أعيان الشيعة
الجزء: ٥
السيد محسن الأمين

الكتاب: أعيان الشيعة
المؤلف: السيد محسن الأمين
الجزء: ٥
الوفاة: ١٣٧١
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: تحقيق وتخريج : حسن الأمين
الطبعة:
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
المطبعة:
الناشر: دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

الفهرست
العنوان الصفحة
الجزء الحادي والعشرون - حسن بن أحمد الحسيني ملك كيلان - حسن بن أحمد الذي ظهر بالكوفة (العلوي) ٥
- حسن بن أحمد الحسيني الكاشاني - حسن بن أحمد ريذويه القمي - حسن بن أحمد الساكت - حسن بن أحمد العاملي - حسن بن أحمد الهمداني ٦
- الحسن بن أحمد المعروف بأبي علي الفارسي مولده - نسبته كنيته ٧
أقوال العلماء فيه تشيعه - اخباره ٨
اخباره مع عضد الدولة ٩
كتابه إلى سيف الدولة كتاب الصاحب بن عباد إليه ١٠
تلاميذه - مؤلفاته ١١
- حسن بن أحمد المرتضى - حسن بن أحمد الوراق - حسن المحمدي ١٣
- حسن ابن السيد أحمد الكاشاني ١٤
- الحسن بن أحمد المالكي - حسن بن أحمد الماروني العاملي حسن بن أحمد نقيب قم الحسن بن أحمد الرخ الكوكبي ١٥
الحسن بن أحمد بن نما الربعي الحسن بن أحمد الجاوابي حسن بن أحمد القزويني حسن الأحسائي الغريفي حسن بن أحمد العجلي ١٦
حسن بن أحمد بن مظاهر حسن بن أحمد بن ميتم حسن بن أحمد ابن الحائك حسن بن أحمد - ابن العشرة ١٧
الحسن الإدريسي الحسن بن أسباط الكندي الحسن بن أبي جعفر الديلمي حسن الاسترآبادي حسن بن عباس الموصلي الحسن بن نوبخت الكاتب الحسن الفردوسي ١٨
الحسن الطوسي الحسن بن أسد البصري الحسن بن أسد الطغاوي الحسن التستري الدزفولي الحسن بن إسماعيل النوبختي حسن بن إسماعيل حسن القمي الحائري ٢٠
حسن ابن الحمامي حسن إسماعيل الجناجي حسن كجوي المدرس ٢١
حسن عبد الغفور السبزواري الحسن الكوكبي العلوي الحسن الآشتياني حسن بن اشناس البزار حسن الأصفهاني المولى حسن الأصفهاني حسن الأصفهاني الشفائي حسن الأصفهاني اللاهي ٢٢
حسن العطار حسن الأعرجي حسن الحسيني حسن الدهلوي آبادي حسن الحوماني الحاروفي ٢٣
حسن القوسيني الحسن الايلخاني الحسن بن أيوب الحسن بن أبي غفيلة الصيرفي حسن الاطراوي العاملي مشايخه - تلاميذه ٢٤
مؤلفاته ٢٥
حسن العاملي الكركي حسن بن أيوب بن نوح حسن الأصم (العطار) ٢٦
حسن القره داغي الحسن بن بحر المدائني الشيخ حسن البحراني الحسن بن بشار الحسن الريان الحلبي الحسن بن بشير حسن روملو حسن بن بكر العجلي ٢٧
حسن البلاغي العاملي ركن الدولة البويهي ٢٨
ابتداء دولته ٢٩
مكرمة لركن الدولة ٣١
كرم المقدرة لركن الدولة ٣٢
الحسن بياع الهروي الشيخ حسن البيهودي حسن بملاتاجا حسن الحسيني الكيسكي حسن التبريزي حسن تركي العزيزي حسن التستري الكربلائي الحسن التفليسي الحسن بن تميم الكوفي الحسن بن جعفر الفأفائي الحسن الاطراوي العاملي الحسن أبو محمد المدني ٣٣
حسن الحسيني الكركي ٣٤
حسن بن جعفر الأنصاري حسن الجناجي النجفي (كاشف الغطاء) ٣٥
اخباره - مشايخه تلاميذه - مؤلفاته ٣٦
الحسن بن جعفر العلوي الحسن بن جعفر بن اقحوان الحسن بن جعفر النوبختي حسن الآشتياني الرازي ٣٧
الحسن بن جعفر الحسني العلوي الحسن بن جعفر البزاز الحسن بن جعفر أمير مكة ٣٨
الحسن بن جعفر الدوريستي الرازي حسن بن جعفر المنجم حسن الجعفي حسن بن جمهور القمي حسن بن الجهم الشيباني ٣٩
حسن الجوري حسن الجيلاني الشيخ حسن الحانيني حسن الأسدي الكوفي حسن بن حذيفة الكوفي ٤٠
الحسن بن الحر الأسدي حسن الحساب الحسن بن حساس الكوفي الحسن بن الحسن العلوي الحسن المثلث ٤١
الحسن بن الحكم الحيري الحسن السبزواري ٤٢
الحسن بن الحسن العلوي الحسن الأطروش (الناصر الكبير) الحسن المثنى ٤٣
أقوال العلماء فيه ٤٤
اخباره ٤٥
الحسن بن الحسن الأفطس الحسن الهاشمي المدني الحسن المكفوف ابن الأفطس ٤٧
حسن بن حسولة القمي حسن بن حسين الايلخاني ٤٨
حسن بن أحمد المقدادي حسن بن حسين الأنباري الحسن بن حسين بن بابويه حسن بن شهاب اليزدي الحسن بن الحاجب الحلبي الحسن الجحدري الكندي الحسن - حسكا بن الحسين ٤٩
حسن بن الحسين السرابشنوي ٥٠
حسن بن الحسين بن عطية العوفي حسن بن الحسين بن معانق حسن النواب المرعشي حسن بن الحسين ذي الدمعة حسن الشيعي السبزواري ٥١
الحسن بن الحسين السكوني الحسين بن الحسين الخثعمي الحسن بن طحال المقدادي الحسين بن حسين الحمداني ٥٢
الحسن السكري النحوي ٥٣
الحسن بن الحسين العرني النجار ٥٤
الحسن بن الحسين العلوي الحسن بن الحسين بن بابويه الحسن بن بابويه القمي ٥٥
الحسن بن الحسين الدوريستي الشيخ حسن بن علي الصغير العاملي الحسن النوبختي البغدادي الحسن العلوي الحسن بن الحسين اللؤلؤي ٥٦
حسن بن عصفور البحراني حسن بن حسين بن حمدان حسن بن العود الحلي حسن بن محيي الدين العاملي حسن بن مطر الأسدي ٥٧
الحسن بن حسين النوبختي السيد حسن الحسيني السيد حسن الحسيني الطبسي الشيخ حسن الحر الجبعي ٥٨
الشيخ حسن حلاوة الشيخ حسن القيم الحلي الحسن بن حماد البكري الحسن بن حماد الطائي الحسن بن عديس الحسن الأقساسي حسن الحسيني الفسوي ٥٩
الحسن بن حمزة الحلبي الحسن المرعشي ٦٠
حسن بن محسن الحسيني النجفي ٦١
حسن بن حمزة الهاشمي الشيخ حسن الحوماني الشيخ حسن الحويزي الحسن بن حي الشيخ حسن الفارس الصعبي الحسن أبي الفتح الجرجاني الحسن أبو علي البرقي ٦٢
الميرزا حسن الخراساني الحسن خرزاذ القمي الشيخ حسن الخليعي ٦٣
الحسن بن خنيس الكوفي السيد حسن الخوئي الحسن الزاهد العلوي الحسن بن دبيس الأسدي السيد حسن النقوي الشيخ حسن الدمستاني حسن الديلماني الجيلاني الحسن بن ذكوان الفارسي ٦٤
الحسن بن راشد الحلي ٦٥
اخباره ٦٦
مؤلفاته شعره ٦٧
الحسن بن راشد الصيمري الحسن بن راشد الطفاوي الحسن بن راشد البغدادي ٧٠
الحسن بن راشد مولى بني العباس ٧١
الحسن بن رباط البجلي الكوفي الحسن بن شاه مازندران الأمير الحسن الرضوي القايني ٧٢
الحسن بن الرواح البصري حسن بن روزبهان الشيرازي الحسن الروندي الحسن القمي أبو الخزرج الحسن بن الزبير الأسدي الحسن بن زرارة بن أعين الشيباني السيد حسن الزنوري الحسن بن زهرة الحسيني النقيب ٧٣
الحسن الزيات البصري الحسن بن زياد الحسن بن زياد البصري الحسن بن زياد الصيقل الحسن بن زياد الصيقل الكوفي الحسن الصيقل أبو محمد الكوفي الحسن الصيقل أبا الوليد ٧٤
الحسن الضبي مولاهم الكوفي حسن بن زياد الطائي الحسن العطار الحسن بن زيد الحسيني الحسن بن زيد المدني أمير المدينة ٧٥
اخباره ٧٦
الحسن بن زيد الجعفري الحسن الداعي إلى الحق ٨٠
الدول العلوية ٨١
أقوال العلماء فيه ٨٢
اخباره ٨٤
استيلاؤه على طبرستان ٨٥
فتح الداعي إلى الحق الري ٨٦
حروب الداعي إلى الحق ٨٨
حسن الحسيني الجرجاني حسن بن نعير الحسيني ٩١
حسن صاحب المعالم أقوال العلماء فيه ٩٢
اخباره ٩٣
مؤلفاته ٩٦
شعره ٩٧
حسن بن عبد العالي العاملي حسن العاملي الجبعي ٩٩
حسن بن راجو الهندي حسن بن سبرة البغدادي حسن السبزواري ١٠٠
حسن بن السري الكاتب حسن الكوفي الأهوازي ١٠١
حسن بن سعيد الحر الجبعي ١٠٣
الحسن بن سعيد الهمداني الحسن بن سفيان حسن بن سلام الجيلاني حسن بن سليمان العاملي النباطي حسن الحلي حسن النافعي حسن بن سليمان الشيعي ١٠٤
حسن آل سليمان العاملي ١٠٥
حسن بن سليمان العاملي الحلي ١٠٦
حسن بن سماعة الحسن السمرقندي الحسن بن السندي الحسن بن سهل السرخسي ١٠٧
تشيعه ١٠٨
اخباره ١٠٩
حروبه ١١٠
الحسن النوبختي الحسن بن سليمان التمار الكوفي حسن بن الحسين الطاهر الجزء الثاني و العشرون الحسن بن شاذان الواسطي ١١٤
الحسن بن شجرة الحسن بن شدقم المدني حسن آل شرارة حسن الحسيني الاسترآبادي حسن الشفتي الجابلاقي حسن الواسطي حسن ابن صافي ملك النحاة أقوال العلماء فيه ١١٥
اخباره ١١٦
الحسن بن صالح الحسن بن صالح الأحول ١١٨
الحسن بن صالح بن حي الهمداني ١١٩
الحسن بن صالح الحلبي الحسن آل كاشف الغطاء ١٢٣
الحسن بن صامت الطائي الحسن بن صدقة المدائني حسن اللاهي الأصفهاني ١٢٤
الحسن بن طارق حسن بن طالب البلاغي حسن بن طاهر الصوري حسن بن طاهر القايني حسن بن طاهر الحسيني ١٢٥
الحسن بن طاهر بن يحيى الحسيني الميرزا حسن الطالقاني حسن الشجاعي ١٢٦
الحسن بن ظريف بن ناصح الحسن الظهيري العاملي حسن العاملي العيناثي حسن العاملي الحسن بن عباد ١٢٧
الحسن الرازي الحسن الحريشي الحسن بن خراش ١٢٨
الحسن الرستمي الأصفهاني الحسن البلاغي الربعي الحسن بن العباس المعروفي حسن الحسيني الطالقاني الحسن بن عبد الحميد الكوفي الحسن بن عبد الرحمن الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي ١٢٩
مكاتباته ١٣٠
اخباره ١٣١
مؤلفاته - شعره ١٣٢
الحسن بن عبد الرحمن الرؤاسي الحسن بن عبد الرحمن الكوفي حسن الجيلاني القمي حسن الزنوري الخوئي حسن عبد السلام حسن عبد الصمد الأشعري حسن بن عبد علي النجفي حسن بن عبد الكريم البحراني حسن بن عبد الكريم الكرجي ١٣٣
حسن الكرجي القزويني حسن بن عبد الكريم الفتال حسن المخزومي حسن بن عبد الله ١٣٤
حسن بن عبد الله نقيب الاشراف حسن بن عبد الله الاخلاطي حسن بن عبد الله الأردبيلي حسن بن عبد الله التغلبي ١٣٥
الحسن المرعشي الحسن أبو الهيجاء الحمداني (ناصر الدولة) ١٣٦
اخباره ١٣٧
حروبه ومواقعه ١٣٩
حسن بن عبد الله العسكري ١٤٥
حسن أبو هلال العسكري ١٤٨
حسن نعمة العاملي الجبعي حسن الهشترودي حسن الفتال الحسيني حسن المامقاني النجفي ١٥٠
حسن بن عبد الله شبر حسن الأعرج العلوي ١٥١
حسن بن عبد الملك المسجدي حسن بن عبد النبي النباطي الحسن بن عبد الواحد حسن أبو علي بن عبدوس حسن عبيد الله العسكري حسن بن عبيد الله بن سهل حسن بن عبيد الله القمي حسن بن عديس حسن العذاري الحلي الحسن بن العشرة حسن العصار الخراساني حسن العطار ١٥٢
حسن بن الحناط حسن بن جنادة العوفي ١٥٣
الحسن العقيقي الحسن بن علوان الكلبي الحسن القماص الحسن بن علي حسن الكوثراني العاملي ١٥٤
الحسن الملقب بالقاضي المهذب ١٥٥
الحسن بن أبي جامع العاملي ١٥٦
الحسن البطائني حسن الفرزادي هموسة حسن الأصفهاني حسن النجفي حسن بن علي (سجادة) حسن العماني الحذاء ١٥٧
الحسن بن علي الزبيدي الكوفي ١٥٩
الحسن العاملي الحانيني الحسن الفارسي النحوي الحسن المهابادي حسن بن أبي جامع العاملي حسن ابن وكيع التنيسي ١٦٠
الحسن بن علي الأحمري الحسن أبو علي (نظام الملك) ١٦٥
اخباره ١٦٦
المدرسة النظامية ١٦٧
الحسن بن علي بن أشناس ١٦٩
الحسن أبو عمرو الأطرابلسي الحسن بن علي الأطروش الحسن بن علي الأقساسي الحسن بن علي الكرماني الحسن بن علي بن بقاح الحسن بن علي (سجادة) ١٧٠
الحسن بن علي الحجال ١٧١
حسن الكونيني الحانيني ١٧٢
الحسن بن فخر الدولة البويهي الحسن بن علي بن الحسن الحسيني ١٧٣
الحسن بن علي الدستجردي الحسن بن علي بن الحسن الدينوري الحسن ابن زهرة الحسيني الحسن بن عبد الملك القمي الحسن العلوي ١٧٤
الحسن بن شدقم ١٧٥
الحسن بن عمار الطرابلسي الحسن بن علي العسكري (الناصر الكبير) ١٧٩
أقوال العلماء فيه ١٨٠
اخباره ١٨٢
أولاده - مؤلفاته ١٨٤
الحسن بن الحسن بن محمد الحسيني الحسن بن الحسن النجار الحسن العاملي العيناثي الحسن بن الحسين الحراني الحلبي ١٨٥
الحسن بن عبد العالي الكركي الحسن بن علوية الوراميني الحسن بن حسين آل مروة العاملي ١٨٦
الحسن الحسيني العاملي الحسن الحسيني الأصفهاني الحسن الحسيني المرعشي حسن آل حلاوة القاقعاني العاملي ١٨٧
حسن العلوي الكوفي الأقساسي الحسن بن علي الحناط ١٨٨
حسن خان حاجب الدولة حسن بن علي الخانقاهي حسن علي الخرسان حسن بن علي الخياط حسن بن علي بن داود صاحب الرجال ١٨٩
حسن بن علي الدربي ١٩٢
الحسن بن علي الديلمي الحسن بن علي بن رباط الحسن بن علي الربعي الحسن بن علي البزوفري ١٩٣
الحسن بن زهرة الحلبي الحسن بن علي بن زياد الوشا ١٩٤
الحسن بن علي الزيتوني الحسن بن علي زيرك القمي حسن بن أبي سالم البطائني ١٩٦
الحسن بن علي بن سبرة الحسن بن علي بن سفيان البزوفري الحسن بن علي الفارسي الحسن بن علي البحراني الستردي الحسن بن علي الحسيني المدني الحسن بن علي المازندراني الحسن بن علي الجوهري ١٩٧
الحسن بن علي الصيرفي حسن علي الشوشتري حسن بن علي الشيزري حسن بن علي (ابن وكيع) حسن بن علي بن ظاهر حسن بن علي العاملي التوليني حسن بن علي قفطان ١٩٨
حسن بن علي الشجري حسن بن علي بن عبد الكريم الفتال ٢٠١
حسن بن علي الجعفري حسن بن علي التستري ٢٠٢
حسن بن علي بن عبد الله العلوي الحسن المعروف بابن أبي جرادة ٢٠٣
حسن بن علي البجلي حسن بن علي العبدي حسن بن علي سجادة حسن علي العدوي ٢٠٤
الحسن الأفطس ٢٠٥
الحسن بن علي بن عيسى الأزدي الحسن بن علي بن عيسى الجلاب الحسن بن علي بن فضال الكوفي ٢٠٦
حسن بن علي الفضل الراوزدي حسن بن علي القائد الكشي حسن القراجة داغي ٢٠٩
حسن بن علي القمي حسن بن علي الكوفي حسن بن علي الكلبي حسن الواسطي الكاتب الحسن بن علي اللؤلؤي ٢١٠
حسن المدرس ٢١١
حسن الحر العاملي المشغري حسن بن علي التستري حسن بن الأبزر الحسيني حسن المعروف بعماد الدين الطبري ٢١٢
الحسن بن علي الحسن العلوي الحسيني الحسن بن علي بن الفرات الحسن بن علي الزيدي الحسن بن علي محمود التبريزي الحسن الحسيني العاملي ٢١٤
الحسن بن علي بن مهران الحسن بن علي الناصر حسن بن علي العبدي الهمام الحسن بن علي بن النعمان ٢١٥
الحسن بن علي بن نعيم الحسن بن علي الهمداني الحسن بن علي النصيبي الحسن بن علي ورصند النحلي ٢١٦
حسن بن علي نقيب البصرة حسن علي اليزدي حسن بن علي بن يقطين حسن علي بن يوسف ابن العشرة ٢١٧
الحسن بن عمار ٢١٨
الحسن بن عمار الكتامي الحسن بن عمارة ٢١٩
الحسن بن عمرو الشيعي الحسن بن عمرو الكوفي الحسن بن عمران الحسن بن عمر بن يزيد ٢٢٠
الحسن بن عنبسة الصوفي أول الجزء الثالث والعشرون الشيخ حسن صادق العاملي ٢٢١
الحسن بن عيسى العماني حسن بن عيسى الطوسي ٢٢٢
حسن فدا حسين اليماني الحسن بن قادار القمي حسن بن فارس بن نصار حسن الفتوني العاملي الحسن بن الفضل الحسن بك الفضل الصعبي الحسن بن الفضل الطبرسي ٢٢٣
الحسن بن الفقيه الحسن الفلوجي الحلي الحسن بن فنا خسرو الديلمي الحسن بن الفيرزان الديلمي حسن بن بهاء الدولة فيروز ٢٢٦
الحسن بن قارون حسن القاري السبزواري حسن بن القاسم حسن بن القاسم (الداعي الصغير) ٢٢٧
الحسن بن القاسم الحسيني حسن العاملي الكوثراني حسن بن قتادة حسن بن قدامة الكتاني حسن القمي النيسابوري حسن الكاشي الآملي ٢٣١
حسن بن كثير البجلي حسن الكرماني حسن الكشميري حسن حسين الجائسي ٢٣٢
حسن كما جال حسن كوهر حسن كيوان النجفي الحسن بن مالك القمي حسن المامقاني الحسن بن متويه السندي الحسن بن متيل الدقاق ٢٣٣
الحسن بن محبوب البجلي ٢٣٤
حسن محسن الأعرجي حسن محسن الدجيلي ٢٣٥
حسن محسن الحراني العلوي حسن محسن الحلي حسن بن محمد حسن العاملي الدمشقي حسن محتشم الأردكاني حسن محمد السكاكيني ٢٣٦
حسن بن أبي جامع العاملي حسن بن أبي طلحة حسن بن محمد العلوي حسن بن محمد الحذاء النيسابوري حسن بن محمد الصفار الحسن الشاعر الحسن أبو محمد العلوي الحسن أبو محمد الأربلي ٢٣٧
حسن بن محمد بن هارون حسن بن محمد بن رجاء الخياط حسن بن محمد الاسترآبادي ٢٣٨
حسن محمد الأسدي حسن ابن الحمامي البزاز ٢٣٩
حسن الموسوي الساروي حسن ملاتاجا حسن محمد الأمين العاملي ٢٤٠
حسن الأمين نزيل قم حسن بن محمد بابا القمي حسن صفي علي شاه حسن البشروي الخراساني حسن محمد القره باغي حسن الموسوي الحائري حسن بن محمد بندار القمي حسن ابن آل بحر العلوم حسن التميمي (ابن النجار) ٢٤١
الحسن الشيباني الصاحب حسن بن محمد العقيقي حسن بن محمد بن جمهور العمي ٢٤٢
حسن بن محمد الحديقي حسن الاسترآبادي ٢٤٣
الحسن الأقساسي العلوي الحسن الجواهري حسن بن محمد صالح الزيدي الحسن بن محمد السكوني الحسن العلوي الكوفي حسن بن محمد الطوسي ٢٤٤
الحسن أبو يعلى الرزاز الحسن بن محمد بن الحسن القمي ٢٤٦
الحسن بن محمد الحمداني التغلبي ٢٤٧
حسن المنجم باشي حسن النظام النيسابوري ٢٤٨
الحسن بن محمد الحضرمي حسن بن محمد الطبري المرعشي حسن بن محمد الخثعمي حسن بن محمد الدمستاني حسن بن محمد الداعي بالخير ٢٤٩
حسن دبوق العاملي حسن الدمستاني البحراني حسن محمد الديلمي ٢٥٠
حسن بن محمد راشد الحلي حسن بن محمد كاشف الغطاء حسن بن محمد المهدي حسن بن محمد بن زهرة حسن العلوي حسن بن زيد الحسيني ٢٥١
الحسن السبزواري البيهقي حسن السبيتي العاملي ٢٥٢
الحسن بن محمد السراج الحسن بن محمد الهاشمي الكوفي الحسن بن محمد السكاكيني الحسن بن محمد بن سماعة ٢٥٣
الحسن بن محد النوفلي الحسن بن محمد بن سهلويه ٢٥٤
الحسن الاسترآبادي بن شرفشاه الحسن بن محمد الفالوجي حسن الطوسي الفردوسي ٢٥٥
الحسن أبو علي العسقلاني ٢٥٦
الحسن بن محمد العلوي الحسن بن محمد الأصفهاني الحسن الزيدي الحسن بن محمد بن عبدوس ٢٥٨
حسن بن محمد الموسوي النجفي حسن بن محمد الأشتر العلوي حسن بن محمد (الجواني) حسن بن محمد العطار البغدادي حسن بن محمد بن الخجندي حسن بن محمد العقيقي حسن بن محمد بن زهرة ٢٥٩
حسن بن محمد علي العلوي حسن بن محمد علي بن زهرة حسن بن محمد العلقمي حسن بن محمد صدقة البحراني ٢٦٠
حسن بن دعبل الخزاعي حسن بن محمد الحائري حسن بن محمد الحكيم حسن بن محمد بن الحنفية ٢٦٢
حسن بن محمد العلوي حسن بن محمد عز الدين العاملي حسن بن محمد الزيدي الأقساسي ٢٦٣
حسن بن محمد الكجائي حسن بن محمد العراقي حسن بن محمد الحر العاملي ٢٦٤
حسن بن محمد المدرس اليزدي حسن بن محمد المهلبي الحلي حسن بن محمد اليزدي الحائري الحسن بن محمد بن عمران الحسن بن محمد الجويني ٢٦٥
الحسن بن الفضل المسكيني الحسن بن محمد بن الفضل حسن القابجي الكاظمي حسن بن محمد القايني حسن بن محمد القطان الكوفي حسن بن محمد الصيدلاني حسن بن محمد القيم ٢٦٦
حسن بن محمد الآوي ٢٦٨
حسن بن محمد بن الحسن الطوسي ٢٦٩
حسن بن محمد العلوي حسن بن محمد بن يونس الحسن بن محمد المدائني الحسن المشكوي حسن بن محمد القزويني حسن العاملي الجزيني حسن الشاه عبد العظيمي ٢٧٠
حسن الجناجي النجفي حسن الجزائري النجفي حسن بن محمد النوبختي حسن بن محمد النهاوندي ٢٧١
حسن بن محمد الوزير المهلبي ٢٧٢
اخباره ٢٧٣
شعره ٢٧٥
حسن بن محمد الوجناء النصيبي حسن بن محمد الأرومي حسن بن محمد الفحام ٢٨١
الحسن الحراني الحسن أبو محمد العلوي ٢٨٢
حسن محمود الأمين ٢٨٣
شعره ٢٨٤
مراسلاته ٢٨٦
حسن بن الشيخ محمود الميرزا الشيرازي ٣٠٤
حسن بن محمود الخجندي حسن بن محمود آل مغنية حسن آل محيي الدين العاملي الحسن بن المختار العلوي الحسن بن المختار القلانسي الحسن بن مخزوم الطحان ٣١٠
السيد حسن المدرس السيد حسن النحوي حسن بن مرتضى العلوي الحسن بن مسكان الحسن بن المسيب العقيلي ٣١١
الميرزا حسن خان حسن بن مصبح الحلي حسن بن مصعب البجلي حسن البغدادي حسن بن مطهر الأسدي حسن العلامة الحلي حسن الجرواني الأحسائي الحسن بن مظاهر الحسن الضرير ٣١٢
الحسن الباقلاني ٣١٣
الحسن بن معاوية الحسن الموسوي الحسن بن جعفر بن أبي طالب ٣١٤
حسن المعلم الهمذاني السيد حسن بن معية الشيخ حسن آل مغنية حسن بن مفضل الرامهرمزي ٣١٥
الحسن بن مقاتل الشيخ حسن ملك ٣١٦
الحسن بن منذر الحسن بن منصور الحسن ابن شواق الأسنائي ٣١٧
الحسن ذو السعادتين الحسن بن مهدي الحسن بن مهدي السيلقي حسن آل مغنية العاملي ٣١٨
حسن العاملي الجبعي الحسن بن مهيار الديلمي الحسن بن موسى الأزدي الحسن بن طاوس الحسني الحسن بن موسى الحسن بن موسى الحناط الحسن بن موسى الخشاب ٣١٩
الحسن العلوي الحسني الحسن بن موسى النوبختي ٣٢٠
الحسن بن موفق الحسن الميانجي حسن بن الحداد العاملي حسن بن نبهان التنوخي حسن النجم آبادي الطهراني ٣٢١
الحسن بن نجم الدين حسن بن نجم المدني حسن النحوي الزيدي حسن النحوي الحلي حسن الندي البحراني حسن بن نصر الناقد ٣٢٢
الحسن بن النضر الحسن بن النضر الأبرش الحسن بن النضر الأرمني ٣٢٣
الحسن بن النضر التفليسي الحسن بن النضر القمي الحسن بن النعمان الحسن السكيكي العاملي الحسن بن نما الحلي الحسن بن نوح الحسن الهندي البهروجي ٣٢٤
حسن نور الدين الشفتي حسن الحسيني المسقطي حسن نور الدين العاملي حسن النهاوندي حسن الهادي الأسدي السيد حسن الصدر ٣٢٥
الحسن بن هارون الحسن بن هارون الهمداني الحسن بن هارون خارجة ٣٣٠
الحسن بن هارون الكوفي الحسن بن هارون الكندي الحسن بن هاشم المكاري بداية الجزء الرابع والعشرون ٣٣١
أبو نؤاس الشاعر مولده ٣٣١
وفاته نسبه ٣٣٢
أقوال العلماء فيه ٣٣٣
شاعريته ٣٣٦
طرائقه الجديدة في الشعر ٣٤٢
أخباره ٣٥١
منتخبات من شعره ٣٦٦
الحسن بن جمال الدين السوراوي ٣٩٠
الحسن بن الحبيبي العباسي الحسن بن هدية الحسن بن هذيل الحسن بن واقد الحسن بن الوجناء الحسن بن يحيى الأعرجي ٣٩١
الحسن بن يحيى الحر الحسن بن يحيى بن حسين الحسن بن يحيى الحلي النهرسابسي ٣٩٢
الحسن بن يحيى العلوي حسن بن يحيى أبي شبانة الحسن بن يحيى بن ضريس الحسن بن يحيى الطحان حسن بن يحيى المغيلي حسن بن يحيى الضرير حسن بن يحيى النوبختي الشيخ حسن اليزدي الشيخ حسن السورائي الحسن الأديب الحسن بن يوسف ٣٩٣
الحسن بن يوسف مكي ٣٩٤
حسن بن يوسف العلوي حسن بن يوسف بن أحمد حسن بن يوسف الطرميسي ٣٩٥
حسن بن يوسف البلادي حسن بن يوسف ابن العشرة حسن العلامة الحلي ٣٩٦
حسن يوسف الحلي القبيطاوي حسن النعمان العاملي الحسن بن يونس الحميري حسون البراقي النجفي حسون عبد علي الحلي حسنويه الكردي البرزيكاني ٤٠٨
بداية الجزء الخامس والعشرون حسون البراقي حسون مهدي الحلي ٤٠٩
أبو عبد الله الحسين شرف الدين حسين كمال الدين حسين حسين آل عصفور كمال الدين حسين الآملي الحسين بن أبتر الكوفي حسين بن هشام المؤدب ٤١١
الحسين بن إبراهيم البابي الحسين بن إبراهيم بن تاتانة حسين بن إبراهيم الجاويش حسين بن إبراهيم الجيلاني ٤١٢
حسين الخاتون آبادي الحسين بن إبراهيم بن الخطاب ٤١٣
حسين بن إبراهيم الحسيني حسين القمي الخياط حسين إبراهيم القزويني حسين الحسيني التبريزي القزويني ٤١٤
الحسين بن إبراهيم الهمذاني الحسين بن موسى بن أحنف الحسين بن موسى بن جعفر الحسين بن هشام الكاتب الحسين الهمداني الحسين بن يحيى الاسترآبادي الحسين الأبرر الحسيني الحسين الحسيني العاملي الحسين الحسيني المدني الحسين خلف الكاشغري حسين العاملي الجبعي ٤١٥
الحسين أبو الفضل القزويني الحسين هموسة الوراميني الحسين الخضر الكوفي الحسين بن أبي الخطاب الحسين الرشيد النيسابوري الحسين العسقلاني حسين أبو سعيد البعلي الحسين أبو سعيد المكاري الحسين أبو العيش الجمحي ٤١٦
الحسين بن أبي الفرج النيلي الحسين بن أبي القاسم الخوانساري الحسين آل محمد الحسين بن أثير الكوفي الحسين بن أبان القمي الحسين النسابة العلوي الحسين بن أحمد أبو القاسم الحسين البوشنجي الحسين أبو عبد الله الحسين الاسترآبادي ٤١٧
الحسين بن أحمد الأشناني الحسين الصيرفي البغدادي الحسين بن أحمد البيهقي الحسين الحجاج الحسين بن أحمد الرقي الحسين حسون البراقي ٤١٨
الحسين الراوندي لامه الحسين العلوي أمير المدينة الحسين الحمداني التغلبي الحسين الحسني البغدادي الحسين بن أحمد بن خالويه ٤١٩
الحسين بن خيران البغدادي الحسين بن أحمد بن ردة حسين الحسيني الغريفي حسين بن أحمد السوراوي حسين شيبان القزويني ٤٢٣
حسين الصنوبري الحلبي حسين طحال المقدادي حسين بن أحمد بن ظبيان حسين عامر الأشعري ٤٢٤
حسين الخزرجي الدجيلي ٤٢٥
الحسين الزيدي العلوي الحسين بن عيسى الكوفي الحسين بن عياش الحلبي الحسين أبو علي المؤدب الحسين بن أحمد الفقيه ٤٢٦
الحسين بن أحمد القادسي الحسين بن أحمد المالكي الحسين ابن قارورة البصري الحسين ابن الحجاج ٤٢٧
اخباره ٤٢٩
مختارات من شعره ٤٣١
الحسين أبو عبد الله البزار القادسي ٤٤٧
حسين المدرس الرضوي الحسين بن أحمد الصفار الحسين النعالي البغدادي ٤٤٨
الحسين بن طحال المقدادي الحسين بن محمد القطان الحسين بن أحمد بن هدية ٤٤٩
الحسين أبو عبد الله البوشنجي الحسين المغيرة الثلاج الحسين التميمي المنقري الحسين بن أحمد بن هلال الحسين الكوفي العلوي الحسيني ٤٥٠
الحسين الأحمسي البجلي الحسين الاخلاطي الحسين بن إدريس العلوي الحسين بكير الأرجاني حسين الأردبيلي الحسين بن اردشير الطبري ٤٥١
الحسين بن أبي جعفر الديلمي ٤٥٢
حسين الاسترآبادي الحسين بن إسحاق التاجر الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق (ع) الحسين بن إسحاق الكوفي الحسين بن أسد البصري الحسين بن القاضي الدهستاني الحسين بن إسماعيل الطوسي ٤٥٧
الحسين النيسابوري فخر الحرمين الحسين بن إسماعيل الضميري الحسين الأشعري القمي حسين الأشقر السيد حسين الإشكوري الحسين بن أشكيب المروزي ٤٥٨
حسين الأصفهاني القاضي الأمير حسين الأصفهاني الحسين بن أعين الشيباني الحسين بن الأقساسي حسين بك الأمين الصعبي العاملي ٤٥٩
الشيخ حسين بن اقبغا الايلخاني السلطان حسين ميرزا الحسين بن بركة الحلبي الشيخ حسين البروجردي الحسين البزاز الحسين بن سابور الزيات الحسين المدائني الواسطي الحسين بن بشار الواسطي المدائني ٤٦٠
الحسين بن بشر الأسدي الحسين بن بشر القاضي الحسين البشنوي الشيخ حسين البصير الحلي السيد حسين البغدادي ٤٦٢
حسين البقسماطي الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي الحسين بن بندار السلطان حسين بيقرا المولى حسين التبريزي الشيخ حسين التبنيني العاملي حسين السبزواري السيد حسين الترك الحسين ابن السروجي الشيخ حسين التنكابني الحسين بن توليا التركي ٤٦٣
الحسين بن أبي حمزة الثمالي الحسين بن هارون البزاعي ٤٦٤
حسين الثنائي المشهدي الحسين بن ثوير بن أبي فاختة الحسين ثور الحازمي الشيخ حسين الخمايسي النجفي الحسين جابر الكوفي الحسين بن جارود الحسين بن جبير ٤٦٥
الحسين بن جعفر الحسيني السيد حسين الجزائري حسين ابن الدواس الحلي الحسين الخمري المخزومي ٤٦٦
حسين الموسوي الخوانساري حسين الموسوي اليزدي الحسين الجعفي الكوفي الحسين الجعل البصري السلطان حسين بن اقبغا الشيخ حسين خاتون العاملي ٤٦٧
الحسين الجمال الحسين بن الجهم الرازي الشيخ حسين الحلواني النجفي الشيخ حسين الجوقيني الحسين بن حبيب الحسين الحجاج الشاعر حسين بن حديد الأسدي ٤٦٨
الحسين الحذاء الكوفي الشيخ حسين الحر حسين العاملي العيناثي الحسين بن الحسن بن أبان ٤٦٩
الحسين الأشقر الفزاري حسين الغريفي ٤٧٠
السيد حسين حسن الأردبيلي ٤٧١
الحسين بابويه القمي الحسين بندار الأنماطي الحسين بندار القمي الحسين الحسيني الكيسكي الحسين بن الحسن الجرجاني الحسين الأعرجي الحسيني ٤٧٢
الحسين بن الحسين المؤدب الحسين الحسني الحسين العاملي الكركي القزويني حسين المحقق الكركي ٤٧٣
حسين العاملي الكركي ٤٧٤
حسين الجيلاني اللنباني ٤٧٦
الحسين الحسني الأسود حسين الحسيني الزيدي الحسين الحسين المؤدب الحسين بابويه القمي حسين حسين المحمد الحسين الحسني الحسين ناصر الدولة الثاني ٤٧٧
حسين خلف الكاشعري الحسين الحسن الرخجي الحسين الحسيني الجرجاني ٤٧٨
السيد حسين بن شدقم المدني حسين الحسن الظهيري حسين المشغري العاملي حسين نعمة العاملي الجبعي الحسين بن ناصر الدولة بن حمدان التغلبي ٤٧٩
الحسين الكوفي العوفي ٤٨٠
الحسين بن الحسن العلوي الحسين العلوي الكوكبي الحسين بن نظام الملك الطوسي الميرزا حسين السبزواري ٤٨١
الحسين ابن احما الصمصامي الحسين بن بابويه القمي الحسين النقيب ابن الأقساسي ٤٨٢
حسين بن شدقم الحسيني المدني ٤٨٤
الحسين بن الحسن الأفطس حسين قفطان النجفي حسين الحسن الغريفي الحسين بن الحسن الفارسي الحسين بن الحسن القاساني الحسين بن الحسن الكندي الحسين الحسن بن محمد ٤٨٥
السيد حسين الأمين الحسين بن الحسن بن بابويه الشيخ حسين آل مغنية العاملي السيد حسين الحسيني آل مرتضى ٤٨٦
الشيخ حسين الميسمي الشيخ حسين العاملي العيناثي الظهيري السيد حسين الموسوي العاملي الحسين الصادقي ٤٨٨
الحسين بن الحسين بابويه القمي السيد حسين الحسيني العلوي حسين الحسيني الحائري حسين الحسيني الرضوي حسين الحسيني العميدي حسين الحسيني القزويني النقيب حسين الموسوي الحسين الحصين الأهوازي الحسين بن الحكم ٤٨٩
الحسين بن الحكم الحيري ٤٨٩
الحسين الليثي الواسطي الحسين ميمون العبدي الشيخ حسين آل محيي الدين العاملي النقيب حسين بن حمدان الحسين بن حمدان الخصيبي ٤٩٠
الحسين الحمداني التغلبي ٤٩١
الحسين بن حمزة ٤٩٧
الحسين الليثي الحسين الليثي الكوفي الحسين محمد حسن ٤٩٧
الحسين بن حنظلة الحسين بن حيدر إبراهيم الحسين الكركي العاملي ٤٩٧

