكرمه بذلك فتبخر به فرفعا إلى المأمون أنه قال لما اتي
بالمجمر هات هذا المردود وانه قال في البيت لغلامه: ما هذا البخل على
البخور ولو كان امر لي ببخور مسانف كان أولى فحقدها عليه فقال: أ يقال
لي هذا وانا أصل في يوم واحد رجلا واحدا بستة ألف ألف دينار وانما أردت
اكرامه، فدخل يوما احمد على المأمون وهو يتبخر فقال: اجعلوا تحته قطع
عنبر وضموا عليه شيئا يمنع البخار ان يخرج ففعلوا ذلك فصبر عليه حتى
غلبه الامر فصاح الموت والله فكشفوا عنه وغشي عليه. ثم انصرف فمكث
في بيته شهرا عليلا من ضيق نفس حتى مات انتهى وفي الفخري
وقيل: بل مات كمدا لبادرة بدرت منه فاطرحه المأمون لأجلها انتهى.
نسبته
العجلي نسبة إلى بني عجل قبيلة والكوفي نسبة إلى قرية من
قرى الكوفة تعرف بدبا كما في كتاب الأوراق قال: يقال إن أبا صبيح منها
مولى اسلام والصحيح ما يجئ بعد ثم حكى عن الحسين بن علي الكاتب
ان صبيحا كان عبدا لبعض بني عجل فلما اعتقه تكنى بأبي القاسم. قال:
وقال غيره كان الذي اعتقه بحر بن العلاء العجلي ثم روى بسنده عن جماعة
من الكتاب ان السري بن بشر اشترى صبيحا فاعتقه وكان صبيح قبطيا قال
وهذا هو الصحيح انتهى وقال ياقوت في معجم الأدباء: كان اخوه
القاسم بن يوسف يدعي انه من بني عجل ولم يدع أحمد ذلك. وقال
المرزباني كان مولى لبني عجل ومنازلهم بسواد الكوفة انتهى.
طائفته
هو وآباؤه واخوه وولدهما طائفة كبيرة فيهم الكتاب والوزراء
والشعراء والأدباء روى أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق بسنده عن ابن
كناسة الأسدي أنه قال: خرجت الكوفة وسوادها جماعة من الكتاب فما
رأيت فيهم بيتا اجل ولا أبرع أدبا من بيت أبي صبيح انتهى ويأتي قول
ياقوت: كان احمد واخوه القاسم شاعرين أديبين وأولادهما جميعا أهل أدب
يطلبون الشعر والبلاغة انتهى فكان احمد صاحب الترجمة كاتبا
شاعرا كتب للمأمون ووزر له كما ستعرف وكان جده القاسم بن صبيح
كاتبا شاعرا خلف مولاه عتبة بن بحر بن العلاء على ديوان الغرب ثم كتب
لعبد الله بن علي عم المنصور ذكر له الصولي في كتاب الأوراق ترجمة مفصلة
وذكر شيئا من شعره وذكر انه كان من عمال بني أمية والمقدمين عندهم وان
من يفد على هشام بن عبد الملك كان يمدح القاسم بن صبيح لأنه كان
جليلا نبيلا يلي اعمالا كثيرة لهشام فممن مدحه يزيد بن ضبة الثقفي وأبو
النجم العجلي وذكر من مدائح أبي النجم فيه. وكان أبوه يوسف بن
(٢٠٧)

القاسم كاتبا شاعرا كتب لعبد الله بن علي عم المنصور كما كتب له أبوه ثم
كتب يوسف ليعقوب بن داود وزير المهدي ذكر ذلك الصولي في كتاب
الأوراق وأورد له ترجمة مفصلة وأورد شيئا من شعره وكان اخوه أبو محمد
القاسم بن يوسف شاعرا أديبا ترجمه الصولي في الأوراق وأورد شيئا كثيرا
من شعره وكان أسن من احمد وبقي بعد احمد مدة وكان اخوه علي بن
يوسف شاعرا وبينهما مراسلة، وكان ولده عبد الله بن أحمد بن يوسف
ظريفا كاتبا ترجمه الصولي في الأوراق وأورد من شعره. وكان ابنه محمد بن
يوسف يروي عن أبيه احمد وتأتي تراجمهم في أبوابها إن شاء الله.
أقوال العلماء فيه
قال ياقوت في معجم الأدباء: أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح
الكاتب الكوفي أبو جعفر من أهل الكوفة كان يتولى ديوان الرسائل للمأمون
ووزر للمأمون بعد أحمد بن أبي خالد وكان احمد واخوه القاسم شاعرين
أديبين وأولادهما جميعا أهل أدب يطلبون الشعر والبلاغة. قال الصولي:
لما مات أحمد بن أبي خالد الأحول شاور المأمون الحسن بن سهل فيمن
يكتب له ويقوم مقامه فأشار عليه بأحمد بن يوسف وبأبي عباد ثابت بن يحيى
الرازي وقال هما اعلم الناس باخلاق أمير المؤمنين وخدمته وما يرضيه فقال
له اختر لي أحدهما فقال الحسن ان صبر احمد على الخدمة وجفا لذته قليلا
فهو أحبهما إلي لأنه أعرق في الكتابة وأحسنهما بلاغة وأكثر علما فاستكتبه
المأمون وكان يعرض الكتب ويوقع ويخلفه أبو عباد إذا غاب من دار المأمون
مترفعا عن الحال التي كان عليها أيام أحمد بن أبي خالد وكان ديوان
الرسائل وديوان الخاتم والتوقيع والأزمة إلى عمرو بن مسعدة وكان امر
المأمون يدور على هؤلاء الثلاثة انتهى.
وقال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق: اخبار أبي جعفر أحمد بن
يوسف بن صبيح كاتب دولة بني العباس، وزر للمأمون بعد أحمد بن أبي
خالد وهو معرق في الكتابة والشعر وقد استقصيت اخباره في كتاب الوزراء
الذي ألفته إلى أن قال وكان اخوه القاسم بن يوسف أسن منه وبقي القاسم
بعده مدة ثم روى عن القاسم بن إسماعيل عن قعنب بن محرز الباهلي:
كنا نقول لم يل الوزارة أشعر من أحمد بن يوسف حتى ولي محمد بن عبد
الملك فكان أشعر منه. حدثني الحسن بن علي الباقطاني قال: اجتمع
الكتاب عند أحمد بن إسرائيل فتذاكروا الماضين من الكتاب فاجمعوا ان
أكتب من كان في دولة بني العباس أحمد بن يوسف وإبراهيم بن العباس وان
كتاب دولتهم إبراهيم بن العباس ومحمد بن عبد الملك بن الزيات فإبراهيم
أجودهما شعرا ومحمد أكثرهما شعرا ثم الحسن بن وهب وأحمد بن يوسف
وان أذكى كتاب الدولة واجمعهم لمحاسن الكتابة من ذكاء وحفظ وفطنة
جعفر بن يحيى وإسماعيل بن صبيح انتهى.
وقال ابن الطقطقي في الآداب السلطانية المعروف بالفخري: وزارة
أحمد بن يوسف بن القاسم للمأمون: كان من الموالي. وكان كاتبا فاضلا
أديبا شاعرا فطنا بصيرا بأدوات الملك وآداب السلاطين انتهى.
تشيعه
ليس عندنا ما يدل على تشيع أحد من هذه الطائفة صريحا سوى
القاسم بن يوسف أخي المترجم فإنه شيعي قطعا ولكن المظنون تشيعهم
جميعا للظن من تشيع الابن بتشيع الأب وبالعكس ومن تشيع الأخ بتشيع
أخيه وان كان تخالف الأقارب في المذاهب قد يقع لكن خصوصيات المقام
تختلف وقد رثى القاسم بن يوسف أخاه احمد صاحب الترجمة وهو مما يؤيد
تشيعه مضافا إلى كون احمد من أهل الكوفة الغالب على أهلها التشيع
وكلهم أيضا كوفيون كما يفهم مما مر عن ابن كناسة الأسدي ومر عن
المرزباني انه مولى لبني عجل ومنازلهم بسواد الكوفة.
بعض اخباره
في معجم الأدباء: حدث أبو القاسم عبد الله بن محمد بن ماميا
الكاتب في كتاب ملح الممالحة قال: لما خرج عبد الله بن ظاهر من بغداد
إلى خراسان قال لابنه محمد ان عاشرت أحدا بمدينة السلام فعليك بأحمد بن
يوسف الكاتب فان له مروءة فما عرج محمد حين انصرف من توديع أبيه على
شئ حتى هجم على أحمد بن يوسف في داره فأطال عنده ففطن له احمد
فقال يا جارية غدينا فأحضرت طبقا وأرغفة نقية وقدمت ألوانا يسيرة
وحلاوة وأعقب ذلك بأنواع من الأشربة في زجاج فاخر وآلة حسنة وقال:
يتناول الأمير من أيها شاء ثم قال له ان رأى الأمير ان يشرف عبده ويجيئه في
غد أنعم بذلك فنهض وهو متعجب من وصف أبيه له وأراد فضيحته فلم
يترك قائدا جليلا ولا رجلا مذكورا من أصحابه الا عرفهم انه في دعوة
أحمد بن يوسف وأمرهم بالغدو معه فلما أصبحوا قصدوا دار أحمد بن يوسف
وقد أخذ أهبته وأظهر مروءة فرأى محمد من النضائد والفرش والستور
والغلمان والوصائف ما أدهشه ونصب ثلاثمائة مائدة وقد حفت بثلاثمائة
وصيفة ونقل إلى كل مائدة ثلاثمائة لون في صحاف الذهب والفضة ومثارد
الصين فلما رفعت المائدة قال ابن طاهر هل أكل
من بالباب فنظروا فإذا جميع من بالباب قد نصبت لهم الموائد فاكلوا فقال شتان بين يوميك يا أبا الحسن
كذا في هذه الرواية كناه بأبي الحسن فقال أيها الأمير ذاك قوتي وهذه
مروءتي.
اخباره مع المأمون
في كتاب الأوراق حدثنا محمد بن العباس، قال: حدثني محمد بن
عبد الله بن أحمد بن يوسف عن أبيه، قال جلس احمد يقرأ الكتب بين يدي
المأمون وهو وزير، فمرت قصة أصحاب الصدقات، فقال المأمون لأحمد:
انظر في امرهم، قد كثر ضجيجهم فقال: قد نظرت في أمرهم وقررته،
ولكنهم أهل تعد وظلم، وبالباب منهم جماعة. فقال المأمون ادخلوهم إلي
فدخلوا فناظروه فاتجهت الحجة عليهم، فقال احمد: هؤلاء ظلموا رسول
الله ص، كيف يرضون بعده: قال الله عز وجل ومنهم من يلمزك في
الصدقات فان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها إذا هم يسخطون.
فعجب المأمون من حسن انتزاعه وحضور مراده في وقته، وقال: صدقت
يا احمد، وامر باخراجهم. وقال: تحدث ابن طيفور ان المأمون قال
لأحمد بن يوسف: اني أريد غسان بن عباد لامر جليل. وكان يريده لولاية
السند. لأنه أراد ان يعزل عنها بشر بن داود المهلبي لأشياء عظيمة عتب
عليه فيها، وكان المأمون يعلم سوء رأي احمد في غسان بن عباد فقال احمد
غسان رجل محاسنه أكثر من مساويه، لا تضرب به طبقة الا انتصف منها
مهما خيف عليه فإنه لا يأتي امرا يعتذر منه، لأنه قسم زمانه بين أيام
الفضل فجعل لكل مكرمة وقتا فقال له المأمون لقد مدحته على سوء رأيك
(٢٠٨)

فيه فقال: اني لأمير المؤمنين كما قال الشاعر:
كفى ثمنا لما أسديت اني * صدقتك في الصديق وفي عداتي
فاعجب المأمون كلامه وزاد الطبري واسترجع عقله. وفي الفخري
فقال: اني لأمير المؤمنين كما قال الشاعر:
كفى ثمنا لما أسديت اني * صدقتك في الصديق وفي عدائي و
اني حين تندبني لامر * يكون هواك أغلب من هوائي
قال: حدثني الحسين بن فهم،
قال سمعت يحيى بن أكثم يقول
حضر أحمد بن يوسف المأمون، وبين يديه ابن له ينشد شعرا، فقال:
كيف تراه؟ فقال: أراه فطنا ذكيا، أديب اللفظ واللحظ، لا يعبأ ان
يؤديه بما يريد، في كل عضو منه قلب يقد فاخذ باخر كلامه أبو تمام
فقال:
ترى صلا يخال بكل عضو * به من شدة الحركات قلبا
أخباره مع أبي العتاهية
في كتاب الأوراق: كانت لأحمد بن يوسف مع أبي العتاهية اخبار:
كتب أبو العتاهية إلى أحمد بن يوسف:
أطع الله بجهدك * ابدا أو دون جهدك
اعط مولاك كما * تطلب من طاعة عبدك
فلما قرأ أحمد البيتين قال: هذا أبلغ كلام. قال موسى بن عبد
الملك: وكتب أبو العتاهية إلى أحمد بن يوسف:
أبا جعفر ان الشريف يشينه * تتايهه يوما على الأخ بالوفر
فان تهت فينا بالذي نلت من غنى * فان غناي في التجمل والصبر
أ لم تر ان الفقر يرجى له الغنى * وان الغنى يخشى عليه من الفقر
قال موسى بن عبد الملك فقلت لا تتعرض له وأسكته عنك فوجه
اليه بخمسة آلاف درهم قال علي بن إبراهيم فأعلمت ذلك علي بن جبلة
فقال بئسما صنع كان ينبغي له أن يقول له: أ أحمد ان الفقر يرجى له
الغنى، فيشير باسمه. وكتب أبو العتاهية له وقد عتب عليه:
أبا جعفر هلا اقتطعت مودتي * فكنت مصيبا في اجرا ومصنعا
فكم صاحب قد جل عن قدر صاحب * فالقى له الأسباب فارتفعا معا
وجاء أبو العتاهية أحمد بن يوسف فحجبه فكتب اليه:
أراك تراع حين ترى خيالي * فما هذا يروعك من خيالي
لعلك خائف مني سؤالا * ألا فلك الأمان من السؤال
كفيتك ان حالك لم تمل بي * لأطلب منك تبديلا بحالي
وان العسر مثل اليسر عندي * بأيهما منيت فلا أبالي
فلما قرأها وصله واستكفه. وهجر أحمد بن يوسف أبا العتاهية فقال
فيه:
في عداد الموتى وفي ساكني الدنيا * أبو جعفر أخي وخليلي
لم يمت ميتة الوفاة ولكن * مات عن كل صالح وجميل
نثره وتوقيعاته وبعض كلماته ورسائله
في كتاب الأوراق حدثني عون بن محمد قال: كتب أحمد بن يوسف
إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد زاره إبراهيم بن المهدي: عندي من
انا عنده، وحجتنا عليك اعلامنا لك والسلام قال ومن غير طريق عون أنه
كتب تحت هذا:
عندي من تبهج القلوب له * فان تخلفت كنت مغبونا
قال ومن توقيعات أحمد بن يوسف: وقع إلى عامل ظالم: الحق
واضح لمن طلبه، تهديه محجته، ولا تخاف عثرته، وتؤمن في السر مغبته،
فلا تنتقلن منه ولا تعدلن عنه، فقد بالغت في مناصحتك، فلا تحوجني إلى
معاودتك، فليس بعد التقدمة إليك الا سطوة الإنكار عليك.
ووقع في كتاب: مستتم الصنيعة من صابرها، فعدل زيغها، واقام
أودها. صيانة لمعروفه، ونصرة لرأيه. فان أول المعروف مستخف،
وآخره مستثقل، تكاد أوائله تكون للهوى، وأواخره تكون للرأي. ولذلك
قيل: رب الصنيعة أشد من ابتدائها.
ووقع في عناية انسان من بعض العمال: انا بفلان تام العناية وله
شديد الرعاية. وكنت أحب ان يكون ما أرعيته طرفك من امره في كتابي،
مستودعا سمعك من خطابي، فلا تعدلن بعنايتك إلى غيره. ولا تمنحن
تفقدك سواه حتى تنيله ارادته، وتتجاوز به أمنيته إن شاء الله.
ووقع إلى رجل غصب رجلا ضيعة وكان غائبا فاستغلها سنين،
وقدم الرجل فطالبه، فقال: الضيعة لي وفي يدي.
فوقع اليه أحمد بن يوسف: الحق لا تخلق جدته، وان تطاولت
بالباطل مدته. فان أنطقت حجتك بافصاح، وأزلت مشكلها بايضاح
غير لي وفي يدي فكثيرا ما أراها ذريعة الغاصب وحجة المغالب وفر
حقك عليك، وسيق بلا كد إليك وان ركنت من البيان إليها، ووقفت من
الاحتجاج عليها كانت حجته بالبينة أعلى، وكان بما يدعيه أولى، إن شاء الله
.
ومن توقيعاته: ما عند هذا فائدة، ولا عائدة، ولا له عقل أصيل،
ولا فعل جميل.
ووقع إلى عامل قد اخر حمل مال: قد استبطاك الاغفال،
وأبطرك الاهمال فما تصحب قولك فعلا، ولا تتبع وعدك انجازا، وقد
دافعت بمال نجم لزمك حمله، حتى وجب عليك مثله، فاحمل مال ثلاثة
أنجم، ليكون ما يتعجل منك أداء ما اخر عنك.
ووقع إلى رجل استماحه: وددت لو ملكت بغيتك، لبلغتك
أمنيتك، ولكني في عمل قصدت فيه اتخاذ المحامد، وعدلت عن اقتناء
الفوائد، فحسن نصيبي من الوفر، ووفر حظي من الشكر وقد أمرت لك
ما يجل عنه قدرك، غير مختار له، بل مضطرا اليه فليكن منك عذر فيه
وشكر عليه، إن شاء الله.
قال ومن كلامه: حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن
العباس سمعت أحمد بن يوسف يقول: امرني المأمون ان اكتب إلى النواحي
في الاستكثار من القناديل في المساجد في شهر رمضان فبت لا أدري كيف
أفتتح الكلام، ولا كيف احتذيه فاتاني آت في منامي فقال: قل ان في ذلك
عمارة للمساجد وإضاءة للمتهجد، ونفيا لمكامن الريب وتنزيها لبيوت الله
(٢٠٩)

عز وجل عن وحشة الظلم. فانتبهت وقد انفتح لي ما أريد فابتدأت بهذا
وأتمت عليه.
وغنى مغن في مجلس أحمد بن يوسف، ولم يك محسنا، فلم ينصتوا له و
تحدثوا مع غنائه فغضب. فقال احمد: أنت عافاك الله تحمل الآذان
ثقلا، والقلوب مللا، والأعين قباحة، والأنف نتنا ثم تقول: اسمعوا
مني، وأنصتوا إلي؟ هذا إذا كانت أفهامنا مقفلة وحواسنا مبهمة، وأذهاننا
صدئة! رضيت بالعفو منا، والا قمت مذموما عنا؟!.
وخاصم أحمد رجلا بين يدي المأمون، فكان قلب المأمون على احمد
فقال وقد عرف ذلك: يا أمير المؤمنين! انه يستملي من عينيك ما يلقاني
به، ويستبين بحركتك ما تجنه لي وبلوع ارادتك أحب إلي من بلوع أملي،
ولذة اجابتك أحب إلي من لذة ظفري وقد تركت له ما نازعني فيه،
وسلمت اليه ما طالبني به. فشكر المأمون ذلك له.
ومن كلامه: لقد أحلك الله من الشرف أعلى ذروته، وبلغك من
الفضل أبعد غايته. فالآمال إليك مصروفة، والأعناق إليك معطوفة،
عندك تنتهي الهمم السامية، وعليك تقف الظنون الحسنة وبك تثنى
الخناصر، وتستفتح إغلاق المطالب، ولا يستريث النجح من رجاك، ولا
تعروه النوائب في ذراك.
ومن كلامه: لك جد تنجده همتك، وانعام تفوه به نعمتك فهي
تحسر الناظر إليها، وتحير الواقف عليها. حتى كأنها تناجيه بحسن
العقبى، وتوحي اليه ببعد المدى، ولله در نابغة بني ذيبان في قوله:
مجلتهم ذات الاله ودينهم قويم فما يرجون غير العواقب
ومن كلامه: من اتسع في الافضال اتسعت به الأقوال: من شاكر
مثن، ومادح مطر ولسنا نصفك بما يعن لنا ويذل على ألسننا مما يتقرب به
ذو الرغبة، ويضرع اليه ذو الرهبة لاستنزال مرغوب أو استيجاب
مطلوب. ولكننا ننطق عن سيرتك بافصاح ونبين عنها بايضاح، فنكف
شغب الكائد ونطيل نفس الحاسد.
ومن كلامه: كفى عارا على راغب ان يعدل برغبته عن الأمير، إذ
كانت عائدته تشير إليها، وتقف راجيه عليها. فالقصد بها حيث يومي
لها، من منبت رافع، ومسرح واسع، أولى براجي نجاحها، وتصديق
الأمل فيها، من ايقافها على حيرة، واقحامها في شبهة لم يضح نهج السبيل
إليها ولا نصبت اعلام جود عليها، فأقل ما في الأمير من كرم الخلال يربي
على كثير من فنون المقال. فجهد المادح له ان يبلغ أدنى فضله كما أن غاية
الشكر ان يجزي أيسر نعمه. فأطال الله مدته، وادام له دولته وتمم عليه
نعمته.
ومن كلامه يعتذر إلى بعض الاخلاء: لي ذنوب ان عددتها جلت،
وان ضممتها إلى فضلك حسنت. وقد راجعت إنابتي وسلكت طريق
استقامتي، وعلمت ان توبتي آكد ظ في حجتي، واقراري أبلغ في
معذرتي. فهذا مقام التائب من جرمه، المتضمن حسن الفيئة على نفسه.
فقد كان عقابك بالحلم عني، أبلغ من امرك بالانتصاف مني، فان رأيت أن
تهب لي ما استحققته من العقوبة، لما ترجوه من المثوبة، فعلت إن شاء الله
.
ومن كلامه: قد كان كتابي نفذ إليك بما كان غيره أولى بي، والزم لي
في حق الحرية والكرم، اللذين جعلا لك إرثا، والشرف والفضل اللذين
قسما لك حظا. ولكنني دفعت اتصال الزلل، والاخلال بالعمل، إلى ما
اضطرني إلى محادثتك ودعاني إلى مخالفتك لأجلي عني هبوة الاتهام، واصرف
عنك عارض الملام. وقد جرى لك المقدار بالسؤدد الذي خصك بمزيته،
وأفردك بفضيلته. فليس يحاول أحد استقصاء عليك الا عرض دونه حاجز
من واجبك يضطره إلى ذلة التنصل إليك، ويجور ذلك عن التعمد.
وكتب إلى بعض الاخلاء وقد اعتل: ورد كتاب صاحبي علي،
يذكر شكوى قبلك، فكره إلي الاستبداد عليك بالصحة وقبح عندي ترك
مشاركتك في العلة، ولم يكن لي حول بتغيير ما قدر الله في جسمي، ولا
بنقل ما ألم بجسمك إلي. فاستل كذا بألم قلبي، وأسكنته همي وكابتي
لأكون كأسوة المنقطعين إليك، المنتظمين في خيطك وجعلت ذلك شعاره في
علتك حتى يأتيني المرجو من سلامتك. وأخرت الكتاب بالعيادة وارسال
من يقوم مقامي فيها لديك لأني إذا استقصيت في الكتاب وصف ما
يداخلني طال، فعققت به من قصدت بره. والرسول فلا يحتمل ما
يتضمنه صدري، فينثل كنه ما عندي، ولا يلقاك بسحنة مرسله، التي
تترجم عن نيته، فاني لكذاك أمثل بين التقرير في اتيانك قبل استئذانك،
أو تقدمة استطلاع رأيك، إذ جاءني البشير بافراقك واقبال العافية إليك
وظهور تباشيرها. فانحصر كل هم، وزال كل غم ورحب من الأرض ما
كان متضايقا علي، واستقبلت أملا سرتني جدته، وسرى عني ما كنت
أجده. فالحمد لله الذي أشجى عدوك، ولم يصدك طمعه، وأزال غصة
وليك، ولم يحقق حذره أنا أسال الله الذي وهب لنا اقالته وساق إليك
عافيته ان يهب لك عمرا زائدا على أمنيتك، متجاوزا حد احسانك. موفيا
على مبلغ ظنك، ويصل العز لك في أمده بكريم القلب من بعده. ويجعل
حسن بلائه عندك كمدا في صدر حاسدك، وجمالا في عين مؤملك،
وسرورا للمتصلين بك إن شاء الله.
وكتب: من قصر في الشغل عمره، قل في العطلة صبره، وما من
وجهة أؤمل فيها سد اختلالي الا دهمتني فيها خيبة تكسف بالي. وأنت من
لا يتخطاه الأمل في أوان عطلته، ولا يجاوز رجاءه الحرمان في حين ولايته.
وليس لذم عليك طريق، ولا إلى مدحك سبيل، لأني إذا قلت فيك ما لا
تعرف به عورضت بالتكذيب، وان أتيت بما لم تولني طالبت حالي
بالتحقيق. فلا يرى الناس فيها أثر تصد، وقد صفرت يدي من فائدتك،
بعد ان كنت ملأتها من عائدتك. فان رأيت أن تجبرني من الحدثان،
وتقيلني من قيد الزمان، فعلت إن شاء الله.
قال أبو بكر: ومكاتبة أحمد بن يوسف كثيرة شهيرة معروفة مألوفة،
فاتيت بالقليل منها ليستدل بها على جميعها، إن شاء الله.
كتابه عن لسان عبد الله بن طاهر إلى المأمون في قتل المخلوع
في معجم الأدباء: حدث الصولي قال كان من أول ما ارتفع به
أحمد بن يوسف ان المخلوع لما قتل امر طاهر الكتاب ان يكتبوا إلى المأمون
فأطالوا فقال طاهر أريد أخصر من هذا فوصف له أحمد بن يوسف فأحضره
فكتب: اما بعد فان المخلوع وان كان قسيم أمير المؤمنين في النسب
واللحمة فقد فرق حكم الكتاب بينه وبينه في الولاية والحرمة لمفارقته عصمة
(٢١٠)

الدين وخروجه عن اجماع المسلمين قال الله عز وجل لنوح ع في
ابنه يا نوح انه ليس من أهلك انه عمل غير صالح ولا صلة لاحد في
معصية الله ولا قطيعة ما كانت في ذات الله وكتبت لأمير المؤمنين وقد قتل
الله المخلوع واحصد لأمير المؤمنين امره وانجز له وعده فالأرض باكنافها
اوطا مهاد لطاعته واتبع شئ لمشيئته وقد وجهت إلى أمير المؤمنين بالدنيا
وهو رأس المخلوع وبالآخرة وهي البردة والقضيب والحمد لله الآخذ لأمير
المؤمنين بحقه والكائد له من خان عهده ونكث عقده حتى رد الألفة واقام
به الشريعة والسلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فرضي طاهر
ذلك وانفذه ووصل أحمد بن يوسف وقدمه. قال وحدث محمد بن عبدوس
انه لما حمل رأس المخلوع اليه وهو بمرو امر المأمون بانشاء كتاب عن
طاهر بن الحسين ليقرأ على الناس فكتبت عدة كتب لم يرضها المأمون
والفضل بن سهل فكتب أحمد بن يوسف هذا الكتاب فلما عرضت النسخة
على ذي الرياستين رجع نظره فيها ثم قال لأحمد بن يوسف ما أنصفناك
ودعا بقهرمانه واخذ القلم والقرطاس واقبل يكتب بما يفرع له من المنازل
ويعد له من الفرش والآلات والكسوة والكراع وغير ذلك ثم طرح الرقعة
إلى أحمد بن يوسف وقال له إذا كان في غد فاقعد في الديوان وليقعد جميع
الكتاب بين يديك واكتب إلى الآفاق.
كتابه إلى المأمون في شان طلاب الصلات
قال ياقوت وحدث يعني الصولي فيما رفعه إلى إبراهيم بن
إسماعيل قال كثر الطلاب للصلات بباب المأمون فكتب اليه أحمد بن
يوسف: داعي نداك يا أمير المؤمنين ومنادي جدواك جمعا الوفود بباك
يرجون نائلك المعهود فمنهم من يمت بحرمة ومنهم من يدل بخدمة وقد
أجحف بهم المقام وطالت عليهم الأيام فان رأى أمير المؤمنين أن ينعشهم
بسيبه ويحقق حسن ظنهم بطوله فعل إن شاء الله تعالى. فوقع المأمون:
الخير متبع وأبواب الملوك مغان لطالبي الحاجات ومواطن لهم ولذلك قال
الشاعر:
يسقط الطير حيث يلتقط الحب * وتغشى منازل الكرماء
فاكتب أسماء من ببابنا منهم واحك مراتبهم ليصل إلى كل رجل قدر
استحقاقه ولا تكدر معروفنا عندهم بطول الحجاب وتأخير الثواب فقد قال
الشاعر:
فإنك لن ترى طردا لحر * كالصاق به طرف الهوان
أشعاره
أورد له أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق أشعارا كثيرة ومنها ما فيه
مجون وخلاعة صنا كتابنا عنه فلم ننقله، ونحن نعجب لشيوع المجون
والخلاعة في ذلك العصر من الكتاب والوزراء بنحو مخجل. وروى الصولي
وحكى ياقوت في معجم الأدباء ما معناه انه كان للمأمون جارية اسمها
مؤنسة كانت تعتني بأحمد بن يوسف وكان أحمد بن يوسف يقوم بحوائجها
فجرى بينها وبين المأمون بعض ما يجري فخرج المأمون إلى الشماسية يريد
سفرا وخلفها فجاء رسولها إلى أحمد بن يوسف مستغيثة به فلحق المأمون
بالشماسية، فقال للحاجب: أعلم أمير المؤمنين أن أحمد بن يوسف
بالباب، وهو رسول فاذن له فدخل، فسأله عن الرسالة ما هي؟ فاندفع
ينشد شعرا عمله عنها:
قد كان عتبك مرة مكتوما * فاليوم أصبح ظاهرا معلوما
نال الأعادي سؤلهم لا هنئوا * لما رأونا ظاعنا ومقيما
والله لو أبصرتني لوجدتني * والدمع يجري كالجمان سجوما
هبني أسات فعادة لك أن ترى * متفضلا متجاوزا مظلوما
فقال المأمون: قد فهمت الرسالة، كن الرسول بالرضى يا ياسار
امض معه فاحملها، فحملها ياسر اليه.
وفي كتاب الأوراق: حدثنا عون بن محمد قال: كان أحمد بن يوسف
عدوا لسعيد بن سالم الباهلي وولده، فذكرهم يوما فقال: لولا ان الله عز
وجل ختم نبوته بمحمد ص وكتبه بالقرآن لا نبعث فيكم نبي نقمة، وانزل
عليكم قرآن غدر، وما عسيت أن أقول في قوم محاسنهم مساوئ السفل
ومساويهم فضائح الأمم.
وقال يهجوهم:
أبني سعيد إنكم من معشر * لا تحسنون كرامة الأضياف
قوم لباهلة بن اعصر ان هم * فخروا حسبتهم لعبد مناف
مطلوا الغداء إلى العشاء وقربوا * زادا لعمرو أبيك ليس بكافي
بينا كذاك اتاهم كبراؤهم * يلحون في التبذير والاسراف
وكأنني لما حططت إليهم * رحلي حططت بابرق العزاف
وهو القائل فيهم:
أبني سعيد انكم من معشر * لا تثارون دماءكم ان طلت
لجلجتم وحباكم معقودة * ولقلما تغني إذا هي حلت
وإذا تشم أنوفكم رعم الغذا * أنت لعادتها اليه وحنت
وباي سيف تثارون دماءكم * وسيوفكم مذ أغمدت ما سلت
قال وهو القائل في عمرو بن سعيد بن سالم:
يا صاح خذ في غير ذكر الطعام * دون طعام القوم كسر العظام
وحالف النوم عسى انه * يطوف منه طائف في المنام
ما حرم الله على زائر * زادك يا عمرو واكل الحرام
الناس في فطر سوى شهرهم * ودهر أضيافك شهر الصيام
واهدى أحمد بن يوسف إلى المأمون لما استكتبه لوزارته، واستخصه
في يوم مهرجان هدية بألف ألف درهم، وكتب اليه:
على العبد حق فهو لا شك فاعله * وان عظم المولى وجلت فضائله
ألم ترنا نهدي إلى الله ماله * وان كان عنه ذا غنى فهو قابله
ولو كان يهدى للمليك بقدره * لقصر عبل البحر عنه وناهله
ولكننا نهدي إلى من نجله * وان لم يكن في وسعنا ما يشكاله
قال واهدى أحمد بن يوسف هدية إلى المأمون في عيد وكتب اليه هذا
يوم جرت فيه العادة، باهداء العبيد للسادة، وقد أهديت لأمير المؤمنين
قليلا من كثيره عندي وقلت:
اهدى إلى سيده العبد * ما ناله الإمكان والجهد
وانما اهدى له ماله * يبدأ هذا ولذا رد
(٢١١)

وقال وعتب أحمد بن يوسف على جارية له في شئ سألته ان لا يفعله
ثم فعلت مثله، فقال احمد:
وعامل بالفجور يأمر بالبر * كأعمى يقود في الظلم
أو كطبيب قد شفه سقم * وهو يداوي من ذلك السقم
يا واعظ الناس غير متعظ * ثوبك طهر أولا فلا تلم
قال وكتب إلى صديق له:
تطاول باللقاء العهد منا * وطول البعد يقرح في القلوب
أراك وان نايت بعين قلبي * كأنك نصب عيني من قريب
فهل لك في الرواح إلى حبيب * يقر بعينه قرب الحبيب
قال وكانت بين أحمد بن يوسف وبين أبي دلف القاسم بن عيسى
مودة، وكانا يتهاديان ويتكاتبان، ثم ولي أبو دلف الجبل كله، فكتب اليه
أحمد بن يوسف:
ما على ذا كنا افترقنا بشيراز * ولا هكذا عقدنا الإخاء
لم أكن أحسب الامارة يزادد * بها ذو الوفاء الا صفاء
تطعن الناس بالمثقفة السمر * على غدرهم وتنسى الوفاء
وقال كما في الأوراق:
لنا صديق تارك للأدب * اخوانه من نوكه في تعب
غير صدوق في أحاديثه * وليس يدري كيف وضع الكذب
مخالف بغضب عند الرضا * جهلا ويرضى عند وقت الغضب
كأنه من سوء تأديبه * أسلم في كتاب سوء الأدب
وقال أيضا كما في الأوراق:
نفسي على حسراتها موقوفة * فوددت لو خرجت مع الحسرات
لو في يدي حساب أيامي إذا * ألقيته متطلبا لوفاتي
لم أبك حبا للحياة وانما * أبكي مخافة ان تطول حياتي
وقال أيضا:
الناس في الدنيا أحاديث * تبقى ولا تبقى المواريث
فرحمة الله على هالك * طابت له فيها الأحاديث
وقال:
أعرضت عند وداعنا بفراقكم * وصددت ساعة لا يكون صدود
يا ليت شعري هل حفظت على النوى * عهدي فحفظ العهد فيه شديد
وقال:
زعمت قرينة ان حبك بادا * كذبت قرينة بل نمى وزدادا
أقرين ان توجدي وتشوقي * منع الرقاد فما أحس رقادا
وهواي بالبلد الذي أوطنته * لا ابتغي ابدا سواه بلادا
كم ذكرة لك هيجت لي حسرة * وجرى لها ماء الشؤون وجادا
أقرين لو أبصرتني لرثيت لي * بين الرفاق أسائل الورادا
أكني بغيرك والهوى بك مفصح * عجبا لذاك تفاوتا وبعادا
هلا رثيت لهائم يفني بكم * ليل التمام تقلبا وسهادا
ان لم أكن ورد المنية هالكا * فلقد ألم بوردها أو كادا
وقال أيضا:
أقول لها بقيا عليها من الهوى * وقاك إله الناس ان تجدي وجدي
وفي الموت لي من لوعة الحب راحة * ولكنني أخشى ندامتها بعدي
قال أبو بكر: وجدت بخط محمد بن عبد الملك الزيات حدثني
محمد بن عمران ان أحمد بن يوسف وقف بباب موسى بن يحيى بن خالد
فحجب، فانصرف وكتب اليه:
اتيتك مشتاقا وما لي حاجة * سواه وشكري في اللقاء موفر
فلم أر الا آذنا متلونا * يقدم رجلا مرة ويؤخر
ومن دونه باب يلوح خلاله * صفائح ساج والحديد المسمر
فأبت بما لو يستقل ببعضه * ابان لخر الشاهق المتوعر
ولست بات أو أرى منك صولة * يذل لها والي الحجاب ويقصر
وقال:
تركتك والهجران لا عن ملالة * ورددت ياسا من اخائك في فكري
وألزمت عزمي عن فراقك خطة * حملت لها نفسي على مركب وعر
واني وان رقت عليك ضمائري * فما قدر حبي ان أذل له قدري
سأخمد مني ما حييت عزيمتي * ويعجب طول الدهر هجرك من صبري
وقال يمدح الفضل بن سهل ذا الرياستين:
قد آمنا بك يا * فضل من الدهر العثارا
واتيناك اختيارا * لك لم نأت اضطرارا
وقال
: ظهر الفراق فاظهري جزعا * ودعي العتاب فإننا سفر
ان المحب يصد مقتربا * فإذا تباعد شاقه الذكر
يتهاجران لستر أمرهما * ولقد يدل عليهما الهجر
وقال:
عذب الفراق لنا قبيل وداعنا * ثم اقتبلناه كسم ناقع
وكأنما اثر الدموع بخدها * طل سقيط فوق ورد يانع
قال أبو بكر: هو أول من أفصح عن هذا المعنى وتبعه الناس وقال:
أجمعت ظالمة على تركي * فسعى العدو علي بالافك
لو دام عهدك ما تنصح بي * من كان كف لخوفه منك
هل فيك من طمع لذي أمل * أم للأسير لديك من فك
أبغي تقربها فيبعدها * عز الهوى وعزائم الفتك
وترى عليها في تبدلها * خفر الحياء وبهجة الملك
اني لأحسب طول صبوتها * عني سيسلمني إلى الهلك
وقال في ببغاء ماتت لصديق له وكان له أخ يضعف يقال له عبد
الحميد:
أنت تبقى ونحن طرا فداكا * أحسن الله ذو الجلال عزاكا
فلقد جل خطب دهر اتانا * بمقادير أتلفت ببغاكا
عجبا للمنون كيف أتتها * وتخطت عبد الحميد أخاكا
كان عبد الحميد أصلح للموت * من الببغا وأولى بذاكا
شملتنا المصيبتان جميعا * فقدنا هذه ورؤية ذاكا
وقال:
لست انسى لدي * الرصافة والناس وقف
(٢١٢)

حين باحت بما تكاتم * والعين تذرف
وحشاها من الغواية * والخوف ترجف
منذ ولت مدلة * تتالى وتحلف
قد أنافت على الترب * عشر ونيف
ما لها في الجمال شبه * من الناس يعرف
وقال لجارية له غاضبته:
يا ظالما إذ أعرضا * لا تخجلن من الرضا
ان كان أمرضك الهوى * فهواك قدما أمرضا
وتركت قلبي هائما * وتركت جسمي ممرضا
راجع فقد غفر الهوى * لك من ذنوبك ما مضى
اني أراك كما ترا * ني لرضا متعرضا
وقال:
وقفنا على دار لسلمى فلم تبن * وهاجت هوى نفس شديد غليلها
ولو أن ربعا رد رجع تحية * لردت لنا رجع السلام طلولها
لقد وكلت نفسي بسلمى وأهلها * وان لم تكن سلمى بذاك تنيلها
يعاودني من ذكرها الشوق والهوى * وعين على سلمى طويل همولها
إذا أفصحت بالدمع قلت لصاحبي * قذاة بجفن العين سوف أجيلها
وما ذاك الا حب سلمى وعبرة * تخبر عن عيني به فتسيلها
لأعطي سليمى خير شئ تحبه * وأهل لان تعطى ويبذل سولها
إذا نزلت سلمى محولا تازرت * من النبت حتى تستريض محولها
قال وانشد عبد الله بن أحمد بن يوسف لأبيه:
إذا ما التقينا والعيون نواظر * فألسننا حرب وأعيننا سلم
وتحت استراق اللحظ منا مودة * تطلع سرا حيث لا يبلغ الوهم
قال وأنشدني أيضا لأبيه:
محب شفه ألمه * وخامر جسمه سقمه
وباح بما يجمجمه * من الاسرار مكتتمه
أما ترثي لمكتئب * يحبك لحمه ودمه
يغار على قميصك * حين تلبسه ويتهمه
وقال أيضا:
صحيح تمنى ان يكون به سقم * ليرحمه بالوصل من شانه الصرم
فيا ليت ان الشكور والضر حل بي * وصح لفضل طول مدته الجسم
وليس بمظلوم إذا ذل عاشق * بعزة معشوق تغالى به الظلم
وقال أيضا
: كثير هموم النفس حتى كأنما * عليه جواب السائلين حرام
إذا قيل ما أضناك باحت دموعه * باظهار ما يخفي وليس كلام
وقال أيضا:
ان كفي إذا التقينا تراها * تتنزى إلى قفا حيان
ولها عطفة ولا بد منها * بعده في قفا أبي عثمان
ذهبت كل لذة لي الا * لذتي في تفقد الاخوان
واشتغافي بصفع من يدي * الشعر بلا خبرة ولا احسان
وقال يمدح العلاء بن وضاح:
قل للعلاء بن وضاح فتى المنن * يا مشتري الحمد بالغالي من الثمن
أنت الذي لان للاخوان جانبه * وان تعاوره الأعداء لم يلن
قال وانشد إبراهيم بن العباس * لأحمد بن وضاح:
مولاته هي حقا حين يهواها * والناس يدعونه باللفظ مولاها
يجلها ان دعاها ان تلبيه * فان دعته لما تهواه لباها
يبكي الفراق حذارا قبل فرقتها * ويشتكي شكوها من قبل شكواها
يسئ من شدة الوجد الظنون بها * حتى يجيل ظنونا ليس يخشاها
قال وأنشدنا أحمد بن يحيى لأحمد بن يوسف في النبيذ من ابيات:
فإذا شربت كثيره فكثيره * سرج عليك لمركب الشيطان
فاحذر بجهدك أن تكون جنيبة * بعد العشاء تقاد بالاشطان
سكران تنعر في الطريق ألا ألا * غلب العزاء فبحث بالكتمان
فتظل بين الضاحكين كبومة * عمياء بين جماعة الغربان
انتهى ما أردنا نقله من شعره من كتاب الأوراق. وفي الفخري له
أشعار حسنة منها:
قلبي يحبك يا منى * قلبي ويبغض من يحبك
لاكون فردا في هواك * فليت شعري كيف قلبك
بعض مدائحه
حكى الصولي في كتاب الأوراق: ان أحمد بن أبي سلمة الكاتب قال
يمدح أحمد بن يوسف:
أأحمد أنت للانعام أهل * يمل السائلون ولا تمل
كأنك في الكتاب وجدت لاء * محرمة عليك فما تحل
فما ندري لفرطك في العطايا * انكثر من سؤالك أم نقل
إذا ورد الشتاء فأنت صيف * وان ورد المصيف فأنت ظل
بعض مراثيه
في معجم الأدباء عاش اخوه القاسم بعده فقال يرثيه:
رماك الدهر بالحدث الجليل * فعز النفس بالصبر الجميل
أترجو سلوة وأخوك ثاو * ببطن الأرض تحت ثرى مهيل
ومثل أخيك فلتبك البواكي * لمعضلة من الخطب الجليل
وزير الملك يرعى جانبيه * بحسن تيقظ وصواب قيل
قال وكان له جارية اسمها نسيم فقالت ترثيه:
ولو أن ميتا هابه الموت قبله * لما جاءه المقدار وهو هيوب
ولو أن حيا قبله هابه الردى * إذا لم يكن للأرض فيه نصيب
قال وقالت أيضا ترثيه:
نفسي فداؤك لو بالناس كلهم * ما بي عليك لهنوا انهم ماتوا
وللورى موتة في الدهر واحدة * ولي من الهم والأحزان موتات
مشايخه
في معجم الأدباء: حكى عن المأمون وعبد الحميد بن يحيى
الكاتب.
تلاميذه
قال وحكى عنه ابنه أحمد بن يوسف وعلي بن سليمان الأخفش
وغيرهما.
(٢١٣)

٦٠٥: السيد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني.
مذكور في طريق العلامة إلى الشيخ وقد حكم بصحته في آخر
الخلاصة يروي عنه: والد المحقق ويروي هو عن برهان الدين محمد بن
محمد علي الهمذاني القزويني نزيل الري عن السيد فضل الله الراوندي
وفي أمل الآمل كان فاضلا فقيها صالحا عابدا روى عنه والد العلامة
يوسف بن المطهر الحلي انتهى. ٦٠٦:
الوزير أبو نصر أحمد بن يوسف السليكي المنازي الكاتب.
توفي سنة ٤٣٧ كما في معجم البلدان وشذرات الذهب.
السليكي نسبة إلى سليك كزبير اسم رجل والمسمون به كثيرون
ولا اعلم إلى أيهم ينسب والمنازي في معجم البلدان نسبة إلى منازجرد
بعد الألف زاي ثم جيم مكسورة وراء ساكنة ودال وأهله يقولون منازكرد
بالكاف بلد مشهور بين خلاط وبلاد الروم في أرمينية هكذا ينسب إلى شطر
اسم بلده وفي تاريخ ابن خلكان وشذرات الذهب: المنازي نسبة إلى مناز
جرد مدينة عند خرت برت هي غير مناكرد القلعة التي من اعمال خلاط
انتهى
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان: كان من أعيان الفضلاء وأماثل الشعراء وزر لأبي
نصر بن مروان الكردي صاحب ميافارقين وديار بكر وكان فاضلا شاعرا
كافيا وترسل إلى القسطنطينية مرارا وجمع كتبا كثيرة ثم وقفها على جامع
ميافارقين وجامع آمد وهي إلى الآن موجودة بخزائن الجامعين ومعروفة بكتب
المنازي وكان قد اجتمع بأبي العلاء المعري بمعرة النعمان فشكا أبو العلاء
اليه حاله وأنه منقطع عن الناس وهم يؤذونه فقال ما لهم ولك وقد تركت
لهم الدنيا والآخرة فقال أبو العلاء والآخرة أيضا وجعل يكررها ويتألم لذلك
واطرق فلم يكلمه إلى أن قام انتهى وفي شذرات الذهب مثله الا أنه قال
ما لهم وما لي وقد تركت لهم دنياهم أفلا يكتفون بهذا مني فقال والآخرة
أيضا فقال أبو العلاء والآخرة أيضا الخ ويوشك ان يكون هذا هو الصواب
وما في تاريخ ابن خلكان قد نقص من النساخ فان الظاهر أن صاحب
الشذرات نقل عن ابن خلكان لتقدم ابن خلكان عليه.
تشيعه
عد ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت ع من
أصحاب الأئمة وغيرهم أحمد بن يوسف الكاتب ولكنه محتمل لإرادة هذا
ولابن الداية ولابن القاسم بن صبيح المتقدمين فكل منهم يقال له أحمد بن
يوسف الكاتب ولا دليل على أن المذكور في المعالم أيهم ولكن صاحب الطليعة
ذكر المنازي المترجم فيها وقال: ان من شعره في المذهب قوله من قصيدة:
علقت نفسي وقد عقلت * من علي المرتضى سببا
خير من صلى وصام ومن * مسح الأركان والحجبا
ووصي المصطفى واخا * دون ذي القربى وان قربا
وأمير المؤمنين به * نؤثر الاخبار والكتبا
زانه الرحمن في رتب * لم نجد أمثالها رتبا
قال وذكر له في المناقب غير ذلك انتهى ولعل هذه أيضا منقولة من
المناقب ولم يتسع لنا الوقت الآن لتتبع كتاب المناقب لنعلم هل صرح فيها
بأنه المنازي أو اطلق فيها أحمد بن يوسف الكاتب فحمله صاحب الطليعة
على المنازي والثاني هو الغالب على الظن فليراجع وليحرر ومع احتمال
المطلق لثلاثة اشخاص هو أحدهم وعدم نص أحد من المترجمين الذين رأينا
كلامهم على تشيعه لا يبقى لنا دليل عليه وان كان محتملا
نثره
له من رسالة كما في جواهر الأدب: لولا حسن الظن بك أعزك الله
لكان في إغضائك عني ما يقبضني عن الطلبة إليك ولكن امسك برمق من
الرجاء علمي برأيك في رعاية الحق وبسط يدك الذي لو قبضتها عنه لم يكن
الا كرمك مذكرا وسؤددك شافعا.
أشعاره
قال ابن خلكان: له ديوان شعر عزيز الوجود وكان قد اجتاز في
بعض أسفاره بوادي بزاغا وهي قرية كبيرة ما بين حلب ومنبج في وسط
الطريق فأعجبه حسنه وما هو عليه فعمل فيه هذه الأبيات:
وقانا لفحة الرمضاء واد * وقاه مضاعف النبت العميم
نزلنا دوحه فحنا علينا * حنو المرضعات على الفطيم
وأرشفنا على ظمأ زلالا * ألذ من المدامة للنديم
يصد الشمس انى واجهتنا * فيحجبها ويأذن للنسيم
تروع حصاه حالية العذارى * فتلمس جانب العقد النظيم
وعن ابن العديم في تاريخ حلب بلغني ان المنازي عمل هذه الأبيات
ليعرضها على أبي العلاء فلما انشده إياها جعل كلما انشد المصراع الأول من
كل بيت سبقه أبو العلاء إلى المصراع الثاني كما نظمه المنازي ولما انشد قوله
نزلنا دوحه المصراع قال: حنو الوالدات على الفطيم، فقال المنازي: انما
قلت على اليتيم. فقال أبو العلاء: الفطيم أحسن انتهى ولعله لذلك
اختلفت النسخ في بعض الشطور الثانية فالأول منها روي: سقاه مضاعف
الغيث العميم وروي: وقاه مضاعف الظل العميم وروي: وقاه
مضاعف النبت العميم والثاني روي: حنو المرضعات على الفطيم و: حنو الوالدات على اليتيم
و: حنو الوالدات على الفطيم وفي غير واحد
من كتب التاريخ والأدب ان المنازي عرض على أبي العلاء هذه الأبيات في
جماعة من الشعراء دخلوا عليه ليعرضوا عليه أشعارهم فقال للمنازي أنت
أشعر من في الشام. ثم رحل أبو العلاء إلى بغداد فدخل عليه المنازي بعد
خمس عشرة سنة في جماعة من أهل الأدب ببغداد وأبو العلاء لا يعرف منهم
أحدا فأنشد كل واحد ما حضره من شعره حتى جاءت نوبة المنازي فأنشد:
لقد عرض الحمام لنا بسجعة * إذا أصغى له ركب تلاحى
لقد عرض الحمام لنا بسلع * إذا ما هبت الأرواح صاحا
شجا قلب الخلي فقيل غنى * وبرح بالشجي فقيل ناحا
وكم للشوق في احشاء صب * إذا اندملت أجد بها جراحا
ضعيف الصبر عنك وان تقاوى * وسكران الفؤاد وان تصاحى
كذاك بنو الهوى سكرى صحاة * واحداق المهى مرضى صحاحا
فقال له أبو العلاء: ومن بالعراق عطفا على قوله السابق: أنت
أشعر من بالشام. قال ابن خلكان: وذكره أبو المعالي الحظيري في كتاب
زينة الدهر وأورد شيئا من شعره فمما أورده قوله:
ولي غلام طال في دقة * كخط أقليدس لا عرض له
(٢١٤)

وقد تناهى عقله خفة * فصار كالنقطة لا جزء له
قال ياقوت، ومن مشهور شعره وأورد له أبياتا رائية لم نحب ايرادها
لما فيها من الخلاعة ومن شعره:
على العبد حق وهو لا شك فاعله * وان عظم المولى وجلت فضائله
ألم ترنا نهدي إلى الله ماله * وان كان عنه ذا غنى فهو قابله ٦٠٧:
الشيخ أحمد بن يوسف السوادي العاملي العيناثي
مر بعنوان أحمد بن أحمد بن يوسف ومر ان السوادي لا تعرف هذه
النسبة إلى أي شئ هي ولعلها نسبه إلى سواد العراق بان يكون أصله من
هناك. ٦٠٨:
الشيخ أحمد بن يوسف بن علي بن مظفر السيوري البحراني
له أسئلة أرسلها إلى الشيخ يوسف البحراني واجابه عنها. ٦٠٩:
أحمد بن يوسف الكوفي ثم البصري مولى بني تيم الله
ذكره الشيخ في رجاله وقال كوفي كان منزله البصرة ومات ببغداد ثقة
من أصحاب الرضا ع انتهى وفي مشتركات الطريحي باب أحمد بن
يوسف المشترك بين رجلين أحدهما مولى بني تيم الله الثقة ويمكن
استعلامه بمقارنته لزمن الرضا ع حيث عد من أصحابه واما ابن يوسف
العربصي فلم نظفر له بأصل ولا كتاب انتهى قال تلميذه الأمين
الكاظمي في مشتركاته بعد نقله. قلت: ولكنه من مشايخ العلامة وهو
مذكور في طريق العلامة إلى الشيخ وغيره وقد حكم بصحة الطريق اليه
وحيث لا تميز فلا وقف في صحة الحديث على الظاهر انتهى. ٦١٠:
السيد أحمد بن يوسف النقيب بن منصور بن ناصر الدين النقيب
بن أبي جعفر محمد النقيب بن عبد الله بن حمزة الزاهد بن أبي
عبد الله محمد بن أبي المحاسن محمد بن زهرة بن حسن النقيب بن أبي
المكارم حمزة بن أبي حمزة علي النقيب بن زهرة بن أبي المواهب علي بن علاء
الدين النقيب بحلب بن أبي الحسن محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي
العباس أحمد ابن أبي محمد إسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق
ع.
قال ضامن بن شدقم: مولده ومنشأه بحلب وكان نقيبا بها وبمرعش
وعينتاب ثم عزفت نفسه عن منصب النقابة وفي سنة ١٠٤٥ اختار المهاجرة
إلى المدينة المنورة فلم يزل بها إلى أن توفي. ٦١١:
الشريف أحمد بن يوسف بن يحيى بن بدر الدين محمد بن عز الدين احمد
الحسيني الإسحاقي الحلبي نقيب الاشراف وابن نقيبها بحلب.
توفي سنة ٩٤٩.
عن درر الحبب لرضي الدين الحنبلي وصفه بالشافعي ومع ذلك فلسنا
نشك في تشيعه لكونه من بني زهرة الحلبيين الذين تشيعهم عموما أشهر من
نار على علم وكثيرا ما كان الشيعة يتسترون بمذهب الشافعي خوفا على
دمائهم واعراضهم وأموالهم كما ذكرناه في عدة تراجم. قال في درر
الحبب: كان رئيسا سخيا حسن الشكالة مترفها في المأكل والمشرب كثير
التنزهات معتادا فيها لخذ دون هات يرى الأتم والاهم صرف الدينار
و الدرهم وفي آخر امره تحاشى عن نقابة الاشراف فكانت للسيد شمس
الدين النويرة وكان جداه العز والبدر من شيوخ الحافظ ابن حجر بالإجازة
على ما ذكره في انبائه انتهى ومضى ذكر جده عز الدين في بابه. ٦١٢:
أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي
قال البهبهاني في تعليقته على منهج المقال: روى عن محمد بن
إسماعيل الزعفراني وقال النجاشي في ترجمة جميل بن دراج في طريقه إليه
عن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه وأصله وهو يدل على أن له
كتابا وأصلا وأنه من مشايخ الرواية انتهى. ٦١٣:
الشيخ أحمد بن الشيخ يونس الغروي ذكره صاحب نشوة السلافة فقال: برع في النثر والنشيد وتسلط
عليهما تسلط السادة على العبيد فهو الأديب الفاضل واللبيب الكامل فمن
شعره ما أرسله إلى أبيه وهو في بلاد الغرب:
الا يا طرس قد ضمنت درا * لما قد حزت من حسن المقال
ويا خير الرسائل بين قوم * تقطع بينهم حبل الوصال
إذا جئت الغري وزرت قبرا * سما شرفا على السبع العوالي
فبلغ والدي مني سلاما * ومدحا لا تضاهيه اللئالي
وقل خلفت قنك في هموم * تدك لهولها شم الجبال
تسامره الكواكب حين يمسي * ويصبح في مسامرة الخيال
رمته الحادثات بسهم بعد * أشد عليه من طعن العوالي
أبي قد ضاق صدري عن كروب * بها الأيام تغدو كالليالي
رماني الدهر بالارزاء حتى * فؤادي في غشاء من نبال
فصرت إذا أصابتني سهام * تكسرت النصال على النصال ٦١٤:
الأمير أحمد بن الأمير يونس الحرفوشي البعلبكي
توفي سنة ١٠٣٠
وآل الحرفوش مر الكلام عليهم عموما في إبراهيم بن محمد
الحرفوشي.
كان من أمراء بني الحرفوش المعروفين وأبوه الأمير يونس كان حاكم
بعلبك والبقاع له شهرة واسعة ويأتي في بابه إن شاء الله تعالى.
قال الأمير حيدر الشهابي في تاريخه في سنة ١٠٢٧: زوج الأمير علي
المعني وهو ابن الأمير يونس المعني والأمير يونس أخو الأمير فخر الدين
المعني الشهير ابنته فاخرة من الأمير أحمد بن الأمير يونس الحرفوشي فجاء
وسكن في قرية مشغرى من عمل البقاع وبنى فيها دارا عظيمة وجرت
مكاتبات بينه وبين شيعة طرابلس أولاد داغر وأمراء جبل عامل بني علي
الصغير وبني منكر فبلغ ذلك عليا المعني الذي كان في بلاد الشوف من
جبل لبنان فأرسل إلى والده الأمير يونس الحرفوشي ان يمنع ولده من
سكنى مشغرى فاجابه ان ولدي مراده القرب منكم وأن يكون هو وزوجته
تحت أنظاركم فلم يقبل علي بذلك وألزمه بالرجوع إلى بعلبك كأنه خاف
من قربه ولما توفي المترجم تزوجها اخوه الأمير حسين بن يونس.
(٢١٥)

هذه تراجم لمن اسمه احمد
فاتنا ذكرها في محالها فذكرناها هنا ٦١٥:
أحمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
ذكره بعض المعاصرين في كتاب له فقال: أمه أم بشر بنت أبي
مسعود الأنصاري خرج مع عمه الحسين ع هو وأمه واخوه
القاسم وأختاه أم الحسن وأم الخير إلى مكة ثم إلى كربلا وله من العمر ست
عشرة سنة وحمل على القوم وهو يرتجز وقتل على ما قيل ثمانين فارسا واثخن
بالجراح فتعطفوا عليه فقتلوه انتهى ولم نجد أحدا ذكره فيمن استشهد
مع الحسين ع من أصحاب المقاتل ولا المؤرخين ولم يذكر هو من
أين نقله كما اننا لم نجد أحدا ذكره في عداد أولاد الحسن ع من
النسابين ولا من غيرهم وقد ذكروا ان أولاد الحسن ع من أم بشير
بنت أبي مسعود الخزرجية هم زيد وأم الحسن وأم الحسين ولم يذكروا معهم
أحمد بل ليس في أولاد الحسن من اسمه احمد أصلا. ٦١٦:
أبو الحسين أحمد بن الناصر الكبير أبي محمد الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
توفي في رجب سنة ٣١١ كما في مجالس المؤمنين
ذكر الشريف المرتضى في أوائل كتاب المسائل الناصرية وهو أبو جده
أبي أمه فاطمة بنت الناصر الصغير فقال: ان والدته فاطمة بنت أبي محمد
الحسن بن أحمد أبي الحسين صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد
الحسين الخ. ثم قال إن جده أبا محمد الحسن الملقب بالناصر بن أبي
الحسين احمد كان ابن خالة بختيار عز الدولة فان أبا الحسين احمد والده تزوج
در حجير بنت سهلان كساء الديلمي وهي خالة بختيار وأخت زوجة معز
الدولة ولوالدته هذه نبت كثير في الدبلم وشرف معروف ثم قال فاما أبو
الحسين أحمد بن الحسن فإنه كان صاحب جيش أبيه وكان له فضل وشجاعة
ونجابة ومقامات مشهور يطول ذكرها انتهى وفي تاريخ طبرستان للسيد
ظهير الدين المرعشي ما ترجمته: لما حضرت الناصر الكبير الوفاة ارسل ولده أبا
الحسين احمد صاحب الجيش الذي كان امامي المذهب إلى كيلان واحضر
الحسن بن القاسم المعروف بالداعي الصغير الذي كان صهر الناصر وجعل
الحكم والسلطنة لهما فاعترض أبو القاسم جعفر بن الناصر الكبير على أخيه
وقال: لأي شئ تعطي ملكي وميراثي إلى الغير فتحرمني منه وتحرم
نفسك؟ فاجابه اخوه أبو الحسين وقال: أليس أبي الذي هو اعرف مني
ومنك جعله ولي عهده وانا وان كنت في أول الأمر نافرا منه ولكن لما علمت أنه
في هذا العمل أولى وأنسب رجعت اليه فأنت أيضا يلزم ان ترضى
بذلك فلم يسمع وغضب وذهب إلى الري وجاء بعسكر من عند محمد بن
صعلوك إلى آمل وخطب باسم صاحب خراسان وضرب السكة باسمه
وجعل شعاره السواد فهرب الداعي الصغير إلى كيلان فبقي فيها سبعة أشهر
واستولى على الخراج فحصل على الرعية ضيق وجمع عسكرا وجاء إلى آمل
وأظهر العدل وبنى دارا وصالح ملوك الجبال فعزم أبو الحسين بن الناصر
الكبير على مقاومته ونفر منه وذهب إلى كيلان وانضم إلى أخيه أبي القاسم
جعفر بن الناصر الكبير وحين جاء الداعي الصغير إلى آمل جمع أهل
خراسان عسكرا وجاءوا إلى طبرستان فهرب الداعي وأصحابه إلى أصفهيد
محمد بن شهريار فقبض عليه أصفهيد وأوثقه وأرسله إلى الري إلى علي بن
وهوسدان نائب الخليفة المقتدر فأرسله إلى قلعة الموت وحبسه هناك ولما قتل علي بن
وهسودان غيلة تخلص الداعي وذهب إلى كيلان وجاء أولاد الناصر إلى آمل
وجاء الداعي من كيلان ووقعت بينهم وبينه المحاربة فانهزم أولاد الناصر
وقتل خلق كثير من الكيل والديلم وذهب أبو القاسم جعفر بن الناصر إلى
دامغان ثم إلى الري ثم إلى كيلان فأرسل الداعي إلى أبي الحسن أحمد
صاحب الجيش أنا عبد لك وأنت أعطيتني الملك وليس لي معك خصومة
لكن أخاك يقلقني واحتاج إلى جوابه فأرجوك ان تصالحني فقبل أبو الحسين
أحمد وتصالحا وأقاما معا بكركان ثم اخذ أبو الحسن احمد كركان وجاء
الداعي إلى آمل وجاء أبو القاسم جعفر إلى كيلان وحكموا في طبرستان مدة
بهذا النحو ثم تغير أبو الحسن بن الناصر على الداعي وارسل إلى أخيه جعفر
بكيلان فجمع عسكرا من كيلان وجاء هو بعسكر من كركان واتفقا وجاءا
إلى المصلى وحاربا الداعي فانهزم فأقاما في آمل انتهى. ٦١٧:
فخر الشرف أبو علي احمد الخداشاهي بن أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي
سهل علي بن علي العالم أبي الحسين محمد بن أبي محمد يحيى بن أبي الحسين محمد
النقيب بن أبي جعفر احمد زبارة بن محمد الأكبر بن عبد الله المفقود بن
الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب ع.
الخداشاهي نسبة إلى خداشاه من قرى جوين نسب إليها لأنه كان
يسكنها كما في عمدة الطالب قال وله عقب سادة اجلاء انتهى ولا دليل
لنا على تشيعه غير أصالة التشيع في العلويين. ٦١٨:
أحمد بن سهل البلخي أو زيد في معجم الأدباء عن كتاب لأبي سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد
مولى أمير المؤمنين في اخبار أبي زيد البلخي انه ولد ببلخ بقرية تدعى
شاميستيان من رستاق نهر غربنكي من جملة اثني عشر نهرا من انهار بلخ.
ومات ليلة السبت لتسع بقين من ذي القعدة سنة ٣٢٢ عن ٨٧ أو ٨٨ سنة.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء: كان فاضلا قائما بجميع العلوم القديمة والحديثة
يسلك في مصنفاته طريق الفلاسفة الا انه باهل الأدب أشبه وكان معلما
للصبيان ثم رفعه العلم إلى مرتبة علية كما اقتصصنا في اخباره وقد وصفه أبو
حيان التوحيدي في كتابه في تقريظ الجاحظ بوصف ذكرته في اخبار أبي
حنيفة أحمد بن داود الدينوري فاحتسبت به كعادتي في الايجاز وترك
التكرير. وقال في تلك الترجمة: قال أبو حيان في كتاب تقريظ الجاحظ ومن
خطه الذي لا ارتاب فيه نقلت إلى أن قال: قال أبو حيان والذي أقوله
واعتقده وآخذ به واستهام عليه اني لم أجد في جميع من تقدم وتأخر غير ثلاثة
لو اجتمع الثقلان على تقريظهم ومدحهم ونشر فضائلهم في أخلاقهم
وعلمهم ومصنفاتهم ورسائلهم مدى الدنيا إلى أن يأذن الله بزوالها لما بلغوا
آخر ما يستحقه كل واحد منهم ثم ذكر منهم الجاحظ وأبا حنيفة الدينوري
ثم قال والثالث أبو زيد أحمد بن سهل البلخي فإنه لم يتقدم له شبيه في
الأعصر الأول ولا يظن أنه يوجد له نظير في مستأنف الدهر ومن تصفح
كلامه في اقسام العلوم وفي كتاب اخلاق الأمم وفي كتاب نظم القرآن وفي
كتاب اختيار السيرة وفي رسائله إلى اخوانه وجوابه عما يسال عنه ويبده به
علم أنه بحر البحور وانه عالم العلماء وما رئي في الناس من جمع بين الحكمة
والشريعة سواه وان القول فيه لكثير ثم حكى ياقوت عن كتاب أبي سهل
أحمد بن عبيد الله بن أحمد في أخبار أبي زيد البلخي أنه قال: حدثت ان أبا زيد
(٢١٦)

كان في عنفوان شبابه دعته نفسه إلى أن يدخل ارض العراق ويجثو بين يدي
العلماء ويقتبس منهم العلوم فتوجه إليها راجلا مع الحاج واقام بها ثماني سنين
وأجازها فطوف البلدان المتاخمة لها ولقي الكبار والأعيان وتتلمذ لأبي يوسف
يعقوب بن إسحاق الكندي وحصل من عنده علوما جمة وتعمق في علم
الفلسفة وهجم على اسرار علم التنجيم والهيئة وبرز في علم الطب والطبائع
وبحث عن أصول الدين أتم بحث وابعد استقصاء حتى قاده ذلك إلى
الحيرة وزل به عن النهج الأوضح فتارة كان يطلب الامام ومرة كان يسند
الامر إلى النجوم أو الاحكام ثم إنه لما كتبه الله في الأزل من السعداء وحكم
بأنه لا يتركه يتبلغ في ظلمات الأشقياء بصره أرشد الطرق وهداه لاقوم
السبل فاستمسك بعروة من الدين وثيقة وثبت من الاستقامة على بصيرة
وحقيقة. ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلوم
قدوة وفي كل نوع من أنواعه اماما قصد العود إلى بلده فتوجه إليها على
طريق هراة حتى وصل إلى بلخ وانتشر بها علمه قال أخبرني أبو محمد
الحسن بن الوزيري وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له قال كان أبو زيد ضابطا
لنفسه ذا وقار وحسن استبصار قويم اللسان جميل البيان متثبتا نزر الشعر
قليل البديهة واسع الكلام في الوسائل والتأليفات إذا أخذ في الكلام أمطر
اللآلئ المنثورة وكان قليل المناظرة حسن العبارة وكان يتنزه عما يقال في
القرآن الا الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل دون المشكل من الأقاويل
وحسبك ما ألفه من كتاب نظم القرآن الذي لا يفوقه في هذا الباب
تأليف، قرأت في كتاب البصائر لأبي حيان الفارسي هو المشهور
بالتوحيدي من ساكني بغداد قال قال أبو حامد القاضي لم أر كتابا في
القرآن مثل كتاب لأبي زيد البلخي وكان فاضلا يذهب في رأي الفلاسفة
لكنه تكلم في القرآن بكلام لطيف دقيق في مواضع واخرج سرائره وسماه
نظم القرآن ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال سمعت بعض أهل الأدب
يقول: اتفق أهل صناعة الكلام ان متكملي العالم ثلاثة الجاحظ وعلي بن
عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ
ومنهم من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة ومنهم من توافق لفظه
ومعناه وهو أبو زيد وقال أبو حيان في كتاب النظائر لعله البصائر: أبو
زيد البلخي يقال له بالعراق جاحظ خراسان، قال: وقرأت بخط أبي
الحسن الحديثي على ظهر كتاب كمال الدين لأبي زيد قال أبو بكر الفقيه ما
صنف في الاسلام كتاب انفع للمسلمين من كتاب البحث عن التأويلات
صنفه أبو زيد البلخي وهذا الكتاب يعني كتاب كمال الدين، وذكره ابن
النديم مع الكتاب والخطباء والمترسلين والبلغاء فقال: أبو زيد البلخي
واسمه أحمد بن سهل كان فاضلا في سائر العلوم القديمة والحديثة تلا في
تصانيفه وتأليفه طريقة الفلاسفة الا انه باهل الأدب أشبه واليهم أقرب
فلذلك رتبته في هذا الموضع من الكتاب. حكي عن أبي زيد أنه قال: كان
الحسين بن علي المروزي وأخوه صعلوك يجريان علي صلات معلومة دائمة
فلما أمليت كتابي في البحث عن كيفية التأويلات قطعاها عني وكان لأبي علي
الجيهاني وزير نصر بن أحمد جواري يدرها علي فلما أمليت كتابي القرابين
والذبائح حرمنيها وكان الحسين قرمطيا وكان الجيهاني ثنويا وكان يرمي أبو
زيد بالالحاد فحكي عن البلخي أنه قال هذا الرجل مظلوم يعني أبا زيد وهو
موحد انا أعرف به من غيري وانا أنشأنا معا وانما آت من المنطق وقد قرأنا
المنطق وما ألحدنا بحمد الله انتهى.
مذهبه
قد سمعت قول ابن النديم أنه كان يرمي بالالحاد وتبرئة البلخي له
من ذلك وقوله انه آت من المنطق وقد كان بعض الجامدين يرون تعلم المنطق
حراما حتى قال صاحب السلم وهو يذكر الخلاف في تعلم علم المنطق:
فابن الصلاح والنواوي حرما وقال قوم ينبغي أن يعلما
والقولة الواضحة الصحيحة جوازه لسالم القريحة
فيوشك أن تكون نسبة الالحاد اليه لذلك كما يومي اليه كلام البلخي
المتقدم وقد سمعت قول أبي سهل أن الله تعالى بصره أرشد الطرق وهداه
لأقوم السبل فاستمسك بعروة من الدين وثيقة وثبت من الاستقامة على
بصيرة وحقيقة وهذا الكلام من أبي سهل ينفي عنه تهمة الالحاد مع أنها من
أصلها واهية كما ذكرنا. ثم قال وكان حسن الاعتقاد ومن حسن اعتقاده انه
كان لا يثبت من علم النجوم الاحكام بل كان يثبت ما يدل عليه الحسبان
ولقد جرى ذكره في مجلس الامام أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزار
وهو الامام ببلخ والمفتي بها فاثنى عليه خيرا وقال أنه كان قويم المذهب
حسن الاعتقاد لم يقرف بشئ من ديانته كما ينسب اليه من نسبته إلى علم
الفلسفة وكل من حضره من الفضلاء والأماثل اثنى عليه ونسبه إلى
الاستقامة والاستواء وأنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة على كلمة
تدل على قدح في عقيدته انتهى ومن المظنون تشيعه لما مر من أنه تارة
كان يطلب الامام ولما حكاه ياقوت عن كتاب أبي سهل الآنف الذكر قال:
ذكر أبو الحسن الحديثي قال: كان أبو بكر البكري فاضلا خليعا لا يبالي
ما قال وكان يحتمل عنه لسنه قال اذكر إذ كنا عنده وقد قدمت المائدة وأبو
زيد يصلي وكان حسن الصلاة فضجر البكري من طول صلاته فالتفت إلى
رجل من أهل العلم يقال له أبو محمد الخجندي فقال: يا أبا محمد ريح
الإمامة بعد في رأس أبي زيد فخفف أبو زيد الصلاة وهما يضحكان قال أبو
الحسن فلم أدر ما ذلك حتى سالت لا أدري الخجندي أو أبا بكر
الدمشقي، فقال أحدهما: اعلم أن أبا زيد أول امره كان خرج في طلب
الامام إلى العراق إذ كان قد تقلد مذهب الإمامية فعيره البكري بذلك.
ومما يرشد إلى تشيعه ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء عن المرزباني أنه قال
: أحمد بن سهل البلخي محدث معتمد وهو القائل يرثي الحسن بن
الحسين العلوي وقد توفي ببلخ:
إن المنية رامتنا بأسهمها * فأوقعت سهمها المسموم بالحسن
أبو محمد الأعلى فغادره * تحت الصفيح مع الأموات في قرن
يا قبر ان الذي ضمنت جثته * من عصبة سادة ليسوا ذوي افن
محمد وعلي ثم زوجته * ثم الحسين ابنه والمرتضى الحسن
صلى الاله عليهم والملائكة * المقربون طوال الدهر والزمن
قال ياقوت: هكذا قال المرزباني ولا أدري أيريد صاحبنا هذا أو
غيره فإنه لم يذكره بأكثر مما كتبناه انتهى ولكنه حكى عن كتاب أبي سهل
الآنف الذكر ان الوزيري قال كان يتحرج عن تفضيل الصحابة بعضهم
على بعض وعن مفاخرة العربي والعجمي وعما يقال في القرآن الا الظاهر
المستفيض ويقول: ليس في هذه المناظرات الثلاث ما يجدي طائلا ولا
يتضمن حاصلا لأن الله تعالى يقول في معنى القرآن أنزلناه قرآنا عربيا قيما
غير ذي عوج الآية وأما معنى الصحابة وتفضيل بعضهم على بعض فقوله
ع: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وكذلك العربي
(٢١٧)

والشعوبي فإنه سبحانه يقول: فلا انساب بينهم يومئذ ولا هم يتساءلون
ويقول في موضع آخر إن أكرمكم عند الله أتقاكم انتهى وهذا
الكلام موضع للتأمل وأعمال النظر فالتحرج عن تفضيل الصحابة بعضهم
على بعض مخالف لسيرة جميع المسلمين فكيف يعتمده أبو زيد مع غزارة
علمه وفضله، وكيف يقول ذلك وهو يرى براهين التفضيل واضحة
واستدلاله بحديث أصحابي كالنجوم إن صح أن المراد به جميع أصحابه لا
ينطبق على المدعى كما هو واضح، فان جواز الاقتداء بكل منهم لا يوجب
أن يكونوا سواء في الفضل بل في جواز الاقتداء فلا بد أن يكون له في هذا
الكلام منحى آخر ولعله إرادة سد هذا الباب لبعض المصالح فو أما آية لا
انساب بينهم فلا تدل على عدم التفضيل، وأما آية إن أكرمكم فلا تنافي
التفضيل إذ هي تدل على أن الشعوبي التقي أكرم عند الله من العربي
الشقي والعربي الأتقى أكرم من العربي الأقل تقوى ولا تنافي ان يكون
العربي خيرا من الشعوبي نسبا إذا تساويا في التقوى وذلك ما لا يخفى على
أبي زيد فلا بد أن يكون لكلامه منحى آخر أيضا كما مر.
صفته
في معجم الأدباء عن كتاب أبي سهل الآنف الذكر: كان أبو زيد كما
ذكر أبو محمد الحسن الوزيري وكان رآه واختلف اليه: ربعة نحيفا مصفارا
أسمر اللون جاحظ العينين فيهما تأخر ومثل بوجهه آثار جدري صموتا
سكينا ذا وقار وهيبة وقد وصفه أبو علي احمد المنيري الزيادي في رسالته التي
كتبها اليه وأراد ان يهدم بنيانه فرد عليه أبو زيد في جوابها ما ألبسه الشنار و
الصغار ونبه العالم ان حظه من العلوم حظ منكود وأنه فيما أجرى له من
كلامه غير سديد وذكر المنيري في جملة ما هجنه به وإنك لا تصلح إلا أن
تكون زامرا أو معبرا أو مخنكرا فدل هذا الكلام على أنه كان جاحظ العينيين
أشدق مع قصر قامة.
اخباره
في معجم الأدباء عن كتاب أبي سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد
الآنف الذكر: كان أبوه سجزيا أي من أهل سجستان يعلم الصبيان
وولد هو ببلخ في قرية من قراها كما مر قال: هذا ما ذكره أبو محمد
الحسن بن محمد الوزيري وله كتاب في أخبار أبي زيد البلخي وسمعت أن
أباه كان يعلم بهذه القرية المدعوة شامستيان وكان أبو زيد يميل إليها ويحبها
لأجل مولده بها ونزعه إليها حب المولو مسقط الرأس والحنين إلى الوطن
الأول ولذلك لما حسنت حاله ودعته نفسه إلى الاعتقاد الضياع والأسباب
والنظر للأولاد والأعقاب اختارها من قرى بلخ فاعتقد بها ضيعته ووكل بها
همته وصرف إلى اتخاذ العقد بها عنايته وقد كانت تلك الضياع بعد باقية إلى
قريب من هذا الزمان في أيدي أحفاده وأقاربه بها وبالقصبة ثم أنهم كما أقدر
قد فنوا وانقرضوا. سمعت أن الأمير أحمد بن سهل بن هاشم كان ببلخ
وعنده أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي وأبو زيد، ليلة من
الليالي. وفي يد الأمير عقد لآلئى نفيسة ثمينة كان حمل اليه من بعض بلاد
الهند حين افتتحت فافرد الأمير منها عشرة أعداد وناولها أبا القاسم وعشرة
آخر وناولها أبا زيد وقال هذه اللآلئ في غاية النفاسة فأحببت أن أشرككما
فيها ولا استبد بها دونكما فشكرا له ذلك ثم أن أبا القاسم وضع لآلئه بين
يدي أبي زيد وقال أردت أن أصرف ما برني به الأمير اليه فقال الأمير نعما
فعلت ورمى بالعشرة الباقية إلى أبي زيد وقال خذها فلست في الفتوة بأقل
حظا من أبي القاسم ولا تغبنن بها فإنها ابتيعت للجراية من الفئ بثلاثين
ألف درهم فباعها أبو زيد بمال جليل وصرف ثمنها إلى الضيعة التي اشتراها
بشامستيان. قال وعاد من العراق إلى بلخ فلما ورد أحمد بن سهل بن هاشم
المروزي بلخ واستولى على تخومها راوده على أن يستوزره فأبى عليه واختار
سلامة الأولى والعقبى فاتخذ أبا القاسم الكعبي وزيرا وأبا زيد كاتبا
وكلاهما من الكتاب وعظم محلهما عنده وكان رزق أبي القاسم في الشهر ألف
درهم ورقا ولأبي زيد خمسمائة فكان أبو القاسم يأمر الخازن بزيادة مائة
درهم لأبي زيد من رزقه و كان يأخذ لنفسه مكسرة ويأمر لأبي زيد بأوضح
الصحاح فبقوا على ذلك مدة غير طويلة وهلك أحمد بن سهل عن عمر
قصير، قال وحكي أن أبا زيد لما دخل على أحمد بن سهل أول دخوله عليه
سأله عن اسمه فقال أبو زيد فعجب من ذلك حين سأله عن اسمه فأجاب
عن كنيته وعد ذلك من سقطاته فلما خرج ترك خاتمه فأبصره أحمد بن سهل
فازداد تعجبا من غفلته ونظر في نقش فصه فإذا عليه أحمد بن سهل فعلم أنه
إنما أجاب عن كنيته للموافقة بين اسمه واسمه. قال وحكي أن أبا زيد في
حداثته وحال فقره وخلته كان التمس من أبي علي المنيري حنطة فامره
بحمل جراب اليه ففعل فلم يعطه وحبس الجراب ومضى على هذا أعوام
كثيرة وخرج شهيد بن الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصعانيان وكتب إلى أبي
زيد كتبا لم يجبه أبو زيد عنها فكتب اليه شهيد بهذين البيتين يعيره بحديث
الجراب:
امني النفس منك جواب كتبي * واطمعها لتسكن وهي تأبى
إذا ما قلت سوف يجيب قالت * إذا رد المنيري الجرابا
قال ولقي أحمد بن سهل الأمير أبا زيد في طريق وقد أجهده السير
فقال له عييت أيها الشيخ فقال له أبو زيد نعم أعييت أيها الأمير فنبهه أنه
لحن في قوله عييت إذ العي في الكلام والإعياء في المشي وأنشد أبو زيد:
لكل امرئ ضيف يسر بقربه * وما لي سوى الأحزان والهم من ضيف
تناءت بنا دار الحبيب اقترابها * فلم يبق الا رؤية الطيف اللطيف
وقال أبو زيد: كان ببلخ مجنون من عقلاء المجانين وكان يعرف بأبي
إبراهيم إسحاق بن إسحاق البغدادي دخل إلي وكنت ألاعب الأهوازي
بالشطرنج فقال أبو زيد والأهوازي لك فتحيرت في هذا الكلام فقال لي
أحسب فحسبت بحروف الجمل فكان ستون قال فصل بين كنيتك ونسبة
الأهوازي فوصلت فإذا أبو زيد ثلاثون وأهوازي ثلاثون فقضيت
عجبا من اختراعه في تلك الوهلة هذا الحساب انتهى ولم يفسر قوله
لك فهو بحساب الجمل ثلاثون أي عدد حروف كل منهما عدد حروف
لك.
مشايخه
قد عرفت مما مر أن من مشايخه أبا يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي
المنجم المشهور.
تلاميذه
عرفت أيضا أن منهم أبا محمد الحسن بن الوزيري.
(٢١٨)

مؤلفاته
قال ابن النديم في الفهرست: ولأبي زيد من الكتب ١ شرائع
الأديان ٢ اقسام العلوم ٣ اختيارات السير ٤ كمال الدين ٥
السياسة الكبير ٦ السياسة الصغير ٧ فضل صناعة الكتابة ٨ مصالح
الأبدان والأنفس ٩ أسماء الله عز وجل وصفاته ١٠ صناعة الشعر ١١
فضيلة علم الاخبار ١٢ الأسماء والكنى والألقاب ١٣ أسامي الأشياء
١٤ النحو والتصريف ١٥ الصورة والمصور ١٦ رسالته في حدود
الفلسفة ١٧ ما يصح من احكام النجوم ١٨ الرد على عبدة الأصنام
١٩ فضيلة علوم الرياضيات ٢٠ في إنشاء علوم الفلسفة ٢١ القرابين
والذبائح ٢٢ عصمة الأنبياء ٢٣ نظم القرآن ٢٤ قوارع القرآن ٢٥
الفتاك والنساك ٢٦ ما أغلق من غريب القرآن ٢٧ في أن سورة الحمد
تنوب عن جميع القرآن ٢٨ أجوبة أبي القاسم الكعبي ٢٩ النوادر في
فنون شتى ٣٠ أجوبة أهل فارس ٣١ تفسير صور كتاب السماء والعالم
لأبي جعفر الخازن ٣٢ أجوبة أبي علي بن أبي بكر بن المظفر المعروف بابن
محتاج ٣٣ أجوبة أبي القاسم المؤدب ٣٤ المصادر ٣٥ أجوبة مسائل
أبي الفضل السكري ٣٦ الشطرنج ٣٧ فضائل مكة على سائر البقاع
٣٨ جواب رسالة أبي علي بن المنير الزيادي ٣٩ منبه منية الكتاب
٤٠ البحث عن التأويلات كبير ٤١ الرسالة السالفة إلى العاتب عليه
٤٢ رسالته في مدح الوراقة ٤٣ كتاب وصية، إلى هنا في نسخة
الفهرست المطبوعة وزاد في معجم الأدباء نقلا عن الفهرست ٤٤ صفات
الأمم ٤٥ القرود ٤٦ فضل الملك ٤٧ المختصر في اللغة ٤٨
صولجان الكتبة ٤٩ نثارات من كلامه ٥٠ أدب السلطان والرعية ٥١
فضائل بلخ ٥٢ تفسير الفاتحة والحروف المقطعة في أوائل السور ٥٣
رسوم الكتب ٥٤ كتاب كتبه إلى أبي بكر بن المستنير عاتبا ومنتصفا في ذمه
المعلمين والوراقين ٥٥ كتاب كتبه إلى أبي بكر بن المظفر في شرح ما قيل
في حدود الفلسفة ٥٦ اخلاق الأمم. ٦١٩:
أحمد بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب.
في عمدة الطالب كان نسابة وخلف بنصيبين ثلاثة أولاد ذكور
انتهى ٦٢٠:
أبو الفتح أحمد بن عمر بن يحيى العلوي
مرت ترجمته في محلها وأعدناها لزيادة وجدناها قال ابن الأثير في
تاريخه في سنة ٣٦٩ قبض عضد الدولة على محمد بن عمر العلوي واصطنع
أخاه أبا الفتح احمد وولاه الحج بالناس وفي سنة ٣٧٠ حج بالناس وخطب
بمكة والمدينة للعزيز بالله صاحب مصر العلوي. ٦٢١:
أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: عمر مائة سنة ومات عن ولد اسمه أبو القاسم
علي. ٦٢٢:
أحمد بن عقيل بن أبي طالب
ذكره بعض المعاصرين في كتاب له وقال: أمه أم ولد برز يوم الطف
وهو يرتجز ويقول:
اليوم ابلو حسبي وديني * بصارم تحمله يميني
احمي به عن سيدي وديني * ابن علي الطاهر الأمين
ولم نجد أحدا ذكره فيمن استشهد مع الحسين ع نعم ذكر
ابن شهرآشوب جعفر بن محمد بن عقيل والبيت الأول من هذا الرجز نسبه
ابن شهرآشوب إلى أحمد بن محمد الهاشمي وقال إنه استشهد مع الحسين
ع كما مر في موضعه وكون المراد به هذا الرجل لا دليل عليه
والتعبير بالهاشمي في أولاد أبي طالب لعله غير متعارف والمعروف ان يقال
الطالبي كما أنه لم يذكر النسابون لمحمد بن عقيل ولدا اسمه احمد ففي
عمدة الطالب العقب من عقيل ليس إلا في رجل واحد وهو عبد الله وكان
لمحمد بن عقيل ولدان آخران هما القاسم وعبد الرحمن أعقبا ثم انقرضا
انتهى.
استدراك لمن اسمه احمد
وهم جماعة بعضهم فاتنا ذكره في محله وبعضهم لم تستوف تراجمهم
فذكرناهم ثانيا. ٦٢٣:
السيد أحمد بن إبراهيم الموسوي الدزفولي الحائري
عالم جامع من تلامذة الفاضل الأردكاني والشيخ زين العابدين
المازندراني له تواليف منها رسالة قسطاس الأوزان في تعيين موازين البلدان
طبعت سنة ١٣٠٨ وحاشية على متاجر الشيخ مرتضى الأنصاري كتب الينا
ذلك السيد شهاب الدين الحسيني. ٦٢٤:
أحمد بن أبي القاسم بن أبي كعب
في لسان الميزان: متأخر قال ابن النجار من شيوخ الشيعة اه. ٦٢٥:
الميرزا أبو الفضل أحمد بن أبي القاسم الكلانتري
مذكورة في الأصل ج ٧ ويعرف بيت الكلانتري بالثقفي نسبة إلى
جدهم المختار بن أبي عبيدة الثقفي. ٦٢٦:
الشيخ احمد البحريني
ذكرنا في ج ٧ أنه وجدت رسالة بخط بعض تلاميذه وهو الحاج
عباس المازندراني الآملي، وكتب الينا السيد شهاب الدين الحسيني ان
الشيخ احمد هذا هو الأحسائي ابن زين الدين وان الحاج ملا عباس كان
من علماء الشيخية المعروفين ومن تلامذة السيد كاظم الرشتي وكريم خان
القاجاري الكرماني اه أقول ولكن الشيخ أحمد بن زين الدين
يعرف بالأحسائي لا البحريني. ٦٢٧:
الشيخ جمال الدين أبو الفتوح أحمد بن الشيخ أبي عبد الله بلكو بن أبي
طالب بن علي الآوي
مذكور في الأصل ج ٧ وكتب الينا السيد شهاب الدين ان ابن بلكو
من مشاهير أصحابنا له شرح لطيف على نهج البلاغة محتو على فوائد شريفة
عندي كراريس منه يظهر منها وفور علمه ودقة نظره وأدبه الجم وفضله
(٢١٩)

البالغ وقد نبغت في ذراريه جماعة من العلماء يعرفون بال بلكو اه. ٦٢٨:
الميرزا احمد التبريزي الخطاط
كان في عصر محمد شاه القاجاري من الخطاطين المشهورين وأهل
الفضل وقد ذكرنا في المجلد الثاني الجزء السابع ميرزا احمد التبريزي
الخطاط وصوابه النيريزي بالنون والمثناة التحتية نسبة إلى نيريز بلدة من بلاد
فارس كان في المائة الثانية عشرة اما التبريزي ففي المائة الثالثة عشرة، كذا
كتب الينا السيد شهاب الدين. ٦٢٩:
أبو الحسن أحمد بن الحسن الأطروش الملقب ناصر الحق بن علي بن عمر
الأشرف بن الإمام زين العابدين ع
توفي في رجب سنة ٣١١ في آمل.
في مجالس المؤمنين. كان أبوه قد خرج في بلاد الديلم واستولى على
أكثر طبرستان. ٦٣٠:
أبو الفتح أحمد بن عمر العلوي
مر ذكره في ج ٩ وفي النجوم الزاهرة في حوادث سنة ٣٧٠ فيها حج
بالناس أبو الفتح أحمد بن عمر العلوي ثم ذكر انه حج بالناس سنة ٣٧٢.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٤٢: فيها حج الشريفان أبو الحسن
محمد بن عبد الله وأبو عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى العلويان، فجرى
بينهما وبين عساكر المصريين من أصحاب ابن طغج حرب شديدة، وكان
الظفر لهما، فخطب لمعز الدولة بمكة، فلما خرجا من مكة لحقهما عسكر
مصر فقاتلهما فظفرا به أيضا انتهى فهنا كناه أبا عبد الله وهناك كني أبا
الفتح. وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٣٦٩: فيها قبض عضد
الدولة على محمد بن عمر العلوي واصطنع أخاه أبا الفتح احمد وولاه الحج
بالناس. وقال في حوادث سنة ٣٧٠: فيها حج بالناس أبو الفتح أحمد بن
عمر بن يحيى العلوي وخطب بمكة والمدينة للعزيز بالله صاحب مصر
العلوي انتهى ومر في ج ٩ أيضا أبو عبد الله أحمد بن عمر بن محمد بن
عبد الله ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
توفي سنة ٣٨٩ وهو غيرهما قطعا، أما الثلاثة الباقون فالظاهر أنهم واحد،
ولكن ينافي الاتحاد تكنية أحدهم بأبي الفتح والآخر بأبي عبد الله، وان
المذكور في ج ٩ مر أنه ورد العراق من الحجاز سنة ٢٥١، فمن ذلك
التاريخ إلى سنة ٣٤٢ التي حج فيها ٩٢ سنة، ومنه إلى سنة ٣٧٠ التي حج
فيها أيضا ١١٩ سنة مع إضافة عمره يوم ورد العراق فيكون من المعمرين
ولو كان كذلك لذكر، فالظاهر أن تاريخ وروده العراق غلط، وان تكنيته
بأبي عبد الله أيضا غلط، أو أنه يكنى به وبأبي الفتح أيضا والله أعلم. ٦٣١:
الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن محمد المركشي من مشايخ ابن
شهرآشوب. ٦٣٢:
أبو الكتائب أحمد بن محمد بن عمار الطرابلسي
نسبة إلى طرابلس الشام.
هو من بني عمار امراء طرابلس معاصر للشيخ الفقيه أبي الفتح
محمد بن عثمان بن علي الكراجكي وقد جاء في ترجمة الكراجكي التي
وجدتها ملحقة بنسخة اللآلئ الثمينة في التراجم تأليف السيد حسين بن
إبراهيم بن معصوم القزويني شيخ بحر العلوم عند ذكر مؤلفات الكراجكي
ان منها نهج البيان في مناسك النسوان امره بعمله الشيخ الجليل أبو الكتائب
أحمد بن محمد بن عمار رفع الله درجته فصنفه بطرابلس خمسون ورقة وجاء
فيها أيضا أن من مؤلفات الكراجكي عدة البصير في حجج يوم الغدير مائتا
ورقة عمله بطرابلس للشيخ الجليل أبي الكتائب عمار أطال الله بقاءه.
هكذا وردت العبارة في الأصل المنقول عنه والظاهر أن فيها سقطا وأصلها
للشيخ أبي الكتائب أحمد بن محمد بن عمار. ٦٣٣:
السيد أبو الفضل أحمد بن محمد بن علي الموسوي المرعشي الخراساني
توفي سنة ١٢٣٥ شهيدا مسموما.
متكلم حكيم محدث مفسر معاصر للسلطان فتح علي شاه القاجاري
وأحد ندمائه في السفر والحضر قرأ على الوحيد البهبهاني ويروي عنه وعن
صاحب الحدائق إجازة له تواليف منها: ١ شرح على الفوائد الجديدة
لأستاذه المذكور ٢ منهج السداد في شرح الارشاد ٣ إغاثة اللهفان من
ورطات النيران في المواعظ ٤ التهذيب في الاخلاق ٥ غنية المصلي ٦
شرح كفاية السبزواري لم يتم. يوجد بعض هذه الكتب عند حفيده السيد
محمد المتولي بمشهد الرضا ع وعليها إجازات وتقاريض من
أساتيذه ومعاصريه من العلماء. ٦٣٤:
عماد الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن إسماعيل الوزان
البغدادي الأديب
في مجمع الآداب: كان من أصحاب النقيب رضي الدين علي بن
علي بن طاوس الحسيني ومن المقربين عنده وكانت أموره تجري على يديه
وعماد الدين رجل حسن المعاملة وهو الآن ينظر في البستان الذي عمر
خارج سوق السلطان من جهة العدل عماد الدين المنصوري. ٦٣٥:
أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات أخو علي بن
محمد وزير المقتدر
توفي ليلة السبت منتصف شهر رمضان سنة ٢٩١.
قال ابن خلكان في ترجمة أخيه: كان أكتب أهل زمانه وأضبطهم
للعلوم والأدب، وللبحتري فيه القصيدة المشهورة التي أولها:
بت أبدي وجدا وأكتم وجدا لخيال قد بات لي منك يهدى ٦٣٦:
الشيخ احمد المنجم بن الشيخ محمد حسن
المنجم بن الشيخ محمد علي المنجم الرشتي النجفي
توفي بالنجف حدود ١٣١٥
كان منجما يكتب التقاويم بالعربية لمعرفة الأهلة والخسوف والكسوف
وغير ذلك أدركناه حيا في النجف الأشرف عدة سنين وتوفي قبل خروجنا
منها إلى دمشق وكانت التقاويم تكتب بالفارسية وتطبع بإيران وكان هو
يكتبها بالعربية ويهديها لأمراء عرب العراق فيأخذ ثمنها ليرة عثمانية ذهبا. ٦٣٧:
الشيخ أحمد بن محمد حسين النهاوندي
له تلخيص النهج المستقيم شرح عينية ابن سينا لعلي بن سليمان أو
تلميذه ميثم البحرانيين فرع من تلخيصه ١٢٨٠ كذا في الذريعة.
(٢٢٠)

٦٣٨: أحمد بن محمد بن الحسين البزاز النيسابوري
من مشايخ الصدوق غير مذكور في الرجال. ٦٣٩:
أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين
في طريق الصدوق إلى حماد بن عمرو وأنس بن محمد في وصية النبي
ص لأمير المؤمنين ع مجهول ورجال السند كلهم مجاهيل. ٦٤٠:
السيد أحمد بن محمد الحسيني الأردكاني اليزدي
من علماء عصر السلطان فتح علي شاه له كتاب سرور المؤمنين في
أحوال أمير المؤمنين ع في سبعة مجلدات ثم ذيله بثلاثة مجلدات في
أحوال الحسين والكاظم والمهدي ع ثم ذيله بأربعة مجلدات في
أحوال الزهراء والسجاد والباقر والصادق ع وصرح أن هذه
الأربعة ترجمة أربعة مجلدات من كتاب العوالم وأهداها إلى محمد ولي بن
فتح علي شاه سنة ١٢٣٨. ٦٤١:
أحمد بن محمد الحسيني الخسروشاهي
توفي سنة ١٣٢٦ ودفن بالبقيع.
في الذريعة: كان من أجلاء العلماء. ٦٤٢:
الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ حسين فلحة العاملي الميسي خال
المؤلف
كان عالما فاضلا توفي في شبابه ورأيت من كتبه التي بقيت عند والدتي
كتابين وهما نهاية التقريب في شرح التهذيب للعلامة في الأصول في مجلدين
لم أعرف مؤلفه لذهاب أوله. والمهذب البارع في شرح المختصر النافع لابن
فهد الحلي وكان الثاني ناقصا من أوله ووسطه وآخره فأكملت نقصانه وقابلته
فصححته. ٦٤٣:
أبو يزيد أحمد بن محمد بن خالد الخالدي الجوزا خ ل
في طريق الصدوق إلى حماد بن عمرو وأنس بن محمد في وصية النبي
ص لأمير المؤمنين ع مجهول وجميع رجال السند مجاهيل. ٦٤٤:
الأحمر
يوصف به جعفر بن زياد، وابان بن عثمان، وإسحاق بن محمد
ويعقوب بن سالم، وعبد الله بن عجلان. وعن المجمع أنه عد فيهم
إبراهيم الأحمر وسيأتي أنه يوصف بالأحمري دون الأحمر الا على بعض
النسخ. ٦٤٥:
احمر بن جزي السدوسي كنيته أبو سعيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال: سكن البصرة
سمع منه الحسن البصري انتهى وفي الاستيعاب: احمر بن جزي
السدوسي يكنى أبا جزي له صحبة روى عنه الحسن البصري لم يرو عنه
غيره فيما علمت وهو احمر بن جزي بن معاوية بن سليمان مولى الحارث
السدوسي وقال الدارقطني: احمر بن جزي بكسر الجيم والزاي جميعا
انتهى وفي الإصابة: احمر آخره راء ابن جزء بن شهاب بن جزء بن
ثعلبة بن زيد بن مالك بن سنان السدوسي وقال ابن عبد البر احمر بن جزء
إلى قوله السدوسي روي عنه حديث في التجافي في السجود رواه أبو داود
وابن ماجة واحمد والطحاوي من طريق الحسن البصري حدثنا احمر صاحب
رسول الله ص وقال عباد بن راشد عن الحسن حدثني احمر مولى رسول الله
ص رجاله ثقات وساق له البارودي حديثا آخر وقيل هو احمر بن سواء بن
جزء قال البخاري بصري له صحبة انتهى جزء منهم من يضبطه بفتح
الجيم وكسر الزاي بعدها مثناة تحتية انتهى الإصابة. وفي أسد الغابة
ترجمه كالإصابة إلا أنه زاد الربعي قبل السدوسي وقال قاله ابن منده وأبو
نعيم عن البخاري وقال ابن عبد البر وذكر ما مر إلى قوله بكسر الجيم
والزاي ثم قال: قلت روى عنه الحسن وحده وساق السند إلى الحسن
البصري قال: حدثنا احمر صاحب رسول الله ص وذكر حديثا في التجافي
في السجود انتهى ولم يعلم أنه من موضوع كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ له
في رجاله حتى لا يفوتنا شئ مما ذكره أصحابنا. ٦٤٦:
الأحمر
قال نصر في كتاب صفين: وقال الأحمر، وقتل مع علي
ع:
قد علمت غسان مع جذام * اني كريم ثبت المقام
احمي إذا ما زيل بالاقدام * والتفت الجريال بالاهدام
اني ورب البيت والاحرام * لست أحامي عورة القمقام ٦٤٧:
احمر بن شميط الأحمسي البجلي
قتل سنة ٦٧ في حرب المختار مع مصعب بن الزبير.
كان ممن حارب مع المختار يوم خرج بالكوفة، قال ابن الأثير في
حوادث سنة ٦٦: أنه كان من الذين قرأوا كتاب المختار الذي كتبه من
الحبس إلى الذين بقوا من التوابين بعد قتل سليمان بن صرد يثني عليهم
ويمنيهم الظفر ويعرفهم أنه هو الذي امره ابن الحنفية بطلب ثار الحسين
ع، فبعثوا اليه أننا بحيث يسرك فان شئت أن نخرجك من
الحبس فعلنا. وكان ممن شهد لإبراهيم بن مالك الأشتر عند المختار بكتاب
ابن الحنفية وجعله المختار في وجه حجار بن أبجر لما خرج بالكوفة، وكان
مع إبراهيم بن مالك الأشتر لما حصر قصر الامارة بالكوفة، ولما سار المختار
نحو أهل اليمن سرح بين يديه احمر بن شميط وعبد الله بن كامل الشاكري
وأمر كلا منهما بلزوم طريق ذكره له، وأسر اليهما أن شباما قد ارسلوا اليه
أنهم يأتون القوم من ورائهم، فمضينا كما أمرهما، فبلغ أهل اليمن
مسيرهما فافترقوا اليهما واقتتلوا أشد قتال رآه الناس ثم انهزم أنصار احمر بن
شميط وأصحاب ابن كامل، ووصلوا إلى المختار وقالوا هزمنا وقد نزل
احمر بن شميط ومعه ناس من أصحابه فبعث المختار أربعمائة نجدة إلى
احمر بن شميط فانتهوا اليه وقد علاه القوم وكثروه، فاشتد قتالهم عند
ذلك، وجاءت البشارة إلى المختار بهزيمة مضر، فأرسل إلى احمر بن شميط
وابن كامل يبشرهما، فاشتد أمرهما، ولما سار مصعب بن الزبير لقتال
المختار قام المختار في أصحابه وندبهم إلى الخروج مع احمر بن شميط،
فخرج وعسكر بحمام أعين ودعا المختار رؤوس الأرباع الذين كانوا مع
ابن الأشتر فبعثهم مع احمر بن شميط فسار وعلى مقدمته ابن كامل
الشاكري فوصلوا إلى المذار، واتى مصعب فعسكر قريبا منه، ثم تزاحفا
فجعل ابن شميط ابن كامل على ميمنته وعلى الميسرة عبد الله بن وهب
الجشمي وأبا عمرة مولى عرينة على الموالي، فقال عبد الله بن وهيب لابن
شميط ان الموالي معهم رجال كثير على الخيل وأنت تمشي فمرهم فليمشوا
(٢٢١)

معك فاني أتخوف ان يطيروا عليها ويسلموك، وكان هذا غشا منه للموالي
لما كان لقي منهم بالكوفة فأحب إن كانت عليهم الهزيمة ان لا ينجو منهم
أحد فلم يتهمه ابن شميط وفعل ما أشار به ودنا عباد بن الحصين وهو على
خيل مصعب من ابن شميط وأصحابه فقال له ابن شميط انا ندعوكم إلى
كتاب الله وسنة رسوله والى بيعة المختار والى ان نجعل هذا الامر شورى في
آل الرسول فرجع عباد فأخبر مصعبا فقال له ارجع فاحمل عليهم فرجع
وحمل على ابن شميط وأصحابه فلم يزل منهم أحد ثم حملوا عليهم حملة
منكرة فصبر ابن كامل ساعة ثم انهزم وحمل الناس جميعا على ابن شميط
فقاتل حتى قتل ومالت الخيل على رجالة ابن شميط فانهزمت انتهى. ٦٤٨:
احمر بن معاوية
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص ولم يعلم أنه من
موضوع كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه في رجاله حتى لا يفوتنا شئ ممن
ذكرهم أصحابنا. وفي أسد الغابة: احمر بن معاوية بن سليم بن لأي بن
الحارث بن صريم بن الحارث وهو مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن
زيد مناة بن تميم يكنى أبا شعبل كتب النبي ص له ولابنه كتاب أمان وكان
وافد بني تميم وقد اختلف في اسمه قال أبو الفتح الأزدي: اسمه مرة يعد
في الكوفيين حديثه عند أولاده يرويه محمد بن عمر بن حفص بن السكن بن
سواء بن شعبل بن احمر بن معاوية عن أبيه عن جده ان احمر وفد إلى النبي
ص وكان وافد بني تميم فكتب له النبي ص كتابا ولابنه شعبل وكان يكنى
بأبي شعبل: هذا كتاب لأحمر بن معاوية وشعبل بن احمر في رحالهم وأموالهم
فمن آذاهم فذمة الله منه خلية إن كانوا صادقين. وكتب علي بن أبي طالب
وختم الكتاب بخاتم رسول الله ص قال أبو نعيم كذا قال محمد بن عمر
وارى فيه ارسالا وذكر أنه غريب لا يعرف الا من هذا الوجه اخرجه ابن
منده وأبو نعيم. شعبل ضبطه محمد بن نقطة بكسر الشين المعجمة
انتهى ونحوه في الإصابة ولم يذكره في الاستيعاب. ٦٤٩:
الأحمري
لقب جماعة كثيرة منهم إبراهيم الأحمري وفي بعض النسخ الأحمر
وإبراهيم الأحمر الكوفي وإبراهيم بن عبد الله الأحمري ومر استظهار ان
الثلاثة واحد وإبراهيم بن إسحاق وبشار بن سوار والحسن بن علي الكوفي
وعبد الله بن داهر بن يحيى وغيرهم. ٦٥٠:
الأحمسي.
لقب جمع كثير منهم أحمد بن عائذ بن حبيب البجلي وأبوه عائذ بن
حبيب وبكر بن حبيب البجلي الكوفي وجابر بن طارق وجعفر الأحمسي وفي
نسخة الاحمشي بالمعجمة والحسين الأحمسي والنعمان الأحمسي وغيرهم. ٦٥١:
الاحيسي بالمثناة التحتية أو الاحبسي بالموحدة.
لقب علي بن يزيد الكوفي. ٦٥٢:
الأحنف بن قيس التميمي. لقب بالأحنف لحنف كان برجله واسمه صخر بن قيس وقيل الضحاك
وذكره ابن عساكر في الضحاك وفي الاستيعاب اسمه الضحاك وقيل صخر
ونحوه في أسد الغابة أقول الظاهر أن الضحاك أيضا لقب له كالأحنف
واسمه صخر بن قيس لقول يزيد بن مسعود النهشلي لبني تميم وقد كان
صخر بن قيس انخزل بكم يوم البصرة فاغسلوها بخروجكم مع ابن رسول
الله ص ذكره في اللهوف وذكرناه في صخر. ٦٥٣:
الأحول
لقب محمد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق وبكر بن عيسى
وجعفر بن محمد بن يونس وجعفر بن يحيى بن سعد وحبيب الخثعمي
وغيرهم ولا يبعد انصرافه إلى الأول. ٦٥٤:
أخت المولى رحيم الاصفهاني الساكن بمحلة كران.
في رياض العلماء الآن بأصبهان أخت المولى المذكور هي من العلماء
والكتاب رأيت خطها وبعض فوائدها ومن ذلك شرح اللمعة بخطها في
غاية الجودة وهي تكتب بخط النسخ وخط النسختعليق وقد قرأت على
والدها وأخيها أيضا انتهى ولم يذكر اسمها ولا اسم والدها.
الأخباريون أو الاخبارية.
هم فرقة من الشيعة الإمامية الاثني عشرية يمنعون الاجتهاد في
الأحكام الشرعية ويعملون بالاخبار ويرون ان ما في كتب الاخبار الأربعة
المعروفة للشيعة قطعي السند أو موثوق بصدوره فلا يحتاج إلى البحث عن
سنده ولا يرون تقسيمها إلى اقسام الحديث المعروفة من الصحيح والحسن
والموثق والضعيف وغيرها بل كلها صحيحة ويوجبون الاحتياط عند الشك
في التحريم ولو مع عدم سبق العلم الاجمالي ويسقطون من الأدلة الأربعة
المذكورة في أصول الفقه دليل العقل والاجماع ويقتصرون على الكتاب والخبر
ولذلك عرفوا بالاخبارية نسبة إلى الاخبار ولا يرون حاجة إلى تعلم أصول
الفقه ولا يرون صحته ويقابلهم الأصوليون أو المجتهدون وهم أكثر علماء الإمامية
وهم القائلون بالاجتهاد وبان أدلة الاحكام أربعة الكتاب والسنة و
الاجماع ودليل العقل وان الأخبار المشتملة عليها الكتب الأربعة في
أسانيدها الصحيح والحسن والموثق والضعيف وغيرها وانه يجب البحث عن
أسانيدها عند إرادة العمل بها ويقولون بالبراءة عند الشك في الوجوب أو
التحريم الا ان يسبق العلم الاجمالي بالوجوب أو التحريم ويشك في
الواجب أو المحرم فيجب الاحتياط.
متى ظهرت مقالة الاخبارية
ويظهر ان أول من أثار المقالة الاخبارية هو الملا محمد أمين بن محمد
شريف الأسترآبادي صاحب الفوائد المدنية المتوفي سنة ١٠٣٦ فإنه زعم أن
أول من قال بالاجتهاد واتبع أصول الفقه من الامامية الحسن بن أبي عقيل
العماني ومحمد بن أحمد بن الجنيد الإسكافي كلاهما من أهل المائة الثالثة إلى
الرابعة وينسب إلى ثانيهما العمل بالقياس وان الشيخ المفيد لما اظهر حسن
الظن بتصانيفهما بين أصحابه ومنهم المرتضى والشيخ الطوسي شاعت
طريقتهما بين متأخري أصحابنا حتى وصلت النوبة إلى العلامة فالتزم في
تصانيفه أكثر القواعد الأصولية وهو أول من قسم أحاديثنا إلى الأقسام الأربعة
المشهورة ووافقه الشهيد الأول والشيخ علي الكركي والشهيد الثاني
وولده والشيخ البهائي والسبب في ذلك غفلة من أحدثه عن كلام قدمائنا
لألف ذهنه بما في كتب غيرنا انتهى. ثم قال بمقالة الاخبارية من
مشاهير العلماء أصحاب الوسائل والوافي والحدائق وغيرهم وقد ظهر في المائة
الثانية عشرة رجل يسمى ميرزا محمد بن عبد النبي النيسابوري الشهير
بميرزا محمد الاخباري تعصب لطريقة الاخبارية وجرت بينه وبين الفقيه
(٢٢٢)

الشيخ جعفر النجفي ردود وقتل في الكاظمية حوالي ١٢٣٣ والقائلون بمقالة
الاخبارية انما قالوا بها لشبهة دخلت عليهم نبينها:
ملخص الخلاف بين الأصوليين والأخباريين
يتلخص الخلاف بين الأصوليين والأخباريين في أمور:
الأول الاجتهاد والتقليد فأوجب الأصوليون الاجتهاد كفاية
وأوجبوا على العامي تقليد المجتهد ومنع الأخباريون من الاجتهاد ومن تقليد
المجتهد وقالوا يلزم الرجوع إلى الامام بالرجوع إلى الاخبار المروية عنه
للأخبار الناهية عن الاخذ بآراء الرجال وعن المقاييس والقائلة بان دين الله
لا يصاب بالرأي وعقول الرجال ولا بالقياس وان أصل علم الأصول من
غيرنا ولم يرد به نص من أئمتنا. والحق ان الاجتهاد كان موجودا في عصر
الأئمة ع وقد ألقوا كثيرا من قواعد الأصول إلى أصحابهم
كالبحث عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والعام والخاص وذكر في
اخبارهم الاجتهاد وشروطه وشرائط من يصح تقليده وحجية الظواهر وجواز
العمل بالعام والمطلق ونحوهما وجواز التفريع على الأصول والقواعد الكلية
وأصالة البراءة والاستصحاب وفي الشبهة المحصورة وحجية خبر الثقة
وبطلان القياس وعلاج الاخبار المتعارضة وغير ذلك مما ذكرناه في الجزء
الأول من هذا الكتاب. والرأي الصرف والقياس لا يقول به الأصوليون
وقد نظروا في علم الأصول فاخذوا بما قام عليه الدليل وتركوا غيره كالقياس
والاستحسان والمصالح المرسلة وغير ذلك وقد بينا ان علم الأصول مأخوذ
جل قواعده عن أئمتنا وهب أن وضعه من غيرنا فلا يوجب ذلك تركه
بعد قيام الدليل على ما صح منه وكأنهم ظنوا من كلمة الاجتهاد ان
الأصوليين يأخذون بالرأي الصرف ولذلك سمي اجتهادا وهو ظن فاسد
وانما يأخذون بما استفادوه من الكتاب والسنة والاجماع الصحيح وحكم
العقل القاطع. والعمدة فيه الكتاب والسنة فهم في الحقيقة مرجحون لا
مجتهدون. وامر واضح سهل يبطل الزعم ان التقليد للامام وهو ان العامي
المحض الذي لا يفقه معنى الاخبار ولا حجيتها ولا علاج تعارضها كيف
يقلد الامام ويأخذ بقوله. قولكم ان العالم يروي له الخبر ويجمع بين
متعارضاته ويفسره له ويقول له هذا قول الإمام فقلده قلنا فهذا هو الاجتهاد
الذي أنكرتموه وهذا هو التقليد الذي منعتموه فالعالم قد اجتهد في أن هذا
الخبر حجة وانه أرجح من معارضة وان الامر الذي فيه للوجوب أو النهي
الذي فيه للتحريم إلى جميع ما هنالك والعامي لا يعرف شيئا من ذلك
لكنكم لا تسمونه اجتهادا وهو اجتهاد ولا اخذ العامي به تقليدا وهو تقليد
ونحن نسميها بذلك.
الثاني تقليد الميت منعه الأصوليون ابتداء واختلفوا في جوازه دواما
ونظرهم في ذلك إلى أن التقليد على خلاف الأصل ولم يقم الدليل على جواز
تقليد الميت وقال الأخباريون ان الحق لا يتغير بالموت والحياة وحلال محمد حلال
إلى يوم القيامة وحرامه كذلك وجوابه ان الحق الذي لا يتغير هو الواقعي
لا الظني وزعمهم انهم لا يعملون الا بالعلم زعم فاسد.
الثالث الاخبار فزعم الأخباريون أن اخبار الكتب الأربعة كلها
صحيحة لأن جامعيها قد انتقوا الاخبار وحذفوا منها ما رواه الضعفاء
والمجروحون وغيرهم واثبتوا ما رواه الثقات فقط أو قامت عندهم قرائن على
صحته وان قدماء أصحابنا كانوا على ذلك وان أول من قسم الخبر إلى
الأقسام الأربعة المعروفة وغيرها هو العلامة الحلي أو شيخه جمال الدين بن
طاوس وقبل ذلك لم يكن لهذا التقسيم اثر وقال الأصوليون ان فيها
الصحيح والحسن والموثق والضعيف والمرسل وغيرها وإذا رأينا في أسانيدها
الضعاف والمجروحين ورأينا فيها المرسل والمقطوع فما الذي يسوع لنا ان
نعمل بها كلها ونحكم بصحتها ولا نبحث عن أسانيدها. ولو سلمنا ان
جامعي هذه الكتب قد انتقوا أحاديثها كما قالوا فهم قد فعلوا ذلك بحسب
اجتهادهم واعتقادهم الذي يجوز عليه الخطا فإذا بان لنا خطوءهم كيف
يسوع لنا تقليدهم والقول بان أقوال الجارحين والمعدلين لا تفيد أكثر من
الظن فكيف قبلنا في الجرح والتعديل ولم نقبلها في تصحيحهم ما رووه يرده
مع التسليم ان قصارى ذلك ان يتعارض قولهم مع أقوال الجارحين لا ان
يؤخذ بقولهم ويطرح ما ٠ عداه ويكفي لرد قولهم ان من خرجت هذه الأخبار
من تحت أيديهم قد يردون بعضها بضعف السند كالشيخ الطوسي وغيره.
الرابع دليل العقل كقبح التكليف بما لا يطاق وقبح العقاب بلا
بيان وهذا له موارد كثيرة في علم الأصول معروفة لا حاجة بنا إلى بيانها
ومن موارده نفي الوجوب عند الشك في الوجوب مع عدم سبق العلم
الاجمالي بالوجوب والشك في الواجب كالشك في وجوب غسل الجمعة مثلا
وعدم العثور على دليل يفيد الوجوب بعد الفحص وهذا ادعى صاحب
الحدائق أحد رؤساء الاخبارية انه لا خلاف ولا إشكال في صحة
الاستدلال هنا بالبراءة الأصلية لنفي الوجوب لان الوجوب يستلزم تكليف
ما لا يطاق وللأخبار الدالة على أن ما حجب الله علمه عن العباد فهو
موضوع عنهم والناس في سعة ما لم يعملوا ورفع القلم عن تسعة أشياء وعد
منها ما لا يعلمون ومن موارده نفي التحريم عند الشك في التحريم وعدم
سبق العلم الاجمالي والشك في المحرم كالشك في تحريم التدخين مثلا وهذا
اتفق الأصوليون على العمل بالبراءة فيه لقبح العقاب بلا بيان يصل إلى
المكلف وهذا ادعى صاحب الحدائق اتفاق الاخبارية على وجوب التوقف
والاحتياط فيه واختاره واحتج عليه بأشياء عمدتها استفاضة الاخبار بان
الأشياء حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك ولو جاز العمل بالبراءة
الأصلية لما تم التثليث ودخل المشكوك في الحلال البين وتكاثر الاخبار بل
تواترها بأنه مع عدم العلم بالحكم الشرعي يجب التوقف والوقوف على جادة
الاحتياط.
وأول ما يراد على تفرقته بين الشك في الوجوب والشك في التحريم
ان الأدلة التي ذكرها لنفي الوجوب جارية بعينها في نفي التحريم وما ذكره
لوجوب الاحتياط في الشبهة التحريمية من دلالة الاخبار على أنه مع الجهل
بالحكم الشرعي يجب التوقف ان تم جرى في الشبهة الوجوبية لان الجهل
بالحكم الشرعي حاصل في المقامين والحق عدم وجوب الاحتياط في المقامين
لحكم العقل بقبح العقاب بلا بيان واخبار التوقف محمولة على التوقف عن
الحكم بالوجوب أو التحريم واقعا لأنه قول بغير علم لا عن الحكم ظاهرا
وفي مقام العمل والامر بالاحتياط يمكن حمله على الاستحباب لمعارضته
بحكم العقل.
الخامس الاستصحاب فقد جعله صاحب الحدائق في مقدمات
حدائقه من موارد الخلاف بين الأصوليين والأخباريين وهذا يمكن ان يكون
له وجه بالنسبة إلى أقوال القدماء من الأصوليين اما عند المتأخرين الذين
يستدلون على الاستصحاب باطلاق قوله ع إذا كنت على يقين من
(٢٢٣)

شئ فلا تنقض يقينك بالشك فلا مجال لاحد إلى انكار حجية
الاستصحاب.
وقد ذكر بفضهم للفرق بين الأصوليين والأخباريين تسعة وعشرين
وجها وعمدتها ما ذكرناه والباقي راجع اليه.
والحاصل انه لا مناص في معرفة الأحكام غير الضروريات من الاجتهاد
ولا مناص لمن يريد الاجتهاد من معرفة علم الأصول ليعلم هل يجوز
استعمال المشترك في أكثر من معنى وهل يجوز استعمال اللفظ في معناه
الحقيقي والمجازي وهل الامر للوجوب والنهي للتحريم وهل يمكن اجتماع
الأمر والنهي في شئ واحد شخصي وهل يقتضي الامر بالشئ النهي عن
ضده إلى غير ذلك من مسائل الأصول فان هذه الأمور لا بد من معرفتها
لمن يريد معرفة الأحكام الشرعية سواء قلنا بان الاخبار كلها صحيحة أم لم
نقل فان القول بصحتها لا يغني عن معرفة هذه الأمور كما هو واضح ولكن
علم الأصول قد دخله تطويلات كثيرة من غيرنا ومنا لا لزوم لها وقد
اختصر جملة منها صالب المعالم واتى بما يناسب ما وصلت اليه الأفكار ذلك
العصر واستدرك عليه من جاء بعده استدراكات نافعة ولكنهم أطالوا
اطالات توجب ضياع العمر من عهد صاحب القوانين في المائة الثانية عشرة
إلى اليوم مع اصعوبة العبارة وحقق فيه الشيخ مرتضى الأنصاري تحقيقات
نافعة جدا ولكنه أطال واتى بما يمكن الاستغناء عنه واختصره وحققه شيخنا
وأستاذنا الشيخ ملا كاظم الخراساني في كتابه الكفاية لكنه اتى فيها بعبارات
مغلقة ومزج مسائله بجملة من مسائل الحكمة وكان على المتأخرين ان يهذبوا
ما ألفه المتقدمون ويختصروه لا ان يأتوا بمثل ما اتوا به ويزيدوا في التطويل
والتعقيد ولو كانت المؤلفات فيه مهذبة ومختصرة لكفى لمعرفته من الزمن
عشر ما كان يعرف فيه على الأقل. ٦٥٥:
أخت عمر
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي نسخة أخت عمرة
والظاهر أن الصواب الأول. ولم يعلم اسمها ولا المراد بها وغير بعيد ان
يكون المراد بها أخت الخليفة عمر بن الخطاب وأطلق عمر ولم يقيد اعتمادا
على الشهرة ولها خبر مع خباب بن الأرت ذكره محمد بن سعد في الطبقات
فروى بسنده عن انس بن مالك قال خرج عمر متقلدا السيف فلقيه رجل من
بني زهرة قال أين تعمد يا عمر فقال أريد ان اقتل محمدا قال وكيف تأمن في
بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدا فقال عمر ما أراك الا قد صبوت
وتركت دينك قال أفلا أدلك على العجب يا عمر ان خنتك وأختك قد صبوا
وتركا دينك الذي أنت عليه فمشى عمر ذامرا حتى اتاهما وعندهما رجل من
المهاجرين يقال له خباب فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل
عليهما فقال ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم وكانوا يقرأون طه فقالا ما
عدا حديثا تحدثناه بيننا قال فلعلكما قد صبوتما فقال له ختنه أرأيت يا عمر إن
كان الحق في غير دينك فوثب عمر على ختنه فوطئه وطئا شديدا فجاءت
أخته فدفعته عن زوجها فنفحها بيده نفحة فدمى وجهها فقالت وهي
غضبى يا عمر أرأيت أن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا اله إلا الله
وأشهد ان محمدا رسول الله فلما يئس عمر قال أعطوني هذا الكتاب الذي
عنكم فاقرأه وكن عمر يقرأ الكتب فقالت أخته انك رجس ولا يمسه الا
المطهرون فقم واغتسل أو توضأ فقام فتوضأ ثم اخذ الكتاب فقرأ طه حتى
انتهى إلى قوله انني انا الله لا اله الا انا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري فقال
عمر دلوني على محمد فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت واسلم
عمر انتهى. ٦٥٦:
أخت مالك بن الحارث الأشتر.
لم تسم. كانت شاعرة قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في الكامل
قالت أخت الأشتر مالك بن الحارث النخعي تبكيه:
أبعد الأشتر النخعي نرجو مكاثرة ونقطع بطن وادي
ونصحب مذحجا باخاء صدق وان ننسب فنحن ذرى أياد
ثقيف عمنا وأبو أبينا واخوتنا نزار أولو السداد ٦٥٧:
أخت ميسر
في النقد روى الكشي ما يدل على مدحها انتهى ولم يتيسر لي
الوقوف على هذه الرواية. ٦٥٨:
الأخرم الهجيمي أبو عبد الله.
مر في الجزء السابع ان الشيخ الطوسي ذكر في كتاب رجاله احزم
أبو عبد الرحمن بن أحزم بالحاء المهملة والزاي في أصحاب الرسول ص وقلنا انه
غير موجود في الاستيعاب والإصابة وأسد الغابة ورجحنا ان يكون هو أحزم
الهجيمي المذكور في الإصابة وان له ولدا اسمه عبد الله وان تكنية الشيخ له
بأبي عبد الرحمن سهو من قلمه الشريف كجعله أحزم بن أخرم بالحاء
والزاي فراجع. ٦٥٩:
الأخضر بن أبي الأخضر الأنصاري.
في الإصابة: ذكره ابن السكن وروى من طريق الحارث بن حصيرة
عن جابر الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن الأخضر بن أبي
الأخضر عن النبي ص قال: انا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على
تأويله، وقال ابن السكن هو غير مشهور في الصحابة وفي اسناد حديثه
نظر، وأشار الدارقطني إلى أن جابرا تفرد به وجابر رافضي انتهى وربما
يرجح من ذلك تشيعه. ٦٦٠:
الأخفش الأول النحوي الشيعي
اسمه أحمد بن عمران بن سلامة الألهاني. ٦٦١:
أخو إبراهيم بن يزيد
اسمه أحمد بن يزيد. ٦٦٢:
أخو أديم بن الحر
يطلق على أيوب بن الحر الجعفي وعلى زكريا بن الحر الجعفي. ٦٦٣:
أخو أسباط بن سالم
اسمه يعقوب بن سالم. ٦٦٤:
أخو إسحاق بن جرير
اسمه خالد بن جرير البجلي. ٦٦٥:
أخو إسحاق بن عمار
اسمه يونس بن عمار بن العيف الصيرفي الكوفي كما وصفه به
الصدوق في مشيخة الفقيه. ٦٦٦:
أخو إسحاق بن يحيى
اسمه عبد الله بن يحيى الكاهلي.
(٢٢٤)

٦٦٧: أخو بسطام بن سابور
اسمه زياد بن سابور. ٦٦٨:
أخو بشير بن ميمون النبال
اسمه شجرة بن ميمون أبو أراكة. ٦٦٩:
أخو جعفر بن حيان
اسمه هذيل بن حيان ٦٧٠:
أخو دارم
اسمه محمد بن عبد الله القلاعي. ٦٧١:
أخو دعبل الخزاعي
اسمه علي بن علي بن رزين بن عثمان الخزاعي. ٦٧٢:
أخو زكريا بن يحيى البدي
اسمه محمد بن يحيى البدي الكندي البدي. ٦٧٣:
أخو سعيد بن جناح
اسمه أبو عامر ٦٧٤:
أخو سعيد بن خيثم
اسمه معمر بن خيثم. ٦٧٥:
أخو سعيد بن يسار
اسمه بشار يسار ٦٧٦:
أخو شقيق بن أبي عبد الله
اسمه داود بن أبي عبد الله. ٦٧٧:
أخو صعصعة بن صوحان
اسمه زيد بن صوحان العبدي. ٦٧٨:
أخو طربال
اسمه إبراهيم بن جميل. ٦٧٩:
أخو عاصم بن زياد
اسمه الربيع بن زياد الحارثي. ٦٨٠:
أخو عبد الله بن سعيد
اسمه عبد الملك بن سعيد بن حيان. ٦٨١:
أخو آدم
اسمه يحيى أخو آدم. ٦٨٢:
أخو أبي بكر الحضرمي
اسمه علقمة بن محمد الحضرمي. ٦٨٣:
أخو أبي الديداء
اسمه زيد بن الحسن الأنماطي. ٦٨٤:
أخو أبي العرام
اسمه عطية. ٦٨٥:
أخو أبي غفيلة أو عقيلة
اسمه الحكم. ٦٨٦:
أخو أبي مريم عبد الغفار بن القاسم بن قيس بن فهد
اسمه عبد المؤمن. ٦٨٧:
أخو الشيخ البهائي
اسمه عبد الصمد بن الحسين. ٦٨٨:
أخو صاحب المدارك
اسمه علي بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي. ٦٨٩:
أخو عبد الحميد بن سالم
اسمه عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن. ٦٩٠:
أخو عبد الرحمن بن الحجاج
اسمه عبد الله بن الحجاج البجلي. ٦٩١:
أخو عبد الرحمن بن سيابة الكوفي
اسمه صباح بن سيابة كما عن خاتمة الخلاصة وغيرها. ٦٩٢:
أخو عبد الله بن غالب
اسمه إسحاق بن غالب الأسدي ٦٩٣:
أخو عذافر
اسمه عمر بن عيسى ويذكر بعنوان عمر أخو عذافر. ٦٩٤:
أخو علي بن بجيل
اسمه محمد بن بجيل على ما يفهم من مشيخة الفقيه. ٦٩٥:
أخو علي بن النعمان
اسمه داود بن النعمان الأنباري. ٦٩٦:
أخو العيص بن القاسم
اسمه الربيع بن القاسم البجلي صرح به في التعليقة ٦٩٧:
أخو فارس
اسمه طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني. ٦٩٨:
أخو فضيل
اسمه سعيد بن غزوان الأسدي. ٦٩٩:
أخو القاسم بن يزيد
اسمه موسى بن يزيد العجلي. ٧٠٠:
أخو مالك بن أعين
اسمه الحسين بن أعين ٧٠١:
أخو مالك وعلي
اسمه الحسين بن عطية أبو ناب الدغشي. ٧٠٢:
أخو محمد بن خالد
اسمه الحسن بن خالد بن محمد بن علي البرقي. ٧٠٣:
أخو محمد بن عبد الله بن زرارة
لامه اسمه إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي. ٧٠٤:
أخو مصدق بن صدقة
اسمه الحسن بن صدقة المدائني. ٧٠٥:
أخو مفلس
اسمه محمد بن يحيى بن سليم الخثعمي.
(٢٢٥)

٧٠٦: أخو منصور.
اسمه سلمة بن محمد بن عبد الله الخزائي. ٧٠٧:
أخو منصور بن المعتمر السلمي
لامه اسمه محمد بن علي بن الربيع السلمي. ٧٠٨:
أخو يزيد بن إسحاق شعر
اسمه محمد بن إسحاق. ٧٠٩:
أخو يونس بن يعقوب
اسمه يوسف بن يعقوب كما يفهم من مشيخة الفقيه.
اخوان الصفا وخلان الوفا
هم جماعة اجتمعوا على تأليف كتاب فيه احدى وخمسون رسالة
واشتهر الكتاب باسم رسائل اخوان الصفا وطبع مرارا في مصر وبمبي
وليبسك وترجمه إلى الفارسية السيد احمد الهندي وترجم بلغة أوردو وطبع في
لندن وقد كتموا فيه أسماءهم لكن أبا حيان التوحيدي لما سأله وزير
صمصام الدولة عنهم ذكر له أسماء جماعة منهم كما سيأتي وربما كان سبب
كتمانهم ما يقال من أن الانتساب إلى الفلسفة كان مرادفا للانتساب إلى
التعطيل وشاعت النقمة على المأمون لأنه كان السبب في نقل الفلسفة إلى
اللغة العربية حتى قال ابن تيمية: ما أظن الله يغفل عن المأمون ولا بد ان
يعاقبه بما أدخله على هذه الأمة انتهى وربما كان كتم أسمائهم لأن
كتابهم هذا كتاب زندقة وتعطيل كما قد يفهم من بعض مواضع منه ونسب
ذلك بعض العلماء اليه كما ستعرف فخافوا من اظهار أسمائهم ان يؤخذوا
بذلك فيقتلوا وكانوا يجتمعون سرا والله أعلم. وتشتمل رسائلهم هذه على
النظر في مبادئ الموجودات وأصول الكائنات والأرض والسماء ووجه
الأرض وتغيراته والكون والفساد والسماء والعالم وعلم النجوم وتكوين
المعادن وعلم النبات وأوصاف الحيوانات ومسقط النقطة وتركيب الجسد
والحاس والمحسوس والعقل والمعقول والصنائع العلمية والعملية والعدد
وخواصه والهندسة والموسيقي والمنطق وفروعه واختلاف الاخلاق وطبيعة
العدد وان العالم انسان كبير والإنسان عالم صغير وماهية العشق والبعث
والنشور وأجناس الحركات والعلل والمعلولات والحدود والرسوم وبالجملة
ضمنوها كل علم طبيعي أو رياضي أو فلسفي أو إلهي أو عقلي وفيها بحث
من قبيل النشوء والارتقاء.
وفي ذيل الكتاب فصل في كيفية عشرة اخوان الصفا وتعاونهم بصدق
المودة والشفقة وأن الغرض منها التعاضد في الدين وذكروا شروطا لقبول
الاخوان فيها وغير ذلك.
وكان المعتزلة يتناقلون هذه الرسائل ويتدارسونها ويحملونها معهم سرا
ولعله لذلك نسبت إليهم. ولم يمض مائة سنة على كتابتها حتى دخلت
الأندلس على يد أبي الحكم عمرو بن عبد الرحمن الكرماني وهو من أهل
قرطبة رحل إلى المشرق للتبحر في العلم فجاء بها معه إلى بلاده فما لبثت ان
انتشرت هناك.
وكيف كان فلم يتحقق ان اخوان الصفا من موضوع كتابنا.
وفي ترجمة دائرة المعارف الاسلامية: اخوان الصفا سنة ٣٧٣
ظهرت جماعة سياسية دينية ذات نزعات شيعية متطرفة وربما كانت
إسماعيلية على وجه أصح وأعضاء هذه الجمعية التي اتخذت البصرة مقرا لها
كانوا يطلقون على أنفسهم اخوان الصفا لأن غاية مقاصدهم انما كانت
السعي إلى سعادة نفوسهم الخالدة بتضافرهم فيما بينهم وغير ذلك وخاصة
العلوم التي تطهر النفس ولسنا نعرف شيئا عن نشاطهم السياسي اما
جهودهم في التهذيب الفطري فقد أنتجت سلسلة من الرسائل رتبت ترتيبا
جامعا لشتات العلوم تمشيا مع الاغراض التي قامت من أجلها الجماعة
وكانوا يميلون إلى التعبير عما يجول في نفوسهم بأسلوب غير صريح
انتهى.
وقال جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي المتوفى سنة ٦٤٦
في كتاب اخبار العلماء باخبار الحكماء: اخوان الصفا وخلان الوفا هؤلاء
جماعة اجتمعوا على تصنيف كتاب في أنواع الحكمة الأولى ورتبوه احدى
وخمسين مقالة خمسون منها في خمسين نوعا من الحكمة والمقالة الحادية
والخمسون جامعة لأنواع المقالات على طريق الاختصار وهي مقالات
مشوقات غير مستقصات الأدلة ولا ظاهرة الاحتجاج وكأنها للتنبيه والايماء
إلى المقصود الذي يحصل عليه الطالب لنوع من أنواع الحكمة، ولما كتم
مصنفوها أسماءهم اختلف الناس في الذي وضعها وكل قوم قالوا قولا
بطريق الحدس والتخمين فقوم قالوا هي من كلام بعض الأئمة من نسل
علي بن أبي طالب واختلفوا في اسم الامام الواضع لها اختلافا لا يثبت له
حقيقة وقال آخرون هي تصنيف بعض متكلمي المعتزلة في العصر الأول ولم
أزل شديد البحث والتطلب لذكر مصنفها حتى وقفت على كلام لأبي حيان
التوحيدي وهو علي بن محمد بن عباس المتوفى سنة ٣٨٠ حين سأله وزير
صمصام الدولة بن عضد الدولة في حدود سنة ٣٧٣ فقال إني لا أزال اسمع
من زيد بن رفاعة وهو أبو الخير زيد بن رفاعة الهاشمي يذكر الحروف
ويذكر النقط ويزعم أن الباء لم تنقط من تحت واحدة لا لسبب والتاء لم
تنقط من فوق اثنتين الا لعلة والألف لم تعجم الا لغرض وأشباه هذه
وأشهد منه في عرض ذلك دعوى يتعاظم بها وينتفخ بذكرها فما حديثه وما
شانه وما دخلته فقد بلغني يا أبا حيان أنك تغشاه وتجلس اليه ومن طالب
عشرته لانسان صدقت خبرته وأمكن اطلاعه على مستكن رأيه وخافي مذهبه
فقلت هناك ذكاء غالب وذهن وقاد ومتسع في قول النظم والنثر مع الكتابة
البارعة في الحساب والبلاغة وحفظ أيام الناس وسماع المقالات وتبصر في
الآراء والديانات وتصرف في كل فن. قال: فما مذهبه؟ قلت ألا ينسب
إلى شئ ولا يعرف برهط لجيشانه بكل شئ وغليانه بكل باب ولاختلاف
ما يبدو من بسطته ببيانه وسطوته بلسانه، وقد أقام بالبصرة زمانا طويلا
وصادف بها جماعة جامعة لأصناف العلم وأنواع الصناعة منهم أبو سليمان
محمد بن معشر البستي ويعرف بالمقدسي وأبو الحسن علي بن هارون
الزنجاني ومحمد أحمد النهرجوري والعوفي وغيرهم فصحبهم وخدمهم
وكانت هذه العصابة قد تألفت بالعشرة وتصافت بالصداقة واجتمعت على
القدس والطهارة والنصيحة فوضعوا بينهم مذهبا زعموا انهم قربوا به
الطريق إلى الفوز برضوان الله وذلك أنهم قالوا إن الشريعة قد دنست
بالجهالات واختلطت بالضلالات ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها الا
بالفلسفة لأنها حاوية للحكمة الاعتقادية والمصلحة الاجتهادية وزعموا أنه متى
انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة العربية فقد حصل الكمال وصنفوا خمسين
رسالة في جميع اجزاء الفلسفة علميها وعمليها وأفردوا لها فهرستا وسموها رسائل
اخوان الصفا وكتموا فيها أسماءهم وبثوها في الوراقين ووهبوها لناس وحشوا
هذه الرسائل بالكلمات الدينية والأمثال الشرعية والحروف المحتملة والطرق
(٢٢٦)

المموهة. قال الوزير: فهل رأيت هذه الرسائل؟ قلت: رأيت جملة منها،
وهي مبثوثة من كل فن بلا اشباع ولا كفاية، وفيها خرافات وكنايات
وتلفيقات وتلزيقات، وحملت عدة منها إلى شيخنا أبي سليمان المنطقي
السجستاني محمد بن بهرام وعرضتها عليه فنظر فيها أياما وتبحرها طويلا ثم
ردها علي وقال: تعبوا وما أغنوا، ونصبوا وما أجدوا، وحاموا وما وردوا،
وغنوا وما أطربوا، ونسجوا فهللوا ومشطوا ففلفلوا، ظنوا ما لا يكون ولا
يمكن ولا يستطاع، ظنوا انه يمكنهم ان يدسوا الفلسفة التي هي علم
النجوم والأفلاك والمقادير والمجسطي وآثار الطبيعة والموسيقي الذي هو
معرفة النغم والايقاعات والنقرات والأوزان والمنطق الذي هو اعتبار الأقوال
بالإضافات والكميات والكيفيات في الشريعة وان يربطوا الشريعة في
الفلسفة وهذا مرام دونه حدد وقد تورك على هذا قبل هؤلاء قوم كانوا أحد
أنيابا، وأحصر أسبابا، وأعظم أقدارا، وأرفع أخطارا، وأوسع قوى،
وأوثق عرى، فلم يتم لهم ما أرادوه، ولا بلغوا منه ما أملوه وحصلوا على
لوثات قبيحة ولطخات واضحة موحشة وعواقب مخزية. فقال له البخاري
النجاري بن العباس: ولم ذلك أيها الشيخ؟ فقال: ان الشريعة
مأخوذة عن الله عز وجل بوساطة السفير بينه وبين الخلق من طريق الوحي
وباب المناجاة وشهادة الآيات وظهور المعجزات وفي أثنائها ما لا سبيل إلى
البحث عنه والغوص فيه ولا بد من التسليم المدعو اليه والمنبه عليه وهناك
يسقط لم، ويبطل كيف، ويزول هلا ويذهب لو وليت في الريح لأن هذه
المواد محسومة، وجملتها مشتملة على الخير ليس فيها حديث المنجم في
تأثيرات الكواكب وحركات الأفلاك، ولا حديث صاحب الطبيعة الناظر في
آثارها وما يتعلق بالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة. وما الفاعل وما
المنفعل منها وكيف تمازجها وتنافرها، ولا فيها حديث المهندس الباحث عن
مقادير الأشياء ولوازمها، ولا حديث المنطقي الباحث عن مراتب الأقوال
ومناسب الأسماء والحروف والافعال. قال فعلى هذا كيف يسوع لاخوان
الصفا ان ينصبوا من تلقاء أنفسهم دعوة تجمع حقائق الفلسفة في طريق
الشريعة على أن وراء هذه الطوائف جماعة أيضا لهم ماخذ من هذه
الاغراض كصاحب العزيمة وصاحب الكيمياء وصاحب الطلسم وعابر
الرؤيا ومدعي السحر ومستعمل الوهم قال: ولو كانت هذه جائزة لكان
الله تعالى نبه عليها وكان صاحب الشريعة يقوم شريعته بها ويكملها
باستعمالها ويتلافى نقصها بهذه الزيادة التي تجدها في غيرها أو يحض
المتفلسفين على ايضاحها بها ويتقدم إليهم باتمامها ويفرض عليهم القيام
بكل ما يذب عنها حسب طاقتهم فيها ولم يفعل ذلك بنفسه ولا وكله إلى
غيره من خلفائه والقائمين بدينه بل نهى عن الخوض في هذه الأشياء وكره
إلى الناس ذكرها وتوعدهم عليها وقال من اتى عرافا أو كاهنا أو منجما
يطلب غيب الله منه فقد حارب الله ومن حارب الله حرب ومن غالبه غلب
وحتى قال: لو أن الله حبس عن الناس القطر سبع سنين ثم أرسله
لأصبحت طائفة كافرين يقولون مطرنا بنوء المجدح. ولقد اختلفت الأمة
ضروبا من الاختلاف في الأصول والفروع وتنازعوا فيها فنونا من التنازع في
الواضح والمشكل من الاحكام والحلال والحرام والتفسير والتأويل والعيان والخبر
والعادة والاصطلاح فما فزعوا في شئ من ذلك إلى منجم ولا طبيب ولا منطقي
ولا هندسي ولا موسيقى ولا صاحب عزيمة وشعبذة وسحر وكيمياء لأن الله
تعالى تمم الدين بنبيه ص ولم يحوجه بعد البيان الوارد بالوحي إلى بيان
موضوع بالرأي وقال: كما لم نجد هذه الأمة تفزع إلى أصحاب الفلسفة في
شئ من أمورها فكذلك ما وجدنا أمة موسى ص تفزع إلى
الفلاسفة في شئ من دينها وكذلك أمة عيسى ص وكذلك
المجوس قال ومما يزيدك وضوحا ان الأمة اختلفت في آرائها ومذاهبها
ومقالاتها فصارت أصنافا فيها وفرقا كالمعتزلة والمرجئة والشيعة والسنية
والخوارج فما فزعت طائفة من هذه الطوائف إلى الفلاسفة ولا حققت
مقالتها بشواهدهم وشهاداتهم وكذلك الفقهاء الذين اختلفوا في الاحكام
من الحلال والحرام منذ أيام الصدر الأول إلى يومنا هذا لم نجدهم تظاهروا
بالفلاسفة واستنصروهم وقال أين الآن الدين من الفلسفة وأين الشئ
المأخوذ بالوحي النازل من الشئ المأخوذ بالرأي الزائل فان أدلوا بالعقل
فالعقل من هبة الله جل وعز لكل عبد ولكن بقدر ما يدرك به. وليس
كذلك الوحي فإنه على نوره المنتشر وبيانه المتيسر ولو كان العقل يكتفى به لم
يكن للوحي فائدة ولا غناء على أن منازل الناس متفاوتة في العقل
وانصباؤهم مختلفة فيه فلو كنا نستغني عن الوحي كيف كان نصنع وليس
العقل بأسره لواحد منا فإنما هو لجميع الناس فان قال قائل بالعنت والجهل
كل عاقل موكول إلى قدر عقله وليس عليه ان يستفيد الزيادة من غيره قيل
له: كفاك عارا في هذا الرأي انه ليس لك فيه موافق ولو استقل انسان
واحد بعقله في دينه ودنياه لاستقل أيضا بقوته في جميع حاجاته في دينه
ودنياه ولكان وحده يفي بجميع الصناعات والمعارف وكان لا يجتمع إلى أحد
من نوعه وجنسه، وهذا قول مرذول ورأي مخذول. قال البخاري
النجاري وقد اختلفت أيضا درجات النبوة بالوحي وإذا ساع هذا الاختلاف
بالوحي ولم يكن ذلك ثالما له ساع أيضا في العقل. فقال: يا هذا
اختلاف درجات أصحاب الوحي لم يخرجهم عن الثقة والطمأنينة بمن
اصطفاهم بالوحي وخصهم بالمناجاة واجتباهم للرسالة وهذه الثقة و
الطمأنينة مفقودتان في الناظرين بالعقول المختلفة لأنهم على بعد من الثقة
والطمأنينة الا في الشئ القليل، وعوار هذا الكلام ظاهر. قال الوزير:
فما سمع شيئا من هذا المقدسي؟ قلت: بلى قد ألقيت اليه هذا وما أشبهه
في أوقات كثيرة بحضرة الوراقين بباب الطاق. فسكت وما رآني أهلا
للجواب، ولكن الحريري غلام ابن طرارة هيجه يوما في الوراقين بمثل هذا
الكلام فاندفع فقال: الشريعة طب المرضى، والفلسفة طب الأصحاء،
والأنبياء يطبون المرضى حتى لا يتزايد مرضهم وحتى يزول المرض بالعافية
فقط. وأما الفلاسفة فإنهم يحفظون الصحة على أصحابها حتى لا يعتريهم
مرض أصلا. وبين مدبر المريض ومدبر الصحيح فرق ظاهر لان غاية تدبير
المريض ان ينتقل به إلى الصحة، وهذا إذا كان الدواء ناجعا والطبع قابلا
والطبيب ناصحا وغاية تدبير الصحيح ان يحفظ الصحة وإذا حفظ الصحة
فقد أفاده كسب الفضائل وفرغه لها وعرضه لاقتنائها، وصاحب هذه الحال
فائز بالسعادة العظمى، وقد صار مستحقا للحياة الآلهية والحياة الإلهية هي
الخلود والديمومة، وان كسب من يبرأ من المرض بطب صاحبه الفضائل
أيضا فليست تلك الفضائل من جنس هذه الفضائل، لأن إحداهما
تقليدية والأخرى برهانية، وهذه مظنونة وهذه مستيقنة، وهذه روحانية
وهذه جسمية وهذه دهرية وهذه زمانية.
قال المؤلف: ثم إن ابان حيان ذكر تمام المناظرة بينهما فأطال فتركته
إذ ليس ذلك من شرط هذا الكتاب والله الموفق للصواب انتهى ما أورده
القفطي في تاريخ الحكماء.
والكلام الذي حكاه أبو حيان عن شيخه محمد بن بهرام في الرد على
اخوان الصفا في ربطهم الشريعة بالفلسفة كاف واف ويظهر من كلام أبي
(٢٢٧)

حيان المتقدم في وصف أبي الخير زيد بن رفاعة الهاشمي انه لا يتدين بدين
ولا بد ان يكون باقي أصحابه مثله وأما زعم المقدسي ان الشريعة طب
المرضى والفلسفة طب الأصحاء فزعم فاسد بل الشريعة طب المرضى
والأصحاء كزعمه الفرق بينهما بان هذه تقليدية وهذه برهانية الخ فان جل
ما ذكره من الصفات أو كله بعكس ما ذكره.
وفي رياض العلماء: ان بعض كلمات اخوان الصفا يدل على تشيعهم وبعضها يؤذن بتسننهم
وبعضها يقتضي كفرهم وبعضها يورث اسلامهم.
ثم نقل عنهم: فصل ومما يدل على أن أهل بيت نبينا ص يرون هذا
الرأي يعني ان النفس الناطقة باقية بعد خراب البدن تسليمهم أجسادهم
إلى القتل يوم كربلا ولم يرضوا ان ينزلوا على حكم يزيد وابن زياد وصبروا
على العطش والطعن والضرب حتى فارقت نفوسهم أجسادهم ورفعت إلى
ملكوت السماء ولقوا آباءهم الطاهرين محمدا وعليا من المهاجرين والأنصار
الذين اتبعوهم في ساعة العسرة والذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ولو لم يكن
القوم متيقنين ببقاء نفوسهم بعد مفارقة أجسادهم لم يعجلوا اهلاك
أجسادهم وتسليمها إلى القتل والطعن والضرب وفراق لذيذ عيش الدنيا
ولكن القوم قد علموا وتيقنوا ما دعوا اليه من الحياة في الآخرة والنعيم
والخلود فيها والفوز والنجاة من غرور الدنيا وبلاياها، فبادر القوم إلى ما
تصوروا وتحققوا وتسارعوا في الخيرات وكانوا يدعون ربهم رغبا ورهبا،
وكانوا من خشيته مشفقين. وفي موضع آخر: ومما يجمعنا وإياك أيها الأخ
محبة نبينا صلوات الله عليه وأهل بيته وولاية أمير المؤمنين علي خير الوصيين
انتهى.
وعلى كل حال ففي اخوان الصفا شئ من الشذوذ والتعمق في الأمور
ومن ذلك زعم زيد بن رفاعة ان في نقط الحروف واعجامها أسرارا،
فالنقط والاعجام لم يكن الا للتفرقة بين الحروف وما قد يقال فيه لا يخرج
عن الوهم والتخيل بدون حقيقة ثابتة. ومر في أبي سلمة احمد المجريطي ما
يرتبط بالمقام. ٧١٠:
أدرع الأسلمي المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الإصابة:
الأدرع أبو الجعد الضمري قال البخاري لا اعرف اسمه إلى أن قال
وسماه غيره أدرع وقيل جنادة وقيل عمرو بن بكر وقال ابن البرقي قتل مع
عائشة في وقعة الجمل انتهى ملخصا. وفي أسد الغابة الأدرع الضمري
أبو الجعد معروف بكنية الخ وقال أيضا الأدرع السلمي وذكر له حديثا فيه
جئت ليلة أحرس النبي ص وفي القاموس الأدرع والد حجر السلمي وفي
تاج العروس نقله الصاغاني وقال في حجر انه معروف وهو بضم فسكون
انتهى وفي أسد الغابة: الأدرع الأسلمي كان في حرس النبي ص وذكر
الحديث المذكور في الإصابة. فالقاموس والإصابة اتفقا على أنه السلمي،
ولكن أسد الغابة وافق كتاب الشيخ اما الضمري فظاهر الإصابة وأسد
الغابة انه غير الأسلمي لذكرهما له ترجمة مستقلة ووصفه بالضمري وذاك
بالأسلمي يدل على التغاير وكيف كان فلم يعلم أنه من موضوع كتابنا
وذكرناه لذكر الشيخ له في كتابه حتى لا يفوتنا شئ مما ذكره أصحابنا. ٧١١:
إدريس لم ينسب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٧١٢:
إدريس بن جعفر
ذكره البرقي في رجاله ٧١٣:
أبو الفضل إدريس بن زياد بن علي الكفرتوثي
ضبطه العلامة في الخلاصة والايضاح بالكاف والفاء والراء وثائين
مثلثين بينهما واو وزاد في الايضاح كفرثوث. قرية بخراسان وضبطه ابن
داود بالفاء المفتوحة قال وقيل الساكنة والراء والتاء المثناة فوق المضمومة
والثاء المثلثة منسوب إلى كفرتوثا قال ومن أصحابنا من صحفه فتوهمه بثائين
مثلثتين والحق الأول قرية بخراسان انتهى يعني بذلك العلامة وعن
كتاب أدب الكاتب لابن قتيبة كفرتوثي ساكنة الفاء ولا تفتح وضبطها بالتاء
المثناة أولا ثم المثلثة.
قال النجاشي: ثقة أدرك أصحاب أبي عبد الله ع وروى عنهم
وله كتاب نوادر أخبرنا محمد بن علي الكاتب حدثنا محمد بن عبد الله بن
المطلب حدثنا عمران بن طاوس بن محسن بن طاوس مولى جعفر بن محمد
حدثنا إدريس به وأخبرنا محمد وغيره عن أبي بكر الجعابي حدثنا جعفر
الحسيني حدثنا إدريس. وفي الفهرست إدريس بن زياد له روايات أخبرنا
بها ابن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه
انتهى وفي الخلاصة: قال ابن الغضائري انه خوزي الأم يروي عن
الضعفاء والأقرب عندي قبول روايته لتعديل النجاشي وقول ابن الغضائري
لا يعارضه لأنه لم يجرحه في نفسه ولا طعن في عدالته انتهى وفي الذكرى
في عرق الجنب من الحرام ان الشيخ نقل في الخلاف الاجماع نجاسة عرق
الجنب من الحرام وفي المبسوط نسبه إلى رواية الأصحاب وقوى الكراهية
ولعله ما رواه محمد بن همام باسناده إلى إدريس بن يزداد الكفرتوثي انه كان
يقول بالوقف فدخل سر من رأى في عهد أبي الحسن ع وأراد ان يسأله
عن الثوب الذي يعرق فيه الجنب أيصلى فيه، فبينما هو قائم في طاق الباب
لانتظاره ع حركه أبو الحسن ع بمقرعة وقال مبتدئا: ان كان
من حلال فصل فيه وان كان من حرام فلا تصل فيه انتهى وفي تكملة
الرجال ليس فيه ما يدل على تغيره انتهى أقول دلالته على تغيره ظاهرة
ما شاهد. فتغيره مفهوم من سياق الكلام ولكن المذكور في هذه الرواية
إدريس بن يزداد لا إدريس بن زياد الا ان الظاهر أنه صحف أحدهما
بالآخر وانهما رجل واحد لاتحاد الاسم والنسبة وتقارب حروف زياد ويزداد
واحتمال انهما رجلان بعيد وان كان قد يقربه عدم إشارة أهل الرجال إلى
وقفه وعدم تعرض ابن الغضائري لذلك وهو يتمسك بكل شئ. وعن
مناقب ابن شهرآشوب: إدريس بن زياد الكفرتوثي قال: كنت أقول فيهم
قولا عظيما فخرجت إلى العسكر للقاء أبي محمد ع فقدمت على أثر السفر
ووعثائه فألقيت نفسي على دكان حمام فذهب بي النوم فما انتبهت الا بمقرعة
أبي محمد ع قد قرعني بها، فاستيقظت وعرفته، فقمت اقبل قدمه
وفخذه، وهو راكب والغلمان من حوله، فكان أول ما تلقاني به ان قال:
يا إدريس! بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
فقلت: حسبي يا مولاي انما جئت أسألك عن هذا فتركني ومضى
انتهى وفي لسان الميزان: إدريس بن زياد الكفرتوثي أبو الفضل وأبو
محمد ذكره الطوسي وقال: ثقة من رجال الشيعة أدرك أصحاب جعفر
الصادق وروى عن حنان بن سدير وعنه أحمد بن ميثم بن أبي نعيم
(٢٢٨)

وجعفر بن محمد الحسيني ومحمد بن الحسن الأشعري وله كتاب النوادر
وغيره انتهى والظاهر أن قوله وقال ثقة الخ منقول من كلام غير الطوسي
لعدم وجوده في كتبه فسقط اسم المنقول عنه وليس هو كلام النجاشي لزيادة
فيه عنه. وفي مشتركات الطريحي: باب إدريس المشترك بين الثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن زياد الثقة برواية أحمد بن ميثم عنه وقال الكاظمي:
قلت وروى عنه عمران بن طاوس بن محسن بن طاوس وجعفر الحسني
الحسيني انتهى. ٧١٤:
إدريس بن زيد
وصفه الصدوق في الفقيه بصاحب الرضا وهو يدل على مدح الا انه
غير مذكور في كتب الرجال ووصف العلامة طريق الصدوق اليه بالحسن
وربما يشعر بالمدح فتأمل كذا في رجال الميرزا وقال البهبهاني في التعليقة
حكم بعض المعاصرين باتحاده مع ابن زياد الكفرتوثي بقرينة رواية
إبراهيم بن هاشم عنه تأمل انتهى. ٧١٥:
إدريس بن سالم بن محمد الموصلي
في لسان الميزان قال ابن أبي طي ثقة من رجال الشيعة وعلمائها
صنف المنهاج في الإمامة وشرح قصيدة السيد الحميري وكان في المائة
السادسة انتهى. ٧١٦:
إدريس بن عبد الله الأزدي الكوفي ٧١٧:
إدريس بن عبد الله الاصفهاني ٧١٨:
إدريس بن عبد الله البكري ٧١٩:
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني
هؤلاء الأربعة ذكرهم الشيخ في كتاب رجاله في رجال الصادق
ع. ٧٢٠:
المتأيد بالله إدريس بن علي بن حمود العلوي بن أبي العيش بن ميمون بن
أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة ٤٣١.
قال ابن الأثير: وقيل في نسبه غير ذلك مع اتفاق على صحة نسبه إلى
أمير المؤمنين علي ع اه بويع بالخلافة في بلاد الأندلس
وتلقب المتأيد بالله. قال ابن الأثير: وكان أبوه علي أول من ملك بلاد
الأندلس بعد قتل سليمان بن الحاكم الأموي، ثم قتل علي بن حمود سنة
٤٠٧ وولي اخوه القاسم بن حمود بقرطبة ثم سار عنها إلى أشبيلية فولي ابن
أخيه يحيى بن علي قرطبة وتسمى بالخلافة، وكذلك عمه القاسم، ثم
اسره يحيى وحبسه ثم مات أو قتل سنة ٤٣١ وقتل يحيى سنة ٤٢٧ وخلف
ولديه الحسن وإدريس، ولما قتل يحيى بن علي خاطب أبو جعفر أحمد بن أبي
موسى المعروف بابن بقية ونجا الخادم الصقلبي وهما مدبرا دولة العلويين
أخاه إدريس بن علي وكان له سبتة وطنجة، وطلباه فاتى إلى مالقة وبايعاه
بالخلافة على أن يجعل الحسن بن يحيى المقتول مكانه بسبتة، فأجابهما إلى
ذلك، فبايعاه وسار الحسن بن يحيى ونجا إلى سبتة وطنجة وتلقب إدريس
بالمتأيد بالله فبقي كذلك إلى سنة ٤٣٠ أو ٤٣١، فسير القاضي أبو
القاسم بن عباد ولده إسماعيل في عسكر ليتغلب على تلك البلاد، فاخذ
قرمونة واخذ أيضا أشبونة وأستجة، فأرسل صاحبها إلى إدريس وإلى
باديس بن حيوس صاحب صنهاجة، فاتاه صاحب صنهاجة بنفسه وامده
إدريس بعسكر يقوده ابن بقية مدبر دولته فلم يجسروا على إسماعيل بن عباد
فعادوا عنه، فسار إسماعيل مجدا ليأخذ على صنهاجة الطريق فأدركهم وقد
فارقهم عسكر إدريس قبل ذلك بساعة، فأرسلت صنهاجة من ردهم فعادوا
وقاتلوا إسماعيل بن عباد، فلم يلبث أصحابه ان انهزموا وأسلموه، فقتل
وحمل رأسه إلى إدريس، وكان إدريس قد أيقن بالهلاك وانتقل عن مالقة
إلى جبل يحتمي به وهو مريض، فلما أتاه الرأس عاش بعده يومين ومات،
وترك من الولد يحيى ومحمدا وحسنا اه. ٧٢١:
إدريس بن يحيى بن علي بن حمود العلوي الملقب بالعالي ومر بقية النسب في
إدريس بن علي بن حمود
توفي سنة ٤٤٦
بويع بالخلافة في مالقة من بلاد الأندلس قال ابن الأثير: أمه أم ولد
وكان اخوه الحسن بن يحيى قد بايعه الناس بالخلافة في مالقة ولقب
بالمستنصر وكان نجا الصقلبي قد سار معه من سبتة إلى مالقة ثم عاد إلى
سبتة وترك مع الحسن المستنصر نائبا له يعرف بالشطيفي ثم مات الحسن سنة
٤٣٤ فلما مات اعتقل الشطيفي أخاه إدريس بن يحيى وسار نجا من سبتة
إلى مالقة وعزم على محو امر العلويين وان يضبط البلاد لنفسه واظهر البربر
على ذلك فعظم عندهم فقتلوه وقتلوا الشطيفي واخرجوا إدريس بن يحيى
وبايعوه بالخلافة وتسمى بالعالي وكان كثير الصدقة يتصدق كل جمعة
بخمسمائة دينار ورد كل مطرود عن وطنه وأعاد عليهم املاكهم، وكان
متأدبا حسن اللقاء، له شعر جيد، الا انه كان يصحب الأراذل، وكل من
طلب منهم حصنا من بلاده أعطاه فأخذت منه صنهاجة عدة حصون وطلبوا
وزيره ومدبر امره صاحب أبيه موسى بن عفان ليقتلوه فسلمه إليهم فقتلوه
وكان قد اعتقل ابني عمه محمدا والحسن ابني إدريس بن علي في حصن
ايرش، فلما رأى ثقته بايرش اضطراب آرائه خالف عليه وبايع ابن عمه
محمد بن إدريس بن علي وثار بإدريس بن يحيى من عنده من السودان وطلبوا
محمدا فجاء إليهم فسلم اليه إدريس الأمر وبايع له سنة ٤٣٢ فاعتقله محمد
وتلقب بالمهدي، وظهرت من المهدي شجاعة وجرأة، فهابه البربر وخافوه
فراسلوا الموكل بإدريس بن يحيى فاخرجه وبايع له وخطب له بسبتة وطنجة
بالخلافة وبقي إلى أن توفي، ولما توفي محمد بن إدريس بن علي قصد
إدريس بن يحيى مالقة فملكها اه. ٧٢٢:
إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة ٢١٤ كما في هامش عمدة الطالب المطبوع.
ذكر في ترجمة أبيه إدريس بن عبد الله سبب دخول الأب إلى المغرب
وتملكه على البربر وارسال الرشيد اليه من سمه. قال أبو الفرج في مقاتل
الطالبيين أنه لما مات إدريس بن عبد الله كان له حمل فقام راشد مولاه بأمر
المرأة حتى ولدت فسماه باسم أبيه إدريس وقام بأمر البربر حتى كبر ونشا
فولي امرهم أحسن ولاية وكان فارسا شجاعا جوادا شاعرا اه وفي
عمدة الطالب: أعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده
وكان إدريس بن إدريس لما مات أبوه حملا وأمه أم ولد بربرية ولما مات
(٢٢٩)

إدريس بن عبد الله المحض وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته أم
إدريس فولدته بعد أربعة أشهر قال الشيخ أبو نصر البخاري قد خفي على
أناس حديث إدريس لبعده عنهم ونسبوه إلى مولاه راشد وقالوا انه احتال في
ذلك لبقاء الملك له ولم يعقب إدريس بن عبد الله وليس الامر كذلك فان
داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب
حكى انه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله وسمه وولادة
إدريس بن إدريس قال: وكنت معه بالمغرب وقال أبو هاشم داود بن القاسم بن
إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار أنشدني إدريس لنفسه شعرا:
لو مال صبري بصبر الناس كلهم * لكل في روعتي وضل في جزعي
بان الأحبة فاستبدلت بعدهم * هما مقيما وشملا غير مجتمع
كأنني حين يجري الهم ذكرهم * على ضميري مجبول على الفزع
تأوي همومي إذا حركت ذكرهم * إلى جوارح جسم دائم الجزع
وأعقب إدريس بن إدريس من سبعة رجال القاسم، وعيسى،
وعمر، وداود، ويحيى، وعبد الله، وحمزة. وقيل أعقب من غيرهم أيضا
ولكل منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك إلى الآن انتهى. ٧٢٣:
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
مر في أصحاب الصادق ع إدريس بن عبد الله بن
الحسن بن علي بن أبي طالب و الظاهر أنه هو هذا وحينئذ كان الصواب
تكرير لفظ الحسن كما هنا في عمدة الطالب: أمه وأم أخيه سليمان عاتكة
بنت عبد الملك المخزومية. وفي مقاتل الطالبيين أمه عاتكة بنت الحارث
الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي وفي خالد بن
العاص يقول الشاعر:
لعمرك ان المجد ما عاش خالد * على الغمر من ذي كندة لمقيم
يمر بك العصران يوما وليلة * فما أحدثا الا وأنت كريم
ويبدي البطاح البيض من جود خالد * ويحصر حتى ما يكاد يريم
يعني غمر كندة وهو موضع كان ينزله وقد ذكره عمر بن أبي ربيعة في
شعره فقال:
إذا سلكت غمر ذي كندة * مع الصبح قصدا لها الفرقد
ثم روى أبو الفرج بأسانيده ان إدريس بن عبد الله بن حسن بن
حسن أفلت من وقعة فخ ومعه مولى له يقال له راشد فخرج به في جملة
حاج مصر وإفريقية وكان إدريس يخدمه ويأتمر له حتى أقدمه مصر فنزلها ليلا
فجلس على باب رجل من موالي بني العباس فسمع كلامهما وعرف
الحجازية فيهما فقال أظنكما غريبين؟ قالا نعم قال وحجازيين؟ قالا نعم.
فقال له راشد أريد ان القي إليك أمرنا على أن تعاهد الله انك تعطينا خلة
من خلتين اما ان أوتينا وأمنتنا واما سترت علينا أمرنا حتى نخرج من هذا البلد،
قال افعل. فعرفه نفسه وإدريس بن عبد الله فأواهما وسترهما وتهيأت قافلة
إلى إفريقية فاخرج راشدا إلى الطريق وقال له ان على الطريق مسالح ومعهم
أصحاب اخبار تفتش كل من يجوز وأخشى ان يعرف فانا امضي به على غير
الطريق حتى اخرجه عليك بعد مسيرة أيام وهناك تنقطع المسالح ففعل ذلك
وخرج به عليه فلما قرب من إفريقية ترك القافلة ومضى مع راشد حتى دخل
بلد البربر في مواضع منه يقال لها فاس وطنجة فأقام بها واستجاب له البربر
وبلغ الرشيد خبره فغمه فشكا ذلك إلى يحيى بن خالد فقال انا أكفيك أمره
ودعا سليمان بن حرز الجزري وكان من متكلمي الزيدية البترية ومن أولي
الرياسة فيهم فارغبه ووعده عن الخليفة بكل ما أحب على أن يحتال
لإدريس حتى يقتله ودفع اليه غالية مسمومة فاخذ معه صاحبا له وخرج
يتغلغل في البلدان حتى وصل إلى إدريس بن عبد الله فمت اليه بمذهبه وقال إن
السلطان طلبني لما يعلمه من مذهبي فجئتك فانس به واجتباه وكان ذا
لسان وعارضة وكان يجلس في مجلس البربر فيحتج للزيدية ويدعو إلى أهل البيت
كما كان يفعل فحسن موقع ذلك من إدريس إلى أن وجد فرصة
لإدريس فقال له جعلت فداك هذه قارورة غالية حملتها من العراق ليس في
هذا البلد من هذا الطيب شئ فقبلها إدريس وتغلل بها وشمها وانصرف
سليمان إلى صاحبه وقد أعدا فرسين وخرجا يركضان عليهما وسقط إدريس
مغشيا عليه من شدة السم فما يعلم من بقربه ما قصته وبعثوا إلى راشد
مولاه فتشاغل به ساعة يعالجه وينظر ما قصته واقام إدريس في غشيته عامة
نهاره حتى قضى عشيا وتبين راشد امر سليمان فخرج في جماعة فما لحقه غير
راشد وتقطعت خيل الباقي فلما لحقه ضربه ضربات، منها على رأسه
ووجهه وضربة كنعت أصابع يديه وكان بعد ذلك مكنعا. وفي رواية ان
سليمان بن جرير اهدى إلى إدريس سمكة مشوية مسمومة فقتله وفي
رواية ان الرشيد وجه اليه الشماخ مولى المهدي وكان طبيبا فاظهر له انه
من الشيعة وانه طبيب فاستوصفه سفوفا فحمل اليه سفوفا وجعل فيه سما
فلما استن به جعل لحم فيه ينتثر وخرج الشماخ هاربا حتى ورد مصر وكتب
ابن الأغلب إلى الرشيد بذلك فولى الشماخ بريد مصر واجازه.
وقال رجل من أولياء بني العباس يذكر قتل إدريس بن عبد الله بن
حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب ع:
أتظن يا إدريس انك مفلت * كيد الخليفة أو يقيك فرار
فسيدركنك أو تحل ببلدة * لا يهتدي فيها إليك نهار
ان السيوف إذا انتضاها سخطه * طالت وتقصر عندها الاعمار
ملك كان الموت يتبع امره * حتى يقال تطيعه الاقدار
قال أحمد بن عبيد الله بن عمار الذي روى عنه أبو الفرج هذا
الحديث: وهذا الشعر عندي يشبه شعر أشجع بن عمرو السلمي وأظنه
له قال أبو الفرج الأصبهاني هذا الشعر ولمروان بن أبي حفصة أنشدنيه
علي بن سليمان الأخفش له. قالوا ورجع راشد إلى الناحية التي كان بها
إدريس مقيما فدفنه وكان له حمل فقام راشد بأمر المرأة حتى ولدت فسماه
(٢٣٠)

باسم أبيه إدريس وقام بأمر البربر حتى كبر ونشا فولي امرهم أحسن ولاية
انتهى وفي عمدة الطالب: إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا عبد الله شهد فخا مع الحسين بن
علي العابد صاحب فخ فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسم
هناك بعد ان ملك وكان قد هرب إلى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد
ودعاهم إلى الدين فأجابوه وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم
ودعا سليمان بن حريز الرقي متكلم الزيدية وأعطاه سما فورد سليمان بن
حريز إلى إدريس فسقاه السم وجد خلوة من مولاه راشد فسقاه وهرب
فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته وعاد وقد مضى
إدريس لسبيله. وقال الرضا بن موسى الكاظم: إدريس بن عبد الله من
شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله وحكى داود بن القاسم الجعفري
انه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله وسمه قال وكنت معه بالمغرب فما
رأيت أشجع منه ولا أحسن وجها. وأعقب إدريس بن عبد الله المحض
من ابنه إدريس وحده انتهى ومرت ترجمة إدريس بن إدريس قبل هذا
فراجع. ٧٢٤:
إدريس بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن حسن بن
حسن بن علي بن أبي طالب.
مات سنة ٣٠٠ كما في عمدة الطالب.
روى المسعودي في مروج الذهب ان سعيدا الحاجب حمل أباه موسى
الثاني من المدينة في أيام المعتز ومعه ابنه إدريس بن موسى فلما صار سعيد
بناحية زبالة اجتمع خلق كثير من العرب من بني فزارة وغيرهم لأخذ موسى
من يده فسمه سعيد فمات هناك وخلصت بنو فزارة ابنه إدريس من
سعيد. وفي عمدة الطالب: كان إدريس بن موسى الثاني سيدا جليلا وهو
لأم ولد مغربية تسمى أمة المجيد انتهى وفي مروج الذهب للمسعودي
ان إدريس بن موسى هذا كان مع أحمد بن عيسى بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب لما خرج بالري سنة ٢٥٠. ويوجد بالقرب
من بغداد مكان يعرف بالكرادة فيه قبر إدريس من ولد الحسن ع
يعظمه أهل تلك النواحي ويزورونه واليه تنسب جهة من جهات الكرادة
فيقال فيها كرادة إدريس وقد سعى العالم الشيخ مصطفى البغدادي هذه
الأيام في تعمير قبره ويمكن ان يكون هو المترجم. ٧٢٥:
الشيخ زين الدين إدريس الشهير بابن فروج
عالم فاضل معاصر للشهيد الثاني ولعله من تلاميذه ولعله عاملي له
أسئلة سال عنها الشهيد الثاني وكتب له أجوبتها رأيتها في النجف الأشرف
أيام مجاورتي لطلب العلم مجموعة فيها عدة رسائل للشهيد الثاني
واستنسخت جملة منها وأسفت على أن لا أكون نسخت هذه الأسئلة
وأجوبتها. ٧٢٦:
إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري
قال النجاشي ثقة له كتاب وأبو جرير القمي هو زكريا بن إدريس
هذا وكان وجها يروي عن الرضا ع له كتاب أخبرناه أبو الحسين
علي بن أحمد بن محمد بن طاهر الأشعري قال حدثنا محمد بن الحسن بن
الوليد حدثنا محمد بن الحسن بن الصفار حدثنا العباس بن معروف حدثنا
محمد بن الحسن بن أبي خالد المعروف بشنبولة حدثنا إدريس بكتابه وفي
الفهرست إدريس بن عبد الله الأشعري له مسائل أخبرنا بها ابن أبي
جيد عن محمد بن الحسن عن سعد والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن
محمد بن الحسن شنبولة عن إدريس انتهى وفي لسان الميزان:
إدريس بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي أخو الزبير وزكريا قال الليثي
كان من رجال الشيعة أخذ عن جعفر الصادق وروى عن علي الرضا
وصنف كتبا يعتمد عليها روى عنه محمد بن الحسن بن أبي خالد واثنى عليه
ابن النجاشي انتهى ثم إنه في اللسان عنوان: إدريس بن عبد الله وقال
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال له مسائل جيدة رواها عنه محمد بن
الحسن انتهى والشيخ ذكر في الفهرست إدريس بن عبد الله الأشعري
كما سمعت ولم يذكر في كتبه لا في الفهرست ولا في غيره في أحد ممن اسمه
إدريس بن عبد الله ان له مسائل غير المترجم فالظاهر أنه اشتبه الامر على
ابن حجر بالمترجم وحرف قوله له مسائل أخبرنا بها ابن أبي جيد عن محمد بن
الحسن بقوله له مسائل جيدة رواها عنه محمد بن الحسن، وفي مشتركات
الكاظمي باب إدريس بن عبد الله المشترك بين ثقة وغيره ويعرف أنه ابن
عبد الله الأشعري الثقة برواية ابن الحسين بن أبي الخطاب عنه وبروايته عن
الرضا ع حيث لا مشارك وحيث لا تميز فلا وقف على الظاهر لا
نالم نظفر لما عدا المذكور بأصل ولا كتاب انتهى. ٧٢٧:
إدريس بن عبد الله القمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ٧٢٨:
إدريس بن عبد الله الهمذاني المرهبي
المرهبي كأنه نسبة إلى جد له يسمى مرهب فقد سمي العرب
بذلك.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان إدريس بن أبي إدريس عبد الله الزيات ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال كان حافظا خبيرا بالحديث وكان يعادي عبد الله بن طاوس
ويذكر انه كان يكذب على أبيه قال وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك
وذكر الطوسي قصته في شان عبد الله بن طاوس وآثار الوضع عليها لائحة
وبالله التوفيق انتهى وهذا الذي نسبه إلى الشيخ الطوسي من أنه قال
كان حافظا إلى قوله على أبيه ليس في شئ من كتبه الرجالية منه اثر ولم
يذكر فيه سوى ما سمعت عن رجاله وليس له وجود في التهذيب أيضا ولا
ندري من أين نقل وقال في تهذيب التهذيب في ترجمة عبد الله بن طاوس
نقلا عن ابن حبان كان من خيار عباد الله فضلا ونسكا ودينا وتكلم فيه
بعض الرافضة. وذكر أبو جعفر الطوسي في تهذيب الأحكام له عن أبي
طالب الأنباري عن محمد بن أحمد البربري عن بشر بن هارون ثنا الحميدي
ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة مضرب قال جلست إلى ابن عباس
بمكة فقلت روى أهل العراق عن طاوس عنك مرفوعا ما أبقت الفرائض
فلأولي عصبة ذكر فقال بلغ أهل العراق اني ما قلت هذا ولا رواه طاوس
عني قال حارثة فلقيت طاوسا فقال لا والله ما رويت هذا وانما الشيطان ألقاه
على ألسنتهم قال ولا أراه الا من قبل ولده وكان على خاتم سليمان بن عبد
الملك وكان كثير الحمل على أهل البيت انتهى ولا باس بنقل ما ذكره
الشيخ في التهذيب لان فيه شيئا من التفاوت عما نقله لنا عند ذكر حجة
القائلين بالتعصيب: روى أبو طالب الأنباري عن الفريابي والصاغاني جميعا
قالا حدثنا أبو كريب عن علي بن سعيد الكندي عن علي بن عابس عن ابن
(٢٣١)

طاوس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي ص أنه قال الحقوا بالأموال
الفرائض فما أبقت الفرائض فلأولي عصبة ذكر قال محمد بن الحسن:
والذي يدل على بطلان هذه الرواية انهم رووا عن طاوس خلاف ذلك وانه
تبرأ من هذا الخبر وذكر انه لم يروه وانما هو شئ ألقاه الشيطان على ألسنة
العامة روى ذلك أبو طالب الأنباري حدثنا محمد بن أحمد البربري حدثنا
بشر بن هارون حدثنا الحميدي حدثني سفيان عن أبي إسحاق عن قارية بن
مضرب قال جلست إلى ابن عباس وهو بمكة فقلت يا ابن عباس حديث
يرويه أهل العراق عنك وطاوس مولاك يرويه ان ما أبقت الفرائض فلأولي
عصبة ذكر قال أمن أهل العراق أنت قلت نعم قال أبلغ من وراءك اني
أقول ان قول الله عز وجل آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم
نفعا فريضة من الله وقوله وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب
الله وهل هذه الا فريضتان وهل أبقتا شيئا ما قلت هذا ولا طاوس يرويه
علي قال قارية بن مضرب فلقيت طاوسا فقال لا والله ما رويت هذا على ابن
عباس قط وانما الشيطان ألقاه على ألسنتهم قال سفيان أراه من قبل ابنه
عبد الله بن طاوس وكان على خاتم سليمان بن عبد الملك وكان يحمل على
هؤلاء القوم حملا شديدا يعني بني هاشم انتهى فذكر حارثة بن مضرب
والذي في التهذيب قارية بن مضرب وليس في كلام الشيخ في التهذيب
الذي سمعته أنه كان حافظا خبيرا بالحديث وانه كان يعادي عبد الله بن
طاوس ويذكر انه كان يكذب على أبيه والذي قال إن عبد الله كان يكذب
على أبيه هو سفيان وعبارة اللسان تدل على أن الذي قال ذلك هو المترجم
مع أن الكلام صريح في أن قائله سفيان ثم إن المترجم الذي هو من
أصحاب الصادق ع المعاصر للمنصور لا نراه أدرك عبد الله بن
طاوس المعاصر لسليمان بن عبد الملك وكيف كان فقد وقع خل في نقل
اللسان على ما يظهر أو سقط من النساخ في عبارته المذكورة ولعل آخر
المنقول عن الطوسي انه ذكره في رجال الشيعة وما بعده منقول عن غيره
وسقط اسم المنقول عنه. ٧٢٩:
إدريس بن عيسى الأشعري القمي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع وقال دخل
عليه وروى عنه حديثا واحدا ثقة انتهى. ٧٣٠:
إدريس بن الفضل بن سليمان الخولاني أبو الفضل.
قال النجاشي: كوفي واقفي ثقة له كتاب الأدب كتاب الطهارة
كتاب الصلاة انتهى وفي لسان الميزان: إدريس بن الفضل بن سليمان
الخولاني أبو الفضل ذكره ابن النجاشي في مصنفي الشيعة وقال كان ثقة
واقفا وله كتاب الأدب وغيره انتهى. ٧٣١:
أبو القاسم إدريس القمي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع. ٧٣٢:
إدريس بن محمد بن يحيى بن عبد الله العلوي
ذكره ابن حجر في لسان الميزان وقال من رجال الشيعة روى عن
عبد الله بن موسى بن جعفر روى عنه يحيى العلوي انتهى. ٧٣٣:
إدريس بن هلال
روى عنه محمد بن سنان على ما في الفقيه لكنه غير مذكور في كتب
الرجال كذا في رجال الميرزا. وفي لسان الميزان: إدريس بن هلال ذكره
الكشي في رجال الشيعة وقال كان أحد رجال جعفر بن محمد وحدث
انتهى ولم يفرد له الكشي ترجمة ولا نقله عنه ناقل من أصحابنا ولو كان
اسمه مذكورا في رجال الكشي ولو عرضا لنقلوه والله أعلم وفي مشتركات
الكاظمي يمكن استعلام إدريس المشترك وغيره انه ابن هلال برواية
محمد بن سنان عنه. ٧٣٤:
أبو عبد الله إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي وفي نسخة الأزدي
الكوفي.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع وعن تقريب
ابن حجر ومختصر الذهبي ثقة روى عنه ابنه عبد الله انتهى وفي تهذيب
التهذيب: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الزعافري أخو داود
أبو عبد الله. روى عن أبيه وعمرو بن مرة وأبي إسحاق السبيعي
وطلحة بن مصرف وسماك بن حرب وعدة. وعنه ابنه عبد الله والثوري
ووكيع وأبو اسامة ويعلى بن عبيد وغيرهم. قال ابن معين والنشائي ثقة
قلت وقال الآجري سألت أبا داود عنه فقال: سمعت احمد يقول قال ابن
إدريس قال لي شعبة كان أبوك يفيدني ذكره ابن حبان في الثقات
انتهى. ٧٣٥:
إدريس بن يقطين
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع. ٧٣٦:
إدريس بن يوسف
في لسان الميزان: ذكره الكشي في رجال الشيعة وقال: كان من
رجال الصادق روى عنه محمد القمي انتهى وليس لذلك في رجال
الكشي عين ولا اثر. ٧٣٧:
الأدهم بن أمية العبدي البصري
في كتاب لبعض المعاصرين عن ابن سعد في محكي الطبقات: ان
أباه أمية صحب النبي ص ثم سكن البصرة وأعقب بها ولم نجد لذلك في
الطبقات اثرا ولا في الكتب المستقصي فيها اخبار الصحابة كالاستيعاب
والإصابة وأسد الغابة ولو كان كذلك لذكر في أحدها. وفي ابصار العين ان
الأدهم بن أمية كان من شيعة البصرة الذي يجتمعون عند مارية انتهى
وروى أبو جعفر الطبري في تاريخه ان مارية ابنة منقذ أو سعيد العبدية
وكانت تتشيع وكانت دارها مالفا للشيعة يتحدثون فيها وقد كان ابن زياد
بلغه اقبال الحسين ع ومكاتبة أهل العراق له فامر عامله بالبصرة
ان يضع المناظر ويأخذ الطريق فاجمع يزيد بن ثبيط على الخروج إلى الحسين
ع وكان له بنون عشرة فدعاهم إلى الخروج معه فخرج معه اثنان
منهم عبد الله وعبيد الله، حتى انتهى إلى الحسين ع وهو بالأبطح من
مكة وما زال معه حتى اتى كربلا انتهى وفي ابصار العين خرج
الأدهم بن أمية مع يزيد بن ثبيط قال صاحب الحدائق الوردية: قتل مع
الحسين ع ولم يذكر غير ذلك وقال غيره: قتل في الحملة الأولى
مع من قتل من أصحاب الحسين ع انتهى. ٧٣٨:
أدهم بن محرز الباهلي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين علي ع وفي
الإصابة: أدهم بن محرز الباهلي أبو مالك ذكره أبو حاتم السجستاني في
(٢٣٢)

المعمرين وانه عاش إلى زمن عبد الملك بن مروان فدخل عليه ورأسه
كالثغامة انتهى وهو يدل على أنه من الصحابة. ٧٣٩:
أدي ويقال ودي بالواو بدل الهمزة ابن هبة الله بن جماز بن منصور بن
جماز بن شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن
القاسم بن عبد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين ابن عبد الله الأعرج
بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الهاشمي من آل بيت
امراء المدينة.
توفي سنة ٧٥٢ في الدرر الكامنة: كان خارجا عن المدينة فانف من طول الغربة
فجمع قوما وهجم المدينة في ربيع الأول سنة ٧٢٧ بعد ان حاصرها
أسبوعا واحرق الباب ففر طفيل أميرها وصادر الناس حتى اشتد الغلاء
بالمدينة وافتقر جماعة من المياسير فاخذ طفيل عسكرا من مصر وقدم ففر ودي
ثم حضر إلى القاهرة وترافع هو وطفيل إلى الناصر ثم سجن ودي وأعيد
طفيل إلى المدينة ومعه بعض الامراء ثم أفرج عنه في رمضان سنة ٣٣١
ورتب له راتب ثم أضيف إلى طفيل في امرة المدينة ثم أفرد بها سنة ٧٣٦ ثم
عزل بسعد بن ثابت ٧٥٠ فجمع جموعا وهجم المدينة واخذ أموال
الخدام ونهب المدينة حتى لم يبق بها أحد لا يتاحاجه وخرج هاربا ثم قبض
عليه وسجن في السنة المتقدمة فمات بالسجن انتهى. ٧٤٠:
أديب التقي
ولد سنة ١٣١٣ في قرية شبعا التابعة لقضاء حاصبيا خلال انتقال
والده إليها في وظيفته الحكومية بدائرة الاحراج وتوفي ودفن بدمشق في مقبرة
الباب الصغير سنة ١٣٦٥.
أسرته
أصل أسرته من بغداد وأول من انتقل منها إلى دمشق جده
سلمان حيث كان تاجرا يتنقل في تجارته حتى وصل مرة إلى دمشق
فتزوج فيها وأقام ورزق ولده سعيد والد المترجم لذلك عرفت أسرته بال
التقي البغدادي. وكان والده من الأتقياء الورعين وكان شبه أمي،
وبحكم عمله في دائرة الاحراج الحكومية كان كثير التنقل في البلاد إلى أن
أحيل علي التقاعد فاستقر في بلده دمشق.
دراسته
بدأ دراسته الابتدائية في مدرسة الأرثوذكس في عجلون ثم اكملها في
دمشق وتابع دراسته الثانوية فنال شهادة البكالوريا. وبعد انقطاع عشر
سنين عاد فتابع تحصيله العالي فنال إجازة الحقوق من جامعة دمشق، ثم
بعد ما يقرب من عشر سنين أخرى تقدم لشهادة الدكتوراه في الأدب من
جامعة القاهرة.
ومما يذكر هنا انه زار القاهرة قبيل الحرب العالمية الثانية وفي نيته
التحضير للدكتوراه فالتقى بالدكتور طه حسين وكان عميدا لكلية الآداب
وبعد ان تحادثا مليا، سأله المترجم عن شروط القبول لقسم الدكتوراه في
الكلية دون ان يفصح له عن رغبته هو، فأفاض الدكتور في الشروط
كالحصول على ليسانس الآداب والماجستير بعد اجتياز سنوات محددة، فعند
ذلك ابدى المترجم أسفه لأنه لا يستطيع الانتماء لقسم الدكتوراه، ولما علم
الدكتور طه بان المترجم هو طالب الانتساب وكان قد أدرك من لقائهما
نضوجه وعمقه وثقافته وتفتح ذهنه فاعجب به كل الاعجاب قال
الدكتور: هذه الشروط لغيرك، اما لك فإنه لشرف لقسم الدكتوراه ان
تنتمي اليه، ولا يطلب منك الا ان تقدم الأطروحة
وعاد إلى دمشق فلم تلبث الحرب العالمية الثانية ان أعلنت فشغلته
متاعبها وعكف على دراسة الشريف الرضي ليكون موضوع أطروحته،
وكان من المعجبين بالشريف، وفيه يقول معللا اختياره له:
انقذتني في مواقف الحصر، وسددتني في حيرة الفطن، وأعطيتني
نفسك ونفسك شعرا وشعورا وحسا وضميرا، فوقفت من الناس والسلطان
موقفك، ورمقت الدنيا ومتاعها بمقلتك، وأصغيت إلى غنائها وبكائها
باذنك، وتحسست في باسائها ونعمائها باحساسك. ثم اني جالدت كما
جالدت وناضلت كما ناضلت.
وما من قول ينطبق على أديب التقي كهذا القول فقد كان فيه من
الشريف مشابه اي مشابه.
ولكن المقادير أبت عليه ان يصل إلى غايته، فقد كان من قبل يعاني
داء النقرس فلم يقعده عن العمل، وبينما هو يعد العدة لانهاء رسالته
والسفر إلى القاهرة في أواخر الحرب إذا بالأوجاع تنتابه فيحار لها الأطباء ثم
يقررون نقله إلى بيروت لاجراء جراحة له يكشفون بها عن سر آلامه المضنية
فإذا بالجراحة تكشف عن أن داءه هو السرطان، وإذا بالداء قد اخذ
ماخذه، فيعاد المريض إلى دمشق لينتظر قضاء الله أياما معدودات، وبينما
هو في سكرات الموت تصله الدعوة إلى القاهرة لمناقشة رسالته.
هذه هي أطوار دراسته الرسمية وهي الدراسة التي اصطلح عليها
في عصره. ولكن كانت له دراسة أخرى هي ابعد اثرا في تكوينه وتوجيهه
وتأدبه: هي انه منذ تفتحت عيناه على الحياة كان يصحب والده إلى مجالس
مؤلف هذا الكتاب ويصغي إلى أحاديثه ويستمع إلى ما يلقي من شعر ونثر
وما تضمنه تلك المجالس من محاضرات فقهية ومطارحات أدبية ومحادثات
تاريخية فينبسط لذلك ويتعلق به وهو بعد طفل فلما بدأ دراسته الثانوية
درس على المؤلف علوم النحو والمنطق والمعاني والبيان والبديع ومبادئ
أصول الفقه وشيئا من الفقه والتفسير والشعر، كما يقول هو نفسه في أحد
مؤلفاته. ثم يعقب على ذلك بقوله عن المؤلف انه: ما زال مثابرا على
ملازمته والغرف من مشرعته لليوم.
والواقع هو ان الأمر كما قال الأستاذ محمد هندية في رسالته الجامعية
أديب التقي، حياته وأدبه: تحولت هذه التلمذة إلى صداقة قوية بين
الفتى وشيخه فثابر على الغرف من معارفه طول حياته.
أقوال المؤلف في المترجم
لما توفي المترجم أقيمت له حفلة تأبينية تضمنت فيما تضمنته كلمة
للمؤلف وجدتها بين أوراقه قال فيها: كان من صفاته الظاهرة الجد
والعمل وعلو الهمة وإباء النفس.
ثم يقول عن نظمه للشعر:
(٢٣٣)

قرأ علي طرفا من علم البلاغة طلبا لأن يقوى على النظم وكان
يعرض علي ما ينظمه في أول الأمر فأرشده إلى ما ينبغي ثم أكثر ممارسته
الشعر حتى صار يعد من شعراء العصر البارزين.
ثم يقول عن تأليفه كتاب الشريف الرضي:
وأخيرا ألف كتابا في الشريف الرضي أجاد فيه كل الإجادة وعرضه
علي في مرضه الذي توفي فيه فناقشته فيما اقتضى الحال مناقشته به فكتب
ذلك بحضوري.
ثم يقول واصفا له:
وكان يسترشدني في كثير مما يكتبه ويعرف لي الجميل ولم يتغير عن
ذلك بتغير الأزمان والأحوال فدل ذلك على طيب طينته وصفاء نفسه. ومن
اظهر صفاته عقيدته الاسلامية وعدم تركه للواجبات الدينية، يصوم شهر
رمضان ويصلي الفرائض الخمس، الأمر الذي صرنا نعده في هذا الزمان
من صفات المدح:
انا لفي زمن ترك القبيح به * من أكثر الناس احسان وإفضال
وحج بيت الله الحرام رئيسا لبعثة. ولم تؤثر المعاشرة في عقيدته
واعماله الدينية كما أثرت في الكثيرين من أمثاله.
في الحرب العالمية الأولى
لم يكد يتم تحصيله الثانوي حتى طلب للجندية في الحرب العالمية
الأولى فسيق إلى إسطنبول حيث تسلم فيها رتبته العسكرية ضابط
احتياط ومن هناك أرسلت قطعته إلى القفقاس فلاقى الأهوال صابرا
محتسبا، ولما تبدت نوايا الاتحاديين في القضاء على زهرة رجالات العرب
رأى أنه يخدم دولة همها القضاء على قومه، وكان قد نال إجازة مرضية وعاد
إلى دمشق فتوارى فيها بعد انتهاء اجازته حتى انتهاء الحرب.
وارى ان الأستاذ محمد هندية في رسالته التي تقدم ذكرها لم يوضح
حقيقة تفكير المترجم في هذا الموضوع فظل الامر مبهما في ذهن القارئ
وذلك حين قال متحدثا عن تخليه عن الجيش التركي: وتختمر في رأس
التقي فكرة كان قد غرسها فيه أستاذه السيد محسن الأمين... فكرة بغض
الأتراك فيصمم على الهرب من صف الترك.
ثم يقول الأستاذ هندية متحدثا عن حياة المترجم السياسية: اما
البذور السياسية الأولى عند التقي فهي من غرس أستاذه وصديقه السيد
محسن الأمين فهو الذي غرس فيه كره الأتراك والحقد عليهم، كما غرس
إلى جانب ذلك حب العرب والتشبث بهذا الحب.
ومن هنا يمكن ان يفهم القارئ ان أستاذه قد غرس في نفسه كره
الترك لأنهم ترك، في حين ان مثل أستاذه لا يمكن ان يفكر هذا التفكير ولا
يمكن ان يكون عنصريا بهذا الشكل. فالحقيقة ان أستاذه غرس فيه الوطنية
السليمة الصحيحة ومنها كره الظالمين ومكافحتهم سواء أكانوا تركا أو
انكليزا أو فرنسيا. والأستاذ هندية يقصد هذا ولا شك ولكن عباراته
جاءت بحاجة إلى توضيح.
وقد كان لهذه الرحلة العسكرية أكبر الأثر في أدب المترجم لا سيما في
شعره كما سيأتي.
بعد الحرب
يقول الأستاذ هندية متحدثا عن المترجم فيما بعد الحرب ١٩١٨:
وترافق عودته وثبة العرب النفسية فيندفع في عمله بروح الثائر وعزيمة
المناضل ويعد نفسه ليكون شاعر النهضة العربية فيلقي بصوت خطابي
جهوري قصائده في المحافل والمجتمعات مشيدا بالثوار العرب من ارض
الجزيرة العربية. ولكن هذه الفترة لم تنته على الأمة العربية بخير إذ ران
عليها استعمار جديد، فقام التقي بالتالي يكافح مع المكافحين ويناضل
بلسانه وقلمه حتى اكره على الهجرة إلى الأردن انتهى.
وقد استمرت هجرته إلى الأردن طيلة عهد الثورة السورية الكبرى
التي اندلعت عام ١٩٢٥ ولما خمدت الثورة وهدأت الأحوال عاد فيمن عاد
واستمر في دمشق ولم يتركها الا إلى الاصطياف في لبنان والا إلى رحلة إلى
العراق وأخرى إلى مصر وأخرى إلى الحج وكما كان لتغربه في الحرب اثر
كبير في شعره كان لهجرته إلى الأردن نفس الأثر.
عمله في التدريس
كان أول اشتغاله في التدريس بعد نيله شهادة البكالوريا مباشرة وقبل
استدعائه للتجنيد إذ تولى التدريس في المدرسة السلطانية الثانوية التي تخرج
منها وظل في عمله سنة ثم ذهب مجندا. وبعد الحرب عاد للتدريس فتولى
إدارة مدرسة أنموذج البحصة واستمر فيها بعد معركة ميسلون. وكانت
السلطات الحاكمة قد أرغمت المدارس على تعليق صورة الجنرال غورو
الفرنسي. وكان من عادة المترجم ان يخطب في طلابه، وفي احدى خطبه
حرك شعورهم بخطبته الحماسية فحطموا صورة الجنرال وخرجوا في مظاهرة
عنيفة مما أدى إلى فصله من عمله وكاد ان يؤدي إلى أسوأ من ذلك.
وهنا فات الأستاذ هندية في رسالته ان يشير إلى مرحلة من مراحل
حياة المترجم إذ انه بعد فصله من عمله الحكومي بقي بدون عمل فاحتضنه
أستاذه المؤلف وعينه مديرا لمدرسته في دمشق المدرسة العلوية.
فكان له في إدارة هذه المدرسة دور من أعظم أدواره في تخريج طلابها
وتوجيههم. وقد كان من حسن حظ كاتب هذه الكلمات وناشر هذا
الكتاب حسن الأمين ان كان من بين تلاميذه في المدرسة العلوية، فلم
يكن اسما من المترجم في توجيه التلاميذ أفضل الوجهات وأنبلها وهو يتولى
بنفسه تدريسهم دروس التاريخ والإنشاء والمحفوظات وله في ذلك أساليب
تجل عن الوصف.
ولما اضطرمت الثورة السورية الكبرى سنة ١٩٢٥ ترك دمشق إلى
الأردن حيث تولى فيها التدريس. ثم عاد بعد الثورة كما مر وظل يتولى
التدريس في معاهد دمشق لا سيما في دار المعلمات. ثم انتخب عضوا
بالمجمع العلمي ومحررا لمجلته وكان يحاضر في دار المعلمين العليا في الجامعة
السورية. وظل كذلك حتى وفاته.
تدينه وأخلاقه
كان كما وصفه أستاذه فيما تقدم مسلما مؤمنا لا يهمل واجبا دينيا
ولا يرتكب محرما. ولكن تدينه كان تدين المثقف الكيس الذي يفهم الدين
(٢٣٤)

على حقيقته تسامحا وتعاطفا لا تعصبا ذميما وجمودا وكزازة.
وقد أخطأ الأستاذ هندية في ادراك حقيقة ما اراده في البيتين الذين
استشهد الأستاذ هندية بهما وزعم أن التناحرات الدينية التي يؤجج نارها
الاستعمار قد أدت به إلى أن يهجو المذهب السني وأهله:
يا قطع الله من أبناء آكلة الأكباد ألسنة سبوا بهن علي
تالله ما شتموا غير النبي وما * أذكوا القلوب لغير الله بالدغل
فالألسنة التي سبت علي بن أبي طالب ليست ألسنة المذهب السني
وأهله، والمذهب السني ينكر على من يسبون عليا مثل ما ينكره التقي.
والذين سبوا عليا وقصدهم التقي معروفون وقد عينهم هو حين قال: أبناء
آكلة الأكباد، ولا أدري كيف انزلق قلم الأستاذ هندية هذا الانزلاق.
وأديب التقي أكرم وأنبل من أن يهجو دينا أو مذهبا وان يهجو أهل ذاك
الدين أو المذهب.
وكذلك قوله: وتفتر هذه النعرة الدينية عنده نسبيا بعد عودته من
الأردن. فاديب التقي لم يكن ممن تغيرهم الاحداث والأزمان، فنحن
الذين تتلمذنا عليه وخالطناه طيلة حياته عرفناه مسلما غيورا على الاسلام
وعقائده متسامحا سهلا لا يكره أحدا لدين ومذهب وظل كذلك منذ عرفناه
حتى افتقدناه لم يتغير ولم يتبدل. اما عن أخلاقه فكما قال الأستاذ هندية:
كان يجنح في طبعه إلى الجد جلودا على العمل، صبورا على المكاره،
يؤثر الفكاهة الأدبية الرفيعة ذات المغزى النبيل، محافظا على ما تحدر من
الأجداد.
ويمكن ان نضيف إلى ذلك أنه كان صارما في مثاليته الأخلاقية جهورا
بالحق صادقا كل الصدق لا يداجي ولا يحابي ولا ينحرف قيد شعره عن
الطريق القويم والصراط المستقيم. كان تلميذا من تلاميذ مدرسة علي بن
أبي طالب وخريجا من أنجب خريجيها، ومن هنا كان اكباره لعلي وحبه له
ذاك الحب.
مؤلفاته المطبوعة
١ التاريخ العام ٢ مناهج التربية والتعليم ٣ الطرف، شارك
في تأليفه مع آخرين ٤ الشريف الرضي ٥ سير التاريخ الاسلامي ٦
سير العظماء ٧ نهضة اليابان السياسية ٨ مصطفى كمال في الأناضول
٩ غرائب العادات ١٠ المسيح الهندي.
اما مؤلفاته غير المطبوعة فهي:
١١ تاريخ العصر الحاضر ١٢ تاريخ العهد النبوي والخلفاء
الراشدين ١٣ بسمارك والاتحاد الألماني ١٤ الجغرافية الاقتصادية ١٥
تاريخ الختان ومحسناته ١٦ سير العظماء الجزء الثاني ١٧ شعر الخيام
وفلسفته ١٨ تعريب رواية الوجيه المتحضر لموليير ١٩ الرحلة العسكرية
إلى فروق والحدود القفقاسية ٢٠ المسائل الحسابية النظرية ٢١
المعادلات الجبرية ٢٢ المسائل الرياضية ٢٣ مائتا مسالة في الحساب
النظري والجبر والمثلثات والميكانيك والفيزيك ٢٤ جواهر المعادن أو
كشكول العصر العشرين ٢٥ محكم الصياغة في الفصاحة والبلاغة.
مناحي شعره
قال الأستاذ محمد هندية في رسالته:
يمثل التقي في شعره أصدق تمثيل الشعراء الذين عاشوا في فترة
الانتقال، بين عصور الانحطاط ومشارف النهضة الحديثة، فلقد تناول
الفنون الشعرية المعروفة في عصر ذلك الانحطاط من غزل يغلب عليه
الجانب العقلاني، إلى صنع شعر في تواريخ الوفاة، وغير ذلك من تشطير
وتخميس ورسائل اخوانية. كما تناول بشعره أيضا حركة القومية العربية،
فمدح ابطالها وأشاد بالعرب وبعنصرهم النبيل، كما رثى الفئة المجاهدة
التي استشهدت في ميادين الشرف، وعرض على شكل هجاء اجتماعي
بأمته عندما قصرت عن ادراك مرادها لظروف قاهرة، كما ارسل شعرا رقيقا
في الحكم وشكوى الزمان... وأرسل أشعارا في الحنين إلى وطنه، وقال في
وصف طبيعة بلاده الساحرة، كما أنه افتخر بفضائل نفسه.
وهكذا يكون التقي قد أسهم في أكثر فنون الشعر العربي.
شعره
قال:
ان يتخذ من مهجتي هدفا * زمن يسدد سهمه نحوي
فانا الذي لم يلو جانبه * لكوارث الدهر التي تلوي
لم تستبح صبري قوارعه * يوما ولم ينقصن من زهوي
ويمر أو يحلو فاعرض لم * احفل بمر منه أو حلو
نفسي كما قد كان يعرفها * نفسي وشاوي للعلى شاوي
ضل الطريق فتى يلين له * فليحذ من طلب الهدى حذوي
وقال يودع دمشق لما طلب للتجنيد في الحرب العالمية الأولى إلى
إسطنبول من قصيدة:
شذاك أم المسك الفتيت يضوع * له بيننا انى نحل سطوع
أجلق هل للعيش فيك، ودوننا * وهاد النوى، عود بنا ورجوع
أحن إلى عيشي لديك وانما * يحن إلى الأم الرءوم رضيع
تنكرت الأيام فيك وفرقت * بها ندوات بعدنا وجموع
فيا ليت شعري والزمان مفرق * أيرجع فينا الشمل وهو جميع
وقال بعنوان ذكريات القفقاس وهي من خواطر الحرب العامة
الأولى:
هي الخيل تضويها الربى والبسابس * ضوابح تنزو بالشكيم عوابس
على قنن القفقاس شعثا كأنها * بمفرقها حين استدارت قلانس
تريك شكول الموت حمرا حجولها * إذا صبغت بالطعن منها القوانس
من الفيلق الجرار كاليم زاخرا * تدفع كالأمواج فيه الفوارس؟
سروا والبنود الحمر فوق رؤوسهم * خوافق تحميها الكماة الأشاوس
اسود تلاقي الموت وهي بواسم * ووجه الردى في الروع اسود عابس
ورب فجاج لا حبات إذا بدا * لها الصبح ردت وهي بيد طوامس
مضائق سدت بالجبال فروجها * سبائخ من ندف السما وكبائس
كان ركام الثلج بحر بها طما * كان الذرى فيه سفين قوامس
كان الضياع المقفرات جزائر * أحاط بها بحر من الثلج قالس
(٢٣٥)

ترى الأرض مما حاكت السحب فوقها * زرابيها مبثوثة والطنافس
إذا ما الربيع الغض وشى سفوحها * زهت فوق هاتيك السفوح طيالس
فمن عنم غض البنان منور * ومن نفل زرت عليه الملابس
وتفتر عن نور الاقاحي أباطح * توشع منها بالشقيق برانس
أزاهير من شتى الصنوف كأنها * غلائل مما تكتسيه العرائس
لقد حشدوا فيها الجيوش تتابعت * كتائب قد ضاقت بهن المتارس
فما لقي الخيل المغيرة دارع * ولا اقتحم البيض الصوارم تارس
لجنديهم خلق الغزاة إذا غزوا * ونفس على ورد الحمام تنافس
صبور على الجلى ترى منه راجيا * من العز ما يصبو له وهو يائس
تعفف حتى لا يرى الدهر شاكيا * فيحسب من أهل الغنى وهو بائس
ولا مثل تلك الشوس هيما إلى الوغى * إذا قيل يوم الروع أين الاحامس
ليوث عرين غالها البرد الطوى * قضت مثلما في الغار تقضي الهجارس
وكم في ثنايا الشعب والواد هالك * تعاوره بالناب والظفر ناهس
وكم جيفة وحش الفلاة يعافها * تنازع فيها جوع وتنافسوا
إذا الصبح جلى عنه غيهب ليله * تغشيه من ليل الخطوب حنادس
ومن كان يوما للنيوب فريسة * فانا لناب الجوع فيه فرائس
ومن أماليحه قوله وهي من خواطر الحرب:
عبد من السودان ضابط عسكر * يختال من عجب كرب التاج
انظر إلى القبلاق غطى رأسه * فتخاله قدرا على مهباج
والجزمة السوداء لامعة على * ساقيه تحسبها من الديباج
مهمازها يشدو كان رنينه * دقات صنج أو صدى محلاج
وتذبذبت في الصدر أوسمة له * كتذبذب الحلقات فوق رتاج
قد أمروه على الجنود فظنهم * انقاف بط أو فراخ دجاج
لا يفرق البطيخ من قرع كما * لا يفرق الجلاب من سكباج
يمشي على مرح فتحسب عنترا * قد سار من غطفان في أفواج
ينهى ويأمر جائرا فكأنما * نسي العصا ومهامز الكرباج
فمتى افتح ناظري ولا أرى * للئيم قوم سلطة الحجاج
وقال وهو في الأردن يحن إلى دمشق:
نسمات الشام وغوطتها * هبي فالوجد بنا برح
سكن الليل الداجي وسكنت * وثائر همي لم يبرح
مري بالوادي يا نسمات * وجوزي بالمرج الأخضر
وارتادي الروض ففي أدغال * الروض لنا خبر يذكر
وإذا جئت الدوح احتملي * من رياه نشر العنبر
كم نجوى تحفظها لي فيه * الأنجم والقمر الأزهر
ومواقف سال الدمع بها * فجرى منه سيل الأبطح
أمي أثلاث الواد وجوسي * ثمة في قلب الروضة
هل ماء غديريه الا * من أدمع عيني المرفضه
وسلي الصفصاف وهذي * الأغصان المتدلية الغضه
كم من حسنات كان لها * عندي وأياد مبيضه
سمح المقدار بها حينا * وسالنا العود فلم يسمح
هبي بالغابة واستمعي * بغمات الجؤذر في الغاب
وهديل الورق على غصن * وضجيج النهر المنساب
لك يا شجرات المرج غدا * تحناني اليوم وتنحابي
صليت ولو تدنين لنا * لتخذت بظلك محرابي
عهدي بالربع مريعا ما * أقوى والنبت وما صوح
أشتاق جنائنك الغناء وتربة غوطتك الفيحاء
وخرير الماء بظل الروض وصوت البلبل والدوحا
أشتاق حدائق آسك والصفصاف المائس والطلحا
أشتاق زهورك باسمه وخزامى هضبك والسفحا
والورد المطبق في الأكمام ونور الروض إذا فتح
أوما تنفك ترود الروض * لدى الآصال الآرام
وهل الوادي والسفح * على ما نعهده والآجام
أمسارح آرام الغزلان * أترجع فيك الأيام
ما غير منا جارحة * حزن في النفس وآلام
الحب الصدق كعهدكم * فيه والصبر وإن قرح
الليل وفحمته احترقت * أتراه يسفر عن فجر
في الكوة منه خيال شج * رثت أحشاه من الصبر
لم يبق الوجد سوى رمق * منه يتردد في الصدر
شخصت لمهبك عيناه * وتلفتتا نحو القبر
قد ظل يراوح بينهما * لا يدري أيهما الأروح
نسمات الشام وغوطتها * هبي فالوجد بنا برح
سكن الليل الداجي وسكنت * وثائر همي لم يبرح
وقال من قصيدة في الثورة السورية سنة ١٩٢٥ وهو في الأردن:
البرق هيج منك الذكر فاهتاجي * وناشدي جلقا ما شئت أو ناجي
في ذمة العرب والتاريخ ما لقيت * وما تصابر من عجم وأعلاج
تلك العقائل من أدمى أناملها * من راع آمنها في الحندس الداجي
من نض برقعها من حل مئزرها * من ساقها حاسرات بين أفواج
هذي المنازل أنقاض مدمرة * وكن في منعة أمثال أبراج
تحت الخرائب أشلاء ممزقة * وفوقها قبسات ذات إيهاج
دمشق سيري إلى العلياء خافقة * منك البنود بتاويب وإدلاج
فقبل رأيتك الخفاقة افترعت * هام الربى بين وادي السند والتاج
ورفرفت فوق سد الصين وانبعثت * إلى المحيط فماجت فوق أمواج
وقال وقد مر في وادي الحجير في جبل عامل:
حيا الحيا شجرات ذاك الوادي * وروى معاهده الغمام الغادي
الغار والملول في أجزاعه * وعلى رباه السنديان العادي
والروض خلف مسيله وأمامه * غض تراوحه الصبا وتغادي
(٢٣٦)

نسجت له أيدي الربيع مطارفا * موشية بالعشب والأوراد
يفتر عوسجة على حافاته * والشيح فواح على الإسناد
وتفتحت من نوره أكمامه * فزها على الأغوار والأنجاد
وتغنت الأطيار في أدواحه * وتجاوبت باللحن والإنشاد
فتخال ثمة كل شئ معبدا * يحيي الغناء وكل شئ شادي
ترد السوام على الغدير وتثني * ريانة الاصدار و الايراد
وتجوز في الصدفات من عقباته * موزونة الخطوات والأبعاد
يا نافخا بالناي ان الواد قد * أصغى إليك وكل من في الواد
الصخر رجع بالحنين وجاوبت * بالشدو أعلام نأت وبوادي
ردد على الاسماع لحنك انه * يحلو على الترجيع والترداد
السحر فيه وطب أدواء الهوى * ولذاذة الأرواح والأجساد
يشفي، وقد وهب النفوس سكونها * غل الصدور وقرحة الأكباد
خذ للحضارة ما تشاء وأعطني * في هذه التلعات عيش البادي
وادي الحجير وما ادكرتك مرة * إلا وهاج الادكار فؤادي
أكبرت فيك متاعة لو لم تكن * متع الحياة إلى بلى ونفاد
وقال من قصيدة في جبع من جبل عامل:
البر منبسط ومتسع * واليم مصطخب ومندفع
حلقت يا جبع به فبدت * من تحتك الغيطان واليفع
عقباتك الكاداء ماثلة * هي سلم في الجو مرتفع
تبدو الجواري منك ماخرة * وتمر قد نشرت لها الشرع
بحران من قمم ومن لجج * يتلاقيان لديك يا جبع
الموج امواه بذاك وذا * من موجه الهضبات والضيع
حيتك من صيداء قلعتها * فتشوفت ويجيدها تلع
وعلى الجبال تطاولت قبب * ترنو إليك واتلعت بيع
لله من بقع خصصت بها * ما في الجنان كمثلها بقع
جز بالقبي عشية وضحى * فعلى القبي لذي الهوى متع
صافي مطل من سوامقه * بالسحب والادغال ملتفع
والبحر رهو والربى بسطت * بسط الأكف كأنها ترع
واد واطيار مهيمنة * ورياض حسن كلها بدع
وقال:
قوم مزاجهم الإساءة * وهي ليست من مزاجي
طعنوا حشاي وأنفذوا * طعناتهم حتى الزجاج
وتمللوا متعذرين * تملل الوقح المهاجي
كسر أرادوا جبره * والجبر في غير الزجاج
انا لم أجد في من خبرت * سوى المكذب والمداجي
الزيت أوشك ان يجف * وينطفي نور السراج
اني سأمضي غير * معروف الدخيلة والعلاج
واظل في هذا الورى * أحجية بين الاحاجي
امسى يكابد داءه * حر يسير بلا إعوجاج
متزوج يا ليته * قد مات من قبل الزواج
ولقد رجوت ضلالة * ان كنت غير الله راجي
وقال:
ويح المحبة قد باتت تدنسها * هذي المفاسد والآثام والنكر
أين الأولى قبلنا حبوا لطهرهم * وللعفاف ولم يعلق بهم وضر
الحب يصقل من هذي الحياة إذا * عف اللسان وعف القلب والنظر
كان الفسوق لهذا العهد منتحلا * فرده اليوم قوم وهو مبتكر
اني لأنحر نفسي فيك معتزلا * يا داركي لا أرى الاخلاق تنتحر
وقال:
ما ذا يغرك من أزياء غانية * مرت وفي وجهها الأصباع تضطرب
امامك الواد فاستمتع بمنظره * وخل عنك جمالا كله كذب
ما ذا ترى في الوجوه البيض حين ترى * غير المساحيق يخفى تحتها العجب
تحول ألوانها حتى يجددها * ما كان تحويه من أصباغها العلب
تحت الثياب التي يغريك زخرفها * نفس تدنسها الآثام والريب
كان الحياء لذات الخدر منقبة * والصون من شانها أيام تحتجب
واليوم لا عفة فيها ولا خفر * ولا حياء ولا صون ولا أدب
وقال من قصيدة في مؤلف هذا الكتاب، قال في مقدمتها: وله
على أمد الله في حياته اياد لا يقوم بها ما ضمنته هذه المصاريع والقوافي وما
يليها من بيان:
أبا باقر تفديك نفسي انني * أرى فيك مدحي قاصرا ونسيبي
واحجى بمثلي ان يكف يراعه * فان منال الشمس غير قريب
على انني من بحر علمك غارف * ومن فيضه الطامي غراف ذنوبي
مناقبك الغر الجسام تجل عن * إحاطة مداح ووصف خطيب
وفيك سجايا لا يقوم بنعتها * كلام بليغ أو قريض أديب
اخذت بأسباب الفضائل والعلى * وعاد الورى طرا ببعض نصيب
واني منك الشبل في كل غاية * وحسبي فخرا أن تكون قريبي
تفرست خيرا بي واني لآمل * من الله ذاك الخير وهو مجيبي
وسوف اقرا العين منك بما رأت * وأصدق وعدا منك غير كذوب
وقال فيه أيضا من موشح:
هو ركن الدين والشرع الحنيف * ومنار الحق والعلم الشريف
هو ملجا كل عان وضعيف * وهو نور الله في الكون محا
مذ تبدى حالكات الظلم
ما لمحمود سجاياه انتهاء * غاية المدح بعلياه ابتداء
نعته حير وصف البلغاء * ورمى بالصمت نطق الفصحا
فبما ذا يحسن النطق فمي
وارث المختار طه والوصي * حيدر خير الورى بعد النبي
(٢٣٧)

أيها الهادي إلى النهج السوي * ضل من عن هديكم قد جنحا
وهوى من بك لم يعتصم
دمت مرموق السني في كل عام * يتلقاك أمان وسلام
وعلى يمناك للمجد دعام * قام من تحتهما قطب رحى
للمعالي والهدى والكرم
وقال فيه أيضا وقد أهداه باكورة مؤلفاته:
أبا باقر أوليتني نعما كثرا * وفضل اياد لا أطيق لها شكرا
وحليت جيدي بعد ان كان عاطلا * بجوهر علم أنت له بحرا
فلله بحر يقذف الدر لجه * وليس عجيبا منه ان يقذف الدرا
وما انا إذ أهدي إليك مؤلفي * سوى مخبر اني أطعت لك الامرا
وان سنى أقدمت فيه مجندا * على الليل عاد اليوم منبثقا فجرا
فدم للمعالي خير ذخر فإنما * قوام المعالي ان تدوم لها ذخرا
وقال فيه أيضا:
نور تألق من شقراء مذ لمعا * به العراق أضاءت والشام معا
وعم فارس والأقطار قاطبة * فانجاب عنها ظلام الغي وانقشعا
المحسن المرتقي فوق السماك على * لله اي ثنايا للعلى طلعا
والمحرز السبق لم يدرك له أمد * وعاد عنه المجاري يشتكي الظلعا
مناهج الحق أمست فيه واضحة * لا نشتكي معها ضيما ولا ضرعا
به الشام انجلت عنها غياهبها * وانهل في ربعها الغيث الذي انقطعا
بدا فلاح لنا من صبح غرته * نور النبي ونور المرتضى سطعا
نستدفع الخطب والجلى إذا عرضا * به ونأمن صرف الدهر ان يقعا
مثال من نثره
قال في مقدمة ديوانه المطبوع:
ان في تضاعيف هذه الصفحات كلما هي ذات صلة وشيجة بروحي
ونفسي ووطني ثم بحوادث ربع قرن انصرم من حياتي... شجعني على
اخراجها إلى الناس أنها تمثل ناحية من نواحي شعورهم العام الذي
أشاركهم ويشاركونني فيه، وانها صورة صادقة عني تحضر إذا غبت وتبقى
إذا بليت!
وإذا كان من أصحاب الدواوين من يرمون من وراء نشرهم شعرهم
إلى اقتناص الثناء والتقريظ فما انا بالمستهدف لذلك في اخراجي هذا
الديوان، وحسبي في ما كتبت وفقت ان لا أكون مترجما عن غير عاطفتي
وخوالج نفسي... ولم أفكر، والناس متفرقون طرائق قددا في كل شئ،
ان ارضي الأذواق المتضاربة أو أتقرب من الميول المتعارضة... ولم يؤت
الناس الوحدة في أذواقهم وميولهم كما لم يؤتوها في شعورهم وتفكيرهم.
وإذا صاح الشاعر الشرقي في القرن السادس: هل غادر
الشعراء من متردم! ونادى الأديب الغربي الكبير في القرن العشرين:
من الخطل في الرأي الايمان بامكان تجدد الأفكار والعواطف، فقد مضى
زمن طويل قيل فيه كل شئ وشعر بكل شئ، وكل ما نفكر به اليوم قد
سبقنا اليه!، فما ذا بعد نستطيع ان نقول لهؤلاء الذين يريدون الجدة
حتى في الشمس والقمر، وحتى في الصبح والمساء والخريف والربيع ان
هؤلاء الذين يريدون مسخ اللغة باخراجها عن قوالبها وأصولها والصدوف
بها عن أساليبها ومناحيها لن يرضيهم شئ في الحياة ولن يرضوا عن
أحد... وهم معاول تخريب في اللغة وآدابها، ليس لهم مزية غير مزية
الهدم والنقض، ولا ينفكون مقلدين محاكين في كل ما يقولون ويكتبون،
وجميع ما يعتقدون ويشعرون... وهم بعد ذلك كالبوم والغربان ينعقون
وينعبون على الخرائب والاطلال، ولا يخجلون ان يسموا نعيقهم فنا
ونعيبهم موسيقى!.
ان بين حضارات الأمم ونتاج قرائح أبنائها وعقولهم صلات
وشيجة، والأدب صورة الاجتماع، وليس بالمستطاع ان يكون ابن الزوراء
مثلا، العربي الطباع والعرق والمغرس كابن نيورك، الأمريكي النزعات
والاسلة والمنبت، في عواطفه وميوله وأفكاره وشعوره... والأدب لا يمكن
ان يكون كالانسانية والدين متاعا واحدا لجميع الشعوب فيتفق فيهم أسلوبا
وفكرا وتركيبا! وكما تتميز الأقوام بسجاياها العرقية الموروثة فكذلك تتميز
بادابها وطوابع تلك الآداب وسماتها...
وان صح ما قاله الأستاذ أميل ده شانيل من أن الشعر كالدين
يحمل إلى النفوس المتألمة حاجتها من التعزية والانبساط، فهذه الأوراق
عسى ان يكون ما فيها من قواف مضطلعا بالذي حملناه إياه من عب ء نقل
التأسية والتسلية إلى القلوب المتأججة والنفوس المتهيجة... وفي ذلك لذة لنا
اية لذة.
بين نثره وشعره
قال الأستاذ هندية:
وإذا ألقينا نظرة أخيرة على شعر التقي ونثره بصورة عامة، نراه قد
وفق في نثره أكثر مما وفق في شعره، ونسمح لأنفسنا بان نظن بان الشاعر
قد أدرك شيئا من هذا الفارق بين شعره وبين نثره فرأيناه يترك الشعر نهائيا
في السنوات الأخيرة لينصرف إلى النثر ويؤلف أهم مؤلف له وهو كتاب
الشريف الرضي انتهى.
وفي كلمة الأستاذ هندية هذه الكثير من الحق وان كنا نعرف ان
المترجم لم ينقطع نهائيا عن الشعر بل ظل يعود اليه بين الحين والحين. وفي
يقيننا ان المترجم كان في الطليعة من كتاب العرب في عصره وان مقالاته
وبحوثه لو جمعت ونشرت لأبرزته كاتبا عربيا مجليا. ٧٤١:
الأديب العادي
هكذا ذكره ابن شهرآشوب في موضع من المناقب، ونسخه المطبوعة
غير مضمونة الصحة وفي موضع آخر اقتصر على الأديب ولعله أبو نصر
الغاري المذكور فيما بدئ باب وأورد له في المناقب الأبيات التي أولها:
من كان صنو النبي غير علي * من غسل الطهر ثم واراها ٧٤٢:
أديم بن الحر أبو الحر الخثعمي أو الجعفي الكوفي الحذاء.
في الخلاصة: أديم بضم الهمزة وفي رجال ابن داود بضم الهمزة وفتح الدال.
(٢٣٨)

وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع فقال أديم بن الحر
الكوفي الخثعمي. وقال الكشي أديم بن الحر أبي الحر الحذاء قال نصر بن
الصباح أبو الحر اسمه أديم بن الحر وهو حذاء صاحب أبي عبد الله ع
يروي نيفا وأربعين حديثا عنه وقال النجاشي: أديم بن الحر الجعفي
مولاهم كوفي ثقة له أصل انتهى وعن جامع الرواة يروي عنه
عبد الله بن بكير وحماد بن عثمان وجعفر بن بشير وفي باب المواقيت من
أبواب الزيادات من التهذيب فضالة عن عثمان عنه والظاهر أنه اشتباه
والصواب حماد بن عثمان بقرينة رواية فضالة بن أيوب عنه وروايته عن
أديم بن الحر كثيرا وعدم رواية فضالة عن عثمان في موضع أصلا انتهى
وفي لسان الميزان أديم بن الحر الخثعمي بياع الهروي روى عن جعفر
الصادق ع روى عنه حماد بن عثمان وذكره الكشي في رجال الشيعة. ٧٤٣:
أديم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي أخو عبد الملك
في لسان الميزان: ذكره الكشي في رجال الشيعة روى عنه نوح
الشيباني انتهى وليس لذلك اثر في رجال الكشي ولا غيره من كتب
الرجال لأصحابنا وأظنه صحف باسم رجل آخر فليراجع. ٧٤٤:
الأراجني
لقب هارون بن عبد العزيز. ٧٤٥:
الأربلي
لقب أحمد بن محمد بن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي حفيد
صاحب كشف الغمة ولقب جده المذكور. ٧٤٦:
الأرجاني أو الرجاني
لقب الحسين بن عبد الله وعبد الله بن بكر وفارس بن سليمان. ٧٤٧:
الأرحبي
يوصف به يزيد بن قيس وبكر بن عمير الهمداني
ومالك بن عيسى ومالك بن كعب. ٧٤٨:
الأردستاني
يوصف به ظفر بن الهمام ومحمد بن أحمد. ٧٤٩:
الارزني.
يوصف به سلامة بن محمد بن إسماعيل. ٧٥٠:
أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري التركي.
قتل يوم الخميس ١٥ ذي الحجة أو يوم الثلاثاء ١١ منذ سنة ٤٥١.
أبو الحارث كنية الأسد عند العرب وأرسلان اسم الأسد بالتركية
فيمكن ان يكون كني بأبي الحارث بهذه المناسبة ويحتمل غيره.
والبساسيري في انساب السمعاني: بفتح الباء الموحدة والسين
المهملة والألف والسين المهملة المكسورة والمثناة التحتية والراء نسبة إلى بلدة
بفارس يقال لها بسا والعربية فسا والنسبة إليها بالعربية فسوي ومنها أبو علي
الفارسي النحوي وأهل فارس يقولون في النسبة إليها البساسيري. وكان
سيده من بسا فنسب اليه واشتهر بالبساسيري. هكذا حكاه الأديب أبو
الوفاء الاخشلتي في تاريخه عن الأديب أبي العباس أحمد بن علي بن بابه
القابسي انتهى
قال ابن خلكان: وهي نسبة شاذة على خلاف الأصل انتهى وفي
مجالس المؤمنين: الظاهر أن الحاق سير بناء على أن بسا من اعمال كرمسير
شيراز فحذف لفظ سير اختصارا وقيل بساسيري انتهى وگرمسير لفظ
فارسي معناه المشتى وحينئذ فتكون النسبة على الأصل وفي انساب
السمعاني: ببغداد محلة كبيرة وراء باب الأزج ودار الخليفة يقال لها دار
البساسيري ولعل هذا التركي نزل هناك فنسبت المحلة اليه انتهى.
أقوال العلماء فيه
كان البساسيري مملوكا تركيا من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة
البويهي ثم صار من جملة الامراء عند ملوك الديلم بني بويه يرسلونه في
مهماتهم ثم ترقت به الحال وتقدم عند الخليفة القائم فقدمه على جميع
الأتراك وقلده الأمور بأسرها وخطب له على المنابر وهابته الملوك ثم جرت
بينه وبين وزير الخليفة الملقب رئيس الرؤساء منافرات وكان البساسيري شيعيا
ورئيس الرؤساء سنيا متعصبا على الشيعة في الغاية فخرج البساسيري من
بغداد وجمع واستولى على بغداد واخرج الخليفة منها وخطب للفاطمي
المصري وقتل رئيس الرؤساء شر قتلة واستولى على بغداد سنة كاملة وكان
السلجوقيون قد اشتغلوا بالحروب بينهم فلما فرع بالهم حاربوه وقتلوه وأعادوا
الخليفة كما يأتي ذكر ذلك مفصلا. وفي انساب السمعاني: كان البساسيري
رأس الأتراك البغدادية كان يتحكم على القائم بأمر الله إلى أن خرج عليه
وقصته مشهورة انتهى وقال ابن خلكان: كان مقدم الأتراك ببغداد كان
القائم قدمه على جميع الأتراك وقلده الأمور بأسرها وخطب له على منابر
العراق وخوزستان فعظم امره وهابته الملوك ثم خرج على القائم وأخرجه من
بغداد وخطب للمستنصر العبيدي صاحب مصر. وفي شذرات الذهب:
الأمير المظفر أبو الحارث أرسلان بن عبد الله البساسيري التركي مقدم
الأتراك ببغداد وذكر ما ذكره ابن خلكان بعينه. وقال ابن الأثير: كان
البساسيري مملوكا تركيا من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة تقلبت به
الأمور حتى بلغ هذا المقام انتهى وفي مجالس المؤمنين عن كتاب حبيب
السير وغيره ان البساسيري كان منتظما في سلك امراء الديلم فوقع بينه وبين
رئيس الرؤساء وزير الخليفة القائم بأمر الله منافرة بسبب اختلاف المذهب
فخرج البساسيري عن بغداد وخرج على الخليفة وراسل المستنصر بالله
العلوي المصري حتى جرى له ما يأتي.
أخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٢٥ فيها كانت حرب شديدة بين نور
الدولة دبيس بن علي بن مزيد وأخيه ثابت وسببها ان ثابتا كان يعتضد
بالبساسيري ويتقرب اليه فلما كان سنة ٤٢٤ سار البساسيري معه إلى قتال
أخيه دبيس فدخلوا النيل واستولوا عليه وعلى اعمال نور الدولة فسير إليهم
نور الدولة طائفة من أصحابه فلقوهم فانهزم أصحاب دبيس وسار دبيس
عن بلده وبقي فيه ثابت ثم جمع دبيس جمعا ولقيهم ثابت عند جرجرايا
وكانت بينهم حرب ثم اصطلحوا ليعود دبيس إلى عمله ويقطع أخاه اقطاعا
وسار البساسيري نجدة لثابت فلما وصل النعمانية سمع بصلحهم فعاد إلى
بغداد قال: وفيها استخلف البساسيري في حماية الجانب الغربي ببغداد
لأن العيارين اشتد امرهم وعظم فسادهم وعجز عنهم نواب السلطان
فاستعملوا البساسيري لكفايته ونهضته. وفي سنة ٤٢٨ كانت الفتنة بين
جلال الدولة بن بويه وبارسطغان من أكابر الامراء فاستتبع بارسطغان
أصاغر المماليك ونادوا بشعار أبي كاليجار واخرجوا جلال الدولة من بغداد
إلى اوانا ومعه البساسيري، ثم عاد جلال الدولة إلى بغداد ونزل بالجانب
الغربي وخطب لجلال الدولة به وخطب لأبي كاليجار بالجانب الشرقي ثم
(٢٣٩)

سار جلال الدولة إلى الأنبار واتى الخبر بارسطغان بعود أبي كاليجار إلى
فارس فضعف امره وانحدر إلى واسط وعاد جلال الدولة إلى بغداد وارسل
البساسيري وجماعة في اثره فاخذ أسيرا وحمل إلى جلال الدولة فقتله. وفي
سنة ٤٣٢ اختلف جلال الدولة البويهي ملك العراق وقرواش بن المقلد
العقيلي صاحب الموصل لأسباب أوجبت تأثر جلال الدولة منه فأرسل جلال
الدولة أبا الحارث أرسلان البساسيري في صفر ليقبض على نائب قرواش بالسندية
فسار ومعه جماعة من الأتراك وتبعه جمع من العرب فأوغل الأتراك في الطلب
وبلغ الخبر إلى العرب فركبوا وتبعوا الأتراك وجرى بينهم حرب فانهزم الأتراك
وعاد المنهزمون فأخبروا البساسيري بكثرة العرب فعاد ولم يصل إلى
مقصده. وفي سنة ٤٤١ سار جمع من بني عقيل إلى بلد العجم من اعمال
العراق وبادوريا فنهبوهما واخذوا من الأموال الكثير وكانا في اقطاع
البساسيري فسار من بغداد بعد عوده من فارس إليهم فالتقوا هم وزعيم
الدولة أبو كامل بن المقلد واقتتلوا قتالا شديدا وقتل جماعة من الفريقين.
وفيها في ذي القعدة ملك البساسيري الأنبار ودخلها أصحابه لأن قرواشا
أساء السيرة في أهلها فسار جماعة منهم إلى البساسيري ببغداد وسألوه ان
ينفذ معهم عسكرا يسلمون اليه الأنبار فأجابهم إلى ذلك وارسل معهم
جيشا فتسلموا الأنبار ولحقهم البساسيري وأحسن إلى أهلها وعدل فيهم ولم
يمكن أحدا من أصحابه ان يأخذ الرطل الخبز بغير ثمنه واقام فيها إلى أن
أصلح حالها وقرر قواعدها وعاد إلى بغداد. وفيها في شعبان سار
البساسيري من بغداد إلى طريق خراسان وقصد ناحية الدزدار وملكها وغنم
ما فيها وكان سعدى بن أبي الشوك قد ملكها وقد عمل لها سورا وحصنها
وجعلها معقلا يتحصن فيه ويدخر بها كل ما يغنمه فاخذه البساسيري جميعه وفي
سنة ٤٤٣ فارق الملك الرحيم البويهي كثير من عسكره ومنهم البساسيري وفي
سنة ٤٤٤ سلم الملك الرحيم البصرة إلى البساسيري ومضى إلى الأهواز و
في سنة ٤٤٥ في شوال وصل الخبر إلى بغداد بان جمعا من الأكراد وجمعا من
الاعراب قد أفسدوا في البلاد وقطعوا الطريق ونهبوا القرى فسار إليهم
البساسيري جريدة وتبعهم إلى البوازيج فأوقع بطوائف كثيرة منهم وقتل
فيهم وغنم أموالهم وانهزم بعضهم فعبروا الزاب عند البوازيج فلم يدركهم
وأراد العبور إليهم وهم بالجانب الآخر وكان الماء زائدا فلم يتمكن من
عبوره فنجوا وفي سنة ٤٤٦ كانت فتنة الأتراك ببغداد لأنه تخلف لهم على
وزير الملك الرحيم مبلغ كثير من رسومهم فطالبوه والحوا عليه فاختفى في
دار الخليفة ثم ظهر الخبر انهم على عزم حصر دار الخلافة فانزعج الناس
وحضر البساسيري إلى دار الخلافة وتوصل إلى معرفة خبر الوزير فلم
يظهروا له على خبر وركب جماعة من الأتراك فنهبوا فيما نهبوا دار أبي
الحسن بن عبيد وزير البساسيري. هذا والبساسيري غير راض بفعلهم وهو
مقيم بدار الخليفة ثم ظهر الوزير وقام لهم بالباقي من ماله واثمان دوابه
وانحدر أصحاب قريش بن بدران فكبسوا حلل كامل بن محمد بن المسيب
بالبردان فنهبوها وبها دواب وجمال بخاتي للبساسيري. وفيها في رجب قصد
بنو خفاجة الجامعين واعمال نور الدولة دبيس ونهبوا وفتكوا فأرسل نور
الدولة إلى البساسيري يستنجده فسار اليه فلما وصل عبر الفرات من ساعته
وقاتل خفاجة وأجلاهم عن الجامعين فانهزموا منه ودخلوا البر فلم يتبعهم
وعاد عنهم فرجعوا إلى الفساد فاستعد لسلوك البر خلفهم أين قصدوا
وعطف نحوهم قاصدا حربهم فدخلوا البر فتبعهم فلحقهم بخفان وهو
حصن بالبر فأوقع بهم وقتل منهم ونهب أموالهم وجمالهم وعبيدهم واماءهم
وشردهم كل مشرد وحصر خفان ففتحه وخربه وأراد تخريب القائم به وهو
بناء من آجر وكلس فصانع عنه صاحبه ربيعة بن مطاع بمال بذله فتركه وعاد
إلى البلاد وهذا القائم قيل إنه كان علما تهتدي به السفن لما كان البحر يجئ
إلى النجف ودخل بغداد ومعه خمسة وعشرون رجلا من خفاجة عليهم
البرانس وقد شدهم بالحبال إلى الجمال وقتل منهم جماعة وصلب جماعة
وتوجه إلى حربي فحصرها وقرر على أهلها تسعة آلاف دينار وأمنهم. وفيها
في شعبان حصر الأمير أبو المعالي قريش بن بدران صاحب الموصل مدينة
الأنبار وفتحها وخطب لطغرلبك فيها وفي سائر اعماله ونهب ما كان فيها
للبساسيري وغيره ونهب حلل أصحابه بالخالص وفتحوا بثوقه فامتعض
البساسيري من ذلك وجمع جموعا كثيرة وقصد الأنبار وحربى فاستعادهما.
وفيها في شهر رمضان ابتدأت الوحشة بين الخليفة القائم العباسي
والبساسيري لان أبا الغنائم وأبا سعد ابني المحلبان صاحبي قريش بن
بدران وصلا بغداد سرا فامتعض البساسيري من ذلك وقال هؤلاء
وصاحبهم كبسوا حلل أصحابي ونهبوا وفتحوا البثوق وأسرفوا في اهلاك
الناس وأراد اخذهم فلم يمكن منهم فمضى إلى حربي وعاد ولم يقصد دار
الخليفة على عادته ونسب البساسيري ما جرى إلى رئيس الرؤساء وزير
القائم واجتازت به سفينة لبعض أقارب رئيس الرؤساء فمنعها وطالب
بالضريبة التي عليها واسقط مشاهرات الخليفة من دار الضرب ومشاهرات
رئيس الرؤساء وحواشي الدار وأراد هدم دور بني المحلبان فمنع منه فقال ما أشكو
الا من رئيس الرؤساء الذي قد خرب البلاد واطمع الغز وكاتبهم ودام ذلك إلى
ذي الحجة فسار البساسيري إلى الأنبار واحرق ناحيتي دمما والفلوجة وكان
أبو الغنائم بن المحلبان بالأنبار قد اتاها من بغداد وورد نور الدولة دبيس
إلى البساسيري معاونا له على حصرها ونصب البساسيري عليها المجانيق
وهدم برجا ورماهم بالنفط فاحرق أشياء كان قد أعدها أهل البلد لقتاله
ودخلها قهرا فاسر مائة نفس من بني خفاجة وأسر أبا الغنائم بن المحلبان
فاخذ وقد ألقى نفسه في الفرات ونهب الأنبار وأسر من أهلها خمسمائة رجل
وعاد إلى بغداد وبين يديه أبو الغنائم على جمل وعليه قميص احمر وعلى رأسه
برنس وفي رجليه قيد وأراد صلبه وصلب من معه فسأله نور الدولة ان
يؤخر ذلك حتى يعود واتى البساسيري إلى مقابل التاج فقبل الأرض وعاد
إلى منزله وترك أبا الغنائم لم يصلبه وصلب جماعة من الاسرى فكان هذا
أول الوحشة بينه وبين الخليفة. وفي سنة ٤٤٧ حمل أبا سعد النصراني جرار
خمر في سفينة فقصدا جماعة السفينة وكسروا الجرار وبلغ ذلك البساسيري
فنسبه إلى رئيس الرؤساء وتجددت الوحشة فكتب فتاوى اخذ فيها خطوط
الفقهاء الحنفية بان الذي فعل من كسر الجرار تعد غير واجب وهي ملك
رجل نصراني لا يجوز ووضع رئيس الرؤساء الأتراك البغداديين على ثلب
البساسيري وذمه وحضروا في رمضان دار الخليفة واستأذنوا في قصد دور
البساسيري ونهبها فاذن لهم في ذلك فقصدوها ونهبوها وأحرقوها ونكلوا
بنسائه وأهله ونوابه ونهبوا دوابه وجميع ما يملكه ببغداد وأطلق رئيس
الرؤساء لسانه في البساسيري وذمه ونسبه إلى مكاتبة المستنصر صاحب مصر
وأفسد الحال مع الخليفة إلى حد لا يرجى صلاحه وارسل إلى الملك الرحيم
يأمره بابعاد البساسيري فأبعده وكانت هذه الحالة من أعظم الأسباب في
ملك السلطان طغرلبك العراق وقبض الملك الرحيم وكان طغرلبك قد سار
إلى همذان في المحرم من سنة ٤٤٧ فعظم الارجاف ببغداد وشغب الأتراك
ببغداد وقصدوا ديوان الخلافة ووصل طغرل إلى حلوان فاخرج الأتراك خيامهم إلى
ظاهر بغداد وسمع الملك الرحيم بقرب طغرل من بغداد فاصعد من واسط
إليها وفارقه البساسيري لمراسلة وردت من القائم في معناه إلى الملك الرحيم
(٢٤٠)

ان البساسيري خلع الطاعة وكاتب الأعداء يعني المصريين ويطلب منه ابعاد
البساسيري فسار البساسيري إلى بلد نور الدولة دبيس لمصاهرة بينهما واصعد
الملك الرحيم إلى بغداد وارسل طغرل إلى الخليفة يظهر الطاعة والعبودية وإلى الأتراك البغدادية يعدهم الجميل فأنكر الأتراك ذلك وأرسلوا إلى
الخليفة اننا فعلنا بالبساسيري ما فعلنا وهو كبيرنا ومقدمنا بتقديم أمير
المؤمنين ووعدنا بابعاد هذا الخصم ونراه قد قرب منا فغولطوا في الجواب
وكان رئيس الرؤساء يؤثر مجيئه ويختار انقراض الدول الديلمية وارسل
طغرل يستأذن الخليفة في دخول بغداد فاذن له وخرج الوزير رئيس الرؤساء
إلى لقائه في موكب عظيم فأبلغه رسالة الخليفة واستحلفه للخليفة وللملك
الرحيم ثم قبض على الملك الرحيم وأصحابه ونهب بغداد فأرسل الخليفة
اليه ينكر ذلك فاطلق بعضهم واخذ جميع اقطاعات عسكر الرحيم وأمرهم
بالسعي في ارزاق يحصلونها لأنفسهم فتوجه كثير منهم إلى البساسيري ولزموه
فكثر جمعه ونفق سوقه وارسل طغرل إلى نور الدولة دبيس يأمره بابعاد
البساسيري عنه ففعل فسار إلى رحبة مالك بالشام وكاتب المستنصر صاحب
مصر بالدخول في طاعته. وفي سنة ٤٤٨ سلخ شوال كانت وقعة بين
البساسيري ومعه نور الدولة دبيس بن مزيد وبين قريش بن بدران صاحب
الموصل ومعه قتلمس ابن عم السلطان طغرل وغيره كانت الغلبة فيها
للبساسيري ودبيس وجرح قريش بن بدران وأتى إلى نور الدولة جريحا
فأعطاه خلعة كانت قد نفذت من مصر فلبسها وصار في جملتهم وساروا إلى
الموصل وخطبوا لخليفة مصر بها المستنصر وكانوا قد كاتبوه فأرسل إليهم
الخلع للبساسيري ولنور الدولة وغيرهما ثم سار طغرل إلى الموصل فراسل
نور الدولة وقريش هزارسب ان يتوسط لهما عنده فقال قد عفوت عنهما واما
البساسيري فذنبه إلى الخليفة ونحن متبعون امر الخليفة فيه فرحل
البساسيري عند ذلك إلى الرحبة وتبعه الأتراك البغداديون وجماعة ووصل
إبراهيم ينال أخو طغرل اليه فأرسل هزارسب إلى نور الدولة بن مزيد
وقريش يعرفهما وصوله ويحذرهما منه فسارا من جبل سنجار إلى الرحبة فلم
يلتفت البساسيري اليهما فانحدر نور الدولة إلى بلده واقام قريش عند
البساسيري بالرحبة وسلم طغرل الموصل إلى أخيه إبراهيم ينال وعاد إلى
بغداد. وفي سنة ٤٥٠ فارق إبراهيم ينال الموصل فنسب السلطان طغرلبك
رحيله إلى العصيان ولما فارق إبراهيم الموصل قصدها البساسيري وقريش بن
بدران وحاصراها فملكا البلد ليومه وبقيت القلعة وبها الخازن وأردم وجماعة
من العسكر فحاصرها أربعة أشهر حتى اكل من فيها دوابهم فخاطب ابن
موسك صاحب اربل قريشا حتى امنهم فخرجوا فهدم البساسيري القلعة
وعفى اثرها وكان السلطان طغرلبك حين بلغه الخبر سار جريدة في ألف
فارس إلى الموصل فلم يجد بها أحدا كان قريش والبساسيري قد فارقاها
فسار إلى نصيبين ليتتبع آثارهم ويخرجهم من البلاد ففارقه اخوه إبراهيم ينال
وسار نحو همذان فوصلها ٢٦ رمضان سنة ٤٥٠ وقيل إن المصريين كاتبوه
والبساسيري استماله وأطعمه في السلطنة فلما عاد إلى همذان سار طغرك في
اثره. وارسل الخليفة إلى نور الدولة دبيس بن مزيد يأمره بالوصول إلى
بغداد فوردها في مائة فارس وقوي الارجاف بوصول البساسيري فلما تحقق
الخليفة وصوله إلى هيت امر الناس بالعبور من الجانب الغربي إلى الجانب
الشرقي فأرسل دبيس بن مزيد إلى الخليفة ووزيره رئيس الرؤساء يقول:
الرأي عندي خروجكما من البلد فاني اجتمع انا وهزارسب فإنه بواسط على
دفع عدوكما فطلبا ان يقيم حتى ينظروا في ذلك فقال: العرب لا تطيعني
على المقام وانا أتقدم إلى ديالى فإذا انحدرتم سرت في خدمتكم واقام بديالى
ينتظرهما فلم يحضرا فسار إلى بلاده ووصل البساسيري إلى بغداد يوم الأحد
٨ ذي القعدة ومعه ٤٠٠ غلام على غاية الضر والفقر ومعه أبو الحسن بن
عبد الرحيم الوزير فنزل البساسيري بمشرعة الروايا ونزل قريش بن بدران
وهو في ٢٠٠ فارس عند مشرعة باب البصرة وركب عميد العراق ومعه
العسكر والعوام وأقاموا بإزاء عسكر البساسيري وخطب البساسيري بجامع
المنصور للمستنصر بالله العلوي صاحب مصر وامر فاذن بحي على خير
العمل وعقد الجسر وعبر عسكره إلى الزاهر وخيموا فيه وخطب في الجمعة
من وصوله بجامع الرصافة للمصري وجرت بين الطائفتين حروب في أثناء
الأسبوع وكان عميد العراق يشير على رئيس الرؤساء بالتوقف عن المناجزة
ويرى المحاجزة ومطاولة الأيام انتظارا لما يكون من السلطان طغرلبك ولما
يراه من المصلحة بسبب ميل العامة إلى البساسيري اما الشيعة فللمذهب
وأما السنية فلما فعل بهم الأتراك عسكر طغرل من العسف والظلم والنهب
واخراجهم من منازلهم ونزولهم فيها وكان رئيس الرؤساء لقلة معرفته
بالحرب ولما عنده من البساسيري يرى المبادرة إلى الحرب فاتفق في بعض
الأيام ان حضر القاضي الهمذاني عند رئيس الرؤساء واستأذنه في الحرب
وضمن له قتل البساسيري فاذن له من غير علم عميد العراق فخرج ومعه
الخدم والهاشميون والعجم والعوام إلى الحلبة وأبعدوا والبساسيري
بستجرهم ثم حمل عليهم فعادوا منهزمين وقتل منهم جماعة ومات في الزحمة
جماعة من الأعيان ونهب باب الازج وكان رئيس الرؤساء واقفا دون الباب
فدخل الدار وهرب كل من في الحريم ولما بلغ عميد العراق فعل رئيس
الرؤساء لطم على وجهه كيف استبد برأيه ولا معرفة له بالحرب ورجع
البساسيري إلى معسكره واستدعى الخليفة عميد العراق وأمره بالقتال على
سور الحريم فلم يرعهم الا الزعقات وقد نهب الحريم وقد دخلوا بباب
النوبي فركب الخليفة لابسا للسواد وعلى كتفه البردة وبيده سيف وعلى رأسه
اللواء وحوله زمرة من العباسيين والخدم بالسيوف المسلولة فرأى النهب قد
وصل إلى باب الفردوس من داره فرجع إلى ورائه ومضى نحو عميد العراق
فوجده قد استأمن إلى قريش فعاد وصعد المنظرة وصاح رئيس الرؤساء يا
علم الدين يعني قريشا أمير المؤمنين يستدنيك فدنا منه فقال له رئيس
الرؤساء أمير المؤمنين يستذم منك على نفسه وأهله وأصحابه بذمام الله
وذمام رسول ص وذمام العربية فقال قد أذم الله تعالى له قال ولي ولمن معه
قال نعم وخلع قلنسوته فأعطاها الخليفة وأعطى مخصرته رئيس الرؤساء
ذماما فنزلا اليه وصارا معه فأرسل اليه البساسيري أتخالف ما استقر بيننا
وتنقض ما تعاهدنا عليه فقال قريش لا وكانا قد تعاهدا على المشاركة فيما
يملكانه من البلاد وان لا يستبد أحدهما دون الآخر بشئ فاتفقا على أن
يسلم قريش رئيس الرؤساء إلى البساسيري لأنه عدوه ويترك الخليفة عنده
فأرسل قريش رئيس الرؤساء إلى البساسيري فلما رآه قال مرحبا بمهلك
الدول ومخرب البلاد فقال العفو عند المقدرة فقال البساسيري فقد قدرت فما
عفوت وأنت تاجر صاحب طيلسان وركبت الافعال الشنيعة مع حرمي
وأطفالي فكيف اعفو أنا وانا صاحب سيف وقد اخذت أموالي وعاقبت
أصحابي ودرست دوري وسببتني وأبعدتني، ونهبت دار الخلافة وحريمها
أياما وسلم قريش الخليفة إلى ابن عمه مهارش فحمله إلى حديثه عانة
وركب البساسيري يوم عيد النحر وعبر إلى المصلى بالجانب الشرقي وعلى
رأسه الألوية المصرية فأحسن إلى الناس وأجرى الجرايات على المتفقهة ولم
(٢٤١)

يتعصب لمذهب وأفرد لوالدة الخليفة دارا وأعطاها جاريتين من جواريها
للخدمة وأجرى لها الجراية وظفر بالسيدة خاتون بنت الأمير داود زوجة
الخليفة فأحسن إليها ولم يتعرض لها واخرج محمود بن الأخرم إلى الكوفة
وسقي الفرات أميرا. واما رئيس الرؤساء فاخرجه البساسيري آخر ذي
الحجة من محبسه بالحريم الطاهري مقيدا على جمل وعليه جبة صوف
وطرطور من لبد أحمر وفي رقبته مخنقة جلود بعير وهو يقرأ قل اللهم مالك
الملك الآية وبصق أهل الكرخ في وجهه عند اجتيازه بهم لأنه كان
يتعصب عليهم ففي سنة ٤٤٣ تشدد رئيس الرؤساء على الشيعة وحدثت
بسببه فتنة بينهم وبين السنية أدت إلى قتل النفوس ونهب الأموال، وشهر
إلى حد النجمي وأعيد إلى معسكر البساسيري وقد نصبت له خشبة
وانزل عن الجمل والبس جلد ثور وجعلت قرونه على رأسه وجعل
في فكيه كلابان من حديد وصلب فبقي يضطرب إلى آخر النهار
ومات اما عميد العراق فقتله البساسيري لما خطب البساسيري للمستنصر
العلوي بالعراق ارسل اليه بمصر يعرفه ما فعل وكان الوزير هناك
أبا الفرج ابن أخي أبي القاسم المغربي وهو ممن هرب من البساسيري وفي
نفسه ما فيها فأوقع فيه وبرد فعله وخوف عاقبته فتركت أجوبته مدة ثم
عادت بغير الذي أمله وسار البساسيري من بغداد إلى واسط والبصرة
فملكهما وأراد قصد الأهواز فانقذ صاحبها هزارسب إلى دبيس بن مزيد
يطلب منه ان يصلح الامر على مال يحمله اليه فلم يجب البساسيري إلى
ذلك قال لا بد من الخطبة للمستنصر والسكة باسمه فلم يفعل هزارسب
ذلك ورأى البساسيري ان طغرلبك يمد هزارسب بالعساكر فصالحه واصعد
إلى واسط مستهل شعبان سنة ٤٥١ واما طغرلبك فلقي أخاه إبراهيم بقرب
الري فانهزم إبراهيم واخذ أسيرا فخنق بوتر قوسه سنة ٤٥١ وارسل إلى
البساسيري وقريش في إعادة الخليفة إلى داره على أن لا يدخل طغرلبك
العراق ويقنع بالخطبة والسكة فلم يجب البساسيري إلى ذلك فرحل
طغرلبك إلى العراق فوصلت مقدمته إلى قصر شيرين فوصل الخبر إلى بغداد
فانحدر حرم البساسيري وأولاده وكان دخول البساسيري وأولاده بغداد ذي
القعدة سنة ٤٥٠ وخرجوا منها سادس ذي القعدة ٤٥١ ووصل طغرلبك
إلى بغداد واحضر الخليفة من حديثة إلى بغداد وارسل جيشا في ألفي فارس
نحو الكوفة وسار هو في أثرهم فلم يشعر دبيس بن مزيد والبساسيري الا
والسرية قد وصلت إليهم ثامن ذي الحجة سنة ٤٥١ من طريق الكوفة
وجعل أصحاب دبيس يرحلون بأهليهم فتقدم ليرد العرب إلى القتال فلم
يرجعوا فمضى ووقف البساسيري في جماعة وحمل عليه الجيش وضرب
البساسيري بنشابة وأراد قطع تجفافه لتسهل عليه النجاة فلم ينقطع وسقط
عن الفرس ووقع في وجهه ضربة ودل عليه بعض الجرحى فقتل وحمل رأسه
إلى طغرلبك واخذت أموال أهل بغداد وأموال البساسيري مع نسائه وأولاده
وامر طغرل بحمل رأس البساسيري إلى دار الخلافة فحمل إليها وجعل على
قناة وطيف به وصلب قبالة باب النوبي. هذه خلاصة ما أورده ابن الأثير
في تاريخه من اخبار البساسيري.
وقال الذهبي فيما حكاه عنه صاحب النجوم الزاهرة ان طغرلبك
اشتغل بحصار الموصل وفتح الجزيرة العربية، وارسل الأمير أبو الحارث
أرسلان المعروف بالبساسيري إلى إبراهيم ينال أخي طغرلبك لينجده فاخذ
البساسيري يعده ويمنيه ويطمعه في الملك حتى أصغى اليه وخالف أخاه
طغرلبك الخ ولكن ابن الأثير كما سمعت لم يشر إلى شئ من ذلك وكلامه
يدل على أن إبراهيم ينال كان منطويا دائما على طلب الملك ومنازعة أخيه
وانه خرج على أخيه مرارا فعفا عنه حتى قتله في المرة الأخيرة ثم قال ودخل
الأمير أبو الحارث أرسلان البساسيري بغداد بالرايات المستنصرية وعليها
ألقاب المستنصر صاحب مصر. إلى أن قال: وقطعت الخطبة العباسية
بالعراق وهذا شئ لم يفرح به أحد من آباء المستنصر ثم جمع أبو الحارث
أرسلان البساسيري القضاة والاشراف ببغداد واخذ عليهم البيعة للمستنصر
العبيدي فبايعوا على رغم الأنف اه‍.
ثم قال صاحب النجوم الزاهرة: وفي الجملة ان الذي حصل
للمستنصر في هذه الواقعة من الخطبة باسمه في العراق وبغداد لم يحصل
لأحد من آبائه وأجداده ولولا تخوف المستنصر من البساسيري وترك تحريضه
على ما هو بصدده والا كانت دعوته تمت بالعراق زمانا طويلا فإنه كان أولا
امد البساسيري بجمل مستكثرة فلو دام المستنصر على ذلك لكان
البساسيري يفتح له عدة بلاد. قال الحسن بن محمد العلوي القبلوبي في
تاريخه ان الذي وصل إلى البساسيري من المستنصر من المال خمسمائة ألف
دينار ومن الثياب ما قيمته مثل ذلك وخمسمائة فرس وعشرة آلاف قوس
ومن السيوف ألوف ومن الرماح والنشاب شئ كثير يعني قبل هذه الواقعة
ولما خطب البساسيري في بغداد باسم المستنصر معد غنته مغنية بقولها:
يا بني العباس صدوا * ملك الأمر معد
ملككم كان معارا * والعواري تسترد
فوهبها أرضا بمصر تعرف الآن بأرض الطبالة اه‍
وفي الفخري: كان رئيس الرؤساء علي بن الحسين بن أحمد بن
محمد بن عمر بن المسلمة وزير القالم ومن اجله وقعت فتنة البساسيري وقع
شر بينه وبين البساسيري أبي الحارث التركي وكان أحد الامراء فاقتضى
الحال ان البساسيري هرب ثم جمع الجموع وورد إلى بغداد واستولى عليها
ثم ظفر بابن المسلمة رئيس الرؤساء فحبسه ثم اخرجه مقيدا وعليه جبة
صوف وطنطور من لبد احمر وفي رقبته مخنقة فيها جلود مقطعة شبيهة
بالتعاويذ واركب حمارا وطيف به في المحال ووراءه من يضربه بجلد وينادي
عليه ورئيس الرؤساء يقرأ قل هو الله مالك الملك الآية فلما اجتاز
بالكرخ نثر عليه أهل الكرخ المداسات الخلع وبصقوا في وجهه ووقف بإزاء
دار الخلافة من الجانب الغربي ثم أعيد وقد نصبت له خشبة في باب
خراسان فانزل عن الحمار وخيط عليه جلد ثور قد سلخ في الحال وجعلت
قرونه على رأسه وعلق بكلاب في حلقه إلى أن مات من يومه اه‍
وفي مجالس المؤمنين: أن البساسيري بنى القبة على مشهد العسكريين
ع بسر من رأى سنة ٤٣٩ وما في النسخة المطبوعة ان ذلك كان
سنة ٦٣٩ خطا فان البساسيري قتل سنة ٤٥١. ٧٥١:
الأذرعي
لقب عمران بن حمران. ٧٥٢:
أذينة بن مسلم أو مسلمة العبدي أبو عبد الرحمن بن أذينة من
عبد القيس بالبصرة.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص فقال: أذينة بن مسلم
مسلمة العبدي أبو عبد الرحمن بن أذينة من عبد القيس بالبصرة
انتهى فبين الشيخ بقوله من عبد القيس ان العبدي نسبة إلى عبد القيس
الذين بالبصرة وما يوجد في بعض النسخ ابن عبد القيس بابدال من بابن
(٢٤٢)

فهو تصحيف. وقوله أبو عبد الرحمن بن أذينة تعريف له بابنه لان ابنه عبد
الرحمن بن أذينة كان قاضي البصرة وهو معروف، ومن التحريف الغريب
ما في كتاب لبعض المعاصرين من ترجمتين في المقام إحداهما لأذينة بن
مسلمة العبدي أبو عبد الرحمن والثانية لأذينة بن عبد القيس بالبصرة.
وفي الاستيعاب: أذينة العبدي والد عبد الرحمن بن أذينة اختلف فيه
فقيل: أذينة بن مسلم العبدي من عبد القيس في ربيعة وقيل: أذينة بن
الحارث بن يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد
مناة بن كنانة، والأول أصح وقد قال بعضهم فيه الشني وشن من
أفصى بن عبد القيس ولا يصح والله أعلم. روى عنه ابنه عبد الرحمن بن
أذينة عن النبي ص في كفارة اليمين حديثه عند أبي إسحاق بن عبد
الرحمن بن أذينة عن أبيه يقولون إنه لم يروه هكذا عن أبي إسحاق غير أبي
الأحوص سلام بن سليم انتهى الاستيعاب وزاد في الإصابة بعد بعمر
ابن عمرو وزاد في أسد الغابة يعمر وهو الشداخ وبعد كنانة بن خزيمة
الكناني الليثي أبو عبد الرحمن. ثم قال ذكر هذا النسب ابن منده وأبو نعيم
عن البخاري وقال ابن عبد البر أذينة العبدي ونقل عبارة الاستيعاب إلى
قوله ولا يصح. وفي الإصابة بعد قول الاستيعاب الشني ولا يصح:
وتعقبه الرشاطي بان شن بن أقصي بن عبد القيس فلا مغايرة بين الشني
والعبدي انتهى ثم قال في أسد الغابة: وروى أبو داود الطيالسي في
مسنده عن سلام أبي الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أذينة عن
أبيه أن النبي ص قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت
الذي هو خير ويكفر عن يمينه، لم يروه هكذا عن أبي إسحاق غير أبي
الأحوص سلام بن سليم أخرجه ثلاثتهم. قلت قول من قال إنه عبدي
أصح ويقوي ذلك ما رواه ابن حبيب عن ابن الكلبي أنه أذينة بن مسلم
العبدي وقد ذكره أبو احمد العسكري في عبد القيس فقال أذينة العبدي أبو
عبد الرحمن بن أذينة ولي قضاء البصرة للحجاج وهو ابن سلمة بن
الحارث بن خالد بن عائذ بن سعد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن بهشة وكان
أذينة رأس عبد القيس في زمن عثمان ثم أدرك الجمل فكان له فيه ذكر وقال
بعضهم لا تثبت له صحبة قال أبو حاتم هو مرسل وقال الفضل بن دكين
هو تابعي من أهل الكوفة وابن دكين كوفي وهو اعلم باهل بلده من غيره.
ولعل من يجعله كنانيا اشتبه عليه حيث رأى أنه قد اشتهر ذكر ابن أذينة
الشاعر الكناني فظن أن هذا أباه وليس كذلك وقال ابن منده وأبو نعيم في
سياق نسبة العنبري بالنون والباء والراء وهذا من أغرب ما يقال بينما
يجعلانه ليثيا من كنانة إلى أن يجعلاه عنبريا من تميم ولا شك انهما قد صحفا
عبديا فجعلاه عنبريا وقد ذكره البخاري فقال أذينة العبدي يروي عن عمر
روى عنه ابنه عبد الرحمن ويروي عن النبي ص مرسلا اخرجه ثلاثتهم انتهى
أسد الغابة. وفي الإصابة: أذينة هذا مختلف في صحبته وهو والد عبد
الرحمن قاضي البصرة وقال المدائني هو أول من رأس عبد القيس وكانت
رئاسته عليهم قبل المنذر بن الجارود وقد ولي أذينة لزياد ولايات وله ابن
يقال له عبد الله له ذكر مع معاوية بن أبي سفيان ومع المهلب بن أبي صفرة
انتهى وقوله شهد الجمل الظاهر أنه شهده مع عائشة وكيف كان فليس
هو من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه في رجاله حتى لا يفوتنا شئ مما
ذكره أصحابنا. ٧٥٣:
أربد بن حمزة أو مخشي وقيل أبو محسن
وقيل اسمه سويد وقال آخران هما اثنان أربد بن حمزة شهد بدرا لا
شك فيه وسويد بن مخشي شهد أحدا ولم يشهد بدرا هكذا ذكر الشيخ في
رجاله في أصحاب الرسول ص. وقيل إن اسم أبيه جبير وقيل حمير. ففي
الاستيعاب: أربد بن حمير ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فيمن
هاجر إلى المدينة انتهى وفي أسد الغابة أربد بن حمير
وقيل ابن حمزة روى وهب بن جرير عن أبيه عن إسحاق قال وممن
هاجر مع النبي ص أربد بن حمير وقال يونس بن بكير عن ابن إسحاق
أربد بن حمزة ورواه ابن سعد عند ابن إسحاق فيمن هاجر إلى ارض الحبشة
وفيمن شهد بدرا أربد بن حمير يعني بضم الحاء المهملة وفتح الميم وتشديد
الياء وآخره راء قاله الأمير أبو نصر بن ماكولا اخرجه ابن منده وأبو نعيم
انتهى وفي الاستيعاب: أربد بن جبير وقيل ابن حمزة وقيل ابن حمير
مصغرا مثقلا، وبهذا الأخير جزم ابن ماكولا، واما الأول فرواه ابن منده
من طريق جرير بن حازم عن ابن إسحاق ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى
الحبشة والى المدينة وفيمن شهد بدرا انتهى وفي تاج العروس: أربد بن
حمير من مهاجري الحبشة وأربد بن مخشي ذكره أبو معشر في شهداء بدر
انتهى فجعلهما اثنين، وكيف كان فلم يعلم أنه من شرط كتابنا وانما
ذكرناه لذكر الشيخ إياه. ٧٥٤:
الأردبيلي
اسمه أحمد بن محمد ٧٥٥:
الأردكاني
اسمه ملا حسين بن محمد الأردكاني الحائري. ٧٥٦:
الشيخ اردشير بن أبي الماجد بن أبي الفاخر الكابلي.
فقيه ثقة قرأ على الشيخ أبي علي الحسين بن أبي جعفر رحمه الله قال
منتجب الدين ٧٥٧:
أرطأة بن الأشعث البصري.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع. وفي ميزان
الاعتدال: أرطاة بن أشعث هالك وهاه ابن حبان روى عن الأعمش عن
شقيق أبي هريرة مرفوعا: الغنم بركة والإبل عز والخيل في نواصيها الخير
والعبد أخوك فان عجز فاعنه فهو المتهم بهذا انتهى وفي لسان الميزان قال
ابن حبان روى عن الأعمش المناكير التي لا يتابع عليها لا يجوز الاحتجاج
به بحال ثم ساق الحديث المذكور. ووجدت له حديثا منكرا كأنه موضوع
اخرجه الطبراني في المعجم الكبير قال: ثنا أحمد بن داود المكي ثنا
حفص بن عمر المازني ثنا أرطاة بن الأشعث العدوي ثنا بشر بن عبد الله بن
عمرو بن سعيد الخثعمي قال: دخلت على محمد بن علي بن الحسين وعنده
ابنه فقال: هلم إلى الغداء فقلت: قد تغديت يا ابن رسول الله فقال إنه
هندباء إلى آخر ما أورده. ٧٥٨:
أرطأة بن حبيب الأسدي.
قال النجاشي: كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكر أبو
العباس له كتاب أخبرناه محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات حدثنا أرطاة بكتابه انتهى
وفي مشتركات الطريحي باب أرطأة المشترك بين ثقة وغيره. ويمكن استعلام
انه ابن حبيب الثقة برواية محمد بن أبي الحسين الخطاب عنه انتهى.
(٢٤٣)

٧٥٩: الأرقط روى الصدوق في باب المعايش والمكاسب من الفقيه عن هارون بن
الجهم عنه عن أبي عبد الله ع وكذا في الكافي في كتاب المعيشة.
ثم إن الأرقط يحتمل ان يكون لقبا لمحمد الأكبر المحدث بن عبد الله
الباهر بن زين العابدين ع كما في فهرست ابن بابويه ويحتمل ان
يكون لقبا لهارون بن حكيم خال أبي عبد الله ع كما ذكره في
التهذيب في باب دخول الحمام وآدابه. ٧٦٠:
أرقم بن شرحبيل قال الميرزا في الوسيط تابعي فاضل ذكره الشهيد الثاني في درايته
انتهى وعن البلغة انه ممدوح وعن حاشيتها تابعي فاضل وفي الوجيزة
ممدوح وعن تقريب ابن حجر أرقم بن شرحبيل الأودي الكوفي ثقة وهو غير
الأرقم بن أبي الأرقم انتهى وفي تهذيب التهذيب أرقم بن شرحبيل
الأودي الكوفي روى عن ابن عباس وابن مسعود وعنه أبو إسحاق واخوه
هذيل بن شرحبيل وعبد الله بن أبي السفر وغيرهم. قال أبو زرعة ثقة،
وقال محمد بن سعد كان ثقة قليل الحديث. قلت احتج أحمد بن حنبل
بحديثه. وقال ابن عبد البر هو حديث صحيح وارقم ثقة جليل وذكر عن
أبي إسحاق السبيعي قال كان أرقم من أشراف الناس وخيارهم وهذا أورده
العقيلي بسند صحيح عن أبي إسحاق قال كان هذيل وارقم ابنا شرحبيل من
خيار أصحاب ابن مسعود وقال ابن أبي حاتم سئل عنه أبو زرعة فقال ثقة
وذكره ابن حبان في الثقات وذكر الصريفيني ان الترمذي روى له وارقم أخو
هذيل همداني وهو غير صاحب الترجمة فإنه اودي ولا يجتمع همدان مع أود
وقد حرر ذلك شيخنا في نكته على علوم الحديث لابن الصلاح وذكر ابن
الجوزي في الضعفاء أرقم بن أبي أرقم وقال اسم أبي أرقم شرحبيل روى
عن ابن عباس قال البخاري مجهول انتهى وهو وهم وخطا والصواب
انهما اثنان وأبو أرقم لا يعرف اسمه وان كان الحاكم قال إن اسمه زيد فلم
يقله أحد قبله وقد ذكره ابن حبان مع ذلك في الثقات انتهى. ٧٦١:
الأرقم بن أبي الأرقم عبد مناف المخزومي
وفاته
روى في الاستيعاب ان وفاته يوم وفاة أبي بكر وهي سنة ١٣ قال
وقيل توفي سنة ٥٥ بالمدينة وهو ابن بضع وثمانين سنة انتهى وفي
الإصابة عن عثمان بن الأرقم توفي سنة ٥٣ وهو ابن ٥٣ سنة وقيل توفي
سنة ٥٥ وهو ابن بضع وثمانين سنة وذكر أبو أنيم انه توفي يوم مات أبو بكر
الصديق والأول أصح ودفن بالبقيع انتهى قال وكان قد أوصى ان يصلي
عليه سعد بن أبي وقاص وكان بالعقيق فقال مروان: أيحبس صاحب رسول
الله ص لرجل غائب وأراد الصلاة عليه فأبى عبد الله بن الأرقم ذلك على
مروان وقامت بنو مخزوم معه ووقع بينهم كلام ثم جاء سعد فصلى عليه،
قال فان صح هذا فممكن ان يكون أبوه الأرقم مات يوم مات أبو بكر
وتوفي الأرقم سنة ٥٥ وعلى هذا يصح قول ابن أبي خيثمة ان أبا الأرقم له
صحبة ورواية كما يأتي انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال: أرقم بن أبي
الأرقم المخزومي شهد بدرا كنيته أبو عبد الله واسم أبيه عبد مناف
انتهى وفي الاستيعاب: الأرقم بن أبي الأرقم واسم أبي الأرقم عبد
مناف بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن
لؤي القرشي المخزومي وأمه من بني سهم بن عمر بن هصيص اسمها أمية
بنت عبد الحارث ويقال بل اسمها تماضر بنت خديم من بني سهم وزاد في
أسد الغابة وقيل اسمها صفية بنت الحارث الخزاعية يكنى أبا عبد الله كان
من المهاجرين الأولين قديم الاسلام قيل إنه كان سبع الاسلام سابع سبعة
وقيل اسلم بعد عشرة أنفس وذكره ابن عقبة وابن إسحاق فيمن شهد بدرا
وفي دار الأرقم بن أبي الأرقم هذا كان النبي ص مستخفيا من قريش بمكة
يدعو الناس فيها إلى الاسلام في أول الاسلام حتى خرج عنها وكانت داره
بمكة على الصفا فاسلم فيها جماعة كثيرة وهو صاحب حلف الفضول روى
عن النبي ص أحاديث. وذكر ابن خيثم أبا الأرقم أباه فيمن اسلم وروى
من بني مخزوم وهذا غلط ولم يسلم أبوه فيما علمت وغلط فيه أيضا أبو حاتم
الرازي وابنه فجعلاه والد أبي عبد الله بن الأرقم الزهري وذاك هو
الأرقم بن عبد يغوث الزهري وهذا مخزومي مشهور كبير اسلم في داره كبار
الصحابة في ابتداء الاسلام ثم روى بسنده عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده
الأرقم قال وكان رسول الله ص في داره عند الصفا حتى
تكاملوا أربعين رجلا مسلمين آخرهم اسلاما عمر بن الخطاب فلما كانوا
أربعين خرجوا انتهى وفي الإصابة: شهد الأرقم بدرا والمشاهد كلها
واقطعه النبي دارا بالمدينة انتهى. وفي أسد الغابة: كان من السابقين
الأولين إلى الاسلام اسلم قديما قيل كان ثاني عشر وكان من المهاجرين
الأولين وشهد بدرا ونفله رسول الله ص منها سيفا واستعمله على الصدقات
ثم روى بسنده عن الأرقم انه تجهز يريد بيت الله المقدس فلما فرع من جهازه
جاء إلى النبي ص يودعه فقال: ما يخرجك أحاجة أم تجارة؟ فقال لا يا
رسول الله بأبي أنت وأمي ولكني أريد الصلاة في بيت المقدس فقال رسول
الله ص: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد
الا المسجد الحرام، فجلس الأرقم انتهى وكيف كان فلم يتحقق انه
من موضوع كتابنا. ٧٦٢:
الأرمني
يوصف به أحمد بن إبراهيم ويوصف به خالد بن عبد الله وعبد الله بن
الحكم ومحمد بن صالح وموسى بن رنجويه وغيرهم. ٧٦٣:
اروى المكناة أم البنين والدة الرضا ع
أم ولد كانت للإمام موسى الكاظم ع وهي أم ولده الرضا ع
كان اسمها سكن النوبية وسميت اروى ونجمة وسمانة وتكتم وهو آخر
أسمائها عليه استقر اسمها حين ملكها الكاظم ع ولما ولدت له الرضا
ع سماها الطاهرة وكنيتها أم البنين ولقبها شقراء وزاد بعضهم في
أسمائها خيزران المرسية وكثرة أسمائها نظرا لما هو المتعارف والمستحب من
تغيير أسماء المماليك عند شرائها وذكرنا ترجمتها في اروى لدخولها في حرف
الألف المتقدم على سائر الحروف ثم أعدناها في تكتم الذي استقر عليه
اسمها فذكرنا في احدى الترجمتين ما لم نذكره في الأخرى وكانت أم الرضا
ع هذه جارية مولدة اي ولدت بين العرب ونشأت مع أولادهم وتأدبت
بآدابهم اشترتها حميدة المصفاة أم الكاظم ع وكانت من أفضل النساء في
عقلها ودينها واعظامها لمولاتها حميدة حتى أنها ما جلست بين يديها منذ
ملكتها اجلالا لها فوهبتها حميدة لولدها موسى ع وأوصته بها خيرا.
(٢٤٤)

٧٦٤: أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ابنة عم رسول الله ص.
في طبقات ابن سعد: أمها غرية بنت قيس بن طريف بن عبد
العزى بن عامر بن عمرة وديعة بن الحارث بن فهر تزوجها أبو وداعة بن
صبرة بن سعيد بن سعد بن سهم فولدت له المطلب وأبا سفيان وأم جميل
وأم حكيم والربعة بني أبي وداعة انتهى. وفي العقد الفريد العباس بن
بكار: حدثني عبد الله بن سليمان المدني وأبو بكر الهذلي ان أروى بنت
الحارث بن عبد المطلب دخلت على معاوية وهي عجوز كبيرة فلما رآها قال
مرحبا بك واهلا يا خالة فكيف كنت بعدنا؟ فقالت: يا ابن أخي لقد
كفرت يد النعمة واسات لابن عمك الصحبة، وتسميت بغير اسمك،
واخذت غير حقك، من غير دين كان منك ولا من آبائك، ولا سابقة في
الاسلام بعد ان كفرتم برسول الله ص فاتعس الله منكم الجدود، واضرع
منكم الخدود، ورد الحق إلى أهله، ولو كره المشركون، وكانت كلمتنا
هي العليا ونبينا ص هو المنصور فوليتم علينا من بعده، وتحتجون بقرابتكم
من رسول الله ص ونحن أقرب اليه منكم، وأولى بهذا الامر، فكنا فيكم
بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون وكان علي رحمه الله بعد نبينا ص بمنزلة
هارون من موسى، فغايتنا الجنة وغايتكم النار. واحتدم الكلام بينها
وبين مروان وعمرو بن العاص ثم التفتت إلى معاوية فقالت: والله ما
جرأ علي هؤلاء غيرك، فان أمك القائلة في قتل حمزة:
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر * وشكر وحشي على دهري
فأجابتها بنت عمي وهي تقول:
خزيت في بدر وغير بدر * يا ابنة جبار عظيم الكفر
فقال معاوية: عفا الله عما سلف يا خالة هات حاجتك، قالت: ما
لي إليك حاجة وخرجت عنه. وروى صاحب بلاغات النساء هذا الخبر
بتفاوت عما مر. ٧٦٥:
أروى بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
في أسد الغابة: أم يحيى وواسع بن حبان بن منقذ روى حديثها
عطاف بن خالد عن أمه عن أمها وهي أروى. وفي الإصابة أروى بنت
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي ذكرها الدارقطني في كتاب
الاخوة وقال: تزوجها حبان بن منقذ الأنصاري فولدت له ولدا ويقال بل
اسمها هند انتهى. ٧٦٦:
أروى بنت عبد المطلب بن هاشم عمة النبي ص
صحابية شاعرة فصيحة سبقت إلى الاسلام فأسلمت بمكة في أوائل
البعثة وهاجرت إلى المدينة.
أمها
قال ابن سعد في الطبقات: أمها فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن
عمران بن مخزوم. وفي الاستيعاب: اختلف في أم أروى بنت عبد المطلب
فقيل أمها فاطمة بنت عمرو بن عائد بن مخزوم فلو صح هذا كانت شقيقة
عبد الله والزبير وأبي طالب وعبد الكعبة وأم حكيم وأميمة وعاتكة وبرة
وقيل بل أمها صفية بنت جندب بن حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن
عامر بن صعصعة فلو صح هذا كانت شقيقة الحارث بن عبد المطلب.
وأهل النسب لا يعرفون لعبد المطلب بنتا الا من المخزومية الا صفية وحدها
فإنها من الزهرية انتهى.
أحوالها
في الطبقات: تزوجها في الجاهلية عمير بن وهب بن عبد مناف بن
قصي فولدت له طليبا ثم خلف عليها أرطاة بن شرحبيل بن هاشم بن عبد
مناف بن عبد الدار بن قصي فولدت له فاطمة، ثم أسلمت أروى بنت
عبد المطلب بمكة وهاجرت إلى المدينة. ثم روى بسنده ان طليب بن عمير
اسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي ثم خرج فدخل على أمه أروى
فقال تبعت محمدا وأسلمت لله فقالت له ان أحق من وازرت وعضدت ابن
خالك والله لو كنا نقدر على ما يقدر عليه الرجال لتبعناه وذببنا عنه قال: فما
يمنعك يا أمي من أن تسلمي وتتبعيه فقد اسلم أخوك حمزة فقالت انظر ما
يصنع أخواتي ثم أكون إحداهن قال فاني أسألك بالله الا اتيته فسلمت عليه
وصدقته وشهدت ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم كانت تعضد
النبي ص بلسانها وتحض ابنها على نصرته والقيام بأمره ثم روى أيضا
بسنده ان أبا جهل وعدة من كفار قريش عرضوا للنبي ص فاذوه، فعمد
طليب بن عمير إلى أبي جهل فضربه ضربة شجه بها فأخذوه وأوثقوه، فقام
دونه أبو لهب حتى خلاه. فقيل لأروى ألا ترين ابنك قد صير نفسه غرضا
دون محمد، فقالت: خير أيامه يوم يذب عن ابن خاله وقد جاء بالحق من
عند الله، فقالوا: ولقد تبعت محمدا؟ قالت نعم، فأخبر بعضهم أبا لهب
فقال لها: عجبا لك ولأتباعك محمدا وترك دين عبد المطلب؟ فقالت: قد
كان ذلك فقم دون ابن أخيك واعضده وامنعه فان يظهر أمره فأنت بالخيار
ان تدخل معه أو تكون على دينك فان يصب كنت قد أعذرت في ابن
أخيك. فقال أبو لهب: ولنا طاقة بالعرب قاطبة جاء بدين محدث. ثم
انصرف فقالت أروى يومئذ:
ان طليبا نصر ابن خاله * آساه في ذي ذمة وماله
وفي الاستيعاب: أروى بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
عمة رسول الله ص ذكرها أبو جعفر العقيلي في الصحابة وذكر أيضا عاتكة
بنت عبد المطلب وأبى غيره ذلك وهما مختلف في اسلامهما فاما محمد بن
إسحاق ومن قال بقوله فذكر انه لم يسلم من عمات رسول الله ص الا
صفية وغيره يقول: ان أروى و صفية أسلمتا جميعا ثم حكى عن محمد بن
عمر الواقدي انه روى بسنده انه لما اسلم طليب بن عمير ودخل على أمه
أروى بنت عبد المطلب وذكر نحوا مما مر عن طبقات ابن سعد إلى قوله
والقيام بأمره. قال أبو عمر في الاستيعاب: كان لعبد المطلب ست بنات
عمات رسول الله ص: ١ أم حكيم يقال لها البيضاء ويقال انها توأمة
عبد الله: وقد اختلف في ذلك ولم يختلف انها شقيقته وشقيقة أبي طالب
والزبير كانت عند كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف
فولدت له عامرا وبنات وهي القائلة: اني لحصان فما أتكلم. وصناع فما
اعلم. ٢ عاتكة بنت عبد المطلب كانت عند أمية بن المغيرة المخزومي
فولدت له عبد الله وزهيرا وقريبة وهي التي رأت قبل بدر راكبا اخذ
صخرة من أبي قبيس فرمى بها إلى الركن فتفلقت الصخرة فما بقيت دار من
دور قريش الا دخلتها منها كسرة غير دور بني زهرة فقال أبو جهل ما رضيت
رجالكم ان تتنبا يا بني هاشم حتى تنبأت نساؤكم ٣ برة كانت عند أبي
(٢٤٥)

رهم بن عبد العزى العامري ثم خلف عليها بعده عبد الأسد بن هلال
المخزومي وقيل كان عليها قبل أبي رهم ٤ أميمة كانت عند جحش بن
رئاب أخي بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة وهي أم عبد الله
وعبيد الله وأبي احمد وزينب ٥ أروى كانت تحت عمير بن وهب بن عبد
مناف بن قصي فولدت له طليبا ثم خلف عليها كلدة بن عبد مناف بن عبد
الدار بن قصي فولدت له أروى ٦ صفية أم الزبير.
شعرها
من شعرها ما رثت به أباها عبد المطلب في حياته، وذلك أنه جمع
بناته في مرضه وهن أروى وأم حكيم البيضاء وأميمة وبرة وصفية وعاتكة
وأمرهن بان يقلن في حياته ما يردن ان يرثينه به بعد وفاته ليسمع ما تريد ان
تقول كل واحدة منهن فأنشأت كل واحدة منهن أبياتا في رثائه فقالت أروى
تبكي أباها:
بكت عيني وحق لها البكاء * على سمع سجيته الحياء
على سهل الخليقة أبطحي * كريم الخيم نيته العلاء
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبوه الخير ليس له كفاء
طويل الباع أملس شيظمي * أغر كان غرته ضياء
أقب الكشح أروع ذي فضول * له المجد المق دم والسناء
أبي الضيم أبلج هبرزي * قديم المجد ليس به خفاء
ومعقل مالك وربيع فهر * وفاصلها إذا التمس القضاء
وكان هو الفتى كرما وجودا * وباسا حين تنسكب الدماء
إذا هاب الكماة الموت حتى * كان قلوب أكثرهم هواء
مضى قدما بذي ربد خشيب * عليه حين تبصره البهاء
وقالت صفية بنت عبد المطلب تبكي أباها:
أرقت لصوت نائحة بليل * على رجل بقارعة الصعيد
ففاضت عند ذلكم دموعي * على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل * له الفضل المبين على العبيد
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير وارث كل وجود
صدوق في المواطن غير نكس * ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل الباع أورع شيظمي * مطاع في عشيرته حميد
رفيع البيت أبلج ذي فضول * وغيث الناس في الزمن الحرود
كريم الجد ليس بذي وصوم * يروق على المسود والمسود
عظيم الحلم من نفر كرام * خضارمة ملاوثة اسود
فلو خلد أمرؤ لقديم مجد * ولكن لا سبيل إلى الخلود
لكان مخلدا أخرى الليالي * لفضل المجد والحسب التليد
وقالت برة بنت عبد المطلب تبكي أباها:
أعيني جودا بدمع درر * علي طيب الخيم والمعتصر
على ماجد الجد واري الزناد * جميل المحيا عظيم الخطر
على شيبة الحمد ذي المكرمات * وذي المجد والعز والمفتخر
وذي الحلم والفضل في النائبات * كثير المكارم جم الفجر
له فضل مجد على قومه * منير يلوح كضوء القمر كذا
اتته المنايا فلم تشوه * بصرف الليالي وريت القمر
وقالت عاتكة بنت عبد المطلب تبكي أباها:
أعيني جودا ولا تبخلا * بدمعكما بعد نوم النيام
أعيني واسحنفرا واسكبا * وشوبا بكاءكما بالتدام
أعيني واستخرطا واسجما * على رجل غير نكس كهام
على الجحفل الغمر في النائبات * كريم المساعي وفي الذمام
على شيبة الحمد واري الزناد * وذي مصدق بعد ثبت المقام
وسيف لدى الحرب صمامة * ومردي المخاصم عند الخصام
وسهل الخليقة طلق اليدين * وفي عدملى صميم لهام
تبنك في باذخ بيته * رفيع الذؤابة صعب المرام
وقالت أم حكيم البيضاء بنت عبد المطلب تبكي أباها:
الا يا عين جودي واستهلي * وبكي ذا الندى والمكرمات
الا يا عين ويحك اسعفيني * بدمع من دموع هاطلات
وبكي خير من ركب المطايا * أباك الخير تيار الفرات
طويل الباع شيبة ذي المعالي * كريم الخيم محمود الهبات
وصولا للقرابة هبرزيا * وغيثا في السنين الممحلات
وليثا حين تشتجر العوالي * تروق له عيون الناظرات
عقيل بني كنانة والمرجى * إذا ما الدهر اقبل بالهنات
ومفزعها إذا ما هاج هيج * بداهية وخصم المعضلات
فبكيه ولا تسمي بحزن * وبكي ما بقيت الباكيات
وقالت أميمة بنت عبد المطلب تبكي أباها:
الا هلك الراعي العشيرة ذو الفقد * وساقي الحجيج والمحامي عن المجد
ومن يؤلف الضيف الغريب بيوته * إذا ما سماء الناس تبخل بالرعد
كسبت وليدا خير ما يكسب الفتى * فلم تنفكك تزداد يا شيبة الحمد
أبو الحارث الفياض خلى مكانه * فلا تبعدن فكل حي إلى بعد
فاني لباك ما بقيت وموجع * وكان له اهلا لما كان من وجدي
سقاك ولي الناس في القبر ممطرا * فسوف أبكيه وان كان في اللحد
فقد كان زينا للعشيرة كلها * وكان حميدا حيثما كان من حمد
وفي الإصابة: ذكر محمد بن سعد ان أروى هذه رثت النبي ص
وأنشدت لها من ابيات:
الا يا رسول الله كنت رجاءنا * وكنت بنا برا ولم تك جافيا
كان على قلبي لذكر محمد * وما خفت من بعد النبي المكاويا
ولكن ابن عبد البر في الاستيعاب نسب القصيدة التي منها هذان
البيتان إلى صفية بنت عبد المطلب ومرت في سيرة النبي ص. ٧٦٧:
ازداد مولى النبي ص أبو عيسى
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص وعن مختصر الذهبي
ازداد الفارسي اليماني عنه ابنه عيسى وعن تقريب ابن حجر فارسي يماني
مختلف في صحبته وقال أبو حاتم مجهول وفي تهذيب التهذيب: ازداد ويقال
يزداد بن فساءة الفارسي اليماني مولى بحير بن ريسان مختلف في صحبته
روى عن النبي ص حديثا في الطهارة في نتر الذكر ثلاثا وعنه ابنه عيسى
(٢٤٦)

قال أبو بكر بن أبي خيثمة عن ابن معين لا يعرف من عيسى ولا أبوه.
قلت قال أبو حاتم حديثه مرسل وليس له صحبة ومن الناس من يدخله في
المسند على سبيل المجاز وعيسى وأبوه مجهولان. وقال ابن عبد البر: يقال
له صحبة وأكثرهم لا يعرف ذلك ولم يرو عنه غير ابنه عيسى قلت وقد روى
عنه هبيرة بن مريم أيضا عند الطبراني في المعجم الأوسط باسناد واه. وقال
ابن حبان: يقال إن له صحبة الا اني لست اعتمد على خبر زمعة بن صالح
يعني راوي حديثه قلت ولم ينفرد به زمعة بل تابعه عليه زكريا بن إسحاق
عند أحمد بن حنبل في مسنده ورواه البغوي في معجمه من رواية معتمر بن
سليمان وتمام سبعة من الحفاظ كلهم قالوا فيه يزداد وقال العسكري ذكر
بعضهم انه أدرك النبي ص انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. ٧٦٨:
الازدورقاني
يوصف به مسلمة بن الخطاب
الأزدي
هو محمد بن زياد وقد يطلق على بكر بن محمد ٧٦٩:
أزهر بن عبد عوف أبو عبد الرحمن بن أزهر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب:
أزهر بن عبد عوف الزهري القرشي هو عم عبد الرحمن بن عوف ووالد
عبد الرحمن بن الأزهر الذي روى عنه ابن شهاب الزهري روى عن أزهر
هذا أبو الطفيل حديثه ان رسول الله ص اعطى السقاية العباس يوم الفتح
وان العباس كان يليها في الجاهلية دون أبي طالب وهو أحد الذين نصبوا
اعلام الحرم زمن عمر بن الخطاب وهم أربعة: مخرمة بن نوفل وأزهر بن
عبد عوف وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى انتهى وفي أسد الغابة
: أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن مرة القرشي
الزهري ومثله في الإصابة ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. ٧٧٠:
أزهر بن قيس
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب:
أزهر بن قيس روى عنه جرير بن عثمان لم يرو عنه غيره فيما علمت حديثه
عن النبي ص انه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب انتهى وفي أسد الغابة
: أزهر بن قيس أبو الوليد روى جرير إلى آخر ما مر عن
الاستيعاب، وفي الإصابة: أزهر بن قيس ذكره البغوي وابن شاهين وابن
عبد البر وأبو موسى في الصحابة وتبعهم ابن الأثير وهو وهم لم يتنبه له أحد
فيما علمت وهو ان البغوي قال حدثني زياد بن أيوب حدثنا مبشر بن
إسماعيل عن جرير عن أبي الوليد أزهر بن قيس صاحب النبي ص انه كان
يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب لا اعلم غيره ورواه الباقون بهذه الكيفية
ولكن الاسناد الذي ساقه البغوي سقط منه شئ، وصوابه عن جرير بن
عثمان عن أزهر بن راشد وقيل ابن عبد الله الهوزني عن عصمة بن قيس
عن النبي ص انه كان يتعوذ بالله من فتنة المغرب. وهكذا رواه أبو زرعة
الدمشقي وغيره أعني عن جرير عن أبي الوليد أزهر الهوزني عن عصمة بن
قيس الخ لكنه لما سقط اسم والد أزهر واسم عصمة فتركب من ذلك
أزهر بن قيس ولا وجود له انتهى ملخصه. وعلى فرض وجوده لم يعلم أنه
من موضوع كتابنا. ٧٧١:
شمس الدين المرتضى النقيب اسامة بن أبي عبد الله بن علي
توفي في رجب في مشهد علي ع سنة ٤٧٢
تولى نقابة العلويين في بغداد سنة ٤٥٤ فصاهر بني خفاجة وانتقل
معهم إلى البرية. ٧٧٢:
اسامة بن أخدري التميمي ثم الشقري
عن تقريب ابن حجر: اخدري بفتح الهمزة بعدها معجمة
انتهى وفي تاج العروس في باب الخاء المعجمة والدال المهملة والراء
أسامة بن اخدري له صحبة انتهى والشقري عن التقريب بفتح
المعجمة والقاف انتهى.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص وعن التقريب صحابي
نزيل البصرة. وعن مختصر الذهبي صحابي عنه ابن بشر بن ميمون وفي
الاستيعاب: أسامة بن اخدري الشقري عم بشير بن ميمون، وهو من بني
شقرة واسم شقرة الحارث بن تميم بن مر نزل البصرة روى عنه بشير بن
ميمون انتهى وفي أسد الغابة: عن هشام الكلبي اسم شقرة معاوية بن
الحارث بن تميم سمي شقرة ببيت قاله:
وقد أحمل الرمح الأصم كعوبه به من دماء الحي كالشقرات
والشقرات شقائق النعمان ثم روى عنه حديثا وقال نزل اسامة بن
اخدري البصرة وليس له الا هذا الحديث الواحد انتهى ولم يعلم أنه من
شرط كتابنا. ٧٧٣:
اسامة بن حفص
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم ع وقال كان قيما
له ع وفي التهذيب عن الصفار عن محمد بن عيسى عن اسامة بن
حفص وكان قيما لأبي الحسن موسى ع وقال الكشي اسامة بن
حفص كان من أصحاب أبي الحسن موسى ع. حمدويه قال
محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى قال أسامة كان قيما لأبي الحسن
ع انتهى وكونه قيما فيه إشارة إلى الوثاقة والاعتماد. ٧٧٤:
أسامة بن زيد بن حارثة بن شرحبيل بن كعب بن عبد العزى بن زيد بن
امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن
كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن
وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة مولى رسول الله
ص.
وفاته
في الاستيعاب: توفي سنة ٥٨ أو ٥٩ في خلافة معاوية وقيل توفي سنة
٥٤ قال وهو عندي أصح إن شاء الله تعالى وقال ابن سعد ولد اسامة في
الاسلام ومات النبي ص وله عشرون سنة وقال ابن أبي خيثمة ثماني عشرة
انتهى وفي الإصابة كان قد سكن المزة من عمل دمشق ثم رجع فسكن
وادي القرى ثم نزل إلى المدينة فمات بها بالجرف. وفي أسد الغابة مات
بالجرف وحمل إلى المدينة.
أمه
أم أيمن مولاة رسول الله ص وحاضنته اسمها بركة الحبشية
ورثها النبي ص من أبيه كانت وصيفة لعبد المطلب وقيل كانت لآمنة أم
(٢٤٧)

رسول الله ص وكانت تحضنه حتى كبر فاعتقها حين تزوج خديجة وتزوجها
عبيدة بن زيد بن الحارث الحبشي فولدت له أم أيمن وكنيت به ثم تزوجها
زيد فولدت له أسامة فأسامة وأيمن اخوان لام.
كنيته
في أسد الغابة يكنى أبا محمد وقيل أبو زيد وقيل أبو يزيد وقيل أبو
خارجة.
لقبه
في الاستيعاب: كان يقال له الحب بن الحب، وفي أسد الغابة كان
يسمى حب رسول الله ص روى ابن عمر ان النبي ص قال إن أسامة بن زيد
لأحب الناس إلي أو من أحب الناس إلي وانا أرجو ان يكون من
صالحيهم فاستوصوا به خيرا انتهى وفي الدرجات الرفيعة: ان رسول
الله ص مر بأسامة بين الصبيان في قفوله من بدر فنزل اليه وقبله واحتمله
وقال مرحبا بحبي وابن حبي انتهى.
ولاؤه
في أسد الغابة: هو مولى رسول الله ص من أبويه، وقال في ترجمة
أبيه زيد ان أم زيد من بني معن من طئ خرجت به في الجاهلية تزور قومها
بني معن فأغارت عليهم خيل لبني القين فاخذوا زيدا فقدموا به سوق
عكاظ فاشتراه حسيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد فوهبته خديجة
للنبي ص وقيل بل اشتراه رسول الله ص بمكة من مال خديجة فوهبته له
فاعتقه وتبناه وكان أبوه قد وجد لفقده وجدا شديدا فقال فيه:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل * أحي يرجى أم اتى دونه الاجل
فوالله ما أدري وان كنت سائلا * أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل
فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة * فحسبي من الدنيا رجوعك لي علل
تذكرينه الشمس عند طلوعها * ويعرض ذكراه إذا قارب الطفل
وان هبت الأرواح هيجن ذكره * فيا طول ما حزني عليه ويا وجل
سأعمل نص العيش في الأرض جاهدا * ولا أسام التطواف أو تسام الإبل
حياتي أو تأتي علي منيتي * وكل امرئ فان وان غره الأمل
سأوصي به قيسا وعمرا كلاهما * وأوصي يزيدا ثم من بعده جبل
يعني جبلة بن حارثة أخا زيد ويزيد بن كعب بن شراحيل أخو زيد
لامه ثم إن أناسا حوجا فرأوا زيدا فعرفهم فقال لهم أبلغوا أهلي هذه
الأبيات فاني اعلم أنهم جزعوا علي فقال:
الكني إلى قومي وان كنت نائيا * باني قطين البيت عند المشاعر
فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم * ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر
فاني بحمد الله في خير أسرة * كرام معد كابرا بعد كابر
فانطلقوا واعلموا أباه ووصفوا له موضعه وعند من هو فخرج أبوه
حارثة وعمه كعب ابنا شراحيل لفدائه فقدما مكة ودخلا على النبي ص
فقالا يا ابن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه جئناك في ابننا عندك
فامنن علينا وأحسن الينا في فدائه. فقال: من هو؟ قالوا: زيد بن
حارثة، فقال رسول الله ص فهلا غير هذا؟ قالوا ما هو. قال: ادعوه
وخيروه فان اختاركم فهو لكم وان اختارني فوالله ما انا بالذي اختار على
من اختارني أحدا. قالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت، فدعاه رسول
الله ص فقال: هلى تعرف هؤلاء قال: نعم هذا أبي وهذا عمي،
قال: فانا من قد عرفت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما؟ قال: ما
أريدهما وما انا بالذي اختار عليك أحدا أنت منى مكان الأب والعم.
فقالا: ويحك يا زيد أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وأهل بيتك
قال: نعم اني قد رأيت من هذا الرجل شيئا ما انا بالذي اختار عليه أحدا
ابدا فلما رأى رسول الله ص ذلك اخرجه إلى الحجر فقال: يا من حضر
اشهدوا ان زيدا ابني يرثني وارثه، فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما
وانصرفا انتهى، وروى علي بن إبراهيم في تفسيره في تفسير قوله تعالى
وما جعل أدعياءكم أبناءكم بسنده عن الصادق ع ان رسول الله ص لما
تزوج خديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة ورأى زيدا غلاما
كيسا حصيفا فاشتراه فلما نبئ رسول الله دعاه إلى الاسلام فاسلم وكان
يدعى زيد مولى محمد فلما بلغ حارثة بن شراحيل الكلبي خبر زيد قدم مكة
وكان رجلا جليلا فاتى أبا طالب فقال: ان ابني وقع عليه السبي وبلغني ان
صار لابن أخيك فأسأله اما ان يبيعه واما ان يفاديه واما ان يعتقه. فكلم
أبو طالب رسول الله ص فقال: هو حر فليذهب حيث شاء فقام حارثة
فاخذ بيد زيد فقال له: يا بني الحق شرفك وحسبك فقال زيد لست أفارق
رسول الله ص. فقال له أبوه: فتدع حسبك ونسبك وتكون عبدا
لقريش فقال زيد: لست أفارق رسول الله ص ما دمت حيا، فغضب
أبوه وقال: يا معشر قريش اشهدوا اني قد برئت منه وليس هو ولدي،
فقال رسول الله ص: اشهدوا ان زيدا ابني ارثه ويرثني انتهى وقد مر
ان أمه كانت مولاة رسول الله ص فاعتقها فهذا معنى ان اسامة مولى رسول
الله ص من أبويه.
صفته
في أسد الغابة: كان اسامة اسود أفطس. وفي الدرجات الرفيعة:
كان اسامة ابيض اللون شديد البياض وأبوه زيد اسود شديد السواد أو
بالعكس على خلاف في الرواية فمر بهما محرز المدلجي وهما في قطيفة قد غطيا
وجهيهما وبدت اقدامهما فقال: ان هذه الاقدام بعضها من بعض
انتهى.
أقوال العلماء فيه
في الوجيزة: انه مختلف فيه وذكره في الخلاصة في القسم الأول المعد
للثقات ثم قال الأولى التوقف في روايته وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الرسول ص فقال: أسامة بن زيد بن شراحيل الكلبي مولى رسول الله ص
أمه أم أيمن اسمها بركة مولاة رسول الله ص كنيته أبو محمد ويقال أبو زيد
وذكره في أصحاب علي ع فقال: أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول
الله ص وقال الكشي: أسامة بن زيد، حدثنا محمد بن مسعود حدثني
علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن سهل بن زاذويه عن أيوب بن نوح
عمن رواه عن أبي مريم الأنصاري عن أبي جعفر ع قال: ان
الحسن بن علي ع كفن أسامة بن زيد في برد احمر حبرة. قال
الميرزا في رجاله: ينافيه ما ذكره جماعة كالذهبي وابن حجر ان اسامة
مات سنة ٥٤ والحسن ع توفي سنة ٤٩ أو ٥٠ والظاهر على هذا ان يكون
المكفن له الحسين ع على أن الرواية لم تصح وان تكررت في الكتب والله أعلم انتهى وفي الدرجات الرفيعة: مات اسامة سنة ٥٤ بلا خلاف في
ذلك فتعين ان يكون المكفن له الحسين ع انتهى ويؤيد كون المكفن
له الحسين ع على أسامة بن زيد وهو مريض وهو يقول: وا غماه، فقال
(٢٤٨)

له: وما غمك يا اسامة؟ قال: ديني وهو ستون ألف درهم، فقال: هو
علي، قال: اني أخشى ان أموت، قال: لن تموت حتى أقضيها عنك
فقضاها قبل موته. ثم قال الكشي: محمد بن مسعود حدثني أحمد بن
منصور عن أحمد بن المفضل عن محمد بن زياد عن سلمة بن محرز عن أبي
جعفر ع قال: ألا أخبركم باهل الوقوف؟ قلنا بلي، قال: أسامة بن زيد
وقد رجع فلا تقولوا الا خيرا، ومحمد بن سلمة وابن عمر مات
منكوبا. قال العلامة في الخلاصة: في طريقه ضعف ذكرناه في كتابنا الكبير
والأقوى عندي التوقف في روايته. قال أبو عمرو الكشي: وجدت في
كتاب أبي عبد الله الشاذاني قال: حدثني جعفر بن محمد المدائني عن
موسى بن القاسم العجلي أو البجلي عن صفوان عن عبد الرحمن بن الحجاج
عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع قال كتب علي ع إلى والي
المدينة لا تعطين سعدا ولا ابن عمر من الفئ شيئا فاما أسامة بن زيد فاني
قد عذرته في اليمين التي كانت عليه انتهى. وفي أسد الغابة: لم يبايع
اسامة عليا ولا شهد معه شيئا من حروبه وقال له لو أدخلت يدك في فم
تنين لأدخلت يدي معها ولكنك قد سمعت ما قال لي رسول الله ص حين
قتلت ذلك الرجل الذي شهد ان لا إله إلا الله وأشار بذلك إلى ما رواه ابن
إسحاق عن محمد بن اسامة بن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه عن جده
أسامة بن زيد قال: أدركت هذا الرجل يعني كافرا كان قد قتل في المسلمين
في غزوة لهم قال أدركته انا ورجل من الأنصار فلما شهرنا عليه السلاح
قال: أشهد ان لا إله إلا الله فلم ننزع عنه حتى قتلناه، فلما قدمنا على
رسول الله ص أخبرناه خبره فقال: يا اسامة من لك بلا إله الا الله فوالذي
بعثه بالحق ما زال يرددها علي حتى لوددت ان ما مضى من اسلامي لم يكن
واني كنت أسلمت يومئذ ولم اقتله فقلت أعطي الله عهدا ان لا اقتل رجلا
يقول لا إله إلا الله ابدا قال تقول بعدي يا اسامة قلت بعدك انتهى وفي
الدرجات الرفيعة: لم يشهد اسامة شيئا من مشاهد أمير المؤمنين ع
واعتذر عن ذلك باليمين التي كانت عليه انه لا يقتل رجلا يقول لا إله إلا
الله وذلك أن النبي ص بعث سرية فيها اسامة فقتل رجلا يقال له
مرداس بن نهيك من بني مرة بن عوف وكان من أهل فدك وكان مسلما لم
يسلم من قومه غيره فسمعوا بسرية رسول الله ص تريدهم وكان على السرية
رجل يقال له غالب بن فضالة الليثي فهربوا واقام الرجل لأنه كان مسلما
فلما رأى الخيل خاف ان يكونوا من غير أصحاب رسول الله ص فالجا غنمه
إلى عاقول من الجبل وصعد هو إلى الجبل فلما تلاحقت الخيل سمعهم
يكبرون فلما سمع التكبير عرف انهم مسلمون فكبر ونزل وهو يقول: لا إله
إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم فتغشاه أسامة بن زيد فقتله واستاق
غنمه ثم رجعوا إلى رسول الله ص فأخبروه فوجد رسول الله ص من ذلك
وجدا شديدا وقد كان سبقهم قبل ذلك الخبر فقال رسول الله ص قتلتموه
إرادة ما معه ثم قرأ ص: يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا
ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا
الآية فقال اسامة: يا رسول الله استغفر لي فقال كيف بلا إله إلا الله
فقالها رسول الله ص ثلاث مرات قال اسامة فما زال رسول الله ص يعيدها
حتى وددت اني لم أكن أسلمت الا يومئذ ثم إن رسول الله ص استغفر لي
بعد ذلك ثلاث مرات وقال اعتق رقبة ثم حلف اسامة ان لا يقتل بعد ذلك
رجلا يقول لا إله إلا الله انتهى.
وفي تفسير علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا
إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى إليكم السلام لست
مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا قال: فإنها نزلت لما رجع رسول الله ص
من غزوة خيبر بعث أسامة في خيل إلى بعض قرى اليهود في ناحية فدك
ليدعوهم إلى الاسلام وكان رجل من اليهود يقال له مرداس بن نهيك
الفدكي في بعض القرى فلما أحس بخيل رسول الله ص جمع أهله وماله
وصار في ناحية الجبل فاقبل يقول أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول
الله فمر به أسامة بن زيد فطعنه فقتله فلما رجع إلى رسول الله ص أخبره
بذلك فقال الرسول ص قتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله واني رسول
الله. فقال: يا رسول الله انما قالها تعوذا من القتل فقال رسول الله ص
أفلا شققت الغطاء عن قلبه لا ما قال بلسانه قبلت ولا ما كان في لسانه
علمت فحلف أسامة بعد ذلك أن لا يقتل أحدا شهد ان لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله فتخلف عن أمير المؤمنين ع في حروبه وانزل الله
تعالى في ذلك هذه الآية انتهى.
أقول في هذه الآية دلالة على أنه انما قتل الرجل طمعا في غنمه
واما اعتذاره عن عدم الجهاد مع أمير المؤمنين ع بالعهد الذي
عاهده فعذر غير مقبول لأن العهد لا ينعقد على ترك واجب واما ما كتبه أمير
المؤمنين ع إلى والي المدينة مما تقدم بأنه عذر فهو ع
اعرف بوجه المصلحة في اظهار انه عذره ان صح الحديث والا فظاهر الحال
يوجب عدم عذره ولو عذرنا في ترك الجهاد مع علي ع وهو غير
معذور فبما نلتمس له العذر في تأخره عن انفاذ امر رسول الله ص يوم امره
على الجيش كما ستعرف وبما ذا نعذره بعدم بيعته لعلي ع هو وسعد
وابن عمر الا ان يكون قد تاب كما مر.
ونقل الزمخشري في ربيع الأبرار ان أسامة بن زيد بعث إلى علي
ع ان ابعث إلي بعطائي فوالله انك لتعلم انك لو كنت في فم أسد لدخلت
معك فكتب اليه ان هذا المال لمن جاهد عليه ولكن لي مالا بالمدينة فأصب منه ما
شئت انتهى وهذه تدل على مكارم اخلاق من أمير المؤمنين ع
وثبات قدم في الدين والتقوى وسياسة عظيمة فلم يعطه من مال الفئ لأنه
لم يجاهد وأعطاه من ماله. وأسامة هو الذي أنفذه رسول الله ص بجيش إلى
بلاد الروم حيث قتل أبوه وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة في وقعة
موءتة وذلك في مرض رسول الله ص الذي توفي فيه وأمره على رؤساء
المهاجرين والأنصار وعمره يومئذ ١٨ أو ٢٠ سنة وأمره ان يعسكر بالجرف
وحث على الخروج معه وذم من تخلف عن جيشه وكان يقول مكررا انفذوا
جيش اسامة لعن الله من تخلف عن جيش اسامة فبقي معسكرا بالجرف ولم
يتوجه والناس يترددون بين المعسكر والمدينة حتى توفي النبي ص.
وروى ابن سعد في الطبقات: عن محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله
عن الزهري عن عروة بن الزبير قال: كان رسول الله ص قد بعث اسامة
وأمره ان يوطئ الخيل تخوم البلقاء حيث قتل أبوه وجعفر فجعل اسامة
وأصحابه يتجهزون وقد عسكر بالجرف فاشتكى رسول الله ص وهو على
ذلك وقد وجد من نفسه راحة فخرج عاصبا رأسه فقال أيها الناس انفذوا
بعث اسامة ثلاث مرات الحديث. وروى ابن سعد أيضا عدة أحاديث،
في بعضها ان رسول الله ص بلغه قول الناس استعمل أسامة بن زيد على
المهاجرين والأنصار، وفي بعضها ان الناس طعنوا في امارته وفي بعضها
عابوه وطعنوا في امارته فخرج رسول الله ص حتى جلس على المنبر وقال أيها
(٢٤٩)

الناس انفذوا بعث اسامة فلعمري لئن قلتم في امارته لقد قلتم في امارة
أبيه من قبله وانه لخليق بالامارة وان كان أبوه لخليقا بها الحديث أو قال نحو
ذلك. وفي الدرجات الرفيعة: روى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز في كتاب
السقيفة قال حدثنا أحمد بن إسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن
سعد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن ان رسول
الله ص امر في مرض موته أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جل
المهاجرين والأنصار منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن
بن عوف وطلحة والزبير وأمره ان يغير على مؤتة حيث قتل أبوه زيد وان
يغزو وادي فلسطين فتثاقل اسامة وتثاقل الجيش بتثاقله وجعل رسول الله
ص في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتى قال له
أسامة بأبي أنت وأمي أتأذن لي ان امكث أياما حتى يشفيك الله تعالى فقال:
اخرج وسر على بركة الله تعالى، فقال: يا رسول الله اني ان خرجت وأنت
على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة منك. فقال سر على النصر والعافية
فقال يا رسول الله اني اكره ان اسال عنك الركبان، فقال انفذ لما أمرتك به
ثم أغمي على رسول الله ص وقام اسامة فتجهز للخروج فلما أفاق رسول
الله ص سال عن اسامة والبعث فأخبر انهم يتجهزون فجعل يقول انفذوا
بعث اسامة لعن الله من تخلف عنه ويكرر ذلك، فخرج اسامة واللواء على رأسه
والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر
المهاجرين والأنصار وأسيد بن حضير وبشر بن سعد وغيرهم فجاء رسول أم
أيمن يقول له ادخل فان رسول الله ص يموت فقام من فوره فدخل المدينة
و اللواء معه فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله ص ورسول الله قد مات في
تلك الساعة قال فما كان أبو بكر وعمر يخاطبان اسامة إلى أن ماتا الا بالأمير
انتهى.
وروى أهل السير ان أبا بكر بعد ما بويع بالخلافة بعض اسامة على
مقتضى امر رسول الله ص إلى حرب الشام فخرج وسار إلى أهل ابني بضم
الهمزة وسكون الباء الموحدة وفتح النون بوزن فعلى فأغار عليهم وقتل من
أشرف وسبى من قدر عليه وقتل من قاتل أباه ورجع إلى المدينة بالغلبة
والظفر وكانت مدة غيبته في تلك السفرة أربعين يوما فخرج أبو بكر في
المهاجرين وأهل المدينة يتلقونهم سرورا لقدومهم وسلامتهم.
وروى الطبرسي في الاحتجاج ما يدل على أن اسامة لم يرجع إلى
المدينة الا بعد ان بويع أبو بكر بالخلافة وكتب اليه بالرجوع وانه جرى بينه
وبينه في ذلك حوار وحجاج وانه أنكر عليه امره.
وفي أسد الغابة بسنده عن أسامة بن زيد ان رسول الله ص ركب على
حمار عليه قطيفة وأردف وراءه اسامة وهو يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر
قال ولما فرض عمر بن الخطاب فرض لأسامة بن زيد خمسة آلاف وفرض
لابنه عبد الله بن عمر ألفين، فقال ابن عمر: فضلت علي اسامة وقد
شهدت ما لم يشهد؟ فقال: ان اسامة كان أحب إلى رسول الله منك وأبوه
أحب إلى رسول الله من أبيك، قال: وروى محمد بن إسحاق عن
صالح بن كيسان عن عبد الله بن عبد الله قال: رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر
النبي ص فدعي مروان إلى جنازة ليصلي عليها فصلى عليها ثم رجع وأسامة يصلي
عند باب بيت النبي ص فقال له مروان انما أردت ان يرى مكانك فعل الله
بك وقال قولا قبيحا ثم ادبر فانصرف اسامة وقال يا مروان انك آذيتني
وانك فاحش متفحش واني سمعت رسول الله ص يقول: ان الله يبغض
الفاحش المتفحش انتهى.
وحكى المسعودي في مروج الذهب قال تنازع أسامة بن زيد
وعمرو بن عثمان بن عفان إلى معاوية في ارض فقام مروان بن الحكم
فجلس إلى جانب عمرو وقام الحسن بن علي فجلس إلى جانب اسامة وقام
سعيد بن العاص فجلس إلى جانب مروان فقام الحسين بن علي وجلس إلى
جانب أخيه وقام عبد الله بن عامر فجلس إلى جانب سعيد بن العاص فقام
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فجلس إلى جانب الحسين فقام عبد الرحمن بن
الحكم فجلس إلى جانب عبد الله بن عامر فقام عبد الله بن العباس فجلس
إلى جانب عبد الله بن جعفر فلما رأى ذلك معاوية قال: لا تعجلوا انا كنت
شاهدا إذ اقطعها رسول الله ص اسامة فقام الهاشميون فخرجوا واقبل
الأمويون وقالوا ألا كنت أصلحت بينهما فقال دعوني فوالله ما ذكرت عيونهم
تحت المغافر بصفين الا لبس علي عقلي انتهى ومن هذا الخبر وغيره يظهر
ميل الهاشميين إلى اسامة خصوصا خبر وفاء الحسين ع دينه
وتكفينه إياه وذلك وفاء منهم لأنه مولى جدهم ص لكن النفس لا تميل إلى
اسامة لتركه بيعة علي ع ان صح وتركه القتال معه وعدم تنفيذه ما
امر به رسول الله ص. فبعد هذه الأمور لا تميل النفس اليه مهما كانت
حالته.
خلاصة القول فيه
لا شك انه حصل منه خطا في قتله الرجل الذي اظهر الاسلام وفي
تخلفه عن انفاذ امر رسول الله ص في المسير بالجيش وفي تخلفه عن بيعة علي
ع ان صح وفي عدم قتاله معه وعدم صحة العذر الذي اعتذر به
عن ذلك كما امر اما قتله من اظهر الاسلام فقد تاب منه وندم حتى أنه
حلف لا يقاتل من يظهر الشهادتين طول عمره. واما تخلفه عن علي ع فقد مر عن الباقر
ع انه رجع ونهيه عن أن يقال فيه الا خير
وعن كتاب سليم بن قيس أنه قال الناس بايعت عليا ع طائعين غير
مكرهين غير ثلاثة رهط بايعوه ثم شكوا في القتال معه وقعدوا في بيوتهم
محمد بن مسلمة وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأسامة بن زيد سلم بعد
ذلك ورضي ودعا لعلي ع واستغفر له وبرئ من عدوه وشهد انه على
الحق ومن خالفه ملعون حلال الدم انتهى ويشهد لرجوعه وحسن حاله
عطف الطالبيين عليه وانتصارهم له وتعصب بني أمية عليه وانتصارهم
لخصمه في مخاصمته مع عمرو بن عثمان، وتحامل مروان عليه وإساءته
القول فيه حين كان يصلي ولم يحضر معه الصلاة على الجنازة، وقضاء
الحسين ع دينه وتكفينه إياه وامر أمير المؤمنين ع ان يعوض عن
عطائه من ماله بالمدينة وإظهاره العذر له في ترك القتال معه ويشهد لميله إلى
أمير المؤمنين ع قوله لو كنت في أسد لدخلت معك وقوله لو أدخلت
يدك في فم تنين لأدخلت يدي معها كما تقدم ذلك كله فالمترجح دخوله
في موضوع الكتاب والله أعلم.
مما علق على الطبعة الأولى من هذا الكتاب وأجاب عنه المؤلف
كتب أحد الفضلاء: ذكرتم في ج ١٠ تحت عنوان حرق كتب
الشيخ الطوسي في سنة ٤٤٩ بعد استيلاء طغرل السلجوقي الخ...
وأتذكر ان ابن الأثير ذكر في حوادث سنة ٤٤٣ من كامله إحراق الأضرحة
الذي ذكرتموه وفيه تفاصيل أكثر مما ذكرتم، فهل يا ترى تلك حادثة غير
التي ذكرتموها؟.
ونقول حادثة إحراق مشهد الكاظم والجواد ع ذكرها
(٢٥٠)

ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٣ وقال: ان هذه الفتنة دامت من صفر إلى
ثالث ربيع الأول وانه قتل فيها رجل هاشمي من السنة فدفنوه عند أحمد بن
حنبل، ثم أحرقوا المشهد وقبور جعفر بن المنصور والأمين وزبيدة، ثم ذكر
في حوادث سنة ٤٤٩ انه فيها نهبت دار أبي جعفر الطوسي بالكرخ، وهو
فقيه الامامية، وكان قد فارقها إلى المشهد الغروي انتهى.
وعلى هذا فما ذكره صاحب أحسن القصص مما نقلناه عنه في ج ١٠
هذا الجزء من أن هرب الشيخ الطوسي ونهب داره وإحراق كتبه كان سنة
٤٤٩ هو صواب، اما قوله انه هرب إلى الحائر فلعل صوابه انه هرب إلى
النجف، ويمكن ان يكون ذهب أولا إلى الحائر ثم إلى النجف. اما قوله
عقيب ذلك: واستمرت هذه الفتنة من ابتداء صفر إلى منتصف ربيع
الخ. المشعر بوقوع ذلك في سنة ٤٤٩ فغير صواب ذلك لأن ذلك كان
سنة ٤٤٣ كما ذكره ابن الأثير وكذلك جعله المقتول سيدا من أهل مشهد
الكاظمين غير صواب بل هو سيد هاشمي من أهل بغداد، وإذا كان من أهل
المشهد فلما ذا يدفن بجانب ابن حنبل، وكذلك ما يظهر منه ان قتل هذا السيد
وإحراق المشهد كان سنة ٤٤٩ غير صواب بل كان سنة ٤٤٣ كما مر وفي
كلامه خطا آخر وهو جعل قبر المنصور من جملة القبور المحروقة بل هو قبر
جعفر بن المنصور كما نبهنا عليه في الحاشية في ج ١٠ فكلام أحسن
القصص الذي نقلناه هناك قد وقع فيه خبط وخلط في عدة مواضع ظهرت
مما مر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين من سلف منهم ومن غبر إلى يوم
الدين. وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن بن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله
بفضله ولطفه وعفوه: هذا هو الجزء الحادي عشر من كتاب أعيان
الشيعة في بقية من اسمه أسامة وما بعده من الأسماء إلى إسماعيل وما
استدرك على بعض الأجزاء السابقة وفقنا الله تعالى لاكمال باقي الأجزاء
ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم
الوكيل. ٧٧٥:
عماد الدين أبو مظفر ازبك بن عبد الله يعرف بالحربدار الناصري
البغدادي. توفي ٤ جمادى الثانية سنة ٦٠٨ ودفن بالمشهد الغروي.
عن كتاب مجمع الآداب ومعجم الألقاب لابن الفوطي انه كان له
اختصاص وملازمة لحضرة الامام الناصر لدين الله اخترمته المنية شابا في
الكوفة وكانت من اقطاعاته وقد سار في أهلها سيرة حسنة توفي رابع جمادى
الأخرى سنة ٦٠٨ ودفن بالمشهد الغروي انتهى. ٧٧٦:
النقيب نجم الدين اسامة بن النقيب شمس الدين أبي عبد الله احمد
الحسيني.
توفي في رجب سنة ٤٧٠ وعمره خمس وأربعون سنة.
في عمدة الطالب: أمه أخت الوزير أبي القاسم المغربي ولي النقابة
سنة ٤٥٠ وقلت رغبته فيها فاستعفى بعد أربع سنين انتهى. ٧٧٧:
أسامة بن أبي أسامة أحمد بن محمد بن أبي أسامة الحلبي اللغوي.
توفي بعد سنة ٤٨٠.
في لسان الميزان: أخذ عن أبيه وجده والعين زربي وغيرهم وصنف
كتابا في الألفاظ وكان عالما بالعربية فاضلا ذكره ابن أبي طي في رجال
الامامية وقال مات بعد الثمانين وأربعمائة انتهى. ٧٧٨:
أسامة بن شريك الثعلبي
الثعلبي بالمثلثة والمهملة. قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول
ص: أسامة بن شريك الثعلبي نزل بالكوفة انتهى. وفي
الاستيعاب: أسامة بن شريك الذبياني الثعلبي من بني ثعلبة بن سعد ويقال
من بني ثعلبة بن بكر بن وائل كوفي له صحبة ورواية روى عنه زياد بن
علاقة انتهى وفي أسد الغابة: أسامة بن شريك الثعلبي من بني ثعلبة بن
يربوع قاله أبو نعيم وقال أبو عمر وذكر ما مر وقال ابن منده الذبياني
الغطفاني أحد بني ثعلبة بن بكر عداده في أهل الكوفة ثم قال: قلت قول
ابن منده فيه نظر فإنه ان كان غطفانيا فيكون من ثعلبة بن سعد بن
ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان فكيف يكون من ثعلبة بن بكر بن وائل
وأولئك من قيس عيلان من مضر وبكر بن وائل من ربيعة هذا متناقض
وانما الذي قاله أبو عمر مستقيم فإنه قد قيل إنه من ذبيان وقيل من بكر ولا
مطعن عليه وقول أبي نعيم انه من ثعلبة بن يربوع فليس بشئ لأنه يكون
من تميم ولم يقله أحد يعول عليه انما الصواب انه من ثعلبة بن سعد انتهى
وفي الإصابة: أسامة بن شريك الثعلبي من بني ثعلبة بن يربوع قاله
الطبري وأبو نعيم وقيل من بني ثعلبة بن سعد قاله ابن حبان وقيل من بني
ثعلبة بن بكر بن وائل قاله ابن السكن وابن منده وابن عبد البر وقال ابن
منده أيضا الذبياني الغطفاني وتعقبه الرشاطي بان بكرا ليس له من الولد ما
سمي ثعلبة وبان قولهم في نسبه الذبياني الغطفاني دل على أنه من بني
ثعلبة بن سعد بن ذبيان وقال البخاري أسامة بن شريك أحد بني ثعلبة له
صحبة روى حديثه أصحاب السنن وأحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم
ثم قال وروى اسامة بن شريك عن أبي موسى الأشعري وذكر الأزدي
وابن السكن وغير واحد أن زياد بن علاقة تفرد بالرواية عنه انتهى وفي
أسد الغابة: أخبرنا أبو الفضل الخطيب باسناده إلى أبي داود الطيالسي
حدثنا شعبة والمسعودي عن زياد بن علاقة قال سمعت أسامة بن شريك
يقول أتيت النبي ص وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير فجاءته
الاعراب من جوانب المدينة يسألونه عن أشياء لا باس بها فقالوا يا رسول
الله علينا من حرج في كذا علينا من حرج في كذا فقال رسول الله ص
عباد الله وضع الله الحرج أو قال رفع الله عز وجل الحرج الا من اقترض
أمرا عظيما فذلك الذي حرج وهلك وروي الا من اقترض من عرض أخيه
فذلك الذي حرج وسألوه عن الدواء فقال: عباد الله تداووا فان الله لم يضع
داء الا وضع له دواء الا الهرم. وسئل ما خير ما أعطي الرجل؟ قال: خلق
حسن رواه الأعمش والثوري ومسعر وابن عيينة ومالك بن مغول وغيرهم
كلهم عن زياد عن أسامة انتهى وفي أسد الغابة: أسامة بن شريك
الثعلبي من بني ثعلبة بن سعد له صحبة وأحاديث وعنه زياد بن علاقة
وعلي بن الأقمر قلت قال الأزدي وسعيد بن السكن والحاكم وغيرهم لم يرو
(٢٥١)

عنه غير زياد انتهى ولم يتحقق انه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ
له. ٧٧٩:
أسامة بن عمير الهذلي
قال الشيخ في كتاب رجاله في أصحاب الرسول ص أسامة بن
عمير الهذلي أبو أبي المليح، واسم أبي المليح زيد بن أسامة انتهى وفي
الاستيعاب أسامة بن عمير الهذلي من أنفسهم بصري له صحبة ورواية
سماه الكلبي فقال أسامة بن عمير بن عامر بن أقيشر اسم أقيشر عمير
الهذلي من ولد كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل وهو والد أبي
المليح الهذلي واسم أبي المليح عامر بن أسامة لم يرو عن أسامة هذا غير ابنه
أبي المليح الهذلي. وكان نازلا بالبصرة من حديثه عن النبي ص ما رواه خالد
الحذاء عن أبي المليح الهذلي عن أبيه قال كنا مع النبي ص في سفر يوم حنين
فأصابنا مطر لم يبل أسافل نعالنا فنادى منادي رسول الله ص ان صلوا في
رحالكم انتهى وفي أسد الغابة اسامة بن عمير بن عامر بن أقيشر واسم
أقيشر عمير بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن
كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر
الهذلي ذكره ابن الكليبي وهو والد أبي المليح الهذلي انتهى وفي الإصابة
قال البخاري له صحبة روى حديثه أصحاب السنن واحمد وأبو عوانة وابن
خزيمة وابن حبان والحاكم في صحاحهم انتهى وفي تهذيب التهذيب
أسامة بن عمير بن عامر الأقيشر الهذلي البصري والد أبي المليح له صحبة
روى عنه ولده وحده انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر
الشيخ له في رجاله. ٧٨٠:
أبو المظفر مؤيد الدولة مجد الدين أسامة بن مرشد بن علي بن
مقلد بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم بن سوار بن
زياد بن رغيب بن مكحول بن عمرو بن الحارث بن عامر بن مالك بن أبي مالك
بن عوف بن كنانة بن بكر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن تور بن
كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة بن
مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبا بن يشجب بن
يعرب بن قحطان الكناني الكلبي الشيزري وقال ياقوت يكنى أبا أسامة وأبا
المظفر.
ولادته ووفاته
ولد يوم الأحد ٢٧ من جمادى الآخرة سنة ٤٨٨ بقلعة شيزر. وتوفي
ليلة الثلاثاء ٢٣ من شهر رمضان سنة ٥٨٤ بدمشق ودفن شرقي جبل
قاسيون على جانب نهر يزيد الشمالي. كذا في تاريخ ابن خلكان وفي النجوم
الزاهرة توفي بحماه عن ٩٦ سنة.
نسبته
الشيزري نسبة إلى شيزر بفتح الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية
وفتح الزاي وبعدها راء، قال ابن خلكان: قلعة بقرب حماه معروفة بقلعة
بني منقذ انتهى وقال ياقوت: قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة
بينها وبين حماه يوم تعد في كورة حمص وهي قديمة ذكرها امرؤ القيس في
قوله: عشية رحنا من حماة وشيزرا وفي شعر قيس الرقيات: أعلى حماه
وشيزرا انتهى وفي أنساب السمعاني: شيزر مدينة وقلعة حصينة بالشام
قريبة من حمص. وكان هذا الحصن في أيديهم أي بني منقذ يتوارثونه من
أيام صالح بن مرداس سنة ٤١٩ ثم أخذه الرم ثم استرده منهم بالأمان
علي بن مقدو سنة ٤٧٤ بلقي في أيديهم حتى خرب بالزلازل سنة ٥٥٢ وقتل
كل من فيه من بني منقذ تحت أنقاضه.
عشيرته
قال ياقوت في معجم البلدان: ينسب إلى شيزر جماعة منهم الأمراء
من بني منقذ وكانوا ملوكها. وقال في معجم الأدباء وفي منقذ جماعة أمراء
شعراء لكن أسامة أشعرهم وأشهرهم وعن العماد في الخريدة لم يزل بنو
منقذ ملاك شيزر وقد جمعوا السيادة والفخر وكلهم من الأجواد الأمجاد وما
فيهم الا ذو فضل وبذل واحسان وعدل وما منهم الا من له نظم مطبوع.
ومؤيد الدولة أعرقهم في الحسب وأعرفهم بالأدب. وقال السمعاني: ان أبا
أسامة مرشد رزق أولادا كبارا فضلاء شعراء انتهى وقال ابن خلكان
خرج من بيت علي بن مقلد جماعة نجباء أمراء فضلاء كرماء انتهى وفي
ترجمته المصدر بها كتابه لباب الآداب: بنو منقذ أسرة مجيدة نشا فيها رجال
كبار كلهم فارس شجاع وكلهم شاعر أديب وكانوا ملوكا في أطراف حلب
بالقرب من قلعة شيزر عند جسر بني منقذ المنسوب إليهم وكانوا يترددون
إلى حماه وحلب وتلك النواحي ولهم بها الدور النفيسة والأملاك المثمنة وذلك
قبل أن يملكوا قلعة شيزر وكان ملوك الشام يعظمونهم ويكرمونهم وشعراء
عصرهم يقصدونهم ويمدحونهم وكان فيهم جماعة أعيان رؤساء كرماء اجلاء
علماء انتهى منهم رأس هذه الأسرة مقلد بن نصر بن منقذ قال ابن
خلكان رزق السعادة في بنيه وحفدته. وابنه علي بن مقلد جد المترجم.
وابنه مرشد بن علي والد المترجم. وأخواه نصر بن علي وسلطان بن علي
وأخو المترجم علي بن مرشد ومحمد بن مرشد وابنه مرهف بن أسامة بن
مرشد وحميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ
وإسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن علي بن منقذ ويحيى بن سلطان بن
منقذ وغيرهم ويذكرون كل في بابه انش.
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان: من أكابر بني منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم
وشجعانهم له تصانيف عديدة في فنون الأدب ذكره أبو البركات بن
المستوفي في تاريخ اربل وأثنى عليه وعده في جملة من ورد عليه وأورد مقاطيع
من شعره. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: أسامة بن مرشد بن علي بن
المقلد بن نصر بن منقذ بن نصر بن هاشم أبو المظفر الكناني الملقب بمؤيد
الدولة له يد بيضاء في الأدب والكتابة والشعر قدم دمشق سنة ٥٣٢ وخدم
بها السلطان وقرب منه وكان فارسا شجاعا ثم خرج إلى مصر فأقام بها مدة
ثم رجع إلى الشام وسكن حماه، واجتمعت به بدمشق وأنشدني قصائد من
شعره سنة ٥٥٨ وقال لي أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الملحي ان المترجم
شاعر أهل الدهر مالك عنان النظم والنثر متصرف في معانيه ليس يستقصى
وصفه بمعان ولا يعبر عن شرحه بلسان فقصائده الطوال لا يفرق بينها وبين
شعر الوليد وأما المقطعات فأحلى من الشهد وألذ من النوم بعد طول السهد
انتهى وقوله لا يفرق بينها وبين شعر الوليد فيه مبالغة.
(٢٥٢)

وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر
أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري حامل
لواء الابطال وشاعر الشام انتهى وعنه في تاريخ الاسلام أنه قال: أحد
ابطال الاسلام ورئيس الشعراء الأعلام. ومر قول ياقوت أنه أشهر أمراء
بني منقذ وأشعرهم. وعن عماد الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد
الكاتب الأصفهاني في كتاب خريدة القصر وفريدة العصر أنه قال: أسامة
كاسمه في قوة نثره ونظمه يلوح من كلامه امارة الامارة ويؤسس بيت
قريضة عمارة العبارة حلو المجالسة حالي المساجلة عالي النجم في سماء
النباهة مطبوع التصانيف وعنه أيضا هذا مؤيد الدولة من الأمراء الفضلاء
والكرماء الكبراء والسادة القادة العظماء وهو من المعدودين من شجعان
الشام وفرسان الاسلام.
وفي النجوم الزاهرة: كانت له اليد الطولى في الأدب والكتابة والشعر
وكان فارسا شجاعا عاقلا مدبرا كان يحفظ عشرين ألف بيت من شعر
العرب الجاهلية وطاف البلاد ثم استوطن حماه فتوفي فيها.
وفي شذارت الذهب: أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن
منقذ الأمير الكبير مؤيد الدولة أبو المظفر الكناني الشيزري كان من أكابر بني
منقذ أصحاب قلعة شيزر وعلمائهم وشجعانهم له تصانيف عديدة في فنون
الأدب والأخبار والنظم وفيه تشيع.
وفي الطليعة: كان جم الفضل حسن التضيف من بيت تشيع أمراء
وكان أميرا في مصر إلى آخر أيام الملك الصالح فنزل دمشق وبقي بها مكرما
وكان أديبا شاعرا له ديوان.
أحواله
في ترجمته الملحقة بكتابه لباب الآداب أنه نشا في أسرة عربية أكثر
رجالها محاربون من الطبقة الأولى وبعد ولادته بنحو سنتين بدأت الحروب
الصليبية في بلاد الشام ورباه أبوه على الشجاعة والقوة ومرنه على الفروسية
والقتال وكان يخرجه معه إلى الصيد ويدفع به بين لهوات الأسود ويقول هو
عن نفسه بعد أن جاوز التسعين يحكي بعض ما لقي من الأهوال كما في
كتابه الاعتبار: فهذه نكبات تزعزع الجبال وتفني الأموال والله
سبحانه يعوض برحمته ويختم بلطفه ومغفرته وتلك وقعات كبار شاهدتها
مضافة إلى نكبات نكبتها سلمت فيها النفس لتوقيت الآجال وأجحفت
بهلاك المال. ويقول أيضا: فلا يظنن ظان أن الموت يقدمه ركوب الخطر ولا
يؤخره شدة الحذر ففي بقائي أوضح معتبر فكم لقيت من الأهوال وتقحمت
المخاوف والاخطار ولاقيت الفرسان وقتلت الأسود وضربت بالسيوف
وطعنت بالرماح وجرحت بالسهام وأنا من الأجل في حصن حصين إلى أن
بلغت تمام التسعين فانا كما قلت:
مع الثمانين عاث الدهر في جلدي * وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذا كتبت فخطي جد مضطرب * كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما * من بعد حطم القنا في لبة الأسد
وان مشيت وفي كفي العصا ثقلت * رجلي كأني أخوض الوحل في الجلد
فقل لمن يتمنى طول مدته * هذي عواقب طول العمر والمدد
وعن العماد الكاتب في الخريدة أنه قال: سكن دمشق ثم نبت به كما
تنبو الديار بالكريم فانتقل إلى مصر فبقي بها مؤمرا مشارا اليه بالتعظيم إلى
أيام الصالح بن رزيك ثم عاد إلى الشام وسكن دمشق حتى أخذت شيزر من
أهله ثم رماه الزمان إلى حصن كيفا فأقام به حتى ملك صلاح الدين
يوسف بن أيوب دمشق سنة ٥٧٠ فاستدعاه وهو شيخ قد جاوز الثمانين.
وقال غير العماد ان قدومه مصر كان في أيام الظافر والوزير يومئذ العادل
بن السلار فأحسن اليه وعمل عليه حتى قتل العادل ثم قال إنه لا خلاف
انه حضر هناك وقت قتله انتهى.
تشيعه
مر عد صاحب الطليعة له في شعراء الشيعة وقوله انه من بيت تشيع
وقول صاحب الشذرات: وفيه تشيع. وكان في عصره التشيع فاشيا في سائر
بلاد الاسلام ويدل على تشيعه أيضا الشعر الذي حكي عنه في المناقب
وغيرها منه هذه الأبيات نسبها اليه ابن شهرآشوب في المناقب على تردد
فقال: ابن المقلد الشيزري أو شرف الدولة وهو وان لم يصرح باسمه الا أن
الظاهر أن المراد بابن المقلد هو نفسه لاشتهاره بذلك نسبة إلى جده كما
ستعرف وهي هذه:
سلام على أهل الكساء هداتي * ومن طاب محياتي بهم ومماتي
بني البيت والركن المخلق من بني * التنسك التقديس والصلوات
بني الرشد والتوحيد والصدق والهدى * بني البر والمعروف والصدقات
بهم محص الرحمن عظم جرائمي * وضاعف لي في حبهم حسناتي
ولولاهم لم يزك لي عملي ولا * تقبل صومي خالقي وصلاتي
محبتهم لي حجة وولاهم * ألاقي بها الرحمن عند وفاتي
ومنها ما نسبه اليه في الطليعة * والبيتان الأخيران أوردهما صاحب
المناقب لأسامة وهو المراد:
يا حجج الله * التي لا تستطاع تجحد
أنتم لنا لبانة * في قصدنا ومقصد
وعنكم لا صدر * ودونكم لا مورد
أمكم فاطمة * وجدكم محمد
وحيدر أبوكم * طبتم وطاب الولد
مؤلفاته
١ لباب الآداب مطبوع بمصر ألفه وهو ابن ٩١ سنة وهو كتاب
نفيس في بابه مرتب على أبواب وفصول. الوصايا. السياسة. الكرم.
الشجاعة. كتمان السر. أداء الأمانة. التواضع. حسن الجوار. الصمت
وحفظ اللسان. القناعة. الحياء. الصبر. النهي عن الرياء. الاصلاح بين
الناس. التعفف. التحذير من الظلم. الاحسان وفعل الخير. الصبر على
الأذى ومداراة الناس. حفظ التجارب. حكم للنبي ص وللصحابة
وغيرهم. محاسن الشعر. أنواع الشعر. من كلام الحكماء وغير ذلك.
يبتدئ بذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وكلمات الحكماء والاشعار
والحكايات وغير ذلك ٢ الاعتبار في سيرته وأحواله ألفه وهو ابن ٩٠ سنة
طبع مرتين في ليدن والولايات المتحدة ٣ البديع في نقد الشعر ٤ التأسي و
التسلي أشار اليه في لباب الآداب ٥ الشيب والشباب أشار اليه في اللباب
ألفه لأبيه ٦ النوم والأحلام أشار اليه في الاعتبار ٧ أزهار الأنهار ذكره
صاحب كشف الظنون ٨ التاريخ البدري ذكر فيه أسماء من شهد بدرا من
الفريقين ذكره الذهبي ٩ التجائر المربحة والمساعي المنجحة ذكره صاحب
(٢٥٣)

كشف الظنون ١٠ كتاب القضاء ذكره ياقوت ١١ تاريخ القلاع
والحصون ١٢ نصيحة الرعاة ١٣ أخبار النساء ١٤ كتاب المنازل
والاديار ذكر هذه الأربعة فيليب حتى ١٥ أخبار البلدان في مدة عمره
ذكره الذهبي ١٦ ذيل يتيمة الدهر ذكره ياقوت، وسماه الذهبي ذيل
خريدة القصر للباخرزي فأخطأ في جعله ذيلا للخريدة وهو ذيل لليتيمة وفي
جعل الخريدة للباخرزي مع أن كتاب الباخرزي اسمه دمية القصر
١٧ ديوان شعره في مجلدين رآه ابن خلكان ونقل منه ١٨ كتاب في أخبار
أهله ذكره ياقوت وقال إنه رآه. وذكر له كتابا آخر باسم كتاب تاريخ أيامه
والظاهر أنه كتاب الاعتبار المتقدم.
أشعاره
في النجوم الزاهرة له ديوان شعر مشهور وكان السلطان صلاح الدين
مغرى بشعره. ومن شعره قوله في قلع الضرس:
وصاحب لا أمل الدهر صحبته * يشقى لنفعي ويسعى سعي مجتهد
لم ألقه مذ تصاحبنا فمذ وقعت * عيني عليه افترقنا فرقة الأبد
وله في أيام الملك العادل نور الدين الشهيد:
سلطاننا زاهد والناس قد زهدوا * به فكل على الخيرات منكمش
أيامه مثل شهر الصوم طاهره * من المعاصي وفيها الجوع والعطش
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر انه كتب على حائط دار سكنها
بالموصل:
دار سكنت بها كرها وما سكنت * روحي إلى شجن فيها ولا سكن
والقبر استر لي منها وأجمل بي * ان صدني الدهر عن عودي إلى وطني
وكتب إلى أخيه:
عجمتني الخطوب حينا فلما * عجزت ان تطيق مني مساغا
لفظتني وسالمتني فقد عاد * حذاري امنا وشغلي فراغا
وأخو الصبر في الحوادث ان لم * يلقه الحين مدرك ما اراغا
وكتب على حائط جامع:
هذا كتاب فتى أحلته النوى * أوطانها ونبت به أوطانه
شطت به عمن يحب دياره * وتفرقت أيدي سبا إخوانه
متتابع الزفرات بين ضلوعه * قلب يبوح ببثه خفقانه
تأوي إليه مع الظلام همومه * وتذوده عن نومه أشجانه
لكنه لا يستكين لحادث * خوف الحمام ولا يراع جنانه
ألفت مقارعة الكماة جياده * وسرى الهواجر لا يني ذملانه
يومان اجمع دهره اما سرى * أو يوم حرب تلتظي نيرانه
وله:
إن جار دهري فوجهي ضاحك جذل * طلق وقلبي كئيب مكمد باكي
وراحة في الشكوى ولذتها * لو أمكنت لا تساوي ذلة الشاكي
وله:
أصبحت لا أشكو الخطوب وإنما * أشكو زمانا لم يدع لي مشتكى
افنى اخلائي وأهل مودتي * وابان اخوان الصفاء واهلكا
عاشوا براحتهم ومت لفقدهم * فعلي يبكي لا عليهم من بكى
وبقيت بعدهم كأني حائر * بمفازة لم يلف فيها مسلكا
وله:
أحبابنا كيف اللقاء ودونكم * خوض المهالك والفيافي الفيح
أبكيتم عيني دما فكأنما * انسانها بيد اح لفراق جريح
فكان قلبي حين يخطر ذكركم * لهب الضرام تعاورته الريح
وله:
يا مؤيسي بتجنيه وهجرته * هل حرم الحب تسويفي وتعليلي
يبدي لي الياس تصريحا فتكذبه * الأطماع لي وارى الآمال تحلي لي
وقد رضيت قليلا منك تبذله * فما احتيالي إذا استكثرت تقليلي
وله:
ومماذق رجع النداء جوابه * فإذا عرى خطب فابعد من دعي
مثل الصدا يخفى علي مكانه * أبدا ويملأ بالإجابة مسمعي
وقال وهو بقيسارية:
أراني نهار الشيب قصدي وطالما * تجاوز بي ليل الشباب سبيلي
وقد كان عذري إن أضلني الدجى * فهل لي عذر والنهار دليلي
وقال:
إذا ما عدا خطب من الدهر فاصطبر * فان الليالي بالخطوب حوامل
وكل الذي يأتي به الدهر زائل * سريعا فلا تجزع لما هو زائل
وقال:
لا تخدعن بأطماع مزخرفة * لك المنى بحديث المين والخدع
فلو كشفت عن الهلكى بأجمعهم * وجدت هلكهم بالحرص والطمع
وله:
لا در درك من رجاء كاذب * يغترنا بلوامع من آل
ابدا يسوفنا بنصرة خاذل * ووفاء خوان وعطفة قالي
ونرى سبيل الرشد لكن ما لنا * عزم مع الأهواء والآمال
وقال وهو بمصر:
انظر إلى صرف دهري كيف عودني بعد المشيب سوى عاداتي الأول
تغير صرف دهري غير معتبر كذا وأي حال على الأيام لم يحل
قد كنت مسعر حرب كلما خمدت أضرمتها باقتداح البيض في القلل
همي منازلة الاقران أحسبهم * فرائسي فهم مني على وجل
امضى على الهول من ليل واهجم من * سيل واقدم في الهيجاء من اجل
فصرت كالغادة المكسال مضجعها * على الحشايا وراء السجف والكلل
قد كدت أعفن من طول الثواء كما * يصدي المهند طول اللبث في الخلل
أروح بعد دروع الحرب في حلل * من الدبيقي فبؤسا لي وللحلل
وما الرفاهة من رأيي ولا وطري * ولا التنعم من همي ولا شغلي
ولست ارضى بلوع المجد في رفه * ولا العلى دون حكم البيض والأسل
وقال بعد خروجه من مصر:
إليك فما تثني شؤونك شاني * ولا تملك العين الحسان عناني
ولا تجزعي من بغتة البين واصبري * لعل التنائي معقب لتداني
فلا أسد غيل حيث حلت وانما * يهاب التنائي قلب كل هدان
ولا تحملي هم اغترابي فلم أزل * غريب وفاء في الورى وبيان
وفيا إذا ما خان جفن لناظر * ولم يرع كف صحبة لبنان
(٢٥٤)

أرى الغدر عارا يكتب الدهر وسمه * ويقرؤه بين الورى الملوان
ولا تساليني عن زماني فإنني * انزه عن شكوى الخطوب لساني
ولكن سلي عني الزمان فإنه * يحدث عن صبري على الحدثان
رمتني الليالي بالخطوب جهالة * بصبري على ما نابني وعراني
فما أوهنت عزمي الرزايا ولا لها * بحسن اصطباري في الملم يدان
وكم نكبة ظن العدى انها الردى * سمت بي واعلت في البرية شاني
وما انا ممن يستكين لحادث * ولا يملأ الهول المخوف جناني
وإن كان دهر غال رفدي فلم يغل * ثنائي ولا ذكري بكل مكان
وما كان إلا للنوال وللقرى * وغوثا لملهوف وفدية عاني
حمدت على حالي يسار وعسرة * وبرزت في يومي ندى وطعان
ولم ادخر للدهر إن راب أو نبا * وللخطب الا صارمي وسناني
لان جميل الذكر يبقى لأهله * وكل الذي فوق البسيطة فاني
وقال ابن خلكان: له ديوان شعر في جزءين موجود بأيدي الناس
ورأيته بخطه ونقلت منه:
لا تستعر جلدا على هجرانهم * فقواك تضعف عن صدود دائم
واعلم بأنك إن رجعت إليهم * طوعا وإلا عدت عودة راغم
وله جواب عن ابيات كتبها اليه أبوه:
وما أشكو تلون أهل ودي * ولو أجدت شكيتهم شكوت
ملكت عتابهم ويئست منهم * فما أرجوهم فيمن رجوت
إذا أدمت قوارضهم فؤادي * كظمت على أذاهم وانطويت
ورحت عليهم طلق المحيا * كأني ما سمعت ولا رأيت
تجنوا لي ذنوبا ما جنتها * يداي ولا أمرت ولا نهيت
ولا والله ما أضمرت غدرا * كما قد أظهروه ولا نويت
ويوم الحشر موعدنا فتبدو * صحيفة ما جنوه وما جنيت
وعن العماد في الخريدة أنشدني لنفسه من قديم شعره:
قالوا نهته الأربعون عن الصبي * وأخو المشيب يحور ثمة يهتدي
كم حار في ليل الشباب فدله * صبح المشيب على الطريق الأقصد
وإذا عددت سني ثم نقصتها * زمن الهموم فتلك ساعة مولدي
قال وأنشدني من قديم شعره:
لم يبق لي في هواكم ارب * سلوتكم والقلوب تنقلب
أوضحتم لي سبل السلو وقد * كانت لي الطرق عنه تنشعب
آلام دمعي من هجركم سرب * قان وقلبي من غدركم يجب
ان كان هذا لان تعبدني * الحب فقد أعتقتني الريب
أحببتكم فوق ما توهمه الناس * وخنتم اضعاف ما حسبوا
وقوله:
يا دهر ما لك لا يصد * ك عن مساءتي العتاب
أمرضت من أهوى ويا * بي ان أمرضه الحجاب
لو كنت تنصف كانت * الأمراض لي وله الثواب
قال العماد ولما اجتمعت به في دمشق قلت له هل لك معنى مبتكر في
الشيب فأنشدني:
لو كان صد معاتبا ومغاضبا * أرضيته وتركت خدي شائبا
لكن رأى تلك النضارة قد ذوت * لما غدا ماء الشبيبة ناضبا
ورأى النهي بعد الغواية صاحبي * فثنى العنان يريغ غيري صاحبا
وأبيه ما ظلم المشيب فإنه * أملي فقلت عساه غني راغبا
انا كالدجى لما تناهى عمره * نشرت له أيدي الصباح ذوائبا
ومن شعره قوله في محبوس:
حبسوك والطير النواطق إنما * حبست لميزتها على الأنداد
وتهيبوك وأنت مودع سجنهم * وكذا السيوف تهاب في الأغماد
ما الحبس دار مهانة لذوي العلى * لكنه كالغيل للآساد
وقوله: في الشمعة:
انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر * للرائين نورا وفي النار تستعر
كذا الكريم تراه ضاحكا جذلا * وقلبه بدخيل الغم منفطر
وقوله:
نافقت دهري فوجهي ضاحك جذل * طلق وقلبي كئيب مكمد باكي
وراحة القلب في الشكوى ولذتها * لو أمكنت لا تساوي ذلة الشاكي
وقوله:
لئن غض دهر من جماحي أو ثنى * عناني أو زلت باخمصي النعل
تظاهر قوم بالشمات جهالة * وكم احنة في الصدر أبرزها الجهل
وهل انا الا السيف فلل حده * قراع الأعادي ثم ارهفه الصقل
وقوله:
لا تحسدن على البقاء معمرا * فالموت أيسر ما يؤول اليه
وإذا دعوت بطول عمر لامرئ * فاعلم بأنك قد دعوت عليه
قال العماد وتناشدنا بيتا للوزير المغربي في خفقان القلب وهو:
كان قلبي إذا عن ادكاركم * ظل اللواء عليه الريح تخترق
فقال لي الأمير اسامة فقد شبهت القلب الخافق وبالغت في تشبيهه
وأربيت عليه في قولي من ابيات:
أحبابنا كيف اللقاء ودونكم * عرض المهامة والفيافي الفيح
أبكيتم عيني دما لفراقكم * فكأنما انسانها مجروح
وكان قلبي حين يخطر ذكركم * لهب الضرام تعاورته الريح
وأنشدني من قوله أيام شبابه وهو معتقل في الخيال:
ذكر الوفاء خيالك المنتاب * فألم وهو بودنا مرتاب
نفسي فداؤك من حبيب زائر * متعتب عندي له الأعتاب
ودي كعهدك والديار قريبة * من قبل ان تتقطع الأسباب
ثبت فلا طول الزيارة ناقص * منه وليس يزيده الأغباب
حظر الوفاء علي هجرك طائعا * وإذا اقتسرت فما علي عتاب
وأنشدني:
واعجب ما لقيت من الليالي * واي فعالها بي لم يسؤني
تقلب قلب من مثواه قلبي * وجفوة من ضممت عليه جفني
وأنشدني لنفسه في الشطرنج:
انظر إلى لاعب الشطرنج يجمعها * مغالبا ثم بعد الجمع يرميها
كالمرء يكدح للدنيا ويجمعها * حتى إذا مات خلاها وما فيها
قال وأنشدني لنفسه:
أأحبابنا هلا سبقتم بوصلنا * صروف الليالي قبل ان نتفرقا
(٢٥٥)

تشاغلتم بالهجر والوصل ممكن * وليس إلينا للحوادث مرتقى
كانا أخذنا من صروف زماننا * أمانا ومن جور الحوادث موثقا
وقال أيضا:
قمر إذا عاينته شغفا به * غرس الحياء بوجنتيه شقيقا
وتلهبت خجلا فلو لا ماؤها * مترقرقا فيه لصار حريقا
وأزور عني مطرقا فأضلني * أن اهتدي نحو السلو طريقا
فليلحني من شاء فيه فصبوتي * بهواه سكر لست منه مفيقا
وكتب إليه ابنه أبو الفوارس مرهف إلى حصن كيفا كتابا على يد
مستمنح فلم يمكن الوقت من بلوع الغرض من البر فكتب اسامة جوابه:
أبا الفوارس ما لاقيت من زمني * أشد من قبضة كفي عن الجود
رأى سماحي بمنزور تجانف لي * عنه وجودي به فاجتاح موجودي
فصرت ان هزني جان تعود ان * يجني نداي رآني يابس العود
وقال أيضا:
سقوف الدور في خربرت سود * كستها النار أثواب الحداد
فلا تعجب إذا ارتفعت علينا * فللحظ اعتناء بالسواد
بياض العين يكسوها جمالا * وليس النور الا في السواد
ونور الشيب مكروه وتهوى * سواد الشعر أصناف العباد
وطرس الخط ليس يفيد علما * وكل العلم في وشي المداد
قال العماد وسألني ان انتجز له مطلوبا عند الملك الناصر صلاح
الدين فكتب إلي يستحثني:
عماد الدين مولانا جواد * مواهبه كمنهل السحاب
يحكم في مكارمه الأماني * ولو كلفته رد الشباب
وعذرك في قضا شغلي قضاء * يصرفه فما عذر الجواب
وله:
صديق لنا كالبحر قد أهلك الورى * ولم تنهم اخطاره عن ركوبه
موداته تحكيه صفوا وخيرها * كمشربه من حوبه وذنوبه
وله:
كنت بين الرجاء والياس منه * اقطع الدهر بين سلم وحرب
التقي عتبه بأكرم إعتاب * ويلقى ذلي بتية وعجب
فبدا للملوك أني لو رمت * سلوا لما سلا عنه قلبي
فتجنى لي الذنوب ولا * والله ما لي ذنب سوى فرط حبي
وله:
انظر بعينك هل ترى * أحدا يدوم على المودة
لترى أخلاء الصفاء * عدى إذا تأتيك شده
وله:
تنكرني الاخوان حتى ثقاتهم * وحذرني منهم نذير التجارب
كأني إذا أودعت سري عندهم * رفعت بنار فوق أعلى المراقب
قال العماد قال وكتبها إلى دمشق بعد خروجه إلى مصر في أيام بني
الصوفي يشير إليهم:
ولوا فلما رجونا عدلهم ظلموا * فليتهم حكموا فينا بما علموا
ما مر يوما بفكري ما يريبهم * ولا سعت بي إلى ما ساءهم قدم
ولا أضعت لهم عهدا ولا اطلعت * على ودائعهم في صدري التهم
محاسني منذ ملوني بأعينهم * قذى وذكري في آذانهم صمم
وبعد لو قيل لي ما ذا تحب وما * تختار من زينة الدنيا لقلت هم
هم مجال الكرى من مقلتي ومن * قلبي محل المنى جاروا أو اجترموا
تبدلوا بي ولا أبغي بهم بدلا * حسبي بهم أنصفوا في الحكم أم ظلموا
يا راكبا تقطع البيداء همته * والعيس تعجز عما تدرك الهمم
بلغ أميري معين الدين مالكة * من نازح الدار لكن وده أمم
هل في القضية يا من فضل دولته * وعدل سيرته بين الورى علم
تضييع واجب حقي بعد ما شهدت * به النصيحة والاخلاص والخدم
إذا نهضت إلى مجد تؤثله * تقاعدوا وإذا شيدته هدموا
وان عرتك من الأيام نائبة * فكلهم للذي يبكيك يبتسم
وكل من ملت عنه قربوه ومن * والاك فهو الذي يقصى ويهتضم
أين الحمية والنفس الأبية إذ * ساموك خطة خسف عارها يصم
هلا أنفت حياء أو محافظة * من فعل ما أنكرته العرب والعجم
أسلمتنا وسيوف الهند مغمدة * ولم يرو سنان السمهري دم
وكنت أحسب من والاك في حرم * لا يعتريه به شيب ولا هرم
وان جارك جار للمسؤول لا * يخشى الأعادي ولا تغتاله النقم
هبنا جنينا ذنوبا لا يكفرها * عذر فما ذا جنى الأطفال والحرم
لكن رأيك أدناهم وأبعدني * فليت انا بقدر الحب نقتسم
وما سخطت بعادي إذ رضيت به * وما لجرح إذا أرضاكم ألم
تعلقت بحبال الشمس منك يدي * ثم انثنت وهي صفر ملؤها ندم
لكن فراقك آساني وآسفني * ففي الجوانح نار منه تضطرم
فاسلم فما عشت لي فالدهر طوع يدي * وكلما نالني من بؤسه نعم
وله:
ألق الخطوب إذا طرقن * بقلب محتسب صبور
فسينقضي زمن الهموم * كما انقضى زمن السرور
فمن المحال دوام حال * في مدى العمر القصير
وقوله كما في الطليعة:
شكا ألم الفراق الناس قبلي * وروع بالنوى حي وميت
واما مثل ما ضمت ضلوعي * فاني ما سمعت ولا رأيت ٧٨١:
أسباط بن سالم الكوفي بياع الزطي أبو علي مولى بني عدي من كندة.
الزطي في تعليقة البهبهاني على منهج المقال: الذي سمعناه مذاكرة
أن الزطي نوع من الثياب ولم نجد في القاموس ما يناسب ذلك ويحتمل
كونه بياعا للزط أو لمتاع لهم ويؤيده ما في النهاية أن الزط جنس من السودان
والهنود انتهى وفي القاموس: الزط بالضم جيل من الهند معرب جت
بالفتح والقياس يقتضي فتح معربه أيضا انتهى أقول: العرب كثيرا ما
يغيرون المعرب. وفي تاج العروس: اختلف في الزط فقيل هم السبابجة
قوم من السند بالبصرة وقال القاضي عياض: هم جنس من السودان طوال
وزاد في التوشيح مع نحافة ونقل الأزهري عن الليث أنهم جيل من الهند
إليهم تنسب الثياب الزطية انتهى وبذلك علم أن الزطي نوع من
الثياب منسوب إليهم. وفي إيضاح الاشتباه للعلامة: أسباط بن سالم بياع
الزطي بضم الزاي وكسر الطاء المهملة المخففة وتشديد الياء وسمعت السيد
جمال الدين أحمد بن طاوس رحمه الله أنه بضم الزاي وفتح الطاء المهملة
(٢٥٦)

مقصورا انتهى وهو يخالف ما مر من أنه منسوب إلى الزط المقتضي كون
الطاء مشددة مكسورة وما حكاه عن ابن طاوس غريب لم يظهر وجهه.
قال النجاشي: أسباط بن سالم بياع الزطي أبو علي مولى بني عدي
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكره أبو العباس وغيره في
الرجال له كتاب أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد:
حدثنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الأزدي: حدثنا ذبيان بن حكيم أبو
عمرو الأزدي: حدثنا أسباط بن سالم بياع الزطي بكتابه. وفي الفهرست:
أسباط بن سالم بياع الزطي له كتاب أصل أخبرنا به أحمد بن أبي جيد عن ابن
الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه وأخبرنا
به أحمد بن عبدون عن ابن الأنباري عن حميد بن زياد عن القاسم بن
إسماعيل القرشي عن أسباط. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع: أسباط بن سالم الكوفي بياع الزطي. وذكر النجاشي في
يعقوب بن سالم الثقة انه أخو أسباط بن سالم وكذا في الخلاصة ولم يذكر
أسباطا في الخلاصة. قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة قوله أخو أسباط
يقتضي كون أسباط أشهر منه مع أنه لم يذكره في القسمين ولا غيره مع أنه
كثير الرواية خصوصا بواسطة ولده علي بن أسباط انتهى ورواية ابن أبي
عمير عنه الذي قبل الأصحاب مراسيله باعتبار انه لا يرسل إلا عن ثقة
تشعر بوثاقته كما نبه عليه في التعليقة. وروى أسباط بن سالم حديثا قال فيه
صنع لنا أبو حمزة طعاما ونحن جماعة الحديث. يروي عنه ذبيان بن حكيم
الأزدي كما مر عن النجاشي ويروي عنه ابن أبي عمير والقاسم بن
إسماعيل القرشي كما مر عن الفهرست. وعن جامع الرواة انه زاد رواية
علي بن عقبة ومحمد بن زياد وابنه علي بن أسباط ويحيى بن إبراهيم وعلي بن
الحكم عنه وعن بعضهم زيادة رواية الحسن بن علي الوشاء عنه. ٧٨٢:
أسباط بن عروة البصري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٧٨٣:
أسباط بن محمد بن عمرو القرشي مولاهم الكوفي.
ولد سنة ١٠٥ وتوفي بالكوفة في المحرم سنة ٢٠٠ وقيل سنة ١٩٩.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وعن
مختصر الذهبي روى عن الأعمش وزكريا بن أبي زائدة وعدة. عنه احمد
ومحمد ابني عبيد الله بن نمير وخلف وثقه ابن معين انتهى وفي تهذيب
التهذيب أسباط بن محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن ميسرة القرشي مولاهم
أبو محمد روى عن الأعمش ومطرف بن طريف وأبي إسحق الشيباني
ومحمد بن عجلان والثوري وغيرهم وعنه أحمد بن حنبل وابنه عبيد بن
إسباط وابن أبي شيبة وابن نمير وإسحق بن راهويه ومحمد بن مقاتل وعلي بن
حرب والحسن بن علي بن عفان وعدة قال محمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي قال لنا وكيع اسمعوا منه فسمعنا منه وكان حديثه ثلاثة آلاف وقال
ابن أبي خيثمة عن ابن معين ثقة وقال أبو احمد إنه أحب إليه من الخفاف
وقال أبو حاتم صالح وقال النسائي ليس به باس وقال يعقوب بن شبة كوفي
ثقة صدوق توفي بالكوفة في المحرم سنة ٢٠٠ قلت وقال الدوري عن ابن
معين ليس به باس وكان يخطئ عن سفيان وقال الغلابي عنه ثقة والكوفيون
يضعفونه وهو عندنا ثبت فيما يروي عن مطرف والشيباني وقد سمعت انا
منه وقال العقيلي ربما يهم في الشئ وقال العجلي لا باس به وقال ابن سعد
كان ثقة صدوقا إلا أن فيه بعض الضعف وذكره ابن حبان في الثقات وقال
هارون بن حاتم في تاريخه حدثني انه ولد سنة ١٠٥ ومات في أيام أبي
السرايا سنة ١٩٩ وفي تاريخ بغداد للخطيب: أسباط بن محمد بن عبد
الرحمن بن خالد بن ميسرة أبو محمد القرشي مولى السائب بن يزيد من أهل الكوفة
سمع أبا إسحق الشيباني وسليمان الأعمش وعطاء بن السائب
وليث بن أبي سليم ومطرف بن طريف ومسعر بن كدام وسفيان الثوري
روى عنه قتيبة بن سعيد وأحمد بن حنبل وسعيد بن يحيى الأموي ومحمد بن
الوليد الفحام وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان والحسن بن محمد
الزعفراني وعبد الله بن أيوب المخزومي وغيرهم وقدم بغداد وحدث بها ثم
روى بسنده عن أسباط عن الشيباني عن زياد بن علاقة عن اسامة بن
شريك خرجنا مع رسول الله ص يعني في الحج وكان ذلك بمنى في حجة
الوداع كذا بالهامش فجعل الرجل يجئ فيقول يا رسول الله حلقت قبل
ان أذبح. وذبحت قبل ان احلق قدموا شيئا دون شئ فلما أكثروا قال يا
أيها الناس إن الله قد رفع الحرج إلا من اقترض من مسلم شيئا ظلما فذلك
الذي حرج. ثم روى بسنده أنه قال أبو زكريا يحيى بن معين وقد رأيت
أسباط بن محمد ببغداد في دار القطن وبسنده عن عباس بن محمد
سمعت يحيى بن معين يقول: أسباط بن محمد أبوه يروي عنه سليمان
التيمي يقول أبو عمرو عن عكرمة وهو أبو عمرو القاص واسمه محمد وهو
أبو أسباط الذي حدث في دار القطن وقال يحيى في موضع آخر: وأسباط بن
محمد قد كتبت عنه نزل دار القطن ببغداد. وقال عباس: سمعت يحيى
يقول أسباط ليس به باس وكان يخطئ عن سفيان. وبسنده قال أبو زكريا
أسباط بن محمد ثقة والكوفيون يضعفونه. وبسنده عن الدارمي قلت
ليحيى بن معين فاسباط بن محمد كيف حديثه قال ليس به باس. وبسنده
عن يعقوب بن شبة قال أسباط بن محمد كوفي ثقة صدوق وكان من قريش
يكنى أبا محمد توفي بالكوفة في المحرم سنة ٢٠٠ في خلافة المأمون قال
يحيى بن معين أسباط بن محمد ثقة. وبسنده عن محمد بن سعد قال
أسباط بن محمد القرشي يكنى أبا محمد مات في أول سنة مائتين. وبسنده
عن هارون بن حاتم التميمي سالت أسباط بن محمد قلت يا أبا محمد متى
ولدت قال سنة ١٠٥ ومات أسباط بن محمد سنة ١٩٩ في أيام أبي السرايا
انتهى وأنت ترى أن الشيخ جعله ابن محمد بن عمرو والخطيب وابن
حجر جعلاه ابن محمد بن عبد الرحمن. ٧٨٤:
أبو القاسم اسبام بن عز الدولة بختيار بن معز الدولة أحمد بن بويه
الديلمي.
في ذيل تجارب الأمم في حوادث سنة ٣٨٣ كان شرف الدولة
شيرزبل بن عضد الدولة قد أحسن إلى أولاد بختيار بالافراج عنهم. ولما هم
بقصد العراق أخرجهم إلى بعض دور شيراز وجعل معايشهم وإقطاعاتهم
منها فلما توفي قبض عليهم وحبسوا في قلعة خرشنة فكانوا فيها إلى أن مضى
صدر كبير من أيام صمصام الدولة ثم استمالوا حافظ القلعة ومن معه من
الديلم فأفرجوا عنهم فانفذوا إلى أهل النواحي فاجتذبوا منهم عدة كثيرة
فاخرج إليهم صمصام الدولة أبا علي الحسن بن أستاذ هرمز في عسكر فلما
قرب من القلعة تحصن بنو بختيار والديلم فيها وحاصرها أبو علي ثم راسل
أحد وجوه الديلم الذين في القلعة فانزل إليهم حبلا فصعد به جماعة وفتحوا
الباب ودخلوا القلعة وملكوها وقبض على أولاد بختيار وهم ستة وكتب إلى
(٢٥٧)

صمصام الدولة بالفتح فانفذ فراشا فقتل اثنين من أولاد بختيار وانفذ الباقين
إلى قلعة الجنيد فاعتقلوا فيها. وقال في حوادث سنة ٣٨٨ أشار على صمصام الدولة المرزبان بن عضد
الدولة نصحاؤه بعرض الديلم في جميع الاعمال
واسقاط كل من لم يكن صحيح النسب فاسقط منهم بسبب ذلك مقدار ألف
رجل واتفق ان أبا القاسم اسبام المترجم واخا أبا نصر شهفيروز ولدي
بختيار كانا مقبوضين فخدعا الموكلين بهما في القلعة فأفرجوا عنهما فجمعا
جمعا من الأكراد وأتاهما الذين أسقطوا من الديلم وسار أبو القاسم
اسبام إلى ارجان فملكها ودفع أصحاب صمصام الدولة عنها وتحير صمصام
الدولة في امره ثم إن أبا نصر قتل صمصام الدولة وملك هو واخوه أبو
القاسم المترجم بلاد فارس وكتبا إلى أبي علي الحسن بن أستاذ هرمز بالخبر
ويذكران سكونهما اليه وتعويلهما عليه ويبسطان أمله كما يفعله مبتدئ بملك
يروم احكام قواعده ويأمر انه باخذ البيعة لهم على الديلم قبله فخافهما لما
كان اسلف اليهما من قتل أخويهما رأى أن الدخول في طاعة بهاء الدولة
أصوب فجمع وجوه الديلم وشاورهم فأشاروا بالانحياز إلى ابني بختيار فلم
يوافقهم وقال إن وراثة هذا الملك قد انتهت إلى بهاء الدولة فامتنعوا ثم
ارسل إلى أبي علي بن إسماعيل وزير بهاء الدولة يطلب منه شرابا عتيقا
للدواء فقال لبهاء الدولة انه ما طلب منا شرابا ولكنه أراد ان يفتح لنا في
مراسلته بابا فأرسل اليه بهاء الدولة انك كنت أنت والديلم معذورين قبل
اليوم في محاربتي حتى كانت المنازعة في الملك بيني وبين أخي فاما الآن فقد
حصل ثاري وثاركم في أخي عند من سفك دمه فلا عذر لكم في القعود
عني فاجابه ابن أستاذ هرمز بعد السمع والطاعة ان الديلم مستوحشون وانه
مجتهد في رياضتهم وارسل إلى بهاء الدولة ان يعطيهم ما يسكنون اليه فاجابه
بالقبول وحضر جماعة من وجوههم إلى بهاء الدولة فحلف لهم فدخلوا في
طاعته وسار اليه ابن أستاذ هرمز واختلط العسكران وسار أبو علي بن
إسماعيل إلى شيراز فنزل بظاهرها وخرج اليه ابنا بختيار فحارباه فتضعضع
ابنا بختيار في اليوم الأول ومال بعض من معهما إلى بهاء الدولة وغدر بهما
كثير من الغلمان ودخلوا البلد ونهبوا بعضه ونادوا بشعار بهاء الدولة وعادت
الحرب في اليوم الثالث فلم يمض من النهار بعضه حتى استأمن الديلم إلى أبي
علي وهرب ابنا بختيار فلحق أبو نصر بلاد الديلم ومضى أبو القاسم اسبام
إلى بدر بن حسنويه ثم انتقل من عنده إلى البطيحة انتهى. ٧٨٥:
أبو جعفر أستاذ هرمز بن الحسن الديلمي.
توفي سنة ٤٠٦ عن ١٠٥ سنين.
قال ابن الأثير كان أبو جعفر أستاذ هرمز من حجاب عضد الدولة
وفي ذيل تجارب الأمم في حوادث سنة ٣٧٤: كان المتولي بعمان في هذا
الوقت أبو جعفر أستاذ هرمز من قبل شرف الدولة فما زال ابن شاهويه يفتل
له في الذروة والغارب حتى اماله عن شرف الدولة إلى صمصام الدولة
وساعد على ذلك ان ولده أبا علي الحسن بن أستاذ هرمز كان ببغداد عند
صمصام الدولة فجمع أستاذ هرمز الناس بعمان على طاعة صمصام
الدولة، وخطب له على منابرها، فسر صمصام الدولة بذلك وانفذ إلى أستاذ
هرمز العهد بالتقليد مع الخلع والحملان، فأرسل شرف الدولة اليه جيشا
مع أبي نصر خواشاذه، فوقعت الغلبة على أستاذ هرمز واخذ أسيرا.
واستولى أبو نصر على رجاله وأمواله وعاد إلى فارس ومعه أستاذ هرمز فشهره
بها ثم قرر عليه مالا ثقيلا وحمل إلى بعض القلاع مطالبا بأدائه ثم ذكر في
حوادث سنة ٣٨١ ان خلف بن أحمد المعروف بابن بنت عمرو بن الليث
الصفار صاحب سجستان كان قد ورد العراق في أيام معز الدولة وخلع عليه
بالحضرة الخلع السلطانية لولاية سجستان وكان عضد الدولة قرر معه هدنة
فلما توفي عضد الدولة تحدثت نفس خلف بالغدر ثم أحجم فلما توفي شرف
الدولة وملك صمصام الدولة فارس ووقع الخلف بينه وبين بهاء الدولة قوي
طمعه وجهز جيشا مع عمرو ابنه إلى كرمان فملكها ثم جهز صمصام الدولة
عسكرا مع العباس بن أحمد الحاجب فانهزم عمرو بن خلف وعاد إلى
سجستان وذلك في المحرم سنة ٣٨٢ فلما دخل إلى أبيه قيده وحبسه ثم قتله
بين يديه وغسله وصلى عليه ودفنه ووصل أبو علي الحسن بن أستاذ هرمز إلى
فارس فشرع في انفاذ أبيه أستاذ هرمز إلى كرمان فتوجه إليها واستعيد
العباس فلما بلغ ذلك خلف بن أحمد وجم لهذا الخبر ورأى أنه قد رمي
بحجره حين لا قدرة له على الدفع لتمزق رجاله واضطراب حاله وعلم أنه
متى قصده في عقر داره وهو على هذه الصورة غلبه فعمد إلى الحيلة
وكتب كتابا غير معنون أقام فيه العذر لنفسه وجعل حجته في نقض الهدنة
العضدية اختلاف صمصام الدولة وبهائها ومن شروط الهدنة انها منتقلة إلى
أولادهما ما لم يختلفوا وانه متى استؤنف معه الصلح أجاب اليه فلم قرئ
الكتاب على أستاذ هرمز أجاب إلى الصلح وكتب بينهم بذلك كتاب
واتصلت المهادات والملاطفة بين الجهتين وخلف في أثناء ذلك يستعد فلما
قويت شوكته نقض العهد واظهر كتاب المعتضد ببلاد كرمان اقطاعا لجده
عمر بن الليث الصفار. وكان بسجستان قاض يعرف بأبي يوسف البزاز
مقبول القول بين الرعية يعظمونه غاية الاعظام فأرسله خلف إلى أستاذ
هرمز وارسل معه رجلا من الصوفية يعرف بالحلبي كالمؤانس له وأعطى
الصوفي سما ليقتله في طعام يحمل اليه من دار أستاذ هرمز لينسب الناس قتله
اليه ورتب للصوفي جمازات بين بم وسجستان وقال له إذا قضيت الإرب
فاهرب فتوجه أبو يوسف غافلا عما يراد به ووصل إلى أستاذ هرمز وهو ببم
فأكرمه فأشار الصوفي على أستاذ هرمز باستدعاء أبي يوسف إلى طعامه
ليشاهد فضل مروءته فيتحدث به في بلده ففعل وأفطر عنده في بعض ليالي
شهر رمضان واتخذ الصوفي شيئا كثيرا من القطائف فمنه ما عمله على عادة
أهل سجستان ومنه على رسم أهل بغداد وجعل السم في البغدادي فلما
انصرف أبو يوسف من دار أستاذ هرمز سأله الصوفي عما شاهده فما زال
يذكر شيئا شيئا حتى ذكر القطائف فوصف أبو يوسف جودة ما احضر منه
فقال الصوفي ما أظن القاضي أكل مما يصلح عندنا في العراق وقد عملت
منه شيئا ليأكله ويعلم ان لبغداد الزيادة على كل بلد وقام واحضر المسموم
فاستدعى أبو يوسف جماعة من أصحابه ليأكلوا معه فقال له الصوفي هذا
شئ نجب ان يتوفر عليك وقد عملت لأصحابنا ما يصلح لهم واحضر ما
كان عمله على عادة أهل سجستان ودعا القوم اليه واكل أبو يوسف من
المسموم وامعن فيه وخرج الصوفي وركب جمازة معدة بباب البلد ودخل
المفازة متوجها إلى سجستان ونام أبو يوسف فما مضت ساعة حتى عمل فيه
السم ومات وطلب الصوفي فلم يوجد، وعرف أستاذ هرمز الخبر فقلق
لأجله ثم رأى كتمان الامر وأحسن إلى أصحاب أبي يوسف وأعادهم
موفورين، ووصل الصوفي إلى خلف واخبره فأمره ان يقول في مجمع من
الناس ان أستاذ هرمز غدر بأبي يوسف وسمه وقتله وأراد ان يفعل بي مثل
ذلك فهربت وقد نقض العهد وعزم على المسير إلى هذه البلاد فأجهش خلف
بالبكاء وقال: وا أسفاه على القاضي الشهيد، ونادى بالنفير لغزو كرمان
(٢٥٨)

وكتب بذلك محاضر إلى الأطراف وشنع على أستاذ هرمز بالغدر والنكث
وهو الغادر الناكث، وجهز ولده طاهرا المعروف: بشير بابك في تسعة
آلاف إلى كرمان، فوصل إلى نرماشير سحرا وشعر بهم الديلم فرأوا انهم
عاجزون عن مقاومتهم فعزموا على الخروج من البلد وكان السجزية قد
احرقوا أحد أبواب البلد وصعدوا السور، فلما وصل الديلم إلى الباب
وجدوا إن السجزية قد دخلوا منه فتلاقوا، فرمى أحد الديلم وكان فارسا
شجاعا أحد قواد السجزية فسقط صريعا، ورمى آخر فقتله وثلث، فانهزم
السجزية إلى الصحراء وخرج الديلم بأهلهم وأموالهم ومضوا إلى جيرفت
ولم يتبعهم فرسان ابن خلف، ودخل طاهر بن خلف نرماسير، وبلغ أستاذ
هرمز الخبر وهو ببم وكان في القلعة التي هو بها سلاح كثير، فجمع الديلم
وشاورهم فقالوا: لا طاقة لنا اليوم بهذا الرجل فاخذوا من الأسلحة ما
قدروا على حمله وأحرقوا الباقي لئلا يأخذه العدو، وبادر إلى جيرفت واقام
بها يستكثر من الرجال ويستعد للقتال. وسار ابن خلف إلى بردسير لأنها
قطب كرمان، فجاهد المحامي بها في الذب عنها ثلاثة أشهر، ثم ضاقت
الميرة فكتب إلى أستاذ هرمز يعلمه اشتداد الحصار به وانه متى لم يدركه سلم
البلد، فسار أستاذ هرمز من جيرفت سنة ٣٧٤ والزمان شات فلاقى مشقة
فلما قرب من بردسير اخذ في لحف الجبل حتى صار بينه وبين القلعة ثلاثة
فراسخ وعرف من في القلعة وروده، فضربوا البوقات والطبول وتلاقى
السجزية وعسكر أستاذ هرمز واقتتلوا عامة النهار وأستاذ هرمز زاحف
بعسكره إلى باب البلد حتى إذا شارفه قلع السجزية مضاربهم من موضعها
وتأخروا واختلط المحاصرون بعسكر أستاذ هرمز وقوي بعضهم ببعض
وهابهم السجزية وأقاموا يوما واحدا ثم أوقدوا النيران ليلا يوهمون بها انهم
مقيمون ورحلوا، وعرف أستاذ هرمز خبر انصرافهم سحرا فانفذ أبا غالب
ابنه في جماعة من الفرسان، فسار مجدا في طلبهم وقتل منهم جماعة، ورحل
أستاذ هرمز يطوي المنازل إلى نرماسير فوصلها وقد دخل طاهر بن خلف
المفازة عائدا إلى سجستان. وقال في حوادث سنة ٣٨٨: أشار على صمصام
الدولة نصحاؤه بعرض الديلم وامضاء كل من كان صحيح النسب أصيلا
واسقاط كل من كان متشبها بالقوم دخيلا والاتساع بما ينحل من الاقطاعات
عنهم بهذا السبب فعزم على ذلك، وقيل له ان ديلم فسا يتميزون بكثرة
العدد وشدة البطش ولا يقدر على عرضهم الا أبو جعفر أستاذ هرمز بن
الحسن فان له معرفة بالأنساب والأصول وهيبة في العيون والقلوب، فاستقر
الامر على استدعائه من كرمان واخراج أبي الفتح بن أحمد بن محمد بن
المؤمل ليقوم مقامه بها، ففعل ذلك وعاد أبو جعفر، فاخرج إلى فسا فلما
حصل بها اظهر ما رسم له وبدا بالعرض فاسقط ٩٥٠ رجلا واسقط أبو
الفتح بن المؤمل نحو ٤٠٠ رجل. وكان ابنا بختيار قد خرجا من القلعة،
وملك أبو القاسم اسبام ارجان كما مر في ترجمة اسبام التي قبل هذه الترجمة.
وكان أبو جعفر أستاذ هرمز مقيما بفسا كما تقدم، فلما فعل ابنا بختيار ما مر
اجتمع اليه نسوة من نساء أكابر الديلم المقيمين بخوزستان عند ولده أبي
علي الحسن وكن يجرين مجرى الرجال في قوة الحزم وأصالة الرأي والمشاركة
في التدبير، فقلن له: أنت وولدك اليوم صاحبا هذه الدولة ومقدماها وقد
لاحت لنا أمور نحن مشفقات منها ومعك مال وسلاح وانما يراد مثل ذلك
للمدافعة عن النفس والجاه فالصواب ان تفرق ما معك على هؤلاء الديلم
الذين هم عندك وتأخذهم وتمضي إلى شيراز وتسير صمصام الدولة إلى
الأهواز وتخلصه من الخطر الذي قد أشرف عليه فإنك إذا فعلت ذلك
أحييت الدولة وقضيت حق النعمة وتقربت الرجال إلى قلوب رجالنا
المقيمين هناك ومتى لم تقبل هذه المشورة وثب هؤلاء الديلم عليك ونهبوك
وحملوك إلى ابني بختيار فلا المال يبقى ولا النفس تسلم. فشح أستاذ هرمز
بهما معه وغلب عليه حب المال فغطى على بصيرته حتى صار ما اخبر به
حقا، فنهب داره وإصطبله ونجا بنفسه واستتر في البلد فدل عليه واخذ
وحمل إلى ابن بختيار ثم احتال لنفسه فتخلص من يده وذكر في حوادث سنة
٣٨٩ ان ابن بختيار لما قبض على أبي جعفر أستاذ هرمز قرر امره على ألف
ألف درهم وأدى أكثرها، ثم حصل عند لشكرستان كور موكلا به مطالبا
بالبقية، فاحتال صاحب له طبري في الهرب به إلى دار أحد الجند ثم احضر
قوما من الأكراد وأخرجه إليهم فساروا به وألحقوه بأبي علي بن إسماعيل
فلحقه في بعض الطريق انتهى. ٧٨٦:
الأسترآبادي
يوصف به جماعة يعسر احصاؤهم. ٧٨٧:
استونة
اسمه أحمد بن محمد الدينوري. ٧٨٨:
إسحاق
في البحار هو إسحاق بن عمار. ٧٨٩:
إسحاق بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي أخو زكريا بن
آدم.
قال النجاشي: إسحاق بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي
روى عن الرضا ع له كتاب يرويه جماعة أخبرنا محمد بن علي
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا محمد بن أبي الصهبان عن
إسحاق. وفي لسان الميزان إسحاق بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري
القمي ذكره النجاشي في رجال الشيعة وقال روى عن علي بن موسى الرضا
روى عنه محمد بن أبي الصهبان وله تصانيف انتهى وفي الفهرست
إسحاق بن آدم له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار
عن محمد بن أبي الصهبان عن إسحاق بن آدم انتهى يروي عنه محمد بن
أبي الصهبان كما مر. وعن جامع الرواة يروي عنه محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب انتهى ويروي هو عن الرضا ع كما مر وفي رجال ابن
داود إسحاق بن آدم بن عبد ربه بن سعد الأشعري القمي مهمل قال
النجاشي من أصحاب الرضا ع انتهى فأبدل عبد الله بعبد
ربه من أغلاط رجال ابن داود الذي قالوا أن فيه أغلاطا. وفي المعالم
إسحاق بن آدم له كتاب. ٧٩٠:
إسحاق بن ابان
في التعليقة هو إسحاق بن محمد بن أحمد بن ابان. ٧٩١:
إسحاق بن إبراهيم أخو زيدان بن إبراهيم أو ابن أخته.
في عيون أخبار الرضا ع إسحاق بن إبراهيم أخي زيدان
الكاتب المعروف بالزمن وفي الأغاني إسحاق بن إبراهيم بن أخي زيدان ولا
بد ان يكون وقع تحريف في أحدهما في مروج الذهب ذكر رجل من الكتاب
ان إسحاق بن إبراهيم أخا زيدان بن إبراهيم حدثه انه كان يتقلد الصيمرة
(٢٥٩)

والسيروان وان إبراهيم بن العباس اجتاز به يريد خراسان والمأمون بها
وقد بايع بالعهد لعلي بن موسى الرضا وقد امتدحه بشعر يذكر فيه فضل آل علي
وأنهم أحق بالخلافة من غيرهم قال فاستحسنت القصيدة وسألته ان
ينسخها لي ففعل ووهبت له ألف درهم وحملته على دابة وضرب الدهر من
ضربه إلى أن ولي ديوان الضياع مكان موسى بن عبد الملك وكنت أحد
عمال موسى وكان يجب ان يكشف أسباب موسى فعزلني وامر ان تعمل
مؤامرة فعملت وكثر علي فيها وحضرت للمناظرة عنها فجعلت احتج بما
لا يدفع فلا يقبله ويحكم لي الكتاب فلا يلتفت إلى حكمهم ويسمعني في
خلال ذلك بدعا من الكلام إلى أن أوجب علي الكتاب اليمين في باب من
الأبواب فحلفت عليه فقال ليست يمين السلطان عندك يمينا لأنك رافضي
فقلت له تأذن لي في الدنو منك فاذن لي فقلت ليس مع تعريضك بمهجتي
للقتل صبر وها هو المتوكل ان كتبت اليه بما يسمع منك لم آمنه على نفسي
وقد احتملت كل ما جرى سوى الرفض. والرافضي من زعم أن علي بن
أبي طالب أفضل من العباس وان ولده أحق من ولد العباس بالخلافة قال
ومن ذلك، قلت: أنت وخطك عندي به وأخبرته بالشعر فوالله ما هو الا
ان قلت ذلك له حتى سقط في يده ثم قال احضر الدفتر الذي بخطي فقلت
له هيهات لا والله أو توثق لي بما اسكن اليه انك لا تطالبني بشئ مما جرى
على يدي وتخرق هذه المؤامرة ولا تنظر لي في حساب فحلف لي على ذلك
وخرق العمل المعمول وأحضرته الدفتر فوضعه في خفه وانصرف وقد زالت
عني المطالبة انتهى وهذا الخبر كالصريح في تشيع إسحاق بن إبراهيم
المترجم وقد ذكرنا هذا الخبر في الجزء الخامس في ترجمة إبراهيم بن العباس
الصولي نقلا عن العيون والأغاني لكن ليس فيه صراحة في تشيعه بل ربما
كان فيه ايماء إلى ذلك لان فيه انه نسخ له شعره في الرضا أو انسخه شعره
في الرضا وهو يشعر بتشيعه لان الناس في عصر بني العباس كانوا يتحاشون
عن مدح آل أبي طالب فائتمانه له على ذلك يشعر بتشيعه والله أعلم. ٧٩٢:
السيد عز الدين إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق الحسني الحسيني
الطباطبائي الشيرازي النسابة.
عصره مقارب لعصر صاحب عمدة الطالب له ذيل على كتاب
الأنساب المشجرة للسيد النسابة أحمد بن محمد بن المهنى بن علي بن المهنى
الحسيني العبيدلي الذي أدرك عصر العلامة الحلي وجدت نسخة الأصل
والذيل بخط السيد عبد المؤمن بن الحسين بن محمد بن علي بن علاء الدين
محمد بن إبراهيم بن السيد عز الدين إسحاق المترجم فرع من كتابتها في
٢٣ جمادى الأولى سنة ١٠٠٧. ٧٩٣:
إسحاق بن إبراهيم الأزدي الكوفي العطار.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٧٩٤:
إسحاق بن إبراهيم الأزدي العطار الكوفي أبو يعقوب
ذكره الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الصادق ع وقال
أسند عنه ولا يبعد اتحاده مع سابقه. وفي لسان الميزان: إسحاق بن
إبراهيم الأزدي أبو يعقوب الكوفي من رجال الشيعة ذكره الطوسي روى
عنه الحسين بن حمزة بن بنت أبي حمزة الثمالي انتهى. ٧٩٥:
إسحاق بن إبراهيم الأزدي الكوفي أبو إبراهيم.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويحتمل اتحاده مع الأول.
تنبيه
في تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل عامل:
إسحاق بن إبراهيم الثقفي: في الاقبال لابن طاوس: رأيت في كتاب
الحلال والحرام لإسحاق بن إبراهيم الثقفي الثقة من نسخة عتيقة عندنا
الآن مليحة انتهى أقول الظاهر أن الصواب في عبارة الاقبال لأبي
إسحاق إبراهيم الثقفي وهو صاحب كتاب الغارات والنسخة التي كانت
عنده من الاقبال مغلوطة فقوله: الثقة يدل على أنه معروف مشهور وليس
لإسحاق بن إبراهيم الثقفي ذكر في الرجال فضلا عن المعروفية. ٧٩٦:
إسحاق بن إبراهيم الجعفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي كتاب
لبعض المعاصرين يروي عنه القاسم بن محمد الجوهري. ٧٩٧:
إسحاق بن إبراهيم الحضيني.
الحضيني ضبطه العلامة في الخلاصة بالحاء المهملة المضمومة
والضاد المعجمة المفتوحة وبعدها مثناة تحتية ساكنة فنون.
قال الكشي: في الحسن والحسين الأهوازيين الحسن والحسين ابنا
سعيد بن حماد مولى علي بن الحسين ص وكان الحسن بن
سعيد هو الذي أدخل إسحاق بن إبراهيم الحضيني وعلي بن الريان بعد
إسحاق إلى الرضا ع وكان سبب معرفتهم لهذا الامر ومنه سمعوا
الحديث وبه عرفوا وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني و غيرهم حتى
جرت الخدمة على أيديهم انتهى محل الحاجة وقال العلامة في الخلاصة
إسحاق بن إبراهيم الحضيني جرت الخدمة على يده للرضا ع وكان
الحسين بن سعيد هو الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم إلى الرضا ع حتى
جرت الخدمة على يده وعلي بن مهزيار بعد إسحاق بن إبراهيم وكان سبب
معرفتهم لهذا الامر فمنه سمعوا الحديث وبه يعرفون وكذلك فعل
بعبد الله بن محمد الحضيني هذا جملة ما وصل الينا في هذا الرجل والأقرب
قبول قوله انتهى قال البهبهاني في التعليقة وذلك لكونه وكيلا وهو
يقتضي الوثاقة انتهى ولا يخفى ان كلام العلامة مأخوذ من كلام الكشي
لكن في الخلاصة علي بن مهزيار وفي رجال الكشي بدله علي بن الريان فلا
شك انه ابدل أحدهما بالاخر مع أن كلا منهما يصح ارادته لأنه معاصر
للرضا ع قال الميرزا سيأتي ان الموصل للمذكورين الحسن بن
سعيد لا الحسين وهو الموافق لكتاب الكشي أيضا حتى بخط ابن طاوس كما
نقله الشهيد الثاني والموجود في جميع النسخ هنا الحسين كما أن الموجود هناك
الحسن انتهى أقول في نسخة من الخلاصة مقابلة على نسخة ولد
المصنف الحسين هنا والحسن هناك وهو يدل على أن الحسين هنا سهو من
قلمه الشريف ثم قال في التعليقة: وليس في رجال الشيخ في أصحاب
الرضا ع الا إسحاق بن محمد الحضيني لقي الرضا ع
انتهى أقول وهو دال على أن إسحاق بن إبراهيم الحضيني من أصحاب
الرضا والجواد معا. وفي التعليقة لا يبعد اتحادهما ويكون الثاني نسبة إلى
(٢٦٠)

الجد كما سنشير في محمد بن إبراهيم الحضيني وعبد الله بن محمد الحضيني
وعبد الله بن إبراهيم فيكون هذا أخا عبد الله وأخا أحمد بن محمد الحضيني
الماضي انتهى وفي تكملة الرجال قوله إسحاق بن إبراهيم الحضيني. في
التهذيب حديث فيه مدحه وترضي الجواد ع عليه وهو: أحمد بن
محمد بن محمد عن علي بن مهزيار: كتبت إلى أبي جعفر ع اعلمه
ان إسحاق بن إبراهيم وقف ضيعة على الحج وامر ولده وما فضل عنها
للفقراء وان محمد بن إبراهيم أشهد على نفسه بما يفرق في اخواننا في بني
هاشم من يعرف حقه ويقول بقولنا إلى أن قال فكتب ع فهمت
برحمتك الله ما ذكرت من وصية إسحاق بن إبراهيم رضي الله عنه وما
أشهد لك بذلك محمد بن إبراهيم رضي الله عنه الحديث وهذا المدح
أعني وقف الضيعة وترضي أبي جعفر ظاهر في وثاقته انتهى أي الترضي
مع الوقف الذي هو مؤيد يستظهر منهما ذلك.
وفي مشتركات الطريحي يمكن استعلام ان إسحاق هو ابن إبراهيم
الحضيني بوروده في طبقة أصحاب الرضا ع. وفي مشتركات
الكاظمي قلت ذكر العلامة ان إسحاق هذا سمع الحديث من الحسين بن
سعيد وبه يعرف وذكر الكشي انه سمع من الحسن بن سعيد لا الحسين
انتهى وفي كتاب لبعض المعاصرين: يتمير برواية علي بن مهزيار
والحسن بن علي الكوفي عنه وروايته عن الرضا ع انتهى. ٧٩٨:
إسحاق بن إبراهيم الطوسي.
في لسان الميزان: ذكره أبو جعفر بن بابويه في رجال الشيعة وقال
حكى عنه مكي بن أحمد البردعي اه‍ ثم ذكر بعد فاصلة إسحاق بن
إبراهيم الطوسي أيضا وقال لا يعرف وخبره باطل روى مكي بن أحمد
البردعي عنه أنه قال رأيت سربانك ملك الهند إلى آخر ما روى وأبو
جعفر بن بابويه الظاهر أن المراد به الصدوق ولا ندري أين ذكره ولعله في
بعض كتبه في الرجال. ٧٩٩:
إسحاق بن إبراهيم النخعي.
في لسان الميزان ذكره الكشي في رجال الشيعة وقال روى عن
جعفر بن محمد الصادق انتهى ولم نعثر على ذلك في رجال الكشي ولا
نقله عنه غيره. ٨٠٠:
إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب المصعبي ابن أخي طاهر بن
الحسين الخزاعي بالولاء.
توفي سنة ٢٣٤.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٣٤ فيها توفي إسحاق بن
إبراهيم بن الحسين بن مصعب المصعبي وهو ابن أخي طاهر بن الحسين وكان
صاحب الشرطة ببغداد أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل ولما مرض
ارسل اليه المتوكل ابنه المعتز مع جماعة من القواد يعودونه وجزع المتوكل
لموته انتهى وآل طاهر معروفون بالتشيع. ٨٠١:
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري صاحب عبد
الرزاق.
توفي سنة ٢٨٥ بصنعاء.
الدبري في انساب السمعاني بفتح الدال المهملة والباء الموحدة
والراء بعدها هذه النسبة إلى دبر قرية من قرى صنعاء اليمن.
قال والمشهور بهذه النسبة أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد
الدبري راوي كتب عبد الرزاق بن همام روى عنه أبو عوانة يعقوب بن
إسحاق الحافظ وأبو بكر محمد بن زكريا العذافيري السرخسي وأبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وخيثمة بن سلمان الأطرابلسي وغيرهم
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٨٥ فيها توفي إسحاق بن إبراهيم الدبري
صاحب عبد الرزاق بصنعاء وهو آخر من روى عن عبد الرزاق.
قال المؤلف هذا الرجل مظنون التشيع لتعبيرهم عنه براوي
كتب عبد الرزاق وبصاحب عبد الرزاق وعبد الرزاق معلوم التشيع
والتعبير المذكور يدل على مزيد اختصاصه به فيظن من ذلك تشيعه والله أعلم. ٨٠٢:
الأمير إسحاق بن إبراهيم بن مصعب الخزاعي ابن عم طاهر بن
الحسين.
توفي سنة ٢٣٥.
في شذرات الذهب في حوادث سنة ٢٣٥ فيها توفي الأمير إسحاق بن
إبراهيم بن مصعب الخزاعي ابن عم طاهر بن الحسين ولي بغداد أكثر من
عشرين سنة وكان يسمى صاحب الجسر وكان صارما سائسا حازما وهو
الذي كان يطلب العلماء ويمتحنهم بأمر المأمون مات في آخر السنة انتهى
والطاهرية كانت تتشيع كما أشرنا اليه في غير موضع من هذا الكتاب. ٨٠٣:
إسحاق بن أبي جعفر الكوفي الفراء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٨٠٤:
إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت.
نوبخت مر في آل نوبخت وفي إبراهيم بن إسحاق. ومر في الجزء
الخامس عند ذكر آل نوبخت ان أول من أسلم منهم نوبخت جد إسحاق
هذا وخبره مع المنصور وانه كان منجما وكان في خدمة المنصور ولما شاخ
وضعف عن الخدمة قام مقامه ابنه أبو سهل. وكان لأبي سهل عدة أولاد
المعروف منهم عشرة أحدهم المترجم وهو جد والد أبي سهل إسماعيل بن
علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت المتكلم المعروف وأخيه أبي جعفر
محمد وجد أم أبي محمد الحسن بن موسى الآتي ذكرهم إن شاء الله تعالى. كان
من البارعين في العلوم تخرج على أبيه أبي سهل في العلوم العقلية والحكمة
الطبيعية وسائر علوم الأوائل وقام مقام أبيه في خزانة دار الحكمة لهارون
الرشيد وله أولاد علماء متبحرون في الكلام.
وما مر في الجزء الخامس من قول ابن النديم آل نوبخت معروفون
بولاية علي وولده يوجب الظن بدخول المترجم في موضوع كتابنا والله أعلم
ولا دليل على تشيع أبيه وجده ان لم يكن اختصاصهما بالمنصور دليلا على
خلافه واختصاص المترجم بالرشيد لا ينافي ذلك بعد قول ابن النديم
السابق الذي لا يعلم شموله لأبيه أبي سهل. ٨٠٥:
إسحاق بن أبي هلال.
يروي عنه ابن أبي عمير ويروي هو تارة عن الصادق ص مذكور في
كتب الاخبار بعناوين مختلفة فذكره الكليني في الكافي في كتاب النكاح
(٢٦١)

بعنوان إسحاق بن أبي هلال أو أبي الهلال وفي كتاب الدعاء بعنوان
إسحاق بن أبي هلال المدائني وكذلك صاحب الوافي هكذا في أكثر نسخ
الكافي وفي نسختين منه إحداهما عليها حاشية ملا صالح المازندراني المطبوعة
والثانية عليها شرح المجلسي المطبوع مرآة العقول عن إسحاق عن ابن أبي
هلال المدائني عن حديد وذكره الصدوق في الفقيه بعنوان إسحاق بن هلال
ويغلب على الظن أن يكون اقحام عن بين ابن وإسحاق من سهو النساخ
وكذلك حذف لفظة أبي في رواية الفقيه. روى الكليني في كتاب النكاح من
الكافي في باب الزانية الحديث الثاني عن ابن أبي عمير عن إسحاق بن أبي
هلال الهلال عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين ع قال ألا أخبركم
الحديث وفي الكافي في باب من أبطأت عليه الإجابة في الحديث الثالث
عن ابن أبي عمير عن إسحاق ابن أبي هلال المدائني عن حديد عن أبي
عبد الله ع قال إن العبد الحديث. وروى الصدوق في الفقيه عن
محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن هلال عن أبي عبد الله عن أمير المؤمنين
ع قال ألا أخبركم الحديث. ٨٠٦:
إسحاق بن أحمد بن عبد الله بن مهران بن خانبة.
في التعليقة للمحقق البهبهاني ما لفظه: في ترجمة عمه محمد بن
عبد الله انهم بيت من أصحابنا كبير انتهى واعلم أن هذا الرجل غير
مذكور في الرجال وكان البهبهاني أخذه من ترجمة محمد بن أحمد بن
عبد الله بن مهران بن خانبة إذ قال النجاشي لوالده أحمد بن عبد الله مكاتبة
إلى الرضا ع وهم بيت من أصحابنا كبير روى الحميري عن محمد بن
إسحاق بن خانبة عن عمه محمد بن عبد الله بن خانبة الخ... فإذا كان
محمد بن أحمد بن عبد الله بن مهران بن خانبة عم محمد بن إسحاق كان
إسحاق أخا محمد بن أحمد وكان أحمد بن عبد الله هو والد إسحاق ويكون
النجاشي قد ترك ذكر مهران والد عبد الله ونسبه إلى جده خانبة وكان
الأولى أن يقول البهبهاني ان ذلك مذكور في ترجمة عمه محمد بن أحمد بن
عبد الله لكن أسقط أحمد تبعا لقول النجاشي السابق عن عمه محمد بن
عبد الله بن خانبة. ٨٠٧:
الملا إسحاق بن إسماعيل التربتي المجاور في المشهد المقدس
الرضوي.
ولد في بلدة تربة سنة ١١٥٧ وتوفي سنة ١٢٣٧ في المشهد المقدس
وعمره ثمانون سنة ودفن في مقبرة قتل كاه في القبر الذي كان عمله لنفسه
أيام حياته وهو مشغول بالعبادة.
والتربتي نسبة إلى تربة بضم التاء المثناة الفوقانية وسكون الراء وفتح
الباء الموحدة بعدها هاء كأنها بلد في خراسان.
في فردوس التواريخ ما ترجمته: عالم جليل فاضل نبيل فقيه بلا بديل
أصل مولده في بلدة تربة وسكن المشهد المقدس وحصل هناك الفقه
والأصول وأكمل المعقول والمنقول ونشر العلوم وأفاض الآداب والرسوم
صاحب تآليف وتصانيف منها تعليقات على شرح اللمعة الدمشقية وهي
اليوم معروفة ومتداولة ويقال انه مدة أربعين سنة لم يخرج عن سور المشهد
المقدس ولم يتلوث بأمور الناس ويكتفي في معاشه بمزرعة جزئية. ينسب اليه
عدة كرامات ويقال انه عمر قبرا له في حياته وفي كل يوم لأجل الأنس يضع
سجادة العبادة بجانب القبر ويصلي وحج في آخر عمره بيت الله الحرام
ورأى تمام الاحترام من أمناء الدولة في ذهابه وايابه ولم تطل أيامه بعد ذلك
وتوفي ودفن في القبر الذي كان عمره في أيام حياته في مقبرة قتلگاه وآباؤه
إلى ستة ظهور من العباد والزهاد والعلماء الأمجاد وبعضهم صاحب مصنفات
أولهم مولانا الحاج خداداد المعاصر لأوائل الصفوية وابنه مولانا إسماعيل
وهكذا إلى والد المترجم إسماعيل كلهم سلسلة علم انتهى وفي
مطلع الشمس: الشيخ إسحاق التربتي المجاور في المشهد المقدس الرضوي
كان من أعاظم المجتهدين ومروجي الدين وأسلافه إلى ستة ظهور كلهم من
أهل العلم منهم جده الاعلى الحاج خداداد وكان في أوائل عصر الصفوية
ومنهم مولانا إسماعيل وغيرهم ومن مصنفات المترجم تعليقات على شرح
اللمعة مشهورة وينسب اليه الناس عدة كرامات انتهى. ٨٠٨:
أبو يعقوب إسحاق بن أبي سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي
سهل بن نوبخت الكاتب.
قتل سنة ٣٢٢.
نوبخت ويقال نيبخت مر الكلام عليه في الجزء الخامس في آل
نوبخت.
وجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته: المتكلم
العارف بعلوم الأوائل كان يجري مجرى الوزراء ومن رجال الحل والعقد
انتهى وفي كتاب خاندان نوبختي ما تعريبه: أنه من مشاهير كتاب
ديوان الخلافة العباسية ومن أجلاء ممدوحي البحتري الشاعر
والذي وصل الينا من تاريخ إسحاق هذا انما هو من سنة ٣١٢ يعني بعد
وفاة أبيه أبي سهل إسماعيل بسنة واحدة لكن من المسلم أن إسحاق وولده
أبو الفضل يعقوب كانا قبل هذا التاريخ بمدة من المعتبرين ومن عمال
الديوان وأعيان البلاط العباسي فان البحتري المتوفي سنة ٢٨٣ أو ٢٨٤ قد
مدحهما ويستفاد من قصيدة له في المترجم انه كان عاملا في العواصم وانه
كان بنواحي قنسرين رجل مفسد فطهرها منه وأراح الرعية من فساده وجمع
ما تفرق من حال الناس الذي كان البحتري أحدهم وعاملهم بالعدل
وانتصر للضعيف من القوي وذلك قوله فيه من قصيدة: ان العواصم قد
عصمن بأبيض وذكر الأبيات المتعلقة بذلك من القصيدة. هكذا قال
صاحب الكتاب ولكن الذي في ديوان البحتري المطبوع ان هذه القصيدة في
مدح إسماعيل والد المترجم الآتي ذكره حيث قال في أولها وقال يمدح
إسماعيل بن نيبخت. وإنما جاء ذكر ابنه إسحاق، بالتبع والا فاصل
القصيدة في مدح أبيه وحينئذ فالذي كان عاملا هو الأب لا الابن لا أقل
من الترديد بينهما والذي أوجب الاشتباه انه ابتدأ بمدح الابن ببيت واحد
وهو قوله:
ما للمكارم لا تريد سوى أبي * يعقوب إسحاق بن إسماعيل
ثم ثنى بمدح الأب فقال:
والى أبي سهل بن نوبخت انتهى * ما كان من غرر لها وحجول
ثم قال:
ان العواصم قد عصمن بأبيض * ماض كحد الأبيض المسلول
فقوله والى أبي سهل أراد به أبا سهل إسماعيل والد أبي يعقوب
إسحاق المذكور في البيت الأول وسيأتي جملة من هذه القصيدة في ترجمة أبيه
إسماعيل بن علي. وكما مدح البحتري المترجم وأباه إسماعيل في هذه
(٢٦٢)

القصيدة مدحه وابنه أبا الفضل يعقوب بن أبي يعقوب إسحاق في قصيدة
أخرى أولها:
كم بالكتيب من اعتراض كثيب * وقوام غصن في الثياب رطيب
يقول فيها:
وإذا أبو الفضل استعار سجية * للمكرمات فمن أبي يعقوب
لا يحتذي خلق القصي ولا يرى * متشبها في سؤدد بغريب
تمضي صريمته وتوقد رأيه * عزمات جوذرز وسورة بيت
شرف تتابع كابرا عن كابر * كالرمح أنبوبا على أنبوب
وأرى النجابة لا يكون تمامها * لنجيب قوم ليس بابن نجيب
وجوذرز وبيب هما من أجداد الممدوح المشهورين بالشجاعة في عهد
الأكاسرة ذكرهما ابن الأثير في تاريخه.
حبس الوزير الخصيبي له وإفراج خلفه عنه
ثم حكى عن كتاب تجارب الأمم انه في ١١ رمضان سنة ٣١٣ عزل
المقتدر وزيره الخاقاني واستوزر أحمد بن عبيد الله الخصيبي فاخذ الخصيبي
في مصادرة الخاقاني وعماله وكتابه ومنهم المترجم فحبسه الخصيبي وقرر عليه
مبلغا من المال ثم حكى عن تاريخ الوزراء للصابي ان المقتدر في ١١ ذي
القعدة سنة ٣١٤ عزل الخصيبي من الوزارة وقام فيها علي بن عيسى بن
الجراح للمرة الثانية فطالب ابن الجراح الخصيبي بأموال المصادرات
والضمانات التي كانت في وزارته فكان من جملة العمال الذين عليهم
ضمانات المترجم فقد كان في ضمانه قبل وزارة ابن الجراح الثانية أموال
النهروانات وعليه من ذلك مال كثير لم يؤد منه الا شيئا يسيرا ومن ذلك
يعلم أن المترجم بعد ما كان في عهد الخصيبي محبوسا ومصادرا ضمن أموال
النهروانات وصارت في عهدته إلى أواخر وزارة الخصيبي.
قبض الوزير ابن الجراح عليه
ثم حكى عن كتاب تجارب الأمم انه في سنة ٣١٥ كان الوزير ابن
الجراح قد أحال جماعة على المترجم بأموال مما في ضمانه فلم يدفع لهم
فقبض الوزير عليه وعلى كاتبه أحمد بن يحيى جلخة وجماعة من
أصحابه واخذ منه خمسين ألف دينار من الأموال التي في ضمانه وكانت
أموال واسط في ذلك الوقت في ضمانه.
إفراج الوزير ابن مقلة عنه
ثم حكى عن كتاب صلة عريب ان المقتدر في ١٥ ربيع الأول سنة
٣١٦ عزل ابن الجراح من الوزارة واستوزر محمد بن علي بن مقلة صاحب
الخط المشهور فأعاد العمال وأصحاب الديوان الذين كان قد عزلهم ابن
الجراح ومنهم المترجم قال ومن ذلك التاريخ إلى سنة ٣٢٠ التي قتل فيها
المقتدر وبويع القاهر لا اطلاع لنا على أحوال المترجم سوى انه يظهر ان
دولته كانت في ترق يوما فيوما إلى حين قتل المقتدر وانه كان يعد من
أصحاب النفوذ والاقتدار في البلاط انتهى.
مجازاة القاهر له على الاحسان بالإساءة
قال ابن الأثير في الكامل: لما قتل المقتدر أشار مؤنس بنصب ولده أبي
العباس احمد في الخلافة وقال إنه تربيتي فإذا جلس في الخلافة سمحت نفس
جدته واخوته وغلمان أبيه ببذل الأموال فاعترض عليه أبو يعقوب
إسحاق بن إسماعيل النوبختي وقال بعد الكد والتعب استرحنا من خليفة له
أم وخالة وخدم يدبرونه فنعود إلى تلك الحال والله لا نرضى الا برجل كامل
يدبر نفسه ويدبرنا وما زال حتى رد مؤنسا عن رأيه وذكر أبا منصور محمد بن
المعتضد فاجابه مؤنس إلى ذلك وكان النوبختي في ذلك كالباحث عن حتفه
بظلفه. قال واشتغل القاهر بمناظرة والدة المقتدر فاعترفت له بما عندها من
المصوع والثياب وصادر جميع حاشية المقتدر وأصحابه واخرج والدة المقتدر
لتشهد على نفسها بأنها قد حلت أوقافها ووكلت في بيعها فقالت قد أوقفتها
على أبواب البر ولا استحل حلها ولا بيعها فاحضر القاهر القاضي والعدول
وأشهدهم انه قد حل وقوفها جميعها ووكل في بيعها فبيع ذلك جميعه
انتهى وعن تجارب الأمم وغيره انه وكل القاضي علي بن عباس
النوبختي في بيع ذلك ووكل أبا طالب وأبا الفرج أحمد بن يحيى جلخة
والمترجم في بيع مستغلات أم المقتدر التي ضبطت في بغداد.
قبض الوزير ابن مقلة عليه ثم اطلاقه
واستوزر القاهر أبا علي محمد بن علي بن مقلة فوصل من شيراز عاشر
ذي القعدة سنة ٣٢٠ فقبض على جماعة من الكتاب والعمال منهم المترجم
وطالبه بالأموال التي عليه فتوسل المترجم بأبي جعفر محمد بن شيرزاد وهو
من عمال الديوان وأصدقاء المترجم القدماء فتكلم أبو جعفر مع الوزير ابن
مقلة في امر المترجم فقال له ابن مقلة لا بد من بقائه محبوسا لأنه قصر في
عهد المقتدر في أداء المال الذي عليه فطلب المترجم إلى أبي جعفر ان يتوسط
له عند مؤنس ففعل فأرسل مؤنس إلى ابن مقلة فاطلقه ثم احضره بعد
قليل واخذ خطه بان يؤدي في كل شهر ألفي دينار ثم عزل القاهر ابن مقلة
وولى الوزارة أبا جعفر محمد بن قاسم بن عبيد الله بن وهب. وصار
للمترجم نفوذ عظيم في عهد هذه الوزارة لان املاك واسط وحوالي الفرات
في ضمان المترجم وهو من أعيان بغداد وصاحب املاك وثروة كثيرة لهذا كان
في ذلك العصر ملجا المغضوب عليهم والمعزولين فيصلح بينهم وبين الوزير
ولما عزل ابن مقلة من الوزارة واستتر أيضا بنو البريدي بن ظهر ابن مقلة
توسط المترجم مع الوزير في امر ابني البريدي واخذ لهما منه أمانا فظهرا.
قبض القاهر عليه
ثم إن القاهر بمشاورة بعض أطباء البلاط عزم على إعادة الخصيبي
إلى الوزارة والقبض على أبي جعفر الوزير محمد بن القاسم وابني البريدي
والمترجم فأرسل القاهر خادما إلى دار الوزير لظنه ان المترجم وابني البريدي
هناك وكان ابنا البريدي قد علما بالامر فاختفيا قبل وصول الخادم فذهب
الخادم إلى منزل المترجم وكان المترجم قد ذهب إلى دار الوزير فلما لم يجده
ذهب إلى دار الوزير وقبض على المترجم وارسل القاهر من فتش منازل
المترجم في النوبختية وأطراف دجلة وقبض على حرمه وأولاده وكاتبه أبي
عبد الله أحمد بن علي الكوفي واقام علي بن عيسى مكان المترجم على اعمال
واسط وسقي الفرات. قال ابن الأثير في سنة ٣٢١ ارسل القاهر إلى أبي
يعقوب النوبختي وهو في مجلس وزيره محمد بن القاسم فاخذه وحبسه
انتهى.
كيفية قتله
عن تجارب الأمم ان القاهر في سنة ٣٢٢ صمم على قتل أبي السرايا
نصر بن حمدان وصاحب الترجمة فامر بإلقائهما في بئر فاتى بالمترجم مقيدا
(٢٦٣)

والقي في البئر وأرادوا القاء أبي السرايا فتضرع إليهم كثيرا فلم يقبلوا
فتسلق على نخلة قريبة من البئر فقطعوا يده فوقع عن النخلة فألقوه في البئر
والقوا فيها التراب حتى سووها بالأرض. وهكذا كل من سعى في خلافة
القاهر كان جزاؤه منه فلينظر الناظر إلى اعمال هؤلاء الذين تسموا بالخلافة
والإمامة وفظائعهم. ويأتي إسحاق الكاتب النيبختي البغدادي ونفي البعد
عن كونه المترجم. ٨٠٩:
إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت.
نوبخت مر في إبراهيم بن إسحاق وفي آل نوبخت.
ذكره الشيخ في أصحاب الهادي ع وفي لسان الميزان:
إسحاق بن إسماعيل بن نوبخت ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال كانت
العامة تسميه عالم أهل البيت وكان ثقة انتهى وكان العبارة الأخيرة
كانت في رجال الشيخ من نسخة ابن حجر وسقطت من غيرها وهو غريب.
وهو غير أبي يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي
سهل بن نوبخت المتقدم لان والد المتقدم إسماعيل بن علي ولد سنة ٢٣٧
والهادي ع توفي ٢٥٤ فيكون عمر إسماعيل حين وفاة الهادي ١٧
سنة فكيف يكون ابنه من أصحاب الهادي بل إسحاق هذا الذي عد من
أصحاب الهادي هو شخص آخر ويرجح صاحب خاندان نوبختي انه
إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت وإسحاق هذا له ولد اسمه يعقوب ذكره
المرزباني فقال: يعقوب بن إسحاق بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت.
ويعقوب هذا غير أبي الفضل يعقوب بن إسحاق بن أبي سهل إسماعيل بن
علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت. ٨١٠:
إسحاق بن إسماعيل النيسابوري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع وقال ثقة.
وفي منهج المقال: إسحاق هذا من ثقات كانت ترد عليهم التوقيعات من
قبل المنصوبين للسفارة انتهى وفي لسان الميزان: ذكره الطوسي في رجال
الشيعة روى عنه علي بن مهران انتهى وفي النقد بعد ما حكى عن رجال
الشيخ في أصحاب العسكري توثيقه قال: وقال الكشي حكى بعض
الثقات بنيسابور انه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد ع
توقيع وذكر التوقيع في طول يتضمن العتب عليه وذم سيرته وان كان يشتمل
على مدحه والدعاء له مرة بعد مرة انتهى وفي الخلاصة: إسحاق بن
إسماعيل النيسابوري من أصحاب أبي محمد العسكري ع ثقة وقال في
إبراهيم بن عبده حكي عن بعض الثقات بنيسابور وذكر توقيعا في طول
يتضمن العتب على إسحاق بن إسماعيل وذم سيرته وإقامة إبراهيم بن عبده
مقامه والدعاء له وأمر ابن عبده أن يحمل ما يحل عليه من حقوقه إلى الرازي
وقال في الكنى: حكى بعض الثقات بدون عن وهو المطابق لما في كتاب
الكشي وعن التحرير الطاووسي كما في الخلاصة أي حكي عن بعض الثقات
قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة وهو في نسختين عندي للاختيار أي
اختيار رجال الكشي إحداهما مقروءة على السيد أي ابن طاوس حكى
بعض الثقات انتهى وفي التعليقة: فالظاهر أن ما في خط السيد أي
ابن طاوس في تحريره سهو من القلم وتبعه العلامة في الخلاصة لحسن ظنه
به انتهى وهذا التوقيع ذكره الكشي في رجاله وأكثره موجود في تحف
العقول.
صورة كتاب العسكري ع له
قال الكشي: ما روي في إسحاق بن إسماعيل النيسابوري
وإبراهيم بن عبده والمحمودي والعمري والبلالي والرازي. حكى بعض
الثقات بنيسابور أنه خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد ع توقيع
يا إسحاق بن إسماعيل سترنا الله وإياك بستره وتولاك في جميع أمورك بصنعه
قد فهمت كتابك رحمك الله ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على
موالينا ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم ونعتد بكل نعمة ينعمها
الله عز وجل عليهم فأتم الله عليك يا إسحاق وعلى من كان مثلك ممن قد
رحمه الله وبصره بصيرتك ونزع عن الباطل ولم يعمه في طغيانه نعمته فان
تمام النعمة دخولك الجنة وليس من نعمة وان جل امرها وعظم خطرها الا
والحمد لله تقدست أسماؤه عليها يؤدي شكرها وأنا أقول الحمد لله مثلما حمد
الله به حامد إلى أبد الأبد بما من به عليك من نعمته ونجاك من الهلكة
وسهل سبيلك على العقبة فأيم الله انها لعقبة كؤود شديد أمرها صعب
مسلكها عظيم بلاؤها طويل عذابها قديم في الزبر الأولى ذكرها ولقد كانت
منكم أمور في أيام الماضي ع إلى أن مضى لسبيله صلى الله على روحه
وفي أيامي هذه أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق
واعلم يقينا يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة الدنيا أعمى فهو في
الآخرة أعمى وأضل سبيلا انها يا ابن إسماعيل ليس تعمى الأبصار ولكن
تعمى القلوب التي في الصدور وذلك قول الله عز وجل في محكم كتابه
حكاية عن الظالم رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال الله عز وجل
كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. وأي آية يا إسحاق أعظم
من حجة الله عز وجل على خلقه وأمينه في بلاده وشاهده على عباده من بعد
من سلف من آبائه الأولين من النبيين وآبائه الآخرين من الوصيين عليهم
أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على
وجوهكم عن الحق تصدون وبالباطل تؤمنون وبنعمة الله تكفرون أوتكونون
ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن
غيركم إلا خزي في الحياة الدنيا الفانية وطول عذاب في الآخرة الباقية
وذلك والله الخزي العظيم ان الله بفضله ومنه لما فرض عليكم الفرائض لم
يفرض ذلك لحاجة منه إليكم بل برحمة منه لا إله إلا هو عليكم ليميز
الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم
ولتتسابقوا إلى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته ففرض عليكم الحج
والعمرة وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة والصوم والولاية وجعل لكم بابا
تستفتحون به أبواب الفرائض ومفتاحا إلى سبيله ولولا محمد ص
والأوصياء من بعده لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض
وهل تدخل قرية إلا من بابها فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيه ص
قال الله عز وجل لنبيه ص اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم
نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وفرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم
بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم
ومشربكم ومعرفتكم بذلك النماء والبركة والثروة وليعلم من يطيعه منكم
بالغيب قال الله عز وجل: قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى واعلموا ان من يبخل فإنما يبخل عن نفسه وان الله هو الغني وأنتم
الفقراء لا إله الا هو. ولقد طالت المخاطبة فيما بيننا وبينكم فيما هو لكم
وعليكم ولولا ما يحب الله من تمام النعمة من الله عليكم لما أريتكم لي خطا
ولا سمعتم مني حرفا من بعد الماضي ع فأنتم في غفلة عما إليه معادكم
(٢٦٤)

ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبده وفقه الله لمرضاته وأعانه على طاعته
وكتابي الذي حمله إليكم محمد بن موسى النيسابوري والله المستعان على كل
حال فإياكم أن تفرطوا في جنب الله فتكونوا من الخاسرين فبعدا وسحقا لمن
رغب عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه وقد أمركم الله عز وجل بطاعته
لا إله إلا هو وطاعة رسوله ص وبطاعة الأئمة ع فرحم الله
ضعفكم وغفلتكم وقلة صبركم عما أمامكم وصبركم على أمركم فما أغر
الإنسان بربه الكريم واستجاب الله دعائي فيكم وأصلح أموركم على يدي
فقد قال الله عز وجل: يوم ندعو كل أناس بامامهم وقال جل جلاله
وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول
عليكم شهيدا وقال جل جلاله كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون
بالمعروف وتنهون عن المنكر فما أحب ان يدعو الله جل جلاله بي ولا بمن
هو في ايامي الا حسب رقتي عليكم وما أنطوي لكم عليه من حب بلوع
الأمل في الدارين جميعا والكينونة معنا في الدنيا والآخرة فقد يا إسحاق
رحمك الله ويرحم من هو وراءك بينت لك بيانا وفسرت لك تفسيرا وفعلت
بكم فعل من لم يفهم هذا الامر قط ولم يدخل فيه طرفه عين ولو فهمت
الصم الصلاب بعض ما في هذا الكتاب لتصدعت قلقا وخوفا من خشية
الله ورجوعا إلى طاعة الله عز وجل فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما
كنتم تعملون والعاقبة للمتقين والحمد لله كثيرا والحمد لله رب العالمين
وأنت رسولي يا إسحاق إلى إبراهيم بن بعده إلى أن قال ورسولي إلى
نفسك والى كل من خلفت ببلدك ان تعلموا بما ورد عليكم في كتابي مع
محمد بن موسى النيسابوري إن شاء الله تعالى وعلى إبراهيم بن عبده سلام
الله ورحمته وعليك يا سحاق وعلى جميع موالي السلام كثيرا سددكم الله
جميعا بتوفيقه وكل من قرأ كتابنا هذا من موالي من أهل بلدك ومن هو
بناحيتكم ونزع عما هو عليه من الانحراف عن الحق فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم
إلى أن قال: وكل من أمكنك من موالينا فاقرئهم هذا الكتاب وبنسخة
من أراد منهم نسخة إن شاء الله تعالى ولا تكتم أمرنا هذا عمن شاهده من
موالينا الا من شيطان مخالف لكم فلا تنثرن الدر بين أظلاف الخنازير ولا
كرامة لهم وقد وقعنا في كتابنا بالوصول والدعاء لك ولمن شئت وقد أجبنا
شيعتنا عن مسألتهم والحمد لله فما بعد الحق الا الضلال فلا تخرجن من
البلد حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضاي عنه وتسلم عليه وتعرفه
ويعرفك. إلى أن قال: والحمد لله كثيرا سترنا الله وإياكم يا إسحاق
بستره وتولاك في جميع أمورك بصنعه والسلام عليك وعلى جميع موالي ورحمة
الله وبركاته وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم كثيرا انتهى.
اما قول صاحب النقد ان التوقيع يتضمن العتب عليه وذم سيرته فلا
يخفى ان هذا يقال في مقام الوعظ والتأديب ودرجات الناس في التقوى
والطاعة متفاوتة فهو لا يوجب قدحا بعد ما جاء المدح له والدعاء
مرة بعد مرة وائتمانه على ما لا يؤتمن عليه الا الثقة ولعل ذلك لشئ كان منه ثم
زال. وفي مشتركات الطريحي يعرف إسحاق انه ابن إسماعيل الثقة بوروده
في طبقة أصحاب العسكري ع. ٨١١:
السيد شرف الدين أبو هاشم إسحاق بن أميركا ابن كرامي
الجعفري.
عالم صالح، قاله منتجب الدين. ٨١٢:
إسحاق الأنباري.
قال المحقق البهبهاني في التعليقة في جعفر بن واقد ما يشير إلى حسنه
في الجملة انتهى أقول بل في ترجمته ما يدل على أزيد من ذلك وهي ما
رواه الكشي في هاشم بن أبي هاشم وأبي هاشم وأبي السمهري جعفر بن
واقد وابن أبي الزرقاء قال حدثني محمد بن قولويه والحسين بن الحسن بن
بندار القمي قالا حدثنا سعد بن عبد الله حدثني محمد بن عيسى بن عبيد
حدثني إسحاق الأنباري قال لي أبو جعفر الثاني ع ما فعل أبو
السمهري لعنه الله يكذب علينا ويزعم أنه وابن الزرقاء دعاة الينا
أشهدكم اني أتبرأ إلى الله جل جلاله منهما انهما فتانان ملعونان يا إسحاق
أرحني منهما يرح الله عز وجل بعيشك في الجنة فقلت له جعلت فداك يحل
لي قتلهما فقال: انهما فتانان يفتنان الناس ويعملان في خيط رقبتي ورقبة
موالي الحديث. ٨١٣:
إسحاق بن بريد بن إسماعيل الطائي مولاهم أبو يعقوب الكوفي.
اختلاف النسخ بين بريد ويزيد ففي الخلاصة بالزاي وفي رجال
ابن داود بالباء المفردة والراء المهملة قال: ومن أصحابنا من صحفه فقال
يزيد بالياء المثناة تحت والزاي والحق الأول انتهى وفي منهج المقال ما
اختاره هو الذي في رجال الشيخ وكأنه يريد ان العلامة صحفه وليس في
كلامه بالياء المثناة وبدونه فيما اراده نظر انتهى أقول يكفي قوله بالزاي في
إرادة انه بالمثناة التحتية وفي رجال النجاشي رسم بالياء والزاي وبعض
المعاصرين قال إنهما اثنان أحدهما إسحاق بن بريد بن يعقوب الطائي
الكوفي بالباء الموحدة والراء. والثاني إسحاق بن يزيد بن إسماعيل
الطائي أبو يعقوب مولى كوفي ولكن أحدا من أهل الرجال لم يحتمل ذلك
وكلهم جعلوهما رجلا واحدا ووجود إسحاق بن بريد بالباء والراء ابن
يعقوب في رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع ينافيه وجود أبو
يعقوب في أصحاب الباقر ع فيقوى الظن بأنه أبدل أبو بابن من
النساخ كما يقع مثله كثيرا. قال الشيخ في رجال الصادق ع
إسحاق بن بريد بن يعقوب الطائي الكوفي انتهى والمظنون ان الصواب
أبو يعقوب كما مر وفي رجال الباقر ع إسحاق بن بريد بن
إسماعيل الطائي أبو يعقوب الكوفي وقال النجاشي إسحاق بن يزيد بن
إسماعيل الطائي أبو يعقوب مولى كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وروى
أبوه عن أبي جعفر ع له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا علي بن أحمد
حدثنا محمد بن الحسن حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر قالا
حدثنا محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي عن إسحاق بن يزيد انتهى
هكذا رسم يزيد بالياء والزاي في الموضعين وفي الخلاصة إسحاق بن يزيد
بالزاي ابن إسماعيل الطائي أبو يعقوب مولى كوفي روى عن أبي عبد الله
وروى أبوه عن أبي جعفر ع انتهى وفي رجال ابن داود
إسحاق بن بريد بالباء المفردة تحت والراء المهملة ومن أصحابنا من صحفه
فقال يزيد بالباء المثناة تحت والزاي والحق الأول ابن إسماعيل الطائي أبو
يعقوب ذكره الشيخ في رجال الصادق وقال النجاشي مولى ثقة انتهى
وفي مشتركات الطريحي باب إسحاق المشترك بين من يوثق به وغيره ويمكن
استعلام انه ابن بريد الثقة برواية محمد بن علي بن سمينة عنه وروايته هو
عن أبي عبد الله حيث لا مشارك.
(٢٦٥)

٨١٤: إسحاق بن بريدة الشامي الشاعر.
في لسان الميزان: قرأ عليه الصفواني اخذ عنه جعفر بن مسعود الحلبي
سنة ٣٥٨ ذكره ابن أبي طي في الامامية انتهى. ٨١٥:
إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم أبو حذيفة الخراساني مولى
بني هاشم
في تاريخ بغداد عن موسى بن سلام انه توطن بخارى ومات بها قال
أبو عبد الله توفي يوم الأحد ودفن يوم الاثنين ١٢ رجب سنة ٢٠٦ وفي
ميزان الاعتدال عن غنجار مات ببخارى في رجب سنة ٢٠٦.
وصفه النجاشي بالكاهلي وتبعه العلامة واقتصر الشيخ على الخراساني
كما ستعرف ذلك كله وستعرف قول الذهبي ان الكاهلي إسحاق بن بشير بن
مقاتل أبو يعقوب الآتي وان من وصفه بالكاهلي فقد خلط بين ترجمتين
والخطيب البغدادي لم يصفه بالكاهلي ووصف به ابن مقاتل كما ستعرف.
قال النجاشي: إسحاق بن بشر أبو حذيفة الكاهلي الخراساني ثقة
روى عن أبي عبد الله ع من العامة ذكروه في رجال أبي عبد الله
ع له كتاب. أخبرنا محمد بن علي الكاتب حدثنا محمد بن
وهبان: حدثنا أبو الحسن بن أبي غسان الدقاق: حدثنا علي بن يحيى بن
يزيد الكلبي الكليني حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق انتهى وفي
الخلاصة إسحاق بن بشر أبو حذيفة الكاهلي الخراساني روى عن أبي
عبد الله ع وهو من العامة وكان ثقة ذكروه في أصحاب أبي عبد
الله ع انتهى وقال الشيخ في رجاله في رجال الصادق
ع إسحاق بن بشر أبو حذيفة الخراساني اسند عنه انتهى وفي تاريخ
بغداد إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم أبو حذيفة البخاري
مولى بني هاشم ولد ببلخ واستوطن بخارى فنسب إليها وهو صاحب كتاب
المبتدأ وكتاب الفتوح حدث عن محمد بن إسحاق بن يسار وعبد الملك بن
جريح وسعيد بن أبي عروبة وجويبر بن سعيد ومقابل بن سليمان وملك بن
انس وسفيان الثوري وإدريس بن سنان وخلق من أئمة أهل العلم أحاديث
باطلة وروى عنه جماعة من الخراسانيين ولم يرو عنه من البغداديين فيما
اعلم سوى إسماعيل بن عيسى العطار فإنه سمع منه مصنفاته ورواها عنه
وذكر الحسن بن علوية القطان ان هارون الرشيد بعث إلى أبي حذيفة فأقدمه
بغداد وكان يحدث في المجلس المنسوب إلى ابن رغبان ثم روى بسنده انه
كان ببخارى شيخ يقال له أبو حذيفة إسحاق بن بشر القرشي وكان صنف
في بدء الخلق كتابا وفيه أحاديث ليست لها أصول وكان يتعرض فيروي عن
قوم ليسوا ممن يدركهم مثله فإذا سألوه عن آخرين دونهم يقول ومن أين
أدركت هؤلاء ومن يروي عمن فوقهم وكانت فيه غفلة مع أنه يزن بحفظ
وان إسحاق بن منصور قال قدم علينا هاهنا وكان يحدث عن ابن طاوس
ورجال كبار من التابعين ممن ماتوا قبل حميد الطويل فقلنا له كتبت عن حميد
الطويل ففزع وقال جئتم تسخرون بي حميد عن انس جدي لم يلق
حميدا فقلنا أنت تروي عمن مات قبل حميد بكذا وكذا سنة فعلمنا ضعفه
وان لا يعلم ما يقول. وقال أبو رجاء قتيبة بن سعيد بلغني ان أبا حذيفة
البخاري قدم أراه مكة فجعل يقول حدثني ابن طاوس فقيل لسفيان بن
عيينة قدم انسان من أهل بخارى وهو يقول حدثنا ابن طاوس فقال سلوه
ابن كم هو فسألوه فنظروا فإذا ابن طاوس مات قبل مولده بسنتين وقال أبو
الفتح محمد بن الحسن الأزدي: إسحاق بن بشر أبو حذيفة متروك الحديث
ساقط رمي بالكذب وقال الدارقطني متروك الحديث انتهى وفي ميزان
الاعتدال إسحاق بن بشر أبو حذيفة البخاري صاحب كتاب المبتدأ خلط
ابن حبان ترجمته بترجمة الكاهلي وكذا خبط ابن الجوزي فقال في هذا
الكاهلي مولى بني هاشم ولم يصب في قوله الكاهلي وهذا هو إسحاق بن بشر
بن محمد بن عبد الله بن سالم تركوه وكذبه علي بن المديني وقال ابن حبان لا
يحل كتب حديثه الا على جهة التعجب. وقال الدارقطني كذاب متروك قلت
يروي العظائم عن ابن إسحاق وابن جريح والثوري. قال ابن حبان وقد
روى عن الثوري عن هاشم عن أبيه عن عائشة مرفوعا: مرض يوم يكفر
ثلاثين سنة ان المرض يتبع الذنوب في المفاصل حتى يسلها سلا فيقوم من
مرضه كيوم ولدته أمه. يروي أيضا عن جرير ومقاتل بن سليمان والأعمش عنه
سلمة بن شبيب وطائفة وقال محمد بن عمر الدارابجردي ثنا أبو حذيفة
البخاري ثقة عن ابن جريح عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس مرفوعا من
طاف بالبيت فليستلم الأركان كلها. تفرد الدارابجردي بتوثيق أبي حذيفة فلم
يلتفت اليه أحد لان أبا حذيفة بين الامر لا يخفى حاله على العميان. وقال
ابن عدي ثنا الخضر بن أحمد الحراني ثنا محمد بن الفرج بن السكن ثنا إسحاق
بن بشر ثنا ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا: اسمي في
القرآن محمد وفي الإنجيل أحمد وفي التوراة أحيد لأني أحيد أمتي عن النار
فأحبوا العرب بكل قلوبكم. وحدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري
ثنا موسى بن أفلح ثنا أبو حذيفة ثنا الثوري عن هشام عن أبيه عن عائشة
من صلى الفجر يوم الجمعة ثم وحد الله حتى تطلع الشمس غفر له وأعطي
أجر حجة وعمرة وقال لا يقطع الصلاة شئ. أخبرنا أبو علي القلانسي أنا
جعفر الهمداني انا السلفي أخبرنا عبد الله بن جابر بن ياسين ثنا عبد الملك
بن محمد أخبرنا عبد الباقي بن قانع ثنا عبد الله بن أحمد بن الحسين المروزي
ثنا إسحاق بن بشر ثنا مقاتل بن سليمان عن حماد عن إبراهيم عن عبد
الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود عن النبي ص من أصبح وهمه غير الله
فليس من الله في شئ ومن لم يتهم للمسلمين فليس منهم مقاتل أيضا
تالف انتهى وفي لسان الميزان: قال مسلم بن الحجاج: أبو حذيفة ترك
الناس حديثه وقال أبو بكر بن أبي شيبة كذاب وقال النقاش يضع الحديث
وقال ابن الجوزي في الموضوعات اجمعوا على أنه كذاب وقال الخليل في
الارشاد اتهم بوضع الحديث وقال ابن عدي أحاديثه منكرة إما إسنادا وإما
متنا لا يتابعه عليها أحد وقال الخطيب كان غير ثقة وقال العقيلي مجهول
حدث بمناكير ليس لها أصل وذكره النجاشي في رجال الصادق
وقال كان عاميا وقال الأزدي متروك الحديث ساقط رمي بالكذب انتهى. أقول لا يبعد أن
يكون تكذيبهم له لروايته ما لا تحتمله عقولهم أو ما لم تالفه نفوسهم فعدوه
من المناكير ومن العظائم وقول ابن عدي السابق ان أحاديثه منكرة إما
إسنادا وإما متنا يكذبه انه ليس في متن الأحاديث التي مر نقلها عنه نكارة
في متنها واما قول من قال إنه كان يحدث عمن مات قبل حميد الطويل مع
قوله ان جده لم ير حميد الطويل فلا يكاد يقبله العقل وما نظنه الا افتراء فان
الرجل لو فرض انه كذاب أليس هو من العقلاء فكيف يحدث عمن مات
قبل من لم يره جده أليس يعلم أن ذلك يظهر للناس فإذا كان يريد أن يكذب
فليحدث عمن يمكن ان يكون أدركه والله أعلم باسرار عباده وكيف كان
فهو ليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر أصحابنا له. وفي مشتركات الطريحي
والكاظمي يمكن استعلام ان اسحق هو ابن بريدة الثقة برواية محمد بن علي
(٢٦٦)

أبي سمينه عنه وروايته هو عن أبي عبد الله ع حيث لا مشارك انتهى
ومر عن النجاشي رواية أحمد بن سعيد عنه. ٨١٦:
إسحاق بن بشر بن مقاتل أبو يعقوب الكاهلي الكوفي.
مات سنة ٢٢٨.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال: يروي عن جماعة أحاديث
منكرة ونقل تكذيبه عن أبي بكر بن أبي شيبة وعن سهل بن أحمد الواسطي
انه متروك الحديث وذكر له الذهبي في ميزانه ترجمة طويلة ونقل تكذيبه عن
جماعة ممن ذكرهم الخطيب وروى له حديثا طويلا في ملاقاة هامة بن
الهيم بن لاقيس بن إبليس الجني للنبي ص وكذبه فيه ثم قال في آخر الترجمة
وروى الأصم عن إبراهيم بن سليمان الحمصي أنبأنا إسحاق بن بشر أنبأنا
خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري سمع النبي
ص يقول: ستكون فتنة بعدي فالزموا عليا فإنه أول من يراني وأول من
يصافحني يوم القيامة وهو معي في السماء العليا وهو الفارق بين الحق
والباطل انتهى فيمكن ان يكون إسحاق بن بشر الذي في سند هذا
الحديث هو صاحب الترجمة وهو الظاهر ويمكن ان يكون غيره للاقتصار على
اسمه واسم أبيه وعلى كل حال فيمكن استظهار تشيعه من روايته هذا
الحديث لا سيما مع كونه كوفيا والغالب على أهل الكوفة التشيع ويمكن ان
يكون تكذيبه لروايته مثل هذا الحديث. ٨١٧:
إسحاق بن بشر النبال.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر وفي أصحاب الصادق
ع. ٨١٨:
إسحاق بن البطيخي.
البطيخي كأنه بائع البطيخ.
قال البهبهاني في التعليقة روى عنه الحسن بن علي بن فضال وفيه إيماء
إلى الاعتداد به انتهى وقيل إن تلك الرواية رواها الشيخ في التهذيبين في
باب أوقات الصلاة عن الحسن بن علي بن فضال عنه عن أبي عبد الله
ع. ٨١٩:
إسحاق بياع اللؤلؤ الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وقال البهبهاني في التعليقة في
الصحيح عن صفوان عن ابن مسكان عنه وفيه إشعار بالاعتماد عليه بل
الوثاقة ويظهر من روايته كونه شيعيا انتهى. ٨٢٠:
الشيخ إسحاق التربتي.
اسمه إسحاق بن إسماعيل التربتي المشهدي ومر هناك. ٨٢١:
الشيخ صفي الدين إسحاق بن امين الدين جبرئيل الأردبيلي
جد السلاطين الصفوية في إيران.
حكى الشيخ يوسف البحراني في كشكوله انه توفي ١٢ المحرم سنة
٧٣٥ عن ٨٤ سنة.
وقال الشيخ البهائي في رسالته توضيح المقاصد: قطب الأقطاب
صفي الدين إسحاق الأردبيلي وحالاته وكراماته مشهورة وصنف في ذلك
كتبا منها كتاب صفوة الصفا لابن البزاز وهو كتاب مشهور انتهى ورأيت
في مكتبة الحسينية بالنجف الأشرف سنة ١٣٥٢ كتابا كتب عليه انه كتاب
المقالات المنسوبة إلى شيخ المحققين الشيخ صفي الدين إسحاق.
وذكره الشيخ يوسف في كشكوله بهذا العنوان، ثم قال: كان من
علماء الشريعة الحقة وكبراء مشايخ الطريقة والحقيقة، وقد جمع من علوم
البواطن والظواهر وهو من أجلة سادة آل الامام الهمام موسى بن جعفر
ع قال: وقد رأيت بخط المولى الفاضل مولانا حسين بن عبد
الحق الإلهي الأردبيلي المعاصر للسلطان الغازي الشاه إسماعيل الصفوي ما
هذا لفظه: انه بعد ما مضى من عمره اربع عشرة سنة سار في طلب المرشد
ست سنين واخذ الشريعة من خدمة العالم رضي الملة والدين، ثم استخبر
بشيراز عن علم الطريقة من مشايخها حتى دلوه على الشيخ الكبير الشهير
بالزاهد فرحل اليه وله عشرون سنة وواظب على صحبته سبع سنين وتلقى
تلقينه وتربيته، فاجازه الشيخ باظهار الدعوة والتلقين وارشاد المسلمين،
فارشد اربع عشرة سنة في حياته وتسعا وثلاثين سنة بعد وفاته. وقال المولى
امين احمد الرازي في كتاب هفت إقليم: ان السلطان محمد خدابنده
الملقب بالجايتو المعاصر للعلامة الحلي لما بني مدينة سلطانية بين تبريز وقزوين
وجمع الأكابر والاشراف والعلماء والفضلاء والمشايخ وأضافهم فيها يوم
شروعه في بنائها أو كمالها كان في جملتهم الشيخ صفي انتهى. ٨٢٢:
إسحاق أبو هارون الجرجاني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند عنه. ٨٢٣:
إسحاق بن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي أبو يعقوب الكوفي.
في الخلاصة جرير بالجيم والراء المهملة والمثناة التحتية بعدها راء
مهملة انتهى وهو بوزن جبير مكبرا. ذكره الشيخ في رجال الصادق
ع فقال: إسحاق بن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله
البجلي الكوفي. وفي رجال الكاظم ع فقال إسحاق بن جرير واقفي وقال
الشيخ في الفهرست إسحاق بن جرير له أصل أخبرنا به ابن أبي جيد عن
ابن الوليد عن ابن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن
محبوب عن إسحاق بن جرير ورواه حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه وقال
النجاشي إسحاق بن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي أبو يعقوب
ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكر ذلك أبو العباس له كتاب يرويه جماعة
أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا جعفر بن محمد حدثنا عبيد الله بن أحمد حدثنا
محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن جرير به انتهى وفي التعليقة يروي عنه
ابن أبي عمير والحسن بن محبوب وحماد وكل ذلك يشعر بالوثاقة وقال المفيد
في رسالته في الرد على الصدوق في قوله ان شهر رمضان لا ينقص: واما
رواة الحديث بان شهر رمضان شهر من شهور السنة يكون تسعة وعشرين
يوما ويكون ثلاثين يوما فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمد بن علي وأبي
عبد الله والرؤساء الاعلام المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام
الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم أصحاب الأصول
المدونة والمصنفات المشهورة ثم شرع في ذكرهم وعد منهم إسحاق بن
جرير. وقال العلامة في الخلاصة: إسحاق بن جرير بن يزيد بن جرير بن
عبد الله البجلي أبو يعقوب كان ثقة روى عن أبي عبد الله ع وكان واقفيا
فالأقوى عندي التوقف في رواية ينفرد بها انتهى ولكن عنه في المنتهى
(٢٦٧)

الحكم بصحة روايته. وفي المعالم إسحاق بن جرير له أصل انتهى وفي لسان
الميزان: إسحاق بن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي أبو عبد الله
البجلي روى عن جعفر الصادق قاله الطوسي قال وكان فقيها من أهل العلم
والتصنيف والرواية روى عنه عبيد بن سعدان بن مسلم وروى هو عن
أحمد بن ميثم بن أبي نعيم وعثمان بن عيسى الرواسي وغيرهما انتهى
فكناه أبو عبد الله ومر ان كنيته أبو يعقوب ولعل أبو عبد الله من سهو
الناسخ وجعل الراوي عنه عبيد بن سعدان ويأتي انه سعدان. وفي
مشتركات الطريحي يمكن استعلام ان إسحاق هو ابن جرير الموثق الواقفي
برواية أحمد بن ميثم عنه وقال تلميذه الكاظمي: قلت وروى عنه محمد بن
أبي عمير والحسن بن محبوب أيضا انتهى وعن جامع الرواة انه زاد رواية
وهيب بن حفص وأحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن الحكم وسعدان بن
مسلم ومحمد بن زياد ومحمد بن سنان وعثمان بن عيسى عنه وعن بعضهم
زيادة رواية البرقي وحماد بن عيسى وإسماعيل بن عيسى عنه انتهى. ٨٢٤:
إسحاق بن جعفر بن علي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. ٨٢٥:
إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع المدني.
أمه
حميدة البربرية وهي أم اخوته موسى الامام ومحمد الديباج وفاطمة
الكبرى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي ارشاد المفيد
كان إسحاق بن جعفر من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد وروى
عنه الناس الحديث والآثار وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول: حدثني
الثقة الرضا إسحاق بن جعفر وكان إسحاق بن جعفر رضي الله عنه يقول
بامامة أخيه موسى وروى عن أبيه النص بالإمامة على أخيه موسى ع
انتهى ونحوه في إعلام الورى وقال المفيد في موضع آخر من الارشاد
وكانا يعني إسحاق وعليا من الفضل والورع على ما لا يختلف فيه اثنان
انتهى وفي عمدة الطالب: واما إسحاق بن جعفر الصادق ويكنى أبا
محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض وكان من أشبه الناس برسول الله
ص وأمه أم أخيه موسى الكاظم وكان محدثا جليلا وادعت فيه طائفة من
الشيعة الإمامة وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول حدثني الثقة الرضا
إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وهو أقل المعقبين من ولد
جعفر الصادق عددا واعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن
انتهى وتعرف ذريته بالإسحاقيين.
وقال المقريزي في خططه: وتزوج بنفيسة رضي الله عنها إسحاق بن
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع. وكان يقال له إسحاق المؤتمن وكان من أهل الصلاح
والخير والفضل والدين روي عنه الحديث وكان ابن كاسب إذا حدث عنه
يقول حدثني الثقة الرضي إسحاق بن جعفر. وكان له عقب بمصر منهم بنو
الرقي وبحلب بنو زهرة وولدت نفيسة من إسحاق ولدين هما القاسم
وأم كلثوم لم يعقبا انتهى
وقال ابن خلكان: السيدة نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي بن أبي طالب دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق وقيل
دخلت مع أبيها الحسن ولما ماتت عزم زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر
الصادق على نقلها إلى المدينة فسأله المصريون بقاءها عندهم انتهى وفي
عمدة الطالب ان نفيسة ابنة زيد خرجت إلى الوليد بن عبد الملك فولدت
منه وماتت بمصر وقد قيل إن صاحبة القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد
وانها كانت تحت إسحاق بن جعفر الصادق والأول هو الثبت المروي عن
ثقات النسابين انتهى.
وكان إسحاق هذا من شهود وصية الكاظم لابنه الرضا
ع. روى الكليني في الكافي في باب النص على أبي الحسن الرضا
ع بسنده عن يزيد بن سليط حديثا طويلا سنذكره انش في ترجمة
العباس بن جعفر وانما أخذنا منه هنا موضع الحاجة وهو ان الكاظم
ع لما أوصى أشهد على وصيته جماعة منهم إسحاق بن جعفر وفي آخر
الوصية ليس لأحد سلطان ولا غيره ان يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه
الأسفل فمن فعل ذلك عليه لعنة الله وغضبه ولعنة اللاعنين والملائكة
المقربين وجماعة المرسلين والمؤمنين والمسلمين وختم أبو إبراهيم والشهود
وكان أبو عمران الطلحي قاضي المدينة فلما مضى موسى ع قام اخوة
الرضا ع فقدموه إلى القاضي الطلحي فقال العباس بن موسى للقاضي
أصلحك الله وأمتع بك ان في أسفل هذا الكتاب كنزا وجوهرا ويريد ان
يحتجبه ويأخذه دوننا ولم يدع أبونا رحمه الله شيئا الا الجاه اليه وتركنا عالة
ولولا اني اكف نفسي لأخبرتك بشئ على رؤوس الملأ إلى أن قال ثم وثب
اليه إسحاق بن جعفر عمه فاخذ بتلبيبه فقال هل انك لسفيه ضعيف أحمق
اجمع هذا مع ما كان بالأمس منك واعانه القوم أجمعون إلى أن قال وابرزوا
وجه أم محمد زوجة الكاظم ع في مجلس القاضي وادعوا انها
ليست إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها فقالت قد والله قال سيدي انك
ستؤخذين جبرا وتخرجين إلى المجالس فزجرها إسحاق بن جعفر وقال
اسكتي فان النساء إلى الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا انتهى موضع
الحاجة فانتصاره للرضا ع وشتمه للعباس يدل على حسن حاله وحسن
عقيدته اما قوله لام محمد اسكتي الخ فلعله كان لاقتضاء المصلحة في ذلك
المجلس ذلك دفعا لبعض المفاسد ثم وجدنا في حاشية الفاضل الصالح على
أصول الكافي أنه قال ذلك خوفا وتقية واطفاء للفتنة. اما عبارة ما أظنه
قال من هذا شيئا فهي موجودة في متن الرواية ولعلها من الكليني أو من
غيره استبعادا لان يقول مثل هذا مع ما ظهر من حسن حاله ولكنك عرفت
توجيهها وعدم المانع من قولها. وفي تهذيب التهذيب: إسحاق بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. روى عن كثير بن
عبد الله بن عمرو بن عوف وعبد الله بن جعفر المخزومي وصالح بن
معاوية بن عبد الله بن جعفر وغيرهم. وعنه إبراهيم بن المنذر ويعقوب بن
حميد بن كاسب ويعقوب بن محمد الزهري وغيرهم. قال عثمان الدارمي
عن ابن معين ما أراه كان الا صدوقا. قلت وذكره ابن حبان في الثقات
وقال كان يخطئ وقال غيره قدم مصر ومات بها وهو زوج السيدة نفيسة
بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي رضي الله عنهم.
وفي لسان الميزان: إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي ذكره ابن عقدة في رجال الشيعة وقال كان يقال له الحزين لأنه
(٢٦٨)

لم ير ضاحكا قط وروى عنه أبو هاشم بن كاسب انتهى.
وفي مشتركات الطريحي يعرف إسحاق انه ابن جعفر الصادق ع
الممدوح بروايته عن أبيه ع. وقال تلميذه الكاظمي ويعرف أيضا برواية
ابن كاسب عنه. وعن جامع الرواة انه زاد رواية بكير بن محمد الأزدي عن
أبيه عنه ورواية يعقوب بن جعفر الجعفري عنه عن أبيه ورواية عبد الله بن
إبراهيم الجعفري عنه عن أبيه ورواية الوشاء عنه عن الصادق ع
انتهى. ٨٢٦:
إسحاق الجلاب
الجلاب من يجلب الحيوانات وغيرها من موضع إلى آخر لأجل
التجارة وكان المترجم يجلب الغنم كما يفهم من الرواية الآتي إليها الإشارة
من أنه اشترى لأبي الحسن ع غنما كثيرة. عن جامع الرواة انه من
أصحاب الحسن العسكري ع روى عنه علي بن محمد في الكافي في باب
مولد أبي الحسن علي بن محمد ع ويفهم مدحه منه انتهى
وذلك لتضمنه انه اشترى لأبي الحسن غنما كثيرة وادخله من اصطبل داره
إلى موضع واسع وأمره بتفريق الغنم في جماعة وظهرت على يده كرامة
عظيمة. وفي تاريخ بغداد إسحاق بن عبد الله أبو يعقوب المخرمي الجلاب
حدث عن هوذة بن خليفة وحجاج بن نصير روى عنه محمد بن مخلد وذكر
في تاريخه انه مات سنة ٢٦٢ انتهى فيمكن أن يكون هو المترجم فان
الهادي ع توفي سنة ٢٥٤ والعسكري ع سنة ٢٦٠. ٨٢٧:
إسحاق بن جندب أبو إسماعيل الفرائضي.
في الخلاصة: إسحاق جندب بجيم مضمومة ونون ساكنة ودال
مهملة مفتوحة وباء موحدة أبو إسماعيل الفرائضي روى عن أبي عبد الله
ع ثقة ثقة انتهى وقال النجاشي: إسحاق بن جندب أبو إسماعيل
الفرائضي ثقة ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتاب رواه عنه عبيس
وغيره أخبرنا أحمد بن عبد الواحد عن علي بن حبشي عن حميد حدثنا أبو
جعفر أحمد بن الحسن بن علي البصري عن عبيس عنه انتهى وفي لسان
الميزان إسحاق بن جندب الفرائضي ذكره النجاشي في رجال الشيعة وقال
روى عن جعفر الصادق روى عنه عبيس ووصفه بالعبادة والتصنيف
انتهى وفي مشتركات الطريحي يعرف إسحاق أنه ابن جندب الثقة برواية
عبيس عنه انتهى ويعرف أيضا بروايته عن الصادق ع. ٨٢٨:
الشيخ إسحاق بن الميرزا حبيب الله الرشتي.
ولد في النجف الأشرف وتوفي في طهران يوم السبت ٢ جمادى الثانية
سنة ١٣٥٧ وحمل إلى النجف الأشرف فوصلت جنازته يوم الخميس ٥ منه
ودفن في مقبرة الشيخ ملا كاظم الخراساني وأقيم له مجلس الفاتحة في النجف
وجاءنا خبر وفاته ونحن بدمشق.
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا تقيا ورعا كريما سخيا قرأ على أبيه وعلى
غيره وتزوج بابنة الشيخ ملا كاظم الخراساني الشهير وسكن طهران وصارت
له فيها مكانة وكان يؤم مسجد سبهسالار ويدرس في مدرسته. نزلنا عليه في
طهران في سفرنا لي زيارة المشهد المقدس الرضوي سنة ١٣٥٣ فأكرم وفادتنا
ولم يبق جهدا في اكرامنا وما يؤول إلى صلاحنا وانجاز مهمتنا في الاطلاع
على دور الكتب والاستفادة مما فيها لايداعه في هذا الكتاب جزاه الله عنا
خير جزاء وكانت داره مأوى كل غريب ويسعى في قضاء حاجات ذوي
الحاجات ويعطي السائلين مع ضيق ذات يده حتى اضطر إلى بيع قسم من
داره: ووالده شيخ العلماء في عصره وتأتي ترجمته في بابها انش والسبب
في تسميته له إسحاق انه ولد له أخ قبله فتفال بالقرآن الكريم لتسميته
فخرجت الآية الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق
فسماه إسماعيل ثم سمى أخاه إسحاق. خلف المترجم ولدا واحدا اسمه
آقا شمس الدين حفظه الله وجعله لأبيه نعم الخلف. ٨٢٩:
إسحاق بن الحذاء
روى الكليني في باب الاحتذاء من كتاب الزي والتجمل من الكافي
عن أبي الخزرج الحسن بن زبرقان الأنصاري عنه عن أبي عبد الله ع. ٨٣٠:
إسحاق بن حرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع في ترجمة أخيه
داود بن حرة أخو إسحاق بن حرة روي عنهما انتهى وهذا يشير إلى
معروفيته. ٨٣١:
إسحاق بن الحسن بن بكران أبو الحسين العقراني التمار
بكران بفتح الباء وسكون الكاف بعدها راء مهملة وألف ونون
من الأسماء المتعارفة، عن سيبويه. والعقراني في الخلاصة بفتح العين
المهملة وسكون القاف بعدها راء ورسم بعدها ألف ونون وباء كما في نسخة
مصححة على نسخة ولد المصنف. وفي رجال ابن داود في نسخة مصححة
رسم العقراني بالنون وفي ايضاح الاشتباه العقراي بفتح العين المهملة
واسكان القاف وبعده راء مهملة وبعد الألف ياء. وفي بعض الكتب
العقرابي بيائين بدون نون وفي بعضها العقرائي بالهمزة بدل النون لا يعلم
نسبته إلى اي شئ ولعله نسبة إلى العقر قرية بنواحي الكوفة على غير
القياس.
وقال النجاشي كثير السماع ضعيف في مذهبه رأيته بالكوفة وهو
مجاور وكان يروي كتاب الكليني عنه وكان في هذا الوقت غلوا فلم اسمع
منه شيئا له كتاب الرد على الغلاة وكتاب نفي السهو عن النبي ص وكتاب
عدد الأئمة ع. وقال البهبهاني في التعليقة تأليفه كتاب الرد على
الغلاة يشعر بعدم غلوه ولعل رميه به لتأليفه كتاب نفي السهو عن النبي ص
فإنهم كانوا يعدون ذلك غلوا كما هو عند معظم القدماء كما يظهر من الفقيه
فلا وثوق بالحكم بغلوه. وروايته لكتاب الكليني يدل على أنه من مشائخ
الإجازة وهو يشير إلى الوثاقة انتهى. ٨٣٢:
إسحاق بن الحسن بن محمد البغدادي
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال كان من
تلامذة الشيخ المفيد رثاه بقصيدة طويلة نونية وله كتاب مثالب النواصب. ٨٣٣:
الشيخ إسحاق الحويزي.
عالم فاضل له حاشية على حاشية تهذيب المنطق لملا عبد الله اليزدي. ٨٣٤:
إسحاق بن خليد البكري الكوفي
خليد كزبير من الأسماء المعروفة.
(٢٦٩)

ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع. ٨٣٥:
الشيخ إسحاق الخمايسي النجفي
توفي سنة ١١٧٣
آل الخمايسي طائفة علمية كبيرة في النجف الأشرف والمترجم
أحد علمائها المعروفين اخذ عن بحر العلوم الطباطبائي والشيخ جعفر
الجناجي النجفي. ضل في الطريق إلى كربلاء ومات عطشا سنة ١١٧٣
ورثاه السيد احمد العطار وأرخ وفاته بقوله: لفقد إسحاق مات العلم
والعمل. ٨٣٦:
إسحاق بن داود
روى الشيخ في التهذيب في باب فضل زيارة الحسين ع عن
علي بن معلى عنه عن أبي عبد الله ع. ٨٣٧:
إسحاق بن راشد الجزري أبو سليمان الحراني وقيل الرمي مولى بني
مية وقيل مولى عمر
الجزري بجيم وزاي مفتوحتين وراء منسوب إلى الجزيرة وهي
بلاد بين الفرات ودجلة والحراني منسوب إلى حران مدينة معروفة.
في تهذيب التهذيب قال أبو عروبة مات بسجستان احسبه قال في
خلافة أبي جعفر. وروي عن الزهري وميمون بن مهران وعبد الله بن
حسن بن الحسين بن علي وغيرهم وعنه عتاب بن بشير وموسى بن أعين
ومعمر ومسعر وإبراهيم بن المختار وغيرهم. قال البخاري انه أخو
النعمان بن راشد وقال احمد لا اعلم بينهما قرابة ليسا أخوين إسحاق رقي
والنعمان جزري. وقال الفسوي إسحاق بن راشد صالح الحديث وعن ابن
معين ثقة وقال المفضل بن غسان الغلابي ثقة وقال العجلي ثقة وذكره ابن
حبان وابن شاهين في الثقات وقال أبو حاتم شيخ وقال النسائي ليس به
باس وقال ابن خزيمة لا يحتج بحديثه ثم حكى انه كان يحدث عن الزهري
فقيل له أين لقيت ابن شهاب قال لم القه مررت ببيت المقدس فوجدت كتابا
له.
تشيعه
يمكن ان يستفاد تشيعه مما في تهذيب التهذيب قال أبو بكر بن أبي
خيثمة ثنا عبد الله بن جعفر سمعت عبيد الله بن عمرو وأبا المليح يقولان
قال إسحاق بن راشد بعث محمد بن علي وهو أبو جعفر الباقر زيد بن
علي إلى الزهري قال يقول لك أبو جعفر استوص بإسحاق خيرا فإنه منا
أهل البيت قال عبيد الله بن عمرو وكان إسحاق صاحب مال فانفق عليهم
أكثر من ثلاثين ألف درهم ورثها من أبيه انتهى قال في تهذيب
التهذيب: هذا يدل على أنه لقي الزهري انتهى. ٨٣٨:
إسحاق بن رباط البجلي.
يأتي قول النجاشي في أخيه الحسن بن رباط انه يروي عن أبي
عبد الله ع واخوته إسحاق ويونس وعبد الله ويظهر من رواية الحسن عن
الصادق ع وعن أخيه إسحاق ان إسحاق أيضا من أصحاب الصادق
ع ولكن الكشي في رجاله قال: ما روي في بني رباط. قال نصر بن
الصباح كانوا أربعة اخوة الحسن والحسين وعلي ويونس كلهم أصحاب أبي
عبد الله ع ولهم أولاد كثيرة من حملة الحديث انتهى وفي رجال بحر
العلوم: بنو رباط أهل بيت كبير بالكوفة من بجيلة أو من مواليهم منهم
الرواة والثقات وأصحاب المصنفات ومن مشاهيرهم عبد الله والحسن
وإسحاق ويونس أولاد رباط وذكر جماعة غيرهم ثم حكى عبارتي النجاشي
والكشي السابقتين. ثم حكى عن البرقي ان علي بن رباط الكوفي مولى
بجيلة فعلم بذلك انهم بجليون بالولاء لا بالنسب ثم قال واما الحسين بن
رباط فلم يذكره أحد الا نصر والكتب خالية منه بالمرة انتهى وكيف كان
فخلو عبارة نصر عن إسحاق لا ينافي بعد وجوده في عبارة النجاشي. ٨٣٩:
إسحاق بن سعد القطربلي عامل أصبهان
يظهر من معجم الأدباء في ترجمة إبراهيم بن ممشاذ تشيعه حيث ذكر
لإبراهيم أبياتا يهجو بها إسحاق المذكور تركنا ذكرها لفحشها يقول في
آخرها:
تالله ما اتخذ الإمامة مذهبا * الا لكي يبكي لذكر القائم ٨٤٠:
إسحاق بن شعيب بن ميثم الأسدي مولانا الكوفي التمار
ذكره الشيخ في كتاب رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه. ٨٤١:
إسحاق صاحب الحيتان
الظاهر أنه كان سماكا يبيع الحيتان وهو من أصحاب الرضا ع
وروى الكليني في الكافي والشيخ في التهذيب في باب صيد السمك عن أبي
علي الأشعري عن الحسن بن علي عن عمه محمد عن سليمان بن جعفر عن
إسحاق صاحب الحيتان عن الرضا ع. ٨٤٢:
إسحاق بن عبد العزيز البزاز الكوفي يكنى أبا يعقوب ويلقب أبا
السفاتج.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر أنه قال في
إبراهيم أبو السفاتج من أصحاب الصادق ع أنه يكنى أبا إسحاق
وقيل إنه يكنى أبا يعقوب ومن قال هذا قال اسمه إسحاق بن
عبد العزيز وقال العلامة في الخلاصة إسحاق بن عبد العزيز البزاز الكوفي
يكنى أبا يعقوب ويلقب أبا السفاتج روى عن أبي عبد الله ع. قال ابن
الغضائري يعرف حديثه تارة وينكر أخرى ويجوز ان يخرج شاهدا انتهى
فكان العلامة اختار القول الثاني وفي الكافي ما يدل عليه ففي كتاب الحجة
بسنده عن إسحاق بن عبد العزيز أبي السفاتج عن جابر عن الباقر ع
ولكن كون إبراهيم يكنى أبا السفاتج لا ينافي كون إسحاق بن عبد العزيز
يكنى بذلك ولا كون إسحاق بن عبد الله الآتي يكنى به وفي التعليقة في باب
الكنى ان أبا السفاتج روى عن الباقر ع حديث لوح فاطمة ع
المتضمن لأسماء الأئمة ع وكونهم حجة وأوصياء وهو مشهور
ويظهر من سائر اخباره أيضا تشيعه انتهى أقول لم يقع نظري على
الحديث المذكور الذي في سنده أبا السفاتج اما المذكور في أصول الكافي من
خبر اللوح فليس في سنده أبو السفاتج وكيف كان فمع تعدد من يكنى بأبي
السفاتج كما عرفت لا يعلم من هو منهم. وفي لسان الميزان: إسحاق بن
عبد العزيز الكوفي أبو السفاتج ذكره الطوسي في رجال الشيعة انتهى.
(٢٧٠)

٨٤٣: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة المدني.
مات سنة ١٣٢ عن ابن سعد أو ١٣٤ عن عمرو بن علي أو ١٣٠
عن ابن الحذاء كذا في تهذيب التهذيب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين وولده الباقر
ع وفي تهذيب التهذيب إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة زيد بن سهل
الأنصاري النجاري المدني روى عن أبيه وانس وعبد الرحمن بن أبي عمرة
والطفيل بن أبي كعب وعلي بن يحيى بن خلاد الأنصاري وأبي مرة مولى
عقيل وغيرهم وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري والأوزاعي وابن جريح
ومالك وهمام وعبد العزيز الماجشون وعدة قال ابن معين ثقة حجة وقال أبو
زرعة وأبو حاتم والنسائي ثقة وزاد أبو زرعة هو أشهر اخوته وأكثرهم حديثا
وقال محمد بن سعد عن الواقدي كان مالك لا يقدم عليه في الحديث أحدا
وكان ثقة كثير الحديث وأفاد ابن الحذاء في رجال الموطأ ان اسم أمه سلمة
بنت رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان قال أبو داود كان على الصوافي
باليمامة وقال البخاري في تاريخه الكبير بقي باليمامة إلى زمن بني هاشم
وقال ابن حبان في الثقات كان ينزل في دار أبي طلحة وكان مقدما في رواية
الحديث والاتقان فيه. قلت وكناه اللالكائي أبا يحيى وقيل كنيته أبو نجيح
انتهى. ٨٤٤:
إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي.
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وعنه اخوه إسماعيل وكثير بن زيد
الأسلمي وأبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
انتهى. ٨٤٥:
إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع. ٨٤٦:
إسحاق بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري.
قال النجاشي: قمي ثقة ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن
ع. وابنه أحمد بن إسحاق مشهور أخبرني أحمد بن عبد الواحد عن
علي بن حبشي عن حميد عن علي بن بزرج عنه ويأتي عن الفهرست
إسحاق القمي والظاهر أنه هذا وذكر الشيخ في رجاله إسحاق بن عبد الله
الأشعري القمي في رجال الصادق ع وإسحاق القمي في رجال الباقر
ع وفي لسان الميزان إسحاق بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي من
رجال الشيعة ذكره الطوسي والنجاشي والكشي روى عنه ابنه احمد وعلي بن
بزرج ومحمد بن أبي عمير وآخرون انتهى والكشي لم نجد انه ذكره وعن
مشتركات الكاظمي انه يعرف برواية يونس بن يعقوب وعلي بن بزرج
وأحمد بن زيد الخزاعي وابن أبي عمير عنه انتهى ولم أجد ذلك فيها وزاد
بعضهم رواية محمد بن سهل عن أبيه عنه ورواية علي بن نوح عنه. ٨٤٧:
إسحاق بن عبد الله بن علي بن الحسين المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وعن جامع الرواة
عن الكافي في باب من قال لا إله إلا الله رواية الفضيل بن عبد الوهاب عن
إسحاق بن عبد الله عن عبيد الله بن الوليد الوصافي وعن الكافي في باب
النهي عن القول بغير علم رواية ابن أبي عمير عن يونس عن أبي يعقوب
إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله ع وربما احتمل ان يكون المذكور في
الرواية الثانية إسحاق بن عبد الله بن سعد الأشعري المتقدم لان هذا لم
يكنه أحد بأبي يعقوب وفيه ان الأشعري أيضا لم يكنه أحد بأبي يعقوب فهو
محتمل لهما ولأبي السفاتج الآتي. ٨٤٨:
إسحاق بن عبد الله أبو السفاتج الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر في إسحاق بن
عبد العزيز وفي إبراهيم بن إسحاق ما ينبغي ان يلاحظ وفي الكافي في باب
النهي عن القول بغير علم في الحسن عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله
عن أبي عبد الله ع وهو محتمل له وللسابقين. ٨٤٩:
إسحاق العطار الطويل الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وما في منهج المقال
من ذكر لفظ ثقة زيادة من الناسخ ففي نسختين من الوسيط اقتصر على
كونه من أصحاب الصادق ع ولم يذكر انه ثقة وأبو علي في رجاله لم
يذكره لالتزامه بعدم ذكر المجهولين ولو كان موثقا في رجال الشيخ لذكره
وقال بعض المعاصرين انه راجع اربع نسخ من رجال الشيخ معتمدة
ونسختين من المنهج فلم يجد فيها لفظ التوثيق فلم يبق شك في أنها من زيادة
الناسخ وعن جامع الرواة عن باب الطيب من كتاب الزي والتجمل من
الكافي انه روى سليمان بن محمد الخثعمي عنه عن أبي عبد الله ع
انتهى. ٨٥٠:
إسحاق العقرقوفي.
نسبة إلى عقرقوف بالعين المهملة المفتوحة والقاف الساكنة والراء
المفتوحة والقاف المضمومة والواو الساكنة والفاء. في معجم البلدان قرية من
نواحي دجيل بينها وبين بغداد أربعة فراسخ والى جانبها تل عظيم من تراب
يرى من خمسة فراسخ كأنه قلعة عظيمة لا يدري ما هو وقال ابن الفقيه انه
مقبرة الملوك الكيانيين من النبط كانوا قبل آل ساسان انتهى وفيها يقول أبو
نواس:
رحلن بنا من عقرقوف وقد بدا من الصبح مفتوق الأديم شهير
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٨٥١:
الملا إسحاق بن علم الهدى.
عالم فاضل عابد معاصر للسيد نصر الله الحائري له رسالة قرظها
السيد نصر الله بقوله:
أشهب الدراري ما لعيني قد بدا * أم الدر في عقد الخريدة نضدا
أم العنبر الداري فاح أريجه * أم الروضة الغناء باكرها الندى
وكلا ولكن ذي رسالة ذي التقى * سليل الصفي المجتبى علم الهدى
ربيب العلا إسحاق من كلماته * إذا تليت تجلو عن المهجة الصدا
فدع كل صوت غير ما قال إنه * هو الصائح المحكي والآخر الصدا
هو الزاهد البكاء في خلواته * ولكنه البسام في ساعة الندا
فلا زال من عين الحقيقة واردا * ولا زال في كل الأمور مسددا
(٢٧١)

٨٥٢: إسحاق بن عمار بن حيان أبو يعقوب الكوفي الصيرفي مولى بني
تغلب.
أقوال علماء الرجال فيه
ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم ع
ووصفه بالصيرفي التغلبي. وقال الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب
الصادق ع إسحاق بن عمار الكوفي الصيرفي وفي أصحاب الكاظم
ع إسحاق بن عمار ثقة له كتاب وقال في الفهرست: إسحاق بن عمار
الساباطي له أصل وكان فطحيا الا انه ثقة واصله معتمد عليه أخبرنا به
الشيخ أبو عبد الله والحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن
الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن ابن أبي عمير عن
إسحاق بن عمار بن يزيد أبو يعقوب الصيرفي الكوفي ذكره الطوسي في
رجال جعفر الصادق وولده موسى بن جعفر وذكره ابن عقدة في رجال
الشيعة وقال له مصنف وكان ثقة روى عنه عتاب بن كلوب بن قيس البجلي
والحسن بن محبوب وعبد الله بن المغيرة وغيرهم انتهى وعتاب صوابه
غياث. وقال النجاشي إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب
الصيرفي شيخ من أصحابنا ثقة واخوته يوسف ويونس وقيس وإسماعيل وهو
في بيت كبير من الشيعة وأبناء أخيه علي بن إسماعيل وبشر بن
إسماعيل كانا من وجوه من روى الحديث روى إسحاق عن أبي عبد الله
وأبي الحسن ع ذكر ذلك أحمد بن محمد بن سعيد في رجاله له
كتاب نوادر يرويه عنه عدة من أصحابنا أخبرنا محمد بن علي حدثنا أحمد بن
محمد بن يحيى حدثنا سعيد عن محمد بن الحسين حدثنا غياث بن كلوب بن
قيس البجلي عن إسحاق به انتهى قال السيد مهدي بحر العلوم في
رجاله: الموثق لإسحاق فيما تقدم من عبارة النجاشي هو النجاشي لا أحمد بن
محمد بن سعيد بن عقدة الزيدي والمشار اليه في قوله ذكر ذلك احمد هو
رواية إسحاق عن الامامين ع دون ما تقدمه من الكلام مع
احتمال إرادة الجميع فيبتني الحكم بتوثيقه من ذلك على قبول توثيق الموثق
ويبعد اختلاف الأصحاب في ذلك مع اتفاقهم على توثيق إسحاق
واستنادهم فيه إلى هذه العبارة وكذا قوله شيخ من أصحابنا وقوله وهو في
بيت كبير من الشيعة فإنهما مسوقان للمدح المتعلق بالمذهب ولو كان من كلام
ابن عقدة الزيدي لما أفاد ذلك. وقال العلامة في الخلاصة: إسحاق بن
عمار بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي كان شيخا من أصحابنا
ثقة وروى عن الصادق والكاظم ع وكان فطحيا قال الشيخ الا
انه ثقة واصله معتمد عليه وكذا قال النجاشي والأولى عندي التوقف فيما
ينفرد به انتهى وفي المعالم إسحاق بن عمار ثقة من أصحاب الصادق
ع وكان فطحيا له أصل انتهى وقال الكشي في رجاله في إسحاق
وإسماعيل ابني عمار حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا أيوب عن ابن المغيرة
عن علي بن إسماعيل بن عمار عن إسحاق قلت لأبي عبد الله ع ان لنا
أموالا ونحن نعامل الناس وأخاف ان حدث حدث تفرق أموالنا قال اجمع
أموالكم في كل شهر ربيع قال علي بن إسماعيل فمات إسحاق في شهر
ربيع. نصر بن الصباح حدثني سجادة حدثني محمد بن وضاح عن
إسحاق بن عمار قال كنت عند أبي الحسن ع جالسا حتى دخل عليه
رجل من الشيعة فقال له يا فلان جدد التوبة واحدث عبادة فإنه لم يبق من
عمرك الا شهر قال إسحاق فقلت في نفسي وا عجباه كأنه يخبرنا انه يعلم
آجال شيعته أو قال آجالنا فالتفت إلي مغضبا وقال يا إسحاق وما تنكر من
ذلك وقد كان الهجري مستضعفا وكان عنده علم المنايا والامام أولى بذلك
من رشيد الهجري يا إسحاق انه قد بقي من عمرك سنتان أما انه يتشتت أهل
بيتك تشتيتا قبيحا وتفلس عيالك افلاسا شديدا. ورواه في إعلام الورى
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان عنه ورواه الكليني عن أحمد بن مهران عن
محمد بن علي عن سيف بن عميرة عنه وزاد فقلت استغفر الله مما عرض في
صدري وأحمد بن طاوس رأى ضعف سند هذا الحديث بسجادة ثم قال
الكشي: جعفر بن معروف حدثني أبو الحسين الرازي: حدثني إسماعيل بن
مهران: حدثني محمد بن سليمان الديلمي قال: قال إسحاق بن عمار لما
كثر مالي أجلست على بأبي بوابا يرد عني فقراء الشيعة فخرجت إلى مكة
تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله ع فرد علي بوجه قاطب غير مسرور
فقلت جعلت فداك وما الذي غير حالي عندك قال الذي غيرك للمؤمنين فقلت
جعلت فداك والله اني لاعلم انهم على دين الله ولكن خشيت الشهرة على
نفسي قال: يا إسحاق أما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا اجتمع بين
ابهاميهما مائة رحمة تسعة وتسعون منها لأشدهما حبا لصاحبه فإذا اعتنقا
غمرتهما الرحمة فإذا التثما لا يريدان بذلك الا وجه الله قيل لهما غفر الله لكما
فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض اعتزلوا بنا عنهما فان لهما
سرا وقد ستره الله عليهما. قلت: جعلت فداك وتسمع الحفظة قولهما ولا
تكتبه وقد قال الله عز وجل: ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد
فنكس رأسه طويلا ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وهو يقول يا
إسحاق ان كان الحفظة لا تكتبه ولا تسمعه فقد سمعه وعلمه الذي يعلم
السر واخفى يا إسحاق خف الله كأنك تراه فان شككت في أنه يراك فقد
كفرت وان أيقنت انه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته في حد أهون
الناظرين إليك وفي موضع آخر من كتاب الكشي محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير
حدثني محمد بن عيسى عن زياد القندي قال كان أبو
عبد الله إذا رأى إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار قال وقد يجمعهما
لأقوام يعني الدنيا والآخرة انتهى الكشي وفي باب النوادر من كتاب
الحدود من الكافي بسنده إلى إسحاق بن عمار قلت له اي الصادق
ع ربما ضربت الغلام في بعض ما يجرم فقال كم تضربه فقلت ربما
ضربته مائة فقال مائة مائة ثم قال حد الزنا اتق الله فقلت جعلت فداك
فكم ينبغي ان أضربه فقال واحدا فقلت والله لو علم اني لا أضربه الا
واحدا ما ترك لي شيئا الا أفسده فقال اثنين فقلت جعلت فداك هو هلاكي
إذا فلم أزل أماكسه حتى بلغ خمسة ثم غضب فقال يا إسحاق ان كنت
تدري حد ما اجرم فأقم الحد فيه ولا تعد حدود الله عز وجل. قال
البهبهاني في التعليقة لا يظهر من هذه الرواية جرحه بل ربما يظهر منها تدينه
من حيث سؤاله عن ذلك وروايته ذلك لغيره والله يعلم انتهى وقال
السيد مهدي الطباطبائي في رجاله: آل حيان التغلبي مولى بني تغلب بيت
كبير في الشيعة كوفيون صيارفة معروفون بهذه الصنعة وبالنسبة إلى تغلب
منهم إسحاق بن عمار بن حيان الصيرفي التغلبي واخوته إسماعيل وقيس
ويوسف ويونس وأولادهم محمد ويعقوب ابنا إسحاق وبشر وعلي ابنا
إسماعيل وعبد الرحمن بن بشر ومحمد بن يعقوب بن إسحاق وعلي بن
محمد بن يعقوب وأبوهم عمار بن حيان من أصحاب الحديث روى عن
الصادق ع وإسحاق بن عمار بن حيان من المشاهير الأعيان وكان هو
واخوه إسماعيل وجهين مؤسرين ثم ذكر رواية الكشي السابقة كان أبو
(٢٧٢)

عبد الله ع إذا رأى إسحاق بن عمار وإسماعيل بن عمار يقول وقد
يجمعهما لأقوام يعني الدنيا والآخرة ثم ذكر الحديث المروي في الصحيح عن
إسحاق بن عمار دخلت على أبي عبد الله ع فخبرته انه ولد لي غلام
فقال ألا سميته محمدا قلت قد فعلت قال فلا تضربن محمدا ولا تشتمه
جعله الله قرة عين لك في حياتك وخلف صدق من بعدك فقلت جعلت
فداك في اي الاعمال أضعه قال ما عدلت عن خمسة أشياء فضعه حيث
شئت الحديث ويأتي بتمامه في ترجمة ولده محمد ثم ذكر خبر الصحيفة
الآتي عن العيون ثم نقل عن ابن قولويه في كامل الزيارة بسنده عن
إسحاق بن عمار انه رأى بمشهد الحسين ع ليلة عرفة نحوا من ثلاثة
آلاف أو أربعة آلاف رجل جميلة وجوههم شديدا بياض ثيابهم يصلون الليل
اجمع وانه كان يريد أن يأتي القبر ويقبله ويدعو فلا يصل اليه من كثرة الخلق
الحديث قال وفيه عن إسحاق بن عمار شكوت إلى أبي عبد الله ع
جارا لي وما ألقى منه فقال لي ادع عليه ففعلت فلم أر شيئا قال فكيف
دعوت عليه فقلت إذا لقيته دعوت عليه فقال ادع عليه إذا اقبل واستدبر
ففعلت فلم ألبث حتى أراح الله منه.
إسحاق بن عمار واحد أو اثنان
قال العلامة الطباطبائي في رجاله اما إسحاق فالكلام فيه طويل
والوهم فيه وقع من جليل بعد جليل انتهى وقد تلخص مما مر ان الشيخ
في رجاله ذكره في أصحاب الصادق ع بدون توثيق ووصفه بالكوفي
الصيرفي وفي رجال الكاظم ع وثقه ولم يصفه بالكوفي الصيرفي وفي كليهما
لم يصفه بالفطحية ولا بأنه ابن عمار الساباطي. وفي الفهرست وصفه بابن
عمار الساباطي وبالفطحية ووثقه ولم يذكر ابن حيان والنجاشي جعله ابن
حيان التغلبي بالولاء الصيرفي ووثقه ولم يصفه بالفطحية والكشي اقتصر على
إسحاق بن عمار فانحصر وصفه بالفطحية وبانه ابن عمار الساباطي في
الشيخ في الفهرست دون كتاب رجاله ودون سائر كتب الرجال.
من قال إن إسحاق بن عمار شخص واحد فطحي
فلما جاء المتأخرون عن الشيخ كالمحقق والعلامة وابن طاوس وغيرهم
فوجدوا الشيخ يصفه في الفهرست بأنه ابن عمار الساباطي وبانه فطحي ثقة
وفي غير الفهرست وغير الشيخ لا يصفونه بذلك بل بأوصاف أخر ويوثقونه
جمعوا بين هذه الأوصاف وجعلوها لشخص واحد هو إسحاق بن عمار
فجعلوه فطحيا موثقا. فمضى للأصحاب زمان بعد الشيخ يعدونه شخصا
واحدا فطحيا ثقة وحديثه موثقا لا صحيحا جمعا بين الأقوال السابقة فجعلوا
الصفات المذكورة فيها كلها مجتمعة فيه وأول من ذهب إلى ذلك السيد
أحمد بن طاوس ومعاصره المحقق الحلي جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد
قال الأول: في كتاب رجاله في رواية القندي السابقة يبعد ان يقول الصادق
ع هذا لإسحاق بن عمار وكان فطحيا والرواية في طريقها ضعف
بالعبيدي وزياد لأن زياد بن مروان القندي واقفي وقد روي أن إسحاق
تردد في شئ اخبر به أبو الحسن من الحوادث المستقبلة لكن الطريق فيه
نصر بن الصباح وسجادة وهما مضعفان وروى حديثا آخر يقارب معناه في
طريقه محمد بن سليمان بن زكريا الديلمي قال ومحمد بن سليمان الديلمي
مضعف وبالجملة فالمشهور انه فطحي كما أسلفت انتهى وقال المحقق في
إسحاق بن عمار وان كان ثقة إلا أنه فطحي وتبعهما على ذلك تلميذاهما
العلامة في الخلاصة كما مر من كلامه وابن داود إلا أنه ذكره في البابين
وحكى مذهبه عن الشيخ خاصة ونسبه في الأول إلى عمار بن حيان التغلبي
الصيرفي كما قاله النجاشي فهو كالعلامة في البناء على الاتحاد.
من قال إن إسحاق بن عمار رجلان عدل امامي وموثق فطحي
وبقي الحال على هذا إلى عصر الشيخ البهائي فحكم بان إسحاق بن
عمار رجلان أحدهما ابن عمار بن حيان الثقة الامامي له كتاب والثاني ابن
عمار الساباطي الثقة الفطحي له أصل قال العلامة الطباطبائي في كتاب
رجاله: أول من تنبه للمغايرة وحكم بالاشتراك في هذا الاسم شيخنا
المحقق البهائي فإنه قال في حاشية الخلاصة عند ذكر عبارة العلامة المتقدمة:
هذا وهم من المصنف وقد اقتفى اثره ابن داود والحق ان المذكور في كلام
النجاشي امامي ثقة والمذكور في فهرست الشيخ فطحي ثقة وهو مما لا يشتبه
على من له أدنى مسكة إذا تتبع الكلامين المذكورين وقال في مقدمات مشرق
الشمسين قد يكون الرجل متعددا فيظن انه واحد كما اتفق ذلك للعلامة في
إسحاق بن عمار فإنه مشترك بين اثنين أحدهما من أصحابنا والآخر فطحي
كما يظهر على المتأمل وتبعه على ذلك تلامذته المحدثون المحققون الفاضل
القاشاني صاحب الوافي والشيخ المولى أبو الحسن الشريف العاملي في
حواشي هذا الكتاب يعني الوافي وجماعة من مشائخنا المحققين رضوان
الله عليهم أجمعين انتهى ولا يخفى ان هذا القول أقل محذورا من القول
بأنه رجل واحد ثقة فطحي وقد تنبه لذلك قبل البهائي المقدس الأردبيلي
بعض التنبه لكنه لم يجزم بالتعدد واضطرب فيه كلامه بعض الاضطراب
فقال في مجمعه وإسحاق قيل إنه فطحي ثقة ولكن افهم من النجاشي مدحا
عظيما له وانه من أصحابنا ومن بيت كبير من الشيعة والشيخ قال أصله
معتمد وان كان فطحيا والمصنف قال عندي التوقف فيما ينفرد به وبالجملة
هذا الرجل لا باس به انتهى وممن قال بالتعدد السيد فيض الله
التفريشي تلميذ الأردبيلي في حواشي المختلف فيما حكاه عنه صاحب تكملة
الرجال فإنه كتب على قول العلامة وعندي في إسحاق قول: لا يخفى ان
إسحاق بن عمار في الرواة اثنان أحدهما إسحاق بن عمار بن موسى
الساباطي وهو فطحي ثقة وثانيهما إسحاق بن عمار بن حيان مولى بني
تغلب وهو إمامي ثقة كذا في بعض كتب الرجال والعلامة قد ذكر الأول
دون الثاني بل اعتقد انه واحد انتهى وعن السيد عناية الله في حواشي
الكشي انه صرح بنحو هذا.
أدلة من قال إن إسحاق بن عمار رجلان
قال المحقق البهبهاني في تعليقته على رجال الميرزا الكبير: الفطحي
كما في الفهرست هو إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو غير ابن
حيان ولا منشا للاتحاد غير أن النجاشي لم يذكر ابن موسى وفي الفهرست لم
يذكر ابن حيان والحكم به بمجرد هذا مشكل مع أن عبارة النجاشي في غاية
الظهور في كون ابن حيان غير ابن موسى وانه إمامي معروف مشهور هو
واخوته وأبناء أخيه وانهم طائفة على حدة لا طائفة عمار الساباطي المشهور
المعروف في نفسه وفي كونه فطحيا بل وطائفته أيضا كذلك كما ستعرف ومن
ثم ذهب جمع من المحققين إلى التغاير وكون ابن حيان ثقة وابن موسى موثقا
ومنهم المصنف في رجاله الوسيط ومما يؤيده عدم اتصاف أحد من اخوة ابن
حيان بالساباطية ولم يذكر هذا الوصف لهم في الرجال ولا في غيره وكذلك لم
ينسب إلى موسى وكذلك ابنا أخيه علي وبشير بل في كل موضع ذكروا
بالوصف والنسبة فالصيرفي والكوفي وابن حيان كما أن الصباح وقيسا أخوي
(٢٧٣)

عمار الساباطي لم يوصفا قط كأخيهما بالكوفية والتغلبية ولم ينسبا كذلك إلى
ابن حيان بل بالساباطية وابن موسى ومر أحمد بن بشير بن عمار الصيرفي عن
رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه ابن بشر بن
إسماعيل وعلى اي تقدير فيه شهادة أخرى على المغايرة من حيث ملاحظة
الطبقة فتأمل ومما يؤيده رواية القندي والديلمي كما أشار اليهما المصنف في
آخر هذا العنوان. أقول قد مر ان السيد أحمد بن طاوس قال عن رواية
القندي التي فيها ان الصادق ع قال لإسحاق وأخيه إسماعيل وقد
يجمعهما الله لأقوام في رواية الكشي المتقدمة يبعد ان يقول الصادق هذا
لإسحاق بن عمار مع كونه فطحيا وان ابن طاوس اعتذر عن ذلك بان
الرواية في طريقها ضعف بالعبيدي وبزياد لان زياد بن مروان القندي واقفي
انتهى ولكن هذا الاعتذار غير صحيح فالعبيدي ثقة على الأصح كما يأتي
في ترجمته والقندي موثق وثقه المفيد في ارشاده وقيل إنه رواها قبل الوقف ثم
قال في التعليقة والصدوق في ثبت رجاله قال وما كان فيه عن يونس بن
عمار فقد رويته إلى أن قال عن أبي الحسن يونس بن عمار بن الفيض
الصيرفي التغلبي الكوفي وهو أخو إسحاق بن عمار وسيجئ في باب علي بن
محمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمار الكيساني الكوفي العجلي الذي هو
شيخ إجازة وفي باب الميم محمد بن إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي
الصيرفي الثقة من أصحاب الكاظم ع وخاصته ويظهر من هذين
أيضا ما ذكرنا سيما من الأخير فان عمار بن موسى من أصحاب الكاظم
ع فكيف ابن ابنه يكون من أصحابه وثقاته وخاصته وأهل الورع
والفقه والعلم من شيعته مضافا إلى أنه روي في الكافي وأصحاب الرجال في
هشام بن سالم ان طائفة عمار وأصحابه بقوا على الفطحية وأيضا يكون
الأب والجد فطحيين بل ومن أعيانهم وأركانهم بل واصلهم وهو يخالفهم في
زمانهما إلى حيث صار من ثقات الكاظم ع وخواصه ولم يشر إلى
هذا مشير ربما لا يخلو عن بعد وغرابة وأيضا علماء الرجال بل وغيرهم لم
ينسبوا أحدا من اخوة ابن حيان ولا من أبناء أخيه إلى الفطحية بل ظاهرهم
عدم كونهم منهم سيما إسماعيل وقيس فتأمل بل سيجئ في إسماعيل ما
يشير إلى التغاير من وجوه فتأمل وأيضا في الكافي أحمد بن مهران
عن محمد بن علي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال سمعت
الكاظم ع ينعي إلى رجل نفسه إلى أن قال يا إسحاق اصنع ما
أنت صانع فان عمرك قد فني وانك تموت إلى سنتين وإخوتك وأهل بيتك لا
يلبثون بعدك الا يسيرا حتى تتفرق كلمتهم ويخون بعضهم بعضا حتى
يشمت بهم عدوهم الحديث وهذا لا يلائم كون محمد ابنه من ثقاته
وخاصته وكذا لا يلائم حال أخويه بل وابن أخيه أيضا وسند الحديث معتبر
مع أنه روي مكررا بغير هذا الطريق وفي غير الكافي ولا يلائم هذا الحديث
رواية علي بن إسماعيل بن عمار في موت إسحاق فتأمل ومن القرائن أيضا
ان إسماعيل ويونس ذكرا من أصحاب الصادق وعمار من أصحاب
الكاظم. وفي العيون رواية عن عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيى
عن إسحاق بن عمار عن الصادق ع أنه قال يا إسحاق ألا أبشرك
قلت بلى جعلني الله فداك فقال وجدنا صحيفة باملاء رسول الله ص وخط
علي ع بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم
وذكر الحديث يعني مضمون لوح فاطمة ع.
ثم قال ع يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن
غير أهله يصنك الله ويصلح بالك ومن دان بهذا أمن من عذاب الله.
ويظهر من روايته هذه مضافا إلى عدم فطحيته كونه من خاصة
الصادق ع وكونه ممن يثق ع به ويعتمد عليه.
ومما يؤيد أيضا ما قلناه من التغاير وعدم فطحيته آخر رواية زياد
القندي في هذه الترجمة.
وقال جدي اي المجلسي محمد تقي مع أن قوله ع يمكن
ان يكون بناء على الظاهر فان الله جمعهما له ولكنه ضيع الدنيا والآخرة وفيه
ما لا يخفى.
وفي شرح الارشاد للمحقق الأردبيلي ان في المنتهى قال بصحة رواية
الحلبي في مطهرية الأرض وفي سندها إسحاق بن عمار هذا ويظهر من بعض الأخبار
تكني إسحاق بأبي هاشم واعلم أن جدي رحمه الله قال الظاهر أنهما
متغايران ولما أشكل التمييز بينهما فهو في حكم الموثق كالصحيح وفيه ما لا
يخفى والله يعلم انتهى التعليقة.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: منشا الشهرة في أن إسحاق بن
عمار فطحي هو كلام الشيخ في الفهرست والمذكور فيه إسحاق بن عمار
الساباطي وفي بعض النسخ إسحاق بن عمار بن موسى الساباطي وهو غير
إسحاق بن عمار بن حيان التغلبي الكوفي والمغايرة بينهما ظاهرة من جهة النسب
والبلد والاخوة والأولاد والعشيرة وادخال ابن حيان في بني موسى يقتضي
ان يكون اخوته إسماعيل ويوسف وموسى وقيس وأولاده وأولاد أولاده
واخوته محمد ويعقوب وعلي وبشير وغيرهم كما تقدم ذكرهم بأسرهم أولاد
عمار الساباطي وفيه تحويل هذا البيت كله إلى بيت بني موسى بل جعل حيان
وموسى رجلا واحدا وفساده واضح جلي كيف وبنو حيان كوفيون صيارفة
من موالي بني تغلب معروفون في الاخبار وفي كلام علماء الرجال بذلك
وبالانتساب إلى حيان ولا كذلك بنو موسى عمار واخوته قيس وصباح.
وعمار الساباطي منسوب إلى ساباط قرية بالمدائن ولم يذكر فيه ولا في اخوته
انهم تغلبيون أو صيارفة ولا كان لعمار الساباطي من يسمى بإسماعيل
ويونس ويوسف ولا في أولاد أولاده بقية إلى زمان التلعكبري كما أنه ليس
لعمار بن حيان من يسمى بقيس وصباح ومن ثم ذهب جماعة من
المتأخرين إلى أن إسحاق بن عمار اثنان أحدهما إسحاق بن عمار بن حيان
الكوفي التغلبي الصيرفي والآخر إسحاق بن عمار الساباطي الأول ثقة من
أصحابنا كما قاله النجاشي والثاني فطحي موثق كما قاله الشيخ ومما يشير إلى
المغايرة اختلافهما في المذهب ونسبة الكتاب إلى الأول والأصل إلى الثاني
وهما متغايران في اصطلاح علماء الرجال كما يدل عليه كلام الشيخ في أول
الفهرست وغيره وان الراوي عن الأول غياث بن كلوب وعن الثاني ابن أبي
عمير وكذا ما قاله الشيخ في أصحاب الكاظم ع من كتاب الرجال
ان إسحاق بن عمار ثقة له كتاب فان الظاهر أن هذا هو ابن حيان الذي
ذكره النجاشي وعده من أصحابنا وأثبت له كتابا والذي في الفهرست هو
الساباطي صاحب الأصل انتهى.
ومن الأدلة على التعدد ما ذكره الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جبل
عامل في تكملة الرجال من الاختلاف بين الأوصاف فان عمارا أبا
الفطحي بن موسى وأبا الاخر حيان وعمار بن حيان موجود في الرجال
والاخبار هو وابنه إسماعيل ففي الكافي عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن
مسكان وصححه المصنف عن عمار بن حيان قال أخبرت أبا عبد الله ع
(٢٧٤)

ببر إسماعيل ابني بي فقال لقد كنت أحبه وقد ازددت له حبا فهذا يعني ان
عمارا هذا ليس ابن موسى وان ابنه إسماعيل وقد ذكر ان إسحاق له أخ
اسمه إسماعيل ومن الأوصاف المختلفة ان أحدهما الصيرفي وله اخوة وكنيته
بأبي يعقوب إلى غير ذلك مع اختلاف اسم الجد فإذا كانا مختلفين بهذه
الصفات فكيف يحكم بان الذي ذكره النجاشي هو الذي ذكره الشيخ في
الفهرست مع الاختلاف العظيم قال: ومما يدل على ذلك أنه وقع في الاخبار
كثيرا عمار الصيرفي وهو ابن حيان وعمار الساباطي وكذلك وهو يقتضي ان
يكون متعددا. ومما يدل واضحا على ذلك قول النجاشي من أصحابنا فإنه
يدل على أنه امامي والساباطي فطحي فلا يقال هو من أصحابنا الا ان يكون
اماميا وأيضا بالغ النجاشي في شهرة هذا الرجل وطائفته وأهل بيته ويدل
عليه رواية في كتاب الكشي فإذا كان بهذه ففطحيته لا تخفى على النجاشي
وغيره فكيف لم يذكر انه فطحي وأيضا تعهد النجاشي انه إذا لم يذكر
مذهب الرجل فهو امامي فلا بد ان يكون هذا الرجل اماميا والمفروض ان
الساباطي فطحي بلا خلاف كما يدل عليه ان والده كذلك انتهى
ونقول: هذه الأدلة كلها صحيحة، لو وجد إسحاق بن عمار الفطحي،
لكن مع عدم وجوده كما ستعرف فهي أدلة على أنه واحد ثقة امامي.
ما يميز به بينهما على فرض التعدد
قال المحقق البهبهاني في تعليقته مع التعدد يعين أحدهما بالامارات
ورواية غياث عنه قرينة كونه ابن حيان على ما يظهر من النجاشي ومن
القرائن رواية أحد اخوته وأولاد أخيه إسماعيل أو أحد من نسب اليه عنه أو
روايته عن عمار بن حيان إلى غير ذلك من الامارات. ومن القرائن المعينة
للصيرفي رواية زكريا المؤذن عنه أو غياث بن كلوب أو صفوان بن يحيى أو
عبد الرحمن بن أبي نجران أو علي بن إسماعيل وكذا بشر وكذا أحد اخوته أو
أحد من نسبائه أو روايته عن عمار بن حيان إلى غير ذلك من الامارات التي
تظهر على المجتهد المتتبع المتأمل في الرجال وغيره وربما يحصل الظن بان
الراوي عن الصادق ع مطلقا هو والله يعلم انتهى.
وقال العلامة الطباطبائي في رجاله: بناء على التغاير متى ورد في
الحديث إسحاق بن عمار ولم يعلم أنه ابن حيان بنسبته اليه أو بوصفه
بالصيرفي أو التغلبي أو برواية من يختص به أو يلائمه في الروايات وقفت
الرواية لثبوت الاشتراك مع انتفاء المايز فيتبع الأدنى كما هو المقرر وقيل
بل يتعين انه ابن حيان الثقة بروايته عن أحد الامامين الصادق والكاظم
ع لان الأصل في ثبوت الساباطي هو الشيخ في الفهرست ولم
يذكر فيه انه من أصحابهما أو من أصحاب أحدهما وهو وان كان في طبقتهم
الا انه لا يلزم من ذلك اللقاء فضلا عن الرواية ومنهم من قطع بذلك إذا
كانت الرواية عن الصادق ع والوجه فيه غير ظاهر وقد يضعفهما عدم
ذكر الشيخ له في باب من لم يرو عنهم ع انتهى وكذا ما تقدم عن
السروي ابن شهرآشوب من أن إسحاق بن عمار الفطحي من
أصحاب الصادق ع وربما قيل بتعيين ابن حيان برواية صفوان بن يحيى
وعنه وكذا برواية يونس بن عبد الرحمن وعبد الله بن سنان
وحماد بن عيسى وحماد بن عثمان والحسن بن محبوب وداود بن النعمان ومعاوية بن وهب
ويحيى بن عمر الحلبي وعلي بن رئاب وسيف بن عميرة وعبد الله بن مسكان
وعبد الله بن المغيرة وأبي أيوب الخزاز وثعلبة بن ميمون وحفص البختري
وغيرهم ممن في طبقتهم بناء على أنهم أعلى طبقة واقدم زمانا من إسحاق بن
عمار الساباطي ويضعفه رواية ابن أبي عمير عنه وهو في طبقة يونس
وصفوان وكثير ممن ذكر وكذا رواية صفوان عن محمد بن إسحاق بن عمار
وقد روى الشيخ أصل الساباطي عن المفيد عن الصدوق عن شيخه
محمد بن الحسن عن الصفار عن محمد بن أبي الحسين عن ابن أبي عمير عنه
وقد تقدم رواية النجاشي كتاب ابن حيان عن محمد بن علي عن أحمد بن
محمد بن يحيى عن سعد سعيد بن محمد بن الحسين عن غياث بن كلوب
عنه وقد روى الصدوق في الفقيه عن أبيه عن الحميري عن علي بن
إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار والطرق متقاربة بل
طريق الشيخ ابعد ولا يبعد رواية هؤلاء عن الساباطي ولا يتعين ابن حيان
بروايتهم عنه وبذلك تخرج أكثر اخبار إسحاق بن عمار عن الصحة انتهى.
من قال إسحاق بن عمار رجل واحد ثقة امامي لا فطحي
أول من ذهب إلى ذلك العلامة الطباطبائي واستدرك على من تقدمه
فقد عرفت انه إلى زمان البهائي كان المعروف انهما شخص واحد فطحي ثم
صار المعروف انهما رجلان امامي ثقة وفطحي ثقة واستمر هذا إلى زمن بحر
العلوم الطباطبائي فجاء بالقول الفصل وبرهن على أنه شخص واحد امامي
لا فطحي وأبوه عمار بن حيان الكوفي الصيرفي التغلبي مولاهم لا عمار
الساباطي الفطحي ولا علاقة له بالساباطي بوجه من الوجوه وان منشا توهم
انه ابن عمار الساباطي هو عبارة الشيخ في الفهرست وهي من سهو القلم
وتبعه على ذلك كل من تأخر عنه إلى اليوم فقال في رجاله: الوجه عندي ان
إسحاق بن عمار رجل واحد وهو إسحاق بن عمار بن حيان الامامي الثقة
لخلو الاخبار عن إسحاق بن عمار الساباطي بالمرة وعدم ذكره فيها مطلقا أو
مقرونا بما يدل على أنه ابن حيان ولو كان في رجال الحديث إسحاق بن عمار
الساباطي لذكر بمقتضى العادة كما يذكر فيها عمار الساباطي غالبا ولان
الشيخ والنجاشي رحمهما الله قد وضعا فهرستيهما لاستقصاء أصحاب
الأصول والكتب كما صرحا به في خطبة الكتابين وكررا ذلك في أثنائهما ولو
كان إسحاق بن عمار مشتركا بين اثنين كل منهما مصنف له أصل وكتاب
لذكراهما معا ولم يهمل الشيخ إسحاق بن عمار بن حيان الثقة الامامي
الجليل صاحب الكتاب المعتمد عند الأصحاب ولا أهمل النجاشي
إسحاق بن عمار الموثق صاحب الأصل المشهور المروي عن مثل ابن أبي
عمير ولو كان فطحيا فاسد المذهب فان كتابه مشحون بذكر الفطحية
و الواقفية وغيرهم من أصحاب الأصول والكتب وقد قال في ترجمة محمد بن
عبد الملك بن محمد التبان قد ضمنا ان نذكر كل مصنف ينتمي إلى هذه
الطائفة وقد وضع الشيخ رحمه الله كتاب الرجال لذكر أصحاب النبي ص
والأئمة ع ومن لم يرو عن أحد سواء عاصرهم أو لم يعاصرهم ولم يذكر
إسحاق بن عمار الساباطي لا في الأول ولا في الثاني وانما ذكر في أصحاب
الصادق ع إسحاق بن عمار الكوفي الصيرفي واخوته إسماعيل ويونس
وجملة من أهل هذا البيت مصرحا فيهم بأنهم كوفيون صيارفة كما تقدم وكذا
البرقي فإنه قال إسحاق بن عمار الصيرفي مولى بني تغلب كوفي وذكر نحو
ذلك في إسماعيل ويونس وذكر الكشي إسحاق وإسماعيل ابني عمار وساق
الروايات فيهما والمعلوم من العنوان والروايات الموردة فيه ان إسحاق هذا هو
أخو إسماعيل بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي واما الساباطي فلم يذكره
ولم يشر اليه بوجه من الوجوه وروى الصدوق في الفقيه وسائر كتبه عن
إسحاق بن عمار حديثا كثيرا وذكر في مشيخة الفقيه ان ما كان فيه عن
(٢٧٥)

إسحاق بن عمار فقد رواه عن أبيه عن الحميري عن علي بن إسماعيل عن
صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار ولم يذكر الا رجلا واحدا وطريقا
واحدا ولو كان مشتركا بين اثنين لذكر الطريق اليهما أو ميز الذي روى عنه
بهذا الطريق حتى يعلم أنه أيهما مع بعد اهماله الآخر وتركه الرواية عنه في
جميع كتابه وان كان الساباطي الفطحي فقد روى عن كثير من الفطحية
وأورد الطريق إليهم في المشيخة ومنهم عمار الساباطي فإنه قد افتتح المشيخة
بذكر الطريق اليه وذكر بعده إسحاق بن عمار بفاصلة علي بن جعفر فهؤلاء
أساطين العلماء المتقدمين العارفين بهذا الفن لم يذكر أحد منهم حيث ذكر
إسحاق بن عمار الا رجلا واحدا ولم يثبت الساباطي منهم الا الشيخ خاصة
في خصوص هذا الموضع من الفهرست وقد قال في غياث بن كلوب له
كتاب عن إسحاق بن عمار وهذا يشير إلى أنه هو ابن حيان الذي روى
النجاشي كتابه عن غياث واما المتأخرون كابن طاوس والعلامة وغيره
فذكروا العنوان إسحاق بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي مولى بني تغلب
وأوردوا ما قاله النجاشي والشيخ فيه وجمعوا بين كلاميهما على المعهود في
الرجل الواحد إذا اختلف فيه أقوال علماء الرجال واسقط الفاضلان وشيخهما
لفظ الساباطي المذكور في كلام الشيخ وهو مناط المغايرة وكأنهم حملوه على
الوهم في ذلك لعدم ثبوت الساباطي في الاخبار والرجال وأبقوا ما ذكره من
كونه فطحيا وان حصل الوهم في كونه ساباطيا والظاهر أن الوهم نشا عن
اشتهار عمار الساباطي وكثرة روايته في الاخبار والرجال وانصراف الاطلاق
اليه فيهما فظن الشيخ في هذا الموضع ان إسحاق هذا هو ابن عمار
الساباطي وحكم عليه بالفطحية والحقه بأبيه في المذهب لما روي أنه لم يبق
على الفطحية الا عمار الساباطي وأصحابه وطائفة عمار وأصحابه كما في
الكافي أقول بل الظاهر أن الشيخ لألف ذهنه بعمار الساباطي المشهور
بالفطحية لما وصل إلى إسحاق بن عمار سبق ذهنه وقلمه إلى لفظ الساباطي
ووصف الفطحية والوثاقة المعروفة بهما عمار الساباطي فاثبت الثلاثة
لإسحاق بن عمار، ومثل هذا يقع كثيرا. وجلالة قدر الشيخ ومعرفته
بالرجال وحسن الظن به منعت من حمل كلامه على السهو ولو وقع ذلك من
غير الشيخ لم يكن له هذا الأثر بل كان يحمل على السهو بعد أقل تأمل.
قال العلامة الطباطبائي: ثم سرى هذا الوهم إلى السروي وزاد ان
إسماعيل بن عمار كان فطحيا فجعله كأبيه وأخيه مع القطع بفساد الوهم
ويشهد لما قلناه ان الشيخ قد ذكر في رجاله في أصحاب الكاظم ع
إسحاق بن عمار كما تقدم وقال إنه ثقة له كتاب ولم يذكر انه ساباطي ولا
فطحي مع ظهور كلامه فيه وفي غيره في الاتحاد فهذا عدول منه عما قاله في
الفهرست متأخر التصنيف لإحالته على الفهرست كثيرا ومنه يظهر ان
مصنف إسحاق بن عمار كتاب لا أصل مع سهولة الخطب في ذلك وان
الكتاب قد يشتبه بالأصل وقد يطلق اسم أحدهما على الآخر ولا ريب ان
الأخذ بما قاله الشيخ هنا وهو المطابق لكلام الجماعة أولى من الاخذ بما
انفرد به في الفهرست مع ظهور كلامه فيه كغيره في اتحاد هذا الرجل وعدم
اشتراكه وبالجملة فالمستفاد من تتبع الاخبار وكلام علماء الرجال كافة عدا
من شذ اتحاد إسحاق بن عمار وقد ثبت إسحاق بن عمار بن حيان الثقة
الامامي الجليل من كلام الشيخ فانتفى الساباطي الفطحي وبذلك ظهر
صحة روايات إسحاق بن عمار حيث سقط الفطحي من البين واتضح
اتضاح الصبح لذي عينين وعليك بامعان النظر في هذا المقام فقد زلت فيه
اقدام كثيرة من الاعلام انتهى ما ذكره العلامة الطباطبائي في رجاله وهو
الحق الذي لا محيد عنه. وفي مستدركات الوسائل: اما إسحاق فهو ابن
عمار بن حيان أبو يعقوب الصيرفي من شيوخ أصحابنا الثقات وأرباب
الأصول المعروفة والحق الذي لا مرية فيه انه غير مشترك وغير فطحي بل
واحد ثقة امامي وكان العلماء منذ بني امر الحديث على النظر في آحاد رجال
سنده يعتقدون أنه واحد الا انه فطحي لما ذكره الشيخ في الفهرست من قوله
إسحاق بن عمار الساباطي له أصل وكان فطحيا الا انه ثقة فجعلوا الخبر
من جهته موثقا إلى أن وصلت النوبة إلى شيخنا البهائي فجعله اثنين امامي
ثقة وهو ما في رجال النجاشي وفطحي ثقة وهو ما في الفهرست فصار
مشتركا واحتاج السند إلى الرجوع إلى أسباب التمييز وتلقى منه ذلك
بالقبول كل من تأخر عنه فوقعوا في مضيق التمييز إلى أن وصلت النوبة إلى
المؤيد السماوي العلامة الطباطبائي فاستخرج من الخبايا قرائن واضحة
جلية تشهد بأنه واحد ثقة امامي وان ما في الفهرست من سهو القلم وعثرنا
بعده على قرائن أخرى كذلك ولو أردنا الدخول في هذا الباب لخرج الكتاب
عن وضعه ولا أظن أحدا وقف عليها فاحتمل غير ما ذكرناه انتهى.
وفي مشتركات الطريحي: يعرف إسحاق بأنه ابن عمار الموثق برواية
غياث بن كلوب وابن أبي عمير وعلي بن إسماعيل بن عمار ومحمد بن وضاح
ومحمد بن سليمان الديلمي عنه وروايته هو عن أبي عبد الله وأبي الحسن
ع. وفي مشتركات الكاظمي: وروى عنه محمد بن أبي حمزة الثمالي
وعثمان بن عيسى وعبد الرحمن بن سالم انتهى هكذا في نسختين عندي
من المشتركات وزاد أبو علي في رجاله نقلا عن المشتركات انه يروي عنه
الحسن بن حماد بن عديس وعبد الله بن جبلة وأبو عبد الله المؤمن
زكريا بن محمد ويونس بن عبد الرحمن وابن محبوب وحماد بن عيسى وأبو
جميلة والحسين الرؤاسي ومحمد بن وضاح انتهى وزاد بعضهم نقلا عن
المشتركات انه يروي عنه أيضا صفوان بن يحيى ويروي هو عن معتب
انتهى وليس ذلك في النسخ التي عندي ولعلها زيادات حصلت بعد
ذلك فان نسخ المشتركات مختلفة جدا وزاد بعضهم انه يروي عن سماعة
عن الكاظم ع وعن أبي العطار والخياط عن الصادق ع وعن
المسمعي عنه ع وعن منصور الصيقل عنه وعن أبي بصير عنه وعن
حفص بن قرط عنه وعن عبد الملك بن عمرو عنه وانه اتفقت روايته عن
الصادق ع بواسطتين مثل روايته عن بعض أصحابه عن مصادف
عنه ع وروايته عن ابن أبي يعفور عن معلى بن خنيس عنه ع وعن
جامع الرواة انه زاد على ما في المشتركات فيمن روى عن إسحاق بن عمار
رواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب وعلي بن النعمان ومحمد بن
سنان وعبد الله بن سنان وصباح الحذاء وأبي المعزا وحمزة بن
عبد الله والحسين بن أبي العلاء وسيف بن عميرة والحسن بن علي
بن فضال والحسين بن عثمان وحماد بن عثمان وعلي بن رئاب والحسين
الجمال وداود بن النعمان والعباس بن موسى وجعفر بن بشير ومحمد بن
اسلم الطبري والحسين بن حماد وحميد بن زياد وبكر بن محمد وسعدان بن
مسلم وخلف بن حماد وعبد الله بن المغيرة وعقبة بن محرز وحفص بن
البختري والحسين بن خالد وحريز الحجال ومعاوية بن وهب ويعقوب بن
سالم انتهى. ٨٥٣:
إسحاق بن غالب الأسدي.
قال النجاشي والبي عربي صليب ثقة واخوه عبد الله كذلك كانا
(٢٧٦)

شاعرين رويا عن أبي عبد الله ع له كتاب يرويه عدة من أصحابنا أخبرنا
محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن الحسين
وعبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان عن إسحاق بن غالب وقال الشيخ
في كتاب الرجال في أصحاب الصادق ع كوفي. وفي لسان الميزان
إسحاق بن غالب الأسدي الكوفي ذكره الكشي في رجال الشيعة وقال: كان
شاعرا روى عن جعفر الصادق ع روى عنه صفوان بن يحيى انتهى
والصواب النجاشي بدل الكشي. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي:
يعرف إسحاق انه ابن غالب الثقة برواية صفوان عنه انتهى وعن جامع
الرواة انه زاد رواية الحسن بن محبوب وإبراهيم بن عبد الحميد وعلي بن أبي
حمزة عنه وزاد بعضهم رواية الحسين بن مهران عنه. ٨٥٤:
إسحاق بن فروخ مولى آل طلحة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وروى الكليني في
الكافي في باب الصلاة على محمد وآله عن يعقوب بن عبد الله عنه وفي لسان
الميزان إسحاق بن فروخ مولى آل طلحة ذكره الكشي في رجال الشيعة وقال
اخذ عن جعفر الصادق انتهى والصواب الطوسي بدل الكشي. ٨٥٥:
إسحاق بن الفضل بن أبي سهل النوبختي
كان أبوه خازن كتب دار الحكمة للرشيد وقام ابنه هذا مقامه وبنو
نوبخت كانوا شيعة. ٨٥٦:
إسحاق الفزاري.
من أصحاب الصادق ع روى الكليني في الكافي والشيخ في
التهذيب في باب ميراث الخنثى عن ابن مسكان عنه عن أبي عبد الله ع
وعن جامع الرواة ان النسخ في ذلك مختلفة ففي بعضها الفزاري وفي أخرى
المرادي وفي ثالثة العزارمي واستصوب هو الثانية بقرينة رواية ابن مسكان
عنه. ٨٥٧:
إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٨٥٨:
إسحاق بن الفضل يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عن أبي
جعفر وأبي عبد الله ع ويأتي في الحسن بن الحسين بن محمد بن
الفضل روايته عن الكاظم ع أيضا ويأتي في الحسين بن محمد بن
الفضل بن يعقوب بن سعد بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن
النجاشي انه ثقة روى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكره
أبو العباس وعمومته كذلك إسحاق ويعقوب وإسماعيل وكان ثقة
انتهى وصرح الشهيد الثاني في شرح البداية بتوثيق عمومته الثلاثة قال
حفيده الشيخ محمد استفاده من عبارة النجاشي ثم احتمل كون الإشارة
للرواية عنهما ع وقال الا ان الظاهر ما فهمه جدي انتهى وفي
كون ذلك هو الظاهر تأمل بل احتمال رجوع الإشارة إلى الرواية ان لم يكن
اظهر لقربها فهو مساو وقوله وكان ثقة راجع إلى أبيه فلو كانوا مشاركين له في
الوثاقة لقال وأبوه وعمومته ثقات. وفي لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال كان من رجال الباقر وولده جعفر انتهى. ٨٥٩:
إسحاق القمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي الفهرست
إسحاق القمي له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري
عن حميد بن زياد عن أحمد بن زيد الخزاعي انتهى وفي المعالم إسحاق
القمي له كتاب انتهى والظاهر أنه هو إسحاق بن عبد الله بن سعد بن
مالك الأشعري المتقدم كما مر هناك وفي الوسيط إسحاق القمي لا يبعد ان
يكون هو ابن عبد الله بن سعد الأشعري الثقة انتهى. ٨٦٠:
إسحاق الكاتب النيبختي البغدادي.
روى الصدوق في كمال الدين بسنده عن محمد بن أبي عبد الله
الكوفي أنه ذكر عدد ممن انتهى إليه ممن وقف على معجزات صاحب الزمان
إلى أن قال ومن غير الوكلاء من أهل بغداد وعد جماعة ثم قال وإسحاق
الكاتب من بني نيبخت انتهى وذلك في الغيبة الصغرى ولا يبعد أن
يكون هذا هو إسحاق بن إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن
نوبخت الكاتب المتقدم المقتول سنة ٣٢٢ لأن الغيبة الصغرى استمرت إلى
سنة ٣٢٩ أي بعد قتله بسبع سنين ويؤيد ذلك وصفه بالكاتب ويحتمل
غيره. ٨٦١:
إسحاق بن المبارك.
قال الميرزا في رجاله الكبير روى عن أبي إبراهيم وروى عنه
صفوان بن يحيى لم يذكره أصحاب الرجال انتهى وروايته عن أبي
إبراهيم ورواية صفوان عنه هي في فروع الفطرة من التهذيب والاستبصار
وفي رواية صفوان عنه ما يشعر بوثاقته. ٨٦٢:
إسحاق بن محمد.
ذكره الشيخ في رجال الكاظم ع وقال ثقة انتهى ويحتمل ان
يكون هو إسحاق بن محمد الجعفري الآتي. ٨٦٣:
إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان بن مرار بن عبد الله يعرف عبد الله
بعقبة وعقاب بن الحارث النخعي أخو الأشتر.
توفي سنة ٢٨٦ قاله في لسان الميزان.
مرار في ايضاح الاشتباه بفتح الميم وتشديد الراء والراء أخيرا وفي
الخلاصة: وعقبة بالعين المهملة المضمومة والقاف الساكنة والباء الموحدة
وعقاب بفتح العين وتشديد القاف انتهى.
قال النجاشي هو معدن التخليط وله كتب في التخليط وله كتاب
اخبار السيد وكتاب محاسن هشام أخبرنا محمد بن محمد حدثنا محمد بن سالم
الجعابي عن الجرمي عن إسحاق. وفي الخلاصة يكنى أبا يعقوب الأحمر
معدن التخليط له كتب في التخليط لا اقبل روايته قال ابن الغضائري انه
كان فاسد المذهب كذابا في الرواية وضاعا للحديث لا يلتفت إلى ما رواه
ولا يرتفع بحديثه وللعياشي معه خبر في وضعه للحديث مشهور والإسحاقية
تنسب اليه انتهى والظاهر أن ما ذكره من تكنيته بأبي يعقوب وخبر
محمد بن مسعود العياشي معه في وضع الخبر هو لابن محمد البصري الآتي
فقد ذكر الكشي في البصري انه يكنى بأبي يعقوب وذكر ذلك الخبر بعينه
(٢٧٧)

للعياشي معه الا ان يكون البصري وهذا واحدا كما احتمله في النقد وسيأتي
ولكن عن تاريخ الخطيب في سند حديث ثنا إسحاق بن محمد أبو يعقوب
النخعي. وقد كناه بأبي يعقوب في كلامه الآتي أيضا. ففي تاريخ بغداد
إسحاق بن أحمد بن ابان أبو يعقوب النخعي. حدث عن عبد الله بن أبي بكر
العتكي وعبيد الله بن محمد بن عائشة ومهدي بن سابق ومحمد بن سلام
الجمحي وإبراهيم بن بشارة الرمادي ومحمد بن عبد الله العتبي وأبي
عثمان المازني والغالب على رواياته الأخبار والحكايات روى عنه محمد بن
خلف بن ظ وكيع ومحمد بن داود بن الجراح ومحمد بن خلف بن
المرزبان وحرمى بن أبي العلاء وعبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز وأبو
سهل بن زياد. وروى بشر بن موسى مع سنه وتقدمه عن رجل عنه
أخبرني محمد بن أحمد بن رزق حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي
حدثنا بشر بن موسى حدثنا عبيد بن الهيثم حدثنا إسحاق بن محمد بن أحمد
أبو يعقوب النخعي حدثنا عبد الله بن الفضل بن عبد الله بن أبي
الهياج بن محمد بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب قال حدثنا
هشام بن محمد السائب أبو منذر الكلبي عن أبي مخنف لوط بن يحيى
عن فضيل بن خديج عن كميل بن زياد النخعي قال اخذ بيدي أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب بالكوفة. فخرجنا حتى انتهينا إلى الجبانة، فلما
أصحر تنفس الصعداء ثم قال لي: يا كميل بن زياد ان هذه القلوب أوعية
وخيرها أوعاها للعلم، احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة، عالم رباني،
ومتعلم على سبيل نجاة، وهج رعاح اتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح،
لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق. يا كميل بن زياد، العلم
خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، المال تنقصه النفقة والعلم
يزكو على الإنفاق. يا كميل بن زياد، محبة العالم دين يدان تكسبه الطاعة في
حياته، وجميل الأحدوثة بعد وفاته، ومنفعة المال تزول بزواله. العلم حاكم
والمال محكوم عليه. يا كميل، مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء
باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة، ألا ان
ههنا وأشار إلى صدره لعلما جما لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقنا غير
مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا. وذكر الحديث كذا في أصل ابن زرق،
وذكر لنا ان الشافعي قطعه من ههنا فلم يتمه.
ثم حكى عن عبد الواحد بن علي الأسدي انه كان يقول:
إسحاق بن محمد بن ابان النخعي الأحمر كان خبيث المذهب ردي الاعتقاد
يقول: ان عليا هو الله جل جلاله وعز، قال: وكان أبرص، فكان يطلي
البرص بما يغير لونه فسمي الأحمر لذلك، قال: وبالمدائن جماعة من الغلاة
يعرفون بالإسحاقية ينسبون اليه. سالت بعض الشيعة ممن يعرف مذاهبهم
ويخبر أحوال شيوخهم عن إسحاق فقال لي مثل ما قاله عبد الواحد بن علي
سواء وقال: لإسحاق مصنفات في المقالة المنسوبة اليه التي يعتقدها
الإسحاقية. ثم وقع إلي كتاب لأبي محمد الحسن بن يحيى النوبختي من
تصنيفه في الرد على الغلاة وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية فذكر أصناف مقالات الغلاة إلى أن قال: وقد كان ممن جود الجنون في الغلو
في عصرنا: إسحاق بن محمد المعروف بالأحمر وكان ممن يزعم أن عليا هو
الله، وانه يظهر في كل وقت فهو الحسن في وقت الحسن، وكذلك هو
الحسين وهو واحد، وانه هو الذي بعث بمحمد ص وقال في كتاب له: لو
كانوا ألفا لكانوا واحدا. وكان راوية للحديث وعمل كتابا ذكر انه كتاب
التوحيد فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان، فضلا من أن يدل عليهما.
قلت: قد أورد النوبختي عن إسحاق في كتاب مما كان يرويه احتجاجا لمقالته
أشياء أقل منها يوجب الخروج عن الملة ونعوذ بالله من الخذلان ونسأله
التثبيت على ما وفقنا له، وهدانا اليه انتهى.
وفي ميزان الاعتدال: إسحاق بن محمد النخعي الأحمر كذاب مارق
من الغلاة روى عن عبيد الله بن محمد العيشي وإبراهيم بن بشار الرمادي
وعنه ابن المرزبان وأبو سهل القطان وجماعة ثم حكى بعض ما ذكره
الخطيب ثم قال لم يذكره في الضعفاء أئمة الجرح في كتبهم وأحسنوا فان هذا
زنديق ثم ذكر كلاما لم نر حاجة لنقله ثم حكى قول الخطيب انه عمل كتابا
في التوحيد جاء فيه بجنون وتخليط وقال قتل بل اتى بزندقة وقرمطة
انتهى.
وفي لسان الميزان وسمى الكتاب المذكور الصراط ونقضه عليه
الفياض بن علي بن محمد بن الفياض بكتاب سماه القسطاس وذكر ابن حزم
ان الفياض هذا كان من الغلاة أيضا. قال واعتذار المصنف عن أئمة الجرح
عن ترك ذكره لكونه زنديقا ليس بعذر لان له روايات كثيرة موقوفة ومرفوعة
وفي كتاب الأغاني لأبي الفرج منها جملة كبيرة فكيف لا يذكر ليحذر ثم
قال صاحب اللسان في آخر كلامه وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال
كان يروي عن ابن أبي ظ هاشم الجعفري وإسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن
علي بن عبد الله بن عباس وجعفر بن محمد الفلاس والحسن بن طريف
والحسن بن بلال ومحمد بن الربيع بن سويد وسرد جماعة
انتهى أقول ليس له ذكر في كلام الطوسي ولا للكلام الذي ذكره اثر
في كلام أحد من أصحابنا فقد نقلنا كلامهم في أول الترجمة ولم يذكره أحد
من أصحابنا في رجال الشيعة وكلهم يبرأون منه ومن أمثاله ومر قول
النجاشي انه معدن التخليط وقول ابن الغضائري انه فاسد المذهب كذاب
وما أدري من أين اتى ابن حجر بنسبته هذا الكلام إلى الطوسي ويوشك ان
يكون في نسخة اللسان المطبوعة سقط وأن يكون هذا الكلام في حق غيره
فان النسخة كثيرة الغلط.
وفي مشتركات الطريحي والكاظمي: باب إسحاق بن محمد المشترك
بين ثقة وغيره ويمكن استعلام انه ابن محمد بن ابان المخلط برواية الجرمي
عنه واما غيره من الثقات فلم نظفر له بأصل ولا كتاب وحيث يعسر التمييز
فالوقف انتهى وعن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن أبي عبد الله
وعلي بن محمد وجعفر بن محمد عنه انتهى. ٨٦٤:
إسحاق بن محمد البصري
احتمل في النقد اتحاده مع ابن محمد بن ابان المتقدم ويقربه تكنيته
بأبي يعقوب ورميه بالغلو. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري وقال يرمي بالغلو
وقال في أصحاب الهادي يكنى أبا يعقوب وذكره العلامة في الخلاصة
في أصحاب الجواد وقال يرمي بالغلو انتهى مع أنه لم يذكره
أحد في أصحاب الجواد وعن الآبي في كشف الرموز أنه قال: إسحاق بن
محمد البصري ضعيف انتهى وقال الكشي في ترجمة سلمان الفارسي:
نصر بن الصباح وهو غال قال حدثني إسحاق بن محمد البصري يكنى أبا
يعقوب وهو متهم في الخبر السادس بعد ذكر جماعة منهم هو قال أبو عمرو
سألت أبا النصر محمد بن مسعود عن جميع هؤلاء فقال اما أبو يعقوب
إسحاق بن محمد البصري فإنه كان غاليا وصرت اليه إلى بغداد لأكتب عنه
(٢٧٨)

وسألته كتابا أنسخه فاخرج إلي من أحاديث المفضل بن عمرو في التفويض
فلم ارغب فيه فاخرج إلي أحاديث منتسخة من الثقات ورايته مولعا
بالحمامات المراعيش ويمسكها ويروي في فضل امساكها أحاديث وهو احفظ
من لقيته وفيه وفي المفضل بن عمر انه من أهل الارتفاع وفيه في موضع آخر
وهو غال وكان من أركانهم أيضا انتهى وهذا هو الذي استظهرنا في ابن
ابان ان العلامة اخذ منه تكنيته بأبي يعقوب وأشار إلى خبر العياشي معه مع أن
العلامة ذكر الرجلين معا وقال المحقق البهبهاني في التعليقة سيجئ في
المفضل بن عمر عنه رواية عن عبد الله بن القاسم عن خالد الجواز عن
الصادق ع في بطلان الغلو كما هو الظاهر ولعل طعنهم عليه بسبب
اعتقاده بالمفضل وروايته الحديث في جلالة المفضل واعتنائه بما ورد عنه في
التفويض كما سيظهر في المفضل ومثل هذا في أمثال زماننا لا يعدونه من
الغلو والظاهر أن كثيرا من القدماء كانوا يعدون هذا وأدون منه من الغلو
مثل نفي السهو عنهم ع هذا ورواياته الصريحة في خلاف الغلو
من الكثرة بمكان ومر في الفوائد ما يشير إلى التأمل في الغلو بمجرد ما ذكروا
انتهى قال أبو علي لكنه يخرج من الغلو إلى الجهالة. ٨٦٥:
إسحاق بن محمد الجعفري.
كان من شهود وصية الكاظم لابنه الرضا ع روى الكليني
في الكافي بسنده عن يزيد بن سليط حديثا أشرنا اليه في ترجمة إبراهيم بن
محمد الجعفري وإسحاق بن جعفر وذكرناه بتمامه في ترجمة العباس بن
موسى بن جعفر ونذكر منه هنا موضع الحاجة وهو انه لما أوصى أبو
إبراهيم بن محمد الجعفري وإسحاق بن محمد الجعفري وإسحاق بن جعفر بن
محمد انتهى وفي جعله أحد شهود هذه الوصية ما يشير إلى حسن حاله
وذكرنا في إبراهيم بن محمد الجعفري انه لا يبعد ان يكون هو إبراهيم بن
محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ونقول هنا الظاهر أن
إسحاق هذا هو أخو إبراهيم المذكور فهو إذا إسحاق بن محمد بن علي بن
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. ٨٦٦:
الشيخ أبو طالب إسحاق بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه.
الشيخ الثقة قرأ هو وأخوه أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد على الشيخ
الموفق أبي جعفر جميع تصانيفه ولهما روايات الأحاديث ومطولات ومختصرات
في الاعتقاد عربية وفارسية أخبرنا بها الشيخ الوالد موفق الدين عبيد الله بن
الحسن بن الحسين بن بابويه عنهما قاله منتجب الدين. ٨٦٧:
إسحاق بن محمد الحضيني.
ذكره الشيخ في أصحاب الرضا ع قال الميرزا في رجاله ربما كان
هو الثقة المتقدم عن رجال الكاظم ع. وقال البهبهاني في التعليقة يحتمل
اتحاده مع إسحاق بن إبراهيم كما أشرنا اليه فيه فح ء لا يمكن ان يكون الثقة
المتقدم لما سيجئ في الحسين بن سعيد انه أوصله إلى الرضا ع وكان
سببا لمعرفته هذا الأمر انتهى. ٨٦٨:
إسحاق بن محمد بن علي بن خالد المقري التمار.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال عن
أحمد بن حازم الغفاري عن يوسف بن كليب المسعودي عن يحيى بن سالم
روى عنه محمد بن نوح. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف إسحاق
انه ابن محمد بن علي برواية ابن نوح عنه وحيث يعسر التمييز تقف الرواية
انتهى ٨٦٩:
إسحاق بن محمد بن يوسف بن جعفر السيد بن إبراهيم
الاعرابي بن محمد الاريس بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب أمير المدينة.
توفي سنة ٢٦٦ بوادي القرى.
في عمدة الطالب كان أمير المدينة وهو الذي بني سورها ووقعت بينه
وبين بني علي الفتنة العظيمة وله بقية بوادي القرى انتهى ومر في هذا
الجزء قبل أسطر إسحاق بن محمد الجعفري واستظهرنا ان يكون أخا
إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر ولكن صاحب عمدة الطالب
يقول إن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أعقب من رجلين
محمد الأريس وإسحاق الأشرف وأعقب محمد الاريس من أربعة رجال
إبراهيم وعبد الله وعيسى ويحيى اه‍ فإذا ليس في أولاد محمد الاريس من
اسمه إسحاق ولا يبعد أن يكون ما مر هو المترجم وان كانت طبقته أبعد
برجلين وبنحو من ٦٠ سنة فان مثل هذا التفاوت يمكن وقوعه باعتبار زيادة
الاعمار ونقصانها والله أعلم. وفي تاريخ الطبري في حوادث سنة ٢٦٦ قال
فيها كانت فتنة بالمدينة ونواحيها بين الجعفرية والعلوية وكان سبب ذلك
ان القيم بأمر المدينة ووادي القرى ونواحيها كان في هذه السنة إسحاق بن
محمد بن يوسف الجعفري فولى وادي القرى عاملا من قبله فوثب أهل
وادي القرى على عامل إسحاق بن محمد فقتلوه وقتلوا أخوين لإسحاق
فخرج إسحاق إلى وادي القرى فمرض به ومات فقام بأمر المدينة اخوه
موسى بن محمد انتهى. ٨٧٠:
إسحاق المدائني.
في التعليقة: هو ابن عمار الساباطي لأن ساباط من قرى المدائن
انتهى. ٨٧١:
إسحاق المرادي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ثم ذكر فيه أيضا
إسحاق المرادي يروي عنه ابن مسكان قال الميرزا ولا يبعد الاتحاد ومر في
إسحاق الفزاري ما ينبغي ان يلاحظ. ٨٧٢:
إسحاق بن منصور السلولي مولاهم أبو عبد الرحمن.
مات سنة ٢٠٤ عن البخاري وعن أبي داود وغيره مات سنة ٢٠٥.
في تهذيب التهذيب: روى عن إسرائيل وزهير بن معاوية وإبراهيم بن
يوسف بن أبي إسحاق السبيعي والحسن بن صالح وداود بن نصير الطائي
وهريم بن سفيان وغيرهم وعنه أبو نعيم وهو من أقرانه وابن أبي شيبة
وعباس العنبري وأبو كريب وابن نمير والقاسم بن زكريا بن دينار وأحمد بن
سعيد الرباطي وعباس الدوري ويعقوب بن شيبة السدوسي وجماعة قال ابن
معين ليس به باس. قلت قال العجلي كوفي ثقة وكان فيه تشيع وقد كتبت
عنه وذكره ابن حبان في الثقات انتهى. ٨٧٣:
إسحاق بن منصور العرزمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
(٢٧٩)

٨٧٤: إسحاق بن نوح الشامي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وفي لسان الميزان
إسحاق بن نوح الشامي ذكره الطوسي في رجال أبي جعفر الباقر وقال كان
ثقة انتهى والتوثيق لم ينقله أحد غيره عن رجال الشيخ. ٨٧٥:
إسحاق بن موسى بن جعفر ع
توفي سنة ٢٤٠ في المدينة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع. كان يلقب بالأمين
وهو جد الشيخ الزاهد الورع أبي طالب محمد المهلوس وأبي جعفر محمد
الصوراني الذي قتل في شيراز وبها قبره. وروى الكليني في الكافي عن
إسحاق بن موسى ع قال: حدثني أخي وعمي عن أبي عبد الله ع
قال ثلاثة مجالس يمقتها الله عز وجل ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم
ولا تجالسوهم مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا
فيه جديد وذكرنا فيه رث، ومجلسا فيه من يصدعنا وأنت تعلم. قال ثم تلا
أبو عبد الله ثلاث آيات كأنما كن في فيه أو قال في كفه. ولا تسبوا الذين
يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم. وإذا رأيت الذين يخوضون
في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره. ولا تقولوا لما تصف
ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب انتهى
قوله أخي وعمي كان المراد بالأخ الرضا ع لأنه من أصحابه كما سمعت
وبالعم علي بن جعفر قوله عن أبي عبد الله لا يبعد ان يكون الأصل عن أبي
عن أبي عبد الله فظن الرواة ان عن أبي زائدة فأسقطوه وإن أمكن رواية
علي بن جعفر عن أبيه لكن لا يمكن ذلك في حق الرضا ع قوله وأنت
تعلم أي وأنت تعلم أنه ممن يصد عنا فإن لم تعلم فلا حرج عليك. ٨٧٦:
إسحاق بن هلال
في التعليقة روى عنه ابن أبي عمير كما قيل ففيه إشعار بتوثيقه
انتهى وقد روى ابن أبي عمير عنه عن أبي عبد الله ع في آخر باب
معرفة الكبائر من الفقيه. ٨٧٧:
إسحاق بن الهيثم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
إسحاق بن الهيثم الكوفي ذكره الكشي في رجال جعفر الصادق من الشيعة
انتهى ولا يخفى ان الذي ذكره الطوسي لا الكشي. ٨٧٨:
إسحاق بن واصل الضبي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وفي ميزان
الاعتدال: إسحاق بن واصل عن أبي جعفر الباقر من الهلكى فمن بلاياه
التي أوردها الأزدي مرفوعا: من السرة إلى الركبة عورة وشرار أمتي الذين
غذوا في النعيم يأكلون ألوانا ويشربون ألوانا ويركبون ألوانا يتشدقون في
الكلام، ومن ابتدأ بأكل القثاء فليأكل من رأسها، رأيت رسول الله ص
اخذ قثاءة بشماله ورطبا بيمينه فاكل من ذا مرة ومن ذا مرة، وقال أطيب
اللحم لحم الظهر، لكن الجميع من رواية اصرم بن حوشب وليس بثقة عنه
وهو هالك انتهى وفي لسان الميزان: أورد هذا الأزدي في ترجمة إسحاق
هذا من روايته عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال قلنا لعبد الله بن
جعفر حدثنا ما سمعت من رسول الله ص وما رأيت منه ولا تحدثنا عن غيره
وان كان ثقة فذكر هذه الأحاديث وساق منها: صدقة السر تطفئ غضب
الرب. والحديث الأول اخرجه الحاكم في المستدرك وتعقبه المؤلف بإسحاق
هذا واصرم بن حوشب وذكر إسحاق هذا أبو جعفر الطوسي في رجال
الشيعة. ٨٧٩:
إسحاق بن وهب العلاف
كان حيا سنة ٢٥٥.
وقع في سند رواية رواها الصدوق في باب ما يقبل من الدعاوى بغير
بينة. وفي تهذيب التهذيب إسحاق بن وهب بن زياد العلاف أبو يعقوب
الواسطي روى عن عمر بن يونس اليمامي والوليد بن القاسم الهمداني
ويزيد بن هارون وأبي عاصم ويعقوب بن محمد الزهري وجماعة وعنه
البخاري وابن ماجة وأبو زرعة وأبو حاتم وابنه عبد الرحمن وبنته فاطمة
بنت إسحاق والبحيري وابن أبي داود وغيرهم قال أبو حاتم صدوق كان
حيا سنة ٢٥٥ وذكره ابن حبان في الثقات وقال كان هو والمدائني
إسحاق بن حاتم بن بيان جميعا علافين صدوقين انتهى والظاهر أنه
المذكور ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. ٨٨٠:
إسحاق بن وهب بن علي بن محمد بن سالم الحلبي.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال: له
تصنيف سماه التحفة من كلام أهل البيت انتهى. ٨٨١:
إسحاق بن يحيى الكاهلي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وذكر النجاشي في
عبد الله بن يحيى الكاهلي أنه أخو إسحاق رويا عن أبي عبد الله وأبي الحسن
ع وهو يدل على معروفيته. ٨٨٢:
إسحاق بن يزيد بن إسماعيل الطائي.
يزيد بالمثناة التحتية على ما في الخلاصة وتقدم عن غيرها أنه
بالموحدة وفي التعليقة حكم خالي أي المجلسي الثاني بكونه ممدوحا
والظاهر لان للصدوق طريقا اليه والظاهر أنه ابن بريد بالباء الموحدة كما
سبق فهو ثقة ولا يبعد أن يقال لإسحاق بن جرير بن يزيد نسبة إلى الجد كما
اتفق ذلك في أخيه خالد انتهى وفي لسان الميزان: إسحاق بن يزيد بن
إسماعيل الطائي أبو يعقوب الكوفي. ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال
روى عن الباقر رضي الله عنه وكان ثقة انتهى. ٨٨٣:
إسحاق بن يسار المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع فقال
إسحاق بن يسار المدني مولى قيس بن مخرمة والد محمد بن إسحاق صاحب
الواقدي ثم ذكره في أصحاب الباقر ع فقال إسحاق بن يسار مولى قيس
بن مخرمة وقيل مولى فاطمة بنت عقبة أبو صاحب السير انتهى وفي
تهذيب التهذيب: إسحاق بن يسار والد محمد مولى قيس بن مخرمة رأى
معاوية وروى عن الحسن بن علي وعروة بن الزبير والمغيرة بن عبد الرحمن
بن الحارث بن هشام دون غيرهم وعنه ابنه ويعقوب بن محمد بن طحلاء
قال ابن معين ثقة وقال أبو زرعة ثقة وهو أوثق من ابنه قلت وقال ابن حيان
في الثقات روى عن عبد الله بن الحارث وقال الدارقطني لا يحتج به
انتهى.
(٢٨٠)

٨٨٤: إسحاق بن يعقوب.
من مشائخ الكليني. في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي أخبرني جماعة
عن جعفر بن محمد بن قالويه وأبي غالب الزراري عن محمد بن يعقوب
الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال سالت محمد بن عثمان العمري رحمه
الله أن يوصل لي كتابا قد سالت فيه عن مسائل أشكلت علي فورد التوقيع
بخط مولانا صاحب الدار أما ما سالت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر
المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا فاعلم أنه ليس بين الله عز وجل وبين
أحد قرابة ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح وأما سبيل عمي
جعفر وولده فسبيل اخوة يوسف على نبينا وآله عليه السلام إلى أن قال:
وأما ظهور الفرج فإنه إلى الله عز وجل كذب الوقاتون إلى أن قال: وأما
الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا
حجة الله عليكم إلى أن قال أما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا
فاكله فإنما يأكل النيران وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا إلى وقت ظهور أمرنا
لتطيب ولادتهم ولا تخبث إلى أن قال وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي
فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها السحاب عن الابصار واني لأمان لأهل
الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء إلى أن قال وأكثروا الدعاء بتعجيل
الفرج فان في ذلك فرجكم والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من
اتبع الهدى انتهى وفي الوسيط قد يستفاد مما تضمنه علو رتبة الرجل
انتهى قال أبو علي ولا يضر كونه الراوي بعد اعتناء المشائخ به ورواية
جماعة من المشايخ له انتهى وفي لسان الميزان: إسحاق بن يعقوب
الكوفي من رجال الشيعة ذكره ابن طي وحكى انه خرج له توقيع من الامام
صاحب الوقت يخبر فيه عن أشياء ومن جملتها ان الخمس حلال للشيعة خاصة
روى عنه سعد بن عبد الله القمي انتهى اما الخمس الذي أحلوه
لشيعتهم في زمن الغيبة فالمراد به خمس السبي من الجواري بقرينة التعليل
وليس المراد به مطلق الخمس بدليل قوله فإنما يأكل النيران وليس في إباحة
الخمس الذي هو حقهم بنص الكتاب لشيعتهم ومحبيهم شئ من
الاستغراب. ٨٨٥:
إسحاق بن يوسف الطبيب الجيلاني.
منجم ماهر له رسالة في معرفة التقويم فارسية. ٨٨٦:
أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني.
في لسان الميزان مات بعد سنة ٤٠٠.
عده بحر العلوم في رجاله من مشائخ النجاشي صاحب الرجال وقد
روى عنه في ترجمة الحسين بن محمد بن علي الأزدي. وفي ميزان الاعتدال:
أسد بن إبراهيم بن كليب السلمي الحراني القاضي يروي عنه الحسين بن
علي الصيمري صاحب مناكير وموضوعات ذكره الخطيب وغيره انتهى
وفي لسان الميزان روى هذا عن أبي الهيذاء مرجي بن علي الهروي وذكر ابن
عساكر انه كان أشد الشيعة وكان متكلما انتهى. ٨٨٧:
أسد بن أبي العلاء.
ذكر الكشي في ترجمة المفضل بن عمر رواية في سندها أسد بن أبي
العلاء عن الصادق ع انه مدح المفضل بن عمر مدحا بليغا ثم قال
الكشي بعد نقلها أسد بن أبي العلاء يروي المناكير انتهى وفي التعليقة
الظاهر أن المناكير أمثال الرواية وما يدل على زيادة قدر الأئمة ع
وفيه ما فيه انتهى وفي رجال الشيخ في أصحاب الكاظم ع أسيد بن
أبي العلاء ونقل في التعليقة في ترجمة خالد بن نجيح رواية في طريقها
أسد بن أبي العلاء تتضمن معجزة للصادق ع وتدل على إنكاره الغلو
قال فظهر عدم كونه غاليا. ويظهر مما رواه فيما مر انه يروي عن هشام بن
احمر ويروي عنه الحسين بن أحمد وروى الشيخ في باب العتق من التهذيب
عن الحسين بن سعيد عن أبي محمد عنه عن أبي حمزة الثمالي وفي باب التلبية
في الكافي روى عنه الحسن بن علي بن يقطين وفي باب ما لا يجوز ملكه من
القرابات من الكافي روى عنه الجمال. ٨٨٨:
أسد بن إسماعيل.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
ذكره الكشي في رجال الشيعة ممن أخذ عن جعفر الصادق رضي الله عنه
انتهى والصواب الطوسي بدل الكشي. ٨٨٩:
أسد بن أيوب الحلبي.
في لسان الميزان له فوائد حديثية ورحلة إلى العراق وكان فقيها نحويا
ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال كان إماميا انتهى. ٨٩٠:
أسد بن بكر بن مسلم.
في لسان الميزان من رجال الشيعة وله كتاب في فضائل أهل البيت
استخرجه من مرويات العامة يعني أهل السنة ذكره ابن أبي طي
انتهى. ٨٩١:
الشيخ أسد الدين الصائغ العاملي الجزيني.
ذكره أحد أحفاده الشيخ أسد الله الصائغ الحنويهي العاملي في بعض
تعليقاته ووصفه بالعلامة المحقق وقال إنه شيخ الشهيد الأول وعم أبيه وأبو
زوجته قال ولم يشتهر بين الفقهاء لغلبة العلوم الرياضية عليه ونقل انه كان
عالما بثلاثة عشر علما من الرياضية انتهى. ٨٩٢:
أسد بن زرارة الأنصاري.
في أسد الغابة: أسد بن زرارة الأنصاري أخبرنا أبو موسى إجازة
أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر قدم علينا إجازة أخبرنا أبو بكر أحمد بن
علي الفارسي اخبر أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو أحمد إسحاق بن محمد بن
علي الهاشمي بالكوفة أخبرنا جعفر بن محمد الأحمسي أخبرنا نصر بن مزاحم
أخبرنا جعفر بن زياد الأحمر عن غالب بن مقلاص عن عبد الله بن أسد بن
زرارة الأنصاري عن أبيه قال: قال رسول الله ص لما عرج بي إلى السماء
الحديث قال الحاكم أبو عبد الله هذا حديث غريب المتن والاسناد لا
اعلم لأسد بن زرارة في الوحدان حديثا مسندا غير هذا قال أبو موسى وقد
وهم الحاكم أبو عبد الله في روايته وفي كلامه عليه وانما هو أسعد بن زرارة
الأنصاري وليس في الصحابة من يسمى أسدا الا أسد بن خالد قال أبو
موسى أخبرنا به أبو سعد بن أبي عبد الله أخبرنا أبو يعلى الطهراني حدثنا
أحمد بن موسى أخبرنا إسحاق هو ابن محمد بن علي بن خالد المقري باسناده
مثله الا أنه قال عن هلال بن مقلاص بدل غالب وقال عبد الله بن أسعد بن
زرارة وهو الصواب انتهى.
(٢٨١)

٨٩٣: أسد بن سعيد أبو إسماعيل.
في لسان الميزان: عن صالح بن بيان وعنه سعيد بن سليمان الحميري
في سنن الدارقطني قال ابن القطان لا يعرف وذكر الطوسي في رجال الشيعة
أسد بن سعيد النخعي الكوفي وقال إنه اخذ عن جعفر الصادق فكأنه هذا
ثم تبين انه غيره والأول إنما يروي عنه بواسطة انتهى وقوله عنه الظاهر
رجوعه إلى الصادق ع ومن ذلك يمكن استفادة تشيعه. ٨٩٤:
أسد بن سعيد الخثعمي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع ومر عن لسان الميزان النخعي
بدل الخثعمي وفي منهج المقال في نسخة أسد بن سعيد النخعي الكوفي ولا
يبعد صحتهما وسقوط كل من الأخرى اي ان الصواب النخعي الخثعمي
ويأتي عن رجال الشيخ أسعد بن سعيد الخثعمي أو النخعي الكوفي. ٨٩٥:
أسد بن عامر القيسي.
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع وفي منهج المقال في النسخ ابن عمار انتهى وحكاه في لسان الميزان عن الطوسي
ابن عمار كما سيأتي. ٨٩٦:
أسد بن عطاء الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي ميزان
الاعتدال أسد بن عطاء عن عكرمة قال الأزدي مجهول وقال العقيلي لا يتابع
على حديثه على أن دونه مندل بن علي فلعله اتي منه. قلت هو عن ابن
عباس مرفوعا لا يقفن أحدكم موقفا يضرب فيه رجل سوطا ظلما فان اللعنة
تنزل على من حضره حيث لم يدفعوا عنه الحديث انتهى وفي لسان
الميزان قال الأزدي متروك الحديث وسالت ابن أبي داود عنه فقال لا اعرفه
وذكر الطوسي في رجال الشيعة أسد بن عطاء الكوفي فكأنه هذا وقال كان
من الرواة عن جعفر الصادق انتهى. ٨٩٧:
أسد بن عفر أو عفير أو أعفر.
في الخلاصة أسد بن عفر بضم العين المهملة من شيوخ أصحاب
الحديث الثقات وقال في ابنه داود بن أسد بن عفير بضم العين وفي الايضاح
داود بن أسد بن عفير بضم العين المهملة وفتح الفاء وسكون المثناة التحتية
وفي رجال ابن داود كالخلاصة أي ذكره هنا ابن عفر بضم العين وفي ابنه
قال عفير. وقال النجاشي عند ذكر ابنه داود بن أسد بن
اعفر وأبوه أسد بن اعفر من شيوخ أصحاب الحديث الثقات انتهى فأنت ترى ان النجاشي
قال اعفر في الموضعين والعلامة وابن داود قالا في مقام عفر وفي مقام عفير
ولم يلتفتا إلى هذا التنافي. ٨٩٨:
أسد بن علي بن عبد الله بن أبي الحسن بن محمد بن الحسن الغساني
أبو الفضل الحلبي.
ولد سنة ٤٨٥ ومات بقم سنة ٥٣٤ عن ابن أبي طي.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي وقال كان عم أبي حفظ القرآن
وهو ابن سبع وقرأ القراءات بالروايات وتعلم الأصول على مذهب الإمامية
وطلب العلم فسافر له وصنف في فضائل أهل البيت وجمع فيه ما في القرآن
والحديث ونقض كتاب العثمانية للجاحظ انتهى وذكره الذهبي في
وفيات سنة ٥٣٤ فقال: ذكره يحيى بن أبي طي في تاريخه فقال: هو عم
والدي وكان فقيها قارئا ولد سنة ٤٨٥ وتوفي ببلاد قم ولم يعقب، قرأ
الأصول على مذهب الإمامية وصنف كتابا في مناقب أهل البيت وشرح
ديوان أبي تمام انتهى. ٨٩٩:
ميرزا أسد علي بن محمد الجابلقي
توفي في النجف سنة ١٣٣٨ ودفن بوادي السلام.
هكذا وجدنا تاريخ وفاته في مجموعة فيها تواريخ وفيات العلماء ولا
نعلم من أحواله شيئا. ٩٠٠:
أسد بن عمار القيسي.
في لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال اخذ عن جعفر
الصادق انتهى وتقدم بعنوان أسد بن عامر. ٩٠١:
أسد بن كرز القسري.
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب
أسد بن كرز بن عامر القسري جد خالد بن عبد الله القسري حديثه عند
يونس بن أبي إسحاق عن إسماعيل بن أوسط البجلي عن خالد بن
عبد الله بن زيد أسد القسري عن جده أسد بن كرز سمع النبي ص يقول إن
المريض لتحات خطاياه كما يتحات ورق الشجر ولابنه يزيد بن أسد
صحبة ورواية. وذكر ابن أبي حاتم عن أبيه ان أسد بن كرز هذا روى عنه
أيضا ضمرة بن حبيب والمهاصر بن حبيب وقال له صحبة انتهى وخالد
القسري راوي هذا الحديث عن جده صاحب الترجمة هو أمير العراق في
زمن بني أمية أحد الظلمة وأعوانهم ولكن مضمون الرواية صحيح مطابق لما
رواه نصر بن مزاحم في أواخر كتاب صفين عن أمير المؤمنين ع في قوله
لبعض أصحابه جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فان المرض لا
أجر فيه ولكن لا يدع للعبد ذنبا الا حطه انما الاجر في القول باللسان
والعمل باليد والرجل وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من
عباده الجنة الحديث. وفي أسد الغابة أسد بن كرز بن عامر بن
عبد الله بن عبد شمس بن غمغمة بن جرير بن شق بن صعب بن يشكر بن
رهم بن أفرك بن نذير بن قسر بن عبقر بن انمار بن أراش بن عمرو بن
الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا البجلي القسري جد
خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري أمير العراق عداده في أهل الشام
صحب النبي ص واهدى للنبي ص قوسا فأعطاها قتادة بن النعمان ثم روى بسنده
عن خالد القسري عن أبيه عبد الله ان النبي ص قال لجده يزيد بن أسد
أحب للناس ما تحب لنفسك اخرجه ثلاثتهم وقيل فيه أسيد بزيادة ياء وضم
الهمزة وفتحها انتهى وفي الإصابة بالاسناد إلى أسد بن كرز قال لي
رسول الله ص يا أسد بن كرز لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة وبالاسناد
عن جرير اسلم أسد بن كرز ومعه رجل من ثقيف فاهدى إلى النبي ص
قوسا فقال أسد يا رسول الله ادع الله لي فدعا له انتهى ولم يعلم أنه من
موضوع كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ له حتى لا يفوتنا شئ ممن ذكرهم
أصحابنا. ٩٠٢:
أسد بن معلى بن أسد العمي البصري.
قال النجاشي: رجل من أصحابنا اخباري بصري له كتاب اخبار
صاحب الزنج انتهى ووجد في منتهى المقال نسبة هذا الكلام إلى رجال
(٢٨٢)

الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وقال أبو علي ان ذلك سهو من
الكتاب فالذي ذكره هو النجاشي لا الشيخ انتهى. ٩٠٣:
أسد بن يحيى البصري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٩٠٤:
الشيخ أسد الله بن الشيخ أبي القاسم بن محمد باقر بن عبد
الرضا بن شمس الدين محمد الذي هو الجد الاعلى للشيخ مرتضى
الأنصاري التستري نزيل طهران.
ولد سنة ١٢٧١ وتوفي حدود سنة ١٣٥٢.
كان عالما واعظا جليلا كثير التصانيف ومن مؤلفاته كتاب
اصطلاحات العلوم. ٩٠٥:
الشيخ أسد الله بن الحاج إسماعيل التستري الكاظمي.
توفي سنة ١٢٣٤ وقد ارخ وفاته السيد باقر بن السيد إبراهيم
الكاظمي بقوله من قصيدة:
ومذ حل أقصى السوء قلت مؤرخا * بكت أسد الله التقي المساجد ١٢٣٤
وقوله حل أقصى السوء إشارة إلى نقصان التاريخ واحدا ويتم بإضافة
آخر لفظ السوء وهو الهمزة اليه وما في روضات الجنات وتبعه غيره من أنه
توفي سنة ١٢٢٠ اشتباه في نجوم السماء ان وفاته حدود ١٢٦٠ وهو حدس
وتخمين والصواب ما مر ودفن في النجف الأشرف.
من مشاهير علماء عصر الآقا البهبهاني وبحر العلوم الطباطبائي كان
عالما محققا مدققا متقنا متتبعا ماهرا في الأصول والفقه وهو أول من كشف
القناع عن عدم حجية الاجماع المنقول بخبر الواحد وصنف في ذلك رسالة
اشتهرت وتلقاها العلماء بالقبول وكان العلماء إلى ذلك العصر يعاملون
الاجماع المنقول معاملة الخبر فيعارضون به الأخبار الصحيحة وكلمات أهل
ذلك العصر مشحونة بذلك خصوصا الرياض ومن عباراتهم المشهورة قولهم
عند الاستدلال للأصل بل الأصول وللاجماع المنقول فبين هو خطا هذا
القول وزيفه بأجلى بيان وأوضح حجة وتبعه العلماء بعده وكان شيخنا
المحقق الشيخ محمد طه نجف إذا ذكر أحد الاجماع المنقول يقول له ما
معناه: لم يبق إجماع منقول بعد عصر الشيخ أسد الله. وفي روضات
الجنات: كان عالما فاضلا متتبعا من أهل التحقيق والفهم والمهارة في الفقه
والأصول انتهى وعن إجازة السيد عبد الله بن السيد محمد رضا الحسيني
الجزائري للسيد كاظم الرشتي أنه قال في حقه: الفاضل العلامة والعالم
الفهامة جامع طريق التحقيق ومالك أزمة الفضل بالنظر الدقيق ومهذب
وسائل الدين الوثيق ومقرب مقاصد الشريعة من كل طريق عميق المولى
الأولى الأواه الشيخ أسد الله دام فضله وعلاه انتهى.
وقال الميرزا القمي في اجازته له: اما بعد فقد استجازني العالم العامل
الفاضل الكامل الصالح الفالح الصفي التقي النقي الزكي الذكي الألمعي
اللوذعي المخصوص من ربه بالفطنة الوقادة والقريحة النقادة والمحظوظ من
منعمه بالسجيات الحسنة والملكات المستحسنة صاحب الذهن السليم
والطبع المستقيم الأخ في الله المبتغي لمرضاة الله المولى أسد الله بن المولى
الأولى العالم الصالح الورع التقي الحاج إسماعيل التستري فوجدته أفاض
الله عليه بره ونواله وكثر في الفرقة الناجية أمثاله حقيقا بذلك واهلا بل
حسبت ذلك في جنب ما يستحق لاطراء المحامد سهلا إلى آخر
الإجازة. ثم قال: وكتبه بيمناه الوازرة أقل العباد عملا وأكثرهم رجاء
واملا الفقير إلى الله الغني الدائم ابن الحسن الجيلاني أبو القاسم نزيل دار
الايمان قم صانها الله عن التلاطم حين إقامتي في المشهد المقدس الغروي
على مشرفه السلام في أثناء مسافرتي إلى بيت الله الحرام ختم الله سفرنا
بالخير والعافية ورزقنا النجاح والفلاح والنعم السابغة الوافية في يوم الاثنين
السابع عشر من الشهر الأصب رجب المرجب من شهور سنة ألف ومائتين
واثنتي عشرة من مهاجرة سيد البشر على مهاجرها سلامنا إلى أن نموت
ونحشر والحمد لله رب العالمين انتهى.
وقال الشيخ جعفر النجفي في إجازته له: أما بعد فلما كان من النعم
التي ساقها الله إلي وتلطف بها من غير استحقاق علي توفيقي لتربية قرة عيني
ومهجة فؤادي والأعز علي من جميع أحبائي والأودي ومن أفديه بطارفي
وتلادي معدوم النظير والمثيل آقا أسد الله نجل مولانا العالم العامل الحاج
إسماعيل فإنه سلمه الله قد قرأ علي جملة من المصنفات وطائفة من العلوم
النقليات فرأيت ذهنه كشعلة مقباس وفكره لا يصل اليه فحول الناس
وكانت ساعته بشهر وشهره بدهر فما كمل سنه من السنين كمال الخمسة
والعشرين حتى وصل إلى رتبة الفقهاء والمجتهدين فلو الإجازة في الفتوى
مأثورة لاجزت له الفتيا بعد ان يبذل وسعه في الأدلة ومقدوره ولما جرت
عادة المشايخ والأكابر الماضين على إجازة من اعتمدوا على علمه وورعه من
التلامذة المؤمنين وكان بحمد الله جامعا للصفتين حائزا للشرفين والفضيلتين
أجزت له ان يروي عني ويسند إلى ما رويته إجازة إلى آخر الإجازة.
وقال السيد محمد مهدي الاصفهاني الشهرستاني الكربلائي في اجازته
له: وبعد فلما أراد العالم النبيل والفاضل الجليل الحسيب النسيب الأديب
الأريب الحبيب لكل لبيب الفائز بالمعلى والرقيب من قداح السعادة مضافا
إلى ما عليه من النبالة والنجابة الأخ في الله المولى أسد الله بن المرحوم المنتقل إلى
جوار ربه الجليل المولى إسماعيل أطال الله بقاءه واقام في معارج العز ارتقاءه
ان يتأسى بسلفنا الصالحين وينتظم في سمط رواة اخبار الأئمة الطاهرين
وكان دام مجده وعزه معروفا بالتحلي بفضيلتي العلم والعمل موصوفا
بالتجنب عن مواقع الخطل والزلل منعوتا بضروب من الفواضل والفضائل
مخصوصا من الله بصنوف المزايا بين الاقران والأماثل بالغا جهده في التخلق
باخلاق... صارفا جده في صرف الهمة عما سواه وكان لذلك اهلا فكانت
اجابته لمسؤوله فرضا لا نفلا فاستجازني فأجزت له أن يروي عني وعن
مشيختي كلما صحت روايته وساغت لي اجازته إلى آخر الإجازة. ثم قال:
وقد شرطت عليه دام عزه وعلاه ان يتمسك بذيل الاحتياط والتقوى كما
اشترط علي مشائخي رضوان الله عليهم وألتمس منه ان لا ينساني من
الدعاء في الخلوات خصوصا في مظان الإجابات وادبار الصلوات في حياتي
وبعد الممات وكتب بيمناه الداثرة أحوج المربوبين إلى رحمة ربه الواسعة
محمد الملقب بالمهدي الاصفهاني الشهرستاني مولدا والكربلائي مسكنا
ومدفنا إن شاء الله تعالى وحرر ذلك آخر شهر جمادى الآخرة في بلدة كربلاء
على مشرفها آلاف التحية والثناء. هكذا التاريخ ناقص في الأصل المنقول
عنه.
(٢٨٣)

وقال السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في اجازته له: انه
استجاز مني العالم العامل والفاضل الكامل ذو الطبع الوقاد والذهن النقاد
مجمع المناقب والكمالات الفاخرة جامع علوم الدنيا والآخرة مفخر العلماء
العاملين ومرجع الفضلاء الكاملين يتيمة عقد الفتوة وجوهرة قلادة المروة
صدر خريدة الأفاضل الاعلام وبيت قصيدة الأماثل الكرام قناص أوابد
الدقائق بفطنته الوقادة ورباط شوارد اللطائف ببصيرته النقادة الأعز الاجل
الأواه ولدنا الأكرم المولى أسد الله نجل المولى الورع الجليل كهف الحاج
والمعتمرين الحاج إسماعيل أيده الله بألطافه الخفية وحرسه بعين عنايته
الصمدية ولما كان أيده الله اهلا لذلك وحريا بما هنالك سارعت إلى اجابته
وبادرت إلى انجاح طلبته فأجزت له دام فضله ان يروي عني ما صح لدي
روايته ووضح علي اجازته من كتب علمائنا الكرام وفضلائنا الفخام إلى
آخر الإجازة. وفي آخرها وأوصيه دام مجده ان لا ينساني من صالح
الدعوات في جميع الأوقات ومظان الإجابات وأعقاب الصلوات وان كان
ذلك مما لا ينبغي ان يلقى اليه الا انه جرى السلف الصالح عليه وفقنا الله
وإياه للتقوى ورزقنا جميعا سعادة الآخرة والأولى انه رؤوف رحيم عطوف
كريم تحريرا في شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٢١١.
وقال الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي في اجازته له: اما بعد
فمن سمحات الزمان وغفلات الدهر الخوان ان قضى لي بالاجتماع بالعالم
الاجل والعامل البدل حسن السيرة وصافي السيرة ذي الفكر النقاد والفهم
الوقاد معتدل السمت والاقتصاد مستقيم الطبع والسداد المنفرد بالكمال
عن الأمثال والأنداد أعني المحترم الأواه آقا أسد الله نجل الجليل النبيل الحاج
إسماعيل سلك الله به سبيل الرشاد ووفقه للصواب في مسالك المبدء والمعاد
للتبصرة والارشاد و هداية العباد انه كريم جواد فعرض علي بعض تصنيفاته
فرأيت تأليفا رشيقا وتحقيقا دقيقا يجري فيه المثل بلا مراء بان يقال كل
الصيد في جوف الفراء فاستجازني أدام الله إمداده وزاد معونته واسعاده. كما
جرت عليه عادة العلماء الأخيار ومضت عليه طريقة الحكماء الأبرار ومن كل
خلف منهم عن سلف في مضامير المجد والشرف من انحاء التحمل في تلقي
العلوم والاخبار وتحمل أعباء الآثار والاسرار تيمنا باقتفاء آثارهم واقتداء
طريقتهم ومنارهم نسجا على ذلك المنوال وصونا لتلك المعالم والآثار بالاسناد
عن الارسال وضبطا لها بالاعتناء عن الاهمال فتشرفت بدعوته وسارعت إلى
إجابته لكونه اهلا لذلك بل فوق ذلك لأنه إنما هو أهل لان يجيز فيكون
طلب مثله أحق بالتنجيز فأجزت له أدام الله إقباله وزاد إفضاله ان يروي
عني جميع مقروءاتي ومسموعاتي الخ.
وكتب العبد المسكين أحمد بن زين الدين بن إبراهيم في سنة تسع
وعشرين ومائتين وألف من الهجرة النبوية على مهاجرها أفضل الصلاة
والسلام حامدا مصليا مستغفرا.
أحواله
كان شديد الاحتياط في الفتاوى شديد الاجتهاد في تحصيل العلم
والمواظبة على التاليف والتصنيف نقل عنه انه اضطجع بمرقده مدة اثنتي
عشرة سنة يسهر الليل أكثره فإذا غلبه النعاس نام غرارا في مكانه وذلك
لاشتغاله بالتأليف. كان أبوه من أهل العلم والصلاح كما ذكرناه في ترجمته
واصلهم من شوشتر ولا اعلم أول من جاء منهم إلى العراق هل هو أبوه أو
أحد أجداده. وفي روضات الجنات ان السيد علي الطباطبائي صاحب
الرياض كان يقول بعدم عدالته ويشنع عليه وينكر فضله ومنزلته مع تلمذه
الكثير عنده أي تلمذ المترجم عند صاحب الرياض كما مر لكثرة تشنيعه على
أستاذه الآقا البهبهاني بحيث صار هذا الامر العظيم سببا لخروجه من
كربلاء وتوطنه بلد الكاظمين ع وبقائه فيها طول حياته قال كما
ذكره لنا السيد صدر الدين العاملي دام ظله العالي وقال لنا أيضا من بعد
هذه الحكاية ان الشيخ أسد الله لما تنبه لتفريطه في حق أستاذه المذكور ورجع
إلى الحائر نزل في داري فاتى إلى زيارته السيد علي صاحب الرياض في أول
يوم وروده وكان الشيخ أسد الله يقول كنت رأيت في منامي كان رجلا عظيما
أو ملكا يقول لي اسمك يخرج من قوله تعالى هذه ناقة الله لكم آية قال
السيد صدر الدين وانا لما حسبتها في بعض أسفاري وانا مخلى الطبع
وجدت ناقة الله لكم آية تاريخا لمولد أستاذه الآقا محمد باقر ثم قال فكأنه لم
يتحقق زكن من رآه في نومه ان الآية فيمن جعلت انتهى يعني ان الآية
باعتبار مطابقة حروفها بحساب الجمل لتاريخ مولد البهبهاني يظن أنه هو
المراد في كلام من رآه في نومه وباعتبار أنه قال للشيخ أسد الله اسمك يخرج
من هذه الآية يظن أنه هو المراد. ولسنا نطمئن إلى مثل هذه الأنقال في حق هذين
الامامين العظيمين صاحبي الرياض والمقابيس.
مشايخه
قرأ على الآقا محمد باقر البهبهاني قال في أول المقابيس أستاذي في
مبادئ تحصيلي. والسيد محمد مهدي الطباطبائي بحر العلوم. والشيخ
جعفر النجفي صاحب كشف الغطاء وتزوج هو كريمة الشيخ جعفر ولذلك
يعبر عنه بشيخي وأستاذي وجد أولادي وله منه إجازة بتاريخ ٦ ذي القعدة
سنة ١٢١١. والسيد علي الطباطبائي صاحب الرياض في أوائل المقابيس
أول مشايخي وأساتيذي وله منه إجازة بتاريخ ذي الحجة سنة ١٢١١.
ويروي عن الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين كما صرح به في أوائل
المقابيس وليس من مشايخه في التدريس وتاريخ الإجازة ١٧ رجب سنة
١٢١٢ كما مر ذلك كله. ومن مشائخه الميرزا مهدي الاصفهاني الشهرستاني
له منه إجازة والشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي له منه إجازة بتاريخ
سنة ١٢٢٩ كما تقدم.
تلاميذه
منهم السيد عبد الله شبر وللسيد عبد الله منه إجازة بتاريخ ذي
القعدة الحرام سنة ١٢٢٠ ولا يعلم أنه تلمذ عليه في القراءة.
مؤلفاته
١ مقابيس الأنوار ونفائس الأبرار في احكام النبي المختار وعترته
الأطهار مجلد مطبوع في العبادات والمعاملات وذكر في مفتتحه أحوال جملة
من العلماء وذكر فيه ان عنده قطعة من رسالة علي بن بابويه والد الصدوق
٢ كشف القناع عن وجوه حجية الاجماع مطبوع ابان فيه عن تحقيقات
كثيرة ٣ منهج التحقيق في حكمي التوسعة والتضييق اي في المواسعة
والمضايقة في قضاء الصلوات الفائتة وهو كتاب مبسوط محتو على دلائل وافية
وبراهين شافية ٤ نظم زبدة الأصول ٥ مستطرفات من الكلام يرد فيها
على أستاذه البهبهاني ٦ المنهاج في الأصول ووجدنا كتابا في الأصول بلغ
فيه إلى جواز العمل بالظن منه نسخة مخطوطة في المكتبة التي كانت للشيخ
عبد الحسين الطهراني في كربلاء ولعله هو منهاج الأصول ٧ الوسائل في
(٢٨٤)

الفقه مجلد مطبوع ٨ رسالة مبلغ النظر ونتيجة الفكر في مسالة جرى
الكلام فيها بين علماء العصر وما يتعلق بها من مسائل اخر وهي انه إذا أقر
الزوج بطلاق زوجته المعينة بالتداعي في ذلك الوقت معه فهل يقبل بالنسبة
إليها. منها نسخة في كربلاء في مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني.
مراثيه
قال السيد باقر بن السيد إبراهيم الكاظمي يرثيه ويعزي عنه الشيخ
موسى بن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وفي آخرها تاريخ وفاته
منها:
قضى العالم القدسي والعلم الذي * اليه المزايا تنتهي والمحامد
قضى نور مشكاة العلوم فضعضعت * لذلك أركان الهدى والقواعد
امام له في العالمين مناقب * تقضي عليها الدهر وهي خوالد
لنا سلوة عنه بموسى بن جعفر * فتى العلم من تلقى اليه المقالد
ولو أن صرف الدهر يقنعه الفدا * فداه من الدنيا مسود وسائد
ومذ حل أقصى السوء قلت مؤرخا * بكت أسد الله التقي المساجد سنة ١٢٣٤ ٩٠٦:
السيد أسد الله الحسيني التستري.
كان عالما فاضلا يروي عند السيد حسين بن السيد حسن بن السيد
جعفر الأعرجي الحسيني الموسوي العاملي الكركي والد ميرزا حبيب الله
ويروي هو عن المحقق الكركي ووصفه السيد حسين بن السيد حيدر
الحسيني الكركي في اجازته بالسيد السند الفاضل. ٩٠٧:
السيد أسد الله الحسيني المرعشي.
قبره بأصفهان في مقبرة السيد فاطمة الواقعة في وسط البلد مزور
معروف كان من علماء دولة الشاه طهماسب الأول الصفوي عالما فقيها
متكلما محدثا زاهدا عابدا شاعرا وهو جد السيد حسين الحسيني المرعشي
المشتهر بخليفة سلطان و بسلطان العلماء صاحب حواشي المعالم والروضة
وغيرهما ذكره في آتشكده آذري وأورد شيئا من شعره بالفارسية. له حواش
على شرح التجريد وعلى الكافي وعلى الشرايع وعلى قواعد العلامة وعلى
شرح الجغميني في الهيئة وغيرها. ٩٠٨:
الشيخ أسد الله الزنجاني.
ولد في قرية ديزج على مقربة من زنجان في ١٩ رمضان سنة ١٢٧٢
وتوفي في النجف الأشرف ضحوة يوم الأربعاء ١٠ رجب سنة ١٣٥٤
تنقل ترجمته من مجلة الرضوان الهندية في عددها الصادر في
شعبان سنة ١٣٥٤ والعهدة عليه قال: نشا في قرية
ديزج وتلقى فيها العلوم الآلية ثم هاجر إلى العراق وقرأ
على الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي الشهير وقضى أيام عمره في خدمة
العلم وتدريس الفقه والأصول وصار في آخر عمره قعيد بيته قد استولى عليه
العجز لكنه كان نشيطا عند المباحثة غيورا على الشعائر الدينية له من
المؤلفات ١ حاشية على الرسائل في ثلاثة مجلدات ٢ كتاب البيع مبسوط
٣ كتاب الخيارات ٤ رسالة في قاعدة الناس مسلطون على أموالهم
٥ رسالة في قاعدة لا ضرر ٦ رسالة في قاعدة أوفوا بالعقود ٧ كتاب
الطهارة تعليقا على نجاة العباد ٨ كتاب آخر في الطهارة كتبه تقريرا لبحث
أستاذه عند تدريس طهارة الشيخ مرتضى برز منه إلى بحث الماء المضاف
٩ كتاب في مباحث الألفاظ من علم الأصول وهذه الكتب السبعة من
تقرير بحث أستاذه المتقدم ١٠ كتاب آخر في مباحث الألفاظ ضمنه انظار
نفسه وآراءه ١١ رسالة في اللباس المشكوك إلى غير ذلك من الفوائد
الشريفة في الفقه والأصول. ترك من الأولاد ولده الفاضل الميرزا علي
الزنجاني انتهى. ٩٠٩:
الميرزا أسد الله الشيرازي الطبيب نزيل سامراء.
في المآثر والآثار انه كان طبيبا حاذقا له اليد البيضاء في معالجة جميع
الأمراض. ٩١٠:
الشيخ أسد الله بن عبد الرسول بن الحاج باقر بن محمد بن علي بن
محمد بن إبراهيم بن علي بن محمد المعروف بالصائغ العاملي الحنويهي
ينتسب إلى العلامة المحقق الشيخ أسد الدين الجزيني شيخ الشهيد الأول
وعم أبيه وأبو زوجته.
كان حيا سنة ١٢٨٥.
والحنويهي نسبة إلى حنويه بحاء مهملة ونون مفتوحتين ومثناة تحتية
ساكنة وهاء قرية قريبة من صور.
قرأ أولا في جبل عامل في مدرسة جامع المصلى بقرية جويا على الشيخ
محمد علي بن خاتون ووجدت بخطه رسالة في العروض وفي آخرها تمت في
مدرسة جامع المصلى في قرية جويا جعلها الله معمورة بالعلوم آمين في يوم
الجمعة خامس شهر ذي القعدة الحرام من شهور سنة ١٢٧٩ ثم سافر إلى
العراق مع أخيه الشيخ عبد اللطيف لطلب العلم وبعد مدة توفي اخوه في
النجف فأرسل إليه والده الشيخ عبد الرسول بالحضور إلى جبل عامل فأبى
ان يحضر الا بعد ان يبلغ درجة الاجتهاد ثم حضر وقد أصيب بمرض السل
فسكن حنويه وبقي فيها نحوا من تسعة أشهر ثم توفي في حياة أبيه وكان قد
احضر معه عدة كتب كاملة كانت تقوم بذلك العصر بنحو من ثلاثين
ألف قرش ووجدت في داره في حدود سنة ١٣٤٦ خزانة قد أخفيت في
الحائط فيها كتب كثيرة مخطوطة وقد تلفت جميعها من مرور الأزمان ولا
يعلم سبب اخفائها الا ان الظاهر أن ذلك لأحد أسباب الخوف وكان أبوه
ذا ثروة واسعة ومن أهل العلم والفضل وفي حياته حضر الشيخ محمد علي
عز الدين إلى حنويه وكانت والدة عمينا السيد محمد الأمين والسيد علي
وهي بنت السيد علي مرتضى قد وهبت ما ورثته من أبيها من أراض وكتب
وغيرها إلى ولدها الأصغر السيد علي وكتب الشيخ أسد الله المذكور على كل
من تلك الكتب هبة السيد علي بن السيد علي الأمين حرره أسد الله الصايغ
وكان معروفا بالعلم والفضل وجرت مباحثات بينه وبين الشيخ محمد علي
عز الدين فظهر فيها فضله وقرأ في العراق على عدة أساتذة منهم السيد
هادي صدر الدين العاملي الكاظمي وكان السيد هادي يثني عليه ويصفه
بالفضل والاجتهاد وجد له مؤلف في الحج استدلالي وعليه تقاريظ من
الشيخ ياسين الكاظمي والشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد طه
نجف والسيد محمد الهندي وتاريخ تقريظ السيد محمد الهندي سنة ١٢٨٥. ٩١١:
السيد ميرزا أسد الله الطباطبائي التبريزي.
كان فقيها متكلما وهو شيخ الاسلام من طرف نادر شاه وكريم خان
الزندي في بلاد آذربيجان ومن العلماء السبعين الذين كانوا من بلاد إيران
وغيرها في مجلس الصلح بين السنة والشيعة في عهد نادر شاه في النجف
(٢٨٥)

الأشرف كما فصلناه في ترجمة الشيخ علي أكبر الملاباشي عند نادر شاه من
هذا الكتاب. ٩١٢:
الملا أسد الله بن الحاج عبد الله البروجردي.
ولد في بروجرد وتوفي فيها أواخر سنة ١٢٧٠ وقيل ١٢٧١ ودفن بها
في دار السرور منها وقبره بها مشهور مزور.
وبروجرد بلدة بقرب همذان طيبة خصبة كثيرة المياه والفواكه
والثمار وأرضها تنبت الزعفران.
كان ماهرا في الفقه والأصول مصنفا فيهما من اجلاء العلماء الفقهاء
قرأ على الميرزا أبو القاسم القمي صاحب القوانين وتزوج ابنة صاحب
القوانين في حياته ورزق منها أولادا وكان يدعي الأفضلية على جميع علماء
عصره الا انه كان لا يستقر رأيه على فتوى وأوتي سعة في الدنيا وجاها عند
الخواص والعوام وطولا في العمر وكان أول السلسلة في بيت العلم. كذا في
روضات الجنات يعني ان آباءه لم يكونوا علماء. وفي المآثر والآثار: ان هذه
الدعوى منه كانت في أواخر أيام حياته وانه كان مشهورا بالعلم والفقاهة.
وتلمذ عليه الشيخ مرتضى الأنصاري في أول امره، وفي أيام رياسته ينقل
أقواله وفتاواه ويعول على اجماعاته المنقولة. له من المؤلفات تعليقة على
قواعد العلامة وخلف ثلاثة أولاد ذكور من ابنة الميرزا القمي صاحب
القوانين وهم المحمدون الثلاثة الميرزا فخر الدين محمد وجمال الدين محمد
ونور الدين محمد أجازهم أبوهم بإجازة واحدة وصرح باجتهادهم. وجمال
الدين منهم كان متبحرا في الفقه والحديث والتفسير سكن طهران. ونور
الدين قرأ في النجف على الشيخ مرتضى الأنصاري وتوفي في عنفوان شبابه.
وقد أخطأ صاحب روضات الجنات في ترجمته عدة أخطاء وكذلك السيد
شفيع الجابلقي وبانه السيد علي أصغر وميرزا احمد التنكابني انتهى. ٩١٣:
آقا أسد الله امام الجمعة الملقب سلطان العلماء بن آقا عبد الله بن آقا
محمد جعفر بن آقا محمد علي بن آقا محمد باقر الوحيد البهبهاني وباقي
النسب قد ذكر في آقا محمد علي.
توفي في ٢٤ ذي القعدة سنة ١٣٢٤ في كرمانشاه ودفن في مقبرة أبيه
وأجداده وله من العمر ٦٣ سنة.
ترجمه لنا بعض أحفاده فقال: كان عالما فاضلا خطيبا بليغا وأكبر
أولاد أبيه انتقلت الرياسة منه اليه وكان مليا سخيا وكانت له مكتبة عظيمة
فيها نفائس من المخطوطات يبلغ مجموعها نحو ثلاثة آلاف مجلد وكان
بعضها من خطوط الأساتيذ مع التذهيبات الغالبة ذهبت طعمة الحريق في
الليلة العاشرة من شوال سنة ١٣٥٢ انتهى يقول المؤلف وهذه
المكتبة كانت تجمع فيها نفائس الكتب من عهد الآقا البهبهاني إلى ذلك اليوم
وقد احترقت قبل ورودنا كرمانشاه بنحو ثلاثة أشهر وذلك في سفرنا إلى
زيارة المشهد المقدس بخراسان في أوائل عام ١٣٥٣ فقد وردنا كرمانشاه في
أواسط المحرم من ذلك العام فأخبرنا باحتراقها وسببه وضع مدفاة فيها
واشتعال النار فيها وهذه نتيجة التهاون بالكتب الثمينة فالمدافئ التي توقد
فيها النار لا توضع في دور الكتب ويهمل امرها وتبقى فيها النار ليلا
فتحترق تلك النفائس دون ان يعلم بها أحد وهذا هو حظ الكتب التعيس
في هذا الشرق الذي كل ما فيه تعيس حتى الكتب. قال وكان له
تقريرات في الأصول ومؤلفات كثيرة في الاخبار والمواعظ والمراثي ذهبت
طعمة للحريق المذكور. قال وكان له خمسة أولاد ١ آقا أبو علي امام
الجمعة من بعد أبيه إلى الآن أقول رأيناه في كرمانشاه عالما معظما. ٢ آقا
هبة الله ذا رياسة ٣ آقا محمد حسين ٤ آقا محمد حسن ٥ آقا أبو
الفضل انتهى. ٩١٤:
السيد شمس الدين أسد الله الطباطبائي الحسني الششتري.
في مجالس المؤمنين عند ذكر القبائل والطوائف المعروفة بالتشيع عد
منها الأنجوئية وقال إنهم من أعيان سادات شيراز يمتازون عن غيرهم في
قدم التشيع وينتهي نسبهم الشريف إلى القاسم الرسي بن الحسين بن
إبراهيم بن طباطبا الحسني ومن أكابر متأخريهم المير شمس الدين أسد الله
الششتري الحائز على منصب الصدارة للشاه المغفور له انتهى ولعله يريد
به الشاه عباس الصفوي. ٩١٥:
السيد أسد الله بن عباس بن عبد الله بن الحسين الروباري الأصل
من محال طالقان الرانكوئي الإشكوري النجفي من أحفاد مير بزرگ دفين
آمل.
ولد سنة ١٢٧٦ وتوفي بالنجف آخر ذي القعدة
سنة ١٣٣٣ عن ٥٧ سنة.
عالم فاضل هاجر إلى العتبات حدود ١٣٠٣ وقرأ على الشيخ ميرزا
حبيب الله الرشتي وكتب تقريرات بحثه في أحد عشر مجلدا خمسة منها في
الأصول وستة في الفقه وله كتاب الأواني من الذهب والفضة. ٩١٦:
الشيخ أسد الله بن علي أكبر بن رستم خان الزنجاني.
ولد ١٩ رمضان سنة ١٢٨٢ وتوفي بالنجف ٩ رجب سنة ١٣٥٤.
حضر أوان شبابه إلى النجف ثم هاجر إلى سامراء وحضر درس
الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وعمدة تلمذه على السيد محمد
الاصفهاني الفشاركي وبعد وفاة الميرزا الشيرازي حضر إلى النجف سنين
ثم عاد إلى سامراء وقرأ على الميرزا محمد تقي الشيرازي إلى أن توفي ثم
رجع إلى النجف له تقريرات ورسائل مستقلة وكتابات في الطهارة والبيع
والخيارات. ٩١٧:
الميرزا أسد الله بن الميرزا عسكري المشهدي امام الجمعة في المشهد
المقدس الرضوي
في كتاب المآثر والآثار انه في سنة ١٢٨٢ بعد مضي ١٩ سنة من
جلوس ناصر الدين شاه القاجاري على تخت الملك عين المترجم لامامة
الجمعة في المشهد الرضوي نيابة عن أخيه الميرزا هداية الله وقال في ترجمة
أخيه الميرزا هداية الله بن ميرزا عسكري انه في هذه السنة تولى منصب
امامة الجمعة في المشهد المقدس وقال إنهم في خراسان أهل بيت فقاهة
ووجاهة ونبالة وجلالة انتهى. ٩١٨:
السيد أسد الله الصدر النواب بن الميرزا علي النواب بن السيد
حسين سلطان العلماء الحسيني المرعشي.
توفي سنة ١١١٤.
كان عالما فقيها مدرسا بأصبهان قرأ على والده ونال الصدارة زمن
(٢٨٦)

الصفوية وبقي فيها حتى توفي وخلف ولدين السيد احمد والسيد قوام الدين
محمد. ٩١٩:
السيد أسد الله القزويني
توفي في كرمانشاه سنة ١٣٣٩
هكذا وجدنا تاريخ وفاته في مجموعة فيها تواريخ وفيات العلماء ولا
نعلم عن أحواله شيئا. ٩٢٠:
الميرزا أسد الله بن الحاج محسن التبريزي.
توفي في طهران سنة ١٣٥٢ أو ١٣٢٦.
ذكره صاحب كتاب شهداء الفضيلة وقال إنه في الرعيل الأول من
علماء الطائفة المشارك في العلوم المبرز في المنقول والمعقول وقال إن والده قرأ
عليه. ٩٢١:
السيد أسد الله بن السيد محمد باقر بن السيد محمد تقي الحسيني
الموسوي الجيلاني الرشتي الاصفهاني.
توفي سنة ١٢٩٠ في طريقه إلى النجف في كرند وحملت جنازته إلى
النجف فدفن في الحجرة التي على يسار الخارج من الصحن الشريف من
الباب القبلي مقابل قبر الشيخ مرتضى الأنصاري.
من اجلاء تلاميذ صاحب الجواهر متفق على جلالته وامامته كان ورعا
تقيا زاهدا معرضا عن الدنيا وعن منافسة الولاة في الرياسات عظيما نافذ
القول في بلاد إيران كلها وكان أبوه السيد محمد باقر من اجلاء علماء إيران
خرج المترجم في حياة أبيه إلى النجف وتخرج بصاحب الجواهر وعاد إلى
أصفهان سنة وفاة والده وصلى عليه وقام مقامه ورأس في أصفهان وخرج
إلى زيارة المشاهد المشرفة سنة ١٢٩٠ فتوفي في الطريق ونقل إلى النجف
ودفن في المشهد الشريف كما مر.
ومن آثاره اجراء ماء الفرات إلى النجف الأشرف فإنه بعد ما زار
النجف ورجع إلى بلاد إيران عزم على اتمام ما شرع به الشيخ محمد حسن
صاحب الجواهر كما يأتي وايصال ماء الفرات إلى النجف واستحصل على
المال من ثلث تركة السردار محمد إسماعيل خان النوري وكيل الملك كما في
المآثر والآثار. وفي مجموعة الشبيبي: من ثلث مال إسماعيل خان والي
كرمان انتهى وهو ثلاثون ألف تومان وارسل المهندسين وشرعوا في
العمل سنة ١٢٨٢ وتم سنة ١٢٨٨ فحفرت آبار بين المكان الذي وصل اليه
في عهد صاحب الجواهر وبين النجف في وسط النهر الذي كان حفره
صاحب الجواهر ومر بها من قبلي النجف إلى جهة المغرب وذلك لأن حفر
النهر إلى عمق يجري فيه الماء غير متيسر ولا ممكن كما مر وكان العزم عليه في
زمن صاحب الجواهر غير مبني على فن وهندسة وبعد حفر هذه الآبار وصل
بينها بقناة تحت الأرض ثم ظهر ان تلك الآبار كان عمقها زائدا عن اللازم
فاحتاجوا إلى طم الزائد واجري الماء في تلك القناة وجعل يصب في المكان
المنخفض غربي النجف وعملت عليه رحى أصدر ريعها لاصلاح القناة
وبنيت هناك بركة يستقي منها السقاؤون وبقيت الناس تنتفع بهذا الماء إلى
سنة ١٣٠٧ وذلك نحو ١٩ سنة. وأرخ الشعراء ذلك فقال
الشيخ محمد بن الشيخ كاظم الجزائري النجفي من قصيدة:
شربوا الماء زلالا * بعد شرب الآجنات
فاشرب الماء وأرخ * اشرب الماء الفرات سنة ١٢٨٨
وقال الميرزا محمد بن داود الهمداني صاحب فصوص اليواقيت في
التواريخ المنظومة:
مذ أسد الله الهمام السري * سليل ساقي الناس من كوثر
أجرى إلى الغري ماء مري * قد أرخوه جاء ماء الغري
سنة ١٢٨٨
مؤلفاته
له عدة مؤلفات في الفقه الاستدلالي. وكتاب في الرجال ورسالة في
تجويد الحروف وغير ذلك.
اجراء ماء الفرات إلى النجف
قد عرفت ان من آثار المترجم اجراء ماء الفرات إلى النجف ويناسب
هنا ان نذكر أول من اجرى الماء إلى هذا البلد المبارك حتى ننتهي إلى هذا
الزمان فان النفوس تتطلع إلى معرفة ذلك فنقول: أول ماء جرى في النجف
هو قبل الاسلام اجراه الحارث بن عمرو من ملوك الحيرة وكان في عصر
قباذ بن فيروز الساساني. حكي عن كتاب تجارب الأمم لأحمد بن محمد
مسكويه أنه قال في زمن الجاهلية شق الحارث بن عمرو من ملوك العرب في
عصر قباذ الساساني بإشارة أحد تبابعة اليمن نهرا من شط الفرات إلى أرض
النجف وأجرى الماء على ارض الحيرة وحوالي ارض النجف وذكر الطبري
في تاريخه ان الحارث بن عمرو الكندي ملك الحيرة في عصر قباذ بن فيروز
ارسل إلى تبع وهو باليمن أني قد طمعت في ملك الأعاجم فاجمع الجنود
واقبل فجمع تبع الجنود وسار حتى نزل الحيرة وآذاه البق فامر الحارث بن
عمرو ان يشق له نهرا إلى النجف ففعل وهو نهر الحيرة انتهى.
وأول من اجرى الماء في ارض النجف بعد الاسلام سليمان بن أعين
أخو زرارة بن أعين توفي سليمان سنة ٢٥٠ قال أبو غالب الزراري في
رسالته في آل أعين عند ذكر مخلفات سليمان المذكور: وأرضا واسعة جميعها
في النجف مما يلي الحيرة وكان قد استخرج لها عينا يجريها إليها في قني عملها
من صدقته بالحيرة وتعرف بقبة الشنيق قد رأيت أنا آثار القني وكان سبب
استخراجه العين ان بعض أهل زوجته من خراسان ورد حاجا فاشتهى ان
يرى الحيرة فخرج معه إليها وكانت قبة الشنيق أحد الأشياء التي يقصدها
الناس للنزهة وكانت مما يلي النجف فلما جلسوا للطعام قال الخراساني هاهنا
ماء ان استنبط ظهر ثم ساروا فرأى النجف وعلوه على الأرض إلى ما يسفله
فقال يوشك ان يسيح ذلك الماء على هذه الأرض فابتاع سليمان تلك
الأرض ثم عمل على استنباط العين فظهر له من الماء ما ساقه في القني إلى
تلك الأرض ثم خرج ولده عن هذه الأرض التي في النجف انتهى
وهذه الأرض الظاهر أنها في المكان المنخفض غربي النجف إلى جهة الجنوب
من ناحية الحيرة. والعين التي استنبطها سليمان يظهر انها في جهة الحيرة فإن كان
أحد يسكن النجف في ذلك الوقت فيمكن ان يكون شربه من ذلك
الماء. ثم إن المشهور على ألسن الناس في النجف يتناقله الخلف عن السلف
ان السلطان عضد الدولة فناخسرو بن بويه الديلمي أراد اجراء الماء إلى
النجف من الفرات سنة ٣٦٩ فعثر في أثناء حفره شمالي النجف على عين
(٢٨٧)

غزير ماؤها فمنعه ذلك الماء عن متابعة الحفر فاكتفى باجرائه إلى النجف
تحت الأرض في قناة عالية محكمة يتخللها آبار مبنية بناء محكما متصلة بعضها
ببعض تتخلل دور المدينة ويصب ماؤها في المكان المنخفض خارج البلد
ولذلك كانت آبار النجف يعد ماؤها من الماء الجاري ولا تعد آبارا شرعية
ولكن هذا الماء كان مالحا لا يصلح للشرب فاكتفى الناس به لحوائجهم
وجعل أهل الثروة يجلبون الماء بالروايا من الفرات من ناحية ذي الكفل،
والفقراء يشربون من ذلك الماء المالح وربما كان ماء بعض الآبار أقل ملوحة
فيتزاحم عليه الناس وتسمى هذه العين عند النجفيين أم البيار ولا تزال
باقية إلى اليوم. ولكن في تاريخ النجف لبعض المعاصرين ان عضد الدولة
أصلح القناة السالفة لآل أعين فاشتهرت بقناة عضد الدولة أو قناة آل بويه
وبني المنهدم منها وأحكمها أشد من الأول وما زالت تسقي النجف وأهله
أعذب ماء حتى خربت بعد مئات من السنين انتهى ولم يذكر هذه القناة
التي تستمد منها آبار النجف في كتبه أصلا. وعن فرحة الغري ان السلطان
سنجر بن ملكشاه السلجوقي اجتهد في إسالة ماء الفرات إلى النجف فلم
يتفق له ثم إن الصاحب عطاء الملك بن محمد الجويني صاحب ديوان الدولة
الايلخانية حفر نهرا من الفرات إلى الكوفة وأمر ببناء قناة من
الكوفة إلى النجف تحت الأرض وكان القائم على حفره تاج الدين
بن الأمير علي الدلقندي الحسيني فسمي النهر باسمه وقيل لتلك
الأرض التي تسقى منه التاجية وبقي هذا اسمها إلى اليوم وعن روضة
الصفا انه انفق على حفره ما يزيد على مائة ألف دينار احمر وعن فرحة
الغري انه كان جري الماء به حول النجف في رجب سنة ٦٧٦ ثم خرجت
هذه القناة. ولما قامت الدولة الصفوية وجاء الشاه إسماعيل الأول
لزيارة النجف الأشرف سنة ٩١٤ امر بحفر نهر من الفرات إلى النجف
فأوصله إليها بقناة لارتفاع ارض النجف عن الفرات كما أشار اليه في تاريخ
عالم آرا ص ٧٠٧ وحدثت عليه ضياع وبساتين وجعلها الشاه وقفا على
المحقق الكركي وأولاده فلم تزل النجف تستقي من ذلك النهر إلى زمن
محاصرة العثمانيين النجف أيام السلطان سليم فطم النهر ثم امر الشاه
طهماسب بحفر نهر من الفرات إلى النجف فحفر ولم يتم وسقيت منه ارض
بنواحي الكوفة تعرف إلى اليوم بالطهماسية ولما جاء الشاه عباس بن محمد
خدابنده بن طهماسب بن إسماعيل الأول إلى النجف سنة ١٠٣٢ امر
بتنظيف النهر الذي حفره جده الاعلى إسماعيل فحفر وعمر وعملت فيه
عساكر الشاه وجرى الماء فيه حتى دخل مسجد الكوفة وهو المعروف اليوم
بنهر المكرية وحيث إن النجف مرتفع ارتفاعا كليا عن ارض الكوفة امر
الشاه بحفر قناة توصل الماء إلى النجف فحفرت ووصل الماء إلى الروضة
المطهرة ومنها إلى بحر النجف وعمل له بركة في النجف ينزلون إليها
ويستقون منها. ذكر ذلك في تاريخ عالم آرا ثم خربت هذه القناة وفي سنة
١٠٤٢ حفر الشاه صفي نهرا عميقا عريضا من حوالي الحلة إلى مسجد
الكوفة ومر به على عمارة الخورنق وأوصلوا الماء إلى داخل السور وبواسطة
الدولاب جرى الماء على وجه الأرض والشوارع والصحن الشريف وبنيت
بركة للماء بشكل بحيرة ثم درس ذلك كله و في سنة ١٢٠٨ ارسل يحيى خان
آصف الدولة وزير محمد شاه أحد ملوك الهند أموالا طائلة لحفر نهر من
الفرات يبتدئ من بلدة المسيب ويمر بالكوفة وسمي هذا النهر نهر الهندية
ويقال انه اخذ منه قناة تحت الأرض جري فيها الماء إلى منخفض النجف
ويقال ان بعض زعماء النجف طم تلك القناة خوفا من توطن امراء الدولة
العثمانية في البلد وإجراء قوانينهم عليها. ثم إن امين الدولة عبد الله خان
وزير فتح علي شاه القاجاري ارسل خمسين ألف تومان لاصلاح قناة النجف
ورتب المهندس ميرزا تقي على العمل وابتدأوا به من جهة أبو فشيقة إلى
كري سعد شرقي النجف وأقاموا على هذا الكري القنطرة الماثلة حتى
الآن إزاء أبو فشيقة واطلقوا الماء في الكري فجرى حينا ووقف وساقوه
من حيث وقف إلى النجف في قناة والظاهر أنها قناة قديمة وان قيل إنها من
صنع امين الدولة وانه شارف العمل بنفسه ولم يطل عمر هذه القناة على ما
هو المعروف. كذا عن بعض مجاميع الفاضل الشيبي. ثم إن الشيخ محمد
حسن صاحب الجواهر استعان ببعض ملوك الهند وهو السلطان ثريا جاه
محمد امجد علي شاه الهندي المتوفى سنة ١٢٦٣ فأرسل له ثمانين ألف تومان
وأرسل له غيره من أهل الهند أموالا طائلة فحفر نهرا من نهر آصف الدولة
نهر الهندية إلى سور النجف وأجرى الماء فيه فوقف في محل يقال له
الطبيل يبعد عن النجف نحو أربعة أميال من جهة الشمال الغربي وذلك
لعدم كون الحفر على هندسة فنية إذ لم ينتبه القائمون على العمل إلى أن
النهر من جهة النجف يعلو كثيرا عن أول المجرى وان المقدار الذي حفر لا
يكفي لجريان الماء بل يحتاج إلى اضعافه وانه امر غير ممكن بهذه الصفة وتوفي
الشيخ في هذه الأثناء ولم يتم ذلك العمل ويرى شئ من ذلك الحفر على
بعد بضع خطوات من سور النجف من جهة الشرق ثم إن السيد أسد الله
الذي نحن بصدد ترجمته عزم على إتمام ما شرع به الشيخ محمد حسن
وشرع في العمل وأتمه في مدة ست سنوات وبقيت الناس تنتفع به نحو ١٩
سنة كما مر فلما كانت سنة ١٣٠٧ وذلك قبل مهاجرتنا إلى النجف بسنة جاء
في تلك السنة برد عظيم ومطر كثير فجرف الرمول إلى تلك الآبار وسد
مجاري الماء وصرفت أموال كثيرة في سبيل إصلاحها فلم تصلح لضعف
الهمم وفتور العزائم. وكان قد جفف البحر الذي كان غربي النجف بسد
مجرى الماء عنه من جهة الحيرة من النهر المسمى أبو صخير في زمن السلطان
عبد الحميد العثماني وجعل موضع النهر مزارع وبساتين تابعة لأملاك
السلطان المسماة بالأراضي السنية وفي سنة ١٣٠٥ أجري لسقيها جدول من
نهر الحيرة أبو صخير ولما انقطع ماء القناة سنة ١٣٠٧ بنيت على هذا
الجدول بركة يستقي منها السقاؤون وتردها الدواب والمواشي وكان المباشر
لحفرة رجل اسمه عبد الغني وهو القائم باعمال الأراضي السنية من قبل
السلطان فنسب النهر اليه فقيل نهر عبد الغني لكن الكثيرين كانوا يسمونه
نهر الحيدرية بل لم أسمع من يسميه نهر عبد الغني ولكنه كان معرضا
للانقطاع بأحد الفلاحين لمائه لسقي مزارعهم وبوقوع الرمول فيه من هبوب
العواصف في الصيف ومن السيول في الشتاء فتبقى الناس ظماء نحو أسبوع
حتى يتم تنظيفه وتشتري الماء الذي يجلب من الكوفة بأغلى القيم ولا تجده
الا قليلا فامر السلطان عبد الحميد بعد مراجعته بواسطة والي بغداد الحاج
حسن باشا بحفر جدول إلى جانب الجدول القديم لاستقاء الناس خاصة
وبذل لذلك ألف ليرة ذهبية من خزانته الخاصة ولاصلاحه والمحافظة عليه
كل سنة مائة ليرة ذهبية فتم ذلك ووصل الماء في أوائل شهر رمضان سنة
١٣١٠ ونحن في النجف الأشرف لكنه أيضا كان معرضا للانقطاع بما مر
من العواصف والسيول في الصيف والشتاء وخرجنا من النجف عام ١٣١٨
والحال على هذا وفي سنة ١٣١٩ ابتدئ باصلاح القناة على يد الشيخ ميرزا
حسين بن ميرزا خليل الفقيه المشهور وفرع منه سنة ١٣٢٧ ولكنه لضعف
مجرى الماء من نهر الهندية وتجمع المياه المالحة في الآبار لم يكن صالحا للشرب
(٢٨٨)

وفي سنة ١٣٣٠ ألفت شركة تجارية في النجف لشراء آلة بخارية رافعة
توضع على نهر الكوفة واستحضر لذلك أنابيب ضخمة ثم جاءت الحرب
العامة وأهمل ذلك وفي أيام الثورة العراقية أتلفت جملة من هذه الأنابيب وبقي
الكثير مكدسا في طريق الكوفة وبعد احتلال الإنكليز للعراق نصبت آلة
بخارية رافعة على نهر الحيرة تصب الماء في الجدول المقدم ذكره وفي سنة
١٣٤٢ بذل الحاج محمد علي الشوشتري الملقب رئيس تجار عربستان والد
الحاج مشير نزيل دمشق ثلاثمائة ألف روبية على أن تصرف في حفر جدول
من محل يعرف بالمزيديات ينتهي مصبه إلى بحيرة النجف القديمة غربي
المدينة وما يحدث على ضفة النهر من زروع وبساتين يصرف ريعه بعد أخذ
العشر منه للدولة على اصلاح الجدول وعلى مستشفيات ومدارس في النجف
وان زاد ففي كربلاء وأعطيت الرخصة بذلك من الدولة في غرة رمضان سنة
١٣٤٢ وحضر الملك فيصل وأخذ المسحاة بيده وحفر شيئا من الأرض وحفر
معه الحاج رئيس وجماعة من وجهاء النجف واستمر العمل مدة ثم سحب
الحاج رئيس ذلك المال الذي تعهد به وكان قد وضعه في البنك لأمور نظن أن
أهمها معارضة كثيرين له في ذلك وطلبهم اليه العدول عنه لأنه يضر باهل
النجف بزعمهم ولا ينفعهم، واطلعني وهو في دمشق على نحو من أربعين
صحيفة جاءته في دفعتين من أناس يلومونه ويقولون له: أنت بعملك هذا
تعمل شرا لا خيرا وذلك لأنه بلغهم أن الدولة تريد ان تكلفهم بتكاليف لهذا
الامر والله أعلم. وفي سنة ١٣٤٦ طلب الحاج محمد البوشهري الملقب
معين التجار امتيازا من الحكومة العراقية بجلب الماء من الكوفة إلى النجف
فأعطته ذلك فجلب آلتين رافعتين عظيمتين إحداهما انكليزية والأخرى
ألمانية حتى إذا تعطلت إحداهما كانت الأخرى حاضرة جلبهما في اسرع وقت
ونصبهما في الكوفة وأتم جميع ما يلزم لهذا العمل وقد رأيتهما في سفري إلى
العراق عام ١٣٥٢ والماء يجري بواسطتهما إلى أكثر دور النجف عذبا زلالا
صافيا بأجور معينة. وفي هذه السنة وهي سنة ١٣٥٧ عزمت بلدية
النجف على إسالة الماء على حسابها وابطال ما كان عمله معين التجار
واستحضرت الآلات اللازمة لذلك. ٩٢٢:
الشيخ أسد الله بن الحاج محمد علي ساكن قرية جم من محال دشت
شيراز.
توفي في مشهد الرضا ع حين زاره سنة ١٣٣٨.
كان عالما فاضلا من تلامذة الشيخ ملا كاظم الخراساني له تقريرات
بحث أستاذه المذكور. ٩٢٣:
الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الخاتوني العاملي الساكن في المشهد
المقدس الرضوي.
كان حيا سنة ١٠٦٧.
عالم فاضل من سكنة المشهد المقدس الرضوي والظاهر أن أحد
أجداده جاء من البلاد العاملية إلى المشهد الرضوي وتوطن فيه وولد هو
وأبوه هناك لغلبة العجمة عليه وكون اسم أبيه من الأسماء المعتادة عند
الفرس. وعلماء العامليين كثيرا ما كانوا يهاجرون إلى إيران وبلاد الهند
وغيرها ويتوطنونها. كان عنده أربعمائة مجلد مخطوطة وقفها جميعها على
الآستانة المباركة الرضوية وصنع طابعا كبيرا ونقش عليه صورة الوقف
بالفارسية وطبع به على كل واحد من هذه الكتب وهذه صورته:
اين كتاب را با سيصد ونود ونه جلد ديگر وقف آستانه حضرت
امام علي بن موسى الرضا نمود أضعف عباد الله الغني ابن شيخ محمد مؤمن
أسد الله الخاتوني كه ساكنان مشهد مقدس از مطالعه آن بهره مند گردند
هر كه بفروشد بلعنت خدا ونفرين رسول وغضب امام گرفتار شود
١٠٦٧.
وترجمته: وقف هذا الكتاب مع ثلاثمائة وتسعة وتسعين جلدا أخرى
على آستانة حضرة الإمام علي بن موسى الرضا أضعف عباد الله الغني ابن
الشيخ محمد مؤمن أسد الله الخاتوني ليطالع بها سكان المشهد المقدس وكان
من باعها فعليه لعنة الله وسخط رسوله وغضب الامام سنة ١٠٦٧. ومن
جملة هذه الكتب الموقوفة على الآستانة الرضوية التي رأيناها في المكتبة
الرضوية المباركة الجزء الخامس من كتاب نثر الدرر للآبي طبع عليه بالطابع
المذكور. وكتب تحته بخطه الواقف ابن شيخ محمد مؤمن أقل عباد الله
أسد الله الخاتوني وتحته خاتمه الخصوصي وفيه بيت من الشعر الفارسي
وتاريخ كتابة النسخة بخط أحمد بن علي الكاتب البغدادي سنة ٥٦٥ ومن
أوقافه على الآستانة الرضوية مجموعة في الاشعار مرتبة على حروف المعجم
من حرف الهمزة إلى الياء لشعراء متعددين كتب عليها أيضا: الواقف
الضعيف النحيف ابن شيخ محمد مؤمن أسد الله الخاتوني. وكتب علي
ظهرها أيضا من عواري الزمان عند أقل العباد محمد بن علي الشهير بابن
خاتون العاملي. ومن جملتها كتاب مجموع الغرائب من تأليف الشيخ إبراهيم
الكفعمي وقفه سنة ١٠٦٧ ومن جملتها كتاب جواهر المطالب في مناقب
الامام أبي الحسن علي بن أبي طالب تاريخ وقفه سنة ١٠٦٧ عدد أوراقه
١٤٦. ومن جملتها رسالة في المنطق لملا أحمد. ٩٢٤:
الشيخ أسد الله بن الحاج محمود آل صفا العاملي الزبديني.
ولد سنة ١٢٩٤ في زبدين وتوفي سنة ١٣٥٣ بمرض الفالج الدماغي
في صيدا.
كان عالما كاتبا أديبا شاعرا ذكيا فطنا واشتهر بذكائه وتدقيقه وكثرة
جدله قرأ في النباطية في مدرسة العالم الجليل السيد حسن بن يوسف
الحبوشي قرأ فيها النحو والصرف والمعاني والبيان والأصول والفقه وراجع
الكتب ومارس وباحث حتى صارت له ملكة جيدة في العلوم العربية
واطلاع لا باس به في المسائل الفقهية ونظم وكتب كثيرا فأجاد في نظمه
ونثره وكان يميل كثيرا للعزلة. تولى منصب القاضي الشرعي في صيدا. له
عدة مقالات في العلم والأدب والنقد واللغة نشرت في مجلة العرفان وله
شعر كثير نشر أكثره في المجلة المذكورة وله شعر غير ما نشر في العرفان لم
يقع بيدنا وأول ما نشر من نظمه قصيدة عنوانها الناس والعلم والدين
وهي:
لم ينظر الناس في عقبى أمورهم * ولم يجيلوا بخلق الله أذهانا
منتهم نفثات الجهل ان يردوا * ماء المسرة من حيث الأسى كانا
ظنوا المعالي في جمع الحطام وهم * في ذاك قد هدموا للمجد بنيانا
وحاولوا ظفرا بالجور فاندفعوا * إلى العداء زرافات ووحدانا
حتى إذا ما أتوا يجنون ما غرسوا * جنوا وما اعتبروا ذلا وخذلانا
أعد كل امرئ منهم فيوهمني * ان ليس يحسب في التحقيق انسانا
باعوا بدنياهم دينا به عقدت * عرى السعادة دنيانا وأخرانا
إن السعادة اخلاق مطهرة * أضحى لها الدين قسطاسا وعنوانا
(٢٨٩)

ما ان تجاوزت الذكرى مسامعهم * يوما ولا راقبوا لله سلطانا
وكل يوم لهم فيمن قضى عظة * تعد أحياءنا اللاهين موتانا
هل ينظرون بأبصار يرون بها * ملابس العز ما ندعوه أكفانا
أو يسمعون باذان تحيل لهم * قوارع الذكر تغريدا وألحانا
أو يحملون قلوبا يحسبون بها * في القبر صرحا يضاهي قصر غمدانا
أعمتهم الشهوات المهلكات عن * الباري فسامهم بغيا وكفرانا
ما جاوزت كلمات الرشد ألسنهم * إذ يدعون الهدى مكرا وإدهانا
كان اغتنام رضى الرحمن همهم * لو أنهم صدقوا في الله ايمانا
ألا ترى مستهام الحب يؤنسه * رضى الحبيب وان أقصاه هجرانا
فكل صعب عليه هان في سبل * الهوى وكل عزيز عنده هانا
وليس ريبهم في الله منقصة * لله بل كان فيهم ذاك نقصانا
ما عاب شمس الضحى أن لا ترى * لعمى في الناظرين ولا انحطت بذا شانا
يا أمة تدعي الايمان حيث خلت * من ضوء حجته الغراء أذهانا
أنتم كغيركم في ذا السبيل فما * للفرق أعددتم قولا وتبيانا
وكيف يصلح دين الله أفئدة * لم تبن إلا على التقليد إيمانا
ما استقبلوا الله يوما بالقلوب فهم * مستقبلون على التحقيق انسانا
لا ينهجون سبيلا قل سالكه * وان تلوا سنة فيه وقرآنا
فلا وعيشك لا يأتون من عمل * زاك إذا قل أهلوه وان هانا
وربما اعتقدوا حقا يدان به * ما لم ينزل به الرحمن سلطانا
وربما حظروا لا عن دليل هدى * ما كان لو عقلوا للب ميزانا
مستمسكين بما اعتادوا فحيث دعا * داعي الهداية صموا عنه آذانا
مثل البهائم إذ عافت على ظما * ورود ما لم ترد من قبل أحيانا
فأي دين هدى فيه لمثلهم * صلاح أمر وقد ساموه عدوانا
وكيف ينجع وحي الله في ملأ * يتلون آياته صما وعميانا
لا يطمئن بذكر الله ذاكره * ما لم يكن من نمير العلم ريانا
ان يتق الله قوم فالذين به * قلوبهم ملئت علما وعرفانا
لا قول صلوا ولا شرح الصلاة هما * مما استجيب به لله إذعانا
لا رواية ما قال الرسول على * من لو تشاء جرى في الريب حيرانا
أو يستقم نهج ذي علم فمن طهرت * أخلاقه وأقام القسط ميزانا
لا العلم ينجع والذكرى بمن جعلوا * عليهم للهوى حكما وسلطانا
وأين ذكراك من قوم قلوبهم * دون النصيح عليها الغي قد رانا
لو دان كل امرئ للحق حيث بدا * لم يعد فرعون رشدا بابن عمرانا
ولا بعيسى استراب المستريب ولا * بصدق أحمد لا قبلا ولا الآنا
ذاك النبي الذي يدلي بحجته * سر العوالم أحيانا فأحيانا
ذاك النبي الذي أبقى الاله له * إلى المعاد على ما جاء برهانا
من حكمة بثها الأمي صافية * تزداد علما بها ما زدت امعانا
وسر وحي لنا منه بدا نبا * بصدقه وبنفي الريب أنبأنا
كم جاء بالحجة البيضاء عارية * لا تستطيع لها الأيام كتمانا
لكن مرامي هوى الإنسان ليس لها * حد ولست لها تسطيع حسبانا
ورب علم أضاع الرشد صاحبه * ولو نصحت له سرا واعلانا
أكان يجهل عمرو أو معاوية * وصي احمد إذ ساماه عدوانا
لكنها شهوات عد صاحبها * دون البهائم لما عد شيطانا
شر الخصال عمى ما انفك صاحبه * بخمره ثمل العطفين نشوانا
ان أم نهج الهدى يوما فما فقدت * في قلبه نفثات الغي الكنانا
لكن نحا سبل الرشد ابتغاء منى * أو غادر البغي إذ أعياه امكانا
كم جاء بالعمل الزاكي مخادعة * قوم يعدهم الشيطان اخوانا
امسك بذكراك عن قوم بهم ثبتت * على الضلال مباني الفخر أركانا
ان ينذروا سخروا أو يهجروا وتروا * أو ينظروا أوسعوا في الغي ميدانا
لم ينكروا منكرا يوما ولا أمروا * بالعرف حينا أعز الدين أم هانا
فلا وربي ما من حكمة عدلت * خوف امرئ ربه سرا واعلانا
هل همة المرء الا خدمة الجسد الداني * إذا لم يكن لله قد دانا
ولا رزية كالالحاد ملبسة * غما تلظى به الأحشاء نيرانا
وهل يقدر كالرجعي إلى عدم * بعد الوجود أولو الألباب خسرانا
فان نفى ملحد عن نفسه جزعا * فكيف يحيا بدار البؤس محيانا
قل للكفور بباريه ستعرفه * إذا جزيت عذاب النار ألوانا
لو كنت تسال برهانا عليه رأت * من كل ما أبصرت عيناه برهانا
لكنما رمت اطلاق العنان بلا * حجر من الدين أنى رمت عدوانا
زعمت أنك لو أبصرت ربك ما * أودعت قلبك للرحمان كفرانا
وكيف تجعل ربا من تراه ولم * يستعل عن شبه في خلقه شانا
لو كان يبصره راء لكان إذا * قد استحال وجود الذات امكانا
هل فوقه قادر يعطيك باصرة * تسطيع رؤية من سواك انسانا
ليس الوجود لشئ عين رؤيته * أو بعضها فترى ما شئت إذ كانا
لو كنت تعقل لم تقدم على خطر * لم يعد محتملا لو جاز رجحانا
فكيف والعلم قد فاضت أشعته * من حيث عن رؤية الابصار أغنانا
وله قصيدة عنوانها أنت ابن يومك:
أنت ابن يومك لا ابن أمس ولا الغد * عدمان بينهما تروح وتغتدي
فاربا بنفسك ان تغادر فرصة * لغد فلا تدري مصيرك في غد
وإضاعة الفرص السوانح حسرة * من دون لوعتها عناء المقصد
فإذا ظفرت بفرصة فاسترعها * عينا إذا نام القطا لم ترقد
واشدد لها الهمم التي ان أخلفت * فعرى الرجاء بغيرها لم تعقد
وإذا نبا بك بعد صدق عزيمة * حظ فشاهد مجدها لم يجحد
أعطيت بسط يد وفكر لو به * رمت الثواقب لم تكن بمفند
لو كان يجمعنا الوفاق على هدى * لم يعينا طلبا مقام الفرقد
الرأي فاعلم شرط كل عزيمة * فبدونه عضب الشبا كالمرود
للمستضئ بنوره حيث انجلى * كادت وجوه الغيب تلمس باليد
هي سابغات الحزم ما عملت يد * فيها ولا هي تشتري بالعسجد
أوهمت نفسك في الباطلة راحة * تلهي فؤادك عن بلوع السؤدد
لكن من رضي الأماني موردا * للهم وارد غلة لم تبرد
والناس حيث يؤمهم داعي الهوى * لم ينظروا الا بعيني أرمد
فمتى يتاح لعامل عين بها * يهدى إلى النهج السوي فتهتدي
ويد بها تنمو بقية مجدها * ان كان ثم بقية لم تنفد
أبناء قومي والشماتة ان يرى * غرض الملام ربيب ملة أحمد
(٢٩٠)

بدت الحياة لذي الحياة من الورى * لهوان عيشكم بوجه أربد
يرتاد في ظل الخمول وليدكم * حتى الردى فكأنه لم يولد
عجبا لكم تتحاسدون وأنتم * في حال ضيم مثلها لم يحسد
عجبا لكم تتخاذلون وأنتم * في حاجة تقضي بألفي مسعد
خلوا التكتم قد بدت أسرارنا * مأثورة عن شملنا المتبدد
هل تعذرون ولم تكن اسلافكم * في المجد الا قدوة للمقتدي
كم قام منكم أروع في عامل * كالشمس ثاقب رأيه لم يخمد
أس الفضيلة أنتم وبدينكم * يهدى سبيل الرشد كل موحد
ولكم إذا حق الفخار أئمة * بسواهم باغي الهدى لا يهتدي
تمضي الدهور وكل فرد منهم * فرد الكمال يعز حجة احمد
من عشرة واثنين بعدهم لهم * جمع الكمال ومثل ذا لم يوجد
عجبا لقلب لا يلين لذكرهم * إذ يذكرون ولو غدا كالجلمد
كنتم ودينكم الحنيف يحوطكم * ويضمكم ضم الأنامل في اليد
فنبذتموه وراءكم وطلبتم * دنياكم من كل باب موصد
هذا قليل من كثير قلته * لا يستطاع كثيره لمعدد
لو لم يكن يا قوم هذا داؤكم * كنتم بدور الحائر المسترشد
فالأم ننتحل الزهادة والتقى * وببعض ذاك فعالنا لم تشهد
لو كان هذا القول حقا لم يكن * بين البرية فوقنا ذو سؤدد
هل سامع لنصيحة فيثيرها * همما تسارع قبل فوت الموعد
هذا مقام النادمين فان يفت * والحال ما عهدت فموت سرمدي
ان دام فيكم ما علمتم صرتم * خبرا من الاخبار ينقل في غد
وهذه قصيدة له أيضا عنوانها هذا أوان اليقظة:
قد آن ان يستيقظ الغافل * فليستفق من نومه الخامل
ألا ترى الدهر باحداثه * يوقظ ما لا يوقظ النابل
قد اعذر الدهر إلى أهله * حتى متى يعذله العاذل
وزاد في الاعذار حتى استوى * في ذلك الاخرق والعاقل
ان كان للجهل شفاء فقد * أتاح ما يشفى به الجاهل
تروم في ظل الخمول المنى * وذاك فاعلم حدها الفاصل
قد فاز بالآمال طلابها * غداة لم يحلم بها الكاسل
ان المقادير لها آخر * ولجة العزم لها ساحل
اذكر حماة المجد من يعرب * أولاء سفر العبرة الحافل
هم أنجم الحكمة ما لاح من * أفق سواهم بدرها الكامل
مدينة العلم هم بابها * وللعلى هم ظلها الشامل
أولاء يا شرق بنوك الأولى * بهم اتاك الشرف الطائل
بنوا لك المجد القديم الذي * من دونك الغرب به آهل
اما وماضي مجدهم لم يكن * لولاه مجد في الورى آجل
هم مصدر الفضل فلا فاضل * في الدهر الا عنهم ناقل
فما عدا يا شرق مما بدا * حتى شاى فارسك الراجل
أصبحت يا شرقي نهب الأسى * وضل عنك الفرج العاجل
يداك قد جرت عليك الذي * قاسيت من دنياك يا جاهل
فالمشرع العذب مباح بها * وأنت من آسنها ناهل
وأنت حيث العلم داني الجنا * اقصاك عنه جدك الخامل
فعلت في نفسك ما أنت في * ألد أعداك له فاعل
تسومها الخسران لا نادما * ومنك ما زال لها خاذل
سجية يحسب خيرا لمن * تعزى اليه موته العاجل
سميت بالحي مجازا كما * بالضد يدعو ضده الهازل
لست من الاحياء لكنما * فيك بحق شبه الباطل
ان لم تكن ميتا فأنت امرؤ * شر من الموت به نازل
من لي بان يهدي إلى عامل * نصيحة تهدى بها عامل
عجلان لا يلوي على صاحب * كلا ولا يلوي به عادل
يحلو لعينيه سواد الدجى * وان توارى بدره الآفل
يزيده الليل ارتياحا به * وإذا تغنى طيره الزاجل
لعله يدرك من عامل * بقية يرجى لها آجل
فيملأ الاسماع من أهلها * بصرخة يصحو لها الغافل
يا حاملي أسفار بيت الهدى * كيف تردى منكم الحامل
يسير نائي الدار في ضوئها * لكنه من بينكم زائل
يا خلف الزاكين ما ذا عرا * فعاد مراما جنى العامل
فلو حكى فرع سوى أصله * عداكم في لومه العاذل
مذ رمتم بالجهل نيل المنى * شرقتم إذ أغرب الآمل
أدعوكم والياس ملء الحشا * لكنما الوجد كذا فاعل
عذرا وان أدمى الحشا مقولي * فإنه عن لوعة ناقل
إذا شغلت الشعر عن لومكم * فهل لضيم عنكم شاغل
وهذه قصيدة له أيضا عنوانها في اخلاق الإنسان حيرة لا تنقضي:
أمن سجاياك إذا الليل سجا * ان تهجر النوم أم الليل كذا
أم قصرت ذكرى اخلاء الصفا * عليك من لهو بها طول الدجى
أم أنت ذو نفس إذا عنها نضت * غواشي الطبع استطاعت ما تشا
كم أسهرت ليلي دواعي فكرة * جابت بي الأرض وآفاق السما
أبصرت ما مر وما يأتي معا * وآجل العمر وريعان الصبا
جاست خلال الدهر في ظلمائه * خواطر حالت ضياء وسنا
فما رأت عيناي شيئا عجبا * كعالم الإنسان في الدهر أتى
يشكو الرزايا وهو من أنصارها * لا بل هو الخطب الذي لا يتقى
متى أرى الناس بالباب ترى * سعادة الدهر أخا في الورى
هل يبعث الدهر اتحادا بينهم * فيه نرى الفرع على الأصل جرى
بوحدة الناموس والأصل له * عقد وثيق غير مفصوم العرى
متى أراهم بالمؤاخاة التي * تدعى بحبل الله قد شدوا القوى
متى أراهم بالتآخي اعتصموا * من فادح الخطب إذا الخطب عرا
واستنزلوا الدهر على احكامهم * واستقبلوا من عيشهم وجه الرضا
متى يرى الإنسان ان ليس له * بنفسه في هذه الدنيا غنى
متى أرى الناس كما هم اخوة * لا يفقد الأهل امرؤ حيث ثوى
يسلو بعيد الدار عن أوطانه * في كل ارض باخلاء الصفا
متى أرى الناس صحوا من غمرة * ما استقبلت يوما بهم وجه هدى
سامتهم البغضاء حتى جرعوا * من لجة العدوان كأسا ما حلا
(٢٩١)

وفرقت أبناء أصل واحد * تفريق اضداد فعز الملتقى
توارثوها خلفا عن سلف * امانيا كن المنايا لا المنى
لم تغرب الشمس على ذي مقلة * أبقى لها الخوف هجوعا في الدجى
وكم لهم من صرف دهر صارف * حتى عن اللهو بأوطار الصبا
ومن رزايا دهرهم لو فكروا * ما لم يذر في الدهر شيئا يشتهى
لا تنقضي عنهم إذا العمر انقضى * شواغل الدهر بالام الأسى
جنى عليهم حسرة لا تنقضي * تفريقهم والخزي فيما قد جنى
أعماهم الجهل فهم لو أبصروا * لم ينهجوا في سيرهم نهج العنا
يهوون رغد العيش إذ تلقاهم * يسعون في الأرض على عكس المنى
بسنة التفريق امسى موحشا * باهله الربع كربع قد خوى
ولم يكن في الكون لو لم تاتلف * عناصر الأكوان ارض أو سما
قالوا هي الأديان حالت بيننا * وآفة القول الحديث المفترى
ما أقدر الناس على توحيدها * لو أعتقوا الألباب من رق الهوى
هي السجايا لا سواها المنتمى * رقى ذرى العلياء راق أو هوى
الفضل والنقص وليدان لها * في كل حين وفضول ما عدا
لا يرعوي الإنسان عن أخلاقه * حتى يحاكي فلق الصبح الدجى
فان بدت من ناقص اكرومة * فويل مغرور بما منه بدا
هم المراءون أعدوا ما ترى * مصايد النفع وأشراك المنى
والفضل ان ساء صنيعا ربه * فالذنب لا للبدر ان خسف عرا
قد يهجر الحلم حليم لم يجد * له سوى الجهل من الجهل حمى
وكافر النعمة يلقى مرتجى * في وجهه باب الجواد المرتجى
ورب ذي حزم أضاعت رشده * حال غبي القوم منها في هدى
ورب ضليل يسمى المقتدى * ومهتد هاد به لا يقتدى
وكم تردى بين قوم باطل * رداء حق وعلى الحق علا
وهكذا الدهر على علاته * يمضي ومن قبل عليها قد مضى
فقل لمن نافس بالمال ائتد * فرب فقر كان خيرا من غنى
وقل لمن بالعلم باهى ربما * جنى امرؤ من علمه مر الجنى
وأي شئ يحسن الفخر به * وجملة الكون كطيف في الكرى
والعلم ان أعيت على طلابه * محاسن الاخلاق بئس المفتني
لا خير في علم وضيع سافل * يزيده العلم اهتداء للأذى
وما سباع الوحش لولا جهلها * الا دواه مهلكات للورى
بالعلم ذو العلم يباهي وهو لا * يدري إلى أين ومن أين أتى
جهل بقدر العلم ازرى انه * على جمال العلم والكون قضى
جهل يسوم الفضل نقصا في الورى * ويبلغ النقص به أقصى المدى
يا أيها الإنسان ان رمت العلى * بالحق فإنه النفس عن مردي الهوى
ولا تمن النفس مجدا كاذبا * يسومها الغبن وفي الصدق الغنى
مهما اتى الحاذق في تمويهه * فالدهر من عاداته برح الخفا
يا ساهر الليل لهم ينقضي * وغافلا عما اليه المنتهى
لو تعقل العجماء عقبى أمرها * كما عقلت اغتالها صرف الأسى
وان تعزى باياب مؤمن * فما يرى الجاحد للنفس عزا
ما أنت والحرص الذي من اجله * تذيق اخوانك أنواع البلا
يا باحثا في الكون عن أسراره * وسر محياك مصون لا يرى
بنفسك ابدأ وأمط عن سرها * سترا إذا كنت زعيما بالحجى
رضيت من عيشك بالفاني الذي * ما كان لو فكرت شيئا يرتضى
زعمت للكون فناء سرمدا * فكيف تحظى بعد هذا بالهنا
لكنما تحمل قلبا ما حوى * سوى هوى الغيد وجامات الطلا
وذي الأعاجيب التي أبدعتها * أقوى من الخمرة فعلا في النهى
لم يستفق نشوانها من سكرة * آنا إذا ما شارب الراح صحا
أدركت يا انسان علما زاخرا * كالبحر لكن حال جهلا وعمى
ما غض منك اللوم طرفا انه * كساقط الطل على صم الصفا
وله قصيدة موشح عنوانها سرور العيش آل:
سره الدهر لأمر فبكى * لا تلمه فسرور العيش آل
شاقه الحزن قرينا مذ درى * ان ما يدعى سرورا لا ينال
انني جربت اخلاق الورى * وسجايا الدهر حينا بعد حين
ذقت حلو العيش والمر معا * دائبا بين خلي وحزين
ورأيت اليوم سفرا قد حوى * شرح ما كان وما سوف يكون
انما الدهر سواء كله * لا تخل من فارق بين السنين
فكأني كنت فيمن سلفوا * وكأني في القرون الآخرين
فإذا العيش عناء كله * شقي الحي به وهو جنين
كيف ندعو راحة ما لم تنل * بعضها الا اكف الخادعين
انما جاء مجازا لفظها * أو عزاء لقلوب العالمين
تلك دنياك فدافع همها * بسجايا العاملين الصابرين
قصر الآمال ان لم تستطع * بتلها فالحرص للحر عقال
وارض بالصبر معينا انه * خير معوان إذا الهم استطال
ليس يغني عنك شيئا جزع * في الرزايا بل هو الهم الشديد
ما أصاب الرشد من يبكي على * فائت والعيش لا بد يبيد
انما كان جديدا ما غدا * خلقا والشيخ قد كان وليد
رب حسن فيه ابصار الورى * وقفت ليس لها عنه محيد
من حسان تتجلى ما على * حسنها فيما علمنا من مزيد
تملأ العين جمالا فترى * انها غاية ما يهوى المريد
ورياض كلما جال بها * رائد الطرف بدا حسن جديد
وقيان غادرت الحانها * غير حاسي الراح نشوان يميد
أدركتها غير الدهر فما * لزمان راق فيها من معيد
ما جهلنا مذ عرفنا ما العنا * ان رغد العيش وهم أو خيال
لكن الدنيا أرتنا عجبا * فحسبنا الرنق فيها كالزلال
قد عشقناها على علاتها * ما لوت عن حبها تلك الكروب
(٢٩٢)

فغدونا نشتكي آلامها * مثلما يشكو محب من حبيب
نحسب اللازم من أحزانها * مرضا مر سيمضي عن قريب
فهي لولا قوة قاهرة * للبرايا ملها كل لبيب
قد حبست النفس عن لذاتها * مذ بدا لي انني فيها غريب
ورضيت الهم فيها صاحبا * مذ بدا لي انها سجن الأديب
يقذف البحر الذي جاورته * شررا لو مس ما بي من وجيب
ومن الباساء يوليني الهنا * حسن صبري وكذا شان الأريب
صن عن الأوغاد شكواك فهم * بعض أسباب الرزايا والكروب
انبت الدهر رجالا ما هم * يوم يدعون إلى مجد رجال
ومضى القوم الذين استسهلوا * طلب المجد على حد النصال
أكذا العيش أم الحر كذا * أم برا الرحمن خلقي عجبا
لم أجد فيما مضى من عمري * مطعما طاب وماء عذبا
قد رأيت الناس في عاداتهم * ألفوا السوء وعافوا الأدبا
كل من كاشفته ألفيته * يكره الصدق ويهوى الكذبا
يشتكي الضر وينحو نحوه * ويروم الرغد من حيث أبى
لا ترى فيهم خليلا صادقا * بلغ السيل من الغدر الزبى
رب خل كان لي أقصى المنى * سامني الود سحابا خلبا
جاب فكري كل ارض وسما * صاعدا حتى بلغت الشهبا
فرأى ما لم تر العين ولم * تسمع الاذن فأملى عجبا
كل ما في الكون ارض وسما * في جهاد بين حل وارتحال
في بروج ضربت من دونها * حجب العز واستار الجلال
أيها الباغي على اخوانه * حسبهم من بؤس عيش ما لقوا
لا تخل غير نفوس ما بها * إذ تسام الضيم الا الرمق
أصبح الروض هشيما فارتقب * لفحات النار إذ يحترق
وطغى السيل فما أقرب ان * يتقى إذ ذاك منه الغرق
يا شبيه الوحش في عدوانه * ما الذي أغنى الحجى والمنطق
لم يصن عنك الحجى وجه الهدى * بل تعاميت وساء الخلق
جف أصل العود من ماء فلا * ثمر يرجى له أو ورق
يا جناة الصاب مما حسبوا * انه الشهد فخابوا وشقوا
مثل البنيان في تفويضه * مثل الناس إذا ما افترقوا
تشتهون الرغد إذ أنتم إلى * منزل البؤس تشدون الرحال
ما اتقى البغضاء فيكم متق * ولظاها كل حين في اشتعال
ومن شعره قوله:
رعى الرحمن في لبنان غيدا * لمثل جليسها خلق السرور
إذا سفرت فليس هناك الا * مشير بالصبابة أو عذير
تضاحكنا الوجوه فلا نبالي * إذا لم تبتسم منها الثغور
وتشرح من فنون الحب ما لا * يلم ببعضه الفطن الخبير
وتسكرنا اللحاظ ولا مدام * فتسعدها المعاطف والحضور
وتصرعنا الخدود ولا مقيل * وان أدمى ملامسها الحرير
ويقنعنا الخيال من الأماني * إذا ضنت بطلعتها البدور
وقوله:
ملاك الحب أنت فكل قلب * يكاد إليك من كلف يطير
وكيف ترد دعوتك البرايا * وأنت على قلوبهم أمير
عليك بكهرباء الحسن روحي * تدور وما سواك لها مدير
تناجيك الضمائر كل حين * ولا تدري بما يوحي الضمير
هذا ما عثرنا عليه من شعره في مجلة العرفان. ٩٢٥:
السيد أسد الله بن الميرزا هداية الله بن علاء الدين الحسين بن نظام
الدين علي بن الميرزا قوام الدين محمد بن علاء الدين الحسين بن الشريف
المرتضى بن الشريف علي بن السلطان السيد كمال الدين المستولي على بلاد
طبرستان ابن قوام الدين المشتهر بمير بزرگ الحسيني المرعشي المنتهي نسبه
إلى علي المرعشي.
قال في الرياض في ترجمة سلطان العلماء: كان الميرزا أسد الله هذا
رجلا عالما فقيها ربانيا جليلا نال تولية المشهد الرضوي وصار من أشراف
خراسان، وله تأليفات فقهية وحديثية وأدبية ورجالية، وقرأ لديه جماعة منهم
ابن أخيه الميرزا شجاع الدين محمود بن الميرزا السيد علي بن الميرزا هداية
الله وذكرت ترجمة الميرزا أسد الله في آتشكده ورياض العارفين. ٩٢٦:
الميرزا أسد الله الهزار جريبي المنجم.
الهزار جريبي نسبة إلى هزارجريب بلد من بلاد إيران، ومعناه
ألف جريب والجريب مقدار مخصوص من المساحة.
في المآثر والآثار ما ترجمته: له مهارة في فن النجوم وعمل الاستخراج
والأحكام لهذا عينه ولي العهد مظفر الدين ميرزا بمنصب منجم باشي في
المشهد المقدس الرضوي، وأيضا له مقام سام في فن الحساب، ومعرفة
الأسطرلاب والتواريخ والسير وأنواع الفضائل ويخرج من العهدة في
المحاضرة والمنادمة، كما ينبغي، وكان في أوائل امره في المدرسة يكتسب
الفنون الظاهرية ولكنه من سنين تغير مشربه وسلك مسلك الدراويش. ٩٢٧:
الأسدي
هو أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي الرازي وقد يعبر عنه بمحمد
الأسدي والأسدي في أول سند الصدوق هو محمد بن أحمد بن علي بن
أسد الأسدي، وفي منهج المقال: الأسدي هو محمد بن أبي عبد الله
جعفر بن محمد بن عون الأسدي الكوفي ويأتي لابنه أبي علي كما نبه عليه ابن
طاوس في ربيع الشيعة، وربما يأتي لأبيه جعفر بن محمد انتهى. وفي
النقد: الأسدي اسمه محمد بن جعفر وقد يطلق على عبد الله بن محمد
الأسدي ويحيى بن القاسم الأسدي وغيرهما. ٩٢٨:
إسرائيل بن أسامة بياع الزطي كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وروى الكليني في
باب دهن البنفسج من كتاب الزي والتجمل من الكافي عن أسباط بن سالم
عنه، وفي لسان الميزان: إسرائيل بن أسامة الكوفي ذكره الكشي والطوسي
في رجال الشيعة وانه من أصحاب جعفر الصادق انتهى أقول لم أره
في رجال الكشي.
(٢٩٣)

٩٢٩:
إسرائيل بن عايذ المدني المخزومي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان:
إسرائيل بن عابد المدني المخزومي ذكره الطوسي في رجال الشيعة: كان ثقة
من الرواة عن جعفر الصادق انتهى أقول يخالف ما في رجال الشيخ
في عابد ففي اللسان بالباء الموحدة والدال المهملة، وفي رجال الشيخ بالمثناة
التحتية والذال المعجمة وفي انه ثقة فلم ينقل أحد عن رجال الشيخ توثيقه. ٩٣٠:
إسرائيل بن عابد المكي أبو معاذ.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي المنهج عن
رجال الشيخ عده في أصحاب الباقر ع أيضا وقيل إنه غير موجود فيه
وربما كان اشتباها بإسرائيل بن غياث الآتي والله أعلم. وفي لسان الميزان:
إسرائيل بن عباد المكي أبو معاذ ذكره الطوسي في رجال الشيعة وكان ثقة
من الرواة عن أبي جعفر الباقر انتهى وهذا يؤيد وجوده في أصحاب
الباقر ع من رجال الشيخ لكن التوثيق غير مذكور. ٩٣١:
إسرائيل بن غياث المكي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. ٩٣٢:
إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وروى الشيخ في
التهذيب في باب ميراث ابن الملاعنة عن عبيد الله بن عيسى العبسي عنه
وفي باب الذبح منه عن عبد الله بن موسى عنه وفي باب تلقين المحتضر عن
عمرو بن أيوب عنه. ٩٣٣:
الشيخ أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الأربلي.
له كتاب الأربعين برواية أبي الخطاب عمر بن الحسن بن علي بن
محمد الجميل بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملال بن بدر بن
أحمد بن دحية بن حلفة بن فروة الكلبي المعروف بذي النسبين الأندلسي
البلنسي الحافظ ولقب بذي النسبين من جهة نسبته أبا إلى دحية واما أبي
عبد الله الحسين ع لان أمه كانت أمة الرحمن بنت أبي عبد الله بن أبي
البصام موسى بن عبد الله بن الحسين بن جعفر المعروف بالكذاب وترجم أبا
الخطاب ابن خلكان، وجدت نسخة من الأربعين المذكور في ضمن كتاب
المجموع الرائق تأليف السيد هبة الله بن أبي محمد الحسن الموسوي المعاصر
للعلامة الحلي ونقلت تلك النسخة من كتاب بخزانة مشهد أمير
المؤمنين ع واستنسختها من نسخة منقولة من تلك النسخة المولى الفاضل
الشيخ حيدر قلي بن نور محمد خان الكابلي نزيل كرمانشاه حفظه الله تعالى
وقد أرانا تلك النسخة حين تشرفنا بزيارته في منزله بمدينة كرمانشاه صانها
الله عن طوارق الحدثان وذلك في العشرين من شهر المحرم الحرام سنة
١٣٥٣ بطريقنا إلى زيارة الرضا ع والأحاديث التي أوردها في ذلك
الكتاب دالة دلالة صريحة على تشيعه، قال في الكتاب المذكور: قال
الراجلي رحمه ربه المستغفر من ذنبه أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي
الأربلي: كنت سمعت على كثير من مشائخ الحديث أن النبي ص قال: من
حفظ عني أربعين حديثا كنت شفيعا له يوم القيامة فحفظت ما شاء الله من
الأحاديث وانا لا اعلم إلى اي الأحاديث أشار رسول الله ص إلى أن لقيت
سلطان المحدثين ذا الحسبين والنسبين أبا الخطاب بن دحية بن خليفة
الكلبي رحمه الله تعالى وسمعت عليه موطأ مالك وسألته عن الأحاديث التي
أراد بها النبي ص ان الإنسان إذا حفظها بعثه الله عز وجل يوم القيامة فقيها
عالما والى اي الأحاديث أشار ص قال: ان هذا السؤال سئل عنه محمد بن
إدريس الشافعي الامام المطلبي رض فقال: هي مناقب أهل البيت
عليهم الصلاة والسلام. وروي عن الامام أبي عبد الله أحمد بن حنبل أنه قال
: ما اعلم أن أحدا أعظم منة من الشافعي واني لأدعو الله تعالى في ادبار
صلواتي ان يغفر له منذ سمعت منه ان الأربعين حديثا أراد بها النبي ص
مناقب أهل بيته عليهم الصلاة والسلام، ثم قال الامام أحمد بن حنبل وقر
في نفسي ان قلت من أين صح عند الشافعي هذا فرأيت في المنام تلك الليلة
رسول ص وهو يقول لي يا احمد لا تشك في قول ابن إدريس فيما رواه عني
قال أسعد: فقرأت عليه جميع الأحاديث المشهورة المسندة المروية في مناقب
أهل البيت ع فأراني جزءا صغيرا فيه أحاديث غريبة سمعتها
عليه ورواها عن الثقات، فلما سكنت محمية بغداد وتديرتها وحمدت جنابها
الرحب وتخيرتها وشملتني من صدقات ديوانها العزيز مجده الله تعالى نعم بت
مستمريا أخلافها ومستذريا أكنافها سالني جماعة من المؤمنين ان اجمع لهم ما
رويته من الأحاديث التي ذكرتها مختصرة مسندة معنعنة بحذف الأسانيد
المطولة، فأجبت إلى ذلك إجابة من رغب في جزيل الثواب ولبى دعوة
الاخلاء والأصحاب والله الموفق للصواب، وقلت حدثني الشيخ الامام
الحافظ الفاضل الحسيب النسيب جمال الدين أبو الخطاب عمر بن ذي
الحسبين والنسبين الحسين بن دحية الكلبي المغربي الأندلسي رحمه الله تعالى
بقراءة المبارك بن موهوب الأربلي سنة عشر وستمائة في مجلس واحد
انتهى ثم ذكر الأحاديث كلها وهي جميعا في فضائل أمير المؤمنين وأهل
البيت ع وفيها من الفضائل العظيمة وبملاحظة ذلك لا يبقى
شك في تشيعه. ٩٣٤:
أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي الحلي
له كتاب الأربعين حديثا هكذا وجدته في مسودة الكتاب ولا اعلم
الآن من أين نقلته ويوشك ان يكون هو السابق وأبدل الأربلي بالحلي أو
بالعكس. ٩٣٥:
أسعد بن إبراهيم بن علي بن محمد المقري.
صالح فاضل قاله منتجب الدين في ترجمة أبيه إبراهيم. ٩٣٦:
أسعد بن أحمد بن أبي روح أبو الفضل قاضي طرابلس.
مات قبل سنة ٥٢٠. في الميزان: وظن ابن أبي طي انه قتل عندما
ملك الإفرنج حيفا، وكان ملكهم على ما ذكره ابن الأثير سنة ٤٩٤.
ذكره الذهبي الناصبي في ميزانه فقال: أسعد بن أبي روح أبو الفضل
الرافضي قاضي طرابلس له تصانيف في الرفض ولي القضاء لابن عمار
وكان متعبدا زاهدا راهبا هلك قبل ا ٥٢٠ انتهى وفي لسان الميزان ذكره
ابن طي فقال: أسعد بن أحمد بن أبي روح عقدت له حلقة الإقراء وانفرد بالشام
وطرابلس وفلسطين بعد ابن البراج وولي القضاء بعده بطرابلس وكان تلميذ
القاضي ابن البراج وله ١ كتاب عيوب الأدلة في معرفة الله ٢ التبصرة
في معرفة المذهبين الشافعية والامامية ٣ البيان في خلاف الامامية والنعمان
(٢٩٤)

٤ المقتبس في الخلاف مع مالك بن أنس ٥ النور في عبادة الأيام
والشهور، قال ابن أبي طي أظنه قتل عندما ملك الفرنج حيا فإنه كان تحول
إليها واتخذ بها دارا للكتب جمع فيها أزيد من أربعة آلاف مجلدة وقيل إنه
تحول إلى دمشق ومات بها. وذكره ابن عساكر فقال كان جليل القدر يرجع
اليه أهل عقيدته وكان عظيم الصلاة والتهجد لا ينام الا بعض الليل وكان
صمته أكثر من كلامه قال ابن حجر قلت لم أر له ذكرا في تاريخ ابن عساكر
قلت وانا أيضا لم أر له ذكرا فيه. قال وحكى الراشدي تلميذه قال:
جمع ابن عمار بين أبي الفضل وبين بعض الفقهاء المالكية فناظره في
تحريم الفقاع وكان فصيحا فنطق بالحجة فانزعج المالكي وقال له كلني،
فقال في الحال ما أنا على مذهبك يريد ان مذهبه جواز اكل الكلب وقال له
ابن عمار ما الدليل على حدوث القرآن؟ قال النسخ، والقديم لا يتبدل ولا
يدخله زيادة ولا نقص قال ابن حجر: قلت هذا هذيان والنسخ إنما دخل
على الحكم فقط وله أشياء من هذا انتهى. أقول شيخه ابن البراج
اسمه عبد العزيز بن نحرير من اجلاء علماء الإمامية ولي قضاء طرابلس
ثلاثين سنة كما يأتي في ترجمته وكان في عصر بني عمار امراء طرابلس الشام
وكانوا شيعة إمامية وتأتي تراجمهم في محالها انش وكان التشيع غالبا في
طرابلس ونواحيها. وليس لمصنفاته التي ذكرها ابن أبي طي عين ولا اثر
ومكتبته هذه التي كانت تحوي أربعة آلاف مجلدة وقعت بيد الإفرنج ولا بد
ان يكون نصيبها التلف. ٩٣٧:
موفق الدين أبو نصر أسعد بن أبي الفتح الياس بن جرجيس المطران
الدمشقي.
ولد بدمشق ونشا بها وتوفي في ربيع الأول سنة ٥٨٧ بدمشق.
ذكر له ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ترجمة طويلة قال فيها: هو
الحكيم الامام العالم الفاضل كان سيد الحكماء وأوحد العلماء وافر الآلاء جزيل
النعماء أمير أهل زمانه في علم صناعة الطب وعملها وأكثرهم تحصيلا
لأصولها وجملها جيد المداواة لطيف المداراة عارفا بالعلوم الحكمية متعينا في
الفنون الأدبية وكان أبوه أيضا طبيبا متقدما وكان موفق الدين حاد الذهن
فصيح اللسان كثير الاشتغال وكان جميل الصورة كثير التخصص محبا للبس
الفاخر المثمن وكان يغلب عليه الزهو بنفسه والتكبر حدثني أبو الظاهر
إسماعيل انه لم يكن على شئ من ذلك أيام طلبه للعلم فكان إذا فرع من
دار السلطان يأتي وحوله كثير من المماليك فإذا قرب من الجامع ترجل وأخذ
الكتاب بيده ودخل وحده إلى حلقة الشيخ فسلم عليه وقعد بين يديه وكان
كثير المطالعة للكتب لا يفتر عن ذلك في أكثر أوقاته وكان ابدا لا يفارق في
كمه مجلدا يطالعه على باب دار السلطان أو أين توجه وكان كثير المروءة
كريم النفس ويهب لتلامذته الكتب ويحسن إليهم وإذا جلس أحد منهم
لمعالجة المرضى يخلع عليه ولم يزل معتنيا بأمره انتهى.
وفي النجوم الزاهرة: الموفق أسعد بن الياس بن جرجيس المطران
الطبيب كان نصرانيا فاسلم على يد السلطان وكان غزير المروءة حسن
الاخلاق كريم العشرة.
تشيعه
ليس في ترجمته التي في عيون الأنباء على طولها ما يشعر بتشيعه ولكن
في النجوم الزاهرة ما يدل على تشيعه وهذا غريب مع كونه في خدمة صلاح
الدين واسلم في زمانه قال: وكان يصحبه صبي حسن الصورة اسمه عمر
وكان الموفق يحب أهل البيت ويبغض ابن عنين الشاعر لخبث لسانه وكان
يحرض السلطان صلاح الدين عليه ويقول له أليس هو القائل:
سلطاننا أعرج وكاتبه أعمش والوزير منحدب
فهجاه ابن عنين بقوله:
قالوا الموفق شيعي فقلت لهم * هذا خلاف الذي للناس منه ظهر
فكيف يجعل دين الرفض مذهبه * وما دعاه إلى الاسلام غير عمر
احسانه إلى أهل صناعة الطب وعطفه عليهم
في عيون الأنباء انه كان كثير الاشتمال على أهل هذه الصناعة الطبية
والحكمية يقدمهم ويتوسط في ارزاقهم. أخبرني الفقيه إسماعيل بن صالح
بن البنا القفطي خطيب عيذاب قال لما فتح صلاح الدين الساحل أتيت لزيارة
البيت المقدس فلما حصلت بالشام رأيت جبالا مشجرة بعدة براري عيذاب
المصحرة فاشتقت إلى سكنى الشام، وتحيلت في الرزق به فاتيت القاضي
الفاضل عبد الرحيم فكتب لي كتابا إلى السلطان بتوليتي خطابة قلعة الكرك
فلما اتيت دمشق أشير علي بعرضه على ابن المطران فدخلت عليه باذن فرأيته
حسن الخلقة والخلق لطيف الاستماع والجواب ورأيت داره في غاية الحسن
والتجمل حتى أن أنابيب الماء فيها من ذهب ورأيت له غلاما يتحجب بين
يديه اسمه عمر في غاية جمال الصورة وسألته حاجتي فانعم بانجازها. ولما
فتح صلاح الدين الكرك أتى إلى دمشق الحكيم يعقوب بن سقلاب
النصراني وهو بزي أطباء الفرنج فقصد ابن المطران لعله ينفعه فأشار عليه
ان يغير زيه إلى زي أطباء بلاد الاسلام، وأعطاه ما يلبسه وقال له: ان ها
هنا أميرا كبيرا اسمه ميمون القصري وهو مريض وانا أداويه فتعال معي
فقال للأمير هذا طبيب فاضل وانا اعتمد عليه فيكون يلزمك إلى أن تبرأ
إن شاء الله فلازمه إلى أن برئ فأعطاه خمسمئة دينار فأحضرها إلى ابن
المطران فقال له ابن المطران: ما أردت الا نفعك فخذها فاخذها ودعا له.
من مكارم أخلاقه
في عيون الأنباء: حدثني الحكيم إبراهيم بن محمد السويدي قال كان
ابن المطران جالسا على باب داره فجاءه شاب وأعطاه ورقة فيها اثنا عشر
بيتا من الشعر يمدحه بها فقال له أنت شاعر قال لا ولكنني من أهل البيوت
وقد ضاقت يدي فقصدتك فادخله داره وقدم له طعاما فاكل وقال له قد
مرض عز الدين فرخشاه صاحب صرخد وهذا المرض يعتاده وانا اعرف
دواءه وقد رأيت أن أبعثك فتداويه بما أقول لك وأعطاه ثيابا لائقة وفرسا
ومائتي درهم وكتب معه إلى فرخشاه فذهب وداواه بما قال له ابن المطران
فبرئ واجازه بألف دينار وخلع عليه وطلب منه ان يبقى عنده ويكون
طبيبه فقال حتى أشاور شيخي ابن المطران فقال وهل هو الا غلام أخي لا
سبيل إلى خروجك فلما ألح عليه احضر الجائزة واخبره بقصته فقال لا
عليك تكون حاجبا عندي.
اتصاله بصلاح الدين بن أيوب
في عيون الأنباء: انه خدم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين
يوسف بن أيوب وحظي في أيامه وكان رفيع المنزلة عنده عظيم الجاه، وكان
يتحجب عنده ويقضي أشغال الناس، ونال من جهته من المال مبلغا كثيرا،
وكان صلاح الدين كريم النفس كثير العطاء لمن هو في خدمته، وكان له
(٢٩٥)

حسن اعتقاد في ابن المطران لا يفارقه في سفر أو حضر، وكان يغلب على
ابن المطران الزهو بنفسه والتكبر حتى على الملوك وكان صلاح الدين قد
عرف ذلك منه ويحترمه لعلمه، واسلم ابن المطران في أيام صلاح الدين.
حدثني بعض من كان يعرف ابن المطران انه كان مع صلاح الدين في بعض
غزواته وكان عادة صلاح الدين في حروبه ان تنصب له خيمة حمراء وكذلك
دهليزها و شقتها فنظر يوما إلى خيمة حمراء وكذلك شقتها ومستراحها فسال
عنها فأخبر انه لابن المطران الطبيب فقال لقد عرفت ان هذا من حماقة ابن
المطران وضحك وامر بمستراحها فرمي، فصعب ذلك على ابن المطران وبقي
يومين لم يقرب الخدمة فاسترضاه السلطان ووهب له مالا. وحدثني أيضا
انه كان في خدمة صلاح الدين طبيب يقال له أبو الفرج النصراني فقال يوما
للسلطان ان عنده بنات ويحتاج إلى تجهيزهن فقال صلاح الدين اكتب ما
تحتاج اليه في ذلك فكتب ما قيمته ثلاثون ألف درهم فامر بشراء ذلك له
فلما بلغ ذلك ابن المطران قصر في ملازمة الخدمة وتبين التغير في وجهه فامر
له صلاح الدين من المال بمثل تلك القيمة. وقال جمال الدين علي بن
يوسف بن إبراهيم القفطي ان موفق الدين لما اسلم وكان نصرانيا حسن
اسلامه وزوجه صلاح الدين احدى حظاياه وكانت جارية زوجة صلاح
الدين وأعطتها الكثير من حليها وذخائرها فرتبت أموره وصار له ذكر سام في
الدولة وحصلت له أموال جمة من امراء الدولة في حال مباشرته لهم في
أمراضهم وترقت حاله عند سلطانه إلى أن كاد يكون وزيرا.
أخباره في معالجة المرضى
في عيون الأنباء: حدثني شيخنا مهذب الدين قال كان أسد الدين
شيركوه صاحب حمص قد طلب ابن المطران فتوجه اليه وكنت معه فاستقبله
في الطريق رجل مجذوم وقد تغيرت خلقته، فاستوصفه دواء فقال كل لحوم
الأفاعي فعادوه المسالة فقال كل لحوم الأفاعي فلما رجعنا وإذا بشاب حسن
الصورة قد سلم علينا فلم نعرفه فأخبر انه هو المجذوم أكل لحوم الأفاعي
فصلح.
وحدثني أيضا انه كان معه في البيمارستان الذي أنشأه نور الدين بن
زنكي فكان من جملة المرض رجل به استسقاء زقي فقصد إلى بزله فخرج
منه ماء اصفر وابن المطران يتفقد نبضه فلما رأى أن قوته لا تفي باخراج
أكثر من ذلك امر بشد الموضع وان يستلقي المريض ولا يغير الرباط وأوصى
زوجته بعدم تغييره إلى اليوم الثاني فلما انصرفنا قال المريض لزوجته قد
وجدت العافية وما بقي شئ وطلب منها حل الرباط فامتنعت فعاودها إلى أن
حلت الرباط وخرجت بقية الماء فهلك.
وحدثني أيضا انه رأى في البيمارستان مع ابن المطران رجلا قد
فلجت يده من أحد شقي البدن ورجله من الشق الآخر فعالجه بالأدوية
الموضعية فصلح.
مشايخه
في عيون الأنباء: قرأ علم النحو واللغة والأدب على الشيخ الامام
تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي وتميز في ذلك واشتغل بالطب
على مهذب الدين بن النقاش.
تلاميذه
في عيون الأنباء: كان اجل تلامذته شيخنا مهذب الدين عبد
الرحيم بن علي وكان كثير الملازمة له والاشتغال عليه وسافر معه عدة مرات
في غزوات صلاح الدين لما فتح الساحل.
مؤلفاته
في عيون الأنباء: له من الكتب ١ بستان الأطباء وروضة الألباء
جزءان جمع فيه ما يجده من ملح ونوادر وتعريفات مستحسنة لم يتم
٢ المقالة الناصرية في حفظ الأمور الصحية جعلها باسم الملك الناصر
صلاح الدين ٣ مختصر كتاب الادوار للكدانيين اخراج أبي بكر أحمد بن
علي بن وحشية فرع من اختصاره في رجب سنة ٥٨١ ٤ لغز في الحكمة
٥ كتاب على مذهب دعوة الأطباء ٦ كتاب الأدوية المفردة لم يتم
٧ كتاب آداب طب الملوك.
خزانة كتبه
في عيون الأنباء: كانت له همة عالية في تحصيل الكتب حتى أنه مات
وفي خزانته من الكتب الطبية وغيرها ما يناهز عشرة آلاف مجلد خارجا عما
استنسخه وكانت له عناية بالغة في استنساخ الكتب وتحريرها وكان في
خدمته ثلاثة نساخ يكتبون له ابدا ويجري عليهم الرزق منهم جمال الدين
المعروف بابن الجمالة وكان خطه منسوبا وكتب ابن المطران أيضا بخطه كتبا
كثيرة رأيت عدة منها وهي في نهاية حسن الخط والصحة والاعراب وأكثر
الكتب التي كانت عنده توجد وقد صححها وأتقن تحريرها وبعد وفاته بيعت
جميع كتبه لأنه لم يخلف ولدا. ٩٣٨:
أسعد بن حمد بن أحمد القاشاني.
فاضل وجيه قاله منتجب الدين. ٩٣٩:
أسعد بن حنظلة الشبامي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع. وفي بعض النسخ
أسعد الشبامي وشبام قبيلة في اليمن من همدان انتهى ولم يذكر المؤرخون
في أصحاب الحسين ع من اسمه أسعد بن حنظلة بل فيهم حنظلة بن
أسعد الشبامي كما يأتي وقد ذكره الشيخ هناك في أصحاب الحسين ع
وليس لحنظلة ولد اسمه أسعد بل له ولد اسمه علي فالظاهر أنه وقع اشتباه
من الشيخ هنا حيث قلب حنظلة بن أسعد إلى أسعد بن حنظلة واما على
النسخة الثانية فان أراد انه من أصحاب الحسين ع فليس بصواب وان
أراد أسعد أبا حنظلة فله وجه وفي مناقب ابن شهرآشوب عد سعد بن
حنظلة التميمي فيمن قتل مع الحسين ع وعد المجلسي في البحار من
أصحاب الحسين ع أسعد الشامي هكذا في النسخة والظاهر أنه الشبامي
وفي المناقب عد من أصحاب الحسين ع سعد بن حنظلة التميمي ويمكن
ان يكون هو الذي حصل الاشتباه به انه أسعد بن حنظلة الشبامي. ٩٤٠:
أسعد الخليل العاملي من آل علي الصغير.
هو أسعد بن خليل وقد جرت العادة بان تضاف آل إلى اسم الأب
فيقال في أسعد بن خليل أسعد الخليل. كان من جملة امراء جبل عامل
المعروفين بال علي الصغير وقد ذكرنا سبب تسميتهم بذلك في علي الصغير
وقد تخلف بولدين هما محمد بك وزير علي بك الأسعد المتوفى سنة ١٢٨١
وخليل بك والد كامل بك الأسعد المتوفى في عصرنا.
(٢٩٦)

٩٤١: أسعد بن زرارة أبو امامة الخزرجي.
توفي في شوال سنة احدى على رأس ستة أشهر أو تسعة أشهر من
الهجرة قبل بدر ومسجد رسول الله ص يبنى اخذته الذبحة فكواه النبي
ومات في تلك الأيام ودفن بالبقيع وهو أول مدفون به على قول الأنصار،
وقال المهاجرون أول مدفون بالبقيع عثمان بن مظعون، كذا في الاستيعاب
ويمكن الجمع بان أول مدفون به من الأنصار أسعد ومن المهاجرين عثمان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال: هو من النقباء
الثلاثة ليلة العقبة وله اخوان عثمان وسعد أبناء زرارة انتهى، ومر ان
أسد بن زرارة الذي روى عنه الحاكم حديثا في فضل علي ع هو
أسعد بن زرارة هذا وان الحاكم وهم فيه ويمكن الاستدلال بذلك الحديث
على تشيعه وحسن اعتقاده وذكره العلامة في الخلاصة وابن داود في القسم
الأول. وفي الاستيعاب: أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن
غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري أبو امامة غلبت
عليه كنيته واشتهر بها وكان عقبيا نقيبا شهد العقبة الأولى والثانية وبايع فيهما
وكانت البيعة الأولى في ستة نفر أو سبعة نفر والثانية في اثني عشر رجلا
والثالثة في سبعين رجلا أبو امامة أصغرهم فيما ذكروا حاشا جابر بن عبد الله
وكان أسعد بن زرارة أبو امامة هذا من النقباء وكان النقباء اثني عشر رجلا
سعد بن عبادة وأسعد بن زرارة وسعد بن الربيع وسعد بن خيثمة
والمنذر بن عمرو وعبد الله بن رواحة والبراء بن معرور وأبو الهيثم بن التيهان
وأسيد بن حضير وعبد الله بن عمرو بن حرام وعبادة بن الصامت ورافع بن
مالك، هكذا عدهم يحيى بن أبي كثير وسعيد بن عبد العزيز وسفيان بن
عيينة وغيرهم ويقال ان أبا امامة هذا هو أول من بايع النبي ص ليلة العقبة
كذلك زعم بنو النجار وروى الواقدي انه خرج أسعد بن زرارة وذكوان بن
عبد قيس إلى مكة يتنافران إلى عتبة بن ربيعة فسمعا برسول الله ص فأتياه
فعرض عليهما الاسلام وقرأ عليهما القرآن فأسلما ولم يقربا عتبة بن ربيعة
ورجعا إلى المدينة فكانا أول من قدم بالاسلام المدينة، وقال ابن إسحاق ان
أسعد بن زرارة انما اسلم مع النفر الستة الذين سبقوا قومهم إلى الاسلام
بالعقبة الأولى، وذكر ابن إسحاق باسناده عن كعب بن مالك كان أول من
جمع بالمدينة في هزمة من حرة بني بياضة يقال لها بقيع الخضمات فقلت له كم
كنتم يومئذ؟ قال أربعين رجلا انتهى وفي أسد الغابة: النجار اسمه
تيم الله وقيل له النجار لأنه ضرب رجلا بقدوم فنجره وقيل غير ذلك،
ويقال له أسعد الخير وهو من أول الأنصار اسلاما وأول من صلى الجمعة
بالمدينة ولما مات جاء بنو النجار إلى النبي ص فقالوا: ان أسعد قد مات
وكان نقيبنا فلو جعلت لنا نقيبا فقال أنتم أخوالي وانا نقيبكم، فكانت هذه
فضيلة لبني النجار انتهى وفي الإصابة: قديم الاسلام شهد العقبتين
وكان نقيبا على قبيلته، قال البغوي بلغني انه أول ميت صلى عليه النبي ص
بعد الهجرة انتهى: ٩٤٢:
الاجل خطير الدين أبو علي أسعد بن سعد بن محمد الحمامي
الرازي.
فقيه صالح قرأ عليه الشيخ الامام الجد شمس الاسلام الحسن بن
الحسين بن بابويه قاله منتجب الدين. ٩٤٣:
أسعد بن سعيد النخعي الكوفي وفي نسخة الخثعمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر عن رجال
الشيخ أسد بن سعيد النخعي أو الخثعمي الكوفي، وهما واحد وأبدل أسد
بأسعد أو بالعكس. ٩٤٤:
أسعد بن سهل بن حنيف أبو أمامة.
توفي سنة مائة وهو ابن نيف وتسعين سنة.
في الإصابة: روى عن النبي ص أحاديث أرسلها وروى عن جماعة
من الصحابة وقال ابن الكلبي: وتراضى الناس ان يصلي بهم وعثمان
محصور انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص، وفي الاستيعاب:
أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري أبو امامة مشهور بكنيته، ولد على
عهد رسول الله ص قبل وفاته بعامين وأتي به النبي ص فدعا له وسماه باسم
جده أبي أمه أبي أمامة أسعد بن زرارة وكناه بكنيته، وهو أحد الجلة العلماء
من كبار التابعين بالمدينة ولم يسمع من النبي ص شيئا ولا صحبه وانما ذكرناه
لادراكه النبي ص بمولده وهو شرطنا انتهى وفي أسد الغابة: أسعد بن
سهل بن حنيف ويذكر باقي نسبه عند أبيه انش ولد في حياة النبي ص
قبل وفاته بعامين وأتى به أبوه النبي ص فحنكه وسماه باسم جده لامه
أسعد بن زرارة وكناه بكنيته وهو أحد الأئمة العلماء روى عنه محمد وسهل
ابناه والزهري ويحيى بن سعيد الأنصاري وسعد بن إبراهيم ولم يرو عن
النبي ص حديثا، وقال ابن أبي داود صحب النبي وبايعه وبارك عليه
وحنكه والأول أصح انتهى وفي تهذيب التهذيب: روى عن النبي ص
مرسلا وعن عمر وعثمان وأبيه سهل وابن عباس وأبي هريرة وأبي سعيد
وزيد بن ثابت وعائشة وغيرهم وعنه ابناه سهل ومحمد وابنا عمه عثمان
وحكيم ابنا حكيم بن عباد بن حنيف وابن عمه أبو بكر بن عثمان بن حنيف
والزهري ويحيى بن سعيد وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وآخرون وقال أبو معشر
المدني رأيته شيخا كبيرا يخضب بالصفرة. قلت: اسم أمه حبيبة بنت
أسعد، وقال ابن سعد كان ثقة كثير الحديث، وعن ابن شهاب انه كان من
أكابر الأنصار وعلمائهم، وقيل لأبي حاتم أهو ثقة؟ قال لا يسال عن مثله
هو أجل من ذاك انتهى. وكونه ابن سهل بن حنيف الأنصاري المعروف
هو واخوه عثمان بالتشيع لعلي ع وكون الولد على سر أبيه غالبا يوجب
الظن انه من شرط كتابنا والله أعلم. ٩٤٥:
المولى أبو السعادات بن عبد القاهر بن أسعد الأصبهاني.
توفي في صفر سنة ٦٣٥.
عالم فاضل جليل محقق يروي عنه علي بن موسى بن طاوس جميع
الكتب والأصول والمصنفات في سنة ٦٣٥ كما صرح به في أول فلاح المسائل
وينقل عنه الكفعمي في حواشي الجنة الواقية وغيره ووصفه بالشيخ العالم
وذكره المجلسي في سابع عشر البحار وقال إنه من أصحابنا. وفي أمل
الآمل: أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الاصفهاني أبو السعادات كان عالما
فاضلا محققا. ومن تلاميذه الخواجة نصير الدين الطوسي وميثم بن علي
البحراني له: ١ كتاب إكسير السعادتين فيه كثير من الكلمات القصار
لأمير المؤمنين ع كما عن رياض العلماء ٢ كتاب توجيه السؤالات لحل
الاشكالات ٣ منبع الدلائل ومجمع الفضائل ٤ رشح الولاء في شرح
الدعاء ٥ مجمع البحرين ومطلع السعادتين قال المجلسي في سابع عشر
البحار: انه جمع فيه بين ما أورده القاضي القضاعي في كتاب الشهاب
(٢٩٧)

الذي هو في كلمات الرسول ص وما أورده من كلمات أمير المؤمنين ع
في كتاب سماه مجمع البحرين ومطلع السعادتين انتهى، وفي الذريعة
اسمه مجمع البحرين في جمع المواعظ والحكم المستخرجة من بحري النبوة
والإمامة. ٩٤٦:
القاضي علاء الدين أسعد بن علي بن هبة الله بن دعويدار.
وجه فاضل قاله منتجب الدين. ٩٤٧:
الأسعد بن حبيب بن حمامة بن قيس بن زهير من غطفان العراق.
كان مع أمير المؤمنين علي ع بصفين.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه خرج رجل من آل ذي
الكلاع يوم صفين فخرج اليه عياش بن شريك أبو سليم من غطفان العراق
فقال لقومه انا مبارز الرجل فان أصبت فرأسكم الأسعد بن حبيب بن
حمامة بن قيس بن زهير فان قتل فرأسكم فلان وعدد جماعة. وهذا يدل على أنه
كان من رؤسائهم. ٩٤٨:
الأمير أسعد الحرفوشي.
من امراء بني الحرفوش حكام بعلبك المشهورين. وكان الحاكم في
بعلبك في زمانه فارس آغا قدور باسم قائم مقام لان الدولة العثمانية نزعت
حكم بعلبك يومئذ من الحرافشة وعينت حاكما من قبلها. في تاريخ بعلبك
ان الأمير سلمان أخا الأمير أسعد صاحب الترجمة عصى على الدولة
فأرسلت حسني باشا لمحاربته ففر إلى زحلة فوشى به أهلها إلى حسني باشا
فقبض عليه وسجن في دمشق وذلك سنة ١٨٦٠ م ١٢٧٦ ه‍ فجمع اخوه
الأمير أسعد وابن عمه الأمير محمد جمعا من اتباعهما وهجما في احدى الليالي
عند طلوع الفجر على بيت القائممقام فارس آغا قدور يريد ان القبض عليه
فاختبأ فلم يجداه فقتلا أربعة من اتباعه ونهبا ما عنده من السلاح والخيل
والنقود وفرا إلى قرية نحلة واما فارس آغا فإنه ذهب إلى دمشق ورجع
بخمسمائة جندي قائدهم حسن آغا اليازجي. وفي تلك السنة كانت فتنة
الدروز والنصارى المعروفة بحادثة الستين ثم عزل فارس آغا قدور وأتى
عوضه محمد راغب أفندي وفي أيامه استأمن الأمير أسعد للدولة فعينته
مأمورا على جمع المسلوب ثم جعلته يوزباشيا على مائتي خيال ثم إن الأمير
سلمان هرب من السجن بعد سبعة أشهر وطلب العفو من حسني باشا فامنه
وطلبوا منه ان يذهب بفرسانه مع الجردة فأبى وخاف العاقبة فلذلك عصى
على الدولة مع أخيه الأمير أسعد وذلك سنة ١٨٦٤ م ١٢٨٠ ه‍ وما زال هو
واخوه الأمير أسعد فارين حتى سئم ذلك أسعد فأطاع وحده فنفي إلى
أدرنة. وفيما كتبه عيسى إسكندر المعلوف في مجلة العرفان م ١٠ ص ٢٤٠
ان بعض القصائد الزجلية قيلت حينما عاد الامراء سلمان وأسعد وجهجاه
وسلطان الحرفوشيون من الآستانة، وأظن انه قد حصل في ذلك اشتباه
فجهجاه توفي حوالي ١٢٢٥ وسلمان توفي حوالي ١٢٨٢ واخوه أسعد كان
حيا سنة ١٢٨٠ فبين عصر جهجاه والأخوين مدة طويلة. ٩٤٩:
القاضي أبو الكرم أسعد بن عبد الغني بن قادوس العدوي المصري
الملقب بالقاضي النفيس والمعروف بالقاضي ابن قادوس.
ولد سنة ٥٤٣ وتوفي في ذي الحجة سنة ٦٣٩ وله ٩٦ سنة.
ذكرنا في ج ٦ القاضي ابن قادوس المصري وقلنا اننا لم نعرف اسمه
وذكرنا في ج ١٣ ان اسمه محمود بن إسماعيل بن قادوس الدمياطي المصري
اعتمادا على ما في الطليعة فإنه ذكر محمودا هذا ونسب اليه الاشعار التي
نسبها ابن شهرآشوب إلى القاضي ابن قادوس التي هي صريحة في تشيعه
وهذه قد مضى بعضها في ج ٦ ويأتي باقيها في ترجمة محمود بن إسماعيل بن
قادوس ثم وجدنا في شذرات الذهب في اخبار من ذهب في حوادث سنة
٦٣٩ ما لفظه: وفيها توفي النفيس بن قادوس القاضي أبو الكرم أسعد بن
عبد الغني العدوي المصري آخر من روى عن الشريف أبي الفتوح الخطيب
وأبي العباس بن الحطية توفي في ذي الحجة وله ٩٦ سنة انتهى فرجحنا
ان يكون القاضي ابن قادوس المذكور شعره في المناقب هو أسعد هذا وأن يكون
قد حصل اشتباه بين ابن قادوس محمود بن إسماعيل الكاتب وبين
ابن قادوس أسعد بن عبد الغني القاضي وان الأبيات المتقدمة في ج ٦
والآتية في ترجمة محمود كلها لابن قادوس أسعد بن عبد الغني القاضي لا
ابن قادوس محمود وان الذي أوجب الاشتباه اشتراكهما في أنهما من ذرية
قادوس يدل على ذلك ان ابن شهرآشوب نسب القطع الخمسة الشعرية
الآتية في محمود إلى القاضي ابن قادوس أو القاضي المراد به ابن قادوس،
والذي كان قاضيا بنص ابن شهرآشوب وصاحب الشذرات هو أسعد بن
عبد الغني واما محمود بن إسماعيل فقد كان كاتبا للعلويين بنص صاحب
الطليعة ولم يكن قاضيا لكن يبعده ان أسعد توفي سنة ٦٣٩ كما سمعت
وابن شهرآشوب توفي قبله بإحدى وخمسين سنة فإنه توفي سنة ٥٨٨ الا ان
يكون نقل شعر أسعد في حياة أسعد الذي كان معمرا والله أعلم ويأتي مثل
هذا في ترجمة محمود بن إسماعيل فراجع. ٩٥٠:
أبو البركات أسعد بن علي بن أبي الغنائم معمر بن عمر بن علي بن
أبي هاشم الحسين النسابة بن أبي العباس أحمد القاضي بن أبي الحسن بن
علي المحدث بن أبي علي إبراهيم بن أبي الحسن المحدث بن الحسن بن محمد
الجواني نسبة إلى الجوانية قرية بالمدينة قرب أحد ابن عبيد الله الأعرج بن
الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب: كان عالما فاضلا نحويا علامة ذكره العماد الكاتب
الاصفهاني في كتاب خريدة القصر واثنى عليه بالفضل وذكر له أشعارا حسنة
وذكر ان لقبه سناء الملك انتهى وفي بغية الوعاة: أسعد بن علي بن معمر
الحسيني الجواني العبيدلي النحوي أبو البركات ويقال أبو المبارك حدث بمصر
عن أبي القاسم بن القطاع وعنه ولده محمد ومن شعره:
واتخذ حب النبي ملجا * ثم أصحاب النبي العشرة
فبذا أوصى أبا لي والد * ثم جد الجد حتى حيدره
ذكره المنذري. والجوانية موضع بقرب أحد انتهى وابنه محمد
وصفه في عمدة الطالب بالنقيب القاضي النسابة العالم المصنف الشاعر
بمصر. ٩٥١:
أسعد بن عمرو الأسلمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٩٥٢:
أسعد بن عمر بن مسعود الجبلي.
في لسان الميزان: الجبلي بفتح الجيم والموحدة اخذ عن أسعد بن أحمد بن
أبي روح المتقدم، وصنف في الرد على الإسماعيلية والنصيرية وغيرهم قاله
ابن أبي طي قال وكان من علماء الإمامية.
(٢٩٨)

٩٥٣: الأسفراييني.
يوصف به أحمد بن الحسن. ٩٥٤:
مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد بن موسى البراوشتاني القمي.
قتل سنة ٤٩٢ كما في تاريخ الأثير وتاريخ دولة آل سلجوق وزاد
الثاني: وله ٥١ سنة. وفي معجم البلدان قتل سنة ٤٧٢ وكأنه تصحيف
تسعين بسبعين وفي مجالس المؤمنين انه نقل بعد شهادته ودفن في جوار
مشهد الإمام الحسين ع.
البراوشتاني بالشين المعجمة كما في مجالس المؤمنين وبالسين المهملة
كما في معجم البلدان. في المعجم: براوستان من قرى قم منها الوزير مجد
الملك أبو الفضل أسعد بن محمد البراوشتاني وزير السلطان بركيارق بن
ملكشاه. ووصفه ابن الأثير بالبلاساني ولا يبعد ان يكون تصحيفا، وفي
تاريخ آل سلجوق لم يصفه بواحد منهما. ومما يدل على أنه براوشتاني لا
بلاساني انه لا يوجد في البلاد ما اسمه بلاسان حتى ينسب اليه، وانما يوجد
بلاس قرب دمشق وبلاس بين واسط البصرة والنسبة اليهما بلاسي.
أقوال العلماء فيه
في كتاب تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الاصفهاني: محمد بن
محمد بن حامد باختصار الفتح بن علي البنداري الاصفهاني نقلا عن كتاب
أنوشروان بن خالد الوزير: كان رجلا مواظبا على الخيرات والصيام والقيام
وإقامة الصلاة وايتاء الزكاة مديما للصلات والصدقات لم يسع قط في ذم ولم
يخط إلى مضرة أحد بقدم اه‍. وفي مجالس المؤمنين عن الشيخ عبد الجليل
الرازي في كتابه مصائب النواصب في نقض كتاب فضائح الروافض أنه قال
ما تعريبه: كان الخواجة يعني المترجم شيعيا معتقدا مستبصرا عالما عادلا
وآثار خيراته في الحرمين مكة والمدينة ظاهرة وفي مشاهد الأئمة الطاهرين
واحساناته إلى السادة الفاطميين متواترة وبلغ من احسانه انه انشده شاعر
قصيدة بائية في مدحه فاجازه بألف دينار ذهبا ثم ذكر من دلائل عدم تعصبه
نقلا عن السيد سعيد فخر الدين شمس الاسلام الحسني أنه قال: كنت
حاضرا يوما فحضر رجلان أحدهما شيعي حلبي والآخر حنفي من بلاد ما
وراء النهر ولكل منهما قرض على السلطان فامر مجد الملك ان يعطى الذي
هو من وراء النهر قرضه من الخزانة نقدا وأحال الحلبي على بعض
النواحي، فقال له بعض الفراشين: عجبا تعطى هذا نقدا وهذا نسيئة؟
قال ليعلم الناس انه لا ينبغي ان يكون في المعاملة وأمور السلطنة تعصب.
ثم قال: انه بذلك يظهر فساد ما ذكره صاحب فضائح الروافض من نسبة
التعصب اليه وأورد في ذلك حكاية.
وقال ابن الأثير في الكامل: كان مجد الملك خيرا كثير الصلاة بالليل
كثير الصدقة لا سيما على العلويين أرباب البيوتات وكان يكره سفك الدماء
وكان يتشيع الا انه يذكر الصحابة ذكرا حسنا ويلعن من يسبهم.
آثاره
في المجالس: من آثار مجد الملك بناء قبة البقيع التي فيها قبر الإمام الحسن
بن علي وعلي زين العابدين ومحمد الباقر وجعفر الصادق والعباس بن
عبد المطلب ع. وبناء قبة عثمان بن مظعون التي يقول البعض
انها قبة عثمان بن عفان وبني مشهد الإمام موسى الكاظم والإمام محمد
التقى في مقابر قريش ببغداد. وبنى مشهد السيد عبد العظيم الحسني في
الري وغير ذلك من مشاهد السادات العلويين والاشراف الفاطميين
ع اه‍.
اخباره وسبب قتله
في تاريخ السلجوقية الآنف الذكر عند ذكر خروج تتش بن ألب
أرسلان على ابن أخيه السلطان بركيارق انه ولي الوزارة لبركيارق مؤيد
الملك عبيد الله بن نظام الملك بأصفهان وقال لمجد الملك أبي الفضل وهو
منزو بأصفهان: قم وصاحبني، فاجابه: فاذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا
قاعدون. فلما ضرب المصاف كسر تتش وقتل وتوحد بركيارق بالمملكة
وهناه مؤيد الملك بالفتح فابتسم وقال: كل هذا ببركتك فامن الناس من أنه
معزول ولما وصلوا إلى الري بعد الوقعة بادر مجد الملك أبو الفضل إلى الري
من أصفهان واستمال قلب والدة السلطان وتمكن من الدولة وقبض على
الأستاذ علي المستوفي وسلمه وبقي مؤيد الملك وحيدا وكان اخوه فخر الملك
أبو الفتح المظفر أكبر سنا منه وهو حينئذ بالري متعطش إلى الوزارة فاطمعه
مجد الملك في موضع أخيه فاعتقل مؤيد الملك ورتب مكانه اخوه فخر الملك
وذلك بمعاونة والدة السلطان واستقل مجد الملك بالاستيفاء وزارة المالية
وغلب على الوزارة وبقي فخر الملك صورة بلا معنى وهو أسير تصرفات مجد
الملك وتابع رأيه وليس له من رسوم الوزارة الا علامته وهي: الحمد لله على
نعمائه، وخلص مؤيد الملك من الاعتقال واتصل بأبي شجاع محمد بن
ملكشاه في جنزة أعظم مدينة باران ورغبه في طلب الملك فسار من اران
إلى أصفهان وملكها وألجأ بركيارق من الأوساط إلى الأطراف. واما مجد
الملك فإنهم أفسدوا عليه قلوب العساكر فبضعوه بالسيوف بين الجمهور
وقتلوه وذلك في سنة ٤٩٢ اه‍. وفي معجم البلدان: كان الوزير مجد الملك
غالبا على السلطان بركيارق واتهمه عسكره بفساد حالهم وشغبوا حتى سلمه
إليهم بشرط ان يحفظوا مهجته فلم يطيعوه وقتلوه وذلك في سنة ٤٧٢ اه‍
وفي المجالس عن كتاب حبيب السير ان مؤيد الملك حرك السلطان محمدا
على مخالفة أخيه بركيارق فسار محمد من كنجة بجيش في شوال سنة ٤٩٢
وخرج بركيارق لقتاله وفي أثناء الطريق قصد أعاظم الامراء مجد الملك الذي
كان له منصب الاستيفاء وزارة المالية لأنه كان حافظا لأموال الديوان
وسادا الباب في وجوه مقربي البلاط ففر مجد الملك منهم والتجأ إلى بركيارق
فشغبوا وأرسلوا يطلبونه منه فسلمه إليهم فقتلوه اه‍.
وفي تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة ٤٨٨ فيها عزل بركيارق وزيره
مؤيد الملك بن نظام الملك واستوزر أخاه فخر الملك وسببه ان بركيارق لما
هزم عمه تتش وقتله ارسل خادما ليحضر والدته زبيدة خاتون من أصبهان
فاتفق مؤيد الملك مع جماعة من الامراء وأشاروا عليه بتركها فقال: لا أريد
الملك الا لها وبوجودها عندي فلما وصلت اليه وعلمت الحال تنكرت على
مؤيد الملك وكان مجد الملك أبو الفضل البلاساني قد صحبها في طريقها
وعلم أنه لا يتم له امر مع مؤيد الملك وكان بين مؤيد الملك وأخيه فخر
الملك تباعد فلما علم فخر الملك تنكر أم السلطان على أخيه بذل أموالا
جزيلة في الوزارة فأجيب إلى ذلك وعزل اخوه، واستولى على الأمور مجد
الملك البلاساني فقطع أرسلان ارغون عم بركيارق مراسلة بركيارق وقال لا
ارضى لنفسي مخاطبة البلاساني، وتحكم مجد الملك أبو الفضل بن محمد في
دولة السلطان بركيارق وتمكن منها فلما بلغ الغاية التي لا مزيد عليها جاءته
(٢٩٩)

نكبات الدنيا ومصائبها من حيث لا يحتسب فان الباطنية لما توالى منهم قتل
الامراء من الدولة السلطانية نسبوا ذلك اليه وانه هو الذي وضعهم على قتل
من قتلوه وعظم ذلك قتل الأمير برسق فاتهم أولاده زنكي واقبوري وغيرهما
مجد الملك بقتله وفارقوا السلطان وسار السلطان إلى زنجان لأنه بلغه خروج
أخيه محمد عليه فطمع حينئذ الامراء وأرسلوا إلى بني برسق يستحضرونهم
إليهم ليتفقوا معهم على مطالبة السلطان بتسليم مجد الملك إليهم ليقتلوه
فحضروا عندهم فأرسلوا إلى بركيارق وهو بسجاس مدينة قريبة من همذان
يلتمسون تسليمه إليهم ووافقهم على ذلك العسكر جميعه وقالوا ان سلم
الينا فنحن العبيد الملازمون للخدمة وان منعنا فارقنا وأخذناه قهرا فمنع
السلطان منه فأرسل مجد الملك إلى السلطان يقول له المصلحة ان تحفظ امراء
دولتك وتقتلني أنت لئلا يقتلني القوم فيكون فيه وهن على دولتك فلم تطب
نفس السلطان بقتله وارسل إليهم يستحلفهم على حفظ نفسه وحبسه في
بعض القلاع فلما حلفوا له سلمه إليهم فقتله الغلمان قبل ان يصل إليهم.
قال ومن العجب انه كان لا يفارقه كفنه سفرا وحضرا ففي بعض الأيام
فتح خازنه صندوقا فرأى هو الكفن فقال وما اصنع بهذا ان أمري لا يؤول
إلى كفن والله ما أبقى الا طريحا على الأرض فكان كذلك ورب كلمة تقول
لقائلها دعني ولما قتل حمل رأسه إلى مؤيد الملك بن نظام الملك اه‍. ٩٥٥:
أسعد بن يزيد بن الفاكه.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الإصابة:
أسعد بن يزيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق بن عبد حارثة
الأنصاري الزرقي ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا وليس في كتاب ابن
إسحاق انتهى وزاد في أسد الغابة بعد ابن عبد حارثة بن مالك بن
غضب بن جشم بن الخزرج قاله أبو عمرو وهشام الكلبي وقال الكلبي
وموسى بن عقبة انه شهد بدرا ولم يذكره ابن إسحاق فيهم، وقد قيل فيه
سعد بن زيد ابن الفاكه وقيل سعد بن يزيد بن الفاكه انتهى ولم يتحقق
انه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. ٩٥٦:
أسفار بن كردويه الديلمي
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٥ كان أسفار بن كردويه من أكابر
القواد انتهى وفي ذيل تجارب الأمم في حوادث تلك السنة أن والدة
صمصام الدولة أشارت بان يجمع بين أبي القاسم العلاء بن الحسن
الوزير وبين أبي الحسن أحمد بن محمد بن برمويه في الوزارة فامتنع أبو
القاسم فألزم بذلك وتقرر ان يكون اسمه مقدما فلم يرض أبو الحسن
واحفظ ذلك أبا القاسم وشرع في اخراج الملك من يد صمصام الدولة
واستغوى أسفار بن كردويه فوافقه على ذلك وكان قد تردد بين صمصام
الدولة وبين زيار بن شهراكويه اسرار اطلع عليها أبو القاسم فأخبر بها
أسفار وأشعر قلبه وحشة خرجته عن الطاعة وكان صمصام الدولة اعتل علة
أشفى منها فاستمال أسفار العسكر على خلع صمصام الدولة والطاعة
لشرف الدولة واتفق رأيهم على أن يولوا الأمير بهاء الدولة أبا نصر بن عضد
الدولة العراق نيابة عن أخيه شرف الدولة وسنه يومئذ ١٥ سنة وتأخر أسفار
عن الحضور إلى الدار وراسله صمصام الدولة يستميله ويسكنه فما زاده الا
تماديا وجمع العسكر واحضر الأمير أبا نصر ونادى بشعار شرف الدولة وبلغ
صمصام الدولة الخبر وكان قد أبل من مرضه فراسل الطائع في الركوب
فامتنع فاستمال صمصام الدولة فولاذ بن ماناذر وكان فولاذ مع القوم فيما
عقدوه الا انه انف من متابعة أسفار لانحطاط رتبته عنه فلما راسله
صمصام الدولة أجابه واستحلفه على ما أراد و خرج من عنده فقاتل أسفار
فهزمه فولاذ ومضى أسفار إلى الأهواز واتصل بأبي الحسن أحمد بن عضد
الدولة وخدمه وكان اخوه سابور بن كردويه زعيم الجيش فقدم عليه أسفار
لكبر سنه وجلالة قدره واقام على ذلك إلى أن اقبل شرف الدولة من فارس
فأنفذه الأمير أبو الحسين إلى عسكر مكرم لضبطها في خمسمائة من الديلم فلم
حصل شرف الدولة بالأهواز سار أسفار اليه فامر بالقبض عليه وحمل إلى
بعض القلاع بفارس فبقي بها إلى أن توفي شرف الدولة فافرج عنه واقام
بفارس مدة قليلة ومضى إلى الري انتهى. ٩٥٧:
الأسفع الكندي الكوفي.
الأسفع بالفاء في أكثر النسخ وكذلك في لسان الميزان وقد ذكره
قبل اسفنديار فدل على أنه عنده بالفاء وفي بعض النسخ الأسقع بالقاف.
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع، وفي لسان
الميزان: الأسفع الكندي كوفي من رجال الشيعة اخذ عن جعفر الصادق
وصحب عبد الله بن عياش المنتوف ذكره الطوسي وقال كان متقنا كثير
الرواية انتهى وقد سمعت ان الشيخ الطوسي لم يذكره الا في رجاله في
أصحاب الصادق ع ولم يقل انه كان متقنا كثير الرواية. ٩٥٨:
ميرزا اسفند بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرام خواجة التركماني.
توفي في بغداد يوم الثلاثاء آخر شهر صفر وقيل ٢٨ ذي القعدة سنة
٨٤٨ بمرض القولنج ودفن داخل بغداد في قبة كان عملها لنفسه في حياته
على شاطئ دجلة في بستان في عيسى آباد.
قد اختلفت النسخ في اسمه ففي بعضها اسبند بالباء الفارسية المنقطة
بثلاث نقط من تحتها وفي بعضها بالفاء وفي التاريخ الفارسي المخطوط سماه
اسبان. والثلاثة أسماء لمسمى واحد. وهو من طائفة تركمانية تسمى
قراقوينلو أو قره قوينلو كانت لها دولة وظهرت أيام استيلاء تيمورلنك
على قسم من شمال إيران والعراق سنة ٧٨٢ فاستولت على أذربيجان
والعراق العربي زهاء ٦٦ سنة وذلك من سنة ٧٨٢ إلى سنة ٨٤٨ وهناك
طائفة أخرى من التركمان تعرف باق قويون لو استولت على دياربكر
ولواحقها من سنة ٧٨٠ إلى سنة ٩٠٨ ملك منها تسعة امراء وهذه لم يوقف
لها على آثار في التشيع نعم يقال إن رأسهم أبو النصر حسن بك ابن أمير
علي بن عثمان كان شديد المحبة والاخلاص للشيخ صفي جد الملوك
الصوفية وقد زوج السلطان جنيد أخته والسلطان حيدر بن جنيد ابنته واما
الطائفة الأولى فقد قال صاحب مجالس المؤمنين انهم كانوا شيعة واستدل
على ذلك بما كان منقوشا على خواتيم آرايش بيگم واورق سلطان ابنتي
إسكندر بن قرا يوسف فكان على خاتم آرايش بيگم منقوشا هذا الشعر:
در مشغله دنيا در معركه محشر * از آل علي گويد آرايش إسكندر
وعلى خاتم اورق سلطان منقوشا هذا الشعر:
بود از جان محب آل حيدر * اورق سلطان بنت شه‌اسكندر
وكان على خاتم ميرزا بوداع أبو بوداق بن ميرزا جهانشاه بن قرا
يوسف منقوشا هذا الشعر:
(٣٠٠)

نامم بداع بنده ياداع حيدرم * هر جا شهي است در همه عالم غلام ماست
وفي التاريخ الفارسي المخطوط المشار اليه في غير موضع من هذا
الكتاب ان الطائفة الأولى تلقب باراني والطائفة الثانية تلقب بايندرية وان
مدة سلطنة الطائفة الأولى ٦٣ سنة وكذلك صاحب مجالس المؤمنين.
وصاحب التاريخ الفارسي ذكر ان آخرهم حسن علي بن جهانشاه بن قرا
يوسف الذي قتل سنة ٨٧٣ ثم قال وأول سلاطينها قرا يوسف والد المترجم
وكان أبوه قرا محمد من امراء الايلكانية وكان السلطان احمد الايلكاني
متزوجا ابنته وكانت رئاسة جيش القراقونولية متعلقة به وجده بيرام خواجة
بعد وفاة السلطان أويس استولى على الموصل وسنجار وارجيش وتوفي
سنة ٧٨٢ والمولوي كان ملازما للسلطان أويس الايلكاني والد السلطان أحمد أما
أبوه قرا يوسف فتاتي ترجمته في بابها وكذلك باقي من ملك من ذريته. وفي
التاريخ الفارسي المار ذكره كان لقرا يوسف ستة أولاد ببر بوداق خان و
الأمير إسكندر وميرزا جهانشاه والأمير شاه محمد والأمير اسبان اسبند و
الأمير أبو سعيد وبقي الأمير شاه محمد حاكما في العراق مستقلا مدة
عشرين سنة وفي سنة ٨٣٦ اخذ اخوه اسبان اسبند منه بغداد وهرب
منها شاه محمد وبقي الأمير اسبان بعد اخراج شاه محمد حاكما في بغداد
ونواحيها اثنتي عشرة سنة وفي يوم الثلاثاء ٢٨ ذي القعدة سنة ٨٤٨
مات على فراشه انتهى وفي مجالس المؤمنين: كان ميرزا اسفند أخا قرا
إسكندر لأبيه وأمه وبعد موت أخيه ملك بلاد العرب كأنه يريد بغداد
ونواحيها وكان بخلاف سلسلة أهله كان بغاية العفة والشجاعة قليل الأكل
والمواقعة وكان ينكر على من يكثر منهما واكتفى طول عمره بزوجة واحدة ولما
ارسل شاهرخ عسكرا إلى أذربيجان لمحاربة أخيه إسكندر والتقى الفريقان
في أواخر رجب سنة ٨٢٤ حمل ميرزا اسفند عدة حملات على عسكر شاهرخ
وقتل كثيرا من أعيان العسكر وفي سنة ٨٤٠ هجرية طلب الشيخ أحمد بن
فهد الحلي وباقي علماء الشيعة في الحلة وغيرها إلى بغداد ووقعت المناظرة
بينهم وبين غيرهم من علماء بغداد فكانت الغلبة لعلماء الحلة فامر بان تكون
الخطبة والسكة بأسماء الأئمة الاثني عشر وفي هذه السنة كان ظهور
محمد بن فلاح الموسوي أول السلاطين المشعشعية.
وفي أيام حكم ميرزا اسفند في بغداد وقعت محاربات كثيرة بينه وبين اخوته وأولاد
اخوته وبينه وبين امراء آق قوينلو الذين كانوا على حدود بلاده
وفي أكثرها يكون النصر له حتى أن أخاه جهانشاه الذي كان واليا على
أذربيجان مع ما كان عليه من العظمة لم يستطع مقاومته وفي بعض الأوقات
كان خائفا منه وكتب إلى شاهرخ كتابا يستغيث به ويستنجده ويظهر العجز
عن مقاومة اسبند ميرزا وكتب في الكتاب بيتا من الشعر من نظم بعض
ندمائه وهو:
كوس رحلة را سوى بغداد بايد كوفتن بهر دفع در وميرزا اسبند بايد سوختن
وتوفي يوم الثلاثاء آخر شهر صفر سنة ٨٤٨ بمرض القولنج.
ودفن في قبة كان بناها لنفسه في حياته داخل بغداد على شاطئ دجلة
في بستان في عيسى آباد انتهى. ٩٥٩:
الشيخ الصاين اسفنديار بن أبي الخير السيري.
فقيه دين قاله منتجب الدين، وفي لسان الميزان: اسفنديار بن
الموفق بن محمد بن يحيى أبو الفضل الواعظ روى عن أبي الفتح بن الفتح
ابن البطي ومحمد بن سلمان وروح بن أحمد الحديثي وقرأ الروايات على أبي
الفتح بن رزيق وأتقن العربية وولي ديوان الرسائل، روى عنه الدبيثي وابن
النجار، وقال برع في الأدب وتفقه للشافعي وكان يتشيع وكان متواضعا
عابدا كثير التلاوة، وقال ابن الجوزي حكى عنه بعض عدول بغداد انه
حضر مجلسه بالكوفة فقال: لما قال النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه
تغيرت بعض الوجوه فنزلت فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا
فهذا غلو منه في شيعته، وذكره ابن بابويه فقال كان فقيها دينا صالحا لقبه
صائن الدين انتهى ومن هنا نعلم أن منتجب الدين بن بابويه اختصر في
فهرسته اختصارا مخلا بحيث انه لم يبق في أكثر من ذكرهم فرق بين ذكرهم
وعدمه إذ اي فائدة يعتد بها في قولنا فقيه دين وأشباهه. ٩٦٠:
الإسكافي.
اسمه محمد بن أحمد بن الجنيد. ٩٦١:
الإسكافي.
قال ابن شهرآشوب في المعالم له الإمامة، والظاهر أنه غير ابن الجنيد
وانه أبو علي محمد بن أبي بكر همام الإسكافي لأنهم لم يذكروا للأول في
مؤلفاته كتاب الإمامة. ويحتمل غيره والله أعلم. ٩٦٢:
إسكندر بن دربيس بن عكبر الكردي.
من امراء الشيعة بالعراق وعكبر بضم العين المهملة وضم الباء الموحدة
وقيل بفتحها هو الذي ينسب اليه تل عكبرا أصله تل عكبر ثم قيل تل
عكبرا بالقصر والمد حكى العلامة الحلي في كتابه ايضاح الاشتباه عن خط
السيد السعيد صفي الدين بن معد الموسوي قال حدثني برهان الدين
القزويني وفقه الله قال: سمعت السيد فضل الله الراوندي أنه قال بقرية من
قرى همدان يقال لها ورشند أولاد عكبر هذا ومنهم إسكندر بن دربيس بن
عكبر هذا وكان من الامراء الصالحين وممن رأى القائم ع كرات ثم قال
فضل الله: عكبر ومارى ودربيس وعد جماعة هؤلاء امراء الشيعة بالعراق
ووجههم ومتقدمهم ومن يعقد عليه الخناصر إسكندر المقدم ذكره انتهى
وفي فهرست منتجب الدين بن بابويه: الأمير الزاهد صارم الدين
إسكندر بن دربيس بن عكبر الورشيدي الخرقاني من أولاد مالك بن الحارث
الأشتر النخعي صالح ورع ثقة انتهى وقوله الورشيدي قد مر عن
الايضاح الورشندي فقد صحف أحدهما بالآخر وفي لسان الميزان:
إسكندر بن دربيس بن عكبر الرشيدي الجرجاني النخعي من ذرية الأشتر
ذكره ابن بابويه وقال كان فقيها زاهدا يلقب صارم الدين وكان بزي الامراء
وله تصانيف في مذهب الإمامية انتهى قوله الرشيدي الظاهر أن صوابه
الورشيدي أو الورشندي كما مر وقوله الجرجاني قد مر عن منتجب الدين
بدله الخرقاني فكأنه صحف أحدهما بالآخر. ٩٦٣:
إسكندر بك المنشي.
كان حيا سنة ١٠٣٨.
من أدباء الفرس وكتابهم ومؤرخيهم وكان كاتبا عند الشاه عباس
(٣٠١)

الصفوي الثاني كتب لنا ترجمته بعض فضلاء الإيرانيين فقال ما تعريبه: كان
من جملة كتاب الشاه عباس الثاني الصفوي وملازميه في السفر والحضر
وموضع التأسف اننا لم نر له ذكرا في التواريخ الفارسية ونحن نشير هنا إلى
ما اطلعنا عليه من آثار المطبوعة.
مؤلفاته
١ كتاب تاريخ عالم آراء في أحوال الملوك الصفوية ووزرائهم
وأمرائهم من أول ملكهم إلى زمان الشاه عباس الثاني الصفوي في مجلد كبير
طبع في طهران سنة ١٣١٤ ورأيت نسخة منه مخطوطة في مكتبة السلطنة في
طهران وتوجد نسخة منه في مكتبة حالت أفندي في إسلامبول أقول
عندي نسخة منه مطبوعة أهدانيها السيد الفاضل السيد محمد رضا
الشيرازي أرسلها لي من شيراز بالبريد وأخذت منها كثيرا في هذا الكتاب
وفيه أيضا ترجمة جملة من علماء عصر السلاطين الصفوية. قال وله احدى
عشرة رسالة فارسية موجودة عند السردار حيدر قلي خان الكابلي نزيل
كرمانشاه. أقول وهو رجل من العلماء له عدة مؤلفات وهو حي إلى هذا
التاريخ وهو الذي مرت الإشارة اليه في أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن علي
الأربلي. قال وهذه أسماؤها ٢ مرآة المذاهب في اثبات حقيقة اسمه ص
٣ مرآة الكرامة في كرامة الأولياء. وذكر فيها عدة من مشايخ الصوفية
وتواريخهم ٤ هشت بهشت الجنان الثمان في المطالب العرفانية
٥ المسائل السبع ٦ مرآة التقى في ذكر أشياء من التجويد وبعض
الحكايات الأخلاقية المناسبة ٧ مرآة الحقيقة في بيان معاني اصطلاحات
العرفاء من الخط والخال وغيرها ٨ رسالة في علم العروض والقافية
٩ منتخب اخلاق ناصري لنصير الدين الطوسي ١٠ منتخب روضة
الشهداء ١١ مرآة الأزواج ١٢ شرح كلام الدقوقي المشار اليه في كتاب
المثنوي. ٩٦٤:
الشيخ إسكندر بن جمال الدين الجزائري.
توفي في عشر الأربعين بعد المئة وألف.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان عالما فاضلا محدثا متكلما يروي عن المولى شاه
محمد الشيرازي وسافر معه إلى الهند وكان يثني عليه كثيرا رأيته في الدورق
ثم في الحويزة وكان يكثر التردد إلى والدي رحمة الله عليهما وكانا يتفاوضان
كثيرا في المسائل والأحاديث المشكلة واستفدت منه كثيرا. ٩٦٥:
الأمير إسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرام خواجة التركماني
قتل سنة ٨٤١.
كان من طائفة قراقوينلو المقدم ذكرها في أخيه اسفند ومر هناك ما
يستدل به على تشيع هذه الطائفة وفي التاريخ الفارسي لمخطوط المار ذكره:
كان بغاية الشجاعة وقوة القلب ولم يكن في طائفته أحد بشجاعته اما دولته
فكانت متزلزلة واجتمع عليه عسكر أبيه بعد وفاة أبيه وفي يوم الاثنين ٢٧
رجب سنة ٨٢٤ التقى مع جيش شاهرخ بن تيمورلنك في موضع يقال له
يخشي واستمر القتال بينهما يومين وفي اليوم الثالث انهزم إسكندر إلى حدود
الفرات وحيث إن شاهرخ عاد بعد الفتح إلى خراسان جاء إسكندر إلى
تبريز وجلس على تخت الملك واستولى على آذربايجان وفي سنة ٨٢٨ قتل
في أردبيل عز الدين شير ملك كردستان وفيها قتل أيضا الأمير شمس الدين
ملك أخلاط وفي سنة ٨٣٠ ذهب إلى شيروان وأكثر التخريب في شماخي
وفي سنة ٨٣٢ اخرج رجال شاهرخ من مدينة سلطانية وفي هذه السنة جاء
شاهرخ إلى آذربايجان بقصد قلع إسكندر وفي يوم الثلاثاء ١٧ ذي الحجة
من هذه السنة وقع القتال بينه وبين إسكندر وأخيه جهانشاه بظاهر سلماس
واستمر يومين وأخيرا فر إسكندر إلى جهة الروم وحيث إن شاهرخ ذهب
إلى خراسان في سنة ٨٣٤ عاد إسكندر إلى آذربايجان وملكها وقتل أخاه أبا
سعيد الذي كان قد نصبه شاهرخ واليا على آذربايجان وفي سنة ٨٣٧ ذهب
إلى شيروان ونهب وقتل وفي ٢ ربيع الآخر سنة ٨٣٨ توجه شاهرخ إلى
العراق لدفع إسكندر فلما وصل الري جاء اليه ميرزا جهانشاه أخو إسكندر
وذلك في ذي الحجة من السنة المذكورة وانضم اليه وكذلك الأمير زادة شاه
علي بن شاه محمد بن قرا يوسف وهكذا انضم اليه الأمير بايزيد اينلو من
عظماء التركمان فلما رأى إسكندر انه لا قدرة له على المقابلة ترك آذربيجان
وفر هاربا إلى الروم بعد ما قتل قرا عثمان البايندري الذي كان في اسره
فجاء شاهرخ إلى آذربايجان وفوض سلطنة تلك البلاد إلى حدود الروم
والشام إلى جنانشاه أخي إسكندر وحيث إن شاهرخ عاد إلى خراسان في
أوائل سنة ٨٤٠ رجع إسكندر من بلاد الروم والتقى مع أخيه جهانشاه في
صوفيان تبريز وتحاربا فانكسر جيش إسكندر وهرب هو إلى قلعة النجق
أو النجو فحوصر فيها وقتل هناك على يد ولده شاه قباد وكانت مدة
سلطنته ١٦ سنة انتهى. ٩٦٦:
إسماعيل بن برهان نظام شاه.
من ملوك النظامشاهية الذين كانوا في احمدنكر من بلاد الهند وملك
منهم نحو عشرة أنفس وكان جلهم شيعة: في آثار الشيعة الإمامية: أول
ملوكهم حسن بن برهان ملك ١٩ سنة ثم برهان نظام شاه بن أحمد شاه ثم
حسين نظام شاه بن برهان نظام شاه ملك ١١ سنة ثم مرتضى نظام شاه بن
حسين نظام شاه ملك ١٤ سنة وكسرا ثم ميران حسين بن مرتضى نظام شاه
ثم إسماعيل بن برهان نظام شاه الثاني المترجم له ملك سنتين بعد أخيه
ثم أسر في حرب جرت له مع برهان شاه سنة ٩٩٩ ثم برهان شاه بن نظام
حسين أخو مرتضى انتهى ثم ذكر باقي ملوكهم.
وفي النور السافر في حوادث سنة ٩٩٦ فيها خلع مرتضى نظام شاه
ثم تسلطن ولده حسين عشرة أشهر وقتل ثم تسلطن بعده إسماعيل بن
برهان شاه فحكم إسماعيل سنتين وشهرين ثم خلع بوصول أبيه برهان
انتهى. ٩٦٧:
إسماعيل بن أبي القاسم جعفر بن الناصر الكبير الحسن بن علي بن
الحسن بن علي بن عمر الأشرف ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في تاريخ رويان: كانت أمه بنت ما كان بن كاكي أمير كيلان فلما
توفي أبو الحسين أحمد بن الناصر الكبير سنة ٣١١ وتوفي بعده اخوه أبو
القاسم جعفر بن الناصر سنة ٣١٢ وبايع الناس أبا علي محمد بن أبي
الحسين أحمد بن الناصر اخذ ما كان بن كاكي ابن بنته إسماعيل هذا وجاء إلى
آمل وقبض على أبي علي وأرسله إلى كركاين فاعتقله بها عند أخيه أبي
(٣٠٢)

الحسن بن كاكي والبس إسماعيل ابن بنته تاج الملك ثم إن أبا علي قتل أبا
الحسن بن كاكي واخذ السلطنة وملك طبرستان وجرجان وغيرهما مدة ثم
وقع عن جواده فمات وبويع بعده اخوه أبو جعفر بن الناصر ثم قتل ما كان
واستقر الملك لإسماعيل بن أبي القاسم فاحتالت أم أبي جعفر على إسماعيل
وقتلته اخذا بثار ولدها بان أهدت له جاريتين وأوصتهما بسمه فأراد يوما ان
يفتصد فسمتا المبضع فاقتصد به ومات انتهى. ٩٦٨:
اسلم أبو تراب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال مولى روى
عنه معاوية بن وهب. ٩٦٩:
اسلم أبو رافع مولى رسول الله ص.
ذكر في إبراهيم أبو رافع لان أحد الأقوال ان اسمه إبراهيم. ٩٧٠:
أسلم بن أوس بن بجرة بن الحارث بن غيان بن ثعلبة بن طريف بن
الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة الأنصاري
الخزرجي الساعدي.
هكذا نسبه ابن الكلبي فيما حكي وعن العدوي أوس بدل غيان.
بجرة بفتح الموحدة وسكون الجيم، في الإصابة عن الأمير أبي
نصر بن ماكولا وغيان بالغين المعجمة والمثناة التحتية المشددة وآخره
نون.
في أسد الغابة: قال ابن ماكولا شهد أحدا، وقال هشام الكلبي هو
الذي منعهم ان يدفنوا عثمان بالبقيع فدفنوه في حش كوكب والحش
النخل انتهى. ثم ذكر اسلم بن بجرة الأنصاري الخزرجي وقال ولاه
رسول الله ص أسارى قريظة روى إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن
إبراهيم بن محمد بن اسلم بن بجرة عن أبيه عن جده قال جعلني رسول الله
ص على أسارى بني قريظة فكنت انظر إلى فرج الغلام فإذا رأيته قد انبت
ضربت عنقه، وذكر في الاستيعاب اسلم بن بجرة الأنصاري لم يذكر غيره
وقال حديثه في بني قريظة ان رسول الله ص ضرب عنق من انبت الشعر
منهم ومن لم ينبت جعله في غنائم المسلمين، اسناد حديثه ضعيف لأنه
يدور على إسحاق بن أبي فروة ولم يصح عندي نسب اسلم بن بجرة هذا
وفي صحبته نظر انتهى قال ابن حجر في الإصابة قد نسبه ابن الكلبي
كما ذكرناه وهو عمدة النسابين وتبعه ابن شاهين وابن قانع وغيرهما انتهى
وفي أسد الغابة بعد نقله، قلت قد روى عن غير إسحاق رواه الزبير بن
بكار عن عبد الله بن عمر والفهري عن محمد بن إبراهيم بن محمد بن اسلم
عن أبيه عن جده، فجعل في الاسناد محمد بن إبراهيم عوض محمد بن
إسحاق اخرجه ثلاثتهم، ولا اعلم هل هذا والذي قبله اسلم بن أوس بن
بجرة واحد أو اثنان، ويكون في هذه الترجمة نسب إلى جده، وما أقرب ان
يكونا واحدا، فإنهم كثيرا ما ينسبون إلى الجد، وذكرنا لئلا يراه من يظنه
غير الأول انتهى، وفي الإصابة: قال ابن ماكولا وقبله الدارقطني
اسلم بن أوس بن بجرة وذكره ابن شاهين عن محمد بن إبراهيم عن
محمد بن يزيد عن رجاله كذلك وتبع كلهم العدوي فإنه كذلك ذكره في
نسب الأنصاري وقيل إنه شهد أحدا وفرق ابن الأثير بين اسلم بن أوس بن
بجرة واسلم بن بجرة وهما واحد كما ترى ويحتمل على بعد ان يكون أحدهما
ابن أخي الآخر وتوافقا في الاسم وقال ابن عبد البر هو أحد من منع دفن
عثمان بالبقيع. قلت اخرج ذلك ابن شبة في خبر المدينة من طريق مخلد بن
خفاف عن عروة وقال منعهم من دفن عثمان بالبقيع اسلم بن أوس بن
بجرة الساعدي انتهى ولا يخفى ان ابن عبد البر لم يذكر انه منع من
دفن عثمان والذي ذكره هو ابن الأثير عن هشام. ٩٧١:
اسلم بن أيمن التميمي المنقري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. ٩٧٢:
اسلم بن بجرة الأنصاري.
هو اسلم بن أوس بن بجرة المتقدم. ٩٧٣:
اسلم بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عم رسول
الله ص وأخو نوفل.
في الإصابة: ذكره محمد بن عمر الحافظ الجعابي فيمن حدث هو
وولده عن النبي ص نقلته من خط مغلطاي انتهى. ٩٧٤:
أسلم بن عائذ المدني وفي نسخة ابن عابد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ٩٧٥:
أسلم بن عمرو مولى الحسين بن علي ع.
في ابصار العين ولم يذكر مستنده: كان اسلم هذا من موالي
الحسين بن علي ع وكان أبوه تركيا وكان ولده اسلم كاتبا. قال
بعض أهل السير والمقاتل انه خرج إلى القتال وهو يقول:
أميري حسين ونعم الأمير * سرور فؤاد البشير النذير
فقاتل حتى قتل فلما صرع مشى اليه الحسين ع فرآه وبه رمق يومي
إلى الحسين فاعتنقه الحسين ووضع خده على خده فتبسم وقال من مثلي وابن
رسول الله واضع خده على خدي ثم فاضت نفسه انتهى والبيت المذكور
هو مطلع ابيات منسوبة لشاب قتل أبوه في المعركة وكانت أمه معه وظاهره
انه غير اسلم المذكور. ثم ذكر في واضح التركي مولى الحارث المذحجي
السلماني انه كان غلاما تركيا شجاعا قارئا قال والذي أظن ان واضحا هذا
هو الذي ذكر أهل المقاتل انه برز يوم العاشر وهو يقول: البحر من ضربي
وطعني يصطلي البيتين قالوا ولما قتل استغاث فانقض عليه الحسين ع
واعتنقه وهو يجود بنفسه فقال من مثلي وابن رسول الله واضع خده على
خدى ثم فاضت نفسه انتهى ونقول ما ظنه قد ينافي ما ذكره أولا من أن
الذي جرى له ذلك هو اسلم بن عمرو لا واضح واحتمال أنهما واقعتان بعيد
جدا على أن البيتين المذكورين نسبهما محمد بن أبي طالب إلى غلام تركي
كان للحسين ع وفي مناقب ابن شهرآشوب كان للحر والظاهر أنه تحريف
قال محمد بن أبي طالب ثم خرج غلام تركي كان للحسين ع وكان قارئا
للقرآن فجعل يقاتل ويرتجز ويقول:
البحر من طعني وضربي يصطلي * والجو من سهمي ونبلي يمتلي
إذا حسامي في يميني ينجلي * ينشق قلب الحاسد المبجل
فقتل جماعة ثم سقط صريعا فجاء اليه الحسين فبكى ووضع خده على
خده ففتح عينيه فرأى الحسين فتبسم ثم صار إلى ربه انتهى فهذا يوشك
ان يكون هو اسلم بن عمرو المترجم لا واضح التركي مولى الحارث كما هو
(٣٠٣)

واضح وفي كتاب في الرجال لبعض المعاصرين ولم يذكر من أين نقله
اسلم بن عمرو مولى الحسين ع من شهداء الطف وقد ذكر أهل السير
والمقاتل انه اشتراه بعد وفاة أخيه الحسن ع ووهبه لابنه علي بن
الحسين وكان أبوه عمرو تركيا وكان اسلم كاتبا عند الحسين في بعض
حوائجه فلما خرج الحسين من المدينة إلى مكة كان اسلم ملازما له حتى اتى
معه كربلاء فلما كان اليوم العاشر وشب القتال استأذنه في القتال وكان قارئا
للقرآن فاذن له فجعل يقاتل ويرتجز حتى قتل من القوم جمعا كثيرا ثم سقط
صريعا فمشى اليه الحسين فرآه وبه رمق يومي إلى الحسين فاعتنقه الحسين
ووضع خده على خده ففتح عينيه فتبسم وقال من مثلي وابن رسول الله
واضع خده على خدي ثم فاضت نفسه انتهى ونحن قد راجعنا ما قدرنا
عليه من كتب المقاتل والسير فلم نعثر على ما ذكراه ولعله زاع عنه البصر. ٩٧٦:
أسلم القواس المكي.
ذكره الشيخ في رجال الصادق ع وذكر في رجال الباقر ع المكي
القواس وفي رجال الكشي في أسلم المكي مولى محمد بن الحنفية حدثني
حمدويه حدثني أيوب بن نوح حدثنا صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد
عن سلام بن سعيد الجمحي حدثنا اسلم مولى محمد بن الحنفية قال كنت
مع أبي جعفر ع جالسا مسندا ظهري إلى زمزم فمر علينا محمد بن عبد
الله بن الحسن وهو يطوف بالبيت فقال أبو جعفر يا اسلم أتعرف هذا
الشاب قلت نعم هذا محمد بن عبد الله بن الحسن فقال أما انه سيظهر و
يقتل في حال مضيعة ثم قال يا اسلم لا تحدث بهذا الحديث أحدا فإنه
عندك أمانة قال فحدثت به معروف بن خربوذ واخذت عليه مثلما أخذ علي
وكنا عند أبي جعفر غدوة وعشية أربعة من أهل مكة فسأله معروف عن هذا
الحديث فقال أخبرني عن هذا الحديث الذي حدثته فاني أحب أن أسمعه
منك فالتفت إلى أسلم فقال له يا أسلم فقال له جعلت فداك اني أخذت
عليه مثل الذي اخذته علي فقال أبو جعفر ع لو كان الناس كلهم لنا شيعة
لكان ثلاثة أرباعهم شكاكا والربع الآخر أحمق. حمدويه حدثني محمد بن
عبد الحميد عن يونس بن يعقوب قال: سئل اسلم المكي عن قول محمد
ابن الحنفية لعامر بن واثلة لا تبرح مكة حتى تلقاني وان صار امرك ان تأكل
العضه فقال أسلم معجبا بما روي عن محمد يا فطر الخياط وهو معهم ألست
شاهدنا حين حدثنا عامر بن واثلة ان محمد بن الحنفية قال له يا عامر ان
الذي ترجو انما خروجه بمكة فلا تبرحن مكة حتى تلقى الذي تحب وان صار
أمرك إلى أن تأكل العضه ولم يكن على ما روى أن محمدا قال له لا تبرح
حتى تلقاني انتهى وفي الخلاصة اسلم المكي مولى محمد بن الحنفية روي أنه
أفشى سر محمد بن علي الباقر ع وانه قال لو كان الناس كلهم لنا
شيعة لكان ثلثهم شكاكا والربع الآخر أحمق رواه الكشي عن حمدويه عن
أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن سلار بن سعيد
الجمحي ولا يحضرني الآن حال سلار فإن كان ثقة صح سند الحديث عنه
والا فالتوقف في روايته متعين انتهى قال الميرزا لا يخفى أن مقتضى ذلك
أن يكون سلار في الخلاصة تصحيف سلام وسلام بن سعيد مذكور في
رجال الصادق والباقر ع وفي رجال الباقر سلام بن سعيد
الأنصاري وفي رجال الصادق سلام بن سعيد المخزومي المكي مولى عطار
أسند عنه ولعل الجمحي لا ينافي ذلك أو تلك النسخة غير معتمدة وعلى كل
حال فلم أقف على توثيق له وأما سلار فلم أجده في هذه الطبقة والله أعلم
انتهى وستعرف ان المذكور في لسان الميزان سلام بالميم لا بالراء
وهو يؤيد أن ما في الخلاصة تصحيف ثم إن قوله لكان ثلثهم شكاكا الخ
الظاهر أيضا أنه تصحيف والصواب ثلاثة أرباعهم كما في غيره. وفي
التعليقة بعد ذكر رواية الكشي فيه إشعار بنزاهته عن الشك في دين الله
وصفاء عقيدته وكونه من خواصهم حيث اخبره بما لم يرض أن يطلع عليه
غيره ولو مثل معروف الجليل ولعله لذا قال في الخلاصة فإن كان ثقة صح
سند الحديث الخ أقول: العلامة في الخلاصة فهم الذم من الحديث
بافشائه سر الامام ع، ولذلك ذكره في القسم الثاني، وقوله روي أنه
أفشى الخ صريح في ذلك، فالرواية نسبت الشك إلى معروف حيث لم
يقنع باخبار أسلم حتى سال الامام ع والحمق إلى اسلم في إفشائه السر
واعتذاره بأنه أخذ عليه مثل ما اخذه الامام عليه من الكتمان فمراد العلامة
انه ان كان الحديث صحيحا يرد حديثه لثبوت ذمه بافشاء السر والا فيتوقف
فيه، والحق انه لا يدل على الذم لعدم تعمده مخالفة الامام ع وتأوله فيما
فعله حيث ظن أن الكتمان ليس عن مثل معروف وانه يكفي أخذه عليه ان
لا يخبر أحدا فكما ان ذم معروف بالشك لا يلتفت اليه كذلك ذمه هو
بالحمق، وأما المدح فمستفاد من كونه من خواصهم ع ومحل
سرهم واخباره بما لم يخبر به مثل معروف الجليل كما ذكره في التعليقة، لكن
قوله بنزاهته عن الشك في دين الله وصفاء عقيدته غير صحيح كما لا يخفى
إذ معروف لم يشك في دين الله حتى يكون هو منزها عن هذا الشك وانما
أراد التوثق من الخبر وأسلم سمع من الامام بلا واسطة ومعروف بالواسطة
فلذا أراد التوثق. وفي لسان الميزان: ذكر الطوسي في رجال الشيعة اسلم
المكي السواس مولى محمد بن الحنفية وقال كان يخدم محمد بن علي الباقر ولا
يقول بالكيسانية. قال: وروى حمدويه عن محمد بن عبد الحميد عن
يونس بن يعقوب سئل اسلم عن قول محمد بن الحنفية لعامر بن واثلة لا
تبرح بمكة حتى تلقاني ولو صار امرك إلى أن تأكل العضاه فأنكر اسلم وقال
لفطر ألست شاهدنا حين حدثنا عامر بن واثلة بهذا ان محمد بن الحنفية انما
قال له يا عامر ان الذي ترجوه انما يخرج بمكة فلا تبرح بمكة حتى تلقاه وان
صار امرك إلى أن تأكل العضاه ولم يقل لا تبرح حتى تلقاني. قال: وروى
حمدويه عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن شعبة عن
سلام بن سعيد الجمحي عن اسلم قال كنت مع أبي جعفر فمر علينا
محمد بن عبد الله بن الحسن يطوف فقال أبو جعفر يا اسلم أتعرف هذا؟
قلت نعم! قال اما انه سيظهر ويقتل في حال مضيعة لا تحدث بهذا أحدا
فإنه أمانة عندك. قال فحدثت به معروف بن خربوذ واستكتمه فسال عنه أبا
جعفر فأنكر علي وقال لو كان الناس كلهم شيعة لنا لكان ثلاثة أرباعهم
شكاكا والربع الآخر حمقى انتهى وقد وقع في نقل ابن حجر عدة
مخالفات إحداها إبدال القواس بالسواس ولعله من النساخ
ثانيها قوله قال وروى حمدويه الخ فيه أن الذي قال ذلك هو الكشي لا
الطوسي، وهذا في كتابه كثير عند ذكر رجال الشيعة ينقل ما ذكره رجل عن
غيره ثالثها إبدال العضه بالعضاة وكلاهما صحيح فالعضه في القاموس
كعنب والعضهة كعنبة والجمع عضاه وهي أعظم الشجر أو الخمط أو كل
ذات شوك أو ما عظم منها وطال انتهى. ٩٧٧:
أسلم بن كثير الأزدي الأعرج.
ذكره ابن طاوس في الاقبال في الزيارة التي رواها عن الناحية المقدسة
(٣٠٤)

في أصحاب الحسين ع. ٩٧٨:
أسلم بن مهوز أبو الغوث الطهوي المنبجي.
توفي سنة ٢٥٤ تقريبا كما في الطليعة.
والطهوي بضم الطاء وفتحها مع سكون الهاء وفتحها نسبة إلى
طهية كسمية قبيلة من تميم نسبوا إلى طهية اسم امرأة والقياس في النسبة
ضم الطاء وفتح الهاء ولكن سكنوا الهاء. نقله الجوهري وفي تاج العروس
هو قول سيبويه وفتح الطاء نقله الكسائي.
قال ابن شهرآشوب في المعالم في شعراء أهل البيت المتقين: أبو
الغوث الطهوي المنبجي شاعر آل محمد ع انتهى وفي
مقتضب الأثر للشيخ أبي عبد الله أحمد بن حمد بن عبد الله بن الحسن بن
عياش: أنشدني أبو منصور عبد المنعم بن النعمان العبادي قال: أنشدني
الحسن بن مسلم ان أبا الغوث المنبجي شاعر آل محمد ص
انشده بعسكر سر من رأى قال الوهبي: واسم أبي الغوث اسلم بن مهوز
من أهل منبج وكان البحتري يمدح الملوك وهذا يمدح آل محمد
ص، وكان البحتري أبو عبادة ينشد هذه القصيدة لأبي الغوث:
ولهت إلى رؤياكم وله الصادي * يذاد عن الورد الروي بذواد
محلى عن الورد اللذيذ مساغه * إذا طاف وراد به بعد وراد
فأعملت فيكم كل هوجاء جسرة * ذمول السرى تقتاد في كل مقتاد
أجوب بها بيد الفلا وتجوب بي * إليك وما لي غير ذكراك من زاد
فلما تراءت سر من را تجشمت * إليك تعوم الماء في مفعم الوادي
فأدت إلي تشكي ألم السرى * فقلت اقصري فالعزوم ليس بمناد
إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا * فحسبك من هاد يشير إلى هادي
مقاويل ان قالوا بهاليل ان دعوا * وفاة بميعاد كفاة لمرتاد
إذا أوعدوا اعفوا وان وعدوا وفوا * فهم أهل فضل عند وعد وايعاد
كرام إذا ما انفقوا المال انفدوا * وليس لعلم انفقوه من انفاد
ينابيع علم الله أطواد دينه * فهل من نفاد ان علمت لأطواد
نجوم متى نجم خبا مثله بدا * فصلى على الخابي المهيمن والبادي
عباد لمولاهم موالي عباده * شهود عليهم يوم حشر وإشهاد
هم حجج الله اثنتا عشرة متى * عددت فثاني عشرهم خلف الهادي
بميلاده الأنباء جاءت بشيرة شهيرة * فأعظم بمولود وأكرم بميلاد
قال وهي طويلة كتبنا منها موضع الحاجة إلى الشاهد انتهى ما في
مقتضب الأثر. ٩٧٩:
أسلم مولى ابن المدينة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع. ٩٨٠:
أسماء بن حارثة الأسلمي.
توفي سنة ٦٦ بالبصرة وهو ابن ٨٠ سنة عن الواقدي وقال غيره في
خلافة معاوية وولاية زياد وكان موت زياد سنة ٥٣.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال سكن المدينة
انتهى وفي الاستيعاب: أسماء بن حارثة الأسلمي يكنى أبا محمد ينسبونه
أسماء بن حارثة بن هند بن عبد الله بن غياث بن أسعد بن عمرو بن
عامر بن ثعلبة بن مالك بن أقصى الأسلمي وهو أخو هند بن حارثة وكانوا
اخوة عددا ذكرتهم في هند وكان أسماء وهند من أهل الصفة قال أبو هريرة
ما كنت أرى أسماء وهند ابني حارثة الا خادمين لرسول الله ص من طول
ملازمتهما بابه وخدمتهما إياه انتهى ولم يعلم أنه من موضوع كتابنا. ٩٨١:
أسماء بن حكيم الفزاري.
كان مع علي ع بصفين. روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين
قال: حدثني يحيى بن يعلى حدثني صباح المزني عن الحارث بن حصن عن
زيد بن أبي رجاء عن أسماء بن حكيم الفزاري قال: كنا بصفين مع علي
تحت راية عمار بن ياسر ارتفاع الضحى وقد استظللنا برداء احمر إذ اقبل
رجل يستقري الصف حتى انتهى الينا فقال: أيكم عمار بن ياسر
الحديث وذكرناه في ترجمة عمار. ٩٨٢:
أسماء بنت عقيل بن أبي طالب.
قال ابن شهرآشوب في المناقب انه لما قتل الحسين ع خرجت
أسماء بنت عقيل تنوح وتقول:
ما ذا تقولون ان قال النبي لكم * يوم الحساب وصدق القول مسموع
خذلتم عترتي أو كنتم غيبا * والحق عند ولي الأمر مجموع
أسلمتموه بأيدي الظالمين فما * منكم له اليوم عند الله مشفوع
ما كان عنه غداة الطف إذ حضروا * تلك المنايا ولا عنهن مدفوع ٩٨٣:
أسماء بنت عميس بن معد بن تيم بن الحارث بن كعب بن مالك بن
قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن
شهران بن عفرس بن اقتل وهو جماع خثعم.
هكذا ساق نسبها محمد بن سعد في الطبقات الكبير ومثله في
الاستيعاب الا أنه قال: ابن الحارث بن تيم بدل ابن تيم بن الحارث.
وجماعة بدل جماع زاد بعد خثعم ابن انمار قال على الاختلاف في انمار هذا
ثم قال: وقيل أسماء بنت عميس بن مالك بن النعمان بن كعب بن
قحافة بن عامر بن زيد بن بشر بن وهب الله الخثعمية من خثعم انتهى
وفي أسد الغابة عن ابن منده عميس بن مغنم بن تيم بن مالك بن قحافة بن
تمام بن ربيعة بن خثعم بن انمار بن سعد بن عدنان قال وقد اختلف في انمار
منهم من جعله من معد ومنهم من جعله من اليمن وهو أكثر قال ولا شك ان
ابن منده قد اسقط من النسب شيئا فإنه جعل بينها وبين معد تسعة آباء ومن
عاصرها من الصحابة بل من تزوجها بينه وبين معد عشرون أبا كجعفر وأبي
بكر وعلي وقد يقع في النسب تعدد بزيادة رجل أو رجلين اما إلى هذا الحد
فلا انتهى.
عميس بضم العين بوزن زبير ومعد في الإصابة بوزن سعد
ونسر بالنون المفتوحة والسين الساكنة مشكلة في الطبقات المطبوع
ومرسومة بالياء والشين في الاستيعاب وأسد الغابة واقتل بالمثناة الفوقانية
في الطبقات وبالباء الموحدة في الاستيعاب وأسد الغابة وهو خثعم كما
سمعت.
أمها
في طبقات ابن سعد أمها هند وهي خولة بنت عوف بن زهير بن
(٣٠٥)

الحارث بن حماطة بن جرش انتهى وزاد في أسد الغابة بعد الحارث
الكنانية.
أخواتها
في الاستيعاب: هي أخت ميمونة زوج النبي ص
وأخت لبابة أم الفضل زوجة العباس وأخت أخواتها، فأسماء وأختها
سلمى وأختها سلامة الخثعميات هن أخوات ميمونة لأم وهن تسع وقيل
عشر أخوات لأم وست لأم وأب انتهى ووجدت في مسودة الكتاب ولا
اعلم الآن من أين نقلته: وهي احدى النساء العشر اللواتي سماهن ص
الأخوات المؤمنات تسع منهن لأم واحدة وهي هند بنت عوف أم أسماء وقيل
هن تسع ثمان منهن لأم واحدة هي هند المذكورة فأخوات أسماء لأمها:
ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين. وأم الفضل زوجة العباس. وأختها لأبيها
سلمى بنت عميس زوجة حمزة سيد الشهداء ولهذا قيل فيها انها أكرم الناس
اصهارا فمن أصهارها النبي ص لأنه زوج أختها ميمونة وحمزة زوج أختها
سلمى والعباس زوج أختها لبابة أم الفضل وبعضهم قال ذلك في حق أمها
هند بنت عوف انتهى.
ما قيل في حقها
ذكر الشيخ في رجاله أسماء بنت عميس في أصحاب الرسول ص وفي
أصحاب علي ع وأسماء رضوان الله عليها من المهاجرات السابقات إلى
الاسلام روى محمد بن سعد في الطبقات الكبير بسنده انها أسلمت قبل
دخول رسول الله ص دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى ارض الحبشة
مع زوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له هناك عبد الله ومحمدا وعونا وقدم
بها جعفر المدينة عام خيبر ثم قتل عنها بمؤتة شهيدا في جمادى الأولى سنة
ثمان من الهجرة وروى ابن سعد في الطبقات أيضا بسنده انها لما قدمت من
ارض الحبشة قال لها عمر: يا حبشية سبقناكم بالهجرة فقالت: اي
لعمري لقد صدقت كنتم مع رسول الله ص يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم
وكنا البعداء الطرداء اما والله لآتين رسول الله ص فلأذكرن له ذلك فاتت
النبي ص فذكرت له ذلك فقال: للناس هجرة واحدة ولكم هجرتان وفي
رواية أخرى لابن سعد كذب من يقول ذلك، لكم الهجرة مرتين هاجرتم
إلى النجاشي وهاجرتم إلي. وبسنده عن أسماء انها قالت: أصبحت في
اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله ص ولقد هنات
يعني دبغت أربعين اهابا من أدم وعجنت عجيني وأخذت بني فغسلت
وجوههم ودهنتهم وهذا يدل على ما كانت عليه النساء العربيات من
حسن الإدارة ومزاولة الاعمال والعناية بأمر الأطفال وما ظنك بامرأة ذات
ثلاثة أطفال ليس معها معين وزوجها غائب تدبغ أربعين جلدا وتعجن
وتغسل أولادها وتدهنهم في صبيحة يوم فدخل علي رسول الله ص فقال:
يا أسماء أين بنو جعفر فجئت بهم اليه فضمهم وشمهم ثم ذرفت عيناه
فبكى فقلت اي رسول الله لعله بلغك عن جعفر شئ؟ قال: نعم قتل
اليوم. فقمت أصيح فاجتمع إلي النساء فجعل رسول الله ص يقول: يا
أسماء لا تقولي هجرا ولا تضربي صدرا ودخل على ابنته فاطمة وهي تقول
وا عماه فقال ص على مثل جعفر فلتبك الباكية ثم قال اصنعوا لآل جعفر
طعاما فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم. وروى ابن سعد أيضا ان أبا بكر
تزوج أسماء بنت عميس بعد جعفر بن أبي طالب فولدت له محمد بن أبي بكر
نفست به بذي الحليفة وفي رواية بالبيداء وهم يريدون حجة الوداع
فأمرها رسول الله ص ان تستثفر بثوب ثم تغتسل وتحرم وهي نفساء
أقول الظاهر أن هذا الغسل الذي امرها به هو غسل الاحرام المستحب.
ثم توفي عنها أبو بكر فتزوجها بعده علي بن أبي طالب قال ابن سعد قال
محمد بن عمر يعني الواقدي ثم تزوجت أسماء بنت عميس بعد أبي بكر
علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا انتهى وفي الاستيعاب: ولدت
له يحيى بن علي بن أبي طالب لا خلاف في ذلك وزعم ابن الكلبي ان
عون بن علي بن أبي طالب أمه أسماء بنت عميس الخثعمية ولم يقل هذا أحد
غيره فيما علمت أقول قد حكاه ابن سعد عن الواقدي كما مر وانما لم
يتزوجها علي ع بعد قتل أخيه جعفر لأن فاطمة ع كانت حية. وفي
أسد الغابة قيل: ان أسماء تزوجها حمزة وليس بشئ انما التي تزوجها حمزة
أختها سلمى بنت عميس انتهى وكان لمحمد بن أبي بكر يوم توفي أبوه
ثلاث سنين أو نحوها حكاه ابن سعد في الطبقات عن الواقدي فرباه أمير
المؤمنين ع فهو ربيبه وربي في حجره ومن هنا جاءه التشيع وجاءه أيضا
من قبل أمه. وكانت أسماء وهي عند زوجها أبي بكر تتشيع لعلي وتواليه
وتخبره ببعض ما يجري من الاسرار.
وروى كثير من أهل الآثار في خبر تزويج فاطمة الزهراء ع ان
رسول الله ص امر النساء بالخروج فخرجن مسرعات الا أسماء بنت عميس
فدخل النبي ص قالت أسماء فلما خرج رأى سوادي فقال: من أنت؟
قلت: أسماء بنت عميس قال: ألم آمرك أن تخرجي قلت بلى يا رسول الله
وما قصدت خلافك ولكني كنت حضرت وفاة خديجة فبكت خديجة عند
وفاتها فقلت لها أتبكين وأنت سيدة نساء العالمين وأنت زوجة النبي ص
ومبشرة على لسانه بالجنة. فقالت: ما لهذا بكيت ولكن المرأة ليلة زفافها لا
بد لها من امرأة تفضي إليها بسرها وتستعين بها على حوائجها وفاطمة حديثة
عهد بصبا وأخاف أن لا يكون لها من يتولى امرها حينئذ قالت أسماء بنت
عميس فقلت لها يا سيدتي لك عهد الله علي ان بقيت إلى ذلك الوقت ان
أقوم مقامك في ذلك الأمر، فبكى وقال: فاسال الله ان يحرسك من فوقك
ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من
الشيطان الرجيم. وممن صرح بوجود أسماء بنت عميس في زفاف فاطمة
الحاكم في المستدرك فإنه روى فيه بسنده عن أسماء بنت عميس قالت كنت
في زفاف فاطمة بنت رسول الله ص إلى أن قال ثم رجع فرأى سوادا
بين يديه فقال من هذا؟ فقلت: أنا أسماء قال: أسماء بنت عميس قلت
نعم قال جئت في زفاف ابنة رسول الله قلت نعم فدعا لي انتهى.
وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
تأليف محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي المتوفى سنة ٦٥٨ في خبر
تزويج فاطمة ع في حديث قال: فأقبلا يعني عليا وفاطمة حتى
جلسا مجلسهما وعندهما أمهات المؤمنين وبينهن وبين علي حجاب وفاطمة مع
النساء ثم اقبل النبي ص حتى دق الباب ففتحت له الباب أم أيمن فدخل
وخرجت النساء مسرعات وبقيت أسماء بنت عميس فلما بصرت برسول الله
ص مقبلا تهيات لتخرج فقال لها رسول الله ص على رسلك من أنت فقالت
انا أسماء بنت عميس بأبي أنت وأمي ان الفتاة ليلة بنائها لا غناء بها عن
امرأة ان حدث لها حاجة أفضت بها إليها فقال لها رسول الله ص ما أخرك
إلى ذلك فقلت: اي والذي بعثك بالحق ما اكذب والروح الأمين يأتيك
(٣٠٦)

فقال لها رسول الله ص فاسال إلهي ان يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن
بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم، ناوليني
المخضب واملئيه ماء، قال: فنهضت أسماء بنت عميس فملأت المخضب
ماء ثم اتته به فملأ فاه ثم مجه فيه ثم قال: اللهم انهما مني وأنا منهما اللهم
كما أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فاذهب عنهما الرجس وطهرهما
تطهيرا ثم دعا فاطمة ع فقامت اليه وعليها النقبة وازارها فضرب
كفا من ماء بين ثدييها وأخرى بين عاتقها وبأخرى على هامتها ثم نضح
جلدها وجسدها ثم التزمها ثم قال: اللهم انهما مني وأنا منهما اللهم فكما
أذهبت عني الرجس وطهرتني تطهيرا فطهرهما ثم امرها ان تشرب بقية الماء
وتتمضمض وتستنشق وتتوضأ ثم دعا بمخضب آخر فصنع به كما صنع
بالآخر ودعا عليا ع فصنع به كما صنع بصاحبته ودعا له كما دعا لها ثم
أغلق عليهما الباب وانطلق. فزعم عبد الله بن عباس عن أسماء بنت عميس
انه لم يزل يدعو لهما خاصة حتى وارته حجرته ما شرك معهما في دعائه أحدا
قال محمد بن يوسف قلت هكذا رواه ابن بطة العكبري الحافظ وهو
حسن عال. وذكر أسماء في هذا الحديث ونسبتها إلى بنت عميس غير
صحيح، وأسماء بنت عميس هي الخثعمية امرأة جعفر بن أبي طالب وهي
التي تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر وذلك بذي الحليفة مخرج
رسول الله ص في حجة الوداع، فلما مات أبو بكر تزوجها علي بن أبي طالب
فولدت له. وما أرى نسبتها في هذا الحديث الا غلطا وقع من بعض الرواة
أو من بعض الوراقين لان أسماء التي حضرت في عرس فاطمة ع انما
هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري وأسماء بنت عميس كانت مع
زوجها جعفر بأرض الحبشة هاجر بها الهجرة الثانية إلى ارض الحبشة
وولدت لجعفر بن أبي طالب أولاده كلهم بأرض الحبشة وبقي جعفر وزوجته
أسماء بأرض الحبشة حتى هاجر النبي ص إلى المدينة وكانت وقعة بدر وأحد
والخندق وغيرها من المغازي إلى أن فتح الله عز وجل على رسول الله ص
قرى خيبر في سنة سبع وقدم المدينة وقد فتح الله عز وجل على يديه وقدم
يومئذ جعفر بامرأته وأهله فقال النبي ص ما أدري بأيهما أسر بفتح خيبر أم
بقدوم جعفر. وكان زواج فاطمة من علي ع بعد وقعة بدر بأيام
يسيرة، فصح بهذا ان أسماء المذكورة في هذا الحديث انما هي أسماء بنت
يزيد، ولها أحاديث عن النبي ص روى عنها شهر بن حوشب وغيره من
الناس، حقق ذلك مؤلف هذا الكتاب محمد بن يوسف بن محمد
الكنجي من كتب الحفاظ من نقلة الاخبار انتهى.
أقول: اشتباه أسماء بنت عميس بأسماء بنت يزيد ممكن بان
يكون الراوي ذكر أسماء فتبادر إلى الأذهان بنت عميس لأنها اعرف لكن
ينافي ذلك ما مر من أنها حضرت وفاة خديجة وأسماء بنت يزيد أنصارية
من أهل المدينة لم تكن بمكة حتى تحضر وفاة خديجة مع أنه ورد ذكر جعفر في
خبر زفاف فاطمة ع في غير موضع في سيرة الزهراء ع فإذا
كان وقع الاشتباه في أسماء فكيف وقع في جعفر على أنه من الممكن الاشتباه
في ذكر جعفر أيضا كما وقع في ذكر أسماء فظن الراوي وجوده من وجود
زوجته أسماء. واحتمل في كشف الغمة أن تكون التي شهدت الزفاف
سلمى بنت عميس زوجة حمزة وان بعض الرواة اشتبه بأسماء لشهرتها وتبعه
الباقون وسلمى يمكن شهودها وفاة خديجة والله أعلم.
ومما يدل على اختصاص، أسماء باهل البيت ع وشدة حبها لهم
وللزهراء ع انها كانت موضع سرها ومحل حوائجها ولما مرضت أرسلت
خلفها وشكت إليها ان المرأة إذا وضعت على سريرها تكون بارزة للناظرين
لا يسترها الا ثوب فذكرت لها أسماء النعش المغطى الذي رأته بأرض
الحبشة فاستحسنته الزهراء ع حتى ضحكت بعد ان لم تكن ضحكت
بعد أبيها غير تلك المرة ودعت لها. وحضرت وفاتها وأعانت عليا ع على
غسلها ولم تدع أحدا يدخل عليها من أمهات المؤمنين ولا غيرهن سواها.
فقد ذكر جماعة ان فاطمة الزهراء ع لما مرضت دعت أم أيمن وأسماء بنت
عميس وعليا ع. وفي رواية ان أسماء بنت عميس قالت للزهراء ع
اني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا فان أعجبك اصنعه لك
فدعت بسرير فاكبته لوجهه ثم دعت بجرائد فشدتها على قوائمه وجعلت
عليه نعشا ثم جللته ثوبا فقالت فاطمة ع اصنعي لي مثله استريني سترك
الله من النار. وفي الاستيعاب بسنده ان فاطمة بنت رسول الله ص قالت
لأسماء بنت عميس اني قد استقبحت ما يصنع بالنساء انه يطرح على المرأة
الثوب فيصفها. فقالت أسماء يا بنت رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بأرض
الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة:
ما أحسن هذا وأجمله تعرف به المرأة من الرجل.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن علي بن الحسين عن ابن عباس
قال: مرضت فاطمة مرضا شديدا فقالت يا أسماء بنت عميس ألا ترين إلى
ما بلغت احمل على السرير ظاهرا فقالت أسماء لا لعمري ولكن اصنع لك
نعشا كما رأيت يصنع بأرض الحبشة قالت فأرينيه فأرسلت أسماء إلى جرائد
رطبة وجعلت على السرير نعشا وهو أول ما كان النعش قالت أسماء:
فتبسمت فاطمة وما رأيتها متبسمة بعد أبيها الا يومئذ الحديث. وروى
ابن عبد البر في الاستيعاب: ان فاطمة ع قالت لأسماء بنت عميس إذا
انا مت فاغسليني أنت وعلي ولا تدخلي علي أحدا. ومثله روى أبو نعيم في
الحلية ثم قال: فلما توفيت غسلها علي وأسماء. وفي روضة الواعظين: ان
فاطمة ع لما نعيت إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت
خلف علي فأحضرته إلى أن قال: فغسلها علي ع في قميصها واعانته على
غسلها أسماء بنت عميس قال ابن عبد البر في الاستيعاب: غسلها علي بن
أبي طالب مع أسماء بنت عميس. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن
أسماء بنت عميس قالت: غسلت انا وعلي فاطمة بنت رسول الله ص
انتهى وكان علي هو الذي يباشر غسلها وأسماء تعينه على ذلك وبهذا
يرتفع استبعاد بعضهم ان تغسلها أسماء مع علي وهي أجنبية عنه لأنها كانت
يومئذ زوجة أبي بكر. وفي بعض الأخبار انه امر الحسن والحسين ع
يدخلان الماء ولم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأم كلثوم وفضة
جاريتها وأسماء بنت عميس. قال ابن عبد البر في الاستيعاب: فلما توفيت
جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء لا تدخلي فشكت إلى أبي بكر فقالت: ان
هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بنت رسول الله ص وقد جعلت لها مثل هودج
العروس فجاء فوقف على الباب فقال يا أسماء ما حملك على أن منعت
أزواج النبي ص ان يدخلن على بنت رسول الله ص وجعلت لها مثل هودج
العروس. فقالت: امرتني ان لا يدخل عليها أحد واريتها هذا الذي
صنعت وهي حية فأمرتني ان اصنع ذلك لها. قال أبو بكر: فاصنعي ما
أمرتك ثم انصرف انتهى وفي بعض الروايات ان أسماء كانت عندها
حين وفاتها وانها أمرتها ان تأتي ببقية حنوط أبيها رسول الله ص وتضعه عند
رأسها.
(٣٠٧)

وفي الإصابة: يقال إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى
مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخبت ثدياها دما. روت أسماء عن النبي
ص انتهى.
الراوون عنها
في الاستيعاب: روى عن أسماء بنت عميس من الصحابة عمر بن
الخطاب وأبو موسى الأشعري وابنها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وزاد
في أسد الغابة ابن عباس والقاسم بن محمد حفيدها وعبد الله بن
شداد بن الهاد وهو ابن أختها وعروة بن الزبير وابن المسيب وغيرهم وزاد في
الإصابة حفيدتها أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب قال وكان عمر
يسألها عن تعبير المنام ونقل عنها أشياء من ذلك ومن غيره انتهى. ٩٨٤:
إسماعيل بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري.
إسماعيل اسم غير عربي قيل إنه سرياني معناه مطيع الله وذلك لان
ايل معناه الله واسماع معناه المطيع.
قال النجاشي: وجه من القميين ثقة له كتاب أخبرنا علي بن أحمد عن
محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار حدثنا محمد بن أبي الصهبان
حدثنا إسماعيل بن آدم بكتابه انتهى ويأتي إسماعيل بن سعد الأشعري
القمي وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة لا يبعد انه هو هذا وربما كان
اختصارا للنسب لا للمغايرة وجزم بذلك حفيده المحقق الشيخ محمد وقال
فيجتمع له تزكية الشيخ والنجاشي. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي
باب إسماعيل المشترك بين من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن آدم
الثقة برواية محمد بن أبي الصهبان عنه انتهى. ٩٨٥:
إسماعيل بن ابان.
قال النجاشي: إسماعيل بن ابان أخبرنا أبو العباس أحمد بن
علي بن نوح: حدثنا محمد بن هشام: حدثنا علي بن محمد ماجيلويه عن
أحمد بن محمد البرقي عن إسماعيل بكتابه وباخبار علي بن النعمان وبكتاب
موت المؤمن والكافر. وفي الفهرست: إسماعيل بن ابان له كتاب وأخبرنا
به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن
علي الصيرفي عنه. ثم قال بعد ذكر إسماعيل بن مهران
وإسماعيل بن دينار وإسماعيل بن بكر: إسماعيل بن ابان له كتاب رويناه عن أحمد بن عبدون
عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عن
إسماعيل انتهى واتحاد الكل غير بعيد وذكر الشيخ له في الفهرست
مرتين لا يدل على التغاير لأنه وقع مثله من الشيخ في الفهرست في حق
الرجل الواحد كثيرا فلعل ذكره مرتين لتعدد الطريق إلى كتابه. واستظهر
الميرزا في منهج المقال اتحاد الكل مع إسماعيل بن ابان الحناط الآتي وهو
ممكن اما استظهاره فمحل تأمل.
وفي مشتركات الطريحي يعرف إسماعيل انه ابن ابان برواية محمد بن
علي الصيرفي عنه ورواية أحمد بن محمد البرقي عنه وزاد الكاظمي رواية
إبراهيم بن سليمان عنه وزاد في جامع الرواة رواية إبراهيم بن محمد الثقفي
وإسماعيل بن إسحاق عنه. ٩٨٦:
إسماعيل بن ابان الأزدي الوراق أبو إسحاق الكوفي شيخ البخاري
وأحمد بن حنبل.
توفي سنة ٢١٦ في تهذيب التهذيب عن محمد بن عبد الله الحضرمي
وفي ميزان الاعتدال: توفي سنة ٢٨٦ ويمكن كون التاريخ الثاني تصحيفا
فقد نقل الميرزا في رجاله التاريخ الأول عن مختصر الذهبي وتقريب ابن
حجر.
في خلاصة تذهيب الكمال: شيعي عن إسرائيل وعبد الله بن واقد
وعبد الرحمن بن الغسيل وعنه البخاري وأحمد بن حنبل وابن معين والدارمي
وثقه احمد والبخاري انتهى. وعن تقريب ابن حجر إسماعيل بن ابان
الوراق الأزدي أبو إسحاق أو أبو إبراهيم كوفي ثقة تكلم فيه للتشيع مات
سنة ٢١٦ من التاسعة انتهى وفي ميزان الاعتدال: إسماعيل بن ابان
الأزدي الكوفي الوراق شيخ البخاري روى عن مسعر وعبد الرحمن الغسيل
حدث عنه يحيى واحمد وقال البخاري: صدوق وقال غيره كان يتشيع
وروى الحاكم عن الدارقطني أنه قال ليس عندي بالقوي انتهى وعن
مختصر الذهبي إسماعيل بن ابان الوراق عن مسعر وعدة وعنه البخاري
وأبو حاتم وثقه أحمد بن يحيى مات سنة ٢١٦ انتهى وفي تهذيب
التهذيب إسماعيل بن ابان الوراق الأزدي أبو إسحاق ويقال أبو إبراهيم
الكوفي روى عن عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل وإسرائيل ومسعر وعبد
الحميد بن بهرام وأبي الأخوص وعيسى بن يونس وعبد الله بن إدريس وابن
المبارك وخلق وعنه البخاري وروى له أبو داود والترمذي بواسطة وأحمد بن
حنبل ويحيى بن معين وأبو خيثمة وعثمان بن أبي شيبة والقاسم بن زكريا بن
دينار والدارمي وأبو زرعة وأبو حاتم والذهلي ويعقوب بن شيبة وجماعة من
آخرهم إسماعيل سمويه وأبو إسماعيل الترمذي قال أحمد بن حنبل
وأحمد بن منصور الرمادي وأبو داود ومطين ثقة وقال البخاري صدوق وقال
النسائي ليس به باس وقال ابن معين إسماعيل بن ابان الوراق ثقة
وإسماعيل بن ابان الغنوي كذاب وقال الجوزجاني إسماعيل الوراق كان
مائلا عن الحق ولم يكن يكذب في الحديث قال ابن عدي يعني ما عليه
الكوفيون من التشيع واما الصدق فهو صدوق في الرواية وقال البزاز: وانما
كان عيبه شدة تشيعه لا على أنه عير عليه في السماع وقال الدارقطني ثقة
مأمون وقال في سؤالات الحاكم عنه اثنى عليه احمد وليس هو عندي بالقوي
وقال ابن شاهين في الثقات قال عثمان بن أبي شيبة إسماعيل بن ابان
الوراق ثقة صحيح الحديث قيل له فان إسماعيل بن ابان عندنا غير محمود
قال كان هاهنا إسماعيل آخر يقال له ابن ابان غير الوراق وكان كذابا وقال
أبو احمد الحاكم ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن المديني لا باس به
وقال جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ثنا إسماعيل بن ابان الوراق أبو
إسحاق الكوفي وكان ثقة انتهى والجوزجاني صرح ابن حجر في مقدمة
فتح الباري انه كان ناصبيا منحرفا عن علي فلا نسمع قوله في شيعي
انتهى.
والمترجم يمكن اتحاده مع الأولين المذكورين في الفهرست ورجال
النجاشي. وعن جامع الرواة رواية سلمة بن الخطاب عن إسماعيل بن ابان
الوراق عن جعفر عن أبيه ع فيكون من أصحاب الصادق
ع وذلك ممكن وان كان بين وفاتيهما نحو ٦٨ سنة لان الصادق
ع توفي سنة ١٤٨ وهو توفي سنة ٢١٦ كما مرو في طبقات ابن سعد
(٣٠٨)

إسماعيل بن ابان الوراق ويكنى أبا إسحاق مولى لكندة. ٩٨٧:
إسماعيل بن ابان الحناط. توفي سنة ٢١٠ في ميزان الاعتدال وعن تقريب ابن حجر فما في منهج
المقال المطبوع عن تقريب ابن حجر انه سنة ٢١٦ قد زيد فيه ستة من
الناسخ وسبق الذهن إلى أنه مثل الأزدي الوراق المذكور قبله.
الحناط بائع الحنطة وفي نسخة الخياط بالخاء المعجمة والمثناة
التحتية. ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
إسماعيل بن ابان الغنوي الخياط الكوفي أبو إسحاق والظاهر أنه هو هذا
فان الطبقة لا تنافيه ويكون الشيخ قد اختصر ترجمته فلم يذكر كنيته وبعض
أوصافه ويكون الحناط والخياط قد صحف أحدهما بالآخر وقد مر احتمال
اتحاده مع إسماعيل بن ابان المطلق. أما ما ذكره غير أصحابنا فعن تقريب
ابن حجر: إسماعيل بن ابان الغنوي الخياط الكوفي أبو إسحاق متروك
رمي بالوضع مات سنة ٢١٠ وكذا في تهذيب التهذيب عن مطين. وفي
تاريخ بغداد: إسماعيل بن إسحاق الغنوي الكوفي حدث عن هشام ابن
عروة وإسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن جريح ومسعر بن كدام
وسفيان الثوري روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن أبي الثلج
وأحمد بن يزيد المؤدب الوليد الفحام وكان سئ الحال في الرواية وقدم
بغداد وحدث بها أحاديث تبين الناس كذبه فيها فتجنبوا السماع منه واطرحوا
الرواية عنه. وسال عبد الله بن أحمد بن حنبل أباه عن إسماعيل بن ابان
الغنوي فقال كتبنا عنه عن هشام بن عروة وغيره ثم حدث بأحاديث في
الحضرة أحاديث موضوعة أراه قال عن فطر أو غيره فتركناه ثم روى عن
يحيى بن معين قال: وضع إسماعيل بن ابان الغنوي حديثا عن فطر عن
أبي الطفيل عن علي قال السابع من ولد العباس يلبس الخضرة حديثا لم يكن منه
شئ. عن إسحاق بن عبد الله ابن أخت يحيى بن معين سألت أبا زكريا
عن حديث جرير تبنى مدينة بين دجلة ودجيل فقال حديث باطل ثم روى
عن يحيى بن معين أنه قال كان إسماعيل بن ابان يضع الحديث وانه قال:
إسماعيل بن ابان الغنوي كذاب لا يكتب حديثه وإسماعيل بن ابان الوراق
ثقة وقال علي بن المديني إسماعيل بن ابان الغنوي كتبت عنه وتركته وضعفه
جدا وقال أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي إسماعيل بن ابان ضعيف
الحديث يحدث عن ابن خالد وهشام بن عروة أدركناه ولم نكتب عنه شيئا.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: إسماعيل بن ابان الذي كان روى
بالكوفة عن هشام ظهر منه على الكذب. وقال البخاري: إسماعيل بن
ابان متروك الحديث هو أبو إسحاق الخياط الكوفي أراه الغنوي تركه
احمد. قال مسلم بن الحجاج: أبو إسحاق إسماعيل بن ابان الغنوي
الخياط متروك الحديث. وقال احمد ابن شعيب النسائي: إسماعيل بن ابان
يروي عن هشام بن عروة كوفي متروك الحديث وقال زكريا بن يحيى
الساجي: إسماعيل بن ابان الغنوي متروك الحديث عنده مناكير انتهى
وفي تهذيب التهذيب: إسماعيل بن ابان الغنوي الخياط أبو إسحاق
الكوفي روى عن إسماعيل بن أبي خالد والأعمش والثوري
ومسعر ومحمد بن عجلان وغيرهم وعنه إبراهيم بن سعيد الجوهري
وأحمد بن الوليد الفحام وسليمان الشاذكوني وأحمد بن عبيد بن ناصح
وإسحاق بن إبراهيم البغوي وخشيش بن اصرم وجماعة قال البخاري
متروك تركه احمد والناس وقال أبو زرعة وأبو حاتم ترك حديثه وقال النسائي
ليس بثقة وقال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقات وقال ابن معين
وضع أحاديث على سفيان لم تكن وقال مسلم والنسائي والعقيلي والدارقطني
والساجي والبزار متروك الحديث وقال الحاكم أبو احمد ذاهب الحديث وقال
أبو داود كان كذابا انتهى وفي ميزان الاعتدال إسماعيل بن ابان
الغنوي الكوفي الخياط ثم ذكر جملة مما مر من القدح فيه ومنها قال ابن حبان
كان يضع الحديث على الثقات وهو صاحب حديث السابع من ولد العباس
يلبس الخضرة ثم روى عن أحمد بن يحيى الكوفي ثنا إسماعيل بن ابان
أخبرني حبان بن علي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عن أم سلمة
مرفوعا قال: يقتل حسين على رأس ستين من مهاجرتي فيه أيضا سعد واه
انتهى ثم قال إسماعيل الخياط عن الأعمش منكر الحديث الظاهر أنه
ابن ابان المذكور انتهى وفي لسان الميزان قال أبو الفتح الأزدي كوفي
زائغ هو الذي روى عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله حديث جبلت
القلوب على حب من أحسن إليها قال الأزدي هذا الحديث باطل والحكاية
التي ذكرها عن الأعمش مع الحسن بن عمارة باطل قلت والذي ظنه
المؤلف صحيح هو ابن ابان الغنوي انتهى.
وقد علم مما مر ان الغنوي الخياط أو الحناط غير الأزدي الوراق شيخ
البخاري وان الوراق وثقه الجماعة ولم يذكره أصحابنا بمدح ولا قدح. ٩٨٨:
إسماعيل بن إبراهيم.
روى الكليني في باب الدعاء للاخوان بظهر الغيب من الكافي عن
محمد بن سليمان عنه عن جعفر بن محمد التميمي عن الحسين بن علوان
عن أبي عبد الله ع ويمكن كونه واحدا ممن يأتي ويمكن معرفته بملاحظة
الطبقة. ٩٨٩:
إسماعيل بن إبراهيم بن بزة القصير.
في الايضاح: إسماعيل القصير بالقاف المفتوحة ابن إبراهيم بن بزة
بالباء الموحدة المفتوحة والزاي المخففة انتهى وعن نسخة الشهيد على ما
نقله الشهيد الثاني بزة: بفتح الباء الموحدة وتشديد الزاي وعن نسخة
أخرى بضم الموحدة وتشديد المهملة نقله الشهيد معلما عليه في رجال
الشيخ. وفي رجال ابن داود إسماعيل بن إبراهيم القصير بن برة بفتح
الباء المفردة والراء المهملة وعن نسخة النجاشي بز من غير هاء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال إسماعيل بن
إبراهيم بن بزة القصير كوفي انتهى وقال النجاشي: إسماعيل
القصير بن إبراهيم بزة هكذا في النسخة المطبوعة باسقاط ابن قبل بزة
كوفي ثقة أخبرنا إجازة الحسين حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد حدثنا عبد
الله بن أحمد بن نهيك حدثنا علي بن الحسن حدثنا إسماعيل به انتهى
وفي الفهرست إسماعيل القصير له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن
هارون بن موسى التلعكبري عن ابن عقدة عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن
الطاطري عن محمد بن زياد عنه انتهى وفي الخلاصة إسماعيل
القصير بن إبراهيم بن بزة كوفي ثقة انتهى وفي لسان الميزان إسماعيل بن
إبراهيم بن بزة القصير الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة. روى
عن جعفر الصادق روى عنه علي بن الحسن وله مسند كثير
الفوائد قاله النجاشي انتهى والنجاشي لم يذكر الا رواية علي بن
(٣٠٩)

الحسن عنه كما سمعت. وفي مشتركات الطريحي الكاظمي: يعرف
إسماعيل أنه ابن إبراهيم بن بزة الثقة برواية علي بن الحسن ومحمد بن زياد
عنه وعن جامع الرواة رواية ابن أبي عمير عنه في باب تعجيل عقوبة الذنب
من الكافي. ٩٩٠:
إسماعيل بن إبراهيم الأحول أبو يحيى التيمي الكوفي.
في تهذيب التهذيب: روى عن عطاء بن السائب والأعمش
ويزيد بن أبي زياد وإبراهيم بن الفضل وغيرهم وعنه الحسن بن حماد سجادة
وأبو سعيد الأشج وعثمان بن أبي شيبة وأبو كريب وعدة. قال أبو حاتم
ضعيف الحديث وسالت عنه ابن نمير فقال ضعيف جدا وقال البخاري
ضعفه ابن نمير جدا وقال الترمذي يضعف في الحديث وقال النسائي ضعيف
وقال ابن عدي: ليس فيما يرويه حديث منكر المتن ويكتب حديثه. قلت:
وقال ابن المديني ومسلم والدارقطني ضعيف وقال ابن حبان: يخطئ حتى
خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد وقال الحاكم أبو احمد ليس بالقوي
عندهم وقال أبو داود شيعي. وقرأت بخط الذهبي قال ابن معين يكتب
حديثه انتهى وعن تهذيب الكمال قال ابن عدي له أحاديث حسان
وليس فيما يرويه حديث منكر المتن ويكتب حديثه انتهى وفي ميزان
الاعتدال ووضع عليه علامة ت ق للترمذي وابن ماجة وقال
إسماعيل بن إبراهيم أبو يحيى التميمي الكوفي عن مخارق ومطرف قال
محمد بن عبيد الله بن نمير ضعيف جدا وقال ابن المديني ضعيف وكذا ضعفه
غير واحد وما علمت أحدا أصلحه الا ابن عدي فإنه قال ليس فيما يرويه
حديث منكر المتن وقال ابن معين يكتب حديثه روى عنه الأشج وأبو كريب
أنبأنا سنقر الأسدي أنبأنا الصابوني أنبأنا السلفي أنبأنا ابن اشته ثنا محمد بن
علي الحافظ املاء ثنا جدي أحمد بن الحسن بن أيوب ثنا حاجب بن اركين
قال محمد وأنبأنا عبد الله بن عمر الجوهري بمرو حدثنا الحسين بن محمد بن
مصعب وأنبأنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا الحسن بن فيل الأنطاكي قالوا
أنبأنا محمد بن عمر بن هجاج ابنانا يحيى بن عبد الرحمن أنبأنا إسماعيل بن
إبراهيم التيمي حدثني نعيم بن ضمضم عن عمران الحميري عن عمار بن
ياسر قال سمعت رسول الله ص يقول إن لله ملكا أعطاه سمع العباد كلهم
وانه ليس من أحد يصلي علي صلاة الا بلغنيها واني سالت ربي ان لا يصلي
علي أحد الا صلى الله عليه عشرة أمثالها. تفرد به إسماعيل اسنادا ومتنا. ٩٩١:
أبو إبراهيم إسماعيل الديباج ابن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى ابن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
كان إسماعيل هذا مع بني الحسن الذين حبسهم المنصور بالهاشمية
ثم هدم السجن عليهم فقتلهم لما خرج عليه محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن
الحسن المثنى، في عمدة الطالب يقال له الشريف الخلاص وفي مقاتل
الطالبيين: إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب وهو الذي يقال له طباطبا وقيل إن ابنه إبراهيم طباطبا
وأمه ربيحة بنت محمد بن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية الذي يقال له
زاد الراكب أبو أم سلمة زوج النبي ص حدثني أحمد بن محمد بن سعيد
حدثنا يحيى بن الحسن حدثنا إسماعيل بن يعقوب حدثنا عبد الله بن موسى
قال سالت عبد الرحمن ابن أبي الموالي وكان مع بني الحسن بن الحسن في المطبق
كيف كان صبرهم على ما كانوا فيه قال كانوا صبراء وكان فيهم رجل مثل
سبيكة الذهب كلما أوقد عليها النار ازدادت خلاصا وهو إسماعيل بن
إبراهيم كان كلما اشتد عليه البلاء ازداد صبرا انتهى. ٩٩٢:
حسام الدين إسماعيل بن إبراهيم بن عطية البحراني.
له كتاب الأسرار الصافية والخلاصة الشافية في شرح المقدمة الكافية
الحاجبية فرع منه في جمادى الآخرة سنة ٧٩٥ توجد منه نسخة في المكتبة
الخديوية. مظنون التشيع باعتبار غلبة التشيع على أهل البحرين في ذلك
العصر وقبله وبعده. ٩٩٣:
إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر وفي نسخة عن مهاجر.
روى عنه أبو الحسن العرني في باب آداب المصدق من كتاب الزكاة.
وفي ميزان الاعتدال: إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي عن
أبيه وعبد الملك بن عمير وعنه أبو نعيم وطائفة ضعفه غير واحد وقال
البخاري في حديثه نظر وقال احمد أبوه أقوى منه ومن مناكيره وذكر له
حديثين مسندين أحدهما من باع دارا أو عقارا فليعلم انه مال قمن ان لا
يبارك له فيه الا ان يجعله في مثله والثاني مكة مباح لا تباع رباعها
انتهى وفي تهذيب التهذيب: إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر بن جابر
البجلي النخعي الكوفي روى عن أبيه إسماعيل بن أبي خالد وعبد الملك بن
عمير وعبادة بن يوسف. وعنه ابن نمير ووكيع وطلق بن غنام وعبد
الرحيم بن سليمان وأبو علي الحنفي وغيرهم. قال احمد أبوه: أقوى في
الحديث منه وقال ابن معين ضعيف وقال البخاري في حديثه نظر وقال
النسائي ضعيف. قلت: وقال أبو حاتم ليس بقوي يكتب حديثه وقال
الآجري: سألت أبا داود عنه فقال: ضعيف انا لا اكتب حديثه وقال ابن
الجارود ضعيف وقال البخاري في التاريخ الأوسط سمع منه إبراهيم
عجائب وقال ابن حبان كان فاحش الخطا وقال الساجي فيه نظر. قلت له
عند ابن ماجة حديث واحد منكر انتهى ويظن انه صاحب الترجمة كما
يظن تشيعه. ٩٩٤:
إسماعيل أبو احمد الكاتب الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع كما عين نسختين
مصححتين، ولكن الميرزا في منهج المقال والوسيط جعله من أصحاب
الصادق وكذا عن جامع الرواة، وقد قيل: ان الصواب كونه
من رجال الباقر ع وان رجال الصادق ع من كتاب الشيخ خالية
عنه، وما في النسخة المطبوعة من المنهج من جعله أبو حامد تحريف
والصواب أبو احمد كما هو كذلك كما في الوسيط. ٩٩٥:
إسماعيل أبو العلاء.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع إسماعيل يكنى أبا
العلاء من بني قيس بن ثعلبة انتهى. ٩٩٦:
إسماعيل بن أبي الحسن الحسيني الجرجاني.
له كتاب الاعراض الطبية والمباحث العلائية أهداه إلى مجلس العلاء
فارسي في الطب، هكذا وجدنا في مسودة الكتاب ولا نعلم الآن من أين
نقلناه. ٩٩٧:
إسماعيل بن أبي خالد.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر ع، ويأتي إسماعيل بن
(٣١٠)

أبي خالد محمد بن مهاجر الأزدي من أصحاب الصادق ع ويمكن كونهما
واحدا، ويأتي عن لسان الميزان إسماعيل بن خالد. ٩٩٨:
إسماعيل بن أبي زياد السكوني ويقال ابن زياد
يأتي بعنوان إسماعيل بن أبي زياد مسلم. ٩٩٩:
إسماعيل بن أبي زياد السلمي الكوفي.
في الايضاح: السلمي بضم السين.
قال النجاشي: إسماعيل بن أبي زياد السلمي ثقة كوفي، وذكره
الشيخ في أصحاب الصادق ع وقال: إسماعيل بن زياد فكان لفظ أبي
سقط من الناسخ، وفي لسان الميزان عن ابن طي أنه ذكر إسماعيل بن أبي
زياد السلمي قال الطوسي: كوفي ثقة من رجال الشيعة روى عنه عبد
الله بن المغيرة انتهى ويأتي عن مشتركات الطريحي والكاظمي أن
إسماعيل بن أبي زياد السلمي الثقة لم نظفر له بأصل ولا كتاب، وفي
الخلاصة: إسماعيل بن أبي زياد السلمي كوفي ثقة. ١٠٠٠:
إسماعيل بن أبي سارة.
قال المحقق البهبهاني في التعليقة: في الكافي في الصحيح عن ابن أبي
عمير عنه وفيه إشعار بوثاقته لما ذكر من أنه لا يروي الا ثقة ويحتمل أن
يكون أخا الحسن بن أبي سارة فيشير إلى نباهته. ١٠٠١:
إسماعيل بن أبي سمال.
يأتي بعنوان إسماعيل بن أبي بكر محمد بن الربيع بن أبي سمال. ١٠٠٢:
إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت.
كان حيا سنة ٢٣٢.
مر الكلام على آل نوبخت عموما في الجزء الخامس وأن أول من
أسلم منهم نوبخت جد إسماعيل هذا، ومر هناك خبره مع المنصور أنه كان
منجما وكان في خدمة المنصور ولما شاخ وضعف عن الخدمة قام مقامه ابنه أبو
سهل، وذكرنا أنه لا دليل على تشيعهما إن لم تكن صحبتهما للمنصور تدل
على العكس، وكان لأبي سهل عدة أولاد والمذكور منهم في الكتب والأشعار
عشرة: إسماعيل، سليمان، داود، إسحاق، علي، هارون، محمد، فضل،
عبد الله سهل، وكان لأولاد أبي سهل هؤلاء ارتباط ومعاشرة مع أبي نواس
الشاعر المشهور، وكان في دورهم ينظم ملح أشعاره وطرائفها فقد قال
حمزة بن الحسن الأصبهاني جامع شعر أبي نواس عند ذكر أبيات لأبي نواس:
وقد روى النيبختيون خبر هذه الأبيات من جهة أخرى قالوا حضر أبو نواس
مع جماعة سطحا عاليا من سطوح بني نيبخت يطلبون هلال الفطر الخبر
وقال في موضع آخر: ذكر النيبختيون أن أبا نواس عنى عبد الله بن أبي
سهل بن نيبخت بقوله وذكر البيت فاجابه عنه أخوه. كل ذلك يدل على
ما له بهم من الاختلاط، وكان إسماعيل صاحب الترجمة من أشهر أولاد أبي
سهل وله أخبار مشهورة مع أبي نواس، وهو الذي جمع أخبار أبي نواس
وأشعاره في جملة من فعل ذلك مثل حمزة الأصفهاني وغيره، ولأبي نواس
مدح فيه كقوله في موسى بن محمد الصيني وإسماعيل بن أبي سهل كما في
ديوانه:
ولم أر كالصيني ظرفا ولا أرى * أبا منزل في المجد كابن أبي سهل
فهذا له طبع كماء غمامة * وهذا له حلم ينيف عن الجهل
ومع ذلك فقد هجاه بعده قطع موجودة في ديوانه، قال الجاحظ في
كتاب البخلاء: كان أبو نواس يرتعي على خوان خبز إسماعيل بن
نيبخت كما ترتعي الإبل في الحمض بعد طول الخلة ثم كان جزاؤه منه أن
قال:
خبز إسماعيل كالوشي * إذا ما انشق يرفا
وقال:
وما خبزه إلا كليب بن وائل * ليالي يحمي عزه منبت البقل
والبيتان من قطعتين في ديوان أبي نواس هكذا: وقال يهجو إسماعيل
ابن أبي سهل بن نيبخت:
على خبز إسماعيل واقية البخل * فقد حل في دار الأمان من الأكل
وما خبزه الا كاوى يري ابنه * ولم ير آوى في حزون ولا سهل
وما خبزه الا كعنقاء مغرب * تصور في بسط الملوك وفي المثل
يحدث عنها الناس من غير رؤية * سوى صورة ما أن تمر ولا تحلي
وما خبزه الا كليب بن وائل * ومن كان يحمي عزه منبت البقل
وإذ هو لا يستب خصمان عنده * ولا الصوت مرفوع بجد ولا هزل
فان خبز إسماعيل حل به الذي * أصاب كليبا لم يكن ذاك من ذل
ولكن قضاء ليس يسطاع رده * بحيلة ذي مكر ولا فكر ذي عقل
وقال يهجوه:
خبز إسماعيل كالوشي * إذا ما انشق يرفا
عجبا من أثر الصنعة * فيه كيف يخفى
إن رفاءك هذا * احذق الأمة كفا
وإذا قابل بالنصف * من الجردق نصفا
يلصق النصف بنصف * فإذا قد صار ألفا
ألطف الصنعة حتى * لا ترى مغرز أشفى
مثل ما جاء من التنور * ما غادر حرفا
وله في الماء أيضا * عمل أبدع ظرفا
مزجه العذب بماء * البئر كي يزداد ضعفا
فهو لا يسقيك منه * مثل ما يشرب صرفا
وقال يهجوه أيضا بأبيات أعرضنا عنها لما فيها من الفحش وآخرها:
سيبقى بقاء الدهر ما قلت فيكم وأما الذي قد قلتموه فريح
وقال أيضا يهجوه:
قد قشرت العصا ولم أعلق * السير وأعددت للهجاء لساني
فاحذروا صولتي وموضع شعري * واتقوا أن يزوركم شيطاني
يا نداماي يا بني نوبخت * لا يضيعن بينكم طيلساني
مائتا درهم شراه ولكن * ليس ترضي أخاكم المائتان
انما زرتكم لموضع ربح * لم أزركم لموضع الخسران
وقد اشتهرت أهاجي أبو نواس في إسماعيل هذا حتى تمثل بها
الأدباء، حكى ياقوت في معجم الأدباء أن أبا زيد المروزي وأبا حيان
علي بن محمد التوحيدي قصدا منزل ذي الكفايتين علي بن محمد بن العميد
(٣١١)

فلم يأذن لهما الحاجب وقال إنه كان يأكل فقال أبو زيد المروزي على خبز
إسماعيل الأبيات. وبقي المترجم حيا بعد أبي نواس ولم يقل فيه إلا
خيرا، ذكر ابن خلكان في ترجمة أبي نواس الحسن بن هانئ: قال
إسماعيل بن نوبخت: ما رأيت قط أوسع علما من أبي نواس ولا أحفظ
منه مع قلة كتبه ولقد فتشنا منزله بعد موته فما وجدنا له الا قمطرا فيه جزاز
مشتمل على غريب ونحو لا غير، وكان المترجم من ندماء المأمون وأدباء
مجلسه كما عن تاريخ بغداد لابن طيفور، ويروي عن المترجم يوسف بن
إبراهيم الكاتب حكاه ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة يوسف المذكور،
وحكى الطبري في تاريخه في حوادث سنة ٢٣٢ أنه كان يحضر الواثق في
مرضه الذي مات فيه جماعة من الأطباء والمنجمين منهم الحسن بن سهل
وأخو الفضل بن سهل ذي الرياستين وإسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت
ومن ذلك يعلم أنه كان حيا سنة ٢٣٢ كما ذكرناه. ١٠٠٣:
إسماعيل بن أبي عبد الله.
قال النجاشي: إسماعيل بن علي وإسماعيل بن أبي عبد الله ذكر
أصحابنا أن لهما كتاب خطب قال الحسين بن عبيد الله أخبرنا أحمد بن جعفر
حدثنا أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عنهما
انتهى وعن جامع الرواة يروي عنه محمد بن عيسى الأشعري وأبو محمد
الرازي. ١٠٠٤:
إسماعيل بن أبي فديك
عده المجلسي ممدوحا وفي الفقيه روى محمد بن سنان عن المفضل بن
عمر عنه وهو غير مذكور في كتب رجالنا لكن للصدوق طريق إلى كتابه في
مشيخة الفقيه وعن تقريب ابن حجر: إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك
والد محمد صدوق من السادسة وفي العدة الظاهر أنه هو الذي قال فيه ابن
حجر: إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك والد محمد وذكر أنهما صدوقان وفي
الفقيه في باب الدين والقرض روى إسماعيل بن قديد عن أبي عبد الله عن
أبيه ع قال إن الله عز وجل مع صاحب الدين حتى يؤديه ما لم
يأخذه مما يحرم عليه والظاهر أن المترجم صحف فيه فديك بقديد وروايته
عن الصادق ع تشعر بتشيعه مضافا إلى عد الصدوق كتابه من الكتب
المعتمدة وفي التعليقة: لا يبعد أن يكون هو إسماعيل بن دينار الثقة الآتي
لما نقل عن بعض العامة ان اسم أبي فديك دينار انتهى وفي تهذيب
التهذيب إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك دينار روى عنه ابنه محمد.
قلت: روى عن أبي الغيث وثور بن زيد الدؤلي وقرأت بخط الذهبي أنه
وثق ثم رأيته في ثقات ابن حبان في الطبقة الثالثة وصرح ابن أبي حاتم عن
أبيه وأبي زرعة بان اسم ابن فديك مسلم فالله أعلم انتهى وفي ميزان
الاعتدال إسماعيل بن مسلم الدؤلي المدني ويقال ابن أبي فديك وفي خلاصة
تذهيب الكمال إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك والد محمد صدوق وفي
تاج العروس أبو إسماعيل محمد بن محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي
فديك دينار من ثقات أصحاب الحديث، نقله الصاغاني. قلت وهو مدني
مشهور وقد تكلم فيه ابن سعد انتهى وبذلك يقوى احتمال كونه
إسماعيل بن دينار الآتي انتهى. ١٠٠٥:
إسماعيل بن أبي القاسم بن أحمد أبو إسحاق الديلمي.
في لسان الميزان روى عن أبي منصور نصر بن عبد الجبار القزويني
روى عنه أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري في كتاب بشارة المصطفى
لشيعة المرتضى وكان من رجال الشيعة ذكره ابن أبي طي. ١٠٠٦:
إسماعيل بن أبي يحيى الهاشمي مولاهم الكوفي الصيرفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع هكذا في منهج
المقال وغيره وذكره ابن حجر في لسان الميزان نقلا عن رجال الطوسي في
باب إسماعيل بن يحيى كما سيأتي ولعله هو الصواب. ١٠٠٧:
إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الحلبي.
توفي سنة ٤٤٧.
في لسان الميزان قال ابن أبي طي امام فاضل في الحديث وفقه أهل
البيت. وروى عن أبيه ومحمد بن جعفر بن أبي الزبير وجعفر بن محمد بن
الحجاج. روى عنه ابنه عبد الله ولإسماعيل أسفار في فنون شتى
انتهى. ١٠٠٨:
السيد إسماعيل بن أحمد العقيلي المازندراني الطبرسي النوري
النجفي.
توفي غرة شعبان سنة ١٣٢١ في الكاظمية ودفن في الصحن
الشريف.
فقيه جليل محدث كامل من العلماء المجاورين في النجف ومن الفقهاء
الزهاد تخرج بالميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ويعبر عنه في كتبه بالسيد
الأستاذ والميرزا حبيب الله الرشتي وغيرهما كانت له الإمامة داخل المشهد
الشريف. وفي المآثر والآثار: عالم عامل وفقيه فاضل أقام مدة في طهران
والآن هو مجاور في العتبات المقدسة في العراق له عدة تآليف بالفارسية في
العقائد والأخلاق مطبوعة انتهى صنف:
١ كفاية الموحدين في أصول الدين في عدة مجلدات مطبوع.
٢ وسيلة المعاد في شرح نجاة العباد كبير مطبوع ويعلم من ملاحظة
الكتابين كثرة اطلاعه وتبحره.
٣ كتاب في أصول الفقه رآه صاحب الذريعة عند صهره الشيخ
علي المدرس الطهراني وصنف بالفارسية في الآداب والكلام. ١٠٠٩:
إسماعيل بن الأرقط.
يأتي بعنوان إسماعيل بن محمد الأرقط بن عبد الله الباهر ابن الإمام
زين العابدين ع. ١٠١٠:
إسماعيل الأزرق.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع ويأتي بعنوان
إسماعيل بن سلمان الأزرق.
تنبيه
ذكرنا في إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب كتاب
الياقوت أن صاحب رياض العلماء وتبعه بعض المعاصرين قال إن اسمه
إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل ونسب اليه كتاب الياقوت وقلنا إن ذلك
سهو منه وأن الصواب أن اسمه إبراهيم بن إسحاق والآن وجدنا في فهرست
(٣١٢)

مكتبة المجلس في طهران المطبوع أن كتاب الياقوت هو من مصنفات أبي
إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن نوبخت وعليه شرح للعلامة الحلي اسمه
أنوار الملكوت انتهى والصواب كما مر أن مؤلف كتاب الياقوت اسمه
إبراهيم لا إسماعيل وانما نبهنا على ذلك هنا لئلا يرى أحد أن اسمه
إسماعيل فيظن أننا أغفلناه، وبهذه المناسبة نقول أن إبراهيم هذا من أهل
الصنف الأول من القرن الرابع وأنه من العجب أنه لم يترجم ببسط في
كتب أصحابنا مع أنه من أجلاء المتكلمين من قدمائهم وعلى كتابه الياقوت
شرح لابن أبي الحديد شارح النهج. ١٠١١:
إسماعيل بن إسحاق.
وقع في طريق الصدوق في باب طلاق الحامل من الفقيه وفي التعليقة
إسماعيل بن إسحاق يحتمل كونه ابن علي بن إسحاق النوبختي انتهى. ١٠١٢:
الشيخ إسماعيل ابن الشيخ أسد الله ابن الحاج إسماعيل التستري
الكاظمي.
توفي سنة ١٢٤٦ بالطاعون ولم يبلغ عمره الثلاثين لأنه كان في سنة
وفاة أبيه لم يبلغ الحلم وهو ابن الشيخ أسد الله الشهير المتقدم صاحب
المقابيس وكان أعجوبة دهره فائقا على جميع فضلاء عصره متصفا بكل
وصف جميل صالحا تقيا فقيها فاضلا ذكيا ألمعيا مشهودا باجتهاده من أغلب
علماء عصره زاهدا عابدا متعاهدا أحوال العجزة والمساكين اختطفته يد
المنون في عنفوان شبابه قرأ على والده وبعده على السيد عبد الله
شبر وله كتب منها المنهاج في أصول الفقه وجملة وافرة في الفقه ورسالة في
أصول الدين ورسالة في الفتوى ومناسك الحج إلى غير ذلك من الحواشي
وأجوبة المسائل. ١٠١٣:
الحاج إسماعيل الأصفهاني الخاتونابادي.
في تكملة أمل الأمل للشيخ عبد النبي القزويني: من أعاظم العلماء
وأكابر الفقهاء معاصر رأيت المشايخ والعلماء يثنون عليه كثيرا ويمدحونه
مدحا بليغا ويصفونه بالتحقيق والتدقيق وسمعت أنه كان ماهرا في الموسيقي
الذي هو أشكل العلوم وكان يدرس موسقى الشفاء في المسجد الجامع
السلطاني ومن همته في تحصيل العلوم أنه قرأ شرح المطالع عند الأستاذ في
سبع عشرة سنة كان زاهدا تقيا يلبس الخشن ويأكل الجشب وكانت له
أموال كثيرة وهبها لأخيه وشرط عليه أن يطعم العلماء والزهاد والفقراء في
الأيام والليالي المباركة من كل سنة والأطعمة الفاخرة وحكي أنه جاء اليه
السلطان أشرف القليجاوي زائرا فلم يقم له وجلس السلطان عنده متأدبا
ومكث ساعة ثم مضى معظما له. ١٠١٤:
الأمير إسماعيل الأصفهاني الخاتون آبادي.
في تكملة أمل الأمل للقزويني: من العلماء المشهورين بالفضل المعروفين
بالتحقيق والحق أنه وان حقق ودقق لكن أفكاره غير ناضجة وذهنه سطحي
له شرح مبسوط على أصول الكافي وحواش مدونة على شرح الاهيات
والإشارات ورسائل متعددة في الحكمة وغيرها. ١٠١٥:
إسماعيل الأعمش.
هو إسماعيل بن عبد الله الأعمش الآتي. ١٠١٦:
إسماعيل بن أمية.
توفي سنة ١٤٤ قاله ابن سعد وقال ابن حبان سنة ١٣٩ في حبس داود
ابن علي وقيل سنة ١٢٩.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وعن تقريب
ابن حجر إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي
ثقة ثبت من السادسة مات سنة ١٤٤ وقيل قبلها وعن مختصر الذهبي
إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد الأموي عنه السفياني وبشر بن المفضل
ثقة له نحو ستين حديثا مات سنة ١٢٩ مائة وتسع وعشرين هكذا بالعربي
ولو كان بالرقم الهندي لاحتمل تصحيف الثلاثين بالعشرين لكن كتابة هذا
بالعربي يقوي أنه صحف العشرون بالثلاثين في المحكي عن ابن حبان. وفي
تهذيب التهذيب: إسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن
أمية بن عبد شمس الأموي ابن عم أيوب بن موسى روى عن ابن المسيب
ونافع مولى ابن عمر وعكرمة مولى ابن عباس وسعيد المقبري وأبي الزبير
والزهري ومكحول الشامي ومحمد بن يحيى بن حبان وجماعة. وعنه ابن
جريح والثوري وروح بن القاسم وأبو إسحاق الفزاري وابن اسحق ومعمر
ويحيى بن أيوب المصري ويحيى بن سليم الطائفي وابن عيينة وغيرهم. قال
علي عن ابن عيينة: لم يكن عندنا قرشيان مثل إسماعيل بن أمية وأيوب بن
موسى وقال أحمد: إسماعيل أكبر من أيوب وأحب إلي وفي رواية: أقوى
وأثبت وقال ابن معين والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم ثقة. زاد أبو حاتم
رجل صالح وقال الدارقطني في حديث معمر عن إسماعيل بن أمية عن
عياض بن عبد الله بن أبي سرح عن أبي سعيد في زكاة الفطر خالفه
سعيد بن مسلمة عن إسماعيل بن أمية عن الحارث بن أبي ذباب عن عياض
والحديث محفوظ عن الحارث ولا نعلم إسماعيل روى عن عياض شيئا وقال
ابن سعد كان ثقة كثير الحديث مات سنة ١٤٤ وقال غيره مات سنة ١٣٩
قلت هذا قول ابن حبان في الثقات زاد في حبس داود بن علي وهكذا حكاه
البخاري في تاريخه عن بقية بن الوليد وتابعه على ذلك يعقوب بن سفيان
وإسحاق القراب والكلاباذي وغيرهم وقال العجلي مكي ثقة وفي صحيح
مسلم التصريح بقول إسماعيل أنا عياض وفيه رد لقول الدارقطني المتقدم
وقال الذهلي ثنا علي هو ابن المديني سمعت سفيان قال كان إسماعيل حافظا
للعلم مع ورع وصدوق وقال الزبير بن بكار كان فقيه أهل مكة وقال أبو
داود مات إسماعيل في سجن داود وذكره ابن المديني في الطبقة الثالثة من
أصحاب نافع انتهى. ١٠١٧:
المولى إسماعيل البروجردي.
توفي في عشر الستين بعد المئة والألف.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان عالما صالحا ورعا زاهدا قانعا امام الجماعة
واعظا رأيته في بروجرد مرارا وتفاوضنا في بعض المسائل وكان له ميل إلى
تصفية الباطن والاصغاء إلى خرافات الصوفية واشتد ذلك به أخيرا فتغيرت
أحواله. وفي تكملة أمل الآمل للقزويني: مولانا إسماعيل البروجردي كان
عالما فاضلا بارعا في التحقيق لكن أضله رجل من الصفوية فصار منهم
انتهى.
(٣١٣)

١٠١٨: إسماعيل بن بزيع. بالباء المفردة والزاي المكسورة والياء المثناة تحت ذكره الشيخ في رجاله
في أصحاب الرضا والجواد ع وحكى ابن داود توثيقه عن
الكشي وليس لذلك أثر في رجال الكشي وهذا من أغلاط رجال ابن داود
الكثيرة التي قالوا عنها. ١٠١٩:
إسماعيل بن بشار البصري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع كما في بعض النسخ
ويأتي ابن يسار بالمثناة تحت والمهملة وقال الميرزا في رجاله وهو الغالب في
كتب الحديث وهو المحكي عن نسخة مصححة متقنة وهو الذي نقله في
جامع الرواة عن النسخ المعتمدة من كتب الحديث انتهى. ١٠٢٠:
إسماعيل البصري.
روى الكليني في روضة الكافي عن حميد بن زياد عن الحسن بن
محمد الكندي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن أبان بن عثمان
عن إسماعيل البصري قال: سمعت أبا عبد الله ع يقول:
أتقعدون في المكان فتتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرأون ممن شئتم وتتولون
من شئتم قلت: نعم. قال: وهل العيش الا هكذا. وعن جامع الرواة:
أنه نقل رواية معاوية بن عثمان ومحمد بن علي القرشي وأبان بن عثمان عنه
وروايته عن منصور بن يونس وأحمد بن حبيب انتهى والظاهر أنه هو
أحمد بن بشار أو يسار البصري المتقدم والآتي. ١٠٢١:
إسماعيل بن بكر.
قال النجاشي: كوفي ثقة له كتاب أخبرنا أحمد بن عبدون حدثنا عبد
الله بن أحمد الأنباري حدثنا أحمد بن محمد بن رباح حدثنا إبراهيم بن سليمان
عنه. وفي الخلاصة إسماعيل بن بكر كوفي ثقة انتهى وفي الفهرست
إسماعيل بن دينار وإسماعيل بن بكر لهما أصلان أخبرنا بهما أحمد بن عبدون
عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان بن حبان
عنهما وقال الشيخ في من لم يرو عنهم ع: إسماعيل بن دينار
وإسماعيل بن بكر لهما أصلان ولعلهما صحيحان انتهى وفي المعالم:
إسماعيل بن دينار وإسماعيل بن بكير لهما أصلان انتهى وفي لسان
الميزان: إسماعيل بن بكير الكوفي ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة وقال: روى
عنه إبراهيم بن سليمان بن حبان التيمي وقال الطوسي: كان يحفظ أحاديث
ورواها ويعرف صحيحها من فاسدها انتهى ولا يخفى عدم وجود جميع
ما ذكره في كتب من نقل عنه مما في أيدينا وقد علم أنه في المعالم واللسان ابن
بكير بالتصغير وكذا في بعض نسخ الفهرست وفي رجال ابن داود قال أبو
علي ولعله الأصح وفي غيرها مكبر. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي
يعرف إسماعيل أنه ابن بكر الثقة برواية إبراهيم بن سليمان عنه. ١٠٢٢:
مولانا إسماعيل التبريزي.
في تكملة أمل الآمل للقزويني: كان من علماء تبريز وشيخ الاسلام
فيها متوسط في العلم ساعيا في اجراء أمور الدين مجراها في الغاية متشددا في
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تزوج امرأة مثرية فانفق جميع ثروتها برضاها
في وجوه الخير وبنى مدرسة عرفت باسمه وكانت ثروتها عشرة آلاف تومان. ١٠٢٣:
الحاج إسماعيل التستري والد الشيخ أسد الله صاحب المقابيس.
قال في حقه صاحب القوانين في اجازته لولده الشيخ أسد الله: المولى
الأولى العالم الصالح الورع التقي الحاج إسماعيل التستري. وقال في حقه
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في اجازته لولده المذكور مولانا العالم
العامل الحاج إسماعيل. ولم يزد السيد محمد مهدي الأصفهاني الشهرستاني
الحائري في اجازته لولده المذكور على قوله المنتقل إلى جوار ربه الجليل المولى
إسماعيل وكذلك لم يزد السيد علي صاحب الرياض في اجازته لولده المذكور
على قوله المولى الورع الجليل كهف الحاج والمعتمرين الحاج إسماعيل ولم يزد
الشيخ أحمد زين الدين في اجازته لولده المذكور على قوله الجليل النبيل
الحاج إسماعيل كما مر ذلك كله في ترجمة ولده ويعلم من مجموع ذلك
انخراطه في سلك أهل العلم والورع والتقوى والصلاح. ١٠٢٤:
السيد إسماعيل التوني.
توفي سنة ١٢٦٠.
التوني نسبة إلى تون بلدة من أعمال خراسان.
في نجوم السماء: كان من فضلاء عصره ومجتهدي زمانه وكان جميع
أهل خراسان من معاصريه المعروفين يعترفون بفضله واجتهاده. ١٠٢٥:
إسماعيل بن جابر الجعفي أو الخثعمي الكوفي.
قال النجاشي: إسماعيل بن جابر الجعفي الكوفي روى عن أبي جعفر
وأبي عبد الله ع وهو الذي روى حديث الأذان له كتاب ذكره
محمد بن الحسن بن الوليد في فهرسته أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد حدثنا
محمد بن الحسن عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عنه. وفي
الفهرست: إسماعيل بن جابر له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن
ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد الله صفوان عنه ورواه
حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل القرشي عنه وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع: إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي
ثقة ممدوح له أصول رواها عنه صفوان بن يحيى وفي أصحاب
الصادق ع إسماعيل بن جابر الخثعمي الكوفي وفي أصحاب
الكاظم ع إسماعيل بن جابر روى عنهما أي الباقر والصادق
ع وقال ابن شهرآشوب في المعالم إسماعيل بن جابر له كتاب
وله أصل وقال الكشي إسماعيل بن جابر الجعفي حدثنا محمد بن مسعود
حدثني علي بن الحسن حدثني ابن أورمة عن عثمان بن عيسى عن
إسماعيل بن جابر قال أصابني لقوة في وجهي فلما قدمنا المدينة دخلت على
أبي عبد الله ع فقال: ما الذي أرى بوجهك؟ فقلت: فاسدة
الريح. فقال: أئت قبر النبي ص وصل عنده ركعتين ثم ضع يدك على
وجهك ثم قل: بسم الله وبالله يا هذا أخرج أقسمت عليك من عين أنس
أو عين جن أو وجع أخرج أقسمت عليك بالذي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم
موسى تكليما وخلق عيسى من روح القدس لما هدأت وطفئت كما طفئت نار
إبراهيم اطفا بإذن الله. قال: فما عاودت إلا مرتين حتى رجع وجهي فما
عاد إلى الساعة. حدثني محمد بن مسعود حدثني جبرئيل بن أحمد عن
محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح قال: سمعت أبا عبد الله
ع يقول هلك المتراؤون في أديانهم منهم زرارة وبريد ومحمد بن مسلم
وإسماعيل الجعفي وذكر آخر لم أحفظه روى الكشي في أول الكتاب
(٣١٤)

أيضا عن محمد بن مسعود بن محمد قال حدثني علي بن محمد بن فيروزان
القمي حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي حدثنا أحمد بن محمد بن أبي
نصر عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله ع قال قال رسول
الله ص يحمل هذا الدين في كل قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين
وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين كما ينفي الكير خبث الحديد انتهى فظهر مما
سمعت أن منهم من وصفه بالجعفي ومنهم بالخثعمي ومنهم من لم يصفه بأحدهما
وفي منهج المقال الجعفي أصح أبوه جابر مشهور به معروف انتهى
والعلامة في الخلاصة فهم الاتحاد فقال بان جابر الجعفي الكوفي ثقة ممدوح
وما ورد فيه من الذم فقد بين ضعفه في كتابنا الكبير وكان من أصحاب
الباقر ع وحديثه اعتمد عليه انتهى مع أن الذي في أصحاب الباقر
الخثعمي فجعلهما واحدا فاما أن الخثعمي تصحيف الجعفي أو أنه يوصف
بهما كما قد يؤيد وجود إسماعيل الخثعمي يروي عنه ابن أبي عمير واستظهر
في التعليقة أنه ابن جابر. والذم الذي في الخلاصة هو ما مر من رواية
الكشي وفي التعليقة. ويشير إلى الاتحاد رواية صفوان عن الجعفي في سند
النجاشي وعن الخثعمي في رجال الباقر ع كما سمعت وأنه يبعد عدم
اطلاع الشيخ على الجعفي مع اشتهاره غاية الاشتهار وكثرة وروده في
الأخبار مع أنه راوي حديث الأذان المشتهر اشتهار الشمس في رائعة النهار
الذي هو مستند الشيخ في الأذان وكذا باقي المشايخ الكبار ويومي اليه كلام
النجاشي ومع ذلك لا يذكره أصلا ويذكر غير معروف ولا معهود بل ويتكرر
ذكره له لا سيما وأن يكون ثقة ممدوحا صاحب أصول بل وغير خفي على
المطلع أنها تناسب الجعفي ويحتمل أن يكون قول النجاشي وهو الذي روى
حديث الأذان إشارة إلى مقبولية روايته واشتهارها بالقبول ورواية صفوان
عنه تشير إلى وثاقته انتهى وفي منهج المقال والجواب عما تضمن القدح فاما
من حيث السند فان رواية محمد بن عيسى عن يونس أن علي بن
جبرائيل بن أحمد غير مصرح بتوثيقه وأما من حيث المتن فلأنه ليس صريحا
في القدح فيه بل لا يبعد أن يكون الكلام ناشئا منه ع عن شفقته عليهم
وترغيبا لهم في إخفاء أمرهم عن الأغيار أو الاحتياط في الفتوى أو تخوفا من
خلاف ذلك على أنه معارض بأصح منه واصرح في حق زرارة ومحمد بن
مسلم وبريد كما هو مذكور في موضعه بل اقترانه بهؤلاء ينبئ عن علو قدره
وعظم منزلته انتهى وقد جاء في عدة أخبار أن ما ورد من القدح في حق
بعض الاجلاء هو من قبيل خرق السفينة. وفي لسان الميزان إسماعيل بن
جابر بن يزيد الجعفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال علي بن الحكم
كان من نجباء أصحاب الباقر وروى عن الصادق والكاظم ع روى عنه
عثمان بن عيسى ومنصور بن يونس وغيرهما انتهى وفي مشتركات
الطريحي: يعرف إسماعيل أنه ابن جابر الجعفي الثقة برواية صفوان بن
يحيى والقاسم بن إسماعيل القرشي وعثمان بن عيسى وابان بن عثمان
وأحمد بن محمد بن أبي نصر عنه، وروايته هو عن أبي جعفر وأبي عبد الله
ع، وزاد الكاظمي في مشتركاته أنه يعرف أيضا برواية محمد بن سنان
وعبد الله بن المغيرة الثقة وعبد الله بن مسكان وعبد الله بن سنان وأبو عبد
الله البرقي وعمر بن أذينة وحريز وأبو أيوب وفضالة بن أيوب عنه انتهى
وعن جامع الرواة أنه زاد رواية هشام بن سالم وعبيد بن حفص وعلي بن
النعمان وعبد الله بن الوليد الكندي ومرازم والحسين بن عثمان وعلي بن
الحسن بن رباط ورفاعة بن موسى وموسى بن القاسم وعبد الملك القمي
والحسين بن المختار والمثنى وإسحاق بن عمار ومعاوية بن وهب والحسين بن
عطية وابان بن عبد الملك وجعفر بن بشير وعمر بن أبان والقاسم بن محمد
انتهى. ١٠٢٦:
إسماعيل بن جعفر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويمكن كونه
العامري الآتي، والظاهر أنه غير ابن الصادق ع لذكر الشيخ له في
رجال أبيه أيضا مصرحا بنسبه كما يأتي. ١٠٢٧:
إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب.
في لسان الميزان: قال ابن حبان في الثقات يروي عن الحسن بن زيد
عن أبيه روى عنه ابنه محمد بن إسماعيل. عند هؤلاء بهذا الاسناد مناكير
كثيرة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: لا باس به كتبت عنه وجهدت أن يقيم
لي حديثا باسناد فلم يمكنه الا حديث واحد انتهى ومن ذلك قد يستظهر
تشيعه. ١٠٢٨:
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني.
توفي ببغداد سنة ١٨٠ قاله الذهبي وابن حجر وغيرهما.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وعن تقريب ابن
حجر إسماعيل بن جعفر ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي أبو إسحاق
القاري ثقة ثبت من الثامنة انتهى والزرقي منسوب بالولاء إلى بني
زريق قوم من الأنصار، وعن مختصر الذهبي أنه من ثقات العلماء انتهى
وفي الطبقات الكبير لابن سعد إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني وكان
ثقة وهو صاحب الخمسمائة الحديث التي سمعها منه الناس، وكان من
أهل المدينة فقدم بغداد فلم يزل بها حتى مات انتهى وفي تاريخ بغداد:
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير أبو إبراهيم الأنصاري مولى بني زريق قارئ
أهل مدينة رسول الله ص وهو أخو محمد وكثير ويحيى ويعقوب بني
جعفر سمع عبد الله بن دينار مولى ابن عمر والعلاء بن عبد الرحمن مولى
الحرقة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وربيعة بن أبي عبد الرحمن وعمرو بن
أبي عمرو وأبا سهيل نافع بن مالك وحميد الطويل وسعد بن سعيد بن قيس
الأنصاري وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وداود بن قيس الفراء ومالك بن
أنس. روى عنه سريج بن النعمان الجوهري وسعيد بن سليمان الواسطي
وسليمان بن داود الهاشمي ومحمد بن الصباح الدولابي ويحيى بن أيوب
العابد وداود بن عمرو الضبي وأبو معمر الهذلي والهيثم بن خارجة وأبو همام
السكوني وأبو عمر الدوري وغيرهم، وكان قد أقام ببغداد يؤدب علي بن
الهدي المعروف بابن زرة ولم يزل بها إلى حين وفاته، ثم روى عن البخاري
أنه قال: إسماعيل بن جعفر بن كثير مولى بني زريق الأنصاري المديني
نسبه القطواني كان يكون ببغداد، وعن الدوري قال إسماعيل بن جعفر
يكنى أبا إبراهيم، وعن مصعب: إسماعيل بن جعفر بن لأبي كثير من رقيق
عبد الله بن الزبير فاقتسمهم الناس فانتموا إلى بني زريق من الأنصار ولم
يكونوا عبيدا ولكنهم خافوا حيث أخذوا وأبي المغيرة أن يكتبهم في دعوة آل
الزبير قال أنتم من الأنصار ثم روى عن يحيى بن معين: إسماعيل بن جعفر
ثقة مأمون قليل الخطا صدوق. وعن يحيى بن معين: إسماعيل بن جعفر
أثبت من ابن أبي حازم وأثبت من الدراوردي ومن أبي ضمرة. وعن يحيى:
إسماعيل بن جعفر المدني وأخوه محمد بن جعفر ثقتان جميعا. وعن علي
(٣١٥)

ابن المديني: إسماعيل بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر المدنيان ثقتان. وعن عبد
الرحمن بن يوسف بن خراش: إسماعيل بن جعفر ويحيى بن جعفر
وكثير بن جعفر كلهم صادقون من أهل المدينة. وعن محمد بن سعد:
إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير كان ثقة من أهل المدينة فقدم بغداد فلم يزل
بها حتى مات انتهى وفي تهذيب التهذيب: إسماعيل بن جعفر بن أبي
كثير الأنصاري الرزقي مولاهم أبو إسحاق القاري روى عن أبي طوالة
وجعفر الصادق وإسرائيل بن يونس ومحمد بن عمرو بن أبي حلحلة وابن
عجلان ويزيد بن خصيفة وذكر جماعة ممن مر. وعنه محمد بن جهضم
ويحيى بن يحيى النيسابوري وأبو الربيع الزهراني وقلبية بن زنبور وعلي بن
حجر ممن مر، قال أحمد وأبو زرعة والنسائي ثقة وقال ابن خراش صدوق
وقال ابن معين ثقة مأمون قليل الخطا صدوق. وقال الخليلي في الارشاد:
كان ثقة شارك مالكا في أكثر شيوخه وكذا قال الحاكم وذكره ابن حبان في
الثقات انتهى. ١٠٢٩:
إسماعيل بن جعفر بن عثمان بن عيسى العامري.
ذكره البرقي في رجال الصادق ع. ١٠٣٠:
إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع الهاشمي المدني أبو محمد.
توف سنة ١٣٣ في حياة أبيه الصادق ع بالعريض فحمل على
رقاب الرجال إلى البقيع فدفن به وذلك قبل وفاة الصادق ع بعشرين
سنة كذا في عمدة الطالب عن أبي القاسم بن جذاع نسابة المصريين.
أقول قبره الآن خارج عن البقيع بينهما الطريق بجانب سور المدينة المنورة
ولعله كان داخلا فيه قبل جعل هذا الطريق وهو مشيد معظم عليه قبة
عظيمة هدمها الوهابيون في هذا العصر بعد استيلائهم على الحجاز.
الإسماعيلية أو السبعية
وإليه تنسب الإسماعيلية حتى اليوم وهم القائلون بامامة إسماعيل
هذا. ويدل كلام المفيد الآتي على أن هذا القول كان موجودا من عصر
الصادق ع وأن شرذمة اعتقدوا حياته أو بعد موت أبيه بقي بعضهم على
القول بحياة إسماعيل وبعضهم قال بامامة ابنه محمد بن إسماعيل ولقب
الإسماعيلية يعم الفريقين وأن الموجود منهم في عصر المفيد من يزعم أن
الإمامة بعد إسماعيل في ولده وولد ولده إلى آخر الزمان انتهى ويقال
الإسماعيلية: السبعية أيضا باعتبار مخالفتهم للاثني عشرية في الامام
السابع. وفرقة من الإسماعيلية تدعى الباطنية كان لها ذكر مستفيض في
التاريخ وصارت لها قوة وشدة ووقائع عدة مع الملوك والأمراء كما فصلته
كتب التاريخ. وفي أنساب السمعاني الفرقة الإسماعيلية جماعة من الباطنية
ينتسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق لانتساب زعيمهم المغربي
إلى محمد بن إسماعيل. وفي كتاب الشجرة أنه لم يعقب انتهى
والإسماعيلية اليوم فرقتان إحداهما:
الآغا خانية
يسوقون الإمامة في ذرية إسماعيل ويعدون فيهم جملة من خلفاء مصر
حتى ينتهوا إلى محمد شاه الموجود اليوم في بمبئي ويبعثون اليه بخمس
أموالهم ومنهم الذين بسلمية من بلاد حماه. والفرقة الثانية:
البهرة
بضم الباء وسكون الهاء وفتح الراء لفظ هندي معناه الجد والعمل
وهم يسوقون الإمامة في ولد إسماعيل حتى ينتهوا إلى شخص يقولون إنه
المهدي المنتظر وأنه غائب أما الذي يطلقون عليه اسم سلطان البهرة
فالظاهر أنه من قبيل النائب عن الامام الغائب ويبلغ عدد البهرة في الهند
واليمن وغيرهما نحو أربعمائة ألف وهم أهل جد وكسب ولا يوجد بينهم
فقير والفقير منهم يوجدون له عملا من تجارة أو غيرها يكتفي به ولهم
ملاجئ وتكايا عامة في البلاد التي يقصدونها للحج والزيارة في مكة والمدينة
والنجف وكربلاء وغيرها وهي مبان تامة المرافق ينزلونها ولا يحتاجون إلى النزول
في فندق أو خلافه وهم متمسكون بشرائع الدين. وكان خلفاء مصر
الفاطميون على مذهب الإسماعيلية القائلين بانتقال الإمامة من الصادق
ع إلى ولده إسماعيل ثم في أولاده وكانوا يقيمون شعائر الاسلام
ويحافظون على أحكامه وما كان يذمهم أو بعضهم بعض المؤرخين إلا
للعداوة المذهبية ولا يمكن التصديق بما ينسبه بعض المؤرخين إلى بعضهم
بعد تأصل العداوة المذهبية في النفوس كما أن جماعة من أهل هذا العصر
يخلطون بين الفريقين جهلا أو تجاهلا ويأتي بعض ما له تعلق بالإسماعيلية
عند ذكر أقوال العلماء فيه في كلام المفيد إنش.
أقوال العلماء فيه.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال
إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
الهاشمي المدني. وفي عمدة الطالب: إسماعيل بن جعفر الصادق ويكنى أبا
محمد وأمه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ويعرف بإسماعيل الأعرج وكان أكبر ولد أبيه وأحبهم إليه كان يحبه
حبا شديد وتوفي في حياة أبيه بالعريض بلفظ المصغر موضع بقرب
المدينة فحمل على رقاب الرجال إلى البقيع فدفن به انتهى وفي ارشاد
المفيد كان لأبي عبد الله ع عشرة أولاد منهم إسماعيل وعبد الله
وأم فروة أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وكان إسماعيل أكبر الإخوة وكان أبو عبد الله شديد المحبة له والبر به
والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له
من بعده إذ كان أكبر إخوته سنا ولميل أبيه اليه وإكرامه له فمات في حياة أبيه
بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع وروي
أن أبا عبد الله جزع عليه جزعا شديدا وحزن عليه حزنا عظيما وتقدم سريره
بغير حذاء ولا رداء وأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة
وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين
خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته. ولما مات إسماعيل
انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك ويعتقده من أصحاب
أبيه وأقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا
من الأباعد والأطراف فلما مات الصادق ع انتقل فريق منهم إلى
القول بامامة موسى بن جعفر الصادق بعد أبيه وافترق الباقون فريقين منهم
رجعوا عن حياة إسماعيل وقالوا بامامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن
الإمامة كانت في أبيه وان الابن أحق بمقام الإمامة من الأخ وفريق ثبتوا
على حياة إسماعيل وهم اليوم شذاذ لا يعرف منهم أحد يومى اليه وهذان
الفريقان يسميان بالإسماعيلية والمعروف منهم الآن من يزعم أن الإمامة
بعد إسماعيل في ولده وولد ولده إلى آخر الزمان انتهى وعن الفاضل
(٣١٦)

الصالح وكأنه في حاشية الكافي: كان إسماعيل رجلا صالحا فظن أبو
بصير وغيره من الشيعة أنه وصي أبيه بعده فلذلك قال الصادق ع
بعد موته ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل انتهى وقيل في معناه
انه ما أظهر الله أمرا كما أظهره فيه حيث أماته قبله ليعلم أنه ليس بامام
فالبداء اظهار بعد اخفاء لا ظهور بعد خفاء لأن ذلك محال عليه تعالى
والبداء نسخ في التكوين كما أن النسخ نسخ في التشريع. وقال المفيد: إنما
أراد ع ما أظهر الله فيه من دفاع القتل عنه وقد كان مخوفا عليه
من ذلك مظنونا به فلطف له في دفعه عنه وقد جاء بذلك الخبر عن الصادق
ع فروي عنه أنه كان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسالت
الله تعالى في دفعه عنه فدفعه انتهى والحاصل أنه إذا ورد في الشرع ما لا
يمكن ابقاؤه على ظاهره وجب تأويله كتأويل يد الله فوق أيديهم وجاء
ربك. الله يستهزئ بهم. سخر الله منهم. إن الله لا يمل حتى تملوا وأمثاله
مما لا يحصى كثرة. وفي المناقب: كان الصادق ع قد نص على ابنه
موسى ع وأشهد على ذلك ابنيه إسحاق وعليا وعد جماعة من
أصحابه وكان ع أخبر بهذه الفتنة بعده وأظهر موت إسماعيل وغسله
وتجهيزه ودفنه وشيع جنازته بلا حذاء وأمر بالحج عنه بعد وفاته، قال
وروى زرارة بن أعين قال: دعا الصادق ع داود بن كثير الرقي
وحمران بن أعين وأبا بصير ودخل عليه المفضل بن عمر وأتى بجماعة حتى
صاروا ثلاثين رجلا فقال: يا داود أكشف عن وجه إسماعيل فكشف عن
وجهه فقال: تأمله يا داود أحي هو أم ميت؟ فقال: بل هو ميت. فجعل
يعرض على رجل رجل حتى أتى على آخرهم فقال ع اللهم اشهد ثم أمر
بغسله وتجهيزه ثم قال: يا مفضل احسر عن وجهه فحسر عن وجهه فقال:
حي هو أم ميت انظروه أجمعكم فقال بل هو يا سيدنا ميت فقال شهدتم
بذلك وتحققتموه فقالوا نعم وقد تعجبوا من فعله فقال: اللهم اشهد عليهم
ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده قال: يا مفضل أكشف عن وجهه فكشف
فقال للجماعة أنظروا أحي هو أم ميت فقالوا بل ميت يا ولي الله فقال
اللهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون يريدون اطفاء نور الله ثم أوما إلى موسى
ع وقال والله متم نوره ولو كره الكافرون ثم حثوا عليه التراب ثم أعاد
علينا القول فقال: الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو؟
قلنا: إسماعيل ولدك فقال: اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسى فقال هو حق
والحق معه ومنه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها انتهى ومع كل هذا
التأكيد الذي ليس عليه من مزيد فقد بقي ناس على اعتقاد إمامته ذلك
لأنهم لم يكونوا من أصحاب أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا بعيدين عنه كما
ذكره المفيد في كلامه السابق فلم يشاهدوا ذلك ولم يسمعوه أو سمعوا به ولم
يتحقق عندهم لغيبتهم. وفي المناقب عن عنبسة العابد قال: لما توفي
إسماعيل بن جعفر قال الصادق ع: أيها الناس إن هذه الدنيا دار فراق
وداء التواء لا دار استواء في كلام له ثم تمثل بقول أبي خراش:
فلا تحسبن أني تناسيت عهده * ولكن صبري يا أميم جميل
وفي المناقب عن كهمس في حديثه: حضرت موت إسماعيل وأبو عبد
الله جالس عنده ثم قال بعد كلام كتب على حاشية الكفن إسماعيل
يشهد أن لا اله إلا الله. وروى عن الصادق ع أنه استدعى بعض شيعته
وأعطاه دارهم وأمره أن يحج بها عن ابنه إسماعيل وقال له: انك إذا
حججت عنه لك تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد. قال
وأنشد داود بن القاسم الجعفري:
لما انبرى لي سائل لأجيبه * موسى أحق بها أم إسماعيل
قلت الدليل معي عليك وما على * ما تدعيه للامام
دليل موسى أطيل لها البقاء فحازها * إرثا ونصا والرواة تقول
ان الإمام الصادق بن محمد * عزي بإسماعيل وهو جديل
وأتى الصلاة عليه يمشي راجلا * أفجعفر في وقته معزول
ولم يفرد الكشي لإسماعيل ترجمة بل ذكره في أثناء عدة تراجم قال
الكشي في بسام الصيرفي: حدثني محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير
حدثنا محمد بن عيسى عن الحسين عن علي بن حديد حدثني عنبسة العابد
قال: كنت مع جعفر بن محمد ص في باب الخليفة أبي جعفر
بالحيرة حين أتى ببسام وإسماعيل بن جعفر بن محمد فادخلا على أبي جعفر
فاخرج بسام مقتولا وأخرج إسماعيل بن جعفر بن محمد فرفع جعفر رأسه
إليه وقال: أفعلتها يا فاسق أبشر بالنار إنتهى وقد يتوهم رجوع ضمير إليه
إلى إسماعيل وكذا سائر الضمائر والنداء ولكن التأمل الصادق يقضي بأنه
ع أراد الاتيان بعبارة موهمة استدفاعا لشر المنصور الذي ما أراد
بهذا الكلام غيره، فهو من باب إياك أعني واسمعي يا جارة والحال أن
قرائن الحاصل تكسب هذا الحديث شيئا من الاجمال فلا يعارض ما دل
صريحا على المدح. ويأتي في المفضل بن عمر رواية الكشي أن الصادق ع
قال للمفضل يا كافر يا مشرك ما لك ولابني يعني إسماعيل وكان منقطعا إليه
يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعده وفي رواية أخرى أئت المفضل وقل له يا
كافر يا مشرك ما تريد إلى ابني تريد أن تقتله. وهاتان الروايتان إن صحتا
كانتا قدحا في المفضل لا في إسماعيل. والمفضل بن عمر قد ثبت أنه جليل
القدر من أهل الأسرار والمكانة العالية كما في ترجمته وما يجاب به عن قول
الصادق ع فيه يا كافر يا مشرك يمكن الجواب عما يخص إسماعيل في هذا
الخبر مع أنه أقل وأهون إن كان فيه شئ يخص إسماعيل. روى الصدوق في
كمال الدين عن الحسن بن راشد قال: سألت أبا عبد الله ع عن
إسماعيل فقال عاص عاص لا يشبهني ولا يشبه أحدا من آبائي وفيه في
الصحيح عنه ع والله ما يشبهني وقيل في معناه أن غير الامام لا يشبه
الامام والمراد أنه ليس أهلا للإمامة ويرشد إليه ما عن الصادق ع أنه قال
للفيض بن المختار أن إسماعيل ليس مني كانا من أبي. أما قوله عاص
عاص فيمكن الجواب عنه بنحو ما مر من أنه ليس بمعصوم. وروى الكليني
في فروع الكافي في الحسن كالصحيح بإبراهيم بن هاشم أنه كانت
لإسماعيل بن أبي عبد الله ع دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى
اليمن فقال إسماعيل يا أبت إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا
وكذا دينارا فترى أن أدفعها إليه يبتاع لي بضاعة من اليمن فقال أبو عبد الله
ع يا بني أما بلغك أنه يشرب الخمرة فقال إسماعيل هكذا يقول الناس
فقال: يا بني لا تفعل فعصى أباه ودفع إليه دنانيره فاستهلكها ولم يأت
بشئ منها فخرج إسماعيل وقضي أن أبا عبد الله حج وحج إسماعيل تلك
السنة فجعل يطوف بالبيت وهو يقول: اللهم أجرني واخلف علي فلحقه أبو
عبد الله ع فهمزه بيده من خلفه وقال له مه يا بني فلا والله ما لك على
الله هذا ولا لك أن يؤجرك ولا يخلف عليك وقد بلغك أنه يشرب الخمر
فائتمنته فقال إسماعيل يا أبة إني لم أره يشرب الخمر إنما سمعت الناس
يقولون. فقال أبو عبد الله ع يا بني إن الله عز وجل يقول في كتابه
(٣١٧)

يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين يقول يصدق الله ويصدق للمؤمنين فإذا شهد
عندك المسلمون فصدقهم الخبر ويمكن الجواب عنه بان هذا النهي
إرشادي لقصد حفظ المال لا تقتضي مخالفته المعصية. ومر في إبراهيم بن
أبي سمال قول الرضا ع قد كان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في
إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا وكذا لكن الظاهر أن المراد بإسماعيل فيه
هو ابن الكاظم لا ابن الصادق. وسيجئ في الفيض بن المختار ما ينبغي
أن يلاحظ وفي الكافي في باب النص على الرضا ع لو كانت الإمامة
بالمحبة لكان إسماعيل أحب إلى أبيك منك وفيه أيضا لا تجفو إسماعيل.
وورد أن الصادق ع سجد سجدات عند احتضاره وجزع جزعا شديدا
عند موته فقبل ذقنه ونحره وجبهته مرات كذا في التعليقة. وسيجئ في
ترجمة عبد الله بن شريك العامري أن الكشي روى عن عبد الله بن محمد
عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة الجمال قال
سمعت أبا عبد الله ع يقول إني سالت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي
فأبى ولكنه قد أعطاني فيه منزلة أخرى أنه يكون أول منشور في عشرة من
أصحابه منهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه. وفي الأغاني مسندا ما
حاصله أن أشعب غذى جديا بلبن زوجته ثم جاء إلى إسماعيل بن
جعفر بن محمد فقال: بالله إنه لابني قد رضع بلبن زوجتي حبوتك به فامر
به إسماعيل فذبح وسمط فقال أشعب: المكافاة فدافعه ووعده فلما أيس منه
دخل على أبيه جعفر واندفع يشهق وقال: وثب ابنك إسماعيل على ابني
فذبحه وأنا أنظر إليه فأعطاه مائتي دينار وقال لإسماعيل فعلتها باشعب
قتلت ابنه، فأخبره خبر الجدي فقال لأشعب: رعبتني رعبك الله إنتهى
وعن جامع الرواة روى عنه داود بن فرقد وابنه الفضل بن إسماعيل
إنتهى. ١٠٣١:
إسماعيل بن جفينة أو حقيبة
سيأتي إسماعيل بن عبد الرحمن جفينة أو حقيبة وإسماعيل بن عبد
الله جفينة أو حقيبة وهو أحدهما. ١٠٣٢:
إسماعيل الجوزي
روى الكليني في الكافي في باب ثواب التعزية عن علي بن منصور عن
إسماعيل الجوزي عن أبي عبد الله ع. ١٠٣٣:
إسماعيل بن حازم الجعفي الكوفي مولى لهم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وما في
كتاب لبعض المعاصرين مولى انهم بالنون تصحيف قبيح. ١٠٣٤:
إسماعيل بن حازم السلمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وروى
محمد بن سنان في الكافي عنه في باب حج آدم ع قال الميرزا وابن
حازم في بعض النسخ بالمهملة وفي بعضها بالمعجمة إنتهى. ١٠٣٥:
الشيخ إسماعيل بن حامد خادم قبة الصفا بالنجف
كان حيا سنة ١٢١٨.
في نشوة السلافة: قرع منبر البلاغة فصار خطيبه ونظم قوافي الشهر
وميز مديحه ونسيبه فمن شعره قوله:
لما أراق دمي وسلن دموعه * قالوا لرزئي في الخدود أذالها
لا تحسبوا لي رحمة يبكي فذي * نفسي على سيف اللحاظ أسالها
وله وقد قلع ضرس له ولاح الشيب في عارضه:
لله مسك شبيبتي زمنا * كان التصابي فيه من فني
مذ لاح كافور المشيب به * قد ضاع مسك شبيبتي مني
فطفقت أبكي عصره أسفا * وقلعت من طمع الصبا سني
وله في مولود ولد له اسمه محمد:
كمل السرور وساعد الدهر * وزها بروض مآربي الزهر
وهو غير الشيخ إسماعيل الفارسي الملقب بالدروايش الآتي خادم قبة
الصفا لتأخر عصره عن هذا كما يأتي. ١٠٣٦:
إسماعيل بن الحر
روى الصدوق في الفقيه في باب الصوم للرؤية والفطر للرؤية عن
حماد بن عيسى عن إسماعيل بن الحر عن أبي عبد الله ع. ١٠٣٧:
إسماعيل بن الحسن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع. ١٠٣٨:
الشيخ إسماعيل ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله صاحب كشف
القناع ابن الحاج إسماعيل التستري الكاظمي.
توفي سنة ١٣٤١.
كان عالما فاضلا تقيا ورعا قرأ على جماعة من علماء عصره وسكن مدة
في النجف الأشرف ونحن مجاورون هناك وكان متزوجا بكريمة ابن عم
والدنا السيد كاظم ثم انتقل إلى الكاظمية له ولد من الفضلاء النجباء. ١٠٣٩:
إسماعيل بن الحسن المتطبب.
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن
محمد بن خالد عن محمد بن يحيى عن أخيه العلاء عن إسماعيل بن الحسن
المتطبب عن أبي عبد الله ع بعد حديث قوم صالح من روضة الكافي
إنتهى فيكون من أصحاب الصادق ع. ١٠٤٠:
السيد أبو المعالي إسماعيل بن الحسن بن محمد الحسيني النقيب
بنيسابور.
فاضل ثقة له ١ كتاب أنساب الطالبية. ٢ كتاب شجون
الأحاديث. ٣ زهرة الحكايات أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين أبو
الفتوح الخزاعي عن ولده عن جده عنه قاله منتجب الدين. ومثله في
مجموعة الجباعي إلى قوله الحكايات وأبو الفتوح هذا هو أبو الفتوح
الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن الحسين الرازي المفسر وجده كان من
تلاميذ الشيخ الطوسي فالمترجم معاصر للشيخ الطوسي. ١٠٤١:
السيد الأمير الامام المرتضى زين الدين تاج العترة أبي إبراهيم
إسماعيل بن الحسين بن الحسن الحسيني الجرجاني الطبيب المشهور.
توفي سنة ٥٣٥ أو ٥٣١ أرخه بهما في كشف الظنون في موضعين.
طبيب مشهور له من المؤلفات ١ مختصر في الطب. ٢ الذخيرة
(٣١٨)

الخوارزمشاهية فارسية في اثني عشر مجلدا ألفه لعلاء الدين تكش
الخوارزمشاهي. ٣ الأغراض الطبية والمباحث العلائية فارسي كبير في
مجلدين مرتب على عشرين مقالة في كل منها أبواب كثيرة ذكر فيه أنه لما
اهدى إلى نصر الدين اتسز بن خوارزم شاه مختصرا في الطب سأله وزيره
مجد الدين أبو محمد صاحب ابن محمد البخاري إيضاحه وبسطه فأجاب
بتأليف الأغراض ملخصا من تأليفه الذخيرة الخوارزمشاهية كذا في كشف
الظنون. ١٠٤٢:
الشيخ شهاب الدين إسماعيل ابن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله
الحسين العودي العاملي الجزيني.
في أمل الأمل: فاضل عالم علامة شاعر أديب له أرجوزة في شرح
الياقوت في الكلام إنتهى هكذا في نسخة عندي مخطوطة كتبت عن مسودة
المؤلف ومثله منقول عن كشف الحجب إما ما في النسخ المطبوعة من الأمل
من إبدال إسماعيل بأحمد فهو خطا قطعا ويزيد ذلك وضوحا وذكره بعد
أحمد بن نعمة الله مع التزامه الترتيب على حروف المعجم في الأسماء وأسماء
الآباء فكيف يذكر أحمد بن الحسين بعد أحمد بن نعمة الله. وفي الطليعة:
إسماعيل بن الحسين العودي العاملي المعروف بشهاب الدين بن شرف
أدين توفي في الجبل سنة ٥٨٠ تقريبا كان فاضلا متضلعا في العلم والفضل
الجم وكان أديبا شاعرا دخل العراق وزار المشاهد وحضر على علماء الحلة ثم
رجع إلى بلده جزين له نظم الياقوت أرجوزة نظم بها كتاب الياقوت لابن
نوبخت في علم الكلام أورد له ابن شهرآشوب في المناقب وكان معاصرا له
أبياتا من قصيدة علوية وهي:
أما قال اليوم أكملت دينكم * وأتممت بالنعماء مني عليكم
وقال أطيعوا الله ثم رسوله * تفوزوا ولا تعصوا أولي الأمر منكم
وقام رسول الله في خم قائلا * وكل له مصغ فلا يتكلم
علي وصيي فاتبعوه فإنه * وليكم بعدي إذا غبت عنكم
في أبيات أكثر من هذا ثم قال: وهي طويلة منثورة في المناقب وله
غيرها إنتهى وهنا مواقع للتأمل أولا الظاهر أن أرجوزته هي في شرح
الياقوت كما قاله صاحب الأمل لا في مجرد نظمه كما يظهر من الطليعة.
ثانيا كونه معاصرا لابن شهرآشوب كما مر عن الطليعة ونظن أنه عليه
بنى تاريخ وفاته التقريبي لم يعلم مستنده. وقد يظن أنه من أقرباء بهاء
الدين محمد بن علي بن الحسن العاملي الجزيني تلميذ الشهيد الثاني المعروف
بابن العودي ثالثا أن القصيدة الميمية المفرقة في مناقب ابن شهرآشوب
التي مر منها الأبيات الأربعة والتي ظن صاحب الطليعة أنها له الظاهر أنها
لغيره فابن شهرآشوب مرة يقول ابن العودي ومرة يقول ابن العودي النيلي
في أبيات قصيدة واحدة فدل على أن المطلق يراد به أيضا النيلي والنيلي
نسبة إلى النيل بلد بالعراق وأين منها العاملي الجزيني ولم يعلم اسم ابن العودي
هذا ما هو فلذلك ذكرنا ما عثرنا عليه من هذه القصيدة في ترجمة أفردناها
لابن العودي النيلي. ١٠٤٣:
السيد أبو طالب عزيز الدين إسماعيل بن أبي محمد الحسين بن أبي
الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين بن أبي علي أحمد بن أبي الحسين محمد بن
أبي جعفر عزيز بن أبي الفضل الحسين بن أبي جعفر محمد الأطروش بن أبي
الحسين علي بن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسين علي بن أبي جعفر
محمد الديباج ابن أبي عبد الله جعفر الصادق ابن أبي جعفر محمد الباقر ابن أبي محمد على
زين العابدين ابن أبي عبد الله الحسين بن أبي الحسن علي أمير المؤمنين ابن
أبي طالب ع المروزي العلوي الحسيني النسابة.
ولد ليلة الاثنين ٢٢ جمادى الآخرة سنة ٥٧٢ وكان حيا سنة ٦١٤.
ذكره ياقوت في معجم الأدباء وقال عزيز الدين حقا، أول من انتقل
من أجداده إلى مرو من قم أبو علي أحمد بن محمد بن عزيز وكان انتقل إلى
بغداد من المدينة علي بن محمد الديباج وكان علي هذا يعرف بالخارص وابنه
الحسين انتقل إلى قم ثم أقاموا بمرو إلى هذا الأوان وأخبرني أحسن الله
جزاءه أن مولده وذكر ما مر ثم قال: ورد بغداد سنة ٥٩٢ صحبة
الحجاج ولم يحج ثم قال: وهذا السيد أدام الله فضله اجتمعت به في مرو
سنة ٦١٤ فوجدته كما قيل:
قد زرته فوجدت الناس في رجل * والدهر في ساعة والأرض في دار
قد طبع من حسن الأخلاق وسماحة الأعراق وحسن البشر وكرم
الطبع وحياء الوجه وحب الغرباء على ما لا تراه متفرقا في خلق كثير وهو مع
ذلك أعلم الناس يقينا بالأنساب والنحو واللغة والشعر والأصول والنجوم
وقد تفرد في هذا البلد بالتصدر لاقراء العلوم على اختلافها في منزل ينتابه
الناس على حسب أغراضهم فمن قارئ للغة ومتعلم في النحو ومصحح
للغة وناظر في النجوم ومباحث في الأصول وغير ذلك من العلوم وهو مع
سعة علمه متواضع حسن الأخلاق لا يرد غريب إلا عليه ولا يستفيد مستفيد إلا منه.
خبره مع الفخر الرازي
قال ياقوت: حدثني عزيز الدين قال: لما ورد الفخر الرازي إلى مرو
وكان من جلالة القدر وعظم الذكر وضخامة الهيبة بحيث لا يراجع في
كلامه ولا يتنفس أحد بين يديه لاعظامه دخلت اليه وترددت للقراءة عليه
فقال لي يوما أحب أن تصنف لي كتابا لطيفا في أنساب الطالبيين لأنظر فيه
فلا أحب أن أكون جاهلا به. فقلت له: أتريده مشجرا أم منثورا؟ فقال:
المشجر لا ينضبط بالحفظ وأنا أريد شيئا أحفظه فقلت السمع والطاعة
ومضيت وصنفت له الكتاب الذي سميته بالفخري فلما وقف عليه نزل عن
طراحته وجلس على الحصير وقال لي أجلس على هذه الطراحة فأعظمت
ذلك وخدمته فانتهرني نهرة مزعجة وزعق علي وقال: أجلس بحيث أقول
لك فداخلني علم الله من هيبته ما لم أتمالك إلا أن جلست حيث أمرني
ثم أخذ يقرأ علي ذلك الكتاب وهو جالس بين يدي ويستفهمني عما يستغلق
عليه إلى أن أنهاه قراءة فلما فرع منه قال: أجلس الآن حيث شئت فان هذا
علم أنت أستاذي فيه وأنا أستفيد منك وأتلمذ لك وليس من الأدب أن
يجلس التلميذ إلا بين يدي الأستاذ فقمت من مقامي وجلس هو في منصبه
ثم أخذت أقرأ عليه وأنا جالس بحيث كان أولا. قال ياقوت وهذا لعمري
من حسن الأدب حسن ولا سيما من مثل ذلك الرجل العظيم المرتبة
إنتهى.
مشايخه
قال ياقوت: قرأ الأدب على الامام منتجب الدين أبي الفتح محمد بن
سعد بن محمد بن محمد بن أبي الفضل الديباجي والامام برهان الدين أبي
(٣١٩)

الفتح ناصر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي المطرزي الخوارزمي وأخيه
الامام مجد الدين أبي الرضا طاهر وقرأ الفقه على الامام فخر الدين
محمد بن محمد بن محمد بن الحسين الطيان الماهروي الحنفي وقاضي القضاة منتجب
الدين أبي الفتح محمد بن سليمان بن إسحاق الفقيهي قال وما علمت أنه
ولى القضاء بمرو أحسن سيرة منه وقرأ الحديث على الامام فخر الدين
إسماعيل بن محمد بن يوسف القاشاني وأبي بكر محمد بن عمر الصائغي
السنجي والامام شرف الدين محمد بن مسعود المسعودي والامام فخر الدين
أبي المظفر عبد الرحيم ابن الإمام تاج الاسلام عبد الكريم بن محمد بن
منصور السمعاني وعبد الرشيد بن محمد بن أبي بكر الزرقي المؤدب
وبنيسابور على القاضي ركن الدين إبراهيم بن علي بن حمد المعيني والامام
مجد الدين أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، والامام نور الدين فضل الله
ابن أحمد بن محمد الجليل النوقاني وعبد الرحيم بن عبد الرحمن الشعري
وبالري على مجد الدين يحيى بن الربيع الواسطي وببغداد عليه وعلى عبد
الوهاب بن علي بن سكينة وغيرهم بشيراز وهراة وتستر ويزد انتهى أقول
ومن مشايخه فخر الدين الرازي كما مر.
مؤلفاته قال ياقوت: له من التصانيف ١ حظيرة القدس نحو ستين مجلدا
ولعله يزيد فيما بعد. ٢ بستان الشرف مختصر ذلك يكون عشرين مجلدا.
٣ غنية الطالب في نسب آل أبي طالب مجلد. ٤ الموجز في النسب مجلد
لطيف. ٥ الفخري صنفه للفخر الرازي. ٦ زبدة الطالبية مجلد. ٧
خلاصة العترة النبوية في أنساب الموسوية. ٨ المثلث في النسب. وشجر
عدة كتب منها. ٩ كتاب أبي الغنائم الدمشقي. ١٠ كتاب من اتصل
عقبه لأبي الحسن محمد بن القاسم التميمي الأصفهاني مشجر. ١١ كتاب
المعارف للسيد أبي طالب الزنجاني الموسوي. ١٢ الطبقات للفقيه زكريا بن
أحمد البزاز النيسابوري. ١٣ كتاب نسب الشافعي خاصة. ١٤ كتاب
وفق الأعداد في النسب. انتهى.
شعره
قال ياقوت: أنشدني أدام الله علوه لنفسه:
قولوا لمن لبي في حبه * قد صار مغلوبا ومسلوبا
وفي صميم القلب مني أرى * هواه والايمان مكتوبا
وصحتي في عشقه صيرت * جسمي معلولا ومعيوبا
ومدمعي منهمر ماؤه * منهمل في الخد مسكوبا
وأنشدني أدام الله علوه لنفسه:
والعين يحجبها لألاء وجنته * من التأمل في ذا المنظر الحسن
بل عبرتي منعت لو نظرتي عبرت * اليه من مقلتي إلا على السفن
لولا تجشمه بالابتسام وما * أمده الله عند النطق باللسن
لما عرفت عقيقا شقه درر * ولم يبن فوه نطقا وهو لم يبن ١٠٤٤:
السيد الأمير الامام المرتضى زين الدين تاج العترة أبي إبراهيم
إسماعيل بن الحسين بن الحسن الحسيني الجرجاني.
توفي سنة ٥٣٥ أو ٥٣١.
له الذخيرة في الطب كتاب كبير صنفه باسم السلطان خوارزم شاه. ١٠٤٥:
السيد إسماعيل شيخ الاسلام الحسيني الساوجي
قبره بوادي السلام في الغري الشريف.
كان عالما فقيها زاهدا خلف ولده العالم السيد أبا محمد المتوفي سنة
١٣٣٣ نزيل سامراء. ١٠٤٦:
السيد إسماعيل الحسيني المرعشي الكرماني
من علماء المئة الثالثة عشرة ذكره صاحب مرآة الأحوال واثنى عليه خلف
السيد اسحق والسيد شهاب الدين والسيد أسد الله وكلهم علماء فضلاء. ١٠٤٧:
إسماعيل بن حقيبة أو جفينة
مشترك بين إسماعيل بن عبد الرحمن وإسماعيل بن عبد الله الآتيين
كما مر في إسماعيل بن جفينة أو حقيبة ويأتي بعنوان إسماعيل بن عبد
الرحمن أو عبد الله حقيبة أو جفينة. ١٠٤٨:
إسماعيل بن الحكم الرافعي من ولد أبي رافع مولى رسول الله
ص.
قال النجاشي: له كتاب أخبرنا محمد بن جعفر عن أحمد بن
محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي
حدثنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين حدثنا إسماعيل
ابن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين حدثنا إسماعيل بن
الحكم بكتابه وفي الفهرست إسماعيل بن الحكم له كتاب رواه
إسماعيل بن محمد عنه وفي بعض النسخ رضي الله عنهما. وفي ميزان
الذهبي إسماعيل بن الحكم قاضي همدان في دولة الواثق صويلح لكنه
شيعي انتهى وفي لسان الميزان ذكره النجاشي في مصنفي الشيعة وقال
روى عنه إسماعيل بن محمد بن عبد الله وقال هو إسماعيل بن الحكم
الرافعي من ولد أبي رافع انتهى وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف
إسماعيل أنه ابن الحكم الرافعي برواية محمد بن سليمان عنه. ١٠٤٩:
إسماعيل بن حميد الأزرق
في منهج المقال: روى عن الكاظم ع على ما في بعض
أخبار التهذيب وفي التعليقة الظاهر أنه ابن عبد الحميد الآتي بملاحظة ترجمة
أخيه الصباح بن عبد الحميد الأزرق ولفظ عبد ساقط من النساخ أو كان
يقال لعبد الحميد حميد أيضا كما هو متعارف الآن في أمثال هذا الاسم ومضى في
إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي عن النجاشي وأخواه الصباح وإسماعيل
ابنا عبد الحميد والظاهر أنه الأزرق. ١٠٥٠:
إسماعيل بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي التغلبي مولاهم أخو
إسحاق بن عمار.
ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الصادق ع ووصفه
بالصيرفي التغلبي وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
ومر في أخيه اسحق رواية الكشي أن الصادق ع كان إذا رآهما قال
وقد يجمعهما لأقوام يعني الدنيا والآخرة ومر هناك عن النجاشي أن آل حيان
بيت كبير من الشيعة. قال العلامة في الخلاصة والأقوى عندي التوقف في
روايته حتى تثبت عدالته انتهى وروى الكليني في الكافي في باب بر
الوالدين في الصحيح عن ابن مسكان عن عمار بن حيان قال: خبرت أبا
(٣٢٠)

عبد الله ع ببر إسماعيل ابني فقال لقد كنت أحبه وقد ازددت له
حبا وقال ابن شهرآشوب في المعالم إسماعيل بن عمار من أصحاب الصادق
ع وكان فطحيا إلا أنه ثقة له أصل انتهى قال العلامة
الطباطبائي في رجاله وهذا شئ قد انفرد به ولم يشاركه فيه أحد من علماء
الرجال فإنهم بأسرهم ذكروا إسماعيل بن عمار ولم يقل أحد منهم إنه
فطحي ثقة ولا أن له أصلا ولا ريب في كون ذلك وهما انتهى والأمر كما
قال وكأنه ساقه إليه ما ذكروه في أخيه اسحق مع أنه أيضا اشتباه ساق إليه
ما ذكروه في عمار الساباطي كما مر وما تقدم من قول الصادق ع
وقد يجمعهما لأقوام إن لم يكن توثيقا فقريب منه لا سيما اخبار أبيه ببره له
وحب الصادق ع إياه فلا ينبغي التوقف في قبول روايته. ١٠٥١:
الشاه إسماعيل الأول ابن السلطان حيدر الحسيني الموسوي الصفوي ابن جنيد
ابن السلطان الشيخ صدر الدين بن إبراهيم ابن السلطان
خواجة علي ابن الشيخ صدر الدين موسى ابن السلطان الشيخ صفي الدين
اسحق ابن الشيخ أمين الدين جبرئيل ابن السيد صالح ابن السيد قطب
الدين أحمد ابن السيد صلاح الدين رشيد ابن السيد محمد الحافظ كلام الله ابن السيد عوض الخواص
ابن السيد فيروز شاه درين كلاه ابن محمد
شرف شاه ابن محمد ابن أبي حسن بن محمد بن إبراهيم بن جعفر بن
محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد العراقي ابن محمد قاسم بن أبي
القاسم حمزة ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام
محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام
علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
ولد في ٢٥ رجب سنة ٨٩٢ وتوفي في تبريز ١٩ رجب سنة ٩٣٠ أو
٩٣١ يوافق ذلك بحساب الجمل حروف طاب مضجعه ودفن بمقبرة جده
صفي الدين بأردبيل.
قال الشيخ البهائي في رسالته توضيح المقاصد: السلطان الأعظم
حامي حوزة الايمان قدس الله روحه وكان ابتداء سلطنته المباركة سنة ٩٠٦
يوافق ذلك بالعربية بحساب الجمل حروف مذهبنا حق وبالفارسية
شمشير أئمة انتهى وبعض الطاعنين على مذهب الإمامية نسبوا ظهور
هذا المذهب اليه وقالوا في تاريخ جلوسه مذهب ناحق ونا حرف نفي في
اللغة الفارسية ومدة ملكه ٢٤ سنة. وهو أول الملوك الصفوية وموطد
دولتهم ولم يكن آباؤه من السلاطين لكنهم كانوا من مشايخ الصوفية
والعرفاء فلقبوا بلقب سلطان لذلك وجلس حيدر على سجادة الخلافة بعد
أبيه وكثر أتباعه حتى ألبسوه التاج المحتوي على اثنتي عشرة تركيبة إشارة إلى
مذهب الاثني عشرية وخاطبوه بالسلطان كابائه. وظهرت دولتهم بعد وفاة
حسن الطويل ملك تبريز وهم من أهل أردبيل ونسبتهم إلى جدهم صفي
الدين المذكور وبعضهم يقول أن مؤسس دولتهم هو السلطان حيدر ثم
خلفه أولاده لكن المؤرخين يعدون أولهم الشاه إسماعيل لأن قوة الدولة
كانت في زمانه. وهو الذي أظهر مذهب الإمامية في إيران وأمر بقول حي
على خير العمل في الأذان وكان يفتخر بترويج مذهب الإمامية وتأييده حتى
أنه أمر نقش هذا البيت على السكة:
از مشرق تا بمغرب كرامام است * على وآل أو ما را تمامست
ومعناه لو كان كل الناس من المشرق إلى المغرب أئمة كفانا منهم علي
وآله، وقد نظمته فقلت:
لو كل من في الخافقين أئمة * لكفى علي عن أولاك وآله
وفي البدر الطالع: الشاه إسماعيل بن حيدر بن جنيد بن إبراهيم بن
علي بن موسى بن إسحاق الأردبيلي سلطان العجم كان سلفه مشايخ متصوفة
يعتقدهم الملوك ويعظمهم الناس ويقفون عندهم في زواياهم. وقد كان تيمور
يعتقد موسى بن إسحاق المذكور في نسب صاحب الترجمة وكان شاه رخ
الآتي ذكره يعتقد علي بن موسى المذكور فلما جلس في الزاوية جنيد المذكور
كثرت أتباعه فتوهم منه صاحب أذربيجان فاخرجه هو وأتباعه فخرجوا فقتل
سلطان شروان جنيدا ثم اجتمعوا بعد مدة على حيدر والد صاحب الترجمة
فالبس أصحابه التيجان الحمر فسماهم الناس قزل باش فصار كأحد
السلاطين فقتل. ثم اجتمعوا بعد مدة على الشاه إسماعيل صاحب الترجمة
وكثرت أتباعه فغزا سلطان شروان فكان الغلب لصاحب الترجمة وأسر جيشه
سلطان شروان فامرهم أن يضعوه في قدر كبير ويأكلوه. ثم افتتح ممالك
العجم جميعها وكان يقتل من يظفر به وما نهبه من الأموال قسمه بين
أصحابه ولا يأخذ منه شيئا. ومن جملة ما ملك تبريز وأذربيجان وبغداد
وعراق العجم وعراق العرب وخراسان وكاد أن يدعي الربوبية وكان يسجد
له عسكره ويأتمرون بأمره. قال قطب الدين الحنفي في الأعلام أنه قتل
زيادة على ألف ألف نفس قال بحيث لا يعهد في الجاهلية ولا في الاسلام
ولا في الأمم السابقة من قبل من قتل من النفوس ما
قتله الشاه إسماعيل وقتل عدة من أعاظم العلماء بحيث لم يبق من أهل العلم أحد في بلاد
العجم وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم وكان شديد الرفض بخلاف آبائه
ومن جملة تعظيم أصحابه له أنه سقط مرة منديل من يده إلى البحر وكان
على جبل شاهق مشرف على ذلك البحر فرمى نفسه خلف المنديل فوق ألف
نفس تحطموا وتكسروا وغرقوا. وكانوا يعتقدون فيه الألوهية ذكر ذلك
القطب المذكور ولم تنهزم له راية حتى حاربه السلطان سليم فهزمه ثم صالحه
بعد ذلك انتهى.
وفي كلامه أشياء من الكذب الصريح ساق إليها أو ساق من أخذها
عنه العداوة المذهبية والتعصب قصدا للتشنيع كقوله: أنه أمر جيشه أن
يطبخوا سلطان شروان ويأكلوه. وأنه كاد أن يدعي الربوبية وأن أصحابه
كانوا يعتقدون فيه الألوهية. وأنه رمى منهم بنفسه فوق الألف خلف منديل
سقط منه فتحطموا. وأنه كان يسجد له عسكره ومبالغته في عدد من قتله
ونسبته إليه قتل العلماء وإحراق الكتب والمصاحف.
المحاربة بينه وبين السلطان بايزيد الثاني وولده سليم الأول
العثماني.
كان الشاه إسماعيل قد نشر دعاته في بلاد الأناضول ونشر مذهب
التشيع حتى كثير من أهلها وذلك في عهد السلطان بايزيد الثاني ابن محمد
الفاتح ثم بعث رجلا من أتباعه اسمه شاه قلي أي غلام الشاه بعسكر إلى
الأناضول فحاربه قره گزل باشا أمير أمراء الأناضول فغلبه شاه قلي ثم
تقدم إلى كوتاهية وبعدها حاصر انطالية فأرسل بايزيد اليه الصدر الأعظم
علي باشا مع ولده أحمد بن بايزيد فحاصراه في قول قيا ففر ليلا وتبعه
علي باشا وجرت بينهما حرب قتل فيها الاثنان ثم ملك السلطان سليم الأول
بعد أبيه بايزيد الثاني وكانت سوريا تابعة لملك مصر المسمى قانصو
(٣٢١)