الامام السيد محسن الأمين
أعيان الشيعة
المجلد الخامس
حققه وأخرجه
حسن الأمين
دار التعارف للمطبوعات
بيروت
(٣)

بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الطبع محفوظة
١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م
دار التعارف المطبوعات
المكتب، شارع سوريا - بناية درويش - المستودع، حارة حريك - شارع أبو علي رحال - ٢٤٧٢٨٠: ٨٦٠١ - بيروت - لبنان
(٤)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
ورضي الله عن أصحابه الصالحين والتابعين لهم باحسان وتابعي التابعين
وعن العلماء والصلحاء من سلف منهم ومن غبر إلى يوم الدين وبعد
فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم
الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام عامله الله بفضله
ولطفه وعفوه: هذا هو الجزء الحادي والعشرون من كتابنا أعيان
الشيعة وفق الله تعالى لاكماله. ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية
والتوفيق والعصمة والتسديد، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
١: السلطان حسن كاركيا ابن السلطان أحمد بن الحسين بن محمد بن ناصر بن
محمد المعروف بمير سيد بن مهدي العلوي الحسيني أحد ملوك كيلان وباقي
نسبه تقدم في أحمد بن حسن بن أحمد بن حسين بن محمد بن مهدي
توفي بالطاعون سنة ٩٤٣
وكيا بكسر الكاف وتخفيف المثناة التحتية معناه المقدم بلغة أهل
جيلان وطبرستان وأضرابهم نص عليه في رياض العلماء في ترجمة حسكة بن
بابويه القمي ومنه الكيا الهراسي من علماء الشافعية وحينئذ فمعنى كاركيا
المقدم في الأعمال وهو من ألقاب التعظيم.
في مجالس المؤمنين أنه كان قد نازع أخاه السيد علي كاركيا في الملك
وكان السيد علي سليم القلب محبا للعافية فتفرق عنه أكثر عسكره ولحقوا
بأخيه الأصغر السلطان حسن المترجم وجرى بينهما قيل وقال أدى إلى
القتال وأخيرا قبض السلطان على أخيه علي وقتله وكان حسن عالما بأصول
الحرب وتعبئة الجنود وفي كمال الشجاعة واستولى على كيلان وقهر حاكمها
الأمير دباج اه‍.
٢: الحسن بن أحمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين الأصغر ابن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع الذي ظهر بالكوفة.
توفي بواسط محبوسا سنة ٢٧١
هكذا ذكره ابن الأثير في تاريخه الحسن بن أحمد الخ ولكن الطبري
وأبا الفرج الأصبهاني قالا إنه الحسين بن محمد الخ كما سيأتي في بابه
واجتماعهما على ذلك في اسمه واسم أبيه ربما يرجحه على قول ابن الأثير
خصوصا مع كون ابن الأثير ناقلا عن الطبري غالبا لكن ما في عمدة
الطالب ربما يرجح قول ابن الأثير ففي العمدة ان الحسين الأصغر ابن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب جد المترجم من أولاده عبيد الله
الأعرج وعبد الله، وأن عبد الله أعقب من ابنه جعفر الملقب صحصح
وحده ومن أولاد جعفر صحصح محمد العقيقي وأحمد المنقذي وليس في
أولاد العقيقي من اسمه الحسين وفيهم من اسمه الحسن وهو ابن خالة
الحسن بن زيد الحسني الداعي الكبير وفي أولاد المنقذي الحسن والحسين
وأما عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر، ففي أولاده من اسمه جعفر
الحجة وحمزة أما حمزة فليس في أولاده من اسمه أحمد ولا يظهر من عمدة
الطالب أن له ولدا اسمه محمد بل ذلك لولد من ذريته اسمه حمزة وأما
جعفر الحجة فلم يعقب إلا من رجلين الحسن والحسين وليس في أولاده من
اسمه أحمد ولا محمد، هذا ما في عمدة الطالب ويشكل تطبيق ما ذكره
الطبري وأبو الفرج وابن الأثير عليه فعبد الله بن الحسين الأصغر إن جعلناه
مكبرا كما اتفقت عليه جميع النسخ فليس في أولاده من اسمه حمزة وإن
جعلنا حمزة مصحف جعفر أمكن تصحيح ما ذكره ابن الأثير فان في أولاده
أحمد المنقذي وفي أولاده الحسن لكنه لا يمكن تصحيح ما ذكره الطبري وأبو
الفرج فان جعفرا وإن كان في أولاده محمد العقيقي إلا أنه ليس في أولاد
العقيقي من اسمه الحسين وإن جعلناه عبيد الله مصغرا فهو وإن كان في
أولاده حمزة إلا أن حمزة ليس في أولاده من اسمه أحمد ولا محمد وإن جعلنا
حمزة محرف جعفر فجعفر أيضا ليس في أولاده أحمد ولا محمد فإذا ما ذكره
ابن الأثير أقرب إلى الصحة ويمكن أن يكون صاحب عمدة الطالب أغفل
بعض الأسماء فالإحاطة بجميع الأشياء مستحيلة لغير علام الغيوب ولا
يمكن أن يكونا رجلين فالمشخصات فيها كلها واحدة هنا وفيما يأتي.
قال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة ٢٥١ فيها ظهر بالكوفة
الحسن بن أحمد هذا واستخلف بها محمد بن جعفر بن حسن بن جعفر بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع ويكنى أبا أحمد فوجه
إليه المستعين مزاحم بن خاقان وكان العلوي بسواد الكوفة في جماعة من بني
أسد ومن الزيدية وأجلى عنها عامل الخليفة وهو أحمد بن نصير بن حمزة بن
مالك الخزاعي إلى قصر ابن هبيرة واجتمع مزاحم وهشام بن أبي دلف
العجلي فسار مزاحم إلى الكوفة فحمل أهل الكوفة العلوي الذي
استخلفه المترجم على قتاله ووعدوه النصرة فتقدم مزاحم وقاتلهم وقد كان
سير قائدا معه جماعة فاتى أهل الكوفة من ورائهم فأطبقوا عليهم فلم يفلت
منهم واحد ودخل الكوفة فرماه أهلها بالحجارة فأحرقها بالنار واحترق منها
سبعة أسواق حتى خرجت النار إلى السبيع ثم هجم على الدار التي فيها
العلوي فهرب وأقام مزاحم بالكوفة فاتاه كتاب المعتز يدعوه إليه فسار إليه
(٥)

ويأتي عن الطبري أبسط من هذا في الحسين بن محمد بن حمزة.
٣: السيد حسن بن أحمد بن ركن الدين الحسيني الكاشاني نزيل المشهد
الرضوي
توفي سنة ١٣٤٢ بالمشهد الرضوي.
وصفه صاحب الذريعة بالعالم الجليل وقال إن له تصانيف تذكر في
محالها ووالده السيد أحمد المعبر عنه في الإجازات بعلامة الدهر اه‍.
٤: الحسن بن أحمد بن ريذويه القمي
ريذويه ضبطه العلامة في الخلاصة بالراء المكسورة والمثناة التحتية الساكنة
والذال المعجمة المفتوحة والواو الساكنة والمثناة التحتية المفتوحة ولكنه في
إيضاح الاشتباه جعل الذال مضمومة وبذلك صرح الشهيد الثاني. قال
النجاشي الحسن بن أحمد بن ريذويه القمي ثقة من أصحابنا القميين له
المزار ومثله في الخلاصة على عادته. وابن داود ذكره مرة بعنوان الحسن ومرة
بعنوان الحسين كلاهما عن النجاشي مع التوثيق وفي النقد الظاهر أن ذكره
بعنوان الحسين اشتباه لأن النجاشي ما ذكره إلا الحسن كما نقلناه ونقله
العلامة في الخلاصة اه‍.
٥: الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد المعروف بالساكت
في مجموعة الجباعي فقيه دين ومثله في فهرست منتجب الدين فهو من
المتأخرين عن الشيخ الطوسي.
٦: الشيخ حسن بن أحمد بن سنبغة العاملي
وجدنا بخطه استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار للشيخ محمد ابن
صاحب المعالم فرع من كتابته ٢٨ المحرم سنة ١٠٢٨ وكتب بخطه في آخره
أن المؤلف فرع منه بكربلاء ٢٨ صفر سنة ١٠٢٦.
٧: أبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي من مشايخ
المفيد
توفي ٧ ذي الحجة سنة ٣٧١
والهمداني بسكون الميم نسبة إلى همدان القبيلة المشهورة والمعروفة
بالتشيع والسبيعي نسبة إلى السبيع كامير أبو بطن من همدان. ذكره
الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال السبيعي العلامة الحافظ أبو محمد الحسن بن
أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي وإليه ينسب درب السبيعي الذي
بحلب وكان عسرا في الرواية زعر الأخلاق من أئمة هذا الشأن على تشيع
فيه وثقه أبو الفتح ابن أبي الفوارس قال ابن أسامة الحلبي لو لم يكن
للحلبيين من الفضيلة إلا هو لكفاهم كان وجيها عند الملك سيف الدولة
وكان يزور السبيعي في داره وصنف له كتاب التبصرة في فضل العترة
المطهرة وكان له بين العامة سوق قال وهو الذي وقف حمام السبيعي على
العلوية. قال الخطيب كان أبو محمد السبيعي ثقة حافظا مكثرا عسرا في
الرواية ولما كان باخر عمره عزم على التحديث والإملاء فتهيأ لذلك فمات.
وحدثت عن الدارقطني عن السبيعي قال قدم علينا الوزير ابن خنزابة إلى
حلب فتلقاه الناس فعرف إني محدث فقال لي تعرف إسنادا فيه أربعة من
الصحابة فذكرت له حديث عمر في العمالة فعرف لي ذلك وصارت لي عنده
منزلة انتهت تذكرة الحفاظ
وذكره الذهبي أيضا في المحكي عن تاريخه في وفيات ٣٧١ فقال
الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ أبو محمد الهمداني السبيعي الحلبي من
أولاد أبي إسحاق السبيعي كان حافظا متقنا رحالا عالي الرواية خبيرا
بالرجال والعلل فيه تشيع يسير رحل وسمع من جماعة وعدهم وذكر باقي ما
مر عن تذكرة الحفاظ. وذكره صاحب شذرات الذهب في وفيات سنة ٣٧٠
فقال وفيها توفي أبو محمد السبيعي بفتح السين المهملة نسبة إلى سبيع بطن
من همدان وهو الحافظ الحسن بن صالح الحلبي روى عن عبد الله بن ناجية
وطبقته ومات في آخر السنة في الحمام وكان شرس الأخلاق قال ابن ناصر
الدين كان على تشيع فيه ثقة اه‍. ثم أعاد ذكره في وفيات سنة ٣٧١ فقال
وفيها توفي أبو محمد السبيعي واسمه الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني
الحلبي قال ابن ناصر الدين كان على تشيع فيه ثقة ومات في الحمام اه‍.
ومما مر تعلم أن فيه تشيعا كثيرا لا يسيرا والعجب من أصحابنا حيث لم
يذكروه في كتب الرجال والتراجم مع كونه بهذه المكانة من العلم والفضل
والحفظ.
من أخباره
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ومحكي تاريخ الاسلام واللفظ مقتبس
من المجموع قال الحاكم: سألت أبا محمد السبيعي الحافظ عن حديث
إسماعيل بن رجاء فقال لهذا الحديث قصة قرأ علينا ابن ناجية مسند فاطمة
بنت قيس سنة ٣٠٠ فدخلت على الباغندي فقال من أين جئت قلت من
مجلس ابن ناجية. فقال أيش قرأ عليكم؟ قلت أحاديث الشعبي عن
فاطمة بنت قيس فقال مر لكم حديث إسماعيل بن رجاء عن الشعبي
فنظرت في الجزء فلم أجده فقال اكتب ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قلت عمن
ومنعته من التدليس فقال حدثني محمد بن عبيدة الحافظ حدثني محمد بن
المعلى الأثرم نا أبو بكر محمد بن بشير بشر العبدي عن مالك بن
مغول عن إسماعيل بن رجاء عن الشعبي عن فاطمة عن النبي ص
قصة الطلاق والسكنى والنفقة ثم انصرفت إلى حلب وكان عندنا بحلب
بغدادي يعرف بابن سهل فذكرت له هذا الحديث فخرج إلى الكوفة وذاكر
أبا العباس بن سعيد بن عقدة فكتب أبو العباس هذا الحديث عن ابن سهل
عني عن الباغندي ثم اجتمعت مع فلان يعني الجعابي فذاكرته بهذا فلم
يعرفه ثم اجتمعنا برملة فلم يعرفه ثم اجتمعنا بعد سنين بدمشق فاستعادني
إسناده تعجبا ثم اجتمعنا ببغداد فذكرنا هذا الباب فقال حدثناه علي بن
إسماعيل الصفار ثنا أبو بكر الأثرم نا أبو بكر بن أبي شيبة ولم يدر أن الأثرم
هذا غير ذاك فذكرت قصتي لفلان المفيد وأتى عليه سنون فحدث بالحديث
عن الباغندي ثم قال السبيعي المذاكرة تكشف عوار من لا يصدق اه‍.
وفي هذا ما يدل على ضبط السبيعي ومعرفته بالطرق والأسانيد فهو لما رأى
الباغندي يريد أن يدلس فيروي عمن لم يره منعه من التدليس ثم إنه كشف
عوار الجعابي الذي اجتمع معه ثلاث مرات في ثلاثة بلدان في أوقات مختلفة
ولم يعرف سند الحديث ثم رواه ببغداد عن الصفار عن أبي بكر الأثرم
والحال أن الراوي له محمد بن المعلى الأثرم لا أبو بكر الأثرم فلم يدر إن هذا
الأثرم غير ذاك الأثرم فانكشف بذلك عواره ثم ذكره لفلان المفيد فحدث به
بعد سنين عن الباغندي والحال انه لم يسمعه من الباغندي وإنما سمعه من
السبيعي عن الباغندي.
مشايخه
في تذكرة الحفاظ وعن تاريخ الاسلام كلاهما للذهبي سمع محمد بن
(٦)

حبان البصري وعبد الله بن ناجية وقاسم بن زكريا المطرز وعمر بن محمد
الباغندي. ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن هارون البردنجي وعمر بن
أيوب السقطي وطبقتهم وزاد في التاريخ ويموت بن المزرع وأبا معشر
الدارمي.
تلاميذه
في تذكرة الحفاظ وعن تاريخ الاسلام: روى عنه الدارقطني وأبو بكر
البرقاني وأبو طالب بن بكير وأبو نعيم الحافظ الأصبهاني وأبو العلاء محمد بن
علي الواسطي والشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان الشيعي وفي التاريخ
شيخ الرافضة وآخرون وزاد في التذكرة: وأبو محمد عبد الغني الأزدي وفي
التاريخ والشريف محمد الحراني.
مؤلفاته
لم يذكر له من المؤلفات غير التبصرة في فضل العترة المطهرة وقد فات
معاصرنا الفاضل المتتبع الشيخ محمد محسن الطهراني الشهير باقا بزرگ أن
يذكرها في كتابه تصانيف الشيعة.
٨: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان الفارسي
الفسوي النحوي الأديب المعروف بأبي علي الفراسي.
مولده ووفاته
ولد بفسا سنة ٢٨٨ وتوفي ببغداد يوم الأحد ١٧ ربيع الآخر وقيل
ربيع الأول سنة ٣٧٧ ودفن بالشونيزية عند قبر أبي بكر الرازي الفقيه عن
٨٩ سنة وفي معجم الأدباء عن نيف وتسعين سنة اه‍. وهو لا يوافق تاريخ
المولد والوفاة وقال ابن الأثير توفي سنة ٣٧٦ وقد جاوز ٩٠ سنة وفي ديوان
الرضي وكان قد تجاوز ٩٠ سنة وهو أيضا لا يوافق ما مر من تاريخ مولده
ووفاته وفي فهرست ابن النديم توفي قبل ٣٧٠ وما ذكرناه في تاريخ وفاته قد
نقلناه عن الاثبات. وفي شذرات الذهب توفي سنة ٣٧٧ وله ٨٩ سنة وهو
موافق لما مر من تاريخ مولده.
نسبته
الفارسي نسبة إلى بلاد فارس، في معجم البلدان: فارس ولاية
واسعة وإقليم فسيح قصبته الآن شيراز. وفي الرياض عن أبي علي المترجم
في القصريات أنه قال: فارس اسم بلد وليس باسم رجل ولا ينصرف لأنه
غلب عليه التأنيث كنعمان وليس أصله بعربي بل هو فارسي أصله
بارس فعرب فقيل فارس اه‍. والفسوي نسبة إلى فسا، في معجم
البلدان: بالفتح والقصر، كلمة أعجمية وهي عندهم بسا بالباء وكذا
يتلفظون بها وأصلها في كلامهم الشمال من الرياح، مدينة بفارس أنزه
مدينة بها بينها وبين شيراز أربع مراحل من كورة دارابجرد قال
الإصطخري: تقارب في الكبر شيراز ومنها إلى شيراز ٢٧ فرسخا وإليها
ينسب أبو علي الفارسي الفسوي. وقال حمزة: النسبة إلى فسا بساسيري
اه‍. والظاهر أن أصل اسمها بسا بالباء الفارسية فعربت فسا بالفاء وفي
معجم البلدان بالفتح ويعربونها فيقولون فسا مدينة بفارس اه‍.
اسم أبيه وجده
اسم أبيه أحمد واسم جده عبد الغفار كما ذكره جميع من ترجمه إلا من
شذ، وهو الذي وجد بخطه فستعرف أنه وجد بخطه: وكتب الحسن بن
أحمد. وفي معجم الأدباء قال أبو الحسن علي بن عيسى الربعي: هو
الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان اه‍. ومثله في
تاريخ ابن خلكان وقال ابن الأثير: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار. وفي
تاريخ بغداد: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان وفي مرآة
الجنان: الحسن بن أحمد الفارسي. وفي اليتيمة في ترجمة ابن أخته أبو
الحسين محمد بن الحسين الفارسي: قال أبو علي الحسن بن أحمد الفارسي
وفي ديوان الرضي: الحسن بن أحمد الفارسي. وفي ميزان الاعتدال:
الحسن بن أحمد. وفي لسان الميزان: اسم جده عبد الغفار بن محمد بن
سليمان بن أبان. وفي بغية الوعاة: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن
محمد بن سليمان. وفي فهرست ابن النديم: الفارسي أبو علي بن أحمد بن
عبد الغفار وفي روضات الجنات: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار. وشذ
صاحب رياض العلماء وتبعه صاحب الشيعة وفنون الاسلام وتبعهما صاحب
الذريعة في بعض مجلدات كتابه وفي الباقي وافق المعروف فقالوا:
الحسن بن علي بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان.
وتبعناهم نحن قبل الاطلاع على كلمات من مروا فقلنا في ج ٧ في الكنى أبو
علي الفارسي اسمه الحسن بن علي بن أحمد، والصواب خلافه. وشذ
صاحب شذرات الذهب فقال: الحسن بن محمد بن عبد الغفار ويمكن كونه
من سهو النساخ.
كنيته
أبو علي عند الجميع من غير خلاف وقد اشتهر بكنيته.
أمه
في معجم الأدباء: أمه سدوسية من سدوس شيبان من ربيعة الفرس
اه‍.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي
الفارسي المشهور في العالم اسمه المعروف تصنيفه ورسمه أوحد زمانه في
علم العربية كان كثير من تلامذته يقول هو فوق المبرد. أخذ النحو عن
جماعة من أعيان هذا الشأن كأبي إسحاق الزجاج وأبي بكر بن السراج وأبي
بكر مبرمان وأبي بكر الخياط وطوف كثيرا من بلاد الشام ومضى إلى
طرابلس فأقام بحلب مدة وخدم سيف الدولة بن حمدان ثم رجع إلى بغداد
فأقام بها إلى أن مات. حدث الخطيب عن التنوخي قال: ولد أبو علي
الفارسي بفسا وقدم بغداد واستوطنها وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم
من تلامذته هو فوق المبرد وأعلم منه وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى
مثلها واشتهر ذكره في الآفاق وبرع له غلمان حذاق مثل عثمان بن جني
وعلي بن عيسى الربعي وخدم الملوك ونفق عليهم وتقدم عند عضد الدولة
فكان عضد الدولة يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو وغلام أبي
الحسين الرازي الصوفي في النجوم. وكان أبو طالب العبدي يقول: لم
يكن بين أبي علي وبين سيبويه أحد أبصر بالنحو من أبي علي اه‍. وفي مرآة
الجنان في حوادث سنة ٣٧٧ فيها توفي الامام النحوي أبو علي الحسن بن
أحمد الفارسي اشتغل ببغداد ودار البلاد وأقام بحلب عند سيف الدولة بن
حمدان وكان إمام وقته في علم النحو وجرت بينه وبين المتنبي مجالس ثم
انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة وتقدم عنده وعلت منزلته حتى
(٧)

قال عضد الدولة: أنا غلام أبي علي في النحو. وصنف له كتاب الايضاح
والتكملة في النحو وله تصانيف أخرى تزيد على عشرة وفضله أشهر من أن
يذكر. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٣٧٧ فيها توفي أبو علي
الفارسي الحسن بن محمد بن عبد الغفار النحوي صاحب التصانيف ببغداد
في ربيع الأول وقد فضله بعضهم على المبرد وكان عديم المثل قاله في العبر
اه‍. وفي بغية الوعاة: الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان
الإمام أبو علي الفارسي المشهور واحد زمانه في علم العربية طوف بلاد
الشام وقال كثير من تلامذته أنه أعلم من المبرد وتقدم عند عضد الدولة وله صنف
الايضاح في النحو والتكملة في التصريف اه‍. وفي تاريخ بغداد: الحسن بن
أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي الفارسي النحوي قال لي أبو القاسم
التنوخي ولد أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار النحوي الفارسي بفسا وقدم
بغداد فاستوطنها وسمعنا منه في رجب سنة ٣٧٥ وعلت منزلته في النحو حتى قال
قوم من تلامذته هو فوق المبرد وأعلم منه وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق
إلى مثلها واشتهر ذكره في الآفاق وبرع له غلمان حذاق مثل عثمان بن جني
وعلي بن عيسى الشيرازي وغيرهما وخدم الملوك ونفق عليهم وتقدم عند
عضد الدولة فسمعت أبي يقول: سمعت عضد الدولة: يقول: أنا غلام
أبي علي النحوي في النحو وغلام أبي الحسين الرازي الصوفي في النجوم
اه‍. وقال ابن خلكان أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن
سليمان بن أبان الفارسي النحوي ولد بمدينة فسا واشتغل ببغداد ودخل
إليها سنة ٣٠٧ وكان إمام وقته في علم النحو ودار البلاد وأقام بحلب عند
سيف الدولة بن حمدان وكان قدومه في سنة ٣٤١ وجرت بينه وبين أبي
الطيب المتنبي مجالس ثم انتقل إلى بلاد فارس وصحب عضد الدولة بن
بويه وتقدم عنده وعلت منزلته حتى قال عضد الدولة أنا غلام أبي علي
الفسوي في النحو وصنف له كتاب الايضاح والتكملة في النحو وقصته فيه
مشهورة، وبالجملة هو أشهر من أن يذكر فضله ويعدد اه‍. وفي ميزان
الاعتدال: الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي صاحب التصانيف
تقدم بالنحو عند عضد الدولة اه‍ وفي مجمع البيان بعد تفسير قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت الآية قال وهذا
كله مأخوذ من كلام أبي علي الفارسي وناهيك به فارسا في هذا الميدان نقابا
يخبر عن مكنون هذا العلم بواضح البيان اه‍.
تشيعه
في معجم الأدباء وشذرات الذهب وبغية الوعاة وتاريخ ابن خلكان:
كان متهما بالاعتزال وفي تاريخ بغداد: قال محمد بن أبي الفوارس كان
متهما بالاعتزال وفي ميزان الاعتدال: كان متهما بالاعتزال لكنه صدوق في
نفسه وفي الرياض: الظاهر من الاعتزال هو التشيع إذ قد اشتهر كون أبي
علي من الامامية والعامة لا تفرق بين الخاصة والمعتزلة في العقائد اه‍.
أقول نسبوا جماعة من علماء الشيعة إلى الاعتزال حتى إن الذهبي نسب
السيد المرتضى إلى الاعتزال والمراد موافقة المعتزلة في بعض الأصول. ومجرد
نسبة الرجل إلى الاعتزال لا يكفي في إثبات تشيعه نعم إذا ثبت تشيعه لا
ينافيه نسبتهم له إلى الاعتزال والظاهر تشيعه.
حدة ذهنه
في معجم البلدان: مما يشهد بصفاء ذهنه وخلوص فهمه انه سئل
قبل أن ينظر في العروض عن خرم متفاعلن فتفكر وانتزع الجواب فيه من
النحو فقال لا يجوز لأن متفاعلن ينقل إلى مستفعلن إذا خبن فلو خرم
لتعرض للابتداء بالساكن والابتداء بالساكن لا يجوز الخرم حذف الحرف
الأول من البيت والخبن تسكين ثانيه اه‍. وفي بغية الوعاة حكى عنه ابن
جني أنه كان يقول أخطئ في مائة مسالة لغوية ولا أخطئ في واحدة
قياسية.
المفاضلة بينه وبين أبي سعيد السيرافي
في معجم الأدباء قرأت بخط الشيخ أبي محمد الخشاب: كان شيخنا
يعني أبا منصور موهوب بن الخضر الجواليقي قل ما ينبل عنده ممارس
للصناعة النحوية ولو طال فيها باعه ما لم يتمكن من علم الرواية وما تشتمل
عليه من ضروبها ولا سيما رواية الأشعار العربية وما يتعلق بمعرفتها من لغة
وقصة ولهذا كان مقدما لأبي سعيد السيرافي على أبي علي الفارسي رحمهما الله
وأبو علي أبو علي في نحوه وطريقة أبي سعيد في النحو معلومة ويقول أبو سعيد
اروى من أبي علي وأكثر تحققا بالرواية وأثرى منه فيها وقد قال لي غير مرة لعل أبا
علي لم يكن يرى ما يراه أبو سعيد من معرفة هذه الأخباريات والأنساب وما
جرى في هذا الأسلوب كبير أمر. قال الشيخ أبو محمد ولعمري أنه قد
حكي عنه أعني أبا علي أنه كان يقول لأن أخطئ في خمسين مسالة مما بابه
الرواية أحب إلي من أن أخطئ في مسالة واحدة قياسية هذا كلامه أو معناه
على أنه كان يقول قد سمعت الكثير في أول الأمر وكنت أستحي أن أقول
أثبتوا اسمي. قال الشيخ أبو محمد وكثيرا ما تبنى السقطات على الحذاق من
أهل الصناعة النحوية لتقصيرهم في هذا الباب فمنه يذهبون ومن جهته
يؤتون.
أخباره
في معجم الأدباء حكى ابن جني عن أبي علي الفارسي قرأ علي
علي بن عيسى الرماني كتاب الجمل وكتاب الموجز لابن السراج في حياة ابن
السراج. قرأت بخط سلامة بن عياض النحوي ما صورته: وقفت على
نسخة من كتاب الحجة لأبي علي الفارسي في صفر سنة ٥٢٢ بالري في دار
كتبها التي وقفها الصاحب بن عباد رحمه الله وعلى ظهرها بخط أبي علي ما
حكايته أطال الله بقاء سيدنا الصاحب الجليل أدام الله عزه ونصره وتأييده
تمكينه كتابي في قراءة الأمصار الذين بينت قراءتهم في كتاب أبي بكر أحمد بن
موسى المعروف بكتاب السبعة فما تضمن من أثر وقراءة ولغة فهو عن
المشايخ الذين أخذت ذلك عنهم وأسندته إليهم فمتى آثر سيدنا الصاحب
الجليل أدام الله عزه ونصره وتأييده وتمكينه حكاية شئ منه عنهم أو عني
لهذه المكاتبة فعل وكتب الحسن بن أحمد الفارسي بخطه اه‍. ومن أخباره
ما في معجم الأدباء أيضا: قال الأستاذ أبو العلاء الحسين بن محمد بن
مهرويه في كتابه الذي سماه أجناس الجواهر كنت بمدينة السلام اختلف إلى
أبي علي الفارسي النحوي رحمه الله وكان السلطان رسم له أن ينتصب لي في
كل أسبوع يومين لتصحيح كتاب التذكرة لخزانة كافي الكفاة فكنا إذا قرأنا
أوراقا منه تجاربنا في فنون الآداب واجتنينا من فوائد ثمار الألباب ورتعنا في
رياض ألفاظه ومعانيه والتقطنا الدر المنثور من سقاط فيه فاجرى يوما
بعض الحاضرين ذكر الأصمعي وأسرف في الثناء عليه وفضله على أعيان
العلماء في أيامه فرأيته رحمة الله كالمنكر لما كان يورده وكان فيما ذكر من
(٨)

محاسنه ونشر من فضائله أن قال من ذا الذي يجسر أن يخطئ الفحول من
الشعراء غيره فقال أبو علي وما الذي رد عليهم فقال الرجل أنكر على ذي
الرمة مع إحاطته بلغة العرب ومعانيها وفضل معرفته بأغراضها ومراميها
وأنه سلك نهج الأوائل في وصف المفاوز إذا لعب السراب فيها ورقص الآل
في نواحيها ونعت الحرباء وقد سبح على جدله والظليم وكيف ينفر من ظله
وذكر الركب وقد مالت ظلالهم من غلبة المنام حتى كأنهم صرعتهم كؤوس
المدام فطبق مفصل الإصابة في كل باب وساوى الصدر الأول من أرباب
الفصاحة وجارى القروم والبزل من أصحاب البلاغة فقال له الشيخ أبو علي
وما الذي أنكر على ذي الرمة فقال قوله وقفنا فقلنا أيه عن أم سالم فإنه
كان يجب أن ينونه يعني أيه فقال أما هذا فالأصمعي مخطئ فيه وذو
الرمة مصيب والعجب أن يعقوب بن السكيت قد وقع عليه هذا السهو في
بعض ما أنشده فقلت إن رأي الشيخ أن يصدع لنا بجلية هذا الخطا تفضل
به فأملى علينا أنشد ابن السكيت لأعرابي من بني أسد.
وقائلة أسيت فقلت جير * أسي إنني من ذاك انه
أصابهم الحمى وهم عواف * وكن عليهم نحسا لعنه
فجئت قبورهم بدءا ولما * فناديت القبور فلم يجبنه
وكيف يجيب أصداء وهام * وأبدان بدرن وما نخزنه
قال يعقوب قوله جير أي حقا وهي مخفوضة غير منونة فاحتاج إلى
التنوين قال أبو علي هذا سهو منه لأن هذا يجري مجرى الأصوات وباب
الأصوات كلها والمبنيات بأسرها إلا ما خص منها لعلة الفرقان فيها بين
نكرتها ومعرفتها بالتنوين فميا كان منها معرفة جاء بغير تنوين فإذا نكرته نونته
من ذلك إنك تقول في الأمر صه ومه تريد السكوت يا فتى فإذا نكرت قلت
صه تريد سكوتا وكذلك قول الغراب قاق أي صوتا وكذلك أيه يا رجل تريد
الحديث وأيه تريد حديثا وزعم الأصمعي ان ذا الرمة أخطأ في قوله وقفنا فقلنا
أيه عن أم سالم وكان يجب أن ينونه ويقول أيه وهذا من أوابد
الأصمعي التي تقدم عليها من غير علم فقوله جير بغير تنوين في موضع قوله
الحق وتجعله نكرة في موضع آخر فتنونه فيكون معناه قلت حقا ولا مدخل
للضرورة في ذلك إنما التنوين للمعنى المذكور وبالله التوفيق وتنوين هذا
الشاعر على هذا التقدير. قال يعقوب قوله: أصابهم الحمى يريد الحمام
وقوله بدرن أي طعن في بوادرهن بالموت والبادرة النحر وقوله فجئت
قبورهم بدءا أي سيدا وبدء القوم سيدهم وبدء الجزور خير أنصبائها وقوله
ولما أي ولم أكن سيدا إلا حين ماتوا فاني سدت بعدهم اه‍. ومن أخباره ما
في معجم الأدباء أيضا بسنده عن أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار
الفارسي النحوي قال جئت إلى أبي بكر السراج لأسمع منه الكتاب وحملت
إليه ما حملت فلما انتصف الكتاب عسر عليه في تمامه فقطعت عنه لتمكني
من الكتاب فقلت لنفسي بعد مدة إن سرت إلى فارس وسئلت عن تمامه
فان قلت نعم كذبت وإن قلت لا سقطت الرواية والرحلة ودعتني الضرورة
فحملت إليه رزمة فلما أبصرني من بعيد أنشد:
وكم تجرعت من غيظ ومن حزن * إذا تجدد حزن هون الماضي
وكم غضبت فما باليتم غضبي * حتى رجعت بقلب ساخط راضي
ومن أخباره ما في معجم الأدباء بسنده عن أبي العلاء المعري ان أبا
علي مضى من الشام إلى العراق وصار له جاه عظيم عند الملك عضد
الدولة فناخسرو فوقعت لبعض أهل المعرة حاجة في العراق أحتاج فيها إلى
كتاب من القاضي أبي الحسن سليمان إلى أبي علي، فلما وقف على الكتاب
قال: إني قد نسيت الشام وأهله ولم يعره طرفه. ومن أخباره ما في رياض
العلماء: يحكى أن جماعة وقفوا على باب أبي علي الفارسي فلم يفتح لهم
فقال أحدهم: أيها الشيخ اسمي عثمان، وأنت تعلم أنه لا ينصرف،
فبرز غلامه وقال: إن الشيخ يقول: إن كان نكرة فلينصرف. قال ونقل
الجاربردي في أواخر شرح الشافية أنه حكي ان أبا علي الفارسي دخل على
واحد من المتسمين بالعلم فإذا بين يديه جزء مكتوب فيه: قابل منقوطا
بنقطتين من تحت، فقال له أبو علي: هذا خط من؟ قال: خطي فالتفت
إلى أصحابه كالمغضب، وقال: قد أضعنا خطواتنا في زيارة مثله، وخرج
من ساعته اه‍. ومن أخباره ما في معجم الأدباء في ترجمة محمد بن سعيد
أبي جعفر البصير الموصلي العروضي النحوي أنه كان في النحو ذا قدم ثابتة
اجتمع يوما مع أبي علي الفارسي عند أبي بكر بن شقير فقال لأبي علي في أي
شئ تنظر يا فتى فقال في التصريف فجعل يلقي عليه من المسائل على
مذهب البصريين والكوفيين حتى ضجر فهرب أبو علي منه إلى النوم وقال
إني أريد النوم فقال هربت يا فتى فقال نعم هربت وفي معجم الأدباء أيضا
ذكر أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بشاذ النحوي في كتاب شرح الجمل
للزجاج في باب التصريف منه يحكى عن أبي علي الفارسي إنه حضر يوما
مجلس أبي بكر الخياط فاقبل أصحابه على أبي بكر يكثرون عليه المسائل وهو
يجيبهم ويقيم عليها الدلائل فلما أنفذوا أقبل على أكبرهم سنا وأكبرهم عقلا
وأوسعهم علما عند نفسه فقال له كيف تبني من سفرجل مثل عنكبوت
فأجاب مسرعا سفرروت فحين سمعها قام من مجلسه وصفق بيديه وخرج
وهو يقول سفرروت فاقبل أبو بكر على أصحابه وقال لا بارك الله فيكم ولا
أحسن جزاءكم خجلا مما جرى واستحياء من أبي علي.
أخباره مع عضد الدولة
قال ولما خرج عضد الدولة لقتال ابن عمه عز الدين بختيار بن معز
الدولة دخل عليه أبو علي الفارسي فقال له ما رأيك في صحبتنا فقال له أنا
من رجال الدعاء لا من رجال اللقاء فخار الله للملك في عزيمته وأنجح
قصده في نهضته وجعل العافية زاده والظفر تجاهه والملائكة أنصاره ثم
أنشده:
ودعته حيث لا تودعه * نفسي ولكنها تسير معه
ثم تولى وفي الفؤاد له * ضيق محل وفي الدموع سعة
فقال له عضد الدولة بارك الله فيك فاني واثق بطاعتك وأتيقن صفاء
طويتك وقد أنشدنا بعض أشياخنا بفارس:
قالوا له إذ سار أحبابه * فبدلوه البعد بالقرب
والله ما شطت نوى ظاعن * سار من العين إلى القلب
فدعا له أبو علي وقال أيأذن مولانا في نقل هذين البيتين فاذن
فاستملاهما منه. قال وكان مع عضد الدولة يوما في الميدان بشيراز
فسأله بما ذا ينتصب الاسم المستثنى في نحو قام القوم إلا زيدا فقال أبو علي
ينتصب بتقدير استثني زيدا فقال له عضد الدولة لم قدرت أستثني زيدا
فنصبت هلا قدرت امتنع زيد فرفعت فقال أبو علي هذا الذي ذكرته جواب
ميداني فإذا رجعت قلت لك الجواب الصحيح وفي مرآة الجنان وغيره ثم لما
(٩)