الغوري ويظهر أن ملك مصر تعاهد مع الشاه إسماعيل ضد السلطان
سليم فقتل السلطان سليم أربعة وأربعين ألفا وقيل سبعين ألفا من الشيعة
في الأناضول بحجة انتسابهم إلى الشاه إسماعيل الصفوي، وفي ذلك
العصر كان الإسبانيون استولوا على بلاد الأندلس وأزالوا دولة بني الأحمر
العربية من الأندلس واستنجد بنو الأحمر بالسلطان بايزيد فلم ينجدهم حتى
فعل بهم الإسبانيون ما فعلوا وقتل الشيعة المسلمين في بلاده وحارب
سلطان الفرس المسلم وهكذا جعل ملوك المسلمين بأسهم بينهم. ثم جهز
السلطان سليم جيشا عظيما وذهب لمحاربة الشاه إسماعيل فوضع صاحب
مرعش بايعاز من سلطان مصر العراقيل في طريق الجيوش العثمانية أثناء
سفرهم إلى إيران ولكن ذلك لم يمنعهم عن متابعة السير فساروا من طريق
أخرى والتقوا بالشاه إسماعيل وعساكره في جاليدران ووقعت بينهم
حروب هائلة قتل فيها من العثمانيين أربعون ألفا ثم انهزم الشاه إسماعيل
وتقدم السلطان سليم حتى دخل تبريز عاصمة إيران وبقي فيها ثلاثة أشهر
ثم عاد لحصول القحط في إيران وبعث بجيش إلى صاحب مرعش الذي
كان وضع العراقيل في سبيل الجيوش العثمانية أثناء سفرهم إلى إيران
واستولى على إمارته وبعث برأسه إلى ملك مصر وفي سنة ٩٢٢ جهز جيشا
بقيادة سنان باشا إلى دياربكر ليلحق به لمحاربة الشاه إسماعيل فلما وصل
مضيق ملاطية منعه مأمور مصر من العبور فأخبر السلطان بالأمر فعقد في
الحال مجلسا وقرر محاربة ملك مصر وسار
بجيشه إلى بلاد العرب فالتقى بجيش صاحب مصر في مرج دابق قرب حلب فانهزم بعض أمراء
الجيش المصري باتفاق مع السلطان سليم وثبت ملكهم قانصو الغوري فقتل
وفتحت سوريا وأقام المصريون طومباي مكان قانصو فزحف إليهم
السلطان سليم وقهرهم وصلب طومباي شنقا على باب زويلة. وظهر في
الأناضول رجل اسمه جلال من اتباع الشاه إسماعيل ويقول مؤرخو
العثمانيين أنه ادعى المهدوية. والظاهر أنه قام لأخذ ثار الذين قتلهم
السلطان سليم فاجتمع معه نحو عشرة آلاف فأرسل إليه السلطان سليم
جيشا فقتله وفرق جموعه وصار يطلق على العصاة في الأناضول اسم
جلالي. ١٠٥٢:
السيد إسماعيل بن حيدر بن حمزة العلوي العباسي.
توفي سنة ٤٣٤.
جليل ثقة صالح محدث يروي عن عبد الرحمن النيسابوري قاله
منتجب الدين وجده حمزة هو أبو يعلي حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن
الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب وتأتي ترجمته في بابها
إنش فالعباسي نسبة إلى العباس بن علي ع. وفي لسان
الميزان: إسماعيل بن حيدرة بن حمزة العلوي من شيوخ الشيعة ذكره ابن
بابويه وقال كان سيدا جليلا روى عنه عبد الجبار النيسابوري انتهى
ومراده بابن بابويه هو منتجب الدين لكن في عبارته ابدال عبد الرحمن بعبد
الجبار.
قال في الدرجات الرفيعة ذكره الباخرزي في دمية القصر فقال: كان
خبر هذا الفتى يترامى إلي واسمع أنه قد نبغ وأن قميص فضله قد سبغ وهو
في ريعان صباه سبق القاضي حيدر أباه وكنت أقترح على الأيام أن تكحلني
بطلعته فأقف على صيغته كما وقفت على صنعته فاتفق حصولي في الري في
ديوان الرسائل بها وكنت أظن أنه إذا سمع بي قصدني أما مفيدا أو مستفيدا
فلما تراخى عني وتنفست على استبطائي إياه مدة مديدة قلت في نفسي لعل
له عذرا وأنت تلوم وتعرفت خبره فزعموا أنه صاحب فراش منذ أسبوع
يكاد ينفجر عليه من عين الفضل ينبوع فكتبت إليه أعوده:
عجل الله برء اسمعيلا * وجلاه الشفاء عضبا صقيلا
لا يرو عنه الذبول فقدما * قد حمدنا من القناة الذبولا
ونسيم الرياض لا يكتسي الصحة * إلا بان يهب عليلا
فحمل اليه أبوه القاضي حيدر هذه الأبيات وهو لما به مستعد لما به
فكتب إلي ببنان مرتعش وقلم لا يكاد ينتعش بيتين تمثل بهما وهما:
رمتني وسر الله بيني وبينها * ونحن بأكناف الحجاز رميم
فلو أنها لما رمتني رميتها * ولكن عهدي بالنضال قديم
وانطفأ بعد ذلك بساعة وفي منه حسرة أتجرعها ولا أكاد أسيغها وفي
العين عبرة أحلبها من الشؤون ثم أسيلها وكانت وفاته سنة أربع وثلاثين
وأربعمائة ومن شعره قوله:
العرب والعجم عالمان معا * أنا على الحادثات فتيان
من معشر ما أظل هامهم * في المجد الا ظبي وتيجان
أولئك السادة الألى شرفت * مغارس منهم وأغصان
يا ليت شعري متى يجلل من * هامة قرني أغر عريان
يضئ ما أظلم البهيم كما * يضحك والدمع منه هتان
كم قلت إذ شامه الكفاح لنا * إنك يا مشرفي فتان
الا ويبدي فتور جفنك لي * إنك بين القراب يقظان
سقيا لأيامنا التي سلفت * والدهر مغضي الجفون وسنان
حتى إذا قرت العيون بكم * علمت أن الزمان غيران
فلج حتى تقاذفت بكم * على مطايا الفراق غيطان
لما صرمتم تضامنت لكم * منا بوصل السهاد أجفان
وقوله:
في الصبي اشتاق وصل الصبي * كلا ولكن معالي شيب
لو أن ما حملته همتي * حمل سلمى لعراه المشيب ١٠٥٣:
الشيخ إسماعيل الخواجوئي.
يأتي بعنوان إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا. ١٠٥٤:
إسماعيل بن خالد كوفي.
في ميزان الاعتدال: يروي عن أبي إسحاق الفزاري مجهول انتهى
وفي لسان الميزان: ذكره ابن عدي وقال عن يحيى بن معين قد روى ابن
المبارك عن رجل كوفي يقال له إسماعيل بن خالد من ولد يزيد بن هند
القسري قال: وقال لنا ابن عقدة هو شيخ قال ابن عدي وليس له كبير
حديث قلت وذكره الكشي في رجال الشيعة الرواة عن أبي جعفر الباقر
وولده قال وعاش إلى أن أخذ عن موسى بن جعفر روى عنه حماد بن عيسى
وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن معمر إنتهى أقول ليس
في كتب الرجال للشيعة إسماعيل بن خالد أصلا والموجود فيها إسماعيل بن
أبي خالد من رجال الباقر وولده الصادق ع والذي ذكره هو
(٣٢٢)

الشيخ الطوسي والنجاشي دون الكشي ولم يذكر أحد منهما أنه عاش إلى أن
أخذ عن الكاظم ع ولا أنه روى عنه حماد بن عيسى ويوشك أن تكون
هذه الترجمة امتزجت بترجمة أخرى ذكر فيها. هذا والامتزاج اشتباه من
المؤلف أو نقصان في النسخة فليراجع. ١٠٥٥:
إسماعيل الخثعمي.
في التعليقة روى عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته والظاهر أنه
إسماعيل بن جابر المتقدم وكان يقال الخثعمي أيضا كما تقدم انتهى
وتقدم أن الصحيح الجعفي والخثعمي تصحيف وعليه فهو غير المتقدم لا
سيما أن الراوين عن المتقدم ليس فيهم ابن أبي عمير كما مر. ١٠٥٦:
السيد إسماعيل الخراساني.
في المآثر والآثار: من فضلاء وثقات المشهد المقدس الرضوي تلمذ
مدة على السيد شفيع الجابلقي واستجاز منه فاجازه. ١٠٥٧:
إسماعيل بن الخطاب السلمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وقال الكشي ما
روي في صفوان بن يحيى وإسماعيل بن الخطاب حدثني محمد بن قولويه عن سعد
عن أيوب بن نوح عن جعفر بن محمد بن إسماعيل قال: أخبرني
معمر بن خلاد قال دفعت ما خرج من غلة إسماعيل بن الخطاب مما
أوصى به إلى صفوان بن يحيى فقال رحم الله إسماعيل بن الخطاب
ورحم الله صفوان فإنهما من حزب آبائي ومن كان من حزبنا أدخله
الله الجنة إنتهى وفي الخلاصة في القسم الأول المعد للثقات:
إسماعيل بن الخطاب قال الكشي حدثني محمد بن قولويه إلى آخر ما تقدم
ثم قال ولم يثبت عندي صحة هذا الخبر ولا بطلانه فالأقوى التوقف في
روايته إنتهى وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة وجه التوقف في
صحة هذا الخبر أن الظاهر كون جعفر الذي في طريقه هو ابن محمد بن
إسماعيل بن الخطاب وهو مجهول ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي
ع مهملا ولم يتعرض له غيره ومع ذلك كان ينبغي عدم ذكر إسماعيل في
هذا الباب لأنه التزم أن لا يذكر فيه إلا من يعمل على روايته إنتهى
فذكره في هذا الباب وتوقفه في روايته يعد كالمتناقض، والظاهر سقوط الامام
المروي عنه في عبارة الكشي ولعله مولانا الرضا ع بقرينة رواية معمر
وصفوان فإنهما من أصحابه ولعل لفظة إلى الرضا سقطت من قلم النساخ
ولذلك عده الشيخ عناية الله في ترتيب اختيار الكشي من أصحاب الرضا
ع مع أن الشيخ كما مر عده من أصحاب الصادق ع وبينهما بون
بعيد وابن داود عده ممن لم يرو عنهم ع وهذا من أغلاطه وذكره
في القسم الأول من كتابه المعد للثقات والعجب أن الرواية مضبوطة في
الكتب الرجالية بعين هذه الألفاظ كالخلاصة ونسخ ثلاث من منهج المقال
وفي الوسيط والحاوي ومنتهى المقال ولم يتعرض أحد من هؤلاء الأجلاء لما
فيها من السقط. ١٠٥٨:
أبو إسرائيل إسماعيل بن خليفة الملائي الكوفي
ولد سنة ٨٤ ومات سنة ١٦٩ وقد جاوز الثمانين.
والملائي الظاهر أنه نسبة إلى بيع الملاء. نص على تشيعه ابن قتيبة
في المعارف فقال عند تعداد الشيعة: وأبو إسرائيل الملائي.
ذكره الذهبي في ميزانه في باب الكنى ووضع عليه علامات ت ق
أي روى حديثه الترمذي وابن ماجة القزويني قال: أبو إسرائيل الملائي
الكوفي هو إسماعيل بن أبي إسحاق خليفة ضعفوه وقد كان شيعيا بغيضا
من الغلاة الذين يكفرون عثمان وقيل اسمه عبد العزيز حدث عن الحكم بن
عتيبة وعطية العوفي وعنه أبو نعيم إسماعيل بن عمرو البجلي وجماعة ابن
المبارك لقد من الله على المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل وقال أبو حاتم لا
يحتج به وهو حسن الحديث له أغاليط وقال أبو زرعة صدوق في رأيه غلو
وقال البخاري تركه ابن مهدي وقال أحمد يكتب حديثه وقال ابن معين
ضعيف وقال مرة هو ثقة وأصحاب الحديث لا يكتبون حديثه وقال ابن
عدي يخالف الثقات وقال الفلاس ليس هو من أهل الكذب. سعدويه وأبو
الوليد واللفظ له قالا ثنا إسرائيل الملائي عن عطية عن أبي سعيد قال وجد
قتيل ميت بين فريقين أو قال بين قريتين فقال رسول الله ص قيسوا ما
بينهما فكان النظر إلى سير رسول الله ص فألقاه على أقربهما إنتهى وفي
لسان الميزان في باب الكني: أبو إسرائيل الملائي الكوفي هو إسماعيل بن
خليفة العبسي عن الحكم بن عتيبة وطلحة بن مصرف وعنه وكيع وأبو أحمد
الزبيري وأبو نعيم إنتهى وفي تهذيب التهذيب: إسماعيل بن خليفة
العبسي أبو إسرائيل بن أبي إسحاق الملائي الكوفي وقيل اسمه عبد العزيز
روى عن الحكم بن عتيبة وفضيل بن عمرو الفقيمي وإسماعيل السدي
وعطية العوفي وأبي عمرو والبهراني وغيرهم وعنه الثوري وهو من أقرانه وأبو
أحمد الزبيري ووكيع وأبو نعيم وإسماعيل بن صبيح اليشكري وأبو الوليد
الطيالسي وغيرهم عن أحمد يكتب حديثه وقد روى حديثا منكرا في القتيل
وقال أحمد خالف الناس في أحاديث وعن ابن معين صالح الحديث وعنه في
رواية أخرى ضعيف وقال في موضع آخر أصحاب الحديث لا يكتبون
حديثه وقال ابن المثنى ما سمعت عبد الرحمن حدث عنه شيئا قط وقال
عمرو بن علي ليس من أهل الكذب وقال البخاري تركه ابن مهدي وقال
يضعفه أبو الوليد وقال أبو زرعة صدوق إلا أن في رأيه غلوا. وقال أبو
حاتم حسن الحديث جيد اللقاء وله أغاليط لا يحتج بحديثه ويكتب حديثه
وهو سئ الحفظ وقال الجوزجاني مفتر زائغ وقال النسائي ليس بثقة وقال
مرة ضعيف وقال العقيلي في حديثه وهم واضطراب وله مع ذلك مذهب
سوء وقال ابن عدي عامة ما يرويه يخالف الثقات وهو في جملة من يكتب
حديثه وقال الترمذي ليس بالقوي عند أصحاب الحديث وقال ابن سعد
يقولون أنه صدوق وقال ابن داود لم يكن يكذب حديثه ليس من حديث
الشيعة وليس فيه نكارة وقال أبو أحمد الحاكم متروك الحديث وقال ابن حبان
في الضعفاء روى عنه أهل العراق وكان رافضيا وهو مع ذلك منكر الحديث
حمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا شديدا وقال العقيلي حديث وجد قتيل
بين قريتين ليس له أصل وما جاء به غيره انتهى ويأتي عن رجال الشيخ
إسماعيل بن عبد العزيز أبو إسرائيل الملائي والظاهر أنه هو هذا وأنه وقع
اشتباه في إحدى الترجمتين بدليل قول الشيخ هناك أنه إسماعيل بن عبد
العزيز وقول الذهبي وابن حجر هنا وقيل اسمه عبد العزيز فيكون ذلك
اسم أبيه وجعل اسما له ويمكن أن يكون اسمه إسماعيل بن خليفة بن عبد
العزيز أو إسماعيل بن عبد العزيز بن خليفة فنسب في إحدى الترجمتين إلى
جده والله أعلم.
(٣٢٣)

١٠٥٩: إسماعيل بن دينار.
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب أخبرنا الحسين حدثنا أحمد بن جعفر
حدثنا حميد حدثنا إبراهيم بن سليمان عنه به. وفي الفهرست إسماعيل بن
دينار له كتاب وإسماعيل بن بكر لهما أصلان أخبرنا بهما أحمد بن عبدون
عن أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عنهما
انتهى وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
إسماعيل بن دينار وإسماعيل بن بكر لهما أصلان ولعلهما صحيحان
إنتهى ويروي عنه إبراهيم بن سليمان كما سمعت. ١٠٦٠:
إسماعيل بن رافع المدني.
مات بالمدينة عن ابن سعد ما بين ١١٠ إلى ١٢٠ عن البخاري في
التاريخ الأوسط. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وفي
تهذيب التهذيب: إسماعيل بن رافع بن عويمر أو ابن أبي عويمر الأنصاري
ويقال المزني أبو رافع القاص المدني نزيل البصرة روى عن سمي بصيغة
التصغير مولى أبي بكر بن عبد الرحمن وابن أبي مليكة وسعيد المقبري
وزيد بن أسلم وعبد الوهاب بن بخت وبكير بن الأشج وابن المنكدر وغيرهم
وعنه أخوه إسحاق وعبد الرحمن المحاربي ووكيع والوليد بن مسلم وأبو
عاصم ومكي بن إبراهيم وروى عنه من القدماء سليمان بن بلال
والليث بن سعد وآخرون. قال ابن المبارك لم يكن به باس ويحمل عن
هذا وعن هذا ويقول بلغني ونحو هذا وقال عمرو بن علي منكر الحديث في
حديثه ضعف لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عنه بشئ قط وقال أحمد
ضعيف وقال منكر الحديث وقال ابن معين ضعيف وقال ليس بشئ. وقال
أبو حاتم منكر الحديث. وقال الترمذي ضعفه بعض أهل العلم وسمعت
محمدا يقول هو ثقة مقارب الحديث وقال النسائي متروك الحديث وقال مرة
ضعيف ومرة ليس بشئ ومرة ليس بثقة وقال ابن خراش والدارقطني
متروك وقال يعقوب بن سفيان فيه وفي جماعة ليسوا بمتروكين ولا يقوم
حديثهم مقام الحجة وذكره في باب من يرغب في الرواية عنهم وقال ابن
عدي أحاديثه كلها مما فيه نظر إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء وقال
ابن سعد مات بالمدينة قديما وكان كثير الحديث ضعيفا. وقال الساجي:
صدوق يهم في العجلي. وقال العجلي ضعيف الحديث وقال الحاكم أبو أحمد
ليس بالقوي عندهم وقال علي بن الجنيد متروك وقال البزاز ليس بثقة ولا
حجة. وضعفه أبو حاتم والعقيلي وأبو العرب
ومحمد بن أحمد المقدمي ومحمد بن عبد الله بن عمار وابن الجارود وابن عبد البر وابن حزم والخطيب
وغيرهم وقال ابن حبان كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الأخبار حتى
صالح الغالب على حديثه المناكير التي يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها
وعن أبي داود ليس بشئ سمع من الزهري فذهبت كتبه فكان إذا رأى
كتابا قال هذا قد سمعته إنتهى.
تنبيه
ذكر بعض المعاصرين في كتاب له كثير الأخطاء إسماعيل بن رزين
الخزاعي ابن أخي دعبل وحكى تضعيفه عن ابن الغضائري ونقول
ليس لنا في الرجال إسماعيل بن رزين الخزاعي ابن أخي دعبل وإنما هو
إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي ابن أخي دعبل وهو الذي
ضعفه ابن الغضائري ويأتي في محله ولم نجد من أطلق عليه علي بن رزين.
ونبهنا عليه هنا لئلا يتوهم من يرى كتابه أننا أهملناه. ١٠٦١:
إسماعيل بن رباح الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة رباح
بالباء الموحدة وقد يوجد في بعض النسخ بالمثناة يروي عنه ابن أبي عمير في
الصحيح وفيه إشعار بوثاقته وعمل بخبرهن الأصحاب
في باب دخول الوقت في أثناء الصلاة ويحكمون بصحة تلك الصلاة بمجرد خبره إنتهى وعن
تقريب ابن حجر: ابن رباح بكسر أوله والتحتانية السلمي مجهول من
الثالثة انتهى وفي القاموس في مادة روح إسماعيل بن رياح محدث
انتهى وفي تاج العروس إسماعيل بن رياح بن عبيدة السلمي الكوفي
روى عن جده المذكور انتهى وفي تهذيب التهذيب إسماعيل بن رياح بن
عبيدة السلمي عن أبيه وعنه أبو هاشم الرماني وقال أبو حاتم يقال
إسماعيل عن رياح بن عبيدة ولا أعلم حافظا نسب إسماعيل وسئل ابن
المديني عنه فقال لا أعرفه مجهول ذكره ابن حبان في الثقات انتهى وعن
جامع الرواة رواية محمد بن أبي عمير عنه عن أبي الحسن ع في باب
زيارة البيت من التهذيب انتهى فيكون من أصحاب الكاظم أيضا كما
أنه من أصحاب الصادق ع. ١٠٦٢:
السيد الميرزا أبو الحسين إسماعيل ابن السيد رضا الحسيني الشيرازي
نزيل سامراء ابن عم الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي المشهور وخال
أولاده.
توفي في ١١ شعبان سنة ١٣٠٥ في الكاظمية وكان قد جاء إليها من
سامراء قبل شهرين وحمل إلى النجف الأشرف فدفن هناك.
كان عالما فاضلا جليلا شاعرا أديبا قرأ على ابن عمه الميرزا الشيرازي
في سامراء وكان من أفضل تلامذته وله أشعار في مدح أمير المؤمنين ورثاء
الحسين ع فمن شعره قوله:
نبا نزار من ظباك الشبا * أم سمرك اليوم غدت أكعبا
أم عقرت خيلك أم جززت * منها نواصيها فلن تركبا
ما كان عهدي بك أن تحملي الضيم * وفي يمناك سيف الابا
فهذه حرب وقد أنشبت * فيك على رغم العلى المخلبا
فأين عنكم يا ليوث الوغى * مخالب السمر وبيض الظبا
ما خدشت قضبك من مقبل * وجها ولا من مدبر منكبا
وفي الوغى لم تنشري راية * ولم تجيلي خيلك الشزبا
فحربك اليوم خبت نارها * ونار حرب لهبت في الخبا
أتدخل الخيل خباء الأولى * خباؤها فوق السما طنبا
نساؤها تسبى جهارا ولا * من سيفها البتار يدمى شبا
لهفي لآل الله إذ أبرزت * من الخبا ولم تجد مهربا
تؤم هذي ولها مشرق الشمس * وهذي تقصد المغربا
وزينب تهتف بالمصطفى * والمرتضى والحسن المجتبى
يا غائبا لا يرتجى عوده * ولن تراه أبدا آيبا
ترضى بان أسلب بين العدى * حاشاك أن ترضى بان أسلبا
(٣٢٤)

فأيها الموت أرحني فما * أهناك اليوم وما أطيبا
ولما توفي قال الشيخ حمادي بن نوح الحلي يرثيه من قصيدة:
لك إن طلت فاطم الطهر أم * وأبوك الهادي البشير النذير
قد تجلت لك المراتب حتى * نلتها والقضا لك المأمور
روع السرب يا بغاث البوادي * ثكلت أجدل البزاة الصقور
من يرد العدى بقولة فصل * ضمن إيجازها الخطاب الكثير
وسرى نعشه فقلت لفكري * سار في الأفق كوكب أم سرير
أيها الحامل المصابيح ليلا * والدجى من سنا المسجى ينير
غني النعش عن سناكم ولكن * سعيكم في إجلاله مشكور
يا أمير الكلام وابن أعالي * امراه إذا أنسددن الثغور
ارع مني فريدة لو تجلت * حاد عنها مهلهل وجرير
فقنا يا أبا محمد خطبا * قصمت للاسلام فيه ظهور
يا عماد الهدى عريضة مولى * لم يشبها إليك أفك وزور
أرشد الله في هداك البرايا * واقتفاك الجهول والنحرير
قد نشقنا تقاك وهو عبير * ونهلنا هداك وهو غزير
وعرفناك أولا وأخيرا * فزكا أول وبر أخير
في محيا كأنما انشق منه * فجر ليل أو الصباح المنير
أبرزته الآباء قدوة قوم * هو عنهم من الفوادح سور
وأنر من محمد وعلي * بهلالي سعد نمته بدور
من يغثه محمد وعلي * آب وهو المظفر المنصور
يا جبال العلا الذين لديهم * منتهى أكبر الخطوب صغير
فطر الله فكرتي لعلاكم * فاصطفتكم وشرف المفطور ١٠٦٣:
إسماعيل بن زكريا بن مرة أبو زياد الخلقاني الكوفي مولى بني
أسد بن خزيمة يلقب شقوصا.
مات ببغداد أول سنة ١٧٣ وهو ابن ٧٥ سنة قاله ابن سعد وفيما
حكاه في تهذيب التهذيب عن ابن سعد وهو ابن ٦٥ سنة وقال أبو الأحوص
البغوي مات سنة ١٧٤.
والخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وآخره نون
نسبة إلى بيع الخلقان من الثياب.
أقوال العلماء فيه
في طبقات ابن سعد الكبير: إسماعيل بن مرة مولى لبني سواءة بن
الحارث بن ثعلبة ابن دودان بن أسد بن خزيمة ويكنى أبا زياد وكان تاجرا في
الطعام وغيره وهو من أهل الكوفة ونزل بغداد في ربض حميد بن قحطبة
ومات بها في التاريخ. المذكور انتهى وفي تاريخ بغداد: إسماعيل بن
زكريا بن مرة أبو زياد الخلقاني مولى بني أسد بن خزيمة يلقب شقوصا وهو
كوفي الأصل سمع إسماعيل بن أبي خالد وأبا إسحاق الشيباني وسليمان
الأعمش وعبيد الله بن عمر العمري وسهيل بن أبي صالح وأشعث بن
سوار ومحمد بن عجلان ومالك بن مغول ومسعرا. روى عنه سعيد بن
سليمان سعدويه ومحمد بن الصباح الدولابي وأبو الربيع الزهراني ومحمد بن
بكار بن الريان ومحمد بن سليمان لؤين ثم روى بسند فيه إسماعيل بن
زكريا أبو زياد أن النبي ص قال في الصلاة على النبي ص اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم أنك حميد مجيد. وروى
بسنده عن عبد الله بن داود كان إسماعيل بن زكريا يأتي الأعمش فيجلس
بجنبه ونحن ناحية. وبسنده عن أحمد بن حنبل وذكر إسماعيل بن زكريا
فقال هو أبو زياد ثم قال لم نكتب نحن عن هذا شيئا كأنه يقول له لم
ندركه وبسنده عن أحمد بن حنبل أنه سئل عن إسماعيل بن زكريا قال:
هو أبو زياد كان هاهنا ما كان به باس. وبسنده عن عبد الله بن أحمد
سمعت أبي يقول: إسماعيل بن زكريا الخلقاني حديثه حديث مقارب.
وبسنده قيل لأبي عبد الله إسماعيل بن زكريا كيف هو قال: أما الأحاديث
المشهورة التي يرويها فهو فيها مقارب الحديث صالح ولكن ليس ينشرح
الصدر له، ليس يعرف هكذا يريد بالطلب قال الميموني قلت ليحيى بن
معين: إسماعيل بن زكريا قال هو ضعيف الحديث وبسنده عن يزيد بن
الهيثم سمعت يحيى بن معين يقول إسماعيل بن زكريا ليس به باس وقال في
موضع آخر إسماعيل بن زكريا صالح الحديث قلت له فحجة هو قال الحجة
شئ آخر. وبسنده عن الفضل بن زياد أنه قال وسالت عبد الله عن أبي
شهاب وإسماعيل بن زكريا فقال كلاهما ثقة. وبسنده عن يحيى بن معين أن
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة أحب إليه من إسماعيل بن زكريا. وبسنده عن
يحيى بن معين: إسماعيل بن زكريا الخلقاني ثقة وبسند آخر عنه قال ثقة.
وبسنده عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال إسماعيل بن زكريا
الخلقاني صدوق انتهى وفي ميزان الاعتدال إسماعيل بن زكريا الخلقاني
الكوفي ووضع مع اسمه ع علامة على الرواية عنه أصحاب الصحاح
الستة ثم قال صدوق شيعي لقبه شقوصا سكن بغداد وحدث عن
حصين بن عبد الرحمن وطبقته وعنه محمد بن الصباح الدولابي ولؤين وعدة
قال أحمد ما به باس وقال مرة حديثه حديث مقارب وقال مرة ضعيف
الحديث وروى عباس عن ابن معين ضعيف وقال الدولابي كتب عني
يحيى بن معين حديث إسماعيل بن زكريا كله وقال عبد الملك الميموني
سمعت أحمد يقول ليس ينشرح له الصدر وقال الميموني سمعت ابن معين
يقول هو ضعيف. ثم روى عمن سمع إسماعيل الخلقاني يقول الذي نادى
من جانب الطور عبده علي بن أبي طالب ثم قال قلت هذا السند مظلم ولم
يصح عن الخلقاني هذا الكلام فان هذا من كلام زنديق انتهى وفي تهذيب
التهذيب: إسماعيل بن زكريا بن مرة الخلقاني الأسدي أبو زياد
الكوفي لقبه شقوصا ووضع مع اسمه ع ومر معناه قال روى عن أبي
بردة بن أبي موسى وعاصم الأحول وطلحة بن يحيى وعد جماعة ذكرهم
الخطيب ثم قال قال أبو داود عنه ما كان به باس وقال الدوري وابن أبي
خثيمة عنه ثقة وقال النسائي أرجو أن لا يكون به باس وقال أبو حاتم
صالح وحديثه مقارب وعن أحمد بن حنبل ضعيف. وقال العجلي كوفي
ضعيف الحديث وقال الآجري عن أبي داود ثقة. وقال النسائي في الجرح
والتعديل ليس بالقوي وقال ابن عدي لإسماعيل من الحديث صدر صالح
وهو حسن الحديث يكتب حديثه انتهى. ١٠٦٤:
إسماعيل بن زياد البزاز الكوفي الأسدي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال تابعي
روى عنه وعن أبي عبد الله ع وذكره في رجال الصادق
ع وقال تابعي.
(٣٢٥)

١٠٦٥: إسماعيل بن زياد السكوني ويقال ابن أبي زياد.
يأتي بعنوان إسماعيل بن أبي زياد مسلم. ١٠٦٦:
إسماعيل بن زياد السلمي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر أن الظاهر أنه
ابن أبي زياد. ١٠٦٧:
إسماعيل بن زيد الطحان.
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن محمد بن مروان ومعاوية بن عمار
ويعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ع أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم حدثنا
عبيس بن هشام عن إسماعيل. وفي مشتركات الطريحي يعرف إسماعيل أنه
ابن زيد الطحان برواية عبيس بن هشام عنه وزاد الكاظمي روايته هو عن
محمد بن مروان ومعاوية بن عمار ويعقوب بن شعيب. ١٠٦٨:
إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي.
روى الكليني في الكافي في باب فضل المسجد الأعظم بالكوفة عن أبي
يوسف يعقوب بن عبد الله من ولد أبي فاطمة عنه عن أبي عبد الله ع. ١٠٦٩:
الميرزا إسماعيل ابن الميرزا زين العابدين ابن الميرزا محمد ابن المولى
محمد باقر السلماني الكاظمي.
توفي ليلة الأحد ٣ رجب سنة ١٣١٨ في الكاظمية.
كان عالما ورعا تقيا قدوة أهل العلم في الفضل والتقى وإماما في
الروضة الكاظمية على مشرفيها أطيب التحية وكان في صفوف المقتدين
الشيوخ من العلماء والوجوه من الأعيان. وكان والده الشيخ زين العابدين
يجلب إلى مشهد السيد محمد الذي بطريق سامراء أعيان الزائرين من
الفرس والترك ويوفر النعمة بسببهم على مجاوري هذه البقعة وكان هو الآمر
بإشادة العمارة حول هذا المرقد الشريف. رأيت المترجم في الكاظمية شيخا
بهي الطلعة وأصيب في شيخوخته بمرض عضال إلى أن توفي. ١٠٧٠:
إسماعيل بن سالم.
في التعليقة عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته ويحتمل كونه ابن
سلام الآتي انتهى. ١٠٧١:
المولى إسماعيل السبزواري.
عالم فاضل له كتاب بدائع الأخبار. ١٠٧٢:
إسماعيل بن السدي.
هو إسماعيل بن عبد الرحمن ابن السدي الآتي. ١٠٧٣:
إسماعيل بن سعيد الأحوص الأشعري القمي.
الأحوص بالحاء والصاد المهملتين بينهما واو.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال ثقة. وفي لسان
الميزان: إسماعيل بن سعد الأشعري القمي من رجال الشيعة روى عن
علي بن موسى الرضا روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى ويونس بن عبد
الرحمن انتهى وميزه الطريحي في المشتركات بروايته عن الرضا ع لأنه
من أصحابه وزاد الكاظمي رواية أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن خالد
عنه. ١٠٧٤:
السيد إسماعيل بن سعيد الحسيني الحويزي.
في أمل الآمل: جليل عالم فاضل متكلم شاعر محقق معاصر
انتهى ومن طرائف الاشتباهات ما في كتاب لبعض المعاصرين قال:
إسماعيل بن سعيد الحسيني في أمل الآمل عالم فاضل متكلم شاعر محقق
معاصر لصاحب الكافي الجليل انتهى فاخذ صدر ترجمة الصاحب بن
عباد وهي الصاحب الكافي الجليل أبو القاسم إسماعيل بن عباد فالحقها بهذه
الترجمة. ١٠٧٥:
إسماعيل بن سلام.
في التعليقة سيأتي في ترجمة علي بن يقطين أنه روى معجزة عن
الكاظم ع ويظهر من ذلك كونه من الشيعة ومأمونا على سرهم
ع ولعله ابن سالم السابق. ١٠٧٦:
الأمير شرف الدين أبو الفضل إسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن
علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني وباقي نسبه مر في أسامة بن مرشد
وهو ابن عمه.
توفي بدمشق سنة ٥٦١.
هو مظنون التشيع لما مر في ابن عمه اسامة أن أهل بيته أهل بيت
تشيع. ذكره ياقوت في معجم الأدباء في أثناء ترجمة اسامة بن مرشد وقال
كان شابا فاضلا سكن لما أخذت منهم شيزر بدمشق ومات بها بالتاريخ
المذكور قال العماد وسمعت من شعره:
ومهفهف كتب الجمال بخده * سطرا يحير ناظر المتأمل
بالغت في استخراجه فوجدته * لا رأي إلا رأي أهل الموصل
قال وذكره ابن عمه الأمير مرهف بن اسامة وأثني عليه وأنشدني له
أشعارا منها بيتان في النحل والزنبور وهما:
ومغردين ترنما في مجلس * فنفاهما لأذاهما الأقوام
هذا يجود بما يجود بعكسه * هذا فيحمد ذا وذاك يذام
يعني العسل من النحل وعكسه اللسع من الزنبور. وأنشدني له
أيضا:
سقيت كأس الهوى علا على نهل * فلا تزدني كأس اللوم والعذل
نأى الحبيب فبي من نأيه حرق * لولا بست جبلا هدت قوى الجبل
ولو تطلبت سلوانا لزدت هوى * وقد تزيد رسوبا نهضة الوحل
عفت رسومي فعج نحوي لتندبني * فالصب غب زياد الحب كالطلل
صحوت من قهوة تنفى الهموم بها * لكنني ثمل من طرفه الثمل
أصبر النفس عنه وهي قائلة * ما لي بعادية الأشواق من قبل
كم ميتة وحياة ذقت طعمهما * مذ ذقت طعم النوى لليأس والأمل
والنفس إن خاطرت في غمرة وألت * منها وإن خاطرت في الوجد لم تئل
لها دروع تقيها من سهام يد * فهل دروع تقيها أسهم المقل
فانظر إليه تر الأقمار في قمر * وانظر إلى تر العشاق في رجل
باي أمر سأنجو من هوى رشا * في جفنه سحر هاروت وسيف علي
إذا رمى طرفه باللحظ قال له * قلبي أعد لا رماك الله بالشلل
(٣٢٦)

أمن بني الروم ذا الرامي الذي فتكت * سهامه بالورى أم من بني ثعل
إن خفت روعة هجران الحبيب فقد * أمنت في حبه من روعة العذل ١٠٧٧:
أبو خالد إسماعيل بن سلمان الأزرق.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال:
إسماعيل بن سلمان الأزرق يكنى أبا خالد ومر بعنوان إسماعيل الأزرق.
وفي التعليقة يأتي في معمر بن يحيى ما يشير إلى نباهته انتهى وهو ما
حكاه عن كتاب الطلاق من التهذيب في الصحيح عن ابن أذينة عن زرارة
وبكير ومحمد وبريد بن معاوية والفضيل بن يسار وإسماعيل الأزرق
ومعمر بن يحيى بن بسام كلهم سمعه من أبي جعفر ومن ابنه بعده
ع الحديث فاقترانه بهؤلاء الأجلاء يدل على نباهته. وعن جامع
الرواة: روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وروى عنه عمر بن
أذينة. وعن تقريب ابن حجر ضعيف في الخامسة ولم نجد عام وفاته. وفي
ميزان الاعتدال إسماعيل بن سلمان الكوفي الأزرقي عن أنس والشعبي
وعنه وكيع وعدة. قال ابن نمير والنسائي متروك وقال أبو حاتم والدارقطني
ضعيف وقال ابن معين ليس حديثه بشئ انتهى وفي تهذيب التهذيب
إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة الأزرق التميمي الكوفي ووضع عليه علامة
بخ ق أي روى عنه البخاري في الأدب المفرد وابن ماجة القزويني ثم
ذكر فيمن روى عنه إسماعيل أنه روى عن دينار بن عمر البزار وزاد فيمن
روى عن إسماعيل أنه روى عنه إسرائيل وعبيد الله بن موسى وقال أبو
زرعة ضعيف الحديث واهي الحديث أورد له البخاري حديث علي: الشاة
بركة وابن ماجة حديث علي في النهي عن اتباع النساء الجنائز. قلت: وسئل
عنه أبو داود فقال ضعيف وذكره الفسوي في باب من يرغب عن الرواية
عنهم وقال الساجي ضعيف وقال أبو أحمد بن عدي روى حديث الطير
وغيره من الأحاديث، البلاء فيها منه وقال الخليلي في الارشاد ما روى
حديث الطير ثقة رواه الضعفاء مثل إسماعيل بن سلمان الأزرق وأشباهه
وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ وذكره العقيلي في الضعفاء وأشار إلى
أنه تفرد بحديث علي الشاة بركة ثم أسند عن محمد بن عبد الله بن نمير قال
إسماعيل الأزرق متروك الحديث وإنما نقم على وكيع بروايته عنه انتهى
ويوشك أن يكون سبب تضعيفه روايته مثل حديث الطير من فضائل علي
ع مما لا تطاوع نفوسهم على التصديق به. ١٠٧٨:
إسماعيل بن سمكة بن عبد الله البجلي.
مضى في ابنه أحمد أن أباه إسماعيل من غلمان أحمد بن أبي عبد الله
البرقي وممن تأدب عليه ويقال إسماعيل بن عبد الله البجلي القمي ويأتي. ١٠٧٩:
إسماعيل بن سهل الدهقان.
في نضد الايضاح: سهل مكبر والدهقان بكسر المهملة اسم
أعجمي مركب من ده وقان ومعناه سلطان القرية لأن ده عندهم اسم القرية
وقان اسم السلطان انتهى أقول الأولى أن يقال رئيس القرية.
قال النجاشي ضعفه أصحابنا له كتاب أخبرنا محمد بن محمد حدثنا
الحسن بن حمزة حدثنا محمد بن جعفر بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد
حدثنا أبي عن إسماعيل. وفي الفهرست إسماعيل بن سهل له كتاب
أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي
عبد الله عن أبيه عنه. وفي التعليقة: يأتي في الفضل بن شاذان عده في جملة
من يروي عنهم الفضل على وجه يشعر بكونه من أصحابنا المعروفين
انتهى أقول: المذكور في ترجمة الفضل إسماعيل بن سهيل بالياء ولعله
يقال مصغرا ومكبرا. أو النسخة غلظ وقد سمعت عن نضد الايضاح أنه
مكبر. وفي لسان الميزان إسماعيل بن سهل الدهقان ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال: روى عن حماد بن عيسى ومحمد بن أبي عمير روى عنه
محمد بن عبد الجبار والهيثم بن أبي مسرور وأبو القاسم الكوفي ومحمد بن
خالد البرقي وقال ابن النجاشي ضعفه أصحابنا انتهى وليس في
فهرست الشيخ جميع ما نقله. وميزه الطريحي والكاظمي برواية أحمد بن
محمد بن خالد عن أبيه عنه وزاد الكاظمي رواية أحمد بن محمد بن عيسى
عنه وعن جامع الرواة أنه زاد رواية عبد الله بن أبي رافع والعباس بن
معروف وحريز بن عبد الله ومحمد بن جمهور ومحمد بن عبد الجبار
ومنصور بن العباس وأبي القاسم الكوفي ومحمد بن عبد الله بن واسع
وعلي بن مهزيار وعبد الله بن حماد وإبراهيم بن عقبة عنه انتهى. ١٠٨٠:
إسماعيل بن شعيب السمان الأسدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي
التعليقة هو ابن شعيب بن ميثم الآتي. ١٠٨١:
إسماعيل بن شعيب العريشي.
العريشي بالعين المهملة المفتوحة والراء المهملة والمثناة التحتية
والشين المعجمة وياء النسبة. ويمكن أن يكون منسوبا إلى عريش مصر.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال قليل
الحديث ثقة روى عنه عبد الله بن جعفر وفي الفهرست إسماعيل بن شعيب
العريشي قليل الحديث إلا أنه ثقة سالم فيما يرويه منه. وله كتب منها كتاب
الطب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى عن عبد
الله بن جعفر عن إسماعيل وقال النجاشي له كتاب في الطب أخبرنا
محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن
إسماعيل به انتهى وفي المعالم ابن شعيب العريشي ثقة من كتبه الطب
انتهى. ١٠٨٢:
إسماعيل بن شعيب بن ميثم الأسدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان:
إسماعيل بن شعيب الأسدي من رجال الشيعة روى عن جعفر الصادق
رضي الله عنه وعنه عبد الله بن جعفر الحميري ذكره الطوسي انتهى
أقول الذي روى عنه الحميري هو إسماعيل بن شعيب العريشي المتقدم
لا الأسدي. ١٠٨٣:
السيد ميرزا إسماعيل الرضوي المشهدي ابن السيد صادق الرضوي
ابن الميرزا أبو القاسم ابن الميرزا حبيب الله ابن الميرزا عبد الله.
ولد ليلة الأحد ٢٤ جمادى الثانية سنة ١٢٤٢ في المشهد المقدس
الرضوي وتوفي ليلة الخامس من ذي الحجة سنة ١٣٢١ ودفن بالمشهد
المقدس الرضوي في دار السعادة.
ذكره ولده السيد محمد باقر في كتابه الشجرة الطيبة فقال: السيد
التقي الجليل النبيل كان من ثقات الطائفة العلوية ومشايخ السلسلة الجليلة
الرضوية ممتازا بعلو القدر وسعة الصدر وخضوع القلب قانعا متوكلا وفي
(٣٢٧)

زمان شبابه اشتغل بالرياضيات الشرعية وتجنب الرذائل وبرعاية أحكام
الدين المبين والاتصاف بمحامد الأوصاف ومكارم الأخلاق قرأ متون الكتب
الأدبية والفقه على مولانا الشيخ حسن اليزدي وفقيه عصره الشيخ صادق
القوشاني كان جيد الخط في الغاية في النسخ والثلث والشكستة والسياق
والتحرير وكان من أباة الضيم وأهل النفوس الأبية وفي مدة عمره لم يطلب
من أحد شيئا إلا ما ورثه من والده السيد صادق الرضوي من الضياع
والعقار وكان شيئا معتدا به ولكن حيث كان في زمن المحاصرة السالارية
وأبواب الانتقام والسياسات من أهالي المدينة المفتوحة ويد التعدي طويلة
صار أغلب تلك الأملاك جزء تلك الأملاك الخالصة أملاك الدولة
وبعض الأملاك حكم بها للمدعين ففي مدة قليلة ذهبت جميع تلك الضياع
والعقار والخيل والأغنام طعمة الحوادث وأطماع الأشرار وكان في ذلك
الزمان أمر تولية الآستانة المقدسة بعهدة ميرزا فضل الله خان وزير نظام
وكان في كمال الجد والجهد في حماية حدود الآستانة المقدسة وحقوق
المنسوبين إليها فرأيت أن أعرض تلك التعديات له فاظهر الكدورة والخشونة
وهددني بالعزل:
فقلت أدعوك للجلى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل
وكانت أوقات المترجم مصروفة في صلة الأرحام وصلاة الجماعة
والتهجد وقراءة القرآن انتهى. ١٠٨٤:
إسماعيل بن الحسن.
مات في حبس المنصور قرب الكوفة سنة ١٤٤.
ذكره المسعودي في مروج الذهب فيمن كان محبوسا مع عبد الله بن
الحسن المثنى في سرداب تحت الأرض على شاطئ الفرات بالقرب من قنطرة
الكوفة قال وكان عدد من بقي منهم خمسة فمات إسماعيل بن الحسن فترك
عندهم فجيف انتهى ولسنا ندري أهو ابن الحسن المثنى فيكون أخا عبد
الله أو ابن الحسن السبط فيكون عمه الله أعلم ولعله إسماعيل بن
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الذي كان مع بني
الحسن في حبس المنصور بالهاشمية وهدم عليهم السجن فيكون المسعودي
قد نسبه إلى جده والنسبة إلى الجد كثيرة. ١٠٨٥:
الأمير إسماعيل ابن الأمير شديد الحرفوشي.
كان من أمراء بعلبك من آل الحرفوش المشهورين. في تاريخ بعلبك
أنه تولى امارة بعلبك بعد ابن عمه الأمير حسين الذي قتل سنة ١٧٢٤ م
١١٣٩ ه‍ ثم تولى بعده الأمير حيدر ثم أخوه حسين ثم قتله حيدر وولي
مكانه حدود ١٧٥١ م ١١٦٦ ه‍ وفي سنة ١٧٥٩ م ١١٧٤ ه‍ ضبط الأمير
إسماعيل ابن الأمير شديد الحرفوشي مدينة بعلبك وايالتها من قبل والي
طرابلس بمقطوع مائة كيس وهي خمسون ألف قرش. وفي بعض ما كتبه
عيسى إسكندر المعروف في مجلة العرفان: قال الخوري نقولا الصايغ يؤرخ
دار الأمير إسماعيل الحرفوشي في بعلبك سنة ١١٤١ ثم ذكر قطعتين لا
تستحقان النقل وشطر التاريخ في الأولى منهما دم بيت إسماعيل فردوس
عدن ١١٤١ وفي الثانية تاريخه مغنى البهج ١١٤١. ١٠٨٦:
إسماعيل بن شهردوير الديلمي.
في الذريعة: ذكره القاضي أحمد بن صالح بن أبي الرجال اليمني
المتوفى بصنعاء ١٠٩٢ في مطلع البدور ووصفه بالعالم الكبير وفي حاشية
الذريعة شهردوير معناه شيخ البلد وكبيره ودوير لغة ذو فضلين وفصيحه
دبير. ١٠٨٧:
إسماعيل بن صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ذبيحة وأبوه
مولى رسول الله ص.
ذكره النجاشي في ترجمة أبيه صالح وقال روى عنه ابنه إسماعيل بن
صالح. ١٠٨٨:
إسماعيل بن الصباح.
روى الكليني في الكافي والصدوق في الفقيه في باب ضمان الصانع
عن علي بن الحكم عنه عن أبي عبد الله ع وقد يوجد إسماعيل بن
أبي الصباح وإسماعيل عن أبي الصباح. ١٠٨٩:
إسماعيل بن صدقة الكوفي القراطيسي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه. ١٠٩٠:
الشاه إسماعيل الثاني ابن الشاه طهماسب الأول الموسوي الصفوي
ثالث ملوك الصفوية في إيران وبقية النسب مر في الشاه إسماعيل بن
حيدر.
توفي فجأة في ٢٣ رمضان ٩٨٥.
كان على عهد أبيه طهماسب محبوسا في قلعة كنك ولما مات طهماسب
خلف عدة أولاد منهم سلطان حيدر وإسماعيل ميرزا وكانت طائفة
استاجلو وبعض الأمراء راغبين في تعيين حيدر وكان قد تصرف بالبلاط
والخزائن وسمى نفسه بالسلطان ومالت طائفة أفشار والجراكسة وبريجان
خانم زوجة طهماسب إلى إسماعيل ووافقها حراس القلعة التي هو فيها
وفي أثناء هذا الخلاف قتل حيدر ميرزا وخرج إسماعيل ميرزا من القلعة
التي كان محبوسا فيها في ٢٢ صفر سنة ٩٨٤ وفي ١٦ ربيع الأول نزل في
حدود قزوين وكانت دار الملك وفي ٢٠ منه دخل البلاط وفي ٢٤ جلس على
سرير الملك وفي ٢٣ من شهر رمضان مات فجأة ومدة ملكه سنة وستة
أشهر. ١٠٩١:
إسماعيل بن عامر.
في التعليقة: سيجئ في المفضل بن عمر رواية ابن أبي عمير عن حماد
عنه وفيه إشعار بوثاقته ويظهر من تلك الرواية حسن عقيدته وهو والد
علي بن إسماعيل بن عامر الآتي عن رجال الشيخ في أصحاب الكاظم
ع ويحتمل كونه عمار وقيل له عامر انتهى قال أبو علي فيكون
أخا إسحاق بن عمار الثقة الجليل الذي مر أنه في بيت كبير من الشيعة
انتهى. ١٠٩٢:
أبو القاسم الملقب بالصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن أبي الحسن
عباد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الديلمي الأصفهاني القزويني
الطالقاني وزير مؤيد الدولة ثم فخر الدولة وأحد كتاب الدنيا الأربعة.
قال ياقوت هكذا نسبه المحدثون ولكن في شعر الرستمي والسلامي
ابدال عباد الثانية بعبد الله أقول ولعله للضرورة. قال الرستمي:
(٣٢٨)

يهني ابن عباد بن عباس بن عبد الله نعمى بالكرامة تردف
وقال السلامي:
يا ابن عباد بن عباس بن عبد الله حرها
مولده ووفاته ومدفنه
ولد لأربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة ٣٢٦ بإصطخر فارس
وقيل بالطالقان طالقان قزوين وتوفي ليلة الجمعة ٢٤ من صفر سنة ٣٨٥
بالري. هكذا أرخ مولده ابن خلكان وياقوت في معجم الأدباء بل اتفق
عليه المؤرخون وتفرد في الذريعة فقال إنه ولد سنة ٣٢٤ انتهى ولعله
الموافق لما في اليتيمة من أنه توفي لما بلغت سنوه الستين ليلة الجمعة ٢٤ من
صفر سنة ٣٨٥ فإنه بناء على أن مولده سنة ٣٢٦ يكون عمره سبعا
وخمسين سنة وثلاثة أشهر وثمانية أيام ولا يتم بلوغه الستين إلا إذا كان
مولده سنة ٣٢٤ وفي رسالة لبعض المعاصرين سماها الإرشاد في أحوال
الصاحب بن عباد عن محمد ربيع بن شرفجاه الأردستاني في كتابه أنه ولد
سنة ٣٢٦ وتوفي سنة ٣٨٧ وعلى هذا أيضا يتم بلوغه الستين لكن تاريخ
الذريعة في مولده والأردستاني في وفاته لم يذكره غيرهما ولعله أريد بهما
تصحيح ما في اليتيمة من بلوغه الستين ولكن الظاهر أن ما في اليتيمة من
بلوغه الستين مبني على المسامحة. ونقل بعد وفاته بالري إلى أصبهان ودفن
في قبة بمحلة تعرف بباب درية بفتح الدال المهملة وكسر الراء وسكون المثناة
التحتية وبعدها هاء. قال ابن خلكان وهي عامرة إلى الآن وأولاد بنته
يتعاهدونها بالتبييض انتهى وفي معجم الأدباء باب درية المحلة التي فيها
تربته أول ما يستقبلك من أصفهان. وفي روضات الجنات: قلت بل وهي
عامرة إلى الآن وكان أصابها تشعث وانهدام فامر الامام العلامة الحاج محمد
إبراهيم الكرباسي في هذه الأيام بتجديد عمارتها ولا يدع زيارتها مع ما به
العجز في الأسبوع والشهر والشهرين وتدعى في زماننا بباب الطوقجي
والميدان والعتيق والناس يتبركون بزيارته ويطلبون عند قبره الحوائج من الله
تعالى انتهى وذكر ابن خلكان وغيره في أخباره عن هلال بن المحسن
وغيره أنه لم يسعد أحد بعد وفاته كما كان في حياته غير الصاحب بن عباد
فإنه لما توفي أغلقت له مدينة الري واجتمع الناس على باب قصره ينتظرون
خروج جنازته وحضر مخدومه فخر الدولة وسائر القواد وقد غيروا لباسهم
فلما خرج نعشه إلى الباب على أكتاف حامليه للصلاة عليه قام الناس
بأجمعهم إعظاما وصاحوا صيحة واحدة وقبلوا الأرض وخرقوا ثيابهم ولطموا
وجوههم وبالغوا في البكاء والنحيب عليه جهدهم وابتدر الديلم إلى تقبيل
الأرض قدام جنازته ثم حملت إلى موضع الصلاة وصلى عليه أبو العباس
الضبي الذي تولى الوزارة بعده ومشى فخر الدولة أمام الجنازة وقعد
للعزاء أياما وبعد أن صلوا عليه علقوا نعشه بالسلاسل في سقف بيت
ورفعوه عن الأرض إلى أن حمل إلى أصبهان ودفن هناك انتهى وفي لسان
الميزان عن ابن أبي طي أن عبد الجبار القاضي لما تقدم للصلاة عليه قال:
ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي، قال وإن كانت هذه الكلمة
وضعت من قدر عبد الجبار لكونه كان غرس نعمة الصاحب انتهى
وذلك لأن الصاحب استحضره معه من بغداد وولاه قضاء القضاة كما يأتي.
ولم يكن له من الأولاد غير بنت واحدة وهي التي زوجها من بعض
الأشراف كما يأتي عند ذكر سبطه.
لقبه
كان يلقب بالصاحب كافي الكفاة قال ابن خلكان هو أول من لقب
بالصاحب من الوزراء لأنه كان يصحب أبا الفضل بن العميد ثم أطلق
عليه هذا اللقب لما تولى الوزارة وبقي علما عليه قال وذكر الصابئ في كتاب
التاجي أنه إنما قيل له الصاحب لأنه صحب مؤيد الدولة ابن بويه منذ
الصبا وسماه الصاحب فاستمر عليه هذا اللقب واشتهر به ثم سمي به كل من
ولي الوزارة بعده انتهى وقد جمع بعض الشعراء اسمه وكنيته ولقبه في
بيت كما جمع هو الاسم واسم الأب والكنية في شطر بيت. فعن محاضرات
الراغب أنه حضر الصاحب أبا الحسين بن سعد فرأى على عنوان كتاب
أبو الحسين أحمد بن سعد فقال الصاحب هذا شعر ثم قال:
قل للامام الأريحي الفرد أبي الحسين أحمد بن سعد
فقال أبو الحسين علمت بعد ثمانين سنة أن كنيتي ونسبي شعر وعلى
ذلك كتب عبد الله الخازن:
حضرة الجليل أبي القاسم كافي الكفاة إسماعيل
نسبته
الديلمي بدال مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة ولام مفتوحة
وميم مكسورة نسبة إلى الديلم. في أنساب السمعاني: وهي بلاد معروفة
جماعة من أولاد الموالي ينسبون إليها انتهى وفي معجم البلدان: الديلم
جيل سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم
انتهى والطالقاني في أنساب السمعاني بطاء مهملة ولام ساكنة وقاف
وألف ونون نسبة إلى الطالقان بلدة بين مروروذ وبلخ مما يلي الجبال وولاية
بين قزوين وابهر وزنجان وهي عدة قرى يقع عليها هذا الاسم ويقال للأولى
طالقان خراسان وللثانية طالقان قزوين انتهى وفي معجم البلدان وتاريخ
ابن خلكان ضبط الطالقان لفتح اللام. والمترجم منسوب إلى طالقان قزوين
لا إلى طالقان خراسان كما صرح به السمعاني وياقوت وغيرهما.
آباؤه
كان أبوه وجده من الوزراء قال الثعالبي في اليتيمة سمعت أبا بكر
الخوارزمي يقول: إن مولانا الصاحب نشا من الوزارة في حجرها ودب
ودرج وكرها ورضع أفاويق درها وورثها عن أبيه كما قال أبو سعيد الرستمي
أحد شعرائه:
ورث الوزارة كابرا عن كابر موصولة الاسناد بالاسناد
يروي عن العباس عباد وزارته وإسماعيل عن عباد
وتأتي ترجمة أبيه في بابه إن شاء الله تعالى.
نقش خاتمه
في المجالس عن الشيخ أبي الفتوح الرازي أنه كان له خاتمان نقش
أحدهما هذه الكلمات على الله توكلت. وبالخمس توسلت ونقش الآخر
هذا البيت:
شفيع إسماعيل في الآخرة محمد والعترة الطاهرة
والى ذلك أشار الصدوق في أول العيون بقوله وجعل الله شفعاءه
الذين أسماؤهم على نقش خاتمه.
(٣٢٩)

نشأته
نشا الصاحب في بيت علم وفضل ووجاهة وأقبل على طلب العلم
منذ صغره. وفي بغية الوعاة أنه كان في الصغر إذا أراد المضي إلى المسجد
ليقرأ تعطيه والدته دينارا ودرهما في كل يوم وتقول له تصدق بهذا على أول
فقير تلقاه فكان هذا دأبه في شبابه إلى أن كبر وصار يقول للفراش كل ليلة
اطرح تحت المطرح دينارا ودرهما لئلا تنساه فبقي على هذا مدة ثم إن
الفراش نسي ليلة من الليالي أن يطرح الدرهم والدينار فانتبه وصلى وقلب
المطرح ليأخذ الدرهم والدينار ففقدهما فتطير من ذلك وظن أنه لقرب أجله
فقال للفراشين خذوا كل ما هنا من الفراش وأعطوه لأول فقير تلقونه حتى
يكون كفارة لتأخير هذا فلقوا أعمى هاشميا يتكئ على يد امرأة فقالوا تقبل
هذا قال ما هو فقالوا مطرح ديباج ومخاد ديباج فأغمي عليه فأخبروا
الصاحب فأحضره ورش عليه ماء فلما أفاق سأله فقال: أنا رجل شريف لي
ابنة من هذه المرأة خطبها رجل فزوجناه ولي سنين آخذ القدر الذي يفضل
عن قوتنا أشتري لها به جهازا فلما كان البارحة قالت أمها اشتهيت لها مطرح
ديباج ومخاد ديباج فقلت لها من أين لي ذلك وجرى بيني وبينها خصومة فلما
قال لي هؤلاء هذا الكلام حق لي أن يغشى علي. فقال لا يكون الديباج إلا
مع ما يليق به ثم اشترى له جهازا يليق بذلك المطرح وأحضر زوج الصبية
وأعطاه عطية سنية انتهى.
أقوال المترجمين في حقه
قال الثعالبي في يتيمة الدهر: ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح
عن علو محله في العلم والأدب وجلالة شانه في الجود والكرم وتفرده بغايات
المحاسن وجمعه أشتات المفاخر لأن همة قولي تنخفض عن بلوع أدنى فضائله
ومعاليه وجهد وصفي يقصر عن السير في فواضله ومساعيه ولكنني أقول هو
صدر المشرق وتاريخ المجد وغرة الزمان وينبوع العدل والاحسان ومن لا
حرج في مدحه بكل ما يمدح به مخلوق ولولاه ما قامت للفضل في دهرنا
سوق وكانت أيامه للعلوية والعلماء والأدباء والشعراء وحضرته محط رحالهم
وموسم فضلائهم ومنزع آمالهم وأمواله مصروفة إليهم وصنائعه مقصورة
عليهم وهمته في مجد يشيده وانعام يجدده وفاضل يصطنعه وكلام حسن
يصنعه أو يسمعه ولما كان نادرة عطارد في البلاغة وواسطة عقد الدهر في السماحة
جلب إليه من الآفاق وأقاصي البلاد كل خطاب جزل وقول فصل وصارت
حضرته مشرعا لروائع الكلام وبدائع الافهام ومجلسه مجمعا لصوب العقول
وذوب العلوم وثمار الخواطر ودرر القرائح فبلغ من البلاغة ما يعد في السحر
ويكاد يدخل في حد الاعجاز وسار كلامه مسير الشمس ونظم ناحيتي
الشرق والغرب واحتف به من نجوم الأرض وأفراد العصر وأبناء الفضل
وفرسان الشعر من يربي عددهم على شعراء الرشيد ولا يقصرون عنهم في
الأخذ برقاب القوافي وملك رق المعاني. فإنه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء
والملوك مثل ما اجتمع بباب الرشيد من فحولة الشعراء المذكورين كأبي
نواس وأبي العتاهية والعتابي والنمري أو مسلم بن الوليد وأبي الشيص
ومروان بن أبي حفصة ومحمد بن مناذر، وجمعت حضرة الصاحب بأصبهان
والري وجرجان مثل أبي الحسين السلامي، وأبي بكر الخوارزمي، وأبي
طالب المأموني، وأبي الحسن البديهي وأبي سعيد الرستمي وأبي القاسم
الزعفراني وأبي العباس الضبي وأبي الحسن بن عبد العزيز الجرجاني وأبي
القاسم بن أبي العلاء وأبي محمد الخازن عبد الله بن الحسن الأصبهاني
متولي خزانة كتب الصاحب وأبي هاشم العلوي وأبي الحسن الجوهري
وبني المنجم وابن بابك وابن القاشاني وأبي الفضل الهمذاني وإسماعيل
الشاشي وأبي العلاء الأسدي وأبي الحسن الغويري وأبي دلف الخزرجي وأبي
حفص الشهرزوري وأبي معمر الإسماعيلي وأبي الفياض الطبري. ويوجد
في بعض النسخ وأبي علي الحسن بن قاسم الرازي اللغوي النحوي
صاحب كتاب المبسوطة في اللغة وغيرهم ممن لم يبلغني ذكره أو ذهب عني
اسمه. ومدحه مكاتبة الشريف الموسوي الرضي وأبو إسحاق الصابي وابن
حجاج وابن سكرة وابن نباتة وما أحسن وأصدق قول الصاحب:
إن خير المداح من مدحته * شعراء البلاد في كل نادي
وانتهى وكما مدحه الشريف الرضي في حياته رثاه بعد مماته
بقصيدة مذكورة في ديوانه. وفي معجم الأدباء حدث ابن بابك قال:
سمعت الصاحب يقول مدحت والعلم عند الله بمئة ألف قصيدة شعرا
عربية وفارسية وقد أنفقت أموالي على الشعراء والأدباء والزوار والقصاد فما
سررت بشعر ولا سرني شاعر كما سرني أبو سعيد الرستمي الأصفهاني
بقوله:
ورث الوزارة كابرا عن كابر * مرفوعة الاسناد بالاسناد
يروي عن العباس عباد * وزارته وإسماعيل عن عباد
وقال ياقوت أيضا: مدح الصاحب خمسمائة شاعر من أرباب
الدواوين. وقال أيضا: والصاحب مع شهرته بالعلوم وأخذه من كل فن
منها بالنصيب الوافر والحظ الزائد الظاهر وما أوتيه من الفصاحة ووفق له
من حسن السياسة والرجاحة مستغن عن الوصف مكتف عن الأخبار عنه
والوصف ثم قال وللصاحب أخبار حسان في مكارم الأخلاق مع رقاعة
كانت فيه انتهى.
ووصفه له بالرقاعة ظلم منه وسفاهة ورقاعة فاخبار الصاحب شاهدة
بضد ما قال.
وقال السمعاني في الأنساب: أبو القاسم بن عباد الطالقاني الوزير
المعروف بالصاحب اشتهر ذكره وشعره ومجموعاته في النظم والنثر في الآفاق
فاستغنينا عن شرح ذلك انتهى.
وقال ابن خلكان: كان نادرة الدهر وأعجوبة العصر في فضائله
ومكارمه وكرمه انتهى.
وعن تاريخ الوزراء كان الصاحب الكافي إسماعيل بن عباد وحيد
عصره وفريد دهره في العلم والفضل والفهم والفطنة مقدما في إصابة الرأي
والتدبير وإضاءة الخاطر وصفاء الضمير انتهى.
وفي بغية الوعاة: كان نادرة عصره وأعجوبة دهره في الفضائل
والمكارم حدث وقعد للاملاء وحضر الناس الكثير عنده ولم يجتمع بحضرة
أحد من العلماء والشعراء الأكابر ما اجتمع بحضرته وشهرته قد تغني عن
الأطناب بذكره انتهى. وعن تاريخ الوزير أبي سعد منصور بن الحسين
الآبي أن أسنة الأقلام وعذبات الأسنة تكل دون أيسر أوصاف الصاحب
وأدنى فضائله انتهى وفي معجم الأدباء: حدث أبو الحسن بن أبي
القاسم البيهقي في كتاب مشارب التجارب وذكر الصاحب فقال أبو القاسم
إسماعيل بن عباد بن عباس الوزير ابن الوزير ابن الوزير كما قال الرستمي فيه
(٣٣٠)

ورث الوزارة البيتين السابقين. قال ومدحه خمسمائة شاعر من أرباب الدواوين
وممن كان ببابه قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الأسدآبادي وكان قد فوض
إليه قضاء همذان والجبال انتهى.
وفي لسان الميزان: إسماعيل بن عباد بن عباس الصاحب أبو القاسم
الطالقاني المشهور بالفضائل والمكارم والآداب. وكان صدوقا إلا أنه كان
مشتهرا بمذهب المعتزلة داعية إليه. وهو أول من سمي من الوزراء
بالصاحب ويقال إنه نال من البخاري وقال: كان حشويا لا يعول عليه
وكان يبغض من يميل إلى الفلسفة ولذلك أقصى أبا حيان التوحيدي فحمله
ذلك على أن جمع مصنفا في مثالبه أكثره مختلق. قال وذكره الرافعي في كتاب
التدوين في علماء قزوين فقال: هو أشهر من أن يحتاج إلى وصفه جاها ورتبة
وفضلا ودراية وكتبه ورسائله ومناظراته دالة على قدره ولولا أن بدعة
الاعتزال وشنعة التشيع شنعت أوجه فضله وغلوه فيهما حطه من علوه لقل
من يكافيه من الكبار أو الفضلاء وكان يناظر ويدرس ويصنف ويملي
الحديث انتهى وفي كتاب محاسن أصفهان لمحمد بن سعد المافروخي:
كان والله الفاضل المميز والكامل المبرز ثالث الثلاثة الذين نافس عضد
الدولة فيهم أخاه مؤيد الدولة وحسده عليهم وهو أن العضد كان كثيرا ما
يقول قولا معناه: قد حبيت بغايات الأماني وأوتيت أقاصي المباغي فلا
احسد ملكا من الملوك على شئ غير أخي على أبي القاسم الثلاثة أبي
القاسم إسماعيل بن عباد وأبي القاسم فضل بن سهل وأبي القاسم بن
جعفر القاضي المعروف باليزدي وكان كل واحد منهم في فنه نسيج وحده
وقريع زمانه منيفا على أهل صناعته وأقرانه وقول البحتري:
ثلاثة جلة إن شووروا * نصحوا أو استعينوا كفوا أو سلطوا عدلوا
يوهم أنه لم يمدح به غيرهم انتهى وفي نزهة الألباء: وأما
الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد فإنه كان غزير الفضل متفننا في
العلوم أخذ عن أبي الحسين بن فارس وأبي الفضل بن العميد ثم قال: وكان
الصاحب صاحب بلاغة وفصاحة سمح القريحة انتهى.
وقال اليافعي في مرآة الزمان: أبو القاسم إسماعيل بن أبي الحسن
عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني كان نادرة الدهر وأعجوبة العصر في
فضائله ومكارمه ثم قال بعد ذكر طرف من أخباره: وأخبار الصاحب بن
عباد كثيرة وفضائله بين أهل هذا الفن شهيرة فاقتصرت منها على هذه النبذة
اليسيرة انتهى.
وفي شذرات الذهب: أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس بن
عباد بن أحمد بن إدريس الطالقاني وزير مؤيد الدولة أبي منصور بن بويه
وفخر الدولة وصحب أبا الفضل الوزير ابن العميد وأخذ عنه الأدب
والشعر والترسل وبصحبته لقب بالصاحب وكان من رجال الدهر حزما
وعزما وسؤددا ونبلا وسخاء وحشمة وإفضالا وعدلا انتهى وعن المولى
محمد تقي المجلسي أنه ذكره في حواشي نقد الرجال ووصفه بكونه من أفقه
فقهاء أصحابنا المتقدمين والمتأخرين وأن كلما يذكر من العلم والفضل فهو
فوقه وفي مقام آخر: بكونه رئيس المحدثين والمتكلمين علامة وعن ولده
المولى محمد باقر أنه قال في مقدمات بحاره والخليل أي الخليل بن أحمد
النحوي والصاحب وهذان الرجلان كانا من الامامية وهما علمان في اللغة
والعروض والعربية انتهى. وذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين
فقال ما ترجمته: صاحب الدولة الذي خلعة نسبه العالي مطرزة بطراز
الفضائل والمعالي وطبعه الوقاد يقتطف في رياض العلوم من أزهار الأصول
والفروع ولرأيه المصيب في تدبير الأمور قصب السبق على أمثاله وأقرانه وله اليد
البيضاء في نظم مصالح الجمهور بفكره الثاقب لا جرم إن أعطيت بكف
كفايته ضمانة الأمور العظام وجعلت في قبضته أعنة الحل والعقد وأزمة
البسط والقبض لمصالح العباد انتهى. وذكره الطريحي في مجمع البحرين
فقال: جمع بين الشعر والكتابة وفاق فيهما أقرانه، وقال الفاضل الجلبي في
حاشية المطول جمع بين الشعر والكتابة وقد فاق فيهما أقرانه إلا أنه فاق عليه
الصابي في الكتابة. وفي أمل الآمل: الصاحب الكافي الجليل أبو القاسم
إسماعيل بن أبي الحسن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس
الطالقاني عالم فاضل ماهر شاعر أديب محقق متكلم عظيم الشأن جليل
القدر في العلم والأدب والدين والدنيا ولاجله ألف ابن بابويه عيون الأخبار
وألف الثعالبي يتيمة الدهر في ذكر أحواله وأحوال شعرائه وكان شيعيا إماميا
أعجميا إلا أنه يفضل العرب على الفرس وبعض العامة يتهمه بالاعتزال
وهو برئ منه بعيد عنه انتهى والصواب أن قسما كبيرا من اليتيمة فيه
وفي شعرائه لا كلها. وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء عند ذكر شعراء
أهل البيت المجاهرين: الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد الأصفهاني
وزير فخر الدولة شهنشاه متكلم شاعر نحوي وقد مدحه الرضي مكاتبة ثم
رثاه انتهى. وقال عبد الرحمن بن محمد الأنباري في نزهة الألباء في
طبقات الأدباء كان الصاحب غزير الفضل متفننا في العلوم انتهى.
وبالجملة فالصاحب علم من أعلام القرن الرابع جمع بين الوزارة
والكتابة والسيف والقلم وكان صدرا في العلم والأدب وغاية في الكرم
وجلالة القدر وفردا في الرياسة وكثرة الفضائل.
محافظته على الاجتماع بالعلماء
من أخباره الدالة على علو همته ومحافظته على الاجتماع باهل العلم
والفضل والاستفادة منهم ما ذكره صاحب شذرات الذهب وغيره أن أبا
أحمد العسكري الحسن بن عبد الله بن سعيد المنسوب إلى عسكر مكرم
مدينة من كور الأهواز المتوفى سنة ٣٨٢ كان أديبا أخباريا علامة صاحب
تصانيف مفيدة ككتاب التصحيف والمختلف والمؤتلف وعلم المنطق والحكم
والأمثال والزواجر وغيرها وله رواية متسعة وكان الصاحب بن عباد يود
الاجتماع به ولا يجد اليه سبيلا فقال لمخدومه مؤيد الدولة بن بويه أن
عسكر مكرم قد اختلت أحوالها واحتاج إلى كشفها بنفسي فاذن له في ذلك
فلما أتاها توقع أن يزوره أبو أحمد المذكور فلم يزره فكتب الصاحب اليه:
لما أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفنا فلم نقدر على الوخدان
أتيناكم من بعد أرض نزوركم * وكم منزل بكر لنا وعوان
نسائلكم هل من قرى لنزيلكم * بملء ء جفون لا بملء ء جفان
وكتب مع هذه الأبيات شيئا من النثر فجاوبه أبو أحمد عن النثر بنثر
مثله وعن هذه الأبيات بالبيت المشهور:
أهم بأمر الحزم لو استطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان
فلما وقف الصاحب على الجواب عجب من اتفا هذا البيت له وقال
والله لو علمت أنه يقع له هذا البيت ما كتبت له على هذا الروي
انتهى.
(٣٣١)

المقايسة بين الصاحب وشيخه ابن العميد الصاحب هو تلميذ ابن العميد وصنيعته ووارثه في الوزارة والطابع
على غراره في السياسة والأدب والمربى عليه في الجود والأبهة.
يتشابه الوزيران في الأدب ومناحيه وأساليبه ويختلفان في العلم
والأخلاق فابن العميد طويل الباع في الفلسفة وفروعها غير متمكن من
العلوم الدينية راجح العقل قليل الكلام ذو تؤدة وروية في أعماله وأقواله لا
يحب التعاظم والتبجح في علمه وعمله. والصاحب عالم في أصول الدين
وفروعه يقدم النص على العقل منحرف عن الفلسفة وأصحابها معجب
بنفسه فخور بعلمه وأدبه مأخوذ بمظاهر العظمة والخيلاء تياه على الكبراء
والرؤساء حاضر البديهة قوي الحجة شديد العارضة طلق اللسان محكم
الجواب سريع النكتة كثير الجدل يتكلم بلسانه وأعضائه قال أبو حيان
التوحيدي: كان أبو الفضل بن العميد إذا رأى الصاحب قال: احسب
عينيه ركبتا من زئبق وعنقه عمل بلولب.
وأراد الصاحب أن يسير على سنن أستاذه ابن العميد فكان له ما أراد
وفق ما أراد في العلوم الشرعية واللسانية دون علوم الحكمة وفاق ابن
العميد في كثرة التاليف. وقال أبو حيان التوحيدي قلت لأبي السلم نجبة بن
علي القحطاني الشاعر أين ابن عباد من ابن العميد فقال زرتهما منتجعا
وزرتهما جميعا وكان ابن العميد أعقل وكان يدعي الكرم وابن عباد أكرم
ويدعي العقل وهما في دعواهما كاذبان وعلى سجيتهما جاريان. أنشدت يوما
على باب ذاك قول الشاعر:
إذا لم يكن للمرء في ظل دولة * جمال ولا مال تمنى انتقالها
وما ذاك من بغض لها غير أنه * يؤمل أخرى فهو يرجو زوالها
فرفع إليه إنشادي فاخذني وأوعدني وقال انج بنفسك فاني إن رأيتك
بعد هذا أولغت الكلاب دمك وكنت قاعدا على باب هذا منذ أيام
فأنشدت البيتين على سهو فرفع الحديث إليه فدعاني ووهب لي دريهمات
وخريقات وقال لا تتمن انتقال دولتنا بعد هذا انتهى.
ولم ننقل هذا لاعتقادنا أو ظننا بصحته بل هو من وساوس الشعراء
الذين يتبعهم الغاوون وإنما نقلناه لاشتماله على المقايسة بين الوزيرين التي
نحن بصددها فكان علينا ذكر كل ما يتعلق بها واشتماله على تفضيل
الصاحب على ابن العميد في الكرم الذي ربما يكون له صحة.
خبره مع أبي حيان التوحيدي
وقدمنا ذكره هنا على بقية اخباره ليكون توطئة لما يأتي من كلام أبي
حيان في حقه الذي هو من تتمة أقوال المترجمين فيه. أبو حيان التوحيدي هو
علي بن محمد بن العباس النحوي اللغوي أملى مجلدة في ذم الصاحب بن
عباد وذم ابن العميد سماها ثلب الوزيرين أو ذم الوزيرين وقد قيل إن هذا
من الكتب المجدودة ما ملكه أحد إلا انعكست أحواله والله أعلم. وله
كتاب الامتاع والمؤانسة جزءان تعرض فيه للصاحب بالمدح والقدح ذكرهما
ياقوت في معجم الأدباء وذكرهما غيره وذكر له ياقوت أيضا كتاب أخلاق
الوزيرين نقل عنه في ترجمة الصاحب ولم يذكره في ترجمة أبي حيان فيمكن
أن يكون هو كتاب ثلب الوزيرين وفي المنقول عن كتاب الثلب وكتاب
الأمتاع تحامل كثير على الصاحب وذم له بما هو برئ منه. أما سبب هذا
التحامل والذم فقد مر عن لسان الميزان قوله أن الصاحب كان يبغض من
يميل إلى الفلسفة ولذلك أقصى أبا حيان التوحيدي فحمله ذلك على أن جمع
مصنفا في مثالبه أكثره مختلق. وقال ياقوت في معجم الأدباء أن أبا حيان كان
قصد ابن عباد إلى الري فلم يرزق منه فرجع عنه ذاما له وكان أبو حيان
مجبولا على الغرام بثلب الكرام فاجتهد في الغض من ابن عباد وكانت
فضائل ابن عباد تأبى إلا أن تسوقه إلى المدح وايضاح مكارمه فصار ذمه له
مدحا فمن ذلك أنه بعد أن فرع من الاعتذار عن التصدي لثلبه قال فأول
ما أذكر من ذلك ما أدل به على سعة كلامه وفصاحة لسانه وقوة جأشه وشدة
منته وإن كان في فحواه ما يدل على رقاعته وانتكاث مريرته وضعف حوله
وركاكة عقله وانحلال عقده ثم ذكر ما جرى له لما رجع من همذان وسيأتي
ذلك إن شاء الله تعالى.
وقال السبكي في طبقات الشافعية في ترجمة أبي حيان ما صورته قال
الذهبي: كان سئ الاعتقاد ثم نقل قول ابن فارس في كتاب الفريدة
والخريدة كان أبو حيان كذابا قليل الدين والورع: ولقد
وقف سيدنا الصاحب كافي الكفاة على بعض ما كان يدخله ويخفيه من سوء
الاعتقاد فطلبه ليقتله فهرب والتجأ إلى أعدائه ونفق عليهم بزخرفه وأفكه ثم
عثروا منه على سوء عقيدته وما يلصقه باعلام الصحابة من القبائح ويضيفه
إلى السلف الصالح من الفضائح فطلبه الوزير المهلبي فاستتر منه ومات في
الاستتار انتهى ويظهر من ذلك سبب آخر لوقيعة في الصاحب غير ما
ذكره ياقوت والله أعلم. وقد تعصب أبو حيان كثيرا على الصاحب وسلبه
محاسنه والذي يظهر أن أبا حيان لم يرض عن الصاحب أما لأنه كان أمل منه
أكثر مما وصله به أو لأنه طبع على التأفف والسخط أو لأنه طلبه ليقتله كما
قيل فلما لم يرض عنه هجاه بهذا الذي يأتي نقله عنه وهو ذو لسان ذلق
وبلاغة. وقد كان هذا دأب الشعراء يهجون من لم يرضوا عن جوائزه بأقبح
الهجو ويمدحون الناس بما فيهم وما ليس فيهم طلبا لجوائزهم وأبو حيان كان
كاتبا بليغا أكثر منه شاعرا فهجا الصاحب لما لم يرض عنه بنثره البليغ كما
يهجو الشاعر بشعره فذمه للصاحب وابن العميد لا قيمة له في عالم الحقيقة
كما لا قيمة لهجو الشعراء في عالمها نعم له قيمته الأدبية التي تترك أثرا في
النفوس على ممر الدهور وكيف يصدق أبو حيان في ثلب رجلين هما من أجل
أعيان زمانهما ولا يضر ذمه هذا في جلالة قدرهما فما زالت الأمجاد تهجى
وتمدح. ونحن ننقل ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء عن كتاب الامتاع
لأبي حيان بما فيه من حق وباطل وما ذم به الصاحب وتحامل به عليه مما هو
(٣٣٢)

منه برئ ثم نبين بعض ما فيه من مخالفة الواقع قال ياقوت: ووصفه
صاحب الامتاع فقال: كان الصاحب كثير المحفوظ حاضر الجواب فصيح
اللسان قد نتف من كل أدب شيئا وأخذ من كل فن طرفا والغالب عليه
كلام المتكلمين المعتزلة وكتابته مهجنة بطرائقهم ومناظرته مشوبة بعبارة
الكتاب وهو شديد التعصب على أهل الحكمة والناظرين في أجزائها
كالهندسة والطب والتنجيم والموسيقي والمنطق والعدد وليس له من الجزء
إلهي خبر ولا له فيه عين ولا أثر وهو حسن القيام بالعروض والقوافي ويقول
الشعر وليس بذاك وبديهته غزارة وأما رويته فخوارة وطالعه الجوزاء
والشعرى فقرينة منه ويتشيع بمذهب أبي حنيفة ومقالة الزبدية ولا يرجع إلى
التاله والرقة والرأفة والرحمة والناس كلهم يحجمون عنه لجرأته وسلاطته
واقتداره وبطشه شديد العقاب طفيف الثواب طويل العتاب بذئ اللسان
يعطي كثيرا قليلا يعني يعطي القليل في دفعات كثيرة مغلوب بحرارة
الرأس سريع الغضب بعيد الفيئة قريب الطيرة حسود حقود وحسده وقف
على أهل الفضل وحقده سار إلى أهل الكفاية أما الكتاب والمتصرفون
فيخافون سطوته وأما المنتجعون فيخافون جفوته وقد قتل خلقا وأهلك ناسا
ونفى أمة نخوة وبغيا وتجبرا وزهوا ومع هذا يخدعه الصبي ويخلبه الغبي لأن
المدخل عليه واسع والمأتي اليه سهل وذلك بان يقال: مولانا يتقدم بان أعار
شيئا من كلامه ورسائله منظومة ومنثورة فما جبت الأرض اليه من فرغانة
ومصر وتفليس إلا لأستفيد كلامه وأفصح به وأتعلم البلاغة منه لكأنما
رسائل مولانا سور قرآن وفقره فيها آيات فرقان واحتجاجه من أثنائها برهان
فسبحان من جمع العالم في واحد وأبرز جميع قدرته في شخص. فيلين عند
ذلك ويذوب ويلهى عن كل مهم له وينسى كل فريضة عليه ويتقدم إلى
الخازن بان يخرج إليه رسائله مع الورق والورق ويسهل الإذن عليه
والوصول اليه والتمكن من مجلسه فهذا هذا ثم يعمل في أوقات كالعيد
والفصل شعرا ويدفعه إلى أبي عيسى بن المنجم ويقول له قد نحلتك هذه
القصيدة امدحني بها في جملة الشعراء وكن الثالث من المنشدين فيفعل ذلك
أبو عيسى وهو بغدادي محكك قد شاخ على الخدائع وتحنك فينشد فيقول له
عند سماعه شعره في نفسه ووصفه بلسانه ومدحه من تحبيره أعد أبا عيسى
فإنك والله مجيد زه يا أبا عيسى قد صفا ذهنك وزادت قريحتك وتنقحت
قوافيك ليس هذا من الطراز الأول حين أنشدتنا في العيد الماضي مجالس
تخرج الناس وتهب لهم الذكاء وتزيدهم الفطنة وتحول الكودن عتيقا والمحمر جوادا ثم لا يصرفه عن مجلسه الا بجائزة سنية وعطية هنيئة ويغايظ الجماعة
من الشعراء وغيرهم لأنهم يعلمون أن أبا عيسى لا يقرض مصراعا ولا يزن
بيتا ولا يذوق عروضا. قال يوما من في الدار فقيل له أبو القاسم الكاتب
وابن ثابت فعمل في الحال بيتين وقال لانسان بين يديه إذا أذنت لهذين
فادخل بعدهما بساعة وقل قد قلت بيتين فان رسمت لي انشادهما أنشدتهما
وأزعم أنك بدهت بهما ولا تجزع من تأففي بك ولا تفزع من تكبري عليك
ودفع البيتين إليه وأمره بالخروج إلى صحن الدار وأذن للرجلين حتى وصلا
فلما جلسا وأنسا دخل الآخر على تفيئتهما ووقف للخدمة وأخذ يتلمظ يري
أنه يقرض شعرا ثم قال: يا مولانا قد حضرني بيتان فان أذنت أنشدت قال
له أنت إنسان أخرق سخيف لا تقول شيئا فيه خيرا اكفني امرك وشعرك
قال يا مولانا هي بديهتي وإن كسرتني ظلمتني وعلى كل حال فاسمع فان كانا
بارعين وإلا فعاملني بما تحب قال أنت لحوح هات فأنشد:
يا أيها الصاحب تاج العلا * لا تجعلني نهزة الشامت
لملحد يكنى أبا قاسم * ومجبر يعزى إلى ثابت
فقال قاتلك الله لقد أحسنت وأنت مسئ قال لي أبو القاسم وكدت
اتفقا غيظا لأني علمت أنها من فعلاته المعروفة وكان ذلك الجاهل لا يقرض
بيتا ثم حدثني الخادم الحديث بقضه والذي غلطه في نفسه وحمله على
الاعجاب بفضله والاستبداد برأيه أنه لم يجبه قط بتخطئة ولا قوبل بتسوئة
لأنه نشا على أن يقال أصاب سيدنا وصدق مولانا ولله دره ما رأينا مثله من
ابن عبد كان مضافا اليه ومن ابن ثوابة نقيسه عليه ومن إبراهيم بن العباس
الصولي من صريع الغواني من أشجع السلمي إذا سلك طريقهما قد
استدرك مولانا على الخليل في العروض وعلى أبي عمرو بن العلاء في اللغة
وعلى أبي يوسف في القضاء وعلى الإسكافي في الموازنة وعلى ابن نوبخت في
الآراء والديانات وعلى ابن مجاهد في القراءات وعلى ابن جرير في التفسير
وعلى أرسطاطاليس في المنطق وعلى الكندي في الجزوء وعلى ابن سيرين في
العبارة وعلى أبي العيناء في البديهة وعلى أبي خالد في الخط وعلى الجاحظ في
الحيوان وعلى سهل بن هارون في الفقر وعلى يوحنا في الطب وعلى ابن يزيد
في الفردوس وعلى عيسى بن كعب في الرواية وعلى الواقدي في الحفظ
وعلى النجار في البدل وعلى بني ثوابة في التقفية وعلى السري السقطي في
الخطرات والوساوس وعلى مزيد في النوادر وعلى أبي الحسن العروضي في
استخراج المعمى وعلى بني برمك في الجود وعلى ذي الرياستين في التدبير
وعلى سطيح في الكهانة وعلى أبي المحياة خالد بن سنان في دعواه هو والله
أولى بقول أبي شريح أوس بن حجر التميمي في فضالة بن كلدة أبي دليجة:
الألمعي الذي يظن بك الظن * كان قد رأى وقد سمعا
فتراه عند هذا الهذر وأشباهه يتلوى ويتبسم ويطير فرحا به وينقسم
ويقول ولا كذي ثمرة. السبق لهم وقصرنا أن نلحقهم أو نقفو أثرهم وهو
في ذلك يتشاجى ويتحايك ويلوي شدقه ويبتلع ريقه ويرد كالآخذ ويأخذ
كالمتمنع ويغضب في عرض الرضا ويرضى في لبوس الغضب ويتهالك
ويتمالك ويتفاتك ويتمايل ويحاكي المومسات ويخرج في أصحاب السماجات
وهو مع هذا يظن أنه خاف على نقاد الأخلاق وجهابدة الأحوال. وقد
أفسده أيضا ثقة صاحبه به وتعويله عليه وقلة سماعه من الناصح فيه فازداد
دلالا ونزقا وعجبا واندراء على الناس وازدراء للصغار والكبار وجبها للصادر
والوارد وفي الجملة آفاته كثيرة وذنوبه جمة ولكن الغنى رب غفور:
ذريني للغنى أسعى فاني * رأيت الناس شرهم الفقير
وأبعدهم وأهونهم عليهم * وإن أمسى له حسب وخير
ويقصيه الندي وتزدريه * حليلته وينهره الصغير
وتلقى ذا الغنى وله جلال * يكاد فؤاد صاحبه يطير
قليل ذنبه والذنب جم * ولكن الغني رب غفور
فان قيل كيف تتم له الأمور مع هذه الصفات قلت والله لو أن
عجوزا بلهاء أو أمة ورهاء أقيمت مقامه لكانت الأمور على هذا السياق لأنه
قد امن أن يقال له لم فعلت ولم لم تفعل وهذا باب لا يتفق لأحد من خدم
الملوك الا بجد سعيد ولقد نصح صاحبه الهروي في أحوال تاوبة وأمور من
النظر عارية فقذف بالرقعة إليه حتى عرف ما فيها ثم قتل الرافع خنقا هذا
(٣٣٣)

وهو يدين بالوعيد وقد قال لي الثقة من أصحابه: ربما شرع في أمر يحكم
فيه بالخطأ فيقلبه جده صوابا حتى كأنه عن وحي وأسرار الله في خلقه عند
الارتفاع والانحطاط خفية ولو جرت الأمور على موضوع الرأي وقضية
العقل لكان معلما في مصطبة على شارع أو في دار لتان فإنه يخرج الإنسان
بتفيهقه وتشادقه واستحقاره واستكباره واعادته وابدائه وهذه أشكال تعجب
الصبيان ولا تنفرهم عن المعلمين ويكون فرحهم به سببا للملازمة والحرص
على التعلم والحفظ والرواية والدراية هذا قول صاحب الامتاع فيه انتهى
قال المؤلف انفرد أبو حيان التوحيدي بهذا الذي ذكره في الحط من
شان الصاحب وخالف في ذلك جميع المؤرخين والمترجمين الذين ذكروا
الصاحب بكل تعظيم وتبجيل ووصفوه بكل وصف جميل وبالغوا في مدحه
والباعث له على ذلك ما مر في صدر الكلام من اتباع طريقة الشعراء في
هجو من لم يرضوا جائزته على أنه يفهم من كلام ياقوت هناك أن ثلب
الكرام كان طبيعة له وجبلة فهو كالعقرب تلدع النبي والكافر وأبو حيان
منسوب إلى التزيد والوضع والمبالغة ولا باس بان نشير إلى بعض ما في
كلامه من الخلل والفساد والتحامل على الصاحب بدون استقصاء. يقول
التوحيدي: والغالب عليه كلام المتكلمين المعتزلة بل هو إمامي كما ستعرف
وإن وافق المعتزلة في بعض الأصول المعروفة التي توافقهم فيها الامامية
قال وكتابته مهجنة بطرائقهم وأي تهجين في كتابته بطريقة العدلية التي
قد تكون هي الصواب وأمور المذهب لا تهجن ولا تحسن وأي تهجين
بذلك وهو يعد من كتاب الدنيا قوله وليس له من الجزء إلهي الخ
دعوى بلا برهان قوله وليس بذاك بل شعره مطبوع جيد قوله بديهته
غزارة الخ كلام يكذب نفسه فمن يقدر عند البديهة لا يمكن أن يعجز
عند الروية وقوله بتشيع بمذهب أبي حنيفة الخ غير صحيح فهو
إمامي إثنا عشري لا حنفي ولا زيدي كما ستعرف وقوله لا يرجع
إلى التاله الخ محض افتراء فالمنقول من أحواله يدل على تألهه ورقته ورأفته
ورحمته وكفى في رحمته عدم معاقبة من قيل عنه أنه وضع سما في الماء كما يأتي
وعدم قبوله الوشاية وأما قوله أنه ينخدع بالمدح. فان الكريم إذا خادعته
انخدع مع أن ذلك كسابقه لم نعلم صحته وأما زعمه أنه يعمل الشعر
ويدفعه إلى أبي عيسى المنجم فيكذبه أن من يقول الثعالبي المعاصر له في
حقه كما مر أنه اجتمع ببابه من الشعراء من يربي عددهم على شعراء الرشيد
الذي لم يجتمع بباب أحد من الملوك والخلفاء ما اجتمع ببابه ومن مدح
بأربعة عشر ألف قصيدة لا يحتاج أن يقول شعرا وينحله أبا عيسى ليمدحه
به وأما قوله لأنهم يعلمون أن أبا عيسى لا يقرض مصراعا الخ فيكذبه
أن أبا عيسى شاعر أورد له في اليتيمة جملة أشعار منها قوله:
آخ من شئت ثم رم منه * شيئا تلف من دون ما تروم الثريا
وقوله:
رغيف أبي علي حل خوفا * من الأسنان ميدان السماك
إذا كسروا رغيف أبي علي * بكى يبكي بكاء فهو باكي
وبنو المنجم على العموم شعراء أدباء أورد صاحب اليتيمة أشعارا
لجملة منهم وأما حديث البيتين الآخرين فحاله حال ما سبق ولو صح لم
يكن فيه عيب ولعل الرجلين كانا مستحقين لذلك الذم أو كان من باب
المفاكهة فعمل فيهما هذين البيتين ولم يشأ نسبتهما إلى نفسه قوله والذي
غلطه الخ فيه أن المخطئ لا بد أن يجبه بالتخطئة إن لم يكن من جميع
الناس فمن بعضهم قوله فتراه عند هذا الهذر الخ فيه إن من لا يؤثر فيه
المدح لا يؤثر فيه الذم فهو ساقط أما ما أطال به التوحيدي من ألفاظ
التشدق بقوله يتشاجى الخ وألفاظ البذاء. من قوله ويحاكي المومسات
فناشئ عن شئ في نفسه وعادة أتبعها قوله وقد أفسده أيضا ثقة صاحبه
به الخ فيه أن صاحبه لم يكن ليثق به لولا ما رأى من حسن تدبيره وسياسته
قوله وبالجملة آفاته كثيرة وذنوبه جمة الخ أقول كفى في تكذيبه شهادة
من سمعت بأنه كثير المحاسن جم الحسنات وأن الغنى لم يكن سببا في
غفران سيئاته وأما قوله لو أن عجوزا بلهاء الخ فمما يضحك الثكلى فإنه
لأي سبب ولما ذا أمن أن يقال له لم فعلت ولم لم تفعل وأطرف شئ قوله
أنه يدين بالوعيد فمذهبه أشهر من نار على علم وهو برئ من القول
بالوعيد براءة الذئب من دم يوسف فقس على هذا القول باقي أقواله
وأما اسناده التوفيق في أعماله إلى الصواب إلى الحظ فكلام ساقط فمتى
كان الحظ يسوق من شرع في أمر على الخطا إلى الصواب حتى كأنه عن
وحي وأما قوله لكان معلما في مصطبة الخ فحاله حال ما سبق من تحامله
وتجاهله والله ولي عباده.
ومما حكاه عنه أبو حيان وهو يريد ثلبه وتنقيصه ما ذكره ياقوت في
معجم الأدباء قال: قال أبو حيان: دخل يوما دار الامارة الفيرزان المجوسي
في شئ خاطبه به فقال له إنما أنت محش مجش مخش لا تهش ولا تبش ولا
تمتش فقال الفيرزان: أيها الصاحب برئت من النار أن كنت أدري ما تقول
ان كان رأيك أن تشتمني فقل ما شئت بعد أن علم فان العرض لك
والنفس لك فداء لست من الزنج ولا من البربر كلمنا على العادة التي عليها
العمل والله ما هذا من لغة آبائك الفرس ولا أهل دينك من أهل السواد
وقد خالطنا الناس وما سمعنا منهم هذا النمط فقام مغضبا.
قال وكان ابن عباد يقول للانسان إذا قدم عليه من أهل العلم يا
أخي تكلم واستأنس واقترح وانبسط ولا ترع واحسبني في جوف مربعة ولا
يروعك هذا الحشم والخدم والغاشية والحاشية وهذه المرتبة والمصطبة وهذا
الطاق والرواق وهذه المجالس والطنافس فان سلطان العلم فوق سلطان
الولاية فليفرح روعك ولينعم بالك وقل ما شئت وابصر ما أردت فلست
تجد عندنا الا الإنصاف والاسعاف والاتحاف والأطراف والمواهبة والمقاربة
والمؤانسة والمقابسة. ومن كان يحفظ ما كان يهذي به في هذا وفي غيره
ويجري في هذا الميدان فيطيل حتى إذا استوفى ما عند ذلك الإنسان بهذه
الزخارف والحيل وسار الرجل معه في حدوده على مذهب الثقة فحاجه
وضايقه وسابقه ووضع يده على النكتة الفاصلة والأمر القاطع تنمر له وتغير
عليه ثم قال يا غلام خذ بيد هذا الكلب إلى الحبس وضعه فيه بعد أن
تصب على كاهله وظهره وجنبيه خمسمائة سوط وعصا فإنه معاند ضد يحتاج أن
يشد بالقد ساقط هابط كلب وقاح أعجبه صبري وغره حلمي ولقد أخلف
ظني وعدت على نفسي بالتوبيخ وما خلق الله العصا باطلا فيقام ذلك
البائس على هذه الحالة وليس الخبر كالعيان من لم يحضر ذلك المجلس لم ير
منظرا رفيعا ورجلا رفيعا.
(٣٣٤)

وقال أبو حيان: حدثني الجرباذقاني الكاتب أبو بكر وكان كاتب داره
قال يبلغ من سخنة عين صاحبنا أنه لا يسكت عما لا يعرف ولا يسالم نفسه
فيما لا يفي به ولا يكمل له ويظن أنه إن سكت فطن لنقصه وإن احتال
وموه جاز ذلك وخفي واستتر ولا يعلم أن ذلك الاحتيال طريق إلى الاغراء
بمعرفة الحال وصدق القائل كاد المريب يقول خذني. وقلت وما الذي حداك
على هذه المقدمة؟ قال: قال لي في بعض هذه الأيام: ارفع حسابك فقد أخرته
وقصرت فيه وانتهزت سكوتي وشغلي بأمر الملك وسياسة الأولياء والجند
والرعايا والمدن وما علي من أعباء الدولة وحفظ البيضة ومشارفة الأطراف
النائية والدانية باللسان والعلم والرأي والتدبير والبسط والقبض والتتبع
والنقض وما على قلبي من الفكر في الأموال الظاهرة والغامضة وهذا باب
لعمري مطمع وإمساكي عنه مغر بالفساد مولع فبادر عافاك الله إلى عمل
حساب بتفصيل باب باب يبين فيه أمر داري وما دخل عليه أمر دخلي
وخرجي. قلت له هذا كله بسبب قوله هات حسابك كيما نراعيه؟ فقال أي
والله ولقد كان أكثر من هذا ولقد اختصرته. قال أبو بكر: فتفردت أياما
وحررت الحساب على قاعدته وأصله والرسم الذي هو معروف بين أهله
وحملته اليه فاخذه من يدي وأمر عينيه فيه من غير تثبت أو فحص أو مسالة
فحذف به إلى وقال: أهذا حساب؟ أهذا كتاب، أهذا تحرير،
أهذا تقرير، أهذا تفصيل، أهذا تحصيل، والله لولا أني ربيتك في داري، وشغلت
بتخريجك ليلي ونهاري، ولك حرمة الصبي، ويلزمني رعاية الآباء،
لأطعمتك هذا الطومار، وأحرقتك بالنفط والقار، وأدبت بك كل كاتب
وحاسب، وجعلتك مثلة لكل شاهد وغائب، أمثلي يموه عليه؟ ويطمع فيما
لديه، وأنا خلقت الحسابة والكتابة، والله ما أنام ليلة إلا وأحصل في نفسي
ارتفاع العراق، ودخل الآفاق، أغرك مني أني أجررت رسنك وأخفيت
قبيحك وأبديت حسنك، غير هذا الذي رفعت، وأعرف قبل وبعد ما
صنعت، وأعلم أنك من الآخرة قد رجعت، فزد في صلاتك وصدقتك،
ولا تعول على قحتك وصلابة حدقتك. قال فوالله ما هالني كلامه ولا أحاك
في هذايانه لأني كنت أعلم جهله في الحسابة ونقصه في هذا الباب. فذهبت
وأفسدت وأخرت وقدمت وكابرت وتعمدت ثم رددته اليه فنظر اليه
وضحك في وجهي وقال أحسنت بارك الله عليك هكذا أردت وهذا بعينه
طلبت لو تغافلت عنك في أول الأمر لما تيقظت في الثاني. فهذا كما ترى أعجب منه
كيف شئت.
وقال أبو حيان: قال لي علي بن الحسن الكاتب هجرني الصاحب
في بعض الأيام هجرا أضر بي وكشف مستور حالي وذهب علي أمري ولم
أهتد إلى وجه حيلة في مصلحتي وورد المهرجان فدخلت عليه في غمار الناس فلما
أنشد نوبتين تقدمت فأنشدت فلم يهش إلي ولم ينظر إلى وكنت ضمنت أبياتي بيتا
له من قصيدة على روي قصيدتي فلما مر به البيت هب من كسله ونظر إلي
كالمنكر علي فطأطأت رأسي وقلت بصوت خفيض لا تلم ولا تزد في القرحة
فما علي محمل وإنما سرقت هذا من قافيتك لأزين به قافيتي وأنت بحمد
الله تجود بكل علق ثمين وتهب كل در مكنون أتراك تشاحني على هذا القدر
وتفضحني في هذا المشهد؟ فرفع رأسه وصوته وقال: يا بني أعد هذا البيت
فأعدته فقال: أحسنت يا هذا ارجع إلى أول قصيدتك فقد سهونا عنك
وطار الفكر بنا إلى شان آخر والدنيا مشغلة وصار ذلك ظلما بغير قصد منا
ولا تعمد. قال: فأعدتها وأمررتها وفغرت فمي بقوافيها فلما بلغت آخرها
قال: أحسنت الزم هذا الفن فإنه حسن الديباجة وكان البحتري استخلفك
وأكثر بحضرتنا وارتفع بخدمتنا وابذل نفسك في طاعتنا لكن من وراء
مصالحك بأداء حقك والجذب بضيعك والزيادة في قدرك على أقرانك قال:
فلم أر بعد ذلك الا الخير حتى عراه ملل آخر فوضعني في الحبس سنة وجمع
كتبي فأحرقها بالنار وفيها كتب الفراء والكسائي ومصاحف القرآن وأصول
كثيرة في الفقه والكلام فلم يميزها من كتب الأوائل وأمر بطرح النار فيها من
غير تثبت بل لفرط جهله وشدة نزقه فهلا طرح النار في خزانته وفيها كتب
ابن الراوندي وكلام ابن أبي العوجاء في معارضة القرآن بزعمه وصالح بن
عبد القدوس وأبي سعيد الحصيري وكتب أرسطاطاليس وغير ذلك ولكن من
شاء حمق نفسه.
قال وقال علي بن فلان: عطاء ابن عباد لا يزيد على مائة درهم وثوب
إلى خمسمائة وما يبلغ إلى الألف نادر وما يوفي على الألف بديع بل قد نال به
ناس من عرض جاهه على السنين ما يزيد قدره على هذا باضعاف وعدد
هؤلاء قليل جدا وذلك بابتذال النفس وهتك الستر ولقد بلغ من ركاكته أنه
كان عنده أبو طالب العلوي فكان إذا سمع منه كلاما يسجعه وخبرا ينمقه
يبلق عينيه وينشر منخريه ويرى أنه قد لحقه غشي حتى يرش على وجهه ماء
الورد فإذا أفاق قيل ما أصابك ما عراك ما الذي نالك وتغشاك فيقول ما
زال كلام مولاي يروقني ويونقني حتى فارقني لبي وزايلني عقلي وانشرحت
مفاصلي وتخاذلت عرى قلبي وذهل ذهني وحيل بيني وبين رشدي فيتهلل
وجه ابن عباد عند ذلك وينتفش ويضحك عجبا وجهلا ثم يأمر له بالحباء
والتكرمة ويقدمه على جميع بني أبيه وعمه ومن ينخدع هكذا فهو بالنساء
الرعن أشبه وبالصبيان الضعاف أمثل.
أقول لم ننقل هذا من كلام أبي حيان لأننا نظن أو نحتمل صحته
بل نقلناه كما ننقل أشعار الأهاجي لبلاغتها وحسن أسلوبها واعتبارا بها.
وكذلك لم ننقل ما سيأتي لأننا نظن صدقه بل حاله حال ما مضى.
وفي معجم الأدباء في ترجمة أبي حيان التوحيدي علي بن محمد قال أبو
حيان: وأما حديثي معه يعني مع ابن عباد فإنني حين وصلت اليه قال لي
أبو من؟ قلت أبو حيان فقال بلغني أنك تتأدب فقلت تأدب أهل الزمان فقال أبو
حيان ينصرف أو لا ينصرف قلت إن قبله مولانا لا ينصرف فلما سمع هذا
تنمر وكأنه لم يعجبه وأقبل على واحد إلى جانبه. وقال له بالفارسية سفها
على ما قيل لي ثم قال الزم دارنا وانسخ هذا الكتاب فقلت أنا سامع مطيع.
ثم اني قلت لبعض الناس في الدار مسترسلا أنما توجهت من العراق إلى
هذا الباب وزاحمت منتجعي هذا الربيع لأتخلص من حرفة الشؤم فان
الوراقة لم تكن ببغداد كاسدة فنمي إليه هذا أو بعضه أو على غير وجهه فزاده
تنكرا.
قال أبو حيان في كتاب أخلاق الوزيرين من تصنيفه: طلع ابن عباد
علي يوما في داره وأنا قاعد في كسر إيوان أكتب شيئا قد كان كادني به فلما
أبصرته قمت قائما فصاح بحلق مشقوق أقعد فالوراقون أخس من أن يقوموا
لنا فهممت بكلام فقال لي الزعفراني الشاعر اسكت فالرجل رقيع فغلب
علي الضحك واستحال الغيظ تعجبا من خفته وسخفه لأنه كان قد قال
هذا وقد لوى شدقه وشنج أنفه وأمال عنقه واعترض في انتصابه وانتصب في
اعتراضه وخرج في تفكك مجنون قد أفلت من دير حنون والوصف لا يأتي
على كنه هذه الحال لأن حقائقها لا تدرك إلا باللحظ ولا يؤتى عليها
باللفظ.
(٣٣٥)

وقال أبو حيان: قال الصاحب يوما فعل وأفعال قليل وزعم
النحويون أنه ما جاء الا زند وازناد وفرخ وأفراخ وفرد وأفراد فقلت له أنا
أحفظ ثلاثين حرفا كلها فعل وأفعال فقال هات يا مدعي فسردت الحروف
ودللت على مواضعها من الكتب ثم قلت ليس لنحوي أن يلزم مثل هذا
الحكم إلا بعد التبحر والسماع الواسع وليس للتقليد وجه إذا كانت الرواية
شائعة والقياس مطردا وهذا كقولهم فعيل على عشرة أوجه وقد وجدته أنا
يزيد على أكثر من عشرين وجها وما انتهيت في التتبع إلى أقصاه. فقال
خروجك من دعواك في فعل يدلنا على قيامك في فعيل ولكن لا نأذن لك في
اقتصاصك ولا نهب آذاننا لكلامك ولم يف ما أتيت به بجرأتك في
مجلسنا وتبسطك في حضرتنا.
وقال أبو حيان: قال لي ابن عباد يوما يا أبا حيان من كناك بأبي حيان
قلت أجل الناس في زمانه وأكرمهم في وقته قال ومن هو ويلك قلت أنت
قال ومتى كان ذلك قلت حين قلت يا أبا حيان من كناك أبا حيان فاضرب
عن هذا الحديث وأخذ في غيره على كراهة ظهرت عليه. قال: وقال لي يوما
آخر وهو قائم في صحن داره والجماعة قيام منهم الزعفراني وكان شيخا كثير
الفضل جيد الشعر ممتع الحديث والتميمي المعروف بسطل وكان من مصر
والأقطع وصالح الوراق وابن ثابت وغيرهم من الكتاب والندماء يا أبا حيان
هل تعرف فيمن تقدم من يكنى بهذه الكنية قلت نعم من أقرب ذلك أبو
حيان الدارمي حدثنا أبو بكر محمد بن محمد القاضي الدقاق قال حدثنا ابن
الأنباري قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن ناصح قال دخل أبو الهذيل العلاف
على الواثق فقال له الواثق لمن تعرف هذا الشعر:
سباك من هاشم سليل * ليس إلى وصله سبيل
من يتعاطى الصفات فيه * فالقول في وصفه فضول
للحسن في وجهه هلال * لا عين الخلق لا يزول
وطرة ما يزال فيها * لنور بدر الدجى مقيل
ما اختال في صحن قصر أوس * إلا ليسجى له قتيل
فان يقف فالعيون نصب * وإن تولى فهن حول
فقال أبو الهذيل يا أمير المؤمنين هذا الرجل من أهل البصرة يعرف
بأبي حيان الدارمي وكان يقول بامامة المفضول وله من كلمة يقول فيها:
أفضله والله قدمه على * صحابته بعد النبي المكرم
بلا بغضة والله مني لغيره * ولكنه أولاهم بالتقدم
وجماعة من أصحابنا قالوا أنشد أبو قلابة عبد الله بن محمد الرقاشي
لأبي حيان البصري:
يا صاحبي دعا الملام واقصرا * ترك الهوى يا صاحبي خساره
كم لمت قلبي كي يفيق فقال لي * لجت يمين ما لها كفاره
أن لا أفيق ولا أفتر لحظة * إن أنت لم تعشق فأنت حجاره
الحب أول ما يكون بنظرة * وكذا الحريق بداؤه بشراره
يا من أحب ولا اسمي باسمها * إياك أعني فاسمعي يا جاره
فلما وفيت الشعر ورويت الاسناد وريقي بليل ولساني طلق ووجهي
متهلل وقد تكلفت هذا وأنا في بقية من غرب الشباب وبعض ريعانه
وملأت الدار صياحا بالرواية والقافية فحين انتهيت أنكرت طرفه وعلمت
سوء موقع ما رويت عنده. قال ومن تعرف أيضا قلت روى الصولي فيما
حدثنا عنه المرزباني أن معاوية لما احتضر أنشد يزيد عند رأسه متمثلا:
لو أن حيا نجا لفات أبو * حيان لا عاجز ولا وكل
الحول القلب الأريب وهل * يدفع صرف المنية الحيل
قال الصولي وهذا كان من المعمرين المغفلين وانتهى الحديث من غير
هشاشة ولا هزة ولا أريحية بل على اكفهرار وجه ونبو طرف وقلة تقبل.
وجرت أشياء أخر كان عقباها أني فارقت بابه سنة ٣٧٠ راجعا إلى مدينة السلام
بغير زاد ولا راحلة ولم يعطني في مدة ثلاث سنين درهما واحدا ولا ما قيمته
درهم واحد أحمل هذا على ما أردت ولما نال مني هذا الحرمان الذي قصدني
به واحفظني عليه وجعلني من جميع حاشيته فردا أخذت أملا في ذلك بصدق
القول عنه وسوء الثناء عليه والبادئ أظلم وللأمور أسباب وللأسباب أسرار
والغيب لا يطلع عليه ولا يقارع لبابه.
وقال أبو حيان: قال لي الصاحب يوما وهو يحدث عن رجل أعطاه
شيئا فتلكأ في قبوله ولا بد من شئ يعين على الدهر ثم قال: حالت
جماعة عن صدر هذا البيت فما كان عندهم قلت أنا أحفظ ذاك، فنظر
بغضب فقال: ما هو؟ قلت نسيت، فقال ما أسرع ذكرك من نسيانك،
قلت ذكرته والحال سليمة فلما استحال عن السلامة نسيت، قال وما
حيلولتها؟ قلت نظر الصاحب بغضب فوجب في حسن الأدب ألا يقال ما
يثير الغضب قال ومن تكون حتى نغضب عليك دع هذا وهات. قلت قول
الشاعر:
ألام على أخذ القليل وإنما * أصادف أقواما أفل من الذر
فان أنا لم آخذ قليلا حرمته * ولا بد من شئ يعين على الدهر
فسكت.
قال أبو حيان عند قربه من فراع كتابه في ثلب الوزيرين وقد حكى
عن ابن عباد حكايات وأسندها إلى من أخبره بها عنه ثم قال: فما ذنبي
أكرمك الله إذا سالت عنه مشايخ الوقت واعلام العصر فوصفوه بما جمعت
لك في هذا المكان على أني قد سترت شيئا كثيرا من مخازيه أما هربا من
الإطالة أو صيانة للقلم عن رسم الفواحش وبث الفضائح وذكر ما يسمج
مسموعه ويكره التحدث به هذا سوى ما فاتني من حديثه فاني فارقته سنة
٣٧٠. وما ذنبي إن ذكرت عنه ما جرعنيه من مرارة الخيبة بعد الأمل وحملني
عليه من الاخفاق بعد الطمع مع الخدمة الطويلة والوعد المتصل والظن
الحسن حتى كأني خصصت بخساسته وحدي أو وجب أن أعامل به دون
غيري. قدم إلى نجاح الخادم وكان ينظر في خزانة كتبه ثلاثين مجلدة من
رسائله وقال يقول لك مولانا انسخ هذا فإنه قد طلب منه بخراسان فقلت
بعد ارتياع: هذا طويل ولكن لو أذن لي لخرجت منه فقرأ كالغرر وشذورا
كالدرر تدور في المجالس كالشمامات والدسثبويات لو رقي بها مجنون لأفاق
أو نفث على ذي عاهة لبرئ لا تمل ولا تستغث ولا تعاب ولا تسترك.
فرفع ذلك اليه وأنا لا أعلم فقال طعن في رسائلي وعابها ورغب عن نسخها
وازرى بها والله لينكرن مني ما عرف وليعرفن حظه إذا انصرف حتى كأني
طعنت في القرآن أو رميت الكعبة بخرق الحيض أو عقرت ناقة صالح أو
سلحت في بئر زمزم أو قلت كان النظام مابونا أو مات أبو هاشم في بيت
خمار أو كان عباد معلم صبيان. وما ذنبي يا قوم إذا لم أستطع أن أنسخ
ثلاثين مجلدة من هذا الذي يستحسن هذا... حتى أعذره في لومي على
الامتناع أينسخ انسان هذا القدر وهو يرجو بعدها أن يمتعه الله ببصره أو
ينفعه ببدنه. ثم ما ذنبي إذ قال لي من أين لك هذا الكلام المفوف المشوف
الذي تكتب به إلي في الوقت بعد الوقت؟ فقلت وكيف لا يكون كما وصف
(٣٣٦)

وأنا أقطف ثمار رسائله وأستقي من قليب علمه. أشيم بارقة أدبه وأرد
ساحل بحره واستوكف قطر مزنه. فيقول كذبت وفجرت لا أم لك ومن
أين في كلامي الكدية والشحذ والتضرع والاسترحام كلامي في السماء
وكلامك في السماد. هذا أيدك الله وإن كان دليلا على سوء جدي فإنه دليل
أيضا على انخلاعه وخرقه وتسرعه ولؤمه.
بل ما ذنبي إذا قال لي هل وصلت إلى ابن العميد أبي الفتح فأقول
نعم رأيته وحضرت مجلسه وشاهدت ما جرى له وكان من حديثه فيما مدح
به كذا وكذا وفيما تقدم منه كذا وكذا وفيما تكلفه من تقديم أهل العلم
واختصاص أرباب الأدب كذا وكذا ووصل أبا سعيد السيرافي بكذا وكذا
ووهب لأبي سليمان المنطقي كذا وكذا فينزوي وجهه وينكر حديثه وينجذب
إلى شئ آخر مما شرع فيه ولا مما حرك له ثم يقول أعلم أنك إنما انتجعته
من العراق فاقرأ علي رسالتك التي توسلت اليه بها وأسهبت مقرظا له فيها
فأتمانع فيأمر ويشدد فاقرأها فيتغير ويذهل ثم يقال لي من بعد جنيت على
نفسك حين ذكرت عدوه عنده بخير وأثنيت عليه وجعلته سيد الناس.
وقال أبو حيان: وكان ابن عباد شديد الحسد لمن أحسن القول وأجاد
اللفظ وكان الصواب غالبا عليه وله رفق في سرد حديث ونيقة في رواية له وله
شمائل مخلوطة بالدماثة بين الإشارة والعبارة وهذا شئ عام في البغداديين
وكالخاص في غيرهم. حدثت ليلة بحديث فلم يملك نفسه حتى ضحك
واستعاده ثم قيل لي بعده أنه كان يقول قاتل الله أبا حيان فإنه نكد وانه
وأكره أن أروي ذمي بقلمي وكان ذلك كله حسدا وغيظا بحتا.
وحكى أبو حيان قال: حضرت مائدة الصاحب بن عباد فقدمت
مضيرة فأمعنت فيها فقال لي يا أبا حيان أنها تضر بالمشايخ فقلت إن رأى
الصاحب أن يدع التطبب على طعامه فعل فكأني ألقمته حجرا وخجل
واستحيا ولم ينطق إلى أن فرغنا انتهى.
ومما أخذه أبو حيان التوحيدي على الصاحب ما حكاه أبو حيان عن
الخليلي أنه قال سمعت الصاحب يقول للتميمي الشاعر: كيف تقول الشعر
وإن قلت كيف تجيد وإن أجدت فكيف تغزر وإن غزرت فكيف تروم غاية
وأنت لا تعرف ما الزهزيق وما الهبلع وما العثلط وما الجلعلع وما القهقب
وما القهبلس وما الخيسوب وما الخزعبلة وما القذعملة وما العرموط وما
الجرقاس وما اللؤومس وما النعثل وما الطريال وما الفرق بين العرم والردم
والحدم والحذم والقضم والخضم والنضح والرضح والفصم والقصم
والقصع والفصع وما العنقس وما العكنفس وما الوكال والرومل وما
الحيتعور واليستعور وما الستعون وما الجردون وما الحلزون وما الفقندر وما
الجمعليل قال الشاعر:
جاءت بخف وحنين ورحل * جاءت تمشي وهي قدام الإبل
مشي الجمعليلة بالخرق النقل
ورأيت بعض الجهال يصحف ويقول وحنين وزجل قال أبو حيان
قلت للخليلي من عنى بهذا قال ابن فارس معلم ابن العميد أبي الفتح
انتهى. وإذا صح هذا عن الصاحب فهو من باب المفاكهة والمطايبة
والإشارة إلى معرفته بغريب اللغة ووحشيها والتحدث بنعمة العلم وإظهار
البراعة في الحفظ والرواية وكان الصاحب عارفا بغريب اللغة وكل من عرف
أمرا غريبا من علم أو غيره يجب أن يحدث عنه وليس مراده أن الشاعر يجب
أن يدخل في شعره أمثال هذه الألفاظ ليرد عليه أن الشاعر يطلب نظما حلوا
وكلمة رشيقة كما أورده الخليلي فيما حكاه أبو حيان. والذي يدل على ذلك
أن الصاحب لم يكن يستعمل مثل هذا في رسائله أو شعره بل كان مشهورا
باختيار اللفظ المأنوس ولا تكاد تجد له لفظة وحشية في رسائله أو في شعره.
كيف وهو في رسالة الكشف عن مساوئ المتنبي ينعى على أبي الطيب
استعماله الغريب والوحشي فيقول: واطم ما يتعاطاه بالألفاظ النافرة
والكلمات الشاذة حتى كأنه وليد خباء أو غذي لبن ولم يطا الحضر ولم يعرف
المدر.
وأبو حيان مع كثرة تحامله على الوزيرين الصاحب
وابن العميد واستقصائه في إظهار معائبهما لم يسعه إلا
الاعتراف بتفردهما بالفضل وتوحدهما بالنبل فكان بذلك مكذبا لنفسه ورادا
عليها فإنه عندما قارب الفراع من كتابه في أخلاق الوزيرين قال على ما في
معجم الأدباء: ولولا أن هذين الرجلين أعني ابن عباد وابن العميد كانا
كبيري زمانهما وإليهما انتهت الأمور وعليهما طلعت شمس الفضل وبهما
ازدانت الدنيا وكانا بحيث ينشر الحسن منهما نشرا والقبيح يؤثر عنهما أثرا
لكنت لا أتسكع في حديثهما هذا التسكع ولا أنحني عليها بهذا الحد ولكن
النقص ممن يدعي التمام أشنع والحرمان من السيد المأمول فاقرة والجهل من
العالم منكر والكبيرة ممن يدعي العصمة جائحة والبخل ممن يتبرأ منه بدعواه
عجيب. ولو أردت مع هذا كله إن تجد لهما ثالثا في جميع من كتب للجبل
والديلم إلى وقتك هذا المؤرخ في الكتاب لم تجد انتهى.
تشيعه
لا ريب في تشيعه وكونه إماميا اثني عشريا فعن السيد رضي الدين
علي بن طاوس الحلي العلوي الحسني في كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين
أنه نص على تشيعه. ومر عن المجلسي الأول وصفه بأنه من أفقه فقهاء
أصحابنا. ومر عن ولده في مقدمات بحاره أنه كان من الامامية. وذكره
القاضي نور الله في مجالس المؤمنين في عداد وزراء الشيعة. ومر قول
صاحب أمل الآمل أنه كان شيعيا إماميا. وعده ابن شهرآشوب في شعراء
أهل البيت المجاهرين كما مر، ويأتي عند ذكر تلاميذه عد الشهيد الثاني له
من أصحابنا. وفي مستدركات الوسائل: نقلنا في ترجمة عبد العظيم الحسني
رسالة للصاحب في أحوال عبد العظيم وفيها من الدلالة على إماميته ما لا
يخفى على ذي مسكة، ويأتي نقل تلك الرسالة في ترجمة عبد العظيم
انش ومر أنه نقش أسماءهم ع على خاتمه ويأتي ذلك عن
الصدوق وقد صرح بالتشيع في أشعاره مكررا في مواضع تنبو عن حد
الاحصاء ولا تحتمل التأويل وسيأتي جملة منها. وقال الصدوق المعاصر له
والساكن معه في الري في مقدمة كتابه عيون أخبار الرضا: وقع إلى قصيدتان
من قصائد الصاحب الجليل كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد أطال
الله بقاءه وأدام توفيقه ونعماءه في أهداء السلام إلى الرضا علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
فصنفت هذا الكتاب لخزانته المعمورة ببقائه إذ لم أجد شيئا آثر عنده وأحسن
موقعا لديه من علوم أهل البيت ع لتعلقه أدام الله عزه بحبلهم
واستمساكه بولايتهم واعتقاده لفرض طاعتهم وقوله بإمامتهم وإكرامه
لذريتهم وإحسانه إلى شيعتهم قاضيا بذلك حق إنعامه علي ومتقربا به إليه
لأياديه الزهر عندي ومننه الغر لدي ومتلافيا بذلك تفريطي الواقع في خدمة
حضرته راجيا به قبوله لعذري وعفوه عن تقصيري وتحقيقه لرجائي فيه
(٣٣٧)

وأملي والله تعالى ذكره يبسط بالعدل يده ويعلي بالحق كلمته ويديم على الخير
قدرته بكرمه وجوده وابتدأت بذكر القصيدتين لأنهما سبب تصنيفي هذا
الكتاب وعلى الله التوفيق.
قال الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد أطال الله بقاءه وأدام دولته
ونعماءه وسلطانه وعدله في إهداء السلام إلى الرضا ع:
يا زائرا قاصدا إلى طوس * مشهر طهر وأرض تقديس
وذكر القصيدة بتمامها ثم قال وله أيضا أدام الله تأييده في إهداء
السلام إلى الرضا ع:
يا زائرا قد نهضا * مبتدرا قد ركضا
وأورد القصيدة بتمامها ويأتي ذكرهما انش عند ذكر أشعاره ثم
أورد أحاديث في فضل قول الشعر فيهم ع منها ما عن الرضا
ع ما قال مؤمن فينا شعرا يمدحنا الخبر فأجزل الله للصاحب الجليل
الثواب على جميع أقواله الحسنة وأفعاله الجميلة وأخلاقه الكريمة وسيره
المرضية وسنته العادلة وبلغه كل مأمول وصرف عنه كل محذور وأظفره بكل
خير مطلوب وأجاره من كل بلاء ومكروه بمن استجار به من حججه الأئمة
ع بقوله بعض أشعاره فيهم:
ان ابن عباد استجار * بمن يترك عنه الصروف مصروفه
وقوله في قصيدة أخرى:
ان ابن عباد استجار بكم * فكلما خافه سيكفاه
وجعل شفعاءه الذين أسماؤهم على نقش خاتمه:
شفيع إسماعيل في الآخرة * محمد والعترة الطاهرة
وجعل دولته متسعة الأيام متصلة النظام مقرونة بالدوام ممتدة إلى
التمام مؤبدة له إلى سعادة الأبد وباقية له إلى غاية الأمد بمنه وفضله
انتهى.
وفي لسان الميزان: قال ابن أبي طي: كان الصاحب امامي المذهب
وأخطأ من زعم أنه كان معتزليا وقد قال عبد الجبار لما تقدم للصلاة عليه:
ما أدري كيف أصلي على هذا الرافضي. وإن كانت هذه الكلمة وضعت
من قدر عبد الجبار لكونه كان غرس نعمة الصاحب قال وشهد الشيخ المفيد
بان الكتاب الذي نسب إلى الصاحب في الاعتزال وضع على لسانه ونسب
اليه وليس هو له انتهى وبذلك يظهر النظر فيما سيأتي من أن المفيد نسبه
إلى جانب الاعتزال وعن المختار من ديوان رسائل الصاحب أنه كتب إلى
الشريف أبي طالب رسالة جاء فيها: فاني له ومنه ومختلط بالولاء معه وقد
قال الصادق ع نحن الأعلون وشيعتنا العلويون وقبله ما روي مولى
القوم منهم انتهى ويأتي في أشعاره من التصريح بذلك ما لا يقبل
التأويل. وفي معاهد التنصيص كان شيعيا جلدا كال بويه معتزليا انتهى
وقوله معتزليا لا ينافي التشيع لأن المراد موفقة المعتزلة في بعض العقائد
المعروفة التي تشاركهم فيها الشيعة.
ما أوجب الريب في تشيعه
وهو أمور ١ قول ياقوت وابن خلكان عن كتابه في الإمامة أنه في
تفضيل علي ع وتثبيت أو تصحيح إمامة من تقدمه فإنه وإن دل على
تشيعه بالمعنى الأعم إلا أنه يدل على أنه ليس إماميا ٢ ما نسب إليه من
أنه معتزلي حتى شاع ذلك في الناس بحيث أنه مخدومه فخر الدولة قال له
بلغني أنك تقول الدين الاعتزال كما مر وعن السيد رضي الدين علي بن
طاوس في كتاب اليقين إنه نقل بعض الروايات عن كتاب الأنوار للصاحب مع
التزامه في كتاب اليقين أن لا ينقل إلا روايات أهل السنة إلا إنه اعتذر عن
النقل عنه بان الصاحب وإن كان يظهر من تصانيفه ما يقتضي موافقته
للشيعة في الاعتقاد إلا أن الشيخ المفيد والسيد المرتضى نسباه إلى جانب
الاعتزال. وعنه في كتاب اليقين المذكور أنه قال إن الشريف المرتضى رد في كتابه
الإنصاف على الوزير الصاحب إسماعيل بن عباد في تعصبه للجاحظ ونسب
الشريف الصاحب إلى جانب الاعتزال. وعنه في كتاب فرج الهموم أنه عده
من المعتزلة ويظهر ذلك من رسالته المسماة بالإبانة فان ظاهره فيها إنكار
النص على أمير المؤمنين ع مع قوله بأفضليته وهذا مذهب جماعة
من المعتزلة. ففي مستدركات الوسائل بعد ما ذكر أن رسائله في أحوال عبد
العظيم الحسني تدل على إماميته قال إلا أنه مع ذلك وقع إلينا منه رسالة
الإبانة في مذهب العدلية قال في أواخرها وزعمت العثمانية وطوائف
الناصبية أن أمير المؤمنين ع مفضول في أصحاب رسول الله ص غير
فاضل واستدلت بان الشيخين وليا عليه وقالت الشيعة العدلية ثم ذكر ما
يقتضي أفضليته ع ثم قال وذهبت طائفة من الشيعة أن عليا ع
كان في تقية فلذلك ترك الدعوة إلى نفسه وزعمت أن عليه نصا جليا لا
يحتمل التأويل وقالت العدلية هذا فاسد كيف تكون عليه التقية في إقامة
الحق وهو سيد بني هاشم وهذا سعد بن عبادة نابذ المهاجرين وفارق
الأنصار ولم يخش مانعا ودافعا وخرج إلى حوران ولم يبايع ولو جاز خفاء
النص الجلي على الإمامة وهي أغلى الأمور لجاز أن ينكتم صلاة سادسة
وشهر يصام فيه غير شهر رمضان فرضا وكلما أجمع عليه الأمة من أمر الأئمة
الذين قاموا بالحق وحكموا بالعدل صواب انتهى قال وهذا صريح في
مذهب الاعتزال ومن هنا عده السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب
فرج الهموم من المعتزلة انتهى المستدركات. ويحكى عن الصلاح الصفدي
أنه قال: ومن المعتزلة الصاحب بن عباد الزمخشري والفراء النحوي انتهى وفي
لسان الميزان أنه كان مشتهرا بمذهب المعتزلة داعية إليه وكان مع
اعتزاله شافعي المذهب شيعي النحلة ثم حكى عن أبي حيان التوحيدي في
كتاب الامتاع أنه قال كان يتشيع بمذهب أبي حنيفة ومقالة الزيدية قال وهذا
ينافي أنه كان شافعيا انتهى ومر عن اليافعي نسبته إلى الاعتزال والتشيع
٣ قول أبي حيان التوحيدي كما مر أن الغالب عليه كلام المتكلمين
المعتزلة وأنه يتشيع بمذهب أبي حنيفة ومقالة الزيدية وأنه يدين بالوعيد فإنه
يدل على أنه زيدي معتزلي في الأصول حنفي في الفروع ٤ استحضاره
القاضي عبد الجبار من رؤساء المعتزلة في عصره معه من بغداد إلى الري
وجعله قاضي القضاة هذا كل ما يمكن أن يتشبث به لنفي إماميته.
والصحيح الذي لا ريب فيه ما قدمناه من أنه شيعي إثنا عشري لا
معتزلي ولا حنفي ولا زيدي والجواب عن الأمور المذكورة اما ما حكي
عن كتابه في الإمامة فهو معارض بشعره الدال صريحا على انكار إمامة من
تقدم على علي ع وحصر الإمامة فيه وفي أولاده الأحد عشر وسيأتي
وكلامه الآتي في وصف علي أمير المؤمنين ع وحينئذ فما حكي عن كتاب
الإمامة له وجه غير ما يظهر منه من مداراة ونحوها أو أنه رجع عنه وأما
نسبة الاعتزال اليه فهي إما اشتباه أو المراد به موافقة المعتزلة في بعض
الأصول المعروفة وبهذا المعنى وقعت نسبة الاعتزال إلى جماعة من أجلاء
(٣٣٨)

علماء الإمامية حتى أن الذهبي في ميزانه نسب السيد
المرتضى إلى الاعتزال وبذلك يجاب عن قول مخدومه فخر الدولة على أنه
خارج مخرج المزاح لا مخرج الحقيقة بدليل اقترانه بجملة مجونية وهي التي لم
ننقلها. وأما نسبة المفيد والمرتضى إياه للميل إلى جانب الاعتزال فلعلها لما
ظهر منه من التعصب للجاحظ أحد رؤساء المعتزلة ولعله كان يتعصب
للجاحظ لأدبه لا لمذهبه حيث تجمعهما صنعة الكتابة والبلاغة كتعصب
شريف الرضي للصابي على أن ابن أبي طي حكى عن المفيد كما مر أنه شهد
بان الكتاب الذي نسب إلى الصاحب في الاعتزال وضع على لسانه وهو
مناف لهذه الحكاية وأما عد ابن طاوس في فرج الهموم له من المعتزلة
فلعله تبع فيه المفيد والمرتضى وقد سمعت الجواب عنه اما ما في رسالة
الإبانة فيمكن الجواب عنه بما أجيب به عما في كتاب الإمامة كما مر. وفي
مستدركات الوسائل يمكن أن يقال مضافا إلى عدم القطع بنسبة الكتاب اليه
أنه كان كذلك ثم رجع أو خرج مخرج المداراة والله أعلم انتهى أما
قول أبي حيان فيه فغير مسموع بعد ما ظهر من تحامله عليه فكأنه أراد أن
يبين اضطرابه في مذهبه بكونه معتزليا في الأصول وعيديا وزيديا في الإمامة
حنفيا في الفروع فليس كلامه إلا كهجاء الشعراء بالحق والباطل مع عدم
المبالاة لا يمكن الاعتماد عليه مع أن كونه حنفيا ينافيه ما مر عن لسان
الميزان أنه شافعي وبذلك يتطرق الشك إلى كونه شافعيا أيضا لاختلاف
النقل وأما استحضاره عبد الجبار معه من بغداد وتوليته قضاء القضاة فلو
دل على كونه معتزليا لأبطل هذه الدلالة قول عبد الجبار ما أدري كيف
أصلي على هذا الرافضي كما مر.
أحواله
في معجم الأدباء واليتيمة وتاريخ ابن خلكان وغيرها والمجموع منتزع
من المجموع أنه كان في بدء أمره من صغار الكتاب يخدم أبا الفضل ابن
العميد على خاصة وكان ابن العميد يعطف على الصاحب ويتوسم فيه
النجابة كما كان الصاحب يعجب بابن العميد ويجله وللصاحب فيه مدائح
تأتي عند ذكر أشعاره ثم ترقت الحال بالصاحب إلى أن استكتبه ابن العميد
لمؤيد الدولة أبي منصور بويه ابن ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه
الديلمي ومؤيد الدولة حينئذ أمير في عنفوان الشباب وأبوه ركن الدولة لا
يزال حيا.
رسالة ابن العميد إلى الصاحب حين استكتبه لمؤيد الدولة
في معجم الأدباء قال أبو حيان: كان ابن عباد يروي لأبي الفضل بن
العميد كلاما في رقعة اليه حين استكتبه لمؤيد الدولة وهو: بسم الله الرحمن
الرحيم مولاي وإن كان سيدا بهرتنا نفاسته، وابن صاحب تقدست علينا
رئاسته، فإنه يعدني سيدا ووالدا، كما أعده ولدا واحدا ومن حق ذلك أن
يعضد رأيي برأيه ليزداد استحكاما، ونتظاهر عقدا وابراما، وحضرت اليوم
مجلس مولانا ركن الدين ففاوضني ما جري بيني وبين مولاي طويلا ووصل
به كلاما بسيطا وأطلعني على أن مولاي لا يزيد بعد الاستقصاء والاستيفاء
على التقصي والاستعفاء وألزم عبده أن أكره مولاي اكراه المسالة وأجبره
اجبار الطلبة علما بأنه إن دافع المجلس المعمور طلبا للتحرز لم يرد وساطتي
أخذا بالتطول وأقول بعد أن أقدم مقدمة مولاي غني عن هذا العمل
بتصونه وتصلفه وعزوفه وبهمته عن التكثر بالمال وتحصيله لكن العمل فقير إلى
كفايته محتاج إلى كفالته، وما أقول أن مرادي ما يعقد من حساب، وينشأ من
كتاب، ويستظهر به من جمع، ويذر من عطاء ومنع، فكل ذلك وإن كان
مقصودا، وفي آلات الوزارة معدودا ففي كتاب مولاي من يفي به
ويستوفيه، ويوفي عليه ما يسر مساعيه، ولكن ولي النعمة يريد لتهذيب ولده
ومن هو ولي عهده من بعده، والمأمول ليومه وغده، أدام الله أيامه، وبلغه
فيه مرامه، ولا بد وإن كان الجوهر كريما، والسنخ قديما، والمجد صميما،
ومركب العقل سليما، من مناب من تعلم ما السياسة وما الرئاسة وكيف
تديير العامة والخاصة وبما ذا تعقد المهابة ومن أين تجتلب الأصالة والإصابة،
وكيف ترتب المراتب، ويعالج الخطب إذا ضاقت المذاهب، وتعصى الشهوة
لتحرس الحشمة وتهجر اللذة لتحفظ الإمرة، ولا بد من محتشم يقوم في وجه
صاحبه فيراده إذا بدر منه الرأي المنقلب، ويراجع إذا جمح به الحجاج
المرتكب، ويعاوده إذا ملكه الغضب الملتهب، فلم يكن السبب في أن
فسدت ممالك جمة وبلدان عدة إلا أن خفضت أقدار الوزارة، فانقبضت
أطراف الامارة، وليس يفسد على ما أرى بقية الأرض إلا إذا استعين
باذناب على هذا الأمر فلا يبخلن مولاي على ولي نعمته بفضل معرفته فمن
هذه الدولة جري ما فضله وفضل الشيخ الأمين من قبله وإن كان مسموعا
كلامي وموثوقا باهتمامي فلا يقعن انقباض عني، واعراض عما سبق مني،
ومولاي محكم الإجابة إلى العمل فيما يقترحه وغير مراجع فيما يشترطه وهذا
خطي به وهو على ولي النعمة حجة لا يبقى معها شبهة وسأتبع هذه
المخاطبة بالمشافهة إما بحضوري لديه، أو بتجشمه إلى هذا العليل الذي قد
ألح النقرس عليه انتهى قال وكان ابن عباد يحفظ هذه النسخة ويرويها
ويفتخر بها.
ثم قال أبو حيان على عادته في ثلب الصاحب قال لي أصحابنا
بالري منهم أبو غالب الكاتب الأعرج أن هذه المخاطبة من كلام ابن عباد
افتعلها عن ابن العميد إلى نفسه تسوقا بها ونفاقا بذكرها انتهى وقد
كذب في ذلك فابن العميد كان يعطف على الصاحب ولا يكثر في حقه أن
يخاطبه بمثل هذا ولكن أبا حيان لم يكن يألو جهدا في اختلاق المعائب
للصاحب لشئ في نفسه ولم يكن مقام الصاحب في ذلك الا مقام البدر
تنبحه الكلاب وكان اختيار الصاحب كاتبا ومؤدبا لمؤيد الدولة قبل سنة
٣٤٧ فان الصاحب توجه في تلك السنة مع مؤيد الدولة إلى بغداد كما
ستعرف والصاحب يومئذ ابن نحو إحدى وعشرين سنة.
مجئ الصاحب إلى بغداد وما جرى له فيها
في كتاب تجارب الأمم لمسكويه في حوادث سنة ٣٤٧ قال: وفيها ورد
الأمير أبو منصور بويه بن ركن الدولة إلى بغداد يخطب ابنة معز الدولة ومعه
أبو علي بن أبي الفضل القاشاني وزيرا ومعه أبو القاسم إسماعيل بن عباد
يكتب على سبيل الترسل فلما كانت ليلة السبت لليلتين خلتا من جمادى
الأولى زفت بنت معز الدولة إلى أبي منصور بويه ثم حملها إلى أصبهان ولما
ورد الصاحب بغداد أعجبته كثيرا ولما رجع دخل على ابن العميد فقال له
كيف وجدت بغداد فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد وأنشده
الصاحب:
أفاضل الدنيا وإن برزوا * لم يبلغوا غاية استادها
أما ترى أمصارها جمة * ولا ترى مصرا كبغدادها
وفي بغداد اجتمع الصاحب بأبي سعيد السيرافي النحوي وغيره من
العلماء قال ياقوت في معجم الأدباء وجدت في كتاب الروزنامجة كأنها
(٣٣٩)

الكتاب الذي يذكر فيه الوزير أو غيره حوادث السنة كالتي تسمى اليوم
الروزنامة والسالنامة إن الصاحب قال: انتهيت إلى أبي سعيد السيرافي وهو
شيخ البلد وفرد الأدب وحسن التصرف ووافر الحظ من علوم الأوائل
فسلمت عليه وقعدت اليه وبعضهم يقرأ عليه الجمهرة فقال المقت فقلت إنما
هو لمقت فدافعني الشيخ ساعة ثم رجع إلى الأصل فوجد حكايتي صحيحة
واستمر القارئ حتى أنشد وقد استشهد:
رسم دار وقفت في طلله * كدت أقضي الغداة من جلله
بتشديد الضاد فقلت أيها الشيخ هذا لا يجوز والمصراعان على هذا
النشيد يخرجان من بحرين لأن:
رسم دار وقفت في طلله
فاعلاتن مفاعلن فعلن
كدت أقضي الغداة من جلله
مفتعلن فاعلاتن مفتعلن
فذاك من الخفيف وهذا من المنسرح فقال لم لا تقول الجميع من
المنسرح والمصراع الأول مخزوم فقلت: لا يدخل الخزم هذا البحر لأن أوله
مستفعلن مفاعلن هذه مزاحفة عنه وإذا حذفنا متحركا بقينا ساكنا وليس في
كلام العرب ابتداء به وإنما هو: كدت أقضي الغداة من جلله بتخفيف
الضاد فامر بتغييره ورفعني إلى جنبه وابتدأ فقرئ عليه من كتاب المقتضب
باب ما يجري وما لا يجري إلى أن ذكر سحر وأنه لا ينصرف إذا كان لسحر
بعينه لأنه معدول عن الأول فقلت ما علامة العدل فيه فقال إنا قلنا السحر
ثم قلنا السحر فعلمنا أن الثاني معدول عن الأول قلت لو كان كذلك
لوجب أن تطرد العلة في عتمة لأنك تقول العتمة ثم تقول عتمة فضجر
واحتد وأربد وادعيت أنه ناقص والتمس التحاكم فكتبت رسالة أخذت
فيها خطوط أهل النظر وقد أنفذت درج كتابي نسختها وفيها خط أبي عبد
الله بن رذامر عين مشايخهم ورأيت الشيخ بعد ذلك غزيرا فاضلا متوسعا
عالما فعلقت عليه وأخذت عنه وحصلت تفسيره لكتاب سيبويه وقرأت
صدرا منه وهناك أبو بكر بن مقسم وما في أصحاب ثعلب أكثر دراية ولا
أصح رواية منه وقد سمعت مجالسه وفيها غرائب ونكت ومحاسن وطرف من بين
كلمة نادرة ومسالة غامضة وتفسير بيت مشكل وحل عقد معضل وله قيام
بنحو الكوفيين وقراءتهم ورواياتهم ولغاتهم. والقاضي أبو بكر بن كامل بقية
الدنيا في علوم شتى يعرف الفقه والشروط والحديث وما ليس من حديثنا
ويتوسع في النحو توسعا مستحسنا وله في حفظ الشعر بضاعة واسعة وفي
جودة التصنيف قوة تامة ومن كبار رواة المبرد وثعلب والبحتري وأبي العيناء
وغيرهم وقد سمعت صدرا صالحا مما عنده وكنت أحب أن أسمع كلام أهل
النظر بالعراق لما تتابع في حذقهم من الأوصاف. وذكر أبا زكريا يحيى بن
عدي وغيره ومناظرات جرت هناك يطول شرحها. قال أبو إسحاق الصابي:
حضر الصاحب أبو القاسم ابن عباد دار الوزير المهلبي عند وروده إلى
بغداد مع مؤيد الدولة فحجب عنه لشغل كان فيه فكتب إلي رقعة لطيفة
لم نحب نقلها لما فيها من المجون فاقرأتها الوزير المهلبي فامر بادخاله وقال:
وكان الصاحب عند دخوله إلى بغداد قصد القاضي أبا السائب عتبة بن عبيد
لقضاء حقه فتثاقل في القيام له وتحفز تحفزا أراه به ضعف حركته وقصور
نهضته فاخذ الصاحب بضبعه وأقامه وقال نعين القاضي على قضاء حقوق
إخوانه فخجل أبو السائب واعتذر اليه. وفي معجم الأدباء عن القاضي
التنوخي في نشوار المحاضرة أن نظير ذلك جرى لعبد العزيز بن محمد
المعروف بابن أبي عمرو السرائي مع أبي السائب المذكور قال فتثاقل في
القيام لي فجررت يده حتى أقمته القيام التام وقلت أعين القاضي أيده الله
على إكمال البر وتوفية الإخوان حقوقهم وكنت عاتبا عليه وإنما جئته
للخصومة فلما رأى الشر في وجهي قال تفضل لاستماع كلمتين ثم قل ما
شئت: روينا عن ابن عباس في قوله تعالى فاصفح الصفح الجميل قال عفو
بلا تقريع فاستحييت وانصرفت انتهى وفي معجم الأدباء من كتاب
الروزنامجة قال الصاحب: ما زال أحداث بغداد يذاكرونني بابن شمعون
المتصوف وكلامه على الناس في مكان الشبلي فجمعت يوما في المدينة وعلي
طيلسان ومصمتة ووقفت عليه وقد لبس فوطة قصب وقعد على كرسي ساج
بوجه حسن ولفظ عذب فرأيته يقطع مسائله بهوس ويطلبه ويسهب فيه
فقلت لا بد من أن أساله عما أقطعه به وابتدرت فقلت يا شيخ ما تقول في
قد سيكونيات العلم إذا وقعت قبل التوهم فورد عليه ما لم يسمع به
فاطرق ساعة ثم رفع رأسه وقال لم أؤخر إجابتك عجزا عن مسألتك بل
لأعطشك إلى الجواب واخذ في ضرب من الهذيان فلما سكت قلت هذا بعد
التوهم وإنما سألتك قبله إلى أن ضجر فانصرفت عنه انتهى وكل هذا
يدل على علو همة الصاحب فهو قد دخل بغداد لحاجة فلم يكتف حتى
حضر مجالس مشاهير العلماء وأخذ عنهم وأفادهم واستفاد منهم وزار الوزراء
والقضاة وحضر مجالس أهل النظر ومجالس الصوفية وأخجلهم ولما عاد
الصاحب من بغداد أخذ معه أبا الحسن البديهي إلى أصبهان. وكان من
جملة العلماء الذين استدعاهم إلى الري قاضي القضاة عبد الجبار الباقلاني
المعتزلي فبقي فيها مواظبا على التدريس إلى أن توفي ولكن عبد الجبار لم
يشكر ما أسداه إليه الصاحب من النعمة ففعل معه بعد وفاته ما مر وما يأتي
في آخر الترجمة. واستهوته محاسن بغداد حتى حسن لفخر الدولة الاستيلاء
عليها كما يأتي.
خبر المتنبي مع الصاحب
في مدة كتابة الصاحب لمؤيد الدولة ورد المتنبي على ابن العميد وطمع
الصاحب في زيارة المتنبي إياه بأصفهان ومدحه فكتب اليه يلاطفه في
استدعائه ويضمن له مشاطرته جميع ماله فلم يعرج المتنبي عليه وتعاظم عن
مدحه بعد ما كان يمدح الملوك والوزراء فعمل الصاحب في انتقاده رسالة
ذكرت في مؤلفاته وهو وإن كان الباعث له على عملها استياؤه من عدم
مدحه إياه إلا أنه لم يظلمه فيها بشئ ولم ينتقد شعره بشئ غير صحيح كما
فعل أبو حيان التوحيدي مع الصاحب وقد مر خبر المتنبي مع الصاحب
مفصلا في ترجمة المتنبي أحمد بن الحسين في الجزء الثامن من هذا الكتاب.
وزارة الصاحب لمؤيد الدولة وما تقدمها
كان ابن العميد وزيرا لركن الدولة فلما توفي ابن العميد سنة ٣٦٠
استوزر ركن الدولة ولده أبا الفتح علي بن محمد بن العميد ولما مات ركن
الدولة في المحرم سنة ٣٦٦ وولي ولده مؤيد الدولة بلاده بالري وإصبهان
وتلك النواحي وورد من أصبهان إلى الري خلع على أبي الفتح علي ابن
أستاذ الصاحب محمد بن العميد الكاتب المشهور وزير أبيه خلع الوزارة
(٣٤٠)

وأجراه على ما كان في أيام أبيه وحضر الصاحب مع مؤيد الدولة فكتب إلى
أبي الفتح يهنئه بالوزارة كتابا أوله: أنا أهنئ أطال الله بقاء مولاي الوزارة
بإلقائها إلى فضله مقادتها. فكره أبو الفتح موضعه وحمل الجند على الشغب
حتى هموا بقتل الصاحب وتلطف الصاحب في خلال ذلك لأبي الفتح وقال
له: أنا أتظلم منك إليك وأتحمل بك عليك وهذا الاستيحاش سهل الزوال
إذا تألفت الشارد من حملك وعطفت على الشائع من ذكرك ولني ديوان
الإنشاء واستخدمني فيه ورتبني بين يديك واحضرني بين أمرك ونهيك وسمني
برضاك فاني صنيعة والدك واتخذني بهذا صنيعة لك وليس يجمل أن تكر على
ما بني ذلك الرئيس فتهدمه وتنقضه ومتى أجبتني إلى هذا وأمنتني فاني أكون
خادمك بحضرتك وكاتبا بطلب الزلفة عندك في صغير أمرك وكبيره وفي هذا
إطفاء النائرة التي قد ثارت بسوء ظنك وتصديقك أعدائي علي. ومن هذا
يظهر أن بعض أعداء الصاحب كانوا قد أوغروا صدر أبي الفتح عليه.
فقال أبو الفتح في جوابه والله لا تجاورني في بلد السرير وبحضرة التدبير
وخلوة الأمير ولا يكون لك إذن علي ولا عين عندي وليس لك مني رضا إلا
بالعود إلى مكانك من أصبهان والسلو عما تحدث به نفسك. فامر مؤيد
الدولة الصاحب بالعودة إلى أصبهان فخرج من الري لثمان خلون من ربيع
الأول سنة ٣٦٦ على صورة قبيحة متنكرا بالليل وذلك أنه خاف الفتك
والغيلة وبلغ أصبهان وألقى عصاه بها ونفسه تغلي وصدره يفور والخوف
شامل والوسواس غالب. وهم أبو الفتح بانفاذ من يطالبه ويؤذيه ويهينه
ويعسفه. قال الوزير أبو سعد سمعت الصاحب يذكر أمره فقال في أثناء
كلامه أن مؤيد الدولة قال لي عند خروجي إلى أصبهان أن ورد عليك كتاب
بخطي أو جاءك أجل حجابي وثقاتي للاستدعاء فلا تبرح من أصبهان إلى أن
يجيئك فلان الركابي فإنه إن اتجهت لي حيلة على هذا الرجل يعني وزيره أبا
الفتح بن أبي الفضل بن العميد وأمكنني الله من القبض عليه بادرت به
إليك وهو العلامة بيني وبينك. قال فاستعظمت لحداثة سني وغرة الصبي
وقلة التجربة ما حكاه الصاحب من قول مؤيد الدولة: إن اتجهت لي حيلة
على هذا الرجل وتعجبت منه وأردت الغض من أبي الفتح فقلت وكان لأبي
الفتح من القدر إن يصعب حبسه أو يحتاج إلى الاحتيال معه فانتهرني
الصاحب وقال يا فلان أنت صبي تحسب أن القبض على الوزراء سهل
ففطنت أنه يريد الرفع من شان الوزارة وتفخيم أمرها فعدلت عن كلامي
الأول إلى غيره. ولم يمض أكثر من شهر على عودة الصاحب من الري إلى
أصبهان حتى أمر مؤيد الدولة بالقبض على وزيره أبي الفتح وحبسه ونكبه
حتى مات في حبسه وقيل قتله كما يأتي في ترجمته واستوزر الصاحب واستولى
على أموره وحكمه في أمواله. وفي معجم الأدباء: قال غرس النعمة حدث
أبو إسحاق إبراهيم بن علي النصيبي قال كان أبو الفتح علي بن الفضل بن
العميد قد دبر على الصاحب بن عباد حتى أزاله عن كتبة الأمير مؤيد الدولة
وأبعده عن حضرته بالري إلى أصفهان وانفرد هو بتدبير الأمور لمؤيد الدولة
كان يدبرها لأبيه ركن الدولة واستدعى يوما ندماءه وعبا لهم مجلسا عظيما
وشرب وعمل شعرا غنى به وقال لغلمانه غطوا المجلس لاصطبح في غد
عليه فدعاه مؤيد الدولة في السحر فلم يشك أنه لهم فقبض عليه وأنفذ إلى
داره من استولى على جميع ما فيها وأعاد ابن عباد إلى وزارته وتطاولت بابن
العميد النكبة حتى مات فيها انتهى.
ولم يزل الصاحب على ذلك حتى توفي مؤيد الدولة بالتاريخ الآتي
وظل الصاحب على اخلاصه لابن العميد ولآل العميد حتى توفي ابن
العميد ووقع بين الصاحب وبين ابنه أبو الفتح ما وقع فانقلبت تلك
الصداقة مع الأب إلى عداوة مع الابن حتى صار الصاحب ينحرف عن كل
ما يمت بالصحبة لآل العميد. قال الثعالبي: حدثني أبو الحسين النحوي
قال: كان الصاحب منحرفا عن أبي الحسين بن فارس لانتسابه إلى خدمة
أبي العميد وتعصبه له فانفذ اليه من همذان كتاب الحجر من تأليفه فقال
الصاحب رد الحجر من حيث جاءك ثم لم تطب نفسه بتركه فنظر فيه وامر له
بصلة مع أن الصاحب تلميذ ابن فارس وفيه يقول: شيخنا أبو الحسين ممن
رزق حسن التصنيف وأمن فيه من التصحيف. وفي إحدى رسائل الصاحب
ما يدل على موجدته على آل العميد حيث يقول ووضعت ما كانت العميدية
والقمية ألزمته من صروف وطالبت به من قروف وفي كلام أبي حيان
التوحيدي ما يدل على شدة العداوة بين الصاحب وأبي الفتح ابن العميد على
أن ذلك لا يحتاج إلى دليل فالذي فعله أبو الفتح مع الصاحب كما مر يكفي
أقله لأعظم عداوة. وأحسن الصاحب في خدمة مؤيد الدولة وحصل له
عنده بقدم الخدمة قدم وانس منه مؤيد الدولة كفاية وشهامة فلقبه
بالصاحب كافي الكفاة كما مر عن الصابي في كتاب التاجي أنه هو الذي لقبه
بالصاحب لصحبته إياه وكان ركن الدولة قبل وفاته عهد بالملك بعده إلى
ولده عضد الدولة فناخسرو وجعل لولده فخر الدولة أبي الحسن علي همذان
وأعمال الجبل ولولده مؤيد الدولة أصبهان والري وأعمالهما وكان فخر الدولة
مداجيا لأخويه وقد كاتبه ابن عمه بختيار بن معز الدولة ودعاه إلى الاتفاق
معه على عضد الدولة فاجابه إلى ذلك فعلم عضد الدولة به فحاربه واستولى
على بلاده سنه ٣٦٩ وأضافها إلى أخيه مؤيد الدولة صاحب أصبهان والري
وأعمالها فهرب فخر الدولة إلى جرجان والتجأ إلى شمس المعالي قابوس بن
وشمگير فامنه وآواه وفي سنة ٣٧٠ كان عضد الدولة بهمذان فأرسل إليه
مؤيد الدولة الصاحب بن عباد رسولا ببذل الطاعة والموافقة فتلقاه عضد
الدولة على بعد من البلد وبالغ في إكرامه ورسم لأكابر كتابه وأصحابه
تعظيمه ففعلوا ذلك حتى أنهم كانوا يغشونه مدة مقامه مواصلة ولم يركب هو
إلى أحد منهم وذلك يدل على عظم مكانة الصاحب في النفوس وكبر عقل
عضد الدولة. وقد كتب الصاحب إلى مؤيد الدولة رسالة يصف فيها ما لقيه
من عطف عضد الدولة. من جملتها: فاما إنعام مولانا على عبده وصنيع يده
واستقباله بنفسه والدنيا تسير بسيره وخدود النجم مع سنابك خيله وتلقيه
إياه بوزراء بابه وأمراء أجناده وعظماء قواده منصرفين مع الإعظام ومتحفين
في اللقاء والسلام ثم رتبني به في دخولي إلى الدار المعمورة بالعز وحضوري
المجلس المحفوف بالملك والتبليغ بي إلى رتبة لم يقسمها حرس الله ملكه
لأحد ممن غشي بابه المأمول من أطراف الأرض وأعيان الشرق والغرب
واستجلاسي بحضرته التي يقف بها القمران على النواصي والهام إلى
ضروب من الأنعام واستعظم والله وصفها وإن كانت الأخبار قد سارت على
متون الرياح بها. وفي ذيل تجارب الأمم كان غرض عضد الدولة بذلك
استمالة مؤيد الدولة وتأنيس الصاحب انتهى ووردت كتب مؤيد الدولة
يستطيل مقام الصاحب ويذكر اضطراب أموره بعده فخلع عضد الدولة على
الصاحب الخلع الجليلة وحمله على فرس بمركب ذهب ونصب له دستا كاملا
في خركاه يتصل بمضاربه وأجلسه فيه وأقطعه ضياعا جليلة من نواحي فارس
وحمل إلى مؤيد الدولة في صحبته ألطافا كثيرة وضم إليه من العسكر المستأمن عن
فخر الدولة عددا ليكونوا برسم خدمة مؤيد الدولة. قال أبو حيان: لما رجع
الصاحب من همذان سنة ٣٦٩ بعد أن فارق حضرة عضد الدولة استقبله
(٣٤١)

الناس من الري وما يليها واجتمعوا بساوة وقد كان أعد لكل واحد منهم
كلاما يلقاه به عند رؤيته فأول من دنا منه القاضي أبو الحسن الهمذاني من
قرية يقال لها أسداباد فقال له: أيها القاضي ما فارقتك شوقا إليك ولا
فارقتني وجدا علي ولقد مرت لي بعدك مجالس تقتضيك وتحظيك وترضيك
ولو شهدتني بين أهلها وقد علوتهم ببياني ولساني وجدلي وبرهاني لأنشدت
قول حسان بن ثابت في ابن عباس وهو:
إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه * رأيت له في كل مجمعة فضلا
إذا قال لم يترك مقالا لقائل * بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في النفوس ولم يدع * لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
سموت إلى العلياء من غير خفة * فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا
ولذكرت أيضا أبها القاضي قول الآخر وأنشدته فإنه قال فيمن وقف
بموقفي، وقرف مقرفي وتصرف تصرفي، وانصرف منصرفي، واغترف
مغترفي:
إذا قال لم يترك مقالا ولم يقف * لعي ولم بتن اللسان على هجر
يصرف بالقول اللسان إذا انتحى * وينظر في أعطافه نظر الصقر
ولقد أودعت صدر عضد الدولة ما يطيل التفاته إلي، ويكثر حسرته
علي، ولقد رأى مني ما لم ير قبله مثله، ولا يرى بعده شكله، والحمد لله
الذي أوفدني عليه على ما يسر الولي، واصدرني عنه على ما يسوء العدو، أيها
القاضي! كيف الحال والنفس، وكيف المجلس والدرس، وكيف العرض
والحرس، وكيف الدس والعس وكيف والمرس. وكاد لا يخرج من هذا
الهذيان لتهيجه واحتدامه وشدة خباله وغلوائه، والهمذاني مثل الفأرة بين
يدي السنور وقد تضاءل وقموء لا يصعد له نفس إلا بنزع تذللا وتقللا هذا
على كبره في نفسه.
ثم نظر إلى الزعفراني رئيس أصحاب الرأي فقال: أيها الشيخ سرني
بقاؤك، ولقد بلغني عداؤك وما خيله إليك خيلاؤك، وأرجو أن لا أعيش
حتى يرد عليك غلواؤك، ما كان عندي أنك تقدم على ما أقدمت عليه، وتنتهي
في عدوانك لأهل العدل والتوحيد إلى ما انتهيت اليه ولي معك إن شاء الله
نهار له ليل، وليل يتبعه ليل وثبور يتصل به ويل، وقطر يدفع ومعه سيل،
وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار فقال له الزعفراني حسبنا الله ونعم
الوكيل.
ثم أبصر أبا طاهر الحنفي فقال: أيها الشيخ! ما أدري أشكوك أم
أشكو إليك: أما شكواي منك، فإنك لم تكاتبني بحرف، كانا لم نتلاحظ
بطرف، ولم نتحافظ على ألف، ولم نتلاق على ظرف وأما شكواي إليك فاني
ذممت الناس بعدك، وذكرت لهم عهدك وعرضت بينهم ودك. وقدحت عليهم زندك، ونشرت
عليهم غرائب ما عندك، فاشتاقوا إليك بتشويقي،
واستصفوك بترويقي، وأثنوا عليك بتنميقي وتزويقي، وهكذا عمل
الأحباب، إذا نأت بهم الركاب والتوت دونهم الأعناق، واضطرمت في
صدورهم نار الاشتياق، فالحمد لله الذي أعاد الشعب ملتئما، والشمل
منتظما، والقلوب وادعة والأهواء جامعة، حمدا يتصل بالمزيد، على عادة
السادة مع العبيد، عند كل قريب وبعيد، سقى الله ربعا أنت أشدته
بنزاهتك وطبعا أنت أطبته ببراعتك، ومغرسا أنت ينعته بنباهتك.
وقال للعيسابازي: أيها القاضي! أيسرك ان اشتاقك وتسلو عني،
وان أسال عنك وتنسل مني، وأن أكاتبك فتتغافل، وأطالبك
بالجواب فتتكاسل، وهذا ما لا أحتمله من صاحب خراسان، ولا يطمع في
مثله مني ملك بني ساسان. متى كنت منديلا ليد، ومتى نزلت عن هذا الحد
لأحد، إن انكفأت علي بالعذر انكفاء، والا اندرأت عليك بالعذل اندراء،
ثم لا يكون لك فرار بحال، ولا يبقى لك بمكاني استكبار الا على وبال
وخبال.
ثم طلع أبو طالب العلوي فقال له: أيها الشريف: جعلت
حسناتك عندي سيئات، ثم أضفت إليها هنات، ولم تفكر في ماض ولا
آت، أضعت العهد وأخلفت الوعد، وحققت النحس وأبطلت السعد،
وحلت سرابا للحيران، بعد ما كنت شرابا للحران، وظننت انك قد
شبعت مني، واعتضت عني، هيهات وانى بمثلي، أو من يعثر في ذيلي، أو له
نهار أو ليل كليلي، وهل عائض وإن جل عائض أنا واحد هذا العالم،
وأنت بما تسمع عالم، لا إله إلا الله سبحان الله أيها الشريف أين الحق الذي
وكدناه أيام كادت الشمس تزول، والزمان علينا يصول، وأنا أقول وأنت
تقول والحال بيننا يحول، سقى الله ليلة تشييعك وتوديعك، وأنت متنكر
تنكرا يسوء الموالي، وأنا متفكر تفكرا يسر العدو ونحن متوجهون إلى ورامين،
خوفا من ذلك الجاهل المهين. يعني بالجاهل المهين أبا الفتح ابن أبي
الفضل بن العميد.
ثم نظر إلى أبي محمد كاتب الشروط فقال: أيها الشيخ! الحمد لله الذي
كفانا شرك، ووقانا عرك وضرك، وأنانا فيحك وحرك دببت الضر إلينا،
ومشيت الجمر علينا، ونحن نحيس لك الحيس، ونصفك باللبابة والكيس
ونقول ليس مثله ليس، وأنت في خلال ذلك تقابلنا بالويح والويس، لولا
أنك قرحان، لسقط بك العشاء على سرحان.
وقال لابن أبي خراسان الفقيه الشافعي: أيها الشيخ! ألغيت ذكرنا
عن لسانك، واستمررت على الخلوة بانسانك، جاريا على نسيانك مشتهرا
بفتيانك وافتتانك، غير عاطف على أخدانك واخوانك، ولولا أنني أرعى
قديما قد أضعته، وأعطيتك من رعايتي ما قد منعته لكان لي ولك حديث،
أما طيب وأما خبيث، خلفتك محتسبا فألفيتك مكتسبا، وتركتك آمرا
بالمعروف فلحقتك راكبا للمنكر، قد تفيل الرأي وتخيب الظن وتكذب
الأمل وقد قال الأول:
ألا رب من تغتشه لك ناصح * ومؤتمن بالغيب وهو ظنين
ثم نظر إلى الشادباشي فقال: يا أبا علي! كيف أنت وكيف كنت،
فقال يا مولانا:
لا كنت ان كنت أدري كيف كنت ولا * لا كنت ان كنت أدري كيف لم أكن
فقال أعرب يا ساقط يا هابط، يا من تذهب إلى الحائط بالغائط ليس
(٣٤٢)

هذا من تحت يدك، ولا هو مما نشا من عندك، هذا لمحمد بن عبد الله ابن
طاهر وأوله:
كتبت تسال عني كيف كنت وما
لاقيت بعدك من هم ومن حزن
لا كنت إن كنت أدري كيف كنت ولا
لا كنت إن كنت أدري كيف لم أكن
وكان ينشد وهو يلوي رقبته وتجحظ حدقته وينزي أطراف منكبيه
ويتشايل ويتمايل كأنه الذي يتخبطه الشيطان من المس. هذا آخر حديث
الاستقبال وقد أفك فيه أبو حيان في سئ ما قال.
وفي سنة ٣٧١ طلب عضد الدولة من قابوس بن وشمگير أخاه فخر
الدولة الذي كان قد التجأ اليه فأبى أن يسلمه فجهز إليه عضد الدولة أخاه
مؤيد الدولة فسار إلى جرجان ومعه الصاحب في منتصف تلك السنة فانهزم
قابوس وفخر الدولة والتجأ بخراسان إلى السامانية واستولى مؤيد الدولة على
طبرستان وجرجان وحصل الصاحب في هذه الوقعة على الفيل الذي كان في
عسكر العدو فامر من بحضرته من الشعراء أن يصفوه فوصفوه بالفيليات
الآتي ذكرها، وللصاحب ثلاث رسائل كتبها مبشرا بهذا الفتح العظيم
مذكورة في ديوان رسائله.
وفي سنة ٣٧٢ في شوال توفي عضد الدولة فسمت نفس أخيه مؤيد
الدولة للاستيلاء على بغداد ومملكة عضد الدولة ولكنها عرضت له علة
الخوانيق واشتدت به سنة ٣٧٣ وهو في جرجان فقال الصاحب لو عهد أمير
الأمراء عهدا إلى من يراه يسكن إليه الجند إلى أن يتفضل الله تعالى بعافيته
وقيامه إلى تدبير مملكته لكان ذلك من الاستظهار الذي لا ضرر فيه فقال له
أنا في شغل عن هذا وما للملك قدر مع انتهاء الإنسان إلى مثل ما أنا فيه
فافعلوا ما بدا لكم ثم أشفى فقال له الصاحب تب يا مولانا من كل ما
دخلت فيه وتبرأ من هذه الأموال التي لست على ثقة من طيبها وحصولها من
حلها واعتقد متى أقامك الله وعافاك صرفها في وجوهها ورد كل ظلامة
تعرفها وتقدر على ردها ففعل ذلك وتلطف به وتوفي مؤيد الدولة في شعبان
سنة ٣٧٣ بجرجان وهو ابن ٤٣ سنة.
وزارته لفخر الدولة
فلما توفي ولم يعهد بالملك إلى أحد تشاور أكابر دولته فيمن يقوم مقامه
فأشار الصاحب بإعادة فخر الدولة إلى مملكته إذ هو كبير البيت ومالك تلك
البلاد قبل مؤيد الدولة ولما فيه من آيات الامارة والملك فكتب الصاحب اليه
واستدعاه وهو بنيسابور على حالة مختلة وإضاقة شديدة فسار فخر الدولة إلى
جرجان في شهر رمضان سنة ٣٧٣ فتلقاه الصاحب فرحب به فخر الدولة
وبالغ في إكرامه وإعظامه وملكه الصاحب البلاد فاقر الصاحب على وزارته
فأراد الصاحب اختباره هل في نفسه عليه شئ مما كان في أيام مؤيد الدولة
الذي أوجب هرب فخر الدولة فقال له: قد بلغك الله يا مولاي وبلغني
فيك ما أملته لنفسك وأملته لك ومن حقوق خدمتي عليك إجابتي إلى ما
أوثره من ملازمة داري واعتزال الجندية والتوفر على أمر المعاد فقال له فخر
الدولة: لا تقل أيها الصاحب هذا فاني ما أريد الملك إلا لك ولا يجوز أن
يستقيم أمري إلا بك وإذا كرهت ملابسة الأمور كرهت ذاك بكراهتك
وانصرفت. كذا في ذيل تجارب الأمم. وفي اليتيمة وغيرها أن الصاحب لما
استعفاه قال له فخر الدولة: لك في هذه الدولة من ارث الوزارة كما لنا من
ارث الامارة فسبيل كل منا أن يحتفظ بحقه ولم يعفه فقبل الصاحب الأرض
شكرا وقال: الأمر أمرك وخلع عليه خلع الوزارة وأكرمه بما لم يكرم بمثله
وزير وصدر عن رأيه في جليل الأمور وصغيرها ولم يزل معه إلى أن مات
الصاحب والأمور تصدر عن أمره والملك يتدبر برأيه وكان
إذا قال فخر الدولة قولا وقال الصاحب قولا
امتثل قول الصاحب وترك قول فخر الدولة وكانت وزارته
لمؤيد الدولة وأخيه فخر الدولة ثماني عشرة سنة وشهرا واحدا قال ياقوت في
معجم الأدباء: وفتح خمسين قلعة سلمها إلى فخر الدولة لم يجتمع عشر منها
لأبيه ولا لأخيه انتهى. وكان مبجلا عند فخر الدولة معظما نافذ الأمر
بحيث نقل أنه لم يعظم وزيرا مخدومه ما عظمه فخر الدولة إياه. وقال
الثعالبي حدثني عون بن الحسين الهمذاني قال: سمعت أبا عيسى بن
المنجم يقول: سمعت الصاحب يقول: ما استؤذن لي على فخر الدولة وهو
في مجلس الأنس إلا انتقل إلى مجلس الحشمة فيأذن لي فيه وما أذكر أنه تبذل
بين يدي ومازحني قط إلا مرة واحدة فإنه قال لي في شجون الحديث بلغني
أنك تقول الدين دين الاعتزال وجملة أخرى فيها مجون فأظهرت الكراهة
لانبساطه وقلت بنا من الجد ما لا يفرع معه للهزل ونهضت كالمغاضب فما
زال يعتذر إلي مراسلة حتى عاودت مجلسه ولم يعد بعدها لما يجري مجرى
الهزل والمزح.
وكان الصاحب قد وقع في نفسه حب بغداد والاستيلاء عليها من يوم
جاء إليها خاطبا للأمير بويه ابنة عمه فقد مر أنه قال لابن العميد لما سأله
عنها بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد ومر أيضا أن مؤيد الدولة كانت قد
سمت نفسه إلى الاستيلاء على بغداد بعد وفاة عضد الدولة فمات قبل أن
يتم له ذلك وبعد موت مؤيد الدولة حدثت الصاحب نفسه بالمسير إلى العراق
وضمه إلى مملكة فخر الدولة ففي معجم الأدباء عن كتاب لهلال بن
المحسن بن إبراهيم الصابئ أنه قال سمعت محدثا يحدث أبا إسحاق أنه
سمع الصاحب يقول: ما بقي من أوطاري وأغراضي إلا أن أملك العراق
وأتصدر ببغداد وأستكتب أبا إسحاق الصابي ويكتب عني وأغير عليه فقال
جدي ويغير علي وإن أصبت انتهى. ويظهر أن تلك الأمنية تنوقلت عنه
واشتهرت حتى صرح بها شعراؤه في مدائحهم له ليسروه قال أبو القاسم
الزعفراني من قصيدة يمدحه بها:
لا ذكرت العراق ولا عشت إلا * أن أراه يؤمه في الجنود
وفي سنة ٣٧٩ زين الصاحب بفخر الدولة الاستيلاء على العراق ففي
ذيل تجارب الأمم: كان الصاحب بن عباد على قديم الأيام وحديثها يحب
بغداد والرياسة فيها ويراصد أوقات الفرصة لها فلما توفي شرف الدولة
سمت نفسه لهذا المراد وظن أن الغرض قد أمكن فوضع على فخر الدولة
من يعظم في عينيه ممالك العراق ويسهل عليه فتحها وأحجم الصاحب عن
مفاتحته بذلك خوفا من خطر العاقبة إلى أن قال له فخر الدولة ما الذي
عندك أيها الصاحب فيما نحن فيه فقال الأمر لشاهانشاه وما يذكر من جلالة
(٣٤٣)

تلك الممالك مشهور لا خفاء به وسعادته غالبة فإذا هم بأمر خدمته فيه
وبلغته أقصى مراميه فعزم حينئذ على قصد العراق وسار إلى همذان واستقر
العزم على أن يسير الصاحب وبدر بن حسنويه على طريق الجادة ويسير فخر
الدولة وبقية العسكر على طريق الأهواز فلما سار الصاحب قيل لفخر الدولة
إنه من الغلط مفارقة الصاحب لك لأنك لا تأمن أن يستميله أولاد عضد
الدولة فيميل إليهم فاستدعاه اليه ليسير إلى الأهواز فسبق إليها وملكها
ولحقه فخر الدولة بعد عشرين يوما وأساء السيرة مع جندها وضيق عليهم
ولم يبذل المال فتخاذل الجند وكان الصاحب قد أمسك نفسه تأثرا بما قيل
عنه من اتهامه. فلما سمع بهاء الدولة بوصولهم إلى الأهواز سير إليهم
العساكر والتقوا هم وعساكر فخر الدولة واتفق أن دجلة الأهواز زادت ذلك
الوقت زيادة عظيمة وانفتحت البثوق منها فظنها عسكر فخر الدولة مكيدة
وقال بعضهم لبعض وإنما حملنا الصاحب لهذه البلاد طلبا لهلاكنا فانهزموا
فقلق فخر الدولة من ذلك وكان قد استبد برأيه فعاد حينئذ إلى رأي
الصاحب فأشار ببذل المال واستصلاح الجند وقال له إن الرأي في مثل هذه
الأوقات إخراج المال وترك مضايقة الجند فان أطلقت المال ضمنت لك
حصول اضعافه بعد سنة فلم يفعل ذلك وتفرق عنه كثير من عسكر الأهواز
واتسع الخرق عليه وضاقت الأمور به فعاد إلى الري وعادت الأهواز إلى بهاء
الدولة.
أخباره
في معجم الأدباء: دخل إلى الصاحب رجل لا يعرفه فقال له
الصاحب أبو من؟ فأنشد الرجل:
وتتفق الأسماء في اللفظ والكنى * كثيرا ولكن لا تلاقى الخلائق
فقال له اجلس يا أبا القاسم. وعلى الضد من هذا الرجل ما في
معجم الأدباء أيضا أنه ورد إلى الصاحب رجل من أهل الشام فكان فيما
استخبره عنه: رسائل من تقرأ عندكم؟ فقال رسائل ابن عبدكان قال
ومن؟ قال رسائل الصابي وغمزه أحد جلسائه ليقول ورسائل الصاحب فلم
يفطن ورآه الصاحب فقال: تغمز حمارا لا يحس انتهى قال في اليتيمة
وحدثني أبو نصر النمري بجرجان قال: سمعت القاضي علي بن عبد العزيز
يقول: ان الصاحب يقسم لي من إقباله وإكرامه بجرجان أكثر مما يتلقاني به
في سائر البلاد وقد استعفيت يوما من فرط تحفيه بي وتواضعه لي فأنشدني:
أكرم أخاك بأرض مولده * وأمده من فعلك الحسن
فالعز مطلوب وملتمس * وأعزه ما نيل في الوطن
ثم قال لي قد فرغت من هذا المعنى في العينية فقلت لعل مولانا يريد
قولي:
وشيدت مجدي بين قومي فلم أقل * ألا ليت قومي يعلمون صنيعي
فقال ما أردت غيره والأصل فيه قول الله تعالى يا ليت قومي يعلمون
بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. وفي اليتيمة سمعت أبا نصر سهل بن
المرزبان يقول: كان الصاحب إذا شرب ماء بثلج أنشد على أثره:
قعقعة الثلج بماء عذب * تستخرج الحمد من أقصى القلب
ثم يقول: اللهم جدد اللعن على يزيد.
وفي معجم الأدباء قال أبو حيان التوحيدي: كنت بالري سنة ٣٥٨
وابن عباد بها مع مؤيد الدولة قد ورد في مهمات وحوائج وعقد لابن عباد
مجلس جدل وكنا نبيت عنده في داره في باب شير ومعنا الضرير أبو العباس
القاضي وأبو الجوزاء البرقي وأبو عبد الله النحوي الزعفراني وجماعة من
الغرباء فرأى ليلة في مجلسه وجها غريبا صاحب مرقعة فأحب أن يعرفه
ويعرف ما عنده وكان الشاب من أهل سمرقند يعرف بأبي واقد الكرابيسي فقال
له يا أخ انبسط واستأنس وتكلم فلك منا جانب وطئ وشرب مرئ ولن
ترى الا الخير بما تقرف؟ فقال بدقاق قال تدق ما ذا؟ قال أدق الخصم إذا
زاع عن سبيل الحق فلما سمع هذا تنكر وعجب لأنه مجئ ببديعة فقال دع
هذا وتكلم قال أتكلم سائلا ما بي والله حاجة إلى مسالة، أم أتكلم مسؤولا
فوالله إني لأكسل عن الجواب. أم أتكلم مقررا فوالله إني لأكره
أن أبدد الدر في غير موضعه وإني لكما قال الأول:
لقد عجمتني العاجمات فلم تجد * هلوعا ولا لين المجسة في العجم
وكاشفت أقواما فأبديت وصمهم * وما للأعادي في قناتي من وصم
قال له: يا هذا ما مذهبك؟ قال: مذهبي ألا أقر على الضيم ولا أنام
على الهون ولا أعطي صمتي لمن لم يكن ولي نعمتي ولم تصل عصمته بعصمتي.
قال هذا مذهب حسن ومن ذا الذي يأتي الضيم طائعا ويركب الهون سامعا
ولكن ما نحلتك التي تنصرها؟ قال: نحلتي مطوية في صدري لا أتقرب بها
إلى مخلوق ولا أنادي عليها في سوق ولا أعرضها على شاك ولا أجادل فيها
المؤمن. قال فما تقول في القرآن؟ قال: ما أقول في كلام رب العالمين الذي
يعجز عنه الخلق إذا أرادوا الاطلاع على غيبه وبحثوا عن خافي سره
وعجائب حكمته فكيف إذا حاولوا مقابلته بمثله وليس له مثل مظنون فضلا
عن مثل متيقن. فقال له ابن عباد صدقت ولكن أمخلوق أم غير مخلوق فقال له إن
كان مخلوقا كما تزعم فيما يضر خصمك وإن كان غير مخلوق كما يزعم
خصمك فما يضرك فقال: يا هذا أبهذا تناظر في دين الله وتقوم على عبادة
الله قال إن كان كلام الله نفعني إيماني به وعملي بمحكمه وتسليمي لمتشابهه
وإن كان كلام غيره وحاش لله من ذلك ما ضرني فامسك عنه ابن عباد وهو
مغيظ ثم قال أنت لم تخرج من خراسان بعد فمكث الرجل ساعة ثم نهض
فقال له ابن عباد إلى أين يا هذا قد تكسر الليل بت ههنا فقال أنا بعد لم
أخرج من خراسان كيف أبيت بالري وخرج فارتاب به ابن عباد فقفاه
بصاحب له وأوصاه بان يتبع خطاه ويبلع مداه من حيث لا يفطن
به ولا يراه فما زاع الرجل عن باب ركن الدولة حتى وصل ودخل في ذلك
الوقت الفائت اليه فقيل لابن عباد ذلك فطار نومه وقال أي شيطان هبط علينا
وأحصى ما كنا فيه بلسان سليط وطبع مريد وكان هذا الكرابيسي عينا
لركن الدولة بخراسان فلذلك كان قريبا وكان أحد رجالاته.
وقال أبو حيان حدثنا ابن عباد يوما قال: ما فظعني الا شاب ورد
علينا إلى أصبهان بغدادي فقصدني فاذنت له وكان عليه مرقعة وفي رجليه
نعل طاق فنظرت إلى حاجبي فقال له وهو يصعد إلي اخلع نعلك فقال ولم
(٣٤٤)

ولعلي أحتاج إليها بعد ساعة فغلبني الضحك وقلت أتراه يريد أن يصفعني.
قال: ودخل الناس في مذهب ابن عباد وقالوا بقوله رغبة فيما لديه
واجتهد بأبي الحسين المتكلم الكلابي أن ينتقل إلى مذهبه فقال الحسين دعني
أيها الصاحب أكون مستجدا لك فما بقي غيري فان دخلت في المذهب لم
يبق بين يديك من ينبو عليك قبيحة ويبدو للناس عواره فضحك وقال قد
أعفيناك يا أبا عبد الله وبعد فما نبخل عليك بنار جهنم أصل بها كيف
شئت.
وقال يوما صدروا قول الشاعر: والمنزل العذب كثير الزحام
فسكتت الجماعة فقال ابن الداري: يزدحم الناس على بابه قال أبو حيان
فاقبل عليه بغيظ وقال ما عرفتك الا متعجرفا جاهلا أما كان لك بالجماعة
أسوة انتهى وهذا من أكاذيب أبي حيان وافترائه.
طلب ملك خراسان له واعتذاره
قال الثعالبي حدثني أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي النحوي
قال سمعت الصاحب يقول أنفذ إلي أبو العباس تاش الحاجب رقعة في
السر بخط صاحبه نوح بن منصور الساماني ملك خراسان يريدني فيها على
الانحياز إلى حضرته ليلقى إلي مقاليد مملكته ويعتمدني لوزارته ويحكمني في
ثمرات بلاده فكان فيما اعتذرت به من ترك امتثال أمره والصد عن رأيه ذكر
طول ذيلي وكثرة حاشيتي وضمنتي وحاجتي لنقل كتبي خاصة إلى أربعمائة
جمل فما الظن بما يليق بي من تجمل مثلي وفي معجم الأدباء كان صاحب
خراسان نوح بن منصور الساماني قد أرسل إلى الصاحب في السر يستدعيه
إلى حضرته ويرغبه في خدمته وبذل البذول السنية فكان من جملة اعتذاره أن
قال كيف يحسن بي مفارقة قوم بهم ارتفع قدري وشاع بين الأنام ذكري ثم
كيف لي بحمل أموالي مع كثرة أثقالي وعندي من كتب العلم خاصة ما
يحمل على أربعمائة جمل أو أكثر.
قال أبو الحسن البيهقي بيت الكتب الذي بالري على ذلك دليل
بعد ما أحرق منه السلطان محمود بن سبكتكين فاني طالعت هذا البيت
فوجدت فهرست تلك الكتب عشرة مجلدات انتهى ويأتي ذكر ذلك عند
ذكر خزانة كتبه إن شاء الله تعالى.
وفي هذه القصة ما يدل على شدة وفاء الصاحب وعظم عقله وذياع
صيته ومكانته في النفوس ولولا ذلك ما خطب وزارته الساماني.
قال أبو الرجاء الأهوازي لما قدم علينا الصاحب في السنة التي جاء
فيها فخر الدولة إلى الأهواز مدحته بقصيدة قلت فيها:
إلى ابن عباد أبي القاسم الصاحب إسماعيل كافي الكفاة
فقال قد كنت والله أشتهي بان تجتمع كنيتي واسمي ولقبي واسم أبي
في بيت فلما انتهيت إلى قولي فيها: ويشرب الجيش هنيئا بها قال يا أبا
الرجاء أمسك فأمسكت فقال:
ويشرب الجيش هنيئا بها * من بعد ماء الري ماء الصراة
هكذا هو؟ قلت نعم، قال أحسنت قلت يا مولاي أحسنت أنت
عملت أنا هذا في ليلة وأنت عملته في لحظة.
خبره مع نصر بن الحسن بن الفيروزان
في معجم الأدباء عن تاريخ الوزير أبي منصور بن الحسين الآبي كان
نصر هذا خال فخر الدولة وكان مقداما شجاعا فعصى على فخر الدولة
وتغلب على قطعة من ملكه واحتال على جماعة من عسكره فقتلهم وكسر له
عدة عساكر ثم كسرته عساكر فخر الدولة فهرب نحو خراسان ثم سلك
المفازة إلى الري فوردها لست بقين من شوال سنة ٣٨٤ وقصد ليلا باب
كافي الكفاة مستجيرا به قال الوزير أبو سعد كنت في هذه الليلة بحضرة
كافي الكفاة فاتاه الحاجب وقد مضى هزيع من الليل فأخبره بوقوف نصر
على الباب خاشعا متضرعا فرأيته قد تحير في الأمر ثم راسله بان السلطان
الأعظم يعني فخر الدولة ساخط عليك ولا يجوز لي أن آذن لك في
دخول داري الا بعد أن تترضاه فإذا عفا عنك فالدار بين يديك فقال إن ما
جئت إلى الصاحب لائذا به ومنقطعا اليه ولا أعرف غيره وهو يحتاج أن يدبر
أمري فرأيت الصاحب مترددا بين أن يستمر على المنع وبين أن يأذن له
ويجعل داره بما فيها من الخزائن له وينتقل هو إلى دار أخرى ثم تقرر رأيه
على صرفه واستمر نصر على الالحاح في الخضوع وطلب الإذن وانتقل من
الباب الكبير إلى باب الخاصة وسال واجتهد إلى أن جاءه من قبل فخر
الدولة من قبض عليه وحبسه وكان هذا الفعل من الصاحب مستهجنا وأظن
أنه لم يفعل لأنه جبن عن الاجتماع معه في دار واحدة مع العداوة المتأكدة
بينهما انتهى.
خبر سبطه عباد
مر أن الصاحب لم يكن له الا بنت واحدة فزوجها من الشريف أبي
الحسين الحسن علي بن الحسين الحسيني فولدت منه ولدا سماه أبوه
عبادا باسم جده لأمه فلما أتت الصاحب البشارة بسبطه عباد أنشأ يقول:
أحمد الله لبشري * أقبلت عند العشي
إذ حباني الله سبطا * هو سبط للنبي
مرحبا ثمة أهلا * بغلام هاشمي
نبوي علوي * حسني صاحبي
ثم قال:
الحمد لله حمدا دائما أبدا * إذ صار سبط رسول الله لي ولدا
فقال أبو محمد الخازن على وزنه ورويه قصيدة أولها:
بشرى فقد أنجز الاقبال ما وعدا * وكوكب المجد في أفق العلا صعدا
وقد تفرع في أفق الوزارة عن * دوح الرسالة غصن مورق رشدا
لله أية شمس للعلا ولدت * نجما وغابة عز اطلعت أسدا
وعنصر من رسول الله وأشجه * كريم عنصر إسماعيل فاتحدا
وبضعة من أمير المؤمنين زكت * أصلا وفرعا وصحت لحمة وسدى
ومثل هذي السعادات القوية لا * يحوزها غيره دامت له أبدا
يا دهره حق أن تزهى بمولده * فمثله منذ كان الدهر ما ولدا
تعجبوا من هلال العيد يطلع في * شعبان أمر عجيب قط ما عهدا
فمن موالي يوالي الحمد مبتهلا * ومخلص يستديم الشكر مجتهدا
وكادت الغادة الهيفاء من طرب * تعطي مبشرها الارهاف والغيدا
فلا رعى الله نفسا لم تسر به * ولا وقاها وغشاها رداء ردى
(٣٤٥)

وذي ضغائن طارت روحه شفقا * منه وطاحت شظايا نفسه قددا
علما بان الحسام الصاحبي غدا * مجردا والشهاب الفاطمي بدا
وأنه انسد شعب كان منصدعا * به وامرع شعب كان محتصدا
فارفع المجد أعيانا واسمقه * مجد يناسب فيه الوالد الولدا
فليهنا الصاحب المولود ولترد السعود * تجلو عليه الفارس النجدا
لم يتخذ ولدا إلا مبالغة في * صدق توحيد من لم يتخذ ولدا
وخذ إليك عروسا بنت ليلتها * من خادم مخلص ودا ومعتقدا
أهديتها عفو طبعي وانتحيت بها * سحرا وإن كنت لم أنفث له عقدا
وازنت ما قلته شكرا لربك إذ * جاء المبشر بيتا سار واطردا
الحمد لله شكرا دائما أبدا * إذ صار سبط رسول الله لي ولدا
وقال أبو الحسين الجوهري يهنئه بقصيدة منها:
كافي الكفاة بقصد من صرائمه * حامي الحماة بحصد من مناصله
ما زال يخطب منه الدين مجتهدا * قربي توطد من عليا وسائله
وكان بعد رسول الله كافله * فصار جد بنيه بعد كافله
هلم للخبر المأثور مسنده * في الطالقان فقرت عين ناقله
فذلك الكنز عباد وقد وضحت * عنه الإمامة في أولى مخايله
الصاحبي نجارا في مطالعه * والطالبي غرارا في مقاتله
يهني الوزير ظبي في وجه صارمه * من صارم وشبا في حد عامله
قوله هلم للخبر المأثور الخ إشارة إلى ما روته الشيعة أن بالطالقان
كنزا من ولد فاطمة والصاحب من الطالقان وقد رزق سبطا فاطميا فرجا
الشاعر أن يكون هو المراد بالخبر.
وقال عبد الصمد بن بابك قصيدة منها:
كساك الصوم أعمار الليالي * وأعقبك الغنيمة في المآب
فلا زالت سعودك في خلود * تباري بالمدى يوم الحساب
أتاك العز يسحب بردتيه * على ميثاء حالية التراب
ببدر من بني الزهراء سار * تعرى عنه جلباب السحاب
تفرع في النبوة ثم ألقى * بضبعيه إلى خير الصحاب
تلاقت لابن عباد فروع * النبوة والوزارة في نصاب
فلا تغرر برقدته الليالي * ولا تشحذ له المهم النوابي
فمن خضعت له الأسد الضواري * ترفع عن مراوغة الذئاب
وكان الصاحب إذا ذكر عبادا أنشد وقال:
يا رب لا تخلني من صنعك الحسن * يا رب حطني في عباد الحسيني
ولما فطم عباد قال:
فطمت أيا عباد يا ابن الفواطم * فقال لك السادات من آل هاشم
لئن فطموه عن رضاع لبانه * لما فطموه عن رضاع المكارم
ولما كبر عباد زوجه جده الصاحب. حكى ياقوت في معجم الأدباء
عن الوزير أبي سعد منصور بن الحسين الآبي في تاريخه أنه قال: خطب
كافي الكفاة ابنة أبي المفضل ابن الداعي لسبطه عباد بن أبي الحسن علي بن
الحسين الحسني وقع الأملاك في داره يوم الخميس لأربع خلون من ربيع
الأول سنة ٣٨٤ وكان يوما عظيما احتفل فيه كافي الكفاة ونثر من الدنانير
والدراهم شيئا كثيرا ولذلك أنفذ فخر الدولة له على يدي أحد حجابه الكبار
إلى هناك من النثار ما زاد على مائة طبق عينا ورقا وحضر الفولاذ زماندارية
أصحاب فولاذ بن زماندار أحد ملوك الديلم بأسرهم فان الابنة المزوجة
كانت ابنة ديكونه بنت الحسن بن الفيروزان خالة فخر الدولة وكان القوم
أخوالها وأضافهم الصاحب ونصبت مائدة عظيمة في بيت يزيد على خمسين
ذراعا وكانت بطول البيت وأجلس عليها ستة أنفس وكان فولاذ بن زماندار
وكبات بن بلقسم في الصدر وبجنب فولاذ أبو جعفر ابن الثائر العلوي
وبجنبه الآخر أبو القاسم ابن القاضي العلوي ودون أحد العلويين كاكي بن
يشكرزاد ودون الآخر مرداويج الكلاري ووقف أبو العباس الفيروزان وعبد
الملك بن ما كان للخدمة ووقف كافي الكفاة أيضا ساعة ووقف جميع أكابر
الكتاب والحجاب مثل الرئيس أبي العباس أحمد بن إبراهيم الضبي وأبي
الحسين العارض وأخيه أبي علي وابنه أبي الفضل وأبي عمران الحاجب
وغيرهم إلى أن فرع القوم من الأكل ثم أكل هؤلاء مع الصاحب على مائدة
مفردة وأما قاضي القضاة والأشراف والعدول فإنهم أطعموا على مائدة
أخرى في بيت آخر انتهى وفي اليتيمة: لما أملك عباد بكريمة بعض
أقرباء فخر الدولة أبي الحسن قال أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد الشاشي
قصيدة منها:
المجد ما حرست أولاه أخراه * والفخر ما التف أقصاه بادناه
والسعي أجلبه للحمد أصعبه * والذكر أعلاه في الأسماع أغلاه
والفرع أذهبه في الجو أنضره * والأصل أرسخه في الأرض أنقاه
اليوم أنجزت الآمال ما وعدت * وأدرك المجد أقصى ما تمناه
اليوم أسفر وجه الملك مبتسما * وأقبلت ببريد السعد بشراه
اليوم ردت على الدنيا بشاشتها * وأرضي الملك والاسلام والله
والملك شدت عراه بالنبوة فار * تزت دعائمه واشتد ركناه
وصار يعزي بنو ساسان في مضر * صنعا من الله أسداه فأسناه
قد زف من جده كافي الكفاة إلى * من خاله ملك الدنيا شهنشاه
سبطان سدى رسول الله سلكهما * فالحم الله ما قد كان سداه
أولاد أحمد ريحان الزمان * ومولانا الوزير من الريحان رياه
أولاد أحمد منه لا يميزهم * عنه ولاء ولا مال ولا جاه
متى ابنتي واحد منهم بواحدة * فإنما صافحت يمناه يسراه
علمه
كان الصاحب عالما بالتوحيد والأصول وألف فيهما فمن مؤلفاته كما
يأتي مختصر أسماء الله وصفاته ونهج السبيل في الأصول وكتاب الإمامة
وكتاب الزيدية وكان محدثا عارفا بالحديث واقتبس من الحديث في شعره كما
يأتي وكان يقول شاركت الطبراني في اسناده ويقال إنه كان يقول عن
البخاري هو حشوي لا يعول عليه وقال السمعاني في الأنساب سمع
الصاحب الأحاديث من الأصبهانيين والبغداديين والرازيين وحدث وكان
يحث على طلب الحديث وكتابته ثم روى عن ابن مردويه أنه سمع الصاحب
يقول من لم يكتب الحديث لم يجد حلاوة الاسلام وقال أبو الحسن علي بن
محمد الطبري الكيا: لما عزم الصاحب على الإملاء وهو وزير خرج يوما
(٣٤٦)

متطلسا متحنكا بزي أهل العلم فقال قد علمتم قدمي في العلم فأقروا له
بذلك فقال وأنا متلبس بهذا الأمر وجميع ما أنفقته من صغري إلى وقتي هذا
من مال أبي وجدي ومع هذا فلا أخلو من تبعات أشهد الله وأشهدكم أني
تائب إلى الله من ذنب أذنبته واتخذ لنفسه بيتا وسماه بيت التوبة ولبث أسبوعا
على ذلك ثم أخذ خطوط الفقهاء بصحة توبته ثم خرج فقعد للاملاء
وحضر الخلق الكثير وكان المستملي الواحد ينضاف اليه ستة كل يبلغ صاحبه
فكتب الناس حتى القاضي عبد الجبار وكان عالما باللغة وألف فيها كتابه
العظيم المحيط في عشرة مجلدات وجوهرة الجمهرة وهو معدود من الثقات في
رواية اللغة وقد جعله الثعالبي أحد أئمة اللغة الذين اعتمد عليهم في كتابه
فقه اللغة أمثال الليث والخليل بن أحمد وسيبويه وخلف الأحمر وثعلب
والأصمعي وابن الكلبي وابن دريد وأشباههم وروى عنه ذلك الكتاب فصل ترتيب
الشرب وباب الحجارة وعده الأنباري في طبقات الأدباء من علماء اللغة
وكذلك السيوطي في بغية الوعاة وكان عالما بالعروض وألف فيه كتابين
الاقناع ونقض العروض ومشاركا في التاريخ مؤلفا فيه عدة كتب ككتاب
المعارف وكتاب الوزراء وأخبار أبي العيناء وتاريخ الملك واختلاف الدول
وأخبار عبد العظيم الحسيني وكتاب الزيديين وكان عارفا بالرجال وأهل
الفرق ففي مرآة الزمان لليافعي عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر أنه قال
حكي لي من أثق به أن الصاحب بن عباد كان إذا انتهى إلى ذكر الباقلاني
وابن فورك والأستاذ أبي إسحاق الأسفرائيني وكانوا متعاصرين من أصحاب
الشيخ أبي الحسن الأشعري قال الباقلاني بحر مغرق وابن فورك صل مطرق
والاسفرائيني نار محرق انتهى قال ابن عساكر كان روح القدس نفث في
روعه بحقيقة حالهم.
حلمه وكرم أخلاقه الذي لا يكاد يوجد في غير الأنبياء والمرسلين
في معجم الأدباء مما وجدت في بعض الكتب من مكارم الأخلاق
للصاحب أنه استدعى يوما شرابا من شراب السكر فجئ بقدح منه فلما
أراد شربه قال له بعض خواصه لا تشربه فإنه مسموم فقال له وما الشاهد
على صحة ذلك قال بان تجربه على من أعطاكه قال لا أستجيز ذلك ولا
استحله قال فجربه على دجاجة قال إن التمثيل بالحيوان لا يجوز وأمر بصب
ما في القدح وقال للغلام انصرف عني ولا تدخل داري بعدها وأقر رزقه
عليه وقال لا ندفع اليقين بالشك والعقوبة بقطع الرزق نذالة أقول لو
صدر هذا من نبي مرسل أو من أحد أولي العزم من الأنبياء لعد من فضائله
ومناقبه فكيف من وزير متسلط والحق أن هذه مرتبة في الحلم ليس فوقها
مرتبة اما ما عن الوزير ظهير الدين في كتابه ذيل تجارب الأمم من أن فخر
الدولة لما انتظم له الأمر عمل هو والصاحب على أخذ علي بن كأمة وأعماله
وعلما أنهما لا يقدران عليه فوافقا شرابيا كان له على سمه وعمل علي بن
كأمة دعوة وسألهما الحضور عنده فوعداه ودخل خزانة الشراب يتخير
الأشربة فطرح الشرابي السم في بعض ما ذاقه وعلم فخر الدولة خبره فتأخر
عن الحضور قال الوزير ظهير الدين وليس العجب من فخر الدولة في سم
الرجل كالعجب من الصاحب الذي سال بالأمس الاذن له في ملازمة داره
والتوفر على أمر المعاد انتهى فان صح هذا فلا بد أن يكون الصاحب
غير قادر على منع فخر الدولة عنه أما رضاه به واشتراكه فيه فلا يظن
بالصاحب قال ياقوت وحدث أبو الحسن النحوي قال كان مكي المنشد
قديم الصحبة والخدمة للصاحب فأساء إليه غير مرة والصاحب يتجاوز له
فلما كثر ذلك منه أمر الصاحب بحبسه فحبس في دار الضرب وكانت في
جواره فاتفق أن الصاحب صعد يوما سطح داره وأشرف على دار الضرب
فناداه مكي فاطلع فرآه في سوء الجحيم فضحك الصاحب وقال اخسئوا فيها ولا
تكلمون ثم أمر باطلاق انتهى وفي كتاب محاسن أصفهان للمفضل بن
سعد بن الحسين المافروخي حكي الصاحب الجليل كافي الكفاة
إسماعيل بن عباد كان في أيام صباه يختلف إلى مدارسه على باب دكان
اسكاف وكان الإسكاف كلما مر به الصاحب تسفه عليه وأوسعه لعنا وسبا
وتنقصا وثلبا وتعييرا بالاعتزال ورميا بالكفر والضلال وكان يتغافل عنه إلى
أن وصل الصاحب إلى المرتبة التي ارتقى إليها فاتفق يوما أن نزل جندي
دار الإسكاف ولم يجد الإسكاف وسيلة إلى ازعاجه عن داره الا رفع أمره إلى
الصاحب لكنه تذكر ما سلف منه اليه فأحجم ثم قال في نفسه وما يدريه أني
ذلك الرجل ورفع قصته إلى الصاحب فعرفه الصاحب ووقع إلى الأستاذ
الرئيس أبي العباس الضبي بقضاء حاجته بما معناه أن لرافعها حقا لا يسع
إغفالا وحرمة لا تقتضي اهمالا أوجبنا تسببه الينا بسبه إيانا انتهى.
معاقبته الساعي لأخذ المال ظلما
في كتاب محاسن أصفهان للمافروخي قال انتهى الينا أنه رفع انسان
إلى الدولة رقعة يتعهد فيها أنه يستوفي على المستغلات والأملاك بأصفهان
خارجا عن المعاملات والحقوق ثلاثمائة ألف درهم يحصلها في خزانة فخر
الدولة وكان فخر الدولة في ذلك الوقت محتاجا إلى الأموال لأنه يريد
النهوض لمحاربة عساكر خراسان وفتح جرجان فوقع ذلك في روعه فلما دخل
عليه ناوله القصة وقال يا أبا القاسم تدبر أمر هذا الرجل وقرره فبنا إلى مثل
هذا المال مساس حاجة فقال الصاحب سمعا وطاعة لأمر شاهنشاه ثم انكفأ
عن مجلسه إلى غيره واستحضر الرجل وقال له أنت صاحب هذه القصة
والضامن استخراج هذا المال من الوجوه المذكورة فقال نعم أيد الله الصاحب
فسلمه الصاحب إلى الحسين بن توراب أستاذ الدار وأمره بالاحتفاظ به إلى
الغد ليفصل في أمره وأخذ خطوط المتفقهين والقضاة والمعدلين بانزال أشد
العقاب بالساعي وركب من الغد إلى مجلس فخر الدولة وقال علي تحصيل
هذا المال من وجهه من غير أن يتوجه إلى الرعية فيه عنت أو ينالهم مكروه
واتبع ذلك من المواعظ والنصائح بما استنزله عن رأيه وعاقب الساعي
وطلب ذلك المال من عشرة رجال مياسير لم يؤثر فيهم تأثيرا كثيرا انتهى.
كرمه وسخاؤه
من أظهر صفات الصاحب الكرم وكثرة البذل واصطناع المعروف وقد
اعتاد السخاء من صغره بما كانت أمه تعطيه وهو صغير كل يوم دينارا ودرهما
ليتصدق بهما على أول فقير يلقاه في طريقه إلى المسجد الذي كان يدرس فيه
كما مر ومعلوم أن الخير عادة والشر عادة وطبيعة السخاء تنمو وتقوى بالتعود
عليه وفي معجم الأدباء قرأت في كتاب هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي
قال كان الصاحب يراعي من ببغداد والحرمين من أهل الشرف وشيوخ
الكتاب والشعراء وأولاد الأدباء والزهاد والفقهاء بما يحمله إليهم كل سنة مع
الحاج على مقاديرهم ومنازلهم فكان ينفذ إلى بغداد من ذلك خمسة آلاف
دينار في سنة تفرق على الفقهاء والأدباء وكان يحمل إلى أبي إسحاق الصابي
خمسمائة دينار والي ألف درهم جبلية وفي معجم الأدباء عن الوزير أبي سعد
منصور بن الحسين الآبي في تاريخه أنه كان ما يخرج لكافي الكفاة في السنة
في وجوه البر والصدقات والمبرات وصلات الأشراف وأهل العلم والغرباء
(٣٤٧)

الزوار ومن يجري مجرى ذلك مما يتكلفه ونريد به صيت الدنيا وأجر الآخرة
يزيد على مائة ألف دينار انتهى ومرض الصاحب بالاسهال وهو بالأهواز
فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جانبه عشرة دنانير حتى لا يتبرم به الخدم
فكانوا يودون دوام علته ولما عوفي تصدق بنحو خمسين ألف دينار وأما عطاياه
للشعراء فكانت تفوق الحد ولولا ذلك لما مدح مائة ألف قصيدة كما مر وقد
سبق أنه عرض على المتنبي أن يشاطره ماله في سبيل قصيدة يمدحه بها كل
ذلك يدلنا على أن نفس الصاحب كانت تسمو إلى معالي الأمور وارتفاع
الذكر وقد علم أن الجود والكرم من أعظم أسباب الشهرة وامتلاك القلوب
وتخليد الذكر وأن لا وسيلة أنجح من ذلك لبلوع تلك الغاية فجاد عن طبع
وسيجة وقوى ذلك بالتطبع وما كل من تسمو نفسه إلى معالي الأمور ويعلم
أن من أعظم أسبابها الجود تطاوعه نفسه عليه كما قال المتنبي:
وكل يرى طرق الشجاعة والندى * ولكن طبع النفس للنفس قائد
ولئن لم يكن كل بذل الصاحب طلبا لمرضاته تعالى فلا شك أن كثيرا
منه كان كذلك على أن طلب العز والرفعة بالجود يمكن أن يصرف إلى طلب
الأجر والثواب وخير مالك ما وقيت به عرضك وفي اليتيمة: حدثني عون
عوف بن الحسين الهمذاني التميمي قال كنت يوما في خزانة الخلع
للصاحب فرأيت في ثبت الحسابات لكاتبها وكان صديقي مبلغ عمائم الخز
التي صارت تلك الشتوة في خلع العلوية والفقهاء والشعراء سوى ما صار
منها في خلع الخدم والحاشية ثمانمائة وعشرين وكان يعجبه الخز ويأمر
بالاستكثار منه في داره فنظر أبو القاسم الزعفراني يوما إلى جميع من فيها من
الخدم والحاشية عليهم الخزور الفاخرة الملونة فاعتزل ناحية وأخذ يكتب
شيئا فسال الصاحب عنه فقيل إنه في مجلس كذا يكتب فقال: علي به
فاستمهل الزعفراني ريثما يكمل مكتوبه فأعجله الصاحب وأمر بان يؤخذ ما
في يده من الدرج فقام الزعفراني إليه وقال أيد الله الصاحب:
اسمعه من منشده تزدد به عجبا فحسن الورد في أغصانه
قال هات يا أبا القاسم أبياتا منها:
سواك يعد الغنى ما اقتنى * ويأمره الحرص أن يخزنا
وأنت ابن عباد المرتجى * تعد نوالك نيل المنى
وخيرك من باسط كفه * وممن تناها قريب الجنى
غمرت الورى بصنوف الندا * فأصغر ما ملكوه الغنى و
غادرت أشعرهم مفحما * وأشكرهم عاجزا الكنا
أيا من عطاياه تهدي الغنى * إلى راحتي من ناى أو دنا
كسوت المقيمين والزايرين * كسا لم يخل مثلها ممكنا
وحاشية الدار يمشون في * صنوف من الخز إلا أنا
ولست أذكر لي جاريا * على العهد يحسن أن يحسنا
فقال الصاحب قرأت في أخبار معن بن زائدة الشيباني أن رجلا قال
له احملني أيها الأمير فامر له بناقة وفرس وبغل وحمار وجارية ثم قال له لو
علمت أن الله خلق مركوبا غير هذه لحملتك عليه. وأنا فقد أمرنا لك من
الخز بجبة وقميص وعمامة ودراعة وسراويل ومنديل ومطرف ورداء وكساء
وجورب وكيس ولو علمنا لباسا آخر يتخذ من الخز لأعطيناك ثم أمر بادخاله
الخزانة وصب تلك الخلع عليه وتسليم ما فضل عن لبسه إلى غلامه.
قال الثعالبي وحدثني أبو الحسين محمد بن الحسين الفارسي النحوي
قال: سمعت الصاحب يقول: حضرت مجلس ابن العميد عشية من عشايا
شهر رمضان وقد حضره الفقهاء والمتكلمون للمناظرة وأنا إذ ذاك في ريعان
شبابي فلما تقوض المجلس وانصرف القوم وقد حل الافطار أنكرت ذلك فيما
بيني وبين نفسي واستقبحت إغفاله الأمر بتفطير الحاضرين مع وفور رياسته
واتساع حاله واعتمدت أني لا أخل بما أخل به إذا قمت يوما مقامه فكان
الصاحب لا يدخل عليه في شهر رمضان بعد العصر كائنا من كان فيخرج
من داره الا بعد الافطار عنده وكانت داره لا تخلو في كل ليلة من ليالي شهر
رمضان من ألف نفس مفطرة فيها وكانت صلاته وصدقاته وقرباته في هذا
الشهر تبلغ مبلغ ما يطلق منها في جميع شهور السنة.
بعض آثاره العمرانية
عن تاريخ المستوفي القزويني أن من جملة آثاره تجديده عمارة سور
قزوين الأول بعد ما أشفى على الخراب وكان قد أسسه الرشيد وبناه على
ست ومائتي برج وسبعة أبواب وقرر لأصل البلدة أيضا تسعة محلات
مذكورة بأسمائها وذلك في حدود سنة ٣٧٣ بعد أصل بناء البلدة بمئة
وعشرين سنة وبني الصاحب أيضا لنفسه في محلة الجوسق عمارات عالية
عميت آثارها من بعده فسميت مواضعها بمحلة صاحب آباد انتهى.
تعصبه للعرب وبغضه الشعوبية مع أنه فارسي الأصل
الصاحب وإن كان فارسي الأصل فإنه عربي الدين والأدب وقد كان
حبه للاسلام واطلاعه على علوم الدين وإعجابه بأدب العرب غالبا على
عصبيته لأصله فهو يحب العرب ويبغض الشعوبية ومن شعره في هذا المعنى
قوله في رجل يتعصب للفرس على العرب ويعيب العرب في أكل الحيات كما
في اليتيمة:
يا عائب الأعراب من جهله * لأكلها الحيات في الطعم
فالعجم طول الليل حياتهم * تناسب في الأخت وفي الأم
قال بديع الزمان الهمذاني: كنت عند الصاحب كافي الكفاة أبي
القاسم إسماعيل بن عباد يوما إذ دخل عليه شاعر من الفرس فأنشده قصيدة
يفضل بها قومه على العرب وذكر الأبيات الآتية وفي نسخة مخطوطة قديمة
جدا من شرح المفصل للزمخشري والشارح غير معلوم رأيناها في كربلاء في
مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني ذكر في أولها في شرح قوله وجبلني على
الغضب للعرب ما لفظه: والشعوبية بضم الشين قوم متعصبون على العرب
مفضلون عليهم الفرس وإن كان الشعوب جيل الفرس إلا أنه غلبت النسبة
إليهم بهذا القبيل ويقال إن منهم معمر بن المثنى له كتاب في مثالب العرب
أنشد بعض الشعوبية الصاحب بن عباد:
غنينا بالطبول عن الطلول * وعن عنس عذافرة ذمول
وأذهلني عقار عن عقاري * ففي إست أم القضاة مع العدول
فلست بتارك إيوان كسرى * لتوضح أو لحومل فالدخول
وضب في الفلا ساع وذئب * بها يعوي وليث وسط غيل
يسلون السيوف لرأس ضب * حراشا بالغداة وبالأصيل
إذا ذبحوا فذلك يوم عيد * وإن نحروا ففي عرس جليل
بآية رتبة قدمتموها * على ذي الفضل والرأي الأصيل
أما لو لم يكن للفرس إلا * نجار الصاحب القوم الجليل
لكان لهم بذلك خير فخر * وجيلهم بذلك خير جيل
(٣٤٨)

فلما وصل إلى هذا الموضع من إنشاده قال له الصاحب قدك واشرأب
ينظر إلى الزوايا وأهل المجلس قال البديع وكنت جالسا في زاوية فلم يرني
فقال أين أبو الفضل فقمت قائما وقبلت الأرض وقلت أمرك فقال أجب عن
ثلاثتك قلت ما هي قال أدبك وحسبك ومذهبك فأقبلت على الشاعر
وقلت لا فسحة للقول ولا راحة للطبع إلا سردا كما تسمع وأنشدت:
أراك على شفا خطر مهول * بما أودعت رأسك من فضول
تريد على مكارمنا دليلا * متى احتاج النهار إلى دليل
ألسنا الضاربين جزى عليكم * وكان الجزي أولى بالذليل
متى قرع المنابر فارسي * متى عرف الأغمن الحجول
متى علقت وأنت بها زعيم * أكف الفرس أعراف الخيول
فخرت بملء ء ماضغتيك فخرا * على قحطان والبيت الأصيل
وحقك أن تفاخرنا بكسرى * فما ثور ككسرى في الرعيل
فخرت بان ملبوسا وأكلا * وذلك فخر ربات الحجول
تفاخرهن في خد أسيل * وشعر في مفارقها رسيل
وانجد من أبيك إذا أثرنا * عراة كالليوث على الخيول
وفي نسخة وكالنصول. قال فلما أتممت إنشادي التفت الصاحب فقال
له كيف رأيت فقال لو سمعت به ما صدقت قال فاذن جائزتك جوازك إن
رأيتك بعدها في مملكتي ضربت عنقك ثم قال لا أرى أحدا يفضل الفرس
على العرب إلا وفيه عرق من المجوسية.
جلالة قدره وعظمه في النفوس
في معجم الأدباء: ذكر الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآبي في
تاريخه من جلالة قدر الصاحب وعظم محله في النفوس وحشمته ما لم يذكر
لوزير قبله ولا بعده مثله قال: توفيت أم كافي الكفاة بأصبهان وورد عليه
الخبر فجلس للتعزية يوم الخميس للنصف من المحرم سنة ٣٨٤ وركب إليه
سلطانه وولي نعمته فخر الدولة بن ركن الدين معزيا ونزل وجلس عنده
طويلا يعزيه ويسكن منه وبسط الكلام معه بالعربية وكان يفصح بها فسمعته
يقول حين أراد القيام أيها الصاحب هذا جرح لا يندمل. فاما سائر الأمراء
والقواد مثل منوجهر بن قابوس ملك الجبل وفولاذ بن زماندار أحد ملوك
الديلم وأبي العباس الفيروزان ابن خالة فخر الدولة وغيرهم من الأكابر
والأماثل فإنهم كانوا يحضرون حفاة حسرا وكان كل واحد منهم إذا وقعت
عينه على الصاحب قبل الأرض ثم والى بين ذلك إلى أن يقرب منه ويأمره
بالجلوس فيجلس وما كان يتحرك ولا يستوفز لأحد بل كان جالسا على
عادته في غير أيام التعزية فلما أراد القيام من المعزى بعد الثالث كان أول أمر
أن يقدم إليه اللكا - نوع من الخفاف منوجهر بن قابوس فإنه قال يحمل إلى
أبي منصور ما يلبسه فقدم إليه ومنعه من الخروج من الدار حافيا ثم قدم بعد
ذلك الحجاب والحاشية اللكات إلى الجماعة فعتب فولاذ بن زماندار
والفولاذ زماندارية عليه وقالوا ميز منوجهر من بين الجماعة فاحتج الصاحب
ببيته العظيم ورئاسته القديمة انتهى وقال الثعالبي لم يكن الصاحب
يقوم لأحد ولا يشير إلى القيام ولا يطمع منه أحد في ذلك كائنا من كان
انتهى وفي معجم الأدباء عن تاريخ الوزير أبي سعد منصور بن الحسين
الآبي المقدم ذكره أنه قال فيه فاما أمر الوزارة في أيام فخر الدولة فكانت
أشهر من أن يحتاج إلى ذكرها فان أول وزرائه كافي الكفاة ولولا ما آل إليه
أمر الوزارة في هذه الأيام واعتقاد من لم يعلم بحالها في ذلك الزمان بان
الأمر لم يزل على ما نراه أو قريبا منه لأمسكنا عن ذكره ولكنا نذكر يسيرا
من أحواله فان هؤلاء الذين ذكرناهم من أبناء الملوك و الأمراء والقواد وسائر
من ساواهم من الزعماء والكبار مثل أولاد مؤيد الدولة وابن عز الدولة وعدد
جماعة من أمراء الديلم وملوكهم وغيرهم ثم قال وكان في يد كل واحد من
هؤلاء من الاقطاع ما يبلغ ارتفاعه خمسين ألف دينار وما دونها إلى عشرين
ألف دينار ومن أكابر القواد ما يطول تعدادهم يحضرون باب داره فيقفون
على دوابهم مطرقين لا يتكلم واحد منهم هيبة وإعظاما لموضعه إلى أن يخرج
أحد خلفاء حجابه فيأذن لبعض أكابرهم ويصرفهم جملة فكان من يؤذن له
في الدخول يظن أنه قد بلغ الآمال ونال الفوز بالدنيا والآخرة فرحا ومسرة
وشرفا وتعظيما فإذا حصل في الدار وأذن له في الدخول إلى مجلسه قبل
الأرض عند وقوع بصره عليه ثلاث مرات أو أربعا إلى أن يقرب منه
فيجلس من كانت رتبته الجلوس إلى أن يقضي كل واحد منهم وطره من
خدمته ثم ينصرف بعد أن يقبل الأرض أيضا مرارا، ولم يكن يقوم لأحد من
الناس ولا يشير إلى القيام ولا يطمع منه أحد في ذلك ونزل بالصيمرة عند
عودته من الأهواز فدخل عليه شيخ من زهاد المعتزلة يعرف بعبد الله بن
إسحاق فقام له فلما خرج التفت كافي الكفاة قال ما قمت لأحد مثل هذا
القيام منذ عشرين سنة وإنما فعل ذلك به لزهده فإنه كان أحد ابدال دهره.
فاما العلم فقد كان يرى من هو أعلم منه فلا يحفل به وأما هيبته في الصدور
ومخافته في القلوب وحشمته عند الصغير والكبير والبعيد والقريب فقد بلغت
إلى أن كان صاحبه فخر الدولة ينقبض عن كثير مما يريده بسببه ويمسك عما
تشره اليه نفسه لمكانه وقد ظهر ذلك للناس بعد موته وانبساط فخر الدولة
فيما لم يكن من عادته فعلم أنه كان يذم نفسه لحشمته ثم كان يحله محل
الوالد اكراما واعظاما ويخاطبه بالصاحب شفاها وكتابا فاما أكابر الدولة
فكان الواحد إذا رأى أحد حجابه بل أحد الأصاغر من حاشيته فان فرائصه
كانت ترتعد وجوانحه تصطفق إلى أن يعلم ما يريده منه ويخاطبه به
وتظلمت له امرأة من صاحب لفولاذ بن زماندار وذكرت أنه ينازعها في حق
لها فما زاد على أن التفت إلى فولاذ وكان في موكبه يسير خلفه فبهت وتحير
وارتعد ووقف ولم يبرح إلى أن سار كافي الكفاة ثم ارسل مع المرأة من
أرضاها وأزال ظلامتها ومثل هذا كثير يطول الكلام ببعضه فكيف أن يوضع
فيه كله وأما أسبابه وحاشيته وهيبته ورتبته فان من أيسرها إن كان له عدة
من الحجاب منهم من على مربطه ثلاثمائة رأس من الدواب أو ما يقاربها
وكانت أحوال بلكا الحاجب تزيد من الخيل العتاق الموصوفة وكان لا يستغني
عنها لأنه كان مكلفا بحفظ الطرق وطلب الأكراد وأهل العيث وصيانة
السابلة انتهى وفي معجم الأدباء حدث عن أبي نصر بن خواشاده أنه
قال: ما غبطت الصاحب أبا القاسم بن عباد فانا كنا مقيمين بظاهر
جرجان مع مؤيد الدولة على حرب الخراسانية فدخل الصاحب إلى داره في
البلد آخر نهار يوم لحضور المجلس الذي يعقده لأهل العلم وتحته دابة
رهواء وقد أرسل عنانه فرأيت وجوه الديلم وأكابرهم من أولاد الأمراء
يعدون بين يديه كما تعدوا الركابية وكان عضد الدولة يخاطبه خطابا لا يشترك
معه غيره الا أنه كان يقل مكاتبته وكانت الكتب من عضد الدولة إنما ترد
(٣٤٩)

على لسان كاتبه أبي القاسم عبد العزيز بن يوسف.
رضاه عن نفسه وإعجابه بها وتواضعه لأهل العلم والزهد وغيرهم
كان يظهر من كثير من أحوال الصاحب رضاه عن نفسه وإعجابه بها
وافتتانه بمظاهر الأبهة والعظمة وأنه كان يحب التعاظم والبذخ والخيلاء وذلك
ليس بمستغرب من وزير عظيم يعد من أفراد الوزراء الذين علت منزلتهم
وسمت درجتهم ووقعت هيبتهم في قلوب الخاصة والعامة وذاع صيتهم في
الأقطار وساعدتهم على مرامهم الأقدار وجمعوا إلى سلطان الوزارة سلطان
العلم والأدب فقد عرفت أنه كان لا يقوم لأحد وأنه لم يرض أن يتبسط مع
مخدومه وسلطانه فخر الدولة وإن فخر الدولة كان يهابه وينكمش عن كثير
مما يرومه لمكانه وفي كثير مما مر ويأتي ما يدل على ذلك وليس لنا أن نعد ذلك
نقصا فيه ولا أمرا يعاب به فإنه كان مع كل هذه العظمة والمهابة متواضعا
حيث يحسن التواضع لينا حيث يلزم اللين فمع أنه كان لا يقوم لأحد فقد
قام لبعض زهاد المعتزلة وعلمائهم كما مر عن تاريخ الآبي واليتيمة وكان في
جملة من حالاته إلى التواضع أقرب منه إلى التعاظم كقوله لجلسائه كما في
اليتيمة نحن بالنهار سلطان وبالليل أخوان وجملة من أخباره الماضية والآتية
تدل على ذلك واحتمل من القاضي عبد الجبار عدم ترجله له لأجل شرف
العلم ففي معجم الأدباء كان الصاحب جعل القاضي عبد الجبار قاضي
القضاة بهمذان والجبال فاستقبله يوما ولم يترجل له وقال له أيها الصاحب
أريد أن أترجل للخدمة ولكن العلم يأبى ذلك وكان يكتب في عنوان كتابه إلى
الصاحب داعيه عبد الجبار بن أحمد ثم كتب وليه عبد الجبار بن أحمد
ثم كتب عبد الجبار بن أحمد فقال الصاحب لندمائه أظنه يؤول أمره إلى
أن يكتب الجبار ومر خبره مع الشاب البغدادي الدال على حلمه وكرم
أخلاقه وفي خبر الشراب المسموم المتقدم وغيره ما يدل على مكارم أخلاقه وحسن
تهذيبه وحلمه وسعة صدره وقد روي عنه أنه كان يلبس القباء تخففا بالوزارة وانتسابا
معها إلى الجندية فكان القباء كان من لباس الجند لا من لباس الوزراء فكان
يلبس القباء تواضعا وعدم مبالاة بالوزارة وينتسب إلى الجندية التي هي دون
الوزارة وحمل ذلك بعضهم على أن هذا نوع من الذهاب بالنفس ظاهره
الدماثة وباطنه الزهو وهذا سوء ظن بالناس لا يستند إلى برهان وإن صح ما
حكاه عنه أبو حيان التوحيدي في هذا الباب كان أدنى إلى الرقاعة لكن أبا
حيان متهم في حقه غير مقبول القول فيه فقد حكى أبو حيان عنه أنه كان
يقول أنا واحد هذا العالم وأنت بما تسمع عالم ويقول كان أبو الفضل ابن
العميد سيدا ولكن لم يشق غبارنا ولا أدرك شوارنا ولا فسح عذارنا ولا
عرف غرارنا لا في علم الدين ولا فيما يرجع إلى نفع المسلمين فاما ابنه فقد
عرفتم قدره في هذا وفي غيره طياش قلاش ليس عنده إلا قاش وقماش مثل
ابن عياش والهروي الحواش، وولدت والشعري في طالعي ولولا دقيقة
لأدركت النبوة وقد أدركت النبوة إذ قمت بالذب عنها والنصرة لها فمن ذا
يجارينا أو يبارينا ويغارينا ويسارينا ويشارينا انتهى وليس لنا إلى تصديق
أبي حيان في هذا سبيل وربما ينسب اليه انه يتيه على من يتغزل به كقوله:
وشادن جماله تقصر عنه صفتي
أهوى لتقبيل يدي فقلت لا بل شفتي
ولكن هذا ظلم له فقد جرت عادة الكبراء ان يتغزلوا بمثل ذلك.
وقال أبو حيان التوحيدي ناظر الصاحب بالري رأس الجالوت اليهودي في
اعجاز القرآن فراجعه اليهودي فيه طويلا وماتنه قليلا وتنكد عليه حتى احتد
وكاد ينقد فلما علم أنه قد سجر تنوره واسعط انفه احتال عليه فقال أيها
الصاحب كيف يكون القرآن عندي آية من جهة نظمه وتأليفه فإن كان
النظم والتأليف بديعين وكان البلغاء فيما تدعي عنه عاجزين فان رسائلك
وكلامك وما تؤلفه وتباده به نظما ونثرا هو فوق ذلك أو مثله أو قريب منه
فلما سمع هذا فتر وخمد وقال ولا هكذا يا شيخ كلامنا حسن وبليغ وقد
اخذ من الجزالة حظا وافرا ولكن القرآن له المزية التي لا تجهل وأين ما خلقه
الله على أتم حسن وبهاء مما يخلقه العبد بطلب وتكلف، هذا كله يقوله
وقد خبا حميه مع اعجاب شديد قد شاع في اعطافه وفرح غالب قد دب في
أسارير وجهه انتهى وحال أبي حيان في هذا كحاله في غيره.
الكتب التي ألفت باسمه
صنفت باسمه كتب عديدة لأعاظم العلماء من الفريقين.
منها كتاب الصاحبي لشيخه أبي الحسن أحمد بن فارس
الرازي اللغوي قال في أوله هذا الكتاب الصاحبي في فقه اللغة وسنن
العرب وكلامها وانما عنونته بهذا الاسم لأنني ألفته وأودعته خزانة الصاحب
الجليل كافي الكفاة عمر الله عراص العلم والأدب والخير والعدل بطول
عمره تجملا بذلك وتحسنا إذ كان ما يقبله كافي الكفاة من علم وأدب مرضيا
مقبولا وما يرد له أو ينفيه منفيا مرذولا ولأن أحسن ما في كتابنا هذا مأخوذ
عنه ومفاد منه.
ومنها كتاب تهذيب التاريخ للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني
قال في خطبته: هذا كتاب قصدت به غرضي دين ودنيا إلى أن قال:
واما غرض الدنيا فان أقيم بفناء الصاحب الجليل أدام الله بهاء العلم بدوام
أيامه من يخلفني في تجديد ذكري بحضرته وتكرير اسمي في مجلسه ومن
ينوب عني في مزاحمة خدمته على الاعتراف بحق نعمته وعلمت أني لا
استخلف من هو أمس به رحما وأقرب منه نسبا وارفع عنده موضعا وألطف
منه موقعا وأخص به مدخلا ومخرجا وأشرف بحضرته مقاما وموقفا من العلم
الذي يزكو عنده غراسا فيضعف ريعا ويحلو طعما ويطيب عرفا ويحسن اسما
فاخترت لذلك هذا الكتاب ثقة بوجاهته وعلما بقرب منزلته وكيف لا يكون
عنده وجيها مكينا مقبولا قرينا وانما هو نتاج تهذيبه وثمرة تقويمه وجناء تمثيله
وريع تحريكه فلو لا عنايته لما صدقت النية ولولا ارشاده لما نفذت الفطنة
ولولا معونته لما استجمعت الآلة وما يبعد به عن إيثار العلوم وتعظيمها وعن
تقديمها وتقريبها وهو الذي نصبه الله لها مثالا واقامه عليها منارا وجعله لها
سندا ولاحيائها سببا.
ومنها تاريخ قم للفاضل الحسن بن محمد القمي وذكر في أوله من
فضائله ومناقبه وعلمه وتقواه وورعه وسداده وكرمه وإحسانه وتعظيمه
للسادة العلوية و إكرامه لهم وسد خلتهم ولم شعثهم شطرا وافيا.
ومنها عيون أخبار الرضا ع للصدوق محمد بن علي بن
بابويه القمي قال في أوله وقع إلي قصيدتان من قصائد الصاحب الجليل
كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل بن عباد في اهداء السلام إلى الرضا
ع فصنفت هذا الكتاب لخزانته المعمورة ببقائه إلى آخر ما مر في الكلام
على تشيعه.
ومنها كتاب للحسين بن علي بن بابويه أخي الصدوق مذكور في
الرجال.
(٣٥٠)

ومنها كتاب الديوان المعمور في مدح الصاحب المذكور لمهذب
الدين محمد بن علي بن علي بن علي الحلي المزيدي المعروف بأبي طالب بن
الخيمي. وفي روضات الجنات ذكروا في ترجمته أن له هذا الكتاب انتهى
إلى غير ذلك.
خزانة كتبه
جمع له في مدة وزارته وهي ثماني عشرة سنة وشهر من الكتب النفيسة
ما لم يجمع لأحد من الوزراء بل الملوك قبله بحيث كانت حمل أربعمائة جمل
أو أكثر وبذلك اعتذر إلى نوح بن منصور الساماني حين طلبه لوزارته كما
مر وكان المتولي لها أبا محمد الخازن عبد الله بن الحسن الأصبهاني. وفي
معجم الأدباء بعد نقل أن كتبه كانت حمل أربعمائة جمل أو أكثر قال: قال
أبو الحسن البيهقي وأنا أقول بيت الكتب الذي بالري على ذلك بعد ما
أحرقه منه السلطان محمود بن سبكتكين فاني طالعت هذا البيت فوجدت
فهرست تلك الكتب عشرة مجلدات فان السلطان محمودا لما ورد إلى الري
قيل له إن هذه الكتب كتب الروافض وأهل البدع فاستخرج منها كلما كان
في علم الكلام وأمر بحرقه انتهى وهذه الكتب التي أحرقها محمود كانت
في دولة بني بويه ودخلت فيها خزانة كتب الصاحب بل يدل كلام أبي
الحسن البيهقي أن عمدتها تلك الخزانة والسعاية اليه بها وإحراقه بها تعد
جريمة عظيمة وما ظنك بمكتبة يكون فهرستها عشرة مجلدات وقد ذكروا في
ترجمة صاحب الأغاني أن الصاحب بن عباد كان في أسفاره وتنقلاته
يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها فلما وصل اليه كتاب
الأغاني لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه استغناء به عنها.
مشايخه
قال اليافعي في تاريخه أخذ العلوم الأدبية عن ابن العميد وأحمد بن
فارس اللغوي صاحب المجمل وغيرهما وفي معجم الأدباء روى ابن عباد
وقال غيره سمع العلم والحديث من أبيه وجماعة وأخذ الأدب عن أبي
الحسين أحمد بن فارس اللغوي النحوي المشهور وعن أبي الفضل
العباس بن محمد النحوي الملقب بعرام. ويقال ان كلا من ابن فارس
والعباس تلمذ على أحمد بن أبي عبد الله البرقي صاحب كتاب المحاسن
وأحد أجلاء رواة الشيعة وعلمائهم وأخذ الصاحب أيضا عن أبي الفضل بن
العميد في الري الأدب والشعر والترسل وروى عن البغداديين والرازيين
وأخذ عن أبي سعيد السيرافي وأبي بكر بن مقسم والقاضي أبي بكر بن كامل
حين ورد بغداد مع الأمير أبي منصور بويه بن ركن الدولة كما مر وفي لسان
الميزان أملى مجالس في أيام وزارته حدث فيها عن عبد الله بن جعفر بن
فارس وأحمد بن كامل بن شجرة وغيرهما انتهى ويأتي عند ذكر أشعاره ما
يدل على أنه تلمذ على أبي عمرو الصباع.
تلاميذه
من تلاميذه الشيخ عبد القاهر الجرجاني العالم البياني المشهور ذكر
ذلك الفاضل الجلبي في حاشية المطول وقال إن كتب الشيخ عبد القاهر
مشحونة بالنقل عنه انتهى وفي لسان الميزان روى عنه أبو بكر بن
المقري وهو من أقرانه والقاضي أبو الطيب الطبري وأبو بكر بن علي
الذكواني وغير واحد انتهى ثم حكي عن ابن النجار أنه روى بسنده عن
الصاحب حديثا قال في الكلام عليه قد شاركت فيه الطبراني. وقال الشهيد
الثاني في شرح درايته عند ذكر طرق التحمل للحديث: وإذا عظم مجلس المحدث
وكثر فيه الخلق ولم يمكن اسماعه للجميع تبلغ عنه مستمل روى سامع
المستملي عن المملي عند بعض المحدثين لقيام القرائن الكثيرة بصدقه فيما
بلغه في مجلس الشيخ عنه ولجريان السلف عنه فقد كان كثير من الأكابر
يعظم الجمع في مجالسهم جدا حتى يبلغ ألوفا مؤلفة ويبلغ عنهم المستملون
فيكتبون عنهم بواسطة تبلغهم وأجاز غير واحد رواية ذلك عن المملي وأكثر
ما بلغنا عن أصحابنا أن الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد قدس الله
سره لما جلس للاملاء حضر خلق كثير وكان المستملي الواحد لا يقوم بالاملاء
حتى انضاف اليه ستة كل يبلغ صاحبه انتهى ومر أنه حدث وقعد
للاملاء وحضر الناس الكثير عنده بحيث كان له ستة مستملين فجميع من
حضر تلك المجالس هم تلاميذه.
مؤلفاته
هو من أكثر الوزراء تصانيف ولا يخفى أن من يشتغل بأمر الوزارة
الداخلية والخارجية والحربية وغيرها ويقود الجيوش ويفتح القلاع يضيق وقته
عن التاليف والتصنيف ولكن الصاحب مع كل هذه المشاغل ألف المؤلفات
العديدة وزاد على أستاذه ابن العميد في عدد المؤلفات ومؤلفاته استغرقت
أكثر العلوم من الكلام واللغة والأدب والتاريخ والعروض والأخبار
والاخلاق والنثر والنظم وهذا ما وصل إلينا من أسماء مؤلفاته.
١ كتاب الوقف والابتداء ألفه في عنوان شبابه فهو من أول مؤلفاته
أو أولها وكان أبو
بكر ابن الأنباري له كتاب في الوقف والابتداء فأرسل إليه أبو بكر يقول إنما صنفت في الوقف والابتداء بعد أن نظرت في نيف وسبعين
كتابا تتعلق بهذا العلم فكيف صنفت هذا الكتاب مع حداثة سنك فقال
الصاحب للرسول قل للشيخ: نظرت في النيف والسبعين التي نظرت فيها
ونظرت في كتابك أيضا.
٢ المحيط في اللغة قال ابن خلكان وصاحب كشف الظنون سبعة
مجلدات كثير اللفظ قليل الشواهد وقال ياقوت في معجم الأدباء عشرة
مجلدات مرتب على حروف المعجم انتهى يذكر فيه مثلا أولا: ذر ثم رذ ثم ذل
ثم لذ يوجد منه مجلد في دار الكتب المصرية ومجلد في بعض مكاتب
كربلاء.
٣ كتاب أسماء الله تعالى وصفاته.
٤ كتاب في علم الكلام ونقل أنه ذكر مبحث الإمامة هذه الكلمات
في صفة أمير المؤمنين ع: صنوه الذي آخاه وأجابه حين دعاه
وصدقه قبل الناس ولباه وهزم الشرك وأخزاه وبنفسه على الفراش فداه
ومانع عنه وحماه وأرغم من عانده وقلاه وغسله وواراه وأدى دينه وقضاه وقام
بجميع ما أوصاه ذلك أمير المؤمنين لا سواه انتهى وهذا الفصل يرشد
إلى ما يقال من ايلاع الصاحب بالسجع.
٥ ديوان رسائله عشرة مجلدات كما في معجم الأدباء وقال أبو حيان
التوحيدي أنه كلف أن ينسخ من رسائل الصاحب ثلاثين مجلدة وهذا التفاوت لعله من
تفاوت المجلدات في الصغر والكبر. ونسخة هذا الكتاب
مفقودة إنما يوجد مختاره ولم يعلم جامعه وقد اختاره من جميع أبواب الديوان
وهي عشرون بابا فاختار من كل باب عشر رسالات توجد من هذا المختار
(٣٥١)

نسخة بالمكتبة الأهلية في باريس ونسخة مأخوذة عنها بالتصوير الشمسي في
دار الكتب المصرية.
٦ الكافي في الرسائل وفي كشف الظنون كافي الرسائل وهو غير
ديوان الرسائل المتقدم.
٧ رسالة في فنون الكتابة والرسائل مذكورة في كشف الظنون
بقوله: رسالة ابن عباد في فنون الكتابة والرسائل رتبها على خمسة عشر بابا
انتهى واحتمل بعضهم أن تكون هي كافي الرسائل المتقدم ولكن
صاحب كشف الظنون ذكرهما معا.
٨ التذكرة للأصول الخمسة.
٩ كتاب الزيدية.
١٠ كتاب الأنوار.
١١ كتاب التعليل. ١٢ الاقناع في العروض منه نسخة في المكتبة الأهلية بباريس
وأخرى في دار الكتب المصرية.
١٣ جوهرة الجمهرة وهو مختصر كتاب الجمهرة لابن دريد.
١٤ كتاب الوزراء لطيف.
١٥ الكشف عن مساوئ المتنبي مطبوع بمصر في ٢٦ صفحة وقد
أوردنا مضامينه في هذا الكتاب.
١٦ كتاب الشواهد.
١٧ كتاب القضاء والقدر.
١٨ كتاب الإمامة قال ياقوت في معجم الأدباء وابن خلكان في
تفضيل علي بن أبي طالب وتصحيح وتثبيت إمامة من تقدمه.
١٩ كتاب الأعياد وفضائل النيروز.
٢٠ مقالة في تفصيل أحوال السيد عبد العظيم الحسني المدفون
بالري وثواب زيارته.
٢١ الإبانة عن مذهب أهل العدل بحجج من القرآن والعقل.
٢٢ نهج السبيل في الأصول.
٢٣ أخبار أبي العيناء.
٢٤ نقض العروض.
٢٥ تاريخ الملك واختلاف الدول.
٢٦ الفصول المهذبة للعقول نسبه اليه الكفعمي في كتابه مجموع
الغرائب وأورد كلمات حكمية منه فيه.
٢٧ سفينة نسبها اليه الثعالبي في تتمة اليتيمة ونقل منها أشياء
والظاهر أنها بمنزلة الكشكول كالسفائن التي تجمع اليوم تسمى الواحدة
سفينة لأنها كسفينة البحر تجمع أشياء غير متناسبة وهذان تفردنا بذكرهما.
٢٨ عنوان المعارف وذكر الخلائف مختصر يشتمل على ذكر النبي
ص ومن خوطب بالخلافة بعده إلى المطيع العباسي
الذي كان في زمانه وقع الينا منه نسخة مخطوطة بخط جيد صحيحة كتبت
في رجب سنة ٤٢٠ أي بعد وفاة الحاجب بخمس وثلاثين سنة وكأنها كتبت
اليوم وفي آخرها ما صورته: نسخ منه أبو النجيب عبد الرحمن بن محمد بن
عبد الكريم الكرخي في شهور سنة ٥٢٨ بلغ مناه في آخرته ودنياه انتهى
وقد طبعناه في ضمن الجزء الثاني من كتابنا معادن الجواهر وأضفنا إليه باقي
الخلفاء العباسية على نحو ما في أصل الكتاب.
٢٩ رسالة في الطب صغيرة سنذكرها إن شاء الله تعالى.
٣٠ ديوان شعره منه نسخة مخطوطة في مكتبة أياصوفيا
بالقسطنطينية.
أدبه
وإنما أخرنا ذكره إلى هنا ليرتبط بنثره وشعره على عادتنا في ذكرهما
باخر الترجمة قال الصاحب في مقدمة رسالة الكشف عن مساوئ شعر
المتنبي وها أنا منذ عشرين سنة أجالس الشعراء وأكاثر الأدباء وأباحث
الفضلاء وعشرين أخرى آخذ عن رواة محمد بن يزيد المبرد وأكتب عن
أصحاب أحمد بن يحيى ثعلب فما رأيت من يعرف الشعر حق معرفته وينقده
نقد جهابذته غير الأستاذ الرئيس أبي الفضل ابن العميد ويقول الصاحب في
انتقاده شعر المتنبي كنت أعجب من كلام أبي يزيد البسطامي في المعرفة
وألفاظه المعقدة وكلماته المبهمة حتى سمعت قول شاعرنا في صفة الفرس:
سبوح لها منها عليها شواهد وقال في بعض ألفاظه لو وقع في عبارات
الجنيد والشبلي لتنازعته المتصوفة دهرا بعيدا وقال الثعالبي في اليتيمة ومن
معائب شعر أبي الطيب ومقابحه امتثال ألفاظ المتصوفة واستعمال كلماتهم
المعقدة ومعانيهم المغلقة انتهى وانتقاد الصاحب والثعالبي ينحصر في
استعمال الألفاظ المعقدة والكلمات المبهمة والمعاني المغلقة من أمثال ما
يستعمله الصوفية لا مطلق استعمال ألفاظهم حتى يستغرب من أمره وهو
الأديب الكاتب الشاعر أنه ينكر على المتصوفة ذوقهم ويعتبر كلامهم
مفسدة للشعر فهو إنما يعتبر المعقد المغلق من كلامهم مفسدة للشعر لا
مطلق كلامهم وإن كان الإنصاف أن قول المتنبي: سبوح لها منها عليها
شواهد ليس منه نعم منه: أحاد أم سداس في أحاد وأنت أبو الهيجا
ابن حمدان يا ابنه. وحمدان حمدون وحمدان حارث وغير ذلك مما انتقده
عليه.
نثره
كان أحد كتاب الدنيا الأربعة عبد الحميد وابن العميد والصابئ
والصاحب وفي ذلك يقول بعض الشعراء:
أمخطئا عبد الحميد وهازئا بابن العميد ولاعبا بالصاحب
وفضل الثعالبي ابن العميد عليه فقال كان الصاحب يكتب كما يريد
والصابئ كما يؤمر وبين الحالين بون بعيد وعن الثعالبي في برد الأكباد قال
الصاحب كتاب العصر أربعة الأستاذ الرئيس يعني ابن العميد والأستاذ أبو
القاسم يعني عبد العزيز بن يوسف وأبو إسحاق يعني الصابئ ولو
شئت لذكرت الرابع يعني نفسه.
وقيل إن أول من قال في خطبته أما بعد هو قس بن ساعدة
الأيادي ولكن الصاحب افتتح بعض رسائله بقوله اما قبل وعقبه بقوله
أما بعد فكتب إلى بعضهم تهنئة بمتجدد نعمة اما قبل أطال الله بقاء
سيدي فالحمد لله مولي النعم ومسدي المنح منه ابتداء الاحسان واليه مرجع
الشكر آخر الزمان وصلى الله على النبي محمد وآله الأخيار وأما بعد فهنا
الله سيدي الموهبة التي ساقها إليه ومد رواقها عليه. وقال في موضع آخر
وبعد وقبل فهذا الشريف حسن الهدى والستر جميل الطريقة والامر.
(٣٥٢)

ولوعه بالسجع والجناس
كان الصاحب مولعا بالسجع والجناس كثيرا يعلم ذلك من تتبع
كلامه كقوله الحشم والخدم والغاشية والحاشية والمرتبة والمصطبة والطاق
والرواق والمجالس والطنافس والإنصاف والاسعاف والاتحاف والأطراف
والموهبة والمقاربة والمؤنسة والمقابسة وقوله الرأي أقومه أحكمه وأشده أسده
وهو يراعي السجع أيضا في أجزاء الجملة كقوله الموهبة التي ساقها إليه ومد
رواقها عليه وقوله فاجرى جياده غرا وقرحا وأورى زناده قدحا فقدحا.
وقوله: تهضمه شغفا ببلدتك وتظلمه كلفا باهل جلدتك وقوله أطع سلطان
النهي دون شيطان الهوى وقوله ومن أساء جوارها راكبا هواه وأخفى منارها ناكبا عن
منحاه.
وفي معجم الأدباء قال أبو حيان التوحيدي: كان كلفه بالسجع في
الكلام والقلم عند الجد والهزل يزيد على كلف كل من رأيناه في هذه البلاد
قلت لابن المسيبي أين يبلغ ابن عباد في عشقه للسجع قال يبلغ به ذلك لو
أنه رأى سجعة تنحل بموقعها عروة الملك ويضطرب بها حبل الدولة ويحتاج
من أجلها إلى غرم ثقيل وكلفة صعبة وتجشم أمور وركوب أهوال لما كان
يخف عليه أن يفرج عنها ويخليها بل يأتي ويستعملها ولا يعبأ بجميع ما
وصفت من عاقبتها انتهى.
وقال صاحب معاهد التنصيص عزل الصاحب عاملا بقم فكتب
إليه: أيها العامل بقم قد عزلناك فقم انتهى ويقال أن هذا القاضي قال
ليس لي ذنب يوجب عزلي وما عزلني إلا السجع وفي معجم الأدباء قال ذو
الكفايتين ابن العميد خرج ابن عباد من عندنا من الري متوجها إلى
أصفهان ومنزله ورامين وهي قرية كالمدينة فجاوزها إلى قرية غامرة وماء ملح
لا لشئ الا ليكتب الينا: كتابي هذا من النوبهار يوم السبت نصف النهار
انتهى وينقسم نثره لي إلى قسمين أحدهما توقيعاته وأجوبته وكلماته
القصار والثاني رسائله.
توقيعاته
له توقيعات ظريفة في اليتيمة حدثني أبو الحسن علي بن محمد
الحميري قال رفع الضرابون إلى الصاحب من دار الضرب قصة في ظلامة
مترجمة بالضرابون فوقع تحتها في حديد بارد قال وكتب اليه بعضهم
رقعة أغار فيها على رسائله وسرق جملة من ألفاظه فوقع تحتها هذه بضاعتنا
ردت الينا ووقع في رقعة استحسنها أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون
ووقع في كتاب بعض مخالفيه ويل لهم مما كتبت أيديهم وويل مما يكسبون
ووقع في رقعة أبي محمد الخازن وكان ذلك مغاضبا ثم كتب اليه يستأذن في
معاودة حفرته ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين وفعلت فعلتك
التي فعلت وكتب اليه أبو العباس الضبي يشفع بأبي محمد الخازن فورد اليه
هذا التوقيع: ذكر مولاي أدام الله عزه عود أبي محمد الخازن أيده الله للفناء
الذي فيه درج والوكر الذي منه خرج وقد علم الله أن إشفاقي عليه في
اغترابه لم يكن بأقل منه عند ايابه فان أحب أن يقيم مديدة يقضي فيها وطر
الغائب ويضع معها أوزار الآيب فليكن في ظل من مولانا ظليل ورأي منه
جميل، وبر من ديواننا جليل وان حفزه الشوق فمرحبا بمن قربته التربية لدينا
فأفسدته العزة علينا وردته التجربة الينا وسبيله أن يرفد بما يزيل شغل قلبه
بعياله ويعينه على كل ارتحاله إن شاء الله تعالى. قال وعرض على أبي الحسن
الشقيقي البلخي توقيع الصاحب اليه في رقعة من نظر لدينه نظر لدنياه فان
آثرت العدل والتوحيد بسطنا لك الفضل والتمهيد وإن أقمت على الجبر
فليس لكسرك من جبر ووقع في رقعة بعض خطاب الأعمال: التصرف لا
يلتمس بالتكفف إن احتجنا إليك صرفناك والا صرفناك ودفع اليه بعض
منهي الأخبار أن رجلا ممن ينطوي له على غير الجميل يدخل داره في غمار
الناس ثم يتلوم على استراق السمع فوقع: دارنا هذه خان يدخلها من وفى
ومن خان قال: سمعت الامام أبا الفضل الميكالي يقول كتب بعض العمال
رقعة إلى الصاحب في التماس شغل وفي الرقعة فان رأى مولانا أن يأمر
باشغالي ببعض أشغاله، فوقع تحتها: من كتب إشغالي لا يصلح لأشغالي
أقول وذلك لأنه يقال شغله لا أشغله لأنه متعد بنفسه قال وسمعت أبا
النصر محمد بن عبد الجبار العتبي يقول كتب بعض أصحاب الصاحب
رقعة إليه في حاجة فوقع فيها ولما ردت اليه لم ير فيها توقيعا وقد تواترت
الأخبار بوقوع التوقيع فيها فعرضها على أبي العباس الضبي فما زال يتصفحها
حتى عثر بالتوقيع وهو ألف واحدة وكان في الرقعة فان رأى مولانا أن ينعم
بكذا فعل فاثبت الصاحب أمام فعل ألفا يعني افعل وقال حدثني أبو منصور
اللجيمي الدينوري قال أهدى العميري قاضي قزوين كتبا وكتب معها:
للعميري عبد كافي الكفاة * ومن اعتد في وجوه القضاة
خدم المجلس الرفيع بكتب * مفعمات من حسنها مترعات
فوقع تحتها:
قد قلبنا من الجميع كتابا * ورددنا لوقتها الباقيات
لست أستغنم الكثير فطبعي * قول خذ ليس مذهبي قول هات
وقال وكتب اليه بعض العلوية يخبره بأنه رزق مولودا ويسأله أن
يسميه ويكنيه فوقع في رقعته أسعدك الله بالفارس الجديد السعيد فقد والله
ملأ العين قرة والنفس مسرة مستقرة والاسم علي ليعلي الله ذكره والكنية أبو
الحسن ليحسن الله أمره فاني أرجو له فضل جده وسعادة جده وقد بعثت
لتعويذه دينارا من مائة مثقال قصدت بها مقصد الفال رجاء أن يعيش مائة
عام ويخلص خلاص الذهب الابريز من نوب الأيام والسلام قال وكتب اليه
أبو منصور الجرجاني:
قل للوزير المرتجى * كافي الكفاة الملتجي
إني رزقت ولدا * كالصبح إذ اثبلجا
لا زال في ظلك ظل * المكرمات والحجى
فسمه وكنه * مشرفا متوجا
فوقع تحتها:
هنئته هنئته * شمس الضحى بدر الدجى
فسمه محسنا * وكنه أبا الرجا
قال وعرض علي بعض الأصبهانيين رقعة لأبي حفص الوراق
الأصبهاني قد أخذ منها البلى وفيها توقيع الصاحب وهذه نسختها: لولا أن
الذكرى أطال الله بقاء مولانا الصاحب تنفع المؤمنين وهز الصمصام تعين
المصلتين لما ذكرت ذاكرا ولا هززت ماضيا ولكن ذا الحاجة لضرورته
يستعجل النجح ويكد الجواد السمح وحال عبد مولانا أدام الله تأييده في
الحنطة مختلفة وجرذان داره عنها منصرفة فان رأى أن يخلط عبده بمن
(٣٥٣)

أخصب رحله ولم يشد رحله فعل وهذه نسخة التوقيع: أحسنت أبا حفص
قولا وسنحسن فعلا فبشر جرذان دارك بالخصب وآمنها من الجدب فالحنطة
تأتيك في الأسبوع ولست عن غيرها من النفقة بممنوع إن شاء الله تعالى.
أجوبته وكلماته القصيرة
قال بعض ندمائه كنت يوما بين يديه فقدم البطيخ فقلت لا مترك
فقال بالعجلة لمترك وكنت أريد أن أقول لا مترك للبطيخ فسبقني إلى التبادر
بهذا التجنيس في القاموس المتر القطع ومتر بسلحه رمى به وكان الصاحب
أراد أحد هذين أو غيرهما وفي اليتيمة حدثني أبو منصور البيع قال دخلت يوما
على الصاحب فطاولته الحديث فلما أردت القيام قلت لعلي طولت فقال بل
تطولت قال وحدثني أبو سعد نصر بن يعقوب قال كان الصاحب يقول
بالليالي لجلسائه إذا أراد أن يبسطهم ويؤنسهم نحن بالنهار سلطان وبالليل
إخوان قال وحدثني أبو النصر العتبي قال سمعت أبا جعفر دهقان ابن ذي
القرنين يقول قدمت إلى الصاحب هدية أصحبنيها الأمين أبو علي محمد بن
محمد برسمه واعتذرت اليه بان قلت إنها إذا نقلت إلى حضرته من
خراسان كانت كالتمر ينقل إلى كرمان فقال قد ينقل التمر من
المدينة إلى البصرة على جهة التبرك وهذه سبيل ما يصحبك وحكي أنه خرج
من بديع الزمان الهمذاني ريح في مجلس الصاحب فقال الهمذاني هذا صرير
التخت فقال الصاحب أخشى أن يكون صفير التخت فخجل ويقال أن هذه
الخجلة كانت سبب مفارقته لتلك الحضرة وخروجه إلى خراسان قال
الثعالبي وقرأ بحضرته والعاديات بأقبح قراءة فنام الصاحب تبرما به
فخرجت من القارئ ريح انتبه الصاحب لصوتها وقال نومتني بالعاديات
ونبهتني بالمرسلات وفي معجم الأدباء قال أبو حيان حدثني محمد بن المرزبان
قال كنا بين يديه ليلة فنعس وأخذ إنسان يقرأ سورة الصافات فاتفق أن
بعض هؤلاء الأجلاف من أهل ما وراء النهر نعس أيضا فخرجت منه ريح
منكرة فانتبه وقال يا أصحابنا نمنا على والصافات وانتبهنا على والمرسلات قال
وهذا من نوادره وملاحاته قال وحدثني أيضا قال انفلت ليلة أخرى ريح من
بعض الحاضرين وهو في الجدل فقال على حدته كانت بيعة فلان خذوا فيما
أنتم فيه يعني فلتة قال وقال قوم من أهل أصبهان لابن عباد لو كان القرآن
مخلوقا لجاز أن يموت ولو مات القرآن في آخر شعبان
بما ذا كنا نصلي التراويح في رمضان قال لو مات القرآن كان
رمضان يموت أيضا ويقول لا حياة لي بعدك ولا تصلي التراويح
ونستريح. وقال أبو حفص الوراق للصاحب أن جرذان بيتي يمشين
بالعصي هزالا فقال بشرهن بمجئ الحنطة وفي نزهة الألباء يحكى أنه دخل
عليه رجل فقال له من أين أنت فقال من پنج ده وهي بالفارسية خمس قرى
فقال له الصاحب: يحمق من كان من قرية واحدة فكيف من كان من خمس
قرى. وفي اليتيمة: حدثني بديع الزمان أبو الفضل الهمذاني قال: لما أدخلني
والدي إلى الصاحب ووصلت إلى مجلسه واصلت الخدمة بتقبيل الأرض فقال
لي: يا بني اقعد كم تسجد كأنك هدهد. قال: وقال يوما لبعض من تأخر
عن مجلسه لعله وجدها ما الذي كنت تشتكيه قال الحما قال قه يعني
الحماقة فقال وه يعني القهوة قال المؤلف كأنه قال الحما بفتح الحاء
وتخفيف الميم وأراد الحمى بضم الحاء وتشديد الميم غلطا وجهلا فلذلك تمم
له الصاحب قوله بما دل على الحماقة فاستدرك هو بان ضم إلى قه وه فصار
قهوة ليدفع ما اراده الصاحب. وفي النزهة فاستحسن ذلك منه وخلع عليه.
ومر أنه قال لرجل من أهل سمرقند ما تقول في القرآن فقال إن كان مخلوقا
كما تزعم فما ذا ينفعك وإن كان غير مخلوق كما يزعم خصمك فما ذا يضرك؟
فقال: أنت لم تخرج من خراسان بعد فنهض الرجل وكان ليلا فقال له: إلى
أين؟ بت هاهنا فقال أنا لم أخرج من خراسان بعد فكيف أبيت بالري.
وفي اليتيمة: سمعت أبا الحسن العلوي الهمذاني الوصي يقول: لما توجهت
تلقاء الري في سفارتي إليها من جهة السلطان فكرت في كلام ألقى به
الصاحب فلم يحضرني ما أرضاه وحين استقبلني في العسكر وأفضى عناني
إلى عنانه جرى على لساني ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم فقال:
إني لأجد يح يوسف لولا أن تفندون ثم قال مرحبا بالرسول ابن الرسول
الوصي ابن الوصي. واستأذن عليه الحاجب يوما لانسان طرسوسي فقال
الطر في لحيته والسوس في حنطته. وسال الصاحب أبا الحسين الربعي عن
مسالة فأجاب جوابا أخطأ فيه فقال له أصبت فقبل الأرض بين يديه شكرا
فلما رفع رأسه قال عين الخطا. وأنفذ إليه ابن فارس
من همذان كتاب الحجر من تأليفه فقال رد الحجر من حيث جاءك ثم لم تطب نفسه بتركه فنظر فيه
وأمر له بصلة. وقال لرجل رفع اليه قصة وهو يكثر الكلام: هذا رفع
القصص لأرفع القصص الأولى بالكسر والثانية بالفتح.
من كلماته القصيرة
في مسودة الكتاب: ومما يؤثر عنه من الكلمات القصار قوله: من لم
تهذبه الإقالة هذبه العثار ومن لم يؤدبه والداه أدبه الليل والنهار.
من اليتيمة
من استماح البحر العذب استخرج اللؤلؤ الرطب، من طالت يده
بالمواهب امتدت اليه ألسنة المطالب، من كفر النعمة استوجب النقمة، من
نبت لحمه على الحرام لم يحصده غير الحسام من غرته أيام السلامة حدثته
ألسن الندامة، من لم يهزه يسير الإشارة لم ينفعه كثير العبارة، رب لطائف
أقوال تنوب عن وظائف أموال، الصدر يطفح بما جمعه وكل إناء مؤد ما
أودعه اللبيب تكفيه اللمحة وتغنيه اللحظة عن اللفظة الشمس قد تغيب ثم
تشرق والروض قد يذبل ثم يورق والبدر يافل ثم يطلع والسيف ينبو ثم
يقطع. العلم والجهل بالتناكر. إذا تكرر الكلام على السمع تقرر في
القلب. الضمائر الصحاح أبلغ من الألسنة الفصاح. الشئ يحسن في ابانه
كما أن الثمر يستطاب في أوانه. الآمال ممدودة والعواري مردودة. الذكرى
ناجعة وكما قال الله تعالى نافعة. متن السيف لين ولكن حده خشن ومتن
الحية الين ونابها أخشن. عقد المنن في الرقاب لا يبلغ إلا بركوب
الصعاب. بعض الحلم مذلة وبعض الاستقامة مزلة. كتاب المرء عنوان
عقله بل عيار قدره ولسان فضله بل ميزان علمه. انجاز الوعد من دلائل
المجد واعتراض المطل من امارات البخل وتأخير الاسعاف من قرائن
الاخلاف. خير البر ما صفا وضفا وشره ما تأخر وتكدر. فراسة الكرم لا
تبطئ وقيافة الشر لا تخطئ. قد ينبح الكلب القمر فليلقم النابح الحجر.
كم متورط في عثار رجاء أن يدرك بثار. بعض الوعد كنقع الشراب وبعضه
كلمع السراب. قد يبلغ الكلام حيث تقصر السهام. ربما كان الاقرار
بالقصور أنطق في لسان الشكور. وربما كان الإمساك عن الإطالة أوضح من
الإبانة والدلالة. لكل امرئ أمل ولكل وقت عمل. إن نفع القول الجميل
وإلا نفع السيف الصقيل. شجاع ولا معمر ومندوب ولا كصخر. لا
يذهبن عليك تفاوت ما بين الشيوخ والأحداث والنسور والبغاث. كفران
النعم عنوان النقم. جحد الصنائع داعية القوارع. تلقي الاحسان بالجحود
تعريض النعم للشرود. قد يقوى الضعيف ويصحو النزيف ويستقيم المائد
(٣٥٤)

ويستيقظ الهاجد. للصدر نفثة إذا أخرج. وللمرء بثة إذا أحوج. ما كل
امرئ يستجيب للمراد ويطيع يد الارتياد. قد يصلى البرئ بالسقيم
ويؤخذ البر بالأثيم. ما كل طالب حق يعطاه ولا كل شائم مزن يسقاه إن
الأحداث لا رياضة لهم بتدبير الحوادث إن السنين تغير السنن. من ثقلت
عليه النعمة خف وزنه. ومن استمرت به الغرة طال حزنه أطع سلطان
النهي دون شيطان الهوى انتهى.
ومن اليتيمة أيضا
وجدت حرا يشبه قلب الصب ويذيب دماع الضب. علي أن أقول
وما علي القبول. لا أعترض بين الشمس والقمر والروض والمطر. أكره أن
أمل وقد قصدت أن أجل. واعق وقد قصدت أن أقضي بالحق. مرحبا
بزائر لباسه حرير وأنفاسه عبير زائر وجهه وسيم وريحه نسيم وفضله جسيم.
فلان بين سكرى الشباب والشراب. غصن طلعه نضير وليس له نظير. خط
أحسن من عطفات الاصداع وبلاغة كالامل آذن بالبلاع. فقر كما جيدت الرياض
وفصول كما تغازلت المقل المراض. ألفاظ كما نورت الأشجار ومعان كما تنفست
الأسحار. نثر كنثر الورد ونظم كنظم العقد. كتابك رقية القلب السليم.
وغرة العيش البهيم كلام يدخل على الأذن بغير أذن. فلان كريم ملء لباسه.
موفق مد أنفاسه ذو جد كعلو الجد. وهزل كحديقة الورد. عشرته ألطف
من نسيم الشمال على أديم الزلال. وألصق بالقلب من علائق الحب.
شكره شكر الأسير لمن أطلقه والمملوك لمن أعتقه. أثنى عليه ثناء العطشان
الوارد على الزلال البادر. قلب نغل وصدر دغل. وعده برق خلب وروغان
ثعلب. فلان يتعلق بأذيال المعاذير. ويحيل على ذنوب المقادير. وأما شيخنا
أبو القاسم الزعفراني أيده الله فصورته لدي صورة الأخ أو وده أرسخ ومحله
محل العم أو اشتراكه أعم. وأما قصيدة أبي طاهر بن أبي الربيع فأحسن من
الربيع. وإنها وثيقة الجزالة أنيقة الأصالة. تنطق عن أدب ممهد الأسر شديد
الأزر. وله عندنا أسلاف بر أرجو ان لا تبقى في ذمتنا حتى نقضيها. فوعد
الكريم ألزم من دين الغريم. خط أبي الفرج يبهر الطرف ويفوت الوصف
ويجمع صحة الأقسام ويزيد في نخوة الأقلام. فلان أثقل من القدح الأول.
هما خليطان من ماء الغمامة والخمر. دارك لي جنة ولكن بوابها مالك
الجحيم. وطئ النجم بقدمه وسبق القدر بتقدمه. نشط مولانا لتناول ما
يستمد الأنس ويستجلب البشر ويشرح الصدر ما يجمع شمل الإخوان
ويفرق نوازع الأحزان. النثر يتطاير تطاير الشرر. والنظم يبقى كالنقش في
الحجر. ريق العذول سم قاتل. رب عذول في ظاهر أهل السمت وباطن
أهل السبت. وقال في عبد الصمد بن بابك: وأما ابن بابك وكثرة غشيانه
بابك. فإنما تغشى منازل الكرام والمنهل العذب كثير الزحام. خط كالمقل
المراض. والاقبال بعد الأعراض. ألفاظ كغمزات الألحاظ. ومعان كأنها
قلب عان. استعارت حلاوة العتاب بين الأحباب. واستقرت تشاكي
العشاق يوم الفراق. ألفاظ لها من الهواء رقته ومن الماء سلاسته. ومن
السحر نفثته. ومن الشهد حلاوته. كلام كبر الشباب وبرد الشراب. كلام
يهدي إلى القلب روح الوصال. ويهب على النفس هبوب الشمال. ألفاظ
حسبتها لرقتها منسوخة من صحيفة الصبي. وظننتها لسلاستها مكتوبة من
املاء الهوى. كلام كما هب نسيم السحر على صفحات الزهر. ولذة طعم
الكرى بعد نزح السهر. كلام يقطر صرفا ويمزح الراح لطفا. كلام كنسيم
الصبا وعهد الصبي. كلام هو سمر بلا سهر. وصفو بلا كدر. كتاب
أوجب من الاعتداد وأوفر من الأعداد. وأودع بياض الوداد سواد الفؤاد.
كتاب انساني سماع الأغاني من مطربات الغواني. كتاب رأيت فيه ساعة
الأوبة على المسافر وبرد الليل على المسامر. كتاب شممته شم الولد وألصقته
بالقلب والكبد. كتاب مطلعه مطلع أهلة الأعياد. وموقعه نيل المراد. وقال
في شعر عضد الدولة. قرأت الأبيات التي أسفر عنها طبع المجد وألقاها بحر
العلم على لسان الفضل. فعلمت كيف تنكسر الزهر على الحدائق. وكيف
يغرس الدر في أرض المهاوق. تذكرت أياما فتذكرت سحرا وسيما وعيشا
جسيما. وراحا وريحانا وخيرا عميما وابتهاجا مقيما وأياما حسنة فكأنها أعراس
وقصيرة فكأنها أنفاس.
ومن ديوان الرسائل
إخاء المودة الخاصة فوق الرحم الماسة.
ومن غير اليتيمة
اعلم الملوك يحتاج إلى وزير. وأشجع الناس يحتاج إلى سلاح. وأجود
الخيل يحتاج إلى سوط. وأجود الشفار يحتاج إلى مسن. مثل الملك الصالح
إذا كان وزيره فاسدا كالماء الصافي النمير العذب الذي فيه التماسيح فلا
يستطيع الإنسان وروده وإن كان سابحا والى الماء ظامئا حذرا على نفسه.
إذا أدبر الأمر كان العطب في الحيلة. أحسن ما يكون الحسن بجنب
القبيح. ثلاثة تدل على عقول أربابها الهدية والكتاب والرسول. ما أحد رأى
في ولده ما يحب إلا رأى في نفسه ما يكره. الصبر على حقوق الثروة أشد من
الصبر على ألم الحاجة. الرزق مقسوم والحريص محروم والحسود مغموم
والبخيل مذموم. إذا كان الايجاز كافيا كان الاكثار عينا. وإذا كان الايجاز
مقصرا كان الاكثار أبلغ. الخراج عمود الملك وما استقبل بمثل العدل وما
استدبر بمثل الجور. إذا لم أعط الا مستحقا فكأني أعطيت غريما. مثل
الكاتب مثل الدولاب إذا تعطل تكسر. القلم الردئ كالولد العاق وكالأخ
المشاق. التصرف أعلى وأسنى والتعلل أعفى وأصفى. ذل العزل يضحك
من تيه الولاية. الولاية وكل مدح والعزل وكل ذم. موت في عز خير من
حياة في ذل. الحرب سجال وعثرتها لا تقال. المكيدة أبلغ من النجدة
والكيد أبلغ من الأيد. المكر حيلة من لا حيلة له. السلاح ثم الكفاح.
السلاح زينة وعدة. السلاح جنة الأبدان ووقاية الأنفس. قد يجبن الشجاع
بلا سلاح ويشجع الجبان بالسلاح لا تمنع عدوك السبيل في هزيمته. احتل للشمس
والريح أن تكونا معك لا عليك. إذا ابتليت بالبيات فعليك بالثبات. محرض خير
من ألف مقاتل. الليل جنة الهارب. الفرار في وقته ظفر. الحرب أولها كلام
وآخرها اصطلام. إن الجبان حتفه من فوقه. عصا الجبان أطول. القلم
أحد اللسانين. عقول الرجال تحت أسنة أقلامهم. صورة الخط في الأبصار
سواد وفي البصائر بياض. رداءة الخط زمانة الأدب. القلم صائغ الكلام
يفرع ما يجمعه القلب، ويصوع ما يمسكه اللب. من طلب الري من
الفرات لم يخش الظمأ في ورده، ومن قصد الكريم برجائه لم يحاذر الخيبة في
قصده. من لم يتحرز من المكايد قبل هجومها لم يعنه الأسف عند وقوعها.
الناس بالذم أعلق وروائحه بالحفظ أعبق. الاعتدال أعدل والطريق الوسط
أمثل. الرأي أقومه أحكمه وأشده أسده. رب اجتهاد أبلغ من جهاد،
ومكايد دقيقة المسارب أنكى من حداد صقيلة المضارب، ولطائف أقوال
تنوب عن وظائف أموال. وثبات عقول وعقود أوقع من بيات جيوش
وجنود. غش الكافي أحمد من نصح الناقص. الثناء الجميل لسان الساعي
والبشر الحسن عنوان المعالي. الاحجام في مواطنه كالاقدام في مواضعه
(٣٥٥)

والترك في أماكنه كالأخذ في مواضعه. الراحة حيث تعب الكرام أودع لكنها
أوضع، والقعود حيث قام الأحرار أسهل لكنه أسفل. اللبيب من الايماء
يكفيه والايحاء يغنيه واللفظة تجزيه واللمحة تؤثر فيه. السيد لا يروع
القطيع بأرضه، والأسد لا يعدو على الفريسة في ظله. الوقوف في مدارج
التهم ذنب عظيم والدخول في شبهات الظن داء عقيم. الطاعة سعيدة
المطلع حميدة المرجع والعصيان ذميم الفاتحة وخيم العاقبة. الثعالب لا تجسر
على أخياس الأسود. والأرانب لا تقدم على أغيال الليوث. إن الجبال الشم
والأطواد الصم لا تمال بحصبات القاذف ولا تحال بجمرات الحاذف. الرجل
الحول من ثنى أزمة الأعداء عن الشحناء إلى المودة والصفاء. لا من أحال
الصديق ذا الإخاء إلى حال الهجرة والبغضاء. الاغفال لا تؤمن عواقبه بل
تحذر مصايبه. تجارة الافضال رابحة وصفقة الاحسان راجحة. الشمس
تحيي نورا ولكنها تقتل حرا. والماء يروي وقد يفيض فيردي. خير الوعظ ما
قضى بالارتداع قبل الايقاع، وبالانزجار قبل الإنكار. اصطناع الأراذل
وصمة في وجود الأفاضل. لا بد للسرى على قمر وللربى من مطر. هل
يثبت التصنع الا بقدر الاستكشاف، ويستقر التعمل الا ريث الاستشفاف.
لكل أمر أجل ولكل وقت رجل. عريسة الأسد ليست من أماكن النقد. ما
انتفع بعلم رجل لم ينتفع بظنه، ولا بفهم امرئ لم يصب بوهمه.
طلوع الشمس في ضمان غروبها، ومكاره الأيام في أعقاب محبوبها، وعواري
الليالي على شرف ارتجاعها، وودائع الدهر يعرض انتزاعها. المكاتبة نظام
الصلة وقوام المقة وملاك المسرة وعماد المبرة. دقيق علوم النجوم لا يدرك
وجليله كثير الكذب.
نموذج من كلامه ورسائله مأخوذ من المنقول عن ديوان رسائله المخطوط في
وصف رسول الله ص
خيرة الله من خلقه، والهادي إلى حقه، والمنبه على حكمه، والداعي
إلى رشده، والمؤيد من عنده، والمحتج به على جنه وانسه مختار من أكرم
المنابت، منتخب من أشرف العناصر، مرتضى من أعلى المحاتد، موثر من
أعظم العشائر، معضود بالمعجزات الغر، مرفود بالدلالات الزهر، لا تخبو
ناره ولا يوضع مناره، ولا يتحيف سناه وسناؤه، هدي به الخلق من ضلالة
سوداء دهماء، وعلموا به من جهالة ربداء جهلاء، مبارك مولده، سعيد
مورده، قاطعة حجته، سامية درجته، ساطع صباحه متوقد مصباحه، مظفرة
حروبه ميسرة خطوبه، نسخت بملته الملل، وبشرعته الشرع، وبنحلته
النحل، وبكلمته الكلم، وبامته الأمم، وبسنته السنن، قد أفرد بالزعامة
وحده، وختم بالا نبي بعده، فاستوفت دعوته شرق الأرض وغربها،
ومسحت بر الدنيا وبحرها، وأذعنت لها سود الرجال وحمرها، وذلت لعزته
صيد الملوك وكبرها، وصار المخالفون سرا، يضطرون إلى اعتزاء اليه جهرا،
يفصح بشعاره على المنابر، وبالصلاة عليه في المحاضر، وتعمر بذكره صدور
المساجد والمنابر، ويستوي في التطامن لأمره حالتا الغائب والحاضر والوارد
والصادر لم يكتب كاتب إلا ابتدأ مصليا عليه، ولم يختم إلا برد السلام
والتحية اليه، ذلك سيد الأولين والآخرين، رسول الله صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه أجمعين.
في وصف علي بن أبي طالب ع
إسلامه سابق ومحله سامق ومجده باسق وذكره نجم طارق وسيفه قدر
وبارق و علمه بحر دافق وإمامته لواء خافق. ونظير هارون عند المشاكلة،
وباب المدينة عند المشابهة، بدر يوم بدر بل شمسه، وأخو المصطفى بل
نفسه، مصلي القبلتين والهاشمي من الهاشميين كفؤ أشرف النسم وأكرم
الكرائم في الأمم، نسله أعز نسل وأصله أفضل أصل، به تحل المشكلات وإليه
ترجع المعضلات، ولداه الشمس والقمر ولولا علي لهلك عمر، سيفه أم
الآجال ورمحه يتم الأطفال، وحملته رفع السدود وصولته كسر البنود، قوى
الله به أزر المسلمين وأفشى القتل في المشركين، قسيم الجنان وباب الرحمة
والرضوان، ثاني أصحاب الكسا في أذهاب الرجس وحامل لواء الحمد عن
يمين العرش، وصاحب الحوض يسقي من شايع وبايع ويمنع من ناصب
ونازع، ذاك أمير المؤمنين صلوات الله تختص أوصافه عن المشاركة وتخلص
نعوته عن المزاحمة.
وكتب يصلح بين الأشراف العلوية بقزوين
الحمد لله رب العالمين وصلاته على خيرته محمد وعترته. وقد علم
الشريفان أن الصلح تجتمع أطرافه وتحرس أكنافه، باطراح الضغائن وتسوية
الظواهر والبواطن، والأخذ بالخلق السمح وترك المشاحة والشح. وأن
المعارة تورث التباعد وتزيل التعاون والترافد، والاشراف العلوية بقزوين
بينهم وبين سائر الطوائف شحناء لا تكاد تسقط جمراتها ولا تنجلي غمراتها،
وقد كتبت في ذلك كتابا أرجوه يجمع على الألفة ويحرس من الفرقة، وينظم
على ترك المنازعة والجنوح إلى الموادعة، فان المهادنة تجمل
بين الملتين فكيف بين النحلتين، والله نسأل توفيقا لأنفسنا ولهم. وإذا عرفت لما يجري من
ذلك تأويلا وإن كان ضعيفا فليت شعري لم بين آل أبي طالب أيدهم الله
تماد وتباغض وتناء وترافض، وشر قد تعدى إلى إراقة الدم وقطع العصم
ونسيان الذمم وبيت الرسالة يجمعهم وظل النبوة يكنفهم ورحم الوصية
تؤلفهم، وهل ذلك إلا من حبائل الشيطان ومكائده ونزعاته ومراصده، وقد
اعتمدت الشريفين لأمرين عظيمين أولهما وأولاهما إزالة هذا التنازع
والتقاطع، بين بني العم حتى يكونوا متوازرين متعادلين اخوانا متقابلين،
وإن احتاج بعض إلى احتمال ضيم لبعض والتزام هضيمة وغض، فالدين
يقتضي ذلك اقتضاء لا رخصة في تركه ولا تأويل في حله ولا عذر في
هجره، وأنا أتوقع ما يكون من هؤلاء الأشراف أيدهم الله في الاستجابة لما
رسمت والتزام ما ألزمت، ومن الشريفين أيدهما الله في إصلاح ذات البين
والصبر على إيقاع الاتفاق ورفع الافتراق واستعادة الائتلاف وإماطة
الاختلاف إن شاء الله تعالى.
من كتاب يعزي به أبا عن ولده
هو الدهر فلا تعجب من طوارقه ولا تنكر هجوم بوائقه عطاؤه في
ضمان الارتجاع وحباؤه في قران الانتزاع فلا القلق ينفع ولا الحيلة تدفع ولا
الفدية تقبل ولا البلية تمهل وكل ذلك يزيد المؤمنين إيمانا فيعلم أن الأمر كله
لمن يغلب ولا يغلب وابنك وإن كان طهرا فقد عاد أجرا فأحسن العزاء
وأجمل الرجعى فما عند الله خير وأبقى. واعلم أن الناس قبلك فجعوا
فجزعوا ثم لم يرد التسلب من مات ولم يرجع التهالك كل من فات. فعادوا
إلى التسليم. وفوضوا إلى القادر الحكيم. وإن المرء ليقدم السلوة فيجبر
مصابه كما يؤخرها فيحبط ثوابه. أخذ الله بك إلى ما هو أولى بسنك ودينك
والله أسال لك ولنفسي التوفيق والتسديد إنه فعال لما يريد.
(٣٥٦)

تهنئة ببنت
من اليتيمة: أهلا وسهلا بعقيلة النساء وأم الأبناء وجالبة الأصهار
والأولاد الأطهار والمبشرة باخوة يتناسقون نجباء يتلاحقون:
فلو كان النساء كمثل هذي * لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث لاسم الشمس عيب * ولا التذكير فخر للهلال
فادرع يا سيدي اغتباطا واستأنف نشاطا فالدنيا مؤنثة والرجال
يخدمونها والذكور يعبدونها والأرض مؤنثة ومنها خلقت البرية وفيها كثرت
الذرية والسماء مؤنثة وقد زينت بالكواكب وحليت بالنجم الثاقب، والنفس
مؤنثة وبها قوام الأبدان وملاك الحيوان والحياة مؤنثة ولولاها لم تتصرف
الأجسام ولا عرف الأنام، والجنة مؤنثة وبها وعد المتقون ولها بعث المرسلون
فهنيئا هنيئا ما أوليت وأوزعك الله شكر ما أعطيت وأطال بقاك ما عرف
النسل والولد وما بقي الأمد وكما عمر لبد.
رقعة في ذكر مصحف أهدي إليه
البر أدام الله الشيخ أنواع فان يكن فيها ما هو أكرم منصبا وأشرف
منسبا فتحفة الشيخ إذ أهدى ما لا تشاكله النعم ولا تعادله القيم كتاب الله
وبيانه وكلامه وفرقانه ووحيه وتنزيله ومعجم رسول الله ص ودليله طبع
دون معارضة على الشفاه وختم على الخواطر والأفواه فقصر عنه الثقلان
وبقي ما بقي الملوان لائح سراجه واضح منهاجه منير دليله عميق تأويله
يقصم كل شيطان مريد ويذل كل جبار عنيد. وحقا أقول إني لا أحسب
أحدا ما خلا الملوك جمع من المصاحف ما جمعت وإن هذا المصحف لزائد
على جميعها:
لقد أهديته علقا نفيسا * وما يهدي النفيس سوى النفيس
من كتاب له إلى ابن العميد جوابا عن كتابه اليه في وصف البحر
في اليتيمة: كان أبو بكر الخوارزمي يحفظه وكثيرا ما كان يقرأه ويعجب
السامعون من فصاحته ولم أره يحفظ من الرسائل غيره: وصل كتاب الأستاذ
الرئيس صادرا عن شط البحر بوصف ما شاهد من عجائبه وعاين من
مراكبه، ورآه من طاعة آلاته للرياح كيف ارادتها، واستجابة أدواتها لها متى
نادتها، وركوب الناس أشباحها، والخوف بمرأى ومسمع والمنون بمرقب
ومطلع، والدهر بين أخذ وترك والأرواح بين نجاة وهلك، إذا فكروا في
المكاسب الخطيرة هان عليهم الخطر، وإذا لاحت لهم غرر المطلب الكثيرة
حبب إليهم الغرر، وعرفت ما قاله من تمنيه كوني عند ذلك بحضرته
وحصولي على مساعدته، ومن رأى بحر الأستاذ كيف يزخر بالفضل
وتتلاطم فيه أمواج الأدب والعلم لم يعتب على الدهر فيما يفيته من منظر
البحر، ولا فضيلة له عندي أعظم من إكبار الأستاذ لأحواله واستعظامه
لأهواله، كما لا شئ أبلغ في مفاخره وأنفس في جواهره، من وصف
الأستاذ له فاني قرأت منه الماء السلسال لا الزلال والسحر الحرام لا الحلال،
وقد علم أنه كتب ولما يخطر بفكره سعة صدره، فلو فعل ذلك لرأى البحر
وشلا لا يفضل عن التبرض وثمدا لا يكثر عن الترشف:
وكم من جبال جبت تشهد أنك * الجبال وبحر شاهد أنك البحر
تعزية بموت أب وتهنئة بزواج أم
وقد مر له أن انتقد من زوج أمه وذمه واستهان به وهنا يهنئه وما ذلك
الا لاختلاف مقتضيات الأحوال:
الأيام أطال الله بقاءك تجري على أنحاء مختلفة وشعب متفرقة
وأحكامها تتفاوت بيننا بما يسوء ويسر وينفع ويضر، وبلغني من نفوذ قضاء
الله في شيخك رحمه الله ما أزعجني وأبهم طرق السلوة دوني، وإن كان من
خلفك غير خارج عن مزية الأحياء، ولا حاصل في زمرة الأموات، والله
ياسو كلمك ويسد ثلمك، وقد فعل ذلك بان أتاح الله لك بعد أبيك أبا لا
يقصر عنه شفقة عليك وحنوا وإيثارا لك وبرا، وقد لعمري وفقت حين
وصلت بحبلك حبله، وأسكنت الكبيرة حرسها الله تعالى ظله، لئلا تفقد
من الماضي عفا الله عنه إلا شخصه فالحمد لله الذي أرشدك لما يعيد الشمل
مجتمعا بعد فراقه والعدد موفرا بعد انتقاصه.
في وصف كتاب
وصل كتاب القاضي فأعظمت قدر النعمة وفضضته عن السحر
حلالا والماء زلالا وسرحت الطرف منه في رياض رقت حواشيها وحلل
تأنق واشيها فلم أتجاوز فصلا إلا إلى أخطر منه فضلا ولم أتخط سطرا إلا إلى
أحسن منه نظما ونثرا.
وكتب إلى حسام الدولة أبي العباس تاش الحاجب في القاضي أبي
الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني:
قد تقدم وصفي للقاضي أبي الحسن علي بن عبد العزيز أدام الله
تعالى عزه فيما سبق إلى حضرة الأمير الجليل صاحب الجيش أدام الله تعالى
علوه من كتبي ما أعلم أني لم أؤد فيه بعض الحق وإن كنت دللته على جملة
تنطق بلسان الفضل وتكشف عن أنه من أفراد الدهر في كل قسم من أقسام
الأدب والعلم فاما موقعه مني فموقع تخطبه هذه المحاسن وتوجبه هذه
المناقب وعادته معي أن لا يفارقني مقيما وظاعنا ومسافرا وقاطنا وأحتاج الآن
إلى مطالعة جرجان بعد أن شرطت عليه تصبير المقام كالالمام فطالبني
مكاتبتي بتعريف الأمير مصدره ومورده فان عن له ما يحتاج إلى
عرضه وجد من شرف اسعافه ما هو المعتاد ليستعجل انكفاؤه إلي بما يرسم
أدام الله أيامه من مظاهرته على ما يقدم الرحيل ويفسح السبيل من بدرقة
إن احتاج إليها وإلى الاستظهار بها ومخاطبة لبعض من في الطريق بتصرف
النحج فيها فان رأى الأمير أن يجعل من حظوظي الجسيمة عند تعهد
القاضي أبي المحسن بما يعجل رده فاني ما غاب كالمضل الناشد وإذا عاد
كالغانم الواجد فعل إن شاء الله تعالى.
رسالته في الطب في اليتيمة: سمعت أبا جعفر الطبري الطبيب المعروف بالبلاذري
يقول إن للصاحب رسالة في الطب لو علمها ابن قرة وابن زكريا لما زاد
عليها فسألته أن يعيرنيها إن كانت عنده فذكر أنها في جملة ما غاب عنه من
كتبه فاستغربت واستبعدت ما حكاه من تطبب الصاحب ونسبته في نفسي
إلى التزيد والتكثر إلى أن ظفرت في نسخة الرسائل المؤلفة المبوبة للصاحب
برسالة قدرتها تلك التي ذكرها أبو جعفر ووجدتها تجمع إلى ملاحة البلاغة
ورشاقة العبارة حسن التصرف في لطائف الطب وخصائصه وتدل على
التبحر في علمه وقوة المعرفة بدقائقه وهذه نسختها وأكثر ظني أنه قد كتبها
إلى أبو العباس الضبي.
قد عرفت ما شرحه مولاي من أمره وأنبأ عنه من أحوال جسمه
(٣٥٧)

فدلتني جملته على بقايا في البدن يحتاج معها إلى الصبر على التنقية والرفق
بالتصفية فاما الذي يشكو من ضعف معدته وقلة شهوته فلأمرين أحدهما:
ان الجسم كما قلت آنفا لم ينق فتنفتق الشهوة الصادقة وترجع العادة السابقة.
والآخر: ان المعدة إذا دامت عليها المطفيات ولزت بها المبردات، قلت
الشهوة وضعف الهضم ومع ذلك فلا بد مما يطفي ويغذي، ثم يمكن من
بعد أن يتدارك ضعف المعدة بما يقوي منها ويزيل العارض المكتسب عنها.
كما يقول الفاضل جالينوس: قدم علاج الأهم ثم عد وأصلح ما أفسدت
والأقراص في آخر الحميات خير ما نقيت به المعدة وأصلحت به العروق
وقوي به الطحال ليتمكن من جذب العكر لا سيما والذي وجده مولاي
ليس الذنب فيه للحميات التي وجدها والبلدة التي وردها، فلو صادف الهواء
المتغير جسدا نقيا من الفضول لما أثر هذا التأثير ولا طول هذا التطويل وإنما
اغتر مولاي بأيام السلامة فكان يتبسط في أنواع الطعام ويسرف فيتناول
الشراب فامتلأ الجسم من تلك الكيموسات الرديئة، وورد بلدا شديد
التحليل، مضطرب الأهوية فوجدت النفس عونا على حل ما انعقد ونقض
ما اجتمع وسيتفضل الله بالسلامة فتطول صحبتها وتتصل مدتها لأن الجسد
يخلص خلاص الإبريز إذا زال عنه الخبث وسبك ففارقه الدرون وأما الرعشة
التي يتألم مولاي منها ويضيق صدرا بها فليست والحمد لله محذورة العاقبة
وإنها لتزول باقبال العافية فالرعشة التي تتخوف هي التي تعرض من ضعف
القوة الحيوانية كما تعرض للمشائخ، وتؤذي لمشاركتها الدماع كثيرا من
العظام، فاما هذه التي تعتاد عقيب الحمى فهي على ما قال جالينوس من أن
حدوثها يكون إذا شاركت العروق التي تحدث فيها علة العصب وتزول
بزوال الفضل وعجب مولاي من تكرهه شم الفواكه ولا غرو إذا عرف
السبب، فان العفونة التي في العروق قد طبقت روائحها آلات الشم فما
يصل إليها من الروائح الزكية يرد على النفس مغمورا بتلك الروائح الخبيثة
فتكرهها ولا تقبلها وتأباها ولا تؤثرها، ألا يرى مولاي أن الأشياء الحلوة
توجد في فم ذي الصفراء بطعم الأشياء المرة لامتلاء المرارة المضادة للحلاوة
على آلات الذوق والمضغ والإدارة وهذا راجع إلى مثل ما حكمنا به أولا من
أن هناك فضلا لا يمكن الهجوم على تحليله لما يخشى من سقوط
القوة وإن كان مما لم يخرج لم يوثق بوفور الصحة وأنا أحمد الله إذ ليست
شهوة سيدي متزايدة فالشهوة الغالبة مع الأخلاط الفاسدة تغري صاحبها
بالأكل الزائد وتعرض للمزاج الفاسد إلا أن التغذي لا يجوز إهماله دفعة
والتبرم به ضربة، فان البدن إذا احتاج اليه وجب للعليل أن يتناوله تناول
الدواء الذي يصبر عليه، وذلك أن في دقة الحمية وترك الرجوع أول فأول
إلى إعادة الصحة إماتة للشهوة وخيانة للقوة، وجالينوس يشرط في العلاجات
أجمع استحفاظ القوى لأن الذي يفعله الضعف لا يتداركه أمر إلا أن ذلك
بإزاء ما قال الحكيم الأول بقراط في البدن السقيم أنك متى ما زدته غذاء
زدته شرا وهو في نفسه يقول إن الحمية التي في غاية الدقة ليست بمحمودة
فالطرفان من الاسراف والاجحاف مذمومان والواسطة أسلم. أغنى الله
مولاي عن الطب والأطباء بالسلامة والشفاء انتهى.
شعره
الصاحب مجود في شعره كما هو بارع في نثره وقلما يكون الكاتب جيد
الشعر ولكن الصاحب جمع بينهما. ونحن نذكر أولا طرفا من شعره في أهل
البيت ع ثم طرفا من سائر شعره.
شعره في أهل البيت ع
له في مدح أمير المؤمنين ع سبع وعشرون قصيدة كل قصيدة أخلى
منها حرفا من الحروف وبقيت عليه خالية الواو فأكملها سبطه وجعلها في
مدحه وقصيدته الخالية من حرف الألف تبلغ ستين بيتا أولها:
قد ظل يجرح صدري * من ليس يعدوه فكري
ولعله أخذ هذه الطريقة من واصل بن بعطاء الذي كان يلثغ بالراء
فأخلاها من كلامه حتى قال فيه الشاعر:
نعم تجنب لا يوم العطاء كما * تجنب ابن عطاء لفظة الراء
هذا غير ما له فيه ع وفي أولاده من الشعر الكثير.
فمنه قوله برواية الشريف المرتضى في الأمالي:
لو شق عن قلبي يرى وسطه * سطران قد خطا بلا كاتب
العدل والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب
وله كما في المناقب:
حب علي بن أبي طالب * أحلى من الشهدة للشارب
لا تقبل التوبة من تائب * لا بحب ابن أبي طالب
أخي رسول الله بل صهره * والصهر لا يعدل بالصاحب
يا قوم من مثل علي وقد * ردت عليه الشمس من غائب
وله:
حب علي بن أبي طالب * فرض على الشاهد والغائب
وأم من نابذه عاهر * تبذل للنازل والراكب
وقوله برواية صاحب اليتيمة وصاحب معاهد التنصيص:
حب علي بن أبي طالب * هو الذي يهدي إلى الجنة
إن كان تفضيلي له بدعة * فلعنة الله على السنة
ومنه قوله:
يقولون لي ما تحب النبي * فقلت الثرى بفم الكاذب
أحب النبي وآل النبي * واختص آل أبي طالب
وقوله برواية الشيخ أبي الفتوح الرازي المفسر المسندة:
أبا حسن لو كان حبك مدخلي * جهنم كان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من كان موقنا * بأنك مولاه وأنت قسيمها
ومر في أول الترجمة ما كان نقش خاتمه برواية أبي الفتوح الرازي وله
نقش آخر برواية صاحب المناقب:
شفيعي إلى الله قوم بهم * يميز الخبيث من الطيب
بحبهم صرت مستوجبا * لما ليس غيري بمستوجب
وقوله برواية صاحب المناقب:
قد... من ال‍... تيم و عدي
ومن الشيخ... ال‍... الأموي
أنا لا أعرف حقا غير ليث بالغري
وثمان بعد شبليه ومختوم محجوب خفي
(٣٥٨)

وقوله كما في المناقب:
بحب علي تزول الشكوك * وتزكو النفوس ويصفو النجار
ومهما رأيت محبا له * فثم العلاء وثم الفخار
ومهما رأيت عدوا له * ففي أصله نسب مستعار
فلا تعذلوه على فعله * فحيطان دار أبيه قصار
وقوله كما في المناقب:
حبي محض لبني المصطفى * بذاك قد تشهد أضماري
ولامني جاري في حبهم * فقلت بعدا لك من جار
والله ما لي عمل صالح * أرجو به العتق من النار
إلا موالاة بني المصطفى * آل رسول الخالق الباري
وقوله برواية صاحب الكامل البهائي:
قالت تحب معاوية * قلت اسكتي يا زانية
قالت أسات جوابنا * فأعدت قولي ثانيه
يا زانيه يا زانيه * يا بنت ألفي زانيه
أأحبه أأحب من * شتم الوصي علانيه
فعلى يزيد... * وعلى أبيه ثمانية
وقوله:
أنا وجميع من فوق التراب * فداء تراب نعل أبي تراب
وقوله كما في المناقب:
يا أمير المؤمنين المرتضى * إن قلبي عندكم قد وقفا
كلما جددت مدحي فيكم * قال ذو النصب نسيت السلفا
من كمولاي علي مفتيا * خضع الكل له واعترفا
من كمولاي علي زاهدا * طلق الدنيا ثلاثا ووفى
من دعي للطير أن يأكله * ولنا في بعض هذا مكتفى
من وصي المصطفى عندكم * ووصي المصطفى من يصطفى
ولداه شنفا العرش فقل * حبذا العرش وحبا شنفا
وقوله من قصيدة كما في المناقب وغيرها:
بلغت نفسي مناها * بالموالي آل طه
برسول الله من * حاز المعالي وحواها
وببنت المصطفى من * أشبهت فضلا أباها
من كمولاي علي * والوغى تحمي لظاها
من يصيد الصيد فيها * بالظبى حين انتضاها
من له في كل يوم * وقعات لا تضاهى
كم وكم حرب ضروس * سد بالمرهف فاها
اذكروا أفعال بدر * لست أبغي ما سواها
اذكروا غزوة أحد * إنه شمس ضحاها
اذكروا حرب حنين * إنه بدر دجاها
اذكروا الأحزاب قدما * إنه ليث شراها
اذكروا مهجة عمرو * كيف أفناها شجاها
اذكروا أمر براءه * وأخبروني من تلاها
اذكروا من زوجه * زهراء قد طاب ثراها
حاله حالة ها * رون لموسى فافهماها
أعلى حب علي * لامني القوم سفاها
أول الناس صلاة * جعل التقوى حلاها
ردت الشمس عليه * بعد ما غاب سناها
وبحبي الحسن * البالغ في العليا مداها
والحسين المرتضى * يوم المساعي إذ حواها
ليس فيهم غير نجم * قد تعالى وتناهى
عترة أصبحت الدنيا * جميعا في حماها
ما تحدث عصب * البغي بأنواع عماها
أردت الأكبر بالسم * وما كان كفاها
وانبرت تبغي حسينا * وعرته و عراها
منعته شربة والطير * قد أروت صداها
فافاتت نفسه * يا ليت روحي قد فداها
بنته تدعو أباها * أخته تبكي أخاها
لو رأى أحمد ما * كان دهاه ودهاها
لشكا الحال إلى الله * وقد كان شكاها
وقال كما في المناقب وغيره:
ما لعلي العلي أشباه * لا والذي لا اله إلا هو
مبناه مبنى النبي تعرفه * وابناه عند التفاخر ابناه
لو طلب النجم ذات أخمصه * علاه والفرقدان نعلاه
أما عرفتم سمو منزله * أما عرفتم علو مثواه
أما رأيتم محمدا حدبا * عليه قد حاطه ورباه
واختصه يافعا وآثره * واعتامه مخلصا وآخاه
زوجه بضعة النبوة إذ * رآه خير امرئ واتقاه
يا بأبي السيد الحسين وقد * جاهد في الدين يوم بلواه
يا بأبي أهله وقد قتلوا * من حوله والعيون ترعاه
يا قبح الله أمة خذلت * سيدها لا تريد مرضاه
يا لعن الله جيفة نجسا * يقرع من بغضه ثناياه
وقال كما في المناقب وغيره:
برئت من الأرجاس رهط أمية * لما صح عندي من قبيح غذائهم
ولعنتهم خير الوصيين جهرة * لكفرهم المعدود في شر دائهم
وقتلهم السادات من آل هاشم * وسبيهم عن جرأة لنسائهم
وقال كما في المناقب وغيره:
عجت ملائكة السماء لحربه * في يوم بدر والجهاد جهاد
فحكاه عنه جبرائيل لأحمد * اسناد مجد ليس فيه سياد
صرع الوليد بموقف شاب الوليد * لهوله وتهارب الأعضاد
وأذاق عتبة الحسام عقوبة * حسمت بها الأدواء وهي تلاد
أحلاف حرب أرضعوا أخلافها * فكأنهم لحروبهم أولاد
ما كان في قتلاه إلا باسلا * فكأنما صمصامه نقاد
إن لم أكن حربا لحرب كلها * فنفاني الآباء والأجداد
إن لم أفضل أحمدا ووصيه * لهدمت مجدا شاده عباد
يا كربلاء تحدثي ببلائنا * وبكربنا إن الحديث يعاد
(٣٥٩)

أسد نماه أحمد ووصيه * أرداه كلب قد نماه زياد
فالدين يبكي والملائك تشتكي * والجو أكلف والسنون جماد
وقال كما في اليتيمة:
ناصب قال لي معاوية * خالك خير الأعمام والأخوال
فهو خال للمؤمنين جميعا * قلت خالي لكن من الخير خالي
قال المؤلف على ذكر بيتي الصاحب خطر بالبال هذان البيتان:
قائل قال لي معاوية * خالك ما عنه للخؤولة مهرب
قلت إن صحت الخؤولة فيه * كان جدي أيضا حيي بن أخطب
وله كما في المناقب:
سيد الناس حيدره * هذه خير تذكره
لعن الله كل من * رد هذا وأنكره
هو غيظ لناصبي * وحتف لمجبره
وله:
حب على همة * لأنه سيد الأئمة
وله:
تجمع فيه ما تفرق في الورى * من الخلق والأخلاق والفضل والعلى
وله:
وما عبد الأصنام والقوم سجد * لها وهو في أثر النبي محمد
وله:
أشهد بالله وآلائه * شهادة خالصة صادقه
إن علي بن أبي طالب * زوجة من يبغضه طالقه
ثلاثة ليس لها رجعة * طالقة طالقة طالقه
وله كما في المناقب:
حب علي بن أبي طالب * يميز الحر من النغل
لا تعذلوه واعذلوا أمه * إذ تؤثر الجار على البعل
وله كما في المناقب:
حب الوصي علامة * فيمن على الاسلام ينشو
فإذا رأيت مناصبا * فاعلم بان أباه كبش
وله كما في المناقب:
وإذا قرأنا هل أتى * قرأت وجوههم عبس
وقال يرثي الحسين ع كما في المناقب وغيره من قصيدة:
عين جودي على الشهيد القتيل * واتركي الخد كالمحيل المهيل
يا بني المصطفى بكيت * وأبكيت ونفسي لم تأت بعد بسولي
ليت روحي ذابت دموعا فابكي * للذي نالكم من التذليل
فولائي لكم عتادي وزادي * يوم ألقاكم على سلسبيل
لي فيكم مدائح ومراث * حفظت حفظ محكم التنزيل
قد كفاها في الشرق والغرب فخرا * ان يقولوا من قيل إسماعيل
ومتى كادني النواصب فيكم * حسبي الله وهو خير وكيل
وله في الحكمين وفي رثائه ع من قصيدة:
ودعا إلى التحكيم لما * عضه حد الرماح
فمضى أبو موسى وعمرو * جالب الشر البراح
بابان قد فتحا إلى * شر يدوم على انفتاح
هم وكدوا أمر الدعي * يزيد ملفوظ السفاح
فسطا على روح الحسين * وأهله جم الجماح
أسد ولكن الكلاب * تعاورته بالنباح
لم يعرفوا لضلالهم * فضل الزئير على الضباح
صرعوهم قتلوهم * نحروهم نحر الأضاحي
يا دمع حي على انسجام * ثم حي على انسفاح
في أهل حي على الصلاة * وأهل حي على الفلاح
يحمي يزيد نساءه * بين النضائد والوشاح
وبنات أحمد قد كشفن * على حريم مستباح
ليت النوائح ما سكتن * عن النياحة والصياح
يا سادتي لكم ودادي * وهو داعية امتداحي
وبذكر فضلكم اغتباقي * كل يوم واصطباحي
لزم ابن عباد ولاءكم * الصريح بلا براح
وله كما في المناقب:
نكث الدعي ابن الدعي ضواحكا * هي للنبي الخير خير مقبل
وله هذه الأرجوزة:
يا زائرا قد قصد المشاهدا * وقطع الجبال والفدافدا
فأبلغ النبي من سلامي * ما لا يبيد مدة الأيام
حتى إذا عدت لأرض الكوفة * البلدة الطاهرة المعروفة
وصرت في الغري في خير وطن * سلم على خير الورى أبي الحسن
ثمة سر نحو البقيع الغرقد * مسلما على أبي محمد
وعد إلى الطف بكربلاء * أهد سلامي أحسن الاهداء
لخير من قد ضمه الصعيد * ذاك الحسين السيد الشهيد
واجنب إلى الصحراء بالبقيع * فثم أرض الشرف الرفيع
هناك زين العابدين الأزهر * وباقر العلم وثم جعفر
أبلغهم عني السلام راهنا * قد ملأ البلاد والمواطنا
واجنب إلى بغداد بعد العيسا * مسلما على الزكي موسى
واعجل إلى طوس على أهدى سكن * مبلغا تحيتي أبا الحسن
وعد لبغداد بطير أسعد * سلم على كنز التقى محمد
وأرض سامراء أرض العسكر * سلم على علي المطهر
والحسن الرضي في أحواله * من منبع العلوم في أقواله
فإنهم دون الأنام مفزعي * ومن إليهم كل يوم مرجعي
وله:
بمحمد ووصيه وابنيهما * وبعابد وبباقرين وكاظم
ثم الرضا ومحمد ثم ابنه * والعسكري المتقي والقائم
أرجو النجاة من المواقف كلها * حتى أصير إلى نعيم دائم
وله كما في المناقب:
قد قلت قولا صادقا بينا * وليست النفس به آثمة
(٣٦٠)

لكل شئ فاضل جوهر * وجوهر الناس بنو فاطمة
وفي بعض المجاميع أنه وفد أموي إلى حضرة الصاحب وأنفذ اليه
رقعة فيها هذه الأبيات:
أيا صاحب الدنيا ويا ملك الأرض * أتاك كريم الناس في الطول والعرض
له نسب من آل حرب مؤثل * مرائره لا تستميل إلى النقض
فزوده بالجدوى ودثره بالعطا * لتقضي حق الدين والشرف المحض
فكتب اليه الصاحب في جوابها:
أنا رجل يرميني الناس بالرفض * فلا عاش حربي يدب على الأرض
ذروني وآل المصطفى خيرة الورى * فان لهم حبي كما لكم بغضي
ولو أن عضوا مال عن آل أحمد * لشاهدت بعضي قد تبرأ من بعضي
وله في إهداء السلام إلى الرضا ع:
يا زائرا قد نهضا * مبتدرا قد ركضا
وقد مضى كأنه * البرق إذا ما أومضا
أبلغ سلامي زاكيا * بطوس مولاي الرضا
سبط النبي المصطفى * وابن الوصي المرتضى
من حاز عزا أقعسا * وشاد مجدا أبيضا
وقل له من مخلص * يرى الولا مفترضا
في الصدر نفح حرقة * تترك قلبي حرضا
من ناصبين غادروا * قلب الموالي ممرضا
صرحت عنهم معرضا * ولم أكن معرضا
نابذتهم ولم أبل * إن قيل قد ترفضا
يا حبذا رفضي لمن * نابذكم وأبغضا
ولو قدرت زرته * ولو على جمر الغضا
لكنني معتقل * بقيد خطب عرضا
جعلت مدحي بدلا * من قصده وعوضا
أمانة موردة * على الرضا ليرتضى
رام ابن عباد بها * شفاعة لن تدحضا
من سائر شعره
ننقله من اليتيمة وغيرها مفردين من كل نوع على حدة.
الأدب والحكمة
لقد صدقوا والراقصات إلى منى * بان مودات العدا ليس تنفع
ولو أنني داريت دهري حية * إذا استمكنت يوما من اللسع تلسع
وله:
إذا أدناك سلطان فزده * من التعظيم واحذره وراقب
فما السلطان إلا البحر عظما * وقرب البحر محذور العواقب
وقال في معنى الحديث: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان ابن
عمران ذهب ليقتبس نارا فعاد بالنبوة:
أيها المرء كن لما لست ترجو * لك أرجى من الذي أنت راجي
فابن عمران جاء يقتبس النار * فناجاه ثم خير مناجي
وقال:
كم نعمة عندك موفورة * لله فاشكر يا ابن عباد
قم فالتمس زادك وهو التقي * لن تسلك الطرق بلا زاد
وقال وقيل إنهما لابن خالويه * وظاهر الحال أنهما للصاحب:
وقائلة لم عرتك الهموم * وأمرك ممتثل في الأمم
فقلت دعيني على غصتي * فان الهموم بقدر الهمم
وكتب إلى علوي عرض عليه من تعديه:
لعمرك ما الإنسان الا بدينه * فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الاسلام سلمان فارس * وقد وضع الشرك الشريف أبا لهب
في العيادة
: حق العيادة يوم بعد يومين * وجلسة مثل رد الطرف في العين
لا تبرمن مريضا في مسألة * يكفيك من ذاك تسال بحرفين
الصفات
وقال في وصف الخمرة:
رق الزجاج وراقت الخمر * وتشابها فتشاكل الأمر
فكأنما خمر ولا قدح * وكأنما قدح ولا خمر
وله فيها:
وقهوة قد حضرت بختمها * فقلت للندمان عند شمها
لا تقبضن بالماء روح جسمها * فحسبها ما شربت من كرمها
وقال فيها:
متغايرات قد جمعن وكلها * متشاكل أشباحها أرواح
وإذا أردت مصرحا تفسيرها * فالراح والمصباح والتفاح
لو يعلم الساقي وقد جمعن لي * من أي هذي تملأ الأقداح
وقال في التفاح وفيها:
ولما بدا التفاح أحمر مشرقا * دعوت بكاسي وهي ملأى من الشقق
وقلت لساقيها أدرها فإنها * خدود عذارى قد جعلن على طبق
وقال فيها:
وكاس تقول العين عند جلائها * أهل الخدود الغانيات عصير
تحاميتها ألا تعلل واصف * وقد يطرب الإنسان وهو كبير
وقال فيها:
وصفراء أو حمراء فهي مخيلة * لرقتها الا على المتوهم
تشككنا في الكرم إن انتماءه * إلى الخمر أم هاتا إلى الكرم تنتمي
تمتع ندمان بها وأحبة * وحظي منها أن أقول لها انعمي
لك الوصف دون القصف مني فخيمي * بغير يدي وأرضي بما قاله فمي
وقال يصف الصدع:
يا شادنا في صدغه عقرب * ما يستجيب الدهر للراقي
يسلم خداه على لدغها * ولدغها في كبدي باقي
(٣٦١)

وقال فيه:
وعهدي بالعقارب حين تشتو * تخفف لدغها وتقل ضرا
فما بال الشتاء أتى وهذي * عقارب صدغه تزداد شرا
وقال يصف العذار:
إن كنت تنكره فالشمس تعرفه * أو كنت تظلمه فالحسن ينصفه
ما جاءه الشعر كي يمحو محاسنه * وإنما جاءه غمدا يغلفه
وقال:
لما بدا العارض في الخد * زاد الذي ألقى من الوجد
وقلت للعذال يا من رأى * بنفسجا يطلع من ورد
وقال:
دب العذار على ميدان وجنته * حتى إذا كاد أن يسعى به وقفا
كأنه كاتب عز المداد له * أراد يكتب لاما فابتدا ألفا
وقال:
عذار كالطراز على الطراز * وشمس في الحقيقة لا المجاز
تبدأ عارضاه فعارضاني * وقالا لا تمر بلا جواز
فقلت القلب عندكم مقيم * وما حسن الثياب بلا طراز
وقال:
أنظر إليه كأنه * شمس وبدر حين أشرف
والحظ محاسن خده * تعذر دموعي حين تذرف
فكأنها الواوات حين * يخطها قلم محرف
وقال:
إن لبس السواد أقوى دليل * لأمير يلي أمور العباد
وأمير الملاح يأتيه عزل * حين تلقاه لابسا للسواد
وقال يصف العذار والخط:
غزال يفتن الناس * مليح الخد والخط
فهذا النمل في العاج * وهذا الدر في السمط
وقال في الخط واللفظ:
بالله قل لي أقرطاس تخط به * في حلة هو أم ألبسته حللا
بالله لفظك هذا سال من عسل * أم قد صببت على أفواهنا العسلا
وقال في الخط:
وخط كان الله قال لحسنه * تشبه بمن قد خطك اليوم فائتمر
وهيهات أين الخط من حسن وجهه * وأين ظلام الليل من صفحة القمر
وقال يصف غلاما مثاقفا: أتى الصاحب بغلام مثاقف فلعب بين يديه
فاستحسن صورته وأعجب بمثاقفته فقال لأصحابه قولوا في وصفه فلم
يصنعوا شيئا فقال:
ومثاقف في غاية الحذق * فاق حسان الغرب والشرق
شبهته والسيف في كفه * بالبدر إذ يلعب بالبرق
وقال في وصف فلاة:
وتيهاء لم تطمث بخف وحافر * ولم يدر فيها النجم كيف يغور
معالمها أن لا معالم بينها * وآياتها أن المسير غرور
ولو قيل للغيث اسقها ما اهتدى لها * ولو ظل ملء الأرض وهو جزور
تجشمتها والليل وحف جناحه * كأني سر والظلام ضمير
وقال في وصف الوحل:
إني ركبت وكف الأرض كاتبة * على ثيابي سطورا ليس تنكتم
فالأرض محبرة والحبر من لثق * والطرس ثوبي ويمنى الأشهب القلم
وقال في وصف حبة عنب:
وحبة من عنب * من المنى متخذه
كأنها لؤلؤة * في وسطها زمردة
وقال فيه:
وحبة من عنب قطفتها * تحسدها العقود في الترائب
وحسبتها من بعد تمييزي لها * لؤلؤة قد ثقبت من جانب
وقال يصف التين:
تين يزين رواؤه مخبوره * متخير في وصفه يتحير
عسل اللصاب عليه مما يجتوي * وجنى النخيل لديه مر ممقر
وكأنما هو في ذرى أغصانه * قطع النضار أدارهن مدور
ويقول ذائقه لطيب مذاقه * الله أكبر والخليفة جعفر
وقال في وصف باكورة خلاف:
وقضيب من الخلاف بديع * مستخص بأحسن الترصيع
قد نعى شدة الشتاء علينا * وسعى في جلاء وجع الربيع
وحكى من أحب عرفا وظرفا * واهتزازا يثير ما في ضلوعي
رقة ما نظمت نحو بديع * المجد حاكى الربيع حسن صنيع
وقال يصف الثلج:
أقبل الثلج فانبسط للسرور * ولشرب الكبير بعد الصغير
أقبل الجو في غلائل نور * وتهادى بلؤلؤ منثور
فكان السماء صاهرت الأرض * فاصر النثار من كافور
وقال فيه:
هات المدامة يا غلام معجلا * فالنفس في قيد الهوى ماسوره
أوما ترى كانون ينثر ورده * وكأنما الدنيا به كافوره
وقال فيه:
هات المدامة يا غلام مصيرا * نقلي عليها قبلة أو عضه
أوما ترى كانون ينثر ورده * وكأنما الدنيا سبيكة فضة
وقال يصف الشمع:
ورائق القد مستحب * يجمع أوصاف كل صب
صفرة لون وسكب دمع * وذوب جسم وحر قلب
وقال في ند صنع لفخر الدولة:
(٣٦٢)

ند لفخر الدولة استعماله * قد زاد عرفا من نسيم يديه
فكأنما عجنوه من أخلاقه * وكأنه طيب الثناء عليه.
التشوق إلى أصفهان
في كتاب محاسن أصفهان للمفضل بن سعد المافروخي الأصفهاني أنه
لما افتتح الصاحب جرجان وشاهد طبرستان وقاسهما إلى أصفهان قال هذه
الأبيات:
يا أصفهان سقيت الغيث من كثب * فأنت مجمع أوطاري وأوطاني
والله والله لا أنسيت برك بي * ولو تمكنت من أقصى خراسان
سقيا لأيامنا والشمل مجتمع * والدهر ما خانني في قرب اخواني
ذكرت ديمرت إذ طال الثواء بها * يا بعد ديمرت من أبواب جرجان
الغزل
قال أبو بكر الخوارزمي أنشدني الصاحب نتفة له منها هذا البيت:
لئن هو لم يكفف عقارب صدغه * فقولوا له يسمح بترياق ريقه
وقال:
وتسحب ما أردت على الصباح * فهم ليل وأنت أخو الصباح
لقد أولاك ربك كل حسن * وقد ولاك مملكة الملاح
وبعد فليس يحضرني شراب * فانعم من رضابك لي براح
وليس لدي نقل فارتهني * بنقل من ثناياك الوضاح
وقال:
علي كالغزال وكالغزالة * رأيت به هلالا في غلاله
كان بياض غرته رشاد * كان سواد طرته ضلاله
كان الله أرسله نبيا * وصير حسنه أقوى دلاله
إذا ما زدت وصلا زدت خبلا * كان حيال وصلك لي خباله
وقال:
وشادن جماله * تقصر عنه صفتي
أهوى لتقبيل يدي * فقلت لا بل شفتي
وقوله:
وشادن أصبح فوق الصفة * قد ظلم الصب وما أنصفه
كم قلت إذ قبل كفي وقد * تيمني يا ليت كفي شفه
وقوله:
بدا لنا كالبدر في شروقه * يشكو غزالا لج في عقوقه
يا عجبا والدهر في طروقه * من عاشق أحسن من معشوقه
وقال:
ما لذة أكمل في طيبها * من قبلة في أثرها عضه
خلستها بالكره من شادن * يعشق منه بعضه بعضه
وقال:
قد قلت لما مر يخطر ماشيا * والناس بين معوذ أو عاشق
لم يكف ما صنعت شقائق خده * حتى تلبس حلة بشقائق
وقال:
دعتني عيناك نحو الصبا * دعاء يكرر في كل ساعة
ولولا تقادم عهد الصبا * لقلت لعينيك سمعا وطاعة
وقال:
شتمت من تيمني مغالطا * لأصرف العاذل عن لجاجته
فقال لما وقع البزاز في الثوب * علمنا أنه من حاجته
وقال:
يا قمرا عارضني على وجل * وصاله يشبه تأخير الأجل
وقال تبغي قبلة على عجل * قلت أجل ثم أجل ثم أجل
وقال:
وشادن في الحسن كالطاووس * أخلاقه كليلة العروس
وقد نال باللحظ من النفوس * ما لم تنله الروم من طرسوس
وقال:
عزمت على الفصد يا سيدي * لفضل دم كظني مؤلم
فلما تأخرت عن مجلسي * أرقت لغير افتصاد دمي
وقال:
ومهفهف شكل المجون * أضنى الفؤاد بالفنون
فنسيمه ملء الأنوف * وحسنه ملء العيون
وقال:
كنا وأسباب الهوى متفقه * نبتا من الورد معا في ورقه
فالآن إذ أسبابه مفترقه * قد صارت الأرض علينا حلقه
وقال:
يا خاطرا يخطر في تيهه * ذكرك موقوف على خاطري
إن لم تكن آثر من ناظري * عندي فلا متعت بالناظر
المديح
قال من قصيدة في عضد الدولة:
سعود يحار المشتري في طريقها * ولا تتأتى في حساب المنجم
وكم عالم أحييت من بعد عالم * على حين صاروا كالهشيم المحطم
فوالله لولا الله قال لك الورى * مقال النصارى في المسيح ابن مريم
محامد لو فضت ففاضت على الورى * لما أبصرت عيناك وجه مذمم
وكلا ولكن لو حظوا بزكاتها * لما سمعت أذناك ذكر ملوم
ولو قلت إن الله لم يخلق الورى * لغيرك لم أخرج ولم أتأثم
وقال من أخرى:
همام رأى الدنيا سواما فحاطها * ليالي في غبر الزمان وقور
ولم يخطب الدنيا احتفالا بقدرها * فموقعها من راحتيه يسير
(٣٦٣)

ولكن له طبع إلى الخير سابق * ورأي بأبناء الرجال بصير
وإن لم يلاحظهم بعين حمية * فتلك أمور لا تزال تمور
ومن أخرى:
يا أيها الملك الذي كل الورى * قسمان بين رجائه وحذاره
فمناصح قد فاز سهم طلابه * ومداهن قد جال قدح بواره
هذي بخارى تشتكي ألم الصدى * وتقول قولا نبت في اخباره
ما ذا عليه لو يهم بعرصتي * فأكون بعض بلاده ودياره
وكتب إلى مؤيد الدولة بويه أبي منصور:
سعادة ما نالها قط أحد * يحوزها المولى الهمام المعتمد
مؤيد الدولة وابن ركنها * وابن أخي معزها أخو العضد
وقال في بني المنجم:
لبني المنجم فطنة لهبية * ومحاسن عربية عجمية
ما زلت امدحهم وأنشر فضلهم * حتى اتهمت بشدة العصبية
وقال كما في محاسن أصفهان:
فلما تشكت أصفهان حنينها * إليك وأنت أنة المتألم
نهضت لها من كبر همك نهضة * وقلت اطمئني ان عندك موسمي
لجرت على سمك المجرة ذيلها * وتاهت على أرض الحطيم وزمزم
الإخوانيات
عن تذكرة ابن عراق أن الصاحب كان قد مرض فلما برئ مرض
السيد أبو هاشم العلوي الطبري المعروف بالنسب والحسب الفاخرين
وكانت بينهما صداقة تامة فأرسل اليه الصاحب هذه الأبيات:
أبا هاشم ما لي أراك عليلا * ترفق بنفس المكرمات قليلا
لترفع عن قلب النبي حزازة * وتدفع عن صدر الوصي غليلا
فلو كان من بعد النبيين معجز * لكنت على صدق النبي دليلا
فكتب أبو هاشم إليه:
دعوت اله الناس شهرا محرما * ليصرف سقم الصاحب المتفضل
إلى بدني أو مهجتي فاستجاب لي * فها أنا مولانا من السقم ممتلي
فشكرا لربي حين حول سقمه * إلي وعافاه ببرء معجل
واسال ربي أن يديم علاءه * فليس سواه مفزع لبني علي
فلما وصلت هذه الأبيات إلى الصاحب أرسل ثانيا بهذه الأبيات:
أبا هاشم لم أرض هاتيك دعوة * وإن صدرت عن مخلص متطول
فلا عيش لي حتى تدوم مسلما * وصرف الليالي عن فناك بمعزل
فان نزلت يوما بجسمك علة * وحاشاك منها يا علاء بني علي
فناد بها في الحال غير مؤخر * إلى جسم إسماعيل دوني تحولي
وقال في مرض علوي:
يا سيدا أفديه عند شكاته * بالنفس والولد الأعز وبالأب
لم لا أبيت على الفراش مسهدا * وقد اشتكى عضو من أعضاء النبي
المراسلة بينه وبين أبي إسحاق الصابئ ومدائح أبي إسحاق فيه
في معجم الأدباء: قرأت في كتاب هلال بن المحسن بن إبراهيم
الصابئ قال كان الصاحب يحمل إلى أبي إسحاق إبراهيم بن هلال خمسمائة
دينار والي ألف درهم جبلية مع جعفر بن شعيب فادكر وقد راسله بعد وفاة
عضد الدولة بالاستدعاء إلى حضرته بالري وبذل له النفقة الواسعة عند
شخوصه والإرغاب والاكثار عند حضوره فكانت عقله بالذيل الطويل
والظهر الثقيل تمنعه من ترك موضعه ومفارقة موطنه فمما كتبه اليه بالاعتذار
عن التأخر:
نكصت على أعقابهن مطالبي * وتقاعست عن شاوهن ماربي
وتبلدت مني القريحة بعد ما * كانت نفادا كالشهاب الثاقب
وبكيت شرخ شبيبتي فدفنتها * دفن الأعزة في العذار الشائب
فلو أن لي ذاك الجناح لطار بي * حتى أقبل ظهر كف الصاحب
وأعيش في سقيا سحائبه التي * ضمنت سعادة كل جد خائب
وأراجع العادات حول قبابه * حتى السواد من الشباب الذاهب
وأعد من جلساء حضرته التي * شحنت بكل مسائل ومجاوب
فيقول من ذا سائل عني له * مستثبت فيقول هذا كاتبي
أترى أروم بهمتي ما فوق ذا * أنى وخدمته أجل مراتبي
ومنها يعتذر:
كثرت عوائقي التي تعتاقني * عن غيث راحته الملث الساكب
ولد لهم ولد وبطن ثالث * هو رابعي وعشيرتي وأقاربي
والسن تسع بعدها خمسون قد * شامت بوارق يومها المتقارب
فالجسم يضعف عن تجشم راجل * والحال يقصر عن ترفه راكب
وعلي للسلطان طاعة مالك * كانت على المملوك ضربة لازب
وتعطلي مع شهرتي كتصرفي * كل سواء في حساب الحاسب
وهي طويلة فلما كانت سنة ٣٨٤ التي توفي فيها جدي أحس بانقضاء
مدته فكتب إلى الصاحب كتابا يسأله فيه اقرار هذا الرسم على ولده من
بعده وقرن الكتاب بقصيدة أولها:
تحذر منك النائبات فتحذر * وتذكر للخطب الجسيم فيصغر
وتكسى بك أدنيا ثياب جمالها * فيرجوك معروف ويخشاك منكر
أسيدنا أن المنية أعذرت * إلى بآيات تروع وتذعر
لها نذر قد آذنتني بهجمة * على مورد ما عنه للمرء مصدر
وإني لأستحلي مرارة طعمه * إذا كنت بالتقديم لي تتأخر
وحق لنفس كان منك معاشها * إذا غمضت عينا وعينك تنظر
ومن ورث الأولاد بعد وفاته * حضانك طابت نفسه حين يقبر
تمرد منك الجود حتى تمردت * مطالبنا والماجد الحر يصبر
أأطلب منك الرفد عمري كله * وأطلبه والجنب مني معفر
وليست بأولى بدعة لك في الندى * لها موقف في الناس بالحمد ينشر
وهي طويلة. قال هلال بن المحسن وأمرني بان أنفذ ذلك فأنفذته
وكتبت عن نفسي كتابا في معناه ووصل ونفذ من يحمل الرسم على العادة ثم
اتفق أن توفي الصاحب أول سنة ٣٨٥ فوقف وكانت بين وفاتيهما شهور
انتهى.
(٣٦٤)

الهجاء
قال يهجو ابن متوبة:
يا فتى متوبة رفقا * لست من ينكر أصله
أنت نذل من كرام * أنت في الطاووس رجله
وقال:
أبوك أبو علي ذو علاء * إذا عد الكرام وأنت نجله
وأن أباك إذ تعزى اليه * لكالطاوس يقبح منه رجله
وقال في قاض:
يا قاضيا بات أعمى * عن الهلال السعيد
أفطرت في رمضان * وصمت في يوم عيد
وقال:
لنا قاض له رأس * من الخفة مملوء
وفي أسفله داء * بعيد منكم السوء
وقال:
إن قاضينا لأعمى * أم على عمد تعامى
سرق العيد كان * العيد أموال اليتامى
وقال في ابن حمزة:
قل لابن حمزة يمسح * بكفه عارضيه
فقد قرأت بخديه * والمرسلات عليه
وقال:
رأيت لبعض الناس فضلا إذا انتمى * يقصر عنه فضل عيسى بن مريم
عزوه إلى تسع وتسعين والدا * وليس لعيسى والد حين ينتمي
وقال في ثقيل:
تزلزلت الأرض زلزالها * فقالوا بأجمعهم ما لها؟
مشى ذا الثقيل على ظهرها * فأخرجت الأرض أثقالها
وقال:
نبئت أنك منشد ما قلته * في سب عرضك لا تخاف وعيدي
والكلب لا يخزى إذا أخساته * والقار لا يخشى من التسويد
وقال:
يا أهل سارية السلام عليكم * قد قل في أرضيكم الخطباء
حتى غدا الفأفاء يخطب فيكم * ومن العجائب خاطب فأفاء
وقال في طفيلي:
مطفل أطفل من أشعب * ما زال محروما ومذموما
لو أنه جاء إلى مالك * لقال أطعمني زقوما
وقال:
أنظر إلى وجه أبي زيد * أوحش من حبس ومن قيد
وحوشه ترتع في ثوبه * وظفره يركب للصيد
وقال:
وناصح أسرف في النكير * يقول لي سدت بلا نظير
فكيف صغت الهجو في حقير * مقداره أقل من نقير
فقلت لا تنكر وكن عذيري * كم صارم جرب في خنزير
وقال في المنجمين:
خوفني منجم أخو خبل * تراجع المريخ في برج الحمل
فقلت دعني من أباطيل الحيل * فالمشتري عندي سواء وزحل
ادفع عني كل آفات الدول * بخالقي ورازقي عز وجل
في اليتيمة: حدثني أبو الحسن الداني المصيصي قال انتحل فلان
يعني أحد المتشاعرين بحضرة الصاحب شعرا له وبلغه ذلك فقال أبلغوه
عني:
سرقت شعري وغيري * يضام فيه ويخدع
فسوف أجزيك صفعا * يكد رأسا وأخدع
فسارق المال يقطع * وسارق الشعر يصفع
فاتخذ الليل جملا وهرب من الري.
المراثي
قال يرثي كثير بن أحمد الوزير:
يقولون لي أودى كثير بن أحمد * وذلك مرزوء علي جليل
فقلت دعوني والعلا نبكه معا * فمثل كثير في الرجال قليل
وقال يرثي أبا الحسن السلمي:
إذا ما نعى الناعون أهل مودتي * بكيت عليهم بل بكيت على نفسي
نعوا مهجة السلمي وهي سلامة * غلبت عليها فالسلام على الأنس
الملح والنوادر
في اليتيمة: حدث البديع الهمذاني قال كان رجل من الفقهاء يعرف
بابن الخضيري يحضر مجلس النظر للصاحب بالليالي فغلبته عيناه مرة
وخرجت منه ريح لها صوت فخجل وانقطع فقال الصاحب أبلغوه عني:
يا ابن الخضيري لا تذهب على خجل * لفعلة أشبهت نايا على عود
فإنها الريح لا تستطيع تمسكها * إذ أنت لست سليمان بن داود
وقال الصاحب:
راسلت من أهواه أطلب زورة * فأجابني أولست في رمضان؟
فأجبته والقلب يخفق صبوة * أتصوم عن بر وعن احسان
صم إن أردت تحرجا وتعففا * عن أن تكد الصب بالهجران
أو لا فزرني والظلام مجلل * واحسبه يوما مر في شعبان
وكتب إلى أبي الحسن الطبيب مداعبا:
أنا دعوناك على انبساط * والجوع قد أثر في الأخلاط
فان عسى ملت إلى التباطي * صفعت بالنعل قفا بقراط
وكتب إلى أبي العلاء الأسدي يكنى عن الجرب:
(٣٦٥)

أبا العلا يا هلال الهزل والجد * كيف النجوم التي يطلعن في الجلد
وباطن الجسم غر مثل ظاهره * وأنت تعلم مما قلته قصدي
وقال للقاضي أبي بشير الجرجاني:
يصد الفضل عنا أي صد * وقال تاخري عن ضعف معده
فقلت له جعلت العين واوا * فان الضعف أجمع في المودة
وقال:
بعدت فطعم العيش عندي علقم * ووجه حياتي مذ تغيبت أرقم
فما لك قد أدغمت قربك في النوى * وودك في غير النداء مرخم
وكتب إلى صديق له في صبيحة عرسه:
قلبي على الجمرة يا أبا العلا * فهل فتحت الموضع المقفلا
وهل فككت الختم عن كيسه * وهل كحلت الناظر الأحولا
إنك إن قلت نعم صادقا * فابعث نثارا يملأ المنزلا
وإن تجبني من حياء بلا * أبعث إليك القطن والمغزلا
وعاتب الصاحب يوما رجلا قد زوج أمه فقال الرجل ما في الحلال باسا فتصب
باسا وهي مرفوعة فقال الصاحب كذا أحب أن تكون لغة من
اشتهى أن تتزوج أمه ثم قال فيه:
زوجت أمك يا أخي * فكسوتني ثوب القلق
والحر لا يهدى الحرام اللحوم * إلى الرجال على الطبق
وقال فيه أيضا:
عذلت بتزويجه أمه * فقال فعلت حلالا يجوز
فقلت حلالا كما قد زعمت * ولكن سمحت بصدع العجوز
وقال:
ولما تناءت بالأحبة دارهم * وصرنا جميعا من عيان إلى وهم
تمكن مني الشوق غير مسامح * كمعتزلي قد تمكن من خصم
وورد أبو حفص الشهرزوري على الصاحب وكان في بصره سوء
وقدمه اليه بعض كتابه فقال له الصاحب مداعبا:
وكاتب جاءنا باعمى * لم يحو علما ولا نفاذا
فقلت للحاضرين كفوا * فقلب هذا كعين هذا
وقال في أحد شعرائه أبي الحسن البديهي:
تقول البيت في خمسين عاما * فلم لقبت نفسك بالبديهي
إشارته في شعره إلى مذهبه في العدل
مر ذلك في عدة أبيات له كقوله: العدل والتوحيد والإمامة وقوله:
العدل والتوحيد في جانب وقوله: كل اعتقاد الاختيار رضينا وقوله:
العدل والتوحيد مذهبي الذي ومن طرائفه في ذلك قوله:
كنت دهرا أقول بالاستطاعة * وأرى الجبر ضلة وشناعه
فقدت استطاعتي في هوى ظبي * فسمعا للمجبرين وطاعة
وقوله كما في طبقات الأدباء:
تعرقت بالعدل في مذهبي * ودان بحسن جدالي العراق
فكلفت في الحب ما لم أطق * فقلت بتكليف ما لا يطاق
مدائحه
مر قول الثعالبي أنه لم يجتمع بباب أحد من الخلفاء والملوك من فحولة
الشعراء مثل ما اجتمع بباب الرشيد وأنه اجتمع بباب الصاحب من
الشعراء من يربي عددهم على شعراء الرشيد ولا يقصرون عنهم في الإجادة
وقول ابن بابك ان الصاحب قال مدحت بمائة ألف قصيدة وقول أبي الحسن
البيهقي أنه مدحه خمسمائة شاعر من أرباب الدواوين وفي معجم الأدباء لما
وجد الشعراء لبضائعهم عند ابن عباد نفاقا وسوقا أهدوا نتائج أفكارهم
إلى حضرته وساقوها نحوها سوقا انتهى فممن مدحه على البعد الشريف
الرضي سنة ٣٧٥ فقال من قصيدة ولم ينفذها اليه:
أيا خاطبا ودي على الناي أنني * صديقك إن كنت الحسام المهندا
فاني رأيت السيف أنصر للفتى * إذا قال قولا ماضيا أو توعدا
أرى بين نيل العز والذل ساعة * من الطعن تقتاد الوشيج المقصدا
فمن أخرته نفسه مات عاجزا * ومن قدمته نفسه مات سيدا
إذا كان أقدام الفتى ضائرا له * فما المجد مطلوبا ولا العز مقتدى
فدا لابن عباد ضنين بنفسه * إذا نقض الروع الطراف الممددا
ودبر أطراف الرماح وإنما * يدبر قبل الطعن رأيا مسددا
به طال من خطوي وكنت كأنني * مشيت إلى نيل المعالي مقيدا
يسر الفتى حمل النجاد وربما * رأى حتفه في صفحتي ما تقلدا
وما يستفاد العز من شيمة الفتى * إذا كان في دين المعالي مقلدا
أبا قاسم هذا الذي كنت راجيا * لارغم أعداء وأكبت حسدا
إذا جزعت أيامنا كنت معقلا * وإن ظمئت آمالنا كنت موردا
وليل دفعناه إليك كأنما * دفعنا به لجا من اليم مزبدا
وملك أنفنا أن نقيم ببابه * فزودنا زاد امرئ ما تزودا
وأمرد حي ملتح بلثامه * يطول جوادا قارح السن أجردا
تركنا لأيدي العيس ما خلف ظهرها * ومن ذل في دار رأى البعد أحمدا
وسرنا على رغم الظلام كأننا * بدور تلاقي من جنابك أسعدا
تركت إليك الناس طرا كأنني * أرى كل محجوب بعيرا معبدا
فلله نور في محياك أنه * يمزق جلبابا من الليل أربدا
ولله ما ضمت ثناياك أنها * ثنايا جبال تطلع الباس والندا
وأنت الذي ما احتل في الأرض مقعدا * من الجد الا اشتق في الجو مصعدا
وما كنت إلا السيف يعرف منتضى * وينكر في بعض المواطن مغمدا
وما كنت إلا السيف يعرف منتضى * وينكر في بعض المواطن مغمدا
رمت بك أقصى المجد نفس شريفة * وقلب جرئ لا يخاف من الردى
وهمة مقدام على كل فتكة * يفارق فيها طبعه ما تعودا
لك القلم الماضي الذي لو قرنته * بجري العوالي كان أجرى وأجودا
إذا انسل من عقد البنان حسبته * يحوك على القرطاس بردا معمدا
وإن مج نصل من دم الضرب أحمرا * أراق دما من مقتل الخطب أسودا
إذا استر عفته همة منك غادرت * قوادمه تجري وعيدا وموعدا
سأثني بأشعاري عليك فإنني * رأيت مسود القوم يطري المسودا
فما عرفتني الأرض غيرك مطلبا * ولا بلغتني العيس إلاك مقصدا
لئن كنت في مدح العلى فاغرا فما * فاني إلى غير الندى باسط يدا
خطبت إليك الود لا شئ غيره * وود الفتى كالبر يعطى ويجتدى
(٣٦٦)

وإني لأرجو من جوارك فعلة * أغيظ بها الحساد مثنى وموحدا
ومدحك هذا بكر مدح مدحته * وكنت أروض القول حتى تسددا
ولست براض هذه لك تحفة * أضمنها فيك الثناء المخلدا
فإن كان شعري فاتك اليوم آبيا * علي فاني سوف أعطيكه غدا
ولولاك ما أومى إلى المدح شاعر * يعد عليا للعلى ومحمدا
أبوه أبوه المستطيل بنفسه * على العز مصروفا به ومقلدا
فتى سنه عن خمس عشرة حجة * تربى له فضلا ومجدا ومحتدا
تفرد لا يفشي إلى غير نفسه * حديثا ولا يدعو من الناس منجدا
سأحمد عيشا صان وجهي بمائه * وإن كان ما أعطى قليلا مصردا
وقالوا لقاء الناس أنس وراحة * ولو كنت أرضى الناس ما كنت مفردا
طربت إلى الفضل الذي فيك وانتشى * لذكرك شعري راقدا ومسهدا
وما كنت الا عاشقا ضاع شجوه * فأصبح يستملي الحمام المغردا
وليس عجيبا إن طغى فيك مقول * رآك حقيقا في المعالي فجودا
فمرني بأمر قبل موتي فإنني * أرى المرء لا يبقى وإن بعد المدى
وقال يمدحه وقد بلغه أن شيئا من شعره وقع اليه فاعجب به وأنفذ
إلى بغداد لانتساخ تمام شعره وكتب بها اليه ذلك في المحرم
سنة ٣٨٥ وهي سنة وفاة الصاحب قبل وفاته بشهر:
اثر الهوادج في عراص البيد * مثل الجبال على الجمال القود
يطلعن من رمل الشقيق لواغبا * زحف الجنوب بعارض ممدود
كم بان في المتحملين عشية * من ذي لمى خصر الرضاب برود
وقضيب اسحلة لو انعطف الصبا * يوما لنا بقوامه الأملود
مروا على رملي زرود فهل ترى * الصاقة لحشى برمل زرود
متلفتين من القباب كأنما * انتقبوا باعين ربرب وخدود
غرسوا الغصون على النقى وترنحوا * من كل مائلة الغدائر رود
إن اللآلئ بين أصداف اللمى * غلبت مراشفها على مجلودي
ولووا بوعدي يوم خف قطينهم * ومن الصدود اللي بالموعود
لم ترضني تلك الليالي عنهم * بنوالهم فأقول يوما عودي
سيان قربهم علي وبعدهم * لولا الجوى وعلاقة المعمود
ربعت على آثاركم نجدية * غراء ذات بوارق ورعود
تسقي معالم منكم لولا النوى * لم أرمها بقلى ولا بصدود
ولعجت فيها طارحا عن ناظري * ثقل الدموع وثانيا من جيدي
هل تبردون حرارة من حائم * حران عن ذاك الغدير مذود
فلقد تمعك في مواطئ عيسكم * يوم الوداع تمعك الموءود
وأما وذياك الغزيل أنه * عرض الزلال وحال دون ورودي
اغدوا إلى طرد الظباء وانثني * وأنا الطريدة للظباء الغيد
حتام تعتلق البطالة مقودي * ويعودني لهوى الظعائن عيدي
عشرون اردفها الزمان بأربع * أرهفنني ومنعن من تجريدي
أعلقت في سرب الخطوب حبائلي * وقدحت في ظلم الأمور زنودي
وكرعت في حلو الزمان ومره * ما شئت واعتقب العواجم عودي
وفرعت رابية العلى متمهلا * أجري أمام الطالب المجهود
وخطبت في المتعرضين بقولة * جداء من بدع الزمان شرود
فضربت أوجههم بغير مناصل * وهزمت جمعهم بغير جنود
ما ضرني لما فللت غروبهم * إني كثرت لهم وقل عديدي
وأبي الذي حسد الرجال قديمه * إن المناقب آية المحسود
ذو السن والشرف الذي جمعت به * كفاه أخمطة العلى والجود
إحدى أخامصه رقاب عداته * من سيد بلغ العلى ومسود
فالآن إذ نبذ المشيب شبيبتي * نبذ القذى وأقام من تاويدي
وفررت من سن القروح تجاربا * وعسا على قعس السنين عمودي
ولبست في الصغر العلى مستبدلا * أطواقها بتمائم المولود
وصفقت في أيدي الخلائف راهنا * لهم يدي بوثائق وعقود
وحللت عندهم محل المجتبى * ونزلت منهم منزل المودود
فغر العدو يريد ذم فضائلي * هيهات ألجم فوك بالجلمود
همسا فكم أسكت قبلك كاشحا * بمناقبي وعلي فضل مزيد
ما لي أريغ النصف من متحامل * أو أطلب الاجمال عند حسود
أم كيف يرأمني وليس بناتجي * أترى الرءوم تكون غير ولود
فلأنهضن إلى المعالي نهضة * ملء الزمان تفي بطول قعودي
وإذا التفت إلى العواقب بدلت * قلب الجري بمهجة الرعديد
قد قلت للإبل الطلاح حدوتها * غلس الظلام بسائق غريد
من كل مضطرب الزمام كأنه * في الليل زم بارقم مطرود
فتل الطوى أجوافها بظهورها * وأحل أكل لحومها للبيد
إن لم تري كافي الكفاة فلم يزل * منكن مسقط ظالع أو مودي
بهداه يستضوي الورى وبهديه * قرب الطريق لهم إلى المعبود
أسد إذا جر القبائل خلفه * حل الطلى بلوائه المعقود
ومقصر في الطول غير مقصر * في الضرب يقطع كل حبل وريد
ومزعزع مثل الجرير إذا انحنى * للطعن شيع بالطوال الميد
ما مر يسحب منه الا رده * ريان يقطر من دماء الصيد
والجيش يرفع عمة من قسطل * فوق القنا ويجر ذيل حديد
سلفا لكل كتيبة يطا العدى * فيها مفاجأة بغير وعيد
في غلمة حملوا القنا وتحملوا * أعباء يوم المأزق المشهود
قوم إذا ركبوا الجياد تجلببوا * بقساطل وتعمموا ببنود
وإذا سروا كمنوا كمون أراقم * وإذا لقوا برزوا بروز أسود
وإذا هتفت بهم ليوم كريهة * تدمى غوارب نحرها المورود
كثروا الحصى بجموعهم وتلاحقوا * بك من قيام في السروج عقود
كم من عدو قد أبات كأنما * يطوي الضلوع على قنا مقصود
ومؤللات كالرماح تلمظت * فيها المنون تلمظ المزؤود
سود المخاطم ينتظمن محاسنا * بيضا يضئن على الليالي السود
كتفتح النوار فتقه الحيا * أو كالصباح فرى الدجى بعمود
وجفان جود كالركايا تستقي * أبدا بأيدي نزل ووفود
كم حجة لك في النوافل نوهت * بدعاء دين العدل والتوحيد
ومجادل أدمى جدالك قلبه * وأعضه بجوانب الصيخود
وشفيت ممترض الهدى من معشر * سدوا من الآراء غير سديد
قارعتهم بالقول حتى أذعنوا * وأطلت نوم الصارم المغمود
في كل معضلة أضب رتاجها * يلقي إليك الدين بالأقليد
فالله يشكر والنبي محمد * وقفات مبد في النضال معيد
رأي يغب إذا الرجال تلهو جوا * الآرا أو عجلوا عن التسديد
لو كان يمكنني التقلب لم يكن * إلا إليك تهائمي ونجودي
وطويت ما بعدت مسافة بيننا * إن البعيد إليك غير بعيد
(٣٦٧)

وانخت عيسى في جنابك طارحا * بفناء دارك أنسعى وقتودي
بيني وبينك حرمتان تلاقتا * نثري الذي بك يقتدي وقصيدي
ووصايل الأدب التي تصل الفتى * لا باتصال قبائل وجدودي
قد كنت أعقل عن سواك عقائلي * وأصون در قلائدي وعقودي
وأحوك أفواف القريض فلا أرى * إني أدنس باللئام برودي
ولقد ذممت الناس قبلك كلهم * فالآن طرق لي إلى المحمود
أن أهد أشعاري إليك فإنه * كالسرد اعرضه على داود
وسمحت بالموجود عند بلاغتي * إني كذاك أجود بالموجود
قال الثعالبي: حدثني أبو عبد الله بن حامد الحامدي قال عهدي بأبي
محمد الخازن ماثلا بين يدي الصاحب ينشده قصيدة له فيها أولها:
هذا فؤادك نهبي بين أهواء * وذاك رأيك شورى بين آراء
هواك بين العيون النجل مقتسم * داء لعمرك ما أبلاه من داء
لا تستقر بأرض أو تسير إلى * أخرى بشخص قريب عزمه نائي
يوما بحزوى ويوما بالعقيق * وبالعذيب يوما ويوما بالخليصاء
وتارة تنتحي نجدا وآونة * شعب العقيق وطورا قصر تيماء
قال فرأيت الصاحب مقبلا عليه بمجامعه حسن الإصغاء إلى انشاده
مستعيدا أكثر أبياته مظهرا من الاعجاب به والاهتزاز له ما يعجب
الحاضرين فلما بلغ قوله:
ادعى بأسماء نبزا في قبائلها * كان أسماء أضحت بعض أسمائي
أطلعت شعري وألقت شعرها طربا * فألفا بين أصباح وأمساء
زحف عن دسته طربا فلما بلغ قوله في المدح:
لو أن سحبان باراه لا سحبه * على خطابته أذيال فأفاء
أرى الأقاليم قد ألقت مقالدها * اليه مستبقات أي القاء
فساس سبعتها منه بأربعة * أمر ونهي وتثبيت وامضاء
كذاك توحيده ألوى بأربعة * كفر وجبر وتشبيه وارجاء
جعل يحرك رأس مستحسن فلما أنشد:
نعم تجنب لا يوم العطاء كما * تجنب ابن عطاء لفظة الراء
استعاده وصفق بيديه ولما ختمها بهذه الأبيات:
اطري واطرب بالاشعار أنشدها * أحسن ببهجة اطرابي واطرائي
ومن منائح مولانا مدائحه * لأن من زنده قدحي وايرائي
فخذ إليك ابن عباد محبرة * لا البحتري يدانيها ولا الطائي
قال أحسنت أحسنت ولله أنت وتناول النسخة وتشاغل بإعارتها نظره
ثم أمر بخلعة وحملان وصلة.
قال الثعالبي وسمعت أبا القاسم الكرخي يقول دخل أبو سعيد
الرستمي يوما دار الصاحب فنظر إلى الخلع والأقبية السلطانية المحمولة
برسم الصاحب والناس يقيمون رسم النثار لها فارتجل قصيدة أولها:
ميلوا إلى هذه النعمى نحييها ودار ليلى فخلوها لأهليها
ولم يذكر منها الثعالبي غير هذا البيت ولم نجدها في ترجمة الرستمي من
اليتيمة.
جري الشعراء بحضرة الصاحب في ميدان اقتراحه
قد عرفت أنه لم يجتمع بباب أحد الملوك والوزراء ما اجتمع بباب
الصاحب وكانوا يتجارون بحضرته في أمور يقترحها عليهم مما دل على
ترويجه سوق الأدب وقد نقل الثعالبي في يتيمة الدهر شيئا كثيرا من ذلك
كالديارات والبرذونيات والفيليات وغيرها.
القصائد البرذونيات
لما نفق برذون أبي عيسى ابن المنجم بأصبهان وكان أصدأ وهو
الأشقر الذي يعلوه سود قد حمله الصاحب عليه وطالت صحبته له أوعز
الصاحب إلى الندماء المقيمين في جملته أن يعزوا أبا عيسى ويرثوا أصدأه
فقال كل منهم قصيدة فريدة فمن قصيدة أبي القاسم الزعفراني:
كل مدى الدهر في حمى النعماء * مستهينا بحادث الأرزاء
بك يا أحمد بن موسى التسلي * والتعزي عن سائر الأشياء
ومعزيك لا يزيدك خبرا * بالذي قد عرفته بالعزاء
قد سخا طرفك المفارق * بالنفس وطرفي من بعده بالماء
يا له جمرة ونجما وشؤبوبا * وبرقا وطائرا في الرواء
راكب الليل خائض السيل عين * الخيل عانته أعين الأعداء
فقد الوحش منه أول قطاع * إليها المدى أمام الضراء
واستراحت من نقعة مقلة الشمس * ومن لطمة خدود الفضاء
ما بدا والصباح قد لاح الا * جاءنا من قتامه بالمساء
وترى الطود حين يمثل مجموعا * على ضمر القنا في الهواء
كم ركبت البراق منه أبا عيسى * وإن لم تكن من الأنبياء
فرس لو علاه ذو الزهد عمرو * بن عبيد لتاه في الخيلاء
عدة الفارس الذي خانه الصبر * فرامى بصدره في اللقاء
قد تمليته وإن كنت ما * شاهدت في ظهره وغى الهيجاء
فترى ما يراه غيرك في الحر * ب وتقلى طريقة الندماء
كل بؤسي أتتك من قبل الله * فسلم فيها لجاري القضاء
سوف تعتاض من خصيك فحلا * لم يشنه بيطاره بالخصاء
من لهى سيد سخي سري * يشتري بالغلاء كل العلاء
أي رزء وأي وزر على من * يتقوى بانهض الوزراء
أيها الصاحب الجليل أتم الله * نعماك عندنا بالنماء
كم كرعنا من كف عرفك في كفك * أصفى ماء بأوفى اناء
سنة سنها فتى لا يريد * الوصل بين البيضاء والصفراء
جمع الله شمل معتصم منك * بحبلي مودة وولاء
ومن قصيدة أبي الحسن بن عبد العزيز الجرجاني:
جمل الله ما دهاك وعزا * فعزاء ان الكريم معزى
والحصيف الكريم من أن أصابت * نكبة بعض ما يعز تعزى
هي ما قد علمت أحداث دهر * لم تدع عدة تصان وكنزا
قصدت دولة الخلافة جهرا * فأبادت عمادها والمعزا
وقديما أفنت جديسا وطسما * حفزتهم إلى المقابر حفزا
اصغ والحظ ديارهم وهل ترى من * أحد منهم وتسمع ركزا
ذهب الطرف فاحتسب وتصبر * للرزايا فالحر من يتعزى
فعلى مثله استطير فؤاد * الحازم الندب حسرة واستفزا
لم يكن يسمح القياد على الهون * ولا كان نافرا مشمئزا
(٣٦٨)

رب يوم رأيته بين جرد * تتقفاه وهو يجمز جمز
وكان الأبصار تعلق منه * بحسام يهز في الشمس هزا
وتراه يلاعب العين حتى * تحسب العين أنه يتهزا
وسواء عليه هجر أو اسرى * أو انحط أو تسنم نشزا
وكان المضمار يبرز منه * متن حسي ينز بالماء نزا
استراحت منه الوحوش وقد كان * يراها فلا ترى منه حرزا
كم غزال أنحى عليه وعير * نال منه وكم تصيد فزا
وصروف الزمان تقصد فيما * يستفيد الفتى الأعز الأعزا
فإذا ما وجدت من جزع النكبة * في القلب والجوانح وخزا
فتذكر سوابقا كان ذا الطرف * إليهن حين يمدح يعزى
أين شق وداحس وصبيب * غمزتها حوادث الدهر غمزا
غلن ذا اللمة الجواد ولزت * طربا واللزاز والسلب لزا
ولقد بزت الوجوه ومكتوما * بني أعصر وأعوج بزا
وتصدت للاحق فرمته * وغراب وزهدم فاستفزا
فاحمد الله أن أهون ما ترز * أما كنت أنت فيه المعزى
قد رثينا ولم نقصر وبالغنا * وفي البعض ما كفاه واجزا
ومن العدل أن تثاب أبا عيسى * على قدر ما فعلنا ونجزى
ومن قصيدة أبي القاسم بن أبي العلاء:
عزاء وإن كان المصاب جليلا * وصبرا وإن لم يغن عنك فتيلا
وخفض أبا عيسى عليك ولا تفض * دموعا وإن كان البكاء جميلا
وراجع حجاك الثبت لا يغلب الأسى * أساك وإن حملت منه ثقيلا
ولا تستفزنك الهموم وبرحها * فحلمك قبل اليوم كان أصيلا
وإن نفق الطرف الذي لو بكيته * دما كان في حكم الوفاء قليلا
أقب يروق العين حسنا ومنظرا * ويرجعها يوم الحضار كليلا
إذا ما بدا أبدى لعطفك هزة * ونفسك اعجابا به وقبولا
إذا قلت قف أبصرته الماء جامدا * وان قلت سر ماء أصاب مسيلا
خلت قصبات السبق منه وأيقنت * رياح الصبا أن لا يجدن رسيلا
بكته جلال الخز وانتخبت له * مخالي حرير رحن منه عطولا
أقام عليه آل أعوج ماتما * وأعلى له آل الوجيه عويلا
ففي كل اصطبل أنين وزفرة * تردد فيه بكرة وأصيلا
ولو وفت الجرد الجياد حقوقه * لما رجعت حتى الممات صهيلا
ولو أنصفته الخيل ما ذقن بعده * شعيرا ولا تبنا ومتن غليلا
فقدت أبا عيسى بطرفك مركبا * جليلا وخلا ما علمت نبيلا
عتادك في الجلى وكهفك في الوغى * وعونك يوما إن أردت رحيلا
تفرقتما لا عن تقال وكنتما * لفرط التصابي مالكا وعقيلا
وهبت لعقبان الفلاة لحومه * وكنت به لولا القضاء بخيلا
على أنها الأيام شتى صروفها * تذل عزيزا أو تعز ذليلا
ومن قصيدة أبي الحسن السلامي:
فدى لك بعد رزئك من ينام * ومن يصبو إذا سجع الحمام
الا نفق الجواد فلا عجاج * تقوم به الحروب ولا ضرام
وكان إذا طغت حرب عوان * جرى ورسيله الموت الزؤام
إذا رميت به الغايات صلت * صفوف الخيل وهو لها امام
تمهر في الوقائع فهو مهر * ولا سرج عليه ولا لجام
فلما لم يدع في الأرض قرنا * تخونه فعاجله الحمام
وعود عافيات الطير طعما * وشرب دم إذا حرم المدام
فلما لم يطق نهضا أتته * فقال لها أنا ذاك الطعام
وجاد بنفسه إذ لم يجد ما * يجود به كذا الخيل الكرام
وكنت البدر عارضه كسوف * بنحس حين تم له التمام
فلا تبعد وإن أبعدت عنا * فهذا العيش ليس له انتظام
إذا لم يكشف الا صدا همومي * فليت الخيل أصداء وهام
طوى الحدثان طرفك يا ابن يحيى * فطرفي ما يعاوده المنام
ولم أحضره يوم قضى فيشكو * تحمحمه الذي صنع السقام
ألم أقسم عليك لتخبرني * أمحمول على النعش الهمام
مضوا يتناقلون به خفافا * عليه من الضباع له قيام
فبزوه وما عروة درعا * نبت عنه الصوارم والسهام
أبا عيسى تعز فدتك نفسي * فان الموت قرن لا يضام
أقم في ظل إسماعيل تضمن * لك الدرك السلامة والدوام
وعظت بها أخا ورثيت مالا * وأديت الأمانة والسلام
ومن قصيدة أبي محمد الخازن:
لو سامح الدهر أعصما صدعا * أو كاسرا فوق مربا رقعا
أبقى لنا ذلك الجواد ولم * يغد لصفو الهبات منتزعا
لست أقيل الزمان عثرته * فليس يدري الزمان ما صنعا
آه على ذلك الجواد فقد * جرع قلبي من كاسه جرعا
لم يكب في جريه إذا كبت الخيل * ولا قال راكبوه لعا
إذا هوى فالعقاب منخفضا * وإن رقى فالسحاب مرتفعا
أوجعك الله يا زمان فقد * رحت حزينا بفقده وجعا
كم قلت للنفس وهي مزعجة * أيتها النفس اجملي جزعا
لا تصحب الهم في الجواد أبا * عيسى ودعه ولا تكن جزعا
فنائل الصاحب الجليل أبي * القاسم إسماعيل الحيا همعا
وانظر إليه كأنه قمر * أزهر من ثني دسته طلعا
ولا تضيق بالذي فقدت يدا * ان لنا في نداه متسعا
فاسمع قريضا من موجع جزع * ويرحم الله صاحبا سمعا
ومن قصيدة أبي سعيد الرستمي:
لو أعتب الدهر من يعاتبه * ولان للعاذلين جانبه
أو كان يصغي إلى شكاة شج * صبت على قلبه مصائبه
أحسنت عنك المناب في حرق * تشعلها في الحشى نوائبه
لهفي على ذلك الجواد وهل * يفك رهن المنون نادبه
لهفي على ذلك الجواد مضى * في سفر لا يؤوب غائبه
لو تعرف الخيل من نعيت لها * ضاقت بها في السرى مذاهبه
تباشر الوحش في الفلاة له * فقد صفت بعده مشاربه
تبكي لتقريبه الرياح معا * فهن في جريها أقاربه
عهدي به والجنوب تجنبه * إذا جرى والصبا تجانبه
والهوج في حضره تحاذره * والنكب في سيره تناكبه
يا حسنة والعيون ترمقه * وأنت يوم الرهان راكبه
ترخي عليه العنان في عنق * حتى إذا ما التوى تجاذبه
اصدأ يحكي الظلام غرته * البدر وتحجيله كواكبه
(٣٦٩)

أعاره الروض وشي زهرته * فعاد في لونه يناسبه
وطالب لا يفوز هاربه * وهارب لا ينال طالبه
كم موكب سار في جوانبه * فاهتز زهوا به كتائبه
ومجهل راح وهو جائبه * لولاه لم تطوه نجائبه
صبرا جميلا وإن سلبت أبا * عيسى جليلا فالموت سالبه
والموت إن جار في الحكومة أو * أنصف فالمرء لا يغالبه
في الصاحب المرتجى لنا خلف * من كل ماض خفت ركائبه
إن نفق الطرف أو أصبت به * ما نفقت عندنا مواهبه
لم يود طرف وإن فقدت به * علقا نفيسا ما عاش واهبه
دام لنا في النعيم ما طلعت * شمس وجلى الظلام ثاقبه
ومن قصيدة أبي العباس الضبي:
دعا ناظري يفقد لذيذ اغتماضه * وقلبي يستشعر أليم ارتماضه
فقد جاد سباق الجياد بنفسه * فلا ظهر منها لم يمل لانهياضه
نفوس عتاق الخيل فيضي لفقده * وأعينها فيضي لو شك انقراضه
وأظهرها حطي السروج تجعا * لو وردي ماء الردى من حياضه
لقد كان وفق الجو عند ارتفاعه * نشاطا وملء الأرض عند انخفاضه
لو أن خدود الورد أرض لأرضه * لما مسها منه أذى بارتكاضه
يريك نحول السهم عند اقتباله * ويبدي مثول الطود عند اعتراضه
وقور إذا خليته وطباعه * وإن هزهز الأرضين فرط انتفاضه
ويخفى اصطفاق الرعد رجع صهيله * ويخفت صوت الليث بين غياضه
تعز أبا عيسى ولبك ثابت * وحبل التسلي لم يرع بانتقاضه
ومن عرف الدنيا استهان بخطبها * ولا سيما من طال عهد ارتياضه
ولو قبل الدهر الخئون ذخائري * لقدمتها عنه رضي باعتياضه
وهذا مصابي لو غدا زاد مرضع * لشيب فوديه اشتعال بياضه
سقى الأصدأ الكدري ما نقع الصدا * غمام حداه الرعد عند ائتماضه
وفي بعض حملان الوزير معوضة * وسلوان قلب مسلم لانقضاضه
فسر كيفما آثرت فوق جياده * ومس كيفما أحببت بين رياضه
ومن أرجوزة أبي دلف الخزرجي:
دهر على أبنائه وثاب * تعجمهم أنيابه الصلاب
فما لهم من كيده حجاب * يا لك دهرا كله عقاب
أصبح لا يردعه العتاب * ان المنايا ولها أسباب
تصيدنا والصيد مستطاب * واها لناء ما له أياب
لكل قلب بعده اكتئاب * مسموم تعنو له الاسراب
أصدأ بادي الحسن لا يعاب * قد كملت في طبعه الآداب
وهذبت أخلاقه العذاب * أقب مما ولد الأعراب
ذو نسب تحسده الأنساب * وميعة ينزو بها الشباب
كأنما غرته شهاب * كأنما لبانه محراب
كأنما حجوله سراب * كأنما حافره مجواب
للصخر عند وقعه التهاب * إذا تدانى فهو الحباب
إلى القرارات له انصباب * وإن علا فالصقر والعقاب
للريح في مذهبه ذهاب * فالوحش ما يلقاه والهراب
دماؤها لنحره خضاب * يا غائبا طال به الاياب
لا خبر منك ولا كتاب * ما كنت الا روضة تنتاب
مستأنسا تالفك الرحاب * تعشقك العيون والألباب
ترتج كالموج له عباب * تناوبتك للردى أنياب
تجزع من أمثالها الأحباب * وكنت لو طالت بك الأوصاب
يخف في مصرعك المصاب * ما طاب عن إضرابك الإضراب
ولا صحا من حبك الأصحاب * وأنت فرد ما له أتراب
يا حزنا إذ ضمك الخراب * وأغلقت من دونك الأبواب
كصارم أسلمه القراب * وقد جرى من فمك اللعاب
وامتار منه النحل والذباب * واعتورتك الفئة الغضاب
وفيك أطراف المدى تنساب * حتى نضي عن جسمك الإهاب
هل هو الا هكذا العذاب * وقد غدا الإصطبل واجناب
يبكيك والسائس والبواب * والسرج واللجام والركاب
قل لأبي عيسى وما الاسهاب * بنافع تم لك الثواب
والرأي في دفع الردى صواب * فاسكن فهذا الصاحب الوهاب
شيمته السخاء والايجاب * في جوده وفضله مناب
آلاؤه ليس بها ارتياب * يضل في احصائها الحساب
لا زال والدعاء يستجاب * يبقى لنا ما بقي التراب
ومن قصيدة أبي محمد محمود:
بكاء على الطرف الذي يسبق الطرفا * على ذلك الألف الذي فارق الألفا
وقف مدد الأحزان وقفا مؤبدا * عليه وخل الدمع يجري له وكفا
على أصدأ جاراه ألف مشهر * عتيق فوافانا وقد سبق الألفا
على فرس جارى الرياح على حفا * فغادرها حسرى وخلفها ضعفي
أقام بمثواه الجياد مناحة * كما عقدت وحش الفلاة به قصفا
وآل الغراب والوجيه ولاحق * ادامت عويلا لا أطيق له وصفا
فكم أقرحت خدا وكم ألهبت حشا * وكم أوجعت قلبا وكم أدمعت طرفا
ولو عرفت حسناء داود حقه * لما ضفرت شعرا ولا خضبت كفا
فكم قد حماها يوم حرب وغارة * وكم نزعت من خوفها القلب والشنفا
يطير على وجه الصعيد إذا جرى * فما أن يمس الأرض من أرضه حرفا
ويعطيك عفوا من أفانين ركضه * إذا سمته التقريب أو سمته القطفا
له ذنب ضاف يجر على الثرى * طويل كأذيال العرائس بل أضفى
له غرة مثل السراج ضياؤها * وأي سراج بالنوائب لا يطفى
يواجه وجه الوحش إن سار خلفها * فيجعلها من حيث لم تحتسب خطفا
إذا ما غزا الغازي عليه قبيلة * فلا حافرا أبقى عليه ولا خفا
يراه كميت وهو لهفان واله * لميتته يطوي الظلام وما أغفى
ولو أنه قد كان حقق موته * لجز عليه للأسى الشعر الوحفا
ولولا وفاء فيه كنت أقوده * إليك بلا من ولكنه استعفى
كراهية من أن يقوم مقامه * حفاظا وبعض الخيل يستعمل الظرفا
فأعفيته أن الوزير معوض * ومن ذا الذي يرجو نداه ولا يكفي
فعول أبا عيسى عليه فإنه * سيكفيك خطب الدهر وهو به اكفى
ولو لم يرد تعويضه لك عاجلا * لقال له رفقا وقال له وقفا
فان صروف الدهر تحت يمينه * فان شاءها بعثا وإن شاءها صرفا
هو البحر يغني الناس من كل جانب * فغرفا من البحر الذي زرته غرفا
هو الغيث يعطي كل غاد ورائح * عطاء جزيلا لا بكيا ولا نشفا
كريم إذا ما جاءه ابن حظية * ألان له عطفا وأبدى له عطفا
أقام منارا للندى والهدى معا * فعاد لنا كهفا وصار لنا لطفا
(٣٧٠)

تعز أبا عيسى وإن أعوز الأسى * وعاود هديت اللهو والطيب والعرفا
وهاك كأمثال الرياض سوابقا * تسير قوافي الشعر من خلفها خلفا
ومن قصيدة أبي عيسى صاحب البرذون:
لقد عظمت عندي المصيبة في الأصدا * وأبدت لي اللذات من بعده صدا
وأهدى إلى قلبي المصاب بفقده * من الحزن ما لو نال يذبل لانهدا
وأصبحت مشغول المدامع بالبكا * ولي مهجة تستشعر الحزن والوجدا
ولو كان يغنيني الفداء فديته * بنفسي وأهلي فهو أهل لأن يفدى
ولكنه لبى المنون مبادرا * ويا ليته لما دعاه الردى ردا
مضى الطرف واستولى على الطرف دمعه * وألهب في الأحشاء من حرق وقدا
مضى الفرس السباق في حلبة الوغى * فعادت عيون الخيل من بعده رمدا
مواقفه عند الطراد شهيرة * تجاوز في اعجازها الوصف والحدا
نسيم الصبا يحكيه في هزل سيره * وترهبه ريح الشمال إذا جدا
فقد صار نهبا بين وحش وطائر * غدا سيدا فيها وراح لها عبدا
تسل أبا عيسى ولا تقرب الأسى * وكن حازما شهما وكن بازلا جلدا
فقد كمد الإخوان من فرط حزنهم * وقد شمت الحساد مذ فقد الأصدا
وأصبح أبناء الشجاعة حسرا * فمن قارع سنا ومن لاطم خدا
جواد عزيز أن يجود بمثله * جواد ومن يعدى عليه إذا استعدى
سوى الصاحب المأمول للجود والندى * ومن كفه من صيب خضل اندى
له همة فوق السماء مقيمة * تعلم من يرجوه أن يطلب الرفدا
ومن قصيدة لبعض أهل نيسابور قالها على لسان أحد الندماء:
كل نعيم إلى نفاد * كل قريب إلى بعاد
كل هبوب إلى ركود * كل نفاق إلى كساد
وكل ملك إلى زوال * وكل كون إلى فساد
وصادق من يقول فاسمع * والسمع باب إلى الفؤاد
قد بلغ الزرع منتهاه * لا بد للزرع من حصاد
لهفي على أصدأ جواد * من هبة الصالح الجواد
منقطع المثل في البلاد * وغرة الطرف والتلاد
لهفي على أصدأ مشيح * قد كان ماء وأنت صادي
وكان نارا وكل نار * فمنتهاها إلى الرماد
كان من العين والفؤاد * في العين من مركز السواد
أسرع من لحظة وأحلى * في العين من طارق الرقاد
أجرأ من ضيغم وأجرى * من سيل ليل بقعر وادي
سليل ريح أخو شهاب * طود جمال هلال نادي
أسير مما يقال فيه * والشعر جوابة البلاد
كأنه ساحر عليم * من راكب الطرف بالمراد
عين أصابته لا رأت من * تهوى لقاه إلى التنادي
نفذت يا دهر شر سهم * أتى على خير مستفاد
لو كان يغني الدفاع عنه * جعلت ترسا له فؤادي
فاصبر لحكم الإله وانقد * للحق يا فاقد الجواد
أنت من الصاحب المرجى * ما عشت في نائل المعاد
الفيليات
لما حصل الصاحب في وقعة جرجان على الفيل الذي كان في عسكر
خراسان أمر من بحضرته من الشعراء أن يصفوه في تشبيب قصيدة على وزن
وقافية قصيدة عمرو بن معديكرب:
أعددت للحدثان * سابغة وعداء علندى
فمن قصيدة أبي القاسم عبد الصمد بن بابك:
قسما لقد نشر الحيا * بمناكب العلمين بردا
وتنفست يمنية * تستضحك الزهر المندى
وجريحة اللبات تنشر * من سقيط الدمع عقدا
نازعتها حلب الشؤون * وقلما استعبرت وجدا
ومساجل لي قد شققت * لذاته في في لحدا
لا ترم بي فانا الذي * صيرت حر الشعر عبدا
بشوارد شمس القياد * يزدن عند القرب بعدا
وممسك البردين في * شبه النقا شية وقدا
فكأنما نسجت عليه * يد الغمام الجون جلدا
وإذا لوتك صفاته * أعطاك مس الروع نقدا
فكان معصم غادة * في ماضغيه إذا تصدى
وكان عودا عاطلا * في صفحتيه إذا تبدى
يخدو قوائم أربعا * يتركن بالتلعات وهدا
جاب المطرف قد تفر * د بالكراهة واستبدا
وإذا تخلل هضبة * فكان ظل الليل مدا
وإذا هوى فكان ركنا * من عماية قد تردى
وإذا استقل رأيت في * اعطافه هزلا وجدا
متقرط أذنا تعي * زجر العسوف إذا تعدى
خرقاء لا يجد السرار * إذا تولجها مردا
أوطاته مرعى نسيبي * واجتنبت وصال سعدى
ملك رأى الاحسان من * عدد العواقب فاستعدا
كافي الكفاة إذا انثنت * مقل القنا الخطي رمدا
تكسوه نشر العرف كف * من جفون الطل أندى
لا زلت يا أمل العفاة * لفارط الآمال وردا
والق الليالي لابسا * عيشا يرود الظل رغدا
ومن قصيدة أبي الحسن الجوهري:
قل للوزير وقد تبدى * يستعرض الكرم المعدا
أفنيت أسباب العلا * حتى أبت أن تستجدا
لو مس راحتك السحاب * لأمطرت كرما ومجدا
لم ترض بالخيل التي * شدت إلى العياء شدا
وصرائم الرأي التي * كانت على الأعداء جندا
حتى دعوت إلى العدى * من لا يلام إذا تعدى
متقصيا تيه العلو * ج وفطنة أعيت معدا
فيلا كرضوى حين يلبس * من رقاق الغيم بردا
مثل الغمامة ملئت * أكنافها برقا ورعدا
رأس كقلة شاهق * كسيت من الخيلاء جلدا
فتراه من فرط الدلال * مصعرا للناس خدا
يزهى بخرطوم كمثل * الصولجان يرد ردا
(٣٧١)

متمرد كالأفعوان * تمده الرمضاء مدا
أو كم راقصة تشير * به إلى الندمان وجدا
و كأنه بوق تحركه * لتنفخ فيه جدا
يسطو بساريتي لجين * يحطمان الصخر هدا
أذناه مروحتان أسندتا * إلى الفودين عقدا
عيناه غائرتان ضيقتا * لجمع الضوء عمدا
قاسوه بأسطرلاب * يجمع ثقبه ما لن يحدا
تلقاه من بعد فتحسبه * غماما قد تبدى
متنا كبنيان الخورنق * ما يلاقي الدهر كدا
ردفا كدكة عنبر * متمايل الأوراك نهدا
ذنبا كمثل السوط يضرب * حوله ساقا وزندا
يخطو على أمثال أعمدة * الخباء إذا تصدى
أو مثل أميال نضدن * من الصخور الصم نضدا
متوردا حوض المنية * حيث لا يشتاق وردا
متلفعا بالكبرياء * كأنه ملك مفدى
أدنى إلى الشئ البعيد * يراد من وهم وأهدى
أذكى من الإنسان حتى * لو رأى خللا لسدا
لو أنه ذو لهجة * وفي كتاب الله سردا
قل للوزير عبدت حتى * قد أتاك الفيل عبدا
سبحان من جمع المحاسن * عنده قربا وبعدا
لو مس أعطاف النجوم * جرين في التربيع سعدا
أو سار في أفق السماء * لأنبتت زهرا ووردا
ومن قصيدة أبي محمد الخازن:
حازوا سعود ديار سعدى * ورعوا جناب العيش رغدا
وقضوا مآرب للصبا * مذ أبدلوا بالغور نجدا
سكنوا محلا بالدمى * أضحى محلا مستجدا
عطفت علي ظباؤه * ما شئت سالفة وقدا
وشفيت حر الوجد من * برد سقى الأكباد بردا
عجبا أشيم لثغرها * برقا ولست أحس رعدا
وغدوت أجني من غصون * ألبان تفاحا ووردا
وبنفسي القمر الذي * لمعا تصدى ثم صدا
يا هذه اهد الوصال * تكرما إن كان يهدى
وتذكري عهد الصبا * في بيت عاتكة المفدي
لا تنكري شيئا ألم * بفوده وفدا فوفدا
وتعلمي أن الشباب * وإن وفى قرض يؤدى
وإذا أعير فإنه * لا بد من أن يستردا
كم ليلة ساورتها * وقضيتها حسنا وجدا
وارى النجوم لآلئا * في الجو تجلو اللازوردا
حتى تحول أدهم الظلماء * في الأفقين وردا
وبدا الصباح يحل من * جيب الدجى ما كان شدا
وقريت همي أعنسا * تذر الربى بالوخد وهدا
فوردن أفنية العلا * معمورة فحمدن وردا
حيث الفضائل والفواضل * فتن إحصاء وعدا
حيث الوغى مشبوبة * نيرانها وهجا ووقدا
ومهابة كادت لها * صم الجبال تخر هدا
أفياله يقدحن في * ظلم الوغى زندا فزندا
تسري كسحم سحائب * بجنائب تزجى وتحدى
ولبسن دكن ملابس * غبر معاطفهن ربدا
ورمقن عن أجفان مضمرة * على الأعداء حقدا
وفغرن أفواها كأفواه * المزاد تروع دردا
وكشرن عن أنيابها * مثل الحراب شبا وحدا
من كل جهم خلته * يوم الوغى غولا تصدى
كبنية من عنبر * دعمت سواري الساج نضدا
وعليه طارونية * يزهى بها حرا وبردا
لولا انقلاب لسانه * لرأيته خصما ألدا
متوليا أمرا ونهيا * مالكا حلا وعقدا
وكأنما خرطومه * راووق خمر مد مدا
أو مثل كم مسبل * أرخته للتوديع سعدى
وإذا التوى فكأنه الثعبان * من جبل تردى
وكأنما انقلبت عصا * موسى غداة بها تحدى
متعطفا كالصولجان * بساحة الميدان يحدى
يكسى الحداد وتارة * يكسى نسيج الدرع سردا
وكأنما هو خاضب * بالإثمد الجاري جلدا
لون حكى اظلامه * لون المشبه ليس يهدى
مستيقظ أبدا ويكبر * أن يعير العير رقدا
كفل تموج كالكثيب * تهيله صوبا وصعدا
قد ساد كل بهيمة * كيسا ومعرفة وجدا
فكأنه يوم الوغى * يكسى من الخيلاء بردا
وإذا انثنى من حربه * يسعى فيرقص دستبندا
أودى بمن عاد الوزير * وعمهم حصرا وحصدا
من عزمه كالعضب قد * وعلمه كالبحر مدا
مستوحش بالسلم لم * تالف ظباه قط غمدا
كالغيث يهطل سائحا * والليث يبرز مستبدا
وزر الملوك ونابها * الأعلى وساعدها الأشدا
أي اسم فخر لم يحزه * واي مجد لم يعدا
أم أي ثغر لم يفته * ولم يشده ولم يسدا
كافي الكفاة المرتجى * والسيد الهادي المفدي
ما الحر إلا من غدا * للصاحب المأمول عبدا
ولئن أجدت مديحه * فلطالما أغنى وأجدى
وقربت منه فالتفت * إلى الزمان وقلت بعدا
واعتضت غير مخيب * من مستمر النحس سعدا
وكفيت ثمدا ناضبا * وسقيت ماء العيش رغدا
ومنحت انصافا بعون * الله من دهر تعدى
خذها إليك شواهدا * في ألسن الراوين شهدا
هذبتها وجلوتها * فحسن خاتمه ومبدا
قد كان يكدى خاطري * لكن بمدحك قد أمدا
أعددت للحدثان جودك * دون عداء علندى
(٣٧٢)

وعلمت أنك واحد * في العالمين خلقت فردا
تذر الوعيد نسيئة * كرما وتحبو الوعد نقدا
ويفوح خلقك عن عبير * حوله زهر مندى
أنا غرسك الزاكي بكفك * مثمرا أدبا وودا
فسأملأ الدنيا بما * استمليت من جدواك حمدا
هي طاعتي حتى أرى * متبوئا في الترب لحدا
تفديك نفسي من عوادي * كل مكروه ومردي
وفي معجم الأدباء: حدث أبو الرجاء الضرير الشطرنجي العروضي
الشاعر الأهوازي بالأهواز قال: قدم علينا الصاحب بن عباد في السنة التي
جاء فيها فخر الدولة ولقيه الناس ومدحه الشعراء فمدحته بقصيدة قلت
فيها:
إلى ابن عباد أبي القاسم الصاحب إسماعيل كافي الكفاة
فقال: قد كنت والله أشتهي بان تجتمع كنيتي واسمي ولقبي واسم أبي
في بيت. فلما انتهيت إلى قولي فيها: ويشرب الجيش هنيئا بها قال يا أبا
الرجاء أمسك فأمسكت فقال:
ويشرب الجيش هنيئا بها * من بعد ماء الري ماء الصراة
هكذا هو؟ قلت نعم قال أحسنت قلت يا مولاي أحسنت أنت
عملت أنا هذا في ليلة وأنت عملته في لحظة.
أهاجيه
قال السلامي:
يا ابن عباد بن عباس * بن عبد الله حرها
تنكر الجبر وأخرجت * إلى العالم كرها
وقال أبو العلاء الأسدي:
إذا رأيت مسجى في مرقعة * يأوي المساجد حر ضره بادي
فاعلم بان الفتى المسكين قد قذفت * به الخطوب إلى لؤم ابن عباد
وقال ياقوت في معجم الأدباء قال بعض الشعراء في ابن عباد يذم
سجعه وخطه وعقله:
متلقب كافي الكفاة وإنما * هو في الحقية كافر الكفار
السجع سجع مهوس والخط * خط منقرس والعقل عقل حمار
ونحن نستغفر الله من نقل مثل هذا الهجاء في الصاحب فما هو إلا
كمثل نقل الكفر وناقله ليس بكافر والصاحب برئ مما قذفه به هذا الشاعر
المفتري. وفي نزهة الألباء كان بين الصاحب وبين أبي بكر الخوارزمي شئ
فبلغ الصاحب عنه أنه هجاه بقوله:
لا تمدحن ابن عباد وإن هطلت * كفاه بالجود سحا يخجل الديما
فإنها خطرات من وساوسه * يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
وظلمه بهذا القول فلما بلغ * الصاحب موت أبي بكر أنشد:
سالت بريدا من خراسان جائيا * أمات خوارزميكم قيل لي نعم
فقلت اكتبوا بالجص من فوق قبره * ألا لعن الرحمن من كفر النعم
وفي معجم الأدباء عن أبي حيان التوحيدي قال لي الشاباشي وقد
خرجنا من مجلس الصاحب كيف رأيت مولانا الصاحب اليوم مع هذا
التقرير واظهاره البلاغة الحسنة بين الناس فقلت السكوت عن مثله إحدى
الحسنيين وأحرى الحالتين فقال الشاباشي لحى الله دهرا آل بنا اليه وأنزلنا
عليه وأنشد يقول:
يا من تبرمت الدنيا بطلعته * كما تبرمت الأجفان بالرمد
يمشي على الأرض مجتازا فاحسبه * من بعض طلعته يمشي على كبدي
لو كان في الأرض جزء من سماجته * لم يقدم الموت إشفاقا على أحد
ما جرى له عام وفاته
في اليتيمة: لما بلغت سنوه الستين واعترته آفة الكمال وانتابته أمراض
الكبر جعل ينشد:
أناخ الشيب ضيفا لم أرده * ولكن لا أطيق له مردا
رداء للردى فيه دليل * تردى من به يوما تردى
ولما كنى المنجمون عما يعرض له في سنة موته قال:
يا مالك الأرواح والأجسام * وخالق النجوم والأحكام
مدبر الضياء والظلام * لا المشتري أرجوه للأنعام
ولا أخاف الضر من بهرام * وإنما النجوم كالاعلام
والعلم عند الملك العلام * يا رب فاحفظني من الأسقام
ووقني حوادث الأيام * وهجنة الأوزار والآثام
هبني لحب المصطفى المعتام * وصنوه وآله الكرام
وكتب بخطه على تحويل السنة التي دلت على انقضاء عمره:
أرى سنتي قد ضمنت بعجائب * وربي يكفيني جميع النوائب
ويدفع عني ما أخاف بمنه * ويؤمن ما قد خوفوا من عواقب
إذا كان من أجرى الكواكب أمره * معيني فما أخشى صروف الكواكب
عليك أيا رب السماء توكلي * فحطني من شر الخطوب الحوارب
وكم سنة حذرتها فتزحزحت * بخير واقبال وجد مصاحب
ومن أضمر اللهم سوءا لمهجتي * فرد عليه الكيد أخيب خائب
فلست أريد السوء بالناس انما * أريد بهم خيرا مريع الجوانب
وأدفع عن أموالهم ونفوسهم * بجدي وجهدي باذلا للمواهب
ومن لم يسعه ذاك مني فإنني * ساكفاه إن الله أغلب غالب
ولما اعتل كان أمراء الديلم وكبراء الناس يروحون إلى بابه ويغدون
ويخدمون بالدعاء وينصرفون. وبلغه عن بعض أصحابه شماتة فقال:
وكم شامت بي بعد موتي جاهلا * بظلم يسل السيف بعد وفاتي
ولو علم المسكين ما ذا يناله * من الظلم بعدي مات قبل مماتي
وعاده فخر الدولة عدة مرات فقال لفخر الدولة أول مرة وهو على
ياس من نفسه: قد خدمتك أيها الأمير خدمة استفرغت قدر الوسع وسرت
في دولتك سيرة جلبت لك حسن الذكر بها فان أجريت الأمور بعدي على
نظامها وقررت القواعد على أحكامها نسب ذلك الجميل السابق إليك
ونسيت أنا في أثناء ما يثني به عليك الأحدوثة الطيبة لك وإن غيرت ذلك
وعدلت عنه كنت أنا المشكور على السيرة السالفة وكنت أنت المذكور
(٣٧٣)

بالطريقة الآنفة وقدح في دولتك ما يشيع في المستقبل عنك. فاظهر فخر الدولة
قبول رأيه.
وفي اليتيمة: لما كانت ليلة الجمعة ٢٤ من صفر سنة ٣٨٥ انتقل إلى
جوار ربه ومحل عفوه وكرامته ومضى من الدنيا بمضيه رونق حسنها وتاريخ
فضلها رضي الله تعالى عنه وأرضاه وجعل الجنة مأواه بمنه وكرمه انتهى.
أما فخر الدولة فإنه لم يحفظ عهد الصاحب بعد وفاته فقد جاء في ذيل
تجارب الأمم أن أبا محمد خازن الكتب كان ملازما دار الصاحب في مرضه
على سبيل الخدمة وهو عين لفخر الدولة عليه فلما توفي الصاحب بادر
باعلامه الخبر فانفذ فخر الدولة ثقاته وخواصه حتى احتاطوا على الدار
والخزائن ووجدوا كيسا فيه رقاع أقوام بمئة وخمسين ألف دينار مودوعة له
عندهم فاستدعاهم وطالبهم بالمال فاحضروه وكان فيه ما هو بختم مؤيد
الدولة ونقل جميع ما كان في الدار والخزائن إلى دار فخر الدولة ثم قبض
على أصحاب ابن عباد.
وكان الصاحب قد أحسن إلى القاضي عبد الجبار المعتزلي وقدمه
وولاه قضاء الري فلما توفي قال القاضي لا أرى الترحم عليه لأنه مات عن
غير توبة ظهرت منه، فنسب إلى قلة الوفاء.
وفي معجم الأدباء: ذكر محمد ما فعله الصاحب مع القاضي عبد الجبار بن
أحمد من حسن العناية والتولية والتمويل فلما مات الصاحب كان يقول أنا لا
أترحم عليه لأنه لم يظهر توبته فطعن عليه في ذلك ونسب إلى قلة الرعاية. لا
جرم أن فخر الدولة قبض عليه بعد موت الصاحب وصادره فيما قيل على
ثلاثة آلاف ألف درهم وعزله عن قضاء الري وولى مكانه القاضي أبا
الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني العلامة صاحب التصانيف والفضائل
الجمة. فقيل إن عبد الجبار باع ألف طيلسان مصري في مصادرته وهو شيخ
طائفتهم يزعم أن المسلم يخلد في النار على ربع دينار وجميع هذا المال من
قضاء الظلمة بل الكفرة عنده وعلى مذهبه وإنما ذكرت هذا للاعتبار
انتهى.
مراثيه
قال ابن خلكان وياقوت في معجم الأدباء قال أبو القاسم ابن أبي
العلاء الشاعر الأصبهاني من وجوه أهل أصبهان وأعيانهم ورؤسائهم:
رأيت في المنام قائلا يقول لم لا ترثي الصاحب مع فضلك وشعرك فقلت
ألجمتني كثرة محاسنه فلم أدر بما أبدأ منها وقد خفت أن أقصر وقد ظن بي
الاستيفاء لها فقال أجز ما أقوله فقلت له قل فقال:
ثوى الجود والكافي معافي حفيرة * فقلت ليأنس كل منهما بأخيه
فقال هما اصطحبا حيين ثم تعانقا * فقلت ضجيعين في لحد بباب دريه
فقال إذا ارتحل الثاوون عن مستقرهم * فقلت أقاما إلى يوم القيامة فيه
حكى هذا البياسي في حماسته انتهى قال ورثاه أبو سعيد الرستمي
بقوله:
أبعد ابن عباد يهش إلى السرى * أخو أمل أو يستماح جواد
أبي الله إلا أن يموتا بموته * فما لهما حتى المعاد معاد
وقال آخر:
مضى الصاحب الكافي ولم يبق بعده * كريم يروي الأرض فيض غمامه
فقدناه لما تم واعتم بالعلى * كذاك خسوف البدر عند تمامه
وفي اليتيمة: ولبعض بني المنجم بعد وفاة الصاحب وقد استوزر أبو
العباس الضبي أحمد بن إبراهيم ولقب بالرئيس وضم إليه أبو علي ولقب
بالجليل:
والله والله لا أفلحتم أبدا * بعد الوزير ابن عباد بن عباس
إن جاء منكم جليل فأنذروا أجلي * أو جاء منكم رئيس فاقطعوا رأسي
قال ولأبي العباس الضبي وقد مر بباب الصاحب:
أيها الباب لم علاك اكتئاب * ابن ذاك الحجاب والحجاب
أين من كان يفزع الدهر منه * فهو اليوم في التراب تراب
وفي معجم الأدباء: وقال أبو الحسن علي بن الحسين الحسني ختن
الصاحب يرثيه:
ألا أنها يمنى المكارم شلت * ونفس المعالي أثر فقدك سلت
حرام على الظلماء إن هي قوضت * وحجر على شمس الضحى إن تجلت
لتبك على كافي الكفاة ماثر * تباهي النجوم الزهر في حيث حلت
لقد فدحت فيه الرزايا وأوجعت * كما عظمت منه العطايا وجلت
ألا هل أتى الآفاق أية غمة * أطلت ونعمى أي دهر تولت
وهل تعلم الغبراء ما ذا تضمنت * وأعواد ذاك النعش ما ذا أقلت
فلا أبصرت عيني تهلل بارق * يحاكي ندى كفيك ألا استهلت
ولو قبلت أرواحنا عنك فدية * لجدنا بها عند الفداء وقلت
قال ولأبي القاسم بن أبي العلاء الأصفهاني يرثي الصاحب من
قصيدة:
ما مت وحدك لكن مات من ولدت * حواء طرا بل الدنيا بل الدين
هذي نواعي العلا مذ مت نادبة * من بعد ما ندبتك الخرد العين
تبكي عليك العطايا والصلات كما * تبكي عليك الرعايا والسلاطين
قام السعاة وكان الخوف أقعدهم * واستيقظوا بعد ما نام الملاعين
لا يعجب الناس منهم إن هم انتشروا * مضى سليمان وانحل الشياطين
قال ولأبي الحسن الهمذاني * الوصي يرثيه وكأنه كان وصي
الصاحب:
يبكي الأنام سليل عباد العلا * والدين والقرآن والاسلام
تبكيه مكة والمشاعر كلها * وحجيجها والنسك والاحرام
تبكيه طيبة والرسول ومن بها * وعقيقها والسهل والاعلام
مات المعالي والعلوم بموته * فعلى المعالي والعلوم سلام
ورثاه الشريف الرضي بهذه القصيدة وهي مسك الختام:
أكذا المنون تقطر الأبطالا * أكذا الزمان يضعضع الأجبالا
أكذا تصاب الأسد وهي مدلة * تحمي الشبول وتمنع الأغيالا
أكذا تقام عن الفرائس بعد ما * ملأت هماهمها الورى أوجالا
أكذا تحط الزاهرات عن العلى * من بعد ما شات العيون منالا
أكذا تكب البزل وهي مصاعب * تطوي البعيد وتحمل الأثقالا
(٣٧٤)

أكذا تغاض الزاخرات وقد طغت * لججا وأوردت الظماء زلالا
يا طالب المعروف حلق نجمه * حط الحمول وعطل الاجمالا
وأقم على ياس فقد ذهب الذي * كان الأنام على نداه عيالا
من كان يقري الجهل علما ثاقبا * والنقص فضلا والرجاء نوالا
ويجبن الشجعان دون لقائه * يوم الوغى ويشجع السؤالا
خلع الردى ذاك الرداء نفاسة * عنا وقلص ذلك السربالا
خبر تمخض بالأجنة ذكره * قبل اليقين وأسلف البلبالا
حتى إذا جلى الظنون يقينه * صدع القلوب وأسقط الأحمالا
الشك أبرد للحشا من مثله * يا ليت شكي فيه دام وطالا
جبل تسنمت البلاد هضابه * حتى إذا ملأ الأقالم زالا
يا طود كيف وأنت عادي الذرى * ألقى بجانبك الردى زلزالا
إن قطع الآمال منك فإنه * من بعد يومك قطع الآمالا
ما كنت أول كوكب ترك الدنا * وسما إلى نظرائه فتعالى
أنفا من الدنيا بتت حبالها * ونزعت عنك قميصها الاسمالا
ذا المنزل المظعان قد فارقته * وغدا تبوء منزلا محلالا
لا رزء أعظم من مصابك أنه * وصل الدموع وقطع الأوصالا
يا آمر الأقدار كيف أطعتها * أوما وقاك حلالك الآجالا
كيف اغتفلت ففاجأتك بغرة * أوليس كنت المخلط المزيالا
لم تكف يا كافي الكفاة منية * نفذت إليك صوارما والآلا
ألا وقى المجد المؤثل ربه * ألا زوى المقدار إلا حالا
ألا أقالتك الليالي عثرة * يا من إذا عثر الزمان أقالا
إن الذي أنحى إليك بسهمه * قدر ينال ذبابه الرئبالا
لا مسمع الأنباض منه فيتقى * يوما ولا مالي الخفير نبالا
وأرى الليالي طارحات حبالها * تستوثق الأعيان والأرذالا
يبرين عود النبع غير فوارق * بين النبات كما برين الضالا
لا تأمن الدنيا عليك فإنها * ذات البعول تبدل الأبدالا
وتناذر الدهر الذي شرع الردى * وتخرم الأذواد والأقيالا
واسترجل الأملاك قسرا بعد ما * ركبوا من الشرف المطل جبالا
وطوى مقاول من نزار ذادة * في الحرب لا كشفا ولا أميالا
قوم إذا وقع الصريخ تناهضوا * بالخيل قبا والقني طوالا
وترى خفافا في الوغى فإذا انتدوا * وتلاغط النادي رأيت ثقالا
صاحت بهم نوب الليالي صيحة * فتتابعوا لدعائها ارسالا
يتواكلون الموت جبنا بعد ما * كانوا اسود مغاور أبطالا
نزعوا الحمائل عن عواتق فتية * كانوا لكل عظيمة حمالا
من بعد ما دعموا القباب وخيسوا * ذلل المطي ودمنوا الأطلالا
عرب إذا دفعوا الجياد لغارة * هزوا العباب وخضخضوا الأوشالا
من كل منهب ماله سؤاله * أو بالغ بعطائه ما نالا
أو بائت يرعى النجوم لغارة * ويعد للمغدى قنا ونصالا
لم ترهب الأقدار عزته ولا اتقت * النوائب جمعه العضالا
وعصائب اليمن الذين تبوأوا * قلل الهضاب وشردوا الأوعالا
كانوا فحول وغى تساند بالقنا * لا كالفحول تساند الأجذالا
زفر الزمان عليهم فتطارحوا * فرقا وطاروا بالمنون جفالا
وعلى الهباءة آل بدر انهم * طرحوا له الأسلاب والأنفالا
من بعد ما خلطوا العجاج وجلجلوا * تلك الزعازع والقنا العسالا
والمنذرون الغر شرد منهم * حيا على لقم العراق حلالا
والأزدشيريون أبرز منهم * متفيئين من النعيم ظلالا
تلوى لهم عنق الفرات بمده * ويروقون البارد السلسالا
من معشر وردوا المنون ومعشر * سلبوا الحجال وألبسوا الأحجالا
قد غادروا الأيوان بعد فراقهم * ينعى القطين ويندب الحلالا
إن كنت تأمل بعدهم مهلا فقد * منتك نفسك في الزمان ضلالا
لمن الضوامر عريت امطاؤها * حول الخيام تنزع الأمطالا
بدلن من لبس الشكيم مقاودا * مربوطة ومن السروج جلالا
فجعت بمنصلت يعرض للقنا * أعناقها ويحصن الأكفالا
لمنن المطايا غير ذات رحائل * فارقن ذاك السدو والأرقالا
أمست تمنع بالسقاب وطالما * جعل الظبا لرضاعهن فصالا
من كان يحمل فوقهن عصابة * مثل الصقور غرانقا أزوالا
من كان يجشمهن كل مفازة * تلد المنون وتنبت الأهوالا
لمن النصول نشبن في أغمادها * كلف الظبا لا ينتظرن صقالا
لمن الأسنة قد نصلن عن القنا * وعدمن جرا في الوغى ومجالا
إن صين سردك في العياب فطالما * أمسى عليك مذيلا ومذالا
كم حجة في الدين خضت غمارها * هدر الفنيق تخمطا وصيالا
بسنان رمحك أو لسانك موسعا * طعنا يشق على العدا وجدالا
إن نكس الاسلام بعدك رأسه * فلقد رزي بك موئلا ومالا
واها على الأقلام بعدك أنها * لم ترض غير بنان كفك آلا
أفقدن منك شجاع كل بلاغة * ان قال جلى في المقال وجالا
من لو يشا طعن العدا برؤوسها * وأثار من جريالها قسطالا
سلطان ملك كنت أنت تعزه * ولرب سلطان أعز رجالا
إن المشمر ذيله لك خيفة * أرخى وجرر بعدك الأذيالا
ما كنت أخشى أن تزل لحادث * قدم جعلت لها الركاب قبالا
دفع الزمان لك النوائب دفعة * وتصوب الوادي إليك فسالا
يا شامتا بالسيف أغمد غربه * كم هب مندلق الغرار وصالا
إن طوح الفعال دهر ظالم * فلقد أقام وخلد الأفعالا
طلبوا التراث فلم يروا من بعده * الا علا وفضائلا وجلالا
هيهات فاتهم تراث مخاطر * حفظ الثناء وضيع الأموالا
قد كان أعرف بالزمان وصرفه * من أن يثمر أو يجمع مالا
مفتاح كل ندى ورب معاشر * كانوا على أموالهم اقفالا
كان الغريبة في الأنام فأصبحوا * من بعد غارب نجمه أمثالا
قرم إذا كحلت به ألحاظها * شوس القروم تقطع الأبوالا
وإذا تجايشت الصدور بموقف * حبس الكلام وقيد الأقوالا
بصوائب كالشهب تتبع مثلها * ورعال خيل يتبعن رعالا
من فاعل من بعده كفعاله * أو قائل من بعده ما قالا
سمع يرفع للسوال سجوفه * ويحجب الأهزاج والارمالا
يا طالبا من ذا الزمان شبيهه * هيهات كلفت الزمان محالا
إن الزمان أضن بعد وفاته * من أن يعيد لمثله أشكالا
وأرى الكمال جنى عليه لأنه * غرض النوائب من أعير كمالا
صلى الاله عليك من متوسد * بعد المهاد جنادلا ورمالا
كسف البلى ذاك الجمال المجتلى * وأجر ذاك المقول الجوالا
ورأيت كل مطية قد بدلت * من بعد يومك بالزمام عقالا
(٣٧٥)

طرح الرجال لك العمائم حسرة * لما رأوك تسير أو اجلالا
قالوا وقد فجئوا بنعشك سائرا * من ميل الجبل العظيم فمالا
وتبادروا عط الجيوب وعاجلوا * عض الأنامل يمنة وشمالا
ما شققوا إلا كساك وألموا * إلا أنامل نلن منك سجالا
من ذا يكون معوضا ما مزقوا * ومعولا لمؤمل وثمالا
فرغت أكف من نوالك بعدها * وأطال عظم مصابك الأشغالا
أعزز علي بان يهزك طالب * فتضن أو تلوي النوال مطالا
أو أن تبدل من يؤمك زائرا * بعد التهلل عندك استهلالا
أو أن يناديك الصريخ لكربة * حشدت عليه فلا تجيب مقالا
يا شافي الأدواء كيف جهلته * داء رماك به الزمان عضالا
يا كاشف الأمحال كيف رضيته * لمقيل جنبك منزلا ممحالا
قد كنت آمل أن أراك فاجتني * فضلا إذا غيري جنى أفضالا
وأفيد سمعك مقولي وفضائلي * وتفيدني أيامك الاقبالا
واعد منك لريب دهري جنة * تثني جنود خطوبه فلالا
وطواك دهرك غير طي صيانة * وأعاد أعلام الهدى إغفالا
قبر بأعلى الري شق ضريحه * لأغر حفزه الردى اعجالا
أن يمس موعظة الرجال فطالما * أمسى مهابا للورى ومهالا
لتسلب الدنيا عليه فإنها * نزعت به الاحسان والأجمالا
ورعاه من أرعى البرية سيبه * وسقاه من أسقى به الآمالا
وفي هذا الرثاء من الشريف الرضي وما تضمنته هذه القصيدة
الفريدة دلالة واضحة على ما للصاحب من المكانة الرفيعة في كل فضيلة
وأكرومة فالشريف الرضي لم يكن ليصفه الا بما هو فيه فإنه لم يقل ذلك
لطلب جدوى ولا لعرض دنيا لا سيما بعد وفاته. ١٠٩٣:
الملا إسماعيل بن علي أصغر السبزواري.
توفي في طهران ١٤ جمادى الأولى سنة ١٣١٢.
كان واعظا له كتاب يشتمل على ٣٥٦ مجلسا بعدد أيام السنة في سبعة
مجلدات يسمى أحدها تنبيه المغترين. ١٠٩٤:
السيد إسماعيل بن علي بن صالح فلجي العراقي المولد الجزائري
المسكن.
في الذريعة: الاقتصاد في شرح الإرشاد للشيخ عبد النبي بن سعد
الجزائري كما جزم به صاحب الرياض في ترجمة الشيخ عبد النبي من
تصريح تلميذه السيد إسماعيل بن علي بن صالح فلجي العراقي المولد
الجزائري المسكن كما كتبه بعض الأفاضل من تلاميذ السيد إسماعيل
المذكور على ظهر نسخة من الاقتصاد وكانت كتابته في المدينة المنورة سنة
١٠٢٣ ثم قال: ونقل في الرياض جملة من الفوائد عن خط بعض الأفاضل
المذكور منها تصريح السيد إسماعيل بأنه لشيخه الشيخ عبد النبي الخ وقد
فهم من هذا الكلام أن السيد إسماعيل المترجم من تلاميذ الشيخ عبد
النبي الجزائري وأنه من العلماء الذين لهم تلاميذ. والذي وجدناه في الرياض
في ترجمة الشيخ عبد النبي الجزائري هكذا: إن من مؤلفات الشيخ عبد
النبي الجزائري الاقتصاد في شرح الارشاد ثم قال رأيت في ظهر النسخة
الموجودة منه بمشهد الرضا ع بخط بعض الأفاضل نقلا عن السيد
إسماعيل الجزائري في سنة ١٠٢٠ أن هذا الشرح قد وصل فيه إلى آخر
كتاب الزكاة ورأيت بخط ذلك الفاضل أيضا وذكر أشياء ثم قال كل ذلك
نقلا عن السيد إسماعيل المذكور ثم قال ورأيت أيضا على ظهر تلك
النسخة بخط بعض الأفاضل أن من مناقب شيخنا العلامة المرحوم المقدس
الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري مصنف هذا الكتاب وذكر قصة
حاصلها أنه تحوكم اليه في مزارع وبساتين عظيمة فحكم بها لأهل البينة
الخارجة وهم ضعفاء وانتزعها بواسطة الحاكم من يد أهل البينة الداخلة وهم
أقوياء ثم قال وقد نقل هذه الحكاية عنه السيد الصالح إسماعيل بن علي بن
صالح فلجي العراقي مولدا الجزائري مسكنا في المدينة النبوية سنة ١٠٢٣
انتهى وليس في كلامه ما يدل على أن المترجم من تلاميذ الشيخ عبد
النبي الجزائري الا قوله شيخنا العلامة وكلمة شيخنا تقال كثيرا للتعظيم في
حق من ليس القائل من تلاميذه ولو فرض دلالتها على أن القائل من
تلاميذه فليس في الكلام ما يدل على أن بعض الأفاضل من تلاميذ المترجم
والله أعلم. ١٠٩٥:
المولى إسماعيل القزويني.
عالم فاضل له كتاب أنباء الأنبياء في اثبات النبوة الخاصة من الكتب
السماوية فارسي وجدت نسخة منه كتابتها سنة ٢٧٩ ويظن أنه والد المولى
عباس بن إسماعيل بن علي بن معصوم القزويني صاحب أسرار الصلاة
ويعبر فيه عن والده بسيد الفقهاء. كذا في الذريعة. ١٠٩٦:
إسماعيل بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس العباسي.
مر في الجزء الثالث ما يدل على تشيعه وهو ما ذكره صاحب فرحة
الغري بسنده عن علي بن الحسن بن الحجاج قال كنا جلوسا في مجلس ابن
عمي محمد بن عمران بن الحجاج وفيه جماعة حضروا عند ابن عمي يهنونه
بالسلامة لأنه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبد الله الحسين ع
سنة ٢٧٢ فبينما هم قعود يتحدثون إذ حضر المجلس إسماعيل بن عيسى
العباسي فأحجمت الجماعة عما كانت فيه وأطال إسماعيل الجلوس فقال يا
أصحابنا أعزكم الله لعلي قطعت حديثكم بمجيئي فقال أبو الحسن علي بن
يحيى السليماني وكان شيخ الجماعة ومقدما فيهم لا والله يا أبا عبد الله
أعزك الله ما أمسكنا لحال من الأحوال فقال لهم يا أصحابنا
أعلموا أن الله عز وجل مسائلي عما أقول لكم وما اعتقده من
المذهب حتى حلف بعتق جواريه ومماليكه وحبس دوابه أنه لا يعتقد الا
ولاية علي بن أبي طالب والسادة من الأئمة وعدهم واحدا واحدا
الحديث. ١٠٩٧:
إسماعيل بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج
ابن إبراهيم الغمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان رئيسا متقدما. ١٠٩٨:
الشيخ إسماعيل بن الشيخ محمد باقر بن الشيخ محمد تقي صاحب
الحاشية الأصفهاني.
توفي في عصرنا وأظنه بعد سنة ١٣٦٠.
عالم فاضل جليل رأيناه في دمشق عائدا من الحجاز وقد صد عن
الحج مع جماعة من الإيرانيين كانوا ذهبوا في القطار الحديدي من دمشق إلى
المدينة المنورة وذهبوا منها قاصدين مكة المكرمة فلما وصلوا مسجد الشجرة
(٣٧٦)

أحرموا فخرجت عليهم الأعراب فهربوا ورجعوا إلى المدينة ومنها إلى دمشق
محرمين ولو ذهبوا بطريق البحر لفاتهم الحج فجاءونا ليلا وسالونا ما يصنعون
فأجبناهم بان يذبحوا الهدي ويحلوا من إحرامهم لكنهم لما لم يعلموا ما
يصنعون تحملوا مشقة بقائهم محرمين إلى دمشق. أما المترجم فوجدناه غير محرم
فسألناه هل ذبح الهدي وأحل من إحرامه فقال لا ولكنني لم تتحقق عندي
صحة الاحرام الذي أحرمته في مسجد الشجرة لما حصل عندنا من الخوف
فقلنا له من باب المطايبة أنت من أهل العلم تستطيع أن تجعل لنفسك مخرجا
بخلاف هؤلاء العوام ورأيناه مرة ثانية في العراق سنة ١٣٥٢ ثم جاءنا خبر
وفاته ونحن في دمشق. ١٠٩٩:
إسماعيل بن مزروع الحلبي الفوعي.
قتل يوم عرفة سنة ٧١٦.
في الدرر الكامنة ويقال ان اسم أبيه عبد الله وكان من ذوي الوجاهة
بدمشق فجرت له كائنة مع تنكز نائب الشام فقتل يوم عرفة سنة ٧١٦
ويظن تشيعه من كونه من أهل الفوعة المشهورين بالتشيع قديما وحديثا.
تم بعون الله وحسن توفيقه الجزء الحادي عشر من كتاب أعيان
الشيعة. وكان الفراع من تبييضه في غاية شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٣٥٧
على يد مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي
غفر الله له ولوالديه وذلك بمدينة دمشق الشام صينت عن طوارق الحدثان.
حامدا مصليا مسلما.
نقد الكتاب
- ١ - من غريب ما رأيناه في هذا العصر ما شافهنا به بعض أهل العلم
الأتقياء الأخيار عن نصح وشفقة لا نشك في ذلك فلامنا على شئ جاء في
بعض التراجم لا نحب التصريح به وهو نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر وهو لم يقل أن ما ذكرته غير صحيح ولا واقع ولا داخل في المعروف والمنكر
بل غاية ما عنده في ذلك أنه قد يسخط جماعة فعجبنا من حالة أهل هذا
العصر كيف سرت فيهم خشية الناس والله أحق أن يخشوه وكيف رضوا
لأنفسهم بالأخذ بالظواهر ونبذ الحقائق حتى عم ذلك الأخيار والأتقياء من
أهل العلم واتضح لنا أن هذا من أهم أسباب الانحطاط والتقهقر فهذا
الناصح أما أن يرى ما قلناه حقا فيجب ان يجهر به أو باطلا فيجب أن يدلي
بحجته.
- ٢ - جاءنا من الفاضل الميرزا عبد الحسين البروجردي نزيل قم النقود
الثلاثة الآتية بما تعريبه: نسبتم كتاب جامع السعادات في الأخلاق إلى
الشيخ أحمد بن مهدي النراقي، والصواب أنه لوالده الشيخ مهدي بن أبي
ذر النراقي والذي للشيخ أحمد هو معراج السعادة بالفارسية شرح على
كتاب والده المذكور كما ذكر في ترجمة الشيخ أحمد طبع مرارا انتهى.
- ٣ - جاءنا من الشيخ عبد الحسين ضياء الدين الخالصي ما صورته:
في ترجمة الشيخ أحمد الجزائري أنه منسوب إلى جزائر خوزستان وفي
ج ٩ في ترجمة السيد أحمد بن محمد بن نعمة الله الجزائري أن الجزائر تطلق
على القرى الواقعة بين نهري دجلة والفرات من سوق الشيوخ إلى القرنة
ملتقى النهرين في العراق العربي. قال بعض الفضلاء ان الجزائر في نسبة
الشيخ أحمد والسيد أحمد إليها واحدة ولا تطلق في الشرق على غير ملتقى
نهري دجلة والفرات من سوق الشيوخ إلى القرنة انتهى ونقول جزائر
خوزستان ذكرها القاضي نور الله في مجالس المؤمنين وقال إنها تشتمل
على ٣٦٠ موضعا ودار الملك فيها اسمها مدينة محصولها الأرز والتمر والحرير
والنارنج والليمون ويكثر فيها العنب والبط ونحن نقلنا عنه ولا اطلاع لنا
على تلك الجهات وأسمائها. وهذا ما أخذه علينا بعض فضلاء المظفريين
وقال إنه لا يعرف في خوزستان ما يعرف بالجزائر.
- ٤ - جاءنا من السيد شهاب الدين الحسيني النجفي:
١: في ترجمة المرعشي قد ذكرتم عبد الله بن الحسن بن الحسين
الأصغر والصحيح المعتمد عليه عبيد الله مصغرا وكان يقال لعبيد الله أمير
العافين أمه دليره بنت مروان بن عيشة بن سعيد بن العاص ثم سقط من
قلمكم الشريف بين عبيد الله والحسن واسطة وهو أبو الكرام محمد بن
الحسن، والحسن كان يقال له الدكة قال العبيدلي في حقه أبو محمد الحكيم
المدني الفاضل المحدث مات بأرض الروم.
٢: لا وجه للتردد بين عبد الله مكبرا وعبيد الله مصغرا والصحيح
هو الثاني وهو عبيد الله الأعرج المشهور الذي وفد على السفاح فاقطعه ضيعة
بالمدائن نقدها كل سنة ثمانون ألف دينار.
وقال العبيدلي في حقه: ذو السيرة العظيمة والأقدار الجليلة والعلم
التام والفضل العام انتهى. أقول وينتهي اليه نسب جماعة من الأشراف
ويقال لهم العبيدليون منهم أمراء المدينة المشرفة سابقا وبيوت في العراق
وإيران انتهى.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي
التابعين وعن العلماء والصالحين من سلف منهم ومن غبر إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله
بفضله ولطفه وعفوه: هذا هو الجزء الثاني عشر من كتاب أعيان الشيعة
في بقية من اسمه إسماعيل وما بعده من الأسماء وفق الله تعالى لاكمال باقي
الاجزاء ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد ونسأله العصمة
من خطا اللسان وخطل الجنان وهو حسبنا ونعم الوكيل. ١١٠٠:
إسماعيل بن عباد القصري
القصري نسبة إلى قصر ابن هبيرة كما يأتي عن الشيخ ويأتي في
ترجمة علي بن يقطين انه القصري من قصر ابن هبيرة.
وقصر ابن هبيرة في معجم البلدان ينسب إلى يزيد بن عمرو بن هبيرة
(٣٧٧)

الفزاري والي العراق لمروان بن محمد بناه بالقرب من الكوفة على نحو اربع
مراحل عنها نزله السفاح لما ولي الأمر فسقف مقاصر فيه وزاد في بنائه
وسماه الهاشمي ولم يزل اسم ابن هبيرة عنه فرفضه وبنى حياله مدينة سماها
الهاشمية ونزلها ثم أتمها المنصور ثم تحول عنها إلى بغداد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع فقال: إسماعيل بن
عباد القصري من قصر ابن هبيرة انتهى وفي منهج المقال ذكره بعض عن
رجال الشيخ في أصحاب الكاظم ع. وفي التعليقة روى عنه عبد
الله بن المغيرة في الصحيح وكذا الحسين بن سعيد وفيهما إشعار بالاعتماد
عليه وسيجئ في الحسن بن علي بن فضال عن الفضل بن شاذان كنت اقرأ
على مقرئ يقال له إسماعيل بن عباد. والظاهر أنه هو هذا الرجل ويظهر
منه حسن حاله اه‍ يروي عنه عبد الله بن المغيرة والحسين بن سعيد كما
سمعت وعن جامع الرواة انه زاد رواية إبراهيم بن عقبة عنه ورواية
أحمد بن مهران عن محمد بن علي عنه ورواية خالد بن حمزة بن عبيد
وجعفر بن محمد الهاشمي عنه انتهى ويروي عنه بكر بن صالح الرازي
ويروي هو عن إسماعيل بن سلام كما يأتي في علي بن يقطين. ١١٠١:
إسماعيل بن عبد الحميد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومضى في
إبراهيم بن عبد الحميد عن النجاشي أنه قال: روى عن أبي عبد الله
وأخواه الصباح وإسماعيل ابنا عبد الحميد ويمكن ان يكون المراد انهما رويا
عن أبي عبد الله ع أيضا. ١١٠٢:
إسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه بن أبي ميمونة ميمون بن
يسار مولى بني أسد
يسار بالمثناة التحتية والسين المهملة كما في الخلاصة.
قال النجاشي: وجه من وجوه أصحابنا وفقيه من فقهائنا وهو من
بيت من الشيعة عمومته شهاب وعبد الرحيم ووهب وأبوه عبد الخالق كلهم
ثقات رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وإسماعيل نفسه روى
عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع، له كتاب رواه عنه جماعة أخبرنا
محمد بن محمد عن أبي غالب أحمد بن محمد حدثنا عم أبي علي بن سليمان
عن محمد بن خالد عن إسماعيل بكتابه اه‍ وفي بعض النسخ روى بدل
رووا وليس بصواب كما لا يخفى وفي الخلاصة رووا لا روى، ثم قال: واما
إسماعيل فإنه روى عن الصادق والكاظم ع. وفي بعضها ثقة
بدل نفسه وهو تصحيف فما في رجال أبي علي من أنه لا حاجة إلى ما أطال
به البهبهاني في التعليقة لاثبات وثاقته كما يأتي لوجود ثقة في كلام النجاشي
وان سقط من نسخة البهبهاني ليس بصواب وذكره في الخلاصة وفي رجال
ابن داود في القسم الأول. وفي الفهرست: إسماعيل بن عبد الخالق له
كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن
الوليد عن إسماعيل وأخبرنا أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن
حميد بن زياد عن أبي محمد القاسم بن إسماعيل القرشي عن إسماعيل بن
عبد الخالق وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين
ع فقال: لحقه وعاش إلى أيام أبي عبد الله ع. وفي أصحاب الباقر
ع. ابن عبد الخالق الجعفي وفي رجال الصادق ع ابن عبد الخالق
الأنباري الكوفي أما في رجال الكاظم فلم يذكره. قال الميرزا: المناسب
لكلام النجاشي ان يكون الجعفي غير الأسدي وقد يمكن الجمع انتهى
وذلك لان كلام النجاشي يدل على أن إسماعيل الأسدي لم يرو عن الباقر
بل عن الصادق والكاظم وأبوه عبد الخالق روى عن الباقر والصادق وكلام
الشيخ في رجاله يدل على أن إسماعيل الجعفي روى عن الباقر فدل على أنهما
اثنان. وقال الكشي: حدثني أبو الحسن حمدويه بن نصير قال سمعت
بعض المشايخ يقول وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربه
وإسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه قال كلهم أخيار فاضلون كوفيون.
حدثني محمد بن مسعود حدثني عبد الله بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء
عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: قال لي حسين بن زيد أرسلني محمد بن
عبد الله بن الحسن إلى أبي عبد الله ع يطلب منه راية رسول الله ص
العقاب فقال يا جارية هات. وعن الوسائل وثقه ابن طاوس في ترجمته
وغيرها ولكن المحكي عن التحرير الطاووسي إسماعيل بن عبد الخالق
مشهود له بالخير والفضل انتهى وفي التعليقة إسماعيل بن عبد الخالق في
الوجيزة ثقة على الأظهر وقيل ممدوح اه‍ والأظهر انه ثقة كما قال لقوله
فقيه من فقهائنا وقرب رجوع ضمير كلهم اليه للذكر في ترجمته وفي مقام
ذكره ولإشارة السياق اليه ولان قوله وهو من بيت من الشيعة أتى به لمدح
إسماعيل وتزييد عظمته وجلالته وبالجملة نفع ايراده في المقام وفائدته ظاهر
فكيف يناسب ان يكون هؤلاء الجماعة كلهم ثقات دونه بل الظاهر من
العبارة انه أعلى منهم حيث عد من فقهائنا ووجوه أصحابنا دونهم وان
الفقاهة مأخوذ فيها الوثاقة وان هذا امر معهود معروف فلذا قال إنه فقيه من
فقهائنا عمومته وأبوه كلهم ثقات فتأمل تجد ما ذكرناه من الظهور ومما ينبه
على ما ذكرناه من أن إسماعيل أشهر منهم واعرف ان الشيخ ذكره في
الفهرست في أصحاب السجاد والباقر والصادق ع ولعله في
أصحاب الكاظم أيضا مضافا إلى النجاشي والكشي والخلاصة وان العلامة
والنجاشي ذكرا شهاب بن عبد ربه ولم يذكرا في ترجمته شيئا مما ذكراه هنا ولم
يتعرضا إلى توثيقه أصلا بل ذكرا أمورا أخر واما عبد الخالق فذكره في
الخلاصة ولم يتعرض لتوثيقه والنجاشي لم يتعرض له أصلا وكذا عبد
الرحيم والشيخ لم يتعرض لهم الا في موضع أو موضعين والنجاشي
و الخلاصة تعرضا لوهب ووثقاه لكن لم يذكرا ما ذكراه هنا والشيخ لم
يتعرض له الا في الفهرست فتأمل تجد ما ذكرناه من التنبيه انتهى
أقول لا ينبغي التأمل في وثاقة إسماعيل بل ما ذكر فيه مما مر أعلى درجة
من الوثاقة.
وفي مشتركات الطريحي: يعرف إسماعيل انه ابن عبد الخالق الثقة
برواية محمد بن خالد والقاسم بن إسماعيل القرشي عنه وروايته هو عن
الصادق والكاظم ع وزاد الكاظمي رواية إبراهيم بن عمر
اليماني وحريز وعبد الله بن مسكان وعلي بن الحكم الثقة ومحمد بن الوليد
الخزاز والحسن بن علي الوشاء عنه وعن جامع الرواة انه زاد على هؤلاء رواية
ابن أبي عمير والحسن بن محمد الصيرفي وأحمد بن عبد الرحيم وأحمد بن عبد
الرحمن عنه ورواية إسماعيل بن مرار عن يونس عنه. ١١٠٣:
أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الكوفي القرشي
العتابي المعروف بالسدي الكبير المفسر المشهور.
توفي سنة ١٢٧ في امارة ابن هبيرة وولاية بني مروان.
والسدي بضم السين وتشديد الدال المهملة نسبة إلى السدة. في
(٣٧٨)