رجع إلى منزله وضع في ذلك كلاما وحمله فاستحسنه قال ياقوت وقد ذكر أبو
علي في كتاب الايضاح انه انتصب بالفعل المتقدم بتقوية إلا أقول
الصواب أنه منصوب بالا لتضمنه معنى استثني ولا يرد علينا إنه هلا ضمن
إلا معنى امتنع أو خرج ورفع لأن العرب تكلمت به منصوبا ولم تتكلم به
مرفوعا فلما تكلمت به منصوبا قلنا إنها ضمنت إلا معنى استثني ونصبته ولو
تكلمت به مرفوعا لقلنا أنها ضمنته معنى خرج أو امتنع أو نحو ذلك أما ان
العرب لما ذا نصبته ولم ترفعه كقولنا لما ذا رفعت الفاعل ونصبت المفعول ولم
تعكس وإذا كان تتبع كلام العرب يقضي بان العمدة مرفوع والفضلة
منصوب فالمستثنى فضلة. قال ياقوت ولما صنف أبو علي كتاب الايضاح
وحمله إلى عضد الدولة استقصره عضد الدولة وقال ما زدت على ما أعرف
شيئا وإنما يصلح هذا للصبيان فمضى أبو علي وصنف التكملة وحملها إليه
فلما وقف عليها عضد الدولة قال غضب الشيخ وجاء بما لا نفهمه نحن ولا
هو اه‍. وفي مرآة الجنان وشذرات الذهب وتاريخ ابن خلكان: قيل إن
السبب في استشهاده في باب كان من كتاب الايضاح ببيت أبي تمام:
من كان مرعى عزمه وهمومه * روض الأماني لم يزل مهزولا
لم يكن ذلك لأن أبا تمام يستشهد بشعره لكن عضد الدولة كان يحب
هذا البيت وينشده كثيرا فلهذا استشهد به في كتابه.
رأيه في الأصمعي
في معجم الأدباء عن تلميذه أبي الفتح عثمان بن جني أن شيخه أبا
علي الفارسي قال كان الأصمعي يتهم في تلك الأخبار التي يرويها فقلت له
كيف هذا وفيه من التورع ما دعاه إلى ترك تفسير القرآن ونحو ذلك فقال
كان يفعل ذلك رياء وعنادا لأبي عبيدة لأنه سبقه إلى عمل كتاب في القرآن
فجنح الأصمعي إلى ذلك اه‍. ونقلنا في أخباره أنه خطا الأصمعي في
بعض آرائه.
كتابه إلى سيف الدولة
ردا على ابن خالويه
في معجم الأدباء قرأت في المسائل الحلبية نسخة كتاب كتبه أبو علي
إلى سيف الدولة جوابا عن كتاب ورد عليه منه يرد فيه على ابن خالويه في
أشياء أبلغها سيف الدولة عن أبي علي نسخته:
قرأ أطال الله بقاء سيدنا سيف الدولة عبد سيدنا الرقعة النافذة من
حضرة سيدنا فوجد كثيرا منها شيئا لم تجر عادة عبده به لا سيما مع صاحب
الرقعة إلا أنه يذكر من ذلك ما يدل على قلة تحفظ هذا الرجل فيما يقوله
وهو قوله ولو بقي عمر نوح ما صلح أن يقرأ على السيرافي مع علمه بان
ابن بهزاذ السيرافي يقرأ عليه الصبيان هذا ما لا خفاء به كيف وهو قد خلط
فيما حكاه عني وإني قلت إن السيرافي قد قرأ علي ولم أقل هذا إنما قلت
تعلم مني أو أخذ عني هو وغيره ممن ينظر اليوم في شئ من هذا
العلم وليس قول القائل تعلم مني مثل قرأ علي لأنه قد يقرأ
عليه من لا يتعلم منه وقد يتعلم منه من لا يقرأ عليه وتعلم ابن بهزاذ
مني في أيام محمد بن السري وبعده لا يخفى على من كان يعرفني
ويعرفه كعلي بن عيسى الوراق ومحمد بن أحمد بن يونس ومن كان يطلب
هذا الشأن من بني الأزرق الكتاب وغيرهم وكذلك كثير من الفرس الذين
كانوا يرونه يغشاني في صف شونيز كعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي
لأنه كان جاري بيت بيت قبل أن يموت الحسن بن جعفر أخوه فينتقل إلى
داره التي ورثها عنه في درب الزعفراني وأما قوله إني قلت إن ابن الخياط
كان لا يعرف شيئا فغلط في الحكاية كيف أستجيز هذا وقد كلمت ابن
الخياط في مجالس كثيرة ولكني قلت إنه لا لقاء له لأنه دخل إلى بغداد بعد
موت محمد بن يزيد وصادف أحمد بن يحيى وقد صم صمما شديدا لا يخرق
الكلام معه سمعه فلم يمكن تعلم النحو منه وإنما كان يعول فيما كان يؤخذ
عنه على ما يمله دون ما كان يقرأ عليه وهذا الأمر لا ينكره أهل هذا
الشأن ومن يعرفهم وأما قوله قد أخطأ البارحة في أكثر ما قاله
فاعتراف بما أن استغفر الله منه كان حسنا. والرقعة طويلة فيها جواب عن
مسائل اخذت عليه كانت النسخة غير مرضية فتركتها إلى أن يقع لي
ما أرتضيه. وأكثر النسخ بالحلبيات لا توجد هذه الرقعة فيها.
كتاب الصاحب بن عباد إلى
أبي علي الفارسي في معنى
استنساخ التذكرة
في اليتيمة في ترجمة محمد بن الحسين الفارسي ابن أخت أبي علي
الفارسي أن أبا علي كان أوفد ابن أخته المذكور على الصاحب فارتضاه
وأكرم مثواه وأصحبه كتابا إلى خاله أبي علي وذكر الكتاب وذكره أيضا
صاحب معجم الأدباء وذكر في آخره زيادة في معنى استنساخ التذكرة.
وهذه الزيادة لم يذكرها صاحب اليتيمة قال في معجم الأدباء كتب الصاحب
إلى أبي علي في الحال المقدم ذكرها يعني حال استنساخ التذكرة كتابي
أطال الله بقاء الشيخ وأدام جمال العلم والأدب بحراسة مهجته وتنفيس
مهلته وأنا سالم ولله حامد وإليه في الصلاة على النبي وآله راغب ولبر الشيخ
أيده الله بكتابه الوارد شاكر. وأما أخونا أبو الحسين قريبه أعزه الله فقد
الزمني باخراجه إلي أعظم منة واتحفني من قربه بعلق مضنة لولا أنه قلل
المقام واختصر الأيام ومن هذا الذي لا يشتاق ذلك المجلس وأنا أحوج من
كل حاضريه إليه وأحق منهم بالمثابرة عليه ولكن الأمور مقدورة وبحسب
المصالح ميسرة غير أنا ننتسب إليه على البعد ونقتبس فوائده عن قرب
وسيشرح هذا الأخ هذه الجملة حق الشرح بإذن الله والشيخ أدام الله عزه
يبرد غليل شوقي إلى مشاهدته بعمارة ما أفتتح من البر بمكاتبته ويقتصر على
الخطاب الوسط دون الخروج في إعطاء الرتب إلى الشطط كما يخاطب
الشيخ المستفاد منه التلميذ الآخذ عنه ويبسط في حاجاته فإنني أظنني أجدر
إخوانه بقضاء مهماته إن شاء الله تعالى. وإلى هنا اشتركت اليتيمة
ومعجم الأدباء وزاد صاحب معجم الأدباء قد اعتمدت على صاحبي أبي
العلاء أيده الله لاستنساخ التذكرة وللشيخ أدام الله عزه رأيه الموفق في
التمكين من الأصل والإذن بعد النسخ في العرض بإذن الله تعالى اه‍.
مشايخه
مر قول ياقوت أنه أخذ النحو عن جماعة من أعيان أهل هذا الشأن
وعد منهم ١ أبو إسحاق الزجاج ٢ أبو بكر بن السراج ٣ أبو بكر مبرمان ٤ أبو بكر
الخياط وفي لسان الميزان أخذ عن ٥ أبي بكر بن
مجاهد اه‍. ولعله أحد المذكورين وفي تاريخ بغداد سمع ٦ علي بن
الحسين بن معدان صاحب إسحاق بن راهويه وكان عنده عنه جزء واحد
(١٠)

اه‍. وفي ميزان الاعتدال عنده جزء سمعه من علي بن الحسين بن معدان
الفارسي عن إسحاق بن راهويه اه‍.
وفي معجم الأدباء قرأت بخط أبي الفتح عثمان بن جني الذي لا
أرتاب به قال سألته يعني أبا علي فقلت أقرأت أنت على أبي بكر فقال
نعم قرأت عليه وقرأ أبو بكر على أبي سعيد السكري قال وكان أبا بكر قد
كتب من كتب أبي سعيد كثيرا وكتب أبي زيد قال وذاكرته بكتب أبي بكر
وقلت لو عاش لظهر من جهته علم كثير وكلاما هذا نحوه فقال نعم إلا أنه
كان يطول كتبه وضرب لذلك مثلا قد ذهب عني أظنه بارك الله لأبي يحيى
في كتبه أو شيئا نحو ذلك قال وفارقت أبا بكر قبل وفاته وهو يشغل بالعلة
التي توفي فيها وراجعت البلد فارس ثم عدت وتوفي اه‍. ولا يعلم أن أبا
بكر هذا من هو لأنه مر في مشايخه إنه أخذ عن ثلاثة كلهم يكنى أبا بكر
ولعل المراد به السراج فإنه أعرفهم وأشهرهم والله أعلم.
تلاميذه
مر قول ياقوت برع له غلمان حذاق فمن تلاميذه ١ عثمان بن
جني ٢ علي بن عيسى الربعي الشيرازي، قال الشريف الرضي في
حقائق التأويل وهو ممن لزم أبا علي السنين الطويلة واستكثر منه ٣
الصاحب بن عباد أجازه بالرواية عنه وعن مشايخه كما مر في أخباره، وفي
تاريخ بغداد حدثنا عنه ٤ الأزهري ٥ والجوهري ٦ وأبو الحسن
محمد بن عبد الواحد ٧ وعلي بن محمد بن الحسن المالكي ٨
والقاضي أبو القاسم التنوخي اه‍ ٩ ابن أخته أبو الحسين محمد بن
الحسين الفارسي صرح بتتلمذه له الثعالبي في اليتيمة حيث قال في ترجمة أبي
الحسين المذكور وهو الإمام اليوم في النحو بعد خاله أبي علي الحسن بن أحمد
الفارسي ومنه أخذ وعليه درس حتى استغرق علمه واستحق مكانه اه‍.
وهو الذي أرسله أبو علي إلى الصاحب بن عباد وكتب معه الصاحب إلى أبي
علي كما مر ١٠ عضد الدولة بن بويه فقد مر أنه كان يقول أنا في النحو
من غلمان أبي علي الفارسي ولأجله صنف الايضاح والتكملة ١١ أبو
إسحاق إبراهيم بن علي الفارسي اللغوي النحوي ١٢ أبو القاسم
علي بن عبد الله الدقاق ١٣ أبو محمد عبيد الله بن أحمد الفزاري
النحوي قاضي القضاة بشيراز ١٤ الحسين بن محمد الخالع ١٥ عبد
الباقي بن محمد بن الحسن بن عبد الله النحوي وهؤلاء الخمسة الأخيرة
ذكرهم صاحب الروضات من تلاميذه.
وقال صاحب الرياض: بالبال أنه قرأ عليه السيد الرضي في النحو
في أوائل حال السيد الرضي وأواخر حال أبي علي ولا بعد في ذلك لأن ولادة
السيد الرضي قبل وفاة أبي علي بثماني عشرة سنة وقد مدحه السيد الرضي
في تفسيره الموسوم بحقائق التنزيل وتعصب له بل لعل أبا علي أستاذ السيد
المرتضى أيضا اه‍. أقول لم نجد أحدا ذكر أبا علي في مشايخ الشريف
الرضي فضلا عن المرتضى والذي كان من مشايخه هو أبو الفتح عثمان بن
جني وهو الذي مدحه في تفسيره وتعصب له وقد ذكر أبا علي في تفسيره
المذكور ولم يقل إنه شيخه ولو قرأ عليه لقال إنه شيخه كما قال عن ابن جني.
مؤلفاته
أكثرهم استيفاء لها صاحب معجم الأدباء، أما غيره كابن النديم
وابن خلكان وصاحب البغية وغيرهم فإنهم اقتصروا على البعض دون
البعض، وقد يذكرون ما ليس في المعجم وهي: ١ الحجة في علل
القراءات أي الاحتجاج للقراء السبعة. ٢ التذكرة في النحو وهو كبير في
مجلدات ولخصه أبو الفتح عثمان بن جني ٣ أبيات الأعراب والعرب.
٤ الايضاح الشعري وفي فهرست ابن النديم شرح أبيات الايضاح.
٥ الايضاح النحوي في الرياض ألفه بأمر عضد الدولة بن بويه ولذلك
يعرف بالايضاح العضدي وفي كشف الظنون يشتمل الايضاح على ١٩٦
بابا منها ١٦٦ نحو والباقي صرف وقد اعتنى جمع من النحاة بشرحه فشرحه
السيد عبد القاهر الجرجاني بشرحين مطول ومختصر وشرحه ابن الحاجب
وابن البنا وابن الباذش وابن الأنباري وابن الدهان وأبو البقاء العكبري وعلي
ابن عيسى الربعي والشريشي وابن هشام الخضراوي والمالقي وغيرهم وبلغت
شروحه التي عدها ٢٤ شرحا. ٦ مختصر عوامل الأعراب وهي مائة عامل
٧ المسائل الحلبية وسماه في كشف الظنون الحلبيات في النحو. ٨ المسائل
البغدادية في النحو. ٩ المسائل العسكرية. ١٠ المسائل الكرمانية.
١١ المسائل الشيرازية في النحو وسماها صاحب كشف الظنون
الشيرازيات ١٢ المسائل القصرية أو القيصرية. ١٣ المسائل
البصرية ١٤ المسائل المجلسية ذكرها ابن خلكان وفي الرياض كتاب
المجلسيات ١٥ المسائل الدمشقية ١٦ المسائل الأهوازية في الرياض
نسبه إليه ابن سيدة ١٧ المسائل المنثورة. ١٨ المسائل المشكلة.
١٩ المسائل المصلحة يرويها عن الزجاج وتعرف بالأغفال هكذا قال ابن
النديم وقال ياقوت كتاب الأغفال وهو مسائل أصلحها على الزجاج وقال
غيره كتاب الأغفال فيما أغفله الزجاج من المعاني ٢٠ المسائل المصلحة
من كتاب ابن السراج. ذكر المعري في رسالة الغفران أن أبا علي الفارسي
كان يذكر أن أبا بكر بن السراج عمل من الموجز النصف الأول لرجل بزاز
ثم تقدم إلى أبي علي الفارسي باتمامه وهذا لا يقال إنه من إنشاء أبي علي لأن
الموضوع في الموجز هو منقول من كلام ابن السراج في الأصول وفي الجمل
فكان أبا علي جاء به على سبيل النسخ لا انه ابتدع شيئا من عنده ٢١
المقصور والممدود وشرحه ابن جني ٢٢ نقض الهاذور ٢٣ الترجمة
٢٤ أبيات المعاني ٢٥ التتبع لكلام أبي علي الجبائي في التفسير نحو
مائة ورقة ٢٦ تفسير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى
الصلاة... ٢٧ التكملة في التصريف هكذا في بغية الوعاة ومقتضى ما
ذكر في سبب تأليفه انه تكملة للايضاح فهو في النحو وصرح في الرياض
بأنه في النحو ٢٨ تعليقة على كتاب سيبويه ٢٩ صدر في المعتلات
هلك في جملة ما فقده وأصيب به من كتبه كما يأتي ٣٠ كتاب الشعر في
الرياض نسبه إليه ابن سيدة اللغوي في أول كتاب المحكم في اللغة.
وقد نسب إليه صاحب الذريعة كتابا بعنوان تفسير أبي علي الفارسي
واستشهد لذلك بعد السيوطي وصاحب كشف الظنون له من المصنفين في
التفسير وبنقل الشيخ الطوسي عنه في تفسيره التبيان وأقول ذكر صاحب
كشف الظنون عند الكلام على التفسير جماعة من المفسرين الأقدمين ثم
قال: ثم انتصبت طبقة بعدهم إلى تصنيف تفاسير مشحونة بالفوائد محذوفة
الأسانيد مثل أبي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي اه‍. ولكن لم يذكر
أحد أن له كتابا في تفسير القرآن ولو كان لذكره كل من ترجمه لأنه أحق
بالذكر من كل كتاب أما عده من المصنفين في التفسير فلعله لأن له كتبا
تئول إلى التفسير كالحجة في علل القراءات والتتبع الكلام الجبائي في التفسير
(١١)

وتفسير آية إذا قمتم وهذا لا يصحح أن له كتاب تفسير مغايرا لهذه الكتب
وأما نقل الشيخ عنه في التبيان فلعله في مسائل النحو والاعراب أو من هذه
الكتب والله أعلم.
إحتراق قسم من كتبه
وحزنه لذلك
في معجم الأدباء قال عثمان بن جني إن وجدت فسحة وأمكن الوقت
عملت بإذن الله كتابا أذكر فيه جميع المعتلات في كلام العرب وأميز ذوات
الهمزة من ذوات الواو والياء وأعطي كل جزء منهما حظه من القول مستقصى
إن شاء الله تعالى وذكر شيخنا أبو علي ان بعض إخوانه سأله بفارس إملاء
شئ من ذلك فأملى عليه صدرا كثيرا وتقصي القول فيه وإنه هلك في جملة
ما فقده وأصيب به من كتبه. وحدثني أيضا أنه وقع حريق بمدينة السلام
فذهب به جميع علم البصريين قال وكنت قد كتبت ذلك كله بخطي وقرأته
على أصحابنا فلم أجد من الصندوق الذي احترق شيئا البتة إلا نصف
كتاب الطلاق. عن محمد بن الحسن: وسألته عن سلوته وعزائه فنظر إلي
معجبا ثم قال بقيت شهرين لا أكلم أحدا حزنا وهما وانحدرت إلى البصرة
لغلبة الفكر علي وأقمت مدة ذاهلا متحيرا اه‍.
ما قيل في مدح
كتاب الايضاح
في معجم الأدباء: قرأت في معجم الشعراء للسلفي أنشدني أبو
جعفر محمد بن محمد بن كوثر المحاربي الغرناطي بديار مضر قال أنشدني أبو
الحسن علي بن أحمد بن خلف النحوي لنفسه بالأندلس في كتاب الايضاح
لأبي علي الفارسي النحوي:
أضع الكرى لتحفظ الايضاح * وصل الغدو لفهمه برواح
هو بغية المتعلمين ومن بغى * حمل الكتاب يلجه بالمفتاح
لأبي علي في الكتاب إمامة * شهد الرواة لها بفوز قداح
يفضي إلى أسراره بنوافذ من * علمه بهرت قوى الامداح
فيخاطب المتعلمين بلفظه * ويحل مشكله بومضة واحي
مضت العصور وكل نحو ظلمة * وأتى فكان النحو ضوء صباح
أوصي ذوي الأعراب أن يتذكروا * بحروفه في الصحف والألواح
فإذا هم سمعوا النصيحة أنجحوا * إن النصيحة غبها لنجاح
شعره
في معجم الأدباء حدثني علم الدين أبو محمد القاسم بن أحمد
الأندلسي أيده الله تعالى قال وجدت في مسائل نحوية تنسب إلى ابن جني
قال لم أسمع لأبي علي شعرا قط إلى أن دخل إليه في بعض الأيام رجل من
الشعراء فجرى ذكر الشعر فقال أبو علي إني لأغبطكم على قول هذا الشعر
فان خاطري لا يواتيني على قوله مع تحققي للعلوم التي هي من موارده فقال
له ذلك الرجل فما قلت قط شيئا منه البتة فقال ما أعهد لي شعرا إلا ثلاثة
ابيات قلتها في الشيب وهي قولي:
خضبت الشيب لما كان عيبا * وخضب الشيب أولى ان يعابا
ولم أخضب مخافة هجر خل * ولا عيبا خشيت ولا عتابا
ولكن المشيب بدا ذميما * فصيرت الخضاب له عقابا
فاستحسناها وكتبناها عنه اه‍.
وفي مرآة الجنان لم أذكرها أنا في هذا الكتاب لأنه أبدي في الشيب
عيبا وذما وهو في الشرع نور ووقار كما ورد في حديث النبي ص في قصة
إبراهيم عليهما أفضل الصلاة والتسليم اه‍. وهذا تورع بارد فإذا مدح
الشيب في السنة النبوية بأنه نور ووقار تسلية لصاحبه لا يمنع على الشاعر أن
يعيبه من جهة أخرى وهو يراه نورا ووقارا ولا يوجب التورع عن ذكر أبيات
في عيبه وذكر ابن خلكان أنه رأى نفسه وهو بالقاهرة خرج إلى قليوب ودخل
إلى مشهد وفيه ثلاثة أشخاص فسألهم لمن هذا المشهد فقال له أحدهم أن
الشيخ أبا علي الفارسي جاور فيه عدة سنين وله مع فضائله شعر حسن
فقلت ما وقفت له على شعر فقال أنا أنشدك من شعره وأنشد ثلاثة أبيات
واستيقظت وقد علق بخاطري منها بيت واحد وهو:
الناس في الخير لا يرضون عن أحد * فكيف ظنك يسمو الشر لو ساموا
اه‍. وشعر أبي علي في اليقظة كما سمعت فكيف بشعر ينسب إليه في
المنام وكان العدوي سرت إلى شعر الرضي في رثائه وشعر من قرض
إيضاحه.
رثاؤه
قال الشريف الرضي يرثيه كما في ديوانه من أرجوزة:
أبا علي للألد إن سطا * وللخصوم إن أطالوا اللغطا
تصيب عمدا إن أصابوا غلطا * ولمع تكشف عنهن الغطا
كشفك عن بيض العذارى الغطا * ومصعب للقول صعب الممتطى
عسفت حتى عاد مجزول المطا * وسائرات بالخطأ لا بالخطأ
شوارد عنك قطعن الربطا * كما رأيت الخيل تعدو المرطى
ألبست فيها كل أذن قرطا * قد وردت أفهامنا ورد القطا
ومشكلات ما نشطن منشطا * ميز من ديجورها ما اختلطا
ضل المجارون وما تورطا * ملوا مجارات فنيق قد مطا
قرم يهد الأرض إن تخمطا * تطرفوا الفج الذي توسطا
لا جذعا أودى ولا معتبطا * كانوا العقابيل وكنت الفرطا
عند السراع يعرف القوم البطا * أرضى زمان بك ثم أسخطا
ما أطلب الأيام منا شططا
ما قاله الدكتور شلبي
ألف الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي كتابا عن أبي علي الفارسي
كان رسالته للدكتوراه، أجاد فيه وأتقن، وقد تعرض لتشيع المترجم بعد
أن ذكر اعتزاله، مفرقا في ذلك بين تشيعه واعتزاله. وهذا أمر وقع فيه
القدماء والمحدثون، والحقيقة أن المعتزلة وافقوا الشيعة أو الشيعة وافقوا
المعتزلة في بعض الآراء، وكانت هذه الآراء تبدو في مؤلفات الشيعة
فينسبهم من يتحدث عنهم إلى الاعتزال، وشتان في الأسس بين الاعتزال،
والتشيع، وعلى ذلك فحين يؤكد الدكتور شلبي تشيع المترجم فإنه لا حاجة
له إلى البرهنة على اعتزاله لأن الشيعي يقول حتما بتلك الآراء التي يتفق بها
الشيعة مع المعتزلة.
على أن الدكتور شلبي تبسط في الأمر تبسطا نقل فيه كلاما للدكتور
(١٢)

حسن إبراهيم حسن قال فيه في جملة ما قال. وقد أقامت الشيعة قواعدها
الرئيسية على نظريات وعقائد المعتزلة.
ونحن هنا نريد أن نذكر الدكتورين معا الكاتب والناقل بان التشيع
أسبق من الاعتزال، وأن قواعده الرئيسية كانت قائمة قبل أن ينشأ
الاعتزال.
ثم يقول الدكتور شلبي: وحديثي عن هذه العلاقة بين التشيع
والاعتزال ليس معناه أن كل معتزلي شيعي. ولأجل أن يتم كلامه يجب
أن يضيف: أن كل شيعي هو موافق للمعتزلة بهذه الآراء، وبذلك
يستغني عن ذكر ما ذكره بعد ذلك وهو يتحدث عن الصاحب بن عباد حين
قال: ويؤكد ذلك أن الصاحب بن عباد يظهر الاعتزال في رسائله إلى
أن يقول: والصاحب من غلاة الشيعة إلى جانب ذلك الاعتزال.
على أن الصاحب ليس من الغلاة، والمقصود باظهاره الاعتزال هي
قوله بالعدل والتوحيد كما قال فيه الخوارزمي:
ومن نصر التوحيد والعدل فعله * وأيقظ نوام المعالي شمائله
وكل شيعي يقول بالعدل والتوحيد.
وقد أحسن الدكتور الشلبي فيما أورده من الأدلة على تشيع أبي علي
الفارسي، فقد عد منها
: ١ شيوع التشيع في بلدة فسا مولد أبي علي.
٢ انعقاد الصلات بين أبي علي وتلاميذه من بعده وشيعيين، وهذه
الصلات دليل على ما كان عنده من التشيع.
٣ نصوص من كتب أبي علي ومنها ما ورد في كتاب الايضاح مما
حمل عبد القاهر الجرجاني مؤلف المقصد في شرح الايضاح على تقرير
شيعية أبي علي.
وقال الدكتور: وكذلك حرص المترجم في كتبه على الدعاء لعلي
بلفظ ع والدعاء له بالسلام من شان الشيعة توقيرا منهم
لشخصه. وزاد الدكتور على ذلك قوله: وارتفاعا به إلى درجة الأنبياء
المرسلين.
وحبذا لو أعفى الدكتور قلمه من هذه الجملة الأخيرة فالشيعة لا
يرفعون عليا إلى درجة الأنبياء المرسلين. وأورد الدكتور نصوصا أخرى
تؤيد قوله. ثم ناقش بعد ذلك محققي كتاب سر الاعراب الذين
أنكروا تشيعه مناقشة موفقة
. ٩: السيد حسن ابن السيد أحمد العلواني الموسوي البعلبكي من آل المرتضى
نقيب أشراف بعلبك.
ولي النقابة بعد عمه السيد إبراهيم بن أبي الحسن بتقرير قاضي
الولاية في دمشق وعرضه وأتى التقرير من طرف نقيب نقباء الممالك
العثمانية السيد محمد زين العابدين بالصك سنة ١١٣٧.
١٠: قوام الدين أبو محمد الحسن بن أحمد بن الفرج بن راشد الدارقزي
الوراق
. روى باسناده عن الامام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع
أنه قال لسفيان بن سعيد الثوري يا سفيان خصلتان من لزمهما دخل
الجنة قال وما هما يا ابن رسول الله قال احتمال ما تكره إذا أحبه الله تعالى
وترك ما تحب إذا كرهه الله تعالى فاعمل بهما وأنا شريكك. هكذا في مسودة
الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ولا يبعد أن يكون من مجمع الآداب.
١١: أبو محمد الحسن بن أبي الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد بن علي بن
عبد الله رأس المذري بن جعفر الثاني بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن
الحنفية النقيب المحمدي.
كان حيا سنة ٤٢٥
هكذا ذكر نسبه في عمدة الطالب وما يأتي عن النجاشي اختصار
ونسبة إلى الجد فمحمد بن الحنفية ليس له ولد اسمه القاسم له نسب
متصل والنسب المتصل من محمد من رجلين علي وجعفر كما في عمدة
الطالب.
والمحمدي نسبة إلى محمد بن الحنفية لأنه من ذريته كما يظهر من
نسبه وفي الرياض لعل أسامي بعض أجداده حذف اختصارا اه‍. ويوجد
في بعض المواضع المجدي بدل المحمدي كما مر في الكنى وهو تصحيف.
أقوال العلماء فيه
في عمدة الطالب هو السيد الجليل النقيب المحمدي كان يخلف
السيد المرتضى على النقابة ببغداد له عقب يعرفون ببني النقيب المحمدي
كانوا أهل جلالة وعلم ورواية ثم انقرضوا اه‍. وقال النجاشي الحسن بن
أحمد بن القاسم بن محمد بن علي بن أبي طالب ع الشريف النقيب
أبو محمد سيد في هذه الطائفة غير اني رأيت بعض أصحابنا يغمز عليه في
بعض رواياته له كتب منها خصائص أمير المؤمنين ع من القرآن
وكتاب في فضل العتق وكتاب في طرق الحديث المروي في الصحابي قرأت
عليه فوائد كثيرة وقرئ عليه وأنا أسمع ومات اه‍. وقال النجاشي أيضا
في ترجمة علي بن أحمد أبو القاسم الكوفي: ذكر الشريف أبو محمد
المحمدي أنه رآه اه‍ وفي التعليقة: الظاهر جلالته والغمز عليه في بعض
رواياته غير ظاهر في الغمز عليه في نفسه نعم هذا عند القدماء لعله من
أسباب الضعف كما أشرنا إليه وإلى حاله في الفائدة الثانية اه‍ ولعل المراد
بذلك البعض من رواياته الذي غمز عليه فيه أمثال روايته عن يحيى بن أكثم
والمأمون وأمثالهما مما يأتي عند ذكر مشايخه وفي رجال بحر العلوم في ترجمة
النجاشي: ولقي من الشيوخ الأعاظم وذكر المترجم ثم قال ولم أجد في
الكتاب يعني كتاب النجاشي نقلا عنه إلا في أبي القاسم علي بن أحمد
الكوفي فإنه قال وذكر الشريف أبو محمد المحمدي أنه رآه ولعله لما قال من
غمز بعض الأصحاب عليه في بعض رواياته اه‍ وفي رجال بحر العلوم
أيضا هذا الشريف قد روى عنه الشيخ في مواضع من الفهرست وقدمه في
الذكر على المفيد والتلعكبري وقرنه بالرحمة رحمة الله عليه اه‍ وذكره ابن
النجار شيخ السيد ابن طاووس في ذيل تاريخ الخطيب البغدادي كما حكاه
في الرياض عن كتاب أمان الأخطار للسيد ابن طاووس. وذكره صاحب
رياض العلماء في بأبي الأسماء والكنى فقال كان من أجلة مشايخ الشيخ
الطوسي والنجاشي بل والشيخ المفيد ولا بعد في أن يكون شيخ الأستاذ
أعني المفيد وشيخ التلميذ أعني الشيخ الطوسي ويعرف بالشريف أبي محمد
المحمدي ويعبر عنه المفيد بتعبيرات مختلفة فلذلك يظن المغايرة والتعدد
(١٣)

فيعبر عنه تارة بالشريف أبي محمد العلوي وأخرى بالشريف أبي محمد
المحمدي وغير ذلك وفي كتب الرجال وغيرها من مواضع عديدة وقع اسمه
الحسن مكبرا وفي بعض المواضع الحسين مصغرا أقول هو الحسن مكبرا
والحسين من تصحيف النساخ وقد يوجد في بعض مواضع من كتاب غيبة
الشيخ الطوسي بلفظ أبو محمد المجدي أقول هو أيضا تصحيف كما مر
هنا وفي الكنى قال ولا يبعد عندي وفي موضع: والظاهر عندي اتحاده
مع الشريف الزكي أبو محمد الحسيني الذي هو من أجلة مشايخ المفيد
ويروي عنه المفيد كثيرا في الارشاد ثم ذكر حكاية ابن طاووس عنه المتقدمة
في ج ٨ ص ١٨٨ ولكن يبعد ذلك بل ينفيه ان هذا محمدي من نسل
محمد بن الحنفية وذاك حسيني من نسل الحسين السبط إلا أن يكون الحسيني
محرفا عن الحسن والله أعلم وعن جامع الرواة أنه كثيرا ما يأتي في طريق
الشيخ بعنوان أبي محمد المحمدي وأبي محمد الحسن بن القاسم والشريف
أبي محمد المحمدي وفي مشيخة التهذيب في طريق الفضل بن شاذان قال
أخبرني الشريف أبو محمد الحسن بن أحمد بن القاسم العلوي المحمدي
اه‍.
مشايخه
في رياض العلماء من الأسماء: يروي عن ١ أبي عبد الله محمد بن
أحمد الصفواني عن علي بن إبراهيم كما يظهر من آخر الاستبصار للشيخ
الطوسي قال ويظهر من سند دعاء الجوشن الصغير من كنوز النجاح
للطبرسي أنه يروي عن جماعة منهم ٢ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن
عياش الجوهري ٣ الشيخ المعدل أبو بكر أحمد بن عبد العزيز العكبري
٤ عبد الغفار بن عبد الله الحسيني الواسطي ٥ الشيخ أبو محمد
هارون بن موسى التلعكبري ٦ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني ٧ الشيخ أبو غالب الزراري ٨ القاضي أبو محمد الحسن بن
عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ٩ أبو عبد الله الغالبي ١٠ بكر بن
أحمد بن مخلد حكى روايته عن الثلاثة الأخيرة صاحب الرياض في الأسماء
عن السيد ابن طاووس في أمان الأخطار عن شيخه ابن النجار في تذييل
تاريخ الخطيب البغدادي في ترجمة الحسن بن أحمد المحمدي أبي محمد
العلوي وهو المترجم بنفسه أنه حدث عن هؤلاء الثلاثة. قال أنبأ القاضي
أبو الفتح أحمد بن محمد بن بختيار الواسطي قال كتبت إلى أبي جعفر
محمد بن الحسن بن محمد الهمداني: أخبرني السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن
زيد الحسيني القصي بقراءتي عليه بجرجان حدثنا الشريف أبو
محمد الحسن بن أحمد العلوي المحمدي ببغداد في شهر رمضان من سنة
٤٢٥ حدثني القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خالد خلاد
وبكر بن أحمد بن مخلد وأبو عبد الله الغالبي قالوا حدثنا محمد بن هارون
المنصوري العباسي حدثنا أحمد بن شاكر حدثنا يحيى بن أكثم القاضي
حدثنا المأمون يعني الخليفة العباسي الخ ١١ أبو الحسين بن السكين المعروف
بابن تمام على ما صرح به الشيخ في ترجمة أبي الحسين محمد المذكور في
فهرسته وغير ذلك كما في الرياض ١٢ أبو سهل محمود بن عمر بن
جعفر بن إسحاق بن محمود العكبري كما يأتي عند ذكر تلاميذه ١٣
موسى بن عبد الله الحسيني في الرياض عن مسند فاطمة لأبي جعفر محمد بن
جرير الطبري: قال الشريف أبو محمد وحدثنا موسى بن عبد الله الحسيني
وفي الرياض أنه يروي أيضا ١٤ عن أبي الحسن علي بن هبة الله عن
الصدوق ١٥ وعن أبي الحسن أحمد بن الفرج بن منصور وهو يروي عن
علي بن أبي الحسن الحسين بن موسى بن بابويه ١٦ وعن أبي محمد
عبد الله بن محمد وهو عن سلمة بن محمد بالواسطة ١٧ وعن القاضي
أبي الفرج المعافي بن زكريا بن يحيى بن حميد حماد الحريري عن أبي بكر
محمد بن أحمد بن أبي الثلج ١٨ ويروي عن أبي عبد الله الحسين بن
عبد الله الحرمي عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري
١٩ ويروي عن أبي طالب محمد بن عيسى القطان فلاحظ إذ
لعله من كتابه ٢٠ ويروي عن أبي الحسن علي بن هشام عن الصدوق
ولعل هشام تصحيف هبة الله السابق فلاحظ وفي موضع آخر الحسن بن
علي بن هبة الله عن الصدوق وهو تصحيف أبي الحسن علي وفي موضع آخر عن
أبي الحسن علي بن عبد الله عن الصدوق فتأمل وفي موضع آخر عن أبي
الحسن علي بن عبد الله عن أبي محمد بن الحسين بن موسى عن أخيه عن سعد
ابن عبد الله قدس سره وفي موضع علي بن هبة الله الموصلي عن الصدوق
فتأمل ٢١ ويروي أيضا عن أبي علي محمد بن زيد القمي عن أبي منير أو
فير ٢٢ ويروي عن أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم بن عيسى
المعروف بابن الخياط القمي عن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عياش
٢٣ ويروي عن أبي القاسم عبد الباقي بن يزداد بن عبد الله البزاز عن
أبي محمد عبد الله بن محمد الثعالبي قراءة في يوم الجمعة غرة رجب سنة
٣٧٠ عن أبي علي أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله
٢٤ ويروي أيضا عن محمد بن عبد الله عن الكليني فتأمل ٢٥
ويروي أيضا عن محمد بن علي بن الفضل ٢٦ وقال في موضع وهذا
الخبر من أصل بخط شيخنا أبي عبد الله الحسين بن الغضائري قال حدثني
أبو الحسن علي بن عبد الله القاشاني الخ اه‍ ما نقلناه من الرياض.
تلاميذه
١ المفيد ٢ الشيخ الطوسي ٣ النجاشي فقد عرفت أنهم
يروون عنه ٤ الحسين بن الحسن بن زيد الحسيني القمي ففي الرياض
عن ابن طاووس في كتاب أمان الأخطار عن شيخه ابن النجار في ذيل
تاريخ بغداد في ترجمة صاحب الترجمة إنه قال: روى عنه أبو عبد الله
الحسين بن الحسن بن زيد الحسيني القمي اه‍. ٥ أبو جعفر محمد بن
جرير الطبري الإمامي ففي الرياض في الكنى ما لفظه: وفي كتاب مسند
فاطمة ويقال مناقب فاطمة أيضا لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري أخبرني
الشريف أبو محمد الحسن بن محمد العلوي المحمدي النقيب حدثنا أبو سهل
محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود العكبري اه‍. وهنا قد نسب
إلى جده محمد قال ويروي صاحب مسند فاطمة المذكور أيضا عن أبي
الحسن الحسين محمد بن هارون التلعكبري.
١٢: السيد حسن ابن السيد أحمد الكاشاني نزيل المشهد الرضوي توفي سنة
١٣٤٢ بالمشهد الرضوي.
عالم فاضل يروي بالإجازة عن مشايخه الملا علي ابن الميرزا خليل
الطهراني النجفي والسيد حسين الكوهكمري المعروف بالسيد حسين الترك
والشيخ محمد حسين الكاظمي والملا محمد المعروف بالفاضل الإيرواني والملا
لطف الله الأسكي والميرزا حبيب الله الرشتي ويروي عنه إجازة تلميذه
السيد يحيى ابن السيد محمد بن الحسن الهندي نزيل المشهد الرضوي بتاريخ
١٣٣٧.
(١٤)

١٣: الحسن بن أحمد المالكي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع وفي
التعليقة قيل إنه الحسن بن مالك الأشعري القمي الثقة الذي هو من رجال
الهادي ع ويأتي بعنوان الحسين مصغرا.
١٤: الشيخ عز الدين حسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن فضل
الماروني العاملي.
كان حيا سنة ٨٣١
الماروني نسبة إلى مارون الرأس من قرى جبل عامل وعلى مقربة
منها قرية خراب تسمى مارون الركبة.
هو من علماء جبل عامل البقعة الطيبة التي أنبتت مجموعة وافرة من
رجال العلم والفضل لكنه ممن طوت ذكره الأيام وبقي مجهولا في زوايا
الاهمال والنسيان ككثيرين غيره. وفات صاحب أمل الآمل ذكره كما فاته
ذكر جم غفير سواه، ولولا أن صاحب الرياض عثر على إجازة له وذكره في
كتابه لما علم أنه في الوجود، ولكنه لم يعلم أنه عاملي. ولولا ما وجد بخطه
لم نعلم نحن أيضا أنه عاملي. لكن من مجموع ما وجد بخطه وما ذكره
صاحب الرياض في حقه علم أنه من العلماء وأنه من علماء جبل عامل وأنه
من تلاميذ أحمد بن فهد الحلي كما يأتي.
قال صاحب رياض العلماء في حقه: الشيخ عز الدين حسن بن
أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان بن فضل الفقيه الجليل الفاضل العالم
الكامل العامل العابد المعروف بابن الفضل وتارة بابن سليمان ووالده أو
جده يعرف بذلك وكأنه متأخر الطبقة عن ابن فهد الحلي وقد رأيت حكاية
إجازة منه لبعض تلامذته ولم أعلم اسمه ولعله ابن يونس. أجازني الشيخ
الفاضل الكامل العالم العامل العابد الشيخ عز الدين حسن بن أحمد بن
محمد بن أحمد بن سليمان بن فضل أدام الله أيامه ورفع في الدارين مقامه
بمحمد وآله أن أنقل عنه جميع فتاوى مصنفات الشيخ نجم الدين أبو
القاسم رحمه الله وجميع فتاوى مصنفات الشيخ الأجل جمال الدين بن المطهر
الحلي قدس الله روحه وفتاوى الشيخ الأجل أحمد بن فهد في المقتصر والموجز
وجميع فتاوى مصنفات الشيخ الكبير والعالم الخطير الشهيد السعيد الشيخ
شمس الدين محمد بن مكي رحمة الله عليه وأجازني أن أنقل عنه قراءة
العشرة وأجازني أن أنقل عنه جميع فتاوى فخر الدين وعميد الدين وكذا كل
حاشيته تنسب إلى ابن النجار وهي صحيحة وكذا ما يوجد بخط الشهيد
رحمه الله وكذا أن أنقل عنه فتاوى تنقيح الرائع شرح مختصر الشرائع شرح
المقداد رحمه الله وكذا فتاوى كفاية الشيخ زين الدين على التويسيني اه‍ ثم
قال صاحب الرياض وأقول قد نقل عنه تلميذه المذكور بعض الفتاوى أيضا
من ذلك ما نقله بقوله: يجوز في إحدى الركعتين الأخيرتين أن يسبح وفي
الأخرى أن يقرأ الفاتحة ويجوز في سجدتي السهو أن يقول في إحديهما بسم
الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد وفي الأخرى بسم الله وبالله
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ويجوز مطلق التسبيح فيهما كما في
سجود الصلاة وكذا يجوز أن يقول الإنسان، في القنوت وسلام على
المرسلين وكذا يجوز في الصلاة كل لحن لا يغير المعنى في التسبيح والتشهد
الأخير والسلام اه‍. وعلم بذلك أنهم مشايخه وإجازة نقل الفتاوى
والخطوط والحواشي اهتمام بأمر الرواية وقد وجد بخطه كتاب المقتصر لابن
فهد كتبه لنفسه وفرع من كتابته سنة ٨١٦ وكان فراع ابن فهد من تأليفه
سنة ٨٠٦ وتوقيعه هو في آخره هكذا: الحسن بن أحمد بن محمد بن فضل
الماروني العاملي ووجد بخطه كتاب بغية الراغبين فيما اشتملت عليه مسالة
الكثرة في سهو المصلين لم يذكر فيه اسم مؤلفه واستظهر صاحب الذريعة
انه لأحمد بن فهد الحلي المتوفى سنة ٨٤١ فقد وجدت منه نسخة بخط
الشيخ زين الدين علي بن فضل الله بن هيكل الحلي الذي هو تلميذ ابن
فهد ونسخة أخرى فرع منها المؤلف في ١٥ ذي الحجة سنة ٨١٨ وهي
بخط الحسن بن أحمد بن محمد بن فضل الذي لا ينبغي الريب في أنه هو
المترجم فرع من نسخها يوم الخميس ١٠ شهر رمضان المبارك سنة ٨٣١
ومن ذلك علم أنه تلميذ ابن فهد فكتب مؤلفات شيخه لنفسه وصاحب
الرياض لما لم يطلع على ما في نسخة المقتصر من وصفه بالماروني العاملي
واطلع على الإجازة وحدها التي ليس فيها ذلك الوصف لم يصفه بذلك اما
صاحب الأمل فكانت اطلاعاته محدودة فلذلك فات ذكره كما فاته ذكر غيره
ممن تجدهم في مطاوي هذا الكتاب.
١٥: أبو محمد الحسن بن أبي عبد الله أحمد نقيب قم بن محمد الأعرج بن أحمد بن
موسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد ع.
في الشجرة الطيبة: كان رجلا متأدبا فاضلا وفي سنة ٣٧٢ عينوه في
الوظيفة أي النقابة.
١٦: الحسن الكوكبي بن أحمد الرخ بن محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط بن
عبد الله الباهر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويوجد في بعض
المواضع الحسين بدل الحسن والظاهر أنه تصحيف. قتل سنة ٢٥٥
اختلاف كلماتهم في نسبه
ما ذكرناه في نسبه هو الذي يفهم من عمدة الطالب. وفي مروج
الذهب أنه الحسن بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب قال وهو من ولد الأرقط قال وقيل إن الكواكبي الحسن بن
أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب اه‍. والثاني مطابق لما في عمدة الطالب أما الأول فيمكن
أن تكون النسبة وقعت فيه إلى الجد وهي متعارفة وصاحب العمدة أدرى
بهذا الشأن فكلامه أقرب إلى الصواب. وفي تاريخ الطبري اسم الكوكبي
الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الأرقط بن محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب اه‍. هكذا في النسخة المطبوعة وفيه
خلل ظاهر إما منه أو من الناسخ أو الطابع وصوابه الحسن بن أحمد بن
محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط بن عبد الله بن علي بن الحسين فان الأرقط صفة
لمحمد بن عبد الله بلا ريب وعلي بن الحسين ليس له ولد اسمه محمد غير محمد الباقر
ع والباقر ليس في أولاده من اسمه إسماعيل لأنه أعقب من جعفر الصادق
وحده فالخلل فيما في نسخة الطبري لا ريب فيه.
أقوال العلماء فيه
في عمدة الطالب أن من ولد محمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط أحمد
الرخ ابن محمد بن إسماعيل له عقب منهم الحسن الكوكبي ابن أحمد الرخ
خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر وزنجان وذلك في سنة ٢٥٥
وكان معه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن
عبيد الله بن الحسن بن العباس بن علي بن أبي طالب فخرج إليه طاهر بن
(١٥)

عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين وانهزم الحسن
الكوكبي إلى طبرستان والتجأ إلى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي
عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له اه‍. وفي تاريخ الطبري في حوادث
سنة ٢٥١ في شهر ربيع الأول من هذه السنة كان ظهور المعروف،
بالكوكبي بقزوين وزنجان وغلبته عليها وطرده عنها آل طاهر واسم الكوكبي
الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن محمد الأرقط بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب وقال في حوادث سنة ٢٥٢ فيها أغار ابن جستان صاحب الديلم
مع أحمد بن عيسى العلوي والحسن بن أحمد الكوكبي علي الري فقتلوا
وسبوا وكان بها حين قصدوها عبد الله بن عزيز فهرب منها فصالحهم أهل
الري على ألفي ألف درهم فأدوها وارتحل عنها ابن جستان وعاد إليها ابن
عزيز فاسر أحمد بن عيسى وبعث به إلى نيسابور وقال في حوادث سنة ٢٥٤
فيها التقى موسى بن بغا والكوكبي الطالبي على فرسخ من قزوين يوم
الاثنين سلخ ذي القعدة منها فهزم موسى الكوكبي فلحق بالديلم ودخل
موسى بن بغا قزوين وذكر لي بعض من شهد الوقعة ان أصحاب الكوكبي
من الديلم أقاموا ترستهم في وجوههم يتقون بذلك سهام أصحاب موسى
فلما رأى موسى ان سهام أصحابه لا تصلهم امر ان يصب النفط في الأرض
واستطرد لهم فتبعوه فلما توسطوا النفط أشعل فيه النار فكانت الهزيمة اه‍
وذكر نحوه ابن الأثير وفي مروج الذهب في سنة ٢٥٠ ظهر بقزوين الكوكبي
وهو الحسن بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب فحاربه موسى بن بغا وصار الكوكبي إلى الديلم ثم وقع إلى
الحسن بن زيد الحسني فهلك قبله اه‍.
١٧: الشيخ جلال الدين أبو محمد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ
نجيب الدين أبي إبراهيم أو أبي عبد الله محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة
الله بن نما بن علي بن حمدون الربعي الحلي.
في أمل الآمل: الشيخ جلال الدين أبو محمد الحسن بن نظام الدين
أحمد بن نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما الحلي كان فاضلا
عالما يروي الشهيد عنه عن يحيى بن سعيد ويروي هو عن آبائه الأربعة
بالترتيب أب عن أب اه‍ ووصفه الشهيد الثاني في بعض إجازاته بالفقيه
الصالح جلال الدين أبي محمد حسن بن نما الحلي.
وقال الشهيد في الأربعين: الحديث الثالث: ما أخبرني به الشيخ
الفقيه العالم الصالح جلال الدين أبو محمد الحسن بن أحمد ابن الشيخ
السعيد شيخ الشيعة ورئيسهم في زمانه نجيب الدين أبي عبد الله بن
محمد بن محمد بن نما الحلي الربعي في شهر ربيع الآخر سنة ٧٥٢ بالحلة عن والده نظام
الدين احمد عن جده الخ.
وفي رياض العلماء: هؤلاء سلسلة جليلة من فقهاء الأصحاب بالحلة
ولكثرتهم واشتهار كل واحد منهم بكونه ابن نما وشيوع إسقاط الأب بل
بعض الأجداد أيضا في النسب كثيرا ما يشتبه حالهم ويغلط فيهم ويوضع
أحدهم موضع الآخر حتى أن ذلك صدر من فحول العلماء كما يظهر من
مطاوي كتابنا هذا اه‍. وفي مستدركات الوسائل يروي المترجم عن جماعة
١ جمال الدين أحمد بن يحيى المزيدي الحلي ٢ نجيب الدين يحيى بن
سعيد الحلي ابن عم المحقق ٣ والده نظام الدين أحمد عن والده نجيب
الدين أبي عبد الله محمد ٤ أخوه نجم الدين جعفر بن محمد صاحب
كتاب مثير الأحزان وأخذ الثار عن والده نجيب الدين محمد.
١٨: الحسن بن أبي طاهر أحمد بن الحسين الجاوابي.
في الرياض: الجاوابي بالجيم والألف والواو والألف والباء الموحدة
على ما وجد مضبوطا بخط ابن طاووس في كتابه التحصين ولم أعلم هذه
النسبة اه‍.
وفي الرياض أيضا: هو من قدماء الأصحاب إذ يروي بقوله حدثنا
عن جماعة من القدماء منهم علي بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه
ويروي عن مشايخ الصدوق والمفيد والشيخ واضرابهم أيضا لكن من دون
تصدير بحدثنا، وفي المقام شئ وهو أنه كيف يصح حينئذ أن يروي عن
أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن مع أن ابن شهريار الخازن
يروي عن الشيخ الطوسي، له كتاب نور الهدى والمنجي من الردى في
فضائل علي ع ويروي السيد ابن طاووس عن كتابه هذا في كتاب
التحصين لأسرار ما زاد عن كتاب اليقين في فضائل أمير المؤمنين وجميع
أخبار كتاب التحصين المذكور منحصرة في الأحاديث المنقولة من كتاب نور
الهدى المزبور إلا ما أورده في أواخر الكتاب وهو قليل. وقال ابن طاووس
في كتاب التحصين: رأينا في كتاب نور الهدى والمنجي من الردى تأليف
الحسن بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الجاوابي عليه خط الشيخ
السعيد الحافظ محمد بن محمد المعروف بابن الكامل ابن هارون وأنهما قد
اتفقا على تحقيق ما فيه وتصديق معانيه وقال في موضع آخر منه ومن كتاب
نور الهدى والمنجي من الردى تأليف الحسن بن أبي طاهر الجاوابي وعليه كما
ذكرنا خط المقري الصالح محمد بن هارون بن الكامل بأنه قد اتفق مع
مصنفه على تحقيق ما تضمنه كتابه من تحقيق الأخبار والأحوال فقال ما هذا
لفظه: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لمشهد مولانا أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال حدثنا الشريف الجليل أبو
الحسن زيد بن جعفر العلوي المحمدي قراءة عليه ألخ اه‍.
١٩: السيد حسن ابن السيد أحمد ابن السيد محمد الحسيني القزويني.
هو والد السيد مهدي القزويني العالم المشهور ولا نعرف من أحواله
شيئا.
٢٠: الشيخ حسن بن أحمد بن محمد بن محسن بن علي بن محمد بن أحمد بن
محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن خميس بن سيف الأحسائي الغريفي
الأصل الدورقي
. هكذا كتب المترجم نسبه على ظهر شواهد العيني فيما ذكر وكان من
العلماء المعاصرين لصاحب الجواهر وهم أهل بيت علم كان أبوه الشيخ احمد من
العلماء المعاصرين للشيخ أحمد زين الدين الأحسائي وكان يلقب بالمحسني
تمييزا له عن معاصره المذكور وولده الشيخ موسى بن حسن كان من العلماء
له أرجوزة في المنطق سماها الباكورة وللشيخ موسى أخ اسمه الشيخ محمد
من العلماء وللشيخ أحمد ولد اسمه الشيخ يوسف من العلماء وللشيخ
محمد ولد اسمه الشيخ سليمان من العلماء وقد فات المعاصر ترجمتهم في أنوار
البدرين.
٢١: الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي الرازي المجاور بالكوفة أبو محمد
قال النجاشي: ثقة من وجوه أصحابنا وأبوه وجده ثقتان وهم من
أهل الري جاور في آخر عمره بالكوفة ورأيته بها وله كتب منها كتاب المثاني
(١٦)

وكتاب الجامع اه‍. وذكره بحر العلوم في رجاله من مشايخ النجاشي
صاحب الرجال وقال روى عنه في عبد الله بن داهر اه‍. وفي الرياض:
وهو يروي تارة عن الصدوق بلا واسطة وعن أخي الصدوق الحسين بن
علي عنه أيضا على ما يظهر من أول سند بعض نسخ كتاب إعتقادات
الصدوق اه‍.
٢٢: الشيخ عز الدين حسن بن أحمد بن مظاهر
في رياض العلماء كان من أجلة العلماء والفقهاء كما يظهر من إجازة
الشيخ فخر الدين ولد العلامة لولده الشيخ زين الدين علي ابن الشيخ عز
الدين حسن هذا حيث قال في وصفه الفقيه العالم السعيد المرحوم عز الدين
حسن بن أحمد بن مظاهر كما سيأتي في باب العين في ترجمة والده الشيخ زين
الدين علي ولعله بعينه ابن الواسطي الفاضل العالم المشهور أو من أقربائه
اه‍. وقال في ترجمة ولده علي أن المرتجم كان من أكابر العلماء اه‍.
٢٣: الشيخ أبو نعيم حسن بن أحمد بن ميثم
في الرياض من قدماء الأصحاب ويروي عن السكوني كما يظهر من
فرحة الغري للسيد عبد الكريم بن طاووس ولم أجد له ترجمة في كتب رجال
الأصحاب اه‍.
٢٤: الحسن بن أحمد بن يعقوب بن يوسف بن داود الهمداني اليماني الصنعاني
المعروف بابن الحائك
توفي سنة ٣٣٤ بسجن صنعاء.
في تاريخ الحكماء لابن القفطي: الحسن بن أحمد بن يعقوب أبو محمد
الهمداني من قبيلة همدان صاحب كتاب الإكليل وهذا الرجل أفضل من
ظهر ببلاد اليمن وقد ذكرت قطعة من خبره وشعره في كتاب النحاة لأنه من
أهل اللغة يدل على ذلك قصيدته الدامغة وشرحها وتوفي بسجن صنعاء سنة
٣٣٤ وقال السيوطي في بغية الوعاة: الحسن بن يعقوب بن يوسف بن
داود الهمداني قال الخزرجي هو الأوحد في عصره الفاضل على من سبقه
المبرز على من لحقه لم يولد مثله في اليمن علما وفهما ولسانا وشعرا ورواية
وفكرا وإحاطة بعلوم العرب من النحو واللغة والغريب والشعر والأيام
والأنساب والسير والمناقب والمثالب مع علوم العجم من النجوم والمساحة
والهندسة والفلك ولد بصنعاء ونشا بها ثم ارتحل وجاور بمكة وعاد فنزل
صعدة وهاجى شعراءها فنسبوه إلى أنه هجا النبي ص فسجن. وذكره
بعض المعاصرين في علماء الشيعة وقال إنه سجن لأجل تشيعه وليس في
كلام أحد غيره تصريح بذلك ويمكن أن يكون استنبطه مما ذكره الخزرجي
في سبب سجنه فان الهجو المزعوم لا يمكن أن يصدر ممن يتظاهر بالاسلام.
ولكن المظنون أنهم التمسوا لحبسه عذرا من هذا النوع كما هي العادة في
التحامل على شيعة أهل البيت وربما يؤيد ذلك وصف الخزرجي له
بالإحاطة بالمناقب والمثالب فان المثالب يغلب استعمالها في مثالب أعداء أهل
البيت والمناقب في مناقبهم وكونه همدانيا وهمدان معروفة بالتشيع والله
أعلم. وفي معجم الأدباء الحسن بن أحمد بن يعقوب يعرف بابن الحائك
الهمداني ومن مفاخرها.
مؤلفاته
في تاريخ الحكماء له تواليف حسان وفي بغية الوعاة له تصانيف في
علوم ١ الإكليل في أنساب حمير وأيام ملوكها في تاريخ الحكماء هو كتاب
عظيم الفائدة يشتمل على عشرة فنون وفي أثناء هذا الكتاب جمل حسان من
حساب القرانات وأوقاتها ونبذ من علم الطبيعة وأصول أحكام النجوم وآراء
الأوائل في قدم العالم وحدوثه واختلافهم في أدواره وفي تناسل الناس
ومقادير أعمارهم وغير ذلك اه‍. وفي كشف الظنون الإكليل في أنساب
حمير وهو كتاب كبير عظيم الفائدة يتم في عشرة مجلدات ويشتمل على عشرة
فنون إلى آخر ما مر ٢ كتاب الحيوان ذكره السيوطي في بغية الوعاة
٣ كتاب القوس كما في بغية الوعاة وفي تاريخ الحكماء القوى بدل القوس
ولعله كتاب آخر ٤ كتاب الأيام ٥ ديوان شعره ستة مجلدات ذكرهما
في البغية ٦ القصيدة الدامغة في اللغة وشرحها يتضمنها مجلد كبير كما في
تاريخ الحكماء وفي معجم الأدباء له قصيدة سماها الدامغة في فضل قحطان
أولها:
الا يا دار لولا تنطقينا * فانا سائلوك فخبرينا
٧ كتاب اسرار الحكمة كما في تاريخ الحكماء قال وغرضه التعريف
بجمل علم هياة الأفلاك ومقادير حركات الكواكب وتبيين علم أحكام
النجوم واستيفاء ضروبه ٨ كتاب اليعسوب في القسي والرمي والسهام
والنصال كما في تاريخ الحكماء ويحتمل كونه كتاب القوس المتقدم ٩ زيجه
المعروف كما في تاريخ الحكماء قال وعليه اعتماد أهل اليمن اه‍. ١٠:
كتاب جزيرة العرب وأسماء بلادها وأوديتها ومن يسكنها ذكره ياقوت في
معجم الأدباء.
٢٥: الشيخ عز الدين أبو المكارم الحسن بن أحمد بن يوسف بن علي الكركي
المعروف بابن العشرة.
نسبته
الكركي نسبة إلى كرك نوح قرية ببلاد بعلبك بها قبر يقال أنه قبر
نوح ع أو حفيده والعشرة في رياض العلماء الظاهر أنه بكسر
العين المهملة وسكون الشين المعجمة وفتح الراء المهملة بعدها هاء اه‍.
وقد أغرب صاحب روضات الجنات وكم له من غرائب فحكى عن
صاحب أمل الآمل في وجه تسميته بابن العشرة أن أمه ولدت في بطن واحد
عشرة أولاد في غشاء من جلد رقيق فعاش منهم واحد ومات الباقي فلذلك
سمي ابن العشرة اه‍. وقد جرت عادة كثير من الناس إذا رأوا ما لا
يعلمون وجهه أن يخترعوا له وجها فتارة يكون له صورة ظاهرية وتارة يكون
خرافيا وتارة يزيد على الخرافة كهذا فبعض الناس لما زعموا أن القبر
المنسوب إلى السيدة زينب بقرية راوية بقرب دمشق هو منسوب إلى زينب
العقيلة اخترعوا لذلك وجوها من التأويل الباطل منها أنها جاءت مع بعلها
عبد الله بن جعفر إلى الشام في عام جدب وكان له أرض بدمشق يستغلها
فماتت هناك وافتخر بعض المعاصرين بهذا الوجه وقال أن سواه خبط
عشواء والحال أن القول بان هذا القبر منسوب إلى زينب العقيلة من
المشهورات التي لا أصل لها وإنما هو منسوب إلى زينب الصغرى المكناة بأم
كلثوم كما بيناه في ترجمتها فهو قد خبط خبط عمياء ونسب غيره إلى خبط
عشواء وكذلك لما زعموا أن القبر الذي بمصر هو قبر زينب العقيلة تكلفوا
لذلك فقال بعضهم كما رأيته في كتاب مطبوع بمصر لا أتذكر الآن اسمه ولا
مؤلفه أنه يجوز أن تكون قد نقلت إلى مصر بطريق خفي علينا مع أن ابن
(١٧)

جبير في رحلته صرح بأنها من نسل زين العابدين ع وذكر نسبها
وكذلك صاحب الروضات لما لم ير وجها لتفسير ابن العشرة قال ما قال من
هذا الوجه الخرافي ونسب ذلك إلى صاحب أمل الآمل ولا أثر له فيه في جميع
النسخ المطبوعة والمخطوطة من أمل الآمل مع كثرة نسخه التي كان ممكنا
لصاحب الروضات أن يرى أحدها.
اختلاف عناوينه في كلام العلماء
أعلم أن المترجم ذكر في كلمات العلماء بعدة عناوين منها ما
ذكرناه ومنها أبو المكارم الحسن بن علي الكركي المعروف بابن العشرة
ومنها الشيخ جمال الدين الحسن الشهير بابن العشرة ومنها الحسن بن
علي بن العشرة ومنها الحسن بن العشرة ومنها الحسن بن يوسف بن
العشرة وهذه نسبة إلى الجد كما هو متعارف ومنها الحسن بن يوسف بن
أحمد وهذا تحريف بالقلب والكل عبارة عن شخص واحد وتلقيبه تارة بعز
الدين وأخرى بجمال الدين في الرياض أنه قد يكون لتعددها وقد يكون
لإنشاء أرباب الإجازات القابا من عند أنفسهم في مقام المدح اه‍. وفي
رياض العلماء رأيت نسخة من شرح الفصول النصيرية في الكلام وقد قرئت
على الشيخ حسن بن يوسف بن أحمد والظاهر أحمد بن يوسف كما مر
وعليها خطه الشريف وإجازته لبعض تلامذته وتاريخ الإجازة سنة ٨٥٦ فهو
من المعاصرين لعلي بن هلال الجزائري وأمثاله وليس هو بالعلامة الحلي قطعا
لتقدم عصر العلامة بكثير عليه والحق عندي أنه بعينه الشيخ ابن العشرة
أعني به الشيخ عز الدين أبو المكارم الحسن بن علي الكركي وذلك لأن
الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي المعاصر للشيخ علي الكركي قال في
إجازته للأمير معز الدين محمد ابن الأمير تقي الدين محمد الأصفهاني أنه
يروي الشيخ نور الدين علي بن هلال الجزائري عن شيخه عز الدين
الحسن بن يوسف المعروف بابن العشرة عن شيخهما معا الشيخ جمال الدين
أحمد بن محمد بن فهد الحلي وهذا القول يؤيد الاتحاد كما لا يخفى وحينئذ
فالظاهر أن يوسف جده وعلي جده وحذف الأب والانتساب إلى الجد شائع
اه‍.
أقوال العلماء فيه
ذكره صاحب أمل الآمل في القسم الثاني من كتابه مع أنه كركي
وجرت العادة منه ومن غيره بذكر الكركيين في العامليين كما نبه على ذلك
صاحب الرياض فيما يأتي قال في أمل الآمل الحسن بن علي المعروف بابن
العشرة فاضل عالم زاهد فقيه اه‍ وعن مجموعة الشهيد بخطه أنه قال عز
الدين حسن بن علي بن أحمد بن يوسف الشهير بابن العشرة الكركي العاملي
كان من العلماء العقلاء وأولاد المشائخ الأجلاء وحج بيت الله كثيرا نحو
أربعين حجة وكان له على الناس مبار ومنافع وقرأ على السيد حسن بن
نجم الدين الأعرج من تلامذة الشهيد وغيره في حدود سنة ٨٦٢ ومات
بكرك نوح بعد أن حفر لنفسه قبرا وكان كثير الورع والدعاء رضي الله عنه
وأرضاه وكذا عن خط تلميذه الشيخ محمد بن علي الجباعي وفي رياض
العلماء في موضع الشيخ عز الدين أبو المكارم الحسن بن علي الكركي
المشهور بابن العشرة التقي الزاهد الفقيه العالم الفاضل الكامل الذي يعرف
بابن العشرة اه‍. وقال في موضع آخر الشيخ عز الدين حسن بن يوسف
المعروف بابن العشرة كان من أجلة فقهاء عصره وقال في موضع ثالث
الشيخ حسن بن يوسف بن أحمد فاضل عالم متكلم اه‍. والظاهر أن فيه
تقديما وتأخيرا كما أشرنا إليه في أول الترجمة:
وعن ابن جمهور الأحسائي أنه قال في أول كتابه غوالي اللآلي في حقه
الشيخ الفاضل الكامل العالم العامل جمال الدين حسن الشهير بابن العشرة
أ ه‍. وفي مستدركات الوسائل عز الدين أبو المكارم الحسن بن أحمد بن
يوسف بن علي الكركي المعروف بابن العشرة وهو الفقيه العالم الفاضل
الكامل الزاهد الذي يعبر عنه تارة بعز الدين وأخرى بابن العشرة وقال
أحمد بن فهد في إجازته للمترجم كما في اللؤلؤة كان المولى الفقيه العالم
العامل العلامة محقق الحقائق ومستخرج الدقائق الفاضل الكامل زين
الاسلام والمسلمين عز الملة والحق والدين أبو علي الحسن بن يوسف
المعروف بابن العشرة ممن أخذ من هذا القسم بالحظ الأولى وفاز بالسهم
المعلى التمس من عندنا إجازة ما رويناه عن مشايخنا إلى آخره اه‍.
مشايخه
يظهر من الإجازات وكتب التراجم أن له عدة مشايخ ١ أحمد بن
فهد الحلي ٢ أبو طالب محمد ولد الشهيد ذكر روايته عنهما صاحب أمل
الآمل ٣ الشيخ شمس الدين محمد بن نجدة ٤ الشيخ شمس الدين
محمد بن عبد العالي الكركي على احتمال ٥ محمد بن المؤذن الجزيني
العاملي ٦ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي ٧ الشيخ ظهير
الدين النيلي على احتمال ٨ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد وفي
رياض العلماء يروي عن الشيخ شمس الدين محمد بن نجدة عن الشهيد
كما يظهر من إجازة الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي للسيد حسن بن
شدقم المدني عن نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي شيخ الشيخ محمد بن
أحمد الصهيوني عن الشيخ فخر الدين ولد العلامة ويحتمل رواية ابن العشرة
عن نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي المشار إليه عن ظهير الدين النيلي
المذكور عن الشيخ فخر الدين ابن العلامة فلاحظ ويحتمل رواية ابن العشرة
مرة أخرى عن الشيخ ظهير الدين النيلي بلا واسطة وهو يروي عن الشيخ
فخر الدين ولد العلامة ويظهر من إجازة الشيخ أحمد بن البيصاني للشيخ
أحمد بن محمد بن أبي جامع العاملي أن ابن العشرة الكركي يروي عن
الشيخ أحمد بن فهد الحلي ويروي عنه الشيخ محمد بن المؤذن الجزيني
العاملي والحق أنه هو هذا الشيخ كما ستعرف وعلى هذا فينبغي للشيخ
المعاصر صاحب أمل الآمل أن يورد هذا الشيخ في القسم الأول المعمول
لعلماء جبل عامل وقد أشرنا إلى ذلك فيما مر قال ويظهر من أول غوالي
اللآلي لابن جمهور الأحسائي أن الشيخ جمال الدين حسن العلامة الشهير
بالشيخ ابن العشرة يروي عن شيخه خاتمة المجتهدين شمس الدين
محمد بن مكي الشهيد بلا واسطة وهذا غريب وحمله على تعدد ابن العشرة
محتمل فلاحظ قال ابن المؤذن في اجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي
المشهور وبطريق آخر أروي عن شيخي الأفضل عز الدين حسن بن العشرة
عن شيخه شمس الدين بن عبد العالي عن ابن عمي خاتمة المجتهدين
محمد بن مكي وعن شيخي الأفضل عز الدين حسن بن أحمد بن فهد وعن
الشيخ زين الدين علي بن الخازن الحائري عن ابن عمي الشهيد انتهى
ملخصا قال فظهر بطلان رواية ابن العشرة هذا عن الشهيد بلا واسطة بما
ذكرناه من إجازة ابن المؤذن اه‍. ثم إن شمس الدين بن عبد العالي
المذكور في إجازة ابن المؤذن محتمل لرجلين أحدهما محمد بن نجدة فإنه
مشهور بابن عبد العالي والثاني محمد بن عبد العالي الكركي فكلاهما يلقب
(١٨)

شمس الدين وكلاهما يروي عن الشهيد ويمكن كون كل منهما من مشايخ
المترجم وفي اللؤلؤة بعد ما ذكر رواية المترجم عن ابن فهد قال وعندي هنا
إشكال وهو ان الشيخ حسن المذكور في السند المقدم يعني الحسن بن
يوسف المعروف بابن العشرة قد ذكر روايته عن الشهيد وهكذا يأتي في
طرق ابن أبي جمهور مع أنه يروي عن ابن فهد وابن فهد انما يروي عن
الشهيد بواسطة كما لا يخفى على من لاحظ الإجازات واحتمال بقائه إلى
وقت الشهيد الظاهر بعده فليتأمل فإنه موضع إشكال اه‍. وربما ينفصي
عنه بتعدد ابن العشرة وربما يومي اليه اختلاف اللقب كعز الدين وجمال
الدين كما مر واختلاف اسم الأب بين احمد وعلي ويوسف كما مر أيضا والله أعلم
. وفي الذريعة ان للشيخ شمس الدين محمد بن محمد الشهير بابن
المؤذن الجزيني ابن عم الشهيد محمد بن مكي إجازة بتاريخ ١١ المحرم سنة
٨٨٤ أجاز بها الشيخ علي بن عبد العالي الشهير بابن الميسي وانه يروي فيها
عن جماعة منهم الشيخ عز الدين الحسن بن عشرة فيكون ابن المؤذن من
مشايخ ابن العشرة.
تلاميذه
١ الشيخ موسى الإسكاف الكركي في الرياض: يروي عنه
الشيخ محمد الإسكاف الكركي كما يظهر من إجازة الشيخ نعمة الله بن
خاتون العاملي للسيد حسن بن شدقم المدني ٢ الشيخ محمد بن أحمد بن
محمد الصهيوني في الرياض يظهر من إجازة الشيخ محمد بن أحمد بن محمد
الصهيوني للشيخ علي بن عبد العالي الميسي المشهور أن الصهيوني يروي عن
الشيخ عز الدين بن العشرة هذا ٣ الشيخ محمود بن أمير الحاج
العاملي عن غوالي اللآلي يروي عنه الشيخ محمود الشهير بابن أمير الحاج
العاملي ٤ الشيخ نور الدين علي بن هلال الجزائري كما مر عن إجازة
الشيخ إبراهيم القطيفي ٥ محمد بن المؤذن العاملي الجزيني فقد مر عند
ذكر مشايخه أنه يروي عنه الشيخ محمد بن المؤذن ومر أيضا قول ابن
المؤذن في إجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي أروي عن شيخي
لأفضل عز الدين حسن بن العشرة ٦ الشيخ محمد بن علي الجباعي من
أجداد الشيخ البهائي. ففي الروضات أنه من تلاميذه.
٢٦: الحسن بن إدريس بن علي بن حمود أبي العيش بن ميمون بن أحمد بن
علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
كان حيا سنة ٤٣٤.
هو من جملة الحسنيين الذين ملكوا ببلاد المغرب قال ابن الأثير في
حوادث سنة ٤٠٧ لما قتل يحيى بن علي بن حمود سنة ٤٢٧ بويع أخوه
إدريس بالخلافة ثم مات إدريس سنة ٤٣١ وترك من الولد يحيى ومحمدا
وحسنا فأقيم يحيى بن إدريس بعد موت والده بمالقة فنازعه ابن عمه
الحسن بن يحيى بن علي بن حمود فقتله الحسن وبايعه الناس بالخلافة ثم
مات الحسن سنة ٤٣٤ فبويع إدريس بن يحيى بن إدريس فاعتقل ابني عمه
محمد أو الحسن ابني إدريس بن علي ثم إضطرب أمره فبويع ابن عمه
محمد بن إدريس وسلم إليه إدريس بن يحيى وولى أخاه الحسن عهده ولقبه
السامي ثم أن محمدا رأى من أخيه السامي ما أنكره فنفاه عنه فسار إلى
العدوة إلى جبال عمارة وأهلها ينقادون للعلويين ويعظمونهم فبايعوه اه‍.
٢٧: الحسن بن أسباط الكندي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن خالد عن ابن فضال عن
الحسن بن إسباط.
٢٨: عميد الجيوش أبو علي الحسن بن أبي جعفر أستاذ هرمز بن الحسن
الديلمي.
هكذا في ذيل تجارب الأمم رسم الحسن مكبرا وفي النجوم الزاهرة
وشذرات الذهب ومرآة الجنان رسم اسمه الحسين مصغرا وهذه الكتب
المطبوعة لا يمكن الاعتماد على صحتها لأنها نقلت عن كتب مخطوطة وكثيرا
ما يترك فيها النقط فتشتبه الأسماء المتماثلة في أكثر حروفها مثل الحسن
والحسين لذلك لم يمكنا الجزم بالصحيح من ذلك فأشرنا إليه هنا وترجمناه في
الحسين.
٢٩: القاضي عماد الدين أبو محمد حسن الأسترآبادي قاضي الري.
في الرياض فاضل عالم فقيه جليل وهو من مشايخ ابن شهرآشوب
ويروي عن ابن المعافي عن القاضي ابن قدامة عن السيد المرتضى
على ما يظهر من كتاب المناقب لابن شهرآشوب وهو أيضا من مشايخ السيد
فضل الله الراوندي على ما رأيته بخط السيد فضل الله المذكور وسيجئ
في ترجمة السيد فضل الله وغيره ويروي عنه كتاب الغرر والدرر للمرتضى
وفيه أنه يرويه القاضي حسن هذا عن القاضي أبي المعافي بن قدامة
عن المرتضى فتأمل وقال عن الغرر والدرر ورويتها عن قاضي القضاة الأجل
الامام السعيد عماد الدين أبي محمد الأسترآبادي قاضي الري رحمة الله عليه
اه‍. وفي مستدركات الوسائل ويحتمل قريبا أنه هو الذي روى عنه منتجب
الدين في الأربعين، قال الحديث الحادي والثلاثون إملاء قاضي القضاة
عماد الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الأسترآبادي قراءة عليه الخ ويظهر
من المناقب أنه يروي عن القاضي أبي المعالي أحمد بن علي بن قدامة اه‍. ومر
عن الرياض أنه يروي عن ابن المعافى عن القاضي ابن قدامة فكأنه وقع
التباس في المقام.
٣٠: الشيخ حسن بن إسحاق بن إبراهيم بن عباس الموصلي
في أمل الآمل فاضل سمع كتاب كشف الغمة يقرأ على مؤلفه علي بن
عيسى وأجاز له روايته عنه ورأيت الإجازة بخط بعض فضلائنا اه‍.
٣١: الحسن بن إسحاق بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت الكاتب.
في كتاب خاندان نوبختي أنه من أصحاب الإمام الهادي ع
له ولدان أحمد ومحمد كلاهما معاصران لأبي جعفر العمري وممن رأى
المهدي ع كما ذكر في كتاب كمال الدين.
٣٢: الحسن بن إسحاق بن شرفشاه الطوسي الوزاني المعروف بأبي القاسم
الفردوسي
ولد سنة ٣٢٣ أو ٣٢٤ وتوفي سنة ٤١١ ولا ينافي هذا ما مر في ج ٧
من أنه نظم الشاهنامة سنة ٣٨٩ ٤٢١ لأنه مر أن هذا القول غلط. مرت
(١٩)