الصحاح: سمي إسماعيل السدي لأنه كان يبيع الخمر والمقانع في سدة
مسجد الكوفة وهي ما يبقى من الطاق المسدود انتهى والسدة باب الدار
نص عليه في الصحاح وغيره وفي تاج العروس قال الذهبي سمي السدي
لقعوده في باب مسجد الكوفة. وفي انساب السمعاني قال أبو عبيدة في
غريب الحديث انما سمي السدي لأنه كان يبيع الخمر مع المقانع بسدة
المسجد يعني باب المسجد قال أبو الفضل الفلكي انما لقب بالسدي لأنه
كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له السدي وفي تاج العروس أغرب أبو
الفتح اليعمري فقال كان يجلس في المدينة في مكان يقال له السد فنسب اليه
انتهى وفي المعارف لابن قتيبة في المنسوبين إلى غير عشائرهم السدي كان
يبيع الخمر في سدة المدينة فنسب إليها انتهى وفي انساب السمعاني عن
ابن مردويه انما سمي السدي لأنه نزل بالسدة انتهى ووجدت في مسودة
الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته: سمي بالسدي لأنه كان يدرس في
التفسير على بعض سدات المسجد الحرام. وفي معجم الأدباء عن ابن
مردويه انما سمي السدي لأنه نزل بالسدة قال وقال غيره نسب السدي إلى
بيع الخمر يعني المقانع في سدة الجامع يعني باب الجامع وقال الفلكي
انما سمي السدي لأنه كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له السد انتهى
وكريمة عن تقريب ابن حجر بفتح الكاف وكسر الراء.
السدي الكبير والصغير
السدي الكبير هو إسماعيل بن عبد الرحمن المترجم.
والسدي الصغير هو حفيده محمد بن مروان بن عبد الله بن
إسماعيل بن عبد الرحمن ولذلك سمي بالسدي الصغير. في معجم الأدباء
في أثناء ترجمة السدي الكبير قال: ومحمد بن مروان بن عبد الله بن
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي من أهل الكوفة يروي عن الكلبي صاحب
التفسير وداود بن أبي هند وهشام بن عروة روى عنه ابنه علي ويوسف بن
عدي والعلاء بن عمرو وأبو إبراهيم الترجماني وغيرهم وهو السدي
الصغير. وقال يحيى بن معين السدي الصغير محمد بن مروان صاحب
التفسير ليس بثقة وقال البخاري محمد بن مروان الكوفي صاحب الكلبي لا
يكتب حديثه البتة وسئل أبو علي صالح بن حريرة عنه فقال كان ضعيفا
وكان يضع الحديث وكل ضعفه انتهى قوله يروي عن الكلبي صاحب
التفسير الظاهر أن صاحب التفسير وصف للكلبي لا له إذ لم ينقل ان له
تفسيرا وإنما التفسير لجده ولكن قوله ثانيا نقلا عن ابن معين محمد بن مروان
صاحب التفسير دال على أن التفسير له والظاهر سقوط شئ من العبارة
واصلها حفيد صاحب التفسير أو نحو ذلك. وفي انساب السمعاني: المشهور
بهذه النسبة إسماعيل بن عبد الرحمن ثم ذكر ان السدي الصغير محمد بن
مروان بن عبد الله من أهل الكوفة. وفي ميزان الاعتدال إسماعيل بن عبد
الرحمن هو السدي الكبير فاما السدي الصغير فهو محمد بن مروان يروي
عن الأعمش واه بمرة انتهى والسدي الكبير هو صاحب التفسير الذي
يكثر المفسرون من نقل أقواله والصغير ليس له تفسير كما مر والكبير هو
المذكور عنه التشيع اما الصغير فلم يذكر عنه ذلك مع احتماله لنسبة القوم
له الوضع وتضعيفهم له فيمكن ان يكون ذلك لروايته ما لا يحتملونه من
الفضائل أو غيرها والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
قال ابن سعد في الطبقات الكبير: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
صاحب التفسير مات سنة ١٢٧ وقال الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن
الحسين ع إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي من
الكوفة. وفي أصحاب الباقر ع إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
الكوفي وفي أصحاب الصادق ع إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
أبو محمد القرشي المفسر الكوفي انتهى وفي معجم الأدباء: إسماعيل بن
عبد الرحمن بن أبي ذؤيب السدي وقيل عبد الرحمن بن أبي كريمة مولى زينب
بنت قيس بن مخزمة من بني عبد مناف حجازي الأصل سكن الكوفة مات
١٢٧ في أيام بني أمية في ولاية مروان بن محمد روى عن انس بن مالك
وعبد خير وأبي صالح ورأى ابن عمر وهو السدي الكبير وكان ثقة مأمونا روى
عنه الثوري وشعبة وزائدة وسماك بن حرب وإسماعيل بن أبي جذيمة
وسليمان التيمي وكان ابن أبي خالد إسماعيل يقول: السدي اعلم بالقرآن
من الشعبي. وقال أبو بكر بن مردويه الحافظ إسماعيل بن عبد الرحمن
السدي يكنى أبا محمد صاحب التفسير انما سمي السدي لأنه نزل بالسدة
كان أبوه من كبار أهل أصبهان أدرك جماعة من أصحاب رسول الله ص
منهم سعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وابن عمر وأبو هريرة وابن
عباس وكان شريك يقول ما ندمت على رجل لقيته الا أكون كتبت عنه كل
شئ لفظ به الا السدي وهذا مدح عظيم منه للسدي قال يحيى بن
سعيد ما سمعت أحدا يذكر السدي الا بخير وذكر الحافظ أبو نعيم في تاريخ
أصبهان من تصنيفه قال: إسماعيل بن عبد الرحمن الأعور يعرف بالسدي
صاحب التفسير كان أبوه عبد الرحمن يكنى أبا كريمة من عظماء أهل أصبهان
توفي في ولاية مروان وذكر كما تقدم وكان عريض اللحية إذا جلس غطت
لحيته صدره قيل إنه رأى سعد بن أبي وقاص وقال أبو نعيم باسناده ان
السدي قال هذا التفسير اخذته عن ابن عباس ان كان صوابها فهو قاله وان
كان خطا فهو قاله قال أبو نعيم فيما رفعه إلى السدي أنه قال رأيت نفرا من
أصحاب النبي ص منهم أبو سعيد الخدري وأبو هريرة وابن عمر كانوا
يرون انه ليس منهم على الحال التي فارق عليها محمد الا عبد الله بن عمر
انتهى.
وعن تقريب ابن حجر إسماعيل بن عبد الرحمن السدي أبو محمد
الكوفي صدوق متهم يهمس رمي بالتشيع من الرابعة انتهى وفي
ميزان الاعتدال: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة
السدي الكوفي عن انس وعبد الله البهي وجماعة وعنه الشوري وأبو بكر
بن عياش وخلق قال ورأى أبا هريرة قال يحيى القطان لا
باس به وقال احمد ثقة وقال ابن معين في حديثه ضعف وقال أبو حاتم لا
يحتاج به وقال ابن عدي هو عندي صدوق وروى شريك عن مسلم بن عبد
الرحمن قال مر إبراهيم النخعي بالسدي وهو يفسر لهم القرآن فقال أما انه يفسر
تفسير القوم وقال عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت سمعت الشعبي وقيل له
ان إسماعيل السدي قد أعطي حظا من علم القرآن فقال قد أعطي حظا
من جهل بالقرآن وقال الفلاس عن ابن مهدي ضعيف وقال ابن معين
سمعت أبا حفص الابار يقول ناولت السدي نبيذا فقلت له فيه دردي
فشربه وقال ابن المديني سمعت يحيى بن سعيد يقول ما رأيت أحدا يذكر
السدي الا بخير وما تركه أحد روى عنه شعبة والثوري، ورمي السدي
بالتشيع وقال الجوزجاني حدثت عن معتمر عن اليث قال كان بالكوفة
كذابان فمات أحدهما السدي والكلبي وقال حسين بن واقد المروزي
سمعت من السدي فما قمت حتى سمعته ينال من الشيخين فلم أعد اليه.
(٣٧٩)

قلت وهو السدي الكبير فاما السدي الصغير فهو محمد بن مروان يروي عن
الأعمش واهبمرة انتهى. قوله اما انه يفسر تفسير القوم الظاهر أن
مراده بالقوم أئمة أهل البيت أو الشيعة فهو إلى المدح أقرب منه إلى القدح
ويؤيده ان إبراهيم النخعي القائل ذلك نص ابن قتيبة في المعارف على
تشيعه. وفي تهذيب التهذيب إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي
أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي الأعور وهو السدي الكبير كان يقعد في
سدة باب الجامع فسمي السدي روى عن انس وابن عباس ورأى ابن عمر
والحسن بن علي وأبا هريرة وأبا سعيد وروى عن أبيه ويحيى بن عباد وأبي
صالح مولى أم هاني وسعد بن عبيدة وأبي عبد الرحمن السلمي وعطاء
وعكرمة وغيرهم وعن شعبة والثوري والحسن بن صالح وزائدة وأبو عوانة
وأبو بكر بن عياش وغيرهم قال عبد الله بن أحمد سمعت أبي قال يحيى بن
معين يوما عند عبد الرحمن بن مهدي وذكر إبراهيم بن مهاجر والسدي فقال
يحيى ضعيفان فغضب عبد الرحمن وكره ما قال قال عبد الله سالت يحيى
عنهما فقال متقاربان في الضعف وقال الدوري عن يحيى في حديثه ضعف
وقال الجوزجاني هو كذاب شتام وقال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم يكتب
حديثه ولا يحتج به وقال النسائي في الكنى صالح وفي موضع آخر ليس به
باس وقال ابن عدي له أحاديث يرويها عن عدة شيوخ وهو عندي مستقيم
الحديث صدوق لا باس به. وقال العجلي ثقة عالم بالتفسير راوية له وقال
الساجي صدوق فيه نظر وحكى عن أحمد انه ليحسن الحديث الا ان هذا
التفسير الذي يجئ به قد جعل له اسنادا واستكلفه وقال الحاكم في المدخل
في باب الرواة الذي عيب على مسلم اخراج حديثهم: تعديل عبد
الرحمن بن مهدي أقوى عند مسلم ممن جرحه بجرح غير مفسر وذكره ابن
حبان في الثقات وقال الطبري لا يحتج بحديثه انتهى ثم ذكر في تهذيب
التهذيب ترجمة أخرى لإسماعيل بن عبد الرحمن القرشي وقال روى عن ابن
عباس روى عنه أسباط بن نصر الهمداني وان الحافظ عبد الغني أفرد له هذه
الترجمة قال وهو عجيب لان إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي الذي روى
عن ابن عباس وروى عنه أسباط هو السدي بعينه فلا وجه لذكر ترجمة
أخرى له وقد روى أبو داود في كتاب الخراج من طريق يونس بن بكير عن
أسباط بن نصر عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي وأسباط بن نصر
مشهور بالرواية عن السدي قد اخرج الطبري وابن أبي حاتم وغيرهما في
تفاسيرهم تفسير السدي مفرقا في السور من طريق أسباط بن نصر عنه وقد
اخرج هذا الحديث الذي ذكره أبو داود الحافظ ضياء الدين في المختارة من
طريق أبي داود وترجم له إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي هو السدي بعينه
قال وقد حكى الحافظ عبد الغني في ترجمة السدي انه مولى زينب بنت
قيس بن مخزمة وقيل مولى بني هاشم وقيس بن مخزمة مطلبي والمطلب
وهاشم اخوان ولدا عبد مناف بن قصي رأس قريش فنسب السدي قرشيا
بالولاء والله أعلم انتهى.
وفي خلاصة تذهيب الكمال: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة
السدي مولى قريش أبو محمد الكوفي رمي بالتشيع عن انس وابن عباس
وباذان وعنه أسباط بن نصر وإسرائيل والحسن بن صالح قال ابن عدي
مستقيم الحديث صدوق انتهى.
وفي تاج العروس: السدي ضعفه ابن معين ووثقه الإمام أحمد
واحتج به مسلم وفي التقريب انه صدوق وروى له الجماعة الا البخاري
اه‍ وفي انساب السمعاني في السدي: المشهور بهذه النسبة إسماعيل بن
عبد الرحمن بن أبي ذؤيب وقيل ابن أبي كريمة السدي الأعور مولى زينب
بنت قيس بن مخزمة من بني عبد مناف حجازي الأصل سكن الكوفة روى
عن انس بن مالك وعبد خير وأبي صالح وقد رأى ابن عمر وهو السدي
الكبير ثقة مأمون روى عنه الثوري وشعبة وزائدة وسماك بن حرب
وإسماعيل بن أبي خالد وسليمان التيمي وكان إسماعيل بن أبي خالد يقول
السدي اعلم بالقرآن من الشعبي قال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
الحافظ: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي يكنى أبا محمد صاحب التفسير
وكان أبوه من كبار أهل أصبهان روى عن انس بن مالك وأدرك جماعة من
أصحاب النبي ص منهم سعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وابن عمر
وأبو هريرة وأبو حرين وابن عباس حدث عنه الثوري وشعبة وأبو عوانة
والحسن بن صالح انتهى وعد ابن النديم في فهرسته من الكتب المصنفة
في تفسير القرآن كتاب تفسير السدي. وقال السيوطي في الاتقان أمثل
التفاسير تفسير إسماعيل السدي روى عنه الأئمة مثل الثوري وشعبة
انتهى.
والسدي ينقل المفسرون أقواله في تفاسيرهم، يعتمدون عليه نظير
مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل والجبائي وهو في طبقتهم أيضا وقل
ان يخلو تفسير من نقل أقواله وقد أكثر الطبري في تفسيره من نقل أقواله
فيروي تارة عن ابن أبي مليكة وتارة عن أسباط عن السدي إلى غير ذلك
وينقل عنه الطبرسي في مجمع البيان كثيرا ولا بد ان يكون الشيخ الطوسي
في التبيان ينقل عنه فان مجمع البيان كمختصر له كل ذلك يدل على جلالة
قدره بين المفسرين وتبحره وتقدمه في علم التفسير ومن ذلك يعلم بطلان
قول الشعبي المتقدم أعطي حظا من جهل بالقرآن وأن قوله هذا وإن صح
وإنكاره أن يكون أعطي حظا من علم القرآن لم يصدر عن إنصاف وابتاع
للحق بل عن هوى وعصبية ومر قول إسماعيل بن أبي خالد: السدي اعلم
بالقرآن من الشعبي فيوشك ان يكون حمل الشعبي على هذا القول الحسد لما
سمع تفضيل الناس له عليه. ومما قد يستغرب ما عن التبيان للشيخ
الطوسي ان من المفسرين من حمدت طريقته ومدحت مذاهبه كابن عباس
والحسن وقتادة وغيرهم ومنهم من ذمت مذاهبه كأبي صالح والسدي
والكلبي وغيرهم انتهى فانظره مع جعل الشيخ الطوسي له من رجال
السجاد والصادقين ع الذين رووا عنهم. وقال بعض المعاصرين
صح ذكره وذكر تفسيره النجاشي والشيخ أبو جعفر الطوسي في فهرست
أسماء مصنفي الشيعة وقد نص على تشيعه ابن قتيبة في كتاب المعارف
انتهى أقول لم أجد له ذكرا في كتاب النجاشي ولا فهرست الطوسي ولا
في المعارف سوى ما مر في نسبته. ١١٠٤:
إسماعيل بن عبد الرحمن الجرمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١١٠٥:
إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجال الباقر ع فقال إسماعيل بن عبد
الرحمن الجعفي الكوفي تابعي سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة روى عنه
ع وعن أبي عبد الله ع وذكره في أصحاب الصادق
ع فقال: إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي تابعي سمع من أبي
الطفيل مات في حياة أبي عبد الله ع وكان فقيها وروى عن أبي
(٣٨٠)

جعفر ع أيضا. وقال النجاشي في ترجمة ابن أخيه بسطام بن
الحصين بن عبد الرحمن الجعفي ابن أخي خيثمة وإسماعيل انه كان وجها
في أصحابنا وأبوه وعمومته وكان أوجههم إسماعيل وهم بيت بالكوفة من
جعفي يقال لهم بنو أبي سبرة. وفي الخلاصة بعد ذكر عبارة الشيخ الثانية قال
نقل ابن عقدة ان الصادق ع ترحم عليه وحكى عن ابن نمير أنه قال
انه ثقة وبالجملة فحديثه اعتمد عليه انتهى وفي منتهى المقال وجدت
في بعض مصنفات أصحابنا وليس ببالي خصوص الموضع عن محمد بن
إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي قال: دخلت انا وعمي الحصين بن عبد
الرحمن على أبي عبد الله ع فسلم عليه فأدناه وقال من هذا معك
قال ابن أخي إسماعيل قال رحم الله إسماعيل وتجاوز الله عن سئ عمله
كيف مخلفوه قال نحن جميعا بخير ما بقي لنا مودتكم قال يا حصين لا
تستصغرن مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات فقال يا ابن رسول الله ما
استصغرها ولكن احمد الله عليها الحديث. وفي التعليقة كونه فقيها
يشهد على وثاقته وكذا كونه وجها كما مضى في الفوائد وكذا حال توثيق ابن
نمير والمظنون صحة ما نقل عن ابن عقدة وبالجملة الظاهر جلالة هذا
الرجل مضافا إلى وثاقته انتهى وعن جامع الرواة انه يروي عنه جميل بن
دراج وحماد بن عثمان وابن سماعة ومحمد بن سنان وصفوان انتهى. ١١٠٦:
إسماعيل بن عبد الرحمن حقيبة الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وقال
الكشي: ما روي في إسماعيل حقيبة وقيل جفينة قال محمد بن مسعود
سالت علي بن فضال عن إسماعيل حقيبة قال صالح وهو قليل الرواية
انتهى وذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة وكذا ابن داود ووثقه
صريحا ولكن لا وثوق بذلك التوثيق. وفي الخلاصة حقيبة بالحاء المهملة
المفتوحة والقاف والمثناة التحتية والباء الموحدة وجفينة بالجيم المضمومة
والفاء المفتوحة والنون بعد الياء انتهى وظاهر عبارة الكشي السابقة ان
حقيبة لقب إسماعيل وعن الساروي في توضيح الاشتباه ان اللقب للابن لا
للأب ومر بعنوان إسماعيل بن حقيبة أو جفينة وهو يدل على أن اللقب
للأب لا للابن. ١١٠٧:
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي
مر بعنوان ابن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي. ١١٠٨:
إسماعيل بن عبد العزيز
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع ويحتمل أنه أحد
الآتيين الأموي والملائي وعن بصائر الدرجات عن الحسين بن سعيد عن
الحسن بن أبي عبد الله عن جعفر بن الحسين الخزاز عن إسماعيل بن عبد
العزيز قال لي الصادق ع ضع لي ماء في المتوضأ فوضعت فدخل فقلت
في نفسي أنا أقول فيه كذا وكذا فقال يا إسماعيل لا ترفعونا فوق طاقة
فيتهدم كذا اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم انتهى وفي التعليقة
بعد نقله: يظهر منه رجوعه وحسن عقيدته. ١١٠٩:
إسماعيل بن عبد العزيز الأموي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وعن جامع الرواة
رواية الحسن بن علي وإبراهيم بن هاشم عنه. ١١١٠:
إسماعيل بن عبد العزيز أو ابن خليفة أبو إسرائيل العبسي الملائي
الكوفي
ولد سنة ٨٤ ومات سنة ١٦٩ وقد تجاوز الثمانين.
الملائي بالضم نسبة إلى بيع الملاءة التي يلتحف بها النساء.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع إسماعيل بن عبد
العزيز أبو إسرائيل الملائي الكوفي انتهى وعد ابن رستة في الأعلاق
النفيسة من الشيعة أبو إسرائيل الملائي. وفي طبقات ابن سعد الكبير: أبو
إسرائيل الملائي العبسي واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق قال يقولون إنه
صدوق وكان بهز بن أسد يحكي انه سمع أبا إسرائيل تناول عثمان وأشياء
نحو هذا تحكى عنه انتهى وفي تهذيب التهذيب: إسماعيل بن خليفة
العبسي أبو إسرائيل بن أبي إسحاق الملائي الكوفي وقيل اسمه عبد العزيز
قال الأثرم عن أحمد يكتب حديثه وقد روى حديثا منكرا في القتيل. وقال
احمد أيضا خالف الناس في أحاديث وقال إسحاق بن منصور عن ابن معين
صالح الحديث وقال في رواية معاوية بن صالح ضعيف وقال في موضع
آخر أصحاب الحديث لا يكتبون حديثه وقال ابن المثنى ما سمعت عبد
الرحمن حدث عنه شيئا قط وقال عمرو بن علي ليس من أهل الكذب قال
وسالت عبد الرحمن عن حديثه فأبى وقال كان ينال من عثمان وقال البخاري
تركه ابن مهدي وقال أيضا يضعفه أبو الوليد وقال أبو زرعة صدوق الا
ان في رأيه غلوا وقال أبو حاتم حسن الحديث جيد اللقاء وله أغاليط لا
يحتج بحديثه ويكتب حديثه وهو سئ الحفظ وقال ابن المبارك لقد من الله
على المسلمين بسوء حفظ أبي إسرائيل وقال الجوزجاني مفتر زائغ وقال
النسائي ليس بثقة وقال مرة ضعيف وقال العقيلي في حديثه وهم واضطراب
وله مع ذلك مذهب سوء وقال ابن عدي عامة ما يرويه يخالف الثقات وهو
في جملة من يكتب حديثه وقال الترمذي ليس بالقوي عند أصحاب الحديث
وقال حسين الجعفي كان طويل اللحية أحمق وقال أبو داود لم يكن يكذب
حديثه ليس من حديث الشيعة وليس فيه نكارة وقال أبو احمد الحاكم متروك
الحديث وقال ابن حبان في الضعفاء روى عنه أهل العراق وكان رافضيا
شتاما وهو مع ذلك منكر الحديث حمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا شديدا
وقال العقيلي حديث وجد قتيل بين قريتين ليس له أصل وما جاء به غيره
انتهى أقول لم يذكره أصحابنا بقدح ولا مدح ويمكن استفادة مدحه
مما مر من قول ابن سعد يقولون إنه صدوق وقول أبي زرعة صدوق وقول
أبي داود لم يكن يكذب وحديثه ليس فيه نكارة وقول احمد وابن عدي يكتب
حديثه وقول ابن معين صالح الحديث وقول عمرو بن علي ليس من أهل
الكذب وقول أبي حاتم حسن الحديث وقدح من قدح فيه يرجع إلى التشيع
كما يشير اليه قول أبي زرعة صدوق الا ان في رأيه غلوا وقول العقيلي له مع
ذلك مذهب سوء وقول الجوزجاني مفتر زائغ واما من رمى حديثه بالنكارة
فيرده قول أبي داود ليس فيه نكارة واما قول أبي داود حديثه ليس من حديث
الشيعة فيا ليت لأبي داود رجالا كرجال الشيعة اخذوا أحاديثهم عمن يدور
الحق معه كيفما دار وعمن لم تظل الخضراء ولم تقل الغبراء أصدق لهجة منه
وعمن لقب بالصادق لصدق حديثه لا عمن أقاموا أربعين أو خمسين شاهدا
يشهدون زورا لام المؤمنين ان هذا ليس ماء الحوأب ولا عن أزيد من مائة
وخمسين ألفا لا ينظرون في وثاقة واحد منهم مع ما ظهر من بعضهم من
(٣٨١)

الموبقات. بل لا يقبلون الا رواية الثقة العدل في جميع الطبقات فأي
الفريقين أحق بصدق الحديث وصحته.
مشايخه
يروي عن الإمام جعفر الصادق ع. وفي تهذيب
التهذيب: روى عن الحكم بن عتيبة وفضيل بن عمرو الفقيمي وإسماعيل
السدي وعطية العوفي وأبي عمرو البهراني وغيرهم.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب: عنه الثوري وهو من أقرانه وأبو أحمد الزبيري
ووكيع وأبو نعيم وإسماعيل بن صبيح اليشكري وأبو الوليد الطيالسي
وغيرهم. ١١١١:
الميرزا السيد إسماعيل بن الميرزا السيد عبد الغفور السبزواري
توفي سنة ١٢٦٢ في سبزوار ونقلت جنازته إلى المشهد المقدس
الرضوي ودفن في دار التوحيد.
كان عالما فاضلا وفي كتاب مطلع الشمس: أصله من سبزوار
وحصل العلوم في المشهد المقدس وفي العراق العربي ثم عاد إلى سبزوار
وبعد وفاة أبيه أعطي امامة الجمعة وصارت له رئاسة عامة هناك انتهى. ١١١٢:
إسماعيل بن عبد الله الأعمش الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى
عنه ابن أبي عمير انتهى وفي التعليقة في روايته عنه إشعار بوثاقته ويروي
عنه الكليني في روضة الكافي مرسلا. وفي لسان الميزان: إسماعيل بن عبد
الله الرماح الكوفي الأعمش روى عن أبي عبد الله الصادق روى عنه
محمد بن أبي عمير وابان بن عثمان ذكره الطوسي في رجال الشيعة
انتهى. ١١١٣:
إسماعيل بن عبد الله البجلي القمي
هو إسماعيل بن سمكة ومضى. ١١١٤:
إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب المدني
قتل سنة ١٤٥ عن سن عالية في تهذيب التهذيب عن ابن جرير
وغيره وقد قارب التسعين.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وقال
تابعي سمع أباه وذكره في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه وسمع
أباه وذكره في أصحاب الصادق ع وقال سمع أباه عبد الله بن
جعفر انتهى وفي تهذيب التهذيب: إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب الهاشمي روى عن أبيه وأخيه إسحاق وعنه ابن أخيه صالح بن
معاوية والحسين بن زيد بن علي بن الحسين وعبد الله بن مصعب الزبيري
وغيرهم قال الدارقطني ثقة وقال ابن عيينة رأيته بمكة. روى له ابن ماجد
حديثا واحدا في الجنائز. قلت وذكره ابن حبان في الثقات انتهى وفي
عمدة الطالب إسماعيل الزاهد بن جعفر بن أبي بن طالب قتيل بني أخيه ثم
قال وقد نص النقيب تاج الدين على انقراض إسماعيل. وفي حاشية عمدة
الطالب: إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان من ثقات
التابعين وله رواية في سنن ابن ماجة توفي سنة ١٤٥ وقد قارب التسعين
انتهى وفي طبقات ابن سعد الكبير: إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب وأمه أم ولد فولد إسماعيل بن عبد الله عبد الله وأبا بكر محمدا وأمهم
أم أولد وأم كلثوم وجعفرا لام ولد وزيدا لام ولد وقد روى إسماعيل عن
أبيه وروى عنه عبد الله بن مصعب بن ثابت انتهى وهذا ينافي ما مر من
انقراضه الا ان يراد انه لم يبق من ذريته أحد.
وروى الكليني في الكافي باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل
في امر الإمامة في حديث طويل يذكر فيه عبد الله بن الحسن المثني وأولاده
ودعاء عبد الله الصادق ع للبيعة لابنه محمد وامتناع الصادق
ع من ذلك ونصحه لعبد الله واشارته عليه بعدم الخروج واخباره إياه
بان ابنه محمدا لا يملك أكثر من حيطان المدينة وعدم قبول عبد الله منه ثم
قبض المنصور على عبد الله وأولاده واخوته وظهور محمد بن عبد الله
ودعاءه الناس إلى بيعته وامتناع الصادق ع من بيعته حتى حبسه محمد قال
فطلع إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو شيخ كبير ضعيف قد
ذهبت احدى عينيه وذهبت رجلاه وهو يحمل حملا فدعاه إلى البيعة فقال له: يا ابن أخي
اني شيخ كبير ضعيف وانا إلى برك وعونك أحوج. فقال له: لا بد من أن
تبايع فقال له وأي شئ تنتفع ببيعتي والله اني لأضيق عليك مكان اسم رجل
ان كتبته قال لا بد لك ان تفعل وأغلظ له في القول فقال له إسماعيل ادع
لي جعفر بن محمد فلعلنا نبايع جميعا قال: فدعا جعفرا ع فقال له
إسماعيل جعلت فداك ان رأيت أن تبين له فافعل لعل الله يكفه عنا قال قد
أجمعت ان لا أكلمه فلير في رأيه. إلى أن قال الكليني: ثم احتمل إسماعيل
ورد جعفر إلى الحبس قال فوالله ما أمسينا حتى دخل بنو أخيه بنو معاوية بن
عبد الله بن جعفر فتوطؤوه حتى قتلوه وبعث محمد بن عبد الله إلى جعفر
فخلى سبيله. قال وأقمنا بعد ذلك حتى استهللنا شهر رمضان فبلغنا خروج
عيسى بن موسى يريد المدينة فقدمها وقتل محمد بن عبد الله بسدة أشجع.
ويظهر من بكاء الباقر ع لأجله ومن كلام الصادق المتقدم معه
وتفديته للصادق حسن حاله وصحة اعتقاده. ١١١٥:
إسماعيل بن عبد الله الحارثي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه. ١١١٦:
إسماعيل بن عبد الله حقيبة أو جفينة
وقد سبق ابن عبد الرحمن وعن جامع الرواة انه حكى عن نسخة
صحيحة من رجال الشيخ ابدال عبد الرحمن في إسماعيل بن عبد الرحمن
حقيبة بعبد الله وكذلك حكى غيره عن نسخة معتمدة من رجال الشيخ. ١١١٧:
إسماعيل بن عبد الله الرماح الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى
عنه أبان بن عثمان وما في نسخة المنهج المطبوعة من وضع علامة أصحاب
الجواد عليه تحريف من الناسخ قطعا فقد وضع عليه علامة أصحاب
الصادق في الوسيط وبعض نسخ المنهج المخطوطة.
(٣٨٢)

١١١٨: إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١١١٩:
إسماعيل بن عثمان بن ابان
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال في
الفهرست له أصل رواه لنا أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن
حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه اه‍ وميزه الطريحي والكاظمي في
المشتركات برواية أحمد بن ميثم عنه. ١١٢٠:
إسماعيل بن عز الدين النعمي التهامي
مات قبل سنة ١٢٢٠ في زيلع كما في البدر الطالع.
كان عالما فاضلا محدثا شاعرا أديبا كاتبا منشئا. له تآليف حسنة منها
كتاب في الرد على رسالة الشوكاني محمد بن علي التي سماها ارشاد الغبي إلى
مذهب أهل البيت في صحب النبي وكتاب في اثبات عصمة الأنبياء والأئمة
وديوان شعر.
وقد ذكره الشوكاني في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع في
أثناء ترجمة أخيه السيد محمد بن عز الدين النعمي التهامي وتحامل عليه كثيرا
كعادته فيمن هو مخالف لنحلته المعروفة فقال إنه لم يكن له اشتغال بالعلم
لكنه في المدة القريبة شغل نفسه بجمع مؤلف غالبه من كتب الرافضة ثم
تشدد في الرفض وصار يملي ما جمعه بجامع صنعاء في أيام رمضان وهو من
جملة المجيبين علي في الرسالة التي سميتها ارشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت
في صحب النبي. وصار الآن في حبس زيلع ثم بلغنا انه مات هناك
قبل سنة ١٢٢٠ ثم ذكر في ترجمة السيد يحيى الحوثي ان بعض أهل الدولة
ممن يتظهر بالتشيع مع الرفض باطنا اقعد السيد يحيى المذكور على الكرسي
وأمره ان يملي على العامة كتاب تفريج الكروب في مناقب علي بن أبي طالب
للسيد إسحاق بن يوسف ولكن لم يتوقف على ما فيه بل جاوز ذلك مطابقة
لغرض الحامل له لقصد إغاظة بعض أهل الدولة المنتسبين إلى بني أمية
فصدرت إشارة من خليفة العصر إلى عامل الأوقاف ان يرجع السيد يحيى
إلى مسجد صلاح الدين فحضر العامة وجماعة من الفقهاء تلك الليلة فلما لم
يحضر السيد يحيى ثاروا في الجامع وخرجوا إلى الشوارع وقد صاروا ألوفا
وقصدوا عدة بيوت لمن ليس على رأيهم فرجموها وفي اليوم الآخر ارسل
الخليفة للوزير والامراء وارسل لي فاستشارني فأشرت عليه بحبس جماعة من
المتصدرين في الجامع للتشويش على العامة وايهامهم ان في الناس من هو
منحرف عن العترة وانه ليس ما يتظاهرون به الا لإغاظة المنحرفين ونحو
هذا من الخيالات التي لا حامل لهم عليها الا طلب المعاش والرياسة
والتحبب إلى العامة وكان من أشدهم في ذلك السيد إسماعيل صاحب
الترجمة فإنه كان رافضيا جلدا مع كونه جاهلا مركبا وفيه حدة شديدة وصار
يجمع مؤلفات من كتب الرافضة ويمليها في الجامع ويسعى في تفريق المسلمين
بل جمع كتابا يذكر فيه أعيان العلماء وينفر الناس عنهم ومع هذا فهو لا
يدري بنحو ولا صرف ولا أصول ولا فروع ولا تفسير ولا حديث ولا يعرف
الا مجرد المطالعة لكتب الرافضة الامامية ونحوهم الذين هم أجهل منه
فوقع البحث من الخليفة ومن خواصه عمن وقع منه الرجم فأودع الحبس
والقيد ثم جعلوا في سلاسل حديد وارسل بجماعة منهم إلى حبس زيلع
وجماعة إلى حبس كمران وفيهم ممن لم يباشر الرجم السيد إسماعيل بن عز
الدين النعمي وسبب ذلك أنه جاوز الحد في التشديد في الغرض انتهى
ولا تسمع منه دعوى الجهل وغيره مما نسبه اليه بعد ما ظهر من عداوته
وعناده ويكفي في جهله نسبته الجهل إلى جميع علماء الإمامية بظاهر كلامه
وفيهم من ليس الشوكاني اهلا لأن يفهم كلامه واي جهل أعظم من أن
يعمد من يدعي العلم إلى السباب والشتم ونسبة الجهل إلى خصمه والوشاية
إلى الحكام ونحو ذلك ولو كان على حق في دعواه لقرع الحجة بالحجة
وأوضح المحجة فيتبين حينئذ المحق من المبطل والعالم من الجاهل. ١١٢١:
المولي إسماعيل العقدائي اليزدي
توفي حدود ١٢٤٠.
العقدائي نسبة إلى عقداء قرية من قرى يزد بينهما ثلاثون فرسخا.
في نجوم السماء: كان من مشاهير العلماء والفقهاء وأجلة تلامذة
السيد مهدي بحر العلوم في الفقه والأصول ومن الماهرين الكاملين في
الأدب بني مسجدا في يزد معروفا للآن ومن تلاميذه الميرزا سليمان
الطباطبائي النائيني اليزدي الذي انتهت اليه بعده الرياسة الدينية والدنيوية.
من مؤلفات المترجم كتاب في الأصول انتهى وقال غيره اسم الكتاب
حقائق الأصول عناوينه حقيقة حقيقة. ١١٢٢:
السيد إسماعيل العقيلي المازندراني
هو السيد إسماعيل بن أحمد العلوي العقيلي الطبرسي النوري وقد
تقدم. ١١٢٣:
السيد عز الدين إسماعيل العلوي
له كتاب الاتساب منه نسخة في مكتبة محمد باشا في إسلامبول. ١١٢٤:
السيد إسماعيل العلوي العقيلي المازندراني
هو السيد إسماعيل بن أحمد العلوي العقيلي الطبرسي النوري. ١١٢٥:
إسماعيل بن علي
تقدم في إسماعيل بن أبي عبد الله قول النجاشي إسماعيل بن علي
وإسماعيل بن أبي عبد الله ذكر أصحابنا ان لهما كتاب خطب وتقدم سنده
هناك وقال الميرزا لا يبعد ان يكون أحد الرجلين إسماعيل بن رزين أو
إسماعيل بن علي العمي الآتيين والله أعلم. ١١٢٦:
أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت
ولد سنة ٣٣٧ وتوفي سنة ٤١١.
وحقق السيد جعفر بن محمد بن جعفر بن السيد راضي أخي السيد
محسن الأعرجي في كتابه الدرة الغالية انه أحد المدفونين في القبتين بصحن
الكاظمين ع كما ذكرناه في ترجمته. ونوبخت ويقال نيبخت
كما يقال نوروز ونيروز كلمة فارسية معناها جديد الحظ ومر الكلام على آل
نوبخت في الجزء الخامس في إبراهيم بن نوبخت وفي آل نوبخث.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن
(٣٨٣)

نوبخت كان شيخ المتكلمين من أصحابنا وغيرهم له جلالة في الدين والدنيا
يجري مجرى الوزراء في جلالة الكتاب. وقال الشيخ الطوسي في الفهرست
إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت أبو سهل كان شيخ
المتكلمين من أصحابنا ببغداد ووجههم متقدم النوبختيين في زمانه وقال
ابن داود شيخ المتكلمين من أصحابنا ببغداد حسن التصنيف. وفي الخلاصة
في القسم الأول كان شيخ المتكلمين من أصحابنا ببغداد ووجههم متقدم
النوبختيين في زمانه له جلالة في الدين والدنيا يجري مجرى الوزراء صنف
كتبا كثيرة ذكرناها في الكتاب الكبير انتهى وقال ابن النديم في فهرسته:
أبو سهل النوبختي أبو سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت من كبار
الشيعة وكان أبو الحسن الناشي يقول إنه أستاذه وكان فاضلا عالما متكلما وله
مجلس يحضره جماعة من المتكلمين انتهى ويفهم من قول النجاشي يجري
مجرى الوزراء في جلالة الكتاب انه كان له مقام رفيع في الدولة العباسية
يقرب من مقام الوزارة. وعن تاريخ الذهبي انه كان كاتبا بليغا وشاعرا
انتهى وقال ابن خلكان في ترجمة علي بن عبد الله الناشي انه كان متكلما
بارعا اخذ علم الكلام عن أبي سهل إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم
وكان من كبار الشيعة وله تصانيف كثيرة انتهى عن الشهرستاني في الملل
والنحل ان أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي معدود في أجلاء رجال
الشيعة الإمامية ومصنفيهم. وفي لسان الميزان إسماعيل بن علي بن
إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت النوبختي البغدادي كان من وجوه
المتكلمين من أهل الاعتزال وذكره الطوسي في شيوخ المصنفين من الشيعة
وذكر له من التصانيف وعدد جملة منها اخذ عنه أبو عبد الله بن النعمان
المعروف بالمفيد شيخ الشيعة في زمانه وغيره انتهى وقوله من أهل
الاعتزال مبني على الخلط بين عقائد الإمامية والمعتزلة للتوافق في بعض
الأصول كما بيناه في غير موضع. وفي كتاب خاندان نوبختي ما ترجمته: أبو
سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل نوبخت من أكابر علماء
ووجهاء الشيعة الإمامية ومن مبرزي متكلمي هذه الطائفة وله تصانيف
مهمة في تأييد هذا المذهب وبسبب مقامه العلمي وشؤونه الدنيوية يعد
أشهر آل نوبخت وهو ابن أخت أبي محمد حسن بن موسى النوبختي مؤلف
كتاب فرق الشيعة وكتاب الآراء والديانات انتهى.
وكان في عصر البحتري وابن الرومي وللبحتري مدائح فيه وفي ابنه
إسحاق وابن الرومي قد ربي على خوان بني نوبخت لا سيما أبو سهل واخوه
أبو جعفر محمد كما أشار اليه المسعودي في مروج الذهب بقوله كان ابن
الرومي الأغلب عليه من الأخلاط السوداء وكان شرها نهما وله اخبار تدل
على ما ذكرناه من هذه الجملة مع أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي
وغيره من آل النوبخت انتهى وقد اكتسب بمعاشرة هؤلاء الشعراء قوة في
الشعر والأدب وعن كتاب اخبار أبي نواس ان جملة من اخبار أبي نواس
مروية عنه. وبالجملة فهو في زمانه من أكابر متكلمي الشيعة ومشاهيرهم
ورؤساء الشيعة ومن الشعراء والمصنفين المكثرين خصوصا في تأييد مذهب
الشيعة والرد على مؤلفات مخالفيهم فله في ذلك كتب كثيرة كما ستعرف عند
ذكر مؤلفاته وله مباحثات ومناظرات مع أبي علي الجبائي أحد أركان المعتزلة
في عدة مجالس بالأهواز وكذلك له مجالس مع الحكيم الرياضي المعروف
ثابت بن قرة الصابي وكلاهما مدون في كتاب يذكر في عداد مؤلفاته وحسبك
بمن يعتني المفيد بكتبه حتى يقرأها النجاشي عليه كما يأتي عند تعداد كتبه ان
النجاشي قرأ كتاب التنبيه منها على المفيد. وله مقام في ديوان الخلافة يقرب
من مقام الوزارة ونفوذ تام في الدولة ومع ذلك فاشتهاره إنما كان باشتغاله
بعلم الكلام واحتجاجه على من خالف الامامية. وتدل مدائح البحتري فيه
وفي ولده إسحاق وحفيده أبي الفضل يعقوب وفي آل نوبخت عموما على
جلالتهم لا سيما المترجم وعلى نفوذهم وتقدمهم في الدولة وانهم من أجلاء
الكتاب وان أجدادهم كانوا معروفين بالشجاعة والفروسية في عهد الأكاسرة
مثل جوذرز وبيب ويأتي بعض مدائح البحتري فيه وفي آل نوبخت في آخر
الترجمة كما يدل على ذلك أيضا مدح ابن الرومي لهم ويأتي عند ذكر شعر
المترجم.
حاله في الوثاقة
ذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول المعد للثقات وعن الشيخ
عبد النبي الجزائري في كتابه الحاوي الأقوال في معرفة الرجال انه عده في
الثقات قائلا بعد نقل عبارتي النجاشي والفهرست ان الأوصاف المذكورة
فيهما تفيد التوثيق وزيادة انتهى وقال المحقق البهبهاني في التعليقة علم
عليه المجلسي في الوجيزة علامة الحسن ح وفيه ان مثله لا يحتاج إلى
النص على توثيقه على أن ما ذكر فيه زاد على التوثيق انتهى وقال أبو علي
في رجاله ان التوثيق مأخوذ فيه مضافا إلى العدالة الضبط فلعله لم يكن
ضابطا انتهى ويكفي في ضبطه قول ابن داود حسن التصنيف وقول
الشيخ والنجاشي والعلامة صنف كتبا كثيرة مع سكوتهم عن كونه مخلطا
ويكفي في وثاقته انه كان في نفوس الناس في زمانه انه كان ينبغي ان يكون
هو ولي السفارة عن الامام الغائب دون الحسين بن روح لما يأتي من رواية
الشيخ في كتاب الغيبة انه سئل كيف صار هذا الامر إلى الحسين بن روح
دونك.
أحواله
قال الشيخ في كتاب الغيبة: قال ابن نوح: سمعت جماعة من
أصحابنا بمصر يذكرون ان أبا سهل النوبختي سئل فقيل له: كيف صار
هذا الامر يعني السفارة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك
فقال هم أعلم وما اختاروه ولكن انا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم ولو
علمت بمكانه كما علم أبو القاسم وضغطتني الحاجة لعلي كنت أدل على
مكانه وأبو القاسم فلو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما كشف
الذيل عنه أو كما قال انتهى. وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا ان أبا
سهل إسماعيل بن علي النوبختي كان من جملة وجوه الشيعة وأكابرهم الذين
اجتمعوا إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فسألوه عمن يكون مكانه
فقال الحسين بن روح ويأتي الخبر بتمامه في ترجمة الحسين بن روح.
وعن تاريخ الوزراء انه لما استوزر المقتدر حامد بن العباس سنة ٣٠٦
ثم عزله سنة ٣١١ وأعاد أبا الحسن علي بن محمد بن الفرات إلى الوزارة في
الدفعة الثالثة وكان حامد في وزارة محمد بن يحيى بن عبيد الله بن خاقان قد
ضمن خراج واسط ولم يؤد المال عين ابن الفرات أبا العلاء محمد بن علي
البزوفري وأبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي لمحاسبة حامد ومطالبته بالمال
فذهبا إلى واسط فطالبه أبو سهل بطريقة الكتاب ورفق به وخشن عليه
البزوفري وعاقبه ومع ذلك لم يقدر على اخذ المال منه فأرسل الخليفة جماعة
من الخدم والعسكر تقوية للبزوفري وأبي سهل ففر حامد من واسط
متخفيا وجاء إلى بغداد فقبض عليه الخليفة ومات مسموما في هذه السنة.
(٣٨٤)

خبره مع الحلاج وينبغي قبل ذكر خبره معه ان نذكر من هو الحلاج وكيف كانت حاله
لان معرفة حقيقة خبره معه يتوقف على ذلك: الحلاج اسمه الحسين بن
منصور بن محمي قال الخطيب كنيته أبو المغيث وقيل أبو عبد الله وانما سمي
الحلاج قال ولده لأنه تكلم على اسرار الناس فسمي حلاج الاسرار وقيل
لأنه دخل واسطا فتقدم إلى حلاج وبعثه في شغل فقال الحلاج انا مشغول
بصنعتي فقال اذهب أنت في شغلي حتى أعينك في شغلك فلما رجع وجد
قطنه كله محلوجا وقيل لان أباه كان حلاجا فنسب اليه. وكان جده مجوسيا
من أهل بيضاء فارس. نشا الحسين بواسط وقيل بتستر ثم روى عن ولده
أحمد بن الحسين انه ولد بالبيضاء ونشا بتستر وتلمذ لسهل بن عبد الله
التستري سنتين وسافر من تستر إلى البصرة وعمره ١٨ سنة ثم صعد إلى
بغداد ثم خرج إلى مكة وجاور سنة ورجع إلى بغداد مع جماعة من الفقراء
الصوفية ورجع إلى تستر واقام نحو سنة ووقع له عند الناس قبول عظيم ثم
خرج وغاب خمس سنين حتى بلغ خراسان وما وراء النهر ودخل سجستان
وكرمان ثم رجع إلى فارس فاخذ يتكلم على الناس ويتخذ المجلس وصنف
لهم تصانيف ثم صعد من فارس إلى الأهواز وتكلم على الناس وقبله
الخاص والعام ثم خرج إلى البصرة واقام مدة يسيرة
وخرج ثانيا إلى مكة وخرج معه خلق كثير ثم عاد إلى البصرة فأقام شهرا وجاء إلى الأهواز واخذ
زوجته وولده وجماعة من كبار الأهواز إلى بغداد فأقام بها سنة ثم قصد الهند
ثم خراسان ثانيا ودخل ما وراء النهر وتركستان والى ماصين وكانوا يكاتبونه
من الهند بالمغيث ومن بلاد ماصين وتركستان بالمقيت ومن خراسان بالمميز
ومن فارس بأبي عبد الله الزاهد ومن خوزستان بالشيخ حلاج الاسرار
وببغداد قوم يسمونه المصطلم وبالبصرة قوم يسمونه المحير ثم كثرت
الأقاويل عليه بعد رجوعه فحج ثالثا وجاور سنتين ثم رجع وتغير عما كان
عليه واقتنى العقبار ببغداد وبني دارا ووقع بينه وبين الشبلي وغيره من مشايخ
الصوفية فقال قوم انه ساحر وقوم انه مجنون وقوم له الكرامات وقال الخطيب
أيضا: قدم بغداد فخالط الصوفية وصحب من مشيختهم الجنيد بن محمد
وغيره والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفى ان يكون منهم وقالوا انه مشعبذ
زنديق وقبله بعضهم حتى قال محمد بن حفيف انه عالم رباني وكان للحلاج
حسن عبارة وحلاوة منطق وشعر على طريقة التصوف. ثم حكى بعد ذلك
ان بعضهم رآه على بعض جبال أصفهان وعليه مرقعة وبيده ركوة وعكاز ثم
طلبه بعد سنة ببغداد فقيل له هو بالجبانة فسال عنه فقيل هو بالخان فرآه
وعليه صوف ابيض وانه جلس بمكة أول مرة في صحن المسجد سنة لا يبرح
من موضعه الا للطهارة أو الطواف لا يبالي بالشمس ولا بالمطر وكان يحمل
اليه كل عشية كوز ماء وقرص فيعض اربع عضات من جوانب القرص
ويشرب من الماء شربتين قبل الطعام وبعده ثم يضع باقي القرص على رأس
الكوز فيحمل من عنده ذكر عمن رآه جالسا على صخرة من أبي قبيس في
الشمس والعرق يسيل منه فقال من رآه لصاحبه ان عشت ترى ما يلقى
هذا لان الله يبتليه ببلاء لا تطيقه قد بجمعة يتصبر مع الله ثم حكى عمن
رافقه إلى الهند فسأله عن سبب مجيئه فقال جئت لأتعلم السحر. وحكى
ابن النديم في الفهرست عن خط أبي الحسين عبيد الله بن أحمد بن أبي
طاهر: الحسين بن منصور الحلاج وكان رجلا محتالا مشعبذا يتعاطى
مذاهب الصوفية يتحلى ألفاظهم ويدعي كل علم وكان صفرا من ذلك وكان
يعرف شيئا من صناعة الكيمياء وكان جاهلا مقداما متهورا جسورا على
السلاطين مرتكبا للعظائم يروم اقلاب الدول ويدعي عند أصحابه إلهية
ويقول بالحلول ويظهر مذاهب الشيعة للملوك ومذاهب الصوفية للعامة وفي
تضاعيف ذلك يدعي ان الإلهية قد حلت فيه وانه هو هو تعالى الله وتقدس
عما يقول هؤلاء علوا كبيرا قال وكان ينتقل في البلدان ولما قبض عليه سلم
إلى أبي الحسن علي بن عيسى الوزير فناظره فوجده صفرا من القرآن
وعلومه ومن الفقه والحديث والشعر وعلوم العرب فقال له تعلمك لطهورك
وفروضك أجدى عليك من رسائل لا تدري أنت ما تقول فيها كم تكتب
ويلك إلى الناس ينزل ذو النور الشعشعاني الذي يلمع بعد شعشعته ما
أحوجك إلى أدب وامر به فصلب في الجانب الشرقي بحضرة مجلس الشرطة
وفي الجانب الغربي ثم حمل إلى دار السلطان فحبس فجعل يتقرب بالسنة
إليهم فظنوا أن ما يقول حق. وروى عنه انه في أول امره كان يدعو إلى
الرضا من آل محمد فسعي به وأخذ بالجبل فضرب بالسوط. ثم ذكر عن
خط أبي الحسن بن سنان ان ظهور امر الحلاج كان سنة ٢٩٩ وكان السبب
في اخذه ان صاحب البريد بالسوس رأى في بعض الأزقة امرأة وهي
تقول: ان تركتموني وإلا تكلمت فقبض عليها وسألها فجحدت فتهددها
فقالت قد نزل في جانب داري رجل يعرف بالحلاج وله قوم يصيرون اليه
في كل ليلة ويوم خفيا ويتكلمون بكلام منكر فامر بكبس الموضع فاخذوا
رجلا ابيض الرأس واللحية فقالوا: أنت الحلاج؟ فقال: ما انا هو ولا
اعرفه فعرفه رجل من أهل السوس بعلامة في رأسه وهي ضربة، ودخل
السوس في ذلك الوقت غلام للحلاج يعرف بالدباس كان قد حبسه
السلطان ثم خلاه على أن يطلب الحلاج وبذل له مالا فبادر وعرف السلطان
الصورة فحمل إلى بغداد والذي عمد لقتله وقام في ذلك حامد بن العباس
وزير المقتدر وقد كاد السلطان أن يطلقه لأنه نمس عليه وعلى من في داره
بالدعاء والعوذ والرقى وكان يأكل اليسير ويصلي الكثير ويصوم الدهر
فاستغواهم وحامد يقرره وقد رمى ببعض الامر فقال: انا أباهلكم فقال
حامد الآن صح انك تدعي ما قرفت به فقتل وأحرق. وفي تاريخ
الفخري: أصله مجوسي من أهل فارس ونشا بواسط وقيل بتستر وخالط
الصوفية وتتلمذ لسهل التستري ثم قدم بغداد ولقي أبا القاسم الجنيدي
وكان الحلاج مخلطا يلبس الصوف والمسوح تارة والثياب المصبغة تارة
والعمامة الكبيرة والدراعة تارة والقباء وزي الجند تارة وطاف بالبلاد ثم قدم
في آخر الامر بغداد وبنى دارا واختلفت آراء الناس واعتقاداتهم فيه وظهر
منه تخليط وتنقل من مذهب إلى مذهب واستغوى العامة بمخاريق كان
يعتمدها. منها انه كان يحفر في بعض قوارع الطرقات موضعا ويضع
فيه زقا فيه ماء ثم يحفر في موضع آخر ويضع فيه طعاما ثم يمر بذلك الموضع ومعه
أصحابه فيحتاجون هناك إلى ماء فينبش في الموضع الذي قد حفره بعكاز
فيخرج الماء ثم يفعل كذلك في الموضع الآخر عند جوعهم فيخرج الطعام
يوهمهم ان ذلك من كرامات الأولياء وكذلك كان يصنع بالفواكه يدخرها
ويحفظها ويخرجها في غير وقتها. قال ابن النديم: وحرك يوما يده فانتثر على
قوم مسك وحرك مرة أخرى يده فنثر دراهم فقال له بعض من يفهم ممن
حضر أرى دراهم معروفة ولكني أومن بك وخلق معي ان أعطيتني درهما
عليه اسمك واسم أبيك فقال وكيف وهذا لم يصنع قال من أحضر ما ليس
بحاضر صنع ما ليس بمصنوع ودفع إلى نصر الحاجب فاستغواه وكان في
كتبه اني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود. وروى الخطيب في تاريخ بغداد
ان الحلاج أنفذ أحد أصحابه إلى بلد من بلاد الجبل واتفقا على حيلة يعملها
(٣٨٥)

فأقام سنين يظهر النسك والعبادة ثم اظهر انه قد عمي ثم اظهر انه قد
زمن حتى مضت سنة ثم قال لهم رأيت النبي ص في
المنام فقال يطرق هذا البلد عبد صالح يكون شفاؤك على يديه فاطلبوا لي
كل من يجتاز من الفقراء والصوفية وجاء الأجل الذي بينه وبين الحلاج
فقدم الحلاج البلد فلبس الثياب الصوف الرقاق ودخل المسجد يصلي ويدعو
فأخبروا الأعمى فقال احملوني اليه فقال له: يا عبد الله اني رأيت في المنام
كيت وكيت فادع الله لي فقال ومن انا وما محلي فما زال به حتى دعا له ثم
مسح يده عليه فقام المتزامن المتعامي صحيحا مبصرا فانقلب البلد على
الحلاج فتركهم ومضى واقام المتعامي المتزامن عندهم شهورا ثم قال لهم
عزمت على المرابطة بثغر طرسوس شكرا لما أنعم الله به علي فجعلوا يخرجون
اليه الأموال هذا ألف درهم يقول اغز بها عني وهذا مائة دينار حتى اجتمع
له ألوف الدراهم والدنانير فلحق بالحلاج وقاسمه عليها. وحكى أيضا عن
بعض حذاق المنجمين قال: بلغني خبر الحلاج فجئته كأني مسترشد فقال لي
تشه الساعة ما شئت حتى أجيئك به وكنا في بعض بلدان الجبل مما ليس فيه
نهر فقلت أريد سمكا طريا حيا فقال ادخل البيت وأدعو الله فدخل بيتا
وغلق بابه ثم جاء وقد خاض وحلا ومعه سمكة تضطرب وقال دعوت الله
فأمرني ان اقصد البطائح فمضيت وخضت الأهواز فهذا الطين منها حتى
أتيتك بهذه السمكة فعلمت ان هذه حيلة فقلت تدعني ادخل البيت فإن لم
ينكشف لي فيه حيلة آمنت بك قال شانك فدخلت فلم أجد فيه طريقا ولا
حيلة فندمت وقلت إن وجدت فيه حيلة وكشفتها لم آمن ان يقتلني وان لم
أجد طالبني بتصديقه وكان البيت مؤزرا بساج فرفعت تازيره فإذا باب
فدخلت منه إلى دار كبير فيها بستان عظيم فيه صنوف الأشجار والثمار
والريحان والأنوار مما هو في وقته وفي غير وقته مما قد غطي وعتق واحتيل في
بقائه والخزائن مفتوحة فيها أنواع الأطعمة وفي الدار بركة مملوءة سمكا
فخضتها واصطدت سمكة كبيرة وخرجت والوحل والماء على رجلي فلما
رجعت إلى البيت جعلت أقول آمنت وصدقت فقال ما لك قلت ما ههنا حيلة
قال اخرج ففتحت الباب وخرجت أعد وأطلب باب الدار والسمكة معي
فضربت بالسمكة وجهه فاشتغل بذلك وخرجت فخرج إلي وضاحكني وقال
ادخل قلت هيهات لئن دخلت لا تتركني أخرج ابدا فقال لئن شئت قتلك
على فراشك فعلت ولئن سمعت بهذه الحكاية لأقتلنك ولو كنت في تخوم
الأرض فما حكيتها إلى أن قتل. ثم حكى انه لما افتتن الناس بالأهواز
وكورها بالحلاج وما يخرجه لهم من الأطعمة والأشربة في غير حينها
والدراهم التي سماها دراهم القدرة قال أبو علي الجبائي هذه الأشياء
محفوظة في منازل يمكن الحيل فيها ولكن أدخلوه بيتا من بيوتكم وكلفوه ان
يخرج منه جزرتين شوكا فان فعل فصدقوه فبلغ الحلاج قوله فخرج عن
الأهواز انتهى وفي الفخري بعد ذكر ما مر عنه: فشغف الناس به
وتكلم بكلام الصوفية وكان يخالطه بما لا يجوز ذكره من الحلول المحض
وكثر شغف الناس به حتى كانت العامة تستشفي ببوله وكان يقول لأصحابه
أنتم موسى وعيسى ومحمد وآدم انتقلت أرواحهم إليكم فلما نمى هذا الفساد
منه تقدم المقتدر إلى وزيره حامد بن العباس باحضاره ومناظرته فأحضره
وجمع له القضاة والأئمة ونوظر فاعترف بأشياء أوجبت قتله فضرب ألف
سوط على أن يموت فما مات فقطعت يداه ورجلاه وحز رأسه وأحرقت جثته
وذلك في سنة ٣٠٩ انتهى.
أما خبر المترجم مع الحلاج
فقد ذكره جماعة وحاصله انه أراد ان يمخرق على المترجم لما علم من
مكانته عند الشيعة وقدر انه إذا تم له ذلك يتبعه خلق كثير فلم تنطل مخرقته
عليه لأنه كان عالما حاذقا بصيرا ففي تاريخ بغداد للخطيب: أخبرنا
علي بن أبي علي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق ان الحسين بن
منصور الحلاج لما قدم بغداد يدعو استغوى كثيرا من الناس والرؤساء وكان
طمعه في الرافضة أقوى لدخوله من طريقهم، فراسل أبا سهل بن نوبخت
يستغو به، وكان أبو سهل من بينهم مثقفا فهما فطنا فقال أبو سهل لرسوله:
هذه المعجزات التي يظهرها قد تأتي فيها الحيل ولكن انا رجل غزل ولا لذة
لي أكبر من النساء وخلوتي بهن وانا مبتلى بالصلع حتى أني أطول قحفي
وآخذ به إلى جبيني وأشده بالعمامة وأحتال فيه بحيل ومبتلى بالخضاب لستر
المشيب فان جعل لي شعرا ورد لحيتي سوداء بلا خضاب آمنت بما يدعوني
اليه كائنا ما كان ان شاء قلت إنه باب الامام وان شاء الامام وان شاء قلت إنه
النبي وان شاء قلت إنه الله. فلما سمع الحلاج جوابه أيس منه وكف
عنه. قال أبو الحسن: وكان الحلاج يدعو كل قوم إلى شئ من هذه الأشياء
التي ذكرها أبو سهل على حسب ما يستبله طائفة طائفة انتهى.
تلاميذه
في كتاب خاندان نوبختي: له عدة تلاميذ في الكلام والأدب نشروا
عقائده وآراءه بعده بين الامامية وطلبة العلم والأدب المذكور في كتب
التاريخ والأدب أسماء ستة منهم: ١ ولده علي بن إسماعيل ٢ أبو
الحسين علي بن عبد الله بن وصيف الناشي الأصغر المتكلم الشاعر المعروف
كان في الكلام تلميذ أبي سهل إسماعيل النوبختي أقول ونص عليه ابن
خلكان كما مر ٣ أبو الجيش المظفر بن محمد بن أحمد البلخي شيخ المفيد
أقول عن كتاب الشيخ علي بن يونس العاملي النباطي في الإمامة
المسمى بالصراط المستقيم أنه قال: الشيخ الطوسي اخذ عن السيد الاجل
علم الهدى أبي القاسم علي بن الحسين عن الشيخ أبي عبد الله المفيد واخذ
المفيد عن أبي الجيش المظفر بن محمد البلخي وهو اخذ عن شيخ المتكلمين
أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي حال الحسن بن موسى وهو لقي البحر
الزاخر أبا محمد الحسن العسكري ع انتهى ولقاؤه العسكري
ع غير مستبعد لان عمره يوم وفاة العسكري نحو ٢٣ سنة لان
العسكري ع توفي سنة ٢٦٠ وهو ولد سنة ٢٣٧ ولكن لم يذكره
النجاشي والشيخ من أصحابه ٤ أبو الحسن محمد بن بشر السوسنجردي
٥ أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي الكاتب ٦ أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي الكاتب الأديب المشهور قال: وأكابر متكلمي الإمامية في القرن
الرابع والخامس مثل الشيخ المفيد والنجاشي والسيد المرتضى والشيخ
الطوسي وغيرهم بواسطة واحدة أو واسطتين تلاميذ أبي سهل إسماعيل
النوبختي انتهى.
مؤلفاته
له مؤلفات عديدة وكثير منها في تأييد مذهب الإمامية ورد اعتراضات
المخالفين لهم وبيان المسائل الكلامية وكتبه من أهم المراجع لعظماء علمائهم
ومتكلميهم وأقواله في علم الكلام تؤخذ شاهدا ومؤيدا لأقوالهم ونحن ننقل
أسماء مؤلفاته من مجموع ما ذكره ابن النديم والشيخ في الفهرست
(٣٨٦)

والنجاشي قال الشيخ والنجاشي صنف كتبا كثيرة وقال ابن النديم في
فهرسته له من الكتب ١ كتاب الاستيفاء في الإمامة ذكره الثلاثة
٢ التنبيه في الإمامة ذكره الثلاثة وقال النجاشي قرأته على شيخنا أبي عبد
الله رحمه الله انتهى ونقل الصدوق في كتاب كمال الدين فصلا منه
٣ الجمل في الإمامة ذكره النجاشي ٤ الرد على محمد بن الأزهر في
الإمامة ذكره النجاشي أيضا ولم يعلم من هو محمد بن الأزهر لكن في تاريخ
بغداد أبو جعفر محمد بن الأزهر الكاتب توفي سنة ٢٧٩ عن ثمانين سنة من
رواة الحديث فيمكن ان يكون هو المراد لأنه معاصر له ٥ الرد على
الطاطري في الإمامة ذكره ابن النديم وحكاه عنه الشيخ فيما قال إنه زاده
محمد بن إسحاق النديم والطاطري هو علي بن محمد الطائي الكوفي من
عمد الواقفة له كتاب في الإمامة ٦ الرد على الغلاة ذكره الثلاثة ٧ الرد
على عيسى بن ابان في القياس كذا في فهرست ابن النديم وإبدال القياس
باللباس في النسخة المطبوعة غلط ٨ نقض مسالة عيسى بن ابان في
الاجتهاد نقض مسالة أبي عيسى الوراق في قدم الأجسام مع إثباته
الأعراض كذا في فهرست الشيخ، وقال النجاشي النقض على عيسى بن
ابان في الاجتهاد نقض مسالة أبي عيسى الوراق في قدم الأجسام
انتهى وعيسى بن ابان هذا من القضاة والفقهاء أصحاب الرأي
والقياس ومن مؤلفاته: كتاب إثبات القياس كتاب اجتهاد الرأي وكتابا أبي
سهل المذكوران في الرد على هذين الكتابين ٩ الرد على اليهود ذكره الشيخ
والنجاشي ١٠ كتاب في الصفات للرد على أبي العتاهية في التوحيد في
شعره هكذا في رجال النجاشي في نسختين وفي فهرست الشيخ كتاب
الصفات كتاب الرد على أبي العتاهية في التوحيد شعر وفي نسخة في شعره
بدل شعر فجعلهما كتابين ثم نقل عن ابن النديم فيما زاده على هذه الكتب
كتاب الصفات ولعل الصواب ما قاله النجاشي من أنهما كتاب واحد فابن
النديم ذكر كتاب الرد على أصحاب الصفات وكتاب الصفات فقط
والنجاشي اقتصر على ما مر فلو كان كتاب الصفات المذكور في كلام الشيخ
غير كتاب الرد على أبي العتاهية لم يكن وجه لقوله وزاد محمد بن إسحاق
النديم على هذه الكتب وذكر كتاب الصفات من جملة هذه الزيادة، وأبو
العتاهية إسماعيل بن القاسم سيأتي في ترجمته عن الأغاني انه كان يتشيع
بمذهب الزيدية البترية وكان يقول بالجبر وبالوعيد ولذلك ذكر في أشعاره في
باب الاعتقاديات في مسائل التوحيد أمورا لا توافق العقيدة الامامية فرد
عليه أبو سهل بهذا الكتاب ١١ كتاب الرد على أصحاب الصفات ذكره
ابن النديم ونقله عنه الشيخ فيما زاده ابن النديم على الكتب التي ذكرها
الشيخ والظاهر أنه رد على من قال إن صفات الله غير ذاته ١٢ كتاب
الصفات ذكره ابن النديم وحكاه عنه الشيخ في الزيادة وهو غير كتاب في
الصفات المتقدم لان الشيخ ذكر المتقدم ثم حكى عن ابن النديم كتاب
الصفات فدل على أنه غيره، وهو غير كتاب الرد على أصحاب الصفات فان
ابن النديم ذكرهما معا وكذلك الشيخ فيما حكاه عن ابن النديم من الزيادة
١٣ كتاب الإنسان والرد على ابن الراوندي ذكره الشيخ والنجاشي وقال
ابن النديم: كتاب الكلام في الإنسان أقول وما يوجد في بعض المواضع
من أنه كتاب الأنساب بالباء تصحيف. قال العلامة في نهج المسترشدين
بعد ما فرع من مبحث الإمامة: اختلف الناس في حقيقة الإنسان اختلافا
عظيما، وقال المقداد في شرحه المسمى بارشاد الطالبين: مرجع اختلافهم
إلى أن الإنسان إما جسم أو جسماني أو لا جسم ولا جسماني على سبيل
منع الخلو، واختلف القائلون بأنه جسم فقالت جماعة من المعتزلة كأبي علي
الجبائي وابنه أبي هاشم وغيرهما انه هذا الهيكل المحسوس المشاهد المشار
اليه المخبر عنه، وبه قال السيد المرتضى وقيل إنه جزء ناري وقيل الجزء
الهوائي وقيل الجزء المائي وقيل إنه الدم، وقيل إنه الأخلاط الأربعة، وقيل
هو الروح، وقيل إنه النفس الذي في الإنسان. وقال النظام: هو جسم
لطيف في داخل البدن، وقال المحققون انه عبارة عن اجزاء أصلية في هذا
البدن باقية من أول العمر إلى آخره واختاره المصنف في تصانيفه، والفاضل
كمال الدين ميثم البحراني واختلف القائلون بأنه جسماني فقال ابن الراوندي
انه جزء لا يتجزأ في القلب وقيل هو المزاج المعتدل الإنساني، وقيل إنه
الحياة، وقيل هو تخطيط الأعضاء، والقائلون إنه لا جسم ولا جسماني قالوا
هو جوهر مجرد غير متحيز ولا حال في المتحيز متعلق بالبدن ليس تعلق
الحلول فيه بل تعلق التدبير له كتعلق العاشق بمعشوقه والملك بمدينته، وهو
مذهب جمهور الفلاسفة وأبي القاسم الراغب من المتكلمين، وعمر بن عبادة
السلمي من المعتزلة، والغزالي من الأشاعرة وأبي سهل بن نوبخت والمفيد
محمد بن محمد بن النعمان والمحقق الطوسي من الامامية انتهى فهذا
الكتاب هو رد على مقالة ابن الراوندي السابقة وأطلنا في بيان الخلاف في
ماهية الإنسان لتوقف فهم موضوع الكتاب عليه. ١٤ كتاب الرد على
الواقفة ذكره الشيخ والنجاشي ١٥ كتاب الرد على المجبرة في المخلوق
والاستطاعة مجالس ثابت قرة بن أبي سهل ذكره الشيخ وقال النجاشي كتاب
الرد على المجبرة في المخلوق مجالس ثابت بن أبي قرة وقال ابن النديم:
كتاب الرد على من قال بالمخلوق أقول المراد بذلك الرد على من قال إن
أفعال العباد مخلوقة لله تعالى وان العبد مجبور على أفعاله ١٦ كتاب الرد
على اليهود ذكره الشيخ والنجاشي وقيل إن عمدة احتجاج المسلمين على
اليهود في هذه المسائل. تشبيه الخالق بالمخلوق. القول بان عزير ابن الله.
نسخ الشرائع الذي ينكره اليهود ١٧ نقض رسالة الشافعي والظاهر أنها
رسالة الإمام الشافعي في أصول الفقه التي يقال إنها أول كتاب ألف في علم
أصول الفقه ١٨ نقض كتاب عبث الحكمة أو نعت الحكمة أو نعت الحكمة على ابن
الراوندي ١٩ نقض التاج على ابن الراوندي ويعرف بكتاب السبك.
وكتاب التاج هذا من مشاهير كتب ابن الراوندي وموضوعه اثبات قدم العالم
والأجسام ٢٠ نقض اجتهاد الرأي على ابن الراوندي ٢١ كتاب الخواطر
٢٢ كتاب المعرفة ٢٣ كتاب الحكاية والمحكي ٢٤ كتاب إبطال
القياس ذكره ابن النديم مع السبعة التي قبله وهو غير الرد على عيسى بن
ابان في القياس لان ابن النديم ذكرهما معا وقال الشيخ في الفهرست بعد ما
ذكر مؤلفات المترجم: وزاد محمد بن إسحاق النديم على هذه الكتب وذكر
الثمانية الأخيرة ومعها كتاب تثبيت الرسالة والرد على أصحاب الصفات
وكتاب الصفات ٢٥ كتاب تثبيت الرسالة ذكره ابن النديم وحكاه عنه
الشيخ في الزيادة والظاهر أنه هو كتاب الاحتجاج لنبوة النبي
ص الذي ذكره النجاشي ٢٦ كتاب الخصوص والعموم والأسماء
والاحكام ذكره الشيخ والنجاشي ٢٧ كتاب الأنوار في تواريخ الأئمة
الأبرار ذكراه ٢٨ كتاب التوحيد ذكراه ٢٩ كتاب الارجاء ذكراه
٣٠ كتاب النفي والاثبات مجالسه مع أبي علي الجبائي بالأهواز ذكره
الشيخ والنجاشي والظاهر أنه هو المراد بكتاب المجالس الذي ذكره ابن
النديم ٣١ كتاب في استحالة رؤية القديم تعالى ذكره الشيخ والنجاشي
٣٢ كتاب حدوث العالم ذكره النجاشي وابن النديم وحكاه الشيخ عن
(٣٨٧)

زيادة ابن النديم ٣٣ كتاب في الصدقات هكذا يوجد في بعض النسخ وفي
بعضها كتاب في الصفات وقد تقدم ٣٤ كتاب الملل والنحل كبير ذكره ابن
حجر في لسان الميزان بعد ما نقل مؤلفاته عن الشيخ الطوسي فقال وذكر له
غيره كتاب الملل والنحل كبير اعتمد عليه الشهرستاني في تصنيفه.
أشعاره
في معجم الشعراء للمرزباني في ترجمة محمد بن عمران الحلبي قال
وهو ممن شهد على أبي سهل النوبختي لما احتال عليه أحمد بن أبي عوف
وحبسه في أيام القاسم بن عبيد الله فقال فيه أبو سهل يخاطب يحيى بن
علي وكان الحلبي يصحبه:
ان كنت أصبحت ذا علم وذا شرف * فبئس ما اخترته من عشرة الحلبي
محارف حرفة تعدي معاشره * والشؤم أعدى إذا استشرى من الجرب
فخله عنك واهرب من معرته * فما لصاحبه منجى سوى الهرب
وفيه يقول يحيى بن علي:
وفي الحلبي كل أس ومتعة * ونعم أخو الاخوان عند الحقائق
ولكنه ممن يجور ربه * وينحله مذموم فعل الخلائق
وما تأمن الجيران منه شهادة * عليهم بعظمى ليس فيها بصادق
وينشدك الشعر الغثيث لنفسه * فيحلف فيه انه غير سارق
انتهى معجم الشعراء والظاهر أن أبا سهل المذكور هو إسماعيل
هذا لان من يسمى أبا سهل من النوبختيين غيره لم يعرف له شعر وعصره
موافق لهذا العصر. وجدنا هذين البيتين منسوبين لأبي سهل النوبختي
والظاهر أنه المترجم:
لا أخضب الشيب للغواني * أبغي به عندها ودادا
لكن خضابي على شبابي * لبست من بعده حدادا
وفي ديوان ابن الرومي وقال يمدح بني نوبخت:
أعلم الناس بالنجوم بنو * نوبخت علما لم يأتهم بحساب
بل بان شاهدوا السماء سموا * برقي في المكرمات الصعاب
ساوروها بكل علياء حتى * بلغوها مفتوحة الأبواب
مبلغ لم يكن ليبلغه الطالب * إلا بتكلم الأسباب
فاجابه أبو سهل:
هكذا يجتنى الودود من الاخوان * أهل الأذهان والآداب
نظم شعر به ينظم شمل * المجد كالعقد فوق صدر الكعاب
قد سمعنا مديحك الحسن الغض * ولكن لم نضطلع بالجواب
مدائحه
قد عرفت ان للبحتري مدائح في آل نوبخت عموما وفي المترجم
وجماعة من آل نوبخت خصوصا. فمن مدائح البحتري في المترجم قوله
يمدح إسماعيل بن نيبخت كما في الديوان المطبوع والمراد به المترجم
بقصيدة أولها:
في غير شانك بكرتي وأصيلي * وسوى سبيلك في السلو سبيلي
يقول فيها في مدح إسحاق ولد المترجم:
ما للمكارم لا تريد سوى أبي * يعقوب إسحاق بن إسماعيل
ويثني بمدح المترجم فيقول:
والى أبي سهل بن نوبخت انتهى * ما كان من غرر لها وحجول
نسبا كما اطردت كعوب مثقف * لدن يزيدك بسطة في الطول
يفضي إلى بيب بن جوذرز الذي * شهر الشجاعة بعد فرط خمول
أعقاب املاك لهم عاداتها * من كل نيل مثل مد النيل
الوارثون من السرير سراته * عن كل رب تحية مأمول
والضاربون بسهمة معروفة * في التاج ذي الشرفات والأكاليل
ان العواصم قد عصمن بأبيض * ماض كصدر الأبيض المسلول
اعطى الضعيف من القوي ورد من * نفس الوحيد ومنه المخذول
عز الذليل وقد رآك تشد من * وطء على نفس العزيز ثقيل
ورحضت قنسرين حتى أنقيت * جنباتها من ذلك البرطيل
رعت الرعية مرتعا بك حابسا * وثنت بظل في ذراك ظليل
أعطيتها حكم الصبي وزدتها * في الرفد إذ زادتك في التاميل
وكمعت شدق الآكل الذرب الشبا * حتى حميت جزارة المأكول
أحكمت ما دبرت بالتقريب * والتبعيد والتصعيب والتسهيل
لولا التباين في الطبائع لم يقم * بنيان هذا العالم المجبول
قول يترجمه الفعال وانما * يتفهم التنزيل بالتأويل
ما ذا نقول وقد جمعت شتاتنا * وأتيتنا بالعدل والتعديل
ومن مدائح البحتري لآل نوبخت عموما مضافا إلى ما مر في
هذه القصيدة قوله في القصيدة الآتية في ترجمة أبي الفضل يعقوب بن
إسحاق بن إسماعيل بن علي:
يهني بني نيبخت ان جيادهم * سبقت إلى أمد العلى المطلوب
ان قيل ربعي الفخار فإنهم * مطروا بأول ذلك الشؤبوب
ومن وصفه لهم بالكتابة ولأجدادهم بالشجاعة قوله في ختام هذه
القصيدة:
أو تجتنى أقلامهم لكتابة * فلقبل ما كانت رماح حروب
ولابن الرومي يعاتبه من ابيات:
قل لأبي سهل الذي ورث الروم * لطيف العلوم والعربا
اما عهودي فلم تزل حبسا * عليك فاجعل إزاءها حبسا
أنت طبيب فلا تكن شكسا * والطب يأبى الخلائق الشكسا
ودع ودادا يصح من سقم * ولا تجدد لدائه نكسا
عاتبت شحا عليك لا عتبا * كيما أجد المعاهد اللبسا
ولم تزل هكذا طريقة من * ثقف أقواله ومن فرسا
معاتب المخلصين ناطقة * ولا أحب المعاتب الخرسا
(٣٨٨)

١١٢٧: إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن رنجويه أبو سعد الرازي
المعروف بالسمان الحافظ
توفي في شعبان سنة ٤٤٣ وقيل ٤٤٥ وقيل ٤٤٧ ودفن بجبل طبرك
بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني وله ٧٤ سنة كذا في تاريخ ابن
عساكر.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ منتجب الدين علي بن عبد الله بن بابويه في فهرسته:
الشيخ المفسر إسماعيل بن علي بن الحسين السمان ثقة وأي ثقة حافظ
انتهى ومثله في مجموعة الجباعي بعينه وكأنه منقول منه. وفي مسودة
الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته: إسماعيل بن علي بن الحسين السمان
ثقة جليل القدر حافظ يروي عنه الشيخ عبد الرحمن المفيد النيسابوري له
البستان في تفسير القرآن. وفيها أيضا: الشيخ المفسر إسماعيل بن علي بن
الحسين السمان توفي بعد المئة الرابعة معاصر للشيخ الطوسي والمرتضى له
البستان في تفسير القرآن عشرة مجلدات عالم بالعلوم العقلية والنقلية وحيد في
العربية حافظ. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: إسماعيل بن علي بن
الحسين بن محمد بن رنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسمان الحافظ قدم
دمشق طالب علم وكان من المكثرين الجوالين سمع الحديث من نحو من
أربعمائة شيخ روى بسنده إلى ابن عمر مرفوعا: علم لا يفاد به ككنز لا
ينفق منه. وعن ابن عمر ان رسول الله ص قرأ قوله تعالى يوم يقوم الناس
لرب العالمين فقال يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم وكان امام
المعتزلة في وقته. وصنف كتبا كثيرة ولم يتزوج، قط وكان من الحفاظ الكبار
وكان فيه زهد وورع وكان يذهب إلى الاعتزال وقال عمر بن محمد الكلبي
كان يعني المترجم شيخ العدلية يعني المعتزلة وعالمهم وفقيههم ومتكلمهم
وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث ومعرفة الرجال والأنساب
والفرائض والحساب والشروط والمقدورات وكان إماما أيضا في فقه أبي
حنيفة وأصحابه وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي
وفي فقه الزيدية وفي الكلام وكان يذهب مذهب الحسن البصري ومذهب الشيخ أبي هاشم
وكان قد حج ودخل العراق والشام والحجاز وبلاد المغرب وشاهد الرجال
والشيوخ ودخل أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره وكان يقال في مدحه
وتقريظه ما شاهد مثل نفسه وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا
مجتهدا صواما قواما قانعا راضيا لم يأكل طول عمره الا طعاما واحدا ولم
يدخل يده في قصعة انسان ولم يكن لأحد عليه منه ولا يد في حضره ولا في
سفره مات رحمه الله ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان كانت
أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية والدراية والارشاد
والهداية والوراقة والقراءة خلف ما جمعه في طول عمره من الكتب وجعلها
وقفا على المسلمين وكان رحمه الله ورضي عنه تاريخ الزمان وشيخ الاسلام
وبقية السلف والخلف مات في مرضه وما فاته فريضة ولا صلاة وما سال منه
لعابه ولا تلوثت له ثياب وما تغير لونه وكان مع ما به من الضعف يجدد
التوبة ويكثر الاستغفار.
وفي تذكرة الحفاظ: السمان الحافظ الكبير المتقن أبو سعد
إسماعيل بن علي بن الحسين بن رنجويه الرازي. قال عبد الرحيم بن
المظفر: كان له ثلاثة آلاف شيخ وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهل قط قال
الذهبي: قلت هذا العدد لشيوخه لا اعتقد وجوده ولا يمكن. قال عمر
العليمي وجدت على ظهر جزء: مات الزاهد أبو سعد السمان شيخ العدلية
وعالمهم ومحدثهم في شعبان ٤٤٥ إلى أن قال وقرأ على ثلاثة آلاف شيخ
وكان تاريخ الزمان وشيخ الاسلام. قال الذهبي: قلت بل شيخ الاعتزال
ومثل هذا عبرة فإنه مع براعته في علوم الدين ما تخلص بذلك من البدعة
انتهى وفي ميزان الاعتدال: إسماعيل بن علي الحافظ أبو سعيد السمان
صدوق لكنه معتزلي جلد انتهى وفي لسان الميزان: هو من الري وله
تصانيف وحفظ واسع ورحلة كبيرة ومشايخ يجاوزون ثلاثة آلاف على ما
قال. قال ابن طاهر سمعت المرتضى أبا الحسن المطهر بن محمد العلوي
بالري يقول سمعت أبا سعد السمان امام المعتزلة يقول: من لم يكتب
الحديث لم يتغرغر بحلاوة الاسلام. وقال عبد الرحيم بن المظفر بن عبد
الرحيم الرازي الحمدوني كان عدلي المذهب يعني معتزليا وكان له ثلاثة
آلاف وستمائة شيخ. وقال الكتاني: كان من الحفاظ الكبار وكان فيه زهد
وورع الا انه كان يذهب إلى الاعتزال وقال ابن بابويه ثقة واي ثقة حافظ
مفسر وأثنى عليه وله تفسير في عشرة مجلدات وسفينة النجاة في الإمامة وغير
ذلك انتهى ومراده بابن بابويه منتجب الدين صاحب الفهرست ومر
كلامه.
تشيعه
يكفي فيه ذكر منتجب الدين له في فهرسته والجباعي في مجموعته
وقولهما ثقة واي ثقة حافظ ويرشد اليه تأليفه سفينة النجاة في الإمامة وما هي
الا في امامة الأئمة الاثني عشر واسمها يرشد إلى ذلك اما نسبته إلى
الاعتزال ووصفه بأنه امام المعتزلة فهو مبني على الخلط بين مذهب المعتزلة
والامامية لتوافق الفريقين في جملة من مسائل الأصول كنفي الرؤية
والقول بخلق القرآن ومسالة الحسن والقبح العقليين وغير ذلك ويطلق على
الجميع العدلية وهذا كما نسب الشريف المرتضى وأمثاله إلى القول
بالاعتزال. اما ما ذكره ابن عساكر من أن إسماعيل الرازي السمان روى
بسنده دعاء للنبي ص يقتضي تفضيل غير علي عليه وذلك ما رواه الذهبي في
تذكرة الحفاظ انه روى بسنده عنه ص ذلك فمحمول على أنه روى ما لا
يعتقد صحته أو على بعض المحامل التي لا تنافي تشيعه.
مشايخه
قد عرفت انه يروي عن نحو أربعمائة شيخ أو ثلاثة آلاف شيخ أو
ثلاثة آلاف وستمائة شيخ وفي تذكرة الحفاظ: سمع عبد الرحمن بن
محمد بن فضالة وأبا طاهر المخلص وأحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وعبد
الرحمن بن أبي نصر الدمشقي وأبا محمد بن النحاس المصري وطبقتهم.
وزاد في لسان الميزان علي بن عبد الله الفقيه ومحمد بن بكران بن عمران
وخلق كثير.
تلاميذه
قد مر انه يروي عنه الحافظ المفيد أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد
النيسابوري وقال ابن عساكر روى عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني
وغيرهما وزاد في تذكرة الحفاظ وابن أخيه طاهر بن الحسين وأبو علي الحداد
وآخرون.
مؤلفاته
في فهرست الشيخ منتجب الدين له: ١ البستان في تفسير القرآن
(٣٨٩)

عشرة مجلدات ٢ كتاب الرشاد في الفقه ٣ المدخل في النحو ٤ الرياض
في الأحاديث ٥ سفينة النجاة في الإمامة. ٦ كتاب الصلاة ٧ كتاب
الحج ٨ المصباح في العبادات ٩ النور في الوعظ. أخبرنا بها السيدان
المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسيني الرازي عن الشيخ الحافظ المفيد أبي
محمد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري عنه انتهى ومثله في مجموعة
الجباعي بعينه الا انه لم يذكر السند إليها وكان ما فيها منقول عنه. ١١٢٨:
عماد الدين أبو الفدا إسماعيل بن أحمد القهستاني الملك بقهستان.
في مجمع الآداب: حدثنا عنه مولانا السعيد نصير الحق والدين أبو
جعفر لما رجع من سفر خراسان سنة ٦٦٧ الخ ومن ذلك قد يحتمل تشيعه. ١١٢٩:
إسماعيل الجوهري.
روى الكليني في باب فضل الصدقة من الكافي الحديث ٢٨٨ بسنده
عن خلف بن حماد عن إسماعيل الجوهري عن أبي بصير. ١١٣٠:
إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار
روى الكليني في الكافي في باب وضع المعروف موضعه عن أحمد بن
عمرو بن سليمان البجلي عنه عن إبراهيم بن إسحاق المدائني ولا يبعد ان
يكون هو إسماعيل بن الحسن المتقدم في أصحاب الكاظم ع. ١١٣١:
علم الدين أبو محمد إسماعيل بن الحسن بن غني الحلي الماسح
الحاسب
في مجمع الآداب: من بيت معروف بالكتابة والمساحة والحساب رأيته
بالحلة السيفية لما وردتها في صحبة الأمير فخر الدين بن قشتمر سنة ٦٨١
وأنشدني كتب لي بخطه:
ان الشمول هي التي * جمعت لأهل الفضل شملا
شبهتها وحبابها * بشقائق يحملن طلا
انتهى ومن ذلك قد يظن تشيعه فان أهل الحلة ونواحيها كانوا
كلهم شيعة قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٣ ان نور الدولة دبيس بن
مزيد وأهل بيته وسائر اعماله من النيل وتلك الولاية كلهم شيعة انتهى
فلم يكونوا ليتغيروا عن مذهبهم في نحو ٢٤٠ سنة. ١١٣٢:
إسماعيل الشعيري
هو إسماعيل بن أبي زياد * مسلم السكوني الشعيري المعروف
بالسكوني. ١١٣٣:
أبو المحاسن إسماعيل بن علي بن أحمد بن الحسين بن إبراهيم الشواء
له قصيدة فيما يقال بالباء والواو أولها:
قل ان نسبت عزوته وعزيته * وكنيت احمد كنية وكنوته
في كشف الظنون: قصيدة فيما يقال بالياء والواو للأديب أبي المحاسن
إسماعيل بن علي الشوا الحلبي المتوفي سنة... أولها: قل ان نسيت
عزوته وعزيته الخ وشرحها محمد بن إبراهيم بن النحاس الحلبي المتوفى
سنة ٦٩٨ وسماه هدى أمهات الكلمتين أوله: الحمد لله منطق اللسان
انتهى وذكر ابن خلكان ولده أبا المحاسن يوسف بن إسماعيل بن علي
المعروف بالشوا وقال إنه كان من المغالين في التشيع. ١١٣٤:
علم الدين أبو إبراهيم إسماعيل بن علي بن أبي عبد الله الأقساسي
العلوي الفقيه في كتاب مجمع الآداب ومعجم الألقاب لعبد الرزاق بن الفوطي:
قدم مراغة وصعد الرصد في شهر ربيع الآخر سنة ٦٧٥ قال وذكرته في
كتاب من قصد الرصد وكان عارفا بأحوال علماء بغداد وذكر لي انه اشتغل
على الفقيه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي وأنشدني:
فضل أبي تحديده ان يمكنا * أنا دون من يثني عليه ومن أنا
لله ذاك الخلق منه فإنني * لأراه من نيل الأماني أحسنا
خلق تحيرنا لطافته إلى * انا نقول من النسيم تكونا ١١٣٥:
إسماعيل بن علي بن رزين الخزاعي
يأتي قريبا بعنوان إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي. ١١٣٦:
السيد إسماعيل بن علي العاملي الكفرحوني
توفي سنة ١٠٢٦ كما هو مكتوب على لوح قبره في قرية كفرحونا.
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا فقيها يروي عن الشيخ حسن بن
الشهيد الثاني والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي وقد رأيت من كتبه
نحوا من مائة كتاب فيها آثار له دالة على الفضل والعلم والفقه انتهى
والموجود في نسخة الأمل المطبوعة إسماعيل بن علي كما ذكرناه ولكن الذي
في نسخة مخطوطة عندي كتبت عن مسودة المؤلف كتبت أولا هكذا
إسماعيل بن علي ثم صحح إسماعيل بن محمد علي. ١١٣٧:
أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد
الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي المعروف بأبي القاسم
الدعبلي ابن أخي دعبل الخزاعي الشاعر
ولد سنة ٢٥٩ وتوفي بواسط سنة ٣٥٢.
في الخلاصة: إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بتقديم الراء على
الزاي ابن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل ورقاء الخزاعي أبو
القاسم ابن أخي دعبل كان بواسط مقامه ولي الحسبة بها وكان مختلط الامر
في الحديث يعرف وينكر قال ابن الغضائري انه كان كذابا وضاعا للحديث
لا يلتفت إلى ما رواه عن أبيه عن الرضا ع ولا غير ذلك ولا ما
صنف وهذا لا اعتمد على روايته لشهادة المشايخ عليه بالضعف والاختلال
في الرواية انتهى وقال النجاشي: إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن
عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ابن أخي
دعبل كان بواسط مقامه وولي الحسبة بها وكان مختلط الامر في الحديث
يعرف وينكر له كتاب تاريخ الأئمة ع وكتاب النكاح. وفي
الفهرست: إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد
الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي أبو القاسم ابن أخي دعبل كان بواسط مقامه
وولي الحسبة بها وكان مختلط الامر في الحديث يعرف منه وينكر وله كتاب
تاريخ الأئمة ع أخبرنا عنه برواياته كلها الشريف أبو محمد
المحمدي وسمعنا هلال الحفار يروي عنه مسند الرضا ع وغيره
فسمعناه منه وأجاز لنا باقي رواياته انتهى وذكره الشيخ في من لم يرو
(٣٩٠)

عنهم ع وقال أخبرنا عنه هلال الحفار انتهى وفي رياض
العلماء: أبو القاسم الدعبلي هو إسماعيل بن علي بن علي بن رزين بن
عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي الدعبلي ابن أخي
دعبل الخزاعي الشاعر المشهور يروي عنه الحفار أستاذ الشيخ الطوسي
وقد يعبر عنه بالدعبلي أيضا انتهى وفي تاريخ بغداد: كان غير ثقة وفي
ميزان الاعتدال: إسماعيل بن علي الخزاعي شيخ الهلال الحفار متهم يأتي
بأوابد. وفي لسان الميزان سمع منه الدارقطني واخرج عنه في غرائب مالك
وقال لم يكن مرضيا روى عن مالك حديث نعم الادام الخل قال الدارقطني
لا يصح عن مالك وقال ابن النجاشي في كتاب مصنفي الشيعة كان من
رجال الشيعة وعلمائها ومصنفيها وكان مقامه بواسط وولي الحسبة بها. وكان
سماعه من أبيه سنة ٢٧٢ وسمع بصنعاء من إسحاق بن إبراهيم الديري
انتهى.
مشايخه
في تاريخ بغداد: حدث عن عباس بن محمد الدوري وعن محمد بن
إسماعيل ابن بنت ريح الصيرفي وعبد الله بن الحسن الهاشمي ومحمد بن
غالب التمتام ومحمد بن يونس الكديمي وأحمد بن محمد بن غالب الباهلي
وإبراهيم بن إسحاق الحربي وإسحاق بن إبراهيم الدبري و
عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن همام وروى عن أبيه عن أخيه دعبل أحاديث مسندة عن
مالك بن انس وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وجرير بن حازم وغيرهم
انتهى ويفهم من امالي الشيخ الطوسي انه يروي عن أبيه علي بن
علي بن رزين سنة ٢٧٢.
تلاميذه
في تاريخ بغداد: روى عنه الدارقطني وأبو القاسم بن الثلاج وأبو
سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زير الدمشقي وأبو زرعة أحمد بن
الحسين الرازي وأبو الحسين بن جميع الصيداوي وهلال بن محمد الحفار
انتهى ومر عن الفهرست انه يروي عنه أبو محمد المحمدي وهلال الحفار
ويفهم من امالي الشيخ الطوسي انه يروي عنه أبو الفتح هلال بن محمد بن
جعفر الحفار ومر عن الرياض انه يروي عنه الحفار أستاذ الشيخ الطوسي.
بعض ما روي من طريقه
في تاريخ بغداد للخطيب: حدثني الأزهري: أنبأنا علي بن عمر
الحافظ حدثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الدعبلي حدثني أبي حدثني
أخي دعبل بن علي الشاعر قال سمعت مالكا يحدث الرشيد فقال يا أمير
المؤمنين حدثني أبو الزبير عن جابر قال رسول الله ص نعم الادام الخل وما
اقفر أهل بيت عندهم الخل. أخبرناه هلال بن محمد الحفار حدثنا
إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي بواسط حدثنا أبي علي بن
علي حدثنا أخي دعبل بن علي وقتيبة بن سعيد البغلاني قالا حدثنا مالك بن
انس عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله ص نعم الادام الخل
انتهى وفي تاريخ بغداد في ترجمة موسى بن سهل الراسبي انه روى عن
دعبل بن علي الشاعر عنه عن أبي إسحاق حديثا أخبرناه أبو الحسين زيد بن
جعفر بن الحسين العلوي المحمدي حدثنا أبو عبد الله محمد بن وهبان
الهنائي البصري حدثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعي بواسط
حدثنا أبي حدثنا أخي دعبل حدثني موسى بن سهل الراسبي في دهليز
محمد بن زبيدة حدثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله ص: من أحبني فليحب عليا ومن أبغض عليا فقد
أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل ومن بغض الله ادخله الله
النار. قال الخطيب: قلت هذا الحديث موضوع الاسناد والحمل فيه عندي
على إسماعيل بن علي والله أعلم انتهى. وفي مشتركات الطريحي
والكاظمي يعرف إسماعيل انه ابن علي بن علي بن رزين برواية هلال
الحفار عنه انتهى وقد مر رواية أبي محمد المحمدي وغيره عنه. ١١٣٨:
إسماعيل بن علي أبو علي أو أبو عبد الله العمي البصري
قال النجاشي: إسماعيل بن علي العمي أبو علي البصري أحد
أصحابنا البصريين ثقة له كتب منها كتاب ما اتفقت عليه العامة بخلاف
الشيعة من أصول الفرائض. وفي الفهرست إسماعيل بن علي العمي أبو علي
البصري أحد شيوخنا البصريين ثقة له كتب كثيرة منها كتاب ما اتفقت عليه
العامة والشيعة من أصول الفرائض أخبرنا به أحمد بن عبدون قال أخبرنا أبو
طالب الأنباري أخبرنا أبو بشير أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن
يحيى بن أحمد قال: سمعت إسماعيل بن علي يقرأ هذا الكتاب انتهى
هكذا في نسخة مخطوطة من الفهرست ولكن الذي في منهج المقال والوسيط
عن الفهرست أبو عبد الله بدل أبو علي ثم إن الموجود في منهج المقال
المطبوع كتاب ما اتفقت عليه العامة للشيعة وفي نسخة مخطوطة ما اتفقت
عليه العامة والشيعة والنسخة الثانية تخالف ما مر عن النجاشي والأولى لا
معنى لها ولعل الصواب ما اتفقت عليه العامة خلافا للشيعة. وفي لسان
الميزان: إسماعيل بن علي القمي أبو علي البصير سمع من نائل بن نجيح
روى عنه عبد العزيز بن يحيى بن أحمد وذكره الطوسي في مصنفي الشيعة
وقال ثقة انتهى والقمي تصحيف العمي والبصير تصحيف البصري وفي
مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف إسماعيل بن علي العمي الثقة برواية
عبد العزيز بن يحيى بن أحمد عنه. ١١٣٩:
إسماعيل بن علي القزويني
شيخ جليل من قدماء مشايخ الامامية متقدم على الكليني والكليني
يروي عنه بواسطة ولكن بواسطة طول عمره بقي بعد الكليني بعشر سنوات
والظاهر أنه بعينه إسماعيل بن علي بن قدامة القزويني الذي روى باسناده
إلى موسى بن عبد ربه عن علي بن أبي طالب حديثا يتعلق بالمعراج. ١١٤٠:
عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمد بن زيد العلوي الموصلي
النقيب.
في كتاب مجمع الآداب لابن الفوطي: من النقباء السادة الاشراف
أصحاب الهمم العلية والنفوس الأبية قرأت بخطه:
لا تصحبن من الورى * من لا يزينك في الصحاب
فالثوب ينفض صبغه * فيما يليه من الثياب
انتهى ومن المظنون انه من موضوع الكتاب. ١١٤١:
إسماعيل بن علي المسلي أبو عبد الرحمن في انساب السمعاني المسلي بضم الميم وسكون السين وكسر اللام
وتخفيفها هذه النسبة إلى بني مسلية وهي قبيلة من بني الحارث انتهى وفي
رجال النجاشي في ربيع بن محمد مسلية قبيلة من مذحج وهي مسلية بن
(٣٩١)

عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد انتهى وفي الايضاح في
ربيع المذكور المسلي بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد اللام المكسورة
ومسلية قبيلة من مذحج وهي مسلية بن عامر بن عمرو بفتح العين ابن علة
بضم العين المهملة وفتح اللام المخففة وقيل مسلية بتخفيف اللام انتهى
وعن جامع الأصول المسلي منسوب إلى مسلية بتضعيف الياء المثناة من تحت
ابن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن يشجب انتهى
وفي النسخة المطبوعة من رجال النجاشي مسيلة بتقديم الياء على اللام بدل
مسلية وخالد بدل جلد وهو تحريف من الناسخ. وفي القاموس مسلية
كمحسنة أبو بطن وفي تاج العروس من مذحج وهو مسلية بن عامر بن
عمرو بن علة بن جلد بن مالك ومالك جماع مذحج انتهى ذكره الشيخ في رجاله
في أصحاب الصادق ع وقال اسند عنه. ١١٤٢:
المولى إسماعيل بن علي بن معصوم القزويني
والد المولى عباس بن إسماعيل بن علي بن معصوم القزويني صاحب
اسرار الصلاة بالفارسية عبر فيه عن والده إسماعيل المذكور بسيد الفقهاء
ويظن أيضا ان ابنه المولى عباس هو المجاز من بحر العلوم وللمولى
إسماعيل القزويني كتاب انباء الأنبياء في اثبات النبوة الخاصة من الكتب
السماوية فارسي أورد فيه الآيات القرآنية والأحاديث القدسية وما في سائر
الكتب المنزلة على الأنبياء السلف الدالة على النبوة الخاصة المصطفوية
العبرانية مع ترجمة منها إلى الفارسية ويظن انه صاحب الترجمة. ١١٤٣:
إسماعيل بن علي الهمداني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١١٤٤:
علم الدين أبو محمد إسماعيل بن تاج الدين جعفر بن معية الحسني
الحلي
في معجم الآداب لابن الفوطي كما في النسخة المحفوظة في المكتبة
الظاهرية بدمشق بخط المؤلف: تأدب في صباه الا انه حصل له مرض
السوداء وخولط عقله وكان يترنم بالاشعار ويأتي بالنوادر في الاسجاع توفي
حدود سنة ٦٨ وهو القائل في قينة كان يهواها:
أسرت قلبي الأسيرة لما * صرت في ذكرها بغير خلاف
ليس بالشعر يا معية تحظى * بوصال من الغواني الظراف ١١٤٥:
علم الدين أبو محمد إسماعيل بن الحسن تاج الدين بن علي بن
المختار العلوي العبيدلي النقيب الطاهر
في معجم الآداب لابن الفوطي: من البيت المعروف بالفضل
والنقابة والسؤدد والتقدم والثروة والرياسة والنزاهة قال شيخنا تاج الدين في
تاريخه وفي يوم السبت سلخ ربيع الأول سنة ٤٥ قلد تاج الدين ولده
علم الدين إسماعيل نقابة مشهد جده ع فكان على ذلك إلى أن
توفي والده تاج الدين فرتب علم الدين مكانه في شهر رمضان سنة ٥٢
وتقدم بحضور الصدور وأرباب الدولة وخلع عليه ولم يزل على ذلك إلى أن
أدركه اجله في عنفوان شبابه سابع عشر شعبان سنة ٥٣ وحمل إلى مشهد
جده ع. ١١٤٦:
إسماعيل بن عمار بن حيان الصيرفي الكوفي مولى بني تغلب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال:
إسماعيل بن عمار الصيرفي الكوفي وذكره النجاشي في ترجمة أخيه إسحاق
فقال: إسحاق بن حيان مولى بني تغلب أبو يعقوب الصيرفي شيخ في
أصحابنا ثقة واخوته يوسف ويونس وقيس وإسماعيل وهو في بيت كبير من
الشيعة إلى آخر ما مر هناك. وفي الخلاصة في القسم الثاني: إسماعيل بن
عمار أخو إسحاق بن عمار روى الكشي حديثا في طريقه ضعف ان
الصادق ع كان إذا رآهما قال وقد يجمعها لأقوام يعني الدنيا
والآخرة حتى تثبت عدالته انتهى والحديث المشار اليه قد مر في ترجمة أخيه
إسحاق وقد ذكرنا هناك ان السيد أحمد بن طاوس قال إن رواية في طريقها
ضعف بالعبيدي وبزياد بن مروان القندي لأنه واقفي وذكرنا الجواب عن
ذلك بان الأصح ان العبيدي ثقة وان القندي وان كان واقفيا فهو ثقة مع أنه
قيل إن روايته هذه قبل وقفه. وروى الكليني في الكافي في باب البر
بالوالدين في الصحيح عن سيف بن عميرة عن عبد الله بن مسكان عن
صفوان عن عمار بن حيان قال أخبرت أبا عبد الله ع ببر
إسماعيل ابني بي فقال لقد كنت أحبه ولقد ازددت له حبا انتهى وهذا
المدح قريب من التوثيق فحديثه اما صحيح أو حسن كالصحيح. وفي
المعالم: إسماعيل بن عمار من أصحاب الصادق ع وكان فطحيا
الا انه ثقة له أصل انتهى والتصريح بتوثيقه لم يقع لغيره ولعله استفاده
مما ذكرناه والا فلا يوثق به وقوله كان فطحيا ان كان استفاده من كونه أخا
إسحاق بن عمار وكون إسحاق فطحيا فقد بينا في ترجمة إسحاق فساد
ذلك. وعن جامع الرواة انه روى عنه جعفر بن المثنى الخطيب وهارون بن
الجهم وابن أبي عمير وابن سنان قال وفي نسخة ابن مسكان واستصوب
الأول. ١١٤٧:
إسماعيل بن عمر بن ابان الكلبي
قال النجاشي واقفي روى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن
ع وروى هو عن أبيه وعن خالد بن نجيح وعبد الرحمن بن الحجاج
أخبرنا الحسين حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد حدثنا أحمد بن ميثم بن أبي
نعيم عنه ومر في إسماعيل بن ابان ان الشيخ في الفهرست ذكره مرتين
وروى كتاب كل بطريق غير الآخر فيحتمل على بعد كون أحدهما هو ابن
عمر وسقط لفظ ابن عمر والله أعلم وفي لسان الميزان: إسماعيل بن
عمر بن ابان الكلبي روى عن أبيه وجعفر الصادق وولده موسى بن جعفر
وخالد بن نجيح وغيرهم روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين وغيره وذكره
ابن النجاشي في مصنفي المعتزلة انتهى هكذا في النسخة المطبوعة ولا
يبعد ان يكون ابدال الشيعة بالمعتزلة من سهو النساخ والا فلا وجه للقول
بان النجاشي ذكره في مصنفي المعتزلة لأن كتابه موضوع لمصنفي
الشيعة ولا علاقة له بالمعتزلة وفي مشتركات الطريحي والكاظمي
يعرف إسماعيل انه ابن عمر بن ابان الكلبي برواية أحمد بن ميثم عنه
والفارق بينه وبين إسماعيل بن عثمان الذي يروي عنه أحمد بن ميثم أيضا
وجود القرينة انتهى وقد سمعت قول النجاشي انه روى عن أبيه وعن
خالد بن نجيح وعبد الرحمن بن الحجاج. وعن جامع الرواة رواية
أحمد بن محمد بن أبي عمير ومحمد بن عيسى أيضا عنه انتهى.
(٣٩٢)

١١٤٨: إسماعيل بن عيسى
في التعليقة عده خالي يعني المجلسي الثاني ممدوحا لان للصدوق
طريقا اليه والظاهر أنه ملقب بالسندي كما سنشير اليه في علي بن السندي
وسيجئ عيسى بن الفرج السندي وفي الكنى أبو الفرج السندي اسمه
عيسى فعلى هذا يحتمل كونه سندي بن عيسى الثقة الآتي وفي كتاب الحدود
من الكافي في باب النوادر: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد في مسائل
إسماعيل بن عيسى عن الأخير في مملوك الحديث وفيه إشارة إلى معروفيته
وكونه معتمدا وصاحب مسائل معروفة معهودة يروي عنه إبراهيم بن هاشم
وابنه وسعد ويظهر من الصدوق في ذكر طرقه أيضا معروفيته والاعتماد عليه
انتهى. ١١٤٩:
الشيخ إسماعيل الفارسي النجفي الملقب بالدراويش
توفي سنة ١٣٣٥.
خادم قبة الصفا الملاصقة لسور النجف وهو مقام لأمير المؤمنين
ع وسبب تلقيبه بهذا اللقب اخذه لبيته الدراويش الواردين من إيران
واقام في هذه القبة كالسادن والخادم وتزوج وأولد في النجف أولادا ورثوا
سدانة هذه القبة منه وكان من الشعراء البلغاء وهو غير الشيخ إسماعيل بن
حامد خادم قبة الصفا المتقدم لان ذلك كان حيا سنة ١٢١٨ وهذا توفي سنة
١٣٥٣ كما مر ولم يذكروا انه كان معمرا. ١١٥٠:
إسماعيل بن الفضل بن يعقوب بن الفضل بن عبد الله بن الحارث بن
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع بهذه الترجمة
وقال ثقة من أهل البصرة وقال في رجال الصادق ع إسماعيل بن
الفضل الهاشمي المدني وقال الكشي حدثني محمد بن مسعود حدثني علي بن
الحسن بن فضال ان إسماعيل بن الفضل الهاشمي كان من ولد نوفل بن
الحارث بن عبد المطلب وكان ثقة وكان من أهل البصرة انتهى
وقال العلامة في الخلاصة: من أصحاب الباقر ع ثقة
من أهل البصرة وروي ان الصادق ع قال هو كهل من كهولنا وسيد من
ساداتنا وكفى بهذا شرفا مع صحة الرواية انتهى وقوله مع صحة الرواية
يدل على التوقف في صحتها لا الجزم بذلك واقتصاره على أنه من أصحاب
الباقر لعله لعدم وقوع نظره على أصحاب الصادق. قال الميرزا اما سند
الرواية المذكورة فلم اطلع عليه إلى الآن انتهى ويدل كلام النجاشي في
ترجمة ابن أخيه الحسين بن محمد بن الفضل على أنه من أصحاب الكاظم
أيضا حيث قال في الحسين المذكور انه شيخ من الهاشميين ثقة روى أبوه عن
أبي عبد الله وأبي الحسن ع وعمومته كذلك إسحاق ويعقوب
وإسماعيل انتهى فقوله وعمومته كذلك اي في الرواية عنهما
ع ويحتمل في ذلك وفي الوثاقة. وفي لسان الميزان ذكره الطوسي في
رجال الشيعة وقال مدني ثقة من ذوي البصيرة والاستقامة اخذ عن جعفر
الصادق وروى عنه ابنه محمد ومحمد بن النعمان وابان بن عثمان وغيرهم
انتهى والموجود في كتب الرجال التي رأيناها من أهل البصرة بدون ياء
وكان الذي كان في نسخة ابن حجر البصيرة بالياء فزاد عليه والاستقامة
وأبدل أهل بذوي. وفي طريق الصدوق اليه جعفر بن مسرور وقد قيل إنه
غير مذكور في الرجال ولا معلوم الحال قلت ولكن الصدوق يذكره مترضيا
وقد قال المحقق الداماد في الرواشح ان للصدوق أشياخا كلما سمى واحدا
منهم في سند الفقيه ترضى عنه كجعفر بن محمد بن مسرور وهؤلاء اثبات
اجلاء والحديث من جهتهم صحيح نص عليهم بالتوثيق أو لم ينص
انتهى وفي مشتركات الكاظمي: لم يذكر شيخنا إسماعيل بن الفضل
الثقة ويعرف برواية محمد بن النعمان وابان بن عثمان وعلي بن رئاب عنه
انتهى وعن جامع الرواة انه زاد رواية محمد بن سنان وجعفر بن بشير
ومروان بن مسلم وعمر بن أذينة وصالح بن سعيد عنه ورواية الفضل بن
إسماعيل بن الفضل عن أبيه عنه انتهى. ١١٥١:
أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي مولى
عنزة العيني الكوفي الشاعر المشهور الملقب أبو العتاهية
ولادته ووفاته
قال ابن خلكان: ولد سنة ١٣٠ بعين التمر ولذلك قيل له العيني
بليدة بالحجاز قرب المدينة وقيل إنها من أعمال سقي الفرات وقال ياقوت
الحموي في كتابه المشترك انها قرب الأنبار انتهى أقول الصواب ان
مولده بعين التمر بالعراق لا بالحجاز وهي التي يقال لها اليوم شفاثا وان
صح ان بالحجاز ما يسمى عين التمر فليس مولده به وفي رواية في الأغاني
ان مولده بالكوفة.
وتوفي يوم الاثنين لثمان أو ثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ٢١١ وقيل ٢١٣
وقيل ٢١٠ وقيل ٢٠٩ حكى هذه الأقوال أبو الفرج في الأغاني
ولكن قوله في الأبيات الآتية عشت تسعين حجة يدل على أنه مات سنة
٢٢٠ على الأقل وكانت وفاته ببغداد وقبره على نهر عيسى قبالة قنطرة
الزياتين قاله في الأغاني. وأوصى ان يكتب على قبره:
ان عيشا يكون آخره الموت لعيش معجل التنغيص
وقيل أوصى ان يكتب عليه:
إذن حي تسمعي * واسمعي ثم عي وعي
أنا رهن بمضجعي * فاحذروا مثل مصرعي
عشت تسعين حجة * أسلمتني لمضجعي
كم ترى الحي ثابتا * في ديار التزعزع
ليس زاد سوى التقى * فخذي منه أو دعي
أمه
في الأغاني أمه أم زيد بنت زياد المحاربي مولى بني زهرة انتهى
فهو من قبل الأب مولى عنزة ومن قبل الأم مولى بني زهرة.
نسبته
العنزي نسبة إلى قبيلة عنزة بفتح العين المهملة والنون بعدها زاي وهاء
سميت باسم عنزة بن أسد بن ربيعة قاله ابن خلكان. ويظهر من الأغاني
أنهم من عنزة نسبا وأن جدهم أسر فاشتراه عنزي وأعتقه فكان ولاؤه أيضا لعنزة
روى ذلك عن محمد بن سلام قال كان محمد بن أبي العتاهية يذكر ان
أصلهم من عنزة وان جدهم كيسان كان من أهل عين التمر فلما غزاها
خالد بن الوليد كان جدهم كيسان يتيما يكفله قرابة له من عنزة فسباه خالد
فسال أبو بكر كيسان عن نسبه فأخبره انه من عنزة فاستوهبه منه عباد بن
(٣٩٣)

رفاعة العنزي فاعتقه فتولى عنزة انتهى ومن ذلك يعلم أنه من عين
التمر بالعراق لا بالحجاز كما مر.
كنيته ولقبه
في الأغاني كنيته أبو إسحاق وأبو العتاهية لقب غلب عليه. وفيه
بسنده عن ميمون بن هارون عن بعض مشايخه انه كني بأبي العتاهية لأنه
كان يحب الشهرة والمجون والتعته وبسنده عن محمد بن موسى بن حماد
أن المهدي قال له يوما أنت انسان متحذلق معته فاستوت له من ذلك كنية
غلبت عليه دون اسمه وكنيته ويقال للرجل المتحذلق عتاهية ويقال أبو
عتاهية بدون ال انتهى وفي تاريخ بغداد أبو العتاهية لقب لقب به
لاضطراب كان فيه وقيل بل كان يحب المجون والخلاعة فكني لعتوه
لعتوهه أبا العتاهية.
صفته
في الأغاني بسنده عن محمد بن موسى كان أبو العتاهية نظيفا ابيض
اللون اسود الشعر له وفرة جعدة وهياة حسنة ولباقة وحصافة وفي موضع
آخر منه عن النوفلي أبو العتاهية كان مقبحا طويل الوجه كأنه ينظر في
سيف.
أصله ومنشؤه
قد عرفت ان أصله من عين التمر بالعراق وفي الأغاني منشؤه بالكوفة
ثم روى عن ميمون عن بعض مشايخه قال وبلده الكوفة وبلد آبائه وبها
مولده ومنشؤه وباديته وفي تاريخ بغداد: أصله من عين التمر ومنشؤه
الكوفة ثم سكن بغداد.
أقوال العلماء فيه
في الأغاني قال الشعر فبرع فيه وتقدم ويقال أطبع الناس بشار والسيد
وأبو العتاهية وما قدر أحد على جمع شعر هؤلاء الثلاثة لكثرته وكان غزير
البحر لطيف المعاني سهل الألفاظ كثير الافتنان قليل التكلف الا انه كثير
الساقط المرذول مع ذلك وأكثر شعره في الزهد والأمثال وله أوزان ظريفة
قالها مما لم يتقدمه الأوائل فيها انتهى وفي شذرات الذهب: هو من
مقدمي المولدين ومن طبقة بشار بن برد وأبي نواس انتهى وفي تاريخ
بغداد: هو أحد من سار قوله وانتشر شعره وشاع ذكره ويقال ان أحدا لم
يجتمع له ديوانه بكماله لعظمه وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما
ثم تنسك وعدل عن ذلك إلى الشعر في الزهد وطريقة الوعظ فأحسن القول
فيه وجود وأربى على كل من ذهب ذلك المذهب وأكثر شعره حكم وأمثال
وكان سهل القول قريب المأخذ بعيدا من التكلف متقدما في الطبع
انتهى.
مكانته في الشعر
كان أبو العتاهية يفضل على شعراء عصره وبعضهم يقول إنه أشعر
الناس هذا وفي عصره من فحول الشعراء مثل أبي نواس وبشار والعتابي
والنمري ومسلم بن الوليد وأبي الشيص ومروان بن أبي حفصة والسيد
الحميري وأشجع السلمي ودعبل الخزاعي ومحمد بن أمية ومحمد بن مناذر
وأبي المشمقمق وغيرهم وفي الأغاني يقال إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية
والاسلام ثلاثة بشار وأبو العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على
تحصيل شعر أحد منهم أجمع انتهى وكان أبو نواس مع شهرته وعلو مكانه
في الشعر يعترف له بأنه أشعر منه ويقول عن شعره أفسحر هذا ففي الأغاني
بسنده انه قيل لأبي نواس وقد أنشد شعرا: أنت أشعر الناس فقال أما
والشيخ حي يعني أبا العتاهية فلا. وفيه بسنده انه قرئ بعض شعره على
أبي نواس فقال قد والله أجاد ولم يقل فيه سوءا. وفي تاريخ بغداد بسنده عن
ابن أبي شيخ قال بكرت إلى سكة ابن نيبخت فرأيت أبا نواس فجلست اليه
فمر بنا أبو العتاهية على حمار فسلم ثم أوما برأسه إلى أبي نواس وأنشأ
يقول:
لا ترقدن لعينك السهر * وانظر إلى ما تصنع الغير
انظر إلى غير مصرفة * ان كان ينفع عينك النظر
وإذا سالت فلم تجد أحدا * فسل الزمان فعنده الخبر
أنت الذي لا شئ تملكه * وأحق منك بما لك القدر
فنظر إلي أبو نواس ثم قال أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون. وفيه
بسنده ان أبا نواس كان جالسا في بعض طرق بغداد والناس يمرون به وهو
ممدود الرجل بين بني هاشم والقواد ووجوه أهل بغداد فكل يسلم عليه فلا
يقوم إلى أحد ولا يقبض رجله إذا اقبل شيخ على حمار فوثب اليه أبو نواس
وامسك الشيخ عليه حماره واعتنقا وجعل أبو نواس يحادثه وهو قائم على
رجليه حتى رئي أبو نواس يرفع احدى رجليه ويضعها على الأخرى
مستريحا من الاعياء ثم انصرف الشيخ ورجع أبو نواس إلى مكانه فقيل له
من هذا الشيخ الذي رأيناك تعظمه هذا الاعظام وتجله هذا الاجلال فقال:
هذا إسماعيل بن القاسم أبو العتاهية فقال له السائل لم أجللته هذا الاجلال
وساعة منك عند الناس أكثر منه قال ويحك لا تقل فوالله ما رأيته قط الا
توهمت انه سماوي وانا ارضي انتهى وكان بشار وهو الشاعر المقدم
يقول إنه أشعر زمانه ويطرب عند سماع شعره ويقول لأشجع وأبو العتاهية
ينشد: انظر هل طار الخليفة عن فرشه ففي الأغاني بسنده قيل لبشار من
أشعر أهل زماننا فقال مخنث أهل بغداد يعني أبا العتاهية. وبسنده انه
جلس المهدي للشعراء يوما فاذن لهم وفيهم بشار وأشجع وأبو العتاهية وكان
أشجع يأخذ عن بشار قال أشجع فلما سمع بشار كلام أبي العتاهية قال يا
أخا سليم أهذا ذلك الكوفي الملقب قلت نعم قال لا جزى الله خيرا من
جمعنا معه ثم قال له المهدي انشد فقال ويحك أو يبدأ به فيستنشد أيضا
فقلت قد ترى فأنشد:
الا ما لسيدتي ما لها * تدل فاحمل إدلالها
ألا ان جارية للامام * قد اسكن الحب سربالها
مشت بين حور قصار الخطا * تجاذب في المشي اكفالها
وقد اتعب الله نفسي بها * واتعب باللوم عذالها
قال أشجع: فقال لي بشار ويحك يا أخا سليم ما أدري من اي امريه
أعجب أمن ضعف شعره أم من تشبيبه بجارية الخليفة يسمع ذلك باذنه
قال المؤلف أعجب شئ ما بلغ به هؤلاء المتسمون بالخلافة من الخلاعة
وقلة الغيرة حتى صار الشعراء يشببون بجواريهم في مجلسهم العام ولكن من
يبرز جواريه تغني امام الأجانب لا يمكن ان يغار من التشبيب بها. قال حتى
اتى على قوله:
اتته الخلافة منقادة * اليه تجرر أذيالها
ولم تك تصلح الا له * ولم يك يصلح الا لها
(٣٩٤)

ولو رامها أحد غيره * لزلزلت الأرض زلزالها
ولو لم تطعه بنات القلوب * لما قبل الله اعمالها
وان الخليفة من بغض لا * اليه ليبغض من قالها
قال أشجع فقال لي بشار وقد اهتز طربا ويحك يا أخا سليم أترى
الخليفة لم يطر عن فرشه طربا لما يأتي به هذا الكوفي.
ومروان بن أبي حفصة وهو من مشاهير شعراء عصره ومقدم عند
بني العباس بانحرافه عن الطالبيين يمدح الخليفة العباسي بقصيدة طويلة
ويمدحه أبو العتاهية وهو شيعي زيدي ببيتين فيسوى بينهما في العطاء ففي
تاريخ بغداد بسنده عن العتبي قال رئي مروان بن أبي حفصة واقفا بباب
الجسر كئيبا آسفا ينكت بسوطه في معرفة دابته فقيل له يا أبا السمط ما
الذي نراه بك قال أخبركم بالعجب مدحت أمير المؤمنين فوصفت له
ناقتي من خطامها إلى خفيها ووصفت الفيافي من اليمامة إلى بابه أرضا
أرضا ورملة رملة حتى إذا أشفيت منه على غنى الدهر جاء ابن بياعة
النخاخير يعني أبا العتاهية فأنشده بيتين فضعضع بهما شعري وسواه في
الجائزة بي وهما:
ان المطايا تشتكيك لأنها * تطوي إليك سباسبا ورمالا
فإذا رحلن بنا رحلن مخفة * وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا
ومسلم بن الوليد على تقدمه يقول له وقد سمع بعض شعره: لا والله
يا أبا إسحاق لا يبالي من أحسن ان يقول مثل هذا ما فاته من الدنيا رواه في
الأغاني. وأبو تمام الطائي ومكانته في الشعر والأدب لا تلحق يقول عن
بعض شعره انه ما شركه فيه أحد. ففي الأغاني بسنده قال أبو تمام
الطائي: لأبي العتاهية خمسة ابيات ما شركه فيها أحد ولا قدر على مثلها
متقدم ولا متأخر وهي قوله:
الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن
وقوله لأحمد بن يوسف:
ألم تر ان الفقر يرجى له الغنى * وأن الفتى يخشى عليه من الفقر
وقوله في موسى الهادي:
ولما استقلوا بأثقالهم * وقد أزمعوا للذي أزمعوا
فزنت التفاتي بآثارهم * واتبعتهم مقلة تدمع
وقوله:
هب الدنيا تصير إليك عفوا أليس مصير ذاك إلى زوال
وفي تاريخ بغداد بسنده عن أبي تمام قال: تكتب من شعر أبي
العتاهية خمسة أبيات فان أحدا لم يشركه فيها ولا تهيا لأحد مثلها وذكر
الخمسة المتقدمة. وابن الاعرابي مع علو كعبه في معرفة الشعر ونقده يقول
ما رأيت شاعرا قط اطبع ولا أقدر على بيت منه وما أحسب مذهبه الا ضربا
من السحر. ففي الأغاني حدث ابن الاعرابي ان الرشيد حم فصار أبو
العتاهية إلى الفضل بن الربيع برقعة فيها ابيات في حق الرشيد فوصل اليه
بذلك مال جليل فقال رجل بالمجلس لابن الاعرابي ما هذا الشعر بمستحق
لما قلت لأنه شعر ضعيف فقال ابن الاعرابي وكان أحد الناس: الضعيف
والله عقلك ألأبي العتاهية تقول انه ضعيف الشعر فوالله ما رأيت شاعرا قط
اطبع ولا أقدر على بيت منه وما أحسب مذهبه الا ضربا من السحر ثم
انشد له:
قطعت منك حبائل الآمال * وحططت عن ظهر المطي رحالي
ووجدت برد الياس بين جوانحي * فأرحت من حل ومن ترحال
يا أيها البطر الذي هو من غد * في قبره متمزق الأوصال
حذف المنى عند المشمر في الهدى * وأرى مناك طويلة الأذيال
حيل ابن آدم في الأمور كثيرة * والموت يقطع حيلة المحتال
قست السؤال فكان أعظم قيمة * من كل عارفة جرت بسؤال
فإذا ابتليت ببذل وجهك سائلا * فابذله للمتكرم المفضل
وإذا خشيت تعذرا في بلدة * فاشدد يديك بعاجل الترحال
واصبر على غير الزمان فإنما * فرج الشدائد مثل حل عقال
ثم قال للرجل هل تعرف أحدا يحسن ان يقول مثل هذا الشعر فقال
له الرجل يا أبا عبد الله جعلني الله فداءك اني لم أردد عليك ما قلت ولكن
الزهد مذهب أبي العتاهية وشعره في المديح ليس كشعره في الزهد فقال
أفليس هو الذي يقول في المديح:
وهارون ماء المزن يشفى به الصدا إذا ما الصدي بالريق غصت حناجره
وأوسط بيت في قريش لبيته * وأول عز في قريش وآخره
وزحف له تحكي البروق سيوفه * وتحكي الرعود القاصفات حوافره
إذا حميت شمس النهار تضاحكت * إلى الشمس فيه بيضه ومغافره
إذا نكب الاسلام يوما بنكبة * فهارون من بين البرية ثائره
ومن ذا يفوت الموت والموت مدرك * كذا لم يفت هارون ضد ينافره
فتخلص الرجل من شر ابن الاعرابي بان قال له القول كما قلت وما
كنت سمعت له مثل هذين الشعرين وكتبهما عنه. هذا مع أن صاحب
الأغاني روى أن ابن الاعرابي كان يعيب أبا العتاهية ويثلبه. فإذا كان هذا
قوله فيه وهو يعيبه ويثلبه كان أقرب إلى الصحة.
والفراء يحيى بن زياد الأقطع من مشاهير علماء العربية يعترف بأنه
أشعر أهل عصره. ففي الأغاني بسنده عن يحيى بن زياد الفراء قال لي
جعفر بن يحيى يا أبا زكريا أزعم ان أبا العتاهية أشعر أهل هذا العصر
فقلت هو والله أشعرهم عندي. والورد بن زيد الخزاعي أخو دعبل وهو
من معاريف شعراء ذلك العصر يقول إنه أشعر الإنس والجن. ففي الأغاني
بسنده قيل لورد بن زيد بن رزين الشاعر من أشعر أهل زمانه؟ قال: أبو
نواس قلت فما تقول في أبي العتاهية فقال أبو العتاهية أشعر الإنس والجن.
وهذا سلم الخاسر ومكانته في الشعر غير مجهولة يقول إنه أشعر الجن
والإنس ففي الأغاني بسنده ان موسى الشهرزوري قال لسلم الخاسر
أنشدني لنفسك قال ولكن أنشدك لأشعر الجن والإنس لأبي العتاهية ثم
أنشدني قوله:
سكن يبقى له سكن * ما بهذا يؤذن الزمن
نحن في دار يخبرنا * ببلاها ناطق لسن
دار سوء لم يدم فرح * لامرئ فيها ولا حزن
في سبيل الله أنفسنا * كلنا بالموت مرتهن
كل نفس عند ميتتها * حظها من مالها الكفن
ان مال المرء ليس له * منه الا ذكره الحسن
وعن رجاء بن مسلمة قلت لسلم الخاسر من أشعر الناس فقال إن
شئت أخبرتك بأشعر الجن والإنس فقلت انما أسألك عن الإنس فان زدتني
الجن فقد أحسنت فقال أشعرهم الذي يقول: سكن يبقى له سكن
(٣٩٥)

الأبيات مع أن أبا العتاهية هجاه كما في الأغاني بقوله:
تعالى الله يا سلم بن عمرو * أذل الحرص أعناق الرجال
وكان بينهما منافرة والجماز كان ابن أخت سلم واقتص لخاله بالابيات
التي أولها: ما أقبح التزهيد من واعظ كما يأتي.
وهذا العتابي كلثوم بن عمرو وهو من لا يجهل مكانه في الشعر يقول إنه
أشعر الناس الأولين والآخرين في وقته ففي الأغاني بسنده قال العتابي
لمحمد بن النضر أنشدني لشاعر العراق يعني أبا نواس فأنشده وقال ظننتك
تقول هذا لأبي العتاهية فقال لو أردت أبا العتاهية لقلت لك أنشدني لأشعر
الناس ولم اقتصر على العراق. وبسنده قال العتابي الشاعر: لكم يا أهل
العراق شاعر منوه الكنية ما فعل فذكر القوم أبا نواس فانترهم ونفض يده
وقال ليس ذلك فقيل لعلك تريد أبا العتاهية قال نعم ذاك أشعر الأولين
والآخرين في وقته. وفي الأغاني بسنده عن مصعب بن عبد الله: أبو
العتاهية أشعر الناس بقوله:
تعلقت بآمال * طوال اي آمال
وأقبلت على الدنيا * ملحا اي اقبال
أيا هذا تجهز * لفراق الأهل والمال
فلا بد من الموت * على حال من الحال
قال مصعب: هذا كلام سهل لا حشو فيه ولا نقصان يعرفه العاقل
ويقر به الجاهل. وعن عبد الله بن عبد العزيز العمري أشعر الناس أبو
العتاهية حيث يقول:
ما ضر من جعل التراب مهاده * ان لا ينام على الحرير إذا قنع
صدق والله وأحسن.
ومدح أبو العتاهية عمرو بن العلاء مولى عمرو بن حريث صاحب
المهدي وكان ممدحا فامر له بسبعين ألف درهم فقال بعض الشعراء كيف
فعل هذا بهذا الكوفي واي شئ مقدار شعره فبلغه فأحضره فقال إن
الواحد منكم ليدور على المعنى فلا يصيبه ويتعاطاه فلا يحسنه وهذا كان
المعاني تجمع له مدحني فقصر التشبيب وقال:
اني امنت من الزمان وريبه * لما علقت من الأمير حبالا
لو يستطيع الناس من اجلاله * لحذوا له حر الوجوه نعالا
ان المطايا تشتكيك لأنها * قطعت إليك سباسبا ورمالا
فإذا وردن بنا وردن مخفة * وإذا رجعن بنا رجعن ثقالا
وعن المعلى بن عثمان قيل لأبي العتاهية كيف تقول الشعر قال ما
أردته قط الا مثل لي فأقول ما أريد واترك ما لا أريد.
وعن روح بن الفرج الحرمازي سمعت أبا العتاهية يقول: لو شئت
ان اجعل كلامي كله شعرا لفعلت.
وقال محمد بن أبي العتاهية سئل أبي هل تعرف العروض قال انا أكبر
من العروض وله أوزان لا تدخل في العروض.
وقيل لأبي العتاهية: أما يصعب عليك شئ من الألفاظ فتحتاج فيه
إلى استعمال الغريب كما يحتاج اليه سائر من يقول الشعر قال لا فقال: اني
لأحسب ذلك من ركوبك القوافي السهلة قال: فاعرض علي ما شئت
من القوافي الصعبة فقال قل على مثل البلاع فقال من ساعته:
اي عيش يكون أبلغ من * عيش كفاف قوت بقدر البلاع
صاحب البغي ليس يسلم منه * وعلى نفسه بغى كل باغي
رب ذي نعمة تعرض منها * حائل بينه وبين المساع
أبلغ الدهر في مواعظه بل * زاد فيهن لي على الابلاع
غبنتني الأيام عقلي ومالي * وشبابي وصحتي وفراغي
واجتمعت الشعراء على باب الرشيد فاذن لهم فدخلوا وأنشدوا فأنشد
أبو العتاهية:
يا من تبغي زمنا صالحا * صلاح هارون صلاح الزمن
كل لسان هو في ملكه * بالشكر في احسانه مرتهن
فادهش له الرشيد وقال له أحسنت والله وما خرج في ذلك اليوم أحد
من الشعراء بصلة غيره.
وأجرى الرشيد الخيل فجاء فرس يقال له المشمر سابقا وكان الرشيد
معجبا به فامر ان يقولوا فيه فبدرهم أبو العتاهية فقال:
جاء المشمر والافراس يقدمها * هونا على رسلة منا وما انبهرا
وخلف الريح حسرى وهي جاهدة * ومر يختطف الابصار والنظرا
فأجزل صلته وما جسر أحد بعد أبي العتاهية ان يقول فيه شيئا.
المقايسة بينه وبين أبي نواس
في الأغاني قال الحرمازي: شهدت أبا العتاهية وأبا نواس في مجلس
وكان أبو العتاهية اسرع الرجلين جوابا عند البديهة وأبو نواس أسرعهما في
قول الشعر فإذا تعاطيا جميعا الشرعة فضله أبو العتاهية وإذا تمهلا فضله أبو
نواس.
مذهبه
كان يتشيع بمذهب الزيدية ولعله اخذ التشيع من الكوفة التي كان
أهلها شيعة الا ما ندر ولكنه مع تشيعه كان يقول بالجبر كما ستعرف وقد مر
في ترجمة أبي سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل النوبختي ان له
كتابا في الصفات للرد على أبي العتاهية في التوحيد في شعره ولعل المراد الرد
عليه في قوله بالجبر وفي اثبات صفات له تعالى زائدة على الذات قديمة كما
يقوله الأشاعرة ويتفرع عليه قدم القرآن كما يأتي الإشارة اليه. وفي
الأغاني: كان قوم من أهل عصره ينسبونه إلى القول بمذهب الفلاسفة ممن
لا يؤمن بالبعث ويحتجون بان شعره انما هو في ذكر الموت والفناء دون ذكر
النشور والمعاد انتهى وهذه الحجة واهية جدا فالواعظ بالشعر أو النثر
يخوف الناس بالموت ليزهدهم في الدنيا ولا يخوفهم بالبعث.
ويظهر من الأغاني ان منصور بن عمار استاء من أبي العتاهية لان
منصورا تكلم كلاما فقال أبو العتاهية انه سرقه من رجل كوفي فنسبه منصور
إلى الزندقة واحتج بهذه الحجة الواهية. وروي في الأغاني ان جارة له رأته
ليلة يقنت في صلاته فروت عنه انه يكلم القمر واتصل الخبر بحمدويه
صاحب الزنادقة فترقبه فرآه يصلي ثم رآه يقنت فانصرف خاسئا. وهكذا
يكون نصيب العالم من الجهال يصلي ويقنت في صلاته ويناجي ربه فتراه امرأة
سخيفة العقل لم تر من يقنت قبل هذا مقابل القمر رافعا يديه فتظن انه
يكلم القمر ويعبد الكواكب ولولا ان حمدويه عرف ان هذا قنوت لالتصقت
به الزندقة بشهادة هذه المرأة الجاهلة.
(٣٩٦)

وفي الأغاني بسنده عن أحمد بن حرب كان مذهب أبي العتاهية القول
بالتوحيد وان الله خلق جوهرين متضادين لا من شئ ثم بنى العالم منهما
وان العالم حديث العين والصنعة لا محدث له الا الله وكان يزعم أن الله
سيرد كل شئ إلى الجوهرين المتضادين قبل ان تفنى الأعيان جميعا وكان
يذهب إلى أن المعارف واقعة بقدر الفكر والاستدلال والبحث طباعا وكان
يقول بالوعيد وبتحريم المكاسب كذا ويتشيع بمذهب الزيدية البترية
المبتدعة لا ينتقص أحدا ولا يرى مع ذلك الخروج على السلطان وكان مجبرا
قال الصولي فحدثني يموت بن المزرع حدثني الجاحظ قال أبو العتاهية لثمامة
ابن أشرس بين يدي المأمون أسألك عن مسالة فقال له المأمون عليك
بشعرك فقال إن رأى أمير المؤمنين ان يأذن لي في مسألته ويأمره بإجابتي فقال
له أجبه إذا سالك فقال انا أقول كلما فعله العباد من خير وشر فهو من الله
وأنت تأبى ذلك فمن حرك يدي هذه وجعل أبو العتاهية يحركها فقال ثمامة
حركها من أمه زانية فقال شتمني والله يا أمير المؤمنين فقال ثمامة ناقض الماص
بظر أمه والله يا أمير المؤمنين فضحك المأمون وقال ألم أقل لك ان تشتغل
بشعرك وتدع ما ليس من عملك قال ثمامة فلقيني بعد ذلك فقال لي يا أبا
معن ما أغناك الجواب عن السفه فقلت ان من أتم الكلام ما قطع الحجة
وعاقب على الإساءة وشفى من الغيظ وانتصر من الجاهل. وبسنده عن
العباس بن رستم: كان أبو العتاهية مذبذبا في مذهبه يعتقد شيئا فإذا سمع
طاعنا عليه ترك اعتقاده إياه واخذ غيره انتهى وهذا يمكن ان يكون
مدحا بأنه إذا ظهر له الحق اخذ به ولم يتعصب. وفي الأغاني: حدثني أبو
شعيب صاحب أبي داود قلت لأبي العتاهية القرآن عندك مخلوق أم غير
مخلوق قال سألتني عن الله أم عن غير الله قلت من غير الله فامسك وأعدت
عليه فأجابني هذا الجواب حتى فعل ذلك مرارا فقلت ما لك لا تجيبني قال
قد أجبتك ولكنك حمار انتهى وأراد بجوابه هذا ان القرآن كلام الله فهو
قديم بقدم الله فلو كان القرآن مخلوقا لكان الله مخلوقا. قال وحدث
خليل بن أسد النوشجاني قال أتانا أبو العتاهية إلى منزلنا فقال: زعم الناس
اني زنديق والله ما ديني الا التوحيد فقلنا فقل شيئا نتحدث به عنك فقال:
ألا إننا كلنا يائد * وأي بني آدم خالد
وبدؤهم كان من ربهم * وكل إلى ربهم عائد
فيا عجبا كيف يعصى الاله * أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شئ له شاهد * يدل على أنه واحد
وفي تاريخ بغداد بسنده قال الرشيد لأبي العتاهية الناس يزعمون انك
زنديق فقال يا سيدي كيف أكون زنديقا وانا القائل:
أيا عجبي كيف يعصى * الإله أم كيف يجحده جاحد
ولله في كل تحريكة * وفي كل تسكينة شاهد
وفي كل شئ له آية * تدل على أنه واحد
أحواله
في الأغاني كان في أول امره يتخنث ويحمل زاملة المخنثين ثم كان
يبيع الفخار بالكوفة ثم قال الشعر فبرع فيه وتقدم. وبسنده عن أبي
الشمقمق انه رأى أبا العتاهية يحمل زاملة المخنثين فقلت له أمثلك يضع
نفسه هذا الموضع مع سنك وشعرك وقدرك فقال أريد ان أتعلم كيادهم
وأتحفظ كلامهم انتهى ثم روى بسنده عن خيار الكاتب: كان أبو
العتاهية وإبراهيم الموصلي من أهل المذار جميعا وكان أبو العتاهية وأهله
يعملون الجرار الخضر فقدما إلى بغداد ثم افترقا فنزل إبراهيم الموصلي بغداد
ونزل أبو العتاهية الحيرة وذكر عن الرياشي مثله وان أبا العتاهية نقله إلى
الكوفة. وبسنده عن الخليل بن أسد: كان أبو العتاهية يأتينا فيستأذن
ويقول أبو إسحاق الخزاف وكان أبوه حجاما ولذلك يقول أبو العتاهية:
ألا انما التقوى هو العز والكرم * وحبك للدنيا هو الفقر والعدم
وليس على عبد تقي نقيصة * إذا صحح التقوى وان حاك أو حجم
ثم روى أبو الفرج انه كان لأبي العتاهية عبيد من السودان ولأخيه
زيد عبيد منهم يعملون الخزف في أتون لهم ويدفعونه إلى أجير لهم اسمه أبو
عباد اليزيدي بالكوفة فيبيعه لهم وقيل بل كان يفعل ذلك اخوه لا هو وسئل
عن ذلك فقال انا جرار القوافي وأخي جرار التجارة وقال عبد الحميد بن
سريع انا رأيت أبا العتاهية وهو جرار يأتيه الاحداث والمتأدبون فينشدهم
أشعاره فيكتبونها على ما تكسر من الخزف انتهى ومر قول الخطيب انه
كان يقول الشعر في الغزل والمديح والهجاء قديما ثم تنسك وعدل عن ذلك
إلى الشعر في الزهد والوعظ. وروي في الأغاني انه تنسك ولبس الصوف
وانه لما فعل ذلك امره الرشيد ان يقول شعرا في الغزل فامتنع فضربه ستين
عصا وحلف ان لا يخرج من حبسه حتى يقول شعرا في الغزل فحلف أبو
العتاهية بعتق كل مملوك له وطلاق امرأته ان تكلم سنة الا بالقرآن أو الذكر
فكان الرشيد تحزن مما فعله فامر ان يحبس في داره ويوسع عليه فمكث
هكذا سنة فقال الرشيد لمسروق الخادم كم ضربنا أبا العتاهية قال ستين فامر
له بستين ألف درهم وخلع عليه وأطلقه. وقال محمد بن
أبي العتاهية: كان أبي لا يفارق الرشيد في سفر ولا حضر الا في الحج وكان يجري عليه في كل
سنة خمسين ألف درهم سوى الجوائز والمعاون فلما قدم الرشيد الرقة لبس
أبي الصوف وتزهد وترك حضور المنادمة والقول في الغزل فامر الرشيد
بحبسه فحبس فكتب اليه من وقته:
انا اليوم لي والحمد لله أشهر * يروح علي الهم منكم ويبكر
تذكر امين الله حقي وحرمتي * وما كنت توليني لذلك يذكر
ليالي تدني منك بالقرب مجلسي * ووجهك من ماء البشاشة يقطر
فمن لي بالعين التي كنت مرة * إلي بها في سالف الدهر تنظر
قال قلما قرأ الرشيد الأبيات قال قولوا له لا باس عليك فكتب اليه:
أرقت وطار عن عيني النعاس * ونام السامرون ولم يواسوا
امين الله أمنك خير امن * عليك من التقى فيه لباس
تساس من السماء بكل بر * وأنت به تسوس كما تساس
كان الخلق ركب فيه روح * له جسد وأنت عليه رأس
امين الله ان الحبس باس * وقد أرسلت ليس عليك باس
فامر باطلاقه. وقال محمد بن أبي العتاهية أيضا: ان أباه لبس كساء
صوف ودراعة صوف وآلى على نفسه ان لا يقول شعرا في الغزل فامر
الرشيد بحبسه والتضييق عليه فقال:
يا ابن عم النبي سمعا وطاعة * قد خلعنا الكساء والدراعه
ورجعنا إلى الصناعة لما * كان سخط الامام ترك الصناعة
(٣٩٧)

وتوانى الرشيد في اخراجه إلى أن قال الأبيات التي أولها:
اما والله ان الظلم لوم * وما زال المسئ هو الظلوم
إلى ديان يوم الدين نمضي * وعند الله تجتمع الخصوم
فرق له وامر باطلاقه. وفي رواية للأغاني ان الرشيد حبسه وضيق
عليه حتى يقول الشعر الرقيق في الغزل كما كان يقول فحبسه في بيت خمسة
أشبار في مثلها فصاح الموت أخرجوني فانا أقول كلما شئتم فقيل له قل فقال
حتى أتنفس فاخرج وأعطي دواة وقرطاسا فقال أبياتا في الغزل ولعل حبسه
واطلاقه قد تكرر. وله في الرشيد لما حبسه أشعار كثيرة ذكر جملة منها في
الأغاني. ولما مات موسى الهادي قال أبو العتاهية: لا أقول شعرا بعده
ابدا. وقال إبراهيم الموصلي لا أغني بعده ابدا وكان محسنا إليهما فحبسهما
الرشيد. وشرب الرشيد مع جعفر وغنت جارية صوتا ببيت واحد
فاستحسناه فقال الرشيد ما أحوجه إلى بيت ثان فأرسل إلى أبي العتاهية
فكتب اليه أبو العتاهية:
شغل المسكين عن تلك المحن * فارق الروح واخلي من بدن
ولقد كلفت أمرا عجبا * اسال التفريج من بيت الحزن
ثم قال أبو العتاهية لإبراهيم إلى كم هذا تلاح الخلفاء هلم أقل شعرا
وتغني فيه فقال أبو العتاهية:
بأبي من كان في قلبي له * مرة حب قليل فسرق
يا بني العباس فيكم ملك * شعب الاحسان منه تفترق
انما هارون خير كله * مات كل الشر مذ يوم خلق
فدعا بهما الرشيد فأنشده أبو العتاهية وغناه إبراهيم فأعطى كل واحد
مائة ألف درهم ومائة ثوب. وفي لسان الميزان جمع أبو عمر بن عبد البر
زهديات أبي العتاهية في مجلد كبير.
اخباره
في الأغاني بسنده عن محمد بن أبي العتاهية انه فخر رجل من كنانة
على أبي العتاهية واستطال باهله فقال أبو العتاهية:
دعني من ذكر أب وجد * ونسب يعليك سور المجد
ما الفخر الا في التقى والزهد * وطاعة تعطي جنان الخلد
لا بد من ورد لأهل الورد * إما إلى ضحل وإما عد
وفي شذرات الذهب: يقال أن أبا نواس وجماعة من الشعراء معه دعا
أحدهم بماء يشربه فقال: عذب الماء فطابا ثم قال أجيزوا فترددوا ولم يعلم
أحد منهم ما يجانسه في سهولته وقرب مأخذه حتى طلع أبو العتاهية فقالوا
هذا، قال وفيم أنتم قالوا قال أحدنا نصف بيت ونحن نخبط في تمامه قال
وما الذي قال قالوا: عذب الماء فطابا فقال أبو العتاهية: حبذا الماء
شرابا. وشاور رجل أبا العتاهية فيما ينقشه على خاتمه فقال انقش عليه
لعنة الله على الناس وانشد:
برمت بالناس وأخلاقهم * فصرت استأنس بالوحدة
ما أكثر الناس لعمري وما * أقلهم في حاصل العدة
وقيل له اي شعر قلته احكم قال قولي:
ان الشباب والفراع والجده * مفسدة للمرء اي مفسده
وكان أبو العتاهية يختلف إلى عمرو بن مسعدة لود كان بينه وبين
أخيه مجاشع بن مسعدة فاستأذن أبو العتاهية على عمرو فحجب عنه فكتب اليه:
ما لك قد حلت عن اخائك * واستبدلت يا عمرو شيمة كدره
لستم ترجون للحساب ولا * يوم تكون السماء منفطره
قد كان وجهي لديك معرفه * فاليوم أضحى حرفا من النكره
وكان أبو العتاهية قد هجا عبد الله بن معن بن زائدة بقوله:
فصغ ما كنت حليت * به سيفك خلخالا
وما تصنع بالسيف * إذا لم تك قتالا
وكان ابن نوفل قال في عبد الملك بن عمير القاضي:
إذا ذات دل كلمته لحاجة * وهم بان يقضي تنحنح أو سعل
فقال عبد الملك تركني وان السعلة لتعرض لي في الخلاء فاذكر قوله
فأهاب ان أسعل وقال عبد الله بن معن ما لبست سيفي قط فرأيت انسانا
يلحظني الا ظننت انه يحفظ قول أبي العتاهية في فلذلك يتأملني فأخجل.
وفي الأغاني بسنده عن أبي العتاهية قال: لما تركت قول الشعر حبسني
الرشيد فأدخلت السجن وأغلق الباب علي فدهشت كما يدهش مثلي لتلك
الحال وإذا انا برجل جالس في جانب الحبس مقيد فتمثل:
تعودت مس الضر حتى ألفته * وأسلمني حسن العزاء إلى الصبر
وصيرني يأسي من الناس راجيا * لحسن صنيع الله من حيث لا أدري
فقلت له أعد يرحمك الله البيتين فقال لي ويلك يا أبا العتاهية ما أسوأ
أدبك دخلت فما سلمت تسليم المسلم على المسلم ولا سالت مسالة الحر
للحر ولا توجعت توجع المبتلى حتى إذا سمعت بيتين من الشعر الذي لا
فضل فيك غيره لم تصبر عن استعادتها فقلت اني دهشت لهذه الحال
فاعذرني فقال انا أولى بالدهش والحيرة منك لأنك حبست في أن تقول
شعرا به ارتفعت وانا مأخوذ بان أدل على ابن رسول الله ص ليقتل أو اقتل
دونه ووالله لا أدل عليه ابدا فأينا أحق بالدهش فقلت أنت والله أولى
سلمك الله ثم أعاد البيتين حتى حفظتهما وسألته من هو فقال انا حاضر
داعية عيسى بن زيد وابنه احمد ولم نلبث ان سمعنا صوت الاقفال فسكب
عليه ماء كان عنده ولبس ثوبا نظيفا و دخل الجند والحرس معهم الشمع
فأخرجونا وقدم قبلي إلى الرشيد فسأله عن أحمد بن عيسى فقال لا تسألني
عنه فلو كان تحت ثوبي هذا ما كشفته عنه وامر بضرب عنقه فضرب ثم قال
لي أظنك قد ارتعت يا إسماعيل فقلت دون ما رأيته تسيل منه النفوس فقال
ردوه إلى محبسه وانتحلت البيتين وزدت فيهما:
إذا انا لم اقبل من الدهر كلما * تكرهت منه طال عتبي على الدهر
اخباره في البخل
في الأغاني: كان أبو العتاهية أبخل الناس مع يساره وكثرة ما جمعه
من الأموال. وبسنده عن ثمامة بن أشراس أنشدني أبو العتاهية:
إذا المرء لم يعتق من المال نفسه * تملكه المال الذي هو مالكه
الا انما مالي انا منفق * وليس لي المال الذي انا تاركه
إذا كنت ذا مال فبادر به الذي * يحق والا استهلكته مهالكه
فقلت له من أين قضيت بهذا فقال من قول رسول الله ص انما لك
(٣٩٨)

من مالك ما أكلت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت فقلت له
أتؤمن بان هذا قول رسول الله ص وانه الحق قال نعم قلت فلم تحبس
عندك سبعا وعشرين بدرة في دارك ولا تأكل منها ولا تشرب ولا تزكي ولا
تقدمها ذخرا ليوم فقرك وفاقتك فقال يا أبا معن والله ان مما قلت لهو الحق
ولكن أخاف الفقر والحاجة إلى الناس فقلت وبم تزيد حال من افتقر على
حالك وأنت دائم الحرص دائم الجمع شحيح على نفسك لا تشتري اللحم
الا من عيد إلى عيد. فترك جواب كلامي كله ثم قال لي والله لقد اشتريت
في يوم عاشوراء لحما وتوابله وما يتبعه بخمسة دراهم فأضحكني حتى أذهلني
عن جوابه. وقال الجاحظ حدثني ثمامة قال دخلت إلى أبي العتاهية فرأيت
قدامه خبزا يابسا وقدحا فيه لبن حليب فكان يأخذ القطعة من الخبز فيغمسها
في اللبن ويخرجها فقلت له كأنك اشتهيت ان تتأدم بلا شئ وما رأيت أحدا
قبلك تدم بلا شئ وكان لأبي العتاهية جار يلتقط النوى فقير متجمل فكان
يمر بأبي العتاهية طرفي النهار فيقول أبو العتاهية اللهم أغنه عما هو بسبيله
شيخ ضعيف سئ الحال متجمل اللهم أعنه اصنع له بارك فيه فقيل له
أراك تكثر الدعاء لهذا الشيخ وتزعم انه فقير فلم لا تتصدق عليه فقال
أخشى أن يعتاد الصدقة والصدقة آخر كسب العبد وان في الدعاء لخيرا
كثيرا.
وكان له خادم اسود طويل كأنه محراك أتون وكان يجري عليه كل يوم
رغيفين بغير إدام فشكا العبد ذلك إلى صديق له ليسأله ان يزيده رغيفا فقال
له يا أبا إسحاق كم تجري على هذا الخادم كل يوم، قال: رغيفين قال لا
يكفيانه فقال من لم يكفه القليل لم يكفه الكثير وكل من اعطى نفسه شهوتها
هلك وهذا خادم ان لم أعوده القناعة والاقتصاد أهلكني فمات الخادم فكفنه
في ازار وفراش له خلق فقال له سبحان الله خادم قديم الحرمة طويل الخدمة
واجب الحق تكفنة في خلق وانما يكفيك له كفن بدينار فقال إنه يصير إلى
البلا والحي أولى بالجديد من الميت فقال يرحمك الله أبا إسحاق عودته
الاقتصاد حيا وميتا.
ووقف عليه سائل من الظرفاء وحوله جماعة فسأله فقال صنع الله لك
فأعاد السؤال فاجابه كذلك فأعاده ثالثا فرد عليه مثل ذلك فقال ألست
القائل:
كل حي بعد ميتته * حظه من ماله الكفن
فبالله عليك أتريد ان تعد مالك كله لثمن كفنك؟ قال لا، قال فكم
قدرت له؟ قال خمسة دنانير، قال فهي إذا حظك من مالك كله، قال
نعم، قال فتصدق علي بدرهم من غير حظك، قال لو تصدقت عليك
لكان حظي، قال فافرض ان دينارا من الخمسة نقص قيراطا وادفع إلي قيراطا
والا فامر آخر قال ما هو قال: القبور تحفر بثلاثة دراهم فاعطني درهما
وأعطيك كفيلا باني أحفر لك قبرك به متى مت وتربح درهمين فإن لم احتفر
رددته على ورثتك أو رده كفيلي فقال أبو العتاهية أعزب لعنك الله وغضب
عليك فضحك الحاضرون ومر السائل يضحك فقال أبو العتاهية من أجل
هذا وأمثاله حرمت الصدقة فقالوا له ومن حرمها ومتى حرمت وقيل له
أتزكي مالك فقال ما أنفق على عيالي الا من زكاة مالي فقالوا سبحان الله انما
ينبغي ان تخرج زكاة مالك إلى الفقراء والمساكين، فقال: لو انقطعت عن
عيالي زكاة مالي لم يكن في الأرض أفقر منهم.
وكان أبو العتاهية عند قثم بن جعفر بن سليمان ينشده في الزهد
فأرسل قثم إلى الجماز فحضر وأبو العتاهية ينشد فأنشأ الجماز يقول:
ما أقبح التزهيد من واعظ * يزهد الناس ولا يزهد
لو كان في تزهيده صادقا * أضحى وأمسى بيته المسجد
يخاف ان تنفد أرزاقه * والرزق عند الله لا ينفد
والرزق مقسوم على من ترى * يناله الأبيض والأسود
أشعاره
في الأغاني عن الرياشي سمعت الأصمعي يستحسن قول أبي
العتاهية:
أنت ما استغنيت عن * صاحبك الدهر اخوه
فإذا احتجت اليه * ساعة مجك فوه
قال ومن شعره أرجوزته التي سماها ذات الأمثال ويقال ان فيها
أربعة آلاف مثل منها قوله:
حسبك مما تبتغيه القوت * ما أكثر القوت لمن يموت
الفقر فيما جاوز الكفافا * من اتقى الله رجا وخافا
هي المقادر فلمني أو فذر * ان كنت أخطأت فما أخطأ القدر
لكل ما يؤذي وان قل ألم * ما أطول الليل على من لم ينم
ما انتفع المرء بمثل عقله * وخير ذخر المرء حسن فعله
ان الفساد ضده الصلاح * ورب جد جره المزاح
من جعل النمام عينا هلكا * مبلغك الشر كباغيه لكا
ان الشباب والفراع والجده * مفسدة للمرء اي مفسده
يغنيك عن كل قبيح تركه * يرتهن الرأي الأصيل شكه
ما عيش من آفته بقاؤه * نغص عيشا كله فناؤه
يا رب من أسخطنا بجهده * قد سرنا الله بغير حمده
ما تطلع الشمس ولا تغيب * الا لأمر شانه عجيب
لكل شئ معدن وجوهر * وأوسط وأصغر وأكبر
من لك بالمحض وكل ممتزج * وساوس في الصدر منه تعتلج
وكل شئ لاحق بجوهره * أصغره متصل باكبره
ما زالت الدنيا لنا دار اذى * ممزوجة الصفو بألوان القذى
الخير والشر بها أزواج * لذا نتاج ولذا نتاج
من لك بالمحض وليس محض * يخبث بعض ويطيب بعض
لكل انسان طبيعتان * خير وسر وهما ضدان
انك لو تستنشق الشحيحا * وجدته أنتن شئ ريحا
والخير والشر إذا ما عدا * بينهما بون بعيدا جدا
عجبت حتى غمني السكوت * صرت كأني حائر مبهوت
كذا قضى الله فكيف أصنع * الصمت ان ضاق الكلام أوسع
قال وهي طويلة جدا. ومن شعره في الغزل قوله:
كأنها من حسنها درة * أخرجها اليم إلى الساحل
كان في فيها وفي طرفها * سواحرا أقبلن من بابل
لم يبق مني حبها ما خلا * حشاشة في بدن ناحل
يا من رأى قبلي قتيلا بكى * من شدة الوجد على القاتل
(٣٩٩)

ومن رائق شعره قوله في عتبة جارية الخيزران وكان يهواها ويشبب بها
وهو:
بالله يا حلوة العينين زوريني * قبل الممات وإلا فاستزيريني
هذان أمران فاختاري أحبهما * إليك أو لا فداعي الموت يدعوني
ان شئت مت فأنت الدهر مالكة * روحي وان شئت ان أحيا فتحييني
يا عتب ما أنت الا بدعة خلقت * من غير طين وخلق الناس من طين
اني لأعجب من حب يقربني * ممن يباعدني منه ويعصيني
اما الكثير فلا أرجوه منك ولو * أطمعتني في قليل كان يكفيني
وقوله في تشبيه البنفسج:
ولا زوردية تزهر بزرقتها * بين الرياض على حمر اليواقيت
كأنها ورقاق القضب تحملها * أوائل النار في أطراف كبريت
وفي تاريخ بغداد بسنده عن المبرد قال لا اعلم شيئا من غزل أبي
العتاهية ومديحه يخلو من صنعة وربما كان من القصيدة في موضعين فمن
شعره الذي كان يستطرف قوله:
آه، من غمي وكربي * آه من شدة حبي
ما أشد الحب، يا * سبحانك اللهم ربي
لم أنل منه نوالا * غير أن كدر شربي
أنت ممن خلق الرحمن * من ذا الخلق حسبي
ولقد قلت وجمر الحب * قد اقرح قلبي
يا بلائي من غزال * قد سبا قلبي ولبي
قال المبرد ومن مليح أشعاره قوله:
من لم يذق لصبابة طعما * فلقد أحطت بطعمها علما
اني منحت مودتي سكنا * فرأيته قد عدها جرما
يا عتب ما انا عن صنيعك بي * أعمى، ولكن الهوى أعمى
والله ما أبقيت من جسدي * لحما ولا أبقيت لي عظما
ان الذي لم يدر ما كلفي * ليرى على وجهي به وسما
قال المبرد ومن شعره المختار قوله:
يا عتب هجرك مورث الأدواء * والهجر ليس لودنا بجزاء
يا صاحبي لقد لقيت من الهوى * جهدا وكل مذلة وعناء
علق الفؤاد بحبها من شقوتي * والحب داعية لكل بلاء
اني لأرجوها وأحذرها، فقد * أصبحت بين مخافة ورجاء
بخلت علي بودها وصفائها * ومنحتها ودي ومحض صفائي
فتخالف الأهواء فيما بيننا * والموت عند تخالف الأهواء
وقد جمعنا طرفا صالحا من شعره في الزهد والمواعظ في الجزء الثالث
من معادن الجواهر فأغنى عن ذكره هنا. ١١٥٢:
إسماعيل بن قتيبة
بضم القاف وفتح المثناة الفوقانية وسكون المثناة التحتية وفتح الباء
الموحدة والهاء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال مجهول. ١١٥٣:
إسماعيل بن قدامة بن حماطة الضبي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه وفي ميزان الاعتدال: إسماعيل بن قدامة عن الأعمش قال الأزدي
واهي الحديث انتهى وفي لسان الميزان وقال أيضا سئ المذهب وذكره
ابن حبان في الثقات وذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال روى عن جعفر
الصادق وقال ابن حبان روى عن الأعمش روى عنه يحيى بن عبد الرحمن
الأزرق الكوفي وسمى جده حماطة وقال الضبي الكوفي انتهى. ١١٥٤:
إسماعيل القصير
هو إسماعيل بن إبراهيم بن بزة القصير وقد سبق. ١١٥٥:
الشيخ إسماعيل القرباغي النجفي.
توفي حدود ١٣٢٧ في النجف.
كان يقيم الجماعة في المشهد الغزوي واليه يشار بالتقوى والزهادة صنف
شرح المعالم. ١١٥٦:
إسماعيل الكاتب
مر بعنوان إسماعيل أبو احمد الكاتب
إسماعيل بن كثير البكري القيسي الكوفي أبو الوليد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه. ١١٥٧:
إسماعيل بن كثير السلمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه وفي لسان الميزان قال إسماعيل بن كثير السلمي الكوفي وإسماعيل بن
كثير البكري القيسي أبو الوليد ذكرهما الطوسي في رجال الشيعة وقال كانا
من الرواة عن جعفر الصادق انتهى. ١١٥٨:
إسماعيل بن كثير العجلي الكوفي أبو عمر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال كان من الرواة عن جعفر وله مع أبي
حنيفة مناظرة وكان عالما حسن المناظر انتهى. ١١٥٩:
السيد إسماعيل بن لاوي
الظاهر أنه من السادات المشعشعية حكام الحويزة له شرح تشريح
الأفلاك للبهائي. ١١٦٠:
مولانا إسماعيل المازندراني الاصفهاني
توفي سنة ١١٧٧.
قال الشيخ عبد النبي القزويني في تتميم أمل الآمل: مولانا
إسماعيل المازندراني الاصفهاني توفي سنة ١١٧٧ كان من العلماء المتبحرين
في العلوم واشتهر بالفضل واعترف له بالتحقيق الكامل كل فاضل وكان من
فرسان الكلام وفحول أهل العلم بحر زاخر وطود باذخ حاد الذهن حكي
عنه انه مر على كتاب الشفاء ثلاثين مرة قراءة وتدريسا ومطالعة واخبرني
بعضهم انه كان سقط من كتاب الشفاء عدة أوراق فكتبها عن ظهر قلبه
فلما قوبلت بكتاب صحيح لم يشذ منها الا حرف أو حرفان بالجملة الكتب
المتداولة في الحكمة والكلام والأصول كان يحفظها وكان محققا في الفقه
والتفسير والحديث حافظا وكان آية عظيمة من آيات الله وحجة بالغة من
حججه ذا عبادة كثيرة وزهادة معتزلا عن الناس مبغضا لمن يحصل العلم
(٤٠٠)

للدنيا عاملا بالسنن متشددا في تسديد العقائد الحقة مشيدا لها مهتما في
اجراء أمور الدين مجراها ذا همة عالية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له
تأليف كثيرة وحواش وصل الينا منها رسالة في الرد على العلامة الخوانساري
في الزمان الموهوم انتهى. وعن تتمة الأمل: المولى إسماعيل المازندراني
الخواجوئي الحكيم المتأله صاحب الحواشي والتعليقات على كتب الكلام
والحكمة المتوفى سنة ١١٧٧ وهو غير المولى إسماعيل المازندراني صاحب
شرح دعاء الصباح المتوفى في فتنة الأفغان في ١١ شعبان سنة ١١٧٣ المدفون
بجنب قبر الفاضل الهندي انتهى أقول هذا الأخير اسمه المولى
إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد المازندراني
الاصفهاني الخواجوئي ويأتي ويحتمل اتحادهما اما تعددهما فهو وان كان ممكنا
لكنه لا شاهد له سوى اختلاف التاريخ بين ١١٧٣ و ١١٧٧ ومثله قد يقع
كثيرا لا سيما في الأرقام فتشتبه الثلاثة بالسبعة فهذا وحده لا يكفي للحكم
بالتعدد ان لم يكن هناك شاهد آخر على أن الشيخ عبد النبي القزويني في
التتميم نسب رسالة الرد على الخوانساري في الزمان الموهوم إلى المترجم كما
سمعت وصاحب روضات الجنات نسبها إلى إسماعيل بن محمد حسين
المتوفى سنة ١١٧٣ كما ستعرف فعلى فرض التعدد لا بد ان يكون نسب
شئ من مؤلفات أحدهما للآخر. ورسالة الرد على القائل بالزمان الموهوم
سيأتي عن الروضات انها في ابطال الزمان الموهوم وانكار استدلال الداماد
عليه والقزويني يقول كما مر انها في الرد على الخوانساري في الزمان الموهوم ولا
منافاة فالخوانساري قال بالزمان الموهوم والداماد استدل على ذلك والرد
عليهما. ١١٦١:
إسماعيل بن مالك البرمكي
في لسان الميزان شيعي روى عن محمد بن سنان روى عنه ابنه
محمد بن إسماعيل قال ابن أبي طي كان من رجال الشيعة. ١١٦٢:
إسماعيل بن محمد
في الفهرست له أصل أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن
ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن أبي عمير عنه انتهى ويمكن
كونه أحد من يأتي. ١١٦٣:
السيد إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن حسين بن زين
العابدين بن نور الدين الموسوي الدمشقي.
في تتمة الأمل: كان من العلماء الفضلاء الأجلاء في دمشق يعرف هو
وسائر عائلتهم بال مرتضى نسبة إلى إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى بن
جعفر ع وهم بيت شرف وجلالة انتهى. أقول بل
المرتضى الذي ينسبون اليه هو متأخر والظاهر أنه هو السيد مرتضى بن
علي بن محمد أبو طالب بن علي بن علوان. ١١٦٤:
إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
قال النجاشي ثقة روى عن جده إسحاق بن جعفر وعن عم أبيه
علي بن جعفر صاحب المسائل له كتاب أخبرني محمد بن علي الكاتب عن
محمد بن عبد الله حدثنا أبو القاسم إسحاق بن العباس بن إسحاق بن
موسى بن جعفر بدبيل سنة ٣٢٢ حدثنا إسحاق بن العباس حدثنا
إسماعيل بن محمد به انتهى وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب
إسماعيل بن محمد المشترك بين ثقة وغيره ويمكن استعلام انه ابن إسحاق بن
جعفر برواية إسحاق بن العباس عن أبيه عنه انتهى وقد سمعت روايته
عن جده إسحاق بن جعفر وعم أبيه علي بن جعفر. ١١٦٥:
إسماعيل بن محمد الإسكاف تلميذ العياشي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع. ١١٦٦:
السيد إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحسيني
أديب محدث له منظومة في النحو ١٤٠٠ بيت سماها العروس ابتدأ
بنظمها في ربيع الأول سنة ٩٣٨ وحاشية على تذكرة العلامة في الفقه. ١١٦٧:
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي أبو محمد
في الفهرست: وجه أصحابنا المكيين كان ثقة فيما يرويه وقدم العراق
وسمع أصحابنا بها منه منهم أيوب بن نوح والحسن بن معاوية ومحمد بن
الحسين وعلي بن الحسن واحمد اخوه واحمد وأخوه يعني أخا علي بن
الحسن بن فضال وعاد إلى مكة واقام بها وقلت الرواية عنه بسبب ذلك
وله كتب منها كتاب التوحيد كتاب المعرفة كتاب الصلاة كتاب الإمامة كتاب
التجمل والمروءة أخبرنا بكتبه أحمد بن عبدون حدثنا أبو علي محمد بن
أحمد بن الجنيد حدثنا أحمد بن محمد العاصمي حدثنا محمد بن إسماعيل بن محمد
عن أبيه وأخبرنا الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون جميعا عن الحسن بن
محمد بن يحيى العلوي حدثنا علي بن أحمد العقيقي العلوي عنه بالكتب
وقال النجاشي: إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي أبو
محمد أحد أصحابنا ثقة فيما يرويه قدم العراق وسمع أصحابنا منه مثل
أيوب بن نوح والحسن بن معاوية ومحمد بن الحسين وعلي بن الحسن بن
فضال له كتاب التوحيد كتاب المعرفة كتاب الصلاة كتاب الإمامة كتاب
التجمل قال ابن الجنيد حدثنا أحمد بن محمد العاصمي حدثنا محمد بن
إسماعيل بن محمد عن أبيه وقال الحسين بن عبيد الله حدثنا الحسن بن
محمد بن يحيى العلوي حدثنا علي بن أحمد العقيقي عنه بكتبه كلها. قال ابن
نوح كان إسماعيل بن محمد يلقب قنبرة انتهى وفي الفهرست بعد ذكر جماعة:
إسماعيل بن محمد من أهل قم يقال له قنبرة له كتب كثيرة منها كتاب المعرفة
انتهى وقال الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع: إسماعيل
ابن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي أبو محمد مكي روى عن أيوب بن نوح
ونظرائه وقال بعد ذلك بفصل رجل واحد: إسماعيل بن محمد قمي يعرف
قنبرة. وفي المعالم: إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن هلال المخزومي
المكي له التوحيد، المعرفة، اثبات الإمامة، الصلاة، التجمل والمروة.
وقال بعد رجال أربعة: إسماعيل بن محمد القمي القنبرة من كتبه المعرفة
انتهى وظاهر ما مر عن النجاشي في ذيل الترجمة من نقل قول ابن نوح
ان الملقب قنبرة هو ابن هلال المخزومي وظاهر الحال ينافيه لان المخزومي
وصف بالمكي وانه قدم العراق من مكة ثم عاد إلى مكة ولم يذكروا انه جاء
إلى قم والملقب قنبرة قمي ولم يصفه أحد بأنه مكي مع أن أفراد الشيخ في
الفهرست وابن شهرآشوب في المعالم كلا منهما بترجمة يؤيد التغاير ولا
شئ يوجب الاتحاد سوى نسبة كتاب المعرفة إلى كل منهما وحكاية النجاشي
قول ابن نوح في ذيل ترجمة ابن هلال فيحتمل الاشتباه من النجاشي أو من
ابن نوح ومع ذلك فالاتحاد محتمل والامر مشتبه والله أعلم وفي مشتركات
الطريحي والكاظمي: يعرف إسماعيل بن محمد انه ابن محمد بن
إسماعيل بن هلال الثقة برواية علي بن أحمد العقيقي عنه انتهى.
(٤٠١)

١١٦٨:
إسماعيل بن محمد بن بابويه
يأتي بعنوان إسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه. ١١٦٩:
السيد الأمير إسماعيل بن الأمير محمد باقر بن الأمير إسماعيل
الحسيني الخاتون آبادي
توفي في عشر الستين بعد المائة والألف.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان عالما ذكيا محمود السيرة صالحا ورعا رأيته
بأصبهان وكان والدي من تلامذة أبيه وجدي من تلامذة جده استفدت منه
كثيرا. ١١٧٠:
الشيخ إسماعيل بن آقا محمد بن المولى تقي الشهيد البرغاني
القزويني
في المآثر والآثار: مع أن أمه قرة العين البابية المشهورة المذكورة في
التواريخ فهو نفسه كان صاحب مقام سام في التقوى والفضل والقدس
والعدالة وله في الخطابة لسان مليح وبيان مطبوع. ١١٧١:
السيد إسماعيل بن السيد محمد تقي الموسوي الزنجاني
كان حيا سنة ١٣٠٩.
يوجد بخطه ترجمة المجلد الثاني عشر من البحار في أحوال الرضا
ع ترجمه من العربية إلى الفارسية بأمر الحاج ميرزا محمود خان احتشام
السلطنة علا مير وتاريخ الترجمة سنة ١٣٠٨ وله كشف الاسرار ترجمة المجلد
الأول من البحار في اخبار الأئمة الأطهار من العربية إلى الفارسية بأمر
الخان المذكور وتاريخ الترجمة ١٣٠٩ توجد نسختهما في مكتبة المجلس في
طهران. ١١٧٢:
أبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن الحسن بن الحسين بن بابويه
الشيخ الثقة قرأ هو وأخوه أبو طالب إسحاق بن محمد على الشيخ الموفق
أبي جعفر قدس الله روحه جميع تصانيفه ولهما روايات الأحاديث ومطولات
ومختصرات في الاعتقاد عربية وفارسية أخبرنا بها الشيخ الوالد موفق الدين
عبد الله بن الحسن بن الحسين بن بابويه عنهما. قاله منتجب الدين. ١١٧٣:
المولى إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد
المازندراني الأصفهاني الخواجوئي من علماء عصر نادر شاه.
توفي ١١ شعبان سنة ١١٧٣ كما في روضات الجنات ودفن في مزار
تخت فولاذ المشهور بأصبهان مما يلي بابه الجنوبي قريبا من قبر الفاضل الهندي
ووافق تاريخ وفاته بحساب الجمل نور الله الجليل مقبرته ورفع الله في
الجنان منزلته وبالفارسية خانه علم منهدم كرديد.
والخواجوئي منسوب إلى خاجو من محلات أصفهان لتوطنه بها
ومر المولى إسماعيل الخواجوئي والمولى إسماعيل المازندراني الأصفهاني
واحتمال ان يكون إسماعيل الخواجوئي أحد هذين واستظهار ان يكون
إسماعيل المازندراني غير هذا لاختلاف تاريخ الوفاة واحتمال ان يكون
الثلاثة واحدا.
أقوال العلماء فيه
في روضات الجنات ما ملخصه: كان عالما بارعا حكيما ناقدا بصيرا
محققا نحريرا من المتكلمين الأجلاء والفقهاء النبلاء سليم الجنبة عظيم الهيبة
قوي النفس نقي القلب ذكيا كبير العقل كثير الزهد حميد الخلق مستجاب
الدعاء قليل الادعاء معظما في أعين الملوك والأعيان حتى أن نادر شاه مع
سطوته المعروفة كان لا يعتني من بين علماء زمانه الا به ولا يقبل الا قوله ولا
يمتثل الا امره ولا يحقق الا رجاه وذلك لاستغنائه عما في أيدي الناس وقناعته
بقليل من العيش وكان متهالكا في حب السادة الاشراف صاحب كرامات
وخطه في غاية الجودة وتنتهي سلسلة اجازته إلى الفاضل الهندي.
وكان هذا الشيخ في عصر استيلاء الأفغان على ممالك إيران
واستباحتهم دماء الشيعة واعراضهم وأموالهم في كل مكان لا سيما أصفهان
ولذلك لم يكن له ولمؤلفاته كثير اشتهار بين العلماء ولم يذكر سنده إلى
الروايات في مبدأ كتابه شرح الأربعين حديثا كما هي عادة مؤلفي شروح
الأربعين واعتذر عن تركه ذكر الاسناد منه إلى المعصومين باعذار غير سديدة
وقال في آخر شرح الأربعين حديثا المذكورة التي أغلبها في العبادات ألفتها
في مكان كانت عيون البصائر والضمائر فيه كدرة ودماء المسلمين المحرم
سفكها بالكتاب والسنة مهدرة والاعراض المصونة مهتوكة بأيدي الكفرة
الفجرة والأموال منهوبة والأولاد ماسورة وبحار الظلم متلاطمة وسحائب
الهموم والغموم متراكمة زمان هرج ومرج خربت فيه الديار ومحيت الآثار
وأحاطت الاخطار وشوشت الأفكار مختلف الليل متلون النهار لا يسير فيه
ذهن ثاقب ولا فكر صائب نمقتها وهذه حالي فان عثرتم فيها على خلل أو
زلل فأصلحوه ان الله لا يضيع اجر المصلحين انتهى. ووجدت في
مسودة الكتاب في حقه ولا اعلم الآن من أين نقلته: عالم عارف حكيم
متأله جامع ناقد بصير محقق نحرير عابد زاهد جليل معظم نبيل مكتف
من الدنيا بالقليل قاطع نظره عما سوى الله تعالى مستجاب الدعوة معظم
عند الملوك والسلاطين وكان نادر شاه مع سطوته يعظمه ويمتثل أوامره خطه
في نهاية الجودة. وفي تجربة الأحرار في علماء قزوين: المولى إسماعيل
الخواجوئي الفاضل النبيل جامع مسائل الحكمة والفقاهة والعالم باخبار
الرواية والدراية مولانا إسماعيل الخواجوئي من قدماء العلماء ومشاهير
الفضلاء ممتاز بحدة الذهن فضائله لا تعد وله تعاليق كثيرة ولم يكن له نظير
وقد كان في أصفهان التي كانت تفتخر به توفي في أوائل سلطنة كريم خان
الزندي انتهى وكان ابتداء سلطنته سنة ١١٧٣.
فتح الأفغان بلاد إيران
حيث انجر الكلام إلى فعل الأفغان ببلاد إيران فلا باس بالإشارة إلى
هذه الواقعة لأن النفس تتطلع عند سماعها إلى معرفتها وخلاصتها انه في
سنة ١١٣٣ أو ٣٤ أو ٣٦ أو ٣٧ في عهد الشاه حسين بن الشاه سليمان
الصفوي وكان ضعيف التدبير حاصر جيش الأفغان قاعدة ملكه أصفهان
ثمانية أشهر ومنعوا عن أهلها القوت فغلت فيها الأسعار حتى بيع من
الحنطة وهو ثمانية عشر رطلا بالعراقي بخمسة توأمين وهي ألف درهم ثم
نفدت الحنطة والأرز وسائر الحبوب والغنم والبقر فاكل الناس لحوم الخيل
والبغال والحمير حتى نفدت فاكلوا لحوم الكلاب والسنانير ثم لحوم الأموات
ثم قتل بعضهم بعضا ابتغاء لحمه والأسعار خارج البلد في غاية الرخاء
فالتجأ أهل البلد إلى التسليم وفتحوا أبواب المدينة فدخلها جيش الأفغان
(٤٠٢)

مع أميرهم المسمى بالسلطان محمود فقتلوا الرجال وذبحوا الأطفال ونهبوا
الأموال وأسروا النساء ولم يبق من أهلها الا القليل ممن نجاهم الأسر
والاسترقاق وقبض محمود على السلطان حسين وحبسه وقتل أربعة من اخوته
وأربعة وعشرين من أولاده وذلك في أواخر جمادى الأولى سنة ١١٣٧ ثم
ابتلاه الله تعالى بعارض شبه الجنون فحبسه ملازم ركابه أشرف سلطان إلى أن
مات محبوسا أو قتل غيلة من قبل أشرف سلطان وجلس أشرف على
تخت الملك يوم الأحد ثامن شعبان من هذه السنة وبنى محلا في وسط المدينة
عاليا وخرب لأجله نحو خمسمائة حمام ومدرسة ومسجد في أقل من مدة ستة
شهور وفي السابع والعشرين من شهر رمضان من تلك السنة أمر بقتل ستة
من أركان الدولة في اليوم الثالث من وفاة الفاضل الهندي الذي توفي في
تلك السنة ثم ظهر الوهن في دولته وتوجهت العساكر من قبل السلطان
العثماني لمحاربته وكان السلطان حسين لا يزال في حبسه فامر بقتله في
الحبس ونهب أمواله وسبى حرمه وذلك يوم الثلاثاء ٢٢ المحرم وتركه من
غير غسل ولا كفن ولكنه نقل بعد مدة إلى قم ودفن في جوار آبائه وبقيت
أكثر محلات أصفهان خرابا من ذلك اليوم ثم إن نادر شاه اخرج الأفغانيين
من بلاد إيران واستولى على ملكها.
تلاميذه
تلمذ عليه جماعة منهم المولى مهدي النراقي الكاشاني والآقا محمد
البيدآبادي الجيلاني والآميرزا أبو القاسم المدرس الاصفهاني والمولى محراب
الحكيم العارف المشهور وغيرهم.
مؤلفاته
١ شرح الأربعين حديثا المشار اليه ٢ شرح المدارك في مجلدين
٣ فوائد في الرجال ٤ جامع الشتات في النوادر والمتفرقات ٥ تعليقات
على شرح الأربعين للبهائي تنيف على سبعة آلاف بيت ٦ تعليقات على
آيات الاحكام للأردبيلي ٧ هداية الفؤاد إلى أحوال المعاد ٨ رسالة في
الإمامة ٩ رسالة في تحقيق الغناء وعظم اثمه ردا على صاحب الكفاية
١٠ رسالة في الرد على الصوفية فارسية ١١ رسالة في تحقيق ما لا تتم فيه
الصلاة ١٢ رسالة في ابطال الزمان الموهوم وانكار استدلال السيد الداماد
عليه ١٣ رسالة في فضل الفاطميين وكون المنتسب إليها ع
بالام منهم ١٤ رسالة في الرد على ملا محسن الكاشاني في قوله بوجوب
صلاة الجمعة عينا في زمن الغيبة ١٥ شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين
ع ينيف على ثلاثة آلاف بيت ١٦ تعليقات مدونة على أجوبة
مسائل السيد مهنا بن سنان المدني التي أجاب عنها العلامة الحلي. قال في
الروضات عندنا منها نسخة بخطه كتبها أيام فتنة الأفغان ١٧ بشارات
الشيعة قيل إنه من أحسن ما كتب في بابه. إلى غير ذلك من الرسائل وتبلغ
نحوا من مائة وخمسين مؤلفا في علوم شتى أكثرها لم تتجاوز النسخة الأصل
سوى شرح الأربعين قيل إن جميعها متقن متين. ١١٧٤:
السيد إسماعيل بن السيد محمد الحسيني الأردكاني.
توفي سنة ١٣١٧
كان عالما واعظا له كتاب الأبطال في النبوة والإمامة فارسي مطبوع وفيه
رد النصارى والبابية. ١١٧٥:
إسماعيل بن محمد الخزاعي
روى الكليني في باب معرفة الامام من الكافي عن جعفر بن بشير عنه
عن أبي عبد الله ع. ١١٧٦:
إسماعيل بن أبي بكر محمد بن الربيع بن أبي سمال
وباقي نسبه مر في أخيه إبراهيم. قال النجاشي إسماعيل بن أبي سمال
وفي الخلاصة ابن سماك بالسين المهملة والكاف بعد الألف قال وقيل باللام
بعد الألف ويفهم مما مر في أخيه إبراهيم انه يقال أيضا ابن أبي سماك ومر
في إبراهيم قول النجاشي ثقة واخوه إسماعيل بن أبي السمال رويا عن أبي
الحسن موسى ع وفي الخلاصة هو أخو إبراهيم كان واقفيا وقال النجاشي
انه ثقة واقفي فلا أعتمد على روايته انتهى وفي منهج المقال لا يفهم من
قول النجاشي توثيق إسماعيل بل إبراهيم فقط انتهى أقول بل هو ظاهر
في توثيق الاثنين وإلا لقال روى هو وأخوه عن أبي الحسن ومر في أخيه إبراهيم ما
رواه الكشي في حقه فراجع. ١١٧٧:
السيد إسماعيل بن محمد بن صدر الدين بن صالح بن محمد بن إبراهيم
شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين أخي صاحب المدارك
ابن نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الأصفهاني
الكاظمي المعروف بالسيد إسماعيل الصدر.
ولد سنة ١٢٥٨ بأصفهان وتوفي بالكاظمية يوم الثلاثاء ١٢ جمادى
الأولى سنة ١٣٣٨ أو ٣٧ والتاريخ الآتي يقتضي وفاته سنة ٣٩ ودفن في
الرواق الشريف.
أصل أبيه من جبل عامل من قرية تسمى شدغيث قرب معركة وهي
اليوم خراب هاجر منها أبوه في فتنة الجزار إلى العراق ثم إلى أصبهان كما ذكرناه
في ترجمته ورأس بها وصار له جاه عظيم ثم توفي بها أبوه وعمره خمس سنين
فتربى في حجر أخيه السيد محمد علي المعروف باقا مجتهد فقرأ عليه النحو
والصرف والمنطق والبيان وبعض الأصول والفقه حتى بلغ الرابعة عشرة من
عمره فتوفي اخوه وبعد وفاة أخيه تكفل تدريسه الشيخ محمد باقر بن الشيخ
محمد تقي الأصبهاني صاحب حاشية المعالم فقرأ عليه شرح اللمعة وفي سنة
١٢٨١ حج الشيخ محمد باقر المذكور فتوجه المترجم إلى النجف الأشرف
بقصد حضور درس الشيخ مرتضى الأنصاري فلما وصل كربلاء جاء خبر
وفاة الشيخ مرتضى فدخل النجف في أيام فاتحته فحضر على الشيخ راضي
بن الشيخ محمد الفقيه النجفي المعروف وعلى الشيخ مهدي بن الشيخ علي
ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وحج في سنة ١٢٨٢ وبعد رجوعه
اعتلت صحته فذهب إلى أصفهان لتغيير الهواء وأقام بها مدة وحصل له هناك
جاه عظيم فخرج منها مظهرا انه يريد الذهاب إلى بعض القرى ورجع من
هناك إلى العراق ولم يعد إلى أصفهان وكان ذلك سنة ١٢٩٤ وفي سنة
١٣٠٠ سافر إلى خراسان ثم عاد منها وفي سنة ١٣٠٧ طلبه أهل جبل عامل
للذهاب إليهم بعد وفاة الشيخ موسى آل شرارة فأبى. ثم انقطع إلى الميرزا
السيد محمد حسن الشيرازي الشهير تلميذ الشيخ مرتضى وهاجر إلى سامراء
بعد مهاجرة الميرزا إليها فكان بها إلى سنة ١٣١٤ بعد وفاة الميرزا بسنتين ثم
هاجر إلى كربلاء لأسباب قاهرة وقطنها وقلده جماعة في إيران والعراق
وغيرهما ثم عاد في أواخر عصره إلى الكاظمية حتى وافاه أجله بها. وكان
على جانب عظيم من التقوى وحسن الاخلاق متواضعا لا يحب الشهرة
(٤٠٣)

يمشي وحده ليلا ونهارا ولا يحب ان يمشي معه أحد وكان كثير الاحتياط في
فتاواه وله كتابات غير مدونة. عاصرناه وعاشرناه ويحكى عن بعض مشاهير
عصره كلام في علمه. له أربعة أولاد كلهم علماء اجلاء وجلهم فحول
فقهاء أكبرهم السيد محمد مهدي المتولد سنة ١٢٩٦ والسيد صدر الدين
محمد علي المتولد سنة ١٢٩٨ والسيد محمد الجواد المتولد سنة ١٣٠١ والسيد
حيدر المرتضى المتولد سنة ١٣٠٩ والمتوفى سنة ١٣٥٧ وكتب الشيخ مرتضى
آل يسين على قبره أبياتا وتاريخها لولده السيد صدر الدين وهي:
لئن يك اخفى القبر شخصك في الثرى * فهيهات ما اخفى فضائلك القبر
لقد كنت سر الله بين عباده * ومن سنن العادات ان يكتم السر
فطوبى لقبر أنت فيه مغيب * فقد غاب في اطباق تربته البدر
ولست بمستسق له القطر بعد ما * غدا بثراه اليوم ينتج القطر
تخيرت صدر الخلد مأوى فأرخوا * من الخلد إسماعيل طاب له الصدر سنة ١٣٣٩
مشايخه
قد علم مما مر انه قرأ على أخيه السيد محمد علي وعلى الشيخ محمد
باقر الاصفهاني وعلى الشيخ مهدي حفيد الشيخ جعفر النجفي وعلى الشيخ
راضي بن الشيخ محمد الفقيه النجفي المشهور وعلى الميرزا السيد محمد
حسن الشيرازي.
تلاميذه
اخذ عنه الميرزا محمد حسين النائيني النجفي المشهور والشيخ غلام
حسين المرندي الحائري والشيخ موسى الكرمانشاهي الحائري وغيرهم.
ويروي بالإجازة عنه جماعة منهم الميرزا أبو طالب الموسوي الشيرازي
صاحب كتاب اسرار العقائد والسيد محمود الحسيني المرعشي التبريزي
والشيخ محمد باقر البيرجندي والشيخ احمد الشاهرودي والشيخ محمد
حسين بن محمد خليل الامامي الشيرازي المتوفى سنة ١٣٣٩. ١١٧٨:
إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين
هو إسماعيل بن محمد الأرقط الآتي. ١١٧٩:
إسماعيل بن محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن الإمام زين العابدين
ع
أمه أم سلمة بنت أبي جعفر الباقر ع. في العمدة: لقب
أبوه بالأرقط لأنه كان مجدورا وقيل إنه أساء الأدب كثيرا مع الصادق
ع فدعا عليه فصار ارقط الوجه به نمش كريه المنظر ولقب جده بالباهر
لجماله قالوا ما جلس مجلسا الا بهر جماله وحسنه من حضر انتهى وفي
البحار في أواخر كتاب الصلاة عن كتاب مكارم الأخلاق: صلاة المريض
عن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين ع قال
مرضت مرضا شديدا حتى يئسوا مني فدخل علي أبو عبد الله فرأى جزع
أمي علي فقال لها: توضئي وصلي ركعتين وقولي في سجودك اللهم أنت
وهبته لي ولم يك شيئا فهبه لي هبة جديدة ففعلت فأصبحت وقد صنعت
هريسة فأكلت منها مع القوم انتهى وفي تكملة الرجال: إسماعيل بن
الأرقط وأمه أم سلمة أخت أبي عبد الله ع قال مرضت مرضا
شديدا حتى ثقلت واجتمع بنو هاشم ليلا للجنازة يرون اني ميت فجزعت
أمي علي فقال لها أبو عبد الله خالي اصعدي إلى فوق البيت فابرزي إلى
السماء وصلي ركعتين وقولي إلى آخر الدعاء ففعلت فأفقت انتهى وفي
عمدة الطالب اعقب محمد الأرقط بن الباهر من إسماعيل وحده خرج
إسماعيل هذا مع أبي السرايا انتهى وفي باب الإشارة والنص على أبي
جعفر الباقر ع الكافي بسنده عن إبراهيم بن أبي البلاد عن
إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عن أبي جعفر
ع قال لما حضرت علي بن الحسين الوفاة أخرج سفطا أو صندوقا عنده
فقال يا محمد احمل هذا الصندوق فحمل بين أربعة فلما توفي جاء إخوته
يدعون في الصندوق فقال والله ما لكم فيه شئ ولو كان لكم فيه شئ ما
دفعه إلي وكان في الصندوق سلاح رسول الله ص وكتبه انتهى وعن
جامع الرواة روى عنه عبد الله بن الواضح وعلي بن أبي حمزة عنه عن أبي
عبد الله ع. ١١٨٠:
إسماعيل بن محمد بن علي
في كتاب لبعض المعاصرين ان الشيخ في رجاله عده من أصحاب
العسكري ع انتهى ولم ينقل ذلك الميرزا في منهج المقال ولا في
الوسيط ولا صاحب النقد ولا غيرهما وليس عندي رجال الشيخ لأعرف
صحة ذلك من فساده والكتاب المذكور لا يعول على ضبطه. ١١٨١:
الآقا إسماعيل ويقال محمد إسماعيل بن الآقا محمد علي البهبهاني
الكرمانشاهي سبط الآقا محمد باقر البهبهاني الشهير.
عالم فاضل كان صهر السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض له كتاب
في أصول الفقه. وفي نجوم السماء عن مرآة الأحوال أنه قال في حقه ما
تعريبه: العالم الفاضل الكامل النبيل المقدس الزاهد الصالح الجليل الذي
هو بغير بديل الآقا محمد إسماعيل أطال الله بقاءه ولد في رشت قرأ مدة على
أبيه وقرأ أيضا على أخيه آقا محمد وعلى المير السيد علي وكان ذا معرفة تامة
بالنكات والدقائق حسن التقرير جيد التحرير ماهرا في العلوم خصوصا
الفقه والأصول عارجا في المعارج العالية جامعا للفضائل والمحامد الجميلة
وفي هذه الأيام تشرف بحج بيت الله الحرام بصحبة الحاج شهباز خان ولما
كنت في بلاد إيران كان مشغولا بتأليف رسالة في الفقه وأخرى في الأصول
لم أعلم أتمها أو لا. ١١٨٢:
السيد إسماعيل بن محمد علي العاملي الكفرحوني
مر بعنوان إسماعيل بن علي. ١١٨٣:
الشيخ إسماعيل بن الشيخ محمد علي المحلاتي النجفي
ولد سنة ١٢٦٩ وتوفي في ١٣ ربيع الأول سنة ١٣٤٣ في النجف
الأشرف.
والمحلاتي نسبة إلى محلات من توابع أصفهان
عالم فاضل تلمذ على والده وعلى الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي
والميرزا أبو القاسم الكلانتري والسيد حسين الكوهكمري والميرزا حبيب الله
الرشتي وغيرهما واقام مدة في سامراء. له من المؤلفات: ١ حاشية على
الرسائل ٢ حاشية على المكاسب ٣ أنوار العلم والمعرفة في الكلام
فارسي ملمع طبع منه المجلد الأول في التوحيد والعدل في حياته ٤ رسالة
في رد الشبهة الألمانية مطبوعة ٥ اللئالئ المربوطة في وجوب المشروطة
(٤٠٤)

مطبوعة وله عدة رسائل في الفقه والأصول والكلام والحكمة وغير ذلك.
٦ لباب الأصول في أصول الفقه ٧ أنوار الحكم في التوحيد اجزاء
٨ رسالة في اللباس المشكوك ٩ الرد على المسيحية والمادية.
١١٨٤: إسماعيل بن محمد من أهل قم يقال له قنبرة
قال الشيخ في الفهرست: إسماعيل بن محمد من أهل قم يقال له
قنبرة له كتب كثيرة منها كتاب المعرفة انتهى وقال في كتاب رجاله:
إسماعيل بن محمد قمي يعرف قنبرة وفي المعالم إسماعيل بن محمد القمي
القنبرة من كتبه المعرفة انتهى ومر في إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن
هلال
المخزومي أبو محمد ان ظاهر ما ذكره النجاشي في ذيل ترجمة المخزومي عن ابن نوح: كان إسماعيل بن محمد يلقب قنبرة اتحاد
المخزومي وقنبرة وظاهر وصف هذا بالقمي وذاك بالمكي وإفراد كل بترجمة
في الفهرست ورجال الشيخ والمعالم التغاير والله أعلم.
١١٨٥: إسماعيل بن محمد المنقري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع. وفي التعليقة
روى عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته انتهى وعن جامع الرواة رواية
علي بن الحكم أيضا عنه وروايته هو عن جده زياد بن أبي زياد عن أبي
جعفر ع.
١١٨٦: إسماعيل بن أبي خالد محمد بن مهاجر بن عبيد الأزدي الكوفي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع: إسماعيل بن
أبي خالد انتهى وقد تقدم وفي رجال الصادق ع إسماعيل بن
أبي خالد واسمه محمد بن مهاجر الأزدي الكوفي والظاهر أنهما واحد. وفي
الفهرست إسماعيل بن أبي خالد محمد بن مهاجر بن عبيد الأزدي روى أبوه
عن أبي جعفر وروى هو عن أبي عبد الله ع وهما ثقتان من أهل
الكوفة من أصحابنا ولإسماعيل كتاب القضايا مبوب أخبرنا به أحمد بن
محمد بن موسى أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن سالم بن عبد
الله عن الحسين بن محمد بن علي الأزدي عن أبيه عن إسماعيل. وقال
النجاشي إسماعيل بن أبي خالد محمد بن مهاجر بن عبيد الأزدي روى أبوه
عن أبي جعفر وروى هو عن أبي عبد الله ع وهما ثقتان من أصحابنا الكوفيين ذكر بعض
أصحابنا انه وقع اليه كتاب القضايا لإسماعيل
مبوب انتهى والظاهر أن المراد بقوله بعض أصحابنا هو الشيخ. وفي
تهذيب التهذيب في إسماعيل بن أبي خالد الفدكي ذكره الخطيب في المتفق
وذكر معه اثنين أحدهما كوفي أزدي واسم أبيه محمد بن مهاجر الخ. وفي
لسان الميزان إسماعيل بن محمد بن مهاجر بن عبيد الأزدي الكوفي ذكره
الطوسي في رجال جعفر الصادق قال وقد روى عن الباقر وصنف كتاب
القضايا بوبه وهذبه انتهى. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف
إسماعيل انه ابن أبي خالد الثقة برواية الحسين بن محمد بن علي الأزدي أبيه
عنه وبرواية سالم بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن علي عنه انتهى.
١١٨٧: إسماعيل بن محمد بن المهري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١١٨٨: إسماعيل بن محمد بن موسى بن سلام
وقع في سند رواية رواها الكشي في الواقفة فقال محمد بن الحسن
البراثي حدثني أبو علي الفارسي حدثني عبدوس الكوفي عن حمدويه عمن
حدثه عن الحكم بن مسكين قال حدثني بذلك إسماعيل بن محمد بن
موسى بن سلام عن الحكم عن عيص قال دخلت مع خالي سليمان بن
خالد على أبي عبد الله ع الحديث وهذه الرواية أورد مضمونها
العلامة في الخلاصة في ترجمة الحكم بن عيص مع أن الحكم بن عيص لا
وجود له والصواب الحكم عن عيص كما سنبينه فيمن أسدد الحكم وقال
الشهيد الثاني فيما علقه على الخلاصة ان إسماعيل بن موسى بن سلام
مجهول.
١١٨٩: علم الدين أبو محمد إسماعيل بن محمد بن نما الحلي الفقيه
في كتاب مجمع الآداب على معجم الألقاب لعبد الرزاق بن الفوطي
من النسخة التي بخط المؤلف: من بيت الفقهاء وسلالة الأئمة العلماء
ولأخيه شيخنا نجم الدين بن نما فيه مقامة أنشأها في مدحه تشتمل على
النثر الفصيح والشعر المليح وانفذ لي بها نسخة بخطه لم تحضرني الآن
انتهى.
١١٩٠: إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة ولقبه مفرع المعروف بالسيد
الحميري الشاعر المشهور وكنيته أبو هاشم كما ذكره الأكثر أو أبو عامر كما
عن رجال الشيخ والسيد لقبه
ولد بعمان ونشا بالبصرة حكاه في لسان الميزان عن أبي الفرج بن
الجوزي في المنتظم وكانت ولادته سنة ١٠٥ وتوفي ببغداد سنة ١٧٣ ودفن
بالجنينة. روى تاريخ ولادته ووفاته المرزباني عن العباسة ابنة السيد كما
وجدناه في النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني المشار
إليها في أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن حمدون الكاتب ورواه غيره أيضا
وفي لسان الميزان عن ابن الجوزي في المنتظم انه توفي سنة ١٧٩ قال وأرخه
غيره سنة ١٧٨ وكانت وفاته في خلافة الرشيد ففي الأغاني: ذكر محمد بن
إدريس العتبي عن معاذ بن يزيد الحميري ان السيد عاش إلى خلافة
الرشيد وفي أيامه مات وفيه بسنده عن بشير بن عمار الصيرفي قال
حضرت وفاة السيد في الرميلة ببغداد إلى أن قال ودفناه في الجنينة ببغداد
وذلك في خلافة الرشيد انتهى.
نسبته
الحميري نسبة إلى حمير بحاء مهملة مكسورة وميم ساكنة ومثناة
تحتية مفتوحة وراء مهملة قبيلة معروفة من اليمن. وفي انساب السمعاني:
هي من أصول القبائل نزلت أقصى اليمن وفي ذلك يقول المترجم:
اني امرؤ حميري حين تنسبني * لذي رعين واخواني ذوي يزن
.......................... * جدي رعين وأخوالي ذوو يزن
ثم الولاء الذي أرجو النجاة به * يوم القيامة للهادي أبي الحسن
نسبه
في معالم العلماء: السيد أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن
وداع بن مفرع الحميري انتهى وعن المرزباني في معجم الشعراء انه
إسماعيل بن محمد بن وداع الحميري. وفي الأغاني: السيد لقبه واسمه
(٤٠٥)

إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة مفرع الحميري ويكنى أبا هاشم
وأمه امرأة من الأزد ثم من بني الحدان وجده يزيد بن ربيعة شاعر
مشهور وهو الذي هجا زيادا وبنيه ونفاهم عن آل حرب وحبسه عبيد
الله بن زياد لذلك وعذبه ثم أطلقه معاوية. عن إسحاق بن محمد النخعي
سمعت ابن عائشة والقحذمي يقولان هو يزيد بن مفرع ومن قال إنه
يزيد بن ربيعة فقد أخطأ. ومفرع لقب ربيعة لأنه راهن ان يشرب عسا من
لبن فشربه حتى فرغه فلقب مفرغا وكان شعابا بسيالة ثم صار إلى
البصرة انتهى فحيث انه عرف بيزيد بن المفرع ظن ابن عائشة
والقحذمي ان اسم أبيه مفرع فخطأ من قال إن اسمه ربيعة فلذلك تعقبهما
أبو الفرج بان مفرغا لقب ربيعة فلا خطا. وحينئذ فمفرع بلفظ اسم
الفاعل من فرع بالتشديد.
تلقيبه بالسيد
سيادته لغوية لا انه فاطمي أو علوي قال الكشي في كتاب رجاله:
روي أن أبا عبد الله ع لقي السيد بن محمد الحميري فقال سمتك أمك
سيدا ووفقت في ذلك وأنت سيد الشعراء ثم انشد السيد في ذلك:
ولقد عجبت لقائل لي * مرة علامة فهم من الفقهاء
سماك قومك سيدا صدقوا به * أنت الموفق سيد الشعراء
ما أنت حين تخص آل محمد * بالمدح منك وشاعر بسواء
مدح الملوك ذوو الغنى لعطائهم * والمدح منك لهم بغير عطاء
فأبشر فإنك فائز في حبهم * ولقد وردت عليهم بجزاء
ما تعدل الدنيا جميعا كلها * من حوض أحمد شربة من ماء
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال:
إسماعيل بن محمد الحميري السيد الشاعر يكنى أبا عامر انتهى وفي
الفهرست: السيد بن محمد اخباره تأليف الصولي أخبرنا بها أحمد بن
عبدون عن أبي بكر الدوري عن الصولي انتهى والصولي هذا هو أبو
بكر الصولي العالم المؤلف المشهور ومر في أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمي
ان له كتاب اخبار السيد الحميري وكتاب شعره. وكفى في جلالة شان
السيد واعتناء العلماء به تأليف هؤلاء الكتب في اخباره وأشعاره، يرويها
العلماء بأسانيدهم عنهم. وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء
أهل البيت المجاهرين وذلك أنه قال في آخر المعالم باب في بعض شعراء أهل البيت
ع وهم على اربع طبقات: المجاهرون، والمقتصدون،
والمتقون، والمتكلفون ثم قال: فصل في المجاهرين: السيد أبو هاشم
إسماعيل بن محمد بن يزيد بن محمد بن وداع بن مفرع الحميري من
أصحاب الصادق ولقي الكاظم ع وكان في بدء الامر خارجيا ثم
كيسانيا ثم إماميا وقيل لأبي عبيدة من أشعر الناس قال من شبه رجلا بريح
عاد يريد قوله:
إذا أتى معشرا يوما أنامهم * إنامة الريح في تدميرها عادا
وقال بشار: لولا ان هذا الرجل شغل عنا بمدح بني هاشم لأتعبنا.
وسمع مروان بن أبي حفصة القصيدة المذهبة فقال لكل بيت سبحان الله ما
أعجب هذا الكلام. وقال التوزي لو قرئت القصيدة التي فيها ان يوم
التطهير يوم عظيم على المنبر ما كان بذلك باس وقال بعضهم جمعت من
شعره ألفين ومائتي قصيدة وزعمت أنه لم يذهب علي منه شئ فبينا انا ذات
يوم أنشد شعرا فقلت لمن هذا قالوا للسيد الحميري فقلت في نفسي ما أراني
في شئ بعد الذي جمعته. وذكر ابن المعتز في طبقات الشعراء انه رئي
حمال في بغداد مثقل فسئل عن حمله فقال ميميات السيد. وقيل له لم لا
تقول شعرا فيه غريب فقال: أقول ما يفهمه الصغير والكبير ولا يحتاج إلى
التفسير وأنشأ:
أيا رب اني لم أرد بالذي به * مدحت عليا غير وجهك فارحم
انتهى المعالم. ويأتي تفسير قوله وكان في بدء الأمر خارجيا.
وعن التحرير الطاووسي: إسماعيل بن محمد الحميري حاله في الجلالة
ظاهر ومجده باهر فلنكتف بهذا انتهى وفي الوجيزة انه ممدوح. وقال
العلامة في الخلاصة: إسماعيل بن محمد الحميري ثقة جليل القدر عظيم
الشأن والمنزلة رحمه الله تعالى انتهى وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي
الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل التي هي بمنزلة الذيل لنقد الرجال:
نقل المصنف وغيره عن الخلاصة انه ثقة جليل القدر عظيم المنزلة فراجعتها
وفيها فقيه جليل القدر انتهى وهو الأقرب لأنه من المعلوم أنه كان يشرب
الخمر ومع ذلك كان مصرا عليه ولم يعلم أنه تاب وأما انه ترحم عليه
الصادق ع وانه من الأولياء وغير ذلك فهو من وفور محبته وولائه وهو غير
ارتكاب الكبيرة المسقطة للاتصاف بالعدالة انتهى أقول في نسخة
عندي من الخلاصة منقولة عن نسخة ولد ولد المصنف ومقابلة عليها كلمة
ثقة وهو الموافق لأكثر النسخ المصححة بل لجميعها فإنه لم ينقل أحد عن
الخلاصة لفظة فقيه غيره وقد ذكره في الخلاصة في القسم الأول وان دل
بعض الأخبار على فقاهته كخبره الآتي مع الكميت وقول الكميت له أنت
اعلم وأفقه منا. وما في الأغاني من أن امرأة من الخوارج قالت له المتعة
أخت الزنا فقال أعيذك بالله ان تكفري بالقرآن بعد الايمان فان الله عز وجل
قال فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما
تراضيتم به من بعد الفريضة. ولكن ليس لنا ما يدل على وثاقته ان لم يوجد
ما يدل على عدمها والمستفاد من الاخبار الآتية فيه ومدح الصادق ع له
وترحمه عليه رجاء التجاوز عن سيئاته بعظيم حسناته في ذبه عن أهل البيت
الطاهر ونشر فضائلهم كقوله ع وقد قيل له انه يشرب الخمر فقال وما
ذلك على الله بعظيم ان يغفر لمحب علي ع و قوله ان زلت له قدم فقد
ثبتت له أخرى فلذلك قال ابن طاوس ما مر من المدح ولم يذكر الوثاقة
واكتفى صاحب الوجيزة بجعله ممدوحا ولكن سيأتي عن المرزباني انه تاب
وأرسل إلى الصادق ع بتوبته وروى الكشي كما يأتي في ترجمة
يونس بن عبد الرحمن يقال انتهى علم الأمة إلى أربعة نفر أولهم سلمان
الفارسي والثاني جابر والثالث السيد والرابع يونس بن عبد الرحمن انتهى
والمراد بالسيد هو السيد الحميري لتبادره عند الاطلاق ولمناسبة الترتيب بين
الأربعة بحسب العصر. وفي مجالس المؤمنين: أنه كان من أكابر أهل زمانه
واحرز قصب السبق في مضمار الفصاحة والبلاغة على أقرانه وذكروا أن
دفاتر ميمياته كانت حمل بعير وفي تذكرة ابن المعتز أنه كان للسيد أربع بنات
كل واحدة منهن تحفظ أربعمائة قصيدة من قصائده ولم يترك فضيلة ولا منقبة
(٤٠٦)

من فضائل أمير المؤمنين ع ومناقبه الا نظم فيها شعرا على أن
فضائله ومناقبه ع لا يحيط بها نطاق النظم والنثر. وذكر عبد
الله بن المعتز في تذكرته ان أبوي السيد كليهما كانا أباضيين وكان يزجرهما
ويردهما عن عقيدة النصب الباطلة وذكروا انه سئل السيد كيف صرت شيعيا
مع أنك شامي حميري فقال صبت علي الرحمة صبا فكنت كمؤمن آل فرعون
وذلك أن الحميريين كانوا من اتباع معاوية بصفين وكان ذو الكلاع الحميري
من قواد معاوية فيها ونقل ابن كثير الشامي في تاريخه عن الأصمعي أنه قال
في السيد الحميري: لولا تعرضه للسلف في شعره ما قدمت عليه أحدا في
طبقته، قال صاحب المجالس: صحة العقيدة وفسادها لا دخل له في جودة
الشعر ورداءته والتقدم والتأخر فيه لكن الأصمعي لعداوته لأهل بيت النبوة
يقول هذا في حق مداحهم وفقا للمثل المشهور وكل اناء بالذي فيه يرشح،
ويعلم صحة ذلك مما حكاه الشيخ نور الدين علي بن عراف المصري في
تذكرته عن أبي العيناء أنه قال سمعت أبا قلابة الجرمي يقول في جنازة
الأصمعي:
قبح الله أعظما حملوها * نحو دار البلا على خشبات
أعظما تبغض النبي وأهل * البيت الطيبين والطاهرات
انتهى المجالس وفي المناقب عن كامل المبرد كان اصمع بن
مظفر جد الأصمعي قطعه علي ع في السرقة فكان الأصمعي
يبغضه قيل له من أشعر الناس قال من قال:
كان أكفهم والهام تهوي * عن الأعناق تلعب بالكرينا
فقالوا السيد الحميري فقال هو والله أبغضهم إلي وسبه انتهى وفي
لسان الميزان: إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة السيد الحميري الشاعر
المفلق يكنى أبا هاشم كان رافضيا خبيثا. قال الدارقطني كان يذم السلف في
شعره ويمدح عليا رضي الله عنه. قلت اخباره مشهورة ولا استحضر له
رواية وقال عمر بن شبة سمعت محمد بن أبي بكر المقدمي يقول سمعت
جعفر بن سليمان ينشد شعر السيد الحميري وكان أبو عبيدة معمر بن المثنى
يرويه. وقال البلاذري في تاريخه: حدثني عبد الاعلى النرسي قال رأيت
النبي ص في المنام فقال شر من ينتحل قبلتي الخوارج والروافض وشرهم
قاتل علي والسيد الحميري انتهى وانتهاك اعراض الناس لا يسوع
بالمنامات الكاذبة ولو ساع التعويل عليها لادعى كل شخص رؤية ما يوافقه
وحاش لله ان يجعل رسول الله ص المتمسك بالثقلين كتاب الله والعترة ا
لطاهرة شر من ينتحل قبلته وقد أمر بالتمسك بهما ونهى عن مفارقتهما
بالتواتر وفي اليقظة لا في المنام والسيد الحميري قد اخبر صادق أهل البيت
ع بنجاته ودعا له وهو من موالي علي ومحبيه ومن لم يدع فضيلة له
الا نظم فيها شعرا وكفاه بذلك فخرا وأجرا فكيف يقرنه النبي ص بقاتل
علي قرين عاقر الناقة وأولى ان يكون بهذه الصفة من كذب على الرسول ص
بهذا المنام والكذابة على رسول الله ص قد كثرت في حياته يقظة فكيف بعد
مماته وفي المنام. وذكره المرزباني في النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء
الشيعة المشار إليها آنفا وهو الثامن عشر ممن ذكر فيها فقال: كان شاعرا
مجيدا لم يسمع ان أحدا عمل شعرا جيدا وأكثر غيره قال: وقيل قرئ على
التوزي شعر عمران بن حطان فقال من ينشدنا شعرا صافيا من مدح السيد
فأنشده رجل ممن حضره:
ان يوم التطهير يوم عظيم فاز بالفضل فيه أهل الكساء
وقصيدته المذهبة التي أولها: هلا وقفت على المكان المعشب فقال
التوزي لو أن شعرا يستحق ان لا ينشد الا في المساجد لحسنه لكان هذا
ولو خطب به خاطب على المنبر في يوم جمعة لأتى حسنا ولحاز أجرا قيل وقال بشار بن
برد للسيد لولا ان الله شغلك بمدح أهل البيت ع لافتقرنا قال
المرزباني: وقيل له ألا تستعمل في شعرك ما يستعمله الشعراء في الغريب
قال ذاك عي وتكليف مني لو فعلته وقد رزقني الله طبعا واتساعا في الكلام
فانا أقول ما يفهمه الصغير والكبير ولا يحتاج إلى تفسير وانشد:
أيا رب اني لم أرد بالذي به * مدحت عليا غير وجهك فارحم
وروى نحوه في الأغاني مسندا. وفي الأغاني: كان شاعرا متقدما
مطبوعا يقال إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية والاسلام ثلاثة: بشار وأبو
العتاهية والسيد فإنه لا يعلم أن أحدا قدر على تحصيل شعر أحد منهم اجمع
وانما مات ذكره وهجر الناس شعره لما يفرط فيه من التعرض لمن مال عن
أهل البيت فتحومي شعره من هذا الجنس وغيره لذلك وهجره الناس تخوفا
وتراقبا وله طراز من الشعر ومذهب قلما يلحق فيه أو يقاربه أحد ولا
يعرف له من الشعر كثير. قال وليس يخلو من مدح بني هاشم أو ذم غيرهم
ممن هو عنده ضد لهم ولو أن اخباره كلها تجري هذا المجرى ولا تخرج عنه
لوجب ان لا نذكر منها شيئا ولكنا شرطنا ان نأتي باخبار من نذكره من
الشعراء فلم نجد بدا من ذكر اسلم ما وجدناه له وأخلاها من سئ اختياره
على قلة ذلك انتهى وعن تذكرة الشعراء لابن المعتز انه كان شاعرا
وسيما جسيما مطبوعا حسن الأسلوب وثيق الشعر. وفي الأغاني عن التوزي
قال: رأى الأصمعي جزءا من شعر السيد فقال لمن هذا فسترته عنه لعلمي بما
عنده فيه فاقسم علي أن أخبره فأخبرته فقال أنشدني قصيدة منه فأنشدته قصيدة
ثم أخرى وهو يستزيدني ثم قال قبحه الله ما أسلكه لطريق الفحول لولا
مذهبه ولولا ما في شعره ما قدمت عليه أحدا من طبقته وفي رواية أخرى عن
التوزي قال لي الأصمعي أحب ان تأتيني بشئ من شعر هذا الحميري فعل
الله به وفعل فاتيته بشئ منه فقرأه فقال قاتله الله ما أطبعه وأسلكه لسبيل
الشعراء والله لولا ما في شعره من التعرض للسلف لما تقدمه من طبقته
أحد. وفيه عن أبي جعفر الأعرج ابن بنت الفضيل بن يسار قال كان السيد
أسمر تام القامة أشنب ذا وفرة حسن الألفاظ جميل الخطاب إذا تحدث في
مجلس قوم اعطى كل رجل في المجلس نصيبه من حديثه، وفي رواية عنه:
أسمر تام الخلقة أشنب ذا وفرة حسن الألفاظ ومع ذلك أنتن الناس
إبطين. وعن ليطة بن الفرزدق قال تذاكرنا الشعراء عند أبي
فقال إن ها هنا لرجلين لو أخذا في معنى الناس لما كنا معهما في
شئ: السيد الحميري وعمران بن حطان السدوسي ولكن الله عز وجل
قد شغل كل واحد منهما بالقول في مذهبه. قال المؤلف شتان بين من
حصر شعره في مدح أهل البيت وبين مادح ابن ملجم على قتله أمير المؤمنين
ع. وفيه أخبرني محمد بن الحسن بن دريد عن أبي حاتم عن
أبي عبيدة أنه قال أشعر المحدثين السيد الحميري وبشار. أخبرني ابن دريد قال سئل أبو عبيدة من أشعر المولدين
قال السيد وبشار. أخبرني أحمد بن
عبد العزيز الجوهري حدثنا عمر بن شبه قال اتيت أبا عبيدة معمر بن المثنى
وعنده رجل من بني هاشم يقرأ عليه كتابا فلما فرآني أطبقه فقال له أبو عبيدة
ان أبا زيد ليس ممن يحتشم منه فاقرأ فاخذ الكتاب وجعل يقرؤه فإذا هو
شعر السيد فجعل أبو عبيدة يعجب منه ويستحسنه قال أبو زيد وكان أبو
عبيدة يرويه قال وسمعت محمد بن أبي بكر المقدمي يقول: سمعت
(٤٠٧)

جعفر بن سليمان الضبعي ينشد شعر السيد. وقال الموصلي حدثني عمي
قال جمعت للسيد في بني هاشم ألفين وثلاثمائة قصيدة فخلت ان قد
استوعبت شعره حتى جلس إلي يوما رجل ذو اطمار رثة فسمعني انشد شيئا
من شعره فأنشدني له ثلاث قصائد لم تكن عندي فقلت في نفسي لو كان
هذا يعلم ما عندي كله ثم أنشدني بعده ما ليس عندي لكان عجيبا فكيف
وهو لا يعلم وانما انشد ما حضره وعرفت حينئذ ان شعره ليس مما يدرك ولا
يمكن جمعه كله انتهى قال المؤلف للسيد ديوان شعر معروف. وقال
الذهبي في تذكرة الحفاظ في ترجمة الدارقطني علي بن عمر بن أحمد صاحب
السنن الحافظ المشهور انه كان يحفظ ديوان السيد الحميري ولهذا نسب إلى
التشيع انتهى أقول والظاهر أن هذا الديوان هو جملة من مشهور
قصائده والا فقد سمعت ان جميع شعره لا يدرك ولا يمكن جمعه كله وإذا
كان قد جمع له في بني هاشم خاصة ألفان وثلاثمائة قصيدة سوى شعره في
غيرهم وليست هي جميع شعره في بني هاشم وإذا كانت ميمياته حمل حمال
مثقل كما مر فلا بد ان يكون هذا الديوان بعض شعره. وفي الأغاني عن
الطوسي إذا رأيت في شعر السيد دع ذا فدعه فإنه لا يأتي بعده الا بلية من
بلاياه وفيه بسنده عن الزبير بن بكار قال سمعت عمي يقول لو أن
القصيدة التي أولها:
ان يوم التطهير يوم عظيم * خص بالفضل فيه أهل الكساء
قرئت على منبر ما كان فيها باس ولو أن شعره كله كان مثله لرويناه
وما عييناه وفيه بسنده عن نافع التوزي بهذه الحكاية بعينها قاله في: ان
يوم التطهير يوم عظيم قال الراوي: ولم يكن التوزي متشيعا وفيه
بسنده عن الحسين بن ثابت قدم علينا رجل بدوي كان أروى الناس لجرير
فكان ينشد في الشئ من شعره فأنشد في معناه للسيد حتى أكثرت فقال لي
ويحك من هذا؟ هو والله أشعر من صاحبنا وفيه بسنده عن إسحاق بن
محمد سمعت العتبي يقول ليس في عصرنا هذا أحسن مذهبا في شعره ولا
أنقى ألفاظا من السيد ثم قال لبعض من حضر أنشدني قصيدته اللامية التي
أنشدتناها اليوم فأنشده قوله:
هل عند من أحببت تنويل * أم لا فان اللوم تضليل
أم في الحشى منك جوى باطل * ليس تداويه الأباطيل
علقت يا مغرور خداعة * بالوعد منها لك تخييل
ريا رداح النوم خمصانة * كأنها إدماء عطبول
يشفيك منها حين تخلو بها * ضم إلى النحر وتقبيل
وذوق ريق طيب طعمه * كأنه بالمسك معلول
في نسوة مثل ألمها خرد * تضيق عنهن الخلاخيل
يقول فيها:
اقسم بالله وآلائه * والمرء عما قال مسؤول
ان علي بن أبي طالب * على التقى والبر مجبول
فقال العتبي: أحسن والله ما شاء هذا والله الشعر الذي يهجم على
القلب بلا حجاب انتهى وقد ذكرنا تتمتها في جعفر بن عفان وهي:
وانه الهادي الامام الذي * له على الأمة تفضيل
يقول بالحق ويقضي به * وليس تلهيه الأباطيل
كان إذا الحرب مرتها القنا * وأحجمت عنها البهاليل
مشى إلى القرن وفي كفه * ابيض ماضي الحد مصقول
مشي العفرني بين اشباله * ابرزه للقنص الغيل
وفيه عن الحسن بن علي بن المعتز الكوفي عن غانم الوراق قال
خرجت إلى بادية البصرة فصرت إلى عمرو بن تميم فأثبتني بعضهم فقال هذا
الشيخ والله راوية فجلسوا إلي وأنسوا بي وأنشدتهم وبدأت بشعر ذي الرمة
فعرفوه وبشعر جرير والفرزدق فعرفوهما ثم أنشدتهم للسيد:
أتعرف رسما بالثويين قد دثر * عفته أهاضيب السحائب والمطر
وجرت به الأذيال ريحان خلفه * صبا ودبور بالعشيات والبكر
منازل قد تكون بجوها * هضيم الحشا ريا الشوى سحرها النظر
قطوف الخطا خمصانة بخترية * كان محياها سنا دارة القمر
رمتني ببعد بعد قرب بها النوى * فبانت ولما اقض من عبدة الوطر
ولما رأتني خشية البين موجعا * أكفكف مني أدمعا بيضها درر
أشارت بأطراف إلي ودمعها * كنظم جمان خانه السلك فانتثر
وقد كنت مما احدث البين حاذرا * فلم يغن عني منه خوفي والحذر
قال فجعلوا يمزقون كذا لانشادي ويطربون وقالوا لمن هذا
فأعلمتهم فقالوا هذا والله أحد المطبوعين لا والله ما بقي في هذا الزمان
مثله. وفي فوات الوفيات للكتبي: قال المازني سمعت أبا عبيدة يقول: ما
هجا أمية أحد كما هجاهم يزيد بن مفرع والسيد الحميري انتهى
ويزيد بن مفرع جده الأدنى كما مر. وفي تاريخ ابن عساكر في ترجمة أبي
نواس الحسن بن هانئ قال أبو تمام أشعر الناس وأسهبهم في الشعر كلاما
بعد الطبقة الأولى بشار والسيد وأبو نواس ومسلم بن الوليد بعدهم
انتهى وفي فوات الوفيات للكتبي: السيد الحميري إسماعيل بن
محمد بن يزيد بن ربيعة كان شاعرا محسنا كثير القول الا انه كان رافضيا
جلدا زائغا عن القصد له مدائح جمة في آل البيت وكان مقيما بالبصرة. وقال
المرزباني في معجم الشعراء: انه إسماعيل بن محمد بن وداع الحميري وكان
أسمر تام القامة حسن الألفاظ جميل الخطاب مقدما عند المنصور والمهدي
ومات أول أيام الرشيد انتهى فوات الوفيات أقول من خصائص
شعره السهولة والعذوبة والانسجام وطول النفس وذكر الاخبار والمناقب بما
يسمونه الشعر القصصي ولم يترك فضيلة لأمير المؤمنين ع الا نظم فيها
كما مر وكان معظما عند ملوك عصره من بني العباس في قوة سلطانهم
وتشددهم على اتباع العلويين ومعاقبتهم بالحبس والنفي والقتل من هو أهون
حالا وأشد تسترا من السيد مثل المنصور والمهدي والرشيد الذين هم من
أشد بني العباس في ذلك ومع هذا كانوا يتغاضون عنه خوفا من لسانه
ورعاية لمكانه.
أبواه خارجيان وهو شيعي
في الأغاني بسنده عن إسماعيل بن الساحر راوية السيد ان أبوي
السيد كانا أباضيين وكان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة وكان السيد يقول
طالما سب أمير المؤمنين في هذه الغرفة فإذا سئل عن التشيع من أين وقع له
قال غاصت علي الرحمة غوصا وقال إسماعيل بن الساحر راويته: كنت
عنده يوما في جناح له فأجال بصره فيه ثم قال يا إسماعيل طالما والله شتم
أمير المؤمنين علي في هذا الجناح قلت ومن كان يفعل ذلك قال أبواي.
وروي عن السيد ان أبويه لما علما بمذهبه هما بقتله فاتى عقبة بن مسلم بن
المهنا فأخبره بذلك فأجاره وبوأه منزلا وهبه له فكان فيه حتى ماتا فورثهما
انتهى وقال المرزباني في تلخيص اخبار شعراء الشيعة المقدم ذكره: كان
(٤٠٨)

أبواه يبغضان عليا ع فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر فقال:
لعن الله والدي جميعا * ثم أصلاهما عذاب الجحيم
حكما غدوة كما صليا الفجر * بلعن الوصي باب العلوم
لعنا خير من مشى فوق ظهر * الأرض أو طاف محرما بالحطيم
كفرا عند شتم آل رسول * الله نسل المهذب المعصوم
والوصي الذي به تثبت الأرض * ولولاه دكدكت كالرميم
وكذا آله أولو العلم والفهم * هداة إلى الصراط القويم
خلفاء الاله في الخلق بالعدل * وبالقسط عند ظلم الظلوم
صلوات الاله تترى عليهم * مقرنات بالرحب والتسليم
ثم مضى إلى عقبة بن مسلم فخبره الخبر فنقله اليه ووهب له دارا
وفرشها له وأخدمه وقام بأموره فقال شعرا ذكرناه في ترجمة عقبة قال وقيل
إنه شرح حاله للأمير فقال إن أمي كانت توقظني في الليل وتقول اني أخاف
ان تموت على مذهبك فتدخل النار فلا أجيبها فجعلت تنغص على المطعم
والمشرب. ومن شعره فيها والبيت الأول من مناقب ابن شهرآشوب:
إلى أهل بيت أذهب الرجس عنهم * وصفوا من الأدناس طرا وطيبوا
إلى أهل بيت ما لمن كان مؤمنا * من الناس عنهم في الولاية مذهب
وكم من خصيم لا مني في هواهم * وعاذلة هبت بليل تؤنب
تقول ولم تقصد وتعتب ضلة * وآفة اخلاق النساء التعتب
تركت امتداح المفضلين ذوي الندى * ومن في ابتغاء الخير يسعى ويرغب
وفارقت جيرانا وأهل مودة * ومن أنت منهم حين تدعى وتنسب
فأنت غريب فيهم متباعد * كأنك مما يتقونك أجرب
تعيبهم في دينهم وهم بما * تدين به ازرى عليك وأعيب
فقلت دعيني لن أحبر مدحة * لغيرهم ما حج الله اركب
أتنهينني عن حب آل محمد * وحبهم مما به أتقرب
وحبهم مثل الصلاة وانه * على الناس من بعض الصلاة لأوجب
قال: وكنت صبيا فإذا سمعتهما يثلبان عليا ع خرجت
عنهما وأبقى جائعا واؤثر ذلك على الرجوع اليهما فأبيت في المساجد جائعا
لحبي فراقهما وبغضي إياهما فإذا أجهدني الجوع دخلت فأكلت ثم خرجت
فلما كبرت قليلا ابتدأت أقول الشعر فخرجت عنهما وكتبت اليهما:
خف يا محمد فالق الاصباح * وأزل فساد الدين بالاصلاح
أتسب صنو محمد ووصيه * ترجو بذاك الفوز بالانجاح
هيهات قد بعدا عليك وقربا * منك العذاب وقابض الأرواح
أوصى النبي له بخير وصية * يوم الغدير بابين الافصاح
من كنت مولاه فهذا فاعلموا * مولاه قول إشاعة وصراح
قاضي الديون ومرشد لكم كما * قد كنت أرشد من هدى وفلاح
أغويت أمي وهي جد ضعيفة * فجرت بقاع الغي جري جماح
بالشتم للعلم الامام ومن له * ارث النبي بأوكد الايضاح
اني أخاف عليكما سخط الذي * أرسى الجبال بسبسب صحصاح
أبوي فاتقيا الاله وأذعنا * للحق بياض في الأصل
فتواعدني بالقتل فاتيت الأمير عقبة بن مسلم فكان من أمري ما كان
انتهى.
اعتقاده مذهب الكيسانية
ثم رجوعه إلى مذهب الإمامية
الكيسانية هم القائلون بامامة محمد بن الحنفية
وانه المهدي المنتظر وانه حي في جبل رضوى بين أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان يجريان بماء
وعسل وانه يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا منسوبون إلى كيسان
وهو لقب المختار بن عبيد الذي دعا إلى محمد بن الحنفية وطلب بثار
الحسين ع وكان السيد الحميري يرى في أول امره رأي الكيسانية
وفي ذلك يقول كما في الأغاني:
الا قل للوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما
أضر بمعشر والوك منا * وسموك الخليفة والاماما
وعادوا فيك أهل الأرض طرا * مقامك عنهم ستين عاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت * ولا وارت له ارض عظاما
لقد أوفى بمورق شعب رضوى * تراجعه الملائكة الكلاما
وان له به لمقام صدق * وأندية تحدثه كراما
هدانا الله إذ جرتم لأمر * به ولديه نلتمس التماما
تمام مودة المهدي حتى * تروا راياتنا تترى نظاما
وفي الأغاني بسنده عن أبي داود سليمان بن سفيان المعروف بالمسترق
راوية السيد الحميري انه حضر يوما وقد ناظر السيد محمد بن علي بن
النعمان المعروف بشيطان الطاق في الإمامة فغلبه محمد في دفع ابن الحنفية
عن الإمامة فقال السيد:
الا يا أيها الجدل المعني * لنا ما نحن ويحك والعناء
أتبصر ما تقول وأنت كهل * نراك عليك من ورع رداء
الا ان الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه * هم أسباطه والأوصياء
فانى في وصيته إليهم * يكون الشك منا والمراء
بهم أوصاهم ودعا اليه * جميع الخلق لو سمع الدعاء
فسبط سبط ايمان وحلم * وسيط غيبته كربلاء
سقى جدثا تضمنه ملث * هتوف الرعد مرتجز رواء
تظل مظلة منه عزال * عليه وتغتدي أخرى ملاء
وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء
من البيت المحجب في سراة * شرات لف بينهم الإخاء
عصائب ليس دون أغر اجلى * بمكة قائم لهم انتهاء
ثم قال وهذه الأبيات بعينها تروى لكثير
ذكر ذلك ابن أبي سعد.
ثم ذكر في ترجمة كثير أنه قال في ذلك:
الا ان الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه * هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط ايمان وبر * وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى * يقود الخيل يتبعها اللواء
تغيب لا يرى عنهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء
وقد وقع اختلاف أيضا في نسبة الشعر بين السيد وكثير كما ستعرف.
وفي فوات الوفيات للكليني كان السيد إذا سئل عن مذهبه انشد من قصيدته
المشهورة:
(٤٠٩)

سمي نبينا لم يبق منهم * سواه فعنده حصل الرجاء
تغيب غيبة من غير موت * ولا قتل وسار به القضاء
وبين الوحش يرعى في رياض * من الآفاق مرتعها خلاء
فحل فما بها بشر سواه * بعقوته له عسل وماء
إلى وقت ومدة كل وقت * وان طالت عليه لها انقضاء
فقل للناصب الهاوي ضلالا * تقوم وليس عندهم غناء كذا
فداء لابن خولة كل نذل * يطيف به وأنت له فداء
كانا بابن خولة عن قريب * ورب العرش يفعل ما يشاء
يهز دوين عين الشمس سيفا * كلمع البرق أخلصه الجلاء
تشبه وجهه قمرا منيرا * يضئ له إذا طلع السناء
فلا يخفى على أحد بصير * وهل بالشمس ضاحية خفاء
هنالك تعلم الأحزاب انا * ليوث لا ينهنهها لقاء
فندرك بالذحول بني أمي * وفي درك الذحول لهم فناء
وقال المرزباني في النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة
المتقدم ذكرها. كان السيد رحمه الله يرى رأي الكيسانية في محمد بن الحنفية
وهو القائل من ابيات: وما ذاق ابن خولة طعم موت وذكر الأبيات الثلاثة
المتقدمة وقال إنه تاب بعد ذلك وقال:
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت ان الله يعفو ويغفر
ودنت بدين غير ما كنت دائنا * به ونهاني سيد الناس جعفر
والابيات مشهورة أقول وتمامها كما في المناقب وغيرها:
فقلت فهبني قد تهودت برهة * والا فديني دين من يتنصر
فاني إلى الرحمن من ذاك تائب * واني قد أسلمت والله أكبر
فلست بعاد ما حييت وراجعا * إلى ما عليه كنت أخفي واضمر
ولا قائلا قولا بكيسان بعدها * وان عاب جهال معابا وأكثروا
ولكنه مما مضى لسبيله * على أحسن الحالات يقفى ويؤثر
قال المرزباني: وقال السيد كان أبو بجير يرى رأي الامامية وكنت
أرى رأي الكيسانية فكان يعيبني ويناظرني ولما رجعت إلى مذهب الإمامية
اجتمعت به فاخذ يناظرني على ما كنت عليه فعرفته اني رجعت وأنشدته:
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * عذافرة يطوي بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لأمين الله وابن المهذب
إليك رددت الأمر غير مخالف * وفئت إلى الرحمن من كل مذهب
سوى ما تراه يا ابن بنت محمد * فان به عقدي وزلفى تقربي
وما كان قولي في ابن خولة مطنبا * معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد * وما كان فيما قال بالمتكذب
بان ولي الأمر يفقد لا يرى * سنين كفعل الخائف المترقب
فتقسم أموال الفقيد كأنما * تغيبه بين الصفيح المنصب
ويمكث حينا ثم يشرق شخصه * مضيئا بنور العدل إشراق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه * على قدر ما يأتي بأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه * فيقتل فيهم قتل حران مغضب
فلما رأوا أن ابن خولة غائب * صرفنا اليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي * يعيش بجدوى عدله كل مجدب
فإذ قلت لا فالقول قولك ما على * رضاك بدين الحق من متعتب
وأشهد ربي ان قولك حجة * على الخلق طرا من مطيع ومذنب
بان ولي الأمر أول قائم * سيظهر أخرى الدهر بعد ترقب
له غيبة لا بد ان سيغيبها * فصلى عليه الله من متغيب
يكون كذا حينا ويظهر بعده * فيملأ عدلا كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة * ولست وان عوتبت فيه بمعتب
قال: فسجد أبو بجير وقال الحمد لله الذي لم يذهب بك باطلا ثم
امر لي بمال جزيل ورقيق وكراع. قال ومما روي في رجوعه قوله:
صح قولي بالإمامة * وتعجلت السلامه
وأزال الله عني * إذ تجعفرت الملامه
قلت من بعد حسين * بعلي ذي العلامه
أصبح السجاد للإسلام * والدين دعامه
قد أراني الله امرا * اسال الله تمامه
كي ألاقيه به في * وقت أهوال القيامة
انتهى كلام المرزباني. وفي ارشاد المفيد ان السيد إسماعيل بن محمد
الحميري رجع عن مذهب الكيسانية لما بلغه انكار أبي عبد الله
ع قوله ودعاؤه إلى القول بنظام الإمامة وقال يمدحه وذكر الأبيات وهي
أقل مما مر وفي بعضها زيادة أو مخالفة لما مر: أيا راكبا البيت:
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا * فقل لولي الله وابن المهذب
الا يا ولي الله وابن وليه * أتوب إلى الرحمن ثم تاوبي
إليك من الذنب الذي كنت مبطنا * أجاهد فيه دائبا كل معرب
وما كان قولي لابن خولة دائبا * معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا البيت بان ولي الأمر البيت:
فإذ قلت لا فالحق قولك والذي * تقول فحتم غير ما متعصب
وأشهد ربي البيت:
فان ولي الأمر القائم الذي * تطلع نفسي نحوه وتطربي
له غيبة البيت:
فيمكث حينا ثم يظهر امره * فيملأ عدلا كل شرق ومغرب
قال وفي هذا الشعر دليل على رجوع السيد عن مذهب الكيسانية
وقوله بامامة الصادق ع انتهى وفي فوات الوفيات للكتبي:
كان السيد الحميري يرى رجعة محمد بن الحنفية في الدنيا وكان كثير الشاعر
يرى هذا الرأي وكان السيد يعتقد ان ابن الحنفية لم يمت وانه في جبل بين
أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان نضاحتان يجريان بماء وعسل ويعود بعد الغيبة
فيملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا ويقال ان السيد اجتمع بجعفر بن محمد
الصادق ع فعرفه خطاه وانه على ضلالة فتاب انتهى ومر
قول ابن شهرآشوب: انه كان في بدء الامر خارجيا ثم كيسانيا ثم اماميا
ولم يذكر أحد غيره انه كان خارجيا وانما ذكروا انه
كان كيسانيا وان أبويه كانا خارجيين. وبعضهم قال ثم صار اماميا ولكن العادة في مثله ان يتبع
أولا مذهب أبويه ولا يرجع عنه الا بعد ان يميز التمييز الكافي خصوصا ان
رجوعه كان من قبل نفسه لا بارشاد مرشد بل كان أبواه يقهرانه على مذهب
الخوارج ويعذبانه ويتهددانه بالقتل ومع ذلك رجع من قبل نفسه كما يدل
(٤١٠)

عليه قوله السابق: غاصت علي الرحمة غوصا لكنه قد صرح هو نفسه
فيما تقدم انه كان يتشيع وهو صبي وهو عند أبويه قبل ان يكبر قليلا وانه لما
كبر قليلا خرج عنهما ولعل هذا يدل على أن تشيعه كان في أول سن التمييز
والله أعلم.
القول بعدم رجوعه عن مذهب الكيسانية
في الأغاني بسنده عن مسعود بن بشر ان جماعة تذاكروا أمر السيد
وانه رجع عن مذهبه في ابن الحنفية وقال بامامة جعفر بن محمد فقال
إسماعيل بن الساحر راويته والله ما رجع عن ذلك ولا القصائد الجعفريات
الا منحولة له قيلت بعده وآخر عهدي به قبل موته بثلاث وقد سمع رجلا
يروي عن النبي ص أنه قال لعلي ع سيولد لك بعدي ولد وقد
نحلته اسمي وكنيتي فقال في ذلك وهي آخر قصيدة قالها:
اشاقتك المنازل بعد هند * وتربيها وذات الدل دعد
وريح حجرف تستن فيها * بسافي التراب تلحم ما تسدي
ألم يبلغك والأنباء تنمى * مقال محمد فيما يؤدي
إلى ذي علمه الهادي علي * وخولة خادم في البيت تردي
ألم تر ان خولة سوف تأتي * بواري الزند صافي الخيم نجد
يفوز بكنيتي واسمي لأني * نحلتهما هو المهدي بعدي
يغيب عنهم حتى يقولوا * تضمنه بطيبة بطن لحد
سنين وأشهرا أو يرى برضوى * بشعب بين انمار واسد
مقيم بين آرام وعين * وحفان تروح خلال ربد
تراعيها السباع وليس منها * ملاقيهن مفترسا بحد
امن به الردى فرتعن طورا * بلا خوف لدى مرعى وورد
حلفت برب مكة والمصلى * وبيت طاهر الأركان فرد
يطوف به الحجيج وكل عام * يحل لديه وفد بعد وفد
لقد كان ابن خولة غير شك * صفاء ولايتي وخلوص ودي
فما أحد أحب إلي فيما * أسر وما أبوح به وأبدي
سوى ذي الوحي احمد أو علي * ولا أزكى وأطيب منه عندي
ومن ذا يا ابن خولة إذ رمتني * بأسهمها المنية حين وعدي
يذبب عنكم ويسد مما * تثلم من حصونكم كسدي
وما لي ان امر به ولكن * أؤمل ان يؤخر يوم فقدي
فأدرك دولة لك لست فيها * بجبار فتوصف بالتعدي
على قوم بغوا فيكم علينا * لنعدى منكم يا خير معدي
لتعل بنا عليهم حيث كانوا * بغور من تهامة أو بنجد
إذا ما سرت من بلد حرام * إلى من بالمدينة من معد
وماذا غرهم والخبر منهم * باشوس اعصل الأنياب ورد
وأنت لمن بغى وعدا وأذكى * عليك الحرب واسترداك مردي
إلى أن قال: وكان يذهب مذهب الكيسانية ويقول بامامة محمد بن
الحنفية وله في ذلك شعر كثير وقد روى بعض من لم تصح روايته انه رجع
عن مذهبه قال بمذهب الإمامية وله في ذلك:
تجعفرت باسم الله والله أكبر * وأيقنت ان الله يعفو ويغفر
وما وجدنا ذلك في رواية محصل ولا شعره أيضا من هذا الجنس ولا
في هذا المذهب لأن هذا شعر ضعيف يتبين التوليد فيه وشعره في قصائده
الكيسانية مباين لهذا جزالة ومتانة وله رونق ومعنى ليسا لما يذكر عنه في
غيره. وروى في الأغاني عن أبي داود سليمان بن سفيان المعروف بالمسترق
راوية السيد الحميري قال ما مضى والله الا على مذهب الكيسانية وهذه
القصائد التي يقولها الناس مثل:
تجعفرت باسم الله والله أكبر: تجعفر باسم الله فيمن تجعفرا
وقوله:
أيا راكبا نحو المدينة جسرة * عذافرة يهوي بها كل سبسب
إذا ما هداك الله لاقيت جعفرا * فقل يا امين الله وابن المهذب
لغلام للسيد يقال له قاسم الخياط قالها ونحلها السيد وجازت على
كثير من الناس ممن لم يعرف خبرها بمحل قاسم منه وخدمته إياه انتهى
أقول: الروايات متكثرة في رجوعه و ترحم الصادق ع فلا يلتفت إلى
ما ذكر، ودعوى ان شعره في الكيسانية أقوى وامتن من شعره المنسوب اليه
في رجوعه غير مسلمة فان شعره تغلب عليه السهولة و السلاسة مما قد يظن أنه
ركة وضعف. ويأتي في اخباره مع سوار القاضي تصريح سوار بأنه كان
كيسانيا فصار اماميا واعترف السيد بذلك.
مناقشة الدكتور طه حسين
ومما يناسب ذكره هنا والحديث شجون ان الدكتور طه حسين المصري
ذكر في كتابه تجديد ذكرى أبي العلاء التناسخ وقال إنه معروف عند
العرب منذ أواخر القرن الأول والشيعة تدين به وببعض المذاهب التي
تقرب منه كالحلول والرجعة وليس بين أهل الأدب من يجهل ما كان من
سخافات السيد الحميري وكثير في ذلك انتهى والعجيب من ابن آدم انه
يتكلم في كل شئ مما يعلم ومما لا يعلم ويقوده التقليد إلى خبط العشواء.
عرفنا تعصب المتعصبين على الشيعة من مظهري النسك والدين وهو منهم
برئ ممن لا يشبهون الدكتور في جميع أمورهم وحالاتهم لأمور ألفوها
وعقائد تلقفوها بدون تحقيق ولا تمحيص أو مشيا مع الأهواء. اما ان يصدر مثل ذلك من
مثل الدكتور طه حسين من البعيدين عن حالات أولئك كل
البعد وليسوا من مسلكهم في خل ولا خمر فهو امر يحق ان يعجب منه كما
قال أمير المؤمنين ع: هيهات لقد حن قدح ليس منها وطفق
يحكم فيها من عليه الحكم لها. متى سمع الدكتور طه حسين شيعيا أو رأى في كتاب للشيعة أو قرأ له قارئ
في كتبهم ان الشيعة تدين بالتناسخ أو
بالحلول بل متى رأى ذلك العالم من أهل السنة منصف متحر لحقائق الأمور
اللهم لا. ومن قال نعم فقد أبطل وافترى بلى يجوز ان يكون سمع ذلك في
كتاب بعض المتعصبين الذين لا يبالون ان يلصقوا بالشيعة كل نقص كذبا
وزورا فالشيعة في كل عصر وزمان وفي كل قطر ومصر ومكان تبرأ إلى الله
ممن يقول بالتناسخ أو الحلول وتكفره وتعتبره خارجا عن دين الاسلام. وان
تعجب فعجب ان يكون أمثال الدكتور طه حسين ممن يريد تحري الحقيقة
يلقي كلاما لا نصيب له في الصدق تقليدا لمن لا خلاق لهم ويرسله ارسال
المسلمات اما قوله وليس بين أهل الأدب من يجهل ما كان من سخافات
السيد الحميري وكثير فنقول ليس بين أهل العقل فضلا عن أهل الأدب من
يجهل ان نسبة السخافة إلى السيد الحميري وكثير من أسخف السخافات
فالسيد الحميري نادرة من نوادر الدهر في علمه وفضله وشعره وقوة حجته
ولا يدانيه ولا يقف أمامه أحد من هؤلاء الذين ظهروا في هذه الأعصار
(٤١١)

يثلبون اعراض الناس ويتقولون عليهم بغير حجة ولا برهان وكثير يأتي في
ترجمته فضله وحسن عقيدته.
ترحم الصادق ع عليه
في الأغاني قال: حدثني عبد الرحمن بن محمد الكوفي عن علي بن
إسماعيل الهثمي عن فضيل الرسان قال: دخلت على جعفر بن محمد أعزيه
عن عمه زيد ثم قلت له ألا أنشدك شعر السيد فقال انشد فأنشدته قصيدة
يقول فيها:
فالناس يوم البعث راياتهم * خمس فمنها هالك اربع
قائدها العجل وفرعونهم * وسامري الأمة المفظع
ومارق من دينه مخرج * اسود بعد لكع أكوع
وراية قائدها وجهه * كأنه الشمس إذا تطلع
فسمعت نحيبا من وراء الستور فقال: من قائل هذا الشعر فقلت
السيد فقال رحمه الله فقلت جعلت فداك اني رأيته يشرب الخمر فقال رحمه
الله فما ذنب على الله ان يغفره لآل علي ان محب علي لا تزل له قدم الا ثبتت
له أخرى. وقال: حدثني الأخفش عن أبي العيناء عن علي بن الحسن بن
علي بن الحسين عن أبيه عن جعفر بن محمد انه ذكر السيد فترحم عليه وقال إن
زلت له قدم فقد ثبتت الأخرى. وفيه أيضا: وجدت في بعض الكتب
حدثني محمد بن يحيى اللؤلؤي حدثني محمد بن عباد بن صهيب عن أبيه قال
كنت عند جعفر بن محمد فاتاه نعي السيد فدعا له وترحم عليه فقال رجل يا
ابن رسول الله تدعو له وهو يشرب الخمر ويؤمن بالرجعة فقال حدثني أبي
عن جدي ان محبي آل محمد لا يموتون الا تائبين وقد تاب ورفع مصلى كان
تحته فاخرج كتابا من السيد يعرفه فيه انه قد تاب ويسأله الدعاء له.
سيرته أدرك السيد خمسة من ملوك بني العباس: السفاح وهو أولهم
والمنصور أخاه والمهدي بن المنصور والهادي بن المهدي والرشيد بن المهدي
وتوفي في خلافة الرشيد.
اخباره مع السفاح
في فوات الوفيات ونحوه في الأغاني واللفظ للأول قيل إنه لما استقام
الأمر للسفاح خطب يوما فأحسن الخطبة فلما نزل عن المنبر قام اليه السيد
الحميري فأنشده:
دونكموها يا بني هاشم * فجددوا من آيها الطامسا
دونكموها فألبسوا تاجها * لا تعدموا منكم له لابسا
دونكموها لا علا كعب من * امسى عليكم ملكها نافسا
خلافة الله وسلطانه * وعنصرا كان لكم دارسا
قد ساسها قبلكم ساسة * ما تركوا رطبا ولا يابسا
لو خير المنبر فرسانه * ما اختار الا منكم فارسا
ولست من أن تملكوها إلى * هبوط عيسى فيكم آيسا
فسر السفاح بذلك وقال له أحسنت يا إسماعيل سلني حاجتك قال
ترضى عن سليمان بن حبيب بن المهاب وتولية الأهواز فامر بذلك وكتب
عهده ودفعه إلى السيد وقدم به عليه فلما وقعت عينه عليه انشده:
اتيناك يا قرم أهل العراق * بخير كتاب من القائم
يوليك فيه جسام الأمور * فأنت صنيع بني هاشم
أتينا بعهدك من عنده * على من يليك من العالم
فقال له سليمان شريف وشافع وشاعر ووافد ونسيب سل حاجتك
فقال جارية فارهة جميلة ومن يخدمها وبدرة دراهم وحاملها وفرس رائع
وسائسه وتخت من صنوف الثياب وحامله قال: قد أمرت لك بكل ما
سالت وهو لك عندي كل سنة.
اخباره مع المنصور
في تلخيص اخبار شعراء الشيعة المقدم ذكره: انه كان حسن الحال
عند المنصور يطلق لسانه بما أراد فلما ظهر محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن
الحسن امره ان يقتصد في القول ويدع ما كان عليه من المغالاة في وصف
الطالبيين قال قيل وقال له المنصور أنشدنا قصيدتك التي تقول فيها:
ملك ابن هند وابن روى قبله * ملكا امر بحله الابرام
فأنشدها حتى بلغ إلى قوله:
وأضاف ذاك إلى يزيد وملكه * اثم عليه في الورى وعرام
أقصى الاله بني أمية انهم * ظلموا العباد بما اتوه وخاموا
نامت جدودهم واسقط نجمهم * والنجم يسقط والجدود نيام تنام ظ
ايمت نساء بني أمية منهم * وبنوهم بمضيعة أيتام
جزعت أمية من ولاية هاشم * وبكت ومنهم قد بكى الاسلام
ان يجزعوا فلقد اتتهم دولة * وبها تدول عليهم الأيام
ولهم يكون بكل شهر أشهر * وبكل عام واحد أعوام
يا رهط احمد ان من أعطاكم * ملك الورى وعطاؤه اقسام
رد الوراثة والخلافة فيكم * وبنو أمية صاغرون رغام
لمتمم لكم الذي أعطاكم * ولكم لديه زيادة وتمام
أنتم بنو عم النبي عليكم * من ذي الجلال تحية وسلام
وورثتموه وكنتم أولى به * أن الولاء تحوزه الأرحام
ما زلت اعرف فضلكم ويحبكم * قلبي عليه وانني لغلام
اوذى واشتم فيكم ويصيبني * من ذي القرابة جفوة وملام
حتى بلغت مدى المشيب وأصبحت * مني القرون كأنهن ثغام
قال فلما فرع جعل المنصور يلقمه ويقول شكر الله لك يا إسماعيل
حبك لأهل بيت نبيه ثم قال يا ربيع ادفع إلى إسماعيل فرسا وجارية وغلاما
وألف درهم واجعل الألف له في كل شهر.
قال وقيل بلغ السيد أن عبد الله بن أباض رأس الأباضية يعيب على علي
ع ويتهدد السيد بأنه يذكره عند المنصور بما يوجب القتل وكان
ابن أباض يظهر التسنن ويكتم مذهب الأباضية فكتب اليه السيد رحمه
الله:
لمن طلل كالوشم لم يتكلم * ونؤي وآثار كترقيش معجم
الا أيها العاني الذي ليس في الأذى * ولا اللوم عندي في علي بمحجم
ستأتيك مني في علي مقالة * تسوؤك فاستأخر لها أو تقدم
علي له عندي على من يعيبه * من الناس نصر باليدين وبالفم
متى ما يرد عندي معاديه عيبه * يجد ناصرا من دونه غير مفحم
علي أحب الناس الا محمدا * إلي فدعني من ملامك أو لم
(٤١٢)

علي وصي المصطفى وابن عمه * وأول من صلى ووحد فاعلم
علي هو الهادي الامام الذي به * أنار لنا من ديننا كل مظلم
علي ولي الحوض والذائد الذي * يذبب عن ارجائه كل مجرم
علي قسيم النار من قوله لها * ذري ذا وهذا فاشربي منه وأطعمي
خذي بالشوى ممن يصيبك منهم * ولا تقربي من كان حزبي فتظلمي
علي غدا يدعا فيكسوه ربه * ويدنيه حقا من رفيق مكرم
فان كنت منه يوم يدنيه راغما * وتبدي الرضا عنه من الآن فارغم
فإنك تلقاه لدى الحوض قائما * مع المصطفى الهادي النبي المعظم
يجيزان من والاهما في حياته * إلى الروح والظل الظليل المكمم
علي أمير المؤمنين وحقه * من الله مفروض على كل مسلم
لأن رسول الله أوصى بحقه * وأشركه في كل فئ ومغنم
وزوجته صديقة لم يكن لها * مقارنة غير البتولة مريم
وكان كهارون بن عمران عنده * من المصطفى موسى النجيب المكلم
وأوجب يوما بالغدير ولاءه * على كل بر من فصيح وأعجم
لدى دوح خم آخذا بيمينه * ينادي مبينا باسمه لم يجمجم
اما والذي يهوي إلى ركن بيته * بشعث النواصي كل وجناء عيهم
يوافين بالركبان من كل بلدة * لقد ضل يوم الدوح من لم يسلم
وأوصى اليه يوم ولى بأمره * وميراث علم من عرى الدين محكم
فما زال يقضي دينه وعداته * ويدعو إليها مسمعا كل موسم
يقول لأهل الدين اهلا ومرحبا * مقالة لا من ولا متجهم
وينشدها حتى يخلص ذمة * ببذل عطايا ذي ندى متقسم
فمه لا تلمني في علي فإنه * جرى حبه ما بين جلدي واعظمي
ولو لم تكن أعمى به وبفضله * عذرت ولكن أنت عن فضله عمي
أليس بسلع قنع المسرف الذي * طغى وبغى بالسيف فوق المعمم
وبدر واحد فيهما من بلائه * بلاء بحمد الله غير مذمم
ولله جل الله في فتح خيبر * عليه ومنه نعمة بعد أنعم
مشى بين جبريل وميكال حوله * ملائكة شبه الهزبر المصمم
ليشهدهم رب السماء جهاده * ويعلمهم إقدامه غير محجم
فاعطوا بأيديهم صغارا وذلة * وقالوا له نرضى بحكمك فاحكم
فيا رب اني لم أرد بالذي به * مدحت عليا غير وجهك فارحم
ومن المناقب:
إذا خرجت دبابة الأرض لم تدع * عدوا له إلا خطيما بمعصم
متى يرها من ليس من أهل وده من * الإنس والجن العفاريت يخطم
قال المرزباني فلما وصلت إلى ابن أباض امتعض منها جدا وأجلب في
أصحابه وسعى به إلى الفقهاء والقراء فاجتمعوا وصاروا إلى المنصور وهو
بدجلة البصرة فرفعوا قصته فاحضرهم وأحضر السيد فسألهم عن دعواهم
فقالوا: انه يشتم السلف ويقول بالرجعة ولا يرى لك ولا لأهلك امامة.
فقال لهم: دعوني انا واقصدوا لما في أنفسكم ثم اقبل على السيد فقال: ما
تقول فيما يقولون فقال ما اشتم أحدا واني لأترحم على أصحاب رسول الله
ص وهذا ابن أباض قل له يترحم على علي وعثمان وطلحة والزبير فقال له
ترحم على هؤلاء فتلوى ساعة فحذفه المنصور بعود كان بين يديه وامر
بحبسه فمات في الحبس وامر بمن كان معه فضربوا المقارع وامر للسيد
بخمسة آلاف درهم انتهى وذكرنا شيئا من اخباره مع المنصور وتقدمه
عنده في اخباره مع سوار القاضي كما يأتي فراجع.
اخباره مع المهدي
في تلخيص اخبار شعراء الشيعة المار ذكره لما تولى المهدي تورع
السيد عنه فلم يقبل عليه إلى أن انشد قوله يهجوه:
تظنا انه المهدي حقا * ولا تقع الأمور كما تظنا
ولا والله ما المهدي الا * اماما فضله أعلى وأسنى
فقال هذا شعره وما احتاج على ذلك برهانا وطلبه فاستخفى ثم مدحه
واعتذر فرضي عنه قال: قيل وغزا المهدي الصائفة فأعطى الناس ووصل
الاشراف وأعيان العرب فدفع اليه السيد رقعة فيها:
قل لابن عباس سمي محمد * لا تعطين بني عدي درهما
واحرم بني تيم بن مرة انهم * شر الخليقة والبرية فاعلما
احذر بني الحكم الطريد فإنهم * ظلموا أباك وجرعوه العلقما
ان تعطهم لا يشكروا لك نعمة * ويكن جزاؤك منهم ان تشتما
لم يشكروا لمحمد انعامه * أفيشكرون لغيره ان انعما
وروى أبو الفرج في الأغاني هذه الأبيات وخبرها بنحو آخر قال:
حدثني أبو سليمان الناجي قال جلس المهدي يوما يعطي قريشا فجاء
السيد فدفع إلى الربيع رقعة مختومة وقال إن فيها نصيحة للأمير فأوصلها اليه
فأوصلها فإذا فيها:
قل لابن عباس سمي محمد * لا تعطين بني عدي درهما
واحرم بني تيم بن مرة انهم * شر البرية آخرا ومقدما
ان تعطهم لا يشكروا لك نعمه * ويكافؤك بان تذم وتشتما
وان ائتمنتهم أو استعملتهم * خانوك واتخذوا خراجك مغنما
ولئن منعتهم لقد بدؤكم * بالمنع إذ ملكوا وكانوا أظلما
منعوا تراث محمد أعمامه * وبنيه وابنته عديلة مريما
وتأمروا من غير أن يستخلفوا * وكفى بما فعلوا هنالك مأثما
لا يشكرون لأحمد انعامه * أفيشكرون لغيره ان انعما
والله من عليهمو بمحمد * وهداهم وكسى الجنوب واطعما
ثم انبروا لوصيه ووليه * بالمنكرات فجرعوه العلقما
قال أبو الفرج وهي قصيدة طويلة حذفنا باقيها لشدة ما فيه قال فرمى
بها إلى أبي عبيد الله ثم قال اقطع العطاء فقطعه وانصرف الناس ودخل
السيد اليه فلما رآه ضحك وقال قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل ولم نعطهم
شيئا. وفي الأغاني بسنده انه دخل السيد على المهدي لما بايع لابنيه موسى
وهارون فأنشأ يقول:
ما بال مجرى دمعك الساجم * أمن قذى بات بها لازم
أم من هوى أنت له ساهر * صبابة من قلبك الهائم
آليت لا أمدح ذا نائل * من معشر غير بني هاشم
(٤١٣)

إذ لهم عندي يد المصطفى * ذي الفضل ولمن أبي القاسم
فإنها بيضاء محمودة * جزاؤها الشكر على العالم
جزاؤها حفظ أبي جعفر * خليفة الرحمن والقائم
وطاعة المهدي ثم ابنه * موسى على ذي الأربعة الحازم
وللرشيد الرابع المرتضى * مفترض من حقه اللازم
ملكهم خمسون معدودة * برغم انف الحاسد الراغم
حتى يردوها إلى هابط * عليه عيسى منهم ناجم
وفي الأغاني بسنده عن أبي جعفر المنصور قال بلغني ان السيد مات
بواسط فلم يدفنوه والله لئن تحقق عندي لأحرقنها. قال المؤلف الظاهر أنه بلغه ذلك من خبر كاذب ولم يكن
توفي بها بل مرض فأشيع موته وانما توفي ببغداد في خلافة الرشيد كما مر ويأتي.
اخباره مع الرشيد
روى في الأغاني ان السيد عاش إلى خلافة هارون الرشيد وفي أيامه
مات وانه مدحه بقصيدتين فامر له ببدرتين ففرقهما فبلغ ذلك الرشيد فقال
احسب أبا هاشم تورع عن قبول جوائزنا انتهى وفي النبذة المختارة من
تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني المتقدم ذكرها قيل: لما ولي الرشيد
رفع اليه في السيد انه رافضي فأحضره فقال إن كان الرافضي هو الذي
يحب بني هاشم ويقدمهم على سائر الخلق فما اعتذر منه ولا أزول عنه وان
كان غير ذلك فما أقول به ثم انشد:
شجاك الحي إذ بانوا * فدمع العين هتان
كأني يوم ردوا العيس * للرحلة نشوان
وفوق العيس إذ ولوا * بها حور وغزلان
إذا ما قمن فالاعجاز * في التشبيه كثبان
وما جاوز للأعلى * فاقمار وأغصان
منها:
علي وأبو ذر * ومقداد وسلمان
وعباس وعمار * وعبد الله اخوان
دعوا فاستودعوا علما * فادوه وما خانوا
أدين الله ذا العزة * بالدين الذي دانوا
وعندي فيه ايضاح * عن الحق وبرهان
وما يجحد ما قد قلت * في السبطين انسان
وان انكر ذو النصب * فعندي فيه عرفان
وان عدوه لي ذنبا * وحال الوصل هجران
فلا كان لهذا الذنب * عند القوم غفران
وكم عدت اساءات * لقوم وهي احسان
وسري فيه يا داعي * دين الله اعلان
فحبي لك ايمان * وميلي عنك كفران
فعد القوم ذا رفضا * فلا عدوا ولا كانوا
قال فألطف له الرشيد ووصله ووصله جماعة من بني هاشم.
اخباره مع سوار القاضي
كان بين سوار بن عبد الله العنبري قاضي البصرة وبين السيد الحميري عداوة لأجل المذهب. روى أبو الفرح في الأغاني بسنده عن
مهدي بن سابق ان السيد تقدم إلى سوار القاضي ليشهد عنده وكان قد
دافع المشهود له بذلك وقال اعفني من الشهادة عند سوار وبذل له مالا فلم
يعفه فلما تقدم إلى سوار فشهد قال ألست المعروف بالسيد قال بلى فقال
استغفر الله من ذنب تجرأت به على الشهادة عندي قم لا ارضى بك فقام
مغضبا من مجلسه وكتب إلى سوار رقعة يقول فيها:
إن سوار بن عبد * الله من شر القضاة
فلما قرأها سوار وثب عن مجلسه وقصد أبا جعفر المنصور وهو يومئذ
نازل بالجسر فسبقه السيد اليه فأنشده:
قل للامام الذي ينجي بطاعته * يوم القيامة من بحبوحة النار
لا تستعينن جزاك الله صالحة * يا خير من ذب في حكم بسوار
لا تستعن بخبيث الرأي ذي صلف * جم العيوب عظيم الكبر جبار
تضحي الخصوم لديه من تجبره * لا يرفعون اليه لحظ ابصار
تيها وكبرا ولولا ما رفعت له * من ضبعه كان عين الجائع العاري
ودخل سوار فلما رآه المنصور تبسم وقال أما بلغك خبر اياس بن
معاوية حيث قبل شهادة الفرزدق واستزاد في الشهود فما أحوجك للتعرض
للسيد ولسانه ثم امر السيد بمصالحته. وفي الأغاني: بسنده عن الحارث بن
عبد المطلب قال: كنت جالسا في مجلس أبي جعفر المنصور وهو بالجسر وهو
قاعد مع جماعة على دجلة بالبصرة وسوار بن عبد الله العنبري قاضي البصرة
جالس عنده والسيد بن محمد بين يديه ينشد قوله:
ان الاله الذي لا شئ يشبهه * أعطاكم الملك للدنيا وللدين
أعطاكم الله ملكا لا زوال له * حتى يقاد إليكم صاحب الصين
وصاحب الهند مأخوذا برمته * وصاحب الترك محبوسا على هون
والمنصور يضحك سرورا بما ينشده فحانت منه التفاتة فرأى وجه
سوار يتربد غيظا ويسود حنقا ويدلك احدى يديه بالأخرى ويتحرق فقال له
المنصور ما لك أرابك شئ قال نعم هذا الرجل يعطيك بلسانه ما ليس في
قلبه والله يا أمير المؤمنين ما صدقك ما في نفسه وان الذين يواليهم لغيركم.
فقال المنصور مهلا هذا شاعرنا وولينا وما عرفت منه الا صدق محبة
واخلاص نية فقال له السيد يا أمير المؤمنين والله ما تحملت بغضكم لأحد
وما وجدت أبوي عليه فافتتنت بهما وما زلت مشهورا بموالاتكم في أيام
عدوكم فقال له صدقت قال ولكن هذا واهلوه أعداء الله ورسوله قديما
والذين نادوا رسول الله ص من وراء الحجرات فنزلت فيهم آية من القرآن
أكثرهم لا يعقلون وجرى بينهما خطاب طويل فقال السيد قصيدته التي
أولها:
قم بنا يا صاح وأربع * بالمغاني الموحشات
وقال فيها:
يا امين الله يا * منصور يا خير الولاة
ان سوار بن عبد * الله من شر القضاة
نعثلي جملي * لكم غير مواتي ج
ده سارق عنز * فجرة من فجرات
لرسول الله * والقاذفه بالمنكرات
وابن من كان ينادي * من وراء الحجرات
(٤١٤)

يا هناة اخرج الينا * اننا أهل هنات
مدحنا المدح ومن * نرم نصب بالزفرات
فاكفنيه لا كفاه * الله شر الطارقات
وزاد المفيد في روايته كما في الفصول المختارة:
سن فينا سننا * كانت مواريث الطغاة
أطعم أموال اليتامى * قومه والصدقات
قال في الأغاني فشكاه سوار إلى أبي جعفر فأمره ان يصير اليه معتذرا
ففعل فلم يعذره فقال:
اتيت دعي بني العنبر * أروم اعتذارا فلم اعذر
فقلت لنفسي وعاتبتها * على اللؤم في فعلها اقصري
أيعتذر الحر مما اتى * إلى رجل من بني العنبر
أبوك ابن سارق عنز النبي * وأمك بنت أبي جحدر
ونحن على رغمك الرافضون * لأهل الضلالة والمنكر
وروى المفيد كما في الفصول المختارة: انه بعد ما أنشد السيد المنصور
القصيدة التائية المار ذكرها ضحك أبو جعفر وقال نصبتك قاضيا فامدحه كما
هجوته فأنشأ يقول:
اني امرؤ من حمير أسرتي * بحيث تحوي سروها حمير
آليت لا أمدح ذا نائل * له سناء وله مفخر
الا من الغر بني هاشم * ان لهم عندي يدا تشكر
ان لهم عندي يدا شكرها * حق وان أنكرها منكر
يا احمد الخير الذي انما * كان علينا رحمة تنشر
حمزة والطيار في جنة * فحيث ما شاء رعى جعفر
منهم وهادينا الذي نحن من * بعد عمانا فيه نستبصر
لما دجا الدين ورق الهدى * وجار أهل الأرض واستكبروا
ذاك علي بن أبي طالب * ذاك الذي دانت له خيبر
دانت وما دانت له عنوة * حتى تدهدى عرشها الأكبر
ويوم سلع إذ اتى عاتيا * عمرو بن عبد مصلتا
يخطر يخطر بالسيف مدلا كما * يخطر فحل الصرمة الدوسر
إذ جلل السيف على رأسه * ابيض عضبا حده مبتر
فخر كالجذع وأوداجه * يبعث منها حلب احمر
وفي الأغاني: وبلغ السيد ان سوارا قد أعد جماعة يشهدون عليه
بسرقة ليقطعه فشكاه إلى أبي جعفر فدعا بسوار وقال له: قد عزلتك عن
الحكم للسيد أو عليه. فما تعرض له بسوء حتى مات قال: وحكى ابن
الساحر ان السيد دعي لشهادة عند سوار القاضي فقال لصاحب الدعوى
اعفني من الشهادة عند سوار فلم يعفه فلما شهد قال له سوار ألم أعرفك
وتعرفني وكيف مع معرفتك بي تقدم على الشهادة عندي فقال إني تخوفت
اكراهه ولقد افتديت شهادتي عندك بمال فلم يقبل مني فإذا أقمتها فلا يقبل
الله لك صرفا ولا عدلا ان قبلتها وقام من عنده ولم يقدر سوار له على شئ
لما تقدم به المنصور اليه في امره واغتاظ غيظا شديدا وانصرف من مجلسه فلم
يقض يومئذ بين اثنين ثم إن سوارا اعتل علته التي مات فيها فلم يقدر
السيد على هجائه في حياته لنهي المنصور إياه عن ذلك ومات سوار فاخرج
عشيا وحفر له فوقع الحفر في موضع كنيف وكان بين الأزد وبين تميم عداوة
فمات عقب موت عباد بن حبيب بن المهلب فهجا السيد سوارا في قصيدة
رثى بها عبادا ودفعها إلى نوائح الأزد لما بينهم وبين تميم
من العداوة ولقربهم من دار سوار ينحن بها أولها:
يا من غدا حاملا جثمان سوار * من داره ظاعنا منها إلى النار
لا قدس الله روحا كان هيكلها * فقد مضت بعظيم الخزي والعار
حتى هوت قعر برهوت معذبة * وجسمه في كنيف بين أقذار
لقد رأيت من الرحمن معجبة * فيه واحكامه تجري بمقدار
فاذهب عليك من الرحمن بهلته * يا شرحي براه الخالق الباري
انتهى الأغاني. وفي النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء
الشيعة للمرزباني قيل كان سوار بن عبد الله العنبري على القضاء والصلاة
في البصرة فخرج يستسقي فلما قام على المنبر واستدبر الناس رافعا يديه رئي
السيد ناحية من الناس يقول:
ابتلعي يا ارض اقدامهم * ثم رامهم يا رب بالجلمد
لا تسقهم من وابل قطرة * فإنهم حرب بني احمد
فشاع قوله في البصرة حتى بلغ جعفر بن سليمان فوجه إليه فلما جاءه
قال يا أبا هاشم ما هذا الدعاء الذي بلغني عنك قال هو كما بلغ الأمير والله
ما أرضى لمبغض أهل البيت إلا بحجارة من سجيل منضودة فضحك منه.
قال وله في خبر الطائر:
لما اتى بالخبر الأنبل * في طائر أهدي إلى المرسل
في خبر جاء ابان به * عن انس في الزمن الأول
هذا وقيس الحبر يرويه عن * سفينة ذي القلب الحول سفينة يمكن من رشده * وانس خان ولم يعدل
في رده سيد كل الورى * مولاهم في المحكم المنزل
فصده ذو العرش عن رشده * وشانه بالبرص الأنكل
قال وبلغ هذا سوارا وهو قاضي البصرة فقال ما يدع هذا أحدا من
الصحابة الا رماه بشعر يظهر عواره وامر بحبسه فاجتمع بنو هاشم والشيعة
وقالوا له والله لئن لم تخرجه والا كسرنا الحبس وأخرجناه أيمتدحك شاعر
فتثيبه ويمتدح أهل البيت شاعر فتحبسه فاطلقه على مضض فقال يهجوه:
قولا لسوار أبي شملة * يا واحدا في النوك والعار
ما قلت في الطير خلاف الذي * رويته أنت بآثار
وخبر المسجد إذ خصه * محللا من عرضه الدار
ان جنبا كان وان طاهرا * في كل اعلان واسرار
واخرج الباقين منه معا * بالوحي من انزال جبار
حبا عليا وحسينا معا * والحسن الطهر لاطهار
وفاطما أهل الكساء الأولى * خصوا باكرام وايثار
فمبغض الله يرى بغضهم * يصير للخزي وللنار
عليه من ذي العرش في فعله * وسم يراه العائب الزاري
وأنت يا سوار رأس لهم * في كل خزي طالب الثار
تعيب من آخاه خير الورى * من بين أطهار وأخيار
وقال في خم له معلنا * ما لم يلقوه بانكار
من كنت مولاه فهذا له * مولى فكونوا غير كفار
(٤١٥)

فعولوا بعدي عليه ولا * تبغوا سراب المهمة الجاري
قال: وقيل إن سوارا القاضي سعى به إلى المنصور وقال والله ما
يريد بقوله بني هاشم أنتم وانما يريد بني ابن أبي طالب ثم قال مع أنه كثير
التنقل في المذاهب وبالأمس كان على رأي الكيسانية وهو اليوم يرى رأي
الامامية فقال المنصور ما تقول يا أبا هاشم فقال كنت أرى رأي الكيسانية
في ابن الحنفية فلما صح عندي اعظام محمد لعلي بن الحسين وانقياده له
ملت إلى علي بن الحسين ع فهل تعلم في الأرض من هو خير
منه فأميل اليه واتركه فانقطع سوار انتهى.
جملة من باقي اخباره
في تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني: قيل إنه مر بقوم
يتناظرون في التفضيل فوقف عليهم فقال بعضهم هذه طبقة دون طبقتك
فقال صدقت الا اني كما قال جميل:
فقالت لنا قولا رددنا جوابه * لكل كلام يا بثين جواب
ثم أنشأ يقول:
أقول لأهل العمى الحائرينا * من السامريين والناصبينا
وجيراننا الطاعنين الذين * على خير من دب نفسا ودينا
سوى الأنبياء مع الأوصياء * من الأولين مع الآخرينا
لعمري لئن كان للسابقين * وسيلة فضل على التابعينا
لقد كان للسابق السابقين * عليهم من الفضل ما تدعونا
فقد جرتم وتكذبتم * على ربنا كذب المفترينا
كذاك ورب منى والذي * بكعبته طوف الطائفونا
لقد فضل الله آل الرسول * كفضل الرسول على العالمينا
قال فرجع أكثر أولئك عما كانوا عليه إلى تفضيل أمير المؤمنين
ع. وفي الأغاني: حدثني أبو جعفر الأعرج وهو ابن بنت الفضل بن
يسار عن إسماعيل بن الساحر راوية السيد وهو الذي يقول فيه السيد في
بعض قصائده:
وإسماعيل يبرأ من فلان ويزعم أنه للنار صالي
قال تلاحى رجلان من بني عبد الله بن دارم في المفاضلة بعد رسول
الله ص فرضيا بحكم أول من يطلع فطلع السيد فقاما اليه وهما لا يعرفانه
فقال له مفضل علي بن أبي طالب إني وهذا اختلفنا في خير الناس بعد
رسول الله ص فقلت علي بن أبي طالب فقطع السيد كلامه وقال وأي شئ قال
هذا الآخر ابن الزانية فضحك من حضر ووجم الرجل ولم يحر جوابا
انتهى وفي رواية أنه قال لم أقل شيئا. وعن الصولي أنه قال أبو العيناء
للسيد بلغني انك تقول بالرجعة قال هو ما بلغك قال فاعطني دينارا بمئة
دينار إلى الرجعة قال السيد على أن توصي لي بمن يضمن انك ترجع انسانا
أخاف ان ترجع قردا أو كلبا فيذهب مالي.
قال المرزباني في الكتاب المشار اليه: قيل إن جماعة من الخوارج
اجتمعوا بالنخيلة بعد أهل النهروان فسار إليهم علي ع فطحنهم
جميعا لم يفلت منهم الا خمسة نفر وفيهم يقول عمران بن حطان:
اني أدين بما دان الشراة به * يوم النخيلة عند الجوسق الخرب
فقال السيد رحمه الله:
اني أدين بما دان الوصي به * يوم النخيلة من قتل المحلينا
وبالذي دان يوم النهر دنت به * وشاركت كفه كفي بصفينا
تلك الدماء معا يا رب في عنقي * ومثلها فاسقني آمين آمينا
وفي الأغاني: روى أبو داود المسترق ان السيد والعبدي هو
سفيان بن مصعب اجتمعا فأنشد السيد:
اني أدين بما دان الوصي به * يوم الخريبة من قتل المحلينا
وبالذي دان يوم النهروان به * وشاركت كفه كفي بصفينا
فقال له العبدي: أخطأت لو شاركت كفك كفه كنت مثله ولكن قل
تابعت كفه لتكون تابعا لا شريكا وكان السيد بعد ذلك يقول انا أشعر
الناس الا العبدي انتهى قال المرزباني في الكتاب المشار اليه. قيل إن
السيد حج أيام هشام فلقي الكميت فسلم عليه وقال أنت القائل في امر
فدك:
الله يعلم ما ذا يأتيان به * يوم القيامة من عذر إذا حضرا
قال نعم قلته تقية من بني أمية وفي مضمون قولي شهادة عليهما انهما
اخذا ما كان في يدها. فقال السيد: لولا إقامة الحجة لوسعني السكوت لقد
ضعفت يا هذا عن الحق يقول رسول الله ص فاطمة بضعة مني يريبني ما
رابها وان الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها فخالفت رسول الله ص
وهب لها فدكا بأمر الله له وشهد لها أمير المؤمنين والحسن والحسين وأم أيمن ب
ان رسول الله ص اقطع فاطمة فدكا فلم يحكما لها بذلك والله تعالى يقول
يرثني ويرث من آل يعقوب ويقول وورث سليمان داود وهم يجعلون سبب
مصير الخلافة إليهم الصلاة وشهادة المرأة لأبيها ان رسول الله ص قال مروا
فلانا بالصلاة بالناس فصدقت المرأة لأبيها ولا تصدق فاطمة وعلي والحسن
والحسين وأم أيمن في مثل فدك وتطالب مثل فاطمة بالبينة على ما ادعت
لأبيها وتقول أنت مثل هذا القول، وبعد فما تقول في رجل حلف بالطلاق
ان الذي طلبت فاطمة ع هو حق وان عليا والحسن والحسين وأم
أيمن ما شهدوا الا بحق، ما تقول في طلاقه؟ قال ما عليه طلاق، قال فان
حلف بالطلاق انهم قالوا غير الحق؟ قال يقع الطلاق لأنهم لم يقولوا الا
الحق قال فانظر في امرك فقال الكميت انا تائب إلى الله مما قلت وأنت أبا
هاشم اعلم وأفقه منا انتهى وفي الأغاني بسنده عن الحسن بن علي بن
حرب بن أبي الأسود الدؤلي قال كنا جلوسا عند أبي عمرو بن العلاء ف
تذاكرنا السيد فجاء فجلس وخضنا في ذكر الزرع والنخل ساعة فنهض
فقلنا يا أبا هاشم مم القيام فقال:
اني لأكره ان أطيل بمجلس * لا ذكر فيه لفضل آل محمد
لا ذكر فيه لأحمد ووصيه * وبنيه ذلك مجلس قصف ردي
ان الذي ينساهم في مجلس * حتى يفارقه لغير مسدد
وفيه أخبرني عمي حدثني الكراني عن ابن عائشة قال: وقف السيد
على بشار وهو ينشد الشعر فاقبل عليه وقال:
أيها المادح العباد ليعطى * ان لله ما بأيدي العباد
فاسال الله ما طلبت إليهم * وارج نفع المنزل العواد
لا تقل في الجواد ما ليس فيه * وتسمي البخيل باسم الجواد
قال بشار من هذا؟ فعرفه فقال لولا ان هذا الرجل قد شغل عنا
(٤١٦)

بمدح بني هاشم لشغلنا ولو شاركنا في مذهبنا لتعبنا. قال: وروي في هذا
الخبر ان عمران بن حطان الشاري خاطب الفرزدق بهذه المخاطبة واجابه
بهذا الجواب. وفيه ذكر التميمي وهو علي بن إسماعيل عن أبيه قال
كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد إذ استأذن آذنه للسيد فامر بايصاله
وأقعد حرمه خلف ستر ودخل فسلم وجلس فاستنشده فأنشده قوله:
امرر على جدث الحسين * فقل لأعظمه الزكية
آ أعظما لا زلت من * وطفاء ساكبة رويه
وإذا مررت بقبره * فاطل به وقف المطية
وابك المطهر للمطهر * والمطهرة النقية
كبكاء معولة أتت * يوما لواحدها المنيه
قال فرأيت دموع جعفر بن محمد تتحدر على خديه وارتفع الصراخ
والبكاء من داره حتى امره بالامساك فامسك. قال فحدثت أبي بذلك لما
انصرفت فقال لي ويلي على الكيساني الفاعل ابن الفاعل يقول:
فإذا مررت بقبره * فاطل به وقف المطية
فقلت يا أبت وما ذا يصنع قال أولا ينحر أولا يقتل نفسه فثكلته أمه
انتهى قال المؤلف: هذا تحامس بارد من أبيه ومثل السيد لا يعاب
عليه في رثاء أهل البيت ع ومدحهم ولا يلحقه في ذلك لاحق.
وفي الأغاني بسنده كان السيد إذا استنشد شيئا من شعره لم يبدأ
بشئ الا بقوله
: أجد بال فاطمة البكور * فدمع العين منهمر غزير
وفيه أخبرني أحمد بن عمار أخبرنا يعقوب بن نعيم حدثني
إبراهيم بن عبد الله الطلحي راوية الشعراء بالكوفة حدثنا أبو مسعود
عمرو بن عيسى الرباح ومحمد بن سلمة يزيد بعضهم على بعض ان السيد
لما قدم الكوفة اتاه محمد بن سهل راوية الكميت فاقبل عليه السيد فقال من
الذي يقول:
يعيب علي أقوام سفاها * بان أرجي أبا حسن عليا
وارجائي أبا حسن صواب * عن العمرين برا أو شقيا
فان قدمت قوما قال قوم * اسات وكنت كذابا رديا
إذا أيقنت ان الله ربي * وأرسل أحمدا حقا نبيا
وان الرسل قد بعثوا بحق * وإن الله كان لهم وليا
فليس علي في الارجاء باس * ولا لبس ولست أخاف شيا
فقال محمد بن سهل هذا يقوله محارب بن دثار الذهلي فقال السيد لا
كان الله وليا للعاض بظر أمه من ينشدنا قصيدة أبي الأسود:
أحب محمدا حبا شديدا * وعباسا وحمزة والوصيا
فأنشده القصيدة بعض من كان حاضرا فطفق يسب محارب بن دثار
ويترحم على أبي الأسود فبلغ الخبر منصور النمري فقال ما كان على أبي
هاشم لو هجاه بقصيدة يعارض بها أبياته ثم قال أبياتا أولها:
يود محارب لو قد رآها * وأبصرهم حواليها جثيا
ويأتي باقيها في ترجمة منصور.
وفيه بسنده عن سويد بن حمدان بن الحصين قال كان السيد
يختلف الينا ويغشانا فقام من عندنا ذات يوم فتخلفه رجل وقال: لكم
شرف وقدر عند السلطان فلا تجالسوا هذا فإنه مشهور بشرب الخمر وذكر
السلف فبلغ ذلك السيد فكتب اليه:
وصفت لك الحوض يا ابن الحصين * على صفة الحارث الأعور
فان تسق منه غدا شربة * تفز من نصيبك بالأوفر
فما لي ذنب سوى انني * ذكرت الذي فر عن خيبر
ذكرت امرءا فر عن مرحب * فرار الحمار من القسور
فأنكر ذاك جليس لكم * زنيم أخو خلق أعور
لحاني بحب امام الهدى * وفاروق أمتنا الأكبر
سأحلق لحيته إنها * شهود على الزور والمنكر
قال فهجر والله مشايخنا ذلك الرجل ولزموا محبة السيد ومجالسته.
وفيه أخبرني علي بن سليمان الأخفش حدثني محمد بن يزيد المبرد
حدثني التوزي قال جلس السيد يوما إلى قوم فجعل ينشدهم وهم يلغطون
فقال:
قد ضيع الله ما جمعت من أدب * بين الحمير وبين الشاء والبقر
لا يسمعون إلى قول أجئ به * وكيف تستمع الأنعام للبشر
أقول ما سكتوا انس فان نطقوا * قلت الضفادع بين الماء والشجر
قال: ومما يحكى عنه انه اجتمع في طريقه بامرأة تميمية أباضية
فأعجبها وقالت أريد ان أتزوج بك قال يكون كنكاح أم خارجة قالت
فمن أنت فقال:
ان تسأليني بقومي تسألي رجلا * في ذروة العز من أحياء ذي يمن
حولي بها ذو كلاع في منازلها * وذو رعين وهمدان وذو يزن
والأزد أزد عمان الأدرمين إذا * عدت مآثرهم في سالف الزمن
بانت كريمتهم عني فدارهمو * داري وفي الرحب من أوطانهم وطني
لي منزلان بلحج منزل وسط * منها ولي منزل للغز في عدن
ثم الولاء الذي أرجو النجاة به * من كبة النار للهادي أبي حسن
فقالت قد عرفتك ولا شئ أعجب من هذا يمان وتميمية ورافضي
وأباضية فكيف يجتمعان الحديث.
وروي في الأغاني: ان السيد كان أدلم منتن الإبطين وكان في ندمائه
فتى أدلم غليظ الأنف والشفتين زنجي الخلقة وكانا يتمازحان فيقول له السيد
أنت زنجي الأنف والشفتين ويقول الفتى للسيد أنت زنجي اللون والإبطين
فقال السيد:
أعارك يوم بعناه رباح * مشافره وانفك ذا القبيحا
وكانت حصتي إبطي منه * ولونا حالكا أمسى فضوحا
فهل لك في مبادلتيك إبطي * بانفك تحمد البيع الربيحا
فإنك أقبح الفتيان أنفا * وإبطي أنتن الآباط ريحا
(٤١٧)

وروي فيه ان فتى مؤسرا تزوج امرأة اسمها ليلى واجتمع على السيد
وكان من أظراف الناس وكان الفتى لا يصبر عنه وأنفق عليه مالا كثيرا
وكانت ليلى تعذله على إسرافه وتقول له كأني بك قد افتقرت فلم يغن عنك
شيئا فقال فيها السيد:
أقول يا ليت ليلى في يدي حنق * من العداوة من اعدى أعاديها
يعلو بها فوق رعن ثم يحدرها * في هوة فتهدى يومها فيها
أو ليتها في غمار البحر قد عصفت * فيه الرياح فهاجت من أواذيها
أو ليتها قد دنت يوما إلى فرس * قد شد منها إلى هاديه هاديها
حتى يرى لحمها من حضره زيما * وقد اتى القوم بعد الموت ناعيها
فمن بكاها فلا جفت مدامعه * لا أسخن الله الا عين باكيها
وروى فيه انه اهدى بعض ولاة الكوفة إلى السيد رداء عدنيا
فكتب اليه السيد فقال:
لقد اتانا رداء من هديتكم * فلا عدمتك طول الدهر من والي
هو الجمال جزاك الله صالحة * لو أنه كان موصولا بسربال
فبعث اليه بخلعة تامة وفرس جواد وقال نقطع عتاب أبي هاشم
واستزادته إيانا. وروى فيه بسنده عن الحرمازي قال: كنت اختلف إلى
بني قيس وكانا يرويان عن الحسن فلقيني السيد يوما وانا منصرف من
عندهما فقال أرني الواحك اكتب فيها شيئا والا اخذتها فمحوت ما فيها
فأعطيته ألواحي فكتب فيها:
لشربة من سويق عند مسغبة * وأكلة من ثريد لحمه واري
أشد مما روى حبا إلي بنو * قيس ومما روى صلت بن دينار
مما رواه فلان عن فلانهم * ذاك الذي كان يدعوهم إلى النار
وروى فيه بسنده ان السيد كان بالأهواز فمرت به امرأة من آل
الزبير تزف إلى إسماعيل بن عبد الله بن العباس وسمع الجلبة فسال عنها
فأخبر بها قال:
اتتنا تزف على بغله * وفوق رحالتها قبه
زبيرية من بنات الذي * أحل الحرام من الكعبه
تزف إلى ملك ماجد * فلا اجتمعا وبها الوجبه
فدخلت في طريقها إلى خربة للخلاء فنهشتها أفعى فماتت فكان
السيد يقول لحقتها دعوتي انتهى.
وفي النبذة المختارة من تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني المقدم
ذكرها: قيل أنه قال لغلامه عند موته إذا انا مت فائت مجمع البصريين
فأعلمهم بموتي فما أظن يجئ منهم الا رجل أو رجلان ثم اذهب إلى مجمع
الكوفيين فأعلمهم بموتي وأنشدهم:
يا أهل كوفان اني وامق لكم * مذ كنت طفلا إلى السبعين والكبر
أهواكم وأواليكم وأمدحكم * حتما علي كمحتوم من القدر
لحبكم لوصي المصطفى وكفى * بالمصطفى وبه من سائر البشر
والسيدين أولى الحسنى ونجلهم * سمي من جاء بالآيات والسور
هو الامام الذي نرجو النجاة به * من حر نار على الأعداء مستعر
كتبت شعري إليكم سائلا لكم * إذ كنت انقل من دار إلى حفر
ان لا يليني سواكم أهل بصرتنا * الجاحدون أو الحاوون للبدر
ولا السلاطين ان الظلم حالفهم * فعرفهم صائر لا شك للنكر
وكفنوني بياضا لا يخالطه * شئ من الوشي أو من فاخر الحبر
ولا يشيعني النصاب انهم * شر البرية من أنثى ومن ذكر
عسى الاله ينجيني برحمته * ومدحي الغرر الزاكين من سقر
فإنهم سيسارعون إليك. فلما مات مضى الغلام وفعل ما امره به
فجاءه من البصريين ثلاثة نفر معهم ثلاثة أكفان وجاءه من الكوفيين خلق
ومعهم سبعون كفنا ثم بلغ خبره الرشيد فأرسل اليه بأخيه علي بن المهدي
ومعه أكفان حسنة وطيب كثير فامر برد أكفان الناس وتولى الصلاة عليه
علي بن المهدي وكبر خمسا ووقف على قبره حتى سطح. وفي تعليقة البهبهاني
على منهج المقال: كتب من خط الكفعمي انه لما توفي السيد ببغداد اتى من
الكوفة تسعون كفنا فكفنه الرشيد ورد أكفان العامة وصلى
عليه المهدي وكبر عليه خمسا انتهى. قوله اتى من الكوفة الصواب من الكوفيين يعني
الموجودين ببغداد كما بيناه في الحاشية وهو قد توفي ببغداد وبينها وبين الكوفة
نحو سبع مراحل وقوله المهدي الصواب علي بن المهدي كما مر عن المرزباني
لان المهدي والد الرشيد وكان قد توفي قبل ذلك وقوله تسعون كفنا مر عن
المرزباني انها سبعون فقد صحف أحدهما بالآخر.
وفي الأغاني: بسنده عن بشير بن عمار الصيرفي قال: حضرت وفاة
السيد في الرميلة ببغداد فوجه رسولا إلى صف الجزارين الكوفيين يعلمهم
بحاله ووفاته فغلط الرسول وذهب إلى صف السموسين البصريين ظ
فشتموه ولعنوه فعلم أنه قد غلط فعاد إلى الكوفيين يعلمهم بحاله ووفاته
فوافوه سبعون كفنا انتهى.
أشعاره في أهل البيت ع
قد عرفت ان بعضهم جمع له في بني هاشم ألفين وثلاثمائة قصيدة ولم
يستوف شعره فيهم وان له فيهم ع ألفا ومائتي قصيدة كانت تحفظ
ثلاث بنات له كل واحدة أربعمائة بيت منها وان بعضهم قال إنها على حرف
الميم فقط عدا ما كان على غيره من الحروف وانه لم يترك فضيلة لأمير
المؤمنين ع الا نظم فيها شعرا وقد ذهبت الأيام بهذه القصائد وبديوانه
الذي كان معروفا محفوظا، وذكر عن بعض العلماء الذي غاب عني اسمه
الآن: انه كان يحفظ ديوانه، ولم يبق من ذلك الا ما كان في تضاعيف
الكتب والمؤلفات، وقد مر فيما سبق من ترجمته جملة من أشعاره في أهل البيت
وغيرهم ونذكر هنا ما عثرنا عليه في مصنفات العلماء من أشعاره في
أهل البيت ع زيادة على ما سبق وجله منقول من مناقب ابن
شهرآشوب وكان متفرقا في الأبواب فجمعناه فإنه يذكر البيت والبيتين
والأكثر من القصيدة بحسب المناسبة فجمعنا ما تفرق منه ورتبناه بحسب
الإمكان فمن ذلك قوله:
بيت الرسالة والنبوة والذين * نعدهم لذنوبنا شفعاء
الطاهرين الصادقين العالمين * العارفين السادة النجباء
اني علقت بحبلهم متمسكا * أرجو بذاك من الاله رضاء
أسواهم أبغي لنفسي قدوة * لا والذي فطر السماء سماء
من كان أول من أباد بسيفه * كفار بدر واستباح دماء
من أنزل الرحمن فيهم هل اتى * لما تحدوا للنذور وفاء
(٤١٨)

من خمسة جبريل سادسهم وقد * مد النبي على الجميع عباء
من ذا بخاتمه تصدق راكعا * فأثابه ذو العرش عنه ولاء
يا راية جبريل سار امامها * قدما واتبعها النبي دعاء
الله فضله بها ورسوله * والله ظاهر عنده الآلاء
من ذا تشاغل بالنبي وغسله * ورأى عن الدنيا بذاك عزاء
من كان اعلمهم وأقضاهم ومن * جعل الرعية والرعاء سواء
من كان باب مدينة العلم الذي * ذكر النزول وفسر الأنباء
من كان أخطبهم وأنطقهم ومن * قد كان يشفي قوله البرحاء
من كان أنزعهم من الاشراك أو * للعلم كان البطن منه خفاء
من ذا الذي أمروا إذا اختلفوا بان * يرضوا به في امرهم قضاء
من قيل لولاه ولولا علمه * هلكوا وعانوا فتنة صماء
من كان ارسله النبي بسورة * في الحج كانت فيصلا وقضاء
من ذا الذي أوصى اليه محمد * يقضي العدات فانفذ الايصاء
من ذا الذي حمل النبي برأفة * ابنيه حتى جاوز الغمصاء
من قال نعم الراكبان هما ولم * يكن الذي قد كان منه خفاء
من ذا مشى في لمع برق ساطع * إذ راح من عند النبي عشاء
وله:
ولقد عجبت لقائل لي مرة * علامة فهم من الفهماء
أهجرت قومك طاعنا في دينهم * وسلكت غير مسالك الفقهاء
ألا مزجت بحب آل محمد * حب الجميع فكنت أهل وفاء
فأجبته بجواب غير مباعد * للحق ملبوس عليه غطائي
أهل الكساء أحبتي فهم اللذو * فرض الاله لهم علي ولائي
ولمن أحبهم ووالى دينهم * فلهم علي مودة بصفاء
والعاندون لهم عليهم لعنتي * وأخصهم مني بقصد هجاء
وله: يا آل ياسين يا ثقاتي * أنتم موالي في حياتي
وعادتي إذ دنت وفاتي * بكم لدى محشري نجاتي
إذ يفصل الحاكم القضاء
أبرأ إليكم من الأعادي * من آل حرب ومن زياد
وآل مروان ذي العتاد * وأول الناس في العناد
مجاهر اظهر البراء
وله:
سماه جبار السماء * صراط حق فسما
فقال في الذكر وما * كان حديثا يفترى
هذا صراطي فاتبعوا * وعنهم لا تخدعوا
فخالفوا ما سمعوا * والخلف ممن شرعا
واجتمعوا واتفقوا * وعاهدوا ثم التقوا
إذ مات عنهم وبقوا * ان يهدموا ما قد بنى
له البساط إذ سرى * وفتية الكهف دعا
فما أجابوا في الندا * سوى الوصي المرتضى
وله:
وكان له أخا وامين غيب * على الوحي المنزل حين يوحى
وكان لأحمد الهادي وزيرا * كما هارون كان وزير موسى
وصي محمد وأبو بنيه * وأول ساجد لله صلى
بمكة والبرية أهل شرك * وأوثان لها البدنات تهدى
وله:
والحوض حوض محمد ووصيه * يسقي محبيه ويمنعه العدى
وله:
نادى علي فوافى فوق منبره * فاسمع الناس اني سيد الشيب
وان في وخير القول أصدقه * لسنة من نبي الله أيوب
والله لي جامع شملي كما جمعت * كفاه بعد شتات شمل يعقوب
والله لي واهب من فضل رحمته * ما ليس الا الذي وحي بموهوب
والله مبتعث من عترتي رجلا * يفني أمية وعدا غير مكذوب
هذا حديث عجيب عن أبي حسن * يروى وقد كان يأتي بالأعاجيب
وله:
الا أيها اللاحي عليا دع الخنا * فما أنت في تأنيبه بمصوب
أتلحى أمير الله بعد أمينه * وصاحب حوض شربه خير مشرب
وحافاته در ومسك ترابه * وقد حاز ماء من لجين ومذهب
متى ما يرد مولاه يشرب وان يرد * عدو له يرجع بخزي ويضرب
وله في خبر الطائر:
نبئت إن أبانا كان عن انس * يروي حديثا معجبا عجبا
في طائر جاء مشويا به بشر * يوما وكان رسول الله محتجبا
أدناه منه فلما ان رآه دعا * ربا قريبا لأهل الخير متجبا
ادخل إلي أحب الخلق كلهم * طرا إليك فأعطاه الذي طلبا
فاغتر بالباب مغترا فقال لهم * من ذا وكان وراء الباب مرتقبا
من ذا فقال علي قال إن له * شانا له اهتم منه اليوم فاحتجبا
فقال لا تحجبن مني أبا حسن * يوما وأبصر في اسراره الغضبا
من رده المرة الأولى وقال له * لج واحمد الله واقبل كل ما وهبا
اهلا وسهلا بخلصائي وذي ثقتي * ومن له الحب من رب السما وجبا
وقال ثم رسول الله يا انس * ما ذا أصاب بك التخليط مكتسبا
ما ذا دعاك إلى أن صار خالصتي * وخير قومي لديك اليوم محتجبا
فقال يا خير خلق الله كلهم * أردت حين دعوت الله مطلبا
بان يكون من الأنصار ذاك لكي * يكون ذاك لنا في قومنا حسبا
فقد دعا ربه المحجوب في انس * بان يحل به سقم حوى كربا
فناله السوء حتى كان يرفعه * في وجهه الدهر حتى مات منتقبا
إنا وجدنا له فيما نخبره * بعروة العرش موصولا بها سببا
حبلا متينا بكفيه له طرف * سد العراج اليه العقد والكربا
من يعتصم بالقوى من حبله فله * ان لا يكون غدا في حال من عطبا
قوم غلوا في علي لا أبا لهم * وجشموا أنفسا في حبه تعبا
قالوا هو الله جل الله خالقنا * من أن يكون ابن أم أو يكون أبا
فمن أدار أمور الخلق بينهم * إذ كان في المهد أو في البطن محتجبا
وله:
أبو حسن غلام من قريش * ابرهم وأكرمهم نصابا
دعاهم احمد لما اتته * من الله النبوة فاستجابا
(٤١٩)

فأدبه وعلمه وأملى * عليه الوحي يكتبه كتابا
فأحصى كلما املى عليه * وبينه له بابا فبابا
وقال في الحسين ع:
لست أنساه حين أيقن بالموت * دعاهم وقام فيهم خطيبا
ثم قال ارجعوا إلى أهلكم ليس * سوائي أرى لهم مطلوبا
فأجابوه والعيون سكوب * وحشاهم قد شب منها لهيبا كذا
اي عذر لنا حين نلقى * جدك المصطفى ونحن حروبا كذا
وله:
محمد خير بني غالب * وبعده ابن أبي طالب
هذا نبي ووصي له * ويعزل العالم في جانب
حدثه في مجلس واحد * ألف حديث معجب عاجب
كل حديث من أحاديثه * يفتح ألفا عدة الحاسب
فتلك وفت ألف ألف له * فيها جماع المحكم الصائب
وله في الحارث بن عمرو الفهري الذي قال اللهم ان كان هذا هو
الحق من عندك الآية:
هو مولاك فاستطار ونادى * ربه باستكانة وانتصاب
رب ان كان ذا هو الحق من * عندك تجزي به عظيم الثواب
رب أمطر من السماء بأحجار * علينا أو ائتنا بعذاب
ثم ولى وقال دونكموه * ان ربي مصيبه بشهاب
فاطلبوه إذا تغيب عنكم * فسعوا يطلبونه في الشعاب
فإذا شلوه طريح عليه * لعنة الله بين تلك الروابي
وله:
وان عليا قال في الصيد قبل ان * ينزل في التنزيل ما كان أوجبا
قضى فيه قبل الوحي خير قضية * فانزلها الرحمن حقا مرتبا
على قاتل الصيد الحرام كمثله * من النعم المفروض كان معقبا
إلى البيت بيت الله معتمدا إذا * تعمده كيلا يعود فيعطبا
وسلم جبريل وميكال ليلة * عليه وإسرافيل حياه معربا
أحاطوا به في ردئه جاء يستقي * وكان على ألف بها قد تحزبا
ثلاثة آلاف ملائك سلموا * عليه فأدناهم وحيا ورحبا
وأعتق الفاثم من صلب ماله * أراد بهم وجه الاله وسيبا
وليلة قاما يمشيان بظلمة * يجوبان جلبابا من الليل غيهبا
إلى صنم كانت خزاعة كلها * توقره كي يكسراه ويهربا
فقال أعلى ظهري يا علي وحطه * فقام به خير الأنام مركبا
يغادرها قضا جذاذا وقال ثب * جزاك به ربي جزاء مؤربا
وله:
هاشمي مهذب احمدي * من قريش القرى وأهل الكتاب
خازن الوحي الذي أوتي الحكم * صبيا طفلا وفصل الخطاب
كان لله ثاني اثنين سرا * وقريش تدين للأنصاب
وله:
علي أمير المؤمنين وعزهم * إذا الناس خافوا مهلكات العواقب
علي هو الحامي المرجا بفعله * لدى كل يوم باسل الشر عاصب
علي هو المرهوب والذائد الذي * يذود عن الاسلام كل مناصب
علي هو الغيث الربيع مع الحيا * إذا نزلت بالناس احدى المصائب
علي هو العدل الموفق والرضا * وفارج لبس المبهمات الغرائب
علي هو المأوى لكل مطرد * شريد ومنحوب من الشر هارب
علي هو المهدي والمقتدى به * إذا الناس حاروا في فنون المذاهب
علي هو القاضي الخطيب بقوله * يجئ بما يعيا به كل خاطب
علي هو الخصم القؤول بحجة * يرد بها قول العدو المشاغب
علي هو البدر المنير ضياؤه * يضئ سناه في ظلام الغياهب
علي أعز الناس جارا وحاميا * واقتلهم للقرن يوم الكتائب
علي أتمم الناس حلما ونائلا * وأجودهم بالمال حقا لطالب
علي اكف الناس عن كل محرم * وأتقاهم لله في كل جانب
وله:
جعلت آل الرسول لي سببا * أرجو نجاتي به من العطب
علام ألحى على مودة من * جعلتهم عدة لمنقلبي
لو لم أكن قائلا بحبهم * أشفقت من بغضهم على نسبي
القصيدة المذهبة
في مدح أمير المؤمنين علي ع وهي من مشهور شعره ولما لها
من المكانة شرحها السيد المرتضى علم الهدى بطلب من أبيه والشرح
مطبوع بمصر ووصل الينا منه نسختان مخطوطتان وقد أوردناها في الجزء
الخامس من المجالس السنية وفي الجزء الثالث من معادن الجواهر وقد
سمعت قول التوزي فيها لو أن شعرا يستحق ان لا ينشد الا في المساجد
لحسنه لكان هذا ولو خطب به خاطب على المنبر في يوم جمعة لأتى حسنا
ولحاز اجرا وقول مروان بن أبي حفصة لكل بيت منها لما سمعها: سبحان
الله ما أعجب هذا الكلام وقد ذكر السيد المرتضى سنده إليها ولا باس بان
نذكر سندنا إليها أيضا بواسطته فقد كان القدماء يحافظون على الأسانيد
ويروون كلما يذكرونه بالأسانيد عن مشايخهم كما تراه في مؤلفاتهم وقد
أهمل ذلك في هذا الزمان في جملة ما أهمل. ولنا عدة طرق إلى السيد المرتضى
قدس الله سره نذكر منها هنا طريقا واحدا فنقول: اننا نروي هذه القصيدة
وغيرها من مرويات الشريف المرتضى رضي الله عنه بالإجازة عن شيخنا
وأستاذنا الفقيه الشيخ محمد طه النجفي عن شيخه الفقيه الزاهد الملا علي
ابن الميرزا خليل الطبيب الطهراني النجفي عن شيخه الامام الفقيه الشيخ
محمد حسن النجفي صاحب جواهر الكلام عن شيخه الفقيه المتبحر السيد
محمد الجواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة عن شيخه الامام العلامة السيد
محمد مهدي الطباطبائي النجفي الملقب بحر العلوم عن شيخه
المحقق الوحيد محمد باقر البهبهاني الحائري عن أبيه محمد أكمل عن
العلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي عن أبيه عن الشيخ بهاء الدين
محمد العاملي المعروف بالبهائي عن والده الشيخ حسين بن عبد الصمد
الحارثي الهمداني العاملي عن شيخه الشيخ زين الدين بن علي العاملي
الجبعي المعروف بالشهيد الثاني عن شيخه نور الدين علي بن عبد العال
العاملي الميسي عن الشيخ شمس الدين محمد بن داود الشهير بابن المؤذن العاملي
الجزيني عن الشيخ ضياء الدين علي بن شمس الدين الشهيد السعيد محمد بن
مكي العاملي الجزيني عن والده المذكور عن الشيخ فخر الدين أبي طالب محمد
(٤٢٠)

بن الشيخ جمال الدين أبي منصور الحسن بن المطهر الحلي عن والده
المعروف بالعلامة الحلي عن شيخه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن
الحسن بن سعيد الهذلي المعروف بالمحقق الحلي عن السيد شمس الدين
فخار بن معد الموسوي عن الشيخ أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي عن
الشيخ أبي جعفر محمد بن القاسم العماد الطبري عن الشيخ أبي علي الحسن
ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن أبيه عن السيد
الأجل المرتضى علم الهدى علي بن الحسين الموسوي عن أبي عبد الله
المرزباني عن محمد بن يحيى عن أبي صفي السلمي المازني عن حردان عن
أبي حردان قال سمعت غير مرة السيد إسماعيل بن محمد الحميري وأنشدني
القصيدة التي أولها:
هلا وقفت على المكان المعشب * بين الطويلع فالنقا من كبكب
وله:
فإنك كنت تعبده غلاما * بعيدا من اساف ومن مناة
ولا ثنا عبدت ولا صلبيا * ولا عزى ولم تسجد للات
وله:
سبطان أمهما الزهراء منجبة * سادت نساء جميع العالميات
ابنا الرسول الذي جلت فضائله * ان عدد الفضل عن وصف المقالات
وابنا الوصي الذي كانت ولايته * حتما من الله في تنزيل آيات
أولاك من آدم في بيت معلوة * تواضعت عنده كل البيوتات
وله:
ان امرءا خصمه أبو حسن * لعازب الرأي داحض الحجج
لا يقبل الله منه معذرة * ولا تلاقيه حجة الفلج
وله:
قسيم النار ذاك لها وذا لي * ذريه انه لي ذو وداد
يقاسمها فنصفها فترضى * مقاسمة المعادل غير عادي
كما انتقد الدراهم صيرفي * ينقي الزائفات من الجياد
وله:
واسال بني الحسحاس تخبر انه * كاد الوصي برشق سهم مقصد
فدعا عليه المصطفى في قومه * بدعاء محمود الدعاء مؤيد
فتعطلت يمنى يديه عقوبة * واتى عشيرته بوجه اسود
غرست نخيل من سلالة آدم * شرفا فطاب بفخر طيب المولد
زيتونة طلعت فلا شرقية * تلفى ولا غريبة في المحتد
ما زال يشرق نورها من زيتها * فوق السهول وفوق صم الجلمد
وسراجها الوهاج احمد والذي * يهدي إلى نهج الطريق الأزهد
وإذا وصلت بحبل آل محمد * حبل المودة منك فأبلغ وازدد
بمطهر لمطهرين أبوة * نالوا العلى ومكارما لم تنفد
أهل التقى وذوي النهى وأولي العلى * والناطقين عن الحديث المسند
الصائمين القائمين القانتين * الفائقين بني الحجى والسؤدد
الراكعين الساجدين الحامدين * السابقين إلى صلاة المسجد
الفاتقين الراتقين السائحين * العابدين إلههم بتودد
الواهبين المانعين القادرين * القاهرين لحاسد متحسد
نصب الجليل لجبرئيل منبرا * في ظل طوبى من متون زبرجد
شهد الملائكة الكرام وربهم * وكفى بهم وبربهم من شهد
وتناثرت طوبى عليهم لؤلؤا * وزمردا متتابعا لم يعقد
وملاك فاطمة الذي ما مثله * في متهم شرفا ولا في منجد
وبكرن علقمة النصارى إذ عتت * في عزها والباذخ المتقعد
إذ قال كرر هاتم أبناءكم * ونساءكم حتى نبهل في غد
فاتى النبي بفاطم ووليها * وحسين والحسن الكريم المصعد
جبريل سادسهم فأكرم سادس * وأخير منتجب لأفضل مشهد
وله:
بعث النبي فما تلبث بعده * حتى تحنف غير يوم واحد
صلى وزكى واستسر بدينه * من كل عم مشفق أو والد
حججا يكاتم دينه فإذا خلا * صلى ومجد ربه بمحامد
صلى ابن تسع وارتدى في برجد * ولداته يسعون بين براجد
وسرى النبي وخاف ان يسطى به * عند انقطاع مواثق ومعاهد
واتى النبي فبات فوق فراشه * متدثرا بدثاره كالراقد
وذكت عيون المشركين ونطفوا * ابيات آل محمد بمراصد
حتى إذا ما الصبح لاح كأنه * سيف تخرق عنه غمد الغامد
ثاروا وظنوا انهم ظفروا به * فتعاوروه وخاب كيد الكائد
فوقاه بادرة الحتوف بنفسه * ولقد تنول رأسه بجلامد
في المناقب: عن كتاب أبي موسى الحامض النحوي انه عرض عباسي
للسيد الحميري ان أشعر الناس من قال:
محمد خير من يمشي على قدم * وصاحباه وعثمان بن عفانا
فقال السيد انا أشعر من هذا حيث أقول:
سائل قريشا إذا ما كنت ذا عمه * من كان أثبتهم في الدين أوتادا
من كان أولها سلما وأكثرها * علما وأطيبها اهلا وأولادا
من كان أعدلهم حكما وأقسطهم * فتيا وأصدقهم وعدا وايعادا
من صدق الله إذ كانت مكذبة * تدعو مع الله أوثانا وأندادا
ان يصدقوك فلن يعدو أبا حسن * ان أنت لم تلق للأبرار حسادا
وله:
ولدته في حرم الاله وامنه * والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهرة الثياب كريمة * طابت وطاب وليدها والمولد
في ليلة غابت نحوس نجومها * وبدت مع القمر المنير الأسعد
ما لف في خرق القوابل مثله * الا ابن آمنة النبي محمد
وله:
لأقدم أمته الأولين * هدى ولأحدثهم مولدا
دعاه ابن آمنة المصطفى * وكان رشيد الهدى مرشدا
إلى أن يوحد رب السماء * تعالى وجل وان يعبدا
فلباه لما دعاه اليه * ووحده مثل ما وحدا
واخبره انه مرسل * فقال صدقت وما فندا
(٤٢١)

فصلى الصلاة وصام الصيام * غلاما ووافى الوغى أمردا
فلم ير يوما كأيامه * ولا مثل مشهده مشهدا
وله:
توفي النبي عليه السلام * فلما تغيب في الملحد
أزالوا الوصية عن أقربيه * إلى الابعد الابعد الابعد
وكادوا مواليه من بعده * فيا عين جودي ولا تجمدي
وأولاد بنت رسول الاله * يضامون فيها ولم تكمد
فهم بين قتلى ومستضعف * ومنعفر في الثرى مقصد
فذكر النبي وذكر الوصي * وذكر المطهر ذي المسجد
عظام الحلوم حسان الوجوه * شم العرانيين والمنجد
ومن دنس الرجس قد طهروا * فيا فضل من بهم يهتدي
هم حجج الله في خلقه * عليهم هدى كل مسترشد
بهم أحييت سنن المرسلين * على الرغم من انف الحسد
فمن لم يصل عليهم يخب * إذا لقى الله بالمرصد
وله:
وارث السيف والعمامة والراية * مطوية وذات القيود
منه والبغلة التي كان والحرب * عليها يلقاه يوم الوفود
وكفاه بأنه سبق الناس * بفضل الصلاة والتوحيد
حججا قبلهم كوامل سبعا * بركوع لديه أو بسجود
وكفاه بألف ألف حديث * قد وعاهن من وحي مجيد
قد وعاها في مجلس بمعانيها * وأسبابها ووقت الحدود
كان من قوله ألا لا تعودوا * بعد موتي في ردة وعنود
تلقحوا الحرب بينكم فتصيروا * في فريقين قائد ومقود
ولئن أنتم فتنتم وخلتم * في عمى حائل وفي ترديد
لتروني وفي يدي السيف صلتا * وعليا في فيلق كالأسود
تحته بغلتي ودرعي عليه * وحسامي في كفه وعمودي
فوقه رايتي تطير بها الريح * عليكم في يوم نحس مبيد
وله:
أليس علي كان أول مؤمن * وأول من صلى غلاما ووحدا
فما زال في سر يروح ويغتدي * فيرقى بثور أو حراء مصعدا
يصلي ويدعو ربه فهما به * مع المصطفى مثنى وان كان أوحدا
سنين ثلاثا بعد خمس وأشهرا * كوامل صلى قبل ان يتمردا
ومن ذا الذي قد بات فوق فراشه * وأدنى وساد المصطفى فتوسدا
وخمر منه وجهه بلحافه * ليدفع عنه كيد من كان أكيدا
فلما بدا صبح يلوح تكشفت * له قطع من حالك اللون اسودا
ودارت به أحراسهم يطلبونه * وبالأمس ما سب النبي وأوعدا
أتوا طاهرا والطيب الطهر قد مضى * إلى الغار يخشى فيه ان يتوردا
فهموا به ان يقتلوه وقد سطوا * بأيديهم ضربا مقيما ومقعدا
فصدهم عن غاره عنكب له * على بابه سدى ووشى فجودا
فقال زعيم القوم ما فيه مطلب * ولم يظفر الرحمن منهم به يدا
وخص رجالا من قريش بان بنى * لهم حجرا فيه وكان مسددا
فقيل له أسدد كل باب فتحته * سوى باب ذي التقوى علي فسددا
وله:
وأهوج لاحى في علي وعابه * بسفك دماء من رجال تهودوا
وتلك دماء المارقين وسفكها * من الله ميثاق عليه مؤكد
هم نكثوا ايمانهم بنفاقهم * كما أبرقوا من قبل ذاك وأرعدوا
أتلحى امرءا ما زال مذ هو يافع * يصلي ويرضي ربه ويوحد
وقد كانت الأوثان قبل صلاته * يطاف بها في كل يوم وتعبد
وله:
على هادينا الذي نحن من * بعد عمانا فيه نستبصر
لما دجا الدين ورق الهدى * وحار أهل الأرض واستكبروا
وله:
ففاروق بين الهدى والضلال * وصديق أمتنا الأكبر
وله:
وأول مؤمن صلى وزكى * بخاتمه على رغم الكفور
وقد وجب الولاء له علينا * بذلك في الجهار وفي الضمير
وأخبرنا الاله بما وقاهم * ولقاهم هناك من السرور
وأكرمهم لما صبروا جميعا * بجنات وألوان الحرير
فلا شمسا يرون ولا حميما * ولا غساق بين الزمهرير
وله:
من كان أول من تصدق راكعا * يوما بخاتمه وكان مشيرا
من ذاك قول الله ان وليكم * بعد الرسول ليعلم الجمهورا
ولدى الصراط ترى عليا واقفا * يدعو اليه وليه المنصورا
الله اعطى ذا عليا كله * وعطاء ربي لم يكن محظورا
والله زوجه الزكية فاطما * في ظل طوبى مشهدا محضورا
كان الملائك ثم في عدد الحصا * جبريل يخطبهم بها مسرورا
يدعو له ولها وكان دعاؤه * لهما بخير دائما مذكورا
حتى إذا فرع الخطيب تتابعت * طوبى تساقط لؤلؤا منثورا
وتهيل ياقوتا عليهم مرة * وتهيل درا تارة وشذورا
فترى نساء الحور ينتهبونه * حورا بذلك يحتذين الحورا
فاتى القيامة بينهن هدية * داك النثار عشية وبكورا
وله:
فقال له قد كان عيسى بن مريم * بزعمك يحيي كل ميت ومقبر
فما ذا الذي أعطيت قال محمد * لمثل الذي أعطيه ان شئت فانظر
إلى مثل ما أعطي فقالوا لكفرهم * الا أرنا ما قلت غير معذر
فقال رسول الله قم لوصيه * فقام وقدما كان غير مقصر
ورداه بالمنجاب والله خصه * وقال اتبعوه بالدعاء المبرر
فلما اتى ظهر البقيع دعا به * فرجت قبور بالورى لم تغير
فقالوا له يا وارث العلم اعفنا * ومن علينا بالرضى منك واغفر
وله:
وفاطم قد أوصت بان لا يصليا * عليها وان لا يدنوا من رجا القبر
عليا ومقدادا وان يخرجوا بها * رويدا بليل في سكون وفي ستر
(٤٢٢)

وله:
ذاك قسيم النار من قبله * خذي عدوي وذري ناصري
ذاك علي بن أبي طالب * صهر النبي المصطفى الطاهر
حدثنا وهب وكان امرءا * يصدق بالمنطق عن جابر
ان عليا عاين المصطفى * ذا الوحي من مقتدر قادر
عاينه من جوعه مطرقا * صلى عليه الله من صابر
وظل كالواله مما رأى * بصهره ذي النسب الفاخر
يجول إذ مر بذي حائط * يسقي بدلو غير مستأجر
قال له ما أنت لي جاعل * بكل دلو مترع ظاهر
فقال ما عندي سوى تمرة * بكل دلو غير ما غادر
فأترع الدلو امام الهدى * يسقي به الماء من الخاسر
حتى استقى عشرين دلوا على * عشر بقول العالم الخابر
ثم اتى بالتمر يسعى به * إلى أخيه غير مستأثر
فقال ما هذا الذي جئتنا * به هداك الله من زائر
فاقتص ما قد كان من امره * في عاجل الامر وفي الآخر
فضمه ثم دعا ربه * له بخير دائم ماطر
وله:
شهيدي الله يا صديق * هذي الأمة الأكبر
باني لك صافي الود * في فضلك لا استر
ويا فاروق بين الحق * والباطل في المصدر
ويا من اسمه في الكتب * معروف به حيدر
وسمته به أم * له صادقة المخبر
قسيم النار هذا لي * فكفي عنه لا يضرر
وهذا لك يا نار * فحوزي الفاجر الأكبر
فيا أول من صلى * ومن زكى ومن كبر
ويا حب رسول الله * في مسجده الأكبر
حلال في أن تجنب * لا تلحى ولا تؤزر
وقد بايع جبريل * فنعم البايع المشتر
بدينار من الحب * فلم يندم ولم يخسر
وله:
من كنت مولاه فهذا له * مولى فلا تابوا بتكفار
جاروا على احمد في جاره * والله قد أوصاه بالجار
هو جاره في مسجد طاهر * ولم يكن من عرصة الدار
أربى بما كان وأربى بما * في كل اعلان واسرار
واخرج الباقين منه معا * بالوحي من انزال جبار
وله:
علي امام وصي النبي * بمحضره قد دعاه أميرا
وكان الخصيص له في الحياة * فصاهره واجتباه عشيرا
وله:
وليلة كاد المشركون محمدا * شرى نفسه لله إذ بت لا تشري
فبات مبيتا لم يكن ليبيته * ضعيف عمود القلب منتفخ السحر
وله:
فتى أخواه المصطفى خير مرسل * وخير شهيد ذو الجناحين جعفر
وله:
من فضله انه قد كان أول من * صلى وآمن بالرحمن إذ كفروا
سنين سبعا وأياما محرمة * مع النبي على خوف وما شعروا
ويوم قال له جبريل قد علموا * انذر عشيرتك الأدنين ان بصروا
فقال يدعوهم من دون أمته * فما تخلف عنه منهم بشر
فمنهم آكل في مجلس جذعا * وشارب مثل عس وهو محتضر
فصدهم عن نواحي قصعة شبعا * فيها من الحب صاع فوقه الوذر
فقال يا قوم ان الله أرسلني * إليكم فأجيبوا الله وادكروا
فأيكم يجتبي قولي ويؤمن بي * اني نبي رسول فانبرى غدر
فقال تبا أتدعونا لتلفتنا * عن ديننا ثم قام القوم فاشتمروا
من الذي قال منهم وهو أحدثهم * سنا وخيرهم في الذكر إذ سطروا
آمنت بالله قد أعطيت نافلة * لم يعطها أحد جن ولا بشر
وإن ما قلته حق وأنهم ان * لم يجيبوا فقد خانوا وقد خسروا
ففاز قدما بها والله أكرمه * وكان سباق غايات إذا ابتدروا
وله:
من عنده علم الكتاب وحكمه * من شاهد يتلوه منه نذارا
علم البلايا والمنايا عنده * فصل الخطاب نمى اليه وصارا
وله بلاء يوم أحد صالح * والمشرفية تأخذ الأدبارا
إذ جاء جبريل فنادى معلنا * في المسلمين وأسمع الأبرارا
لا سيف الا ذو الفقار ولا فتى * الا علي ان عددت فخارا
من خاصف نعل النبي محمد * ارضى الاله بفعله الغفارا
هذا وصيي فيكم وخليفتي * لا تجهلوه فترجعوا كفارا
وله صراط الله دون عباده * من يهده يرزق تقى ووقارا
في الكتب مسطور محلى باسمه * وبنعته فاسال به الأخبارا
من كان ذا جار له في مسجد * من نال منه قرابة وجوارا
والله ادخله واخرج قومه * واختاره دون البرية جارا
من كان جبريل يقوم يمينه * فيها وميكال يقوم يسارا
من كان ينصره ملائكة السما * يأتونه مددا له أنصارا
من كان وحد قبل كل موحد * يدعو الاله الواحد القهارا
من كان صلى القبلتين وقومه * مثل النواهق تحمل الأسفارا
من كان في القرآن سمي مؤمنا * في عشر آيات جعلن خيارا
من قال للماء افجري فتفجرت * ما كلفت كفا له محفارا
حتى تروى جنده من مائها * لما جرى فوق الحضيض وفارا
وبكربلاء اثار أخرى قبلها * أحيا بها الأنعام والأشجار
واتاه راهبها فاسلم طائعا * معه واثنى الفارس المغوارا
أم من عليه الشمس كرت بعد ما * غربت والبسها الظلام شعارا
حتى تلافى العصر في أوقاتها * والله آثره بها ايثارا
ثمت توارت بالحجاب حثيثة * جعل الاله لسيرها مقدارا
من كان أذن منهم ببراءة * في المشركين فأنذر الكفارا
منكم برئنا أجمعين فأشهرا * في الأرض سيروا كلكم فرارا
ابتاع من جبريل حبا قد زكى * في جنة لم تحرم الأنهارا
(٤٢٣)

جبريل بايعه واحمد ضيفه * خير الأنام مركبا ونجارا
وله:
ويوم سلع إذا اتى عاديا * عمرو بن عبد مصلتا يخطر
يخطر بالسيف مدلا كما * يخطر فحل الصرمة الدوسر
إذ جلل السيف على رأسه * ابيض عضبا حده مبتر
فخر كالجذع وأوداجه * يثعب منها حلب احمر
ينفث من فيه دما معجلا * كأنما ناظره العصفر
وله:
وفي ذات السلاسل من سليم * غداة اتاهم الموت المبير
وقد هزموا أبا حفص عميرا * وصاحبه مرارا فاستطيروا
وقد قتلوا من الأنصار رهطا * فحل النذر أو وجبت نذور
ازار الموت مشيخة ضخاما * جحاجحة تسد بها الثغور
وعمرو قد سقي كأسا بسلع * اقب كأنه أسد مغير
فنادى هل بذي حسب براز * وهل عند امرئ حر نكير
وصي محمد وامين غيب * ونعم أخو الإمامة والوزير
هما اخوان ذا هاد إلى ذا * وذا فينا لأمته نذير
فاحمد منذر واخوه هاد * دليل لا يضل ولا يحير
كسابق حلبة وله مظل * امام الخيل حيث يرى البصير
وله:
وعلي أول الناس اهتدى * بهدى الله وصلى واذكر
وحد الله ولم يشرك به * وقريش أهل عود وحجر
وعلي خازن الوحي الذي * كان مستودع آيات السور
مجبر قال لدينا عدد * وجميع من جماهير البشر
قلت ذم الله ربي جمعكم * وبه تنطق آيات الزبر
من زها سبعين ألف برة * وسواها في عذاب وسعر
وله:
ألم يصل علي قبلهم حججا * ووحد الله رب الشمس والقمر
وهؤلاء ومن في حزب دينهم * قوم صلاتهم للعود والحجر
وله:
فطوبى لمن امسى لآل محمد * وليا إماماه شبير وشبر
وقبلهما الهادي وصي محمد * علي أمير المؤمنين المطهر
ومن نسله زهر فروع أطائب * أئمة حق امرهم يتنظر
وله:
لا فرض الا فرض عقد الولا * في أول الدهر وفي الآخرة
لأهل بيت المصطفى انهم * صفوة حزب الله ذي المغفرة
أعطاهم الفضل على غيرهم * بسؤدد البرهان والمقدرة
فهم ولاة الامر في خلقه * حكامه الماضون في أدهره
وله:
واحتل من طلحة المزهو حبته * سهم بكف قديم الكفر غدار
في كف مروان مرون... أرى * رهط الملوك ملوكا غير أخيار
وله:
قال بينا النبي وابناه والبر * ة والروح ثالث في قرار
إذ دعا شبرا شبير فقام * الطهر للطاهرات والأطهار
لصراع فقال احمد هي يا * حسن شد شدة المغوار
قالت البرة البتولة لما * سمعت قوله بلا انكار
أتجري الكبير والناس طرا * يقصدون الصغار دون الكبار
قال إذ كنت فاعلا ان من * يكنف هذا عن الورى متواري
ان جبريل قاتل مثل قولي * لفتى النجد والندى والوقار
وله:
ألم يك لما دعاه الرسول * أجاب النبي ولم يدهش
فصلى هنيئا له القبلتين * على أنه غير مستوحش
وله:
وصي رسول الله والأول الذي * أناب إلى دار الهدى حين ايفعا
غلاما فصلى مستسرا بدينه * مخافة ان يبغى عليه فيمنعا
بمكة إذ كانت قريش وغيرها * تظل لأوثان سجودا وركعا
شريك رسول الله في البدن التي * حداها هدايا عام حج فودعا
فلم يعد ان وافى الهدي محله * دعا بالهدايا مشعراث فصرعا
بكفيه ستا بعد ستين بكرة * هدايا له قد ساقها مائة معا
وفاز علي الخير منه باينق * ثلاثين بل زادت على ذاك أربعا
فنحرها ثم اجتذى من جميعها * جذى ثم القى ما اجتذى منه أجمعا
بقدر فاغلاها فلما أتت اتى * بها قد تهرى لحمها وتميعا
فقال له كل واحس منها ومثلما * تراني بإذن الله اصنع فاصنعا
ولم يطعما خلقا من الناس بضعة * ولا حسوة من ذاك حتى تضلعا
وله:
وفي يوم جاء المشركون بجمعهم * وعمرو بن عبد في الحديد مقنع
فجدله شلوا صريعا لوجهه * رهينا بقاع حوله الضبع يخمع
وأهلكهم ربي وردوا بغيظهم * كما أهلكت عاد الطغاة وتبع
وفي خاصف النعل البيان وعبرة * لمعتبر إذ قال والنعل يرقع
لأصحابه في مجمع ان منكم * وأنفسكم شوقا اليه تطلع
إماما على تأويله غير جائر * يقاتل بعدي لا يضل ويهلع
فقال أبو بكر انا هو قال لا * فقال أبو حفص انا هو فاسفع
فقال لهم لا لا ولكنه أخي * وخاصف نعلي فاعرفوه المرقع
وفي طائر جاءت به أم أيمن * بيان لمن بالحق يرضى ويقنع
فقال إلهي آت عبدك بالذي * تحب وحب الله أعلى وارفع
ليأكل من هذا معي ويناله * فجاء علي من يصد ويمنع
فقال له ان النبي ورده * على حاجة فارجع وكل ليرجع
فعاد ثلاثا كل ذاك يرده * فاهوى بتأييد إلى الباب يقرع
فاسمعه القرع الوصي لبابه * فقال له ادخل بعد ما كاد يرجع
وقال له يشكو وقد جئت مرة * وأخرى وأخرى كل ذلك ادفع
فسر رسول الله اكل وصيه * وانف الذي لا يشتهي ذاك يجدع
وقال له ما إن يحبك صادق * من الناس الا مؤمن متورع
ويقلاك الا كافر ومنافق * يفارق في الحق الأنام ويخلع
(٤٢٤)

فلما قضى وحي النبي دعا له * ولم يك صلى العصر والشمس تنزع
فردت عليه الشمس بعد غروبها * فصار لها في أول الليل مطلع
وأسكنه في مسجد الطهر وحده * وزوجه والله من شاء يرفع
مجاوره فيه الوصي وغيره * وأبوابهم في مسجد الطهر شرع
فقال لهم سدوا عن الله صادقا * فضنوا بها عن سدها وتمنعوا
فقام رجال يذكرون قرابة * وما ثم فيما يبتغى القوم مطمع
فعاتبه في ذاك منهم معاتب * وكان له عما وللعم موضع
فقال له أخرجت عمك كارها * وأسكنت هذا ان عمك يجزع
فقال له يا عم ما انا بالذي * فعلت بكم هذا بل الله فاقنعوا
وقد كان في يوم الحدايق عبرة * وقول رسول الله والعين تدمع
فقال علي مم تبكي فقال من * ضغائن قوم شرهم أتوقع
عليك وقد يبدونها بعد ميتتي * فما ذا هديت الله في ذاك يصنع
وفي يوم ناجاه النبي محمد * يسر اليه ما يريد ويطلع
فقالوا أطال اليوم نجوى ابن عمه * مناجاته بغي وللبغي مصرع
فقال لهم لست الغداة انتجيته * بل الله ناجاه فلم يتورعوا
فابصر دينارا طريحا فلم يزل * مشيرا به كفا ينادي ويسمع
فمال به والليل يغشى سواده * وقد هم أهل السوق ان يتصدعوا
إلى بيع سمح اليدين مبارك * توسم فيه الخير والخير يتبع
فقال له بعني طعاما فباعه * فقال لك الدينار والحب اجمع
فلا ذلك الدينار احمي تبره * ولا الحب مما كان في الأرض يزرع
فبايعه جبريل والضيف احمد * فثم تناهى الخير والبر اجمع
وفي أهل نجران عشية اقبلوا * اليه وحجوا بالمسيح فأبدعوا
وردوا عليه القول كفرا وكذبوا * وقد سمعوا ما قال فيه وأورعوا
فقال تعالوا ندع أبناءنا معا * ليجمعنا فيه من الأصل مجمع
فقالوا نعم فاجمع نباهلك بكرة * وللقوم فيه شرة وتسرع
فجاءوا وجاء المصطفى وابن عمه * وفاطم والسبطان كي يتضرعوا
إلى الله في الوقت الذي كان بينهم * فلما رأوهم أحجموا وتضعضعوا
فقال له مه يا بريدة لا تقل * فان برغمي في علي تتبع كذا
فمني علي يا بريدة لم يزل * وإني كذا منه على الحق نطبع
وليكم بعدي علي فأيقنوا * وقائعه بعد الوقيعة تسرع
بتوبته مستعجلا خاب انه * بسب علي في لظى يتدرع
وله:
ان جبريل اتى ليلا إلى * طاهر من بعد ما كان هجع
بحنوط طيب من جنة * في صرار حل منه فسطع
فدعا احمد من كان به * واثقا عند معضات الجزع
أوثق الناس معا في نفسه * عند مكروه إذا الخطب وقع
قسم الصرة أثلاثا فلم * يال عن تسوية القسم الشرع
قال جزؤ لي وجزؤ لابنتي * ولك الثالث فاقبضها جمع
فإذا مت فحنطني بها * ثم حنطها بهذا لا تدع
انها اسرع أهلي ميتة * ولحاقا بي فلا تكثر جزع
فمضى وأتبعته والها * بعد غيظ جرعته ووجع
وله:
ان كنت من شيعة الهادي أبي حسن * حقا فاعدد لريب الدهر تجفافا
ان البلاء مصيب كل شيعته * فاصبر ولا تك عند الهم مقصافا
وله:
وقد رويتم له الأملاك ناصرة * تكر ان كر منها ما يحففه
وكان ذا في امارات الامام وما * يزال يجمعها فيه مشرفه
وله:
كانت ملائكة الرحمن دائبة * يهبطن نحوك بالألطاف والتحف
والقطف والحب والدينار أهبطه * لطف من الله ذي الاحسان واللطف
وله:
أشهد بالله وآلائه * والمرء مأجور على صدقه
ان علي بن أبي طالب * كان امين الله في خلقه
ما استبق الناس إلى غاية * الا حوى السبق على سبقه
وله:
وصاحب الحوض يسقي من ألم به * من الخلائق لا أجنى ولا رتقا
قسيم نار به ترضى يقول لها * ذا لي وذا لك قسم لم يكن علقا
وله:
وكنت الخليفة دون الأنام * على أهله يوم يغزو تبوكا
غداة انتجاك وظل المطي * بأكوارهم إذ هم قد رأوكا
يراك نجيا له المسلمون * وكان الاله الذي ينتجيكا
على فم احمد يوحى إليك * وأهل الضغائن مستشرفوكا
وله:
وأديت عنه كل عهد وذمة * وقد كان فيها واثقا بوفائكا
فقلت له اقضي ديونك كلها * واقضي بانجاز جميع عداتكا
ثمانين ألفا أو تزيد قضيتها * فابرأته منها بحسن قضائكا
وله:
هم الأئمة بعد المصطفى وهم * من اهتدى بالهدى والناس ضلال
وانهم خير من يمشي على قدم * وهم لأحمد أهل البيت والآل
وله:
كمن في خف الوصي حية * سبسبها الراقي فيه بالحيل كذا
فأرسل الله اليه ملكا * في صورة الطير الغداف المنحجل
فحلق الخف وأحداق الورى * تراه في حجر الغداف معتقل
حتى هوى من جوفه نضناضة * تنضح سما باللعاب المنسدل
وله:
وصي النبي المصطفى وابن عمه * وأول من صلى لذي العزة العالي
وناصره في كل يوم كريهة * إذا كان يوم ذو هرير وزلزال
وعمرو بن عبد قدمته شواته * بأبيض مصقول الغرارين فصال
كان على أثوابه من نجيعه * عصير البرايا أو نضيحة جريال
غداة مشى الأكفاء من آل هاشم * إلى عبد شمس في سرابيل أهوال
كأنهم والسابغات عليهم * مصاعب اجمال مشت تحت أحمال
وله:
في قصة الطائر المشوي حين دعا * محمد ربه دعوات مبتهل
(٤٢٥)

أدخل إلي أحب الخلق كلهم * طرا إليك فمنه واجعلنه ولي
فجاء من بعده خير الورى رجل * عليه يقرع باب البيت في مهل
فقال مختبرا من ذا له انس * فقال جاء علي جد بفتحك لي
فقال ترجع ولا تصغر أبا حسن * فان عنك رسول الله في شغل
فانحاز غير بعيد ثم اعطفه * دعا النبي فدق الباب في رسل
فقال احمد من هذا تحاوره * بالباب أدخله لا بوركت من رجل
فقام مبتدرا للباب يفتحه * وحيدر قائم بالباب لم يزل
حتى إذا ما رأته عين أحمده * حيا وقربه تقريب محتفل
فقال ما بك قل لي يا أبا حسن * اجلس فداك أبي يا مؤنسي فكل
وله:
صديقنا الأكبر فاروقنا * فاروق بين الحق والباطل
وله في الصادق ع:
امدح أبا عبد الالاه * فتى البرية في احتماله
سبط النبي محمد * حبل تفرع من حباله
تغشى العيون الناظرات * إذا سمون إلى جلاله
عذب الموارد بحره * يروي الخلائق من سجاله
بحر أطل على البحور * بمدهن ندى نواله بلاله
سقت العباد يمينه * وسقى البلاد ندى شماله
يحكي السحاب يمينه * والودق يخرج من خلاله
الأرض ميراث له * والناس طرا في عياله
يا حجة الله الجليل * وعينه وزعيم آله
وابن الوصي المصطفى * وشبيه احمد في كماله
أنت ابن بنت محمد * حذوا خلقت على مثاله
فضياء نورك نوره * وظلال روحك من ظلاله
فيك الخلاص عن الردى * وبك الهداية من ضلاله
اثني ولست ببالغ * عشر الفريدة من خصاله
وله:
أين الجهاد وأين فضل قرابة * والعلم بالشبهات والتفصيل
أين التقدم بالصلاة وكلهم * للات يعبد جهرة ويحول
أين الوصية والقيام بوعده * وبدينه ان غرك المحصول
أين الجواز بمسجد لا غيره * حينا يمر به فأين تحول
هل كان فيهم ان نظرت مناصحا * لأبي الحسين مقاسط وعديل
وله:
أشهد بالله وآلائه * والمرء عما قاله يسال
ان علي بن أبي طالب * خليفة الله الذي يعدل
وانه قد كان من احمد * كمثل هارون ولا مرسل
لكن وصيا خازنا عنده * علم من الله به يعمل
قد قام يوم الدوح خير الورى * بوجهه للناس يستقبل
لكن تواصوا بعلي الهدى * ان لا يوالوه وان يخذلوا
وله:
أشهد بالله وآلائه * والله عما قلته سائلي
ان علي بن أبي طالب * لخير ما حاف وما ناعل
وله:
فمن لم يكن يعرف إمام زمانه * ومات فقد لاقى المنية بالجهل
وله:
أوليس قد فرضت علينا طاعة * لأولي الأمور فهل لها تأويل
ما كان خبرنا بذاك محمد * خبرا له في المسندات أصول
ان الخليفة بعده هذا الذي * فيها عليه من الخطاب يحيل
وله:
أما اتى في خبر الأنبل * في طائر أهدي إلى المرسل
سفينة مكن في رشده * وأنس خان ولم يحفل
في رده سيد كل الورى * مولاهم في المحكم المنزل
فصده ذو العرش عن رشده * ثم غري بالبرص الأنكل
وله:
وصلى ولم يشرك سنين وأشهرا * ثمانية من بعد سبع كوامل
وله في قصة صالح:
بعث الاله إلى ثمود صالحا * منه بنور سلامة لا يشكل
قالوا له أخرج لنا من صخرة * عشراء نحلبها إذا ما ننزل
فتصدعت عن ناقة فتنوا بها * وقضاء ربك ليس عنه مزحل
في حفل درتها لقاح خلفها * سقب ويقدمها هناك وينزل
لما رأوها حافلا حفوا بها * ودعوا بأوعية وقالوا احملوا
حتى عتوا وتمردوا وسطوا بها * بطرا فاسرع في شواها المنصل
خضبوا فراسنها بقان معجل * فرغا هنالك بكرها فاستأصلوا
قبل الصباح بصيحة اخذتهم * بعد الرقاد سرى إليهم منهل
وله:
خوارج فارقوه بنهروان * على تحكيمه الحسن الجميل
على تحكيمه فعموا وصموا * كتاب الله في فم جبرئيل
فمالوا جانبا وبغوا عليه * فما مالوا هناك إلى مميل
فتاه القوم في ظلم حيارى * عماة يعمهون بلا دليل
فضلوا كالسوائم يوم عيد * تنحر بالغداة وبالأصيل
كان الطير حولهم نصارى * عكوفا حول صلبان الابيل
وله:
قول علي لحارث عجب * كم ثم أعجوبة له جملا
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه واسمه وما فعلا
وأنت عند الصراط تعرفني * فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظما * تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف للعرض * على جسرها ذري الرجلا
ذريه لا تقربيه إن له * حبلا بحبل الوصي متصلا
هذا لنا شيعة وشيعتنا * أعطاني الله فيهم الأملا
وله:
ما أم يوم الوغى زحفا برايته * إلا تضعضع ثم انصاع منهزما
(٤٢٦)

أو بل مفرق من لم ينجه هرب * بأبيض منه من دم الفلاة دما كذا
أو نال مهجته طعنا بنافذة * نجلاء تفرع من تحت الحجاب فما
أدى ثمانين ألفا عنه كاملة * لا بل تزيد ولم يغرم وقد غنما
يدعو إليها ولا يدعو ببينة * لا بل يصدق فيها زعم من زعما
حتى يخلصه منها بذمته * ان الوصي الذي لا يخفر الذمما
وليلة خرجا فيها على وجل * وهم يجوبان دون الكعبة الظلما
حتى إذا انتهيا قال النبي له * إنا نحاول ان نستنزل الصنما
من فوقها فاعل ظهري ثم قام به * خير البرية ما استحيا وما احتشما
حتى إذا ما استوت رجلا أبي حسن * اهوى به لقرار الأرض فانحطما
ناداه أحمد أن ثب يا علي لقد * أحسنت بارك ربي فيك فاقتحما
لم يتخذ وثنا ربا كما اتخذوا * ولا أجال لهم في مشهد زلما
صلى ووحد إذ كانت صلاتهم * للات تجعل والعزى وما احتلما
يدعى النبي فيكسوه ويكرمه * رب العباد إذا ما أحضر الأمما
ثم الوصي فيكسى مثل حلته * خضراء يرغم منها انف من رغما
وله:
وهو الذي يسم الوجوه بميسم * حتى يلاقى عدوه موسوما كذا
ما زال مذ سلك السبيل محمد * ومضى لغير مذلة مظلوما
ضامته أمته وضيمهم له * قد كان أصغر ما يكون عظيما
وله:
رجل حوى ارث النبي محمد * قسما له من منزل الأقسام
بوصية قضيت له مخصوصة * دون الأقارب من ذوي الأرحام
ولقد دعا العباس عند وفاته * بقبولها فاضج بالاعدام
فحبا الوصي بها فقام بحقها * لما حباه بها على الأعمام
وله:
على آل الرسول وأقربيه * سلام كلما سجع الحمام
أليسوا في السماء هم نجوم * وهم أعلام عز لا يرام
فيا من قد تحير في ضلال * أمير المؤمنين هو الامام
رسول الله يوم غدير خم * أناف به وقد حضر الأنام
وثاني امره الحسن المرجى * له بيت المشاعر والمقام
وثالثه الحسين فليس يخفى * سنا بدر إذا اختلط الظلام
ورابعهم علي ذو المساعي * به للدين والدنيا قوام
وخامسهم محمد ارتضاه * له في المأثرات إذا مقام
وجعفر سادس النجباء بدر * ببهجته زها البدر التمام
إلى قوله:
أولئك في الجنان بهم مساغي * وجيرتي الخوامس والسلام
وله:
قضيت ديونه عنه فكانت * ديون محمد ليست بغرم
وله:
وقال محمد بغدير خم * عن الرحمن ينطق باعتزام
يصيح وقد أشار اليه فيكم * إشارة غير مصغ للكلام
ألا من كنت مولاه فهذا * أخي مولاه فاستمعوا كلامي
فقام الشيخ يقدمهم اليه * وقد حصدت يداه من الزحام
ينادي أنت مولاي ومولى * الأنام فلم عصي مولى الأنام
وقد ورث النبي رداه يوما * وبردته ولائكة اللجام
وله:
في حرام من الشهور أحلت * حرمة الله والحرام حرام
وله:
ونعمتي الكبرى على الخلق من غدا * لها شاكرا دامت وأعطي تمامها
وسل فتية الكهف الذين اتاهم * فأيقظ في رد السلام منامها
وله:
فقام يسعى حتى استقى فملا * كفيه يسعى به أبو حسن
أدناه منه فقال حين مضى * صلاته إذن لي تخبرني
وله:
لئن كان بالسبق للسابقين * مزية فضل على السابقينا
لقد فضل الله آل الرسول * كفضل الرسول على العالمينا
وله:
بأبي أنت وأمي * يا أمير المؤمنين
بأبي أنت وأمي * وبرهطي أجمعينا
وباهلي وبمالي * وبناتي والبنينا
وفدتك النفس مني * يا إمام المتقينا
وأمين الله والوارث * علم الأولينا
ووصي المصطفى * احمد خير المرسلينا
وولي الحوض والذائد * عنه المحدثينا
أنت أولى الناس بالناس * وخير الناس دينا
كنت في الدنيا أخاه * يوم يدعو الأقربينا
ليجيبوه إلى الله * فكانوا أربعينا
بين عم وابن عم * حوله كانوا عرينا
فورثت العلم منه * والكتاب المستبينا
طبت كهلا وغلاما * ورضيعا وجنينا
ولدى الميثاق طينا * يوم كان الخلق طينا
كنت مأمونا وجيها * عند ذي العرش مكينا
في حجاب النور حيا * طيبا للطاهرينا
وله:
وانك آية للناس بعدي * تخبر انهم لا يوقنونا
وأنت صراطه الهادي اليه * وغيرك ما ينجي الماسكينا
أعائش ما دعاك إلى قتال * الوصي وما عليه تنقمينا
ألم يعهد إليك الله ان لا * تري ابدا من المتبرجينا
وان ترخي الحجاب وان تقري * ولا تتبرجي للناظرينا
وقال لك النبي ايا حميرا * سيبدى منك فعل الحاسدينا
وقال ستنجين كلاب قوم * من الأعراب والمتعربينا
وقال ستركبين على خدب * يسمى عسكرا فتقاتلينا
فخنت محمدا في أقربيه * ولم ترعي له القول الرصينا
(٤٢٧)

وأنزل فيه رب الناس آيا * أقرت من مواليه العيونا
باني والنبي لكم ولي * ومؤتون الزكاة وراكعونا
ومن يتول رب الناس يوما * فإنهم لعمري فائزونا
وقال الله في القرآن قولا * يرد عليكم ما تدعونا
أطيعوا الله رب الناس ربا * واحمد والأولى المتامرينا
فذلكم أبو حسن علي * وسبطاه الولاة الفاضلونا
فقلت اخذت عهدكم على ذا * فكونوا للوصي مساعدينا
لقد أصبحت مولانا جميعا * ولسنا عن ولائك راغبينا
ويسمع حس جبريل إذا ما * أتى بالوحي خير الواطنينا
وبات على فراش أخيه فردا * يقيه من العتاة الظالمينا
وقد كنت رجال من قريش * بأسياف يلحن إذا انتضينا
فلما ان أضاء الصبح جاءت * عداتهم جميعا محلفينا
فلما أبصروه تجنبوه * وما زالوا له متجنبينا
وأنفق ماله ليلا وصبحا * واسرارا وجهر الجاهرينا
وصدق ماله لما اتاه * الفقير بخاتم المتختمينا
وآثره ضيفه لما اتاه * فظل وأهله يتلمظونا
فسماه الاله بما أتاه * من الايثار باسم المفلحينا
ومن ذا كان للفقراء كنزا * إذا نزل الشتاء بهم كنينا
أليس المؤثر المقداد لما * أتاه مقويا في المقويينا
بدينار وما يحوي سواه * وما كل الأفاضل مؤثرينا
وكان طعامه خبزا وزيتا * ويؤثر باللحوم الطارقينا
وانك قد ذكرت لدى مليك * يذل لعزه المتجبرونا
فخر لوجهه صعقا وابدى * لرب الناس رهبة راهبينا
وقال لقد ذكرت لدى إلهي * فأبدي ذلة المتواضعينا
وأعتق من يديه ألف نفس * فاضحوا بعد رق معتقينا
براءة حين رد بها زريقا * وكان بان يبلغها ضنينا
وقال له رسول الله انى * يؤدي الوحي الا الأقربونا
وانك آمن من كل خوف * إذا كان الخلائق خائفينا
وانك حزبك الأدنون حزبي * وحزبي حزب رب العالمينا
وحزب الله لا خوف عليهم * ولا نصب ولا هم يحزنونا
وانك في جنان الخلد جاري * منازلنا بها متواجهونا
وانك في جوار الله كأس * وجيران المهيمن آمنونا
وانك خير أهل الأرض طرا * وأفضلهم معا حسبا ودينا
وأول من يصافحني بكف * إذا برز الخلائق ناشرينا
وقد قال النبي لكم وأنتم * حضور للمقالة شاهدونا
عباد الله إنا أهل بيت * برانا الله كلا طاهرينا
وسالت نفس احمد في يديه * فالزمها المحيا والجبينا
تعالوا ندع أنفسنا فندعو * جميعا والأهالي والبنونا
وأنفسكم فنبتهل ابتهالا * اليه ليلعن المتكذبينا
فقد قال النبي وكان طبا * بما يأتي وأزكى القائلينا
إذا جحدوا الولاء فباهلوهم * إلى الرحمن تأتوا غالبينا
وله:
وقوله الميزان بالقسط وما * غير علي في غد ميزانه
ويل لمن خف لديه وزنه * وفوز من أسعده رجحانه
وله:
فقال ألا من كنت مولاه منكم * فمولاه من بعدي علي فاذعنوا
فقال شقي منه لقرينه * وكم من شقي يستزل ويفتن
يمد بضبعيه عليا وانه * لما بالذي لم يؤته لمزين
كان لم يكن في قلبه ثقة به * فيا عجبا أنى ومن أين يوقن
وله:
أنت الوصي وصي المصطفى نزلت * من ذي العلى فيك من فرقان أبونا كذا
وأنت من احمد الهادي بمنزلة * قد كان أثبتها موسى لهارونا
آتاك من عنده علما حباك به * فكنت فيه أمينا فيه مأمونا
هل مثل فعلك عند النعل تخصفها * لو لم يكن جاحدو التفضيل لاهينا
اني أدين بما دان الوصي به * يوم الخريبة من قتل المحلينا
وما به دان يوم النهر دنت به * وبايعت كفه كفي بصفينا
في سفك ما سفكت فيها إذا حضروا * وأبرز الله للقسط الموازينا
تلك الدماء معا يا رب في عنقي * ثم اسقني مثلها آمين آمينا
وطبتم في قديم الدهر إذ سطرت * فيه البرية مرحوما وملعونا
ولن تزالوا بعين الله ينسخكم * في مستكنات أصلاب الابرينا
يختار من كل قرن خيرهم لكم * لا النذل يلزمكم منهم ولا الدونا
حتى تناهت بكم في أمة جعلت * من اجل فضلكم خير المصلينا
فأنتم نعمة لله سابغة * منه علينا وكان الخير مخزونا
لا يقبل الله من عبد له عملا * ولا عدوكم العمي المضلينا
وله:
الفجر فجر الصبح والشعر عشر * الفجر والشفع النجيبان
محمد وابن أبي طالب * والوتر رب العزة الثاني
مقاتل فسر هذا كذا * تفسير ذي صدق وايمان
أعني ابن عباس وكان امرأ * صاحب تفسير وتبيان
وله:
قد قال احمد ان شتم وصيه * أو شتمه ابدا هما سيان
وكذاك قد شتم الاله لشتمه * والذل يغشاهم بكل مكان
وله:
رضيت بالرحمن ربا * وبالإسلام دينا أتوخاه
وبالنبي المصطفى هاديا * وكل ما قال قبلناه
ثم الإمام ابن أبي طالب * الطاهر الطهر وابناه
والعالم الصامت والناطق * الباقر علما كان أخفاه
وجعفر المخبر عن جده * بأول العلم وأخراه
ثم ابنه موسى ومن بعده * وارثه علم ووصياه
ولينا بعد نبي الهدى * علي القائم وابناه
وله:
جاءت مع الاشقين في هودج * تزجي إلى البصرة أجنادها
كأنها في فعلها هرة * تريد ان تأكل أولادها
وله:
قام النبي يوم خم خاطبا * بجانب الدوحات أو حيالها
(٤٢٨)

فقال من كنت له مولى فذا * مولاه رب اشهد مرارا قالها
ان رجالا بايعته انما * بايعت الله فما بدا لها
قالوا سمعنا وأطعنا أجمعا * وأسرعوا بالألسن اشتقالها
وجاءه مشيخة يقدمهم * شيخ يهني حبذا منالها
قال له بخ بخ من مثلكا * أصبحت مولى المؤمنين يا لها
وله:
وبيعة ظاهر بايعتموه * على الاسلام ثم نقضتموها
وقد قال الاله لهن قرنا * فما قرت ولا أقررتموها
يسوق لها البعير أبو خبيب * لحين أبيه إذ سيرتموها
وله:
وحدثنا عن حارث الأعور الذي * نصدقه في القول منه وما يروي
بان رسول الله نفسي فداؤه * وأهلي ومالي بات طاوي الحشا يطوي
لجوع أصاب المصطفى فاغتدى إلى * كريمته والناس لاهون في سهو
فصادفها وابني علي وبعلها * وقد أطرقوا من شدة الجوع كالنضو
فقال لها يا فاطم قومي تناولي * ولم يك فيما قال ينطق بالهزو
هدية ربي انه مترحم * فقامت إلى ما قال تسرع في الخطو
فجاءت عليها الله صلى بجفنة * مكومة باللحم جزوا على جزو
فسموا وظلموا يطعمون جميعهم * فبخ بخ لهم نفسي الفداء وما احوي
فقال لها ذاك الطعام هدية * من الله جبريل اتاني به يهوي
ولم يك منه طاعما غير مرسل * وغير وصي خصه الله بالصفو
وله:
شهدت وما شهدت بغير حق * بان الله ليس بذي شبيه
نحب محمدا ونحب فيه * بني أبنائه وبني أبيه
فأبشر بالشفاعة غير شك * من الموصى اليه ومن بنيه
فان الله يقبل كل قول * يدان به الوصي ويرتضيه
وله:
من كان في الدين نورا يستضاء به * وكان من جهلها بالعلم شافيها
كان النبي بوحي الله منذرها * وكان ذا بعده لا شك هاديها
وله في رثاء الحسين ع:
امرر على جدث الحسين * وقل لأعظمه الزكية
يا أعظما لا زلت من * وطفاء ساكبة رويه
ما لذ عيش بعد رضك * بالجياد الاعوجيه
قبر تضمن طيبا * آباؤه خير البرية
آباؤه أهل الرياسة * والخلافة والوصية
والخير والشيم المهذبة * المطيبة الرضيه
فإذا مررت بقبره * فاطل به وقف المطية
وابك المطهر للمطهر * والمطهرة الزكية
كبكاء معولة غدت * يوما بواحدها المنيه
والعن صدى عمر بن * سعد والملمع بالنقيه
شمر بن جوشن الذي * طاحت به نفس شقية
جعلوا ابن بنت نبيهم * غرضا كما ترمى الدريه
لم يدعهم لقتاله * الا الجعالة والعطيه
لما دعوه لكي * تحكم فيه أولاد البغية
أولاد أخبث من مشى * مرحا وأخبثهم سجيه
فعصاهم وأبت له * نفس معززة أبيه
فغدوا له بالسابغات * عليه والمشرفيه
والبيض واليلب اليماني * والطوال السمهريه
وهم ألوف وهو في * سبعين نفس هاشميه
فلقوه في خلف لأحمد * مقبلين من الثنية
مستيقنين بأنهم * سيقوا لأسباب المنيه
يا عين فابكي ما حييت * على ذوي الذمم الوفيه
لا عذر في ترك البكاء * دما وأنت به حرية
وله:
علي أمير المؤمنين أخو الهدى * وأفضل ذي نعل ومن كان حافيا
أسر اليه أحمد العلم جملة * وكان له دون البرية واعيا
ودونه في مجلس منه واحد * بألف حديث كلها كان هاديا
وكل حديث من أولئك فاتح * له ألف باب فاحتواها كما هيا
فبينا رسول الله يملي أصابه * نعاس فأغفى ساعة متجافيا
فأملى عليه جبرئيل مكانه * من الوحي آيات بها كان آتيا
فلما انجلى عنه النعاس كأنه * هلال سرت عنه الغيوم سواريا
تلا بعض ما خطت من الخبر كفه * وكان لما أوعى من العلم تاليا
وله:
اؤمل في حبه شربة * من الحوض تجمع امنا وريا
إذا ما وردنا غدا حوضه * فأدنى السعيد وذاد الشقيا
متى يدن مولاه منه يقل * رد الحوض واشرب هنيئا مريا
وان يدن منه عدو له * يذده علي مكانا قصيا
ويوم الثنية يوم الوداع * وأزمع نحو تبوك المضيا
تنحى يودعه خاليا * وقد أوقف المسلمون المطيا
فظن أولو الشك أهل النفاق * ظنونا وقالوا مقالا فريا
وقالوا يناجيه دون الأنام * بل الله أدناه منه نجيا
على فم أحمد يوحي اليه * كلاما بليغا ووحيا خفيا
فكان به دون أصحابه * بما حث فيه عليه حفيا
وله:
أدخل إلي أحب الخلق كلهم * حبا إليك وكان ذاك عليا
لما بدت لأخيه سحنة وجهه * ودنا فسلم راضيا مرضيا
حيا ورحب مرحبا بأحبهم * حبا إلى ملك العلى واليا
وله:
وصي محمد وأمين غيب * ونعم أخو الإمامة والسجيه
وله:
هذا الامام الذي اليه * أسند خير الورى الوصية
حكمت حكم النبي عدلا * ولم تجر قط في قضية
أنت شبيه النبي حقا * في الحكم والخلق والسجيه
(٤٢٩)

له:
وقام محمد بغدير خم * فنادى معلنا صوتا بديا
الا من كنت مولاه فهذا * له مولى وكان به حفيا
إلهي عاد من عادى عليا * وكن لوليه مولى وليا
فقال مخالف منهم عتل * لأولادهم به قولا خفيا
لعمر أبيك لو يستطيع هذا * لصير بعده هذا نبيا
فنحن بسوء رأيهما نعادي * بني فعل ولا نهوى عديا
وصي محمد وأبا بنيه * ووارثه وفارسه الوفيا
وقد أوتي الهدى والحكم طفلا * كيحيى يوم أوتيه صبيا
ألم يؤت الهدى والناس حيري * فوحد ربه الأحد العليا
وصلى ثانيا في حال خوف * سنين تحرمت سبعا أسيا
له شهد الكتاب فلا تخروا * على آياته صما عميا
بتطهير أميط الرجس عنه * وسمي مؤمنا فيه زكيا
وله:
أولم يقل للمشركين وكذبوا * بالوحي واتخذوا الهدى سخريا
قوموا بأنفسنا وأنفسكم معا * ونسائنا وبنيكم وبنيا
ندعو فنجعل الله التي * تغشى الظلوم العاند المشنيا
نصب الكساء فكان فيه خمسة * خير البرية كلها أنسيا ١١٩١:
أبو العباس إسماعيل بن عنان
من مشايخ الشيخ أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي
ويروي المترجم عن أبي المفضل الشيباني. ١١٩٢:
الشيخ إسماعيل بن محمود بن إسماعيل الجبلي.
فقيه أديب قرأ على الشيخ أبي علي قاله منتجب الدين. ١١٩٣:
إسماعيل البجلي
من أصحاب الصادق ع، روى الكليني في أصول الكافي في
آخر رواية من باب البكاء من كتاب الدعاء عن علي بن إبراهيم عن أبيه
عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل البجلي عن أبي عبد الله ع
انتهى ويرشد إلى حسن حاله رواية عبد الله بن المغيرة الثقة الجليل عنه،
وهو غير إسماعيل بن عبد الله البجلي المتقدم في محله، لأن ذاك من غلمان
البرقي المتوفى سنة ٢٨٠ وهذا من أصحاب الصادق ع المتوفى سنة
١٤٠. ١١٩٤:
القاضي عماد الدين إسماعيل بن التيرباج الفوعي الشاعر قاضي
الفوعة.
توفي ١٩ رجب سنة ٨٥٥ ودفن بمصلى العيد خارج سرمين.
في أعلام النبلاء عن كتاب كنوز الذهب لموفق الدين أبي ذر أحمد بن
إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي الشافعي أنه قال: عماد الدين
إسماعيل بن التيرباج الشافعي هذا الرجل ولي الحكم بأريحا وسرمين
والفوعة ونظم الشعر، وقال لي شيخنا أبو الفضل بن حجر لما أوقفه على
نظمه: هذا أصلح نظم أهل العصر. ومن شعره:
ألا ذاب الليل في مقلة الفجر * وريق الند أقد راق في مبسم الزهر
وأسفرت الكثبان عن رائق الحلى * وماست غصون البان في الحلل الخضر
وهي طويلة، ومن شعره أيضا:
لما قرفت من البلاد * أردت أن أتفوعا
وكان حسن الشكالة والمحاضرة والمجالسة والمفاكهة، وله تاريخ
وقفت عليه، وفي أوله: قيل أن أبا بكر يجتمع مع النبي ص في النسب
في مرة بن كعب انتهى قال فأقول: وهذا بلا خلاف بين أهل النسب
وأنه ابن عمه، لكن المؤرخ صاحب الترجمة من أهل الفوعة، وله ديوان
قطعه في حياته وسألته عن سبب ذلك فقال لي: كان الشخص قديما إذا نظم
القصيدة ومدح بها أحدا أجرى عليه وأعطاه الجوائز السنية، وأنا الآن أنظم
القصيدة وأرسل معها الخدم بالعسل وغيره حتى تقبل، ففي حال حياتي
أبذل مالي، وبعدي يقال: ما أكثر ما سال بقصائده. وكان يقول: أنا من
الخزرج، ويكتب ذلك بخطه، وينسب إلى تشيع، وكان كريم النفس جدا
يجود على أصحابه ويفضل عليهم ويحسن إلى الغرباء وحمدت سيرته في
ولايته، وله المدائح الغرر في رؤساء حلب، ومن ذلك ما امتدح به القاضي
الحنفي بن الشحنة في سنة ٨٥٠ لما قدم من القاهرة وأنشدنيها:
صدور أيامنا بك انشرحت * وأنفس المكرمات قد فرحت
والدهر كم قد شكا تغيره * بعدك واليوم حاله صلحت
أشرف عيد نهار مقدمكم * فيه العدا بالعيون قد ذبحت
كانت نفوس الأنام قد سكرت * غما ومنها لما دنوت صحت
أطلعت شمس الفخار مشرقة * من بعد ما للغروب قد جنحت
وهي طويلة أوردها أبو ذر بتمامها وختمها بقوله:
بقيت ما ماست الغصون وما * سرى من البان نسمة نفحت ١١٩٥:
الشيخ إسماعيل بن الحر العاملي الجبعي.
توفي في شهر رمضان سنة ١٢٠٦ في جبع بالطاعون.
ذكره صاحب المخطوط العاملي في التاريخ، والظاهر أنه من أهل العلم
والفضل. ١١٩٦:
علم الدين إسماعيل بن الحسن بن المختار
كان نقيب مشهد أمير المؤمنين علي ع، في الحوادث الجامعة
في حوادث سنة ٦٤٥ فيها قلد تاج الدين الحسن بن المختار نقابة الطالبيين
فعين ولده علم الدين إسماعيل في نقابة مشهد أمير المؤمنين ع
انتهى. ١١٩٧:
الملك الصالح ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب
الموصل قتل سنة ٦٦٠ قتله هولاكو.
قد ذكرنا ما يدل على تشيع أبيه في ترجمته والولد على سر أبيه. في
الحوادث الجامعة في حوادث سنة ٦٣٣ فيها في سلخ ربيع الأول وصل
الأمير ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل إلى بغداد
وخرج إلى لقائه النقيب الطاهر الحسين بن الأقساسي وخادمان من خدم
الخليفة وموكب الديوان، فلقيه بظاهر البلد، ودخل معه إلى باب النوبي
فقبل العتبة ودخل إلى نصير الدين نائب الوزارة فأكرمه وخلع عليه قباء
(٤٣٠)

أطلس وسربوش شاهي وقدم له فرس بعدة كاملة وأسكن دار الأمير علي بن
سنقر الطويل بدرب فراشا وأسكن الأمراء الذين كانوا صحبته في دور،
وبعد أيام قصد زيارة أخته زوجة الأمير علاء الدين أبي شجاع الطبرسي
الدويدار فعمل له دعوة جميلة عمت جميع أصحابه وخلع عليه وأعطاه أحد
عشر رأسا من الخيل العربيات وعشر جون فيها من أنواع الثياب وخمسة
آلاف دينار وخلع على جميع أصحابه وأتباعه ومماليكه. وفي سابع عشر ربيع
الآخر حضر بالبدرية عند شرف الدين اقبال الشرابي فخلع عليه وعلى جميع
أصحابه ووصله بذهب كثير وخيل وتحف وهدايا. وفي العشرين من الشهر
حضر في دار نصير الدين نائب الوزارة فخلع عليه وقلد سيفا وأمطي فرسا
بعدة كاملة وخلع على جميع أصحابه وأنعم عليه بقدر صالح من العين
برسم نفقة الطريق ثم توجه مصعدا في ثامن عشر الشهر، وفي مدة مقامه ببغداد
عملت له دعوة في رباط الخلاطية فحضر هناك وتفرج في الرباط،
ثم عملت له دعوة أخرى في رباط والدة الخليفة الناصر لدين الله، ثم
عملت له أخرى في المدرسة المستنصرية فحضر وجلس على إيوانها وقرأ القراء
وذكر المدرسون الدروس ثم طيف بها في رواقها. وقال في حوادث ٦٣٤. فيها
وصل بشر خادم الأمير ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب
الموصل ونفران من رماة البندق ومعهم طائر قد صرعه ركن الدين وانتسب
ذلك إلى شرف الدين اقبال الشرابي فقبله وأمر بتعليقه فعلق تجاه باب البدرية
وان ينثر عليه ألفا دينار ثم خلع على الخادم والواصلين صحبته وأعطاهم
ثلاثة آلاف دينار. وفي حوادث ٦٣٧ فيها وصل الملك الجواد سليمان بن مودود
ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب صاحب سنجار إلى بغداد فبلغه ان
بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل استولى على سنجار، وكان طلب منه قبل
ذلك أن يسلمه سنجار على مال فاجابه إلى ذلك، فنفذ بدر الدين إليه ولده
ركن الدين إسماعيل والمال معه فسلمه إلى الجواد فاخذه ودافعه عن تسليم
البلد واستناب فيه أحد أمرائه وتوجه إلى بغداد وترك إسماعيل في البلاد
فتحدث إسماعيل إلى جماعة من الأمراء فأجابوه إلى ما طلب وأظهروا
عصيان الجواد ونازعهم آخرون وجرت بين الفريقين حرب أسفرت عن
تسليم البلد إلى ركن الدين إسماعيل وصعد القلعة واستقر ملكه بها. وقال
في حوادث سنة ٦٤٠: أنه لما توفي المستنصر وبويع ولده المستعصم وصل
ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل وركن الدين يومئذ
صاحب سنجار فخرج إلى لقائه الأمراء، وعارض الجيش فسلموا عليه
بظاهر البلد فدخل وعليه ثياب العزاء وقبل العتبة بباب النوبي ودخل دار
الوزارة فخدم وعزى وهنا ثم خرج ومضى إلى دار سكن بها بدرب
صالح وفي حوادث سنة ٦٥٦ أنه فيها توفي ١ بدر الدين لؤلؤ صاحب
الموصل وقام بعده ابنه الملك الصالح إسماعيل وفي حوادث سنة ٦٥٩ أن
السلطان هولاكو أمر ايلكانوين بالمسير إلى الشام فلما قارب دمشق بلغه أن
الملك الظاهر قد تجهز للقائه ووصل إلى دمشق فعاد إلى بلاد الروم ولما بلغ
الملك الصالح إسماعيل مسير ايلكانوين فارق الموصل وقصد الملك الظاهر
وهو بدمشق وطلب منه جيشا يمنع به المغول عن قصد الموصل فوعده بذلك
فلما عاد ايلكانوين عين له جماعة فسار بهم إلى الموصل وأنفذ سنجر مملوك
أبيه على مقدمته فمنع من دخول الموصل ففتح له جماعة باب الجسر فدخل
منه فبلغه أن عسكر المغول واصل اليه فخرج معه ألف فارس فالتقى به
المغول فقتلوه وأكثر من معه فلما بلغ ذلك هولاكو سير الأمير سنداغو إلى
الموصل وأما الملك الصالح بن بدر الدين فإنه وصل الموصل ودخلها فلما
استقر بها وصل الأمير سنداغويوين وحصره ونصب المناجيق على سور
الموصل وخندق عليها وواصل الزحف والقتال وأبلى أهلها في الجهاد بلاء
حسنا وقام الملك الصالح إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ في ذلك قياما تاما
ونصب حيال مجانيق المغول بباب الميدان والجصاصين ثلاثين منجنيقا ترمي
ليلا ونهارا فلما طال الحصار ورأى سنداغو أن القتال والزحف لا يجديان نفعا
أمسك عن ذلك إلى أن فنيت ميرة أهلها وتعذرت الأقوات عليهم واشتد
بهم الأمر حتى أكلوا الميتة و لحوم الكلاب واستمر الحصار ١٢ شهرا فح ء
طلب الملك الصالح من سنداغو الأمان له ولأهل البلد فاجابه إلى ذلك فلما
خرج اليه قبض عليه وعلى ولده وأتباعه ودخل العسكر إلى البلد وقتلوا ونهبوا
وأسروا وسبوا ثم أمر بقتل ولده الملقب علاء الملك فقتل وعلق رأسه على
باب الجسر وسير الملك الصالح وأخاه الكامل إلى السلطان هولاكو فامر
بالملك الصالح فسلخ وجهه وهو حي ثم قتل وقتل أخوه وكان طفلا وقتل
أصحابهم وأتباعهم وكان الملك الصالح لما اشتد حصر الموصل كتب إلى
سلطان الشام يستنجده فأرسل اليه نجدة فلما وصل أميرها سنجار كتب على
جناح طائر إلى الملك الصالح يعرفه وصوله فرمى بعض المغول ذلك الطائر
بسهم فوجد الخط فحمله إلى سنداغو فأرسل جماعة من عسكره إلى النجدة
فاقتتلوا بظاهر سنجار وقتل أمير النجدة ومعظم أصحابه وانهزم الباقون وكان
ذلك سنة ٦٦٠. ١١٩٨:
إسماعيل بن مخلد السراج.
روى الكليني في أول الكتاب الروضة من الكافي عن القاسم بن ربيع
الصحاف عنه عن أبي عبد الله ع. ١١٩٩:
إسماعيل بن مرار.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى
عن يونس بن عبد الرحمن وروى عنه إبراهيم بن هاشم. وفي التعليقة روى
عن يونس كتبه كلها وربما يظهر من عبارة محمد بن الحسن بن الوليد الوثوق
به حيث قال كما يأتي في ترجمة يونس كتب يونس بن عبد الرحمن التي هي
بالروايات كلها صحيحة معتمد عليها الا ما ينفرد به محمد بن عيسى عن
يونس ولم يروه غيره فإنه لا يعتمد عليه ولا يفتى به بل ربما يظهر منه عدالته
سيما بملاحظة حال ابن الوليد من تشدده في أمر العدالة وقبول الرواية وما
سيذكر في محمد بن أحمد بن يحيى وما ذكر في إبراهيم بن هاشم وربما
يستفاد من رواية إبراهيم بن هاشم عنه نوع مدح لما قالوه من أنه أول من
نشر حديث الكوفيين بقم وأهل قم كانوا يخرجون الراوي بمجرد توهم الريب
فيه فلو كان في إسماعيل ارتياب لما روى عنه إبراهيم وأنهم كثيرا ما كانوا
يطعنون في الراوي بأنه يروي عن الضعفاء والمجاهيل ويعتمد المراسيل كما
هو ظاهر من تراجم كثيرة بل كانوا يؤذونه واستثنوا من رجال نوادر الحكمة
ورواياته ما استثنوا ولم نجد شيئا من ذلك في إبراهيم بل ربما يوجد فيه
خلاف ذلك كما مر في ترجمته مع كونه كثير الرواية انتهى وفي رجال أبي
علي طعن في السرائر في كتاب البيع في رواية فيها إسماعيل هذا عن يونس
في يونس المتفق على ثقته ولم يطعن في إسماعيل قال وهو وإن كان غريبا
لكنه يدل على الاعتماد على إسماعيل. ١٢٠٠:
السيد إسماعيل بن السيد مرتضى بن السيد نور الدين بن السيد
نعمة الله الجزائري الشوشتري.
ذكره صاحب تحفة العالم فقال ما تعريبه: السيد الجليل الزاهد النبيل
(٤٣١)

السيد إسماعيل بن السيد مرتضى. القلم معترف بالعجز عن بيان أوصاف
كماله حاو لأنواع الفضائل وتقى الأتقياء الكامل مرتقي منبر المجد والعلا
وبدر سماء العلم والتقوى إمام همام في العلوم العقلية والنقلية ومن أفاضل
العلماء الأعلام قرأ الفقه والحديث في شوشتر على أبيه ثم توجه إلى
أصفهان فقرأ على علمائها نحوا من ست عشرة سنة مثل قدوة الحكماء
وأسوة العرفاء الآقا محمد البيدابادي نسبة إلى بيدآباد من محال أصفهان وسائر
مشاهير الفضلاء حتى صعد إلى أوج الفضيلة ووصل إلى المقام الذي يجب
أن يصل اليه ثم عاد إلى شوشتر ووالده حي واشتغل بالتدريس والارشاد
وكان فصيح العبارة حسن التقرير ثم توفي والده فانتقلت اليه إمامة الجمعة
والجماعة بالتماس الجمهور وكان يقضي أوقاته في التدريس والهداية مع
كمال العزة وعلو المنزلة وبعد مدة مديدة خرج دمل في فخذه الأيسر واستمر
نحوا من ستة أشهر لم ينفجر وهو بغاية الصلابة حتى ألزمه الفراش ولم تنفع
فيه المعالجة وأخيرا جئ بجراح جاهل فشقه بمبضعه فقطع بعض عروق
المفصل وبعد عدة شهور أخرى التام الجرح لكن قصرت رجله فلم تعد
تصل إلى الأرض ولم يعد قادرا على المشي الا بالاستعانة بوضع عصا تحت
إبطه وأتي له بجراحين من الإفرنج من البصرة فعالجوه فلم يفد وبقيت رجله
قصيرة وعاطلة وبعد هذه البلية انقطع عن الدنيا بالكلية ولم يلتفت كثيرا إلى
التدريس وانزوى في منزله ولم يكتف بذلك بل قطع علائقه من
شوشتر وتوجه إلى العتبات الشريفة واكتفى بمعاشرة الأفاضل
والأخيار اللهم بارك بعمره وفضله. له من الأولاد السيد عزيز الله والسيد
نعمة الله والسيد مرتضى والسيد صادق انتهى. ١٢٠١:
السيد إسماعيل المرندي.
توفي سنة ١٣١٧ في تبريز ونقل إلى النجف فدفن بوادي السلام قرب
مقام المهدي
المرندي نسبة إلى مرند بفتح الميم والراء وسكون النون بعدها دال
من بلاد أذربايجان.
كتب الينا ترجمته السيد الفاضل النسابة شهاب الدين الحسيني
النجفي نزيل قم قال: كان من أجلة علماء تبريز فقيها أصوليا مفسرا ورعا
زاهدا عابدا منقطعا عن الخلق مشتغلا بنفسه عن غيره تخرج على جماعة من
الأعلام كالشيخ مرتضى الأنصاري والفاضلين الإيرواني والشرابياني وغيرهم
له تواليف شريفة منها شرح على رسائل أستاذه الشيخ مرتضى في مجلدات
رأيته بخطه وحاشية على كتاب الطهارة وعلى المكاسب كلاهما للشيخ
مرتضى والموازين حاشية على القوانين وتفسير فارسي وغيرها يروي عن
جماعة منهم المولى لطف الله المازندراني والحاج ملا علي الخليل الطهراني
النجفي والشيخ نوح النجفي والسيد مهدي القزويني الحلي وغيرهم ويروي
عنه والدي العلامة السيد محمود الحسيني المرعشي التبريزي وعمي السيد
جعفر وغيرهما انتهى. ١٢٠٢:
إسماعيل بن أبي زياد مسلم ويقال ابن زياد السكوني الشعيري
قاضي الموصل.
والظاهر أن اسمه إسماعيل بن أبي زياد مسلم ومن قال ابن زياد
فقد صحف وفي تهذيب التهذيب: قد فرق الخطيب بين إسماعيل بن زياد
وبين إسماعيل بن أبي زياد قاضي الموصل وبين أن قاضي الموصل قيل فيه
أيضا ابن زياد والصواب لفظ الكنية وقد ذكر الدارقطني أن اسم أبي زياد
مسلم انتهى وفي لسان الميزان الخطيب ذكر ذلك في المتفق والمفترق.
والسكوني عن السرائر بفتح السين منسوب إلى قبيلة من عرب
اليمن انتهى.
في الفهرست: إسماعيل بن أبي زياد السكوني ويعرف بالشعيري
أيضا واسم أبي زياد مسلم له كتاب كبير وله كتاب النوادر أخبرنا برواياته
ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن
إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن زيد النوفلي عن السكوني وأخبرنا
الحسين بن عبيد الله عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن إبراهيم عن
أبيه عن النوفلي عن إسماعيل بن مسلم الشعيري السكوني انتهى وقال
النجاشي: إسماعيل بن أبي زياد ويعرف بالسكوني الشعيري له كتاب قرأته
على أبي العباس أحمد بن علي بن نوح قال أخبرنا الشريف أبو محمد
الحسن بن حمزة حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن النوفلي عن
إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشعيري بكتابه انتهى وذكره الشيخ في رجال
من أصحاب الصادق ع فقال إسماعيل بن مسلم وهو ابن أبي
زياد السكوني الكوفي انتهى وفي المعالم: إسماعيل بن أبي زياد
السكوني له كتاب كبير وله النوادر. وعن رجال البرقي إسماعيل بن أبي زياد
السكوني كوفي واسم أبي زياد مسلم ويعرف بالشعيري يروي عن العوام
انتهى وعن مختصر الذهبي إسماعيل بن زياد ويقال ابن أبي زياد
السكوني قاضي الموصل واه وعن تقريب ابن حجر نحوه وقال متروك كذبوه
من الثانية انتهى وفي ميزان الاعتدال إسماعيل بن زياد وقيل ابن أبي
زياد الكوفي قاضي الموصل قال ابن عدي منكر الحديث يروي عن شعبة
وثور بن يزيد وابن جريح وعنه نائل بن نجيح وجماعة انتهى. وفي
تهذيب التهذيب: إسماعيل بن زياد السكوني قاضي الموصل روى عن ابن
جريح وشعبة والثوري وثور بن يزيد وغيرهم وعنه محمد بن الحسين
البرجلاني ومسعود بن جويرية الموصلي ونائل بن نجيح وعيسى بن موسى
غنجار وغيرهم قال ابن عدي منكر الحديث عامة ما يرويه لا يتابعه أحد
عليه أما اسنادا واما متنا. انتهى.
ووقع هنا عدة اشتباهات:
١ القول بان السكوني هو إسماعيل بن زياد مع أنه إسماعيل بن أبي زياد واسم
أبي زياد مسلم.
٢ ما في تهذيب التهذيب: في ترجمة إسماعيل بن زياد أو ابن أبي زياد قاضي الموصل عن ابن عدي أنه روى له ابن ماجة حديثا واحدا
ورده بان الذي وقع في ابن ماجة إسماعيل بن زياد غير منسوب وبلفظ
الاسم لا الكنية وقد فرق الخطيب بينهما.
٣ ما فيه من أن الخطيب ذكر ان الأزدي قال في قاضي الموصل أنه
إسماعيل بن أبي زياد وساق عن إسماعيل بن زياد قاضي الموصل ثم ترجم لقاضي
الموصل بأنه ابن أبي زياد وأنه شامي سكن خراسان مع أن قاضي الموصل
هو ابن أبي زياد لا ابن زياد وليس بشامي ولا سكن خراسان.
٤ أن الذهبي في ميزان الاعتدال ذكر في ترجمة السكوني: هذا:
إسماعيل بن زياد شيخ دجال والحال أنه غير السكوني ولذلك ذكر له في
لسان الميزان ترجمة مستقلة وقال في تهذيب التهذيب أنه بلخي من شيوخ
(٤٣٢)

البخاري خارج الصحيح مات سنة ٢٤٧ وفي الميزان ترجمة مستقلة
لإسماعيل بن زياد البلخي وقال إنه مات سنة ٢٤٦.
٥ في تهذيب التهذيب: ذكر الخطيب ممن يقال له إسماعيل بن أبي
زياد بلفظ الكنية ثلاثة اثنان مختلف في أبيهما هل هو زياد أو أبو زياد أحدهما
قاضي الموصل والآخر السكوني والحال أن السكوني هو قاضي الموصل.
٦ في ميزان الاعتدال: إسماعيل بن أبي زياد شامي واسم أبيه
مسلم قال الدارقطني هو إسماعيل بن مسلم متروك الحديث قلت أظنه قاضي الموصل مع أن
قاضي الموصل ليس شاميا وفي لسان الميزان ذكر ما
يدل على أنه غيره.
٧ في تهذيب التهذيب: إسماعيل بن مسلم السكوني أبو الحسن بن
أبي زياد الشامي سكن خراسان ثم قال إن الخطيب ساق من بعض الطرق
ثنا إسماعيل بن مسلم أبو الحسن السكوني وهو ابن أبي زياد مع أن
السكوني قاضي الموصل ابن أبي زياد ليس شاميا ولم يسكن خراسان.
٨ في لسان الميزان: إسماعيل بن أبي زياد الشقري سكن خراسان
ثم قال: قال الأزدي في الشقري كذاب خبيث وقرأت بخط ابن أبي طي
إسماعيل بن أبي زياد السكوني يعرف بالشقري أحد رجال الشيعة وثقات
الرواة ذكره الطوسي وله كتاب النوادر ثم ذكر إسماعيل بن أبي زياد
السلمي قال الطوسي كوفي ثقة من رجال الشيعة روى عنه عبد الله بن
المغيرة انتهى والشقري يوشك أن يكون تصحيف الشعيري الذي
يوصف به السكوني فقوله سكن خراسان غير صحيح لأن السكوني لم يسكن
خراسان وإنما ذلك إسماعيل بن زياد البلخي وقوله يعرف بالشقري قد مر
أنه يعرف بالشعيري وهو السكوني صاحب كتاب النوادر والسلمي غيره كما
ستعرف.
٩ في لسان الميزان أن الذهبي في ميزان الاعتدال ذكر إسماعيل بن
زياد الآبلي في أثناء ترجمة إسماعيل بن أبي زياد قال والصواب أن إسماعيل
ابن زياد غير إسماعيل بن أبي زياد انتهى فهذه جملة من الاشتباهات التي
وقعت في هذا المقام.
مذهبه
المعروف أنه من أهل السنة لكنه روى عن الإمام جعفر الصادق
ع وصنف في روايات أئمة أهل البيت وروى عنه أصحابنا وذكروه في
كتاب الرجال ووثقوه في كتب الفتاوى فلذلك ذكرناه وإن لم يكن من شرط
كتابنا على أنه محتمل التشيع احتمالا قريبا وقد عرفت أن الشيخ في
الفهرست وكتاب الرجال والنجاشي وابن شهرآشوب لم يقولوا
أنه عامي. وفي الخلاصة: إسماعيل بن أبي زياد السكوني الشعيري
كان عاميا وتبعه ابن سعيد في النزهة والشيخ علي الكركي في حاشية
المختلف على ما حكي. وفي السرائر في فصل ميراث المجوس هو عامي
المذهب بغير خلاف وشيخنا أبو جعفر موافق على ذلك انتهى وعن المحقق
في المسائل الغرية أنه ذكر أنه عامي مستندا في ذلك إلى الشيخ وفي التعليقة
أيد ذلك أسلوب رواياته فإنها عن جعفر عن أبيه عن آبائه لكن يحتمل كونه
من الشيعة وكان يتقي شديدا والأسلوب للتقية أو لتصحيح مضمونها
عندهم وترويجه فيهم ونحو ذلك والظاهر أن تضعيف العامة إياه لذلك
انتهى وقال المجلسي الأول: الذي يغلب في الظن أنه كان اماميا لكن
كان مشتهرا بين العامة وكان يتقي منهم لأنه روى عنه ع في
جميع الأبواب وكان ع لا يتقي منه وكان يروي عنه جل ما يخالف
العامة انتهى. وفي التعليقة كان مختلطا بالعامة أيضا لكونه من قضاتهم.
حاله في الوثاقة
قد عرفت أن الشيخ في الفهرست والرجال والنجاشي وابن
شهرآشوب ذكروه ولم يوثقوه ولم يقولوا إنه عامي وأهمله الكشي وعن الآبي في
كشف الرموز والشيخ البهائي في شرح الفقيه النص على ضعفه قيل ويظهر
من النزهة والشيخ علي الكركي وعن التنقيح تضعيف الرواية بالسكوني وأنه
عامي ونقل المحقق في المعتبر عن ابن بابويه أنه قال لا أعمل بما ينفرد به
السكوني وعول على ذلك في المعتبر. وفي التعليقة تكاثرت رواياته وعامتها
متلقاة بالقبول عند الفحول بل ربما ترجح روايته على روايات العدول
والأجلة منها في باب التيمم في طلب فاقد الماء غلوة سهم أو سهمين
قال ومما ذكر وما يأتي لا يبعد كونه من الثقات لكن المشهور ضعفه وقيل
بكونه موثقا لما ذكره الشيخ في العدة من اجماع الشيعة على العمل بروايته
فعن عدة الأصول للشيخ أنه عملت الطائفة بما رواه حفص بن غياث
وغياث بن كلوب ونوح بن دراج والسكوني وغيرهم من العامة عن أئمتنا
ع ولم يكن عندهم خلافه قال ووثقه في المعتبر لذلك أو لتتبع
رواياته فإنه يحصل الجزم بصدقه والمحقق ذكر في المسائل الغرية حديثا عن
السكوني في أن الماء يطهر وذكر أنهم قدحوا فيه بأنه عامي وأجاب بأنه وإن
كان كذلك فهو من ثقات الرواة ونقل عن الشيخ في مواضع من كتبه أنه
قال: الامامية مجمعة على العمل بما يرويه السكوني وعمار ومن ماثلهما من
الثقات ولم يقدح بالمذهب في الرواية مع اشتهار الصدق وكتب أصحابنا
مملوءة من الفتاوى المستندة إلى نقله فلتكن هذه كذلك انتهى وقال
المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني بعد نقل ذلك عن المحقق: أظن
توثيق المحقق للسكوني من قول الشيخ ومن ماثلهما من الثقات. واعترض
بان الاجماع على العمل برواية الرجل لا يقتضي توثيقه. وأجاب في التعليقة
بان الأصحاب لا يجمعون على العمل برواية غير الثقة لما مر في إبراهيم بن
هاشم وغيره مع أن ظاهر العبارة اجماعهم على العمل بروايتهم من حيث
الاعتماد عليهم لا من جهة ثبوتها بقرائن خارجية مع أن هذا غير مختص
بهؤلاء بل جميع الضعفاء والمجهولين كذلك فروايتهم حينئذ حجة بل أولى
من روايات كثير من الثقات ورواية إبراهيم كتابه وإكثاره من الرواية عنه يشير
إلى العدالة لما ذكر في ترجمته من أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم
واخراجهم الراوي عن الضعفاء منها وظهر من ذلك الاعتماد على النوفلي
أيضا فإنه الراوي عنه حتى رواية الماء يطهر فظهر عدم قدح من الشيخ ولا
من جميع الامامية المجمعة على العمل بما يرويه السكوني ولا من المحقق ولا
من القادحين في السكوني بالعامية بالنسبة إلى النوفلي بل ظاهر الكل قبول
قوله وروايته انتهت التعليقة. وقد ظهر أن احتمال اماميته قوي ويؤيده
عدم تصريح الشيخ والنجاشي بعاميته وهما خريتا هذه الصناعة والذي
صرح بعاميته انما هو الشيخ في العدة وابن إدريس والعلامة. وابن إدريس
انما نفى الخلاف عن عاميته ظاهرا وهو كذلك لأن هذا كان ظاهر حاله أما
وثاقته فلا ينبغي الريب فيها بعد ملاحظة ما مر. والذي ينبغي أن يقال إن
الرجل غير موثق في كتب الرجال لكن وثق في كتب الفتاوى بقول المحقق
(٤٣٣)

أنه من ثقات الرواة ونقل الشيخ اجماع الامامية على العمل برواياته وروايات
أمثاله من الثقات وما يفهم من كلامه من اشتهار صدقه فرواياته من قسم
الموثق ولا عبرة بعد ذلك بتضعيف من ضعفه وإن قلنا بتقديم الجرح على
التعديل لأن هذا الجرح مبتن على مخالفة المذهب التي اضطربت كلمات كثير
منهم فيها وصرح بذلك في التنقيح ومتى علمنا أن مخالفة المذهب لا تضر مع
اشتهار الصدق لم يكن هذا من موارد تقديم الجرح على التعديل لأن مورده
احتمال أن يكون الجارح أطلع على ما لم يطلع عليه المعدل وهو منتف في
المقام للعلم بمنشأ الجرح وعدم صحته بل عد رواياته صحيحة غير بعيد.
وفي رجال بحر العلوم: إسماعيل بن أبي زياد يعرف بالسكوني
الشعيري إلى أن قال: وفي الكافي في باب المستأكل بعلمه عن السكوني
عن أبي عبد الله ع عن رسول الله ص قال الفقهاء أمناء الرسل
ما لم يدخلوا في الدنيا قيل يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا قال أتباع
السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم وقد نقل الشيخ في العدة
اتفاق الطائفة على العمل برواية السكوني فيما لم ينكروه ولم يكن عندهم
خلافه وقال المحقق في المسائل الغرية أن السكوني من ثقات الرواة وأن
كتب الأصحاب مملوءة من الفتاوى المستندة إلى نقله وحكى عن الشيخ أنه
قال في مواضع من كتبه أن الامامية مجمعة على العمل برواياته وروايات
عمار ومن ماثلهما من الثقات وما ذكره الشيخ والمحقق ربما يقتضي الاعتماد
على النوفلي أيضا فإنه الطريق إلى السكوني والراوي عنه وقد وصف فخر
المحققين في الايضاح سند رواية الكليني في باب السحت والشيخ عنه عن
علي بن إبراهيم عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله ع قال
السحت ثمن الميتة الحديث بالتوثيق قال احتج الشيخ بما رواه عن السكوني
في الموثق عن الصادق ع قال: السحت ثمن الميتة الحديث وتبعه على
ذلك ابن أبي جمهور في درر اللآلي وفيه شهادة بتوثيق السكوني والنوفلي
وإبراهيم بن هاشم القمي وقال ابن إدريس في كتاب الميراث في مسالة
ميراث المحبوس أن للسكوني كتابا يعد في الأصول قال وهو عندي بخطي
كتبته من خط ابن أشناس البزار وقد قرئ على شيخنا أبي جعفر وعليه
بخطه إجازة وسماعا لولده أبي علي ولجماعة رجال غيره وهذا يدل على أن
أصل السكوني كان في زمن الشيخ والكليني ظاهرا متداولا وأن الروايات
المنقولة عنه منتزعة من أصله وعلى هذا فلا يقدح في اعتبار رواياته جهالة
النوفلي أو ضعفه كما يظهر من كتب الرجال ولعل التوثيق المنقول عن فخر
المحققين وابن أبي جمهور مبني على عدم الالتفات إلى الواسطة لكونها من
مشائخ الإجازة ومما يؤيد الاعتماد على خبر السكوني أن الشيخ في النهاية
قال في مسالة ميراث المجوس أنه قد وردت الرواية الصحيحة بأنهم يورثون
من الجهتين قال ونحن أوردناها في كتاب تهذيب الأحكام ولم يذكر هناك
سوى حديث السكوني وهذا من الشيخ شهادة بصحة روايته ومما ذكرناه ظهر
أن ما اشتهر الآن من ضعف السكوني من المشهورات التي لا أصل لها
انتهى. وفي مستدركات الوسائل: أما السكوني فخبره صحيح أو موثق
وما اشتهر من ضعفه فهو كما صرح به بحر العلوم وغيره من المشهورات
التي لا أصل لها فانا لم نجد في تمام ما بأيدينا من كتب هذا الفن وما نقل
عنه منها إشارة إلى قدح فيه سوى نسبة العامية اليه في بعضها الغير المنافية
للوثاقة. ويدل على وثاقته بالمعنى الأعم بل الأخص عند نقاد هذا الفن أمور
الأول قول الشيخ في العدة وهو ممن رموه بالعامية ولأجل ما قلناه عملت
الطائفة بما رواه حفص بن غياث وغياث بن كلوب ونوح بن دراج والسكوني
وغيرهم من العامة عن أئمتنا فيما لم ينكروه ولم يكن عندهم خلافه.
الثاني ما مر عن المحقق في المسائل الغرية. الثالث ما مر من قول
الشيخ في النهاية في ميراث المجوس. الرابع قول المحقق في المعتبر
والسكوني عامي لكنه ثقة. الخامس ما مر عن ابن إدريس من أن له
كتابا يعد في الأصول. فيكون معتمدا على ما هو المشهور المحقق عند
المحققين من القدماء والمتأخرين كما يظهر مما ذكروه في وصفها وتعريفها
وكيفية عمل الرواة والمفتين بها وأن هذا الأصل كان موجودا في طبقة الشيخ
ومن قبله شائعا متداولا يسمعونه من الشيوخ ويقرأونه عليهم. أقول
وللصدوق طريق اليه وعده من الكتب المعتمدة. السادس رواية الأجلاء
عنه وفيهم جمع من أصحاب الاجماع مثل عبد الله بن المغيرة وفضالة بن
أيوب وعبد الله بن بكير وجميل بن دراج ومن غير أصحاب الاجماع جماعة.
السابع ما ذكرناه في حال الجعفريات من أن كثيرا من متون أحاديثها
موجودة في الكتب الأربعة بطرق المشايخ إلى النوفلي عن السكوني عن
جعفر بن محمد عن أبيه ع ويظهر منه أنه كان حاضرا في
المجلس الذي كان يلقي فيه الصادق إلى ولده الكاظم ع بطريق
التحديث ومشاركا له في التلقي عن والده وهذا يدل على علو مقامه ورفعة
شانه واختصاصه بالصادق ع ومنه يظهر أن من تشبث بعاميته بأسلوب
رواياته فإنه عن جعفر عن أبيه عن آبائه ع في غير محله بل هو
على خلافه أدل مع أنه منقوض في موارد كثيرة فيها عن أبي عبد الله ع
فقط من جملتها ما رواه الصدوق في العلل بسنده عن السكوني عن أبي عبد
الله ع من تعدى في الوضوء كان كناقصه يروي بالصاد المهملة والضاد
المعجمة قال المحقق السيد صدر الدين العاملي فلعل خطابه بمثل هذه يشعر
بكونه من أهل الأمانة قلت لأنه أشار في كلامه هذا إلى من يتعدى في
الوضوء بجعل الغسلات ثلاثا ثلاثا وفيه أشعار بعدم عاميته ككثير من
رواياته المخالفة للعامة ويؤيد ذلك أن البرقي في رجاله لم يذكر عاميته فيما
مر عنه مع أنه كثيرا ما يتعرض لعامية الراوي. وأما ما في نكت النهاية
للمحقق من أن الأكثرين يطرحون ما انفرد به السكوني فهو مضافا إلى
معارضته لما نقلناه عنه واحتمال حمله على من تأخر عن الشيخ لا ينافي
الوثاقة لأنهم يذكرون هذا غالبا في مقام انفراد الراوي بالنقل في مقابل الخبر
الذي رواه الثقات المشهور بين الرواة فيصير شاذا وهذا غير مختص به
انتهى أقول ومن ذلك يعلم أن ما مر عن العدة من حصره عمل
الطائفة بما رواه السكوني وجماعة من العامة بما لم يكن عندهم خلافه لا يضر
بالمطلوب.
وقال في الحاشية قال المفيد في رسالة المهر قال مولانا أمير المؤمنين
ع الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثا لم تروه
خير من روايتك حديثا لم تحصه وأن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب
نورا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه حدثنا به عن
السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي ع انتهى ويظهر منه اعتماده على السكوني
انتهى.
وفي مشتركات الطريحي والكاظمي: باب إسماعيل بن أبي زياد
المشترك بين ثقة وغيره ويمكن استعلام أنه ابن زياد السكوني العامي برواية
النوفلي عنه وأما ابن أبي زياد السلمي الثقة فلم نظفر له بأصل ولا كتاب
وحيث لا تمييز فالوقف انتهى وعن جامع الرواة أنه يروي عن السكوني
(٤٣٤)

النوفلي وعبد الله بن المغيرة وفضالة بن أيوب ومحمد بن سعيد بن غزوان
وهارون بن الجهم وعلي بن جعفر السكوني وعبد الله بن بكير وجهم بن
الحكم المدائني ومحمد بن عيسى وأبو الجهم وأمية بن عمر وسليمان بن
جعفر الجعفري وجميل بن دراج والعباس وبنان عن أبيه عنه انتهى. ١٢٠٣:
إسماعيل بن مسلم.
هو ابن أبي زياد السكوني الكوفي المذكور في أصحاب الصادق ع
كما سبق. ١٢٠٤:
إسماعيل بن مسلم المكي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٠٥:
المولى إسماعيل ويقال محمد إسماعيل المشهدي المنجم.
في المآثر والآثار: كان عديم النظير في علم الهيئة وأعمال النجوم
وأحكامها. ١٢٠٦:
أبو يعقوب أو أبو محمد إسماعيل بن مهران بن أبي نصر زيد
السكوني مولاهم الكوفي.
في الخلاصة وايضاح الاشتباه: مهران بكسر الميم وسكون الهاء
بعدها راء ثم ألف ثم نون انتهى ونصر في الايضاح بالنون والصاد
المهملة والراء انتهى.
قال النجاشي إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني واسم أبي
نصر زيد مولى كوفي يكنى أبا يعقوب ثقة معتمد عليه روى عن جماعة من
أصحابنا عن أبي عبد الله ع وذكر أبو عمرو في أصحاب الرضا ع
صنف كتبا منها الملاحم أخبرنا به محمد بن محمد حدثنا أبو غالب أحمد بن
محمد حدثني عم أبي علي بن سليمان عن جد أبي محمد بن سليمان عن أبي
جعفر أحمد بن الحسن عن إسماعيل به وكتاب ثواب القرآن أخبرنا
الحسين بن عبيد الله حدثنا علي بن محمد حدثنا محمد بن أبي القاسم عن أبي
سمينة عن إسماعيل كتاب صفة المؤمن والفاجر كتاب خطب أمير المؤمنين
ع كتاب النوادر أخبرنا بجميعها أحمد بن عبد الواحد حدثنا
علي بن محمد القرشي حدثنا علي بن الحسن بن الفضال عنه بها وفي
الفهرست: إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني واسم أبي
نصر زيد مولى كوفي يكنى أبا يعقوب ثقة معتمد عليه روى عن جماعة من
أصحابنا عن أبي عبد الله ع ولقي الرضا ع وروى عنه
وصنف مصنفات كثيرة منها كتاب الملاحم أخبرنا به الحسين بن عبيد الله
عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قراءة عليه قال حدثني عم أبي علي بن
سليمان عن جد أبي محمد بن سليمان عن أبي جعفر أحمد بن الحسن عن
إسماعيل بن مهران وكتاب ثواب القرآن أخبرنا به الحسين بن عبيد الله حدثنا
أحمد بن سنان حدثني أحمد بن إدريس عن سلمة بن الخطاب عنه وكتاب
خطاب أمير المؤمنين ع وكتاب النوادر أخبرنا بهما أحمد بن عبدون
حدثنا علي بن محمد بن الزبير حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن
إسماعيل هذا وكتاب العلل كذا في نسخة مصححة وله أصل أخبرنا به
عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن الصفار
عن محمد بن الحسين عنه. وفيه أيضا بعد ذكر جماعة إسماعيل بن مهران له
كتاب الملاحم وله أصل أخبرنا بهما عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن أبي
جعفر محمد بن جعفر بن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن إسماعيل بن
مهران. وعده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع وفي
الخلاصة: إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني واسم أبي نصر زيد
مولى كوفي يكنى أبا يعقوب ثقة معتمد عليه روى عن جماعة من أصحابنا
عن أبي عبد الله ع ذكره أبو عمرو الكشي في أصحاب الرضا
ع. قال الشيخ أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله
الغضائري رحمة الله يكنى أبا محمد ليس حديثه بالنقي يضطرب تارة ويصلح
أخرى ويروي عن الضعفاء كثيرا ويجوز أن يخرج شاهدا. والأقوى عندي
الاعتماد على روايته لشهادة الشيخ أبي جعفر الطوسي والنجاشي له بالثقة.
وقال الكشي حدثنا محمد بن مسعود قال سالت علي بن الحسن عن
إسماعيل بن مهران فقال رمي بالغلو قال محمد بن مسعود يكذبون عليه كان
نقيا ثقة خيرا فاضلا انتهى الخلاصة وقال الكشي أيضا إسماعيل بن
مهران بن محمد بن أبي نصر وأحمد بن محمد بن عمرو بن أبي نصر كانا من
ولد السكوني. في معالم العلماء ابن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني ثقة
كوفي مولى لقي الرضا ع من مصنفاته النوادر، العلل، الملاحم،
خطب أمير المؤمنين ع، ثواب القرآن وله أصل انتهى وقول
ابن الغضائري على تقدير صحته ليس قدحا في عدالته بل في روايته على أن
قدحه لا يعتبره أهل الرجال مع جلالته لما هو المعلوم من حاله أنه لم يسلم
منه أحد والرمي بالغلو الذي حكاه ابن فضال لا يعول عليه لأنهم كانوا
يرون ما ليس من الغلو غلوا لا سيما مع تكذيب ابن مسعود وعدم ذكر
الشيخ والنجاشي له بل ولا ابن الغضائري مع اكثاره من القدح ومبالغته
فيه وهذا يدل على عدم غلوه فلذلك حكم العلامة بوثاقته مع أن القاعدة
تقديم الجرح على التعديل لأن ذلك ليس على اطلاقه. وفي التعليقة الظاهر
أنه ثقة جليل. وقول ابن الغضائري على تقدير الاعتبار به حتى في مقابلة
النجاشي لا دلالة فيه على قدحه في نفسه وقول الحسن على تقدير القبول
كذلك ومجرد الرمي بالغلو لعله ليس بمقبول لا سيما بملاحظة ما ذكرناه في
الفوائد ومشاهدة ما ذكره المشايخ الأجلة الثقات الأعاظم وابن الغضائري مع
إكثاره من القدح وزيادة مبالغته فيه ما قدح بالغلو ولعل هذا ينادي بعدم
غلوه انتهى. وفي لسان الميزان إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر
الكوفي أبو يعقوب ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة وقال الكشي: له كتاب
الملاحم وثواب القرآن والنوادر وغير ذلك يروي عن مالك بن عطية
الأحمسي وجعفر بن محمد الصادق وغيرهما روى عنه سلمة بن الخطاب
وبكر بن هشام وسهل بن زياد وآخرون انتهى والصواب النجاشي بدل
الكشي. وفي مشتركات الطريحي: يعرف إسماعيل أنه مهران الثقة برواية أبي
جعفر أحمد بن الحسن وسلمة بن الخطاب وأبي سمينة وعلي بن الحسن بن
فضال عنه انتهى وزاد الكاظمي رواية سهل بن زياد وأحمد بن محمد بن
عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن أبي عبد الله محمد بن
خالد البرقي والحسين بن سعيد عنه. وزاد أبو علي عن المشتركات روايته
هو عن محمد بن أبي حمزة الثمالي ولم أجد ذلك في نسختين من مشتركات
الطريحي والكاظمي. وعن جامع الرواة أنه زاد رواية محمد بن حسان
وإبراهيم بن هاشم وأبي عبد الله الرازي والقاسم النهدي وابن مسعدة
وحريز بن صالح ومحمد بن خالد وعلي بن الحسن التيمي ومحمد بن علي
الكوفي ومنصور بن العباس ومحمد بن أحمد النهدي وصالح بن أبي حماد
(٤٣٥)

وعلي بن العباس وغيرهم عنه وروايته عن الحسن بن علي بن أبي حمزة
البطائني انتهى. ١٢٠٧:
إسماعيل بن موسى.
في ميزان الاعتدال: حدث عن علي بن يزيد الذهلي عن ابن عيينة
بخبر باطل اتهمه ابن الجوزي بوضعه قال حدثنا علي بن يزيد ثنا سفيان عن
الزهري عن انس مرفوعا إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر طوله ثلاثون
ميلا ثم يدعى بعلي فيجلس دونه بمرقاة فيعلم الخلائق أن محمدا سيد
المرسلين وأن عليا سيد المؤمنين فذكر الحديث انتهى ومن ذلك يظهر
تشيعه. ١٢٠٨:
إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع.
كان من أجلاء العلماء والرواة، في الفهرست: إسماعيل بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع سكن مصر وولده بها وله كتب عن أبيه عن آبائه منها كتاب
الطهارة، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، الجنائز، الطلاق، النكاح،
الحدود، الديات، الدعاء، السنن والآداب، الرؤيا أخبرنا بها الحسين بن
عبيد الله قال أخبرنا أبو محمد سهل بن أحمد بن سهل الديباجي حدثنا أبو
علي محمد بن الأشعث بن محمد الكوفي بمصر قراءة عليه من كتابه قال
حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ع قال حدثني أبي
إسماعيل. ومثله في معالم ابن شهرآشوب إلى قوله كتاب الرؤيا وقال
النجاشي إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ع سكن مصر وولده بها وله كتب يرويها عن أبيه عن آبائه منها وذكر ما
في الفهرست كله الا الديات وقال أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أبو
محمد سهل بن أحمد بن سهل حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث بن
محمد الكوفي بمصر قراءة عليه حدثنا موسى بن إسماعيل بن موسى بن
جعفر حدثنا أبي بكتبه. وفي التعليقة كثرة تصانيفه وملاحظة عناوينها
وترتيبها ونظمها يشير إلى مدحه مضافا إلى أنه سيجئ في صفوان بن يحيى
أن أبا جعفر ع أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه والظاهر أنه
هو هذا الرجل وفيه إشعار بنباهته انتهى وقال المفيد في الارشاد أن لكل
من ولد أبي الحسن موسى منقبة وفضلا انتهى وهذه الكتب المذكورة قد
تضمنها كتاب واحد يسمى الجعفريات أو الأشعثيات أو العلويات وهو
كتاب يرويه محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي عن موسى بن إسماعيل بن
موسى بن جعفر عن أبيه إسماعيل عن أبيه موسى بن جعفر ع.
الكلام على كتاب الجعفريات
أما كتاب الجعفريات أو الأشعثيات أو العلويات المشتمل على هذه
الكتب فالظاهر أنه تأليف إسماعيل بن الكاظم ع ورواه
موسى بن إسماعيل عن أبيه ورواه محمد بن محمد بن الأشعث عن
موسى بن إسماعيل عن أبيه ومنه انتشر وعرف بالأشعثيات وليس هو من
تأليف ابن الأشعث يدل عليه النجاشي نسب إلى ابن الأشعث كتاب الحج
فقط كما ستعرف والشيخ كما يأتي قال يروي نسخة عن موسى بن إسماعيل
ولم يقل أنها من تأليفه فليس له فيها الا روايتها عن مؤلفها بواسطة ابنه وان
الشيخ والنجاشي عدا هذه الكتب التي يرويها ابن الأشعث عن موسى بن
إسماعيل عن أبيه ويتضمنها كتاب الأشعثيات من كتب إسماعيل كما
سمعت وفي مستدركات الوسائل أما الجعفريات فهو من الكتب القديمة
المعروفة المعول عليها لإسماعيل بن موسى بن جعفر ع
وقال أيضا من نظر إلى ترجمة محمد بن الأشعث وإسماعيل بن موسى
ع وسهل بن أحمد لا يشك ان الكتاب المذكور نسخة كان يرويها إسماعيل
عن آبائه ووصل إلى ابن الأشعث بتوسط ابنه موسى بن إسماعيل ومنه تلقى
الأصحاب ولذا عرف بالأشعثيات انتهى ويمكن أن يكون الكتاب من
تأليف ابن الأشعث بان يكون جمع الروايات التي يرويها عن موسى بن
إسماعيل عن أبيه عن آبائه ورتبها وجعلها كتابا عرف بالأشعثيات كما يدل
عليه قول سهل بن أحمد فيما يأتي في ترجمة ابن الأشعث: قراءة عليه من
كتابه فنسب الكتاب إلى ابن الأشعث. وقول ابن طاوس في فلاح السائل:
وفي كتاب محمد بن محمد بن الأشعث باسناده أن مولانا عليا ع
قال الخ ومراده به كتاب الأشعثيات فنسبه إلى محمد بن محمد بن الأشعث.
ولكن التأمل الصادق يعطي ان المراد بكتابه نسخة الكتاب الذي رواه عن
موسى بن إسماعيل عن أبيه والإضافة تصدق لأدنى ملابسة. وهذا الكتاب
يسمى تارة بالجعفريات وأخرى بالأشعثيات وثالثة بالعلويات والكل اسم
لكتاب واحد فتسميته بالجعفريات لانتهاء كثير من رواياته إلى جعفر بن محمد
ع وتسميته بالأشعثيات لرواية محمد بن محمد بن الأشعث له عن
موسى بن إسماعيل عن أبيه المؤلف إسماعيل بن موسى بن جعفر وتسميته
بالعلويات لانتهاء أكثر رواياته إلى علي ع وهذا الكتاب لم يكن
عند المجلسي ولا عند صاحب الوسائل ولذلك لم ينقلا عنه بغير واسطة
وأكثر المجلسي من النقل عنه بالواسطة وكان عند المحدث المتتبع المعاصر
الشيخ ميرزا حسين النوري صاحب مستدركات الوسائل حصل عليه في
جملة كتب جاءت من الهند وأدرج أحاديثه في كتابه مستدركات الوسائل
وهذا الكتاب هو المراد بما ذكره الشيخ في رجاله في ترجمة محمد بن محمد بن
الأشعث كما يأتي من أنه يروي نسخة عن موسى بن إسماعيل الخ وأن
التلعكبري سمع منه من الأشعثيات ما كان اسناده متصلا بالنبي ص.
وحكى العلامة في الخلاصة في ترجمة سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل
الديباجي عن ابن الغضائري أن الديباجي كان يضع الأحاديث ويروي عن
المجاهيل ولا باس بما يروي عن الأشعثيات وما يجري مجراها مما رواه غيره.
وفي المستدركات عن حاشية البحار أن أخبار الأشعثيات كانت مشهورة بين
الخاصة والعامة قال وقد جمع الشيخ محمد بن محمد الجزري الشافعي أربعين
حديثا كلها من تلك النوادر نوادر الراوندي بهذا السند قال في أوله
أردت جمع أربعين حديثا من رواية أهل البيت الطيبين الطاهرين
ع حشرنا الله في زمرتهم وأماتنا على محبتهم من الصحيفة التي ساقها
الحافظ أبو أحمد بن عدي ثم قال أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله المقدسي
عن سليمان بن حمزة المقدسي عن محمود بن إبراهيم عن محمد بن أبي بكر المديني
عن يحيى بن عبد الوهاب عن عبد الرحمان بن محمد عن أحمد بن محمد
الهروي عن أبي أحمد عبد الله بن أحمد بن عدي قال وأخبرني أيضا
أحمد بن محمد الشيرازي عن علي بن أحمد المقدسي عن عمر بن معمر عن
محمد بن عبد الباقي عن أحمد بن علي الحافظ عن الحسن الحسيني
الأسترآبادي عن عبد الله بن أحمد بن عدي عن محمد بن محمد بن الأشعث
(٤٣٦)

عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ع عن أبيه
إسماعيل عن أبيه موسى عن آبائه ع ثم ذكر أسانيد الأخبار
بهذا السند انتهى ثم أن صاحب المستدركات حكى عن صاحب
الجواهر القدح في الكتاب وأورد عليه بايرادات كثيرة من أرادها فليرجع
اليه.
ويأتي بقية الكلام على هذا الكتاب في ترجمة محمد بن محمد بن
الأشعث.
وفي مشتركات الطريحي: يعرف إسماعيل أنه ابن موسى بن جعفر
بروايته عن أبيه ع وزاد الكاظمي وبرواية أبي علي محمد بن محمد
ابن الأشعث بن محمد الكوفي عن ولده موسى عن أبيه إسماعيل بن موسى
ع انتهى. ١٢٠٩:
إسماعيل بن موسى الفزاري الكوفي أبو محمد ابن بنت السدي
الكبير.
توفي سنة ٢٤٥ عن ابن حبان والبخاري وغيرهما.
عن تقريب ابن حجر أنه نص على تشيعه وفي خلاصة تذهيب
الكمال: إسماعيل بن موسى الفزاري أبو محمد ابن بنت السدي عن
عمر بن شاكر عن أنس في صحيح الترمذي وشريك ومالك أخرج عنه
البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة قال النسائي ليس به باس قال ابن
عدي أنكروا منه الغلو في التشيع وفي ميزان الاعتدال إسماعيل بن موسى
الفزاري الكوفي ابن بنت السدي أخرج حديثه أبو داود والترمذي وابن
ماجة روى عن عمر بن شاكر صاحب أنس وعن مالك وشريك وطائفة
وعنه أبو عروبة وابن خزيمة وخلائق وقد سأله أبو حاتم عن نسبته إلى
السدي فأنكر أن يكون ابن بنته وإذا قرابته منه بعيدة قال أبو حاتم صدوق
وقال النسائي ليس به باس وقال ابن عدي أنكروا منه غلوا في التشيع وقال
عبدان أنكر علينا هذا وابن أبي شيبة ذهابنا اليه وقال أيش عملتم عند ذاك
الفاسق الذي يشتم السلف ومن أفراده بالاسناد عن ابن عباس مرفوعا:
من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي، وتفرد عن شريك بأحاديث ووصل عن
مالك حديثين مرسلين انتهى وفي تهذيب التهذيب إسماعيل بن موسى
الفزاري أبو محمد ويقال أبو إسحاق الكوفي نسيب السدي روى عن مالك
وإبراهيم بن سعد وابن أبي الزناد وأبي معمر سعيد بن خثيم وابن عيينة
وعمر بن شاكر البصري الراوي عن أنس وغيرهم وعنه البخاري في كتاب
خلق أفعال العباد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن خزيمة والساجي وأبو
يعلى وأبو عروبة ومطين وبقي بن مخلد وطائفة قال ابن أبي حاتم سالت أبي
عنه فقال صدوق وقال مطين كان صدوقا وقال النسائي ليس به باس وقال
ابن حبان في الثقات يخطئ قال ابن عدي وصل عن مالك حديثين وتفرد
عن شريك بأحاديث وإنما أنكروا عليه الغلو في التشيع وقال الآجري عن
أبي داود صدوق في الحديث وكان يتشيع وجزم البخاري ومسلم في الكنى
وابن سعد والنسائي وغيرهم بأنه ابن بنت السدي وقال أبو علي الجياني في
رجال أبي داود وهو ابن أخت السدي انتهى. ١٢١٠:
علم الدين أبو محمد إسماعيل بن عز الدين موسى بن القاسم بن
ترجم العلوي الفقيه.
في مجمع الآداب لعبد الرزاق بن الفوطي: كان من أعيان السادات
العلويين فصيح اللهجة قرأ الأدب على بياض في الأصل سمعت بقراءته
كتاب كشف الغمة في فضائل الأئمة على مصنفه شيخنا بهاء الدين أبي
الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي المنشي سنة ٦٧٩ وكان يورد
النوادر الأدبية ويذكر النكات العربية كتبت عنه وكان يتردد إلي وكتب الكثير
بخطه انتهى وفي هذا من الدلالة على تشيع ابن الفوطي ما لا يخفى
وهناك ما أصرح منه ذكرناه في ترجمته. ١٢١١:
المولى إسماعيل بن المولى محمد جعفر السبزواري نزيل طهران
الواعظ المشهور.
توفي سنة ١٣١١ في طهران.
كان واعظا معروفا له كتاب بدائع الأخبار في المواعظ فارسي مرتب
على مجالس طبع في طهران وهو من المجلدات السبعة المطبوعة من تصانيفه
الموسوم جميعها بخرج الأيام ومنها كتاب الإنسان. ١٢١٢:
السيد إسماعيل بن نجف علي المرندي التبريزي.
توفي سنة ١٣١٨.
من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له التعادل والترجيح. ١٢١٣:
المولى إسماعيل اليزدي.
توفي حوالي سنة ١٢٤٦ بالحائر.
كان من تلاميذ المولى محمد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري
المعروف بشريف العلماء وجلس بعد وفاة أستاذه مجلسه ودرس ويحكى أن
بعضهم كان يرجحه على أستاذه المذكور ولكن لم تطل مدته بل بقي بعد
أستاذه نحو سنة وتوفي وكانت وفاة أستاذه سنة ١٢٤٥. ١٢١٤:
إسماعيل بن تجيح الرماحي.
روى الكليني في الكافي في باب النفر من منى عن معاوية بن وهب
عنه عن أبي عبد الله ع. ١٢١٥:
السيد إسماعيل بن السيد نصر الله بن السيد محمد شفيع بن السيد
يوسف بن السيد حسين بن السيد عبد الله البلادي البحراني بن السيد
علوي بن السيد حسين الغريفي بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن
عيسى بن خميس بن أحمد بن ناصر بن علي كمال الدين بن سليمان بن
جعفر بن أبي العشائر موسى بن أبي الحمراء محمد بن علي الطاهر بن علي
الضخم بن أبي علي الحسن بن أبي الحسن محمد الحائري بن إبراهيم
المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر ع البهبهاني
البحراني.
ولد في بهبهان سنة ١٢٢٩ كما في كتاب شهداء الفضيلة وفي مجموعة
الشبيبي ١٢١٨ وفي بعض المجاميع ١٢٢٠ وتوفي سنة ١٢٩٦ كما في شهداء
الفضيلة وفي مجموعة الشبيبي ليلة ٦ صفر سنة ١٢٩٥ في طهران ونقلت
جنازته إلى النجف.
تردد إلى النجف غير مرة وأخذ عن الشيخ علي بن الشيخ جعفر وعن
صاحب الجواهر ثم خرج بعد الإجازة بالاجتهاد إلى طهران وأقام بها
وروجع وتقدم فيها ونشر الدعوة بها الحاج ملا علي الكني صاحبه ورفيقه
(٤٣٧)

في الدرس في النجف ثم تقاطعا وتنافرا على عادة أمثالهما من أهل هذا الشأن
وحرر السيد رسالة في الرد على صاحبه طبعت ونشرت في إيران فطال بذلك
لسان العامة على أهل العلم. كذا ذكره بعض المعاصرين ممن لا يريد أن
نذكر اسمه، وفي كتاب شهداء الفضيلة أنه قرأ على صاحب الجواهر
والشيخ مرتضى الأنصاري وصاحب الضوابط والشيخ حسن صاحب أنوار
الفقاهة وقرأ الآليات أولا في بهبهان ثم هاجر إلى النجف وقرأ فيها مدة ثم
رجع إلى بهبهان ثم عاد إلى النجف ولما زار ناصر الدين شاه العتبات
استصحبه معه إلى طهران مبجلا معظما وأقام فيها في عز وجلال و زلفى لدى
السلطان المذكور وحاز ثقة الأهلين وتصدى للإمامة والارشاد انتهى وهو
والد السيد عبد الله البهبهاني الرئيس الشهير في طهران الشهيد في الانقلاب
الدستوري وتأتي ترجمته في بابها وجد السيد محمد بن السيد عبد الله العالم
الشهير في طهران المعاصر الذي شاهدناه في طهران أيام قصدنا لزيارة
المشهد المقدس الرضوي سنة ١٣٥٣. ورأينا من فضله وعلمه ونباهته
الشئ الكثير. ١٢١٦:
إسماعيل ويقال محمد إسماعيل خان النوري الملقب وكيل الملك.
ذكره في المآثر والآثار وسماه السردار محمد إسماعيل خان النوري
وكيل الملك وقال أن السيد أسد الله بن السيد محمد الرشتي أجرى الماء من
الفرات إلى النجف الأشرف من ثلث تركة السردار المذكور انتهى وقال
بعضهم أنها كانت ثلاثين ألف تومان وسماه الفاضل الشبيبي في مجموعته
إسماعيل خان والي كرمان. وقد أرخ بعض شعراء العصر وهو الشيخ محمد
ابن الشيخ كاظم الجزائري النجفي المتوفى سنة ١٣٠٢ ذلك بقصيدة أولها:
لوكيل الملك أيد * طوقتنا بالهبات
قد سرت في الناس * أمثال النجوم السائرات
وجرت كالبحر إلا * أنها عذب فرات
فهو بالشكر حقيق * في الملا والخلوات
ويقول في آخرها مؤرخا:
شربوا الماء زلالا * بعد شرب الآجنات
فاشرب الماء وأرخ * اشرب الماء الفرات
سنة ١٢٨٨ ١٢١٧:
إسماعيل بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن زهير بن
هارون بن موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر بن أبي جرادة أبو
صالح عرف بابن العديم الحنفي الحلبي.
ولد سنة ٦١٠ بحلب وتوفي في المحرم سنة ٦٩٤.
هو من بيت كبير مشهور سمع بحلب من جده أبي غانم محمد
وقدم مصر وحدث بها بجزء أبي علي الكندي بسماعه من الحسين بن
صرصرى كذا في إعلام النبلاء عن ط ح ق وكأنه رمز لكتاب طرائف
النديم في تاريخ حلب القديم. وقد ذكرنا في غير هذا الموضع من هذا
الكتاب أن آل أبي جرادة المعروفين ببني العديم شيعة ولا ينافي ذلك وصفه
بالحنفي. ١٢١٨:
أبو همام إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ميمون
البصري مولى كندة.
قال النجاشي إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله
ميمون البصري مولى كندة وإسماعيل يكنى أبا همام روى إسماعيل عن
الرضا ع ثقة هو وأبوه وجده له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا محمد بن
علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا سعد وأحمد بن إدريس قالا حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي همام وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الرضا ع فقال إسماعيل بن همام مولى كندة وهو أبو همام. وفي
لسان الميزان: إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن ميمون البصري مولى
كندة يكنى أبا همام ذكره الكشي في رجال الشيعة وابن النجاشي في
مصنفيهم روى عن علي بن موسى الرضا وغيره روى عنه العباس ابن
معروف وأحمد بن الحسن بن فضال وآخرون وقال أبو زرعة يعد في
البصريين انتهى ولا يخفى أن الكشي لم يذكره وفي الرياض الشيخ
إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن الكندي البصري الذي يروي عن
الصادق ع بواسطتين وهو من القدماء ولعله عامي انتهى والظاهر أنه
هو هذا فلا يكون عاميا.
وفي مشتركات الطريحي: يعرف إسماعيل أنه ابن همام الثقة برواية
أحمد بن محمد بن عيسى عنه وزاد الكاظمي رواية إبراهيم بن هاشم
ويعقوب بن يزيد والعباس بن معروف عنه وروايته هو عن الرضا ع.
وعن جامع الرواة أنه زاد رواية أحمد بن الحسن بن علي بن فضال
والحكم بن بهلول ومهزيار أبي إبراهيم والحسين بن سعيد والتلعكبري
انتهى وفي تكملة الرجال
روى عنه الحكم بن بهلول وهو مجهول وهو روى عن الحسن بن زياد على ما يظهر من التهذيب في باب الخمس. ١٢١٩:
إسماعيل بن وهسوذان بن المرزبان الديلمي.
توفي سنة ٣٥٥.
كان جده المرزبان صاحب أذربيجان، فلما مات ولده جستان بن
المرزبان وكان له أخوان إبراهيم وناصر ابنا المرزبان، قال ابن الأثير في
حوادث سنة ٣٤٩: وكان وهسوذان يضرب بين أولاد أخيه ليختلفوا،
فاختلفوا فلما رأى اختلافهم استزار إبراهيم فزاره وأكرمه، واستغوى ناصرا
حتى فارق أخاه جستان، وصار إلى موقان واستولى على أردبيل، ثم طالبه
الجند بالمال فعجز وقعد عمه وهسوذان عنه فعلم أنه كان يغويه فصالح أخاه
جستان وأمرهما مضطرب ولا مال معهما فاضطرا إلى المسير إلى عمهما بعد
الايمان، فغدر بهما وقبض عليهما واستولى على العسكر وعقد الامارة لابنه
إسماعيل، وكان إبراهيم بن المرزبان قد سار إلى أرمينية، فتأهب لمنازعة
إسماعيل فاستعان وهسوذان بجستان بن شرمزن وكان بأرمينية، فهرب
إبراهيم ثم استعد في سنة ٣٥٥ للعودة إلى آذربيجان واتفق أن ابن عمه
إسماعيل مات ووقعت بين إبراهيم وعمه حروب وخطوب انتهى. ١٢٢٠:
إسماعيل بن يحيى العبسي.
في التعليقة سيجئ في الحسن بن عبد السلام أنه أجاز التلعكبري
على يديه وكذا في محمد بن عبد ربه وكناه فيها بأبي محمد وربما يستفاد من
هذا اعتماد عليه ومعروفيته ونباهته بل وعدالته انتهى وفي لسان الميزان
(٤٣٨)

إسماعيل بن يحيى العبسي الكوفي يكنى أبا أحمد قال ابن أبي طي من رجال
الشيعة روى عن محمد بن جرير بن رستم روى عنه الشيخ المفيد
انتهى. ١٢٢١:
إسماعيل بن يحيى بن عمارة البكري الكوفي أبو محمد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٢٢:
إسماعيل بن يحيى الهاشمي مولاهم الكوفي الصيرفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر عن منهج
المقال انه إسماعيل ابن أبي يحيى ولكن عن نسختين من رجال الشيخ:
إسماعيل بن يحيى. وفي لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة ممن
روى عن جعفر الصادق انتهى ومع وجود ذلك في نسخة صاحب
اللسان يظهر أنه هو الصواب. ١٢٢٣:
إسماعيل بن يسار.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه
البصري الآتي. وفي الايضاح: إسماعيل بن يسار بالياء المثناة التحتية
والسين المهملة المخففة وقيل ابن سيار بتقديم السين المهملة على الياء المثناة
التحتية المشددة انتهى. ١٢٢٤:
إسماعيل بن يسار البصري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ويوجد في
بعض النسخ النضري بالنون والضاد المعجمة والظاهر أنه تصحيف. ويأتي
عن لسان الميزان استظهار اتحاده مع الهاشمي والواسطي الآتيين. ومر
إسماعيل بن بشار بالموحدة والمعجمة عن بعض نسخ رجال الشيخ وأن و
الموجود في النسخ المعتبرة من رجال الشيخ وكتب الحديث كما هنا ومر في
إسماعيل بن بشار وإسماعيل البصري ما يلزم أن يلاحظ. ١٢٢٥:
إسماعيل بن يسار الهاشمي العباسي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع فقال
إسماعيل بن يسار هاشمي عباسي ولا يبعد وهو مولى إسماعيل بن علي بن
عبد الله بن العباس الآتي. ١٢٢٦:
إسماعيل بن يسار الهاشمي مولى إسماعيل بن علي بن عبد الله بن
العباس.
قال النجاشي: ذكره أصحابنا بالضعف له كتاب أخبرنا محمد بن علي
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن إسماعيل به انتهى. وفي لسان الميزان إسماعيل بن يسار
الهاشمي مولاهم ذكره ابن النجاشي في مصنفي الشيعة وقال روى عنه
محمد بن الحسين بن الخطاب وكان مولى إسماعيل بن علي بن عبد الله ابن
عباس وذكره الطوسي في رجال الصادق إسماعيل بن يسار البصري. وروى
محمد بن عبد الله المسمعي عن إسماعيل بن يسار الواسطي عن سيف بن
عميرة وكان الثلاثة واحد انتهى. ١٢٢٧:
الأمير إسماعيل أمير بيجابور بن يوسف عادل شاه من أولاد
السلطان مراد العثماني.
الدولة العادلشاهية هي إحدى الدول الخمس المتشعبة من مملكة
الهند: وهي الباريدشاهية والعمادشاهية والنظامشاهية والقطب شاهية
والعادلشاهية والثلاث الأخيرة منها هي دول شيعية ويناسب أن نذكر هنا
مبدأ فتح المسلمين لبلاد الهند بوجه الاجمال حتى نصل إلى ذكر هذه الدول
ونأخذ ذلك من كلام الأمير شكيب الارسلاني في الجزء الرابع من كتاب
حاضر العالم الاسلامي عند الكلام على الممالك الاسلامية الهندية نقلا عن
المؤرخ رينه غروسه صاحب تاريخ آسية المستخلص من مئات من التواريخ
وفي كلامه ان أول من فتح بلاد الهند من ملوك الاسلام السلطان محمود
بن سبكتكين الغزنوي التركي في سنة ١٠٠٥ إلى سنة ١٠٢٥
ومات سنة ٤١١ ه‍ وخلفه ابنه مسعود من سنة ١٠٣٠ ١٠٤٠ م
وبقي الملك في ذريته إلى ما بعد سنة ٥٥٥ ه‍ وبعد وفاة محمود بن سبكتكين
ظهرت الأتراك السلجوقية على خراسان فانتقل أبناء سبكتكين من غزنة إلى
لاهور إلى أن غلب على ملكهم الغوريون الأفغان وأول من ملك من
الغوريون علاء الدين الحسين وأعظمهم محمد بن الحسين الغوري ثم نقل
رينه غروسه صاحب تاريخ آسية ان السلطان محمد الغوري بعد ما استولى
على ملك آل سبكتكين فتح الهند سنة ١١٩٣ ١٢٠٢ م ومؤرخو الاسلام
يؤرخون فتوحاته سنة ٥٧٩ ٥٩٧ ه‍ وخلف محمدا الغوري في سلطنة
الهند مملوك يسمى أيبك ولما مات أيبك تغلب على سلطنة الهند مملوك تركي
اسمه آلنامش من سنة ١٢١١ ١٢٣٦ م وبعد موته أغار المغول على
بنجاب فردهم مملوك تركي آخر اسمه بالبان كان رقاه آلنامش إلى امارة
الجيش فكافأته الأمة بان رقته إلى السلطنة سنة ١٢٦٦ ١٢٨٧ م وسنة
١٢٩٠ م انتقلت سلطنة الهند من المماليك إلى آل قيلجي الأفغانيين وامتاز
من بينهم السلطان علاء الدين، وفي سنة ١٣٩٧ م زحف مائة ألف مغولي
مما وراء النهر بقيادة أمير من ذرية جنكيز على بنجاب فهزمهم علاء الدين ثم
عادوا سنة ١٣٠٥ م فكسرهم ثانية والى سنة ١٣١٠ فتح ممالك الهند كلها
وفي سنة ١٣٢١ م تغلب على سلطنة دهلي بنو طغلق الأتراك وأزالوا الدولة
الأفغانية وظهر منهم سلطان اسمه محمد شاه عرف بالظلم فنفر منه الهنود
والمسلمون وانفرد كل أمير بجهة وملك بعده منهم فيروز شاه نحو أربعين
سنة وتنقلت المملكة في بيتهم إلى أن غزا الهند تيمورلنك سنة ١٣٩٨ م
واستولى عليها وأعظم مملكة انشقت على دهلي هي الدكان أسسها
الباهمانيون الأفغان وكان بجانبها مملكتا فارانغال وفيجاياناغار
فكانت في حرب دائمة مع هاتين المملكتين وفي سنة ١٤٢٤ م افتتح أحمد
الأول الباهماني صاحب الدكان فارنغال وكان معظم شوكة الباهمانيين في
زمن محمد الثاني من سنة ١٤٦٣ ١٤٨٢ م فامتدت سلطنة الدكان من
خليج البنغالة إلى بحر عمان وبعد موته تقسمت هذه السلطنة فتشعبت منها
خمس دول مستقلة الأولى دولة باريدشاه في بيدار من سنة ١٤٩٠ إلى
١٦٥٧ م واصل ملوكها كرج الثانية دولة عماد شاه في بيرار من سنة
١٤٨٤ إلى ١٥٧٢ أصلهم هنود وأسلموا الثالثة دولة نظام شاه في أحمد
ناغار من سنة ١٤٩٦ إلى ١٦٠٠ م وهذه أيضا أصل مؤسسيها من الهنود
المهتدين الرابعة دولة قطبشاه في غولكوند من سنة ١٥١٢ إلى ١٦٨٧ م
وهذه أصلها فارسي الخامسة دولة عادل شاه في بيجابور من سنة ١٤٨٩
(٤٣٩)

إلى ١٦٨٦ م. ويقال أن مؤسسها يوسف عادل كان من أولاد السلطان مراد
الثاني العثماني وكان متعصبا للفرس وللشيعة بخلاف أهله آل عثمان فنشر
الأدب الفارسي في مملكته وجعل التشيع دين الدولة الرسمي وخلفه ولده
إسماعيل فاحتذى على مثاله انتهى وذكر في الجزء الثالث من كتاب آثار
الشيعة الإمامية أخبار هذه الدولة الخمس وقال أنه اقتضب مجمل أحوالهم
من كتب شتى أهمها تاريخ ملوك الهند لمحمد قاسم فرشته وحديقة العالم
المختص بالقطبشاهية وأنه لما انقرضت السلطنة البهمنية بهزيمة كليم الله شاه
البهمني خاتمة ملوكها إلى بيجابور سنة ٩٣٥ انقسمت ملوك الدكان إلى
خمس طوائف ١ العادل شاهية ٢ النظامشاهية ٣ القطب شاهية وهذه
الثلاث من ملوك الشيعة الإمامية ٤ البريدشاهية ٥ العمادشاهية
وهاتان من أهل السنة وكانت عاصمة العادل شاهية بيجابور وعاصمة
النظامشاهية أحمد نكر وعاصمة القطب شاهية كولكندة ثم حيدرآباد ثم ذكر
إسماعيل عادلشاه بن يوسف عادلشاه وقال كان أبوه قد عهد اليه بالملك
ووافقه على ذلك الأمراء فأحسن السيرة مع قبائل النظامشاهية والعمادشاهية
والذهب شاهية والبريدشاهية وفتح القلعة المعروفة بقلعة كوه بعد حصار
شديد ثم نازعه أمير قاسم تمكن بريد وكمال خان الدكني وملكا كثيرا من
القرايا والقلاع وفي سنة ٩٩ تمكن كمال خان من بيجابور وجلس على سرير
الملك ثم إن إسماعيل عادلشاه جمع جنوده والتقى بصفدر خان بن كمال
خان وهزمه وخرج كمال خان من بيجابور وفي سنة ٩٤٠ اتفق أمير قاسم
بريد مع شاه محمود وتوجها إلى تلنك وحاصرا قلعة تلكندة الحصينة وكانت
تحت تصرف سلطان قلي قطبشاه ثم إن إسماعيل اعتل ومات سنة ٩٤١
وكان سياسيا أديبا شاعرا يتخلص بوفائي بارع في علم الموسيقي انتهى. ١٢٢٨:
إسماعيل بن يوسف الأخيضر بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد
الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
مات على فراشه فجأة في ربيع الأول سنة ٢٥٢ ولا عقب له قاله في
عمدة الطالب.
في العمدة ظهر بالحجاز وغلب على مكة أيام المستعين وغور العيون
واعترض الحاج فقتل منهم جمعا كثيرا ونهبهم وقال الناس يشبه بالحمار جهدا
انتهى وفي مقاتل الطالبيين: خرج في أيام المعتز إسماعيل بن يوسف بن
إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن فعاث وأفسد وعرض
للحاج وتبعه أمثال له وأقطع الميرة عن الحرم وكرهت ذكره إذ كان غرضي
غير ذلك انتهى وبالجملة فقد كان مذموم السيرة وقد ذم سيرته أخوه
محمد بن يوسف بعد وفاته وازرى على فعله في السفك والنهب والفساد. قاله في عمدة الطالب. ١٢٢٩:
أبو إبراهيم إسماعيل قتيل القرامطة بن يوسف أمير اليمامة بن
محمد بن يوسف الأخيضر بن إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
قتل سنة ٣١٠ قتله القرامطة مع جماعة من أهل بيته كما في عمدة
الطالب.
في العمدة: وقد ولي إسماعيل امارة اليمامة قال الشيخ أبو الحسن
العمري ووجوه الأخيضريين اليوم من ولد إسماعيل هذا. ١٢٣٠:
إسماعيل بن يونس بن ياسين أبو إسحاق المعلوف بالشيعي.
في تاريخ بغداد عن ابن الثلاج أنه مات سنة ٣٢٣.
قال حدث عن إسحاق بن أبي إسرائيل وعمرو بن علي الفلاس
وعباس بن يزيد البحراني وأبي الفضل الرياشي وعمر بن شبة النميري روى
عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ والقاضي أبو الحسن الجراحي وأبو
الحسن الدارقطني وابن الثلاج قال وكان ينزل دكان الأبناء انتهى أقول
ويروي عنه أبو الفرج الأصبهاني في الأغاني قال في أخبار دنانير وأخبار
عقبيل أخبرني إسماعيل بن يونس الشيعي عن ابن شبة الخ. ١٢٣١:
أسمر بن مضرس.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وعن مختصر الذهبي
وصفه بالطائي وقال له صحبة عنه بنته عقيلة. وفي الاستيعاب: أسمر بن
مضرس الطائي قال أتيت النبي عليه الصلاة والسلام فبايعته فقال من
سبق إلى ما لم يسبق اليه مسلم فهو له يقال هو أخو عروة بن مضرس روت
عنه ابنته عقيلة وأسمر هذا هو اعرابي وابنته اعرابية انتهى وفي أسد
الغابة: قال ابن مندة وأبو نعيم هو أسمر بن أبيض بن مضرس وقال أبو
نعيم هو من أعراب البصرة. وفي الإصابة: أسمر بن مضرس الطائي قال
البخاري وابن السكن له صحبة وحديث واحد انتهى وفي تهذيب
التهذيب أسمر بن مضرس الطائي من أعراب البصرة له حديث واحد
وذكر ما مر قال وهو حديث عزيز لا نعرف له غيره وقال ابن منده في معرفة
الصحابة هو أسمر بن أبيض بن مضرس. ولم يعلم أنه من موضوع كتابنا
وذكرناه لذكر الشيخ إياه. ١٢٣٢:
الأسود بن أبي الأسود الدؤلي.
روى الشيخ في التهذيب في باب الوقوف والصدقات وفي باب عدم
جواز بيع الوقف من الاستبصار عن محمد بن عاصم عنه عن ربعي بن
عبد الله. ١٢٣٣:
الأسود بن أبي الأسود الليثي مولاهم الكوفي الخياط.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٣٤:
الأسود بن أصرم.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص قال قال البخاري
المحاربي انتهى وفي الاستيعاب الأسود بن الأصرم المحاربي له صحبة
روى عنه سليمان بن حبيب قاضي عمر بن عبد العزيز لم يرو عنه غيره فيما
علمت يعد في الشاميين انتهى وفي أسد الغابة الأسود بن أصرم المحاربي
عداده في أهل الشام روى عنه سليمان بن حبيب وحده ثم روى بسنده عن
سليمان بن حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي قلت يا رسول الله
أوصيني قال أتملك يدك قلت فما أملك إذا لم أملك يدي قال أتملك لسانك
قلت فما أملك إذا لم أملك لساني قال لا تبسط يدك الا إلى خير ولا تقل
بلسانك الا معروفا أخرجه ثلاثتهم انتهى وفي الإصابة: الأسود بن
أصرم المحاربي قال ابن حبان عداده في أهل الشام وروايته فيهم وذكره أبو
زرعة الدمشقي وابن سميع وابن عبد البر فيمن نزل الشام من
الصحابة. ثم ذكر تلك الرواية بسندها من طريق الطبراني عن سليمان بن
حبيب المحاربي عن أسود بن أصرم المحاربي إلى أن قال فقال أسود يا رسول
الله أوصيني قال لا تقل بلسانك الا معروفا ولا تبسط يدك الا إلى خير ثم
(٤٤٠)

قال: لكن قال البخاري في اسناده نظر انتهى. ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. ١٢٣٥:
الأسود بن برير أو بريد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب على ع. وقال الميرزا في
الرجال الكبير نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب علي ع
الأسود بن برير وفي نسخة أخرى ابن بريد انتهى ونحوه في الوسيط
ويوجد في بعض النسخ ابن بربر بالباء الموحدة بين الرائين ولا شك أنه
صحف أحدهما بالآخر ويأتي الأسود بن يزيد والمظنون أنه هو هذا وصحف
يزيد ببرير أو بريد فإن كان هو فليس من موضوع كتابنا وإن كان غيره فلم
يعلم أنه من موضوعه وذكرناه لذكر الشيخ إياه. ١٢٣٦:
الأسود بن بشير بن خوط بن مسعر الذهلي الشيباني وباقي النسب
في حسان بن خوط.
قتل مع علي ع يوم الجمل سنة ٣٦.
في الإصابة عن ابن الكلبي كان لواء علي يوم الجمل مع حسين بن
محدوج بن بشر بن خوط فقتل فاخذه أخوه حذيفة فقتل فاخذه عمهما
الأسود بن بشير فقتل الخ. ١٢٣٧:
الأسود بن خلف بن عبد يغوث.
سيأتي بعنوان الأسود بن عبد يغوث الزهري. ١٢٣٨:
الأسود بن ربيعة الحنظلي.
يأتي بعنوان الأسود بن عيسى بن أسماء. ١٢٣٩:
الأسود بن رزين أبو عبد الله المزني.
قال النجاشي روى عن جعفر بن محمد ع ذكره أصحاب
الرجال له كتاب العتق. ١٢٤٠:
الأسود بن سريع السعدي أبو عبد الله.
وفاته
اختلف في تاريخ وفاته وكيفيتها ففي تهذيب التهذيب عن أحمد بن
حنبل وابن معين أنه توفي سنة ٤٢ وفيه عن ابن منده أنه توفي أيام
الجمل سنة ٤٢ قال وتبعه الذهبي على هذا الكلام وينبغي أن يتأمل هذا
فلعله سقط منه شئ أو لعله كان شهد الجمل وتوفي سنة ٤٢ فان وقعة
الجمل كانت سنة ٣٦ بلا خلاف لكن قال البخاري في التاريخ قال علي
قتل أيام الجمل وكذا قال ابن السكن وأبو حاتم وابن حبان وغيرهم قال
بعضهم قتل وقال بعضهم فقد وعن الحسن البصري قال لما قتل عثمان
ركب الأسود سفينة وحمل معه أهله وعياله فانطلق فما رئي بعد وكل هذا
يدل على أن الحسن وأقرانه لم يلحقوه انتهى.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الرسول ص الأسود بن
سريع السعدي أبو عبد الله كان في الجاهلية شاعرا وفي الاسلام قاصا وهو
أول من قص في المسجد انتهى. ويوجد في بعض النسخ قاضيا بدل
قاصا وقضى بدل قص وهو تصحيف. وفي أسد الغابة: الأسود بن
سريع بن حمير بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن مقاعس واسمه
الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي يكنى أبا
عبد الله يجتمع مع الأحنف بن قيس في عبادة وروى عنه الأحنف بن قيس. ثم
روى بسنده عن الأسود بن سريع قلت يا رسول الله إني قد حمدت ربي بمحامد
ومدح وإياك قال هات ما حمدت به ربك فجعلت أنشده فجاء رجل آدم
فاستأذن فقال النبي ص س س فعل ذلك مرتين أو ثلاثا قلت يا رسول الله
من هذا الذي استنصتني له قال هذا عمر بن الخطاب هذا رجل لا يحب
الباطل أخرجه ثلاثتهم انتهى فانظر واعجب. وفي الاستيعاب: غزا مع
النبي ص ونزل البصرة وكان قاصا شاعرا محسنا وهو أول من قص في مسجد
البصرة روى عنه الحسن وعبد الرحمن بن أبي بكرة. روى ابن علية عن
يونس بن عبيد عن الحسن عن الأسود بن سريع وكان رجلا شاعرا أنه قال
يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي قال إن ربك يحمد الحمد وما
استزادني وروى السرى بن يحيى عن الحسن عن الأسود بن سريع قال وكان
رجلا شاعرا وكان أول من قص في هذا المسجد قال غزوت مع النبي ص
أربع غزوات إلى أن قال فقال رسول الله ص: ما من مولود يولد إلا على
فطرة الاسلام حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه
انتهى وفي تهذيب التهذيب الأسود بن سريع بن حمير بن عبادة
التميمي السعدي من بني منقر صحابي غزا مع النبي ص وروى عنه ونزل
البصرة وقص بها روى عنه الأحنف بن قيس والحسن البصري وعبد
الرحمن بن أبي بكرة قال ابن منده ولا يصح سماعهما منه انتهى ومر
قوله: كل هذا يدل على أن الحسن وأقرانه لم يلحقوه. ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا. ١٢٤١:
الأسود بن سعيد.
روى الكليني في باب النوادر بعد باب جوامع التوحيد من الكافي عن
محمد بن حمران عنه عن أبي جعفر ع وعن تقريب ابن حجر
الأسود بن سعيد الهمداني كوفي صدوق انتهى وفي تهذيب التهذيب:
الأسود بن سعيد الهمداني روى عن جابر بن سمرة وابن عمر وعنه زياد بن
خيثمة ومعن بن يزيد وأبو إسرائيل الملائي روى له أبو داود حديثا واحدا في
خلفاء قريش قلت وخرجه ابن حبان في صحيحه من طريقه وذكره في
الثقات وقال ابن القطان مجهول الحال انتهى ولا يبعد كونه المترجم. ١٢٤٢:
الأسود بن طهمان الخزاعي.
كان مع علي ع بصفين روى نصر بن مزاحم في كتاب
صفين عن عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن كعب قال لما قتل عبد الله بن
بديل يوم صفين مر به الأسود بن طهمان الخزاعي وهو باخر رمق فقال
رحمك الله يا عبد الله إن كان جارك ليأمن بوائقك وإن كنت لمن الذاكرين الله
كثيرا أوصني رحمك الله قال أوصيك بتقوى الله وإن تناصح أمير المؤمنين
ع وتقاتل معه حتى يظهر الحق أو تلحق بالله وأبلغ أمير المؤمنين
عني السلام وقل قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك فإنه من أصبح
والمعركة خلف ظهره كان الغالب ثم لم يلبث أن مات رحمه الله فاقبل الأسود
إلى علي ع فأخبره فقال رحمه الله جاهد عدونا في الحياة ونصح لنا
في الوفاة انتهى.
(٤٤١)

١٢٤٣: الأسود بن عاصم الهمداني الكوفي.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الأسود بن
عاصم الهمداني كوفي اسند عنه انتهى. ١٢٤٤:
اسود بن عامر.
وقع في طريق المفيد في الارشاد قال حدثني الشريف أبو محمد
الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا أبو نصر حدثنا محمد بن الحسين حدثنا
أسود بن عامر حدثنا حنان بن علي عن الحسن بن كثير قال شكوت إلى أبي
جعفر محمد بن علي الحديث. وعن تقريب ابن حجر الأسود بن عامر
الشامي نزيل بغداد يكنى أبا عبد الرحمن ويلقب شاذان ثقة من التاسعة
مات في أول سنة ٢٠٨ وفي تهذيب التهذيب الأسود بن عامر شاذان أبو عبد
الرحمن الشامي نزيل بغداد روى عن شعبة والحمادين والثوري والحسن بن
صالح وجرير بن حازم وجماعة. وعنه أحمد بن حنبل وابنا أبي شيبة وعلي بن
المديني وأبو ثور وعمرو الناقد وأبو كريب والصغاني والدارمي والحارث بن
أبي اسامة خاتمة أصحابه وغيرهم وروى عنه بقية وهو أكبر منه قال ابن
معين لا باس به وقال ابن المديني ثقة وقال أبو حاتم صدوق صالح وقال ابن
سعد صالح الحديث مات سنة ٢٠٨ وذكره ابن حبان في الثقات انتهى
وزاد في تاريخ بغداد أنه روى عن شريك بن عبد الله وإسرائيل بن يونس
وزائدة بن قدامة وأيوب بن عتبة وعبد الله بن المبارك وأبا بكر بن عياش
وزاد روى عنه محمد بن عبد الله المخرمي وفضل بن سهل الأعرج ومحمد بن
منصور الطوسي وعباس الدوري وأحمد بن الوليد الفحام ومحمد بن عيسى
العطار والحارث بن أبي أسامة ثم روى بعض الأحاديث التي هو في سندها
وحكى عن أحمد بن حنبل توثيقه ويحتمل أن يكون هو المترجم. ١٢٤٥:
الأسود بن عبد يغوث الزهري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وهو الأسود بن
خلف بن عبد يغوث والشيخ نسبه إلى جده. في الاستيعاب: الأسود بن
خلف بن عبد يغوث القرشي الزهري ويقال الجمحي وهو أصح كان
من مسلمة الفتح روى عن النبي ص: الولد مبلخة مجبنة مجهلة وروى أيضا
في البيعة عنه ابنه محمد بن الأسود انتهى وفي أسد الغابة قال ابن مندة
وأبو نعيم هو زهري ثم روى بسنده عن محمد بن الأسود بن خلف أن أباه
الأسود رأى النبي ص يبايع الناس على الايمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا عبده ورسوله قال قول أبي عمر الصحيح أنه من جمح فلا شك
حيث رآه ابن خلف ظنه من جمح. مثل أمية وأبي بن خلف بن وهب بن
حذافة بن جمح وليس كذلك لأنه ليس لخلف أب اسمه عبد يغوث وكونه
زهريا فيه نظر فان عبد مناف بن زهرة ولد وهبا وولد وهب عبد يغوث وولد
عبد يغوث الأسود وكان من المستهزئين
ولم يسلم وإنما الأسود الصحابي في زهرة هو الأسود بن عوف وليس في
نسبه خلف ولا عبد يغوث ولكنهم قد اتفقوا على نسبه إلى خلف ولعل فيه
ما لم نره قال مطين هو قرشي أسلم يوم الفتح وعبد يغوث بن وهب هو خال
رسول الله ص أخو آمنة ولم يدرك المبعث وابنه الأسود كان أحد المستهزئين
بالنبي ص والمسلمين مضى على كفره قال وأظن أن خلف بن عبد يغوث
أخوه انتهى وذكر له في الإصابة أربعة أحاديث ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا. ١٢٤٦:
الأسود بن عبس بن أسماء بن وهب بن رياح بن عوذ بن منقذ بن
كعب بن ربيعة الجدع بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
هكذا نسبه ابن حجر في الإصابة وفي أسد الغابة بدل عوذ بن
منقذ عوف بن ثقيف.
في أسد الغابة: ولد على عهد النبي ص وقال أتيتك لأقترب إليك
فسمي المقترب انتهى وفي الإصابة ذكر هشام بن الكلبي أنه وفد على
النبي ص فقال جئت لأقترب إلى الله بصحبتك فسماه المقترب انتهى
وفي أسد الغابة والإصابة روى سيف بن عمر عن ورقاء بن عبد الرحمن
الحنظلي قال قدم على رسول الله ص الأسود بن ربيعة من ولد ربيعة بن
مالك بن حنظلة فقال ما أقدمك قال اقترب بصحبتك فترك الأسود وسمي
المقترب وصحب النبي ص وشهد مع علي صفين انتهى ويظهر أن هذا
هو الأسود بن عبس بدليل قوله في هذه الرواية من ولد ربيعة بن مالك بن
حنظلة وأنه نسب فيها إلى جده الأعلى ربيعة كما جرت بذلك العادة. وأنه
هو الذي ذكره الطبري فقال إن عمر بن الخطاب استعمل الأسود بن ربيعة
أحد بني ربيعة بن مالك على جند البصرة وهو صحابي مهاجري وهو الذي
قال للنبي ص جئت لأقترب إلى الله بصحبتك فسماه المقترب انتهى
وحينئذ فلا وجه لما حكاه في أسد الغابة عن أبي موسى أنه بعد ما ذكر
الأسود بن ربيعة بن الأسود اليشكري والأسود بن ربيعة وذكر رواية سيف
السابقة قال هكذا أورده ابن شاهين وإحدى الترجمتين وهم فيها أرى
انتهى فان الترجمتين صواب والأولى لليشكري والثانية للأسود بن عبس
الحنظلي والعجب أن أبا موسى فيما حكاه في أسد الغابة ترجم الأسود بن
ربيعة أولا وسماه المقترب والأسود بن عبس أيضا وسماه المقترب فجعل
لهما ترجمتين وهما رجل واحد. ١٢٤٧:
الأسود بن قطبة.
من أصحاب أمير المؤمنين علي ع، في نهج البلاغة: ومن كتاب له
ع إلى الأسود بن قطبة صاحب جند حلوان. وفي الشرح لابن أبي
الحديد: لم أقف إلى الآن على نسب الأسود بن قطبة، وقرأت في كثير من
النسخ أنه حارثي من بني الحارث بن كعب ولم أتحقق ذلك، والذي يغلب
على ظني أنه الأسود بن زيد بن قطبة بن تميم الأنصاري من بني عبيد بن
عدي ذكره أبو عمر بن عبد البر في كتاب الاستيعاب، وقال أن موسى ابن
عقبة عده فيمن شهد بدرا انتهى. ١٢٤٨:
الأسود بن عرفجة السكسكي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال شامي هرب
من معاوية ولجأ إلى علي ع. ١٢٤٩:
الأسود بن قيس المرادي.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن عبد
الرحمن بن عبد الله أن عبد الله بن كعب قتل يوم صفين فمر به الأسود بن
قيس باخر رمق فقال: عز علي والله مصرعك! أما والله لو شهدتك
لآسيتك ولدافعت عنك ولو أعرف الذي أشعرك لأحببت أن لا يزايلني حتى
يلحقني بك، ثم نزل اليه فقال والله إن كان جارك ليأمن بوائقك وإن كنت
من الذاكرين الله كثيرا أوصني رحمك الله قال: أوصيك بتقوى الله وأن
(٤٤٢)

تناصح أمير المؤمنين وأن تقاتل معه المحلين حتى يظهر الحق أو تلحق بالله
وأبلغه عني السلام وقل له قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك فإنه
من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب، ثم لم يلبث أن مات فاقبل
الأسود إلى علي ع فأخبره فقال: رحمه الله جاهد معنا عدونا في الحياة
ونصح لنا في الوفاة. وذكره ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧ فيمن حضر
حرب صفين مع علي ع بنحو ما نقلناه عن نصر، وذكره أيضا فيمن
حضر معه حرب الخوارج، قال: فلم يلبثوا أي الخوارج أن حمل عليهم
الأسود بن قيس المرادي الحديث وكلا الروايتين يدل على نفاذ بصيرته
مع علي ع. ١٢٥٠:
الأسود بن كثير.
ذكر في منهج المقال في ترجمة الحسن بن كثير رواية المفيد المتضمنة أن
الحسن بن كثير شكا إلى أبي جعفر بن علي ع الحاجة وجفاء
الإخوان، وأنه أعطاه سبعمائة درهم. قال المحقق البهبهاني في التعليقة: إنه
في كشف الغمة روى هذه الرواية في الحسن بن كثير مرة وفي الأسود بن كثير
أخرى. وفي الوجيزة حكم بكونه ممدوحا. انتهى. ١٢٥١:
الأسود بن يزيد النخعي بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن
سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع بن مذحج ويكنى أبا عمرو.
توفي سنة ٧٥ بالكوفة رواه ابن سعد عن أبي إسحاق وقيل سنة ٧٤.
هكذا ساق نسبه ابن سعد في الطبقات الكبير وقال هو ابن أخي
علقمة بن قيس، وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة.
ما ذكره ابن سعد في الطبقات
قال: كان ثقة وله أحاديث صالحة، وقال: روى الأسود عن أبي بكر
وحج معه وروى عن عمر وعلي وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل سمع
منه باليمن وروى عن سلمان وأبي موسى وعائشة ولم يرو عن عثمان شيئا.
وروى بأسانيده أن الأسود كان يصوم الدهر وأنه كان ليصوم في اليوم
الشديد الحر الذي إن الجمل الجلد الأحمر ليرنج فيه من الحر، وأنه كان
يصوم في اليوم الشديد الحر حتى يسود لسانه من الحر وأنه كان يصوم في
السفر حتى يتغير لونه من العطش في اليوم الحار ونحن يشرب أحدنا مرارا
قبل أن يفرع من راحلته في غير رمضان، وأن علقمة كان يقول له: لما ذا
تعذب هذا الجسد؟ فيقول إنما أريد له الراحة. وأن إحدى عينيه ذهبت من
الصوم. وأنه كان إذا حضرت الصلاة وهو بطريق مكة نزل على أي حال
وإن كان على حزونة نزل فصلى وإن كان يد ناقته في صعود أو هبوط أناخ
ولم ينتظر، قال والحزونة المكان الخشن وأنه كان إذا حضرت الصلاة أناخ
بعيره ولو على حجر، وأنه طاف بالبيت ثمانين ما بين حجة وعمرة، وأنه
حج نيفا وسبعين، وأنه كان يحرم من بيته، وأنه أهل هو وعمرو بن ميمون
من الكوفة، وأنه كان يخرج من الكوفة مهلا ملبيا، وأنه أحرم من باجميرا،
وربما أحرم من جبانة عرزم وما سمع إذا أهل يسمى حجا ولا عمرة قط
كان يقول إن الله ليعلم نيتي، وكان لا يصلي على مؤسر مات ولم يحج، وأنه
كان يختم القرآن في شهر رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب
والعشاء، وأنه كان يقرأ القرآن في ست، وأن عائشة قالت: ما بالعراق
رجل أكرم علي من الأسود، وأنه دخل على أبي عبد الرحمن السلمي فسأله
عن شئ، فقالوا هذا الأسود بن يزيد فعانقه، وأن أبا إسحاق قال: كنت
أنا والأسود في الشرطة مع عمرو بن حريث ليالي مصعب، وأنه كان يتنشف
بعد ما يتوضأ انتهى ما أردنا نقله من طبقات ابن سعد.
ما ذكره غير ابن سعد في حقه
قال الذهبي في المختصر: له ثمانون حجة وعمرة وكان يصوم حتى يخضر
ويختم في ليلتين انتهى وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: الأسود بن
يزيد بن قيس النخعي أبو عمرو ويقال أبو عبد الرحمن روى عن أبي بكر
وعمر وعلي وابن مسعود وحذيفة وبلال وعائشة وأبي موسى وغيرهم، وعنه
ابنه عبد الرحمن وأخوه عبد الرحمن وابن أخته إبراهيم بن يزيد النخعي
وعمارة بن عمير وأبو إسحاق السبيعي وأبو بردة بن أبي موسى ومحارب بن
دثار وأشعث بن أبي الشعثاء وجماعة عن أحمد ثقة من أهل الخير وعن يحيى
ثقة. وذكر ابن أبي خيثمة أنه حج مع أبي بكر وعمر وعثمان. وذكره جماعة
ممن صنف في الصحابة لادراكه. وقال العجلي: كوفي جاهلي ثقة رجل صالح،
وذكره إبراهيم النخعي فيمن كان يفتي من أصحاب ابن مسعود. وقال ابن
حبان في الثقات كان فقيها زاهدا انتهى. وفي الاستيعاب: الأسود بن
يزيد بن قيس النخعي أدرك النبي عليه الصلاة والسلام مسلما ولم يره وهو
صاحب ابن مسعود أدرك الجاهلية وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين
روى عن أبي بكر وعمر وكان فاضلا عابدا سكن الكوفة، ثم روى باسناده
عنه: قضى فينا معاذ بن جبل باليمن ورسول الله ص حي في رجل ترك
ابنته وأخته فأعطى الابنة النصف وأعطى الأخت النصف انتهى وفي
أسد الغابة: هو أخو عبد الرحمن بن يزيد وابن أخي علقمة بن قيس وخال
إبراهيم بن يزيد، وأمه مليكة بنت يزيد النخعي روى عن عمر بن مسعود
وعائشة وهو من فقهاء الكوفة وأعيانهم انتهى وفي الإصابة: الأسود بن
يزيد بن قيس النخعي إلى أن قال سمع أبا بكر وعمر وحديثه عن كبار
الصحابة في الصحيحين وغيرهما، ونقل عن العجلي أنه قال زيادة على ما مر فقيه
انتهى وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج وذكر جماعة من شيوخنا
البغداديين أن عدة من الصحابة والتابعين والمحدثين كانوا منحرفين عن
علي ع قائلين فيه السوء وعد جماعة إلى أن قال: ومنهم الأسود بن
يزيد ومسروق بن الأجدع روى سلمة بن كهيل أنهما كانا يمشيان إلى بعض
أزواج رسول الله ص فيقعان في علي ع فاما الأسود فمات على
ذلك، وأما مسروق فلم يمت حتى كان لا يصلي لله تعالى صلاة الا صلى
بعدها على علي بن أبي طالب لحديث سمعه من عائشة في فضله، فروى
سلمة بن كهيل قال: دخلت أنا وزبيد اليمامي على امرأة مسروق بعد موته
فحدثتنا قالت كان مسروق والأسود بن يزيد يفرطان في سب علي بن أبي
طالب ثم ما مات مسروق حتى سمعته يصلي عليه وأما الأسود فمضى لشانه
فسألناها لم ذلك قالت شئ سمعه من عائشة ترويه عن النبي ص فيمن
أصاب الخوارج انتهى وحكى ابن أبي الحديد أيضا عن أبي جعفر
محمد بن جرير الطبري في تاريخه ما حاصله أن الوليد بن عقبة لما كان عامل
عثمان على الكوفة وشهد عليه بشرب الخمر صرفه وولى سعيد بن العاص
مكانه فقال سعيد يوما: أن السواد بستان لقريش وبني أمية، فقال الأشتر
تزعم أن السواد الذي أفاءه الله على المسلمين بأسيافنا بستان لك ولقومك،
فقال صاحب شرطته أترد على الأمير؟ فقال الأشتر لمن حوله من النخع
وأشراف الكوفة ألا تسمعون؟ فوثبوا عليه بحضرة سعيد فوطئوه وطئا عنيفا
(٤٤٣)

ثم كانوا يقعون في عثمان فغلظ ذلك على سعيد فكتب إلى عثمان فكتب
اليه أن يسيرهم إلى الشام، وكانوا: الأشتر ومالك بن كعب الأرحبي
والأسود بن يزيد النخعي وعلقمة بن قيس النخعي وصعصعة بن صوحان
وغيرهم إلى آخر الخبر. ويظهر مما مر سوء حال الأسود بن يزيد ونصبه وما
يفيده صوم الدهر والصوم في الحر الشديد وذهاب عينه من الصوم ومحافظته
على الصلاة في وقتها وحجه واعتماره المرار الكثيرة وكثرة ختمه القرآن وهو
يكثر الوقيعة في أخي رسول الله ص ويفرط في سبه ويموت مصرا على ذلك
غير تائب منه وإنما يتقبل الله من المتقين ومسبة علي مسبة رسول الله ص ولا
يبغضه الا منافق بنص الرسول ص كما لم ينفع الخوارج كثرة صومهم
وصلاتهم واسوداد جباههم من السجود، ولا أعجب من بعض أمهات
المؤمنين التي كان يجري هذا عندها وفي بيتها، ولا أعجب من قولها ما
بالعراق رجل أكرم علي منه، ولا أعجب ممن وثقه ومدحه بعد هذا كله ممن
تقدم. وأبو عبد الرحمن السلمي الذي تقدم أنه عانقه لما عرفه كان منحرفا
عن علي ع فكأنه لذلك عانقه وأحبه لما بينهما من الجامع، قال ابن
أبي الحديد: ومن المنحرفين عن علي ع أبو عبد الرحمن السلمي
القارئ وذكر ما يدل على ذلك. ثم يظهر مما مر أنه كان منحرفا عن عثمان
أيضا والظاهر أنه لذلك لم يرو عنه وروى عن الخلفاء الثلاثة وكان يقع فيه
فهو أقرب إلى رأي الخوارج وكونه في شرطة عمرو بن حريث يهون عند
وقيعته في علي ع. ثم إن الظاهر أن هذا هو الأسود بن
برير أو بريد المتقدم الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع فلا
يكون من موضوع كتابنا كما مر وعادة الشيخ في رجاله أن يذكر من يكون
من أصحاب أحدهم ع من غير التفات إلى فساد نحلته ولا
تنبيه على ذلك. ١٢٥٢:
أسيد بن أبي العلاء.
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الكاظم ع وتقدم أسد بن
أبي العلاء. ١٢٥٣:
أسيد بن ثعلبة الأنصاري.
في أسد الغابة: أسيد بضم الهمزة وفتح السين وفي الاستيعاب شهد
بدرا وشهد صفين مع علي بن أبي طالب انتهى وذكره في أسد الغابة
والإصابة نقلا عن الاستيعاب بغير زيادة. ١٢٥٤:
أسيد بن حبيب الجهني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٥٥:
أسيد بن حضير بن سماك بن عتبك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن
جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي
الأشهلي.
هكذا ساق نسبه في طبقات ابن سعد والاستيعاب الا أنه قال ابن
رافع بن امرئ القيس.
توفي في شعبان سنة ٢٠ في رواية ابن سعد في الطبقات وفي أسد
الغابة وعن البغوي وغيره أو ٢١ عن المدائني.
أسيد في رجال ابن داود بالفتح والكسر وفي أسد الغابة والإصابة
وتهذيب التهذيب بالضم وحضير بحاء مهملة مضمومة وضاد معجمة
مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وراء وسماك بسين مهملة وميم وكاف بوزن
كتاب وعتيك بعين مهملة ومثناة فوقية ومثناة تحتية وكاف بوزن أمير.
كنيته
في أسد الغابة: يكنى أبا يحيى بابنه يحيى وقيل أبا عيسى كناه بها
النبي ص وقيل كنيته أبو عتيك وقيل أبو حضير وقيل أبو عمرو. وفي
الاستيعاب اختلف في كنيته على خمسة أقوال: أبو عيسى، أبو يحيى، أبو
عتيك، أبو الحضير، أبو الحصين بالصاد والنون. قال وأخشى أن يكون
تصحيفا والأشهر أبو يحيى وذكر له الدارقطني كنية سادسة أبو عتيق مع أبو
عتيك.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص: أسيد بن حضير بن
سماك أبو يحيى سكن بالمدينة يقال له حضير الكتائب قتل يوم بعاث آخى
رسول الله ص بينه وبين زيد بن حارثة انتهى وذكره في الخلاصة في
القسم الأول بنحو ما في رجال الشيخ. والذي يقال له حضير الكتائب هو
الأب. ويوم بعاث: في القاموس بعاث بالعين وبالغين كغراب ويثلث
موضع بقرب المدينة ويومه معروف انتهى وفي النهاية يوم بعاث مضموم
الباء يوم مشهور كان فيه حرب بين الأوس والخزرج وبعاث اسم حصن
الأوس وبعضهم يقول بالمعجمة وهو تصحيف انتهى وقال أبو علي في
رجاله ذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة وهو عجيب بعد ما اشتهر
عنه في كتب العامة فضلا عن الخاصة من اعترافه بكونه ممن حمل الحطب إلى
بيت فاطمة لاضرامه انتهى ولم أجد لذلك أثرا في كتب الفريقين. وهو
الذي قوى بيعة أبي بكر لما بايعه بشير بن سعد والد النعمان وهو خزرجي
حسدا لسعد فبادرت الأوس إلى البيعة وفيهم أسيد بن حضير خوفا من أن
يتم أمر سعد بن عبادة رئيس الخزرج. روى الطبري في تاريخه ما حاصله:
أنه لما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليولوا سعد بن عبادة فخطبهم
سعد وهو مريض وبعض ولده يبلغ عنه فذكر فضل الأنصار ونصرتهم الدين
وأن النبي ص أقام بمكة بضع عشرة سنة لم يؤمن به إلا قليل لا يقدرون أن
يمنعوه ولا أنفسهم وقال لهم استبدوا بهذا الأمر فإنه لكم فاتفقوا على توليته
وقال بعضهم إن أبت مهاجرة قريش نقل منا أمير ومنكم أمير فقال سعد
هذا أول الوهن وجاء إليهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة، وعلي دائب في جهاز
رسول الله ص فخطب أبو بكر فذكر فضل المهاجرين وأنهم أول من آمن
وأنهم أولياء الرسول وعشيرته وأحق بالأمر من بعده لا ينازعهم ذلك الا
ظالم وذكر فضل الأنصار وأنهم في الدرجة الثانية من المهاجرين وقال فنحن
الامراء وأنتم الوزراء فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فحث الأنصار على
اتفاق الكلمة وبين منعة الأنصار وأن الناس في فيئهم وظلهم وقال منا أمير
ومنهم أمير فقال له عمر هيهات لا يجتمع اثنان في قرن ولا ترضى العرب أن
تؤمركم ونبيها من غيركم فقام الحباب وحث الأنصار على طلب هذا الأمر
وقال أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب وأمرهم بجلاء المهاجرين إن أبوا
وقال لئن شئتم لنعيدنها جذعة فقال له عمر إذا يقتلك الله
فقال بل إياك يقتل فقام أبو عبيدة فقال لا ينبغي
لنا أن نستطيل على الناس بالجهاد والسابقة واحتج بان محمدا
من قريش وقومه أحق به وأولى فقال أبو بكر هذا عمر وهذا أبو عبيدة فأيهما
شئتم فبايعوا فقالا لا نتقدم عليك وذكرا فضله في الغار والصلاة فلما ذهبا
ليبايعاه سبقهما اليه بشير بن سعيد الخزرجي فبايعه فناداه الحباب أنفست
على ابن عمك الامارة قال لا ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله
(٤٤٤)

لهم، ولما رأت الأوس ما صنع بشير وما تدعو اليه قريش وما تطلب الخزرج
من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن حضير وكان
أحد النقباء والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم عليكم بذلك
الفضيلة ولا جعلوا لكم معها فيها نصيبا أبدا فقوموا فبايعوا أبا بكر فقاموا
اليه فبايعوه فانكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ما كانوا أجمعوا له من
أمرهم انتهى وهذا معنى قول ابن الأثير في أسد الغابة أن أسيد بن
حضير له في بيعة أبي بكر أثر عظيم انتهى وأنت ترى أن أقوى حجة لهم
على الأنصار أن قريشا عشيرته وقومه فان كانت هذه حجة فبنو هاشم أقرب
اليه من سائر قريش. ولكن الأنصار قد كانت عاقبتهم أن سلط عليهم
بسر بن أرطاة فأخافهم وسبهم وأهانهم. وسلط عليهم من أباح المدينة ثلاثا
حتى ولد ألف مولود لا يعرف لهم أب وبويعوا على أنهم عبيد رق ليزيد بن
معاوية. وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد: أسيد بن حضير أمه في رواية
بنت النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل وفي رواية أم أسيد بنت
سكن بن كرز بن عبد الأشهل كان لأسيد من الولد يحيى توفي وليس له
عقب وكان أبوه حضير الكتائب شريفا في الجاهلية وكان رئيس الأوس يوم
بعاث وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت
بينهم وقتل يومئذ حضير الكتائب وكانت هذه الوقعة ورسول الله ص بمكة
قد تنبى ودعا إلى الاسلام ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة. وكان
أسيد بن الحضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية وفي الاسلام يعد من
عقلائهم وذوي رأيهم وكان يكتب بالعربية في الجاهلية وكانت الكتابة في
العرب قليلة وكان يحسن العوم والرمي وكان يسمى من كانت هذه الخصال
فيه في الجاهلية الكامل وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمى
به. ثم روى بأسانيده: أن اسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ على
يدي مصعب بن عمير العبدري وشهد أسيد العقبة الأخرى مع السبعين من
الأنصار وكان أحد النقباء الاثني عشر فآخى رسول الله ص بين أسيد بن
الحضير وزيد بن حارثة ولم يشهد أسيد بدرا وتخلف هو وغيره لأنهم لم يظنوا
أنه يكون حرب ولقي أسيد رسول الله ص حين أقبل من بدر فقال الحمد
لله الذي أظفرك وأقر عينك والله يا رسول الله ما كان تخاز عن بدر وأنا
أظن أنك تلقى عدوا ولكن ظننت أنها العير ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت
فقال رسول الله ص صدقت. وشهد أسيد أحدا وجرح يومئذ سبع
جراحات وثبت مع رسول الله ص حين انكشف الناس وشهد الخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله ص وكان من علية أصحابه وقال
ص نعم الرجل أسيد بن الحضير وأنه كان مع عباد بن بشر عند
رسول الله ص في ليلة ظلماء حندس فتحدثا عنده حتى إذا خرجا أضاءت
لهما عصا أحدهما فمشيا في ضوئها فلما تفرق لهما الطريق أضاءت لكل واحد
عصاه فمشى في ضوئها أقول: ومثل هذا إذا حكي عن أحد أئمة أهل
البيت الطاهر وعدوه غلوا. وأنه لما توفي أسيد حمله عمر بن الخطاب بين
العمودين من بني عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلى عليه بالبقيع.
وهلك وترك عليه أربعة آلاف درهم دينا وكان ماله يغل كل عام ألفا
فأرادوا بيعه فبعث عمر إلى غرمائه فقال هل لكم أن تقبضوا كل عام ألفا
قالوا نعم فاخروه وقبضوا كل عام ألفا انتهى وفي أسد الغابة كان أبو
بكر الصديق يكرمه ولا يقدم عليه أحدا ويقول أنه لا خلاف عنده واختلف
في شهوده بدرا وشهد أحدا وما بعدهما وشهد مع عمر فتح البيت المقدس
روى عنه كعب بن مالك وأبو سعيد الخدري وأنس وعائشة وكان من أحسن
الناس صوتا بالقرآن ثم روى بسنده أنه قرأ ليلة سورة البقرة فرفع رأسه فإذا
شئ كهيئة الظلة في مثل المصابيح مقبل من السماء فأخبر رسول الله ص
بذلك فقال تلك الملائكة دنوا لصوتك ولو قرأت حتى تصبح لأصبح الناس
ينظرون إليهم انتهى وفي الاستيعاب: إنه حديث صحيح جاء من طرق
صحاح من نقل أهل الحجاز والعراق أقول نعم ما جازاه الشيخان على
موقفه يوم السقيفة. وفي الاستيعاب: بسنده جاء عامر بن الطفيل وأربد
إلى رسول الله ص فسألاه أن يجعل لهما نصيبا من تمر المدينة واخذ أسيد بن
حضير الرمح فجعل يقرع رؤوسهم ويقول أخرجا أيها الهجرسان فقال عامر
من أنت فقال أنا أسيد بن حضير قال حضير الكاتب قال نعم قال كان أبوك
خيرا منك قال بل أنا خير منك ومن أبي مات أبي وهو كافر فقيل للأصمعي
ما الهجرس قال الثعلب انتهى وفي تهذيب التهذيب أسيد بن حضير بن
سماك بن عتيك الأنصاري الأشهلي كان أحد النقباء ليلة العقبة واختلف في
شهوده بدرا روى عن النبي ص وعنه أبو سعيد الخدري وأنس وأبو ليلى
الأنصاري وكعب بن مالك وعائشة وعبد الرحمن بن أبي ليلى ومحمد بن
إبراهيم التيمي وحصين بن عبد الرحمن ولم يدركاه قال ابن إسحاق لا عقب
له وقال أحمد هو في كتاب ابن جريح أسيد بن ظهير ذكره ابن إسحاق في
البدريين وروى الواقدي ما يخالفه أنه تلقى رسول الله ص مرجعه من بدر
واعتذر عن تخلفه انتهى وليس من موضوع كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ
إياه. ١٢٥٦:
أسيد بن زيد بن نجيح أبو محمد الجمال الكوفي مولى صالح بن علي
الهاشمي.
مات قبل ٢٢٠ عن خط الذهبي.
في تاريخ بغداد للخطيب: حدث عن الحسن بن صالح وأبي إسرائيل
الملائي ومحمد بن طلحة بن مصرف وزهير بن معاوية وعمر بن شمر
وجعفر بن زياد الأحمر وشريك بن عبد الله وليث بن سعد وهشيم بن بشير.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن شعبة بن جوان،
وعباد بن الوليد الغبري، وإبراهيم بن راشد الأدمي وعلي بن سهل
النسائي، وعيسى بن عبد الله الطيالسي وأحمد بن علي الخزاز المقرئ.
وقدم أسيد بغداد وحدث بها وكان غير مرضي في الرواية. ثم روى بسنده
عن يحيى بن معين قال كذاب ذهبت اليه إلى الكرخ ببغداد ونزل في دار
الحذائين فأردت أن أقول له يا كذاب ففرقت من شفار الحذائين انتهى
وذلك أن هؤلاء الحذائين من أهل الكرخ وأهل الكرخ شيعة فخاف إذا
كذبه من شفارهم التي يقطعون بها النعال أن يضربوه بها لأن أسيدا شيعي
مثلهم. ثم روى عن النسائي أنه متروك الحديث وعن الدارقطني أنه
ضعيف الحديث. وفي تهذيب التهذيب: أسيد بن زيد بن نجيح الجمال
الهاشمي مولاهم الكوفي ثم ذكر أنه روى عن جماعة ممن ذكرهم الخطيب ثم
قال وقيس بن الربيع وجماعة روى عنه البخاري حديثا واحدا مقرونا بغيره
وأبو كريب وابن وارة وإبراهيم الحربي وأبو أمية الطرسوسي وإسماعيل
سمويه والحسن بن علي بن عفان وغيرهم قال أبو حاتم كانوا يتكلمون فيه
وقال ابن حبان يروي عن الثقات المناكير ويسرق الحديث وقال ابن عدي
يتبين على رواياته الضعف وعامة ما يرويه لا يتابع عليه. وقال البزار حدث
بأحاديث لم يتابع عليها وقال في موضع آخر قد احتمل حديثه مع شيعية
(٤٤٥)

شديدة فيه وقال الساجي سمعت أحمد بن يحيى الصوفي يحدث عنه بمناكير
انتهى وفي تكملة الرجال عن خط السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم:
أسيد بن زيد بن نجيح الجمال القرشي الهاشمي روى عن أبي مريم
الأنصاري وعمر بن أبي المقدام وعمر بن شمر الجعفي وجماعة من مشايخ
الكوفة ضعفه الجمهور ورموه بالكذب ورواية المناكير وقالوا أنه متروك وفي
تهذيب الرجال عن يحيى بن معين أسيد كذاب. انتهى. ١٢٥٧:
أسيد بن شبرمة الحارثي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٥٨:
أسيد بن صفوان السلمي.
في الإصابة: نسبه ابن قانع سلميا وقال الباوردي يقال أنه صحابي
وليس له رواية الا عن علي. وقال ابن السكن ليس بالمعروف في الصحابة.
روى ابن ماجة وغيره من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي أحد المتروكين
عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان وكانت له صحبة قال لما توفي
أبو بكر الصديق فذكر حديثا مطولا انتهى وفي أسد الغابة: أسيد ابن
صفوان بفتح الهمزة له صحبة عداده في أهل الحجاز تفرد بالرواية عند عبد
الملك بن عمير ثم روى بسنده عن عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد
الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان قال لما توفي أبو بكر جاء علي بن أبي
طالب مسرعا باكيا مسترجعا وهو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى
وقف على باب البيت ثم قال رحمك الله يا أبا بكر كنت أول القوم اسلاما
الحديث بطوله وقد سمعت قول الحافظ ابن حجر أن رواية أحد المتروكين
وقول ابن الأثير أنه تفرد به عبد الملك بن عمير. والذي رواه أصحابنا أن
هذا الكلام قاله من وقف على باب البيت يوم استشهد علي بن أبي طالب
وهو المناسب لكونه أول القوم اسلاما وغيره. وفي تهذيب التهذيب: أسيد
بالفتح ابن صفوان روى عن علي بن أبي طالب في الثناء على أبي بكر حين
مات وعنه عبد الملك بن عمير روى له ابن ماجة في التفسير هذا الحديث
الواحد. قلت وذكره أبو نعيم وابن عبد البر في الصحابة انتهى وقد
روى الكليني في الكافي في باب مولد أمير المؤمنين عن عبد الملك بن عمير
عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ص ولذلك ذكرناه ودخوله في
موضوع كتابنا غير معلوم. ١٢٥٩:
أسيد بن عبد الرحمن أبو أحمد الكوفي القلالي. ١٢٦٠:
أسيد بن عياض الخزاعي الكوفي.
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٦١:
أسيد بن القاسم الكناني الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع بدون الكناني
الكوفي وفي أصحاب الصادق ع بوصف الكناني الكوفي. وفي لسان
الميزان أسيد بن القاسم الكناني كوفي يكنى أبا القاسم يروي عن أبي جعفر
الباقر وأبي عبد الله الصادق رضي الله عنهما ذكره الطوسي في رجال الشيعة
انتهى. ١٢٦٢:
أسير بن عمرو أبو سليط البدري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي نسخة أسيد بن
عمرو وأبو سليط البكري والبكري تصحيف. وفي الاستيعاب في باب
الأسماء: أسيرة بن عمرو الأنصاري النجاري من بني عدي بن النجار هو
أبو سليط غلبت عليه كنيته ذكره موسى بن إسحاق فيمن شهد بدرا واحدا.
وقال في باب الكنى أبو سليط الأنصاري اسمه أسيرة بن عمرو بن قيس بن
مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري النجاري
وقيل في اسمه أسير هو والد عبد الله بن أبي سليط وقد قيل في اسمه
سبرة بن عمرو وقيل أسيد بن عمرو وقيل أسير بن عمرو والأول أصح. أمه
آمنة بنت عجرة أخت كعب بن عجرة البلوي شهد أبو سليط بدرا وما
بعدها من المشاهد مع النبي ص روى عنه ابنه عبد الله بن أبي سليط عن
النبي ص في النهي عن أكل لحوم الحمر الإنسية يعد في أهل المدينة
انتهى وفي أسد الغابة في الأسماء أسير بالضم والراء وبعد النجار ابن
ثعلبة بن عمرو بن الخزرج. قال وذكره محمد بن إسحاق من رواية سلمة
أسيرة ومن رواية يونس انس. وفي الكنى مدني. وروى عنه حديث نزول
الرسول ص خيمة أم معبد يوم الهجرة. وفي الإصابة في الكنى زيادة أنيس
في الأقوال في اسمه. وفي طبقات ابن سعد الكبير ما يدل على قلة فقهه
روى ابن سعد بسنده عن حميد بن عبد الرحمن دخلنا على أسير رجل من
أصحاب رسول الله ص حين استخلف يزيد بن معاوية قال يقولون أن
يزيد ليس بخير أمة محمد ولا أفقهها فقها ولا أعظمها فيها شرفا وأنا أقول
ذلك ولكن والله لأن تجتمع أمة محمد ص أحب إلي من أن تفترق أرأيتكم
بابا لو دخل فيه أمة محمد ص وسعهم أكان يعجز عن رجل واحد لو دخل
فيه قلنا لا قال أرأيتكم لو أن أمة محمد ص قال كل رجل منهم لا أهريق دم
أخي ولا آخذ ماله أكان هذا يسعهم قلنا نعم قال فذلك ما أقول لكم ثم
قال قال رسول الله ص لا يأتيك من الحياء الا خير قال حميد فقال صاحبي
أن في قصص لقمان أن بعض الحياء ضعف وبعضه وقار لله فأرعدت يد
الشيخ وقال أخرجا من داري ما أدخلكما علي فما زلت أسكنه حتى سكن ثم
خرجنا أنا وصاحبي انتهى.
فإنه يقول أن يزيد ليس بخير الأمة ولا أفقهها وكان يجب أن يقول
أنه شرها وأجهلها وقوله اجتماع الأمة أحب اليه من افتراقها قله فقه منه
فاجتماع الأمة على إمامة الفاسق الملحد الظالم أمثال يزيد شر محض يجب
على كل منها بغضه بقلبه وإنكاره بلسانه ويده وقد روى سيد الشهداء عن
جده سيد الرسل ص فيما رواه الطبري في تاريخه
وغيره: من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله مخالفا لسنة
رسول الله ص يعمل في عباد الله بالاثم والعدوان فلم يغير بقول ولا فعل
كان على الله يدخله مدخله.
وتمثيله بباب لو دخل فيه الأمة وسعهم أنه لا يعجز عن رجل واحد تمثيل
غير صحيح فهذا الباب الذي دخلوا فيه ان كان باب حق وسعه معهم قلوا
أو كثروا وإن كان باب باطل لم يسعه مهما كثر الداخلون فيه فالباطل لا
يصير حقا بكثرة متبعيه. وقوله لو قال كل رجل منهم لا أهريق دم أخي الخ
غير صواب أيضا فالله تعالى أوجب قتال الفئة الباغية من المسلمين وإراقة
دمائها حتى تفئ إلى أمر الله فهل يسع واحد من الأمة حينئذ أن يقول لا
أهريق دم أخي فضلا عن كل واحد. ولم يعلم أنه من شرط كتابنا إن لم
يعلم أنه ليس من شرطه وذكرناه لذكر الشيخ له.
(٤٤٦)

١٢٦٣:
الأشتر النخعي.
اسمه مالك بن الحارث. ١٢٦٤:
الآشتياني.
اسمه ميرزا محمد حسن ويقال ميرزا حسن بن جعفر بن محمد. ١٢٦٥:
الأشج أبو الدنيا المغربي.
اسمه علي بن عثمان. ١٢٦٦:
أشجع بن عمرو السلمي أبو الوليد وأبو عمرو من ولد الشريد ابن
مطرود السلمي.
السلمي في أنساب السمعاني بضم السين المهملة وفتح اللام
نسبة إلى سليم وهم قبيله من العرب مشهورة يقال لها سليم بن منصور بن
عكرمة بن حفصة بن قيس عيلان بن مصر تفرقت في البلاد.
أقوال العلماء فيه
كان شاعرا مفلقا مكثرا سائر الشعر معدودا في فحول الشعراء في
طبقة أبي نواس وأبي العتاهية وبشار وأمثالهم. مدح الخلفاء وولاة العهود
والوزراء والأمراء وغيرهم وأخذ جوائزهم السنية وحظي عندهم فمدح
الرشيد وأولاده فاعجب به الرشيد ومدح البرامكة فاعجبوا به ومدح
غيرهم. ودخل على الصادق ع فمدحه وأجازه ورثى الرضا
ع وسيأتي ذكر ذلك كله مفصلا. وفي الأغاني: أشجع بن عمرو السلمي يكنى
أبا الوليد من ولد الشريد بن مطرود السلمي قال الشعر وأجاد. وعد في
الفحول وكان الشعر يومئذ في ربيعة واليمن ولم يكن لقيس شاعر معدود فلما
نجم أشجع وقال الشعر افتخرت به قيس. وقال في ترجمة أبي العتاهية
إسماعيل بن القاسم: كان أشجع يأخذ عن بشار ويعظمه وفي كتاب
الأوراق لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي: اخبار أبي الوليد أشجع بن عمرو
السلمي ومختار شعره: وقيل أنه كان يكنى أبا عمرو من ولد الشريد بن
مطرود السلمي. ثم قال كان أشجع شاعر قيس عيلان في وقته لم يكن فيهم
غيره فصححوا نسبه وتعصبوا له ألا ترى أن الشعراء أيام الرشيد ليس فيهم
من قيس عيلان أحد ولا مذ أول هذه الدولة الا بشار بن برد مولى بني
عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن
هوازن بن منصور بن عكرمة بن حفصة بن قيس وكان يفخر بقيس فلما مات
لم يجدوا غير أشجع وأكثر الشعراء أيام هارون الرشيد من اليمن وربيعة
انتهى فبشار لم يكن من قيس عيلان وإنما كان من مواليهم. وفي تاريخ
بغداد: أشجع بن عمرو أبو الوليد وقيل أبو عمرو السلمي الشاعر إلى أن
قال كان أشجع حلوا ظريفا سائر الشعر وله كلام جزل ومدح رصين.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: أشجع بن عمرو أبو الوليد السلمي هو
شاعر من ولد الشريد بن المطرود مشهور.
نشأته
روى أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني بسنده أن أبا أشجع تزوج
امرأة من أهل اليمامة فشخص معها إلى بلدها فولدت له هناك أشجع ونشا
باليمامة ثم مات أبوه فقدمت به أمه البصرة تطلب ميراث أبيه وكان له هناك
مال فمات بها فربي أشجع ونشا بالبصرة فكان من لا يعرفه يدفع نسبه ثم لما
كبر وقال الشعر وأجاد وعد في الفحول افتخرت به قيس وأثبتت نسبه. ثم
خرج إلى الرقة والرشيد بها فنزل على بني سليم فتقبلوه وأكرموه ومدح
البرامكة وانقطع إلى جعفر خاصة واصفاه مدحه فاعجب به وأوصله إلى
الرشيد فاعجب به أيضا فاثرى وحسنت حاله في أيامه وتقدم عنده
انتهى وروى أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق بأسانيده أنه كان يماميا
ثم تأدب بالبصرة و ربي بها ثم ادعي إلى سليم بن منصور بن عكرمة بن
حصفة بن قيس عيلان ثم شخص إلى الرقة. ولما كان شاعر قيس عيلان في
وقته لم يكن فيهم غيره صححوا نسبه وتعصبوا له وأنه تزوج أبوه بامرأة
من أهل اليمامة فشخص معها فولد له أشجع ثم قدم إلى البصرة
فتربى بها وتأدب ثم خرج إلى الرقة فنزل على بني سليم فقبلوه وأكرموه
انتهى وفي تاريخ بغداد للخطيب أنه من أهل الرقة قدم البصرة فتأدب
بها ثم ورد بغداد فنزلها واتصل بالبرامكة وغلب من بينهم على جعفر بن يحيى
فحباه واصطفاه وآثره وأدناه فمدح جعفر بقصائد كثيرة ووصله بهارون
الرشيد فمدحه وهو بالرقة بقصيدة تمكنت بها حاله عند الرشيد وأولها:
قصر عليه تحية وسلام نشرت عليه جمالها الأيام
ويقال أنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه هارون مائة ألف درهم
انتهى وفي تاريخ دمشق: ولد باليمامة ونشا بالبصرة وتأدب بها وقال
الشعر ثم قصد الرشيد بالرقة وامتدحه ومدح البرامكة واختص بجعفر بن
يحيى وخرج معه إلى دمشق حين انتدبه الرشيد للاصلاح بين أهلها. ثم
نقل قول الخطيب السابق. ولا يخفى أن الظاهر من الأغاني أن أصل أبيه من
البصرة ولكنه حيث تزوج امرأة من أهل اليمامة فولدت أشجع هناك ومات
أبوه باليمامة فجاءت به إلى البصرة تطلب ميراث أبيه لأنه كان بصريا وله
مال بالبصرة وهو ينافي قول الخطيب أنه من أهل الرقة قدم البصرة فتأدب
بها مع أنه لم يذكر أحد أن أشجع من أهل الرقة وإنما ذكروا أنه قدم الرقة
على الرشيد وكان قدومه من البصرة كما عرفت فهو بصري الأصل يمامي
المولد والمنشأ بصري المنشأ والتربية ثانيا نزل بغداد وقدم الرقة فالصواب ابدال الرقة
باليمامة في عبارة الخطيب ولعل ذلك من سهو القلم أو من النساخ.
تشيعه
عده ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت المتكلفين وذلك أنه عدهم
أربع طبقات: المجاهرون والمقتصدون والمتقون والمتكلفون وعد من المتكلفين
أشجع السلمي ويكفى في تشيعه مدحه الإمام الصادق جعفر بن محمد
ورثاؤه حفيده الإمام الرضا ع في ذلك الزمان الذي كان لا
يعاقب فيه مادحهم بأقل من القتل وقطع اللسان ونبش قبره بعد الموت
وإحراقه. روى الشيخ في الأمالي بسنده أنه دخل الأشجع السلمي على
الصادق ع يمدحه فوجده عليلا فجلس وأمسك فقال له الصادق
عد عن العلة واذكر ما جئت له فقال:
ألبسك الله منه عافيه * في نومك المعتري وفي ارقك
يخرج من جسمك السقام كما * اخرج ذل السؤال من عنقك
فقال يا غلام أيش معك قال أربعمائة درهم قال أعطها الأشجع
فاخذها وشكر وولى فقال ردوه فقال يا سيدي سالت فأعطيت وأغنيت فلم
رددتني قال حدثني أبي عن آبائه عن النبي أنه قال خير العطاء ما أبقى نعمة
(٤٤٧)

باقية وأن الذي أعطيتك لا يبقى لك نعمة باقية وهذا خاتمي فان أعطيت به
عشرة آلاف والا فعد إلي وقت كذا أوفك إياها فقال يا سيدي قد أغنيتني.
وفي مجموعة ورام المسماة تنبيه الخواطر أن أشجع دخل على الإمام الصادق
ع فقال: يا سيدي أنا كثير الأسفار وأحصل في المواضع المفزعة
فعلمني ما آمن به على نفسي، فعلمه الصادق ع آية.
وله يرثي الرضا ع، قال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل
الطالبيين قال أشجع بن عمرو السلمي يرثي الرضا ع هكذا
أنشدنيها علي بن الحسين بن علي بن حمزة عن عمه محمد بن علي بن حمزة
العلوي وذكر انها لما شاعت غير أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد:
يا صاحب العيس تخدي في أزمتها * اسمع واسمع غدا يا صاحب العيس
أقر السلام على قبر بطوس ولا * تقري السلام ولا النعمى على طوس
فقد أصاب قلوب المسلمين بها * روع وأفرخ فيها روع إبليس
اختلست واحد الدنيا وسيدنا * فأي مختلس منا ومخلوس
ولو بدا الموت حتى يستدير به * لاقى وجوه رجال دونه شوس
بؤسا لطوس فما كانت منازلها * مما تخوفه الأيام بالبوس
معرس كان لا تعريس ملتبس * يا طول ذلك من ناي وتعربس
إن المنايا أنالته مخالبها * ودونه عسكر جم الكراديس
أوفى عليه الردى في خيس أشبله * والموت يلقى أبا الأشبال في الخيس
ما زال مقتبسا من نور والده * إلى النبي ضياء غير مقبوس
في منبت نهضت فيه فروعهم * بشاهق في بطاح الملك مغروس
والفرع لا يرتقي الا على ثقة * من القواعد والدنيا لتأسيس
لا يوم أولى بتخريق الجيوب ولا * لطم الخدود ولا جدع المعاطيس
من يوم طوس الذي ثارت بروعته * لنا النعاة وأفواه القراطيس
حقا بان الرضا أودى الزمان به * ما يطلب الموت الا كل منفوس
ذا اللحظتين وذا اليومين مفترش * رمسا كاخر في يومين مرموس
بمطلع الشمس وافته منيته * ما كان يوم الردى عنه بمحبوس
يا نازلا جدثا في غير منزله * ويا فريسة يوم غير مفروس
لبست ثوب البلى أعزز علي به * لبسا جديدا وثوبا غير ملبوس
صلى عليك الذي قد كنت تعبده * تحت الهواجر في تلك الأماليس
لولا مناقضة الدنيا محاسنها * لما تقايسها أهل المقاييس
أسكنك الله دارا غير زائلة * في منزل برسول الله مانوس
وأورد أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق أبياتا من هذه القصيدة وقال
أنها في رثاء الرشيد ولم يذكر له شيئا في رثاء الرضا ع وهذا يؤيد
ما مر من أنها لما شاعت غير أشجع ألفاظها فجعلها في الرشيد والظاهر أنه
بسبب ذلك وقع اشتباه في بعض أبياتها فادخل شئ من رثاء الرشيد في رثاء
الرضا ع مثل قوله: ودونه عسكر جم الكراديس وقوله:
أوفى عليه الردى في خيس أشبله فان هذا يناسب أن يكون في رثاء
الرشيد. قال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق وقال أشجع يرثي الرشيد:
يا صاحب العيس تخدي في أزمتها * اسمع مقالي واسمع صاحب العيس
أقر السلام على قبر بطوس ولا * تقر السلام ولا نعمى على طوس
إن المنايا أنالته مخالبها * ودونه عسكر جم الكراديس
أوفى عليه الذي أوفى باشبله * والموت يلقى أبا الأشبال في الخيس
من كان مقتبسا من نور سابقة * إلى النبي ضياء غير مقبوس
في منبت نهضت فيه فروعهم * بسامق في بطاح الملك مغروس
والفرع لا يلتقي الا على ثقة * من القواعد قد شدت بتأسيس
ومن غريب ما وقع لنا في هذا المقام أننا وجدنا في كتاب لبعض
المعاصرين ممن لا يوثق بنقله أنه حكى عن الكتاب الكبير لأبي الفرج
علي بن الحسين الأصبهاني ولا شك أن مراده به الأغاني أبياتا لأشجع
السلمي قال إنها صريحة في موالاته من جملتها:
أغدو إلى عصبة صمت مسامعهم * عن الهدى بين زنديق ومافون
لا يذكرون عليا في مجالسهم * ولا بنيه بني الغر الميامين
إلى نهاية أربعة أبيات وكنت قبل ذلك استقرأت شعر أشجع في الأغاني فلم
أعثر عليها فقلت لعله زاع عنها بصري فاستقرأته ثانيا فلم أجدها فعلمت
أنه اشتبه عليه الحال برجل آخر فتتبعت فهرست القوافي للأغاني فوجدتها
بعد جهد شديد لمحمد بن وهيب الحميري.
وقال أشجع يرثي الرشيد ويمدح الأمين كما في كتاب الأوراق:
امام قام حين مضى أمام * نظام ليس ينقطع النظام
بكى ذاك الأنام أسى ووجدا * وسر بذا الذي قام الأنام
مضى الماضي وكان لنا قواما * وهذا بعد ذاك لنا قوام
إمامان استقر بذا قرار * وحول ذاك فاخترم الحمام
على ذاك السلام غداة ولى * ودام لذا السلامة والسلام
سهام الموت تقصد كل حي * ومن ذا ليس تقصده السهام
أمير المؤمنين ثوى ضريحا * بطوس فلا يحس ولا يرام
كان لم يغن في الدنيا وتغدو * إلى أبوابه العصب الكرام
ولم ينحر بمكة يوم نحر * ولم يبهج به البلد الحرام
ولم يلق العدو بمقربات * يهيم أمامها جيش لهام
أقول لساكن قبرا بطوس * سقاك ولا سقى طوس الغمام
لأظلم كل ذي نور ولكن * بوجه محمد كشف الظلام
ولولا ملكه إذ غبت عنا * لما ساع الشراب ولا الطعام
فقد حيي الحلال به فدرت * لنا التقوى ومات به الحرام
اتصاله بجعفر بن المنصور
في الأغاني والأوراق بالاسناد أول أمر أشجع اتصاله بجعفر بن أبي
جعفر المنصور في آخر أيام المنصور وهو حدث ومن أول شعره في جعفر بن
المنصور:
اذكروا حرمة العواتك منا * يا بني هاشم بن عبد مناف
قد ولدناكم ثلاث ولادات * خلطن الأشراف بالأشراف
مهدت هاشما نجوم قصي * من بني فالج حجور عفاف
يضربون الجبار في اخدعيه * ويسقونه نقيع الذعاف
بسيوف ورثن عن قيس عيلان * ثقال على العدو خفاف
ولعوف بن أحمد بن يزيد * شرف مشرف على الأشراف
من يسوى بأحمد بن يزيد * وبأسلافه من الأسلاف
وله جانب يخشن في لين * وفتك يشوبه بعفاف
لبني زافر سحائب أشجان * وظل على العشيرة ضافي
كفرت نعمة بنو الحجاف * وتولت منيعة الأعطاف
بعد فك الأغلال عن عبد رب * ومسامير قيده العزاف
(٤٤٨)

يسكن الطير في الشباك ولا * تسكن روعات قلبه الرجاف
معصم بالفرار تحمله الرهبة * بين الايضاع والايجاف
اتصاله بالرشيد واخباره معه
يظهر أنه بعد ما تأدب بالبصرة وقال الشعر وبرع فيه طلب سوقا تنفق
فيه بضاعته فقصد حضرة الرشيد لأنها كانت محط رحال الشعراء والخليفة
يمنحهم الجوائز الجليلة والبرامكة هناك ممدحون مشهورون بالجود والعطاء
وكانت بيوت أموال المسلمين في تلك الأعصار ينفق قسم عظيم منها على
المغنين والقيان ومن ساعده الحظ من الشعراء فنزل أشجع بغداد واتصل
بالبرامكة ومدحهم فاعجبوا به وأجازوه وأوصلوه إلى الرشيد فمدحه
وأعجب به وأجازه وأتى الرقة ومدح الرشيد بها فاجازه وفضله على غيره من
الشعراء وكانت الرقة مصيف الرشيد وكان يقيم بها كثيرا وله فيها قصر
مشيد يسمى القصر الأبيض لكن لا يعلم أن اتصاله بالبرامكة كان في بغداد
أو في الرقة ففي الأغاني وكتاب الأوراق كما ستعرف التصريح بان أشجع
قدم من البصرة إلى الرقة فيكون أول اتصاله بالرشيد في الرقة لا في بغداد
ولا يظهر من ذلك الخبر أنه اتصل بالبرامكة قبل اتصاله بالرشيد ولا أنهم
هم الذين أوصلوه إلى الرشيد بل ظاهر قوله الآتي ونالتني خلة أنه لم يكن
اتصل بهم بعد وإلا لسدوا خلته على أن المروي كما سبق أنه نزل بالرقة على بني
سليم فتقبلوه وأكرموه وأزالوا خلته ولا يبعد أن يكون اتصل بالبرامكة في
الرقة ومدحهم قبل إتصاله بالرشيد وإن لم يذكر في الخبر، وأن الخلة التي نالته كانت
قبل نزوله على بني سليم وقبل اتصاله بالبرامكة وان البرامكة هم الذين جعلوه في
جملة الشعراء الثمانية الذين تقدموا لمدح الرشيد كما يأتي وإن نزوله بغداد كان
بعد ذهابه للرقة فإنه جاء من البصرة إلى الرقة ثم جاء من الرقة إلى بغداد
ونزلها ولكن يظهر من بعض ما يأتي أن اتصاله بالبرامكة كان في بغداد وأن
اتصاله بالرشيد كان في الرقة بسبب الفضل بن الربيع لا بسبب البرامكة
ويدل عليه قول أشجع في الدالية الآتية التي يمدح بها الفضل بن الربيع:
ووصفتني عند الخليفة غائبا * وأذنت لي فشهدت أفخر مشهد
وظاهر كلام الخطيب السابق أن جعفر هو الذي وصله بالرشيد
فمدحه وهو بالرقة وهو الذي فهمه ابن عساكر فإنه نقل عن الخطيب أنه
قال مدح جعفرا بقصائد كثيرة وأوصله إلى الرشيد فمدحه وهو بالرقة
بقصيدة تمكنت بها حاله عند الرشيد وأولها:
قصر عليه تحية وسلام * خلعت عليه جمالها الأيام
وبالجملة فالأخبار في ذلك غير متفقة والله أعلم. ونحن ننقل أخباره
مع الرشيد من الأغاني وكتاب الأوراق لأبي بكر الصولي محمد بن يحيى وهو
معاصر لصاحب الأغاني ويروي صاحب الأغاني عنه وقد ننقل من غيرهما.
في الأغاني وكتاب الأوراق: حدث أشجع قال شخصت من البصرة إلى
الرقة فوجدت الرشيد غازيا ونالتني خلة فخرجت حتى لقيته منصرفا من
الغزو فصاح صائح ببابه من كان هاهنا من الشعراء فليحضر يوم الخميس
فحضرنا سبعة وأنا ثامنهم وأمرنا بالبكور في يوم الجمعة فبكرنا وأدخلنا وقدم
واحد واحد منا ينشد على الأسنان وكنت أحدث القوم سنا وأرثهم حالا فما
بلغ إلي حتى كادت الصلاة أن تجب فقدمت والرشيد على كرسي وأصحاب
الأعمدة بين يديه سماطان فقال لي أنشدني فخفت أن أبتدئ من قصيدتي
التي أولها:
تذكر عهد البيض وهو لها ترب * وأيام يصبي الغانيات ولا يصبو
فابتدأت قولي في المديح:
إلى ملك يستغرق المال جوده * مكارمه نثر ومعروفه سكب
وما زال هارون الرضى بن محمد * له من مياه النصر مشربها العذب
متى تبلغ العيس المراسيل بابه * بنا فهناك الرحب والمنزل الرحب
وما بعد هارون الامام لزائر * يرجي الغنى جدب ولا دونه خصب
لقد جمعت فيك الظنون ولم يكن * لغيرك ظن يستريح له قلب
جمعت ذوي الأهواء حتى كأنهم * على منهج بعد افتراقهم ركب
بثثت على الأعداء أبناء دربة * فلم تقهم منهم حصون ولا درب
وما زلت ترميهم بهم متفردا * أنيساك حزم الرأي والصارم العضب
جهدت فلم أبلغ علاك بمدحة * وليس على من كان مجتهدا عتب
فضحك الرشيد وقال لي خفت أن يفوت وقت الصلاة فينقطع المديح
عليك فبدأت به وتركت التشبيب وأمرني بان أنشده التشبيب فأنشدته إياه
فامر لكل واحد من الشعراء بعشرة آلاف درهم وأمر لي بضعفها عشرين
ألف درهم وقال ابن عساكر قيل إنه لما أنشده هذه القصيدة أعطاه مائة ألف
درهم.
وفي الأغاني والأوراق وتاريخ ابن عساكر واللفظ مأخوذ من المجموع
بالاسناد عن أحمد بن سيار الجرجاني وكان راوية شاعرا: قال دخلت أنا
وأشجع والتيمي أبو محمد وابن رزين الخراساني على الرشيد بالرقة وقد
فرع من قصره الأبيض وكان قد ضرب أعناق قوم في تلك الساعة فجعلنا
نتخلل الدماء حتى وصلنا اليه فأنشده أبو محمد التيمي قصيدة له يذكر فيها
تغفور وقعته ببلاد الروم فنثر مثل الدر من جودة شعره وأنشده أشجع قوله:
قصر عليه تحية وسلام * نثرت عليه جمالها الأيام
فيه اجتلى الدنيا الخليفة والتقت * للملك فيه سلامة ودوام
قصر سقوف المزن دون سقوفه * فيه لأعلام الهدى إعلام
نشرت عليه الأرض كسوتها التي * نسج الربيع وزخرف الأرهام
أدنتك من ظل النبي وصية * وقرابة وشجت بها الأرحام
برقت سماؤك في العدو وأمطرت * هاما لها ظل السيوف غمام
وإذا سيوفك صافحت هام العدى * طارت لهن عن الرؤوس الهام
تثني على أيامك الأيام * والشاهدان الحل والاحرام
وعلى عدوك يا ابن عم محمد * رصدان ضوء الصبح والأظلام
فإذا تنبه رعته وذا غفا * سلت عليه سيوفك الأحلام
وكان الرشيد متكئا فاستوى جالسا وقال أحسن الله هكذا تمدح الملوك
ودنوت أنا فأنشدته بعد أشجع:
زمن بأعلى الرقتين قصير * لم يثنه للحادثات غرير
لا تبعد الأيام إذ ورق الصبا * غض وإذا غضن الشباب نضير
ومضيت في القصيدة حتى أتممتها فاعجب بها وقال قل للمغنين
يعملوا ألحانا في تشبيب هذه القصيدة فوجه إلي الفضل بن الربيع أنفذ إلي
قصيدتك فاني أريد أن أنشدها الجواري. وفي رواية الأغاني أن الذي أوصل
(٤٤٩)

أشجع إلى الرشيد هو الفضل بن الربيع وقال له هو أشعر شعراء هذا الزمان
وقد اقتطعته عنك البرامكة فامر باحضاره وايصاله مع الشعراء فأنشده
قصر عليه تحية وسلام القصيدة فاستحسنها الرشيد وأمر له بعشرين ألف
درهم. وركب الرشيد يوما في قبة ومعه سعيد بن سالم الباهلي فاستدعى
رجلا حسن الصوت ينشد الشعر فيطرب بحسن صوته أشد من أطراب
الغناء فقال أنشدني قصيدة الجرجاني فأنشده فقال: الشعر في ربيعة سائر
اليوم فقال له سعيد بن سالم يا أمير المؤمنين استنشده قصيدة أشجع فابي
فلم يزل به حتى أجاب إلى استماعها فلما بلغ إلى قوله وعلى عدوك والذي
بعده قال له سعيد والله يا أمير المؤمنين لو خرس بعد هذين البيتين لكان
أشعر الناس. وقال سعيد بن سليم الباهلي كنت عند الرشيد فدخل عليه
أشجع ومنصور النمري فأنشده أشجع: قصر عليه تحية وسلام فجلست
أرفع منه وتعصبت للقيسية فلما بلغ قوله: وعلى عدوك يا بن عم محمد
البيتين. استحسن ذلك الرشيد وأومأت إلى أشجع أن يقطع الشعر وعلمت
أنه لا يأتي بمثلهما فلم يفعل ومر في شعره ففتر الرشيد بعد البيتين وكان عالما
بالشعر ثم ضرب بمخصرة كانت بيده الأرض فأنشده النمري قوله:
ما تنقضي حسرة مني ولا جزع * إذا ذكرت شبابا ليس يرتجع
فمر والله في قصيدة قلما تقول العرب مثلها فجعل الرشيد يضرب
بمخصرته الأرض ويقول الشعر في ربيعة سائر اليوم فلما خرجنا قلت لأشجع
غمزتك أن تقطع فلم تفعل ويلك ولم تأت بشئ فهلا مت بعد البيتين أو
خرست فكنت تكون أشعر الناس. وفي الأوراق قال الرشيد لأشجع من
أين أخذت قولك وعلى عدوك البيتين فقلت لا أكذب والله من قول
النابغة:
فإنك كالليل الذي هو مدركي * وإن خلت ان المنتأى عنك واسع
فقال صه هو عندي من كلام الأخطل لعبد الملك بن مروان وقد قال
له أنا مجيرك من الجحاف فقال من يجيرني منه إذا نمت. ودخل أشجع على
الرشيد وقد مات ابن ابن له والناس يعزونه فأنشده:
نقص من الدين ومن أهله * نقص المنايا من بني هاشم
قدمته فاصبر على فقده * إلى أبيه وأبي القاسم
فقال الرشيد ما عزاني اليوم أحد أحسن من تعزية أشجع وأمر له
بصلة. وكتب أشجع إلى الرشيد وقد أبطا عنه شئ أمر له به:
أبلغ أمير المؤمنين رسالة * لها عنق بين الرواة فسيح
بان لسان الشعر ينطقه الندى * ويخرسه الابطاء وهو فصيح
فضحك الرشيد وقال لن يخرس لسان شعرك وأمر بتعجيل صلته
وفي الأغاني والأوراق: لما انصرف الرشيد من غزوته التي فتح بها
هرقلة قدم الرقة في آخر شهر رمضان فلما عيد جلس للشعراء فدخلوا عليه
وفيهم أشجع فبدرهم وأنشأ يقول:
لا زلت تنشر أعيادا وتطويها * تمضي بها لك أيام وتمضيها
مستقبلا بهجة الدنيا ولذتها * أيامها لك نظم في لياليها
العيد والعيد والأيام بينهما * موصولة لك لا تفنى وتفنيها
ولا تقضت بك الدنيا ولا برحت * يطوي بك الدهر أياما وتطويها
وليهنك الفتح والأيام مقبلة * إليك بالنصر معقودا نواصيها
أمست هرقلة تهوي من جوانبها * وناصر الله والاسلام يرميها
ملكتها وقتلت الناكثين بها * بنصر من يملك الدنيا ومن فيها
ما روعي الدين والدنيا على قدم * بمثل هارون راعيه وراعيها
فامر له بألف دينار وقال لا ينشدني أحد بعده، فقال أشجع والله
لأمره بان لا ينشده أحد بعدي أحب إلي من صلته. ودخل أشجع على
الرشيد ثاني يوم الفطر فأنشده:
استقبل العيد بعمر جديد * مدت لك الأيام حبل الخلود
مصعدا في درجات العلا * نجمك مقرون بسعد السعود
واطو رداء الشمس ما اطلعت * نورا جديدا كل يوم جديد
تمضي لك الأيام ذا غبطة * إذا أتى عيد طوى عمر عيد
فوصله بعشرة آلاف درهم. ودخل أشجع على الرشيد حين قدم من
الحج وقد مطر الناس يوم قدومه فأنشده:
ان يمن الامام لما أتانا * جلب الغيث من متون الغمام
فابتسام النبات في اثر * الغيث بنواره كسرج الظلام
ملك من مخافة الله مغض * وهو مغضى له من الإعظام
ألف الحج والجهاد فما * ينفك من سفرتين في كل عام
سفر للجهاد نحو عدو * والمطايا لسفرة الاحرام
طلب الله فهو يسعى اليه * بالمطايا وبالجياد السوام
فيداه يد بمكة تدعوه * وأخرى في دعوة الاسلام
وفي الأوراق: بسنده لما عقد الرشيد البيعة لابنيه وكتب بينهما كتابا
علقه في سقف الكعبة ما كان شئ أعجب اليه يسمعه من استصابة رأيه في
ذلك وتوكيده من شعر أنشده أشجع:
قل للإمام ابن الإمام * أهل التحية والسلام
ان الخلافة لم تزل * بيديك موثقة الزمام
استأنس الحرمان منك * بزورة في كل عام والحجر
والحجر الأصم * بطول مس واستلام
قضيت نسكك وانصرفت * بخير ظعن أو مقام
وكتبت بين خليفتيك * كتاب قطع للخصام
عقد شددت قواه ما * سجع الحمام مع الحمام
قلدته عنقيهما * بشهادة البيت الحرام
والمسلمون شهود ذا * لك بين زمزم والمقام
وشهيدك الله العلي * عليهما وعلى الأنام
وأمر الرشيد بحفر نهر لبعض أهل السواد كان قد خرب وبطل ما
عليه فقال أشجع:
اجرى الامام الرشيد نهرا * عاش باجرائه الموات
جاد عليه بريق فيه * وسر مضمونه الفرات
القحه درة لقوحا * يرضع أخلافها النبات
على رياض له بنات * ما ولدتهن أمهات
(٤٥٠)

للماء من فوقها انتباه * وللثرى تحتها سبات
في جانبيه وجانبيها * أعنة الماء مطلقات
وقال يرثي الرشيد:
غربت بالمشرق الشمس * فقل للعين تدمع
ما رأينا قط شمسا * غربت من حيث تطلع
مدحه الأمين صغيرا
في الأغاني عن أشجع: دخلت على محمد الأمين حين أجلس مجلس
الأدب للتعليم هو ابن أربع سنين وكان يجلس فيه ساعة ثم يقوم فأنشدته
وذكر منها بيتين وفي الأوراق قال يمدح محمد الأمين بقصيدة أولها:
حمد السرى وتصرم الادلاج * ولكل ضيق شديدة إفراج
ملك أبوه وأمه من نبعة * منها سراج الأمة الوهاج
شربت بمكة في ربا بطحائها * ماء النبوة ليس فيه مزاج
ملك على أمواله لنواله * سطو يكون لها به ازعاج
خير البرية من به * وضح الهدى للناس والمنهاج
فأمرت له زبيدة بمائة ألف درهم قال أبو الفرج ولم يملك الخلافة أحد
أبوه وأمه من بني هاشم الا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص
ومحمد بن زبيدة انتهى.
مدحه المأمون
في الأغاني: قال الرشيد للعباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن
العباس: يا عم أن الشعراء قد أكثروا في مدح محمد بسببي وبسبب أم
جعفر ولم يقل أحد منهم في المأمون شيئا وأنا أحب أن أقع على شاعر فطن
ذكي يقول فيه فامر العباس أشجع أن يقول فيه وكان أشجع منقطعا إلى
العباس فقال:
بيعة المأمون آخذة * بعنان الحق في أفقه
أحكمت مراتها عقدا * تمنع المحتال في نفقه
لن يفك المرء ربقتها * أو يفك الدين من عنقه
وله من وجه والده * صورة تمت ومن خلقه
فاتى بها العباس الرشيد وادعى أنها له فاستحسنها الرشيد وقال قد
سررتني مرتين بإصابتك ما في نفسي وبأنها لك وأمر له بثلاثين ألف دينار
فأعطى أشجع منها خمسة آلاف درهم وأخذ الباقي.
اتصاله بالبرامكة واخباره معهم
ونأخذ ذلك من الأغاني وكتاب الأوراق دون غيرهما. في الأغاني:
حدث أشجع السلمي أنه كان في مجلس بعض إخوانه يتحدث وينشد
فدخل انس بن أبي شيخ النصري فقام القوم له غيره لأنه لم يعرفه فسال عنه
فقيل له أشجع الشاعر فاستنشده فقال إنك لشاعر فما يمنعك من جعفر بن
يحيى قال ومن لي به قال أنا فقل أبياتا ولا تطل قال وتقدمني إلى الباب وجاء
فدخل فخرج الحاجب فقال أشجع فقمت فقال ادخل فدخلت واستنشدني
فأنشدته:
وترى الملوك إذا رأيتهم * كل بعيد الصوت والجرس
فإذا بدا لهم ابن يحيى جعفر * رجعوا الكلام بمنطق همس
ذهبت مكارم جعفر وفعاله * في الناس مثل مذاهب الشمس
فامر له بعشرة آلاف درهم قال ثم لقيت المبارك مؤدب الفضل بن
يحيى فقال لي أنشد ما قلته في جعفر فأنشدته فقال ما يمنعك من الفضل
فقلت ومن لي به فقال أنا فأدخلني عليه فأنشدته:
وما قدم الفضل بن يحيى مكانه * على غيره بل قدمته المكارم
لقد أرهب الأعداء حتى كأنما * على كل ثغر بالمنية قائم
فقال لي كم أعطاك جعفر فقلت عشرة آلاف درهم فقال أعطوه
عشرين ألفا.
وفي الأغاني والأوراق: جلس جعفر بن يحيى في الصالحية على
مستشرف له فجاء أعرابي من بني هلال بن عامر فشكى خلة واستماح بأحسن
لفظ وأصح لسان فقال له جعفر أتقول الشعر يا هلالي؟ فقال قد كنت أقوله
وأنا حدث أتملح به ثم تركته لما صرت شيخا قال فأنشدنا لشاعركم حميد بن
ثور فأنشد:
لمن الديار بجانب الحمس * كمخط ذي الحاجات بالنفس
حتى أتى على آخرها فاندفع أشجع فأنشده مديحا فيه قاله لوقته على
وزنها وقافيتها:
ذهبت مكارم جعفر وفعاله * في الناس مثل مذاهب الشمس
ملك تسوس له المعالي نفسه * والعقل خير سياسة النفس
فإذا تراءاه الملوك تراجعوا * جهر الكلام بمنطق همس
ساد البرامك جعفر وهم الأولى * بعد الخليفة سادة الأنس
ماضر من قصد ابن يحيى راغبا * بالسعد حل به أم النحس
فاستحسن جعفر ذلك منه، وقال صف موضعنا هذا، فقال:
قصور الصالحية كالعذارى * لبسن ثيابهن ليوم عرس
إذا ما الطل أثر في ثراه * تنفس نوره من غير نفس
فتغبقه السماء بصبغ ورس * وتصبحه باكؤس عين شمس
فقال جعفر للأعرابي كيف ترى صاحبنا يا هلالي فقال أرى خاطره
طوع لسانه وبيان الناس تحت بيانه وقد جعلت له ما تصلني به فقال بل
نقرك يا اعرابي ونرضيه وأمر للأعرابي بمائة دينار ولأشجع بمائتين.
واشترى جعفر بن يحيى المرغاب من آل الرشيد بعشرين ألف ألف
درهم ورده على أصحابه فقال أشجع يمدحه:
رد السباخ ندى يديه وأهلها * منها بمنزلة السماك الأعزل
قد أيقنوا بذهابها وهلاكهم * والدهر يوعدهم بيوم أعضل
فافتكها لهم وهم من دهرهم * بين الجران وبين حد الكلكل
ما كان يرجى غيره لفكاكها * يرجى الكريم لكل خطب معضل
ولما خرج جعفر بن يحيى ليصلح أمر الشام نزل في مضربه وأمر
باطعام الناس فقام أشجع فأنشده:
فئتان طاغية وباغية * جلت أمورهما عن الخطب
قد جاءكم بالخيل شارية * ينقلن نحوكم رحا الحرب
لم يبق الا أن تدور بكم * قد قام هاديها على قطب
(٤٥١)

فامر له بمائة دينار وقال دائم القليل خير من منقطع الكثير فقال له
ونزر الوزير أكثر من جزيل غيره فامر له بمثلها وكان يجري عليه كل جمعة
مائة دينار مدة مقامه ببابه. وكان الناس بباب جعفر بن يحيى وهو عليل
فقيل لهم انه لا أذن عليه فكتب اليه أشجع:
لما اشتكى جعفر بن يحيى * فارقني النوم والقرار
ومر عيشي علي حتى * كأنما طعمه المرار
حزنا على جعفر بن يحيى * لا حقق الخوف والحذار
إن يعفه الله لا نبالي * ما أحدث الليل والنهار
فادخل أشجع وحده وانصرف سائر الناس.
ولما ولى الرشيد جعفر بن يحيى خراسان جلس للناس فدخلوا عليه
يهنئونه ثم دخل الشعراء فأنشدوه فقام أشجع آخرهم فقال أتأذن لي في
إنشاد شعر قضيت به حق سؤددك وكمالك وخففت به ثقل أياديك عندي
فقال هات يا أبا الوليد فإنك أكثر شعرائنا برا بنا فأنشده هذه القصيدة وذكر
في الأغاني والأوراق أبياتا منها وذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق بتمامها
ونحن ذكرنا أكثر ما ذكره ابن عساكر وتركنا بعضه لغلط النسخة:
أتصبر يا قلب أم تجزع * فان الديار غدا بلقع
غدا يتفرق أهل الهوى * ويكثر باك ومسترجع
وتمضي الطلول ويبقى الهوى * ويصنع ذو الشوق ما يصنع
فها أنت تبكي وهم جيرة * فكيف يكون إذا ودعوا
وراحت بهم أو غدت أينق * تخب على الأين أو توضع
أتطمع في العيش بعد الفرا * ق بئس لعمرك ما تطمع
ترجى هجوعك من بعدهم * وأنت من الآن ما تهجع
هنالك يقطع من يشتهي * الوصال ويوصل من يقطع
لعمري لقد قلت الفراق * وأسمعت صوتك لو يسمع
فما عرجوا حين ناديتهم * ولا آذنوك ولا ودعوا
فان تصبح الأرض عريانة * تهب بها الشمال الزعزع
فقد كان ساكنها ناعما * له محضر وله مربع
ومغترب ينقضي ليله * قنوتا ومقلته تدمع
يؤرقه ما بدا في الفؤاد * ما يستقر له مضجع
ألا أن بالغور لي حاجة * تؤرق عيني فما تهجع
إذا الليل ألبسني ثوبه * تقلب فيه فتى موجع
يبرح بالعاشقين الهوى * إذا اشتملت فوقه الأضلع
ولا يستطيع الفتى ستره * إذا جعلت عينه تدمع
لقد زادني طربا بالعراق * بارق عودية يلمع
إذا قلت قد هدأت عارضت * بأبيض ذي رونق بسطع
ودوية بين أقطارها * مقاطع أرضين لا تقطع
يضل القطا بين أرجائها * إذا ما سرى والفتى المصقع
تخطيتها فوق عيرانة * من الريح في مرها أسرع
إلى جعفر نزعت رغبة * وأي فتى نحوه تنزع
إذا وضعت رجلها عنده * تضمنها البلد الممرع
وما لامرئ دونه مطلب * وما لامرئ غيره مقنع
رأيت الملوك تغض الجفون * إذا ما بدا الملك الأتلع
يفوت الرجال بحسن القوام * ويقصر عن شاوه المسرع
ولا يرفع الناس من حطه * ولا يضع الناس من يرفع
يريد الملوك مدى جعفر * وهم يجمعون ولا يجمع
وكيف ينالون غاياته * وما يصنعون كما يصنع
وليس بأوسعهم في الغنى * ولكن معروفه أوسع
هو الملك المرتجى للذي * يضيق بأمثاله الأذرع
يلوذ الملوك بأبوابه * إذا نابها الحدث المفظع
بديهته مثل تفكيره * متى رمته فهو مستجمع
إذا هم بالأمر لم يثنه * رجوع ولا شادن أفرع
فللجود في كفه مطلب * وللسر في صدره موضع
وكم قائل إذا رأى ثروتي * وما في فضول الغنا أصنع
غدا في ظلال ندى جعفر * يجر ثياب الغنى أشجع
كان أبا الفضل بدر السما * ء لعشر خلت بعدها أربع
لفرقته استوحشت بابل * وأشرق إذ أمه المطلع
فقل لخراسان تحيا فقد * أتاها ابن يحيى الفتى الأروع
فاقبل عليه جعفر ضاحكا واستحسن شعره وجعل يخاطبه مخاطبة الأخ
أخاه بنثر أحسن من نظمه ثم أمر له بألف دينار وكان جعفر يقول ما
مدحت بشعر أحب إلي من عينية أشجع يعني هذه ثم بدا للرشيد فعزله عن
خراسان فوجم لذلك جعفر فدخل عليه أشجع فأنشده:
أمست خراسان تعزى بما * أخطاها من جعفر المرتجى
كان الرشيد المعتلي أمره * ولى عليها المشرق الأبلجا
ثم أراه رأيه أنه * أمسى اليه منهم أحوجا
فكم به الرحمن من كربة * في مدة تقصر قد فرجا
فضحك جعفر وقال لقد هونت علي العزل وقمت لأمير المؤمنين
بالعذر فسلني ما شئت فقال قد كفاني جودك ذل السؤال فامر له بألف دينار
آخر. وأعطي جعفر بن يحيى مروان بن أبي حفصة وقد مدحه ثلاثين ألف
درهم وأعطى أشجع وقد مدحه معهما ثلاثة آلاف وكان ذلك في أول اتصاله
فكتب اليه أشجع:
أعطيت مروان الثلاثين * التي حلت رعاثه
وأبا النضير وإنما * أعطيتني معهم ثلاثة
ما خانني حوك القصيد * وما اتهمت سوى الحداثة
فامر له بعشرين ألف درهم أخرى. ووعد يحيى بن خالد أشجع
السلمي وعدا فاخره عنه فقال له:
رأيتك لا تستلذ المطال * وتوفي إذا غدر الخائن
فماذا تؤخر من حاجتي * وأنت لتعجيلها ضامن
ألم تر أن احتباس النوال * لمعروف صاحبه شائن
فلم يتعجل ما أراد فكتب إليه:
رويدك ان عز الفقر أدنى * إلي من الثراء مع الهوان
وما ذا تبلغ الأيام مني * بريب صروفها ومعي لساني
فبلغ قوله جعفرا فقال ويلك هذا تهديد فلا تعد لمثله وكلم أباه
فقضى حاجته فقال:
(٤٥٢)

كفاني صروف الدهر يحيى بن خالد * فأصبحت لا ارتاح للحدثان
كفاني كفاه الله كل ملمة * طلاب فلان مرة وفلان
فأصبحت في رغد من العيش واسع * اقلب فيه ناظري ولساني
وفي الأوراق والأغاني: اعتل يحيى بن خالد ثم صلح فدخل اليه
الناس يهنئونه بالعافية ودخل أشجع فأنشده:
لقد قرعت شكاة أبي علي * قلوب معاشر كانت صحاحا
فان يدفع لنا الرحمن عنه * صروف الدهر والأجل المتاحا
فقد أمسى صلاح أبي علي * لأهل الدين كلهم صلاحا
إذا ما الموت أخطاه فلسنا * نبالي الموت حيث غدا وراحا
وما أذن لأحد في النشيد ذلك اليوم سواه.
وفي الأوراق: جعل جعفر بن يحيى لأشجع ناحية فكان بها فرفع
عليه قوم فقبل قولهم فيه فكتب اليه:
أمفسدة سعاد علي ديني * ولأئمتي على طول الحنين
وما تدري سعاد إذا تخلت * من الأشجان كيف أخو الشجون
تنام ولا أنام لطول حزني * وأين أخو السرور من الحزين
لقد راعتك عند قطين سعدى * رواحل عاديات بالقطين
كان دموع عيني يوم بانوا * جداول من ذرى وشل معين
لقد هزت سنان القول منى * رجال وقيعة لم يعرفوني
هم جازوا حجابك يا ابن يحيى * فقالوا بالذي يهوون دوني
أطافوا بي لديك وغبت عنهم * ولو أدنيتني لتحنبوني
وقد شهدت عيونهم فقالت * علي وغيبت عنهم عيوني
ولما أن كتبت بما أرادوا * تدرع كل ذي غمر دفين
كففت عن المقاتل باديات * وقد هيات صخرة منجنون
ولو أرسلتها دمغت رجالا * وصالت في الأحشة والشئون
وكنت إذا هززت حسام قول * قطعت بحجة علق الوتين
لعل الدهر يطلق من لساني * لهم يوما ويبسط من يميني
فاقضي دينهم بوفاء قول * وأثقلهم لصدقي بالديون
وقد علموا جميعا أن قولي * قريب حين أدعوه يجيني
وكنت إذا هجوت رئيس قوم * وسمت على الذؤابة والجبين
بخط مثل حرق النار باق * يلوح على الحواجب والعيون
أمائلة بودك يا ابن يحيى * رجالات ذوو ضغن كمين
يشيمون السيوف إذا رأوني * إذا وليت سلت من جفون
ولو كشفت سرائرنا جميعا * علمت من البري من الظنين
علا م وأنت تعرف نصح حبي * وأخذي منك بالسبب المتين
وعسفي كل مهمهة خلاء * إليك بكل يعملة أمون
وإحيائي الدجى لك بالقوافي * أقيم صدورهن على المتون
وإيصالي إلى أقصى صلاتي * بمكة بين زمزم والحجون
تقرب منك أعدائي وأناى * وتجلس مجلسي من لا يليني
ولو عاينت نفسك في مكاني * إذا لنزلت عندك باليمن
ولكن الشكوك ناين عني * بودك والمصير إلى اليقين
وإن أنصفتني أحرقت منهم * بنضج الكي اثباج البطون
أخباره مع محمد بن منصور أحد قواد الرشيد
أقبل أشجع إلى باب محمد بن منصور بن زياد وكان أمر عسكر
الرشيد يدور عليه فرأى ازدحام الناس عليه فقال:
خليلي كف عن عذلي * فما شغلك من شغلي
أفق عنك فما مثلك * في أمر الحا مثلي
أبعد الخمس والخمسين * تلحاني على الجهل؟
وهبني قد تعشقت * أما يعشق ذو العقل؟
وما علقت إلا مثل * من علق من قبلي
غزالا وقضيبا مال * في دعص من الرمل
على باب ابن منصور * علامات من البذل
جماعات وحسب الباب * نبلا كثزه الأهل
وما يجتمع الناس * لغير البذل والفضل
وما يغنون الا حيثما * يرسي ذوو البذل
وما يخفى على الناس * مكان الخصب والمحل
وفي رواية أنه لما بلغه بيتاه وهما على باب ابن منصور البيت والذي
بعده قال هما والله أحب مدائحه إلي.
وشرب محمد بن منصور دواء فكتب اليه أشجع:
أصح الله جسمك ذو العلاء * وأعقبك السلامة في الدواء
وأبدلك الاله به صلاحا * وعافية تمحق كل داء
وألبسك المليك رداء عمر * على الأيام ممدود البقاء
شفاك الله طاوي كل سقم * فان العيش في بشر الشفاء
فقد أنزلت من قطحان بيتا * رفيع السمك متسع الفناء
فقال محمد بن منصور ما جاءتنا اليوم هدية أحسن من هدية أشجع
وأجازه.
أشجع وأخواه
وكان لأشجع أخوان أحمد والحارث وكان أحمد شاعرا ولم يكن الحارث
كذلك. وفي الأغاني قيل لأحمد ما لك لا تمدح الملوك كما يمدحهم أخوك فقال
إن أخي بلاء علي وإن كان فخرا لأني لا أمدح أحدا ممن يرضيه دون شعري
الا قال أين هذا من قول أشجع. وكان أحمد بن عمر مدح أحمد بن جميل
بشعر ودفعه إلى أخيه أشجع وسأله إيصاله اليه فتوانى عن ذلك فقال أحمد
يهجوه:
وسائلة لي ما أشجع * فقلت يضر ولا ينفع
قريب من الشر واع له * أصم عن الخير ما يسمع
بطئ عن الأمر أحظى به * إلى كل ما ساءني مسرع
شرود الوداد على قربه * يفرق منه الذي أجمع
أسب باني شقيق له * فانفي به أبدا أجدع
وفي بعض أخبار الأغاني أن أخويه اسمهما أحمد ويزيد قال: مر
أشجع وأخواه أحمد ويزيد بقبر الوليد بن عقبة وإلى جانبه قبر أبي زبيد
الطائي وكان نصرانيا والقبران كل متوجه إلى قبلة ملته وكان أبو زبيد أوصى
لما احتضر أن يدفن إلى جنب الوليد بالبليخ فأنشأ أشجع يقول:
مررت على عظام أبي زبيد * وقد لاحت ببلقعة صلود
(٤٥٣)

وكان له الوليد نديم صدق * فنادم قبره قبر الوليد
أنيسا ألفة ذهبت فأمست * عظامهما تأنس بالصعيد
وما أدري بمن تبدأ المنايا * بأحمد أو بأشجع أو يزيد
أشعاره
في كتاب الأوراق: أنشدنا المبرد يوما أبياتا ولم يسم شاعرها وقال لا
أعرف في وصف أصحاب المعارف أحسن منها فكتبوها ولم أكتبها فقال لي لم
لا تكتبها فقلت أنا أحفظ القصيدة فقال لمن هي قلت لأشجع السلمي قال
فيمن قلت في إبراهيم وعثمان ابني نهيك وفي مسودة الكتاب في
إبراهيم بن عثمان بن نهيك صاحب شرطة الرشيد وكان إبراهيم هذا جبارا
عنيدا قال فأنشدنيها فأنشدته إياها فضحك وقال حسبك أنت مفروع منك
أقول وهذا يدلنا على شدة عنايتهم بالأدب فإذا مر بهم ما يستحسن من
شعره وغيره كتبوه جميعا وعلى فضل صاحب الأوراق أبي بكر الصولي
وحفظه وأول القصيدة:
لمن المنازل مثل ظهر الأرقم * قدمت وعهد أنيسها لم يقدم
فتكت بها سنتان يعتورانها * بالعاصفات وكل أسحم مرزم
دمن إذا استثبت عينك عهدها * رجعت إليك بناظر المتوهم
ولقد طعنت الليل في إعجازه * بالكاس بين غطارف كالأنجم
يتمايلون على النعيم كأنهم * قضب من الهندي لم تتثلم
وسعى بها الظبي الغرير يزيدها * طيبا ويغشمها إذا لم تغشم
والليل منتقب بفضل ردائه * قد كاد يحسر عن أغر ارثم
فإذا أدارتها الأكف رأيتها * تثني الفصيح إلى لسان الأعجم
وعلى بنان مديرها عقيانة * من لونها وعلى فضول المعصم
تغلي إذا ما الشعريان تلظيا * صنفا وتسكن في طلوع المرزم
ولقد فضضناها بخاتم ربها * بكرا وليس البكر مثل الأيم
ولها سكون في الإناء وخلفها * شغب يطوح بالكمي المعلم
تعطي على الظلم الفتى بقيادها * قسرا وتظلمه إذا لم يظلم
لبني نهيك طاعة لو أنها * رجمت بركز متالع لم تكلم
قوم إذا غمزوا قناة عدوهم * حطموا جوانبها ببأس محطم
في سيف إبراهيم خوف واقع * لذوي النفاق وفيه أمن المسلم
ويبيت يكلأ والعيون هواجع * مال المضيع ومهجة المستسلم
ليل يواصله بضوء نهاره * يقظان ليس يذوق نوم النوم
شد الخطام بأنف كل مخالف * حتى استقام له الذي لم يخطم
لا يصلح السلطان إلا شدة * تغشى البرئ بفضل ذنب المجرم
ومن الولاة مقحم لا يتقى * والسيف تقطر شفرتاه من الدم
منعت مهابتك النفوس حديثها * بالشئ تكرهه وإن لم تعلم
ونهجت في سبل السياسة منهجا * فهمت مذهبه الذي لم يفهم
وقد أورد صاحب الأوراق شيئا كثيرا من مختار شعر أشجع ورتب
قسما منه على الحروف وقسما لم يرتبه. قال يمدح جعفر بن يحيى:
أقفر بعد الرياب ملحوب * خود عليها الجمال مصبوب
غلبت والحب من يغالبه * فهو بحكم الحبيب مغلوب
أما لمستوهب وصالكم * حق وإن قل منك موهوب
رحلت وهما يحثه أمل * فهو كبرق تلاه شؤبوب
إلى نجيب في بيت مملكة * يكنفه سادة مناجيب
أحيا ابن يحيى النوال مغتربا * فكل مجد اليه مجلوب
وكل بذل زكت مناسبه * فهو إلى البرمكي منسوب
ترب معروفه عوائده * والعرف عند الكرام مربوب
لابس تاجين تاج مكرمة * وتاج ملك عليه معصوب
تحب من جعفر طلاقته * وبذل سمح الأخلاق محبوب
وقال يمدح جعفر بن يحيى أيضا:
قف باطلال لسلمى * دارسات موحشات
وبها وحش ظباء * كالظباء الآنسات
كن أسباب المنايا * ومحل الشهوات
بين وصل وصدود * كحياة وممات
وفلاة ذات أكل * للحوم اليعملات
جزتها والليل داج * ضارب بالجنبات
أبتغي من آل يحيى * ملكا جم الهبات
خلق الله ابن يحيى * للحجا والمكرمات
وصل الله يديه * بالمنايا والصلات
فهو يعطيك ابتداء * قبل نوب النائبات
قصر الله بايجاز * له عمر العداة
بأبي الفضل بن يحيى * ذي الأيادي السابغات
عز ذو الدين وذلت * عنق من كل عاتي
ففداء لأبي الفضل * على رغم العداة
كل عاص لنوال * ومطيع العاذلات
قد وصفناك ولكن * قف بالفضل صفاتي
وقال:
ليس للحاجات الا * من له وجه وقاح
ولسان طرمذان * و غدو ورواح
إن تكن أبطأت * الحاجات عني والسراح
فعلي الجهد فيها * وعلى الله النجاح
وقال في آل برمك كما في مروج الذهب:
ولي عن الدنيا بنو برمك * فلو تولى الناس ما زادا
كأنما أيامهم كلها * كانت لأهل الأرض أعيادا
وقال فيهم أيضا:
قد سار دهر ببني برمك * ولم يدع فيهم لنا بقيا
كانوا أولي وهم أهله * فارتفع الخير عن الدنيا
وقال يرثي أخاه كما في الأوراق:
أأدهن رأسي أو تضاعف كسوتي * ورأسك معفور وأنت سليب
فاقسم لا أصبو إلى عيش لذة * وقد ضم لحييه عليك قليب
ولا زلت أبكي ما تغنت حمامة * عليك وما هبت صبا وجنوب
و ما حملت عين من الماء قطرة * وما اخضر في دوح الأراك قضيب
بكائي كثير والدموع قليلة * وأنت بعيد والمزار قريب
فلا يفرح الباقي خلاف الذي مضى * فكل فتى للموت فيه نصيب
(٤٥٤)

أخ كان مني في حمى لا يحله * سواه ولا يفضي اليه غريب
تعجب سلمى من مشيب ذؤابتي * وعمر أبيها إنه لعجيب
ومثل الذي لو تعلمين أصابني * به الدهر يبلي رمتي ويشيب
رزئت أخا لا ينتجي القوم دونه * إذا ضمهم يوم أصم عصيب
أبعد أخي يصفو لي العيش أنني * إذا لمضيع للعهود كذوب
نسيبك من أمسى يناجيك طرفه * وليس لمن تحت التراب نسيب
أضيق بأمري حين أذكر أحمدا * وصدري بأوراد الأمور رحيب
ندب وننسى أنني بمضيعة * ولليل فيه والنهار دبيب
وكل فتى يوما وإن طال عمره * سيدعى إلى ما ساءه فيجيب
وقال يرثيه أيضا:
لئن أنا لم أدرك من الدمع ثاريا * ولم أشف قرحا داخلا في فؤاديا
لتخترمني الحادثات وحسرتي * بأحمد في سوداء قلبي كما هيا
لقد أفسد الدنيا علي فراقه * وكدر منها كل ما كان صافيا
تخلصت الأيام لا در درها * حبال ابن أمي أحمد من حباليا
وباعد ما قد كان بيني وبينه * من القرب أيام تسوق اللياليا
كان يميني يوم فارقت أحمدا * أخي وشقيقي فارقتها شماليا
وما كانت الأيام بيني وبينه * ولا فرح اللذات إلا عواريا
خليلي لا تستبطئا ما انتظرتما * فان قريبا كل ما كان آتيا
ألا تريان الليل يطوي نهاره * وضوء النهار كيف يطوي اللياليا
وقال في الرثاء كما في الأوراق:
مضى ابن سعيد حين لم يبق مشرق * ولا مغرب الا له فيه مادح
وما كنت أدري ما فواضل كفه * على الناس حتى غيبته الصفائح
فأصبح في لحد من الأرض ميتا * وكان به حيا تضيق الصحاصح
مضى حين مد المجد أطناب بيته * عليه وأمته الأمور الفوادح
وحين استهانت نزح كل تنوقة * إلى جود كفيه الرقاق النوازح
فان سفحت عيني عليه دموعها * فقل له منها الدموع السوافح
سأبكيك ما فاضت دموعي فان تغض * فحسبك مني ما تجن الجوانح
وما أنا من رزء وإن جل جازع * ولا لاغتباط بعد موتك فارح
كان لم يمت حي سواك ولم تقم * على أحد الا عليك النوائح
لئن حسنت فيك المراثي وذكرها * لقد حسنت من قبل فيك المدائح
وقال يرثي أحمد بن يزيد بن أسيد السلمي:
ويحها هل درت على من تنوح * أسقيم فؤادها أم صحيح
جبل أطبقوا عليه بجرجان * ضريحا ما ذا أجن الضريح
بليت حلة المكارم في الناس * وقل المميح والمستميح
رحم الله أحمد بن يزيد * رحمة تغتدي وأخرى تروح
ذهب الأعظمون من قيس عيلا * ن تباعا يتلو الصريح الصريح
إن أطافت به المراثي قريبا * فقديما أطاف فيه المديح
سخنت أعين الجياد عليه * وبكى فقده القنا والصفيح
فسوام الدموع بعدك يا * أحمد في كل مقلة مسروح
وقال يمدح الفضل بن الربيع:
غلب الرقاد على جفون المسعد * وغرقت في سهر وليل سرمد
ولطالما سهرت بحبي أعين * أهدي السهاد لها ولما أسهد
أيام أرعى في رياض بطالة * ورد الصبا منها الذي لم يورد
لهو يساعده الشباب ولم أجد * بعد الشبيبة في الهوى من مسعد
ما الدهر الا الناشئان تواليا * يوم يروح لنا ويوم يغتدي
فالأمس ليس براجع لك عهده * واليوم ليس بمدرك
ما في الغد وخفيفة الأحشاء غير خفيفة * مجدولة جدل العنان الأجرد
غضبت على أردافها أعطافها * فالحرب بين إزارها والمسجد
خالفت فيها عاذلا لي ناصحا * ورشدت إذ خالفت قول المرشد
لأحملن مآربي عيدية * حملا لحاجات الفتى المتورد
أأقيم محتلا لضيم حوادث * مع همة موصولة بالفرقد
وارى مخايل ليس يخلف برقها * للفضل ان رعدت وان لم ترعد
يا ابن الربيع حسرت شكري بالذي * أوليتني في عود أمرك والبدي
أوصلتني ورفدتني وكلاهما * شرف فقأت به عيون الحسد
ووصفتني عند الخليفة غائبا * وأذنت لي فشهدت أفخر مشهد
وكفيتني منن الرجال بنائل * أغنى يدي عن أن تمد إلى يد
وله في محمد بن منصور بن زياد:
أسلمني البين إلى لجة * للهم تنسي لجة البحر
أحارب الليل فما ينجلي * حربي له الا مع الفجر
أخلو بأحزاني وفكري به * والحزن مقرون مع الفكر
إذا دعا شوقي به عبرة * فاضت على الخدين والنحر
أمسى ابن منصور رجاء الورى * مؤملا في العسر واليسر
يسلك في الكل طريق الندى * منكبا عن طرق الغدر
ويجعل البشر دليلا على * توفير ما يبذل من وفر
كما يدل البرق في ومضه * لرائد الخصب على القطر
شرى ابن منصور بأمواله * مكارما تبقى على الدهر
ما هو الا بدر سعد أتى * لأربع زادت على العشر
وله يمدح طاهر بن الحسين:
لقد سرني من ذا اليمينين طاهر * تجاوزه بالعفو عن كل غادر
أتى من طلوع الشمس كالشمس اطلعت * لنا وجهها الأعلى على كل ناظر
كان ستور الغيب وهي حصينة * تكشفها للخط آراء طاهر
سما لملوك جور الله فعلهم * لما اجترموا والله ليس بجائر
وفتحت الدنيا لهم شهواتهم * وزين ما فيها لهم كل فاجر
إذا استتبعتهم نعمة في طريقها * أزلهم عنها ركوب الجرائر
فان عوتبوا فيها أحالوا بدينهم * على ما تواتيه صروف المقادر
ملوك أرادت أن تجد حبالها * من الله تعسا للجدود العواثر
أمستهم الدنيا به من عذابها * وأظهر منهم كامنات السرائر
فلم تبك دنيا فارقوها عليهم * ولا بهم سرت بطون المقابر
وأقسم لولا طاعة طاهرية * محبتها مخلوطة بالضمائر
إذا ثوب الداعي بها زعزعت له * متون القنا الخطي بين العساكر
لغالت بني العباس والملك دعوة * مفرقة الأنساب بين العشائر
فاردى عداهم بالرديني طاعنا * وكل رهيف الحد للضرب باتر
يلين إذا ما مست الكف صقله * ويخشن في مس الطلى والأباهر
فانفذ حكم الله فيما أراده * وما مع حكم الله أمر لآمر
(٤٥٥)

بخيل يحار الطرف في جنباتها * أوائلها مشفوعة بالأواخر
فقل لرجال الدولتين ألا افخروا * بطاهر العالي على كل فاخر
سلبت رداء الملك ظالم نفسه * وصنت الذي ولاك قصم الجبابر
ولم تظلم المخلوع شيئا ولا الذي * علوت بذكراه فروع المنابر
فطأطأت أعناقا وكانت رفيعة * تجاوز أبراج النجوم البواهر
وقد كان إشهاد على الشرط مودع * ببيت الحرام والصفا والمشاعر
فرام الأمين النقض فالتاث أمره * برأي غواة فيه باد وحاضر
تراث لدين الله أدرك ثارها * على عز دين الله أكرم ثائر
فلما قضى النحب العراقي عاجها * إلى نحبة بالشام قب الخواصر
أقول وقد خيلت لديهم خيوله * لكثرتها سرب القطا المتبادر
عليكم بأسباب يشد متونها * إذا جذبتها الحرب فتل المرائر
خذوا العروة الوثقى من الأمر ترشدوا * ولا تشردوا عنها شرود الأباعر
وخافوا من السلطان بادر أمره * فلن يملك المحتاط رجع البوادر
وقال يمدح القاسم بن الرشيد كما في الأوراق:
سل الفجر عن ليلي إذا طلع الفجر * وعن نشر أحزان يموت لها الصبر
أراضية سلمى بما صنع الدهر * وابعاده وصلا دنا معه هجر
ارتنا الليالي غدرها بعد ما وفت * ولم نخش منها أن يكون لها غدر
ليالي لا أعصى وأعصي عواذلي * وتشفع لي تسع تقدمها عشر
سميع لما أهوى سريع إلى الصبا * وفي أذني عن لوم من لامني وقر
عواذل لا يقدرن مني على التي * تسيرني قصدا وإن كثر الزجر
إذا خفن إعناتي مسحن ذؤابتي * وقلن فتى سكر شباب له سكر
فاما وحبل اللهو يجذبه الصبا * وعرف الذي يأتينه عنده نكر
تصيده باللحظ مذ أشرفت له * عيون الظباء النجل والأوجه الزهر
وتسكره كأس الصبا وتميله * وخمر الشباب ليس يبلغها الخمر
وجارية لم تملك الشمس نظرة * إليها ولم يبعث بجدتها الدهر
سقيمة لحظ ما درت كيف سقمه * وساحرة الالحاظ لم تدر ما السحر
تظلم لو تغنى الظلامة خصرها * من الردف أتعابا فما أنصف الخصر
وماجت كموج البحر بين ثيابها * يجور بها شطر ويعدلها شطر
إذا وصفت ما فوق مجرى وشاحها * غلائلها ردت شهادتها الأزر
وصلنا بها الدنيا فلما تصرمت * وأبدى نجوم الشيب في رأسه الشعر
رأينا نفارا من ظباء أوانس * وليس بها الا انتقال الصبا نفر
رأين فتى غاضت مياه جماله * وأيبس من أغصانه الورق الخضر
وكان الصبا بين الغواني وبينه * رسولا له النهي المحكم والأمر
إليك ولي العهد القت رحالها * طلائح قد أفنى عرائكها السفر
حداها سهيل فاستمرت دريرة * إليك وقادتها المجرة والنسر
إذا ما عدمنا الفجر خضنا بوجهه * دجى الليل حتى يستبين لنا الفجر
حبانا أمير المؤمنين بسائس * على وجهه سيما الطلاقة والبشر
بمستقبل في ملكه وشبابه * أناف به العز المؤيد والقدر
عليه جلال الكبرياء وما له * سوى هيبة يسمو النوال بها كبر
من الجوهر المخبور في السوم قدره * يزيد قلوب الناس عجبا به الخبر
كريح الخزمى حركت نشرها الصبا * تزيدك طيبا كلما زادها النشر
وما امتنعت من عهده نفس مسلم * بشرق ولا غرب أتاها له ذكر
من الذهب الابريز صيغ وإنما * من الطينة البيضاء يستخلص التبر
لقد نطقت أيامكم بفخاركم * فأغنتكم عن أن يفوه بها الشعر
وقال يمدح جعفر بن يحيى بن خالد كما في الأوراق:
لقد ذكرتني الدارمية دورها * وان شحطت عنها وبان دثورها
كان رسوم الدار بعد أنيسها * صحائف رهبان عواف سطورها
ولم أر يوما كان أفظع في الهوى * من اليوم سارت فيه عيري وعيرها
غدت بهم ريح الشمال فانجدوا * وراحت بنا نحو العراق دبورها
وذكرني العيش التي قد تصرمت * بشاشته اطلال سعدى ودورها
ليالي سعدى لا تزال تزورني * على رقبة من أهلها وأزورها
وإذ أنا مثل الغصن يناد في الثرى * ويسمو بأغصان يرف نضيرها
ويلقى عيون الغانيات بسنة * يحار إذا ما واجهته بصيرها
وما زال صرف الدهر يصدع بيننا * بأمر النوى حتى استمر مريرها
ألا ليت أيامي ببرقة معتق * تعود لياليها لنا وشهورها
وغزلان أنس قد حكت لي عيونها * عيون ألمها تحويرها وفتورها
إذا جاذبت أردافها في قيامها * أعاليها مالت عليه خصورها
رقاق الثنايا مرهفات بطونها * ومملوءة أعجازها ونحورها
أتتك المطايا بعد خمسين ليلة * يصيب الهدى أغبابها وبكورها
ينازع أعنان السماء صعودها * إليك وغيطان الهضوم حدورها
وان واجهت هولا من الليل لفها * على جانبيه عزمها وجسورها
وهانت عليها الأرض يوم بعثتها * إليك ابن يحيى سهلها ووعورها
على كل فتلاء الذراعين زادها * إذا ما رحلنا كورها وجريرها
يكاد إذا ما حرك السوط ربها * لأمر وإن لم يعنها يستطيرها
فان تسترح من طول إدلاجنا بها * إليك فقد كانت قليلا فتورها
على ثقة بالمنزل الرحب والغنى * لديك وأحواض غزار بحورها
لنعم مناخ الراغبين إذا غدت * شمال يزجي مرها زمهريرها
ونعم مناخ المستجير بجوده * لفك رقاب لم تجد من يجيرها
ونعم المنادى باسمه حين تلتقي * صدور القنا والحرب تغلي قدورها
به التام الصدع الشامي والتقت * قبائل قد كانت شتاتا أمورها
فأطفا نارا قد علا لمعانها * فروع البلاد واستطار سعيرها
رأيت ابن يحيى في الأمور إذا التوت * يشير على الجلى ولا يستشيرها
غني بفضل الحزم عن رأي غيره * يسدي الأمور نحوها وينيرها
وقال في رئيسين من قومه تعاديا كما في الأوراق من أبيات:
علام تصبح قيس وهي واحدة * شتى ويصبح أمر الناس مجتمعا
ليس الشريف الذي يخشى غوائله * بنو أبيه إذا ما ليلهم هجعا
الفضل عند الذي يعفو ذنوبهم * فان رأى مذهبا في عصبة رجعا
إن عز صاحبه ذلت خلائقه * لغير ذل وإن ضاقوا له اتسعا
وقال يمدح جعفر بن يحيى كما في الأوراق من قصيدة:
تغيرت المنازل والرباع * وقيعان الأراكة والتلاع
ديار الحي مالك بعد سلمى * تعلاك اكتئاب واختشاع
أجار بك الزمان ولا امتناع * لما يجني الزمان ولا دفاع
وما لك يا طلول ديار سلمى * جواب مسلمين ولا استماع
أينصرم الزمان ولم تعودي * إلى دنياك أيتها البقاع
بها بسط الغيوث منورات * كما نسجت يمانية صناع
إذا نام الخلي فلا منام * يطيف بمقلتي ولا اضطجاع
وكان القرب يوصل لي سرورا * ففرقه تناء وانقطاع
(٤٥٦)

فلما أن رأيت الصفو كدرا * وفي العالي من العيش اتضاع
بعثت العيس تسرع بالفيافي * قوائمها المقومة السراع
إلى ملك يدين المال منه * سماح لا يطيف به امتناع
له القدم التي سبقت سواه * إلى العلياء والشرف اليفاع
مقدم كل ذي قدم ومجد * وطال له على الأبواع باع
مجير حين لا يرجى مجير * ومسطيع لما لا يستطاع
كريم في مواقع راحتيه * ينال الري والشبع الجياع
يحوط ودائع الأسرار منه * بصدر فيه إن ضاقوا اتساع
إذا التفت أضالعه عليه * فليس عليه للأذن اطلاع
وثقت بجعفر في كل خطب * فلا هلك يخاف ولا ضياع
بسيفك نجعة من كل عاص * وللفقراء من يدك انتجاع
فارض الشام خصب بعد جدب * لها من بعد فرقتها اجتماع
وقال يمدحه أيضا كما في الأوراق من قصيدة:
أرى بارقا نحو الحجاز تطلعا * تحدر في شرقيها وترفعا
أمات وأحيا أنفسا بوميضه * سقى الله مغناه وإن كان بلقعا
ويا حسرة أدت إلى القلب لوعة * فلم أستطع للهم إذ جاش مدفعا
حبيب دنا حتى إذا ما تطلعت * إلى قربه الأعناق بان فودعا
ولم أر مثلينا غداة فراقنا * مودع ألف لم يمت ومودعا
وما زالت الأيام تدخل بيننا * وتجذب حبل الوصل حتى تقطعا
سأرتاد للحاجات عيسا شملة * تغول حبالا عند شد وانسعا
وليس لها من مقصد دون جعفر * وإن لقيت عذبا رواء ومربعا
هو الغيث من أي الوجوه انتجعته * وجدت جنابا مستطابا ومشرعا
فلا سعة الأموال تبلغ جوده * ولا ضيقها ينهاه أن يتوسعا
وما زال يتلو والدا بعد والد * إلى غاية خفاضة من ترفعا
ويتعب في حمل المكارم نفسه * ولو شاء كان المستريح المودعا
وما وجد المداح حين تخيروا * لمدحهم إلا أبا الفضل موضعا
وقال يمدح جعفر بن يحيى كما في الأوراق من قصيدة:
أسعد فؤادا دائم الخفق * وكفاك ما ألقى من العشق
ضحكت سليمى عن لمى برد * متهلل كتهلل البرق
يا من تقدمه الملوك إذا * رفعت أسنتها إلى السبق
كم من يد لك فضل نعمتها * متقسم جار على الخلق
لم يعر من معروفها أحد * يبغي الندى في الغرب والشرق
أصلحت أمر الشام محتبسا * ورتقت ما فيها من الفتق
ما كان يدرك بالقتال ولا * بالمال ما أدركت بالرفق
ما زلت تدحض كل باطلة * حتى أقمتهم على الحق
أدركت ما فات الملوك فما * بلغوك في فتق ولا رتق
كانوا أرقاء الطغاة فقد * أعتقتهم من ذلك الرق
أطفأت نيران الطغاة وقد * ذل التقي وعز ذو الفسق
ما بين رأيك إذ تقسمه * فرقا وبين الموت من فرق
وقال أيضا كما في الأوراق من قصيدة:
يا بارقا حلب البليخ غمامه * لا زال منك على البليخ سجال
كم ليلة بك لا أراعي نجمها * قصرت وأردية الظلام طوال
فكان فار المسك يفتق ريحه * في روضك الغدوات والآصال
ولرب لابسة قناع تحية * حوراء تخطب حسنها الآمال
يصف القضيب على الكثيب قوامها * ولها من البدر المنير مثال
كست الحوادث طرفها ولسانها * خمرا وماء شبابها مختال
سبق القضاء بكل ما هو كائن * فليجهد المتصرف المحتال
إن الجنوب تهيجني نفحاتها * ويحن قلبي أن تهب شمال
لا تطلبن العذر مني ظالما * فبكاء مثلي في الرسوم ضلال
وقال في جعفر بن يحيى كما في الأوراق:
أبا الشام تبكي من بنجد منازله * وتندب ربعا قد تفرق آهله
تميل إلى من لا يباليك إن نأى * وأنت اليه هائم القلب مائله
إذا مازج الشيب الشباب تجهزت * إلى الحلم أفراس الصبا ورواحله
ولا عيش الا والصبا قائد له * فقل في لياليه الذي أنت قائله
أتى الله أرض الشام بالأمن فانجلت * ضبابة خوف قد أربت غياطله
أتاها ابن يحيى جعفر فكأنما * أتاها ربيع قد تعرم وابله
ولم يبق سهل في قرى الشام كلها * ولا جبل الا اطمأنت زلازله
له عزمات يفلق الصخر وقعها * وحلم أصيل ليس حلم يعادله
فقل للرضا هارون خير خليفة * فما فاق عاصيه، ولا خاب آمله
نظرت لأهل الشام لما تعاظمت * ظلامتهم حتى علا الحق باطله
فوليت من لا يملأ القول قلبه * إذا اختلجت نفس الجبان بلابله
تكاد قلوب الناس تخلي صدورهم * إذا علقت بالمشرفي أنامله
تمنى ابن أيلول منى حال دونها * تيقظ قوم مدرك من يحاوله
تلبس أثواب الظلام لظلمه * ولم يدر أن الله ذا الطول خاذله
فسدت عليه وجه كل محجة * رماح ابن يحيى جعفر ومناصله
وأصبح مخذولا بدار مذلة * تراسل أطراف السيوف مقاتله
وقال يمدحه أيضا كما في الأوراق:
أنخت ركاب الجهل بعد كلال * وأدبر عني باطلي وضلالي
فان يخل درعي من مراحي فربما * بسطت يميني في الصبا وشمالي
بألف ظباء طائعات لامرتي * وعهد شباب ذائع وجمال
إذا هن حاولن القيام تعذبت * خصور بارداف لهن ثقال
الا رب ليل قد حسرت قناعه * وقد لف بيني ثوبه برحال
إلى مك لا يبلغ المدح قدره * ولو أيد المثني بكل مقال
أمنت من الأيام لما تعلقت * حبال ابن يحيى جعفر بحبالي
إذا حل محتاج بجانب جعفر * كفته بوادي الجود كل نزال
وتقسم طرفا في الورى لحظاته * برفع رجال أو بحط رجال
ويخطب أياما فيغلي مهورها * وأثمان أيام الكرام غوالي
أخذت بأسباب الغنى حين جررت * بباب ابن يحيى البرمكي جمالي
وقال يمدحه أيضا من قصيدة كما في الأوراق:
يا دار سعدى ما لربعك خاشعا * حل البلى بطولها فأحالها
لا زالت الأنواء وهي غزيرة * تسقي بلادك سهلها وجبالها
سقيا لسعدى ما ألذ حديثها * وأجل مجلسها وأنعم بالها
أيام أجري في عنان مشيئتي * مرحا تجر غوايتي أذيالها
يا رب قافية عقلت متونها * حتى إذا اطردت حللت عقالها
(٤٥٧)

فمضت كان متونها هندية * كالبرق أخلصت القيون صقالها
ما مد يحيى كفه لكريمة * بعدت على الآمال الا نالها
ملك لو أن الراسيات بحلمه * وزنت شوامخها إذا لأشالها
الحلم يملكه لدى سطواته * والجود يملك كفه ونوالها
لا يلتوي صدر الأمور ووردها * أبدا إذا ما البرمكي أجالها
وقال يمدح محمد بن جميل كما في الأوراق:
لعمري لقد لامت سعاد على الهوى * ولست الذي يصغي للأمة لائم
دعيني ولذاتي أطعها فإنني * أبادر باللذات شيب المقادم
دعيني أكن أن غير الشيب لمتي * على ماضيات في الصبا غير نادم
يذكرني نجدا وطيب عراصها * على ظما برد الرياح النواسم
ومفتولة الأعضاد تدمى أنوفها * تثني المباني في رؤوس المخارم
فيطوين بالأيدي مناشر أرجل * ويبسطن أثوابا بنسخ المناسم
وكم خبطت من فحمة لدجنة * وجمرة وهاج من الصيف جاحم
إلى ابن جميل أفنت السير بالسرى * سراعا وأفناها دوام الديامم
أناخت بممنوع الحمى واسع الجدى * صبور على عض السنون اللوازم
يسوس إذا ساس الأمور بمحصد * من الرأي حلال عقود العزائم
كفى ابن جميل انه غير راقد * عن المكرمات والأمور الجسائم
ينام غرارا راعيا لأموره * وأكثر ما يطوي الدجى غير نائم
إذا ذكر المثنون يومي محمد * رأيت ابتهاجا في وجوه البراجم
تسامت بأعناق طوال وأعين * إلى الفضل أيام العلى والمكارم
وقال يمدحه من أبيات أيضا كما في الأوراق:
محمد خير آل مر * في حادث والدهر والقديم
لو حل بين النجوم حي * من عزه حل في النجوم
ما بلغت وائل وقيس * بسيد منهم عظيم
ما بلغت في ذرى المعالي * بابن جميل بنو تميم
وقال يمدح جعفر بن يحيى ويصف كاتبه انس بن أبي شيخ من قصيد كما في الأوراق:
أجد له الهوى سقما * وضمن قلبه ألما
بنفسي من محاسنه * تجد لقلبي السقما
وأبهى الناس سالفة * ومبتسما وملتزما
وأحسن من يرى عينا * وجيدا واضحا وفما
كان محاسن الدنيا * تبسم أن هو ابتسما
أشبهه وأظلمه * إذا شبهته الصنما
رحلنا اليعملات ولم * نهب خفضا ولا أكما
إلى ملك أنامله * تميت الهم والعدما
أتى البلد الشامي في * لباس الحرب مستلما
فكان بغير حكم * الأشعري هناك ما حكما
أذاق الموت أقواما * بظلمهم وما ظلما
وقوما ألبستهم راحتاه * العفو والنعما
بسيف يخفض النجوى * وجود يرفع الهمما
أمات اللؤم نائله * وأحيا الجود والكرما
وما حفظ الحقوق كجعفر * أحد ولا الذمما
ولا أخطت سحائب * جوده عربا ولا عجما
يقدم جعفر أنسا * على أصحابه قحما
وحق له يقدمه * على رغم الذي رغما
إذا أخذت أنامله * تبين فضله القلما
وحسبك من عليم * ينتقي الألفاظ والكلما
تطأطأ كل مرتفع * من الكتاب إذ نجما
وأصبح كل ذي علم * يرى انسا به علما
سريع في تيقنه * يضئ برأيه الظلما
ووقاف لدى شبه * يقول بقدر ما علما
وقال يمدحه أيضا من قصيدة كما في الأوراق:
بأكناف الحجاز هوى دفين * يؤرقني إذا هدت العيون
أحن إلى الحجاز حنين إلف * قرين الحب فارقه القرين
وظاعنة بقلبك يوم ولت * لها بشر يلين ولا تلين
إليك خبطن أرض العدو عشقا * وأنت لكل خابطة ضمين
وما بعدت بلاد أنت فيها * ولا كذبت مؤملك الظنون
وما نال الغنى من لم تنله * شمال من عطائك أو يمين
إذا غاب ابن يحيى عن بلاد * فليس على الزمان بها معين
يقيه لدى الحروب حسام حتف * أعارته جسارتها المنون
يهين المال أقوام كرام * ومال الباخلين لهم مهين
وما يفنى الكريم فناء مال * ولا يبقى لما بقي الضنين
وقال يمدح محمد بن منصور كما في الأوراق:
حي طيفا أتاك بعد المنام * يتخطى إليك هول الظلام
حيه إذا أتاك بالرقة البيضاء * يسري من البلاد الحرام
جاز بطن العقيق نحو سكارى * من عقار المسير صرعى نيام
هجعوا عند أينق ثم لفوا * ثني كف بفضل ثني زمام
لمت الشعث من سعاد ومنا * رسل بيننا من الأحلام
بخلت بالسلام عنا وجادت * بهواها وطيفها في المنام
إن كفي محمد لتجودان * على مجتدبه جود الغمام
من يضع رجله بباب ابن منصور * يضعه بباب أبيض سامي
ملك لا يزال أول معدود * إذا ما ابتدي بعد الكرام
جاعل ماله برغم الأعادي * جنة بينه وبين الملام
يسبق الوعد بالنوال كما * يسبق برق الغيوث صوب الغمام
وقال يمدح جعفر بن يحيى كما في الأوراق:
عجبت لما رأتني * أندب الربع المحيلا
واقفا في الدار أبكي * لا أرى الا طلولا
جعل الشوق لعيني * إلى الدمع سبيلا
إنما أبكي ظباء * كن بالأمس حلولا
ثم أضحوا تسحب الريح * بمغناهم ذيولا
كلما قلت اطمأنت * دارهم قالوا الرحيلا
ما أرى الأيام تبقين * على حال خليلا
ليتها إذ حرمتنا * وعدت وعدا جميلا
(٤٥٨)

وجهها يحكي لنا الشمس * وفوها السلسبيلا
رب خرق قد تعسفت * له ميلا فميلا
طالبا من آل يحيى * ملكا يعطي الجزيلا
ملكا ألبس حسنا * وجلالا وقبولا
وقال يتشوق بغداد كما في الأوراق:
ألا ليت حيا بالعراق عهدتهم * ذوي غبطة في عيشهم وليان
يرون دموعي حين يشتمل الدجى * علي وما ألقى من الحدثان
إذا لرأوا جسما أضر به الهوى * وعين معنى جمة الهملان
بعدت وبيت الله ممن تحبه * هواك عراقي وأنت يماني
إذا ذكرت بغداد لي فكأنما * تحرك في قلبي شباة سنان
وقال يفتخر بقيس ويصف الدنيا كما في الأوراق:
أرى الدهر يعطي مرة ويسوف * ويتلف أموالا مرارا ويخلف
نحن إلى الدنيا ونأمن غشها * وفيها لنا يوم من الشر متلف
إذا اكتحلت عين امرئ بجمالها * أضاء لها منه جمال مزخرف
على أنها مشغوفة وهي فارك * لعشاقها ظلامة ليس تنصف
إذا افتخرت قيس على الناس أشرفت * بأيامها هامات من يتشرف
سيوف لها في يوم بدر وقائع * ويوم حنين والقنا يتقصف
لقيس حلوم يمطر البر غيمها * تعود على من عق منها وتخلف
وقال يرثي محمد بن المنصور بن زياد كما في الأوراق:
أنعى فتى الجود إلى الجود * ما مثل من أنعى بموجود
أنعى فتى أصبح معروفه * منتشرا في البيض والسود
أنعى فتى مص الثرى بعده * بقية الماء من العود
قد ثلم الدهر به ثلمة * جانبها ليس بمسدود
أنعي فتى كان ومعروفه * يملأ ما بين ذرى البيد
فأصبحا بعد تساميهما * قد جمعا في بطن ملحود
اليوم نخشى عثرات الندى * وسطوة البخل على الجود
من لم يكن سائله ممسكا * منه بأذناب المواعيد
وكل مفقود عدلنا به * وإن تغالى غير مفقود
وقال لأحمد بن يزيد بن أسيد السلمي في علته كما عن الأوراق:
كيف أمسيت من شكاتك لا * زلت معافى ممتعا بالسلامة
يا ابن خال النبي أصبحت للمنعم * نعمى وللكريم كرامة
ويزيد أبوك كان على الأعداء * سيفا تقوم فيه القيامة
نال معروفك العراقين والشام * وتجدا ويثربا واليمامة
ووردنا منه حياضا رواء * ورأينا آثاره بتهامة
وقال كما في مجموعة الأمثال:
مدحناهم فلم ندرك بمدح * مآثرهم ولم نترك مقالا
وله كما في المجموعة:
مذ غاب عني فما أرى حسنا * يأنس الا بذكره الحسن
لولا رجاء الاياب لانصدعت * قلوبنا بعده من الحزن
وله كما في المجموعة:
مكارم ألبست أثوباها * كل جديد غيرها بالي ١٢٦٧:
الأشرف بن حكيم بن جبلة العبدي من عبد القيس من أهل البصرة
قتل يوم الجمل مع أبيه حكيم بن جبلة قبل مجئ علي ع إلى
البصرة قتله أصحاب عائشة مع أبيه حكيم وسبعين رجلا من عبد القيس
كما مر في الجزء الثاني في حرب الجمل وكانت عبد القيس مخلصة في ولاء
أمير المؤمنين علي ع. ومر في هذا الجزء الأشرف بن جبلة أخو
حكيم بن جبلة وأن الشيخ ذكره في أصحاب علي ع فيمكن التعدد
ويمكن أن يكون اشتبه بهذا والله أعلم. ١٢٦٨:
أشرس بن حسان البكري.
كان عامل علي ع على الأنبار فأرسل معاوية سفيان بن عوف
الغامدي في ستة آلاف فأغار بها على الأنبار وهي المسماة اليوم الفلوجة
ونواحيها سميت بذلك لأن كسرى كان اتخذها أنبارا للحبوب وكان عند
أشرس خمسمائة من الجند كانوا قد تفرقوا وبقي معه نحو مائتين فقاتل بهم
ثم أذن لمن لا يريد الموت بالهرب وبقي في ثلاثين رجلا أقدم بهم على الموت
صابرا محتسبا حتى قتل وقتل الثلاثون فلله درهم وهنيئا لهم الشهادة في
سبيل الله. وقد اختلف في اسم عامل علي ع على الأنبار الذي قتل في
هذه الوقعة فقيل اسمه أشرس بن حسان البكري قاله إبراهيم بن محمد بن
سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات. وقيل كان اسمه حسان بن
حسان البكري وهو المذكور في نهج البلاغة حيث يقول أمير المؤمنين
ع في خطبة له يحث فيها على الجهاد ويذكر فضله ويذم أهل الكوفة:
وهذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقد قتل حسان البكري وأزال
خيلكم عن مسالحها. وهو الذي رواه المبرد في الكامل فقال في أوله: انتهى
إلى علي ع أن خيلا وردت الأنبار لمعاوية فقتلوا عاملا له يقال له حسان بن
حسان انتهى ويمكن أن يكون اسمه حسان ولقبه أشرس.
روى إبراهيم في كتاب الغارات عن ابن الكنود عن سفيان بن عوف
الغامدي قال دعاني معاوية فقال إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة وجلادة
فالزم إلي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فان وجدت بها جندا فاغر
عليهم والا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد فيها جندا فامض حتى
توغل المدائن ثم أقبل إلي واتق ان تقرب الكوفة واعلم أنك إن أغرت على
أهل الأنبار وأهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة أن هذه الغارات يا
سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم وتفرح كل من له فينا هوى منهم
وتدعو إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك
واخرب كل ما مررت به من القرى واحرب الأموال فان حرب الأموال شبيه
بالقتل وهو أوجع للقلب قال فخرجت من عنده فعسكرت وقام معاوية في
الناس فخطبهم فقال أيها الناس انتدبوا مع سفيان بن عوف فإنه وجه عظيم
فيه أجر سريعة فيه أوبتكم إن شاء الله ثم نزل قال فوالذي لا إله غيره ما
مررت ثالثة حتى خرجت في ستة آلاف ثم لزمت شاطئ الفرات فاغذذت
السير حتى أمر بهيت فبلغهم أني قد غشيتهم فقطعوا الفرات فمررت بها وما
بها عريب كأنها لم تحلل قط فوطئتها حتى أمر بصدوداء ففروا فلم ألق بها
أحدا فامضي حتى أفتتح الأنبار وقد نذروا بي فخرج صاحب المسلحة إلي فوقف لي
فلم أقدم عليه حتى أخذت غلمانا من أهل القرية فقلت لهم أخبروني كم
بالأنبار من أصحاب علي قالوا عدة رجال المسلحة خمسمائة ولكنهم قد
(٤٥٩)

تبددوا ورجعوا إلى الكوفة ولا ندري الذي يكون فيها قد يكون مائتي رجل
فنزلت فكتبت أصحابي كتائب ثم أخذت أبعثهم اليه كتيبة بعد كتيبة
فيقاتلهم والله ويصبر لهم ويطاردهم ويطاردونه في الأزقة فلما رأيت ذلك
أنزلت إليهم نحوا من مائتين واتبعهم الخيل فلما حملت عليهم الخيل وأمامها
الرجال تمشي لم يكن شئ حتى تفرقوا وقتل صاحبهم في نحو ثلاثين رجلا
وحملنا ما كان في الأنبار من الأموال ثم انصرفت فوالله ما غزوت غزاة كانت
اسلم ولا أقر للعيون ولا أسر للنفوس منها وبلغني أنها أرعبت الناس فلما
عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت عند ظني بك لا تنزل
في بلد من بلداني الا قضيت فيه مثل ما يقتضي فيه أميره وإن أحببت توليته
وليتك وليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني قال فوالله ما لبثنا الا يسيرا
حتى رأيت رجال أهل العراق يأتوننا على الإبل هرابا من عسكر علي. قال
إبراهيم كان اسم عامل علي ع على مسلحة الأنبار أشرس بن
حسان البكري وروى إبراهيم عن عبد الله بن حبيب بن عفيف قال: كنت
مع أشرس بن حسان البكري بالأنبار على مسلحتها إذ أصبحنا سفيان بن
عوف في كتائب تلمع الأبصار منها فهالونا والله وعلمنا إذ رأيناهم أنه ليس
لنا طاقة بهم ولا يد فخرج إليهم صاحبنا وقد تفرقنا فلم يلقهم نصفنا وأيم
الله لقد قاتلناهم فأحسنا قتالهم حتى كرهونا ثم نزل صاحبنا وهو يتلو قوله
تعالى فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ثم قال لنا من كان
لا يريد لقاء الله ولا يطيب نفسا بالموت فليخرج عن القرية ما دمنا نقاتلهم فان
قتالنا إياهم شاغل لهم عن طلب هارب ومن أراد ما عند الله فما عند الله
خير للأبرار ثم نزل في ثلاثين رجلا فهممت بالنزول معه ثم أبت نفسي
واستقدم هو وأصحابه فقاتلوا حتى قتلوا رحمهم الله وانصرفنا نحن منهزمين.
قال إبراهيم وقدم علج من أهل الأنبار على علي ع فأخبره الخبر
فصعد المنبر فخطب الناس وقال: إن أخاكم البكري قد أصيب بالأنبار وهو
معتز لا يخاف ما كان واختار ما عند الله على الدنيا فانتدبوا إليهم حتى
تلاقوهم فان أصبتم منهم طرفا أنكلتموهم عن العراق أبدا ما بقوا ثم
سكت عنهم رجاء أن يجيبوه أو يتكلم متكلم فلم ينبس أحد منهم بكلمة
فلما رأى صمتهم نزل وخرج يمشي راجلا حتى أتى النخيلة
والناس يمشون خلفه حتى أحاط به قوم من أشرافهم فقالوا ارجع يا أمير
المؤمنين ونحن نكفيك فقال ما تكفونني ولا تكفون أنفسكم فلم يزالوا به
حتى صرفوه إلى منزله فرجع وهو واجم كئيب ودعا سعيد بن قيس الهمداني
فبعثه من النخيلة في ثمانية آلاف وذلك أنه أخبر أن القوم جاءوا في جمع
كثيف فخرج سعيد بن قيس على شاطئ الفرات في طلب سفيان بن عوف
حتى إذا بلغ عانات سرح أمامه هانئ بن الخطاب الهمداني فاتبع آثارهم
حتى دخل أداني ارض قنسرين وقد فاتوه فانصرف. ١٢٦٩:
الأشرف بن الأغر بن هاشم العلوي الحسني النسابة الرملي الحلبي
الملقب تاج العلاء.
ولد غرة المحرم سنة ٤٨٢ بالرملة وتوفي سنة ٦١٠ بحلب عن ١٢٨
سنة.
أقوال العلماء فيه
كان عالما حافظا نسابة شاعرا واعظا ذكره صلاح الدين خليل بن
أيبك الصفدي في كتابه نكت الهميان في نكت العميان فقال: الأشرف بن
الأغر بن هاشم المعروف بتاج العلاء العلوي الحسني الرافضي الرملي كان
بامد وتوفي بحلب اجتمع هو وابن دحية فقال له ان دحية لم يعقب فتكلم
فيه ابن دحية ورماه بالكذب في مسائله الموصلية. وذكره يحيى بن أبي طي
في تاريخه فقال: شيخنا العلامة الحافظ النسابة الواعظ الشاعر قرأت عليه
نهج البلاغة وكثيرا من شعره أخبرني أنه ولد غرة المحرم سنة ٤٨٢ وعاش
١٢٨ سنة وقال إنه لقي ابن الفحام وقرأ عليه بالسبع في كتابه الذي صنفه
قال وكنت بالبصرة وسمعت من الحريري خطبة المقامات ثم أخبرني أنه
دخل المغرب وسمع من الكروخي كتاب الترمذي ودخل دمشق والجزيرة
و حلب وأخذه ابن شيخ السلامية وزير صاحب آمد وبني في وجهه حائطا ثم
خلص بشفاعة الظاهر لأنه هجا ابن شيخ السلامية وجعل له الظاهر كل
يوم دينارا صوريا وفي كل شهر عشرة مكاكيك حنطة ولحما وقدح عينيه
ثلاث مرات وكانت العامة تطعن عليه عند السلطان ولا يزيده إلا محبة.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي ما كان هذا الا وقحا جريئا على الكذب
انظر كيف ادعى هذه السن وكيف كذب في لقاء ابن الفحام والحريري
انتهى. وفي لسان الميزان: الأشرف بن الأغر بن هاشم العلوي النسابة
من أهل حلب ذكر أنه سمع جامع أبي عيسى الترمذي من الكروخي قال
ابن النجار ولم يكن موثوقا به فيما يقوله اجتمعت به بحلب وأنشدوني من
شعره. وقال أبو الخطاب: ابن دحية كان كذابا وقال يحيى بن أبي طي
أخبرني هذا الشريف ولقبه تاج العلاء أنه ولد سنة ٤٨٢ قال وقال اجتمعت
بالقاضي علي بن عبد العزيز الصوري فسمعت عليه مجمل اللغة لابن
فارس وعمره يومئذ ٩٥ سنة وهو يفهم صحيح السمع مع تضعضع في
أعضائه قال وذكر لي حال القراءة عليه أن ابن فارس قدم عليهم صور سنة
٣٤٤ فافرد له الشيخ الشافعي أبو الفتح سليم الرازي دارا وسمع عليه
المجمل من أوله إلى آخره. قال: وقال لي تاج العلاء اجتمعت بالحريري
صاحب المقامات سنة ٥٢١ بالبصرة وهذه جرأة عظيمة وغباوة كيف صدقه
ابن أبي علي على ذلك والحريري قد مات قبل هذا التاريخ بمدة وكان رافضيا
مات سنة ٦١٠ وهو بزعمه قد بلغ ١٢٨ عاما ونقلت من مصنف لابن دحية
أنه لقيه بالرملة فيقول دخلت المغرب الأقصى وسكنت القيروان وأردت
المشي منها إلى مراكش فوصلت إليها في ستة أيام فقلت له أفي اليقظة قال
نعم على جمل فقلت له بين القيروان ومراكش ثلاثة أشهر قال وجعل يذكر
أسماء الصحابة إلى أن قال كان لدحية بن خليفة أخ يقال له علي وله عقب
كثير بالمغرب والشام قال ابن دحية وقد قيد أهل حلب عن هذا الرملي
أحاديث في النسب والحديث وكان يزعم أن البخاري مجهول ما روى عنه إلا
الفريري انتهى وتشيع هذا الرجل أوجب هذا التحامل الشديد عليه من
هؤلاء فالذهبي الذي لا يقتصر تحامله على رجال الشيعة فقط بل يتحامل
على الحنفية والشافعية حتى قال السبكي أنه لا ينبغي أن يؤخذ من كلامه
ترجمة شافعي ولا حنفي كما في حاشية ذيل تذكرة الحفاظ لابن فهد
والذي لا يقتصر تحامله على من يترجمه من رجال الشيعة على الطعن والقدح
حتى ينتهي به الأمر إلى بذاءة اللسان التي يجب أن يصون العلماء كلامهم
عنها لا يجوز قبول قوله في حق هذا الرجل الجامع بين منقبتي العلم
والشرف فهو يقول: ما كان هذا الا وقحا جريئا على الكذب ويستشهد
(٤٦٠)

لذلك بادعائه هذه السن مع أن الذين بلغوا هذا السن في كل عصر لا
يحصون كثرة وقد شاهدت أنا من بلغ هذه السن أو قريبا منها من ١١٢ إلى
١٢٠ إلى أكثر في قطر واحد صغير وعصر واحد قصير وكل منهم صحيح
العقل سليم الحواس. وبلقائه ابن الفحام والحريري. وابن حجر الذي قال
عنه شيخه ابن الشحنة كما في الحاشية المذكورة أنه كان كثير التبكيت على
الحنفية ولا ينبغي أن يؤخذ من كلامه ترجمة حنفي متقدم ولا متأخر يقول
عن لقائه الحريري أنه جرأة عظيمة ويتعجب من ابن أبي طي كيف صدقه
على ذلك والحريري مات قبل هذا التاريخ بمدة. ونقول الحريري مات
سنة ٥١٠ أو ٥١٥ أو ٥١٦ ووقوع الاشتباه بين ٥١٠ أو ٥١٦ وبين ٥٢١ من
النساخ أو الرواة أو تاج العلاء نفسه أو ابن أبي طي أو الذين أرخوا وفاة
الحريري غير ممتنع فكيف يمكن الجزم بالكذب في مثله ويقال عنه أنه جرأة
عظيمة وغباوة ويهول هذا التهويل لولا العصبية والتحامل وكم وقع
الاختلاف في تواريخ الوفيات بين العلماء بمثل هذا أو أزيد منه بما لا يحصى
كثرة والشرع لا يجوز الحمل على تعمد الكذب مع وجود المحمل الصحيح
إلا أن العصبية والعداوة تحول بين المرء وشعوره فلا يعود يدري ما يقول
وابن أبي طي لا ينكر علمه وفضله وسعة اطلاعه في التاريخ وتأليفه فيه
المؤلفات الكثيرة الجيدة فكيف خفي عليه هذا الخطا وهو قريب من عصر
الحريري وظهر ذلك لابن حجر بعد مئات السنين وطعن العامة عليه عند
السلطان لم يكن الا لتشيعه ولذلك لم يكن يزيده الا محبة لما يعلم من فضله
وبراءته مما طعن به عليه فعين له كل يوم دينارا صوريا وفي كل شهر عشرة
مكاكيك حنطة وعين له لحما. وأما تكذيب ابن دحية له فلا يلتفت اليه
بعد ما أنكر نسبه وقال أن من ينتسب اليه لم يعقب فلا يصدق في نقله عنه
أنه قطع المسافة بين القيروان ومراكش في ستة أيام وأن البخاري مجهول
وأولى أن يكون الكذب من الناقل من أن يكون من المنقول عنه فالعداوة تجر
إلى أزيد من هذا وكلام الصفدي ظاهر في أن سبب تكلم ابن دحية فيه
ورميه بالكذب هو إنكاره نسبه.
مؤلفاته
قال ابن حجر فيما حكاه عن ابن أبي طي صنف كتبا كثيرة وذكر منها
كتاب الغيبة وشرح القصيدة البائية وقال الصفدي له:
١ كتاب نكت الأنباء في مجلدين.
٢ كتاب جنة الناظر وجنة المناظر خمسة مجلدات في تفسير مائة آية ومائة
حديث.
٣ كتاب في تحقيق غيبة المنتظر وما جاء فيها عن النبي ص وعن
الأئمة ووجوب الإيمان بها وهو كتاب الغيبة المتقدم.
٤ شرح القصيدة البائية التي للسيد الحميري. ١٢٧٠:
الأشرف بن جبلة أخو حكيم بن جبلة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. ١٢٧١:
السيد الأشرف بن الحسين بن محمد الجعفري.
ثقة فاضل قاله منتجب الدين. ١٢٧٢:
ميرزا أشرف جهان ابن قاضي جهان القزويني.
ولد في ١٨ ربيع الثاني سنة ٩٢٢ وتوفي في ١٧ ذي القعدة سنة ٩٦٢.
عن كتب رياض العلماء وتذكرة هفت إقليم أنه كان من فضلاء
وعلماء عصره وتولى منصب صدر الصدور في عهد الشاه طهماسب الصفوي
خمس عشرة سنة ومدحه صاحب تذكرة هفت إقليم مدحا بليغا وذكر أن من آثاره
الخيرية أنه أراد احداث نهر في كربلاء وصرف أبوه قاضي جهان مبالغ كثيرة
لأجل اتمام ذلك فلم يوفق. ١٢٧٣:
الأشرف بن حكيم بن جبلة العبدي.
قتل يوم الجمل مع أبيه سنة ٣٦.
كان أبوه من خلص شيعة علي ع وكذلك هو. ١٢٧٤:
مولانا أشرف ابن مولانا سلطان محمد القايني.
قال الشيخ عبد النبي القزويني في تتمة أمل الآمل: كان فقيها زاهدا
عابدا في الغابة مستغرقا في معرفة الله متجردا في أمر الدين وابلاغه مبلغه
ردعا للجهال سخيا شجاعا معاصرا انتهى. ١٢٧٥:
الأشروسني.
يوصف به عمار بن إسحاق. ١٢٧٦:
الأشعث بن جابر.
ذكره نصر في آخر كتاب صفين فيمن أصيب يوم الجمل وظاهره أنه من
أصحاب أمير المؤمنين علي ع. ١٢٧٧:
أشعث البارقي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٧٨:
أشعث بن سعيد أبو الربيع البصري السمان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي تكملة الرجال
عن خط بحر العلوم: ضعفه الجمهور ورموه بالكذب وقالوا أنه يروي
المناكير عن الثقات وأحسنهم رأيا من ضعفه لسوء حفظه انتهى قال ولا
يخفى أن المناكير عند الجمهور كل ما خالف رأيهم من مثالب ومناقب
انتهى أقول ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب ووضع عليه علامة
ت ق أي روى عنه الترمذي وابن ماجة القزويني. وقال: أشعث بن
سعيد البصري أبو الربيع السمان روى عن عبد الله بن بسر الجراني وأبي
بشر جعفر بن أبي وحشية وأبي الزناد وابن أبي نجيح وعمرو بن دينار
وهشام بن عروة وعاصم بن عبيد الله بن عمر ورقبة بن مصقلة وغيرهم.
روى عنه سعيد بن أبي عروبة وهو من أقرانه ومعتمر بن سليمان وأبو داود
الطيالسي وعبد الوهاب الخفاف ووكيع وأبو نعمان وشيبان بن فروخ
وغيرهم قال هشيم كان يكذب. وبلغني أن شعبة يغمزه وقال أبو موسى ما
سمعت عبد الرحمن يحدث عنه شيئا قط وقال أحمد مضطرب الحديث ليس
بذاك وعن ابن معين ليس بثقة وقال الدوري ليس بشئ وعنه ضعيف وقال
الفلاس متروك الحديث وقال أبو زرعة يضعف في الحديث وقال أبو حاتم
ضعيف الحديث منكر الحديث سئ الحفظ يروي المناكير عن الثقات. وقال
البخاري ليس بمتروك وليس بالحافظ عندهم وقال النسائي ليس بثقة ولا
يكتب حديثه وفي موضع آخر ضعيف وقال السعدي واهي الحديث وقال
الحاكم أبو أحمد ليس بالقوي عندهم وقال أبو أحمد بن عدي في أحاديثه ما
ليس بمحفوظ ومع ضعفه يكتب حديثه. قلت وقال الدارقطني وعلي بن
(٤٦١)

الجنيد متروك وله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا نبات
الشعر في الأنف أمان من الجذام قال البغوي هذا باطل وقد رواه غير أبي
الربيع من الضعفاء وقال الفلاس كان لا يحفظ وهو رجل صدق كان يحيى
وعبد الرحمن لا يحدثان عنه وقد حدث عنه الثوري ورأيت عبد الرحمن يخط
على حديثه وقال الساجي ضعيف قذف بالقدر تركوا حديثه يحدث عن
هشام بن عروة مناكير وقال الفسوي لم أزل أسمع أنه ضعيف لا يسوى
حديثه شيئا وقال البزار كثير الخطا يعرف بكنيته وفي حديثه من النكرة ما بين
أهل العلم بالنقل أنه ضعيف وقال الآجري عن أبي داود ضعيف قلت
أقدري هو قال قد ذكر ذلك قال ابن حبان يروي عن هشام بن عروة كأنه
أولع بنقل الأخبار عليه وقال ابن عبد البر في كتاب الكنى هو عندهم
ضعيف الحديث اتفقوا على ضعفه لسوء حفظه انتهى تهذيب التهذيب.
والقدرية في القاموس جاحدوا القدر انتهى فيمكن أن يكون المراد بهم
ضد الجبرية ولعل حكمهم بنكارة حديثه لروايته ما لا تحتمله عقولهم. ١٢٧٩:
أشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي الكوفي.
مات سنة ١٢٥.
وفي تهذيب التهذيب: روى عن أبيه والأسود بن يزيد والأسود بن
بلال وسعيد بن جبير وعمرو بن ميمون ومعاوية بن سويد بن مقرن وأبي
وائل وعلاج بن عمرو وجماعة وعنه شعبة والثوري وشريك وأبو الأحوص
وشيبان النحوي وإسرائيل وزائدة ومسعر وزهير وأبو عوانة وعدة وروى عنه
أبو إسحاق الشيباني وهو من أقرانه قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي ثقة
وقال حرب سمعت أحمد يقدمه على سماك بن حرب وقال العجلي من ثقات
شيوخ الكوفيين وليس بكثير الحديث الا أنه شيخ غال وقال أبو داود والبزار
ثقة انتهى وفي الطبقات الكبير لابن سعد: أشعث بن أبي الشعثاء
المحاربي واسم أبي الشعثاء سليم بن الأسود توفي الأشعث في ولاية
يوسف بن عمر بالكوفة انتهى هكذا في النسخة غال بالغين المعجمة ومن
ذلك قد يظن تشيعه لكن احتمال أن يكون الصواب عال بالعين المهملة
وعدم الوثوق بصحة النسخة قد ينافي ذلك. ١٢٨٠:
أشعث بن سوار.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسن ع ثم ذكر في
أصحاب الصادق ع أشعث بن سوار الثقفي الكوفي ويحتمل على
بعد اتحادهما كما يأتي. ١٢٨١:
أشعث بن سوار الثقفي الكوفي.
توفي سنة ١٣٦.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي بعض
النسخ سواد بالدال ولكن الظاهر أنه تصحيف لأن الوجود في طبقات ابن
سعد وتهذيب التهذيب وخلاصة التذهيب بالراء ويحتمل على بعد اتحاده مع
سابقه ووجه البعد أنه توفي سنة ١٣٦ والحسن ع قبض حوالي
سنة ٥٠ ثم لو كان باقيا من عصر الحسن إلى عصر الصادق
ع لكان من البعيد أن لا يروي عن الحسين وعلي ابنه ومحمد الباقر
ع ويروي عن الصادق وحده وربما احتمل أن يكون أحدهما بالدال
والآخر بالراء. وفي الطبقات الكبير لابن سعد: أشعث بن سوار الثقفي
مولى لهم وكان يعالج الخشب ومنزله في النخع وداره حذاء مسجد
حفص بن غياث وتوفي في أول خلافة أبي جعفر وكان ضعيفا في حديثه
انتهى والمنصور بويع بالخلافة سنة ١٣٦ وفي خلاصة تذهيب الكمال
وضع عليه رمز بخ م ت س ق للبخاري في الأدب المفرد ومسلم
والترمذي والنسائي وابن ماجة. وقال: أشعث بن سوار الكندي التوابيتي
جمع تابوت الأفرق الأثرم قاضي الأهواز كوفي عن الحسن وابن سيرين
وطائفة وعنه شعبة وحفص بن غياث وهشيم وخلق قال الثوري أثبت من
مجالد وقال ابن معين والدارقطني ضعيف حديثه في صحيح مسلم متابعة
انتهى وفي تهذيب التهذيب وضع عليه الرمز المذكور وقال أشعث بن
سوار الكندي النجار الكوفي مولى ثقيف ويقال له أشعث النجار وأشعث
التابوتي وأشعث الأفرق ويقال الأثرم صاحب التوابيت وكان على قضاء
الأهواز روى عن الحسن البصري والشعبي وعدي بن ثابت وعكرمة وأبي
إسحاق وعون بن أبي جحيفة والحكم بن عتيبة وزياد بن علاقة والزهري
ونافع وأبي الزبير وأبي بردة بن أبي موسى وغيرهم وعنه شعبة والثوري
وهشيم وحفص بن غياث وبشير بن ميمون وأبو خالد الأحمر وعبثر بن
القاسم وابن نمير ومعمر والفضل بن العلاء وعلي بن مسهر وابنه عبد الله بن
أشعث ويزيد بن هارون آخر من حدث عنه. روى عنه أبو إسحاق
السبيعي وهو من شيوخه. قال الثوري أشعث أثبت من مجالد وقال عبد
عمرو بن علي كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه وعن ابن معين
أشعث بن سوار أحب إلي من إسماعيل بن مسلم وسمع من إبراهيم وقال
مرة ضعيف وقال ابن الدورقي ثقة وقال أحمد هو أمثل في الحديث من
محمد بن سالم ولكنه على ذلك ضعيف الحديث وقال أبو زرعة لين وقال
النسائي والدارقطني ضعيف وقال ابن عدي يكتب حديثه وأشعث بن عبد
الملك خير منه ولم أجد له فيما يرويه متنا منكرا إنما في الأحاديث يخلط في
الاسناد ويخالف خرج له مسلم في التابعات وقال الدارقطني أشعث عن
الحسن هم ثلاثة ابن عبد الملك الحمراني ثقة وابن عبد الله بن جابر الحداني
يعتبر به وابن سوار يعتبر به وهو أضعفهم روى عنه شعبة حديثا واحدا
وقال ابن حبان فاحش الخطا كثير الوهم وقال العجلي ضعيف يكتب حديثه
وقال مرة لا باس به وليس بالقوي وعن عثمان بن أبي شيبة صدوق قيل
حجة قال لا قال بندار ليس بثقة وقال أبو داود ضعيف. وقال البزار لا نعلم
أحدا ترك حديثه الا من هو قليل المعرفة واستنكر له العقيلي حديثه عن أبي
موسى الأذنان من الرأس وقال لا يتابع عليه انتهى وفي ميزان الاعتدال
في ترجمة أشعث بن عبد الملك الحمراني البصري قال أبو حاتم لا باس به
هو أوثق من أشعث الحداني وأشعث بن سوار قال حفص بن غياث العجب
لأهل البصرة يقدمون أشعثهم يعني الحمراني على أشعثنا وهو أشعث
القاص روى عن الشعبي والنخعي وقص بالكوفة دهرا يحمد عفافه وفقهه
وأشعثهم يقيس على قول الحسن ويحدث به انتهى وفي قوله يروي عن
النخعي ما يرد قول الدوري السابق أنه لم يسمع من إبراهيم وإنما الذي لم
يسمع منه هو الحمراني كما ذكر في ترجمته في تهذيب التهذيب. ١٢٨٢:
أشعث بن سويد النهدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان أشعث بن سويد النهدي الكوفي من رجال الشيعة. ذكره الطوسي في
الرواة عن جعفر الصادق.
(٤٦٢)

١٢٨٣: أشعث ابن عم الحسن بن صالح بن حي.
وفي ميزان الاعتدال: روى عن مسعر شيعي جلد تكلم فيه قال
العقيلي ليس ممن يضبط الحديث حدثنا محمد بن عثمان ثنا زكريا بن يحيى
الكسائي ثنا يحيى بن سالم ثنا أشعث ابن عم الحسن بن صالح ثنا مسعر عن
عطية العوفي عن جابر رضي الله عنه مرفوعا مكتوب على باب الجنة
الحديث انتهى وفي لسان الميزان وبقية كلام العقيلي وليس زكريا بن
يحيى ويحيى بن سالم بدون أشعث في هذا المذهب انتهى. ١٢٨٤:
الأشعث بن قيس الكندي أبو محمد.
مات آخر سنة ٤٠ وقيل سنة ٤٢ وهو ابن ثلاث وستين سنة ذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال سكن الكوفة ارتد بعد النبي
ص في ردة أهل ياسر وزوجه أبو بكر أخته أم فروة وكانت عوراء فولدت له
محمدا وذكره أيضا في أصحاب علي ع وقال ثم صار خارجيا
ملعونا. وقال الكشي الأشاعثة محمد بن الحسن بن عثمان بن حماد قال
حدثنا محمد بن داود عن الحسن بن موسى الخشاب عن بعض أصحابنا أن
رجلين من ولد الأشعث استاذنا علي أبي عبد الله ع فلم يأذن لهما
فقلت أن لهما ميلا ومودة لكم فقال أن رسول الله ص لعن أقواما فجرى
اللعن فيهم وفي أعقابهم انتهى وفي أسد الغابة عن هشام الكلبي
الأشعث واسمه معديكرب بن قيس وهو الأشج لأنه شج في بعض
حروبهم ابن معدي كرب بن معاوية بن جبلة بن عدي عبد العزى بن
ربيعة بن معاوية الأكرمين بن الحارث الأصغر بن معاوية بن الحارث
الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع واسمه عمرو بن معاوية بن ثور بن عفير
وثور بن عفير هو كندة لأنه كند أباه النعمة انتهى وزاد ابن أبي
الحديد بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد قال ابن أبي الحديد في شرح
النهج كان الأشعث أبدا أشعث الرأس فسمي الأشعث وغلب عليه ونسي
اسمه انتهى وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين أنه لما أرسل علي
ع رسولا إلى الكوفة قال الأشعث:
أتانا الرسول رسول الامام * فسر بمقدمه المسلمونا
رسول الوصي وصي النبي * له السبق والفضل في المؤمنينا
قال ومن الشعر المنسوب إلى الأشعث أيضا:
أتانا الرسول رسول الوصي * علي المهذب من هاشم
وزير النبي وذي صهره * وخير البرية والعالم
وفي مناقب ابن شهرآشوب قال الأشعث بن قيس في جواب أمير
المؤمنين ع وذكر البيتين الا أنه قال وصي النبي وقال في المعالم
وهذا مما ذكره ابن أبي الحديد من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن
كونه ع وصي رسول الله ص وشهد الأشعث صفين مع أمير
المؤمنين ع وجعله على الميمنة. ولما استولى أهل الشام على شريعة
الماء بصفين حاربهم الأشعث ومعه كندة وحاربهم الأشتر حتى غلبوا على الشريعة
فقال أمير المؤمنين ع: هذا يوم نصرنا فيه الأشعث بالحمية مشيرا
إلى أن حربه لم يكن عن بصيرة وإنما حارب حمية وهو الذي الزم عليا
ع بالتحكيم. والأشعث بن قيس كان عدوا لأمير المؤمنين ع
روى ابن أبي الحديد في شرح النهج ان عليا ع كان يخطب على منبر
الكوفة ويذكر أمر الحكمين فقام اليه رجل من أصحابه فقال له نهيتنا عن
الحكومة ثم أمرتنا بها فما ندري أي الأمرين أرشد فصفق ع
بإحدى يديه على الأخرى وقال: هذا جزاء من ترك العقدة، فاعترضه
الأشعث فقال يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك، فخفض اليه بصره ثم
قال: ما يدريك ما علي مما لي عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين حائك ابن
حائك منافق ابن كافر والله لقد أسرك الكفر مرة والاسلام أخرى فما فداك
من واحدة منهما مالك ولا حسبك وإن امرأ دل على قومه السيف وساق
إليهم الحتف لحري أن يمقته الأقرب ولا يأمنه الابعد كما في نهج البلاغة
قال الرضي رضي الله عنه قوله دل على قومه السيف أراد به حديثا كان
للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة غر فيه قومه ومكر بهم حتى أوقع بهم خالد
وكان قومه بعد ذلك يسمونه عرف النار وهو اسم للغادر عندهم هكذا في نهج
البلاغة. وقال ابن أبي الحديد في الشرح: مراده ع هذا جزاؤكم
إذ تركتم الرأي والحزم وأصررتم على إجابة القوم إلى التحكيم فظن
الأشعث أنه أراد هذا جزائي حيث تركت الرأي والحزم وحكمت قال:
وكان الأشعث من المنافقين في خلافة علي ع. وهو في أصحابه كما
كان عبد الله بن أبي بن سلول في أصحاب رسول الله ص كل واحد منهما رأس
النفاق في زمانه. قال: وأما الأسر الذي أشار اليه أمير المؤمنين في الجاهلية
فقد ذكره ابن الكلبي في جمهرة النسب فقال إن مرادا لما قتلت قيسا الأشج
خرج الأشعث طالبا بثاره في ثلاثة ألوية من كندة على أحدها الأشعث
فأخطأوا مرادا ووقعوا على بني الحارث بن كعب فقتل الاثنان وأسر الأشعث
ففدي بثلاثة آلاف بعير لم يفد بها عربي بعده ولا قبله وحينئذ فقول أمير
المؤمنين ع فما فداك من واحدة منهما مالك يراد به دفع الأسر عنك
مالك. وأما الأسر الثاني في الاسلام فان رسول الله ص لما قدمت كندة
حجاجا قبل الهجرة عرض نفسه عليهم كما كان يعرضها على احياء العرب
فدفعه بنو وليعة منهم ولم يقبلوه. ثم جاءه وفد كندة فيهم الأشعث وبنو
وليعة بعد الهجرة فأسلموا فاطعم بني وليعة طعمة من صدقات حضرموت
وعلى حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري فدفعها زياد إليهم فطلبوا أن
يحملها لهم إلى بلادهم فأبى وحدث بينه وبينهم شر فجاءوا يشكونه وكتب
يشكوهم وفي هذا جاء الخبر المشهور لتنتهن يا بني وليعة أو لأبعثن عليكم
رجلا عديل نفسي يقتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم قال عمر بن الخطاب فما
تمنيت الامارة إلا يومئذ وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا،
فاخذ بيد علي وقال هو هذا فكتب لهم إلى زياد فوصلوا وقد توفي رسول الله
ص فارتدت بنو وليعة فبيتهم زياد فقتل منهم جمعا كثيرا ونهب وسبى ولحق
فلهم بالأشعث فقال لا أنصركم حتى تملكوني فملكوه وتوجوه فخرج إلى
زياد في جمع كثيف وأعان زيادا عامل صنعاء فلقوا الأشعث فهزموه ولجأ إلى
الحصن المعروف بالنجير فحاصروه فنزل ليلا وسال الأمان على نفسه على أن
يفتح لهم الحصن ويسلمهم من فيه فامنوه ففتح لهم الحصن فقتلوا من فيه
وهم ثمانمائة وحملوه إلى أبي بكر موثوقا في الحديد فعفا عنه وزوجه أخته أم
فروة وكانت عمياء وقد مر أنها كانت عوراء قال الطبري وكان المسلمون
يلعنون الأشعث ويلعنه الكافرون وسبايا قومه وسماه نساء قومه عرف النار
وهو اسم للغادر عندهم قال ابن أبي الحديد وهو أصح مما ذكره الرضي فانا
لم نعرف في التواريخ أن الأشعث جرى له باليمامة مع خالد هذا ولا شبهه
وأين كندة واليمامة، كندة باليمن واليمامة لبني حنيفة انتهى وفي تكملة
الرجال: في الخرائج أن الأشعث بن قيس استأذن على علي ع
(٤٦٣)

فرده قنبر فأدمى أنفه فخرج علي ع فقال ما لي ولك يا أشعث
وزار على هذا الكلام في مرآة العقول: وقد روي في أخبار كثيرة أن الأشعث
بايع ضبا مع جماعة من الخوارج خارج الكوفة وسموه أمير المؤمنين وعن
شرح النهج روى يحيى البرمكي عن الأعمش عن جرير والأشعث أنهما
خرجا إلى جبانة الكوفة فمر بهما ضب يعدو وهما في ذم علي ع
فنادياه يا أبا حسل هلم يدك نبايعك بالخلافة فبلغ عليا ع ذلك فقال إنهما
يحشران يوم القيامة وأمامهما ضب انتهى. وقد أعان الأشعث على
قتل علي ع ابن ملجم وشبث بن بحيرة ووردان بن مجالد كما ذكره
المفيد في الارشاد وغيره كمنوا لقتله وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج
أمير المؤمنين ع منها وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث بن
قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين ع وواطأهم
على ذلك وحضر الأشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجتمعوا
عليه وكان حجر بن عدي بائتا في المسجد فسمع الأشعث يقول: يا ابن
ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد
الأشعث فقال قتلته يا أعور وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين فيخبره
الخبر ويحذره من القوم وخالفه أمير المؤمنين في الطريق فدخل المسجد فسبقه
ابن ملجم فضربه بالسيف وأقبل حجر والناس يقولون قتل أمير المؤمنين
انتهى. وكاتب الأشعث معاوية في خلافة الحسن ع، وابنته
جعدة سمت الحسن ع، وابنه محمد أعان على قتل مسلم وهاني
وحضر قتل الحسين ع مع ابن سعد وكان له المقام المذموم والمشهد
السوء فقال للحسين ع: يا حسين بن فاطمة أي حرمة لك من
رسول الله ليست لغيرك. وكيف كان فالأشعث مباين لموضوع كتابنا وذكرناه
لذكر الشيخ له حتى لا يفوتنا أحد ممن ذكره أصحابنا في كتبهم الرجالية. ١٢٨٥:
أشعر بن الحسن الجعفي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٨٦:
الأشعري.
هو محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي. ١٢٨٧:
الأشعري القمي.
في المعالم لابن شهرآشوب الشعري القمي له الضياء في الرد على
المتحيرين في الإمامة انتهى ويمكن أن يكون هو محمد بن أحمد بن يحيى
المتقدم فقد ذكروا في مصنفاته كتابا في الإمامة ولعله هو كتاب الضياء بعينه. ١٢٨٨:
الأشناني.
هو أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني ويوصف به محمد بن
الحسين بن حفص. ١٢٨٩:
أشيم بن عبد الله أبو صالح الخراساني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٢٩٠:
الأصبغ بن الأصبغ الأصبحي يوصف به عبد الله بن أويس ومالك بن
أنس.
روى الشيخ في باب حدود الزنا من التهذيب عن علي بن إبراهيم عن
أبيه عنه عن محمد بن سليمان عن مروان بن مسلم ومثله في باب حد
المماليك من الفقيه واصفا محمد بن سليمان بالمصري وكذا في باب حد
المملوك من الكافي. ١٢٩١:
أصبغ بن سفيان الكلبي.
في ميزان الاعتدال: قال ابن معين لا اعرفه وقال الأزدي مجهول له
عن عبد العزيز بن مروان شئ انتهى وفي لسان الميزان قال العقيلي
روى عن عبد العزيز بن مروان عن أبي هريرة عن سلمان سالت النبي ص
فقلت يا رسول الله إن الله لم يبعث نبيا إلا بين له من يلي بعده فهل بين لك
قال ثم سال بعد ذلك فقال نعم علي بن أبي طالب. رواه محمد بن حميد عن
سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن الحسن بن سفيان
عن الأصبغ بن سفيان به قال العقيلي وحكيم واه والحسن والأصبغ مجهولان
لا يعرفان الا في هذا الحديث ونقل ابن عدي قول ابن معين وقال هو كما
قال مجهول لا يعرف وروى عنه أهل اليمن كذا قال انتهى ومن ذلك قد
يظهر تشيعه. ١٢٩٢:
أصبغ بن عبد الملك.
روى الكشي في ترجمة أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار عن محمد بن
مسعود قال سالت علي بن الحسن بن فضال عن الحديث الذي روى عن
عبد الملك بن أعين وتسمية ابنه الضريس فقال انما رواه أبو حمزة وأصبغ بن
عبد الملك خير من أبي حمزة الحديث. ١٢٩٣:
الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن
مجاشع بن دارم التميمي الحنظلي المجاشعي.
أصبغ بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح الموحدة ونباتة بنون
مضمومة فباء موحدة مخففة فمثناة فوقية فهاء والمجاشعي بضم الميم
نسبة إلى مجاشع قبيلة من تميم.
أقوال العلماء فيه
كان من خواص أصحاب أمير المؤمنين ع وشهد معه صفين وكان
على شرطة الخميس وكان شاعرا. وعده البرقي في رجاله في أصحاب علي
ع من اليمن. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع
أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي وفي أصحاب ولده الحسن ع
أصبغ بن نباتة وفي الخلاصة: الأصبغ بن نباتة كان من خاصة أمير المؤمنين
ع وعمر بعده وهو مشكور وقال النجاشي أصبغ بن نباتة
المجاشعي كان من خاصة أمير المؤمنين ع وعمر بعده روى عنه
عهد الأشتر ووصيته إلى ابنه محمد أخبرنا ابن الجندي عن علي بن همام عن
الحميري عن هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف
عن الأصبغ بن نباتة بالعهد وأخبرنا عبد السلام بن الحسين الأديب عن أبي
بكر الدوري عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن جعفر بن محمد الحسيني
عن علي بن عبدك عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن
سعد بن طريف عن الأصبغ بالوصية وفي الفهرست أصبغ بن نباتة كان من
خاصة أمير المؤمنين ع وعمر بعده وروى عهد مالك الأشتر الذي
عهده اليه أمير المؤمنين ع لما ولاه مصر ووصية أمير المؤمنين
ع إلى ابنه محمد بن الحنفية أخبرنا بالعهد ابن أبي جيد عن محمد بن
الحسن عن الحميري عن هارون بن مسلم والحسن بن طريف جميعا عن
(٤٦٤)

الحسين بن علوان الكلبي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير
المؤمنين ع وأما الوصية فأخبرنا بها الحسين بن عبيد الله عن
الدوري عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن جعفر بن محمد الحسني عن علي بن
عبدك الصوفي عن الحسن بن طريف عن الحسين بن علوان عن سعد بن
طريف عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي قال كتب أمير المؤمنين ع
إلى ابنه محمد بن الحنفية وروى عنه الدوري أيضا مقتل الحسين بن علي
ع عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن يوسف الجعفي عن
محمد بن يزيد النخعي عن أحمد بن الحسين عن أبي الجارود عن الأصبغ
وذكر الحديث بطوله انتهى. وقال الكشي الأصبغ بن نباتة طاهر بن
عيسى الوراق قال: حدثني جعفر بن أحمد التاجر حدثني أبو الخير صالح بن
أبي حماد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي
الجارود عن الأصبغ بن نباتة، قال: قلت للأصبغ ما كان منزلة هذا الرجل
فيكم؟ فقال ما أدري ما تقول الا أن سيوفنا على عواتقنا فمن أوما اليه
ضربناه بها. محمد بن مسعود قال حدثني علي بن الحسن عن مروان بن
عبيد حدثني إبراهيم بن أبي البلاد عن رجل عن الأصبغ قلت له كيف
سميتم شرطة الخميس يا أصبغ قال انا ضمنا له الذبح وضمن لنا الفتح
يعني أمير المؤمنين ع. وقال في أوائل الكتاب: نصر بن الصباح البلخي
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن بزيع
عن أبي مارد قلت للأصبغ بن نباتة ما كان منزلة هذا الرجل فيكم فقال ما
أدري ما تقول الا أن سيوفنا كانت على عواتقنا فمن أوما اليه ضربناه بها إلى
آخر ما قال انتهى وقال العلامة وهو مشكور وعن البحار كان الأصبغ بن
نباتة من شرطة الخميس وكان فاضلا انتهى وفي تكملة الرجال: قال
عن معادن الحكمة عن الكليني في الرسائل عن علي بن إبراهيم باسناده في
حديث طويل ان أمير المؤمنين ع دعا كاتبه عبيد بن أبي رافع فقال له
أدخل علي عشرة من ثقاتي فقال سمهم لي يا أمير المؤمنين فقال له ادخل
أصبغ بن نباتة وأبا الطفيل عامر بن واثلة الكناني وزر بن حبيش الأسدي
وجويرية بن مسهر العبدي وخندف بن زهير الأسدي وحارثة بن مصرف
الهمذاني والحارث بن عبد الله الأعور الهمداني ومصابح النخعي علقمة بن
قيس وكميل بن زياد وعمر بن زرارة فدخلوا عليه الحديث ورواه
محمد بن الحسن بن الحر في الوسائل عن كتاب المحجة لابن طاوس عن
كتاب الرسائل للكليني انتهى أقول وللأصبغ كتاب عجائب أحكام أمير
المؤمنين ع رواية محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه
علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن الوليد عن محمد بن
الفرات عن أصبغ بن نباتة عندنا منه نسخة كتبت في أوائل المائة الخامسة
وروى الشيخ الطوسي في الأمالي بسنده إلى الأصبغ بن نباتة قال: لما ضرب
ابن ملجم لعنه الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع غدونا عليه نفر من
أصحابنا أنا والحارث وسويد بن غفلة وجماعة منا فقعدنا على الباب فسمعنا
البكاء من الدار فبكينا فخرج الينا الحسن بن علي ع فقال يقول
لكم أمير المؤمنين انصرفوا إلى منازلكم فانصرف القوم غيري واشتد البكاء
في منزله فبكيت وخرج الحسن فقال ألم أقل لكم انصرفوا فقلت لا والله يا ابن
رسول الله ما تتابعني نفسي ولا تحملني رجلاي أن أنصرف حتى أرى أمير
المؤمنين وبكيت فدخل الدار ولم يلبث أن خرج فقال لي أدخل فدخلت على
أمير المؤمنين ع فإذا هو مستند معصوب الرأس بعمامة صفراء قد نزف
دمه واصفر وجهه فما أدري وجهه أشد صفرة أم العمامة فاكبيت عليه فقبلته
وبكيت فقال لي لا تبك يا أصبغ فإنها والله الجنة فقلت له جعلت فداك إني
أعلم والله أنك تصير إلى الجنة وإنما أبكي لفقداني إياك يا أمير المؤمنين
انتهى.
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: كان الأصبغ شيخا ناسكا
عابدا وكان إذا لقي القوم بعضهم بعضا بصفين يغمد سيفه وكان من ذخائر
علي ع ممن قد بايعه على الموت وكان من فرسان أهل العراق وكان علي
يضن به على الحرب والقتال وقال نصر أيضا في الكتاب المذكور: إن معاوية
لما أسرع أهل العراق في أهل الشام قال هذا يوم تمحيص إن القوم قد أسرع
فيهم كما اسرع فيكم اصبروا يومكم هذا وخلاكم ذم وحضض علي
أصحابه فقام اليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين انك جعلتني على
شرطة الخميس وقدمتني في الثقة دون الناس أو قدمتني في البقية من
الناس وإنك لا تفقد لي اليوم صبرا ولا نصرا أما أهل الشام فقد هدهم ما
أصبنا منهم وأما نحن ففينا بعض البقية فاطلب بنا أمرك وائذن لي فأتقدم
فقال له علي تقدم باسم الله والبركة فتقدم وأخذ رايته ومضى بها وهو
يقول:
إن الرجاء بالقنوط يدمغ * حتى متى ترجو البقايا أصبغ
أما ترى أحداث دهر تنبغ * فأدبغ هواك والأديم يدبغ
والرفق فما قد تريد أبلغ * اليوم شغل وغدا لا تفرع
فرجع الأصبغ وقد خضب سيفه دما ورمحه انتهى. وفي مناقب ابن
شهرآشوب ان الأصبغ بن نباتة برز يوم صفين قائلا:
حتى متى ترجو البقا يا أصبغ * ان الرجاء للقنوط يدمغ
وقاتل حتى حرك معاوية من مقامه.
وفي طبقات ابن سعد الكبير: الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن
عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم من بني تميم روى عن علي وكان
من أصحابه. أخبرنا شبابة بن سوار عن محمد بن الفرات سمعت
الأصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو وكان صاحب شرطة علي. أخبرنا
الفضل بن دكين حدثنا فطر قال رأيت الأصبغ يصفر لحيته وكان شيعيا وكان
يضعف في روايته انتهى وفي تهذيب التهذيب أصبغ بن نباتة التميمي ثم
الحنظلي أبو القاسم الكوفي روى عن عمر وعلي والحسن بن علي وعمار بن
ياسر وأبي أيوب. روى عنه سعد بن طريف والأجلح وثابت وفطر بن
خليفة محمد بن السائب الكلبي وغيرهم قال جرير كان مغيرة لا يعبأ بحديثه
وقال عمرو بن علي ما سمعت عبد الرحمن ولا يحيى حدثا عنه بشئ وقال
يونس بن أبي إسحاق كان أبي لا يعرض به وقال أبو بكر بن عياش: الأصبغ
بن نباتة وهشيم من الكذابين وقال ابن معين ليس يساوي حديثه شيئا،
ليس بثقة، ليس حديثه بشئ.
وقال النسائي: متروك الحديث ليس بثقة، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وقال العقيلي: كان يقول بالرجعة. وقال ابن
حبان: فتن بحب علي فاتى بالطامات فاستحق الترك. وقال الدارقطني:
منكر الحديث وقال ابن عدي: عامة ما يرويه عن علي لا يتابعه عليه أحد
وهو بين الضعف وإذا حدث عنه ثقة فهو عندي لا باس بروايته وإنما أتى
الإنكار من جهة من روى عنه. وقال العجلي تابعي ثقة روى له ابن ماجة
حديثا واحدا في الحجامة. وقال أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم وقال
الساجي منكر الحديث وقال الآجري قيل لأبي داود أصبغ بن نباتة ليس
(٤٦٥)

بثقة فقال بلغني هذا وذكره الفسوي في باب من يرغب عن الرواية عنهم.
وقال محمد بن عمار ضعيف. وقال الجوزجاني زائغ. وقال البزار: أكثر
أحاديثه عن علي لا يرويها غيره انتهى فظهر من مجموع ذلك ان القدح
فيه ليس إلا لشدة تشيعه بدليل قول ابن حبان الناصبي المعروف: فتن
بحب علي فاتى بالطامات فاستحق الترك فدل على أن تركه وترك حديثه ليس
الا لشدة حبه عليا وروايته فضائله العجيبة التي تحتملها عقولهم وهذا هو
معنى نكاره حديثه. وزيغه تشيعه ويدل عليه أيضا قول ابن عدي عامة ما
يرويه عن علي لا يتابعه عليه أحد فالصواب ما قاله العجلي من أنه ثقة وأشار إليه
ابن عدي بقوله لا باس بروايته وجعل الإنكار من جهة من روى عنه ولا
يلتفت إلى قدح من قدح فيه لأن الجرح إنما يقدم على التعديل إذا لم يكن
الجرح مستندا إلى سبب علم فساده.
التمييز
قد سمعت أنه يروي عنه أبو الجارود وسعد بن طريف ويروي هو
عن علي ع ومر عن تهذيب التهذيب ذكر من يروي عنهم ويروون
عنه وعن جامع الرواة أنه نقل رواية أبي جميلة ومحمد بن داود الغنوي وأبي
يحيى وأبي حمزة ومسمع وأبي مريم ومحمد بن الوليد ومحمد بن الفرات
وخالد النوفلي أو النوا وأبي الصباح الكناني وعبد الله بن جرير العبدي والحارث بن
حصيرة والحارث بن المغيرة وعبد الحميد الطائي وعلي بن حزور عنه
انتهى. ١٢٩٤:
أصبهدوست بن محمد بن الحسن بن أسعد بن شيرويه الديلمي أبو
منصور الشاعر.
توفي سنة ٤٦٩ عن أبي سعد بن السمعاني.
وفي لسان الميزان: روى عن أبي عبد الله بن الحجاج شعره. وعن
عبد العزيز بن نباتة وكان يتشيع ويبالغ فيه وربما سلك طريقة ابن الحجاج
في شعره قاله أبو سعد بن السمعاني قال ويقال أنه رجع عن ذلك ورد ذلك
ابن أبي طي في مصنفه في الامامية وذكره ابن السمعاني بالسين المهملة بدل
الصاد وأنشد له قصيدة طويلة يذكر فيها التبري من الرفض يقول فيها:
وإذا سالت عن اعتقادي قلت ما * كانت عليه مذاهب الأبرار
أهوى النبي وآله وصحابه * والتابعين لهم من الأخيار
وأقول خير الناس بعد محمد * صديقه وأنيسه في الغار
ثم الثلاثة بعده خير الورى * أكرم بهم من سادة أطهار
هذا اعتقادي والذي أرجو به * فوزي وعتقي من عذاب النار
يا رب إني قد أتيتك تائبا * من زلتي يا عالم الأسرار
وعدلت عما كنت معتقدا له * في الصحب صحب نبيك المختار
وذكر في النجوم الزاهرة في أولها:
لاح الهدى فجلا عن الأبصار * كالليل يجلوه ضياء نهار
ورأت سبيل الرشد عيني بعد ما * غطى عليها الجهل بالأستار
وعدلت عما كنت معتقدا له * في الصحب صحب نبيه المختار
قال وهي طويلة جدا انتهى. ١٢٩٥:
أصرم بن حوشب البجلي
في الايضاح أصرم بهمزة مفتوحة وصاد مهملة ساكنة وراء مفتوحة
وحوشب بحاء مهملة مفتوحة وواو ساكنة وشين معجمة مفتوحة وباء
موحدة.
قال النجاشي: أصرم بن حوشب البجلي عامي ثقة روى عن أبي عبد
الله ع نسخة رواها محمد بن خالد البرقي أخبرنا محمد والحسين عن
الحسن بن حمزة حدثنا محمد بن جعفر حدثنا أحمد بن محمد بن خالد حدثني
أبي عن أصرم بكتابه. وفي الفهرست: أصرم بن حوشب له كتاب أخبرنا
به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله
عن أبيه عن أصرم انتهى وفي طبقات ابن سعد الكبير كان بهمذان من
الفقهاء أصرم بن حوشب الهمذاني وكان قدم بغداد فكتب عنه أهل بغداد
ثم رجع إلى همذان فمات بها انتهى وفي ميزان الاعتدال أصرم بن حوشب
أبو هشام قاضي همذان هالك يروي عن زياد بن سعد وقرة بن خالد قال
يحيى كذاب خبيث وقال البخاري ومسلم والنسائي متروك الحديث وقال
الدارقطني منكر الحديث وقال السعدي كتبت عنه بهمدان سنة ٢٠٢ وهو
ضعيف وقال ابن حبان كان يضع الحديث على الثقات قال ابن المديني كتبت
عنه بهمذان وضربت على حديثه وقال الفلاس متروك يرى الأرجاء. قلت
روى عنه محمد بن حميد وأحمد بن الفرات وأحمد بن محمد التبعي انتهى
وفي لسان الميزان: أورد له العقيلي حدثنا عن زياد بن سعد. وقال ابن المديني
لقيناه بهمذان ثم حدث بعدنا بعجائب وقال الحاكم والنقاش يروي
الموضوعات وقال الخليلي روى عن نهشل عن الضحاك عن عباس مناكير
وروى الأئمة عنه ثم رأوا ضعفه فتركوه انتهى ويوشك أن يكون
تضعيف هؤلاء له وانكارهم رواياته مع توثيق أصحابنا له لروايته عن
الصادق ع في كتابه له لا تقبله عقولهم والله أعلم. ١٢٩٦:
الإصطخري.
يوصف به عبد الحميد من أصحاب الصادق ع ١٢٩٧:
الأصفهاني.
هو القاسم بن محمد في لسان المحدثين والرجاليين. وفي لسان الفقهاء
هو محمد بن الحسن المشهور بالفاضل الهندي.
أصفياء علي ع.
البحار عن محمد بن الحسين عن محمد بن جعفر عن أحمد بن أبي
عبد الله قال الحكم بن علي: من أصفياء أصحابه ع: عمرو بن
الحمق الخزاعي عربي وميثم التمار وهو ميثم بن يحيى مولى ورشيد
الهجري وحبيب بن مظهر الأسدي ومحمد بن أبي بكر انتهى. ١٢٩٨:
الأصم.
هو عبد الله بن عبد الرحمن السمعي ويلقب به الحسن الأصم
السواري بن أبي الحسن محمد الفارس. ١٢٩٩:
الأصفير الأعرابي المنتفقي النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة بن
أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
يأتي في ج ١٤ وفي ج ١٦ وقال في تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة
(٤٦٦)

٣٧٨ أنه قال في هذه السنة جمع إنسان يعرف بالأصفر من بني المنتفق جمعا
كثيرا وكان بينه وبين جمع من القرامطة موقعة شديدة قتل فيها مقدم
القرامطة وانهزم أصحابه وقتل منهم وأسر كثير وسار الأصفر إلى الأحساء
فتحصن منه القرامطة فعدل إلى القطيف فاخذ ما كان فيها من عبيدهم
وأموالهم ومواشيهم وسار بها إلى البصرة انتهى وهنا سماه الأصفر مكبرا
فدل على أنه قال الأصفر مكبرا أو الأصيفر مصغرا. ١٣٠٠:
أصيل الدين بن الخواجة نصير الدين الطوسي.
اسمه الحسن بن محمد بن محمد الطوسي. ١٣٠١:
أضرم بن مطير.
أضرم بالضاد المعجمة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا
ع. ١٣٠٢:
الأطروش.
اسمه الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع. ١٣٠٣:
قسيم الدولة أبو صالح أسفار مدار بن بلقسم بن كوكير الديلمي
الأصفهسالار.
توفي سنة ٤٢١.
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب لعبد الرزاق بن الفوطي: ذكره
الرئيس أبو الحسن بن الصابي في تاريخه وقال كان من أكابر أصفهسالارية
الديلم له المواقف المحمودة والمشاهد المشهورة المشهودة وكان قد أصعد آخرا
في خدمة الوزير ذي السعادات بن فسانجس فمات في شط عثمان فجأة
سنة ٤٢١. ١٣٠٤:
علاء الدين أشرف بن أحمد بن الحسن بن مودود الحسني التبريزي
المقري.
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب لعبد الرزاق الفوطي: من السادات
الكبراء والأئمة العلماء قدم جده من الحجاز واستوطن تبريز وأعقب بها
الأولاد النجباء من القراء والفقهاء رأيته واجتمعت بخدمته وكتبت له درس
النقيب الطاهر رضي الدين أبو القاسم علي بن طاوس النسب وكان
جميل السيرة متوددا كريم النفس والتواضع وكسب الخيرات والمواظبة على
القراءات. ١٣٠٥:
الشيخ إعجاز حسن بن جعفر بن حسن بن علي حسين البدايوني
الهندي.
ولد في ١٤ ذي القعدة سنة ١٢٩٨ وتوفي في ذي القعدة ١٣٥٠.
عالم فاضل له تجويد القرآن بلسان أردو مطبوع وله إيضاح الفرائض
بلسان أردو مطبوع أيضا. ١٣٠٦:
السيد إعجاز حسن الأمروهوي.
هو صهر المفتي مير محمد عباس وتلميذه له كتاب تاريخ الأصحاب
أي أصحاب النبي ص. ١٣٠٧:
السيد اعجاز حسين بن المير محمد قلي خان بن محمد بن حامد الموسوي
التقوي النيسابوري اللكهنوئي الهندي.
ولد سنة ١٢٤٠ وتوفي سنة ١٢٨٦.
عالم عامل فاضل متكلم محدث حافظ ثقة ورع تقي نقي زاهد مروج
للمذهب كان هو وأخواه سيد حامد حسين صاحب كتاب عبقات الأنوار
والسيد سراج حسين ووالدهم من اجلاء العلماء له: ١ كتاب كشف
الحجب عن أسماء المؤلفات والكتب مطبوع. ٢ استقصاء الافحام
واستيفاء الانتقام في رد منتهى الكلام لبعض العلماء في مجلدين ضخمين مطبوع
وفي الذريعة يدخل تحت عشرة مجلدات طبع بعض أجزائه في مطبعة مجمع
البحرين في ثلاثة مجلدات انتهى ولكنه حيث كان أخوه المذكور شريكه
في تصنيفهما فقد كتبهما باسمه. ٣ شذور العقبان في تراجم الأعيان في
عدة مجلدات. ٤ القول السديد. ٥ مناظرة مع المولوي محمد جان
الملاهوري. ٦ رسالة في ترجمة صاحب النزهة الاثني عشرية لميرزا
محمد بن عناية أحمد خان الكشميري في رد التحفة الاثني عشرية والرسالة
مرتبة على مقدمة وفصول. ١٣٠٨:
أعشى بني مازن.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص واسمه عبد الله بن
الأعور وقيل غيره ذلك وسيذكر في عبد الله. ١٣٠٩:
الأعجمي.
يوصف به إبراهيم ومحمد بن أبي زياد. ١٣١٠:
الاعرابي
يوصف به حبيب بن النعمان. ١٣١١:
الأعسم.
يوصف به الشيخ محمد علي بن حسين بن محمد الأعسم النجفي
الزبيدي وولده الشيخ عبد الحسين. ١٣١٢:
السيد أعظم علي البنكوري.
عالم فاضل من تلاميذ السيد دلدار علي النصيرآبادي. له كتاب الرد
على الصوفية. ١٣١٣:
الأعمش.
مر أن اسمه سليمان بن مهران وفي النقد: قد يطلق على
إسماعيل بن عبد الله أيضا انتهى ولكن الاطلاق ينصرف إلى الأول. ١٣١٤:
أعشى همدان.
اسمه عبد الرحمن بن عبد الله. ١٣١٥:
الأعلم الأزدي.
ذكره العلامة في الباب الأول من الخلاصة من أولياء علي ع
نقلا عن رجال البرقي وفي رجال ابن داود ثقة انتهى وكأنه استفاده من
جعل البرقي له من الأولياء وهو غير بعيد وفي النقد لم أجده يعني
التوثيق في غيره وقدمه على الأسود وغيره مع أنه ليس من دأبه انتهى
(٤٦٧)

لأن ابن داود أول من رتب من مؤلفي الشيعة كتابه على الحروف مع مراعاة
الحرف الثاني وما بعده وأسماء الآباء والألقاب ولكن في نسختي لم يقدمه
وذكره بين أعشى وأعين. ١٣١٦:
الأعمش.
اسمه سليمان بن مهران. ١٣١٧:
الأعور الشني.
الشاعر، من أصحاب علي ع اسمه بشر بن منقذ الشني
العبدي. ١٣١٨:
أعين الرازي يكنى أبا معاذ.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. ١٣١٩:
أعين بن سنسن والد زرارة بن أعين الشيباني مولاهم المشهور.
أعين بوزن أبيض حسن العينين واسعهما وسنسن بسينين
مهملتين مضمومتين بينهما نون ساكنة.
عمل أبو غالب الزراري من ذرية بكير بن أعين رسالة في أحوال آل
سنسن قال فيها: كان أعين غلاما روميا اشتراه رجل من بني شيبان فرباه وتبناه
وأحسن تأديبه وحفظ القرآن وعرف الأدب وخرج بارعا أديبا فاعتقه وقال له
أستلحقك قال لا ولاء منك أحب إلي من النسب وكان أبوه يسمى سنسن
وكان راهبا نصرانيا وذكر أنه من غسان دخل بلد الروم وكان يدخل بلاد
الاسلام بأمان ابنه أعين ويرجع إلى بلاده انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا وإن كان محتملا. ١٣٢٠:
أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن
دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الحنظلي الدارمي
المجاشعي.
قتل غيلة سنة ٣٨.
في أسد الغابة: يجتمع هو والفرزدق الشاعر في ناجية فان الفرزدق هو
همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية ويجتمع هو والأقرع بن حابس بن عقال في
عقال انتهى وفي الاستيعاب هو ابن عم الأقرع بن حابس وابن
عم صعصة بن ناجية كذا في النسخة المطبوعة كأنه من سهو الناسخ فان
الصواب انه ابن أخي صعصعة جد الفرزدق كما في الإصابة. قال الشيخ في
رجاله في أصحاب علي ع أعين بن ضبيعة وظاهره أنه ليس من
الصحابة ولكن مقتضى ذكر ابن عبد البر له في الاستيعاب أنه صحابي لكنه
لم يذكر ما يدل على صحبته كما ستعرف وجعله
علي ع يوم صفين على عمرو البصرة وحنظلتها. وفي الاستيعاب: هو الذي عقر الجمل الذي
كانت عليه عائشة أم المؤمنين وبعثه علي إلى البصرة بعد ذلك فقتلوه
انتهى وفي الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري وأفضى إلى الجمل رجل
من مراد الكوفة يقال له أعين بن ضبيعة فكشف عرقوبه بالسيف فسقط
انتهى وفي أسد الغابة: لما أرسل معاوية عبد الله بن الحضرمي إلى
البصرة ليملكها له. بلغ الخبر عليا فأرسل أعين بن ضبيعة ليقاتله ويخرجه
من البصرة وقتل أعين غيلة فأرسل علي بعده حارثة بن قدامة التميمي
السعدي ففرق جمع ابن الحضرمي وأحرق عليه الدار التي تحصن فيها
فاحترق فيها انتهى وفي الإصابة: ذكره صاحب الاستيعاب ولم يذكر ما
يدل على صحبته وهو والد النوار زوج الفرزدق وكان شهد الجمل مع علي
وهو الذي عقر الجمل الذي كانت عائشة عليه فيقال أنها دعت عليه بان
يقتل غيلة فكان كذلك بعثه علي إلى البصرة لما غلب عليها عبد الله بن
الحضرمي فقتل أعين غيلة انتهى وفي هذا الذي يقال نظر أولا أن
أم المؤمنين أن كانت دعت عليه فيكون دعاؤها أن يقتل أما كونه غيلة فلا
يتعلق به غرض فيستشم من ذلك أن الحديث مختلق ثانيا دعاؤها أن
كان قبل توبتها فهو غير مستجاب وإن كان بعد توبتها لم تكن لتدعو عليه
وهو محق. وأما خبر ابن الحضرمي فحاصله على ما رواه أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات بسنده ان
معاوية لما أصاب محمد بن أبي بكر بمصر وظهر عليها أراد ارسال عبد
الله بن عامر الحضرمي إلى البصرة ليفسد أهلها فاستشار عمرو بن
العاص وهو بمصر فأشار به وحث عليه فأرسله وكتب معه كتابا ليقرأه عليهم
فلما ورد البصرة نزل في بني تميم فاجتمع إليه العثمانية ورؤوس أهلها فنعى إليهم
عثمان وذكرهم وقعة الجمل ودعاهم إلى الأخذ بثارهم فقام اليه
الضحاك بن عبد الله الهلالي فقال قبح الله ما جئتنا به ودعوتنا اليه جئتنا
لنخلع أسيافنا من أغمادها ويضرب بعضنا بعضا ليكون معاوية أميرا وتكون له
وزيرا فرد عليه عبد الله بن حازم السلمي وأجاب إلى ما دعا اليه ابن
الحضرمي فقام عبد الرحمن بن عمير فقال أنا لم ندعكم إلى الاختلاف ولا
نريد أن تقتتلوا ولكننا ندعوكم أن تؤازروا إخوانكم الذين على رأيكم
استمعوا لهذا الكتاب ففضوا كتاب معاوية فإذا فيه تعظيم أمر سفك الدماء
والثناء على عثمان والدعاء إلى الطلب بدمه ويعدهم ويمنيهم معظمهم
سمعنا وأطعنا وقال الأحنف أما أنا فلا ناقة لي في هذا الأمر ولا جمل واعتزل
أقول كان اعتزاله عن رأى وحسن تدبير لأن بني تميم قومه فان نابذهم لم
يسمعوا منه أن دعاهم إلى اصلاح ولا يمكنه أن يكون معهم على أمير
المؤمنين ع فكان الأصلح اعتزاله ولو لم يعتزل لم يحيه قومه إلى
الكف عن القتال لما أمروا ابن الحضرمي بالمسير إلى القصر وعارضتهم الأزد كما
يأتي. وكان ابن عباس أمير البصرة قد ذهب إلى الكوفة يعزي عليا
ع عن محمد بن أبي بكر واستخلف زياد بن عبيد وأقبل الناس إلى ابن
الحضرمي وكثر أتباعه فخاف زياد فانتقل ليلا من دار الامارة ومعه بيت
المال حتى نزل دار صبرة بن شيمان الأزدي وكتب إلى ابن عباس يخبره
فأخبر بذلك أمير المؤمنين ع وأمرت تميم بن الحضرمي ان
يسير إلى قصر الامارة فعارضتهم الأزد فركب الأحنف وقال لأصحاب ابن
الحضرمي ما أنتم أحق بقصر الامارة منهم فانصرفوا. أقول وهذا نتيجة
اعتزال الأحنف ولو لم يعتزل لم يقبل منه قومه بنو تميم هذا القول كما مرت
الإشارة اليه. وقال للأزد أنه لم يكن ما تكرهون ولا يؤتى الا ما تحبون
فانصرفوا ودعا علي ع أعين بن ضبيعة المجاشعي فقال يا أعين ألم
يبلغك أن قومك وثبوا على عاملي مع ابن الحضرمي بالبصرة يدعون إلى
فراقي وشقاقي ويساعدون الضلال القاسطين علي، فقال لا تسأ يا أمير
المؤمنين ولا يكن ما تكره ابعثني إليهم فانا لك زعيم بطاعتهم وتفريق
جماعتهم ونفي ابن الحضرمي من البصرة أو قتله قال فاخرج الساعة فخرج
من عنده ومضى حتى قدم البصرة. هذه رواية إبراهيم بن هلال صاحب
كتاب الغارات. وروى الواقدي أن عليا ع استنفر بني تميم فلم
يجبه أحد فخطبهم وقال أليس من العجب أن ينصرني الأزد وتخذلني مضر
وأعجب من ذلك تقاعد تميم الكوفة وخلاف تميم البصرة علي، وذلك أن
(٤٦٨)

الأزد كانت يوم الجمل مع عائشة وان استنجد طائفة منها تشخص إلى
إخوانها فكأني أخاطب صما بكما أكل هذا حبنا عن الباس وحبا للحياة لقد
كنا مع رسول الله ص نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، أراد
ع بذلك تشجيعهم على قتال قومهم من بني تميم لعصيانهم أمر الله
تعالى فقام اليه أعين بن ضبيعة المجاشعي فقال إنا إن شاء الله أكفيك يا أمير
المؤمنين هذا الخطب وأتكفل لك بقتل ابن الحضرمي أو إخراجه عن
البصرة فأمره بالتهيؤ للشخوص فشخص، قال إبراهيم بن هلال: فلما
قدمها دخل على زياد فأخبره بما قال له علي ع و ما الذي عليه رأيه
فإنه يكلمه إذ جاءه كتاب علي ع وفيه إني قد بعثت أعين بن ضبيعة
ليفرق قومه عن ابن الحضرمي فان فعل وبلغ من ذلك ما يظن به وكان في ذلك
تفريق تلك الأوباش فذلك ما نحب وإن ترامت الأمور بالقوم إلى الشقاق
والعصيان فجاهدهم فان ظهرت وهو ما ظننت وإلا فطاولهم فكان كتائب
المسلمين قد أطلت عليك فلما قرأه زياد أقرأه أعين بن ضبيعة فقال إني
لأرجو أن يكفي هذا الأمر إن شاء الله ثم أتى رحله فجمع اليه رجالا من قومه
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا قوم على ما ذا تقتلون أنفسكم وتهريقون
دماءكم على الباطل مع السفهاء الأشرار وإني والله ما جئتكم حتى عبيت
إليكم الجنود فان تنيبوا إلى الحق يقبل منكم ويكف عنكم وإن أبيتم فهو
والله استئصالكم وبواركم فقالوا بل نسمع ونطيع فقال انهضوا الآن على
بركة الله عز وجل فنهض بهم إلى جماعة ابن الحضرمي فخرجوا اليه مع ابن
الحضرمي فصافوه وواقفهم عامة يومه يناشدهم الله ويقول يا قوم لا تنكثوا
بيعتكم ولا تخالفوا إمامكم ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلا فقد رأيتم وجربتم
كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم وخلافكم فكفوا عنه ولم يكن بينه
وبينهم قتال وهم في ذلك يشتمونه وينالون منه فانصرف عنهم وهو منهم
منتصف فلما أوى إلى رحله تبعه عشرة نفر يظن الناس أنهم خوارج فضربوه
بأسيافهم وهو على فراشه ولا يظن أن الذي كان يكون فخرج يشتد عريانا
فلحقوه في الطريق فقتلوه فأراد زياد أن يناهض ابن الحضرمي حين قتل
أعين بمن معه من الأزد وغيرهم فأرسل بنو تميم إلى الأزد إنا ما عرضنا
لجاركم فما تريدون إلى حربنا وإلى جارنا فكرهت الأزد قتالهم فكتب زياد إلى
علي ع أن أعين بن ضبيعة قدم علينا من قبلك بجد ومناصحة وصدق
ويقين فجمع اليه من أطاعه من عشيرته فحثهم على الطاعة والجماعة ثم
نهض بمن أقبل معه إلى من أدبر عنه فوافقهم عامة النهار فهال أهل الخلاف
تقدمه وتصدع عن ابن الحضرمي كثير ممن كان يريد نصرته حتى أمسى فاتى
رحله فبيته نفر من هذه الخارجة المارقة فأصيب رحمه الله تعالى فأردت أن
أناهض ابن الحضرمي فحدث أمر قد أمرت صاحب كتابي هذا أن يذكره
لأمير المؤمنين وأشار بارسال جارية بن قدامة فدعاه علي ع وأرسله وبعث
معه بكتاب إلى أهل البصرة يدعوهم إلى الطاعة ويتهددهم إن بقوا علي
العصيان وجارية من بني تميم فكلم قومه فلم يجيبوه فأرسل إلى زياد والأزد
فساروا اليه وخرج إليهم ابن الحضرمي فاقتتلوا ساعة وانهزم بنو تميم
واضطروهم إلى دار سبيل السعدي وأحاط جارية وزياد بالدار وقال جارية
علي بالنار فحرق الدار عليهم فهلك ابن الحضرمي في سبعين رجلا وكتب
زياد إلى أمير المؤمنين ع يخبره بذلك فسر به وسر أصحابه. ١٣٢١:
الأغر الغفاري.
الأغر بالغين المعجمة والراء.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب أغر
الغفاري روى عن النبي ص أنه سمعه يقرأ في الفجر بالروم ولم يرو عنه الا
شبيب أبو روح وحده انتهى وفي الإصابة الأغر غير منسوب وقال
بعضهم أنه غفاري انتهى وفي ميزان الاعتدال الأغر الغفاري تابعي قال
ابن منده فيه نظر انتهى وفي لسان الميزان هذا صحابي ونسب قول
الذهبي أنه تابعي إلى الذهول ولم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر
الشيخ إياه. ١٣٢٢:
الأغر بن سليك أو ابن حنظلة.
ذكره ابن سعد في الطبقات الكبير في التابعين من أهل الكوفة ممن
روى عن علي بن أبي طالب ع فقال: الأغر بن سليك وفي حديث
آخر الإغريق حنظلة روى عن علي بن أبي طالب قال ولعله نسب إلى جده
سليك بن حنظلة. أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن سماك سمعت
الأغر بن سليك يحدث عن علي قال ثلاثة يبغضهم الله: الشيخ الزاني
والغني الظلوم والفقير المختال. أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل
عن سماك عن الأغر بن حنظلة قال قام علي فقال إن الله يبغض من خلقه
الأشمط الزاني والغني الظلوم والعائل المتكبر ويكنى الأغر أبا مسلم
انتهى. ١٣٢٣:
الأغر المزني ويقال الجهني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص بهذا الترديد في
النسبة. وفي الاستيعاب: الأغر المزني ويقال الجهني وهو واحد له صحبة
روى عنه أهل البصرة أبو بردة بن أبي موسى وغيره ويقال أنه روى عنه ابن
عمر وقيل إن سليمان بن يسار روى ولم يصح انتهى وفي الإصابة
الأغر بن يسار المزني ويقال الجهني من المهاجرين روى له مسلم وأحمد وأبو
داود والنسائي من طريق لأبي بردة عن أبي موسى عن الأغر المزني رواية مسلم وأحمد الأغر
المزني وكانت له صحبة قال أبو نعيم روي عن ابن عمر
عن الأغر وهو رجل من مزينة كانت له صحبة.
واعلم أنه في الاستيعاب لم يذكر غير ترجمتين الغفاري والمزني وقال إن
الجهني والمزني واحد كما مر. وفي الإصابة: ذكر ترجمتين أيضا الأغر بن يسار
المزني ويقال الجهني والأغر غير منسوب وقال بعضهم أنه غفاري كما مر.
وفي أسد الغابة ذكر ثلاث تراجم الأغر الغفاري، والأغر المزني، والأغر بن
يسار الجهني وحكى عن ابن منده أنه أيضا جعل الأغر ثلاث تراجم
المزني بن يسار والجهني والثالث لم ينسبه وهو الذي جعله أبو عمر غفاريا
وحكى عن أبي نعيم أنه قال إن الثلاثة واحد انتهى وفي أسد الغابة: أن
صاحب الاستيعاب له حجة في جعل المزني والجهني واحدا أن الراوي عنهما
واحد وهو ابن عمر ومعاوية بن قرة. وأما قول أبي نعيم ان الثلاثة واحد
فهو بعيد فان الذي يجعل التراجم واحدة فإنما يفعله لاتحاد النسبة أو
الحديث أو الراوي وربما اجتمعت في شخص واحد وهذه التراجم ليست
كذلك فان الغفاري لم يشارك في النسبة ولا في الراوي عنه ولا في الحديث
فلا شك أنه صحيح وأما الآخران فلاشتراكهما في الرواية عنهما يوهم أنهما
واحد انتهى وفي الإصابة مال ابن الأثير إلى التفرقة بين المزني والجهني
وليس بشئ لأن مخرج الحديث واحد وقد أوضح البخاري العلة فيه وأن
مسعرا تفرد بقوله الجهني فأزال الاشكال انتهى وكيف كان فلم يعلم أنه
(٤٦٩)

من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ له حتى لا يفوتنا أحد ممن ذكره
أصحابنا. ١٣٢٤:
الأفرق
لقب عمر بن خالد الحناط. ١٣٢٥:
أفزون البصري.
عده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المتقين. ١٣٢٦:
السيد ميرزا أفخر الدين المشهدي.
متكلم له رسالة في تاريخ وفيات العلماء. ١٣٢٧:
السيد أفضل الخلخالي.
كان عالما بارعا أديبا له حاشية على القوانين وشرح على ألفية ابن
مالك وحاشية على الشفا ورسائل فقهية وأصولية. ١٣٢٨:
السيد غياث الدين أفضل بن حسن المشهدي.
في مطلع الشمس: كان من فقهاء المشهد وله منصب شيخ الاسلام
فيه انتهى. ١٣٢٩:
أفضل الدين الكاشاني المعروف ببابا أفضل المرقي.
المرقي نسبة إلى مرق قرية من قرى كاشان لأنه دفن بها كما في
الذريعة. وفيها كان معاصرا للخواجة نصير الدين الطوسي. بل قيل إنه
كان خال المحقق الطوسي وقد مدحه الطوسي برباعية مشهورة. له تصانيف
كثيرة منها أنجام نامه أو آغاز وانجام أي الأول والآخر في الأخلاق فارسي
ورسائل كثيرة انتهى. ١٣٣٠:
أفضل الدين تركة.
تركة اسم القبيلة التي هو منها.
قال الشيخ عبد النبي القزويني في تتمة أمل الأمل: مولانا أفضل
الدين تركة كان عالما فاضلا محققا مدققا قاضي عسكر الشاه طهماسب
الأول. له رسالة في تحقيق المعقولات الثانية انتهى. ١٣٣١:
أفلح بن أبي قعيس.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب:
أفلح بن أبي قعيس ويقال أخو أبي القعيس لا أعلم له خبرا ولا ذكرا أكثر
مما جرى من ذكره في حديث عائشة في الرضاع وقد اختلف فيه فقيل أبو
القعيس وقيل أخو أبي القعيس وقيل ابن أبي القعيس وأصحها إن شاء الله أفلح أخو أبي
القعيس يقال إنه من الأشعريين وقد قيل أن أبا القعيس اسمه الجعد ويقال أفلح
يكنى أبا الجعد وقيل اسم أبي القعيس وائل بن أفلح انتهى وحديث
الرضاع المشار اليه هو ما رواه في أسد الغابة بسنده عن عائشة أن أفلح أخا
أبي القعيس جاء يستأذن عليها وهو عمها من الرضاعة بعد أن نزل الحجاب
فأبت أن تأذن له فلما جاء رسول الله ص أخبرته فأمرها أن تأذن له. قال
والصحيح إنه أخو أبي القعيس أخرجه ثلاثتهم انتهى وفي الإصابة قال
ابن منده عداده في بني سليم انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. ١٣٣٢:
أفلح بن حميد الرواسي الكلابي الكوفي.
أفلح بالفاء والحاء والمهملة في كل ما يأتي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع. ١٣٣٣:
أفلح مولى رسول الله ص.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب:
أفلح مولى رسول الله ص مذكور في مواليه. في أسد الغابة جعل أبو نعيم
عذا ومولى أم سلمة واحدا ومن الناس من فرقهما فجعلهما اثنين روى حبيب
المكي عن أفلح هذا عن النبي ص أخاف على أمتي من بعدي ضلالة
الأهواء واتباع الشهوات والغفلة بعد المعرفة انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا. ١٣٣٤:
أفلح مولى أبي جعفر محمد الباقر ع.
في مطالب السؤول عن أفلح مولى أبي جعفر قال: خرجت مع
محمد بن علي حاجا فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته،
فقلت: بأبي أنت وأمي ان الناس ينظرون إليك فلو رفقت بصوتك قليلا؟
فقال لي ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعل الله تعالى أن ينظر إلي منه برحمة
فأفوز بها عنده غدا، قال ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام فرفع
رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه انتهى
ولعله هو أفلح المتقدم في أصحاب زين العابدين ع. ١٣٣٥:
أفلح بن يزيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال: مجهول،
وذكر فيهم أيضا قبل ذلك أفلح بن يزيد. ١٣٣٦:
الأقرع الأسلمي المدني.
في الوسيط عن بعض نسخ رجال الشيخ: عده في أصحاب الرسول
ص قال وفي نسخة عده في أصحاب الجواد ع والأصح أدرع كما
مر انتهى وبعض المعاصرين في كتاب له حكى عن نسختين معتمدتين
من رجال الشيخ عد المترجم في أصحاب الرسول ص وليس فيهما ذكر
الأدرع أقول جميع الكتب المؤلفة في الصحابة فيهم الأدرع الأسلمي
وليس فيها للأقرع الأسلمي ذكر ونقل أيضا عن الوسيط أنه عد الأقرع في
رجال الجواد انتهى والذي في الوسيط عن بعض نسخ رجال الشيخ:
عد الأقرع الأسلمي المدني من رجال الجواد كما سمعت. ١٣٣٧:
الأقرع.
يوصف به حفص بن وهب. ١٣٣٨:
الأقرع بن حابس التميم أبو بحر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال: هو المنادي من
وراء الحجرات انتهى. وفي أسد الغابة: هو الأقرع بن حابس بن
عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن
مالك بن زيد بن مناة بن تميم، قال ابن دريد: اسم الأقرع فراس ولقب
الأقرع لقرع كان به في رأسه انتهى وفي الاستيعاب: الأقرع بن حابس
أحد المؤلفة قلوبهم. قال ابن إسحاق قدم على رسول الله ص مع عطارد بن
(٤٧٠)

حاجب في أشراف بني تميم بعد فتح مكة، وكان الأقرع وعيينة بن حصن
شهدا مع رسول الله ص فتح مكة وحنينا والطائف فما قدم وفد بني تميم كانا
معه فلما دخل وفد بني تميم المسجد نادوا النبي ص من وراء حجرته أن
أخرج الينا يا محمد فأذى ذلك من صياحهم النبي ص فخرج إليهم فقالوا يا
محمد جئنا نفاخرك، ونزل فيهم: إن الذين ينادونك من وراء الحجرات
أكثرهم لا يعقلون. والأقرع هو القائل لرسول الله ص أن مدحي زين
وذمي شين وروى أن قائله شاعر لهم والله أعلم انتهى وذكر في أسد
الغابة خبرا طويلا في وفود الأقرع على النبي ص مع عطارد بن حاجب بن
زرارة والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وغيرهم من أشراف بني تميم
ومفاخرتهم بالخطب والأشعار ورد ثابت بن قيس خطيب النبي ص
وحسان بن ثابت شاعره عليهم واسلام الأقرع بعد ذلك وأن الأقرع رأى
رسول الله ص يقبل الحسن أو الحسين فقال إن لي من الولد عشرة ما قبلت
واحدا منهم، فقال رسول الله ص من لا يرحم لا يرحم وأنه شهد مع
خالد بن الوليد حرب أهل العراق وفتح الأنبار وكان على مقدمة خالد،
واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيره إلى خراسان فأصيب بالجوزجان
وهو والجيش وفي الإصابة: الأقرع بن حابس من المؤلفة قلوبهم وقد حسن
اسلامه وذكر ابن الكلبي أنه كان مجوسيا قبل أن يسلم وبخط الرضى
الشاطبي قتل الأقرع باليرموك في عشرة من بنيه، وقال الزبير في النسب كان
الأقرع حكما في الجاهلية وفيه يقول الشاعر:
يا أقرع بن حابس يا أقرع * إن تصرع اليوم أخاك تصرع
أقول: وهذا البيت استشهد به النحويون على مجئ جواب أن
مرفوعا على غير القياس، ويمكن كونه من الايطاء الشائع في شعر العرب.
قال: وروى ابن جرير وغيره بالاسناد عن الأقرع بن حابس أنه نادى النبي
ص من وراء الحجرات يا محمد! فلم يجبه فقال يا محمد والله إن مدحي
لزين وإن ذمي لشين! فقال رسول الله ص ذلكم الله. ومن حديث أبي
سعيد الخدري بعث علي إلى النبي ص بذهيبة من اليمن فقسمها بين أربعة
أحدهم الأقرع بن حابس، ومن طريق المدائني عن رجاله: لما أصاب
عيينة بن حصن من بني العنبر قدم وفدهم فكلم الأقرع بن حابس رسول
الله ص في السبي فنازعه عيينة بن حصن وفي ذلك يقول الفرزدق يفتخر
بعمه الأقرع:
وعند رسول الله قام ابن حابس * بخطة أسوار إلى المجد حازم
له أطلق الأسرى التي في قيودها * مغللة أعناقها في الشكائم
انتهى والأقرع بن حابس وعيينة بن حصن هما اللذان أعطاهما
الرسول ص عطاء كثيرا من غنائم حنين، فاستاء لذلك العباس بن مرداس
السلمي فقال:
أتجعل نهبي ونهب العبيد * بين عيينة والأقرع
وقد كنت في الحرب ذا تدرء * فلم أعط شيئا ولم أمنع
وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في مجمع
العبيد بضم العين وفتح الباء فرسه. ولم يعلم أن الأقرع من موضوع
كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه حتى لا يفوتنا شئ ممن ذكرهم أصحابنا. ١٣٣٩:
أقرم الخزاعي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب:
أقرم بن زيد الخزاعي وذكر رواية له عن النبي ص قال. وقال بعضهم أرقم
والصواب أقرم انتهى وفي أسد الغابة أقرم بن زيد أبو عبد الله الخزاعي
وذكر روايتين له. ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. ١٣٤٠:
الأقساسي.
منسوب إلى اقساس مالك قرية من قرى الكوفة وأول من نسب إليها
محمد الأصغر الأقساسي بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، وقيل لولده الأقساسيون وكل منهم يلقب
بالأقساسي، وذكرنا تمام الكلام في أقساس مالك في ترجمة محمد الأصغر
المذكور. ١٣٤١:
أكبر خان بن همايون بن بابر ظهير الدين محمد من أحفاد تيمورلنك
الكوركاني الشهير.
اسمه جلال الدين محمد ويذكر هناك إن شاء الله تعالى. ١٣٤٢:
أكيل بن جمعة الكناني.
ذكره نصر فيمن قتل يوم صفين ويحتمل كونه من أصحاب علي
ع. ١٣٤٣:
أكثم بن الجون واسمه عبد العزيز.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي أسد الغابة:
أكثم بن الجون وقيل ابن أبي الجون واسمه عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن
أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة وهو
لحي بن حارثة بن عمرو مزيقيا وعمرو بن أبي ربيعة هو أبو خزاعة واليه
ينسبون، هكذا نسبه هشام قيل هو أبو معبد الخزاعي زوج أم معبد في قول
وأكثم هو عم سليمان بن صرد الخزاعي رأس التوابين الذي قتل بعين
الوردة طالبا بثار الحسين بن علي ع انتهى وقد جعل اسم أبي
الجون عبد العزى وكذا في الإصابة، فيوشك أن يكون ما في رجال الشيخ
من أن اسمه عبد العزيز من سهو القلم لتقارب اللفظين، وعمرو بن لحي
هو أول من غير دين إبراهيم فسيب السوائب وبحر البحائر وحمى الحامي
ونصب الأوثان، ولم يعلم أن المترجم من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ
إياه. ١٣٤٤:
السلطان الجايتوخان المغولي
اسمه محمد خدابنده بن أرغون بن أبقا بن هلاكو وصرح بان اسمه
محمد الشيخ البهائي في توضيح المقاصد وتأتي ترجمته هناك انش قال
الشيخ البهائي ومعنى الجايتو السلطان المبارك. ١٣٤٥:
ميرزا ألغ بيك بن شاهرخ بن الأمير تيمور الكوركاني.
اسمه محمد. ١٣٤٦:
الفاس ميرزا بن الشاه إسماعيل الصفوي.
توفي سنة ٩٤٠ في المشهد الرضوي.
عن كتاب آتشكده أنه في زمن سلطة أخيه الشاه طهماسب قام
المترجم ضد أخيه المذكور مع الدولة العثمانية. وكان شاعرا وله بالفارسية
شعر جيد انتهى.
(٤٧١)

١٣٤٧: الله ويردي خان.
توفي سنة ١٠٠٣.
ذكره صاحب آثار العجم في أمراء دولة الشاه عباس الصفوي الأول
وسماه الله ويردي خان زرگرباشي قلر آقاسي. ١٣٤٨:
الله ويردي سلطان.
توفي سنة ١٠٦٢.
ذكره صاحب آثار العجم في أمراء دولة الشاه عباس الثاني. ١٣٤٩:
الياس بيك ذو القدر.
توفي سنة ٩٠٩.
ذكره صاحب آثار العجم في أمراء دولة الشاه إسماعيل الصفوي
وقال إن ذو القدر طائفة كانت حاكمة في مرعش وغيرها، وبعد ذلك تفرق
أحفادها فجمع منهم لحق بعراق العجم وبعضهم لحق بمصر. انتهى. ١٣٥٠:
الميرزا إلياس البلباسي نزيل طهران.
له كتاب السليمانية فارسي في معجزات أمير المؤمنين ع ومناقبه وجملة من
العقائد وبعض الأحكام الفرعية والأخلاق كتبه للميرزا سليمان خان
القاجاري ولعله ابن فتح علي شاه. ١٣٥١:
إلياس الصيرفي.
قال العلامة في الخلاصة الياس الصيرفي خير من أصحاب الرضا
ع، وقال الميرزا: الظاهر أنه ابن عمرو الآتي انتهى وليس لإلياس
الصيرفي ذكر في غير الخلاصة فان أهل الرجال لم يذكروا الا ابن عمرو
البجلي الآتي. والعلامة أخذ ذلك من عبارة النجاشي في ترجمة الحسن بن
علي بن زياد الوشاء بعد أن صحفها حيث قال النجاشي هناك نقلا عن
الكشي وإن لم نجده في كتاب الكشي وهو أي الحسن ابن بنت
الياس الصيرفي خزاز من أصحاب الرضا ع فصحف العلامة كلمة خزاز
بكلمة خيران تثنية خير كما صرح به في ترجمة الحسن بن علي الوشاء فذكر
فيها خيران بدل خزاز فتوهم أنه يقول الحسن بن علي الوشاء وجده الياس
كل منهما خير ومن أصحاب الرضا ع وليس كذلك وإنما قال إن الحسن
خزاز وأنه من أصحاب الرضا ولم يقل عن جده الياس أنه خير ولا من
أصحاب الرضا. ومع ذلك فإلياس من أصحاب الصادق لا من أصحاب
الرضا ويأتي تصريح النجاشي في الياس بن عمرو البجلي أنه جد الحسن بن
علي ابن بنت الياس وأنه من أصحاب الصادق والعلامة في الخلاصة ذكر
أولا الياس بن عمرو البجلي وقال أنه من أصحاب الصادق وأنه جد الحسن
بن علي ابن بنت إلياس ثم ذكر الياس الصيرفي وقال خير من أصحاب
الرضا مع أن عبارة النجاشي الآنفة الذكر التي أخذ منها كونه خيرا من
أصحاب الرضا صرح فيها بأنه ابن بنت الياس فكيف جعلهما رجلين وذكر
لهما ترجمتين والحق أنهما رجل واحد اسمه الياس بن عمرو البجلي هو جد
الحسن بن علي الوشاء المعروف بابن بنت الياس أما وصفه بالصيرفي فصحيح
لوجوده في عبارة النجاشي المنقولة عن الكشي كما سمعت فيكون الصيرفي
وصفا لإلياس وخزاز ومن أصحاب الرضا خبرين عن الحسن بدليل تعريف
الصيرفي وتنكير خزاز ويؤيده وصف الحسن بالخزاز في الفهرست هذا على ما
حكاه في منهج المقال و شرح الاستبصار للحفيد من عبارة النجاشي في ترجمة
الحسن وهو الصواب أما على ما في نسخة النجاشي المطبوعة من قوله وهو
ابن بنت الياس الصيرفي الخزاز خير من أصحاب الرضا فيكون كل من
الصيرفي والخزاز وصفا لإلياس ويحتمل كونهما وصفين للحسن بان يكون
الكلام انتهى عند الياس واستأنف وصف الحسن بهما لكن الظاهر أن زيادة
ال في الخزاز وزيادة خير سهو وتحريف. وأول من تنبه لوقوع التصحيف
في عبارة الخلاصة المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني في شرح
الاستبصار فقال: وفي الظن أن العلامة صحف لفظ خزاز في كلام النجاشي
في الحسن بن علي ابن بنت الياس بخيران فتوهم أنه وجده خيران من
أصحاب الرضا ولذا قال الياس الصيرفي خير من أصحاب الرضا مع أن
عبارة النجاشي ابن بنت الياس الصيرفي خزاز من أصحاب الرضا
انتهى وما جعله ظنا هو يقين لا ريب فيه وتبعه غيره وهذه مفخرة لعلماء
العامليين حيث استدركوا على علامة علماء الشيعة ولأبيه الشيخ حسن في
منتقى الجمان استدراكات كثيرة لم يسبق إليها وكذا لجده في حواشي
الخلاصة. وفي التعليقة هذا عجيب من العلامة فإنه ذكر الياس البجلي من
أصحاب الصادق ع وقال إنه جد الحسن بن علي ابن بنت الياس ولم
يذكر أنه من أصحاب الرضا ع. وعن الحاوي أنه قال إلياس
الصيرفي ونقل فيه عبارة الخلاصة السابقة ثم قال: قلت لم يرد في شئ من
كتب الرجال الياس هذا وإنما الموجود الياس بن عمرو البجلي كما يجئ بلا
فصل وما تكلمنا عليه وإن كلام العلامة وهم ثم قال الياس بن عمرو البجلي
وذكر فيه ما يأتي عن الخلاصة والنجاشي ثم قال: قد ذكر في الخلاصة أيضا
عقيب هذا الياس الصيرفي وقال إنه خير من أصحاب الرضا وقد حكيناه
وهذا وهم من وجهين أحدهما عدهما اثنين والحال انا لم نجد الياس
الصيرفي في شئ من كتب الرجال وإنما الموجود ابن عمرو البجلي كما في
ترجمة الحسن بن علي الوشاء وبه صرح العلامة هناك وثانيهما الحكم بأنه خير
فانا لم نجده أيضا وكأنه فهمه من عبارته التي أوردها في ترجمة الحسن وهي
غلط كما نبهنا عليه هناك وقلنا إن الصيرفي وصف للحسن لا لجده الياس
ومثل هذا من العجائب انتهى أقول قد عرفت أن كون الصيرفي
وصفا للحسن غير صحيح وأن الصواب كونه وصفا لإلياس. ١٣٥٢:
الياس بن عمرو البجلي.
قال النجاشي: إلياس بن عمرو البجلي شيخ من أصحاب أبي عبد
الله ع متحقق بهذا الأمر وهو جد الحسن بن علي ابن بنت الياس وأولاده
عمرو ويعقوب ورقيم روى عن أبي عبد الله ع أيضا له كتاب يرويه
جماعة أخبرنا عدة عن أحمد بن محمد حدثنا جعفر بن أحمد بن كازر الصيرفي
حدثنا الحسن بن علي الأشعري عن إلياس بكتابه انتهى، قوله ابن بنت
الياس صفة للحسن لا صفة لعلي، والمترجم هو بعينه الياس الصيرفي
المذكور في الخلاصة المتقدم ومر هناك أن وصفه بالصيرفي صحيح. وفي
لسان الميزان: الياس بن عمرو البجلي الكوفي ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال روى عن جعفر الصادق انتهى وفي مشتركات الطريحي
والكاظمي باب الياس المشترك بين خيرين ويمكن استعلام أنه ابن عمرو
البجلي برواية الحسن بن علي الأشعري عنه وروايته هو عن أبي عبد الله ع
ورواية الآخر عن الرضا ع لأنه من أصحابه، وحيث يعسر التمييز فلا
حرج انتهى.
(٤٧٢)

١٣٥٣: الشيخ أبو محمد الياس بن محمد بن هشام.
ثقة عين قاله منتجب الدين. وفي نسخة ابن همام لكن يظهر مما يأتي
عن الأمل أن الذي في نسخته ابن هشام. وفي مشيخة مستدركات
الوسائل: الشيخ أبو محمد الياس بن محمد بن هشام الحائري العالم الفاضل
الجليل يروي عنه الشيخ أبو محمد عربي بن مسافر العبادي الحلي ويروي هو
عن الشيخ أبي علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن
الطوسي انتهى وفي بعض إجازات أصحابنا وصف الياس بن هشام
الحائري بالفقيه وفي بعضها أنه يروي أيضا عن السيد الموفق أبي طالب بن
مهدي السليقي العلوي عن الشيخ أبي جعفر الطوسي. ١٣٥٤:
الشيخ أبو محمد الياس بن هشام الحائري.
في أمل الآمل: عالم فاضل جليل يروي عن الشيخ أبي علي ابن
الشيخ أبي جعفر الطوسي ويحتمل اتحاده مع سابقه بان يكون النسبة هنا إلى
الجد انتهى. ١٣٥٥:
إمام قلي ميرزا بن نادر شاه.
قتل سنة ١٢٦٠ قتله ابن عمه علي قلي خان.
كان فاضلا منشئا بليغا له كتاب يسمى بياض امام قلي ميرزا يشتمل
على انشاءاته. ١٣٥٦:
الامام المرزوقي.
اسمه أحمد بن محمد بن الحسن. ١٣٥٧:
أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم.
في الذيل للطبري: عاشت بعد النبي ص وروت عنه. قال ابن سعد
في الطبقات: أمها سلمى بنت عميس بن معد بن تيم بن مالك بن
قحافة بن خثعم، أخت أسماء بنت عميس! هكذا سماها هشام بن محمد بن السائب
الكلبي وقال غيره هي عمارة بنت حمزة، وقال هشام عمارة رجل وهو ابن
حمزة وبه كان يكنى وأمه خولة بنت قيس بن فهد من بني مالك بن النجار
وقيل لرسول الله ص أن يتزوج ابنة حمزة فقال: إنها لا تحل لي انها ابنة أخي
من الرضاعة وأنه يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. وذلك أن ثويبة
مولاة أبي لهب أرضعت حمزة ثم أرضعت النبي ص بلبن ابنها مسروح قبل
قدوم حليمة. وروى ابن سعد في الطبقات أيضا أنه لما هاجر النبي ص
كلمه علي ع فقال: علا م نترك ابنة عمنا يتيمة بين ظهراني المشركين؟
فلم ينهه النبي ص عن اخراجها، فخرج بها فاختصم فيها زيد بن حارثة
وكان وصي حمزة وآخى النبي ص بينهما فقال أنا أحق بها ابنة أخي وجعفر
بن أبي طالب فقال الخالة والدة وأنا أحق بها لمكانة خالتها عندي أسماء بنت
عميس وعلي بن أبي طالب، فقال أراكم تختصمون في ابنة عمي وأنا
أخرجتها من بين أظهر المشركين وليس لكم إليها نسب دوني وأنا أحق بها
منكم، فقال رسول الله ص أنت يا جعفر أحق بها تحتك خالتها انتهى
وفي أسد الغابة: هي التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد لما خرجت من
مكة وسالت كل من مر بها من المسلمين أن يأخذها فلم يفعل فاجتاز بها
علي فاخذها ثم ذكر الاختصام فيها وقضاء رسول الله ص لجعفر لأن خالتها
عنده قال ثم زوجها رسول الله ص من سلمة ابن أم سلمة، وقال حين
زوجها منه هل جزيت سلمة لأن سلمة هو الذي زوج أمه أم سلمة من
رسول الله ص وسماها الواقدي عمارة وأخواها لأمها عبد الله وعبد الرحمن
ابنا شداد بن الهاد أخرجهما أبو موسى وذكرها ابن الكلبي أيضا انتهى.
وفي الإصابة قال أبو جعفر بن حبيب في كتابه المحبر: لما قدم رسول الله ص
من عمرة القضية أخذ معه أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب فلما قدمت المدينة
طفقت تسال عن قبر أبيها، فبلغ ذلك حسان بن ثابت فقال:
تسال عن قرم هجان سميدع * لدى الباس مغوار الصباح جسور
فقلت لها إن الشهادة راحة * ورضوان رب يا أمام غفور
دعاه إله الخلق ذو العرش دعوة * إلى جنة فيها رضا وسرور
في أبيات وثبت ذكرها في الصحيحين من حديث البراء فذكر في قصة عمرة
القضاء: فلما خرجوا تبعتهم بنت حمزة تنادي يا ابن عم فقال علي لفاطمة
دونك ابنة عم أبيك، فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة
الحديث. وحكى ابن السكن أنه قيل إن اسمها فاطمة انتهى. ١٣٥٨:
أمامة بنت أبي العاص لقيط وقيل غيره ابن الربيع بن عبد العزى بن
عبد شمس بن عبد مناف بن القرشية العبشمية.
أمها زينب بنت رسول الله ص وأبوها أبو العاص ابن أخت
خديجة بنت خويلد أم المؤمنين زوجة النبي ص أمه هالة بنت خويلد وتزوج
أبو العاص زينب بنت رسول الله ص قبل الاسلام حيث سالت خديجة
رسول الله ص أن يزوجه بها لأنه ابن أختها فولد له منها علي مات صغيرا
وأمامة. وهي التي كان رسول الله ص يحملها في الصلاة فإذا ركع وسجد
وضعها فإذا قام حملها. في الاستيعاب: ولدت أمامة على عهد رسول الله
ص وكان يحبها وكان ربما حملها على عنقه في الصلاة ثم روى بسنده أنه
أهديت له هدية فيها قلادة من جزع إلى أن قال فدعا أمامة بنت زينب
فأعلقها في عنقها انتهى وهي التي أوصت فاطمة الزهراء أمير المؤمنين
ع أن يتزوج بها بعد وفاتها وقالت: أنها تكون لولدي مثلي
فتزوجها علي ع بعد وفاة الزهراء وكانت الزهراء ع
خالتها ولذلك قال أمير المؤمنين ع: أربعة ليس إلى فراقهن سبيل
وعد منهن أمامة وقال أوصت بها فاطمة. وفي الاستيعاب: تزوجها علي بن
أبي طالب بعد فاطمة زوجها منه الزبير بن العوام وكان أبوها أبو العاص قد
أوصى بها اليه، فلما قتل علي بن أبي طالب وآمت منه أمامة قالت أم الهيثم
النخعية:
أشاب ذوائبي وأذل راكني * أمامة حين فارقت القرينا
تطيف به لحاجتها اليه * فلما استيأست رفعت رنينا
قال: وكان علي بن أبي طالب قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب أن يتزوج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده لأنه
خاف أن يتزوجها معاوية فتزوجها المغيرة فولدت له يحيى وبه كان يكنى
وهلكت عند المغيرة وقد قيل أنها لم تلد لعلي ولا للمغيرة كذلك قال الزبير
أنها لم تلد للمغيرة بن نوفل قال وليس لزينب عقب ثم روى بسنده أن عليا
لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت أبي العاص لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية
بعد موتي يعني معاوية فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيت لك المغيرة بن
نوفل عشيرا فلما انقضت عدتها كتب معاوية إلى مروان يأمره أن يخطبها عليه
ويبذل لها مائة ألف دينار فلما خطبها أرسلت إلى المغيرة بن نوفل أن هذا قد
أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فاقبل فاقبل وخطبها من الحسن بن علي
(٤٧٣)

فزوجها منه ورواه بسند آخر عن الشعبي فذكر معنى ما تقدم سواء
انتهى أقول روى الكليني في باب النكاح من الكافي بسنده عن أبي
جعفر ع أن في أولاد علي بن أبي طالب محمد بن علي الأوسط أمه
أمامة بنت أبي العاص انتهى وهو ينافي القول المنقول في الاستيعاب كما
مر من أنها لم تلد لعلي ع وروى ابن سعد في الطبقات أن أمامة
بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل بن الحارث أن معاوية قد خطبني
فقال لها تزوجين ابن آكلة الأكباد فلو جعلت ذلك إلي قالت نعم قال قد
تزوجتك انتهى وقيل إنها كانت قبل أمير المؤمنين ع متزوجة بغيره والله
أعلم. وفي أسد الغابة: ليس لزينب بنت رسول الله ص ولا لرقية ولا لأم
كلثوم عقب وإنما العقب لفاطمة حسب. أخرجه الثلاثة انتهى وفي
الإصابة: أخرج ابن سعد من رواية حماد بن زيد عن علي بن زيد مرسلا أن
رسول الله ص أهديت له هدية فيها قلادة من جزع فقال لأعطينها
أرحمكن، فدعا ابنة أبي العاص من زينب فعقدها بيده وكان على عينها
غمص فمسحه بيده، وبسنده: أن النجاشي أهدى إلى النبي ص حلية فيها
خاتم من ذهب فصه حبشي فأعطاه أمامة انتهى وروى الصدوق في
الفقيه والشيخ في التهذيب عن محمد بن أحمد الأشعري عن السندي بن
محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي مريم ذكره عن أبيه أن أمامة بنت أبي
العاص وأمها زينب بنت رسول الله ص وكانت تحت
علي بن أبي طالب بعد فاطمة ع. فخلف عليها بعد علي
المغيرة بن نوفل فذكر أنها وجعت وجعا شديدا حتى اعتقل لسانها فجاءها
الحسن والحسين ابنا علي ع وهي لا تستطيع الكلام فجعلا
يقولان لها والمغيرة كاره لذلك: أعتقت فلانا وأهله فجعلت تشير برأسها لا
وكذا وكذا فجعلت تشير برأسها أن نعم لا تفصح بالكلام فأجازا ذلك لها
انتهى. ١٣٥٩:
أمان الله خان بن مهابة خان سبه سالار بن غيور بك نزيل الهند.
كان طبيبا له كتاب أم العلاج في الطب الفارسي ألف سنة ١٠٣٦
باسم السلطان نور الدين محمد جهانكير بادشاه غازي. ويمكن أن يستدل
على تشيعه بقوله في خطبة كتابه أم العلاج: أملاي كمال أطباي آل عبا
وانشاي جلال حكماي عترة والاست كه ترياق محبت آن دودمان مجد ونوش
داروي اخلاص آن خاندان قدس. وبانه لم يتعرض في خطبته الطويلة لذكر
غير النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين والله أعلم بحاله. ١٣٦٠:
أمانة علي عبد الله يوري الهندي.
يأتي في عبد الله. ١٣٦١:
السيد أمجد حسين الالاهبادي الهندي.
توفي سنة ١٣٥٠.
عالم جليل مروج للشرعية في بلدة إله آباد مرجع لأهلها من تلامذة
المفتي السيد محمد عباس في العربية والأدب وقرأ الأصول والفقه في مشاهد
العراق وهو معروف بالتقوى والورع وكثرة الاحتياط. من مصنفاته: شرح
وجيزة البهائي. وحاشية على شرح اللمعة مطبوعان. ١٣٦٢:
السيد أمداد حسن ابن السيد علي الهندي.
كان حيا سنة ١٢٧٣.
له كتاب تحفة العارفين في التوحيد والعدل والنبوة بلغة أوردو
استخرجه من الجزء الأول من الحديقة السلطانية الفارسي بأمر السيد المفتي
مير محمد عباس وقرضه المفتي المذكور مطبوع مرارا. ١٣٦٣:
امرؤ القيس بن عابس.
امرؤ القيس معناه رجل الشدة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي أسد الغابة:
امرؤ القيس بن عابس بن المنذر بن امرئ القيس بن السمط بن عمرو بن
معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن الحارث بن كندة الكندي وفد إلى
النبي ص فاسلم وثبت على اسلامه ولم يكن فيمن ارتد من كندة وكان
شاعرا نزل الكوفة وهو الذي خاصم الحضرمي ربيعة بن عيدان إلى رسول
الله ص فقال للحضرمي بينتك وإلا فيمينه قال يا رسول الله إن حلف ذهب
بأرضي فقال من حلف على يمين كاذبا ليقتطع بها مالا لقي الله وهو عليه
غضبان فقال امرؤ القيس يا رسول الله ما لمن تركها وهو يعلم أنها حق
قال: الجنة قال فأشهدك أني قد تركتها له انتهى وفي الاستيعاب: امرؤ
القيس بن عابس الكندي شاعر له صحبة وشهد فتح النجير باليمن ثم
حضر الكنديين الذين ارتدوا فلما أخرجوا ليقتلوا وثب على عمه فقال له
ويحك أتقتل عمك فقال له أنت عمي والله عز وجل ربي إلى أن قال وهو
القائل:
قف بالديار وقوف حابس * وتان أنك غير آيس
لعبت بهن العاصفات * الرائحات من الروامس
ما ذا عليك من الوقوف * بهامد الطللين دارس
يا رب باكية علي * ومنشد لي في المجالس
أو قائل يا فارسا * ماذا رزئت من الفوارس
لا تعجبوا أن تسمعوا * هلك امرؤ القيس بن عابس
ولم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. ١٣٦٤:
امرؤ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم الكلبي.
قال إبراهيم بن هلال الثقفي فيما حكاه ابن أبي الحديد في شرح
النهج: كانوا أصهار الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال إبراهيم
الثقفي لما بعث معاوية الضحاك ابن قيس الفهري في نحو أربعة آلاف ليغير
على أعمال علي ع قصدا للفساد في الأرض فنهب الأموال وقتل من لقي
من الاعراب وأغار على الحاج فاخذ أمتعتهم وقتل عمرو بن عميس في
طريق الحاج وناسا من أصحابه فعقد علي ع لحجر بن عدي الكندي
على أربعة آلاف فخرج حتى مر بالسماوة وهي أرض كلب فلقي بها امرأ
القيس بن عدي الكبي وهم أصهار الحسين بن علي ع فكانوا
أدلاءه في الطريق وعلى المياه فلم يزل مغذا في أثر الضحاك حتى لقيه بناحية
تدمر فواقعه فاقتتلوا ساعة فقتل من أصحاب الضحاك تسعة عشر رجلا
وقتل من أصحاب حجر رجلان وحجر الليل بينهم فمضى الضحاك فلما
أصبحوا لم يجدوا له ولأصحابه أثرا انتهى. ١٣٦٥:
امرأة الحسن الصقيل.
من أصحاب الصادق ع روى عنه. روى الكليني في باب الصبر والجزع والاسترجاع من الكافي والشيخ في
باب الصلاة على
(٤٧٤)

الأموات في آخر كتاب الصلاة من التهذيب عنها عن أبي عبد الله
ع. ١٣٦٦:
أمة بنت خالد بن سعيد العاص.
هي أم خالد الآتية. ١٣٦٧:
أم أبيها بنت موسى بن جعفر ع.
توفيت سنة ٢٣١.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٣١: فيها ماتت أم أبيها بنت
موسى بن جعفر أخت علي الرضا انتهى. ١٣٦٨:
أم أحمد بن الحسين.
عن رجال الشيخ أنه قال في أصحاب الجواد ع أم أحمد بن
الحسين وهو أحمد بن داود البغدادي انتهى وليس لها ذكر في منهج المقال
والوسيط والنقد وغيرها ولا يبعد أن تكون أم أحمد هذه بنت الحسين فقيل
لابنها أحمد بن الحسين من قبل وهو أحمد بن داود البغدادي من قبل أبيه
ويأتي في أم الحسين بن موسى بن جعفر أم أحمد بنت موسى بن جعفر. ١٣٦٩:
أم إسحاق حارية محمد بن موسى بن محمد بن علي بن موسى الرضا
ع. في كشكول البهائي أنها مدفونة بقم في القبة التي فيها الست فاطمة
ع وقال أن محمد بن موسى هذا أول من ورد قم من السادات
الرضوية وردها من الكوفة سنة ٢٥٦ وتوفي بها سنة ٢٩٦. ١٣٧٠:
أم إسحاق بنت سليمان.
روى الكليني في الكافي في باب الرضاع وكتاب العقيقة والشيخ في
التهذيب في باب الحكم في أولاد المطلقات عن محمد بن العباس بن الوليد
عن أبيه عن أمه أم إسحاق بنت سليمان عن أبي عبد الله ع
هكذا حكي فليراجع. ١٣٧١:
أم الأسود بنت أعين بن سنسن الشيبانية بالولاء أخت زرارة بن
أعين.
في الخلاصة: أم الأسود بنت أعين عارفة قاله علي بن أحمد العقيقي
وهي التي أغمضت زرارة انتهى وذكرها أبو غالب الزراري أحمد بن
محمد بن سليمان في رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد في آل أعين
وعندنا نسختها نسخناها في طهران فقال عند ذكر أبناء أعين ولهم أخت
يقال لها أم الأسود ويقال أنها أول من عرف هذا الأمر يعني التشيع منهم
من جهة أبي خالد الكابلي انتهى وقد ذكرنا ذلك في الجزء الخامس عند
ذكر آل أعين. ويظهر من كلام الشهيد الثاني في شرح الدراية عند ذكر
الإخوة والأخوات من العلماء والرواة في مثال الثمانية أنها من العلماء والرواة
مع أخوتها وأنها تروي عن الصادق ع. ١٣٧٢:
أم أوفى العبدية.
في ثمار القلوب للثعالبي صاحب اليتيمة ص ٢٠٤ طبع مصر
سنة ١٣٢٦ ه يروي أن أم أوفى العبدية دخلت على عائشة رضي الله تعالى
عنها فقالت لها: يا أم المؤمنين ما تقولين في امرأة قتلت ابنا لها صغيرا.
فقالت: قد استحقت النار. قالت: إنه أصغر مما تظنين. قالت: قد
استوجبت النار فقالت: فما تقولين في امرأة قتلت من أبنائها الكبار ألوفا،
تعرض بيوم الجمل. فقالت: خذوا بيد عدوة الله انتهى. وعبد القيس
كانوا شيعة. ١٣٧٣:
أم أيمن مولاة رسول الله ص وحاضنته.
اسمها بركة. ١٣٧٤:
أم البراء.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب السجاد ع أم البراء وقيل هي
حبابة الوالبية انتهى. ١٣٧٥:
أم البراء بنت صفوان بن هلال.
في كتاب بلاغات النساء: أبو عبد الله محمد بن زكريا حدثنا
العباس بن بكار حدثنا سهيل بن أبي سفيان التميمي عن أبيه عن جعدة بن
هبيرة المخزومي قال: استأذنت أم البراء بنت صفوان بن هلال على معاوية
فاذن لها فدخلت في ثلاثة دروع تسحبها قد كارت على رأسها كورا كهيئة
المنسف فسلمت ثم جلست فقال كيف أنت يا بنت صفوان قالت بخير يا
أمير المؤمنين قال فكيف حالك قال ضعفت بعد جلد وكسلت بعد نشاط
قال شتان بينك اليوم وحين تقولين:
يا عمرو دونك صارما ذا رونق * عضب المهزة ليس بالخوار
اسرج جوادك مسرعا ومشمرا * للحرب غير معرد لفرار
أجب الامام ودب تحت لوائه * وأفر العدو بصارم بتار
يا ليتني أصبحت ليس بعورة * فأذب عنه عساكر الفجار
قالت قد كان ذاك يا أمير المؤمنين ومثلك عفا والله تعالى يقول عفا
الله عما سلف قال هيهات أما أنه لو عاد لعدت ولكنه اخترم دونك فكيف
قولك حين قتل قالت نسيته يا أمير المؤمنين فقال بعض جلسائه هو والله
حين تقول يا أمير المؤمنين:
يا للرجال لعظم هول مصيبة * فدحت فليس مصابها بالهازل
الشمس كاسفة لفقد إمامنا * خير الخلائق والإمام العادل
يا خير من ركب المطي ومن مشى * فوق التراب لمحتف أو ناعل
حاشا النبي لقد هددت قواءنا * فالحق أصبح خاضعا للباطل
فقال معاوية قاتلك الله يا بنت صفوان ما تركت لقائل مقالا اذكري
حاجتك قالت هيهات بعد هذا والله لا سألتك شيئا ثم قامت فعثرت فقالت
تعس شانئ علي فقال يا بنت صفوان زعمت أن لا أحبه قالت هو ما علمت
الخبر. ١٣٧٦:
أم البنين بنت حرام زوجة أمير المؤمنين ع وأم ولده العباس
وإخوته.
اسمها فاطمة بنت حرام بن خالد. ١٣٧٧:
أم البنين والدة الرضا ع.
اسمها سكن النوبة. ١٣٧٨:
أم جعفر بنت محمد بن جعفر.
روى عنها عمار بن مهاجر وروت عن أسماء بنت عميس كما ذكر في
مشيخة الفقيه في طريقه إلى أسماء بنت عميس.
(٤٧٥)

١٣٧٩: أم حبيب بنت أحمد بن موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي بن
موسى بن جعفر ع.
في الشجرة الطيبة عن تاريخ قم أنها جاءت من الكوفة إلى قم وكانت
مع أولاد أخيها محمد الأعرج. ١٣٨٠:
أم حبيبة بنت أبي سفيان صخر بن حرب زوجة النبي ص.
اسمها رملة قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص أم حبيبة. ١٣٨١:
أم حرام بنت ملحان.
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص، وفي الاستيعاب:
أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن
غنم بن عدي بن النجار زوج عبادة بن الصامت وأخت أم سليم وخالة
أنس بن مالك لا تقف لها على اسم صحيح وكان رسول الله ص يكرمها
ويزورها في بيتها ويقيل عندها ودعا لها بالشهادة فخرجت مع زوجها عبادة
غازية في البحر فلما وصلوا إلى جزيرة قبرص خرجت من البحر فقربت إليها
دابة لتركبها فصرعتها فماتت ودفنت في موضعها وذلك في إمارة معاوية
وخلافة عثمان ولم يعلم أنها من شرط كتابنا وذكرناها لذكر الشيخ لها. ١٣٨٢:
أم الحسن بنت الشهيد محمد بن مكي.
اسمها فاطمة. ١٣٨٣:
أم الحسن بنت الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر.
روت الحديث أخرج لها الحاكم في المستدرك في وفاة فاطمة الزهراء
ع رواية عن أخيها جعفر بن محمد رواها عيسى بن عبد الله العلوي عن
أبيه عنها، ويمكن كونها بنت عبد الله الآتية ونسبت إلى جدها ويؤيده أنهم لم
يذكروا في أولاد الباقر ع من اسمها أم الحسن أو تكنى باسم الحسن
وإنما ذكروا زينب وأم سلمة وقيل أن أم سلمة هي زينب. ١٣٨٤:
أم الحسن بنت عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين ع.
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٣٨٥:
أم الحصين.
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب:
أم الحصين بنت إسحاق الأحمسية روى عنها العيزار بن حريث ويحيى بن
حصين شهدت حجة الوداع انتهى ولم يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٣٨٦:
أم حكيم بنت عمرو بن سفيان الخولية.
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. ١٣٨٧:
أم خالد.
قال الكشي حدثني محمد بن مسعود عن علي بن الحسن قال
يوسف بن عمرو هو الذي قتل زيدا وكان على العراق وقطع يد أم خالد
وهي امرأة صالحة على التشيع وكانت مائلة إلى زيد بن علي ع. حدثني
محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن فضال عن العباس بن عامر
وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبي بصير قال
كنت جالسا عند أبي عبد الله ع إذ جاءت أم خالد التي كان قطعها
يوسف لتستأذن عليه فقال أيسرك ان تسمع كلامها فقلت نعم جعلت فداك
فقال أما فائذن فأجلسني على الطنفسة ثم دخلت وتكلمت فإذا هي امرأة
بليغة فسألته عن رجلين فقال لها توليهما قالت فأقول لربي إذا لقيته أنك
أمرتني بولايتهما قال نعم قالت فان هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني
بخلاف ذلك وكثير النوا يأمرني به فأيهما أحب إليك قال هذا والله وأصحابه
أحب إلي من كثير النوا وأصحابه إن هذا يخاصم فيقول من لم يحكم بما أنزل
الله الآيات الثلاث فلما خرجت قال إني خشيت أن تذهب فتخبر كثير
النوا فيشهرني بالكوفة اللهم إني إليك من كثير النوا برئ في الدنيا والآخرة
انتهى. ١٣٨٨:
أم خالد البربرية.
اسمها حبيبة وتكنى أم داود بابنها داود بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع وقيل اسم أم داود فاطمة بنت عبد الله بن
إبراهيم ويحتمل كون فاطمة أمه وحبيبة مرضعته وذكرتا في بابيهما. ١٣٨٩:
أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص.
اسمها أمة بنت خالد عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول
ص وفي الاستيعاب: أمة بنت خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد
شمس تكنى أم خالد مشهورة بكنيتها ولدت بأرض الحبشة تزوجها الزبير بن
العوام وولدت له عمرو بن الزبير وخالد بن الزبير وبه كانت تكنى روت عن
النبي ص أنها سمعته يتعوذ من عذاب القبر انتهى ولم يعلم أنها من
شرط كتابنا. ١٣٩٠:
أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية.
تابعية لم تر النبي ص ورأت أصحابه وهي من
أهل الكوفة معروفة بالذكاء والفصاحة والبلاغة والولاء لأمير المؤمنين ع
وحضرت معه حرب صفين روى صاحب بلاغات النساء قال حدثني عبد
الله بن سعد حدثنا إبراهيم بن عبد الله المقدمي أخبرنا محمد بن الفضل
المكي أخبرنا إبراهيم بن محمد الشافعي عن خالد بن الوليد المخزومي عن
سعد بن حذاقة الجمحي وحدثونيه عن العباس بن بكار عن عبيد الله بن
عمر الغساني عن الشعبي. ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد عن عبد
الله بن عمر الغساني عن الشعبي قال كتب معاوية إلى واليه بالكوفة أن
أوفد علي أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية برحلة محمودة الصحبة
غير مذمومة العاقبة واعلم أني مجازيك بقولها فيك بالخير خيرا وبالشر شرا
فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فاقرأها إياه فقالت أما أنا فغير زائغة عن
طاعة ولا معتلة بكذب ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في
صدري تجري مجرى النفس يغلي بها غلي المرجل بحب البلسن يوقد
بجزل السمر فلما شيعها وأراد مفارقتها قال لها يا أم الخير إن معاوية قد
ضمن لي عليه أن يقبل قولك في بالخير خيرا وبالشر شرا فانظري كيف
تكونين قالت يا هذا لا يطمعك والله برك بي في تزويقي الباطل ولا تؤيسنك
معرفتك إياي أن أقول فيك غير الحق فسارت خير مسير فلما قدمت على
معاوية. أنزلها مع الحرم ثلاثا ثم أذن لها في اليوم الرابع وجمع لها الناس
(٤٧٦)

فدخلت عليه فقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال وعليك السلام
وبالرغم والله منك دعوتني بهذا الاسم فقالت: مه يا هذا فان بديهة
السلطان مدحضة لما يحب علمه قال صدقت يا خالة وكيف رأيت مسيرك
قالت لم أزل في عافية وسلامة حتى أوفدت إلى ملك جزل وعطاء بذل فانا
في عيش أنيق عند ملك رفيق فقال معاوية بحسن نيتي ظفرت بكم وأعنت
عليكم قالت مه يا هذا لك والله من دحض المقال ما تردي عاقبته قال ليس
لهذا أردناك قالت إنما أجري في ميدانك إذا أجريت شيئا أجريته فاسال عما
بدا لك قال كيف كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر قالت لم أكن والله
رويته قبل ولا زورته بعد وإنما كانت كلمات نفثها لساني حين الصدمة فان
شئت أن أحدث لك مقالا غير ذلك فعلت قال لا أشا ذلك ثم التفت إلى
أصحابه فقال أيكم يحفظ كلام أم الخير قال رجل من القوم أنا أحفظه يا
أمير المؤمنين كحفظي سورة الحمد قال هاته قال نعم كأني بها يا أمير
المؤمنين وعليها برد زبيدي كثيف الحاشية وهي على جمل أرمك وقد
أحيط حولها حواء وبيدها سوط منتشر الظفرة وهي كالفحل يهدر في
شقشقته تقول: يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم ان
الله قد أوضح لكم الحق وأبان الدليل ونور السبيل ورفع العلم فلم يدعكم
في عمياء مبهمة ولا سوداء مدلهمة فإلى أين تريدون رحمكم الله أفرارا عن
أمير المؤمنين أم فرارا من الزحف أم رغبة عن الاسلام أم ارتدادا عن الحق
أما سمعتم الله عز وجل يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم
والصابرين ونبلو أخباركم ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول: اللهم
قد عيل الصبر وضعف اليقين وانتشر الرعب وبيدك يا رب أزمة القلوب
فاجمع اللهم الكلمة على التقوى وألف القلوب على الهدى واردد الحق إلى
أهله هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والوصي الوفي والصديق الأكبر
إنها إحن بدرية وأحقاد جاهلية وضغائن أحدية وثب بها معاوية حين الغفلة
ليدرك بها ثارات بني عبد شمس ثم قالت: قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان
لهم لعلهم ينتهون صبرا معشر الأنصار والمهاجرين قاتلوا على بصيرة من
ربكم وثبات من دينكم وكأني بكم غدا وقد لقيتم أهل الشام كحمر
مستنفرة فرت من قسورة لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا
الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى وعما قليل
ليصبحن نادمين حتى تحل بهم الندامة فيطلبون الإقالة ولات حين مناص أنه
والله من ضل عن الحق وقع في الباطل ومن لم يسكن الجنة نزل النار أيها
الناس إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستبطأوا مدة الآخرة
فسعوا لها والله أيها الناس لولا أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر
الظالمون وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش
وطيبه فإلى أين تريدون رحمكم الله عن ابن عم رسول الله ص وزوج ابنته
وأبي ابنيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته
وعلم المسلمين وابان ببغضه المنافقين فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل
بمعونته ويمضي على سنن استقامته لا يعرج لراحة الدأب وها هو ذا مفلق
الهام ومكسر الأصنام صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون فلم يزل
كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وهزم الأحزاب وقتل الله به
أهل خيبر وفرق جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقا
وردة وشقاق وزادت المؤمنين ايمانا قد اجتهدت في القول وبالغت في
النصيحة وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فقال معاوية
والله يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام الا قتلي والله لو قتلتك ما حرجت في
ذلك وقالت والله ما يسؤني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يدي من يسعدني
لله بشقائه قال هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان بن عفان
قالت وما عسيت أن أقول فيه استخلفه الناس وهم له كارهون وقتلوه وهم
راضون قال معاوية أيها يا أم الخير هذا والله أصلك الذي تبنين عليه!
قالت لكن الله يشهد والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا ما أردت لعثمان
نقصا ولكن كان سابقا إلى الخير وإنه لرفيع الدرجة قال فما تقولين في طلحة بن
عبيد الله؟ قالت وما عسى أقول في طلحة اغتيل من مأمنه وأتى من حيث لم
يحذر وقد وعده رسول الله ص الجنة! قال فما تقولين في الزبير؟ قالت يا
هذا لا تدعني كرجيع الصبيغ يعرك في المركن قال حقا لتقولين ذلك وقد
عزمت عليك؟ قالت وما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول الله ص
وحواريه وقد شهد له رسول الله ص بالجنة ولقد كان سباقا إلى كل مكرمة
في الاسلام، وإني أسألك بحق الله يا معاوية فان قريشا تحدثت أنك أحلمها
أن تسعني بفضل حلمك وأن تعفيني من هذه المسائل وامض لما شئت من
غيرها! قال نعم وكرامة قد أعفيتك منها قال المؤلف: يقصد معاوية
باستدعائه أمثال أم الخير من شديدي الموالاة لأمير المؤمنين ع أمرين،
الأول: تبكيتهن وإظهار الشماتة كما يدل عليه قوله بحق ما دعوتني بهذا
الاسم، وبحسن نيتي ظفرت بكم وغير ذلك. والثاني: إظهار الحلم على
من لا يخاف منه ولا يخشى سطوته، ولو كان حليما لما فعل ما فعل بعبد
الله بن هاشم المرقال وبحجر وأصحابه وبعمرو بن الحمق وغيرهم. ١٣٩١:
أم الخير بنت عبد الله بن الإمام الباقر ع.
نقل ابن داود في رجاله عن رجال الشيخ أنه عدها من أصحاب
الصادق ع قال الميرزا في الرجال الكبير والوسيط والظاهر أنها أم
الحسن المتقدمة انتهى وذلك لانفراد ابن داود بنقلها، وكون كتابه كثير
الأغلاط فصحف أم الحسن بأم الخير. ١٣٩٢:
أم داود.
التي ينسب إليها عمل داود في اليوم الخامس عشر من رجب اسمها
حبيبة وتكنى أم خالد البربرية وقيل اسمها فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم
ويحتمل كون فاطمة
أم داود وحبيبة مرضعته كما مر في أم خالد. ١٣٩٣:
أم ذريح العبدية.
قال ابن أبي الحديد قال أبو مخنف أن عليا ع دفع مصحفا يوم
الجمل إلى غلام اسمه مسلم ليدعو أهل الجمل إلى ما فيه فقطعوا يديه
(٤٧٧)

وقتلوه فقالت أم ذريح العبدية في ذلك:
يا رب ان مسلما أتاهم * بمصحف أرسله مولاهم
للعدل والايمان قد دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
فخضبوا من دمه ظباهم * وأمهم واقفة تراهم
تأمرهم بالغي لا تنهاهم
وفي رواية الطبري في تاريخه أن التي رثته هي أمه قال: إن أم الفتى
قالت ترثيه:
لا هم إن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم
وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم
قد خضبت من علق لحاهم
وفي رواية أخرى للطبري أن اسم الفتى مسلم بن عبد الله وأن أم
مسلم قالت ترثيه:
لا هم أن مسلم أتاهم * مستسلما للموت إذ دعاهم
إلى كتاب الله لا يخشاهم * فرملوه من دم إذ جاءهم
وأمهم قائمة تراهم * يأتمرون الغي لا تنهاهم
ويمكن أن يكون كل من أمه وأم ذريح قد رثته والله أعلم. ١٣٩٤:
السيدة أم رستم زوجة فخر الدولة وأم مجد الدولة أبي طالب رستم
وأخيه عين الدولة أبي شجاع أحمد ولدي فخر الدولة علي بن الحسين بن
بويه الديلمي.
توفيت سنة ٤١٩ في العراق كما ذكر ابن الأثير.
لم نعرف اسمها. في كتاب أحسن القصص ودافع الغصص لأحمد بن
نصر الله الدبيلي التتوي السندي المعروف بقاضي زاده كما في نسخة مخطوطة
في الخزانة الرضوية أنها كانت مدبرة عاقلة زمانها وحكمت العراق عدة
سنين بالاستقلال فأمنت البلاد وأرسلت نوابا إلى كل واحد من السلاطين،
وكانت تجيب أجوبة شافية بدون مشورة أحد انتهى. وفي مسودة الكتاب
ولا أدري الآن من أين نقلته أنها كانت هي المالكة للأمر في الري وتوابعها
وكان ولدها مجد الدولة إذ ذاك طفلا صغيرا فلما كبر دخل في مهام الأمور
وبعد مدة جعل يخالف أمه فجاءت سرا إلى كردستان ونزلت عند حاكمها
بدر بن حسنويه، فأكرمها وجهزت الجيوش لحرب ابنها وتوجهت نحو
الري، وجاء ولدها مجد الدولة لحرب أمه فكانت لها الغلبة عليه، فأخذت
مجد الدولة واستقر ملكها في البلاد، وعمرت ما كان خرابا واشتغلت
باصلاح المملكة على أحسن وجه، وكانت تكاتب الملوك والوزراء. وفي
أحسن القصص المتقدم ذكره أنه كتب إليها السلطان محمود الغزنوي
يطلب منها أن تكون الخطبة والسكة في العراق باسمه والا فالحرب فكتبت
اليه في الجواب بعد الامتناع عن ذلك أنه إلى وقت كان زوجي فيه حيا كان
في الأمر دغدغة وهو أنه إذا أمر السلطان بهذا فما يكون التدبير أما اليوم فقد
فرغت من هذه الدغدغة فان السلطان عاقل يعلم أن الحرب يجوز فيها أن
يكون غالبا ومغلوبا فان تكن أنت الغالب فلا فخر لك لأنه يقال أنك
غلبت امرأة وإن تكن الأخرى يكن العار عليك لأن امرأة غلبتك فكان هذا
الجواب رادعا له عن حربها وما دامت في الحياة لم يكن له عزم على فتح
العراق انتهى وبعد مدة عفت عن مجد الدولة وجعل يباشر الأمور ولكنما
أزمة الأمور كانت بيدها ونصبت ابنها الآخر شمس الدولة حاكما في همذان
وأبا جعفر كاكويه حاكما على أصفهان وكانت الأمور منتظمة على عهدها على
أحسن وجه فلما توفيت اختل أمر الملك فاستولى السلطان محمود الغزنوي في
حدود سنة ٤٢٠ على العراق وأخذ مجد الدولة وابنه اسور وخواصه وقيدهم
وأرسلهم إلى غزنة انتهى وفي مجمع الآداب ومعجم الألقاب لعبد
الرزاق بن الفوطي قال أبو إسحاق الصابي في تاريخه: كان أهل أصبهان قد
شغبوا على المتولين وأشير على السيدة أم مجد الدولة رستم بان يسيروا إلى
أصفهان بعض الأهل فاتفقوا على إنفاذ ولدها عين الدولة أبي شجاع أحمد
فسكن البلد بوروده ثم أن أهل أصبهان عادوا إلى ما كانوا عليه ولما علمت
السيدة بذلك أنفذت إلى أصفهان ابن خالها علاء الدولة محمدا في شهر
شوال فساس الناس أحسن سياسة انتهى وقال ابن الأثير: أنه لما توفي
زوجها فخر الدولة كانت مفاتيح الخزائن بالري عندها، ممن يدل على
تسلطها في أيام زوجها. ١٣٩٥:
أم رعلة القشيرية.
في الإصابة: رعلة بكسر أوله وسكون المهملة. وفي أسد الغابة: أم
رعلة القشيرية أوردها جعفر المستغفري روى باسناد ضعيف عن الأوزاعي
عن عطاء عن ابن عباس قال: وفدت إلى النبي ص امرأة يقال لها أم رعلة
القشيرية وكانت امرأة ذات لسان وفصاحة فقالت السلام عليك يا رسول
الله ورحمة الله وبركاته أنا ذوات الخدور ومحل ازر البعول ومربيات الأولاد
وممهدات المهاد ولاحظ لنا في الجيش الأعظم فعلمنا شيئا يقربنا إلى الله عز
وجل فقال لها النبي ص عليكن بذكر الله عز وجل آناء الليل وأطراف النهار
وغض البصر وخفض الصوت الحديث أخرجه أبو موسى انتهى وفي
الإصابة بعد ما أورد الحديث كما مر قال وفيه وقالت يا رسول الله إني امرأة
مقينة أقين النساء وأزينهن لأزواجهن فهل هو حوب فأثبط عنه فقال لها يا أم
رعلة قينيهن وزينيهن إذا كسدن. ثم غابت في حياة رسول الله ص وأقبلت
في أيام الردة فذكر لها قصة في الحزن على النبي ص وتطوافها بالحسن
والحسين أزقة المدينة تبكي عليه وأنشد لها مرثية منها:
يا دار فاطمة المعمور ساحنها * هيجت لي حزنا حييت من دار
قال ثم ساق أبو موسى بسنده عن ابن عياش: قدمت القشيرية مع
زوجها أبي رعلة وكانت امرأة بدوية ذات لسان فكان النبي ص بها معجبا
وذكر نحوه وقال في آخر الحديث فهاجت المدينة ماتما فلم يبق دار من دور
الأنصار الا وأهلها يبكون انتهى ومن تطوافها بالحسنين ع
وخطابها الزهراء ع بهذا الشعر قد يستظهر أنها من شرط كتابنا. ١٣٩٦:
أم رومان.
في الاستيعاب: توفيت زعموا في ذي الحجة سنة ٤ أو ٥ عام
الخندق وقال الزبير سنة ٦ وفي الإصابة ان وفاتها متأخرة عن سنة ٨ لأن
لها ذكرا في حديث التخيير الذي كان سنة ٩.
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب: أم
رومان يقال بفتح الراء وضمها هي بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن
(٤٧٨)

عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة
هكذا نسبها مصعب وخالفه غيره امرأة أبي بكر الصديق وأم عائشة وعبد
الرحمن ابنيه ثم قال نزل رسول الله ص قبرها واستغفر لها وقال اللهم لم
يخف عليك ما لقيت أم رومان فيك وفي رسولك. ثم روى خبر هجرتها
وروى أيضا ما حاصله أنه لما هاجر النبي ص أرسل أبا رافع مولاه فاحضر
ابنتيه فاطمة وأم كلثوم انتهى والمروي كما مر في الجزء الثاني أن الذي
أحضر الفواطم وفيهن فاطمة الزهراء هو علي بن أبي طالب وهو الموافق
للاعتبار ثم حكى عن الواقدي أن أم رومان كانت تحت عبد الله بن
الحارث بن سبنجرة بن جرثومة الخير بن غادية بن مرة الأزدي فمات فخلف
عليها أبو بكر انتهى وفي أسد الغابة قال ابن إسحاق أم رومان اسمها
زينب بنت عبد بن دهمان أحد بني فراس بن غنم. ثم قال اختلف في
اسمها فقيل زينب وقيل دعد انتهى وفي الطبقات الكبير لابن سعد
أسلمت أم رومان بمكة قديما وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول
الله ص وولده وأهل أبي بكر وكانت امرأة صالحة وتوفيت في عهد النبي ص
بالمدينة في ذي الحجة سنة ٦ من الهجرة انتهى ولم يعلم أنها من شرط
كتابنا. ١٣٩٧:
أم سعيد الأحمسية.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع أم سعيد الأحمسية أم
ولد لجعفر بن أبي طالب انتهى وعن كامل الزيارة أنه روى فيه عن ابن
أبي عمير ويونس بن يعقوب وأبي داود المسترق وحسين الأحمسي وأحمد بن
رزق الغمشاني عنها عن الصادق ع. ١٣٩٨:
أم سلمة أم المؤمنين.
اسمها هند بنت أبي أمية حذيفة وقيل سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن
عمرو بن مخزوم وفي الاستيعاب يقال اسمها رملة وليس بشئ. ١٣٩٩:
أم سلمة بنت الامام أبي جعفر محمد الباقر ع.
كانت زوجة محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن الإمام زين
العابدين ع وولدت له إسماعيل بن محمد الأرقط ولها خبر مع أخيها
الإمام جعفر الصادق ع حين مرض ولدها إسماعيل فعلمها أخوها
الصادق ع دعاء فشفي ولدها ذكرناه في ترجمة إسماعيل المذكور. ١٤٠٠:
أم سلمة أم محمد بن مهاجر الثقة من أصحاب الصادق ع.
في التعليقة: يروي ابن أبي عمير عنها عن الصادق ع انتهى
وفي العلل أخبرني علي بن حاتم حدثنا العباس بن محمد عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن محمد بن مهاجر عن أمه أم سلمة قالت: خرجت إلى مكة فصحبتني
امرأة من المرجئة فلما أتينا الربذة أحرم الناس وأحرمت معهم فاخرت
إحرامي إلى العقيق فقالت يا معشر الشيعة تخالفون في كل شئ يحرم الناس
من الربذة وتحرمون من العقيق وكذلك تخالفون في الصلاة على الميت يكبر
الناس أربعا وتكبرون خمسا وهي تشهد على الله أن التكبير على الميت أربع
قالت فدخلت على أبي عبد الله ع فقلت له أصلحك الله صحبتني امرأة
من المرجئة فقالت كذا وكذا فأخبرته بمقالتها فقال أبو عبد الله ع كان
رسول الله ص إذا صلى على الميت كبر فتشهد ثم كبر فصلى على النبي ودعا
ثم كبر واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم كبر فدعا للميت ثم يكبر وينصرف
فلما نهاه الله عن الصلاة على المنافقين كبر وتشهد ثم كبر فصلى على النبي ثم
كبر فدعا للمؤمنين والمؤمنات ثم كبر الرابعة وانصرف ولم يدع للميت
انتهى وهو كما تراه صريح في تشيعها ويؤيده كون ولدها محمد وابنه
إسماعيل من الشيعة. ١٤٠١:
أم سليط.
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب أم
سليط امرأة من المبايعات حضرت مع رسول الله ص يوم أحد قال عمر بن
الخطاب كانت تزفر لنا القرب يوم أحد انتهى أي تحمل القرب المملوءة
ماء. وفي الإصابة: هي أم قيس بنت عبيد ذكر ذلك ابن سعد كما يأتي في
حرف القاف ثم ذكر غيره أنها تزوجت بعد أبي سليط مالك بن سنان والد
أبي سعيد الخدري فولدت له أبا سعيد فهو أخو سليط بن أبي سليط لأمه
انتهى ولم يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٤٠٢:
أم سليم.
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وذكر في الإصابة
ست نساء صحابيات تكنى كل منهن أم سليم وهن أم سليم بنت حكيم وأم
سليم بنت خالد بن يعيش وأم سليم بنت سحيم الغفارية وأم سليم بنت
عمرو بن عباد وأم سليم بنت قيس بن عمرو وأم سليم بنت ملحان وفي
الاستيعاب وأسد الغابة ذكر اثنتين فقط وهما أم سليم بنت سحيم اسمها
أمة أو أمية بنت أبي الحكم الغفارية وأم سليم بنت ملحان والظاهر أن
الثانية هي التي أرادها الشيخ لاشتهارها من بينهن. في الاستيعاب أم سليم
بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن
عدي بن النجار اختلف في اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل رميثة وقيل
مليكة ويقال الغميصاء أو الرميصاء كانت تحت مالك بن النضر أبي انس بن
مالك في الجاهلية فولدت له انس بن مالك فلما جاء الاسلام أسلمت مع
قومها وعرضت الاسلام على زوجها فغضب عليها وخرج إلى الشام فهلك
هناك ثم خلف عليها بعده أبو طلحة الأنصاري خطبها مشركا فلما علم أنه
لا سبيل له إليها الا بالاسلام أسلم وتزوجها وحسن اسلامه فولدت له
غلاما مات صغيرا ثم ولدت له عبد الله ابن أبي طلحة فبورك فيه وهو والد
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الفقيه واخوته وكانوا عشرة كلهم حمل عنه
العلم وروت أم سليم عن النبي ص أحاديث وكانت من عقلاء النساء روى
عنها ابنها انس انتهى وفي أسد الغابة خطبها أبو طلحة الأنصاري وهو
مشرك فقالت أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد ولكنك كافر وأنا امرأة
مسلمة فان تسلم فلك مهري ولا أسألك غيره فاسلم وتزوجها. وفي
الإصابة بسنده أن أبا طلحة خطب أم سليم أعني قبل أن يسلم فقال يا
أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبده نبت من الأرض قال بلى قالت
أفلا تستحي تعبد شجرة إن أسلمت فاني لا أزيد منك صداقا غيره فاسلم
وبسنده أن النبي ص كان يزور أم سليم فتتحفه بالشئ للترف تصنعه له
وأنه قال إني أرحمها قتل أخوها وأبوها معي قال وكانت تغزو مع رسول الله
ص ولها قصص مشهورة منها ما أخرجه ابن سعد أنها اتخذت خنجرا يوم حنين
فقال أبو طلحة يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقالت اتخذته إن دنا
مني أحد من المشركين بقرت به بطنها ومنها لما مات ولدها من أبي طلحة
فلما سال عنه قالت هو أسكن ما كان فظن أنه عوفي وقام فاكل ثم تزينت له
وتطيبت فلما أصبح قالت له احتسب ولدك فذكر لك للنبي ص فقال بارك
(٤٧٩)

الله لكما في ليلتكما فجاءت بولد هو عبد الله بن أبي طلحة فأنجب ورزق
أولادا اقرأ القرآن منهم عشرة ولما قدم النبي ص المدينة قالت يا رسول الله
هذا انس يخدمك انتهى ولم يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٤٠٣:
أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية.
في كتاب بلاغات النساء: أبو عبد الله محمد بن زكريا حدثنا
العباس بن بكار حدثني عبد الله بن سليمان المديني عن أبيه عن سعيد بن
حذاقة، ورواه ابن عبد ربه في العقد الفريد عن سعيد بن أبي حذاقة قال:
حبس مروان بن الحكم غلاما من بني ليث في جناية جناها بالمدينة فاتته جدة
الغلام أم أبيه وهي أم سنان بنت خيثمة بن خرشة المذحجية فكلمته في
الغلام فاغلظ لها مروان فخرجت إلى معاوية فدخلت عليه فانتسبت له فقال
مرحبا بك يا بنت خيثمة ما أقدمك أرضي وما عهدتك تنشئين قربي وتحضين
علي عدوي قالت يا أمير المؤمنين إن لبني عبد مناف أخلاقا طاهرة وأعلاما
ظاهرة لا يجهلون بعد علم ولا يسفهون بعد حلم ولا يتعقبون بعد عفو
فأولى الناس باتباع سنن آبائه لأنت قال صدقت نحن كذلك فكيف قولك:
عزب الرقاد فمقلتي لا ترقد * والليل يصدر بالهموم ويورد
يا آل مذحج لا مقام فشمروا * ان العدو لآل أحمد يقصد
هذا علي كالهلال يحفه * وسط السماء من الكواكب أسعد
خير الخلائق وابن عم محمد * وكفى بذاك لمن شناه تهدد
ما زال مذ عرف الحروب مظفرا * والنصر فوق لوائه ما يفقد
قالت كان ذلك يا أمير المؤمنين وإنا لنطمع بك خلفا فقال رجل من
جلسائه كيف ذلك يا أمير المؤمنين وهي القائلة أيضا:
أما هلكت أبا الحسين فلم تزل * بالحق تعرف هاديا مهديا
فاذهب عليك صلاة ربك ما دعت * فوق الغصون حمامة قمريا
قد كنت بعد محمد خلفا لنا * أوصى إليك بنا فكنت وفيا
فاليوم لا خلف نؤمل بعده * هيهات نمدح بعده إنسيا
قالت يا أمير المؤمنين لسان نطق وقول صدق ولئن تحقق فيك ما ظننا
فحظك أوفر والله ما أورثك الشناءة في قلوب المسلمين الا هؤلاء فأدحض
مقالتهم وأبعد منزلتهم فإنك إن فعلت ازددت بذلك من الله تبارك وتعالى
قربا ومن المؤمنين حبا قال وإنك لتقولين ذلك قالت يا سبحان الله والله ما
مثلك من مدح بباطل ولا اعتذر إليه بكذب وانك لتعلم ذلك من رأينا
وضمير قلوبنا كان والله علي ع أحب الينا من غيرك إذ كنت باقيا قال ممن
قالت من مروان بن الحكم وسعيد بن العاص إلى أن قال معاوية: وانهما
ليطمعان في قالت هما والله لك من الرأي على مثل ما كنت عليه لعثمان
رحمه الله قال والله لقد قاربت فما حاجتك قالت إن مروان بن الحكم تبنك
بالمدينة تبنك من لا يريد البراح منها لا يحكم بعدل ولا يقضي بسنة يتتبع
عثرات المسلمين ويكشف عورات المؤمنين حبس ابن ابنيه فاتيته فقال كيت
وكيت فألقمته أخشن من الحجر وألقعته أمر من الصبر ثم رجعت إلى نفسي
باللائمة فاتيتك يا أمير المؤمنين لتكون في أمري ناظرا وعليه معديا قال
صدقت لا أسألك عن ذنبه ولا عن القيام بحجته اكتبوا لها باخراجه
الخبر. ١٤٠٤:
أم السيدين الرضي والمرتضى.
اسمها فاطمة بنت الناصر أبي محمد الحسن بن أحمد. ١٤٠٥:
أم السيدين علي وأحمد ابني موسى بن جعفر بن طاوس.
في رياض العلماء: أم السيد ابن طاوس كانت من أجلة العلماء ذكرها
بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشايخ
فقال ومنهم أم السيد ابن طاوس علي وهي بنت الشيخ الطوسي أجاز لها
جميع مصنفاته وروايته ويثني عليها بالفضل انتهى والعبارة المنقولة في
الرياض عن تلك الرسالة كانت ناقصة لأنه نقلها عن نسخة فيها سقم.
والمظنون أن صوابها ما ذكرناه ولها أخت أخرى من أهل العلم والفضل ومرتا في
ج ٦ بعنوان ابنتا الشيخ الطوسي ويأتيان في أم محمد بن إدريس وقد أجازاهما
أبوهما وأخوهما بجميع مصنفاتهما ورواياتهما وأثنيا عليهما بالفضل. ١٤٠٦:
أم شريك.
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص والنساء التي تكنى بأم
شريك من الصحابيات أكثر من واحدة ولا يعلم أن واحدة منهن من شرط
كتابنا وهن: ١٤٠٧:
أم شريك بنت أنس بن رافع بن امرئ القيس بن زيد الأنصاري من
بني عبد الأشهل.
في أسد الغابة بايعت رسول الله ص قاله ابن حبيب. ١٤٠٨:
وأم شريك بنت جابر بن حكيم.
في الطبقات الكبير لابن سعد: أم شريك واسمها غزية بنت جابر بن
حكيم كان محمد بن عمر الواقدي يقول: هي من بني معيص بن
عامر بن لؤي وكان غيره يقول هي دوسية من الأزد ثم روى عن الواقدي
بسنده: كانت أم شريك امرأة من بني عامر بن لؤي معيصية وأنها وهبت
نفسها لرسول الله ص فلم يقبلها فلم تتجوز حتى ماتت ثم روى بسنده أن
النبي ص تزوج أم شريك الدوسية وبسنده أن المرأة التي وهبت نفسها
للنبي ص هي أم شريك امرأة من الأزد وبسنده أن المرأة في قوله تعالى:
وامرأة مؤمنة الآية هي أم شريك الدوسية. وبسنده في حديث طويل
حاصله أنه أسلم أبو العكر زوج أم شريك غزية بنت جابر الدوسية من
الأزد فهاجر مع دوس حين هاجروا فجاء أهله إلى أم شريك فقالوا لعلك
على دينه قالت أي والله فعذبوها يطعمونها الخبز بالعسل ولا يسقونها
ووضعوها في الشمس وهم قائظون ثلاثة أيام قالت حتى ذهب عقلي
وسمعي وبصري وقالوا لها في اليوم الثالث اتركي ما أنت عليه فأشارت
بإصبعها إلى السماء بالتوحيد وقد بلغ بها الجهد إذ وجدت برد دلو على
صدرها فشربت ثم رفع ثم دلي فشربت هكذا ثلاث مرات وأهرقت
عليها منه فنظروا إليها فقالوا من أين لك هذا يا عدوة الله قالت إن عدوة الله
غيري هذا من عند الله فاسرعوا إلى قربهم وأداواهم فوجدوها موكاة
فأسلموا. قال وهي التي وهبت نفسها للنبي ص وهي من الأزد وكانت
جميلة فقبلها النبي ص فقالت عائشة ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير
قالت أم شريك انا تلك فسماها الله مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي فلما نزلت
هذه الآية قالت عائشة ان الله ليسرع لك في هواك قال محمد بن عمر
الواقدي رأيت من عندنا يقولون أن هذه الآية نزلت في أم شريك وأن
(٤٨٠)

الثبت عندنا أنها امرأة من دوس من الأزد الا في رواية أنها من بني عامر بن
لؤي معيصية وقال روت أم شريك عن رسول الله ص أحاديث منها
بالاسناد عن سعيد بن المسيب عنها أمر رسول الله ص بقتل الوزغان
انتهى وفي الاستيعاب: أم شريك القرشية العامرية اسمها غزية وقيل
غزيلة بنت دودان بن عوف بن عمرو بن عامر بن رواحة بن حجر ويقال
حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وقيل في نسبها أم شريك بنت
عوف بن جابر بن ضباب بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.
يقال إنها التي وهبت نفسها للنبي ص واختلف في ذلك وقيل في جماعة سواها
ذلك روى عنها سعيد بن المسيب وجابر بن عبد الله يقال إنها المذكورة في
حديث فاطمة بنت قيس بقوله ع اعتدي في بيت أم شريك. وقد
ذكرها بعضهم في أزواج النبي ص ولا يصح من ذلك شئ لكثرة
الاضطراب فيه ومن زعم أن النبي ص تزوجها قال كان ذلك بمكة وكانت
عند أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزدي فولدت له شريكا وقيل كانت
تحت الطفيل بن الحارث فولدت له شريكا والأول أصح وقيل أن أم شريك
الأنصارية تزوجها رسول الله ص ولم يدخل بها لأنه كره غيرة نساء الأنصار
انتهى وفي الإصابة غزيلة بالتصغير وغزية بتشديد اللام وقيل بفتح أوله
قال أبو عمر من زعم أن رسول الله ص نكحها قال كان ذلك بمكة
انتهى وهو عجيب فان قصة الواهبة نفسها إنما كانت بالمدينة وفي أسد
الغابة أم شريك الدوسية من المهاجرات ذكرها ابن منده وقال أبو نعيم هي
عندي العامرية انتهى وفي الإصابة فعلى هذا تكون نسبتها إلى بني عامر
من طريق المجاز مع أنه يحتمل العكس بان تكون قرشية عامرية فتزوجت في
دوس ثم قال والذي يظهر أن أم شريك واحدة اختلف في نسبتها أنصارية
أو عامرية من قريش أو أسدية من دوس واجتماع هذه النسب الثلاث ممكن
كان يقول قرشية تزوجت في دوس فنسبت إليهم ثم تزوجت في الأنصار
فنسبت إليهم أو لم تتزوج بل هي نسبت أنصارية بالمعنى الأعم انتهى. ١٤٠٩:
وأم شريك بنت جابر الغفارية.
في الاستيعاب ذكرها أحمد بن صالح البصري في أزواج النبي ص
هكذا انتهى وفي أسد الغابة قال ابن حبيب بايعت النبي ص. ١٤١٠:
وأم شريك بنت خالد بن خنيس بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن
ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة.
في الطبقات الكبير لابن سعد تزوجها أنس بن رافع بن امرئ
القيس بن زيد بن عبد الأشهل فولدت له الحارث بن أنس وأسلمت
وبايعت رسول الله ص انتهى وفي أسد الغابة بايعت رسول الله ص قاله
ابن حبيب انتهى. ١٤١١:
أم عبد الله بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق ع.
في معجم البلدان: بالقرافة الصغرى في مصر مشهد فيه قبر يحيى بن
الحسين بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقبر أم عبد الله بنت
القاسم بن محمد بن جعفر الصادق. ١٤١٢:
أم عثمان.
اسمها جويرية روى الكليني في الكافي في باب أن الولاء لمن أعتق
عن بكر بن محمد الأزدي عن جويرية قالت مر بي أبو عبد الله ع وأنا في
المسجد الحرام انتظر مولى لنا فقال لي يا أم عثمان الحديث. ١٤١٣:
أم عمر بنت الصلت.
قال ابن الأثير: كانت تتشيع فاتت زيدا يوم خرج بالكوفة تسلم
عليه، وكانت جميلة حسناء قد دخلت في السن ولم يظهر عليها فخطبها زيد
إلى نفسه، فاعتذرت بالسن وقالت لي ابنة هي أجمل مني وأبيض وأحسن دلا
وشكلا فضحك زيد ثم تزوجها. وكانت ابنتها تلك هي ابنة عبد الله بن
أبي العنبس الأزدي انتهى. ١٤١٤:
أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
في مناقب ابن شهرآشوب عن عبد الملك بن عمير والحاكم والعباس
قالوا خطب لحسن ع عائشة بنت عثمان فقال مروان أزوجها عبد
الله بن الزبير فلما قبض الحسن ع ومضت أيام من وفاته كتب
معاوية إلى مروان وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب أم كلثوم بنت عبد
الله بن جعفر لابنه يزيد فاتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك فقال عبد الله
إن أمرها ليس إلي إنما هو إلى سيدنا الحسين ع وهو خالها فأخبر
الحسين بذلك فقال أستخير الله تعالى اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل
محمد فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله ص أقبل
مروان حتى جلس إلى الحسين ع وعنده من الجلة وقال: إن أمير
المؤمنين أمرني أن أخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد وأن
أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع
قضاء دين أبيها واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم، والعجب
كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له، وبوجهه يستسقى الغمام فرد
خيرا يا أبا عبد الله، فقال الحسين ع: الحمد لله الذي اختارنا
لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه ثم قال: يا مروان قد قلت
فسمعنا أما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ فلعمري لو أردنا ذلك ما
عدونا سنة رسول الله ص في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية
يكون أربعمائة وثمانين درهما وأما قولك مع قضاء دين أبيها فمتى كان نساؤنا
يقضين عنا ديوننا، وأما صلح ما بين هذين الحيين فانا قوم عاديناكم في الله
فلم نكن نصالحكم للدنيا فلعمري لقد أعيا النسب فكيف السبب وأما
قولك العجب ليزيد كيف يستمهر فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أبي
يزيد ومن جد يزيد، وأما قولك أن يزيد كفو من لا كفو له فمن كان كفوه
اليوم ما زادته إمارته في الكفاءة شيئا، وأما قولك بوجهه يستسقى الغمام
فإنما كان ذلك بوجه رسول الله ص، وأما قولك من يغبطنا به أكثر ممن
يغبطه بنا فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل، ثم قال
فاشهدوا أني قد زوجت أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمها
القاسم بن محمد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهما وقد نحلتها ضيعتي
بالمدينة أو قال أرضي بالعقيق وإن غلتها في السنة ثمانية آلاف ففيها لهما غنى
إن شاء الله. قال فتغير وجه مروان وقال: عذرا يا بني هاشم تأبون الا
العداوة فذكره الحسين ع خطبة أخيه الحسن عائشة وفعله، ثم
قال فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان:
أردنا صهركم لنجد ودا قد أخلقه به حدث الزمان
فلما جئتكم فجبهتموني وبحتم بالضمير من الشنان
فاجابه ذكوان مولى بني هاشم:
(٤٨١)

أماط الله عنهم كل رجس * وطهرهم بذلك في المثاني
فما لهم سواهم من نظير * ولا كفو هناك ولا مداني
أ تجعل كل جبار عنيد * إلى الأخيار من أهل الجنان
وفي ترجمة أبي نيزر خبر خطبة معاوية أم كلثوم بنت عبد الله بن
جعفر على ابنه يزيد بنحو من هذا مع بعض التفاوت وفي أول الخبر: تحدث
الزبيريون وفي معجم البلدان بدله تحدث النيزريون ولعله هو الصواب
وحكى قبل ذلك عن محمد بن يزيد المبرد في الكامل أنه قال: رووا أن
علي بن أبي طالب لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها
عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لأن وقفه هذين الموضعين كان لسنتين
من خلافته أه أقول وكان في كتاب الوقف الذي كتبه أمير المؤمنين علي
ع في وقف عين أبي نيزر والبغيبغة المتقدم هناك أن لا توهبا حتى
يرثهما الله وهو خير الوارثين الا أن يحتاج اليهما الحسن والحسين. فلذلك
نحلهما الحسين ع أم كلثوم أما عدم بيعه لها من معاوية كما مر
هناك فلأنه لم يشأ أن يملك معاوية ما تصدق به أبوه وإن جاز له ذلك. ١٤١٥:
أم وهب زوجة عبد الله بن عمير الكلبي.
كانت مع زوجها عبد الله المذكور في كربلاء مع الحسين
ع. قال ابن الأثير: كان زوجها عبد الله بن عمير الكلبي قد أتى
الحسين من الكوفة وسارت معه امرأته، فبرز يسار مولى زياد وسالم مولى
عبيد الله بن زياد وطلبا البراز فخرج اليهما مع عبد الله المذكور وحمل على
يسار فقتله، فحمل عليه سالم فضربه فاتقاه الكلبي بيده فأطار أصابع كفه
اليسرى، ثم مال عليه الكلبي فقتله، واخذت امرأته عمودا وكانت
تسمى أم وهب وأقبلت نحو زوجها وهي تقول فداك أبي وأمي قاتل دون
الطيبين ذرية محمد، فردها فامتنعت وقالت لن أدعك دون ان أموت
معك، فناداها الحسين فقال جزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي رحمك الله
ليس الجهاد إلى النساء، فرجعت انتهى. ١٤١٦:
امين الاسلام.
هو أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب مجمع
البيان. ١٤١٧:
أميان بن ماتع الحسيني أمير المدينة.
يأتي بعنوان وميان بن ماتع.
تم بحمد الله وحسن توفيقه الجزء الثاني عشر من كتاب أعيان الشيعة
على يد مؤلفه العبد الفقير إلى عون ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي
نزيل دمشق الشام غفر الله له ولوالديه وكان الفراع من تبييضه عصر يوم
الاثنين ١٨ ربيع الأول سنة ١٣٥٨ هجرية بدمشق المحمية حامدا مصليا
مسلما.
ويليه الجزء الثالث عشر أوله أم عطية.
استدراك في ترجمة أسيد بن حضير.
قال في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد نقلا عن أبي بكر أحمد بن
عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة بأسانيده: غضب رجال من
المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة وغضب علي والزبير فدخلا بيت
فاطمة فجاء عمر في عصابة فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن سلامة بن
قريش وهما من بني عبد الأشهل فاقتحما الدار فصاحت فاطمة الحديث.
ملاحظة على الطبعة الأولى من هذا الجزء وهي تنطبق على هذه
الطبعة أيضا:
كتب الشيخ ضياء الدين الخالصي إلى المؤلف
ذكرتم في ترجمة السيد الحميري أن ليطة بن الفرزدق قال:
تذاكرنا الشعراء عند أبي فقال إن هاهنا لرجلين لو أخذا في معنى
الناس لما كنا معهما في شئ أحدهما السيد الحميري.
وذكر بعض العارفين أنه رأى أن الحميري كان عمره عند وفاة
الفرزدق خمس سنين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وسلم تسليما ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين من سلف منهم ومن غبر إلى يوم
الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد
عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله بفضله
ولطفه وعفوه هذا هو الجزء الثالث عشر من كتابنا أعيان الشيعة فيمن
اسمها أم عطية وما بعده من الأسماء على الترتيب المألوف وفق الله لاكماله
ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد ونسأله العصمة من
خطا اللسان وخطل الجنان وهو حسبنا ونعم الوكيل. ١٤١٨:
أم عطية
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الطبقات الكبير
لمحمد بن سعد كاتب الواقدي: أم عطية الأنصارية أسلمت وبايعت
رسول الله ص وغزت معه وروت عنه. قال محمد بن عمر الواقدي
شهدت أم عطية خيبر مع رسول الله ص ثم روى بسنده عن حفصة بنت
سيرين عن أم عطية قالت غزوت مع رسول الله ص سبع غزوات فكنت
أصنع لهم طعامهم وأخلفهم في رحالهم وأداوي الجرحى وأقوم على
المرضى. وبسنده عن حفصة عن أم عطية: لما ماتت زينب بنت رسول
الله ص قال لنا النبي اغسلنها وترا ثلاثا أو خمسا واجعلن في الخامسة وفي
رواية في الآخرة كافورا أو شيئا من كافور وإذا غسلتنها فأعلمنني فلما
غسلناها أعلمناه فأعطانا حقوه فقال أشعرنها إياه قال إسحاق الأزرق:
حقوه إزاره. وبسنده عن أم شراحيل مولاة أم عطية قالت كان علي بن أبي
طالب يقيل عند أم عطية الخبر ومن هذا قد يظن بأنها من شرط كتابنا.
وفي الاستيعاب: أم عطية الأنصارية اسمها نسيبة بنت الحارث وقيل نسيبة
بنت كعب والثاني قاله يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وفيه نظر لأن نسيبة
بنت كعب كنيتها أم عمارة، تعد أم عطية في أهل البصرة كانت من كبار
نساء الصحابة وكانت تغزو كثيرا مع رسول الله ص تمرض المرضى وتداوي
الجرحى وشهدت غسل ابنة رسول الله ص وحكت ذلك فأتقنت وحديثها
أصل في غسل الميت وكان جماعة من الصحابة وعلماء التابعين بالبصرة
يأخذون عنها غسل الميت ولها عن النبي ص أحاديث روى عنها أنس بن
مالك ومحمد بن سيرين وحفصة بنت سيرين انتهى ثم في أسد الغابة ذكر
(٤٨٢)

أم عطية العوصية قال وقيل أم عصمة والأول أكثر وقال إنها التي روت
حديث ما من مسلم يعمل ذنبا الا وقف الملك الموكل باحصاء ذنوبه ثلاث
ساعات فان استغفر الله من ذنبه ذلك لم يرفعه عليه يوم القيامة انتهى اما
في الإصابة فلم يذكر غير أم عصمة وذكر أم عطية الأنصارية نسيبة وذكر
بعدها أم عطية الأنصارية الخافضة وقال أفردها ابن منده والمستغفري عن
الأولى وجوز أبو موسى أنها هي التي قبلها انتهى فأم عطية كانت تقوم
مقام الفرقة الصحية في الحرب، وجعل الرداء شعارا يدل على انتفاع الميت
بما فيه بركة. ١٤١٩:
أم العلاء
عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الطبقات الكبير
لابن سعد: أم العلاء الأنصارية أسلمت وبايعت رسول الله ص وروت عنه
وهي التي قالت إن الأنصار تنافسوا في المهاجرين حتى اقترعوا عليهم فطار
لنا في القرعة عثمان بن مظعون أي حين اقترعت الأنصار على المهاجرين
في السكنى كما في رواية أخرى قال وشهدت أم العلاء مع رسول الله ص
خيبر انتهى وفي الاستيعاب: أم العلاء الأنصارية من المبايعات حديثها
عند أهل المدينة روى عنها خارجة بن زيد بن ثابت وعبد الملك بن عمير
وكان رسول الله ص يعودها في مرضها. وذكر ابن السكن أن أم العلاء التي
روى عنها خارجة بن زيد غير التي روى عنها عبد الملك بن عمير وذكر
العلاء امرأة ثالثة حديثها عن أهل الشام في عيادة رسول الله ص انتهى
وفي الإصابة أم العلاء الأنصارية نسبها غير أبي عمر فقال بنت الحارث بن
ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن الجلاس بن أمية بن حدارة بن عوف بن
الحارث بن الخزرج يقال إنها والدة خارجة بن زيد بن ثابت الراوي عنها
انتهى ولم يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٤٢٠:
أم علي زوجة الشهيد
في أمل الآمل: كانت فاضلة تقية فقيهة عابدة وكان الشهيد يأمر
النساء بالرجوع إليها انتهى. ١٤٢١:
أم عيسى بنت عبد الله
عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع. ١٤٢٢:
أم غانم صاحبة الحصاة
في إعلام الورى للطبرسي: ومما شاهده أبو هاشم يعني داود بن
القاسم الجعفري من دلائله يعني الحسن العسكري ع ما ذكره أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال حدثني أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى
العطار وأبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القميان قالا حدثنا سعد بن
عبد الله بن أبي خلف حدثنا داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم قال كنت
عند أبي محمد ع فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فاذن له فإذا هو رجل
جميل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس
فجلس إلى جنبي فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد هذا
من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي عليها ثم قال هاتها فأخرج
حصاة وفي جانب منها موضع أملس فاخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع
وكأني أقرأ الخاتم الساعة الحسن بن علي إلى أن قال فسألته عن اسمه
فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن أم غانم وهي
الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين ع. وقال
أبو هاشم الجعفري في ذلك:
بدرب الحصى مولى لنا يختم الحصى * له الله أصفى بالدليل وأخلصا
وأعطاه آيات الإمامة كلها * كموسى وفلق البحر واليد والعصا
وما قمص الله النبيين حجة * ومعجزة إلا الوصيين قمصا
وإن كنت مرتابا بذاك فقصره * من الأمر ان تتلو الدليل وتفحصا
في أبيات قال أبو عبد الله بن عياش هذه أم غانم صاحبة الحصاة
غير تلك صاحبة الحصاة وهي أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية
وهي غير صاحبة الحصاة الأولى التي طبع عليها رسول الله ص وأمير
المؤمنين فإنها أم سليم وكانت وارثة الكتب فهن ثلاث ولكل واحدة منهن
خبر قد رويته ولم أطل الكتاب بذكره انتهى إعلام الورى أقول لم أجد
هذا الخبر في مقتضب الأثر لأحمد بن محمد بن عياش المطبوع وإنما ذكر فيه
خبر أم سليم صاحبة الحصاة وقال إنها ليست بحبابة الوالبية ولا بأم غانم
صاحبتي الحصاة هذه أم سليم غيرهما وأقدم منهما كما مر في أم سليم
ولعل ابن عياش ذكره في غير مقتضب الأثر ونقله الطبرسي عنه. ١٤٢٣:
أم فروة ويقال أم القاسم بن محمد بن أبي بكر
اسمها فاطمة وقيل قريبة وذكرت في فاطمة. ١٤٢٤:
أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب
اسمها لبابة بنت الحارث قال الشيخ في رجاله في أصحاب
الرسول ص أم الفضل اسمها لبابة. ١٤٢٥:
أم قيس بنت محصن
عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب:
أم قيس بنت محصن بن حرثان الأسدية أخت عكاشة بن محصن أسلمت
بمكة قديما وبايعت النبي ص وهاجرت إلى المدينة شرفها الله تعالى وزادها
تعظيما وتكريما روى عنها من الصحابة وابصة بن معبد وروى عنها عبيد
الله بن عبد الله ونافع مولى خمنة بنت شجاع انتهى وفي المستدرك للحاكم
بسنده عن مصعب الزبيري ابن خوات بدل ابن حرثان وقال هاجرت إلى
المدينة مع أهل بيتها وعاشت بعد رسول الله ص وروت عنه انتهى. ولم
يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٤٢٦:
أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية
عد الشيخ في رجاله من أصحاب رسول الله ص أم كلثوم بنت
عقبة. وفي الاستيعاب أم كلثوم بنت عقبة بن معيط أبي أبان بن أبي عمرو
ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف. هاجرت سنة سبع في الهدنة
بين رسول الله ص ومشركي قريش وكانوا صالحوه على أن يرد عليهم من
جاءه مؤمنا وفيها نزلت إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات الآية، فإنها لما
هاجرت لحقها أخواها الوليد وعمارة ليرداها فمنعها الله بالاسلام قال ابن
إسحاق قدما على رسول الله ص يسألانه ان يردها عليهما بالعهد الذي كان
بينه وبين قريش في الحديبية فلم يفعل وقال أبى الله ذلك. فتزوجها زيد بن
حارثة فقتل عنها يوم مؤتة فتزوجها الزبير فولدت له زينب ثم طلقها
فتزوجها عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدا قيل ومحمدا
وإسماعيل ومات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت
وهي أخت عثمان لأمه روى عنها ابنها حميد وحميد بن نافع وغيرهما روت
عن النبي ص ليس بالكاذب الذي يقول خيرا وينمي خيرا ليصلح بين
الناس انتهى باختصار وروي في الطبقات الكبير لابن سعد أن الزبير
(٤٨٣)

كانت فيه شدة على النساء وكانت أم كلثوم لها كارهة فكانت تسأله الطلاق
فيأبى حتى ضر بها الطلق وهو لا يعلم فألحت عليه فطلقها ثم وضعت فأخبر
بوضعها فقال: خدعتني خدعها الله فاتى النبي ص فأخبره فقال سبق فيها
كتاب الله فاخطبها قال لا ترجع إلي أبدا انتهى وفي الطبقات أيضا
أسلمت بمكة وبايعت قبل الهجرة وهي أول من هاجر من النساء، ولم نعلم
قرشية خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلى الله ورسوله غيرها،
خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت المدينة في
هدنة الحديبية فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة قدما المدينة
من الغد يوم قدمت فقالا يا محمد ف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه، وقالت
أم كلثوم يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت
فتردني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي فانزل الله في النساء المحنة
وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم ونزل فيها إذا جاءكم المؤمنات
مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بايمانهن فان علمتموهن مؤمنات فلا
ترجعوهن إلى الكفارة الآية فامتحنها رسول الله ص وامتحن النساء
بعدها بقول والله ما أخرجكن الا حب الله ورسوله والاسلام وما خرجتن
لزوج ولا مال فإذا قلن ذلك تركن فلم يرددن إلى أهلهن فقال رسول
الله ص للوليد وعمارة قد أبطل الله العهد في النساء بما قد علمتماه فانصرفا
انتهى وكان أبوها عقبة بن أبي معيط أسر يوم بدر فامر رسول الله ص
بقتله فقال للنبي ص يا محمد من للصبية فقال النار فقتله علي وقيل غيره
والى ذلك أشار علي في كتاب له إلى معاوية: ومنا سيدا شباب أهل الجنة
ومنكم صبية النار وهي أخت الوليد بن عقبة بن أبي معيط الذي كان واليا
على الكوفة فشرب الخمر وصلى الصبح بالناس أربعا ثم التفت إليهم وقال:
أزيدكم فقال له ابن مسعود ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم وتقيا الخمر في
المحراب وشهدوا عليه بذلك عند عثمان وأخذوا خاتمه من يده وهو لا يشعر
فجلده علي بن أبي طالب الحد أو أمر عبد الله بن جعفر بجلده وعزله
عثمان عن الكوفة وفي ذلك يقول الحطيئة:
شهد الحطيئة يوم يلقى ربه * ان الوليد أحق بالعذر
نادى وقد تمت صلاتهم * أ أزيدكم سكرا وما يدري
فأبوا أبا وهب ولو أذنوا * لقرنت بين الشفع والوتر
كفوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري
وكان الوليد من اعدى الناس لعلي وكان من أصحاب الجمل ومع
معاوية يوم صفين ولكن أخته أم كلثوم هذه أسلمت طائعة وهاجرت ماشية
وأنزل فيها قرآن يتلى رفع به حكم جائز عن الاسلام ومع ذلك لا نعلم أنها
من شرط كتابنا. ١٤٢٧:
أم كلثوم بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع زوجة مسلم بن
عقيل بن أبي طالب
في عمدة الطالب: محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب
أمه حميدة بنت مسلم بن عقيل، أمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب
انتهى. فهذا يدل على أن مسلما كان متزوجا بأم كلثوم بنت عمه علي بن
أبي طالب وولده له منها بنت اسمها حميدة وحميدة هذه تزوجها ابن عمها
عبد الله بن محمد بن عقيل وولدت له محمد بن عبد الله بن محمد عقيل. وأم
كلثوم هذه التي هي زوجة مسلم بن عقيل غير أم كلثوم الصغرى الآتية التي
كانت متزوجة بأحد أعقابه فلا يمكن أن تكون زوجته، وغير الكبرى الآتية
أيضا لأنه لم يقل أحد أنها كانت متزوجة بمسلم. ثم أن بنات أمير المؤمنين
علي ع اللواتي اسمهن أو كنيتهن أم كلثوم هن ثلاث أو أربع: أم كلثوم
هذه زوجة مسلم ولعلها الوسطى وأم كلثوم الصغرى الآتية وأم كلثوم
الكبرى الآتية زوجة عمر بن الخطاب التي تزوجها بعده عون بن جعفر ثم
أخوه محمد ثم أخوهما عبد الله بن جعفر كما ستعرف. وهناك زينب الصغرى
المكناة أم كلثوم المنسوب إليها القبر الذي في قرية راوية شرقي دمشق كما
نذكره في ترجمتها انش فيمكن أن تكون هي زينب الصغرى وتكون هي
وأم كلثوم الصغرى واحدة ويكون المكنيات بأم كلثوم ثلاثا ويمكن أن تكون
غيرها فيكن أربعا فيكون لنا زينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم
كلثوم وأم كلثوم الكبرى وأم كلثوم الصغرى والأخيرة اسمها كنيتها أم
كلثوم زوجة مسلم بن عقيل والله أعلم. ثم أن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين
ع التي كانت مع أخيها الحسين ع بكربلا لا يدري أيهن هي فيمكن
أن تكون هي زوجة مسلم بن عقيل فتكون قد خرجت مع أخيها الحسين،
كما خرجت معه أختها زينب، وزوجها عبد الله بن جعفر حي بالمدينة،
فخرجت معه هي ووالداها عون وجعفر. وهذه كان قد خرج زوجها مسلم
إلى الكوفة وخرج أولاده مع الحسين ويمكن أن يكون فيهم من هو من
أولادها فهي أحق بالخروج مع أخيها الحسين من كل امرأة ويمكن أن تكون
هي الصغرى ويمكن على بعد أن تكون الكبرى جاءت مع أخيها مع وجود
زوجها. وأم كلثوم التي كانت بالطف قد خطبت خطبة بالكوفة بعد ورودها
من كربلا ذكرها ابن طاوس في كتاب الملهوف وذكرناها في لواعج الأشجان
والمجالس السنية برواية ابن طاوس وهي مذكورة في كتاب بلاغات النساء
قال: كلام أم كلثوم ع عن سعيد بن محمد الحميري أبو معاذ
عن عبد الله بن عبد الرحمن رجل من أهل الشام عن شعبة عن حزام
الأسدي. وقال مرة أخرى حذيم قال قدمت الكوفة سنة احدى وستين
وهي السنة التي قتل فيها الحسين ع فرأيت نساء أهل الكوفة
يومئذ يلتد من مهتكات الجيوب الحديث ثم ذكر الحديث وهو على لفظ
هارون بن مسلم وأخبر هارون بن مسلم بن سعدان قال أخبرنا يحيى بن
الحجاج عن جعفر بن محمد عن آبائه ع قال: ورأيت أم كلثوم
ع ولم أر خفرة والله انطلق منها كأنما تنطق وتفزع على لسان أمير
المؤمنين ع وقد ومات إلى الناس ان اسكتوا فلما سكنت الأنفاس وهدأت
قالت: ابدأ بحمد الله والصلاة والسلام على أبيه أما بعد يا أهل الكوفة
يا أهل الختر والخذل الا فلا رقات العبرة ولا هدأت الرنة انما مثلكم كمثل
التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم الا وهل
فيكم الا الصلف والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء وهل أنتم الا كمرعى على
دمنة وكفضة على ملحودة الا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله
عليكم وفي العذاب أنتم خالدون أ تبكون أي والله فابكوا وانكم والله أحرياء
بالبكاء فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد فزتم بعارها وشنارها ولن ترحضوها
بغسل بعدها أبدا وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة
وسيد شبان أهل الجنة ومنار محجتكم ومدرة حجتكم ومفرخ نازلتكم فتعسا
ونكسا لقد خاب السعي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت
عليكم الذلة والمسكنة لقد جئتم شيئا إذا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق
الأرض وتخر الجبال هدا أ تدرون أي كبد لرسول الله فريتم وأي كريمة له
(٤٨٤)

أبرزتم وأي دم له سفكتم لقد جئتم بها شوهاء خرقاء شرها اطلاع الأرض
والسماء أ فعجبتم إن قطرت السماء دما ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا
ينظرون فلا يستخفنكم المهل فإنه لا تحفزه المبادرة ولا يخاف عليه فوت الثار
كلا ان ربك لنا ولهم لبالمرصاد. ثم ولت عنهم، قال: فرأيت الناس حيارى
وقد ردوا أيديهم إلى أفواههم ورأيت شيخا كبيرا من بني جعفي وقد
أخضلت لحيته من دموع عينيه وهو يقول:
كهلوهم خير الكهول ونسلهم * إذا عد نسل لا يبور ولا يخزى
ولكن ابن طاوس في الملهوف نسب هذه الخطبة مع بعض التفاوت
إلى زينب بنت علي ع ونسب إلى أم كلثوم خطبة غيرها بالكوفة فقال:
وخطبت أم كلثوم بنت علي ع في ذلك اليوم من وراء كلتها رافعة صوتها
بالبكاء فقالت: يا أهل الكوفة! سوءة لكم ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه
وانتهبتم أمواله وورثتموه وسبيتم نساءه ونكبتموه فتبا لكم وسحقا، ويلكم
أ تدرون أي دواه دهتكم وأي وزر على ظهوركم حملتم وأي دماء سفكتموها
وأي كريمة أصبتموها وأي صبية أسلمتموها وأي أموال انتهبتموها قتلتم خير
رجالات بعد النبي ص ونزعت الرحمة من قلوبكم الا إن حزب الله هم
المفلحون وحزب الشيطان هم الخاسرون ثم قالت:
قتلتم أخي صبرا فويل لأمكم * ستجزون نارا حرها يتوقد
سفكتم دماء حرم الله سفكها * وحرمها القرآن ثم محمد
ألا فأبشروا بالنار إنكم غدا * لفي سقر حقا يقينا تخلدوا
واني لأبكي في حياتي على أخي * على خير من بعد النبي سيولد
بدمع غزير مستهل مكفكف * على الخد مني دائما ليس يجمد
قال الراوي فضج الناس بالبكاء والنوح ونشر النساء شعورهن
ووضعن التراب على رؤوسهن وخمشن وجوههن ولطمن خدودهن ودعون
بالويل والثبور وبكى الرجال فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم. ومن
أخبارها يوم الطف أنه لما أوصى الحسين ع النساء يوم كربلاء بدأ بأم
كلثوم فقال: يا أختاه يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا فاطمة وأنت يا
رباب انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن علي جيبا ولا تخمشن علي وجها ولا
تقلن هجرا الحديث وروى ابن طاوس في كتاب الملهوف وغيره أنه لما
جلس الحسين ع يوم الطف وجون مولى أبي ذر يصلح سيفه والحسين
يقول: يا دهر أف لك من خليل الأبيات جعلت أم كلثوم تنادي وا محمداه
وا علياه وا أماه وا أخاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك يا أبا عبد الله فعزاها الحسين
ع وقال لها يا أختاه تعزي بعزاء الله فان سكان السماوات يفنون وأهل
الأرض كلهم يموتون وجميع البرية يهلكون.
وروى ابن طاوس أيضا: انه لما قرب الذين معهم السبايا والرؤوس
من دمشق دنت أم كلثوم من شمر وكان في جملتهم فقالت له لي إليك حاجة
فقال وما حاجتك قالت: إذا دخلت بنا البلد فاحملنا في درب قليل النظارة
وتقدم إليهم ان يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها فقد
خزينا من كثرة النظر الينا ونحن في هذه الحال. فامر في جواب سؤلها ان
يجعلوا الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغيا منه وكفرا وسلك بهم
بين النظارة على تلك الصفة حتى أتى بهم باب دمشق فوقفوا على درج باب
المسجد الجامع حيث يقام السبي انتهى.
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي:
إن أم كلثوم بنت أمير المؤمنين ع لها ذكر في خبر وفاة أمها الزهراء
ع ولا يدري أيهن هي من بناته ع اللواتي تكنى كل منهن بأم
كلثوم كما مر. فقد روي أن الزهراء ع لما توفيت خرجت أم
كلثوم وعليها برقعها تجر ذيلها متجللة برداء وهي تقول يا أبتاه يا رسول الله
الآن فقدناك فقدا لا لقاء بعده أبدا. وإن أمير المؤمنين ع لما غسل
الزهراء لم يحضرها غيره وغير الحسنين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها
وأسماء بنت عميس، والظاهر أن التي حضرت وفاة أمها الزهراء هي التي
حضرت وفاة أبيها أمير المؤمنين ع. روى الشيخ الطوسي في الأمالي انه
لما ضرب أمير المؤمنين ع احتمل فادخل داره فقعدت لبابة عند رأسه
وجلست أم كلثوم عند رجليه ففتح عينيه فنظر اليهما فقال: الرفيق الأعلى
خير مستقرا وأحسن مقيلا. وقال المفيد: فنادت أم كلثوم عبد الرحمن بن
ملجم يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين قال: إنما قتلت أباك. قالت يا عدو
الله إني لأرجو أن لا يكون عليه باس قال لها فأراك إنما تبكين علي والله لقد
ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم الخبر. ١٤٢٨:
أم كلثوم الصغرى بنت أمير المؤمنين ع زوجة عبد الله الأصغر بن
عقيل
هكذا وجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته، وعقيل
هذا ان أريد به عقيل بن أبي طالب فليس له ولد يسمى عبد الله بل له
مسلم قتيل الكوفة منقرض ومحمد بن عقيل قاله في عمدة الطالب وان أريد
به عقيل بن محمد بن عبد الله الأكبر بن محمد بن عقيل بن أبي طالب فابنه
عبد الله الأصغر بينه وبين عقيل بن أبي طالب خمسة آباء فكيف يتزوج بأم
كلثوم التي ليس بينها وبين علي أخي عقيل أحد فلذلك نظن أن الصواب
زوجة عبد الله الأكبر بن محمد بن أبي طالب. ١٤٢٩:
أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب زوجة عمر بن
الخطاب
توفيت بالمدينة في سلطنة معاوية وامارة سعيد بن العاص على المدينة
وذلك قبل سنة ٥٤.
وهي أم كلثوم الكبرى كما قلنا، فقد وجدنا في مسودة الكتاب كما
ستعرف ان أم كلثوم الكبرى زوجة عون بن جعفر ومعلوم ان التي تزوجها
عون هي التي كانت زوجة عمر وعليه فما في تكملة الرجال من الجزم بان
زينب الصغرى المكناة أم كلثوم هي زوجة عمر في غير محله بل هي غيرها.
وفي طبقات ابن سعد الكبير: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة
بنت رسول الله ص تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ فلم تزل
عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر ثم خلف على أم
كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها ثم خلف عليها
أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب فتوفي عنها فخلف عليها أخوه
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب
فقالت أم كلثوم اني لأستحيي من أسماء بنت عميس ان ابنيها ماتا عندي
واني لأتخوف على هذا الثالث فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا انتهى
وروى الكليني في الكافي في باب المتوفي عنها زوجها أين تعتد باسناده عن
الصادق ع ان عليا ع لما مات عمر أتي أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته
وفي رواية أخرى أتى أم كلثوم فاخذها بيده فانطلق بها إلى بيته ورواهما
(٤٨٥)

الشيخ أيضا في التهذيب. وفي أسد الغابة بالاسناد إلى أبي بشر محمد بن
أحمد بن حماد الدولابي بسنده عن ابن إسحاق عن حسن بن حسن بن علي
بن أبي طالب، قال: لما تأيمت أم كلثوم بنت علي من عمر بن الخطاب دخل
عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها انك ممن قد عرفت سيدة نساء العالمين
وبنت سيدتهن وانك والله ان أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض ايتامه
ولئن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبينه. فوالله ما قاما حتى طلع
علي إلى أن قال فقال أي بنية ان الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك فانا
أحب أن تجعليه بيدي. فقالت أي أبة اني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء
وأحب أن أصيب مما تصيب منه النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر
نفسي. فقال لا والله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأي هذين، ثم قام
فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا اجلس يا أبة
فوالله ما على هجرتك من صبر، اجعلي أمرك بيده فقالت قد فعلت. قال
فوالله فاني قد زوجتك من عون بن جعفر وانه لغلام وبعث لها بأربعة آلاف
درهم وأدخلها عليه انتهى وفي هذا الخبر بهذه الكيفية ما يوجب الريبة
فالحسنان ع أعظم شانا وأجل قدرا وأرجح حلما وأكثر إعظاما
لأبيهما من أن يوصيا أختهما بمخالفة أبيهما طمعا في الدنيا ورغبة بها عن
أهلها وأقربائها إلى الغرباء لأجل المال. هذا ما لا يكون ولا تساعد عليه
سيرة أهل البيت الطاهر. وفي الطبقات: أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن
جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب
ابنته أم كلثوم فقال علي إنما حبست بناتي على بني جعفر، فقال عمر
أنكحنيها يا علي فوالله ما على ظهر الأرض أحد يرصد من حسن صحابتها
ما أرصد، فقال علي قد فعلت، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين فقال
رفئوني فرفئوه وقالوا بمن يا أمير المؤمنين؟ قال بابنة علي بن أبي طالب، ان
النبي ص قال كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي وكنت
قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا. ثم روى أنه أمهرها أربعين ألفا ثم
قال: قال محمد بن عمر هو الواقدي وغيره: لما خطب عمر بن الخطاب
إلى علي ابنته أم كلثوم قال يا أمير المؤمنين انها صبية فقال إنك والله ما بك
ذلك ولكن قد علمنا ما بك ثم ذكر انه أمر ببرد فطوي وأرسله معها وأرسل
اليه ان رضيت البرد فامسكه وان سخطته فرده فقال قد رضينا فزوجها إياه
فولدت له زيدا وان زيدا وأم كلثوم ماتا فصلى عليهما ابن عمر فجعل زيدا
مما يليه وأم كلثوم مما يلي القبلة وكبر عليهما أربعا وفي رواية صلى عليها
سعد بن العاص وكان أمير الناس يومئذ انتهى الطبقات وقد روي من
طرق أصحابنا عن القداح عن الصادق عن أبيه ع قال ماتت أم
كلثوم بنت علي ع وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا
يدرى أيهما مات قبل فلم يورث أحدهما من الآخر وصلي عليهما جميعا. وفي
الاستيعاب في ترجمة إياس بن السكن قال هو والد محمد
بن إياس. ومحمد ابن إياس هو القائل يرثي زيد بن عمر بن الخطاب وكان قتل في حرب بين
بني عدي ثم قال زيد بن عمر بن الخطاب أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي
طالب من فاطمة بنت رسول الله ص انتهى وفي الإصابة قال الزبير:
ولدت لعمر ابنيه زيدا ورقية وماتت أم كلثوم وولدها في يوم واحد أصيب
زيد في حرب كانت بين بني عدي فخرج ليصلح بينهم فشجه رجل وهو لا
يعرفه في الظلمة فعاش أياما وكانت أمه مريضة فماتا في يوم واحد انتهى
وفي الاستيعاب: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة رسول
الله ص أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله ص خطبها عمر بن الخطاب إلى
علي بن أبي طالب فقال إنها صغيرة فقال له زوجنيها يا أبا الحسن فاني أرصد
من كرامتها ما لا يرصده أحد فقال له علي: أنا أبعثها إليك فان رضيتها
فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد وقال لها قولي له هذا البرد الذي قلت لك
فقالت ذلك لعمر فقال قولي له قد رضيت ووضع يده على ساقها فكشفها
فقالت أ تفعل هذا لولا انك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى
جاءت أباها فأخبرته الخبر وقالت بعثتني إلى شيخ سوء فقال يا بنية انه
زوجك. ثم روى بسنده ان عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم
فذكر له صغرها فقيل له ردك فعاوده فقال له ابعث بها إليك وذكر نحوا مما
مر. وفي أسد الغابة: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وذكر مثله إلى قوله
انه زوجك ثم قال فتزوجها على مهر أربعين ألفا. وفي الإصابة بسنده أن
عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها فقيل له انه ردك فعاوده
فقال له علي أبعث بها إليك وذكر مثل ما مر في رواية الاستيعاب. ثم إن ما
في مجموع هذه الأخبار يومئ إلى أن تزويجها لم يكن عن طيبة خاطر
كاعتذاره تارة بأنه حبس بناته على ولد جعفر وأخرى بصغرها وانها صبية
ولذلك قيل له ردك وقد فهم عمر منه كراهته ذلك فلذلك قال له: انك
والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك. ومن ذلك يعلم أن ما في بعض
هذه الروايات من ارسالها اليه بتلك الصورة لا يمكن تصديقه ولا يمكن
صدوره من ذي غيرة فضلا عن أمير المؤمنين وما ذلك الا فعل السفلة
والأوباش وحاشا أمير المؤمنين من مثله ولو كانت عنده أمة لقبح أن
يرسلها بهذه الصفة وكيف يرسلها بهذه الكيفية وهو قد دافع أولا واعتذر
بعدة أعذار. وما ذا الذي يحمله على ارسال ابنته اليه بهذه الصورة المستهجنة
وهي لا تعلم بأنه بعلها وكيف يقول له فان رضيتها فقد زوجتك وهل كان
يحتمل أن لا يرضاها بعد إصراره على خطبتها غير مرة، ثم كيف يصح
التزويج بهذا الترديد وبالايجاب بدون لفظ القبول ولم يذكر مهرا كما في
بعض هذه الروايات ثم يروى بعد ذلك أنه تزوجها على أربعين ألفا. كل
ذلك يوجب الجزم بان بعض هذه الأخبار مختلق. وقال المرتضى في
الانتصار: فاما تزويجه بنته فلم يكن عن اختيار والخلاف فيه مشهور فان
الرواية وردت بان عمر خطبها إلى علي فدافعه وماطله فاستدعى عمر
العباس ثم ذكر انه تهدده وتهدد بني هاشم وعليا بما لا حاجة بنا إلى ذكره
فمضى العباس إلى علي فخبره بما سمعه من الرجل فقال قد أقسمت أن لا
أزوجها إياه فقال له رد أمرها إلي ففعل فزوجه العباس إياها. قال ويبين أن
الأمر جرى على إكراه ما روي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، وذكر حديثا
في ذلك انتهى وقال في كتاب تنزيه الأنبياء والأئمة: بينا في كتاب الشافي
انه ما أجابه إلى ذلك الا بعد توعد وتهدد ومراجعة ومنازعة وكلام طويل
مأثور وان العباس لما رأى أن الامر يفضي إلى الوحشة ووقوع الفرقة سأله
رد أمرها اليه ففعل فزوجها منه ثم روى عن الصادق ع ما يدل على أن
عليا لم يكن راضيا بذلك. ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من
أين نقلته ما صورته: أم كلثوم الكبرى بنت أمير المؤمنين ع زوجة عون
بن جعفر الطيار أمها فاطمة الزهراء ع انتهى وبناء على ذلك
تكون أم كلثوم التي تزوجها عمر هي الكبرى لأنها هي التي تزوجت بعده
عون بن جعفر. ١٤٣٠:
أم كلثوم بنت محمد رسول الله ص
توفيت في شعبان سنة ٩ من الهجرة.
أمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين أدركت الاسلام وهاجرت
(٤٨٦)

تزوجها عثمان بن عفان وماتت عنده وجاء في بعض أدعية شهر رمضان عن
أئمة أهل البيت ع اللهم صل على رقية وأم كلثوم بنتي نبيك
الخ وفي مجمع البحرين: كان لرسول الله ص من خديجة أربع بنات كلهن
أدركن الاسلام وهاجرن وهن زينب وفاطمة ورقية وأم كلثوم. وقال
الطبرسي في إعلام الورى وغيره ان أم كلثوم بنت رسول الله ص تزوجها
عثمان بعد أختها رقية وتوفيت عنده ومثله عن ربيع الشيعة لابن طاوس.
وفي الطبقات الكبير لابن سعد: أم كلثوم بنت رسول الله ص وأمها خديجة
بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي تزوجها عتيبة بن أبي لهب بن
عبد المطلب قبل النبوة فلما بعث رسول الله ص وأنزل الله تبت يدا أبي لهب
قال له أبوه أبو لهب رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنته ففارقها ولم
يكن دخل بها فلم تزل بمكة مع رسول الله ص وأسلمت حين أسلمت أمها
وبايعت رسول الله ص مع أخواتها حين بايعه النساء وهاجرت إلى المدينة
حين هاجر رسول الله ص وخرجت مع عيال رسول الله ص إلى المدينة فلم
تزل بها فلما توفيت رقية بنت رسول الله ص خلف عثمان بن عفان على
أم كلثوم بنت رسول الله ص وكانت بكرا وذلك في شهر ربيع
الأول سنة ثلاث من الهجرة وأدخلت عليه في هذه السنة في جمادى الآخرة
فلم تزل عنده إلى أن ماتت ولم تلد له شيئا وماتت في شعبان سنة ٩ من
الهجرة ثم روى أنه نزل في حفرتها أبو طلحة وانه قال فيكم أحد لم يقارف
الليلة فقال أبو طلحة أنا يا رسول الله قال انزل. وروى أيضا أنه نزل في
حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن عباس وأسامة انتهى ولم ينزل بعلها
في حفرتها مع أنه أولى بدفنها من الأجانب لأنه كان قد قارب تلك الليلة كما
ورد في روايات من طرق أهل السنة لم يقع عليها نظري ساعة تحرير هذه
السطور. وفي قوله ص فيكم أحد لم يقارف الليلة إيماء إلى مضمونها وفي
شرحها تأويلات وتفصيلات لهم وذكر جميع ما ورد في ذلك لا تسمح لنا به
الأحوال. ثم أن الروايات من الفريقين متفقة على أن عثمان تزوج أم كلثوم
بعد رقية ولكن في تكملة الرجال عن قرب الإسناد لعبد الله بن جعفر
الحميري عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال حدثني جعفر بن
محمد عن أبيه قال ولد لرسول الله ص من خديجة القاسم والطاهر وأم كلثوم
ورقية وفاطمة وزينب فزوج عليا فاطمة وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو
من بني أمية زينب وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى
هلكت وزوجه مكانها رقية الحديث ثم قال والسند ضعيف بمسعدة
أقول وهو يخالف ما مر في أمرين الأول جعله تزويج عثمان برقية بعد
أم كلثوم والروايات السابقة متفقة على العكس الثاني قوله انه لم يدخل بها
حتى هلكت. ١٤٣١:
أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري
كان أبوها أحد السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى وهي جدة أبي
نصر هبة الله بن محمد الكاتب أم أمه كانت فاضلة جليلة راوية للحديث
روت عن أبيها أبي جعفر وروت عنها ابنتها أم أبي نصر وروى أبو نصر
المذكور عن أمه عن جدته أم كلثوم وأورد الشيخ في كتاب الغيبة كثيرا من
الأخبار عنها ومن ذلك خبر نص أبيها على الحسين بن روح كما يأتي في ترجمة
الحسين وأخبار أبيها محمد بن عثمان أيام سفارته كما يأتي في ترجمة أبيها. ١٤٣٢:
أم مبشر
عدها الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب أم
مبشر الأنصارية امرأة زيد بن حارثة يقال لها أم مبشر بنت البراء بن معرور
وكانت من كبار الصحابة روى عنها جابر بن عبد الله أحاديث انتهى ولم
يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٤٣٣:
أم مجد الدولة الديلمي من ملوك بني بويه
مرتب عنوان أم رستم زوجة فخر الدولة وأم مجد الدولة. ١٤٣٤:
أم مسطح بنت أبي رهم أنيس بن المطلب بن عبد مناف القرشية المطلبية
أنيس في أسد الغابة والإصابة بفتح الهمزة وكسر النون انتهى
في الطبقات الكبير: أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد
مناف بن قصي وأمها ريطة بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن
تميم بن مرة تزوجها أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف فولدت له
مسطحا من أهل بدر وهندا وأسلمت أم مسطح فحسن اسلامها وكانت من
أشد الناس على مسطح حين تكلم مع أهل الافك انتهى وفي أسد الغابة
هي ابنة خالة أبي بكر الصديق أمها بنت صخر بن عامر يقال اسمها سلمى
بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تميم بن مرة لها ذكر في حديث
الافك انتهى. وفي الإصابة: أم مسطح القرشية التيمية ويقال المطلبية
هي بنت أبي رهم أنيس بن المطلب بن عبد مناف ويقال بنت صخر بن
عامر بن كعب بن تميم بن مرة. هكذا حكى أبو موسى وهو غلط فان هذا
نسب سلمى أم الخير والدة أبي بكر هي بنت صخر الخ والذي قال غيره
انها بنت خالة أبي بكر الصديق أمها رائطة بنت صخر الخ هكذا قال ابن
سعد ويقال اسمها سلمى ويقال ريطة وهي مشهورة بكنيتها ثبت ذكرها في
الصحيحين في قصة الافك حين خرجت مع عائشة لقضاء الحاجة فعثرت
فقالت تعس مسطح فقالت عائشة أ تسبين رجلا شهد بدرا فقالت أ ولم
تعلمي ما قال فذكرت قصة الإفك وكان مسطح ممن تكلم في ذلك انتهى
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز
الجوهري في كتاب السقيفة: أخبرنا أبو زيد حدثنا محمد بن يحيى حدثنا
غسان بن عبد الحميد قال: لما تخلف علي عن البيعة واشتد أبو بكر وعمر في
ذلك خرجت أم مسطح بن أثاثة فوقفت عند قبر النبي ص ونادته يا رسول
الله:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم ولا تغب
انتهى ومن ذلك يعلم تشيعها. ١٤٣٥:
أم محمد بن إدريس الحلي الفقيه المشهور بنت الشيخ الطوسي
مرت مع أختها بعنوان ابنتا الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن
الطوسي وذكرنا هناك ان صاحب الرياض قال إنهما كانتا عالمتين فاضلتين
إحداهما أم ابن إدريس وأمها بنت المسعود بن ورام. وكانت أم ابن إدريس
فيها الفضل والصلاح وقد أجازها وأختها بعض العلماء ولعل المجيز أخوهما
أبو علي ابن الشيخ الطوسي أو والدهما الشيخ الطوسي انتهى وقد مر في
ترجمة السيد أحمد بن موسى بن طاوس ان أمه وأم أخيه السيد علي بن
موسى هي بنت الشيخ الطوسي المجازة هي وأختها أم ابن إدريس من
أبيهما الشيخ الطوسي برواية جميع مصنفاته ومصنفات الأصحاب عنه وأمها
بنت الشيخ مسعود بن ورام بن أبي فراس بن حمدان.
(٤٨٧)

١٤٣٦:
أم محمد بنت محمد بن جعفر
في مشيخة الفقيه في طريقه إلى أسماء بنت عميس عن عمار بن مهاجر
عن أم جعفر وأم محمد ابنتي محمد بن جعفر عن أسماء بنت عميس. ١٤٣٧:
أم محمد زوجة الكاظم ع
مر ما يتعلق بها في إسحاق بن جعفر بن محمد فراجع. ١٤٣٨:
أم المقدام الثقفية
في مشيخة الفقيه في طريقه إلى جويرية بن مسهر عن الواحد بن
المختار الأنصاري عن أم المقدام الثقفية عن جويرية بن مسهر. ١٤٣٩:
أم موسى سرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع.
في لسان الميزان: أم موسى سرية علي رضي الله عنه قيل اسمها
فاختة وقيل حبيبة عن علي وعنها مغيرة بن مقسم انتهى وفي تهذيب
التهذيب وضع عليها رمز بخ د س ق إشارة إلى أنه أخرج حديثها
البخاري في الأدب المفرد والنسائي وابن ماجة القزويني في سننهما وقال: أم
موسى سرية علي بن أبي طالب قيل اسمها فاختة وقيل حبيبة روت عن علي
بن أبي طالب وعن أم سلمة روى عنها مغيرة بن مقسم الضبي قال الدارقطني
حديثها مستقيم يخرج حديثها اعتبارا قلت وقال العجلي كوفية تابعية
ثقة انتهى. ١٤٤٠:
أم الندى
قيل هي حبابة الوالبية ومر في أم غانم قول ابن عياش أن أم الندى
حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية ومر عن الشيخ نقل القول بان أم البراء
كنية حبابة الوالبية وبعض قال إن كنيتها أم غانم لكن مر انها كنية لغيرها. ١٤٤١:
أم هانئ
من أصحاب الباقر ع روى الكليني في باب في الغيبة من أصول
الكافي بسنده عن محمد بن إسحاق عن أم هانئ قالت سألت أبا جعفر
محمد بن علي ع عن قول الله تعالى فلا أقسم بالخنس الحديث.
وبسنده عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانئ قالت لقيت أبا جعفر محمد بن
علي فسألته عن هذه الآية فلا أقسم بالخنس الحديث. ١٤٤٢:
أم هانئ بنت أبي طالب
اسمها فاختة عدها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وتأتي
ترجمتها في فاختة. ١٤٤٣:
أم أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب
جدها أبو أمها أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ولم نعرف
اسمها روى عنها ابنها أبو نصر هبة الله بن محمد الكاتب وروت هي عن
أمها أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري كما في بعض أحاديث
كتاب الغيبة للشيخ الطوسي. ١٤٤٤:
أم هشام بنت حارثة
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الطبقات الكبير
لابن سعد أم هشام بنت حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن
غنم بن مالك بن النجار تزوجها عمارة بن الحبحاب بن سعد بن قيس بن
عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار أسلمت أم هشام
وبايعت رسول الله ص ثم روى بسنده عنها أنها قالت لقد مكثنا سنة أو سنة
وبعض سنة وان تنورنا وتنور رسول الله ص واحد وما أخذت ق والقرآن
المجيد الا عن رسول الله ص يقرؤها على الناس في كل جمعة إذا خطبهم
هكذا قال عبد الله بن نمير راوي الحديث أم هاشم وهي أم هشام انتهى
وفي الاستيعاب أم هاشم وقيل أم هشام بنت حارثة بن النعمان الأنصارية
روى عنها حبيب بن عبد الرحمن بن يساف ويحيى بن عبد الله ولم يسمع منها
بينهما غير عبد الرحمن بن سعد قال أحمد بن زهير عن أبيه بايعت بيعة
الرضوان انتهى وفي الإصابة تعقبه ابن فتحون بان حبيبا إنما روى عنها
بواسطة وهو كما قال انتهى وفي أسد الغابة عنها عبد الرحمن بن سعد
وحبيب بن عبد الرحمن وعمرة ولم يعلم أنها من شرط كتابنا. ١٤٤٥:
أم الهيثم بنت الأسود ويقال بنت العريان النخعية
تابعية من أصحاب أمير المؤمنين ع وشيعته شاعرة ولم نجد من
ذكرها باسم غير أم الهيثم ولعل اسمها كنيتها أو اشتهرت بالكنية وقد
اختلفت كلماتهم في اسم أبيها. فالمفيد في الارشاد وأبو مخنف فيما حكاه عنه
أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قالا أم الهيثم بنت الأسود النخعية.
وابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في أسد الغابة قالا: أم الهيثم بنت
العريان النخعية. وابن حجر في الإصابة قال: أم الهيثم النخعية ولعلها
نسبت تارة إلى أبيها وأخرى إلى جدها. قال المفيد في الارشاد انه لما قتل ابن
ملجم استوهبت أم الهيثم بنت الأسود النخعية جثته من الحسن بن علي
ع لتتولى احراقها فوهبها لها فأحرقتها بالنار انتهى والذي عثرنا
عليه من شعرها هو قصيدة ترثي بها أمير المؤمنين عليا ع ومر منها بيتان
في ترجمة امامة بنت أبي العاص فإنهما من جملتها برواية أبي الفرج عن أبي
مخنف وقد اختلفت رواية الرواة في هذه القصيدة اختلافا كثيرا ويظهر انه
وقع خلط من المؤرخين بين القصيدة وقصيدة أبي الأسود الدؤلي التي هي
على وزنها وقافيتها حتى أن القصيدة المنسوبة إلى أم الهيثم نسبها بعضهم
بتمامها إلى أبي الأسود والظاهر أنه لاتحاد الوزن والقافية بين القصيدتين
ادخل شئ من قصيدة أم الهيثم في قصيدة أبي الأسود وبالعكس اشتباها كما وقع نظير
ذلك في ميمية الفرزدق في مدح زين العابدين ع وميمية أخرى للحزين
الليثي أو الكناني في مدح بعض بني أمية كما نبه عليه في الأغاني وفصلناه في
الجزء الثالث من معادن الجواهر وقد ذكر هذه القصيدة صاحب الاستيعاب
وتبعه صاحب أسد الغابة وذكرها أبو الفرج في مقاتل الطالبيين عن أبي
مخنف ببعض المخالفة لما في الاستيعاب ونحن نجمع بين الروايتين فنذكرها
أولا برواية الاستيعاب ثم نذكرها برواية أبي مخنف. ففي الاستيعاب: قال
أبو الأسود وأكثرهم يرويها لأم الهيثم بنت العريان النخعية. وفي أسد الغابة
من ذلك ما قاله أبو الأسود الدؤلي وبعضهم يرويها لام الهيثم بنت العريان
النخعية:
الا يا عين ويحك اسعدينا * أ لا تبكي أمير المؤمنينا
تبكي أم كلثوم عليه * بعبرتها وقد رأت اليقينا
أ لا قل للخوارج حيث كانوا * فلا قرت عيون الشامتينا
أ في الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
قتلتم خير من ركب المطايا * فذللها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمبينا
وكل مناقب الخيرات فيه * وحب رسول رب العالمينا
لقد علمت قريش حيث كانت * بأنك خيرها حسبا ودينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راق الناظرينا
وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا
(٤٨٨)

يقيم الحق لا يرتاب فيه * ويعدل في العدى والأقربينا
وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا
كان الناس إذ فقدوا عليا * نعام حار في بلد سنينا
فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الخلفاء فينا
وفي مقاتل الطالبيين: قال أبو مخنف وقالت أم الهيثم بنت الأسود
النخعية ترثي أمير المؤمنين ع:
الا يا عين ويحك فاسعدينا * أ لا تبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا * وحيسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمئينا
وكنا قبل مقتله بخير * نرى مولى رسول الله فينا
يقيم الدين لا يرتاب فيه * ويقضي بالفرائض مستبينا
ويدعو للجماعة من عصاه * وينهك قطع أيدي السارقينا
وليس بكاتم علما لديه * ولم يخلق من المتجبرينا
لعمر أبي لقد أصحاب مصر * على طول الصحابة أوجعونا
وغرونا بأنهم عكوف * وليس كذاك فعل العاكفينا
أ في شهر الصيام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا
ومن بعد النبي فخير نفس * أبو حسن وخير الصالحينا
كان الناس إذ فقدوا عليا * نعام جال في بلد سنينا
ولو انا سئلنا المال فيه * بذلنا المال فيه والبنينا
أشاب ذؤابتي وأطال حزني * امامة حين فارقت القرينا
تطوف به لحاجتها اليه * فلما استيأست رفعت رنينا
وعبرة أم كلثوم إليها * تجاوبها وقد رأت اليقينا
فلا تشمت معاوية بن حرب * فان بقية الخلفاء فينا
واجمعنا الامارة عن تراض * إلى ابن نبينا والى أخينا
فلا نعطي زمام الامر فينا * سواه الدهر آخر ما بقينا
وان سراتنا وذوي حجانا * تواصوا ان نجيب إذا دعينا
بكل مهند عضب وجرد * عليهن الكماة مسومينا ١٤٤٦:
الأموي
يوصف به جماعة منهم إسماعيل بن عبد العزيز. ١٤٤٧:
أمينة الأنصارية
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: قالت أمينة الأنصارية ترثي أبا
الهيثم مالك بن التيهان وقتل مع أمير المؤمنين علي ع بصفين:
منع اليوم ان أذوق رقادا * مالك إذ مضى وكان عمادا
يا أبا الهيثم بن تيهان اني * صرت للهم معدنا ووسادا
إذ عدا الفاسق الكفور عليهم * انه كان مثلها معتادا
أصبحوا مثل من ثوى يوم أحد * يرحم الله تلكم الاجسادا
وفي تهذيب التهذيب: أمينة بنت أنس بن مالك الأنصارية لها ذكر
في صحيح البخاري انتهى أقول يحتمل انها هذه ويحتمل غيرها. ١٤٤٨:
السيد أمير علي
ولد في موهان من إقليم أود في ٦ نيسان ١٨٤٩ م وتوفي أول آب سنة
١٩٢٨ م هو علم من اعلام التفكير الاسلامي، القاضي الهندي الأشهر
توفي فجأة في مصيفه في سوسكس من أعمال انكلترا بعد حياة باهرة في
التشريع والتفكير والكتابة، ففقدت الهند بفقده زعيما من أنبه زعمائها وفقد
الاسلام قطبا من أقطاب تفكيره ودعوته.
قضى أمير علي زهاء نصف قرن يجاهد في سبيل الاسلام، وبث
دعوته والتعريف عن مبادئه واحكامه، وفي العمل على انهاض الشعوب
الاسلامية وتقدمها المعنوي ورفاقتها المادية، وكان سلاحه في ذلك قلمه
الفياض ثم نفوذه السياسي الذي غنمه بذكائه وبيانه واعتداله.
وربما كانت السبيل التي اختارها أمير علي لتحقيق هذه الأمنية خير
سبيل يوم ان نشط إلى الجهاد فقد كانت الأمم الاسلامية يومئذ ترزح تحت
ضروب مرهقة من الانحطاط العقلي والمادي، وكان الغرب قد أحكم
أغلاله حول أعناقها من كل صوب، ولم تكن قد جاشت بعد بنزعات قوية
إلى التحرير والاستقلال وكانت أوروبا تعامل الشعوب الاسلامية بروح
التعسف والتحامل وهو ما يرجع من وجوه كثيرة إلى خطا في فهم روح
الاسلام ومبادئه وآدابه، والى التمسك بكثير من الآراء والنظريات العتيقة
التي ورثتها أوروبا الحديثة عن العصور الوسطى فكان أجل ما تخدم به
الشعوب الاسلامية في مثل هذه الظروف هو التعريف عن الاسلام وروحه
ومبادئه الحقة والتعريف عن تاريخ المجتمعات الاسلامية وما قامت به في
سبيل العلم والمدنية.
وهذا ما أخذه أمير علي على نفسه. وربما كان أمير علي بنشأته وتكوينه
الفكري خير من يؤدي هذه المهمة وكان في الواقع خير من أداها من
مفكري الاسلام المحدثين فهو سليل أسرة عربية تنتمي إلى آل البيت
استقرت أولا في فارس وكان عميد الأسرة محمود صادق خان من كبراء
البلاط الفارسي في عهد الشاه عباس وأنظم أحد بنيه أحمد فاضل إلى جيش
نادر شاه حينما غزا السند في أواسط القرن الثامن عشر ثم دخل في خدمة
سلطان دهلي حينما ارتد نادر شاه إلى فارس وأمير علي هو الحفيد الرابع لهذا
الجندي.
ولد من أب مسلم هو سعادة علي وأم إنجليزية هي ايزابيل ادا.
ودرس أولا في كلية جوهلي في كلكوتا ونال أعلى درجاتها في التاريخ والأدب
ثم ذهب إلى لندن ودرس القانون ونال اجازته في سنة ١٨٧٣ واشتغل
بالمحاماة في كلكوتا بادئ الأمر فظهر فيها ولم يلبث ان اختاره ولاة الأمر
أستاذا للشريعة الاسلامية في كلية كلكوتا ثم عين مديرا لمدرسة الحقوق بها.
وفي سنة ١٨٩٠ عين مستشارا في محكمة البنغال العليا فكان أول هندي
جلس في هذا الكرسي وفي سنة ١٩٠٤ اعتزل القضاء وعاد إلى إنجلترا
وأقام في لندن وكان اسمه قد ذاع يومئذ. ولفت أنظار ولاة الأمر في الهند
وانجلترا بخدماته القضائية وكتابته الفقهية ومقدرته النادرة في الكتابة
الإنجليزية فعين في سنة ١٩٠٩ مستشارا ملكيا في المجلس المخصوص
وانتدب للعمل في لجنته القضائية واعترض بعض ذوي الكلمة يومئذ على
اختياره لمنصب لم يتشرف بتقلده حتى اليوم سوى الإنجليز ولكن الحكومة
البريطانية رأت بحق أن يشترك اعلام المشترعين في مصالح الملايين من
الهنود فكان أمير علي أول من ظفر بهذا المنصب السامي وقد أبدى في تقلده
كفاية تسجلها له أحكامه القوية وما تضمنت من منطق متين وفقه مستنير.
(٤٨٩)

ولم ينس أمير علي أثناء حياته الفقهية الطويلة ان يخص بكثير من
نشاطه الفكري والسياسي أمنيته الكبرى التي جاشت بها نفسه منذ الساعة
الأولى وقد رأيت أن هذه الأمنية هي العمل على انهاض الشعوب الاسلامية
وترقيتها من الوجهتين المادية والمعنوية وذلك من طريق بث الدعوة الاسلامية
والتعريف عن الاسلام في أوروبا وايجاد نوع من العطف على الشعوب
الاسلامية يستند إلى تقدير سليم لتراثها الروحي والعقلي بل لقد شغلت
هذه المهمة نشاط هذا المفكر الكبير حتى ملأت كل فراع حياته الحافلة.
وغدا اسمه علما لها في الغرب، وتفقه في الكلام والشريعة والأدب العربي
وبرع في القانون والآداب الإنجليزية.
وكانت أقلام المستشرقين تعرض من الاسلام ومجتمعاته على أوروبا
صورا مختلفة ولكنها غالبا تطبع بطابع العقلية الغريبة وكثيرا ما تشوبها
نزعات من التحامل. ولكن أمير علي كان نموذجا فريدا للمفكر الاسلامي
الكبير أشربت نفسه مبادئ الاسلام الحقة، واستنار مع ذلك بالروح
العلمية الغربية، فكان لهذا المزيج السعيد أثره العميق في كل ما أخرج
للغرب من آثار ترمي كلها إلى التعريف عن الاسلام وتراثه وشعوبه.
والواقع ان أمير علي وقف قلمه القوي الفياض على أداء هذه المهمة.
فلم يكتب الا في الاسلام واحكامه وفي سيرة النبي العربي ومناقبه وفي
تاريخ الأمم الاسلامية وقد نزل هذا الميدان منذ فتوته ولم يترك التجوال فيه
مدى حياته. فأخرج منذ سنة ١٨٧٢ باكورة جهوده في رسالة نقدية في
حياة النبي وتعاليمه أحرزت نجاحا لأسلوبها المتين ومنطقها القوي وفي سنة
١٨٨٩ اخرج كتابه في مختصر تاريخ المسلمين وهو صورة بديعة لتاريخ
الدول الاسلامية صيغت في بيان متين يفيض بلاغة ورقة، وفي مقدمته
يقول: ان المسلمين أقرب الينا في العصر من جميع الأمم القديمة التي
دفعت الفتح إلى قارات شاسعة وتركت من اعمالها في صحف التاريخ آثارا
لا تمحى وأفاضت على عالم التفكير من اكتشافها وعلمها. وما زالت أوروبا
الحديثة تهتدي بالوصية التي تركوها وبالتراث العقلي الذي خلفوه. فمن
دواعي الأسف إذا ان يكون العلم بتاريخهم في الغرب قاصرا في الغالب
على الأخصائيين بينما هو لا يكاد يعرف في الهند وهي بلد كان في عصر من
العصور ميدان نفوذهم وحضارتهم.
ويجب لكي نلفت النظر ونستمد العطف ونثير الاهتمام ان نعني بأكثر
من سرد مجرد الحروب والغزوات، خصوصا بالنسبة لشعب لم يجر التعريف
به منذ الطفولة كما هو الشأن بالنسبة للرومان واليونان ورب كتاب يعنى
بدرس ما استقته الحضارة المحدثة من حضارتهم يفيد في إزالة كثير من
ضروب التحامل وشئ من المرارة التي خلفتها خصومات القرون.
في هذه العبارة يفصح أمير علي عن غايته بجلاء ومن يقرأ هذا المجلد
الضخم الذي يصفه مؤلفه بالمختصر يدرك إلى أي حد وفق أمير علي في
كتابة هذا التاريخ الذي هو أحدث وأدق وأمتن خلاصة كتبت في تاريخ
الاسلام ومدنيته.
وقد رأيت أن أمير علي تخصص في دراسة القانون وتفقه في الشريعة
الاسلامية وحاز مراتب القضاء إلى أرقاها، فكان طبيعيا ان تحرك الذهنية
الفقهية قلمه. على أنه لم يغفل هنا أيضا مهمة التعريف عن الاسلام فعمد
إلى شرح الأحكام الشرعية في الأحوال الشخصية في كتاب ضخم ذي
مجلدين واتبعه بمختصر الشريعة للطلبة فجاء مجهوده في هذا السبيل خدمة
جليلة للقضاء الشرعي في الهند رفعت كثيرا من الغموض الذي كان يقترن
بتدريس الشريعة وتطبيقها على يد قضاة من الإنجليز قلما يدركون روح
التشريع الاسلامي وما زال كتاباه إلى اليوم حجة الطلاب والقضاة.
وفي سنة ١٨٩٣ أخرج أمير علي أقوى كتبه وأعظمها وهو كتاب روح
الاسلام أو حياة محمد وتعاليمه وهو مؤلف ضخم يعرض فيه بالدرس
والتحليل لترجمة النبي عليه الصلاة والسلام وأصول الاسلام وفرائضه
وفكرته في الألوهية وأحكامه في الأحوال الشخصية والاجتماعية، وفكرته في
البعث، وروحه القومية، والسياسة والعلم والأدب والفرق الاسلامية
وفلاسفة الاسلام، وفيه يبلغ ذروة الافتنان والإجادة في دقة التصوير وسلامة
التدليل، وروعة البيان، ولا سيما في مقدمته التي هي قطعة من أقوى وأبدع
فصول الكلام. أما ناحية الاسلام الأخلاقية فقد تناولها في كتاب آخر ظهر
في نفس السنة هو آداب الاسلام الذي يعتبر تتمة لكتاب روح
الاسلام.
ويجب ان نعرف أن أمير علي أخرج كتبه كلها باللغة الإنجليزية، وانه
كتبها جميعا بأسلوب فصيح قوي أفسح له مكانة مرموقة في الآداب
الإنجليزية ومن ثم كان لما أحرزته مؤلفاته من التقدير والذيوع أثر كبير في
سبيل التعريف الحق بالاسلام والمجتمع الاسلامي وإزالة كثير من ضروب
التحامل والادعاء التي كانت تصيب هيبة الاسلام والمسلمين في الغرب.
ولم ينس أمير علي أن يطرق باب السياسة ليسعى إلى تحقيق نفس
الأمنية التي سعى إليها بقلمه. وكان يعمل أثناء الأعوام الطويلة التي
سلخها في قضاء الهند وإدارتها على تحقيق أمنية عزيزة له هي تقدم مواطنيه
مسلمي الهند، وقد بذل في هذا السبيل جهودا شتى وكان اعتداله وحزمه
وكفايته تمهد سبيل الترحيب بارائه. وكان لمساعيه ودعوته في هذا السبيل
نصيبها من الفوز أيام اللورد مورلي حيث رأت الحكومة البريطانية ان تدخل
طائفة كبير من الاصطلاحات الدستورية والتشريعية في حكومة الهند تحقيقا
لأماني المعتدلين وتهدئة للاضطرابات الوطنية التي وقعت يومئذ.
على أن أمير علي كان في جهوده السياسية بالنسبة للاسلام مسلما قبل
كل شئ ففي جميع الخطوب التي كانت تدهم الاسلام أو الأمم الاسلامية
كان صوته يرتفع في بريطانيا وأوروبا، وكان لهذا الصوت أثره خصوصا بعد
أن تبوأ أمير علي مكانته في المجلس المخصوص ونال ما ناله من الاحترام
والنفوذ في دوائر لندن السياسية.
ومنذ الحرب الطرابلسية والحرب البلقانية كان أمير علي يعمل بكل ما
أوتي من بلاغة ونفوذ ليثير العطف على تركيا وكان له قسط محمود في الدعوة
إلى جمعية الهلال الأحمر ولكن جاء دخول تركيا في الحرب الكبرى إلى جانب
ألمانيا ضربة قوية لآماله. وكان يعتبر انسلاخ تركيا عن الحلفاء نتيجة مباشرة
لخطأ السياسة البريطانية فلما انتهت الحرب عاد إلى نشاطه ليحارب شروط
الصلح التي فرضت على تركيا. وكان شديد الوطأة في حملاته يومئذ على
سياسة بريطانيا والحلفاء في الشرق الأدنى حتى أن السير فالانتين تشيرول
الصحفي الانكليزي الأشهر كثيرا ما احتج على هذه الدعوات في جريدة
التيمس وأنكر على قاض في مجلس الملك المخصوص ان يعمل هذا النحو
لإثارة الهياج بين المسلمين في انحاء الإمبراطورية ولكن أمير علي لم يعبأ بهذا
(٤٩٠)

الاحتجاج وكان يرى أن اعطاء اليونان مكدونية وأزمير من الأخطاء الفادحة
التي لا تغتفر ويؤكد في كتاباته ان الترك يؤثرون ان يقوموا بآية تضحية
لاستعادة الصداقة البريطانية على أن يتركوا غنيمة باردة لاستعباد أعدائهم
وكثيرا ما سعى في هذا السبيل لدى رؤساء الحكومة البريطانية ولدى
ذوي النفوذ من أصدقائه. وكان فوز تركيا وتعديل شروط الصلح. وكان
لنفوذ أمير علي أثره في التوجيه السياسي في مؤتمر لوزان ونتائجه ولقد كان
يرى أن استنبول القسطنطينية انما هي مدينة الاسلام للاسلام لا يجوز ان
تسلخ عنه. وكان قليل الايمان بما يذاع عن الاعتداء على النصارى. ولما
نشبت الحرب اليونانية التركية كتب في آب سنة ١٩٢٢ يقول: في
الأناضول آلاف مؤلفة من المسلمين يفرون من الذبح ليموتوا في المنفي
جوعا وان المساجد والمزارات والمدارس تخرب بالمئات.
ولكن ثورة أنقرة اللادينية، وما ترتب عليها من محو الخلافة وإلغاء
النظم والرسوم الدينية كان خيبة أمل جديدة لأمير علي لأنه كان يرى دائما
أن نفوذ الخلافة الروحي ضروري لسلامة سلطان تركيا السياسي وعماد
للتضامن الاسلامي. ولما نشبت الحرب الريفية، وأرغم الأمير عبد الكريم
على مواجهة الجيوش الإسبانية والفرنسية معا وجه أمير علي إلى رئيس
الجمهورية الفرنسية خطابه المشهور يناشد فيه فرنسا ان لا تقضي على تحقيق
أماني شعب صغير مجاهد.
ولم تذهب الأعوام الطويلة شيئا من نشاط هذا المفكر الكبير، فقد
شرح قبل وفاته بأسابيع فقط مطالب المسلمين أمام لجنة سيمون الدستورية،
وفي نفس اليوم الذي توفي فيه نشرت له التيمس خطابا يتحدث فيه عن
لوائح الصيد الهندية.
وكان يرى الاعتدال خير سلاح للهند في نيل أمانيها القومية وكان
اعتداله مثار ريب المتطرفين من مواطنيه وبغضهم أحيانا وكان كثير من
الزعماء المسلمين المحافظين يعترضون على أساليبه في التفكير وأذواقه في
الحياة بأنها غربية خارجة عن تقاليد الشرق.
وقد تزوج السيد أمير علي من ايزابيل كونسيان، وهي سيدة إنجليزية
فرزق منها بولدين كان يشغل أكبرهما منصبا كبيرا في الحكومة الهندية
ويشتغل الصغير بالمحاماة في كلكوتا.
وإنا لنختتم كلمتنا في المفكر الكبير بما اختتمت به التيمس ترجمتها
إياه: كان مضيفا ساحرا وقد لبث منزله في كودوجان أعواما طويلة كعبة
بهجة لكل من هم صفوة في العالم الغربي والهندي وكانت المكانة التي
أحرزها لنفسه فريدة في تاريخ جنسه. ١٤٤٩:
المولوي السيد أمير علي صاحب الهندي
له تنقيد الكلام في أحوال شارع الاسلام مطبوع. ١٤٥٠:
معين الدين أميركا بن أبي اللحيم بن أميرة الصدري العجلي
الفقيه الثقة مناظر حاذق وجه أستاذ الشيخ الامام رشيد الدين عبد
الجليل الرازي المحقق وله تصانيف في الأصول منها التعليق الكبير، التعليق
الصغير، الحدود، مسائل شتى أخبرنا بها الشيخ الامام رشيد الدين عنه،
قاله منتجب الدين. ١٤٥١:
السيد أمير كيا بن حسين أو حسن كيا بن السيد علي الحسيني العلوي
الكيلاني وباقي النسب مر في أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن مهدي
بن الأمير كيا.
توفي في رستمدار سنة ٧٦٣.
وهو من سلسلة السادات الحسينيين الذين حكم جماعة منهم في كيلان
وكانوا يلقبون بكار كيا تعظيما وهي لفظة فارسية معناها التعظيم وكان
الأمير كيا قد وقع في نفسه طلب السلطنة فشعر به حكام جيلان وصاروا
بصدد طلبه فانتقل مع أهل بيته إلى رستمدار وتوفي هناك في التاريخ
المذكور. ١٤٥٢:
السيد زين الدين أمير بن شرفشاه الحسيني
ثقة قاضي قم قاله منتجب الدين. وفي لسان الميزان: أمير بن
شرفشاه الحسيني القمي قال ابن بابويه كان قاضي قم وكان يناظر بمذهبه في
المجالس ولا يتوقى له تصانيف وكرم وورع وصدقة في السر وحسن سمت
انتهى أقول الظاهر أن مراده بابن بابويه هو منتجب الدين وقد خالف
ما في النسخة الفهرست التي بأيدينا فجعل اسمه أمير بدل أميرة ويمكن أن تكون
الهاء سقطت من النساخ وزاد في ترجمته ما سمعت ويمكن أن يكون
رأى ذلك في نسخة زاد فيها المؤلف على النسخة التي بأيدينا ويمكن أن
يكون أراد بابن بابويه غير صاحب الفهرست أو أن الزيادة منه والله أعلم. ١٤٥٣:
أميمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ع المعروفة بسكينة
توفيت سنة ١١٧ بالمدينة في أيام هشام بن عبد الملك.
الخلاف في اسمها
في تذكرة الخواص: اسمها آمنة وقيل أميمة. وفي الأغاني: اسم
سكينة أميمة وقيل أمينة وقيل أمية وقيل آمنة، وسكينة لقب لقبت به وقال
مصعب: اسمها آمنة. وفي شذرات الذهب اسمها أميمة. وقيل أمينة
وسكينة لقب لها وفي مرآة الجنان: قيل اسمها أمينة وقيل أميمة وهو
الراجح، وسكينة لقب لها انتهى وروى في الأغاني بسنده عن ابن
الكلبي عن أبيه قال لي عبد الله بن الحسن ما اسم سكينة بنت الحسين
فقلت له سكينة فقال لا اسمها آمنة قال وروي ان رجلا سال عبد الله بن
الحسن عن اسم سكينة فقال أمينة، فقال ان ابن الكلبي يقول أميمة فقال
سل ابن الكلبي عن أمه وسلني عن أمه وسلني عن أمي. قال المدائني
حدثني أبو إسحاق المالكي قال سكينة لقب واسمها آمنة وهذا هو الصحيح
انتهى ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته قيل اسمها
امامة ويمكن ان يكون أميمة تصغير امامة.
وفاتها ومدفنها
وفي الأغاني بسنده ما حاصله: انها ماتت وعلى المدينة خالد بن
عبد الملك فآذنوه بالجنازة وذلك في أول النهار في حر شديد فجعل يماطلهم
إلى أن صليت العشاء ولم يجئ فجعلوا يصلون عليها جمعا جمعا فرادى
وينصرفون فامر علي بن الحسين ع من جاءه بطيب وانما أراد خالد فيما
ظن قوم ان تنتن وأتي بالمجامر فوضعت حول النعش انتهى وفي طبقات
ابن سعد اشتري لها كافور بثلاثين دينارا. وفي تذكرة الخواص: اختلفوا في
وفاتها قال ابن سعد توفيت بالمدينة وعلى المدينة خالد بن عبد الله بن
الحارث بن الحكم وأما غير ابن سعد فيقول انها توفيت بمكة انتهى وفي
(٤٩١)

شذرات الذهب توفيت بالمدينة والعامة تزعم أنها بمكة في طريق العمرة
انتهى وفي مرآة الزمان توفيت سكينة بالمدينة الشريفة هكذا ذكر موتها
بالمدينة في كل تاريخ وقفت عليه خلاف ما يقوله العامة من أنها مدفونة
خارج مكة في القبة التي في الزاهر في طريق العمرة انتهى اما القبر
المنسوب إليها بدمشق في مقبرة الباب الصغير فهو غير صحيح لاجماع أهل
التواريخ على أنها دفنت بالمدينة ويوجد على هذا القبر المنسوب إليها بدمشق
صندوق من الخشب كتبت عليه آية الكرسي بخط كوفي مشجر رأيته
وأخبرني الثقة العدل الورع الزاهد العابد الشيخ عباس القمي النجفي
الذي هو ماهر في قراءة الخطوط الكوفية بدمشق في رجب أو شعبان سنة
١٣٥٦ ان الاسم المكتوب باخر الكتابة التي على الصندوق سكينة بنت
الملك، بلا شك ولا ريب. وكسر ما بعد لفظة الملك، فالقبر إذا لاحدى
بنات الملوك المسماة سكينة.
أمها
في الأغاني: أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي القضاعية
وهي أخت عبد الله الرضيع أمها الرباب. وبسنده عن مالك بن أعين
سمعت سكينة بنت الحسين ع تقول عاتب عمي الحسن أبي في
أمي فقال وفي بعض الروايات زيادة البيت الأخير:
لعمرك انني لأحب دارا * تكون بها سكينة والرباب
وأحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب
فلست لهم وان عتبوا مصيخا * حياتي أو يغيبني التراب
وروي أن يزيد بن معاوية لما أدخل عليه نساء أهل البيت قال للرباب
زوجة الحسين ع أنت التي كان يقول فيك الحسين وفي ابنتك سكينة:
لعمرك انني لأحب دارا الأبيات فقالت نعم.
أزواجها
كانت سكينة قد سميت لابن عمها القاسم بن الحسن فقتل يوم
الطف. وفي الأغاني في رواية أسندها أن أول أزواجها ابن عمها عبد الله بن
الحسن وهو أبو عذرتها وانه قتل عنها ولم تلد له. وفي رواية ان أبا عذرها
عمر بن الحسن بن علي وفي الطبقات الكبير لابن سعد تزوجها مصعب بن
الزبير بن العوام ابتكرها فولدت له فاطمة. وفي تذكرة الخواص في قول
بعضهم ان أول من تزوجها مصعب بن الزبير قهرا وهو الذي ابتكرها ثم
قتل عنها وقد ولدت له فاطمة وكان أصدقها ستمائة ألف درهم. وفي
الأغاني أن مهرها ألف ألف درهم وولدت له بنتا سمتها الرباب باسم أمها
وأنها قالت دخلت على مصعب وأنا أحسن من النار الموقدة في الليلة القراء.
وقال سبط ابن الجوزي ولدت من مصعب ابنة سمتها الرباب وكانت فائقة
الجمال لم يكن في عصرها أجمل منها فكانت تلبسها اللؤلؤ وتقول ما ألبسها
إياه إلا لتفضحه انتهى ثم ذكر أبو الفرج من أزواجها عبد الله بن عثمان
الحزامي وزيد بن عمرو بن عثمان والأصبغ بن عبد العزيز بن مروان ولم
يدخل بها وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم يدخل بها انتهى وفي
تذكرة الخواص: تزوجها بعد مصعب عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن
الحكيم بن حزام فولدت له عثمان الذي يقال له قرير أو قرين ثم تزوجها
الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان أخو عمر بن عبد العزيز ثم فارقها قبل
الدخول بها ولما قتل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير خطبها فقالت
أ بعد ما قتل ابن الزبير لا والله لا كان هذا انتهى.
أقوال العلماء في حقها
في تذكرة الخواص: لها السيرة الجميلة والكرم الوافر والعقل التام
وهذا قول ابن قتيبة وكانت من الجمال والأدب والظرف والسخاء بمنزلة
عظيمة وكانت تؤوي إلى منزلها الأدباء والشعراء والفضلاء فتجيزهم على
مقدارهم انتهى وفي شذرات الذهب: جمالها وحسن خلقها مشهور وفي
مرآة الجنان لليافعي: السيدة سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب
كانت من أجمل النساء وأظرفهن وأحسنهن أخلاقا.
أخبارها
حضرت وقعة الطف مع أبيها ع وشاهدت مصرعه وروى ابن
طاوس في كتاب الملهوف ان سكينة اعتنقت جسد أبيها بعد قتله فاجتمع
عدة من الأعراب حتى جروها عنه انتهى وأخذت مع الأسرى والرؤوس
إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم عادت مع أخيها زين العابدين ع إلى
المدينة. وفي الأغاني بسنده عن مصعب كانت سكينة ظريفة مزاحة وفيه
قال محمد بن سلام كانت سكينة مزحة فلسعتها دبرة فقالت لها أمها ما لك
يا سيدتي فضحكت وقالت لسعتني دبيرة مثل الابيرة أوجعتني قطيرة ثم ذكر
من مزاحها أشياء كثيرة لا حاجة بنا إلى نقلها. وفي شذرات الذهب: لها
نوادر منها أنها لما سمعت قول عروة بن أذينة في رثاء أخيه بكر:
على بكر أخي فارقت بكرا * وأي العيش يصلح بعد بكر
قالت ومن بكر؟ أ هو ذاك الأسود الذي كان يمر بنا؟ قيل: نعم،
قالت: لقد طاب بعده كل عيش حتى الخبز والزيت. وفي الأغاني عن أبي
إسحاق المالكي: قيل لسكينة أمك فاطمة وأنت تمزحين كثيرا، وأختك
فاطمة لا تمزح فقالت لأنكم سميتموها باسم جدتها فاطمة وسميتموني باسم
جدتي التي لم تدرك الاسلام آمنة بنت وهب هذا يدل على أن اسمها آمنة
وبسنده ان الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب خطب إلى عمه
الحسين ع فخيره في ابنتيه فاطمة وسكينة فاختار فاطمة فكان
يقال إن امرأة تختار على سكينة لمنقطعة القرين. وبسنده: كانت سكينة في
مأتم فيه بنت لعثمان فقالت بنت عثمان انا بنت الشهيد فسكتت سكينة
فقال المؤذن أشهد ان محمدا رسول الله ص فقالت سكينة هذا أبي أو أبوك
فقالت العثمانية لا أفخر عليكم أبدا وفي الأغاني بسنده: جاء قوم من أهل
الكوفة ليسلموا على سكينة فقالت لهم الله يعلم اني أبغضكم قتلتم جدي
عليا وقتلتم أبي الحسين وأخي عليا وزوجي مصعبا فبأي وجه تلقونني
أيتمتموني صغيرة وأرملتموني كبيرة انتهى.
ولكنني أقول لها: ان أهل الكوفة شيعتكم ومحبوكم وناشرو فضائلكم
قديما وحديثا دون غيرهم. وفيه ما حاصله انه خرجت بها سلعة في أسفل
عينها حتى كبرت ثم أخذت وجهها وعينها فدعت بالطبيب فسلخ الجلد
وأخرج عروق السلعة وكان شئ منها تحت الحدقة ثم رد الحدقة وهي
مضطجعة لا تتحرك ولا تئن وبرئت من ذلك. وفيه بسنده: كانت سكينة
تجئ يوم الجمعة فتقوم بإزاء ابن مطير وهو خالد بن عبد الملك بن الحارث
بن الحكم إذا صعد المنبر فإذا شتم عليا شتمته هي وجواريها فكان يأمر
الحرس يضربون جواريها.
(٤٩٢)

أخبارها مع الشعراء
في بعض الأخبار انها كانت تجالس الأجلة من قريش ويجتمع إليها
الشعراء وهو باطل، وإنما كان الشعراء يجتمع على بابها فتخرج إليهم بعض
جواريها وتسمع أقوالهم وتسمعهم أقوالها بواسطة جواريها وعلى لسانهن.
ففي تذكرة الخواص عن هشام بن محمد الكلبي. وفي الأغاني بسنده عن
عمر بن شبه موقوفا عليه وفيه عن أبي الزناد وبين الروايات بعض التفاوت
ونحن نأخذ ما نذكره من مجموعها: قال هشام اجتمع على باب سكينة بنت
الحسين ع جماعة من الشعراء لتخاير بينهم وكانوا يرضون بحكمها لما
يعرفون من أدبها وبصارتها بالشعر فأحسنت ضيافتهم وأكرمتهم وكان فيهم
الفرزدق وجرير وكثير عزة وجميل ونصيب وفي رواية أبي الفرج انهم اجتمعوا
في ضيافتها فمكثوا أياما ثم أذنت لهم فدخلوا عليها فقعدت حيث تراهم
ولا يرونها وتسمع كلامهم وقال هشام فنصبت بينها وبينهم ستارة وأذنت لهم
فدخلوا عليها وكانت لها جارية قد روت الاشعار والاخبار وعلمتها الأدب
فخرجت من عندها الجارية وفي رواية أبي الفرج ومعها قرطاس فقالت أيكم
الفرزدق فقال ها أنذا فقالت أ لست القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره
وزاد أبو الفرج:
فقلت ارفعوا الامراس لا يشعروا بنا * وأقبلت في اعجاز ليل أبادره
أبادر بوابين قد وكلا بنا * وأحمر من ساج تبص مسامره
فقال نعم فقالت فما الذي دعاك إلى إفشاء السر خذ هذه ألف دينار
والحق باهلك هذه رواية هشام ونحوها رواية أبي الفرج وفي رواية أخرى
لأبي الفرج عن أبي الزناد أن الفرزدق لما قال ها أنذا قالت أنت الذي
تقول:
أبيت أمني النفس أن سوف نلتقي * وهل هو مقدور لنفسي لقاؤها
فان ألقها أو يجمع الدهر بيننا * ففيها شفاء النفس منها وداؤها
قال نعم قالت قولك أحسن من منظرك وأنت القائل:
ودعنني بإشارة وتحية * وتركنني بين الديار قتيلا
لم أستطع رد الجواب عليهم * عند الوداع وما شفين غليلا
لو كنت أملكهم إذا لم يبرحوا * حتى أودع قلبي المخبولا
قال نعم قالت أحسنت أحسن الله إليك وأنت القائل:
هما دلتاني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره
فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا * أحي فيرجى أم قتيل نحاذره
فقلت ارفعوا الأسباب لا يشعروا بنا * ووليت في اعجاز ليل أبادره
أحاذر بوابين قد وكلا بها * وأحمر من ساج تبص مسامره
فأصبحت في القوم القعود وأصبحت * مغلقة دوني عليها دساكره
قال نعم قالت سوأة لك أفشيت السر فضرب بيده على جبهته وقال
نعم فسوأة لي ثم دخلت الجارية على مولاتها وخرجت وقالت أيكم جرير
فقال ها أنذا قالت أنت القائل:
رزقنا به الصيد الغزير ولم نكن * كمن نبله محرومة وحبائله
فهيهات هيهات العقيق ومن به * وهيهات حي بالعقيق نواصله
قال نعم قالت أحسن الله إليك وأنت القائل:
كان عيون المجلتين تعرضت * وشمسا تجلى يوم دجن سحابها
إذا ذكرت للقلب كاد لذكرها * يطير إليها واعتراه عذابها
قال نعم قالت أحسنت وأنت القائل:
سرت الهموم فبتن غير نيام * وأخو الهموم يروم كل مرام
طرقتك صائدة القلوب وليس ذا * وقت الزيارة فارجعي بسلام
لو كان عهدك كالذي حدثتني * لوصلت ذاك فكان غير لمام
تجري السواك على أغر كأنه * برد تحدر من متون غمام
قال نعم قالت سوأة لك جعلتها صائدة القلوب حتى إذا أناخت
ببابك جعلت دونها حجابا أ لا قلت:
طرقتك صائدة القلوب فمرحبا * نفسي فداؤك فادخلي بسلام
قال نعم فسوأة لي قالت فخذ هذه الألف دينار والحق باهلك ودخلت
الجارية وخرجت وقالت أيكم كثير عزة فقال ها أنذا فقالت أنت القائل:
وأعجبني يا عز منك خلائق * خسان إذا عد الخلائق أربع
دنوك حتى يطمع الصب في الصبا * وقطعك أسباب الصبا حين تقطع
فوالله ما يدري كريم مطلته * أيشتد ان قاضاك أم يتضرع
قال نعم قالت أعطاك الله مناك وأنت القائل:
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من اعراضنا ما استحلت
فما انا بالداعي لعزة في الورى * ولا شامت ان نعل عزة زلت
وكنت كذي رجلين رجل صحيحة * ورجل رمى فيها الزمان فشلت
قال نعم قالت أحسن الله إليك وفي رواية تذكرة الخواص انها قالت لكثير
أنت القائل:
يقر بعيني ما يقر بعينها * وأحسن شئ ما به العين قرت
قال نعم قالت أفسدت الحب بهذا التعريض خذه ألف دينار وانصرف. ثم
دخلت الجارية وخرجت وقالت أيكم نصيب فقال ها أنذا أنت القائل:
ولولا ان يقال صبا نصيب * لقلت بنفسي النشأ الصغار
الا يا ليتني قامرت عنها * وكان يحل للناس القمار
فصارت في يدي وقمرت مالي * وذاك الربح لو علم التجار
على الاعراض منها والنواني * فان وعدت فموعدها ضمار
بنفسي كل مهضوم حشاها * إذا قهرت فليس بها انتصار
إذا ما الزل ضاعفن الحشايا * كفاها ان لا يلاث بها ازار
ولو رأت الفراشة طار منها * مع الأرواح مستطار
قال نعم قالت والله ان إحداهن لتقوم من نومتها فما تحسن ان تتوضأ لا
حاجة لنا في شعرك. وفي رواية تذكرة الخواص انها قالت لنصيب أنت
القائل:
من عاشقين تواعدا وتراسلا * حتى إذا نجم الثريا حلقا
باتا بأنعم ليلة والذها * حتى إذا وضح الصباح تفرقا
قال نعم قالت وهل في الحب تدان خذ هذه ألف دينار وانصرف ثم دخلت
الجارية وخرجت وقالت أيكم جميل قال ها أنذا قالت أنت القائل:
لقد ذرفت عيني وطال سفوحها * وأصبح من نفسي سقيما صحيحها
الا ليتنا كنا جميعا وان نمت * يجاور في الموتى ضريحي ضريحها
أظل نهاري مستهاما ويلتقي * مع الليل روحي في المنام وروحها
(٤٩٣)

فهل لي كتمان حبي راحة * وهل تنفعني بوحة لو أبوحها
قال نعم قالت بارك الله عليك وأنت القائل:
خليلي فيما عشتما هل رأيتما * قتيلا بكى من حب قاتله قبلي
أبيت مع الهلاك ضيفا لأهلها * وأهلي قريب موسعون ذوو فضل
فيا رب ان تهلك بثينة لا اعش * فواقا ولا أفرح بما لي ولا أهلي
ويا رب ان وقيت شيئا فوقها * حتوف المنايا رب واجمع بها شملي
قال نعم قالت أحسنت أحسن الله إليك وأنت القائل:
الا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بوادي القرى اني إذا لسعيد
لكل حديث عندهن بشاشة * وكل قتيل بينهن شهيد
ويا ليت أيام الصبا كن رجعا * ودهرا تولى يا بثين يعود
إذا قلت ردي بعض عقلي اعش به * تناءت وقالت ذاك منك بعيد
فما ذكر الخلان الا ذكرنها * ولا البخل الا قلت سوف تجود
فلا أنا مردود بما جئت طالبا * ولا حبها فيما يبيد يبيد
يموت الهوى مني إذا ما لقيتها * ويحيا إذا فارقتها ويزيد
قال نعم قالت الله أنت جعلت لحديثها ملاحة وبشاشة وقتيلها شهيدا وأنت
القائل:
الا ليتني أعمى أصم تقودني * بثينة لا يخفى علي مكانها
قال نعم قالت قد رضيت من الدنيا ان تقودك بثينة وأنت أعمى أصم
قال نعم ثم دخلت الجارية وخرجت ومعها مدهن فيه غالية ومنديل فيه
كسوة وصرة فيها خمسمائة دينار فصبت الغالية على رأس جميل حتى سالت
على لحيته ودفعت اليه الصرة والكسوة وأمرت لأصحابه بمائة مائة. وفي
رواية تذكرة الخواص أنها قالت لجميل جزاك الله خيرا جعلت لحديثنا
بشاشة وقتيلنا شهيدا قد حكمنا لك على الجميع خذ هذه أربعة آلاف دينار
وانصرف راشدا انتهى.
وفي الأغاني بسنده عن عامر الشعبي. قال وذكر أيضا أبو عبيدة
معمر بن المثنى. ورواه البيهقي في المحاسن والمساوي ان الفرزدق خرج
حاجا فلما قضى حجه أتى إلى المدينة فدخل على سكينة بنت الحسين ع
مسلما وينبغي أن يكون دخوله إلى دارها بحيث لا يراها وخطابه لها
وخطابها له بواسطة بعض جواريها كما في الخبر الآخر المتقدم فقالت له يا
فرزدق من أشعر الناس قال أنا قالت كذبت أشعر منك الذي يقول:
بنفسي من تجنيه عزيز * علي ومن زيارته لمام
ومن أمسي وأصبح لا أراه * ويطرقني إذا هجع النيام
فقال اما والله لئن أذنت لي لأسمعك أحسن منه فقالت لا أحب
فأخرج عني ثم عاد من الغد فدخل عليها فقالت يا فرزدق من أشعر الناس
قال أنا قالت كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:
لولا الحياء لهاجني استعبار * ولزرت قبرك والحبيب يزار
كانت إذا هجر الضجيع فراشها * كتم الحديث وعفت الأسرار
لا يلبث القرناء ان يتفرقوا * ليل يكر عليهم ونهار
وفي المحاسن والمساوي قالت أشعر منك الذي يقول:
يا بيت عاتكة الذي أتعزل * حذر العدى وبه الفؤاد موكل
اني لأمنحك الصدود وانني * قسما إليك مع الصدود لأميل
فقال والله لئن أذنت لي لأسمعنك أحسن منه، فأمرت به فأخرج ثم
عاد إليها في اليوم الثالث فقالت يا فرزدق! من أشعر الناس؟ قال أنا! قالت
كذبت صاحبك أشعر منك حيث يقول:
ان العيون التي في طرفها مرض * قتلتنا ثم لم يحيين قتلانا
يصر عن ذا اللب حتى لا حراك به * وهن أضعف خلق الله أركانا
فقال يا بنت رسول الله ضربت إليك من مكة إرادة السلام عليك
فكان جزائي منك تكذيبي ومنعي من أن أسمعك وبي ما قد عيل معه
صبري وهذه المنايا تغدو وتروح ولعلي لا أفارق المدينة حتى أموت فان أنا
مت تأمرين بتكفيني في ثياب هذه! وأشار إلى جارية من جواريها كأنها تمثال،
فضحكت سكينة وقالت: هي لك! وضمت إليها جارية وكسوة انتهى. ١٤٥٤:
أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي
قال محمد بن سعد في الطبقات الكبير: أمها بنت عمرو بن عائذ بن
عمران بن مخزوم تزوجها في الجاهلية جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن
مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة حليف حرب بن أمية بن
عبد شمس فولدت له عبد الله شهد بدرا وعبيد الله وعبدا وهو أبو أحمد
وزينب بنت جحش زوج رسول الله ص وحمنة بنت جحش. وأطعم رسول
الله ص أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقا من تمر خيبر انتهى وفي
الإصابة: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية عمة
رسول الله ص اختلف في اسلامها فنفاه محمد بن إسحاق ولم يذكرها غير
محمد بن سعد فقال: ثم ذكر ما تقدم. ثم قال: قلت فعلى هذا كانت لما
تزوج النبي ص ابنتها زينب موجودة. ١٤٥٥:
السيد أمين بن السيد علي بن السيد محمد الأمين عم المؤلف
توفي في عصرنا حدود سنة ١٣٣٠ عن عمر ناهز الثمانين.
كان شاعرا أديبا ظريفا شهما شجاعا حاضر الجواب توفي أبوه وهو
صغير ولما بلغ سن التمييز اشتغل بطلب العلم ثم صار يتجر بالإبل ويعاشر
أهل البادية من عنزة وغيرهم كثيرا ويتكلم بكلامهم ولهجتهم حتى يخال انه
منهم وله معهم قضايا غريبة كان يحدثنا بها وكان يبعثه أخوه السيد محمد
الأمين بمصالح له إلى دمشق فيتكلم بلسان الدمشقيين حتى يخال انه منهم
قرأ في مدرسة كفرة على الفقيه الشيخ محمد علي عز الدين ثم في مدرسة
جبع على الشيخ عبد الله آل نعمة الفقيه الشهير ثم انتقل إلى مدرسة حنويه
فقرأ ثانيا على الشيخ محمد علي آل عز الدين وبقي أخوه السيد محمود وابن
أخيه السيد أبو الحسن بن السيد محمد الأمين بقرآن في مدرسة جبع فأرسل
اليهما هذه الأبيات:
ما ان شجاني ذكر بخ‍ * د لا ولا آرام رامه
لكن فراق مهذب ال‍ * أخلاق ابدى بي وسامه
أعني أخي المحمود من * حاز الكرامة والشهامه
وكذلك ابن أخي أبو ال‍ * حسن المقدم في الزعامة
سارا إلى كسب العلو * م فأدركا أعلى مقامه
لربوع مولى حل في * جبع المعالي والكرامة
مولى بنور علومه * يجلو عن الدين القتامه
يا سادة حبي لهم * فرض إلى يوم القيامة
قسما بحرمة جدكم * فرع النبوة والإمامة
وأبيكما المختار من * كانت تظلله الغمامة
(٤٩٤)

اني على ما تعلما * ن من الوفا والاستقامة
حاشا الاله يضيع من * القى بساحته زمامه
اني وردت لبحر عل‍ * م علم الغيث انسجامه
أعني الهمام محمدا * من شاد للدين الدعامة
وعدلت عن عنب الجبا * ل ورمت في التين الإقامة
اما المباحث في الدرو * س فذي مفصلة أمامه
في القصر أصبح درسنا * وكذاك في بحث الإقامة
فعليكما مني السلا * م ولا برحتم في سلامه
وإليكما نظما فتي‍ * ت المسك قد امسى ختامه
فاجابه أخوه السيد محمود بقوله:
وافى النظام فكان أش‍ * هي للنديم من المدامه
وتعطرت منه الربى * والروض قد ابدى ابتسامه
إذ كان نظم أخي الذي * حاز الفصاحة والشهامه
ذاك الأمين بن الأمي‍ * ن شفيعنا يوم القيامة
فإليه شوقي لا إلى * نجد ولا آرام رامه
كلا ولا سفح العذيب * ولا بثينة أو أمامة
اما العلى فسما بها * رتبا ونال بها مرامه
مذ حل في ربع امرئ * الدهر قد امسى غلامه
وقال مضمنا الحديث المشهور عن أمير المؤمنين ع جنونان لا
أخلاني الله منهما الشجاعة والكرم:
روى ثقة الأخيار عن سيد الأمم * بان قال في فصل الخطاب من الحكم
جنونان لا أخلاني الله منهما * هما جنتي درعي الشجاعة والكرم
وله في الطريقة العامية المسماة في العراق أبوذية قوله:
علي خصا النبي بالدرع ورداه * بسيفه قد مرحب شفع واراده
يسعد اللي يرد بالحشر ورده * بحوض من الشهد أعذب أمية
وقوله:
ظريف وينقل الجرة من العين * حدر بالقلب نار وما من العين
اتى من جنة المأوى من العين * نعم للغير وحسابه عليه
وقوله:
عيوني عاينن هالريم وسنان * جرح قلبي بعود الزان وسنان
وفمه هالحوى للشهد وأسنان * تصفى من برد شهد وميه
وقال مادحا أخاه السيد محمد الأمين ومؤرخا ولادة ولده المرتضى:
أرقت وقد طال مني السهر * لظبي بوادي الحمى قد نفر
فقمت اسائل عنه الفريق * واحفي السؤال واقفو الأثر
فقالوا نعم قد تجاوزته * فعدت اليه أدير النظر
عجلت اليه وقد قال لي * رويدا فما لعجول ظفر
أمولاي يا سيد الماجدين * خدين العلى اللوذعي الأغر
سمي النبي الأمين الذي * حباه إله السما بالسور
ومن شاد ركن بني هاشم * وقد داس هام الثريا ومر
حباك الاله بخير البنين * فكن شاكرا يا ابن خير البشر
فأشبال سيدنا مثله * على الأصل ينبت فرع الشجر
فاما الجواد فقد نال من * مقام السيادة أعلى مقر
وموسى أبو حسن مقتد * بأجداده الطاهرين الغرر
بدت للرضا حسن طلعة * سقانا بها الله صوب المطر
وقد جاء بعد الرضى المرتضى * وعم البرايا هناء وسر
ولما بدا نوره ساطعا * فقد أرخوه أضاء القمر
سنة ١٢٧٤
وله في جواب لأبيات جاءته من بعض أدباء العصر:
وافت وقد نهبت سوام نعاسي * وهوت إلي برمحها المياس
ورمت بسهم عن قسي حواجب * مصم حشاي ومخمد أنفاسي
قامت تفاخرني ولست مفاخرا * أذكرت انسى الناس ما هو ناسي
قسما بمن سمك السماء وصانها * بالشهب من جن ومن خناس
لئن افتخرت لآتين بمحمد * وبحيدر وبنيه والعباس
وخليل رب الناس من بيمينه * رفعت قواعد بيت رب الناس
وبجدي المولى أبي الحسن الذي * أس العلوم بعامل بأساس
وبكاظم الغيظ الذي بعلومه * وبنطقه طهر من الأدناس
وبوالدي بحر العلوم ومن له * سمة بأنف ألد خصم قاسي
وبنيه هم خير الورى ولبعضهم * دانت ملوك الروم فوق كراسي
وبنيهم هم في العراق بدورها * وبعامل كالشهب في الأغلاس
وافت ألوكة كيس الأكياس * فيها ثملت وما ثملت بكأس
أعني به شمس الأنام محمدا * هيهات ما قس له بمواسي
وله اياد كالسحاب بروقها * كشفت غياهب ظلمة الافلاس
لا غرو ان لحق الجواد بجده * فعلى الأصول تناسق الأغراس
يا أيها العلم الذي بمودة ال‍ * قربي وفي رغما عن الأرجاس
قلدتني مننا يضيق بحملها * لبنان عامل وهو طود رأسي
واسلم ودم في ظل عيش ناعم * ما غرد القمري فوق الآس ١٤٥٦:
السيد أمين بن السيد علي أحمد الحسني
ولد سنة ١٢٩٣ في قرية طورا من جبل عامل. وتوفي سنة ١٣٨٢ في
قرية جناتا ودفن فيها.
كانت دراسته الأولى في قرية دير قانون النهر ثم في حنويه في مدرسة
الشيخ محمد علي عز الدين وكان أستاذه فيها الشيخ عباس زغيب. وبعد
وفاة الشيخ محمد علي عز الدين وتشتت المدرسة ذهب إلى بنت جبيل لمدرسة
الشيخ موسى شرارة وبعد وفاته عاد إلى قريته يدرس على الشيخ حسن
زيدان في قرية معركة ثم في شحور على السيد يوسف شرف الدين. ثم
رجع إلى حنويه بدرس على الشيخ إبراهيم عز الدين حفيد الشيخ محمد
علي نحوا من ثماني سنوات ثم قصد النجف الأشرف بصحبة أخيه الكبير
السيد إبراهيم حيث أقاما فيها دارسين، ولكن المنية عاجلت أخاه حيث
غرق في نهر الحسينية في كربلا في احدى زياراته لها وبعد ست سنوات عاد
المترجم إلى بلده طورا. ثم سكن قرية جناتا. وفي سنة ١٣٤٠ طلبه أهل
الهرمل للإقامة بينهم فأقام عندهم خمس سنوات ثم عاد إلى جناتا لاحداث
حدثت في الهرمل. وظل في جناتا حتى وفاته. له مجموعة شعرية فيها ما
يزيد على الألف بيت بين تهان ومدائح ورثاء وغزل ومن شعره ما قاله راثيا
السيد جواد بن السيد حسن بن السيد محمد بن السيد جواد الأمين
(٤٩٥)

صاحب مفتاح الكرامة ومعزيا عنه مؤلف الكتاب:
تضعضع ركن المجد واندك جانبه * غدات عليك المجد عجت نوادبه
وصوح روض المجد والفخر والندى * وسدت على راجي النوال مذاهبه
فلا العيش يحلو طعمه بعد هذه * ولا هو طول الدهر تصفو مشاربه
رحلت نقى الثواب من كل وصمة * وخلفت ربع العلم قفرا جوانبه
لانت الردى القتال والسم للعدى * فلم منك يدمى نابه ومخالبه
لقد قل ان أبكيك بالدمع جاريا * ولكن دما يجري من القلب ساكبه
أيا طالب المعروف غرب نجمه * وأظلم من بعد الإضاءة ثاقبه
عجبت لدهر لا تزال صروفه * تدور على أبنائه ومصائبه
مضى القائل الفعال ما زال صادقا * بمقوله ان زخرف القول كاذبه
جواد له الغايات في كل مطلب * سبوق إذا ما أحجم السبق طالبه
مضى عاطر الأردان طيبا ولم تمت * مآثره عمر المدى ومناقبه
فأي قنا للدين حطمه الردى * وعضبا صقيل الحد فلت مضاربه
وبدرا ضاء الأفق والليل دامس * فأشرق حتى نظم الجزع ثاقبه
وكنا نرجيه عمادا ومنعة * ودخرا إذا ما الدهر نابت نوائبه
عجبت لقبر ضم جودك والندى * وقد ضاق منه السهل واسند جانبه
لقد غيبوا تحت الثرى منك صارما * وبحر ندى يستعذب الورد شاربه
لمن يلتجي المكروب ان لم يجد حمى * سواك وقد ضاقت عليه مذاهبه
لئن غاب عن أفق العلى نجم سعده * فقد أصبحت بالشمس تزهو جوانبه
فكم فيكم من محسن شاد في * سما المعالي مقاما لم تنله كواكبه
همام اليه الدهر القى زمامه * وفي بابه المعروف حطت ركائبه
فصبرا زعيم الخلق فالصبر بلغة * ومن يدرع بالصبر تحمد عواقبه
فغيرك مغلوب على حسن صبره * ولا خطب الا أنت بالصبر غالبه
فأنت ثمال المجتدين ومن به * يرد جماح الخطب ان ناب نائبه
وأنت الذي لم يملك الحلم غيره * ولا كذبته في الزمان تجاربه
محا ظلمات الجهل مصباح علمه * ومدت على هام السماك مضاربه
أخو ثقة ما نام عن طلب العلا * ولا هو ممن لان للذل جانبه
وهاد به تجلى الغياهب ان دجت * فهمته كسب العلا ومآربه
تعز وابني العز الكرام لفادح * تناهبت الصبر الجميل مصائبه
لقد طبتم أصلا فطابت فروعكم * فأنتم من الأصل الزكي أطائبه
أصبتم بمفتاح الكرامة والهدى * كنوزا بها قد أدرك الرشد طالبه
بقيتم مدى الأيام كهفا وملجأ * يزاح بها داجي الردى وغياهبه
وقال سنة ١٣٧٤:
ذكرت الحمى والساكنين بواديه * وأيامنا البيض اللواتي مضت فيه
فيها ليتها عادت علينا كما مضت * ويا ليت عهدي اليوم فيه كماضيه
زمان الصبايا لهف نفسي على الصبا * لقد كان عيشي ناعما في مغانيه
سأبكي بدمع عن حشا دائب أسى * عليه بقاء العمر ما دام باقيه
أ أنت على عهد الثمانين تبتغي * حياة بطيب العيش فيه كماضيه
فهيهات هيهات العقيق ومن به * وهيهات خل بالعقيق نلاقيه
ويا ليت قولي فيه يا لهف نافعي * وهيهات هذا للمتيم يجديه
رويدا فما بعد الثمانين تبتغي * وقد شيب عمر وانتهى كل ما فيه
وها أنا لم ألف سوى الصبر كالئا * أبرد حر الوجد فيه واطفيه
وان جميل الصبر أوسع ساحة * لمن ضاق وسعا في أمور تعانيه
وقال سنة ١٣٧٤:
فت الزمان من القوى اعصابا * ورمى باسهمه الحشى وأصابا
لو كنت في عهد الصبا لدفعته * وجعلت برق رعوده خلابا
آه على عهد صفت أيامه * وزكا به عيشي هناك وطابا
أوسعت فيه رحاب أندية الندى * للخلق حتى لا يضيق رحابا
وغرست من شجر المكارم عنده * فنمت وطابت مطعما وشرابا
وأذعت ان الجود يلبس أهله * ثوبا يغطي العيب ممن عابا
وبنيت صرح المجد في أيامه * وجعلته للقاصدين مآبا
طلقت فيه نضارة العيش التي * تلهي الفتى عما يروم طلابا
وقال في آل البيت ع:
هم المصطفون الأطهرون نزاهة * فمن طاهر يعزى إلى نسل طاهر
وما سعدت يوما بنيل ولائهم * أناس أجل الا بطيب الضمائر
فما كل شخص ينتضي السيف ظافر * وما كل من لم ينتض غير ظافر
وما حسنت بين الورى سيرة امرئ * وطابت شذا الا بطيب السرائر
لقد ضل سعيا من على غير نهجهم * تمشى بسوء الحظ مشية سامري
فكم آية فيهم تجلى ظهورها * على الخلق في أجلى سمو المظاهر
يسير على منهاجهم صادق الولا * فصدق ولا هم نعم زاد المسافر
وقال:
ستخطر في بالي أمور أريدها * ويبعثني فكري عليها وخاطري
ولكنما الاقدار بيني وبينها * تحول وهل الا بتقدير قادر
سأصبر حتى لا يقال بأنني * بليت وصبري فيه صبر المكابر
إذا شئت ان تحيا شريفا معززا * فقف بثغور الهم وقفة ظافر
وكن في مجاري القول أصدق لاهج * ولأنك محمولا على غير ظاهر
فقد تظهر الأشياء من غير شاهد * عليها فتكسو المرء حلة صاغر
حنانيك ما الآمال تنقاد للفتى * سريعا وهل تنقاد الا لصابر ١٤٥٧:
الشيخ أمين بن الشيخ محمود الكاظمي
لا نعرف من أحواله شيئا سوى أننا وجدنا له هذه الأبيات:
قف بالطفوف وسلها عن أهاليها * وطف بأرجائها والثم نواحيها
واستنشق الترب منها ان تربتها * فيها الشفاء وللأسقام تبريها
وساكب دموعا على تلك الربوع عسى * وكف الدموع لنار القلب يطفيها
وقف عليها وسلها أين عنك مضوا * أهل القباب ومن قد حل ناديها
أين البدور التي حلت بساحتها * أين الأسود التي حلت بواديها
تالله لم يهنني من بعدهم وطر * مذ قيل دارت عليهم كأس ساقيها ١٤٥٨:
السيد أمين بن السيد رضا آل فضل الله الحسني العاملي العيناثي
آل فضل الله من أجلاء سادات جبل عامل ومن البيوتات العلمية
فيها أصلهم من شرفاء مكة وتوطنوا قرية عيناثا ونبغ فيهم علماء
وشعراء وفضلاء. والمترجم كان فاضلا أديبا شاعرا معاصرا.
قال يمدح السيد علي ابن عمنا السيد محمود ويهنئه بالعيد:
يا من أقام على هجري وسلواني * طرف المحب المعنى غير وسنان
قلبي لديك رهين في يديك وذا * طوفان نوح جرى من فيض أجفاني
كان حبي لكم ذنب علقت به * حتى جزيت جزاء المذنب الجاني
كن كيف شئت فاني فيك ذو وله * أرعى النجوم بطرفي وهي ترعاني
(٤٩٦)

رفقا بقلب شج صب أخي دنف * فهو الذي بك يا ذا الدل أغراني
أصبحت أعذر من قد كنت أعذله * لما عرفت هواكم منذ أزمان
لا يألف النوم طرفي بعدكم أبدا * كان حشو فراشي شوك سعدان
ما زرت أرضكم أ لا شممت بها * نوافح الطيب من روح وريحان
فارقت رونق أيامي وبهجتها * ورائق العيش مذ فارقت خلاني
لا صبر لي بعدهم حتى ألوذ به * أهلي بحزوى ومن أهوى بلبنان
يهيج شوقي ان ناحت مطوقة * في جنح ليل على غصن من ألبان
لكن فزعت إلى أوفى الأنام علا * زاكي العناصر من فهر بن عدنان
موقر الجاش ماض في عزيمته * رفيع قدر النهى مستعظم الشأن
ذاك العلي الذي فاق الأنام علا * وحاز ما حاز من مجد وسلطان
لهاشم تنتمي أعراق محتده * رأسي القواعد من رأس وأركان
لو أن ثهلان أمته عزيمته * لانهاض وانهد منه أصل ثهلان
لا يبلغ العشر شعري في مدائحه * دهرا ولو أن شعري شعر حسان
فلتفخرن بعلي هاشم شرفا * فخرا يدين لديه فخر قحطان
يا غرة المجد والباني دعائمه * وليس يلفى سواك اليوم من باني
وواحد الدهر من عز النظير له * في الخلق والخلق من أنس ومن جان
ان قلت فالناس طرا سامعون لما * تلقيه من جوهر صاف وعقيان
لا ينكرون مقالا أنت قائله * ما قلت حق فلم يحتج لبرهان
يراك باري البرايا للورى علما * تؤم ناديك في شرع وأديان
لا ند في العصر أو قرن تماثله * حاشا لمثلك من ند وأقران
تيار علمك لما عب زاخره * عم البسيطة من قاص ومن داني
ليس السحاب وان طابت مواقعه * يوما يباريك في جود واحسان
لا زلت في كل عام تهنئن كما * هناك في كل عام عيدك الثاني
وطائر السعد يدعو فوق منبره * بطول عمرك في سجع وألحان ١٤٥٩:
أمين أحمد الرازي نزيل الهند
كان حيا سنة ١٠٢١.
من مؤلفاته كتاب هفت إقليم اي الأقاليم السبعة. في كشف
الظنون: هفت إقليم فارسي في مجلدين لأمين أحمد الرازي ألفه سنة ١٠١٠
وقال في تاريخه أمين رازي كو رتبه على الأقاليم السبعة وذكر كل إقليم
بلدة بلدة وما في كل بلدة من أعيانها قديما وحديثا ولم يقتصر على أوصاف
البلاد أو طائفة دون أخرى فذكر الملوك والسلاطين والعلماء والمشايخ
والشعراء مع آثارهم وأشعارهم انتهى ونقل ملا عبد الله الأفندي في
رياض العلماء ترجمة ملا عبد الله اليزدي صاحب حاشية تهذيب المنطق من
ذلك الكتاب وتوجد نسخة منه في مكتبة السلطنة في طهران وتوجد قطعة
منه في المدرسة الناصرية في طهران تتضمن ذكر ثلاثة أقاليم على الترتيب
المزبور وأولها بعد الحمد ما ترجمته: أما بعد فيقول محرر
هذه المقالات ومقرر هذه الكلمات أمين أحمد الرازي أصلح الله أحواله المذنب القليل البضاعة
الخ... وآخره في ملوك مصر وتاريخ الفراع منه في شعبان سنة ١٠٢١ في
بلدة كشمير. وفي هذه المدرسة أيضا نسخة أخرى في ٦٤٨ صفحة كبيرة
ذهب أولها وآخرها وأول الموجود منها في أحوال بعض الشعراء وآخره في
أحوال دكن. ١٤٦٠:
أمين الدين بن محيي الدين الطريحي النجفي
كان عالما فاضلا من تلاميذ الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل
الجزائري وله منه إجازة كتبها له بعد قراءته الروضة البهية عليه في ٨ ربيع
الأول سنة ١١٦٥ وجد تملكه لكتاب مشارق النور في التفسير سنة ١١٦٥. ١٤٦١:
أمين الملك ألف خان بهادر
في كتاب حديقة السلاطين القطب شاهية ما تعريبه: أحد وزراء الدولة
القطبشاهية الشيعية في حيدرآباد دكن في الهند كان موجودا سنة ١٥٩٧ م
١٠٠٦ ه‍ له عدة آثار وأبنية وعمارات تدل على اسمه ورسمه وكان في عهد
السلطان محمد قلي قطبشاه الخامس وكان يسمى باصطلاحهم مير جملة
وهذه اللفظة كانت تطلق على الوزراء في ذلك الزمان انتهى وذكرناه هنا
باعتبار لقبه أمين الملك ولا يبعد أن يكون اسمه ألف خان فيكون اللازم
ذكره هناك كعادتنا في هذا الكتاب من الاعتداد بالاسم دون اللقب لكن لما
فات محله هناك ذكرناه هنا. ١٤٦٢:
الأمير أمين بن الأمير مصطفى الحرفوشي الخزاعي البعلبكي
توفي في بيروت سنة ١٢٥٧.
وآل الحرفوش مر الكلام عليهم في ج ٥ ويأتي شئ عنهم في جواد
بن سلمان ج ١٤
والأمير أمين هذا كان مهابا مطاعا فاتكا شجاعا ولي امارة بعلبك بعد
وفاة أخيه الأمير جهجاه نحوا من ٢٢ سنة فوليها حوالي سنة ١٢٢٥
١٨١٠ م إلى سنة ١٢٤٧ ه‍ ١٨٣١ م وفي تاريخ بعلبك انه في سنة ١٨١٩ م
١٢٣٥ ه‍ كتب نائب دمشق إلى الأمير أمين في طرد مشايخ الكندية من بلاده
فهرب هؤلاء وذكر الأمير حيدر الشهابي هذه الواقعة في تاريخه بوجه أتم
فقال: في هذه السنة أي سنة ١٢٣٥ خرج سليمان باشا العظم والي دمشق
إلى الحج ولما كان في المزيريب ارسل عبد الله باشا الخزندار والي صيدا
يطلب منه طرد المشايخ النازحين من جبل لبنان فامر بطردهم من تلك
الديار فاتوا إلى قرية معذر في شرقي البقاع وأقاموا مدة يسيرة فأرسل
عبد الله باشا يلتمس منه أن يطردهم من جميع ايالته فامر الأمير فندي
صاحب راشيا ان يسير بعسكر إلى طردهم من هناك وكتب إلى الأمير أمين
الحرفوشي ان يلاقيه من الجهة الأخرى ولما بلغهم قدوم العساكر إليهم من
وادي التيم وبلاد بعلبك فروا هاربين ونزلوا في قارة والنبك ونواحي
المشرق. وفي تاريخ بعلبك في سنة ١٨٢٠ م ١٢٣٦ ه‍ سولت للأمير نصوح
بن الأمير جهجاه نفسه الخروج على عمه أمين فاستنجد الأمير بشير على
طرد عمه من بعلبك فأنجده بعسكر يرأسه الأمير ملحم بن حيدر الشهابي
فلما علم أمين بذلك فر مع أخيه سلطان إلى الهرمل وعند وصول العسكر
المذكور إلى بعلبك وافاه الأمير نصوح وخرج معه لطرد عميه من الهرمل ففر
الأميران عندما علما بذلك ورجع الأمير ملحم إلى بلاده وأعاد الأمير أمين
الكرة على بعلبك ففر الأمير نصوح إلى زحلة. ولكن الأمير حيدر ذكر في
تاريخه هذه الحادثة بوجه يغاير ذلك فقال في حوادث سنة ١٢٣٦ انه كان قد
تظاهر الأمير سلطان الحرفوشي وأخوه الأمير أمين والشيخ حمود حمادة
بالعصيان تعصبا منهم للمشائخ الحمادية فانعطف عسكر الأمير بشير وعليهم
الأمير ملحم الشهابي إلى الهرمل لأجل طردهم من هناك وكان على ولاية
بعلبك الأمير نصوح الحرفوشي وكان بينه وبين الأمير سلطان تنازع على
الولاية فلما وصل الأمير ملحم بأصحابه إلى بعلبك التقاه الأمير نصوح وسار
معه إلى الهرمل وقبل وصولهم هرب الأمير سلطان والأمير أمين إلى بلاد
عكار انتهى ثم قال صاحب تاريخ بعلبك بعد كلامه السابق: وفي هذه
(٤٩٧)