ترجمته في ج ٧ بعنوان أبو القاسم الفردوسي وذكرنا هناك الاختلاف في
اسمه واسم أبيه وإننا لذلك ترجمناه بكنيته المتفق عليها وأن تاريخ وفاته غير
معلوم ثم وجدنا له في مسودات الكتاب ترجمة بالعنوان المذكور هنا الذي هو
أحد الأقوال في اسمه واسم أبيه وبعض زيادات عما ذكرناه هناك فأعدنا
ترجمته.
الوزاني نسبة إلى وزان من قرى طوس وبها مولده على أحد
الأقوال لكن مر في ج ٧ رسمها رزان بالراء قبل الزاي.
هو الحكيم الشاعر المشهور الفارسي وكان تلميذ الحكيم الشاعر أبي
منصور علي بن أحمد الأسدي الطوسي.
مؤلفاته
١ الشاهنامة مطبوع ٢ يوسف وزليخا ٣ خمسة فردوسي
٤ عين التوحيد.
الشاهنامة
مر الكلام عليه مفصلا في ج ٧ وأنه نظم فارسي في ستين ألف بيت
وهو نظم فصيح نظم في تواريخ سلاطين الفرس من أول زمان كيومرث إلى
زمان يزدجرد بن شهريار مشتمل على الحكم والمواعظ والترغيب والترهيب
نظمه في مدة ثلاثين سنة وفرع منه سنة ٣٨٤ ولكن مر في ج ٧ أن الشاهنامة
الذي فرع منه بهذا التاريخ هو المختصر وأما الشاهنامة الكبير ففرع منه سنة
٤٠٠ ونظم أستاذه الأسدي المذكور أربعة آلاف بيت منه من أول استيلاء
العرب على العجم ومجئ المغيرة وحرب سعد بن أبي وقاص وله قصائد في
مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يظهر منها إخلاصه في
التشيع.
٣٣: الحسن بن إسحاق الطوسي
وزير ألب أرسلان السلجوقي
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن إسحاق.
٣٤: القاضي أبو محمد الحسن بن إسحاق بن عبيد الرازي
في المجموعة للجباعي فقيه ثقة له كتب في الفقه وفي فهرست منتجب
الدين الحسن بن إسحاق بن عبد الله الرازي فقيه ثقة له كتب في الفقه روى
لنا عنه الوالد رحمه الله اه‍. ففيه عبد الله بدل عبيد وهو من المتأخرين
عن الشيخ الطوسي.
٣٥: الحسن بن أسد البصري
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع الحسن بن أسد
بصري وذكر في أصحاب الهادي ع الحسين بن أسد البصري وفي
أصحاب الجواد الحسين بن أسد ثقة واستظهر في منهج المقال أن الكل واحد
وهو الحسين قال وفي رجال ابن داود ما يؤيد ذلك اه‍. وذلك لأنه لم
يذكر إلا الحسين بن أسد البصري من رجال الهادي ع وفي النقد
ذكر عن رجال الشيخ الحسن بن أحمد بصري في أصحاب الرضا ع
والحسين بن أسد في أصحاب الجواد ع ولم يذكر
الحسين بن أسد البصري في أصحاب الهادي ع ولو كان يرى
اتحاده مع الذي من أصحاب الجواد لوضع عليه علامة دي مع علامة د.
٣٦: الحسن بن أسد الطفاوي
يأتي في الحسن بن راشد الطفاوي لاحتمال سقوط الراء فظن أنه
الحسن بن أسد.
٣٧: الحسن بن إسماعيل
يروي عنه أحمد بن عمر بن سلمة البجلي عن بعض مشايخ أصحابه
كما في كتاب عجائب أحكام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع رواية
محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جده وهو غير مذكور في
الرجال.
٣٨: الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله ابن الشيخ إسماعيل التستري الدزفولي
الكاظمي
توفي سنة ١٢٩٨.
هو ولد الشيخ أسد الله الشهير ووالد الشيخ محمد تقي الفقيه
المعروف واخوته الشيخ باقر والشيخ محمد أمين والشيخ إسماعيل العلماء
الفضلاء كان عالما فاضلا فقيها مؤلفا قرأ على أبيه وعلى غيره له أنوار
مشارق الأقمار من أحكام النبي المختار فقه مبسوط خرج منه البيع والوقف
والنكاح والفرائض والمواريث وله مسلك النجاة في الزكاة استدلال موجود
بخطه وعلى بعض مجلدات الأنوار تقريض من الشيخ مرتضى الأنصاري
يدل على شهادته باجتهاده ويروي عند إجازة السيد محمد إبراهيم بن محمد
تقي بن الحسين بن دلدار علي اللكهنوئي بتاريخ ١٢٩٠.
٣٩: الحسن بن إسماعيل بن أبي سهل بن نيبخت
لا نعلم من أحواله شيئا سوى أنه معاصر لأبي نواس وله مدح فيه
قال:
يا قمر الليل إذا أظلما * هل ينقص التسليم من سلما
قد كنت ذا وصل فمن ذا الذي * علمك الهجران لا علما
إن كنت لي بين الورى ظالما * رضيت أن تبقى وأن تظلما
هذا ابن إسماعيل يبني العلى * ويصطفي الأكرم فالأكرما
يزيد ذا المال إلى ماله * ويخلف المال لمن أعدما
يرى انتهاز الحمد أكرومة * ليس كمن إن جئته صمما
سل حسنا تسال به ماجدا * يرى الذي تسأله مغنما
٤٠: الشيخ حسن بن إسماعيل بن أشناس
يأتي بعنوان الحسن بن أبي الحسن محمد بن إسماعيل بن محمد بن
أشناس البزار.
٤١: السيد حسن بن إسماعيل الحسيني القمي الحائري
عالم فاضل من أجلاء تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي
الشهير بقي ملازما مجلس درسه في سامراء عدة سنين وفي سنة ١٣٠٦ رجع
إلى كربلاء وتزوج بابنة الميرزا محمد حسين الشهرستاني ولم تطل مدته فتوفي
له من المؤلفات ١ شرح التبصرة ٢ التحفة الحسينية في أحكام الغيبة
فرع منه سنة ١٣٠٤.
(٢٠)

٤٢: أبو علي الحسن بن إسماعيل
المعروف بابن الحمامي
في أمل الآمل فاضل جليل عده العلامة في إجازته من مشايخ الشيخ
الطوسي من رجال الخاصة اه‍. وفي الرياض لا يبعد عندي أن يكون
بعينه حسن بن إسماعيل بن محمد بن أشناس البزار المذكور آنفا فلاحظ قال
ويظهر من أمالي الشيخ أن الشيخ يروي عن الحسن بن إسماعيل وهو يروي
عن محمد بن عمران المرزباني اه‍.
٤٣: الشيخ حسن ابن الشيخ إسماعيل آل الشيخ خضر الجناجي
ولد سنة ١٢٩١ وتوفي سنة ١٣٤٤
كان فاضلا ظريفا شاعرا أديبا سمحا حسن الأخلاق له مجموعة شعر
ونثر جمع فيها أشعاره وما قيل في مدحه من الشعر وبعض البنود كبند آل
القزويني وبند ابن الخلفة وبنود له ومن شعره:
ما ذا أقول وجسمي شفه سقم * وحل بي من هوى ريم الفلا ألم
حفت به فئة أدمى قلوبهم * بسهم لحظ فأرداهم وما سلموا
فالقوس حاجبه والسيف ناظره * والهدب أسهمه في القلب تنتظم
والبدر غرته والليل طرته * والورد وجنته هامت بها الأمم
وله مخمسا بيتي السيد عبد الوهاب الكربلائي:
كم جبال حملتها لرضاهم * وقيامي بثقلها ما كفاهم
ومذ الدهر بالبعاد رماهم * حملوني ما لم أطق من هواهم
من هواهم ما لم أطق حملوني * كيف يستطيع عاشق كتم سر
يحسب الصبر طعمه طعم صبر * فبنفسي أفدي الأولى يوم هجري
كلفوني كتم الهوى ولعمري * لعظيم علي ما كلفوني
وله بند طويل يتخلص فيه لمدح أمير المؤمنين ع أوله
أيها العاذل كف العذل عمن عشق الغيد وخلي نصحك اليوم فلن
أصغي لتهديد وتوعيد فلو كنت ترى الغيداء مذ قابلنا الركب فأضحت
بينهم واسطة القلب بقداهيف قد فضح البان بهز واعتدال لم تزل تختال في
مشيتها ما بين غنج ودلال وغدت عشاقها كل تراه كالخلال فبنفسي ذلك
القد كذا الجيد من الغيد إذا صد بوجه يشبه الشمس بل الشمس اكتست
من نوره نور وقس من هو في الجنات من ولدان أو حور فلا شبه ولا مثل لها
في الناس يوجد وقد أسبلت الشعر على العارض والخد فيا غرتها الحسنا ويا
قامتها الهيفا براها الله للأمة بالقدرة والحكمة فلو تنظر ذاك القد أو تلمس
منها الخد كي تقطف منه الورد أو ترشف من عذب لماها ذلك الشهد
لسلمت وأذعنت وأيقنت باني قائل الحق وقولي لك يا جاهل كان الواقع
الصدق إلا فاكفف زخاريفك والتف في مطاريفك ودعني وهوى الغيد
٤٤: السيد حسن ابن السيد إسماعيل السراي كجوي الطباطبائي الحسني
المعروف بالسيد حسن المدرس
ولد حوالي سنة ١٢٨٧ في قرية سراي كجو من توابع أردستان.
وتوفي شهيدا في ٢٨ رمضان سنة ١٣٥٠ تقريبا في كاشمر من بلاد خراسان
ودفن هناك.
كان عالما فاضلا جريئا شجاعا مقداما حتى أنه لشدة شجاعته نسب
إلى التهور ولما أعلنت الحكومة المشروطة في إيران وظن الناس بها خيرا لما
كانت عليه دولة إيران قبل المشروطة من الضعف فأملوا أن تكون قوية إذا
صارت مشروطة واشترط العلماء في صلب القانون الأساسي على الحكومة
تأييد المذهب الجعفري وحمايته وكان جملة من رجال الدين أعضاء في
المجلس النيابي الإيراني بقصد حماية الشريعة الاسلامية ومراقبة باقي
الأعضاء لئلا يحيدوا عنها وكان من اجرئهم في ذلك وأشدهم شكيمة
المترجم فكان يدخل المجلس النيابي ويجادل ويناضل عن حقوق الأمة وعن
الشرع الشريف فادى ذلك إلى أن أرسل إليه من يغتاله في طهران فسلم ثم
قبض عليه ونفي وكان آخر العهد به.
وبعد تبدل الأحوال تحدثت عنه الصحف فقالت جريدة الهاتف
النجفية في عددها الصادر في ٧ رمضان سنة ١٣٦١ نقلا وتعريبا من جريدة
اطلاعات التي تصدر في طهران عاصمة إيران فذكرت أولا ترجمته التي كتبها
لجريدة اطلاعات في ربيع الثاني سنة ١٣٤٦ فقال:
ولدت حوالي ١٢٨٧ ه‍ فأكون قد قطعت ستين مرحلة من الحياة
الآن في قرية سراية كجو من توابع أردستان إن أبي هو السيد إسماعيل
وجدي لأمي هو المير عبد الباقي من قبيلة مير عابدين الذين هم يسكنون
تلك القرية حتى الآن وننتسب إلى السادات الطباطبائية الزوارية وكانت
مهنة أبي وجدي الوعظ والخطابة وتبليغ الأحكام الشرعية الآلهية. وكان
جدي مير عبد الباقي يعد من الزهاد هاجر إلى قمشه الواقعة جنوب
أصفهان وأخذني معه ليتكفل تربيتي وكان عمري عند ذلك ست سنوات
توفي رحمه الله وعمري أربع عشرة سنة وحسب وصيته بعد سنتين هاجرت
إلى أصفهان لأواصل دراستي الدينية وتوفي والدي وعمري إحدى وعشرون
سنة ومكثت في أصفهان ثلاث عشرة سنة وحضرت عند ثلاثين مدرسا في
مختلف العلوم من العربية والفقه والأصول والفلسفة وأعظم أستاذ حضرت
عنده في العربية هو الميرزا عبد العلي النحوي الذي كان عمره يتجاوز
الثمانين سنة وفي الفلسفة حضرت عند العالمين جهانكيرخان والآخوند ملا
محمد علي وكانا يعيشان عيشة زهد وانقطاع وبعد قضية الدخان
المشهورة هاجرت إلى النجف وحضرت عند أغلب علمائها تيمنا وتبركا
ولكن كان جل دراستي عند العالمين الخراساني واليزدي رحمهما الله.
ومكثت في العراق سبع سنوات ثم رجعت إلى أصفهان وأخذت
أدرس الفقه والأصول في احدى المدارس على النهج الذي أدرسه في
مدرسة سبسهالار الآن وأسال الله أن يوفقني لأن أقضي بقية حياتي كذلك
وكان هذا دأبي حتى قيام المشروطة فتبدل الوضع وانتخبت من قبل علماء النجف
الأعلام لأمثلهم في المجلس النيابي الإيراني بطهران وبقيت أنتخب في كل
دورة ولا أزال نائبا حتى الآن ولديكم من الوقائع الكثير مما يغنيني عن ذكره
ولقد قضيت سنتين في العراق وسورية أثناء الحرب العالمية بصحبة المهاجرين
وفي إيران حاولوا اغتيالي مرتين فمرة في أصفهان وكان ذلك في وسط النهار
وأطلقوا علي رصاصة ولكنها أخطات المرمى ولم تصب هدفها وأهملت
القضية ولم أعقبها، ومرة حاولوا اغتيالي بجانب مدرسة سبهسالار في
طهران. وكان ذلك في أول طلوع الشمس وكنت في طريقي إلى المدرسة
للتدريس فهاجمني عشرة أشخاص وأخذوا يطلقون الرصاص من كل جانب
فلم تصبني من تلك الرصاصات إلا أربع، ثلاث في اليد اليسرى وقريبا
من فؤادي وكان هدفهم قلبي ولكن الإرادة الأزلية عاكستهم فلم تكن
الإصابات قتالة والرصاصة الرابعة في مرفق اليد اليمنى فلا حول ولا قوة إلا
(٢١)

بالله العلي العظيم. ثم ذكرت الجريدة عند نقل كيفية محاكمة الذين
اشتركوا في قتله ما حاصله أنه أبعد إلى نهر خواف في بلاد خراسان سنة
١٣٠٧ بالحساب الشمسي الهجري الذي ينقص كثيرا عن الهجري
القمري واعتقل هناك وبقي إلى سنة ١٣١٦ ثم نقل إلى كاشمر في جنوب
خراسان ومنعت عنه كل زيارة أو مكاتبة وكلف مدير شرطة خراسان محمد
رفيع الملقب نوائي من قبل ركن الدين المختار مدير الشرطة العام في
طهران مرارا بقتله سرا فامتنع فطلب إلى طهران وعين مكانه منصور الملقب
وقار فسافر إلى خراسان وسلمه المدير العام في طهران غلافا مختوما
بالشمع الأحمر ليسلمه إلى الياور محمد كاظم جهانسوزي فسلمه إياه وقرأه
ثم مزقه وأحرقه في الموقد البخاري ثم أرسله وقار مع رجل يسمى حبيب
خلجي إلى كاشمر للتفتيش ظاهرا وقتل المدرس باطنا وحقيقة ولما لم يوافق
مدير شرطة كاشمر الملقب اقتدار على قتله حول إلى خراسان وابعد
غلام رضا النخعي المحافظ الخاص على السيد من كاشمر وعهد بوكالة
مديرية الشرطة إلى محمود مستوفيان فقتل السيد خنقا وأظهروا أنه مات
بالسكتة القلبية وأنعم على الذين قتلوه بمبلغ ١٥٠٠ ريال باسم المصاريف
السرية. وفي هذه الأيام يحاكم الذين باشروا خنقه والذين اشتركوا في قتله
ويحكم عليهم بالسجن أعواما متفاوتة وذلك بعد الاحتلال الإنكليزي
الروسي لإيران وهم ركن الدين المختار مدير الشرطة العام ومنصور وقار
مدير شرطة خراسان ومحمود مستوفيان وكيل مدير شرطة كاشمر وحبيب الله
خلجي رئيس عرفاء شرطة كاشمر والياور محمد كاظم جهانسوزي مفتش
شرطة خراسان.
٤٥: السيد ميرزا حسن ابن السيد إسماعيل ابن السيد عبد الغفور السبزواري
ولد في سبزوار سنة ١٢٥٥ وقتل غيلة بيد عرب حرب بين مكة
والمدينة وهو متوجه لزيارة المدينة المنورة ليلة ٤ من المحرم سنة ١٣٣٢ ونقل
إلى البقيع فدفن هناك.
ذكره صاحب شهداء الفضيلة نقلا عن حفيده السيد ضياء فقال ما
حاصله أنه كان عالما فاضلا ورعا زاهدا له صدقات جارية ينتفع بها أهل
سبزوار هاجر إلى النجف الأشرف لطلب العلم وأقام فيها عشرين عاما قرأ
فيها مدة قليلة على الشيخ مرتضى الأنصاري وأكثر قراءته على السيد
حسين الكوهكمري المعروف بالسيد حسين الترك وغيره ثم توجه لحج بيت
الله الحرام وعاد إلى وطنه سبزوار وحج منها ثانيا ثم توجه لزيارة المدينة
المنورة فقتل في الطريق بالتاريخ المتقدم.
٤٦: الحسن الكوكبي ابن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع
تقدم بعنوان الحسن بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن
عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
٤٧: الميرزا حسن الآشتياني
يأتي بعنوان الحسن بن جعفر بن محمد.
٤٨: الشيخ أبو علي حسن بن أشناس.
يأتي بعنوان الحسن بن أبي الحسن محمد بن إسماعيل بن محمد بن
أشناس البزار.
٤٩: الصدر الجليل الأمير قوام الدين حسن الاصفهاني
في رياض العلماء قال سام ميرزا ابن السلطان الشاه إسماعيل في كتابه
التحفة السامية بالفارسية ما ترجمته كان من أكابر سادات النقباء بأصفهان
وكان شاعرا بالفارسية وكان يشتغل أولا برهة من الزمان بأمر النقابة في
أصفهان ث. م صار في سنة ٩٣٠ في أوائل ظهور دولة السلطان المذكور مع
الأمير جمال الدين محمد الأسترآبادي شريكا في الصدارة ثم استقل هو بذلك
المنصب وكان ذا فضل عظيم ومتفردا في صناعة الإنشاء وكان يراعي أهل
الفضل كثيرا وكان تقيا زاهدا ورعا.
٥٠: المولى حسن الأصفهاني
له إنشاء الصلوات مطبوع مرتب على عدة فصول ذكر لكل منها
آدابا وشروطا وخواصا وكتب على ظهر النسخة أنه للعارف الممتحن أمين
الحق معين الاسلام المولى حسن نزيل أصفهان. ويظهر من ذلك أنه ممن
يسمون أنفسهم أو يسميهم الناس العرفاء. والمعرفة التي لا تستمد من
ظاهر الشرع لا قيمة لها. والصلوات قد وردت بها السنة فلا حاجة إلى
إنشاء صلوات غيرها ولا حاجة إلى ذكر آداب وشروط لها لم ينص عليهما
الشرع ولا إلى اختراع خواص لها وليس هو المذكور قبل هذا وإن ظهر أن
كلا منهما صوفي لان هذا قيل عنه نزيل أصفهان وذاك بها.
٥١: الحكيم شرف الدين حسن الأصفهاني الملقب بالشفائي
من شعراء الفرس في الرياض فاضل عالم حكيم متكلم طبيب حاذق
ماهر شاعر منشئ جامع لأكثر الفضائل وكان من علماء دولة السلطان الشاه
عباس الأول الصفوي وهو معاصر للشيخ البهائي والسيد الداماد وكان من
مشاهير الأطباء وأفاضل العلماء ولكن لاشتهاره بالشعر لا سيما بالهجاء قد
خرج من طبقة الفضلاء وعد في زمرة الشعراء ومن لطائف مطايباته ما قاله
في هذا المعنى: أن طبابتي قد سترت تبحري في سائر العلوم وشعري قد
ستر طبابتي وكثرة هجائي قد سترت شاعريتي غفر الله لنا وله. ومن
دواوينه الفارسية ديوان اسمه شكر المذاقين رأيته في بلدة ساري من بلاد
مازندران. ولعله صاحب كتاب القرابادين المعروف بقرابادين الشفائي أو
هو لغيره وله أيضا فوائد وتصانيف في علم الطب وغيره ودواوين اخر في
الأشعار المديحية والهجاء ونحوها اه‍.
٥٢: الميرزا حسن الأصفهاني الملقب بصفي علي شاه نعمة اللهي
ولد في ٣ شعبان سنة ١٢٥١ وكان حيا سنة ١٢٩١ ولا نعلم
تاريخ وفاته من علماء عصر ناصر الدين شاه القاجاري يظهر من كلامه
الآتي في ترجمة نفسه أنه كان يميل إلى التصوف وله عبارات من عبارات
الصوفية ووجدنا في مسودة الكتاب ترجمة له ترجم بها نفسه ولا نعلم الآن
من أين نقلناها قال فيها ما صورته.
ولدت بأصفهان ٣ شعبان سنة ١٢٥١ وكان أبي تاجرا فارتحلت من
أصفهان وسكنت في نيرد قرية من قرى أصفهان وكنت طفلا صغيرا
وأقمت في يزد عشرين سنة ثم ذهبت إلى الحجاز من طرف هندستان فلقيت
أكثر مشايخ إيران والهند والروم واستفدت من بعضهم قليلا وأخذ قواعد
الفقه والسلوك منحصر بالخدمة وقبول الإرادة ووفقت في الهند إلى تأليف
زبدة الأسرار نظما في أسرار الشهادة والتطبيق مع السلوك إلى الله تعالى
وتوجهت إلى المشهد المقدس الرضوي من طريق العتبات العاليات على شيراز
(٢٢)

ويزد وسكنت في طهران نحو عشرين سنة وأكثر أوقاتي مصروفة في التحرير
كتبت في هذه المدة التي أقمتها في طهران رسالة عرفان الحق وبحر الحقائق
وميزان المعرفة وفي نحو من سنتين كنت مشغولا في نظم تفسير القرآن اه‍.
مؤلفاته
تفسير القرآن بالفارسية نظما مطبوع. وربما دل ذلك على إعوجاج في
السليقة فلسنا ندري كيف يمكن تفسير القرآن بنظم فارسي وقد قال بعضهم
في تقريظ هذا التفسير:
عليك بتفسير الصفي فإنه * لارشاد أهل الحق خير زعيم
أبو عذر هذا النظم جاء بمعجز * لكل الورى من حادث قديم
٢ رسالة في النبوة رأيناها في مسودة الكتاب منسوبة إليه ولا ندري
من أين نقلناها ٣ رسالة عرفان الحق ٤ بحر الحقائق ٥ ميزان
المعرفة كما ذكر فيما سمعت.
٥٣: السيد حسن الأصم البغدادي
المعروف بالعطار
يأتي بعنوان حسن بن باقر بن إبراهيم بن محمد
٥٤: السيد حسن الأعرجي (١)
ذكر له الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ص ٢١ تخميس أبيات قال
إنها منسوبة للسيد الرضي وما أبعدها عن شعر السيد الرضي وهي:
إلى كم بنيران الأسى كبدي تكوى * وأصبح في بلوى وأمسي على بلوى
أقلب طرفي لا أرى موضع الشكوى * أرى حمرا ترعى وتأكل ما تهوى
وأسدا ظمايا تطلب الماء ما تروى
وقوما إذا فتشتهم وبلوتهم * ترى تحت أطباق الحضيض بيوتهم
ينالون من لذاتهم لن تفوتهم * وأشراف قوم ما ينالون قوتهم
وأنذال قوم تأكل المن والسلوى
وأبطرهم في الدهر لبس شفوفهم * وأكلهم من دانيات قطوفهم
فطالوا على أهل النهي بأنوفهم * ولم يبلغوا هذا بحد سيوفهم
ولكن قضاه عالم السر والنجوى
وأحوجني دهري وسلت سيوفه * على انني خدن التقى وحليفه
وبيتي من المجد الأثيل منيفه * لحا الله دهرا صيرتني صروفه
أذل لمن يسوى ومن لم يكن يسوى
قال والبيت الأخير يروى مع الأبيات الثلاثة ولا أظنه من شعر السيد
ولكن اقتضى الحال تخميسه إذ كان متضمنا لشكوى الزمان فخمسناه اه‍.
وقال جامع الكشكول لعل استبعاد كون البيت الأخير للسيد من جهة
تضمنه أن قائله في ضيق من العيش والسيد الرضي ليس كذلك وفيه
أولا أنه جار على قاعدة الشعراء وثانيا أن السيد كانت نفسه تتوق إلى
المقامات العالية فهو يرى ما هو فيه من جور الدهر اه‍ أقول ذكره أن
هذه الأبيات منسوبة للسيد الرضي يدل على قلة معرفته بالشعر كالذي نقل
الحكاية عنه والبيت الأخير يبرأ منه شعر السيد لاشتماله على الذل وضيق
العيش بل لقوله يسوى ولم يكن يسوى.
٥٥: الحسن حفيد الأكرم الحسيني
عالم فاضل له إجازة لبعض تلاميذه بتاريخ ٧٥٧ هكذا حكاه صاحب
الذريعة ولا يعلم من أحواله شئ سوى هذا كما لا يعلم من هو الأكرم
الذي هذا حفيده.
٥٦: الميرزا حسن بن أمان الله الدهلوي العظيم آبادي
عالم فاضل مؤلف من تلاميذ السيد كاظم بن قاسم الرشتي الحائري
المشهور وبذلك يعلم أنه كان من الفرقة الكشفية له ١ الأسئلة الدهلوية
سال عنها أستاذه المذكور فكتب له جواباتها وأطراه وعبر عنه بحسن رضا
٢ أصول الدين ٣ كشف الظلام وقشع الغمام في المشيئة والإرادة من
الملك العلام مبسوط فرع منه في ذي القعدة سنة ١٢٥٥.
٥٧: الشيخ حسن بن أمين بن حسن بن خليل العاملي الحوماني الحاروفي
ولد سنة ١٢٩٠ في حاروف وتوفي في شعبان سنة ١٣٣٥.
الحوماني نسبة إلى حومين بضم الحاء المهملة وسكون الواو وكسر
الميم بعدها مثناة تحتية ونون لأن أصل أجداده منها وهما قريتان التحتا والفوقا
من قرى صيدا والحاروفي نسبة إلى حاروف بوزن قاموس من قرى
الشقيف.
كان فاضلا أديبا شاعرا مجيدا قرأ مبادئ القراءة والخط على والده في
قرية حاروف ثم قرأ في مدرسة النبطية الفوقا التي أنشأها السيد محمد نور
الدين عند الشيخ علي ابن الشيخ محمد مروة الحداثي وانتقل سنة ١٣١٢
إلى النبطية التحتا فقرأ في مدرسة السيد حسن يوسف مكي الحبوشي. ومن
نوادره ما كتبه عنه الشيخ محمد علي الحوماني في مجلة العرفان، ولعله من
القصص المصنوعة أنه قال: دخلت ديرا في لبنان فرأيت غرفة مفتوحة
فدخلتها فإذا في وسطها مائدة حولها كراسي فجلست على إحداها وبينما أنا
كذلك إذ دخلت إحدى الراهبات فسلمت وجلست تحادثني فتناولت ورقة
وكتبت عليها:
ضيف ألم بكم ولا * خل لديه ولا حميم
وافاكم وحشاه من * دأب السرى دنف كليم
ثم ألقيتها على المائدة فتناولتها وكتبت عليها:
أهلا نزلت مكرما * يا أيها الضيف الكريم
لك عندنا الماء الكلاء * الراحة الخلق الوسيم
ولكن فات الناظمة وفات المترجم أنها أخطات في ذكر الكلاء لفظا
ومعنى، فالكلأ لا يمد، وهو العشب، وهو مرعى الدواب في القاموس.
الكلأ: كجبل العشب رطبة ويابسة اه‍. ولو قالت لك عندنا خير
القرى: الراحة الخلق الوسيم لأحسنت. فكتبت تحتها:
أصلته نافحة الهجير * بحرها نار السموم
هل عندكم روح وريحان * وجنات النعيم
فكتبت تحتها:
أبشر فما تبغيه موفور * لدي وما تروم
روح وريحان وحورهن * كالدر النظيم

(١) الأعرجي هذا هو نفس الأعرجي المترجم في الجزء ٢٤ - ص ٢٠٨ من الطبعة الثانية، وإنما
تركنا ما ورد عنه هنا لما فيه من تفنيد كون الأبيات المخمسة هي للشريف الرضي.
(٢٣)

ثم كتبت وأجابت غير مرة. وقد ذهب الخطاب والجواب عن
مفكرتي ثم كتبت أخيرا:
آه وهل يجدي التأوه * عن جوى دنفا سقيم
فكتبت هي:
ما لي أراك مصعدا * نفسا أحر من الحميم
حال تفرد فيه من * كان الغرام له غريم
فتناولتها وكتبت:
لا تسألي عن حال من * أمسى أرق من النسيم
لم يصبه عشق ولا * فتكت به الحاظ ريم
حبي بلادي والخمول * باهلها أضحى مقيم
أخنى علي كما ترين * فلا غرام ولا غريم
ثم جاءت راهبات اخر فانقطع ما كنا فيه.
٥٨: الفقيه سديد الدين الحسن بن أنوشيروان القوسيني
قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست صالح اه‍. ووصفه بالفقيه
أولا. هكذا نقله في أمل الآمل ابن أنوشيروان والذي في نسخة الفهرست
المطبوعة مع البحار الحسن بن شيروان ومن الطريف ما في كتاب لبعض
المعاصرين حيث عنونه الحسن بن أبي شروان وقال نقلا عن منتجب الدين
أنه عنونه بذلك ثم ضبط شروان بفتح الشين المعجمة والراء والواو والألف
والنون وقال إنه في الأصل اسم جبلين وقد سمي به الرجل اه‍.
وفي الرياض بعد نقل عبارة الفهرست قال: فلعله لم يكن في عداد
مشاهير العلماء.
٥٩: الشيخ حسن الايلخاني أو الايلكاني الكبير.
يأتي بعنوان حسن بن حسين أو ابن آق بوقا.
٦٠: الحسن بن أيوب
ذكره الشيخ في أصحاب الكاظم ع وقال النجاشي
الحسن بن أيوب له كتاب أصل قال ابن الجنيد حدثنا حميد بن زياد حدثنا
محمد بن عبد الله بن غالب عن الحسن بن أيوب اه‍. وعن البلغة قد
يستفاد من قوله له أصل مدحه لكنه غير صريح فيه ولذا تركنا التعرض له
يعني لم يجعله من الممدوحين وفي التعليقة فيه ما أشرنا إليه في الفائدة الثانية
يعني أنه من أسباب المدح قال على أنه لا وجه لعدم التعرض بسبب عدم
الصراحة كيف وربما كان كثير من الممدوحين لا تصريح بالنسبة إليهم
اه‍. وقد سقطت كلمة أصل من نسخة صاحب منهج المقال وهي موجودة
في كتاب النجاشي وفي نسخة صاحب النقد وغيره وفي الفهرست الحسن بن
أيوب له كتاب رويناه عن ابن عبدون عن الأنباري عن حميد عن أحمد بن
ميثم بن الفضل بن دكين وفي المعالم الحسن بن أيوب له كتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن أيوب برواية
محمد بن عبد الله بن غالب عنه وزاد الكاظمي رواية أحمد بن ميثم بن
الفضل بن دكين عنه.
٦١: الحسن بن أيوب بن أبي غفيلة الصيرفي
النسخ في غفيلة مختلفة ففي بعضها غفيلة وفي
بعضها عفيلة وفي بعضها عقيلة قال الشيخ في الفهرست له كتاب النوادر أخبرنا به ابن عبدون
عن الأنباري عن حميد عن أحمد بن علي الصيدي الحموي عنه اه‍. وفي
التعليقة في الكافي في باب طلب الرياسة رواية هكذا محمد بن يحيى عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن أيوب عن أبي غفيلة الصيرفي حدثنا
كرام الخ وفي الحاشية عن خالي المجلسي الثاني في الفهرست الحسن بن
أيوب بن أبي غفيلة ولعله هكذا فصحف وقال النجاشي له كتاب أصل وفيه
مدح اه‍. ويفهم من ذلك أنه جعله مع الحسن بن أيوب السابق واحدا
وفيه ما لا يخفى. وفي المعالم الحسن بن أيوب بن أبي عقيلة له النوادر.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية الحسن بن محمد بن سماعة تارة عنه
بلا واسطة وأخرى بتوسط جعفر ولكنه استظهر كونه اشتباها وأن الصواب
الحسن بن محبوب بقرينة رواية الحسن بن محمد بن سماعة عنه وروايته عن
العلاء بن رزين كثيرا ثم نقل رواية أحمد بن بشير عن ابن غفيلة الحسن بن
أيوب عن داود بن كثير الرقي في باب الذبائح والأطعمة من التهذيب ورواية
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن أيوب بن أبي غفيلة الصيرفي عن
كرام في باب طلب الرياسة من الكافي اه‍.
٦٢: السيد عز الدين حسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الأطراوي العاملي
الأطراوي: نسبة إلى إطراء. في رياض العلماء: إطراء قرية من
قرى جبل عامل. وقد سئل الشهيد قدس سره مسائل في قرية اطراء
وأجاب عنها وعندنا من ذلك نسخة اه‍. ولا يوجد في جبل عامل الآن
قرية تسمى اطراء ولعل الاسم محرف والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء السيد الأديب عز الدين حسن بن أيوب الشهير
بابن نجم الدين الأطراوي العاملي كان من أجلة العلماء وأكابر الفقهاء من
تلامذة الشهيد قدس سره وقال الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي في إجازته
للسيد حسن بن علي بن شدقم المدني في حق المترجم: السيد الأجل
الأعظم الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الأطراوي العاملي اه‍.
وقال بعض المعاصرين السيد فخر الدين الحسن بن أيوب المشتهر بابن نجم
الدين الأعرج الحسيني الأطراوي العاملي من السادة الأجلة وكبراء الدين
والملة اه‍.
تأملات في المقام
ترجمه صاحب الرياض بالسيد حسن بن أيوب الشهير بابن نجم
الدين الأطراوي العاملي وكذلك ابن خاتون في إجازته كما سمعته.
وترجمه بعض المعاصرين بالسيد فخر الدين الحسن بن أيوب المشتهر
بابن نجم الدين الأعرج الحسيني الأطراوي العاملي وقال إنه جد السيد
حسن بن جعفر بن فخر الدين حسن بن أيوب الآتي شيخ الشهيد الثاني
اه‍. ولم يذكره صاحب أمل الآمل وإنما ذكر في القسم الثاني السيد عز
الدين الحسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج الحسيني تلميذ الشهيد كما
(٢٤)

ستعرف وذكر في القسم الأول السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر
الدين حسن بن نجم الدين بن الأعرج الحسيني العاملي الكركي وذكر مثله
صاحب الرياض إلا أنه قال حسن بن أيوب بن نجم الدين.
وقال صاحب الرياض الحق انه اي المترجم بعينه السيد حسن بن
أيوب بن نجم الدين الأعرج الحسيني الآتي واستظهر في ترجمة الآتي ان
يكون جد السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين حسن بن أيوب
ابن نجم الدين ابن الأعرج الحسيني العاملي الكركي واحتمل ان يكون من
أولاد السيد عميد الدين الأعرجي الحسيني الحلي أو أخيه السيد ضياء الدين
أستاذي الشهيد وقد سكن جبل عامل ثم قال وظني انه من سلسلة السيد
ضياء الدين عبد الله بن محمد بن علي الأعرج الحسيني ثم قال إنه رأى نسخة من
كتاب مسائل اليقين لذوي الفطنة والتمكين قال ويظهر منه أي الكتاب ان للشيخ
ابن نجم الدين كتابا في مسائل الفقه ثم استظهر ان المراد بالشيخ ابن نجم
الدين هو الشيخ عز الدين الحسن بن أيوب بن نجم الدين الأطراوي
العاملي المقدم ذكره واحتمل المغايرة لان ابن نجم الدين المذكور ليس من
السادة اه‍. وفي هذه الكلمات نظر من وجوه أولا ان الأطراوي لقبه عز الدين
وجد السيد بدر الدين لقبه فخر الدين كما صرح به صاحبا الآمل والرياض
وهو علامة تغايرهما فكيف يجعل الأطراوي جد بدر الدين وجد السيد حسين وولده
حبيب الله ثانيا المترجم الأطراوي وجد بدر الدين كركي وهو أيضا علامة التغاير
ثالثا ان جد بدر الدين لم يصفه صاحبا الأمل والرياض بالأطراوي في ترجمة
بدر الدين بل وصفاه بابن الأعرج الحسيني العاملي الكركي وهو دليل التغاير
رابعا الحسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج الحسيني لم يصفه في
الأمل لا بالكركي ولا بالأطراوي فلو كان كركيا أو أطراويا لما خفي عليه
وظهر لغيره وذلك علامة المغايرة لهما خامسا ما ذكرناه في الجزء الخامس
عشر نقلا عن بعض المعاصرين من وجود السيد جعفر بن فخر الدين
حسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج الأطراوي العاملي ولم نجده لغيره
فصاحبا الأمل والرياض كما ستعرف ذكرا السيد بدر حسن بن جعفر
المذكور ووصفاه بالعاملي الكركي ولم يصفاه بالأطراوي وقالا انه أستاذ
الشهيد الثاني وقال الأول انه والد ميرزا حبيب الله العاملي الكركي والثاني
انه والد السيد حسين المجتهد ومعلوم ان السيد حسين وولده ميرزا حبيب
الله المذكورين لم ينسبهما أحد بالأطراوي وانما نسبا بالكركي سادسا ان
صاحب الرياض قال كما سمعت ان ابن نجم الدين الأطراوي ليس من
السادة والمترجم سيد حسيني. والذي يمكن ان يقال إن هنا ثلاثة اشخاص
أحدهم السيد فخر الدين الحسن بن أيوب بن نجم الدين الأعرج
الحسيني العاملي الكركي وهو جد السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر
الدين حسن بن نجم الدين الذي ذكره اي حسن بن جعفر صاحبا
الأمل والرياض والثاني السيد عز الدين حسن بن أيوب الشهير بابن
نجم الدين الأطراوي العاملي وهما مختلفان باللقب والنسبة والأول صرح فيه
بأنه حسيني والثاني لم يذكر نسبه والثالث السيد حسن بن أيوب بن
نجم الدين الأعرجي الحسيني الحلي من ذرية السيد عميد الدين أو ضياء الدين
وليس من أهل جبل عامل ولا جاء إليها وان ثبت وجود من اسمه الشيخ
نجم الدين الأطراوي كان رابعا ان لم يكن حصل اشتباه بين الشيخ والسيد
وبذلك يرتفع الاعتراض عن صاحب الأمل بذكره الأعرجي الحسيني في
غير علماء جبل عامل ولا يحتاج إلى تكلف انه سكن جبل عامل ولا إلى
تكلف ان لفظ الأعرجي الحسيني من سهو النساخ.
مشايخه
يروي عن فخر الدين محمد ابن العلامة وعن الشهيد وعن أستاذي
الشهيد السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد وأخيه عميد الدين عبد المطلب
ابن أخت العلامة ابني محب الدين أبي الفوارس ابن الأعرج وقرأ على عميد
الدين وفي الرياض يظهر روايته عن فخر الدين وعن ولدي مجد الدين من
إجازة الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي للسيد حسن بن شدقم المدني وفي
مستدركات الوسائل أن الأطراوي يروي عن أربعة من أساطين الشريعة
وهم فخر المحققين والسيد عميد الدين وأخوه السيد ضياء الدين والشهيد
الأول اه‍. ولكن غيره ممن ذكروا روايته عن الشهيد وابني أبي الفوارس
عندهم اتحاد الأطراوي والكركي فلم يعلم أن المصرح بروايته عن الثلاثة
هو أيهما وإن كان الأطراوي والكركي واحدا فان للمترجم شيخ آخر ذكر في
الكركي.
تلاميذه
يروي عنه الشيخ شمس الدين محمد الشهير بالعريضي العاملي عن
الشهيد كما صرح به الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي في إجازته للسيد
حسن بن علي بن شدقم المدني وصرح بأنه الأطراوي.
مؤلفاته
قال بعض المعاصرين في ترجمة الأطراوي ما هذا صورته: جمع أبو
القاسم بن طي في كتاب مسائله المرتب على أبواب الفقه فتاوى السيد
حسن بن أيوب بن نجم الدين المذكور وفتاوى الشهيد وسماه المسائل المفيدة
بالألفاظ الحميدة لذوي الألباب والبصائر السديدة من مسائل السيد الأمجد
والفريد الأوحد من جده المصطفى محمد بن نجم الدين والشهيد وقال إن
عنده منها نسخة فرع منها ناسخها سنة ٨٥٣ اه‍. وفي الرياض رأيت في
أصفهان نسخة عتيقة من كتاب مسائل اليقين لذوي الفطنة والتمكين
لبعض علمائنا المتأخرين تاريخها سنة ٨٢٤ وهي بخط أحمد بن حسين بن
حمزة بن أحمد الصريحاني والظاهر أنه بعينه كتاب مسائل ابن طي وقد ينقل
فيه عن ابن حسام مشافهة فلاحظ درجته وقد ينقل عنه عن ابن سليمان
بالواسطة فلاحظ وقد أورد فيه كتاب المسائل الفقهية الضرورية من فتاوى
علماء عصره وغيرهم في جميع أبواب الفقه ورتبه على ترتيب عمدة كتب
الفقه وقد أضاف إليها من غيرها مسائل الشيخين الإمامين ابن مكي يعني
الشهيد وكتاب مسائل ابن نجم الدين اه‍. وفي مسودة الكتاب ولا أعلم
الآن من أين نقلته ولعله من كتاب الذريعة إلى مؤلفات الشيعة إن كتاب
مسائل ابن نجم الدين هي تأليف السيد الشريف بدر الدين (١)
الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين الأطراوي العاملي الأعرجي
الحسيني تلميذ السيد عميد الدين عبد المطلب ابن السيد مجد الدين أبي
الفوارس الأعرجي ابن أخت العلامة الحلي إلى أن قال وينقل عن هذه
المسائل الشيخ أبو القاسم بن طي في مسائله المعروفة بمسائل ابن طي
وجدت منه نسخة عتيقة جدا كتب عليها هذه مسائل بخط السيد المعظم
ابن نجم الدين وأجوبتها بخط شيخنا ابن مكي أدام الله أيامهما مسالة
نكاح المريض مشروط بالدخول فلو مات الزوج وادعت الزوجة أنه دخل