السنة بينما كان الأمير أمين في قرية بدنايل دهمه الأمير نصوح باهل زحلة
فانهزم الأمير أمين وانقلب إلى بعلبك وإذ رأى نصوح أن معاندة عمه لا
تجديه نفعا وإن أهل البلاد لا تميل اليه لأن عمه أحق منه بالحكم أتاه تائبا
فطيب الأمير أمين خاطره ولكنه طوى قلبه على الضغينة وبينما كان الأمير
نصوح نائما في قرية مجدلون أوغر الأمير أمين إلى درزي عنده فخنقه ثم قال
وبقي الأمير أمين حاكما في بعلبك وتوابعها إلى أن أتى إبراهيم باشا بن محمد
علي باشا المصري إلى سورية وكان الأمير أمين لم يزل خاضعا للدولة
العثمانية منكرا لنفوذ المصريين فأوغر ذلك قلب إبراهيم باشا عليه فحضر
بعساكره سنة ١٣٤٧ ه ١٨٣١ م إلى بعلبك فاخذها بدون أدنى مقاومة وفر
الأمير أمين بعياله من مكان إلى آخر فوضع إبراهيم باشا في بعلبك عسكرا
وبني لهم ثكنة كبيرة وجعل البلدة كنقطة حربية نظرا لموقعها الحربي المهم
وأقام حاكما عليها الأمير جواد الحرفوشي وفي سنة ١٢٤٨ ه‍ ١٨٣٢ م ذهب
الأمير أمين إلى بيت الدين مستجيرا بالأمير بشير الشهابي فطيب خاطره
ووعده برضا إبراهيم باشا عنه ولكن أصحاب الأمير أمين لم يوافقوه على
ذلك وخوفوه عاقبة استئمانه فرجع إلى ما كان عليه وكانت عساكر إبراهيم
باشا تطارده دائما وما زال منهزما من مكان إلى آخر إلى أن لحقته يوما فرسان
الهنادي في عين الوعول شمالي بعلبك وهم نحو أربعمائة فارس ولم يكن
معه سوى ولده الأمير قبلان واثني عشر فارسا فوقف الأمير أمين مع الحريم
وكر قبلان بفرسانه على الهنادي واخترق بسيفه جموعهم وأعوانه تحمي ظهره
فشغل الهنادي مدة حتى استوعر الأمير أمين في الجبل فارتد ابنه اليه ولم
يتمكن الهنادي من اللحاق به فارتدوا على أعقابهم وسار الأمير أمين من
هناك إلى شعرة الدنادشة وأودع حريمه آل دندش ثم طلب هو وولده إلى
استانبول فأنزلا في أرفع منزلة وبقيا هناك إلى أن خرج إبراهيم باشا من
سورية وفي سنة ١٢٥٧ ه ١٨٤١ م عاد الأمير أمين مع ولده قبلان من
استانبول إلى بيروت ومعه أمر من السلطان بتولي بعلبك فتوفي الأمير أمين
بوصوله إلى بيروت وجرى لابنه الأمير قبلان ما يأتي في ترجمته. وذكر الأمير
حيدر في تاريخه هذه الواقعة فقال في حوادث سنة ١٢٤٨ انه بعد انتصار
إبراهيم على العساكر العثمانية قدم الأمير أمين الحرفوشي خاضعا للأمير
بشير فطيب الأمير قلبه ووعده بأنه يلتمس له الأمان من إبراهيم باشا وكتب
إلى إبراهيم بشأنه فاجابه طالبا حضور الأمير أمين اليه وله الأمان فلما بلغ
ذلك الأمير أمين فر هاربا إلى القفار فأرسل إبراهيم شرذمة للقبض عليه فلم
يدركوه ثم قدم الأمير أمين إلى بتدين ودخل السجن فبلغ ذلك الأمير بشير
فطلب حضوره اليه فحضر وطيب قلبه ثم سافر الأمير بشير إلى دمشق إلى
عند شريف باشا فلحقه الأمير أمين فأمره شريف باشا ان يقيم عند عائلته
في المدينة آمنا.
ومما قاله السيد محمد الحسيني البعلي كما في بعض المجاميع المخطوطة
الموجودة بخطه عند أحفاده بمدينة بعلبك في مدح الأمير أمين صاحب
الترجمة:
الله ولى بعلبك وقطرها * من آل حرفوش الأمير أمينا
فرعى رعاياها وجانب ظلمها * برضى الاله فزاده تمكينا
وكفاه ما يخشى وكان له على * كيد الأعادي ناصرا ومعينا
هو ما جد ألف المعالي وارتدى * بردائها من حين كان جنينا
وروى المكارم عن ذويه وارتوى * منها وكان بنيل ذاك قمينا
جل الذي أولاه حسن شمائل * وحباه مجدا شامخا ومبينا
جود كمنهل الحيا ومكارم * ضربت شمالا في الورى ويمينا
يلقي عصاه الجار منه بمنزل * رحب ويأوي من حماه عرينا
ويظل من صرف الزمان وريبه * ومن النوائب في حماه أمينا ١٤٦٣:
أمية بن سعد بن زيد الطائي
في أبصار العين: أمية بن سعد الطائي كان من أصحاب أمير المؤمنين
ع تابعيا نازلا في الكوفة سمع بقدوم الحسين ع إلى كربلا فخرج اليه
أيام المهادنة وقتل بين يديه. قال صاحب الحدائق: قتل في أول الحرب يعني
في الحملة الأولى انتهى والظاهر أنه نقل جميع ما ذكره من الحدائق الوردية
في أئمة الزيدية وليس هذا الكتاب عندنا. وفي كتاب لبعض المعاصرين لا
يعتمد على نقله: أمية بن سعد بن زيد الطائي قال علماء السير والمقاتل انه
كان فارسا شجاعا تابعيا من أصحاب أمير المؤمنين ع نازلا في الكوفة له
ذكر في المغازي والحروب خصوصا يوم صفين فلما سمع بقدوم الحسين
ع إلى كربلا خرج من الكوفة مع من خرج أيام المهادنة حتى جاء إلى
الحسين ليلة الثامن من المحرم وكان ملازما له إلى يوم العاشر فلما نشب
القتال تقدم بين يدي الحسين ع فقتل في الحملة الأولى انتهى أقول لم
أجد له ذكرا في كتب السير والمقاتل كطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري
وكامل ابن الأثير والأخبار الطوال وإرشاد المفيد والملهوف ومناقب ابن شهرآشوب
وغيرها وقد تصفحت كتاب صفين لنصر بن مزاحم فلم أجد له
ذكرا. ١٤٦٤:
أمية بن علي القيسي الشامي
قال النجاشي: ضعفه أصحابنا وقالوا روى عن أبي جعفر الثاني
ع له كتاب أخبرنا محمد بن محمد حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن
محمد بن الحسن بن سهل حدثنا أبي عن أبيه الحسن بن سهل عن موسى بن
الحسن بن عامر عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي به انتهى وفي
الخلاصة: قال ابن الغضائري يكنى أبا محمد في عداد القميين ضعيف
الرواية في مذهبه ارتفاع انتهى وفي رجال ابن داود قيل روى عن
الصادق ع. قال ابن الغضائري أبو محمد قمي ضعيف انتهى مع أنه
لم يقل أحد أنه روى عن الصادق ع بل عن أبي جعفر الثاني وهو الجواد
وبين وفاتيهما نحو ٧٢ سنة وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذين قالوا إن فيه
أغلاطا والميرزا نقل تضعيف الأصحاب له عن الخلاصة دون النجاشي
وتبعه في التعليقة مع أنه مذكور في رجال النجاشي. وفي كشف الغمة عن
أمية بن علي القيسي قال: دخلت أنا وحماد بن عيسى على أبي جعفر ع
بالمدينة لنودعه فقال لنا لا تحركا اليوم وأقيما إلى غد فلما خرجنا من عنده قال
لي حماد أنا أخرج فقد خرج ثقلي فقلت أنا أما أنا فأقيم فخرج حماد فجرى
للوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة انتهى. ١٤٦٥:
أمية بن عمرو الكوفي المعروف بالشعيري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع فقال أمية بن عمرو
واقفي وقال النجاشي: أمية بن عمرو الشعيري كوفي أكثر كتابه عن
إسماعيل السكوني أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا
محمد بن جعفر بن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد حدثنا أبي حدثنا
أمية بن عمرو. وفي الفهرست: أمية بن عمرو له كتاب كوفي يعرف
بالشعيري أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن
(٤٩٨)

أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن أمية بن عمرو انتهى يروي عنه محمد بن
خالد البرقي كما سمعت وعن جامع الرواة رواية الحسين بن علي بن يقطين
والحسين بن أمية ومحمد بن عيسى عنه انتهى. ١٤٦٦:
أمية بن مخشي الخزاعي أبو عبد الله
مخشي بصيغة اسم المفعول من الخشية.
ذكره الشيخ في أصحاب الرسول ص وقال: سكن البصرة انتهى
وروى ابن سعد في الطبقات الكبير بالاسناد عن المثنى بن عبد الرحمن
الخزاعي قال إن جدي أمية بن مخشي وكان من أصحاب النبي ص رأى
رجلا أكل فلم يسم فلما كان في آخر طعامه لقمة قال بسم أوله وآخره فقال
رسول الله ص ما زال الشيطان يأكل معه حتى قال بسم الله أوله وآخره فلم
يبق في بطنه شئ الا قاءه انتهى وفي الاستيعاب: أمية بن مخشي
الخزاعي له صحبة يكني أبا عبد الله روى عنه المثنى بن عبد الرحمن بن
مخشي وهو ابن أخيه له حديث واحد في التسمية على الاكل إنتهى وفي
أسد الغابة: أمية بن مخشي الخزاعي بصري وقال ابن منده الخزاعي وهو
من الأزد انتهى وفي تهذيب التهذيب: أمية بن مخشي الخزاعي المدني له
صحبة وحديث واحد في التسمية على الاكل رواه عنه ابن أخيه وقيل ابن
ابنه المثنى بن عبد الرحمن انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا. ١٤٦٧:
العلوية أمينة بنت السيد محمد علي بن السيد حسن بن المير محمد بن المير
معصوم بن المير سيد محمد بن المير معصوم الحسني الأصفهاني
ولدت سنة ١٣٠٨.
نابغة عصرها في الفقه وأصوله والكلام والعرفان تعرف بخانم أمينة
لها تاليف منها كتاب الأربعين الهاشمية في شرح أربعين حديثا وقد طبع سنة
١٣٥٧ وكتاب النفحات الرحمانية في الواردات القلبية لم يطبع وكتاب مخزن
اللآلي في فضائل مولى الموالي في فضائل علي ع وغيرهما. تروي عن
جماعة منهم الشيخ آقا رضا الأصفهاني والسيد ميرزا آقا الشيرازي
الاصطهباناتي وغيرهما ويروي عنها جماعة منهم السيد شهاب الدين النجفي
الحسيني النسابة المرعشي وهي تروي عنه أيضا. وقال عنها السيد شهاب
الدين المذكور: وأمر هذه الشريفة مما يقضي منه العجب في هذا العصر
مصدقة في حصول الاجتهاد لها عن جم كشيخنا الشيخ عبد الكريم
الحائري وغيره فهي فريدة العصور ونادرة الدهور الحجة على نساء العصر
والآية لبارئ الدهر وزوجها السيد الحاج معين التجار من تجار أصفهان
والغريب من أمرها انها مع قيامها بأمر الزوجية وإدارة المنزل وتربية الأطفال
نالت هذه المراتب السامية العالية فلله درها وعليه أجرها. كما وصفها أيضا
بقوله: العالمة المجتهدة الصالحة الأديبة المرتاضة السالكة العارفة. ١٤٦٨:
انس بن أبي القاسم الحضرمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند عنه.
وفي الميزان الاعتدال: انس بن القاسم هو انس بن أبي نمير عن كعب
الأحبار ذكره أبو حاتم مجهول انتهى وفي لسان الميزان الذي في كتاب ابن
أبي حاتم روى عن أبي بن كعب وفيه نظر قال الطبراني أخرج حديثه في
مسند كعب بن مالك من رواية ابن موسى عن محمد بن يوسف الفريابي عن
انس بن أبي مالك عن أبيه رفعه فيما أحسب فذكر حديثا في قوله سواء علينا
أ جزعنا أم صبرنا وكذا اخرجه ابن مردويه في تفسيره عن الطبراني وقال
الجنيد قلت ليحيى بن معين ثنا سعيد بن منصور ثنا انس بن أبي القاسم
الحضرمي عن عبد الرحمن بن الأسود فذكر حديثا فلم يعرف انسا. وقال
الطوسي في رجال الشيعة: انس بن القاسم الحضرمي روى عن جعفر
الصادق فالله اعلم هو هذا أو آخر انتهى. أقول المعنون في الميزان
واللسان كما سمعت انس بن القاسم بدون لفظ أبي والمذكور في حديث
سعيد بن منصور أنس بن أبي القاسم وفي الذي حكاه عن الطوسي انس بن
القاسم بدون لفظ أبي والظاهر أنه من سهو الناسخ وكيف كان فالظاهر أن
الذي في الميزان غير الذي في حديث سعيد بن منصور ورجال الطوسي وان
الذي فيهما واحد. ١٤٦٩:
الأنباري
يوصف به جماعة منهم إبراهيم بن خضيب. ١٤٧٠:
الأندلسي
يوصف به معاوية بن صالح. ١٤٧١:
الأنصاري
يطلق على جماعة وفي النقد: الأنصاري اسمه عبد الغفار بن القاسم
انتهى وظاهره ان الاطلاق ينصرف اليه وعن جامع الرواة ان الاطلاق
ينصرف إلى عبد الله بن إبراهيم أيضا. وصار في عصرنا يطلق الأنصاري
على الشيخ مرتضى العالم الفقيه الأصولي المشهور. ١٤٧٢:
الأنعمي
يوصف به سالم بن عبد الواحد. ١٤٧٣:
الأنماري
يوصف به زهير بن القين. ١٤٧٤:
الأنماطي
لقب جمع كثير منهم إبراهيم بن صالح. ١٤٧٥:
انس بن الأسود الكلبي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ١٤٧٦:
أنس بن الحارث
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال قتل مع الحسين
ع. وذكر الشيخ في أصحاب الحسين ع أيضا أنس بن الحارث
الكاهلي والظاهر أنهما واحد ذكر مرة في أصحاب الرسول ص لأنه من
أصحابه ومرة في أصحاب الحسين ع لأنه قتل معه وذكره ابن داود في
أصحاب الرسول ص وفي أصحاب علي والحسن والحسين ع.
وفي الاستيعاب: انس بن الحارث روى عنه سحيم والد الأشعث بن سحيم
عن النبي ص في قتل الحسين وقتل مع الحسين انتهى وفي أسد الغابة في
ترجمة أبيه: الحارث بن نبيه ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في أهل الصفة
انتهى وفي الإصابة: انس بن الحارث بن نبيه قال ابن السكن في حديثه
نظر وقال البخاري انس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي سمع
النبي ص. قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راويه وقال البغوي لا
أعلم رواه غيره وقال ابن السكن ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا يعرف
لانس غيره قلت: وقع في التجريد الذهبي لا صحبة له وحديثه مرسل
وقال المزي له صحبة فوهم انتهى قال ولا يخفى وجه الرد عليه مما أسلفناه
وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابة البغوي
وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زير والباوردي وابن منده وأبو
(٤٩٩)

نعيم وغيرهم انتهى الإصابة ومر ذكره في القسم الأول من الجزء الرابع
من هذا الكتاب في أنصار الحسين ع بعنوان انس بن الحارث الكاهلي له
صحبة. وفي ابصار العين: انس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن
صعب بن خزيمة الأسدي الكاهلي ولم يذكر من أين أخذ بقية نسبه فليس
فيما مر منه شئ ولعله أخذه من كونه كاهليا فذكر كاهلا ومن بعده وقال
بعض المعاصرين في كتاب له ما لفظه: قد ذكر في الإصابة نسبه مفصلا
قال: انس بن الحارث بن نبيه بن كاهل بن عمرو بن صعب بن أسد بن
خزيمة الأسدي الكاهلي عداده في الكوفيين انتهى ولم يذكر في نسخة
الإصابة المطبوعة من الاستيعاب سوى أنس بن الحارث بن نبيه كما مر لم
يزد على ذلك شيئا ولم يزد في ترجمة أبيه على قوله الحارث بن نبيه والد أنس
بن الحارث، لكن هذا المعاصر لا يعتمد على نقله. وفي أبصار العين: كان
جاء إلى الحسين عند نزوله كربلا والتقى معه ليلا فيمن أدركته السعادة،
وروى أهل السير أنه استأذن الحسين ع في القتال فاذن له وكان شيخا
كبيرا فبرز وهو يقول:
قد علمت كاهلها ودودان * والخندفيون وقيس عيلان
بان قومي آفة للاقران
ثم قاتل حتى قتل وفي حبيب وفيه يقول الكميت بن زيد الأسدي:
سوى عصبة فيهم حبيب معفر قضى نحبه والكاهلي مرمل
انتهى ولكن الصدوق في الأمالي نسب أبياتا منها هذه الشطور
الثلاثة إلى مالك بن أنس الكاهلي فقال: ثم برز مالك بن أنس الكاهلي
وهو يقول:
قد علمت كاهلها ودودان * والخندفيون وقيس عيلان
بان قومي قصم الاقران * يا قوم كونوا كأسود الجان
آل علي شيعة الرحمن * وآل حرب شيعة الشيطان
فقتل منهم ثمانية عشر رجلا ثم قتل انتهى ورواه في البحار بما
يخالف ذلك فقال: وخرج مالك بن أنس المالكي وهو يرتجز ويقول:
قد علمت مالك والدودان * والخندفيون وقيس عيلان
بان قومي آفة للاقران * لدى الوغى وسادة الفرسان
مباشر والموت بطعن آن * لسنا نرى العجز عن الطعان
آل علي شيعة الرحمن * آل زياد شيعة الشيطان
انتهى وفي المناقب: ثم برز مالك بن أنس الكاهلي وقال:
آل علي شيعة الرحمن * وآل حرب شيعة الشيطان
فقتل أربعة عشر رجلا انتهى وقال ابن نما: اسمه أنس بن حارث
الكاهلي أقول يوشك أن يكون وقع اشتباه بين انس بن حارث الكاهلي
ومالك بن أنس المالكي بسبب ان لكل منهما رجزا على هذا الوزن وهذه
القافية وأن يكون نسب بعض ما لأحدهما من هذا الرجز إلى الآخر كما وقع
مثله كثيرا والله أعلم. وفي كتاب بعض المعاصرين المتقدم عن تاريخ ابن
عساكر ولم أجده في باب أنس أنه قال: كان أنس بن الحارث بن نبيه
الكاهلي صحابيا كبيرا ممن رأى النبي ص وسمع حديثه وذكره عبد الرحمن
السلمي في أصحاب الصفة وروى عنه انتهى وفيه عن مقتل أبي مخنف
لوط بن يحيى الأزدي ولا نعلم بصحة النقل انه كان شيخا كبيرا قد شهد
مع رسول الله ص يوم بدر وحنين، وانه لما أذن له الحسين ع في القتال
شد وسطه بعمامة ثم دعا بعصابة عصب بها حاجبيه ورفعهما عن عينيه
والحسين ينظر اليه ويبكي ويقول شكر الله لك يا شيخ انتهى، ولو كان
شهد بدرا وحنينا لما أغفل ذلك أصحاب كتب الصحابة. ١٤٧٧:
أنس بن خالد
حكى الميرزا في رجاله الكبير عن نسخة من رجال الشيخ لا تخلو من
صحة، انه ذكره في أصحاب الرسول ص وعن جامع الرواة عن رجال ابن
داود انه ذكره في أصحاب الرسول وعلي والحسن والحسين ع
وهو اشتباه من الناقل عن جامع الرواة أو من صاحب جامع الرواة فان
ذلك ذكره ابن داود في أنس بن الحارث كما مر ولم يذكر انس بن خالد
أصلا والمظنون ان انس بن خالد اشتباه بأنس بن حارث، وان ابن خالد لا
وجود له فإنه لم يذكر في الكتب المعدة لذكر الصحابة: كالاستيعاب وأسد
الغابة والإصابة. ١٤٧٨:
أنس بن رافع أبو الجيش
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأبو الجيش بالجيم
والمثناة التحتية والشين المعجمة هكذا في كتب أصحابنا وفي كتب غير
أصحابنا أبو الحيسر وضبطه في أسد الغابة: بفتح الحاء المهملة وسكون
المثناة التحتية وبالسين المهملة وآخره راء انتهى وفي الإصابة في النسخة
المطبوعة مع الاستيعاب أبو الجيش، والمظنون أنه تصحيف من الناسخ
بدليل أنه ذكره في ترجمة اياس بن معاذ أبو الحيسر كما أن الظاهر أن ما في
كتب أصحابنا أيضا تصحيف وقع من قلم الشيخ واتبعوه عليه أو من
النساخ. وفي أسد الغابة: انس بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل
أبو الحيسر قدم على النبي ص في فتية من بني عبد الأشهل فأتاهم النبي ص
يدعوهم إلى الاسلام وفيهم أياس بن معاذ وكانوا قدموا مكة يلتمسون
الحلف من قريش على قومهم، ذكر ذلك ابن إسحاق عن حصين بن
عبد الرحمن عن محمود بن لبيد، وفي الإصابة: انس بن رافع أبو الحيسر
الأوسي، ذكره ابن منده وقال قدم على النبي ص مكة فأتاهم النبي ص
فأسلموا ثم ساق الحديث من طريق سلمة بن الفضل عن حصين بن
عبد الرحمن عن محمود بن لبيد بهذا كذا قال، والذي ذكره ابن إسحاق في
المغازي بهذا الاسناد يدل على أنه لم يسلم وقد ذكرت القصة بتمامها في
ترجمة أياس بن معاذ وقوله قدم على النبي ص فيه نظر، وإنما قدم أبو
الحيسر في فتية من بني عبد الأشهل على قريش يلتمسون منهم الحلف على
الخزرج فأتاهم النبي ص يدعوهم إلى الاسلام فلم يسلموا إذا ذاك وانصرفوا
وكانت بينهم وقعة بعاث المشهورة، وقوله قدم على النبي ص مكة يراد به أنه
قدم مكة والنبي ص بها توسعا في الكلام، والذي ذكر في ترجمة اياس بن
معاذ صريح في أن أبا الحيسر لم يسلم يومئذ بل زاد على عدم الاسلام أنه
حصب وجه اياس بن معاذ الذي مال إلى الاسلام وإذا لم يثبت اسلامه
فكيف يثبت انه من شرط كتابنا. ١٤٧٩:
انس بن ظهير الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص، وفي الاستيعاب
(٥٠٠)

أنس بن ظهير الحارثي الأنصاري أخو أسيد بن ظهير شهد مع رسول
الله ص أحدا حديثه عند حفيده حسين بن ثابت بن انس. وفي أسد
الغابة: قال ابن منده وأبو نعيم: هو ابن عم رافع بن خديج، وقال أبو
نعيم: هو تصحيف من بعض الواهمين يعني ابن منده وانما هو أسيد بن
ظهير. وقول أبي عمر في الاستيعاب يصدق قول ابن منده في أنه ليس
بتصحيف. وذكر أبو أحمد العسكري أسيد بن ظهير ثم قال وأخوه انس بن
ظهير شهد أحدا وذكر البخاري انس بن ظهير انتهى وفي الإصابة:
انس بن ظهير أخو أسيد بن ظهير، ذكر أبو حاتم والعسكري انه شهد
أحدا. وقال البخاري في تاريخه: قال لي إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن
طلحة عن حسين بن ثابت بن أنس بن ظهير عن أخته سعدى بنت ثابت
عن أبيها عن جدها قال: لما كان يوم أحد حضر رافع بن خديج وكان
النبي ص استصغره وهم ان يرده فقال عمه ظهير يا رسول الله ان ابن أخي
رجل رام فاجازه النبي ص، وأخرجه ابن منده كذلك لكن قال فيه فقال له
عمه رافع بن ظهير بن رافع، وقال الطبراني في ترجمة أسيد بن ظهير بعد
كلام عن بشير بن ثابت وأخته سعدى بنت ثابت عن أبيهما عن جدهما
أسيد بن ظهير، وهو خطا في مواضع واغتر أبو نعيم بذلك فزعم أن ابن
منده صحف أسيد بن ظهير فجعله انس بن ظهير، والصواب مع ابن منده
إلا قوله رافع بن ظهير فالصواب ظهير بن رافع انتهى ولم يعلم أنه من
شرط كتابنا. ١٤٨٠:
انس بن عمرو الأزدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وقال في رجال
الصادق ع انس بن عمرو الأزدي الكوفي. وفي ميزان الاعتدال انس بن
عمرو عن أبيه عن علي قال الحافظ عبد الرحمن بن خراش مجهول انتهى
وفي لسان الميزان: قال ابن أبي حاتم روى عنه عبد الجبار بن العباس وذكره
ابن حبان في الثقات وقال يروي عن علي روى محمد بن يحيى عن أبيه عنه
وكان هذا هو الصواب. وقال الطوسي في رجال الشيعة أنس بن عمرو
الأزدي كوفي حافظ يروي عن أبي جعفر الباقر انتهى ولا يخفى ان كوفي
حافظ ليس في رجال الشيخ. ١٤٨١:
انس بن عياض أبو ضمرة الليثي شيخ الامامين الشافعي وابن حنبل
في تهذيب التهذيب: قال دحيم سمعته يقول ولدت سنة ١٠٤ وعن
عبد الرحمن بن شيبة مات سنة ٢٠٠ وقال ابن منجويه سنة ١٨٥ وفي تكملة
الرجال عن خط بحر العلوم عن تهذيب الرجال مات سنة ٢٠٠ وقيل سنة
١٨٥ والصحيح الأول فان تولد بعض من روى عنه بعد الثمانين.
في الخلاصة: عياض بالعين المهملة المكسورة انتهى
قال النجاشي: انس بن عياض أبو ضمرة الليثي عربي من بني
ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة مدني ثقة صحيح الحديث له كتاب
يرويه عنه جماعة أخبرناه القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان حدثنا أبو
طاهر أحمد بن محمد بن عمير المدني وأبو الحسين محمد بن علي بن أبي
الحديد بمصر قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا أبو ضمرة بكتابه عن
جعفر وغيره وقرأت هذا الكتاب على أبي العباس أحمد بن علي بن نوح. وفي
الفهرست: انس بن عياض يكنى أبا ضمرة الليثي عربي من بني ليث بن
بكر مدني ثقة صحيح الحديث له كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن
الحسن بن حمزة عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن انس بن عياض. وذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال: انس بن عياض الليثي
أبو ضمرة المدني. وفي التعليقة: يظهر من ترجمة أخيه جلبة بن عياض الثقة
ان هذا أشهر وأعرف منه انتهى وذلك لأنهم قالوا في وصفه أخو أبي
ضمرة. وفي تكملة الرجال وجدت بخط بحر العلوم عن تهذيب
الرجال: انس بن عياض بن ضمرة ويقال انس بن عياض بن عبد
الرحمن الليثي أبو ضمرة وذكر فيمن روى عنه انس جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين وفيمن روى عن أنس أحمد بن حنبل ومحمد بن إدريس
الشافعي ثم حكى توثيقه عن أبي أحمد بن عدي ومحمد بن سعد وعن
يحيى بن معين في رواية الدوري وفي أخرى صويلح وعن أبي زرعة والنسائي
لا باس به وعن يونس بن عبد الأعلى ما رأيت أحدا ممن لقينا أحسن خلقا
ولا أسمح بعلمه منه ولقد قال لنا مرة والله لو تهيا لي أن أحدثكم بكل ما
عندي في مجلس واحد لحدثتكموه انتهى وفي تهذيب التهذيب: انس بن
عياض بن ضمرة وقيل جعدية وقيل عبد الرحمن أبو ضمرة الليثي المدني
روى عن شريك بن أبي نمر وأبي حازم وربيعة وهشام بن عروة وموسى بن
عقبة وسهيل بن أبي صالح وصالح بن كيسان وصفوان بن سليم وابن جريح
والأوزاعي وجماعة وعنه ابن وهب وبقية بن الوليد وماتا قبله والشافعي
والقعنبي ودحيم وعلي بن المديني ويحيى النيسابوري وقتيبة
وأحمد بن حنبل وأحمد بن صالح وإبراهيم بن المنذر والحميدي وابن نمير ويونس بن
عبد الأعلى والزبير بن بكار وخلق آخرهم محمد بن عبد الله بن عبد
الحكم. قال ابن سعد كان ثقة كثير الخطا
وقال الدوري عن ابن معين ثقة وقال إسحاق بن منصور عنه صويلح
وقال أبو زرعة والنسائي لا باس به وقال يونس بن عبد الأعلى ما رأينا اسمح بعلمه منه وحكى ابن شاهين في
الثقات من طريق يوسف بن عدي حدثنا إسماعيل بن رشيد قال كنا عند
مالك في المسجد فاقبل أبو ضمرة فاقبل مالك يثني عليه ويقول فيه الخير وانه
وانه وقد سمع وكتب وبطريق آخر ذكر أبو ضمرة عند مالك فقال لم أر عند
المحدثين مثله ولكنه أحمق يدفع كتبه إلى هؤلاء العراقيين وقال أبو داود
حدثنا محمود ثنا مروان وذكر أبا ضمرة فقال كانت فيه غفلة الشاميين ووثقه
قال ولكنه كان يعرض كتبه على الناس وقال ابن حبان من زعم أنه أخو
زيد بن عياض بن جعدية فقد وهم نعم هما جميعا من بني ليث من أهل
المدينة انتهى وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب انس المشترك بين
من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن عياض الثقة برواية يونس بن عبد
الأعلى عنه ورواية علي بن إبراهيم عن أبيه عنه وحيث يعسر التمييز تقف
الرواية عند من تأخر انتهى وعن جامع الرواة أنه زاد رواية أحمد بن محمد
عنه ورواية الحسين بن ضمرة بن أبي ضمرة عن أبيه عن جده عنه انتهى. ١٤٨٢:
انس بن أبي مرثد كناز بن حصن أو حصين الغنوي حليف حمزة بن عبد
المطلب
مات في ربيع الأول سنة ٢٠.
في رجال ابن داود مرثد بالراء المهملة والثاء المثلثة انتهى وفي
الإصابة مرثد بمثلثة وزن جعفر انتهى وفي القاموس مرثد كمسكن الرجل
الكريم والأسد واسم انتهى وكناز بالكاف المفتوحة والنون المشددة
بعدها ألف والزاي في القاموس كناز ككتان بن حصن أو حصين الغنوي
صحابي انتهى وحصين أو حصن بالحاء والصاد المهملتين والنون. قال
(٥٠١)

الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص: انس بن أبي مرثد كلنان بن
حصين الغنوي حليف حمزة بن عبد المطلب، وقيل أنيس وهو أصح
انتهى، وكان هو واخوه مرثد وأبوه أبو مرثد حلفاء حمزة بن عبد المطلب كما
يفهم من كتب أسماء الصحابة، وفي رجال ابن داود كلنان بفتح الكاف
وتشديد اللام والنونين وخضير بالخاء المضمومة والضاد المفتوحة المعجمتين
انتهى. أقول: الصواب ان اسم أبيه كناز كما مر واسم جده حصين أو
حصن لا خضير كما ضبطه في رجال ابن داود ورسمه بالراء ولا حضين
بالضاد المعجمة كما رسم في رجال الميرزا. وفي أسد الغابة: انس بن أبي
مرثد الغنوي الأنصاري يكنى أبا يزيد كذا قال ابن منده وأبو نعيم وليس
بأنصاري وانما هو غنوي حليف حمزة بن عبد المطلب وأبو مرثد اسمه
كناز بن الحصين بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيد بن سعد بن
عوف بن كعب بن جلان بن غنم بن غني بن اعصر بن سعد بن قيس
عيلان بن مضر واسم اعصر منبه، وكان يلقب دخانا فيقال باهلة وغني ابنا
دخان، وانما قيل له دخان لأن بعض ملوك العرب أغار عليهم ثم انتهى
بجمعه إلى الكهف وتبعه بنو معد فجعل منبه يدخن عليهم فهلكوا فقيل له
دخان، وانما قيل له اعصر ببيت قاله وهو:
قالت عميرة ما لرأسك بعد ما * فقد الشباب اتى بلون منكر
أ عمير ان أباك غير رأسه * مر الليالي واختلاف الأعصر
قال: لأنس ولأبيه صحبة وكان بينهما في السن عشرون سنة، ثم
روى بسنده في حديث ان رسول الله ص قال ليلة حنين: من يحرسنا الليلة؟
قال انس بن أبي مرثد الغنوي: أنا يا رسول الله! قال فاركب! فركب فرسا
له فجاء إلى النبي ص فقال له رسول الله استقبل هذا الشعب حتى تكون في
أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة، فلما أصبحنا خرج رسول الله ص فركع
ركعتين، إلى أن قال: فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله ص فقال:
اني انطلقت حتى إذا كنت في اعلا هذا الشعب حيث امرني رسول الله فلما
أصبحت اطلعت الشعبين كليهما فلم أر أحدا فقال رسول الله ص هل نزلت
الليلة؟ قال الا مصليا أو قاضي حاجة الحديث وذكر: أبو عمر بن عبد
البر في الاستيعاب في أنيس وجعله ابن مرثد بن أبي مرثد الغنوي، قال
ويقال انس والأول أكثر، والحديث المذكور يرد عليه انتهى أسد الغابة ولم
يعلم أنه من شرط كتابنا. ١٤٨٣:
انس بن مالك بن النضير بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن
عامر بن غنم بن عدي بن النجار واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن
الخزرج بن حارثة الأنصاري الخزرجي النجاري من بني عدي بن النجار
خادم رسول الله ص.
وفاته ومبلغ عمره ومدفنه
في أسد الغابة اختلف في وقت وفاته بين سنة ٩١ أو ٩٢ أو
٩٣ أو ٩٠ وفي مبلغ عمره بين ١٠٣ سنين أو ١١٠ أو ١٠٧ أو
٩٩ أو بضع وتسعين وهو آخر من توفي بالبصرة من الصحابة وكان موته
بقصره بالطف ودفن هناك على فرسخين من البصرة انتهى وفي الاستيعاب
يقال إنه آخر من مات بالبصرة من الصحابة وما اعلم أحدا مات بعده من
الصحابة الا أبا الطفيل.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال: انس بن مالك
أبو حمزة خادم رسول الله ص الأنصاري انتهى وحديث الطير يدل على
انحراف انس عن علي ع وكان أنس في مجلس ابن زياد في قصر الامارة
بعد قتل الحسين ع حين أذن للناس إذنا عاما وأمر باحضار رأس الحسين
ع وجعل يضرب ثناياه بالقضيب فبكى انس وقال: كان أشبههم
برسول الله. وفي الاستيعاب: يكنى أبا حمزة أمه أم سليم بنت ملحان
الأنصارية، كان مقدم النبي ص المدينة ابن عشر سنين وقيل ابن ثمان
سنين، ثم روى بسنده عنه أنه قال: قدم رسول الله ص المدينة وانا ابن
عشر سنين وتوفي وانا ابن عشرين سنة، وانه خرج معه إلى بدر وهو غلام
يخدمه، وبسنده عن إسحاق بن يزيد: رأيت انس بن مالك مختوما في عنقه
ختمه الحجاج أراد أن يذله بذلك. وزاد في أسد الغابة: وكان سبب ختم
الحجاج أعناق الصحابة ما ذكرناه في ترجمة سهل بن سعد الساعدي وذكر في
ترجمته أنه طال عمره حتى أدرك الحجاج بن يوسف وامتحن معه، أرسل
الحجاج سنة ٧٤ إلى سهل بن سعد وقال: ما منعك من نصر أمير المؤمنين
عثمان؟ قال قد فعلته! قال كذبت ثم أمر به فختم في عنقه وختم أيضا في
عنق انس بن مالك حتى ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان فيه، وختم في
يد جابر بن عبد الله يريد إذلالهم بذلك وان يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم
انتهى. فليهنأ المشيدون بفضل بني أمية لا سيما من أهل هذا الزمان بهذه
الفضائل والمناقب التي من أهمها: الحجاج بن يوسف عامل عبد الملك بن
مروان يختم أعناق أصحاب رسول الله ص ويذلهم، وما كتب عبد الملك إلى
الحجاج في انس بن مالك إلا لانحرافه عن علي بن أبي طالب. وفي
الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن أنس في حديث: خدمت رسول
الله ص في السفر والحضر والله ما قال لي لشئ صنعته لم صنعت هذا هكذا
ولا لشئ لم أصنعه لم لم تصنع هذا هكذا. وفي رواية خدمته تسع سنين فما
قال لشئ صنعته قط أسأت أو بئس ما صنعت انتهى وذكر له ابن حجر
في تهذيب التهذيب ترجمة طويلة وذكر جماعة كثيرة ممن رووا عنه وممن روى
عنهم لا نطيل بذكرهم. وأنس ليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ
إياه. ١٤٨٤:
أنس بن مالك القشيري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال: أنس بن مالك
القشيري وقيل العجلاني وهو الكعبي أبو أمية انتهى وفي الاستيعاب
أنس بن مالك القشيري ويقال الكعبي وكعب أخو قشير روى عنه أبو قلابة
وعبد الله بن سوادة القشيري حديثه عن النبي ص انه سمعه يقول إن الله
وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة انتهى وفي أسد الغابة أنس بن
مالك أبو أمية القشيري وقيل الكعبي قالوا وكعب أخو قشير له صحبة نزل
البصرة ونسبه ابن منده فقال: أنس بن مالك الكعبي وهو كعب بن
ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري وكعب أخو قشير ثم روى بسنده عن
أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب اخوه قشير ثم قال قولهم أن
كعبا أخو قشير فكعب هو أبو قشير فإنه قشير بن كعب بن ربيعة فكيف
يقولون أنه أخوه وإنما الذي جاء في هذا الاسناد أنه من بني عبد الله بن
كعب اخوه قشير فصحيح لأن قشيرا وعبد الله اخوان وكعب أبو قشير فقولهم
(٥٠٢)

قشيري وكعبي كقولهم عباسي وهاشمي انتهى وفي الإصابة: انس بن
مالك الكعبي القشيري أبو أمية وقيل أبو أميمة وقيل أبو مية ووقع عنده ابن
ماجة انس بن مالك رجل من بني عبد الأشهل وهو غلط وفي رواية أبي داود
عن انس بن مالك رجل من بني عبد الله بن كعب اخوه قشير وهذا هو
الصواب وبذلك جزم البخاري في ترجمته وعلى هذا فهو كعبي لا قشيري
لأن قشيرا هو ابن كعب ولكعب ابن اسمه عبد الله فهو من اخوة قشير لا
من قشير نفسه انتهى وفي تهذيب التهذيب: انس بن مالك الكعبي
القشيري أبو أمية وقيل أبو أميمة ويقال أبو مية نزل البصرة روى عن
النبي ص حديثا واحدا ان الله وضع عن المسافر الصيام وشطر الصلاة.
وهو من بني قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقع في رواية ابن
ماجة رجل من بني عبد الأشهل وهو غلط انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا وذكرناه لذكر الشيخ إياه. ١٤٨٥:
أنس بن محمد
في التعليقة عده خالي المجلسي ممدوحا لأن للصدوق طريقا اليه
انتهى وذلك في طريق الصدوق إلى وصية النبي ص لعلي ع فقد رواها
عن أنس بن محمد عن أبيه. ١٤٨٦:
أنس بن مدرك الخثعمي أبو سفيان الصحابي. وفي الأغاني ابن مدركة كما
يأتي
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
في أسد الغابة: أنس بن مدرك قال أبو موسى ذكره ابن شاهين في
الصحابة ثم روى بسنده عن محمد بن يزيد عن رجاله قال أنس بن
مدرك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن العتيك بن حارثة بن
عامر بن تيم الله بن مبشر بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن أفتل
وهو خثعم بن انمار قيل إن خثعما أخو بجيلة لأبيه وانما سمي خثعما بجبل
كان يقال احتمل ونزل إلى خثعم ويكنى انس أبا سفيان وهو شاعر وقد
رأس ولا أعرف له حديثا هذا كلام أبي موسى وقد جعل خثعما جبلا والذي
أعرفه جمل بالميم فكان يقال له احتمل آل خثعم هذا قول ابن الكلبي وقال
غيره ان أفتل بن أنمار لما تحالف بعض ولده على سائر ولده نحروا بعيرا
وتخثعموا بدمه أي تلطخوا به في لغتهم فبقي الاسم عليهم انتهى وفي
الإصابة: ذكره ابن فتحون في ذيل الاستيعاب عن الطبري وقال كان
شاعرا وقتل مع علي وذكره أبو حاتم السجستاني في المعمرين قال وكان سيد
خثعم في الجاهلية وفارسها وأدرك الاسلام فاسلم وعاش ١٥٤ سنة وقال لما
بلغها:
إذا ما امرؤ عاش الهنيدة سالما * وخمسين عاما بعد ذاك وأربعا
تبدل مر العيش من بعد حلوه * وأوشك ان يبلى وان يتسعسعا
رهينة قعر البيت ليس يريمه * لعا ثاويا لا يبرح المهد مضجعا
يخبر عمن مات حتى كأنما * رأى الصعب ذا القرنين أو راء تبعا
وقال غيره تزوج خالد بن الوليد بنته فأولدها عبد الرحمن وعبد الله
والمهاجر. وقال المرزباني: كان أحد فرسان خثعم في الجاهلية ثم اسلم
وأقام بالكوفة وهو القائل:
أغشي الحروب وسربالي مضاعفة * تغشى السنان وسيفي صارم ذكر
قال: وأخباره في الجاهلية كثيرة ثم ذكر فيها ما حكاه أبو عبيدة في
الديباج عن المنتجع بن نبهان قال: كان السليك بن سلكة الشاعر المشهور
يعطي عبد ملك بن مويلك الخثعمي اتاوة من غنيمته على الحيرة فمر قافلا
عن غزوة له فإذا ببث من خثعم ونفره خلوف وفيه امرأة فاعتدى عليها
فبادرت إلى الماء فأخبرت القوم فركب أنس بن مدرك الخثعمي فلحقه فقتله
فقال عبد ملك لأقتلن قاتله أو ليدينه فقال له أنس والله لا أديه أبدا
لفجوره. وذكر الزبير بن بكار في النسب كان عبد الله بن الحارث الوداعي
يأتي مكة كل سنة فلقيه انس بن مدرك الخثعمي فأغار عليه فقال في ذلك
شعرا منه:
وما رحلت من سر نجهز ناقتي * ليحجبها من دون سيبك حاجب
عتا انس بعد المقيل فصدنا * عن البيت إذ أعيت عليه المكاسب
انتهى وحكى أبو الفرج الأصبهاني في كتاب الأغاني في ترجمة
الأخطل عن المدائني أنه قال بعث النعمان بن المنذر بأربعة رماح لفرسان
العرب وعد منهم أنس بن مدركة، وذكر في ترجمته دريد بن الصمة: ان
أنس بن مدركة الخثعمي أغار على بني جشم فأصاب مالا لرجل من ثمالة
كان جار دريد بن الصمة واشتغل دريد بحرب من يليه، وقال للثمالي
امهلني عامي هذا، فلما أبطا في أمر الثمالي قال يهجوه بأبيات أولها:
كساك دريد الدهر ثوب خزاية * وجدعك الحامي حقيقته أنس
دع الخيل والسمر الطوال لخثعم * فما أنت والرمح الطويل وما الفرس
فضاق دريد ذرعا بقوله وشاور اولي الرأي من قومه فقالوا له ارحل
إلى يزيد بن عبد المدان فان أنسا قد خلف المال والعيال بنجران للحرب التي
وقعت بين خثعم وان يزيد يردها عليك فمدحه بقصيدة فرد عليه ما أخذ
من جاره ورد عليه الأسارى من قومه وجيرانه انتهى باختصار.
أنس بن معاذ بن انس بن قيس الأنصاري ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد بدرا
واحدا. وفي رجال ابن داود ذكر أنس بن معاذ بن انس بن قيس نقلا عن
رجال الشيخ كما ذكرنا وذكر بعده بلا فاصل انس بن معاذ نقلا عن
رجال الشيخ انه من أصحاب الحسين ع قتل معه انتهى ولا
يخفى انه ليس للثاني ذكر في رجال الشيخ ولا نقله عنه ناقل فهو من أغلاط
رجال ابن داود الذي قالوا إن فيه أغلاطا كثيرة. وفي الطبقات الكبير لابن
سعد انس بن معاذ بن قيس بن عبيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن
النجار شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص ومات في
خلافة عثمان وليس له عقب هذا قول محمد بن عمر الواقدي وأما
عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري فقال شهد بدرا واحدا وشهد بئر
معونة وقتل يومئذ شهيدا انتهى وفي الاستيعاب شهد بدرا واختلف في
اسمه فاما ابن إسحاق فقال أوس بن معاذ وقال عبد الله بن محمد بن عمارة
والواقدي انس بن معاذ وفي أسد الغابة عن الاستيعاب اختلف في اسمه
فقيل انس وقيل أنيس. وفيه بعد ابن النجار ابن ثعلبة بن عمرو بن
الخزرج الأنصاري النجاري. ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
أنس الوادي من وادي القرى
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع.
ووادي القرى واد بين المدينة والشام من اعمال المدينة كثير القرى.
أنسة مولى النبي ص
أنسة بفتحات ثلاث وهاء من المهاجرين.
(٥٠٣)

ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد بدرا وقيل
قتل بها وقيل بقي إلى أحد انتهى وفي الطبقات الكبير بسنده انه لما هاجر
نزل على كلثوم بن الهدم وقيل على سعد بن خيثمة وانه قتل يوم بدر قال
محمد بن عمر الواقدي وليس ذلك عندنا بثبت ورأيت أهل العلم يثبتون انه
لم يقتل ببدر وقد شهد أحدا وبقي بعد ذلك زمانا مات بعد النبي ص وفي
ولاية أبي بكر الصديق وكان من مولدي السراة ويكنى أبا مسرح وان
رسول الله ص كان يأذن بعد الظهر وهي السنة ويأذن عليه انسة مولاه
انتهى وفي الاستيعاب يكنى أبا مسرح ويقال أبا مسروح وكان يأذن على
النبي ص إذا جلس فيما حكى مصعب الزبيري وذكر المدائني بسنده عن ابن
عباس قال استشهد يوم بدر أبو انسة مولى رسول الله ص كذا قال أبو انسة
والمحفوظ انسة. وفي أسد الغابة انسة بزيادة هاء انتهى ولم يعلم أنه من
شرط كتابنا.
الأنصاري
هو أحمد بن علي الأنصاري، ويطلق في لسان أهل هذا العصر على
الشيخ مرتضى بن محمد امين الأنصاري الفقيه الأصولي الشهير.
الأنوري الشاعر الحكيم المعروف
اسمه أوحد الدين علي بن إسحاق الملقب في شعره بانوري الأبيوردي
الخاوراني.
الوزير أبو نصر شرف الدين أنوشروان بن خالد بن محمد
القاشاني وزير المسترشد
توفي سنة ٥٣٢ في قول ابن الطقطقي في الفخري وصاحب شذرات
الذهب وقال ابن الأثير في الكامل توفي في صفر سنة ٥٣٣ معزولا ببغداد
وحضر جنازته وزير الخليفة فمن دونه ودفن في داره ثم نقل إلى الكوفة
فدفن في مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع.
أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ منتجب الدين بن بابويه في فهرسته فقال الوزير شرف
الدين أنوشروان بن خالد فاضل انتهى وقال ابن الأثير في تاريخه في
حوادث سنة ٥٣٣ فيها توفي الوزير شرف الدين أنوشروان بن خالد وكان
رجلا عاقلا شهما دينا خيرا وزر للخليفة المسترشد
وللسلطان محمود وللسلطان مسعود وكان يستقيل من الوزارة فيجاب إلى ذلك ثم يخطب إليها
فيجيب كارها وكان فيه تشيع وهو كان السبب في عمل المقامات الحريرية
انتهى وفي شذرات الذهب أنوشروان بن خالد الوزير أبو نصر القاشاني
وزر للمسترشد وللسلطان محمد وكان من عقلاء الرجال ودهاتهم وفيه دين
وحلم وجود مع تشيع قليل وكان محبا للعلماء موصوفا بالجود والكرم أرسل
اليه القاضي الارجائي يطلب فيه خيمة فلم يكن عنده فجهز له خمسمائة
دينار وقال اشتر بهذه خيمة فقال
لله در ابن خالد رجلا * أحيا لنا الجود بعد ما ذهبا
سألته خيمة ألوذ بها * فجاد لي ملء خيمة ذهبا
انتهى وفي الفخري كان رجلا من أفاضل الناس وأعيانهم
وأخيارهم تولى الوزارة للسلاطين وللخلفاء وكان يستقيل من الوزارة فيجاب
إلى ذلك ثم يخطب لها فيجيب كارها هو الذي صنف له ابن الحريري
المقامات الحريرية واليه أشار في أولها بقوله فأشار من إشارته حكم وطاعته
غنم. وكان أنوشروان بن خالد كثير التواضع مشهورا بذلك ويقوم لكل
من يدخل عليه فهجاه ابن الهبارية الشاعر بقوله
هذا تواضعك المشهور عن ضعه * تبدو فمن اجلها بالكبر تتهم
فعدت عن صلة الراجي وقمت له * فذا وثوب على الطلاب لهم
وفيه يقول أيضا يشير إلى كثرة قيامه
رأيت مشروبه يعبى * مزاودا في يد الغلام
فقلت لا يعرضن لشرب * الدواء من غير ما سقام
فما به حاجة اليه * فإنه دائم القيام
قال وكان بين أنوشروان بن خالد وبين الوزير الزينبي عداوة
وتباغض وتنافس على الوزارة، فعزل الوزير الزينبي وتولى أنوشروان بن
خالد فتقرب الناس اليه بثلب الزينبي، فدخل الحيص بيص الشاعر عليه
وأنشده قصيدة لها
شكرا لدهري بالضمير وبالفم * لما اعاض بمنعم عن منعم
يشير إلى أنوشروان والى الزينبي، فاستحسن الناس منه ذلك
واستدلوا به على وفائه وحريته، ثم إن أنوشروان بن خالد مات وأعيد
الزينبي إلى الوزارة، فتقرب الناس اليه بمسبة أنوشروان، فدخل عليه
الحيص بيص وأنشده
بقيت ولا زلت بك النعل انني * فقدت اصطباري يوم فقد ابن خالد
وفي مجالس المؤمنين نقلا عن تاريخ ابن كثير الشامي انه وزر للخليفة
المسترشد وللسلطان محمود الغزنوي وكان رجلا عاقلا مهيبا عظيم الخلقة
كريما شيعي المذهب وكتب الحريري المقامات بإشارته وباسمه وله قصائد في
مدحه. وفيه عن كتاب تاريخ الوزراء كان شرف الدين المذكور وحيد
زمانه في أقسام الفضل والأدب والتبحر في لغة العرب وكان يصرف كثيرا
من أوقاته في مطالعة كتب العلوم العقلية والنقلية وله قدم ثابتة في جادة
الأمانة والتقوى طول عمره ومع علو شانه لم ير منه عجب ولا نخوة أبدا
وزر للسلطان محمود والمسترشد العباسي وبعد شهادة المسترشد ثم وزر
للسلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه مدة سبع سنين ولكن بواسطة كثرة
تواضعه وتجنبه عن ايذاء الناس نسب إلى الضعف. وتجرأ عليه جماعة يوما
وسفهوا فلم يجبهم فقال البواب لا طاقة لي على هؤلاء وأجابهم انتهى وفي
كتاب تاريخ دولة آل سلجوق للعماد الأصفهاني الكاتب محمد بن محمد بن
حامد اختصار الفتح بن علي بن محمد البنداري الأصفهاني أشياء كثيرة
تتعلق بترجمة أنوشروان هذا وبيان جملة من أحواله وهو كتاب مسجع على
عادة أهل ذلك العصر لكننا حذفنا جملة من أسجاعه ونقلنا منه ما يتعلق
بانوشروان ويظهر من هذا المختصر ان لأنوشروان المذكور كتابا في تاريخ
السلاجقة بالفارسية حيث قال فيه قال الامام عماد الدين محمد بن محمد
حامد الكاتب الأصفهاني لما كان الكتاب الذي صنفه أنوشروان الوزير
عربته وهذبته وقد انتهيت في هذا الموضع إلى مفتتحه وصلت هذه الجملة
التي ذكرتها به وجعلتها طريقا إلى دخول بابه لكنني عند انقضاء أيام كل
سلطان أوردت حوادث أخل أنوشروان بذكرها انتهى ثم ابتدأ بأيام
ملكشاه بن الب أرسلان ثم ذكر الحرب التي وقعت بين بركيارق بن
ملكشاه وعمه تتش بن الب أرسلان التي انكسر فيها تتش قال أنوشروان
(٥٠٤)

كنت مع بركيارق في المصاف وذلك في ١٧ صفر سنة ٤٨٨ عند قرية يقال
لها داشلو على ١٢ فرسخا من الري إلى آخر ما ذكرناه ثم قال أنوشروان
وكنت قد فجعت بمصرع مؤيد الملك وزير السلطان محمد بن ملكشاه
السلجوقي وأثر في قلبي مؤلم ملمه حتى حصلت بالبصرة فأقمت بها مدة
ثلاث سنين وصادفت اخوانا صادقين في جملتهم الشيخ الإمام أبو محمد
القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات يوافقني في الجد والهزل وفي هذه
المدة التي أقمت فيها بالبصرة درج بركيارق في ربيع الآخر سنة ٤٩٨ فتفرد
بالسلطنة اخوه محمد قال أنوشروان فجاءني يوما توقيع سلطاني على يد أمير
من بعض الخواص فاستدعاني واستدناني فوصلت إلى بغداد والسلطان محمد
بها إلى أن قال وسرت في الخدمة لما ساروا إلى أصفهان. ثم قال
أنوشروان وأنا ولاني السلطان الخزانة فإنه استدعاني إلى خلوته وخصني
بكرامته وسلم إلي خزائن ممالكه وكان هؤلاء الأكابر انما يصلون إلى
السلطان في الباركاه إذا جلس لعامته وأنا اختص بخلواته وأستسعد بمحادثته
فعظمت وجاهتي بمواجهته وحسدني أكابر الدولة على منزلتي وانتظروا زلتي
ومزلتي، واتفق ان الأمير السيد أبا هاشم الحسني رئيس همذان قد تغير عليه
رأي السلطان لوشاية فقرروا عليه سبعمائة ألف دينار، قال أنوشروان
فأمرني السلطان بالمسير إلى همذان لاستيداء هذا المال. وعاد السيد أبو
هاشم وهو شيخ كبير فمحضت له النصح ووعدته بالسعي في اصلاح حاله
ونقد سبعمائة ألف دينار عتيق في سبعة أيام من موجود خزانته ولم يستعن
بأحد وحثنا على المسير فحين أوصلت المال إلى خزانة أصفهان ولقيت
السلطان شافهته بحقيقة أمره وعرفته اختلاق أهل الأغراض الباطل في حقه
فامر السلطان بإعادته إلى رئاسته وسير اليه الخلع السنية والتشريفات اللائقة
بشرفه، ولما حصل ذلك المبلغ في الخزانة سلمها إلي وعول في دخلها وخرجها
علي فتوليت الخزانة. ثم قال وكنت متوليا لعرض الجيش فنقل هذا المنصب
مني إلى شمس الملك بن نظام الملك بعد ان أخذ منه ألفي دينار خدمة
أوصلها إلى الخزانة. ثم قال ولما كثر تعجبي من السلطان يتأنق في تخير
كلاب الصيد، فسال عن فروعها وأصولها فما باله لا يتخير لديوانه ومراتب
سلطانه ذوي الكفاءة ومن عرقه كريم ومجده قديم لقد كان هؤلاء أولى
بالاختيار فإنهم امناء مملكته. ثم قال قال الصادق ع كل شئ
يحتاج إلى العقل الا الدولة فيمكن ان يكون أراد به الإمام جعفر الصادق
أو النبي ص قال في الكتاب المذكور.
ذكر جلوس شرف الدين أنوشروان بن خالد
في نيابة الوزارة
قال أنوشروان فراسلني السلطان بخادم من خواصه وشكا من
الوزير خطير الدين محمد بن الحسين الميبذي وقال هذا الوزير قد أيست
من فلاحه وقد عرفت يا أنوشروان طريقتك وانا أوثر ان تنوب من قبلي في
الوزارة فقبلت الأرض وقدمت عذرا لائقا بالحال فلما أنكره سارعت إلى
الامتثال وجلست في النيابة عن الوزير على الكره منه فأجلسني في الديوان
مكرما وعلى الصدور مقدما لكن الوزير اعتقد اني للسلطان عليه عين فهو
يستثقلني وكانت صحبته لي على مضض وصدور الديوان عن يمينه ويساره
مؤثرون لايثاره يبدون لي بشرا ويضمرون لي شرا واتفقت كلمتهم مع
اختلاف طبايعهم على مضادتي فما اشتريت بشعيرتين سبالهم ولا شغلت بالي
بما شغلوا به بالهم. ولما عجزوا عن ايقاعي في مصائد المكايد شرعوا في
تعويق الرسوم والفوائد وتوقفوا في توجيه واجباتي من الديوان وتوافقوا على
قطع ما اطلق لي من صلات السلطان فكنت أتسلى بقول القائل
ان لله غير مرعاك مرعى * نرتعيه وغير مائك ماءا
ان لله بالبرية لطفا * سبق الأمهات والآباءا
ولم أخل من قصد الجماعة وكانت تأتي منهم قوارص الأذية ثم
قال إن السلطان تغير رأيه في وزيره الخطير فعزله وسجنه وجمع امراء دولته
وفاوضهم في وزير يفوض اليه وزارته قال أنوشروان فاجمعوا على أن أكون
المتكلم عنهم وكان رأيي مائلا إلى مثل ما حكي عن المعتضد أنه كان قد
حرض على عبيد الله بن سليمان وسعي عنده عليه وكان يقول إذا فكرت
فيما ينقض من التدبير ويضيع من الأمور بين صرف وزير وتقليد وزير وان
كان المتقلد اكفى اضربت عن نكبته فاتفقوا على أن أكون الناظر في الأمور
وبقيت الرعية مرعية والسيرة رضية مرضية والدهماء ساكنة والغبراء آمنة قال
أنوشروان وكان قد بقي من أيام عمر السلطان أربعون أو خمسون يوما وقد
استحصد زرعه وانتسخ شرعه واتفق موت الكفاة وتناثروا تناثر ورق
الخريف وتفرقوا تفرق سحاب المصيف ثم مات السلطان أواخر سنة ٥١١
وجلس مكانه ابنه محمود. قال أنوشروان وتقدم الوزراء للتهنئة وأنا أيضا
أقمت رسم التهنئة واستوزر كمال الملك ثم قتل سنة ٥١٥ فاستوزر شمس
الملك وانشد فيه أنوشروان متمثلا
لئيم اتاه اللؤم من عند نفسه * ولم يأته من عند أم ولا أب
المستشفى السيار في الاسلام
قال أنوشروان وتولى أحمد بن حامد منصب الاستيفاء وزارة
المالية ومن جملة مبتدعاته في الخير أنه جعل للمعسكر السلطاني بيمارستان
يحمل آلاته وخيامه وأدويته والأطباء والغلمان والمرضى ما تتا بختي.
دار الأيتام في الاسلام
ومن جملتها انه بنى بمحلة العتابين ببغداد مكتبا للأيتام ووقف عليه
وقوفا والأيتام مكفولون منها إلى أن يبلغوا الحلم بالنفقة والكسوة والطعام
وتعلم الآداب وحفظ القرآن ومعرفة الحلال والحرام.
قال وتولى أبو القاسم الأنساباذي ديوان العرض وكان أنوشروان
عارضا وهو غائب وفي مقامه عنه نائب. قال أنوشروان كنت انا قد تخلفت في بغداد
في ذلك الأوان لشغل فاجتمع هؤلاء القوم واغتنموا غيبتي وأخذوا
بأخذي وتعويقي توقيعا وشنعوا على عملي وعملوا شنيعا وكان مضمون المثال
السلطاني ان أنوشروان ان كان في حدود بغداد الزم بيته بباب المراتب ومنع
الناس من لقائه وان كان قد وصل إلى بلاد الجبل فيقعد في ولاية الأمير
برسق بقلعة كفراش ويشترط عليه ان لا يطلب المنصب والمعاش ويحضر
مماليكه إلى الدركاة لينتقلوا إلى الخواص من الأمراء ويحمل ثقلهم عنه مع
الانزواء وكتب الوزير بخط كاتبه ان شغل العرض قد فوض إلى الدركزيني
فتختم جميع دفاتر العرض وأوراقها وتنفذ حتى تسلم اليه. قال أنوشروان
وانهضوا إلى طريقي جماعة من الفرسان لولا اعظام الأمر السلطاني المطاع لما
رعيت حرمة أولئك الرعاع ولعادوا وحكموا انهم لقوا مني رجلا ولركبوا من
الخوف الليل جملا فامتثلت الأمر وسلمت إليهم موجودي وخرجت من مالي
كالشعرة من العجين ووقع الهجان بتوقيع الهجين وسلمت نفسي إلى الحبس
ثم إن السلطان قتل الوزير شمس الملك في آخر ربيع الأول سنة ٥١٧ بباب
(٥٠٥)

بيلقان. قال أنوشروان وكان الذي جرى علي من الأخذ والنهب بباب
حلوان أيضا في آخر ربيع الأول سنة ٥١٦
من ير يوما ير به * والدهر لا يغتر به
قال أنوشروان وفي تلك المدة استدعاني السلطان إلى بابه وانتهت
شدة حالي وانقضت مدة اعتقالي وانقذني اللطف الرباني من كيد الخصوم
وعرفتني التجارب انه لا محيد من المحتوم وعلمت انه لا يجدي طلب العز في
زمان الذل ولا يوجد الخصب في سنة الأزل وصممت في الاعتزال حد العزم
ونزلت على آل المهلب ذوي الكرم والفضل والعلم كما قيل
نزلت على آل المهلب شاتيا * غريبا عن الأوطان في زمن محل
فما زال بي احسانهم وافتقادهم * وألطافهم حتى حسبتهم أهلي
ويعني أنوشروان بال المهلب الامام صدر الدين عبد اللطيف بن
محمد بن ثابت الخجندي بأصفهان وكان أجود الأمجاد وأمجد الأجواد فلما
ضافه أنوشروان أكرم مثواه وقبله وآواه. قال أنوشروان فصرف إلي
الأصدقاء الهمم، وحقق إكرامهم عندي الكرم، واستقرضت من تاجر
غريب جملة، وكتبت له علي وثيقة، فجاءني بعد حين انسان وقال مخذومي
عز الدين يسلم عليك، وقد نفذ هذه الوثيقة إليك، وقال لك ابطلها فان
الدين قد قضي، وصاحبه قد رضي، فعجبت كيف توسل إلى اسداء هذه
اليد إلي، وإفضاله علي فبقيت مدة في تلك الضيافة، آمنا من المخافة،
سالما من الآفة، حتى استدعاني السلطان بعد قتل الوزير، وأهلني
للتدبير، فامتنعت أياما وطلبت من الخطر ذماما، ولما وصلت إلى الدركاة
رأيت كلا من الجماعة، يقول ما استحضر الا لسبب، وما استقدم الا
لا رب. قال فراجعت فكري وندمت في أمري، وقلت اعمال السلطان
عواري لا بد من ارتجاعها، وملابس لا بد من انتزاعها، ولو خلصت فرحت
فرحت، ولو استخرجت الله في الانزواء لاسترحت. وكان
السلطان في الإذن لي متوقفا، وانا قد ملت إلى الوحدة والانفراد، وقصرت
همتي على هذا المراد، فما زلت به حتى استأذنت منه فاذن في الانصراف،
وخصني من مواعيد عوائده الجميلة بالألطاف، فساعدني أرباب الدولة من
الخيل وغيرها بما حمل اثقالي، ومن الأزواد وغيرها بما ثقل أحمالي،
وتوجهت من أصفهان إلى بغداد، وعدمت الملاذ لأجل الملاذ، فلما وصلت
إلى حضرة الخلافة وجدت الاكرام والإنعام والاحترام.
قال واستوزر السلطان محمود الوزير الدركزيني سنة ٥١٨ ثم قبض
عليه واعتقله واستدعى شرف الدين أنوشروان بن خالد بن محمد من بغداد
فلما حضر واستوزر حمل الدركزيني إلى داره على حاله وصيره في اعتقاله.
وكانت في أنوشروان ركاكة ظاهرة ووضاعة لخلق الرفعة قاهرة فلما تسلم
الدركزيني ضرب له في داره الخركاه وأذن لكل صاحب له أن يدخل اليه
ويلقاه وكان في كل يوم يدخل اليه ويجلس بين يديه ويخاطبه بيا مولانا وأنت
أولى منا بالمنصب الذي خصنا به السلطان وأولانا فسقطت حرمته وذهبت
هيبته واتضعت وزارته وعرفت حقارته وخيف عود الدركزيني بعد سلامته
فشرعوا في إعادته وهو جالس في دار أنوشروان والناس منتابون اليه فما شعر
أنوشروان حتى اخرج من داره ورد إلى الوزارة وأذن لأنوشروان في العود
إلى موضعه فرأى الغنيمة في الاياب وكانت وزارته سنة واحدة قال المؤلف
لا يجوز نسبة أنوشروان في ذلك إلى الوهن والضعف كما يظهر من صاحب
الكتاب بل ظاهر حاله انه لم يوقع مكروها بالدركزيني من قتل فما دونه
تورعا وخوفا من الله تعالى أو حبا بالعفو والحلم لا قلة تدبير وضعف عزم،
قال والآن اذكر ما ذكره أنوشروان عن نفسه في كتابه. قال أنوشروان
كنت اتخذت بغداد مدينة السلام دار المقام وأنا من حفظ الله في أوفى ذمام
فجاءني كتاب السلطان محمود وخاتمه ووصل رسوله وخادمه يستحثني في
الوصول اليه ويستعجلني في المثول بين يديه فحين حضرت الخدمة شافهني
بالتقليد وخصني بأمره الأكيد وكمل لي تشريف الوزارة وخلعها وأدواتها
محلاها ومرصعها ودواة الذهب والسلاح المجوهر. فجلست في الوزارة سنة
وأشهرا لا أقدر على الخطاب في مصلحة. ولا على التنفس بفائدة
مترجحة. وصاحبا يميني ويساري الشهاب أسعد الطغراني والصفي أبو
القاسم المستوفي والأمير الحاجب الكبير حينئذ أرغان. وامرأته خلف الستر
قهرمانة السلطان. فلما رأيت اتفاقهم على ما هم فيه قلت في نفسي لا يظهر
لي مع الناقصين فضل. ولا يقبل منهم صرف ولا عدل. فاستعفيت
واخترت العزل على التولية. واخذت نفسي عن الولاية بالتعزية والتسلية.
ونقضت يدي من صحبتهم. وقلت العفاء على تربتهم ورتبتهم. وعاد
الدركزيني إلى الوزارة فإنه أرغب أرغان الحاجب بالرشى. ومشى به غرضه
فمشى. ورجع كالكلب الكلب. والبغل الشغب. وهابه من لم يكن
يهابه. وامتلأ باللؤم والشر إهابه.
قال فعدت إلى بغداد مستأنسا بالوحشة. آلفا بالوحدة. فلما وصل
الدركزيني إلى بغداد اجتهد ان ينالني شره. فعصمني الله من كيده لإساءة
اليه مني سبقت. ولا لضغينة علي بقلبه علقت. فاني كنت أسلفته في حال
حبسه وعزله إحسانا. وقلدته امتنانا. ولم اترك في الإنعام إمعانا. ولما
كلأني الله من غائلته مد يده إلى مالي وأنزل النوائب بأسبابي. وقد كنت
بنيت على دجلة دارا فادعاها لنفسه ملكا. واستحضر عدولا شهدوا له
بالملكية زورا وإفكا. وانتقل إلى الدار بحكم الشرع. وصير باطله حقا
ببيناته الكاذبة في الأصل والفرع.
ثم خرج السلطان محمود من بغداد فمرض في الطريق وتوفي في شوال
سنة ٥٢٥ وجلس بعده على سرير الملك بهمذان اخوه طغرل بن محمد بن
ملكشاه في جمادى الآخرة سنة ٥٢٦ ووزيره أبو القاسم ناصر بن علي
الدركزيني الأنسابادي ثم قتله طغرل واستوزر علي بن رجاء ثم توفي طغرل
أوائل سنة ٥٢٨ وجلس بعده على سرير السلطنة اخوه مسعود بن محمد بن
ملكشاه وكان مسعود قد وصل إلى دار الخلافة في حياة أخيه وخطب الخليفة
المسترشد بالله له آخر المحرم سنة ٥٢٧ وكان المسترشد قد استوزر شرف
الدين أنوشروان بن خالد، فلما وصل مسعود إلى دار الخلافة خطب له
سفر أنوشروان وهو وزير الخليفة في مهامة وقال له المسترشد من لم يحسن
سياسة نفسه لم يصلح لسياسة غيره قال الله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره فأعاد عليه الوزير بالفارسية فأكثر
من الدعاء. ثم رأي الخليفة عزل أنوشروان واستيزار علي بن طراد الزينبي
فجلس في بيته مكرما ثم اجتمع بالسلطان مسعود فاستوزره ولم تطل أيامه
في الوزارة وكان معهد الملك به غير مستتب العمارة ولا لنقص فيه بل لتغير
القواعد وتكدر الموارد فعزل وما انتقل عن داره حتى تحول إلى جوار ربه
وانتقل انتهى ما ذكر في تاريخ آل سلجوق من أحوال أنوشروان الوزير.
وقال في كتاب تجارب السلف ما ترجمته الخواجة أنوشروان بن
(٥٠٦)

خالد أصله من كاشان وكان يصرف غالب أوقاته بمخالطة الأفاضل والعلماء
وبنى في كاشان مدرسة جميلة ووقف عليها كثيرا من الكتب والأملاك، ومن
مصنفاته كتاب نفثة المصدور في فتور زمان الصدور وصدور زمان الفتور وهو
مع هذا الاسم مختصر، وفي سنة ٦٧٤ لما كان هذا الفقير مصنف الكتاب
تجارب السلف حاكما في كاشان نيابة عن أخي سيف الدولة الأمير محمود
كانت هذه المدرسة معمورة، اما الآن في المحرم سنة ٧٢٤ فقد سمعت ان
هذه المدرسة قد صارت خرابا والمكتبة تلفت غفر الله لمن يعيدها انتهى.
ولا ندري ان كان كتاب تاريخ السلاجقة هو كتاب نفثة المصدور
نفسه أم غيره، والظاهر أنه غيره.
أنيس بن ابن أبي مرثد وقيل أنيس بن مرثد بن أبي مرثد الغنوي
تقدم في انس بن أبي مرثد كناز الخلاف في اسمه هل هو انس أو
أنيس وقول الشيخ ان أنيسا بالياء أصح، و قول ابن عبد البر انه أكثر.
أنيس بن جنادة أخي أبي ذر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب
أنيس بن جنادة الغفاري أخو أبي ذر الغفاري اسلم مع أخيه قديما وأسلمت
أمهما، وكان شاعرا حديثهما عند حميد بن هلال عن عبد الله بن الصلت.
وفي الإصابة أنيس بن جنادة بن سفيان بن عبيدة بن حرام بن غفار
الغفاري أخو أبي ذر وكان أكبر منه. روى مسلم والبغوي بالاسناد عن أبي
ذر قال لي أخي أنيس قد بدت لي حاجة إلى مكة، فهل أنت كافي حتى
ارجع إليك؟ قلت نعم! فخرج أنيس إلى مكة فراث علي ثم جاء فقال إني
لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله قد أرسله يسمونه الصابي قلت ما
يقول الناس؟ قال يزعمون أنه كاذب وانه ساحر وانه شاعر وقد سمعت
قوله فوالله ما هو بقولهم وقد سمعت قولهم والله إني لأراه صادقا إلى أن
قال فقال أنيس ما بي رغبة عن دينك فاني قد أسلمت فصدقت. وفي
المستدرك للحاكم بسنده عن أبي ذر فذكر قصة إسلامه بطولها وفي آخرها
فخرجت حتى اتيت أمي وأخي فأعلمتهما الخبر فقالا ما لنا رغبة عن الذي
دخلت فيه فأسلما، ثم خرجنا حتى اتينا المدينة انتهى ولم يعلم أنه من
شرط كتابنا وان كان محتملا.
أنيس بن قتادة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال قتل يوم أحد
انتهى. وفي الاستيعاب أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن
الحارث بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس
الأنصاري، شهد بدرا وقتل يوم أحد شهيدا قتله الأخنس بن شريق.
وقد قال فيه بعضهم انس وليس بشئ انتهى. وفي أسد الغابة بعد
ابن ربيعة ابن مطرف. هذا لقب واسمه خالد بن الحارث بن عبيد بن
زيد مناة بن مالك بن عوف الخ. وفي الطبقات الكبير لابن سعد
أنيس بن قتادة بن ربيعة بن خالد بن الحارث بن عبيد، هكذا كان
محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر يعني الواقدي يقولان أنيس، وكان
موسى بن عقبة يقول إلياس وكان أبو معشر يقول انس شهد بدرا واحدا
وقتل يوم أحد شهيدا في شوال على رأس ٣٢ شهرا من الهجرة قتله أبو
الحكيم بن الأخنس (١) بن شريق الثقفي انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
أنيس بن معقل الأصبحي
ذكره ابن شهرآشوب في المناقب فيمن قتل مع الحسين ع يوم
كربلا فقال ثم برز أنيس بن معقل الأصبحي وهو يقول
انا أنيس وانا ابن معقل * وفي يميني نصل سيف مصقل
أعلو به الهامات وسط القسطل * عن الحسين الماجد المفضل
ابن رسول الله خير مرسل
فقتل نيفا وعشرين رجلا وقاتل حتى قتل انتهى.
أنيس الدولة زوجة السلطان ناصر الدين شاه القاجاري
لا نعرف اسمها وأنيس الدولة الظاهر أنه لقب. في كتاب الخيرات
الحسان ما حاصل تعريبه انه كان لها تمام الحظوة عند السلطان ناصر
الدين وكانت من عاقلات النساء وفضلياتهن تقية خيرة كريمة الأخلاق ذات
خيرات ومبرات وهي حقيقة بقول الشاعر
ولو أن النساء كمثل هذي لفضلت النساء على الرجال
ومن أعمالها الخيرية اهداء قطعة ماس للروضة الشريفة العلوية
بالنجف الأشرف وعمل شباك ضريح شهداء كربلا من الفضة واهداء ستر
منسوج باللؤلؤ لمشهد سيد الشهداء ع بكربلا واهداء نصف تاج ماس
لمشهد الرضا ع وعمل باب مسجد كوهرشاد في مشهد الرضا ع من
الفضة المذهبة ووقف عشر دكاكين في مشهد الرضا ع لإقامة عزاء سيد
الشهداء ع ووقف قرية كاشنك على مشهد الحسين أحد أولاد الأئمة
ع في إمامة بلدة من بلاد إيران وبناء جسر في ناصر آباد بجهة
لواسان وطبع الجزء المتضمن أحوال الزهراء ع من كتاب ناسخ التواريخ
وتوزيعه مجانا.
اهبان بن أوس أبو عقبة
في القاموس اهبان كعثمان صحابي انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
اهبان بن أوس الأسلمي يكنى أبا عقبة كان من أصحاب الشجرة في
الحديبية ابتنى دارا بالكوفة في اسلم ومات بها في صدر أيام معاوية
والمغيرة بن شعبة يومئذ أمير لمعاوية عليها. روى عنه مجزأة بن زاهر
الأسلمي وقيل إن مكلم الذئب اهبان بن عياذ انتهى. وقال هشام
الكلبي هو اهبان بن الأكوع واسم الأكوع سنان بن عياذ بن ربيعة بن
كعب بن أمية بن نقطة بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن اسلم بن
أفصى بن حارثة الأسلمي. وفي الإصابة اهبان بن أوس الأسلمي ويقال
وهبان قديم الاسلام صلى القبلتين قال البخاري له صحبة يعد في أهل
الكوفة وروى له في صحيحه حديثا موقوفا من رواية مجزأة بن زاهر عنه
انتهى وذكر أيضا اهبان بن الأكوع بن عياذ بن ربيعة الخزاعي قال
ويقال اهبان بن عياذ بن ربيعة بن كعب بن أمية ثم روى أنه هو الذي
كلمه الذئب وكان من أصحاب الشجرة قال وسيأتي له ذكر في اهبان بن
أوس انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.

(١) لعل الصواب: أبو الحكم الأخنس بدليل ما مر عن الاستيعاب.
(٥٠٧)

اهبان بن صيفي أبو مسلم الغفاري البصري
اهبان في الخلاصة بضم الهمزة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال اهبان بن
صيفي أبو مسلم سئ الرأي في علي ع انتهى ويأتي عن الكشي في
أويس القرني بسنده عن الفضل بن شاذان واما أبو مسلم فإنه كان فاجرا
مرائيا وكان صاحب معاوية وهو الذي كان يحث الناس على قتال علي ع
وقال لعلي ادفع الينا الأنصار والمهاجرين حتى نقتلهم بعثمان فأبى علي ذلك
فقال أبو مسلم الآن طاب الضراب انما كان وضع فخا ومصيدة انتهى
وفي النقد الظاهر أن يكون اهبان هذا هو المذكور عند ترجمة أويس القرني
بعنوان أبو مسلم انتهى أقول بل الظاهر أنه أبو مسلم الخولاني
عبد الله بن ثوب. وفي الاستيعاب اهبان بن صيفي الغفاري البصري
يكنى أبا مسلم حديثه عن النبي ص في الفتنة اتخذ سيفا من خشب، ويقال
وهبان بن صيفي روت عنه ابنته عديسة. ولما ظهر علي بالبصرة سمع
باهبان بن صيفي فاتاه وقال له ما خلفك عنا يا اهبان؟ قال خلفني عهد
عهده إلي رسول الله ص أخوك وابن عمك قال لي إذا تفرقت الأمة فرقتين
فاتخذ سيفا من خشب والزم بيتك وانا الآن قد اتخذت سيفا من خشب
ولزمت بيتي. فقال له علي فأطع أخي وابن عمي، وقصته في القميص
الذي كفن فيه رواها الناس وفيها آية وذلك أنه لما حضرته الوفاة قال كفنوني
في ثوبين قالت ابنته فزدناه ثوبا ثالثا قميصا فدفناه فيها فأصبح ذلك
القميص على المشجب (١) موضوعا وهذا خبر رواه جماعة من ثقات البصريين
وغيرهم عن عديسة بنت وهبان انتهى وفي طبقات ابن سعد الكبير
اهبان بن صيفي الغفاري ويكنى أبا مسلم أوصى ان يكفن في ثوبين فكفن
في ثلاثة أثواب فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب انتهى وذكره في
الاستيعاب في باب وهبان أيضا وقال هو من ولد حرام بن غفار سمع من
النبي ص إذا كانت الفتنة فاتخذ سيفا من خشب ولم يقاتل مع علي لهذا
الحديث انتهى.
وهذا الحديث الذي رواه لا يكاد يصح أولا انه مناقض لقوله تعالى
وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على
الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى امر الله ثانيا ان صح ان
عليا ع قال له فأطع أخي وابن عمي ولا يكاد يصح فكان يجب على
علي ع ان يطيعه أيضا ويترك القتال ثالثا ان هذا يمكن ان يقال في
الفتنة التي كلا طرفيها مبطل كفتنة ابن الزبير وأشباهها لا في ما إذا كان أحد
الطرفين محقا فإنه يجب القتال معه عقلا وشرعا وتاركه عاص، أما حديث
القميص فلا يكاد يصح أيضا لأنه قد ثبت من طريق أهل البيت
ع وجوب التكفين في ثلاثة أثواب قميص وإزار ورداء والوصية بترك
الواجب باطلة بضرورة الدين، اما ان ثقات أهل البصرة رووا ذلك عن
ابنته فوثاقتهم لا توجب وثاقتها وكيف يمكن ان تظهر له هذه العجيبة وهو
سئ الرأي في علي، ورسول الله ص يقول لا يحبك الا مؤمن ولا
يبغضك الا منافق. وعلى كل حال فهو ليس من شرط كتابنا بل من خلاف
شرطه وذكرناه لذكر الشيخ له حتى لا يفوتنا مما ذكره أصحابنا.
الأهوازي
هو الحسين بن سعيد.
أوحد الدين الأنوري الابيوردي الشاعر الفارسي
لقبه أوحد الدين واسمه مختلف فيه فينبغي ترجمته بلقبه المتفق عليه
وهو أوحد الدين.
ولد بقرية بدنة من ملحقات أبي ورد وتوفي ببلخ سنة ٥٨٣ على قول
امين احمد الرازي وقال صاحب مجمع الفصحاء توفي سنة ٥٧٥ وقال
دولتشاه السمرقندي توفي سنة ٥٤٧، قال وهو اشتباه فان الأنوري قال
قصيدة في واقعة الغز التي كانت سنة ٥٤٨ وقال قصيدة يقرض فيها مقامات
الحميدي سنة ٥٥٠ وقال قصيدة في مدح حميد الدين فيها ما يدل على حياته
سنة ٥٥٠، والأنوري كان حيا بعد قتل أبي الحسن بخمس عشرة سنة،
وقتله كان ما بين ٥٤٣ و ٥٤٨، وعليه فالأنوري إلى سنة ٤٦٨ كان حيا
قطعا، وإذا كان الأنوري حاضرا في موقعة قران الكوكب الآتية التي كانت
سنة ٥٨١ أو ٥٨٢ كان قول صاحب مجمع الفصاحة السابق ان وفاته سنة
٥٨٣ هو الصواب (٢). وفي كتاب سخن وسخنوران الشعر والشعراء أوحد الدين
محمد بن محمد أو علي بن إسحاق الأنوري الابيوردي وتلقيبه بأوحد الدين
مستفاد من شعر الفتوحي أحد معاصريه حيث يقول أوحد الديني ودر دهر
نداري ثاني وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقال محمد العوفي في كتاب
لباب الألباب اسمه محمد بن محمد. وقال صاحب مجمع الفصحاء اسمه
علي واسم أبيه اسحق الأنوري، ومن أهم شعراء القرن السادس ومن
أساتيذ اللسان الفارسي وأساس طريقة شعره مأخوذ من أبي الفرج الروني الذي كان
له فيه اعتقاد كامل وكان للانوري طبع مقتدر وفكر حاضر وخاطر تنقاد له
المعاني المشكلة التعبير مع نظر دقيق وغور كامل وشعره في الغالب عربي
الأسلوب فيصوع المفردات الفارسية في القالب العربي ويشتمل شعره على
جمل عربية مثل قوله بخت بيدار تو حي لا ينام ملك تأييد تو ملك لا
يزال شكل درگاه رفيعت را دعا گفت آسمان شكل أو شد أحسن
الأشكال وهو المستدير لون رخسار ضميرت را ثنا گفت آفتاب لون أو
شد أحسن الألوان وهو المستنير چه روي راه تردد قضي الأمر فقم چه كني
نقش تخيل بلغ السيل زباه ومن هنا كان تعريب شعر الفردوسي صعبا
وتعريب شعر الأنوري سهلا يعني إذا لم نقدم ونؤخر مفردات ابيات
الفردوسي لا نقدر على تعريبها اما شعر الأنوري فبمجرد تبديل مفرداته من
الفارسية إلى العربية يصبح جملا عربية منظمة ولا يحتاج إلى تقديم وتأخير في
مفرداته، وكانت للأنوري معرفة تامة بالعلوم الرياضية والفلسفة والموسيقي
وكان معتقدا بفلسفة فخر المشرق أبو علي بن سينا وتظهر روح الفلسفة في
شعره وكان مرجعا في احكام النجوم وان كان ربما ينسب اليه الغلط في
الأحكام مثل ما يحكى انه في عهد السلطان سنجر اتفق اجتماع الكواكب
السبعة السيارة في برج الميزان فحكم الحكم الأنوري انه في هذا الشهر تهب
رياح عاصفة تقلع الأشجار وتهدم البنيان وتخرب مدينتنا هذه فتوهم العوام
من ذلك وخافوا وبنوا سراديب تحت الأرض واتفق انه في الليلة التي قال
الأنوري انه يحصل فيها ذلك أشعل رجل سراجا ووضعه على رأس منارة
مرو فلم ينطفئ السراج لقلة الهواء، فلما كان الصباح احضر السلطان
سنجر الأنوري وقاله لما ذا حكمت هذا الحكم الذي هو غلط فاعتذر
الأنوري بان آثار القرآن لا تحصل فجأة بل تظهر تدريجا فاتفق انه في تلك

(١) المشجب كمنبر: خشبات منصوبة توضع عليها الثياب.
(٢) كتاب سخن وسخنوران.
(٥٠٨)

السنة كان الهواء قليلا جدا حتى أن أهل مزارع مرو لم يتمكنوا من تخليص
حبوبهم من التبن لقلة الهواء وبقيت أكوامها إلى الربيع المقبل فلما رأى ذلك
الأنوري هرب إلى بلخ. ذكر ذلك دولتشاه السمرقندي وأمين احمد الرازي
وصاحب آتشكده ثم استظهر انه وقع اشتباه هنا من المؤرخين فإنهم
اتفقوا على أن حادثة اقتران الكواكب السبعة أو الخمسة وقعت سنة ٥٨١ أو
٥٨٢ قال حمد الله المستوفي في رجب سنة ٥٨١ اجتمع سبعة كواكب سيارة
في ثالث درجة من الميزان في دقيقة واحدة وكان ذلك أول قران في مثلثة
الهواء فحكم المنجمون انه سيخرب الربع المسكون ولا يبقى فيه عمران
وتنهد الجبال وتهب عواصف عظيمة. وقال ابن الأثير في الكامل في حوادث
سنة ٥٨٢ كان المنجمون قديما وحديثا قد حكموا ان هذه السنة في ٢٩ من
جمادي الآخرة تجتمع الكواكب الخمسة في برج الميزان ويحدث باقترانها رياح
شديدة فلم يكن لذلك صحة ولم يهب من الرياح شئ البتة حتى أن الغلال
الحنطة والشعير تأخر نجازها لعدم الهواء الذي يذري به الفلاحون فأكذب
الله أحدوثة المنجمين وأخزاهم. وذكر صاحب تقويم التواريخ هذه الحادثة
سنة ٥٨٢ أيضا وعليه فمن ارخ وفاة الأنوري سنة ٥٤٧ مع اتفاق المؤرخين
على أن الأنوري حضر حادثة اقتران الكواكب وانها كانت سنة ٥٨١ أو
٥٨٢ فقد أخطأ في تاريخ الوفاة المذكور، وأيضا فالسلطان سنجر كان قد
توفي قبل هذا التاريخ بثلاثين سنة لأنه توفي سنة ٥٥٢ فكيف يمكن وجوده
في هذه الحادثة. ثم استظهر ان يكون هناك حادثتان وقع الخلط بينهما
أحدهما وقوع زحل في برج الميزان في سنة ٥٢٢ فقال المنجمون انه يقع
انقلاب عظيم وقحط وغلاء فلم يكن شئ من ذلك والأخرى بعد سنة
٥٨٠ وهي التي قالوا إن الأنوري حضرها. وكان الأنوري من شعراء
السلطان سنجر بن ملكشاه وله فيه مدائح غراء وكان مقربا عنده محترما
انتهى ما عربناه باختصار من كتاب سخن وسخنوران وفي كتاب هدية
الأحباب تدل الأشعار المنسوبة اليه على تشيعه انتهى.
الأهوازي يوصف به جمع كثير منهم إبراهيم بن مهزيار
الأوالي
يوصف به جماعة منهم الحسين بن علي بن الحسين بن أبي سروال.
الأودي
يوصف به جماعة منهم أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبد الملك
وعن جامع الرواة ان ظاهره انصراف اطلاقه إلى أحمد بن يحيى بن الحكيم.
الأوسي
يوصف به جمع كثير يتعسر احصاؤهم.
الأيادي
يوصف به زافر بن عبد الله وزفر بن عبد الله.
أوس بن أوس الثقفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب أوس بن
أوس الثقفي ويقال أوس بن أبي أوس هو والد عمرو بن أوس روى
عنه أبو الأشعث الصنعاني وابنه عمرو بن أوس وعطاء والديعلي بن عطاء له
عن النبي ص أحاديث منها في الصيام ومنها في غسل واغتسل وبكر وابتكر يعني
يوم الجمعة الحديث ثم حكى يحيى بن معين أن أوس بن أوس
وأوس بن أبي أوس واحد وخطأه لأن أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة
انتهى أقول ستعرف في أوس بن أبي أوس حذيفة قولهم هو والد عمر بن
أوس وانه روى عنه ابنه عمرو بن أوس وقد جعل ابن عبد البر هنا أوس بن
أوس هو والد عمرو بن أوس فإذا كان عمرو هو ابن أوس بن
حذيفة كان أوس بن أوس وأوس بن حذيفة واحدا، وهو الذي رده علي بن معين ويؤيد قول
ابن معين ان كلا منهما ثقفي.
وفي تهذيب التهذيب أوس بن أوس الصحابي الثقفي سكن دمشق
ومات بها، روى عن النبي ص في فضل الاغتسال يوم الجمعة وعنه أبو
الأشعث الصنعاني وعبادة بن نسي وغيرهما. قال الدوري عن يحيى بن
معين أوس بن أوس وأوس بن أبي أوس واحد وقيل إن ابن معين أخطأ في
ذلك لأن أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة. قلت تابع ابن معين
جماعة على ذلك منهم أبو داود والتحقيق انهما اثنان وإنما قيل في أوس بن
أوس هذا أوس بن أبي أوس وقيل في أوس بن أبي أوس الآتي أوس بن أوس
غلطا انتهى ويتحصل من ذلك أن أوس بن أبي أوس وأوس بن حذيفة
واحد، اما أوس بن أوس فهو غير أوس بن حذيفة ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
أوس بن ثابت
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد بدرا
والعقبة من السبعين آخى رسول الله ص بينه وبين عثمان بن عفان انتهى
وفي الطبقات الكبير لابن سعد أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن
زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهو أخو حسان بن ثابت
الشاعر، ثم روى عن الواقدي باسناده آخى رسول الله ص بين أوس بن
ثابت وعثمان بن عفان. قال وكذلك قال محمد بن إسحاق. قال محمد بن
عمر يعني الواقدي وشهد أوس بن ثابت بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها
مع رسول الله ص وتوفي في خلافة عثمان بن عفان بالمدينة، وله عقب ببيت
المقدس. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري قتل أوس بن
ثابت يوم أحد شهيدا ولم يعرف ذلك محمد بن عمر انتهى وفي
الاستيعاب أوس بن ثابت إلى آخر النسب الأنصاري، ونقل ما مر من الخلاف ثم
قال والقول عندي قول عبد الله بن محمد والله أعلم انتهى وفي الإصابة
أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام أخو حسان الأنصاري ذكره ابن إسحاق
فيمن شهد العقبة الثانية وبدرا واحدا وقتل بها، وكذا قال عبد الله بن
محمد بن عمارة القداح في نسب الأنصار، وفيه يقول حسان بن ثابت في
قصيدة
ومنا قتيل الشعب أوس بن ثابت شهيدا وأسنى الذكر منه المشاهد
وزعم الواقدي انه شهد الخندق وخيبر والمشاهد وعاش إلى خلافة
عثمان والأول أثبت لشهادة حسان بأنه شهد الشعب، وذكر أوس بن ثابت
الأنصاري ابن عم خالد وعرفطة وقال إنه غير أخي حسان لأنه ليس له
أحد من اخوته ولا أعمامه يسمى عرفطة ولا خالدا. وأوس بن ثابت
الأنصاري آخر كان في حرس المدينة يوم بدر. ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
(٥٠٩)

أوس بن حذيفة والد شداد بن أوس الثقفي
توفي سنة ٥٩، في الإصابة عن أبي نعيم، وقال ابن سعد عن
الواقدي مات ليالي الحرة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
بالعنوان السابق. ولكني لم أجد في الكتب المعدة للصحابة انه والد
شداد بن أوس، بل في الاستيعاب انه والد عمر بن أوس، وفيها ان
شداد بن أوس بن ثابت ابن أخي حسان بن ثابت فيوشك ان يكون وقع
سهو في ذلك من قلم الشيخ. وفي الاستيعاب أوس بن حذيفة الثقفي
يقال فيه أوس بن أبي أوس، قال خليفة بن خياط أوس بن أبي أوس اسم
أبي أوس حذيفة، ولأوس بن حذيفة أحاديث منها في المسح على القدمين في
إسناد ضعف، وحديثه انه كان في الوفد الذين قدموا على رسول الله ص
من بني مالك فأنزلهم في قبة بين المسجد وبين أهله، فكان يختلف إليهم
فيحدثهم بعد العشاء الآخرة انتهى. وفي أسد الغابة أوس بن
حذيفة بن ربيعة بن أبي سلمة بن غيرة عمير بن عوف الثقفي وهو أوس بن أبي
أوس قال البخاري أوس بن حذيفة بن أبي عمرو بن عمر بن
وهب بن عامر بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم الثقفي وفد على
النبي ص روى عنه ابنه وعثمان بن عبد الله وعبد الملك بن المغيرة انتهى
والحديث الذي أشار إليه صاحب الاستيعاب في المسح على القدمين، رواه
الطبري في تفسيره وغيره بسنده عن أوس بن أبي أوس رأيت رسول
الله ص اتي سباطة قوم فتوضأ ومسح على قدميه، وفي حديث آخر ومسح
على نعليه. وقد ذكرنا هذه الأحاديث في الجزء الأول من معادن الجواهر
وهي من أدلة وجوب مسح الرجلين في الوضوء دون غسلهما. وفي تهذيب
التهذيب أوس بن أبي أوس حذيفة والد عمر بن أوس الثقفي، روى عن
النبي ص وعن علي بن أبي طالب وعنه ابنه عمرو وابن ابنه عثمان بن
عبد الله والنعمان بن سالم. قلت قال احمد في مسنده أوس بن أبي أوس
الثقفي وهو أوس بن حذيفة وقال البخاري في تاريخه أوس بن حذيفة الثقفي
والد عمرو بن أوس ويقال أوس بن أبي أوس ويقال أوس بن أوس وقال أبو
نعيم في معرفة الصحابة اختلف المتقدمون في أوس فمنهم من قال
أوس بن حذيفة ومنهم من قال أوس بن أبي أوس وكنى أباه ومنهم من قال
أوس بن أوس، وروينا ان كنيته أبو اياس انتهى ومن ذلك يعلم أنهم
متفقون على أن أوس بن أبي أوس هو أوس بن حذيفة انما الخلاف في أن
أوس بن أوس هل هو ابن حذيفة أو غيره، ومر في أوس بن أوس احتمال
اتحاده مع هذا، لكن كلام الشيخ والكثيرين يدل على التعدد وانما الاتحاد
بين أوس بن أبي أوس وأوس بن حذيفة. ومن روايته عن علي ع قد
يظن أنه من شرط كتابنا.
أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت
توفي بالرملة من ارض فلسطين سنة ٣٤ وهو ابن ٧٢ سنة حكاه في أسد
الغابة عن أبي أحمد العسكري، وقيل مات أيام عثمان وله ٨٥ سنة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
أوس بن الصامت بن قيس بن احرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن سالم بن
عوف بن الخزرج الأنصاري وفي طبقات ابن سعد الكبير آخى رسول
الله ص بينه وبين مرثد بن أبي مرثد الغنوي، وشهد أوس بدرا واحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص وبقي بعده دهرا وذكر انه أدرك
عثمان بن عفان، ثم روى أنه أول من ظاهر في الاسلام لاحى امرأته خولة
بنت ثعلبة فقال أنت علي كظهر أمي ثم ندم، وهي التي نزل فيها قوله
تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع
تحاوركما، الآية روى ابن سعد انها أتت رسول الله ص فأخبرته بما قال،
وجادلت رسول الله ص مرارا ثم قالت اللهم إني أشكو إليك شدة وحدتي
وما يشق علي من فراقه الحديث، وفي الاستيعاب روى عنه حسان بن
عطية، وأوس بن الصامت هو أخو عبادة بن الصامت وكان شاعرا وهو
القائل
أنا ابن مزيقيا عمرو وجدي أبوه عامر ماء السماء
انتهى وفي أسد الغابة بعد غنم وهو قوقل بن عوف بن عمرو بن
عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي انتهى. ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
أوس بن معير أبو محذورة الجمحي
قال الطبري توفي بمكة سنة ٥٩ وقيل سنة ٧٩.
ذكره الشيخ في أصحاب الرسول ص معير ضبطه في الإصابة في
الكنى بكسر الميم وسكون العين المهملة وفتح المثناة التحتية وبالراء، وقال
حكى ابن عبد البر ان بعضهم ضبطه بفتح العين وتشديد التحتانية المثناة
بعدها نون انتهى. والذي في الاستيعاب في الكنى ضبطه بعضهم معين
و الأكثر يقولون معير انتهى وفي الاستيعاب في الأسماء أوس بن معير بن
لوذان بن ربيعة بن سعد بن جمع أبو محذورة القرشي الجمحي، مؤذن
رسول الله ص بمكة غلبت عليه كنيته واختلف في اسمه، وقال في الكنى
قيل اسمه سمرة بن معير وقيل معير بن محيرز، وقيل أوس بن معير،
ولبعض شعراء قريش في أذان أبي محذورة.
اما ورب الكعبة المستورة * وما تلى محمد من سوره
والنغمات من أبي محذوره * لأفعلن فعلة مذكوره
قال ابن محيرز رأيت أبا محذورة صاحب رسول الله ص وله شعر
فقلت يا عم أ لا تأخذ من شعرك؟ فقال ما كنت لآخذ شعرا مسح رسول
الله ص عليه ودعا فيه بالبركة انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
مولانا أولياء الله الآملي
كان حيا سنة ٨٠٥.
عالم مؤرخ مؤلف، له من المؤلفات كتاب تاريخ أكابر السلف ذكره
السيد ظهير الدين بن نصر الدين المرعشي في كتابه تاريخ طبرستان ونقل
عنه كثيرا في كتابه المذكور كتاب تاريخ مازندران، حكي انه نقل عنه
صاحب كتاب التدوين في أحوال جبال شروين ان السوق الذي وضعت
فيه جنازة الإمام موسى بن جعفر ع في بغداد للكشف عنه
يسمى سوق الرياحين قال وقد بنوا على الموضع بناء وجعلوا له بابا ويتبركون
بزيارته إلى أن قال مررت بالموضع مرات عديدة وقبلت الموضع الشريف
انتهى كتاب تاريخ رويان فارسي مطبوع في طهران وقد وصل فيه إلى
سنة ٨٠٥ وقال في أوله بعد الحمدلة والتصلية ما تعريبه وسلام تام على
أئمة الدين من آله وعترته وأرومته وأسرته المؤيدين بالعصمة والمخصوصين
من الله تعالى بفضيلة الطهارة والذين هم في إقامة مناهج الإمامة وإدامة
ثبات القدم والاستقامة كأنهم بنيان مرصوص
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا * محاسنهم تجلس وآثارهم تروى
(٥١٠)

موالاتهم فرض وحبهم هدى * وطاعتهم قربى وودهم تقوى
عليهم صلاة الله ما لاح كوكب * وما هب معراض النسيم على الغضا
ثم قال حيث كان حدوث الواقعة في آمل ومازندران في سنة ٧٥٠
موجبا لتغيير تلك البلاد وتخريب تلك الديار واختلت أحوال أصحاب الفنون
وذهب رونق أرباب التحصيل وانتقلت المناصب من أهل المآثر والمناقب
الإلاهية في تلك الحدود إلى أصحاب المثالب والمعائب
تبت يد الأيام ان صروفها * سقم الكرام وصحة الأرذال
وبما ان عادة تصاريف الأيام وطبيعة دوران الشهور والأعوام تبديل
الدول والحكام وتحويل الملك والأحكام، ورأى الناس الثبات في هذا المقام
عين البلاء لذلك عد هذا الضعيف الجلاء عن وطنه المألوف وفراق مسكنه
المعهود واجبا، فعمد مضطرا إلى مفارقة الأوطان وهجر المساكن والاخوان
وآثر مذلة الاغتراب على احتمال الإهانة من الأقران والأتراب، وقابل
صورة حب الوطن من الايمان بمعنى الضرورات تبيح المحظورات فترك
الجليل والحقير والقليل والكثير من حطام الدنيا وهاجر من آمل إلى رويان،
ومن الاتفاقات الحسنة والفوائد التي تحصل من الغربة وكانت بالنسبة إلى
هذا الضعيف مزيلة للأحزان والكربة هو تشرفي أحيانا بشرف محاورة ورتبة
مجاورة بلاط صاحب الدولة والي تلك البلاد وسلطان تلك النواحي الملك
المعظم مولى ملوك العجم مولي الأيادي والنعم مفيض الاحسان والكرم
أعدل سلاطين الأمم أفضل حكام البر واليم ومن فاق سحاب أكفه البحر
الخضم وعلا علو قدره الطود الأشم وفاز من المآثر بالقدح الأوفى والسهم
الأتم ونطق بمكارمه كل فصيح وأعجم شاه وشهريان إيران خسروا رويان
المؤيد بتأييد الرحمان فخر الدولة والدنيا والدين علاء الاسلام والمسلمين
عمدة الأمراء والخواقين كهف عظماء السلاطين أبو المعالي فخر الدولة شاه
غازي بن زيار بن كيخسرو استندار عظم الله جلال قدره ومن علينا باسرار
نصره وامتداد عصره وصرت مخصوصا بيمن عواطف ذلك المقام ومحظوظا
بحسن عوارف ذلك النادي وملحوظا بنظر مرحمة وعاطفة ذلك الجناب
الأعلى ورأيت ما رأيت من أصناف الألطاف وأنواع الإنعام والترحيب
والاكرام في تلك الحضرة وشاهدت من مكارم الأخلاق وثمرات طيب
الأعراق لذلك الذي هو زينة الآفاق وخيرة الملك الخلاق ما لا عين رأت ولا
أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولو شرعت في شرح ذلك وبسطه على
تواتر الزمان لما رجعت بغير الفتور والاعتراف بالعجز والقصور
ولو أن لي في كل منبت شعرة * لسانا يبث الشكر منه لقصرا
أيد الله تعالى بقاء هذه الدولة على تعاقب الليالي وتواتر الأيام وجعل
أمور الدارين لتلك الحضرة ونظام مقاصد ذلك الجناب على حسب المطلوب
ومقتضى المرام. وقد امر بلفظه الشريف هذا الضعيف بعمل مجموعة في
شرح مبدأ أحوال رويان وسبب عمارتها واصل نسبة ملوكها الاستنداريين
ليعلم حالها من تلك المجموعة على وجه الاجمال وان كانت طبرستان على
العموم قد ألف في تاريخها عدة تواريخ مجملة ومفصلة ولكن رويان
بالخصوص لم يؤلف أحد في تاريخها وتاريخ حكامها فإذا كان فلان يخرج
هذا من القوة إلى الفعل ومن النية إلى العمل لا يكون ذلك بعيدا من
المصلحة مع أنه قد مضى على هذا الضعيف مدة وهو هدف سهام المصائب
وعلف نصال الحوادث والنوائب وبسبب تحمل مشاق الغربة وتجرع كؤوس
المحنة والكربة قد صار ألكن اللسان كليل الطبع وبواسطة تواتر البلاء و
المحن وتتابع العناء والفتن وتراكم غمام الغموم والحزن فلا فهمه مستعد
لترتيب المقال ولا لخاطره قوة على القيل والقال
إلى الله أشكو لا إلى الناس انني * أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب
أخلاي لو غير الحمام أصابكم * عتبت ولكن ليس للموت معتب
ألا ان عقول العقلاء حاكمة بوجوب القيام بأداء شكر المنعم وان كان
شكر المخلوق قليلا وقاصرا عن مقابلة نعم الله التي لا تحصى وان تعدوا
نعمة الله لا تحصوها على أن من لم يعرف القليل لم يعرف الكثير ومن لم
يشكر المخلوق لم يشكر الخالق فرأيت الانقياد من جملة الفرائض واللوازم
والامتثال من قسم الواجبات والعزائم واخترت هذه الخدمة مع قلة البضاعة
وعدم الفراغة ووجود العوائق وكثرة العلائق وليس على المرء إلا أن يجد ولا
يلام المرء بعد الاجتهاد ثم قال إن هذه المجموعة مرتبة على مقدمة وثمانية
أبواب.
المقدمة في فوائد علم التاريخ
الباب الأول في مبدأ عمارة رويان
الباب الثاني في ابتداء تملك ملوك استندار في رويان ومدة ملكهم.
الباب الثالث في استيلاء الحكام من البيكانكيين في رويان من
نواب الخلفاء والسادات العلوية والداعين.
الباب الرابع في أصل نسبة ملوك استندار على الوجه الذي وصل
الينا على طريقة علماء الأنساب.
الباب الخامس في ذكر ملوكها السابقين.
الباب السادس في ذكر ملوكها في مدة مائة سنة وبعض أحوالهم.
الباب السابع في ذكر ملوكها عز نصرهم وذكر وقائعهم.
الباب الثامن في ذكر واقعة مازندران والانقلاب الذي حدث إلى
اليوم.
والتزمت في هذا الأبواب طريقة الاختصار مجتنبا الاختصار المخل
والأطناب الممل انتهى. وأطلنا بذكر هذه المقدمة لاشتمالها على ما ينبئ ببعض أحواله التي لم
نعثر إلا على القليل منها.
أوفى بن موله العنبري
موله بوزن اسم المفعول.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
أوفى بن موله التميمي حديثه في الاقطاع ان رسول الله ص كتب لهم في
أديم ليس اسناد حديثه بالقوي انتهى. وفي أسد الغابة أوفى بن مواله
التميمي العنبري من بني العنبر بن عمرو بن تميم له صحبة يعد في
البصريين روى حديثه منقذ بن حصين بن حجوان بن أوفى بن موله عن أبيه
عن جده اتيت النبي ص فاقطعني الغميم وشرط علي وابن السبيل أول ريان
واقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة واقطع اياس بن قتادة العنبري الجابية
وهي دون اليمامة وكنا اتيناه جميعا وكتب لكل رجل منا بذلك في الأديم
انتهى وفي الإصابة أوفى بن موله التميمي العنبري ذكره البغوي وغيره
(٥١١)

في الصحابة وروى الطبراني وابن منده من طريق عبد الغفار بن منفذ بن
حصين بن حجان بن أوفى بن موله عن أبيه عن جده عن أوفى بن موله وذكر
الحديث السابق. ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
الأمير القان الشيخ أويس ابن الأمير الشيخ حسن ابن الأمير حسين ابن
الأمير آق بوقا بن ايلخان ويقال ايلكان الايلخاني صاحب تبريز وبغداد
توفي في الثاني من جمادى الأولى سنة ٧٧٦ في تبريز وله نيف وثلاثون
سنة.
في ذيل تذكرة الحفاظ لمحمد بن فهد الهاشمي المكي ان أمه بنت
أرغون بن هولاكو المغولي انتهى ويأتي ذكر بعض أحوال الايلخانيين على
العموم في ترجمة الشيخ حسن والد المترجم. في بعض التواريخ الفارسية
المخطوطة وقد ذهب أوله فلم نعرف اسمه ولا اسم مؤلفه ووصل فيه إلى
عصر الشاه طهماسب الصفوي الذي كان معاصرا له قال ما تغريبه
جلس الأمير الشيخ أويس ابن الشيخ حسن على تخت الملك بعد أبيه في
رجب سنة ٧٥٧ ونظم الخواجة سلمان قصيدة فارسية في تهنئته أولها
مبشران سعادت بر اين بلند رواق * همي كنند ندا درد ممالك آفاق
كه سال هفصد وپنجاه وهفت ماه رجب * باتفاق خلائق بياري اخلاق
وفي سنة ٧٥٩ توجه من بغداد إلى أذربايجان وحارب أخي جوق
الذي كان حاكما في تبريز من قبل برديلي بك، فغلبه أويس وفر أخي جوق
وذهب أويس إلى تبريز وجلس على تخت الملك وأطاعه سبعة وأربعون أميرا
من امراء أمير أشرف ثم عاد إلى بغداد وفي غيابه عاد أخي جوق إلى تبريز
وملكها، وفي سنة ٧٦٠ توجه الأمير نور الدين مظفر من شيراز
إلى تبريز، وحارب أخي جوق وملك تبريز فتوجه السلطان أويس من
بغداد إلى تبريز فلما بلغ خبره الأمير محمد مظفر ذهب إلى شيراز، ووصل
السلطان أويس إلى تبريز وقبض على أخي جوق وقتله، وقيل بل قتله الأمير
مظفر في حربه معه واستقل أويس بالسلطنة ١٧ سنة وكان ملكا لطيف
الطبع كريم الأخلاق وكان شعراؤه الخواجة سلمان الساوجي وشرف الدين
الرافي والخواجة محمد وعبيد الزاكاني ولما مات رثاه الخواجة سلمان بقصيدة
فارسية انتهى أقول والسلطان أويس الايلخاني هو الذي بنى على قبر
الحسين ع العمارة الموجودة اليوم امر بها سنة ٧٦٢ وتاريخها هذا موجود
فوق المحراب القبلي مما يلي الرأس الشريف كما مر في سيرة الحسين ع.
أويس التميمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن
بن ردمان بن ناجية بن مراد وهو يحابر بن مالك بن أدد بن مذحج المرادي
المعروف بأويس القرني.
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧ وقبره بها معروف إلى اليوم.
هكذا نسبه ابن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير. وفي أسد
الغابة عن ابن الكلبي أنه قال بعد ابن مالك بن عمرو بن مسعدة بن
عمرو بن سعد الخ المرادي ثم القرني ويمكن ان يكون مسعدة بن عمرو
سقط من النساخ في الطبقات. وفي المستدرك للحاكم وحلية الأولياء
والإصابة ولسان الميزان وغيرها أويس بن عامر وقيل عمرو وفي تاريخ ابن
عساكر ذكر ابن عياش في أسماء أهل الكوفة أويس بن عروة المرادي وهو
أويس القرني قال وفي تاريخ الهيثم أويس هو ابن عمرو وهو الصواب
انتهى.
والقرني بفتح القاف والراء بعدها نون نسبة إلى قرن أبو قبيلة.
وفي تاريخ دمشق قال الدارقطني قرن بفتحتين انتهى وفيه قال
عبد الغني بن سعيد قرن بطن من مراد انتهى وفي الإصابة قال
عبد الغني بن سعيد القرني بفتح القاف والراء هو أويس انتهى وما في
الصحاح من أنه بسكون الراء اشتباه.
موضع وفاته
المشهور وهو الأصح انه قتل بصفين مع علي ع ودفن بها كما مر. قال
الكشي قتل بصفين في الرجالة مع علي بن أبي طالب ع وروى بسنده
من طريق العامة عن شريك قتل أويس مع علي ع في الرجالة بصفين.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر في مقال لسعيد بن المسيب ان أويسا قاتل
بين يدي علي يوم صفين حتى استشهد أمامه فنظروا فإذا به نيف وأربعون
جراحة من طعنة وضربة ورمية. وفي المستدرك للحاكم ذكرته في جملة من
استشهد بصفين بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سمعت أبا
العباس محمد بن يعقوب يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول قتل
أويس القرني بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يوم صفين، وبسنده
عن شريك قال وذكروا في مجلسه أويس القرني فقال قتل مع علي بن أبي
طالب في الرجالة انتهى ويأتي عند ذكر شهوده صفين رواية
الكشي انه لم يزل يقاتل بين يدي أمير المؤمنين ع حتى قتل فوجد
في الرجالة ورواية الحاكم انه ما زال يحارب بين يدي أمير المؤمنين ع
بصفين حتى قتل وروايته الأخرى انه استشهد أويس في الرجالة بين يدي
علي بن أبي طالب. وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن حفص بن
عمران البرجمي عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال أصيب أويس
القرني مع علي بصفين. وفي ميزان الاعتدال بسنده عن زيد بن علي قتل
أويس يوم صفين، وفيه بسنده عن سعيد بن المسيب في حديث انه لما شهر
هام على وجهه فلم يوقف له على أثر دهرا ثم عاد في أيام علي فقاتل بين يديه
فاستشهد بصفين فنظروا فإذا عليه نيف وأربعون جراحة. وفي خلاصة تذهيب
الكمال شهد صفين مع علي وقتل يومئذ انتهى وفي الإصابة في ذيل حديث
أسير الآتي ان أويسا قال اللهم ارزقني شهادة توجب لي الجنة والرزق قال أسير فلم
يلبث الا يسيرا حتى ضرب على الناس بعث علي فخرج صاحب القطيفة
أويس وخرجنا معه حتى نزلنا بحضرة العدو قال ابن المبارك فحدثني حماد بن
سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير قال فنادى منادي علي يا خيل
الله اركبي وابشري فصف الناس لهم فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه
فألقاه ثم جعل يقول يا أيها الناس تموا تموا لتتمن وجوه ثم لا تنصرف حتى
ترى الجنة فجعل يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية فأصابت فؤاده فتردى
مكانه كأنما مات منذ زمن وهو صحيح السند انتهى وفي الإصابة أيضا
قال ابن عمار الموصلي ذكر عند المعافى بن عمران ان أويسا قتل في الرجالة
مع علي بصفين فقال معافي ما حدث بهذا الا الأعرج فقال له عبد ربه
الواسطي حدثني به شريك عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فسكت.
(٥١٢)

وفي مناقب ابن شهرآشوب عند ذكر حرب صفين وأتى أويس القرني
متقلدا بسيفين ويقال كان معه مرماة ومخلاة من الحصى فسلم على أمير
المؤمنين وودعه وبرز مع رجالة ربيعة فقتل من يومه فصلى عليه أمير
المؤمنين ع و دفنه انتهى ويأتي خبر قتله بصفين مفصلا في أواخر
الترجمة.
ما روى في الشواذ من موته في غير صفين
في لسان الميزان اختلفوا في موته فمنهم من يزعم أنه قتل يوم صفين
في رجالة علي ومنهم من يزعم أنه مات على جبل أبي قبيس بمكة ومنهم من
يزعم أنه مات بدمشق ويحكمون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت
عنه انتهى وفي تاريخ دمشق اختلفوا في وفاته فقيل إنه قتل في صفين
ويقال انه مات بدمشق وان قبره في مقبرة باب الجابية وقيل إنه خرج غازيا
راجلا إلى ثغر أرمينية فاصابه البطن فالتجأ إلى أهل خيمة فتوفي هناك
انتهى وفي الإصابة روى عبد الله بن أحمد في زيادات المسند من طريق
عبد الله بن سلمة قال غزونا أذربيجان في زمن عمر ومعنا أويس فلما رجعنا
مرض فمات وفي الاسناد الهيثم بن عدي وهو متروك والمعتمد الأول يعني
قتله بصفين انتهى وفي ميزان الاعتدال بسنده في حديث أن أويسا غزا
غزوة أذربيجان فمات فتنافس أصحابه في حفر قبره وفيه أن في آخر حديث
أسير بن جابر انه مات بالحيرة انتهى والاخبار مستفيضة بأنه استشهد
بصفين والقول بأنه مات بدمشق أو أرمينية أو غيرهما شاذ لا يلتفت اليه.
حليته
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن هرم بن حيان العبدي قال
قدمت الكوفة فلم يكن لي بها هم الا أويس القرني حتى سقطت عليه
فعرفته بالنعت فإذا رجل لحم آدم شديد الأدمة أشعر محلوق الرأس يعني
ليس له جمة كث اللحية عليه إزار من صوف ورداء صوف بغير حذاء كبير
الوجه مهيب المنظر جدا الحديث. وفي حلية الأولياء بسنده عن أبي هريرة
في حديث يصف فيه الأصفياء الأخفياء الأبرياء قالوا يا رسول الله كيف لنا
برجل منهم قال ذاك أويس القرني قالوا وما أويس القرني قال أشهل ذو
صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى
صدره رام بذقنه إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يتلو القرآن يبكي
على نفسه ذو طمرين لا يؤبه له متزر بازار صوف ورداء صوف مجهول في
أهل الأرض معروف في السماء لو أقسم على الله لأبر قسمه ألا وأن تحت
منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وأنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة
ويقال لأويس قف فاشفع فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر
الحديث.
من أنكره أو شك في وجوده أو لم يعرفه
من الغريب ما ينقل من انكار وجوده والشك فيه مع اشتهاره وشهرة
أخباره المانعة من وقوع الشك في مثله أما عدم معرفته فليس بغريب. في
الإصابة كان مالك ينكر وجوده الا ان شهرته وشهرة أخباره لا تسع أحدا
ان يشك فيه انتهى وقال ابن عساكر أمر أويس مشهور فلا معنى لهذا
القول انتهى وفي ميزان الاعتدال قال أبو داود أنبأنا شعبة قلت
لعمرو بن مرة أخبرني عن أويس هل تعرفونه فيكم قال قلت انما سال
عمرا لأنه مرادي هل تعرف نسبه فيكم فلم يعرف ولولا الحديث الذي رواه
مسلم ونحوه في فضل أويس لما عرف لأنه عبد الله تقي خفي وما روى شيئا
فكيف يعرفه عمرو وليس من لم يعرف حجة على من عرف. قال وروى
قراد أبو نوح عن شعبة انه سال أبا إسحاق وعمرو بن مرة عن أويس فلم
يعرفاه. قال ابن عدي قد شك قومه فيه ولا يجوز ان يشك فيه لشهرته
انتهى.
أقوال العلماء فيه
قال الكشي في رجاله كان أويس من خيار التابعين ولم ير النبي ص
ولم يصحبه وقال أيضا الزهاد الثمانية علي بن محمد بن قتيبة سئل أبو
الفضل بن شاذان عن الزهاد الثمانية فقال الربيع بن خثيم وهرم بن حيان
وأويس القرني وعامر بن عبد قيس فكانوا مع علي ع ومن أصحابه وكانوا
زهادا أتقياء وأما أبو مسلم فإنه كان فاجرا مرائيا وكان صاحب معاوية وهو
الذي كان يحث الناس على قتال علي ع وقال لعلي ع ادفع إلينا
الأنصار والمهاجرين حتى نقتلهم بعثمان فأبى علي ع ذلك فقال أبو مسلم
الآن طاب الضراب انما كان وضع فخا ومصيدة. أما مسروق فإنه كان
عشارا لمعاوية ومات في عمله ذلك بموضع أسفل من واسط على دجلة يقال
له الرصافة وقبره هناك. والحسن كان يلقى أهل كل فرقة بما يهوون ويتصنع
للرياسة وكان رئيس القدرية وأويس القرني مفضل عليهم كلهم انتهى
قال أبو محمد الفضل ثم تحرف (١) الناس بعد أويس القرني رحمه الله. ولا
يخفى أن الكشي ذكر أن الزهاد ثمانية وذكر منهم سبعة فقط وكان الثامن
سقط من قلمه أو من النساخ وعن المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني
والشيخ عبد النبي الجزائري وغيرهما انه الأسود بن يزيد وهو مذموم وهو
المطابق لما يأتي عن تاريخ دمشق. وفي النقد سمعنا من بعض الفضلاء انه
جرير بن عبد الله البجلي والله العالم انتهى والصواب أنه الأسود كما مر.
وفي ميزان الاعتدال قال يحيى بن سعيد القطان الحمصي حدثنا يزيد بن
عطاء الواسطي عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين
عامر بن عبد القيسي وأويس وهرم بن حيان والربيع بن خثيم وأبو مسلم
الخولاني والحسن ومسروق الحديث بطوله وهو باطل من هذا السياق
انتهى وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قال علقمة بن مرثد الحضرمي انتهى
الزهد إلى ثمانية نفر من التابعين عامر بن عبد القيس وأويس القرني
وهرم بن حيان العبدي والربيع بن خثيم الثوري وأبي مسلم الخولاني
والأسود بن يزيد ومسروق بن الأجدع والحسن بن أبي الحسن البصري
الحديث. ومن هذا يظهر أن المراد بابى مسلم في رواية الكشي السابقة
هو أبو مسلم الخولاني واسمه عبد الله بن ثوب وقيل غير ذلك. واستظهار
أن المراد بأبي مسلم اهبان بن صيفي كما وقع في النقد ليس بصواب كما مر
في ترجمة اهبان ويدل عليه أيضا ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء قال ثنا
أبي ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي ثنا
يحيى بن سعيد ثنا عطاء بن يزيد عن علقمة بن مرثد قال انتهى الزهد إلى
ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني انتهى ومن غريب الاتفاق قول
صاحب الميزان أنهم ثمانية وعدهم سبعة فترك الأسود ولعله سقط من
الناسخ كما أن الكشي وقع له مثل ذلك كما مر آنفا فترك الأسود أيضا وقال

(١) هكذا في الأصل والظاهر أن صوابه تحور بدليل ما يأتي من قول
الكشئ فهؤلاء المتحورة وقوله وأول المتحورين وفى نسخة عرف وكأنه تحريف والظاهر أن
المراد ان الناس رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد ذلك والله أعلم.
(٥١٣)

الكشي أيضا في أوائل الكتاب في ترجمة سلمان ومقداد وأبو ذر محمد بن
قولويه حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف حدثني علي بن سليمان بن
داود الرازي حدثنا علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن سالم قال قال أبو
الحسن موسى بن جعفر ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين
حواري محمد بن عبد الله رسول الله ص الذين لم ينقضوا العهد ومضوا
عليه فيقف سلمان ومقداد وأبو ذر ثم ينادي مناد اين حواري علي بن أبي
طالب ع وصي محمد بن عبد الله رسول الله ص فيقوم عمرو بن الحمق
الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس
القرني الحديث ثم قال فهؤلاء المتحورة وأول السابقين وأول المقربين وأول
المتحورين من التابعين انتهى وذكره ابن سعد في الطبقات الكبير فيمن
نزل الكوفة من الصحابة والتابعين وغيرهم من أهل الفقه والعلم فقال
أويس بن عامر القرني كان ثقة وليس له حديث عن أحد انتهى وفي حلية
الأولياء أويس بن عامر القرني سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد بشر
النبي ص به وأوصى به أصحابه. وفي المستدرك للحاكم ذكر مناقب
أويس بن عامر القرني أويس راهب هذه الأمة ولم يصحب رسول الله ص
انما ذكره رسول الله ودل على فضله. وفي أسد الغابة أويس بن عامر
المرادي ثم القرني الزاهد المشهور أدرك النبي ص ولم يره وسكن الكوفة
وهو من كبار تابعيها انتهى وفي الإصابة أويس بن عامر وقيل عمرو
المرادي القرني الزاهد المشهور أدرك النبي ص وروى عن عمر وعلي وروى
عنه بشير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى
من تابعي أهل الكوفة وقال كان ثقة. وذكره البخاري فقال في إسناده نظر
قال ابن عدي ليس له رواية انتهى. وقوله روى عن عمر وعلي ربما ينافي
قول ابن سعد المتقدم ليس له حديث عن أحد وقول ابن عدي السابق
والآتي ليس له راية وقول ابن حجر الآتي ما روى الرجل شيئا، إلا أن يراد
نفي روايته عن النبي ص بواسطة أو بغيرها لكن ينافيه ما يأتي عن ابن
عساكر انه أسند عن أويس عن علي عن النبي ص وفي بعض كتب أصحابنا
ما يدل على أن له رواية عن علي ع ففي مهج الدعوات عن موسى بن
زيد عن أويس القرني عن علي بن أبي طالب وذكر دعاء وبسند آخر أن
أمير المؤمنين ع علم أويسا دعاء انتهى وفي الإصابة قال عبد الغني بن
سعيد أويس أخبر به النبي ص وشهد صفين مع علي وكان من خيار
المسلمين وروى ضمرة عن أصبغ بن زيد قال اسلم أويس على عهد
النبي ص ولكن منعه من القدوم بره بأمه. وروى مسلم في صحيحه من
حديث أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب سمعت
رسول الله ص يقول إن خير التابعين رجل يقال له أويس بن عامر وفي رواية
فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم انتهى وفي ميزان الاعتدال
أويس بن عامر ويقال ابن عمرو القرني اليمني العابد نزيل الكوفة قال
البخاري يماني مرادي في اسناده نظر فيما يرويه وقال البخاري أيضا في
الضعفاء في اسناده نظر يروي عن أويس في اسناد ذلك قلت يريد ان
الحديث الذي يروى عن أويس في الاسناد إلى أويس نظر ولولا ان البخاري
ذكر أويسا في الضعفاء لما ذكرته أصلا فإنه من أولياء الله الصادقين وما روى
الرجل شيئا فيضعف أو يوثق من أجله. وروى بسنده عن إسحاق بن
إبراهيم ما شبهت عدي بن سلمة الجزري الا بأويس القرني تواضعا. قال
ابن عدي ليس لأويس من الرواية شئ انما له حكايات ونتف في زهده ولا
يتهيأ ان يحكم عليه بالضعف بل هو ثقة صدوق انتهى وروى بسنده في
حديث كان أويس يجالس رجلا من فقهاء الكوفة يقال له بشير قال ففقدته
فإذا هو في خص له قد انقطع من العري فذكر الحديث بطوله انتهى الميزان.
وفي لسان الميزان قال ابن حبان في ثقات التابعين أويس بن عامر القرني من
اليمن من مراد سكن الكوفة وكان زاهدا عابدا يروي عن عمر انتهى وفي
خلاصة تذهيب الكمال أويس بن عامر القرني بفتح القاف والمهملة ثم
نون من مذحج محضرم ارسل وروى له مسلم أشياء من كلامه وهو سيد
التابعين كما رواه مسلم في صحيحه وله مناقب مشهورة انتهى وفي تاريخ
دمشق لابن عساكر أويس بن عامر وقيل ابن الخليص بن مالك بن عمر بن
سعد بن عصوان المرادي القرني من تابعي أهل اليمن أدرك حياة النبي ص
ولم يره ووفد على عمر بن الخطاب وروى عنه وعن علي ان صحت الرواية.
عنه يسير بن عمرو وعبد الرحمن بن أبي ليلى وموسى بن يزيد وأبو عبد رب
الدمشقي وسكن الكوفة واسند ابن عساكر أويس عن علي بن أبي طالب
قال رسول الله ص ان لله عز وجل تسعة وتسعين اسما مائة غير واحد انه
وتر يحب الوتر ما من عبد يدعو بها الا وجبت له الجنة وقال في تتمة حديث
علقمة بن مرثد السابق فاما أويس القرني فان أهله ظنوا انه مجنون فبنوا له
بيتا على باب دارهم وكان يأتي عليه السنة والسنتان لا يرون له وجها وكان
طعامه مما يلتقط من النوى فإذا أمسى باعه لافطاره وان أصاب حشفة خبأها
لافطاره انتهى
بعض ما روي في حقه
روى ابن سعد في الطبقات بسنده عن رجل قال رسول الله ص
خليلي من هذه الأمة أويس القرني، وفي تاريخ دمشق لابن عساكر روي
عن النبي ص أنه قال من خير التابعين أويس وهو حديث مشهور انتهى.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي بكر بن عياش عن هشام
عن الحسن قال رسول الله ص يدخل الجنة بشفاعة من أمتي أكثر من ربيعة
ومضر قال هشام فأخبرني حوشب عن الحسن انه أويس القرني أبو بكر بن
عياش فقلت لرجل من قومه أويس باي شئ بلغ هذا قال فضل الله
يؤتيه من يشاء. وفيه بسنده عن عبد الله بن أبي الجدعاء انه سمع رسول
الله ص يقول يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال
عبد الوهاب الثقفي قال هشام سمعت الحسن يقول إنه أويس القرني
صحيح الاسناد ولم يخرجاه انتهى يعني مسلما والبخاري. وفي الإصابة
عن الدلائل للبيهقي عن عبد الله بن أبي الجدعاء رفعه قال يدخل الجنة
بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بني تميم قال هشام بن حسان كان الحسن
يقول هو أويس القرني انتهى وفي ميزان الاعتدال بسنده عن أبي هريرة ان
رسول الله ص قال ليشفعن رجل من أمتي في أكثر من مضر قال أبو بكر يا
رسول الله ان تميما من مضر قال ليشفعن من أمتي لأكثر من تميم ومن مضر
وانه أويس القرني. وفيه عن يونس وهشام عن الحسن قال يخرج من النار
بشفاعة رجل ليس بنبي أكثر من ربيعة ومضر قال هشام عن الحسن هو أويس
انتهى.
جملة مما روي من أخباره قال محمد بن سعد في الطبقات الكبير أخبرنا هاشم بن القاسم
حدثنا سليمان بن المغيرة حدثني سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن
جابر قال كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرع من حديثه تفرقوا ويبقى
رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا اسمع أحدا يتكلم كلامه فأحببته ففقدته
(٥١٤)

فقلت لأصحابي هل تعرفون رجل كان يجالسنا كذا وكذا فقال رجل منهم انا
أعرفه ذاك أويس القرني فانطلقت معه حتى ضربت حجرته فخرج إلي، قلت يا أخي ما حبسك عنا؟
قال العري وكان أصحابه يسخرون به
ويؤذونه، قلت خذ هذا البرد فالبسه، قال لا تفعل فإنهم إذا يؤذنني إن
رأوه علي، فلم أزل به حتى لبسه، فخرج عليهم فقالوا من ترون خدع
عن برده هذا؟ فجاء فوضعه، وقال أ ترى؟ فقلت ما تريدون من هذا
الرجل قد آذيتموه؟! الرجل يعرى مرة ويكسى مرة فاخذتهم بلساني اخذا
شديدا. فقضي أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر وفيهم رجل ممن كان يسخر
به، فقال عمر هل هنا أحد من القرنيين فجاء ذلك الرجل فقال ان
رسول الله ص قد قال إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع
باليمن غير أم وقد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه الا مثل موضع
الدرهم فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم قال فقدم علينا قلت من اين
قال من اليمن قلت ما اسمك قال أويس قلت فمن تركت باليمن قال اما لي
قال أكان بك بياض فدعوت الله فأذهبه عنك قال نعم قال استغفر لي قال
أو يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين فاستغفر له قلت له أنت أخي لا
تفارقني قال فاملس (١) مني فأنبئت انه قدم عليكم الكوفة فجعل ذلك الذي
كان يسخر به ويحتقره يقول ما هذا فينا يا أمير المؤمنين وما نعرفه فقال عمر
بلى انه رجل كذا كأنه يضع من شانه قال فينا يا أمير المؤمنين رجل يقال له
أويس نسخر به قال أدرك ولا أراك تدرك فاقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه
قبل أن يأتي أهله فقال له أويس ما هذه بعادتك فما بدا لك قال سمعت
عمر يقول فيك كذا كذا فاستغفر لي يا أويس قال لا أفعل حتى تجعل لي
عليك ان لا تسخر بي فيما بعد ولا تذكر الذي سمعته من عمر إلى أحد
فاستغفر له قال أسير فما لبثت ان فشا أمره في الكوفة فاتيته فدخلت عليه
فقلت يا أخي أ لا أراك العجب ونحن لا نشعر قال ما كان في هذا ما أ تبلغ
به في الناس (٢) وما يجزى كل عبد الا بعمله ثم أملس منهم فذهب.
وروى هذا المضمون أو قريبا منه الحاكم في المستدرك مع بعض
الاختلاف.
وفي الطبقات بسنده عن قيس بن يسير بن عمرو عن أبيه أنه كسا
أويسا القرني ثوبين من العري قال فأي شئ لقي من ابن عم له. وبسنده
عن هرم بن حيان العبدي قدمت من البصرة فلقيت أويسا القرني على
شط الفرات بغير حذاء فقلت كيف أنت يا أخي كيف أنت يا أويس فقال
لي كيف أنت أخي قلت حدثني قال إني أكره ان أفتح هذا الباب يعني على
نفسي ان أكون محدثا أو قاصا أو مفتيا ثم أخذ بيدي فبكى قلت فاقرأ علي
قال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم حم والكتاب المبين إنا
أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين حتى بلغ انه هو السميع العليم فغشي
عليه ثم أفاق ثم قال الوحدة أحب إلي انتهى. ورواه الحاكم في المستدرك
بسنده عن هرم بن حيان العبدي بأطول من ذلك بكثير مع بعض الاختلاف
ونحن ننقله من المستدرك بأخصر مما ذكره وبأطول مما في الطبقات قال
هرم بن حيان العبدي قدمت الكوفة فلم يكن لي بها هم إلا أويس القرني
حتى سقطت عليه جالسا وحده على شاطئ الفرات نصف النهار يتوضأ
ويغسل ثوبه فعرفته بالنعت فسلمت عليه فرد علي فمددت يدي لأصافحه
فأبى ان يصافحني فقلت رحمك الله يا أويس كيف أنت ثم خنقتني العبرة من
حبي إياه ورقتي له لما رأيت من حاله حتى بكيت وبكى ثم قال وأنت
فرحمك الله يا هرم بن حيان كيف أنت يا أخي من ذلك علي قلت الله قال
لا إله إلا الله سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا حين سماني والله ما كنت
رأيته قط ولا رآني ثم قلت من اين عرفتني وعرفت اسمي وأبي فوالله ما كنت
رأيتك قط قبل هذا اليوم قال نبأني العليم الخبير عرفت روحي روحك حيث
كلمت نفسي نفسك ان الأرواح لها أنفس كأنفس الأحياء ان المؤمنين يعرف
بعضهم بعضا ويتحدثون بروح الله وان لم يلتقوا وإن لم يتكلموا ويتعارفوا وان نأت
بهم الديار وتفرقت بهم المنازل! قلت حدثني عن رسول الله ص بحديث
احفظه عنك! قال إني لم أدرك رسول الله ص وقد بلغني من حديثه كما
بلغكم ولست أحب ان افتح هذا الباب على نفسي ان أكون محدثا أو
قاضيا ومفتيا في النفس شغل يا هرم بن حيان! فقلت يا أخي اقرأ علي
آيات من كتاب الله اسمعهن منك فاني أحبك في الله حبا شديدا وادع
بدعوات وأوص بوصية احفظها عنك! فاخذ بيدي على شاطئ الفرات
وقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم فشهق شهقة ثم بكى مكانه ثم قال قال ربي تعالى ذكره وأحق القول
قوله وأصدق الحديث حديثه وأحسن الكلام كلامه وما خلقنا السماوات
والأرض وما بينهما لاعبين ما خلقناهما الا بالحق. حتى بلغ الا من رحم
الله إنه هو العزيز الرحيم ثم شهق شهقة ثم سكت وأنا احسبه قد غشي
عليه، ثم ذكر له موعظة ووصية ودعاء لهرم، ثم قال استودعتك الله
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم قال لي لا أراك بعد اليوم فاني أكره
الشهرة والوحدة أحب إلي ولا تسال عني ولا تطلبني. فحرصت على أن
أسير معه ساعة فأبى علي حتى دخل في بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك
فما وجدت أحدا يخبرني عنه بشئ انتهى.
وهذا الحديث مما استدركه الحاكم على الشيخين مسلم والبخاري
وصححه ولم يتعقبه الذهبي في تلخيص المستدرك فدل على أنه صحيح
عنده. وقد تضمن اخبار أويس بالمغيبات ومعرفته هرم بن حيان وتسميته
باسمه ونسبته إلى أبيه، وهو لم يره قط، ويقول له كما قال رسول الله ص
لبعض نسائه نبأني العليم الخبير!! وإذا روى راو ما يشبه ذلك عن أحد
أئمة أهل البيت ع وراث علوم جدهم استعظم ذلك واستكبر
وكذب راويه ونسب إلى المغالاة ودعوى علم الغيب للبشر! ما هذا
بانصاف.
وروى فيه بسنده عن سفيان الثوري كان لأويس القرني رداء إذا
جلس مس الأرض وكان يقول اللهم إني اعتذر إليك من كبد جائعة وجسد
عار وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني وبسنده عن عطاء الخراساني
ذكروا الحج فقالوا لأويس القرني أ ما حججت قال لا قالوا ولم فسكت فقال
رجل منهم عندي راحلة وقال آخر عندي نفقة وقال آخر عندي جهاز فقبله
منهم وحج به.
شهوده صفين وشهادته وانه من خير التابعين
قال الكشي روى يحيى بن آدم عن شريك عن ابن أبي زياد عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى قال خرج بصفين رجل من أهل الشام فقال فيكم
أويس القرني قلنا نعم قال سمعت رسول الله ص يقول خير التابعين أو من
خير التابعين أويس القرني ثم تحول الينا انتهى ويذكرنا هذا الخبر ما جرى
لعمار يوم صفين حين روى عمرو بن العاص لأهل الشام عمار تقتله

(أملس بتشديد الميم أصله امتلس قلبت التاء ميما وأدغمت ومعناه أفلت.
(٢) هكذا في الأصل من قوله الا أراك العجب إلى هنا وكأن فيه تحريفا. (المؤلف)
(٥١٥)

الفئة الباغية وسؤال جماعة من أهل الشام أهل العراق أ فيكم عمار بن ياسر
وقول ابن أبي الحديد عجبا لقوم يرتابون لمكان عمار ولا يرتابون لمكان
علي بن أبي طالب. ونحن نقول أيضا عجبا لقوم يرتابون لمكان أويس لأن
روي فيه انه خير التابعين ولا يرتابون لمكان علي بن أبي طالب وقد ورد فيه
حربك حربي وسلمك سلمي، علي مع الحق والحق مع علي وأمثال ذلك مما
شاع وذاع وملأ الأسماع، انها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي
في الصدور. قال ورثاه دعبل بن علي الخزاعي في قصيدته التي يفتخر فيها
على نزار وينقض على الكميت بن زيد قصيدته التي يقول فيها أ لا حييت
عنا يا ردينا فقال دعبل
أويس ذو الشفاعة كان منا * فيوم البعث نحن الشافعونا
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي مكين رأيت امرأة في مسجد
أويس القرني قالت كان يجتمع هو وأصحاب له في مسجدهم هذا يصلون
ويقرأون في مصاحفهم فاتي غداءهم وعشاءهم هاهنا حتى يصلوا
الصلوات قالت وكان ذلك دأبهم ما شهدوا حتى غزوا فاستشهد أويس
وجماعة من أصحابه في الرجالة بين يدي علي بن أبي طالب.
ما جاء عنه من المواعظ والحكم
في الإصابة اخرج الحاكم المستدرك بسنده عن أسير بن جابر في
تتمة الحديث السابق بعد قول أويس من كانت له إلي حاجة فليقلني بعشاء
ثم قال أويس إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر مؤمن فقيه ومؤمن
لم يفقه ومنافق وذلك في الدنيا مثل الغيب يصيب الشجرة المونقة
المثمرة فتزداد حسنا وايناعا وطيبا ويصيب الشجرة غير المثمرة فيزداد
ورقها حسنا ويكون لها ثمرة ويصيب الهشيم من الشجر فيحطمه ثم قرأ
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا
انتهى قلت لم أجده في المستدرك. وفي الطبقات بسنده جاء رجل من
مراد إلى أويس القرني فقال السلام عليكم قال وعليكم قال كيف أنت
يا أويس قال بخير نحمد الله قال الحمد لله قال كيف الزمان عليكم قال
ما تسال رجلا إذا امسى لم ير انه يصبح وإذا أصبح لم ير انه يمسي يا أخا
مراد ان الموت لم يبق لمؤمن فرحا يا أخا مراد ان معرفة المؤمن بحقوق الله لم
تبق له فضة ولا ذهبا يا أخا مراد ان قيام المؤمن بأمر الله لم يبق له صديقا
والله انا لنأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر فيتخذونا أعداء ويجدون على
ذلك من الفساق أعوانا حتى والله لقد رموني بالعظائم وأيم الله لا يمنعني
ذلك ان أقوم لله بالحق ان أقول بالحق ورواه الحاكم في المستدرك بسنده
مثله. وفي تاريخ ابن عساكر قال أويس لهرم بن حيان احذر ليلة صبيحتها
القيامة ولا تفارق الجماعة فتفارق دينك، يا هرم توسد الموت إذا نمت
واجعله أمامك إذا قمت، ولا تنظر إلى صغر ذنبك ولكن انظر إلى من
عصيت فان صغرت ذنبك فقد صغرت الله. وقال له هرم يوما صلنا يا
أويس بالزيارة فقال له قد وصلتك بما هو خير من الزيارة واللقاء وهو
الدعاء بظهر الغيب ان الزيارة واللقاء ينقطعان والدعاء يبقى ثوابه. وقال
له رجل أريد ان أصحبك لأستأنس بك فقال سبحان الله ما كنت أرى
أحدا يعرف الله يستوحش مع الله فقال له مرني بمكان انزل به فأومأ بيده نحو
الشام فقال له فكيف بالمعيشة فقال قد خالط الشك هذه القلوب فما تنفع
معها موعظة. وكان يقول لم يجالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو
نقصان هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا انتهى وقال
ابن عساكر أيضا قال أويس كن في أمر الله كأنك الناس كلهم انتهى
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن يزيد بن يزيد البكري قال أويس كن
في امر الله كأنك قتلت الناس كلهم انتهى ومعناه على رواية ابن عساكر
ظاهر اي اجتهد في امتثال امر الله اجتهادا يقابل اجتهاد جميع الناس اما على
رواية الحاكم فيمكن ان يكون معناه والله أعلم خف من الله مخافة من قتل
الناس كلهم ويحتمل انه سقط من تاريخ ابن عساكر لفظ قتلت ولعله من
النساخ انتهى.
أويس بن شاه ولد (١) بن شاه زاده بن أويس صاحب بغداد قتل سنة
٨٣٠.
هكذا ترجمه صاحب شذرات الذهب وعليه فهو حفيد الشيخ أويس
ابن الشيخ حسن الايلكاني المارة ترجمته في ج ١٣ ويوشك ان
يكون وقع تحريف في ترجمته من صاحب الشذرات أو من النساخ أولا ان
شاهزاده ليس من الأسماء بل من الصفات فالاسم إذا غيره ولم يعلم ثانيا
يكون على هذا الشيخ أويس أبا جده مع أن وفاة الشيخ أويس سنة ٧٧٦ و
وفاة هذا سنة ٨٣٠ فبين وفاتيهما نحو ٥٤ سنة وهو مستبعد لأن بينهما
واسطتين والله أعلم. في الشذرات في حوادث سنة ٨٢٢ فيها توفيت تندو
بنت حسين بن أويس وقام بعدها ابنها أويس بن شاه ولد وفي حوادث سنة
٨٣٠ فيها توفي أويس ابن شاه زاده بن أويس صاحب بغداد قتل في الحرب
بينه وبين محمد شاه بن قرا يوسف واستولى محمد شاه على بغداد مرة أخرى
انتهى. ويأتي في ترجمة أمه تندو انه لما توفيت سنة ٨٢٢ قام بالسلطنة
بعدها ابنها أويس بن شاه ولد. وفي الضوء اللامع وتحارب هو واخوه
محمد ثم سار إلى بغداد بعد محمد شاه بن قرا يوسف فقتل أويس في الحرب
بعد سبع سنين.
الأميرة اورق سلطان ابنة الأمير إسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد بن
ببرام خواجة التركمانية
كان أبوها من امراء طائفة قراقوينلو التركمانية وقتل سنة ٨٤١ كما في
ترجمته واستدل صاحب مجالس المؤمنين على تشيعها وعشيرتها بشعر كان
منقوشا على خاتمها وهو
بود از جان محب آل حيدر * اورق سلطان بنت شه‌اسكندر
ارونك زيب عالمگير شاه الجغتائي
توفي سنة ١١١٨ أو قبلها.
في الذريعة نقلا عن كتاب فارسي في الإمامة لبعض المتأخرين
منتخب من الكتاب المسمى بالبياض الإبراهيمي نسبة إلى إبراهيم خان بن
علي مراد خان عامل كشمير الذي أمر جماعة من العلماء بتأليفه وهو في مناقب
أهل البيت وفضائلهم ان اورنك هذا كان سلطان الهند وان إبراهيم المذكور
كان عاملا على كشمير من قبله كما في ترجمة إبراهيم المذكور.

(١) في الشذرات في هذا الموضع أويس بن شاه در وهو تصحيف وصوابه شاه ولد كما ذكرنا لأنه
ذكر في ترجمة أمه تندو ان ابنها أويس بن شاه ولد وكذلك ذكره صاحب الضوء اللامع شاه
ولد - المؤلف -
(٥١٦)

السيد أولاد حسين الشكوه آبادي
توفي سنة ١٢٦٠ وبضع.
تتلمذ على السيد حسين بن دلدار علي النقوي من مصنفاته قتال
النصاب في شرح بعض الأحاديث نوادر الربوبية في الأمور العامة
والأعراض الذاتية حذا فيه حذو المحقق الداماد.
أياس بن أبي بكير
توفي سنة ٣٤ قاله في أسد الغابة والإصابة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال آخى رسول الله ص
بينه وبين الحارث بن خرمة شهد بدرا وأحدا والمشاهد انتهى وفي بعض
النسخ ابن أبي البكير. وفي الاستيعاب إياس بن البكير ويقال ابن أبي
البكير وهو إياس بن البكير أبي البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غبرة بن
سعد بن ليث الليثي حليف بني عدي شهد بدر وأحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله ص وكان اسلامه واسلام أخيه عامر في دار الأرقم وكانوا
أربعة اخوة اياس وخالد وعمر وعاقل وغافل بنو البكير كلهم شهد بدرا
انتهى وفي أسد الغابة اياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن
غير بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن الياس الكناني الليثي حليف بني عدي بن كعب بن لؤي شهد
بدرا وأحدا والخندق والمشاهد وكان من السابقين إلى الاسلام وكان من
المهاجرين الأولين انتهى وفي الإصابة اياس بن البكير ويقال ابن أبي
البكير قال ابن إسحاق لا نعلم أربعة اخوة شهدوا بدرا غير اياس واخوته
انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
اياس بن عبد الله بن أبي ذباب الدوسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب اياس بن
عبد الله بن أبي ذباب الدوسي مدني له صحبة وفي أسد الغابة اياس بن
عبد الله بن أبي ذباب الدوسي وقيل المزني والأول أكثر سكن مكة وقال أبو
عمر هو مدني له صحبة وقال ابن منده وأبو نعيم اختلف في صحبته انتهى
ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
اياس بن عبد الله المزني نزيل الكوفة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص هكذا في النسخ
اياس بن عبد الله وفي الاستيعاب اياس بن عبد المزني له صحبة يعد في
الحجازيين. وفي أسد الغابة اياس بن عبد أبو عوف المزني وقيل أبو
الفرات كوفي كذا ذكره الثلاثة اياس بن عبد غير مضاف إلى اسم الله تعالى
والذي ذكره الترمذي عبد الله. وفي الإصابة إياس بن عبد أبو عوف
المزني ويقال كنيته أبو الفرات نزل الكوفة انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
اياس بن قتادة العنزي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي أسد الغابة
اياس بن قتادة العنبري ذكر أبو موسى حديث أوفى بن موله أنه قال اتيت
رسول الله ص فاقطعني الغميم واقطع ساعدة رجلا منا بئرا بالفلاة يقال لها
مجعونية واقطع اياس بن قتادة العنبري الجابية وهي دون اليمامة قال أبو
موسى وقع هذا النسب في مواضع مختلفة النسخ ففي بعضها العنبري وفي
بعضها الغبري وفي بعضها العنزي ولا اتحققه قلت الصحيح انه عنبري من
بني العنبر ويقوي هذا ان أوفى بن موله تميمي عنبري وساعدة عنبري وكلهم
من بني العنبر على عادتهم في الوفادة يقدم من قبيلة جماعة فلا مدخل لرجل
من غبر وهو بطن من يشكر ويشكر من ربيعة وكذلك العنزي ان فتحت
النون أو سكنتها فهو قبيلة من ربيعة أيضا والصحيح انه عنبري انتهى
وفي الإصابة اياس بن قتادة التميمي العنبري وهم فيه بعضهم فصحفه فقال
العنزي بالزاي انتهى.
اياس بن معاذ الأشهلي الأوسي الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
اياس بن معاذ من بني عبد الأشهل ذكر ابن إسحاق يعني في المغازي عن
الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ الأشهلي عن محمود بن
لبيد قال لما قدم أبو الحيسر انس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل
فيهم اياس بن معاذ يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج
سمع بهم رسول الله ص فأتاهم فجلس إليهم فقال هل لكم إلى خير مما
جئتم له قالوا وما ذاك قال انا رسول الله بعثني إلى العباد ادعوهم إلى أن
يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وأنزل علي الكتاب ثم ذكر لهم الاسلام وتلي
عليهم القرآن فقال اياس بن معاذ وكان غلاما حدثا اي قوم، هذا والله
خير ما جئتم له فاخذ أبو الحيسر انس بن رافع حفنة من البطحاء فضرب بها
وجه اياس بن معاذ وقال دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا فصمت
اياس وقام رسول الله ص عنهم وانصرفوا إلى المدينة فكانت وقعة بعاث بين
الأوس والخزرج ثم لم يلبث اياس بن معاذ ان هلك قال محمود بن لبيد
فأخبرني من حضره من قومه انهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده
ويسبحه حتى مات فما كانوا يشكون انه مات مسلما ولقد كان استشعر
الاسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله ص ما سمع انتهى.
أياس من أصحاب رسول الله ص
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد بدرا واحدا
وقتل هو وأنس وأبي بن ثابت يوم بئر معونة انتهى ولم أجد في الكتب
المعدة لذكر الصحابة وغيرها ممن يسمى أياسا أحدا قتل يوم بئر معونة وان
حكي في أسد الغابة ان أبي بن ثابت قتل يوم بئر معونة، وصحفه بعض
المعاصرين فسماه أناسا بالنون وهو يخالف جميع كتب الرجال لأصحابنا
وليس في كتب تراجم الصحابة من يسمى أناسا.
مجاهد الدين ايبك المعروف بالدويدار الصغير
يمكن ان يستفاد تشيعه من تزوجه ابنة بدر الدين لؤلؤ ملك الموصل
وتوسط أبيها لديه في تزوجها كما مر في ترجمتها ومر معنى الدويدار.
الشيخ عز الدين ايدمر بن علي الجلدكي الكيماوي
توفي بالقاهرة سنة ٧٦٢. وقيل ٧٥٠.
الجلدكي نسبة إلى جلدك قرية بخراسان على فرسخين من مشهد
الرضا ع وفي معجم المطبوعات قال إنه عز الدين علي بن ايدمر بن علي بن
ايدمر الجلدكي انتهى فيوشك ان يكون حصل اشتباه بين ترجمة الابن
والأب وفي كشف الظنون تارة قال ايدمر بن علي الجلدكي وتارة قال
(٥١٧)

علي بن محمد بن ايدمر الجلدكي وقد ذكرنا في الجزء السادس فيما بدئ بابن
الشيخ الأمير بن علي الجلدكي وقد ظهر لنا بعد ذلك ان هذا تصحيف
صوابه الشيخ ايدمر بن علي الجلدكي فليصحح. عن مرآة البلدان
الحكيم الكيماوي الفاضل الشهير بالجلدكي. وفي اكتفاء القنوع سكن
دمشق ثم القاهرة واشتهر بالكيميا انتهى وفي كشف الظنون عند ذكر
المكتسب في صناعة الذهب نقل عن المترجم كلاما فيه شرح بعض أحواله
قال المكتسب شرحه الشيخ الامام ايدمر بن علي الجلدكي قال يعني
الجلدكي قد تيسر لنا حل مشكلات علوم الأوائل في الحكمة الإلاهية
والصناعة الفلسفية بعد سلوك طريق الطلب والتشمير عن ساق العزم
والاجتهاد والمواظبة على كثرة الدرس والهجرة إلى المشايخ الأعلام في أقطار
الكور والبلدان من حدود العراق وأطراف الروم إلى حدود المغرب والديار
المصرية وأطراف اليمن والحجاز والشام وانا أجوب البلاد وأتصفح الوجوه
أطلب الضالة مدة تزيد على سبع عشرة سنة أعالج الصبر في الاشتغال
وأعاني الطرق الجابرية في الأعمال وأنظر في أسرار الطبائع والاستحالات ثم
ذكر انه وصل إلى خدمة الشيخ الحكيم الفاضل الذي اشتغل عليه ثم قال
وبالله اقسم انه أراد ان ينقلني عن هذا العلم مرارا عديدة يورد علي
الشكوك يريد لي بذلك الاضلال بعد الهداية الخ فوضعت كتابنا هذا
المسمى بنهاية الطلب في شرح المكتسب لأنا لما اطلعنا على متن هذا الكتاب
وجدناه كله على الصواب موضوعا بأوجز وصف ولم نعلم من هو مصنفه.
وقال في موضع آخر ان صاحب المكتسب اخفى اسمه ولم أقف على ترجمة له
ورأيت في ظهر نسخة انه للشيخ العلامة أبي القاسم العراقي انتهى
ولكنك ستعرف عند تعداد مؤلفاته ان المكتسب لجابر بن حيان و قوله وأعاني
الطرق الجابرية كأنه يريد طرق جابر بن حيان.
مؤلفاته
كلها أو جلها في علم الكيميا الذي ألف فيه جابر بن حيان المؤلفات
الكثيرة وكان مشتهرا به والمراد به تحليل الأجسام المشتهر اليوم وليس المراد
به تحويل المعادن بعضها إلى بعض الذي قيل إنه لم يصح لأحد حتى قال
الشاعر
كأنما زيته المغلي حين بدا * كالكيمياء التي قالوا ولم تصب
نعم تحويل المعادن بعضها إلى بعض من فروعه وأقسامه. وهذا ما
اطلعنا عليه من أسماء مؤلفاته ١ زراعة الذهب في شرح المكتسب
لجابر بن حيان وقد يسمى هذا الشرح باسم نهاية المطلب في شرح المكتسب
ولعله شرح آخر. في كشف الظنون أنه للشيخ ايدمر بن علي الجلدكي وانه قال
ورتبناه على ثلاثة أسفار وجعلنا لكل سفر مقدمة ومقالات وخاتمة
٢ المكتسب من المكتسب وهو الذي ارتضاه ايدمر ورآه موضوعا على
الصواب وكأنه مختصر أو منتخب المكتسب لجابر بن حيان ٣ الدر المنثور
في شرح صدر الشذور ٤ مختصره الموسوم بكشف الستور في اختصار الدر
المنثور ٥ غاية السرور في شرح الشذور أربعة اجزاء ٦ التعريب ٧ كنز
الاختصاص ٨ نهاية المطلب في شرح المكتسب ويحتمل اتحاده مع زراعة
الذهب كما مر ٩ البرهان في أسرار علم الميزان ألفه سنة ٧٤٢ كبير في
أربعة اجزاء في كشف الظنون ذكر فيه قواعد كثيرة من الطبيعي والإلهي على
مقدمات أصول القوم وشرح فيه كتاب بلنياس في الأجساد السبعة وكتاب
جابر في الأجساد وحل فيه غالب كتب الموازين لجابر ١٠ مختصره
١١ شرحه له المسمى بسراج الأذهان ١٢ المصباح في علم المفتاح ذكره
في كشف الظنون قال فيه قد نقل عن الأستاذ جابر فيما يزيد على ثلاثة آلاف
كتاب في طرق مختلفة في المفتاح وجعلنا الحاصل الذي جمعناه في كتبنا
الخمسة المطولة وهي نهاية المطلب، والتعريب، وغاية السرور،
والبرهان، وكنز الاختصاص. وجعلنا خلاصة الخمسة في هذا الكتاب
انتهى مطبوع في بمبئي ١٣ الدر المنير والمصحف الكبير فيما يتعلق
بالإكسير ١٤ نتائج الفكر في الكشف عن أحوال الحجر ذكره في كشف
الظنون وقال إنه لأيدمر بن علي الجلدكي صنفه بالقاهرة سنة ٧٤٢ أوله
الحمد لله مظهر آثار المشاهدات بوجوده والصلاة على محمد وآله الكرام
البررة وأصحابه وتابعيه الأئمة المطهرة واستفاد بعضهم تشيعه من هذا ومن
ترتيب كتابه على عدد الأئمة الاثني عشر وفيه نظر.
إيران خاتون بنت أبي طالب صاحب لرستان
هي والدة شرف الدين علي بن قشتمر التركي الذي كان من امراء
الجند في دولة الامام الناصري العباسي ولما توفيت دفنت في مشهد
الحسين ع ولما توفي ولدها هذا سنة ٦٣٥ دفن عندها.
الإيرواني أو الفاضل الإيرواني.
اسمه ملا محمد.
أيمن بن خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن فاتك بن القليب بن
عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار أبو عطية
الأسدي
خريم بخاء معجمة وراء بوزن زبير كما في القاموس. في
الاستيعاب أبوه اخرم يقال له فاتك وقد قيل إنه فاتكا هو الأخرم انتهى
وفي الأغاني ينسب إلى فاتك وهو جد أبيه.
أقوال العلماء فيه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال أيمن بن خريم
بن فاتك الأسدي انتهى وفي الاستيعاب يقال إن أيمن بن خريم اسلم يوم
الفتح وهو غلام يافع روى عن أبيه وعمه وهما بدريان وقالت طائفة اسلم
مع أبيه يوم الفتح والأول أصح روى عنه الشعبي وهو شامي الأصل نزل
الكوفة وكان شاعرا محسنا. قال الدارقطني روى أيمن عن النبي ص أما انا
فما وجدت له رواية الا عن أبيه وعمه انتهى وكأنه أخذ قوله وهما بدريان
مما رواه عنه كما يأتي من قوله ان أبي وعمي شهدا بدرا وفي الإصابة ان قوله
شهدا بدرا خطا كما سنبينه في ترجمة خريم وفي أسد الغابة أمه الصماء بنت
ثعلبة الأسدية روى عنه الشعبي وفاتك بن نعيم وأبو إسحاق السبيعي ثم
ذكر له رواية عن النبي ص عدلت شهادة الزور الاشراك بالله. وفي
الإصابة قال الصولي كان أيمن يسمى خليل الخلفاء لاعجابهم به وبحديثه
لفصاحته وعلمه وكان به وضح يغيره بزعفران فكان عبد العزيز بن مروان
وهو أمير مصر يواكله ويحتمل له ما به من الوضح لاعجابه به. وقال المبرد
في الكامل أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي كانت له صحبة وقال في قتل
عثمان
ضحوا بعثمان في الشهر الحرام ولم * يخشوا على مطمح الكف الذي طمحوا
فأي سنة جور سن أولهم * وباب جور على سلطانهم فتحوا
ما ذا أرادوا أضل الله سعيهم * من سفح ذاك الدم الزاكي الذي سفحوا
ان الذين تولوا قتله سفها * لاقوا اثاما وخسرانا فما ربحوا
وفي الأغاني أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي لأبيه صحبة وكان أيمن
(٥١٨)

يتشيع وكان أبوه أحد من اعتزل حرب الجمل وصفين وما بعدهما من
الأحداث فلم يحضرها انتهى وفي تهذيب التهذيب أيمن بن خريم بن
الأخرم بن شداد الأسدي أبو عطية الشامي الشاعر مختلف في صحبته عنه
فاتك بن فضالة والشعبي والسبيعي وعبد الملك بن عمير قال العجلي تابعي
ثقة رجل صالح انتهى وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين كان أيمن
رجلا عابدا مجتهدا قد كان معاوية جعل له فلسطين على أن يبايعه على قتال
علي فبعث اليه أيمن
ولست مقاتلا رجلا يصلي * على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي * معاذ الله من سفه وطيش
أ أقتل مسلما في غير جرم * فليس بنافعي ما عشت عيشي
ويأتي انه قالها حين دعاه مروان بن الحكم للقتال معه يوم مرج راهط
ولعله قالها أولا ثم أنشدها ثانية. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر أيمن بن خريم
بالتصغير وذكر نسبه كما مر وقال أبو عطية الأسدي له صحبة روى عن
النبي ص حديثين اختلف في أحدهما وروى عن أبيه وعمه سبرة بن فاتك،
وكانا صحابيين وكان شاعرا وروى عنه الشعبي وفاتك بن فضالة وروى
سفيان بن زياد عنه ولم يسمع منه وكان يسكن دمشق في محلة القصاعين (١)
ثم تحول إلى الكوفة، واخرج الحافظ ابن عساكر من طريق البغوي عنه
قام رسول الله ص خطيبا فقال يا أيها الناس عدلت شهادة الزور الشرك
بالله ثم قرأ واجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ثم قال وقد
اختلفوا في رواية هذا الحديث عن سفيان بن زياد ولا يعرف لأيمن بن
خريم سماع من النبي ص وقال المرزباني ان لخريم بن فاتك صحبة وقيل إن
لأيمن أيضا صحبة وقال العجلي هو تابعي ثقة صالح انتهى.
تشيعه
يدل عليه قول أبي الفرج الأصبهاني كما تقدم انه كان يتشيع ووجدت
في مسودة الكتاب انه كان هواه مع علي ع الا انه لم يكن نافذ البصيرة
وأقول ان النظر في مجموع أحواله يدل على ذلك اما ان هواه كان مع
علي ع فيدل عليه شماتته بمعاوية وأهل الشام لما عبا معاوية لكل رجل
من المعروفين في أصحاب علي رجلا من أصحابه فلم يفلحوا وكان النصر
لأصحاب أمير المؤمنين وأبياته العينية في ذلك وشعره الذي خاطب به ابن
الزبير لما اجابه ابن عباس وانتصر عليه وعدم قبوله ان يحارب مع معاوية
وقد جعل له فلسطين وأبياته السينية التي قالها يوم الحكمين وقول نصر انه
كان هواه ان يكون هذا الأمر لأهل العراق وأبياته الرائية التي يطري فيها
أهل العراق ويذكر فرار معاوية. ويدل على أن هواه لم يكن مع بني أمية
عدم قتاله مع مروان يوم مرج راهط وغير ذلك. وأما انه كان غير نافذ
البصيرة فلاعتزاله الفريقين يوم صفين وربما دل على ذلك مدحه ورثاؤه بني
أمية وقوله فيهم لما أجلاهم ابن الزبير عن الحجاز كما يأتي ذلك كله مفصلا
عند ذكر أحواله. لكن يمكن ان يكون ذلك مداراة وطمعا في الجوائز كما
مدح السيد الحميري ملوك بني العباس مع شدة تشيعه وكما مدحهم أبو تمام
مع ظهور تشيعه.
* (هامش؟ * (١) هي المعروفة اليوم بمحلة القصاع والظاهر أنها كانت تعمل فيها القصاع فسميت بمحلة
القصاعين. (*)
اخباره المتعلقة بصفين وببني هاشم
ذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما تعاظمت الأمور على
معاوية يوم صفين دعا خواص أصحابه فقال لهم انه قد غمني رجال من
أصحاب علي وانه عبا لكل رجل منهم رجلا من أصحابه هو لسعيد بن
قيس الهمداني، وعمرو بن العاص للمرقال، وبسر بن أرطأة لقيس بن
سعد بن عبادة، وعبيد الله بن عمر بن الخطاب للأشتر، وعبد
الرحمن بن خالد بن الوليد لعدي بن حاتم، وجعل الحرب بينهم نوبا
خمسا فلم يفلحوا وكان النصر لأصحاب أمير المؤمنين ع فغم ذلك
معاوية وكسره وان أيمن بن خريم الأسدي لما بلغه ذلك شمت وكان انسك
رجل من أهل الشام وأشعره وكان في ناحية معتزلا فقال في ذلك
معاوي ان الامر لله وحده * وانك لا تستطيع ضرا ولا نفعا
عبأت رجالا من قريش لمعشر * يمانية لا تستطيع لها دفعا
فكيف رأيت الامر إذ جد جده * لقد زادك الرأي الذي جئته جدعا
تعبي لقيس أو عدي بن حاتم * والأشتر يا للناس أغمارك الخداعا
تعبئ للمرقال عمرا وانه * لليث لقى من دون غايته ضبعا
وان سعيدا إذ برزت لرمحه * لفارس همدان الذي يشعب الصدعا
ملي بضرب الدار عين بسيفه * إذا الخيل أبدت من سنابكها نقعا
رجعت فلم تظفر بشئ أردته * سوى فرس أعيت وأبت بها ظلعا
فدعهم فلا والله لا تستطيعهم * مجاهرة فانظر تطيقهم خدعا
وقال نصر انه لما تراضى الناس بالحكمين يوم صفين وأراد علي ابن
عباس وأراد أهل العراق أبا موسى للحكومة بعث أيمن بن خريم الأسدي
وهو معتزل لمعاوية بهذه الأبيات وكان هواه ان يكون هذا الأمر لأهل العراق
فقال
لو كان للقوم رأي يعظمون به * بعد الخطار رموكم بابن عباس
لله در أبيه أيما رجل * ما مثله لفصال الخطب في الناس
لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن * لم يدر ما ضرب أخماس لأسداس
ان يخل عمرو به يقذفه في لجج * يهوي به النجم تيسا بين أتياس
أبلغ لديك عليا غير عائبه * قول امرئ لا يرى بالحق من باس
فاصدم بصاحبك الأدنى زعيمهم * ان ابن عمك عباس هو الآسي
فلما بلغ الناس قول أيمن طارت أهواؤهم إلى عبد الله بن عباس وأبى
القراء الا أبا موسى. وقال نصر في حديث عمر بن سعد قال بسر بن
أرطأة لقد رضي معاوية بهذه الهدنة ولئن أطاعني لينقضنها فقال أيمن بن
خريم بن فاتك وكان قد اعتزل عليا ومعاوية ثم قارب أهل الشام ولم يبسط
يدا
اما والذي أرسى ثبيرا مكانه * وأنزل ذا الفرقان في ليلة القدر
لئن عطفت خيل العراق عليكم * ولله لا للناس عاقبة الأمر
تقحمها قدما عدي بن حاتم * والأشتر يهدي الخيل في وضح الفجر
وطاعنكم فيها شريح بن هانئ * وزحر بن قيس بالمثقفة السمر
وشمر فيها الأشعث اليوم ذيله * تشبهه بالحارث بن أبي شمر
لتعرفه يا بسر يوما عصبصبا * يحرم أطهار النساء من الذعر
يشيب وليد الحي قبل مشيبه * وفي بعض ما أعطوك راغية البكر
وعهدك يا بسر بن أرطأة والقنا * رواء من أهل الشام أظماؤها تجري
(٥١٩)

وفر ابن سفيان على شر آلة * بمعترك حام أحر من الجمر
فلما سمع القوم الذين كرهوا الهدنة قول أيمن بن خريم كفوا عن
الحرب. وبعث أيمن إلى أهل الشام أما والله ان من رأيي ان دفعتم هذه
الموادعة ان ألحق باهل العراق فأكون يدا من أيديها عليكم وما كففت عن
الجمعين الا طلبا للسلامة. وذكر نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان
عليا ع بعث الأشتر على الموصل ونصيبين ودارا وسنجار وآمد وهيت
وعانات وما غلب عليه من أرض الجزيرة. وبعث معاوية الضحاك بن قيس
على ما في سلطانه من أرض الجزيرة. فخرج الأشتر وهو يريد الضحاك
بحران فبعث الضحاك إلى أهل الرقة فأمدوه وجاءوا وعليهم سماك بن مخرمة
الأسدي فالتقوا بمرج مرينا بين حران والرقة واقتتلوا قتالا شديدا حتى كان
عند المساء فرجع الضحاك بمن معه فسار ليلته كلها حتى صبح نجران
وأصبح الأشتر فرأى ما صنعوا فتبعهم حتى نزل عليهم نجران فحصرهم
وأتى الخبر معاوية فبعث إليهم عبد الرحمن بن خالد في خيل فغشيهم
فمضى الأشتر وبلغ عبد الرحمن انصرافه فانصرف فلما كان بعد ذلك عاتب
أيمن بن خريم الأسدي معاوية وذكر بلاء قومه بني أسد في مرج مرينا وفي
ذلك يقول
أبلغ أمير المؤمنين رسالة * من عاتبين مساعر انجاد
منيتهم ان آثروك مثوبة * فرشدت إذ لم توف بالميعاد
أنسيت إذ في كل عام غارة * في كل ناحية كرجل جراد
غارات اشتر في الخيول يريدكم * بمعرة ومضرة وفساد
وضع المسالح مرصدا لهلاككم * ما بين عانات إلى زيداد
وحوى رساتيق الجزيرة كلها * غصبا بكل طمرة وجواد
لما رأى نيران قومي أوقدت * وأبو أنيس فاتر الايقاد
أمضى الينا خيله ورجاله * وأغذ لا يجري لأمر رشاد
ثرنا إليهم عند ذلك بالقنا * وبكل أبيض كالعقيقة صاد
في مرج مرينا أ لم تسمع بنا * تبغي الامام به وفيه نعادي
لولا مقام عشيرتي وطعانهم * وجلادهم بالمرج أي جلاد
لأتاك اشتر مذحج لا ينثني * بالجيش ذا حنق عليك وآد
وفي الأغاني بسنده ان عبد الملك بن مروان قال يا معشر الشعراء
تشبهوننا مرة بالأسد الأبخر ومرة بالجبل الأوعر ومرة بالبحر الأجاج أ لا قلتم
فينا كما قال أيمن بن خريم في بني هاشم
نهاركم مكابدة وصوم * وليلكم صلاة واقتراء
بليتم بالقرآن وبالتزكي * فاسرع فيكم ذاك البلاء
بكى نجد غداة غد عليكم * ومكة والمدينة والجواء
وحق لكل أرض فارقوها * عليكم دائبا لكم البكاء
أأجعلكم وأقواما سواء * وبينكم وبينهم الهواء
وهم أرض لأرجلكم وأنتم * لأرؤسهم وأعينهم سماء
وذكر غير واحد من المؤرخين ان ابن الزبير خطب بمكة وابن عباس
تحت المنبر فقال ان هاهنا رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره يزعم
أن المتعة حلال ويفتي في القملة والنملة وقد احتمل بيت مال البصرة
بالأمس وترك المسلمين بها يرتضخون النوى، قد قاتل أم المؤمنين وحواري
رسول الله ص. فقال ابن عباس لقائده سعيد بن جبير بن هشام استقبل بي
وجه ابن الزبير وارفع من صدري وكان قد كف بصره فاستقبل به وجهه
وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ثم قال يا ابن الزبير
قد انصف القارة من راماها * أنا إذا ما فئة نلقاها
نرد أولاها على أخراها * حتى تصير حرضا دعواها
أما العمى فان الله تعالى يقول فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى
القلوب التي في الصدور وأما فتياي في القملة والنملة فان فيهما حكمين
تعلمهما أنت ولا أصحابك. وأما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه فأعطينا كل
ذي حق حقه وبقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فاخذنا حقنا وأما
المتعة فسل أمك عن بردي عوسجة وأما قتالنا أم المؤمنين فبنا سميت أم
المؤمنين لا بك ولا بأبيك فانطلق أبوك وخالك إلى حجاب مده الله عليها
فهتكاه عنها ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها وصانا حلائلهما في بيوتهما فلا
أنصفا الله ولا محمدا من أنفسهما إذ أبرزا زوجة نبيه وصانا حلائلهما وأما
قتالنا إياكم فانا لقيناكم زحفا فان كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا وإن كنا
مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا. وأيم الله لولا مكان صفية فيكم ومكان
خديجة فينا لما تركت لبني أسد بن عبد العزى عظما إلا كسرته. فسال ابن
الزبير أمه عن بردي عوسجة فقالت أ لم أنهك عن ابن عباس وعن بني هاشم
يا بني احذر هذا الأعمى الذي ما أطاقته الإنس والجن اعلم أن عنده
فضائح قريش ومخازيها فإياك وإياه آخر الدهر. فقال في ذلك أيمن بن خريم
بن فاتك الأسدي
يا ابن الزبير لقد لاقيت بائقة * من البوائق فالطف لطف محتال
لاقيته هاشميا طاب منبته * في مغرسيه كريم العم والخال
ما زال يقرع منك العظم مقتدرا * على الجواب بصوت مسمع عالي
حتى رأيتك مثل الكلب محتجرا * خلف الغبيط وكانت الباذخ العالي
ان ابن عباس المعروف حكمته * خير الأنام له حال من الحال
عيرته المتعة المتبوع سنتها * وبالقتال وقد عيرت بالمال
لما رماك على رسل بأسهمه * جرت عليك كسوف الحال والبال
فاحتز مقولك الاعلى بشفرته * حزا وحيا بلا قيل ولا قال
واعلم بأنك ان عاودت عيبته * عادت عليك مخاز ذات أذيال
بقية أخباره مع بني أمية
روى ابن عبد البر في الاستيعاب بسنده عن الشعبي قال ارسل
مروان يوم مرج راهط إلى أيمن بن خريم أ لا تتبعنا على ما نحن فيه وفي
رواية ابن عساكر أ لا تخرج فتقاتل فقال ان أبي وعمي شهدا بدرا وانهما
عهد إلي أن لا أقاتل رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
فان جئتني ببراءة من النار فانا معك فقال لا حاجة لنا بمعونتكم. ورواه في
أسد الغابة بسنده عن الشعبي قال لما قاتل مروان بن الحكم الضحاك بن
قيس أرسل إلى أيمن بن خريم إنا نحب أن تقاتل معنا قال إن أبي وعمي
وذكر نحوا مما مر قال اذهب ووقع فيه وسبه فخرج وهو يقول
ولست مقاتلا أحدا يصلي * على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعلي إثمي * معاذ الله من سفه وطيش
أ أقتل مسلما في غير جرم * فلست بنافعي ما عشت عيشي
قال ابن عساكر وفي رواية ان الذي طلب منه القتال انما هو عبد
الملك بن مروان وانه قال له ان أبي وعمي شهدا الحديبية قال وقوله شهدا
(٥٢٠)

الحديبية أقوى من قول من قال شهدا بدرا والرواية التي تقول ان الذي
طلب منه القتال عبد الملك وهم وإنما الذي قال له ذلك مروان يوم المرج
وقال محمد بن سعد حدثنا الواقدي فقال انا لا نعرف لا من أبي أيمن ولا
من عمه إنهما شهدا بدرا. وقال المفضل الغلابي كان الواقدي ينكر ان والد
أيمن وعمه شهدا بدرا وغير الواقدي من علمائنا أشد إنكارا لذلك وقالوا
أن أهل بدر معروفون لا يستطاع الزيادة عليهم ولا النقصان.
وفي الأغاني بسنده لما أجلى ابن الزبير بني أمية عن الحجاز قال أيمن
بن خريم الأسدي
كان بني أمية حين راحوا * وعري من منازلهم صدار (١)
شماريخ الجبال إذا تردت * بزينتها وجادتها القطار
وقال ابن عساكر قال أيمن يرثي معاوية
رمى الحدثان نسوة آل حرب * بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا * ورد خدودهن البيض سودا
وانك لو سمعت بكاء هند * رملة حين يلطمن الخدودا
بكيت بكاء معولة ثكول * أصاب الدهر واحدها الفريدا
وفي الأغاني بسنده قال ذكر العتبي ان منازعة وقعت بين عمرو بن
سعيد وعبد العزيز بن مروان فتعصب لكل واحد منهما أخواله وتداعوا
بالسلاح واقتتلوا وكان أيمن بن خريم حاضرا للمنازعة فاعتزلهم هو ورجل
من قومه يقال له ابن كوز فعاتبه عبد العزيز وعمرو جميعا على ذلك فقال
أ أقتل في حجاج بين عمرو * وبين خصيمه عبد العزيز
أ نقتل ضلة في غير شئ * ويبقى بعدنا أهل الكنوز
لعمر أبيك ما أوتيت رشدي * ولا وفقت للحرز الحريز
فاني تارك لهما جميعا * ومعتزل كما اعتزل ابن كوز
وبسنده قال أصاب يحيى بن الحكم جارية في غزاة الصائفة بها وضح
فقال أعطوها أيمن بن خريم وكان موضحا فغضب وأنشأ يقول
تركت بني مروان تندى أكفهم * وصاحبت يحيى ضلة من ضلاليا
فإنك لو اشبهت مروان لم تقل * لقومي هجرا ان أتوك ولا ليا
فانصرف عنه وأتى عبد العزيز بن مروان وكان يحيى محمقا.
وفي الأغاني في أخبار نصيب انه دخل على عبد العزيز بن مروان
قال فقال أنت شاعر ويلك قلت نعم أيها الأمير قال فأنشدني فأنشدته
فأعجبه شعري وجاء الحاجب فقال أيها الأمير هذا أيمن بن خريم الأسدي
بالباب قال ائذن له فدخل فاطمأن فقال له الأمير يا أيمن بن خريم كم ترى
ثمن هذا العبد فنظر إلي فقال و الله لنعم الغادي في أثر المخاض هذا أيها
الأمير أرى ثمنه مائة دينار قال فان له شعرا وفصاحة فقال أيمن أ تقول الشعر
قلت نعم قال قيمته ثلاثون دينارا فقال يا أيمن ارفعه وتخفضه أنت قال لكونه
أحمق، أيها الأمير ما لهذا وللشعر فقال أنشده يا نصيب فأنشدته فقال له
عبد العزيز كيف تسمع يا أيمن قال شعر أسود هو أشعر أهل جلدته قال هو
والله أشعر منك قال أ مني أيها الأمير قال أي والله منك قال والله أيها الأمير
إنك لملول ظرف قال كذبت والله ما أنا كذلك ولو كنت كذلك ما صبرت
عليك تنازعني التحية وتواكلني الطعام وتتكئ على وسادي وفرشي و
بك ما بك يعني وضحا كان بأيمن قال ائذن لي أخرج إلى بشر بالعراق وأحملني
على البريد قال أذنت لك وأمر فحمل على البريد إلى بشر فلما جاز بعبد
الملك بن مروان قال أين تريد، قال أريد أخاك بشرا، قال أ تجوزني قال أي
والله أجوزك إلى من قدم إلي وطلبني قال فلم فارقت صاحبك قال رأيتكم يا
بني مروان تتخذون للفتى من فتيانكم مؤدبا وشيخكم والله يحتاج إلى خمسة
مؤدبين فسر ذلك عبد الملك وكان عازما على أن يخلع عبد العزيز ويعقد
لابنه الوليد. وقال أيمن يمدح بشرا
ركبت من المقطم في جمادى * إلى بشر بن مروان البريدا
ولو أعطاك بشر ألف ألف * رأى حقا عليه ان يزيدا
أمير المؤمنين أقم ببشر * عمود الدين الحق ان له عمودا
ودع بشرا يقومهم ويحدث * لأهل الزيغ اسلاما جديدا
وإنا قد وجدنا أم بشر * كأم الأسد مذكارا ولودا
كان التاج تاج بني هرقل * جلوه لأعظم الأيام عيدا
يحالف لونه ديباج بشر * إذا الألوان خالفت الخدودا
أراد بقوله إذا الألوان انه عرض بكلف كان على وجه عبد العزيز
فأعطاه بشر مائة ألف درهم.
وبسنده لما أتى أيمن بن خريم بشر بن مروان نظر الناس يدخلون
عليه أفواجا فقال من يؤذن لنا الأمير أو يستأذن لنا عليه فقيل له ليس على
الأمير حجاب ولا ستر فدخل وهو يقول
يرى بارزا للناس بشر كأنه * إذا لاح في أثوابه قمر بدر
ولو شاء بشر أغلق الباب دونه * طماطم سود أو صقالبة شقر
أبي ذا ولكن سهل الاذن للتي * يكون لها في غبها الحمد والشكر
ومن أشعاره ما روي في الأغاني في خبر مالك بن أسماء بن خارجة مع
الحجاج وفيه ان مالكا تاب عن الشراب على يد الحجاج ثم بلغه انه راجع
الشراب فقال قاتل الله أيمن بن خريم حيث يقول
إذا المرء وافى الأربعين ولم يكن * له دون ما يأتي حجاب ولا ستر
فدعه وما يأتي ولا تعذلنه * وان مد أسباب الحياة له العمر
قال وأنشدنا علي بن سليمان الأخفش أبيات أيمن هذه الرائية وقال
أخذ معناها من قول ابن عباس إذا بلغ المرء أربعين سنة ولم يتب أخذ
إبليس بناصيته وقال حبذا من لا يفلح أبدا وأول الأبيات وأوردها القالي في
أماليه وزاد البيت الخامس
وصهباء جرجانية لم يطف بها * حنيف ولم تنغر بها ساعة قدر
ولم يشهد القس المهينم نارها * طروقا ولا صلى على طبخها حبر
اتاني بها يحيى وقد نمت نومه * وقد غابت الجوزاء وانحدر النسر
فقلت اصطبحها أو لغيري سقها * فما انا بعد الشيب ويحك
والخمر تعففت عنها في العصور التي خلت * فكيف التصابي بعد ما كلأ العمر
إذا المرء وفي الأربعين ولم يكن * له دون ما يأتي حجاب ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أتى * ولو مد أسباب الحياة له العمر
قال القالي في أماليه عن الهيثم بن عدي قال كنا نقول بالكوفة انه من
لم يرو هذه الأبيات فلا مروءة له انتهى.

(١) صدار كغراب موضع بالمدينة.
(٥٢١)

أيمن بن عبيد المعروف بأيمن ابن أم أيمن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال أيمن ابن أم أيمن
قتل يوم أحد وهو من الثمانية الصابرين انتهى وفي الاستيعاب أيمن بن
عبيد الحبشي وهو أيمن بن أم أيمن مولاة رسول الله ص وأيمن هذا أخو
أسامة بن زيد لأمه كان أيمن هذا ممن بقي مع رسول الله ص يوم حنين ولم
ينهزم وذكره ابن إسحاق فيمن استشهد يوم حنين وانه الذي عنى العباس بن
عبد المطلب بقوله في شعره
وثامننا لاقى الحمام بنفسه * بما مسه في الله لا يتوجع
قال ابن إسحاق الثامن أيمن بن عبيد انتهى وفي الاستيعاب في
ترجمة العباس بن عبد المطلب عن سيرة ابن إسحاق ان العباس قال يومئذ
من جملة شعر له
نصرنا رسول الله في الحرب سبعة * وقد فر من قد فر عنه وأقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بسيفه * بما مسه في الله لا يتوجع
قال وقال ابن إسحاق هم علي والعباس والفضل بن العباس وأبو
سفيان بن الحارث وابنه جعفر وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد والثامن
أيمن بن عبيد وجعل غير ابن إسحاق في موضع أبي سفيان عمر بن الخطاب
والصحيح ان أبا سفيان بن الحارث كان يومئذ معه لم يختلف فيه واختلف في
عمر انتهى وفي أسد الغابة أيمن بن عبيد بن عمر بن بلال بن أبي
الجربا بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وهو ابن أم
أيمن حاضنة النبي ص وهو أخو أسامة بن زيد بن حارثة لأمه استشهد يوم
حنين قاله ابن إسحاق وقال هو الذي عنى العباس بن عبد المطلب بقوله
نصرنا رسول الله في الدين سبعة * وقد فر من قد فر عنه فاقشعوا
وثامننا لاقى الحمام بنفسه * بما مسه في الدين لا يتوجع
وقال ابن إسحاق كان أيمن على مطهرة رسول الله ص ويعاطيه
حاجته انتهى وقال المفيد في الارشاد عند ذكر غزاة حنين فلما التقوا مع
المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم ولم يبق مع النبي ص الا عشرة نفر
تسعة من بني هاشم خاصة وعاشرهم أيمن بن أم أيمن فقتل أيمن وثبتت
التسعة الهاشميون حتى ثاب إلى رسول الله ص من كان انهزم وفي ذلك أنزل
الله تعالى ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت
عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله
والمؤمنين يعني عليا ومن ثبت معه من بني هاشم، وهم يومئذ ثمانية نفر
أمير المؤمنين تاسعهم وهم العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول
الله ص والفضل بن العباس عن يساره وأبو سفيان بن الحارث ممسك
بسرجه عند نفور بغلته وأمير المؤمنين بين يديه يضرب بالسيف و نوفل بن
الحارث وربيعة بن الحارث وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب وعتبة ومعتب
ابنا أبي لهب حوله، وقد ولت الكافة مدبرين سوى من ذكرناه وفي ذلك
يقول مالك بن عبادة الغافقي
لم يواس النبي غير بني ها * شم عند السيوف يوم حنين
هرب الناس غير تسعة رهط * فهم يهتفون بالناس أين؟
ثم قاموا مع النبي على الموت * فأبوا زينا لنا غير شين
وثوى أيمن الأمين من القوم * شهيدا فاعتاض قرة عين
وقال العباس بن عبد المطلب في هذا المقام
نصرنا رسول الله في الحرب تسعة * وقد فر من قد فر عنه فاقشعوا
وقولي إذا ما الفضل شد بسيفه * على القوم أخرى يا بني ليرجعوا
وعاشرنا لاقى الحمام بنفسه * لما ناله في الله لا يتوجع
يعني به أيمن ابن أم أيمن انتهى وهذا الذي ذكره المفيد من أنهم
كانوا عشرة تسعة من بني هاشم والعاشر أيمن ابن أم أيمن يخالف ما مر عن
إسحاق من أنهم كانوا ثمانية سبعة من بني هاشم والثامن أيمن بن أم أيمن،
وما مر عن الشيخ من قوله وهو من الثمانية الصابرين يوافق قول ابن
إسحاق، والأمر سهل لجواز أن يكون بعض الرواة اطلع على الاثنين
فزادهم ولم يطلع عليهما البعض الآخر وعلى القولين ليس فيهم من غير بني
هاشم سوى أيمن، أما عد عمر معهم فغير صواب لما سمعت من الحافظ
ابن عبد البر أن من عده جعله في موضع أبي سفيان بن الحارث بن عبد
المطلب، وان الرواة اتفقوا على أن أبا سفيان بن الحارث كان معهم، فتركه
وجعل رجل مكانه مخالف لاتفاقهم، أما عد الشيخين معا معهم كما فعله
ابن الأثير في أسد الغابة تبعا للطبري في تاريخه فلم يقله أحد كما دل
عليه كلام الاستيعاب السابق، وما هو إلا من باب الالحاق، أما أسامة بن
زيد فلم يعده المفيد وعده ابن إسحاق وصاحب أسد الغابة، ويوشك أن
يكون أيضا من باب الالحاق، وكان أيمن من المهاجرين الأولين هاجر هو
وأمه أم أيمن مع علي بن أبي طالب لما هاجر بالفواطم بأمر رسول الله ص لما
كتب اليه من قبا قبل دخوله المدينة فتبعهم أيمن بن أم أيمن ولما لحق الطلب
بعلي ع قال لأيمن وأبي واقد أنيخا الإبل واعقلاها وتقدم فانزل النسوة
ولما قتل جناحا وانهزم القوم عنه أقبل على أيمن وأبي واقد فقال أطلقا مطايا كما
ولحقت بهم أم أيمن في ضجنان، روى ذلك الشيخ الطوسي مسندا في
أماليه، ومر ذكره في الجزء الثامن من هذا الكتاب.
أبو البركات أيمن بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن
محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد أربعة
عشر أبا في نسق واحد لم يوجد نظير ذلك
توفي سنة ٧٣٤.
في الدرر الكامنة كان تونسيا قدم القاهرة وكان كثير الهجاء
والوقيعة، ثم قدم المدينة النبوية فجاور بها وتاب والتزم ان يمدح النبي ص
خاصة إلى أن يموت فوفى بذلك وارا الرحلة عن المدينة فذكر أنه رأى
النبي ص في النوم فقال يا أبا البركات كيف ترضى بفراقنا فترك الرحيل
وأقام بالمدينة إلى أن مات وسمى نفسه عاشق النبي. روى عنه من شعره
أبو حيان وبهاء الدين بن إمام المشهد ومن شعره
فررت من الدنيا إلى ساكن الحمى * فرار محب عائد لحبيبه
لجات إلى هذا الجناب وانما * لجات إلى سامي العماد رحيبه
قال وهي طويلة كذا اختصره الصفدي، وقرأت في ذهبية القصر
لابن فضل الله قال صاحبنا بهاء الدين ابن إمام المشهد ذكر لي ان صاحب
تونس بعث يطلب منه العود إلى بلده ويرغبه فيه فأجاب أني لو أعطيت ملك
المشرق والمغرب لم أرغب عن جوار رسول الله ص، وذكر انه رأى
النبي ص فقال له كلاما قال لا أقوله لأحد غير أن في آخره واعلم أني عنك
راض فعمل هذه الأبيات التي منها هذا المقطوع المذكور وأنشد له
(٥٢٢)

لقد صدق الباقر المرتضى * سليل الإمام عليه السلام
بما قال في بعض ألفاظه * سلام اللئام قبيح الكلام
ويمكن استفادة تشيعه من هذين البيتين، وله
بلغت بشعري في الصبا وعقيبه * جميع الأماني من جميع المطالب
فلما رأى عيناي سبعين حجة * قريبا هجرت الشعر هجر الأجانب
وله فيمن كان يعاشره
انا المحب إذا ما * أراك برا تقيا
وعنك أسلو إذا ما * أراك تسلك غيا
فاختر لنفسك عندي * زيا به تتزيا
إما عفافا وصونا * أو فاطو ما كان طيا
وابعد إلى أن تراني * من الثرى كالثريا
لا حسن الا بتقوى * دع عنك حسن المحيا
وله في المقص:
نحن محبان ما رأينا * في الحب أشفى من العناق
فمن يحل بيننا نبادر * بقطعه خشية الفراق
أيمن بن يعلى الثقفي أبو ثابت
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال روى أبوه عن
النبي ص رواية انتهى في أسد الغابة أيمن بن يعلى أبو ثابت الثقفي،
ثم روى بسنده عن الشعبي عن أيمن بن يعلى أبي ثابت عن النبي ص أنه قال
من سرق شبرا من الأرض أو غلة جاء يحمله يوم القيامة في عنقه إلى
أسفل الأرضين، ثم حكى انه روى هذا الحديث بالاسناد عن الشعبي عن
أيمن عن يعلى بن مرة الثقفي فجعل عن يعلى مكان ابن يعلى ثم قال هذا
الحديث أي الأول فيه نظر لأن أيمن هذا ليس بصحابي وإنما هو تابعي
كوفي مولى بني ثعلبة قال البخاري أيمن أبو ثابت مولى بني ثعلبة سمع ابن
عباس ويعلى بن مرة روى عنه أبو يعفور ومثله قال ابن أبي حاتم والحاكم
أبو أحمد والحديث يرويه أبو يعفور عن أبي ثابت عن يعلى بن مرة فصحف
عن بابن ويقع الغلط مثل هذا كثيرا انتهى وفي الإصابة أيمن بن يعلى أبو
ثابت الثقفي تابعي معروف وليس هو ابنا ليعلى الا ان له عنه رواية ثم ذكر
الرواية المتقدمة بالاسناد عن الشعبي عن أبي ثابت أيمن بن يعلى الثقفي عن
النبي ص ثم ذكر انه روى هذا الحديث عن أبي ثابت عن يعلى بن مرة
الثقفي قال وهو الصواب انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
أيمن بن محرز
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
أيوب
في البحار هو أيوب بن نوح وقد يعبر عنه بابن نوح.
السيد نجم الدين أيوب بن الأعرج الحسيني العاملي الإطراوي الكركي
في رياض العلماء في ترجمة ولده السيد حسن ما يدل على أن
الإطراوي نسبة إلى اطراء قرية من قرى جبل عامل قال وقد سال السيد
حسن، الشهيد في قرية اطراء مسائل وأجاب الشهيد عنها وعندنا من ذلك
نسخة انتهى أقول لم نسمع ان في جبل عامل قرية اسمها اطراء ولعلها
كانت وخربت ونسي اسمها، أو ان هذا الاسم مصحف ويغلب على الظن
انها من قرى بعلبك لأن المترجم كركي والكرك من توابع بعلبك ونسبته
بالعاملي من باب التوسع لكن لم نسمع أيضا ان في نواحي الكرك وبعلبك
قرية تسمى اطراء. والمترجم هو والد الحسن بن نجم الأعرجي الآتي في
حرف الحاء ذكره صاحب تكملة أمل الآمل في حرف النون بعنوان نجم
الدين وقال إنه من الأشراف الأجلة وكبراء الدين والملة كان معاصرا للعلامة
الحلي ومن في طبقته له أولاد وأحفاد كلهم علماء أجلاء والكل ينسبون اليه،
وظهر لي من بعض الإجازات وبعض تراجم أولاده ان اسمه أيوب بن
الأعرج واشتهر بلقبه، قال ويظهر من رياض العلماء في ترجمة ابنه الحسن
انه ابن عم السيدين ضياء الدين وعميد الدين ولدي السيد مجد الدين أبي
الفوارس محمد بن علي بن الأعرج الحسيني الحلي أو نسبة سببية بينهما، وهو
وهم جاءه من النسبة إلى ابن الأعرج وإنما الأعرج عبد الله بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع، والأعرجيون طوائف وذيول منهم في
عاملة وهم الاطراويون ومنهم في الحلة وهم آل أبي الفوارس ومنهم طوائف
منتشرون يطول الكلام بذكرهم، وصاحب الترجمة عاملي وبنو أبي الفوارس
من الحلة نعم الحسن بن نجم الدين جاء إلى الحلة أيام جاءها الشهيد الأول
وقرأ فيها على فخر الدين ابن العلامة وعلى السيدين ضياء الدين وأخيه
عميد الدين واستجازهم وأجازوه، وقد ذكرنا في ترجمته انه يروي عنهم واما
ان بينه وبين السيدين رحمية خاصة غير أنه أعرجي النسب فلا انتهى
ويأتي في ترجمة ولده السيد حسن ما ينبغي ان يلاحظ.
أيوب بن أعين مولى طريف ويقال مولى بني رباح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم ع.
وفي لسان الميزان أيوب بن أعين مولى طريف ذكره الكشي والطوسي في
رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق انتهى أقول لم يذكره
الكشي. وعن جامع الرواة انه نقل رواية الحكم بن مسكين وصالح بن
أعين الوشاء وأبي الحسن علي بن يحيى عنه انتهى.
أيوب بن بكر بن أبي علاج الموصلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وفي لسان الميزان
أيوب بن بكر بن أبي علاج الموصلي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من
الرواة عن أبي جعفر الباقر انتهى والظاهر أنه هو أيوب بن أبي علاج
الموصلي.
أيوب بن الحر الجعفي
في الخلاصة الحر بالراء بعد الحاء المهملة وقال النجاشي أيوب بن
الحر الجعفي مولى ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكره أصحابنا في الرجال
يعرف بأخي أديم له أصل أخبرنا الحسين حدثنا ابن حمزة حدثنا ابن بطة
حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أيوب وفي الفهرست أيوب بن الحر
ثقة مولى روى عن أبي عبد الله ع له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن عبد الله عن أيوب بن الحر انتهى
وأنت ترى ان النجاشي ذكر عن أبيه بين أحمد وأيوب والشيخ أسقطه، فاما
أن لفظ عن أبيه زائد في سند النجاشي أو ساقط في سند الشيخ، ويوجد في
بعض نسخ النجاشي عن أبيه أيوب وهو يؤيد زيادة كلمة أبيه وذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال ابن الحر الكوفي أسند عنه
وفيهم أيضا ابن الحر وفي رجال الكاظم ع ابن الحر مولى طريف. وفي
لسان الميزان أيوب بن الحر الجعفي ويقال النخعي كوفي ذكره الطوسي
وغيره في رجال الشيعة والرواة عن جعفر الصادق وابنه موسى بن جعفر
(٥٢٣)

قال ابن النجاشي وكان يعرف بأخي أديم روى عنه يحيى بن عمران الحلبي
وأبو عبد الله البرقي انتهى وفي معالم ابن شهرآشوب أيوب بن الحر له
كتاب وهو ثقة وفي نسخة أيوب بن الحسن وفي أخرى ابن الحسين وفي ثالثة
ابن الحسن بن الحر وكلها تصحيف.
وفي مشتركات الطريحي باب أيوب المشترك بين من يوثق به وغيره
ويمكن استعلام أنه ابن الحر الثقة برواية أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه
عنه وفي مشتركات الكاظمي قلت كذا في رجال النجاشي ولكن في
الفهرست عن أحمد بن أبي عبد الله عن أيوب وروى عنه أيضا يحيى الحلبي
وسويد القلا وعبد الله بن مسكان وعن جامع الرواة انه زاد رواية أبي المعزا
وعلي بن عقبة ومروان بن مسلم وإبراهيم بن عبد الحميد وعبد الكريم عنه
ومحمد بن عيسى عن يونس عنه وأحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
عيسى عنه وعبد الحميد بن عمرو عنه.
أيوب بن الحسن بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله ص
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وقال
اسم أبي رافع أسلم. وفي ميزان الاعتدال أيوب بن حسن بن علي بن
أبي رافع منكر الحديث قاله الموصلي انتهى وفي لسان الميزان ذكره ابن
حبان في الثقات وقال يروي عن سلمى يعني امرأة جد أبيه ولها صحبة وعنه
عبد الرحمن بن أبي الموال وذكره أبو جعفر الطوسي في الرواة عن أبي جعفر
الباقر من الشيعة وذكره أبو عمرو الكشي في الرواة عن الصادق وذكره ابن
أبي حاتم في ثلاثة مواضع فقال في أحدها مثل ما هاهنا وقال قال أبو زرعة
يعد في المدنيين وسكت ثم قال أيوب بن الحسن المدني روى عن أبيه وعنه
ابن أخيه إبراهيم بن علي الرافعي سمعت أبي يقول ذلك وذكره قبل ذلك
في اسم من اسم أبيه على الجيم فقال أيوب بن جبير روى عن أبيه روى
عنه ابن أخيه إبراهيم بن علي الرافعي ونقل عن عثمان عن ابن معين ليس
به باس. قلت وقوله جبير تصحيف بلا شك من حسن والله أعلم
واستنكر الأزدي حديثه عن جدته قالت ما سمعت أحدا يشكو وجعا في
رأسه الا قال له النبي ص احتجم ولا في رجليه الا قال اخضبهما انتهى
أقول لم يذكره الكشي. أيوب بن راشد البزاز الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع روى عنه صفوان
في باب النقد والنسيئة من التهذيب وباب بيع المرابحة من الكافي وروى عنه
علي بن عقبة في باب النسيئة وباب منع الزكاة من الكافي وروى سيف بن
عميرة عن منصور عنه في باب النبيذ من كتاب الأشربة من الكافي. وفي
لسان الميزان أيوب بن راشد البزاز الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة
وقال روى عن جعفر الصادق روى عنه سالم بن أسباط انتهى.
أيوب بن زهير
في لسان الميزان أيوب بن زهير عن عبد الله بن عبد الملك عن مالك
عن نافع عن ابن عمر قال بينما النبي ص جالس ذات يوم إذ هبط عليه
جبرئيل الروح الأمين ع فقال يا محمد رب العزة يقرئك السلام ويقول إنه
لما أخذ ميثاق النبيين أخذ ميثاقك وأنت في صلب آدم فجعلك سيد
الأنبياء وجعل وصيك سيد الأوصياء علي بن أبي طالب فذكر حديثا طويلا
أورده الدارقطني في الغرائب عن أبي طالب أحمد بن نصر عن موسى بن
عيسى بن يزيد عنه عن عبد الله بن عبد الملك وقال هذا حديث موضوع
ومن بين مالك وأبي طالب ضعفاء وقد رواه أبو سعد بن السمعاني في خطبة
كتاب الأنساب من هذا الطريق لكن قال عن أيوب بن زهير عن يحيى بن
مالك بن أنس عن أبيه فكان الواضع له أيوب المذكور فكان يخبط في إسناده
انتهى ومن ذلك قد يظن تشيعه.
أيوب بن زياد النهدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي أسند
عنه.
أيوب بن سعيد الخطابي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
أيوب بن شعيب القزاز الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان أيوب بن شعيب القزاز الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق انتهى.
أيوب بن شهاب بن زيد البارقي الأزدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع
ونقله في لسان الميزان كذلك عن الطوسي في رجال الشيعة.
أيوب بن طهمان الثقفي
في ميزان الاعتدال لا يدري من هو قال شبابة بن سوار حدثنا أيوب
انه رأى علي بن أبي طالب حين دخل الإيوان بالمدائن أمر التماثيل التي في
القبلة فقطع رؤوسها ثم صلى. ذكره الخطيب انتهى وفي لسان الميزان
وذكره ابن حبان في الثقات بهذا الأثر وكناه أبا عطاء وذكره ابن أبي طي في
رجال الشيعة وقال شهد مع علي النهروان انتهى وفي تاريخ بغداد
أيوب بن طهمان أبو عطاء الثقفي من أهل المدائن أدرك علي بن أبي طالب
روى عنه شبابة بن سوار ثم روى بسنده عن شبابة بن سوار أبي عمرو
الفزاري حدثنا أبو عطاء أيوب بن طهمان الثقفي انه رأى علي بن أبي
طالب حين دخل الإيوان بالمدائن أمر بالتماثيل التي في القبلة فقطع رؤوسها
ثم صلى انتهى.
أيوب بن عايذ الطائي البحتري الكوفي
عن تقريب ابن حجر عايذ بتحتانية ومعجمة والبحتري بضم
الموحدة والفوقية وسكون المهملة نسبة إلى بحتر بطن من طئ انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وفي
تهذيب التهذيب أيوب بن عايذ بن مدلج الطائي البحتري الكوفي. روى
عن قيس بن مسلم وبكير بن الأخنس والشعبي وعنه القاسم بن مالك
المزني وعبد الواحد بن زياد والسفيانان وغيرهم قال البخاري عن علي له
نحو عشرة أحاديث وقال الدوري عن يحيى ثقة وقال أبو حاتم ثقة صالح
الحديث صدوق وقال البخاري كان يرى الارجاء وقال النسائي ثقة قلت
وبقية كلام البخاري وهو صدوق وليس له عندي سوى حديث واحد وقال
ابن المبارك كان صاحب عبادة ولكنه كان مرجئا يخطئ وقال أبو داود لا
باس به وفي رواية ثقة الا انه مرجئ وقال ابن المديني ثنا سفيان ثنا
أيوب بن عايذ وكان ثقة وقال العجلي كوفي تابعي ثقة انتهى.
(٥٢٤)

أيوب بن عبد الرحمن العدوي
في ميزان الاعتدال عن بعض التابعين له في الوضوء مجهول انتهى وفي لسان الميزان شيخه الذي أبهم اسمه أبو السائب روى عنه
عن أبي هريرة حديث إذا توضأت فليكن أول ما تبدأ به من وضوئك ان
تستنثر فإنها منفرة قال الأزدي هو ضعيف مجهول وفي الثقات لابن حبان
أيوب بن عبد الرحمن شيخ يروي عن مالك بن أوس بن الحدثان روى عنه
أبو مراية العجلي قال ابن حبان حدثنا ابن قتيبة ثنا ابن أبي السري ثنا معتمر
ثنا أبي عن أسلم عن أبي مراية عن أيوب بن عبد الرحمن عن مالك بن
أوس بن الحدثان سمعت علي بن أبي طالب يقول الشاب الذيال أمير
المصرين يلبس فروتها ويأكل خضرتها ويقتل أشراف أهلها قال أبو المعتمر
أظنه الحجاج قلت فيحتمل أن يكون صاحب الترجمة انتهى.
أيوب بن عبيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. وقال بدري انتهى
وان كان مراده بقوله بدري انه شهد بدرا فيكون من الصحابة لكني لم أجده
في الكتب المعدة لذكر الصحابة.
أيوب بن عثمان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان أيوب بن عثمان الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة
عن جعفر الصادق انتهى.
أيوب بن عطية أبو عبد الرحمن الحذاء
قال النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتاب يرويه عنه
جماعة منهم صفوان بن يحيى أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثني علي بن
حبشي حدثنا حميد حدثنا القاسم بن إسماعيل حدثنا صفوان بن يحيى
حدثنا أبو عبد الرحمن بن عطية بكتابه وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع فقال أيوب بن عطية الحذاء وذكر فيهم أيضا أيوب بن عطية
الأعرج الكوفي وقد جزم ابن داود بأنهما واحد حيث قال أيوب بن عطية
الأعرج الكوفي أبو عبد الرحمن الحذاء انتهى ويحتمل كون الأعرج غير
الحذاء وفي لسان الميزان أيوب بن عطية الحذاء الأعرج يكنى أبا
عبد الرحمن الكوفي ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر
الصادق وقال له كتاب يرويه عنه صفوان بن يحيى وذكره الطوسي في رجال
الشيعة انتهى. وفي مشتركات الطريحي يمكن معرفة أيوب انه ابن عطية
الأعرج الكوفي الثقة برواية صفوان بن يحيى عنه. وقال الكاظمي قلت قال
النجاشي له كتاب رواه عنه جماعة منهم صفوان بن يحيى فتدبر وروى عنه
أبو المغراء أيضا انتهى وعن جامع الرواة أنه زاد رواية يحيى بن عمران
الحلبي عنه.
أيوب بن علاق الطائي النبهاني أبو معاذ الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
السيد أيوب بن السيد محسن بن محمد بن فلاح الموسوي المشعشعي من
امراء الحويزة
قتل سنة ٩٢٤ هو وأخوه السيد علي.
في كتاب صفوة الصفوية كان هو وأخوه السيد علي رئيسين في حياة
والدهما وتوليا الملك بعده في عصر القاضي نور الله الشوشتري وكان وزيرهما
القاضي عبد الله الشوشتري هو وأخوه الشيخ محمد وكان أخوهما الأصغر
الشيخ حسن اليه قيادة الجيش، فوشى بهما المغرضون إلى السلطان الصفوي
بأنهم غالون كعمهم فلما رجع من فتح بغداد توجه إلى جهة الحويزة فلما
علم السيدان بذلك استقبلاه بجنودهما وأرسلا اليه كتابا يتضمن التنصل مما
نسب اليهما، فقبل ذلك منهما وأرسل اليهما هدية سنية، فأرسلا اليه مثلها.
ثم قتلا في السنة المتقدمة وكان سبب قتلهما انهما كانا في قلعة الشوش،
فأرسل اليهما حاكم شوشتر من قبل الصفوية بنوع الخديعة ان يلاقياه
لأجل الصيد والقنص فحضرا إلى مكان يعرف الآن بعلي وأيوب من أرض
الزوية، فقبض عليهما وقتلهما ودفنهما هناك واستولى على القلعة وتلك
النواحي، وانتقضت الدولة المشعشعية وثار أهل الجزائر في أرضهم، وتملك
المنتفق البصرة والحسا، وأساء الفرس السيرة وكانوا يغلقون أبواب القلعة
عصرا ويفتحونها ضحى حذرا من دخول عسكر يأخذها، ولا يدخل للبيع
والشراء سوى النساء فدخل وما جماعة بزي النساء فلما خرجت النساء بقوا
وجردوا سيوفهم وكانت تحت ثيابهم وقد واعدوا جماعتهم فدخلوها وقتلوا
كل من فيها من الفرس ثم خربوا القلعة. ويأتي ذلك انش في ترجمة أخيه
السيد علي بأبسط من هذا.
أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني العنزي البصري كنيته أبو بكر مولى
عمار بن ياسر
في الطبقات أخبرنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن يزيد ولد أيوب
قبل الجارف بسنة. وقال غير عارم كان الجارف سنة ٨٧. هكذا في الطبقات
المطبوع والظاهر أن الصواب سنة ٦٧، وفي تهذيب التهذيب عن ابن علية
ولد أيوب سنة ٦٦ وقال غيره ٦٨ وفي الطبقات قال غير عارم أجمعوا على
أن أيوب مات في الطاعون بالبصرة سنة ١٣١ وهو ابن ٦٣ سنة. وعن
تقريب ابن حجر عمره ٦٥ سنة انتهى وفي تهذيب التهذيب يقال مات
سنة ١٢٥ وقيل قبلها بسنة.
والسختياني عن تقريب ابن حجر ولب اللباب بفتح المهملة
وسكون المعجمة ثم مثناة ثم تحتانية وبعد الألف نون نسبة إلى عمل
السختيان وبيعه وهو جلود الضأن.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال أيوب بن أبي
تميمة كيسان السختياني العنزي البصري كنيته أبو بكر مولى عمار بن ياسر
وكان عمار مولى فهو مولى مولى، وكان يحلق شعره في كل سنة مرة فإذا طال
فرق رأى انس بن مالك ومات بالطاعون بالبصرة سنة ١٣١. وذكره في
أصحاب الصادق ع فقال أيوب بن أبي تميم كيسان السختياني العنزي
البصري تابعي انتهى وعن تقريب ابن حجر أيوب بن أبي تميمة كيسان
السختياني ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة انتهى. وفي
الطبقات الكبير لابن سعد الطبقة الرابعة أيوب بن أبي تميمة السختياني
ويكنى أبا بكر مولى لعنزة واسم أبي تميمة كيسان وكان أيوب ثقة ثبتا في
الحديث جامعا عدلا ورعا كثير العلم حجة. ثم روى بسنده عن الحسن أنه قال
هذا سيد الفتيان، وبسنده أن محمدا حدث يوما حديثا فقالوا عمن هذا
يا أبا بكر؟ فقال حدثنيه أيوب السختياني فعليك به. وبسنده عن حماد بن
زيد عن أيوب قال لما قرأ محمد وصيته فذهبت اتنحى قال أدنه فليس
دونك سر أقول الظاهر أنه محمد بن سيرين. وبسنده عن حماد بن زيد
ما رأيت أحدا أكثر من قول لا أدري من أيوب ويونس. وبسنده عنه كان
(٥٢٥)

الرجل إذا سال أيوب عن شئ استعاده فان أعاد عليه مثل ما قال له أولا
اجابه وان خلط عليه لم يجبه. وبسنده عن ابن شوذب كان أيوب يعني
السختياني إذا سئل عن الشئ ليس عنده فيه شئ قال سل أهل العلم.
وبسنده عن حماد بن زيد قال أيوب ومن يسلم إن الرجل ليحدث
بالحديث فيرى انه قد وقع من القوم موقعا فيخالط قلبه من ذلك شئ.
وبسنده عنه سئل أيوب عن شئ فقال لم يبلغني فيه شئ فقال قل فيه
برأيك فقال لم يبلغه رأيي، وبسنده عنه فقهاؤنا أيوب وابن عون ويونس.
وبسنده عنه ما كنت تسقى أيوب شربة من ماء على القراءة الا ان تعرفه
كان شعره وافرا يحلقه من السنة إلى السنة، فكان ربما طال فينسجه هكذا
كأنه يفرقه. وبسنده عنه قال أيوب ان قوما يريدون ان يرتفعوا فيأبى الله الا
ان يضعهم وآخرين يريدون ان يتواضعوا فيأبى الله الا ان يرفعهم، قال
وكان أيوب يأخذ في طريق هي أبعد فأقول ان هذا أقرب فيقول اني أتقي
هذه المجالس، وكان إذا سلم يردون عليه سلاما فوق ما يرد على غيره
فيقول اللهم انك تعلم اني لا أريده اللهم انك تعلم اني لا أريده، وكان
النساك يومئذ يشمرون ثيابهم يعني قمصهم وكان أيوب يجر قميصه،
وقال عبد الرزاق عن معبد رأيت على أيوب قميصا يجره فقلت له فيه فقال
يا أبا عروة كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها فالشهرة اليوم في تشميرها.
وبسنده عنه تلقاني أيوب وانا اذهب إلى السوق وهو في جنازة فرجعت معه
فقال اذهب إلى سوقك. وبسنده عنه ما رأيت أحدا أشد تبسما في وجوه
الرجال من أيوب إذا لقيهم وهارون بن رئاب كان شيئا عجبا. وبسنده عنه
قال أيوب لا اعلم القدر من الدين. وبسنده عنه قال أيوب لأن يستر
الرجل زهده خير من أن يظهره. وبسنده عنه كنت امشي مع أيوب فيأخذ
في طرق اني لأعجب له كيف اهتدى لها فرارا من الناس ان يقال هذا
أيوب. وبسنده عن ابن عوف لما مات محمد قلنا من لنا فقلنا لنا أيوب.
وعن حجاج عن شعبة قال أيوب ذكرت وما أحب ان أذكر قال وربما ذهبت
معه في الحاجة فأريد ان امشي معه فلا يدعني فيخرج فيأخذها هنا وهاهنا
لكيلا يفطن به. وبسنده عن حماد بن زيد عن أيوب ما على ظهر الأرض
رجل أحب إلي من بكر ابنه ولان أدفنه أحب إلي من أن يأتيني يعني هشاما
أو بعض الخلفاء وبسنده عنه عن بعض جيران أيوب ان قصاع أيوب
كانت تختلف في جيرانه يوم الفطر قبل ان يغدو. وبسنده عنه قال لي أيوب
اشتر لي اما قبيطة أو باسنة أو كساء اعلف فيه الناقة حين أراد الخروج إلى
مكة فلما قدم رأيتها عليه تحت قميصه ففطن فقال لو خفيت لي لسرني ان
ألزمها. وبسنده عنه كان الرجل ليجلس إلى أيوب فلا يرى أن أيوب يعرفه
فان مرض أو مات له ميت اتاه حتى يرى الرجل انه من أكرم الناس على
أيوب. وبسنده عنه كنا نقول لأيوب اي شئ سمعت محمدا يقول في كذا
وكذا؟ فيقول كذا وكذا فنقول اذكره فيقول. أ ليس قد قبلتموه فقلنا له
أتحزى؟ قال نعم وبسنده عن شعبة سالت أيوب عن قراءة الحديث فقال
جيد. وبسنده عن معمر كان أيوب يقول إنه ليعز علي ان اسمع لمحمد
حديثا لم اسمعه منه، قال معمر وإنه ليعز علي ان أسمع لأيوب حديثا لم
اسمعه منه. وبسنده عن حماد بن زيد كان أيوب ربما حمر رأسه ولحيته
انتهى وفي تهذيب التهذيب أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني أبو بكر
البصري مولى عنزة ويقال مولى جهينة رأى انس بن مالك وروى عن عمرو بن
سلمة الجرمي وحميد بن هلال وأبي قلابة والقاسم بن محمد وعبد الرحمن بن
القاسم ونافع بن عاصم وعطاء وعكرمة والأعرج وعمر بن دينار وأبي رجاء
العطاردي وأبي عثمان النهدي وحفصة بنت سيرين ومعاذة العدوية وعنه
الأعمش من أقرانه وقتادة وهو من شيوخه والحمادان والسفيانان وشعبة
وعبد الوارث ومالك وابن إسحاق وسعيد بن أبي عروبة وابن علية وخلق
كثير قال علي بن المديني له نحو ٨٠٠ حديث، وأما ابن علية فكان يقول
ألفا حديث فما أقل ما ذهب علي منها. وقال ميمون أبو عبد الله وقد رأى
أيوب هذا سيد الفتيان، وقال الجعد أبو عثمان سمعت الحسن
يقول أيوب سيد شباب أهل البصرة. وقال أبو الوليد عن شعبة حدثني
أيوب وكان سيد الفقهاء. وقال ابن الطباع عن حماد بن زيد كان أيوب
عندي أفضل من جالسته وأشده اتباعا للسنة. وقال الحميدي عن ابن
عيينة ما لقيت مثل أيوب. وقال عثمان الدارمي قلت لابن معين أيوب
عن نافع أحب إليك أو عبيد الله قال كلاهما ولم يفضل. وقال ابن خيثمة
عنه ثقة وهو أثبت من ابن عون وقال أبو حاتم سئل ابن المديني من
أثبت أصحاب نافع قال أيوب وفضله ومالك وإتقانه وعبيد الله وحفظه
وقال ابن البراء عن ابن المديني أيوب في ابن سيرين أثبت من خالد الحذاء.
وقال أبو حاتم هو أحب إلي في كل شئ من خالد الحذاء وهو ثقة لا يسال
عن مثله. وقال النسائي ثقة ثبت. وروي ان شعبة سأله عن
حديث فقال أ شك فيه فقال له شكك أحب إلي من يقين غيرك. وقال
مالك كان من العالمين العاملين الخاشعين، وقال أيضا كتبت عنه لما
رأيت من إجلاله للنبي ص، وقال أيضا كان من عباد الناس وخيارهم.
وقال هشام بن عروة ما رأيت بالبصرة مثله. وقال ابن حيان في
الثقات قيل إنه سمع انس ولا يصح ذلك عندي. وقال الذهلي عن ابن
مهدي أيوب حجة أهل البصرة، وقال نافع خير مشرقي رأيته أيوب.
وقال الدارقطني أيوب من الحفاظ الاثبات انتهى.
أيوب خان بن كنعان خان خليفة ابن الأمير بهروز الملقب بسلمان خليفة
ابن الأمير رستم الملقب بشاه وردي بيك ابن الأمير بهلول الملقب بحاجي
بيك ابن الأمير قليج الدنبلي
توفي سنة ٩٩٤ ودفن في قرية نازك في مقبرة أبيه وأجداده.
عن كتاب رياض الجنة في تاريخ الدنابلة انه كان في الشجاعة والفتوة
فائقا على أبيه وأجداده، وقد أعطاه الشاه طهماسب رتبة بكلربيكي
وسبهداري، وخلف ولدين شاه بندرخان وبهروز خان انتهى.
أيوب بن مهاجر الجعفي الكوفي
أيوب بن المهلب الكوفي
أيوب النبال الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
أيوب بن نوح بن دراج النخعي أبو الحسين
قال النجاشي ثقة له كتب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث
ع، وكان وكيلا لأبي الحسن وأبي محمد ع عظيم المنزلة
عندهما مأمونا شديد الورع كثير العبادة ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج
كان قاضيا بالكوفة وكان صحيح الاعتماد وأخوه جميل بن دراج، أخبرنا
أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله بن
غالب حدثنا الطاطري قال قال محمد بن سكين ابن نوح بن دراج دعاني
(٥٢٦)

إلى هذا الأمر روى أيوب عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله ع ولم يرو
عن أبيه ولا عن عمه شيئا، له كتاب النوادر أخبرنا محمد بن محمد عن
الحسن بن حمزة حدثنا محمد بن علي بن محبوب وأحمد بن محمد بن خالد عن
أيوب رأيت بخط أبي العباس بن نوح فيما كان وصى إلي من كتبه عن
جعفر بن محمد عن الكشي عن محمد بن مسعود عن حمدان النقاش قال
أيوب من عباد الله الصالحين قال أبو عمرو الكشي كان من الصالحين
ومات وما خلف الا مائة وخمسين دينارا وكان عند الناس ان عنده مالا
انتهى وفي الفهرست أيوب بن نوح بن دراج ثقة له
كتاب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث ع أخبرنا بها عدة من
أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه ومحمد بن
الحسن عن سعد بن عبد الله والحميري عنه. وذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الرضا ع فقال أيوب بن نوح بن دراج كوفي مولى النخع ثقة
وكذلك في رجال الجواد ع وفي رجال الهادي ع أيوب بن نوح بن
دراج ثقة انتهى وذكره الكشي أولا مع أحمد بن إسحاق القمي
وإبراهيم بن محمد الهمذاني وأحمد بن حمزة وروى توقيعا يتضمن توثيقه مر في
إبراهيم بن محمد الهمذاني وقال ثانيا في أيوب بن نوح بن دراج قال
محمد بن أحمد النهدي كوفي وهو حمدان القلانسي وذكر أيوب بن نوح وقال
كان في الصالحين وقال حين مات لم يخلف الا مقدار مائة وخمسين دينارا
وكان عند الناس ان عنده مالا لأنه كان وكيلا لهم وكان يقع في يونس رحمه
الله فيما يذكر عنه كذا في الاختيار للطوسي. وفي لسان الميزان أيوب بن
نوح بن دراج النخعي مولاهم الكوفي روى عن علي بن موسى وولده أبي
جعفر محمد بن علي بن موسى والعباس بن عامر وكان يتوكل عن الرضى
وعن ولده روى عنه محمد بن علي بن محبوب وأحمد بن محمد بن خالد
وسعد بن عبد الله القمي وعبد الله بن جعفر الخميري، ومحمد بن الحسن
الصفار، وأبو جعفر الرزاز وغيرهم. قال الطوسي له روايات كثيرة
ومسائل في الفقه وكان مأمونا شديد الورع كثير العبادة وكان أبوه قاضيا
بالكوفة انتهى وفي مشتركات الطريحي يعرف أيوب انه ابن نوح الثقة
برواية محمد بن علي بن محبوب عنه وأحمد بن محمد بن خالد عنه ورواية
سعد بن عبد الله والحميري عبد الله بن جعفر عنه وحيث يعسر التمييز تقف
الرواية. وفي مشتركات الكاظمي روى عنه علي بن الحسن بن فضال
والصفار ومحمد بن أحمد بن يحيى ووقع في أسانيد الشيخ رواية محمد بن
الحسين بن الخطاب عن أيوب بن نوح وفيه نظر والأظهر كونه معطوفا على
محمد بن الحسين فيكون عن موضع الواو ومثل هذا كثير في كتاب الشيخ
وبالعكس. وقال النجاشي في آخر طريقه اليه قال محمد بن سكين ابن
نوح بن دراج دعاني إلى هذا الأمر انتهى فيمكن رواية محمد عنه أيضا
انتهى وعن جامع الرواة انه زاد رواية عبد الله بن المغيرة وابان بن عثمان
و محمد بن الحسين وعلي بن إبراهيم وأبي العباس محمد بن جعفر الرزاز
وموسى بن القاسم والحسين بن سعيد ومحمد بن موسى السمان وسهل بن
زياد وحمدويه بن نصير وعلي بن مهزيار وأحمد بن محمد بن عبد الله وعلي بن
محمد وعلي بن الحسن بن صالح التيملي عنه انتهى وقيل إن في التهذيب
رواية محمد بن أبي حمزة وموسى بن القاسم البجلي عنه كثيرا انتهى.
أيوب بن واقد البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
أيوب بن وشيكة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
أيوب بن هارون
يروي عنه حماد في باب اتخاذ الشعر في كتاب الزي والتجمل من
الكافي.
أيوب بن هلال الشامي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
أيوب بن يقطين
روى الشيخ في التهذيب في الدعاء في العشر الأواخر من شهر
رمضان بسنده عن محمد بن عيسى عنه.
آخر حرف الألف حرف الباء
بائس مولى حمزة بن اليسع الأشعري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال ثقة.
المولى ميرزا بابا السبزواري
عالم فاضل فقيه له كتاب الأغسال في مجلدين أولهما في سائر الأغسال
سوى الجنابة وثانيهما في خصوص الجنابة يوجد في مكتبة مدرسة المولى محمد
باقر المشهد الرضوي.
بابا عبد الله بن خيرات خان
ذكر في عبد الله بن خيرات خان لأن الظاهر أن اسمه عبد الله وبابا
كلمة تعظيم.
زين الدين بابا شيخ علي بن حبيب الله
يأتي في حرف العين في علي
الحاج بابا الطوسي
له اعراب القرآن منه نسخة في الخزانة الرضوية تاريخ كتابتها سنة
١٠٧٦.
باب فغاني
يذكر في حرف الفاء.
مولانا حاجي بابا بن محمد صالح القزويني
ذكره في أمل الآمل بهذا العنوان وقال عالم فاضل متكلم معاصر.
السيد فخر الدين بابا بن محمد العلوي الحسيني الآبي
الآبي مر في أحمد بن الحسين. قال منتجب الدين صالح دين
انتهى.
السلطان بابر المغولي
اسمه ظهير الدين محمد تأتي ترجمته في مستدركات حرف الميم في
جزء مقبل.
الشيخ بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن بابويه
قال منتجب الدين في الفهرست فقيه صالح مقرئ قرأ على شيخنا
الجد شمس الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه وله كتاب حسن في
(٥٢٧)

الأصول والفروع سماه الصراط المستقيم قرأت عليه انتهى ووصفه
الشهيد الثاني بالشيخ الجليل حيث مثل في شرح رسالته المسماة بالبداية في
علم الدراية لرواية الأبناء عن خمسة آباء برواية بابويه هذا عن آبائه فقال
وعن خمسة آباء وقد اتفق لنا منه رواية الشيخ الجليل بابويه بن سعد بن
محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه سعد عن
أبيه محمد عن أبيه الحسن عن أبيه الحسين وهو أخو الشيخ الصدوق أبي
جعفر محمد عن أبيه علي بن بابويه وقد وقع لنا منه رواية الشيخ منتجب
الدين صاحب فهرست أسماء المصنفين من عصر أبي جعفر الطوسي إلى
زمانه أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن
الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه فإنه يروي أيضا عن أبيه عن
أبيه عن أبيه عن أبيه عن أبيه عن علي بن الحسين الصدوق بن بابويه وهذا الشيخ
منتجب الدين واسع الطرق عن آبائه وأقاربه وأسلافه ويروي عن ابن عمه
الشيخ بابويه المتقدم بغير واسطة انتهى وفي مجموعة الجباعي الشيخ
بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن بابويه فقيه صالح مقرئ له كتاب
حسن في الأصول والفروع سماه الصراط المستقيم انتهى وفي لسان الميزان
بابويه بن سعد بن محمد بن الحسن بن بابويه من فقهاء الشيعة ذكره ابن أبي
طي وقال كان بيته بيت العلم والجلالة وله مناقب قرأ على شمس الاسلام
الحسن بن الحسين قريبه وصنف في الأصول كتاب الصراط المستقيم
انتهى.
قوام الدين أبو غانم باتكين بن عبد الله النشاوري الأمير
توفي سنة ٤٤٠.
في مجمع الآداب على معجم الألقاب لابن الفوطي ذكره أبو
الحسين بن الصابي في تاريخه وقال كان من أكابر الاصفهسالارية في الدولة
البويهية ذا رأي سديد وبأس شديد ونعمة واسعة ونفس كبيرة كان يجتمع
إلى مجلسه العلماء والشعراء وكان الملك أبو كاليجار المرزبان سلطان الدولة
يعتمد في نفقته جميعها عليه.
الباخرزي
لم نعرف اسمه ولا شيئا من أحواله سوى ان ابن شهرآشوب في
المناقب أورد له هذا البيت فعرفنا منه انه شاعر، قال
لا فتى في الأنام الا علي * فارو هذا الحديث ان شئت عنا
البارع الدباس
اسمه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد.
البارقي ابن أخت شرحبيل بن السمط الكندي
في كتاب صفين لنصر بن مزاحم انه كان بالشام لشرحبيل ابن أخت
من بارق وأصله من الكوفة، وكان يرى رأي علي بن أبي طالب وكان ممن
لحق بعلي من أهل الشام فبايعه وكان ناسكا، وكان خاله شرحبيل رأس أهل
الشام، فلما جاء جرير بن عبد الله البجلي برسالة علي إلى معاوية أشار
عمرو بن العاص على معاوية ان يبعث أهل الرضا عند شرحبيل فليفشوا
عنده أن عليا قتل عثمان فبعث معاوية إلى شرحبيل وهو بحمص فاستقدمه
واجتمع مع جرير فتحاجا واحتج عليه جرير بما أفحمه ثم كتب اليه جرير
أبياتا مرت في ترجمة جرير من جملتها
شرحبيل يا ابن السمط لا تتبع الهوى * فما لك في الدنيا من الدين من بدل
وما لعلي في ابن عفان سقطة * بأمر ولا جلب عليه ولا قتل
وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه الأولى به يضرب المثل
فلما قرأ شرحبيل الكتاب ذعر وفكر وقال هذه نصيحة لي في ديني
ودنياي فلفف له معاوية الرجال يدخلون اليه ويخرجون ويعظمون عنده قتل
عثمان ويرمون به عليا ويقيمون الشهادة الباطلة والكتب المختلفة حتى
أعادوا رأيه وشحذوا عزمه وبلغ ذلك قومه فبعث ابن أخت له من بارق اليه
بهذه الأبيات:
لعمر أبي الاشقى ابن هند لقد رمى * شرحبيل بالسهم الذي هو قاتله
ولفف قوما يسحبون ذيولهم * جميعا وأولى الناس بالذنب فاعله
فألفى يمانيا ضعيفا نخاعه * إلى كل ما يهوون تخدي رواحله
فطأطأ لها لما رموه بثقلها * ولا يرزق التقوى من الله خاذله
ليأكل به دنيا ابن هند بدينه * ألا وابن هند قبل ذلك آكله
وقالوا علي في ابن عفان خدعة * ودبت اليه بالشنان غوائله
ولا والذي أرسى ثبيرا مكانه * لقد كف عنه كفه ووسائله
وما كان الا من صحاب محمد * وكلهم تغلي عليه مراجله
فلما بلغ شرحبيل هذا القول قال هذا بعيث الشيطان، الآن امتحن الله قلبي والله لأسيرن صاحب هذا الشعر أو ليفوتني فهرب الفتى إلى
الكوفة وكان أصله منها وكاد أهل الشام ان يرتابوا انتهى.
السيد باقر بن إبراهيم بن محمد الحسني البغدادي
توفي سنة ١٢٣٥ ودفن في النجف.
في الطليعة كان فاضلا أديبا مشاركا وكان ناثرا شاعرا قدم النجف
لطلب العلم وبقي بها مدة ومدح علماءها كالشيخ موسى والشيخ علي ابني الشيخ
جعفر صاحب كشف الغطاء فمن شعره قوله في حسينية
إلى الله أشكو وقع دهياء معضل * يشب لظى نيرانها بالضمائر
يعز على الاسلام ان حماته * تئن لهم حزنا قلوب المنابر
يعز على الدين الحنيفي ان غدت * معارفه مطموسة بالمناكر
يعز على الاشراف ان عميدها * يغيب بعين الله عن كل ناظر
يعز على المختار ان أمية * رمت ولده ظلما بأدهى الفواقر
يعز على الكرار ان رجاله * أبيدوا بأطراف القنا والبواتر
عجبت لشمس كورت من بروجها * وبدر علا قد غاب بين الحفائر
عجبت لذي الأفلاك لم لا تعطلت * وغيب من آفاقها كل زاهر
ومن عجب أن يمنع السبط ورده * وفيض يديه كالبحور الزواخر
السيد باقر ابن السيد أحمد ابن السيد محمد الحسيني القزويني صاحب
الشباك والقبة في النجف الأشرف وباقي النسب ذكر في السيد أحمد بن
محمد
توفي ليلة عرفة بعد المغرب سنة ١٢٤٦ بالطاعون الكبير الذي عم
العراق كما في مستدركات الوسائل. وفي مجموعة الشبيبي توفي في المحرم
سنة ١٢٤٨ ولعل الصواب الأول لأن الظاهر أنه أخذه عن ابن أخيه السيد
مهدي الذي هو أعرف بتاريخ وفاة عمه.
آل القزويني من أجل البيوتات العلمية في العراق أصلهم من
قزوين وسكنوا النجف والحلة وطويريج وذكروا في السيد أحمد بن محمد،
(٥٢٨)

والمترجم هو جد هذه الطائفة من أجلاء العلماء في النجف علما وعملا
ومعرفة عالم عابد مشهور من ذوي الكرامات وهو عم السيد مهدي القزويني
الشهير وأمه أخت السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي أخذ عن خاله
المذكور وعن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ويروي بالإجازة عنهما
وأخذ عنه جماعة منهم ابن أخيه السيد مهدي. روى صاحب مستدركات
الوسائل عن السيد مهدي القزويني عن صاحب الترجمة أنه أخبر بحدوث
الطاعون الجارف الذي حدث في العراق قبل حدوثه بسنتين وأنه آخر من
يبتلي به لأنه رأى أمير المؤمنين ع في المنام فأخبره بذلك وقال له وبك
يختم يا ولدي قال السيد مهدي وأعطاني وأهل بيتي دعاء للحفظ من
الطاعون قبل نزوله، فلما نزل هذا البلاء العظيم في الوقت الذي أخبر به
بقي السيد باقر في النجف قائما بأمور المرضى وتجهيز الأموات وبلغ عدد
الموتى كل يوم إلى مدة أسبوع ألف نفس وقد جهز ودفن ما ينوف على
أربعين ألفا، يجئ صباحا إلى الحضرة الشريفة فيسلم على أمير
المؤمنين ع سلاما خفيفا ثم يقعد في إيوان الحجرة المتصل بالباب
الشرقي عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف فيجتمع عنده من عينه
للتجهيز منهم للتغسيل ومنهم لرفع الجنازة ومنهم للدفن ومنهم للفحص
عن الأموات فيرسلهم إلى مشاغلهم ويصلي هو على الجنائز إذ تصف
الأموات على الترتيب المقرر في الشرع صلاة واحدة ثم يرفعون ويصلي على
غيرهم وهكذا ويوضع في كل مرة بين العشرين والثلاثين والأقل والأكثر
وصلى في يوم واحد على ألف جنازة، وإذا رأى من أحد فتورا في حمل جنازة
حملها بنفسه، فيبقى كذلك إلى الزوال فيدخل الحجرة للصلاة فينوب عنه في
هذه المدة السيد علي الأمين العاملي جد المؤلف لأبيه فإذا فرع من صلاته
وغدائه عاد إلى عمله إلى الغروب فيطوف في أطراف الصحن وحجراته لئلا
يبقى ميت في الليل غير مدفون، وكان الناس يأتون اليه بالأموال الموصى بها
اليه فيصرفها في محالها وهي لا تحصى كثرة انتهى. وفي مجموعة الشبيبي
هو ممن ثبت أيام الطاعون الكبير ولم يفر وتولى تجهيز المطعونين في أشد أيامه
وكان يقول يختم الطاعون بي فكان كما قال، قل الطاعون في ذي الحجة
وتوفي هو في المحرم.
له من المصنفات الوجيز في الطهارة والصلاة متن فقهي
الوسيط استدلال في بعض الطهارة ٣ حواشي كشف اللثام ٤
جامع الرسائل في الفقه.
خلف ولده السيد جعفر المتوفي سنة ١٢٦٥ والد السيد علي صهر
السيد مهدي القزويني.
ميرزا باقر ابن ميرزا أحمد بن لطفعلي خان ابن محمد صادق التبريزي
توفي ٥ رجب سنة ١٢٨٥ في طهران.
عالم فاضل جليل قرأ على أبيه الفقيه المشهور ويروي عنه وقرأ على
صاحب الجواهر وعلى الشيخ مرتضى الأنصاري وكان من أعلام العلماء
وألف بعض تلاميذ المترجم له رسالة في بعض مسائل الخيارات سماها
الباقرية مطبوعة عارض فيها أستاذه المذكور ألفها سنة ١٢٧٦ وهو السيد
محمد بن علي بن أبي الحسن الحسيني الخسروشاهي. ٣ الشيخ باقر ابن
الشيخ أسد الله ابن الحاج إسماعيل الششتري الكاظمي
توفي سنة ١٢٥٥.
كان فاضلا جليلا ماهرا رئيسا مطاعا له اهتمام بالزيارات والقربات
وصلة الأرحام وإقامة عزاء الحسين ع.
السيد باقر ابن السيد أسد الله ابن السيد محمد باقر الحسيني الرشتي
الأصفهاني الشهير بحاج آقا.
ولد في أصفهان وتوفي فيها سنة ١٣٣٣ ودفن في مقبرة جده في محلة
بيد أباد.
وأمه ابنة الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل الطبيب. هاجر إلى النجف
مع أمه بعد وفاة أبيه وانصرف إلى تحصيل العلوم والآداب فنال من ذلك
حظا وافرا وكان من أعلام المجاورين في النجف علما وأدبا وكان ناديه مجمع
العلماء والأدباء وله نظم رائق ومداعبات جمة مع أدباء عصره خصوصا السيد
جعفر الحلي كتب اليه السيد جعفر يطلب حلوى المن الأصفهاني المشهور
وجوربا
يا سيدا بين الورى عدله * قد من حتى رفع الجور بي
أحوجني الدهر إلى أن أرى * اسال فضل المن والجورب
فأرسل اليه الجورب ولم يرسل المن وكتب اليه
يا كوكب الفضل الذي ما بدا * الا وأخفى كوكب كوكبا
لست بذي من فأدلي به * فخذ بلا من لك الجوربا
وكان في مجلسه يوما جماعة من الآباء فيهم السيد جعفر الحلي الشاعر
فذكر السيد جعفر واقعة الخطيري مع الصاحب بن عباد إذ بدرت منه بادرة
فأراد سترها وقال هذا صرير التخت فقال الصاحب بل صفير التحت
فخجل ومضى وانقطع عن الحضور فكتب اليه الصاحب
قل للخطيري لا تذهب على خجل * من ضرطة اشبهت نايا على عود
فإنها الريح لا تسطيع تمسكها * إذ لست أنت سليمان بن داود
فرجع إلى الحضور. فقال المترجم الواقعة مع بديع الزمان والرواية
قل للبديعي فأنكر ذلك السيد جعفر وقال بل هي مع الخطيري فجعلا
وليمة على من غلب ورجعا إلى اليتيمة فكان الحق مع السيد جعفر وعمل
المترجم الوليمة في اليوم الثاني وقدمت أواني الطعام وإذا على آنية منها رقعة
فسبق السيد جعفر إلى فتحها فإذا فيها
قل للشريف أخي العلي * والمجد و الشرف الخطير
تهنيك مني أكلة * جاءت بها إست الخطيري
فضحك الجالسون. وله في أمير المؤمنين علي ع
يا ابن عم النبي أي معال * لك في ارفع المدائح تذكر
بعد ما انزل الاله كتابا * فيك لا يستطاع للقوم ينكر
وثناه النبي فيك فأبدي * يوم خم ثنا أناب وبكر
هو في مطعم المعادين صاب * وهو في مطعم الموالين سكر
أي فضل يزويه عنك معاد * أو تزوى شمس الضحى لو تفكر
كذب العادلون فيك وقالوا * قول زور بهم يحاط ويمكر
قد اتوا منكرا فحسبهم الله * تعالى يوم المعاد ومنكر
وكان حسن المعاشرة لذيذ المحاورة ذكي الفؤاد لطيف الروح سخيا
جوادا رجع بعد الإقامة مدة في النجف إلى أصفهان فنال من أهلها القبول
(٥٢٩)

التام ثم عاد إلى النجف على أثر حوادث الدستور الإيراني ثم رجع بعد مدة
إليها ومات بعد قليل من وصولها.
المولى باقر الواعظ ابن المولى إسماعيل الكجوري الطهراني
توفي بالمشهد المقدس الرضوي زائرا سنة ١٣١٣.
كان عالما فاضلا واعظا مؤلفا له من المؤلفات ١ كتاب الأسرار
في كيفية الاستغفار فارسي ٢ الخصائص الفاطمية ٣ جنة النعيم في
أحوال السيد عبد العظيم ٤ برهان التجارة في تبيان الزيارة وهو شرح
فارسي لاحدى الزيارات الجامعة ٥ برهان العباد في اثبات المعاد ٦
إراءة الطريق لمن يؤم البيت العتيق.
ميرزا باقر الإيرواني النجفي
توفي ١٤ جمادى الأولى سنة ١٣٣٩ ودفن بوادي السلام.
عالم فاضل مدرس من تلاميذ الشيخ حسن المامقاني ومن مشايخ
السيد شهاب الدين الحسيني النجفي النسابة نزيل قم قال عنه انه كان له
إلمام بالجفر.
الشيخ باقر القاموسي النجفي
توفي سنة ١٣٥٣ بالنجف.
وآل القاموسي طائفة نجفية يتعاطون التجارة كان المترجم عالما فاضلا
ورعا تقيا زاهدا عابدا ثقة موثوقا به عند الجميع وكان يؤم في الصلاة
بالصحن الشريف الغروي وكان يلبس لباس التجار دون لباس أهل العلم
ويتجر بأجناس تشترى له ويضعها في بعض الخانات التجارية ويوكل من
يبيعها له ولا يباشر بيعها بنفسه ويعيش من ربحها ويشتغل بطلب العلم
ومع ذلك كان له احترام وللناس فيه وثوق أكثر من الذين يتزيون بزي أهل
العلم من اقرانه عاصرناه أيام مجاورتنا بالنجف الأشرف ورأيناه عند زيارتنا
المشاهد الشريفة سنة ١٣٥٢ فلما عدنا من زيارة الرضا ع في السنة
القابلة رأيناه أيضا وتوفي ونحن في الكاظمية في تلك السنة.
الشيخ باقر ابن الشيخ جواد الشبيبي (١)
ولد في النجف الأشرف سنة ١٣٠٨ وتوفي في بغداد سنة ١٣٨٠. نشا في النجف
نشأة دينية وأدبية في كنف أبيه فدرس النحو واللغة وأتقن
اللغة والأصول، وبرع في الأدب، وبعد اعلان الدستور العثماني تفتقت
شاعريته ودخل المعترك السياسي واشترك في بعض الجمعيات السرية العربية
التي تألفت قبل الحرب العالمية الأولى. وبعد الاحتلال الانكليزي وقيام
الثورة العراقية اشترك اشتراكا فعليا فيها، ومن النجف انطلقت الشرارة
الأولى لتلك الثورة فأصدر المترجم جريدة الفرات في النجف أسبوعية
لتكون لسان الثائرين. وبعد خمود الثورة وتأسيس الحكم الوطني اشترك في
انشاء حزب الإخاء الوطني وانتخب نائبا أكثر من مرة.
وقد أصيب في السنوات الأخيرة من حياته بعلل اضطرته لاجراء عدة
عمليات جراحية، وأقعدته عن العمل طوال ستة أعوام، وألزمته داره،
فاعتزل الحياة السياسية والأدبية.
أدبه وشعره
كان كاتبا سياسيا وشاعرا معدودا في طليعة شعراء العراق فمن شعره
قوله عندما كان الإنكليز يسيطرون على العراق
في ذمة المجد ضحايا الفرات * وفي سبيل الحق تلك الدما
بغداد يا قبلة كل الجهات * كيف استباحوك وأنت الحمى
أبعد هارون وبعد الكفاة * تلوح في أفقك هذي الدمى
سبحان من غير مجرى الحياة * في هذه الأرض وتلك السما
غطت على حق البلاد الصريح * سياسة الكيد وغمط الحقوق
قال لنا الحلف فقلنا صحيح * مع المساواة ونبذ الفروق
لكنه صيغ بشكل قبيح * يا أيها الصائغ هذا عقوق
فالويل من وضع هزيل طليح * ولعنة الدهر لأهل الخروق
لله تلك الثورة الدامية * نتيجة الجهد وتلك الهمم
بوركت يا نياتنا الصافية * بريئة من كل عيب وذم
كانت ولكن كانت القاضية * فساءت الحال وعم الندم
في ذمة التاريخ والعافية * أنهارنا تجري دموعا ودم
أ ما رأيتم حالة العامل * يشكو من العيشة ما يقتل
كم نكبة، كم قدر نازل * كم محنة تنصب كم يحمل
كم فتنة عمياء في الداخل * تفعل بالمجموع ما تفعل
ما بالنا في شغل شاغل * من حالة الناس أ ما نخجل
وقوله
هذي البلاد وهذا حكمها الذاتي * فلا يغرنكم لطف العبارات
ليت البلاد التي ثارت مجاهدة * قامت على الهيكل البالي بثورات
أ كلما نهضت للحق ثائرة * ثارت عليها أعاصير السياسات
تلاعبت بالأماني وهي مشرقة * أيد تخون الأماني والأمانات
ان الوزارات أشراك نصاد بها * كيف التخلص من نصب الوزارات
تصامتت عن سماع الحق معرضة * وأرهفت أذنيها للوشايات
ما حيلة الناس مظلومين ليس لهم * حرية القول أو دفع الظلامات
تأتي الخطوب تباعا من تفسخنا * فلنجمع الشمل ولنستقبل الآتي
كم عثرة في طريق المجد أوجدها * من الحزازات أبناء الحزازات
ضحى العراق كثيرا في مطامحه * وا حسرتاه على تلك الضحيات
دم أريق لحفظ المجد ضيعه * أهل الضياع وأصحاب الجرايات
أهل الفرات أعيدوا الدور ثانية * وقاطعوا الظلم في هذي الإدارات
المستفيد سواكم من مغانمها * وللمغارم أنتم و العقوبات
أين الرجال التي أضحت جهودهم * مضاعة عند أشباه الرجالات
ما مزق الشعب الا ضعف قادته * على الخطوب ونقص في المفاداة
ما ألطف الخمر في النادي مشعشعة * وما ألذ مناجاة الملذات
يقامرون بأموال مكدسة * ويلعبون بأموال وحاجات
حكومة من فلول الحرب صورها * هذا الزمان على شكل الحكومات
تجري وراء هواها أو عواطفها * حرصا على شهوات الحكم والذات
تجبي الغلال من الفلاح واغلة * وتستريح إلى أخذ الجبايات قالوا الكفاءة عند القوم ناقصة * أ تسمعون صدى أهل الكفايات
يستكثرون علينا أن نساويهم * وأن نقول رضينا بالمساواة
لا تعجبوا لسلوك القوم انهم * بقية السيف في هذي الديارات

(١) مما استدركناه على الكتاب " ح ".
(٥٣٠)

أسماهم الوقت حكاما على بلد * لم يعترف لمعاليهم بميزات
رهط من الناس لا ينفك دأبهم * بذر الخلاف وايجاد الخصومات
سادوا البلاد وناموا في قصورهم * ملء الجفون هنيئا نوم سادات
بلية الحكم مقصورا على بلد * أدهى وأعظم أنواع البليات
ترى الدوائر في بغداد دائرة * على اقتسام الأراضي والمضخات
وقوله
فسجية المستعمرين جميعهم * في المشرقين تعسف وتشدد
وأقامها العهد العتيد حكومة * هي طبق ما اتفقوا عليه ومهدوا
وتستروا بالمجلسين فمجلس * طوع البنان ومجلس يتجلد
أما العراق فان في تاريخه * شرفا يضئ كما يضئ الفرقد
ليس السكوت من الخضوع وانما * هذا السكوت تجمع وتحشد
قالوا استقلت في البلاد حكومة * فضحكت أن قالوا ولم يتأكدوا
أ حكومة والاستشارة ربها * وحكومة فيها المشاور يعبد
الحكم حكمهم بغير منازع * والامر مصدره همو والمورد
المستشار هو الذي شرب الطلا * فعلا م يا هذا الوزير تعريد
أعلى أساس الرق يعقد حلفنا * وعلى أساس الانتداب يشيد
وقوله:
تنقلت بأمانينا سياستهم * تنقل الجسم بين السقم والأجل
فازوا فعادت أمانينا بفوزهم * طيفا وصارت مساعينا إلى الفشل
سياسة القوم عند الناس واضحة مطوية في مناحيها على دخل
ما قيمة الحلف منقوصا يراد به * ان يصبح الحكم مقصورا على رجل
هل حقق الحلف ما كنا نؤمله * أستغفر الله بل غطى على الأمل
شلت يد وقعت عمدا معاهدة * صيغت من الظلم واشتقت من الحيل
صيغت بلندن أطوافا وأسورة * من الحديد وان كانت من الجمل
تسافل الدهر فالأحكام مضحكة * والحكم في قبضة الأوغاد والسفل
ما أكبر الفرق شعب بات متكلا * على الزمان وشعب غير متكل
شتان هذا يهاب الموت من وكل * وآخر غير هياب ولا وكل
تأبى العروبة أن تبلى كرامتنا * وأن نعد عداد الشاء والإبل
خلوا العراق فهذا الحكم مهزلة * وأسوأ الحكم ما أفضى إلى الهزل
وقال في المهرجان الذي أقيم للمتنبي في دمشق من قصيدة
هذا أبو الطيب حي خالد * ما مات من أسس دولة الأدب
احدث في قلب الزمان هزة * لولا المقادير تقيه لانقلب
سعى إلى المجد فنال رتبة * ما نالها في عصره أهل الرتب
أدى إلى أمته رسالة * خالدة فانكشفت تلك الريب
في قلبه النار على أعدائه * أ ما تراه كيف يقذف اللهب
ما طمحت نفس امرئ طموحه * من طلب العليا وادراك الطلب
يستهدف السؤدد في نشيده * لا المال من غاياته ولا النشب
ما اطلع الشرق هلالا بعده * ولا أرانا كوكبا منذ احتجب
اربى على كل النفوس همة * فمن يجاريه ويبلغ الإرب
قلب الزمان لم يسع آماله * ضاق بها الكون وضاقت الرحب
يرمي سهام رأيه فلم تكن * من ذابل النبع ومعوج الغرب
نوازعا كم نفذت نصولها * إلى المرامي من مقاتل النوب
صواعق تنصب لا قصائد * وحمم يقذفها من الغضب
كم ضيق الخناق في نشيده * على الطواغيت فنفس الكرب
ان أنشد الدهر له قافية * دوى بها الكون وماجت الحقب
وقال في الربيع
نفض الربيع جماله ونضاره * وكسا الأديم المكفهر بهاره
وشى مطارفه الحيا متهللا * فيه وطرز بالزهور إطاره
النهر مطرد المياه تدفقت * في ضفتيه ولاعبت زخاره
والطل تسقط في الرياض دموعه * والغيث يرسل هطلا أمطاره
والصبح أطلع للعيون شموسه * بيضاء تلمع والدجى أقماره
هذا الربيع فما أحيلي ليله * للساهرين وما ألذ نهاره
يعطيك أبدع ما يروقك نوره * ويريك أجمل ما ترى نواره
صنعت يداه من الورود حدائقا * غناء فوق نورها وأناره
الشعر ما نثر النسيم وروده * في الروض أو نظم الحيا أزهاره
والوحي ما نفح الشذي متعقبا * أو ما شممت ندية اعطاره
والسحر ما نفض الأصيل شعاعه * أو ما أذاب على الشطوط نضاره
واللطف ما ملا الحيا احواضه * أو ما أسال على الربى أنهاره
والحسن ما لبس الأديم ملاءة * خضراء أو خلع الربيع عذاره
اني أحب من الربيع شميمه * وأحب فيه خزامه وعراره
وأحب نضرته، أحب رواءه * وأحب خفته، أحب وقاره
وأحب وكاف السحاب إذا بكى * في الريف أضحك دمعه أشجاره
والشمس تجنح للمغيب أحبها * والبدر يرسل في الدجى أقماره
وأحب من هذا النهار أصيله * وأحب من ذاك الدجى أسحاره
والبحر ان ركد النسيم سكونه * وأحب من حركاته تياره
كل الطيور الصادحات أحبها * وأحب من صداحها أطياره
أحببت بلبله المتيم حائما * وعشقت وهو على الأراك هزاره
أثرت بنضرته الشعاب فهل ترى * أحدا يقدر في الثرى آثاره
وقال يرثي والده من قصيدة:
أ ذكراك أم هذي القيامة والحشر * فديناك هل أنت الفقيد أم الذكر
أبي كيف استوحي الرثاء مفكرا * فمعذرة ان خانني الوحي والفكر
يقولون ابنه بشعرك انه * يلذ له من فيك ان ينشد الشعر
سأنشده من مقلتي قصيدة
برغم القوافي انها أدمع حمر
واسكب احشائي عليه من الأسى * نشيدا وأحشائي إذا سكبت جمر
دعاني واسماني فقبلت ثغره * وودع بالايماء وابتسم الثغر
هنالك فاضت روحه في سكينة * سلام عليها آية انها سر
قضى الله ان تغشى السماء مناحة * ويمتد في قلب السحاب له‌قبر
وما انشق قلب الأفق الا لأنه * ضريح أعدته الملائكة الطهر
رويدكم يا حامليه فإنه * بقية عهد كل أيامه فخر
طوى الموت من نهج البلاغة صفحة * بها طوي الابداع والأدب البكر
طواه الردى جيلا أغر وأمة * وميراث هذا الجيل آثاره الغر
تلاقت به كل العصور مدلة * ففي قلبه من كل ناحية عصر
حمى لغة الأجداد ثم أذاعها * سوانح اطراها وكرمها النشر
وأودعها من روحه ومزاجه * معاني قالت للعقول انا الخمر
أطل على النادي فأشرق وجهه * وفاحت على الوادي خلائقه الزهر
حدادا على الوادي فلن يعبق الشذا * وحزنا على النادي فلن يشرق البدر
(٥٣١)

وفاضت على جنبيه نفس كريمة * تلوذ بها الدنيا ويعتصم الدهر
فؤادي في منعاك اسكته الذعر * ودمعي في ذكراك ارسله العذر
وقفت بهذا الحفل أبكيك فالتوى * علي سبيل النظم وامتنع النثر
اعرني بيانا يخلب اللب ساحرا والا فاني لا بيان ولا سحر
وعندك من فيض الخواطر ثروة * إذا جمعت لم يبق في خاطر فقر
أبي أنت ميراث العراق وذخره * إذا ذكر الميراث أو حفظ الذخر
وعى أدب الأجيال صدرك واسعا * ففي ذمة التاريخ ما ضمه الصدر
قف اليوم واستعرض نديك * حاشدا كما كان يعلوه التواضع لا الكبر
فكم جذوة في كوة الجند لم تزل * إلى الآن تذكيها المسناة والجسر
وكم في ضفاف النهر صفت مآدب * من الأدب المطبوع خلدها النهر
مآدب من زهر الربيع فلا ذوى * ربيع أياديه ولا ذبل الزهر
سلام عليها انها أريحية * تفيض وأنفاس هي الورد والعطر
عهدتك تشتاق الغري وأهله * وتسأل ان طال التقاطع والهجر
وتستعرض الأحباب حتى كأنهم * امامك لم يسدل حجاب ولا ستر
هلم أبي حي الوفود تزاحمت * على الحفل واكتظ الحمى ودوى القطر
هلم استمع وحي العواطف أو فقم * ليسمع منك الشكر ان أمكن الشكر
إذا انشدوا الشعر البليغ تذكروا * بأنك موحيه فيمتنع الشعر
ومنها
غدت هذه الأوطان وهي مهيضة * تخبط يعروها من الياس ما يعرو
دعوت لها ان تستقل بأمرها * وتصبح لا نهي عليها ولا أمر
بلاد جرت أنهارها وشطوطها * لجينا وغطى سطحها الماس والتبر
معادن أخفاها وقدرها الثرى * فكان لها شان وكان لها قدر
حبانا بها الوادي فكان وفاؤه * عميما، ولكن الوفاء له نذر
جرى اليسر دفاقا إلى غير أهله * وحلت بأهليه المجاعة والعسر
أفيقي بلاد الضاربين بيوتهم * على مفرق الدنيا وقولي كفى السكر
وغيضي زيوت الرافدين ونفسي * عن الناس، أو فيضي ليندلع الشر
سلوا دجلة هل في الضفاف خميلة * وهل في شواطيها يرى غصن نضر
وقولي لها أين الزهور ضواحكا * إذا اندفعت دفاقة أورق الصخر
دعوها فقد غاض الرجاء وصوحت * حقول ضواحيها وجف بها الغدر
وقال يرثي والدته:
هذا سريرك لكن أين مثواك * وأين أنت وما ذا في مصلاك
مناحة شقة الأجواء وانطلقت * تبكيك للملأ الاعلى وتنعاك
ونكبة تركتنا في محافلنا * ما بين باكية العينين أو باك
أماه اينك عند الصبح مشرقة * يفيض بشرا على الدنيا محياك
فلا الصباح صباح عند روعته * ولا النسيم نسيم دون رياك
ما غاب مرآك عن قلبي وعن بصري * ملء الفؤاد وملء العين مرآك
قبلت كفيك اجلالا فروعني * ان لا تقبل للتوديع كفاك
كانت حياتي كالأعياد ضاحكة * فعاد ثغر حياتي غير ضحاك
لست الحزين الذي تنسى فجيعته * انا الحزين الذي هيهات أنساك
ما انفك ثغرك عند الموت مبتسما * كأنما الموت عيد حين وافاك
يا شعلة النور والآفاق مظلمة * من ألهب الحزن في الدنيا واطفاك
خلا مصلاك من نجوى محببة * في ذمة الله نجوانا ونجواك
لله نعشك والدنيا تشيعه * إلى الغري فطوباه وطوباك
نسري تباعا إلى غاياتنا زمرا * سيان غاية مسرانا ومسراك
من يستطيع جزاء الأم معذرة * أماه لو كان مقدورا جزيناك
وقال
هذا الذي يبدو على قسماتي * اثر الغرام فما تقول وشاتي
صوني جمالك عن عيوني وانظري * اني أخاف عليك من نظراتي
كذب الذين تعبدوك فإنني * وحدي تعبدت الجمال الذاتي
رفقا بقلبي ان يسيل بأدمعي * فتنبئيه لقد جرت عبراتي
وضعي يديك على ضلوعي واسمعي * خفق الفؤاد ودقة النبضات
بصبابتي، بك، بالمحبة، بالهوى * بالشوق، بالحسرات، بالزفرات
لا تسمعي قيل الوشاة فإنهم * جفت قلوبهم من الرحمات
وإذا تكاثفت الشكوك فخاطبي * حركات قلبك واقرئي حركاتي
اني سمعت شكاة قلبك خافقا * أو ما سمعت ظلامتي وشكاتي
بدمي طلبتك أنت سافكة دمي * أ فتنكرين شهادة الوجنات
بيني وبينك في الغرام قرابة * تفدى بكل علاقة وصلات
رحماك بالصلة القريبة انها * في الحب تعصمنا من الشبهات
حب يغذيه العفاف منزه * عما يدنسه من الشهوات
وقال
تبسم الدهر سرورا وفرح * وطائر الاقبال باليمن صدح
وأينع الغصن الرطيب مورقا * حتى غدا يخرج باللين المرح
وزف لي خمر الهنا منادم * وما سوى المبسم للخمر قدح
ومسكة الخال بطرس خده * كزورق عام بماء وطفح
يراع حسن خط في وجنته * نقطة مسك طيب رياه نفح
مذ وقعت في خده مغلطة * قد كتب الحسن على خديه صح
شرحت لي متن الهوى مطولا * فضاف وسع خاطري وما انشرح
لحرب عينيك أميل طربا * فلا تقل قلبي إلى السلم جنح
أكلف البدر على كماله * ورام يحكيك جمالا فافتضح
وشح لي ذيل الدجى بصده * موشح الخصر فكم جاد وشح
فيا شحيح الوصل صل فربما * جاد بخيل بالوصال وسمح
قدحت زند الشوق في جوانحي * فيها سوى ذكرك قط ما انقدح
يستل من أجفانه صفيحة * أسال فيها مهجتي وما صفح
تبلجت عن غسق طرته * فانشق لي من غسق الليل الوضح
ينضح ماء الورد من وجنته * رب اناء بالذي فيه نضح
ما لي سوى ريقك من مدامة * فهاتها مغتبقا ومصطبح
تشابها رضابه وخمره * فلست أدري مم يسقيني القدح
منحته ودي لولا أنه * اعرض عن قلبي دلالا وصفح
يا رائشا بهدبه نباله * جعلت قلبي لمراميك شبح زندك لم يحسس حصاة كبدي * فكيف بالوجد شراره انقدح
وقال
تطلعت إلى الجو * وقلبي دائم الخفق
فأبصرتك في السرب * وشاهدتك في الأفق
بمن سواك كالطير * فهل أنت من الخلق
(٥٣٢)

أم من عائلة البلبل * أم من مجمع الورق
إذا غنيت في الحب * فغني باسم من أهوى
وان لج بك الشوق * فبثيه مع النجوى
فما شكواك لليل * أ يصغي الليل للشكوى
لانت سلوة النفس * وما أحلى من السلوى
على الشاطئ صداح * هنيئا لك يا دجلة
سأرعى النجم للصبح * وأحيي الليل في الحفله
فأهلا ظبية النيل * ومرحى جارة الرمله
وبوركت على السير * وهنئت على الرحلة
إذا امرك الدل * فقد توجك الطهر
وان كان لك الكوخ * فقد عاد لك القصر
وان قلت بك الشعر * فمن إلهامك الشعر
لك الأمر على القلب * وعينيك لك الأمر
سلام أم كلثوم * سلام أنت مصباحي
لقد هيجت أحزاني * كما هيجت أفراحي
فيا أغرودة الروح * تعالي لست بالصاحي
أمن يسكر بالحب * كمن يسكر بالراح
هنيئا لك بغداد * فهذي أم كلثوم
من الغيد الأعاريب * أتتنا لا من الروم
لقد أحيت لياليك * بتغريد وترنيم
فعذرا فرحة النفس * إذا قصر تكريمي
أعيدي السجع والصدحا * وغنينا إلى الفجر
فهذي الأنجم الزهر * مطلات مع البدر
فغني أروع الشعر * وصوغيه من النحر
فمن نحرك للثغر * ومن ثغرك للنحر
وقال
حمامة هذا الغصن بالله ارجعي * فقد سكنت نفسي إليك ومسمعي
خذيني إلى الدوح الذي تعتلينه * والا فخير العيش ان تنزلي معي
خذيني إلى الوكر الذي تألفينه * فثم كرى عيني وثمة مضجعي
خذيني إلى الجو البعيد لعلني * أجاور موجات الأثير المشعشع
حمامة هذا الدوح والدوح مهجتي * وفي المشرق العالي فؤادي واضلعي
تربعت ذاك الايك عرشا فليته * أريكتي العلياء أو متربعي
دعيني فلي تحت الغصون مناحة * ولي فوقها تغريدة المتفجع
كلانا محب مستهام مودع * حبيبا فيا وجد المحب المودع
تعلمت منك الشعر والشعر نغمة * تحرك أوتار الفؤاد المقطع
تعلمته أغرودة مستلذة * تذاب بأنفاسي وتجري بأدمعي
وقال:
هي النفس هذبها بما تستطيعه * فليس سواها بين جنبيك من نفس
وصبح بها الاخلاق فهي غنائم * فإنك لا تدري أ تصبح أم تمسي
وجدد من الذكر الجميل مراسما * لنفسك واترك دائر الشرف المنسي
فإنك حي ما نسبت لها الابا * وانك ميت ما انتسبت إلى الرمس
وأنت ابن هذا اليوم فاعمل لوقته * فلم تملك الآتي ولم تغن بالأمس
وقال
بكيت على شبابك حين أضحى * ضحية خلقك التعس الذميم
فتنت الأغبياء بعطف غصن * وطلعة كوكب وبطرف ريم
زررت البرد أنعم من حرير * على جسم أرق من النسيم
أناشرة الفروع على متون * خبثت وأنت طيبة الاروم
أزائنة الطلى بعقود در * مرصعة بلؤلؤها النظيم
فديتك ما العقود الدر زين * لجيدك بل عقود من علوم
وقال في الصحف
صوت الشباب وصيتها الصحف * تجري بهم للمجد ان وقفوا
ما ذا أقول وكيف أذكرها * وباي وصف مثلها أصف
ان قلت داعية العلا فلها * ولأهلها العلياء والشرف
الناطقات ونطقها حكم * والحاكمات وحكمها النصف
والعادلات فلم يلم بها * كلا ولا برجالها الجنف
والمنزلات على الأولى ظلموا * رجزا بما ظلموا وما اعتسفوا
فهي اللواتي أينما ثقفت * تأتي عليهم أينما ثقفوا
عكفت تندد بالذي فعلوا * وهم على مرضاتها عكفوا
من كل سائرة مغلفة * كالدر اطلع وجهه الصدف
لا البحر يمنع ان تخب به * سيرا ولا المتباعد القذف
المورقات فكل زاهرة * في مجتلاها روضة انف
بيضاء ما وشيت بأسودها
الا تلاقى الصبح والسدف
فإذا ترى لونيهما اختلفا * فالناس من أجليهما ائتلفوا
عرفوا الحقوق وكل عارفة * فيها ولولاها لما عرفوا
ولمنكري آياتها كشفت * عن حجة كالصبح فاعترفوا
كم سددت بالحق أسهمها * لكن قلب الباطل الهدف
الداعيات لكل سالفة * غراء ابقاها لنا السلف
اخلاق علامين ان وعدوا * لم يخلفوا حاشاهم الخلف
قوم إذا ما الضيم أوترهم * نهضوا له بالعزم فانتصفوا
لا يتلف المعروف بينهم * هيهات بل يحمى ولو تلفوا
لا يأسفون على فنائهم * فيه وحق عليهم الأسف
لهم إلى العلياء متجه * وبهم عن الفحشاء منصرف
لم يتبعوا بالحلف قولهم * فإذا دعوا فالصدق ان حلفوا
ترفت ضمائرهم فما بطروا * فيها ولا أغواهم الترف
كم مفخر أبدوه مخترعا * لله ما اخترعوا وما اكتشفوا
الحاج ميرزا باقر الطباطبائي
ولد سنة ١٢٨٥ في تبريز وتوفي فيها في شهر رجب سنة ١٣٦٦ ونقل
جثمانه إلى قم فدفن فيها.
(٥٣٣)

كان رأس الأسرة الطباطبائية ومن أفاضل العلماء. تلقى مبادئ
العلوم العربية والدينية في تبريز ثم سافر إلى النجف الأشرف ومكث فيها
خمسة أعوام حضر خلالها دروس الاعلام كالرشتي والمامقاني والشربياني.
وفي سنة ١٣١٤ عاد إلى تبريز فمكث فيها أربعة أعوام ثم عاد إلى العراق
وحضر درس السيد محمد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني والسيد
محمد باقر الاصطهباناتي والحاج رضا الهمداني وسنة ١٣٢٤ رجع إلى تبريز
حيث أقام فيها عاملا على ترويج شعائر الاسلام ونشر احكامه وتدريس
الطلاب وله عدة تاليف في الفقه وغيره لم تطبع. تخلف بالميرزا محمد علي
القاضي الطباطبائي.
السيد ميرزا باقر ابن السيد حسن بن خليفة سلطان الحسيني
قال الشيخ عبد النبي القزويني في تكملة أمل الآمل ميرزا باقر
الخليفة السلطاني كان من الصدور في زمن الشاه حسين الصفوي وكان
فاضلا فائقا بارعا في الفقه وله تعليقات على شرح اللمعة وكان حيا إلى
أوائل دولة نادر شاه وعمر طويلا ولم أره انتهى ومات في أوائل الدولة
النادرية كان صدرا أعظم على عهد السلطان الشاه حسين الصفوي وكانت
الصدارة في ذلك العصر لا تعطى إلا لأجلاء العلماء. له مصنفات منها
رسالة في الشكوك وتعليقات على شرح اللمعة.
الشيخ باقر ابن الشيخ حسن ابن صاحب المقابيس الشيخ أسد الله التستري
الكاظمي
مولده ووفاته
ولد في الكاظمية سنة ١٢٥٨ وتوفي فيها في ١٨ صفر سنة ١٣٢٦
ودفن في مقبرتهم المشهورة في الكاظمية، وأرخ وفاته ابن أخيه الشيخ محمد
ابن الشيخ محمد تقي بقوله
لله نازلة بها ساخت ذرى * الاسلام والدين الحنيف بها انطمس
وبها الأمين الروح أعلن هاتفا * أرخت بعد الباقر الشرع اندرس
أحواله
كان مشهورا بالفضل والعلم والورع والتقوى زاهدا حسن السيرة
ساهرا في ليله ساعيا في نهاره إلى طلب العلم والسبق إلى الفضيلة.
مشايخه
قرأ على أفاضل علماء الكاظمية ثم هاجر إلى النجف فقرأ على الملا
أحمد الإيرواني، وحضر مجلس درس الشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ
راضي ابن الشيخ محمد الفقيه النجفي المشهور وغيرهم.
مؤلفاته
١ رسالة في إمكان الحيض ٢ رسالة في البيع ٣ رسالة في
معاملات الصبي ٤ رسالة لب اللباب في مختصر البراءة والاستصحاب
٥ ميزان الحق لاختيار المذهب الأحق في مجلدين وكلها موجودة بخط يده
في مكتبة ولده الشيخ مرتضى وكان الأخير هو رد المنحة الإلهية للألوسي.
الشيخ باقر ابن الشيخ حسين مروة العاملي الزراري
توفي سنة ١٣٠٣ في الكاظمية ونقل إلى المشهد المقدس الغروي فدفن فيه.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا هاجر من جبل عامل إلى النجف
الأشرف لطلب العلم وقرأ وحصل ودرس ثم وافته منيته في بلد
الكاظم ع وكان جاءها لتغيير الهواء وجاء نعيه إلى جبل عاملة ونحن
يومئذ في مدرسة بنت جبيل فقلت ارثيه وأعزي عنه ابن عمه الشيخ محمد
حسين مروة نزيل دمشق الشام بهذه القصيدة
هو الدهر بادي الغدر جم دواهيه * فأي وفاء للزمان ترجيه
وحسب الفتى في دهره الموت واعظا * واي امرئ سهم المنية يخطيه
وهل يسلم المطلوب والموت طالب * تخب به أيامه ولياليه
خليلي هل أبصرتما غير هالك * ترن بسمع الدهر أصوات ناعيه
وحي لأنواع الهموم مكابد * تكاد تسيخ الشم مما يقاسيه
فيا لاهيا لا يزعج الخوف قلبه * من الله إذ كان الزمان يواتيه
تزود من الفاني لما هو دائم * وابق من الماضي لما أنت لاقيه
ولا تغترر ان نلت في دهرك الغنى * فعما قليل تغتدي وتخليه
وليس الغنى الا عن الشئ لا به * فذلك عين الفقر لو أمعنوا فيه
ولا تغترر بالدهر ان كان مقبلا * عليك فان الدهر جم مساويه
فعزته ذل وراحته عنى * وكثرته قل وكاسيه عارية
لقد ذل من اعطى الزمان قياده * وضل فالقى نفسه في مهاويه
ولا يهتدي من كان قائده الهوى * وما ضل من قد سار والعقل هاديه
وكم من مرج ان يتم له المنى * وتسعده الأيام خابت امانيه
وما من سهام الموت حي بسالم * وكل امرئ سهم المنية يصميه
قضى عطر الاردان والذكر باقر * فقل للجوى فليقض ما هو قاضيه
أناديه لا تبعد وبيني وبينه * فجاج بعيد القصد قفر مواميه
واخفي الجوى عن صاحب بتجلدي * فيظهر دمع العين ما انا مخفيه
وأبيض لا يستغرق القول وصفه * ولا تبلغ الأقلام كنه معانيه
جواد اتي في حلبة الفضل سابقا * واربت على هام السماك معاليه
لئن كنت للعلياء عنه معزبا * فاني بقرب المرتضى لمهنيه
وأبقى على نفسي بقاء محمد * ولولاه اضنى مهجتي ما الاقيه
لقد أبصر الناس الرشاد بهديه * وما الرشد الا امره ونواهيه
له منطق عذب المذاق كأنه * جنا النحل طابت للنفوس مجانيه
ولكنه قد يصبح الشهد علقما * على من أصابته المرارة في فيه
صبرنا به عن هذه وبصبره * فكيف بحسن الصبر فيها نوصيه
خليلي عوجا بالغري وعرجا * على جدث سام ثوى المرتضى فيه
امام هدى لا يدرك العقل كنهه * به جمع الأضداد من هو باريه
توسل به ان نالك الدهر بالأذى * وهل تختشي والدهر بعض مواليه
وبالبضعة الزهراء والعترة الأولى * بهم يمنح الرحمن ما هو معطيه
عليهم سلام الله ما هبت الصبا * وما صاح بالركب المغلس حاديه
سقى الله بالرضوان تربة باقر * حيا وابل ودق تسح غواديه
ومن شعره قوله يعاتب شبيب باشا الأسعد وأرسلها اليه من النجف إلى
جبل عامل
تخذتك عزا تقيل العثار * إذا كشر الدهر عن نابه
وتحفظ ودي إذا الدهر جار * وتدرأ ما ناب عنا به
نقضت وداد بعيد المزار * وشبت طلا الحب في صابه
فيا ليتني لا ذكرت الديار * ولا حن قلبي لأحبا به
(٥٣٤)

غرست ولكن ستجني الثمار * وربك أحمى لأحزابه
نزلنا بصاحب ذات الفقار * وفزنا بتقبيل أعتابه
صحبناه ليثا حمي الذمار * أ ينزل ضيم بأصحابه
وحاشا وذاك على الأسد عار * إذا طرق الليث في غابه
وما الدهر الا كثوب معار * يعاد وأهلوه أولى به
فنعتاض عنه بشد الإزار * ولا يد من خلع أثوابه
السيد باقر بن السيد حيدر بن السيد إبراهيم الحسني الحسيني الكاظمي
توفي سنة ١٢٩٠.
قرأ على الشيخ محمد علي بن المولى مقصود علي وعلى الشيخ محمد
حسن ياسين وقرأ عليه السيد حسن الصدر. له كتاب في الفقه
الاستدلالي.
الميرزا باقر الطبيب ابن الميرزا خليل الطبيب الطهراني النجفي
ولد في كربلا سنة ١٢٦١ وتوفي في النجف سنة ١٣٣٢ ودفن مع
أخيه الميرزا حسين في مقبرتهم بجوار المدرسة المعروفة بمدرسة القطب.
كتب لنا ترجمته بعض أفاضل طائفته فقال ما حاصله كان والده
الميرزا خليل من مشاهير الأطباء بالعراق على طريقة الطب اليوناني كما يأتي
في ترجمته وتخلف بخمسة أولاد كان ثلاثة منهم من مشاهير الأطباء واثنان من
مشاهير العلماء الفقهاء فالأطباء الميرزا محمد والميرزا باقر صاحب الترجمة وهو
أصغر اخوته الخمسة والعلماء الملا علي والميرزا حسين. أخذ المترجم الطب
أولا عن أبيه ثم عن أساطين عصره من الإيرانيين حتى برع فيه وأخذ عنه
الطب جماعة انتفع بهم الناس منهم ولده الميرزا صادق وتقدم في المنطق
والكلام وقرأ الفقه والأصول على الآقا رضا الهمذاني وله في الطب والكلام
نظريات عارض بها ابن سينا وبعض حكماء اليونان وجدناها في أوراقه ولم
نعثر له على مؤلف في الطب مع عزمه على ذلك وكان له ذوق في الشعر
العربي والفارسي وميل للشعر والأدب عثرنا له على هذين البيتين مخاطبا بهما
صديقا له سجنه عاكف باشا
لا غرو انك قد سجنت بحبس من * هو عاكف أبدا على الجحد
ما أنت الا صارم ذكر * والسيف لا يبقى بلا غمد
هذا حاصل ما كتبه لنا بعض أقربائه في ترجمته ونحن قد شاهدناه أيام
مجاورتنا بالنجف الأشرف وعاشرناه وراجعناه للتطبيب فوجدناه طبيبا ماهرا
وكان على جانب من حسن الاخلاق ولطف المعاشرة وكان إذا جس نبض
المرأة عرفها انها حامل أو لا. ومن طريف أحواله أن عوام النجف كانوا
يتشاءمون من دخوله إلى مريضهم فيخافون عليه الموت لما اتفق موت كثير
من المرضى حين طببهم وسبب ذلك ان الناس يغلب عليهم الفقر فلا
يتطببون عنده لأنه يريد اجرة كطبيب فيذهبون إلى صغار الأطباء لأن
أجرتهم زهيدة فإذا كان المرض خطرا وأشفى المريض على الموت التجأوا
حينئذ إلى الميرزا باقر فيموت المريض تحت يده لأنه ليس عيسى بن مريم
فيقولون انه مات من شؤمه ولله في خلقه شؤون.
الحاج ملا باقر بن عبد الكريم الدهدشتي البهبهاني الكتبي النجفي
صالح ورع تقي محدث متتبع، كان يتجر ببيع الكتب بالنجف
الأشرف في الصحن الشريف العلوي وهو والد الحاج علي محمد الكتبي
الذي عاصرناه في النجف جمع المترجم كتابا مما عنده من الكتب المتنوعة
أسماه الدمعة الساكبة فرع منه في ذي القعدة سنة ١٢٧٩ في النجف
الأشرف وهو في أحوال النبي ص والزهراء والأئمة الأحد عشر عدا صاحب
الزمان ع كبير طبعه ولده الحاج علي محمد الكتبي بعد وفاته ثم
طبع مرة أخرى، وله كتاب الغيبة الصغرى أفرده في أحوال صاحب الزمان
لم يطبع وقد قرظ الدمعة علماء ذلك العصر وأدباؤه بعدة تقاريظ منثورة
ومنظومة فمنها تقريظ وتاريخ الشيخ إبراهيم بن الشيخ صادق العاملي قال
فيه وبعد فيقول العبد الفقير إلى الله الغني إبراهيم ابن المرحوم الشيخ
صادق العاملي اني لما فرقت حواسي الخمس في ست جهات هذا التاليف
واطلقت أعنة أفكاري الخمس في حلبات هذا الكتاب الشريف وجدته أهلا
لأن أوجه اليه لسان المديح واعلق عليه جمان الثناء المليح فأنشأت هذه
الأبيات متقربا بنظمها إلى فاطر الأرض والسماوات ومنه سبحانه وتعالى
استمد التوفيق للأعمال الصالحات في جميع الحالات
هذا كتاب أشرقت للهدى * في الأفق منه أنجم ثاقبه
تغبطه الكتب جميعا كما * قد غبطت كتابها كاتبه
ألفه باقر علم رقى * من كل طود للعلى غاربه
اطرى به فضل الهدأة الألى * ذكر علاهم طاعة واجبه
وبث ما ساق الأعادي لهم * من محن نائبة نائبه
وربما أوما للقدح في * أئمة الغي من الناصبه
مؤلف أسطر أوراقه * أمست لابراد الأسى ساحبه
وفي نواحي الأرض قد أصبحت * نائحة ناعية ناحبه
وفي خطوب الآل أضحت على * منابر الدنيا هي الخاطبه
ولم يقم مأتم حزن لهم * الا وقد كانت هي النادبه
تبكي وتبكي الناس طرا دما * منهمعا كالمزن الصائبة
وأدمعا صعدها لاعج * من كبد مقروحة ذائبه
من اجل هذا يوم تاريخه * قد وسمت بالدمعة الساكبة
سنة ١٢٨٦
ولا يخفى انه حسب هاء الدمعة ثاء وهو خلاف المعروف من أن
العبرة بما يكتب لا بما يقرأ.
وقال الشيخ أبو سهل أحمد بن الشيخ حسن ابن الشيخ علي السعدي
النجفي المعروف بقفطان مقرظا ومؤرخا
لله أي مؤلف * قد حاز من غرر المناقب
وأبان من سبل الهدى * ما للعداة من المثالب
فكأنه فرقان أحم‍ * د جامع جم المطالب
ما ذرة عنه ولا * مثقال ذرة عنه عاذب
فكأنه الشمس المني‍ * رة في المشارق والمغارب
أو انه بدر به * يهدي الذي في الليل سارب
أو روضة غناء من‍ * ها يجتنى زهر الرغائب
هي جنة الاخبار ما * فيها سوى حور كواعب
ومناقب لو شامها * رب العناد لجاء تائب
رغمت بها آناف كل * معاند لهم محارب
وغد بنهج ضلاله * عن منهج الارشاد ناكب
هي دمعة سكبت لما * نال الميامين الأطائب
من آل فاطمة الأولى * حاسوا الكتائب بالكتائب
(٥٣٥)

في الذكر ذكرهم اتى * سل هل اتى عنهم تجاوب
هذي مصائبهم لقد * ألفتها بعد المناقب
تاريخها جاء دمعة * سكبت لاملاء المصايب
سنة ١٢٧٦
وقال الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ أحمد شكر النجفي مقرظا ومؤرخا
لله أي كواكب الاشراق * برزت بغرة هذه الأوراق
وشموس معرفة تجلى نورها * فجلا السرار بومضه البراق
وكنوز رشد لا يضل أليفها * يزداد ما فيهن بالانفاق
وعرائس برزت بآية حلة * زفت لطالبها بغير صداق
جمعت لآل الله أي مناقب * أضحت لعين القلب كالأحداق
ماء الحياة يفيض من صفحاتها * يروي غليل الواله المشتاق
مدت لاطناب المعارف والهدى * في هامة الجوزاء اي رواق
ومثالب ترمي العدو صواعقا * عن ثاقب أغنت وعن احقاق
حجج تذيق الخصم مر ذعافها * أصبحن في الأعناق كالأطواق
فلكم رقى فيها مؤلفها من ال‍ * عليا مقاما لم ينله راقي
ولكم بمضمار الهداية قد حوى * قصب السباق بسابح سباق
ومكارما شهدت صريحا انه * فرع النجابة طيب الأعراق
فحباه رب العرش من آلائه * وسقاه بالكاس الامام الساقي
وأصاب في أقصى الرشاد مؤرخ * هي دمعة سكبت من الآماق
سنة ١٢٧٤ وقال السيد صالح نجل السيد مهدي القزويني النجفي
لله درك جامعا لمناقب * كشفت لليل الجهل ثوب ظلام
لم تولها جمعا لحصر عدادها * انى وقد بعدت عن الأوهام
لكن دعاك لذاك صدق ولائها * من عالم الأصلاب والأرحام
لم ترض قلبك واللسان شهوده * حتى أقمت شهادة الأقلام
وقال الميرزا محمد الطهراني
صنت شعري عن هوى خد مورد * وعشيق يتثنى مائس القد
لا ولا غازل فكري غزل * بغزال ساحر الالحاظ أغيد
كل وصل جاء هجر بعده * اسفا في مثله شعر يخلد
إنما اتبعت فكري واصفا * رتبة من دونها نسر وفرقد
حل فيها باقر العلم ومن * بكمال الخلق والخلق تفرد
طالما طالب من أهل الكسا * جمع اخبارهم حتى تأيد
كل ما عنهم وفيهم ولهم * من حسان ومراسيل ومسند
في الرزايا والمزايا والعطا * وصفات لهم جازت عن الحد
وجلايا مكرمات في الورى * وكرامات لهم بالفضل تشهد
وكروب وحروب وخطوب * وسحايا لست تحصيها بعد
جمع الكل بتأليف غدا * نظمه بالحسن والنثر تفرد
ولعمري انه في جمعه * ومعاليه بهذا العصر أوحد
ولقد قلد جيد العلما * بدرار خلتها نورا تجسد
أيد الدين بما جاء به * سيد الاسلام لا زال مؤيد
السيد باقر بن علاء الدين كلستانة
عالم فاضل من تلامذة العلامة المجلسي.
الشيخ باقر بن علي بن حيدر المنتفقي
ولد في النجف وفيها نشا كما في بعض المجاميع ويظهر من غيرها انه
نشا في سوق الشيوخ وتوفي في الشعيبة أثناء الحرب العامة في المحرم سنة
١٣٣٣ وحمل إلى النجف فدفن فيها واصله من سوق الشيوخ.
والمنتفقي نسبه إلى المنتفق قبيلة عربية عراقية مشهورة. أخذ عن
علماء النجف وكان من أفاضل تلامذة الشيخ ملا كاظم الخراساني ثم خرج
إلى سامراء فاخذ عن الميرزا الشيرازي وبعد وفاته عاد إلى النجف فأقام فيها
مدة وحضر درس الشيخ ملا كاظم الخراساني في الأصول فعرضت مسالة
من مسائل الحكمة العقلية تكلم فيها المترجم فقال له الشيخ ملا كاظم هذا
ليس من شغلك فغضب وقام من حلقة الدرس ولم يعد اليه ثم عاد إلى
سوق الشيوخ فأقام فيها وتصدر ونفذت كلمته في السواد وأطاعه خلق وقد
استنفر في الحرب التركية الإنكليزية جماعة من العرب خرج بهم إلى الشعيبة
واستنهض العلماء ومرض في أثناء ذلك فمات. رأيته في النجف بعد رجوعه
من سامراء وكان معروفا بالفضيلة وكان ابن عمنا السيد علي ابن السيد
محمود يثني على فضله. ومن شعره قوله من قصيدة
يا رسولي إلى الرسول مغذا * فوق كوماء مثل قصر مشيد
قف بها في البقيع لوث ازار * مستفزا بني نزار الرقود
يا اسود العرين شم العرانين * وعز الذليل غيظ الحسود
ان حربا شنت عليكم حروبا * شاب منها أو كاد رأس الوليد
خلف ولديه الفاضلين الشيخ جعفر والشيخ محمد حسن.
الملا باقر بن غلام علي التستري النجفي المجاور بمكة المكرمة
توفي سنة ١٣٢٧ في بمبئي راجعا من مكة المكرمة بعد حجات عديدة
وحمل إلى النجف فدفن هناك.
كان عالما فاضلا زاهدا عابدا قانعا خشن اللباس جشب العيش رأيناه
بالنجف الأشرف وعاصرناه سنين عديدة قرأ على الشيخ مرتضى الأنصاري
وعلى الحاج ملا علي بن ميرزا خليل الرازي النجفي وحضر أخيرا على أخيه
الحاج ميرزا حسين بن ميرزا خليل وكان مصابا بإحدى عينيه ولم يكن له
حظ في غير العلوم العربية و الرجالية والهيئة وشبه ذلك. فكان ماهرا في
النحو والصرف والهيئة متبحرا في الرجال والحديث متضلعا في اللغة حتى أنه
كان يحفظ القاموس أو أكثره ويتكلم الفصحى جماعة للكتب حتى اجتمع
عنده ما لم يجتمع عند أجلاء العلماء المولعين باقتناء الكتب واجتمع عنده من
خطوط العلماء ما لم يجتمع عند غيره من أهل المكتبات الشرقية وما حضرت
مرة في الصحن الشريف في النجف يومي الخميس والجمعة اللذين تعطل
فيهما الدروس وتقام سوق لبيع الكتب بالمزاد الا وجدته هناك إلى أن يحين
الانصراف وما نودي على كتب مخطوطة الا وأخذ يقلبها وينتقي منها وكان
يأتي في بعض الأيام بكتب من عنده مخطوطة ويسلمها للدلال ليبيعها فيزهد
الحاضرون في شرائها لعلمهم انه لو كان فيها خير لما خرجت من تحت يده
ولأبقاها لنفسه.
وكتب بخطه الجيد نسخا كثيرة ومجموعات ومنتخبات. وكان له
اتصال تام بأمير مكة الشريف عون الرفيق باشا وكان الشريف يكرمه
ويعظمه ويكثر مجالسته على ما فيه من خشونة اللباس. حضر إلى دمشق آيبا
من الحج ببعض السنين ورأيناه بها وقد اكتفى بلبس ثوب واحد أبيض
(٥٣٦)

يشمل جميع بدنه وأرسله الشريف عون في تلك السنة مع بعض رجاله إلى
عبد الرحمن باشا اليوسف أمير الحاج الشامي وأركبه بغلته وأوصاه به
فاحترمه الباشا وأكرمه وخيره بين ان يكون عنده في خيمته الخاصة على
طعامه الخاص وأن يكون في خيمة خاصة به مع القيام بجميع ما يلزمه وبين
ان يركب في كجاوة أو تختروان أو على دواب الباشا الخاصة كل ذلك امتثالا
لأمر الشريف الذي يرجوه الباشا ويخشاه فأبى جميع ذلك وركب على جمل
اكتراه لنفسه.
له كتاب تحديد الأماكن الشريفة التي بمكة المعظمة وذكر خصوصياتها
ومساحتها بالذراع والشبر وغيرهما وله تعليقة على الفوائد الرجالية الخمس
المصدر بها تعليقة الآقا البهبهاني كتبها حين قراءته الفوائد على الحاج ملا
علي بن ميرزا خليل، وله التذكرة في مجلدين كبيرين في الحكايات النادرة
والفوائد النافعة في العلوم الأربعة عشر. الكلام. المنطق. الصرف.
النحو. اللغة. التجويد. المعاني. البيان. البديع. التفسير. الرجال.
الحديث. الفقه. الأصول في مجلدين كبيرين فرع من أولهما في مكة المعظمة
١٢ ذي القعدة سنة ١٣٢٤ ومن الثاني سنة ١٣٢٦ وأورد في المجلد الأول
٢٢٠ حكاية وفائدة وفي المجلد الثاني فوائد أخلاقية وغيرها.
الشيخ باقر ويقال محمد باقر بن محمد جعفر بن محمد كافي بن محمد يوسف
البهاري الهمذاني
ولد في قرية بهار من قرى همذان سنة ١٢٧٧ وتوفي بهمذان في شعبان
سنة ١٣٣٣ ودفن بها وقبره معروف.
والبهاري منسوب إلى قرية بهار بباء موحدة مفتوحة وهاء وألف
وراء قرية من قرى همذان وبهار معناه بالفارسية الربيع والفرس يلغزون في
ذلك فيقولون رأيت بهارا في الشتاء، رأيتها في سفري إلى المشهد المقدس
الرضوي عام ١٣٥٣ دعانا إلى ضيافته فيها أخو المترجم الشيخ رضا
البهاري وله فيها مكتبة نفيسة نقلنا منها في هذا الكتاب.
القول فيه
كان عالما فاضلا محدثا متبحرا رجاليا أخلاقيا آمرا بالمعروف ناهيا عن
المنكر وكان من خواص تلامذة ملا حسين قلي الهمذاني الأخلاقي المشهور
وعنه أخذ علم الأخلاق وتهذيب النفس.
أحواله
قرأ أولا في بهار في المكتب ثم أخرجه صاحب المكتب منه بزعم انه
غير قابل للتحصيل ثم صار من فحول العلماء ومشاهيرهم ويقال انه رأى
سيد الشهداء ع في منامه وبشره بذلك وحصل له الفهم والحفظ وكيف
كان ففي ذلك آية على أن للجد والاجتهاد مدخلا عظيما في الارتقاء إلى
الدرجات العالية في العلم كما ينقل عن الفتال المروزي من علماء أهل السنة
وعن ملا صالح المازندراني من علماء الإمامية. وقرأ أولا في بهار على والده
ثم انتقل إلى همذان فقرأ المقدمات في مدرسة الآخوند ملا حسين الهمذاني
على محمد إسماعيل الهمذاني ثم انتقل إلى بروجرد فقرأ فيها مدة على الميرزا
محمود الطباطبائي صاحب المواهب شرح منظومة بحر العلوم حتى أتم
السطوح وقرأ خارجا فنال مرتبة عالية ثم انتقل إلى النجف فقرأ على الملا
حسين قلي الهمذاني الشوندي الأخلاقي الشهير وكان من خواص
أصحابه إلى أن توفي شيخه المذكور ثم عاد إلى همذان بعد أن أقام في
النجف عشرين سنة. ويوجد رجل يسمى الحاج ميرزا باقر بن محمد
جعفر الجندقي من الشيخية له كتاب الدرة النجفية مطبوع ونظرا لاشتراكه
مع المترجم في الاسم واسم الأب ووجود كتاب للمترجم يسمى الدرة
الغروية كما يأتي قد يحصل الاشتباه بينهما فلينتبه لذلك. روى لي ذلك كله
عنه ولده الفاضل الشيخ محمد حسين الذي رأيته بهمذان سنة ١٣٥٣
واستجازني فأجزته.
مشايخه
قرأ على عدة مشايخ منهم والده الشيخ محمد جعفر والآقا محمد
إسماعيل الهمذاني والميرزا محمود الطباطبائي وهؤلاء قرأ عليهم في إيران كما
مر وقرأ في النجف على الشيخ محمد حسين الكاظمي والميرزا السيد محمد
حسن الشيرازي وملا محمد الإيرواني وملا محمد الشرابياني والميرزا حسين
ابن الميرزا خليل الرازي النجفي والشيخ حسن المامقاني وملا كاظم
الخراساني وملا حسينقلي الهمذاني والشيخ محمد طه نجف والشيخ ميرزا
حبيب الله الرشتي وملا لطف الله المازندراني وغيرهم ويروي عنهم بالإجازة
بتاريخ سنة ١٣٠٨ ويروي عن الميرزا حسين النوري بتاريخ ٢٧ ربيع الثاني
سنة ١٣٠٢.
مؤلفاته
له مؤلفات في الحديث والرجال وغير ذلك منها ١ الدعوة الحسينية
إلى مواهب الله السنية في استحباب البكاء على الحسين ع من طرق أهل
السنة ٢ اعلان الدعوة ٣ رسالة في عثمان بن عيسى الرؤاسي العامري
الكلابي ٤ تلخيص رسالة في أحوال أبي بصير وإسحاق بن عمار للسيد
محمد باقر الكاظمي الأصفهاني المعروف بحجة الاسلام ٥ تلخيص سبع
عشرة رسالة للمذكور وهي في اتحاد معاوية بن شريح ومعاوية بن ميسرة بن
شريح وفي محمد بن فضيل الراوي عن أبي الصباح الكناني وفي محمد بن
خالد البرقي وفي أحمد بن محمد بن خالد البرقي وفي محمد بن أحمد عن
العمركي وفي محمد بن إسماعيل عن الفضل في اسناد الكليني وفي أحمد بن
محمد بن عيسى وفي شهاب بن عبد ربه وفي عبد الحميد بن سالم العطار
وابنه محمد وفي عمر بن يزيد وفي سهل بن زياد الادمي وفي محمد بن
عيسى بن عبيد اليقطيني وفي محمد بن سنان وفي حماد بن عيسى الجهني وفي
إبان بن عثمان الأحمر وفي أصحاب الاجماع ٦ رسالة في عدم جواز دخول
الجنب المشاهد المشرفة سماها تنزيه المشاهد عن دخول الأباعد ٧
تلخيص رسالة لشيخه المقدم الذكر في إبراهيم بن هاشم مع حواشي عليها
من المترجم ٨ الدرة الغروية والتحفة الحسينية في ثلاثة مجلدات في أحوال
الحسين ع ابتدأ بتأليفه في النجف ولهذا سمي بالدرة الغروية ٩
مستدرك الدرة ١٠ سلاح الحازم لدفع الظالم في الرد على كتاب تطهير
الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان لابن حجر
الهيثمي ١١ الطلع النضيد في ابطال المنع عن لعن يزيد مع تذييل له في
الرد على ابن حجر ١٢ مطلع الشمسين في فضل حمزة وجعفر ذي
الجناحين ١٣ رسالة في أحوال أخطب خوارزم الموفق بن أحمد بن محمد
المكي مطبوعة مع مناقبه ١٤ تسديد المكارم وتفضيح المظالم وهي رسالة
كبيرة في ذكر الموارد التي وقع فيها التحريف في كتاب مكارم الأخلاق
(٥٣٧)

للفضل بن الحسن الطبرسي المطبوع بمصر من الطابع في مواضع كثيرة أشار
إلى محالها بذكر السطر والصفحة وعليها تقريظ للميرزا محمد حسن
الشيرازي الامام المشهور فرع منها في ربيع الأول سنة ١٣١١ وعليها تقريظ
أيضا من الميرزا حبيب الله الشيرازي والميرزا حسين بن الميرزا خليل والسيد
كاظم اليزدي والشيخ محمد طه نجف والشيخ ملا كاظم الخراساني وقد طبع
مكارم الأخلاق في بلاد إيران على الوجه الصحيح بعد طبعه في مصر عدة
مرات وأشير في الهامش إلى مواضع تلك التحريفات ويظن ان ذلك قد أخذ
من رسالة المترجم لموافقته لها تماما ١٥ رسالة أخرى أخصر منه
١٦ تسديد المكارم أيضا بالفارسية ١٧ أبهى الدرر في تكملة عقد الدرر
في أخبار الإمام المنتظر ليوسف بن يحيى الشافعي من طريق العامة
١٨ رسالة في فضل عمار ١٩ كتاب النور في أخبار الامام المستور وذيله
٢٠ رسالة في مدينتي جابلقا وجابرصا ٢١ رسالة العلائم لاهتداء
الهوائم في علامات ظهور المهدي ع ٢٢ رسالة في شرح آية كن
فيكون وبيان أنها ليست اخبارية ٢٣ رسالة في العدالة ٢٤ رسالة التفصيل في معنى
التفضيل في رد ما ذكروه في معنى التفضيل بين الصحابة
٢٥ الوجيزة في الغيبة ٢٦ حاشية على شرح الألفية لم يتم ٢٧ شرح
قطر النداء لم يتم ٢٨ بدر الأمة في جفر الأئمة ٢٩ التنبيه على ما فعل
بالكتب ذكر فيه ما وقع من التحريف في مكارم الأخلاق وكشكول البهائي
من الطبعة المصرية ٣٠ البيان في حقيقة الايمان ٣١ نثار اللباب في تقبيل
الأعتاب بين فيه استحباب تقبيل العتبة في المشاهد المشرفة ٣٢ حواشي
على قوانين الأصول لم تتم ٣٣ مسائل في الأصول ٣٤ فوائد أصولية في
التسامح في أدلة السنن والاجزاء المطلق والمقيد والمحمل والمبين والمشتق
٣٥ جملة من المسائل الفقهية في صلاة الجماعة ولباس المصلي وأفعال
صلاة المسافر وسهو المأموم واحكام الخلل والزكاة والصيد والإجازة ٣٦
حواش على رسائل الشيخ مرتضى في الأصول ٣٧ رسالة في الأمر مع
العلم بانتفاء الشرط ٣٨ دعوة الرشاد في مدرك اعمال العباد ٣٩ اخبار
وفاة النبي ص ٤٠ روح الجوامع في الرجال ٤١ تعليقة على مكاسب
الشيخ مرتضى ٤٢ جزء في القضاء ٤٣ ايضاح المرام في أمر الامام
٤٤ رسالة في الجمع بين فاطميتين. وهذه الكتب كلها رأيناها بخطه في
همذان عنده ولده الشيخ محمد حسين.
الشيخ باقر ابن الملا محمد القمي توفي في ٢٣ شعبان سنة ١٣٣٤.
كان عالما فاضلا تقيا زاهدا ورعا معروفا بالتقوى موثوقا به عند
الخاصة والعامة وكان يزور الحسين ع راجلا مع جماعة من الأخيار واتفق
لي ان زرت الحسين ع راجلا منفردا أيام مجاورتي بالنجف الأشرف
فصحبته من خان الحماد إلى كربلا فرأيت من زهده وتقواه وحسن أخلاقه
ولطيف معاشرته ما يقصر عنه الوصف. هاجر إلى سامراء فبقي فيها مدة
طويلة أيام الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وبقي يحضر درسه سنين ثم
عاد إلى النجف وكان يصلي بالناس إماما في مسجد الهندي فيمتلئ على كبره
وهذا المسجد من أول بنائه مخصوص بصلاة الأتقياء الابدال كالشيخ حسين
نجف وبعده الشيخ جواد نجف وبعده الشيخ محمد طه نجف وبعده الشيخ
باقر القمي المترجم وبعده اليوم الشيخ علي بن إبراهيم القمي. وكان والد
المترجم من العلماء الأعيان وكان وصيه الحاج ملا علي الكني وكذا اخوه
القائم مقام والده كان من تلامذة الميرزا الشيرازي. تخلف المترجم بعدة
أولاد من كريمة السيد محمد علي الشاه عبد العظيمي أكبرهم الميرزا حسن
من فضلاء تلامذة الملا كاظم الخراساني.
الحاج الملا باقر ابن الشيخ محمد كاظم الشهير بزرگر الرازي النجفي
توفي سنة ١٢٨٣ بالنجف.
وزرگر كلمة فارسية معناها الصائغ وزر اسم للذهب. قرأ أوائل
أمره في أصفهان ثم ورد النجف وأخذ عن الشيخ علي بن الشيخ جعفر
وعن صاحب الجواهر ويروي عنه بالإجازة ثم عن الشيخ مرتضى
الأنصاري وكان كثير العناية به ويعترف بفضله وينهاه عن التلمذة وهو من
أقران الملا الاشرفي والحاج ملا علي الكني الطهراني في الدرس وخرج إلى
طهران واراده أهلها على الإقامة عندهم فامتنع وعاد إلى النجف واقام بها إلى أن
مات وله مؤلفات لم تخرج إلى المبيضة وله في النجف ذرية منهم الشيخ
محمد أحد المجاورين فيها المحصلين.
الميرزا باقر النواب ابن محمد بن محمد بن محمد اللاهجي الأصفهاني الرازي
المدفن
عالم فاضل حكيم له شرح نهج البلاغة وله تفسير كبير في أربعة
مجلدات أحدها في القصص والثاني في الذكرى والمواعظ والثالث في
الأحكام والرابع في الثواب والعقاب.
السيد باقر بن السيد محمد الأمين بن السيد أبي الحسن موسى بن السيد
حيدر بن السيد أحمد الحسيني العاملي النجفي عم أبي المؤلف
كان عالما فاضلا نبيلا جليلا سافر مع أخويه جدنا السيد علي وأخيه
السيد حسن إلى العراق لطلب العلم وقرأ في النجف معهما حتى بلغ في
العلم مرتبة سامية ثم أدركته المنية هناك ولم يعقب غير بنات تزوجت
إحداهن في بغداد والأخرى تزوجت الشيخ حسن بن الشيخ أسد الله
التستري العالم الشهير ولد له منها الشيخ محمد تقي العالم المعروف والشيخ
باقر والشيخ مهدي والشيخ إسماعيل وكلهم من العلماء. ذكره السيد محمد
علي آل صدر الدين العاملي في اليتيمة الصغيرة وعده من علماء النجف
وقال كان مماثلا لابن عمه السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة في ورعه
وزهده وتقواه وعلمه وحلمه و ذكاه وسائر صفاته غير أني ما سمعت له
بمؤلف انتهى ولما توفي رثاه ابن أخيه عمنا السيد محمد الأمين بقصيدة
منها
يا للرجال لصارخ ومنادي * بدر لعامل غاب في بغداد
بدر جرى قلم القضاء بخسفه * يا حبذا لو يفتدى بفؤادي
بدر هوى في الترب إلا انها * نشرت فضائله بكل بلاد
هيهات ما عم كعمي في الورى * بمناقب جلت عن التعداد
السيد باقر بن السيد محمد بن السيد هاشم الهندي الموسوي النقوي
الرضوي النجفي
توفي غرة المحرم سنة ١٣٢٩ أو ٢٨ بالحمى المحرقة عن خمس
وأربعين سنة أو خمسين سنة ودفن بالنجف مع أبيه.
عالم فاضل أديب شاعر ظريف حسن الاخلاق حسن المعاشرة ذكي
الفؤاد أخذ عن والده وعن الشيخ محمد طه نجف وله شعر كثير في اللغة
الفصحى والعامية ومن شعره قوله
بزغت فلاح البشر من طلعاتها * والسعد مكتوب على جبهاتها
(٥٣٨)

بيض كواعب في شتيت ثغورها * قد كان للعشاى جمع شتاتها
وافت كأمثال الظباء وبينها * ذات الدلال دلالها من ذاتها
نجدية بدوية أجفانها * سرقت من الآرام لحظ مهاتها
نشرت على أكتافها وفراتها * شمس سمات الحسن دون سماتها
كالبيض في سطواتها والسمر في * وخزاتها والريم في لفتاتها
سلت صفيحة مقلة وسنانة * حتى رأينا الحتف في صفحاتها
وقوله
ورق الهنا صدحت على أغصانها * وتجاوبت بالبشر في الحانها
والروض من نعمان باكره الحيا * وسرى النسيم الغض في نعمانها
فطفقت أقطف من ورود رياضها * وأشم نشر الشيخ من كثبانها
ولقد مررت على ملاعب رامة * فتشوقت نفسي إلى جيرانها
وبعثت طرفي في رياض المنحنى * فرأى فنون الغنج من غزلانها
ومطاعة فينا الفؤاد يجيبها * لو أنها أومت له ببنانها
قد أرسلت فوق المتون غدائرا * الله في العشاق من ثعبانها
وقوله في أمير المؤمنين
ليس يدري بكنه ذاتك ما هو * يا ابن عم النبي إلا الله
ممكن واجب قديم حديث * عنك تنفى الأنداد والأشباه
لك معنى أجلى من الشمس لكن * خبط العارفون فيه وتاهوا
أنت في منتهى الظهور خفي * جل معنى علاك ما أخفاه
صعدوا نحو أوجه خطرات ال‍ * وهم وهما فكل دون مداه
قلت للقائلين في انك الله * استقيموا فالله قد سواه
هو مشكاة نوره والتجلي * سر قدس جهلتم معناه
قد براه من نوره يوم خلق * الخلق طرا وباسمه سماه
وحباه بكل فضل عظيم * وبمقدار ما حباه ابتلاه
كانت الناس قبله تعبد الطاغوت * ربا والجبت فيهم إله
ونبي الهدى إلى الله يدعو * هم ولا يسمعون منه نداه
سله لما هاجت عليه قريش * من وقاه بنفسه وفداه
من سواه لكل وجه شديد عنه * قد ردنا كلا من سواه
لو رأى مثله النبي لما واخاه * حيا وبعده وصاه
قام يوم الغدير يدعو ألا من * كنت مولى له فذا مولاه
ما ارتضاه النبي من قبل النفس * ولكنما الاله ارتضاه
وهي طويلة وله شعر كثير.
الآقا باقر النجفي في
اليتيمة الصغرى من كبار المدرسين فحل في المعقول والمنقول
امام مجتهد مات في أيامنا انتهى.
الشيخ باقر بن الشيخ طالب بن الشيخ حسن بن الشيخ هادي النجفي
الكاظمي أصلا
تخرج بالشيخ مرتضى الأنصاري كان يعد من أعيان فضلاء العرب
في النجف أديبا شاعرا فمن شعره قوله مهنئا الشيخ محمد حسن صاحب
الجواهر بعرس ابن ابنه الشيخ حسين
حتام تجفو معنى القلب حتا ما * وما اجترحت بشرع الحب آثاما
لي مقلتا سهر لولاك ما همتا * ولي فؤاد شج لولاك ما هاما
أصفيتك الود من قلبي وتمنحني * قلى وتمنح جسمي منك أسقاما
رفقا بمهجة صب أنت ساكنها * يا متلفي كلفا وجدا وتهياما
يلومني منك صاحي القلب من كلف * لو كان يشرب كأس الحب ما لاما
لو لم يكن في خلال اللوم ذكرك لم * أصخ فاسمع عذالا ولواما
من لي بقرب غزال اهيف غنج * ان من بالوصل يوما صد أعواما
يا بانة المنحنى حيتك غادية * ويا زمان النقى بوركت أياما
كم نالت النفس ما تهواه من أرب * وغازل الطرف مني فيك آراما
يا حبذا لفتات للنعيم خلت * كان أيامها قد كن أحلاما
وحبذا عودة للدهر ثانية * ألم فيها سرور النفس إلماما
في عرس انسان عين المجد أكرمها * أبا وجدا وأخوالا وأعماما
فليهنك الفخر إذ أصبحت سبط فتى * أرسى على هامة العيوق اقداما
يعطي العطاء المهنا وهو مبتهج * تراه عند ازدحام الوفد بساما
قد شاع فضلك بين الناس قاطبة * وسار في الأرض انجادا واتهاما
فكم هديت أناسا للطريق وكم * أطلقت من ربقة التقليد أقواما
يا نعمة عظمت قدرا على ملا * لولاك ما عرفوا لله احكاما
جزيت عن أحمد خير الجزاء فقد * أحكمت شرعته الغراء أحكاما
واسلم حليف سرور لا يكدره * ريب الزمان ونعمى ظلها داما
وله يرثي الشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء
من البس العليا حدادا * ومن الهدى ركنا امادا
يوم به للدين أعظم * محنة دهت العبادا
يوم به أودى محمد * من لربع العلم شادا
فليبكه الليل البهيم * فكم جفا فيه الوسادا
فارقت عيشا فانيا * وتخذت خير الزاد زادا
لولا عزاء النفس بالمهدي * من سن الرشادا
علم الهدى بحر الندى * من طاول السبع الشدادا
وبجعفر رب النهي * من جاد بالنعمى فسادا
لقضت علي لواعج * سكنت من الجسم الفؤادا
ما تبصر العينان الا * محسنا منكم جوادا
قامت بكم للعلم سوق * بعد ما شكت الكسادا
من حاد عنكم انما * عن نهج دين الله حادا
ولما رجع الشيخ طالب البلاغي من الحج هناه السيد صالح القزويني
البغدادي بموشحة ومدح جماعة من أصحابه بنحو عشرين دورا منها فقرظ
أدباء العراق هذه الموشحة ومنهم المترجم فقال
عقد نظم أزرى بسمط الجمان * ضاق عن وصفه نطاق البيان
يا له من موشح راقت الألفاظ * منه لرقة في المعاني
يتلألأ سنا كان عليه * فلقا قد أمده النيران
اعجزت آية المجاري سفاها * هل تجارى آي من القرآن
فات سبقا عن مدح من مدحوه * ليت شعري ما ذا يقول لساني
فائز بالسباق في حلبات ال‍ * فضل والمكرمات يوم الرهان
ما دعت باسمه المروعات الا * كن من حادث الردى في أمان
لا تطل في نعوته ان في عين * عياني غنى عن التبيان
(٥٣٩)

الميرزا باقر الأصفهاني (١)
في كتاب نجوم السماء ما تعريبه كان من أذكياء عصره ذكره الشيخ
علي الحزين في كتاب التذكرة فقال ذو المناقب والمفاخر الميرزا باقر طاب مثواه
المعروف بقاضي زاده عباس آباد والموصوف بالفضائل الظاهرة والباطنة
مولده وموطنه أصفهان وكان من أعيان الزمان استفاد علم المنقول من مجتهد
الزمان مولانا محمد باقر الخراساني عليه الرحمة وعلم المعقول من سيد
الحكماء المير قوام قدس الله روحه وصحب والدنا العلامة وكان له عطف تام
على راقم هذه المقالة توفي في عشر السبعين من عمره انتهى.
المولى كمال الدين الحاج بابا ابن ميرزا جان القزويني
يروي بالإجازة عن الشيخ بهاء الدين العاملي وجدت اجازته له على
ظهر كتاب الحبل المتين للمجيز تاريخها سنة ١٠٠٧.
المولى باقي أو عبد الباقي قاضي قاين
توفي ليلة الأربعاء في المحرم سنة ٩٥٦ بسقوط البيت عليه بسبب
زلزلة.
كان عالما فاضلا ماهرا في علم الهيئة من علما دولة الشاه طهماسب
الصفوي. وفي الرياض من غريب ما يتعلق بقاين ما نقله حسن بيك
روملو في تاريخه أنه في سنة ٩٥٦ في زمن الشاه طهماسب الصفوي ليلة
الأربعاء في المحرم حدثت زلزلة في خمس قرى من نواحي قاين هلك فيها
ثلاثة آلاف تحت الجدران ونقل ان المولى باقي قاضي تلك البلاد كان ساكنا
بإحدى تلك القرى وكان ماهرا في علم الهيئة وقد أخبر أهل تلك القرى
بحدوث الزلزلة وأمرهم بالخروج إلى الصحراء وخرج هو باهله وعياله
ومكث إلى نصف الليل ولما أثر فيه البرد رجع مع أهله إلى داره ولما دخلوها
حدثت الزلزلة وهلك القاضي مع أهله تحت الجدران انتهى.
باي سنقر ابن الشاه رخ ابن الأمير تيمور الكوركاني
توفي في ذي الحجة سنة ٨٣٩ أو ٣٨.
عن تاريخ حبيب السير أنه في سنة ٨١٨ ولي حكومة ولايات طوس و
أبيورد وسملقان وجرسكان ونسا واستراباد من قبل أبيه الشاه رخ انتهى
وكان أستاذ عصره في الخط تعلم الخطوط على مولانا شمس الباي سنقري
ومن خطوطه في المشهد الرضوي الكتابة التي على پيش طاق جبهة طاق
المسجد الجامع الذي هو من أبنية والدته كوهرشاه بيگم واسمه مكتوب
هناك وفي الضوء اللامع كان ولي عهد أبيه وفيه شجاعة موصوفة وجرأة
عظيمة.
السلطان بايزيد الايلخاني
توفي في شهر جمادى الأولى سنة ٨٣٣.
هكذا وجد مكتوبا على قبره بالكاشي الفاخر الذي ظهر عندما
شرعت إدارة الأوقاف في اصلاح الصحن الشريف العلوي بالنجف فلما
قلعت الصخور ظهرت سراديب فيها قبور الايلخانيين وذلك من الجهة
الشمالية بين باب الطوسي والطارمة الشرقية و قد شاهدتها حين إقامتي
بالنجف وقد كتب على بعضها ما صورته المبرور شاه زاده سلطان بايزيد
البايسنقري
اسمه شمس الدين البايسنقري.
البترية
في مجمع البحرين بضم الموحدة فالسكون فرق من الزيدية قيل نسبوا
إلى المغيرة بن سعيد ولقبه الأبتر انتهى وروى الكشي في ترجمة سالم بن
أبي حفصة بسنده عن سدير قال دخلت على أبي جعفر ومعي سلمة بن كهيل
وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم
وعند أبي جعفر أخوه زيد بن علي فقالوا لأبي جعفر ع نتولى عليا وحسنا
وحسينا ونتبرأ من أعدائهم، قال نعم. قالوا ونتولى فلانا وفلانا ونتبرأ من
أعدائهم. فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم تبرؤون من فاطمة ع
بترتم أمرنا بتركم الله فيومئذ سموا البترية انتهى وقال الكشي
البترية حدثني سعيد بن الصباح الكشي حدثنا علي بن محمد حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن فضيل
عن ابن أبي عمير عن سعد الجلاب عن أبي عبد الله ع قال لو أن البترية
صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعز الله بهم دينا، والبترية هم
أصحاب كثير النوا والحسن بن صالح بن حي وسالم بن أبي حفصة والحكم
بن عتيبة وسلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وهم الذين دعوا إلى
ولاية علي ثم خلطوها بولاية رجلين ويثبتون لهما امامتهما ويبغضون عثمان
و أصحاب الجمل ويرون الخروج مع بطون ولد علي بن أبي طالب يذهبون
في ذلك إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ويثبتون لكل من خرج من ولد
علي عند خروجه الإمامة انتهى.
البجلي
هو موسى بن القاسم.
بجير بن أبي بجير الجهني
في رجال ابن داود بجير بضم الباء الموحدة وفتح الجيم فيهما انتهى
قال الشيخ في رجاله بجير بن أبي بجير الجهني وقيل مولى شهد بدرا وأحدا
انتهى وفي الاستيعاب بجبير بن أبي بجير العبسي من بني عبس بن
بغيض بن ريث بن غطفان وقيل بل هو من بلى ويقال هو من جهينة حليف
لبني دينار بن النجار شهد بدرا وأحدا وبنو دينار بن النجار يقولون هو مولانا
انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بجير النخعي كان من أصحاب علي ع وحضر معه وقعة الجمل ولما خلص
علي ع في جماعة من النخع وهمدان إلى الجمل قال لبجير هذا دونك
الجمل يا بجير فضرب عجز الجمل بسيفه فوقع لجنبه وضرب بجرانه الأرض
وعج عجيجا لم يسمع باشد منه الحديث.
بحاث بن ثعلبة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي أسد الغابة
بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن
عمرو بن بثيرة بن مشنؤ بن القشر بن تميم بن عوذ مناه بن تاج بن تيم بن
اراشة بن عامر بن عبيلة بن قشميل بن فران بن بلى بن عمرو بن الحاف بن

(١) آخر هو والذي بعده عن محلهما سهوا.
طاب ثراه توفي في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وثمان ماية
هلالية.
(٥٤٠)

قضاعة نسبه هكذا هشام انتهى وفي الاستيعاب بحاث بن ثعلبة بن خزمة
بن أصرم بن عمرو بن عمارة بالفتح والتشديد ابن مالك البلوي من فران
من بلى حليف لبني عوف بن الخزرج شهد بدرا وأحدا هو وأخوه
عبد الله بن ثعلبة هكذا قال ابن الكلبي بحاث يعني بالباء الموحدة والحاء
المهملة والثاء المثلثة ونسبه في بلى من قضاعة. وعن ابن إسحاق نجاب
يعني بنون وجيم وباء موحدة والقول عندهم قول ابن الكلبي. وقد قيل فيه
نحاب من النحيب انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
البحتري
اسمه الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي.
بحر بن زياد البصري
بحر بلفظ البحر مقابل البر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بحر الطويل الكوفي صاحب متاع مصر
لعله كان يتبحر بمتاع مصر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع.
بحر بن عدي أبو يحيى الكوفي الوابشي
عدي بعين ودال مهملتين وياء مشددة بوزن غني والوابشي
بالواو والألف والباء الموحدة المكسورة والشين المعجمة نسبة إلى قبيلة بني
وابش بطن من قيس عيلان وهو وابش بن زيد بن عدوان بن الحارث بن
قيس عيلان بطن من مضر ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع.
بحر العلوم الطباطبائي هو السيد مهدي ويقال محمد مهدي بن السيد رضا بن السيد
محمد.
بحر بن كثير السقا البصري
توفي سنة في خلافة المهدي كما في الطبقات الكبير وغيره.
بحر عن تقريب ابن حجر بفتح أوله وسكون المهملة وكثير
الموجود في كتب أصحابنا رسمه بالثاء المثلثة بوزن زبير ولكن عن تقريب
ابن حجر انه كنيز بنون وزاي ورسم في طبقات ابن سعد كنيز بنون وزاي.
وفي مستدركات الوسائل الظاهر أنهم أضبط في أمثال هذه المقامات
انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي التعليقة عده
خالي المجلسي الثاني ممدوحا لأن للصدوق طريقا اليه ويروي عنه حماد
بواسطة حريز وفيه أشعار باعتماد عليه وقال جدي المجلسي الأول ويمكن
الحكم بصحة حديثه لذلك وفيه تأمل انتهى وجعله جده في الوجيزة
مجهولا وفي مستدركات الوسائل بحر السقا غير مذكور الا في رجال الشيخ
وقد مر ويأتي استظهار كون من يذكر فيه من الأربعة الآلاف الذين ذكرهم
ابن عقدة في رجال الصادق ع ووثقهم ويشير إلى وثاقته رواية حماد عنه
ولو بالواسطة فإنه من أصحاب الاجماع الذين أجمعوا على تصحيح ما يصح
عنهم بناء على أن معناه عدم الحاجة إلى النظر في حال الذين بعده ورواية
حريز الذي عد كل كتبه من الأصول وعد كتابه من الكتب المعتمدة
وتضعيف العامة إياه انتهى. وفي الطبقات الكبير لابن سعد بحر بن
كنيز السقاء الباهلي ويكنى أبا الفضل وكان ضعيفا. وعن تقريب ابن
حجر بحر بن كنيز السقا أبو الفضل البصري من السابعة انتهى وفي
ميزان الاعتدال بحر بن كثير (١) أبو الفضل السقاء الباهلي مولاهم
البصري ووضع عليه علامة ق أي روى عنه ابن ماجة القزويني كان
يسقي الحجاج في المفاوز. قال يزيد بن زريع لا شئ وقال يحيى ابن
معين ليس شئ لا يكتب حديثه كل الناس أحب إلي منه. وقال النسائي
والدارقطني متروك وقال البخاري ليس بقوي عندهم وهو جد أبي حفص
عمرو بن علي الفلاس عن ابن معين لا يكتب حديثه وقال أبو حاتم ضعيف
وكان يحيى القطان لا يرضاه قال ابن عيينة سمعت أيوب السختياني يقول
لبحر يا بحر أنت كاسمك وذكره ابن عدي وساق له نحوا من ثلاثين حديثا
ثم قال ولبحر نسخ منها نسخة رواها عمر بن سهل عنه ونسخة لمحمد بن
مصعب القرقساني عنه ونسخة للحارث بن مسلم عنه وروي عنه بقية
ويزيد بن هارون وهو يروي عن الزهري وقتادة ويحيى بن أبي كثير وهو إلى
الضعف أقرب انتهى وفي تهذيب التهذيب بحر بن كنيز الباهلي أبو
الفضل البصري المعروف بالسقاء روى عن الحسن البصري وعبد العزيز بن
أبي بكرة وعثمان بن ساج وعمرو بن دينار وعمران القصير وقتادة والزهري
وعنه الثوري وكناه ولم يسمه وابن عيينة ويزيد بن هارون ومهران بن عمرو
ومسلم بن إبراهيم وعلي بن الجعد. روى له ابن ماجة حديثا واحدا عن
عثمان بن ساج عن سعيد بن جبير عن علي في السواك. وقال الحربي
ضعيف، وقال الساجي تروى عنه مناكير وليس هو بقوي عندهم في
الحديث. وقال النسائي في الجرح والتعديل ليس بثقة ولا يكتب حديثه
وذكره ابن البرقي في طبقة من ترك حديثه، وقال السعدي ساقط وقال ابن
حبان كان ممن فحش خطاه وكثر وهمه حتى استحق الترك انتهى.
بحر المسلي كوفي
المسلي مر في إسماعيل بن علي. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب بحر مشترك بين
خمسة مجاهيل من رواة الصادق ع انتهى.
عز الدولة أبو منصور بختيار بن معز الدولة أحمد بن بويه الديلمي الملك
في مجمع الآداب مولده بالأهواز يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر
ربيع الآخر سنة ٣٣٢ وقتل في يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من
شوال سنة ٣٦٩ بقصر الجص ومبلغ عمره ٣٦ سنة وخمسة أشهر وأيام
وكانت مدة إمارته إحدى عشرة سنة وقال ابن الأثير قتل سنة ٣٦٧ وعمره
٣٦ سنة وملك ١١ سنة وشهورا.
وفي مجمع الآداب كانت أمه ديلمية ونشا بالعراق فاكتسب فصاحة
العراق وسجاحة الاخلاق انتهى.
قال ابن الأثير في سنة ٣٤٣ خطب بمكة والحجاز لركن الدولة ومعز
الدولة وولده عز الدولة بختيار وفي سنة ٣٤٤ في المحرم أوصى معز الدولة
إلى ابنه بختيار وقلده الأمر بعده وجعله أمير الأمراء. وفي سنة ٣٥٠ مرض
معز الدولة مرضا شديدا فاحضر الوزير المهلبي والحاجب سبكتكين وأصلح
بينهما ووصاهما بابنه بختيار وسلم جميع ماله اليه. وفي مجمع الآداب ولي عز

(١) هكذا رسم في النسخة المطبوعة بالثناء المثلثة وصحتها غير مضمونة فيمكن أن يكون صحف فيها كنيز بكثير لما مر. (المؤلف)
(٥٤١)

الدولة بختيار الأمر بالحضرة بعد وفاة أبيه معز الدولة في يوم الثلاثاء لاثنتي
عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة ٣٥٦ وكان المطيع لله قد لقب
بختيار في أيام أبيه عز الدولة ورتبه لحجبته انتهى قال ابن الأثير في سنة
٣٤٦ لما أحس معز الدولة بالموت عهد إلى ابنه عز الدولة بختيار ولما مات
معز الدولة وجلس ابنه عز الدولة في الامارة مطر الناس ثلاثة أيام بلياليها
مطرا دائما منع الناس من الحركة فأرسل إلى القواد فأرضاهم فانجلت السماء
وقد رضوا فسكنوا ولم يتحرك أحد وكتب عز الدولة إلى العسكر بمصالحة
عمران بن شاهين وكان بينه وبين أبيه معز الدولة حرب ففعلوا وعادوا.
وكان معز الدولة لما حضرته الوفاة وصى ولده بختيار بطاعة عمه ركن الدولة
واستشارته في كل ما يفعله وبطاعة ابن عمه عضد الدولة لأنه أكبر منه سنا
وأقوم بالسياسة ووصاه بتقرير كاتبيه العباس بن الحسين ومحمد بن العباس
لكفايتهما وأمانتهما ووصاه بالديلم والأتراك وبالحاجب سبكتكين فخالف هذه
الوصايا جميعها واشتغل باللهو واللعب وعشرة النساء والمساخر والمغنين
وشرع في ايحاش كاتبيه وسبكتكين فاستوحشوا وانقطع سبكتكين عنه فلم
يحضر داره ونفى كبار الديلم عن مملكته شرها إلى اقطاعاتهم وأموالهم
وأموال المتصلين بهم فاتفق أصاغرهم عليه وطلبوا الزيادات واضطر إلى
مرضاتهم واقتدى بهم الأتراك فعملوا مثل ذلك ولم يتم له على سبكتكين ما
يريد لاحتياطه واتفق الأتراك معه وخرج الديلم إلى الصحراء وطالعوا
بختيار بإعادة من أسقط منهم فاحتاج ان يجيبهم لتغير سبكتكين عليه وفعل
الأتراك مثل فعلهم وكان أبو الفضل العباس بن الحسين الشيرازي وأبو
الفرج محمد بن العباس بن فسانجس ينظران في الأمور أيام معز الدولة عند
موت وزيره المهلبي من غير تسمية لأحدهما بوزارة ولما توفي معز الدولة كان
كاتبه أبو الفرج المذكور يتولى أمر عمان فسلمها إلى نواب عضد الدولة وسار
نحو بغداد لأن بختيار لما ملك بعد موت أبيه تفرد أبو الفضل بالنظر في
الأمور فخاف أبو الفرج ان يستمر انفراده عنه فسلم عمان إلى عضد الدولة
لئلا يؤمر بالمقام فيها لحفظها وسار إلى بغداد فلم يتمكن من الذي أراد
وتفرد أبو الفضل بالوزارة وفي سنة ٣٥٧ عصى حبشي بن معز الدولة على
أخيه بختيار وكان بالبصرة لما مات والده فحسن له من عنده الاستبداد
بالبصرة فسير اليه بختيار وزيره أبا الفضل فاظهر الوزير أنه يريد الانحدار
إلى الأهواز ولما بلغ واسطا أقام بها ليصلح أمرها وكتب إلى حبشي يعده
تسليم البصرة ويقول لزمني مال على الوزارة ويطلب مساعدته فأرسل اليه
مائتي ألف درهم وأرسل الوزير إلى عسكر الأهواز ان يقصد الأبلة في يوم
عينه وسار هو إلى البصرة فوصلها في ذلك اليوم وقبض على حبشي وحبسه
برامهرمز فأرسل عمه ركن الدولة وخلصه. وفي سنة ٣٥٨ قبض بختيار على
وزيره أبي الفضل العباس بن الحسين وعلى جميع أصحابه وقبض أموالهم
وأملاكهم واستوزر أبا الفرج محمد بن العباس ثم عزل أبا الفرج وأعاد أبا
الفضل. وفيها نفي شيرزاد وكان قد غلب على أمر بختيار وصار يحكم على
الوزير والجند وغيرهم فعزم الأتراك على قتله فمنعهم سبكتكين وقال خوفوه
ليهرب فهرب من بغداد وعهد إلى بختيار ليحفظ ماله وملكه فلما سار عن
بغداد قبض بختيار ماله وملكه فعيب بذلك على بختيار وسار شيرزاد إلى
ركن الدولة ليصلح أمره مع بختيار فتوفي بالري. وفي سنة ٣٥٩ في شوال
انحدر بختيار إلى البطيحة لمحاصرة عمران بن شاهين فأقام بواسط يتصيد
شهرا ثم أمر وزيره أبا الفضل أن ينحدر إلى الجامدة وعزم على سد أفواه
الأنهار فبنى المسنيات وزادت دجلة فخربتها وانتقل عمران إلى معقل آخر
وطالت الأيام وضجر الناس وشغب الجند على الوزير وشتموه فاضطر بختيار
إلى مصالحة عمران وكان عمران قد خافه أولا وبذل له خمسة آلاف ألف
درهم فلما رأى اضطراب أمر بختيار بذل ألفي ألف درهم في نجوم ولما رحل
العسكر تخطف عمران أطراف الناس فغنم منهم وفسد عسكر بختيار وزالت
عنهم الطاعة والهيبة ووصل بختيار بغداد في رجب سنة ٣٦١ وفيها أغار
ملك الروم على الرها ونواحيها وساروا في ديار الجزيرة حتى بلغوا نصيبين
فغنموا وسبوا وأحرقوا وفعلوا مثل ذلك بديار بكر فسار جماعة من أهل تلك
البلاد إلى بغداد مستنفرين وكان بختيار يومئذ يتصيد بنواحي الكوفة فخرج
اليه وجوه أهل بغداد مستغيثين منكرين عليه اشتغاله بالصيد وقتال عمران
بن شاهين وهو مسلم فوعدهم التجهز للغزاة وأرسل إلى الحاجب سبكتكين
يأمره بالتجهز للغزو واستنفار العامة ففعل وكتب بختيار إلى أبي تغلب بن
حمدان صاحب الموصل يأمره باعداد الميرة و العلوفات فاجابه بالفرح والقبول
ثم إن بختيار أرسل إلى المطيع لله يطلب منه ما لا يخرجه في الغزاة فقال هذا
لا يلزمني وانما يلزم من البلاد في يده وليس لي الا الخطبة وترددت الرسائل
بينهما حتى بلغوا إلى التهديد فبذل المطيع أربعمائة ألف درهم باع لأجلها
موجوداته فلما قبض بختيار المال بطل حديث الغزاة. وفي سنة ٣٦٠ تزوج
أبو تغلب بن حمدان ابنة عز الدولة بختيار وعمرها ثلاث سنين على صداق
مائة ألف دينار. وفي سنة ٣٦٢ احترق الكرخ حريقا عظيما لأن صاحب
المعونة قتل عاميا فثار به العامة والأتراك فهرب فأخذوه وقتل وأحرق
وفتحت السجون فركب الوزير أبو الفضل لأخذ الجناة وأرسل حاجبا له
يسمى صافيا في جمع لقتال العامة بالكرخ، وكان شديد العصبية للسنية
فالقى النار في عدة أماكن من الكرخ فاحترق سبعة عشر ألف إنسان
وثلاثمائة دكان وثلاثة وثلاثون مسجدا ودور كثيرة وأموال لا تحصى. وفيها
في ذي الحجة عزل بختيار وزيره أبا الفضل واستوزر محمد بن بقية فتعجب
الناس لذلك لأنه كان وضيعا في نفسه وأبو أحد الزراعين لكنه كان قريبا
من بختيار يتولى له المطبخ ويقدم له الطعام ومنديل الخوان على كتفه وهو
الذي صلبه عضد الدولة لما استولى على بغداد ورثي بالأبيات المشهورة التي
أولها
علو في الحياة وفي الممات * لحق أنت احدى المعجزات
وحبس بختيار الوزير أبا الفضل ومات قريبا وقيل إنه سم. قال ابن
الأثير وكان في ولايته مضيعا لجانب الله فمن ذلك أنه أحرق الكرخ ببغداد
فهلك فيه من الناس والأموال ما لا يحصى وظلم الرعية وأخذ الأموال
ليفرقها على الجند ليسلم فما سلمه الله وقد قال رسول الله ص من أرضى
الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس وأما ابن بقية فإنه
استقامت أموره بما أخذه من أموال أبي الفضل وأصحابه فلما فني ذلك عاد
إلى ظلم الرعية فانتشرت الأمور وزاد الاختلاف بين الأتراك وبختيار فاصلح
ابن بقية الحال بين بختيار وسبكتكين على دخل وركب سبكتكين إلى بختيار
ومعه الأتراك ثم عاد الحال إلى الفساد لأن ديلميا مر وهو سكران بدار
سبكتكين فرمى الروشن فاخذه غلمان سبكتكين وظن سبكتكين انه وضع
على قتله فقرره فلم يعترف فأنفذه إلى بختيار فامر بقتله فقوي ظن سبكتكين
انه كان وضعه عليه وإنما قتله لئلا يفشو ذلك وتحرك الديلم لقتله فأرضاهم
بختيار فرجعوا. وفيها أرسل بختيار الشريف أبا أحمد الموسوي والد الرضي
والمرتضى برسالة إلى أبي تغلب بن حمدان بالموصل فمضى اليه وعاد في
(٥٤٢)

المحرم سنة ٣٦٣ وفيها في ربيع الأول سار بختيار إلى الموصل ليستولي عليها
ويأخذها من أبي تغلب بن حمدان لأن حمدان وأخاه إبراهيم كانا قد سارا إلى
بختيار واستجارا به من أخيهما أبي تغلب فوعدهما النصر واشتغل عن ذلك
بأمر البطيحة وغيرها فلما فرع عاود حمدان وإبراهيم الحديث معه وبذل له
حمدان مالا جزيلا وصغر عنده أمر أخيه أبي تغلب وحسن ذلك الوزير أبو
الفضل ظنا منه أن الأموال تكثر عليه ثم هرب إبراهيم وعاد إلى أخيه أبي
تغلب فقوي عزم بختيار على قصد الموصل ثم عزل أبا الفضل واستوزر ابن
بقية فكاتبه أبو تغلب فقصر في خطابه فأغرى به بختيار فسار عن بغداد
ووصل إلى الموصل ١٩ ربيع الثاني وكان أبو تغلب سار عن الموصل لما قرب
منه بختيار وأخلى الموصل من كل ميرة وسار يطلب بغداد فأعاد بختيار
وزيره ابن بقية والحاجب سبكتكين إلى بغداد فدخل ابن بقية بغداد ونزل
سبكتكين بحربى فعاد أبو تغلب عن بغداد ونزل بالقرب من سبكتكين
وجرت بينهما مطاردة يسيرة واتفقا سرا على اظهار الاختلاف إلى أن يتمكنا
من القبض على الخليفة والوزير ووالدة بختيار وأهله ثم ينتقل سبكتكين إلى
بغداد ويعود أبو تغلب إلى الموصل ليبلغ من بختيار ما أراد وخاف سبكتكين
سوء الأحدوثة فتوقف وانفسخ ما كان بينه وبين أبي تغلب وتراسلوا في
الصلح على أن أبا تغلب يضمن البلاد كالسابق ويطلق لبختيار ثلاثة آلاف
كرغلة عوضا عن مؤونة سفره ويرد على أخيه حمدان أملاكه الا ماردين
وأرسلوا إلى بختيار بذلك ليرحل عن الموصل وعاد أبو تغلب إليها فلما سمع
بختيار بقرب أبي تغلب منه خافه لأن عسكره عاد أكثره مع سبكتكين وطلب
ابن بقية من سبكتكين ان يسير نحو بختيار فتثاقل ثم أفكر في العواقب فسار
على مضض وتعصب أهل الموصل لأبي تغلب لما نالهم من بختيار من
المصادرات ودخل الناس في الصلح فطلب أبو تغلب من بختيار أن يلقب
لقبا سلطانيا وان يسلم اليه زوجته ابنة بختيار فاجابه بختيار خوفا وعاد عن
الموصل إلى بغداد فلما وصل الكحيل بلغه ان أبا تغلب قتل قوما كانوا
استأمنوا إلى بختيار فعادوا إلى الموصل ليأخذوا أموالهم وأهاليهم فقتلهم
فاشتد عليه ذلك وأقام بمكانه وأرسل إلى الوزير والحاجب يأمرهما بالإصعاد
إليه ففعلا ووصلوا الموصل أواخر جمادى الآخرة ونزلوا بالدير الأعلى وفارقها
أبو تغلب إلى تل يعفر وعزم بختيار على قصده أين سلك فأرسل أبو تغلب
كاتبه إلى بختيار فاعتقله وترددت الرسل بينهما وحلف أبو تغلب أنه لم يعلم
بقتل أولئك فعاد الصلح فأرسل عز الدولة الشريف أبا أحمد الموسوي
والقاضي محمد بن عبد الرحمن فحلفا أبا تغلب وانحدر بختيار عن الموصل
١٧ رجب وعاد إليها أبو تغلب وجهز بختيار ابنته وسيرها إلى أبي تغلب
وبقيت معه إلى أن أخذت منه ولم يعرف لها بعد ذلك خبر. وفيها ابتدأت
الفتنة بين الأتراك والديلم لأن بختيار قلت عنده الأموال فتوجه هو ووزيره
بالعسكر إلى الأهواز ليتعرضوا لبختكين متوليها بحجة يأخذون بها منه مالا
وتخلف عنه سبكتكين التركي فلما وصلوا الأهواز خدم بختيار وحمل اليه
أموالا جليلة وبختيار يفكر في طريق يأخذه به فاتفق ان حصلت فتنة بين
الأتراك والديلم واجتهد بختيار في تسكينها فلم يمكنه فاستشار الديلم وكان
أذنا فأشاروا بقبض رؤساء الأتراك فاعتقلهم وقيدهم وفيهم حم لسبكتكين
وهرب الأتراك واستولى بختيار على اقطاع سبكتكين وأمر فنودي بالبصرة
بإباحة دم الأتراك وكان بختيار قد واطأ والدته واخوته انه إذا كتب إليهم
بالقبض على الأتراك يظهرون ان بختيار قد مات ويجلسون للعزاء فإذا حضر
سبكتكين عندهم قبضوا عليه فلما قبض بختيار على الأتراك كتب إليهم على
أجنحة الطيور يعرفهم ذلك فوقع الصراخ في داره وأشاعوا موته فسمع
سبكتكين بذلك فأرسل يسال عمن أخبرهم فلم يجد نقلا يطمئن اليه
فارتاب بذلك ثم وصله رسل الأتراك بالخبر فعلم أن ذلك مكيدة ودعاه
الأتراك إلى أن يتأمر عليهم فتوقف وأرسل إلى أبي إسحاق بن معز الدولة
يخبره أن الحال انفسد بينه وبين أخيه فلا يرجى صلاحه وانه لا يرى العدول
عن طاعة مواليه وان أساؤوا اليه ويدعوه إلى أن يعقد الأمر له فعرض الأمر
على والدته فمنعته فلما رأى سبكتكين ذلك ركب في الأتراك وحصر دار
بختيار يومين ثم أحرقها وأخذ أبا إسحاق وأبا طاهر ابني معز الدولة
ووالدتهما فسألوه ان يمكنهم من الانحدار إلى واسط ففعل وانحدروا وانحدر
معهم المطيع لله في الماء فرده سبكتكين واستولى على ما كان لبختيار جميعه في
بغداد ونزل الأتراك في دور الديلم. وظفر بختيار بذخيرة لبختكين فاخذها
ثم رأى ما فعله سبكتكين والأتراك وان بعضهم بسواد الأهواز قد عصوا
عليه واضطرب غلمانه الذين في داره وأتاه مشايخ الأتراك من البصرة
فعاتبوه على ما فعل بهم وقال له عقلاء الديلم لا بد لنا في الحرب من
الأتراك يدفعون عنا بالنشاب فاضطرب رأيه ثم أطلق بختكين آزادويه
وجعله صاحب الجيش موضع سبكتكين وظن أن الأتراك يأنسون به وأطلق
المعتقلين وسار إلى والدته واخوته بواسط، وكتب إلى عمه ركن الدولة والى
ابن عمه عضد الدولة يسألهما النجدة والى أبي تغلب يطلب المساعدة وانه إذا
فعل اسقط عنه المال الذي عليه وأرسل إلى عمران بن شاهين بالبطيحة
خلعا وأسقط عنه باقي المال الذي عليه، وخطب اليه احدى بناته وطلب
منه عسكرا، فاما ركن الدولة عمه فإنه جهز عسكرا مع وزيره ابن العميد
وكتب إلى ابنه عضد الدولة يأمره بالمسير إلى ابن عمه والاجتماع مع ابن
العميد، فاما عضد الدولة فإنه وعد المسير وانتظر ببختيار الدوائر طمعا في
ملك العراق وأما عمران بن شاهين فقال أما إسقاط المال فنحن نعلم أنه
لا أصل له وقد قبلته وأما الوصلة فإنني لا أتزوج أحدا إلا أن يكون الذكر
من عندي وقد خطب إلى العلويون وهم موالينا فما أجبتهم، وأما الخلع فاني
لست ممن يلبس ملبوسكم وقد قبلها ابني، واما إنفاذ عسكر فان رجالي لا
يسكنون إليكم لكثرة ما قتلوا منكم. وذكر ما عامله به هو وأبوه مرارا ومع
هذا فلا بد أن يحتاج إلى أن يدخل بيتي مستجيرا بي والله لأعاملنه بضد ما
عاملني هو وأبوه فكان كذلك. و أما أبو تغلب بن حمدان فأجاب إلى المسارعة
وأنفذ أخاه الحسين بن ناصر الدولة إلى تكريت في عسكر وانتظر انحدار
الأتراك عن بغداد فان ظفروا ببختيار دخل بغداد مالكا لها، فلما انحدر
الأتراك عن بغداد سار أبو تغلب إليها ليوجب على بختيار الحجة في إسقاط
المال ووصل بغداد والناس في بلاء عظيم مع العيارين فحمى البلد، وأما
الأتراك فإنهم انحدروا مع سبكتكين فلما وصلوا إلى دير العاقول مرض
سبكتكين فمات فقدم الأتراك عليهم الفتكين من أكبر قوادهم وموالي معز
الدولة وفرح بختيار بموت سبكتكين وظن أن أمر الأتراك ينحل بموته، فلما
رأى انتظام أمورهم ساءه ذلك، وسار الأتراك اليه وهو بواسط ونزلوا قريبا
منه وصاروا يقاتلونه نوائب نحو خمسين يوما ولم تزل الحرب بينهم وبينه
متصلة والظفر للأتراك، وحصروه واشتد عليه الحصار وتابع إنفاذ الرسل
إلى عضد الدولة وكتب إليه
إذا كنت ماكولا فكن أنت آكلي * وإلا فأدركني ولما أمزق
فلما رأى عضد الدولة ذلك وان الأمر قد بلغ ببختيار ما كان يرجوه
(٥٤٣)

سار نحو العراق نجدة له في الظاهر وباطنه بضد ذلك فسار في عساكر
فارس واجتمع به أبو الفتح بن العميد وزير أبيه ركن الدولة في عساكر
الري بالأهواز وساروا إلى واسط، فلما سمع الفتكين بوصولهم رجع إلى
بغداد وعزم على أن يجعلها وراء ظهره ويقاتل على ديالى ووصل عضد الدولة
فاجتمع به بختيار وسار عضد الدولة إلى بغداد في الجانب الشرقي وأمر
بختيار ان يسير في الجانب الغربي، ولما سمع أبو تغلب بقرب الفتكين منه
عاد عن بغداد إلى الموصل لأن أصحابه شغبوا عليه ووصل الفتكين إلى
بغداد محصورا من جميع جهاته وذلك أن بختيار أرسل إلى ضبة بن محمد
الأسدي وهو من أهل عين التمر وهو الذي هجاه المتنبي فأمره بالإغارة
على أطراف بغداد وبقطع الميرة عنها وكتب بمثل ذلك إلى بني شيبان وكان أبو
تغلب من ناحية الموصل يمنع الميرة وينفذ سراياه فغلا السعر ببغداد وسار
العيارون والمفسدون فنهبوا الناس ببغداد وكبس الفتكين المنازل في طلب
الطعام، وسار عضد الدولة نحو بغداد، فلقيه الفتكين والأتراك بين ديالى
والمدائن فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم الأتراك فقتل منهم خلق كثير ووصلوا
إلى ديالى فعبروا على جسور كانوا عملوها فغرق أكثرهم من الزحمة وسار
الأتراك إلى تكريت وسار عضد الدولة فنزل بظاهر بغداد ثم دخلها ونزل
بدار المملكة وكان قد طمع في العراق واستضعف بختيار وإنما خاف أباه
ركن الدولة فوضع جند بختيار على الشغب به والمطالبة بأموالهم وكان بختيار
لا يملك قليلا ولا كثيرا، وأشار عضد الدولة على بختيار بترك الالتفات
إليهم وان لا يعدهم بما لا يقدر عليه وان يعرفهم انه لا يريد الامارة
والرياسة عليهم ووعده انه إذا فعل ذلك توسط الحال بينهم على ما يريده
فظن بختيار انه ناصح له ففعل ذلك وأغلق بابه وصرف كتابه وحجابه
فراسله عضد الدولة ظاهرا بمحضر مقدمي الجند يشير عليه بمقاربتهم
وتطيب قلوبهم وكان أوصاه سرا ان لا يقبل فعمل بما أوصاه وقال لست
أميرا لهم ولا بيني وبينهم معاملة وقد برئت منهم فترددت الرسل بينهم ثلاثة
أيام وعضد الدولة يغريهم به والشغب يزيد، وأرسل بختيار إليه يطلب
انجاز ما وعده به ففرق الجند على عدة جميلة واستدعى بختيار واخوته
فقبض عليهم في ٢٦ جمادى الآخرة سنة ٣٦٤ وجمع الناس وأعلمهم
استعفاء بختيار من الامارة عجزا عنها ووعدهم الاحسان فسكنوا إلى قوله،
وكان المرزبان بن بختيار بالبصرة متوليا لها، فلما بلغه قبض والده امتنع على
عضد الدولة وكتب إلى ركن الدولة عم أبيه يشكو ما جرى على والده وعميه
من عضد الدولة ومن أبي الفتح بن العميد ويذكر له الحيلة التي تمت عليه،
فلما سمع ركن الدولة ذلك ألقى نفسه عن سريره إلى الأرض وامتنع عن
الأكل والشرب ومرض مرضا لم يستقل منه مدة حياته وكان محمد بن بقية
بعد بختيار قد خدم عضد الدولة وضمن منه واسطا وأعمالها، فلما وصلها
خلع طاعة عضد الدولة ووافقه على ذلك عمران بن شاهين فجهز عضد
الدولة جيشا على ابن بقية فكسرهم ابن بقية وكتب ركن الدولة إلى ابن بقية
والمرزبان وغيرهما ممن احتمى لبختيار يأمرهم بالثبات والصبر ويعرفهم انه
على المسير إلى العراق لاخراج عضد الدولة وإعادة بختيار، فاضطربت
النواحي على عضد الدولة، فعزم على انفاذ أبي الفتح بن العميد برسالة إلى
أبيه يعرفه ما جرى له وما فرق من الأموال وضعف بختيار عن حفظ البلاد
وانه ان أعيد خرجت المملكة من أيديهم ويسأله ترك نصرة بختيار، وقال
لأبي الفتح فان أجاب والا فقل له أنا أضمن منك أعمال العراق في كل سنة
بثلاثين ألف ألف درهم وأبعث بختيار وأخويه إليك فان اختاروا أقاموا
عندك وان اختاروا بعض بلاد فارس سلمته إليهم، وان أحببت ان تحضر
إلى العراق وتنفذ بختيار إلى الري وأعود أنا إلى فارس فالأمر إليك، فان
أجاب والا فقل له أيها السيد الوالد! أنت مقبول الحكم والقول، ولكن لا
سبيل إلى اطلاق هؤلاء بعد مكاشفتهم واظهار العداوة وسيقاتلونني جهدهم
فتنشر الكلمة فان قبلت ما ذكرته فانا العبد الطائع وان أبيت فسأقتل بختيار
وأخويه وأخرج عن العراق فخاف ابن العميد ان يسير بهذه الرسالة وأشار
ان يسير بها غيره ويسير هو بعده فيكون كالمشير على ركن الدولة فأرسل بها
غيره وتبعه ابن العميد فلما ذكر الرسول بعض الرسالة وثب اليه ركن الدولة
ليقتله فهرب ثم رده بعد ما سكن غضبه وقال قل لفلان بعني عضد الدولة
خرجت إلى نصرة ابن أخي أو للطمع في مملكته أ ما علمت اني نصرت فلانا و
فلانا وسماها واعدتهما إلى ملكهما ولم آخذ منهما درهما واحدا طلبا لحسن
الذكر وأنت تمن علي بدرهمين أنفقتهما علي وعلى أولاد أخي ثم تطمع في
ممالكهم وتهددني بقتلهم ثم جاء ابن العميد فحجبه وتهدده عضد الدولة.
وكان ركن الدولة يقول اني أرى كل ليلة أخي معز الدولة في المنام يعض
على أنامله ويقول يا أخي هكذا ضمنت لي ان تخلفني في ولدي وكان ركن
الدولة يحب أخاه محبة شديدة لأنه رباه. وتوسط الناس لابن العميد عند
ركن الدولة فاذن له بالحضور عنده فرده إلى عضد الدولة وعرفه جلية الحال
فأجاب إلى المسير إلى فارس وأخرج بختيار من محبسه وخلع عليه وشرط
عليه أن يكون نائبا عنه بالعراق ويخطب له ويجعل أخاه أبا إسحاق أمير
الجيش لضعف بختيار وسار إلى فارس في شوال سنة ٣٦٤ واستقر بختيار
ببغداد ولم يف لعضد الدولة بالعهود وأنفذ إلى ابن بقية من حلفه له وحضر
عنده وأكد الوحشة بين بختيار وعضد الدولة وثارت الفتنة بعد مسير عضد
الدولة واستمال ابن بقية الأجناد وجبى كثيرا من الأموال إلى خزانته وكان
إذا طالبه بختيار بالمال وضع الجند على مطالبته فثقل على بختيار فاستشار في
مكروه يوقعه به فبلغ ذلك ابن بقية فعاتب بختيار عليه فأنكره وحلف له
فاحترز ابن بقية منه، ثم توفي ركن الدولة سنة ٣٦٦. وفيها تجهز عضد
الدولة يطلب العراق لما كان يبلغه عن بختيار وابن بقية من استمالة
أصحاب الأطراف واتفاقهم على معاداته ولما كانا يقولانه من الشتم القبيح له
وانحدر بختيار إلى واسط على عزم محاربة عضد الدولة وكان حسنويه
الكردي وأبو تغلب بن حمدان وعداه النصرة فلم يفيا له ثم سار بختيار إلى
الأهواز وسار عضد الدولة من فارس نحوهم فالتقوا في ذي القعدة واقتتلوا
فخامر على بختيار بعض عسكره وانتقلوا إلى عضد الدولة فانهزم بختيار
وأخذ ماله ومال ابن بقية ونهبت الأثقال ولما وصل بختيار إلى واسط حمل اليه
ابن شاهين صاحب البطيحة مالا وسلاحا وغير ذلك من الهدايا النفيسة
ودخل بختيار إليه فأكرمه وحمل اليه مالا جليلا واعلاقا نفيسة وعجب الناس
من قول عمران أن بختيار سيدخل منزلي مستجيرا بي كما مر في هذه الترجمة
فكان كما قال ثم أصعد بختيار إلى واسط وسير عضد الدولة جيشا إلى
البصرة فملكها وأقام بختيار بواسط وأحضر ما كان له ببغداد والبصرة من
مال وغيره ففرقه في أصحابه ثم قبض على ابن بقية لأنه اطرحه واستبد
بالأمر دونه وجبي الأموال إلى نفسه ولم يوصل إلى بختيار منها شيئا وأراد
أيضا التقرب إلى عضد الدولة بقبضه لأنه هو الذي كان يفسد الأحوال
بينهم وأرسل عضد الدولة في الصلح ثم أتاه ابنا حسنويه في نحو ألف
فارس معونة له فاظهر المقام بواسط ومحاربة عضد الدولة ثم بدا له في المسير
فسار إلى بغداد فعاد عنه ابنا حسنويه إلى أبيهما وأقام بختيار ببغداد وكان له
(٥٤٤)

غلام تركي يميل اليه فاخذ في جملة الاسرى وانقطع خبره عن بختيار فحزن
لذلك وقال فجيعتي بهذا الغلام أعظم من فجيعتي بذهاب ملكي ثم سمع
أنه في جملة الأسرى فأرسل إلى عضد الدولة يبذل له ما أحب في رده فأعاده
اليه وفي هذه السنة وهي سنة ٣٦٦ نقلت ابنة عز الدولة بختيار إلى الطائع
وكان تزوجها وفي سنة ٣٦٧ سار عضد الدولة إلى بغداد وأرسل إلى بختيار
يدعوه إلى طاعته وأن يسير عن العراق إلى أي جهة أراد وضمن مساعدته بما
يحتاج اليه من مال وسلاح وغير ذلك فاختلف أصحاب بختيار عليه في
الإجابة إلى ذلك الا أنه أجاب اليه لضعف نفسه فأرسل اليه عضد الدولة
خلعة فلبسها وتجهز بما أنفذه اليه عضد الدولة وخرج عن بغداد عازما على
قصد الشام ومعه حمدان بن ناصر الدولة بن حمدان فلما صار بعكبرا حسن له
حمدان قصد الموصل وأطمعه فيها وقال إنها خير من الشام وأسهل فسار
بختيار نحو الموصل وكان عضد الدولة قد حلفه ان لا يقصد ولاية أبي
تغلب بن حمدان فنكث وقصدها فلما صار إلى تكريت اتته رسل أبي تغلب
أن يقبض على أخيه حمدان ويسلمه اليه وإذا فعل قاتل معه عضد الدولة
وأعاده إلى ملكه ببغداد فقبض بختيار على حمدان وسلمه إلى نواب أبي تغلب
فحبسه وسار بختيار إلى الحديثة واجتمع مع أبي تغلب وسارا جميعا نحو
العراق ومع أبي تغلب نحو عشرين ألف مقاتل وبلغ ذلك عضد الدولة
فسار نحوهما فالتقوا بقصر الحص بنواحي تكريت ١٨ شوال ٣٦٧ فهزمهما
وأسر بختيار وأحضر عند عضد الدولة فلم يأذن بادخاله عليه وأمر بقتله
فقتل وكان عمره ٣٦ سنة وملك ١١ سنة وشهورا انتهى ما أخذناه من
تاريخ ابن الأثير من أحوال عز الدولة بختيار بن بويه الديلمي. ومن
شعره قوله
اشرب على قطر السماء القاطر * في صحن دجلة واعص زجر الزاجر
مسمولة ابدى المزاج بكأسها * درا نثيرا بين نظم جواهر
والماء ما بين العروق مضيق * مثل القيان رقصن حول الزامر
من كف أغيد يستبيك إذا مشى * بدلال معشوق ونخوة شاطر
بدار بن راشد الكندي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي مشتركات
الطريحي والكاظمي باب بدار مشترك بين رجلين مجهولين انتهى مع أنهما
لم يذكرا غير واحد وهو بدار بن راشد، ولعل الثاني هو بدر بن خليل
فيكونان قد جعلاه بدارا ويرشد اليه انهما قالا في بدر كما يأتي انه مشترك بين
خمسة مع أنهم سبعة فإذا جعلنا بدر بن الوليد واحدا بقي ستة لا خمسة.
بدايع نكار
من علماء عصر مظفر الدين شاه له من المؤلفات ١ بدايع
الأحكام في الفقه مطبوع ألفه سنة ١٣١٦ ٢ رياض المنجمين في علم
الهيئة القديم والجديد مطبوع ٣ بدائع الأنوار في حالات سابع الأطهار،
موسى بن جعفر ع مطبوع ٤ صراط العارفين في أصول الدين
٥ البديعية في شرح ألفية ابن مالك مطبوعة ٦ اللاهوتية في شرح
تهذيب المنطق للتفتازاني فارسي مطبوع ٧ بدايع الوصول إلى علم
الأصول في أصول الفقه ٨ بدايع الحساب في مختصر خلاصة الحساب
فارسي ٩ العلائم البديعة في علماء الشيعة ١٠ افتضاح الكافرين في
اختلاف عبارات التوراة والإنجيل بعضها مع بعض ١١ كتاب حمدان
وتهران في الحكايات المضحكة ١٢ البدايع المهدوية في تمام الفقه
١٣ ديوان شعر فيه قريب عشرة آلاف بيت.
بدر بن إسحاق
في تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل
عامل كان شخصا نفيسا من اخواننا الفاضلين قزويني انتهى.
الأمير أبو النجم بدر بن حسنويه بن الحسين الكردي البرزيكاني أمير الجبل
قتل سنة ٤٠٥ وحمل إلى مشهد علي ع فدفن فيه. في شذرات الذهب قال ابن الجوزي
في شذور العقود بدر بن
حسنويه الكردي من أمراء الجبل لقبه القادر ناصر الدولة وعقد له لواءا
وكان يبر العلماء والزهاد والأيتام وكان يتصدق كل جمعة بعشرة آلاف درهم
ويصرف إلى الأساكفة والحذائين بين همذان وبغداد ليقيموا للمنقطعين من
الحاج الأحذية ثلاثة آلاف دينار ويصرف إلى أكفان الموتى كل شهر عشرين
ألف درهم واستحدث في أعماله ثلاثة آلاف مسجد وخان للغرباء وكان
ينقل للحرمين كل سنة مصالح الطريق مائة ألف دينار ثم يرتفع إلى خزانته
بعد المؤن والصدقات عشرون ألف ألف درهم انتهى وقال ابن الأثير كان
عادلا كثير الصدقة والمعروف كبير النفس عظيم الهمة وذكر في حوادث سنة
٤١٢ ان جماعة من أعيان خراسان قصدوا السلطان محمود بن سبكتكين
وقالوا له الحج قد انقطع، وقد كان بدر بن حسنويه وفي أصحابك أعظم
منه يسير الحاج بتدبيره وماله عشرين سنة وقال نقلا عن تجارب الأمم
في سنة ٣٦٩ لما توفي حسنويه بن الحسين الكردي اصطنع عضد الدولة من
أولاده أبا النجم بدر بن حسنويه وقواه بالرجال فضبط تلك النواحي وكف
عادية من بها من الأكراد واستقام أمره وكان عاقلا وخلع عليه وولاه رعاية
الأكراد وقال في حوادث سنة ٣٧٠ انه لما خلع عضد الدولة على بدر وأخويه
عاصم وعبد الملك وفضل بدرا عليهما وولاه رعاية الأكراد حسده أخواه
فشقا العصا فأرسل عضد الدولة عسكرا وأسر عاصما ثم لم يعرف له خبر
وقتل أولاد حسنويه الا بدرا فإنه أقره على عمله وكان عاقلا لبيبا حازما كريما
حليما وفي سنة ٣٧٣ عصا محمد بن غانم البرزيكاني على فخر الدولة فأرسل
فخر الدولة إلى أبي النجم بدر بن حسنويه ينكر ذلك عليه ويأمره باصلاح
الحال معه ففعل وراسله فاصطلحوا أول سنة ٣٧٤ وفي ٣٧٧ جهز شرف
الدولة بن بويه عسكرا كثيفا مع قراتكين الجهشياري وأمرهم بالمسير إلى
بدر بن حسنويه وقتاله وكان شرف الدولة حنقا على بدر لانحرافه عنه وميله
إلى عمه فخر الدولة وكان قراتكين متحكما مدلا على شرف الدولة فأخرجه
لحرب بدر فان ظفر به شفى قلبه من بدر وإن قتله بدر استراح منه وتجهز
بدر والتقوا على الوادي بقرميسين فانهزم بدر وظن قراتكين انه مضى على
وجهه فنزلوا عن خيولهم وتفرقوا في خيامهم فهجم عليهم بدر وهم غارون
وقتل منهم مقتلة عظيمة وأخذ جميع ما في عسكرهم ونجا قراتكين واستولى
بدر بعد ذلك على أعمال الجبل وما والاها وقويت شوكته وفي سنة ٣٧٩ لما
عزم فخر الدولة على قصد العراق أتاه بدر بن حسنويه فاستقر الأمر على أن
يسير الصاحب بن عباد وبدر على الجادة ويسير فخر الدولة على خوزستان
وفي سنة ٣٨٨ لما سار بهاء الدولة لحرب أبي علي بن أستاذ هرمز وضاقت
عليه الأقوات استمد بدر بن حسنويه فأمده، وفيها عظم أمر بدر بن
حسنويه وعلا شانه ولقب من ديوان الخليفة بناصر الدين والدولة وكان كثير
الصدقات بالحرمين ويكثر الخرج على الغرب بطريق مكة ليكفوا عن أذى
(٥٤٥)

الحاج ومنع أصحابه من الفساد وقطع الطريق فعظم محله وسار ذكره وكان
ملجا لكل طريد قال وفي سنة ٣٩٣ هرب الوزير أبو العباس الضبي وزير
مجد الدولة بن فخر الدولة بن بويه من الري إلى بدر بن حسنويه فأكرمه
وجاءت اليه أم مجد الدولة مستغيثة فأغاثها واستجار به الضبي وزير مجد
الدولة فأجاره كما يأتي ذلك كله وفي سنة ٣٩٧ جمع أبو جعفر الحجاج جمعا
كثيرا وأمده بدر بن حسنويه بجيش كثير وحصر بغداد وسببه ان جعفر كان
نازلا على قلبج حامي طريق خراسان فتوفي قلبج فجعل عميد الجيوش على
حماية الطريق أبا الفتح بن عناز وكان عدوا لبدر بن حسنويه فحقد ذلك بدر
فاستدعى أبا جعفر الحجاج وجمع له جمعا كثيرا وسيرهم إلى بغداد فنزلوا
على فرسخ منها ثم عادوا وكان أبو الفتح بن عناز التجأ إلى رافع بن
محمد بن مقن حين أخذ بدر بن حسنويه منه حلوان وقرميسين فأرسل بدر
إلى رافع يذكر مودة أبيه وحقوقه عليه ويعتب عليه حيث آوى خصمه
ويطلب ابعاده فلم يفعل رافع ذلك فأرسل بدر جيشا إلى أعمال رافع
بالجانب الشرقي من دجلة فنهبها وقصدوا داره بالمطيرة فنهبوها وأحرقوها
وساروا إلى قلعة البردان وهي لرافع ففتحوها وأحرقوا ما بها من الغلات
وطم بئرها، ولما اقتتل أبو العباس بن واصل صاحب البصرة مع بهاء الدولة
أمد بدر بن حسنويه أبا العباس بثلاثة آلاف فارس فلما قتل أبو العباس أمر
بهاء الدولة عميد الجيوش بالمسير إلى بلاد بدر فأرسل اليه بدر انك لم تقدر
ان تأخذ ما تغلب عليه بنو عقيل من أعمالكم وبينهم وبين بغداد فرسخ
حتى صالحتهم فكيف تقدر على أخذ بلادي وحصوني مني ومعي من الأموال
ما ليس معك مثلها وأنا معك بين أمرين ان حاربتك فالحرب سجال ولا
نعلم لمن العاقبة فان انهزمت أنا لم ينفعك ذلك لأنني أحتمي بقلاعي
ومعاقلي وانفق أموالي وإذا عجزت فانا رجل صحراوي صاحب عمد أبعد
ثم أقرب وان انهزمت أنت لم تجتمع ولقيت من صاحبك العسف والرأي ان
أحمل إليك ما لا ترضى به صاحبك ونصطلح فاجابه إلى ذلك وصالحه وأخذ
منه ما كان أخرجه على تجهيز الجيش وعاد عنه وفيها هربت أم مجد الدولة بن
فخر الدولة بن بويه إلى بدر بن حسنويه واستغاثت به وكان وقع بينها وبين
ابنها مجد الدولة خلاف وجاءها ولدها شمس الدولة وسار معها بدر إلى
الري فحصورها واستظهر بدر ودخل البلد فأجلست شمس الدولة في الملك
وعاد بدر إلى بلده ثم أعادت مجد الدولة وكره بدر هذه الحالة الا انه اشتغل
بولده هلال عن الحركة فيها وأرسل شمس الدولة إلى بدر يستمده فأمده
بجند ثم قبض هلال بن بدر على أبيه فتفرق ذلك الجمع، وفي سنة ٣٩٨
أخرجت أم مجد الدولة أحمد بن إبراهيم الضبي وزير مجد الدولة فقصد
بروجرد وهي من أعمال بدر بن حسنويه وفي سنة ٤٠٥ سار بدر بن حسنويه
إلى الحسين بن مسعود الكردي ليملك عليه بلاده فحصره بحصن كوسحد
فضجر أصحاب بدر منه لهجوم الشتاء فعزموا على قتله فاتاه بعض خواصه
وعرفه ذلك فقال فمن هم الكلاب حتى يفعلوا ذلك وأبعدهم فعاد اليه فلم
يأذن له فقال له من وراء الخركاه الذي أعلمتك قد قوي العزم عليه فلم
يلتفت اليه وإذا جاء القدر عمي البصر وخرج فجلس على تل فثاروا به
فقتله طائفة منهم تسمى الجورقان ونهبوا عسكره وتركوه وساروا فنزل
الحسين بن مسعود فرآه ملقى على الأرض فامر بتجهيزه وحمله إلى مشهد علي
ع ليدفن فيه ففعل ذلك وكان في مملكة بدر سابورخواست والدينور
وبروجرد ونهاوند وأسد آباد وقطعة من أعمال الأهواز وما بين ذلك من
القلاع والولايات.
بدر بن خليل الأسدي أبو الخليل الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في رجال الصادق ع وذكره أيضا في رجال
الباقر ع وقال روى عنه وعن أبي عبد الله ع. وفي التعليقة في
الروضة عنه رواية يظهر منها كونه من الشيعة ويوصف بالأزدي انتهى.
وعن جامع الرواة انه روى عنه ثعلبة بن ميمون في الكافي بعد حديث
الصيحة. وروى عنه عبد الله بن مسكان في باب الايمان والنذور من الفقيه
انتهى.
بدر التمام بنت الحسن أو الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس
المعروف أبوها بالبارع بن الدباس
عن الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته نزهة الجلساء في أشعار
النساء المخطوطة الموجودة في دار الكتب الظاهرية بدمشق أنه قال ذكرها
الحافظ محب الدين بن النجا في ذيل تاريخ بغداد وقال كاتبة شاعرة رقيقة
الشعر محسنة وقد أنشدت عبد الباقي بن عبد الواحد المغربي من شعرها
الأبيات الآتية
يبدو وعيدك قبل وعدك * ويحول منعك دون رفدك
ويزور طيفك في الكرى * فبحمد طيفك لا بحمدك
لم لا ترق لذل عبدك * وخضوعه فيفي بعهدك
انتهى وأبوها البارع بن الدباس شيعي شاعر مجيد ذكرت ترجمته في
بابه والولد على سر أبيه.
بدر بن رشيد البكري مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
بدر بن رشيد الكوفي البكري مولاهم ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال
روى عن جعفر بن عبد الله انتهى ولعل الصواب عن جعفر أبي عبد
الله.
الشيخ بدر بن سيف بن بدر العربي
فقيه صالح قرأ على الشيخ أبي علي بن أبي جعفر الطوسي، وقرأت
عليه قاله منتجب الدين.
السيد بدر كيا بن شرفشاه بن محمد الحسيني الرازي
فاضل دين قاله منتجب الدين. وفي بعض الكتب بدل كيا وهو
تصحيف.
بدر بن عمرو العجلي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
السيد بدر بن السيد مبارك خان بن السيد عبد المطلب المشعشي
كان حيا سنة ١٠٢٤.
هو من أهل بيت جليل فيهم الأمراء والحكام والعلماء ويعرفون
بالمشعشعيين وبالموالي وبحكام الحويزة فإنهم كانوا حكامها من قبل ملوك
إيران الصفوية والمترجم كان حاكما في الدورق في أوائل المائة الحادية عشرة
وهو بلد بخوزستان على ما في القاموس ودورقستان بلد بين عبادان وعسكر
مكرم. وأخذ بدر الدورق من جده مطلب وسجنه مع الشيخ محمد بن
نصار سنة ١٠٠٣ وكان شجاعا سخيا أرسله والده بهدايا إلى الشاه عباس
الأول الصفوي وبعد مدة أرسل إلى الشاه أن يحبسه فحبسه ثلاث سنوات
(٥٤٦)

بمرو وبعدها أرسل إلى الشاه باطلاقه فاطلقه. وللشيخ جعفر الخطي فيه
مديح عن لسان بعض أقربائه ففي ديوان الخطي ما صورته وقال على
لسان الشريف العلوي أبي عبد الرؤوف بن حسين الحسيني الموسوي وقد
اقترحها عليه وبعث بها إلى الأمير الشريف السيد بدر بن السيد مبارك خان
وهو يومئذ يلي عمل الدورق، وكان بينه وبين السيد المشار اليه من روابط
المحبة وأواصر الصحبة ما يوجب ذلك وذلك في سنة ١٠٠٨
إلى الملك الوهاب ما في يمينه * ولكنه بالعرض جد بخيل
يمت إذا استنسبته بأبوه * تمد بباع للفخار طويل
يضم عليا في الفخار وطالبا * إلى جعفر أكرم به وعقيل
فيحرز غايات العلا بعمومة * معرقة في هاشم وخؤول
إذا استصرخوا كانوا ليوث وقائع * أو استسمحوا كانوا غيوث محول
أولئك قوم لا يناغى وليدهم * على مهده إلا برجع صهيل
له عند مسموع الثنا أريحية * ترف على عرض أغر صقيل
نزلت به والدهر حرب كأنما * تطالبني أحداثه بذحول
مكان نزولي بابن عم ووالد * وصنو ومولى صالح وخليل
أساغ على رغم الحوادث مشربي * وبلغني مما أحاول سولي
أقر بما أولاه أعين أسرتي * وأكمد حسادي وأفرح جيلي
وأتبع شكري شكر قومي فليفز * بشكري موصولا بشكر قبيلي
ويعقب مدحي فيه مدح ثلاثة * مروا در أخلاف البيان فحول
إذا استرسلوا في حلبة النظم أحرزوا * مداها فلم يعلق لهم بذيول
كريم متى ألقى العصا بفنائه * أخو العدم لم يأذن له بقفول
وان أعثر الدهر امرءا فاستقاله * لعثرته ألفاه خير مقيل
مضئ نواحي السبل ما أمه امرؤ * فأحوجه في قصده لدليل
وان الذي سماه بدرا لصادق * على أنه لم يكس ثوب أفول
صليب على عجم الحوادث عوده * جرئ على الأعداء غير نكول
إذا اكتنفته النائبات نكصن عن * نهوض بأعباء الخطوب حمول
قريع وغى لو بارز الموت لم يكن * ليرجع الا في ثياب قتيل
أخو زرد موضونة ومغافر * ورب قنا عسالة ونصول
إذا ضاق بالخيل المجال مشى بها * على مثل حد المشرفي زليل
أخو منعة لو تصبح الأسد عوذا * بذمته لم يعتصمن بغيل
ألا هل أتى بدرا على الناي أنني * أكابد وجدا فيه غير قليل
وإني ما استحدثت بعد فراقه * خليلا ولا استبدلته ببديل
فصافحه عني على بعد داره * بمدحي كفا غدوة وأصيل
بدر بن مصعب الخزاعي الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي ميزان
الاعتدال بدر بن مصعب شيخ لأبي كريب مقل وصل حديثا مرسلا عن
عمر بن ذر انتهى. وفي لسان الميزان قال العقيلي روى عن عمر بن ذر
عن مجاهد عن أبي هريرة في العمل في المعسر. وقال خلاد بن يحيى عن
عمر بن ذر عن مجاهد مرسلا، وهو الصواب. وذكره الطوسي في رجال
الشيعة ونسبه حراميا وقال روى عن جعفر انتهى والصواب خزاعيا بدل
حراميا ولعله من تصحيف النساخ.
الأمير بدر بن مهلهل بن محمد بن عناز الكردي
هؤلاء أهل بيت من الشيعة وكان الأمير أبو الشوك فارس بن
محمد بن عناز عم المترجم مالكا قرميسين والدينور وغيرهما معروفا بالتشيع
وله في ذلك أشعار تأتي في ترجمته ولما مات سنة ٤٣٨ ملك أخوه مهلهل ما
كان بيده ففارقه ابن أخيه سعدى بن أبي الشوك فارس وجرت بينهما خطوب
وفي أثناء هذه السنة أرسل مهلهل ولده بدرا إلى حلوان فملكها قاله ابن
الأثير وقال إنه في سنة ٤٣٩ جاء إبراهيم ينال السلجوقي إلى همذان ومعه
بدر ومالك ابنا مهلهل فأكرمهما وفي سنة ٤٤٤ وصل سعدى إلى العراق
وأسر عمه مهلهلا فلما أسره سار ولده بدر بن المهلهل إلى السلطان طغرلبك
وتحدث معه في مراسلة سعدى ليطلق أباه فسلم اليه طغرلبك ولدا كان
لسعدي عنده رهينة وأرسل معه رسولا يقول له ان أردت فدية عن أسيرك
فهذا ولدك قد رددته عليك وان أبيت الا المخالفة قابلناك على فعلك فلما
وصل بدر والرسول إلى همذان تخلف بدر وسار الرسول اليه فامتعض من
كلامه وخالف طغرلبك وسار إلى حلوان وأراد أخذها فلم يمكنه وسار إليه
قائدان من أعيان عسكر طغرل في عسكر مع بدر بن المهلهل فأوقعوا به
فانهزم هو وأصحابه وسار بدر في طائفة من الغز إلى شهرزور، ولما نهب
طغرل قريش بن بدران ومن معه من العرب سنة ٤٤٧ ونجا مسلوبا احتمى
بخيمة بدر بن المهلهل، وهذا يدل على أن بدرا انحاز إلى طغرل وصار في
في جملته، ولما توفي السلطان طغرلبك السلجوقي سنة ٤٥٥ كتب من ديوان
الخلافة باستدعاء الأمراء فكان فيمن كتب اليه بدر بن مهلهل.
بدر بن الوليد الخثعمي كوفي
ذكره البرقي في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي التعليقة وكذا
في الروضة انتهى ويحتمل قريبا كونه بدر بن الوليد الكوفي الآتي.
بدر بن الوليد الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي التعليقة
بدر بن الوليد يظهر من بعض رواياته في الكافي كونه اماميا ويروي عنه
ابن أبي عمير بواسطة ابن مسكان وفيه إشعار باعتماد عليه بل بوثاقته كما مر في
الفوائد. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب بدر مشترك بين خمسة
مجاهيل من أصحاب الصادق ع انتهى وعن جامع الرواة أنه نقل
رواية ابن مسكان عنه عن أبي الربيع الشامي ورواية أحمد بن محمد بن
عيسى عنه عن محمد بن مروان ورواية الحسين بن الحسن بن يزيد عنه عن
أبيه انتهى.
ميرزا بدرا المدعو باقا ميرزا
في تكملة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني كان عالما فاضلا
قرأنا عنده مبادي الأحكام من شرح العضدي وكتاب العقل والتوحيد من
أصول الكافي انتهى.
السيد نجم الدين بدران بن الشريف أبي الفتح العلوي الحسيني الموسوي
النسابة الأصبهاني
فاضل محدث حافظ له كتاب المطالب في مناقب آل أبي طالب أخبرني
به الأجل ثقة الدين أبو المكارم هبة الله بن داود بن محمد الأصبهاني عنه قاله
منتجب الدين ويوجد في النسخة المطبوعة وفي أمل الآمل ابن الشريف بن
أبي الفتح بزيادة ابن بعد الشريف والصواب حذفها كما يأتي عن المجموعة.
وفي مجموعة الجباعي السيد نجم الدين بدران بن الشريف أبي الفتح
العلوي الحسيني الموسوي النسابة الأصبهاني فاضل محدث حافظ له كتاب
(٥٤٧)

المطالب في مناقب آل أبي طالب انتهى وهو عين ما في فهرست منتجب
الدين الا سند الكتاب واتحاد ما في الفهرس والمجموعة عدا السند وقع كثيرا
ونقلناه في هذا الكتاب.
الأمير أبو النجم تاج الملوك أو شمس الدولة بدران بن سيف الدولة
صدقة بن منصور بن دبيس بن مزيد الأسدي الناشري
توفي بمصر سنة ٥٠٢ قاله ابن خلكان وفي النجوم الزاهرة توفي سنة
٥٣١.
والناشري نسبة إلى ناشرة بن نصر بطن من أسد بن خزيمة.
كان أبوه سيف الدولة صدقة أمير العرب أول من بنى الحلة السيفية
فنسبت اليه وكان ابنه بدران هذا فارسا شجاعا من قواد جيش أبيه وكان
أديبا شاعرا قال في تاج العروس له شعر حسن جمعه بعض الفضلاء في
ديوان انتهى ذكره ابن خلكان في ترجمة أخيه دبيس بن صدقة فقال ذكر
ابن المستوفي في تاريخه ان بدران أخا دبيس كتب إلى أخيه المذكور وهو نازح
عنه ولعل ذلك بعد قتل أبيهما
ألا قل لمنصور وقل لمسيب * وقل لدبيس انني لغريب
هنيئا لكم ماء الفرات وطيبه * إذا لم يكن لي في الفرات نصيب
فكتب اليه دبيس
ألا قل لبدران الذي حن نازعا * إلى أرضه والحر ليس يخيب
تمتع بأيام السرور فإنما * عذار الأماني بالهموم يشيب
ولله في تلك الحوادث حكمة * وللأرض من كأس الكرام نصيب
قال وذكر غير ابن المستوفي ان بدران بن صدقة لقبه تاج الملوك ولما
قتل أبوه تغرب عن بغداد ودخل الشام فأقام بها مدة ثم توجه إلى مصر
فمات بها سنة ٥٠٢ وكان يقول الشعر وذكره العماد الكاتب الأصبهاني في
كتاب الخريدة انتهى وفي النجوم الزاهرة في حوادث سنة ٥٣١ قال وفيها
توفي بدران بن صدقة وهو من بني مزيد ولقبه شمس الدولة ولما فعل أخوه
دبيس ما فعل بالعراق وتغيرت أحواله خرج إلى مصر فأكرمه صاحبها
الحافظ لدين الله العلوي وكان أديبا فاضلا انتهى وقال ابن الأثير في
تاريخه في سنة ٥٠٠ أرسل سيف الدولة صدقة ولده بدران في جيش إلى
طرف بلاده مما يلي البطيحة ليحميها من خفاجة لأنهم يؤذون أهل تلك
النواحي فقربوا منه وتهددوا أهل البلاد فكتب إلى أبيه يشكو منهم ويعرفه
حالهم فأمده بقبيلة عبادة وكان لهم ثار عند خفاجة فساروا في مقدم عسكره
فأدركوا حلة من خفاجة فاقتتلوا وصبرت خفاجة فبينما هم في القتال إذ
سمعوا طبل الجيش فانهزموا وقتلت منهم عبادة جماعة وكان بدران بن صدقة
صهر مهذب الدولة أبي العباس السعيد أحمد بن أبي الجبر صاحب البطيحة
على ابنته وكان صدقة ضمن مدينة واسط مهذب الدولة هذه السنة فاستناب
فيها أولاده ففرطوا في الأموال فلما انقضت السنة طالبه صدقة بالمال وحبسه
ثم سعى في خلاصه بدران بن صدقة فأخرجه من الحبس وأعاده إلى بلده
البطيحة قال ولما قتل الأمير سيف الدولة صدقة في حربه مع عسكر السلطان
محمد السلجوقي سنة ٥٠١ هرب ابنه بدران إلى الحلة فاخذ من المال وغيره
ما أمكنه وسير أمه ونساءه إلى البطيحة إلى مهذب الدولة أبي العباس
أحمد بن أبي الجبر وكان بدران صهر مهذب الدولة على ابنته وقال في حوادث
سنة ٥٠٢ انه في هذه السنة جاء أبو النجم بدران وأبو كامل منصور ابنا
سيف الدولة صدقة إلى جاولي سقاوو من أمراء السلجوقيين وكان مخالفا
للسلطان السلجوقي وكانا بعد قتل أبيهما بقلعة جعبر عند سالم بن مالك
فتعاهدوا على المساعدة والمعاضدة ووعدهما انه يسير معهما إلى الحلة فوصل
إلى جاولي من أشار عليه بقصد الشام فقبل قوله ثم قال وفي هذه السنة في
صفر كان المصاف بين جاولي سقاوو وبين طنكري الفرنجي صاحب أنطاكية
فجعل جاولي الأمير بدران بن صدقة على ميسرته ثم انهزم عسكر جاولي
وسار بدران بن صدقة إلى قلعة جعبر ثم قال وفيها التحق بدران بن صدقة
بالأمير مودود الذي اقطعه السلطان الموصل فأكرمه وأحسن صحبته
انتهى.
السيد بدران بن فلاح بن محسن بن محمد بن فلاح المشعشي حاكم الحويزة
توفي سنة ٩٤٨.
في مجالس المؤمنين كان واحد عصره في الشجاعة والكرم، ولما قام
مقام أبيه كان مطيعا ومنقادا لأوامر البلاط الشاهي انتهى. وفي كتاب
مخطوط في تاريخ المشعشعيين رأيناه في مكتبة مدرسة سبهسالار في طهران
وغاب عنا الآن اسمه أنه قام بالأمر بعد أعمامه أولاد السيد محسن وكان
بطلا شجاعا وابتداء حكمه سنة ٩٢٠ وكأنه حكم في عهد أعمامه لأنهما
قتلا سنة ٩٢٤ كما ذكرناه في غير هذا الموضع من هذا الكتاب وكان مهيبا
وكان في أسفاره يركب البغلة وهو أول من ركبها من المشعشعيين يحكى أنه
انفرد يوما عن عسكره فرأى راعي غنم فسأله الراعي أ نزلت من السماء أم
خرجت من الأرض أ ما خفت من السيد بدران فقال وكيف سيرته عندكم
قال ما فيه عجب سوى أنه ينفرد عن العسكر ويركب بغلة وهو خلاف
الحزم ويستخدم المرد في مجلسه ويشرب النبيذ. فقال له أما الأولان فقد
تركهما بدران من الآن، فلما علم أنه بدران سقط ميتا. وكان عنده رجال في
نهاية الشجاعة أتاه الخبر يوما بان عسكرا عظيما من قبل العثمانيين متوجه إلى
الحويزة وقد دخل بغداد وخيامه خارجها وتركناه يريد الحركة فالتفت إلى
جلسائه من السادة وغيرهم وقال أريد رجلين يمضيان ويأتيانني بخبر هذا
العسكر فانتدب لذلك رجلان وقالا نحن نأتيك بخبره فخرجا فوجدا
العسكر على مرحلتين من بغداد وقد مشى في الثالثة فقالا ان بدران أرسلنا
كشافة ولا يرضى ذلك لأنفسنا، فالرأي ان ننتظر العسكر حتى يشرع في
النزول ونغير عليه ونقتل بعض أمرائه وننجو. فلما نزل العسكر هجموا على
أحد الباشوات وطعنه أحدهما برمحه فقتله وطارت بهما خيلهما ووقعت
الصيحة في العسكر ولحقتهما الخيل ففاتاها فأرسل القائد أحد أغواته ان يأتيه
بهما بالأمان فلحقهما وأمنهما فعادا وسألهما القائد فأخبراه بجلية الحال فجعلهما
سفيرين في عقد الصلح ثم عاو ولو لم تقارن أيام حكمه دولتي الصفوية
والعثمانية القويتين لما خرجت من يده بعض الممالك مثل شوشتر وغيرها
انتهى.
أبو الفضل بدران بن المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي
توفي سنة ٤٢٥.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٨٧ لما قبض المقلد على أخيه علي
أرسل إلى زوجته يأمرها باخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق بتكريت قبل
أن يسمع أخوه الحسن الخبر ففعلت ذلك وخلصت وكانت في الحلة التي له
على أربعة فراسخ من تكريت، وسمع الحسن الخبر فبادر إلى الحلة ليقبض
أولاد أخيه فلم يجدهم. وقال أيضا انه في هذه السنة قصد بدران بن المقلد
(٥٤٨)

دقوقا وأخذها من جبرئيل بن محمد وموصك بن جكويه الكردي وكانا
متغلبين عليها. وقال في حوادث سنة ٣٣٩ لما قتل عيسى بن خلاط أبا
علي بن ثمال بالرحبة ملكها أقام فيها مدة ثم قصده بدران بن المقلد العقيلي
فاخذ الرحبة منه، وبقيت لبدران، فامر الحاكم بأمر الله نائبه بدمشق لؤلؤ
البشاري بالمسير إليها. فسار إليها وملكها. وقال في حوادث سنة ٤١٧
فيها جمع نجدة الدولة بن قراد ورافع بن الحسين جمعا كثيرا من عقيل
وانضم إليهم بدران بن المقلد، و ساروا يريدون حرب قرواش بن المقلد
وكان قرواش لما سمع خبرهم اجتمع هو و غريب بن مقن في ثلاثة عشر
ألف مقاتل، فالتقوا عند بلد واقتلوا ففعل ثروان بن قراد فعلا جميلا، وذلك أنه
قصد غريبا في وسط المصاف واعتنقه وصالحه وفعل أبو الفضل بدران بن
المقلد بأخيه قرواش كذلك فاصطلح الجميع وأعاد قرواش إلى أخيه بدران
مدينة نصيبين. وقال في حوادث سنة ٤١٩ فيها في جمادى الأولى سار
بدران بن المقلد العقيلي في جمع من العرب إلى نصيبين وحصرها، وكانت
لنصر الدولة بن مروان، فخرج اليه عسكر نصر الدولة الذين بها وقاتلوه،
فهزمهم، فسير نصر الدولة عسكرا آخر فأرسل إليهم بدران عسكرا
فقاتلوهم وهزموهم وقتلوا أكثرهم فأزعج ذلك ابن مروان فسير عسكرا آخر
ثلاثة آلاف فارس فدخلوا نصيبين و خرجوا إلى بدران فاقتتلوا فانهزم بدران
ومن معه بعد قتال شديد وتبعهم عسكر ابن مروان، ثم عطف عليهم
بدران وأصحابه فلم يثبتوا له فأكثر فيهم القتل والأسر فعادوا مفلولين
فدخلوا نصيبين واقتتلوا مرة أخرى وكانوا على السواء، ثم سمع بدران بان
أخاه قرواشا قد وصل إلى الموصل فرحل خوفا منه لأنهما كانا مختلفين
انتهى وهذا ينافي ما مر من أنهما اصطلحا وأعاد قرواش إلى بدران مدينة
نصيبين، فيكون قد أخذها منه ابن مروان واختلف بدران مع أخيه قرواش
مرة ثانية. قال فلما رحل بدران شرع في اصلاح الحال مع أخيه قرواش
فاصطلحا ثم جرى في سنة ٤٢١ بين قرواش وابن مروان نفرة فأرسل
قرواش إلى ابن مروان يطلب نصيبين لأخيه بدران ويحتج بما أخرج بسببها
عام أول فلم يقبل فسير قرواش جيشا مع أخيه بدران إلى نصيبين فحصرها
بدران وأتاه قرواش فحصرها معه فلم يملكها وتفرق من كان معه من
العرب والأكراد، فلما رأى بدران تفوق الناس عن أخيه سار إلى نصر
الدولة بن مروان بميافارقين يطلب منه نصيبين فسلمها اليه.
السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي الأنصاري ساكن طوس واحد
المدرسين بها
الأنصاري نسبة إلى أنصار بلدة من جبل عامل من عمل
الشقيف.
ذكره تلميذه السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي في
مقدمة شرحه شواهد شرح الألفية لابن الناظم فقال وكثيرا ما يختلج
بخاطري الفاتر ان اجعل لأبياته شرحا إلى أن قال غير أنه قد كان يثبطني
عن الاقدام قصور البضاعة حتى صدرت إشارة بامضاء تلك العزيمة من
عالي حضرة السيد السند العالم العامل المحقق المدقق النحرير جمال الفضلاء
والمتكلمين عمدة العلماء والمتبحرين شرف الملة الباهرة سلالة العترة الطاهرة
من سهل من العلوم الأدبية طامحها وذلل من القواعد العلمية جامحها
فشهدت بفضله الأفاضل وانقادت لطاعته الأماثل وهو سيدنا وملاذنا
ومخدومنا السيد بدر الدين الحسيني العاملي الأنصاري لا زالت بدور إفاداته
ساطعة الشعاع وشواهد فضائله مكشوفة القناع في جميع الأرباع والاقطاع
فتلقيتها بالقبول وشمرت عن ساعد الجد حيث لم أجد بدا من ذلك
انتهى. وفي أمل الآمل كان عالما فاضلا محققا ماهرا مدققا فقيها محدثا
عارفا بالعربية أديبا شاعرا قرأ على شيخنا البهائي وغيره له حواش كثيرة على
الأحاديث المشكلة وشرح الاثني عشرية الصومية وشرح الاثني عشرية
الصلاتية وشرح الزبدة للبهائي وقد رأيت شرح الاثني عشرية في الصلاة
بخطه وتاريخ الفراع من تأليفها سنة ١٠٢٥ وله رسالة في العمل بخبر
الواحد أسماها عيون حجية أخبار الآحاد استقصى فيها الأدلة وتتبع الأخبار
في ذلك ولم يدع شيئا مما يمكن الاستدلال به الا ذكره الا أن أدلته لا تصريح
فيها بالخلو عن القرينة وله شعر قليل توفي بطوس وكان مدرسا بها وهو من
المعاصرين ولم أره ولكني رويت عن تلامذته عنه ومن شعره قوله
يا ليلة قصرت وباتت زينب * تجلو علي بها كؤوس عتاب
لو أنها ترضى مشيبي والهوى * ويرضى لقاء من وراء حجاب
لأطلت ليلتنا بأسود ناظر * وسواد عين مع سواد شباب
قال ويأتي في شعر الشيخ زين الدين في هذا المعنى ما هو الطف من هذه
الأبيات وأصله من قول المعري
يود أن سواد الليل دام له * وزيد فيه سواد السمع والبصر
السيد بدر الدين بن محمد بن ناصر الدين العاملي الكركي
في أمل الآمل فاضل فقيه صالح من تلامذة الشيخ ابن الشهيد
الثاني انتهى.
بدل بن سليمان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
ميرزا بديع ويقال محمد بديع بن أبي طالب بن القاسم بن أبي طالب بن
محمد بن غياث الدين عزيز شمس الدين محمد الحسيني الرضوي
المشهدي، وذكر باقي النسب في ترجمة الأخير.
في الشجرة الطيبة انه لما كان الشاه عباس الثاني في شميران طهران
وصل خبر موت ميرزا محمد باقر المتولي للروضة الرضوية ابن معز الدين
محمد الرضوي فولى المشهد المقدس ميرزا بديع ابن ميرزا أبي طالب
المعروف بكلانتر وهو المشار اليه بما كتب في آخر كشف الغمة لعلي بن
عيسى الأربلي الذي كانت قد كتبت نسخته للسيد المذكور وهذه صورته
كتبت هذه النسخة الشريفة المباركة لأجل الخديم السيد النقيب النجيب
الأعظم سلالة النقباء العظام وزبدة الأكابر والاجلاء الكرام صاحب النفس
القدسية والأطوار المرضية نور حديقة الايمان ونور حدقة الإنسان خلاصة آل
طه وياسين ملاذ الاسلام والمسلمين شمسا لفلك السيادة والنقابة والنجابة
والعظمة والعزو والاقبال والاجلال حضرة ميرزا بديع الزمان النقيب
الرضوي المتولى دام ظله العالي المتعالي ما دامت الأرض والسماء بحرمة
النبي وآله الطاهرين على يد الأقل العبد الداعي ابن عبد الخالق محمد
الحسيني الحافظ في شهر رمضان المبارك سنة ١٠٧٥. وكان متزوجا سليمة
بانو بنت ميرزا إبراهيم بن ميرزا أبو القاسم ولم يكن لأبيها ذرية غيرها،
وكان أبوها قد وقف أوقافا كثيرا وكان النظر إليها في حياتها لذلك كان
زوجها المذكور ينظر في تلك الأوقاف انتهى.
(٥٤٩)

بديع الزمان الهمداني
اسمه أحمد بن الحسين بن يحيى.
بديع الزمان القهباني الشهير ببديع الهرندي عالم
فاضل متبحر في أكثر العلوم، يروى بالإجازة عن الشيخ بهاء
الدين العاملي، له شرح الصحيفة السجادية بالفارسية، صنفه باسم
السلطان ابن السلطان ابن السلطان الشاه صفي الحق والدين بهادر خان
وسماه رياض العابدين في شرح صحيفة زين العابدين وجدنا منه نسخة
مخطوطة في كرمانشاه.
بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جزى بن
عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي الخزاعي.
في أسد الغابة توفي قبل النبي ص انتهى.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص بديل بن ورقاء
الخزاعي أبو عبد الله. وفي الاستيعاب بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن
ربيعة الخزاعي من خزاعة اسلم هو وابنه عبد الله بن بديل وحكيم بن حزام
يوم فتح مكة بمر الظهران في قول ابن شهاب. وذكر ابن إسحاق ان قريشا
يوم فتح مكة لجأوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي ودار مولاه رافع وشهد
بديل وابنه عبد الله حنينا والطائف وتبوك، وكان بديل من كبار مسلمة
الفتح، وقد قيل إنه اسلم قبل الفتح روى عنه ابنه سلمة بن بديل ان
النبي ص كتب له كتابا. ثم روى بسنده ان رسول الله ص امر بديلا ان
يحبس السبايا والأموال بالجعرانة حتى يقدم عليه ففعل انتهى يعني يوم
حنين وفي أسد الغابة قال ابن منده وأبو نعيم تقدم اسلامه، ثم روى
بسنده إلى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن بشر بن عبد الله بن
سلمة بن بديل بن ورقاء حدثني أبي محمد عن أبيه عبد الرحمن عن أبيه محمد
عن أبيه بشر عن أبيه عبد الله عن أبيه سلمة قال دفع إلي أبي بديل الكتاب
وقال يا بني هذا كتاب رسول الله ص فاستوصوا به فلن تزالوا بخير ما دام
فيكم بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى بديل بن ورقاء
وسروات بني عمرو فاني احمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، اما بعد فاني
لم آثم بالكم ولم أضع في جنبكم وان أكرم أهل تهامة علي أنتم وأقربهم لي
رحما ومن معكم من المطيبين واني قد اخذت لمن هاجر منكم مثل ما اخذت
لنفسي ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة الا معتمرا أو حاجا واني لم أضع
فيكم إذ سلمت وانكم غير خائفين من قبلي ولا محصورين. وكان الكتاب
بخط علي بن أبي طالب. انتهى. وكان به تحريفا لم نتمكن من
معرفته. وابن عبد الله قتل مع علي ع بصفين وتشيع أبيه غير
بعيد فان خزاعة كانت معروفة بالتشيع.
البراء بن عازب بن حارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن
الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
وفي الإصابة لم يذكر ابن الكلبي في نسبه مجدعة وهو أصوب
انتهى. والبراء عن شرح البخاري بتخفيف الراء والمد وقيل بالقصر
انتهى وعن المغني البراء بمفتوحة وخفة راء ومد انتهى.
ولادته ووفاته وعمره ومدفنه
ولد قبل الهجرة بعشر سنين لما يأتي ان عمره يوم الخندق كان ١٥ سنة
والخندق كان سنة خمس من الهجرة، ولكن سيأتي عن رجال الطباطبائي ان
عمره يوم بدر كان ١٤ سنة وكانت وقعة بدر سنة اثنتين من الهجرة فتكون
ولادته قبل الهجرة باثنتي عشرة سنة وتوفي سنة ٧٢ فيما حكاه في الإصابة عن
ابن حبان فيكون عمره ٨٢ سنة أو ٨٤ سنة. في الاستيعاب نزل الكوفة
ومات بها أيام مصعب بن الزبير واختلف النقل في الطبقات الكبير من ابن
سعد عن الواقدي فقال في موضع منه قال محمد بن عمر نزل البراء
الكوفة وتوفي بها أيام مصعب بن الزبير وله عقب، وقال في موضع آخر
نزل البراء الكوفية وابتنى بها دارا، قال محمد بن عمر ثم صار إلى
المدينة فمات بها، وقال غيره توفي زمن مصعب بن الزبير وله عقب بالكوفة
انتهى وفي رواية الصدوق في المجالس الآتية انه مات باليمن انتهى
والأكثر على أن وفاته بالكوفة.
كنيته
في الاستيعاب يكنى أبا عمارة وقيل أبا الطفيل وقيل
أبا عمرو وقيل أبا عامر والأشهر أبو عمارة وهو أصح.
أمه
قال ابن سعد في الطبقات أمه حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب بن
انس بن زيد بن مالك بن النجار بن الخزرج، ويقال بل أمه أم خالد بنت
ثابت بن سنان بن عبيد بن الابجر وهو خدرة انتهى.
هو أوسي لا خزرجي
هو أوسي كما صرح به في الإصابة والدرجات الرفيعة والطبقات
الكبرى لابن سعد كما ستعرف لا خزرجي، وما يأتي عن رجال الشيخ
والاستيعاب من وصفه بالخزرجي اما سهو أو باعتبار ان في أجداده من
يسمى الخزرج وليس هو الخزرج المنسوبة اليه القبيلة من الأنصار بل ذاك
أخو الأوس وأمهما قيلة وهذا من ولد الأوس والأوس والخزرج بطنان من
الأنصار وهما أخوان أبوهما حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقيا بن عامر
ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن
الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن
يعرب بن قحطان. فتفطن لذلك فاني لم أجد من نبه عليه.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
فقال البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي كنيته أبو عامر انتهى وذكره
في أصحاب علي ع فقال البراء بن عازب الأنصاري انتهى وذكره
العلامة في الخلاصة في القسم الأول المعد للثقات أو من يترجح قبول
روايتهم فقال البراء بن عازب مشكور بعد ان أصابته دعوة أمير المؤمنين
ع في كتمان غدير خم فعمي، وقال في أواخر القسم الأول في
الكني أبو ليلى من أصحاب أمير المؤمنين ع من الأصفياء ذكره
البرقي وكذا قال عن البراء بن عازب انتهى. وفي رجال ابن داود شهد
له ع بالجنة وذلك بعد ان روت العامة انه دعا ع
لكتمانه الشهادة يوم غدير خم انتهى. وفي الوجيزة البراء بن عازب
فيه مدح وذم انتهى وذكره في الحاوي في الحسان. وفي رجال بحر
العلوم البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري أبو عمارة صاحبي ابن
صاحبي كان عمره يوم بدر أربع عشرة سنة، فاستصغر ذكره العلامة وابن
داود في القسم الأول من كتابيهما. وقال ابن عبد البر في الاستيعاب إنه
شهد مع أمير المؤمنين ع الجمل وصفين والنهروان وقد روى عنه
(٥٥٠)

غير واحد من التابعين حديث غدير خم مفصلا وروى عن الأعمش قال
شهد عندي عشرة من خيار التابعين ان البراء بن عازب كان يبرأ ممن تقدم
على علي ع ويقول إني برئ منهم في الدنيا والآخرة. توفي
البراء بالكوفة سنة ٧٢ من الهجرة انتهى وفي كون عمره يوم بدر أربع
عشرة سنة نظر تقدم. وفي رجال الكشي روي جماعة من أصحابنا منهم
أبو بكر الحضرمي وأبان بن تغلب والحسين بن أبي العلاء وصباح المزني عن
أبي جعفر وأبي عبد الله ع ان أمير المؤمنين ص قال
للبراء بن عازب كيف وجدت هذا الدين؟ قال كنا بمنزلة اليهود قبل ان
نتبعك تخف علينا العبادة فلما اتبعناك ووقع حقائق الايمان في قلوبنا وجدنا
العبادة قد تثاقلت في أجسادنا! الخير قال أبو عمرو الكشي هذا بعد
ان أصابته دعوة أمير المؤمنين ع فيما روي عنه من جهة العامة
روى عبد الله بن إبراهيم أخبرنا أبو مريم الأنصاري عن المنهال بن عمرو
عن زر بن حبيش قال خرج علي بن أبي طالب ع من القصر
فاستقبله ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم فقالوا السلام عليك يا
أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا مولانا! فقال علي
ع من هاهنا من أصحاب رسول الله ص؟ فقام خالد بن زيد أبو أيوب
وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقيس بن سعد بن عبادة وعبد الله بن
بديل بن ورقاء، فشهدوا جميعا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول يوم غدير
خم من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال علي ع لأنس بن مالك
والبراء بن عازب ما منعكما ان تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم ثم
قال اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما فعمي البراء بن عازب وبرص
قدما انس بن مالك، فحلف انس بن مالك ان لا يكتم منقبة لعلي بن أبي
طالب ولا فضلا ابدا، وأما البراء بن عازب فكان يسال عن منزله فيقال هو
في موضع كذا وكذا! فيقول يرشد من أصابته الدعوة انتهى. وعن
شرح البخاري روي عن النبي ص ثلاثمائة وخمسة أحاديث نزل الكوفة
وتوفي بها أيام مصعب بن الزبير وشهد مع علي ع مشاهدة
انتهى وقال محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير عند ذكر
من نزل الكوفة من الصحابة البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري من
بني حارثة بن الحارث من الأوس ويكنى أبا عمارة وقال عند ذكر الصحابة
الذين أسلموا قبل فتح مكة ومن بني حارثة بن الحارث بن الخزرج بن
عمرو وهو النبيت البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن
حارثة بن الحارث بن الخزرج ثم قال كان أبوه عازب قد أسلم أيضا
ولم نسمع لعازب يذكر في شئ من المغازي وقد سمعنا بحديثه في الرحل
الذي اشتراه منه أبو بكر ثم روى بسنده قال اشترى أبو بكر من عازب
رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمله إلى رحلي،
فقال له عازب لا حتى تحدثنا حديث خروجك مع رسول الله ص
والمشركون يطلبونكم فحدثه ثم روى عن البراء قال استصغرنا يوم بدر انا
وابن عمر ثم قال قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله ص حتى قرأت
سورا من المفصل ثم خرجنا نتلقى العير فوجدناهم الد حذروا. وبسنده
عن البراء ما قدم علينا رسول الله ص حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في
سور من المفصل. وبسنده عنه غزوت مع رسول الله ص خمس عشرة
غزوة وانا وعبد الله بن عمر لدة وفي رواية صحبت رسول الله ص ثمانية
عشر سفرا فما رأيته ترك ركعتين قبل الظهر. وفي رواية غزوت معه ص
ثماني عشرة غزوة ما رأيته ترك ركعتين حين تزيغ الشمس في حضر ولا
سفر. قال محمد بن عمر أجاز رسول الله ص براء بن عازب يوم الخندق وهو ابن
خمس عشرة سنة ولم يجزه قبلها. وفي الاستيعاب البراء بن عازب
بن حارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن
الخزرج الحارثي الخزرجي روي شعبة وزهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن
البراء سمعته يقول استصغرت انا و ابن عمر بدر وكان المهاجرون يومئذ
نيفا على الستين وكان الأنصار نيفا على أربعين ومائة هكذا في الحديث
ويشبه ان يكون البراء أراد الخزرج خاصة قبيله ان لم يكن ابن إسحاق غلط
عليه والصحيح عند أهل السير ما قدمنا في أول هذا الكتاب في عدد أهل
بدر يعني ٣١٣ أو ٣١٤ قال وقال الواقدي أستصغر رسول الله ص يوم
بدر جماعة منهم البراء بن عازب وروى بسنده ان رسول الله ص يقدم علينا
رسول الله ص استصغر يوم أحد البراء بن عازب. وذكر الدولابي عن
الواقدي أول غزوة شهدها البراء بن عازب الخندق. قال أبو عمر وهذا
أصح في رواية نافع. وقال أبو عمرو الشيباني افتتح البراء بن عازب الري
سنة ٢٤ صلحا أو عنوة وقال أبو عبيدة افتتحها حذيفة سنة ٢٢ وقال
حاتم بن مسلم افتتحها قرظة بن كعب الأنصاري وقال المدائني افتتح بعضها أبو موسى و
بعضها قرظة. وشهد البراء بن عازب مع علي الجمل
وصفين والنهروان ثم نزل الكوفة ومات بها أيام مصعب بن الزبير انتهى
وفي أسد الغابة البراء بن عازب إلى قولنا ابن الأوس ثم قال الأنصاري
الأوسي الحارثي رده رسول الله ص عن بدر استصغره وأول مشاهده أحد
وقيل الخندق وغزا مع رسول الله ص أربع عشرة غزوة، وهو الذي أفتتح
الري وقيل افتتحها غيره، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى وشهد مع
علي بن أبي طالب الجمل وصفين والنهروان، ونزل الكوفة وابتنى بها دارا
ومات أيام مصعب بن الزبير، ثم روى بسنده عن البراء استصغرني
رسول الله ص يوم بدر فلم أشهدها، وزاد في رواية أخرى وشهدت أحدا.
وكان البراء يقول انا الذي أرسل معه النبي ص السهم إلى قليب الحديبية
فجاش بالري وقيل هو ناجية بن جندب وهو أشهر انتهى وفي الإصابة
البراء بن عازب، إلى قولنا الأوسي، ثم روى حديث استصغار
رسول الله ص إياه يوم بدر بطريقين زيد في أحدهما وشهدت أحدا. ثم
قال روي عنه انه غزا مع رسول الله ص أربع عشرة غزوة، وفي رواية
خمس عشرة وقال إسناده صحيح. وعنه سافرت مع رسول الله ص ثمانية
عشر سفرا، أخرجه أبو ذر الهروي، وشهد البراء مع علي الجمل وصفين
وقتال الخوارج انتهى وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين شهد
البراء بن عازب صفين مع أمير المؤمنين ع انتهى. وفي
تهذيب التهذيب البراء بن عازب روى عن النبي ص وعن أبي بكر وعمر
وعلي وأبي أيوب وبلال وغيرهم، وعنه عبد الله بن زيد الخطمي وأبو
جحيفة ولهما صحبة وعبيد والربيع ويزيد ولوط أولاد البراء وابن أبي ليلى
وعدي بن ثابت وأبو إسحاق ومعاوية بن سويد بن مقرن وأبو ردة وأبو بكر
أبنا أبي موسى وخلق، وشهد مع علي الجمل وصفين والنهروان، وكان
يلقب ذا الغرة، كذا قيل وعندي ان ذا الغرة آخر انتهى.
قال وروى أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة قال حدثني المغيرة بن
محمد المهدي من حفظه وعمر بن شبة من كتابه باسناد رفعه إلى أبي سعيد
الخدري قال سمعت البراء بن عازب يقول اني لم أزل لبني هاشم محبا فلما
قبض رسول الله ص تخوفت أن تتمالأ قريش على اخراج هذا الامر من بني
هاشم فاخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة
(٥٥١)

رسول الله ص فكنت أتردد إلى بني هاشم وهم عند النبي ص في الحجرة
أتفقد وجوه قريش فاني لكذلك إذ فقدت الشيخين فإذ قائل يقول القوم
في سقيفة بني ساعدة، وإذا قائل آخر يقول قد بويع أبو بكر! فلم البث
وإذا انا به قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم
محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد الا خبطوه وقدموه فمدوا يده
فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت
أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق فضربت عليهم الباب ضربا
عنيفا وقلت قد بويع لأبي بكر بن أبي قحافة فقال العباس تربت أيديكم إلى
آخر الدهر أما اني قد أمرتكم فعصيتموني! فمكثت أكابد ما في نفسي إلى أن
كان بليل خرجت إلى المسجد فلما صرت اليه تذكرت اني كنت اسمع
همهمة رسول الله ص بالقرآن فامتنعت من مكاني فخرجت إلى الفضاء
فصابني بياضه فأجد نفرا يتناجون فلما دنوت منهم سكتوا فلما رأيتهم سكتوا
انصرفت عنهم فعرفوني وما أعرفهم فدعوني إليهم فأتيتهم فأجد المقداد بن
الأسود وعبادة بن الصامت وسلمان الفارسي وأبا ذر وحذيفة وأبا الهيثم بن
التيهان وإذا حذيفة يقول لهم والله ليكونن ما أخبرتكم به والله ما كذبت
ولا كذبت، وإذا القوم يريدون ان يعيدوا الامر شورى بين المهاجرين ثم
قال ائتوا أبي بن كعب فقد علم كما علمت قال فانطلقنا إلى أبي فضربنا
عليه بابه حتى صار خلف الباب فقال من أنتم فكلمه المقداد فقال ما حاجتكم
فقال له افتح عليك بابك فان الامر أعظم من أن يجري من وراء الحجاب
قال ما انا بفاتح بأبي وقد عرفت ما جئتم له كأنكم أردتم النظر في هذا
العقد؟ فقلنا نعم! فقال أ فيكم حذيفة؟ فقلنا نعم! قال فالقول ما قال
والله ما أفتح عني بأبي حتى تجري على ما هي عليه جارية ولما يكون بعدها
شر منها والى الله المشتكى، وبلغ الخبر الشيخين فأرسلا إلى أبي عبيدة
والمغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي فقال المغيرة ان تلقوا العباس فتجعلوا
له في هذا الامر نصيبا فيكون له ولعقبه فتقطعوا به من ناصية علي ويكون
لكم حجة عند الناس على علي إذ مال معكم العباس فانطلقوا حتى دخلوا
على العباس في الليلة من وفاة رسول الله ص ثم ذكر خطبة أبي بكر وكلام عمر
وما أجابهما به العباس انتهى. قال المؤلف البراء بن عازب من
الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع فشهد معه مشاهده كلها الجمل
وصفين والنهروان باتفاق الرواة وأهل العلم، وذلك يدل على حسن حاله
ولكنه لم يكن خاليا من شئ بكتمانه الشهادة لعلي ع بالولاية يوم الغدير
وأنه دعا عليه وتركه نصرة الحسين ع. اما الدعاء عليه فان صح
فهو بعد شهوده المشاهد إذا لا يشهدها وهو أعمى ولم يذكر انه تاب، غايته
انه كان يقول كيف يرشد من أصابة الدعوة وهو لا يدل على التوبة، لكن
ما رواه الكشي عنه يدل على حسن حاله وقد فهم منه انه كان ذلك بعد ان
أصابته الدعوة وتبعه العلامة في الخلاصة، وخبر أصابته الدعوة له بالعمى
معارضة برواية الخصال والمجالس، ولم يكن معاوية ليوليه وهو أعمى لكن
خبر الخصال مناف لما ذكره الأكثر من أن وفاته كانت بالكوفة، وانه لم
يذهب إلى معاوية ولا إلى اليمن، وانه مدني أوسي لا يماني، وبالجملة فامر
مشتبه وهو إلى السلامة أقرب والله أعلم.
ثم وجدنا في تاريخ بغداد للخطيب زيادة في ترجمته فأثبتناها هنا
ذكرنا نسبه إلى أوس وفي تاريخ بغداد فيمن ورد المدائن من مشهوري
الصحابة البراء بن عازب وساق نسبه كما سقناه وزاد ابن أوس بن حارثة بن
ثعلبة بن عمرو بن عامر. وقال نزل الكوفة بعد
رسول الله ص وكان رسول علي بن أبي طالب إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى
الطاعة وترك المشاقة ثم روى بسنده عن أبي الجهم قال بعث علي البراء بن
عازب إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيام فلما أبوا سار إليهم قال الشيخ أبو
بكر الخطيب البغدادي وللبراء عن رسول الله ص روايات كثيرة ثم روى
بسنده عن خليفة بن خياط انه مات في ولاية مصعب بن الزبير بن العوام.
تلاميذه
في تاريخ بغداد حدث عنه عبد الله بن يزيد الخطيمي وأبو جحيفة
السوائي وعامر الشعبي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو إسحاق السبيعي
وعدي بن ثابت وسعد بن عبيدة والمسيب بن رافع وغيرهم انتهى
وروى نصر في كتاب صفين ان قيس بن سعد بن عبادة قال شعرا يخاطب
به معاوية فلما بلغه دعا عمرو بن العاص فقال ما ترى في شتم الأنصار قال
أرى ان توعد ولا تشتم فأرسل معاوية إلى رجال من الأنصار فعاتبهم منهم
البراء بن عازب قال وكان هؤلاء يلقونه في تلك الحرب فمشوا بأجمعهم إلى
قيس فقالوا ان معاوية لا يريد شتمنا فكف عن شتمه فقال ان مثلي لا يشتم
ولكني لا أكف عن حربه حتى ألقى الله الخبر وهذا يشعر بأنه كان فيه
وفيهم لين مع معاوية.
البراء بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر
بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي أخو أنس بن مالك.
في أسد الغابة قتل سنة ٢٠ في قول الواقدي وقيل سنة ١٩ وقيل
سنة ٢٣ قتله الهرمزان انتهى وفي الإصابة استشهد يوم حصن تستر في
خلافة عمر سنة ٢٠ وقيل قبلها وقيل سنة ٢٣ وذكر سيف ان الهرمزان هو
الذي قتله انتهى.
وتستر في الدرجات الرفيعة بضم المثناة الفوقية وسكون السين
المهملة وفتح المثناة من فوق وبعدها راء مهملة وتسميها العامة ششتر قال
صاحب اللباب هي مدينة من كور الأهواز من خوزستان وبها قبر البراء بن
عازب. وقيل إن تستر مدينة ليس على وجه الأرض أقدم منها والله أعلم
انتهى وفي تاج العروس حكي ضم الفوقية الثانية أيضا انتهى
والعامة تقول ششتر بشينين معجمتين بالضبط السابق وفي القاموس انه
لحن. سورها أول سور وضع بعد الطوفان. وفي تاج العروس قيل
ششتر هو الأصل وتستر تعريبه وقيل هما موضعان مختلفان انتهى وفي
التعليقة تستر معرب شوشتر وقبر البراء بن مالك هناك يزار انتهى.
اخوه وأمه
في الطبقات الكبير في ترجمة أخيه انس وأمه أم سليم بنت ملحان
وهي أم أخيه البراء بن مالك انتهى وفي أسد الغابة هو أخو أنس لأبيه
وأمه انتهى وفي الإصابة هو أخو انس لأبيه قال أبو حاتم وقال ابن
سعد أخوه لأبيه وأمه أمهما أم سليم وفيه نظر لأنه سيأتي في شريك بن
سمحاء أنه أخو البراء بن مالك لأمه أمهما سمحاء وأما أم انس فهي أم
سليم بلا خلاف انتهى.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد أحد
والخندق وقتل يوم تستر انتهى وفي رجال الكشي ان الفضل بن شاذان
(٥٥٢)

قال إن من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع البراء بن
مالك انتهى وكان رجوعه إلى أمير المؤمنين كان قبل خلافته فإنه قتل في
خلافة عمر كما مر. وفي الخلاصة في القسم الأول المعد لمن يعتمد على
روايته البراء بن مالك الأنصاري أخو انس بن مالك شهد أحدا والخندق
وقتل يوم تستر انتهى ومثله في رجال ابن داود في القسم الأول أيضا
المعد لذلك وفي الدرجات الرفيعة البراء بن مالك بن النضر بن
ضمضم بن زيد الأنصاري الخزرجي شهد أحدا والخندق وقتل رضوان الله
عليه يوم تستر وكان عمر بعث إليها أبا موسى الأشعري فافتحها عام ١٨
للهجرة واستشهد البراء بن مالك بها انتهى وفي الطبقات الكبير لابن
سعد البراء بن مالك إلى قولنا ابن النجار شهد أحدا والخندق والمشاهد
بعد ذلك مع رسول الله ص وكان شجاعا في الحرب له نكاية. ثم روى
بسنده عن محمد بن سيرين كتب عمر ان لا تستعملوا البراء بن مالك على
جيش من جيوش المسلمين فإنه مهلكة من الهلك يقدم بهم. وبسنده عن
انس بن مالك دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى ويرنم قوسه فقلت
إلى متى هذا؟ فقال يا انس أ تراني أموت على فراشي موتا والله لقد قتلت
بضعا وتسعين سوى من شاركت فيه يعني من المشركين وبسنده عن انس لما
كان يوم العقبة بفارس وقد زوي الناس قام البراء بن مالك فركب فرسه
وهي توجى ثم قال لأصحابه بئس ما دعوتم أقرانكم عليكم فحمل على
العدو ففتح الله على المسلمين به واستشهد رحمه الله يومئذ قال محمد بن عمر
إنما يقول إنه استشهد يوم تستر وتلك الناحية كلها عندهم فارس انتهى
يعني ان فارس هي شيراز ونواحيها وليس منها تستر ولكن يطلق على كل
بلاد العجم فارس توسعا. وفي الاستيعاب شهد البراء أحدا وما بعدها من
المشاهد مع رسول الله ص وكان أحد الفضلاء ومن الأبطال الأشداء قتل
من المشركين مائة رجل مبارزة سوى من شارك فيه ثم روى بسنده عن
انس بن مالك دخلت على البراء بن مالك وهو يتغنى بالشعر فقلت له يا
أخي تتغنى بالشعر وقد أبدلك الله به ما هو خير منه وهو القرآن قال أ تخاف
علي ان أموت على فراشي وقد تفردت بقتل مائة سوى من شاركت فيه اني
لأرجو ان لا يفعل الله ذلك بي. وبسنده عن انس بن مالك عن
النبي ص كم من ضعيف مستضعف ذي طمرين لا يؤبه له لو اقسم على
الله لأبره منهم البراء بن مالك. وان البراء لقي زحفا من المشركين وقد
أوجع المشركون في المسلمين فقالوا له يا براء ان رسول الله ص قال إنك
لو أقسمت على الله لأبرك فاقسم على ربك قال أقسمت عليك يا رب لما
منحتنا أكتافهم ثم التفوا على قنطرة السوس فأوجعوا في المسلمين فقالوا له يا
براء أقسم على ربك فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا اكتفاهم وألحقتني
بنبيي ص فمنحوا اكتفاهم وقتل البراء شهيدا. وروى أيضا بسنده عن ابن
إسحاق قال زحف المسلمون إلى المشركين في اليمامة حتى الجأوهم إلى
الحديقة وفيها عدو الله مسيلمة فقال البراء يا معشر المسلمين القوني عليهم
فاحتل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم فقاتلهم على الحديقة حتى فتح على
المسلمين ودخل عليهم المسلمون فقتل الله مسيلمة. وفي خبر آخر
ورمى البراء بنفسه عليهم فقاتلهم حتى فتح الباب وبه بضع وثمانون
جراحة من بين رمية بسهم وضربة فحمل إلى رحله يداوي فأقام عليه خالد
شهرا قال أبو عمر وذلك سنة عشرين فيما ذكر الواقدي وقيل إن البراء انما
قتل يوم تستر وافتتحت السوس وانطاباس وتستر سنة عشرين الا ان أهل
السوس صالح منهم دهقانهم على مائة واسلم المدينة وقتله أبو موسى إذا لم
يعد نفسه منهم وفي الإصابة كان البراء حادي النبي ص وذكر في ترجمة
انجشة انه كان يحدو بالنساء والبراء بن مالك يحدو بالرجال وانجشة
غلام اسود والحادي الذي يسوق الإبل. وعن عبد الله بن انس بن مالك
يقول كان البراء بن مالك حسن الصوت وكان يرجز لرسول الله ص في
بعض أسفاره، فقال إياك والقوارير فامسك. وعن انس قال كان
البراء حادي الرجال روى عنه اخوه انس. وركب فرسه يوم اليمامة فحمد
الله واثنى عليه ثم قال يا أهل المدينة لا مدينة لكم اليوم وانما هو الله
وحده والجنة! ثم حمل وحمل الناس معه فانهزم أهل اليمامة فلقي البراء
محكم اليمامة فضربه البراء وصرعه فاخذ سيف محكم اليمامة وضربه به
حتى انقطع. وروى الترمذي بسنده عن أنس ان النبي ص قال رب
أشعث أغبر لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك، فلما
فكان يوم تستر من بلاد فارس انكشف الناس فقال المسلمون يا براء اقسم
على ربك! فقال اقسم عليك يا رب لما منحتنا اكتفاهم وألحقتني بنبيك
فحمل وحمل الناس معه فقتل مرزبان الزارة من عظماء الفرس واخذ سلبه
فانهزم الفرس وقتل البراء انتهى. وفي أسد الغابة شهد أحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص الا بدرا، وكان شجاعا مقداما
ولما كان يوم اليمامة واشتد قتال بني حنيفة على الحديقة التي فيها مسيلمة،
قال البراء يا معشر المسلمين القوني عليهم فاحتمل حتى إذا أشرف على
الجدار اقتحم فقاتلهم على باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين فدخل
المسلمون فقتل الله مسيلمة وجرح البراء يومئذ بضعا وثمانين جراحة ما بين
رمية وضربة فأقام عليه خالد بن الوليد شهرا حتى برئ من جراحه وكان
حسن الصوت يحدو بالنبي ص في أسفاره فكان هو حادي الرجال وانجشة
حادي النساء. وقتل البراء على تستر مائة رجل مبارزة سوى من شرك في
قتله، اخرجه الثلاثة انتهى.
البراء بن محمد الكوفي
قال النجاشي ثقة له كتاب يرويه أيوب بن نوح أخبرناه محمد بن
علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا الحميري حدثنا أيوب بن نوح عن
البراء به. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب البراء المشترك بين من
يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن محمد الكوفي الثقة برواية أيوب بن
نوح عنه، وان أشكل التمييز لو على ندور وقف الرواية انتهى.
البراء بن معرور بن صخر بن خنساء أو ابن سابق بن سنان بن عبيد بن
عدي بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن
تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري السلمي الخزرجي أبو بشر.
وأمه الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد
الأشهل بن جشم بن الأوس.
توفي بالمدينة في صفر قبل قدوم النبي ص إليها بشهر.
ومعرور بميم فعين مهملة فراءين مهملتين بينهما واو بوزن
منصور، وكأنه مشتق من المعرة. وفي طبقات ابن سعد والاستيعاب
صخر بن خنساء، وفي الإصابة صخر بن سابق وتزيد بالمثناة
الفوقانية والزاي والسلمي بسين مهملة ولام مفتوحتين وميم وياء نسبة
إلى بني سلمة بكسر اللام بطن من الأنصار على غير القياس وفي انساب
السمعاني ان أصحاب الحديث يكسرون اللام على غير قياس النحويين،
وفي الصحاح ليس في العرب سلمة يعني بكسر اللام غيرهم وهم بنو
(٥٥٣)

سلمة بن سعد بن علي بن أسد، إلى آخر ما مر وفي تاج العروس وفي بني
سلمة أيضا بنو عبيد بن عدي منهم البراء بن معرور انتهى.
كان البراء أول من صلى عليه النبي ص حين قدم المدينة وأول من
تكلم من النقباء ليلة العقبة وأول من بايع منهم وأول من توفي منهم.
ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في كتاب الطبقات الكبير فقال
شهد العقبة في روايتهم جميعا وهو أحد النقباء الاثني عشر من الأنصار وكان
أول من تكلم من النقباء ليلة العقبة حين لقي رسول الله ص السبعين من
الأنصار فبايعوه واخذ منهم النقباء فقام البراء فحمد الله واثنى عليه وقال
الحمد لله الذي أكرمنا بمحمد وحبانا به فكنا أول من أجاب وآخر من
دعا فأجبنا الله ورسوله وسمعنا وأطعنا يا معشر الأوس والخزرج قد أكرمكم
الله بدينه فان أخذتم السمع والطاعة والمؤازرة بالشكر فأطيعوا الله ورسوله
ثم جلس.
وروى ابن سعد بسنده انه كان أول من استقبل القبلة حيا وميتا قبل ان
يوجهها رسول الله ص فأمره النبي ص ان يستقبل بيت المقدس والنبي ص
يومئذ بمكة فأطاع حتى إذا حضرته الوفاة امر أهله ان يوجهوه إلى المسجد الحرام
فلما قدم النبي ص مهاجرا صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم
صرفت القبلة نحو الكعبة وأنه أحد النقباء من السبعين فقدم المدينة قبل ان
يهاجر النبي ص فلما حضرته الوفاة أوصى بثلث ماله لرسول الله صلى الله عليه وآله يضعه
حيث شاء وكان أول من أوصى بثلث ماله فأجازه رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى
عند الموت ان يوجه إذا وضع في قبره إلى الكعبة وقدم رسول الله ص بعد
موته بيسير وصلى عليه فإنه مات قبل قدوم النبي ص بشهر وانه لما صرفت
القبلة يوم صرفت قالت أم بشر هي زوجته يا رسول الله هذا قبر البراء
فكبر عليه رسول الله ص في أصحابه أقول ظاهر هذه الرواية انه صلى
عليه مرة ثانية بعد تحويل القبلة إلى الكعبة وروى أيضا انه أول من صلى
عليه النبي ص حين قدم المدينة انطلق بأصحابه فصف عليه وقال اللهم
اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت وكان أول من مات من النقباء.
أقول خبر الصلاة عليه ثانيا بعد مدة طويلة مخالف لروايات أهل البيت
ع من أنها لا تشرع الصلاة بعد الدفن الا لمن لم يصل عليه إلى
ثلاثة أيام ولعل هذه الصلاة كانت مجرد دعاء.
وعن جامع الأصول كان أول من بايع ليلة العقبة وأول من استقبل
الكعبة في الصلاة من الخزرج وأول من أوصى بثلث ماله سيد الأنصار
وكبيرهم انتهى اما تشيعه فلم يكن في ذلك الوقت من يظهر انحرافا عن
علي ع ولعله لهذا لم يذكره السيد علي خان في الدرجات الرفيعة
في طبقات الشيعة وذكر البراء بن عازب وغيره ولكننا ذكرناه تبعا للشيخ في
رجاله. وحيث لم يظهر منه انحراف عن علي ع وورد فيه المدح السابق
فهو على أصل الصحة في موالاته له.
البرامكة
في مروج الذهب أوقع بهم الرشيد سنة واختلف في سبب ذلك
فقيل احتياز الأموال وانهم أطلقوا رجلا من آل أبي طالب كان في أيديهم
وقيل غير ذلك انتهى والذي يغلب على الظن ان البرامكة كانوا شيعة في
الباطن وهو الذي دعا الرشيد إلى الايقاع بهم لا احتياز الأموال ولا قصة
العباسة أخت الرشيد التي كان لا يصبر عنها ولا عن جعفر فعقد له عليها
بشرط ان لا يقربها فاحتالت عليه حتى واقعها فحملت وأرسلت الولد إلى
مكة واطلع الرشيد على ذلك فأوقع بهم، فان احتياز الأموال وهذه القصة
ان صحت لا توجب ان يوقع بهم بل كان يمكنه كف أيديهم عن الأموال
أو عزلهم، وما بلغت به الغيرة من أمر العباسة ان يفعل ذلك وقد كانت
علية ابنة المهدي مغنية عوادة محسنة واخوها إبراهيم كان مغنيا مجيدا وعوادا
بارعا، وفي ذلك يقول الأمير أبو فراس الحمداني
منكم علية أم منهم وكان لكم * شيخ المغنين إبراهيم أم لهم
فحال علية أشنع وأبشع من حال العباسة ان كانت تزوجت بجعفر
حلالا ومع ذلك لم يغر أحد منهم من امر علية ولا منعها عما هي عليه ولا
منع إبراهيم. ويدل على تشيعهم مضافة إلى ما حكاه المسعودي من اطلاقهم
العلوي ما جرى للإمام موسى الكاظم ع لما حبسه الرشيد عند جعفر
فوسع عليه فبلغ ذلك الرشيد فأرسل من بحث عن جلية الحال وأمره ان
كان ذلك صحيحا بضرب جعفر وعقوبته فضربه وعاقبه وجاء الرشيد بنفسه
من الرقة إلى بغداد ولعن جعفرا وتبرأ منه وامر الناس بذلك ففعلوا حتى
استرضاه يحيى فرضي عنه كما جاء ذلك في اخبار الإمام موسى ع
والحاصل انه لو كان غضبه عليهم لأمر دون التشيع لاكتفى بعزلهم ونكبهم
ولم يبلغ به الحال إلى قطع دابرهم فان كل شئ دون التشيع جلل
اما التشيع الذي يخاف منه زوال ملكه فلا يداوى بغير ضرب الأعناق والله
العالم بحقائق الأحوال ويأتي في ج ١٥ في ترجمة جابر بن حيان الكوفي نقلا
عن كتاب تاريخ الفكر العربي انه لما ساورت الرشيد الشكوك في البرامكة
وعرف ان غرضهم نقل الخلافة إلى العلويين وقتلهم عن آخرهم اضطر
جابر ان يهرب إلى الكوفة انتهى. ونقول هنا انه يستفاد من ذلك تشيع
البرامكة وان السبب في قتل الرشيد لهم تشيعهم وظنه محاولتهم نقل الخلافة
إلى العلويين لا ما شاع من قضية العباسة وغير ذلك فان هذا لو صح لكان
سببا في قتل من جرت هذه الحادثة معه لا في قتلهم جميعا.
البراوستاني
اسمه سلمة بن الخطاب ويوصف به الوزير مجد الملك أبو الفضل
أسعد بن محمد بن موسى البراوستاني القمي وزير بركياق ويوجد في بعض
المواضع البلاساني والظاهر أنه تحريف وهذا قد فاتنا ذكره في محله.
برد بن أبي زياد أبو عمر مولى بني هاشم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
برد الإسكاف الأزدي الكافي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع فقال
برد الإسكاف وذكره في أصحاب الباقر ع فقال برد الإسكاف
الأزدي الكوفي روى عنهما يعني الصادقين ع وذكره في أصحاب
الصادق ع فقال برد الإسكاف الأزدي. وقال النجاشي برد الإسكاف
مولى مكاتب له كتاب يرويه ابن عمير أخبرناه القاضي أبو الحسين حدثنا
جعفر بن محمد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثنا ابن أبي عمير عن
برد. وفي الفهرست برد الإسكاف له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون عن
أبي طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن ابن نهيك والحسن بن محمد بن
سماعة جميعا عن برد وفي التعليقة روى عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته
(٥٥٤)

وفي الذخيرة في رواية برد الإسكاف لا يبعد الحاق هذه الرواية بالصحاح
وان كان في طريقها برد الإسكاف ولم يوثقه علماء الرجال لان له كتابا يرويه
ابن أبي عمير ويستفاد من ذلك توثيقه انتهى وفي لسان الميزان برد
الإسكاف الأزدي الكوفي روى عن علي زين العابدين بن الحسين وعن ولده
أبي جعفر روى عنه محمد بن أبي عمير ومحمد بن سماعة ذكره الطوسي في
رجاله الشيعة انتهى.
التمييز
قد عرفت رواية الحسن بن محمد بن سماعة وابن نهيك وابن أبي عمير
عنه وروايته هو عن علي بن الحسين والباقر والصادق ع وعن
جامع الرواة انه نقل رواية صفوان وعبد الله بن المغيرة عنه انتهى.
برد الخياط كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع.
برد بن زائدة الجعفي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي مشتركات
الكاظمي باب برد ولم يذكره شيخنا مع أنه مشترك بين أربعة وكأنه لم يذكره
لعدم توثيقهم.
بردة بن رجاء الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
البرزهي
اسمه زين الدين محمد بن القاسم.
البرسي
وهو الشيخ رجب الحافظ.
السامي
اسمه علي بن محمد بن نصر البغدادي.
البرقي
في منهج المقال الغالب فيه محمد بن خالد وربما يأتي لولده أحمد
انتهى.
بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن
النعمان المعروفة بأم أيمن.
توفيت في أول خلافة عثمان حكاه ابن سعد في الطبقات الكبير عن
محمد بن عمر الواقدي وكانت خلافة عثمان سنة ٢٤ وفي الإصابة عن
الزهري بسند صحيح انها توفيت بعد رسول الله بخمسة أشهر وذلك سنة
١١ قال ويعارضه حديث طارق انها كانت حية بعد ما قتل عمر.
في الاستيعاب غلبت عليها كنيتها كنيت بابنها أيمن بن عبيد وهي
أم أسامة بن زيد تزوجها زيد بن حارثة بعد عبيد الحبشي فولدت له اسامة
يقال لها مولاة رسول الله وخادم رسول الله ص هاجرت الهجرتين إلى ارض
الحبشة والى المدينة، عن الواقدي أم أيمن اسمها بركة كانت لعبد الله بن
عبد المطلب وصارت للنبي ص ميراثا. ثم روى في الاستيعاب بسنده كان
رسول الله ص يقول أم أيمن أمي بعد أمي انتهى وفي الطبقات الكبير
لمحمد بن سعد أم أيمن واسمها بركة مولاة رسول الله ص وحاضنته كان
رسول الله ص ورثها من أبيه وخمسة اجمال اوارك وقطعة غنم فأعتق
رسول الله ص أم أيمن حين تزوج خديجة بنت خويلد فتزوج عبيد بن زيد
من بني الحارث بن الخزرج أم أيمن فولدت له أيمن صحب النبي ص وقتل
يوم حنين شهيدا انتهى. أقول وكان أحد العشرة الذين ثبتوا مع
النبي ص يوم حنين حين انهزم الناس وكان التسعة من بني هاشم والعاشر
أيمن فقتل أيمن وثبت التسعة كما مر في ترجمته. وقال ابن سعد كان زيد بن
حارثة بن شراحيل الكلبي مولى خديجة بنت خويلد فوهبته لرسول الله ص
فاعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة بن زيد. وبسنده
كانت أم أيمن تلطف النبي ص وتقوم عليه فقال رسول الله ص من سره ان
يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن فتزوجها زيد بن حارثة فولدت
له أسامة بن زيد، وبسنده انه ص كان يقول لها يا أمه وكان إذا نظر إليها
قال هذه بقية أهل بيتي وذكر غير ابن سعد انه لما توفيت آمنة أم النبي ص
قال أم أيمن أمي بعد أمي وكان يكرمها ويزورها، وبسنده جاءت أم أيمن
إلى النبي ص فقلت احملني قال أحملك على ولد الناقة فقالت يا رسول الله
انه لا يطيقني ولا أريده فقال لا أحملك الا على ولد
الناقة يعني انه كان يمازحها وكان رسول الله ص يمزح ولا
يقول الا حقا والإبل كلها ولد النوق. وبسنده انها قالت يوم حنين
سبت الله أقدامكم فقال النبي ص اسكتي يا أم أيمن فإنك عسراء
اللسان. قال محمد بن عمر الواقدي وقد حضرت أم أيمن أحدا وكانت
تسقي الماء وتداوي الجرحى وشهدت خيبر مع رسول الله ص. وبسنده لما
قبض النبي ص بكت أم أيمن فقيل ها ما يبكيك فقالت أبكي على خبر
السماء. وقال علي القارمي في شرح الشفا للقاضي عياض أم أيمن
الحبشية مولاة رسول الله ص وحاضنته ومرضعته ورثها من أبيه ثم اعتقها لما
تزوج خديجة فتزوجها عبيد بن زيد من بني الحارث فولدت له أيمن وبه
كنيت ثم تزوجها بعد النبوة زيد بن حارثة فولدت له أسامة بن زيد. وقال
الواقدي كانت أم أيمن عسيرة اللسان فكانت إذا دخلت قالت سلام اللا
عليكم فرخص لها رسول الله ص ان تقول سلام عليكم أو السلام عليكم
وفيه ان هذا جائز لغيرها وروى أن النبي ص قال هي أمي بعد أمي وكانت
تخدمه انتهى أقول لعل المراد بالرخصة انه بين لها جواز ذلك.
وعن ربيع الشيعة وإعلام الورى أم أيمن واسمها بركة حاضنة
رسول الله ص وكانت مولاته اعتقها رسول الله ص وزوجها عبيد الخزرجي
بمكة فولدت له أيمن فمات زوجها فزوجها النبي ص من زيد فولدت له
اسامة اسود يشبهها فأسامة وأيمن اخوان لام انتهى وأم أيمن هي التي
استشهدت بها فاطمة ع في أمر فدك فشهدت لها. روى أبو بكر
الجوهري في كتاب السقيفة بسنده ان فاطمة أتت أبا بكر فقالت إن
رسول الله ص أعطاني فدك فقال لها هل لك على هذا بينة فجاءت بعلي
فشهد لها ثم جاءت أم أيمن فقالت أ لستما تشهدان تعني أبا بكر وعمر اني
من أهل الجنة قالا بلى قالت فانا أشهد ان رسول الله ص أعطاها فدك فقال
أبو بكر فرجل آخر أو امرأة أخرى لتستحقي بها القضية انتهى وفي
الكافي بسنده عن الباقر ع في تفسير آية الا المستضعفين من الرجال
والنساء والولدان الآية انه سئل من هم قال نساؤكم وأولادكم ثم قال
أرأيت أم أيمن فاني أشهد انها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه
انتهى وفي أمالي الصدوق المجلس التاسع عشر يوم الجمعة لثمان
بقين من شهر رمضان سنة ٣٦٧ حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي حدثنا سعد بن عبد الله عن
(٥٥٥)

أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن عيسى وأبي إسحاق النهاوندي عن
عبد الله بن حماد قال حدثنا عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع
اقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله ص فقالوا يا رسول الله ان أم أيمن لم
تنم البارحة من البكاء لم تزل تبكي حتى أصبحت فبعث رسول الله ص إلى
أم أيمن فجاءته فقال لها يا أم أيمن لا أبكي الله عينيك ان جيرانك اتوني
واخبروني انك لم تزالي الليل فبكين اجمع فلا ابكى الله عينيك، ما الذي
أبكاك؟ قالت يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فلم أزل أبكي
الليل اجمع. فقال لها رسول الله ص فقصيها على رسول الله فان الله
ورسوله اعلم فقالت تعظم علي ان أتكلم بها فقال لها ان الرؤيا ليست
على ما ترى فقصيها على رسول الله فقالت رأيت في ليلتي هذه كان بعض
أعضائك ملقى في بيتي. فقال لها رسول الله ص نامت عينك يا أم أيمن تلد
فاطمة الحسين فتربينه وتلينه فيكون بعض أعضائي في بيتك فلما ولدت
فاطمة الحسين فكان يوم السابع امر رسول الله ص فحلق رأسه وتصدق
بوزن شعره فضة وعق عنه ثم هيأته أم أيمن ولفته في برد رسول الله ص ثم
أقبلت به إلى رسول الله ص فقال مرحبا بالحامل والمحمول يا أم أيمن هذا
تأويل رؤياك انتهى.
وجاء في خبر وفاة الزهراء ع انها لما مرضت دعت أم أيمن
وأسماء بنت عميس وعليا ع وفي روضة الواعظين انها لما نعيب
إليها نفسها دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس ووجهت خلف علي
فأحضرته، وفي ذلك من الدلالة على حسن حال أم أيمن ما لا يخفي.
السيد بركة بن السيد عبد المطلب أخو السيد مبارك خان المشعشعي
كان جامعا للخصال الحميدة من العقل والرأي والصلاح والسداد
والعفة والسخاء والشجاعة وفيه يقول ابن مقرب زجلا
مطية الشوق جدي بالسرى وأمضي * وسابقي في مسيرك لمعة الومض
ثم اقصدي من جبينه كالمراة مضي * كساب الأنفال حرزه سورة الأنفال
لهمومنا قال من للجمع أعظم فال * يا سعد ذا الفال زرع المرتجي ما فال
حق القواصد على المقصود حق ضي
يا نوق حق عليك مودته ترعى * من حيث ترجي بروض مكارمه ترعي
التارع الشيز لضيوف الدجى ترعي * بسنين الامحال دوح مكارمه ما حال
ما قال الامحال لو عاد الرجال محال * عن حال ما حال يعلم حال شرح الحال
ثناه عيا لنساخ الدفاتر عي
من كان بالجود يذكر كان حاتم طي * بركة بجوده طوى تذكار حاتم طي
يا ناقتي اتركي شور الخطى * واخطي لمن عن المال مال ومعطي الآمال
بيمين وشمال نيله مثل نسم شمال * ما للعطا مال لاكياس الخلية مال
أولاه مولاه يستالي خطى وخطي
ولبركة شعر باللغة العامية منه قوله يخاطب أباه
عفى الله عن عين غضاها محاربه * وقلب دنيف زايد الهم حاربه
ويا مورد الأسياف بيض حدودها * وصادر بها حرا من الدم شاربه
بنيت لنا بيتا من المجد شامخا * عسى الله لا يهدم من الضد جانبه
الشيخ أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي
قال منتجب الدين فقيه‌ دين قرأ على شيخنا أبي جعفر الطوسي وله
كتاب حقائق الايمان في الأصول وكتاب الحجج في الإمامة وكتاب عمل
الأديان والأبدان أخبرنا بهما السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن
معبد الحسيني المروزي عنه انتهى وفي مجموعة الجباعي الشيخ أبو
الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي فقيه دين قرأ على الشيخ أبي جعفر
الطوسي وله كتاب حقائق الايمان في الأصول وكتاب الحجة في الإمامة
وكتاب عمل الأديان والأبدان انتهى. وفي لسان الميزان. بركة بن
محمد بن بركة الأسدي أبو الخير ذكره ابن بابويه في رجال الشيعة وقال
قرأ على أبي جعفر الطوسي وصنف كتابا سماه حقائق الايمان في أصول
الدين والحجج في الإمامة روى عنه ذو الفقار بن معبد الحسيني المروزي
انتهى.
زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي
توفي في شهر رمضان على قول ابن الأثير وفي شذرات الذهب في ذي
الحجة سنة ٤٤٣ بتكريت وكان انحدر إليها قاصدا العراق لينازع النواب به
عن الملك الرحيم، فلما بلغها انتفض عليه جرح كان أصابه من الغز لما
ملكوا الموصل فتوفي ودفن بمشهد الخضر بتكريت قاله ابن الأثير.
كان من امراء بني عقيل المشهورين في الموصل وبلاد الجزيرة وكانوا
شيعة، قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٤٠ كان قرواش واخوه زعيم
الدولة أبو كامل بالعراق مشغولين، فلما عادا إلى الموصل وقد سخطا حالة
الأكراد الحميدية والهذبانية لم يظهراها. ثم جرت أمور أوجبت تأكد الوحشة
بين الأكراد وقرواش وأخيه قال وتقاطعوا واضمر كل منهم الشر لصاحبه.
قال وفيها كان ابتداء الوحشة بين معتمد الدولة قرواش بن المقلد وبين أخيه
زعيم الدولة أبي كامل بركة بن المقلد، فانضاف قريش بن بدران بن المقلد إلى
عمه قرواش وجمع جمعا وقاتل بركة فظفر ونصر وانهزم بركة ولم يزل قريش
يغري قرواشا بأخيه حتى تأكدت الوحشة وتفاقم الشر بينهما. وقال في
حوادث سنة ٤٤١. في هذه السنة ظهر الخلف بين معتمد الدولة قرواش
وبين أخيه زعيم الدولة أبي كامل بركة ظهورا آل إلى المحاربة، وجمع كل
منهما جمعا لمحاربة صاحبه، وسار قرواش وعبر دجلة بنواحي بلد وجاءه
سليمان بن مروان وأبو الحسن الحميدي وجاء أبو كامل فيمن معه من
العرب وآل المسيب فنزلوا بمرج بانيثا وبين الطائفتين نحو فرسخ واقتتلوا يوم
السبت ثاني المحرم وافترقوا من غير ظفر ثم اقتتلوا يوم الأحد كذلك ولم
يلابس الحرب ابن مروان ولا الحميد، وساروا عن قرواش وفارقه جمع من
العرب وقصدوا أخاه فضعف امر قرواش فركبت العرب من أصحاب أبي
كامل لقصده فمنعهم أبو كامل. وفي يوم الاثنين تسرع بعضهم ونهب
بعضا من عرب قرواش وجاء أبو كامل إلى قرواش واجتمع به ونقله إلى حلته
وأحسن عشرته، ثم أنفذه إلى الموصل محجورا عليه، وكان قرواش قد قبض على قوم
من الصيادين بالأنبار لفسادهم، فهرب الباقون منهم فلما كان الآن سار جماعة
منهم إلى الأنبار وقتلوا حارسا وفتحوا الباب ونادوا بشعار أبي كامل،
فانضاف إليهم أهلوهم وأصدقاؤهم ومن له هوى في أبي كامل فكثروا
واقتتلوا مع أصحاب قرواش فظفروا وقتلوا من أصحاب قرواش جماعة
وهرب الباقون ففت ذلك في عضد قرواش واضعف نفسه، ثم إن المسيب
وأمراء العرب كلفوا أبا كامل ما يعجز عنه واشتطوا عليه فخاف ان يؤول
الامر بهم إلى طاعة قرواش واعادته إلى مملكته فبادرهم اليه وقبل يده وقال
له انني وان كنت أخاك فإنني عبدك وما جرى هذا الا بسبب المفسدين
والآن فأنت الأمير وانا الطائع لأمرك والتابع لك، فقال له قرواش بل
أنت الأخ والامر لك مسلم وأنت أقوم به مني، وصلح الحال بينهما، وعاد
(٥٥٦)

قرواش إلى التصرف على حكم اختياره، وكان أبو كامل قد اقطع بلال بن
غريب بن مقن حربي واوانا، فلما اصطلح هو وقرواش أرسلا إلى حربي
من منع بلالا عنها، فجمع بلال جمعا وقاتل أصحاب قرواش واخذ حربي
واوانا، فانحدر قرواش من الموصل وحصرها واخذها. وفيها سار جمع من
بني عقيل إلى بلد العجم من اعمال العراق وبادوريا فنهبوهما وكانا في اقطاع
البساسيري فسار من بغداد إليهم فالتقوا هم وزعيم الدولة أبو كامل بن
المقلد واقتتلوا قتالا شديدا قتل فيه جماعة من الفريقين. وفي سنة
٢٤٤ في جمادى الأولى استولى زعيم الدولة أبو كامل بركة بن المقلد على
أخيه قرواش وحجر عليه ومنعه من التصرف على اختياره لان قرواشا كان
قد انف من تحكم أخيه في البلاد وانه قد صار لا حكم له، فانحدر من
الموصل إلى بغداد مفارقا لأخيه فشق ذلك على بركة وعظم عنده، ثم ارسل
اليه نفرا من أعيان أصحابه يشيرون عليه بالعود واجتماع الكلمة ويحذرونه
من الفرقة و الاختلاف فلما بلغوه ذلك امتنع عليهم فقالوا أنت ممنوع
عن فعلك والرأي لك القبول والعود ما دامت الرغبة إليك، فعلم حينئذ
انه يمنع قهرا فأجاب إلى العود على شرط ان يسكن دار الامارة بالموصل
وسار معهم فلما قارب حلة أخيه زعيم الدولة لقيه وأنزله عنده فهرب
أصحابه وأهله خوفا من زعيم الدولة وحضر عنده و خدمه وجعل عليه من
يمنعه من التصرف على اختياره انتهى وفي شذرات الذهب وقع بين
قرواش بن المقلد وأخيه بركة بن المقلد خلاف وكان خارج الموصل فقبض
بركة عليه سنة ٤٤١ وحبسه في الخارجية احدى قلاع الموصل وتولى مكانه
ولقب بزعيم الدولة وبقي في الامارة سنتين وتوفي انتهى.
السيد بركة بن منصور المشعشعي
ملك ست سنوات وكانت على الناس في غاية الصعوبة قويت فيها
الأشرار وخرجت الأعراب عن الطاعة وهدم جميع ما بناه السيد مطلب
ومضت الست السنوات بين لعب كعاب وقلبه بالشط ملعب صولجان لكنه
كان ماهرا في ركوب الخيل والطراد و يحول من سرج إلى سرج ويعمل أمورا
عجيبة، وبعد مدة أتى سياوش خان إلى رامهرمز وطلب السيد بركة وربما
اظهر له انه يزوجه ابنته فحين وصله الكتاب كانت يده في الكتاب ورجله
في الركاب وكلما نهاه نصحاؤه لم يقبل خصوصا خاله عبد المحسن فحين
وصوله عزله وقبض عليه وأعطيت الحويزة للسيد علي خان بن السيد خلف
وذلك سنة ١٠٦٠.
بركة بن يحيى الكاتبي
في لسان الميزان ذكره الرشيد المازندراني في رجال الشيعة وانه قرأ عليه
بطبرستان سنة ٥٤٣ انتهى ومراده بالرشيد المازندراني هو رشيد الدين
أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني السروي ولم يذكر ذلك في
المعالم.
البرمكي هو محمد بن إسماعيل
برهان نظام شاه بن أحمد شاه
توفي سنة ٩٦١ ودفن جنب نظامشاه ثم نقلا إلى الحائر الحسيني فدفنا
فيه هو أحد الملوك النظامشاهية في أحمد نكر وفي آثار الشيعة الإمامية انه أول
من اختار التشيع من عائلة النظام شاهية انتهى.
برهان شاه بن حسين نظامشاه
مات سنة ١٠٠٣
في آثار الشيعة الإمامية كان على عهد أخيه مرتضى نظام شاه بن
حسين نظام شاه مسجونا في قلعة لهاكر ثم خرج عليه وانهزم إلى قطب
الدين خان محمد الغزنوي في كجرات ثم إلى أكبر شاه وتدرج في المراتب
السامية حتى ملك وجرت له حروب كثيرة مع العادل شاهية وغيرهم.
برة بنت أم سلمة اسمها زينب.
الميرزا پروين الهمداني
توفي سنة ١٣١٠ ونيف.
پروين بباء فارسية الظاهر أنه لقب ولم نعرف اسمه شاعر أديب من
شعراء الفرس له ديوان كبير بالفارسية وبعض اجزائه اسمه آتش كده پروين
بدأ فيه بنار نمرود على الخليل ثم نار فرعون على حزقيل ثم نار مهبط جبرئيل
ثم نار حرم الشهيد القتيل وكان المترجم شديد الفقر والاعسار وفي زي أهل
العلم.
بريخان خانم بنت السلطان شاه طهماسب الأول الصفوي
كانت عاقلة مدبرة عارفة بسياسة الملك ولما مات أبوها طهماسب
اختلف أعيان الدولة فيمن يكون بعده، فبعض مال إلى حيدر ميرزا،
وبعض إلى إسماعيل ميرزا وهما أولاد طهماسب، وكان إسماعيل محبوسا
في قلعة قهقهة فأبت هي الا إسماعيل وأزالت جميع الصعوبات التي كانت
تصدها عن ذلك وكانت هي التي تدبر شؤون المملكة في المدة التي بين
موت أبيها وجلوس ولده إسماعيل فلما جلس إسماعيل على عرش الملك في
قزوين أخلت يدها من التدخل في شؤون المملكة، ولما مات السلطان
الشاه إسماعيل واجمع الناس على أن يكون المتولي بعده الشاه محمد والد
عباس الكبير وكان في شيراز وكانت إدارة المملكة بيدها من وفاة الشاه
إسماعيل إلى أن تولى الشاه محمد فلما تولى امر بقتلها فقتلت.
بريد أخو شتيرة
يأتي في شتيرة ان شرحبيل وهبيرة وكريب وبريد وشتيرة هؤلاء اخوة
من أصحاب أمير المؤمنين ع قتلوا بصفين كل واحد يأخذ الراية
بعد آخر حتى قتلوا ويقال يزيد بدل بريد.
بريد الأسلمي
في الإصابة بريد بصيغة التصغير الأسلمي ذكره ابن فتحون في
الذيل وان الباوردي أورده في الصحابة من طريق ضعيفة عن عبيد الله بن
رافع فيمن شهد صفين من الصحابة مع علي وقتل بها وفيه يقول علي
جزى الله خيرا عصبة أسلمية * حسان الوجوه صرعوا حول هاشم
بريد وعبد الله منهم ومنقذ * وعروة وابنا مالك في الأكارم
قال وهذا ان صح غير بريدة بن الحصيب الأسلمي لأنه تأخر بعد
ذلك بزمن طويل انتهى.
بريد بن إسماعيل الطائي أبو عامر كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر في ابنه إسحاق
(٥٥٧)

يروي عن الصادق وان أباه بريدا يروي عن الباقر انتهى فيكون بريد
راويا عنهما ع.
بريد بن عامر الأسلمي مولاهم المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند عنه
انتهى.
بريد الكناسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بريد الكناسي حدث عن أبي جعفر وأبي عبد الله الباقر والصادق
ع قال الدارقطني وابن ماكولا في المؤتلف والمختلف انه من
شيوخ الشيعة قلت وذكره الطوسي في الرواة عن جعفر الصادق انتهى
والذي روى عن الباقر ع هو يزيد أبو خالد الكناسي بالمثناة التحتية
والزاي الا ان يكون صحف أحدهما بالآخر ولا دليل عليه بريد ذكر في الباء
الموحدة وانه يروي عن الصادق ع ويزيد ذكره في المثناة التحتية
وانه يروي عن الباقر ع. وعن بعضهم الميل إلى اتحاد بريد
الكناسي بان يكون قد صحف بريد بيزيد لتقارب الحروف وهو ممكن لكن
ذكر الشيخ أحدهما في باب الباء الموحدة في أصحاب الصادق ع
والآخر في باب الياء المثناة التحتية في أصحاب الباقر ع ينفي هذا
الاحتمال أو يبعده وابعد منه ما عن جامع الرواة من اتحاد الاثنين مع
بريد بن معاوية أبي القاسم العجلي لاتحاد الراوي عنهم جميعا وهو أيوب
وهشام بن سالم وعلي بن رئاب قال ووصف الأولين بالكناسي والثالث
بالعجلي الكوفي لا ينافي لجواز كون الرجل كناسيا نسبة إلى الكناسة محلة
بالكوفة وعجليا من قبيلة عجل والكناسي هو كوفي كما أن كون والد الثالث
معاوية لا ينافي لعدم ذكر الأولين كما أن تكنية أحدهم بأبي خالد وابن معاوية
بأبي القاسم لا تنافي لكثرة أمثالهم وهو كما ترى.
بريد بن معاوية العجلي يكنى أبا القاسم
توفي سنة وقيل قبلها.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال في
أصحاب الصادق ع بريد بن معاوية أبو القاسم العجلي الكوفي
انتهى وقال النجاشي بريد بن معاوية أبو القاسم العجلي عربي روى
عن جعفر وأبي عبد الله ع ومات في حياة أبي عبد الله ع
وجه من وجوه أصحابنا وفقيه له محل عند الأئمة ع قال
أحمد بن الحسين انه رأى له كتابا يرويه عنه علي بن عقبة بن خالد الأسدي
ورأيت بخط أبي العباس أحمد بن علي بن نوح أخبرنا أحمد بن إبراهيم
الأنصاري يعني ابن أبي رافع حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال قال لنا
علي بن الحسن بن فضال مات بريد بن معاوية سنة وفي الخلاصة
بريد بضم الباء وفتح الراء ابن معاوية العجلي أبو القاسم عربي روي أنه
من حواري الباقر والصادق ع وروى عنهما ومات في حياة أبي
عبد الله ع وهو وجه أصحابنا ثقة ثقة له محل عند الأئمة ع
قال أبو عمرو الكشي انه ممن اتفقت العصابة على تصديقه وممن
انقادوا له بالفقه وروى في حديث صحيح عن جميل بن دراج سمعت أبا
عبد الله ع يقول بشر المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي وذكر آخرين
ومات في سنة انتهى وفي بعض النسخ ثقة فقيه ولا يبعد ان يكون
هو الصواب لان المستفاد من كلام الكشي الآتي وثاقته وفقهه معا. قال
الميرزا في منهج المقال لا يخفى ان هذا ينافي ما تقدم من أنه مات في حياة
أبي عبد الله ع فإنه ع قبض سنة واما النجاشي فإنه روى
هذا عن الحسن بن علي بن فضال فتدبر انتهى يريد ان النجاشي جزم
بأنه توفي في حياة الصادق ع ونقل عن ابن فضال القول بأنه توفي سنة
١٥٠ فليس في كلام النجاشي تناف اما العلامة فحيث جمع بينهما ولم بنسب
أحدهما إلى أحد فقد ارتضاهما فوقع التنافي في كلامه والعلامة حيث إن
عادته الاعتماد على النجاشي ونقل خلاصة كلامه ولم يلتفت إلى منافاة ما
نقله عن ابن فضال لما اختاره هو وقع منه ذلك. قال المحقق البهبهاني في
التعليقة ومن العجب ان بعض المحققين نسب النجاشي إلى كثرة
الاغلاظ بسبب هذا واضعف من هذا، نعم الظاهر أنه وقع في الخلاصة
بسبب زيادة اعتماده على النجاشي وابن فضال وقلة تأمله بسبب كثرة
تصانيفه وسائر أشغاله انتهى وهذا المحقق الذي نسب الغلط إلى
النجاشي قد وقع بسبب ذلك في أعظم الغلط. وفي رجال ابن داود هو
أحد الخمسة المخبتين الذين اتفقت العصابة على توثيقهم وفقههم وهو أيضا
عند الجمهور وجه ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف وانه يروي حديث خاصف
النعل عن النبي ص انتهى وفي ايضاح الاشتباه بريد بن معاوية العجلي
بضم الباء الموحدة وفتح الراء روى عن الباقر والصادق ع وله
منزلة عظيمة عندهما وعند الجمهور أيضا وقد ذكره أبو الحسن الدارقطني في
المختلف والمؤتلف وذكر انه يروي عن إسماعيل بن جابر عن أبيه عن أبي
سعيد عن النبي ص حديث خاصف النعل انتهى وقال الكشي
أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأبي
عبد الله ع وانقادوا لهم بالفقه فقالوا أفقه الأولين ستة
زرارة ومعروف بن خربوذ وبريد العجلي وأبو بصير الأسدي والفضيل بن
يسار ومحمد بن مسلم الطائي قالوا وافقه الستة زرارة وقال بعضهم مكان
أبو بصير الأسدي أبو بصير المرادي وهو ليث بن البختري. وقال الكشي
أيضا في بريد بن معاوية العجلي حدثني الحسين بن الحسن بن بندار
القمي حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي حدثني محمد بن
عبد الله المسمعي حدثني علي بن حديد وعلي بن أسباط عن جميل بن دراج
قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أوتاد الأرض واعلام الدين
أربعة محمد بن مسلم، وبريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي
وزرارة بن أعين. وبهذا الاسناد عن ابن عبد الله المسمعي عن علي بن
أسباط عن محمد بن سنان عن داود بن سنان عن داود بن سرحان سمعت
أبا عبد الله ع يقول اني لاحدث الرجل بحديث وأنهاه عن الجدال
والمراء في دين الله تعالى وأنهاه عن القياس فيخرج من عندي فيتأول حديثي على
تأويله اني أمرت قوما ان يتكلموا ونهيت قوما فكل يتأول لنفسه يريد المعصية
لله تعالى ولرسوله ولو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي ع أصحابه ان
أصحاب أبي كانوا زينا احياء وأمواتا أعني زرارة ومحمد بن
مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي هؤلاء القوامون بالقسط هؤلاء
القوالون بالصدق وهؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون حمدويه حدثنا
محمد بن عيسى عن أبي محمد القاسم بن عروة عن أبي العباس قال أبو
عبد الله ع زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية
العجلي والأحول أحب الناس إلي احياء وأمواتا ولكن الناس يكثرون علي
(٥٥٨)

فيهم فلا أجد بدا من متابعتهم قال فلما كان من قابل قال أنت الذي تروي
علي ما تروي في زرارة وبريد ومحمد بن مسلم والأحول قلت نعم فكذبت
عليك؟ فقال انما ذلك إذا كانوا صالحين قلت هم صالحون قال المؤلف
قوله ع ولكن الناس الخ يريد ان الناس يكثرون علي في ذمهم
والصاق العيب بهم فلا أجد بدا من متابعتهم خوفا على نفسي أو خوفا
عليهم فيكون ذمي لهم كخرق السفينة من الخضر خوفا عليها فأذمهم حتى لا
ينسبوا إلي فيقتلوا فلما كان من قابل قال للراوي أنت الذي تروي علي في فلان
وفلان يعني من مدحهم والثناء عليهم معرضا له بأنه لا ينبغي ان تروي ذلك عني
وتشهره بين الناس فيصل إلى أعدائنا فيعلموا انهم من خواصي فيقصدوهم
بالأذى، ولما كان الراوي قد سمعه يمدحهم فروى عنه ذلك ولم يكذب قال
نعم فكذبت عليك؟ تقديره أ فكذبت عليك على جهة الاستفهام الإنكاري
فقال انما ذلك إذا كانوا صالحين اي انما تكون لم تكذب علي إذا كانوا
صالحين معرضا بأنهم غير صالحين محافظة عليهم نظير خرق السفينة فقال له
هم صالحون جريا علي ما يعلمه من حالهم والله أعلم. ثم قال الكشي
حدثني محمد بن مسعود عن جبريل بن أحمد بن عيسى عن يونس عن أبي
الصباح سمعت أبا عبد الله ع يقول يا أبا الصباح هلك المترائيون
في أديانهم منهم زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي
وذكر آخر لم احفظه. وبهذا الاسناد عن يونس عن مسمع كردين أبي سيار
سمعت أبا عبد الله ع يقول لعن الله بريدا لعن زرارة،
جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد
الرحمن عن عمر بن ابان عن عبد الرحيم القصير قال أبو عبد الله ع
ائت زرارة وبريدا وقال لهما ما هذه البدعة أ ما علمتما ان
رسول الله ص قال كل بدعة ضلالة فقلت له اني أخاف منهما فأرسل معي
ليث المرادي فاتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله ع فقال والله
لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر. واما بريد فقال لا والله لا ارجع عنها ابدا
قال المؤلف يظهر من هذا الحديث ان المراد بالبدعة هي القول
بالاستطاعة وان العبد غير مجبور على أفعاله وقول زرارة لقد أعطاني
الاستطاعة يمكن ان يكون المراد به انه يطلبه مني الرجوع عنها جعلني
مختارا، وقوله وما شعره فيه سوء أدب لا يمكن صدوره من مثل زرارة
فان صح أمكن حمله على بعض المحامل نظير ما حمل عليه كلام الصادق ع.
ثم قال الكشي علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن
يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي العباس البقباق عن أبي عبد الله ع
أنه قال أربعة أحب الناس إلي احياء وأمواتا بريد العجلي
وزرارة ومحمد بن مسلم والأحوال انتهى وقد قدم في الأحوال عن حمدويه
حدثني محمد بن عيسى بن عبيد ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي
العباس البقباق عن أبي عبد الله ع نحو ذلك وفي منهج المقال وهو
سند صحيح معتبر انتهى وقدم أيضا في أبي بصير ليث بن البختري
المرادي حدثني حمدويه بن نصير حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي
عمير عن جميل بن دراج سمعت أبا عبد الله ع يقول بشر
المخبتين بالجنة بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي
ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه، لولا
هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست وفي منهج المقال ولا يخفى ان ما تضمن
القدح لا يخلو سنده من شئ ويمكن ان يكون الوجه فيه الشفقة عليهم
والترغيب لهم في الاحتياط في الفتوى والاخفاء على أهل الخلاف والترهيب
عن خلاف ذلك ويأتي إن شاء الله في الكتاب ما يؤكد المدح والتوثيق ويزيده
وضوحا على التحقيق انتهى وذلك ما سيأتي في تراجم من ذكروا معه من
الاخبار التي لم تذكر هنا الدالة على جلالة شانه وبالجملة فهو من أعاظم
الثقات الاجلاء. وفي لسان الميزان بريد بن معاوية بن أبي حكيم واسمه
حاتم العجلي يكنى أبا القاسم. قال ابن النجاشي وجه من وجوه الشيعة
وفقيه له محل عند الأئمة روى عنه علي بن عقبة بن خالد الأسدي وجميل بن
صالح وعلي بن رياب وغيرهم وروى هو عن إسماعيل بن رجاء وأبي جعفر
الباقر وجعفر الصادق وذكر ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضالة
الصواب فضال انه مات سنة وذكر سعد بن عبد الله القمي بسند
له إلى جعفر الصادق أنه قال أوتاد الأرض أربعة فذكره منهم وزرارة بن
أعين ويقال انه كان يقول بالاستطاعة كما يقول زرارة انتهى.
وفي مشتركات الكاظمي باب بريد ولم يذكره شيخنا ولا وجه لتركه فإنه
مشترك بين أربعة ثلاثة مجاهيل رووا عن الصادق ع والرابع ابن
معاوية العجلي الثقة الفقيه أبو القاسم يعرف برواية علي بن عقبة بن خالد
الأسدي وعمر بن أذينة وابان بن عثمان ويحيى الحلبي وحريز والقاسم بن
عروة وجميل بن صالح والحارث بن محمد وعلي بن رئاب عنه انتهى وزاد
بعضهم نقلا عن مشتركات الكاظمي رواية هشام بن سالم وحضير الصيرفي
وأيوب بن الحر وأبي أيوب وإبراهيم بن عثمان عنه. وليس ذلك في نسختين
من مشتركات الكاظمي عندي ولعل نسخها مختلفة بالزيادة والنقصان وعن
جامع الرواة انه زاد رواية داود بن فرقد والحكم وإسماعيل ابني حبيب
ومروان بن مسلم ويونس بن عبد الرحمن وابن بكير والحارث بن أبي رسن
وإسماعيل بن سهل وأيوب بن الحر وعبد الله بن المغيرة وأبي أيوب الخزاز
وربعي بن عبد الله والحسين بن المختار وصفوان وابن أبي عمير وهارون بن
مسلم وغالب بن عثمان ودرست بن أبي منصور عنه وبروايته عن الباقر ع
والحسين بن موسى وعمر بن يزيد وثعلبة بن ميمون وحماد بن عثمان
وأبي الحسن الشامي وأبي سليمان الحمار انتهى مع أنه نقل رواية أيوب
وأبي أيوب عنه عن مشتركات الكاظمي كما مر.
بريد مولى عبد الرحمن القصير كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بريد أبو حازم مولى عبد الرحمن القصير من شيوخ الشيعة قاله
الدارقطني انتهى.
بريد بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح
ابن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن اسلم بن أفصى بن
حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي الصحابي.
توفي سنة ٦٢ وقيل ٦٣ في مرو ودفن بها.
هكذا نسبه ابن سعد في الطبقات الكبير وابن عبد البر في الاستيعاب
وغيرهما. وفي الإصابة قال أبو علي الطوسي أحمد بن عثمان صاحب ابن
المبارك اسم بريدة عامر وبريدة لقب انتهى وبريدة ذكره العلامة في
الخلاصة بغير هاء فقال في القسم الأول بريد جلان ثم ذكر بريد بن
معاوية العجلي وبريد الأسلمي انتهى قال الميرزا والظاهر أن الهاء هو
الصواب انتهى وفي الدرجات الرفيعة بريدة بضم الباء الموحدة وفتح
الراء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح الدال المهملة في آخره.
والحصيب بالمهملتين مصغرا. والأسلمي بفتح الهمزة وسكون
(٥٥٩)

السين المهملة وفتح اللام وكسر الميم نسبة إلى اسلم بن أفصى بن حارثة بن
عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد وهي
قبيلة ينسب إليها جماعة من الصحابة انتهى وفي الطبقات اسلم
فيمن انخزع من بطون خزاعة هو وأخواه مالك وملكان ابنا أفصى
وعامر هو ماء السماء. ورزاح في أسد الغابة ضبطه ابن ماكولا بكسر الراء
وبعدها زاي ثم ألف وحاء مهملة وضبطه هو أيضا في باب رياح بكسر الراء
وبالياء تحتها نقطتان وبعد الألف حاء مهملة ولا شك قد اختلف العلماء
فيه وأفصى بالفاء الساكنة وبالصاد المهملة المفتوحة انتهى.
كنيته
في الطبقات الكبير كان بريدة يكنى أبا عبد الله انتهى وفي
الاستيعاب يكنى أبا عبد الله وقيل أبا سهل وقيل أبا الحصيب وقيل أبا
ساسان والمشهور أبو عبد الله.
أقوال العلماء فيه
في الخلاصة في القسم الأول بريد الأسلمي من السابقين الذين
رجعوا إلى أمير المؤمنين ع هو والبراء بن مالك قاله الفضل بن
شاذان انتهى هكذا ذكره بريد بدون هاء وقد مر ان الصواب بريدة
بالهاء وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال بريدة بن
الحصيب الأسلمي وقيل أبو الحصيب الأسلمي وقيل أبو الحصيب وذكره في أصحاب علي ع
فقال بريدة بن الحصيب الأسلمي الخزاعي مدني عربي انتهى قال
الميرزا والظاهر أنه هو انتهى وفي النقد يفهم من كلام الشهيد الثاني في
الدراية توثيقه انتهى وفي منهج المقال وغيره بريدة الأسلمي من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع على قول الفضل بن
شاذان على ما في رجال الكشي انتهى ولم يقع نظري على ذلك في رجال
الكشي وكان بريدة من جملة من حضر دفن الزهراء ع حين دفنت
ليلا سرا بوصية منها وذلك يدل على مزيد اختصاصه باهل البيت ع
وعده المجلسي في الوجيزة في الحسان وعده الجزائري في الحاوي في
الضعفاء ونسبوه في ذلك إلى إعوجاج السليقة وقال أبو علي في رجاله انه في
المتأخرين كابن الغضائري في المتقدمين في أنه لم يسلم من قدحه أحد
انتهى ومضى في الجزء السابع في ترجمة أبي بن كعب ما رواه الطبرسي
في الاحتجاج عن أبان بن تغلب عن الصادق ع انه من الاثني
عشر رجلا الذين أنكروا على الخليفة الأول وانه من المهاجرين. قال ثم قام
بريدة الأسلمي فقال انا الله وانا اليه راجعون ما ذا لقي الحق من الباطل يا
فلان؟ أ نسيت أم تناسيت؟ وخدعت أم خدعتك نفسك وسولت لك
الأباطيل؟ أ ولم تذكر ما أمرنا به رسول الله ص من تسمية علي بإمرة المؤمنين
والنبي ص بين أظهرنا وقوله في عدة أوقات هذا أمير المؤمنين وقاتل
القاسطين اتق الله وتدارك نفسك قبل ان لا تدركها وانقذها مما يهلكها واردد
الامر إلى من هو أحق به منك ولا تتماد في اغتصابه وراجع وأنت تستطيع
ان تراجع فقد محضتك النصح ودللتك على طريق النجاة فلا تكونن ظهيرا
للمجرمين انتهى وفي مجالس المؤمنين حكى صاحب روضة الصفا عن
مؤلف الغيبة انه لما بلغه موت النبي ص وكان في قبيلته اخذ راية ونصبها
على باب بيت أمير المؤمنين ع فقال عمر الناس اتفقوا على بيعة
أبي بكر ما لك تخالفهم؟ قال لا أبايع غير صاحب هذا البيت انتهى ثم
قال وكان في حرب صفين ملازما لأمير المؤمنين ع مجاهدا معه ولم ينحرف
أصلا عن جانبه الشريف إلى جانب آخر انتهى وفي رجال أبي علي
الذي رأيته في غير موضع انه لما توفي النبي ص كان بريدة بالشام ثم حكى
عن كتاب الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين ان فيه اسند الثقفي إلى الكناني
إلى المحاربي إلى الثمالي إلى الصادق ع ان بريدة قدم من الشام
وقد بويع لأبي بكر فقال له أ نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين واجبة من
الله ورسوله؟ قال إنك غبت وشهدنا وان الله يحدث الامر بعد الامر ولم
يكن ليجمع لأهل هذا البيت النبوة والملك. وفي رواية الثقفي والسدي ان
عمر قال إن النبوة والإمامة لا تجتمع في بيت واحد فقال بريدة أم
تحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب
والحكم والنبوة وآتيناهم ملكا عظيما، فقد جمع لهم ذلك انتهى وفي
رجال بحر العلوم بريدة بن الحصيب بن عبد الله الأسلمي أبو عبد الله
ويقال أبو سهل صاحب لواء أسلم. اسلم حين اجتاز به النبي ص مهاجرا
إلى المدينة وشهد خيبر وأبلى فيها بلاء حسنا وشهد الفتح مع النبي ص
واستعمله النبي ص على صدقات قومه، سكن المدينة ثم انتقل إلى البصرة
ثم إلى مرو وتوفي بها سنة ٦٣ وكان آخر من مات من الصحابة بخراسان
ذكره العلامة قدس سره في القسم الأول من الخلاصة ووثقه الشهيد الثاني
في دراية الحديث وهو أحد الاثني عشر الذي أنكروا على الخليفة الأول
تقدمه على أمير المؤمنين وقد روى عنه حديث الغدير جماعة من التابعين،
ثم إن القوم خوفوه وهددوه فبايع مكرها انتهى وفي أسد الغابة بسنده
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بعث رسول الله ص عليا إلى خالد بن
الوليد ليقسم الخمس أو ليقبض الخمس وأصبح على ورأسه يقطر فقال خالد
لبريدة أ لا ترى إلى ما يصنع هذا فلما رجعت إلى النبي ص أخبرته بما صنع
علي وكنت أبغض عليا فقال يا بريدة أ تبغض عليا قلت نعم قال فلا تبغضه
أو فأحبه فان له في الخمس أكثر من ذلك أخرجه الثلاثة انتهى وفي
الدرجات الرفيعة عن مناقب ابن شهرآشوب جاء بريدة حتى ركز رايته في
وسط اسلم ثم قال لا أبايع حتى يبايع علي فقال له علي ع يا بريدة
ادخل فيما دخل فيه الناس فان اجتماعهم أحب إلي من اختلافهم اليوم
انتهى
وفي الاستيعاب اسلم بريدة قبل بدر ولم يشهدها وشهد الحديبية
فكان ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة وذلك أن رسول الله ص لما هاجر
من مكة إلى المدينة فانتهى إلى الغميم اتاه بريدة بن الحصيب فاسلم هو ومن
معه وكانوا زهاء ثمانين بيتا فصلى رسول الله ص العشاء فصلوا خلفه ثم
رجع إلى بلاد قومه وقد تعلم شيئا من القرآن ليلتئذ ثم قدم رسول الله ص
بعد أحد فشهد معه مشاهده وشهد الحديبية وكان من ساكني المدينة ثم
تحول إلى البصرة ثم خرج منها إلى خراسان غازيا فمات بمرو في امرة يزيد بن
معاوية وبقي ولده بها ثم روى بسنده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه كان
النبي ص لا يتطير ولكن يتفاءل فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من
بني سهم فتلقى النبي ص فقال له من أنت قال انا بريدة
فقال برد أمرنا وصلح ممن أنت؟ قال من اسلم، قال سلمنا، من بني
من؟ قال من بني سهم، قال خر سهمك، قال وروى البخاري
مسندا عن عبد الله بن بريدة مات والدي بمرو وقبره بالحصين وهو قائد أهل
(٥٦٠)

المشرق ونورهم لان النبي ص قال أيما رجل مات من أصحابي ببلدة فهو
قائدهم ونورهم يوم القيامة انتهى.
وروى في الطبقات بسنده عن رجل من بكر بن وائل لم يسمه لهم قال
كنت مع بريدة الأسلمي بسيجستان فجعلت اعرض بعلي وعثمان وطلحة
والزبير لأستخرج رأيه فاستقبل القبلة يستغفر لهم ثم قال لي لا أبا لك أ تراك
قاتلي فقلت والله ما أردت قتلك ولكن هذا أردت منك قال قوم سبقت
لهم من الله سوابق فان يشأ يغفر لهم بما سبق لهم فعل، وان يشأ يعذبهم بما
أحدثوا فعل حسابهم على الله انتهى وروى بسنده في موضع ثالث انه
أوصى بريدة الأسلمي ان توضع في قبره جريدتان فكان ان مات بأدنى
خراسان، فلم توجد الا في جوالق حمار. وتوفي سنة ٦٣ انتهى.
برير بن خضير الهمداني المشرقي
قتل مع الحسين ع بكربلا سنة ٦١.
برير قال ابن الأثير بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء
المثناة من تحتها وآخره راء وخضير بالخاء والصاد المعجمتين انتهى وما
يوجد في بعض المواضع من أنه يزيد بن حصين فهو تصحيف المشرقي
في ابصار العين بنو مشرق بطن من همدان انتهى وفي انساب
السمعاني المشرقي هذه النسبة إلى المشرق ضد المغرب وظني انه بطن من
همدان ترك الكوفة وقال عبد الله بن أبي حاتم المشرق حي من همذان من
اليمن انتهى.
كان برير زاهدا عابدا وقال ابن نما كان أقرأ أهل زمانه انتهى وكان
يقال له سيد القراء وفي أمالي الصدوق عن إبراهيم بن عبيد الله بن موسى
يونس بن أبي إسحاق السبعي قاضي بلخ قال برير هو خال أبي إسحاق الهمداني
السبيعي. وفي أبصار العين كان برير شيخا تابعيا ناسكا قارئا للقرآن من
القراء ومن أصحاب أمير المؤمنين ع وكان من أشراف الكوفة من
الهمدانيين قال أهل السير انه لما بلغه خبر الحسين ع سار من
الكوفة إلى مكة ليجتمع بالحسين ع فجاء معه حتى استشهد
انتهى وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يوثق بنقله ان لبرير كتاب
القضايا والاحكام يرويه عن أمير المؤمنين وعن الحسن ع قال
وكتابه من الأصول المعتبرة عند الأصحاب انتهى ولم أجد ذلك لغيره ولو
كان الامر كما قال لكان هذا الكتاب مشتهرا ولذكر برير في كتب الرجال
على الأقل مع أنه ليس له ذكر في شئ من كتب الرجال. ولبرير مواقف
مشهودة في وقعة كربلاء روى السيد ابن طاوس في كتاب الملهوف ان الحر
وأصحابه لما عرضوا للحسين ع ومنعوه من السير وقام الحسين
خطيبا في أصحابه قام اليه فيمن قام برير بن خضير فقال والله يا ابن رسول
الله لقد من الله بك علينا ان نقاتل بين يديك وتقطع فيك أعضاؤنا ثم
يكون جدك شفيعنا يوم القيامة، وروى أبو مخنف فيما حكاه الطبري في
تاريخه عن عبد الله بن عاصم عن الضحاك بن عبد الله المشرقي قال لما
امسى الحسين وأصحابه ليلة العاشر من المحرم قاموا الليل كله يصلون
ويستغفرون ويدعون ويتضرعون فتمر بنا خيل لهم تحرسنا وان حسينا ليقرأ
ولا تحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرا لأنفسهم انما نملي لهم
ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه
حتى يميز الخبيث من الطيب فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت
تحرسنا فقال نحن ورب الكعبة الطيبون ميزنا منكم. فعرفته فقلت لبرير بن
خضير تدري من هذا قال لا قلت هذا أبو حرب السبيعي عبد الله بن
شهر سمير وكان مضحاكا بطالا بطلا وكان شريفا شجاعا فاتكا
وكان سعيد بن قيس ربما حبسه في جناية. فقال له برير بن خضير يا فاسق
أنت يجعلك الله في الطيبين! فقال هل من أنت؟ قال انا برير بن خضير،
قال إنا لله عز علي هلاكك والله، هلكت والله يا برير قال يا أبا حرب هل لك
ان تتوب إلى الله من ذنوبك العظام فوالله إنا لنحن الطيبون وإنكم لأنتم
الأخبثون قال وأنا على ذلك من الشاهدين قلت ويحك أ فلا ينفعك معرفتك
قال جعلت فداك فمن ينادم يزيد بن عذرة الغزي من غز بن وائل ها هو
ذا معي قال قبح الله رأيك، على كل حال أنت سفيه ثم انصرف.
وقال أبو مخنف فيما حكاه عنه الطبري حدثني عمرو بن مرة الجملي عن أبي
صالح الحنفي عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربه الأنصاري قال كنت مع
مولاي فلما حضر الناس واقبلوا إلى الحسين امر الحسين بفسطاط فضرب ثم
امر بمسك فميث في جفنة عظيمة أو صحفة ثم دخل الحسين ذلك الفسطاط
فتطلى بالنورة قال ومولاي عبد الرحمن بن عبد ربه وبرير الهمداني على باب
الفسطاط تحتك مناكبهما فازدحما أيهما يطلي على اثره فجعل برير يهازل عبد
الرحمن فقال له عبد الرحمن دعنا فوالله ما هذه بساعة باطل فقال له برير
والله لقد علم قومي اني ما أحببت الباطل شابا ولا كهلا ولكن والله اني
لمستبشر بما نحن لاقون والله ان ما بيننا وبين الحور العين الا ان يميل هؤلاء
علينا بأسيافهم ولوددت انهم قد مالوا علينا بأسيافهم فلما فرع الحسين دخلا
فاطليا ثم إن الحسين ركب دابته ودعا بمصحف فوضعه أمامه الخبر،
وهو صريح في أن ذلك كان يوم العاشر وقد صرح بذلك أيضا ابن الأثير في
الكامل، وابن طاوس في كتاب الملهوف فما في أبصار العين انه كان يوم
التاسع سهو. وفي البحار عن كتاب المقتل تاليف السيد العالم محمد بن أبي
طالب بن أحمد الحسيني الحائري قال ركب أصحاب عمر بن سعد فقرب إلى
الحسين فرسه فاستوى عليه وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه
برير بن خضير فقال له الحسين كلم القوم فتقدم برير فقال يا قوم اتقوا الله
فان ثقل محمد ص قد أصبح بين أظهركم وهؤلاء ذريته وبناته وحرمه فهاتوا
ما عندكم وما الذي تريدون ان تصنعوه بهم فقالوا نريد ان نمكن منهم
الأمير ابن زياد فيرى رأيه فيهم فقال لهم برير أ فلا تقبلون منهم ان يرجعوا
إلى المكان الذي جاءوا منه ويلكم يا أهل الكوفة أ نسيتم كتبكم وعهودكم
التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها يا ويلكم أ دعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم
انكم تقتلون أنفسكم دونهم حتى إذا أتوكم أسلمتموهم إلى ابن زياد
وحلأتموهم عن ماء الفرات بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته ما لكم
لا سقاكم الله يوم القيامة فبئس القوم أنتم. فقال له نفر منهم يا هذا ما
ندري ما تقول فقال برير الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة اللهم إني
أبرأ إليك من فعل هؤلاء القوم اللهم ألق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت
عليهم غضبان فجعل القوم يرمونه بالسهام فرجع برير إلى ورائه انتهى
وفي لواعج الأشجان ولا اعلم الآن من اين نقلته انه لما ضيق القوم على
الحسين ع حتى نال منه العطش ومن أصحابه قال له برير بن خضير
الهمداني يا ابن رسول الله أ تأذن لي ان اخرج إلى القوم فاذن له فخرج إليهم
فقال يا معشر الناس! ان الله عز وجل بعث محمدا ص بالحق بشيرا
ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير
السواد وكلابه وقد حيل بينه وبين ابنه فقالوا يا برير قد أكثرت الكلام
فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله الخبر.
(٥٦١)

مقتله
قال أبو مخنف فيما حكاه عنه الطبري في تاريخه حدثني يوسف بن
يزيد عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس وكان قد شهد مقتل الحسين قال
خرج يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من
عبد القيس فقال يا برير بن خضير كيف ترى الله صنع بك؟ قال صنع الله
والله بي خيرا وصنع الله بك شرا قال كذبت وقبل اليوم ما كنت كذابا هل
تذكر وأنا أماشيك في بني دودان وأنت تقول ان عثمان كان على نفسه مسرفا
وان معاوية ضال مضل وإن إمام الهدى والحق علي بن أبي طالب؟ فقال له
برير أشهد ان هذا رأيي وقولي، فقال له يزيد بن معقل فاني أشهد أنك
من الضالين. فقال له برير بن خضير هل لك فلأباهلك ولندع الله ان
يلعن الكاذب وأن يقتل المبطل ثم اخرج فلأبارزك فخرجا فرفعا أيديهما إلى
الله يدعوانه ان يلعن الكاذب وأن يقتل المحق المبطل. ثم برز كل واحد
منهما لصاحبه فاختلفا ضربتين فضرب يزيد بن معقل برير بن خضير ضربة
خفيفة لم تضره شيئا، وضربه برير بن خضير قدت المغفر وبلغت الدماع
فخر كأنما هوى من حالق وان سيف ابن خضير لثابت في رأسه فكأني أنظر
اليه ينضنضه من رأسه وحمل عليه رضي بن منقذ العبدي فاعتنق بريرا
فاعتركا ساعة ثم أن بريرا قعد على صدره فقال رضي اين أهل المصاع
والدفاع فذهب كعب بن جابر بن عمرو الأزدي ليحمل عليه فقلت ان هذا
برير بن خضير القارئ الذي كان يقرئنا القرآن في المسجد فحمل عليه
بالرمح حتى وضعه في ظهره فلما وجد مس الرمح برك عليه فعض بوجهه
وقطع طرف أنفه فطعنه كعب بن جابر حتى ألقاه عنه وقد غيب السنان في
ظهره ثم اقبل عليه بضربة بسيفه حتى قتله. قال عفيف كأني انظر إلى
العبدي الصريع قام ينفض التراب عن قبائه ويقول أنعمت علي يا أخا
الأزد نعمة لن أنساها أبدا فقلت أنت رأيت هذا قال نعم رأي عيني وسمع
أذني فلما رجع كعب بن جابر قالت له امرأته أو أخته النوار بنت جابر أعنت
على ابن فاطمة وقتلت سيد القراء لقد أتيت عظيما من الأمر والله لا أكلمك
من رأسي كلمة أبدا. وقال كعب بن جابر
سلي تخبري عني وأنت ذميمة * غداة حسين والرماح شوارع
أ لم آت أقصى ما كرهت ولم يخل * علي غداة الروع ما انا صانع
معي يزني لم تخنه كعوبه * وأبيض مخشوب الغرارين قاطع
فجردته في غضبة ليس دينهم * بديني واني بابن حرب لقانع
ولم تر عيني مثلهم في زمانهم * ولا قبلهم في الناس إذ انا يافع
أشد قراعا بالسيوف لدى الوغى * الا كل من يحمي الذمار مقارع
وقد صبروا للطعن والضرب حسرا * وقد نازلوا لو أن ذلك نافع
فأبلغ عبيد الله أما لقيته * باني مطيع للخليفة سامع
قتلت بريرا ثم حملت نعمة * أبا منقذ لما دعا من يماصع
قال المؤلف لقد ضل سعيه وخسرت صفقته حين رضي بيزيد عن
الحسين وقد لقي جزاء عمله فكان قرين يزيد وابن زياد في أسفل درك من
النار. قال أبو مخنف وزعموا أن رضي بن منقذ العبدي رد بعد ذلك على
كعب بن جابر جواب قوله فقال
لو شاء ربي ما شهدت قتالهم * ولا جعل النعماء عندي ابن جابر
لقد كان ذاك اليوم عارا وسبة * يعيره الأبناء بعد المعاشر
فيا ليت اني كنت من قبل قتله * ويوم حسين كنت في رمس قابر
انتهى وفي مناقب ابن شهرآشوب ثم برز برير بن خضير وهو
يقول،
أنا برير وأبي خضير * ليث يروع الأسد عند الزير
يعرف فينا الخير أهل الخير * أضربكم ولا أرى من ضير
كذاك فعل الخير في برير
قال ابن نما وجعل يحمل على القوم وهو يقول اقتربوا مني يا قتلة
المؤمنين! اقتربوا مني يا قتلة أولاد البدريين! اقتربوا مني يا قتلة أولاد
رسول رب العالمين وذريته الباقين! فلم يزل يقاتل حتى قتل ثلاثين رجلا
وقتله بجير بن أوس الضبي وكذلك قال ابن شهرآشوب انه قتله بجير بن
أوس الضبي قال ابن نما فجعل بجير قاتله يقول سلي تخبري عني وأنت
ذميمة الأبيات المتقدمة مع بعض التغيير قال ثم ذكر له بعد ذلك ان بريرا
كان من عباد الله الصالحين وجاءه ابن عم له فقال له ويحك يا بجير قتلت
برير بن خضير فبأي وجه تلقى ربك غدا فندم الشقي وأنشأ يقول
لو شاء ربي ما شهدت قتالهم * ولا جعل النعماء عندي ابن جابر
لقد كان ذا عارا علي وسبة * يعيرها الأبناء عند المعاشر
فيا ليت اني كنت في الرحم حيضة * ويوم حسين كنت ضمن المقابر
فيا سوأتا ما ذا أقول لخالقي * وما حجتي يوم الحساب القماطر
انتهى لا ريب ان رواية الطبري أثبت وهذه الرواية يوشك ان
يكون وقع فيها اشتباه ويدل عليه قوله ولا جعل النعماء عندي ابن جابر
فإنه ينطبق علي رواية الطبري وليس لابن جابر ذكر في هذه الرواية.
بريزاد خانم من جواري كوهرشاد آغا زوجة شاهرخ ابن الأمير تيمور
الكوركاني المعروف بتيمور لنك
بريزاد بالباء الفارسية. من بنائها مدرسة في المشهد المقدس
الرضوي تسمى بمدرسة بريزاد خانم بنتها حين بنت سيدتها مسجد
كوهر شاد ووقفت لها موقوفات فيها من عشرين إلى ثلاثين من الطلبة، كذا
في كتاب مطلع الشمس، وعدد المدارس التي في المشهد المقدس ١٦ مدرسة
١ مدرسة النواب ميرزا بنيت سنة ١٠٧٦ ٢ مدرسة حاجي حسين
٣ مدرسة ملا محمد باقر بنيت سنة ١٠٨٣ ٤ مدرسة فاضل خان
٥ مدرسة ملا تاجي ٦ مدرسة ميرزا جعفر بنيت سنة ١٠٥٩
٧ مدرسة سعد الدين ٨ مدرسة الأمير ناصر التي فوق الرأس بنيت سنة
١٠٩١ ٩ مدرسة بريزاد خانم الواقعة في السوق أصلها من بناء بريزاد
خانم المذكورة وجدد بناءها في أيام الشاه سليمان الصفوي أحد أمراء
وخوانين قندهار المسمى نجفقلي خان باهتمام آقا محمد بك وسعي ميرزا
شكر الله سنة ١٠٩١ ١٠ المدرسة ذات البابين بناها شاهرخ الكوركاني
سنة ٨٢٣ ١١ مدرسة سليمان خان اعتضاد الدولة من امراء القاجارية
١٢ مدرسة خيرات خان بنيت سنة ١٠٥٨ ١٣ مدرسة عبدل خان
١٤ مدرسة عباس قلي خان شاملو بنيت سنة ١٠٧٨ ١٥ مدرسة حاجي
رضوان ١٦ مدرسة قريب جهار باع الأربعة البساتين.
بريم بن شريح الهمداني
قتل مع علي ع يوم صفين سنة ٣٧
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه كان من رؤساء همدان وقتل
(٥٦٢)

يومئذ تحت راية همدان أحد عشر رئيسا منهم بريم هذا وخمسة اخوة له وقتل
هو سادسهم.
بريه العبادي الحيري
بريه في ايضاح الاشتباه بضم الموحدة وفتح الراء واسكان الياء
انتهى وفي رجال ابن داود برية بضم الباء وسكون الراء وفتح المثناة
تحت، قال ومن الناس ظنه بريه بفتح الراء وسكون الياء تصغير إبراهيم
وليس به انتهى والظاهر أنه يشير بقوله ومن الناس الخ إلى قول العلامة
في الايضاح المتقدم، وفي نضد الايضاح بريه على تصحيح العلامة تصغير
إبراهيم وليس بشئ وجعله بضم الموحدة وسكون الراء وفتح التحتانية كما
ضبطه بعضهم أصوب انتهى أقول الظاهر أنه تصغير إبراهيم كما قاله
العلامة وتصويب أنه بالضم فالسكون فالفتح لم يذكر له مستند والعبادي
بسكر العين وبالباء الموحدة الخفيفة نسبة إلى عباد بالكسر والتخفيف أيضا،
في القاموس العباد بالكسر، والفتح غلط ووهم الجوهري قبائل شتى
اجتمعوا على النصرانية بالحيرة انتهى وفي الصحاح العباد بالفتح قبائل
شتى من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية بالحيرة والنسبة إليهم عبادي
انتهى والحيري بكسر الحاء المهملة و سكون المثناة التحتية نسبة إلى
الحيرة بلد الملوك المناذرة بالعراق وكان نسبة بريه إليها باعتبار انه عبادي من
نسل العباد الذين بالحيرة.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بريه العبادي
الحيري اسلم على يد أبي عبد الله ع يقال روى عنه ابن أبي عمير
انتهى وفي التعليقة في رواية ابن أبي عمير عنه أشعار بوثاقته انتهى وفي
الفهرست بريه العبادي له كتاب أخبرنا به احمد عبدون عن أبي طالب
الأنباري عن حميد بن إسماعيل القرشي وعبد الله بن أحمد النهيكي جميعا عنه
وقال النجاشي بريه العبادي أخبرنا ابن الصلت الأهوازي عن أحمد بن
محمد بن سعيد حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي عن محمد بن سلمة بن
ارتبيل عن عمار بن مروان عن بريه العبادي بكتابه انتهى وحكى ابن
داود اسلامه على يد الصادق ع عن النجاشي وقال فيه نظر لأن الذي
اسلم على يده بريه النصراني وهو غير العبادي وقد ذكرهما الشيخ في
الفهرست انتهى أقول فيه اشتباه لأن الذي ذكر ذلك هو الشيخ في رجاله
لا النجاشي والشيخ ذكر ذلك في العبادي لا النصراني فإذا كانا اثنين كما
استظهره من ذكر الشيخ لهما في الفهرست يكون قد نسب ما لأحدهما إلى
الآخر وهذا من أغلاط كتابه الذي قالوا إن فيه أغلاطا، وفي الكافي علي بن
إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في
حديث بريه انه لما جاء معه إلى أبي عبد الله فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر
ع فحكى له هشام الحكاية فلما فرع قال أبو الحسن لبريه يا بريه
كيف علمك بكتابك قال انا به عالم. ثم قال كيف ثقتك بتأويله؟ قال
ما أوثقني بعلمي فيه فابتدأ أبو الحسن يقرأ الإنجيل فقال له بريه إياك كنت
اطلب منذ خمسين سنة أو مثلك فامن بريه وحسن ايمانه وآمنت المرأة التي
كانت معه فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله ع فحكى له هشام
الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى وبين بريه فقال أبو عبد الله ذرية
بعضها من بعض والله سميع عليم فقال بريه أنى لكم التوراة والإنجيل
وكتب الأنبياء قال هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها ونقولها
كما قالوا انتهى وظاهر ان هذا هو الذي قال الشيخ عنه انه أسلم على يد
أبي عبد الله ع كما مر وان كان ظاهر هذا الخبر ان اسلامه كان على يد
الكاظم ع لكن حيث اشترك الصادق ع في حديثه صح ان ينسب
اسلامه اليه والله أعلم. وفي لسان الميزان بريه العبادي من شيوخ الشيعة
قاله الدارقطني انتهى.
بريه النصراني
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد القمي عن ابن الوليد
عن أحمد بن إدريس وسعد بن عبد الله والحميري عن
الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام الناشري عن بريه به انتهى
وظاهر الشيخ التعدد بين بريه النصراني وبريه العبادي الحيري كما استظهره
ابن داود فيما مر لذكره لهما في الفهرست ترجمتين متصلتين وكتابين بسندين
ويمكن الاتحاد بل هو الظاهر لكون كل منهما كان نصرانيا وأسلم. وعدم
ذكر النجاشي سوى الأول مع أن الثاني له كتاب وذكر الشيخ لهما في
الفهرست لعله باعتبار تعدد العنوان وتعدد سند الكتاب ولم يعلم من طريقة
الشيخ انه مع تعدد العنوان وتعدد سند الكتاب يقتصر على ترجمة واحدة
وقال الميرزا في منهج المقال والوسيط وصاحب النقد وغيرهم الظاهر أنهما
واحد.
بريهة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب ع
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق قال ابن الأكفاني أراني الشيخ أبو
محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني قبور الصحابة الذين هم بظاهر دمشق
بباب الصغير إلى أن قال واراني أيضا قبر بريهة بنت الحسن بن علي بن أبي
طالب في قبة انتهى ولم نجد في بنات الحسن ع من اسمها بريهة فبناته
سبع هن أم الحسن، أم الحسين، فاطمة، أم عبد الله، فاطمة الثانية،
أم سلمة، رقيه، والظاهر أن أم فلان هو اسم لا كنية حتى تكون بريهة
اسم واحدة منهن وما الذي أتى ببنت الحسن ع إلى دمشق مقر بني أمية
ويمكن ان يكون هذا قبر واحدة من الاشراف اسم أبيها الحسن.
ملا آقا بزرگ المشهدي
آقا بالمد وقد لا يمد كلمة فارسية معناها السيد وهم ينطقونها بالغين
المعجمة ويكتبونها بالقاف وبزرگ معناه الكبير.
ذكره صاحب فردوس التواريخ وقال في حقه العلامة الفهامة
مقتدى الأنام كفيل الأرامل والأيتام مروج شريعة سيد الأنام كان أول
وروده إلى المشهد المقدس نزل في المدرسة الصالحية المعروفة بمدرسة النواب
واشتغل فيها مدة بالتعلم وتدريس الطلاب وصار أخيرا رئيسا مقبولا عند
الخواص والعوام ومروجا لشريعة سيد الأنام وهو الذي بني الإيوان في مصلى
المشهد المقدس الذي هو من الأبنية الرفيعة بأمر السلاطين الصفوية سنة
١٠٨٧ وله ثلاثة أولاد لهم منصب سركشيكي في الحضرة الشريفة الرضوية
في الكشيك الأول والثاني والرابع.
المولى آقا بزرگ الطهراني ثم المشهدي
توفي في المشهد المقدس الرضوي سنة ١٣٠٢ ودفن هناك.
في مطلع الشمس كان من معروفي علماء طهران إماما في مسجد آغا
محمد مهدي التبريزي المشهور بملك التجار الذي هو من الجوامع المعتبرة
وللناس به وثوق كامل جاور سنين في المشهد المقدس الرضوي وكان يدعو
دائما أن تكون وفاته هناك فاستجيب دعاؤه.
(٥٦٣)

البزنطي
هو أحمد بن محمد بن نصر.
البزوفري
في الرياض هو الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان بن
خالد بن سفيان انتهى وفي الخلاصة هو الحسين بن سفيان وتعقبه في
منهج المقال بقوله بل الحسين بن علي بن سفيان.
بزيع
قال الكشي سعد بن عبد الله حدثني محمد بن خالد الطيالسي عن
عبد الرحمن بن أبي نجران عن ابن سنان قال أبو عبد الله ع إنا أهل
بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا فيسقط صدقنا بكذبه علينا
عند الناس كان رسول الله ص أصدق البرية لهجة وكان مسيلمة يكذب
عليه وكان أمير المؤمنين ع أصدق من برأ الله من بعد رسول الله ص
وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من
الكذب عبد الله بن سبا لعنه الله وكان أبو عبد الله الحسين ع قد ابتلى
بالمختار ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي وبنان فقال كانا يكذبان على
علي بن الحسين ع ثم ذكر المغيرة بن سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطاب
ومعمرا وبشارا الأشعري وحمزة الزيدي وصايدا النهدي، وقال لعنهم الله
فانا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي كفانا الله مؤونة كل
كذاب وأذاقهم الله حر الحديد. سعد حدثني العبيدي العنبري عن يونس
عن العباس بن عامر القصباني وحدثني أيوب بن نوح والحسن بن موسى
الخشاب والحسن بن عبد الله بن المغيرة عن العباس بن عامر عن حماد بن أبي
طلحة عن ابن أبي يعفور قال دخلت على أبي عبد الله ع فقال ما فعل
بزيع فقلت له قتل فقال الحمد لله اما انه ليس لهؤلاء المغيرية شئ خير من
القتل لأنهم لا يتوبون أبدا انتهى وروى الكليني في الموثق قال قلت لأبي
عبد الله ع ان بزيعا يزعم أنه نبي فقال ان سمعته يقول ذلك فاقتله
فجلست له غير مرة فلم يمكني ذلك انتهى وفي منهج المقال وآخر طريقي
الأخير صحيح انتهى وعن كتاب الفرق والمقالات للحسن بن موسى
النوبختي بعد ان ذكر ان أصحاب أبي الخطاب صاروا اربع فرق قال وفرقة
قالت بزيع نبي رسول مثل أبي الخطاب ارسله جعفر بن محمد وشهد بزيع
لأبي الخطاب بالرسالة وبرئ أبو الخطاب وأصحابه من بزيع انتهى وانما
ذكرناه مع خروجه عن شرط كتابنا لذكر أصحابنا له في كتب رجالهم ليبينوا
عدم قبول روايته وقصدنا ان لا يفوتنا شئ مما ذكروه ولارتباطه بالمؤذن
ومولى عمرو بن خالد الآتيين، وفي منهج المقال لا أدري هذا الملعون أيهما
هو أو غيرهما قال وفي تاريخ أبي زيد البلخي اما البزيعية فأصحاب بزيع
الحائك أقروا بنبوته وزعموا انهم كلهم أنبياء وزعموا انهم لا يموتون ولكن
يرفعون وزعم بزيع انه صعد إلى السماء وأن الله مسح على رأسه ومج في فيه
وان الحكمة تنبت في صدره انتهى ولكنه في الوسيط جزم بمغايرته لهما
فذكر ثلاث تراجم ولا ينبغي الريب في أن المؤذن غير هذا الملعون لما
ستعرف من أن للصدوق طريقا إلى بزيع المؤذن وقد عد كتابه من الكتب
المعتمدة فلا يمكن ان يكون هو هذا الذي هو من أصحاب أبي الخطاب
المعروفين بالكفر والزندقة مضافا إلى وصفه بالمؤذن وأولئك لا صلاة عندهم
ولا أذان وكذلك مولى عمرو بن خالد على الظاهر لعد الشيخ له من
أصحاب الصادق ع كما ستعرف من غير إشارة إلى فساد مذهبه مع أن
عده في أصحابه كالصريح في صحة مذهبه.
بزيع أبو عمرو بن بزيع
روى الكليني في الكافي عن علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي
عبد الله عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن بزيع أبي عمرو بن
بزيع قال دخلت على أبي جعفر ع وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة
سوداء مكتوب في وسطها بصفرة قل هو الله أحد، فقال ادن يا بزيع
فدنوت فأكلت معه ثم حسا من الماء ثلاث حسيات حين لم يبق من الخبز
شئ ثم ناولني فحسوت البقية انتهى.
بزيع المؤذن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وللصدوق
طريق اليه في مشيخة الفقيه وقد عرفت أنه غير بزيع الذي روى الكشي
لعنه. وفي مستدركات الوسائل من الغريب ما في شرح التقي المجلسي
ما لفظه وما كان عن بزيع المؤذن فهو ضعيف روى الكشي اخبارا في ذمه
ومنها خبر صحيح فيه لعنه فيمكن ان يكون نقل الكتاب قبل انحرافه إلى
الغلو انتهى قال ولا أدري ما سبب جزمه بذلك وكيف لم يحتمل كون
الملعون هو الكوفي أو غيرهما وهو الحائك انتهى.
بزيع مولى عمرو بن خالد كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
البساسيري
اسمه أرسلان بن عبد الله التركي.
البسباس بن عمر بن ثعلبة حليف بني ساعدة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. هكذا ذكره الشيخ
بسباس والموجود في غيره بسبس أو بسبسة بدون ألف ابن عمر وفي غيره
عمرو وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي بسبس بن
عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن زيد بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن
رشدان بن قيس بن جهينة شهد بدرا واحدا وليس له عقب انتهى وفي
أسد الغابة عن ابن الكلبي ابن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة بن
زيد بن ليث بن سواد بن اسلم بن الحاف بن قضاعة، وفي الاستيعاب
بسبس إلى قوله ابن ذبيان الذبياني ثم الأنصاري حليف لبني طريف بن
الخزرج ويقال بسبسة بن بشر حليف للأنصار شهد بدرا وهو الذي بعثه
رسول الله ص مع عدي بن أبي الزغباء ليعلما علم غير أبي سفيان بن حرب
ولبسبسه يقول الراجز أقم لها صدورها يا بسبس انتهى. وفي أسد
الغابة ليس بين قولهم انه من بني ساعدة وبين قولهم هو من بني
طريف بن الخزرج تناقض فان طريفا هو ابن الخزرج بن ساعدة بن
كعب بن الخزرج الأكبر وطريف بطن من بني ساعدة انتهى ثم ذكر
بسبسة بن عمرو وقال بعثه النبي ص غير أبي سفيان وقال اخرجه ابن منده
وحده ورأيته مضبوطا في ثلاث نسخ صحيحة بضم الباء وفتح السين
وبعدها مثناة تحتية وليس بشئ يعني انه بالموحدة لا بالمثناة وانه هو
المتقدم. وفي الإصابة بسبسة بموحدتين مفتوحتين بينهما مهملة مفتوحة
ويقال له بسبس بغير هاء وحكى عياض انه في مسلم بموحدة مصغرا يعني
(٥٦٤)

بسيبسة والصواب الأول فقد ذكر ابن الكلبي انه الذي أراد الشاعر بقوله
أقم لها صدورها يا بسبس * ان مطايا القوم لا تحبس
ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بسام بن عبد الله الصيرفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال في رجال
الباقر ع بسام بن عبد الله الصيرفي أبا عبد الله مولى بني هاشم. وقال
الكشي وفي بسام الصيرفي حدثني محمد بن مسعود حدثني محمد بن
نصير حدثني محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن حديد
حدثني عنبسة العابد قال كنت مع جعفر بن محمد صلوات الله عليهما بباب
الخليفة أبي جعفر بالحيرة حين اتى ببسام وإسماعيل بن جعفر فأخرج بسام
مقتولا وأخرج إسماعيل بن جعفر بن محمد فرفع جعفر رأسه اليه قال فعلتها
يا فاسق ابشر بالنار انتهى وتقدم الكلام على هذا الحديث في إسماعيل بن
جعفر وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب الواقدي بسام الصيرفي
روى عن أبي جعفر محمد بن علي قال أبو نعيم احسبه كان عبدا لا أعرف له
أبا وكان ينزل عند حمام عنترة وقد روى عن أبي جعفر محمد بن علي وكان
يكنى أبا عبد الله انتهى وفي تهذيب التهذيب بسام بن عبد الله الصيرفي
الكوفي روى عن أبي الطفيل وزيد بن علي بن الحسين وأخيه أبي جعفر الباقر
وجعفر الصادق ويزيد الفقير وعطاء وعكرمة وغيرهم وعنه حاتم بن
إسماعيل وكناه وخلاد بن يحيى وابن المبارك ووكيع وأبو نعيم وغيرهم. قال
عباس عن يحيى ثقة وقال إسحاق بن منصور عنه صالح وقال أبو حاتم
صالح الحديث لا باس به. قلت الآجري عن أبي داود عنه ان زيد بن
علي قال له علم ابني الفرائض وقال احمد لا باس به وقال ابن حبان في
الثقات يخطئ وقال الحاكم في المستدرك هو من ثقات الكوفيين ممن يجمع
حديثه ولم يخرجاه. وحكى ابن شاهين في الثقات عن ابن معين أنه قال
لا أدري ابن من هو وذكره ابن عقدة في رجال الشيعة وكذا الطوسي وابن
النجاشي انتهى أقول لم يذكره ابن النجاشي وانما ذكره الكشي كما مر
وعن تقريب ابن حجر بسام بن عبد الله الصيرفي الكوفي صدوق من
الخامسة وعن تهذيب الكمال روى عن الحسن بن عمر الفقيمي ويحيى بن
سالم بسام انتهى.
بسر بن أبي غيلان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان
بسر بن أبي غيلان مولى بني شيبان من شيوخ الشيعة قاله الدارقطني وابن
ماكولا انتهى ويأتي عن بعض النسخ بشر بالشين المعجمة.
بسر بن أرطأة
مات سنة ٨٦
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال بسر بن أرطأة
وقيل إنه ابن أبي أرطأة القرشي هو الذي قتل ابني عبيد الله بن عباس. وفي
الخلاصة بسر بضم الباء واسكان السين المهملة ابن أرطأة هو الذي قتل
ابني عبيد الله بن عباس قثم وعبد الرحمن انتهى وهو مباين لشرط كتابنا
وذكرناه لذكر الشيخ له كما قلناه مكررا. وفي الاستيعاب بسر بن أرطأة
ابن أبي أرطأة واسم أبي أرطأة عمير وقيل عويمر يقال إنه لم يسمع من
النبي ص لأنه توفي وهو صغير هذا قول الواقدي وابن معين واحمد وغيرهم
واما أهل الشام فيقولون انه سمع منه، لبسر عن النبي ص حديثان وذكرهما
وكان يحيى بن معين يقول بسر بن أرطأة رجل سوء قال أبو عمر ذلك لأمور
عظام ركبها في الاسلام فيما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضا منها ذبحه
ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وهما صغيران بين يدي أمهما وكان
معاوية قد استعمله على اليمن أيام صفين وكان عليها عبيد الله بن العباس
لعلي فهرب عبيد الله حين أحس ببسر بن أرطأة ونزلها بسر فقضى فيها هذه
القضية الشنعاء أقول الصواب انه بعثه ليغير على المدينة ومكة واليمن
وغيرها بعد أيام صفين. ثم قال قال أبو الحسن الدارقطني بسر بن أرطأة
له صحبة ولم تكن له استقامة بعد النبي ص وهو الذي قتل طفلين لعبيد
الله بن عباس بن عبد المطلب باليمن في خلافة معاوية وهما عبد الرحمن وقثم
ابنا عبيد الله بن العباس وذكر ابن الأنباري عن أبيه عن أحمد بن عبيد عن
هشام بن محمد عن أبي مخنف قال لما توجه بسر بن أرطأة أخبر عبيد
الله بن العباس بذلك وهو عامل لعلي عليها فهرب، ودخل بسر اليمن فاتى
بابني عبيد الله بن العباس وهما صغيران فذبحهما فنال أمهما عائشة بنت
عبد المدان من ذلك أمر عظيم فأنشأت تقول
ها من أحس بابني اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف
ها من أحس بابني اللذين هما * سمعي وعقلي فعقلي اليوم مختطف
حدثت بسرا وما صدقت ما زعموا * من قيلهم ومن الاثم الذي اقترفوا
انحى على ودجى ابني مرهفة * مشحوذة وكذاك الاثم يقترف
ثم وسوست فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر وتهيم على
وجهها. وذكر المبرد أيضا نحوه وقال أبو عمرو الشيباني لما وجه معاوية بن
أبي سفيان بسر بن أرطأة الفهري لقتل شيعة علي فسار حتى اتى المدينة، فر
أهل المدينة ودخلوا الحرة حرة بني سليم وفي هذه الخرجة التي ذكرها أبو
عمرو الشيباني أغار بسر بن أرطأة على همدان وسبى نساءهم فكن أول
مسلمات سبين في الاسلام وقتل احياء من بني سعد، ثم روى بسنده ان
أبا ذر سمع يدعو ويتعوذ من يوم البلاء يدركني ويوم العورة ان أدركه، اما
يوم البلاء فتلتقي فئتان من المسلمين فيقتل بعضهم بعضا. وأما يوم العورة
فان نساء من المسلمات يسبين فيكشف عن سوقهن فأيهن كانت أعظم ساقا
اشتريت على عظم ساقها. قال فأرسل معاوية بسر بن أرطأة إلى اليمن
فسبى نساء مسلمات فأقمن في السوق ثم روى بسنده عن أبي حازم عن
سهل بن سعد قال النبي ص اني فرطكم على الحوض من مر علي يشرب
ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني
وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال هكذا سمعت من
سهل قلت نعم قال فاني أشهد على أبي سعيد الخدري سمعته وهو يزيد فيها
فأقول انهم مني فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا
لمن غير بعدي قال والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا تقصيتها في ذكر
الحوض في باب خبيب من كتاب التمهيد والحمد لله. قال وروى شعبة
عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال رسول الله ص
انكم محشورون إلى الله عراة غرلا فذكر الحديث وفيه فأقول يا رب أصحابي
فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين على
أعقابهم منذ فارقتهم، قال ورواه سفيان الثوري عن المغيرة بن النعمان عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي ص مثله. قال وكان بسر بن أرطأة
(٥٦٥)

من الأبطال الطغاة وكان مع معاوية بصفين وأمره ان يلقى عليا في القتال
وقال له سمعتك تتمنى لقاءه فلو أظفرك الله به وصرعته حصلت على دنيا
وآخرة ولم يزل به يشجعه ويمنيه حتى رآه فقصده في الحرب والتقيا فصرعه
علي وعرض له معه مثل ما عرض فيما ذكروا لعلي مع عمرو بن العاص.
ذكر الكلبي في كتابة ان بسر بن أرطأة بارز عليا يوم صفين فطعنه علي
فصرعه فانكشف له فكف عنه كما عرض له مع عمرو ولهم فيهما أشعار
مذكورة في موضعها من ذلك الكتاب منها فيما ذكر ابن الكلبي والمدائني قول
الحارث بن النضر السهمي
أ في كل يوم فارس ليس ينتهي * وعورته وسط العجاجة باديه
يكف لها عنه علي سنانه * ويضحك منها في الخلاء معاوية
بدت أمس من عمرو فقنع رأسه * وعورة بسر مثلها حذو حاذيه
فقولا لعمرو ثم بسر أ لا انظرا * سبيلكما لا تلقيا الليث ثانيه
ولا تحمدا إلا الحيا وخصاكما * هما كانتا والله للنفس واقيه
ولولاهما لم تنجوا من سنانه * وتلك بما فيها عن العود ناهيه
متى تلقيا الخيل المشيحة صبحة * وفيها علي فاتركا الخيل ناحية
وكونا بعيدا حيث لا تبلغ القنا * نحوركما ان التجارب كافيه
وفي تهذيب التهذيب قال ابن عساكر سكن بسر دمشق وشهد
صفين مع معاوية وكان على الرجالة ولاه معاوية اليمن وكانت له بها آثار غير
محمودة وقيل إنه خرف قبل موته وقال ابن يونس كان من شيعة معاوية وكان
معاوية وجهه إلى اليمن والحجاز في أول سنة ٤٠ وأمره ان يتقرأ من كان
في طاعة علي فيوقع بهم ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة وكان قد
وسوس في آخر أيامه. وقال الدارقطني له صحبة ولم يكن له استقامة بعد
النبي ص قال الدوري وسمعت يحيى بن معين يقول كان بسر بن أرطأة
رجل سوء. وقال خليفة مات في ولاية عبد الملك بن مروان وقد خرف.
بسر السلمي أبو رافع بن بسر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وابن بسر في كلامه
صفة لرافع هكذا ذكر في منهج المقال وغيره بين بسر بن أرطأة وبسطام فدل
على أنه بالسين المهملة وفي الاستيعاب بشير السلمي حجازي له صحبة
وروى عنه ابنه رافع بن بشير ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه انتهى هكذا
ذكره بالشين المعجمة والياء المثناة التحتية قبل الراء والظاهر أنه هو الذي
ذكره الشيخ في الاستيعاب أيضا بشير السلمي ويقال بشير بالضم روى
عنه ابنه حديثا واحدا ان النبي ص قال يوشك ان تخرج نار تضئ لها أعناق
الإبل ببصرى تسير بسير بطئ الإبل تسير النهار وتقوم الليل تغدو وتروح
ويقال غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت
النار أيها الناس فروحوا من أدركته اكلته انتهى والظاهر أنه هو المذكور قبله
وفي أسد الغابة بسر بالسين المهملة أبو رافع السلمي قاله ابن ماكولا بشير
بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة قال بشير السلمي عن النبي ص
تخرج نار من حبس سيل وروى عنه ابنه رافع، في حديثه اختلاف كثير وفي
اسمه أيضا اختلاف فقيل ما ذكرناه وقيل بشير بفتح الباء وقيل بشر بغير ياء
وقيل بسر بضم الباء والسين المهملة انتهى وفي الإصابة بشر السلمي
والد رافع وقيل بشير كأمير وقيل بشير كزهير وقيل بسر بالضم ومهملة ساكنة
روى حديثه أحمد وابن حبان من أبي جعفر محمد بن علي عن رافع بن بشر
السلمي عن أبيه أن رسول الله ص قال تخرج نار بأرض حبس سيل تسير
بالنهار الحديث وفي آخره من أدركته اكلته انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا. وفي مشتركات الكاظمي. باب بسر ولم يذكره شيخنا مشترك بين
ابن أبي غيلان من أصحاب الصادق ع وبين أبي رافع السلمي من
أصحاب الرسول ص وبين ابن أرطاة القرشي انتهى.
بسطام بياع اللؤلؤ
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى عنه
علي بن شجرة. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام انه يباع
اللؤلؤ برواية علي بن شجرة عنه انتهى.
بسطام الحذاء كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي ابن أخي خيثمة وإسماعيل
خيثمة في أكثر النسخ بتقدم الياء المثناة من تحت على التاء المثلثة وفي بعضها
بالعكس.
قال النجاشي كان وجها من وجوه أصحابنا وأبوه وعمومته وكان
أوجههم إسماعيل وهم بيت في الكوفة من جعفي يقال لهم بنو أبي سبرة
منهم خيثم بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود له كتاب أخبرنا
محمد بن جعفر الأديب حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن
مفضل بن إبراهيم حدثنا محمد بن عمر بن النعمان الجعفي حدثنا بسطام بن
الحصين بكتابه انتهى وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
بسطام بن الجعفي الكوفي. وفي الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان
بسطام هو ابن الحصين الممدوح برواية محمد بن عمر بن النعمان عنه
انتهى وفي لسان الميزان بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي
ابن أخي خيثمة ذكره الطوسي في رجال الشيعة انتهى.
بسطام بن سابور الزيات أبو الحسين الواسطي
قال النجاشي مولى ثقة و اخوته زكريا وزياد حفص كلهم ثقات
رووا عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكرهم أبو العباس وغيره. له
كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا علي بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن حدثنا
علي بن إسماعيل عن صفوان عن بسطام بكتابه انتهى وفي التعليقة
يظهر من قوله ذكرهم أبو العباس انه في المواضع التي يقول ثقة روى عن
فلان ذكر ذلك أبو العباس مراده جميع ما ذكره حتى التوثيق لا خصوص
روى عن فلان. نعم الظاهر اعتماده على ما ذكره أبو العباس وغيره حكمه
بالتوثيق وسيجئ في حماد بن عثمان العرزمي أيضا ما يشير إلى ما ذكرناه مع أن
أبا العباس هو ابن نوح الثقة الجليل كما مر في الفوائد مع احتمال ان
يريد من العبارة مجرد ذكرهم في الرجال، ويشير إلى عدالته رواية صفوان
عنه ويؤيده قوله يروي عنه جماعة انتهى. ثم ذكر النجاشي أيضا بفاصلة
بسطام بن سابور وقال له كتاب أخبرنا محمد بن جعفر النحوي حدثنا
أحمد بن سعيد حدثنا أحمد بن عمر حدثنا علي بن الحسن عن محمد بن حمزة
عنه به انتهى وفي الفهرست بسطام بن الزيات يكنى أبا الحسين
الواسطي له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين
عن محمد بن الحسين عن الصفار عن علي بن إسماعيل عن صفوان عنه ثم
قال بعده بلا فاصل بسطام بن سابور له كتاب أخبرنا به أحمد بن محمد بن
(٥٦٦)

موسى عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن علي بن
الحسين الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عنه، وأخبرنا أحمد بن عبدون عن
الأنباري عن حميد عن النهيكي عنه انتهى وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع بسطام بن سابور أبو الحسن الواسطي الزيات ثم
ذكر أيضا في أصحاب الصادق ع بسطام الزيات أبو الحسن الواسطي
انتهى وأبو الحسن وأبو الحسين قد صحف أحدهما بالآخر. قال الميرزا في
منهج المقال وكما ترى ظاهر كلام الشيخ في الكتابين التعدد كالنجاشي الا
ان ظاهر كلام الشيخ في رجال الصادق ع انه هو الزيات وفي الفهرست
ان أباه الزيات وصرح النجاشي ان كلا منهما ابن سابور دون الشيخ
ومقتضى المجموع ان يكون كل منهما ابن سابور أبو الحسن أو أبو الحسين
الزيات أو ابن الزيات وهو ربما قرب الاتحاد انتهى وفي الوسيط جزم
بالاتحاد فقال قد يتكرر وهو واحد انتهى أقول ولا ينافي الاتحاد تعدد
الطريق إلى كتابه فربما كان له كتاب واحد اليه طريقان وكان ذلك هو سبب
تعدد العنوان وان كان المعنون واحدا. وفي لسان الميزان بسطام بن سابور
الزيات أبو الحسين الواسطي ذكره الطوسي في رجال الشيعة روى عن جعفر
الصادق روى عنه محمد بن سنان ومحمد بن حرب وصفوان بن يحيى
وغيرهم انتهى وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب بسطام المشترك
بين من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن سابور الثقة برواية صفوان بن
يحيى عنه ورواية محمد بن أبي حمزة عنه ورواية النهيكي النهدي عنه
انتهى.
بسطام بن علي أبو علي
في الخلاصة في القسم الأول وكيل من أهل همذان انتهى وأخذ
ذلك العلامة من النجاشي فإنه ذكر في ترجمة محمد بن علي بن إبراهيم
الهمذاني انه كان في وقت القاسم بن محمد بهمذان معه أبو علي بسطام بن
علي والعزيز بن زهير ثلاثتهم وكلاء في موضع واحد بهمذان انتهى وفي
التعليقة بسطام بن علي سيجئ في محمد بن علي بن إبراهيم انه وكيله
وفيه شهادة على الجلالة بل والعدالة انتهى.
بسطام بن مرة
قال النجاشي له كتاب أخبرنا محمد بن محمد عن جعفر بن محمد عن
الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصري عن بسطام بن مرة
بكتابه انتهى وفي لسان الميزان بسطام بن مرة ذكره الطوسي في رجال
الشيعة روى عن عمرو بن ثابت يروي عنه إبراهيم بن هاشم والمعلى بن
محمد البصري وغيرهما انتهى وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن
استعلام ان بسطام هو ابن مرة برواية معلى بن محمد البصري عنه وحيث
يعسر التمييز تقف الرواية انتهى.
بسطام بن يزيد الجعفي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الفاضل البسطامي
اسمه نوروز علي.
الشيخ بشارة بن عبد الرحمن الخيقاني الغروي النجفي والد صاحب نشوة
السلافة الشيخ محمد علي بن بشارة
الخيقاني نسبة إلى خيقان قبيلة عراقية.
ذكره ولده في نشوة السلافة فقال هو في سماء البلاغة والفصاحة بدر
فكم ظهر لأمراء الكلام من بيانه سحر، قال نادرة الزمان السيد علي خان
معرفا في السلافة الكبرى بما هو أحق به وأحرى هو شيخ المشائخ الجلة
والرافل من حلل الكمال بأشرف حلة تستنشق من روض نظمه نفحات
نجد وتشم من أزاهيره ارج عراروند ورد علينا البلاد الهندية ومدحنا
بأشعاره السنية فهو صديقنا الصدوق ذو الفضائل التي ترق وتروق انتهى
فمن شعره قوله يمدح السيد المذكور
أنعم صباحا أخا العلياء بشراكا * فكوكب السعد بالاقبال وافاكا
فأنت بدر كمال لا أفول له * والنور لا زال يبدو من محياكا
أضحيت للعلم بحرا إذ أحطت به * خبرا فأهديتنا حقا بفتواكا
رفعت بيت العلى والمجد إذ وطئت * أعلى السهى في بناء البيت نعلاكا
فصرت سلطان أهل الفضل اجمعهم * والكل منهم إذا خاطبت لباكا
كفاك فخرا إذا فوخرت في شرف * بان احمد والكرار جداكا
فدم مليك المعالي والحقيق بها * علي قدر وعين الله ترعاكا
ولا برحت بجنات وفي نعم * ما دمت في هذه الدنيا وأخراكا
وله أيضا مخاطبا له
يا غائبا عن مربعي * فلانت في قلبي معي
أنت المنى يا ساكنا * بالمنحنى من أضلعي
نعم المخاطب أنت لي * ان كنت تسمع أو تعي
لله أنت مخاطبا * إياك أعني واسمعي
وله أيضا في مدحه وقد بارى له بيتين فأرسل اليه بهذه الأبيات كالمعتذر
أبا حسن فدتك النفس إني * أتيت إليك منقادا ذليلا
لقد البستني حلل الأيادي * وقد أسكنتني ظلا ظليلا
وحسي في الورى فخرا باني * وغدوت بربعكم مولى نزيلا
نظمت مباريا بيتيك جهلا * لأني رمت شيئا مستحيلا
فشخصك لا أخال له شبيها * ونظمك لا أظن له مثيلا
حباك الله ملكا لا يدانى * وزادك سيدي عمرا طويلا
وله في معذر
قال العواذل خد من أحببته * لاح العذار به فلا تتغزل
فأجبتهم كفوا ولا تتكلموا * اني تركت حديثكم في معزل
هذا ربيع قد بدا في روضة * فهواي فيه لا يزال ومنزلي
وله في مليح يحمل رمحا
يا حامل الرمح دعه * فالرمح يشبه قدك
لم ذا تكلفت جهلا * في حمل ما كان عندك
وله جوابا عن كتاب ورده من عمه للشيخ خلف من النجف وهو
إذ ذاك في كرمان:
لسفح الدمع في خدي وأدي وبين جوانحي قدح الزناد
(٥٦٧)

وجيش الهم في صدري مقيم * يبارزني على الخيل الجياد
وجسمي من سقامي في نحول * وكأس الصبر مشروبي وزادي
أبيت مفكرا في الأفق ليلا * تحارب مقلتي جيش الرقاد
وما حزني على ما لم أنله * ولا حب لليلى أو سعاد
ولكن الغري وساكنيه * أشبوا نار وجد في فؤادي
ولا سيما كتاب قد اتاني * من المولى الكريم أبي الأيادي
كتاب قد حوى درر المعاني * بألفاظ المحبة والوداد
وينشدني به شعرا أنيقا * يناشد فيه أموات العباد
لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي
صدقت بأنني ميت ولكن * كشفت الحال ما بين الأعادي
أ لم تعلم بان الجسم عندي * وان الروح في تلك البلاد
وجسم لا تكون الروح فيه * جماد عند أرباب السداد
فلا تعجب إذ ناديت جسما * ولم تسمع جوابا من جماد
وما تركي جوابك عن ملال * فكن في العبد زين الاعتقاد
ولكن ما ظننت قضاه سهلا * لعمرك دونه خرط القتاد
فكم بعنا كلامنا واشترينا * فكان البيع في سوق الكساد
فلما ان اتيت ركبت عيسا * معلمة على قطع البوادي
وفارقت أصفهان وساكنيها * لعلمي ان في مكثي فسادي
فهذا متن أحوالي اتاكم * ودون الشرح يقصر اجتهادي
وله حين تذكر الغري وأهله وهو إذ ذاك في بم من اعمال كرمان:
أنور الشمس أم بدر الكمال * تبدى أم سنا هند بدا لي
وبرق لاح أم ذا ثغر هند * تبسم عن أقاح أو لآلي
ومسك فاح أم هذا شذاها * اتتني فيه أنفاس الشمال
نعم هند تبدت في خباها * تميس بحسن قد واعتدال
بنور جبينها واللفظ تزري * لعمري بالغزالة والغزال
وعم جبينها بالحسن خال * فدته النفس من عم وخال
سهام لحاظها تدمي فؤادي * قبيل الجلد في السحر الحلال
لها حكم على العشاق حتم * بسلطان الملاحة والجمال
لئن نالت يداي الوصل منها * بضرب البيض والسمر العوالي
والا فالغنى لي عن هواها * بسكان الغري ذوي المعالي
رعى الله الغري وساكنيه * وان أفتوا ملالا بالنوى لي
لئن هم أبعدوني عن حماهم * فلست ودادهم يوما بسالي
أكرر ذكرهم نظما ونثرا * فيحلو عند ذكرهم مقالي
بباب النهر مرت لي ليال * حلالي العيش في تلك الليالي
فكم من ليلة فيها جلسنا * مع الأحباب في روس الجبال
وكم أيام سعد قد تقضت * لنا والقبة البيضا حيالي
وكم في الروضة الخضرا سقينا * رياض الود من غيث الوصال
وقال يمدح السيد عبد المجيد ابن السيد حسن آل كمونة وقد وعده
مع جماعة من السادة والأصحاب ان يخرج بهم إلى الشعاب بجانب الطار في
النجف الأشرف في فصل الربيع فأبطأ في وعده فقال:
فؤادي بالغرام اشب ناره * رشا بالخد ابدى جلناره
أقول البدر ثم أقول كلا * فنور البدر منه قد استعاره
غزاني في جيوش الحسن عمدا * وشن على فؤادي منه غاره
فعاد وقلبي المضني أسير * له بالرغم إذ عدم اصطباره
وصار يطيعه في كل امر * وفوض نحوه فيه اختياره
فلما ان تحكم بي هواه * وأضحى القلب مأواه وداره
رماني في سهام الهجر ظلما * واحرمني الوصال مع الزيارة
فما لي عن هواه من خلاص * خلا ركن العلاء ومستجاره
وذا عبد المجيد أبو المعالي * فتى لا تذعر الأيام جاره
فتى جداه قد فازا وحازا * بفضلهما الرسالة والوزاره
ومن حاز الكمال وحاز فضلا * وكسب الجود قد أضحى شعاره
فتى أضحى أمير الخلق طفلا * فأحسن في رعيته الاماره
الا يا أيها المولى اجرني * فاني طالب منك الاجاره
أجرني من أناس الجأوني * فان الحر تكفيه الإشارة
غدا مولاك معتذرا إليهم * وهم لم يسمعوا منه اعتذاره
يقولون الشعاب ازداد وردا * وأخرج في مشارعه بهاره
وقد اجرى الحيا فيه دموعا * بها للورد قد ظهرت نضاره
فقم يا ابن الحسين وسر اليه * بجيش الجود وانهب لي ذماره
وسارع واسمحن لي في سؤالي * بقول لك البشارة يا بشارة
فبذل المال في نيل المعالي * لعمر أبيك من خير التجارة
ومن جيد شعره ما تقاضى به وعدا وعده إياه السيد علي الملقب بنظام
الدين المستوفي فتباطأ به فقال مخاطبا له:
ألا قل للنظام ابن الأماجد * كريم الأصل من أم ووالد
علي شمس آفاق المعالي * وبدر الفضل مستوفي المحامد
أبا حسن لانت كريم قوم * وبحر فواضل عذب الموارد
فكيف نسبت من أصفاك مدحا * وقد أملته نيل المقاصد
ومن شان الكريم وفاء وعد * ولا سيما لممتدح ووافد
فان واعدت يوما في جميل * فأنجزه والا لا تواعد
واني قد مدحتك في قريض * غدا يسمو على الدرر الفرائد
واني لاسم موصول لعمري * حري منك في صلة وعائد
وله فيه أيضا:
ألا أبلع نظام الدين عما * سأنظمه صريحا لا معمى
فاني قد نظمت المدح فيه * وكان مديحه عندي نعما
فواعد في صلات واصلات * وما أبصرتها كيفا وكما
فكان كوعد عرقوب أخاه * بيثرب إذ به قدما ألما
فلم ينتج لذاك الوعد شكل * وأعقب عقمة هما وغما
فيا مستوفيا حمدا وشكرا * ستستوفي بخلف الوعد ذما
فاني ذو لسان حيث ارضى * يرى شهدا والا كان سما
فكم لي من قريض في مديح * وذم خص في الدنيا وعما
فأنت مخير فيما تراه * بحالك لائقا اما وإما
فان تنجز تكن معنى عليا * والا خالف الاسم المسمى
وقال فيه لما جاد له بصلة ردية:
لما مدحت نظاما * نظما وأديت حقه
إذ خلته هاشميا * بالجود يشبه رهطه
فجاد لي بصلات * لما تحققت صدقه
(٥٦٨)

تسعين منا وعشرا * من حب أرز وحنطه
فكان ما در عصر * فلا تشم قط برقه
فاعجب به من بخيل * أقام للبخل شرطه
وصار فيه قضاء * لا زال يسلك طرقه
ان الذي جاد فيه * قلامة أو كعفطه
وله يمدح العالم السيد محمد سعيد ابن المرحوم السيد محمد تقي
الحسيني الكرماني:
يلوم قلبي لفرط الوجد عاذله * وما درى انه شبت مشاعله
ومقلتي لا تزال الدهر باكية * كأنها الغيم إذ ينهل وابله
كان جفني بليلي عاشق سهري * لذاك لما يزل جفني يواصله
ما زلت في جامع الأحزان معتكفا * جسمي عليل وطول السقم ناحله
عدمت صبري وعقلي فر عن بدني * وضاق صدري وجيش الهم نازله
أبانني الدهر عن قومي وعن وطني * بئس الزمان فما تصفو مناهله
ما لي معين على دهري اؤمله * الا السعيد الذي فازت أوائله
سلالة المصطفى المبعوث من مضر * بحر العلوم الذي فاضت سواحله
علامة العصر في علم له حجج * تزيل زيغ الذي جهلا يجادله
كريم نفس ببذل السيب منبسط * يعود بالنجح والخيرات سائله
سميدع بارع بالحرب صولته * تهيل قلب الذي امسى ينازله
فلو تتبعت أهل الفضل في زمني * لما عثرت على شخص يماثله
أو رمت تعداد فضل فيه مجتمع * لجف حبري ولا تحصى فضائله
يا أيها السيد المفضال في شرف * ومن تعم الورى منا فواضله
قد ضاق صدري وأرجو منك توسعة * بما وهبت فخير البر عاجله
ومن نظمه هذه القصيدة قالها وهو في دار الغربة حين تذكر الغري
وأهله وأولها:
بزغن شموس أم طلعن بدور * أم الشرق في ضوء الصباح منير
وبرق تراءى أم لييلى وتربها * تبسمن عن در فبن ثغور
إذ خطرت مع تربها وتمايلت * تحالى لها من بينهن خطور
فلما رآها ناظري صرت عاشقا * وقلبي لها دون الحسان أسير
إلى أن يقول:
فأعرضت عن ليلى ووصفي جمالها * فما عندها الا جفا ونفور
وملت إلى ذكر الغري وأهله * أهيل لنا فيهم غنى وسرور
بلاد بها الرحمن أودع تربة * لحيدرة للمؤمنين أمير
لها شرف عال على كل بقعة * فليس لها الا الحجاز نظير
بلاد بها صحبي ورهطي ومنزلي * إليها ركاب الزائرين تسير
فما قط تحلو لي بلاد وان حلت * ولو زخرفت فيها لدي قصور
أهيل الحمى عيناني لا تالف الكرى * فليس لها طعم الرقاد يزور
أهيل الحمى ليلي طويل لبعدكم * وليلي لديكم بالغري قصير
أهيل الحمى اني أقول مضمنا * فلم يبق لي الا اللسان نصير
أ سرب القطا هل من يعير جناحه * لعلي إلى من قد هويت اطير
فطار إلى نحوي الغري ولم اطر * لان جناحي بالفراق كسير
أهيل الحمى لا تقطعوا حبل وصلكم * لأني اليه يا كرام فقير
أهيل الحمى ذا الدهر يوعد باللقا * وتحدث من بعد الأمور أمور
فلا تنقضوا أهل الغري عهودكم * واني على حفظ العهود صبور
عسى تجمع الأيام شملي بقربكم * فان إلهي راحم وقدير
عليكم سلام الله مني مسلسلا * وان شئتموه يا كرام يدور
ومن نظمه قوله متغزلا:
يا فاضلا بقوافي الشعر ما نطقا * ان شئت تنظمها فورا كمن سبقا
فاعشق فريدا مليحا في محاسنه * فليس ينظمها الا الذي عشقا
والعود ليس له نشر ورائحة * الا إذا حل فوق الجمر واحترقا
بشار الأسلمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي لسان
الميزان بشار الأسلمي كوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
جعفر الصادق انتهى وقد سمعت ان الشيخ الطوسي عده من رجال
الباقر لا الصادق ع.
بشار بن الأسود الكندي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان بشار بن الأسود الكندي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة
عن جعفر الصادق انتهى.
بشار الأشعري
قال العلامة في الخلاصة لعنه الصادق ع انتهى وهو
الشعيري الآتي وان روى الأشعري أيضا كما سبق في بزيع ويأتي في
بنان. وهو خارج عن شرط كتابنا وذكرناه لذكر أصحابنا له.
بشار بن بشار الكوفي الصبيعي
اختلفت النسخ فيه ففي بعضها بشار بن بشار بالباء الموحدة والشين
المعجمة في الابن والأب وفي بعضها بشار بن يسار بالمثناة التحتية والسين
المهملة في الأب وفي منهج المقال لا يبعد ان يكون ذلك من الكتاب حملا
على الجار يعني ابدال يسار ببشار حملا على الجار الذي هو الابن فسبق
الذهن إلى أن الأب مثله قال ويؤيده ان في رجال ابن داود بشار بالباء
المفردة والشين المعجمة ابن يسار بالباء المثناة تحت والسين المهملة العجلي
الكوفي ناقلا له عن رجال الشيخ والنجاشي والكشي والضبيعي اختلف
فيه كلام العلامة في ايضاح الاشتباه ففي بشار صرح بأنه الضبيعي بضم
الضاد المعجمة مولى بني ضبيعة مصغرا فيهما وفي سعيد أخي بشار هذا
صرح بأنه الضبعي بالضاد المعجمة المفتوحة والباء الموحدة المضمومة مولى
بني ضبعة كذلك مكبرا وهو المحكي عن بعض نسخ الخلاصة ويوافقه ما في
لسان الميزان كما ستعرف.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع: بشار بن
يسار الكوفي وفي الفهرست بشر بن مسلمة له أصل وبشار بن بشار له أصل
أخبرنا بهما الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عنه انتهى وقال
النجاشي: بشار بن بشار الضبيعي أخو سعيد مولى بني ضبيعة من عجل
ثقة روى هو وأخوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكرهما
أصحاب الرجال له كتاب رواه عنه محمد بن أبي عمير أخبرنا محمد والحسين
قالا حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا ابن بطة حدثنا الصفار حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى حدثنا ابن أبي عمير عن بشار به انتهى. وقال
الكشي: حدثني محمد بن مسعود قال سالت علي بن الحسن عن بشار بن
يسار الذي يروي عن أبان بن عثمان قال هو خير من ابان وليس به باس
(٥٦٩)

انتهى هكذا ذكر الأب يسار بالمثناة التحتية وفي لسان الميزان بشار بن
بشار الضبعي كوفي يكنى أبا جعفر ذكره الطوسي في رجاله الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق وقال ابن النجاشي له تصنيف رواه عنه محمد بن
أبي عمير انتهى. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب بشار المشترك
بين من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه الضبيعي أو الضبعي الثقة
برواية ابن أبي عمير عنه وزاد الكاظمي وبروايته هو عن أبان بن عثمان
وحيث يعسر التمييز تقف الرواية ما عرفت انتهى.
وليكن هذا آخر الجزء الثالث عشر من كتاب أعيان الشيعة وتم تبييضه
وطبعه في طبعته الأولى في ٢٧ جمادى الأولى سنة ١٣٥٨ هجرية على يد
مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي بمدينة
دمشق الشام صينت عن طوارق الأيام، ونسأل الله تعالى الذي وفق
لاكماله ان يوفق لاكمال بقية الأجزاء والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على
سيدنا محمد وآله وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وسلم تسليما ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين من سلف منهم ومن غبر إلى يوم
الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد
عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله بفضله
ولطفه وعفوه، هذا هو الجزء الرابع عشر من كتابنا أعيان الشيعة في
تتمة حرف الباء وما بعده من الأسماء وفق الله لاكماله ومنه تعالى نستمد
المعونة والهداية والتوفيق والتسديد ونسأله العصمة من خطا اللسان وخطل
الجنان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
بشار بن زيد بن نعمان
قال العلامة في الخلاصة: من أصحاب أمير المؤمنين ع انتهى
والمحكي عن رجال الشيخ ان الذي فيه في أصحاب الباقر ع بشار بن
زيد بن نعمان مجهول وان الذي ذكره في أصحاب علي ع بشر بن
زيد ويأتي. وفي رجال ابن داود بشار بن زيد بن نعمان من أصحاب
علي ع: والذي رأيته بخط الشيخ بشر بن زيد مجهول انتهى قال
الميرزا: كان ابن داود تبع العلامة فيما ذكره ثم تنبه ان في رجال الشيخ
بخطه بشر بن زيد فجمع بينهما انتهى يعني انه أخطأ ثانيا في زيادة لفظ
مجهول فان الشيخ لم يذكره في بشر بن زيد وانما ذكره في بشار بن زيد بن
نعمان. وفي لسان الميزان: بشار بن زيد بن النعمان ذكره الطوسي في
رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق انتهى والحال انه ذكره من
الرواة عن الباقر لا عن الصادق ع.
بشار بن سواد الأحمري كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان:
بشار بن سواد الأحمر ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر
الصادق انتهى.
بشار الشعيري أبو إسماعيل
غال لعنه الصادق ع وتبرأ منه. وانما ذكرناه لذكر أصحابنا
الرجاليين له حتى لا يفوتنا شئ مما ذكروه لبيان غلوه حتى لا تقبل رواية هو
في سندها وتكون مردودة قال الكشي في رجاله: بشار الشعيري. حمدويه
حدثنا يعقوب عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن المدايني هو
مرازم بن حكم عن أبي عبد الله ع قال: قال لي يا مرازم من بشار؟
قلت بياع الشعير، قال لعن الله بشارا، ثم قال لي يا مرازم قل لهم ويلكم
توبوا إلى الله فإنكم كافرون مشركون. حمدويه وإبراهيم ابنا نصير: حدثنا
محمد بن عيسى عن صفوان عن مرازم قال: قال لي أبو عبد الله ع
أ تعرف مبشر. بشير يتوهم الاسم قال الشعيري فقلت بشار قال بشار قلت
نعم جار لي قال: ان اليهود قالوا ما قالوا ووحدوا الله وان النصارى قالوا
ما قالوا ووحدوا الله، وان بشارا قال قولا عظيما، فإذا قدمت الكوفة فائته
وقل له يقول لك جعفر يا كافر يا فاسق يا مشرك انا برئ منك. قال
مرازم: فلما قدمت الكوفة فوضعت متاعي جئت اليه ودعوت الجارية فقلت
قولي لأبي إسماعيل: هذا مرازم، فخرج إلي فقلت له يقول لك جعفر بن
محمد: يا كافر يا فاسق يا مشرك انا برئ منك، فقال لي وقد ذكرني
سيدي؟ قلت نعم ذكرك بهذا الذي قلت لك، فقال جزاك الله خيرا وفعل
بك واقبل يدعو لي. ومقالة بشار مقالة العلياوية يقولون إن عليا ع رب
وظهر بالعلوية الهاشمية وأظهروا به عبده ورسوله بالمحمدية ووافق أصحاب
أبي الخطاب في أربعة اشخاص علي وفاطمة والحسن والحسين ع وان
معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس وفي الحقيقة شخص
علي لأنه أول هذه الأشخاص في الإمامة والكره، وأنكروا شخص محمد ع
وزعموا أن محمدا عبد وعلي رب وأقاموا محمد مقام ما أقامت
المخمسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمد ص فوافقهم في
الإباحات والتعطيل والتناسخ. والعليائية سمتها المخمسة عليائية وزعموا أن
بشار الشعيري لما انكر ربوبية محمد وجعلها في علي وجعل محمدا عبد
علي وانكر رسالة سلمان مسخ في صورة طير يقال له عليا يكون في البحر
فلذلك سموهم العليائية. وحدثني الحسين بن الحسن بن بندار حدثني
سعد بن عبد الله بن أبي خلف النميري الأشعري القمي حدثني محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب والحسن بن موسى الخشاب عن صفوان بن يحيى
عن إسحاق بن عمار، قال أبو عبد الله ع: ان بشار الشعيري شيطان ابن
شيطان خرج من البحر فأغوى أصحابي قال المؤلف اي بمنزلة
شيطان هذه صفته. سعد: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن إسحاق
بن عمار قال قال أبو عبد الله ع لبشار الشعيري ان اخرج عني
لعنك الله لا والله لا يظلني وإياك سقف بيت ابدا، فلما خرج قال ويله أ لا
قال بما قالت اليهود أ لا قال بما قالت النصارى أ لا قال بما قالت المجوس أو
بما قالت الصائبة، والله ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد، انه شيطان
ابن شيطان خرج من البحر ليغوي أصحابي وشيعتي فاحذروه وليبلغ الشاهد
الغائب: اني عبد الله بن عبد الله بن أمته ضمتني الأصلاب والأرحام واني
لميت واني لمبعوث ثم موقوف ثم مسؤول والله لأسألن عما قال في هذا
الكذاب وادعاه علي يا ويله ما له أرعبه الله فلقد أمن على فراشه وأفزعني
(٥٧٠)

وأقلقني عن رقادي، وتدرون اني لم أقل ذلك؟ أقول ذلك لاستقر في
قبري انتهى وقد مر عن الخلاصة بشار الأشعري لكن الصحيح هذا الا
ان في رجال الكشي عند ذكر أبي الخطاب حديثا يتضمن لعن بشار
الأشعري وجماعة، يأتي في آخر أحاديث بنان، قاله في منهج المقال ومر
الحديث في بزيع.
بشار بن عبيد مولى عبد الصمد كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
بشار بن عبيد مولى عبد الصمد كوفي ذكره الطوسي والكشي في رجال
الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق انتهى ولم يذكره الكشي.
بشار بن مزاحم المنقري مولاهم كوفي
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
بشار مولى مزاحم كوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر
الصادق انتهى فالشيخ جعله ابن مزاحم مولى بني منقر وابن حجر جعله
مولى مزاحم فيوشك ان يكون وقع اشتباه من ابن حجر.
بشار بن مقرع العجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع، وفي لسان
الميزان: بشار بن مفزع العجلي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق انتهى هكذا في رجال الميرزا المطبوع بالقاف
والراء وفي اللسان المطبوع مفزع بالفاء والزاي وكلاهما لا يعتمد على صحته
وفي الوسيط بشار بن مقترع.
بشار بن يسار الكوفي الضبيعي
مر اختلاف النسخ فيه بين بشار بالباء الموحدة والشين المعجمة في
الابن والأب وبين بشار بن يسار بالباء الموحدة والشين المعجمة في الابن
والمثناة التحتية والسين المهملة في الأب ورجح الميرزا في منهج المقال
والوسيط الثاني وان بشار في الأب من تحريف النساخ كما مر وجزم به ابن
داود أيضا ومر الكلام فيه مفصلا في بشار بن بشار.
بشر الأسلمي
قتل بصفين مع أمير المؤمنين علي ع سنة ٣٧.
كان بشر من القراء وقتل مع هاشم بن عتبة بصفين كما يفهم من
الشعر الآتي. روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين انه لما قتل هاشم بن
عتبة بن أبي وقاص يوم صفين جزع الناس عليه جزعا شديدا وأصيب معه
عصابة من اسلم من القراء فمر عليهم علي وهم قتلى حوله مع أصحابه
الذين قتلوا معه فقال:
جزى الله خيرا عصبة أسلمية * صباح الوجوه صرعوا حول هاشم
يزيد وعبد الله بشر ومعبد * وسفيان وابنا هاشم ذي المكارم
وعروة لا يبعد ثناه وذكره * إذا اخترطت يوما خفاف الصوارم
بشر بن أبي عقبة المدائني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والباقر ع.
بشر بن أبي غيلان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع هذا على بعض
النسخ من كونه بالشين المعجمة وفي بعضها بالسين المهملة وقد تقدم.
وروى الشيخ في التهذيب في باب الذبائح وفي الاستبصار في باب ذبائح
الكفار عن داود بن كثير عن بشر بن أبي غيلان الشيباني ومنه يعلم أنه
يوصف بالشيباني وفي لسان الميزان: بشر بن أبي غيلان الكوفي ذكره
الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق انتهى.
بشر بن إسماعيل
كوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بشر بن إسماعيل بن عمار بن حيان التغلبي
مولاهم ابن أخي إسحاق بن عمار.
مر في ترجمة عمه إسحاق بن عمار عن النجاشي انه من وجوه من
روى الحديث وانهم بيت كبير من الشيعة وفي نسخة بشير كما يأتي وفي منهج
المقال ولعله والأول واحد انتهى.
بشر بن البراء بن معرور
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال آخى رسول الله
ص بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي شهد بدرا
واحدا والخندق والحديبية وخيبر وأكل مع رسول الله ص من الشاة المسمومة
وقيل إنه مات منه انتهى وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد كاتب
الواقدي: بشر بن البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد
وأمه خليدة بنت قيس بن ثابت بن خالد من أشجع ثم من بني دهمان شهد
العقبة في روايتهم جميعا وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله ص وآخى رسول الله
ص بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني
عدي وشهد بشر بدرا واحدا والخندق والحديبية وخيبر مع رسول الله ص
وأكل مع رسول الله ص يوم خيبر من الشاة التي أهدتها اليه اليهودية وكانت
مسمومة فلما ازدرد بشر اكلته لم يرم مكانه حتى عاد لونه كالطيلسان وماطله
وجعه سنة لا يتحول الا ما حول ثم مات منه ويقال لم يرم من مكانه حتى
مات ثم روى بسنده ان رسول الله ص قال من سيدكم يا بني سلمة؟.
قالوا: الجد بن قيس، على أنه رجل في بخل، قال وأي داء أدوأ من
البخل بل سيدكم بشر بن البراء بن معرور اه.
بشر بن بشار
كوفي
في لسان الميزان: روى عن أبي جعفر الباقر روى عنه داود الصيرفي
ذكره الطوسي في رجال الشيعة انتهى أقول: الذي ذكره الطوسي هو
بشر بن اسار لا بشار كما سيأتي ولم يذكر انه روى عنه داود.
بشر بن بشار النيسابوري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال وهو عم أبي
عبد الله الشاذاني انتهى.
بشر بياع الزطي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
(٥٧١)

بشر بن بيان بن حمران التفليسي نزل المدائن.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بشر بن جعفر الجعفي أبو الوليد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
أحمد بن الحارث الأنماطي انتهى وعن جامع الرواة انه نقل رواية ثعلبة بن
الضحاك عن بشر بن جعفر عن الصادق ع ورواية إسماعيل السراج
وصفوان بن يحيى أيضا عنه انتهى فيمكن كونه المترجم أو الآتي ان لم
يكونا واحدا.
بشر بن جعفر الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وقال الميرزا لا
يبعد ان يكون هو الأول انتهى وفي لسان الميزان بشر بن جعفر الجعفي
الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق وأبيه
أبي جعفر الباقر انتهى.
بشر بن حسان الذهلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان الميزان
بشر بن حسان الرملي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر
الصادق انتهى وابدال الذهلي بالرملي من تحريف النساخ أو ابن حجر.
بشر بن خثعم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وفي لسان الميزان ذكره
أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن أبي جعفر الباقر
انتهى.
بشر بن رباط الكوفي
في لسان الميزان ذكره أبو عمرو الكشي في رجال الشيعة من الرواة عن
جعفر الصادق انتهى ولم أجده في رجال الكشي ولا في غيره.
بشر بن الربيع
قال العلامة في الخلاصة وابن داود في رجاله انه بترى.
بشر الرحال
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع ومر في ترجمة أحمد بن
علوية قول النجاشي انه سمى الرحال لأنه رحل خمسين رحلة من حج إلى
غزوة وأكثر حماد بن عيسى الرواية عنه.
بشر بن زاذان الجزري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند عنه. وفي
لسان الميزان ذكر الطوسي في رجال الشيعة بشير بن زاذان الحريري وقال
كان ثقة روى عن الصادق انتهى وقد خالف ما تقدم في جعله بشيرا بالياء
وهو بشر بغير ياء وفي نسبته الحريري وهو الجزري وفي توثيقه ولم يوثق.
بشر بن زيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. وفي منهج المقال
وليس بالمحكوم بكونه مجهولا كما توهم ابن داود وقد تقدم التنبيه عليه في
بشار انتهى ويتضح ذلك بمراجعة ما مر في بشار بن زيد بن نعمان.
بشر بن سحيم الغفاري
ذكره ابن داود في رجاله في القسم الأول نقلا عن رجال الشيخ في
أصحاب الرسول ص وقال مهمل واهماله وعده في القسم الأول متنافيان
ولكن المحكي عن رجال الشيخ بشير بالياء كما سيأتي إلا أن المذكور في كتب
الصحابة وغيرها من كتب أهل السنة بشر بغير ياء وذلك يقوي ما قاله ابن
داود فعن تقريب ابن حجر بشر بن سحيم بمهملتين مصغرا الغفاري
صحابي وله رواية عن علي انتهى وفي الاستيعاب بشر بن سحيم بن
حرام بن عفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري
روى عنه نافع بن جبير بن مطعم حديثا واحدا عن النبي ص في أيام
التشريق انها أيام اكل وشرب لا احفظ له غيره ويقال فيه بشر بن سحيم
البهزي وقال الواقدي بشر بن سحيم الخزاعي كان ينزل كراع الغميم
وضجنان والغفاري في بشر أكثر انتهى وفي أسد الغابة بشر بن سحيم
الغفاري من ولد حرام بن غفار بن مليل وقيل البهزي عداده في أهل
الحجاز كان يسكن كراع الغميم وضجنان قاله ابن منده وأبو نعيم عن
محمد بن سعد ثم روى بسنده عن بشر بن سحيم وان النبي ص خطب يوم
التشريق أو في أيام الحج فقال لا يدخل الجنة الا نفس مسلمة وان هذه
الأيام أيام اكل وشرب اخرجه الثلاثة انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا
إلا أن يستفاد ذلك من روايته عن علي ع وفيه نظر.
بشر بن سلام
قال النجاشي رأيت بخط أبي العباس أحمد بن علي بن نوح فيما وصى
إلي من كتبه أخبرنا أحمد بن محمد الزراري حدثنا محمد بن جعفر الزراري
عن يحيى بن زكريا أبي محمد اللؤلؤي عن بشر عن صالح النيلي انتهى
وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام بشر انه ابن سلام برواية
يحيى بن زكريا أبي محمد اللؤلؤي عنه وزاد الكاظمي وبروايته هو عن
صالح النيلي انتهى.
بشر بن سلام أبو الحسن البجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. قال الميرزا في
منهج المقال ولا يبعد ان يكون الأول ومن أصحابنا من نقله سالم والله أعلم
انتهى وفي لسان الميزان بشر بن سالم الهمداني البجلي روى عن
عبد العزيز بن أبي رواد عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا من مشى في
حاجة أخيه كان خيرا له من اعتكاف عشر سنين. روى ابنه الحسن بن بشر
عنه. قال الطبراني في الأوسط لم يروه عن عبد العزيز الا بشر بن سلام
البجلي تفرد به ابنه. وقال أبو حاتم منكر الحديث قلت وذكره أبو جعفر
الطوسي في رجال الشيعة وكناه أبا الحسن انتهى.
بشر بن سلمة
في التعليقة في كتاب الأخبار عن ابن أبي عمير في الصحيح عن
بشر بن سلمة عن مسمع. وجدي المجلسي حكم باتحاد ابن سلمة وابن
مسلمة الآتي وقال الأكثر بزيادة الميم ويؤيده رواية ابن أبي عمير عنه وفيها
إشعار بوثاقته كما مر انتهى.
(٥٧٢)

بشر بن سليمان البجلي كوفي
قال النجاشي له كتاب أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم حدثنا محمد بن
الربيع الأقرع عن بشر بكتابه انتهى وفي لسان الميزان بشر بن سليمان
البجلي الكوفي ذكره ابن النجاشي في مصنفي الشيعة روى عنه عمر بن
الربيع الأقرع انتهى فأبدل محمد بعمر. وفي مشتركات الطريحي
والكاظمي يمكن استعلام انه ابن سليمان البجلي برواية محمد بن الربيع
الأقرع عنه.
بشر بن سليمان النخاس
في التعليقة من ولد أبي أيوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن
وأبي محمد ع وهو الذي امره أبو الحسن بشراء أم القائم وقال فيه
أنتم ثقاتنا أهل البيت واني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها سائر
الشيعة.
بشر بن الصلت العبدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بشر بن الصلت العبدي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق انتهى.
بشر بن طرخان النخاس
قال الكشي في رجاله ما روي في بشر بن طرخان النخاس حمدويه
وإبراهيم بن نصير حدثنا محمد بن عيسى حدثنا الحسن الوشاء عن بشر بن
طرخان قال لما قدم أبو عبد الله ع الحيرة اتيته فسألني عن صناعتي
فقلت نخاس فقال نخاس الدواب فقلت نعم، وكنت رث الحال فقال أطلب
لي بغلة فضحاء بيضاء الأعفاج بيضاء البطن فقلت ما رأيت هذه الصفة قط
فقال بلى فخرجت من عنده فلقيت غلاما تحته بغلة بهذه الصفة فسألته عنها فدلني
على مولاه فاتيته فلم أبرح حتى اشتريتها ثم أتيت أبا عبد الله ع فقال نعم
هذه الصفة طلبت ثم دعا لي فقال لي أنمى الله ولدك وكثر مالك فرزقت بذلك
من بركة دعائه من الأولاد ما قصرت عنه الأمنية انتهى وقال العلامة في
الخلاصة روى الكشي في كتابه حديثا في طريقه محمد بن عيسى ان أبا
عبد الله ع دعا له بكثرة المال ولولد انتهى وقال الشهيد الثاني في
حاشية الخلاصة الطريق ضعيف والدعاء لا يدل على توثيقه بل ربما دل على
مدح لو صح طريقه انتهى وفي منهج المقال في دلالته على المدح أيضا
تأمل لما روي عنه ع أنه قال اللهم ارزق محب محمد وآل محمد الكفاف
والعفاف وارزق عدو آل محمد كثرة المال والولد بل ربما أفاد نوع ذم فتدبر
انتهى وفي التعليقة بشر بن طرخان عد ممدوحا لما ذكر الكشي وقوله
ضعيف فيه انه ليس فيه من يتوقف فيه الا محمد بن عيسى وقد رجع قبول
روايته وفاقا للأكثر وسنذكر في ترجمته انه من الثقات الأجلة ولو
سلم ضعفه ففيه أيضا ما ذكرناه في الفائدة الثالثة من أنه يحصل الظن الذي
هو نافع في أمثال المقام وقوله لا يدل على التوثيق فيه ان مراد العلامة منه
ليس ظاهرا في التوثيق بل الظاهر خلافه وقوله بل ربما أفاد نوع ذم فيه انه
خلاف الظاهر كيف والدعاء له جزاء لخدمته واحسان لاحسانه ونصيحة
لنصيحته مع أنه ورد حث عظيم في اكثار الولد في كتاب النكاح وكتب
الدعاء وغيرها بل ربما رغبوا في الاستغفار والأدعية والأفعال الحسنة بايراثها
كثرة المال بل وربما رغب في تحصيل السعة والازدياد. والمقامات مختلفة
وليس هنا موضع الذكر. واعترض عليه أيضا بأنه متضمن لشهادته لنفسه
وفيه ان الظاهر أن مراده من الحديث ليس التزكية لنفسه بل اظهار استجابة
دعائه وشكر صنيعته به وما ارتزق من بركته أو مجرد نقل قصة. على أنهم
ربما اعتدوا بما يتضمن الشهادة للنفس. هذا واعلم أن الوارد في الكافي ان
الصادق ع دعا لطرخان بكثرة المال والولد انتهى أقول مجيئه إلى
الصادق ع لما قدم الحيرة وانما جاء مسلما عليه دليل على معرفته بحقه
وتشيعه وولائه وكذا سؤاله عن صناعته وتبسطه معه وتكليفه بشراء بغلة
بصفة خاصة، ثم دعاؤه له بانماء الولد وكثرة المال ظاهر ظهورا بينا في
اظهار شفقته عليه ومجازاته على احسانه فتأمل صاحب المنهج في دلالته على
المدح وقوله ربما أفاد نوع ذم غريب مع جلالة قدره واعتدال سليقته
كتعليله بالرواية المذكورة الذي أجاب عنه المحقق البهبهاني بالصواب. وكم
في أدعية الأئمة ع من التعوذ بالله من الفقر والدعاء بسعة
الرزق، نعم ربما كان في كثرة المال والولد مفسدة، وعلى مثله يحمل
الحديث المذكورة والمقامات والجهات مختلفة كما أشار اليه. اما ضعف
الطريق فغير صواب لما ثبت من جلالة قدر محمد بن عيسى كما يأتي في
ترجمته. والعلامة حيث أورده في القسم الأول المعد للثقات أو من يترجح
قبول روايته فقد رجح قبول روايته لرواية الكشي المذكورة وان كان في
طريقها محمد بن عيسى لترجيحه وثاقته وجلالته فاعتراض الشهيد الثاني
عليه بان الدعاء لا يدل على توثيقه غير وارد لجواز ان يكون أراد الأعم من
التوثيق فلذلك أورده في القسم الأول. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي
يمكن استعلام ان بشرا هو ابن طرخان برواية الحسن الوشاء عنه وحيث
يعسر التمييز تقف الرواية انتهى.
بشر بن عاصم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص حكاه ابن داود هكذا
بشر بغير ياء وحكى غيره عن رجال الشيخ بشير بن عاصم كما يأتي ولا
يبعد ان يكون الصواب بشر بغير ياء كما ذكره ابن داود لاطباق كل من
صنف في الصحابة على أنه بشر بغير ياء ولم يذكر أحد منهم بشير بن عاصم
بالياء في الصحابة أصلا. ففي الاستيعاب بشر بن عاصم الثقفي هكذا
قول أكثر أهل العلم الا ابن رشدين فإنه ذكره في كتابه في الصحابة فقال
المخزومي ونسبه فقال بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وذكر
ابن أبي حاتم قال بشر بن عاصم له صحبة روى عنه أبو وائل شقيق بن
سلمة انتهى وفي أسد الغابة بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي هكذا
نسبه أكثر العلماء وقد جعله بعضهم مخزوميا فقال بشر بن عاصم بن عبد
الله بن عمر بن مخزوم والأول أصح وكان عامل عمر على صدقات هوازن
روى أبو وائل ان عمر بن الخطاب استعمله على صدقات هوازن فتخلف
عنها ولم يخرج فلقيه فقال ما خلفك أ ما ترى ان عليك سمعا وطاعة قال بلى
(٥٧٣)

ولكني سمعت رسول الله ص يقول من ولي من أمور المسلمين شيئا أتى به
يوم القيامة حتى يوقف على جسر جهنم فإن كان محسنا نجا وان كان مسيئا
انخرق به الجسر فهوى فيها سبعين خريفا الحديث قال وقد اخرج
البخاري فقال بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي
حجازي أخو عمرو قال لي علي مات بعد الزهري ومات الزهري سنة ١٢٤
يروي عن أبيه سمع منه ابن عيينة ونافع بن عمرو قال عن ثور بن زيد عن
بشر بن عاصم بن عبد الله بن سفيان عن أبيه عن جده سفيان عامل عمر
انتهى ثم ذكر بشر بن عاصم قال البخاري صاحب النبي ص وجعله
ترجمة منفردة عن بشر بن عاصم بن سفيان المتقدم وجعل هذا صحابيا ولم
يجعل الأول صحابيا وجعله غيره في الصحابة انتهى وفي الإصابة بشر بن
عاصم بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم المخزومي عامل عمر هكذا نسبه ابن
رشدين في الصحابة أما البخاري وجماعة فقالوا بشر بن عاصم ومنهم من
قال الثقفي ومنهم قال بشر بن عاصم بن سفيان وهذا الأخير وهم فان
بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله الثقفي الذي يروي عن أبيه عن جده
سفيان بن عبد الله انه كان عاملا لعمر غير بشر بن عاصم الصحابي، وقد
فرق بينهما البخاري وغيره قال البخاري بشر بن عاصم صاحب النبي ص
ثم قال بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي حجازي
سمع منه ابن عيينة ثم قال وقد تبين بما ذكرنا أن بشر بن عاصم بن سفيان
لا صحبة له بل هو من أتباع التابعين وإن بشر بن عاصم الصحابي لم ينسب
في الروايات الصحيحة الا ما تقدم عن ابن رشدين فإن كان محفوظا فهو قرشي
والا فهو غير الثقفي قطعا، وفي كلام ابن الأثير ما ينافي ذلك وخطؤه فيه
يظهر بالتأمل فيما حررته انتهى وفي لسان الميزان بشر بن عاصم عن
حفص بن عمر وعنه عبد الرزاق قال الخطيب مجهولان انتهى وذكره
الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق انتهى أقول
قد عرفت أن بشر بن عاصم الذي ذكره الشيخ في رجاله هو من أصحاب
الرسول ص لا من أصحاب الصادق ع ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بشر بن عايذ الأسدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
بشر بن عبد الله الخثعمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وذكر فيهم أيضا
بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي الكوفي انتهى وفي لسان
الميزان بشر بن عبد الله بن عمرو بن سعيد الخثعمي في ترجمة أرطأة بن
الأشعث و قد ذكره الطوسي في الرواة عن أبي جعفر الباقر وولده جعفر
الصادق وقال هو من رجال الشيعة انتهى أقول مر ما أشار اليه في
ترجمة أرطأة بن الأشعث البصري و قوله ذكره الطوسي في الرواة عن
الباقر والصادق غير صواب بل لم يذكره إلا في أصحاب الباقر كما
سمعت.
بشر بن عبد الله الشيباني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بشر بن عبد الله الشيباني ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال
روى عن جعفر الصادق انتهى.
بشر بن عتبة الكوفي الأسدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي بعض النسخ
عتيبة.
بشر بن العسوس الطائي
في كتاب صفين لنصر بن مزاحم العشوش بالشين المعجمة وفي
شرح النهج المطبوع بمصر العوس والظاهر أن كليهما خطا. وفي نسخة
مخطوطة من شرح النهج كتبت في حياة المؤلف العسوس بعين مهملة
وسينين مهملتين بينهما واو وهي الصواب، ولكن كل واحد من السينين نقط بثلاث
نقط تحته كما هي قاعدة الخط القديم بنقط الشين بثلاث نقط
فوقه والسين بثلاث تحته، ولعله من ذلك حصل الاشتباه في نسخة كتاب
صفين لنصر.
كان بشر هذا من أصحاب أمير المؤمنين ع وشهد معه صفين قال
نصر بن مزاحم في كتاب صفين عبثت لطئ جموع أهل الشام ثم اقتتلوا
فقال ابن العسوس الطائي
يا طئ السهول والأجبال * الا انهضوا بالبيض والعوالي
وبالكماة منكم الأبطال * فقارعوا أئمة الضلال
السالكين سبل الجهال
وقاتل ففقئت عينه فقال
الا ليت عيني هذه مثل هذه * ولم امش بين الناس الا بقائد
ويا ليت رجلي ثم طنت بنصفها * ويا ليت كفي ثم طاحت بساعدي
ويا ليتني لم ابق بعد مطرف * وسعد وبعد المستنير بن خالد
فوارس لم تعر الحواضن مثلهم * إذا هي أبدت عن خدام الخرائد
وقال نصر في كتاب صفين أيضا التقى الناس فاقتتلوا قتال
شديدا وحاربت طئ مع أمير المؤمنين ع حربا عظيمة وتداعت
وارتجزت وقتل منها ابطال كثيرون وفقئت عين بشر بن العسوس الطائي
وكان من رجال طئ وفرسانها فكان يذكر بعد ذلك أيام صفين فيقول
وددت اني كنت قتلت يومئذ ووددت ان عيني هذه الصحيحة فقئت أيضا
انتهى وذكر المبرد في الكامل فيما حكاه ابن أبي الحديد عنه في شرح
النهج خبرا لأبي العسوس الطائي مع الحجاج والظاهر أنه هو هذا وبقاؤه
من زمن أمير المؤمنين ع إلى زمن الحجاج غير مستبعد قال المبرد قال
الحجاج يوما لأبي العسوس الطائي اي اقدم نزول ثقيف الطائف أم نزول
طي الجبلين؟ فقال له العسوس ان كانت ثقيف من بكر بن هوازن
فنزول طئ الجبلين قبلها وان كانت من بقايا ثمود فهي اقدم. فقال
الحجاج يا أبا العسوس اتقني فاني سريع الخطفة للأحمق المتهور فقال أبو
العسوس وكان اعرابيا قحا الا انه لطيف الطبع وكان الحجاج يمازحه
يؤدبني الحجاج تأديب أهله * فلو كنت من أولاد يوسف ما عدا
واني لأخشى ضربة ثقفية * يقد بها ممن عصاه المقلدا
على انني مما أحاذر آمن * إذا قيل يوما قد عصى المرء واعتدى
وذلك للاختلاف في نسب ثقيف فقيل إنهم من هوازن وقيل من
اياد وقيل من بقايا ثمود.
بشر بن عقبة الراتبي
في لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
الباقر والصادق وكذا ذكره أبو عمرو الكشي انتهى أقول لم يذكر
الطوسي بشر بن عقبة أصلا وانما ذكر ابن عتبة أو عتيبة كما تقدم ولم يصفه
بالراتبي ولا بالرواية عن الباقر ولم يذكره الكشي بشر ولا شك انه قد وقع
(٥٧٤)

تصحيف من صاحب اللسان.
بشر بن عمارة الخثعمي الكوفي المكتب
المكتب بضم الميم وتشديد التاء المكسورة معلم الكتابة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. قال
الميرزا وفي بعض النسخ ابن همام ويأتي انتهى وفي لسان الميزان
بشر بن عمار الخثعمي الكوفي المكتب ذكره الطوسي في رجال الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق ووجدت له قصة ظاهرة البطلان ذكرها أبو
الفرج في الأغاني في ترجمة السيد إسماعيل الحميري الشاعر من طريق
إبراهيم بن عبد الله الطلحي حدثني إسحاق بن محمد بن بشر بن عمار
الصيرفي عن جده بشر بن عمار حضرت موت السيد الحميري وهو
يجود بنفسه وان وجهه اسود كالقادر انتهى وقوله ظاهرة البطلان لم يأت
عليه ببرهان.
بشر بن عمرو بن الاحدوث الحضرمي الكندي
ذكره في ابصار العين بهذا العنوان وقال كان من حضرموت
وعداده في كندة، وكان تابعيا وله أولاد معروفون بالمغازي وكان بشر ممن
جاء إلى الحسين ع أيام المهادنة وقال السيد الداودي لما كان اليوم
العاشر من المحرم ووقع القتال قيل لبشر وهو في تلك الحال، ان ابنك
عمرا قد أسر في ثغر الري، فقال عند الله احتسبه ونفسي ما كنت أحب
ان يؤسر وأن أبقى بعده. فسمع الحسين ع مقالته فقال له رحمك الله
أنت في حل من بيعتي فاذهب واعمل في فكاك ابنك، فقال له أكلتني
السباع حيا ان انا فارقتك يا أبا عبد الله. فقال له فاعط ابنك محمدا
وكان معه هذه الأثواب البرود يستعين بها في فكاك أخيه وأعطاه خمسة
أثواب قيمتها ألف دينار وقال السروي انه قتل في الحملة الأولى
انتهى ولم نجد من ذكره غيره ولا ذكر هو من اين نقله ويمكن ان يكون
نقله من الحدائق الوردية ومراده بالسيد الداودي على الظاهر هو ابن
طاوس في كتاب الملهوف وكان الأولى التعبير بابن طاوس لأنه أشهر ولكن
هذا الذي نقله ليس له في الملهوف أثر وانما فيه انه لما خطب الحسين ع
أصحابه ليلة العاشر من المحرم وأذن لهم في الانصراف وأجابوه، قال
وقيل لمحمد بن بشير الحضرمي في تلك الحال قد أسر ابنك بثغر الري
فقال عند الله احتسبه ونفسي ما كنت أحب ان يؤسر وانا أبقى بعده
فسمع الحسين قوله فقال رحمك الله أنت في حل من بيعتي فاعمل في
فكاك ابنك فقال أكلتني السباع حيا ان فارقتك قال فاعط ابنك هذه
الأثواب البرود يستعين بها في فكاك أخيه فأعطاه خمسة أثواب قيمتها ألف
دينار انتهى والتفاوت بين النقلين لا يمكن ان يحصل فيه اشتباه لبعد ما
بينهما. نعم في الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة التي ذكرها السيد ابن
طاوس في الإقبال ما صورته السلام على بشر بن عمرو الحضرمي شكر
الله لك قولك للحسين ع وقد أذن لك في الانصراف أكلتني السباع
حيا ان فارقتك واسال عنك الركبان واخذ لك مع قلة الأعوان لا يكون
هذا ابدا انتهى وقوله قال السروي انه قتل في الحملة الأولى، الظاهر أن
مراده بالسروي ابن شهرآشوب ولم يذكره ابن شهرآشوب في عداد
من قتل في الحملة الأولى فراجع. وفي كتاب لبعض المعاصرين لا يوثق
بنقله بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي جاء إلى الحسين ع
أيام المهادنة، ولما خطب الحسين ع يوم العاشر
وأذن لأصحابه في الانصراف قيل لبشر في تلك الحال ان ابنك قد أسر
بثغر الري فقال عند الله احتسبه ونفسي ما كنت أحب ان يؤسر وان
أبقى بعده فسمع الحسين مقالته فقال رحمك الله أنت في حل من بيعتي
فاذهب واعمل في فكاك ابنك فأبى ونطق بما ذكر في زيارة الناحية المقدسة
وتقدم يوم الطف فقاتل حتى قتل انتهى ولم يذكر لنقله مستندا.
ويغلب على الظن انه اخذ بعضه من ابصار العين وزاد عليه ما في الزيارة
وقد ذكرنا في الجزء الرابع القسم الأول في أنصار الحسين ع بشر بن عبد الله
الحضرمي ولا نعلم الآن من اين نقلناه ويغلب على ظننا اننا اخذناه من ابصار العين
ويكون ابدال عمرو بعبد الله من سهو القلم. وكيف كان فلم يتحقق لنا وجود من
اسمه بشر بن عمرو بن الأحدوث الحضرمي الكندي في أصحاب الحسين ع.
بشر بن عمرو بن محصن أبو عمرة الأنصاري
مختلف في اسمه فقيل بشر وقيل بشير وقيل غيرهما كما بيناه في أبي
عمرة مما بدئ باب في الجزء السابع وتأتي ترجمته في بشير إن شاء الله
تعالى.
بشر بن عمرو الهمداني
قال الكشي في أوائل كتاب رجاله محمد بن مسعود العياشي وأبو
عمرو بن عبد العزيز قالا حدثنا محمد بن نصير حدثنا محمد بن عيسى
عن أبي الحسن العرني عن غياث الهمداني عن بشر بن عمرو الهمداني
قال مر بنا أمير المؤمنين ع فقال البثوا في هذه الشرطة
فوالله لا تلي بعدهم الا شرطة نار الا من عمل بمثل اعمالهم انتهى وفي
منهج المقال هذا لو صح لدل بظاهره على أنه من الشرطة. وفي
النقد روى عنه الكشي بسند غير نقي عن أمير المؤمنين ما يدل على أنه
من شرطة الخميس انتهى.
بشر بن عياض الأسدي مولاهم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بشر بن غالب
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع بشر بن غالب،
وفي أصحاب علي بن الحسين بشر بن غالب الأسدي الكوفي انتهى
وعده ابن سعد في الطبقات الكبير فيمن نزل الكوفة من أصحاب رسول
الله ص ومن كان بها بعدهم من التابعين وغيرهم من أهل الفقه والعلم
لكنه عند ذكره لم يزد على قوله بشر بن غالب ولم يذكر من أحواله
شيئا. وفي لسان الميزان بشر بن غالب الأسدي عن الزهري، قال
الأزدي مجهول، وفي الكنى للنسائي حدثنا لوين ثنا حسين بن بسطام
حدثني أبو مالك بشر بن غالب بن بشر عن الزهري عن مجمع بن جارية
عن عمه يرفعه لا دين لمن لا عقل له، قال النسائي هذا حديث باطل
منكر. قلت واستفدنا منه كنيته وتسمية جده انتهى ثم قال في لسان
الميزان بشر بن غالب الكوفي عن أخيه بشير بن غالب وعنه الأعمش
قال الأزدي متروك وهذا ساق له الأزدي عن أبي يعلي الموصلي عن
سريج بن يونس عن عمرو بن جميع عن الأعمش عن بشر بن غالب عن أخيه
بشير بن غالب قال قدمت على الحسن بن علي فسألني عن بلدنا وحدثني
عن أبيه رفعه ما من مدينة يكثر أدمها الا قل بردها. قال الأزدي
وهذا منكر جدا وقال ابن حبان في الثقات. بشر بن غالب الأسدي
(٥٧٥)

يروي عن الحسن بن علي، وروى عنه ابن أشوع وعبد الله بن شريك.
ثم ساق ابن حبان نسبه إلى أسد بن خزيمة بن مدركة و الظاهر أن هذا
آخر غير الذي ذكره النسائي اتفق في الاسم واسم الأب والنسبة وقد فرق
بينهما أبو عمرو الكشي في رجال الشيعة وقال عالم فاضل جليل القدر
وقال روى عن الحسين بن علي وعن ابنه زين العابدين، روى اخوه
عبد الله بن غالب من رواية عقبة بن بشير عنه، والذي ذكره ابن حبان
يحتمل ان يكون أحدهما انتهى أقول ليس لذلك اثر في رجال الكشي
ولا في غيره من كتب أصحابنا سوى ما مر عن رجال الشيخ مع أن قوله
عالم فاضل جليل القدر ليس من تعبير الكشي بل من عبارات
المتأخرين، وذكر المؤرخون ان الحسين ع لما سار إلى العراق لم يزل
سائرا حتى بلغ وادي العقيق فنزل ذات عرق فلقيه رجل من بني أسد
يسمى بشر بن غالب واردا من العراق فسأله عن أهلها فقال خلفت
القلوب معك والسيوف مع بني أمية فقال صدق أخو بني أسد ان الله
يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد انتهى وعن جامع الرواة انه نقل رواية
جابر بن مسافر أو جابر عن مسافر عنه في الكافي في باب ثواب قراءة
القرآن انتهى.
بشر بن كثير
عن الكشي عن الفضل بن شاذان انه من السابقين الذين رجعوا
إلى أمير المؤمنين ع.
بشر بن مروان الكلابي الجعفري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه
انتهى.
بشر بن مسعود
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع. وفي لسان الميزان
بشر بن مسعود ويقال انه له صحبة، وفي اسناده نظر قاله ابن حبان في
الثقات وذكره الطوسي في رجال الشيعة من أصحاب علي قال شهد معه
المشاهد وروى عنه انتهى وليست هذه الزيادة في رجال الشيخ كما
سمعت. وفي الإصابة بشر بن مسعود ذكره ابن حبان في الصحابة وقال
يقال له صحبة وفي اسناد حديثه نظر. قلت أخشى أن يكون هو بشير بن
أبي مسعود الآتي ذكره انتهى ثم ذكر بشير بن أبي مسعود الأنصاري
البدري وذكر عن بعض عده في الصحابة ورجح انه تابعي ونقل عن
جماعة الجزم بذلك.
بشر بن مسلمة يكنى أبا صدقة كوفي
قال النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتاب رواه ابن
أبي عمير أخبرنا الحسين ومحمد قالا حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا ابن
بطة حدثنا الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير
عن بشر به. وفي الفهرست له أصل وقد سبقت عبارته مع بشار ابن
يسار وذكر الشيخ في رجال الصادق بشر بن مسلمة الكوفي، ثم في
رجال الكاظم بشر بن مسلمة ثقة يكنى أبا صدقة انتهى وفي لسان
الميزان بشر بن مسلمة الكوفي أبو العباس ذكره الطوسي وابن النجاشي
في رجال الشيعة روى عن جعفر الصادق وعنه محمد بن أبي عمير. وذكر
الطوسي بشر بن مسلمة آخر كوفي وقال يكنى أبا صدقة روى عن
موسى بن جعفر، وأما أبو عمرو الكشي فجعلهما واحدا انتهى وفيه
مخالفة لما مر في تكنيته بأبي العباس فلم يذكره الطوسي ولا النجاشي
وليس له في كتاب الكشي اثر. ومر بشر بن سلمة وانه متحد مع هذا.
وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب بشر المشترك بين من يوثق به
وغيره ويمكن استعلام انه ابن مسلمة الثقة برواية محمد بن أبي عمير عنه
انتهى.
بشر بن معاوية بن ثور بن عبادة البكائي ثم الكلابي
ذكره في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة هكذا بشر بغير ياء
وسيأتي عن رجال الشيخ بشير بالياء فيما نقله أهل كتب الرجال من
أصحابنا عن رجال الشيخ. في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة
هكذا: بشر بغير ياء وسيأتي عن رجال الشئ بشير بالياء فيما نقله أهله
كتب الرجال من أصحابنا عن رجال الشيخ. في الاستيعاب عبادة كذا
ذكره العقيلي بكسر العين ثم حكى عن هشام بن محمد بن السائب
الكلبي ان بشرا وفد مع أبيه معاوية على رسول الله ص فقال معاوية يا
نبي الله بأبي أنت وأمي امسح وجه ابني فمسح رسول الله ص وجهه
وأعطاه أعنزا سبعا عفرا وبرك عليه انتهى وفي أسد الغابة بسنده كان
معاوية قال لابنه بشر يوم قدم وله ذؤابة إذا جئت رسول الله ص فقل
ثلاث كلمات لا تنقص منهن ولا تزد عليهن قل السلام عليك يا رسول
الله أتيتك يا رسول الله لأسلم عليك ونسلم إليك وتدعو لي بالبركة قال
بشر ففعلتهن فمسح رسول الله ص على رأسي ودعا لي بالبركة وأعطاه
أعنزا عفرا فقال ابنه محمد بن بشر في ذلك
وأبي الذي مسح النبي برأسه * ودعا له بالخير والبركات
أعطاه أحمد إذ اتاه أعنزا * عفرا ثواجل (١) لسن باللجبات (٢)
يملأن رفد (٣) الحي كل عشية * ويعود ذاك الملأ بالغدوات
بوركن من منح وبورك مانح * وعليه مني ما حييت صلاتي
ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
أبو منقذ بشر بن منقذ المعروف بالأعور الشني العبدي من عبد القيس
من ربيعة
توفي في زمن معاوية وولاية زياد على الكوفة وقيل قتله زياد فيمن
قتل من شيعة علي ع وذلك في حدود سنة ٥٠ من الهجرة كذا في
الطليعة.
والشني بفتح الشين نسبة إلى شن بن أفصى بن عبد القيس بن
أفصى بن دعمي بن جديلة بن ربيعة بن نزار أبو حي.
شهد المترجم مع علي ع الجمل وصفين وكان من شعراء أهل
العراق بصفين، وفي الطليعة كان فارسا شجاعا شاعرا له في صفين
وغيرها مآثر واخلاص لأمير المؤمنين ع انتهي وقال نضر في كتاب
صفين ان عليا ع لما فرع وقعة الجمل مكث بالكوفة وقال الشني في
ذلك
قل لهذا الامام قد خبت الحر * ب وتمت بذلك النعماء

(١) ثواجل أي عظام البطون.
(٢) جمع لجبة وهي الشاة قل لبنها.
(٣) الرفد بفتح الراء وكسرها القدم العظيم.
(٥٧٦)

وفرغنا من حرب من نقص العهد * وبالشام حية صماء
تنفث السم ما لمن نهشته * فارمها قبل ان تعض شفاء
انه والذي يحج له الناس * ومن دون بيته البيداء
لضعيف النخاع ان رمى اليوم * بخيل كأنها أشلاء
تتبارى بكل اصيد كالفحل * بكفيه صعدة سمراء
ان تذره فما معاوية الدهر * بمعطيك ما أراك تشاء
ولنيل السماء أقرب من ذا * ك ونجم العيوق والعواء
فأعد بالجد والحديد إليهم * ليس الله غير ذاك دواء
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين بعد ان ذكر مجئ علي ع
إلى صفوف ربيعة ومدحه إياهم بقوله أنتم درعي ورمحي وقول
عدي بن حاتم له ان قوما أنست بهم وكنت فيهم في هذه الجولة لعظيم
حقهم علينا والله انهم لصبر عند الموت أشداء عند القتال. قال نصر
بعد ما ذكر ذلك وقال الشني في ذلك
أتانا أمير المؤمنين فحسبنا * على الناس طرا أجمعين به فضلا
على حين ان زلت بنا النعل زلة * ولم تترك الحرب العوان لنا فحلا
وقد أكلت منا ومنهم فوارسا * كما تأكل النيران ذا الحطب الجزلا
وكنا له في ذلك اليوم جنة * وكنا له من دون أنفسنا نعلا
فاثنى ثناء لم ير الناس مثله * على قومنا طرا وكنا له أهلا
وقال لنا أنتم ربيعة جنتي * ورمحي وما أدري أ يتبعها النبلا
ورغبة فينا عدي بن حاتم * بأمر جميل صد القول والفعلا
فان يك أهل الشام أودوا بهاشم * وأودا بعمار وأبقوا لنا ثكلا
وبابني بديل فارسي كل بهمة * وغيث خزاعي به ندفع المحلا
فهذا عبيد الله والمرء حوشب * وذو كلع أمسوا بساحتهم قتلى
وروى نصر أن معاوية عقد الإمرة على اليمن في صفين لرجال من
مضر من قريش منهم بسر بن أرطأة وعبيد الله بن عمر وعبد الرحمن بن
خالد بن الوليد ومحمد وعتبة ابنا أبي سفيان قصد بذلك إكرامهم فغم
ذلك أهل اليمن وأرادوا أن لا يتأمر عليهم أحد إلا منهم فقام رجل من
كنده اسمه عبد الله بن الحارث السكوني فأنشد
معاوي أحييت فينا الإحن * وأحدثت بالشام ما لم يكن
عقدت لبسر وأصحابه * وما الناس حولك إلا اليمن
فلا تخلطن بنا غيرنا * كما شيب بالماء صفو اللبن
وإلا فدعنا على حالنا * فانا وإنا إذا لم نهن
ستعلم ان جاش بحر العراق * وأبدى نواجذه في الفتن
وشد علي بأصحابه * ونفسك إذ ذاك عند الذقن
فانا شعارك دون الدثار * وإنا الرماح وإنا الجنن
وإنا السيوف وإنا الحتوف وانا الدروع وانا المجن
فقال معاوية لأهل اليمن أ عن رضاكم يقول ما قاله؟ قالوا لا مرحبا
بما قال انما الأمر إليك فاصنع ما أحببت فقال انما خلطت بكم أهل ثقتي
ومن كان لي فهو لكم ومن كان لكم فهو لي فرضي القوم وسكتوا. فلما بلغ
أهل الكوفة مقال عبد الله بن الحارث لمعاوية قام الأعور الشني إلى علي ع
فقال يا أمير المؤمنين إنا لا نقول لك كما قال صاحب أهل الشام لمعاوية ولكن نقول
زاد الله في سرورك وهداك نظرت بنور الله فقدمت رجالا وأخرت رجالا عليك
ان تقول وعلينا أن نفعل أنت الامام فان هلكت فهذان من بعدك يعني
حسنا وحسينا ع وقد قلت شيئا فاسمعه قال هات فأنشد
أبا حسن أنت شمس النهار * وهذان في الحادثات القمر
وأنت وهذان حتى الممات * بمنزلة السمع بعد البصر
وأنتم أناس لكم سورة * تقصر عنها اكف البشر
يخبرنا الناس عن فضلكم * وفضلكم اليوم فوق الخبر
عقدت لقوم اولي نجدة * من أهل الحياء وأهل الخطر
مساميح بالموت عند اللقاء * منا واخواننا من مضر
ومن حي ذي يمن جلة * يقيمون في النائبات الصعر
فكل يسرك في قومه * ومن قال لا فبفيه الحجر
ونحن الفوارس يوم الزبير * وطلحة إذ قيل أودى غدر
ضربناهم قبل نصف النهار * إلى الليل حتى قضينا الوطر
ولم يأخذ الضرب الا الرؤوس * ولم يأخذ الطعن الا الثغر
فنحن أولئك في أمسنا * ونحن كذلك فيما غبر
فلم يبق أحد من الرؤساء ولا أحد من الناس به ظرف أو له ميسرة
الا وأهدى إلى الشني أو أتحفه. وله شعر ذكرناه في ترجمة جعدة بن
هبيرة. ولما كان يوم الحكمين جهز شريح بن هانئ أبا موسى الأشعري
جهازا حسنا وعظم أمره في الناس ليشرف أبو موسى في قومه فقال الشني
في ذلك يخاطب شريحا
زففت ابن قيس زفاف العروس * شريح إلى دومة الجندل
وفي زفك الأشعري البلاء * وما يقض من حادث ينزل
وما الأشعري بذي أربة * ولا صاحب الخطبة الفيصل
ولا آخذا حظ أهل العراق * ولو قيل ها خذه لم يفعل
يحاول عمرا وعمرو له * خدائع يأتي بها من عل
فان يحكما بالهدى يتبعا * وان يحكما بالهوى الأميل
يكونا كتيسين في قفرة * أكيلي نقيف من الحنظل
ولما كلم الأحنف أبا موسى وأراد أن يختبر ما في نفسه لعلي فقال له
في جملة كلامه فإن لم يستقم لك عمرو على الرضا بعلي فخيره بين كذا
وكذا فرآه لا ينكر ذلك أتى عليا فقال له يا أمير المؤمنين أخرج والله أبو
موسى زبدة سقائه في أول مخضة ما أرانا الا بعثنا رجلا لا ينكر خلعك
وفشا أمر الأحنف وأبي موسى في الناس فجهز الشني راكبا فتبع به أبا
موسى بهذه الأبيات:
أبا موسى جزاك الله خيرا * عراقك ان حظك في العراق
وان الشام قد نصبوا إماما * من الأحزاب معروف النفاق
وإنا لا نزال لهم عدوا * أبا موسى إلى يوم التلاقي
فلا تجعل معاوية بن حرب * إماما ما مشت قدم بساق
ولا يخدعك عمرو ان عمرا * أبا موسى تحاماه الرواقي
فكن منه على حذر وانهج * طريقك لا تزل بك المراقي
ستلقاه أبا موسى مليا * بمر القول مندحق الخناق
ولا تحكم بان سوى علي * إماما ان هذا الشر باقي
وقال الشني بعد الحكمين
أ لم تر ان الله يقضي بحكمه * وعمرو وعبد الله يختلفان
(٥٧٧)

وليس بهادي أمة من ضلالة * بدومة شيخا فتنة عميان
فيا راكبا بلغ تميما وعامرا * وعبسا وبلغ ذاك أهل عمان
بكت عين من يبكي ابن عفان بعدما * نفى ورق الفرقان كل مكان
ثوى تاركا للحق متبع الهوى * وأورث حربا لاحقا بطعان
كلا فتنتيه عاش حيا وميتا * يكادان لولا الحق يشتبهان
وفي الطليعة ولي علي ع المنذر بن الجارود إصطخر فاقتطع
منها مائة ألف فحبسه ع فضمنها صعصعة بن صوحان العبدي فقال
الشني
أ لا سالت بني الجارود أي فتى * عند الشفاعة والباب ابن صوحانا
هل كان الا كأم أرضعت ولدا * عقت فلم تجز بالاحسان احسانا
لا تأمنن امرءا خان امرءا أبدا * ان من الناس ذا وجهين خوانا
ومن شعره قوله
لقد علمت عميرة ان جاري * إذا ضن المشمر من عيالي
واني لا أضن على ابن عمي * بنصري في الخطوب ولا نوالي
ولست بقائل قولا لأحظى * بأمر لا يصدقه فعالي
وما التقصير ما علمت معد * وأسباب الدنية من خلالي
وأكرم ما تكون علي نفسي * إذا ما قل في اللزبات مالي
فتحسن صورتي وأصون عرضي * وتجمل عند أهل الذكر حالي
وان ملت الغنى لم أغل فيه * ولم أخصص ليجفوني الموالي
وقد أصبحت لا أحتاج فيما * بلوت من الأمور إلى سؤال
وذلك انني أدبت نفسي * وما حلت الرجال ذوي المحال
إذا ما المرء قصر ثم مرت * عليه الأربعون عن الرجال
ولم يلحق بصالحهم فدعه * فليس بلاحق أخرى الليالي
بشر بن مهران الخصاف عن شريك
في ميزان الاعتدال قال ابن أبي حاتم ترك أبي حديثه ويقال
بشير قلت قد روى عنه محمد بن زكريا الغلابي لكن الغلابي متهم قال
حدثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال رسول الله ص
من سره أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقضيب الياقوت
فليتول علي بن أبي طالب من بعدي انتهى وفي لسان الميزان ذكره
ابن حبان في الثقات وقال مولى بني هاشم من أهل البصرة يروي عن
محمد بن دينار الطاحي روى عنه البصريون الغرائب انتهى ومن روايته
الحديث السابق يظهر تشيعه.
بشر بن ميمون الوابشي النبال كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وقال في رجال
الباقر ع بشر بن ميمون الوابشي النبال الهمداني الكوفي وأخوه شجرة
وهما ابنا أبي أراكة واسمه ميمون مولى بني وابش وهو ميمون بن سنجار
انتهى ويأتي بشير بن ميمون الوابشي النبال بالياء. وفي رجال الكشي
والخلاصة ورجال ابن داود بشير بالياء ويأتي في بشير النبال، وفي ميزان
الاعتدال، بشر بن ميمون عن القاسم أبي عبد الرحمن وعنه بشر بن
المفضل رجل عابد قواه ابن معين وقال أبو حاتم حديثه منكر انتهى
وفي لسان الميزان قد ظن بعضهم أنه بشير بن ميمون الراتبي مولاهم
كوفي من رجال الشيعة وقال روى عن الباقر والصادق وأظنه غير هذا
انتهى. والراتبي صوابه الوابشي.
بشر بن همام الخثعمي الكوفي المكتب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. هذا على بعض
النسخ وعلى نسخة أخرى تقدمت بشر بن عمارة.
بشر بن يسار العجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وذكر في
أصحاب الباقر ع بشر بن يسار ومر ان ابن حجر ذكر بشر بن
بشار.
بشير بن أبي زيد الأنصاري
في الاستيعاب قال الكلبي استشهد أبوه أبو زيد يوم أحد وشهد
بشير بن أبي زيد وأخوه وداعة بن أبي زيد صفين مع علي انتهى وفي
أسد الغابة بشير بن أبي زيد واسمه ثابت بن زيد وأبو زيد أحد الستة
الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله ص قتل يوم الحرة قاله ابن منده
عن محمد بن سعد وهو تصحيف صوابه يوم الجسر وذكره أبو عمر
والكلبي الا انهما سميا أبا زيد قيس بن السكن الذي جمع القرآن وقد
اختلف الناس في اسم أبي زيد اختلافا كثيرا ثم ذكر ما حكاه ابن عبد
البر عن الكلبي ثم قال فلا أدري أ هو المذكور في هذه أو غيره انتهى.
أبو نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان
ابن عبد الله المروزي المعروف بالحافي قال ابن خلكان كان اسم عبد الله
بعبور وأسلم على يد علي بن أبي طالب.
ولد سنة وتوفي ربيع الآخر وقيل يوم الأربعاء عاشر المحرم وقيل في رمضان سنة ٢٢٦
وقيل ٢٢٧ ببغداد وقيل بمرو ذكر ذلك ابن
خلكان. وفي مجالس المؤمنين قيل إنه توفي في بغداد وقيل في ششتر
ويوجد في قصبة دلشاي من أعمال ششتر قبر منسوب اليه يزوره الناس
انتهى.
سبب تلقيبه بالحافي
في وفيات الأعيان انما لقب بالحافي لأنه جاء إلى إسكاف يطلب
منه شسعا لاحدى نعليه وكان قد انقطع فقال له الإسكاف ما أكثر
كلفتكم على الناس! فالقى النعل من يده والأخرى من رجله وحلف لا
يلبس نعلا بعدها. ويحكى انه أتى باب المعافى بن عمران فدق عليه
الحلقة فقيل من؟ فقال بشر الحافي! فقالت بنت من داخل الدار لو
اشتريت نعلا بدانقين لذهب عنك اسم الحافي وفي شذرات الذهب قول
ثالث وهو انه كان في حداثته يطلب العلم ويمشي في طلبه حافيا حتى
اشتهر بهذا الاسم قال مسعر من طلب الحديث فليتقشف وليمش حافيا
وصح عن رسول الله ص أنه قال من أغبرت قدماه في سبيل الله حرمها
الله على النار فرأى بشر أن طالب العلم يمشي في سبيل الله فأحب تعميم
قدميه بالغبار انتهى ويأتي وجهه آخر في سبب تلقيبه بالحافي.
أقوال العلماء فيه
في حلية الأولياء ومنهم من حباه الحق بجزيل الفواتح وحماه عن
وبيل الفوادح أبو نصر بشر بن الحارث الحافي المكتفي بكفاية الكافي
(٥٧٨)

اكتفى فاشتفى، وقيل إن التصوف الاكتفاء للاعتلاء والاشتفاء من
الابتلاء انتهى وقال ابن خلكان أحد رجال الطريقة كان من كبار
الصالحين وأعيان الأتقياء المتورعين.
وفي الشذرات عن ابن حبان في الثقات أخباره وشمائله في
التقشف وخفي الورع أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفها وكان
ثوري المذهب في الفقه جميعا انتهى.
وفي تاريخ بغداد للخطيب هو ابن عم علي بن خشرم كان ممن فاق
أهل عصره في الورع والزهد وتفرد بوفور العقل وأنواع الفضل وحسن
الطريقة واستقامة المذهب وعزوف النفس واسقاط التكلف والفضول.
وفي تاريخ بغداد عن إبراهيم الحربي ما أخرجت بغداد أتم عقلا
ولا أحفظ للسانه من بشر بن الحارث كان في كل شعرة منه عقل وطئ
الناس عقبه خمسين سنة ما عرف له غيبة لمسلم لو قسم عقله على أهل
بغداد صاروا عقلاء وما نقض من عقله شئ.
تشيعه
في مجالس المؤمنين كان في أول امره يشتغل بالملاهي والمناهي ثم
وفقه الله تعالى فتاب على يد الإمام موسى الكاظم ع ففي كتاب
منهاج الكرامة ان الكاظم ع اجتاز على باب دار بشر فسمع منها
الغناء واللهو ورأى على باب الدار جارية فقال لها أيتها الجارية مولاك
حر أو عبد فقالت حر فقال لها صدقت لو كان مولاك عبدا لعمل
بمقتضى العبودية وخاف الله تعالى فذهبت الجارية إلى داخل الدار
وأخبرت بشر بذلك، فاثر فيه هذا الكلام وكان سبب هدايته، وخرج
حافيا إلى خارج الدار وجعل يركض خلف الامام حتى وصل اليه فوقع
على قدميه وتاب على يده وأناب وبقي حافيا طول عمره. ثم قال حيث إن
بشرا ظاهر الانتساب إلى أئمة أهل البيت ع كان متهما بالرفض
عند صاحب النفحات ولم يزد في أخباره على أربعة أسطر تعصبا منه
انتهى.
أخباره
قال ابن خلكان أصله من مرو من قرية من قراها يقال لها ماترسام
وسكن بغداد وكان من أولاد الرؤساء والكتاب وسبب توبته أنه أصاب
في الطريق ورقة مكتوبا فيها اسم الله تعالى وقد وطئتها الاقدام فاخذها
واشترى بدراهم كانت معه غالية فطيب بها الورقة وجعلها في شق حائط
فرأى في النوم كان قائلا يقول له يا بشر طيبت اسمي لأطيبن اسمك في
الدنيا والآخرة وقيل لبشر باي شئ تأكل الخبز؟ قال أذكر اسم
العافية فاجعلها اداما انتهى وفي حلية الأولياء بسنده عن محمد بن
الصلت قال سمعت بشر بن الحارث وسئل ما كان بدء أمرك لأن
اسمك بين الناس كأنه اسم نبي قال هذا من فضل الله وما أقول
لكم كنت رجلا عيارا صاحب عصبة فجزت يوما فإذا أنا بقرطاس في
الطريق فرفعته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم فمسحته وجعلته في
جيبي وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما، فذهبت إلى العطارين
فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس فنمت تلك الليلة فرأيت في
المنام كان قائلا يقول لي يا بشر بن الحارث رفعت اسمنا عن الطريق
وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة. وبسنده عن سفيان بن محمد
المصيصي قال رأيت بشر بن الحارث في النوم فقلت ما فعل الله
بك؟ قال غفر لي وأباح لي نصف الجنة وقال لي يا بشر لو سجدت على
الجمر ما أديت شكر ما جعلت لك في قلوب عبادي.
وفي الشذرات عن ابن الجوزي لم يملك بشر ببغداد ملكا قط
وكان لا يأكل من غلة بغداد ورعا لأنها من أرض السواد التي لم تقسم ولم
يعرف النساء قيل له لم لا تتزوج قال لو أظلني زمان عمر كنت أتزوج
وقيل له لو تزوجت ثم نسكك قال أخاف أن تقوم بحقي ولا أقوم بحقها
قال تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وكان يعمل المغازل ويعيش
منها حتى مات وكان لا يقبل من أحد شيئا عطية أو هدية سوى رجل من
أصحابه ربما قبل منه وقال لو علمت أن أحدا يعطي لله لاخذت منه
ولكن يعطي بالليل ويتحدث بالنهار انتهى وفي تاريخ بغداد عن علي بن
خشرم كان بشر يتفتى في أول أمره وقد جرح وبسنده عن بشر دخلت على
حماد بن زيد فرأيت في بيته بساطا ما أعجبني. ما هكذا يكون العلماء.
وبسنده جاءه يوما أصحاب الحديث فقال ما هذا الذي أرى معكم قالوا
يا أبا نصر نطلب هذه العلوم لعل الله ينفع بها يوما قال قد علمتم انه
يجب عليكم فيها زكاة كما يجب على أحدكم إذا ملك مائتي درهم خمسة
دراهم فكذلك يجب على أحدكم إذا سمع مائتي حديث أن يعمل منها
بخمسة أحاديث والا فانظروا أيش يكون هذا عليكم غدا.
مشايخه
ذكر أبو نعيم في الحلية، أن بشرا أسند عن أعلام من الرواة مع
كراهيته للرواية ورغبته عنها. ثم ذكر جملة من الروايات التي رواها بشر
وقال ابن خلكان روى عنه السري السقطي وجماعة من الصالحين
انتهى.
وفي تاريخ بغداد سمع إبراهيم بن سعد الزهري. وعبد الرحمن بن
زيد بن أسلم. وحماد بن زيد. وشريك بن عبد الله. والمعافى بن عمران
الموصلي. وعبد الله بن المبارك. وعلي بن مسهر. وعيسى بن يونس.
وعبد الله بن داود الخريبي. وأبا معاوية الضرير. وزيد بن أبي الورقاء.
تلاميذه
قال روى عنه نعيم بن الهيضم. وابنه محمد بن نعيم. وإبراهيم بن
هاشم بن مشكان. ونصر بن منصور البزاز. ومحمد بن المثنى السمسار.
وسري السقطي. وإبراهيم بن هانئ النيسابوري. وعمر بن موسى
الجلاد
وغيرهم.
ما نقل عنه من المواعظ والحكم
في حلية الأولياء بأسانيده عن بشر الحافي انه كان يقول أدوا زكاة
الحديث واستعملوا من كل مائة حديث خمسة أحاديث وقال هذا العلم
ينبغي أن يعمل به فإن لم يعمل به كله فمن كل مائتين خمسة مثل زكاة
الدراهم. وقال ينبغي أن لا يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر الا من
يصبر على الأذى. وقال من سال الله تعالى الدنيا فإنما يسأله طول
الوقوف. وقيل له مات فلان قال وجمع الدنيا وذهب إلى الآخرة ضيع
نفسه. قيل له انه كان يفعل ويفعل وذكر أبوابا من أبواب البر فقال ما
ينفع هذا وهو يجمع الدنيا. وقال عز المؤمن استغناؤه عن الناس
(٥٧٩)

وشرفه قيامه في الليل. وقال من هوان الدنيا على الله عز وجل أن جعل
بيته وعرا. وقال الصدقة أفضل من الحج والعمرة والجهاد ذاك يركب
ويرجع ويراه الناس وهذا يعطي سرا لا يراه الا الله عز وجل. وقال
ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر إنما العاقل الذي إذا رأى الخير اتبعه
وإذا رأى الشر اجتنبه. وقال له رجل عظني قال انظر خبزك من أين هو
ولا تعرض للنار. وسأله رجل عن النبيذ فقال قد ضاق علي الماء فكيف
أتكلم في النبيذ. وذكر العلم وطلبه فقال إذا لم يعمل به فتركه أفضل
والعلم هو العمل وقد صار إلى قوم يأكلون به. وقال ما خلف رجل
في بيته خيرا من ركعتين يصليهما. وقال الصبر هو الصمت والصمت
من الصبر ولا يكون المتكلم أورع من الصامت الا رجل عالم يتكلم في
موضعه ويسكت في موضعه. وقال حب لقاء الناس حب الدنيا وترك لقاء
الناس ترك الدنيا. وقال لا اعلم رجلا أحب ان يعرف الا ذهب دينه
وافتضح. وقال لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب ان يعرفه الناس.
وسئل عمن يغتاب الناس أ يكون عدلا؟ قال لا إذا كان مشهورا بذلك
فهو الوضيع. وقال لا تعط شيئا لمخافة ملامة الناس. وقال من جلس
والأقداح تدور لا تقبل شهادته. وقال، اكتم حسناتك كما تكتم
سيئاتك. وقال في جنازة أخته ان العبد إذا قصر في طاعة الله سلبه من
يؤنسه. وقال ما اتقى الله من أحب الشهرة. وقال لقي حكيم حكيما
فقال أحدهما لصاحبه لا يراك الله عندما نهاك ولا يفقدك عندما أمرك.
وقال لا تعمل لتذكر ورد لله ما يريد. وقال إذا أعجبك الكلام فاصمت
وإذا أعجبك الصمت فتكلم. وقال إذا ذكرت الموت ذهب عنك صفوة
الدنيا وشهواتها. وقال انما يراد من العلم العمل استمع وتعلم واعمل
وعلم وعلم واهرب. وقال إن لم تعمل فلا تعص. وقال من عامل الله
بالصدق استوحش من الناس. وسأله رجل ان يدعو لابنه فقال دعاؤك
له أبلغ دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته. وقال ليس أحد يحب الدنيا
الا لم يحب الموت وليس أحد يزهد في الدنيا الا أحب الموت حتى يلقى
مولاه. وقال العجب ان تستكثر عملك وتستقل عمل الناس أو عمل
غيرك. وكان بباب حرب في بغداد وأود الدخول إلى المقبرة فقال الموتى
داخل السور أكثر منهم خارج السور. وقال لا تسال عن مسائل تعرف
بها عيوب الناس لا تقع في ألسنة الناس إذا سالت عن مسالة فاعمل فإن لم
تطق فاستعن بالله. وقال النظر إلى من تكره حمى باطنة. وقال النظر إلى
الأحمق سخنة عين والنظر إلى البخيل يقسي القلب ومن لم يحتمل الغم
والأذى لم يقدر ان يدخل فيما بحب. وقال خصلتان تقسيان القلب وكثرة
الأكل. وقال قل لمن طلب الدنيا يتهيأ للذل. وقال لا تكون كاملا حتى
يأمنك عدوك وكيف تكون خيرا وصديقك لا يأمنك. وقال لا يجد العبد
حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطا من حديد. وقال
الدعاء كفارة الذنوب. وقال لو سقطت قلنسوة من السماء ما سقطت إلا
على رأس من لا يريدها انتهى. قال ابن خلكان ومن دعائه اللهم
ان كنت شهرتني في الدنيا لتفضحني في الآخرة فاسلبه عني. ومن كلامه
عقوبة العالم في الدنيا ان يعمى بصر قلبه.
وفي تاريخ بغداد كتب اليه رجل يطلب منه حديث أم زرع
فكتب اليه هل عملت بما عندك حتى تطلب ما ليس عندك. وفي
الشذرات عن ابن الجوزي قال لابن أخته عمر يا بني اعمل فان أثره في
الكفين أحسن من أثر السجدة بين العينين وقال ليس شئ من اعمال
البر أحب إلي من السخاء ولا أبغض إلي من الضيق وسوء الخلق وقال إذا
قل عمل العبد ابتلي بالهم. وقال ما من أحد خالط لحمه ودمه ومشاشه
حب النبي ص فيرى النار وقال كانوا لا يأكلون تلذذا ولا يلبسون تنعما
وهذا طريق الآخرة والأنبياء والصالحين فمن زعم أن الأمر غير هذا فهو
مفتون. وقال الفكرة في أمر الآخرة تقطع حب الدنيا وتذهب شهواتها
انتهى.
كراهته التحديث
في تاريخ بغداد كان كثير الحديث الا انه لم ينصب نفسه للرواية
وكان يكرهها ودفن كتبه لأجل ذلك وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل
المذاكرة. وبسنده أخذ بشر بيد عبيد الوراق وقد قال عبيد حدثنا فقال
يا عبيد احذر حدثنا فان لحدثنا حلاوة وقد قلت حدثنا وكتب عنك فكان
ماذا. وبسنده قيل لبشر لم لا تحدث قال انا أشتهي ان احدث وإذا
اشتهيت شيئا تركته. وبسنده سمع بشر يقول ليس الحديث من عدة
الموت فقيل قد خرجت إلى أبي نعيم فقال أتوب إلى الله من ذهابي وقال
بشر لو أن رجلا كان عندي في مثال سفيان ومعافى ثم جلس اليوم يحدث
ونصب نفسه لانتقص عندي نقصانا شديدا وقال إني وان أذنت للرجل
وهو يحدث فإنه عندي قبل أن يحدث أفضل كثيرا من كائن من الناس
وانما الحديث اليوم طرق من طلب الدنيا ولذة وما أدري كيف يسلم
صاحبه وكيف يسلم من يحفظه لأي شئ يحفظه وإني لأدعو الله أن
يذهب به من قلبي ويذهب وإن لي كتبا كثيرة قد ذهبت، وما هو من
سلاح الآخرة ولا من عدد الموت وقال إبراهيم بن هاشم دفنا لبشر بن
الحارث ثمانية عشر ما بين قمطر وقوصرة يعني حديثا وسئل عن
حديث فقال اتق الله فان كنت تريده للدنيا فلا ترده وان كنت تريده
للآخرة فقد سمعت. وقال ربما وقع في يدي الشئ أريد أن أخرجه فلا
يصح لي يعني من الحديث وقال ليس ينبغي لأحد أن يحدث حتى
يصح له فمن زعم أنه قد صحح قلنا أنت ضعيف وقال لا اعلم شيئا
أفضل منه إذا أريد به الله يعني طلب العلم انتهى ويفهم من ذلك
ان كراهته التحديث لأن طالبي الحديث لا يقصدون به وجه الله بل
يقصدون به الدنيا والرياسة والتصدر في المجالس والا فهو من نشر العلم
الذي اعترف بأنه لا شئ أفضل منه ولأن المحدثين يحدثون بما صح وبما
لم يصح ودفنه كتبه يحمل على أنه لم يعلم صحة ما فيها أو علم بطلانه
ويدل على ما قلنا إن أهل الحديث قالوا له حدثنا فأنشأ يقول
صار أهل الحديث فيهم حديثا * إن شين الحديث أهل الحديث
ما أنشده بشر من الأشعار
أنشد بشر
وليس من برق لي دينه * يغرني يا صاح تبريقه
من حقق الايمان في قلبه * يوشك ان يظهر تحقيقه
وأنشد بشر أيضا
اقسم بالله لرضخ النوى * وشرب ماء القلب المالحه
أعز للانسان من حرصه * ومن سؤال الأوجه الكالحه
فاستغن باليأس تكن ذا غنى * مغتبطا بالصفقة الرابحه
(٥٨٠)

اليأس عز والتقى سؤدد * ورغبة النفس لها فاضحه
من كانت الدنيا به برة * فإنها يوما له ذابحه
وأنشد بشر أيضا
خلت الديار فسدت غير مسود * ومن الشقاء تفردي بالسؤدد
ورأى بشر رجلا وهو يرتعد من البرد فنظر اليه فقال
قطع الليالي مع الأيام في حلق * والنوم تحت رواق الهم والقلق
أحرى وأعذر بي من أن يقال غدا * اني التمست الغنى من كف مختلق
قالوا رضيت بذا قلت القنوع غنى * ليس الغنى كثرة الأموال والورق
رضيت بالله في عسري وفي يسري * فلست اسلك الا واضح الطرق
وفي تاريخ بغداد بسنده سئل بشر عن
القناعة فقال لو لم يكن في القناعة شئ الا التمتع بعز الغنى لكان ذلك يجزي ثم أنشأ يقول
أفادتني القناعة أي عز * ولا عز أعز من القناعه
فخذ منها لنفسك رأس مال * وصير بعدها التقوى بضاعه
تحز حالين تغنى عن بخيل * وتسعد في الجنان بصبر ساعة
ثم قال مروءة القناعة أشرف من مروءة البذل والعطاء وبسنده عن
أحمد بن مسكين خرجت في طلب بشر بن الحارث فإذا به جالس وحده
فلما رآني مقبلا خط بيده على الحائط وولى فاتيت موضعه فإذا هو قد خط
بيده
الحمد لله لا شريك له * في صبحه دائما وفي غلسه
لم يبق لي مؤنس فيؤنسني * الا أنيس أخاف من انسه
فاعتزل الناس يا أخي ولا * تركن إلى من تخاف من دنسه
وسمعه بعضهم يقول
ذهب الرجال المرتجى لفعالهم * والمنكرون لكل أمر منكر
وبقيت في خلف يزين بعضهم * بعضا ليدفع معور عن معور
أخوات بشر
قال ابن خلكان كان لبشر ثلاث أخوات مضغة ومخة وزبدة وكن
زاهدات عابدات ورعات وأكبرهن مضغة ماتت في حياته فحزن عليها
حزنا شديدا وبكى بكاء كثيرا فقيل له في ذلك فقال قرأت في بعض
الكتب ان العبد إذا قصر في خدمة ربه سلبه أنيسه وهذه أختي كانت
أنيستي في الدنيا. ودخلت امرأة على أحمد بن حنبل فقالت له يا أبا
عبد الله إني امرأة أغزل في الليل على ضوء السراج وربما طفئ السراج
فأغزل على ضوء القمر فهل علي ان أبين غزل السراج من غزل القمر؟
فقال لها ان كان عندك بينهما فرق فعليك أن تبيني ذلك فقالت له يا أبا
عبد الله أنين المريض هل هو شكوى فقال لها اني أرجو أن لا يكون
شكوى ولكن هو اشتكاء إلى الله تعالى ثم انصرفت فقال
لأبيه ما سمعت انسانا قط يسال عن مثل ما سالت هذه المرأة أتبعها قال
فتبعتها إلى أن دخلت دار بشر الحافي فعرفت انها أخته فأخبرت أبي فقال
محال أن تكون هذه المرأة الا أخت بشر الحافي انتهى.
بشر بن حسان الذهلي
قال ابن الأثير في الكامل كانت راية بكر بن وائل يوم الجمل في
بني ذهل مع الحارث بن حسان الذهلي فقاتل حتى قتل. وقال أخو
بشر بن حسان
انا ابن حسان بن خوط وأبي * رسول بكر كلها إلى النبي
قال وقتل من بني ذهل خمسة وثلاثون رجلا وقال رجل لأخيه وهو
يقاتل يا أخي ما أحسن قتالنا ان كنا على الحق! قال فانا على الحق ان
الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا تمسكنا باهل بيت نبينا فقاتلا حتى قتلا
انتهى وتقدم بشر بن حسان الذهلي الكوفي أصحاب الصادق ع،
والظاهر أنه غير هذا لبعد بقائه من زمن أمير المؤمنين إلى زمن الصادق
ع
. وفي الإصابة أخرج عمر بن شبة في وقعة الجمل من طريق قتادة
قال كانت راية بكر بن وائل في بني ذهل مع الحارث بن حسان فقتل
وقتل معه ابنه وخمسة من اخوته انتهى فيمكن ان يكون اخوه بشر أحد
المقتولين لكنه لا تصريح بذلك.
البشنوي
اسمه الحسين بن داود البشنوي الكردي.
بشير أبو عبد الصمد بن بشير الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال روى عن
أبي جعفر وأبي عبد الله ع ذكر ذلك علي بن الحسن بن علي بن
فضال وذكره في رجال الصادق ع فقال بشير بن عبد الصمد بن بشير
والد عبد الصمد الكوفي. وفي لسان الميزان بشير بن عبد الصمد بن بشير
الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن الباقر والصادق قال
وذكره الحسن بن فضال انتهى والصواب بشير أبو عبد الصمد كما مر.
بشير يكنى أبا محمد المستنير الجعفي الأزرق بياع الطعام
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال مجهول. وفي
لسان الميزان بشير بن المستنير الجعفي أبو محمد الأزرق وذكره الطوسي في
رجال الشيعة من الرواة عن أبي جعفر الباقر انتهى ونسخ الكتب التي
رأيتها لأصحابنا متفقة على حذف ابن قبل المستنير فكأنه لقب لبشير.
بشير بن أبي مسعود الأنصاري
قتل يوم الحرة سنة ٦٣.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال قتل يوم الحرة
انتهى وفي الخلاصة في القسم الأول بشير بن أبي مسعود الأنصاري من
أصحاب أمير المؤمنين ع قتل يوم الحرة انتهى وفي النقد والحرة
موضع وقعة بحنين انتهى والصواب انها موضع وقعة بالمدينة معروفة
ولعل في النسخة تحريفا ثم أن الظاهر أن هذا هو بشير بن أبي مسعود
عقبة بن عمرو الآتي لكن لم يذكر أصحاب الاستيعاب وأسد الغابة
والإصابة انه قتل يوم الحرة وهو غريب وفي الإصابة بشير بن أبي مسعود
الأنصاري البدري ذكره ابن منده ثم ذكر ما يدل على أن أبا مسعود
وبشير بن أبي مسعود كلاهما قد أدرك النبي ص وتنظر فيه ورجع أن يكون
الصحابي أباه لا هو ثم قال وبشير جزم البخاري والعجلي ومسلم وأبو
حاتم وغيرهم بأنه تابعي وقيل إنه ولد في حياة النبي ص وقيل بل ولد
بعده ذكر ذلك ابن خلفون وقد جزم ابن عبد البر في التمهيد بأنه ولد
(٥٨١)

على عهد النبي ص انتهى ولم أجد أنه ذكره في بشير بن عقبة.
بشير الأسلمي المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال نزل الكوفة
انتهى. وفي الاستيعاب بشير بن معبد الأسلمي روى عن النبي ص
أحاديث منها حديثه في الثوم من أكله فلا يناجينا وهو جد محمد بن بشير
الأسلمي روى عنه ابنه بشر وهو القائل إنا نأخذ الخير بأيماننا انتهى
وفي أسد الغابة بشير بن معبد أبو بشر الأسلمي من أصحاب بيعة
الرضوان تحت الشجرة روى عنه ابنه بشر عن النبي ص أنه قال من أكل
من هذه البقلة يعني الثوم فلا يناجينا وله حديث آخر أنه أتي بأشنان
يتوضأ به فاخذه بيمينه فأنكر عليه بعض الدهاقين فقال انا لا نأخذ الخير
الا بأيماننا أخرجه الثلاثة انتهى وفي الإصابة بشير بن معبد أبو سعيد
الأسلمي قال ابن حبان له صحبة عداده في أهل الكوفة حديثه عند ابنه
وقال البخاري بشير الأسلمي له صحبة حديثه في الكوفيين و قد فرق ابن
حبان في الصحابة بين بشير الأسلمي حديثه عند ابنه بشير بن بشر وبين
بشر بشير بن معبد الأسلمي له صحبة فوهم فهو واحد وقال ابن السكن بشير
الأسلمي له‌ صحبة يقال هو بشير بن معبد انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بشير بن إسماعيل بن عمار بن حيان التغلبي مولاهم
مر بلفظ بشر بدون ياء فليراجع.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب بشير ولم يذكره شيخنا مشترك بين
جماعة مجاهيل لكن ابن إسماعيل بن عمار قيل فيه من وجوه من روى
الحديث في ترجمة إسحاق بن عمار انتهى.
بشير بن جذلم
من أصحاب علي بن الحسين ع ذكره السيد علي بن
طاوس في كتاب الملهوف على قتلى الطفوف وظاهره انه كان مع علي بن
الحسين وأهل بيته حين توجهوا من العراق إلى المدينة ولا يعلم سبب
وجوده معهم قال فيه قال الراوي ثم انفصلوا من كربلا طالبين المدينة
قال بشير بن جذلم فلما قربنا منها نزل علي بن الحسين فحط رحاله وضرب
فسطاطه وانزل نساءه وقال يا بشير رحم الله أباك لقد كان شاعرا فهل
تقدر على شئ منه قلت بلى يا ابن رسول الله اني لشاعر فقال ادخل
المدينة وانع أبا عبد الله قال بشير فركبت فرسي وركضت حتى دخلت
المدينة فلما بلغت مسجد النبي ص رفعت صوتي بالبكاء وأنشأت أقول
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحسين فادمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة يدار
وفي بعض الروايات زيادة قوله
يا أهل يثرب شيخكم وامامكم * ما منكم أحد عليه يغار
ثم قلت هذا علي بن الحسين مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم
ونزلوا بفنائكم وأنا رسوله إليكم أعرفكم مكانه قال فما بقيت في المدينة
مخدرة ولا محجبة الا برزن من خدورهن ضاربات خدودهن يدعين بالويل
والثبور فلم أر باكيا أكثر من ذلك اليوم ولا يوما أمر على المسلمين منه
و سمعت جارية تنوح على الحسين ع فتقول
نعى سيدي ناع نعاه فأوجعا * وأمرضني ناع نعاه فافجعا
فعيني جودا بالدموع واسكبا * وجودا بدمع بعد دمعكما معا
على من دهى عرش الجليل فزعزعا * فأصبح هذا المجد والدين أجدعا
على ابن نبي الله وابن وصيه * وان كان عنا شاحط الدار أشسعا
ثم قالت أيها الناعي جددت حزننا بأبي عبد الله وخدشت منا
قروحا لما تندمل فمن أنت رحمك الله فقلت أنا بشير بن جذلم وجهني
مولاي علي بن الحسين وهو نازل في موضع كذا وكذا مع عيال أبي
عبد الله الحسين ونسائه قال فتركوني مكاني وبادروني فضربت فرسي حتى
رجعت إليهم فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع فنزلت عن
فرسي وتخطيت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط الحديث.
السيد بشير الجيلاني الرشتي
في تكملة أمل الآمل للقزويني كان من فضلاء زماننا وعلماء
أواننا ماهرا في الحكمة وفنونها محققا في أصول الفقه متقنا في الفقه بلغنا
بعض إفاداته ناهز التسعين انتهى وذكره أبو علي صاحب منتهى المقال
في حاشية كتابه فقال السيد بشير الجيلاني كان من السادات الأذكياء
النحارير انتهى.
بشير أحد بني الحارث بن كعب أبو عصام
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
بشير الحارثي أحد بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن
مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبا
قدم بشير الحارثي هذا على رسول الله ص فقال له مرحبا بك ما اسمك قال أكبر
قال بل أنت بشير روى عنه ابنه عصام بن بشير انتهى. وفي
أسد الغابة علة بضم العين وتخفيف اللام وجلد بالجيم واللام الساكنة
وعريب بالعين المهملة انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بشير بن خارجة الجهني المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان
ذكره الطوسي في رجال الشيعة من رواة الصادق انتهى.
بشير بن الخصاصية
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال كان اسمه
بربر فسماه رسول الله ص بشيرا ويأتي انش بعنوان بشير بن معبد.
بشير الدهان
الدهان بائع الدهن. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم
ع وقال روى عن أبي عبد الله ع وقيل يسير بالياء والسين غير
المعجمة انتهى وفي التعليقة سيجئ في عبد الله بن محمد الأسدي كونه
من الشيعة انتهى وذلك لقوله للأسدي سله أي الصادق ع
من الامام بعده. وروى الكليني في الكافي والصدوق في الفقيه بالاسناد
عن صالح بن عقبة عن بشير الدهان قلت لأبي عبد الله ع ربما فاتني
الحج فاعرف عند قبر الحسين ع أي أكون يوم عرفة عند قبره
فأزوره قال أحسنت يا بشير الحديث وعن تفسير العياشي انه روى عن بشير الدهان
عن أبي عبد الله ع قال عرفتم في منكرين كثير
(٥٨٢)

وأحببتم في مبغضين كثير وقد يكون حب في الله ورسوله فثوابه على الله
وما كان في الدنيا فليس بشئ ثم نفض يده ثم قال إن هذه المرجئة وهذه
القدرية وهذه الخوارج ليس منهم أحد الا يرى أنه على حق وانكم انما
أحببتمونا في الله عز وجل الحديث.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية صالح بن عقبة وإبراهيم بن محمد
الطحان وأبي إسحاق الكندي وغالب بن عثمان والحسين بن علي ويحيى
ابن معمر العطار ومنصور بن يونس عنه انتهى.
بشير بن زاذان
في ميزان الاعتدال ضعفه الدارقطني وغيره واتهمه ابن الجوزي
وقال ابن معين ليس بشئ ثم أورد له أحاديث وفي لسان الميزان قال
ابن أبي حاتم سالت أبي عنه فقال صالح الحديث وذكره الساجي وابن
الجارود والعقيلي في الضعفاء وقال ابن عدي أحاديثه ليس لها نور وهو
ضعيف غير ثقة يحدث عن جماعة ضعفاء وهو بين الضعف. وقال ابن
حبان غلب الوهم على حديثه حتى بطل الاحتجاج به، ثم حكى عن
الطوسي ما تقدم في بشر بن زاذان ثم قال فلا أدري هذا أو غيره
انتهى أقول الظاهر أنه غيره للروايات التي أوردها عنه مما لم ننقله
ولعلها جاءت على بعض الوجوه. وقال ابن حجر نفسه بعد ايرادها ولا
يتابع على هذا ولا يعرف الا به.
بشير بن سحيم الغفاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص ومضى بعنوان بشر
بغير ياء.
بشير بن سعد الأنصاري
قتل بعين التمر سنة ١٢.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد بدرا
وقتل في خلافة أبي بكر باليمن في امارة خالد بن الوليد انتهى وفي
الاستيعاب بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن
ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي
يكنى أبا النعمان بابنه النعمان شهد العقبة ثم شهد بدرا هو وأخوه
سماك بن سعد وشهد بشير أحدا والمشاهد بعدها، يقال إنه أول من بايع
أبا بكر الصديق يوم السقيفة من الأنصار بشير بن سعد هذا، وقتل هو
مع خالد بن الوليد بعين التمر في خلافة أبي بكر يعد من أهل المدينة
روى عنه ابنه النعمان بن بشير وروى عنه جابر بن عبد الله انتهى وفي
الإصابة جلاس بضم الجيم مخففا وضبطه الدارقطني بفتح الخاء المعجمة
وتثقيل اللام انتهى وابنه النعمان بن بشير كان مع معاوية يوم صفين
وكان واليا على الكوفة ليزيد عند مجئ مسلم بن عقيل إليها وأرسله
يزيد بن معاوية مع أهل البيت لما عادوا من الشام إلى المدينة بعد قتل
الحسين ع. وفي أسد الغابة شهد العقبة الثانية واحدا والمشاهد
بعدها وقتل يوم عين التمر مع خالد بن الوليد بعد انصرافه من اليمامة
سنة ١٢ روى عنه ابنه النعمان وجابر بن عبد الله انتهى وقد مر عن
رجال الشيخ انه قتل باليمن وذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول
وفي التعليقة انه لا يخلو من غرابة ونظير ذلك ما فعله في جرير بن عبد
الله انتهى والأمر كما قال وليس من شرط كتابنا.
بشير بن سليمان المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وحكاه في
لسان الميزان عن الطوسي.
بشير بن عاصم صاحب النبي ص ذكر الغارات
حكي عن رجال الشيخ أنه ذكره في أصحاب الرسول ص بهذا
العنوان ومر أن ابن داود حكاه عن رجال الشيخ بشر بغير ياء وانه هو
الصواب وان كان غير ابن داود حكاه عن رجال الشيخ بشير بالياء.
بشير بن عاصم البجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي كتاب لبعض
المعاصرين انه روى ابن أبي عمير عنه عن ابن أبي يعفور انتهى وفي
مستدركات الوسائل عنه ابن أبي عمير في التهذيب في كتاب المكاسب
انتهى.
بشير بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري
مات في خلافة علي ع قاله في الاستيعاب وفي الإصابة قال
خليفة مات بعد مقتل عثمان وقيل عاش إلى بعد الخمسين انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال شهد بدرا
والعقبة الأخيرة انتهى وذكر فيهم أيضا رفاعة بن عبد المنذر أبا لبابة
وذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول وقال شهد بدرا والعقبة
الأخيرة انتهى وعن الصدوق أنه قال أسطوانة التوبة يعني في مسجد
النبي ص هي أسطوانة أبي لبابة التي ربط نفسه إليها انتهى وفي
الاستيعاب بشير بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري الأوسي غلبت عليه
كنيته واختلف في اسمه فقيل بشير بن عبد المنذر وقال ابن إسحاق اسمه
رفاعة بن عبد المنذر بن زبير بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن
عوف بن مالك بن الأوس كان نقيبا شهد العقبة
وشهد بدرا. وقيل إن رفاعة اخوه وهو غير بعيد فظن من سمع اسم
رفاعة بن عبد المنذر ان رفاعة هو أبو لبابة لما هو معلوم ان أبا لبابة هو
ابن عبد المنذر. قال ابن إسحاق وزعم قوم ان أبا لبابة بن عبد المنذر
والحارث بن حاطب خرجا مع رسول الله ص إلى بدر فرجعهما وأمر أبا
لبابة على المدينة وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر قال ابن هشام ردهما
من الروحاء قال أبو عمر قد استخلف رسول الله ص أبا لبابة على المدينة
أيضا حين خرج إلى غزوة السويق وشهد مع رسول الله ص أحدا وما
بعدها من المشاهد وكانت معه راية بني عمرو بن عوف في غزوة الفتح
انتهى وأبو لبابة هو الذي تنسب اليه أسطوانة أبي لبابة في مسجد
النبي ص إلى اليوم. في الاستيعاب روى ابن وهب عن مالك عن
عبد الله بن أبي بكر أن أبا لبابة ارتبط بسلسلة ربوض والربوض الثقيلة
بضع عشرة ليلة حتى ذهب سمعه فما يكاد يسمع وكاد ان يذهب بصره
وكانت ابنته تحله إذا حضرت الصلاة أو أراد أن يذهب لحاجة وإذا فرع
أعادته إلى الرباط فقال رسول الله ص لو جاءني لاستغفرت له. قال أبو
عمر اختلف في الحال التي أوجبت فعل أبي لبابة هذا بنفسه وأحسن ما
قيل في ذلك ما رواه معمر عن الزهري قال كان أبو لبابة ممن تخلف عن
النبي ص في غزوة تبوك فربط نفسه بسارية وقال والله لا أحل نفسي منها
ولا أذوق طعاما ولا شرابا حتى يتوب الله علي أو أموت فمكث سبعة أيام
لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له
(٥٨٣)

قد تاب الله عليك يا أبا لبابة فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول
الله ص هو الذي يحلني فجاء رسول الله ص فحله بيده ثم قال أبو لبابة يا
رسول الله من توبتي ان أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وان
انخلع من مالي كله صدقة إلى الله والى رسوله قال يجزئك يا أبا لبابة
الثلث قال وروى عن ابن عباس من وجوه في قول الله تعالى وآخرون
اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا الآية انها نزلت في أبي
لبابة ونفر معه سبعة أو ثمانية أو تسعة سواه تخلفوا عن غزوة تبوك ثم
ندموا وتابوا وربطوا أنفسهم بالسواري فكان عملهم الصالح توبتهم
وعملهم السئ تخلفهم عن الغزو مع رسول الله ص قال أبو عمرو قد
قيل إن الذنب الذي أتاه أبو لبابة كان إشارته إلى حلفائه من بني قريظة
انه الذبح ان نزلتم على حكم سعد بن معاذ وأشار إلى حلقه فنزلت يا أيها
الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم ثم تاب الله عليه فقال
يا رسول الله ان من توبتي ان اهجر دار قومي وانخلع من مالي فقال له
رسول الله ص يجزئك من ذلك الثلث انتهى وفي أسد الغابة بعد ما ذكر الخلاف في
اسمه قال كان نقيبا شهد العقبة وسار مع النبي ص إلى بدر فرده إلى المدينة
فاستخلفه عليها وضرب له بسهمه وأجره. ثم قال ولهذا عده الجماعة
ممن شهد بدرا حيث رده رسول الله ص فضرب له بسهمه وأجره فهو
كمن شهدها. وفي الإصابة روى عن النبي ص روى عنه والده السائب
وعبد الرحمن وعبد الله بن عمر وولده سالم بن عبد الله ونافع مولاه
وعبد الله بن كعب بن مالك وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وعبد الله بن
أبي يزيد وغيرهم انتهى. وفي تفسير قوله تعالى في سورة التوبة
وآخرون اعترفوا بذنوبهم الآية قال أبو حمزة الثمالي بلغنا انهم ثلاثون
نفر من الأنصار أبو لبابة بن عبد المنذر وثعلبة بن وديعة وأوس بن حذام
تخلفوا عن رسول الله ص عند خروجه إلى تبوك فلما بلغهم ما انزل الله
فيمن تخلف عن نبيه أيقنوا بالهلاك وأوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلم
يزالوا كذلك حتى قدم رسول الله ص فسال عنهم فذكر له انهم اقسموا
ان لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله ص يحلهم وقال رسول الله ص
وأنا اقسم لا أكون أول من حلهم الا ان أؤمر فيهم بأمر فلما نزل عسى
الله ان يتوب عليهم عمد رسول الله ص إليهم فحلهم فانطلقوا فجاءوا
بأموالهم إلى رسول الله ص فقالوا هذه أموالنا التي خلفتنا عنك فخذها
وتصدق بها عنا فقال ع ما أمرت فيها فنزل خذ من أموالهم صدقة
الآيات. وقيل إنهم كانوا عشرة رهط منهم أبو لبابة وقيل كانوا ثمانية
منهم أبو لبابة وقيل كانوا سبعة وقيل كانوا خمسة وروي عن أبي جعفر
الباقر ع انها نزلت في أبي لبابة ولم يذكر غيره معه وان سبب نزولها فيه
ما جرى منه في بني قريظة حين قال إن نزلتم على حكم سعد بن معاذ فهو
الذبح وقيل نزلت فيه خاصة حين تأخر عن النبي ص في غزوة تبوك
فربط نفسه بسارية على ما تقدم ثم قال أبو لبابة يا رسول الله ان من
توبتي أن أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وان انخلع من مالي
كله قال يجزيك يا أبا لبابة الثلث وفي جميع الأقوال أخذ رسول الله ص
ثلث أموالهم وترك الثلثين لقوله تعالى خذ من أموالهم ولم يقل أموالهم انتهى
وقال في تفسير قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا
أماناتكم الآية قال الكلبي والزهري نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري
وذلك أن رسول الله ص حاصر يهود قريظة احدى وعشرين ليلة فسألوا
رسول الله ص الصلح على ما صالح عليه اخوانه من بني النضير على أن
ذلك الا ان ينزلوا على حكم سعد بن معاذ فقالوا ارسل الينا أبا لبابة
وكان مناصحا لهم لأن عياله وولده كانت عندهم فقالوا ما ترى يا أبا
لبابة أ ننزل على حكم سعد بن معاذ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه انه
الذبح فلا تفعلوا فأخبره جبرائيل بذلك قال أبو لبابة فوالله ما زالت
قدماي من مكانهما حتى عرفت اني قد خنت الله ورسوله فنزلت الآية فيه
فشد نفسه على سارية من سواري المسجد وقال والله لا أذوق طعاما ولا
شرابا حتى أموت أو يتوب الله علي فمكث سبعة أيام لا يذوق فيها طعاما
ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه ثم تاب الله عليه فقيل له يا أبا لبابة قد
تيب عليك فقال والله لا أحل نفسي حتى يكون رسول الله ص هو الذي
يحلني فجاء فحله بيده ثم قال أبو لبابة ان من تمام توبتي ان اهجر دار
قومي التي أصبت فيها الذنب وان انخلع من مالي فقال النبي ص يجزئك
الثلث ان تصدق به قال وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع
انتهى وأنت ترى ان رواية أهل البيت ع متفقة على
نزول الآيتين في أبي لبابة في قصة بني قريظة وهي أولى بالاتباع. ومع
ذلك فلم نجد تصريحا بكونه من شرط كتابنا.
بشير العطار
روى الكليني في الكافي في باب فرض طاعة الأئمة ع
بسنده عن حماد بن عثمان عن بشير العطار سمعت أبا
عبد الله ع يقول نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا وأنتم تأتمون
بمن لا يعذر الناس بجهالته. واستظهر المحقق البهبهاني في التعليقة
اتحاده مع بشير الكندي الآتي كما ستعرف.
بشير بن أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن حذارة
بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي.
في الاستيعاب رأى النبي ص صغيرا وشهد صفين مع علي
انتهى وفي أسد الغابة أدرك النبي ص صغيرا وله ولأبيه صحبة
وشهد بشير صفين مع علي انتهى والظاهر أنه هو الذي مر بعنوان
بشير بن أبي مسعود الأنصاري.
بشير بن عقربة الجهني أبو اليمان
مات بعد ٨٥ كذا في الاستيعاب.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرسول ص وقال نزل الشام
روى حديثا واحدا انتهى وفي الاستيعاب بشير بن عقربة الجهني ويقال بشر والأكثر
بشير ويقال الكناني يكنى أبا اليمان يعرف بالفلسطيني له صحبة ولأبيه عقربة
صحبة. حديثه في الشاميين ثم روى بسنده ان عبد
الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص
يا أبا اليمان قد احتجنا إلى كلامك فقم فتكلم فقال سمعت النبي ص
يقول من قام مقام رياء وسمعة رأى الله به وسمع انتهى وحكى في
أسد الغابة عن أبي نعيم هذه الرواية بسند آخر مع تغيير في فروى بسنده
ان عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد يا
أبا اليمان قد احتجت اليوم إلى كلامك فقم فتكلم فقال إني سمعت
رسول الله ص يقول من قام بخطبة لا يلتمس بها الا رياء وسمعة أوقفه
الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة اخرجه الثلاثة انتهى. وفي الإصابة
(٥٨٤)

ذكر حديثا انه كان اسمه بحير فسماه رسول الله ص بشيرا وفي امتناعه
من الخطبة حين طلبها منه عبد الملك دليل على فضيلة عظيمة فيه ومع
ذلك لم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بشير بن عمرو بن محصن بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول واسمه
عامر بن مالك بن النجار أبو عمرة الأنصاري النجاري
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
مشهور بكنيته وذكرنا الاختلاف في اسمه فيما بدئ باب من ج ٧
من هذا الكتاب. ذكره ابن سعد في الطبقات الكبير في ترجمة ولده عبد
الرحمن بن أبي عمرة فقال واسم أبي عمرة بشير بن عمرو وساق نسبه
كما ذكرنا ثم قال وكانت لأبي عمرة صحبة وكان مع علي بن أبي طالب
فقتل يوم صفين انتهى وفي تهذيب التهذيب في الكنى أبو عمرة
الأنصاري النجاري روى عن النبي ص وعنه ابنه عبد الرحمن قال
إبراهيم بن المنذر الحزامي قتل مع علي بصفين وذكره ابن إسحاق الكلبي
وغيرهما في البدريين وقال إنه عمرة بن عمرو بن محصن وقال اسامة بن
مالك يقال إن أبا عمرة اعطى عليا يوم صفين مائة ألف درهم اعانه بها
انتهى وقال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة ٣٧ فيها قتل
بصفين مع علي أبو عمرة الأنصاري النجاري والد عبد الرحمن وهو
بدري وفي أسد الغابة ذكره ابن إسحاق شهد بدرا وقتل مع علي بصفين
قاله أبو نعيم وأبو عمر. روى عبادة بن زياد عن عبد الرحمن بن
محمد بن عبيد الله العزرمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن محمد بن
يزيد بن طلحة بن ركانة عن محمد بن الحنفية قال رأيت أبا عمرة
الأنصاري يوم صفين عقبيا بدريا أحديا وهو صائم يتلوى من العطش
فقال لغلام له رشني فرشه الغلام ثم رمى بسهم في أهل الشام فنزع نزعا
ضعيفا حتى رمى بثلاثة أسهم ثم قال إني سمعت رسول الله ص يقول
من رمى بسهم في سبيل الله فبلغ أو قصر كان ذلك السهم له نورا يوم
القيامة، وقتل قبل غروب الشمس اخرجه الثلاثة قال وروى ابن منده
عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبيه عن جده أبي عمرة انه
جاء إلى النبي ص ومعه اخوة له يوم بدر أو يوم أحد فأعطى رسول
الله ص الرجال سهما سهما وأعطى الفارس سهمين انتهى وفي الإصابة
في الكنى كان زوج بنت عم النبي ص المقوم بن عبد المطلب وفي
الطبقات الكبير في ترجمة ابنه عبد الرحمن وأمه هند بنت المقوم بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب انتهى وفي كتاب
صفين لنصر بن مزاحم حدثنا محمد بن عبيد الله عن الجرجاني قال لما جاء
علي ع إلى صفين بعث إلى معاوية بشير بن عمرو بن محصن الأنصاري
وسعيد بن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي فقال ائتوا هذا الرجل
فادعوه إلى الطاعة والجماعة والى اتباع امر الله سبحانه، إلى أن قال
فاتوه فدخلوا عليه فحمد أبو عمرة بن محصن الله واثنى عليه وقال اما
بعد يا معاوية فان الدنيا عنك زائلة وانك راجع إلى الآخرة وان الله
مجازيك بعملك ومحاسبك بما قدمت يداك وانني أنشدك الله ان تفرق
جماعة هذه الأمة وان تسفك دماءها بينها. فقطع معاوية عليه الكلام
وقال فهلا أوصيت صاحبك فقال سبحان الله ان صاحبي لا يوصى ان صاحبي ليس مثلك
صاحبي أحق الناس بهذا الأمر في الفضل والدين
والسابقة في الاسلام والقرابة من الرسول. قال معاوية فتقول ما ذا قال
أدعوك إلى تقوى ربك وإجابة ابن عمك إلي ما يدعوك اليه من الحق فإنه
اسلم لك في دينك وخير لك في عاقبة امرك. قال ويطل دم عثمان لا
والرحمان لا افعل ذلك أبدا فذهب سعيد بن قيس يتكلم فبدره شبث بن
ربعي ورد عليه فقال معاوية انصرفوا من عندي فإنه ليس بيني وبينكم
الا السيف الخبر وذكر ذلك ابن الأثير في الكامل وذكره غيره. وأبو
داود صاحب السنن المحدث المشهور حفيد المترجم ذكره ابن عساكر في
تاريخ دمشق فقال سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن
عمرو بن عمران كذا الذي قتل مع علي بن أبي طالب بصفين أبو داود
الأزدي السجستاني الخ.
بشير الغنوي ذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص هكذا نقله أهل
الرجال من أصحابنا عن رجال الشيخ بشير بالياء كأمير والذي في
الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة بشر بغير ياء في الاستيعاب بشر
الغنوي ويقال الخثعمي روى عن النبي ص انه سمعه يقول لتفتحن
القسطنطينية فنعم الأمير أميرها ونعم الجيش ذلك الجيش قال فدعاني
مسلمة ابن عبد الملك فسألني عن هذا الحديث فحدثته فغزا تلك
السنة. اسناده حسن لم يرو عنه غير ابنه عبد الله بن بشر انتهى ورواه
في أسد الغابة عن عبد الله بن بشر الغنوي عن أبيه. وفي الإصابة
القائل فدعاني مسلمة بن عبد الملك الخ هو عبد الله بن بشر قال ورواه
ابن السكن من هذا الوجه فقال بشر بن ربيعة الخثعمي فيحتمل ان
يكون آخر انتهى. أقول أمثال هذه الأحاديث كانوا يضعونها ويتقربون
بها إلى ملوك بني أمية. و ليس من شرط كتابنا.
بشير الكناسي
روى الكليني في الكافي في باب الحب لله والبغض لله وبعد حديث
محاسبة النفس من روضة الكافي بسنده عن الحلبي عنه سمعت
الصادق ع يقول وصلتم وقطع الناس وأحببتم وابغض الناس وعرفتم
وانكر الناس وهو الحق إلى أن قال انا قوم فرض الله طاعتنا وانكم تأتمون
بمن لا يعذر الناس بجهالته وروى هذا الخبر في باب فرض طاعة الامام
عن حماد بن عثمان عن بشير العطار عنه ع. واستظهر المحقق
البهبهاني في التعليقة والأمر كذلك اتحاده مع بشير العطار المتقدم
لاتحاد الرواية والمروي عنه قال والظاهر اتصافه بالوصفين جميعا وانه
معروف وفي رواية حماد والحلبي ايماء إلى نوع اعتماد عليه انتهى.
بشير الكناني
في لسان الميزان ذكره أبو عمرو الكشي في رجال الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق قال ومن مناكيره ما رواه النضر بن سويد عن
يحيى بن عمران عنه عن جعفر في قوله تعالى ووصينا الإنسان بوالديه
حسنا قال الرسول ص أحد الوالدين فقال له محمد بن عجلان فمن
الآخر قال علي انتهى وليس لذلك اثر في رجال الكشي ولو صح هذا
الحديث لكان المراد به ان كلا من النبي والوصي ع كالأب
لهذه الأمة في الشفقة والحنان والهداية إلى الصواب ويكون قد ذكر في
معرض الآية الكريمة لا ان ذلك مراد بالآية ويمكن ان يكون الكناني
تصحيف الكناسي لكن الكناسي أيضا ليس له ذكر في رجال الكشي.
(٥٨٥)

بشير بن معاوية بن ثور البكائي الحجازي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص هكذا نقله أهل الرجال من أصحابنا عن
رجال الشيخ بشير بالياء وتقدم عن كتب أسماء
الصحابة بشر بغير ياء.
بشير بن معبد أبو بشر الأسلمي المدني
مضى بعنوان بشير الأسلمي
بشير بن معبد بن الخصاصية السدوسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال سكن الكوفة
وكان اسمه رخما (١) فسماه رسول الله ص بشيرا وقال في أصحاب علي ان
بشير بن الخصاصية كان اسمه بربر فسماه رسول الله ص بشيرا انتهى
وفي الاستيعاب بشير بن الخصاصية السدوسي والخصاصية أمه وهو
بشير بن معبد السدوسي كان اسمه في الجاهلية رخما فقال له رسول الله
ص أنت بشير. وقد اختلف في نسبه فقيل بشير بن يزيد بن
ضباب بن سبع بن سدوس وقيل بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباري بن سدوس بن شيبان روى عن النبي ص أحاديث صالحة وعن
تقريب ابن حجر الخصاصية بمعجمة مفتوحة وصادين مهملتين بعد الثانية
تحتانية انتهى وفي الإصابة الخصاصية بفتح المعجمة وتخفيف المهملة، وفي
أسد الغابة هي منسوبة إلى خصاصة وانما قيل ابن الخصاصية نسبة إلى
أمه في قولهم. وقال هشام الكلبي ولد سدود بن شيبان ثعلبة وضباريا
وأمها من الأزد وبشير بن الخصاصية نسب إلى جدته انتهى وفي حلية
الأولياء بشير بن الخصاصية وهو بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن
ضبار بن سدوس كان اسمه في الجاهلية نذيرا وقيل زحم، هاجر إلى
النبي ص فسماه بشيرا وانزله الصفة، ثم روى بسنده عن الجهدمة امرأة
بشير بن الخصاصية قالت حدثنا بشير قال اتيت رسول الله ص فدعاني إلى
الاسلام ثم قال لي ما اسمك؟ قلت نذير قال بل أنت بشير فأنزلني
الصفة فكان إذا اتته الهدية أشركنا فيها وإذا اتته صدقة صرفها الينا
فخرج ذات ليلة فتبعته فاتى البقيع وقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين
وإنا بكم لاحقون وانا لله وانا اليه راجعون لقد أصبتم خيرا جزيلا
وسبقتم شرا طويلا الحديث.
بشير بن ميمون الوابشي النبال الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والباقر ع
هكذا بشير بالياء على بعض النسخ وفي بعضها بشر بدون ياء وقد تقدم
ويأتي بعنوان بشير النبال ومر بعنوان بشر بن ميمون الوابشي النبال بشر
بغير ياء وفي رجال بحر العلوم آل أبي أراكة مولى كندة واسمه اي أبو
أراكة ميمون وهو غير ميمون بن الأسود والد عبد الله بن ميمون القداح
المكي مولى بني مخزوم وكان ابنا ميمون الكندي بشير وشجرة وأبناؤهما
إسحاق بن بشير وعلي بن شجرة والحسن بن شجرة من بيوت الشيعة وممن
روى عن الأئمة ع وفيهم الثقات.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب بشير ولم يذكره شيخنا مشترك بين
جماعة مجاهيل لكن ابن إسماعيل بن عمار قيل فيه من وجوه من روى
الحديث في ترجمة إسحاق بن عمار واما بشير بن ميمون الوابشي النبال
فقد روى الكشي حديثا في طريقه محمد بن سنان وصالح بن أبي حماد
وليس صريحا في تعديله انتهى ويأتي الحديث في بشير النبال.
بشير النبال
في التعليقة قال الصدوق في كمال الدين بشير النبال من حملة
الحديث من أصحاب الصادق ع انتهى وقال الكشي في بشير
النبال وشجرة أخيه ومحمد بن زيد الشحام طاهر بن عيسى الوراق
حدثنا جعفر بن محمد بن أيوب حدثنا أبو الحسن صالح بن أبي حماد
الرازي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن
محمد بن زيد الشحام قال رآني أبو عبد الله ع وانا أصلي فأرسل إلي
ودعاني (٢) فقال لي من أنت قلت من مواليك قال فأي موالي قلت من أهل
الكوفة فقال من تعرف من الكوفة قلت بشير النبال وشجرة قال وكيف
صنيعهما إليك فقلت ما أحسن صنيعهما إلي قال خير المسلمين من وصل
وأعان ونفع ما بت ليلة قط ولله في مالي حق يسألنيه الحديث وتمامه في
ترجمة محمد بن زيد الشحام. وفي الخلاصة في القسم الأول بشير
النبال روى الكشي حديثا في طريقه محمد بن سنان وصالح بن أبي حماد
وليس صريحا في تعديله فانا في روايته متوقف انتهى وإذا كان كذلك
فكيف ذكره في القسم الأول. وروى الكليني في الكافي مسندا عن
عثمان بن عفان السدوسي عن بشير النبال سألت أبا جعفر ع عن الحمام فقال تريد
الحمام قلت نعم فامر باسخان الماء ثم دخل فاتزر بازار
فغطى ركبتيه وسرته إلى أن قال ثم قال هكذا فافعل انتهى وفيه
دلالة على مزيد اختصاصه بالامام ع. وللصدوق في مشيخة
الفقه طريق اليه وفي المستدركات يروي عنه من الاجلاء داود بن فرقد
والجليل علي بن شجرة ومحمد بن سنان وابان بن عثمان من أصحاب
الاجماع وسيف بن عميرة انتهى وقد مر قبله بعنوان بشير بن ميمون
الوابشي النبال الكوفي. وفي لسان الميزان بشير النبال الشيباني الكوفي
ذكره أبو عمرو الكشي وأبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة من الرواة
عن أبي جعفر الباقر وجعفر الصادق. روى عنه أبان بن عثمان الأحمر
انتهى والشيباني لعل صوابه الوابشي.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب بشير ولم يذكره شيخنا مشترك بين
جماعة مجاهيل لكن ابن إسماعيل بن عمار قيل فيه انه من وجوه من روى
الحديث في ترجمة إسحاق بن عمار واما بشير بن ميمون الوابشي النبال
فقد روى الكشي حديثا في طريقه محمد بن سنان وصالح بن أبي حماد
وليس صريحا في تعديله انتهى وعن جامع الرواة انه نقل رواية داود
ابن فرقد وعلي بن شجرة ومحمد بن سنان ويزيد النخعي وابان بن عثمان
وعثمان بن عفان السدوسي وسيف بن عميرة ويحيى بن بشير ابنه عنه
انتهى.

(١) في بعض المواضع زحما بالزاي والحاء المهملة وفي بعضها رخما بالراء والخاء المعجمة.
(٢) كأنه عرف تشيعه من صلاته. المؤلف
(٥٨٦)

بشير بن يزيد الضبعي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
بشير بن يزيد الضبعي أدرك الجاهلية له صحبة ثم روى بسنده عنه ان
رسول الله ص قال يوم ذي قار اليوم أول يوم انتصف فيه العرب من
العجم انتهى وفي الإصابة بشير بن يزيد الضبعي ووقع عند البغوي
بشير بن زيد انتهى ولم يعلم أنه شرط كتابنا.
البصروي
اسمه محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف البصروي.
البطائني
يوصف به الحسن بن أبي حمزة وولده علي بن أبي حمزة سالم البطائني
واقتصر في مجمع الرجال والبحار على الثاني.
البطل
لقب عبد الله بن القاسم.
البطيخي لقب اسحق البطيخي.
البطين
لقب مسلم بن علي.
بعض البصريين
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله
خذوا بيدي يا أهل بيت محمد * إذا زلت الأقدام في غدوة الغد
أبى القلب الا حبكم وولاكم * وما ذاك إلا من طهارة مولدي
بعض الشعراء
أورد له ابن عساكر في تاريخ دمشق قوله
لقد هد جسمي رزء آل محمد * وتلك الرزايا والخطوب عظام
وأبكت جفوني بالفرات مصارع * لآل النبي المصطفى وعظام
عظام بأكناف الفرات زكية * لهن علينا حرمة وذمام
فكم حرة مسبية فاطمية * وكم من كريم قد علاه حسام
لآل رسول الله صلت عليهم * ملائكة بيض الوجوه كرام
أفاطم أشجاني قتيل ذوي العلا * فشبت واني صادق لغلام
وأصبحت لا التذ طيب معيشة * كان علي الطيبات حرام
يقولون لي صبرا جميلا وسلوة * وما لي إلى الصبر الجميل مرام
فكيف اصطباري بعد آل محمد * وفي القلب منهم لوعة وسقام
بعض المحبين
نقله البيهقي في المحاسن والمساوي
يا لك من متجرة كاسدة * بين شياطين عتت مارده
إذا تذكرت بني احمد * تنافروا كالإبل الشاردة
فقال لمن يلحاك في حبهم * خانتك في مولدك الوالدة
بعض المغاربة
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله
ان كنت تمدح قوما * لله لا للتعله
فاقصد بمدحك قوما * هم الهداة الأدلة
اسنادهم عن أبيهم * عن جبرائيل عن الله
البعقوبي
يوصف به إبراهيم بن داود هذا بناء على أنه بالباء الموحدة كما مر
عن الشهيد الثاني. وعن البهائي انه جزم به وجعل كونه بالمثناة التحتية
تصحيفا وفي الايضاح ضبطه بالمثناة التحتية كما مر.
الأمير فخر الدين بغدي وفي بعض المواضع مغدي بن شرف الدين علي
ابن الأمير جمال الدين قشتمر ولد سنة ٦٣٠ وكان حيا سنة ٦٧٧
كان جده قشتمر من مماليك قطب الدين سنجر وانتقل منه إلى
الخليفة الناصر العباسي وارتقت حاله عنده إلى أن توفي في سنة ٦٣٧
ببغداد وحمل إلى مشهد الحسين ع وفي تربة له فيها زوجته وولده علي
والد صاحب الترجمة وبذلك علمنا تشيع المترجم وأبيه وجده وعمه مظفر
الدين محمد كما يأتي في تراجمهم إن شاء الله تعالى ونقلنا هذا من الحوادث
الجامعة لابن الفوطي وقال فيها أيضا في سنة ٦٣٥ توفي الأمير شرف
الدين علي بن الأمير جمال الدين قشتمر ودفن عند والدته بمشهد
الحسين ع واستدعي جمال الدين قشتمر إلى دار الوزارة ومعه ولده
مظفر الدين محمد وولد ولده شرف الدين علي المتوفي وهو فخر الدين
بغدي أو مغدي فخلع على مظفر الدين وجعل أميرا على مائة فارس
وعمره يومئذ ثلاث عشرة سنة وخلع على فخر الدين بغدي أو مغدي وجعل أميرا
على عدة خمسين فارسا وعمره يومئذ خمس سنين ثم خلع على الأمير جمال الدين
قشتمر كل ذلك جبرا لقلبه من فجعته بولده. ثم ذكر في حوادث ٦٧٧
أن رجلا يعرف بالنجم بن الحسين ويلقب بالكيباية التجأ إلى شحنة
بغداد من قبل التتار وكان كيباية من دلالي العقار يتمسخر ويضحك عليه
من يعاشره وكان سبب قربه من الشحنة التزامه بأحمد الشرابدار وهذا احمد
من أهل واسط أسر في واقعة التتار ثم خلص وصار يعصر الشراب في
شرابخانه الديوان فاتفق هو والكيباية على أن نسبا أكابر أهل بغداد إلى
مكاتبة سلاطين الشام باتفاق صاحب الديوان عطا ملك الجويني وقال
الكيباية ان فخر الدين بغدي بن قشتمر كان أيضا من جملة الجماعة
الذين اتفقوا على المكاتبة ثم ظهر كذب الكيباية فقتل انتهى ملخصا
هذا جملة ما عرفناه من أحوال المترجم.
البقال
يوصف به عبد العزيز بن إسحاق وناصح البقال الكوفي وغيرهما.
البقباق
اسمه الفضل بن عبد الملك أبو العباس.
البكائي
يوصف به بشر أو بشير بن معاوية.
بكار بن أبي بكر الحضرمي الكوفي
يأتي بعنوان بكار بن عبد الله بن محمد.
بكار بن أحمد بن زياد
في ايضاح الاشتباه زياد بالزاي والياء المثناة التحتية المشددة
والدال المهملة انتهى.
(٥٨٧)

حكى الميرزا في الرجال الكبير عن رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم
ع أنه قال بكار بن أحمد بن زياد روى عنه ابن الزبير
انتهى وفي الوسيط بكار بن أحمد بن زياد روى عنه ابن الزبير لم
وفي ست بكر بن أحمد بن زياد له كتاب الطهارة والصلاة بكار بن أحمد
له كتاب الجنائز عنه ابن الزبير انتهى وفي النقد بكار بن أحمد له كتب
روى عنه علي بن العباس والحسين بن عبد الكريم ست روى عنه ابن
الزبير لم انتهى فجعلهما واحدا. وفي أمل الآمل بكار بن أحمد بن
زياد روى عنه ابن الزبير له كتاب الجنائز وكتاب الجامع قاله الشيخ
وروى الأول عن أحمد بن عبدون عن ابن الزبير عنه انتهى وهذا على
خلاف عادته من ذكر الرواة وقد جعلهما واحدا. وفي الفهرست بكار بن أحمد
له كتاب الجنائز أخبرنا به عبدون عن علي بن محمد بن الزبير
القرشي من ولد أسد بن عبد العزى بن قصي رهط خديجة بنت خويلد
عن علي بن العباس عن بكار وله كتاب الزكاة وكتاب الطهور رواهما
علي بن العباس المقانعي عنه وله كتاب الجامع رواهما الحسين بن
عبد الكريم الزعفراني عنه انتهى وفي المعالم بكار بن أحمد بن زياد له
الطهارة. بكار بن أحمد من كتبه الطهور، الجنائز، الزكاة، الحج،
الجامع انتهى وفي ميزان الاعتدال بكار شيخ المقانعي رافضي
انتهى والمراد به هو المترجم لأن المقانعي يروي عنه كما سمعت وفي
رجال ابن داود بكار بن أحمد لم ست له كتاب الجنائز. بكر بن أحمد بن
زياد لم ست له كتاب انتهى وقد ظهر مما ذكرناه ان بكر بن أحمد بن
زياد المذكور في رجال الشيخ وبكر بن أحمد المذكور في الفهرست واحد
لتصريح الشيخ في الرجال كما مر بان الأول يروي عنه ابن الزبير
وتصريحه في الفهرست كما سمعت بان الثاني أيضا يروي عنه ابن الزبير
فدل على أنهما واحد ولذلك جعلهما الميرزا في الرجال الكبير واحدا فحكى
عن رجال الشيخ كما مر أنه قال بكار بن أحمد بن زياد روى عنه ابن
الزبير ثم حكى عن الفهرست بكار بن أحمد له الجنائز إلى آخر ما مر
فجعلهم واحدا وذكر لهما ترجمة واحدة والذي يستلف النظر أن الشيخ في
الفهرست لم يذكر بكار بن أحمد بن زياد بالألف وانما ذكر بكر بن
أحمد بن زياد بدون ألف فقال ما صورته باب بكر وبكار. ثم قال
بكر بن أحمد بن زياد له كتاب الطهارة والصلاة. بكار بن أحمد له كتاب
الجنائز إلى آخر ما مر فذكر بكر أولا بدون ألف وبكار ثانية بالألف
وحينئذ فيظن ان ما نقل عن رجاله من بكار بن أحمد بن زياد صوابه بكر
لا بكار أو ان ما في الفهرست صوابه بكار لا بكر وعبارة المعالم السابقة
هي بعينها عبارة الفهرست سوى انه ابدل فيها بكر أولا ببكار ومنه يظهر
انه ربما كان في بعض نسخ الفهرست بكار أولا بدل بكر ولكن عبارة ابن
داود تدل على أنه كان في الفهرست أولا بكر لا بكار ثم إن بكر بن
أحمد بن زياد هذا غير بكر بن أحمد بن إبراهيم بن زياد الآتي لأن ذلك
يروي عن الباقر ع وهذا لم يرو عن أحد منهم ع
الا ان يكون عده فيمن لم يرو عن أحد منهم ع اشتباها وهو
غير بعيد.
بكار بن رجاء اليشكري الكوفي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بكار بن رجاء
اليشكري كوفي انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع حكاه في لسان
الميزان عن الطوسي.
بكار بن عاصم مولى لعبد القيس
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ص وفي لسان الميزان
بكار بن عاصم العبدي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
الصادق انتهى.
بكار بن أبي بكر الحضرمي الكوفي
واسم أبي بكر الحضرمي عبد الله بن محمد. قال الشيخ في رجاله
في أصحاب الصادق ع بكار بن أبي بكر الحضرمي وحكاه في لسان
الميزان عن الطوسي وفي التعليقة روى عنه صفوان بن يحيى بواسطة
منذر وفيه نوع اعتماد وفي الكافي بكار بن بكر روى عنه يونس فتأمل
انتهى ويأتي بكر عبد الله بن محمد الحضرمي وظاهر الحال انهما اثنان
فيكون للحضرمي ابنان بكار وبكر ويمكن كونهما واحدا يقال له بكر
وبكار. وعن جامع الرواة رواية إسحاق بن عمار وعلي بن الحارث
ويونس أيضا عنه وفي المستدركات يروى عنه سيف بن عميرة كثيرا
انتهى. لكنه ذكره بلفظ بكر.
بكار بن عبد الله بن مصعب
في منهج المقال قال ابن بابويه في عيون أخبار الرضا حدثنا
الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقاني حدثنا محمد بن علي الصولي
حدثني أحمد بن إسحاق الخراساني قال سمعت محمد بن علي النوفلي يقول
استحلف الزبير بن بكار رجل من الطالبيين على شئ بين القبر والمنبر
فحلف وبرص وانا رأيته وبساقيه وقدميه برص كثير وكان أبوه بكار قد
ظلم الرضا ع في شئ فدعا عليه فسقط في وقت دعائه من قصره
فاندقت عنقه واما أبوه عبد الله بن مصعب فإنه مزق عهد يحيى بن
عبد الله بن الحسن وأمانة بين يدي الرشيد وقال اقتله يا أمير المؤمنين فإنه
لا أمان له فقال يحيى للرشيد انه خرج مع أخي بالأمس وانشد شعرا له
فأنكره فحلفه يحيى بالبراءة وتعجيل العقوبة فحم من وقته ومات بعد
ثلاث فانخسف قبره مرات كثيرة وذكر خبرا طويلا اختصرنا هذا منه
انتهى وهو وان كان خارجا عن موضوع كتابنا فقد ذكرناه لذكر أصحابنا
له حتى لا يفوتنا شئ مما ذكروه.
بكار بن كردم الكوفي
كردم في التعليقة قيل إنه بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الدال
المهملة انتهى وقال غيره كردم وزن جعفر معناه في اللغة الرجل القصير
الضخم ثم جعل علما. وعن رجال اللاهيجي انه بضم الكاف والدال.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي التعليقة
حكم خالي بكونه ممدوحا لأن للصدوق طريقا اليه ويروي عنه ابن أبي عمير
ويونس بن عبد الرحمن وفيه إشعار بوثاقته كما مر في الفوائد انتهى وفي
مستدركات الوسائل في شرح مشيخة الفقيه يروي عنه ابن أبي عمير ويونس
بن عبد الرحمن والحسن بن علي بن فضال وهؤلاء من أصحاب الاجماع
الذين لا يروون الا عن ثقة وعلى المشهور فيكفي رواية ابن أبي عمير عنه
ويروي عنه أيضا محمد بن سنان وعبد العظيم بن عبد الله الحسني ثم نقل ما
(٥٨٨)

في التعليقة وقال بل الحق وثاقته بما ذكرنا انتهى وفي لسان الميزان بكار
بن كردم الكوفي ذكره أبو عمرو الكشي في رجال الشيعة وقال روى عن
جعفر الصادق والملف بن عمير وغيرهما روى عنه يونس بن يعفور وقال
أيضا بكر بن كردم الكوفي وذكر مثله بعينه الا أنه قال روى عنه يونس ابن
يعقوب انتهى ولم أجد ذلك في اختيار رجال الكشي لا في بكار ولا في
بكر والظاهر أنه اشتباه برجل غيره. وعمير مصغرا صوابه عمر مكبرا
ويعفور صوابه يعقوب كما ذكره في بكر.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب بكار ولم يذكره شيخنا مشترك بين
جماعة مجاهيل.
بكارة الهلالية
كانت من أصحاب أمير المؤمنين علي ع ومواليه وناصريه
والمتهالكين في حبه كما يدل عليه ما يأتي من خبرها ولسنا نعلم من أحوالها
شيئا سوى ما في خبر وفودها على معاوية الذي ذكره صاحبا بلاغات
النساء والعقد الفريد، وصاحب البلاغات رواه بطريقين ثانيهما موافق
لرواية العقد. ففي كتاب بلاغات النساء تاليف أبي الفضل أحمد بن أبي
طاهر طيفور المولود ببغداد و المتوفى ٢٨٠ ما لفظه كلام بكارة
الهلالية حدثني عبد الله بن عمرو قراءة من كتابه علي قال حدثنا
إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن المفضل قال حدثنا إبراهيم بن محمد
الشافعي عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن الوليد عمن سمعه من
حذافة الجمحي قال دخلت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان
بعد ان كبرت سنها ودق عظمها ومعها خادمان لها وهي متكئة عليهما
وبيدها عكاز فسلمت على معاوية بالخلافة فأحسن عليها الرد وأذن لها في
الجلوس وكان عنده مروان بن الحكم وعمرو بن العاص فابتدأ مروان
فقال أ ما تعرف هذه يا أمير المؤمنين قال ومن هي قال هي التي كان تعين
علينا يوم صفين وهي القائلة
يا زيد دونك فاستثر من دارنا * سيفا حساما في التراب دفينا
قد كان مذخورا لكل عظيمة * فاليوم أبرزه الزمان مصونا
فقال عمرو بن العاص وهي القائلة يا أمير المؤمنين
أ ترى ابن هند للخلافة مالكا * هيهات ذاك وما أراد بعيد
منتك نفسك في الخلاء ضلالة * أغراك عمرو للشقا وسعيد
فارجع بانكد طائر بنحوسها * لاقت عليها أسعد وسعود
فقال سعيد يا أمير المؤمنين وهي القائلة
قد كنت آمل ان أموت ولا أرى * فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله اخر مدتي فتطاولت * حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم * وسط الجموع لآل احمد عائبا
ثم سكت القوم فقالت بكارة نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين
واعتورتني فقصر محجني وكثر عجبي وعشي بصري وانا والله قائلة ما
قالوا لا أدفع ذلك بتكذيب فامض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير
المؤمنين، الخبر
البكالي
يوصف به نوف بن فضالة.
البكر آبادي
هو الحسين بن الفتح.
بكر بن أبي بكر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ولا يبعد ان
يكون هو بكر بن أبي بكر عبد الله بن محمد الحضرمي الكوفي الآتي كما
قاله في منهج المقال.
بكر بن بن حبيب كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب ع.
بكر بن أبي حبيبة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وفي لسان الميزان
ذكره الطوسي في رجاله من الرواة عن الباقر انتهى.
بكر بن أحمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك بن يزيد الأشج أبو
محمد الذي يقال له اشج بني اعصر الوارد على النبي ص في وفد عبد
القيس
هكذا ترجمة النجاشي وقال روى عن أبي جعفر الثاني ع وهو
ضعيف له كتب منها كتاب الطهارة وكتاب الصلاة وكتاب الزكاة وكتاب
المناقب قال أبو عبد الله بن عياش حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن
جعفر بن رويدة العسكري الحداد حدثنا بكر بها انتهى وعن ابن
الغضائري بكر بن أحمد بن محمد بن موسى العصري يزعم أنه من ولد
الأشج بن اعصر الوارد على النبي ص يكنى أبا محمد يروي الغرائب
ويعتمد المجاهيل وأمره مظلم انتهى وفي الفهرست بكر بن أحمد بن
زياد له كتاب الطهارة والصلاة انتهى وفي الخلاصة بكر بن أحمد بن إبراهيم
ابن زياد بن موسى بن مالك بن يزيد الأشج أبو عبد الله بن محمد الذي
يقال له الأشج بن عصر الوارد على النبي ص في وفد عبد القيس روى عن
أبي جعفر الثاني ع يكنى أبا محمد العصري يزعم أنه من ولد اشج بن
عصر يروي الغرائب ويعتمد المجاهيل وهو ضعيف وأمره مظلم انتهى
وفي رجال ابن داود بكر بن أحمد بن إبراهيم الأشج أبو محمد الذي
يقال له اشج بني عصر بالمهملتين المفتوحتين منسوب إلى عصر بن
عمرو بن عوف بن خزيمة بن عوف الوارد على النبي ص في عبد القيس
جش ضعيف يروي الغرائب ويعتمد المجاهيل وأمره مظلم انتهى
وفي النقد بكر بن إبراهيم بن زياد الأشج يكنى أبا محمد العصري د
وهو ضعيف له كتب روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن
رويدة العسكري الحداد جش يروي الغرائب ويعتمد المجاهيل وأمره
مظلم غض انتهى. أقول وقع في هذه التراجم أمور ١ ان الأشج كما
يظهر من الكتب المصنفة في ذكر الصحابة اسمه المنذر ففي الاستيعاب
المنذر بن عائذ بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر
العصري العبدي من عبد القيس يعرف بالأشج قدم على النبي ص في
وفد عبد القيس ومثله في الإصابة في موضع وفي موضع آخر الأشج
العبدي اسمه المنذر بن الحارث بن زياد بن عصر بن عوف. وفي الإصابة
(٥٨٩)

المنذر بن عائذ العبدي المعروف بالأشج اشج عبد القيس وقيل اسمه
منقذ بن عائذ. وفي القاموس الأشج العصري صحابي وفي تاج العروس
هو المنذر بن الحارث بن عصر العصري صحابي مشهور انتهى وحينئذ
فكلام النجاشي فيه سقط ولعله من النساخ وصوابه من ولد الأشج الذي
يقال له اشج بني اعصر الخ فكلمة من ولد قد سقطت من عبارة
النجاشي وكذلك قد سقطت من الخلاصة ورجال ابن داود والنقد الذين
تبعوا كلهم عبارة النجاشي وهذا يدل على أن السقط في عبارة النجاشي
قديم ويدل على ذلك عبارة ابن الغضائري التي جاءت صحيحة مستقيمة
كما لا يخفى ٢ ان النجاشي قال اشج بني اعصر والظاهر أنه تحريف من
النساخ والصواب عصر بدون ألف كما يدل عليه كلام غيره ٣ قول
النجاشي الأشج أبو محمد الذي يقال له أشج بني أعصر قد وقع فيه من
السقط تقديم وتأخير وصوابه ابن يزيد أبو محمد من ولد الأشج الخ
٤ بناء على أن بكار بن أحمد بن زياد لم يرو عن أحد منهم ع
يكون بكر بن أحمد بن زياد المذكور في الفهرست كما تقدم رجلا
آخر عير المترجم كما عرفت في بكار بن أحمد بن زياد ويكون متحدا مع
بكار المتقدم لكن لا يبعد ان يكون عده فيمن لم يرو عنهم ع
اشتباها لأن الظاهر اتحاد ما في الفهرست مع المترجم ويرشد اليه ان لكل
منهما كتاب الطهارة وكتاب الصلاة ٥ جزم العلامة في الخلاصة أولا بأنه
من ولد الأشج وقوله ثانيا يزعم أنه من ولد الأشج ربما يتنافيان وسبب
ذلك جمع العلامة بين عبارتي النجاشي وابن الغضائري. وفي ميزان
الاعتدال بكر بن أحمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك ابن
يزيد بن الأشج أبو محمد العبدي ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة
وقال كان يروي عن أبي جعفر الباقر روى عنه علي بن محمد بن جعفر
العسكري قال ابن النجاشي وبكر كان ضعيفا انتهى.
بكر الأرقط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بكر الأرقط ذكره الكشي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر
الصادق انتهى والصواب الطوسي بدل الكشي. وقيل إنه يروي عنه
أبان بن عبد الملك في باب فضل فقراء المسلمين من الكافي.
بكر بن الأشعث أبو إسماعيل
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن موسى بن جعفر ع كتابا.
وفي لسان الميزان بكر بن الأشعث الكوفي أبو إسماعيل ذكره ابن
النجاشي في رجال الشيعة من الرواة عن موسى بن جعفر انتهى وعن
جامع الرواة انه نقل رواية علي بن الحكم عنه.
بكر بن أمية الضمري أخو عمرو بن أمية
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وذكر في
الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة في عداد الصحابة ولم يعلم أنه من
شرط كتابنا.
بكر بن أوس أبو المنهال الطائي البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
وفي لسان الميزان بكر بن أوس الطائي أبو المنهال بصري ذكره الطوسي
في رجال الشيعة من الرواة عن زين العابدين
انتهى.
بكر بن تغلب السدوسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
بكر بن جناح أبو محمد كوفي
قال النجاشي ثقة مولى له كتاب يرويه عدة أخبرنا الحسين بن
عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر الرازي حدثنا حميد حدثنا الحسن بن
محمد بن سماعة حدثنا محمد بن أبي عمير عن بكر بن جناح به انتهى
وفي لسان الميزان بكر بن جناح الكوفي أبو محمد ذكره ابن النجاشي في
رجال الشيعة وقال يروي عنه ابن أبي عمير وغيره انتهى وفي التعليقة
الظاهر أنه أخو سعيد بن جناح مولى الأزد وولد محمد بن بكر الآتي
وأحمد بن بكر السابق وسعيد من أصحاب الكاظم والرضا ع وكذا
اخوه أبو عامر من أصحاب الكاظم ع وهذا مما يؤيد كون بكر بن
محمد بن جناح الآتي سهوا كما سنشير اليه ويحتمل ان يكون هذا الآتي
نسب إلى الجد لكونه مشهورا فيه لكنه بعيد انتهى.
التمييز
في مشتركات الطريحي باب بكر المشترك بين من يوثق به وغيره
ويمكن استعلام انه ابن جناح الثقة برواية محمد بن أبي عمير عنه
انتهى.
بكر بن حاجب التميمي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في أصحاب الصادق ع.
بكر بن حبيب الأحمسي البجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه وعن
أبي عبد الله ع كنيته أبو مريم ذكره علي بن الحسن بن فضال. ثم ذكر
في أصحاب الصادق ع بكر بن حبيب الكوفي الأحمسي وقال في
أصحاب الصادق ع أيضا بكر بن حبيب الكوفي روى عنهما. وفي
منهج المقال وفي بعض النسخ بكير مصغرا وعلى الأول لا يبعد الاتحاد
والأصح الثاني ويأتي انتهى وفي المدارك بكر بن حبيب مجهول وعن
شرح الفقيه للشيخ البهائي قد ذكرنا في الحبل المتين ان بكر بن حبيب
وان كان مجهول الحال الا ان جمهور الأصحاب تلقوا روايته هذه بالقبول
فلعل الضعف منجبر بذلك انتهى وهذا وان لم يفد انجبار ضعفه على
الاطلاق الا انه يفيد نوع قوة فيه وعن جامع الرواة رواية منصور بن
حازم عنه مرتين في الكافي ومرتين في التهذيب انتهى ولعل في ذلك مع
ما مر شهادة للاعتماد عليه وفي لسان الميزان بكر بن حبيب الأحمسي
البجلي كوفي يكنى أبا مريم ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
الباقر قال وذكره علي بن أبي فضال أيضا انتهى.
بكر بن حبيب المازني
يأتي بعنوان بكر بن محمد بن حبيب.
بكر بن خبيش الأزدي الكوفي
توفي حدود (١٧٠).
(٥٩٠)

ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي رجال
العامة بكر بن خنيس الكوفي بالخاء المعجمة والنون ويحتمل ان يكون هو
هذا وصحف خنيس بحبيش لا سيما مع كونه كوفيا والغالب على أهل
الكوفية التشيع ولتضعيفهم له ونسبته إلى رواية كل منكر وانه يروي عن
البصريين والكوفيين أشياء موضوعة وغير ذلك مما يأتي فقد جرت العادة
بنسبة أمثال ذلك إلى الشيعة إذا رووا من الفضائل أو غيرها ما لا تحتمله
عقولهم وعصره لا يأبى ذلك فسيأتي ان وفاته حدود ووفاة
الصادق ع ونحن نذكر هنا ملخص ما ذكروه فعن تقريب ابن
حجر بكر بن خنيس بالمعجمة والنون وآخره سين مهملة مصغرا كوفي
عابد سكن بغداد صدوق له أغلاط أفرط فيه ابن حبان من السابعة.
وعن مختصر الذهبي انه واه وفي تاريخ بغداد بكر بن خنيس الكوفي نزل
بغداد وحدث بها عن ضرار بن عمرو وإبراهيم بن الهجري وليث بن أبي
سليم وإسماعيل بن أبي خالد ونهشل بن سعيد روى عنه ابنه خنيس بن
بكر ومعروف الكرخي العابد وصالح بن بيان الأنباري وأبو النضر هاشم
ابن القاسم وآدم بن أبي اياس وحجاج بن محمد الأعور وسلم بن سلام
وغيرهم. ثم روى بسنده عن آدم بن اياس حدثنا بكر بن خنيس يوما
بأحاديث فقلنا له زدنا فقال ما يبالي البيطار ما قطع من جلد الحمار.
وبسنده عن يحيى بن معين أنه قال بكر بن خنيس شيخ صالح لا باس به
الا انه يروي عن ضعفاء ويكتب من حديثه الرقاق. وعن يحيى بن معين
ليس بشئ وعن ابن عمار ليس بمتروك وهو شيخ صاحب غزو وانه سئل
علي بن المديني عنه فضعفه. وعن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني انه
كان يروي كل منكر عن كل زاد البرقاني وكان في رأيه لا باس به وعن
أحمد بن صالح متروك وعن أبي زرعة ذاهب الحديث وعن يعقوب بن
شيبة ضعيف الحديث وهو موصوف بالعبادة والزهد وعن يعقوب بن
سفيان انه عده في باب من يرغب عن الرواية عنهم وقال كنت اسمع
أصحابنا يضعفونه وعن سليمان بن الأشعث انه ليس بشئ وعن
النسائي ضعيف. وعن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش كوفي متروك
الحديث وعن الدارقطني متروك كان ببغداد انتهى ملخصا. وفي
تهذيب التهذيب بكر بن خنيس الكوفي العابد نزيل بغداد روى عن
ثابت وليث بن سليم وعبد الرحمن بن زياد ومحمد بن سعيد الشامي
وإسماعيل بن أبي خالد وعطاء بن أبي رباح وغيرهم وعنه أبو النضر
ووكيع وإبراهيم بن طهمان وداود بن الزبرقان وآدم بن أبي اياس
وحجاج الأعور وعلي بن الجعد وأبو نعيم الحلبي وخلق قال عياش وغيره
ليس بشئ وسئل ابن المديني عنه فقال للحديث رجال وقال ابن أبي
حاتم عن أبيه كان رجلا صالحا غزاء وليس بقوي في الحديث قلت هو
متروك الحديث؟ قال لا يبلغ الترك وقال أبو داود ليس بشئ وقال ابن
عدي وهو ممن يكتب حديثه ويحدث بأحاديث مناكير عن قوم لا باس بهم
وهو في نفسه رجل صالح إلا أن الصالحين يشبه عليهم الحديث وربما
حدثوا بالتوهم وحديثه في جملة الضعفاء وليس ممن يحتج بحديثه وقال
العجلي كوفي ثقة وقال العقيلي ضعيف وقال البزاز ليس بقوي وقال ابن
حبان روى عن البصريين والكوفيين أشياء موضوعة يسبق إلى القلب انه
المعتمد لها وقال ابن أبي شيبة ضعيف الحديث وهو موصوف بالرواية
والزهد وأرخه الذهبي في حدود انتهى ملخصا.
بكر بن حرب الشيباني مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بكر بن حرب الشيباني ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة
عن جعفر الصادق انتهى وفي المستدركات يروي عنه منصور بن
حازم.
بكر بن حماد التاهرتي القيرواني أبو عبد الرحمن
توفي بتلعرت في المائة الثالثة من الهجرة ولم أعثر على تاريخ وفاته.
والتاهرتي نسبة إلى تاهرت بمثناة فوقية وألف وهاء مفتوحة وراء
ساكنة ومثناة فوقية آخر الحروف. في معجم البلدان اسم لمدينتين
متقابلتين بأقصى المغرب يقال لإحداهما تاهرت القديمة وللأخرى المحدثة
وهي كثيرة الأنداء والضباب والأمطار حتى أن الشمس بها قل ان ترى،
دخلها اعرابي من اليمن ثم خرج إلى السودان فأشار إلى الشمس وقال
اما والله ان عززت في هذا المكان لطالما رأيتك ذليلة بتاهرت وانشد
ما خلق الرحمن من طرفة * أشهى من الشمس بتاهرت
وفي انساب السمعاني تاهرت موضع بأفريقية.
ثم إن الموجود في نسخة الاستيعاب المطبوعة بهامش الإصابة في
ترجمة علي أمير المؤمنين ع أبو بكر بن حماد والظاهر أنه تحريف من
الناسخين أو الطابعين لمخالفته لما في جميع الكتب التي رأيناها لمعجم
البلدان وأنساب السمعاني والإصابة والفصول المهمة وكامل ابن الأثير
وغيرها. كما أن ما في نسخة الفصول المهمة المطبوعة من تسميته بكر بن
حسان الباهلي وما في نسخة كامل ابن الأثير المطبوعة من تسميته بكر بن
حسان الباهري تصحيف ابدل فيه حماد بحسان والتاهرتي تارة بالباهري
وأخرى بالباهلي. ومر في الكنى بعنوان أبو بكر بن حماد التاهرتي.
أقوال العلماء فيه في
معجم البلدان بكر بن حماد أبو عبد الرحمن كان بتاهرت من
حفاظ الحديث و ثقات المحدثين المأمونين سمع بالمشرق ابن مسدد
وعمرو بن مرزوق وبشر بن حجر و بأفريقية ابن سحنون وسكن تاهرت
وبها توفي انتهى وفي الإصابة في ترجمة عمران بن حطان وقد اجابه عن
أبياته من القدماء بكر بن حماد التاهرتي وهو من أهل القيروان في عصر
البخاري انتهى وفي أنساب السمعاني بكر بن حماد التاهرتي كان
شاعرا وقد دخل المشرق وسمع من مسدد بن مسرهد مسنده ورواه عنه
بتاهرت وتوفي بها وكتب القاسم بن الأصبح مسند مسدد عن بكر بن حماد
التاهرتي انتهى وفي مرآة الجنان في سنة ٢٢٨ توفي مسدد بن مسرهد
الحافظ أبو الحسن البصري انتهى وقد سمعت قول ابن حجر انه
معاصر للبخاري والبخاري توفي سنة ٢٥٦ وبذلك علمنا أنه من أهل
المائة الثالثة كما مر.
تشيعه
نسب اليه ابن الأثير في الكامل القصيدة الآتية يرثي بها أمير
المؤمنين ع ويرد على عمران بن حطان الخارجي في رثائه
لعبد الرحمن بن ملجم ومدحه إياه على قتل أمير المؤمنين ع وكفى بها
دليلا على تشيعه وهي
(٥٩١)

قل لابن ملجم والأقدار غالبة * هدمت ويلك للاسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدم * وأول الناس اسلاما وايمانا
واعلم الناس بالقرآن ثم بما * سن الرسول لنا شرعا وتبيانا
صهر النبي ومولاه وناصره * أضحت مناقبه نورا وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له * مكان هارون من موسى بن عمرانا
وكان في الحرب سيفا صار * ما ذكرا ليثا إذا لقي الأقران أقرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدر * فقلت سبحان رب الناس سبحانا
اني لأحسبه ما كان من بشر * كلا ولكنه قد كان شيطانا
أشقى مراد إذا عدت قبائلها * وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت * على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم ان سوف يخضبها * قبل المنية أشقاها وقد كانا
فلا عفا الله عنه ما تحمله * ولا سقى قبر عمران بن حطانا
لقوله في شقي ظل مجترما * ونال ما ناله ظلما وعدوانا
يا ضربة من تقي ما أراد بها * الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
بل ضربة من غوي أوردته لظى * فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنه لم يرد قصدا بضربته * الا ليصلي عذاب الخلد نيرانا
وعمران بن حطان كان من الخوارج ولذلك رثى عبد الرحمن بن
ملجم ومدحه على قتله عليا ع فقال
يا ضربة من تقي ما أراد بها * الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
اني لأذكره يوما فاحسبه * أوفي البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الأرض أقبرهم * لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
لله در المرادي الذي سفكت * كفاه مهجة شر الخلق انسانا
أمسى عشية غشاه بضربته * مما جناه من الآثام عريانا
وقد رد على عمران بن حطان جماعة من الشعراء ذكرناهم في
الجزء الخامس من المجالس السنية ومما لم نذكره هناك ابيات السيد
الحميري حيث قال
لا در در المرادي الذي سفكت * كفاه مهجة خير الخلق انسانا
قد صار مما تعاطاه بضربته * مما عليه من الاسلام عريانا
أبكى السماء لباب كان يعمره * منها وحنت عليه الأرض تحنانا
طورا أقول ابن ملعونين ملتقط * من نسل إبليس بل قد كان شيطانا
ويل أمه اي ما ذا لعنة ولدت * لا ان كما قال عمران بن حطانا
عبد تحمل إثما لو تحمله * ثهلان طرفة عين هد ثهلانا
ومنهم أبو المظفر الشهرستاني في كتابه التبصير فقال:
كذبت وأيم الذي حج الحجيج له * وقد ركبت ضلالا منك بهتانا
لتلقين بها نارا مؤججة * يوم القيامة لا زلفى ورضوانا
تبت يداه لقد خابت وقد خسرت * وصار أبخس من في الحشر ميزانا
هذا جوابي لذاك النذل مرتجلا * أرجو بذاك من الرحمن غفرانا
و قال بكر بن حماد أو أبو بشر بن حماد كما في الاستيعاب في رثاء أمير
المؤمنين ع وفي شرح النهج انها لعبد الله بن عباس بن عبد المطلب
وهز علي بالعراقين لحية * مصيبتها جلت على كل مسلم
وقال سيأتيها من الله نازل * ويخضبها أشقى البرية بالدم
فعالجه بالسيف شلت يمينه * لشؤم قطام عند ذاك ابن ملجم
فيا ضربة من خاسر ضل سعيه * تبوأ منها مقعدا في جهنم
ففاز أمير المؤمنين بحظه * وان طرقت احدى الليالي بمعظم
ألا انما الدنيا بلاء وفتنة * حلاوتها شيبت بصاب وعلقم
ومن شعر بكر بن حماد التاهرتي ما نسبه اليه ياقوت في معجم
البلدان يصف بها بلدة تاهرت وشدة البرد بها وكثرة الغيوم والأنداء
والضباب حتى أن الشمس بها قل ان ترى فقال
ما أخش البرد وريعانه * وأطراف الشمس بتاهرت
تبدو من الغيم إذا ما بدت * كأنها تنشر من تخت
فنحن في بحر بلا لجة * تجري بنا الريح على سمت
نفرح بالشمس إذا ما بدت * كفرحة الذمي بالسبت
بكر بن حي بن تيم الله بن ثعلبة التيمي في أبصار العين كان بكر ممن خرج مع ابن سعد إلى حرب
الحسين ع حتى إذا قامت الحرب على ساق مال مع الحسين ع على
ابن سعد فقتل بين يدي الحسين ع بعد الحملة الأولى ذكره صاحب
الحدائق الوردية وغيره انتهى أقول لم أجد من ذكره غير هذا الذي
نقله عن صاحب الحدائق.
بكر بن خالد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع.
وفي لسان الميزان بكر بن خالد الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة
من الرواة عن جعفر الصادق انتهى يروي عنه أبان بن عثمان في
التهذيب في باب الحلق.
بكر بن زياد الجعفي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي ميزان
الاعتدال بكر بن زياد الباهلي عن ابن المبارك قال ابن حبان دجال يضع
الحديث. وفي لسان الميزان ذكر الطوسي في رجال الشيعة بكر بن زياد
الحنفي مولاهم الكوفي من الرواة عن جعفر الصادق فلا أدري أ هما واحد
أم اثنان انتهى وقد ابدل الجعفي بالحنفي.
بكر بن زيد الهمداني
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧
قال ابن الأثير في الكامل ان مالك الأشتر استقبله شباب من
همدان وكانوا ثمانمائة مقاتل يومئذ وكانوا صبروا في الميمنة حتى أصيب
منهم ثمانون ومائة رجل وقتل منهم أحد عشر رئيسا وعد منهم عبد الله
وبكر بنو زيد قال فقتلوا جميعا.
بكر بن سالم
في التعليقة في التهذيب في الصحيح عن عبد الله بن المغيرة عنه
عن سعد الإسكاف وفي روايته عنه نوع اعتماد كما مر في الفوائد
انتهى.
بكر بن سماك الأسدي كوفي
في لسان الميزان ذكره أبو عمرو الكشي في رجال الشيعة من
(٥٩٢)

الرواة عن جعفر الصادق انتهى وليس له ذكر في اختيار رجال الكشي
ولا في غيره من كتب الرجال ولا شك انه وقع فيه اشتباه منه.
بكر بن صالح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع. وفي ميزان
الاعتدال بكر بن صالح مجهول قاله الأزدي انتهى وفي لسان الميزان
ولفظه لا يصح حديثه إسناده مجهول انتهى اه.
بكر بن صالح الرازي مولى بني ضبة
قال النجاشي روى عن أبي الحسن موسى ع ضعيف له كتاب
نوادر يرويه عدة من أصحابنا أخبرناه محمد بن علي حدثنا أحمد بن
محمد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا محمد بن
خالد البرقي عن بكر به وهذا الكتاب يختلف باختلاف الرواة عنه
انتهى وقال ابن الغضائري على ما حكاه ابن داود في رجاله وصاحب
النقد وغيرهما بكر بن صالح الرازي مولى بني ضبة كثير التفرد بالغرائب
ضعيف جدا وفي الخلاصة بكر بن صالح الرازي مولى بني ضبة روى عن
أبي الحسن الكاظم ع ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب انتهى ومنه
يعلم أن تضعيف الخلاصة من ابن الغضائري وفي التعليقة تضعيف
الخلاصة من ابن الغضائري على ما يظهر من كلام ابن طاوس ففيه نوع
وهن لا سيما بعد ملاحظة ما أشرنا اليه في الفوائد وخصوصا بعد رواية
إبراهيم عنه كما مر في إسماعيل بن مرار انتهى والذي قاله ابن طاوس ان
ابن الغضائري ضعف بكر بن صالح انتهى لكن عبارة ابن الغضائري
المأخوذ منها التضعيف نقلها ابن داود بتمامها كما مر ولكن تضعيف ابن
الغضائري وان كان ضعيفا الا ان الرجل يخرج من الضعف إلى الجهالة
على أن تضعيف النجاشي كاف وفي الفهرست بكر بن صالح الرازي له
كتاب في درجات الايمان ووجوه الكفر والاستغفار والجهاد أخبرنا به ابن
أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن إبراهيم بن
هاشم عن بكر بن صالح وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع
فقال بكر بن صالح الضبي الرازي مولى وفي من لم يرو عنهم
ع فقال بكر بن صالح روى عنه إبراهيم بن هاشم انتهى وقال
النجاشي في ترجمة عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن
جعفر بن أبي طالب له كتب أخبرني عدة من أصحابنا عن الحسن بن حمزة
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن بكر بن صالح عن
عبد الله بن إبراهيم وهذه الكتب تترجم لبكر بن صالح انتهى ثم إن
عد الشيخ له تارة في أصحاب الرضا ع وأخرى فيمن لم يرو عنهم
ع وعد النجاشي له في أصحاب الكاظم ع متناف أو
مقتض للتعدد ولهذا قال الميرزا في المنهج هذا يقتضي التعدد ولعل الاتحاد
اظهر انتهى وفي الوسيط ذكر له ثلاث تراجم وفي منتهى المقال عن
جملة من مشايخه المعاصرين ان ذكر الرجل في أصحاب امام لا يقتضي
روايته عنه فيرتفع التنافي انتهى وفيه ان المعلوم من اصطلاح الشيخ
غير هذا يدل عليه قول الشيخ في جملة من التراجم عاصره ولا أدري
روى عنه أو لا وقوله في أول رجاله ولمن لم يرو عنهم لم بعد ذكره
علامات الأصحاب فدل على أن المراد بالصحبة الرواية ولذلك قال السيد
الداماد في الرواشح السماوية ان اصطلاحات الشيخ في كتب الرجال في
الأصحاب أصحاب الرواية لا أصحاب الملاقاة فتتبع انتهى فالظاهر
حمل ذلك على سهو القلم ومن الغريب ما وقع في رجال ابن داود على ما
في نسخة عندي مصححة وكذا غيرها من النسخ فإنه قال في القسم الثاني
بكر بن صالح الرازي مولى بني ضبة جش م جخ لم ضعيف غض كثير
التفرد ضعيف جدا انتهى وقال في القسم الأول بائس مولى حمزة بن
اليسع الأشعري ضاجع ثقة ثم قال بكر بن صالح الرازي الضبي مولى
بائس مولى حمزة بن اليسع الأشعري ثقة انتهى فالترجمة الأخيرة مركبة
من بعض ترجمة بكر بن صالح وترجمة بائس فهي باطلة لا صحة لها
والذي أوقعه في هذا الاشتباه ان الشيخ في رجاله عد في أصحاب
الرضا ع بكر بن صالح الضبي الرازي وقال مولى ثم ذكره بعده
بائس مولى حمزة بن اليسع الأشعري وقال ثقة فجمع ابن داود الترجمتين
وظنهما لشخص واحد وهذا من الأغلاط التي قيل عن رجال ابن داود ان
فيه أغلاطا و أغرب من ذلك ما يحكى عن حاشية الشهيد الثاني على
الخلاصة أنه قال في باب بكر زاد ابن داود واحدا في هذا الباب وهو
بكر بن صالح الرازي مولى بائس مولى حمزة بن اليسع الأشعري ثقة
انتهى ووقوع الاشتباهات الواضحة من أعاظم العلماء متكرر والعصمة
لله وحده ولمن عصمه. وفي لسان الميزان بكر بن صالح الرازي مولى
بني ضبة ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة فقال بكر بن صالح الضبي
الرازي روى عن موسى بن جعفر وصنف كتابا روى عنه محمد بن خالد
البرقي قال وكان بكر ضعيفا وذكره الطوسي في رجال علي الرضا انه
روى أيضا عن عبد الرحمن بن سالم وانه روى عنه إبراهيم بن هاشم
وأحمد بن محمد بن عيسى الأشعري والعباس بن معروف انتهى.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف بكر بن صالح الرازي الضعيف
برواية محمد بن خالد البرقي وإبراهيم بن هاشم عنه انتهى وزاد
الكاظمي رواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه وروايته عن الحسن بن
محمد بن عمران انتهى أقول ومر روايته عن عبد الله بن إبراهيم
الجعفري قال الطريحي وحيث يعسر التمييز تقف الرواية انتهى.
بكر بن عبد الله أبي الهذيل
في التعليقة في العيون عنه رواية ربما يظهر منها حسن عقيدته بل
حسن حاله انتهى.
بكر بن عبد الله الأزدي
روى الكليني في الكافي في باب دعاء الدم من كتاب الحج عن عبد
الله بن مسكان عنه عن أبي عبد الله ع. وفي التعليقة بكر بن عبد الله
الأزدي شريك أبي حمزة الثمالي روى عنه ابن مسكان وفيه ايماء إلى
الاعتماد عليه كما مر انتهى.
بكر بن عبد الله الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان بكر بن عبد الله الحنفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق انتهى. فأبدل الجعفي بالحنفي كما مر مثله.
بكر بن عبد الله بن حبيب المزني
قال النجاشي يعرف وينكر ويسكن الري له كتاب النوادر
(٥٩٣)

أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا علي بن محمد القلانسي حدثنا حمزة عن
بكر بكتابه انتهى.
بكر بن أبي بكر عبد الله بن محمد الحضرمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر بكر بن أبي
بكر كوفي من أصحاب الصادق ع. في منهج المقال لا يبعد أن يكون
هذا انتهى وقال صاحب الذخيرة بكر بن أبي بكر الحضرمي
غير مذكور في كتب الرجال انتهى وهو وإن لم يذكر بهذا
العنوان فهو مذكور بغيره. وفي لسان الميزان بكر بن عبد الله الحضرمي
كوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق قال
ويحتمل أن يكون هو وبكر بن عبد الله الحنفي واحدا انتهى وقد عرفت
أنه الجعفي لا الحنفي والاحتمال الذي ذكره بعيد.
بكر العجلي
روى إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات عن الحسن بن
بكر العجلي عن أبيه قال كنا عند علي ع في الرحبة فاقبل رهط
فسلموا الخ وذكر حديثا في الخنثى ويدل ذلك على أنه كان من أصحاب
أمير المؤمنين علي ع وليس له ذكر في كتب الرجال.
بكر بن علقمة البجلي
من أصحاب علي ع قتل معه يوم الجمل فيما يظهر من كتاب
صفين لنصر بن مزاحم ويحتمل كونه من غيرهم فإنه ذكر في خاتمة كتابه
جماعة ممن أصيب من أصحاب علي ع أيام الجمل وصفين والنهر
بأسمائهم وذكر هذا فيهم ولكنه ذكر معهم غيرهم والله أعلم.
بكر بن عمر أو عمير الهمداني الأرحبي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بكري بن عيسى أبو زيد البصري الأحول
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
بكر بن فطر بن خليفة أبو عمرو الكوفي
يأتي بكير مصغرا وهو الأكثر وبكر مكبرا انما جاء في بعض النسخ.
وفي لسان الميزان بكر بن فطر بن خليفة أبو عمرو الكوفي من رجال
الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق ذكره أبو جعفر الطوسي انتهى.
بكر بن كرب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال في أصحاب
الصادق ع بكر بن كرب الصيرفي كوفي أسند عنه انتهى وفي
التعليقة بكر بن كرب عن الداماد بالتحريك وربما ضبط بضم الراء
المشددة انتهى روى عنه حماد في الصحيح وفيه ايماء إلى الاعتماد عليه.
وفي بصائر الدرجات عنه عن الصادق ع ما لهم ولكم ما يريدون
منكم يقولون الرافضة نعم والله رفضتم الكذب واتبعتم الحق انتهى
وفي لسان الميزان بكر بن كرب الصريفيني ذكره الطوسي والكشي في
رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق زاد الكشي وعن أبي جعفر
الباقر انتهى أقول أبدل الصيرفي بالصريفيني والذي ذكر روايته عن
الباقر ع هو الطوسي كما سمعت لا الكشي روايته عن الصادق ع
أيضا عنه حماد في التهذيب في باب صفة الغسل وفي باب حكم الجنابة.
بكر الكرماني
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع. وقال من أصحاب
العياشي.
بكر بن مبشر بن خير الأنصاري
خير بالخاء المعجمة والمثناة التحتية في رجال الشيخ والإصابة
وفي الاستيعاب وأسد الغابة جبر بالجيم والباء الموحدة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص. وفي الاستيعاب
بكر بن مبشر بن جبر الأنصاري قيل إنه من بني عبيد روى عنه
إسحاق بن سالم وأنيس بن أبي يحيى يعد في أهل المدينة انتهى وفي أسد
الغابة بكر بن مبشر بن جبر الأنصاري من بني عبيد بن زيد بن مالك بن
عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس وبنو عبيد بطن من الأوس
له صحبة عداده في أهل المدينة. روى أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن
سالم مولى بني نوفل ابن عدي عن بكر قال أبو عمر روى عنه إسحاق بن
سالم وأنيس بن أبي يحيى وليس كذلك إنما أنيس راو عن إسحاق انتهى
وفي الإصابة بكر بن مبشر بن خير الأنصاري الأوسي قال أبو حاتم له
صحبة وكذا قال ابن حبان وزاد عداده في أهل المدينة وقال ابن السكن
له حديث واحد باسناد صالح وأخرجه الحاكم في مستدركه وأبو داود
والبخاري في تاريخه والبارودي وقال ابن القطان لم يرو عنه الا إسحاق بن سالم و
إسحاق لا يعرف انتهى ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
بكر بن محمد الأزدي
يأتي بعنوان بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي
الغامدي.
بكر بن محمد بن جناح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع. وقال واقفي
انتهى وقال الكشي قال حمدويه عن بعض أشياخه بكر بن محمد بن
جناح واقفي انتهى وفي لسان الميزان بكر بن محمد بن جناح ذكره
الطوسي في رجال الشيعة وكان واضعا روى عن موسى بن جعفر وقد
تقدم بكر بن جناح فلعله هذا نسبة لجده انتهى. وقوله كان واضعا
صوابه واقفا. وفي التعليقة سيجئ في باب الميم محمد بن بكر بن جناح
ثقة عن النجاشي واقفي عن الشيخ في رجال الكاظم ع فيحتمل كون
أحد المذكورين أبا والآخر ابنا منسوبا إلى الجد ويحتمل اتحادهما وكون ما
في الكشي سهوا من النساخ كما وقع أمثال ذلك فيه مكررا والشيخ في
رجال الكاظم تبعه هنا غفلة لكن على الأول الظاهر أن المذكور هنا ابن
ومنسوب إلى الجد لما مر في بكر بن جناح وهذا مما يرجح الاحتمال الثاني
وفي الوجيزة انه اسند عنه انتهى.
بكر بن محمد بن حبيب وقيل بكر بن محمد بن عدي بن حبيب بن بقية
أبو عثمان المازني البصري النحوي
قال ابن الأثير توفي سنة ٢٤٧ وفي تاريخ بغداد عن أبي سعيد
السكري ٢٤٨ قال وقال غيره ٢٤٩ وفي معجم الأدباء عن ابن واضح
٢٣٠ وكانت وفاته بالبصرة قال ياقوت ولما مات المازني اجتازت جنازته
على أبي الفضل الرياشي فقال متمثلا
(٥٩٤)

لا يبعد الله أقواما رزئتهم * أفناهم حدثان الدهر والأبد
نمدهم كل يوم من بقيتنا * ولايؤوب الينا منهم أحد
وفي لسان الميزان رثاه أبو الفرج الرقاشي.
بقية بالباء الموحدة والقاف والمثناة التحتية المشددة.
والمازني نسبة إلى مازن قبيلة فهو أحد بني مازن بن شيبان بن
ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن بكر بن وائل كذا في تاريخ بغداد
ومعجم الأدباء وغيرهما وفي المعجم قال الزبيدي قال الخشني المازني
مولى بني سدوس نزل في بني مازن بن شيبان فنسب إليهم وهو من أهل
البصرة.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي بكر بن محمد بن حبيب بن بقية أبو عثمان المازني
مازن بني شيبان كان سيد أهل العلم بالنحو والغريب واللغة بالبصرة
و مقدمهم مشهورا بذلك (١) أخبرنا بذلك العباس بن عمر بن العباس
الكلواذاني المعروف بابن مروان رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى
الصوفي حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد قال ومن علماء الإمامية أبو
عثمان بكر بن محمد وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم له في الأدب
كتاب التصريف كتاب ما يلحن فيه العامة. التعليق. قال أبو عبد الله بن
عبدون رحمه الله وجدت بخط أبي سعيد السكري مات أبو عثمان بكر بن
محمد رحمه الله سنة ٢٤٨ انتهى. وفي الخلاصة بكر بن محمد بن
حبيب بن بقية أبو عثمان المازني مازن بني شيبان كان سيد أهل العلم
بالنحو والغريب واللغة بالبصرة ومقدمته مشهورة بذلك كان من علماء الإمامية
وهو من غلمان إسماعيل ابن ميثم في الأدب مات أبو عثمان
سنة ٢٤٨ انتهى وفي النقد قال في الخلاصة ومقدمته مشهورة بذلك
وهو من غلمان إسماعيل بن ميثم في الأدب ولا يخفى ما فيه من
التصحيف والاسقاط انتهى وأراد بالتصحيف قوله ومقدمته مشهورة
بذلك صوابه ومقدمهم مشهورا بذلك وبالإسقاط قوله في الأدب فان
العلامة نقل عبارة النجاشي كما هي عادته وليس فيها انه من غلمانه في
الأدب ولا كان إسماعيل معروفا بالأدب بل بعلم الكلام فيظن أن
العلامة أثبت من قول النجاشي له في الأدب كتاب التصريف لفظة في
الأدب وأسقط الباقي لاستعجاله في الكتابة وعدم المراجعة وقد وقع له
أمثال ذلك كثيرا كما يعرف بالتتبع. وفي رجال ابن داود بكر بن محمد بن
حبيب بن بقية أبو عثمان المازني الشيباني لم. كش كان إماما ثقة
انتهى وعن حواشي الشهيد الثاني على الخلاصة قال ابن داود نقلا عن
الكشي إنه يعني أبا عثمان إمام ثقة انتهى وفي النقد لم أجده في رجال
الكشي انتهى وفي تهذيب التهذيب أن أبا عثمان المازني النحوي روى
عن الرضا ع وذكره بعض المعاصرين في متكلمي الشيعة ولعله
استفاده من تلمذه على إسماعيل بن ميثم المتكلم. أقول وهذا من أغلاط
رجال ابن داود الذي قيل إن فيه أغلاطا. وفي تاريخ بغداد بسنده عن
أبي جعفر الطحاوي قال سمعت بكار بن قتيبة قبيس يقول ما رأيت
نحويا قط يشبه الفقهاء الا حبان بن الهلال والمازني يعني أبا عثمان
انتهى. وفي معجم الأدباء كان المازني اماميا يرى رأي ابن ميثم
ويقول بالارجاء وكان لا يناظره أحد إلا قطعه لقدرته على الكلام وكان
المبرد يقول لم يكن بعد سيبويه اعلم من أبي عثمان بالنحو وقد ناظر
الأخفش في أشياء كثيرة فقطعه وهو أخذ عن الأخفش. وقال حمزة لم يقرأ
على الأخفش إنما قرأ على الجرمي ثم اختلف إلى الأخفش وقد برع وكان
يناظره ويقدم الأخفش وهو حي وكان أبو عبيدة يسميه بالتدرج والنقار
انتهى وفي بغية الوعاة كان إماما في العربية متسعا في الرواية يقول
بالارجاء وكان لا يناظره أحد الا قطعه لقدرته على الكلام وقد ناظر
الأخفش في أشياء كثيرة فقطعه انتهى وقال ابن الأثير في الكامل أبو
عثمان بكر بن محمد المازني النحوي الامام في العربية انتهى.
أخباره
روى في تاريخ بغداد انه قدم بغداد في أيام المعتصم قال وروي أن
قدومه كان في أيام الواثق. وفي معجم الأدباء حدث المبرد عن المازني
قال كنت عند أبي عبيدة فسأله رجل فقال له كيف تقول عنيت بالأمر
قال كما قلت عنيت بالأمر، قال فكيف الأمر منه فغلط وقال أعن
بالأمر فأومأت إلى الرجل ليس كما قال فرآني أبو عبيدة فأمهلني قليلا
وقال ما تصنع عندي قلت ما يصنع غيري قال لست كغيرك لا تجلس إلي
قلت ولم قال لأني رأيتك مع إنسان خوزي سرق مني قطيفة قال فانصرفت
وتحملت عليه باخوانه فلما جئته قال لي أدب نفسك أولا ثم تعلم الأدب
قال المبرد الأمر من هذا باللام لا يجوز غيره لأنك تأمر غير من بحضرتك
كأنه كذا ليفعل هذا. قال المبرد سالت المازني عن قول الأعشى
هذا النهار بدا لها من همها * ما بالها بالليل زال زوالها
فقال نصب النهار على تقدير هذا الصدود بدا لها النهار
واليوم والليلة والعرب تقول زال وازال بمعنى فتقول زال زوالها قال
ياقوت قرأت بخط الأزهري منصور في كتاب نظم الجمان تصنيف
الميداني سئل المازني عن أهل العلم فقال أصحاب القرآن فيهم تخليط
وضعف وأهل الحديث فيهم حشو ورقاعة والشعراء فيهم هوج وأصحاب
النحو فيهم ثقل وفي رواية الأخبار الظرف كله والعلم هو الفقه. حدث
محمد بن رستم الطبري (٢) قال أنبأنا أبو عثمان المازني قال كنت عند
سعيد بن مسعدة الأخفش أنا وأبو الفضل الرياشي فقال الأخفش ان منذ
إذا رفع بها فهي فحرف معنى ليس باسم كقولك ما رأيته منذ اليوم فقال
له الرياشي فلم لا يكون في الموضعين اسما فقد نرى الأسماء تخفض
وتنصب كقولك هذا ضارب زيدا غدا وضارب زيد أمس أ فلا يكون بهذه
المنزلة فلم يأت الأخفش بمقنع قال أبو عثمان فقلت له لا يشبه منذ ما
ذكرت لأنا لم نر الأسماء هكذا تلزم موضعا الا إذا ضارعت حروف المعاني
نحو ابن وكيف فكذلك منذ هي مضارعة لحروف المعاني فلزمت موضعا
واحدا قال الطبري فقال ابن أبي زرعة للمازني أ فرأيت حروف المعاني
تعمل عملين مختلفين متضادين قال نعم كقولك قام القوم حاشا زيد
وحاشا زيدا وعلى زيد ثوب وعلا زيد الفرس فتكون مرة حرفا ومرة فعلا
بلفظ واحد. وحدث المبرد قال سمعت المازني يقول معنى قولهم إذا لم

(١) في النسخة المطبوعة ومقدمته مشهورة بذلك وهو تحريف وصوابه ما ذكرناه كما أن ما في
النقد ومقدمة أيضا تحريف صوابه ومقدمهم أي مقدم أهل العلم وكأنه كان كذلك في
نسخة العلامة من رجال النجاشي كما ستعرف.
(٢) سيأتي أحمد بن محمد بن رستم ويحتمل زيادة أحمد ومحمد بن رستم ويحتمل زيادة أحمد.
ومحمد بن رستم هو أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الإمامي غير صاحب التفسير - (المؤلف).
(٥٩٥)

تستح فاصنع ما شئت أي إذا صنعت ما لا يستحى من مثله فاصنع منه
ما شئت وليس على ما يذهب العوام اليه. قال ياقوت قلت وهذا تأويل
حسن جدا. قال أبو القاسم الزجاجي أخبرنا أبو جعفر أحمد بن
محمد بن رستم الطبري قال حضرت مجلس أبي عثمان المازني وقد قيل له
لم قلت روايتك عن الأصمعي قال رميت عنده بالقدر والميل إلى مذهب
أهل الاعتزال فجئته يوما وهو في مجلسه فقال لي ما تقول في قول الله عز
وجل انا كل شئ خلقناه بقدر قلت سيبويه يذهب إلى أن الرفع فيه
أقوى من النصب في العربية لاستعمال الفعل المضمر وانه ليس هاهنا
شئ هو بالفعل أولى ولكن أبت عامة القراء الا النصب ونحن نقرأها
كذلك أتباعا لأن القراءة سنة فقال لي فما الفرق بين الرفع والنصب في
المعنى فعلمت مراده فخشيت ان تغرى بي العامة فقلت الرفع بالابتداء
والنصب باضمار فعل وتعاميت عليه فقال حدثني جماعة من أصحابنا أن
الفرزدق قال يوما لأصحابه قوموا بنا إلى مجلس الحسن البصري فاني أريد
أن أطلق النوار وأشهده على نفسي فقالوا له تفعل فلعل نفسك تتبعها
وتندم فقال لا بد من ذلك فمضوا معه فلما وقف على الحسن قال له يا أبا
سعيد تعلمن أن النوار طالق ثلاثا قال قد سمعت فتبعتها نفسه بعد ذلك
وندم وأنشأ يقول
ندمت ندامة الكسعي لما * غدت مني مطلقة نوار
وكانت جنتي فخرجت منها * كآدم حين اخرجه الضرار
ولو اني ملكت يدي ونفسي * لكان علي للقدر الخيار
ثم قال والعرب تقول لو خيرت لاخترت تحيل على القدر وينشدون
هي المقادير فلمني أو فذر * ان كنت أخطأت فلم يخط القدر
ثم أطبق نعليه وقال نعم القناع للقدري فأقللت غشيانه بعد ذلك
قال المبرد حدثني المازني قال مررت ببني عقيل فإذا رجل أسود قصير
أعور أبرص اكشف قائم على تل سماد وهو يملأ جواليق معه من ذلك
السماد وهو يغني بأعلى صوته
فان تصرمي حبلي وتستكرهي وصلي * فمثلك موجود ولن تجدي مثلي
فقلت صدقت والله ومتى تجد ويحك مثلك فقال بارك الله عليك
واسمع خيرا منه ثم اندفع ينشد
يا ربة المطرف والخلخال * ما أنت من همي ولا أشغالي
مثلك موجود ومثلي غالي
وفي نزهة الألباء يحكى عن أبي عثمان أنه قال حضرت أنا
ويعقوب بن السكيت مجلس محمد بن عبد الملك الزيات وأفضنا في
شجون الحديث إلى أن قلت كان الأصمعي يقول بينما أنا جالس إذ جاء
عمرو فقال ابن السكيت هكذا كلام الناس قال فأخذت في مناظرته عليه
فقال محمد بن عبد الملك دعني حتى أبين له ما اشتبه عليه ثم التفت اليه
وقال ما معنى بينا قال حين قال أ فيجوز أن يقال حين جاء عمرو إذ جاء
زيد فسكت قال وروى أبو عثمان قال حدثني أبو زيد قال سمعت رؤبة
يقرأ فاما الزبد فيذهب جفالا فقلت جفاء قال لا إنما الريح تجفله أي
تقلعه قال وقال المازني سألني الأصمعي عن قوله:
يا بئرنا بئر بني عدي * لا ينزحن قعرك بالدلي
حتى تعودي اقطع الولي
فقلت حتى تعودي قليبا أقطع الولي وكان حقه أن يقول قطعاء
الولي لقوله تعودي انتهى والولي هو المطر بعد الوسمي سمي وليا لأنه
يلي الوسمي. وقال ابن خلكان روى المبرد عن المازني قال قرأ علي رجل
كتاب سيبويه في مدة طويلة فلما بلغ آخره. قال لي اما أنت فجزاك الله
خيرا وأما أنا فما فهمت منه حرفا انتهى وفي لباب الآداب روي أن
المازني قال يوما لأصحابه ما أحسن ما قيل في الاعتذار فأنشدوه ما حضر
فقال أحسن ما قيل في الاعتذار قول النابغة الذبياني
سيري اليه فاما رحلة نفعت * أو راحة القلب من هم وتعذيب
فان عفوت فعفو غير مؤتنف * وان قتلت فوتر غير مطلوب
وفي تهذيب التهذيب قال المبرد عن أبي عثمان المازني سئل علي بن
موسى الرضا يكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال هو اعدل من ذلك قال
يستطيعون ان يفعلوا ما يريدون؟ قال هم أعجز من ذلك انتهى.
أخباره مع الواثق
في معجم البلدان قال أبو عثمان المازني قال لي الواثق كيف ينسب
رجل إلى سر من رأى فقلت سري يا أمير المؤمنين أنسب إلى أول الحرفين
كما قالوا في النسب إلى تأبط شرا تأبطي انتهى وفي نزهة الألباء في
طبقات الأدباء لعبد الرحمن بن الأنباري حكى أبو العباس المبرد قال
قصد أبا عثمان المازني بعض أهل الذمة وبذل له مائة دينار ليقرئه كتاب
سيبويه فامتنع من قبول بذله واضب على رده فقلت له جعلت فداك لم
امتنعت مع فاقتك وشدة اضاقتك فقال ان في كتاب سيبويه كذا وكذا آية
من كتاب الله ولست أرى إن أمكن منها ذميا غيرة على كتاب الله تعالى
وحمية له وذكر غير واحد أن ذلك الذمي كان يهوديا قال فاتفق انه
أشخص إلى الواثق وكان السبب في ذلك ان غنت جارية بحضرته بقول
العرجي
أظلوم ان مصابكم رجلا * اهدى السلام تحية ظلم
فرد عليها بعض الناس وهو التوزي نصبها رجلا وتوهم انه خبر
ان وليس كذلك وانما هو معمول لمصابكم لأنه في معنى أصابتكم وظلم
خبر ان فقالت الجارية لا اقبل هذا وقد قرأته على أعلم الناس بالبصرة
أبي عثمان المازني. وفي معجم الأدباء أورد هذا الخبر نقلا عن الأغاني
ببعض التفاوت فبعد ما ذكر خبر امتناعه عن اقراء الذمي كتاب سيبويه
قال فلم يمض على ذلك مديدة حتى أرسل الواثق في طلبه وأخلف الله
عليه اضعاف ما تركه الله كما حدث أبو الفرج علي بن حسين الأصفهاني
في كتاب الأغاني باسناد رفعه إلى أبي عثمان المازني قال كان سبب طلب
الواثق لي ان مخارقا غناه في شعر الحارث بن خالد المخزوني
أ ظليم (١) ان مصابكم رجلا * أهدى السلام تحية ظلم
فلحنه قوم وصوبه آخرون فسال الواثق عمن بقي من رؤساء
النحويين فذكرت له فامر بحملي وإزاحة عللي فلما وصلت اليه قال لي ممن
الرجل قلت من بني مازن قال من مازن تميم أم مازن قيس أم مازن ربيعة
أم مازن اليمن قلت من مازن ربيعة قال لي باسمك ويريد ما اسمك
وهي لغة كثيرة في قومنا فقلت على القياس اسمي بكر وذلك أن مازنا
تقلب الميم باء والباء ميما، فقال له الواثق باسمك يعلمه معرفته بابدال

(١) هكذا في النسخة والمعروف أظلوم. (المؤلف)
(٥٩٦)

الميم باء في هذه اللغة فاجابه المازني اسمي بكر على القياس ولم يقل
اسمي مكر كما تقول بنو مازن كراهة ان يواجه بالمكر فضحك وأعجبه
ذلك وفطن لما قصدت انني لم استجز ان أواجهه بالمكر وقال اجلس
فاطبئن اي فاطمئن فجلست فسألني عن البيت فقلت صوابه ان مصابكم
رجلا قال فأين خبر ان قلت ظلم في آخر البيت والبيت كله متعلق به لا
معنى له حتى يتم بقوله ظلم فقال صدقت. وفي نزهة الألباء ثم أحضر
التوزي وكان في دار الواثق وفي البغية قال المازني فاخذ التوزي في
معارضتي فقلت هو بمنزلة قولك ان ضربك زيدا ظلم فرجلا مفعول
مصابكم وظلم الخبر والدليل عليه ان الكلام معلق إلى أن تقول ظلم
فيتم فقال التوزي حسبي وفهم واستحسنه الواثق قال أبو الفرج وقال
أ لك ولد قلت بنية لا غير. وفي تاريخ بغداد قلت لا ولكن لي أخت بمنزلة
الولد قال فما قالت لك حين ودعتها قلت أنشدتني قول الأعشى
تقول ابنتي حين جد الرحيل * أرانا سواء ومن قد يتم
أبانا فلا رمت من عندنا * فانا بخير إذا لم ترم
أرانا إذا أضمرتك البلاد * نجفي ويقطع منا الرحم
فقال الواثق كأني بك وقد قلت لها قول الأعشى أيضا
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا * يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا عليك
مثل الذي صليت فاعتصمي * يوما فان لجنب المرء مضطجعا
فقلت صدق أمير المؤمنين قلت لها ذلك وزدتها قول جرير
ثقي بالله ليس له شريك * ومن عند الخليفة بالنجاح
فقال ثق بالنجاح إن شاء الله تعالى. وفي نزهة الألباء قال المبرد قال
لي أبو عثمان لما قدمت من البصرة إلى سر من رأى دخلت على الخليفة
فقال يا مازني من خلفت وراءك فقلت خلفت أخية أصغر مني أقيمها
مقام الولد فقال ما قالت لك حين خرجت قلت طافت حولي وقالت وهي
تبكي أقول لك يا أخي ما قالت بنت الأعشى لأبيها وهو تقول ابنتي
الأبيات المتقدمة قال فما قلت لها قال قلت أقول لك يا أخية ما قال جرير
لزوجته أم حرزة ثقي بالله البيت فقال لا جرم انك ستنجح وأمر له
بثلاثين ألف درهم انتهى قال أبو الفرج فقال له الواثق ان هاهنا قوما
يختلفون إلى أولادنا فامتحنهم فمن كان عالما ينتفع به ألزمناهم إياه ومن
كان بغير هذه الصفة قطعناهم عنه قال فامتحنتهم فما وجدت فيهم طائلا
وحذروا ناحيتي فقلت لا باس على أحد منكم فلما رجعت اليه قال كيف
رأيتهم فقلت يفضل بعضهم بعضا في علوم ويفضل الباقون في غيرها
وكل يحتاج إليه فقال الواثق إني خاطبت منهم رجلا فكان في نهاية الجهل
في خطابه ونظره فقلت يا أمير المؤمنين أكثر من تقدم فهم بهذه الصفة
وقد أنشدت فيهم
إن المعلم لا يزال مضعفا * ولو ابنتي فوق السماء سماء
من علم الصبيان أصبوا عقله * مما يلاقي بكرة وعشاء
فقال لي لله درك كيف لي بك فقلت يا أمير المؤمنين ان الغنم لفي
قربك والأمن والفوز لديك والنظر إليك ولكني ألفت الوحدة وأنست
بالانفراد ولي أهل يوحشني البعد عنهم ويضر بهم ذلك ومطالبة العبادة
أشد من مطالبة الطباع فقال لي فلا تقطعنا وإن لم نطلبك فقلت السمع
والطاعة فامر لي بألف دينار وأجرى علي في كل شهر مائة دينار.
قال ابن خلكان قال المبرد فلما عاد إلى البصرة قال لي كيف رأيت يا
أبا العباس رددنا لله مائة فعوضنا ألفا. قال أبو الفرج وزاد الزبيدي قال
المازني وكنت بحضرته أي الواثق يوما فقلت لابن قادم وابن سعدان
وقد كابرني كيف تقول نفقتك دينارا أصلح من درهم فقال دينار بالرفع
قلت فكيف تقول ضربك زيدا خير لك فتنصب زيدا فطالبته بالفرق
بينهما فانقطع وكان ابن السكيت حاضرا فقال الواثق سله عن مسالة
فقلت له ما وزن نكتل من الفعل فقال نفعل فقال الواثق غلطت فقال لي
فسره فقلت نكتل تقديره نفتعل وأصله نكتيل فانقلبت الياء ألفا لفتحة ما
قبلها فصار لفظها نكتال فأسكنت اللام للجزم لأنه جواب الأمر فحذفت
الألف لالتقاء الساكنين فقال الواثق هذا الجواب لا جوابك يا يعقوب فلما
خرجنا قال لي يعقوب ما حملك على هذا وبيني وبينك المودة الخالصة
فقلت والله ما قصدت تخطئتك ولم أظن أنه يعزب عنك ذلك وحدث
الزبيدي قال قال المازني حضرت يوما عند الواثق وعنده نحاة الكوفة
فقال لي الواثق يا مازني هات مسالة فقلت ما تقولون في قوله تعالى
وما كانت أمك بغيا لم لم يقل بغية وهي صفة لمؤنث فأجابوا بجوابات
غير مرضية فقال الواثق هات ما عندك فقلت لو كانت بغي على تقدير
فعيل بمعنى فاعلة لحقتها الهاء مثل كريمة وظريفة وانما تحذف الهاء إذا
كانت في معنى مفعولة نحو امرأة قتيل وكف خضيب وبغي هنا ليس
بفعيل انما هو فعول وفعول لا تلحقه الهاء في وصف التأنيث نحو امرأة
شكور وبئر شطون إذا كانت بعيدة الرشاء وتقدير بغي بغوي قلبت الواو
ياء ثم أدغمت في الياء فصارت ياء ثقيلة نحو سيد وميت فاستحسن
الجواب قال المازني ثم انصرفت إلى البصرة فكان الوالي يجري علي المائة
دينار في كل شهر حتى مات الواثق فقطعت عني. وفي نزهة الألباء انه
سئل عن ذلك بحضرة المتوكل.
خبره مع المتوكل
قال ثم ذكرت للمتوكل فأشخصني فلما دخلت اليه رأيت من العدد
والسلاح والأتراك ما راعني والفتح بن خاقان بين يديه وخشيت ان سئلت
عن مسالة ان لا أجيب فيها فلما مثلت بين يديه وسلمت قلت يا أمير
المؤمنين أقول كما قال الاعرابي
لا تقلواها وأدلواها دلوا * ان مع اليوم أخاه غدوا
قال أبو عثمان فلم يفهم عني ما أردت واستبردت فأخرجت والقلو
رفع السير والدلو ادناؤه. وقال ابن الأنباري تفسير لا تقلواها لا تعنفا
بها في السير يقال قلوت إذا سرت سيرا عنيفا ودلوت إذا سرت سيرا
رفيقا ثم دعاني بعد ذلك فقال أنشدني أحسن مرثية قالتها العرب فأنشدته
قول أبي ذؤيب
أ من المنون وريبها تتوجع
وقصيدة متمم بن نويرة
لعمري وما دهري بتأبين هالك
وقول كعب الغنوي
تقول سليمي ما لجسمك شاحبا
(٥٩٧)

وقصيدة محمد بن مناذر
كل حي لاقى الحمام فمودي
فكان كلما أنشدته قصيدة يقول ليست بشئ ثم قال من شاعركم
اليوم بالبصرة قلت عبد الصمد بن المعذل قال فأنشدني له فأنشدته أبياتا
قالها في قاضينا ابن رباح
يا قاضية البصرة * قومي فارقصي قطره
ومري بروشنك * فما ذا البرد والفتره
أراك قد تثيرين * عجاج القصف يا حره
بتحذيفك خديك * وتجعيدك للطره
قال فاستحسنها واستطار لها وأمر لي بجائزة قال فجعلت أتعمل له
ان احفظ أمثالها فأنشده إذا وصلت اليه فيصلني وكان المازني يفضل
الواثق. انتهى ما أورده ياقوت من أخباره.
كثرة روايته
في نزهة الألباء كان أبو عثمان المازني مع علمه بالنحو كثير
الرواية قال المازني حدثني رجل من بني ذهل بن ثعلبة قال شهدت
شبيب بن شبة وهو يخطب إلى رجل من الاعراب بعض حرمه، وطول،
وكان للاعرابي حاجة يخاف ان تفوته فاعترض الاعرابي على شبيب وقال
له ما هذا ان الكلام ليس للمتكلم المكثر ولكن للمقل المصيب وأنا
أقول الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين
وخاتم النبيين أما بعد فقد أدليت بقرابة وذكرت حقا وعظمت مرغبا
فقولك مسموع وحبلك موصول وبذلك مقبول وقد زوجناك صاحبتك
على اسم الله تعالى.
تشيعه
صرح بتشيعه ياقوت في معجم الأدباء فقال كان إماميا يرى رأي
ابن ميثم كما مر أما قوله ويقول بالارجاء فلعله من الافتراء فالامامية تبرأ
من المرجئة وفي لسان الميزان كان شيعيا إماميا على رأي ابن ميثم
ويقول بالارجاء انتهى ويدل على تشيعه ما رواه البيهقي في المحاسن
والمساوي قال حدثنا أبو ناظرة البصري عن المازني قال بينا أنا قاعد في
المسجد إذا صاحب بريد قد دخل وهو يسال عني ويقول أيكم المازني
فأشار الناس إلي فقال أجب قلت ومن أجيب قال الخليفة فذعرت منه
وكنت رجلا فاطميا فظننت ان اسمي رفع فيهم الحديث.
مشايخه
مر عن ابن حجر في تهذيب التهذيب انه عده بمن روى عن الرضا ع
كما مر انه من غلمان إسماعيل بن ميثم التمار أي من تلاميذه وفي
معجم الأدباء عن الخشني روى المازني عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد
الأنصاري ومر قوله وأخذ عن الأخفش وقال حمزة لم يقرأ على الأخفش انما
قرأ على الجرمي ثم اختلف إلى الأخفش وقد برع انتهى وزاد في تاريخ
بغداد انه روى عن محبوب بن الحسن وفي لسان الميزان قرأ على الجرمي
وناظر الأخفش انتهى وعن أبي العباس محمد بن يزيد المبرد ان بكر بن
محمد المازني كان من غلمان إسماعيل بن ميثم امام المتكلمين انتهى.
تلاميذه
في معجم الأدباء عن الخشني قال إن المازني هو أستاذ المبرد وروى
عنه الفضل بن محمد اليزيدي والمبرد وعبد الله بن أبي سعد الوراق
انتهى وفي لسان الميزان روى عنه المبرد ولازمه وتحقق بصحبته وفي
تاريخ بغداد زيادة على ذلك أنه ورد بغداد فاخذ عنه أهلها وروى عنه
منهم الحارث بن أبي أسامة وموسى بن سهل الحرفي.
مؤلفاته
في معجم الأدباء قال محمد بن إسحاق وللمازني من الكتب ١
كتاب في القرآن كبير ٢ علل النحو صغير ٣ تفاسير كتاب سيبويه
٤ ما يلحق فيه العامة ٥ كتاب الألف واللام ٦ التصريف ٧
العروض ٨ القوافي ٩ الديباج في جوامع كتاب سيبويه انتهى
١٠ التعليق ذكره النجاشي فيما تقدم. قال ياقوت وتصانيف المازني
كلها لطاف فإنه كان يقول من أراد أن يصنف كتابا كبيرا في النحو بعد
كتاب سيبويه فليستح ويخرق هذا كتاب سيبويه في كمه عدة نوب
انتهى.
أشعاره
في معجم الأدباء للمازني شعر قليل منه ما ذكره المرزباني
شيئان يعجز ذو الرياضة عنهما * رأي النساء وامرة الصبيان
أما النساء فإنهن عواهر * وأخو الصبا يجري بغير عنان
وحدث المبرد قال عزى المازني بعض * الهاشميين ونحن معه فقال إني
أعزيك لا اني على ثقة * من الحياة ولكن سنة الدين
ليس المعزي بباق بعد ميته * ولا المعزي وان عاشا إلى حين
بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي الغامدي الكوفي أبو محمد
قال النجاشي بكر بن محمد بن عبد الرحمن بن نعيم الأزدي
الغامدي أبو محمد وجه في هذه الطائفة من بيت جليل بالكوفة من آل
نعيم الغامديين عمومته شديد وعبد السلام وابن عمه موسى بن
عبد السلام وهم كثيرون وعمته غنيمة روت أيضا عن أبي عبد الله وأبي
الحسن ع ذكر ذلك أصحاب الرجال وكان ثقة وعمر طويلا
له كتاب يرويه عدة من أصحابنا أخبرناه محمد بن علي قال حدثنا أحمد بن
محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري حدثنا أحمد بن إسحاق
عن بكر بن محمد بكتابه وأخبرنا محمد بن علي بن حشيش التميمي المقري
حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أحمد عن بكر بن
محمد انتهى وفي لسان الميزان بكر بن محمد بن عبد الرحمن الأزدي
العامري الكوفي أبو محمد ذكره ابن النجاشي في رجال الشيعة وقال من
بيت جليل كان ثقة عمر طويلا وقال الطوسي روى عن الباقر ولده
الصادق وولده الكاظم روى عنه عبد الله بن مسكان وأحمد بن إسحاق
وغيرهما انتهى. والعامري صوابه الغامدي ولم يقل الطوسي انه روى
عن الباقر بل عن الصادق والكاظم والرضا كما ستعرف ولم يذكر أحد أنه
روى عنه عبد الله بن مسكان وقال الكشي قال حمدويه ذكر محمد بن
علي بن عيسى العبيدي أن بكر بن محمد الأزدي خير فاضل وبكر بن
محمد كان ابن أخي سدير الصيرفي. علي بن محمد القتيبي حدثنا أبو
محمد الفضل بن شاذان حدثني ابن أبي عمير عن بكر بن محمد حدثني
(٥٩٨)

عمي سدير انتهى وفي الخلاصة بكر بن محمد الأزدي ابن أخي سدير
الصيرفي قال الكشي قال حمدويه ذكر محمد بن عيسى العبيدي بكر بن
محمد الأزدي فقال خير فاضل وعندي في محمد بن عيسى توقف انتهى
ومحمد بن عيسى لا توقف فيه كما قرر في محله وهذا مبني على التعدد والا
فالتوثيق حاصل من النجاشي. وفي التعليقة لا وجه للتوقف وسنشير اليه
فيه مع أنه فيها يقوي القبول وكذا في حمزة الطيار وسمى أخبارا كثيرة
صحاحا مع وجوده في الطريق وفي عبد السلام بن عبد الرحمن رواية عن
بكر بن محمد وقال هذا سند معتبر بل في المنتهى في باب القراءة خلف الإمام
وفي الوقت حكم بصحة حديثه. وفي منهج المقال في نقل ابن أبي
عمير عنه تأييد لما قال محمد بن عيسى أو شهادة على ما قيل انتهى وفي
التعليقة بل شهادة على الوثاقة انتهى وقال الشيخ في الفهرست بكر بن
محمد الأزدي له أصل أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن الصفار عن العباس بن معروف وأبي طالب عبد الله بن
الصلت القمي عنه انتهى وقال في كتاب الرجال في أصحاب
الصادق ع بكر بن محمد أبو محمد الأزدي الكوفي عربي وفي أصحاب
الكاظم ع بكر بن محمد الأزدي له كتاب وفي أصحاب الرضا ع
بكر بن محمد الأزدي له كتاب من أصحاب أبي عبد الله ع أو روى
عن أبي عبد الله على اختلاف النسخ وقال فيمن لم يرو عنهم ع
بكر بن محمد الأزدي روى عنه العباس بن معروف وفي المنهج
اعلم أن شديدا يعني الذي ذكر النجاشي انه عمه بالشين المعجمة ثم
دالين مهملتين بينهما تحتانية وهو ابن عبد الرحمن مذكور في رجال
الصادق ع في باب الشين والذي يظهر من الكشي والنجاشي ان بكرا
هذا واحد عمر طويلا وان كونه ابن أخي سدير بالراء أخيرا كما وقع في
رجال الكشي والخلاصة تصحيف من الكتاب واشتباه وكذا ذكر الشيخ
له فيمن لم يرو عنهم ع لروايته عن الصادق والكاظم والرضا ع
وإما كون عمه صيرفيا فاما واقع أو ناشئ عن التصحيف
أيضا لاشتهار سدير به وكلام الخلاصة يناسب التعدد أحدهما ابن أخي
سدير الصيرفي كما تقدم والآخر ابن أخي شديد على ما يأتي وكذا ابن
داود والصحيح الاتحاد فان سديرا الصيرفي مولى ضبة وليس أزديا فليس
بكر هذا ابن أخيه بل ابن أخي شديد وبكر بن محمد الأزدي واحد ثقة
انتهى وذلك أن العلامة وابن داود لما رأيا ان بكر بن محمد الأزدي
موصوف بأنه ابن أخي سدير الصيرفي وبكر بن محمد بن عبد الرحمن
ذكروا ان من عمومته شديد جعلوهما رجلين وترجما لهما ترجمتين والحق
الاتحاد كما قاله الميرزا. ومما يدل على التصحيف ان سدير الصيرفي هو
ابن حكيم وهذا ابن عبد الرحمن فالتصحيف حاصل بلا شبهة واعتذار
بعض بان محمدا لعله ابن أخي سدير لأمه في غاية البعد بل تمحل
محض. وفي النقد الظاهر أن ما ذكره النجاشي والشيخ في كتابيه واحد
كما يظهر من كلام النجاشي والشيخ مع ملاحظته مشيخة الفقيه حيث
يروي العباس بن معروف وأحمد بن إسحاق عن بكر بن محمد الأزدي
انتهى.
التمييز
في مشتركات الطريحي باب بكر بن محمد المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن محمد الأزدي الجليل الكبير برواية عبد الله بن
الصلت وأحمد بن إسحاق والعباس بن معروف عنه وحيث لا تمييز
فالوقف. وفي مشتركات الكاظمي قلت وروى عنه إبراهيم بن هاشم
انتهى.
وعن جامع الرواة نقل رواية الحسن بن علي بن يقطين
وعثمان بن عيسى ومحمد بن عبد العزيز عنه.
بكر بن محمد العبدي العايد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بكر بن هشام
في لسان الميزان عن إسماعيل بن مهران وعنه القاسم بن سليمان
ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة انتهى.
بكر بن هوذة النخعي
قتل مع علي ع بصفين سنة ٣٧.
قال ابن الأثير قاتلت النخع في بعض أيام صفين قتالا شديدا
وأصيب منهم حيان وبكر ابنا هوذة انتهى.
أبو شجاع بكران بن أبي الفوارس الديلمي خال الملك جلال الدولة أبو
طاهر بن بهاء الدولة الديلمي
توفي سنة ٣٩١.
كان من امراء الديلم وكان الديلم كلهم أو جلهم شيعة بنص ابن
الأثير وغيره من المؤرخين وله ذكر في أخبار الأمير أبي علي بن شرف
الدولة أبي الفوارس شيرزيل بن عضد الدولة الديلمي واخبار بهاء الدولة
فيروز بن عضد الدولة وغيرهما.
البكرواني
اسمه عبد الرحمن بن عثمان.
بكرويه الكندي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى عنهما
وذكره في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه وعن أبي عبد الله ع.
روى عنه أبان بن عثمان انتهى وفي لسان الميزان بكرويه الكندي ذكره
الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن الصادق اه.
بكرويه المحاربي مولاهم صاحب الأدم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي لسان
الميزان بكرويه المحاربي كوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة
عن الصادق انتهى.
بكير بن أحمد النخعي الكوفي يقال له الغنوي نزل غني
ذكره الشيخ بهذا العنوان في رجاله في أصحاب الصادق ع
ولعل الصواب في غني أي نسب إليهم لنزوله فيهم.
بكير بن أعين بن سنسن الشيباني الكوفي أبو عبد الله
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال بكير بن
أعين بن سنسن الشيباني الكوفي روى عنه وعن أبي عبد الله ع
يكنى أبا عبد الله ويقال أبو الجهم له ستة أولاد ذكور عبد الله والجهم
وعبد الحميد وعبد الأعلى وعمرو وزيد وفي أصحاب الصادق ع فقال
بكير بن أعين بن سنسن الشيباني يكنى أبا عبد الله مات في حياة أبي عبد
الله ع وقال الكشي في بكير بن أعين حدثنا حمدويه حدثنا
(٥٩٩)

يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن الفضيل وإبراهيم ابني محمد
الأشعريين قالا إن أبا عبد الله ع لما بلغه وفاة بكير بن أعين قال والله
لقد أنزله الله بين رسوله وأمير المؤمنين ع. وفي منهج
المقال السند صحيح. محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن عن أبيه
عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن عبيد بن زرارة والحسن بن الجهم بن
بكير عن عمه عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال كنت عند أبي
عبد الله ع فذكر بكير بن أعين فقال رحم الله بكيرا وقد فعل فنظرت
اليه وكنت يومئذ حديث السن فقال إني أقول إن شاء الله. وفي ترجمة
حمران يوسف بن السخت حدثني محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب
عن بكير بن أعين قال حججت أول حجة فصرت إلى منى فسالت عن
فسطاط أبي عبد الله ع فدخلت عليه فرأيت في الفسطاط جماعة
فأقبلت انظر في وجوههم فلم أره فيهم وكان في ناحية الفسطاط يحتجم
فقال هلم إلي ثم قال يا غلام أ من بني أعين أنت قلت نعم جعلني الله
فداك قال أيهم أنت قلت أنا بكير بن أعين فقال لي ما فعل حمران قلت لم
يحج العام على شوق شديد منه إليك وهو يقرأ عليك السلام فقال عليك
وعليه السلام حمران مؤمن من أهل الجنة لا يرتاب أبدا لا والله لا والله
لا تخبره وروى الكشي أيضا حديثا يأتي في عبد الرحمن بن أعين فيه أن
حمران وزرارة وعبد الملك وبكير وعبد الرحمن كانوا مستقيمين وفي
الخلاصة بكير بن أعين مشكور مات على الاستقامة روى الكشي وذكر
رواية أنزله الله بين رسوله وبين أمير المؤمنين ص
وفي منهج المقال في رواية انه من حواري محمد بن علي وجعفر بن محمد ع
وقد سبقت في أويس القرني انتهى وهو سهو من قلمه
الشريف فالذي سبق هناك زرارة وحمران لا بكير وفي التعليقة قال جدي
خبره حسن كالصحيح وربما يوصف بالصحة انتهى أقول وهو في محله.
وفي لسان الميزان بكير بن أعين أخو حمران بن أعين ذكره الكشي في رجال
الشيعة من الرواة عن أبي جعفر وولده انتهى. والصواب النجاشي
بدل الكشي.
التمييز
في مشتركات الطريحي باب بكير المشترك بين مشكور وغيره بين
من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن أعين الممدوح برواية ابن
أذينة عنه ووقوعه موقع زرارة في الرواية عن الباقر ع وحيث يعسر
التمييز تقف الرواية انتهى وفي مشتركات الكاظمي باب بكير المشترك
بين مشكور وغيره وكلهم مجاهيل الحال الا ابن أعين الممدوح ويعرف
برواية ابن أذينة عنه ورواية حريز عنه وأبي أيوب وأبان بن عثمان
ومحمد بن أبي عمير وجميل بن صالح وعلي بن رئاب عنه ووقعه موقع
زرارة في الرواية عن الباقر والصادق ع وحيث يعسر التمييز
تقف الرواية انتهى وعن جامع الرواة انه زاد رواية سليمان بن سالم
وعلي بن سعيد وموسى بن بكر الواسطي وجميل بن دراج وعبد الرحمن بن
الحجاج وأبي سعيد القماط عنه وأنه نقل فيه رواية البرقي عن بكير كما
نقل رواية بكير عن الحسن بن محبوب قيل وفيهما نظر اما الأول فلما ذكره
بعض أهل الفن من أن البرقي ليس له رواية عن الصادق ع حتى
يروي عن بكير وأما الثاني فلان ابن محبوب ولد بعد وفاة الصادق ع
بعام فكيف يروي عنه بكير الذي مات في عصر الصادق ع.
بكير بن جندب الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الباقر ع وقال روى عنهما.
بكير بن حبيب الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه وعن
أبي عبد الله ع روى عاصم عن منصور بن حازم عنه وقال في
رجال الصادق ع بكير بن حبيب الكوفي روى عنهما وفي منهج المقال
وفي نسخة بكر وهو خلاف الأصح بل الصحيح انتهى.
بكير بن سليم
في لسان الميزان من رجال الشيعة يروي عن محمد بن ميمون روى
عن (١) محمد بن زكريا بن سفيان قرأته بخط ابن أبي طي. وذكر في لسان
الميزان بكير بن سليم أو ابن سليمان لا يعرف وقال قال أبو زرعة منكر
الحديث وفي الثقات لابن حبان بكير بن سليم المدني يروي عن حميد
الخراط روى عنه إبراهيم بن المنذر الحرامي فما أدري هو ذا أو غيره
والذي ذكره ابن أبي طي ما أدري هو ذا أو غيره انتهى.
بكير بن عبد الله الأشج
في تهذيب التهذيب توفي سنة ١١٧ عن ابن نمير أو ١٢٠ عن
الترمذي أو ١٢٢ عن عمرو بن علي أو ١٢٧ عن الواقدي.
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب علي بن الحسين ع
وعن تقريب ابن حجر بكير بن عبد الله الأشج مولى بني مخزوم نزيل
مصر ثقة من الخامسة انتهى وفي تهذيب التهذيب بكير بن عبد الله بن
الأشج القرشي مولاهم ويقال مولى أشجع أبو عبد الله ويقال أبو يوسف
المدني نزيل مصر روى عن محمود بن لبيد وأبي امامة بن سهل وبسر بن
سعيد وأبي صالح السمان وسعيد بن المسيب وسليمان بن يسار وحمران
مولى عثمان وأبي عبد الله الأغر وعراك بن مالك وكريب ونافع
مولى ابن عمر ويزيد بن أبي عبيد وأبي بردة بن أبي موسى الأشعري وخلق كثير.
وفي الحاشية منهم المنذر بن المغيرة المدني أخرج له ابن ماجة من طريق
بكير بن عبد الله حديثا في الاستحاضة. قال وعنه بكر بن عمر المغافري
والليث وابن إسحاق وعبيد الله بن أبي جعفر وعبد الله بن سعيد بن أبي
هند وجعفر بن ربيعة وابن عجلان وابنه مخرمة بن بكير ويحيى بن أيوب
المصري ويزيد بن أبي حبيب وجماعة عن مالك انه ما ذكر بكير بن الأشج
الا قال كان من العلماء وعن معن بن عيسى ما ينبغي لأحد ان يفضل أو
يفوق بكير بن الأشج في الحديث وعن أحمد ثقة صالح وعن يحيى بن
معين وأبي حاتم ثقة وعن ابن المديني لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين
أعلم من ابن شهاب ويحيى بن سعيد وبكير بن عبد الله بن الأشج وقال
العجلي مدني ثقة لم يسمع منه مالك شيئا خرج إلى مصر فنزل بها وقال
النسائي ثقة ثبت قلت روى مالك في الموطأ عن الثقة عنده عن بكير بن
عبد الله بن الأشج وقال أحمد بن صالح المصري إذا رأيت بكير بن
عبد الله روى عن رجل فلا تسال عنه فهو الثقة الذي لا شك فيه وقال
البخاري في التاريخ الكبير كان من صلحاء الناس وعن علي بن المديني
أدركه مالك ولم يسمع منه وكان بكير سئ الرأي في ربيعة فأظنه تركه

(١) كذا في الأصل والصواب عنه كما هي العادة في ذكر الشيخ أولا والتلميذ ثانيا. (المؤلف)
(٦٠٠)

من أجل ربيعة وإنما عرف مالك بكيرا بنظره في كتاب مخرمة قال الواقدي
كان يكون كثيرا بالثغر وقل من يروى عنه من أهل المدينة وقال ابن سعد
كان ثقة كثير الحديث وقال النسائي ثقة ثبت مأمون وذكره ابن حبان في
الثقات في اتباع التابعين من صلحاء الناس وقال كان من خيار أهل
المدينة انتهى.
بكير بن عبد الله ويقال ابن أبي عبد الله الطائي الكوفي الطويل المعروف
بالضخم
في تهذيب التهذيب روى عن كريب ومجاهد وسعيد بن جبير وعنه
سلمة بن كهيل وإسماعيل بن سميع وأشعث بن سوار رويا له حديثا
واحدا حديث ابن عباس بت عند خالتي قلت وهو عند مسلم في
المتابعات ذكره ابن حبان في الثقات وقال الساجي عند ابن معين بكير
الطويل ليس بالقوي وقال العقيلي رافضي انتهى.
بكير بن عبد الله أو عبيد الله الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويحتمل قريبا
كونه المذكور قبله.
بكير بن فطر بن خليفة أبو عمرو مولى عمرو بن حريث الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند عنه
وفي بعض النسخ بكر. وفطر بالفاء والميرزا في منهج المقال جعله بالقاف
لأنه ذكره بعد بكير بن قابوس والصواب انه بالفاء لأن أباه فطر بن خليفة
بالفاء.
بكير بن قابوس بن أبي ظبيان الجهني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
بكير بن واصل البرجمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وحكاه في لسان
الميزان عن الطوسي.
بكيل بن سعيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع.
البلاساني وزير بركيارق
اسمه مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد بن موسى البلاساني
هكذا في تاريخ الكامل لابن الأثير في غير موضع والظاهر أنه تصحيف
والصواب البراوستاني بدل البلاساني كما مر في البراوستاني.
بلال بن الحارث المزني أبو عبد الرحمن
توفي سنة ٦٠ وهو ابن ٨٠ سنة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب
بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة المزني مدني وفد على رسول الله
ص في وفد مزينة سنة خمس من الهجرة وسكن موضعا يعرف بالأشعر
وراء المدينة يكنى أبا عبد الرحمن وكان أحد من يحمل ألوية مزينة يوم
الفتح توفي سنة ٦٠ في آخر خلافة معاوية وهو ابن ٨٠ سنة روى عنه ابنه
الحارث بن بلال وعلقمة بن وقاص انتهى وفي أسد الغابة بلال بن
الحارث بن عاصم (١) بن سعيد بن قرة بن خلاوة (٢) بن ثعلبة بن
ثور بن هدمة (٣) بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة أبو عبد
الرحمن المزني. وولد عثمان يقال لهم مزنية نسبوا إلى أمه مزينة وهو مدني
قدم على النبي ص في وفد مزينة في رجب سنة خمس وكان ينزل الأشعر
والأجرد وراء المدينة وكان يأتي المدينة واقطعه النبي ص العقيق وكان
يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة ثم سكن البصرة روى عنه ابنه الحارث
وعلقمة بن وقاص ثم روى باسناده عن بلال بن الحارث المزني سمعت
رسول الله ص يقول إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن
تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وان أحدكم
ليتكلم الكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب عليه
سخطه إلى يوم يلقاه انتهى وفي تاريخ دمشق كان من أهل بادية المدينة
وشهد فتح مكة وكان يحمل أحد ألوية مزينة وكان فيمن غزا دومة الجندل
مع خالد بن الوليد وانه كان في غزو إفريقية سنة ٢٧ وروى أنه قال
لعلقمة بن وقاص انك أصبحت اليوم وجها من وجوه المهاجرين وانك
تدخل على هذا الإنسان يعني مروان واني سمعت رسول الله ص يقول
يكون بعدي امراء من دخل عليهم فليقل حقا وان أحدكم ليتكلم
بالكلمة يرضي بها السلطان فيهوي بها ابعد من السماء وقال الواقدي ان
بلالا لما قدم المدينة قال يا رسول الله ان لي مالا لا يصلحه غيري وان
الاسلام لا يصح الا لمن هاجر ومعه ماله فقال له حيثما كنتم واتقيتم الله لم
يلتكم من اعمالكم شيئا وان النبي ص اقطعه أرضا وفي رواية أقطعة العقيق
وان عمر لما ولي قال له انظر ما قويت عليه منها فامسكه وما لم تطق فادفعه
الينا نقسمه بين المسلمين فقال لا والله شئ أقطعنيه رسول الله ص فقال
عمرو والله لتفعلن فاخذ منه ما عجز عن عمارته فقسمه بين المسلمين قال
واتفقت الروايات على أن بلالا مات سنة ٦٠ عن ٨٠ سنة وانه كان
يسكن الأشعر والأجرد ويأتي المدينة انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا.
بلال بن حمامة
هو بلال بن رباح الآتي.
بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله ص ويقال بلال بن حمامة وهي
أمه.
وفاته ومدفنه
توفي بدمشق بالطاعون سنة ١٨ أو ١٩ أو ٢٠ أو ٢١ ودفن بمقبرة
باب الصغير على قول الأكثر وقبره بها ظاهر مشهور مزور معظم عليه قبة
وقد زرته. قال الشيخ في رجاله توفي بدمشق في الطاعون سنة ١٨
مدفون بباب الصغير بدمشق وعن حواشي الشهيد الثاني على الخلاصة
مات بدمشق سنة ٢٠ وقيل ٢١ وقيل ١٨ وهو ابن بضع وستين سنة
ودفن بباب الصغير وقال علي بن عبد الرحمن ان بلالا مات بحلب ودفن
على باب الأربعين انتهى وفي الاستيعاب مات بدمشق ودفن عند الباب
الصغير بمقبرتها سنة ٢٠ وهو ابن ٦٣ سنة وقيل توفي سنة ٢١ توفي وهو
ابن سبعين سنة انتهى وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات
الكبير عن الواقدي بسنده قال توفي بلال بدمشق سنة ٢٠ ودفن عند
الباب الصغير في مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستين سنة وروى أيضا عن

(١) في الإصابة عصم كالاستيعاب وفي تاريخ دمشق عكم.
(٢) بالخاء المعجمة المفتوحة وفي تاريخ دمشق ابن مازن بن خلاوة (٣) بضم الهاء وسكون الدال. المؤلف
(٦٠١)

محمد بن عمر الواقدي عن شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر ان بلالا
ترب أبي بكر قال الواقدي فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة ١٣
وهو ابن ٦٣ سنة فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين
وشعيب بن طلحة اعلم بميلاد بلال حيث يقول هو ترب أبي بكر انتهى
وعلى هذا فيكون عمره سبعين سنة لأنه ترب أبي بكر وأبو بكر توفي سنة
١٣ عن ٦٣ سنة وبلال توفي سنة ٢٠ فيكون قد بقي بعد أبي بكر سبع
سنين فإذا أضفناها إلى ٦٣ كانت ٧٠ سنة وفي الإصابة قال ابن بكير
مات في طاعون عمواس وقال ابن زير مات بداريا وفي المعرفة لابن منده
انه دفن بحلب انتهى وفي تاريخ ابن عساكر سكن دمشق ومات بها
سنة ٢٠ وقال أبو زرعة قبره بدمشق وقيل بداريا وقال ابن منده توفي
بدمشق وقيل بحلب سنة ٢٠ وقيل سنة ١٨ وقال البخاري مات بالشام
وقال عمر بن علي بدمشق وهو ابن بضع وستين سنة وقال يحيى بن بكير
مات بدمشق في طاعون عمواس سنة ١٧ أو ١٨ انتهى قال ابن عساكر
دفن عند الباب الصغير بدمشق وفي رواية انه دفن بمقبرة باب كيسان وفي
رواية مات بداريا وحمل على رقاب الرجال ودفن في مقبرة باب كيسان
وقال عبد الجبار أدركت جماعة من شيوخهم وذوي الفضل منهم يقولون إن
قبر بلال في داريا في مقبرة خولان والظاهر أن الأول أصح انتهى وباب كيسان
وباب الصغير واحد وقال ابن عساكر أيضا قال أبو زرعة
الدمشقي رأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون ان بمقبرة دمشق من
الصحابة الكرام بلالا مولى أبي بكر وقال يزيد بن أحمد السلمي دفن في
مقبرة الباب الصغير كثير من الصحابة وعد منهم بلالا وقال قال
ابن الأكفاني أراني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني قبور
الصحابة الذين بظاهر دمشق بباب الصغير إلى أن قال وبلال بن رباح
وعلى قبره بلاطة ثم قال وأما بلال فقد اختلف في قبره فقيل إنه بباب
الصغير وهو أصح الأقاويل وقيل بباب كيسان وقيل بداريا وقيل إنه
بحلب وهو قول ضعيف انتهى ثم روى أن الذي بحلب قبر خالد بن
رباح أخي بلال أقول فيكون القائل إن قبر بلال بحلب اشتبه بقبر
أخيه والله أعلم.
كنيته
قال الشيخ في رجاله كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عمرو ويقال أبو عبد
الكريم ونحوه في تاريخ ابن عساكر وفي الطبقات الكبير وتاريخ ابن الأثير
يكنى أبا عبد الله وفي الاستيعاب يكنى أبا عبد الله وقيل أبا عبد الكريم
وقيل أبا عبد الرحمن وقال بعضهم يكنى أبا عمرو انتهى.
صفته
في الطبقات عن مكحول حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد
الأدمة نحيفا طوالا أجنا (١) له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير
لا يغير.
مؤاخاته
وفي الطبقات الكبير لابن سعد آخى رسول الله ص بين بلال
وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب قال وقال أبو عمر الواقدي يقال إنه
آخى بين بلال وبين أبي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن وليس ذلك
يثبت وكان محمد بن إسحاق يثبت ذلك انتهى وفي الاستيعاب آخى
رسول الله ص بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب وقيل بل
آخى بينه وبين أبي رويحة الخثعمي انتهى وفي أسد الغابة آخى بينه
وبين أبي عبيدة بن الجراح ثم روى أنه لما دخل عمر من فتح بيت المقدس
إلى الجابية سأله بلال ان يقره بالشام ففعل فقال وأخي أبو رويحة الذي
آخى رسول الله ص بيني وبينه قال وأخوك الحديث. وذكر ابن عساكر
في تاريخ دمشق ان أبا رويحة هو خالد بن رباح أخو بلال من النسب
ونقل بعض الأخبار الدالة على أن أبا رويحة أخو بلال في الاسلام لا في
النسب.
تزويجه
في الطبقات بسنده عن الشعبي خطب بلال واخوه إلى أهل بيت
من اليمن فقال انا بلال وهذا أخي عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا
الله وكنا عبدين فأعتقنا الله ان تنكحونا فالحمد لله وان تمنعونا فالله أكبر.
وفي رواية ان أخاه كان يزعم أنه من العرب فخطب امرأة من العرب
فقالوا ان حضر بلال زوجناك فحضر بلال فتشهد وقال انا بلال بن رباح
وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين فان شئتم ان تزوجوه فزوجوه،
وإن شئتم ان تدعوا فدعوا فقالوا من تكون أخاه نزوجه فزوجوه. وان بني
أبي البكير جاءوا إلى رسول الله ص فقالوا زوج أختنا فلانا فقال اين أنتم
عن بلال ثم جاءوه فقال لهم ذلك ثم جاءوه الثالثة فقال اين أنتم عن
بلال اين أنتم عن رجل من أهل الجنة فأنكحوه وفي رواية ان بلالا تزوج
امرأة عربية من بني زهرة وفي أسد الغابة في حديث ان بلالا سال عمر ان
يقره بالشام هو واخاه أبا رويحة الذي آخى رسول الله ص بينه وبينه ففعل
فنزلا دارا في خولان فقالا لهم قد اتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله
وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فان تزوجونا فالحمد لله وان
تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما الحديث.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص بلال مولى رسول الله ص
شهد بدرا وهو بلال بن رباح انتهى وقال الكشي بلال
وصهيب موليان. أبو عبد الله محمد بن إبراهيم حدثني علي بن
محمد بن زيد القمي حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير
عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال كان بلال عبدا صالحا
الحديث وفي بعض النسخ ابن يزيد بدل ابن زيد وفي بعضها ابن بريدة
وفي الخلاصة روى الكشي وذكر ما مر وعن حواشي الشهيد الثاني على
الخلاصة بلال بن رباح أبو عبد الله شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله ص مؤذن النبي ص لم يؤذن لأحد بعد النبي فيما
روي إلا مرة واحدة في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النبي ص طلب اليه
الصحابة ذلك فاذن لهم ولم يتم الأذان انتهى وفي الفقيه روى أبو
بصير عن أحدهما ع أنه قال إن بلالا كان عبدا صالحا فقال لا
أؤذن لأحد بعد رسول الله ص فترك يومئذ حي على خير العمل ثم فيه
أيضا انه لما قبض النبي ص امتنع بلال من الأذان وقال لا أؤذن لأحد
بعد رسول الله ص وان فاطمة ع قالت ذات يوم اني أشتهي
ان اسمع صوت مؤذن أبي فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الاذان فلما قال الله
أكبر ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله وأشهد

(١) بالجيم مائل الظهر محدودب. (المؤلف)
(٦٠٢)

ان محمدا رسول الله شهقت فاطمة ع وسقطت لوجهها وغشي
عليها فقال الناس لبلال امسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول الله الدنيا
وظنوا انها ماتت فقطع أذانه ولم يتمه فأفاقت فاطمة ع وسألته
ان يتم الاذان فلم يفعل وقال لها يا سيدة النسوان اني أخشى عليك مما
تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالاذان فأعفته من ذلك. وفي التهذيب
في فصل الاذان في الصحيح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبيه قال
دخل رجال من أهل الشام على أبي عبد الله ع فقال أول من سبق
إلى الجنة بلال قال ولم قال لأنه أول من أذن انتهى وفي منهج المقال
الظاهر أن القائل الأول هو الشامي على مقتضى السياق وان كان ايراد
الشيخ ذلك في فصل الاذان يقتضي خلاف ذلك قال ويؤيد ما قلناه ان
ابن طاوس في الطرايف نقل ذلك عن مخالفينا وانكر عليهم انتهى أقول
بل الظاهر أن القائل الصادق ع كما فهمه الشيخ فأورده في فصل
الاذان. وفي الخصال أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل حدثنا
البحيري حدثنا محمد بن حرب الواسطي حدثني يزيد بن هارون عن أبي
شيبة حدثنا رجل من همدان عن أبيه قال قال علي بن أبي طالب السباق
خمسة فانا سابق العرب وسلمان سابق فارس وصهيب سابق الروم وبلال
سابق الحبش وجناب سابق النبط. وفي التعليقة عن جده يعني المجلسي
الأول أنه قال رأيت في بعض كتب أصحابنا عن هشام بن سالم عن
الصادق ع وعن أبي البختري قال حدثنا عبد الله بن الحسن ان بلالا
أبى ان يبايع أبا بكر وان عمر اخذ بتلابيبه وقال له يا بلال هذا جزاء أبي
بكر منك ان أعتقك فلا تجئ تبايعه فقال ان كان قد اعتقني لله فليدعني
لله وان كان اعتقني لغير ذلك فها أنذا واما بيعته فما كنت أبايع من لم
يستخلفه رسول الله ص والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة
فقال له عمر لا أبا لك لا تقم معنا فارتحل إلى الشام وتوفي بدمشق ودفن
بباب الصغير وله شعر في هذا المعنى
بالله لا بأبي بكر نجوت ولو * لا الله نامت على أوصالي الضبع
الله بوأني خيرا وأكرمني * وانما الخير عند الله يتبع
لا تلقيني تبوعا كل مبتدع * فلست مبتدعا مثل الذي ابتدعوا
انتهى وقد اشتهر ان رسول الله ص قال سين بلال عند الله شين
وذلك أنه كان يبدل الشين في التشهد سينا فيقول أسهد وانه قال علينا يا
حميرا وارحنا أو وروحنا يا بلال. وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في
الطبقات الكبير انه لما توفي رسول الله ص أذن بلال ورسول الله ص لم
يقبر فكان إذا قال أشهد ان محمدا رسول الله انتحب الناس في المسجد
فلما دفن رسول الله ص قال له أبو بكر أذن فقال ان كنت انما أعتقتني لأن
أكون معك فسبيل ذلك وان كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له فقال
ما أعتقتك الا لله فقال إني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله ص قال فذاك
إليك فأقام حتى خرجت بعوث الشام فسار معهم حتى انتهى إليها. وان
أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال يا أبا بكر قال لبيك قال
اعتقني لله أو لنفسك قال لله قال فائذن لي حتى أغزو في سبيل الله فاذن له
فذهب إلى الشام فمات. ثم إنه لما توفي رسول الله ص قال بلال لأبي
بكر ان كنت انما اشتريتني لنفسك فامسكني وان كنت انما اشتريتني لله
فذرني وعملي لله وفي الاستيعاب بسنده عن عطاء الخراساني قال كنت
عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا فقال كان شحيحا على دينه فإذا اواد
المشركون ان يقاربهم قال الله الله فقال النبي ص لأبي بكر لو كان عندنا
مال اشترينا بلالا فقال أبو بكر للعباس اشتر لي بلالا فاشتراه فبعث به
إلى أبي بكر فاعتقه فكان يؤذن لرسول الله ص فلما مات النبي ص أراد
ان يخرج إلى الشام فقال له أبو بكر بل تكون عندي فقال ان كنت أعتقتني
لنفسك فاحبسني وان كنت أعتقتني لله عز وجل فذرني اذهب إلى الله عز
وجل فقال اذهب إلى الشام فكان بها حتى مات. وفي الاستيعاب أيضا
بسنده أذن بلال حياة رسول الله ص ثم لأبي بكر حياته ولم يؤذن لعمر
فقال له ما منعك ان تؤذن قال أذنت لأبي بكر لأنه ولي نعمتي وقد
سمعت رسول الله ص يقول يا بلال ليس عمل أفضل من الجهاد فخرج
مجاهدا. وفي الطبقات الكبير لابن سعد انه لما توفي رسول الله ص قال
بلال لأبي بكر أردت ان أرابط في سبيل الله حتى أموت فطلب منه البقاء
فأقام معه حتى توفي أبو بكر فطلب منه عمر البقاء فأبى بلال عليه أقول
هذا الخبر ما قبله معارض بما مر من أنه لم يؤذن لأحد بعد رسول الله ص
مما هو أكثر عددا وأصح سندا وبما يأتي من أنه رأى النبي ص في منامه
فعاتبه فجاء إلى المدينة فاذن فارتجت بالبكاء فان هذا يدل على أن ذلك
كان بعد وفاته ص بمدة قليلة لا بعد ثلاث سنين وأكثر. وفي الطبقات
الكبير لابن سعد بلال بن رباح مولى أبي بكر كان من مولدي السراة
واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح ثم روى ما يأتي بأسانيده. قال
رسول الله ص بلال سابق الحبشة. وكان بلال بن رباح من المستضعفين
من المؤمنين وكان يعذب حين اسلم ليرجع عن دينه فما أعطاهم قط
كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه أمية بن خلف. وكان إذا اشتدوا
عليه في العذاب قال أحد أحد، فيقولون له قل كما نقول فيقول ان
لساني لا يحسنه. وان أهله اخذوه فمطوه والقوا عليه من البطحاء وجلد
بقرة فجعلوا يقولون ربك اللات العزى ويقول أحد أحد فاشتراه أبو بكر
فاعتقه الحديث وعن مجاهد في قوله تعالى ما لنا لا نرى رجالا كنا
نعدهم من الأشرار اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار، قال يقول
أبو جهل اين بلال اين فلان اين فلان كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار
فلا نراهم في النار أم هم في مكان لا نراهم فيه. وعن مجاهد في حديث
ان جماعة ممن أسلموا اخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد ثم
صهروهم بالشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فاعطوهم ما سألوا الا
بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم
أمروا صبيانهم ان يشتدوا به بين اخشبي مكة فجعل بلال يقول أحد
أحد، وأول من أذن بلال. وكان إذا فرع من الاذان فأراد ان يعلم
النبي ص انه قد أذن وقف على الباب وقال حي على الصلاة حي على
الفلاح الصلاة يا رسول الله. فإذا خرج رسول الله ص فرآه بلال ابتدأ
في الإقامة. وكان لرسول الله ص ثلاثة مؤذنين بلال وأبو محذورة
وعمرو بن أم مكتوم فإذا غاب بلال أذن أبو محذورة وإذا غاب أبو محذورة
أذن ابن أم مكتوم. وأن رسول الله ص امر بلالا ان يؤذن يوم الفتح على
ظهر الكعبة فاذن على ظهرها والحارث بن هشام وصفوان بن أمية قاعدان
فقال أحدهما للآخر انظر إلى هذا الحبشي فقال الآخر ان يكرهه الله
يغيره. وكانت العنزة تحمل بين يدي رسول الله ص يوم العيد يحملها بلال
المؤذن. فكان يركزها بين يديه والمصلى يومئذ فضاء وهي التي يمشي بها اليوم
بين يدي الولاة. وفي رواية يوم العيد والاستسقاء وان أناسا كانوا يأتون
بلالا فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول انما انا حبشي
(٦٠٣)

كنت بالأمس عبدا. قال محمد بن عمر الواقدي شهد بلال بدرا واحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص انتهى الطبقات. وقال ابن
عساكر في تاريخ دمشق بلال بن رباح مؤذن رسول الله ص كان من
المهاجرين الأولين الذين عذبوا في الله ومات ولا عقب له وكان من
مولدي السراة واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح شهد بدرا واحدا
والخندق والمشاهد كلها وتزوج هند الخولانية وقال ابن منده كان بلال من
مولدي السراة من أهل حضر من موالي بني تميم. ثم روى بسنده من
حديث طويل ان بلالا بعد اسلامه دخل يوما الكعبة وقريش في ظهرها لا
تعلم والتفت فلم ير أحدا فاتي الأصنام وجعل يبصق عليها ويقول خاب
وخسر من عبدكن فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن
جدعان فاختفى بها، فنادوا عبد الله بن جدعان، فقالوا أ صبوت؟!
فقال ومثلي يقال له هذا، فعلي نحر مائة ناقة للات والعزى ان كنت
فعلت ذلك، فقالوا له ان أسودك فعل كذا وكذا فدعا به وقال لأبي جهل
وأمية بن خلف شأنكما فهو لكما اصنعا به ما أحببتما فخرجا به إلى
البطحاء وجعلا يبسطانه على رمضائها ويجعلان رحى على كتفيه ويقولان
له اكفر بمحمد فيقول لا، ويوحد الله الحديث. قال وقال عروة بن
الزبير كان بلال من المستضعفين من المؤمنين وكان يعذب حين اسلم
ليرجع عن دينه فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه
أمية بن خلف. وان ورقة بن نوفل مر على بلال وهو يعذب يلصق ظهره
برمضاء البطحاء في الحر وهو يقول أحد أحد فقال ورقة أحد أحد، يا
بلال اصبر، ثم اقبل على من يعذبه وقال احلف بالله لئن قتلتموه على
هذا لأتخذنه حنانا وفي رواية أسد الغابة أنه قال والله ان مت على هذا
لأتخذن قبرك حنانا. وقال سعيد بن المسيب ان بلالا كان شحيحا على
دينه وكان يعذب في الله وفي دينه فإذا أراد منه المشركون ان يقاربهم قال
الله الله وقال محمد بن سيرين كان المشركون يلقون بلالا في الرمضاء إما
في جلد ثور أو بقرة. وحدث الأصمعي عن العمري ان أول من أذن
بلال ومثله روى المسعودي. وقال سالم ان شاعرا امتدح بلال بن
عبد الله بن عمر فقال بلال بن عبد الله خير بلال فقال له ابن عمر
كذبت بلال رسول الله خير بلال. وقال رجل لبلال نحن اعلم
بالوقت منك فقال له بلال لأنا اعلم بالوقت منك وأنت أضل من حمار
أهلك ثم حكى ابن عساكر عن ابن إسحاق أنه قال بلغني ان عمار بن
ياسر ذكر يوما بلال بن رباح فقال:
جزى الله خيرا عن بلال وصحبه * عتيقا وأخزى فاكها وأبا جهل
عشية هما في بلال بسوءة * ولم يحذرا ما يحذر المرء ذو العقل
بتوحيد رب للأنام وقوله * شهدت بان الله ربي على مهل
فان يقتلوني يقتلوني ولم أكن * لأشرك بالرحمن من خيفة القتل
فيا رب إبراهيم والعبد يونس * وموسى وعيسى نجني ثم لا تمل
لمن ظل يهوى الغي من آل غالب * على غير بركان منه ولا عدل
وفي الاستيعاب بلال بن رباح المؤذن وهو مولى أبي بكر اشتراه
وأعتقه وكان له خازنا ولرسول الله ص مؤذنا شهد بدرا واحدا وسائر
المشاهد مع رسول الله ص أقول الظاهر وقوع تحريف في العبارة من
الطابعين وصوابها وكان مؤذنا لرسول الله ص وخازنا كما سيأتي عن أسد
الغابة والإصابة. ثم روى بسنده في حديث ان جماعة ممن أسلموا أخذهم
المشركون فألبسوهم ادراع الحديد وأصهروهم في الشمس فما منهم انسان
الا وقد واتاهم على ما أرادوا الا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان
على قومه فاعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول
أحد أحد، وفي خبر أنهم كانوا يطوفون به والحبل في عنقه بين أخشبي
مكة قال ابن إسحاق كان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح مولدا من
مولديهم قيل من مولدي مكة وقيل من مولدي السراة واسم أبيه رباح
واسم أمه حمامة وكان صادق الاسلام طاهر القلب وقال المدائني كان بلال
من مولدي السراة وله أخ يسمى خالدا وأخت تسمى غفرة وهي
مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث المصري وبسنده كان بلال لأيتام
أبي جهل وان أبا جهل قال لبلال وأنت أيضا تقول فيمن يقول فاخذه
فبطحه على وجهه وسلقه في الشمس وعمد إلى رحى فوضعها عليه فجعل
يقول أحد أحد فبعث أبو بكر صديقا له فاشتراه فاعتقه وكان أمية بن
خلف الجمحي ممن يعذب بلال ويوالي عليه بالعذاب والمكروه فكان من
قدر الله أن قتله بلال يوم بدر فقال فيه بكر أبياتا منها قوله
هنيئا زادك الرحمن خيرا * فقد أدركت ثارك يا بلال
انتهى الاستيعاب أقول يدل كلام ابن الأثير في الكامل على أن
بلالا لم يقتل أمية بن خلف لكنه كان السبب في قتله فإنه قال كان
عبد الرحمن بن عوف قد غنم أدراعا يوم بدر فمر بأمية بن خلف وابنه
علي فقال له نحن خير لك من هذه الأدراع أي خذنا أسيرين لنسلم من
القتل وتأخذ فداءنا فطرح الأدراع وأخذ بيدهما ومشى بهما، ورأى بلال
أمية، وكان يعذبه بمكة، فقال بلال أمية رأس الكفر لا نجوت ان
نجا، ثم صرخ يا أنصار الله رأس الكفر رأس الكفر أمية بن خلف لا
نجوت ان نجا فأحاط بهم المسلمون وقتل أمية وابنه فكان عبد الرحمن
يقول رحم الله بلالا ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري انتهى وفي أسد
الغابة ترجم أولا بلال بن حمامة ثم بلال بن رباح ثم قال إنهما واحد.
وبلال هذا قيل هو بلال بن رباح المؤذن وحمامة أمه نسب إليها ثم قال
بلال بن رباح إلى أن قال وكان مؤذنا لرسول الله ص وخازنا شهد بدرا
والمشاهد كلها وكان من السابقين إلى الاسلام وممن يعذب في الله عز
وجل فيصبر على العذاب وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس
ويضع الرحاء عليه حتى تصهره الشمس ويقول أكفر برب محمد فيقول
أحد أحد قال وكان يؤذن لرسول الله ص في حياته سفرا وحضرا وهو
أول من أذن في الاسلام ثم أن بلالا رأى النبي ص في منامه وهو يقول ما
هذه الجفوة يا بلال ما آن لك أن تزورنا فانتبه حزينا فركب إلى المدينة
فاتى قبر النبي ص وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه فاقبل الحسن والحسين
فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له نشتهي أن تؤذن في السحر فعلا سطح
المسجد فلما قال الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما قال أشهد أن لا إله
إلا الله زادت رجتها فلما قال أشهد أن محمدا رسول الله خرج النساء من
خدورهن فما رئي يوم أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم. قال وقال مجاهد

(١) في النهاية اي لأجعلن قبره موضع حنان اي مظنة من رحمة الله فأتمسح به متبركا كما
يتمسح بقبور الصالحين الذين قتلوا في سبيل الله فيرجع ذلك عارا عليكم وسبة عند
الناس ومنه الحديث انه دخل على أم سلمة وعندها غلام يسمى الوليد فقال اتخذتم
الوليد حنانا غيروا اسمه اي تتعطفون على هذا الاسم وتحبونه وفي رواية انه من أسماء
الفراعنة فكره ان يسمى به (انتهى). (المؤلف)
(٦٠٤)

أول من أظهر الاسلام بمكة سبعة وذكر منهم بلالا قال وأما بلالا فهانت
عليه نفسه في الله عز وجل وهان على قومه فأخذوه فكتفوه ثم جعلوا في
عنقه حبلا من ليف فدفعوه إلى صبيانهم فجعلوا يلعبون به بين أخشبي
مكة فإذا ملوا تركوه انتهى أسد الغابة وفي الإصابة بلال بن رباح
الحبشي المؤذن وهو بلال بن حمامة وهي أمه، اشتراه أبو بكر من
المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فاعتقه فلزم النبي ص وأذن له
وشهد معه جميع المشاهد ثم خرج بلال بعد النبي ص مجاهدا إلى أن مات
بالشام وكان خازن رسول الله ص ومناقبه كثيرة مشهورة انتهى الإصابة
وما في هذه الرواية وغيرها من أنه خرج إلى الشام مجاهدا محل نظر ولعل
الصواب أنه أخرج اخراجا كما يفهم مما مر كما اخرج سعد بن عبادة ولو
أراد الجهاد لتهيأ له وهو بالمدينة كما تهيا لجل الصحابة ولم يترك جوار
رسول الله ص ويخرج إلى الشام مع أنه ليس له ذكر في المغازي أصلا.
وقال ابن الأثير في الكامل ذكر تعذيب المستضعفين من المسلمين وهم
الذين سبقوا إلى الاسلام ولا عشاير لهم تمنعهم لما رأى المشركون
امتناع من له عشيرة وثبت كل قبيلة على من فيها من مستضعفي المسلمين
يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش والرمضاء والنار ليفتنوهم
عن دينهم فمنهم من يجيبهم وقلبه مطمئن بالايمان ومنهم من يصبر.
فمنهم بلال بن رباح الحبشي كان أبوه من سبي الحبشة وأمه حمامة سبية
أيضا وهو من مولدي السراة فصار لأمية بن خلف الجمحي فكان إذا
حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره ثم يأمر
بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره ويقول لا تزال هكذا حتى تموت أو
تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فكان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب
وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد والله يا بلال ثم يقول لامية احلف
بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا فرآه أبو بكر فقال لامية أ لا تتقي
الله في هذا المسكين فقال أنت أفسدته فقال عندي غلام على دينك أسود
اجلد من هذا أعطيكه فأعطاه غلامه وأخذ بلالا فاعتقه فهاجر وشهد
المشاهد كلها مع رسول الله ص انتهى وقال الواقدي عند ذكر فتح
مكة وجاءت الظهر فامر رسول الله ص بلالا أن يؤذن فوق ظهر الكعبة
وقريش في رؤوس الجبال ومنهم من قد تغيب وستر وجهه خوفا من أن
يقتلوا ومنهم من يطلب الأمان ومنهم من قد آمن فلما أذن بلال وبلغ إلى
قوله أشهد أن محمدا رسول الله رفع صوته كأشد ما يكون، قال تقول
جويرية بنت أبي جهل قد لعمري رفع لك ذكرك فاما الصلاة فسنصلي
ولكن والله لا نحب من قتل الأحبة أبدا، ولقد كان جاء أبي الذي جاء
محمدا من النبوة فردها ولم يرد خلاف قومه. وقال خالد بن سعيد بن
العاص الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يدرك هذا اليوم وقال الحارث بن
هشام ليتني مت قبل هذا اليوم قبل ان اسمع بلالا ينهق فوق الكعبة.
وقال الحكم بن أبي العاص. هذا والله الحدث العظيم أن يصبح عبد بني
جمح يصيح بما يصيح به على بيت أبي طلحة كذا. وقال سهيل بن
عمرو ان كان هذا سخطا من الله فسيغيره وان كان لله رضا فسيقره.
وقال أبو سفيان أما انا فلا أقول شيئا لو قلت شيئا لأخبرته هذه
الحصاة.
وفي معجم البلدان شامة جبل قرب مكة يجاوره آخر يقال له
.
طفيل وفيهما يقول بلال بن حمامة وقد هاجر مع النبي ص فاجتوى
المدينة
الا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بفخ وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل
فقال النبي ص جننت يا ابن السوداء (١) ثم قال اللهم ان خليلك
إبراهيم دعا لمكة وأنا عبدك ورسولك أدعو للمدينة اللهم صححها
وحببها الينا مثل ما حببت مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم وانقل
حماها إلى خيبر أو إلى الجحفة انتهى وروى ابن عساكر ان بلالا أصابته
الحمى بالمدينة فكان إذا اقلعت عنه يرفع صوته ويقول البيتين ثم يقول
اللهم العن عتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من ارضنا إلى
ارض الوعك فعند ذلك قال رسول الله ص اللهم حبب الينا المدينة
كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لنا في صاعها ومدها وصححها لنا وانقل
حماها إلى الجحفة. وروى ابن عساكر أيضا بسنده ان رسول الله ص قال إن
بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم انتهى
وروي ان رسول الله ص مر ببلال وهو نائم فضربه برجله وقال أ نائمة أم
عمرو فقام بلال فضرب بيده إلى مذاكيره فقال له ما بالك قال ظننت اني
تحولت امرأة قيل فلم يمزح رسول الله ص بعد هذه انتهى. من روى عن بلال
في الطبقات روى عنه عبد الله بن عمر وكعب بن عجرة وكبار
تابعي المدينة والشام والكوفة وقال علي بن عمر روى عن بلال جماعة من
الصحابة منهم أبو بكر وعمر وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وكعب بن
عجرة والبراء بن عازب وغيرهم انتهى وزاد ابن عساكر في تاريخه هبة
الله بن عمرو وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابجي والأسود بن يزيد وأبو
إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وغيرهم انتهى.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب بلال المشترك بين مولى
رسول الله ص المشهور بالمؤذن المشكور حاله وبين ابن الحارث المزني
وكلاهما لا أصل له ومع الحاجة التمييز وفقده تقف الرواية انتهى.
البلالي
في منهج المقال الظاهر أنه محمد بن علي بن بلال كان من الأبواب
والسفراء المعروفين لكن تغير وظهر منه ما يوجب رده قال ولنا علي بن
بلال البغدادي أبو محمد هذا روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ومحمد بن
أحمد بن أبي قتادة وهو ثقة من أصحاب الجواد والهادي والعسكري ع
وأبو الطيب بن علي بن بلال أخو محمد بن علي روى عن
الهادي ع ولم أظفر له بتوثيق بل الظاهر موافقته لأخيه علي بن بلال
أبو الحسن المهلبي الأزدي البصري وهو ثقة أيضا لم يرو عنهم ع
وروى عنه المفيد وابن عبدون وربما احتمل انه أحد هؤلاء فيخص
بما يفيد تخصيصه انتهى وفي الوسيط البلالي الظاهر أنه
محمد بن علي بن بلال وهو من رجال على الهادي والعسكري ع
ويحتمل أباه علي بن بلال وهو من رجال الهادي والجواد
والعسكري ع وفي رجال العسكري محمد بن بلال ثقة

(١) بعيد من النبي " ص " أن يقول ذلك. (المؤلف)
(٦٠٥)

فليتأمل وفي رجال الكشي ما يأتي في الرازي انتهى وهو قوله ع يا
أبا إسحاق اقرأ كتابنا على البلالي رضي الله عنه فإنه الثقة المأمون العارف
بما يجب عليه. محمد بن بلال الذي في رجال العسكري ع الظاهر أنه
محمد بن علي بن بلال وهو وجه الأمر بالتأمل وعن الحاوي انه لم يذكر الا
الأولين في كلام التعليقة وعن الوجيزة البلالي ثقة ولعله لانصراف
الاطلاق إلى الثقة مع فقدان القرائن. وفي النقد البلالي يظهر من
الكشي انه ثقة ويحتمل أن يكون اسمه محمد بن علي بن بلال وعلي بن
بلال ومحمد بن بلال انتهى واستظهار ذلك من الكشي يعرف مما مر في
إسحاق بن إسماعيل النيسابوري.
التمييز
في مشتركات الطريحي ومنهم البلالي بكسر الباء الموحدة نسبة إلى
بلال المشترك بين محمد بن علي بن بلال الضعيف الذي هو من الأبواب
وبين علي بن بلال البغدادي وبين أبي الطيب بن علي بن بلال أخي محمد
وبين علي بن بلال المهلبي ويمكن استعلام انه البغدادي الثقة برواية
محمد بن أحمد بن يحيى عنه وانه ابن علي أخو محمد بروايته عن الصادق ع
وانه المهلبي الثقة برواية ابن جابر عنه وحيث لا تميز فالوقف ولم
نظفر لابن علي بن بلال بتوثيق انتهى وفي مشتركات الكاظمي ومنهم
البلالي المشترك بين محمد بن علي بن بلال المختلف في توثيقه الذي هو من
الأبواب وبين أبي محمد علي بن بلال البغدادي الثقة وبين أبي الطيب ابن
علي بن بلال أخي محمد بن علي قال الميرزا و ذكر ما مر. ثم قال ويمكن
معرفة انه البغدادي الثقة برواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه ومحمد بن
أحمد بن أبي قتادة عنه وبين علي بن بلال أبي الحسن المهلبي الأزدي
البصري وهو ثقة أيضا ويعرف برواية المفيد عنه وأحمد بن عبدون
انتهى.
الميرزا بلند بخت عالي الحظ أخو السلطان محمد شاه
له قواطع النصوص فرع منه سنة ١٤٥٢.
البلوي
يوصف به عبد الله بن محمد بن أبي عمير بن محفوظ البلوي.
المولى بنائي بن محمد البناء الخراساني
في كتاب شهداء الفضيلة عالم فاضل فصيح بليغ من مشاهير
العلماء والشعراء، وعن العلامة الدواني انه عالم الشعراء وشاعر العلماء
وكان في عهد الوزير أمير علي شير وأوليات عهد الصفويين وانه كان قد
وجد في نفسه موجدة من اليرزو علي شير فبارحه إلى العراق ولزم حضرة
السلطان يعقوب ميرزا وبعد ردح عرج على وطنه الأصلي خراسان وأقام
في هراة مدة ثم تجدد ما كان يجده بينه وبين الأمير علي شير فغادر هراة إلى
سمرقند فتلطف به السلطان علي ميرزا وحظا كذا بعده بولده حتى قتل
في ما وراء النهر في القتل العام مع خمسة عشر ألف نفس أكثرهم شيعة في
زمن السلطان الشاه إسماعيل الصفوي بأمر الأمير نجم الدين الثاني حين
توجه إلى تلك البلاد لأجل معاونة السلطان بابر ميرزا أول ملوك الهند
وغلب على تلك البلاد عنوة. وله ديوان شعر مشهور فارسي.
بنان التبان
بنان بالنون أو بالياء المثناة التحتية في رجال ابن داود
والخلاصة بنان بضم الباء وبعدها النون قبل الألف وبعدها انتهى
وفي منهج المقال في آخر ترجمة بنان ما لفظه في تاريخ أبي زيد البلخي أما
البيانية فإنهم أقروا بنبوة بيان وهو رجل من سواد الكوفة تأول قول الله
تعالى وعز وجل هذا بيان للناس انه هو وكان يقول بالتناسخ والرجعة
فقتله خالد بن عبد الله القسري انتهى قال فالتحقق انه بيان بالتحتانية
بعد الموحدة كما في اختيار الشيخ من رجال الكشي وفي أكثر الروايات في
رجال الكشي انتهى فتأوله الآية يدل على أنه بيان بالياء وقول الرضا
ع الآتي ان بنانا كان يكذب على علي بن الحسين ع فأذاقه الله حر
الحديد وقول أبي زيد أن بيانا قتله خالد القسري المعاصر لعلي بن
الحسين ع يرشد إلى أن المذكور في روايات الكشي وتاريخ أبي زيد
واحد.
قال الكشي سعد قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي
يحيى سهل بن زياد الواسطي ومحمد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر
وأبي يحيى الواسطي قال قال أبو الحسن الرضا ع كان بنان يكذب
على علي بن الحسين ع فأذاقه الله حر الحديد وكان المغيرة بن سعيد
يكذب على أبي جعفر ع فأذاقه الله حر الحديد وكان محمد بن بشير
يكذب على أبي الحسن موسى ع فأذاقه الله حر الحديد وكان أبو
الخطاب يكذب على أبي عبد الله ع فأذاقه الله حر الحديد والذي
يكذب علي محمد بن فرات قال أبو يحيى وكان محمد بن فرات من
الكتاب فقتله إبراهيم بن شكلة. وقال أيضا سعد قال حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن
هشام بن الحكم عن أبي عبد الله ع قال إن بنانا والسري وبزيعا لعنهم
الله تزايا لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة دمي من قرنه إلى سرته
فقلت ان بنانا يتأول هذه الآية وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله
إن الاله الذي في الأرض غير إله السماء وإله السماء غير إله الأرض وإن
إله السماء أعظم من إله الأرض وإن أهل الأرض يعرفون فضل إله
السماء ويعظمونه فقال والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له له من في
السماوات وله من في الأرض كذب بنان عليه لعنة الله لقد صغر الله جل
جلاله وصغر عظمته. وقال أيضا سعد بن عبد الله حدثني محمد بن
خالد الطيالي عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن ابن سنان قال قال أبو
عبد الله ع إنا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا
فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس فكان رسول الله ص أصدق البرية
لهجة وكان مسيلمة يكذب عليه وكان أمير المؤمنين ع أصدق من برأ
الله بعد رسول الله ص وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه
بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبا لعنه الله وكان أبو عبد
الحسين ع قد ابتلى بالمختار ثم ذكر أبو عبد الله ع الحارث الشامي
وبنانا فقال كانا يكذبان على علي بن الحسين ع ثم ذكر المغيرة بن
سعيد وبزيعا والسري وأبا الخطاب ومعمرا وبشارا الزبيري وصايد
النهدي فقال لعنهم الله فانا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز
الرأي كفانا الله مؤونة كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد انتهى. وروى
الكشي أيضا عن يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتابه المؤلف في اثبات
(٦٠٦)

امامة أمير المؤمنين ع قلت لشريك ان أقواما يزعمون أن جعفر بن
محمد ع ضعيف في الحديث فقال أخبرك القصة كان جعفر بن محمد
رجلا صالحا سلما ورعا فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من
عنده ويقولون حدثنا جعفر بن محمد ويحدثون بأحاديث كلها منكرات
كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخذوا منهم الدراهم
وكانوا يأتون من ذلك بكل منكر فسمعت العوام بذلك منهم فمنهم من
هلك ومنهم من أنكر وهؤلاء مثل المفضل بن عمرو النبطي وغيرهم،
ذكروا ان جعفرا حدثهم ان معرفة الامام تكفي عن الصلاة والصوم
وحدثهم عن أبيه عن جده وأنه حدثهم قبل القيامة كذا وان عليا في
السحاب يطير مع الريح وانه كان يتكلم بعد الموت وانه كان يتحرك على
المغتسل وان إله السماء هو الله وإن إله الأرض الامام فجعلوا لله شريكا،
جهال، والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط، كان جعفر اتقي لله وأورع
من ذلك فسمع الناس ذلك فضعفوه ولو رأيت جعفرا لعلمت انه واحد
الناس انتهى ومثل هذا ليس من شرط كتابنا وذكرناه لئلا يفوتنا أحد
ممن ذكره أصحابنا.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب بنان ولم يذكره شيخنا مشترك بين مجهولين
أحدهما لعنه الصادق ع والآخر ابن محمد بن عيسى أخو أحمد بن
محمد بن عيسى انتهى وفي قوله بين مجهولين تسامح فان الأول ضعيف
لا مجهول.
بنان بن محمد بن عيسى
اسمه عبد الله وبنان لقبه كما في رجال النجاشي عند ذكر محمد بن
بنان وفي رجال الكشي عبد الله محمد بن عيسى الملقب بنان أخو أحمد بن
محمد بن عيسى انتهى وهو غير المتقدم.
البناني
لقب ثابت بن أسلم وثابت البناني ومحمد بن سلمة وغيرهم.
بنت ارغش التركي توفيت سنة ٦٠٢.
لم نعرف اسمها. وذكرها الدكتور مصطفى جواد البغدادي فيما
كتبه إلى مجلة العرفان م ٢٥ ص ٤٦٢ ولم يذكر المأخذ ولم نستطع العثور
عليه الآن قال كان أبوها ارغش قد أقطعها بلدة دقوقا المعروفة اليوم
بطاووق فتزوجها الأمير جمال الدين قشتمر وهو من كبار امراء الناصر
لدين الله الأتراك توفيت سنة ٦٠٢ بمرض السل بسبب ان زوجها جمال
الدين قشتمر الناصري وقع بينه وبين الوزير نصير الدين ناصر بن مهدي
العلوي ما استوجب ان يرسله الناصر إلى رامهرمز ويقطعه إياها فمرضت
لفراقه ولما بلغها انه تزوج بابنة أبي طاهر صاحب لرستان جبل حسين
قلى خان تزايد مرضها وكان له منها ابن صغير اسمه قطب الدين محمد
فكانت تبكي الليل والنهار شوقا اليه وتأسفا عليه وإذا سليت عنه لا تسلو
وأيست من عوده فامتنعت من الطعام والشراب حتى ماتت وحملت
جنازتها إلى جامع القصر الذي يعرف بعضه بسوق الغزل اليوم وحضر
جماعة الأمراء والأعيان والأكابر للصلاة عليها ودفنت في تربة لها بمشهد
موسى بن جعفر ع انتهى.
بنت الشاه طهماسب
بنت أبي الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو
مرت ترجمتها فيما بدئ بابن أو ابنة.
بنت عزيز الله المجلسي
من النساء الفاضلات ولم نعرف اسمها لها تعاليق على كتاب من لا
يحضره الفقيه ورسائل في مسائل فقهية.
بنت عقيل بن أبي طالب
روى ابن الأثير في الكامل وغيره في غيره انه لما أتى البشير بقتل
الحسين ع إلى عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة قال له ناد بقتله
فنادى فصاح نساء بني هاشم وخرجت بنت عقيل بن أبي طالب ومعها
نساؤها حاسرة تلوي ثوبها وهي تقول
ماذا تقولون ان قال النبي لكم * ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم
بعترتي وباهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
فلما سمع عمرو أصواتهن ضحك وقال
عجت نسا بني زياد عجة * كعجيج نسوتنا غداة الأرنب
قال والأرنب وقعة كانت لبني زبيد على بني زياد من بني الحارث
بن كعب، وهذا البيت لعمرو بن معديكرب انتهى. أما سبط ابن
الجوزي في تذكرته فقال ان صاحبة الأبيات اسمها زينب بنت عقيل،
وكذلك ذكر ابن نما في مقتله. وكناها بعضهم بأم لقمان. وفي مناقب
ابن شهرآشوب وخرجت أسماء بنت عقيل وذكرتها أبياتا أربعة أولها
ما ذا تقولون أن قال النبي لكم * يوم الحساب وصدق القول مسموع
بنت السيد المرتضى علي بن الحسين
مرت ترجمتها فيما بدئ بابن أو ابنة.
بنت الشيخ علي المنشار
مرت ترجمتها فيما بدئ بابن أو ابنة. ذكر صاحب الرياض في
ترجمة والدها المذكور انه أبو زوجة الشيخ البهائي قال وكان له كتب كثيرة
جاء بها من الهند سمعت انها كانت تقدر بأربعة آلاف مجلد، ولما توفي
ورثتها بنته زوجة الشيخ البهائي إذ لم يكن له غير بنت واحدة وكانت
تلك الكتب في جملة الكتب التي وقفها البهائي فلما توفي البهائي ضاع
أكثر تلك الكتب لأسباب منها عدم اهتمام المتولي لها، وقد كانت هذه
البنت أيضا فاضلة عالمة فقيهة مدرسة انتهى.
بنت المولى محمد تقي المجلسي المعروف
من النساء الفاضلات ولم نعرف اسمها لها شرح على الألفية
وشواهد السيوطي وقبرها بمقبرة تخت فولاذ بأصفهان وعليه شئ من
شعرها يظهر منه وفور أدبها.
بنت الشيخ الطوسي محمد بن الحسن
بنت الشيخ مسعود بن ورام
مرت ترجمتاهما فيما بدئ بابن أو ابنة.
(٦٠٧)

بنت وائلة بن الأصقع
ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة سلمة بن بشير بن صيفي
ان سلمة المذكور روى عن بنت وائلة بن الأصقع وغيرها، ومن ذلك
يعلم أنها من رواة الحديث ولم يذكر اسمها وكان أبوها من الشيعة والولد
على سر أبيه.
بندار
بضم الباء الموحدة وسكون النون بعدها دال مهملة وألف وراء
لقب أبي القاسم عبد الله بن عمران الجبابي البرقي جد محمد الملقب
ماجيلويه بن علي.
بندار بن عاصم
في التعليقة في نسختي من بصائر الدرجات عبد الله بن محمد عن
إبراهيم قال كتاب بندار بن عاصم عن الحلبي عن هارون الخ ويظهر
من روايته هذه كونه إماميا مضافا إلى كونه صاحب كتاب انتهى.
بندار بن محمد بن عبد الله
في الخلاصة بندار بضم الباء واسكان النون وبعدها الدال غير
المعجمة والراء أخيرا. وفي فهرست ابن النديم بندار بن محمد بن عبد
الله الفقيه متقدم انتهى وقال النجاشي بندار بن محمد بن عبد الله
امامي متقدم ومثله في فهرست الشيخ. وابن النديم ألف الفهرست سنة
٣٧٨ فهو متقدم على هذا التاريخ بزمن كثير كما هو الظاهر من قول ابن
النديم متقدم وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
وقال له كتب ذكرناها في الفهرست.
مؤلفاته
قال ابن النديم وله من الكتب كتاب الطهارة ٢ كتاب
الصلاة ٣ كتاب الصيام ٤ كتاب الحج ٥ كتاب الزكاة قال وله غير
ذلك من الكتب على نسق الأصول وله من الكتب غير ذلك ٦ كتاب
الإمامة من جهة الخبر ٧ كتاب المتعة ٨ كتاب العمرة وقال النجاشي
بعد ذكر الخمسة الأول ذكر ذلك أبو الفرج محمد بن إسحاق أبي يعقوب
النديم في كتاب الفهرست وذكر أيضا له كتابا في الإمامة وكتابا في المتعة
وكتابا في العمرة وفي فهرست الشيخ له كتب منها وذكر عين عبارة ابن
النديم ثم قال ذكر ذلك أبو الفرج محمد بن إسحاق أبي يعقوب النديم
في كتابه.
الشيخ بندر بن شبيب العامري العراقي
وفد من العراق إلى تهامة اليمن في القرن الثالث عشر ومليكها
حينئذ الشريف حمود بن محمد الحسيني صاحب أبو عريش وكان بندر
شاعرا بليغا أديبا حافظا لاشعار الجاهلية والاسلام ومدح الشريف حمودا
أول وفوده عليه بقصيدة رائية فاجازه بخمسمائة ريال وكسوة فاخرة
وأجزل عليه بعد ذلك فواضل الإنعام وطوقه بأنواع الاكرام واستقر في
بندر اللحية ولما توفي الشريف حمود بن محمد في ربيع الأول سنة ١٢٣٤
سئم البقاء بتهامة وارتحل عن البلاد اليمانية ومن شعره قصيدة في مدح
الشريف المذكور منها
تردت جديلا حالك اللون مرسلا * وقامت فهزت سمهريا معدلا
تبدت فلما آنستنا تقنعت * وسلت من الأجفان سهما منبلا
حواجبها حجابها وعيونها * عيون تقي ورد الخدود المعثكلا
وشعشع من خلف البراقع كوكب * بدا في جلابيب الجديل مسربلا
تبسم عن در نضيد تشربت * ثناياه من ريق الكواعب أعسلا
وقائلة مات الندى بعد أحمد * وحيدر والسبطين قال الندى بلى
ولكن حمودا أعاد بجوده * حياتي فبلغت المعاد المؤجلا
وألبسني أثواب فخر قشيبة * مدى الدهر لا تبلى ولن تتبدلا
إلى آخر ما قال، وأورده في نيل الوطر وأثنى عليه ثناء بليغا.
السيد بنده حسين الملقب ملك العلماء ابن السيد محمد سلطان العلماء
الهندي
توفي ٢٩ جمادى الآخرة سنة ١٢٩٢.
انتقلت اليه الرياسة بعد أبيه ورجع اليه الأعيان وعامة الناس
وخضعت له البلاد فكان مطاعا مهيبا مرجعا قرأ على أبيه وروى عنه
إجازة واجازته له مفصلة مطبوعة ويروي أيضا عن الفقيه الشيخ زين
العابدين المازندراني الحائري المتوفى سنة ١٣٠٩ وعن السيد علي التستري
ومن مؤلفاته ١ ارشاد المواريث في الفرائض ٢ رسالة الجواب عن
مسالة طعام أهل الكتاب ٣ ترجمة القرآن بلغة اردو مطبوعة. خلف
السيد محمد حسين والسيد أبا الحسن.
الشاه بنده خان بن أيوب خان بن كنعان خليفة الدنبلي
من أمراء الدنابلة، تولى الامارة بعد وفاة أبيه سنة ٩٤٤. له من
الأولاد فتح علي خان وأيوب خان، وولد لفتح علي خان رحيم خان،
والطائفة البكزاوية الرحيم خانية تنسب اليه. كذا في آثار الشيعة الإمامية.
البندنيجي
يوصف به علي بن أحمد بن نصر.
بنو أبي جرادة
كانوا شيعة وذكروا في إبراهيم بن محمد بن عمر بن العديم.
بنو أبي سبرة
قال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله قال النجاشي هم بيت
بالكوفة من جعفي يقال لهم بنو أبي سبرة منهم خثيمة بن عبد الرحمن
صاحب عبد الله بن مسعود له كتاب روى عنه محمد بن عمرو بن
النعمان الجعفي وذكر الشيخ إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي
في أصحاب الباقر والصادق ع وقال إنه تابعي سمع أبا
الطفيل عامر بن واثلة. وذكر أخاه خثيمة في أصحابهما ع
وكناه أبا عبد الرحمن وقال النجاشي بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن
الجعفي ابن أخي خثيمة وإسماعيل كان وجها في أصحابنا وأبوه وعمومته
وكان أوجههم إسماعيل. وذكر الشيخ بسطام بن الحصين في أصحاب
الصادق ع. وقال العلامة في إسماعيل نقل ابن عقدة ان
الصادق ع ترحم عليه وحكى عن ابن نمير أنه قال ثقة وقال في خثيمة
قال علي بن أحمد العقيقي انه كان فاضلا انتهى.
بنو الياس البجلي الكوفي
قال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله بنو الياس البجلي الكوفي
(٦٠٨)

منهم أبو الياس عمرو بن الياس من أصحاب الباقر والصادق
ع روى عنهما، له كتاب عنه ابن جبلة وابنه الياس بن عمرو شيخ
من أصحاب الصادق ع متحقق بهذا الأمر له كتاب عنه الحسن بن
علي الأشعري وهو جد الحسن بن علي ابن بنت الياس المعروف بذلك
وبالوشا وبالخزاز، وأولاد الياس بن عمرو عمرو ويعقوب ورقيم ثقات
رووا عن أبي عبد الله ع أيضا. قال النجاشي رقيم بن الياس بن
عمرو البجلي كوفي ثقة روى هو وأبوه وأخواه يعقوب وعمرو عن أبي
عبد الله ع له كتاب عنه علي بن الحسن الطاطري، ثم قال بعد ترجمة
أبي الياس عمرو بن الياس بن عمرو بن الياس البجلي أيضا ابن ذاك
روى عن أبي عبد الله ع عنه الطاطري وهو ثقة هو وأخواه يعقوب
ورقيم، وقد علم من كلامه مدح الجماعة وتوثيق بني الياس بن عمرو
الثلاثة كما يظهر من تكرير الضمير في قوله وهو ثقة هو وأخواه في ترجمة
عمرو وتوثيق رقيم مع ذلك في ترجمته انتهى.
بنو بويه
قد ذكرنا نسبهم في ج ٧ في ترجمة معز الدولة أبي الحسن أحمد ابن
بويه الديلمي وذكرنا ابتداء دولتهم وعددهم سبعة عشر ملكا ومدة
ملكهم ١٢٧ سنة منهم عماد الدولة أبو الحسن علي وهو أولهم وأخواه
ركن الدولة أبو علي الحسن ومعز الدولة أبو الحسن أحمد أولاد أبي شجاع
بويه بن فناخسرو الديلمي وكان ابتداء ملكهم في ١١ ذي القعدة ٣٢١
وانتهاء دولتهم سنة ٤٤٨ وآخرهم الملك الرحيم وقيل ابنه أبو نصر
وأعظمهم ملكا وأبعدهم صيتا عضد الدولة وذكرنا هناك ان نسبهم عريق
في الفرس وإنما نسبوا إلى الديلم لطول إقامتهم ببلادهم وكانوا شيعة
إمامية ناصرين لمذهب الشيعة الإمامية معظمين لعلمائها، ويقول بعض
المؤرخين ان من أسباب انحطاط أمر الخلافة العباسية في عهد البويهيين
انهم كانوا شيعة لا يرون صحة خلافة هؤلاء الخلفاء وانهم كانوا يريدون
نقل الخلافة إلى الفاطميين فخوفهم بعض نصحائهم من عاقبة ذلك لما
للفاطميين من المكانة في قلوب الناس، ولكن الحقيقة ان أمر الخلافة كان
قد ضعف قبل استيلاء البويهيين على الملك. ولم يكن أمر الخلافة في عهد
السلجوقيين أقوى منه في عهد البويهيين وان اختلفت بعض المظاهر كما
يعلم من سيرة الخلفاء في عهد الدولتين البويهية والسلجوقية، وقال ابن
الأثير في حوادث سنة ٤٥٤ في هذه السنة عقد للسلطان طغرك بك على
ابنة الخليفة القائم بأمر الله، ثم قال وهذا ما لم يجر للخلفاء مثله، فان
بني بويه مع تحكمهم ومخالفتهم لعقائد الخلفاء لم يطمعوا في مثل هذا ولا
ساموهم فعله انتهى.
بنو الجويني أو بنو صاحب الديوان
نسبة إلى جوين بوزن حسين قال ياقوت اسم كورة جليلة على
طريق القوافل من بسام إلى نيسابور وبنو الجويني كان لهم مناصب جليلة
في الدولة السلجوقية ودولة المغول منها منصب صاحب الديوان وزير
المالية اليوم كان لعلاء الدين عطا ملك واشتهر به فلذلك اشتهروا ببني
صاحب الديوان ومنها منصب الوزارة والامارة وكانوا شيعة إمامية منهم
الخواجة شمس الدين محمد بن بهاء الدين محمد واليه ينسب كتاب
الشمسية في المنطق وولده شرف الدين هارون بن شمس الدين محمد
وبهاء الدين محمد بن شمس الدين محمد وعلاء الدين عطا ملك صاحب
الديوان ابن بهاء الدين محمد وأخو شمس الدين وهو من عظمائهم
والشائعي الصيت فيهم وتأتي تراجمهم في محالها انش.
بنو الحر الجعفي
قال السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في رجاله بنو الحر
الجعفي موالي جعفي وهم أديب وأيوب وزكريا من أصحاب الصادق
ع وذكرهم النجاشي وأثبت لأديم وأيوب أصلا ووثقهما ولزكريا كتابا
وقال هو أخو أديم وأيوب. وأيوب يعرف بأخي أديم ووثقه الشيخ في
الفهرست وجعل أصله كتابا أما عبيد الله بن الحر الجعفي فهو عربي
صميم وليس من أخوة أديم موالي جعفي انتهى.
بنو حكيم الأزدي المدائني
قال بحر العلوم في رجاله بنو حكيم الأزدي المدائني حديد
ومحمد ومرازم قال النجاشي حديد بن حكيم أبو علي الأزدي المدائني ثقة
وجه متكلم روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع، له كتاب
رواه محمد بن خالد ثم قال مرازم بن حكيم الأزدي المدائني مولى ثقة
وأخوه محمد بن حكيم وحديد بن حكيم يكنى أبا محمد روى عن أبي
عبد الله وأبي الحسن ع ومات في أيام الرضا ع وهو أحد
من بلي باستدعاء الرشيد له ولأخيه أحضرهما الرشيد مع عبد الحميد بن
عواض فقتله وسلما ولهم حديث ليس هذا موضعه. له كتاب عنه علي بن
حديد، وذكر الشيخ في الفهرست مرازم بن حكيم وروى كتابه عن علي
ابن حديد ووثقه في رجال الكاظم ع، وقال في رجال الصادق ع
محمد بن حكيم الساباطي وله أخوة محمد ومرازم وحديد ويحتمل أن
يكون محمد بن حكم هذا هو محمد بن حكيم المتكلم الذي روى عن
الكاظم ع انه رخص له في الكلام وأمره به وكان يرضيه كلامه فهو
ممدوح وما تقدم عن النجاشي لا يدل على توثيقه وان احتمله، ومن بني
حكيم محمد بن مرازم الثقة وقال النجاشي علي بن حديد بن حكيم
المدائني الأزدي السابطي روى عن أبي الحسن موسى ع، له كتاب
روى عنه علي بن فضال انتهى.
بنو حمدان
قال الثعالبي في اليتيمة كان بنو حمدان ملوكا وأمراء أوجههم
للصباحة وألسنتهم للفصاحة وأيديهم للسماحة وعقولهم للرجاحة، وقال
أيضا لما جمع شعراء العصر من أهل الشام بين فصاحة البداوة وحلاوة
الحضارة ورزقوا ملوكا وأمراء من آل حمدان وبني ورقاء هم بقية العرب
والمشغوفون بالأدب والمشهورون بالمجد والكرم والجمع بين أدب السيف
والقلم وما منهم إلا أديب جواد يحب الشعر وينتقده ويثيب على الجيد منه
ويجزل ويفضل انبعثت قرائحهم في الإجادة الخ... أقول أول من ملك
من بني حمدان ناصر الدولة الحسين وأخوه سيف الدولة علي وكان بنو
حمدان شيعة معروفين بالتشيع وكانوا نوابغ عصرهم أمراء وشعراء نبغ
منهم جماعة كثيرون ذكرناهم في تضاعيف هذا الكتاب وحسبك منهم
بسيف الدولة وابن عمه أبي فراس وكانوا كلهم شيعة سوى ناصر الدولة
الصغير الذي ذهب إلى مصر فإنه أظهر التسنن والله أعلم بمراده وفيهم
يقول الشريف الرضي
شرفا بني حمدان أن نفوسكم * من خير عرق ضارب ونجار
(٦٠٩)

بنو خالد القمي البرقي
في رجال بحر العلوم بنو خالد القمي البرقي أبوهم خالد بن
عبد الرحمن بن محمد بن علي من موالي أبي الحسن الأشعري وقيل مولى
جرير بن عبد الله قتل يوسف بن عمرو والي العراق جده محمد بن علي
بعد قتل زيد رضي الله عنه فهرب خالد وهو صغير مع أبيه عبد الرحمن
إلى برق رود قرية في سواد قم على واد هناك فنسبوا إليها وهم أهل بيت
علم وفقه وحديث وأدب، منهم أبو عبد الله محمد بن خالد وأخوه أبو علي
الحسن وقيل الحسين وأبو القاسم الفضل وابنه أبو جعفر أحمد بن
محمد بن خالد ويعرف أيضا بأحمد بن عبد الله وابن ابنه أحمد بن
عبد الله بن أحمد بن محمد بن خالد وابن ابن أخيه علي بن المعلى بن
الفضل بن خالد، ذكرهم النجاشي.
بنو خانبة
قال النجاشي في ترجمة محمد بن أحمد بن عبد الله بن مهران بن
خانبة لوالده أحمد بن عبد الله مكاتبة إلى الرضا ع وهم بيت من
أصحابنا كبير روى الحميري عن محمد بن إسحاق بن خانبة عن عمه
محمد بن عبد الله بن خانبة وكان محمد ثقة سليما انتهى.
بنو الخشاب الحلبيون
عن تاريخ الذهبي هم بيت حشمة وتشيع واليهم ينسب درب بني
الخشاب والتربة الخشابية بحلب وقد جدد التربة الحسن بن إبراهيم أحد
كبراء بني الخشاب سنة ٦٣٣
بنو دراج
في رجاله بحر العلوم بنو دراج جميل بن دراج وأخوه نوح وابن
أخيه أيوب، قال النجاشي جميل بن دراج قال ابن فضال أبو محمد
شيخنا ووجه الطائفة ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع
أخذ عن زرارة وأخوه نوح بن دراج القاضي كان أيضا من أصحابنا وكان
يخفي أمره وكان جميل أكبر من نوح ومات في أيام الرضا ع له كتاب
روى عنه ابن أبي عمير ووثقه الشيخ في الفهرست وجعل كتابه أصلا
وعده الكشي في أصحاب الاجماع، وحاله في الثقة والجلالة شهير وكذا
ابن أخيه أيوب، روي عن العسكري ع توثيقه ووثقه الشيخ وقال
النجاشي أيوب بن نوح النخعي أبو الحسن كان وكيلا لأبي الحسن وأبي
محمد ع عظيم المنزلة عندهما مأمونا كان شديد الورع كثير
العبادة ثقة في رواياته، وأبوه نوح بن دراج كان قاضيا بالكوفة وكان
صحيح الاعتقاد، روى أيوب عن جماعة من أصحاب الصادق ع ولم
يرو عن أبيه وعن عمه شيئا، ومن بني دراج الحسن بن أيوب بن نوح
وهو أحد الشهود الأربعين على وكالة عثمان بن سعيد وممن رأى
القائم ع وروى النص عليه انتهى.
بنو ذودان
قال الكشي في رجاله حدثنا محمد بن مسعود قال سالت
علي بن الحسن بن فضال عن بني ذودان الذين في الحديث، قال هم قوم
من الفرس بزازون انتهى.
بنو رباط
في رجال بحر العلوم بنو رباط أهل بيت كبير بالكوفة من بجيلة
أو من مواليهم، منهم الرواة والثقات وأصحاب المصنفات ومن
مشاهيرهم عبد الله والحسن وإسحاق ويونس أولاد رباط، ومحمد بن
عبد الله بن رباط وعلي بن الحسن بن رباط وجعفر بن محمد بن
إسحاق بن رباط ومحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن رباط وهو من
رجال الغيبة وآخر من يعرف من هذا البيت قال النجاشي الحسن بن
رباط البجلي كوفي روى عن أبي عبد الله ع واخوته إسحاق ويونس
وعبد الله له كتاب عنه الحسن بن محبوب ثم ذكر محمد بن عبد الله
وعلي بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن محمد وأثبت لهم كتبا ووثقهم
في تراجمهم ووثق عبد الله بن رباط في ترجمة ابنه محمد بن عبد الله وقال
الكشي قال نصر بن الصباح بنو رباط كانوا أربعة أخوة الحسن
والحسين وعلي ويونس كلهم أصحاب أبي عبد الله ع وله أولاد كثيرة
من حملة الحديث، وذكر البرقي عبد الله بن رباط ويونس بن رباط
وعلي بن رباط الكوفي مولى بجيلة في أصحاب الصادق ع،
وفي الفهرست الحسن الرباطي له أصل وعلي بن الحسن بن رباط له كتاب
رواه الحسن بن محبوب عن علي بن رباط وفي رجال الشيخ في أصحاب
الصادق ع الحسن بن رباط البجلي وعبد الله بن رباط البجلي الكوفي
وأخوه يونس وعلي بن رباط مولى بجيلة كوفي وفي رجال الباقر ع وكذا
في رجال الرضا ع ولم أجده فيه وكأنه ساقط من النسخة انتهى.
بنو زبارة
قال السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي النجفي نزيل قم فيما
كتبه الينا بنو زبارة يطلق على بيوت من الشرفاء منهم أسرتان بنواحي
نيسابور إحداهما من ذرية الحسن المكفوف الأفطسي والأخرى ينتهي
نسبها إلى الإمام الحسن المجتبى ع وكثيرا ما يطلق على الثانية سادات
بيزة بالموحدة فالمثناة التحتية فالزاي فالهاء ومن مشاهيرهم السيد محمد
ابن الحسن الحسني صاحب الشرح الفارسي على الشرائع. ومن يطلق
عليه بنو زبارة أسرة من شرفاء اليمن حسنيون. منهم الشريف الجليل
السيد محمد بن زبارة صاحب كتاب نيل الوطر في بلاد اليمن في القرن
الثالث عشر من أهل هذا العصر حي يرزق انتهى.
أقول ويوجد في جبل عامل سادة ينسبون إلى زبارة منهم في
الطيبة وغيرها.
بنو زهرة ويقال آل زهرة
في الرياض وهم السادة الكبار السيد حمزة بن علي الحسيني
الحلبي صاحب غنية النزوع إلى علمي الأصول والفروع المشهور بالغنية
والسيد محمد بن عبد الله الحسيني الحلبي والسيد محمد بن إبراهيم
الحسيني الحلبي وغيرهم من هذه السلسلة المباركة المذكورون في باب
الابن في ابن زهره انتهى وقد ذكروا في الجزء ٩ من هذا الكتاب.
بنو سابور
في بحر العلوم بنو سابور قال النجاشي بسطام بن سابور الزيات
أبو الحسين الواسطي مولى ثقة واخوته زكريا وزياد وحفص ثقات كلهم
رووا عن الصادق والكاظم ع ذكرهم أبو العباس وغيره في
الرجال، له كتاب روى عنه صفوان، ومن بني سابور الحسين بن بسطام
وأخوه أبو عتاب عبد الله ولهما كتاب جمعاه في الطب حكى النجاشي في
الحسين بن بسطام عن أبي عبد الله بن عياش أنه قال هو الحسين بن
(٦١٠)

بسطام بن سابور الزيات له ولأخيه أبي عتاب كتاب جمعاه في الطب كثير
الفوائد والمنافع على طريقة الطب في الأطعمة ومنافعها والرقى والعوذ وفي
عبد الله بن بسطام نحو ذلك انتهى.
بنو سوقة
في رجال بحر العلوم بنو سوقة حفص وزياد ومحمد أبناء سوقة
ثقات جميعا، قال النجاشي حفص بن سوقة العمري مولى عمرو بن
حريث المخزومي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكره
أبو العباس بن نوح في رجاله وأخواه زياد ومحمد ابنا سوقة أكثر منه رواية
عن أبي جعفر وأبي عبد الله ثقات. وروى محمد بن سوقة عن أبي الطفيل
عامر بن واثلة عن علي ع حديث تفرقة هذه الأمة وروى زياد عن أبي
جعفر ع لا تصلوا خلف الناصب. ولحفص كتاب روى عنه
محمد بن أبي عمر، وذكر الشيخ في رجال الصادق ع عثمان بن سوقة
الكوفي وزيد بن سوقة البجلي مولى جرير بن عبد الله أبا الحسن الكوفي،
والظاهر كونهما من اخوة حفص ولا يبعد ان يكون زيد وزياد واحدا وذكر
الشيخ في رجال علي بن الحسين زياد بن سوقة الجريري مولاهم الكوفي
قال وأخواه محمد وحفص انتهى.
بنو شكر
في مجالس المؤمنين بنو شكر طائفة مشكورة ينزلون خارج مدينة
البصرة خرجوا منها بسبب الخوارج الذين في داخلها ولهم هناك نحو من
٢٢ دارا وهم من محبي أهل البيت الأطهار، يشكرون نعمة المحبة شكر
الله مساعيهم، وأنجح مسائلهم ودواعيهم انتهى.
بنو طاهر أو آل طاهر
ينسبون إلى جدهم طاهر بن الحسين الخزاعي الذي
فتح بغداد وقتل الأمين ومهد دولة المأمون. كانوا شيعة بنص ابن الأثير
وغيره وفي جدهم طاهر يقول بعض الشعراء حين أراد المأمون أن يبعث
طاهرا لقتل بعض العلوية
أ تبعث طاهرا لقتال قوم * بحبهم وطاعتهم يدين
وفي الكامل لابن الأثير سال إسماعيل بن أحمد الساماني أمير
خراسان وما وراء النهر يوما يحيى بن زكريا النيسابوري فقال ما السبب
في أن آل معاذ لما زالت دولتهم بقيت عليهم نعمتهم بخراسان مع سوء
سيرتهم وظلمهم، وان آل طاهر لما زالت دولتهم عن خراسان زالت معها
نعمهم مع عدلهم وحسن سيرتهم ونظرهم لرعيتهم؟ فقال له يحيى
السبب في ذلك ان آل معاذ لما تغير أمرهم كان الذي ولي البلاد بعدهم
آل طاهر في عدلهم وانصافهم واستعفافهم عن أموال الناس ورغبتهم في
اصطناع أهل البيوتات، فقدموا آل معاذ واكرموهم، وان آل طاهر لما
زالت عنهم دولتهم كان سلطان بلادهم آل الصفار في ظلمهم وغشمهم
ومعاداتهم لأهل البيوتات ومناصبتهم لأهل الشرف والنعم فاتوا عليهم
وأزالوا نعمهم. فقال إسماعيل لله درك يا يحيى فقد شفيت صدري،
وأمر له بصلة انتهى.
بنو طاوس
نقباء علماء زهاد أتقياء ذكروا في أحمد بن موسى بن جعفر بن طاوس جزء ١٠.
بنو العباس بن عبد المطلب
ذكروا في تمام بن العباس.
بنو عبد ربه
في رجال بحر العلوم بنو عبد ربه شهاب ووهب وعبد الرحيم
وعبد الخالق وإسماعيل بن عبد الخالق قال النجاشي إسماعيل بن عبد
الخالق بن عبد ربه ابن أبي ميمون بن يسار مولى بني أسد وجه من وجوه
أصحابنا و فقيه من فقهائنا وهو من بيت الشيعة عمومته شهاب
وعبد الرحيم ووهب وأبوه عبد الخالق كلهم ثقات رووا عن أبي جعفر
وأبي عبد الله ع وإسماعيل نفسه روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن ع له كتاب روى عنه جماعة منهم محمد بن خالد وفي
بعض النسخ مكان وإسماعيل نفسه وإسماعيل ثقة والتصحيف في مثله
قريب وفي النفس من التأكيد بالنفس هنا شئ غير أن ذلك هو الموجود
في أكثر النسخ والموافق لما عندنا من كتب الرجال كالكبير والمجمع والنقد
وغيرها ويؤيدها ما في الخلاصة اما إسماعيل فإنه روى ثم قال النجاشي
وهب بن عبد ربه بن أبي ميمون بن يسار الأسدي مولى بني نصر بن قعين
أخو شهاب بن عبد ربه وعبد الخالق ثقة له كتاب يرويه جماعة منهم
الحسن بن محبوب، وقال في شهاب له كتاب رواه عنه ابن أبي عمير
وذكره الشيخ وجعل كتابه أصلا وقال الكشي شهاب وعبد الرحيم وعبد
الخالق ووهب ولد عبد ربه من موالي بني أسد من صلحاء الموالي وقال
أيضا حدثني أبو الحسن حمدويه بن نصير قال سمعت بعض المشايخ
يقول وسألته عن وهب وشهاب وعبد الرحمن بني عبد ربه
وإسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه قال كلهم خيار فاضلون
كوفيون، والظاهر أن عبد الرحمن هو عبد الرحيم يسمى بهما أو الأول
سهو، وذكر الشيخ في رجال الصادق ع عبد ربه بن أبي ميمون
الأسدي مولاهم الكوفي وقال إنه والد شهاب وقد ظهر مما قاله النجاشي
توثيق بني عبد ربه الأربعة صريحا في ترجمة إسماعيل وتوثيق وهب في
ترجمته فعد حديثهم من الحسن كما اتفق لجماعة ليس بحسن واما
إسماعيل ففي استفادة توثيقه من كلامه على أشهر النسختين نظر فان
الضمير في قوله كلهم ثقات راجع إلى أبيه وعمومته وإدخال إسماعيل
معهم بعيد يأباه قوله رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع
وإسماعيل نفسه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع لكن
قوله فيه وجه من وجوه أصحابنا وفقيه من فقهائنا مدح يقرب من
التوثيق بل قد يعد ذلك توثيقا بناء على أحد الوجهين في الوجه وظهور
الفقاهة مع انتفاء القدح في الاعتماد ويعضده ثبوت الكتاب ورواية
الجماعة وما رواه الكشي فيه وفي غيره انهم خيار فاضلون، وما يظهر من
الاخبار والرجال مع جلالة إسماعيل بل كونه أجل أهل هذا البيت هذا
مع ما عرفت من قرب التصحيف هنا وضعف التأكيد فإنه يرجح النسخة
التي فيها التوثيق وذكر الشيخ في رجال الصادق ع الحسين بن شهاب
ابن عبد ربه وعبد الغني بن عبد ربه وشعيب بن عبد ربه صاحب
الطيالسي ودخولهما هنا غير معلوم بل ظاهر كلام النجاشي والكشي ينفي
ذلك ولو دخلا لم يتناولهما التوثيق ولا المدح الا الدخول في بيت الشيعة
وليس منهم سكين بن عبد ربه المحاربي فإنه عربي من بني محارب أو مولى
لهم لا لبني أسد، ولا قيس بن عبد ربه وعبد الرحمن بن عبد ربه اللذان
هما من أصحاب أمير المؤمنين ع، ولا الحسين بن عبد ربه وعلي بن
(٦١١)

الحسين بن عبد ربه وكيل العسكري ع لبعد الطبقة مع ظاهر كلام
الجماعة في تسمية أهل هذا البيت انتهى.
بنو عبد الله بن طاهر
كان طاهر وعبد الله بن طاهر وبنو عبد الله بن طاهر شيعة بنص
ابن الأثير وغيره كما مر في بني طاهر.
بنو العديم
كانوا شيعة وذكروا في إبراهيم بن محمد بن عمر بن العديم.
بنو عطية
في رجال بحر العلوم بنو عطية محمد وعلي والحسن وجعفر أولاد
عطية والثلاثة الأول ثقات، قال النجاشي الحسن بن عطية الحناط كوفي
مولى ثقة وأخواه أيضا محمد وعلي وكلهم رووا عن أبي عبد الله ع وهو
الحسن بن عطية الدغشي المحاربي أبو ناب، ومن ولده علي بن
إبراهيم بن الحسن روى عن أبيه عن جده ما رأيت أحدا من أصحابنا
ذكر له تصنيفا، ثم قال محمد بن عطية الحناط أخو الحسن وجعفر كوفي
روى عن أبي عبد الله ع وهو صغير له كتاب عنه ابن أبي عمير وقال
الشيخ في الفهرست علي بن عطية له كتاب عنه ابن أبي عمير وقال في
رجاله فيمن لم يرو عنهم ع علي بن إبراهيم الحناط روى عنه
حميد أصولا، مات سنة ٢٧٦ وصلى عليه إبراهيم بن محمد العلوي
ودفن عند مسجد السهلة ولعل هذا هو علي بن إبراهيم بن الحسن بن
عطية الحناط المتقدم في كلام النجاشي وما في نسخ الرجال من الخياط
بالمعجمة والياء تصحيف الحناط بالمهملة والنون، وذكر العلامة وابن
داود محمد بن عطية في القسم الثاني وضعفاه وقالا في موضع صغير من
عبارة النجاشي ضعيف وهو تصحيف كما نبه عليه في النقد ويؤيده توثيق
الخلاصة له في القسم الأول انتهى.
بنو عمار الاطرابلسيين
كانوا حكام اطرابلس الشام وقضاتها وهم من الشيعة وبقيت
اطرابلس بيدهم إلى أن أخذها منهم الإفرنج لما فتحوا السواحل ثم نزحوا
منها منهم القاضي فخر الملك أبو علي بن عمار وأولاده وسافر القاضي
المذكور إلى بغداد واستنجد المسلمين على الإفرنج وذلك في عهد
السلجوقيين فلم ينجد لاختلاف السلاجقة فيما بينهم ودافع عن البلاد
جهده حتى عجز فملك الإفرنج اطرابلس عنوة سنة ٥٠٣ قال ابن
الأثير ونهبوا ما فيها وأسروا الرجال وسبوا النساء والأطفال ونهبوا
الأموال وغنموا من أهلها من الأموال والأمتعة وكتب دور العلم الموقوفة ما
لا يعد ولا يحصى انتهى أقول وكان لبني عمار فيها مكتبة عظيمة قال
لي بعض المطلعين نقلا عن كتب الإفرنج انه كان فيها ما يقدر بمليون
كتاب أو أكثر.
بنو عمار البجلي الدهني
في رجال بحر العلوم بنو عمار البجلي الدهني مولاهم الكوفي
والد معاوية بن عمار المشهور يكنى به واختلف في اسم أبيه قيل معاوية
وقيل أبو معاوية خباب بن عبد الله بالمعجمة والباءين قال النجاشي كان
عمار بن أبي معاوية خباب بن عبد الله الدهني ثقة في العامة وجها وقال
الشيخ في الفهرست عمار بن معاوية الدهني له كتاب ذكره ابن النديم
وعده في الرجال من أصحاب الصادق ع وفي تهذيب الكمال قال
علي بن المديني عن سفيان قطع بشر بن مروان عرقوبية فقلت في أي شئ
قال في التشيع، وأما ابنه معاوية بن عمار فهو من أجلة أصحابنا وأفاضل
علمائنا ذكره الشيخ في فهرست المصنفين من هذه الطائفة وذكر كتبه وقال
النجاشي كان وجها من أصحابنا ومقدما كبير الشأن عظيم المحل ثقة
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له كتب، وذكره
السروي في معالم العلماء وعده في المناقب من خواص الصادق ع
وكانت أخت معاوية بن عمار الدهني أم يونس بن يعقوب البجلي الدهني
من خواص الصادق والكاظم والرضا ع قاله النجاشي في
ترجمة يونس. وحكيم بن معاوية ممن روى الحديث ولم يذكره علماء
الرجال في أصحاب الأئمة ع وهو غير حكيم بن معاوية الذي
ذكره الشيخ في أصحاب الباقر ع لبعد الطبقة فإنه قد ذكر أباه وجده
من أصحاب الصادق ع فكيف يكون من أصحاب الباقر ع.
وابنه معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار ثقة جليل من أصحاب
الرضا ع قاله النجاشي وذكر له كتبا رواها عنه وكذا الشيخ في
الفهرست وعده في الرجال من أصحاب الجواد والهادي ع
وقال الكشي وذكر جماعة فيهم معاوية بن حكيم هؤلاء كلهم
فطحية من أجلة العلماء والفقهاء والعدل وفي فطحيته وبقائه عليها نظر.
ومن بني عمار محمد بن معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار وهو من
أصحاب العسكري ع وممن روى النص على الحجة القائم ع وعلى
توكيل عثمان بن سعيد العمري وهو آخر من يعرف من بني عمار
انتهى.
بنو الفرات
كانوا شيعة وذكروا في ترجمة أبو عبد الله الباقطاني جزء ٧..
بنو فرقد
في رجال بحر العلوم بنو فرقد داود ويزيد وعبد الرحمن وعبد
الحميد وعبد الملك، قال النجاشي داود بن فرقد مولى بني السمال
الأسدي النصري كوفي ثقة، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن
ع واخوته يزيد وعبد الرحمن وعبد الحميد، قال ابن فضال داود ثقة
له كتاب رواه عنه عدة من أصحابنا، وذكره الشيخ في الفهرست وروى
كتابه وذكره في رجال الصادق والكاظم ع ووثقه وذكر يزيد وعبد
الحميد وعبد الملك أبناء فرقد في أصحاب الصادق ع، وقال في عبد
(٦١٢)

الملك انه أخو داود، وفي يزيد انه نهدي انتهى.
بنو كمونة
في مجالس المؤمنين بنو كمونة ويقال لهم بنو عبد الله أيضا، طائفة
كبيرة وسادات عالو الدرجات، مذكورون بعلو الحسب وسمو النسب،
مشهورون بكثرة العدة والعدد في عراق العرب واصل بني كمونة بنو
كمكمة من أولاد شكر الأسود بن جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد،
كانوا نقباء الكوفة، فحرف الناس اسمهم وقالوا كمونة واشتهروا بذلك.
وقال السيد الفاضل النسابة المير محمد قاسم المختاري السبزواري في
بعض مؤلفاته ان سادات آل كمونة كانوا من نقباء الكوفة الكرام
والنقابة من قديم الزمان وجلالة سادات عراق العرب خصوصا الكوفة
لهم، وخرج منهم كثير من العلماء والفضلاء، وفي زمان السيد المرتضى
علم الهدى تولوا النقابة من قبله وتولوها أصالة في بغداد وعراق العرب،
وكانوا من أكابر النقباء وذلك يدل على فضلهم وصحة سيادتهم وعظم
شانهم، وسادات كمكمة المذكورون المشهورون بكمونة من نسل عبد الله
الرابع المنتهي إلى عبد الله الثالث المنتهي إلى عبد الله الثاني المنتهي إلى
عبد الله الأول الأعرج بن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين عليه
وآله السلام وعبد الله الثالث هو ممدوح أبي الطيب المتنبي وقصيدته في
مدحه في أول ديوانه وكان له عشرون ولدا أعقب من ثمانية منهم وكانوا
مقدمين وملكوا جميع بلاد الكوفة بحيث كان الناس يقولون السماء لله
والأرض لبني عبد الله ومرادهم عبد الله الثالث. وعبد الله الأول المشهور
بعبد الله الأعرج معروف ومعلوم في عظم الشأن وارتقاء المكان وفد على
السفاح فاقطعه ضيعة غلتها في السنة ثمانون ألف دينار كان يصرفها على
المحتاجين من السادات والعلويين ووفد على أبي مسلم الخراساني في
خراسان فأكرمه وعظمه وكذلك أهل خراسان ومن أكابر متأخري هذه
السلسلة العلية السيد محمد كمونة الذي كان نقيب مشهد النجف
ورئيس الشيعة في عراق العرب ولما حضر الشاه إسماعيل الصفوي لفتح
عراق العرب وكان والي بغداد يازبك بك وكان خائفا من السيد محمد
المذكور فحبسه في بئر مظلمة واستعد للحصار ولما رأى أن أكثر أهل تلك
البلاد شيعة ولا يمكن ان يتفقوا على مخالفة الشاه فر من بغداد فأخرج
البغداديون السيد محمد من محبسه وضربت السكة باسم الشاه وولى
السيد محمد على العتبات العالية والمشاهد المشرفة وسار بالخيل والحشم
والطبل والعلم والى الآن منصب الامارة والتولية باق في أولاده الأمجاد
انتهى.
بنو المختار في مجالس المؤمنين بنو المختار مختارون من خيار ذرية الرسول ص
يتصل نسبهم الشريف بأبي علي المختار النقيب أمير الحاج وكانت نقابة
المشهد الغروي وامارة الحج مفوضة إلى أكابر هذه السلسلة العلية منهم
السيد الجليل نقيب نقباء ممالك العراق وخراسان شمس الدين أبو
القاسم علي بن عميد الدين عبد المطلب بن نقيب النقباء جلال الدين أبو
نصر إبراهيم بن السيد العالم الفاضل النقيب عميد الدين
عبد المطلب بن شمس الدين علي الأول الذي كان آخر نقباء زمان بني
العباس وهذا شمس الدين علي الثاني جاء من النجف إلى خراسان في
زمن سلطنة السلطان الشاه رخ ميرزا واستوطن بلدة سبزوار ومن أكابر
متأخريهم الأمير شمس الدين علي الآخر كان صاحب طبل وعلم من قبل
الشاه وكانت ايالة سبزوار راجعة اليه وكذلك السيد الفاضل المير محمد
قاسم النسابة المتوطن في سبزوار والمير شرف الدين فوض اليه الشاه
حسين الصفوي نقابة النقباء في بلخ وتوابعها في زمان ظهور المشهد
المنسوب إلى أمير المؤمنين علي ع في بلخ وبعد وفاة الشاه المذكور
ووقوع الحوادث التي عددها غير محصور ذهب من هناك إلى الهند والآن
أولاده الأمجاد يقيمون في الهند انتهى.
بنو منقذ
كانوا شيعة وذكروا في أسامة بن مرشد الكناني.
بنو موسى بن جعفر ع
في رجال بحر العلوم بنو موسى بن جعفر منهم إبراهيم بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع قال المفيد في الارشاد والطبرسي في إعلام الورى كان
إبراهيم بن موسى شيخا سخيا شجاعا كريما وتقلد الإمرة على اليمن في
أيام المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدة
إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان وأخذ له الأمان من المأمون قال
ولكل من ولد أبي الحسن موسى فضل ومنقبة مشهورة، ثم قال بحر
العلوم وقد كان أبو الحسن موسى ع أوصى إلى ابنه علي بن موسى
وأفرده بالوصية في الباطن وضم اليه في الظاهر إبراهيم والعباس والقاسم
وإسماعيل وأحمد وأم أحمد، وفي حديث وصيته ع على ما في الكافي
والعيون وإنما أردت بادخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه
بأسمائهم والتشريف لهم وإن الأمر إلى علي ع ان رأى أن يقر اخوته الذين
سميتهم في كتابي هذا أقرهم وان كره فله ان يخرجهم فان آنس منهم غير
الذي فارقتهم عليه فأحب ان يردهم فذلك له، وفي هذا الحديث ان
اخوة الرضا ع نازعوه وقدموا إلى أبي عمران الطلحي قاضي المدينة
وأبرزوا وجه أم أحمد في مجلس القاضي وكان العباس بن موسى هو
الذي تولى خصومته وأساء الأدب معه ومع أبيه وفض خاتم الوصية الذي
نهى عن فضه ولعن من يفضه وقال للرضا ع في آخر كلامه ما
أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين، وهي منتهى الذم للعباس
واخوته الذين وافقوه على خصومة الرضا ع ومخالفته ومنازعته، وفي
حديث آخر في الكافي ان اخوته ع كانوا يرجون ان يرثوه، فلما اشترى
يزيد بن سليط للرضا ع أم الجواد عادوه من غير ذنب ثم كان من
بغيهم انهم هموا بنفيه عن أبيه حتى قضت القافة بالحاقه، والقصة في
ذلك مشهورة أوردها الكليني في الكافي وغيره، ثم ذكر خبرا عن محمد بن
علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر فيه معجزة للعسكري ع وفي
آخره انه قيل له ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا فقال هذا أمر قد جرينا
عليه، وفي رواية أخرى ولكنا على أمر قد جرينا عليه يعني الوقف
وظاهره جريانه وجريان أبيه وجده جميعا عليه ثم قال فما ذكره المفيد هنا
وتبعه عليه غيره من الحكم بحسن حال أولاد الكاظم ع إن رجلا غر
أخاك إبراهيم فذكر له أن أباك في الحياة، فقال سبحان الله يموت رسول
الله ص ولا يموت موسى، وذكرنا هذا الخبر في ترجمة إبراهيم بن موسى
الكاظم ع من الجزء الخامس. قال وإبراهيم بن موسى هو جد
(٦١٣)

المرتضى والرضي فإنهما ابنا أبي أحمد النقيب وهو الحسين بن موسى بن
محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر ع، ثم ذكر
أن المسمى بإبراهيم من أولاد الكاظم ع اثنان الأكبر وفي عقبه خلاف
والأصغر ويلقب بالمرتضى وهو ذو العقب بلا خلاف ثم حكى عن
صاحب العمدة أنه قال أعقب إبراهيم المرتضى بن الكاظم ع من
رجلين موسى أبي سبحة أو شجة وجعفر وأعقب موسى أبو سبحة من
ثمانية منهم محمد الأعرج وأعقب محمد الأعرج من موسى الأصغر وحده
ويعرف بالابرش وأعقب موسى الأصغر من ثلاثة منهم أبو أحمد
الحسين بن موسى النقيب الطاهر والد السيدين المرتضى والرضي رضي
الله عنهما انتهى ثم قال والظاهر أن المسؤول عن أبيه والمخبر بحياته هو
إبراهيم الأكبر وهو المسمى في الوصية مع كبار اخوته وهو جد محمد بن
علي بن إبراهيم المذكور في خبر المعجزة عن العسكري ع فان علماء
النسب ضبطوا العقب من أولاد إبراهيم الأصغر وقالوا أعقب من موسى
وجعفر لا غير ومنهم من زاد أحمد وإسماعيل ولم يذكر أحد منهم عليا في
أولاده فيكون من ولد إبراهيم الأكبر ويكون الحديث مؤيدا للقول بثبوت
عقبه وبهذا يسلم إبراهيم الأصغر الملقب بالمرتضى وهو جد المرتضى من
الوقف وليس عليه من الذم المتقدم في أولاد الكاظم ع شئ أيضا فإنه
في أولاده الكبار الذين خاصموا الرضا ع وأساءوا الأدب معه
وإبراهيم الأصغر ليس منهم والله أعلم، وقد بقي الكلام في إبراهيم
الخارج باليمن أيام أبي السرايا أنه الأكبر أو الأصغر وقد عرفت الخلاف
في ذلك وقد قال أبو نصر أنه الأكبر وذكر أنه أحد أئمة الزيدية وفي
الجمع بينه وبين ما سبق من وقفه إشكال فتأمل انتهى.
بنو موسى الساباطي
في رجال بحر العلوم بنو موسى الساباطي عمار بن موسى
الساباطي أبو الفضل مولى وأخواه قيس وصباح رووا عن أبي عبد الله
وأبي الحسن ع وكانوا ثقات في الرواية قال النجاشي وعمار
فطحي كما حكم به الكشي وحكاه عن العياشي وقطع به الشيخ ونقله
عن جماعة من أهل النقل وفي رواية الكشي كل من دخل عليه أي
الكاظم ع قطع الا طائفة عمار وأصحابه وفي رواية أخرى إلا طائفة
مثل عمار وأصحابه وفي رواية المفيد في الارشاد كل من دخل عليه قطع
الا طائفة عمار الساباطي وربما كان في هذه الأخبار خصوصا على رواية
المفيد إشعار بفطحية أخوي عمار قيس وصباح انتهى وقد عرفت انه
ليس منهم إسحاق بن عمار وان ذكر ذلك الشيخ في بعض كتبه.
بنو ميمون
هو ميمون البصري يكنى أبا عبد الله تابعي مولى بني شيبان أو
مولى كندة أو عربي من كندة على اختلاف الأقوال روى عن ابن عباس
وابن عمر والبراء بن عازب وعبد الله بن بريدة وروى عنه سلمة بن كهيل
وكثير النوا وخالد الحذاء وشعبة وعوف بن أبي جميلة وابنه عبد الرحمن بن
أبي عبد الله البصري وأصله من الكوفة وكان ختن الفضيل هو من
أصحاب الصادق ع روى عنه سبعمائة مسالة كما ذكره العقيقي وهو
ثقة وابنه همام بن عبد الرحمن وابن ابنه أبو همام إسماعيل بن همام كلهم
ثقات قال النجاشي إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله
البصري كندة وإسماعيل يكنى أبا همام روى إسماعيل عن الرضا ع
ثقة هو وأبوه وجده له كتاب يرويه عنه جماعة وفي رجال الشيخ أبان بن
عبد الرحمن أبو عبد الله البصري اسند عنه من أصحاب الصادق ع
انتهى.
بنو نعيم الصحاف
في رجال بحر العلوم بنو نعيم الصحاف محمد وعلي والحسين وعبد
الرحمن قال النجاشي الحسين بن نعيم الصحاف مولى بني أسد ثقة
وأخواه علي ومحمد رووا عن الصادق ع له كتاب عنه ابن أبي عمير
قال عثمان بن حاتم المنتاب قال محمد بن عبدة وعبد الرحمن بن نعيم
الصحاف مولى بني أسد أعقب واخوه الحسين كان متكلما مجيدا له كتاب
بروايات كثيرة منها رواية ابن أبي عمير وقال الشيخ في باب العين علي بن
نعيم الصحاف الكوفي وأخواه حسين ومحمد وفي الميم محمد بن نعيم
الصحاف وأخواه الحسين وعلي من أصحاب الصادق ع وفي الخلاصة
ورجال ابن داود علي بن نعيم ثقة وكأنهما استفادا توثيقه من كلام
النجاشي وليس نصا فيه لاحتمال ان يكون علي ومحمد خبرا لا بدلا كما
مر مثله في بني حيان ويقرب إرادة التوثيق فيهما إفراد عبد الرحمن وعدم
ذكره معهما والا لقال واخوته علي ومحمد وعبد الرحمن ويحتمل ان يكون
ذلك لعدم ثبوت روايته عن الصادق ع أو عدم ثبوته من أصله الا من
رواية ابن عبدة وبالجملة فالحكم بالتوثيق من هذه العبارة محل نظر وعلى
تقديره فلا يختص بعلي انتهى.
بنو نما
من علماء الحلة ذكروا في الجزء التاسع.
بنو نوبخت
ذكروا في إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت ومر شئ مما
يتعلق بهم في الجزء ١١ وفي الرياض بنو نوبخت طائفة معروفة من
متكلمي علماء الشيعة منهم صاحب كتاب الياقوت في الكلام وجدهم
نوبخت الذي ينسبون اليه كان أعجميا انتهى.
بنو الهيثم العجلي
في رجال بحر العلوم بنو الهيثم العجلي محمد بن الهيثم،
وأحمد بن محمد والحسن بن أحمد ثقات، قال النجاشي الحسن بن
أحمد بن محمد بن الهيثم أبو محمد ثقة من وجوه أصحابنا وأبوه وجده
ثقتان وهم من أهل الري جاور في آخر عمره بالكوفة ورأيته بها وله كتب
انتهى.
بنو ورقاء الشيبانيين
كانوا في عصر بني حمدان فيهم الشعراء والأدباء والعلماء والأمراء
منهم جعفر بن ورقاء الشيباني الذي كانت بينه وبين أبي فراس الحمداني
مراسلة، ومر في بني حمدان قول صاحب اليتيمية انهم وبنو ورقاء بقية
العرب والمشغوفون بالأدب والمشهورون بالمجد والكرم والجمع بين آداب
السيف والقلم وما منهم الا أديب جواد يحب الشعر وينتقده يثيب على
الجيد منه ويجزل ويفضل انتهى.
بنو يسار
في رجال بحر العلوم بنو يسار أبو القاسم الفضيل بن يسار
(٦١٤)