(١) هكذا في النسخة ومر انه عز الدين أو فخر الدين.
(٢٥)

وفيه ٦٥ مسالة فقهية من أبواب متفرقة يقرب الكل من ٥٠٠٠ بيت اه‍.
٦٣: السيد فخر الدين حسن بن أيوب بن نجم الدين بن الأعرج الحسيني
العاملي الكركي.
هو جد السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين هذا أستاذ
الشهيد الثاني وجد السيد حسين الكركي المعروف بالمجتهد الآتي وجد الميرزا
حبيب الله المقدم ذكره ومر أن صاحب الرياض جعله متحدا مع الأطراوي
المتقدم وبينا وجه النظر في ذلك واستظهرنا أن يكون غيره. يروي عن
الشهيد الأول وفي الرياض يروي عن الشيخ نظام الدين علي بن عبد
الحميد النيلي قال: ويروي عنه الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام العاملي
العيناثي اه‍. ومر أن جعفر بن الحسام يروي عن شمس الدين محمد
العريضي عن الأطراوي عن الشهيد. ويمكن اتحاده مع الذي قبله وينافيه
اختلاف اللقب.
٦٤: الحسن بن أيوب بن نوح
في التعليقة سيجئ في آخر الكتاب ما يشير إلى كونه من رؤساء
الشيعة اه‍. وهو إشارة إلى ما في آخر منهج المقال أن الشيخ الطوسي روى
باسناد له عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال وأحمد بن هلال ومحمد بن
معاوية بن حكيم والحسن بن أيوب بن نوح في خبر طويل مشهور قالوا جميعا
اجتمعنا إلى أبي محمد الحسن بن علي نسأله عن الحجة من بعده وفي مجلسه
أربعون رجلا وذكر ما حاصله أنه أراهم ابنه المهدي وأمرهم بالأخذ من
عثمان بن سعيد العمري الحديث.
٦٥: السيد حسن ابن السيد باقر ابن السيد إبراهيم ابن السيد محمد الحسني
البغدادي المعروف بالسيد حسن الأصم والموصوف بالعطار.
من بيت العطار المشهورين وباقي نسبه مر في جده إبراهيم بن محمد
توفي سنة ١٢٤١.
ومر في الجزء الخامس الخلاف في وفاة جده السيد إبراهيم أنه سنة
١٢٤٠ أو حدود ١٢١٥ وتاريخ وفاة المترجم يرجح الثاني والمترجم وأبوه
وجده وأبو جده كانوا كلهم علماء شعراء وترجموا في أبوابهم من هذا
الكتاب.
كان المترجم عالما فاضلا أديبا شاعرا مجيدا ذكره الشيخ محمد الغلامي
الموصلي في كتابه شمامة العنبر في التراجم وهي مخطوطة لم تطبع ووصفه بما
يناسب فضله ولكن استلفت نظرنا إن بعض شعراء عصر مؤلفها الملقب
بالرامي قد أرخها بقوله:
يا منطقي نحو معاني الثنا صف بحر علم فاض بالجوهر
أخفى الخفاجي بريحانة أرخ له شمامة العنبر
فيكون تاريخها سنة ١١٦٩ هذا بناء على أن الهاء في شمامة تاء
والصواب جعلها هاء لأن العبرة في التاريخ بما يكتب لا بما يلفظ والحال أن
وفاة المترجم المذكور فيها سنة ١٢٤١.
وذكره عصام الدين عثمان الموصلي في الروض النضر في ترجمة أدباء
العصر وذكر في وصفه أسجاعا كثيرة على عادة أهل ذلك العصر وقال بحر
بغير قرار عطر مشام الفصاحة ووصفه بالفضل والعرفان ثم قال سافر إلى
الحج وكان العلامة صبغة الله في دارنا مسافرا وضيفا فأرسل إليه هدية
وكتب له هذين البيتين:
مولاي هذا قدر واهن * يخبر عن قلة ميسوري
ليست على قدري ولا قدركم * لكن على مقدار مقدوري
ووجدت بخطه بديعية السيد حسين بن أمير رشيد بن قاسم
الرضوي التي أولها:
حيا الحيا عهد أحباب بذي سلم * وملعب الحي بين البان والعلم
كتبها سنة ١٢٢٤ وهو معاصر للشاعر الأديب حسن ابن أخي عبد
الباقي العمري الموصلي الشاعر المشهور ونظم حسن المذكور قصيدة في رثاء
الحسين ع أولها قد فرشنا لوطئ تلك النياق ولم يتيسر لنا
الاطلاع عليها فقال المترجم مقرضا لها:
حبذا واخدات تلك النياق * حيث وافت بكتبكم المعراق
حاملات من الخليل طروسا * هيجت نار لوعتي واشتياقي
فتلقيتها بفرط احترام * حال وضعي لها على الأحداق
ثم قبلتها لشدة شوق * كان مني لها وعظم احتراق
شمت منها فرائدا ليس يحصي * مادح حصر وصفها في نطاق
أسكرتني لما حسوت طلاها * وحلا عذب طعمها في مذاقي
غادة لو رأت محاسنها الشمس * لما سارعت إلى الاشراق
أو رأى البدر وجهها لتوارى * من حياء به بسجف المحاق
أو رأى الغصن قدها يتثنى * لذوي عاريا عن الأوراق
حيث زفت إلى إمام همام * سبط خير الورى على الاطلاق
وسليل البتول بضعة طه * صاحب الحوض واللوا والبراق
أيها الماجد الأديب المجلي * في عراص العلا بيوم السباق
متحف السيد الشهيد بنظم * هو للخلود حلية الأعناق
رق لفظا وراق معناه فاعجب * لكلام بسحره هو راقي
وله منقول من خطه:
من لصب أغرق الطرف بكاه * وعراه من هواكم ما عراه
مسه الضر وأمسى شبحا * ما له ظل إذ الشوق براه
قوض السفر وما نال من * النفر الماضين في جمع مناه
يا أهيل الحي هل من نظرة * ينجلي فيها من الطرف قذاه
أوعدوني بوصال منكم * فعسى يشفى من القلب ضناه
وارحموا حال معنى مغرم * مستهام شمتت فيه عداه
يا رعى الله زمانا معكم * فيه قد ألبسنا الأس رداه
نجتني من قربكم عند اللقا * ثمر الوصل وقد طاب جناه
قد تقضى وانقضت أيامه * ومحيا الوصل قد زال بهاه
شابهت ضيفا بطيف زارنا * ثم ولى حيث لم نخش قراه
وله:
وخريدة حسناء قد ضحكت * وبدت قلائدها من النحر
فحسبت ما في الثغر في النحر * وحسبت ما في النحر في الثغر
وله:
أخا التيه يا من ليس يرضى على امرئ * فالق عصا الخيلاء عنك إلى حيث
(٢٦)

إذا شئت أن تسمو فكن كسحابة * تجمع فيها الرعد والبرق والغيث
وله:
أحبابنا لا تنسبوني إلى القلا * فاني على ما تعهدون من الود
ألا أن دهري قد رماني بحادث * فأبدى بمرآة الخيال لكم بعدي
وله:
أنا عبد لمن تلمك عبدا * كف عنه سيف الأذى والتجني
وإذا ما دهته يوما خطوب * صانه مشفقا عليه فصني
وله:
دع الخيانات ولا تأتها * تحظ بأموال الورى كلها
وأردد إلى الناس أماناتهم * تطع إله العرش في فعلها
فالله قد قال بتنزيله * ردوا الأمانات إلى أهلها
وله في قهوة البن:
كأنما السوداء منها امتلت * بيض الفناجين بكف النديم
عيون صب بات في فكرة * يرعى السهى في جنح ليل بهيم
وفي نسخة ذكر البيت الأول هكذا:
كأنما السوداء منها بدا * نقص الفناجين بكف النديم
وله فيها:
ورب قهوة بن في الصباح بدت * تجلى فناجيتها في كف ساقيها
فقلت ليل بدا صبحا فقيل أجل * هي ابنة البن قد زفت لحاسيها
وله في تزويج الشيخ علي ابن الشيخ موسى ابن الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء:
بشرى فربع المعالي بات مانوسا * وكاد بالأنس أن يسمو الفراديسا
وخندريس الهنا راقت لشاربها * في يوم عرس سليل المجتبى موسى
فتى سما ذروة العلياء منذ نشا * مؤسسا لبناء الفضل تأسيسا
فكم أمات من الجهل الفظيع وكم * أحيا من العلم ما قد كان مرموسا
فاسحب ذيول التهاني ما حييت ولا * برحت من أعين الحساد محبوسا
ولتهن أعمامك الغر الأولى أبدا * ما داخلوا بوداد الفضل تدليسا
محمد وعلي الطهر والحسن الزكي * لا سيما روح العلى عيسى
فاسعد بعرس لك الاقبال أرخه * زوجت بدر الحجى بالشمس يا موسى
وله:
إني بلوت الدهر لمن أنظر سوى * طلب الدراهم في الورى يلفى به
والمال لم يحصل بغير مذلة * والمال كل الناس من طلابه
من راح يطلب قوته بمذلة * فالموت من دون الورى أولى به
وله:
لا تكلني إلى صدود وهجر * وملال وجفوة لا تكلني
أمن العدل أن أروح بوجد * تتشفى به العواذل مني
قال لي كيف أنت قلت بخير * أن تحقق ببذل وصلك ظني
قال ما ذا دهاك قلت حبيبي * لا تسلني وسل فؤادك عني
٦٦: الميرزا حسن المعروف بالمجتهد ابن الميرزا باقر ابن الميرزا أحمد بن لطفعلي
خان ابن محمد صادق القره داغي التبريزي.
ولد في تبريز سنة ١٢٦٨ وتوفي في تبريز ليلة الخميس تاسع جمادى
الثانية ١٣٣٧ أو ٣٨ ونقلت جنازته إلى النجف حيث دفن في مقبرتهم
المعروفة.
خرج بعد تحصيل المبادي إلى النجف لتحصيل الغايات فاخذ عن
الميرزا الشيرازي والسيد حسين الترك والملا محمد الإيرواني والميرزا حبيب الله
الرشتي والملا محمد الشرابياني والملا علي بن فتح الله النهاوندي وغيرهم ثم
عاد إلى تبريز فرأس واستوثق له الأمر وراجعه الناس وصار أكبر زعيم ديني
في آذربيجان له ١ تشريح الأصول مطبوع ٢ رسالة في مقدمة
الواجب ٣ كتاب الطهارة ٤ رسالة عملية مطبوعة.
٦٧: الحسن بن بحر المدائني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٨: الشيخ حسن البحراني
وصفه في المستدركات بالعالم يروي الشيخ أحمد بن زين الدين
الأحسائي عن ولده أحمد بن الحسن البحريني عن أبيه الحسن عن الشيخ
عبد الله البلادي من مشايخ صاحب الحدائق.
٦٩: الحسن بن بشار
ذكره ابن داود في باب الحسن وسيأتي في باب الحسين.
٧٠: الحسن بن بشار بن محمد بن مرزوق أبو محمد الريان الحلبي
توفي سنة ٥١٥.
في لسان الميزان: من شيوخ الرافضة له مصنف في منع رؤية الله
تعالى مات سنة ٥١٥.
٧١: الحسن بن بشير
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال مجهول
وفي الخلاصة الحسن بن بشير من أصحاب الكاظم ع مجهول
اه.
٧٢: السيد حسن البغدادي العطار
مر بعنوان السيد حسن الأصم البغدادي العطار.
٧٣: حسن بك روملو
روملو اسم عشيرة. ولو بالتركية: علامة النسبة. كان فاضلا
أديبا من علماء الدولة الصفوية في أواخرها معاصرا للمحقق الكركي وله
تاريخ اسمه أحسن التواريخ ويعرف بتاريخ حسن بك روملو تعرض فيه
لتواريخ الصفوية كثيرا وينقل عنه صاحب رياض العلماء فيه كثيرا منها قوله
في مدح المحقق الكركي أنه كان كثير الاهتمام باعلان المذهب الحق
الجعفري اه.
٧٤: الحسن بن بكر العجلي
يروي عنه إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات عن أبيه عن
(٢٧)

أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع حديثا في الخنثى ولم يذكره
أصحاب الرجال وكونه من شرط كتابنا محتمل.
٧٥: الشيخ حسن البلاغي العاملي
ذكره صاحب جواهر الحكم في كتابه فقال قرأ الدرس عند والدي
بقرية طير دبا مدة من الزمان ثم انتقل إلى العراق فقرأ في النجف ولم تطل
مدته فتوفي هناك اه. وهو غير الشيخ حسن البلاغي والد الشيخ محمد
جواد البلاغي النجفي.
٧٦: ركن الدولة أبو علي الحسن بن بويه بن فناخسرو الديلمي
وباقي نسبه ذكر في ترجمة أخيه معز الدولة أحمد بن بويه في المجلد
الثاني المجلد السابع.
ولد تقديرا سنة ٢٨٤ وتوفي ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة بقيت من
المحرم سنة ٣٦٦ بالري ودفن في مشهده. قال ابن خلكان عن أبي إسحاق
الصابي.
صفاته وأقوال العلماء فيه
كان ركن الدولة ملكا جليلا عظيما شجاعا موفقا كريما عاقلا مديرا
ناظرا في العواقب حسن التدبير في الحروب حليما محبا للعفو حسن النية كريم
المقدرة حافظا للذمام وفيا بالعهود رفيع الهمة شريف النفس بعيدا عن
الدنايا وفيما يأتي من أخباره أدلة وشواهد على ذلك. فهو قد واقع العسكر
المرسل إلى كازرون فهزمهم وهو في نفر يسير. ومن حسن تدبيره أنه لما
قصده المرزبان خادعه وتواضع له ووعده أن يسلمه بعض البلاد وطاوله حتى
جاءته النجدات فحاربه وهزمه. ولما واقعه منصور بن قراتكين وضاق به
الأمر صبر حتى ظفر ولم يهرب ولو هرب لهلك ولما جاءه جيش خراسان بعدد
لا قبل له به صبر وقاتلهم من وجه واحد حتى ملوا وصالحوه. ومن وفائه
ابتداؤه لما ورد شيراز بزيارة قبر أخيه وسيره حافيا حاسرا ولزومه القبر ثلاثة
أيام وفاء لحق أخيه الذي رباه. ومن علو همته أنه لم يقبل بمنع عسكر
خراسان الذين جاءوا للغزاة من دخول بلاده مجتمعين لما أشار عليه ابن
العميد بذلك وقال: لا تتحدث الملوك إني خفت جمعا من الغزاة.
وساعده الحظ والتوفيق فهو لما كان رهينة عند مرداويج وقتل مرداويج
وخرج ركن الدولة إلى الصحراء ليفك قيوده صادف ورود بغال عليها تبن
فركبها هو وأصحابه. ولما جاء منصور بن قراتكين لحربه نحو همذان وصار
بينهما مقدار عشرين فرسخا عدل منصور إلى أصبهان ولو قصد همذان
لانحاز ركن الدولة عنه وكان ملك البلاد. ولما جاءته جيوش خراسان مرة
بما لا طاقة له به وخرج لحربهم حمل خنزير بري على مقدمهم فشب به فرسه
فوقع فمات وتفرقوا وكفاه الله شرهم. ولما وصل منصور أصفهان وخرج
منها أصحاب ركن الدولة وأهله وأسبابه لم يلحقهم منصور ولو لحقهم
لغنمهم. ولما واقعه منصور وضاق به الأمر أتاه الخبر بان منصورا وعسكره
عادوا إلى الري وتركوا خيامهم فغنم ذلك وكان هذا من صنع الله له
وتوفيقه.
ومن حسن تدبيره أنه لما حاربه الغزاة الخراسانية وجيشهم أعظم من
جيشه أمر من يسيرون إلى مكان ويثيرون غبرة شديدة ويرسلون من يخبره
بوصول المدد فقويت بذلك نفوس أصحابه وحملوا على الخراسانية
فهزموهم. ومن حلمه وحبه للعفو أنه كان منهم جماعة في البلد كانوا
أساؤوا كثيرا فقصدهم الديلم ليقتلوهم فمنعهم وأطلق الأسارى وأمر لهم
بنفقات وردهم إلى بلادهم.
ومن شرف نفسه وبعده عن الدنايا أنه لما استجار به إبراهيم بن
المزربان ورده إلى ولايته وأشار عليه ابن العميد أن يعوضه عنها ويأخذها
لأنه لا يقول بشؤونها امتنع وقال لا يتحدث الناس عني أنه استجار بي
إنسان وطمعت فيه، وعير ولده عضد الدولة بذلك ومن حسن نيته وكرم
مقدرته أنه لما تهدده وشمگير إن ظفر به بما لم يجسر كاتبه على قراءته له:
أمر أن يكتب له: والله لئن ظفرت بك لأعاملنك بضد ما كتبت ولأحسنن
إليك ولأكرمنك. فلقي وشمگير سوء نيته ولقي ركن الدولة حسن نيته.
ومن مساعدة الحظ والتوفيق له أنه كان له عدو بطبرستان شديد
العداوة فمات وعصى عليه إنسان بهمذان فلما أتاه خبر موت وشمگير مات
لوقته وكفى الله ركن الدولة هم الجميع.
ومن وفائه: أنه لما سمع بقبض ولده عضد الدولة على ابن عمه
بختيار القى نفسه عن سريره إلى الأرض وتمرع عليها ومرض مرضا لم
يستقل منه باقي حياته، لأن أخاه كان قد رباه. وحرض أعداء عضد
الدولة عليه وحجب رسله وهم بقتلهم وسبه وشتمه وتهدده ولم يرض حتى
أخرجه من بغداد ورده إلى فارس وأخرج بختيار من محبسه ورده إلى ملكه
هذا مع شدة محبته لعضد الدولة وتوسمه فيه النجابة وكون ابن أخيه بختيار
ليس أهلا للملك ولا لتدبيره.
وقال ابن الأثير عند ذكر وفاته: أصيب به الدين والدنيا جميعا
لاستكمال خلال الخير فيه وقال ابن خلكان: كان ملكا جليل المقدار عالي
الهمة وكان صاحب أصبهان والري وهمذان وجميع عراق العجم وهو والد
عضد الدولة فناخسرو ومؤيد الدولة أبي منصور بويه وفخر الدولة أبي
الحسن علي وكان مسعودا رزق السعادة في أولاده الثلاثة وقسم عليهم
الممالك فقاموا بها أحسن قيام. وكان ركن الدولة أوسط الإخوة الثلاثة
وهم عماد الدولة أبو الحسن علي وركن الدولة المذكور ومعز الدولة أبو
الحسين أحمد وكان عماد الدولة أكبرهم ومعز الدولة أصغرهم اه.
ابتداء دولته
كان لأبيه بويه المكنى بأبي شجاع ثلاثة أولاد وهم. عماد الدولة أبو
الحسن علي. وركن الدولة أبو علي الحسن المترجم. ومعز الدولة أبو
الحسن أحمد وكانوا في السن على هذا الترتيب وملكوا كلهم ومرت ترجمة
معز الدولة في بابه وقد ذكرنا شيئا من ابتداء دولتهم في ترجمته. قال ابن
الأثير في حوادث سنة ٢٢١ أنه خرج من بلاد الديلم جماعة لتملك البلاد،
منهم من كان بن كالي ومرداويج بن زيار وغيرهما. وخرج مع كل واحد
منهم خلق كثير من الديلم. وخرج أولاد أبي شجاع في جملة من خرج
وكانوا من جملة قواد ما كان بن كالي وجرت خطوب واستولى مرداويج على
ما كان بيد ما كان من طبرستان وجرجان وعاد ما كان إلى نيسابور
مهزوما فلما رأى أولاد بويه ضعفه وعجزه قال له عماد الدولة وركن
الدولة: نحن في جماعة وقد صرنا ثقلا عليك وعيالا وأنت مضيق والأصلح
لك أن نفارقك لنخفف عنك مؤونتنا فإذا صلح أمرنا عدنا إليك. فاذن لهما
فسارا إلى مرداويج فقبلهما أحسن قبول وخلع عليهما وأكرمهما وقلد علي بن
(٢٨)

بويه كرج وكذلك سائر قواد ما كان الواصلين إليه، قلد كل واحد منهم
ناحية فساروا إلى الري وبها أخوه وشمگير بن زيار والحسين بن محمد الملقب
بالعميد والد ابن العميد المشهور وهو وزير مرداويج وعرض عماد الدولة
بغلة شهباء فارهة للبيع فاشتراها العميد بمائتي دينار فاخذ علي بن بويه منها
عشرة دنانير ورد الباقي مع هدية ثم ندم مرداويج على تولية القواد فكتب
إلى أخيه وشمگير وإلى العميد بمنعهم فلما وقف العميد على هذا الكتاب أمر
عماد الدولة بالمسير من ساعته إلى عمله ففعل ونفعت البغلة ولما أصبح
العميد عرض الكتب على وشمگير فمنع القواد من المسير وسال عن عماد
الدولة فأخبر بمسيره فأراد أن ينفذ خلفه من يرده فقال له العميد: إنه لا
يرجع إلا بقتال ويخرج عن طاعتنا، فتركه. ووصل عماد الدولة إلى كرج
وافتتح أصبهان وكان بها المظفر بن ياقوت واستولى على أرجان وسار نحو
النوبتدجان وانفذ عماد الدولة أخاه ركن الدولة الحسن المترجم إلى كازرون
وغيرهما من أعمال فارس فاستخرج منها أموالا جليلة. وفي تجارب الأمم:
فاستخرج منها أموالا عظيمة وأثار ذخائر جليلة كانت للأكاسرة يتوارثها قوم
هناك فزاد استخراجه على استخراج أخيه. قال ابن الأثير: وكان ابن
ياقوت قد عاد إلى أصبهان فانفذ عسكرا إلى كازرون فواقعهم ركن الدولة
فهزمهم وهو في نفر يسير وعاد غانما سالما إلى أخيه اه. وقال ابن الأثير في
حوادث سنة ٣٢٢: فيها استولى مرداويج على الأهواز فلما بلغ عماد الدولة
ذلك كاتب نائب مرداويج أن يتوسط الحال بينه وبين مرداويج ففعل وأجابه
مرداويج إلى ذلك وأهدى له ابن بويه هدية جليلة وانفذ أخاه ركن الدولة
رهينة وفي حوادث سنة ٣٢٣ قال لما قتل مرداويج كان ركن الدولة بن بويه
رهينة عنده فبذل للموكلين مالا فأطلقوه فخرج إلى الصحراء ليفك قيوده
فأقبلت بغال عليها تبن وعليها أصحابه وغلمانه فالقى التبن وكسر أصحابه
قيوده وركبوا الدواب ونجوا إلى أخيه عماد الدولة بفارق قال فيها وجهز عماد
الدولة أخاه ركن الدولة الحسن إلى بلاد الجبل وسير معه العساكر فسار إلى أصبهان
فاستولى عليها وأزال عنها وعن عدة من بلاد الجبل نواب وشمگير وأقبل وشمگير
وجهز العساكر نحوه وبقي هو ووشمگير يتنازعان تلك البلاد وهي أصبهان وهمذان
وقم وقاشان وكرج والري وكفكور وقزوين وغيرها وفي حوادث ٣٢٤ فيها كانت
الري وأصبهان والجبل في يد ركن الدولة بن بويه ويد وشمگير يتنازعان عليها
وتمكن عماد الدولة وركن الدولة من بلاد فارس وبلاد الجبل وقال في
حوادث سنة ٣٢٧ فيها أرسل وشمگير بن زيار أخو مرداويج جيشا كثيفا من
الري إلى أصبهان وبها أبو علي الحسن بن بويه وهو ركن الدولة فأزالوه عنها
واستولوا عليها وخطبوا فيها لوشمكير ثم سار ركن الدولة إلى بلاد فارس
فنزل بظاهر إصطخر وسار وشمگير إلى قلعة الموت فملكها وعاد منها وقال في
حوادث سنة ٣٢٨ فيها سار ركن الدولة أبو علي الحسن بن بويه إلى واسط
وكان سبب ذلك أن أبا عبد الله البريدي أنفد جيشا إلى السوس وقتل قائدا
من الديلم فتحصن أبو جعفر الصيمري بقلعة السوس وكان على خراجها
وكان معز الدولة أبو الحسين أحمد بن بويه بالأهواز فخاف أن يسير إليه
البريدي من البصرة فكتب إلى أخيه ركن الدولة وهو بباب إصطخر قد عاد
من أصبهان على ما ذكرناه يستنجده فلما أتاه كتاب أخيه سار إليه مجدا يطوي
المنازل حتى وصل إلى السوس ثم سار إلى واسط ليستولي عليها إذ كان قد
خرج عن أصبهان وليس له ملك ليستقل به فنزل بالجانب الشرقي وكان
البريديون بالجانب الغربي فاضطرب رجال ابن بويه فاستأمن منهم مائة رجل
إلى البريدي ثم سار الراضي وبجكم من بغداد نحو واسط لحربه فخاف أن
يكثر الجمع عليه ويستأمن رجاله فيهلك لأنه كان له سنة لم ينفق فيهم مالا
فعاد من واسط إلى الأهواز ثم إلى رامهرمز وسار من رامهرمز واستولى على
أصبهان وأخرج عنها أصحاب وشمگير وقتل منهم واستأسر بضعة عشر قائدا
وكان سبب ذلك أن وشمگير كان قد انفذ عسكره إلى ما كان نجدة له على
ما ذكرناه فخلت بلاد وشمگير من العساكر وسار ركن الدولة إلى أصبهان
وبها نفر يسير من العساكر فهزمهم واستولى عليها وكاتب هو وأخوه عماد
الدولة أبا علي بن محتاج يحرضانه على ما كان وشمگير ويعدانه المساعدة
عليهما فصار بينهم بذلك مودة. وقال في حوادث سنة ٣٢٩ سار أبو علي بن
محتاج نحو الري فوصلها وبها وشمگير بن زيار أخو مرداويج وكان عماد
الدولة وركن الدولة ابنا بويه يكاتبان أبا علي ويحثانه على قصد وشمگير
ويعدانه المساعدة وكان قصدهما أن تؤخذ الري من وشمگير فإذا أخذها أبو
علي لا يمكنه المقام بها لسعة ولايته بخراسان فيغلبان عليها فبلغ ذلك
وشمگير فكاتب ما كان ابن كالي يستقدمه فسار ما كان من طبرستان إلى
الري وسار أبو علي وأتاه عسكر ركن الدولة ابن بويه فاجتمعوا معه باسحاقا
باذ والتقوا هم ووشمگير فقتل ما كان وهرب وشمگير وقال في حوادث سنة
٣٣٠ لما سمع ركن الدولة وأخوه عماد الدولة ابنا بويه بملك وشمگير الري
طمعا فيه فسار ركن الدولة الحسن بن بويه إلى الري واقتتل هو ووشمگير
فانهزم وشمگير وإستامن كثير من رجاله إلى ركن الدولة ثم أن الحسن بن
الفيرزان راسل ركن الدولة وواصله فتزوج ركن الدولة بنتا للحسن فولدت
له ولده فخر الدولة عليا. وقال في حوادث سنة ٣٣٤ فيها خلع الخليفة
المستكفي على معز الدولة ولقبه معز الدولة ولقب أخاه عليا عماد الدولة
ولقب أخاه الحسن ركن الدولة وأمر أن تضرب ألقابهم وكناهم على الدنانير
والدراهم وقال في حوادث سنة ٣٣٥ لما عاد أبو علي بن محتاج إلى خراسان
رجع ركن الدولة إلى الري واستولى عليها وعلى سائر أعمال الجبل وأزال
عنها الخراسانية وعظم ملك بني بويه فإنه صار بأيديهم أعمال الري والجبل
وفارس والأهواز والعراق ويحمل إليهم ضمان الموصل وديار بكر وديار مضر
من الجزيرة. وقال في حوادث سنة ٣٣٦ كان محمد بن عبد الرزاق بطوس
فخالف على الأمير نوح بن نصر الساماني وكان منصور بن قراتكين صاحب
جيش خراسان يمرو عند نوح فوصل إليها وشمگير منهزما من جرجان قد
غلبه عليها الحسن بن الفيرزان فامر نوح منصورا بالمسير إلى نيسابور
ومحاربة محمد بن عبد الرزاق فسار منصور و وشمگير إلى نيسابور ففارقها ابن
عبد الرزاق وكاتب ركن الدولة بن بويه واستأمن إليه فأمره بالوصول إلى
الري فسار إليها فأكرمه ركن الدولة وأحسن إليه وحمل إليه شيئا كثيرا من
الأموال وغيرها وسرحه إلى محاربة المرزبان قال وفيها في ربيع الأول اجتمع
ركن الدولة بن بويه والحسن بن الفيرزان وقصدوا بلاد وشمگير فالتقاهم
وشمگير وانهزم منهم وملك ركن الدولة طبرستان وسار منها إلى جرجان
فملكها واستأمن من قواد وشمگير مائة وثلاثة عشر قائدا. وفي سنة ٣٣٧
سار المرزبان محمد بن مسافر صاحب أذربيجان إلى الري لأنه بلغه خروج
عساكر خراسان إلى الري وإن ذلك يشغل ركن الدولة عنه ثم أنه كان
أرسل رسولا إلى معز الدولة فأهانه وسبه وسب صاحبه وأخذ في جمع
العساكر واستأمن إليه بعض قواد ركن الدولة وأطعمه في الري وأخبره أن
من وراءه من القواد يريدونه واستشار أباه فنهاه عن قصد الري فلم يقبل
فلما عرف ركن الدولة خبره كتب إلى أخويه عماد الدولة ومعز الدولة
يستمدهما فسير إليه عماد الدولة ألفي فارس وسير إليه معز الدولة جيشا مع
(٢٩)

سبكتكين التركي وأنفذ عهدا من المطيع لله لركن الدولة بخراسان فلما
صاروا بالدينور خالف الديلم على سبكتكين وكبسوه ليلا فركب فرس النوبة
ونجا واجتمع عليه الأتراك فعلم الديلم أن لا قوة لهم به فعادوا إليه
وتضرعوا فقبل عذرهم وكان ركن الدولة قد شرع مع المرزبان في المخادعة
وأعمال الحيلة فكتب إليه يتواضع له ويعظمه ويسأله أن ينصرف عنه على
شرط أن يسلم إليه ركن الدولة زنجان وأبهر وقزوين وترددت الرسل في
ذلك إلى أن وصله المدد من معز الدولة وعماد الدولة وأنفذ له الحسن بن
الفيرزان عسكرا مع محمد بن ما كان فلما كثر جمعه قبض على جماعة ممن
كان يتهمهم من قواده وسار إلى قزوين فعلم المرزبان عجزه عنه وأنف من
الرجوع فالتقيا وانهزم عسكر المرزبان وأخذ أسيرا وحمل إلى سميرم فحبس
بها وعاد ركن الدولة. وفي سنة ٣٣٨ مات عماد الدولة بشيراز وأوصى إلى
عضد الدولة ابن ركن الدولة فاستقر بشيراز واختلف إليها أصحابه فكتب
معز الدولة إلى وزيره الصيمري وكان يحارب عمران بن شاهين أن يترك
محاربته ويسير إلى شيراز ففعل ووصل ركن الدولة أيضا واتفقا على تقرير قاعدة
عضد الدولة واستخلف ركن الدولة على الري علي بن كأمة من أعيان
أصحابه ولما وصل ركن الدولة إلى شيراز ابتدأ بزيارة قبر أخيه بإصطخر
فمشى حافيا حاسرا ومعه العساكر ولزم القبر ثلاثة أيام إلى أن سأله القواد
الأكابر ليرجع إلى المدينة فرجع وأقام تسعة أشهر وأنفذ إلى أخيه معز الدولة
شيئا كثيرا من المال والسلاح وغيرهما وكان عماد الدولة في حياته هو
أمير الأمراء فلما مات صار أخوه ركن الدولة أمير الامراء. وفي سنة ٣٣٩ في
صفر سار منصور بن قراتكين من نيسابور إلى الري أمره الأمير نوح بذلك
وركن الدولة ببلاد فارس فوصل منصور إلى الري وبها علي بن كأمة خليفة
ركن الدولة فسار عنها إلى أصبهان ودخل منصور الري وفرق العساكر في
البلاد فملكوا بلاد الجبل إلى قرميسين وأزالوا عنها نواب ركن الدولة فبلغ
الخبر ركن الدولة وهو بفارس فكتب إلى أخيه معز الدولة يأمره بانفاذ عسكر
يدفع تلك العساكر عن النواحي المجاورة للعراق فسير سبكتكين الحاجب
مع عسكر ضخم من الأتراك والديلم والعرب فخلف سبكتكين أثقاله
وأسرى جريدة إلى من بقرميسين من الخراسانيين فكبسهم وهم غارون فقتل
وأسر مقدمهم من الحمام واسمه بجكم فانفذه مع الأسرى إلى معز الدولة
فحبسه مدة ثم أطلقه واجتمع الخراسانية بهمذان فقصدهم سبكتكين
ففارقوها ودخلها سبكتكين حتى ورد عليه ركن الدولة في شوال وسار منصور
من الري في العساكر نحو همذان وبها ركن الدولة فلما صار بينهما مقدار
عشرين فرسخا عدل منصور إلى أصبهان ولو قصد همذان لانحاز ركن
الدولة عنه وكان ملك البلاد بسبب اختلاف كان في عسكر ركن الدولة
ولكنه عدل عنه لأمر يريده الله تعالى وتقدم ركن الدولة إلى سبكتكين بالمسير
في مقدمته فلما أراد المسير شغب عليه الأتراك مرة بعد أخرى فقال ركن
الدولة هؤلاء أعداؤنا معنا والرأي أن نبدأ بهم فواقعهم واقتتلوا فانهزم
الأتراك وبلغ الخبر معز الدولة فكتب إلى ابن أبي الشوك الكردي وغيره
يأمرهم بطلبهم والايقاع بهم فطلبوهم وأسروا منهم وقتلوا ومضى من سلم
منهم إلى الموصل وسار ركن الدولة إلى أصبهان ووصلها ابن قراتكين فخرج
من كان بها من أصحاب ركن الدولة وأهله وأسبابه وركبوا الصعب والذلول
حتى البقر والحمير وبلغ كراء الثور والحمار إلى خان لنجان مائة درهم وهي
على تسعة فراسخ من أصبهان فلم يمكنهم مجاوزة ذلك الموضع ولو سار
إليهم منصور لغنمهم وأخذ ما معهم وملك ما وراءهم إلا أنه دخل أصبهان
وأقام بها ووصل ركن الدولة فنزل بخان لنجان وجرت بينهما حروب عدة
أيام وضاقت الميرة على الطائفتين وبلغ بهم الأمر إلى أن ذبحوا دوابهم ولو
أمكن ركن الدولة الانهزام لفعل ولكنه تعذر عليه ذلك واستشار وزيره أبا
الفضل بن العميد في بعض الليالي في الهرب فقال له لا ملجا لك إلا الله
تعالى فانو للمسلمين خيرا وصمم العزم على حسن السيرة والاحسان إليهم
فان الحيل البشرية كلها تقطعت بنا وإن انهزمنا تبعونا وأهلكونا وهم أكثر
منا فلا يفلت منا أحد فقال له قد سبقتك إلى هذا فلما كان الثلث الأخير من
الليل أتاهم الخبر أن منصورا وعسكره قد عادوا إلى الري وتركوا خيامهم
وكان سبب ذلك أن الميرة والعلوفة ضاقت عليهم أيضا إلا أن الديلم كانوا
يصبرون ويقنعون بالقليل من الطعام وإذا ذبحوا دابة أو جملا اقتسمه الخلق
الكثير منهم وكان الخراسانية بالضد منهم لا يصبرون ولا يكفيهم القليل
فشغبوا على منصور واختلفوا وعادوا إلى الري فكان عودهم في المحرم سنة
٣٤٠ فاتى الخبر ركن الدولة فلم يصدقه حتى تواتر عنده فركب هو وعسكره
فاحتوى على ما خلفه الخراسانية. حكى أبو الفضل بن العميد قال
استدعاني ركن الدولة تلك الليلة الثلث الأخير وقال لي قد رأيت الساعة في
منامي كأني على دابتي فيروز وقد انهزم عدونا وأنت تسير إلى جانبي وقد
جاءنا الفرج من حيث لا نحتسب فمددت عيني فرأيت على الأرض خاتما فاخذته
فإذا فصه فيروزج فجعلته في إصبعي وتبركت به وانتبهت وقد أيقنت بالظفر
فان الفيروزج معناه الظفر ولذلك لقب الدابة فيروز قال ابن العميد فاتى
الخبر والبشارة بان العدو قد رحل فما صدقنا حتى تواترت الأخبار فركبنا ولا
نعرف سبب هزيمتهم وسرنا حذرين من كمين وسرت إلى جانب ركن الدولة
وهو على فرسه فيروز فصاح ركن الدولة بغلام بين يديه ناولني ذلك الخاتم
فاخذ خاتما من الأرض فناوله إياه فإذا هو فيروزج فجعله في إصبعه وقال
هذا تأويل رؤياي هذا الخاتم الذي رأيت منذ ساعة وهذا من أحسن ما
يحكى وأعجبه. وقال في حوادث سنة ٣٤١ فيها سار ركن الدولة من
الري إلى طبرستان وجرجان فسار عنها وشمگير إلى ناحية نسا وأقام بها
واستولى ركن الدولة على تلك البلاد وعاد عنها إلى الري واستخلف
بجرجان الحسن بن فيرزان وعلي بن كأمة فلما رجع ركن الدولة عنها قصدها
وشمگير فانهزموا منه واستردها وشمگير. وقال في حوادث سنة ٣٤٢ فيها
هرب ديسم بن إبراهيم عن أذربيجان وكان قد استولى عليها وسبب هربه
أن ركن الدولة كان قد قبض على بعض قواده واسمه علي بن ميسكي
فأفلت من الحبس وقصد الجبل وجمع جمعا وسار إلى وهسوذان أخي المرزبان
فاتفق معه وتساعدا على ديسم فانهزم ديسم إلى أرمينية ثم هرب عن
أرمينية إلى بغداد فأكرمه معز الدولة ثم كاتبه أهله وأصحابه بأذربيجان
يستدعونه فرحل عن بغداد سنة ٣٤٣ وطلب من معز الدولة أن ينجده
بعسكر فلم يفعل لأن المرزبان قد كان صالح ركن الدولة وصاهره فلم
يمكن معز الدولة مخالفة ركن الدولة. وفي سنة ٣٤٢ كتب الأمير نوح إلى
أبي علي بن محتاج يأمره بالمسير في جيوش خراسان إلى الري وقتال ركن
الدولة فسار أبو علي في جيوش كثيرة ومعه وشمگير إلى الري في ربيع الأول
من هذه السنة وبلغ الخبر ركن الدولة فعلم أنه لا طاقة له بمن قصده فرأى
أن يحفظ بلده ويقاتل عدوه من وجه واحد فحارب الخراسانيين بطبرك وأقام
عليه أبو علي عدة شهور يقاتله فلم يظفر به وهلكت دواب الخراسانية
وأتاهم الشتاء وملوا فاضطر أبو علي إلى الصلح فتراسلوا في ذلك فتصالحا
وتقرر على ركن الدولة كل سنة مائتا ألف دينار وكتب وشمگير إلى الأمير
(٣٠)