النهدي البصري المشهور وابناه العلاء والقاسم ومحمد بن القاسم بن
الفضيل ثقات جميعا، قال النجاشي محمد بن القاسم بن الفضيل بن
يسار النهدي ثقة هو وأبوه وعمه العلاء وجده الفضيل، روى عن
الرضا ع له كتاب روى أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عنه
انتهى.
الأمير بنيان بن وادي بن الأمير بويدي بن الأمير منصور بن محمد
ذكره السيد ضامن بن شدقم المدني في كتابه والظاهر أنه من امراء
المدينة المنورة.
بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي
اسمه أبو نصر فيروز وقيل خاشاذ.
بهاء الدين الأسترآبادي
يروي إجازة عن الشيخ علي بن هلال الجزائري بتاريخ ٨٨٩.
ميرزا بهاء الدين صدر الشريعة ابن ميرزا علي محمد خان نظام الدولة
المجاور بالنجف ابن ميرزا عبد الله خان امين الدولة بن محمد حسين
خان الصدر الأعظم الأصفهاني المدفون بمدرسته في النجف المعروفة
بمدرسة الصدر حدود ١٢٤٠
يروى إجازة عن الملا علي بن الميرزا خليل الطبيب ابن إبراهيم بن
محمد علي الطهراني المتوفى سنة ١٢٩٦ ويروي أيضا بالإجازة عن الشيخ
محمد قاسم ابن الشيخ محمد علي بن قاسم النجفي من بيت المشهدي
ويروي أيضا بالإجازة عن الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ
جعفر النجفي عن الشيخ أحمد بن شكر النجفي بتاريخ ١٢٨٦ ويشير
ذلك إلى أنه كان من أهل العلم والفضل ومضافا إلى أن أباه كان من
تلاميذ صاحب الجواهر كما يأتي في ترجمته.
بهاء الدين الأصفهاني
اسمه محمد بن الحسن المعروف بالفاضل الهندي.
بهاء الدين الجويني
اسمه محمد ابن الصاحب شمس الدين محمد بن محمد الجويني.
بهاء الدين بن زهرة بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن حمزة
ابن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن الحسن بن زهرة بن
الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن
محمد بن محمد بن أبي إبراهيم محمد الممدوح ابن علي بن أحمد بن محمد أبي
الحسين بن إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين
العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحسيني
الإسحاقي الفوعي ثم الحلبي.
في أعلام النبلاء عن مجموعة أبي الوفاء العرضي المتوفي سنة ١٠٧١
انه ولد سنة ٩٤٦ وتوفي ليلة الجمعة ١٣ صفر سنة ١٠٢٤ ودفن على جده
أبي المكارم حمزة بالقرب من مشهد الحسين رحمنا الله وإياه انتهى.
الفوعي نسبة إلى الفوعة بفاء مضمومة وواو ساكنة وعين مهملة
وهاء بلد معروف بنواحي حلب أهله شيعة من قديم الزمان. في الكتاب
المذكور السيد الشريف قدم حلب سنة ٩٦٨ لم يزد على ذلك، وهو
من بين زهرة نقباء حلب وأشرافها وعلمائها الذائعي الصيت.
الشيخ بهاء الدين الطريحي النجفي
عالم فاضل من ذرية فخر الدين الطريحي الشهير.
بهاء الدين العاملي أو الشيخ البهائي
اسمه محمد بن الحسين بن عبد الصمد.
الشيخ بهاء الدين العاملي الشهيدي من ذرية الشهيد الأول نزيل مدراس
من بلاد الهند
كان من الفقهاء الأعلام هاجر إلى الهند وسكن مدينة مدراس
ومات بها وقبره هناك عليه قبة يزوره الشيعة ويأتي ذكر ابنه الشيخ زين
العابدين وابن ابنه الشيخ رضا وسبطه الشيخ جواد بن الشيخ رضا كل
في بابه. ولا يبعد اتحاده مع الشيخ بهاء الدين ابن القاضي محسن
الأسدي العاملي نزيل مدارس الآتي بان يكون الأسدي محرفا عن
الشهيدي كما ستعرف.
الشيخ بهاء الدين العفيفي الدمشقي
معاصر للشيخ حسن الحانيني العاملي شاعر أديب ذكر له شعر في
ترجمة السيد نور الدين علي بن علي الحسيني العاملي.
الشيخ بهاء الدين بن علي العاملي النباطي
في أمل الآمل كان من الفضلاء الصلحاء الفقهاء المعاصرين سكن
النجف ومات بالحلة انتهى.
بهاء الدين اللاهجي
نسبة إلى لاهجان من بلاد إيران.
كان عالما مفسرا حكيما ومن مؤلفاته كتاب خير الرجال في ذكر
أسانيد من لا يحضره الفقيه.
الشيخ بهاء الدين ابن القاضي محسن الأسدي العاملي.
نزيل مدراس من بلاد الهند ذكره تلميذه أحمد بن محمد بن علي بن
إبراهيم الأنصاري اليمني الشرواني في كتابه حديقة الأفراح لإزالة الأتراح
ووصفه بالأستاذ الأعظم وقال امام امامي همام يلمعي زخر قاموس علمه
فقذف بالجواهر لمن اجرى لاقتنائها في خضم الطلب المواخر كيف لا وهو
العالم الذي أذعن له في العلوم النقلية والعقلية كل فاضل وقالت مراتب
مجده لمن حالوا ادراكها اين الثريا من يد المتناول كان والله نزهة للأبصار
وأنيسا للأبرار وخير جليس يفيد وملجأ للمتعلم والمستفيد أضاءت بأنوار
علومه بلدة مدارس حين كان بها رافلا في أفخر لباس حتى انخرم في تلك
البقعة عمره وأقل بعد السفور بدره
كان بدرا فأسرعت كسفه الأرض * كذا الأرض تكسف الأقمارا
فغدت أركان العلوم مندرسة بعده في مدراس واظلمت البقاع
الدكنية بعد ان كانت منيرة بذلك النبراس ولقد تشرفت بالحضور بين
يديه رضوان الله عليه حين كنت مقيما بتلك الأرض وقرأت عليه ما
احتسبت به سلافة الأدب الغض انتهى.
فهو ممن طمحت به همته العلية للهجرة من البلاد العاملية إلى
مدراس الهند ككثير من علماء جبل عامل الذين هاجروا إلى الهند وإيران
والعراق وغيرها فنالوا مرتبة عليه ولكنه مع الأسف لم يذكر سنة وفاته
(٦١٥)

وهذا من الهفوات في أصحاب كتب التراجم ولم نجد له ذكرا في غير هذا
الكتاب وأورد له هذه الأبيات
رنت بعيون ظبية البان في الضحى * فأودت بنشوان من السكر ما صحا
إذا ما بدا من جانب الغرب بارق * يهيج به وجد إلى الألف برحا
وقفر بهيم شاسع خيم الردى * عليه ومر الريح آياته محا
يتيه به الساري وان كان عارفا * ترى الأسد فيه رابضات وسرحا
الا قل لمن قد لامني في اقتحامه * وقطع فيافيه الا ليت الالحا
فلو نال ما قد نلته من عصابة * تحاكي هراشا ضاريات ونبحا
لأدرك أقصى الأرض أو طار للسما * إذا عزرائيل لم يكن فيه طوحا
إلى الله أشكوهم شكاية أيم * لآماقها دمع التفجع قرحا
ولا قدست أرواحهم بل ولا زكت * ولا برحت بالذل ما الله سبحا
ومن نثره ما كتبه إلى العلامة المولوي محمد باقر الهندي الشافعي
لقد طاشت سهامك و ضلت أحلامك وتصرمت على غير ثمرة أيامك
فأولي واقسم بالركن والحطيم وزمزم ان لم تكف لسان القلم لأجلبن
عليك خيول الأدلة ورجالها مفوقا سهامها مصلتا نصالها حتى أدع ما
أوردته حصيدا جزرا ثم لا تجد لك ملجا يكنك ولا حرزا ويضيق عليك
المجال ويكل منك لسان اليراع في كل حال
وابن اللبون إذا ما لز في قرن * لم يستطع صولة البزل القناعيس
مهلا فقل لي من علم الظبي ضربا بالنواقيس فما أنا بالذي تروعه
أقاويلك أو تهزه أباطيلك والسلام انتهى ولا يبعد اتحاده مع الشيخ بهاء
الدين العاملي الشهيدي المتقدم بان يكون الأسدي تصحيف الشهيدي
كما مر ويؤيده انه ليس في جبل عامل من ينتسب إلى بني أسد والله أعلم
.
بهاء الدين المختاري
اسمه محمد بن محمد باقر الحسيني.
بهاء الدين التبلي
اسمه علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني
التبلي النجفي.
بهاء الشرف
اسمه محمد بن الحسن بن أحمد الحسيني.
بهادر شاه بن إبراهيم نظامشاه الثاني
من الملوك النظامشاهية في احمد نكر من بلاد الهند وهم عشرة ملوك
أولهم ملك حسن بن برهمنان وآخرهم مرتضى نظامشاه بن علي. كان
ملك حسن أولا في خدمة احمد شاه البهمني في بلدة بيجانكر واعتنى
بتربيته احمد شاه، ولما مات احمد شاه قربه ابنه محمد شاه ولقبه بنظام
الملك، ولما مات محمد شاه صار وكيل السلطنة حسب وصيته عن ولده
السلطان محمود ففتح كثيرا من القلاع واستبد بالأمر وجرت له عدة
حروب مع معاصريه ومدة ملكه ١٩ سنة ولم يعلم أنه موضوع كتابنا
فلذلك لم نذكر له ترجمة مستقلة لأن أول من اختار التشيع من
النظامشاهية برهان نظامشاه بن أحمد شاه. ملك المترجم بعد إبراهيم
شاه بن برهان نظامشاه ثلاث سنين وشهورا ثم قبض عليه أكبر شاه
وسجنه سنة ١٠٠٦ في قلعة كواليار كذا في كتاب آثار الشيعة الإمامية.
الآقا البهبهاني
اسمه محمد باقر بن محمد أكمل.
بهرام بن لشكرستان الديلمي
كان من امراء الديلم وكان الملك أبو كاليجار المرزبان بن سلطان
الدولة المرزبان بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة فناخسرو بن بويه
الديلمي قد عول في ولاية كرمان حربا وخراجا على بهرام المذكور وقرر
عليه مالا فتراخى بهرام في تحرير الأمر وأخلد إلى المغالطة والمدافعة وشرع
حينئذ أبو كاليجار في اعمال الحيلة عليه وأخذ قلعة بردسير من يده وهي
معقلة الذي يحتمي به ويعول عليه، فراسل بعض من بها من الأجناد
وأفسدهم فعلم بهم بهرام فقتلهم وزاد تفوره واستشعاره وأظهر ذلك
فسار اليه الملك أبو كاليجار في ربيع الآخر من سنة ٤٤٠ فمرض
ومات. كذا ذكره ابن الأثير في الكامل، والديلم كانوا كلهم شيعة.
أبو منصور بهرام بن مافنة الملقب بالعادل وزير الملك أبي كليجار
المرزبان ابن بويه الديلمي
ولد سنة ٣٦٦ وتوفي سنة ٤٣٣.
قال ابن الأثير الكامل كان حسن السيرة وبنى دار الكتب فيروز
آباد وجعل فيها سبعة آلاف مجلد انتهى.
أبو المظفر بهرام بن أبي كاليجار المرزباني ابن سلطان الدولة المرزبان بن
بهاء الدولة فناخسرو بن بويه
كان حيا سنة ٤٤٠.
كان من امراء بني بويه ولم يل الملك، واثما ولي الملك بعد أبي
كاليجار الملك الرحيم خرة فيروز وهو آخر ملوكهم.
بهرام بن يحيى الكشي الخزاز كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان
بهرام بن يحيى الكشي الخزاز كوفي ذكره الطوسي في رجاله الشيعة من
الرواة عن جعفر الصادق ع انتهى ولم يذكر الخلاصة ورجال ابن
داود ومنهج المقال والوسيط وكأنه كان ساقطا من نسخهم.
بهرام ميرزا ابن الشاه إسماعيل الصفوي
توفي سنة ٩٥٦.
كان من جملة أدباء وعلماء عصره ذكره آذر بيگدلي في كتاب آتشكده
على ما حكى عنه وقال كان معروفا بجودة القلم وانشاد الشعر انتهى.
بهرام خان
عن تاريخ البدادوني وتاريخ القطب شاهية انه كان من الأمراء
المعاصرين لأكبر شاه الهندي كان ذكيا عالما عاقلا وكان في أول امره
ملازما للشاه بابر والد أكبر شاه وفتح له بلادا كثيرة ولقبه جان خانان
وقصده العلماء فأكرمهم وله شعر جيد وله قصيدة في مدح أمير
المؤمنين ع منها هذا البيت
(٦١٦)

تهى كه بگذرد از نه سپهر أفسر أو اگر غلام علي نيست خاك بر سر أو
الأمير بهروز الأول الملقب بسلمان خليفة ابن الأمير رستم الملقب بشاه
وردي بيك ابن الأمير بهلول الملقب بحاجي بيك بن قليج الدنبلي
توفي سنة ٩٩٥ عن ٩٥ سنة ودفن في قرية نازك من قرى سليمان
سراي.
والدنبلي تأتي في بهلول.
عن كتاب رياض الجنة في تاريخ الدنابلة المخطوط تاليف
عبد الرزاق بيك الدنبلي انه كان شابا عالما عاقلا صاحب خيرات ومبرات
بقيت بعده وكان في خدمة الشاه إسماعيل ابن السلطان حيدر الصفوي
وهو الذي لقبه بسلمان خليفة وأذن له في الارشاد وعاش ٩٥ سنة منها
خمسون سنة قضاها في الحكم والامارة. وفي تاريخ الشاه طهماسب ان
السلطان سليمان ابن السلطان سليم العثماني فتح آذربايجان في سنة
٩٤٥ وتوجه إلى إيران وكان الشاه طهماسب يومئذ في ابهر من قرى
قزوين فورد عليه خليفة الدنبلي في ألفي فارس فتقوى بهم الشاه وحمل
على السلطان سليمان فغلبه. وفي جامع التواريخ ان كيلان وأردبيل
كانت مدة تحت حكم سلمان خليفة فلما ولي الشاه إسماعيل نحاه عن
الامارة فاشتغل بارشاد الدنابلة وكان ولده كنعان خان قد مات في حياة
أبيه بمرض السكتة لذلك انتقلت الامارة إلى حفيده أيوب خان بن
كنعان بن سلمان خليفة انتهى.
بهروز خان الثاني الملقب بسلمان خان
توفي سنة ١٠١٤ في قرية بورس التي كان قد بناها ودفن في مقبرة
أجداده.
عن كتاب رياض الجنة السابق الذكر انه كان في خواص الشاه
عباس وهو الذي لقبه بسلمان بلقب جده بهروز الأول المتقدم وكان له
اشتهار كامل بحسن الخلق والشجاعة ذكره أصحاب تاريخ شرفنامه وعالم
آرا وجهان نماي خلف ولدين وهما علي خان الملقب بصفي قلي خان وأيوب
خان واليه ينسب الأيوبخانية.
بهلول أبو تميم
روى الصدوق في الفقيه عن ابنه تميم عنه.
الأمير بهلول الدنبلي ابن الأمير جمشيد ابن الأمير إبراهيم ابن الأمير احمد ابن
الأمير عيسى صلاح الدين كرد ابن الأمير يحيى ابن الأمير جعفر الثاني ابن
الأمير سليمان بن الأمير احمد ابن الأمير موسى ملك طاهر بن الأمير
عيسى ابن الأمير موسى أول ملوك الشامات ابن الأمير يحيى وزير
هارون الرشيد.
توفي سنة ٧٦٠ ودفن في قلعة باي قرب مقبرة جده الأمير احمد.
والدنبلي نسبة إلى دنبل قبيلة من الأكراد بنواحي الموصل
تنتهي سلسلة نسبها إلى البرامكة وزراء بني العباس لأن جدهم الأعلى هو
يحيى البرمكي وزير هارون الرشيد كما سمعت، ابن قباد برمك بن
اردان برمك ابن شاهنشاه انوشيروان. هكذا ساق نسبهم مؤلف تاريخ
بحش الفارسي فيما حكي عنه وذكرت أحوالهم في أحمد بن موسى الدنبلي
وكانت سلطنتهم في بلاد كردستان وضواحي تبريز مستقلة إلى حين ظهور
السلطان حيدر الصفوي، فان الأمير بهلول الدنبلي قد أطاعه ودخل في
خدمته عن اعتقاد وإرادة واقتفى به من بعده أولاده وأحفاده فنجدوا
الصفوية ونصروهم على أعدائهم.
بهلول بهجة أفندي الزنكزوري
كان قاضي زنكزور وكان حنفيا فتشيع وألف تاريخ آل محمد أو
تشريح ومحاكمة في تواريخ آل محمد بطريق فلسفي ألفه بالتركية وطبع
بعيد تاليفه في تبريز سنة ١٢٤٢ وترجم إلى الفارسية والعربية ذكره
صاحب الذريعة.
أبو وهيب بهلول بن عمر الصيرفي أو الصوفي الكوفي
توفي سنة وقبره ببغداد.
هكذا ترجم في هامش كتاب عقلاء المجانين المطبوع في مصر
ووصف بالصيرفي وفي روضات الجنات بهلول بن عمرو الكوفي الصوفي
اسمه وهب انتهى وفي مجالس المؤمنين بهلول بن عمرو هو وهيب بن
عمرو انتهى وقد يظن أن الصواب الصوفي والصيرفي تصحيف، كما أنه
قد وقع الاشتباه بين ان يكون اسمه وهيب أو كنيته أبو وهيب، وحكي
في مجالس المؤمنين عن تاريخ گزيده حمد الله المستوفي أن أباه عمرا
عم الرشيد العباسي وأن بهلولا كان من أصحاب الإمام جعفر
الصادق ع وأنه كان يستعمل التقية، وان الرشيد كان يسعى في قتل
الإمام الكاظم ع ويحتال في ذلك، فأرسل إلى حملة الفتوى يستفتيهم
في إباحة دمه متهما إياه بإرادة الخروج عليه ومنهم البهلول. فخاف من
هذا واستشار الكاظم ع فأمره باظهار الجنون ليسلم فان صح هذا
فيكون معاصرا للصادق والكاظم ع ولسنا نعلم مبلغ تاريخ
كزيده من الاعتبار. وفي روضات الجنات يؤيد ذلك ما في كتاب
غرائب الاخبار للسيد نعمة الله التستري قال روي أن الرشيد أراد ان
يولي رجلا القضاء فشاور أصحابه فأشاروا ببهلول فاستدعاه وقال له
أعنا على عملنا هذا قال باي شئ أعينك قال بعمل القضاء قال أنا لا
أصلح لذلك قال أطبق أهل بغداد أنك صالح له فقال سبحان الله أنا
أعرف بنفسي منهم فان كنت في أخباري باني لا أصلح للقضاء صادقا
فهو ما أقول وان كنت كاذبا فالكاذب لا يصلح لهذا العمل، فألحوا عليه
وشددوا وقالوا لا ندعك أو تقبل قال إن كان ولا بد فأمهلوني الليلة
حتى أفكر في أمري، فلما أصبح تجانن وركب قصبة ودخل السوق وكان
يقول طرقوا خلوا الطريق لا يطأكم فرسي فقال الناس جن بهلول فقال
هارون ما جن ولكن فر بدينه منا، وبقي على ذلك إلى أن مات انتهى
وكيف كان الأمر فما يأتي من أخبار البهلول يدل على عقل وافر وانه ليس
فيه شئ من الجنون وانه كان يظهره لمصلحة من المصالح وانه كان
معاصرا للرشيد. ثم إن صاحب المجالس ذكر نقلا عن تاريخ گزيده
حكايات للبهلول مع الامام أبي حنيفة وانها كانت في عصر الرشيد مع أن
بين وفاة البهلول ووفاة أبي حنيفة نحو أربعين سنة لأن أبا حنيفة توفي
سنة ١٥٠ والبهلول سنة ١٩٠ وادراكه له وان كان ممكنا الا ان جعله
ذلك في عصر الرشيد يبطل الخبر من أصله لأن أبا حنيفة لم يعاصر
الرشيد بل المنصور، والبهلول ان كان عاصر الصادق ع فقد عاصر
المنصور، ثم إن كونه من بني العباس أيضا موضع شك لأنه لو كان
(٦١٧)

كذلك لوصف بالهاشمي أو العباسي ولم يقتصر في وصفه على الصيرفي أو
الصوفي ويأتي بهلول بن محمد الكوفي وان ابن حجر وصفه بالصيرفي
فلعل الاشتباه نشا من هنا وهو غير هذا لاختلاف الأب وعدم الإشارة
إلى ما اشتهر به هذا من اظهار الجنون.
وقال في الوفيات حدث عن ايمان بن وائل وعمرو بن دينار
وعاصم بن أبي النجود وكان من عقلاء المجانين ووسوس وله كلام مليح
ونوادر وأشعار واستقدمه الرشيد وغيره من الخلفاء ليسمع كلامه. قال
الأصمعي رأيت بهلولا قائما ومعه خبيص فقلت له أيش معك؟ فقال
خبيص! فقلت أطعمني، فقال ليس هو لي، قلت لمن هو؟ قال لحمدونة
ابنة الرشيد بعثته لي آكله لها. وقال عبد الله بن عبد الكريم كان
لبهلول صديق قبل أن يجن فلما أصيب بعقله فارقه صديقه فبينما بهلول
يمشي في بعض طرقات البصرة إذ رأى صديقه فلما رآه صديقه عدل عنه
فقال بهلول
ادن مني ولا تخافن غدري * ليس يخشى الخليل غدر الخليل
أ ربي الذي ينالك مني * ستر ما يتقى وبث الجميل
قال الفضل بن سليمان كان بهلول يأتي سليمان بن علي
فيضحك منه ساعة ثم ينصرف، فجاءه يوما فضحك منه ساعة ثم قال
عندك شئ نأكله؟ فقال لغلامه هات لبهلول خبزا وزيتونا، فاكل ثم قام
لينصرف وقال لسليمان يا صاحب ان جئنا إلى بيتكم يوم العيد يكون
عندكم لحم؟ فخجل سليمان. وجاء إلى بعض أشراف الكوفة وقال له
أشتهي آكل عسلا بسرقين! فدعا بهما، فاكل من العسل وأمعن فيه،
فقال له الرجل لم لا تأكل السرقين كما قلت؟ قال العسل وحده أطيب.
وعبث به الصبيان يوما فنفر منهم والتجأ إلى دار بابها مفتوح، فدخلها
وصاحب الدار قائم له ضفيرتان فصاح به ما أدخلك داري؟ فقال يا ذا
القرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض. وسأله يوما علي بن
الصمد البغدادي هل قلت شيئا في رقة البشرة؟ فقال اكتب
اضمر ان اضمر حبي له * فيشتكي اضمار اضماري
رق فلو مرت به ذرة * لخضبته بدم جاري
فقال أريد أرق من هذا! فقال
اضمر ان يأخذ المرآة لكي * يبصر وجها له، فأدناها
فجاز وهم الضمير منه إلى * وجنته في الهوى فأدماها
فقال أريد أرق من هذا أيها الأستاذ! قال نعم وما أظنه اكتب
شبهته قمرا إذ مر مبتسما * فكاد يجرحه التشبيه أو كلما
ومر في خاطري تقبيل وجنته * فسيلت فكرتي في وجنتيه دما
فقال أريد أرق من هذا! فقال يا ابن الفاعلة ارق من هذا كيف
يكون؟ رويد لأنظر ان كان طبخ في المنزل حريرة أرق من هذا انتهى.
تشيعه
عن محاضرات الراغب أنه قال كان بهلول يتشيع فقال له إسحاق
الكندي أكثر الله في الشيعة مثلك، فقال بل أكثر الله في المرجئة مثلي
وفي الشيعة مثلك انتهى واخباره الآتية تدل على أنه كان من أهل
الموالاة والتشيع لأهل البيت ع عن بصيرة نافذة. ومر قول
المستوفي انه كان من أصحاب الإمامين الصادق وابنه الكاظم
ع وان اظهاره الجنون كان بأمر الكاظم ع وقاية لنفسه. وقال
صاحب مجالس المؤمنين روي أن البهلول جاء يوما إلى باب بعض أئمة
المذاهب فسمعه يقول لتلامذته ان أشياء يقولها جعفر بن محمد الصادق لا
تعجبني، يقول إن الشيطان يعذب بالنار وكيف يعذب بالنار وهو مخلوق
من النار ويقول إن الله تعالى لا يمكن أن يرى مع أنه موجود وكل موجود
يمكن رؤيته ويقول إن العبد هو الفاعل لأفعاله مع أن الله تعالى هو
خالق كل شئ. فاخذ بهلول مدرة وضربه بها فشجه وهرب فتبعوه
وقبضوا عليه ورفعوا أمره إلى الخليفة فقال بهلول انه يقول إن إبليس
مخلوق من النار فلا يمكن أن تؤثر فيه وهو مخلوق من التراب فكيف اثر
فيه ويقول إن كل موجود يرى فليرني الألم الذي برأسه ويقول إن الله هو
الفاعل لافعال العباد فاذن الله هو الذي ضربه لا انا. ثم حكى صاحب
المجالس عن الشيخ الأجل المتكلم محمد بن جرير بن رستم الطبري انه
روى في كتاب الايضاح ان البهلول كان مارا في بعض أزقة البصرة فرأى
جماعة يسرعون في المشي أمامه فقال لرجل منهم هؤلاء البهائم الشاردون
بلا راع إلى أين يذهبون؟ فقال له ذلك الرجل من باب المزاح يطلبون
الماء والكلأ فقال له البهلول كيف ذلك مع قلة الحمى والمنع الشديد والله
لقد كان العلف كثيرا رخيصا ولكنهم احرقوه بالنار ثم أنشد هذه الأبيات
برئت إلى الله من ظالم * لسبط النبي أبي القاسم
ودنت إلهي بحب الوصي * وحب النبي أبي فاطم
وذلك حرز من النائبات * ومن كل متهم غاشم
بهم أرتجي الفوز يوم المعاد * وأنجو غدا من لظى ضارم
فلما سمعوا كلامه رجعوا اليه وقالوا له انهم ذاهبون إلى مجلس
والي البصرة محمد بن سليمان ابن عم الرشيد، فقال لأي شئ تذهبون
اليه؟ فقالوا إن عمرو بن عطاء العدوي من أولاد عمر بن الخطاب ومن
علماء الزمان حضر مجلسه ونريد تحقيق حاله ومعرفة مبلغ فضله كماله
وان كنت تذهب معنا لتناظره كان ذلك حسنا، فقال لهم بهلول ويلكم
مجادلة العاصي توجب زيادة جرأته على العصيان ويمكن أن توقع أصحاب
البصيرة في الشبهة ولا شك في وجود الله تعالى ولا شبهة في الحق ولا
التباس فإذا كنتم من أهل المعرفة تقنعون بما أخذتم من أهل العرفان فلما
يئسوا منه ذهبوا إلى مجلس محمد بن سليمان وحكوا له ما جرى لهم مع
البهلول فامر غلمانه باحضاره فاحضروه فلما وصل إلى قرب دار محمد بن
سليمان قام عمرو بن عطاء العدوي واستأذن محمد بن سليمان في مناظرة
بهلول فاذن له ولما وصل بهلول إلى الدار قال السلام على من اتبع
الهدى وتجنب الضلالة والغوى، فقال عمرو بن عطاء السلام على
المسلمين إجلس يا بهلول فقال بهلول أ تأمرني بشئ لا مدخل لك فيه
وتتقدم فيه على رجل فضله عليك ظاهر، ومثلك في هذا الباب مثل رجل
طفيلي على خوان رجل آخر ويريد أن يمتن على الناس ويعطيهم من هذا
الخوان، فبقي عمرو بن عطاء مبهوتا لا يحير جوابا، فحينئذ قال محمد بن
(٦١٨)

سليمان لعمرو بن عطاء كنت تريد أن تناظره، وهو في حديث الورود
جعلك ساكتا مبهوتا، فقال بهلول أيها الأمير هذا الأمر ليس صعبا عند
الله تعالى أ ما قرأت قوله تعالى فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم
الظالمين. ثم قال محمد بن سليمان للبهلول المجلس مجلسي وقد أذنت
لك في الجلوس. فدعا له بهلول فقال عمر الله مجلسك وأسبغ نعمه
عليك وأوضح برهان الحق لديك وأراك الحق حقا وأعانك على اتباعه
وأراك الباطل باطلا وأعانك على اجتنابه، فقال عمرو بن عطاء يا
بهلول التزم طريق الحق وابتعد عن الهزل وتكلم كلاما حسنا فقال
بهلول ويلك هل يوجد كلام أحسن من هذا الكلام الإلهي وهل يوجد
كلام جدي غيره، فأنت تكلم كلاما نقيا ولا تشر إلى عيوب الناس قبل
أن تنظر في عيب نفسك، فقال عمرو بن عطاء يا بهلول أنت ترى
نفسك من مشهوري زمانك وتدعي الاطلاع على المعارف فأريد إما أن
تسألني أو أسألك، فقال بهلول لا أحب أن أكون سائلا ولا مسؤولا
فقال العدوي لما ذا؟ قال لأني إذا سألتك عن شئ لا تعلمه لا تقدر أن
تجيبني عنه، وإذا سألتني تسألني بطريق أهل التعنت والعناد فيختلط الحق
بالباطل، والذين هم كذلك نهى الله تعالى عن مجالستهم بقوله تعالى
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث
غيره وإما ينسيك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.
فقال العدوي ان كنت من أهل الايمان فقل لي ما هو الايمان، فقال
بهلول قال مولاي جعفر بن محمد الصادق ع الايمان عقد بالقلب
وقول باللسان وعمل الجوارح والأركان، فقال العدوي تقول ان امامك
الصادق فيظهر من هذا انه في زمانه لم يكن صادق غيره؟ فقال بهلول
هو كذلك ومع ذلك فهذا يجري عليك فان جدك سمي أبا بكر الصديق،
فهل في زمانه لم يكن صديق غيره، فقال العودي بلى لم يكن غيره،
فقال بهلول كلامك هذا رد على الكتاب والسنة، أما الكتاب فلأن
الله تعالى جعل من آمن بالله ورسوله صديقا فقال والذين آمنوا بالله
ورسله أولئك هم الصديقون، وأما السنة فلأن الرسول ص قال لبعض
أصحابه إذا فعلت الخير كنت صديقا، فقال العدوي ان أبا بكر
سمي صديقا لأنه أول رجل صدق الرسول ص. فقال بهلول مع أن
الأولية ممنوعة تخصيصه بذلك خطا في اللغة ورد على الآية المذكورة.
فترك العدوي هذه الجهة وجعل ينتقل معه من غصن إلى غصن إلى أن
قال لبهلول من امامك؟ قال امامي من أوجب الرسول له على الخلق
الولا وتكاملت فيه الخيرات وتنزه عن الأخلاق الدنيات. ذلك امامي
وامام البريات. فقال له العدوي ويلك إذا لا ترى ان امامك هارون
الرشيد، فقال البهلول أنت لأي شئ ترى أن أمير المؤمنين خال من
هذه الصفات والمحامد والله إني لا أظن إلا أنك عدو لأمير المؤمنين
مخالف له في الباطن وتظهر الاعتقاد بخلافته وأقسم بالله لو بلغه هذا
الخبر لأدبك تأديبا بليغا. فضحك عند ذلك محمد بن سليمان وقال
لعمرو بن عطاء والله لقد ضيعك بهلول وجعلك لا شئ وأوقعك في
الورطة التي أردت أن توقعه فيها وما أحسن بالانسان أن يبتعد عما لا
يحسنه وما أقبح به أن يدخل في شئ يعلم أنه ليس من أهله، ثم أمر
بعض غلمانه فاخذ بيد عمرو بن عطاء وأخرجه من المجلس وقال
لبهلول ما الفضل إلا فيك وما العقل الا عندك والمجنون من سماك
مجنونا، يا بهلول أخبرني أيهما أفضل علي بن أبي طالب أو أبو بكر، فقال
بهلول أصلح الله الأمير إن عليا من النبي ص كالصنو من الصنو
والعضد من الذراع، وأبو بكر ليس منه ولا يوازيه في فضله الا مثله
ولكل فاضل فضله. ثم قال محمد بن سليمان لبهلول أخبرني أولاد
علي أحق بالخلافة أو أولاد العباس فرأى بهلول أن المقام حرج فسكت
خوفا من محمد، فقال له محمد لم لا تتكلم؟ فقال بهلول أين
للمجانين قوة تمييز وتحقيق هذه الأمور، دع عنك ذكر ما مضى وأصلح ما
نحن فيه الآن فإنني جائع، قال محمد بن سليمان ما تشتهي؟ قال ما
يسد باب الجوع. فامر محمد أن يحضروا له عدة ألوان من الطعام مع
شئ من الخبز، فاحضروا ذلك فقال كل فقال بهلول أصلح الله
الأمير ما طاب طعام المخشى ولا المغشى يعني لا ينبغي الأكل في
الظلمة ولا بين جماعة فائذن لي أن آخذ هذا الطعام وأخرج إلى خارج
المجلس، فاذن له. فالقى تلك الأطعمة على الأرض وفر هاربا وهو
يقول هذه الأبيات
ان كنت تهواهم حقا بلا كذب * فالزم جنونك في جد وفي لعب
إياك من أن يقولوا عاقل فطن * فتبتلى بطويل الكد والنصب
مولاك يعلم ما تطويه من خلق * فما يضرب ان سبوك بالكذب
فاجتمع الأطفال الذين كانوا حوله وأخذوا ذلك الطعام وهرب
منهم ودخل مسجدا كان قريبا من ذلك المكان وأغلق بابه ووقف خلف
الباب وجعل يقرأ هذه الآية فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه
الرحمة وظاهره من قبله العذاب. فلما رأى محمد بن سليمان ما جرى
لبهلول مع الأطفال ضحك وأمر بطرد الأطفال وقال لا إله إلا الله لقد
رزق علي بن أبي طالب لب كل ذي لب. ونقل أن جماعة من الظرفاء
يعرفون عقيدة بهلول، قالوا له ورد في الأخبار أنه لو وزن إيمان
الشيخين بايمان جميع الأمة لرجح أيمانهما على أيمان جميع الأمة، فقال
بهلول على البديهة ان كان هذا الخبر صحيحا فلا بد أن يكون الميزان
غير مضبوط. وذكروا أن بهلولا حضر مجلس جماعة يتذاكرون الحديث
فرووا في أثناء ذلك عن أم المؤمنين انها قالت لو أدركت ليلة القدر ما
سالت ربي الا العفو والعافية، فقال بهلول تركتم نصف الدعاء. قالوا
وما هو؟ قال والظفر بعلي بن أبي طالب.
أخباره
في الروضات حكي أن الوزير قال له يوما يا بهلول طب نفسا
فان الخليفة ولاك على الخنازير والذئاب، فقال إذا عرفت ذلك فالزم
نفسك كي لا تخرج عن طاعتي وولايتي، فضحك الحاضرون وخجل
الوزير. وقيل له يوما وهو في البصرة عد لنا مجانين البلد فقال كيف وهم
لا يحصون فان شئتم أعد لكم العقلاء انتهى وسئل بهلول عن رجل
مات وخلف اما وابنا وابنة وزوجة ولم يخلف مالا فقال لأمه الثكل ولابنه
وابنته اليتم وللزوجة خراب البيت وما بقي من الهم فللعصبة، وفي كتاب
عقلاء المجانين تاليف الحسن بن محمد النيسابوري صاحب التفسير
المشهور قال الحسن بن سهل بن منصور سمعت بهلولا وقد رماه
الصبيان بالحصى وقد أدمته حصاة فقال
(٦١٩)

حسبي الله توكلت عليه * ونواصي الخلق طرا بيديه
ليس للهارب في مهربه * أبدا من روحة الا اليه
رب رام لي بأحجار الأذى * لم أجد بدا من العطف عليه
فقلت له تعطف عليهم وهم يرمونك، قال اسكت لعل الله
سبحانه وتعالى يطلع على غمي ووجعي وشدة فرح هؤلاء فيهب بعضنا
لبعض. وفيه قال عمر بن جابر الكوفي مر بهلول بصبيان كتاب فجعلوا
يضربونه فدنوت منه فقلت لم لا تشكوهم لآبائهم؟ فقال لي اسكت فلعل
إذا مت يذكرون هذا الفرح فيقولون رحم الله ذلك المجنون! وفيه قال
علي السيرافي حمل الصبيان يوما على بهلول، فانهزم منهم فدخل دار
بعض القرشيين ورد الباب، فخرج صاحب الدار فاحضر له طبقا فيه
طعام فجعل يأكل ويقول. فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة
وظاهره من قبله العذاب. وفيه قال بعض أهل الكوفة. ولد لبعض
امراء الكوفة ابنة فساءه ذلك فاحتجب وامتنع من الطعام والشراب فاتى
بهلول حاجبه فقال ائذن لي على الأمير هذا وقت دخولي عليه، فلما وقف
بين يديه قال. أيها الأمير ما هذا الحزن أ جزعت لذات سوى هيأته رب
العالمين، أيسرك ان لك مكانها ابنا مثلي؟ فقال ويحك فرجت عني فدعا
بالطعام وأذن للناس. وعن محاضرات الراغب كتب بهلول يوما إلى
عيناوة كتابي إليك ليلة الميلاد لثلاث ساعات من النهار ودجلة تطفح
بالماء والموصل هاهنا والحجارة لا تزداد الا كثرة والصبيان بترهم الله لا
يزدادون إلا خبثا ولعنة فان قدرت أن لا تبيت إلا وحولك حجارة فافعل
واستعمل قول الله تعالى واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل. قال
وعدا يوما بين أيدي الصبيان فدخل دارا وصعد سطحها واطلع عليهم وقال يا
بني الفجار من أين بلاني الله بكم؟! فقال له رجل ويلك تناول الحجارة
وارجمهم بها وفرقهم عنك، فقال مر يا مجنون أنا إن فعلت شيئا من هذا
رجعوا إلى التيوس آبائهم فقالوا لهم هذا المجنون بدأ يحرك يديه فيجب
أن يغل ويقيد فان في ذلك أجرا عظيما فلا يكفيني ما ألقاه منهم حتى أغل
وأقيد. انتهى وفي كتاب عقلاء المجانين قال محمد بن عبد الله بينما أنا
في مسجد الكوفة يوم الجمعة والخطيب يخطب إذ قام رجل به لمم وجنون
فقال أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا فقام بهلول وقال ولا تعجل
بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما انتهى وحكي
أن بعض الخلفاء قال لبهلول أ تريد أن أحيل أمر معاشك إلى الخزانة حتى
لا تكون في تعب منه طول حياتك، فقال أرضى به ما إن خلا من معايب
أولها إنك لا تدري إلى ما أحتاج حتى تهيأه لي، ثانيها إنك لا تدري
متى أحتاج حتى لا تتجاوزه، ثالثها انك لا تدري مقدار حاجتي حتى لا
تزيد عنه ولا تنقص فتبتليني، والله الذي ضمن رزقي يدري جميع هذه
الثلاثة مني، مع أنك ربما غضبت علي فحرمتني والله سبحانه وتعالى لا
يمنعني فضله ورزقه وان كنت عاصيا له بجميع أعضائي وجوارحي
انتهى.
خبره مع موسى الهادي
عن محاضرات الراغب احضر بهلول وعيناوة عند موسى الهادي
فقال موسى لم سميت بهلولا؟ فقال أنت لم سميت موسى؟ فقال يا ابن
الفاعلة! فالتفت بهلول إلى عيناوة وقال كنا اثنين فصرنا ثلاثة، ثم قال
موسى لعيناوة ما هذا الستر قال أرمني قال وهذا لمقعد قال طبري
فصفعه بهلول وقال اسكت فان الساعة يقول هم أشباح أنماط لا مجانين
فضحك موسى حتى استلقى.
اخباره مع الرشيد
في كتاب عقلاء المجانين عن علي بن ربيعة الكندي. قال خرج
الرشيد إلى الحج فلما كان بظاهر الكوفة بصر بهلولا على قصبة وخلفه
الصبيان وهو يعدو فقال من هذا؟
قالوا بهلول المجنون قال كنت أشتهي ان أراه فادعوه من غير ترويع
فقالوا أجب أمير المؤمنين فعدا على قصبته فقال الرشيد السلام عليك يا
بهلول فقال عليك السلام يا أمير المؤمنين فقال كنت إليك مشتاقا قال
لكني لم أشتق إليك قال عظني قال وبم أعظك؟ هذه قصورهم وهذه
قبورهم. فقال زدني فقد أحسنت! فقال من أعطاه الله مالا وجمالا فعف
في جماله وواسى في ماله كتب في ديوان الأبرار. فظن الرشيد أنه يريد منه
شيئا فقال أمرنا بقضاء دينك، فقال بهلول لا، انه لا يقضى دين
بدين، أردد الحق على أهله واقض دين نفسك فقال قد أمرنا أن يجرى
عليك قال أ ترى الله يعطيك وينساني ثم ولى هاربا. قال وروي باسناد
آخر أنه قال للرشيد يا أمير المؤمنين فكيف لو أقامك الله بين يديه فسالك
عن النقير والفتيل والقطمير، قال فخنقته العبرة فقال الحاجب حسبك يا
بهلول قد أوجعت أمير المؤمنين، فقال الرشيد دعه، فقال بهلول إنما
أفسده أنت واضرابك، فقال الرشيد أريد أن أصلك بصلة فقال بهلول
ردها على من أخذت منه فقال الرشيد فحاجة، قال أن لا تراني ولا
أراك، ثم قال يا أمير المؤمنين حدثنا أيمن بن نائل عن قدامة بن عبد الله
الكلابي قال رأيت رسول الله ص يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء لا
ضرب ولا طرد، ثم ولى بقصبته وأنشأ يقول
فعدك قد ملكت الأرض طرا * ودان لك العباد فكان ما ذا
أ لست تموت في قبر ويحوي * تراثك بعد هذا ثم هذا
وأورده في المجالس نحوه وفي آخره فقال له الرشيد اطلب مني
حاجة فقال بهلول حاجتي أن لا تراني ولا أراك بعد هذا وحرك قصبته
ومشى وقال ابتعد لا يرمحك الفرس انتهى. وفي كشكول البهائي لما
وصل الرشيد الكوفة قاصدا الحج خرج أهل الكوفة للنظر اليه وهو في
هودج عال، فنادى البهلول. يا هارون، يا هارون. فقال من المجتري
علينا؟ فقيل هو البهلول. فرفع السجف فقال البهلول يا أمير
المؤمنين روينا بالاسناد عن قدامة بن عبد الله العامري قال رأيت
رسول الله ص يرمي جمرة العقبة لا ضرب ولا طرد ولا قال إليك إليك،
وتواضعك يا أمير المؤمنين في سفرك هذا خير من تكبرك. فبكى الرشيد
حتى جرت دموعه على الأرض وقال أحسنت يا بهلول زدنا، فقال أيما
رجل آتاه الله مالا وجمالا وسلطانا فانفق ماله وعف جماله وعدل في
سلطانه كتب في ديوان الله من الأبرار، فقال له الرشيد أحسنت وأمر له
بجائزة فقال لا حاجة لي فيها ردها إلى من أخذتها منه، قال فنجري
عليك رزقا يقوم بك، فرفع البهلول طرفه إلى السماء وقال يا أمير
المؤمنين أنا وأنت عيال الله فمحال أن يذكرك وينساني انتهى وذكر
صاحب الروضات ذلك الخبر بما فيه زيادة وبعض تغيير، فأوردناه وان
لزم التكرير، قال حكي عن الفضل بن الربيع قال حججت مع
(٦٢٠)

هارون الرشيد فلما صرنا بالكوفة وكنا في طاق المحامل إذا نحن ببهلول
قاعد يلعب بالتراب فابتدر اليه الخدم فطردوه فأسرعت اليه وقلت هذا
أمير المؤمنين قد أقبل فلما حاذاه الهودج قام قائما وقال يا أمير المؤمنين
حدثني أيمن بن نايل قال حدثني قدامة بن عبد الله قال رأيت النبي ص
بمنى على جمل أحمر تحته رحل رث ولم يكن ضرب ولا طرد. فقلت يا أمير
المؤمنين انه بهلول المجنون قال قد عرفت، قال قل وأوجز فقال
هب انك قد ملكت الأرض طرا * ودان لك العباد فكان ما ذا
أ لست تصير في قبر ويحثو * عليك ترابه هذا وهذا
فقال أجدت، قال وأوجز قال يا أمير المؤمنين من رزقه الله مالا
وجمالا فعف في جماله وواسى من مال كتب عند الله في ديوان الأبرار فظن
هارون أن عليه دينا فقال، قد أمرنا أن يقضي عنك دينك، قال لا
تفعل يا أمير المؤمنين لا يقضى دين بدين أردد الحق إلى أهله فجميع ما
في يديك دين عليك، فقال قد أمرنا ان يجري عليك نفقة، قال لا تفعل
أ تراه أجرى عليك ونسيني، ثم ولى وأنشأ يقول
توكلت على الله * وما أرجو سوى الله
وما الرزق من الناس * بل الرزق من الله
وفي كتاب عقلاء المجانين عن بعض الكوفيين قال حج الرشيد
فذكر بهلولا حين دخل الكوفة فامر باحضاره فقال ألبسوه سوادا وضعوا
على رأسه قلنسوة طويلة وأوقفوه في مكان كذا ففعلوه به ذلك. وقالوا
إذا جاء أمير المؤمنين فادع له، فلما حاذاه الرشيد رفع رأسه اليه وقال يا
أمير المؤمنين اسال الله ان يرزقك ويوسع عليك من فضله، فضحك
الرشيد وقال آمين، فلما حازه الرشيد دفعه صاحب الكوفة في قفاه وقال
أ هكذا تدعو لأمير المؤمنين يا مجنون، قال بهلول اسكت ويلك يا مجنون
فما في الدنيا أحب إلى أمير المؤمنين من الدراهم، فبلغ ذلك الرشيد
فضحك وقال والله ما كذب. وفي المجالس نقلا من تاريخ گزيده ان
بهلولا مر بهارون الرشيد وقد بنى قصرا جديدا فقال لبهلول أكتب شيئا
على هذا القصر فاخذ بهلول قطعة من الفحم وكتب. رفعت الطين
ووضعت الدين ورفعت الجص ووضعت النص، فإن كان من مالك فقد
أسرفت والله لا يحب المسرفين وان كان من مال غيرك فقد ظلمت والله لا
يحب الظالمين انتهى وفي الكشكول دخل بهلول وعليان المجنون على
الرشيد فكلمهما فأغلظا له في الجواب فامر بنطع وسيف فقال عليان كنا
مجنونين، في البلد فصرنا الآن ثلاثة.
ما أثر عنه من المواعظ والحكم
زيادة على ما مر
في كتاب عقلاء المجانين قال عبد الرحمن الكوفي لقيني بهلول
المجنون فقال لي أسألك قلت اسال، قال اي شئ السخاء؟ قلت
البذل والعطاء، قال هذا السخاء في الدنيا فما السخاء في الدين؟ قلت
المسارعة إلى طاعة الله، قال أ فيريدون منه الجزاء؟ قلت نعم بالواحد
عشرة، قال ليس هذا سخاء هذه متاجرة ومرابحة، قلت فما هو
عندك؟ قال لا يطلع على قلبك وأنت تريد منه شيئا بشئ. وفيه قال
عباس البناء نظر بهلول إلي وانا أبني دارا لبعض أبناء الدنيا، فقال لي
لمن هذه الدار؟ فقلت لرجل من نبلاء الكوفة، فقال أرنيه فأريته إياه
فناداه يا هذا لقد تعجلت الحماية قبل العناية اسمع إلى صفة دار كونها
العزيز أساسها المسك وبلاطها العنبر اشتراها عبد قد أزعج للرحيل كتب
على نفسه كتابا وأشهد على ضمائره شهودا، هذا ما اشترى العبد الجافي
من الرب الوافي اشترى منه هذه الدار بالخروج من ذل الطمع إلى عز
الورع فما أدرك المستحق فيما اشتراه من درك فعلى المولى خلاص ذلك
وإقبال الآخرة أحد حدودها ينتهي إلى ميادين الصفا والحد الثاني ينتهي
إلى ترك الجفاء والحد الثالث ينتهي إلى لزوم الوفا والحد الرابع ينتهي إلى
سكون الرضا في جوار من على العرش استوى، لها شارع ينتهي إلى دار
السلام وخيام قد ملئت بالخدام، وانتقال الأسقام وزوال الضر والآلام،
يا لها من دار لا ينقضي نعيمها ولا يبيد. دار أسست من الدر والياقوت
شرف تلك الخدور وجعل بلاطها من البهاء والنور. قال فترك الرجل
قصره وهام على وجهه وأنشأ بهلول يصيح خلفه ويقول
يا ذا الذي طلب الجنان لنفسه * لا تهربن فإنه يعطيكا
أقول اين هذا ان ضح من الكتاب الذي كتبه أمير
المؤمنين ع لمن اشترى دارا وهو موجود في نهج البلاغة، وفيه قال
الحسين الصقلي نظرت وقد زار سعدون بهلولا ورأيتهما فسمعت سعدون
يقول لبهلول أوصني وإلا أوصيك فناداه بهلول أوصني يا أخي فقال
سعدون أوصيك بحفظ نفسك ومكنها من حبك فان هذه الدنيا ليست
لك بدار، قال بهلول انا أوصيك يا أخي فقال قل، فقال اجعل
جوارحك مطيتك واحمل عليها زاد معرفتك واسلك بها طريق مبغك فان
ذكرتك ثقل الحمل فذكرها عاقبة البلوغ. فلم يزالا يبكيان جميعا حتى
خشيت عليهما الفناء. وفيه قال محمد بن إسماعيل بن أبي فديك رأيت
بهلولا في بعض المقابر وقد دلى رجليه في قبر وهو يلعب بالتراب فقلت ما
تصنع هاهنا فقال أجالس أقواما لا يؤذونني وان غبت عنهم لا يغتابونني
فقلت قد غلا السعر فهلا تدعو الله فيكشف فقال والله لا أبالي ولو حبة
بدينار ان الله تعالى اخذ علينا ان نعبده كما أمرنا وعليه ان يرزقنا كما
وعدنا ثم صفق بيديه وأنشأ يقول
يا من تمتع بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما لست تدركه * تقول لله ما ذا حين تلقاه
وفي الروضات عن الفضيل قال دخلت الكوفة وانا أريد الحج
إلى بيت الله الحرام وإذا بهلول جالس بين قبرين قديمين، فقلت له يا
بهلول ما جلوسك هاهنا؟ قال يا فضيل أ ما ترى هذه الأعين السائلة
والمحاسن البالية والشعور المتمعطة والجلود المتمزقة والجماجم الخاوية
والعظام النخرة لا يتقاربون بالأنساب ولا يتواصلون تواصل الأحباب
وكيف يتواصل من قد طحنتهم كلاكل البلى وأكلت لحومهم الجنادل في
الثرى وخلت منهم المنازل والقرى، قد صارت الوجوه عابسة بعد نضرتها
والعظام نخرة بعد قوتها تجر عليهم الرياح ذيولها وتصب عليهم السماء
سيولها ثم بكى وجعل يقول
تناديك أحداث وهن صموت * وأربابها تحت التراب خفوت
فيا جامع الدنيا حريصا لغيره * لمن تجمع الدنيا وأنت تموت
قال الفضيل وإذا بهاتف وهو يقول
مل الأحبة زورتي فجفيت * وسكنت في دال البلى ونسيت
(٦٢١)

وكذاك ينسى كل من سكن الثرى * وتمله الزوار حين يموت
قال الفضيل فوقع بهلول مغشيا عليه فتركته وانصرفت. وفي
كتاب عقلاء المجانين عن عبد الرحمن الأسلمي قال قال أبي لبهلول اي
شئ أولى بك؟ قال العمل الصالح. وفيه عن علي بن الحسين قال.
لما مات أبو بهلول خلف ستمائة درهم، فاخذها القاضي وحجز عليها،
فاتاه بهلول فقال اصلح الله القاضي أ وتزعم اني مصاب في عقلي فانا
جائع فادع لي بمائتي درهم حتى اقعد في أصحاب الحلقان أبيع واشتري
فان رأيت مني رشدا ضممت إليها الباقي وان تلفت فالذي أتلفت أقل
مما بقي، فدعا القاضي بالكيس ووزن له مائتي درهم، فاخذها بهلول
ولزم الحيرة حتى انفدها، ثم جاء إلى القاضي وهو في مجلس الحكم فقال
يا بهلول ما صنعت؟ فقال أعز الله القاضي أنفقتها فان رأى القاضي ان
يزن من ماله مائتي درهم ويردها إلى الكيس حتى يرجع الكيس إلى ما
كان، قال القاضي فتجحد لي ما أخذت؟ قال كلا ولكني أقمت عندك
شاهدين باني موضع لها، قال صدقت، ودعا بمائتي درهم وردها إلى
الكيس انتهى. وعن محاضرات الراغب مثله أقول أظن هذه الحكاية
موضوعة على لسانه فان من يمتنع من جائزة الرشيد ويكون بهذا الزهد لا
يحتال على القاضي باخذ المال ولكن الناس تضع على كل أحد ما يناسب
حاله كما وضعوا على جحى كل ما فيها سخف وعلي أبي نواس كل ما فيه
مجون وعلى مجنون ليلى كل شعر فيه تواجد، وأظن أن من هذا القبيل ما
رأيته في بعض المواضع من أن البهلول مر بقوم عشرة من أصل شجرة
فقالوا تصعد هذه الشجرة وتأخذ عشرة دراهم قال نعم فاعطوه إياها
فجعلها في كمه ثم قال هاتوا سلما، فقالوا لم يكن هذا في الشرط فقال
كان في شرطي دون شرطكم. فإذا كانت صفاته ما مر كيف يحتال لأخذ
المال.
كتبه إلى الخلفاء والقضاة والأمراء
ذكر صاحب كتاب عقلاء المجانين انه كتب إلى الواثق وابن أبي
دؤاد والخلعي صاحب شرطة بغداد وفي هذه الكتب انكار خلق القرآن
وذم معتقده، وفي كتابه للواثق من الخائف الذليل إلى المخالف لكلام
ربه تعالى. وفي كلامه لابن أبي دؤاد من الصادق المتواضع إلى
الكاذب المتكبر. وانا أظن أن هذه الكتب موضوعة عليه، أولا لأن
الواثق بويع بالخلافة سنة ٢٢٧ وتوفي سنة ٢٣٢ وبهلول توفي سنة
وكان في عصر الرشيد كما مر، ثانيا أنه لم يكن ليكتب إلى الواثق وهو
الخليفة بأنه مخالف لكلام ربه تعالى وقد مر توقيه من الكلام على
التفضيل بين العلويين والعباسيين ولم يكن ليكتب إلى القاضي ابن أبي
دؤاد ويصفه بالكاذب المتجبر وهو قاضي قضاة الواثق، وكذلك ما حكاه
في الكتاب المذكور عن صباح الوزان الكوفي أنه قال لقيت بهلول يوما
فقال لي أنت الذي يزعم أهل الكوفة انك تقول في الشيخين؟ فقلت
معاذ الله ان أكون من الجاهلين الخ... والله العالم.
ما قاله بهلول من الشعر أو أنشده
زيادة على ما مر
في كتاب عقلاء المجانين لبهلول في الترقيق
اضمر من اضمر حبي له * فيشتكي اضمار اضمار
رق فلو مرت به ذرة * لخضبته بدم جاري
وله أيضا في ارق منه
أضمر ان يأخذ المرآة لكي * ينظر تمثاله فأدناها
فجاء وهم الضمير منه إلى * وجنته في الهوى فأدماها
وله أيضا
شبهته قمرا إذ مر مبتسما * فكاد يجرحه التشبيه أو كلما
ومر في خاطري تقبيل وجنته * فسيلت فكري من عارضيه دما
وله
إذا خان الأمير وكاتباه * وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل * لأهل الأرض من أهل السماء
وفيه قال عبد الواحد بن زيد مر بهلول برجل قد وقف على
جدار رجل يكلم امرأة فأنشأ يقول
كن حبيبا إذا خلوت بذنب * دون ذي العرش من حكيم مجيد؟
أ تهاونت بالاله بديا * وتواريت عن عيون العبيد
أ قرأت القرآن أم لست تدري * ان ذا العرش دون حبل الوريد
ثم ولى وهو يقول من نوقش في الحساب غفر له، فقلت له من
نوقش الحساب عذب، فقال اسكت يا بطال ان الكريم إذا قدر غفر.
وفيه قال عبد الخالق سمعت أبي يقول سمعت بهلولا يقول من كانت
الآخرة أكبر همه اتته الدنيا وهي راغمة، ثم أنشأ يقول
يا خاطب الدنيا إلى نفسه * تنح عن خطتها تسلم
ان التي تخطب غدارة * قريبة العرس من المأتم
قال ولبهلول
حقيق بالتواضع من يموت * وحسب المرء من دنياه قوت
فما للمرء يصبح ذا اهتمام * وشغل لا تقوم له النعوت
صنيع مليكنا حسن جميل * وما أرزاقنا مما يفوت
فيا هذا سترحل عن قريب * إلى قوم كلامهم السكوت
وفيه قال علي بن خالد بت ليلة على سور طرسوس فمر بهلول
فلكزني برجله ثم أنشأ يقول
يا طالب الحور أ لا تستحي * يحملك النور على السور
وخاطب الحور طويل البكا * مقيد الأعضاء محصور
لا يطعم الغمض وما ان له * راحة جسم أو يرى الحور
في جنة زخرفها ذو العلى * ينعم فيها كل محبور
قال فانتبهت فزعا ولم أنم بعد ذلك في الحرس. وفيه قال
محمد بن خالد الواسطي أنشدني بهلول يقول
دع الحرص على الدنيا * وفي العيش فلا تطمع
ولا تجمع من المال * فما تدري لمن تجمع
فان الرزق مقسوم * وسوء الظن لا ينفع
فقير كل ذي حرص * غني كل من يقنع
وفيه قال كثير بن روح رأيت بهلولا ذات يوم يتمثل وهو يقول هذه الأبيات
(٦٢٢)

يا طالب الرزق في الآفاق مجتهدا * اتبعت نفسك حتى شفك الطلب
تسعى لرزق كفاك الله بغيته * اقعد فرزقك قد يأتي به السبب
كم من دنئ ضعيف العقل تعرفه * له الولاية والأرزاق والذهب
ومن حسيب له عقل يزينه * بادي الخصاصة لا يدري له سبب
فاسترزق الله مما في خزائنه * فالله يرزق لا عقل ولا حسب
الأمير بهلول الملقب بحاجي بيك الثاني ابن الأمير قلبج
قتل سنة ٨٨٠ في الحرب الواقعة بين السلطان حيدر الصفوي
والسلطان خليل شيروان شاه في ميدان كارزار ودفن في مقبرة أجداده
وعلى قبره قبة والجبل الذي عليه قبره يعرف بحاجي بيك ولليوم يسمونه
حاجي بيكلو.
عن كتاب رياض الجنة في تاريخ الدنابلة المخطوط انه ظهر في أيام
السلطان حيدر الصفوي وملك طبرستان وداغستان واستمده السلطان
خليل شيروان شاه ولكنه كان باطنا يميل إلى السلطان حيدر بواسطة اتحاد
المسلك والمذهب انتهى.
بهلول بن محمد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
مميزان بهلول بن محمد الصيرفي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة
من الرواة عن جعفر الصادق انتهى.
بهو بيگم أم آصف الدولة
من أميرات الهند صنف الآقا أحمد بن آقا محمد علي بن الوحيد
البهبهاني المتوفي سنة ١٢٣٥ بالتماسها كتاب الأيام السعيدة والمنحوسة.
البهي بن أبي رافع مولى رسول الله ص.
في الإصابة ان أبا رافع والد البهي هو غير القبطي وكلاهما مولى
رسول الله ص قال و ولد البهي ذكره مصعب الزبيري وقال إنه كان عبد
لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن أمية فأعتق كل من بنيه نصيبه الا
خالد بن سعيد فإنه وهب نصيبه للنبي ص فاعتقه، فكان يقول انا
مولى رسول الله، فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة أيام معاوية دعا ابنا
لأبي رافع، فقال مولى من أنت؟ فقال مولى رسول الله ص، فضربه
مائة سوط ثم تركه، ثم دعاه فقال مولى من أنت؟ فقال مولى رسول
الله ص فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط، قال ذكر أبو
سعيد بن الاعرابي هذه القصة في معجمه من طريق جرير بن حازم عن
حماد بن موسى رجال من أهل المدينة ان عثمان بن البهي بن أبي رافع
حدثه قال كان أبو أحيحة ترك جدي ميراثا، فخرج يوم بدر مع بنيه
فأعتق ثلاثة منهم انصباءهم غير خالد بن سعيد لأنه كان غضب على أبي
رافع بسبب أم ولد لأبي أحيحة أراد ان يتزوجها فنهاه خالد فعصاه
فاحتمل عليه فلما أسلم أبو رافع وهاجر كلم رسول الله ص خالدا في امره
فأبى ان يعتق أو يهب أو يبيع، ثم ندم بعد ذلك، فوهبه للنبي ص
فأعتق ص نصيبه، فكان أبو رافع يقول أنا مولى رسول الله! فلما ولي
عمرو بن سعيد بن العاص المدينة ارسل إلى البهي بن أبي رافع فقال له
من مولاك؟ قال رسول الله ص فضربه مائة سوط، ثم قال له من
مولاك؟ فقال مثلها حتى ضربه خمسمائة سوط، فلما خاف ان يموت قال
له انا مولاكم، فلما قتل عبد الملك بن مروان عمرو بن سعيد ابن
العاص مدحه البهي بن أبي رافع وهجا عمرو بن سعيد. قال فهذا يبين
ان صاحب هذه القصة غير أبي رافع والد عبيد الله بن أبي رافع إذ ليس
في ولده أحد يسمى البهي وقال إن المبرد في الكامل ذكر القصة الأولى
التي ذكرها مصعب الزبيري وسياق كلامه يقتضي انه أبو رافع
القبطي وجرى على ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب وأورد القصة
الأولى في ترجمة أبي رافع القبطي والد عبيد الله بن أبي رافع
كاتب علي، وهو غلط بين، لان أبا رافع والد عبيد الله
كان للعباس بن عبد المطلب فاعتقه قال أبو عمر بن عبد البر
هذه القصة لا تثبت من جهة النقل وفيها اضطراب كثير وقد روي عن
عمرو بن دينار وجرير بن أبي حازم وأيوب ان الذي تمسك بنصيبه من أبي
رافع هو خالد وحده، وفي رواية أخرى انه كان لأبي أحيحة إلا سهما
واحدا فأعتق بنوه انصباءهم فاشترى النبي ص ذلك السهم فاعتقه
انتهى الإصابة. فتلخص من ذلك ان أبا رافع القبطي المسمى
إبراهيم على أحد الأقوال، المذكور في الجزء الخامس من هذا الكتاب هو
الذي كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي ص فاعتقه النبي ص لما
بشره أبو رافع باسلام العباس، وهذا ليس في أولاده من يسمى البهي
ولا في أحفاده من يسمى عثمان وانما أولاده رافع والحسن وعبيد الله
والمغيرة، وأحفاده الحسن وصالح وعبيد الله أولاد علي بن أبي رافع
والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع. وان هناك أبا رافع آخر هو مولى
النبي ص أيضا وهو الذي ذكره مصعب الزبيري في كتابه وأبو سعيد بن
الأعرابي في معجمه وهو الذي كان عبدا لأبي أحيحة سعيد بن العاص بن
أمية فأعتق أولاده انصباءهم الا خالد بن سعيد فإنه وهب نصيبه
للنبي ص بعد امتناع وندم أو اشتراه منه رسول الله ص فاعتقه، وبذلك
صار ابنه البهي مولى رسول الله ص، وكان يقول انا مولى رسول الله ولا
يقول انا مولى أبناء سعيد بن العاص فغاظ ذلك عمرو بن سعيد. فكان
أول شئ بدأ به لما ولي المدينة أن استدعاء وسأله من مولاه لعلمه انه لا
يقول الا انا مولى رسول الله ص تشريفا له ص أن يشرك معه أحدا في
الولاية لا سيما ان رسول الله ص كان هو السبب في خلوص أبيه من الرق لما امتنع
خالد بن سعيد من بيع سهمه منه أو هبته أو اعتاقه فلم يزل رسول الله ص به
حتى استوهب سهمه فاعتقه، فضرب عمرو بهيا خمسمائة صوت بغيا منه
وعتوا وجرأة على الله ورسوله لما امتنع من أن يقول أنا مولاكم وقال أنا
مولى رسول الله ص ونظر الاشتراك اسم أبي رافع بين والد البهي ووالد
عبيد الله وكون كل منهما مولى رسول الله ص توهم المبرد ان الذي ضربه
عمرو بن سعيد هو عبيد الله وتبعه على ذلك صاحب الاستيعاب مع أن
المبرد قال كما مر ان هذه القصة لا تثبت من جهة النقل وفيها اضطراب
كثير وبتعدد أبي رافع يرتفع التنافي بين كونه كان للعباس وكونه كان لأبي
أحيحة ويرتفع الاضطراب.
البوجكاني
يوصف به محمد شعيب.
ميرزا بوداع أو بوداق بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرام خواجة
التركماني
ولد حدود ٧٠٨ بمصر حينما كان أبوه فارا من تيمور لنك مع
السلطان احمد الجلائري وتبناه السلطان احمد ولقب هو بالسلطان بعد
(٦٢٣)

ذلك بمقتضى تبني السلطان احمد له هكذا في التاريخ الفارسي المشار اليه
غير مرة وكان أبوه قرا يوسف من ملوك طائفة قراقوينلو التركمانية وقتل
سنة ٨٧٢ واستدل صاحب مجالس المؤمنين على تشيع بوداع وتشيع
عشيرته بشعر كان منقوشا على خاتمه وهو
نامم بداع بنده با داع حيدرم * هر جا شهي است در همه عالم غلام ماست
وبأشعار آخر كانت منقوشة على خواتيم نسائهم مرت في اسفند بن
قرا يوسف.
البوشنجي
يوصف به الحسين بن أحمد بن المغيرة.
بوطير غلام الإمام علي الهادي ع
روى الشيخ في الأمالي عن الفحام كان أبو الطيب أحمد بن
محمد بن بوطير رجلا من أصحابنا وكان جده بوطير غلام الامام أبي
الحسن علي بن محمد وهو سماه بهذا الاسم انتهى ومرت ترجمة احمد في
بابها.
البوفكي
اسمه العمركي بن علي بن محمد.
السلطان مؤيد الدولة أبو منصور بويه ابن السلطان ركن الدولة الحسن
ابن بويه الديلمي
ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٣٠ وتوفي بجرجان في ١٣ شعبان سنة
٣٧٣ وكان عمره ٤٣ سنة قاله ابن الأثير وغيره وهو مبني على التسامح
بعد السنة الناقصة سنة كاملة. في النجوم الزاهرة توفي وله من العمر
٤٣ سنة وشهر بعد وفاة أخيه عضد الدولة بنحو عشرة أشهر وصفا
الوقت لأخيهما فخر الدولة وكانت مدة امرته سبع سنين وشهرا ولم يذكر
تاريخ الولادة ولما ورد خبر وفاته على أخيه صمصام الدولة في بغداد
جلس للتعزية وجاءه الخليفة الطائع معزيا.
آل بويه
قد مر في الجزء ٧ ابتداء دولة آل بويه وان أول ملوكهم ثلاثة وهم
عماد الدولة علي أبو علي الحسن ومعز الدولة أبو الحسن احمد أولاد أبي
شجاع بويه. وتملك عماد الدولة بلاد فارس شيراز ونواحيها وملك اخوه
ركن الدولة الري وهي طهران ونواحيها وأصبهان وبلاد الجبل وهي
كرمانشاه ونواحيها وملك أخوهما معز الدولة العراق واستقر ببغداد
ومات عماد الدولة بشيراز ولم يكن له ولد ذكر فجعل ابن أخيه عضد
الدولة بن ركن الدولة ولي عهده في حياته ولما مات معز الدولة ملك بعده
ابنه عز الدولة بختيار ثم قتله عضد الدولة واستولى على بغداد ولما مات
ركن الدولة كان له من الأولاد عضد الدولة فناخسرو وفخر الدولة أبو
الحسن علي ومؤيد الدولة أبو منصور بويه المترجم فعهد إلى ولده عضد
الدولة بالملك بعده وجعل لولده فخر الدولة همذان واعمال الجبل ولمؤيد
الدولة أصبهان وأعمالها وجعلهما بحكم أخيهما عضد الدولة فاما مؤيد
الدولة فحفظ وصية أبيه واما فخر الدولة فخالفها واتفق مع بختيار بن
معز الدولة فكان ذلك سبب ذهاب ملكه من يده كما يأتي وكان الأمير أبو
منصور بويه في حياة أبيه أميرا على أصبهان وهو صغير السن عمره
١٤ سنة. وقال ابن الأثير في سنة ٣٤٤ خرج عسكر خراسان إلى الري
وبها ركن الدولة، فكتب إلى أخيه معز الدولة يستمده، فأمده بعسكر
وسير من خراسان عسكر آخر إلى أصبهان على طريق المفازة وبها الأمير أبو
منصور بويه بن ركن الدولة، فلما بلغه خبرهم سار عن أصبهان بالخزائن والحرم
التي لأبيه فبلغوا خان لنجان، وكان مقدم العسكر الخراساني محمد بن ما كان،
فوصلوا إلى أصبهان فدخلوها، وخرج ابن ما كان منها في طلب بويه فأدرك
الخزائن، فاخذها، وسار في أثره، وكان من لطف الله به ان أبا
الفضل بن العميد وزير ركن الدولة اتصل بهم في تلك الساعة فعارض
ابن ما كان وقاتله فانهزم أصحاب ابن العميد عنه. واشتغل أصحاب
ابن ما كان بالنهب فأنف ابن العميد من الفرار ورأى القتل أيسر عليه
من اسلام أولاد صاحبه وأهله وأمواله وملكه، فلحق به نفر من أصحابه
فحمل على الخراسانيين وهم مشغولون بالنهب، فانهزم الخراسانيون
واخذوا بين قتيل وأسير واسر ابن ما كان واحضر عند ابن العميد،
وسار ابن العميد إلى أصبهان وأعاد أولاد ركن الدولة وحرمه إليها.
وكان ركن الدولة قد جعل الصاحب إسماعيل بن عباد كاتبا ومؤدبا
لولده مؤيد الدولة بويه بإشارة وزيره أبي الفضل بن العميد وعمر الأمير
بويه يومئذ دون السابعة عشرة لأن الصاحب جاء بعد ذلك مع الأمير
بويه إلى بغداد خاطبا ابنة عمه معز الدولة سنة ٣٤٧ وعمره يومئذ
١٧ سنة قال مسكويه في كتاب تجارب الأمم في حوادث ٣٤٧ وفيها ورد
الأمير أبو منصور بويه بن ركن الدولة إلى بغداد يخطب ابنة معز الدولة
ومعه أبو علي بن أبي الفضل القاشاني وزيرا ومعه أبو القاسم إسماعيل بن
عباد يكتب على سبيل الترسل فلما كانت ليلة السبت لليلتين خلتا من
جمادى الأولى زفت بنت معز الدولة إلى أبي منصور بويه ثم حملها إلى
أصبهان انتهى وفي النجوم الزاهرة انه انفق في عرسها سبعمائة ألف
دينار انتهى وفي سنة ٣٦٦ في المحرم توفي ركن الدولة الحسن بن بويه
وولي ولده مؤيد الدولة بلاده بالري وأصبهان وتلك النواحي، وورد من
أصبهان إلى الري، وخلع على أبي الفتح علي بن أبي الفضل محمد بن
العميد الكاتب المشهور وزير أبيه خلع الوزارة واستوزره واجراه على ما
كان في أيام أبيه، وحضر الصاحب بن عباد كاتب مؤيد الدولة مع مؤيد
الدولة، فكتب إلى أبي الفتح يهنئه بالوزارة، فكره أبو الفتح موضعه،
وحمل الجند على الشغب حتى هموا بقتل الصاحب وتلطف الصاحب لأبي الفتح
واستماله وكتب اليه يستعطفه، فلم يؤثر ذلك فيه وأجاب الصاحب
بقوله والله لا تجاورني ولا يكون لك إذن علي، ولا ارضى الا بعودك
إلى أصبهان، فامر مؤيد الدولة الصاحب بالعود إلى أصبهان فخرج من
الري على صورة قبيحة متنكرا بالليل لأنه خاف الفتك والغيلة وقال له
مؤيد الدولة عند خروجه إلى أصبهان ان ورد عليك كتاب بخطي أو
جاءك اجل حجابي وثقاتي للاستدعاء فلا تبرح من أصبهان إلى أن يجيئك
فلان الركابي فإنه ان اتجهت لي حيلة على هذا الرجال يعني وزيره أبا
الفتح وأمكنني الله من القبض عليه بادرت به إليك وهو العلامة بيني
وبينك وانفرد أبو الفتح بتدبير الأمور لمؤيد الدولة بعد إزالة الصاحب
عن كتبة مؤيد الدولة وابعاده عن حضرته بالري إلى أصبهان ولم يمض
أكثر من شهر على عودة الصاحب من الري إلى أصبهان حتى قبض مؤيد
الدولة على وزيره أبي الفتح وقتله واستدعى الصاحب واستوزره واستولى
الصاحب على أموره وحكمه في أمواله. ولم يزل على ذلك حتى توفي
مؤيد الدولة. قال ابن الأثير وفي سنة ٣٦٩ ملك عضد الدولة همذان
واعمال الجبل من أخيه فخر الدولة. وسبب ذلك ان بختيار بن معز
(٦٢٤)

الدولة الذي قتله عضد الدولة كان يكاتب ابن عمه فخر الدولة بعد
موت ركن الدولة ويدعوه إلى الاتفاق معه على عضد الدولة فاجابه إلى
ذلك. وعلم عضد الدولة به فكتمه حتى فرع من أعدائه وظن أن الأمر
ينصلح بينه وبين أخويه فخر الدولة مؤيد الدولة فراسلهما. فاما رسالته
إلى مؤيد الدولة فيشكره على طاعته وموافقته فإنه كان مطيعا له غير
مخالف واما فخر الدولة فيعاتبه ويستميله ويذكر له ما يلزمه به الحجة.
فأجاب فخر الدولة جواب المناظر المناوئ ونسي كبر السن وسعة الملك
وعهد أبيه. فأرسل عضد الدولة عسكرا فدخل همذان وهرب فخر
الدولة إلى بلاد الديلم ثم إلى جرجان فنزل على شمس المعالي قابوس بن
وشمكير. وملك عضد الدولة ما كان بيد فخر الدولة همذان والري وما
بينهما من البلاد. وسلمها إلى أخيه مؤيد الدولة وجعله خليفته ونائبه في
تلك البلاد. وفي سنة ٣٧٠ أرسل مؤيد الدولة الصاحب إسماعيل بن
عباد أخيه عضد الدولة بهمذان يبذل له الطاعة والموافقة، فالتقاه عضد
الدولة بنفسه، وأكرمه واقطع أخاه مؤيد الدولة همذان وغيرها واقام
الصاحب عند عضد الدولة إلى أن عاد إلى بغداد فرده إلى مؤيد الدولة
وسير معه عسكرا يكون عند مؤيد الدولة في خدمته. وفي سنة ٣٧٢
توفي عضد الدولة. وفي ذيل تجارب الأمم لما علم مؤيد الدولة بوفاة
عضد الدولة سمت نفسه للاستيلاء على الممالك والقيام مقامه فيها،
وكان قد انفذ أبا علي القاسم إلى فارس متحملا لرسالته إلى الأمير أبي
الفوارس بن عضد الدولة فورد كتاب أبي علي هذا عليه بوقوع الخطبة في
بلاد فارس وثبوت اسمه على الدينار والدرهم، وقدم أبو نصر خواشاذه
ورسول من الأمير أبي الفوارس اليه فلبث عنده أياما وعاد بالجواب، ثم
راسل أخاه فخر الدولة بالوعود الجميلة وبذل له ولاية جرجان وتقويته بما
يحتاج اليه من الأموال فلم يسكن فخر الدولة إلى قوله وأقام بموضعه
وبينما الحال على ذلك إذ جاءه الأمر الذي لا يغلب والنداء الذي لا يجب
فخضع لأمر الآمر مطيعا، ولبى دعوة الداعي سريعا، قضية الله
سبحانه في الأولين والآخرين ومشيئته في الذاهبين والغابرين قال الله
تعالى لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا. ولما
عرضت لمؤيد الدولة علة الخوانيق واشتدت به سنة ٣٧٣ وهو في
جرجان، قال له وزيره الصاحب بن عباد لو عهد أمير الأمراء إلى من
يراه يسكن اليه الجند إلى أن يتفضل الله بعافيته وقيامه إلى تدبير مملكته
لكان ذلك من الاستظهار الذي لا ضرر فيه فقال له انا في شغل عن هذا
وما للملك قدر مع انتهاء الإنسان إلى مثل ما انا فيه فافعلوا ما بدا لكم
ثم أشفى فقال له الصاحب تب يا مولانا ورد كل ظلامة تقدر على
ردها، ففعل ذلك وتوفي ولم يعهد بالملك إلى أحد، وكان موته بعد موت
أخيه عضد الدولة بنحو عشرة أشهر، وصفا الوقت لأخيهما فخر الدولة
انتهى وفي تاريخ مخطوط فارسي عندنا ذهب أوله ما صورته مؤيد
الدولة أبو نصر بويه بن حسن بن بويه، كان في أيام والده طفلا، وكان
في أصفهان فلما توفي والده، ذهب إلى الري لمساعدة عضد الدولة
وتسلطن في مكان أبيه سبع سنين وستة أشهر وجرى بينه وبين أخيه فخر
الدولة وشمس المعالي قابوس بن وشمگير والي طبرستان عدة محاربات
كان فيها الظفر لمؤيد الدولة وانكسر فخر الدولة وقابوس في محارباتهم
معه مرتين إحداهما في جمادى سنة ٣٧١ والثانية يوم الأربعاء ٢٢ رمضان
سنة ٣٧٢ وبعدها هربا إلى خراسان فبقي قابوس فيها ١٨ سنة وبقي
فخر الدولة ثلاث سنين، واستولى مؤيد الدولة على مملكة فخر الدولة في
العراق ومملكة قابوس في طبرستان انتهى.
أبو شجاع بويه بن فناخسرو بن يمام أو تمام الديلمي والد عماد الدولة
وركن الدولة ومعز الدولة ملوك بني بويه
ذكرنا في الجزء ابتداء امره وانه كان متوسط الحال يتكسب
باصطياد السمك في بحيرات الديلم فماتت زوجته وخلفت له هؤلاء
الأولاد الثلاثة الذين صاروا ملوكا عظاما واشتد حزنه عليها وانه مر به
رجل منجم ومعزم ومعبر للمنامات فحكى له أبو شجاع انه رأى في منامه
كأنه يبول فخرج من ذكره نار عظيمة استطالت وعلت حتى كادت تبلغ
السماء ثم انفجرت فصارت ثلاث شعب وتولد من تلك الشعب عدة
شعب فأضاءت الدنيا بتلك النيران قال ورأيت البلاد والعباد خاضعين
لتلك النيران فقال المنجم هذا منام عظيم لا أفسره الا بجائزة عظيمة
فقال أبو شجاع والله ما أملك الا الثياب التي على بدني فقال إنه يكون
لك ثلاثة أولاد يملكون الدنيا فقال أبو شجاع أ ما تستحي تسخر منا وقال
لأولاده اصفعوه فقد أفرط في السخرية بنا فصفعوه وأعطاه أبو شجاع
عشرة دراهم. ثم خرج من بلاد الديلم جماعة لتملك البلاد منهم ما كان
بن كالي ولما استولى ما كان على طبرستان انتظم بويه وأولاده في قواده ثم
توفي بويه وانفرد والداه عماد الدولة وركن الدولة عن ما كان وكان من
أمرهما ما كان.
الأمير أبو منصور بويه بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة فناخسرو
ابن بويه الديلمي
توفي سنة ٣٩٨.
في النجوم الزاهرة فيها اي سنة ٣٩٨ توفي أبو منصور بن بهاء
الدولة وقيل إن اسمه بويه كان أبوه بهاء الدولة يخافه ومنع الخدم أو
الجند من الكلام معه وضيق عليه ولما مات وجد عليه وجدا عظيما
ولبس السواد وواصل البكاء والحزن إلى أن اجتمع اليه وجوه الديلم
وسألوه ان يرجع إلى عادته انتهى وقال ابن الأثير في الكامل في سنة
٣٨٤ عقد النكاح لمهذب الدولة علي بن نصر على ابنة بهاء الدولة والأمير
أبي منصور بويه بن بهاء الدولة على ابنة مهذب الدولة، وكان الصداق
من كل جانب مائة ألف دينار انتهى ولا نعرف من أحواله غير هذا.
البياضي
يوصف به جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي من الصحابة
ويوصف به من العلماء علي بن عبد الجليل وعلي بن يونس العاملي وغيره
من علماء جبل عامل.
بياع الأرز
يوصف به يوسف بن السخت أبو يعقوب البصري.
بياع الأكسية
يوصف به صابر مولى معاذ ويحتمل كونه وصفا لمعاذ.
بياع الأكفان
يوصف به ظريف بن ناصح.
(٦٢٥)

بياع الأنماط
يوصف به الحارث الكوفي.
بياع الحبر
يوصف به قدامة بن يزيد الجعفي.
بياع الحلل
يوصف به يحيى القلانسي أبو شبل الكوفي.
بياع الزطي
يوصف به جماعة منهم بشر.
بياع السابري
يوصف به جماعة منهم حذيفة بن منصور الخزاعي وحماد بن أبي
طلحة الكوفي وسعد وغيرهم.
بياع الغزل
يوصف به ضرغامة.
بياع القرب
يوصف به حفص بن عيس الكناسي الأعوز.
بياع القصب
يوصف به عتبة الكوفية وعتيبة بن عبد الرحمن وعتيبة بن ميمون.
بياع القلانس
يوصف به عبد الله بن محرز وغيره.
بياع اللؤلؤ
يوصف به آدم بن المتوكل الكوفي وإسحاق الكوفي وغيرهما.
بياع الكرابيس
يوصف به جماعة منهم هشام بن الحكم وصفه به الصدوق في
مشيخة الفقيه.
بياع المصاحف
يوصف به سالم بن عبد الرحمن الأشل.
بياع الهروي
يوصف به جماعة منهم الحسن وسيف الكوفي وصامت وغيرهم.
بياع الوشي
يوصف به عبد الله بن سعيد أبو شبل الأسدي مولاهم.
بيان التبان
مر في بنان التبان.
بيان الجزري الكوفي أبو أحمد مولى
في رجال ابن داود بيان بالباء المفردة. والياء المثناة تحت انتهى
وقال النجاشي بيان الجزري كوفي أبو أحمد مولى قال محمد بن عبد
الحميد كان خيرا فاضلا له كتاب أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا
علي بن حبشي حدثنا حميد بن زياد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك
حدثنا يحيى بن محمد العليمي حدثنا بيان بكتابه انتهى قال الميرزا كذا
وصل الينا والله أعلم. وفي لسان الميزان بيان الجوزي كوفي يكنى أبا
احمد ذكره ابن النجاشي في مصنفي الشيعة وقال روى عنه يحيى بن محمد
العليمي انتهى فأبدل الجزري بالجوزي.
بيان بن حمران التفليسي نزل المدائن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
بيان بن زريق بن سمعان النهدي
في لسان الميزان بيان بن زريق، قال ابن نمير قتله خالد بن عبد
الله القسري وأحرقه بالنار. قلت هذا بيان بن سمعان النهدي من بني
تميم ظهر بالعراق بعد المائة وقال بالاهية علي وان فيه جزءا إلاهيا متحدا
بناسوته، ثم من بعده في ابنه محمد بن الحنفية، ثم في أبي هاشم ولد
ابن الحنفية، ثم من بعده في بيان هذا، وكتب بيان كتابا إلى أبي جعفر
الباقر يدعوه إلى نفسه وانه نبي، وكتابنا هذا ليس موضوعا لهذا الضرب
إذ لم يرو شيئا وانما اطرده بهذه الظرفة انتهى وهذا هو المقدم في بنان
التبان وان صوابه بيان لا بنان، ومر هناك في بعض روايات الكشي
بنان وصائد النهدي، وهو يدل على الاتحاد وقول صاحب اللسان هذا
بيان بن سمعان محتمل لأن يكون هو بيان بن زريق بن سمعان أو
بالعكس.
البيانية
مر ذكرهم في بيان التبان
البيرجندي
يوصف به عبد العلي بن محمد حسين شارح التذكرة النصيرية.
البيروني
اسمه أبو الريحان محمد بن أحمد ومن قال أحمد بن محمد فقط غلط.
الأمير بيك ابن الأمير جعفر شمس الملك ابن الأمير عيسى الدنبلي وباقي
أجداده ذكر في الأمير بهلول بن الأمير جمشيد
توفي سنة ٥٦٠ ودفن في مقبرة أعدها لنفسه في قرية سليمان سراي
من قرى خوي مشهورة بقراقبونلوند.
والكلام على الدنابلة عموما مر في أحمد بن موسى الدنبلي، ملك
المترجم بعد أبيه الأمير جعفر شمس الملك وفي آثار الشيعة الإمامية
حدثت بينه وبين السلطان سنجر منافسة، ثم اصطلحا ولم يذهب من
ملكه شئ، ومن آثاره في خوي نهر أمير بيك، ومسجد أمير بيك،
وعمارات سامية في قنة الجبل المعروف بجبل الذهب خربت كلها ويعرف
محلها الآن بأمير بيك.
الأمير زا بيك ابن الأمير زا صدر الدين الحسيني الموسوي الفندرسكي
جد المير أبو القاسم الفندرسكي
في رياض العلماء عن تاريخ عالم آرا أنه لما توفي أبوه الأمير
صدر الدين خدم هو الشاه عباس الأول بخدمات لائقة وصار مكرما
عنده وكان يدخل مجلسه في أغلب الأوقات وأعطاه سيور غالات اي
اقطاعات وانعامات وميزه بين الأقران وكان له من الشاه المذكور نوع
شفقة خاصة انتهى.
بادشاه بيكر
كانت زوجة السلطان نصير الدين حيدر أحد سلاطين الهند وترجم
لها بعض علماء الهند المجلد الثالث عشر من البحار إلى الفارسية
(٦٢٦)

النوابة شاهزاده بيگم الصفوية
من بنات الملوك الصفوية في إيران واليها تنسب مدرسة شاهزادها
في أصفهان وألف لها السيد أبو المظفر محمد جعفر الحسيني كتاب التحفة
التوابية والهداية الأخروية فارسي مرتب على تسعة أبواب ستة منها ترجمة
لمفتاح الفلاح والسابع في اعمال الأشهر الثلاثة، رجب وشعبان ورمضان
والثامن في عمل سائر الأيام والتاسع في آداب الدعاء والسفر مما دل على
تمسكها بأهداب الدين.
أغابيكم بنت الشاه عباس الصفوي
ترجم لها بعض العلماء كتاب الإقبال إلى الفارسية.
البيناري
كذا في موضع من مناقب ابن شهرآشوب المطبوع وفي موضع آخر
البياري وفي ثالث السياري ولم نعلم من هو هذا الشاعر ولما كانت نسخ
المناقب المطبوعة كثيرة الغلط والتحريف وقد ذكر فيها هذا الشاعر بثلاثة
ألفاظ بعضها محرف عن بعض ويمكن كونها كلها محرفة البيناري.
البياري. السياري. فلسنا نثق بان واحدا منها يوصف ولا نعرف
اسمه. ولا شيئا من أحواله سوى ان ابن شهرآشوب أورد له في المناقب
الأبيات الآتية
يا قومنا للمصطفى سالموا * لا تنصبوا جهلا له حربكم
واتلوا من القرآن ما قاله * يا أيها الناس اعبدوا ربكم
وقوله
الله قد أيد بالوحي * محمدا ذا الأمر والنهي
يأمر بالعدل وينهى عن ال‍ * فحشاء والمنكر والبغي
وقوله
الا أقرأ لم يكن وتأملنها * تجد فيها خسار الناصبيه
أمير المؤمنين لنا امام * له العلياء والرتب السنية
فلم أنكرتم لو قلت يوما * بان المرتضى خير البرية
ستذكر بغضه وقلاه يوما * اتاك ردي وحم لت المنية
البيهقي
في البحار هو أبو علي الحسين بن أحمد انتهى وفي منتهى المقال
عن مجمع الرجال للمولى عناية الله البيهقي هو عبد الله بن حمدويه أو
جبرويه انتهى ويوصف به أحمد بن محمد بن يعقوب أبو علي البيهقي
وحيدر بن علي بن أبي علي محمد بن إبراهيم.
حرف التاء
تاتانة
لقب الحسين بن إبراهيم على بعض النسخ وفي بعضها ناتانة وفي
بعضها باباية والظاهر أن الصحيح ناتانة.
تاج بن محمد بن الحسين الحسيني
في لسان الميزان ذكره ابن بابويه في رجال الشيعة وقال كان
صالحا في نفسه ثم نقل عن يحيى بن حميد القمي قال انقطع تاج إلى
علم الحديث والفقه وتميز بين رجال الشيعة والسنة، وكان خبيرا بحديث
أهل البيت، وله رحلة إلى العراق. قال وكان اجتماعي به بعد سنة
ورافقته في الحج فقال لي ان قبر فاطمة بين المنبر والحجرة،
فقلت من ذكره قال الزهري عن علي بن الحسين عن ابن عباس انه
شهد دفنها. قلت وهذا كذب على الزهري ومن فوقه انتهى قلت
جزمه بأنه كذب غريب وهو شهادة على النفي غير مقبولة ولم يعلم مراده
من ابن بابويه فإن كان هو صاحب الفهرست فإنه لم يذكر الا سراج
الدين المسمى تاج الدين محمد بن الحسن الحسيني الكيسكي وقال صالح
محدث وان كان غيره فلم يعلم من هو ولعل نسخ فهرست ابن بابويه
مختلفة وقد زيد في بعضها.
تاج الدولة بن عضد الدولة فناخسرو البويهي
اسمه أبو الحسين أحمد بن عضد الدولة فناخسرو ترجم في الجزء ٩
وفيما استدركناه بعد ذلك.
تاج الدين الآوي
في تكملة الرجال كان في زمن السلطان محمد خدابنده وكان
مقربا عنده ومؤيدا للشيعة استشهد بعد وفاة السلطان المذكور بسعي
أهل السنة وتهمتهم انتهى.
الشيخ تاج الدين أبو الفتح بن حسين بن أبي بكر للأربلي
مر ذكره فيما بدئ باب. ويمكن ان يكون اسمه تاج الدين
وكنيته أبو الفتح.
تاج الدين بن سخطة العلوي البصري
قال ابن الأثير في الكامل انه في سنة ٤٤٩ سار السلطان طغرلبك
إلى البصرة وصادر بها تاج الدين العلوي وابن سمحا اليهودي بمائة ألف
وعشرين ألف دينار انتهى.
السيد تاج الدين بن طالب كيا الحسيني
كيا من ألفاظ التعظيم بلسان الديلم.
عالم واعظ قاله منتجب الدين.
السيد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي
في أمل الآمل كان عالما فاضلا زاهدا محدثا عابدا فقيها له نسخة
تاريخ تأليفها سنة ١٠١٩ ويروي عنه جماعة من مشايخنا منهم خال
والدي الشيخ علي بن محمود العاملي ونروي عنه إجازة انتهى ورأيت
هذين البيتين منسوبين إلى السيد تاج الدين العاملي والظاهر أنهما له
وهما
لقد كتمت آثار آل محمد * محبوهم خوفا واعداؤهم بغضا
فابرز من بين الفريقين نبذة * بها ملأ الله السماوات والأرضا
تاج ماه بيگم
من أميرات بلاد إيران وجدت نسخة تحفة الراغب في ترجمة بغية
الطالب للشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء والمترجم الشيخ أسد الله
الدزفولي الكاظمي من وقفها على المكتبة الرضوية.
(٦٢٧)

السيد نظام الدين تركة بن السيد تاج الدين بن السيد جلال الدين
عبد الله بن أبي الحسين الحسيني.
ذكره صاحب الرياض في أثناء ترجمة المولى زين الدين علي بن
الحسن بن محمد الأسترآبادي قال وقد رأيت بخطه المبارك إجازة على ظهر
الارشاد للعلامة قد كتبها للسيد نظام الدين تركة بن السيد تاج الدين
الخ تاريخها يوم الجمعة ١٤ صفر سنة ٨٢٧.
تاج الدين بن محمد بن إبراهيم الهاشمي
له ترجمان القرآن على ترتيب الحروف فرع كاتب النسخة منها سنة
٩٩١.
السيد سراج الدين المسمى تاج الدين محمد بن الحسين الحسيني
الكيسكي ذكره في محمد
تاج الدين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد المحسن
بن الحسن بن زهرة بن الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة الحسيني
الإسحاقي الحلبي ثم الفوعي ض
توفي سنة ٩٢٧.
في أعلام النبلاء نقلا عن در الحبب للرضي الحنبلي محمد بن
إبراهيم بن يوسف أنه قال عم جدي لأبي القاضي شهاب الدين
أحمد المتقدم ذكره كان شيخا كبيرا معمرا رحل إلى بلاد العجم وحصل
بها جانبا من العلم والمال، وبقي بها غائبا قريبا من سبع عشرة سنة
وعني بعلم الأنساب فكان نسابة عارفا بها جدا يدعي ان عنده كتابا
يسمى بحر الأنساب، على تشيع عنده، وكان لأهل الفوعة فيه مزيد
الاعتقاد حتى انتصبوا معه لعداوة خالي الشريف شرف الدين عبد الله
الآتي ذكره وكادوا يقتلونه. ولما عاد من العجم حسن عند لخالي أن يتوجه
اليه ويسلم عليه ففعل، فلما دنا خالي منه في ملأ عظيم من أهل الفوعة
مد يده إلى عمامته فنقضها وحقره فيما بينهم وسلط عليه من يواجهه
بالسيوف نهارا فلم يمكنه الله تعالى منه انتهى والمترجم له كتاب غاية
الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار مطبوع بمصر
وقد حرف فيه طابعه أشياء كثيرة حسبما شاء هواه صنفه بأمر أصيل الدين
أبي محمد الحسن بن الخواجة نصير الدين محمد بن محمد الطوسي كما
ذكره في أوله ويدل كلامه على أنه ورد بغداد صحبة سلطان التتر والتقى
بأصيل الدين المذكور وتلمذ عليه حيث قال الباعث الذي حداني على
هذا الكتاب انى لما وردت إلى مدينة السلام صحبة الحضرة السلطانية
ورأيت الوزير الأعظم ملك أفاضل الحكماء قدوة أماثل العلماء وسيد
الوزراء نصير الحق والدين ملاذ الاسلام والمسلمين أبي جعفر بن أبي
الفضل الطوسي حضرت مجلسه الأرفع الأسمى و مثلت بحضرته الجليلة
العظمى فشنف مسامعي بمفاوضات أوعيت منها درا ورعيت بيانا
كالسحر ان لم يكن سحرا قادتنا شجون الحديث إلى الاخبار والأنساب
فأعربت مفاوضته عن علم جم وفضل باهر وفهم واطلاع كافل
باضطلاع ولقد والله ردني في أشياء كنت واهما فيها علم النسب والاخبار
وقال لي أريد أن تضع لي كتابا في النسب العلوي يشتمل على أنساب بني
علي فأجبته بالسمع والطاعة... إلى آخر ما ذكره.
استدراك على هذه الترجمة
استدرك المؤلف على الطبعة الأولى بما يلي
مرت في هذا الجزء ترجمة للسيد تاج الدين بن محمد بن حمزة بن
عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن الحسن بن زهرة بن
الحسن بن عز الدين أبي المكارم حمزة الحسيني الإسحاقي ثم الفوعي
وأرخنا وفاته سنة ٩٢٠ وهو من سهو الطابع لأنا نقلناه عن أعلام
النبلاء والموجود فيه سنة ٩٢٧ ونسبنا اليه كتاب غاية الاختصار في
أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار المطبوع بمصر سنة ١٣١٠
حسبما ذكر على ظهره انه تاليف السيد الشريف تاج الدين بن محمد بن
حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب وابن نقبائها ونقلنا عن أعلام النبلاء
أنه نقل عن در الحبب للرضي الحنبلي أنه قال عم جدي لأبي القاضي
شهاب الدين أحمد وذكرنا في الحاشية ان الرضي الحنبلي ليس من بني
زهرة فكيف يقول عم جدي لأبي وقد ظهر لنا الآن استدراكات على هذه
الترجمة التي مرت في هذا الجزء أولا ان قوله عم جدي لأبي لا يبعد
أن يكون صوابه عم جدي لأمي ويؤيد قوله أن أهل الفوعة انتصبوا معه
لعداوة خالي الشريف شرف الدين عبد الله الآتي ذكره ثم ذكر خاله هذا
بعنوان عبد الله بن أحمد القاضي شرف الدين ابن القاضي شهاب الدين
الحسيني الإسحاقي فدل على أن جده لأمه من بني زهرة الحسينيين
الاسحاقيين ثانيا ان مؤلف غاية الاختصار لا يمكن أن يكون هو
المذكور لأن ذلك وفاته سنة ٩٢٧ ومؤلف الغاية كان موجودا كما ستعرف
سنة ٧٠٠ فوفاته لم تتجاوز أوائل المائة الثامنة فبين وفاتيهما ما يقرب من
مائتي سنة وها نحن نذكر التواريخ التي أدركها صاحب غاية الاختصار
ليعلم صحة ذلك. أدرك مؤلف الغاية جمال الدين محمد الدستجرداني
قال في ص ٥ منه حدثني جمال الدين علي بن محمد الدستجرداني أبو
الحسن الوزير. وقد قال ابن الفوطي في الحوادث الجامعة انه في سنة
٦٩٦ أمر السلطان غازان بقتل جمال الدين الدستجرداني فقتل توسيطا
وذكر مؤلف الغاية في ص ٩ انه ورد بغداد صحبة الحضرة السلطانية وانه
رأى أصيل الدين الحسن بن نصير الدين الطوسي وأمره بتأليف كتاب في
النسب فألف هذا الكتاب وسماه غاية الاختصار والسلطان الذي حضر
بصحبته هو غازان وأصيل الدين توفي سنة ٧١٥ كما يأتي في ترجمته
وغازان معاصر له وقال في ص ١٢ وفي عدة مواضع غيرها أخبرني المعدل
أبو الحسن علي بن محمد بن محمود كتابة الخ والظاهر أنه هو الذي ذكره
ابن الفوطي في الحوادث الجامعة فقال في سنة ٦٩٧ توفي الشيخ ظهير
الدين علي بن محمد الكازروني وكان عالما فاضلا وجمع تاريخا وذكر في ص
٢١ أن عبد الله عضد الدين بن أبي نمي أمير مكة ورد إلى العراق وقصد
حضرة سلطان العصر فانعم عليه بالمهاجرية ضيعة جليلة باعمال الحلة
ثم جرت بينه وبين بني حسين وبني داود ومحالفيهم فتنة كبيرة بالحلة أدت
إلى أن عضد الدين هذا يعني عبد الله ركب إليهم وصحبته العسكر
ونهبهم قال وكنت يومئذ بالحلة وذلك في شعبان من سنة ٦٩٦ ولما انتهى
(٦٢٨)

ذلك إلى جماز شيخ بني حسين وأميرهم بالحجاز أمير المدينة جرت بينه
وبين أبي نمى فتن الخ وجماز توفي ٧٠٤ أو ٥ كما مر في ترجمته ج ١٦ وفي
غاية المرام في أمراء البلد الحرام جرى ذكر للشريف أبي نمى والشريف
جماز من سنة ٦٥١ إلى سنة ٧٠١ وقال في ص ٢٢ حدثني الفاضل المؤرخ
العلامة أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الشيباني هو ابن الفوطي مؤلف
الحوادث الجامعة وابن الفوطي توفي سنة ٧٢٣ وفي ص ٣٦ ذكر جلال
الدين المصطفى وقال كانت بيني وبينه معرفة تكاد تكون صداقة مات
سنة ٦٨٠ وفي ص ٥٤ أنشدني الفقيه يحيى بن سعيد نجيب الدين رحمه
الله. ويحيى توفي سنة ٢٩٠ كما في رجال ابن داود أو سنة ٦٨٩ وذكر في
ص ٧٠ بيت عبد الحميد وقال منهم السيد محمد بن عبد الحميد ثم قال
في ص ٧١ وشمس الدين رحمه الله كان لي صديقا وكنت أجد أنسا
بمحاضرته ومفاوضته ولم أعدم منه فائدة مات سنة ٦٩٧ ومولده ٦٣٩
وقال في ص ٧٧ ومن بني محمد بن زيد شمس الدين جعفر ربما قال
الشعر كان يتحرف ثم خدم كاتبا بديوان النقابة ببغداد ثم بديوان
الإنشاء فلم يستتم له أمر ولا تهيا له المقام ببغداد فانحدر إلى الحلة
وأحب التصوف وانقطع بداره وهو على هذه الصورة إلى رمضان من سنة
٦٩٩ ولا يخفى انه كالصريح في أن ذلك حاصل في عصره وقال في
ص ٨٧ عند ذكر منصور بن جماز بن شيحة الحسيني وأبوه أمير المدينة هو
اليوم فارس الحجاز انتهى وأبوه جماز توفي سنة ٧٠٤ أو ٧٠٥ كما مر في
ترجمته. وقال في ص ٨٩ عند ذكر نقباء العلويين بواسط منهم مؤيد
الدين النقيب النسابة ووالده باق منقطع في داره وأبوه جلال الدين عمر
حدثني عنه السيد إسماعيل الكيال المتوفى سنة ٧٠٠ ثم قال اجتمعت به
فرأيت رجلا صالحا الخ فهذا نص في أنه كان موجودا سنة ٧٠٠ وقال في
ص ٩٠ حدثني بهاء الدين علي بن عيسى الأربلي الكاتب رحمه الله.
وعلي بن عيسى هذا فرع من كتابه كشف الغمة سنة ٦٨٧ وتأليف الغاية
بعد وفاته وقال في ص ٩١ قال لي السيد النسابة الفقيه العلامة غياث
الدين أبو المظفر عبد الكريم بن طاوس رحمه الله الخ وابن طاوس هذا
توفي سنة ٦٩٣ وقال في ص ٩٢ عند ذكر الحسن حفيد كمال الدين حيدر
نقيب الموصل انه مات سنة ٦٧٠ ولم يخلف سوى بنت هي اليوم ببغداد.
فبعد هذا كله لا يبقى ريب في أن مؤلف غاية الاختصار لم يتجاوز أوائل
المائة الثامنة وان تاج الدين المتوفى ٩٢٧ الذي ذكرناه في هذا الجزء هو
غيره فإذا تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة اثنان أحدهما توفي سنة
٩٢٧ والآخر كان حيا سنة ٧٠٠ ومؤلف غاية الاختصار هو الثاني لا
الأول. ورأيت في بعض المجلات انه يوجد في المتحف الآسيوي في
بطرسبرغ كتاب في آخره تم بقلم الحقير تاج الدين بن زهرة الحسيني
الحلبي سنة ٩٩٩ فهذا إما شخص ثالث أو وقع تبديل بين ٩٢٧
و ٩٩٩ أو الأول تاريخ الولادة والثاني تاريخ الوفاة والله أعلم.
وقد مر في ج ٩ ترجمة لأحمد بن عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن
محمد بن عبد المحسن بن زهرة بن الحسن بن أبي المكارم حمزة بن علي إلى
آخر النسب فهو إذا ابن عم المذكور في هذا الجزء.
بنو زهرة أو آل زهرة
قد أشير إليهم في مواضع من هذا الكتاب أولا في ج ٩.
ثانيا في هذا الجزء.
ثالثا ما نذكره هنا في غاية الاختصار ص ٥٧ ٥٨ بيت
الاسحاقيين وهم بنو إسحاق بن الصادق ويلقب بالمؤتمن أعيانهم والحمد
لله أهلنا بيت زهرة نقباء حلب جدهم زهرة بن علي أبي المواهب نقيب
حلب ابن محمد نقيب حلب بن محمد أبي سالم المرتضى المدني المنتقل إلى
حلب الشهباء بن أحمد المدني المقيم بحران ابن محمد الأمير شمس الدين
المدني ابن الحسين الأمير الموقر ابن إسحاق المؤتمن بن الصادق ع.
شهرة جدهم النقيب الأول محيي الدين نجم الاسلام العالم الفاضل
الفقيه الحلبي المولد والمنشأ والوفاة عد المؤرخون وفاته من الحوادث
العظيمة توفي بجمادى الأولى سنة ٧٢٠ تفرع أولاده فمنهم بحلب ومنهم
بحران وانتقل منهم السيد محمد أبو سالم ركن الدين العالم الفاضل الزاهد
الورع وترك حلب وكان يومئذ نقيبها وابن نقيبها فسكن الفوعة قرية من
أعمال حلب وعقبه فيها من ولد محمد شمس الدين وله ذرية فضلاء ولهم
بقية بحران. وبالجملة فال زهرة بحلب وديارها أشهر من مشهور ثم ذكر
الشريف حمزة بن علي بن زهرة أبا المكارم ثم قال وجدهم محمد الممدوح
إسحاق المؤتمن ينتهي إلى محمد هذا ويكنى أبا إبراهيم قال العمري ولم
تكن لأبي إبراهيم حال واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن
الحسين بن عبد الله بن علي المطيب العلوي العمري بنته خديجة المعروفة
بأم سلمة وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدما بحران مستوليا عليها
وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب
فايد أبو عبد الله الحسين العمري أبا إبراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو
إبراهيم وتقدم وخلف أولادا سادة فضلاء علماء نقباء وقضاة
ذوي وجاهة وتقدم وجلالة انتهى كلام العمري قال صاحب
الغاية وعقبه الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم
محمد ولأعقابهما توجه وعلم وسيادة فهم سادة أجلاء نقباء حلب
وعلماؤها وقضاتها ولهم تربة معروفة مشهورة انتقل جدهم محمد بن
الحسين بن إسحاق من المدينة إلى الكوفة ثم إلى الري ثم إلى حران ثم
إلى حلب وديارها انتهى ويفهم مما ذكر هنا وفي ج ٩ ان أول من انتقل
منهم من المدينة التي هي وطنهم الأصلي هو جدهم محمد
ابن الحسين بن إسحاق المؤتمن بن الإمام الصادق ع فانتقل من المدينة
إلى الكوفة ثم إلى الري ثم إلى حران فولد له بها أحمد الحجازي وولد
لأحمد الحجازي أبو إبراهيم محمد الحراني ممدوح المعري وهو الذي زوجه
العمري بنته فحسنت حاله ثم انتقل أبو إبراهيم محمد إلى حلب وهو
الذي نشر التشيع بها ثم انتقل من ذريته ركن الدين محمد أبو سالم إلى
الفوعة وسكنها وبقيت ذريته فيها إلى اليوم.
وصف كتاب غاية لاختصار
هو كتاب في مائة صفحة وثلاثة أسطر عدى الفهرست بالقطع
الصغير لكنه مع اختصاره قد حوى فوائد كثيرة وتراجم عديدة خلت عنها
المطولات ودل على فضل مؤلفه وسعة اطلاعه.
الدس في الكتاب
في الكتاب مواضع كثيرة فيها دس ظاهر منها في ص ٨٢ بعد ما
ذكر الخلاف بين الزيدية والامامية في خلافة زيد قال ونحن معاشر أهل
(٦٢٩)

السنة والجماعة نخالف الطائفتين ونقول بامامة من أجمع عليه المسلمون
والسلام انتهى فهذا اما دس من الطابع أو كان موجودا في هامش
نسخة الأصل فأدخله الطابع في أصل النسخة لموافقته هواه أو قيل مداراة
إلى غير ذلك مما يعرفه المطلع الخبير.
ما يستفاد من غاية الاختصار من أحوال مؤلفه
لما كانت أحوال مؤلف الغاية مجهولة ولم يصل الينا منها شئ
سوى ما يستفاد من الكتاب المذكور فلنذكر ما يستفاد منه في ذلك
يستفاد من هذا الكتاب فضل مؤلفه وانه كان عالما فاضلا شاعرا
ناثرا نسابة واسع الاطلاع ودل قوله في ص ٩ انه حضر صحبة الحضرة
السلطانية يعني غازان على نباهته وشرفه وقربه من السلطان فمن يحضر
بصحبة السلطان لا بد أن يكون جليل القدر عظيم الشأن ودل طلب
أصيل الدين منه تاليف كتاب في الأنساب على علمه وفضله وانه كان
مشهورا بعلم الأنساب وقد قال في خطبته الحمد لله الذي خلق الأنام
من أب واحد. واخترعهم على غير مثال وبغير مساعد. وخلق منه زوجه
وبث منهما رجالا ونساء. آباء وأمهات وبنات وأبناء وجعلهم شعوبا
وقبائل ليتعارفوا. وبطونا وأفخاذا ليتعاطفوا وعظم الرحم في صدورهم
وأجلها في نفوسهم وقرنها باسمه الأعظم عند المناشدة في الملمات العظام
وأمر أن تتقي كما يتقى فقال عز من قائل واتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام وجعلها متعلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني واقطع
من قطعني وجعل صلتها في العمر زيادة وقطعها على هدمه مساعدة ثم
وضع مقدمة قال فيها اعلم أن علم النسب علم العرب وهم الذين
حفظوه وضبطوه وأصلوه وفرعوه فاما الفرس فلم يطلبوا له تحقيقا ولا
ضبطوا منه ما يلحق صريحا أو ينفي لصيقا وقد ذكر أبو إسحاق الصابي
الكاتب في التاجي وهو الكتاب الذي ألفه لعضد الدولة في مناقبه ومناقب
الديلم ان عضد الدولة بحث عن نسبه وكاتب أبا محمد المهلبي في ذلك
فسال عنه شيوخ الديلم والمرابذة ووجوه الفرس حتى حققوه وحرروه
وصححوه وزعم أن ضياع انساب الفرس ليس هو لأجل هوان علمها
وضبطها عندهم واهمالهم لما تراعيه الجلة من مآثرها ومفاخرها ولكن
اعترضتهم حدوث دولة وفتنة وملة يعني ملة الاسلام فأخلت شرفهم
وقطعت اتصالهم وشغلتهم عن مراعاة أنسابهم فضاعت ولعمري ان
اعتراض الفتن وحدوث الحوادث العظام لكما زعم أبو إسحاق في إهمال
الذكر وصرف العناية عن حراسة أسباب الفخر ولكن لو كانت الأسباب
عندهم مرعية لما شغلتهم عنها الحوادث أ لا ترى ان العرب اعترضتهم
أيضا في زماننا دولة أخملت شرفهم ونقلت الملك عنهم وشردتهم كل مشرد
ومزقتهم كل ممزق وهم مع ذلك حافظون لأنسابهم مراعون لأعقابهم
وانك لترى البدوي منهم ذاهبا خلف ثلة من الضأن يرعاها إذا خاطبته
وجدته أحمق الناس وأجهلهم بكل شئ وهو مع ذلك يعرف قبيلته وبطنه
وفخذه وربما رفع نفسه إلى الجد الأعلى. ثم قسم النسب إلى نوعين
مشجر ومبسوط فتكلم على كل منهما ثم ذكر كيفية ثبوت النسب عند
النسابة وأوصاف صاحب النسب وقال في ص ٥١ وأما آل معد فهم
أجدادي لأمي. فدل على أن أمه من آل معد العلويين الموسويين
المشهورين بالعراق. ثم ذكر في ص ٥٢ الفقيه صفي الدين محمد بن معد
وترحم عليه ثم قال ص ٥٣ سمعت ان الوزير السعيد نصير الدين
الطوسي رحمه الله قال إني اجتمعت بالفقيه صفي الدين بن معد وآخيته
وذلك أن الفقيه صفي الدين رحمه الله سافر إلى بلاد العجم في أيام
حداثته واجتمع به هناك ولما ورد مولانا نصير الدين إلى الحلة أول مرة
سال عن صفي الدين الفقيه فقيل ليس له سوى بنت يعني الحاجة فاطمة
زوجة والدي فقال هذه بنت أخي وأرسل إليها سلاما وكاتبها برقاع
رأيتها بخطه وعندي منها شئ وكان مولانا نصير الدين قد ظن أن أخي
الأكبر جلال الدين من هذه الحاجة وأنها أمه فزوجه ابنته وأوقع العقد
بمراغة فلما علم بعد ذلك أن أمه عامية وليست من بيت الفقيه ابن معد
سأل طلاقها فطلقت وما زال مولانا يراعينا بهذا السبب إلى أن انتقل إلى
جوار ربه قدس الله روحه انتهى.
ويستفاد من ذلك أن للمترجم أخا أكبر منه اسمه جلال الدين وأن
أمه عامية وان أباه كان له زوجة أخرى تسمى الحاجة فاطمة هي من بيت
معد وأنها غير أمه التي هي منهم ولذلك عبر عنها بزوجة والدي ولم يقل
أمي. وذكر في ص ٧٤ صفي الدين أبا الحسن عليا السوراوي نقيب
الحلة وقال تزوج أبي ابنته وزوج ابنه علم الدين إسماعيل بابنته وليس
لصفي الدين من الولد سوى إسماعيل هذا وبنتين ولما قتل أبي خلف على
احدى البنتين رجل من بني عمها فدل على أن أباه مات قتلا وأنه كان
متزوجا بأربع نساء أمه وهي من بني معد والحاجة فاطمة وهي منهم أيضا
وامرأة عامية هي أم أخيه الأكبر جلال الدين والرابعة بنت صفي
الدين.
تصريحه بأنه من بيت زهرة
صرح المؤلف في كتابه بأنه من بيت زهرة فلم يدع مجالا للريب
فقال في ص ٥٧ بيت الاسحاقيين وهم بنو إسحاق بن الصادق ويلقب
بالمؤتمن أعيانهم والحمد لله أهلنا بيت زهرة نقباء حلب جدهم زهرة بن
علي أبي المواهب الخ.
مشايخه ومن عاصره ونقل عنه
يستفاد من غاية الاختصار انه عاصر جماعة ونقل عنهم وبعضهم
كان من مشايخه فمن قلنا عنه أنه من مشايخه والا فهو ممن عاصره ونقل
عنه ١ جمال الدين علي بن محمد الدستجرداني أبو الحسن الوزير المقتول
٦٩٦ (٢) المؤرخ أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الشيباني المعروف بابن
الفوطي صاحب الحوادث الجامعة المتوفى ٧٢٣ ٣ ظهير الدين أبو
الحسن علي بن محمد بن محمود الكازروني المتوفى سنة ٦٩٧ عن الشريف
أبي محمد قريش بن سبيع بن مهنا بن سبيع العبيدلي العلوي وجل
رواياته في غاية الاختصار عن علي بن محمد هذا فهو شيخه في الرواية
٤ يحيى بن سعيد الحلي المتوفى ٦٩٠ أو ٦٨٩ ٥ فخر الدين علي بن
يوسف البرقي ففي ص ٥٤ من الغاية انه انشده شعرا لأحمد بن معد
٦ السيد إسماعيل الكيال المتوفى ٧٠٠ ٧ علي بن عيسى الأربلي
صاحب كشف الغمة ٨ السيد عبد الكريم بن طاوس المتوفى ٦٩٣
(٩) السيد شرف الدين أبو جعفر بن محمد بن تمام بن علي بن تمام
العبيدلي ١٠ علي بن أحمد العبيدلي ١١ أبو طالب شمس الدين
(٦٣٠)

محمد بن عبد الحميد ١٢ نجم الدين محمد بن محمد ابن الكتبي
١٣ شيخه تاج الدين النقيب قال في ص ٧٧ أنشدني شيخي النقيب
تاج الدين العلوي صاحب الزنج
الموت يعلم لو بدا * لي خلقه ما هبت خلقه
والسيف يعلم انني * أعطيه يوم الروع حقه
وقبلت ما أوصى به * جدي أبي وسلكت طرقه
وعلمت ان المجد ليس * ينال الا بالمشقه
السيد تاج الدين بن معية
اسمه أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية بن سعيد الحسني.
تاج الرؤساء بن أبي سعيد الصيزوري
في لسان الميزان من شيوخ الامامية ذكره ابن بابويه ووصفه
بالفضل والعصبية المفرطة لمذهب الامامية، ونقل عن الرشيد المازندراني
عن أبيه انه الذي حسن لآل بويه اعتقاد مذهب الإمامية، وكان إذا
تفرس في الغلام التركي الفطنة اشتراه وعلمه، فلذلك صار أكثر
الأتراك في زمانه إمامية، ذكر انه أدرك آل سلجوق انتهى ولم نعلم
من هو ابن بابويه هذا.
تاج العلماء النيسابوري
توفي سنة ٣٣٥.
في لسان الميزان ابن منده في تاريخه وقال له كتب حسان في الفقه
والكلام على غرائب الأحاديث والجمع بين مختلفها، وكان ينتحل مذهب الإمامية
ويقول بالرجعة، مات في سنة ٣٣٥ ومن احتجاج تاج العلماء
لحياة المنتظر ان ابن صياد كان فيمن فتح نهاوند فلما حاصروا الحصن
طلع عليهم راهب فقال لا يفتح هذا الحصن الا الأعور الدجال، فتقدم
ابن صياد فضرب باب الحصن بسبعة فانفتح وملكه المسلمون. قال وقد
اجمعوا على أن الدجال باق إلى أن يخرج آخر لزمان فبقاء المنتظر أولى
بالجواز، كذا قال انتهى.
تاج المعالي بن الحسين بن حمدان
قتل بمصر سنة ٤٦٥.
هو أخو ناصر الدولة أبي علي أو أبي محمد الحسن بن الحسين بن
حمدان الصغير وكلاهما من أولاد ناصر الدولة بن حمدان الكبير وكان ناصر
الدولة قد تقدم بمصر وعظم شانه ثم قتل كما يأتي في ترجمته وقتل اخوه
فخر العرب وقتل أخوهما تاج المعالي وانقطع ذكر الحمدانية بمصر
بالكلية، ولم نعرف اسمه، وكان أخو ناصر الدولة قد أظهر التسنن ولم
يعلم أن ذلك كان عن عقيدة منه، اما هو فلم ينقل عنه شئ من هذا
القبيل.
التاجر
يوصف به الحسن أبو محمد.
السلطان أبو الحسن تاناشاه قطبشاه الثامن
لا يعلم تاريخ ولادته وتوفي سنة ١١١١
لم يذكر أبيه وهو صهر السلطان عبد الله قطبشاه السابع وعدل
الأمير نظام الدين احمد المذكور سابقا، في مآثر دكن هو آخر السلاطين
القطب شاهية في حيدرآباد الدكن وكانوا كلهم من ملوك الشيعة ولهم
الأعمال المجيدة في تلك البلاد لاعلاء آثار المذهب الامامي وكانوا
مقصدا ومفزعا لرجال الشيعة وعلمائها وأدبائها وأعيانها من كل حدب
وصوب وكانت عاصمة ملكهم حيدرآباد يومئذ حافلة بالأفذاذ
والأساطين من عيون رجال هذه الفرقة الناجية وكان انقراضهم سنة
١٠٩٨ ه‍ ٨ م وكان نقش سكته ختم بالخير والسعادة، جلس أبو
الحسن المذكور على سرير الملك بعد أبي زوجته في سنة ١٠٨٣ ه‍
١٦٧٢ م وملك ١٤ سنة وبه انقرضت الدولة القطب شاهية على يد
عالمگير أحد ملوك دهلي وأواسط الهند اخذه عالمگير وسجنه في قلعة
دولة آباد وتوفي في دولت آباد في سنة ١١١١ ه‍ ٩ م ولم يدفن مع
اسلافه مع أنه في حياته كان قد بنى لنفسه قبة ضمن قببهم ولكنه مات
محبوسا ودفن حيث مات في دولت آباد وقبره هناك مشهور معروف ودفن في
تلك القبة التي كان صنعها لنفسه الأمير نظام الدين احمد ابن السيد
معصوم الشيرازي والد صاحب السلافة وهو كان عدل أبي الحسن
المذكور اي كان صهر السلطان عبد الله قطبشاه السابع انتهى.
التباعي
يوصف به محمد بن عمير بن أبي الغريف الهمداني التباعي
الكوفي.
التبان
يوصف به بنان ومحمد بن عبد الملك.
التبعي
يوصف به محمد بن حجر بن زائدة.
السيد تراب علي الهندي
له تحفة القابلين في المعاني البديع فارسي.
الترماشيري
يوصف به محمد بن الحسن الكرماني الدهني.
الوزير ترمتاش
ترمتاش بفتح التاء وسكون الراء وضم الميم.
ألف له العلامة رسالة في واجبات الوضوء والصلاة كما في الرياض
والظاهر أنه من وزراء المغول ويوجد من أمرائهم الأمير طرمطار بن مانجو
بخشي ولعلهما واحد وصحف أحدهما بالآخر ويؤيده عدم وجود الطاء في
اللغة الفارسية فبعض الكلمات مرة يلفظ بالطاء ومرة بالتاء كطهران
وتهران ولعل هذا منه وأبدل الراء بالشين ويأتي ذكر طرمطار في حرف
الطاء.
السيد تصدق حسين بن غلام حسين الكنتوري النيسابوري
توفي سنة ١٣٤٨.
من علماء الهند له ترجمة جامع الأحكام بلغة اوردو مطبوع.
أبو وائل تغلب بن داود بن حمدان بن حمدون الحمداني التغلبي العدوي
توفي بحمص سنة ٣٣٨.
كان من امراء بني حمدان وشجعانهم وأسره الخوارج سنة ٣٣٧
(٦٣١)

فاستنقذه سيف الدولة فقال المتنبي في ذلك من قصيدة
ولو كنت في أسر غير الهوى * ضمنت ضمان أبي وائل
فدى نفسه بضمان النضار * وأعطى صدور القنا الذابل
ومناهم الخيل مجنونة * فجئن بكل فتى باسل
كان خلاص أبي وائل * معاودة القمر الآفل
دعا فسمعت وكم ساكت * على البعد عندك كالقائل
وقال ابن خالويه في حقه فارس العرب وفتاها بارز
ارزابيش ارزاديش فارس العجم بين يدي سيف الدولة يوم توزون فضربه
ضربة فصرعه ولحق بحكم أمير الأمراء في قطعة من عسكر ناصر الدولة
بالخالدية وكبسه وقتل جماعة ممن كان معه ولحقه رجل من القرامطة في
الغلس ولم يعلم به أبو وائل حتى اخذ بعنان فرسه فضربه على رأسه
وكتفه وكفه ومرفقيه ويده ست ضربات كلهن أمعن فيه قال أبو وائل كل
ذلك وانا أطلب قائم سيفي فلما وقع القائم في يدي قصد القرمطي يدي
فقطع السبابة وبعض الوسطى فنضيت السيف فقطعت هامته وفيه وفي
أخيه أبي اليقظان أبو فارس الحمداني
ومنا أبو اليقظان منتاش خالد * ومنا اخوه الأفعوان المساور
شفي النفس يوم الخالدية بعد ما * حللن بإحدى جانبيه الفواقر
وفي استنقاذ سيف الدولة لأبي وائل كما يأتي يقول أبو فراس
فما رد عنهم بالمبرقع حادث * ولا رد عنهم بالمنية ناظر
وانقذ من مس الحديد وثقله * أبا وائل والدهر أجدع صاغر
وآب ورأس القرمطي أمامه * له جسد من أكعب الرمح ضامر
ولما توفي المترجم رثاه أبو فراس بقصيدة موجودة في ديوانه يقول
فيها
اي اصطبار ليس بالزائل * واي دمع ليس بالهامل
انا فجعنا بفتى وائل * لما فجعنا بأبي وائل
المشتري الحمد بأمواله * والبائع النائل بالنائل
ماذا أرادت سطوات الردى * من أسد ابن الأسد الباسل
السيد ابن السيد المرتجى * والعالم ابن العالم الفاضل
كأنما دمعي من بعده * صوب عطايا كفه الهاطل
ما انا أبكيه ولكنما * تبكيه أطراف القنا الذابل
دان إلى سبل العلى والندى * ناء عن الفحشاء والباطل
أرى المعالي إذ قضى نحبه * تبكي بكاء الواله الثاكل
الأسد الباسل والعار ض ال‍ * هاطل في ذا الزمن الماحل
سقى ثرى ضم أبا وائل * صوب سحاب واكف هامل
لا در در الدهر ما باله * حملني ما لست بالحامل
كان ابن عمي عالما فاضلا * والدهر لا يبقى على فاضل
كان ابن عمي عرى حادث * كالليث أو كالصارم الفاضل
كان ابن عمي بحر جود همى * لكنه بحر بلا ساحل
من كان امسى قلبه خاليا * فإنني في شغل شاغل
ورثاه المتنبي أيضا فقال من قصيدة
ما سدكت علة بمورود * أكرم من تغلب بن داود
يأنف من ميتة الفراش وقد * حل به أصدق المواعيد
وفي اليتيمة ظهر رجل في العرب يعرف بالمبرقع يدعو الناس إلى
نفسه والتفت عليه القبائل وافتتح مدائن من أطراف الشام واسر أبا وائل
تغلب بن داود بن حمدان وهو خليفة سيف الدولة على حمص وألزمه شراء
نفسه بعدد من الخيل وجملة من المال فاسرى سيف الدولة من حلب يغذ
السير حتى لحقه في اليوم الثالث بنواحي دمشق فأوقع به وقتله ووضع
السيف في أصحابه فلم ينج الا من سبق فرسه وعاد سيف الدولة إلى
حلب ومعه أبو وائل وبين يديه رأس الخارجي على رمح انتهى. وفي
اليتيمة أيضا قال وجدت بخط أبي بكر الخوارزمي هذه الأبيات منسوبة
إلى أبي وائل تغلب بن داود بن حمدان وروي لغيره
لا والذي جعل الموالي * في الهوى خدم العبيد
وأصار في أيدي الظبا * ء قياد أعناق الأسود
وأقام ألوية المنية * بين أفناء الصدود
ما الورد أحسن منظرا * من حسن توريد الخدود
قال ولأبي وائل لما أسره المبرقع
يا خليلي أسعداني فقد عيل * اصطباري على احتمال البليه
غربة قارظية وغرام * عامري ومحنة علوية
التفرشي
في لسان أهل الرجال هو السيد الأمير مصطفى صاحب نقد
الرجال ويطلقه الشيخ أسد الله في المقابيس على الأمير فيض الله بن عبد
القاهر بن أبي المعالي الحسيني التفرشي الغروي ويطلق على مراد علي
خان.
السيد تفضل حسين الفتحبوري الهندي
توفي سنة ١٢٥٠.
كان حكيما إلهيا رياضيا واحد عصره في المعقول والرياضيات تتلمذ
على السيد حسين ابن السيد دلدار علي النقوي الهندي.
تفضل حسين خان الكشميري المعروف بالخان العلامة
ولد في كشمير وتوفي ما بين بنارس ولكهنؤ وقيل ما بين كلكته ومرشد آباد
في ١٨ أو ١٥ شوال سنة ١٢١٥.
أقوال العلماء فيه
في كتاب نجوم السماء عن تاريخ معدن السعادة تعريبه مولده في
كشمير ومنشؤه في لاهور ونما في شاه جان آباد وذكره في بلاد الشرق
مشهور عند العام والخاص وله في علمي المعقول والمنقول معرفة وافية
جامع لجميع العلوم المتداولة وحق له ان يوصف بالمعلم الثالث والعقل
الحادي عشر وذكره السيد عبد اللطيف خان في تحفة العالم وكان صديقه
وعشيره فقال هو من أعاظم فضلاء زمانه ورؤساء حكماء أوانه وكان
فاضلا لا نظير له في جميع الفنون العلمية وكان علامة نحريرا خصوصا في
(٦٣٢)

الحكميات والالاهيات فكان فيهما أفلاطون عصره وأرسطو دهره وبقي
مدة في شاه جهان آباد في خدمة علماء العصر و تتلمذ في بنارس على
الفيلسوف الشيخ محمد علي الحزين حتى وصل في العلوم إلى الدرجة
العليا والمرتبة الرفيعة وكان حسن التقرير حسن الأخلاق وكان عريقا في
التشيع وولاء الأئمة الأطهار حاد الذهن سريع الانتقال وكان محترما عند
العلماء الإفرنج وكان يعرف اللسان العربي والفارسي والانكليزي
والرومي الذي هو اللسان العلمي لفرق الفرنج بحيث ان كل من يريد
تاليف كتاب من الفرنج يؤلفه بذلك اللسان ويقال له اللاتيني وهو عند
الإفرنج كالعربي عند العجم وكان يتكلم ويقرأ ويكتب جيدا باللسان
اليوناني وبهذا السبب ترجم كثيرا من كتب الإفرنج إلى العربية. وكان
الأطباء ينهونه عن كثرة المطالعة والخوض في المسائل فلا يفيد فيه ذلك
وتزوج امرأة فاتاه منها ولد سماه تجمل حسين خان ثم ماتت فلم يتزوج
سواها إلى أن مات وما رأيت منه شيئا منافيا للشرع غير السماع وان
كنت لم اقرأ عليه كتابا بالخصوص الا انه بمنزله الأستاذ المشفق وفي كل
جلسة كنت استفيد منه مقدارا من المطالب العلمية والمسائل الغامضة
العقلية والنقلية مما لا انهض بأداء شكره. وحيث انه صار نائبا عن
آصف الدولة تجمل كثيرا في لباسه ورياشه ولكن لم يسلك مسلك أعاظم
الحكام في اختيالهم ولم يفتخر بعلم ولا بفضل بل كان بطبيعة أقل الطلبة
وقبل ذلك بعدة سنين طلبه آصف الدولة إلى لكهنؤ و كلفه بالنيابة عنه
وأصر عليه فقبلها كارها وكان يتبرم بها مرارا ويقول ما انا والنيابة
شخص قضى عمره بصحبة العلماء والفضلاء وكتب العلم ما له ولصحبة
العوام لكنه مع ذلك لا يحجب أحدا عنه ويقضي حوائج الناس ويصبر
عليها إلى أن توفي آصف الدولة وقام مقامه اخوه النواب سعادة علي خان
فاستعفى من النيابة و ألح عليه النواب المذكور فلم يقبل ورجع إلى كلكته
وانزوى في بيته مشتغلا بمطالعة الكتب والإفادة إلى أول سنة ١٢١٤ فابتلى
بالفالج والجنون واجتهد أطباء جميع الفرق في شفائه فلم ينفع واتفقت
كلمتهم على أن ذلك من كثرة المطالعة واجهاد النفس بالتدقيق في المسائل
الحكمية ولما لم تفد فيه المعالجة حمل إلى لكهنؤ بقصد تغيير الماء والهواء
فوافاه الأجل بين نبارس ولكهنؤ وذلك في ١٨ شوال سنة ١٢١٥
وصاحب مفتاح التواريخ قال إنه توفي ما بين كلكته ومرشد آباد في ١٥
شوال سنة ١٢١٥ وله أخ اسمه سلام الله خان من العلماء تعلم منه وتربى
على يديه انتهى.
أعماله في أوقاته
في تحفة العالم كان ينام مقدارا من الزمان صباحا فإذا أفاق من
نومه يجتمع تلاميذه في الرياضي فيقرءون عليه إلى قريب الظهر ثم
يشتغل بمن يزوره من الإنكليز وغيرهم والذين لهم أشغال تتعلق به ويرد
الزيارة لمن يزوره إلى العصر فيجئ تلاميذه الذين يقرؤن عليه في فقه
الامامية فيلقى عليهم الدرس ثم يصلي الظهرين ويتناول شيئا من الطعام
وبعد رفع السفرة يجئ تلاميذه الذين يقرأون عليه الفقه الحنفي فيبقون
إلى المغرب فيصلي العشائين ثم يأوي إلى زاوية في بيته ليس فيها غير
الكتب فيطالع فيها إلى طلوع الفجر فيصلي الصبح ويذهب إلى محل منامه
فيأتي اثنان أو ثلاثة من خدمه جيدي الأصوات ومعهم بعض آلات اللهو
فيشتغلون بالضرب عليها والغناء إلى أن ينام فيبقى نائما مدة ثم ينتبه ولا
يتناول طعاما في اليوم والليلة غير هذه المرة انتهى.
مؤلفاته
له من المؤلفات ١ شرح على مخروطات أولينوس ٢ و ٣ رسالتان
في الجبر والمقابلة إحداهما مشتملة على حل جبري والأخرى تتضمن حلا
جبريا وهندسيا ٤ شرح على مخروطات دينويال ومخروطات سمسن
٥ حواش وتعليقات على كتب الحديث والفقه للفريقين وكتب الحكمة
الاسلامية وسائر العلوم يعسر احصاؤها.
تفضل حسين خان الكنتوري المعروف بخان
توفي سنة ١٢٣٥ وصفه في الذريعة بالفاضل العلامة وقال أن له
ترجمة مساكن ثاودوسيوس ذكره في كشف الحجب ومراده ترجمة تحرير
المساكن تاليف نصير الدين الطوسي فإنه حرر معرب قسطا بن لوقا
البعلبكي. ويحتمل اتحاده مع الأول وأن يكون أحد تاريخي وفاته محرفا
عن الآخر.
التفليسي في البحار هو شريف بن سابق انتهى ويوصف به أبو محمد
الحسن التفليسي أو الحسن بن النضر.
السيد التقي بن أبي طاهر بن الهادي الحسيني النقيب الرازي
فاضل ورع قرأ على الأجل المرتضى ذي الفخر بن المطهر أعلى الله
درجته قاله منتجب الدين.
تقي خان أمير نظام الصدر الأعظم بإيران
قتل سنة ١٢٦٨.
ذكره صاحب دائرة المعارف الاسلامية المترجمة من الإنكليزية إلى
العربية فقال تقي خان ميرزا وقد اشتهر بلقبه أمير نظام كبير وزراء
فارس أصله وضيع إذ كان أبوه طاهيا ثم رئيسا لخدم القائمقام كبير
الوزراء محمود شاه. خدم تقي أمير الجيش ثم صحب خسرو ميرزا في
سفارته إلى سنت بطرسبرج وارتقى سريعا فأضحى وزير الجيش في
أذربيجان ثم ممثلا لفارس في هيئة تعيين الحدود في أرزن الروم ثم صاحب
حرس ولي العهد ناصر الدين وقد أقامه ناصر الدين رئيسا للوزراء عندما
ولي العرش عام ٨ م ورغب تقي عن لقب صدر أعظم وتلقب
بأمير نظام.
ونهض بعلاج الآفات التي كانت تنخر في عظام البلاد كبيع المكوس
العامة ووفرة المعاشات التي كانت تجري على غير المستحقين وابتزاز
الضباط أموال الدولة على حساب الجند ونجح في تدبير هذه الأموال على
أساس سليم وأصهر إلى الشاه. واستعدى تقي خان كثيرا من الناس
فتأمروا على قتله ولكن مؤامرتهم افتضحت في حينها واضطهد البابية
واعتقل أكبر أنصارها وأمر عمال الدولة بالاستمرار في قتلهم وأعطى
الجند أعطياتهم بانتظام فأخلصوا له واقلقت هذه الفعال ناصر الدين
فطرده ونفي إلي كلشان عندما صرح الوزير الروسي بان القيصر سوف
يحميه ثم قتل بقصره في فين بعد ذلك بشهر ١ م وكانت خسارة
فارس بفقد هذا الرجل المقتدر الوافر النشاط فادحة انتهى. له ترجمة
جهان نماي جديد أو جغرافي كرة زمين كان أصله لاتينيا فترجم أولا إلى
التركية بأمر تقي خان المترجم ثم ترجم التركي بأمره إلى الفارسية.
(٦٣٣)

٣ السيد تقي الدين الشيرازي النسابة
توفي سنة ١٠١٦.
عالم فاضل نسابة من تلاميذه السيد شاه فتح الله الكبير ابن حبيب
الله الحسيني الشيرازي.
ميرزا تقي العلي آبادي
من رجال الدولة في عصر فتح علي شاه القاجاري له تاريخ ملوك
الكلام فارسي ينقل عنه محمد حسن خان في كتاب المنتظم الناصري.
قاله في الذريعة.
تقي الدين بن عبد الله الحلي
لم يستبعد صاحب الرياض كونه صاحب كتاب الآيات النازلة في
فضائل العترة الطاهرة وهي خمسمائة آية مع تفسيرها جعلها في ذيل كتابه
الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين الذي انتخبه من كتاب مشارق
الأنوار للشيخ رجب البرسي وقال صاحب الرياض انه كتاب حسن جيد
لطيف ويأتي تقي الدين عبد الله الحلي المنسوب اليه هذا الكتاب وكتاب
الدر الثمين ولعلهما واحد ووقع تحريف في أحد الاسمين.
مير تقي الكاشي
له تذكرة الشعراء مبسوط لا يتصور المزيد عليه كما ذكره النصر
آبادي في أول تذكرته الذي ألفه سنة ١٠٨٣ ويظهر منه أنه من المتأخرين
عن مير علي شير ودولتشاه كذا في الذريعة.
أبو طالب هبة الله التقي
بن أبي الفتح ناصر بن زيد تالاسود بن الحسين بن علي كتيلة بن
يحيى بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان فقيها خيرا.
الأميرة تقية بنت الأمير سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن
حمدان.
توفيت سنة ٣٩٩.
كانت فاضلة أدبية عارفة بالشعر والأدب وفي ديوان الشريف
الرضي انها كانت من أفاضل نساء قومها وكانت انتقلت من الشام إلى
مصر وكان كثيرا ما تبلغ الشريف الرضي شدة شغفها بما يقع إلى تلك
البلاد من شعره حتى التمست انتساخ نسخة عن ديوانه على التمام وحملها
إليها من العراق ولما ورد الخبر بوفاتها في شهر رمضان سنة ٣٩٩ رثاها
الشريف الرضي بقصيدة موجودة في ديوانه يقول فيها
تغالب ثم تغلبنا الليالي * وكم يبقى الرمي على النبال
هي الأيام جائرة القضايا * وملحقه الأواخر بالأوالي
من الناعون واضحة المحيا * ألوف البيت ذي العمد الطوال
من البيض العقائل من معد * بنين قبابهن على الجلال
نعوا ظبة لأبيض مشرفي * قديم الطبع عادي الصقال
لسيف الدولة العربي فيها * صنيع القين قام على النصال
إذا ما الفحل أنجب ناتجاه * فقد ضمن النجابة للسخال
وما طابت غوادي المزن الا * اطبن وقائغ الماء الزلال
قصاير في بيوت العز تنمى * مناسبها إلى المجد الطوال
وكل عقيلة للجود تمسي * عطول الجيد حالية الفعال
كأن خدورها أصداف يم * محصنة ضممن على لآلي
عمائر من ربيعة أنزلتهم * أعالي المجد أطراف العوالي
كقومك لا يعيد الدهر قوما * ومثل أبيك لا تلد الليالي
أريقت في قبورهم اللواتي * ببطن القاع أذنبة النوال
لقد رست حفائرهم جميعا * على هام المكارم والمعالي
فسقى عهد دارهم حياها * وحيا بالنعامى والشمال
إذا ابتدرت نساؤهم المساعي * فما ظني وظنك بالرجال
التقي بن دأب
في معالم العلماء له واقعات العلويين.
الشيخ تقي بن صالح بن مشرف الجبعي أحد أجداد الشهيد الثاني.
كان من أفاضل عصره وأتقيائه وكان من تلاميذ العلامة الحلي.
السيد الشريف تقي بن علي الحسيني المدني
توفي بأصفهان سنة ١٠٤٨ ونقل بوصية منه إلى مشهد الحسين
ع.
ذكره السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتابه في الأنساب
فقال تاريخه حفيظي عن له السفر إلى زيارة أجداده الأئمة الأطهار
ص بالعراق ثم توجه إلى طوس لزيارة الامام الضامن أبي
الحسن علي الرضا الثامن فاتجه بالشاه عباس ابن الشاه محمد خدابنده ثم
بالشاه صفي وفي هذه السفرة قرأ على بعض العلماء العظام والفضلاء
الفخام وفي سنة ١٠٤٠ عاد إلى وطنه وأقام به خمس سنوات وفي سنة
١٠٤٦ رجع إلى أصفهان فأدركته المنية بها سنة ١٠٤٨ ثم نقل بوصية منه
إلى مشهد جده الحسين ع ودفن في حائره انتهى.
الشيخ تقي ويقال محمد تقي بن محمد الملقب بملا كتاب الكردي النجفي
الأحمدي البياتي
وصفه الفاضل النوري في كتابه دار السلام بالشيخ العالم العامل
الكامل عمدة الفقهاء الأطياب وقال إنه عم الشيخ مهدي بن ملا كتاب
الآتي في حرف الميم وفي اليتيمة الصغرى الشيخ تقي بن ملا كتاب
الكردي النجفي من العلماء الأفاضل انتهى. يروي عنه إجازة السيد
مهدي بحر العلوم الطباطبائي.
الشيخ تقي الدين بن حجة
ينقل عنه الكفعمي في كتبه كثيرا
تقي الدين بن أبي التقي محمد بن رمضان العزي
قال بعض فضلاء العصر ممن لا يريد أن نصرح باسمه في بعض
مجاميعه العلامة الأوحد صاحب التصانيف الحسنة، وآل كمونة وآل
الأبزر سادات النجف الأشرف يعرفون بال العزي ينسبون اليه.
أبو الصلاح تقي أو تقي الدين بن نجم أو نجم الدين بن عبيد الله بن
عبد الله بن محمد الحلبي
ولد بحلب سنة ٣٤٧ وتوفي بها سنة ٤٤٧.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع تقي بن نجم
(٦٣٤)

الحلبي ثقة له كتب قرأ علينا وعلى المرتضى يكنى أبا الصلاح وعن الرياض ان
ذكر الشيخ له هكذا في كتابه كونه تلميذا له دليل على غاية جلالة الرجل وعلو
منزلته في العلم والدين وفي الخلاصة تقي بن نجم الحلبي ثقة عين له
تصانيف حسنة ذكرناها في الكتاب الكبير، قرأ على الشيخ الطوسي وعلى المرتضى
قدس الله روحيهما. وفي فهرست منتجب الدين الشيخ تقي بن نجم
الحلبي فقيه عين ثقة قرأ على الأجل المرتضى علم الهدى وعلى الشيخ أبي
جعفر، وله تصانيف منها الكافي أخبرنا به غير واحد من الثقات عن
الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري عنه انتهى ومثله في
مجموعة الجباعي إلى قوله الكافي وقال ابن شهرآشوب في معالم العلماء
تقي بن نجم الحلبي من تلامذة المرتضى له البداية في
الفقه، الكافي في الفقه، شرح الذخيرة للمرتضى. وقال ابن داود في رجاله تقي بن نجم
الدين الحلبي أبو الصلاح عظيم القدر من عظماء مشايخ الشيعة، قال
الشيخ قرأ علينا وعلى المرتضى وحاله شهير، وعن المحقق في المعتبر أنه
قال هو من أعيان فقهائنا وعن إجازة الشهيد الثاني الشيخ الفقيه
السعيد خليفة المرتضى في البلاد الحلبية أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي
وعن روض الجنان في أن الصلاة إلى باب مفتوح مكروهة ما لفظه قاله
أبو الصلاح وتبعه الأصحاب انتهى وعن المعتبر لا باس في اتباع فتواه
لأنه أحد الأعيان وعن ابن إدريس أنه قال الفقيه أبو الصلاح الحلبي
تلميذ المرتضى له كتاب يعرف بالكافي انتهى وفي أمل الآمل الشيخ
تقي الدين بن النجم الحلبي أبو الصلاح يروي عنه ابن البراج معاصر
للشيخ الطوسي، كان ثقة عالما فاضلا فقيها محدثا له كتب رأيت منها
كتاب تقريب المعارف حسن جيد انتهى وقال الشيخ أسد الله التستري
في مقدمة المقابيس ومنها الحلبي لعمدة الفقهاء والمتكلمين ونخبة الفضلاء
المعتمدين الشيخ أبي الصلاح تقي أو تقي الدين بن نجم أو نجم الدين
قدس الله سره وأنار في سماء الرضوان بدره وهو من أساطين تلاميذ
المرتضى والشيخ الديلمي وكان خليفة المرتضى في البلاد الحلبية، وكان
الديلمي إذا استفتي يقول عندكم التقي وكان من مشايخ القاضي
وعبد الرحمن الرازي والشيخ التواب بن الحسن بن أبي ربيعة الخشاب
البصري والشيخ ثابت بن أحمد بن عبد الوهاب الحلبي وغيرهم انتهى
وعن الذهبي التقي بن نجم بن عبد الله أبو الصلاح الحلبي شيخ
الشيعة وعالم الرافضة بالشام قال يحيى بن أبي طي الحلبي في تاريخه هو
عين علماء الشام والمشار اليه بالعلم والبيان والجمع بين علوم الأديان
وعلوم الأبدان، ولد في سنة ٣٧٤ بحلب ودخل إلى العراق ثلاث مرات
فقرأ على الشريف المرتضى. وقال ابن أبي روح توفي بعد عوده من
الحج في الرملة في المحرم، وكان أبو الصلاح علامة في فقه أهل البيت،
وقال غيره له مصنفات في الأصول والفروع منها وذكر كتبه ثم قال
وكتبه مشهورة بين أئمة القوم، وذكر عنه صلاح وزهد وتقشف زائد
وقناعة مع الحرمة العظيمة والجلالة، وانه كان يرغب في حضور
الجماعة، وكان لا يصلي في المسجد غير الفريضة ويتنفل في بيته ولا يقبل
ممن يقرأ عليه هدية وكان من أذكياء الناس وأفقههم وأكثرهم تفننا،
وطول ابن أبي طي ترجمته انتهى وفي لسان الميزان تقي بن عمر بن
عبيد الله بن عبد الله بن محمد الحلبي أبو الصلاح مشهور بكنيته من علماء الإمامية
ولد سنة ٣٧٤ وطلب وتمهر وصنف وأخذ عن أبي جعفر الطوسي
وغيره. ورحل إلى العراق فحمل عن الشريف المرتضى ومات بحلب
سنة ٤٤٧ انتهى والظاهر أن عمر في اسم أبيه تصحيف نجم منه أو
من الناسخين.
مشايخه
علم مما مر انه قرأ على السيد المرتضى والشيخ الطوسي وسلار بن
عبد العزيز الديلمي.
تلاميذه
منهم القاضي عبد العزيز بن البراج وعبد الرحمن الرازي والشيخ
التواب بن الحسن بن أبي ربيعة الخشاب البصري والشيخ ثابت بن أحمد
بن عبد الوهاب الحلبي.
مؤلفاته
١ الكافي في أصول الدين وفروعه مبوب على حسب أبواب الفقه
وهو ماخذ مذاهبه عند الفقهاء ٢ التهذيب ذكره الذهبي في مؤلفاته
٣ المرشد في طريق التعبد ذكره الذهبي ٤ العمدة في الفقه ذكره
الذهبي ٥ تدبير الصحة قال الذهبي صنفه لصاحب حلب نصر بن
صالح ٦ دفع شبه الملاحدة ذكره الذهبي ٧ البداية في الفقه
٨ شرح الذخيرة للمرتضى ٩ تقريب المعارف منه نسخة بمكتبة
الحسينية بالنجف الأشرف ١٠ الشافية ١١ الكافية وفي الروضات
قد ينسب كتاب المعراج وكأنه في الأحاديث المجموعة إلى أبي صالح
الحلبي الذي نسب الشهيد اليه القول بوجوب التسليم في نكت الارشاد
قال وظني لو أمنت الاشتباه الشائع في أمثال ذلك بين الأعاظم فضلا
عن غيرهم ان الكتاب المذكور لأبي الصلاح المترجم نظرا إلى قرب
تصحيف أبي الصلاح بأبي صالح. وفي كلام الشهيد نسبة كتاب الإشارة
إلى الحلبي، والمراد به الشيخ علاء الدين أبي الحسن علي بن أبي
الفضل بن أبي المجد الحلبي وهو المعروف بكتاب إشارة السبق، وكان من
اشتبه من أعاظم المتأخرين فنسب إشارة السبق إلى أبي الصلاح الحلبي
انخدع من كلام الشهيد أو غيره في نسبة الإشارة إلى الحلبي على
الاطلاق المنصرف إلى أبي الصلاح اه.
السيد تقي ابن السيد نقي القزويني
عالم كامل صاحب مقامات عالية وكرامات باهرة وعن كتاب المآثر
و الآثار انه كان من أجلة العلماء ومن جملة الأولياء يضرب به المثل في
التقوى له ألفية في النحو مطلعها
قال التقي بن النقي بن الرضا مفتخرا بالمصطفى والمرتضى
أم البنين تكتم والدة الرضا ع
تكتم بوزن المضارع المبني للمجهول اسمها على بعض الأقوال
ومرت ترجمتها في أروى لأنه أحد أسمائها ونذكر هنا ما لم يذكر هناك،
كانت أم ولد قال كمال الدين بن طلحة في مطالب السؤول تسمى
الخيزران المرسية وقيل شقراء النوبية واسمها أروى وشقراء لقب لها
انتهى. روى الصدوق في عيون أخبار الرضا ع أنه كان لها أسماء
منها نجمة وأروى وسكن وسمان وتكتم وهو آخر أساميها وأنها تكنى أم
البنين انتهى. وروى فيه عن البيهقي عن الصولي وهو أبو بكر
الصولي انها تسمى تكتم عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن
(٦٣٥)

موسى ع انتهى وروى فيه عن البيهقي عن الصولي عن عون بن
محمد الكندي قال سمعت أبا الحسن علي بن ميثم يقول وما رأيت أحدا
قط أعرف بأمر الأئمة ع وأخبارهم ومناكحهم منه قال
اشترت حميدة المصفاة وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر
ع وكانت من أشراف العجم جارية مولدة واسمها تكتم وكانت
من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها
ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها فقالت لابنها موسى ع يا
بني ان تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ولست أشك أن الله
تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل وقد وهبتها لك فاستوص خيرا بها
فلما ولدت له الرضا ع سماها الطاهرة قال فكان الرضا ع يرتضع
كثيرا وكان ع تام الخلق فقالت أعينوني بمرضعة فقيل لها أنقص الدر
فقالت لا أكذب والله ما نقص ولكن علي ورد من صلاتي وتسبيحي وقد
نقص منذ ولدت قال الحاكم أبو علي قال الصولي والدليل على أن اسمها
تكتم قول الشاعر يمدح الرضا ع
الا إن خير الناس نفسا ووالدا * ورهطا وأجدادا علي المعظم
أتتنا به للعلم والحلم ثامنا * إماما يؤدي حجة الله تكتم
وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس ولم أروه
له وما لم يقع لي رواية وسماعا فاني لا أحققه ولا أبطله قال وتكتم من
أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيرا منها في قول الشاعر
طاف الخيالان فهاجا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما
انتهى وتكتم وتكنى بلفظ البناء للمجهول امرأتان وفي العيون
بالاسناد عن علي بن ميثم عن أبيه قال لما اشترت حميدة أم موسى بن
جعفر ع أم الرضا ع نجمة ذكرت حميدة انها رأت في المنام
رسول الله ص يقول لها يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فإنه سيولد له
منها خير أهل الأرض فوهبتها له فلما ولدت له الرضا ع سماها
الطاهرة قال علي بن ميثم سمعت أبي يقول سمعت أمي تقول كانت
نجمة بكرا لما اشترتها حميدة انتهى.
تلب بن ثعلبة بن ربيعة التميمي العنبري
في الإصابة التلب بفتح المثناة الفوقية وكسر اللام بعدها موحدة
خفيفة وقيل ثقيلة انتهى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال تلب بن ثعلبة
التميمي وقيل العنبري انتهى وفي الاستيعاب التلب ويقال الثلب بن
ثعلبة بن ربيعة العنبري التميمي ونسبه خليفة فقال التلب بن ثعلبة بن
ربيعة بن عطية بن اخيف بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم سكن
البصرة يكنى أبا الهلقام روى عنه ابنه هلقام بن تلب وكان شعبة يقول
الثلب بالثاء يجعل من التاء ثاء لأنه كان الثغ لا يبين التاء انتهى وفي
القاموس وتاج العروس والتلب بكسر أوله وثانيه وتشديد الباء مثل
فلز رجل من تميم كنيته أبو هلقام وهو التلب بن أبي سفيان
اليقظان بن ثعلبة صحابي عنبري وقد روى عن النبي ص شيئا انتهى
وفي تهذيب التهذيب ذكر ابن سعد انه كان في الذين نادوا من وراء
الحجرات من بني تميم، وقال ابن أبي خيثمة له عقب بالبصرة وذكر
الأزدي انه ما روى عنه غير ابنه انتهى ولم يعلم أنه من شرط كتابنا
وذكرناه لذكر الشيخ له.
التلعكبري
يطلق على هارون بن موسى وعلى ولده محمد بن هارون وبعضهم
خصه بالأول ولا شك انه فيه أشهر.
تليد بن سليمان أبو إدريس المحاربي
توفي سنة ١٧٠.
قال النجاشي تليد بن سليمان أبو إدريس المحاربي روى عن أبي
عبد الله ع ذكره أبو العباس له كتاب يرويه عنه جماعة أخبرنا أحمد بن
محمد حدثنا أحمد بن محمد حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثنا
الحسين بن محمد بن علي الأزدي عنه به انتهى وقال الشيخ في رجال
الصادق ع تليد بن سليمان أبو إدريس المحاربي الكوفي وفي
الخلاصة تليد بن سليمان أبو إدريس المحاربي روى عن أبي
عبد الله ع لم نقف لأحد من علمائنا على جرحه ولا تعديله لكن قال
ابن عقدة حدثنا احمد حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان سمعت ابن
نمير يقول أبو الجحاف ثقة وليس اعتمد بما يرويه عنه تليد انتهى وفي
التعليقة تليد بن سليمان في الوجيزة علم عليه ح أي حسن ولا يخلو
عن قرب يشير اليه التأمل فيما ذكره الذهبي في مختصره وابن حجر في
التقريب كما يأتي على أن قوله يرويه عنه جماعة يشير بالاعتماد ويشير إلى
الجلالة كما نبهنا عليه في الفوائد انتهى وفي رجال ابن داود تليد بن
سليمان أبو إدريس المحاربي لم أقف على جرحه ولا تعديله لكن روى ابن
عقدة عن ابن نمير أنه قال لا أعتمد بما روى تليد عن الجحاف مع
أن الجحاف ثقة، وهذا ليس جرحا لجواز ان يكون المانع من اعتداده
تاريخا ينافي الرواية عنه أو غير ذلك انتهى وعن مختصر الذهبي
تليد بن سليمان الكوفي الشيعي عن عبد الملك بن عمير عنه أحمد بن نمير
ضعيف وعن تقريب ابن حجر تليد بفتح ثم بكسر ثم تحتانية ساكنة
المحاربي أبو سليمان أو أبو إدريس الكوفي الأعرج رافضي ضعيف مات
سنة ١٧٠ انتهى وفي تاريخ بغداد للخطيب تليد بن سليمان أبو
إدريس المحاربي الكوفي حدث عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف وعبد
الملك بن عمير روى عنه هشيم بن أبي ساسان وأحمد بن حاتم الطويل
وأحمد بن حنبل وإسحاق بن موسى الأنصاري وغيرهم، وهو ممن قدم
بغداد وحدث بها، حدثنا محمد بن الحسين القطان حدثنا عبد الباقي بن
قانع القاضي حدثنا أحمد بن علي الخزاز حدثنا أحمد بن حاتم الطويل
حدثنا تليد بن سليمان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
نظر رسول الله ص إلى علي وفاطمة والحسن والحسين فقال انا حرب لمن
حاربكم وسلم لمن سالمكم، ثم روى بسنده عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل
انه ذكر تليد بن سليمان فقال كتبت عنه حديثا كثيرا عن أبي الجحاف، قال
أبو عبد الله أتحفظ عن أبي الجحاف عن أبيه ثم قال حدثنا تليد عن
أبي الجحاف قال سمعت أبي يقول ما مررت بدار القصارين قط الا
ذكرت يوم دير الجماجم قلت لأبي عبد الله كأنه يعني من أجل الصوت
(٦٣٦)

وبسنده عن أحمد بن حنبل أنه قال في تليد بن سليمان كان مذهبه
التشيع ولم ير به باسا وبسنده عن يعقوب بن سفيان تليد رافضي
خبيث سمعت عبيد الله بن موسى يقول لابنه محمد أ ليس قد قلت لك لا
تكتب حديث تليد هذا، وبسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي قال تليد
ابن سليمان كوفي روى عنه ابن حنبل لا باس به وكان يتشيع ويدلس،
وبسنده عن ابن عمار قال تليد بن سليمان زعموا انه لا باس به،
وبسنده عن عباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول تليد كان
ببغداد وقد سمعت منه ولكن ليس هو بشئ، وقال في موضع آخر
سمعت يحيى بن معين يقول تليد كذاب كان يتكلم في عثمان وكل من
تكلم في عثمان أو طلحة أو أحد من الصحابة دجال لا يكتب عنه،
وبسنده عن العباس بن محمد سمعت يحيى بن معين يقول تليد بن
سليمان ليس بشئ قعد فوق سطح مع مولى لعثمان فذكروا عثمان
فتناوله تليد فقال اليه المولى فاخذه فرمى به من فوق السطح فكسر رجليه
فكان يمشي على عصا، وبسنده انه سئل أبو داود سليمان بن الأشعث
عن تليد بن سليمان فقال رافضي خبيث، قال وسمعت أبا داود يقول
تليد رجل سوء يتكلم في الشيخين وقد رآه يحيى بن معين، وبسنده عن
صالح بن محمد تليد بن سليمان لا يحتج بحديثه وليس عنه كبير
شئ، وبسنده عن أحمد بن شعيب النسائي تليد بن سليمان ضعيف
انتهى وفي تهذيب التهذيب تليد بن سليمان المحاربي أبو سليمان
ويقال أبو إدريس الأعرج الكوفي روى عن أبي الجحاف ويحيى بن سعيد
الأنصاري وعبد الملك بن عمير وحمزة الزيات، وعنه أبو سعيد الأشج
وابن نمير ويحيى بن يحيى النيسابوري وأحمد بن حنبل وجماعة قال المروزي
عن أحمد كان مذهبه التشيع ولم نر به باسا كتبت عنه حديثا كثيرا عن أبي
الجحاف، وقال أيضا هو عندي كان يكذب. وقال البخاري تكلم فيه
يحيى بن معين ورماه، وقال صالح بن محمد كان أهل الحديث يسمونه
بليدا يعني بالباء الموحدة وكان سئ الخلق لا يحتج بحديثه وليس
عنده كثير شئ، وقال ابن عدي يتبين على رواياته انه‌ضعيف روى له
الترمذي حديثا واحدا في المناقب، قلت وقال الساجي كذاب وقال
الحاكم وأبو سعيد النقاش ردي المذهب منكر الحديث روى عن أبي
الجحاف أحاديث موضوعة زاد الحاكم كذبه جماعة من العلماء، وقال أبو أحمد
الحاكم ليس بالقوي عندهم، وقال ابن حبان كان رافضيا يقول في الصحابة وروى
في فضائل أهل البيت عجائب، وقال الدارقطني
ضعيف انتهى. أقول يعلم من مجموع ذلك ان تضعيفهم له انما هو
لتشيعه، ونكارة حديثه عندهم وتبين الضعف على رواياته لروايته فضائل
أهل البيت، والإمام أحمد روى عنه كثيرا ولم ير به باسا فهو من مشايخه
ثم ناقض نفسه فقال هو عندي كان يكذب.
التمار
في البحار هو أبو الطيب الحسين بن علي أستاذ المفيد، وفي منهج
المقال التمار روى عن الصادق ع اسمه سالم وكأنه ابن أبي حفصة
انتهى.
تمام بن أبي تمام حبيب بن أوس الطائي الشاعر
في تاريخ دمشق لابن عساكر تمام بن حبيب بن أوس الطائي
الشاعر أصله من جاسم، و سكن العراق وامتدح بها محمد بن
عبد الله بن طاهر أمير خراسان ولما دخل عليه انشد
هناك رب الناس هناك * ما لجمال الملك أعطاك
بغداد من اجلك قد أشرقت * وأورق العود لجدواك
محمد يا ذا الحجى والندى * قرت بما وليت عيناك
فقال من هذا؟ قيل هذا تمام بن أبي تمام فقال له محمد بن
عبد الله وأنت عافاك الله وبياك، ثم قال
حياك رب الناس حياك * ان الذي أملت أخطاك
وافيت شخصا قد خلا كيسه * ولو حوى شيئا لواساك
فقال تمام ان الشعر بالشعر ربا فاجعل بينهما رضخا من دراهم
حتى يطيب لي ولك، فقال يا غلام اعطه ألف درهم وهذا لكلامك لا
لشعرك انتهى.
وفي كتاب اخبار أبي تمام لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي بما يختلف
عمامر قال حدثني أحمد بن إسماعيل حدثني أبو سهل الرازي قال لما ولي
محمد بن طاهر خراسان دخل الناس لتهنئته فكان فيهم تمام بن أبي
الطائي فأنشده
هناك رب الناس هناكا * ما من جزيل الملك اعطاكا
قرت بما أعطيت يا ذا الحجى * والبأس والإنعام عيناك
أشرقت الأرض بما نلته * واورق العود لنجواكا (لجدواكا)
فاستضعف الجماعة شعره وقالوا يا بعد ما بينه وبين أبيه فقال
محمد لعبد الله اسحق وكان يعرفه الناس وهو على امره قل لبعض شعرائنا
أجبه فغمز رجلا في المجلس فاقبل على تمام فقال
حياك رب الناس حياكا * ان الذي أملت اخطاكا
مدحت خرقا منهبا ماله * ولو رأى مدحا لواساكا
فهاك ان شئت بها مدحة * مثل الذي أعطيت اعطاكا
فقال تمام أعز الله الأمير ان الشعر بالشعر ربا فاجعل بينهما رضخا
من الدراهم حتى يحل لي ولك فضحك محمد وقال إن يكن لم معه شعر
أبيه فمعه ظرف أبيه اعطوه ثلاثة آلاف درهم فقال عبد الله بن إسحاق
ولقول أبيه في الأمير عبد الله بن طاهر
أ مطلع الشمس تبغي ان تؤم بنا فقلت كلا ولكن مطلع الجود
ثلاثة آلاف أخرى. قال ويعطى ذلك انتهى.
تمام بن العباس بن عبد المطلب
في الاستيعاب أمه أم الولد رومية تسمى سبا وشقيقه
كثير بن العباس روى عن النبي ص وكان واليا لعلي بن أبي طالب
على المدينة وذلك أن عليا لما خرج عن المدينة يريد العراق
استخلف سهل بن حنيف على المدينة ثم عزله واستجلبه إلى نفسه،
وولى المدينة تمام بن العباس ثم عزله، وولى أبا أيوب
الأنصاري فشخص أبو أيوب نحو علي واستخلف على المدينة رجلا من
الأنصار فلم يزل عليها حتى قتل علي ذكر ذلك كله خليفة بن خياط،
وقال الزبير كان تمام بن العباس من أشد الناس بطشا وله عقب وكان
للعباس بن عبد المطلب عشرة من الولد سبعة منهم ولدتهم له أم الفضل
(٦٣٧)

بنت الحارث الهلالية أخت ميمونة زوج النبي ص وهم الفضل وعبد الله
وعبيد الله ومعبد وقثم وعبد الرحمن وأم حبيب شقيقتهم وعون بن
العباس لا أقف على اسم أمه ولام ولد منهم اثنان تمام وكثير، وأما
الحارث بن العباس بن عبد المطلب فأمه من هذيل وكان أصغرهم تمام بن
عباس، وكان العباس يحمله ويقول
تموا بتمام فصاروا عشره * يا رب فاجعلهم كراما برره
واجعل لهم ذكرا وانم الثمرة
وكل بني العباس لهم رؤية وللفضل وعبد الله وعبيد الله سماع
ورواية ويقال انه ما رئيت قبور أشد تباعدا بعضها عن بعض من قبور بني
العباس بن عبد المطلب ولدتهم أم الفضل أمهم في دار واحدة واستشهد
الفضل بأجنادين ومات معبد وعبد الرحمن بأفريقية، وتوفي عبد الله
بالطائف وعبيد الله باليمن وقثم بسمرقند وكثير بينبع، قال أبو عمر في
هذه الجملة اختلاف ستراه في باب كل واحد منهم انتهى والمراد انهم
عشرة غير أم حبيب وفي أسد الغابة تمام بن العباس اختلف العلماء في
صحبته، وقال أبو نعيم تمام بن العباس وقيل تمام بن قثم بن العباس
قال وهذا من أغرب القول فان تمام بن العباس مشهور واما تمام ابن
قثم بن العباس فان أراد قثم بن العباس بن عبد المطلب فقد قال الزبير
ابن بكار وقثم بن العباس ليس له عقب وانما تمام بن العباس له ولد
اسمه قثم فإن كان اشتبه عليه وهو بعيد فإنه لم يدرك النبي ص فان
أباه في صحبته اختلاف فكيف هو، ولعل أبا نعيم قد وقف على الحديث
الذي في مسند أحمد بن حنبل فان في سنده عن تمام بن قثم أو قثم ابن
تمام عن أبيه ويكون قد سقط من الأصل عن أبيه، والصحيح في هذا
قثم بن تمام بن العباس عن أبيه انتهى وفي الإصابة تمام بن العباس
أصغر الإخوة العشرة قال ابن السكن كان أصغر اخوته، وكان أشد
قريش بطشا ولا يحفظ له عن النبي ص رواية من وجه ثابت، وقال ابن
حبان في ثقات التابعين حديثه عن النبي ص مرسل وإنما رواه عن أبيه
والإخوة العشرة هم الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم ومعبد وعبد
الرحمن وكثير وصبيح ومسهر وكلهم متفق عليه الا الثامن والتاسع فتفرد
بذكرهما هشام بن الكلبي، قال الدارقطني في الاخوة لا يتابع عليه
انتهى وقد خالف في تسميتهم ما مر عن الاستيعاب كما لا يخفي.
علم الدين أبو الفضل تمام بن محمد بن محمد بن هبة الله العلوي الحسيني
الإسماعيلي السيد الأديب
ولد بسورا سنة ٦٤٠ وتوفي بها في شهر ربيع الأول سنة ٧٠٣ أو
٧٠٢.
كذا في كتاب مجمع الآداب ومعجم الألقاب لابن الفوطي.
قال اجتمعت به بشرواذ وقد قصد حضرة الوزراء ورايته في
مخيم المخدوم أصيل الدين أبي محمد الحسن بن مولانا نصير الدين أبي
جعفر الطوسي وروى لنا عن جماعة من أهل سوراء منهم السيد فخر
الدين أبو زكريا يحيى بن أبي طاهر بن أبي الفضل الحسيني وصفي الدين
عبد العزيز بن الشيرجي والشيخ حسن بن السوراوي المقري وغيرهم
وسألته عن مولده فذكر انه ولد سنة ٦٤٠ بسورا وتوفي بها في شهر ربيع
الأول سنة ٧٠٣ انتهى.
تمصولت ويقال طزملت ويقال طزمات بن بكار أبو محمد الأسود القائد
مات بدمشق سنة ٣٩٤.
في تاريخ ابن عساكر ولي امرة دمشق من قبل أبي علي المنصور
الملقب بالحاكم، وكان رافضيا خبيثا، وأول ولايته سنة ٣٩٢ ولما ولي
دمشق وأتاها نزل في القصر الذي للسلطان، ثم إنه ولى دمشق غلاما له
اسود اسمه رشيد، ومن أعماله انه دور في دمشق رجلا مغربيا ونادى
عليه هذا جزاء من يحب الشيخين ثم اخرجه إلى الخارج فضرب عنقه،
ثم إنه مكث في دمشق سنة وشهرين ومات سنة ٣٩٤ وخرج القاضي
و القواد والأشراف وصلوا عليه انتهى.
أقول الذين يحبون الشيخين يعدون بالملايين فلم اختص هذا
المغربي من بينهم، فلا بد ان يكون لذلك سبب سياسي آخر.
تميم بن أسد العدوي وقيل ابن أسد أبو رفاعة العدوي نزل البصرة
قتل سنة ٤٤ على قول
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وفي الاستيعاب
تميم بن أسيد وقيل ابن أسيد ويقال ابن أسد مولى رفاعة العدوي من
بني عدي بن عبد مناة بن اد بن طابخة وهو مشهور بكنيته، قال يحيى
وأحمد، وقال خليفة عبد الله بن الحارث، وذكر الدارقطني انه تميم بن
أسيد بفتح الهمزة وكسر السين انتهى وفي أسد الغابة تميم بن أسيد
العدوي من عدي بن عبد مناة بن اد بن طابخة وعدي من الرباب يقال
لهم عدي الرباب، وكنيته أبو رفاعة وقد اختلف في اسمه فقيل تميم بن
أسيد وقيل تميم بن نذير وقيل تميم بن اياس قاله ابن منده وقال الأمير أبو
نصر في باب نذير بضم النون وفتح المعجمة أبو قتادة العدوي تميم بن
نذير، فخالف في الكنية وقال في أسيد بضم الهمزة أبو رفاعة تميم بن
أسيد وقيل ابن أسيد والضم أكثر، ويقال ابن أسد وهو عدوي سكن
البصرة. وقال حوثرة بن أشرس اسمه عبد الله بن الحارث توفي
بسجستان مع عبد الرحمن بن سمرة انتهى وفي الإصابة تميم بن أسيد
أبو رفاعة العدوي مختلف في اسمه واسم أبيه يأتي في الكنى فهو مشهور
بكنيته، وقال في الكنى أبو رفاعة العدوي تميم بن أسد بفتحتين كذا
سماه البخاري، وقيل ابن أسيد بالفتح وكسر السين وقيل بالضم
مصغرا، وقيل اسمه عبد الله بن الحارث روى عن النبي ص روى عنه
حميد بن هلال وصلة بن أشيب العدويان البصريان، وروى الحاكم من
طريق مصعب الزبيري ان أبا رفاعة العدوي له صحبة واسمه
عبد الله بن الحارث بن أسيد بن عدي بن مالك بن غنم بن الدؤل بن
حسل بن عدي بن عبد مناة، غزا سجستان مع عبد الرحمن بن سمرة
فقام في آخر الليل فسقط فمات. قال ابن عبد البر كان من فضلاء
الصحابة بالبصرة قتل بكابل سنة ٤٤ وقال خليفة فتح ابن عامر كابل
(٦٣٨)

سنة ٤٤ فقتل فيها أبو قتادة العدوي ويقال بل الذي قتل فيها أبو رفاعة
العدوي، وقال عدي بن غنام قبر أبي رفاعة صاحب النبي ص
والأسود بن كلثوم ببهيق وكذا قال إن قبر أبي رفاعة ببيهق انتهى ولم
يعلم أنه من شرط كتابنا.
تميم بن حاتم
قال البهبهاني في التعليقة في الروضة عن أبي بكر الحضرمي عنه
قال كنا مع أمير المؤمنين ع فاضطربت الأرض فوجأها بيده الحديث
قال ولعله تميم بن حذيم الآتي.
تميم بن حذيم
الناجي الناجي نسبة إلى بني ناجية.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال شهد معه وفي
الخلاصة تميم بن حذلم بالحاء غير المعجمة والذال المعجمة الناجي شهد
مع علي ع وفيها في آخر القسم الأول نقلا عن رجال البرقي ومن
خواص أمير المؤمنين ع من مضر تميم بن خزيم بالخاء المعجمة
والزاي والياء قبل الميم الناجي بالنون والجيم وقد شهد مع علي
ع انتهى وفي رجال ابن داود تميم بن حذيم
بكسر الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة وفتح الياء المثناة تحت الناجي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع شهد معه. وكان من
خواصه كذا أثبته الشيخ بخطه ورأيت بعض أصحابنا قد أثبته حذلم
باللام وهو أقرب قال الجوهري تميم بن حذلم من التابعين. ورأيت هذا
المصنف قد أثبت هذا الاسم بعينه في خواص أمير المؤمنين ع تميم بن
خزيم بالخاء المعجمة والزاي وهو وهم انتهى ومراده ببعض أصحابنا
هو العلامة في الخلاصة فإنه أثبته في الخلاصة أولا تميم بن حذلم ثم أثبته
ثانيا نقلا عن البرقي تميم بن خزيم. وفي القاموس تميم بن حذلم تابعي
وتميم بن حذيم تابعي وهو غير تميم بن حذلم انتهى وفي تاج العروس
أبو سلمة تميم بن حذلم كجعفر الضبي تابعي من أهل الكوفة وتميم بن
حزيم تابعي وهو غير تميم بن حذلم وقيل هما واحد نقله الحافظ انتهى
وعن تقريب ابن حجر تميم بن حذلم بمهملة مفتوحة ثم معجمة أبو
سلمة الكوفي ثقة من الثانية ونحوه عن تهذيب الكمال. وفي تهذيب
التهذيب تميم بن حذلم الضبي أبو سلمة الكوفي من أصحاب ابن مسعود
وأدرك أبا بكر وعمر روى عنه إبراهيم النخعي وسماك بن سلمة الضبي وابنه
أبو الخير بن تميم وغيرهم قلت ينبغي ان يرقم له تعليق البخاري فإنه قال
في سجود القرآن وقال ابن مسعود لتميم بن حذلم وهو غلام فقرأ عليه
سجدة فقال له اسجد فإنك امامنا فيها. وقد وصله في التاريخ عن
طريق مغيرة عن إبراهيم قال قرأ تميم بن حذلم على عبد الله ولم يسبق بقية
القصة وأخرجها سعيد بن منصور عن أبي الأحوص وجرير عن مغيرة عن
إبراهيم قال قال تميم بن حذلم قرأت القرآن على عبد الله وانا غلام
فمررت بسجدة فقال عبد الله أنت امامنا فيها. قال ابن سعد كان ثقة
قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال قد قيل إن كنيته أبو حذلم
وفي طبقات ابن سعد الكبير تميم بن حذلم الضبي روى عن عبد الله
وكان قليل الحديث انتهى وليس فيه انه ثقة وفي الإصابة تميم بن حذلم
أدرك الجاهلية ووفد في عهد أبي بكر روى البخاري في تاريخه من طريق
الأعمش عن العلاء بن بدر عن تميم بن حذلم قال أدركت أبا بكر وعمر
وذكر جملة فما رأيت أزهد في الدنيا مثل ابن مسعود وأخرج البخاري
حديثه في الأدب المفرد انتهى ويمكن ان يستدل على التعدد بان ابن
سعد وصاحب تهذيب التهذيب جعلاه من أصحاب ابن مسعود الشيخين
ولم يذكرا انه من أصحاب علي فيكون الذي من أصحاب علي هو ابن
حذيم والذي من أصحاب ابن مسعود ابن حذلم وبأنهما نسباه الضبي
كصاحب التاج والشيخ نسبه الناجي وبنو ناجية ليسموا من بني ضبة اما
وصف العلامة ابن حذلم بالناجي فقد انفرد به وكذلك جعله ابن حزيم لم
يوجد لغيره فالتعدد كما مر عن القاموس أظهر ولعل بشير بن حذلم مر في
بابه أخو تميم بن حذلم هذا.
تميم بن حذيم
كان من أصحاب علي ع يوم صفين روى نصر بن مزاحم في
كتاب صفين عن عمرو بن شمر عن جابر قال سمعت تميم بن حذيم
يقول لما أصبحنا من ليلة الهرير نظرنا فإذا أشباه الرايات امام صف أهل
الشام فما ان أسفرنا فإذا هي المصاحف الحديث.
تميم الزيات
روى الكليني في الكافي في باب الاحتذاء من كتاب الزي والتجمل
عن محمد بن الفيض عنه عن أبي عبد الله ع.
تميم بن زياد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي لسان الميزان
تميم بن زياد ذكره الطوسي في رجال الباقر وذكر انه جالس مالكا
والثوري انتهى فان قرئ ذكر بالبناء للفاعل فلم يذكر الشيخ ذلك
وإن قرئ بالبناء للمفعول فلا كلام.
تميم بن طرفة الطائي المسلي الكوفي
توفي سنة ٩٤ في زمن الحجاج في طبقات ابن سعد وعن أبي حسان
الزيادي وابن حبان أو ٩٥ عن ابن أبي عاصم أو ٩٣ عن ابن قانع.
طرفة بفتح الطاء والراء والفاء عن تقريب ابن حجر والمسلي
بضم الميم وسكون المهملة وكسر اللام نسبة إلى مسلية قبيلة من مذحج
ومحلة لهم بالكوفة عن لب اللباب.
أقوال العلماء فيه
ذكره ابن سعد في الطبقات فقال تميم بن طرفة الطائي كان ثقة
قليل الحديث وفي تهذيب التهذيب قال النسائي ثقة وقال الآجري عن أبي
داود ثقة مأمون وقال العجلي كوفي تابعي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات
وقال الشافعي تميم بن طرفة مجهول انتهى وروى الكليني في الكافي
والشيخ في التهذيب والاستبصار في كتاب القضاء في باب الرجلين
يدعيان عن سماك بن حرب عنه عن أمير المؤمنين ع وفي الفقيه في
رواية ابن فضال عن أبي جميلة عن سماك بن حرب عن ابن طرفة ان
رجلين ادعيا بعيرا فأقام كل واحد منها بينة فجعله علي ع بينهما
انتهى فهو من أصحاب أمير المؤمنين ع.
مشايخه
روى عن علي ع كما سمعت، وفي تهذيب التهذيب روى عن
جابر بن سمرة وعدي بن حاتم وابن أبي أوفى والضحاك بن قيس
(٦٣٩)

من روى عنه
سمعت عن الفقيه أنه روى عنه سماك بن حرب وفي تهذيب
التهذيب عنه سماك بن حرب والمسيب بن رافع وعبد العزيز بن رفيع
وغيرهم انتهى.
تميم بن عبد الله بن تميم القرشي الذي روى عنه أبو جعفر محمد بن
بابويه
في الخلاصة ضعيف انتهى وفي التعليقة روى عنه الصدوق
مترضيا وأكثر من روايته عنه كذلك ولقبه بالحميري أيضا وكناه بأبي
الفضل ومنشأ تضعيف الخلاصة غير ظاهر وفي رجال ابن داود عن
الكشي ضعيف ولم أجده فيه انتهى وقيل إن ما في الخلاصة ورجال ابن
داود هو عين عبارة ابن الغضائري فمنشأ تضعيف الخلاصة هو تضعيف
ابن الغضائري وما في رجال ابن داود صوابه ابن الغضائري لا الكشي.
تميم بن عمرو يكنى أبا حبيش أو أبا جيش
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال كان عامل أمير
المؤمنين ع على مدينة رسول الله ص حتى قدم سهل بن حنيف
انتهى وفي لسان الميزان تميم بن عمرو أبو حنش ذكره الطوسي في
رجال الشيعة وقال أخذ عن أمير المؤمنين علي ع وولي له ولاية
انتهى ولا ريب أن أبا جيش وأبا حنش وأبا حبيش قد صحف أحدها
بالآخر.
تميم القرشي
في البحار هو تميم بن عبد الله بن تميم القرشي أستاذ الصدوق
انتهى وقد تقدم.
الأمير أبو علي تميم ابن الخليفة المعز لدين الله معد بن إسماعيل الفاطمي
توفي سنة ٣٦٨
أديب شاعر من بيت الملك في ابان عزه ومجده ذكره صاحب اليتيمة
ولم يذكر من أحواله شيئا سوى أشعار له أوردها ستأتي وقال في النجوم
الزاهرة تميم من أولاد المعز وكان فاضلا جوادا سمحا يقول الشعر
وشق موته على أخيه العزيز انتهى وقال الأستاذ محمد حسن الأعظمي
من علماء الهند السكرتير العام لجماعة الاخوة الاسلامية في مصر في مجلة
الرسالة المصرية في العدد ٣٣١ من السنة السابعة هو كما يعرف الأدباء
أمير شعراء مصر في العصر الفاطمي ويمكننا القول بان تميما هذا كان مبدأ
حياة خصيبة عامرة نشا في وقت واحد مع القاهرة وكان الشعر في مصر بما
نعلمه من الضعف والقلة والندرة إذ كان العصر العباسي الثاني حافلا
بدويلات شبه مستقلة وكان الشعر فيها يصيب تشجيعا من أمراء العرب
كدولة بني حمدان الا ان رسل الخليفة في مصر من الأتراك لم يكن الشعر
العربي يلقى قبولا عندهم بحكم تباين اللغة والمنزع وكان الشعراء
يلجأون إلى غير مصر كالشام وبغداد وكانت اللغة الفارسية تلتمس
نهضتها في الدولة السامانية والغزنوية فاما إذ أتيح للفاطميين أن يقيموا
دولتهم الكبرى في وادي النيل فنحن امام دولة عربية هاشمية تحمي
اللغة كما تحمي كتابها ودينها ففي عصرهم أخصب البيان العربي وانفسح
الميدان للشعراء وامكننا أن نسمع مائة شاعر في رثاء بعض الوزراء
ينشدون جميعا وينالون الجائزة جميعا فيجدون من أريحية الفاطميين وسعة
نائلهم ما يشجعهم على القول ويدفعهم إلى الإجادة ولكن لما ذا لا يحدث
صاحب العمدة والثعالبي وغيرهما عن تميم والجميع قد أجمعوا أو كادوا
يجمعون على أن تميما كان على عرش الامارة في الشعر كما كان أبوه وأخوه
على عرش الخلافة في مصر؟ الحق أن للسياسة دخلا كبيرا في السطو على
تميم وحرمان أبناء العربية أدهارا طوالا من ثمار تفكيره فقد كان شعر
تميم ضمن مخلفات ذلك البيت المالك وفي خزانة القصر الفاطمي التي
كانت حافلة بمئات الألوف من كتب العلوم والأدب ثم نهبت هذه
القصور وأحرق أكثرها وحمل القليل من تحفها وجواهرها. أما أدباء
العرب والمؤرخون فلم يعرفوا عن تميم الا شذرات متفرقة وبضع قصائد
لعبت بها يد التحريف والتصحيف. ثم قال إنه وجد ديوانه في مكتبة
كلية كجرات فنقله من سبع نسخ مختلفة كما نقل غيره من الكتب الخطية
المفقودة من جميع مكاتب العالم وهو يعتقد أن هذا الديوان نقله بعض
اتباع الفاطميين وبقاياهم الذين فروا من مصر بعد غروب شمس الدولة
الفاطمية إلى جبال اليمن ثم إلى الهند في مقاطعة كجرات فحملوه معهم
فيما حملوه من الكتب وهو عازم على طبع هذا الديوان وقال إنه أراد قبل
طبعه جملة عرض نماذج يسيرة منه على قراء الرسالة وأورد من قصائده
قوله ردا على عبد الله بن المعتر في تفضيله للعباسيين على العلويين في
قصيدته التي أولها أي ربع لآل هند ودار وهي هذه
يا بني هاشم ولسنا سواء * في صغار من العلى أو كبار
ان نكن ننتمي لجد فانا * قد سبقناكم لكل فخار
ليس عباسكم كمثل علي * هل تقاس النجوم بالأقمار
من له الفضل والتقدم في الإسلام * والناس شيعة الكفار
من له الصهر والمواساة والنصرة * والحرب ترتمي بالشرار
من دعاه النبي خدنا وسما * ه أخا في الخفاء والاظهار
من له قال لا فتى كعلي * لا ولا منصل سوى ذي الفقار
وبمن باهل النبي أ أنتم * جهلاء بواضح الاخبار
أ بعبد الاله أم بحسين * وأخيه سلالة الأطهار
يا بني عمنا ظلمتم وطرتم * عن سبيل الإنصاف كل مطار
كيف تحوون بالأكف مكانا * لم تنالوا رؤياه بالأبصار
من توطي الفراش يخلف فيه * أحمدا وهو نحو يثرب ساري
أين كان العباس إذ ذاك في الهجرة * أم في الفراش أم في الغار؟
أ لكم مثل هذه يا بني العباس * مأثورة من الآثار...؟
أ لكم حرمة بعم رسول ال‍ * له ليست فيكم بذات بوار؟
ولنا حرمة الولادة والأعمام * والسبق والهدى والمنار
ولنا هجرة المهاجر قدما * ولنا نصرة من الأنصار
ولنا الصوم والصلاة وبذل ال‍ * عرف في يسرنا وفي الاعسار
نحن أهل الكساء سادسنا الروح * أمين المهيمن الجبار
نحن أهل التقي وأهل المواساة * وأهل النوال والأيسار
فدعوا خطة العلى لذويها * من بني بيت أحمد الأبرار
أو فلوموا الاله في أن برانا * فوقكم وأغضبوا على المقدار
أ جعلتم سقى الحجيج كمن آ * من بالله مؤمنا لا يداري؟
أو جعلتم نداء عباس في الحر * ب لمن فر عن لقاء الشفار
كوقوف الوصي في غمرة الموت * لضرب الرؤوس تحت الغبار
حين ولى صحب النبي فرارا * وهو يحمي النبي عند الفرار
(٦٤٠)

واسالوا يوم خيبر واسالوا مكة * عن كره على الفجار
واسالوا يوم بدر من فارس الإسلام * فيه وطالب الأوتار
واسالوا كل غزوة لرسول ال‍ * له عمن أغار كل مغار
يا بني هاشم أ ليس علي * كاشف الكرب والرزايا الكبار
فبما ذا ملكتم دوننا ارث * نبي الهدى بلا استظهار
أ بقربى فنحن أقرب للموروث * منكم ومن مكان الشعار
أم بإرث ورثتموه فانا * نحن أهل الآثار والأخطار
لا تغطوا بحيفكم واضح الحق * فيقضي بكم لكل دمار
وأصيخوا لوقعة تملأ الأرض * عليكم بجحفل جرار
تحت اعلامه من الفاطميين * أسود ترمي شبا الأظفار
فاصدروا عن موارد الملك انا * نحن أهل الايراد والاصدار
ولنا العز والسمو عليكم * والمساعي وقطب كل مدار
يا بني فاطم إلى كم أقيكم * بلساني و منصلي وانتصاري
وله يرثي أهل بيت النبي ص
نأت بعد ما بان العزاء سعاد * فحشو جفون المقلتين سهاد
فليت فؤادي للظعائن مربع * وليت دموعي للخليط مزاد
نأوا بعدما القت مكائدها النوى * وقوت بهم وصح دار وداد
وقد تؤمن الأحداث من حيث تتقي * ويبعد نجح الأمر حين يراد
أ عاذل لي عن فسحة الصبر مذهب * وللهو غيري مألف ومصاد
ثوت لي اسلاف كرام بكربلا * هم لثغور المسلمين سداد
أصابتهم من عبد شمس عداوة * وعاجلهم بالناكثين حصاد
فكيف بلذ العيش عفوا وقد سطا * وجار على آل النبي زياد
وقتلهم بغيا عبيد وكادهم * يزيد بأنواع الشقاق فبادوا
بثارات بدر قاتلوهم ومكة * وكادوهم والحق ليس يكاد
فحكمت الأسياف فيهم وسلطت * عليهم رماح للنفاق حداد
فكم كربة في كربلاء شديدة * دهاهم بها للناكثين كياد
تحكم فيهم كل انوك جاهل * ويغزون غزوا ليس فيه محاد
كأنهم ارتدوا ارتداد أمية * وحادوا كما حادت ثمود وعاد
أ لم تعظموا يا قوم رهط نبيكم * أ ما لكم يوم النشور معاد
تداس باقدام العصاة جسومهم * وتدرسهم جرد هناك جياد
تضيمهم بالقتل أمة جدهم * سفاها وعن ماء الفرات تذاد
فماتوا عطاشى صابرين على الغوى * ولم يجبنوا بل جالدوا فأجادوا
ولم يقبلوا حكم الدعي لأنهم * تساموا وسادوا في المهود وقادوا
ولكنهم ماتوا كراما أعزة * وعاش بهم قبل الممات عباد
وكم بأعالي كربلا من حفائر * بها جثث الأبرار ليس تعاد
بها من بني الزهراء كل سميدع * جواد إذا أعيا الأنام جواد
معفرة في ذلك التراب منهم * وجوه بها كان النجاح يفاد
فلهفي على قتل الحسين ومسلم * وخزي لمن عاداهما وبعاد
ولهفي على زيد وبثا مرددا * إذا حان من بث الكئيت نفاد
الا كبد تفنى عليهم صبابة * فيقطر حزنا أو يذوب فؤاد
الا مقلة تهمي الا أذن تعي * أكل قلوب العالمين جماد
تقاد دماء المارقين ولا أرى * دماء بني بيت النبي تقاد
أ ليس هم الهادين والعترة التي * بها انجاب شرك واضمحل فساد
تساق على الارغام قسرا نساؤهم * سبايا إلى أرض الشام تقاد
يسقن إلى دار اللعين صواغرا * كما سيق في عصف الرياح جراد
كأنهم فئ المجوس وانهم * لأكرم من قد عز عنه قياد
يعز على الزهراء ذلة زينب * وقتل حسين والقلوب شداد
وقرع يزيد بالقضيب لسنه * لقد مجسوا أهل الشام وهادوا
قتلتم بني الايمان والوحي والهدى * متى صح منكم في الاله مراد
ولم تقتلوهم بل قتلتم هداكم * بهم ونقصتم عند ذاك وازادوا
أمية ما زلتم لأبناء هاشم * عدى فاملأوا طرق النقاق وعادوا
إلى كم وقد لاحت براهين فضلهم * عليكم نفار منهم وعناد
متى قط أضحى عبد شمس كهاشم * لقد قل انصاف وطال شراد
متى وزنت صم الحجار بجوهر * متى شارفت شم الجبال وهاد
متى بعث الرحمن منكم كجدهم * نبيا علت للحق منه زناد
متى كان يوما صخركم كعليهم * إذا عد ايمان وعد جهاد
متى أصبحت هند كفاطمة الرضى * متى قيس بالصبح المنير سواد أ
آل رسول الله سؤتم وكدتم * ستجني عليكم ذلة وكساد
أ ليس رسول الله فيهم خصيمكم * إذا اشتد ابعاد وأرمل زاد
بكم أم بهم جاء القرآن مبشرا * بكم أم بهم دين الاله يشاد
سأبكيكم يا سادتي بمدامع * غزار وحزن ليس عنه رقاد
وإن لم أعاد عبد شمس عليكم * فلا اتسعت بي ما حييت بلاد
وأطلبهم حتى يروحوا وما لهم * على الأرض من طول الفرار مهاد
سقى حفرا وارتكم وحوتكم * من المستهلات العذاب عهاد
وقال متغزلا
قالت أ غدرا بنا في الحب قلت لها * لا نال غاية ما يرجوه من غدرا
قالت فلم لم تزرنا قلت زاركم * قلبي ولم يدر بي جسمي ولا شعرا
قالت كذا يكتم العشاق حبهم * فينعمون ويجنون الهوى نضرا
قلت اسمحي لي بتقبيل أعيش به * قالت وأي محب قبل القمرا
وقال يصف الناعورة
وباكية من غير دمع باعين * على غير خل دائما تتحدر
يغني بها زجل المدير لقطبها * فيطربها حسن الغناء فتنعر
إذا نزف العشاق دمع عيونهم * فأدمعها مع كثرة السكب تغزر
وقال وقت الخروج من الشام سنة ٣٧٤ ه‍
قالوا الرحيل لخمسة * تأتي سراعا من جمادى
فأجبتهم إني اتخذ * ت له البكا والحزن زادا
سبحان من قسم الهوى * بين الأحبة والبعادا
واعار للأجفان سقما * يسترق به العبادا
يا ويح من منح الفرا * ق جفون مقلته الرقادا
وقال في الحكم
قواضب الرأي أمضى من شبا القضب * والحزم في الجد ليس الحزم في اللعب
بت ساهرا عند رأس الأمر ترقبه * ولا تبت نائما عنه لدى الذنب
يرجى دفاع الرزايا قبل موقعها * وليس يرتجع الماضي من النوب
وأفضل الحلم حلم عند مقدرة * وأعذب الجود ما وافى بلا طلب
وقال أيضا
قتيل الحوادث من خافها * فلا تخش حادثة تنجح
(٦٤١)

مع العسر يسر يجلى الأسى * أ لم تتذكر أ لم نشرح
وقال
عتبت فانثنى عليها العتاب * ودعا دمع مقلتيها انسكاب
وسعت نحو حدها بيديها * فالتقى الياسمين والعناب
رب مبدئ تعتب جعل العتب * رياء وهمه الاعتاب
فاسقنيها مدامة تصبغ الكأس * كما يصبغ الخدود الشباب
ما ترى الليل كيف رق دجاه * وبدا طيلسانه ينجاب
وكان الصباح في الأفق باز * والدجى بين مخلبيه غراب
وكان السماء لجة بحر * وكان النجوم فيها حباب
وكان الجوزاء سيف صقيل * وكان الدجى عليها قراب
وقال معرضا ببعض القرابة، وذاك انه ذكر ان الأمير يستعين على ما يأتي
به من الشعر بغيره
أرى أناسا ساءني ظنهم * في كل ما قلت من الشعر
لما تطاطا بهم علمهم * قاسوا بأقدارهم قدري
لو فهموا وعقلوا الاستحوا * ان يجعلوا المريخ كالبدر
قيسوا بشعري شعره تعلموا * تضايق النهر عن البحر
من بطل الحق هجا نفسه * بجهله من حيث لا يدري
فناظروني فيه أو فاشرحوا * شعري ان أنكرتم أمري
أو لا فقولوا حسد قاتل * مستمكن في القلب والصدر
وقال يمدح أخاه الخليفة العزيز بالله الفاطمي
اشرب فان الزمان غض * وصرفه لين الجناب
من قهوة مزة كميت * اسكر من أعصر الشباب
ارق من أدمع التصابي * سكبا وأشهى من الضراب
صاغ لها المزج حيث شبت * نطاق در من الحباب
كان في كأسها صباحا * والليل محلولك الثياب
يسعى بها ساحر المآقي * لا يمرض الوصل بالعتاب
كأنها لون وجنتيه * وطيب ألفاظه العذاب
ان ندى راحتي نزار * ما زال يغني عن السحاب
مهذب أروع السجايا * مقابل ماجد النصاب
ومن أحسن ما قيل في الأمير قول ابن رشيق
أصح وأقوى ما سمعناه في الندى * من الخبر المأثور منذ قديم
أحاديث ترويها السيول عن الحيا * عن البحر عن كف الأمير تميم
انتهى ما في مجلة الرسالة مع بعض اختصار، وفي اليتيمة أبو علي
تميم بن معد صاحب مصر أنشدني له علي بن مأمون المصيصي
يا دهر ما أقساك من متلون * في حالتيك وما اقلك منصفا
أ تروح للنكس الجهول ممهدا * وعلى اللبيب الحر سيفا مرهفا
فإذا صفوت كدرت شيمة باخل * وإذا وفيت نقضت أسباب الوفا
لا ارتضيك وان صفوت لأنني * أدري بأنك لا تدوم على الصفا
زمن إذا اعطى استرد عطاءه * وإذا استقام بدا له فتحرفا
ما قام خيرك يا زمان بشره * أولى بنا ما قل منك وما كفى
وقوله
أيا دير مرحنا سقتك رعود * من الغيم تهمي مزنها وتجود
فكم واصلتنا من رباك أو انس * يطفن علينا بالمدامة غيد
وكم ناب عن نور الضحى فيك مبسم * وناب عن الورد الجني خدود
وماست على الكثبان قضبان فضة * فاثقلها من حملهن نهود
ليالي أغدو بين ثوبي صبابة * ولهو وأيام الزمان هجود
وإذ لمتي لم يوقظ الشيب ليلها * وإذا اثري في الغانيات حميد
وقوله
يا منتهى أملي لا تدن لي أجلي * ولا تعذب ظنوني فيك بالظنن
ان كان وجهك وجها صيغ من قمر * فان قدك قد قد من غصن
وأنشدني له من قصيدة أولها سرى البرق فارتاع الفؤاد المعذب يقول
فيها
وبات ضجيعي منه أهيف ناعم * وأدعج نشوان وألعس أشنب
كان الدجى في لون صدغيه طالع * وشمس الضحى في صحن خديه تغرب
واني لألقى كل خطب بمهجة * يهون عليها منه ما يتعصب
واستصحب الأهوال في كل موطن * ويمزج لي السم الزعاف فاشرب
فما الحر الا من تدرع عزمه * ولم يك الا بالقنا يتنكب
وما لي أخاف الحادثات كأنني * جهول بان الموت ما منه مهرب
خليلي ما في اكؤس الراح راحتي * ولا في المثاني لذتي حين تضرب
ولكنني للمدح ارتاح والعلا * وللجود والاعطاء أصبوا فأطرب
ومن بين جنبيه كنفسي وهمتي * يروح له فوق الكواكب موكب
وقوله
إذا حان من شمس النهار غروب * تذكر مشتاق وحن حبيب
ترى عندهم علم وان شطت النوى * بان لهم قلبي علي رقيب
لهم كبدي دوني وقلبي ومهجتي * ونفسي التي أدعى بها فأجيب
فآية حزني لوعة وصبابة * وعنوان شيبي زفرة ونحيب
وما بلد الإنسان الا الذي له * به سكن يشتاقه وحبيب
إلى الله أشكو وشك بين ورفقة * لها بين أحشاء المحب دبيب
وقوله
أ ما والذي لا يملك الأمر غيره * ومن هو بالسر المكتم اعلم
لئن كان كتمان المصائب مؤلما * لاعلانها عندي أشد وأألم
وبي كل ما تشكو العيون أقله * وان كنت منه دائما اتبسم
وقوله وهو مما يتغنى به
قالت وقد نالها للبين أوجعه * والبين صعب على الأحباب موقعه
اجعل يديك على قلبي فقد ضعفت * قواه عن حمل ما فيه وأضلعه
واعطف علي المطايا ساعة فعسى * من شت شمل الهوى بالبين يجمعه
كأنني يوم ولت حسرة وأسى * غريق بحر يرى الشاطي ويمنعه
وقوله
وغضبي من الادلال والتيه والهوى * بلا غضب سكرى الجفون بلا سكر
كان على لباتها رونق الضحى * وفي حيث يهوي القرط منها سنا الفجر
ترى البدر مثل البدر في صحن خدها * وتفتر عن مثل الجمان من الثغر
وقوله
أ ما ترى الرعد بكى فاشتكى * والبرق قد أومض فاستضحكا
فاشرب على غيم كصبغ الدجى * اضحك وجه الأرض لما بكى
(٦٤٢)

وانظر لماء النيل في مده * كأنه صندل أو مسكا
وقوله
وليلة بتها على طرب * آخرها مشبه لأولاها
اقبل البرق من ترائبها * وألثم الشمس من محياها
سقتني الراح وهي خداها * باكؤس السكر وهي عيناها
إذا أرادت مزاجها جعلت * باخر اللحظ في فمي فاها
فيا لها قهوة معتقة * وليس الا الخدود مأواها
حبابها الثغر حين يمزج لي * ونقلها اللثم حين اسقاها
لله أيامنا التي سلفت * بدار حزوى ما كان أحلاها
فالقصر من حيرة الملوك إلى * أعلى رباها إلى مصلاها
إذ نجتني اللهو من أصائلها * والعز من فخرها ومغداها
ان عرضت لذة ملكناها * أو صعبت خطة حويناها
وقوله
وصفراء لم تطبخ بنار شربتها * على وجه معشوق السجايا مفرطق
كان حباب الكاس من نظم ثغره * وإشراقها من خده المتألق
وقوله
لو صورت خلفها ارادتها * ما قدرته كمثل ما قدرا
كالمسك نشرا والبرق مبتسما * والغصن قدا والحقف مؤتزرا
وقوله
شبهتها بالبدر فاستضحكت * وقابلت قولي بالنكر
وسفهت قولي وقالت متى * سمجت حتى صرت كالبدر
والبدر لا يرنو بعين كما * أرنو ولا يبسم عن ثغر
ولا يميط المرط عن ناهد * ولا يشد العقد في نحر
من قاس بالبدر صفاتي فلا * زال أسيرا في يدي هجري
وقوله
ناولتها شبه خديها مشعشعة * صرفا كان سناها ضوء مقباس
فقبلتها وقالت وهي ضاحكة * وكيف تسقي خدود الناس للناس
أ ليس خداي ذابا إذ لمستهما * فاستنبطا قهوة حمراء في الكاس
قلت اشربي انها دمعي وحمرتها * دمي وطابخها في الكاس أنفاسي
قالت إذا كنت من حبي بكيت دما * فسقينها على العينين والرأس
يا ليلة بات فيها البدر معتنقي * وباتت الشمس فيها بعض جلاسي
وبت مستغنيا بالثغر عن قدحي * وبالخدود عن التفاح والآس
وقوله
وما أم خشف ظل يوما وليلة * ببلقعة بيداء ظمآن صاديا
تهيم فلا تدري إلى أين تنتهي * مولهة حيرى تجوب الفيافيا
أضر بها حر الهجير فلم تجد * لغلتها من بارد الماء شافيا
إذا بعدت عن خشفها انعطفت له * فألفته ملهوفا من الجوع ظاميا
بأوجع مني يوم شدوا رحالهم * ونادى منادي الحي ان لا تلاقيا
وقوله مفتخرا القى الكمي فلا أخاف لقاءه * ويفل أقدامي شبا الحدثان
واكر في صدر الخميس معانقا * للموت حين يفر كل جبان
ويزيدني كل الخطوب تعظما * وتسلط الأيام عز مكان
وعلمت أخلاق الزمان فلم أضق * ذرعا بايامي وغدر زماني
وكما يمل الدهر من اعطائه * فكذا ملالته من الحرمان
وكما يكر لمعشر بسعادة * فكذا يكر لمعشر بهوان
فإذا رماك بشدة فاصبر لها * فلسوف يأتي بعدها بليان
وسل الليالي عن نفاذ عزيمتي * وسل الحوادث عن ثبات جناني
تخبرك عني انني لم ألقها * بين العزائم واهن الأركان
أصبحت لا اشتاق الا للندى * ألفا ولا أهوى سوى الاحسان
وإذا السيوف قطعن كل ضريبة * قطع السيوف القاطعات لساني
وقوله
سقياني فلست اصغى لعذل * ليس الا تعلة النفس شغلي
أ أطيع العذول في ضد ما أه‍وى * كأني اتهمت رأيي وعقلي
عللاني بها فقد أقبل الليل * كلون الصدود من بعد وصل
وانجلى الغيم بعد ما اضحك الروض * بكاء السحاب فيه بويل
عن هلال كصولجان نضار * في سماء كأنها جام ذبل
وقوله
إذا هب سلطان المريسي نافحا * سحيرا وحل القر كل نقاب
ومد على الأفق الغمام ثيابه * فقم فالقه في عدة وحراب
بكن وكانون وكأس مدامة * وكيس و... وافر وكباب
وقوله
ورد الخدود أرق من * ورد الرياض وأنعم
هذا تنشقه الأنوف * وذا يقبله الفم
فإذا عدلت فافضل ال‍وردين * ورد يلثم
هذا يشم ولا يضم * وذا يضم ويشمم
قال وأنشدني المصيصي له
وجنة من شفني هواه ومن * أفنيت فيه دموع آماقي
كأنما الصبر في دنر ما * يحمر منها ودرهم الباقي
قال وأنشدني له أبو الحسن علي بن مأمون المصيصي من قصيدة مخمسة
يمدح بها أخاه نزارا العزيز بالله أولها
دم العشاق مطلول * ودين الحب ممطول
وسيف اللحظ مسلول * ومبدئ الحب معذول
وان لم يصغ للائم
إذا لم يظهر الحب * ولم ينهتك الصب
ويفشي سره القلب * فجملة ما ادعى كذب
فبح يا أيها الكاتم
وأحور ساحر الطرف * يفوق جوامع الوصف
مليح الدل والظرف * جنت الحاظه حتفي
فمن يعدي على الظالم
أطاع جفونه السحر * وذل لوجهه البدر
وماد بردفه الخصر * وأشبه ثغره الدر
فقلب محبه هائم
(٦٤٣)

يعنفني على حبي * ويهجرني بلا ذنب
كأني لست بالصب * لقهوة ريقه العذب
أ ما في الحب من راحم
غزال لحظة شركه * وبدر ثوبه فلكه
لو اني كنت امتلكته * فانهب ما حوت...
نهاب الظافر الغانم
خذوا بدمي قنا القد * وحسن تورد الخد
وليل الشعر الجعد * وثقل الكفل النهد
وسقم الأعين الدائم
متى يظفر بالوصل * وينفي الجور بالعدل
محب دائم الخبل * سليب الصبر والعقل
كثيب مدنف هائم
بحسن الأعين النجل * وعض الوقف والحجل
وذاك القصب الجدل * وريق كجنا النحل
وثغر يطمع الشائم
سلوا الشمس التي طلعت * علينا ثم ما أفلت
عسى ترثي لمن قتلت * بعينيها وما علمت
فقد يستعطف العالم
أما والخرد الصفر * شبيهات سنا البدر
وألوان صفا الخمر * لقد أضر من في صدري
غراما ليس بالنائم
وراح تبعث الطربا * وتحيي الظرف والادبا
يثير مزاجها حببا * تخال به عيون دبى
ودرا صفه الناظم
أما والجمرة الكبرى * وزمزم والصفا ومنى
ومن لبى بها ودعا * وطاف البيت ثم سعى
خميصا مخبتا صائم
لقد أضحى لنا خلفا * نزار وابتنى شرفا
وأصيح خامس الخلفا * وأحيا سعيه السلفا
فأضحى بالهدى قائم
نمى في المجد عنصره * وطال النجم مفخره
وفاق البدر منظره * فصرف الدهر يحذره
أبي لين صارم
وقوله في الرأي
كان الرأي حين أتى طربا * باذناب كمحمر العقيق
بلسقيات بلور لطاف * بأسفلها بقايا من رحيق
وفي كتاب حسن المحاضرة للسيوطي انه كان من أكابر دولة أبيه
وأخيه العزيز وكان شاعرا وله فضل ذكره ابن سعيد في شعراء مصر وتبعه
ابن فضل الله في المسالك تشبه بابن المعتز وتشبث بذيله فما قدر ان يبتز وهو
وان لم يزاحم ابن المعتز فإنه لا يقع دون مطاره ولا يقصره ذهبه الموزون عن
قنطاره انتهى ومن شعره قوله في مدح أخيه العزيز
فيا ابن الذين استنبط الوحي عنهم * وأضحى بهم وجه الزمان ينير
ويا ابن الملوك الشم من آل هاشم * ومن طاب منهم ظاهر وضمير
لك الأول الغالي الزكي الذي انتهى * به المجد يوما و الأوائل زور
إذا عد قوم للفخار عشيرة * غدا لك من آل النبي عشير
ومن شعره ما أورده صاحب دمية القصر
ما بان عذري فيه حتى عذرا * ومشى الدجى في خده فتبخترا
همت تقبله عقارب صدغه * فاستل ناظره عليها خنجرا
والله لولا ان يقال تغيرا * و صبا وان كان التصابي اجدرا
لا عدت تفاح الخدود بنفسجا * لثما وكافور الترائب عنبرا
وله من قصيدة في دمية القصر
برزن لنا عطرات الجيوب * بسفح العراء ووادي بونه
فعطرن من ريحهن النسيم * وابدين من لوعتي المستكنه
وصهباء تغدو لشرابها * إذا ابتكروها من الهم جنه
ومنها في المديح
امام يضن على عرضه * ولا يعتريه على المال ضنه
سحائب كفيه منهلة * علينا بمعروفة مرجحنه
منعت الخلافة منع الأسود * إذا ما غضبن لاشبالهنه
وامضيت عزمك حتى أخفت * به في بطون النساء الأجنه
كلا راحتيك ردى أو ندى * كأنك للناس نار وجنه
تميم مولى بني غنم وفي رجال الشيخ بني عثيم الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال تميم مولى بني
عثيم مولى بني عثيم بن السلم انتهى وفي الاستيعاب تميم الأنصاري مولى
بني غنم شهد بدرا واحدا في قول جميعهم كذا قال ابن إسحاق مولى بني
غنم وقال ابن هشام هو مولى سعد بن خيثمة قال أبو عمر سعد بن خيثمة
هو المقدم في بني غنم وبنو غنم من الأوس وذكره موسى بن عقبة في
البدريين وتميم مولى بني غنم بن السلم قال الطبري هو غنم بن السلم
بكسر السين انتهى وفي أسد الغابة تميم الغنمي مولى بني غنم بن
السلم بن مالك بن الأوس بن حارثة الأنصاري الأوسي بدري قاله ابن
شهاب وابن إسحاق انتهى وفي الإصابة تميم مولى بني غنم بن السلم ثم
روى بالاسناد عن عامر شهد بدراسته من الأعاجم منهم بلال وتميم
انتهى فالثلاثة اتفقوا على أن غنم بالغين المعجمة والنون فما في رجال
الشيخ من أنه عثيم بالعين المهملة والثاء المثلثة والياء تصحيف ولم يعلم أنه
من شرط كتابنا.
تميم مولى خراش بن الصمة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال آخى رسول
الله ص بينه وبين جناد مولى عتبة بن غزوان شهد بدرا وأحدا انتهى وفي
الاستيعاب تميم مولى خراش بن الصمة شهد مع مولاه خراش بن الصمة
بدرا وهو معدود فيهم وآخى رسول الله ص بين تميم مولى خراش بن
الصمة وبين خباب مولى عتبة بن غزوان وشهد تميم أحدا بعد بدر انتهى
ونحوه في أسد الغابة والإصابة وكلهم ذكروه بالراء ولكن العلامة في
الخلاصة في القسم الأول قال تميم مولى خداش بكسر الخاء المعجمة وبعدها
(٦٤٤)

دال غير معجمة والشين المنقطة ثلاث نقط أخيرا. ورسمه ابن داود خداش
أيضا بالدال والظاهر أن الصواب الأول كما أن قول الشيخ جناد مولى عتبة
ابن غزوان صوابه خباب ولعله تصحيف من النساخ ولم يعلم أنه من شرط
كتابنا.
تميم بن يعار وفي رجال الشيخ يسار بن قيس الأنصاري الخزرجي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال تميم بن يسار بن
قيس الأنصاري وفي الاستيعاب تميم بن يعار بن قيس بن عدي بن أمية
الأنصاري الخزرجي شهد أحدا وبدرا انتهى. وفي أسد الغابة تميم بن
يعار بن قيس بن عدي بن أمية بن خدرة بن عوف بن الحارث بن
الخزرج بن حارثة شهد بدرا كذا قال ابن منده وأبو نعيم أنه خدري وقال
ابن الكلبي انه من ولد خدارة بن عوف أخي خدرة وهذا كما يقال
للحكم بن عمرو الغفاري وإنما هو من ولد تغيلة أخي غفار انتهى وفي
الإصابة ابن قيس أو نسر بالنون والمهملة وأما أبوه فأوله تحتانية ثم مهملة
انتهى فالثلاثة جعلوه ابن يعار بالعين والشيخ جعله ابن يسار بالسين
والظاهر أن الصواب الأول.
الأمير علاء الدين تنامش بن قماج
توفي سنة ٥٨٤ وحمل تابوته إلى مشهد الحسين ع قاله ابن الأثير
كان في عصر الامام الناصر الخليفة العباسي قال ابن الأثير كان علاء
الدين تنامش من أكابر الأمراء ببغداد ولما مات أخوه يزدن بن قماج سنة
٥٦٨ وهو من أكابر أمراء بغداد اقطع أخوه تنامش ما كان ليزدن وهي مدينة
واسط ولقب علاء الدين وفي سنة ٥٦٩ وقعت وقعة كبيرة بين أهل باب
البصرة وهم سنية وأهل باب الكرخ وهم شيعة سببها أن الماء لما زاد
سكر أهل باب الكرخ سكرا رد الماء عنهم فغرق مسجد فيه شجرة فانقلعت
فصاح أهل الكرخ انقلعت الشجرة... الله العشرة فقامت الفتنة فتقدم
الخليفة إلى علاء الدين تنامش فمال على أهل باب البصرة لأنه كان شيعيا
ويجوز أن يكون ذلك لأنه رأى أن التعدي منهم وابن الأثير حكى ما سمع
وهو محتمل للكذب وأراد دخول المحلة فمنعه أهلها وأغلقوا الأبواب
ووقفوا على السور وأراد إحراق الأبواب فبلغ ذلك الخليفة فأنكره أشد إنكار
وأمر بإعادة تنامش فعاد ودامت الفتنة أسبوعا ثم انفصل الحال من غير
توسط سلطان. قال وفي سنة ٥٧٠ في شوال سير علاء الدين تنامش وقايماز
زوج أخته عسكرا إلى العراق فنهبوا أهله وبالغوا في أذاهم فجاء جماعة منهم
إلى بغداد واستغاثوا فلم يغاثوا لضعف الخلافة مع قايماز وتنامش فقصدوا
جامع القصر واستغاثوا فيه ومنعوا الخطيب وفاتت الصلاة أكثر الناس فأنكر
الخليفة ما جرى فلم يلتفت قايماز وتنامش إلى ما فعل فلما كان خامس ذي
القعدة قصد قايماز أذى ظهير الدين بن العطار وكان صاحب المخزن وخاص
الخليفة فأرسل اليه ليحضر عنده فهرب فاحرق قايماز داره وحالف الأمراء
على المساعدة والمظاهرة له وجمعهم وقصد دار الخليفة لعلمه ان ابن العطار
فيها فصعد الخليفة إلى سطح داره وأمر خادما فصاح واستغاث وقال للعامة
مال قايماز لكم ودمه لي فقصدوا دار قايماز فهرب من باب فتحه في ظهر
الدار وخرج من بغداد ونهبت داره فلم يبق فيها شئ وتبعه تنامش وجماعة
من الأمراء فنهبت دورهم وسار قايماز إلى الحلة ثم إلى الموصل فمات قبل ان
يصلها ووصل علاء الدين تنامش إلى الموصل فأقام مدة مديدة ثم أمره
الخليفة بالقدوم إلى بغداد فعاد إليها وبقي إلى أن مات في التاريخ المتقدم
بغير اقطاع. وقال بعض الشعراء في قطب الدين قايماز وتنامش
ان كنت معتبرا بملك زائل * وحوادث عنقية الادلاج
فدع العجايب والتواريخ الالى * وأنظر إلى فيماز وابن قماج
عصف الزمان عليهما فسقاهما * من كأسه صرفا بغير مزاج
فتبدلوا بعد القصور وظلها * ونعيمها بمهامه وفجاج
فليحذر الباقون من أمثالها * نكبات دهر خائن عاج
قال وكان قايماز محبا للعدل والاحسان وما جرى منه كان يحمله عليه
تنامش انتهى. وفي الحوادث الجامعة في حوادث سنة ٦٣٤ ان مجاهد
الدين أيبك المستنصري المعروف بالدويدار الصغير كان ساكنا بداره بدرب
الدواب وهي الدار المنسوبة إلى أحمد بن القمي ولم يزل مقيما في هذه الدار
إلى أن تكاملت عمارة الدار المنسوبة إلى علاء الدين تنامش على دجلة وما
أضيف إليها مما جاورها فانتقل إليها في ذي القعدة من السنة وفي حوادث
سنة ٤٣٥ قال إن ظهير الدين الحسن بن علي بن عبد الله من أعيان
المتصرفين خدم أولا الخواجة الأمير علاء الدين تنامش الخ...
الأميرة تندو بنت حسين بن أويس الايلخانية
توفيت سنة ٨٢٢.
في شذرات الذهب في حوادث سنة ٨٢٢ فيها توفيت تندو بنت
حسين بن أويس كانت بارعة الجمال وقدمت مع عمها أحمد بن أويس إلى
مصر حين هرب من تيمور لنك فتزوجها الظاهر برقوق ثم فارقها فتزوجها
ابن عمها شاه ولد بن شاهزاده بن أويس فلما رجعوا إلى بغداد ومات احمد
أقيم شاه ولد في السلطنة فدبرت مملكته حتى قتل وفي الضوء اللامع
فدبرت عليه زوجته هذه حتى قتل وأقيمت هي بعده في السلطنة ثم
ملكت تستر وغيرها واستقلت بالمملكة مدة وصار في ملكها الحويزة
الجزيرة وواسط يدعى لها على منابرها وتضرب السكة باسمها إلى أن
ماتت في هذه السنة وقام بعدها ابنها أويس بن شاه ولد قاله ابن حجر
انتهى. وفي الضوء اللامع مثله إلى أن قال بعد قوله وأقيمت في
السلطنة فحاصرها محمد شاه بن قرا يوسف سنة فخرجت حتى صارت
إلى واسط ثم ملكت تستر وأقامت معها في الدولة محمود بن شاه ولد فدبرت
عليه أيضا حتى قتل لأنه كان ابن غيرها واستقلت بالمملكة مدة وذلك في
سنة ٨١٩ ذكرها شيخنا في انبائه انتهى والايلخانيون كانوا شيعة
ومقابرهم في صحن النجف كما مر في ترجمة أويس وأحمد بن أويس
وغيرهما.
رفع اشتباه
عد صاحب مجالس المؤمنين من امراء الشيعة توزون الديلمي وهو
خطا فتوزون تركي لا ديلمي، والذي ذكره باسم توزون هو في الحقيقة
الأمير يزدن لا توزون.
التنوخي
يوصف به من الرواة عبد الرحمن بن زيد بن اسلم المدني. ويوصف
به من العلماء القاضي التنوخي علي بن محمد بن أبي الفهم وولده
(٦٤٥)

المحسن بن علي وولد ولده علي بن المحسن بن علي بن محمد كما يأتي
القاضي التنوخي.
الشيخ التواب بن الحسن بن أبي ربيعة الخشاب البصري
فقيه مقرئ صالح قرأ على التقي الحلبي وعلى الشيخ أبي علي قاله
منتجب الدين.
توبة القداحي
في لسان الميزان من آل ميمون القداح ذكره الكشي في رجال
الشيعة وقال أخذ عن جعفر وقال علي بن الحكم روى عنه سفيان بن
عيينة وهو مكي كان يخرج في التجارة إلى اليمن انتهى ولا أثر لذلك في
كتاب الكشي ولا شك انه قد وقع اشتباه في النقل.
الشيخ توفيق ابن الحاج حسين من آل الصاروط
توفي يوم السبت ٥ صفر سنة ١٣٥٦ في بعلبك.
كان فاضلا أديبا شاعر ناثرا تقيا ورعا قرأ على السيد جواد مرتضى
العاملي في بعلبك وعلى غيره، فمن كتاب له إلى الفقير مؤلف هذا الكتاب
بتاريخ غرة ذي القعدة سنة ١٣٤٠ مشتمل على نثر ونظم يقول فيه
لحضرة المولى الجليل فخر العلماء العاملين وسيد أهل الفضل في
العالمين السيد الجليل علامة الزمان السيد محسن الأمين دام ظله، كتابي إلى
مولاي أيد الله به الدين وجمع به كلمة المؤمنين ولا برحت أنوار علمه يهتدي
بها الضال ويأنس بها المهتدي وقد لثمته عشرات ومرغت ناصيتي عليه رجاء
ان تمسه يده المباركة ولعل الله ان يمن علينا بتقبيلها فعلا فنحوز بركتها
ونتمتع بنفعها إن شاء الله. مولاي لقد طابت بقعة أنت فيها وطهرت ارض
حللت بها إذ أينعت فيها ثمار عملك فاجتناها المؤمنون وشعشعت بها أنوار
علمك فاستضاء بها الجاهلون فهنيئا لتربة تشرفت بمس قدميك وهنيئا لأمة
جعلت اعتمادها بعد الله عليك أنت والله العالم العامل والغيث الهاطل
والحبر الكامل فاهنأ بما أعده الله لك من الثواب العظيم وبمثلك يا مولاي
تباهي الأمم وتكشف الظلم وتستنير الأذهان ويتبع سبيل الاحسان اما نحن
يا مولاي فمن علمت السيئو الحظ الغارقون في بحر الجهالة التائهون في داج
من الضلالة لا عالم نعتمد عليه ولا مأوى نلجأ اليه قد ضرب الجهل فينا
بجرانه وأناخ علينا بكلكله انا يا مولاي وقليل من الاخوان على بعض من
البينة وسنموت عليها إن شاء الله وقد رأينا شيطان الضلال قد نجم قرنه
وفيلق الالحاد قد بدت طلائعه فالله يا مولاي في أمة تربو على العشرين ألف
نسمة قد اتسمت بسمة الايمان ولا عالم ينقذهم من جهالة وليس لها بعد الله
من دونك كاشفة مولاي انا اعلم أن قضيتنا ليست بالهوينا وانها لتحتاج إلى
معاناة نصب ومقاساة تعب ولكن من حيث إن الناس تعلم انك يا مولاي
بعيد عن أن تمد يدك إلى ما في أيدي الناس وانك لا تقصد بأعمالك الا وجه
الله وما كان لله ينمو فان للناس بك الثقة التامة يعتمدون عليك ويرجعون
في تقليدهم إليك إذا فلا ريب في أن سبحانه آخذ بيدك موفق عملك وأنت
يا مولاي أدرى بما يكون لك عند الله من المنزلة الرفيعة إذا وقفت في وجه هذا
التيار الذي لا بد انا ملاقوه فاجعل لنا يا سيدي نصيبا من هديك وامنن
علينا بمشكاة من نور علمك فلعل الله ان يوفقنا بيمنك وبركاتك إلى عمل
تجتمع عليه كلمتنا ويهتدي به ضالنا كما اهتدى بفضلك اخواننا في محيطك
وهو ولي الاحسان هذا ولعمر الله يا مولاي ما كان السيد حيدر الحلي قدس
الله نفسه ونور رمسه حين قال في استنهاض صاحب الأمر ص
الله يا حامي الشريعة * أ تقر وهي كذا مروعه
بك تستغيث وقلبها * لك من جوى يشكو صدوعه
بأوجع قلبا ولا أعظم وجدا ولا أشد حرصا على اجابته مني على
اجابتك حيث أقول
لتبك حماة الدين دين محمد * شريعته إذ ألقت الحكم عن يد
لتبك الصلاة الخمس ولتبك نفلها * رمتها يد الالحاد سهم مسدد
لتبك عماد الدين قوض ركنه * وقرة عين المصطفى الطهر احمد
لتبك شعارا عظم الله قدره * كما جاء بالذكر الحكيم المؤيد لتبك
محاريبا لتبك منابرا * خلت يا لغوث الله من كل سيد
لتبك من الشهر العظيم صيامه * لتبك قيام الليل في كل مشهد
لتبك الهدى و الصالحات وأهلها * لتبك على أهل التقى والتجهد
خلت منهم ارجاء بعل فأوحشت * ولا من فتى يشكو ولا متوجد
لتبك مغاني العلم أضحت بلاقعا * فلا مقتدى إذ ليس في الناس مقتدي
لتبك على أخت الصلاة التي بها * إذا روعيت حفظ النظام المؤبد
بها بلغة العافي وتشييد منتدى ال‍ * علوم وعز الجند في كل محشد
لتبك رسول الله اعلام دينه * فأمته قد أصبحت دون مرشد
لتبك الامام المرتضى صنو احمد * لأحكام دين صانه بالمهند
لتبك الزكي المجتبى دين جده * لقد عصفت في أهله ريح ملحد
لتبك الحسين السبط وليبك محسن * مشيد منار العلم غوث الموحد
أ مولاي عذرا ما مقامي بما نحي * مقالا لمدح لا ولا الأمر مسعدي
الا يا يد البغي الأثيمة بئسما * جنيت على دين النبي محمد
سلبت من الاسلام كل فضيلة * وأخلاقه الحسنى فابئست من يد
وبعت علينا الظلم والفحش والخنا * فاوردتنا من جهلنا شر مورد
فيا صفقة جاءت بخسران أهلها * سنا مجدها وأستاصلت كل سؤدد
فصرنا نرى شهر الصيام جناية * على عالم الإنسان دون تردد
وفرض الصلاة الخمس عبئا لكاهل * التمدن يا لله للمتهجد
وفرض زكاة المال ظلما ومغرما * فيا للفقير البائس المتعبد
وشرب الحميا والفجور مكارما * وحفلة رقص عندنا خير مقصد
ففتياننا لاهون ما بين قينة * وقنينة إذا لم يروا من مسدد
يرى أنه في قمة العز رابض * غرورا وجهلا وهو بالذل مرتدي
حنانا إله العرش اما فتاتنا * فهمتها في ثوبها المتجدد
على نسق الأغبار تبدو صدورها * ومعصمها الزاهي لفتنة أمرد
الا يا رعاة العلم من أهل عامل * نهوضا لما استرعاكم الله باليد
نفرتم لنيل العلم فانقاد طائعا * إليكم مجيبا طوع عبد لسيد
ونلتم اقاصيه فأين بلاغكم * من النصح والإنذار من عذب مورد
أ تنتظرون الناس كي يحلفوا بكم * ويدعوكم عفوا لأمر ممهد
فهل من نبي قد دعته رجاله * ليهديهم سبل الصراط المعبد
وهل بيننا البحر المحيط وبينكم * أم المهمة القفر المخيف بماسد
فلم لا نراكم في النصيحة سبقا * أ ليس إله العرش منكم بمرصد
أ مولاي عفوا ما رأينا مسددا * حكيما يقول النفس في خير مقود
(٦٤٦)

رأينا ولكن عالما غير عامل * فلم يشف من اوصابنا غلة الصدي
أغثنا اجرنا يا فدتك نفوسنا * فلم يبق منا موضع للتجلد
مغفرة يا مولاي وعذرا فإنها والله نفثة مصدور ودمعة موتور خرجت
عن كبد حرى ومقلة عبرى ونفس يكاد ان يجري بذوبها النفس فارحمنا يا
مولانا بنفحة من تعطفاتك وأدركنا بنظرة من نظراتك ولأن يهدي الله بك
رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس والله يطيل لنا بقاءك ويرفع بك فينا
منار العلم ويحفظ بك الدين بمحمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله
وسلامه عليهم أجمعين.
ومن كتاب له آخر إلى مؤلف هذا الكتاب بتاريخ ١٤ جمادى الثانية
سنة ١٣٤١
بسم الله وصلى الله على رسوله وآله الطاهرين وسلام الله ورحمته
وبركاته على سيدي ومولاي قدوة العلماء وحجة الله في العالمين العلامة
الجليل والمولى النبيل السيد محسن الأمين دام ظله.
أقبل يدي مولاي وأرجو من الله طول بقائه اما بعد فقد كنت
رفعت لحضرته كتابا منذ أيام وكنت أرجو ان يتفضل بجوابه عما سبق من
وعده الكريم وإذا لم يرد علي شئ من ذلك احتملت عدم وصول كتابي
لحضرته فكتبت لمولاي كلمتي هذه متطفلا على حضرته راجيا ان يحلني منه
محل المستعطف مولاه في امره يتوقف عليه حياة دين جده
ص الذي أصبح فينا غريبا ينظر اليه بعين الازدراء والمتمسكون به في
الجملة ما أحراهم بقوله تعالى انا وجدنا آباءنا على أمة وانا على آثارهم
مقتدون لا يعرفون من الدين الا اسمه ولا من الأعمال الا ما قضت به
العادة ينقدح الشك في قلوبهم لأول عارض من شبهة حتى أن الكثير منهم
أصبح يقلد المزدرين في أقوالهم وأفعالهم لأنه يرى في تقليدهم راحة من
الاعمال ودخولا فيما يسمونه التمدن وان الالحاد لما نجم قرنه في البلاد
صادف قلوبا خالية وأدمغة فارغة وغفلة من علماء الدين فعاث في الأخلاق
الفساد بما شاده من المدارس التي قضت على حياة شبابنا الدينية ومنهم سرى
هذا الداء إلى غيرهم حتى عمت البلوى وان مولاي وسيدي الذي جاهد في
دين الله حق جهاده ونصب نفسه للهداية والارشاد ونشر العلوم والمعارف
وتأليف الكتب المفيدة حتى استنار به محيطه وغيره وحسبه بذلك فضلا عند
الله واجرا سعى مسعاه وجاهد في الدين جهاده أقول كلمتي هذه ولا أريد
بها المدحة والثناء وما قدر لساني في جنب عمله وانا أطلقت منها ما ناسب
المقام. ولعمر الله لو أن الأجانب اتونا بكل ما لديهم من قوة ولم يأتونا
بمدارسهم لما نالوا منا ما نالوه بها ولكنهم عرفوا من اين تؤكل الكتف فجاؤونا
بما أفسدوا علينا ديننا وأخلاقنا حتى أصبح القسم الأكبر من أهل الحل
والعقد فينا خدمة لأفكارهم يقلدونهم في أقوالهم وأفعالهم تاركين سنن الدين
وآدابه ظهريا اما العامة فمعذورون إذا لم يخترق نظرهم هذا الحجاب
الكثيف لأنه لم يكن لديهم من بعد النظر ما يدركون به هذه الغاية. وأما
أصحاب الزعامة فقد وجدوا ضالتهم المنشودة من العلم الحديث والمدينة
المموهة واستعباد الضعيف. وأما العلماء فما عذرهم؟ فلم تقف حفظة
الدين في وجه طليعة الالحاد فتدمغه بنشر العلوم الدينية وتوسيع النظر في
الفنون العصرية ليتسنى لها اخماد جذوته بتتبع شبهاته ودحضها بالبينات
والبراهين القاطعة. وقصروا نظرهم على ضرب فعل ماض والكليات
خمس والكر ألف ومائتا رطل بالعراقي وأذكر اني سمحت لي التقادير يوما
بالمثول لدى اجل علماء جبل عامل وأفضلهم وفي مجلسه جماعة من أفاضل
الطلبة فعرضت مسالة حسابية لم يحسنوا التصرف بها فاقتضى الحال ان كتبت
لهم جدول الضرب فكان لديهم محل اعجاب اين مقام علماء هذا القرن من
مقام سلفهم كالشيخ بهاء الدين العاملي الذي كان له في كل سابقة فخر وفي
كل مظلمة فجر ولم يكن لديهم من علم أصول الفقه الذي توسعت فيه
علماء عصرنا حتى أصبح شغلهم الشاغل سوى متون وأظن أنهم كانوا
يكتفون بالمعالم ومع ذلك فان العالم في عصرنا كل العالم من فهم معنى
كلمات الأوائل أو بني عليها أ فيضر علماءنا اليوم ان ينظروا في الفنون
العصرية ليعلموا صحيحها فيثبتوه ويأمروا به وفاسدها فينبذوه ويقيموا
البراهين على فساده أ لم تكن الحكمة ضالة المؤمن أم يحسن بعالمنا اليوم ان
يسال عما وراء قطره فلا يجيب أو يخبط في جوابه خبط عشواء وهو يرى علماء
غيرنا اليوم يتطاولون للوصول إلى عالم المريخ وهل يضر علماءنا اليوم إذا
كانت لهم جامعة يلجئون إليها للنظر في داء هذه الأمة ودوائها؟ أ لم يكن
جبل عامل كعبة لأهل العلم وقد اخرج مثل الشهيدين والميسي والكركي
وغيرهم ممن لا أعلم أسماءهم أ لم يشد أحدهم الرحال إلى مصر لتحصيل فن
التجويد طلبا للكمال. ليعطف مولاي النظر إلى ما فعلته علماء غير
المسلمين في كتبنا العربية كيف هذبوها وبوبوها ووضعوا لها التمارين
والأمثلة والشواهد متحرين فيها ذكر أسماء رجالهم وكل شاهد من كتابهم
حاذفين منها كل شاهد قرآني وكل حديث نبوي وكل كلمة جرت عادة
المسلمين باتخاذها شاهدا أو مثالا وقد أصبحت كتبهم هذه هي المنظورة بعين
الاعتبار وهي المتداولة في جميع المدارس حتى أصبح طالب العربية منا يتعلمها ولا
يسمع آية قرآنية ولا حديثا نبويا ولا شاهدا علويا وهذا الفن انما هو رشحة من
رشحاته يا لها من مصيبة. أ فكان واضعو هذه الكتب أوسع باعا وأكثر
اطلاعا من علمائنا الذين اجلهم من حيث علمهم عن أن يذكروا في جنب
هؤلاء واني والله ليسؤني ان اسمع وقد سمعت من يفتخر بهؤلاء ويقول
اين عندكم من يماثل فلانا في محيط محيطه أو فلانا في مجمع بحرينه أو فلانا
في منجده فلم يكن في وسعي الا السكوت إذ لم ار لأحد من متأخري
علمائنا اثرا يضاهي تلك الآثار وان تكن فهي في زوايا الخمول وغرضي
الأقصى ان أرى في بعلبك مدرسة تؤهل الطالب للهجرة إلى العراق
فتغرس في نفسه حب العلوم الدينية لكي يوجد بعد برهة من الزمن في
بلاد بعلبك جماعة من أهل العلم والفضل تقف في وجه هذا التيار وتحفظ
لهذه الأمة شعائر دينها وتكون مرجعا لها وهذه الغاية لا يمكن الوصول إليها
الا بواسطة مولاي الجليل إذ هو أقرب العلماء الينا وأصبرهم على العمل
وأولاهم بنا كما اننا أولى الناس به فقد أسس في دمشق ما شكر الله به
مسعاه فليتكرم علينا بعطفة من نظره الكريم يحيي بها ميتنا ويرشد بها ضالنا
ويرد بها شاردنا ويهدي بها رائدنا وهو أدرى بما أعده الله لمن نصب نفسه
للهداية كما أنه أيده الله أعلم بما أخذ الله على العلماء وحاشاه ان يخل
بواجب وبالختام أرجو من الله طول بقائه والسلام عليه وعلى من حوته
حوزته الكريمة وعلى سائر الاخوان المؤمنين ورحمة الله وبركاته.
ومن شعره قوله يرثي السيد محمد ابن عمنا السيد محمود ويمدح
المؤلف
هو الموت ان تجزع له أو تصبرا * له الحكم في الدنيا على سائر الورى
فمن أخطأته اليوم منا سهامه * ففي غده يلقاه كأسا مصبرا
فأين الالى شادوا القصور وأحكموا * وأين الألى قادوا جنودا وعسكرا
(٦٤٧)

رمتهم عوادي الحادثات فأصبحوا * أحاديث بعد العين للناس مخبرا
وغالت صروف الدهر عادا وتبعا * واردت ذوي التيجان كسرى وقيصرا
إذا لم يكن للمرء منج من الردى * وكان الردى للناس وردا ومصدرا
فحق عليه السعي للخير والتقى * وان يجعل الاحسان ما عاش متجرا
كسعي فقيد المجد من آل هاشم * أبي القاسم الزاكي فعالا وعنصرا
لقد فجعتنا النائبات بفقده * فقلب العلى حزنا عليه تفطرا
مصاب بني الزهراء بموت محمد * كوى كبد العلياء والطرف اسهرا
لقد عاش محمود النقيبة طاهرا * جليلا ولم يدنس له اللؤم مئزرا
ولما ان استوفى من الفخر قسطه * وأينع غصن العمر دهرا واثمرا
مضى وجميل الذكر في طي برده * كروض اريض عرفه الكون عطرا
تغمده الرحمن بالعفو والرضا * وعطر مثواه الكريم ونورا
لك العمر يا غوث الأنام وغيثها * وأفضل أهل العلم طرا واطهرا
لئن فوق الدهر الخئون سهامه * واصمى من العلياء قلبا ومنحرا
فقد أخطأت منه السهام ولم تصب * لها مقتلا ما دمت فينا مصدرا
فيا كعبة حجت إليها ذوو النهى * على غيره لم تعقد اليوم خنصرا
لئن كان بيت الله للناس كعبة * فإنك نور الله تهدى بك الورى
وفي فضل ما أوتيت من نور حكمة * وفضل بيان كنت للدين مظهرا
وإذ منسك الساعين للبيت شاهد * وحسبك يوم الحشر ذخرا ومفخرا
على أن أسفارا ملأت بطونها * علوما بها وجه البسيط تعطرا
وسارت مسير الشمس نورا وحكمة * لها قيل كل الصيد في جانب الفرا
أعدت بها للدين مجدا وسؤددا * وجددت من أنواره ما تكورا
واوليت أهل العصر فضلا ومنة * وقلدت جيد العصر درا وجوهرا
حللت دمشق الشام والجهل خيمت * غياهبه في أهلها قبل اعصرا
فقمت بأمر الله تدعو إلى الهدى * بعزم كحد السيف لا يعرف المرا
بزغت بها كالبدر يبدو ضياؤه * رويدا فيجتاح الدجى حيث ابدرا
وقامت قناة الدين فيها وأحكمت * قواعده لما صفا ما تكدرا
ولا بدع ان لم يبق للجهل موئل * وأنت بها ينبوع علم تفجرا
هنيئا لأرض مس نعلاك تربها * لقد أصبحت للعلم والفضل مصدرا
فيا كوثر الفضل الذي عم نفعه * تفرع من انا منحاك كوثرا
لك القول أضحى والشريعة سلمت * إليك مقاليد القضاء بما ترى
وهذا فنيق الجهل القى جرانه * علينا وفينا عرقه قد تشجرا
وأنت منار العلم والعيلم الذي * طما فجرى من فيضه العلم انهرا
حنانيك فابعث من فروعك جدولا * الينا أ لسنا بالهداية أجدرا
وأحسن الينا اليوم لا زلت محسنا * ووجه التقى والدين منك منورا
التوني
يوصف به ملا عبد الله بن محمد التوني شارح الوافية واخوه المولى
احمد.
التيزاني
كأنه منسوب إلى تيزان بوزن ميزان قرية من قرى هراة وأخرى من
قرى أصبهان وقع في سند رواية في باب دية جوارح الإنسان من الفقيه لا
يعرف ما اسمه.
التيملي يوصف به الحسن بن علي بن فضال وحمزة بن حبيب وزيد بن
محمد بن جعفر.
الأمير تيمور الكركاني المعروف بتيمور لنك المشهور
مولده ووفاته ومدفنه ومدة ملكه
ولد ليلة ٢٥ شعبان سنة ٧٣٦ كما في التاريخ الفارسي الآتي ذكره أو
٧٢٨ كما في شذرات الذهب وكما في شعر فارسي ارخ وفاته به بعض
معاصريه، وسيأتي أنه قال لعلماء حلب سنة ٨٠٣ ان عمره ٧٥ سنة وهذا
ينطبق على أن ميلاده سنة ٧٢٨ كما في الشذرات وكأنه اخذه من هذا
القول. ولا ينطبق على أن ميلاده سنة ٧٣٦ كما في التاريخ الفارسي لأنه
يكون عمره يومئذ ٦٧ سنة لا ٧٥ والله أعلم. وكان مولده بظاهر كش من
بلاد ما وراء النهر في قرية تسمى خواجة ايلغار من اعمال كش. وتوفي ليلة
الأربعاء ١٧ أو ١٩ شعبان سنة ٨٠٧ ببلدة أطرار ويقال أترار واوترار من
بلاد ما وراء النهر وهو سائر لفتح بلاد الخطا في الصين عن ٧١ أو
٧٩ سنة. وفي الشذرات توفي عن نيف وثمانين سنة وهو خطا ونقل
نعشه من اطرار إلى سمرقند في تابوت أبنوس ودفن في قبة كان قد بناها
لمدفنه في مدرسته ومدة ملكه ٣٦ سنة.
لقبه ونسبته
لنك بفتح اللام وسكون النون وكاف آخر الحروف فارسي معناه
الأعرج وكان تيمور اعرج شديد العرج والكركاني بكافين فارسيين نسبة
إلى كركان وهي المعروفة عند العرب بجرجان فإنه كان من تلك الولاية لأنه
ولد كما سمعت بقرية من عمل كش، وكش على ثلاثة فراسخ من جرجان
كما في معجم البلدان. وفي عجائب المقدور ان كوركان بلغة المغول الختن.
ولما استولى تيمور على ما وراء النهر صاهر الملوك فلقب كوركان.
نسبه
في التاريخ الفارسي الآتي إليه الإشارة نقلا عن تاريخ شرف الدين
علي اليزدي المسمى ظفر نامه المشهور بالتيموري قال هو الأمير تيمور
ابن الأمير طراغاي بن الأمير بركل بن انكير بهادر بن نويان بن قراجار
نويان أو نوئين بن صوعنجوصحين بن برلاس ابن قاجول بن تومنه خان بن
بايسنقر خان بن قايدوا خان بن ذوتمين خان بن بوقاقان بن بوزنجرقان
ونسبه ونسب جنكيز خان يلتقيان في تومنه خان الذي هو الأب الرابع
لجنكيز والتاسع لتيمور انتهى وفي عجائب المقدور هو تيمور بن ترغاي بن
ابغاي وفي شذرات الذهب هو تيمور بن ايتمش قتلغ بن زنكي بن
سيبا بن طارم طر بن طغربك بن قليج بن سنقور بن كنجك بن طغرسبوقا
انتهى والتباين بينه وبين ما في ظفر نامه غريب، وينتسب إلى جنكيز من
طرف الأم كما ذكره غير واحد وظهر بهذا ان القول بانتسابه إلى جنكيز من
جهة الأب كما يحكى عن تاريخ ابن خلدون والقول انه لا ينتسب إلى قبيلة
جنكيز الا من جهة الأم كما ذكره بعض أهل العصر كلاهما ليس بصواب.
(٦٤٨)

الكتب التي نعتمد عليها في ترجمته
نأخذها من تاريخ فارسي مخطوط عندنا ذكر فيه ملخص أخباره
ومن كتاب عجائب المقدور في أخبار تيمور لأحمد بن محمد بن عبد الله
الدمشقي المعروف بابن عربشاه المعاصر لتيمور بحذف اسجاعه الباردة
وتشدقاته الممقوتة وشتائمه ومن كتاب البدر الطالع في أعيان القرن السابع
لمحمد بن علي الشوكاني ومن شذرات الذهب لعبد الحي بن عماد الحنبلي
وما نقل عن غيرها من الكتب كتواريخ القرماني وابن اياس وابن دحلان
وغيرها.
سوء القول فيه
بالغ جل من ذكر تيمور من المؤرخين خصوصا ابن عربشاه والقرماني
في سبه وشتمه ولعنه كلما مر ذكره ووصفه بأقبح الصفات ونعته بأبشع
النعوت، وقال الدحلاني في الفتوحات الاسلامية فيما حكي عنه كان ظهور
تيمور لنك من أشد المحن والبلايا على هذه الأمة أفسد في الأرض وأهلك
الحرث والنسل وهو وإن كان يدعي الاسلام إلا أن قتاله مثل قتال الكفار
لأنه فعل أفعالا مع المسلمين أكثر مما تفعله الكفار من القتل والأسر
والتخريب وكان رافضيا شديد الرفض انتهى ولا شك أن للنحلة
والمذهب في ذلك دخلا فقد وقع في تاريخ الاسلام ما هو مثل أفعال تيمور
وأفظع وأشنع ولم نر هؤلاء المؤرخين تناولوا فاعليها ببعض ما تناولوا به هذا
الرجل وأي ملك تغلب على بلاد لم يكن تغلبه عليها بالقهر والقتل وسفك
الدماء وهتك الاعراض ونهب الأموال الا ما شذ، وهؤلاء السلاجقة وهم
من ملوك الاسلام لما تغلبوا على بلاد الموصل كانت النساء العربيات يقتلن
أنفسهن خوفا من الفضيحة، وتاريخ الاسلام حافل بالفظائع قتل يوم
الجمل في البصرة خمسة عشر ألفا من المسلمين على الأكثر وعشرة آلاف على
الأقل على أي شئ؟! وقتل من عبد القيس في وقت الهدنة سبعون رجلا
صبرا كانوا يجرون كالكلاب فيقتلون فيما ذكره الطبري، على غير ذنب،
ونتفوا لحية عثمان بن حنيف الأنصاري وحاجبيه وأشفار عينيه بعد الأمان
أ فكان هذا مثل فعل الكفار أو أقل أو أشد. وسار بسر بن أرطاة وهو
صحابي يستعرض المسلمين بالسيف ظلما وعدوانا حتى أتى مكة والمدينة
واليمن وقتل في خروجه ذلك ألوفا من المسلمين على غير ذنب وذبح ابني
عبيد الله بن العباس وهما طفلان صغيران على درج صنعاء تحت ذيل أمهما
فذهب عقلها وسبى نساء مسلمات فأقمن في السوق فكان يكشف عن
سوقهن فأيتهن كانت أعظم ساقا اشتريت على عظم ساقها، أ فكان الكفار
يفعلون أعظم من هذا؟! وأرسل معاوية بعض أصحاب حجر بن عدي
من الشام إلى زياد بن سمية بالكوفة وأمر أن يدفنه حيا فامتثل ودفنه حيا
فهل فعل الكفار مثل هذا أو أفظع منه؟! وقتل المسلمون الحسين بن علي بن
أبي طالب وهو ابن بنت نبيهم وليس لنبيهم ابن بنت غيره فكانوا بين قاتل
وخاذل، وقد أوصى به ونوه بفضله، وبايعوا بالخلافة يزيد الخمير السكير
اللاعب بالقرود والفهود المعلن بالكفر وقتلوا مع الحسين سبعة عشر رجلا
من أهل بيته ونيفا وسبعين من أصحابه بعد ما منعوهم الماء ومعهم الأطفال
والنساء ومثلوا بالحسين بعد القتل وسبوا نساءه وساروا بهن وبرأسه ورؤوس
أصحابه من بلد أ فكان هذا أكثر مما تفعله الكفار أو أقل! هذا والعهد
بالرسول ص قريب والاسلام غض طري!! وحوصرت المدينة يوم الحرة
وذلك في صدر الاسلام وقتل أهلها قتلا عاما وفيها الصحابة وسميت نتنة
ونتفت لحية أبي سعيد الخدري وهو شيخ كبير صحابي وأبيحت ثلاثا حتى
حملت مئات النساء من الزنا وولد مئات الأولاد لا يعرف لهم أب وكان
الرجل من أهلها بعد ذلك إذا أراد أن يزوج ابنته لم يضمن بكارتها يقول
لعله أصابها شئ يوم الحرة. وبويع الناس وفيهم بقايا المهاجرين والأنصار
على أنهم عبيد رق ليزيد بن معاوية ومن أبى قتل فأين هذا من فعل
الكفار؟. وسلط عبد الملك بن مروان وهو يحمل لقب الخلافة وإمرة المؤمنين
الحجاج على المسلمين يقتل وينهب ويسلب ويسجن ويعاقب بأفظع
العقوبات بذنب وبغير ذنب حتى غزا مكة المكرمة وضرب البيت الحرام
بالمنجنيق وقتل ابن الزبير وهو صحابي وصلبه وختم على أيدي الصحابة
وأعناقهم كما يفعل بالكفار وولاه العراق فعمل فيه من الظلم ما لا يدركه
الحصر وقتل من المسلمين ما لا يحصيه العد، ووجد في سجنه بعد هلاكه
ألوف لم يكن لأحد منهم ذنب يستحق به السجن وكان يسجن الرجال
والنساء في سجن واحد وليس له سقف فهل وجد في الكفار من يشبه فعله
فعل الحجاج مع المسلمين؟.
وإن الأفعال المار ذكرها فرقت كلمة المسلمين وأوقعت بينهم العداوة
والضغائن إلى اليوم فكانت من هذه الجهة أشد من محنة تيمور، هل قال
أحد أنها من أشد المحن والبلايا على هذه الأمة، بل نرى اليوم من يشيد
بذكر من قتل الحسين ومن سلط الحجاج وأشباهه على هذه الأمة على المنابر
ويذكر ميزاته ومناقبه ويلوم من لا يتابعه على ذلك. ولما أخذ صلاح الدين
ملك الفاطميين بمصر حبس رجالهم ونساءهم وفرق بينهم في الحبس حتى لا
يتناسلوا أ فيوجد ظلم أفظع من هذا عند الكفار.
نحن لا نقول أن تيمور لم يكن ظالما فهو طاغية ظالم كغيره من الظلمة
المتغلبين، ولكننا نسأل هؤلاء المؤرخين لما ذا إذا مروا بذكر غيره من الظلمة
ممن هو مثله أو أكثر منه ظلما أو أقل، وكانت مفاسد ظلمه أضر على هذه
الأمة لم يتناولوه بسب ولا شتم وربما التمسوا له العذر أو قالوا إنه مأجور
وإذا مروا بذكر تيمور تناولوه بالشتم واللعن كلما ذكر؟! ولا شك أن
للعصبية المذهبية دخلا في ذلك.
آباؤه وأجداده
قد عرفت أنه يجتمع هو وجنكيز خان في بعض أجداده وقال غير
واحد ان أمه من ذرية جنكيز ومر آنفا عن خطط الشام أن أباه رأس قبيلة
برلاس التركية وحكم ولاية كش وفي التاريخ الفارسي كان أباه الأمير تيمور
وأجداده أصحاب حشمة وشوكة عند الخوانين الجنكيزية وكان لجده الخامس
الأمير قراجار نوئين منصب أمير الأمراء في زمن سلطنة جغاتاي خان بن
جنكيز خان وكان اليه ضبط وتنسيق العسكر والرعية وتوفي سنة ٦٥٢ عن
٨٩ سنة وولد تيمور بالتاريخ المتقدم انتهى وفي عجائب المقدور كان
(٦٤٩)

تيمور وأبوه من الفدادين وقيل كان من الحشم الرجالة وقيل كان أبوه
اسكافا وقيل أن والده كان أمير مائة عند السلطان مشهورا بالجلادة
والشهامة ويمكن الجمع بين هذه الأقوال باعتبار اختلاف الزمان والأصح أن
أباه ترغاي كان أحد أركان دولة السلطان انتهى وفي شذرات الذهب
قيل أن والده كان اسكافا وقيل بل كان أميرا عند السلطان حسين صاحب
مدينة بلخ وكان أحد أركان دولته انتهى ومن ذلك يعلم أن أقوال من قال
أنه وأباه كانا من الفدادين وان أباه كان اسكافا يراد به التنقيض له و الغض
منه كجملة من الأمور المسندة له مثل ما في عجائب المقدور وتبعه غيره من أنه
كان في أول أمره يستعمل السرقة وانه سرق ليلة شاة فأحس به الراعي
فرماه بسهم في كتفه وآخر في رجله فصار أعرج فإنه من هذا القبيل.
صفته
في شذرات الذهب كان شيخا طوالا شكلا مهولا طويل اللحية
حسن الوجه بطلا شجاعا جبارا ظلوما غشوما سفاكا للدماء مقداما على
ذلك وكان أعرج وكان يصلي من قيام وكان جهوري الصوت انتهى، وفي
البدر الطالع كان شيخا طويلا مهولا طويل اللحية حسن الوجه أعرج
شديد العرج شلت رجله أوائل أمره ومع ذلك كان يصلي من قيام انتهى.
مجمل أحواله
كان تيمور من عظماء الرجال وأهل الهمم العالية وممن ساعدهم الحظ
في الدنيا فملك ملكا عظيما وفتح جل بلاد الشرق وألفت في سيرته الكتب
المستقلة، وبالجملة كان من نوادر الدهر في كل أحواله. وفي الشذرات
كان يسلك الجد مع القريب والبعيد ولا يحب المزاح ويحب الشطرنج وله فيه
يد طولى وزاد فيه جملا وبغلا وجعل رقعته عشرة في أحد عشر وكان ماهرا
فيه لا يلاعبه فيه إلا الأفراد وكان يقرب العلماء والصلحاء والشجعان
والأشراف وينزلهم منازلهم ولكن من خالف أمره أدنى مخالفة استباح دمه
وكانت هيبته لا تدانى بهذا السبب وكان من أطاعه في أول وهلة أمن ومن
خالفه أدنى مخالفة وهن، وكان له فكر صائب ومكايد في الحروب وفراسة قل
أن تخطئ وكان عارفا بالتواريخ لادمانه على سماعها لا يخلو مجلسه عن
قراءة شئ منها لا سفرا ولا حضرا وكان مغرى بمن له صناعة ما إذا كان
حاذقا فيها وكان أميا لا يحسن الكتابة وكان حاذقا باللغة الفارسية والتركية
والمغلية خاصة وكان يقدم قواعد جنكيز خان ويجعلها أصلا وكان له
جواسيس في جميع البلاد التي ملكها والتي لم يملكها وكانوا ينهون اليه
الحوادث الكائنة على جليتها ويكاتبونه بجميع ما يروم فلا يتوجه إلى جهة
الا وهو على بصيرة من أمرها وبلغ من دهائه أنه كان إذا قصد جهة جمع
أكابر الدولة وتشاوروا إلى أن يقع الرأي على التوجه في الوقت الفلاني إلى
الجهة الفلانية فيكاتب جواسيس تلك الجهات فيأخذ أهلها حذرهم ويأنس
غيرها فإذا ضرب بالنفير وأصبحوا سائرين ذات الشمال عرج بهم ذات
اليمين فلا يصل الخبر الثاني إلا وقد دهم الجهة التي يريد وأهلها غافلون
انتهى وفي البدر الطالع انه دوخ الممالك واستولى على غالب البلاد
الاسلامية بل والعجم وجميع ما وراء النهر والشام والعراق والروم والهند وما
بين هذه الممالك. قال وقد وصف ابن عربشاه من عجائب تيمور وغرائبه ما
ينبهر له كل من وقف عليه ويعرف مقدار هذا الملك الذي لم يأت قبله ولا
بعده مثله فان جنكيز خان ملك التتار لم يباشر ما باشر هذا ولا بعضه وأما
هذا فهو المباشر لكل فتوحاته المدبر لجميع معاركه ولقد كان من أعاجيب
الزمن في حركاته وسكناته، ثم قال وكانت له همة عظيمة لم يبلغ إلى سموها
همة ملك من الملوك من جميع الطوائف فإنه ما زال يفتح البلاد ويقهر الملوك
ويستولي على الأقاليم منذ قيامه في بلاده واستيلائه على مملكة أرضه إلى أن
مات وناهيك انه مات في الغزو ولم يصده عن ذلك كثرة ما قد صار بيده من
الممالك ولا كفاه ما قد استولى عليه من الأراضي التي كانت قائمة بعدة
ملوك هم تحت ركابه ومن جملة خدمه. وكان يجمع العلماء ويأمرهم بالمناظرة
في مقامه ويسائلهم وبالجملة كان من الغرائب البارزة إلى العالم الدالة على
القدرة الإلاهية وانه يسلط من يشاء على من يشاء انتهى وفي عجائب
المقدور كان تيمور في أول أمره شابا حديدا جلدا وكان لا يعجبه العجب
ولا يستهويه اللهو والطرب وكان ابنه ميران شاه عنده رجل اسمه القطب
الموصلي ماهر في الموسيقي وله فيه مصنفات وكان ميران شاه به مغرما وجرى
بين القطب وبين الأستاذ عبد القادر المراغي مباحثات فقال تيمور ان القطب
أفسد عقل ميران شاه كما أفسد عبد القادر أحمد ابن الشيخ أويس انتهى
وفي التاريخ الفارسي الآنف الذكر ما تعريبه الباب الرابع في ذكر الأمراء
التيمورية وأولهم السلطان صاحب قران الأمير قطب الدين تيمور الكركاني
وهذا كان ملكا عظيم الشأن وخسرو صاحب قران وأكابر المؤرخين يعدونه
في الفتوحات والصولة والشجاعة وغيرها نظير الإسكندر وجنكيز خان وقد
ألفت في بيان أحواله وأوصافه ومآثره ووقائعه وفتوحاته كتب عديدة منها
كتاب ظفر نامه المشهور بالتاريخ التيموري من مصنفات أفصح المؤرخين
مولانا شرف الدين علي اليزدي انتهى وفي خطط الشام رأس أبوه قبيلة
برلاس التركية وحكم ولاية كش وقد تيتم صغيرا وسلبه جيرانه امارته
فتوسل تيمور إلى أمير بلاد كشغر ملك الجغتاي فانعم عليه بولاية ما وراء
نهر جيحون ثم نزع يده من يد أمير كشغر وانضم إلى عمه حسين ولما ماتت
زوجته أصبح تيمور في حل من أمره وداهم حسينا وتغلب عليه واستولى على
بلخ فأصبح ملكا على بلاد الجغتاي كلها انتهى والصواب انه لم يتيتم
صغيرا فقد كان سنه عند وفاة أبيه ١٦ سنة أو ٢٤ سنة كما يعلم من تاريخ
مولده وتاريخ وفاة أبيه السابقين، وفي الخطط أيضا انجد تيمور أحد
الخانات على أوروس خان ملك قسم من بلاد روسيا الجنوبية الشرقية ثم
فتح خراسان وهراة وطوريس وقارص وتفليس وشيراز وأصفهان وكشغر
ومازندران والعراق بأسره ودخل الهند فنازل مملكة المسلمين حتى غلب عليها
وفتح أفغانستان وجلب من الهند إلى بلاده المهندسين والنقاشين، ثم حارب
السلطان بايزيد العثماني سنة ٨٠٥ الصواب ٨٠٤ وغلبه ووضعه في
قفص من حديد وباستيلائه على أزمير اضطر إمبراطور القسطنطينية ان
يؤدي إليه الجزية، وخرب عاصمتي الشام حلب ودمشق، وكان ملوك
أوروبا يخافونه وكثيرا ما أرسلوا الوفود لتهنئته بانتصاراته.
حالة الدولة الجنكيزية
قبل ظهور تيمور
في التاريخ الفارسي انه في الوقت الذي توفي فيه والد تيمور وهو سنة
٦٥٢ كان السلطان قزان خان من نسل جغتاي خان ملكا في بلاد ما
وراء النهر وبسبب ظلمه وشراسته خرج عليه الأمير قزغن أحد الأمراء
العقلاء أهل الأخلاق الحسنة وفي سنة ٧٤٧ خلعه من السلطنة وصارت
دولة الخوانين الجنكيزية ضعيفة جدا وغلب عليها الأمراء وصاروا هم الذين
يعزلونهم وينصبونهم ومملكة ما وراء النهر بيمن معدلة الأمير قزغن صارت
(٦٥٠)

معمورة وحكم قزغن زيادة على اثنتي عشرة سنة إلى أن قتل في سنة ٧٥٩
بيد بعض مقربيه فحكم بعده ولده الأمير عبد الله نحوا من سنة ثم قتل ثم
نصب في المملكة أغلان خان من نسل جغتاي خان فلم يتفق معه أمراء ما
وراء النهر فخلع سنة ٧٦٠ ووقع الهرج والمرج في المملكة وصار كل أمير
يحكم برأيه ولا يحسب لغيره ووقعت المحاربة والمقاتلة بينهم وصار الناس
عرضة للتلف وكان تقلقتمور خان من نسل جغتاي خان له شئ من
الاستقلال في الملك فجهز عسكرا في سنة ٧٦١ بتمام العظمة والشوكة
وتوجه نحو بلاد ما وراء النهر وأكثر أمراء تلك البلاد حضروا إلى خدمته
وكان والد الأمير تيمور قد توفي في تلك السنة انتهى.
مبدأ ظهوره إلى أن ملك
قال وكان الأمير تيمور قد تزوج ابنة الأمير قزغن وعمره يومئذ ٢٥
سنة فذهب إلى خدمة تقلقتمور خان وحيث رأى فيه ملامح النجابة والقدرة
عينه في ديوانه وكان الأمير حسين بن الأمير صلاء أخو زوجة الأمير تيمور
وحفيد الأمير قزغن حاكما على بلاد ما وراء النهر فترقى الأمير تيمور في زمانه
وبقي الأمير زاده الكبير يعني تقلقتمور والأمير حسين والأمير تيمور مدة
على اتفاق في الشدة والرخاء ثم وقع الاختلاف بينه وبين الأمير حسين فمال
أمراء النهر إلى جانب الأمير تيمور وقتلوا الأمير حسينا في مدينة بلخ وفي يوم
الأربعاء تاسع شهر رمضان المبارك سنة ٧٧١ صار الأمير تيمور حاكما على
جميع ما وراء النهر مما كان بيد قزغن ونصب سيورغتمش من نسل جغتاي
خانا على المملكة. وقال وكانت دولة تيمور بعد هذا في اقبال وترق وتزايد
وكلما قصد بلدا فتحه وما قاتل عدوا إلا غلبه وكل من خالفه صار مقهورا
ولم يغلب في معركة من المعارك في مدة الست والثلاثين سنة التي ملكها أخذ
جميع بلاد ما وراء النهر وتركستان وخوارزم وخراسان وسيستان وهندوستان
والعراقين وفارس وكرمان ومازندران وآذربايجان وديار بكر وخوزستان وفتح
كثيرا من القلاع والحصون وقهر ملوك تلك الممالك وفوض الحكومة
والسلطنة إلى أولاده وأحفاده وأمرائه انتهى وعن ابن حجر كان تيمور
من اتباع طقتمش خان آخر الملوك من ذرية جنكيز خان فلما مات وقدر في
السلطنة ولده محمود استقر تيمور اتابكه وتزوج أم محمود وصار هو المتكلم
في المملكة وكانت همته عالية ويتطلع إلى الملك انتهى وطقتمش هذا ليس
له ذكر في كلام غيره ويمكن ان يكون الصواب سيورغتمش أو تقلقتمور بدل
طقتمش لأن طقتمش كان ملك القبجاق كما يأتي والذي كان آخر الملوك
من اتباعه هو تقلقتمور أو سيورغتمش كما مر ولكن التعدد في طقتمش ممكن
فكون ملك القبجاق اسمه طقتمش لا يمنع أن يكون آخر الملوك من ذرية
جنكيز اسمه طقتمش، ويبعد كون سيورغتمش هو والد محمود ما سيأتي من
أن تيمور كان يطلب إلى من يريد طاعته له أن يخطبوا باسم محمود خان أو
سيورغتش وباسم الأمير الكبير تيمور الكركاني وهذا يدل على أنهما كانا
موجودين أميرين في وقت واحد، وفي البدر الطالع كان ابتداء ملك تيمور
انها لما انقرضت دولة بني جنكيز خان وتلاشت في جميع النواحي ظهر هذا
بتركستان وسمرقند وتغلب على ملكهم محمود بعد أن كان أتابكه وتزوج أمه
فاستبد عليه انتهى وقد سمعت ان ابن حجر قال محمود هو ابن طقتمش
واننا احتملنا أن يكون الصواب تقلقتمور أو سيورغتمش بدل طقتمش ويأتي
عن عجائب المقدور ما يدل على أنه تقرب عند السلطان حسين ملك بلخ
وهو بيت الملك حتى تزوج أخته ثم غاضبته فقتلها وانه حمل مرة إلى
السلطان حسين فأراد قتله فشفع فيه ولده غياث الدين وصار في خدمة
غياث الدين ثم فارقه وعبر جيحون مع أصحابه وفتح مدينة نخشب وانه
عصى على السلطان حسين وتحارب معه عدة مرات حتى قتل السلطان
حسينا سنة ٧٧١ وأقام مقامه شخصا يدعى سيورغتمش من بيت المملكة
من ذرية جنكيز وأنه حارب غياث الدين بن السلطان حسين سلطان هراة
وأخذ هراة منه. وفي أعلام النبلاء عن تاريخ ابن خلدون أو غيره ما
ملخصه ان غياث الدين اصطحبه وزوجه أخته وقربه حتى صار من وزرائه
فلما ملك غياث الدين بعد أبيه حسين ازدادت منزلة تيمور عنده ثم وقع بينه
وبين زوجته أخت غياث الدين شئ أغضبه فقتلها وعصى على غياث
الدين إلى أن حاصره بهراة وملكها وحبس غياث الدين حتى مات جوعا
وعطشا انتهى أقول في كلام هؤلاء المؤرخين من التنافي ما لا يخفى أولا
ان كلام ابن عربشاه دال على أن حسينا الذي كان تيمور متزوجا بأخته كان
هو ملك التتار فحاربه تيمور حتى قتله وأقام بعده على المملكة سيورغتمش
من ذرية جنكيز والذي مر عن التاريخ الفارسي دال على أن الذي تزوج
تيمور أخته هو الأمير حسين ابن الأمير صلاء ابن الأمير قزعن ولم يكن
سلطانا بل حاكما على بلاد ما وراء النهر والسلطان العام هو تقلقتمور خان
من ذرية جنكيز وان تيمور كان من اتباع تقلقتمور لا من أتباع الأمير حسين
حتى يقال أنه عصى عليه بل كان من أقران الأمير حسين ونظرائه أو أعلى
منه والظاهر أن الصواب ما في التاريخ الفارسي وان ما في عجائب المقدر
أشبه بأقاصيص المخترعين منه بأقوال ثقات المؤرخين ثانيا نسبة التلصص
إلى تيمور الظاهر أنها غير صحيحة لما عرفت من أنه كان هو وآباؤه أصحاب
حشمة وإمارة من أول عمره ثالثا الظاهر أن القول بأنه تزوج أخت غياث
الدين اشتباه وانما تزوج أخت الأمير حسين والله أعلم. وفي عجائب المقدور
كان في أول أمره إذا نزل بأحد مستضيفا استنسبه وحفظ اسمه ونسبه وقال
له إذا بلغك اني استوليت على الممالك فائتني بعلامة كذا أكافئك فلما ملك
هرعت الناس بالعلائم اليه فكان ينزل كل أحد منزلته. وانه كان في أول
أمره استمال اليه نحو أربعين رجلا مثل العباس وجهانشاه وقمارى وسليمان
شاه وايدكو تيمور وسيف الدين وغيرهم وكان يذكر لهم انه طالب ملك وانه
سيقهر ملوك الدنيا فيسخرون منه، وفي غيره فيسخر منه بعضهم ويصدقه
البعض لما يرون من شدة حزمه وشجاعته
إن المقادير إذا ساعدت * ألحقت العاجز بالحازم
فشرع فيما يقصده والمقادير تساعده
لا يؤيسنك من مجد تباعده * فان للمجد تدريجا وتدريبا
إن القناة التي شاهدت رفعتها * تنمو فتنبت أنبوبا فأنبوبا
قال وقيل إنه في بعض أسفاره ضل الطريق وكاد يهلك جوعا و عطشا
إلى أن وقع على خيل السلطان وكان عارفا بصفاتها وسماتها فطلب منه القيم
عليها أن يصحبه ففعل وجهزه إلى السلطان ومعه خيل واعلمه حاله فانعم
السلطان عليه ووصى القيم به ورده اليه فلم يلبث القيم ان مات فتولى
تيمور مكانه ولم يزل يترقى عند السلطان حتى تزوج أخت السلطان ثم
جرى بينه وبينها منافرة فعيرته بما كان عليه فقتلها وعصى على السلطان
وكان السلطان اسمه حسين وهو من بيت الملك وقاعدة ملكه مدينة بلخ
وأوامره جارية في ممالك ما وراء النهر إلى أطراف تركستان قال وكان
للسلطان أربعة وزراء كل واحد من قبيلة احدى هذه القبائل تسمى ارلات
(٦٥١)

والثانية جلاير والثالثة قارجين والرابعة برلاس و كان تيمور ابن الوزير الذي
هو من القبيلة الرابعة فنشأ شابا لبيبا هماما حازما جلدا أريبا وكان يصاحب
نظراءه من أولاد الوزراء فقال لهم يوما إن جدتي رأت مناما وعبرته بأنه
يظهر لها من الأولاد من يدوخ البلاد ويملك العباد وذلك الولد هو أنا
فعاهدوني على أن تكونوا لي أنصارا فعاهدوه فشعر به السلطان فطلبه فهرب
وخرج في تلك الفئة فيما بين ٧٦٠ و ٧٧٠ وقال لي شيخي محمد بن محمد
البخاري أن تيمور قتل السلطان حسينا في شعبان سنة ٧٧١ ومن ذلك
الوقت استقل بالملك وكانت وفاته في شعبان سنة ٨٠٧ فمدة استيلائه
مستقلا ٣٦ سنة ثم ذكر انه لما خرج صار هو ورفقاؤه يتحرمون في بلاد ما
وراء النهر فذهب في بعض الليالي وقد أضر بهم الجوع فدخل حائطا في
سجستان فيه غنم فاحتمل منها واحدة فشعر به الراعي فرماه بسهم وحمله
إلى سلطان هراة واسمه حسين فضربه وأمر بصلبه فشفع فيه غياث الدين
ابن السلطان حسين فوهبه له فداوى جرحه حتى برئ فكان في خدمة
غياث الدين من أعقل الخدم وأضبط الكفاة فارتقى عنده وعصى عليه نائب
سجستان فوجه اليه تيمور مع طائفة من الجند فقبض على النائب وجبى
الأموال وقيل إنه كان في خدمة ابن السلطان إلى أن توفي السلطان وقام ابنه
غياث الدين مقامه ففارقه تيمور قاصدا ما وراء النهر ومعه أصحابه فأرسل
وراءهم ففاتوه ووصلوا إلى جيحون وعبروه سباحة بخيولهم.
أخذه مدينة نخشب
وساروا حتى أتوا مدينة نخشب فتركوا خيلهم خارجها ودخلوا من ممر
الماء وأتوا دار الأمير فاخذوا ما وجدوه من سلاح وعدة وخيل وكان الأمير في
البستان واسمه موسى فاجتمع عليهم أهل البلد وأرسلوا إلى الأمير فأمدهم
بالرجال فحملوا على الناس فهزموهم واجتمع عليهم جماعة فصاروا في
ثلاثمائة فأرسل إليهم السلطان عسكرا فكسروه واستولوا على حصن فجعلوه
معقلا واستولوا على المدينة.
إطاعة والي بلخشان له
قال وأرسل تيمور إلى ولاية بلخشان وكان الولاة بها أخوين تحت
طاعة السلطان وكان أولادهما عنده رهائن فلما أرسلهما تيمور على طاعته
أجاباه إلى ذلك.
إطاعة المغول له
قال ثم إن المغول نهضت من جهة الشرق على السلطان حسين
فاستعد لهم وقطع جيحون ووقع الحرب بينهم فانكسر السلطان وراسلهم
تيمور فأطاعوه ووعدوه بمصاهرتهم واسم ملكهم قمر الدين خان.
الحرب بين تيمور والسلطان حسين
وانكسار عسكر السلطان
قال ثم إن السلطان حسينا جهز عسكرا عظيما على تيمور وتوجه اليه
بنفسه حتى انتهى إلى مكان يسمى فاغلغار وهناك جبلان بينهما مضيق مسافة
ساعة وفي وسط الدرب باب إذا أغلق لم يقدر عليه أحد فاخذ العسكر فم
ذلك المضيق من جهة سمرقند وتيمور على الجانب الآخر فقال تيمور
لأصحابه انني أعرف هاهنا جادة غامضة فلنسلكها ولنسر ليلتنا كلها حتى
نأتيهم من ورائهم فان وصلناهم قبل طلوع الفجر وهم غارون كان لنا
النصر عليهم فاسروا ليلتهم كلها فلم يصلوا إليهم الا بعد طلوع الشمس
وفاتهم ما أرادوا فتنحوا ناحية وتركوا خيولهم ترعى وناموا فمر بهم العسكر
فحسبوهم أصحابهم ولم يتعرضوا لهم لعلمهم انهم في الجانب الآخر فلما
استراحوا وجازهم العسكر حملوا عليه فكانت الهزيمة وبلغ الخبر إلى السلطان
فهرب إلى بلخ واستولى تيمور على ممالك ما وراء النهر.
إطاعة نائب سمرقند له
قال وكان نائب سمرقند من قبل السلطان شخص يدعى علي شير
فكاتبه تيمور على أن تكون الممالك بينهما ويكون معه على السلطان حسين
فاجابه إلى ذلك وحضر بين يديه فزاد في اكرامه.
قتل السلطان حسين وتملك سيورغتمش
قال ثم قصد تيمور بلخشان فاستقبله ملكاها وسار من بلخشان وهما
معه قاصدا بلخ لمحاصرة السلطان فتحصن منهم وأخرج ولديهما اللذين كانا
عنده رهينة فضرب أعناقهما بمرأى من أبويهما ثم أنه ضعف حاله فاستسلم
فقبض عليه تيمور ورد أميري بلخشان إليها مكرمين وتوجه إلى سمرقند
ومعه السلطان حسين وذلك في شعبان سنة ٧٧١ فوصلها واتخذها دار ملكه
ثم إنه قتل السلطان حسينا وأقام مقامه شخصا يدعى سيورغتمش من بيت
المملكة من ذرية جنكيز خان. هكذا في عجائب المقدور ومر عن التاريخ
الفارسي ان سيورغتمش أقامه تيمور في المملكة بعد تقلقتمور وإن حسينا
كان حاكما على بلاد ما وراء النهر ولم يكن سلطانا فقتله تيمور والله أعلم
فكان حال سيورغتمش معه حال الخلفاء العباسية مع ملوك الديلم
والسلاجقة واستمر علي شير نائبا في سمرقند وكان يكرمه ويستشيره في
أموره.
وثوب سلطان الدشت على تيمور
قال ثم أن توقتاميش خان سلطان الدشت والتتار لما رأى ما جرى بين
تيمور والسلطان حسين اغتاظ لذلك لما بينه وبين السلطان من النسب فجهز
جيشا وتوجه لقتال تيمور من جهة سفتاق واترار فخرج اليه تيمور من
سمرقند وتلاقيا بأطراف تركستان بين نهري سيحون وجيحون ووقع القتال
فظهر الفشل على عسكر تيمور فجاء اليه رجل يقال له السيد بركة وهو
مغربي أو حجازي وله احترام عظيم ببلاد خراسان وما وراء النهر فتشكا اليه
تيمور حالة الجيش فقال لا تخف وأخذ كفا من الحصى ورمى به نحو العدو
وصاح قائلا ياغي قاچدي فتبعهما العسكر وقالوا جميعا ياغي قاچدي
وحملوا على عسكر توقتاميش فهزموه ولحقوه يقتلون ويأسرون ويغنمون
أقول وأمثال هذا التدبير يستعمل كثيرا لتقوية نفوس العسكر وارهاب
العدو فينفع، فقال تيمور لبركة تمن علي واحتكم فقال أريد اندخوي من
بلاد خراسان وهي من أوقاف الحرمين وأنا وأولادي من مستحقيها فأعطاه
إياها فهي في أيدي أحفاده إلى عصر ابن عربشاه ٨٣٦.
قتل علي شير والي سمرقند
في عجائب المقدور ثم وقع بين تيمور وعلي شير اختلاف وانضم إلى
كل واحد طائفة فقبض عليه تيمور وقتله وصفت له البلاد.
قتله المفسدين بسمرقند
قال وكان في سمرقند كثير من المفسدين وهم فرقتان كقيس واليمن
(٦٥٢)

ولكل فرقة رؤساء وكان تيمور مع ابهته يخافهم فكان إذا قصد جهة أقام
نائبا عنه في سمرقند فإذا خرج عن البلد خلعوا النائب أو خرجوا مع النائب
وأظهروا المخالفة فإذا رجع تيمور أصلح الحال فإذا خرج من سمرقند عادوا
إلى ذلك تكرر ذلك منهم نحوا من تسع مرات فاعمل الحيلة في استئصالهم
وأراد عمل سور للبلد وقسم الأعمال على الناس وأفرد أولئك مع
رؤسائهم في جهة ورتب أناسا من أعوانه في مكان وأمرهم بقتل كل من أتى
إليهم فكان إذا فرع الناس من العمل خلع على رؤسائهم فإذا أفضت
النوبة إلى رؤساء المفسدين خلع على الواحد منهم بالذهاب لذلك المكان
لقبض الجائزة فيقتل حتى قتلهم جميعا.
بلاد سمرقند التي ملكها تيمور
قال هي سمرقند وولاياتها وهي سبعة تومانات. واندكان وجهاتها
وهي تسعة تومانات. والتومان عبارة عما يخرج منه عشرة آلاف مقاتل.
وسمرقند وسورها قديما على ما زعموا اثنا عشر فرسخا وبنى تيمور على حد
سورها من جهة الغرب قصبة سماها دمشق تبعد عن سمرقند الآن نصف
يوم ومن مدن ما وراء النهر مرغينان وكانت دار الملك قديما وخجند وترمذ
وهما على ساحل جيحون ونخشب وهي قرشي وكش وبخارى واندكان.
ومن الولايات بلخشان وممالك خوارزم وإقليم صغانيان وغيرها وفي عرفهم
ان ما وراء النهر إلى جهة الشرق توران وما كان في هذا الطرف إلى جهة
الغرب إيران. والعراق هو مغرب إيران.
مصاهرته ملك المغول
قال وتزوج تيمور بنت قمر الدين ملك المغول وصالحهم وصافاهم
فامن شرهم وهم جيرانه من جهة الشرق وتفرع لفتح خوارزم.
أخذه بخارى
في البدر الطالع كان في عصره أمير ببخارى يعرف بحسن من أكابر
المغول وآخر بخوارزم يعرف بالحاج حسن الصوفي وهو من كبار التتر فنبذ
إليهم تيمور بالعهد زحف إلى بخارى فملكها من يد الأمير حسن. وقال
ابن حجر أول ما جمع عسكرا ونازل أمير بخارى حسن المغلي فانتزعها منه.
قصده مملكة خوارزم
في عجائب المقدور وهي ذات مدن عظيمة وقاعدتها جرجان واسم
سلطانها حسين حسن الصوفي فلما وصل تيمور إلى خوارزم كان سلطانها
غائبا فاستولى على ما حولها وحاصرها ثم عاد عنها إلى بلاده واستعد وجهز
جيشا عظيما وعاد إليها وسلطانها غائب وحاصرها وضيق عليها فخرج اليه
تاجر من أهلها اسمه حسن سوريج وطلب منه أن يرحل عنها على مال
يأخذه فطلب منه حمل مائتي بغل فضة فلم يزل يراجعه ويلاطفه حتى قبل
بربع ذلك فدفعه اليه من ماله ورحل عنهم إلى سمرقند.
فتحه هراة
قال ثم أنه راسل سلطان هراة الملك غياث الدين وكان قد خلص
تيمور من القتل وطلب منه الدخول في طاعته فأبى فعبر تيمور جيحون
وتوجه اليه فلم يكن لغياث الدين به قوة فجمع حشمه وسكان قراه في هراة
بمواشيهم وحفر خندقا حولى البساتين فلم يكترث تيمور له بقتال ولكنه
أحاط به بعساكره فاشتد الأمر على غياث الدين وقلت الأقوات عنده
وهلكت المواشي فأرسل يطلب الأمان فأمنه وحلف له على ذلك فخرج اليه
ودخل تيمور المدينة وصعد إلى القلعة وصحبته السلطان وأراد بعض الناس
أن يفتك بتيمور فنهاه السلطان وقبض على ملك هراة ومنعه الخروج من
المدينة.
زيارته الشيخ زين الدين الخوافي
قال كان قد سمع أن في قصبة خواف رجلا يدعى الشيخ زين
الدين أبا بكر يدعى له الولاية والمكاشفة فقصد إلى زيارته، فلما دخل عليه
قام الشيخ له، فانكب تيمور على رجليه فوضع الشيخ يديه على ظهر تيمور، قال
تيمور لولا أنه رفع يديه عن ظهري بسرعة لخلت أن السماء
وقعت على ظهري، ثم جلس وقال للشيخ لم لا تأمرون ملوككم بالعدل
والإنصاف؟ قال قد أمرناهم فلم يأتمروا فسلطناك عليهم. أقول وهذا إن
صح فهو من بعض فنون السياسة وأساليبها.
فتحه سجستان
قال كان أهل سجستان أساؤوا اليه أولا وأصيب منهم فعاد إليها
فخرج اليه أهلها طالبين الصلح فأجابهم على أن يمدوه بالسلاح ففعلوا ثم
وضع السيف فيهم فلم ينج منهم إلا القليل بالهرب ثم خرب المدينة وحكي
انهم لما عادوا إليها بعد رجوع تيمور عنها لم يعرفوا يوم الجمعة ليجمعوا حتى
سألوا أهل كرمان عنه.
إطاعة أهل سبزوار له
قال ثم قصد مدينة سبزوار وكان واليها يدعى حسن الجوري وهو
مستقل بالامارة وهو رافضي فما أمكنه الا الإطاعة وقدم له الهدايا والخدم
فأقره على ولايته.
ما جرى له في سبزوار
قال كان في سبزوار شريف يدعى السيد محمد السربدال وله
أصحاب يسمون السربدالية يعني الشطار وكان هذا السيد مشهورا
بالفضائل والمآثر فدعاه تيمور وقال له يا سيدي قل لي كيف املك بلاد
خراسان وما السبيل إلى ذلك فقال له السيد أيها الأمير انا لست ممن يتوصل
إلى معرفة ذلك فقال له تيمور لا بد لك من ذلك ولولا أنني تفرست فيك
المعرفة وصواب الرأي ما سألتك فدله على الخواجة علي بن المؤيد وأمره
بإطاعة رأيه وكان الخواجة علي رجلا شيعيا يوالي عليا ويضرب السكة باسم
الأئمة الاثني عشر ويخطب بأسمائهم وكان شهما هماما وأوصاه بإطاعته فيما
يشير به وبتعظيمه وانزاله في التعظيم منزلة الملوك ثم خرج من عند تيمور
وأرسل قاصدا إلى الخواجة علي وأخبره بجلية الحال وأمره ان يحضر إلى تيمور
إذا طلبه فاستعد خواجة علي لذلك وهيا الخدمات والتقادم وضرب باسمه
واسم متولاه الدراهم والدنانير وخطب باسمهما فجاءه رسول تيمور بكتاب
منه يستدعيه فلبى الدعوة فأرسل تيمور خواصه لاستقباله وأقره على ولايتيه
أقول وهذا أيضا من أساليب السياسة وفنونها.
إطاعة امراء خراسان له
قال ولم يبق في خراسان أمير مدينة ولا نائب قلعة ولا من يشار اليه
الا وحضر إلى تيمور وأطاعه فمن أكابرهم الأمير محمد حاكم بارود والأمير
عبد الله حاكم سرخس وانتشرت هيبته في الآفاق وبلغت سطوته مازندران
(٦٥٣)

وكيلان والري والعراق وامتلأت منه القلوب وخافه القريب والبعيد وذلك في
مدة قصيرة لا تزيد على سنتين.
مراسلته أبا الفوارس شاه شجاع
قال هو شاه شجاع بن محمد بن مظفر كان أبوه من أفراد الناس
يسكن ضواحي يزد وابرقوه وكان ذا باس شديد فظهر رجل من بني خفاجة
يدعى جمال لوك بين يرد وشيزار أفسد في تلك النواحي وأخاف السبيل ولم
يقدر عليه أحد فكمن له أبو شجاع وقتله وحمل رأسه إلى السلطان فقربه
واقطعه عدة أماكن وكان له من الأولاد شاه مظفر وشاه محمود وشاه شجاع
فصار كل منهم ذا كلمة نافذة ثم توفي السلطان ولا ولد له فملك محمد بن
مظفر بلاد عراق العجم ثم جرى بين شاه شجاع وأبيه خلاف فقبض على
أبيه وسمله واستقل بملك شيراز وعراق العجم فلما صفت لتيمور بلاد
خراسان ارسل إلى شاه شجاع كتابا يدعوه فيه إلى طاعته من جملته قوله
ان الله سلطني عليكم وعلى الظلمة من الملوك والحكام ونصرني على من
خالفني وقد رأيت وسمعت فان أطعتني والا ففي قدومي الخراب والقحط
والوباء واثم ذلك عائد عليك فلم يسع شاه شجاع الا اطاعته وزوج ابنته
بابن تيمور واستمروا على ذلك إلى أن توفي شاه شجاع ولما حضره الموت
قسم البلاد على أولاده فولى ابنه لصلبه زين العابدين شيراز وهي كرسي
الملك واقطع أخاه السلطان احمد ولايات كرمان وأعطى ابن أخيه شاه يحيى
يزد وابن أخيه شاه منصور أصفهان واسند وصيته بذلك إلى تيمور فلما مات
اختلف بنوه فقصد شاه منصور عمه زين العابدين وقبض عليه وسمله
واستولى على شيراز فاستاء لذلك تيمور.
قصده خوارزم مرة ثالثة ورابعة واخذها
قال ثم إنه توجه بعساكره إلى خوارزم من خراسان على طريق
أسترآباد وكان سلطانها حسين الصوفي أيضا غائبا فخرج اليه حسن سوريج
المتقدم ذكره وصالحه ولاطفه فرجع عنها وكان لحسن ابن اعتدى على بعض
حظايا السلطان وشاع ذلك واغتر أبوه بما له من الخدمات في رد تيمور عن
البلد ثلاث مرات فلم يبال بفعل ابنه فلما عاد السلطان قبض على حسن
وابنه وقتلهما وأطعم جيفتيهما لأسد عنده ثم لم يلبث حسين الصوفي ان توفي
وولي بعده ولده يوسف وكان تيمور قبل ذلك قد صاهرهم وزوج ابنه
جهانكير ابنة أحدهم وتدعى خانزاده فولدت له محمد سلطان فجعله تيمور
ولي عهده لما رأى من نجابته وقدمه على اعماله لكنه توفي قبله في آق شهر
من بلاد الروم كما يأتي ولما سمع تيمور ما جرى على حسن سوريج غضب
وقصد خوارزم مرة رابعة فاخذها وقتل سلطانها وولى عليها نائبا من قبله
بعد ما خرب منها، وفي البدر الطالع ثم كلف بعمارتها وتشييد ما خرب
منها، قال ابن عربشاه وتاريخ خراب خوارزم عذاب كما أن تاريخ خراب
دمشق خراب، وفي البدر الطالع وانتظم له ملك ما وراء النهر ونزل إلى
بخارى ثم انتقل إلى سمرقند.
مراسلته شاه ولي صاحب مازندران
وأمراء تلك البلاد
في عجائب المقدور لما توجه تيمور إلى خراسان راسل شاه ولي
صاحب مازندران وأمراء تلك البلاد مثل إسكندر الجلابي وارشيوند وإبراهيم
القمي وطلبهم إلى الحضور فأجابوه غير شاه ولي فإنه امتنع واجابه بجواب
خشن وأرسل شاه ولي إلى شاه شجاع سلطان عراق العجم وكرمان والى
السلطان احمد ابن الشيخ أويس سلطان عراق العرب وأذربايجان يخبرهما بما
ارسل اليه تيمور وما اجابه به ويقول لهما أنا بمنزلة الثغر لكما فان اخذت
اخذتما وان سلمت سلمتما وطلب منهما الاتفاق معه على حرب تيمور فاما
شاه شجاع فلم يقبل منه وهادن تيمور واما السلطان احمد فاجابه بأنه غير
مكترث بتيمور وان العراق ليست كخرسان فلما أيس شاه ولي من نصرهما
عزم على حرب تيمور واستعد للقائه فلما تراءى الجمعان انهزم شاه ولي
وتوجه إلى الري وكان أميرها يدعى محمد جوكار وهو مستقل في حكمه الا
انه دارى تيمور وهادنه فقتل شاه ولي وأرسل رأسه إلى تيمور، وفي البدر
الطالع ثم زحف إلى خراسان وطال تحرشه بها وحروبه لصاحبها شاه ولي إلى أن
ملكها عليه سنة ٧٨٤ ونجا شاه ولي إلى تبريز ملتجئا إلى أحمد بن أويس
صاحب العراق وآذربايجان إلى أن زحف عليهم تيمور سنة ٧٨٨ فهلك شاه
ولي في حروبه عليها وملكها تيمور.
ما جرى له مع أبي بكر الشاسباني
وعلي الكردي وأمة التركماني
في عجائب المقدور يقال إن عسكر تيمور لم يتضرر مع كثرة حروبه
الا من هؤلاء الثلاثة اما أبو بكر فهو من قرية من بلاد مازندران تدعى
شاسبان كان يضرب به المثل في الشجاعة حتى أن الدابة إذا تأخرت عن الماء
أو العلف يقول صاحبها ما لك هل فيه أبو بكر الشاسباني وكان يغير
بأصحابه على عسكر تيمور واما علي الكردي فكان أميرا على بلاد الكرد
وكان يشن الغارات على عساكر تيمور مدة حياة تيمور وبعدها حتى توفي
وأما أمة التركماني فكان من تركمان قراباع وله ابنان وكان يحارب اميران شاه
ابن تيمور إلى أن قتل هو وأولاده بدلالة أحد المنتسبين إليهم.
توجه تيمور إلى عراق العجم
وحربه مع شاه منصور وقتل شاه منصور
قال لما توفي شاه شجاع ووقع النزاع بين أولاده كما مر واستقر امر
عراق العجم لشاه منصور ومازندران وتوابعها لتيمور وكان شاه شجاع
أوصى تيمور بولده زين العابدين كما تقدم فلما فعل منصور مع زين
العابدين ما مر توجه اليه تيمور فاستمد أقاربه فلم يمدوه فسار للقاء تيمور
بنحو ألفي فارس بعد ان حصن المدينة وأوصى بحفظها فقال له أعيانها ما
تصنع بألفي فارس مع هذه العساكر الجرارة فلم يلتفت إليهم وقيل إن شاه
منصور فرق رجاله على قلاعه وعزم ان يغير بمن معه على عساكر تيمور ولا
يستقر في مكان ولا يحاربهم في مصاف فبينما هو عند باب المدينة نظرته عجوز
فقالت إن هذا اخذ أموالنا وحكم في دمائنا وتركنا أحوج ما نكون اليه
فحمي عند ذلك ورجع وعزم على المقاتلة وكان في عسكره أمير خراساني
يدعى محمد بن زين الدين هو في الباطن مع تيمور فسار إلى تيمور وتبعه
أكثر الجند ولم يبق منهم الا دون الألف واقتتلوا إلى الليل وعمد شاه منصور
إلى فرس قوي جفول فشد في ذنبه قدرا من النحاس وأرسله في عسكر
تيمور بعد ما هدأ الليل فذعروا وجعل يقتل بعضهم بعضا حتى قيل إنه قتل
منهم نحو عشرة آلاف وفي الصباح انتخب شاه منصور من أصحابه نحو
خمسمائة وجعل يحمل بهم على عسكر تيمور فينهزمون منه يمنة ويسرة وقصد
مكانا فيه تيمور فاختفى منه ولم يزل شاه منصور يقاتل حتى عجز ولم يبق
(٦٥٤)

معه سوى رجلين أحدهما يسمى توكل والآخر مهتر فخر الدين فقتل توكل
ونجا فخر الدين جريحا والقى منصور نفسه بين القتلى ولم يدر تيمور ما
جرى له فامر بتفتيش الجرحى فعثر رجل العسكر عليه وهو باخر رمق
فأعطاه جواهر كانت معه على أن يكتم امره وينقله من بين القتلى فلم يفعل
وقطع رأيه واتى به إلى تيمور فعرفوه بشامة في وجهه وأسف تيمور لقتله
وقتل قاتله واستولى تيمور على فارس وعراق العجم وراسل من داناه من
أقارب شاه شجاع وسائر الملوك وأمن الحاضر والبادي والداني والقاصي واتى
شيراز فضبط أحوالها ولبت دعوته ملوك البلاد فوصل اليه السلطان احمد من
كرمان والشاه يحيى من يزد وعصى عليه السلطان أبو إسحاق في شيرجان
فانعم وخلع على من أطاعه ولم يتعرض لمن عصاه ونادى بالأمان في شيراز
وسائر البلدان وأقام في كل بلدة نائبا من جهته وأحسن إلى زين العابدين
الذي أوصى به اليه أبوه شاه شجاع ووظف له من الجوامك والادرارات ما
يكفيه قال ابن حجر ثم تحول إلى فارس وفيها أعيان بني المظفر اليزدي
فملكها.
اخذه مدينة قراباع
عن ابن اياس في تاريخه انه في سنة ٧٨٧ حضر إلى الأبواب الشريفة
قاصد القان أحمد بن أويس صاحب بغداد واخبر ان تيمور لنك قد وصل
إلى مدينة قراباع ونهبها وسبى أهلها فأرسل القان احمد يعرف السلطان بذلك
ليكون على حذر من امره انتهى والمراد بالسلطان وبالأبواب الشريفة هو
السلطان برقوق صاحب مصر وبلاد الشام.
قصده تبريز
كانت تبريز وبغداد للسلطان احمد ابن الشيخ أويس الجلائري وقد مر
ان الشاه ولي صاحب مازندران فر من تيمور إلى أحمد بن أويس صاحب
تبريز وبغداد سنة ٧٨٤ ومر عن البدر الطالع ان تيمور زحف على تبريز سنة
٧٨٨ فهلك الشاه ولي في حروبه عليها وملكها تيمور ومر أيضا تجهيز
السلطان احمد العساكر لحرب تيمور وانهزام عساكر السلطان احمد ورجوع
عساكر تيمور. قال ابن عربشاه في عجائب المقدور فلما فرع تيمور من
همذان قصد تبريز فهرب منها صاحبها السلطان احمد ابن الشيخ أويس إلى
بغداد.
قلعة النجاء
قال وجهز السلطان احمد ما يخاف عليه صحبة ابنه السلطان طاهر إلى
قلعة النجاء، فدخل تيمور تبريز واستولى عليها ووجه العساكر إلى قلعة
النجاء لأنها كانت معقل السلطان احمد وبها ولده وزوجته وذخائره وهي قلعة
حصينة وتوجه تيمور إلى بغداد وكان الوالي بالنجاء رجل شديد الباس
يدعى ألتون ومعه نحو ثلاثمائة رجل فكان ألتون يغير بهم ليلا على عساكر
تيمور من طرق غامضة ويعود إلى القلعة. فأبلغوا تيمور ذلك فأمدهم بنحو
أربعين ألف مقاتل مع أربعة امراء كبيرهم يدعى قبلغ تيمور فوصلوا إلى
القلعة، وكان ألتون غائبا عنها في الإغارة على عسكر تيمور فبينا هو راجع
إذ رآهم فعلم أنه لا منجى له منهم الا حد السيوف فحمس أصحابه
وذمرهم وحمل بتلك العدة القليلة على هذا العسكر الجرار فقتل فيهم وقتل
منهم اميرين أحدهما قبلغ تيمور ودخل القلعة، ولما بلغ ذلك تيمور عظم
عليه ونهض إليها بنفسه، وكان التون قد تربى في تلك القلعة فهو خبير
بطرقها الغامضة فجعل يغير على عسكر تيمور ليلا كما كان يفعل أولا حتى
اعجز تيمور وأصحابه فارتحل تيمور عنها بعد ان رتب عليها اليزك
للحصار، قيل إنه حاصرها مدة اثنتي عشرة سنة ولم يقدر عليها حتى حصل
من أخي ألتون خيانة مع أم السلطان طاهر ابن السلطان احمد فقتلهما طاهر
وكان التون غائبا عن القلعة قد خرج للغارة فلما رجع أغلقوا باب القلعة
دونه ورموا بأخيه من فوق السور اليه وأخبروه خبره فقال أما أخي فقد
اخذ بجنايته واما انا فلم أزل على الوفاء لكم فقالوا ربما أدركتك الحمية
لقتل أخيك فحلف لهم أيمانا مغلظة على الوفاء فلم يقبلوا منه فخرج هائما
على وجهه، وتفرق عنه أصحابه وقصد مدينة مرند، وهي في حكم تيمور
فقتله حاكمها وأرسل رأسه إلى تيمور فغضب لقتله واسف عليه وعزل
الحاكم ثم صادره وقتله ثم إن السلطان طاهرا ضعف وخرج من القلعة
واستولى عليها تيمور.
ما جرى له في أصبهان
قال وتوجه إلى أصبهان فخرج اليه أهلها وصالحوه على مال وأرسل
إليهم من يقبضه منهم من الأعوان فتعنتوهم فشكا الأصفهانيون ذلك إلى
رئيسهم فاتفقوا ان يضرب بالطبل عند المساء فإذا سمعوا صوت الطبل قتل
كل منهم نزيله من عسكر تيمور فلما مضى بعض الليل ضرب الرئيس
الطبل فقتلوا أصحاب تيمور وكانوا ستة آلاف فلما طلع الفجر بلغ تيمور
ذلك فارتحل من فوره ودخل المدينة وقتل أهلها قتلا عاما ونهبها
انتهى عجائب المقدور وفي التاريخ الفارسي في يوم الاثنين ثامن
ذي القعدة سنة ٧٨٩ خالف عليه أهل أصفهان وقتلوا بعض العساكر
فقتلهم قتلا عاما حتى قتل منهم سبعين ألفا. وفي البدر الطالع بعد ما ذكر
انه ملك تبريز سنة ٧٨٨ قال ثم زحف إلى أصبهان فأطاعوه طاعة ممرضة
وخالفه في قومه كبير من أهل نسبه يعرف بقمر الدين واعانه طقتمش فكر
راجعا وحارب قمر الدين إلى أن محا أثره واستقل بسلطان المغول وزاحم
طقتمش مرارا حتى أوهن امره، وقال ابن حجر ثم ملك أصبهان وفي
غضون ذلك خالف عليه أمير من جماعته يقال له قمر الدين واعانه طقتمش
خان صاحب صراي فرجع إليهم ولم يزل يحاربهم إلى أن أبادهم واستقل
بمملكة المغل وعاد إلى أصبهان سنة ٧٩٤ فملكها انتهى، وطقتمش هذا
هو ملك القبجاق ويقال توقتمش وتوقتاميش وستأتي اخباره مفصلة سنة
٧٩٧ وانما ذكر هنا لان تيمور وهو في أصبهان بلغه مخالفة قمر الدين عليه
وإعانة طقتمش له فسافر اليهما ثم عاد إلى أصفهان.
رجوعه إلى سمرقند وبناؤه القلاع والحصون
في عجائب المقدور وتوجه إلى سمرقند فلما وصلها ارسل ابن ابنه
محمد سلطان ابن جهانكير مع الأمير سيف الدين إلى أقصى مملكته وهو وراء
سيحون شرقا وهو نحو من مسيرة شهر عن ممالك ما وراء النهر فنظروا في
أمورها وبنوا جملة من القلاع وأقصاها بلد يسمى اشبارة فبنوا فيه حصنا
وخطب من بنات ملوكهم الملكة الكبرى والملكة الصغرى فاجابه الملك إلى
ما طلب وارتجت منه أقاليم المغول والخطا وكان السفير في ذلك الله داد أخو
الأمير سيف الدين المتقدم وهو الذي استخلص أموال دمشق ونزل في دار
ابن مشكور.
المدينة المسماة شاهرخية
وسبب تسميتها بذلك
قال وامر تيمور ببناء مدينة على طرف سيحون من ذلك الجانب وعقد
إليها جسرا على السفن وسماها شاهرخية وسبب ذلك ان تيمور كان مولعا
بلعب الشطرنج ومن جملة قطع الشطرنج قطعة تسمى شاهرخ فرمى
(٦٥٥)

شاهرخ على الذي يلعب معه فغلبه فأخبر في تلك الحال بان المدينة تم
بناؤها وانه ولد له ذكر من بعض حظاياه فامر ان يسمى الولد شاهرخ
والمدينة شاهرخية.
عودة تيمور إلى فارس وخراسان وعراق العجم
واجتماع الملوك عنده
قال وبعد تمهيد قواعد تلك البلاد وممالك تركستان عاد إلى بلاد
خراسان فاستقبله الملوك والأمراء منهم إسكندر الجلابي أحد ملوك مازندران
وارشيوند الفارسكوهي وإبراهيم القمي وأطاعه السلطان أبو إسحاق
صاحب شيرجان والسلطان احمد أخو الشاه شجاع والشاه يحيى ابن أخي
الشاه شجاع واجتمع عنده من ملوك عراق العجم سبعة عشر نفرا ما بين
سلطان وابن سلطان وابن أخي السلطان كلهم ملك مطاع. واتفق يوما
انهم اجتمعوا عنده في خيمة وهو وحده فأشار بعضهم إلى يحيى ان يقتله
فرضي بعض وامتنع بعض فأشار إلى من رضي انكم ان لم تكفوا لأخبر به
وكان تيمور شعر بذلك وبعد أيام جلس للناس جلوسا عاما وقد لبس ثيابا
حمرا ودعا هؤلاء الملوك السبعة عشر فقتلهم صبرا وذراريهم.
عصيان كودرز في قلعة شيرجان
قال كان كودرز من اتباع شاه منصور وكان يعتقد ان مخدومه شاه
منصور حي وكان هذا شائعا عند الناس فكان كودرز يتوقع ظهوره فحصر
تيمور قلعة شيرجان فلم يتيسر له فتحها فوجه إليها عساكر شيراز ويزد و
أبرقوه وكرمان وعساكر سجستان بعد عمرانها وكان نائب شيرجان يدعى
شاه أبا الفتح فحاصروها نحوا من عشر سنين يرحلون عنها ويعودون إليها
فلم يتيسر لهم فتحها وكان تيمور ولى كرمان شخصا يدعى ايدكو من اخوان
السلطان فكان هو قائد العسكر ولما تحقق كودرز موت شاه منصور وكان أبو
الفتح يراسله دائما ويتكفل له بالشفاعة عند تيمور أذعن للصلح وسلم
الحصن عن يد أبي الفتح فاغتاظ منه ايدكو حيث لم يجعل الصلح عن يده
وقتله فبلغ ذلك تيمور فغضب عليه.
قصد تيمور عراق العرب ورجوعه
قال ثم إن السلطان أحمد بن أويس صاحب بغداد وتبريز جهز جيشا
عظيما مع أمير يدعى سنتائي وبعثه لحرب تيمور فلما بلغ تيمور ذلك بعث
اليه جيشا فالتقيا على حدود سلطانية ووقع القتال فانهزم عسكر سنتائي
ووصل فله إلى بغداد فالبس السلطان احمد سنتائي المقنعة وشهره وضربه
ورجع عسكر تيمور إلى بلاده.
بناؤه المدن في ضواحي سمرقند
وصفاء البلاد له
قال ثم إن تيمور خرج إلى ضواحي سمرقند وبنى حواليها قصبات
وسماها بأسماء كبار المدن وقد صفت له سمرقند وبلاد ما وراء النهر وبلاد
تركستان ونائبه فيها اسمه خداداد وخوارزم وكاشغر وبلخشان وأقاليم
خراسان وغلب بلاد مازندران ورستمدار وزارلستان (زابلستان ظ) وعبرستان
والري وغزنة وأسترآباد وسلطانية وجبال الغور وعراق العجم وفارس وله في
كل مملكة من هذه الممالك نائب من ولد أو ولد ولد أو غيرهم انتهى،
وفي شذرات الذهب عن ابن حجر انه أنشا بظاهر سمرقند بساتين وقصورا
عجيبة وكانت من أعظم النزه وبنى عدة قصبات سماها بأسماء البلاد الكبار
كحمص ودمشق وبغداد وشيراز انتهى.
فتحه قلعة بروجرد
في عجائب المقدور كان تيمور مع اتساع ملكه وانتشار هيبته ذا تدبير
في فتح البلاد غريب بينما راياته في الشرق إذا به قد نبع في الغرب فمن ذلك أنه
مكث مدة في سمرقند مشغولا بانشاء البساتين وعمارة القصور ثم أمر
بجمع الجند إلى سمرقند وأمرهم أن يصنعوا لهم قلانس على شكل خاص
فيلبسوها ويسيروا وأظهر أنه قاصد خجند وبلاد الترك وسار حتى نبع من
بلاد اللور واسم قلعتها بروجرد واسم حاكمها عز الدين العباسي فحاصرها
وفتحها بالأمان وأرسل حاكمها إلى سمرقند ثم حلفه وصالحه على عدة من
الخيل والبغال ورده إلى بلاده واستنابه بها.
قصده همذان
قال ثم قصد همذان فخرج اليه رجل شريف يقال له مجتبى فشفع
فيهم فشفعه وصالحهم على مال فدفعوه ثم أراد أن يطرح عليهم المال مرة
ثانية فكلمه ذلك الرجل فتركهم انتهى عجائب المقدور.
استعداد برقوق لمحاربة تيمور
عن تاريخ ابن اياس انه في سنة ٧٨٩ حضر إلى الأبواب الشريفة
الأمير طغاي وكان قد توجه إلى بلاد الشرق لمعرفة أخبار تيمور لنك فأخبر
السلطان أن جاليش اعلام تيمور قد وصل إلى الرها وكسر قرا محمد أمير
التركمان وأن بوادر عسكره قد وصلت إلى ملطية فامر السلطان بعقد مجلس
بالقصر الكبير وطلب القضاة الأربعة والخليفة وشيخ الاسلام عمر البلقيني
وأعيان المشايخ المفتين والأمراء فتكلم السلطان في أخذ مال الأوقاف فلم
يوافق شيخ الاسلام ولا القضاة الأربعة على ذلك فشكا السلطان خلو
الخزائن فوقع جدال عظيم ودافعوا السلطان وأغلظوا له ثم اتفقوا بان يؤخذ
من الأوقاف أجرة الأماكن وخراج الأراضي سنة كاملة ورسم السلطان
لمحتسب القاهرة ان يتولى جبي الأموال من الناس ورسم باخذ زكاة الأموال
من التجار وندب إلى ذلك القاضي الحنفي وفي رجب سنة ٧٨٩ خرجت
التجريدة من القاهرة في تجمل زائد واستمرت من الصبح إلى قريب الظهر
واشتد الأمر على الناس وجبيت الأموال منهم غصبا بالعصا في يوم واحد ثم
جاءت الأخبار برجوع تيمور إلى بلاده وإن ولده قد قتل فسكن الناس
ورسم السلطان برد ما أخذ منهم انتهى وفي التاريخ الفارسي وغزا
تيمور كرجستان عدة مرات وأسر كثيرا وعين على أهلها الجزية وفي سنة
٧٩٠ توفي سيورغتمش خان فأقام تيمور مقامه ولده محمود خان انتهى
وهو آخر الملوك من ذرية جنكيز وهو الذي كان تيمور يأمر بالخطبة له وفي
البدر الطالع ثم رجع إلى أصبهان سنة ٧٩٤.
قصده بغداد
ثم خرج تيمور إلى بغداد فهرب السلطان أحمد ابن الشيخ أويس
المتغلب عليها بعد بني هولاكو إلى الشام وأتبعه تيمور ببعض العساكر
فقطع الجسر فسبحوا خلفه وفاتهم وذلك في شوال سنة ٧٩٥ فوصلها تيمور
في ٢١ منه يوم السبت ثم خرج عنها قاصدا ديار بكر وارزنجان، وعن
تاريخ ابن اياس انه حضر طواشي أرسله صاحب ماردين فأخبر بان تيمور
(٦٥٦)

قد اخذ تبريز، ثم حضر قاصد صاحب بسطام فأخبر بان تيمور قد أخذ
شيراز ثم حضر قاصد نائب الرحبة وأخبر بان القان أحمد بن أويس صاحب
بغداد قد وصل إلى الرحبة هاربا من تيمور وقد ملك غالب بلاده، و كان
سبب أخذ تيمور بلاد القان أحمد ابن أويس أن تيمور أرسل إلى القان أحمد
كتابا يترفق له فيه ويقول له أنا ما جئتك محاربا وإنما جئتك خاطبا أتزوج
بأختك وأزوجك بنتي ففرح القان أحمد بذلك وكان قد استعد لقتال تيمور
وجمع له العساكر، فلما أتى قاصد تيمور بهذا الخبر ثنى عزمه عن القتال
واستعاد من العسكر ما أعطاهم من آلة القتال فلم يشعر الا وقد دهمته
عساكر تيمور من كل مكان، فخرج إليهم القان أحمد بمن بقي معه من
العساكر فبينما القان يقاتل عسكر تيمور إذ فتح أهل بغداد بقية أبواب المدينة
وقد خافوا على أنفسهم مما جرى عليهم من هولاكو أيام الخليفة المستعصم،
فدخل تيمور المدينة وملكها ولم يجد من يرده عنها، وهرب القان أحمد فاتى
إلى جسر هناك فعدى من فوقه ثم قطعه، فتبع عسكر تيمور القان أحمد
وخاضوا خلفه الماء فهرب منهم وتبعوه مسيرة ثلاثة أيام، ثم حضر قاصد
نائب حلب وأخبر أن القان أحمد قد وصل إلى حلب ولما بلغ برقوق سلطان
مصر هرب القان أحمد أرسل اليه الإقامات ووجه اليه من يستقبله من
الأمراء وليس ذلك حبا بالقان أحمد بل بغضا بتيمور وجاء قاصد من
السلطان بايزيد العثماني وعلى يده تقادم عظيمة للسلطان برقوق ويخبره بأمر
تيمور ويحذره من الغفلة في أمره، فرسم السلطان للأمير علاء الدين بن
الطبلاوي والي القاهرة بالنداء للعسكر بالعرض في الميدان بسبب تيمور
وتكررت المناداة ثلاثة أيام بان لا يتأخر عن العرض كبير ولا صغير وعلق
الجاليش الاعلام.
فتح تيمور ديار بكر وقلعة تكريت
قال ابن عربشاه فوصل إلى ديار بكر واستولى عليها، وعصت عليه
قلعة تكريت فحاصرها يوم الثلاثاء ١٤ ذي الحجة سنة ٧٩٥ وأخذها
بالأمان، ونزل اليه متوليها حسن ابن بولتمور، فيقول ابن عربشاه انه قتله
بردم حائط عليه وقتل من بها من الرجال وقال ابن اياس كان تيمور بعد ما
استولى على بغداد زحف إلى تكريت وحاصرها أربعين يوما حتى نزلوا على
حكمه فقتل من قتل منهم ثم خربها، وانتشرت عساكره في ديار بكر إلى
الرها ووقفوا عليها ساعة من نهار فملكوها انتهى وفي عجائب المقدور انه
قصد الرها ورام نهبها فخرج اليه رجل من أعيانها اسمه الحاج عثمان بن
الشكشك فصانعه عنها بمال فتركها.
ارساله إلى حاكم سيواس
وأرسل إلى القاضي برهان الدين أحمد حاكم سيواس وقيصرية
وتوقات ان يخطب باسم محمد خان بن سيورغاتمش خان واسم الأمير الكبير
تيمور ويضرب السكة باسمه فلم يجبه القاضي بشئ بل قتل بعض رسله
وقطع رؤوسهم وعلقها في أعناق من بقي منهم وشهرهم وأرسل قسما منهم
إلى السلطان برقوق وقسما إلى السلطان بايزيد العثماني فأرسل اليه بايزيد
يشكره على ذلك فلما بلغه ذلك غضب غضبا شديدا وقال ابن خلدون ثم
قدم أحمد ابن أويس على السلطان بمصر في شهر ربيع الأول سنة ٧٩٦
مستصرخا به، فنادى السلطان في عسكره بالتجهيز إلى الشام انتهى وفي
عجائب المقدور واستخلف برقوق على القاهرة النائب سودون وارتحل على
تعبئة ومعه أحمد بن أويس ودخل دمشق آخر جمادى الأولى وقد كان أوعز
إلى جلبان نائب حلب بالخروج إلى الفرات واستنفار العرب والتركمان
للإقامة هناك رصدا للعدو فلما وصل دمشق وفد عليه جلبان ثم رجع وبعث
برقوق العساكر مددا له وكان تيمور قد شغل بحصار ماردين فأقام عليها
أشهرا وملكها وامتنعت عليه قلعتها فارتحل إلى ناحية بلاد الروم ومر بقلاع
الأكراد فأغارت عساكره عليها واكتسحت نواحيها، وبرقوق لهذا العهد
وهو شعبان سنة ٧٩٦ مقيم بدمشق وقال ابن اياس ان برقوق وصل
دمشق مع القان أحمد بن أويس يوم الاثنين ١٢ ربيع الآخر فنزل بالقصر
الأبلق الذي في الميدان، ثم توجه إلى حلب، فحضر إليه قاصد من
السلطان بايزيد بن عثمان بان يكون هو وبرقوق يدا واحدة على دفع تيمور
ثم حضر اليه قاصد طقتمش خان صاحب بسطام بمثل ذلك فأجابهما
بالقبول وبلغه وهو بحلب أن جاليش عسكر تيمور قد وصل البيرة.
فتحه الموصل ورأس عين
قال ابن عربشاه وفي يوم الجمعة ١١ صفر سنة ٧٩٦ أناخ على
الموصل واستولى عليها وعلى رأس عين.
فتحه الرها
قال ثم تحول إلى الرها ودخلها يوم الأحد ١١ ربيع الأول.
فتحه ماردين
قال ثم قصد ماردين فوصلها في خمسة أيام من تكريت وبينهما
للمجد اثنا عشر يوما، فجاء اليه السلطان الملك الطاهر عيسى صاحب
ماردين بعد ما قال لمن بالقلعة اني ذاهب إلى هذا الرجل ومظهر له الطاعة
فان طلب القلعة فلا تسلموها واستخلف ابن أخيه الملك الصالح شهاب
الدين أحمد ابن الملك السعيد إسكندر ابن الملك الصالح الشهيد ونزل يوم
السبت ١٥ ربيع الأول سنة ٧٩٦ واجتمع به في ٣٠ منه بمكان يسمى
الهلالية فطلب منه تسليم القلعة فقال أمرها بيد أربابها فجاء به إلى القلعة
وطلب منهم تسليمها أو يضرب عنقه فأبوا فصالحه على مائة تومان كل تومان
ستون ألف درهم وفي ١٢ جمادى الآخرة يوم الثلاثاء استولى على ماردين
صعد عسكره إلى سورها بالسلالم فهرب كثير من أهلها إلى القلعة وقاتله
بعضهم واستولى عليها وكتب إلى من بالقلعة يقول نعلم أهل قلعة
ماردين والضعفاء والعجزة المساكين إننا قد عفونا عنهم وأعطيناهم الأمان
على نفوسهم ودمائهم فليامنوا وليضاعفوا لنا الأدعية ثم ارتحل يوم السبت
إلى البشرية.
أخذه آمد
قال وأرسل جيشا إلى آمد مع قائد يدعى السلطان محمود فحاصرها
خمسة أيام وأرسل يستمده فحضر إليها بنفسه فطلبوا الأمان فامن البواب
فدخل من باب التل ووضع في أهلها السيف والتجأ بعضهم إلى الجامع
فقتلوا منهم نحو الألفين.
أخذه قلعتي ارحيس وارنيك
قال ثم قصد قلعة أرحيس فاستولى عليها ثم نزل على قلعة ارنيك
وبها مضر بن قرا محمد أمير التركمان فحاصرها وأخذها بالأمان في شوال
سنة ٧٩٦ وقتل من بها من الجند وسير مضر صاحبها إلى سمرقند.
(٦٥٧)

قال ابن حجر واتصلت مملكة تيمور بعد بغداد بالجزيرة وديار بكر
انتهى.
كتاب تيمور إلى الملك الظاهر برقوق
قال القرماني في ١٣ صفر سنة ٧٩٦ حضرت رسل تيمور وهم
أربعة إلى برقوق ومعهم كتاب هذه نسخته
بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم
الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اعلموا اننا
جند الله في أرضه مخلوقون من سخطه مسلطون على من يحل عليه غضبه لا
نرق لشاك ولا نرحم عبرة باك قد نزع الله الرحمة من قلوبنا فالويل ثم الويل
لمن لم يكن من حزبنا قد خربنا البلاد ويتمنا الأولاد وأظهرنا في الأرض
الفساد خيولنا سوابق وسيوفنا صواعق وسهامنا خوارق وقلوبنا كالجبال
وعددنا كالرمال وجارنا لا يضام من سالمنا سلم ومن رام حربنا ندم فان أنتم
قبلتم شرطنا وأطعتم أمرنا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أنتم خالفتم
وعلى بغيكم تماديتم فلا تلوموا إلا أنفسكم وذلك بما كسبت أيديكم
فالحصون لا تمنع والعساكر لا ترد ولا تدفع لأنكم أكلتم الحرام وضيعتم
الجمع فأبشروا بالمذلة والهوان فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم
تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون وتقولون إنه قد صح
عندكم أننا كفرة فقد ثبت عندنا أنكم فجرة وقد سلطنا عليكم من بيده
أمور مدبرة وأحكام مقدرة فعزيزكم عندنا ذليل وكثيركم لدينا قليل وقد
أوضحنا لكم الخطاب فاسرعوا برد الجواب قبل أن يكشف الغطا ويدخل
علينا منكم الخطا وترمي الحرب نارها وتلقي أوزارها وتدهون منا بأعظم
داهية ولا يبقى لكم باقية وينادي عليكم منادي الفناء هل تحس منهم من
أحد أو تسمع لهم ركزا الآن قد أنصفناكم إذ راسلناكم فردوا رسلنا
بجواب هذا الكلام والسلام.
فامر برقوق بقتل الرسل فقتلوا وأمر بكتب جواب فكتب بانشاء ابن
فضل الله العمري.
الجواب من الملك برقوق
بسم الله الرحمن الرحيم قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء
وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل
شئ قدير. حصل الوقوف على كتاب مجهز من الحضرة الايلخانية والسدة
العظيمة الكبيرة السلطانية قولكم أنكم مخلوقون من سخطه مسلطون على
من يحل عليه غضبه وانكم لا ترقون لشاك ولا ترحمون عبرة باك وقد نزع
الله الرحمة من قلوبكم فذلك من أكبر عيوبكم وهذه
صفات الشياطين لا صفات السلاطين قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ففي كل كتاب
لعنتم وعلى لسان كل رسول بالسوء ذكرتم وبكل قبيح وصفتم وعندنا العلم
بكم من حين خلقتم وأنتم الكفرة كما زعمتم الا لعنة الله على الكافرين
نحن المؤمنون حقا لا يدخلنا عيب ولا يخامرنا ريب القرآن على نبينا نزل
والرب بنا رحيم لم يزل إنما النار لكم خلقت ولجلودكم أضرمت إذا السماء
انفطرت، ومن أعجب العجاب تهديد الرتوت باللتوت والسباع بالضباع
والكماة بالكراع ونحن خيولنا برقية وسهامنا يمنية وسيوفنا شديدة المضارب
وذكرنا في المشارق والمغارب إن قتلناكم فنعم البضاعة وإن قتلنا فبيننا وبين
الجنة ساعة ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم
يرزقون وقولكم قلوبنا كالجبال وعددنا كالرمال فالقصاب لا يبالي بكثرة
الغنم وكثير الحطب يكفيه قليل من الضرم كم من فئة قليلة غلبت فئة
كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين الفرار الفرار من الرزايا لا من المنايا
ونحن من الطمأنينة على عادة الأمينة إن قتلنا فشهداء وإن عشنا كنا سعداء
ألا ان حزب الله هم الغالبون أ بعد أمير المؤمنين وخليفة رسول رب
العالمين يعني ان الخليفة العباسي الذي كان إذ ذاك بمصر تطلبون منا
طاعة لا سمعا لكم ولا طاعة وطلبتم أن نوضح لكم أمرنا قبل أن ينكشف
الغطا ويدخل علينا منكم الخطا هذا الكلام في نظمه تركيك وفي سلكه
تفكيك لو كشف لبان بعد البيان أ كفر بعد ايمان واتخاذ رب ثان لقد جئتم
شيئا أدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا قل
لكاتبك الذي وضع رسالته ووصف مقالته وصل كتاب كصرير الباب أو
كطنين الذباب فسنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا وما لكم عندنا
الا السيف بقوة الله تعالى.
قال الدحلاني فلما وصل الكتاب إلى تيمور غضب غضبا شديدا.
عودة تيمور إلى بلاده
قال ابن عربشاه وفي ٧ ذي القعدة سنه ٧٩٦ رحل تيمور
واستصحب معه الملك الطاهر صاحب ماردين وحبسه في مدينة سلطانية
وحبس معه من أمرائه الأمير ركن الدين وعز الدين السليماني واستنبوغا
وضياء الدين وضيق عليه ومنعه من مكاتبة أهله بحيث بقي سنة لا يعرف
له خبر ثم وفدت الملكة الكبرى إلى سلطانية وخففت عنه وأذنت له في
مراسلة أهله ونصحته بالدخول في طاعة تيمور قال وكان سبب رجوع تيمور
انه بلغه ان فيروز شاه سلطان الهند قد توفي وليس له ولد وأحوال بلاد الهند
مضطربة، فرأى أن توجهه إلى بلاد الهند والاستيلاء عليها أولى من مجيئه إلى
الديار المصرية فكر راجعا إلى بلاد الهند واستولى عليها، ولما بلغ برقوق
رجوع تيمور إلى بلاده رجع هو إلى مصر ورجع القان أحمد بن أويس إلى
بغداد. سفره إلى قفجاق
قد مر ان توقتاميش سلطان الدشت والتتار وهو سلطان القفجاق
بعينه حارب تيمور فغلبه تيمور فلما عاد تيمور من الجزيرة وديار بكر قصد
بلاد القفجاق قال ابن عربشاه ثم سافر تيمور إلى دشت قفجاق ثم رجع
منها في شعبان سنة ٧٩٨ فأقام بسلطانية بعد رجوعه من قفجاق ثلاثة عشر
يوما ثم توجه إلى همذان ومكث بها إلى ١٣ شهر رمضان.
اطلاقه صاحب ماردين واكرامه
ثم استدعى من همذان الملك الطاهر من سلطانية فتوجه منها يوم
الخميس ١٥ رمضان ودخل عليه يوم السبت ١٧ منه سنة ٧٩٨ فاطلقه هو
ومن معه واعتنقه وقبله في وجهه مرارا واعتذر اليه وتحلل منه وأضافه ستة
أيام وخلع عليه وأعطاه ستين ألف دينار كبكية ومائة فرس وعشرة بغال
وستة جمال وخلعا وولاه ستة وخمسين بلدا من الرها إلى آخر ديار بكر إلى
حدود آذربايجان وأرمينية وان حكام تك البلاد في طاعته ويحملون اليه
(٦٥٨)

الخراج ولا يحمل منه إلى تيمور شيئا وشرط عليه أنه كلما طلبه جاء اليه ثم
عانقه وودعه وأمر أمراءه بتشييعه. وابن عربشاه يقول إن قصده بذلك ايقاع
الخلاف بينه وبين مجاوريه ليلتجئ اليه ولكن لا يعلم ما في القلوب الا
الله وأمر تيمور مع هذا الرجل غريب فهو إن أساء سبه وشتمه وإن أحسن
ذمه واتهمه. قال فتوجه ليلة الجمعة ١٣ رمضان سنة ٧٩٨ فوصل إلى
سلطانية ثم رحل إلى تبريز واجتمع باميران شاه بن تيمور فأكرمه وأنعم عليه
وشيعه فجاء على وسطان وبدليس وارزن إلى الصور ووصل خبره إلى
قبائله وغيرهم يوم الجمعة ١١ شوال سنة ٧٩٨ فاستقبلوه ومعهم ولي عهده
الملك الصالح فدخل ماردين وهناه الشعراء.
رجوع تيمور ثانيا إلى قفجاق ومروره بدربند
قال ثم عزم تيمور على الرجوع إلى دشت قفجان وسلطانها توقتاميش
وتدعى بلاد قفجاق ودشت بركة والدشت بالفارسية البرية وبركة الذي
تنسب اليه هو أول سلطان أسلم ونشر بها راية الاسلام وكان أهلها عبدة
أوثان ومنهم بقية يعبدون الأوثان إلى زمن ابن عربشاه وكان سبب قصد
تيمور لها أن الأمير أيدكو كان في خدمة توقتاميش سلطان بلاد القفجاق
وقبيلته تدعى قوبكومان وقبائل الترك كثيرة كقبائل العرب ولغاتها مختلفة
كلغاتها فأحس من مخدومه توقتاميش تغير خاطر خاف منه على نفسه فاحترز منه فقال له ليلة وقد أخذ منه السكر ان لك مني يوما وباح له بما في نفسه
فانسل ايدكو من المجلس كأنه يريد قضاء حاجة وجاء إلى اصطبل توقتاميش
وركب أحد جياد الخيل وهرب وقال لبعض من يأمنه على سره من أرادني
وجدني عند تيمور فوصل إلى تيمور وحرضه على غزو بلاد القفجاق فتهيأ
تيمور لقصد دشت بركة وأهلها من التتار وحدها من الجنوب بحر القلزم
وبحر مصر ومن الشرق تخوم ممالك خوارزم واترار وسفتاق أخذا إلى
تركستان وبلاد الجتا وحدود الصين من ممالك المغول والخطا ومن الشمال
برار وقفار ومن الغرب تخوم بلاد الروس والبلغار ومملكة ابن عثمان من بلاد
الروم وكانت القوافل تخرج من خوارزم إلى قريم طولا وذلك نحو ثلاثة
أشهر ولا تحمل زادا ولا عليقا لكثرة العمران أما اليوم فليس فيها ديار اما
عرضها فبحر من الرمل وتحت الدشت مدينة سراي أو صراي وهي
اسلامية كان السلطان بركة بناها لما أسلم واتخذها دار ملكه وتسمى سراي
قفجاق وسراي بركة وفيها يقول الشاعر
قد كنت اسمع ان الخير يوجد في * صحراء تعزى إلى سلطانها بركه
بركت ناقة ترحالي بجانبها * فما رأيت بها في واحد بركه
وكان عنده في سراي أمثال قطب الدين الرازي وسعد الدين
التفتازاني والسيد جلال شارح الحاجبية وغيرهم، فتوجه تيمور من طريق
الدربند وهو في حكم الشيخ إبراهيم ملك شيروان من نسل كسرى انو
شروان وله قاض اسمه أبو يزيد فاستشاره في أمر تيمور أ يطيعه أم يتحصن
منه أم يقاتله أم يفر فأشار بالفرار أو التحصن فأبى أن يفر وذهب إلى تيمور
وأهدى له وضرب الدراهم والدنانير باسمه وأمر في البلاد بالزينة وأهدى له
من كل جنس تسعة على عادة قوم تيمور في هداياهم وتسمى الطقزات
لأن طقز معناه تسعة بالتركية الا العبيد فقدم ثمانية فقيل له وأين التاسع
فقال أنا فاستحسن تيمور هذا الجواب منه وقال له بل أنت ولدي وخليفتي
في هذه البلاد وخلع عليه ورده إلى مملكته. وسار إلى بلاد القفجاق أول سنة
٧٩٨ فلما وصلها جمع سلطانها توقتاميش جنوده واستعد ولما تقابل العسكران
برز من عسكر توقتاميش أمير كان له دم على أحد الأمراء فطلب القصاص
منه في ذلك الوقت فاستمهله توقتاميش إلى انقضاء الحرب فلم يقبل وخرج
من العسكر بقبيلته واسمها افتلو ومن اتبعه ومضى إلى بلاد الروم
واستوطن أدرنة فوقع الوهن في عسكر توقتاميش اما تيمور فسطر النصر
مكتوب على راياته ووقعت الحرب بينهم واستمرت ثلاثة أيام فانهزم
توقتاميش واستولى تيمور على جميع تلك البلاد وهدم سراي وسرابحوق
وحاجي ترخان وعظمت منزلة ايدكو عنده ثم قفل راجعا إلى سمرقند ومعه
ايدكو. ثم إن ايدكو ارسل إلى عشيرته بغير علم من تيمور ان يرحلوا إلى
أماكن عينها صعبة المسالك وان أمكنهم أن لا يقيموا في منزل يومين فليفعلوا
خوفا من تيمور ثم أنه قال لتيمور إني أخاف عشيرتي الذين عند توقتاميش
أن ينالهم بسوء لأنني أنا السبب فيما جرى عليه فان رأى الأمير ارسال قاصد
إليهم معه مرسوم بتطييب قلوبهم ورحيلهم عن توقتاميش فعل فقال له
تيمور ليس لذلك غيرك فقال أضف إلي واحدا من الأمراء ففعل فلما سارا
ندم تيمور وعلم أنه خدع فأرسل اليه قاصدا يأمره بالرجوع فأبى وأعاد
الأمير الذي معه والرسول إلى تيمور ويقال انه لم يخدعه سوى ايدكو فوصل
ايدكو إلى بلاده وجمع عشيرته ومن انضم اليه واقتتل هو وتوقتاميش حتى
جرت بينهما خمس عشرة وقعة وخربت بسبب ذلك البلاد وكانت الوقعة
الخامسة عشرة على ايدكو وفقد هو وخمسمائة من أصحابه واستبد توقتاميش
بالأمر ثم إن ايدكو بلغه ان توقتاميش في متنزه له منفرد عن العسكر فذهب
اليه وقتله وملك البلاد فنازعه رجل يسمى تيمور خان، ثم إن ايدكو مات
غريقا جريحا في نهر سيحون بسرابحوق هذا ما ذكر ابن عربشاه. وقال ابن
حجر أن تيمور بعد ما عاد من ديار بكر والجزيرة نزل بقراباع فبلغه رجوع
طقمتش إلى صراي فسار خلفه ونازله إلى أن غلبه على ملكه في سنة ٧٩٩
ففر إلى بلغار وانضم عسكر المغل إلى تيمور فاجتمع معه فرسان التتار
والمغل وغيرهم انتهى وفي البدر الطالع وبلغ تيمور حركة طقمتش في
جمع المغل فأحجم وتأخر إلى قلاع الأكراد وأطراف بلاد الروم وأناخ على
قراباغ ورجع طقمتش ثم سار اليه تيمور أول سنة ٧٩٩ وغلبه على ملكه
وأخرجه من سائر أعماله فلحق ببلغار ورجع سائر المغل الذين كانوا معه
إلى تيمور فأضحت أمم المغل والتتر كلها في جملته وصاروا تحت لوائه
والملك لله انتهى وفي التاريخ الفارسي كان طقمتش خان ملك القيجاق
قد وصل إلى سلطنة تلك البلاد بتقوية وإعانة تيمور ثم كفر النعمة وخالفه
فجهز عليه العساكر مرتين إلى بلاد قيجاق التي طولها ألف وعرضها ستمائة
فرسخ وفي كل مرة منهما يكون له الغلبة والظفر على طقمتش.
فتحه بلاد الهند
يظهر أن توجهه إلى الهند كان سنة ٧٩٩ لأنه سافر إليها على الظاهر
بعد أخذه بلاد القفجاق وكان أخذها في أوائل سنة ٧٩٩ ومر ذكر السبب في
قصده بلاد الهند وهو وفاة ملكها فيروز شاه واضطراب أمورها. قال ابن
عربشاه ثم اتفقوا على تولية وزير اسمه ملوا فعصى عليه أخوه شارنك خان
والي مدينة ملتان فحين وصل تيمور إلى ملتان وبها شارنك حاصرها
فخرجت اليه عساكرها ومعها ثمانمائة فيل وعليها الأبراج فيها المقاتلة وقد
شدت في خراطيمها السيوف وكان تيمور أمر فصنع له أشواك من الحديد
مثلثة الأطراف فألقاها ليلا في طريق الأفيال وجعل له كمينا عن اليمين
والشمال فلما وطئت الأفيال تلك الأشواك نشبت في أرجلها فولت هاربة
(٦٥٩)

وخرج الكمين فانهزم عسكر الهنود وقيل بل أرسل الأباعر على الفيلة وجعل
عليها القصب والقطن وأشعل فيه النار فرغت وركضت فلما رأتها الفيلة
خافت وانهزمت وملك تيمور الملتان ثم توجه لحرب ملوا فهزمه ثم توجه إلى
مدينة دهلي فحاصرها وفتحها.
بناؤه مسجدا في سمرقند
قال لما كان في الهند رأى جامعا مفروشا بالرخام الأبيض فأعجبه فأراد
أن يبني له مثله في سمرقند وفوض أمره إلى رجل من أصحابه اسمه محمد
فبناه وجعل له أربع مآذن فلما عاد تيمور ورأى الجامع كان جزاء بانيه جزاء
سنمار ويقول ابن عربشاه أن سبب ذلك ان الملكة الكبرى زوجة تيمور
أمرت ببناء مدرسة مقابل الجامع فكانت أعلى من الجامع فاغتاظ تيمور من
ذلك ولكن يدل كلامه على أن سقفه كان مشقوقا وبناءه كان معيبا فلذلك
غضب تيمور.
وفاة برقوق وسلطان سيواس
وبينما هو في الهند توفي الملك الظاهر برقوق صاحب مصر والشام
وذلك في ١٥ شوال سنة ٨٠١ وأقيم مكانه ولده فرج وعمره عشر سنين
ولقب بالملك الناصر وقتل القاضي أحمد السيواسي سلطان سيواس الذي
قتل رسل تيمور قتله شخص يسمى عثمان قرايلوك بعد نزاع معه يطول
ذكره وكان بين موت برقوق وقتل القاضي مدة قليلة فسر تيمور بموتهما
وأعطى من بشره بذلك خمسة عشر ألف دينار وتهيأ للمسير إلى الشام.
خروجه من الهند إلى خراسان وتفليس
وبلاد الكرج
قال وأقام في الهند نائبا ثم سافر في أوائل سنة ٨٠٢ عن طريق
سمرقند قاصدا إلى الشام ومعه من الهند رؤوس أجنادها ووجوه أعيانها
فيكون مقامه بالهند نحوا من سنتين لأنه سافر إليها أوائل سنة ٧٩٩ وخرج
منها أول سنة ٨٠٢ وعبر جيحون إلى خراسان وكان قد قرر ولده لصلبه
أميران شاه بمملكة تبريز وفي ١٧ ربيع الأول سنة ٨٠٢ وصل إلى قراباع
وضبط ممالك آذاربايجان وقتل المفسدين وفي التاريخ الفارسي وفي المرة
الأخيرة سنة ٨٠٢ جاء إلى إيران وأخذ القشلاق الذي في قراباع انتهى
قال ابن عربشاه وفي ٢ جمادى الآخرة من هذه السنة توجه بعسكره وأخذ
مدينة تفليس وقصد بلاد الكرج واستولى عليها.
أخذه بغداد ثانيا
قال وفي ٨ رجب سنة ٨٠٢ قصد بغداد فهرب السلطان أحمد إلى
قرا يوسف واستولى تيمور على بغداد ثانيا. وعن ابن حجر انه كان ابتداء
حركة تيمور إلى البلاد الشامية في سنة ٨٠٢ واصل ذلك ان أحمد بن أويس
صاحب بغداد ساءت سيرته وقتل جماعة من الامراء وعسف على الباقين
فوثب عليه الباقون فأخرجوه منها وكاتبوا نائب تيمور بشيراز ان يتسلمها
فتسلمها وهرب احمد إلى قرا يوسف التركماني بالموصل فسار معه إلى بغداد
فالتقى به أهل بغداد فكسروه واستمر هو وقرا يوسف منهزمين إلى قرب
حلب وقيل بل غلب على بغداد وجلس على تخت الملك ثم سار صحبة قرا
يوسف فوصلا جميعا إلى أطراف حلب فكاتب أحمد بن أويس يستأذن في
زيارته مصر ففوض الامر إلى نائب حلب فخشي النائب دمرداش ان يقصد
هو وقرا يوسف حلب فسار دمرداش ومعه نائب حماه ليكبس أحمد بن أويس
فكانت الغلبة لأحمد وانكسر دمرداش وقتل من عسكره جماعة ورجع منهزما
واسر نائب حماه ثم فدي بستمائة ألف درهم ثم جمع نعير أمير العرب ومعه
نائب بهسني جماعة والتقوا مع أحمد بن أويس فكسروه فوصلت الاخبار بذلك
إلى القاهرة فسكن الحال بعد ان كان امر السلطان بتجريد العساكر لما بلغه
هزيمة دمرداش.
قصده بلاد الشام
ثم إن تيمور بعد فتحه بغداد خرج منها قاصدا بلاد الشام سنة ٨٠٢
وكان السبب في قصد تيمور بلاد الشام والروم على ما يظهر من كتب
التواريخ أمور منها ما أشار اليه ابن حجر فيما حكي عنه انه ذكر في
حوادث سنة ٧٩٨ ان اطلمش قريب تيمور قبض عليه قرا يوسف التركماني
صاحب تبريز وأرسله إلى الملك الظاهر برقوق فاعتقله، وقال في حوادث
سنة ٧٩٩ وصلت كتب من تيمور فعوقت رسله بالشام وأرسلت الكتب التي
معهم إلى القاهرة ومضمونها التحريض على ارسال قريبه اطلمش الذي
اسره قرا يوسف فامر السلطان اطلمش المذكور ان يكتب إلى قريبه كتابا
يعرفه فيه ما هو عليه من الخير والاحسان بالديار المصرية وارسل ذلك
السلطان مع أجوبته ومضمونها إذا أطلقت من عندك من جهتي أطلقت من
عندي من جهتك والسلام، ولكن الذي يظهر من غير ابن حجر ان تيمور
كان غاضبا على اطلمش وانه طلبه ليعاقبه ومنها قتل صاحب سيواس
رسله وتشهير من بقي منهم، قال ابن عربشاه سبب حركة تيمور إلى
بلاد الشام ما فعله القاضي برهان الدين حاكم سيواس بقصاده ومر ذلك
ومنها قتل نائب دمشق رسوله قبل ان يسمع كلامه كما يأتي والرسل لا
تقتل عند جميع أهل الملل ومنها ان طليعة عسكر تيمور لما انكسروا في
وقعة بغداد مع القان أحمد بن أويس وقرا يوسف التركماني اتوا ملطية وكانوا
سبعة آلاف وأرسلوا إلى نائب حلب ان يعين لهم مكانا ينزلونه فركب هو
ونائب حماه وكبسوهم بدلا من أن يضيفوهم. قال ابن الشحنة في سنة
٨٠٣ شاعت الاخبار بان تيمور حين عاد من اخذ بلاد الهند بلغه وفاة الملك
الظافر برقوق فاستبشر لذلك وكان في نفسه من قتله رسله ومن اخذ
السلطان بايزيد بن عثمان سيواس وملطية واخذ السلطان احمد بغداد وقصد
بلاد الشام ومعه من العساكر ما لا يحصى وكان بديوان عسكره المختص به
ثمانمائة ألف، وحكي ان عسكره كان لما أسر سلطان العثمانيين أربعمائة
ألف فارس وستمائة ألف راجل وقال ابن عربشاه ان جيشه كان مؤلفا من
رجال توران وإيران وتركستان وبلخشان والدشت والخطا والمغول والجتا
وأهل خجند وايدكان وخوارزم وجرجان وصغانيان وشادمان وأهل فارس
وخراسان والجبل ومازندران والجبال ورستمدار وطالقان وأهل قبائل خوز
وكرمان وأصفهان والري وغزني وهمذان وافيال الهند والسند ومالتان واللور
والغور وشهرزور وعسكر مكرم وجنديسابور مع ما أضيف إليهم من الخدم
وفعلة التركمان والنهاب من العرب والعجم وعباد الأوثان والمجوس ما لا
يكتنفه ديوان ولا يحيط به دفتر حسبان انتهى باختصار.
اخذه سيواس
في عجائب المقدور لما قتل عثمان قرايلوك القاضي أحمد صاحب
سيواس كما مر لم يكن في أولاده من يصلح للملك فرجع قرايلوك إلى
سيواس ودعا إلى نفسه فلم يجيبوه وقاتلهم فلم يقدر عليهم فذهب إلى تيمور
(٦٦٠)

وهو في آذربايجان وصار في جملته، ثم إن أهل سيواس ارسلوا إلى السلطان
بايزيد بن عثمان ليسلموه البلد فأرسل إليهم أكبر أولاده سليمان فملك
سيواس وتوجه إلى ارزنجان فهرب صاحبها المسمى طهرتن وذهب إلى
تيمور واستولى عليها سليمان واخذ أموال طهرتن وذخائره وفضح حرمه
فذهب تيمور ومعه قرايلوك وطهرتن إلى ارزنجان فاسترجعها ثم ارتحل إلى
ماردين فعصى عليه الملك الطاهر الذي كان أطلقه وملكه كما مر وذلك سنة
٨٠٢ ثم توجه إلى سيواس وبها الأمير سليمان فأرسل يخبر أباه بايزيد
ويستنجده وهو يحاصر استانبول فلم يمكنه انجاده ففر سليمان هاربا ووصل
تيمور إليها ١٧ ذي الحجة سنة ٨٠٢ فدافع عنها من بها ثم فتحها خامس
المحرم سنة ٨٠٣ وقتل من مقاتلتها نحو ثلاثة آلاف ونهبها. وفي البدر
الطالع انه حاصرها سنة ٨٠٢ مدة ولم يأخذها.
أخذه البستان وملطية وبهسني
قال ابن الشحنة وتوجه نحو البستان فوجد أهلها قد أخلوها
فأحرقها وخربها ثم توجه إلى ملطية فهرب من كان بها فاخذها وخربها ثم
اجتاز على بهسنى فحاصرها ونصب عليها المنجنيق وهدم بعض قلعتها ثم
اخذها صلحا، وفي عجائب المقدور انه حاصر قلعتها ثلاثا وعشرين ليلة
ثم اخذها ولم يلحق باهلها أذى.
مراسلته النواب بحلب وقتل رسوله
في عجائب المقدور ثم أتى إلى قلعة الروم فأقام بها يوما وتركها ولم
يحفل بها ورحل إلى عينتاب ثم ارسل وهو في عينتاب رسولا إلى النواب
بحلب وفي البدر الطالع انه ارسله من مرج دابق ومعه كتاب لهم طلب فيه
منهم ان يطيعوا امره ويكفوا عن القتال وان يخطبوا باسم محمود خان
وباسمه وان يرسلوا اليه اطلاميش زوج بنت أخت تيمور الذي كان عند
تيمور فخاف فأسره التركمان وأرسلوه إلى مصر فلم يجب إلى شئ مما طلبه
وقتل سودون نائب دمشق الذي كان وقتئذ موجودا في حلب مع بقية نواب
البلاد الشامية رسول تيمور قبل ان يسمع كلامه وضرب رأسه على رؤوس
الاشهاد قالوا وبئس ما فعل قلت والرسل لا تقتل في جميع الأديان
والملل، وعن ابن حجر ان الكتاب كان إلى نائب حلب وهو الأقرب إلى
الاعتبار وانه يقول فيه انا وصلنا في العام الماضي إلى البلاد الحلبية لاخذ
القصاص ممن قتل رسلنا بالرحبة ثم بلغنا موته يعني الظاهر وبلغنا امر
الهند وما هم عليه من الفساد فتوجهنا إليهم فاظفرنا الله تعالى بهم ثم رجعنا
إلى الكرج فاظفرنا الله بهم ثم بلغنا قلة أدب هذا الصبي ابن عثمان فاردنا
عرك أذنه وكان عمر بايزيد يومئذ فوق الثلاثين ودون الأربعين فشغلنا
بسيواس وغيرها من بلاده ما بلغكم ونحن نرسل الكتب إلى مصر فلا يعود
جوابها فنعلمهم ان يرسلوا قريبنا اطلمش فإن لم يفعلوا فدماء المسلمين في
أعناقهم والسلام. فامر نائب حلب بضرب أعناق قصاد تيمور وحصنوا
سورها بالمدافع والمكاحل والمقاتلة.
زحفه على حلب وفتحها
فلما بلغ تيمور ان رسوله قد قتل زحف من عينتاب على حلب
فوصلها في سبعة أيام ونزل بحيلان قرية من قرى حلب ثم نزل يوم
الخميس ٩ ربيع الأول سنة ٧٠٣ على حلب وحاصرها وكان نائبها دمرداش
وقد حضرت اليه عساكر المملكة الشامية عسكر دمشق مع نائبها سودون
وعسكر طرابلس مع نائبها السيفي وعسكر حماه مع نائبها دقماق وعسكر
صفد مع نائبها الطنبغا وعسكر غزة مع نائبها عمر بن الطحان وذلك في
صفر سنة ٨٠٣ قال ابن عربشاه ان النواب تشاوروا في حلب وهو في
عينتات فقال البعض الرأي ان نحصن البلد ونكون على الأسوار فقال
بعضهم هذه إمارة العجز والرأي ان نكون حول البلد فإنه أفسح للمجال
فقال نائب طرابلس وكان ذا رأي سديد ان عدد العدو كثير ولكنه أعمى
لأنه غريب عن البلاد والرأي ان نحصن المدينة ونكون خارجها في جانب
واحد ونحفر حولنا خندقا ونكتب إلى الاعراب والأكراد والتركمان
فيتسلطون على العدو بالقتل والنهب فان أقام ففي شر مقام وان رجع فهو ما
نريد فقال دمرداش الرأي ان نناجزه ولا نطاوله وان لم نناجزه انس منا الوهن
واخذ يحرضهم على ذلك ومما قاله انا إذا كسرناهم فهو المرام وكفينا عسكر
مصر المئونة وان كسرونا نكون قد بذلنا المجهود وعذرنا عند السلطان
برقوق ولم يزل يحسن لهم هذا الرأي الفاسد حتى اجمعوا عليه لأنه كان
صاحب البلد وكان في الباطن موافقا لتيمور ثم إنهم حصنوا المدينة وأوصدوا
وأبوابها ووكلوا بكل محلة أهلها وفتحوا البابين المقابلين للجهة التي نزل فيها
تيمور باب النصر وباب القناة ويوم وصول تيمور وهو يوم الخميس ٩ ربيع
الأول سنة ٨٠٣ برز من عسكره ألفا رجل فبرز إليهم من العساكر الشامية
ثلاثمائة فهزمهم هؤلاء وفي يوم الجمعة ١٠ ربيع الأول برز من عسكره نحو
خمسة آلاف فتقدمت إليهم طائفة أخرى واقتتلوا إلى المساء ثم افترقوا وفي
يوم السبت ١١ ربيع الأول ركب تيمور في عساكره وكان قد عبأها تحت
جنح الليل وأمامه الفيلة قيل إنها ثمانية وثلاثون فيلا ففرت ميمنة العساكر
الشامية وعليها دمرداش وفر الباقون وجعلوا يلقون أنفسهم من الأسوار
والخنادق والتتار في أثرهم يقتلونهم ويأسرونهم فقصدوا المدينة من الأبواب
المفتوحة وازدحموا عندها والسيوف تأخذهم حتى سدت الأبواب بالقتلى ولم
يتمكن الكثيرون من الدخول وكسر المماليك باب أنطاكية وخرجوا منه
وصعد النواب إلى القلعة وتحصنوا فيها ودخل تيمور حلبا بالسيف فلجأت
النساء والأطفال إلى الجوامع والمزارات فلم ينفعهم ذلك واستمر القتل
والأسر إلى يوم الثلاثاء وأحرقوا المدينة فنزل اليه نائب حلب وبقية النواب
وأخذوا في أعناقهم مناديل وتوجهوا إلى تيمور يطلبون الأمان فخلع عليهم
قبية مخمل أحمر وألبسهم تيجانا مذهبة وقال لهم أنتم صرتم نوابي. هذا
قول ابن اياس وقال ابن عربشاه انه قبض على سودون ونواب طرابلس
وصفد وغزة وقيدهم وخلع على دمرداش فقط مكافاة له على مخامرته كما مر
ثم ارسل معهم جماعة من أمرائه يتسلمون القلعة وفي يوم الأربعاء صعد إلى
القلعة وجلس في أبوابها وطلب العلماء والقضاة فجاءوا اليه فاذن لهم
بالجلوس فجلسوا منهم ابن الشحنة صاحب تاريخ روض المناظر والقاضي
شرف الدين موسى الأنصاري الشافعي والقاضي علم الدين القفصي
المالكي.
أسئلة تيمور لعلماء حلب
فقال تيمور للمولى عبد الجبار بن نعمان الدين الحنفي المعتزلي وكان
في صحبته ويأتم به وأبوه من العلماء المشهورين بسمرقند قل لهم اني
سائلكم عن مسالة سالت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد
التي افتتحتها ولم يوضحوا الجواب فلا تكونوا مثلهم ولا يجاوبني الا أعلمكم
(٦٦١)

وليعرف ما يتكلم به فاني خالطت العلماء ولي بهم اختصاص وألفة ولي في
طلب العلم طلب قديم. قال ابن الشحنة فأشاروا إلي فقال لي عبد
الجبار سلطاننا يقول إنه بالأمس قتل منا ومنكم فمن الشهيد قتيلنا أم
قتيلكم؟ فقلت هذا سؤال سئل عنه رسول الله ص وأجاب عنه وأنا مجيب
بما أجاب به. فقال عبد الجبار يسخر من كلامي كيف سئل
رسول الله ص وكيف أجاب؟ فقلت جاء أعرابي اليه فقال يا رسول الله
ان الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل ليعرف مكانه فأينا في سبيل
الله؟ فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ومن
قاتل منا ومنكم لاعلاء كلمة الله فهو الشهيد. فقال تيمور خوب خوب
اي جيد جيد وقال عبد الجبار ما أحسن ما قلت. قال وتكررت
الأسئلة منه والأجوبة منا، فطمع كل من الفقهاء الحاضرين وجعل يبادر إلى
الجواب ويظن انه في المدرسة، والقاضي شرف الدين ينهاهم ويقول لهم
بالله اسكتوا ليجاوب هذا الرجل فإنه يعرف ما يقول وكان آخر ما سال
عنه ما تقولون في علي ومعاوية ويزيد؟ قال ابن الشحنة فاسر إلي القاضي
شرف الدين ان اعرف كيف تجاوبه فإنه شيعي، فاسرع ابن القفصي
فقال ان عليا اجتهد فأصاب فله اجران وان معاوية أجتهد فأخطأ فله اجر
واحد، فغضب لذلك عضبا شديدا وقال علي على الحق ومعاوية ظالم
ويزيد فاسق وأنتم حلبيون تبع لأهل دمشق وهم يزيديون قتلوا الحسين،
فأخذت في ملاطفته.
وفي البدر الطالع كان آخر ما سألهم عنه ما تقولون في معاوية
ويزيد هل يجوز لعنهما؟ فقال شرف الدين الأنصاري الشافعي ان معاوية لا
يجوز لعنه لأنه صحابي فقال تيمور ما حد الصحابي فقال شرف الدين انه
كل من رأى النبي ص، فقال تيمور فاليهود والنصارى رأوه فقال ان
ذلك بشرط ان يكون الرائي مسلما، وقال شرف الدين أيضا انه رأى في
حاشية على بعض الكتب انه يجوز لعن يزيد، فتغيظ لذلك. قال صاحب
البدر الطالع ولا عتب عليه إذا تغيظ فالتعويل في مثل هذا الموقف العظيم
في ذلك الامر الذي مما زالت المراجعة به بين أهل العلم في قديم الزمان
وحديثه على حاشية وجدها على بعض الكتب مما يوجب الغيظ، سواء
كان محقا أو مبطلا انتهى قال ابن الشحنة ثم طلبني ورفيقي القاضي
شرف الدين وأعاد السؤال عن علي ومعاوية فقلت له لا شك ان الحق كان
مع علي وليس معاوية من الخلفاء فإنه صح عن رسول الله ص أنه قال
الخلافة بعدي ثلاثون سنة وقد تمت بعلي. فقال تيمور قل علي على الحق
ومعاوية ظالم، قلت قال صاحب الهداية يجوز تقلد القضاء من ولاة الجور
فان كثيرا من الصحابة والتابعين تقلدوا القضاء من معاوية وكان الحق مع
علي في نوبته، فانسر لذلك وانفتح باب المؤانسة. وقال تيمور انني رجل
نصف آدمي وقد أخذت بلاد كذا وكذا وعدد ممالك العجم والعراق والهند
وسائر بلاد التتر، فقلت اجعل شكر هذه النعمة عفوك عن هذه الأمة ولا
تقتل أحدا، فقال و الله اني لم اقتل أحدا قصدا وانما أنتم قتلتم أنفسكم في
الأبواب ووالله لا أقتل منكم أحدا وأنتم آمنون على أنفسكم وأموالكم.
قال ابن الشحنة وسألني تيمور عن عمري فقلت مولدي سنة ٧٤٩ وقد
بلغت الآن ٥٤ سنة. وقال للقاضي شرف الدين. كم عمرك؟ قال انا أكبر
منه بسنة، فقال تيمور أنتم في عمر أولادي، انا عمري اليوم ٧٥ سنة.
وحضرت صلاة المغرب وأقيمت الصلاة وأمنا عبد الجبار و صلى تيمور إلى
جانبي قائما يركع ويسجد، ثم تفرقنا ونزل تيمور من القلعة وأقام بدار
النيابة وصنع وليمة على زي المغل ووقف سائر الملوك والنواب في خدمته.
وأقام تيمور بحلب إلى آخر ربيع الأول سنة ٨٠٣ قال وأوصى بي
وبالقاضي شرف الدين وفي أول يوم من ربيع الآخر برز إلى ظاهر البلد
متوجها نحو دمشق وفي اليوم الثاني ارسل يطلب علماء البلد فرحنا اليه فقيل
لنا انه يريد ان يستفتيكم في قتل نائب دمشق الذي قتل رسوله، فقلت هذه
رؤوس المسلمين تقطع وتحضر اليه بغير استفتاء وهو حلف ان لا يقتل منا
أحدا قصدا، فعاد اليه وبين يديه لحم سليق في طبق يأكل منه فكلمه،
وجاء الينا شخص بشئ من ذلك اللحم، فلم نفرغ من أكله الا وزعجة
قائمة وتيمور صوته عال، وساق شخص هكذا وآخر هكذا، وجاءنا أمير
يعتذر ويقول سلطاننا لم يأمر باحضار رؤوس المسلمين وانما امر بقطع
رؤوس القتلى وان يجعل منها قبة إقامة لحرمته على جاري عادته ففهموا منه
غير ما أراد، وانه قد أطلقكم فامضوا حيث شئتم. وولي حلب للأمير
موسى بن طغاي فاخذ في الاحسان الينا وقبول شفاعتنا مدة اقامته بحلب
ووضع ما أخذه من مال وسلب بالقلعة عند الأمير موسى.
سفره إلى دمشق
قال ابن الشحنة وركب تيمور من ساعته وتوجه نحو دمشق وذلك
في ٣ ربيع الآخر سنة ٨٠٣ وجاء الخبر إلى دمشق من حلب مع استنبوغا
الدوادار والفتح المدعو بعبد القصار فخوفا أهل دمشق وحدراهم ونصحاهم
بالفرار من دمشق فاضطرب الناس وأتلفت آراؤهم فبعضهم قبل النصيحة
وهرب إلى بيت المقدس أو مصر وبعضهم اتهمهما وأراد قتلهما وبعضهم
بقي في البلد واستعد للقتال.
خروج الملك الناصر فرج
من مصر إلى الشام لقتال تيمور
ثم إن الملك الناصر فرج بن برقوق خرج من مصر بالعساكر لقتال
تيمور ومعه كافله وأتابكه باش بيك فاطمأن الناس ورجع جماعة ممن كانوا
خرجوا اما أهل الرأي فلم يلتفتوا إلى قدوم السلطان.
وصوله لحماه
ومر تيمور بحماه. ووجد منقوشا على رخامة بالجامع النوري بحماه
ما خلاصته سبب نقش هذا ان الله تعالى يسر لنا فتح البلاد والممالك
حتى انتهينا إلى بغداد فأرسلنا قصادنا إلى الملك مصر بأنواع التحف والهدايا
وكان قصدنا ان تتأكد الصداقة بيننا فقتل قصادنا من غير موجب ثم قبض
التراكمة على أناس من جهتنا وأرسلهم إلى سلطان مصر برقوق فسجنهم
وضيق عليهم فلزم من هذا انا توجهنا لاستخلاص متعلقينا من أيدي مخالفينا
واتفق لذلك نزولنا بحماه في العشرين من ربيع الاخر سنة ٨٠٣.
وصوله إلى حمص
ومر بحمص فلم يتعرض لها بشئ ونادى بالأمان وكذلك في عوده
من دمشق لم يتعرض لحمص، ويقول ابن عربشاه انه وهبها لخالد بن
الوليد أقول بل الظاهر أن أهلها أطاعوه فلم يتعرض لهم بخلاف
غيرها، وخرج اليه رجل يدعى عمر البرواس فقدم له هدية وتوسل اليه
فولاه البلد وولى القضاء شمس الدين بن الحداد.
(٦٦٢)

ما جرى للنواب الذين معه
قال ثم إن نائب الشام الذي معه مرض ومات على قبة يلبغا وهرب
نائب طرابلس فغضب وقتل الموكلين بحفظه وهرب تمرداش في قارا وبقي في
اسره علاء الدين الطنبغا نائب صفد وزين الدين نائب غزة وغيرهما.
وصوله إلى بعلبك
قال ثم اتى بعلبك واستولى عليها
وصوله إلى دمشق
قال وسار عنها حتى أشرف على دمشق من جهة قبة السيار ووصلت
العساكر المصرية إلى قبة يلبغا يوم الأحد عاشر ربيع الآخر سنة ٨٠٣
ودخلوا دمشق ونزلوا دورها ودخلت بعض أثقال السلطان البلد ونزلت
جنود تيمور غربي دمشق من داريا والحولة وعن ابن تغري بردي أنه قال
لما قدم الخبر على أهل دمشق باخذ حلب نودي في الناس بالرحيل من
ظاهرها إلى داخل المدينة والاستعداد لقتال العدو فاخذوا في ذلك فقدم
عليهم المنهزمون من حماه فعظم خوف أهلها وهموا بالجلاء فمنعوا من ذلك
ونودي من سافر نهب فعاد إليها من كان خرج منها وحصنت دمشق ونصبت
المناجيق على قلعة دمشق ونصبت الكاحل على أسوار المدينة واستعدوا
للقتال ثم نزل تيمور بعساكره على قطنا فملأت عساكره الأرض كثرة وركب
طائفة منهم لكشف الخبر فوجدوا السلطان والامراء قد تهيئوا للقتال. وفي
خطط الشام ان تيمور نزل عند سفح جبل الثلج اي غربي دمشق وفي قطنا
وإقليم البلان إلى ميسنون انتهى وفي شذرات الذهب وسار تيمور حتى
أناخ على ظاهر دمشق من داريا إلى قطنا والحولة وما يلي تلك البلاد ثم
احتاط بالمدينة وانتشرت عساكره في ظواهرها تتخطف الهاربين انتهى وفي
عجائب المقدور وحفر عسكر مصر الخنادق وحصنوا القلعة وامر ملك
مصر بخروج العساكر إلى ظاهر البلد وانضاف إليهم أعيانها وحصلت
المناوشة فقتل قاضي القضاة برهان الدين المالكي وشلت يد قاضي
القضاة عيسى المالكي من ضربة سيف وكل من يأتون به من عسكر تيمور
يقتلونه وخرج يوما من عسكر تيمور نحو عشرة آلاف فخرج إليهم من
عسكر الشام نحو ثمانمائة والتقوا في واد خلف قبة يلبغا واقتتلوا قال ابن
تغري بردي وصفت العساكر السلطانية فبرز إليهم التيمورية وصدموهم
صدمة هائلة وثبت كل من العسكرين ساعة فكانت بينهم وقعة انكسرت
فيها ميسرة السلطان وانهزم العسكر الغزاوي وغيرهم إلى ناحية حوران
وجرح جماعة وحمل تيمور بنفسه حملة عظيمة شديدة فدفعته ميمنة السلطان
حتى اعادوه إلى موقفه ونزل كل من العسكرين بمعسكره وبعث تيمور إلى
السلطان في طلب الصلح وارسال اطلمش اليه وانه هو يبعث من عنده من
الأمراء المقبوض عليهم في واقعة حلب، ثم إن العساكر المصرية عادت إلى
مصر من الشام ليلا وخرج السلطان فرج إلى وادي التيم فبعض يقول إنه
هرب وبعض يقول إنه بلغه انهم يريدون خلعه في مصر وإقامة غيره ولم
يشعر الناس الا والنار تلتهب في مخيم العسكر المصري وكأنهم أحرقوا ما
معهم لما رجعوا ولم يستطيعوا حمله فخافوا ان يغنمه عسكر تيمور، قال ابن
تغزي بردي وكان اجتمع في دمشق خلائق كثيرة من الحلبيين والحمويين
والحمصيين وأهل القرى ممن خرج جافلا من تيمور وبها عسكر دمشق فلما
أصبحوا وقد هرب السلطان المصري وعسكره أغلقوا أبواب المدينة وركبوا
الأسوار ونادوا بالجهاد وزحف عليهم تيمور بعساكره فقاتل الدمشقيون من
أعلى السور أشد قتال وردوهم عن السور والخندق وأسروا منهم جماعة ممن
اقتحم باب دمشق وأخذوا من خيولهم عدة كبيرة وقتلوا منهم نحو الألف
وأدخلوا رؤوسهم إلى المدينة. وعن ابن إياس انه كان بين أهل دمشق
وعسكر تيمور في أول يوم واقعة عظيمة فقتل من عسكر تيمور نحو ألفي
انسان فأرسل تيمور يطلب من أهل دمشق رجل من عقلائهم يمشي بينه
وبينهم بالصلح فاشتوروا فيمن يرسلونه فوقع الاختيار على القاضي تقي
الدين إبراهيم بن مفلح الحنبلي فإنه كان طلق اللسان يتكلم بالتركية
والفارسية فأرخوه من أعلى السور بسرياق ضخم ومعه خمسة أنفس من
أعيان دمشق فغاب عند تيمور ساعة ثم رجع فأخبر بان تيمور تلطف معه
في القول وقال له هذه بلد فيها الأنبياء وقد اعتقتها لهم وشرح من محاسن
تيمور شيئا كثيرا وجعل يخذل أهل الشام عن قتاله ويرغبهم في طاعته فصار
أهل البلد فرقتين فرقة ترى ما رآه ابن مفلح وفرقة ترى محاربته وكان الأكثر
يرون مخالفة ابن مفلح ثم غلب رأيه ورأي أصحابه فقصد ان يفتح باب
النصر فمنعه نائب القلعة وقال إن فعلتم ذلك أحرقت البلد ولكن نائب القلعة
لما رأى عين الغلب سلم إليهم القلعة بعد تسعة وعشرين يوما انتهى. قال
ابن عربشاه وتقدم تيمور إلى المدينة فامتنع أهلها عن تسليمها فبقوا على ذلك
يومين ثم خرج أعيانها إلى تيمور طالبين الأمان وهم قاضي القضاة محمود بن
العز الحنفي وولده شهاب الدين وقاضي القضاة إبراهيم بن مفلح الحنبلي
وقاضي القضاة محمد الحنبلي النابلسي والقاضي محمد بن أبي الطيب كاتب
السر والقاضي احمد الوزير والقاضي شهاب الدين الجياني الشافعي
والقاضي إبراهيم بن لقوشة الحنفي نائب الحكم اما قاضي القضاة الشافعي
فهرب مع السلطان واما قاضي القضاة برهان الدين الشاذلي المالكي الذي
أفتى بقتل الشهيد الأول فإنه كان قد قتل كما مر.
ما جرى لابن خلدون مع تيمور
وذهب معهم قاضي القضاة ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون
المالكي وكان قدم مع السلطان فرج فلما رجع فرج إلى مصر بقي هو في
دمشق وحين دخلوا على تيمور وقفوا إلى أن أذن لهم بالجلوس وهش
إليهم، فقدم له ابن خلدون على ما في خطط الشام هدية فيها علب حلوى
مصرية فتحها تيمور وأطعم منها رجاله ولم يذقها واهداه سجادة صلاة
فوضعها إلى جانبه واهداه مصحفا شريفا فقبله ووضعه إلى جانبه. قال ابن
عربشاه ولما رأى شكل ابن خلدون بعمامة خفيفة وبرنس قال هذا الرجل
ليس من هاهنا، وجئ بالطعام فكوموا تلألأ من اللحم السليق فبعضهم
لم يأكل وبعضهم أكل، وتيمور يلحظهم، وكان من الآكلين ابن خلدون
(٦٦٣)

فنادى ابن خلدون بصوت عال يا مولانا الأمير الحمد لله لقد شرفت
بحضوري الملوك وأحييت بتواريخي مآثرهم ورأيت من ملوك العرب وغيرهم
فلانا وفلانا ولكن لله المنة قد طال عمري حتى رأيت من هو الملك على
الحقيقة فإن كان طعام الملوك يؤكل لدفع الجوع فطعام مولانا الأمير يؤكل
لذلك ولنيل الفخر والشرف. فاعجب تيمور كلامه واقبل بكله عليه وسأله
عن ملوك العرب وأخبارهم فذكر له من ذلك ما بهره، وعن ابن الزملكاني
تلميذ ابن خلدون ان ابن خلدون قال لما اجتمعت بتيمور في دمشق قال لي
اين بلدك قلت بالغرب الجواني قال وما معنى الجواني في وصف المغرب قلت
معناه الداخلي اي الأبعد لأن المغرب كله على ساحل البحر الشامي من
جنوبه، فالأقرب إلى هنا برقة وإفريقية، والمغرب الأوسط تلمسان وبلاد
زناته، و الأقصى فاس ومراكش وهو معنى الجواني، فقال لي وأين مكان
طنجة من ملك المغرب فقلت في الزاوية التي بين البحر المحيط والخليج
المسمى بالزقاق ومنها التعدية إلى الأندلس لقرب مسافته لأن هناك نحو
العشرين ميلا فقال وسلجماسة فقلت في الحد ما بين الأرياف والرمال من
جهة الجنوب، فقال لا يقنعني هذا و أحب ان تكتب لي بلاد المغرب كلها
أقاصيها وأدنيها وجبالها وأنهارها وقراها و أمصارها، فقلت يحصل ذلك
بسعادتك. فكتبت له بعد انصرافي من المجلس ما طلب، أقمت في كسر
البيت وكتبته في أيام قليلة وأوعبت الغرض فيه مختصر وجيز يكون في اثنتي
عشرة كراسة ودفعته اليه فاخذه من يدي وأمر موقعه بترجمته إلى اللسان
المغلي، وهذا يدل على عقله وبعد نظره وانه ربما كان يخطر بباله فتح إفريقية
كما فتح آسيا. ثم هرب ابن خلدون إلى مصر خوفا من أن يأخذه تيمور إلى
بلاده.
قال ابن عربشاه فبينا هم كذلك في حضرة تيمور إذ جئ بالقاضي
صدر الدين المناوي أسيرا وإذا هو بعمامة كالبرج واردان كالخرج وكان قد
هرب مع السلطان فرج فأدركوه في ميسلون وقبضوا عليه وأحضروه إلى
تيمور، فتخطى الرقاب وجلس في صدر المجلس، فاستشاط تيمور غضبا
وامر بالقاضي صدر الدين فسحب، ثم خلع على كل من هؤلاء الأعيان
وردهم مكرمين وأعطاهم الأمان لهم ولذويهم بشرط ان يدفعوا اليه أموال
السلطان وأمرائه، ففعلوا ذلك.
قلعة دمشق
قال واما القلعة فاستعد نائبها للحصار وكان اسمه ازدار فلم
يلتفت تيمور في أول الأمر إليها وانصرف همه إلى تحصيل الأموال فنادى
بالأمان وان لا يبغي أحد على أحد، فمد بعض عسكره يده إلى غارة بعد ما
سمعوا هذا النداء، فبلغ ذلك تيمور فامر بصلبهم فصلبوا في الحريرين
برأس سوق البزوريين ففرح الناس بذلك وفتحوا الباب الصغير ووزعوا
هذه الأموال على الحارات، وكان الفصل شتاء فانتقل إلى القصر الأبلق ثم
إلى بيت الأمير تيخاص وأمر بهدم القصر واحراقه ودخل المدينة من الباب
الصغير وصلى الجمعة في جامع بني أمية وخطب به قاضي القضاة الحنفي
محمود بن الكشك ونزل الله داد في دار ابن مشكور داخل الباب الصغير.
المناظرة بينه وبين علماء دمشق
قال ووقع بين عبد الجبار بن النعمان الخوارزمي المعتزلي العالم
الذي كان مع تيمور وكان يأتم به وبين علماء الشام لا سيما قاضي القضاة
الحنبلي مناظرات ومباحثات وهو في ذلك كترجمانه يخاطبهم بلسانه فمنها
وقائع علي ومعاوية ومنها أمور يزيد وقتله الحسين وان ذلك ظلم وفسق
ومن استحله فهو كافر ولا شك ان ذلك كان بمظاهرة أهل الشام فان كانوا
مستحليه فهم كفار والا فهم عصاة وان الحاضرين على مذهب الغابرين،
فحصل منهم في ذلك أجوبة كثيرة منها ما رده ومنها ما قبله إلى أن اجابه
القاضي محمد بن أبي الطيب كاتب السر فقال ان جدي توصل إلى رأس
سيدنا الحسين ونظفه وغسله وطيبه ودفنه فلذلك كنوه بأبي الطيب. وقال ما
سميتم بأولاد أبي الطيب الا لهذا؟ قال نعم. ومنها انه سألهم ما أعلى
الدرجات درجة العلم أم النسب؟ فأجاب القاضي محمد الحنبلي النابلسي
ان درجة العلم أعلى والدليل على ذلك اجماع الصحابة على تقديم أبي بكر
على علي بن أبي طالب وقد قال ص لا تجتمع أمتي على ضلالة وجعل يحل
ازراره واخذ في نزع ثيابه، فسأله تيمور عن ذلك، فقال إنه يخاف من
شيعة عسكره ان يقتلوه لأجل هذا الكلام فهو يستعد للقتل، فقال تيمور
لا يدخلن هذا مجلسي بعد اليوم انتهى ولا بد ان يكون جرى بينه وبين
العلماء ما هو أكثر من هذا وابسط، لكن المؤرخين ذكروا هذه المجملات
وطووا تفصيلها على غره، ولعله لأنهم لم يحبوا تفصيلها.
مال الأمان
ثم طرح على المدينة أموال الأمان وفوض ذلك إلى أحد أركان دولته
المدعو الله داد، وشرعوا في جمع الأموال من أهل الشام، وذلك في دار
الذهب وهو مكان مشهور. وكثرت الوشايات والسعايات. وقال ابن
تغري بردى طلب تيمور الطقزات اي التسعة الأصناف من المأكول
والمشروب والملبوس وغيره، وهذه كانت عادته في كل بلد يفتحه صلحا،
وقد مر له نظير عند ذكر رجوعه ثانيا إلى قفجاق فاجابه الدمشقيون إلى ما
طلب باقناع ابن مفلح لهم، وتقرر ان يجبي تيمور من دمشق ألف ألف
دينار ففرض على الناس فقاموا به من غير مشقة لكثرة أموالهم، فلم يرض
تيمور وقال إن المطلوب بحساب بلاده وهو عشرة آلاف ألف دينار أو ألف
تومان والتومان عبارة عن عشرة آلاف دينار من الذهب، قال ابن حجر
واستقر الصلح على ألف ألف دينار، فتوزعت على أهل البلد ثم روجع
تيمور فتسطخها، وقال إنه انما طلب ألف تومان، فنزل بالناس باستخراج
هذا منهم ثانيا بلاء عظيم، ولما اخذه ابن مفلح وحمله إلى تيمور قال تيمور
لابن مفلح وأصحابه هذا المال لحسابنا انما هو ثلاثة آلاف دينار وقد بقي
عليكم سبعة آلاف دينار وظهر لي انكم عجزتم انتهى. فيظهر من هذا
انه اكتفى باخذ ثلاثة آلاف دينار وصرف النظر عن الباقي. ثم سلمت
أموال المصريين وكراعهم وسلاحهم وأموال الذين فروا من دمشق، ثم
ألزمهم باخراج جميع ما في البلد من السلاح فأخرجوه.
حصار القلعة وأخذها
قال ابن عربشاه وأما القلعة فاستعد نائبها للحصار، وكان اسمه
ازدار، فلم يلتفت تيمور في أول الأمر إليها وانصرف همه إلى تحصيل
الأموال، فلما فرع من ذلك استعد لحصار القلعة. وفي الشذرات ثم قام
من الجامع وجد في حصار القلعة حتى أعياه امرها، ولم يكن بها يومئذ الا
نفر يسير جدا، ونصب عليها عدة مجانيق وعمر تجاهها قلعة عظيمة من
خشب فرمى من بالقلعة على القلعة التي عمرها بسهم فيه نار فاحترقت عن
(٦٦٤)

آخرها، فأنشأ قلعة أخرى ثم تسلموها بعد أربعين يوما بالأمان. قال ابن
عربشاه وأمر ان يبني مقابلها بناء أعلى منها، فجمعوا الأخشاب وبنوا
برجا من جهة الشمال والغرب، وفوض امر الحصار للأمير جهان شاه
فنصب عليها المجانيق ونقب السور وكان فيها من المقاتلة عدد قليل فطلبوا
الأمان ونزلوا اليه بعد محاصرتها ثلاثة وأربعين يوما وذلك في شهر رجب
٨٠٣.
وصار في هذه المدة يتطلب الأفاضل وأصحاب الحرف والصنائع،
ونسج الحريريون له قباء بالحرير والذهب ليس له درز، وبنى في مقابر
الباب الصغير قبتين متلاصقتين على تربة زوجات النبي ص وأمر بجمع
العبيد الزنوج واعتنى بشأنهم. وكان في صفد تاجر يدعى علاء الدين
فاهدى إلى تيمور هدايا نفيسة وارسل اليه مرسوم أمان له ولأهل بلده، ولما
رحل تيمور عن دمشق أرسل علاء الدين قاصدا ومعه هدايا نفيسة وطلب
اليه اطلاق طنبغا العثماني نائب صفد وعمر بن الطحان نائب غزة وكانا في
اسره، فدعاهما وذكر لهما شفاعة علاء الدين بهما ثم أطلقهما وأعطى فرسين
للعثماني وفرسا لعمر بن الطحان نائب غزة ثم ارسل معهما من أبلغهما
مأمنهما وأوصلهما إلى بلديهما. قال ابن عربشاه واستمر النهب العام في المدينة
نحوا من ثلاثة أيام. وقال ابن حجر وعملت النار في البلد ثلاثة أيام
بلياليها فاحترقت كلها وسقطت سقوف جامع بني أمية ولم يبق غير جدرانه
قائمة انتهى ومن تصفح ما مر يعلم أن ما جرى على الشام كان بسوء
تصرف أمرائها وغرورهم واستخفافهم بتيمور فكانوا تارة يقتلون رسله
والرسل لا تقتل وأخرى يقتلون الأسرى، وضعف أجوبة علمائها
وتعصبهم ليزيد، حتى كان أقصى ذمهم له ان بعضهم رأى في حاشية
كتاب انه يجوز لعنه، ولو داروه وصانعوه لما وقعوا فيه، فقد داراه كثير من
الملوك والأمراء فأبقاهم على ملكهم، وأعرض عن أهل حمص فلم يقربها،
واكتفى من أهل طرابلس بمال دفعوه، وأمن أهل صفد بشفاعة تاجر منهم
وهديته، وشفعه في نائبي صفد وغزة وأكرمهم وصافاه بعض امراء دمشق
فولاهما، وتعرض جماعة من عسكره للغارة فصلبوا في الحريريين، والقول
بان ذلك كان مخادعة لا يقبله عقل، فلم يكن تيمور يخاف من أعظم منهم
حتى يخادعهم.
رسالة صاحب مصر اليه
في عجائب المقدور ان سلطان مصر لما هرب ارسل إلى تيمور كتابا
مع رجل اسمه بيسق يهدده فيه ويقول ما مضمونه لا تظن أننا هربنا منك
وخفناك ولكن بعض مماليكنا خرج علينا وأراد مثلك الفساد وهلاك العباد
والبلاد والعاقل إذا أصابه مرضان داوى الأخطر منهما انك أهون الخطبين
وأحقر الرجلين فثنينا العزم إلى تأديب ذلك الرجل ثم نكر عليك كرة الأسد
الغضبان ونضيق عليك وعلى عسكرك المسالك وندعكم بين أسير وهالك
فتطلبون الخلاص ولات حين مناص.
قال إلى غير ذلك من أمثال هذه الترهات التي هي كالملح على
الجروح وكحركة المذبوح، ولو كان بدل هذا الهذيان والكلام الذي لا
طائل تحته ما يستميل قلبه مع بعض الهدايا والاعتذار واظهار الندم لكان
ربما كسر من غضبه وانما فعلوا ذلك بعد حريق الشام وفوات الأمر كما قال
الشاعر وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل وقال الآخر
ذو الجهل يفعل ما ذو العقل يفعله * في النائبات ولكن بعد ما افتضحا
قال بيسق فلما أعطيته الكتاب وقرئ عليه قال لي ما اسمك؟
قلت بيسق، قال ما معنى بيسق؟ قلت لا أدري، قال إذا كنت لا تعرف
معنى اسمك فكيف تصلح أن تكون رسولا، ولولا أن عادة الملوك أ لا
يهيجوا الرسل بأذى لصنعت معك ما أنت أهله مع أنه لا لوم عليك بل على
من أرسلك بل لا لوم عليه أيضا لأن ذلك مبلغ علمه وفهمه. ثم قال
اذهب وانظر القلعة فذهبت فوجدتها قد دكت دكا ثم رجعت فقال لي ان
مرسلك أقل من أن اراسله ولكن قل له اني واصل إليك فليشمر ذيله
للفرار، ثم امر بي فأخرجت فذهبت إلى مصر، ثم وقع النهب والقتل
العام في البلد ثلاثة أيام وبعده الحريق واحترق جامع بني أمية انتهى.
رحيله عن دمشق
قال ثم رحل تيمور عن دمشق يوم السبت ثالث شعبان سنة ٨٠٣
بعد ما أقام بها ثمانين يوما وأخذ معه من أعيان الشام قاضي القضاة محيي
الدين بن العز الحنفي بعد ما عوقب وولده شهاب الدين فوصلا إلى تبريز ثم
رجعا إلى الشام وقاضي القضاة شمس الدين النابلسي الحنبلي وقاضي
القضاة صدر الدين المناوي الشافعي وغيرهم، ومن الأمراء الأمير
تيخاص. وخرج مع تيمور بالاختيار عبد الملك بن التكريتي فولاه نيابة
سيرام وهي وراء سيحون، ويلبغا الملقب بالمجنون وكان مقربا عنده لأنه
كان مناصحا له فولاه ينكي بلاس وراء نهر خجند تبعد ١٥ يوما عن
سمرقند، وأخذ من دمشق أهل الصنائع من النساجين والخياطين
والحجارين والاقباعية والبياطرة والخنيمية والنقاشين والفواسين والبازدارية
وفرقهم على رؤساء الجند ليوصلوهم إلى سمرقند، وأخذ جمال الدين رئيس
الطب وأخذ شهاب الدين احمد الزردكاش وكان في القلعة وأباد من عسكر
تيمور خلقا كثيرا وكان قارب التسعين فقيده من فوق ركبتيه قيدا زنته سبعة
أرطال ونصف رطل بالدمشقي فلم يزل مقيدا حتى مات تيمور. ولما قرب
رحيله عن دمشق جاءها الجراد ولم يزل معه في طريقه إلى بغداد.
وفي خطط الشام وأرسل تيمور إلى صاحب مصر سودون نقيب
قلعة دمشق يعتذر له مما جرى و يطلب قريبه الذي كان أسر في أيام الملك
الظاهر برقوق وانه إذا أطلقه يطلق ما عنده من الأسرى فاطلقه السلطان
وكساه وأحسن اليه، فلما وصلوا إلى تيمور أكرمهم وقبل مراسيم السلطان
وتفارش وبكى واعتذر مما وقع منه وقال هذا كان مقدرا. وكان علماء
القدس انتدبوا الشيخ محمد فولاذ بن عبد الله وجهزوه بمفاتيح الصخرة إلى
تيمور فلما كان بالطريق بلغه رجوعه فرجع وقيل إن تيمور أراد ان يفتح
مصر فأرسل جماعة من قواده يكشفون له الطرق، فلما عادوا قصوا عليه ما
رأوه وهو ساكت فقال لهم ان مصر لا تفتح من البر بل تحتاج إلى أسطول
لتفتح من البحر، ولما رحل تيمور عن دمشق نصب صاحب مصر المقر
السيفي تغري بردي في نيابة دمشق، ورسم له ان يخرج إلى الشام من يومه
ليعمر ما خربه تيمور، ونصب نوابا آخرين على نيابات الشام ممن كانوا في
أسر تيمور فأطلقهم مثل نائب الكرك ونائب طرابلس ونائب حماة ونائب
بعلبك ونائب صفد وغيرهم، فرجم أهل دمشق نائب الشام سنة ٨٠٤
(٦٦٥)

وأرادوا قتله فهرب إلى حلب فأرسل سلطان مصر تقليدا إلى اقبغا الجمالي
بنيابة الشام، وهكذا خرج تيمور عن الشام بدون ان يتملكها لأنه عرف
ان بلاده ومملكته يتيسر بقاؤها لأهله، ومملكة الشام يعسر عليه حفظها بعد
بعده عنها.
وفي التاريخ الفارسي في سنة ٨٠٣ سافر تيمور إلى الشام وقابله
وقاتله وامراء الشام في حدود حلب فقهرهم وغلبهم وأخذ قوادهم وقيدهم
وفتح حلب وجهز من هناك عسكرا إلى دمشق وقتل هناك امراء الشام الذين
كانوا مقيدين معه وجاء إلى دمشق وفتح أكثر ولايات الشام وغنم عسكره غنائم
عظيمة وقتل أهل الشام قتلا عاما وهرب ملك مصر والشام فرج إلى مصر
انتهى قال ابن عربشاه فوصل تيمور إلى حمص ولم ينهبها ثم إلى حماه
فنهبها وفي ١٧ شعبان سنة ٨٠٣ وصل الجبول وأرسل إلى حلب واخذ من
قلعتها ما استودعه فيها من المنهوبات ولم يدخل إلى حلب ثم عبر الفرات
بالسفن وغيرها فوصل الرها ونهبها.
ما جرى له بماردين
قال ثم أرسل رسولا إلى ماردين إلى الملك الطاهر يستدعيه بكتاب
فأبى ان ينزل اليه وارسل اليه هدايا واعتذر عن الحضور فقصد ماردين يوم
الاثنين عاشر رمضان سنة ٨٠٣ ونزلا دنيسر ودخل ماردين وكان أهلها قد
أخلوها ودخلوا القلعة وهي على رأس جبل في غاية الحصانة والمدينة تحتها
محيطة بالجبل فحاصرها إلى العشرين من رمضان يوم الخميس خامس آيار
فلم يقدر عليها فتركها وتوجه إلى بغداد بعد ما خرب المدينة وأسوارها.
ارساله الثقل إلى سمرقند
قال وجهز بعض الثقل إلى سمرقند مع الله داد، فوصل الله داد
ومن معه إلى مدينة سوز ثم إلى خلاط وعيد الجوز، وهي بلاد الأكراد
وأول ما هو جار تحت حكمه من ولايات تبريز وآذرباجيان فعيد عيد
رمضان بعيد الجوز ثم دخل ولايات تبريز ثم إلى سلطانية ثم إلى ممالك
خراسان وكان قد خرج فصل الشتاء ودخل فصل الربيع فوصلوا إلى نيسابور
ثم إلى جام ثم قطعوا مفاوز باوردوما خان ثم إلى الدخوى وانتهوا إلى نهر
جيحان فعبروه بالمراكب ووصلوا سمرقند ١٣ المحرم يوم الثلاثاء سنة
٨٠٤.
ما جرى له بآمد ونصيبين والموصل والقنطرة
قال ثم إن تيمور ولي آمد قرايلوك عثمان وخرب نصيبين ورعى
زروعها، وكانت خالية من السكان، ثم توجه إلى الموصل فدخلها ووهبها
لحسين بك بن حسين ثم ذهب إلى ناحية القنطرة وأشاع انه يريد بلاده،
ولكن السلطان أحمد بن أويس تحقق انه يريد بغداد وانما أشاع ذلك تعمية
للامر على عادته.
هرب أحمد بن أويس وأخذ تيمور بغداد ثالثا
قال فلما بلغ السلطان أحمد مجئ تيمور، خرج من بغداد ومعه قرا
يوسف إلى بلاد الروم إلى السلطان بايزيد واستناب ببغداد نائبا يقال له فرج
وأوصى اليه والى ابن البليقي ان لا يحاربا تيمور ولا يمنعاه من دخول
بغداد، فجهز تيمور إلى بغداد عشرين ألف مقاتل وامر عليهم زاده رستم
مع اميرين آخرين، فإذا تسلموا بغداد يكون حاكمها رستم، فلما وصلوها
أبى فرج ان يسلمها لهم واستعد للقتال، فبلغ تيمور ذلك فحضر إليها
بنفسه واقتتلوا حتى قتل وجرج من عسكر تيمور جماعة ثم فتحها يوم
الأضحى وفرض على عسكره ان يجيئه كل واحد منهم برأسين، فبنى من
تلك الرؤوس مائة وعشرين مأذنة وقتل من أهل بغداد نحوا من تسعين
ألف نفس صبرا، وأعوزتهم الرؤوس فقتلوا بعض من معهم من اسرى
الشاميين وغيرهم، وهرب فرج وركب سفينة واحتوشوه بالسهام من
الجانبين فانقلبت به وغرق، ثم خرب تيمور المدينة ونهبها.
مراسلته السلطان بايزيد العثماني
قال ثم قصد قراباع واقام بها وراسله بايزيد ايلدرم العثماني
ومعنى ايلدرم الصاعقة، وطلب تسليم أحمد بن أويس وقرا يوسف أو
اخراجها من مملكته وكانا قد لجا اليه والا انزل به ما انزله بسواه من الملوك
والامراء انتهى فلما قرأ بايزد كتابه اجابه بما صورته معربا عن
التركية.
جواب بايزيد لتيمور
بعد الدعاء أيها الكلب العقور المرسوم باسم تيمور! اي تيمور
الذي هو اكفر من الملك نكفور... ليكن معلومك انني قرأت كتابك أيها
المشؤوم. أ بمثل هذه المهملات تخوفني! وبهذه الترهات تخادعني!! أ ظننتني
ملكا من ملوك العجم أم تتريا من الصحراء؟ أم انك قايست جندي بجند
الهند والصين؟؟ أم انك ظننت عسكري كعسكر العراق وهراة؟!! الحرب
والضرب رأينا، والجهاد صنعتنا، وعادة الغازين في سبيل الله عادتنا. فان
أنت حرصا على الدنيا تصديت للمقاتلة كالكلاب فنحن أيضا نقاتل.
ليكن معلومك انك إذا أرسلت بهذا الكلام إلى بلادنا ولم تحضر إلى ميدان
القتال تكون زوجاتك طوالق بالثلاث!. والسلام على المسلمين،
ولعنة الله عليك وعلى جميع من بايعك إلى يوم الدين....
قال ابن عربشاه فلما وقف تيمور على جوابه، قال ابن عثمان
مجنون أحمق لأنه أطال في جوابه وشتم ولعن وختم كتابه بذكر النساء والنساء
لا ينبغي ان تذكر في الكتب والمجالس وهذه عادتهم يرون ذكر النساء عيبا
وانما يعبرون عنها بمثل المخدرة أو المستورة أو نحو ذلك
ذهاب تيمور لقتال بايزيد وأخذه قلعة كماخ
قال فسار تيمور بعساكره قاصدا بلاد الروم وارسل إلى حفيده وولي
عهده محمد سلطان بن جهانكير ان يتوجه اليه من سمرقند صحبة الأمير
سيف الدين فوصل تيمور إلى قلعة كماخ وهي على نحو نصف يوم من
ارزنجان، ووصل اليه حفيده محمد سلطان فوكل اليه أمر حصارها وهي
قلعة منيعة من احدى جهاتها نهر الفرات ومن الجهة الأخرى واد متسع فيه
مسيل ماء يصب في الفرات لا تثبت فيه الاقدام ومن الجهتين الأخريين
هضاب وعرة فامر بقطع الأشجار والحطب والقائها في الوادي حتى ساوى
بها الأرض فالقى أهل القلعة فيه النار والبارود فاحترق فامر عساكره أن يأتي
كل واحد منهم بعدل من الأحجار ففعلوا حتى طموا الوادي فمشوا عليه
وقربوا من السور ونصبوا السلالم فطلب أهل القلعة الأمان فدخلها في شوال
سنة ٨٠٤ ثم أمر بالأحجار التي ألقيت في الوادي فأخرجت إلى المواضع
التي منها أخذت.
(٦٦٦)

كتاب تيمور إلى بلاده بالفتح
وكتب تيمور إلى جميع البلدان في مملكته بهذا الفتح كتابا يقول فيه
بحمد سيوف داميات الوغى * فتحنا بحمد الله حصن كماخ
وذكر في كتبه خطابه لابن عثمان وجواب ابن عثمان له بالسب
والسفه ويقول اننا ما جفوناه ولا تعدينا عليه وتلطفنا به ورققنا له القول
وقلنا له أن يخرج من مملكته أحمد الجلائري وقرا يوسف التركماني لأنها مادة
الفساد وقد أخربا البلاد وأهلكا العباد والرضا بالمعصية معصية وقد صارا
وزيريه وعشيريه فلبئس المولى ولبئس العشير
ولا ينفع الجرباء قرب صحيحة * إليها ولكن الصحيحة تجرب
فنهيناه فما انتهى وأريناه العبر في غيره فما اعتبر، ولكنا وضعنا اسمه
مع اسمنا على عادة حشمتنا وأدبنا في المراسلات فتعدى طوره وأبدى جوره
وكان في بعض كتبه اسمه محت اسم طهرتن، وهذا هو الواجب عليه، ولا
شك أن طهرتن بالنسبة الينا كبعض خدمنا. ثم إن بايزيد لما قرأ كتابنا
واجبنا عنه وضع اسمه فوق اسمنا بالذهب لما فيه من الحماقة وقلة
الأدب.
توجه بايزيد لقتال تيمور
فلما بلغ بايزيد قصد تيمور بلاده وكان على مدينة استانبول محاصرا لها
وقد قارب ان يفتحها جمع جنوده من جميع بلاده واستعد لقتال تيمور.
ويقول هارولد لامب إن عدد عسكر بايزيد كان ١٥٠ ألفا.
سعي تيمور لفصل التتار عن بايزيد
وأرسل تيمور لرؤساء التتار ورئيسهم يدعى الفضل ان نسبنا واحد
وبلادنا واحدة وان آباءكم من قديم الزمان كانوا ملوك توران فانتقل طائفة
منهم إلى هذه البلاد فاستوطنوها وهم على ما هم عليه من الكرامة وشعار
السلطنة وكان ارتنا آخر ملوككم وأكبر مالك في بلاد الروم أصغر مماليككم
ولستم بحمد الله قليلي العدة والعدد فكيف رضيتم لأنفسكم ان تكونوا
تابعين غير متبوعين وإن تكونوا كالارقاء لرجل هو من أولاد عتقاء علي
السلجوقي وأنا أولى بكم وبالنظر في مصالحكم فإن كان لا بد من
استيطانكم بلاد الروم الضيقة بدلا عن بلادكم الفسيحة فلا أقل من أن
تكونوا كأسلافكم حكامها فإذا انتهيت من أمر ابن عثمان فوضت أمورها
إليكم فإذا أمكنكم أن تنحازوا الينا والا فلا تعينوا علينا فكونوا ظاهرا مع
ابن عثمان وباطنا معنا فإذا التقينا انحازوا إلى عسكرنا. فوافقوه على
ذلك.
خروج بايزيد لقتال تيمور على الحدود وأسر بايزيد
قال وكانت الزروع في بلاد الروم قد استحصدت والفواكه قد
أدركت فخاف بايزيد ان يلحق بلاده ضرر بهجوم عساكر تيمور فبادر إلى
ملاقاته خارج حدود بلاده في ضواحي سيواس وأخذ بعساكره على قفار
غامرة حذرا أن يضروا بالناس وذلك في رمضان فلما بلغ تيمور ذلك سار
على الطريق العامرة حتى وصل أنقرة وعساكره في ماء وكلاء وراحة فلما بلغ
ذلك بايزيد ندم حيث لا ينفعه الندم فكر راجعا وعساكره في جدب وتعب،
فلما تقابل الجمعان مال التتار إلى عسكر تيمور كما وعدوه وكانوا نحوا من
ثلثي عسكر بايزيد، وكان مع بايزيد ولده الأكبر سليمان، فلما رأى ما فعله
التتار تيقن الغلبة على أبيه، فانخزل بالفرسان إلى جهة بروسا ويقال برصا
وبها مقر الملك فلم يبق مع أبيه الا المشاة وبعض الفرسان، فثبت ولم
يهرب لئلا يقع عليه الطلاق وكان معه نحو من خمسة آلاف، فاستمر القتال
من الضحى إلى العصر فاسر بايزيد وتبدد عسكره ومات أكثرهم عطشا،
وكانت الوقعة يوم الأربعاء ٢٧ ذي الحجة سنة ٨٠٤ الموافق ١٨ تموز على
نحو ميل من مدينة أنقرة.
هذا ما ذكره ابن عربشاه، اما الكاتب الانكليزي هارولد لامب
فقال كان بالقرب من مدينة سيواس طريق واحدة فعزم بايزيد ان يبقى في
هذا الطريق لأنه اعتقد أن جنود تيمور ستمر به حتما ولا طريق لها غيره
وتقدم بايزيد إلى ضواحي أنقرة فأخبرته عيونه أن تيمور في جهة سيواس
فأقام ينتظره، ثم أخبره بعض أهل سيواس أنه ليس في سيواس سوى عدة
قليلة من التتار، وأما جيش تيمور فلا يعلم مكانه، إنما يعلمون أنه ذهب
لمحاربة الترك فاسقط في يد بايزيد وبث طلائعه في جميع الجهات للبحث
عن جيش تيمور فاختفى عنهم ولم يوقف له على أثر، ثم هجمت بعض
طلائع تيمور على الجناح الأيمن وأخذت بعض الأسرى فاسرع بايزيد إلى
ذلك المكان وبث طلائعه، فاختفى خبر تيمور ثانية، فأرسل ولده سليمان
مع فرقة من الجيش، فأخبر أن تيمور قد سار بجيشه مسرعا إلى المكان
الذي كان تركه أولا فوصلوا بعد أسبوع وقد أنهكهم التعب، وكان النهر
خلف جيوش تيمور ولا سبيل للترك إلى الماء الا بالهجوم على خصومهم،
فكان هذا سبب غلبة تيمور لهم. وفي التاريخ الفارسي بعد ما ذكر أنه في
سنة ٨٠٣ سافر إلى الشام قال وفي العام الثاني سافر إلى بلاد الروم، وفي
يوم الجمعة ١٨ ذي الحجة سنة ٨٠٤ التقى مع ايلدرم بايزيد سلطان الروم
في حدود انكورية أنقرة واقتتلوا قتالا عظيما، فانتصر على ايلدرم بايزيد
وأخذه أسيرا واستولى عسكره على جميع بلاد الروم، وبقي الأمير نحو سنة
في بلاد الروم، وفي تلك الأوقات توفي السلطان محمود خان وايلدرم بايزيد
في معسكر الأمير تيمور.
ما جرى لأولاد بايزيد وله بعد الأسر
في عجائب المقدور كان لبايزيد من الأولاد الذكور الأمير سليمان
وهو أكبرهم وعيسى ومصطفى ومحمد وموسى وهو أصغرهم، أما سليمان
فكان مع أبيه وانخزل بطائفة من العسكر إلى جهة
بروسا كما مر فوصل إلى بروسا مقر سلطنة أبيه ونقل ما بها من الأموال والذخائر والحريم إلى برادرنة
واجتمع عليه الناس والتجأ أخواه محمد وموسى إلى قلعة اماسية وهي
خرشنة، والتجأ أخوهم عيسى إلى بعض الحصون وفقد أخوهم مصطفى،
وأرسل تيمور طائفة من جنده إلى بروسا مع بعض قواده وسار خلفهم حتى
وصلها واستولى على ما وصلت اليه يده من أصحاب بايزيد وحرمه وجواريه
وأمواله، وخلع على أمراء التتار وأكرمهم وجعل يحضر بايزيد كل يوم بين
يديه ويلاطفه ويباسطه.
قال المؤلف حكى لي من يوثق به عن التواريخ التركية أن تيمور
أكرم بايزيد وكان يحضره معه ويجالسه ويلاطفه فعلم أن جماعة يريدون أن
يفروا به فوضعه عند ذلك في قفص من ذهب. قال ابن عربشاه واحضره
يوما في مجلس عام فإذا السقاة حرمه وجواريه وكان ذلك مقابلة لما فعله
بايزيد مع حرم طهرتن في ارزنجان، وليس لهذا أثر في التواريخ التركية على
(٦٦٧)

ما قيل، وكان بايزيد قد استولى على بلاد قزمان وقتل صاحبها السلطان
علاء الدين وحبس ولديه محمدا وعليا في بروسا، فأخرجهما تيمور وخلع
عليهما.
وفود اسفنديار على تيمور
قال كان الأمير اسفنديار هذا أحد ملوك بلاد الروم وفي ملكه مدينة
سينوب، وهي عاصمته وقسطمونية وسامسون وغيرها. وكان مستقلا
بالحكم وبينه وبين الملوك العثمانية عداوة موروثة. ولما بلغه ما فعل تيمور
مع أولاد ابن قرمان والتتار وقرايلوك وطهرتن صاحب ارزنجان والأمير
يعقوب بن علي شاه صاحب كرمان ومع حكام منشا وصاروخان من
الاحسان لما لم يقاوموه. وعلم أنه لا يهيج من أطاعه وفد عليه فقابله
بالاكرام وأقره على ما في يده وكان آخر من وفد عليه من الملوك.
أمره بالخطبة وضرب السكة باسم محمود خان واسمه
قال وأمر تيمور جميع من أطاعه من ملوك الروم أن يخطبوا ويضربوا
السكة باسم محمود خان الملك من ذرية جنكيز واسمه بعنوان الأمير الكبير
تيمور كركان. وشتى تيمور في ولاية منشا.
فتحه قلعة أزمير
وهي حصن في وسط البحر حاصرها وفتحها يوم الأربعاء عاشر
جمادى الآخرة سنة ٨٠٥ سادس كانون.
ما جرى لمحمد سلطان وسيف الدين
وكان كما مر قد استدعى من سمرقند سبطه محمد سلطان والأمير
سيف الدين أحد رفقاء تيمور في أول أمره، وهما اللذان كانا قد بنيا مدينة
اشبارة. وهي في آخر ملك تيمور على حدود الخطا والمغول والجتا ووليا بها
أميرا يدعى ارغون شاه وحصناها وشحناها بالمقاتلة كل ذلك بأمر تيمور.
فخاف المغول من مجاورته لهم فهربوا وأخلوا ما جاوره من بلادهم. فجعلت
جنوده تشن الغارات عليهم وهم يفعلون مثل ذلك. وخرج محمد سلطان
وسيف الدين متوجهين إلى تيمور فوصلا إلى خجند وعبرا جيحون وقدما
سمرقند ووليا بها أميرا يدعي خواجة يوسف. ثم خرجا من سمرقند فمات
سيف الدين في خراسان ووصل محمد سلطان إلى جده. ثم توفي في آق شهر
من بلاد الروم.
ارساله الله داد إلى اشبارة
مر ان تيمور ارسل الثقل مع الله داد من ماردين إلى سمرقند وتوجه
هو لأخذ بغداد فأوغر حساد الله داد قلب تيمور عليه. فأرسل إليه مرسوما
إلى سمرقند أن يتركها ويتوجه إلى اشبارة وأرسل إلى ارغون شاه والي
اشبارة ان يتوجه إلى سمرقند. وكان ذلك كالنفي لا لله داد إلى أقصى البلاد
وجعله في وجه العدو، فتوجه كل منهما إلى محل امارته، وأرسل تيمور وهو
في بلاد الروم إلى الله داد كتابا يأمره فيه أن يرسل اليه خريطة مفصلة عن
تلك البلاد ففعل.
موت بايزيد ومحمد سلطان
لما انقضى الشتاء وجاء فصل الربيع عزم تيمور على التوجه من بلاد
الروم بعد ما أتم فتحها إلى بلاده وأن يستصحب معه السلطان بايزيد وكان
في قفص، فلما بلغ آق شهر توفي بايزيد وتوفي محمد سلطان وبعض يقول
أن وفاته من جراحة أصابته في معركة أنقرة. وذلك سنة ٨٠٥ فامر بحمل
محمد سلطان في تابوت إلى سمرقند. فتلقاه أهلها بالنوح والبكاء لابسين
السواد فدفنوه بمدرسته. ولما مات تيمور دفن فيها كما مر.
نصائح بايزيد لتيمور
قال ابن عربشاه أن بايزيد قال لتيمور انني صرت أسيرا عندك
واعلم انني سأموت في أسرك وأنك غير مقيم في هذه البلاد، ولي إليك
ثلاث نصائح الأولى ان لا تقتل أهل بلاد الروم فإنهم ردء الاسلام
وأنت أولى بنصرة الدين وقد صار اليوم أمر الناس إليك ثانيا أن لا تترك
التتار في هذه البلاد فإنهم مادة الفساد الثالثة أن لا تهدم قلاع المسلمين
وحصونهم فإنها ملجا الغزاة والمجاهدين. فقبلها تيمور ووفي بها.
ما فعله مع التتار
قال ثم إنه جمع رؤساء التتار واستقبلهم بالبشر والبشاشة وقال قد
آن أن أكافئكم ولكن قد أضربنا المقام في مضايق الروم، فلنخرج إلى البر
الفسيح في ضواحي سيواس، وقال لهم انني قد عرفت بلاد الروم معرفة
كاملة، وقد أهلك الله عدوكم فاستخلفكم فيها ولكن أولاد بايزيد لا
يتركونكم لما فعلتم مع أبيهم ولا بد أن يلموا شعثهم، وأنا راحل عنكم
ولا بد لكم من رئيس يقودكم ولا بد لكم من جند وسلاح فليخبرني كل
واحد منكم بما عنده من أولاد وأتباع وآلة سلاح وليحضر ذلك إلي حتى أتمم
الناقص، فأخبروه وأحضروا سلاحهم كله، فامر برفعه إلى الزردخانه،
وأخذ التتار كالماسورين ووعدهم باصلاح أمورهم ثم حملهم معه إلى بلاده
عملا بنصيحة بايزيد وفرقهم في البلاد، فبعث طائفة منهم إلى كاشغر،
وأخرى إلى جزيرة أسى كول بجوار المغول، وضم باقيهم إلى ارغون شاه
وجهزه إلى ثغور الدشت وحدود خوارزم، وكان هذا دأبه ينقل أهل بلاد إلى
بلاد أخرى، فإنه لما استولى على تبريز استناب فيها ولده ميران أو اميران
شاه، وضم اليه من قومه طائفة منهم خداداد أخو الله داد، ونقل إلى
أطراف الخطا وتركستان عسكر العراقين والهند وخراسان، وولى سماقة ابن
التكريتي الذي أتى به من مدينة سيرام، وهي على مسافة عشرة أيام من
سمرقند إلى الشرق وولى يلبغا المجنون بلاس وراء سيرام بنحو أربعة أيام.
مسيره من بلاد الروم
في التاريخ الفارسي في أواسط شهور سنة ٨٠٥ رجع إلى
آذربايجان، فبقي نحوا من سنة ونصف في آذربايجان والعراق، وجاءه
سلاطين الأطراف من كيلان ورشت وغيرها، والبعض أرسل هدية
وأطاعوه، وضرب ملك مصر باسمه ذهبا كثيرا وأرسله إليه، وخطب باسمه
في الحرمين الشريفين زادهما الله تشريفا وتكريما انتهى. وفي عجائب
المقدور ثم سار من سيواس قاصدا بلاده، فلما وصل ارزنجان خلع على
عثمان قرايلوك وقرره على ولايته، ووصاه بشمس الدين صاحب قلعة
كماخ.
وصوله إلى بلاد الكرج
ولم يزل سائرا حتى وصل بلاد الكرج وهو قوم نصارى ومن مدنهم
تفليس وكان قد فتحها وطرابزون وآب خاص فامتنعت تلك البلاد عليه
(٦٦٨)

فحاصرها ومن ذلك مغارة غامضة المسلك وبابها في وسط جبل شاهق لا
يهتدي أحد اليه وسقفها من الصخر فامر بصنع توابيت على هيئة الدبابات
وشحنها بالرجال ودلاها بالسلاسل حتى حاذت باب المغارة، فعلق أحدهم
واسمه لهراسب كلابا ببابها وفتحه ودخلوها. ثم قصد قلعة لهم حصينة
وحولها جروف وجبال، ولا يمكن دخولها الا من مكان واحد عليه جسر،
فنصب خيامه قريبا منها لأنه لا يمكن النزول حولها، فكان أهلها يرفعون
الجسر بالنهار ويتركونه بالليل ويخرجون لبعض حوائجهم، فلما يتمكن من
فتحها وعزم على الرحيل عنها، وكان في عسكره شابان شجاعان فظفر
أحدهما برجل من العدو فقتله وأتى برأسه إلى تيمور فأراد رفيقه واسمه بير
محمد ولقبه قنبر ان يفعل فعلا يفوق فعل رفيقه، فحمل سلاحه وذهب ليلا
إلى القلعة واختبأ في مكان وراقب رفع الجسر، فلما طلع الفجر أرادوا رفعه
بالحبال فطفر بير محمد اليه وقطع الحبال ومنعهم من رفعه وناوشهم القتال
حتى تعالى النهار وهم يرمونه ويرميهم فرآه تيمور من خيمته وهي في مكان
عال فأرسل اليه الرجال فلما رآهم قوي، وتواثب أهل الحصن ليدخلوا
ويغلقوا الباب فوثب معهم وصار داخل الباب ومنعهم من غلقه فجاء
أصحابه ودخلوا الحصن. ووجد في بير محمد ثمانية عشر جرحا فامر تيمور
الأطباء بمداواته وجعله من قواده. فلما فتح تيمور المغارة والحصن وهن عزم
الكرج وطلبوا الأمان واستشفعوا بالشيخ إبراهيم حاكم شروان فشفعه
فيهم، ثم رحل وأكمل شتويته في قراباع، وذلك سنة ٨٠٦. وفي التاريخ
الفارسي وفي ٩ ذي القعدة سنة ٨٠٦ ذهب إلى فيروزكوه وفي يوم واحد
فتح قلعته وذهب من فيروزكوه في طلب إسكندر الشيخي الذي كان مفسدا
في تلك الولاية، وسار بعسكر وجاء إلى رستمدار ونزل في حدود هرسين من
توابع تنكان وقبض على إسكندر الشيخي، وجاء من هناك إلى ولاية لاريجان
وعاد إلى فيروزكوه ثم ذهب إلى جهة خراسان.
مسيره من بلاد الكرج إلى بلاده
في عجائب المقدور ثم سار بجيوشه من بلاد الكرج قاصدا سمرقند
حتى قطع ولايات آذربيجان ووصل خراسان وفي خدمته ملوك الأقاليم،
وحضرت لاستقباله الملوك والعلماء والكبراء من كل ناحية حتى وصل
جيحون وقد أعدت له السفن فعبره، وخرج أهل سمرقند لاستقباله
فدخلها أوائل سنة ٨٠٧، وأذن للعساكر فتفرقت.
تفقده أحوال البلاد
قال ثم جعل يتفقد ما حدث في غيبته من أمور الرعية ويدبر
مصالحهم ويراعي أحوال الصغير والكبير والغني والفقير ويضع الأشياء في
محلها ويعطي الولايات لأهلها ويربي السادات ويبجل العلم وأهله ويقطع
دابر المفسدين ويخنق الزاني ويصلب السارق.
تزويج حفيده أولوغ بيك
ثم شرع في تزويج أولوغ بيك واسمه محمد ابن شاهرخ بن
تيمور، قال ابن عربشاه وهو في يومنا هذا سنة ٨٤٠ حاكم سمرقند من
قبل أبيه فامر أهلها بالزينة وأحسن إليهم، وسنذكر ذلك مفصلا في ترجمته
إن شاء الله تعالى في باب محمد. وفي التاريخ الفارسي وفي غرة المحرم سنة
٨٠٧ توجه من نيشابور إلى ما وراء النهر حتى وصل إلى حدود سمرقند.
وهناك أمر بتزويج أحفاده من بنات أعمامهن وعزم من هناك على الذهاب
لفتح ممالك الخطا وكان الفصل شتاء فتوفي في التاريخ المتقدم.
كيفية وفاة تيمور
عن المنهل الصافي أنه خرج من سمرقند في رجب سنة ٨٠٧ قاصدا
بلاد الصين والخطا وقد اشتد البرد حتى نزل على سيحون وهو جامد فعبره
ومر سائرا واشتد عليه وعلى من معه الرياح والثلج وهلكت دوابهم وتساقط
الناس هلكى. وهو مع ذلك يجد في السير. فلما وصل إلى مدينة اترار امر
ان تستعمل له أدوية حارة لدفع البرد فاثرت حرارة ذلك في كبده وأمعائه
حتى ضعف بدنه وهو يتجلد ويسير السير السريع واطباؤه يعالجونه بتدبير
مزاجه إلى أن صاروا يضعون الثلج على بطنه لعظم ما به من التلهب. وهو
مطروح مدة ثلاثة أيام وصار يضطرب ولونه يحمر إلى أن مات بالتاريخ
المتقدم وهو نازل بضواحي أترار. ولم يكن معه من أولاده سوى حفيده
خليل بن ميران أو اميران شاه ابن تيمور. فملك خزائن جده وتسلطن
وعاد إلى سمرقند برمة جده إلى أن دفنه على حفيده محمد سلطان ابن
جهانكير بن تيمور بمدرسته. وعلق بقبته قناديل الذهب من جملتها قنديل
زنته عشرة أرطال دمشقية. وتقصد تربته بالنذور للتبرك من البلاد
البعيدة. وإذا مر على هذه المدرسة أمير أو جليل خضع ونزل عن فرسه
اجلالا لقبره لما له في صدورهم من الهيبة. وفي البدر الطالع مات وهو
متوجه لأخذ بلاد الخطا بسبب ثلوج نزلت مع شدة برد. وكان لا يسافر في
أيام الشتاء فلما أراد الله هلاكه قوى عزمه على هذا السفر ولم يكن معه من
بنيه وأحفاده سوى حفيده خليل بن ميران شاه ابن تيمور فاتفق رأيهم على
استقرار خليل المذكور في السلطنة مع كون أبيه وعمه موجودين. وبذل لهم
أموالا عظيمة ورجع إلى بلاده سمرقند فإنها كانت كرسي مملكة تيمور فلما
قرب منا تلقاه من بها وعليهم ثياب الحداد وهم يبكون وجثة تيمور في
تابوت آبنوس وجميع الملوك والأمراء مشاة مكشوفة رؤوسهم وعليهم ثياب
الحداد حتى دفنوه وأقاموا عليه العزاء أياما انتهى.
أولاده
في التاريخ الفارسي أربعة أولاد أولهم غياث الدين جهانكير
توفي في سمرقند في أوائل سلطنة أبيه سنة ٧٧٦ وولد له ولدان الأول
محمد سلطان الذي كان قد جعله الأمير تيمور ولي عهده، وتوفي في ١٧
شعبان سنة ٨٠٥ بعد فتح الروم في سور قلعة الروم والثاني بير محمد
جعله ولي عهده بعد موت أخيه ووصي له بالسلطنة في مرض موته ووصى
الأمراء الذين كانوا معه بإطاعته وكان حاكم غزنة في ذلك الوقت، وقتل في
١٤ رمضان سنة ٨٠٩ بيد أحد أمرائه بير علي، ثانيهم معز الدين عمر
شيخ الذي كان حاكم بلاد فارس أصابه سهم في حياة أبيه تحت قلعة
جورباي فمات سنة ٧٩٦، فأقام تيمور مقامه ابنه بير محمد بن عمر شيخ،
ثالثهم جلال الدين ميران شاه، أعطاه أبوه العراقين وديار بكر إلى
حدود الروم والشام، قتل في حرب له مع قرا يوسف في آذربايجان بعد وفاة
أبيه سنة ٨١٠، رابعهم معين الدين شاهرخ انتهى ويأتي ذكر كل منهم
في محله إن شاء الله تعالى، وفي شذرات الذهب خلف من الأولاد ميران
شاه، والقان معين الدين شاهرخ صاحب هراة، وبنتا يقال لها سلطان
بخت وعدة أحفاد انتهى.
وبعد كتابة ما تقدم وطبعه عثرنا على كتاب في سيرة تيمور لنك تاليف
(٦٦٩)

الكاتب الانكليزي هارولد لامب وتعريب عمر أبو النصر مع زيادات من
المعرب فوجدنا فيه ما يصلح ان يكون استدراكا على ما مر، فأثبتناه هنا مع
اختصار.
صفته وبعض سيرته
كان تيمور في شبابه قوي العضل قوي الجسم كبير الرأس منبسط
الأعضاء واسع العينين تظهر فيهما الصرامة والقوة، وكان هادئ الحديث
هادئ التفكير قوي الحجة. يضم إلى ذلك كله شدة وقوة عجيبتين وكان
في امارته يحب الشجعان وينعم عليهم وما برح أميرا لم يلقب نفسه بألقاب
الملك بل كان يكتفي بلقبه الأول لا يبدله بسواه وكان تيمور إذا سافر يحمل
معه خيمتين إحداهما تتقدمه والأخرى تبقى معه فكلما وصل منزلا وجد
خيمة جاهزة فينزل فيها ويقف حرسه المؤلف من اثنى عشر ألف جندي حولها.
أول زوجة تزوجها
اسمها الجي كان آغا ولما ماتت حزن عليها حزنا شديدا. وما
يقوله بعض المؤرخين من أنه قتلها انتقاما من معاملة أخيها الأمير حسين له
كما مر نقله لا يؤيده الواقع لأن تيمور كان يحبها حبا جما وقد أحزنه موتها
حزنا شديدا.
اهتمامه بطرق المواصلات وبالبريد
اهتم تيمور بطرق المواصلات فعمر الجسور وأنشأ الطرق وأقام فيها
حراسا وخيولا وكانت الرسل ترد عليه بكثرة من مختلف المدن بالاخبار وكلها
صحيحة فلا يجسر أحد على ارسال خبر مكذوب أو مغلوط فان جزاء ذلك
الموت.
فتحه البلاد الروسية
لما نشا تيمور كانت المملكة المغولية في فجرها وعظمتها وهي مؤلفة
من طوائف شتى المغول والروس والتتار والترك والأرمن وغيرهم، وكان
أهلها يحكمون الأمراء الروس دون ان يقيموا بينهم، اما عاصمتهم فكانت
تسمى ساري وهي واقعة على نهر الفولكافي قلب البلاد الروسية المعروفة
عندنا اليوم، وكانوا يسيطرون على السياسة الأوروبية الشرقية في عهدهم،
حتى أن جيشا منهم في الماضي تقدم إلى بولونيا نفسها، وكان يأتي إلى
بلادهم كثير من تجار فينيس وإيطاليا وغيرهم.
قهره توكتاميش في قلب بلاد الروس
مر عن التاريخ الفارسي ان توقتاميش أو توكتاميش كفر نعمة تيمور
وحاربه مع أنه كان هو السبب في رجوعه إلى ملكه ولم يبين تفصيل هذا
الاجمال ولا بينه غيره ممن مر ذكره، وقد بينه صاحب كتاب تيمور لنك
المقدم ذكره فقال هرب توكتاميش أحد امراء بلاد القرم إلى بلاد تيمور
وكان من اتباع الخان اورس الذي كان يحكم ساري. فأرسل الخان
يطلبه من تيمور. وكان قتل ابن أحد كبارهم وان لم يسلمه حاربه. فأبى
تيمور ان يسلمه. ثم مات الخان واخذ توكتاميش يطالب بالعرش وأعانه
تيمور حتى جلس على العرش بعد ما كان طريدا. ثم كفر النعمة وحدثته
نفسه بالاستيلاء على سمرقند. فهاجم حدود تيمور. وكان تيمور في
جهات خراسان. فلما بلغه الخبر اسرع إلى ملاقاة توكتاميش. وكان ابنه
عمر شيخ يحارب توكتاميش. فلما أبلغ توكتاميش قدوم تيمور اسرع إلى
بلاده بعد ان خرب في طريقه كثيرا من المدن والمزارع. وكان ابن تيمور الأكبر
قد تزوج خان زاده ابنة ملك كيفا فتوفي. وأثار أنسباء خان زاده بعض
الفتن في جهات كيفا فذهب تيمور لاصلاح الحال. وعاد توكتاميش بجيش
عظيم نحو مملكة تيمور. ولم يكن مع تيمور سوى عدد قليل من جيشه.
لأن معظم الجيش كان يحارب الثوار في جهات كيفا وغيرها. فأشار على
تيمور قواده ونصحاؤه بالذهب إلى سمرقند لجمع الجيش والعود إلى قتال
توكتاميش. فلم يقبل. وتقدم بجنده القليل نحو جند توكتاميش وراح
يدور خلفه ليوهمه ان هناك مددا عظيما قادما اليه من وجهه. فرجع
توكتاميش إلى بلاده. وعاد تيمور بجنده إلى جهات كيفا وارجانج
فاستباحها وأعمل فيها السيف والنار ونقل من بقي من سكانها إلى
سمرقند، وحارب الجاتية من المغول الذين كانوا قد رفعوا علم الثورة
فأجلاهم عن البلاد إلى ما وراء الجبال. ولما انتهى من توطيد السلام في
مملكته عاد إلى مهاجمة توكتاميش. وكان الوصول لتلك البلاد فيه مشقة
عظيمة وصعوبة شديدة. فان نابليون لما غزا بلاد الروس بعد أربعمائة سنة
من هذا العهد تمكن من الاستيلاء على موسكو ولكنه فقد أكثر جيشه الكبير
فقد كان من المستحيل على جيش مهما كثر عدده وعدده ان يدوخ بلاد
الروس ويخرج سالما لوعورة الأرض وصعوبة المفاوز وقلة الأقوات وبعد
الشقة وكثرة الثلوج. والقيصر بطرس الأكبر ارسل جيشا إلى الجنوب سنة
١٧١٦ م لمحاربة سكان كيفا وبعض التركمان وكان طريقه على هذه البلاد
التي يقيم فيها توكتاميش. فهلك فيها الجنرال الروسي البرنس بكوتوفيتش
مع أكثر جنده وأخذ الباقون أسارى. وكذلك كان مصير جيش آخر بعد
سنة من هذه الرحلة وقد هلك أكثره ومات عشرة آلاف جمل ومثلها من
خيل عربات الزحف ونقل الذخائر. فتقدم تيمور من خصمه بشئ كثير
من الحذر. وانتقل من حصن إلى حصن من الحصون القائمة على الحدود
حتى اضطرته الثلوج إلى انتظار انتهاء فصل الشتاء فجاءته رسل توكتاميش
بالهدايا وطلب الصلح والاعتذار عن الخطا الذي وقع منه. فقال لهم
تيمور ان أميركم لما جاءني هاربا ساعدته بالرجال والمال على الخان
وأرسلت معه جنودي ليجلس على العرش وقد هلك بعضهم بسبب ذلك
فلما قوي تناسى خدماتي له واقتحم بلادي يهدم مدنها ويقتل أهلها ثم
ارسل جيشا ثانيا لمحاربتي. فلما تقدمت نحوه ارسل يطلب الصلح. فانا
لا أثق بعهوده فإن كان يريد الصلح حقا فليرسل وزيره علي بك للاتفاق
معه. فلم يأت علي بك فتقدم تيمور بجنده بعد ان ارسل نساءه إلى
سمرقند مع جند للمحافظة عليهن. ومشى تيمور وجنده على الثلج حتى
وصلوا إلى بلاد يسميها ابن بطوطة بلاد الأشباح لأن أهلها لا يظهرون
الا في الليل، وأغرب من ذلك ان الجيش لم يلاق في طريقه انسانا حتى
الآن، وأرسل تيمور ابنه عمر شيخ مع عشرين ألفا للاستكشاف فأخبروا
انهم عثروا بالقرب من نهر كبير على آثار نار، مما يدل على أن بعض جيش
العدو كان هناك فاسرع تيمور إلى ذلك المكان وأرسل بعض عيونه،
فقبض على فارس فسأله تيمور فقال إنه لا يعرف شيئا عن توكتاميش الا انه
رأى عشرة فرسان يسيرون نحو الغرب، فأرسل فقبض عليهم فذكروا ان
توكتاميش يبعد عن المكان الذي فيه تيمور مسيرة أسبوع، قال وليس
بمقدور المؤرخ ان يصف هذا الجري السريع الذي كان تيمور يدفع رجاله
اليه فقد كان فوق الطبيعة وفوق قوة الإنسان في هذه الأصقاع النائية وهو
يقود مائة ألف جندي، وان حاجة هذا الجند الكثير إلى الغذاء والماء، لم
(٦٧٠)

تكن من الأمور التي يسهل الحصول عليها في مثل هذه البلاد المنقطعة،
وكان تيمور يمنع جيشه من إشعال النار ليلا لئلا يعلم به عدوه حتى سار في
هذه البلاد نحو خمسة أشهر وقطع ١٨٠٠ ميل حتى التقى الجيشان واقتتلا
إلى أن انهزم توكتاميش وغنم تيمور منه غنائم عظيمة وعاد إلى سمرقند بعد
غياب ثمانية أشهر. ثم إن توكتاميش انتقض عليه مرة أخرى، فرجع اليه
تيمور فكسره واحرق عاصمته ساري واتجه إلى موسكو ولكنه لم يدخلها،
وأحرق مدينة دون، ومات ابنه عمر شيخ فقال لقد أعطاني الله إياه ثم
اخذه مني.
تنبيه مر في هذه الترجمة ميسنون عن خطط الشام ووجدناها في
مجلة الرسالة قد ضبطت ميسلون بفتح اللام والناس يلفظونها ميسلون
بضم اللام، ولم يتيسر لنا معرفة الصواب من ذلك، ولم تذكر في معجم
البلدان، ولعل ما في الخطط من سهو الطابع.
التيمي
يوصف به أحمد بن يوسف مولى بني تيم الله، وأويس التيمي.
التيمي تيم مرة
أورد له ابن الأثير في الكامل الأبيات الآتية في رثاء الحسين ع قال
وكان منقطعا إلى بني هاشم ولم يذكر اسمه وبعضهم نسبها لسليمان بن قتة
العدوي مولى بني تميم وقيل إنها لأبي الرجح الخزاعي ومن المحتمل ان
يكون المراد بالتيمي سليمان بن قتة وأن يكون الصواب مولى بني تيم والله أعلم
مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت
فلا يبعد الله الديار وأهلها * وان أصبحت من أهلها قد تخلت
وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقاب المسلمين فذلت
وكانوا رجاء ثم اضحوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت
وعند غني قطرة من دمائنا * سنجزيهم يوما بها حيث حلت
إذا افتقرت قيس جبرنا فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت
(٦٧١)