نوح يعرفه أن أبا علي لم يصدق في الحرب وانه مالا ركن الدولة فاغتاظ نوح
من أبي علي وأما ركن الدولة فإنه لما حاد عنه أبو علي سار نحو وشمگير فانهزم
وشمگير من بين يديه إلى أسفراين واستولى ركن الدولة على طبرستان. وعزل نوح
أبا علي عن خراسان فكاتب ركن الدولة في المصير إليه فاذن له. وفيها عاد
رسل كان أرسلهم الخليفة إلى خراسان للصلح بين ركن الدولة ونوح
صاحب خراسان فلما وصلوا إلى حلوان خرج عليهم ابن أبي الشوك في
أكراده فنهبهم ونهب القافلة وأسر الرسل ثم أطلقهم وفي سنة ٣٤٣ سار أبو
علي بن محتاج إلى الري فلقيه ركن الدولة وأكرمه وأقام الأنزال والضيافة له
ولمن معه وطلب أبو علي أن يكتب له عهد من الخليفة بولاية خراسان
فأرسل ركن الدولة إلى معز الدولة في ذلك فسير له عهدا بما طلب وسير له
نجدة من عسكره فسار أبو علي إلى خراسان واستولى على نيسابور
وخطب للمطيع بها وبما استولى عليه من خراسان ولم يكن يخطب له بها قبل
ذلك ثم مات نوح وولي بعده ابنه عبد الملك فسير من بخاري بكر بن مالك
إلى خراسان وقدمه على جيوشها فتفرق عن أبي علي أصحابه فاضطر إلى
الهرب فسار نحو ركن الدولة فأنزله معه بالري، وفيها سار ركن الدولة إلى
جرجان ومعه أبو علي بن محتاج فدخلها بغير حرب وانصرف وشمگير عنها
إلى خراسان، وفيها خطب بمكة والحجاز لركن الدولة ومعز الدولة وولده
عز الدولة بختيار وبعدهم لابن طغج صاحب مصر. وفي سنة ٣٤٤ خرج
عسكر خراسان إلى الري وبها ركن الدولة فكتب إلى أخيه معز الدولة
يستمده فأمده بعسكر وسير من خراسان عسكر آخر إلى أصفهان وبها الأمير
بويه بن ركن الدولة فخرج بويه بالخزائن والحرم ولحقه مقدم العسكر
الخراساني فاخذ الخزائن وسار في أثر بويه فاتصل بهم أبو الفضل بن العميد
في تلك الساعة وبفضل صبره وتدبيره استنقذ الخزائن وهزم الخراسانين
وأعاد أولاد ركن الدولة وحرمه إلى أصبهان واستنقذ أمواله كما مر تفصيله في
ترجمة بويه ثم أن ركن الدولة راسل بكر بن مالك صاحب جيوش خراسان
واستماله فاصطلحا على مال يحمله ركن الدولة إليه يكون الري وبلد الجبل
بأسره مع ركن الدولة وأرسل ركن الدولة إلى أخيه معز الدولة يطلب خلعا
ولواء بولاية خراسان لبكر بن مالك فأرسل إليه ذلك لأن الخليفة كان
سخيا بمثل هذه الألوية والخلع وفي سنة ٣٤٥ وقعت فتنة بأصبهان بين
أهلها وأهل قم بسبب المذاهب فأهل قم شيعة وأهل أصبهان بخلافهم
وقتل بينهم قتلى ونهب أهل أصبهان أموال التجار من أهل قم فبلغ الخبر
ركن الدولة فغضب لذلك وأرسل إليها فطرح على أهلها مالا كثيرا. وفي
سنة ٣٤٩ سار ركن الدولة من الري إلى جرجان فلقيه الحسن بن الفيرزان
وابن عبد الرزاق فوصلهما بمال جليل وفي سنة ٣٥١ في المحرم سار ركن
الدولة إلى طبرستان وبها وشمگير فنزل على مدينة سارية فحصرها. وفي
سنة ٣٥٥ وقع قتال بين إبراهيم بن المرزبان وأبي القاسم بن مسيكي فانهزم
إبراهيم حتى وصل إلى الري إلى ركن الدولة فأكرمه ركن الدولة وأحسن
إليه وكان زوج أخت إبراهيم فبالغ في إكرامه لذلك وأجزل له الهدايا
والصلات. وفيها في رمضان خرج من خراسان جمع عظيم يبلغون عشرين
ألفا إلى الري بنية الغزاة فبلغ خبرهم إلى ركن الدولة وكثرة جمعهم وما
فعلوه في أطراف بلاده من الفساد وإن رؤساءهم لم يمنعوهم عن ذلك
فأشار عليه الأستاذ أبو الفضل بن العميد وهو وزيره بمنعهم من دخول
بلاده مجتمعين فقال لا تتحدث الملوك إنني خفت جمعا من الغزاة فأشار عليه
بتأخيرهم إلى أن يجمع عسكره وكانوا متفرقين في أعمالهم فلم يقبل منه فقال
له أخاف أن يكون لهم مع صاحب خراسان مواطاة على بلادك ودولتك فلم
يلتفت إليه فلما وردوا الري اجتمع رؤساؤهم وفيهم القفال الفقيه وحضروا
مجلس ابن العميد وطلبوا مالا ينفقونه فوعدهم فاشتطوا في الطلب وقالوا
نريد خراج هذه البلاد جميعها فإنه لبيت المال وقد فعل الروم بالمسلمين ما
بلغكم واستولوا علي بلادهم وكذلك الأرمن ونحن غزاة وفقراء وأبناء سبيل
فنحن أحق بالمال منكم وطلبوا جيشا يخرج معهم واشتطوا في الاقتراح فعلم
ابن العميد حينئذ خبث سرائرهم وتيقن ما كان ظنه فيهم فرفق بهم
وداراهم فعدلوا عنه إلى مشاتمة الديلم ولعنهم وتكفيرهم ثم قاموا عنه
وشرعوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسلبون العامة بحجة ذلك ثم
أنهم أثاروا الفتنة وحاربوا جماعة من الديلم إلى حجز بينهم الليل ثم باكروا
القتال ودخلوا المدينة ونهبوا دار الوزير ابن العميد وجرحوه وسلم من القتل
وخرج ركن الدولة إليهم في أصحابه وكان في قلة فهزمه الخراسانية فلو تبعوه
لأتوا عليه وملكوا البلد منه لكنهم عادوا عنه لأن الليل أدركهم فلما أصبحوا
راسلهم ركن الدولة ولطف بهم لعلهم يسيرون من بلده فلم يفعلوا وكانوا
ينتظرون مددا يأتيهم من صاحب خراسان فإنه كان بينهم مواعدة على تلك
البلاد ثم إنهم اجتمعوا وقصدوا البلد ليملكوه فخرج ركن الدولة إليهم
فقاتلهم وأمر نفرا من أصحابه أن يسيروا إلى مكان يراهم ثم يثيروا غبرة
شديدة ويرسلوا إليه من يخبره أن الجيوش قد أتته ففعلوا ذلك وكان أصحابه
قد خافوا لقلتهم وكثرة عدوهم فلما رأوا الغبرة وأتاهم من أخبرهم أن
أصحابهم لحقوهم قويت نفوسهم وقال لهم ركن الدولة احملوا على هؤلاء
لعلنا نظفر بهم قبل وصول أصحابنا فيكون الظفر والغنيمة لنا فكبروا وحملوا
حملة صادقة فكان لهم الظفر وانهزم الخراسانية وقتل منهم خلق كثير وأسر
أكثر ممن قتل وتفرق الباقون فطلبوا الأمان فآمنهم ركن الدولة وكان قد دخل
البلد جماعة منهم يكبرون كأنهم يقاتلون الكفار ويقتلون كل من رأوه بزي
الديلم ويقولون هؤلاء رافضة فبلغهم خبر انهزام أصحابهم وقصدهم
الديلم ليقتلوهم فمنعهم ركن الدولة وأمنهم وفتح لهم الطريق ليعودوا
ووصل بعدهم نحو ألفي رجل بالعدة والسلاح فقاتلهم ركن الدولة فهزمهم
وقتل فيهم ثم أطلق الأسارى وأمر لهم بنفقات وردهم إلى بلادهم وكان
إبراهيم بن المرزبان عند ركن الدولة فاثر فيهم آثار حسنة.
مكرمة لركن الدولة
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٥٥ فيها عاد إبراهيم بن المرزبان إلى
أذربيجان واستولى عليها وكان سبب ذلك أنه لما قصد ركن الدولة على ما
ذكرنا وجهز العساكر معه وسير معه الأستاذ أبا الفضل بن العميد ليرده إلى
ولايته ويصلح له أصحاب الأطراف فسار معه إليها واستولى عليها وأصلح
له جستان بن شرمزن وقاده إلى طاعته وغيره من طوائف الأكراد ومكنه من
البلاد وكان ابن العميد لما وصل إلى تلك البلاد ورأى كثرة دخلها وسعة
مياهها ورأى ما يتحصل لإبراهيم منها فوجده قليلا لسوء تدبيره وطمع
الناس فيه لاشتغاله بالشرب والنساء فكتب إلى ركن الدولة يعرفه الحال
ويشير بان يعوضه من بعض ولايته بمقدار ما يتحصل له من هذه البلاد
ويأخذها منه فإنه لا يستقيم له حال مع الذين بها وإنها تؤخذ منه فامتنع
ركن الدولة من قبول ذلك وقال لا يتحدث الناس عني إني استجار بي إنسان
وطمعت فيه وأمر أبا الفضل بالعود عنه وتسليم البلاد إليه ففعل وعاد حكى
لركن الدولة صورة الحال وحذره خروج البلاد من يد إبراهيم وكان الأمر
كما ذكره حتى أخذ إبراهيم وحبس.
(٣١)

وفي سنة ٢٥٦ جهز الأمير منصور بن نوح صاحب خراسان وما وراء
النهر الجيوش إلى الري لحرب ركن الدولة وسبب ذلك أن أبا علي بن
إلياس أطمعه في ممالك بني بويه وحسن له قصدها فجهز منصور العساكر
مع صاحب جيوش خراسان محمد بن إبراهيم بن سيمجور الدواني
وكاتب وشمگير والحسن بن الفيرزان يأمرهما بالتجهز لذلك ليسيرا مع
عسكره فلما بلغ الخبر ركن الدولة أتاه ما لم يكن في حسبانه وأخذه المقيم
المقعد فسير أولاده وأهله إلى أصبهان وكاتب ولده عضد الدولة يستمده
وكاتب ابن أخيه عز الدولة بختيار يستنجده فاما عضد الدولة فإنه جهز
العساكر وسيرهم إلى طريق خراسان وأظهر أنه يريد قصد خراسان فبلغ
الخبر أهل خراسان فأحجموا قليلا ثم ساروا حتى بلغوا الدامغان وبرز ركن
الدولة في عساكره من الري نحوهم فاتفق موت وشمگير كان يتصيد فحمل
عليه خنزير فشب به فرسه فألقاه فمات وذلك في المحرم سنة ٣٥٧ وانتقض
جميع ما كانوا فيه وكفى الله ركن الدولة شرهم ولما مات وشمگير قام ابنه
بيستون مقامه وراسل ركن الدولة وصالحه فأمده ركن الدولة بالمال
والرجال.
حسن النية وكرم المقدرة لركن الدولة.
قال ابن الأثير ومن أعجب ما يحكى مما يرغب في حسن النية وكرم
المقدرة أن وشمگير لما اجتمعت معه عساكر خراسان وسار كتب إلى ركن
الدولة يتهدده بضروب من الوعيد والتهديد ويقول والله لئن ظفرت بك لأفعلن
بك ولأصنعن بألفاظ قبيحة فلم يتجاسر الكاتب أن يقرأه فاخذه ركن الدولة
فقرأه وقال للكاتب اكتب إليه أما جمعك واحشادك فما كنت قط أهون منك
علي الآن وأما تهديدك وإيعادك فوالله لئن ظفرت بك لأعاملنك بضده
ولأحسنن إليك ولأكرمنك فلقي وشمگير سوء نيته ولقي ركن الدولة حسن
نيته وكان بطبرستان عدو لركن الدولة يقال له نوح بن نصر شديد العداوة
له لا يزال يجمع له ويقصد أطراف بلاده فمات الآن. وعصى عليه بهمذان
إنسان يقال له أحمد بن هارون الهمذاني لما رأى خروج عساكر خراسان
وأظهر العصيان فلما أتاه خبر موت وشمگير مات لوقته وكفى الله ركن
الدولة هم الجميع وفي سنة ٣٥٧ عصى حبشي بن معز الدولة على أخيه
بختيار فأرسل وزيره حتى احتال عليه وأسره وحبسه برامهرمز فأرسل عمه
ركن الدولة فخلصه. وفي سنة ٣٥٩ جهز ركن الدولة وزيره أبا الفضل ابن
العميد في جيش كثيف وسيرهم إلى بلد حسنويه بن الحسين الكردي فان
حسنويه كان قد قوي واستفحل أمره لاشتغال ركن الدولة بما هو أهم منه
ولأنه كان يعين الديلم على جيوش خراسان إذا قصدتهم فكان ركن الدولة
يراعيه لذلك وكان يتعرض إلى القوافل وغيرها بخفارة فبلغ ذلك ركن الدولة
فسكت عنه فلما كان الآن وقع بينه وبين سهلان بن مسافر خلاف وحرب
فهزمه حسنويه وضيق عليه وعلى أصحابه حتى طلبوا الأمان فاخذهم عن
آخرهم وبلغ ذلك إلى ركن الدولة فلم يحتمله فحينئذ أمر ابن العميد بالمسير
إليه فتجهز وسار في المحرم ومعه ولده أبو الفتح فلما وصل همذان توفي وقام
ولده مقامه فصالح حسنويه على مال أخذه منه وعاد إلى الري إلى
خدمة ركن الدولة وفي سنة ٣٦١ تم الصلح بين الأمير منصور بن نوح
الساماني صاحب خراسان وما وراء النهر وبين ركن الدولة وعضد الدولة
على أن يحملا إليه كل سنة مائة ألف وخمسين ألف دينار وكتب بينهم كتاب
صلح شهد فيه أعيان خراسان وفارس والعراق وكان الذي سعى في هذا
الصلح وقرره محمد بن إبراهيم بن سيمجور صاحب جيوش خراسان من
جهة الأمير منصور. وفي سنة ٣٦٤ قبض عضد الدولة على ابن عمه بختيار
الملقب عز الدولة كما مر في ترجمة بختيار، فلما بلغ ذلك ركن الدولة القى
نفسه عن سريره إلى الأرض وتمرع عليها وامتنع عن الأكل والشرب عدة
أيام ومرض مرضا لم يستقل منه باقي حياته. وكان محمد بن بقية قد عصي
على عضد الدولة وحاربه عضد الدولة فهزم عسكره عضد الدولة، فكتب
ركن الدولة إليه وإلى من انتصر لبختيار يأمرهم بالثبات والصبر ويعرفهم أنه
على المسير إلى العراق لاخراج عضد الدولة وإعادة بختيار. فاضطربت
النواحي على عضد الدولة لما علموا إنكار أبيه عليه، فرأى إنفاذ أبي
الفتح ابن العميد إلى أبيه يعرفه ما جرى له وما فرق من الأموال وضعف
بختيار، وإنه إن أعيد إلى حاله خرجت المملكة منهم وقال لأبي الفتح ان
أجاب إلى ما تريد وإلا فقل له إني أضمن العراق كل سنة بثلاثين ألف ألف
درهم وأبعث بختيار وأخويه إليك فان اختاروا أقاموا عندك وإن اختاروا
بعض بلاد فارس سلمته إليهم وان أحببت ان تحضر إلى العراق وأعود انا
إلى فارس فالامر إليك. فان أجاب، والا فقل له: أيها السيد الوالد أنت
مقبول الحكم والقول ولكن لا سبيل إلى اطلاق هؤلاء بعد مكاشفتهم
وسيقاتلونني بغاية ما يقدرون عليه فتنتشر الكلمة، فان قبلت فانا العبد
الطائع، وان أبيت فسأقتل بختيار وأخويه واخرج عن العراق. فخاف ابن
العميد ان يسير بهذه الرسالة وأشار ان يسير بها غيره ويسير هو بعد ذلك
ويكون كالمشير على ركن الدولة. فأرسل عضد الدولة رسولا بذلك وسير
بعده ابن العميد، فلما حضر الرسول وأدى بعض الرسالة وثب اليه ركن
الدولة ليقتله فهرب، ثم رده بعد ان سكن غضبه، وقال قل لفلان يعني
عضد الدولة وسماه بغير اسمه وشتمه: خرجت إلى نصرة ابن أخي أو
للطمع في مملكته؟! أما عرفت اني نصرت الحسن بن الفيرزان وهو غريب
مني مرارا كثيرة أخاطر فيها بملكي ونفسي، فإذا ظفرت أعدت له بلاده ولم
اقبل منه ما قيمته درهم واحد. ثم نصرت إبراهيم بن المزبان واعدته إلى
آذربيجان وأنفذت وزيري وعساكري في نصرته ولم آخذ منه درهما واحد.
كل ذلك طلبا لحسن الذكر ومحافظة على الفتوة، وتريد ان تمن علي أنت
بدرهمين أنفقتهما علي وعلى أولاد أخي، ثم تطمع في ممالكهم وتهددني
بقتلهم. فعاد الرسول ووصل ابن العميد فحجبه عنه ولم يسمع حديثه
وتهدده بالهلاك. وانفذ اليه يقول: لأتركنك وذلك الفاعل يعني عضد
الدولة تجتهدان جهدكما ثم لا أخرج اليكما الا في ثلاثمائة جمازة وعليها
الرجال، ثم أثبتوا ان شئتم. فوالله لا أقاتلكما الا بأقرب الناس اليكما.
وكان ركن الدولة يقول انني أرى أخي معز الدولة كل ليلة في المنام يعض
على أنامله ويقول: يا أخي هكذا ضمنت لي ان تخلفني في ولدى. وكان
ركن الدولة يحب أخاه محبة شديدة لأنه رباه فكان عنده بمنزلة الولد. ثم إن
الناس سعوا لابن العميد وتوسطوا الحال بينه وبين ركن الدولة وقالوا انما
تحمل ابن العميد هذه الرسالة ليجعلها طريقا للخلاص من عضد الدولة
والوصول إليك لتأمر بما تراه، فاذن له بالحضور عنده، فضمن له إعادة
عضد الدولة إلى فارس وتقرير بختيار بالعراق. فرده إلى عضد الدولة
وعرفه جلية الحال فعاد العضد إلى فارس وأعاد بختيار. ثم جرى لبختيار
ما مر في ترجمته. وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٣٦٦: في هذه
السنة في المحرم توفي ركن الدولة أبو علي الحسن بن بويه واستخلف على
ممالكه ابنه عضد الدولة: وكان ابتداء مرضه حين سمع بقبض بختيار ابن
أخيه معز الدولة وخاف عضد الدولة ان يموت أبوه وهو على حال
(٣٢)

غضبه فيختل ملكه فأرسل إلى أبي الفتح بن العميد وزير أبيه ان يتوصل إلى
احضاره عنده وان يعهد اليه بالملك فسعى أبو الفتح في ذلك فاجابه اليه ركن
الدولة، وكان قد وجد في نفسه خفة فسار من الري إلى أصبهان واحضر
ولده عضد الدولة من فارس مع سائر أولاده، وعمل أبو الفتح بن العميد
دعوة عظيمة حضرها ركن الدولة وأولاده والقواد والأجناد فلما فرغوا من
الطعام عهد ركن الدولة إلى ولده عضد الدولة بالملك بعده وجعل لولده
فخر الدولة أبي الحسن علي همذان واعمال الجبل ولولده مؤيد الدولة
أصبهان وأعمالها وجعلهما بحكم أخيهما عضد الدولة وأوصى ركن الدولة
أولاده بالاتفاق وترك الاختلاف وخلع عليهم. ثم سار من أصبهان في
رجب نحو الري فدام مرضه إلى أن توفي فأصيب به الدين والدنيا جميعا
لاستكمال جميع خلال الخير فيه وكان عمره قد زاد على سبعين وكانت امارته
أربعا وأربعين سنة اه. وزاد ابن خلكان وشهرا وتسعة أيام وتولى بعد
ولده مؤيد الدولة.
الحسن بياع الهروي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
٧٨: الشيخ حسن البيهودي
قتل بعد سنة ١٣٠٠ عن عمر يناهز الستين
والبيهودي نسبة إلى بيهود قرية من قرى قهستان على بعد ١٨ ميلا
من قاين وقهستان مخفف قوهستان وهو معرب كوهستان موضع
الجبال كوه بالفارسية الجبل وقوهستان قطر يمتد من نواحي هراة إلى قرب
نهاوند وهمذان وبروجرد. في معجم البلدان عن البشاري قهستان قصبتها
قاين ومدنها تون وجنابذ وطبس وغيرها.
في كتاب شهداء الفضيلة نقلا عن خط السيد علي مدد القايني نزيل
النجف أنه قال في حقه عالم فاضل قرأ في قاين والمشهد المقدس الرضوي
وهاجر إلى النجف في عهد الفاضل الشرابياني ملا محمد فقرأ على علمائه
وعاد إلى وطنه مشتغلا بالهداية والارشاد وكان في قريته جماعة من الصوفية
الطاووسية من أتباع الملا سلطان علي الجنابذي الكنابادي فشدد عليهم
وجعل يمنعهم عن نشر أباطيلهم فدخل عليه جماعة منهم ليلا وقتلوه وهو
نائم وقتلوا زوجته وهي حامل ونهبوا داره فاحضرهم الحاكم الأمير شوكة
الملك محمد إبراهيم خان فاعترف منهم ثلاثة بالقتل في بيرجند اه.
٧٩: تاج الدين حسن المعروف بملا تاجا
يأتي بعنوان حسن بن محمد الأصفهاني.
٨٠: السيد ناصر الدين الحسن بن تاج الدين بن محمد الحسيني الكيسكي.
النسخ في نسبته مختلفة ففي بعضها الكيسكي ولا أعرف هذه النسبة
إلى شئ وفي بعضها الكيسلي كما مر في إبراهيم بن محمد بن تاج وفي
بعضها الكيلكي وكأنه نسبة إلى كيلكي بالكسر والقصر اسم أحد الطبسين
الواقعين بين نيسابور وأصفهان طبس كيلكي وطبس مسينان ولعل
الكيسكي تصحيفه وفي بعضها الكيلي والصواب واحد منها أو خارج عنها
والباقي تصحيف.
في فهرست ابن بابويه سيد عالم.
٨١: المولى حسن التبريزي.
كان عالما فاضلا من تلاميذ السيد عبد الله شبر.
٨٢: الشيخ أبو المجد حسن بن تركي العزيزي.
عالم فاضل يروي بالإجازة عن الشيخ علي بن الحسين بن علي بن عبد
العالي الكركي كما عن الرياض ولم أعثر عليه فيه.
٨٣: الشيخ حسن التستري الأصفهاني الحائري الشهير بالشيخ حسن
الكربلائي.
يأتي بعنوان حسن بن علي بن محمد رضا.
٨٤: الحسن التفليسي يكنى أبا محمد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال في باب
الكنى من أصحاب الرضا ع أبو محمد التفليسي مجهول وروى
الشيخ في التهذيب والاستبصار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن
علي عن أحمد بن محمد عن الحسن التفليسي قال سألت أبا الحسن ع
عن ميت وجنب اجتمعا ومعهما من الماء ما يكفي أحدهما أيهما
يغتسل به قال إذا اجتمعت سنة وفريضة بدئ بالفرض اه. ويأتي في
الحسن بن النضر الأرمني استظهار اتحاده مع الحسن التفليسي وعليه فيكون
هو الحسن بن النضر التفليسي وفي شرح الاستبصار للمحقق الشيخ محمد
حفيد الشهيد الثاني الحسن التفليسي مذكور في الرجال مهملا والراوي
عنه كأنه ابن أبي نصر اه. وفي التعليقة الظاهر أن أحمد بن محمد الراوي
عنه هو أحمد بن محمد بن أبي نصر وفي روايته عنه أشعار بكونه من الثقات
اه، وسؤاله عن الميت والجنب يشعر بفطنته.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية إبراهيم بن عقبة عنه في عدة مواضع
من التهذيب والاستبصار وقد سمعت رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عنه
وروايته هو عن الرضا ع.
٨٥: الحسن بن تميم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٦: الحسن بن جعفر المعروف بأبي طالب الفافائي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال بغدادي
اه. ويمكن كونه منسوبا إلى الفأفاء وهو من في لسانه حبسة ويمكن كونه
الفافاني نسبة إلى فافان في معجم البلدان موضع على دجلة دون ميافارقين
يصب عنده وادي الرزم في دجلة اه. وفي مناقب ابن شهرآشوب
الحسن بن جعفر الفأفاء.
٨٧: السيد تاج الدين الحسن بن جعفر الأطراوي العاملي
عالم فاضل يروي عنه بالإجازة الشيخ علي بن هلال الكركي
الأصفهاني بتاريخ ٩٨٤ وليس له ذكر في أمل الآمل ولا في الرياض.
٨٨: الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع أبو محمد
المدني.
ذكره المسعودي في مروج الذهب فيمن حمله المنصور مع عبد الله بن
(٣٣)

الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع من المدينة إلى العراق
فقال والحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن ثم قال فصيرهم إلى الكوفة
وحبسوا في سرداب تحت الأرض وخلى منهم فلانا وفلانا إلى أن قال
والحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن وحبس الآخرين اه. ونحوه عن
مقاتل الطالبيين وقال النجاشي الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي بن أبي طالب
أبو محمد المدني روى عن جعفر بن محمد ع وحدث عن الأعمش
وكان ثقة أخبرنا بكتابه عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن سعيد قال
حدثنا الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي قراءة عليه في ذي الحجة سنة
٩٢٣ حدثنا محمد بن عبد الله بن صالح البجلي الخشاب حدثنا محمد بن
أعين الهمداني الصائغ حدثنا الحسن بن جعفر بن الحسن اه. وعن بعض
نسخ رجال النجاشي المدائني بدل المدني والظاهر أنه تصحيف ففي النسخة
المطبوعة المدني.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن جعفر الثقة برواية
محمد بن أعين الهمداني عنه اه.
٨٩: السيد بدر الدين حسن ابن السيد جعفر بن فخر الدين حسن بن نجم
الدين بن الأعرج الحسيني العاملي الموسوي الكركي.
توفي ٦ شهر رمضان سنة ٩٣٣.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين
حسن بن نجم الدين بن الأعرج الحسيني العاملي الكركي كان فاضلا جليل
القدر من جملة مشايخ شيخنا الشهيد الثاني وقرأ عليه في كرك نوح وتوفي
سنة ٩٣٣ كما ذكره ابن العودي في رسالته في أحوال الشهيد الثاني والسيد
حسن المذكور ابن خالة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي وهو من أجداد
ميرزا حبيب الله العاملي السابق يروي عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي
ويروي عنهما الشهيد الثاني اه. وقال الشهيد الثاني عند ذكر أحوال نفسه
كما نقله تلميذه ابن العودي في رسالته في أحوال الشهيد الثاني ثم ارتحلت في
شهر ذي الحجة سنة ٩٣٢ إلى كرك نوح ع وقرأت بها على
المرحوم المقدس السيد حسن ابن السيد جعفر جملة من الفنون وكان مما قرأته
عليه قواعد ميثم البحراني في الكلام والتهذيب في أصول الفقه والعمدة
الجلية في الأصول الفقهية من مصنفات السيد المذكور والكافية في النحو
وسمعت جملة من الفقه وغيره من الفنون ثم قال وكانت وفاة شيخنا السيد
حسن ٦ شهر رمضان سنة ٩٣٣ وأشار الشهيد الثاني في شرح الارشاد إلى
قوله بمطهرية القطرة من المطر. وذكره في إجازته للشيخ حسين بن عبد
الصمد والد الشيخ البهائي وبالغ في الثناء عليه فقال عند ذكر مروياته
وأرويها أيضا عن شيخنا الأجل الأعلم الأكمل ذي النفس الطاهرة الزكية
أفضل المتأخرين في قوتيه العلمية والعملية. السيد حسن ابن السيد جعفر ابن
السيد فخر الدين ابن السيد حسن بن نجم الدين الأعرج الحسيني نور الله تعالى
قبره ورفع ذكره ثم قال الشهيد الثاني في موضع آخر من هذه الإجازة ومنها
عن شيخنا الفقيه الكبير العالم فخر السادة وبدرها ورئيس الفقهاء وأبي عذرها السيد
حسن ابن السيد جعفر ابن الأعرج الحسيني وذكره السيد حسين ابن السيد
حيدر الموسوي الكركي في إجازته ووصفه بالسيد الرباني والعالم الصمداني. وفي
رياض العلماء السيد بدر الدين حسن ابن السيد جعفر بن فخر الدين حسن بن
أيوب بن نجم الدين بن الأعرج الحسيني العاملي الكركي أستاذ الشهيد
الثاني ووالد الأمير السيد حسين المجتهد وكان من أجلة السادات العلماء
وقدوة أكابر الفقهاء وقد كان من مشايخ الشهيد الثاني وتلميذه الشيخ حسين
عبد الصمد والد الشيخ البهائي أيضا وصرح بذلك الشيخ محمد بن جابر
النجفي في إجازته للأمير مرتضى السروي وغيره ونص على ذلك والد
البهائي نفسه أيضا حيث قال في أربعينه أخبرنا السيد الجليل الورع الرباني
المتأله ذو المفاخر والمناقب خلاصة آل أبي طالب السيد حسن ابن السيد جعفر
الحسيني نور الله تربته ورفع درجته عن شيخه التقي الفاضل الورع الشيخ
علي بن عبد العالي الميسي قال وصرح به أيضا الشيخ البهائي ولده في
أربعينه ويظهر من أول أربعين الأستاذ قدس سره يعني به المجلسي ان
السيد حسن هذا يروي عن الشيخ شمس الدين محمد بن داود المعروف
بالمؤذن الجزيني. وقال المولى نظام الدين القرشي في كتابه نظام الأقوال على
ما حكى عنه الحسن بن جعفر بن فخر الدين بن حسن بن نجم الدين بن
الأعرج الحسيني الكركي السيد الاجل الأعظم ذي النفس الطاهرة الزكية
أفضل المتأخرين في قوتيه العلمية والعملية أستاذ الشهيد الثاني ووالد شيخنا
قدس سرهم روى عنه الشهيد الثاني ووالد شيخنا أي البهائي الشيخ
حسين بن عبد الصمد قدس سرهما وهو يروي عن الشيخ الجليل علي بن
عبد العالي الميسي نور الله قبره اه.
تنبيهان
١ ذكر صاحب الرياض كما مر في أجداده أيوب ولم يذكره غيره
ممن مر ولعل الصواب عدم ذكره بناء على أن حسن بن أيوب بن نجم الدين
هو الأطراوي لا الكركي وبناء على تغايرهما كما مر في الحسن بن أيوب.
٢ الموجود في أكثر المواضع في نسبه فخر الدين حسن وفي بعضها
فخر الدين بن حسن كما مر عن إجازة الشهيد الثاني ونظام الأقوال ولعل
الصواب الأول.
آباؤه وأولاده
أبوه السيد جعفر وجده السيد حسن بن أيوب كانا من مشاهير العلماء
ومرا في محلهما وولده السيد حسين المشهور بالمجتهد المفتي بأصبهان والد
ميرزا حبيب الله تأتي ترجمته في محلها وحفيده ميرزا حبيب الله مرت ترجمته
في محلها.
مؤلفاته
١ العمدة الجلية في الأصول الفقهية ذكرها الشهيد الثاني كما مر
وقال في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد: قرأنا ما خرج منه عليه
أي على المترجم ومات قبل إكماله ٢ المحجة البيضاء والحجة الغراء قال
الشهيد الثاني جمع فيه بين فروع الشريعة والحديث والتفسير للآيات الفقهية
عندنا منه كتاب الطهارة أربعون كراسا ٣ مقنع الطلاب فيما يتعلق
بكلام الأعراب قال الشهيد الثاني وهو كتاب حسن الترتيب ضخم في
النحو والتصريف والمعاني والبيان مات قبل إكمال القسم الثالث منه ٤

(١) الذي في الأصل ٩٣٣ وهو ينافي وفاة شيخه السيد حسن سنة ٩٣٣ فمتى قرأ عليه هذه الكتب
إذا كان قد جاء إلى كرك نوح سنة ٩٣٣ ويمكن كون الصواب ٩٢٣. - المؤلف -.
(٣٤)

شرح الطيبة الجزرية الموسوم بطيبة النشر في القراءات العشر.
مشايخه
في روضات الجنات يروي عن ابن خالته المحقق الشيخ علي الكركي
وعن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي اه. وفي أمل الآمل عن الشهيد
الثاني في إجازته لوالد البهائي وليس له أي المترجم رواية كتب الأصحاب
إلا عن شيخنا المذكور أي الميسي فأدخلناه في الطريق تيمنا ومن مشايخه
الشيخ شمس الدين محمد بن وداود المعروف بابن المؤذن الجزيني
تلاميذه
من تلاميذه الشهيد الثاني وتلميذه الشيخ حسين بن عبد الصمد والد
البهائي ويروي عنه ولده السيد حسين الآتي.
٩٠: الحسن بن جعفر بن حمزة أبو محمد الأنصاري البعلبكي المعروف بابن
بريك.
توفي في المحرم سنة ٥٥٢.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:
ذكر لي أنه من ولد النعمان بن بشير قدم دمشق غير مرة وتصرف في
وقف الجامع وعاد إلى بعلبك وبها لقيته أول مرة. ثم قال وكان يهتم
بالرفض. ثم قال أنه رأى في جمادي الأولى سنة نيف و ٥٤٠ وذكر مناما
طويلا حاصله كان الحاجب عطاء في الميدان الأخضر خارج باب همدان
ببعلبك، ثم رأى أربعة مشايخ، وكان قد أتى بكرسي فرفعوه عليه
فدخلت ريح تحت الكرسي فرفعته ثم نزل الكرسي. قال فسالت: عن
أحدهم فقيل لي: هذا هو المشرع لرجل حسن الصورة ثم سالت عن القوم
فقيل أبو بكر وعمر وعثمان، وهذا الشافعي. ثم حضر شيخ عليه سكينة
ووقار فنهضوا له ورفعوا قدره، فسالت عنه فقيل: علي بن أبي طالب فأومأ
المشرع إلى الحاجب عطا فتقدم إليه فتحدث معه ثم التفت إلي وقال ألم
تقل إن هؤلاء القوم كانوا مختلفين بعد رسول الله ص؟ فقلت: بلى،
فأومأ إليهم فقال ألم يكن كذلك فقالوا بأجمعهم لا. وقالوا: عليك
بمذهب الشيخ ولازم الماء والمحراب. ثم انتبهت وكأني مرعوب ثم شكرت
الله بعد ذلك شكرا زائدا ولزمت ما قالوا اه. ونجى الله ابن بريك ببركة
هذا المنام! والسر في أنه رأى الإمام الشافعي ولم ير الامام الأعظم أبا حنيفة
ان ابن عساكر كان ١ شافعي المذهب! قال ابن عساكر وأنشدني أي
المترجم لنفسه:
أحن إليكم كلما هبت الصبا * وأسال عنكم كل غاد ورائح
وأذكر ذاك المورد العذب منكم * فيغلبني ماء الجفون القرائح
وكم لي منكم أنة بعد زفرة * تهيج وجدا كامنا في جوانحي
كان فؤادي من تذكر ما مضى * بقربكم تغتاله كف جارح
وقال أيضا:
قابل البلوى إذا * حلت بصبر ومسرة
فلعل الله أن * يوليك بعد العسر يسرة
كم عهدنا نكبة * حلت فولت بعد فترة
لن ينال الحازم الند * ب منى نفس بقدرة
لا ولا تدفع عنه * من صروف الدهر ذره
كل يوم آب من * دنياك بؤس ومضرة
والليالي ناتجات * للورى هما وحسره
وله أيضا من قصيدة تركنا أكثرها:
وإني لذو صبر على كل نكبة * وقد هذبتني للأمور تجاربي
فلا وجد إلا ما تؤثله النوى * ولا شرف إلا اجتناب المثالب
أروم نهوضا نحوكم فتصدني * سباسب ما بين الغوير وعاطب
سباسب لا ينجو الظليم إذا رمى * مخارمها من كل أغبر شاحب
سقى الله مغنى من شقيت لبينهم * من الوابل الوسمي أعذب صائب
٩١: الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ابن الشيخ خضر
الجناجي النجفي.
ولد في النجف سنة ١٢٠١ وأرخ ولادته الشيخ محمد رضا النحوي
بأمر والده الشيخ جعفر بقوله:
أهلا بالمولود له التاريخ قد * أنبته الله نباتا حسنا
وتوفي يوم الأربعاء ٢٧ أو ٢٨ شوال وفي الروضات في ذي القعدة
وكأنه وصل خبر وفاته فيه سنة ١٢٦٢ بالوباء الذي حل في العراق بكربلاء
ثم في النجف فخرج المترجم إلى بستان على شاطئ البحر الذي هو في
جنوب النجف فبقي أياما قلائل وأصابه الوباء فتوفي ونقل إلى النجف فدفن
في مقبرة آبائه ورثاه الشعراء منهم الشيخ عبد الحسين آل محيي
الدين بقصيدة ذكرت في ترجمته.
أقوال العلماء فيه
هو أصغر اخوته سنا وحذا حذو أخويه الشيخ موسى والشيخ علي
فكان إماما رئيسا فقيها زاهدا صالحا صدوقا طاهر القلب له نوادر ومداعبات
مواظبا على السنن والآداب أديبا شاعرا وجيها عند الولاة جحد رؤساء
عصره.
في نظم اللئال كان عالما فاضلا ثقة تقيا ورعا محتاطا لا نظير له في
زمانه في الاقتدار على التفريع والتصويب في مسائل الفقه وفي حسن الخلق
والأدب والوجاهة عند المؤالف والمخالف وكانت صلاتي خلفه أيام حياته
وتقليدي ورجوعي في الفتاوى اليه وكانت الرياسة العلمية الدينية والدنيوية
قبله لأخيه الشيخ علي كان أعلم وأعظم منه اه. وفي روضات الجنات من
اجلاء علماء زماننا انتهى إليه أمر الفقاهة في الدين يقيم الجماعة في مسجد
والده ويصلي خلفه الخلق الكثير ويدرس الفقه في منزله بالنجف الأشرف
بلسانه العربي المبين ويذكر أن مجلس درسه أجمع وانفع من سائر مدارس
الفقهاء لم ير مثله في كثرة التفريع والإحاطة بنوادر الفقه وقوة الاستدلال
ومن غاية تسلطه في الفقه ومهارته العجيبة انه لا يتأمل في المسائل كثيرا بل
يمشي سريعا ويطوي مراحل الفقه بغاية السهولة وهو مشارك في الرياسة
الدينية لصاحب الجواهر بل هو عند العرب أكثر احتراما واجل مقاما الا ان
رجوع فتاوى الأقطار وفصل الخصومات والتقليد إلى صاحب الجواهر أكثر
اه. وكفى به دليلا على فضل صاحب الجواهر عليه.
وقال صاحب مستدركات الوسائل في حقه: الأكمل الأفقه الزاهد
الصالح الكامل كان من العلماء الراسخين الزاهدين المواظبين على السنن
(٣٥)

والآداب ومعظمي الشعائر الداعين إلى الله تعالى بالأقوال والأفعال وله في
المجلس الذي انعقد في دار الامارة ببغداد واجتمع فيه علماء الشيعة من
أهل المشهدين وهو مقدمهم ورئيسهم وعلماء السنيين بأمر الوالي لتحقيق
حال الملحد الذي أرسله علي محمد الشيرازي الملتب بالباب ليدعو الناس
إلى مزخرفاته وملفقاته مقام محمود ويوم مشهود بيض به وجوه الشيعة وأقام
به أعلام الشريعة من أراد شرح ذلك ومعرفة جملة من حالاته وعباداته
ونوادره وكراماته فعليه برسالة بعض فضلاء الطائفة الجعفرية في شرح حال
آل جعفر كثرهم الله تعالى اه. ويأتي ذكر ذلك في أخباره وكتب ولده
الشيخ عباس رسالة في ترجمته سماها نبذة الغري في ترجمة الحسن
الجعفري.
وذكره سبط أخيه الشيخ علي ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ
موسى ابن الشيخ جعفر الكبير في كتابه الطبقات فقال كان فقيه زمانه
وعلامة عصره وأوانه أورعهم وأزهدهم وأعبدهم وأصدقهم وأفقههم حتى أن
الشيخ محسن خنفر كان يفضله على أبيه الشيخ جعفر كان أصوليا مجتهدا
بصيرا بالاخبار واللغة منشئا بليغا شاعرا كتب ولده الشيخ عباس رسالة في
ترجمته وذكر انه اجتهد وعمل برأيه قبل بلوع العشرين وهو مضمون قول
القائل:
سل عنه وأخبر به وانظر إليه تجد ملء المسامع والأفواه والمقل
وإنما القول فيه عالم علم ضرب الزجاج لنور الله في المثل
أقام مدة في الحلة أيام حياة أخيه الشيخ علي ولما توفي اخوه سنة
١٢٥٣ رجع إلى النجف وحل محله واشتغل بالتدريس واجتمع عليه
الفضلاء والعلماء وقرأوا عليه واستجازه كثير منهم وكانت ترد عليه الأسئلة
من الأقطار فيجيب عنها بأسرع وقت وفي بعض مسوداتنا أنه جلس في
دست الرياسة في عصر صاحب الجواهر ويقال أن المرجعية في الفتاوى لأهل
الأقطار وأمر الحكومات كان إلى صاحب الجواهر أكثر منه لكن احترامه في
الصدور والاقتداء به في الصلاة أكثر من صاحب الجواهر بل يقال أن
مجلس درسه كان أجمع من سائر المجالس.
أخباره
قال سبط أخيه المقدم الذكر: لما فتح نجيب باشا والي بغداد كربلاء
وفعل ما فعل من القتل والأسر والنهب قدم إلى النجف بعساكره وكان
غرضه أن يفعل فيها كما فعل في كربلاء فأضافه المترجم هو وعساكره وكانوا
خمسة آلاف أو ثلاثة آلاف وأظهر له طاعة أهل النجف وبتدبيره وبركاته دفع
الله غائلته عن النجف ورجع بعد ما أقام فيها ثلاثة أيام ولم يصب أحد منها
بسوء وكذلك صرفه عن محاربة باقي أهل العراق ورجح له الرجوع إلى
بغداد فرجع وذلك سنة ١٢٥٨.
ولما جاء إلى العراق رجل داعية للسيد علي محمد الملقب بالباب
مؤسس مذهب البابية في عهد نجيب باشا المذكور دعا الباشا علماء النجف
وكربلاء لمناظرته فحضر من النجف هو وولدا أخيه الشيخ محمد والشيخ
مهدي ومن كربلاء السيد إبراهيم القزويني والميرزا حسن كوهر فلما
حضروا في مجلس الوالي وحضر معهم مفتي بغداد حكم المفتي بقتل الرجل
وعدم قبول توبته وقال المترجم أنه يستتاب فان تاب قبلت توبته وتناظرا
فاثبت المترجم قوله من كتب الحنفية وكانت له الغلبة على المفتي وخرج من
المجلس ظافرا اه. وهي المناظرة التي أشار إليها صاحب المستدركات كما
مر.
مشايخه
قال سبط أخيه الشيخ علي المقدم ذكره: تتلمذ على عدة مشايخ
أجازوه في الرواية وشهدوا باجتهاده وقال غيره أخذ عن مشاهير أئمة عصره
١ والده الشيخ جعفر ٢ اخوه الشيخ موسى ٣ السيد جواد
العاملي صاحب مفتاح الكرامة ٤: الشيخ أسد الله التستري ٥
المحدث السيد عبد الله شبر ٦ الشيخ علي البحراني ٧ الشيخ
سليمان القطيفي وغيرهم ٨ ويروي إجازة عن أخيه الشيخ علي.
تلاميذه
قال سبط أخيه المقدم ذكره قرأ عليه جماعة واستجازه كثير منهم ١
السيد مهدي القزويني ٢ الشيخ مشكور الحولاوي ٣ الشيخ جواد
نجف ٤ الحاج ملا علي ابن الميرزا خليل ٥ أخوه الميرزا حسين ٦
الشيخ أحمد الدجيلي ٧ الشيخ حسن البلاغي ٨ الشيخ محمد
حسين الأعسم ٩ السيد إسماعيل البهبهاني ١٠ الشيخ مرتضى
الأنصاري ١١ الشيخ عبد الحسين الطهراني ١٢ السيد حسين
الطباطبائي آل بحر العلوم ١٣ الحاج ميرزا علي تقي الحائري سبط
صاحب الرياض ١٤ و ١٥ الشيخ محمد والشيخ مهدي ابنا أخيه ١٦
ابن أخته الشيخ راضي ابن الشيخ محمد الفقيه النجفي المشهور ١٧ ابن
أخته الشيخ محمد باقر ابن الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم ١٨
و ١٩ ابنا أخته أولاد الشيخ أسد الله صاحب المقابيس وهما الشيخ حسن
والشيخ إسماعيل ٢٠ الشيخ حسن المامقاني المشهور ٢١ الشيخ عبد
الرحيم البروجردي وفي بعض المواضع البادكوبي ٢٢ السيد عبد الباقي
الكيلاني وغيرهم وأغلب من قرأ على صاحب الجواهر قرأ عليه ويعسر
إحصاء تلاميذه اه. ٢٣ ويروي عنه إجازة الميرزا جعفر ابن الميرزا أحمد
التبريزي ٢٤ والشيخ محمد قاسم بن محمد بن علي بن قاسم النجفي
من بيت المشهدي.
مؤلفاته
١ أنوار الفقاهة وهو أشهر مصنفاته عزيز النظير يجمع الفقه كله
إلا الصيد والذباحة والسبق والرماية والحدود والديات جمع فيه بين الايجاز
والأدلة والتفريع وفي مستدركات الوسائل هو من الكتب النفيسة في هذا الفن
اه. ومن مجلداته كتاب الإرث ٢ شرح مقدمات كشف الغطاء في
الأصول لوالده ٣ تكملة شرح أبيه على قواعد العلامة من بيع الصرف
إلى آخر الخيارات وبعض يقول من أول الخيارات إلى آخر البيع ٤
تكملة بغية الطالب الذي هو في الطهارة والصلاة بالحاق الصوم
والاعتكاف به كذا في الذريعة لكن ببالي ان بغية الطالب مشتملة على
الصوم ٥ رسالة في البيع كثيرة الفروع مع الاقتصار على الفتوى ألفها
لعمل المقلدين بالتماس جمع من أهل أصفهان ٦ رسالة عملية في
العبادات ٧ رسالة في الإمامة لم تخرج إلى البياض ٨ السلاح الماضي
في آداب القاضي ٩ كتاب في علوم متفرقة لم يخرج إلى البياض ١٠
أجوبة مسائله.
(٣٦)

شعره
من شعره قوله متغزلا من قصيدة:
ترفق بي ودع عنك الدلالا * وصل مضنى الفؤاد ولو خيالا
مللت من البكا وأذاب جسمي * ملال فيك ما ألف الملالا
أجب بنعم سؤال الوصل واسمح * فمثلك لا يجيب بلا سؤالا
أقول لمن لحاني في هواه * أراني تحت طرته هلالا
وكم من عاذل قد قال لي إخلع * شعار الحب عنك فقلت لا لا
وكتب إلى السيد كاظم الرشتي بقوله:
شقيقي أراه معرضا عن شقيقه * كان طريقي كان غير طريقه
لك الخير لا يذهب بوجدك عاذل * يفرق منا شائقا عن مشوقه
يحن إلى ذكراك في كل ساعة * كما حن وجدا عالق لعلوقه
وله تشطير أبيات قالها بعض ولاة بغداد وذكر في مجلس عام انه عجز
جميع الأدباء عن تشطيرها لارتباط أعجازها بصدورها وكان المترجم حاضرا
فشطرها على الفور وقال:
المرتضى للمصطفى نفسه * وقل تعالوا فيه نص قوي
يتبع من أحكامه ما بها * يهدي البرايا لصراط سوي
لكنه في حكمه تابع * يتبعه في كل لفظ روي
مستوجب للنصب من بعده * لأنه تأكيده المعنوي
٩٢: الحسن بن جعفر بن حجة الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
ولد سنة ١٨٤ وتوفي ٢٢١.
في صبح الأعشى: كانت الرياسة بالمدينة آخرا لبني الحسين بن علي
منهم أبو جعفر عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين
السبط بن علي بن أبي طالب وكان من جملة ولده جعفر حجة الله ومن ولده
الحسن ومن ولد الحسن يحيى الخ وكان صاحب عمدة الطالب قال: أما
عبد الله بن الحسين الأصغر بن زين العابدين فأعقب من ابنه جعفر
صحصح وحده وكان له عبيد الله بن عبد الله انقرض وأعقب جعفر صحصح
من ثلاثة رجال محمد العقيقي وإسماعيل المنقدي واحمد المنقدي ولم يذكر في
أولاده الحسن والله أعلم.
وذكره السيد تاج الدين بن زهرة في غاية الاختصار فقال بعد ذكر
ولده يحيى بن الحسن بن جعفر الحجة ما لفظه: وأبوه الحسن كان سيدا
جليلا نبيلا سخيا حبيبا وكان مالفا لا تفارقه جماعة مات في عنفوان شبابه
سنة ٢٢١ وهو ابن ٣٧ سنة وشهد جنازته الخلق من الطالبيين وغيرهم وقال
بعض بني جعفر يرثيه:
ألا يا عين جودي واستهلي * فقد هلك المرفع والضعيف
وقد ذلت رقاب الناس طرا * وأودى العز والفعل الشريف
غداة ثوى صميم بني لؤي * وخير الناس والبر العطوف
وفي يحيى لنا خلف وعز * ورغد ما تخطته الحتوف
٩٣: الحسن بن جعفر بن قحوان أو نحوان.
في معالم العلماء له النهى.
٩٤: الحسن بن جعفر الكاتب النوبختي.
كان حيا سنة ٢٨٥.
هو من طائفة بني نوبخت المعروفين بالتشيع ونبغ منهم جماعات كثيرة
ذكرناهم في مطاوي هذا الكتاب ولما توفي الامام الحادي عشر الحسن
العسكري ع سنة ٢٦٠ قبض المعتمد العباسي على والدة
الإمام الثاني عشر عجل الله فرجه واسمها صيقل أو صقيل أو ريحانة أو سوسن أو
نرجس على الاختلاف في ذلك ولعلها سميت بكل هذه الأسامي كما هو العادة
في تغيير أسماء الجواري وطالبها بالمهدي فأنكرته وادعت الحمل تعمية للأمر
فنقلها المعتمد إلى داره ووكل بها جواريه ونساءه وجواري ونساء أخيه الموفق
ونساء ابن أبي الشوارب علي بن محمد قاضي القضاة وبقي الأمر على هذا إلى
أن إختل أمر الخلافة في سنة ٢٦٣ باستيلاء يعقوب بن الليث الصفار على
الأهواز ومحاولته غزو بغداد وفتنة صاحب الزنج وموت عبيد الله بن يحيى بن
خاقان وزير الخليفة فاشتغلوا بذلك ونسي أمر صقيل فتخلصت منهم
ودخلت دار الحسن بن جعفر النوبختي المترجم ومات المعتمد وتخلف بعده
المعتضد سنة ٢٧٩ قال ابن حزم في كتابه الفصل ج ٤ ص ٩٣ ٩٤ أن
المعتضد حبس صقيل هذه بعد نيف وعشرين سنة من موت سيدها وقد
أخبر أنها في منزل الحسن بن جعفر النوبختي الكاتب فوجدت فيه وحملت
إلى قصر المعتضد فبقيت هنالك إلى أن ماتت في القصر في أيام المقتدر اه.
والمعتضد كان متشددا على أهل البيت وشيعتهم كالمتوكل وعلى هذا
فالحسن بن جعفر كان حيا إلى حوالي سنة ٢٨٥ التي أخذ فيها المعتضد
صقيلا من داره.
٩٥: الميرزا حسن ويقال محمد حسن ابن الميرزا جعفر ابن ميرزا محمد
الآشتياني الرازي.
ولد حدود ١٢٤٨ وتوفي سنة ١٣١٩.
وكانت وفاته في طهران ونقل إلى النجف الأشرف ودفن في الصحن
الشريف في إحدى الحجرات فوق الرأس الشريف وهي التي دفن فيها
الشيخ جعفر الشوشتري والآشتياني بالمد نسبة إلى آشتيان قصبة بين قم
وسلطاناباد عراق العجم.
كان من مشاهير العلماء محققا مدققا في الفقه والأصول من أجلاء
تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري رأس في طهران في عصر الشاه ناصر
الدين القاجاري وصار المرجع العام فيها في القضاة والأحكام وكان أستاذ
عصره لكل طلبة العلم بها، إليه الرحلة في إيران وهو أول من نشر علوم
أستاذه المذكور في إيران وكتب درسه في الفقه والأصول في النجف بأبسط ما
يكون. ولما تصدى الميرزا الشيرازي لمنع إعطاء امتياز الدخانيات في إيران
لدولة أجنبية كان هو الواسطة في ذلك.
مبدأ أمره إلى أن رأس
كان آباؤه من كتاب الفرس توفي أبوه وهو طفل عمره نحو ثلاث
سنين فلما ترعرع أحضرت له والدته معلما للقرآن ومعلما للخط وكان معلماه
يقرآن النحو ويتباحثان في منزله فلما سمع مباحثتهما أعجبه ذلك واشتاق إلى
تعلم العلم فسافر إلى بروجرد وعمره ١٣ سنة وكانت يومئذ دار العلم وفيها
ملا أسد الله البروجردي من مشاهير العلماء في ذلك العصر في بروجرد
(٣٧)

ورئيسهم فبقي فيها أربع سنين حتى اشتهر في علوم العربية والبلاغة فكان
يباحث في المطول على صغر سنه عدة فيهم الشيوخ ثم سافر من هناك إلى
النجف وليس معه شئ وأصابه في الطريق جراحات من لسع الحيوان
المعروف بغريب كزادت إلى ورم بدنه فورد كربلاء ومنها إلى النجف فلما
وصل خان جضعان وكان الطريق عليه في ذلك الوقت ورأى القبة المطهرة
توسل بأمير المؤمنين ع فعوفي ودخل الحضرة الشريفة فلما خرج
إلى الكيشوانية لقيه شيخ كبير اسمه الشيخ علي نقي الآشتياني كان مجاورا
نحو أربعين سنة في النجف فقال أنت ميرزا محمد حسن الآشتياني ابن ميرزا
جعفر قال نعم قال إني عرفتك بهيئة أبيك وقد كتبت إلي والدتك في شانك
وعندي حجرة مفروشة مؤثثة وخزانة كتب فان قبلتني ضيفا عندك وإلا فانا
أخرج فاخذه إلى منزله وأحضر له جعبة فيها كثير من النقود وصرفه فيها
فجعل يحضر درس الشيخ مرتضى في مسجد الهندي ويستتر بالسارية خجلا
لصغر سنه وبعد مدة جعل يظهر نفسه ويتكلم فعجب الشيخ مرتضى من
كلامه وأستدناه إلى المنبر وسأله عن اسمه وبلده فأخبره فجعل يستدعيه معه
إلى داره ويصحبه كثيرا ويطريه أمام الطلبة حتى صار مقرر بحث الشيخ
مرتضى وبقي في النجف إلى أن توفي الشيخ مرتضى سنة ١٢٨١ وبعد وفاته
نحوا من سنة ثم حضر إلى طهران ورأس وحج سنة ١٣١١ وجاء إلى دمشق
بأبهة وجلالة وكنت يومئذ في النجف وجرت مباحثات بينه وبين بعض علماء
أهل دمشق تكلم فيها بأوضح بيان وأجلى برهان ومما قالوه له: كيف إن
الميرزا الشيرازي حرم التدخين؟ وإذا كان حرمه فكيف أنت تدخن؟
فقال: حرمه لما يترتب على فعله من المضرة وهي تمكين الأجنبي من
استنزاف منافع البلاد فتركناه يومئذ فلما زال هذا المحذور عدنا إليه والمباح
يصير محرما إذا كان فيه ضرر ويحل إذا زال الضرر فمن كان يضره أكل
الأرز حرم عليه أكله فإذا زال الضرر حل وجاء من هناك إلى العراق ولما
ورد سامراء أمر الميرزا الشيرازي أهل العلم باستقباله فاستقبلوه وأضافه
وزاد في إكرامه وكانت جرت بينه وبين الشاه منافرة قبل مجيئه للحج ولما ورد
طهران أمر الشاه بعدم استقباله فلم يبق أحد في المدينة إلا استقبله. وولده
الشيخ مرتضى اليوم من اجلاء العلماء ورؤسائهم في المشهد المقدس
الرضوي رأيناه أيام تشرفنا بزيارة ذلك المشهد المقدس سنة ١٣٥٣.
مؤلفاته
١ حاشية الرسائل وتسمى بحر الفوائد في شرح الفرائد ألفها في
النجف وهذبها في طهران في مجلد ضخم مطبوعة. وله رسائل في مسائل
شتى كلها مطبوعة سوى رسالة قضاء الأعلم فإنها لم تطبع وهي ٢ إزاحة
الشكوك في اللباس المشكوك ٣ في قاعدة الحرج ٤ في الأجزاء ٥
في نكاح المريض ٦ في الجمع بين الإنشاء والقراءة في الصلاة ٧ فيما
إذا سلم جماعة على شخص واحد فهل يكتفي بجواب واحد ٨ في أواني
الذهب والفضة ٩ في قضاء الأعلم ١٠ في الصحيح والأعم ١١
في المشتق ١٢ في مقدمة الواجب ١٣ في اقتضاء الأمر النهي عن
الضد ١٤ في اجتماع الأمر والنهي ١٥ مبحث الخلل من الصلاة كبير
جدا ١٦ القضاء والشهادات كبير أيضا جدا ١٧ الرهن ١٨
الخمس ١٩ الزكاة ٢٠ الوقف ٢١ الإجارة ٢٢ إحياء الموات
وهي من مبحث الخلل إلى هنا تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضى في ثلاثة
مجلدات ٢٣ الغصب ٢٤ رسالة تقليدية.
٩٦: الحسن بن جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في لسان الميزان في ترجمة أبيه روى عنه ابنه الحسن.
٩٧: الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسن البزاز القرشي مولى بني مخزوم.
في رسالة أبي غالب الزراري أنه أخو جدة أبي غالب فاطمة بنت
جعفر قال وقد روى الحديث إلا أن عمره لم يطل فننقل عنه.
٩٨: الحسن بن جعفر الشاعر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الحسين الأصغر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
.
وصفه صاحب بحر الأنساب السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين
علي الحسيني النجفي النسابة بالقاضي بواسط.
٩٩: الأمير أبو الفتوح الحسن بن أبي محمد جعفر بن أبي جعفر محمد الأمير بن
الحسين الأمير ابن محمد الثائر ابن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى
الجون ابن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي
طالب ع.
توفي سنة ٤٣٠
وصفه صاحب عمدة الطالب بالشجاع الشاعر الفصيح وفي خلاصة
الكلام، كان فيه من الشجاعة والنجدة والقوة ما لا مزيد عليه يحكى أن
أخته أرسلت إليه بدراهم ليأخذ لها حنطة فانف من ذلك فاخذ الدراهم
وفركها بيده حتى محا رسمها وذهب نقشها وردها إليها مع حنطة أرسلها لها
وقال لحامل الدراهم إن هذه الدراهم زيوف لا تصلح فبلغ أخته ذلك وكانت
مثله في القوة فأخذت كفا من الحنطة وفركتها حتى صارت دقيقا ثم أرسلت
إليه أن هذه الحنطة لا تصلح. وفي عمدة الطالب أن أباه أول من ملك
مكة من بني موسى الجون ثم ملك الحجاز بعده ابنه الأمير عيسى ثم ملك
الحجاز بعد عيسى أخوه المترجم وفي خلاصة الكلام أنه ملك سنة
٣٨٤ وهى السنة التي توفي فيها أخوه فتكون مدة ملكه ٤٣ سنة مع أنه
بناء على التاريخين تكون مدة ملكه ٤٦ سنة. وفي عمدة الطالب كان أبو
الفتوح قد توجه إلى الشام في ذي القعدة سنة ٤٠١ ودعا إلى نفسه وتلقب
الراشد بالله ووزر له أبو القاسم الحسن بن علي المغربي وأخذ له البيعة على
بني الجراح بإمرة المؤمنين وحسن له أبو القاسم المغربي أخذ ما في الكعبة من
آلة الذهب والفضة وسار به إلى الرملة وذلك في زمن الحاكم الإسماعيلي فلما
بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة وفتح خزائن الأموال ووصل بني الجراح
بما استمال به خواطرهم من الأموال العظيمة وسوغهم بلادا كثيرة فخذلوا
أبا الفتوح وظهر له ذلك وبلغه أن قوما من بني عمه قد تغلبوا على مكة لما
بعد عنها فخاف على نفسه ورضي من الغنيمة بالإياب وهرب عنه الوزير أبو
القاسم خوفا منه وذلك في سنة ٤٠٢ ثم أن أبا الفتوح واصل
الاعتذار والتنصل إلى الحاكم وأحال بالذنب على المغربي فصفح الحاكم
عنه وبقي حاكما على الحجاز إلى أن مات في سنة ٤٣٠ اه. وفي خلاصة
الكلام ان أبا الفتوح أظهر العصيان لصاحب مصر الحاكم بأمر الله وبايع
لنفسه وخطب الناس فقال في أول خطبته: طسم تلك آيات الكتاب المبين
إلى قوله ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة
(٣٨)

ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما
منهم ما كانوا يحذرون. ثم خرج من مكة يريد الشام فدانت له العرب
وسلموا عليه بالخلافة وأظهر العدل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فانزعج منه الحاكم صاحب مصر وخضع لقبائل من العرب منهم حسان بن
مفرج فبذل له ولاخوانه أموالا جزيلة على أن يتخلوا عن أبي الفتوح ويخلوا
بينه وبينه فلما فطن لذلك أبو الفتوح واستجار بمفرج أبي حسان فكتب مفرج
إلى الحاكم في شانه ففرح الحاكم بذلك ورضي عن أبي الفتوح وأبقى له
ملك مكة فرجع إلى مكة واليا عليها وفي مدة غيبته عن مكة تغلب عليها أبو
الطيب داود بن عبد الرحمن من ولد موسى الجون فلما رجع أبو الفتوح إلى
مكة تنحى أبو الطيب عنها قال وأبو الفتوح هذا ذكره صاحب دمية القصر
وأورد له من الشعر قوله:
وصلتني الهموم وصل هواك * وجفاني الرقاد مثل جفاك
وحكى لي الرسول إنك غضبى * يا كفى الله شر ما هو حاكي
وفي المشجر الكشاف كان أبو الفتوح هذا شجاعا شاعرا فصيحا ملك
الحجاز بعد أخيه عيسى وتوجه إلى الشام في ذي القعدة سنة ٤٠١ ودعا إلى
نفسه وتلقب الراشد بالله ووزر له أبو القاسم الحسن بن علي بن المغربي
وأخذ له البيعة على ابن الجراح بإمرة المؤمنين وحسن له أبو القاسم المغربي
أخذ ما في الكعبة من الذهب وسار به إلى الرملة وذلك في زمن الحاكم
الإسماعيلي أحد العبيديين الذين غلبوا على مصر وقد بقي أبو الفتوح هذا
حاكما على الحجاز إلى أن مات سنة ٤٣٠ وحكم بعده ولده تاج المعالي محمد.
اه. قال المؤلف: إنا وإن لم نذكر في كتابنا هذا أمراء مكة الأشراف
الحسينيين لتظاهر جلهم بما هو ليس من شرط كتابنا وربما نذكر بعضهم
لعلمنا بأنهم على خلاف ما تظاهروا به.
١٠٠: الحسن بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن
العباس بن محمد العبسي الدوريستي الرازي.
الدوريستي مر تفسير هذه النسبة وضبطها في ترجمة جعفر بن
محمد بن أحمد الدوريستي ج ١٥ كما مر هناك الكلام على أهل هذا البيت.
في رياض العلماء أنه ابن الدوريستي المشهور الشيخ أبي عبد الله
جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس بن الفاخر الدوريستي الذي هو تلميذ
المفيد والمرتضى والمعاصر للشيخ الطوسي وعلى هذا فالشيخ حسن ولده
المذكور في درجة الشيخ أبي علي ولد الشيخ الطوسي وسيجئ الشيخ أبو
محمد عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر الدوريستي والظاهر
أنه أخو المترجم اه. أقول: جعفر بن محمد تلميذ المفيد والمرتضى لم
يذكر في آبائه موسى بن جعفر وهو مذكور في آباء هذا وهذا لم يذكر في آبائه
أحمد بن العباس بن الفاخر وقد ذكروا في آباء ذاك فظاهر الحال الاختلاف
بين جعفر والد المترجم وجعفر المذكور هناك إلا أن يكون عندنا ما يدل على
الاتحاد وإنه حذف بعض الآباء.
أقوال العلماء فيه.
في مجالس المؤمنين ما ترجمته: الشيخ حسن بن جعفر الدوريستي هو
الخلف الصدق للشيخ جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر الدوريستي
المنتهي نسبه إلى حذيفة بن اليمان والمترجم مشهور بالتحلي بفنون الفضل
والكمال وقد ينظم الشعر ومن شعره قوله:
بغض الوصي علامة معروفة كتبت على جبهات أولاد الزنا
من لم يوال من الأنام وليه سيان عند الله صلى أو زنى
وهذا الشعر مضمون حديث مروي عن الصادق ع سواء
لمن خالف هذا الأمر صلى أو زنى اه. وفي أمل الآمل الحسن بن جعفر بن
محمد الدوريستي فاضل جليل مدحه القاضي نور الله في مجالس المؤمنين
وأثنى عليه وذكر أنه شاعر وأورد من شعره البيتين وذكر اه. وفي الرياض
الشيخ حسن بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر الدوريستي الرازي
الفقيه المحدث العالم الكامل الشاعر المعروف بالدوريستي أحد جهابذة علماء
دوريست اه.
١٠١: السيد حسن ابن السيد جعفر المنجم.
توفي سنة ١٣١٦.
عالم فاضل له رسالة الحسام في قبلة الاسلام ألفه باسم مراد ميرزا
حسام السلطنة القاجاري. وذكر باسم السيد حسين وصوابه السيد
حسن.
١٠٢: الحسن الجعفي أبو أحمد الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وذكره أيضا في
أصحاب الباقر ع بعنوان الحسن الجعفي الكوفي.
١٠٣: الشريف حسن بن جماز أمير المدينة المنورة.
يظهر من شذرات الذهب في حوادث سنة ٨٢٩ أنه أقيم في تلك
السنة في إمارة المدينة المنورة مكان ابن عمه عجلان بن ثابت.
١٠٤: الحسن بن جمهور القمي
في لسان الميزان قال علي بن محمد الساليسي كان من رواة أهل البيت
وحامل الأثر عنهم وكان في وسط المائة الثالثة اه. أقول الظاهر أنه
الحسن بن محمد بن جمهور العمي بالعين ويأتي وهو قد نسبه إلى جذه
وصحف العمي بالقمي.
١٠٥: الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين بن سنسن أبو محمد الشيباني.
جده بكير هو أخو زرارة بن أعين وفي رسالة أبي غالب الزراري كان
جدنا الأدنى الحسن بن الجهم من خواص سيدنا أبي الحسن الرضا ع
وله كتاب معروف وقد رويته عن أبي عبد الله أحمد بن محمد
العاصمي لأنه كان ابن أخت علي بن عاصم رحمه الله قال: وكانت أم
الحسن بن الجهم ابنة عبيد بن زرارة ومن هذه الجهة نسبنا إلى زرارة ونحن
من ولد بكير وكنا قبل ذلك نعرف بولد الجهم اه. وعن الشيخ حسين بن
عبد الصمد والد البهائي في العقد الطهماسي ان الحسن بن الجهم كان من
أكابر أصحاب الرضا ع وقال النجاشي الحسن بن الجهم بن
بكير بن أعين أبو محمد الشيباني ثقة روى عن أبي الحسن موسى والرضا
ع له كتاب تختلف الروايات فيه فمنها ما أخبرناه عدة من
أصحابنا عن أبي الحسن بن داود حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن زكريا
الكوفي المعروف بابن ويس حدثنا أبي حدثنا الحسن بن علي بن فضال عن
الحسن بن الجهم وفي الفهرست الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين له
مسائل أخبرنا بها ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الحسن بن
(٣٩)

متيل عن الحسن بن علي بن يوسف عن الحسن بن علي بن فضال عن
الحسن بن الجهم وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع
فقال الحسن بن الجهم الرازي اه وفي منهج المقال وكأنه الزراري نسبة
إلى زرارة لكونه من قبيلته لا بالنبوة كما تقدم في أبي غالب أحمد بن محمد
الزراري والظاهر الاتحاد اه. ومر عن أبي غالب انهم ينسبون إلى زرارة
من جهة جدهم الحسن بن الجهم هذا لكون أمه ابنة عبيد بن زرارة فتكون
نسبة ابنها هذا إلى زرارة من هذه الجهة والرازي تصحيف الزراري وفي
الوسيط يأتي الحسين عن رجال الشيخ في أصحاب الكاظم والرضا ع
فهو اما هذا فيتحد الكل أو اخوه اه بل هو هذا وصحف الحسن
بالحسين والكل واحد. وفي التعليقة والظاهر الاتحاد كما قال وفي معالم
العلماء الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين له مسائل. وفي الكافي في كتاب
العشرة بسنده عن الحسن بن الجهم قلت لأبي الحسن ع لا تنسني
من الدعاء قال تعلم اني أنساك فتفكرت في نفسي وقلت هو يدعو لشيعته
وانا من شيعته فقلت لا تنساني قال كيف علمت ذلك قلت اني من شيعتك
وأنت تدعو لهم فقال هل علمت بشئ غير هذا قلت لا قال إذا أردت ان
تعلم ما لك عندي فانظر ما لي عندك اه. وللصدوق طريق إليه. وفي
مستدركات الوسائل أبو محمد الحسن بن الجهم يروي عنه الاجلاء مثل
الحسن بن علي بن فضال وعبد الله بن بكير ومحمد بن إسماعيل بن بزيع
وسعد بن سعد ومحمد البرقي وعلي بن أسباط وأحمد بن محمد بن عيسى
وإبراهيم بن هاشم ومحمد بن القاسم بن فضيل بن يسار وأبو عبد الله
أحمد بن محمد العاصمي اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن الجهم برواية
الحسن بن علي بن فضال عنه اه وزاد الكاظمي ورواية محمد بن
إسماعيل بن بزيع عنه وفي نسخة من مشتركات الطريحي ورواية الفضيل بن
يسار عنه وعن جامع الرواة أنه نقل رواية الحسن بن الجهم عن
الفضيل بن يسار وعبد الله بن بكير وحماد بن عثمان وثعلبة وبكير بن أعين
والحسن بن موسى وكذا نقل رواية الفضيل بن يسار وإبراهيم بن هاشم
ومحمد بن عبد الحميد وابن مسكان وأحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن علي
وعمرو بن سعيد وعلي بن أسباط والبرقي وسعد بن سعد ومحمد بن
إسماعيل عنه اه.
١٠٦: حسن الجوري أمير سبزوار.
في عجائب المقدور كان مستقلا بالامارة وهو رافضي فلما قصد تيمور
بلاده دخل في طاعته وقدم له الهدايا فأقره على ولايته اه.
١٠٧: ملا حسن ويقال محمد حسن الجيلاني والد الميرزا القمي صاحب
القوانين.
في قصص العلماء أنه كان من أهل شفت من قرى رشت وذهب إلى
أصفهان لطلب العلم وقرأ على ميرزا حبيب الله وميرزا هداية الله ثم إن
السلطان أمرهما بالتوجه إلى قرية جابلاق لترويج الأمور الشرعية والحكم
والقضاء بين المسلمين فجاءا إليها وتوطنا فيها وجاء ملا حسن معهما وتزوج
بنت ميرزا هداية الله وهي أم ولده الميرزا القمي وكان ملا حسن عالما
فاضلا وألف كتابا على نحو كشكول الشيخ البهائي وكان مشهورا بالزهد
والعبادة وقرأ عليه ولده الميرزا القمي في العلوم الأدبية.
١٠٨: الشيخ حسن الحانيني
يأتي بعنوان حسن بن علي بن حسن بن أحمد بن محمود.
١٠٩: الحسن بن حبيش الأسدي الكوفي.
في الخلاصة حبيش بالحاء المهملة المضمومة والباء الموحدة والياء
المثناة تحت والشين المعجمة وفي منهج المقال أن في رجال الكشي الحسن بن
خنيس بالخاء المعجمة والنون قبل الياء المثناة تحت وابن داود جعلهما ابن
خنيس بالمعجمة من رجال الصادق ع فقط وابن حبيش بالمهملة
من رجال الباقر والصادق ع والظاهر الاتحاد كما في الخلاصة
قال: وفي الكافي في باب تحليل الميت من الدين إبراهيم بن عبد الحميد عن
الحسن بن خنيس قلت لأبي عبد الله ع واتفقت عليه ما رأيناه من
النسخ اه. قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع الحسن بن
حبيش الأسدي روى عنه إبراهيم بن عبد الحميد الكوفي وقال في أصحاب
الصادق ع الحسن بن حبيش الأسدي وقال الكشي في
رجاله: في الحسن بن حبيش ومحمد بن مسعود حدثني حمدويه حدثني
الحسين بن موسى عن جعفر بن محمد الخثعمي عن إبراهيم بن عبد
الحميد الصنعاني عن أبي أسامة زيد الشحام قال كنت عند أبي عبد الله
ع إذ مر الحسن بن حبيش فقال أبو عبد الله ع أتحب
هذا هذا من أصحاب أبي. وبهذا الاسناد عن إبراهيم عن رجل عن أبي
عبد الله وأبي الحسن ع قال ينبغي للرجل أن يحفظ أصحاب أبيه
فان بره بهم بره بوالديه اه. وذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول
وذكر الرواية الأولى ثم قال وروى السيد علي بن أحمد العقيقي العلوي عن
أبيه عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد
عن أبي عبد الله ع مثل ما روى الكشي وقال الشهيد الثاني في
حاشية الخلاصة في طريقهما أي رواية الكشي الأولى ورواية العقيقي
إبراهيم بن عبد الحميد وهو واقفي وفي الأولى جعفر بن محمد الخثعمي
وحاله مجهول وفي الثانية علي بن أحمد العقيقي وهو ضعيف وحينئذ فلا
شاهد في الرواية مع أن مضمونها لا يقتضي مدحا معتبرا في هذا الباب
فادخاله في هذا القسم ليس بجيد اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسن بن حبيش برواية إبراهيم بن
عبد الحميد عنه ورواية أبي أسامة زيد الشحام عنه اه. واقتصر الكاظمي
في مشتركاته على الأول.
١١٠: الحسن بن حذيفة بن منصور الكوفي من همدان بياع السابري مولى سبيع
ذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان في أصحاب الصادق ع
. وفي الخلاصة الحسن بن حذيفة بالحاء المهملة المضمومة والذال
المعجمة ابن منصور بن كثير بن سلمة الخزاعي قال ابن الغضائري انه
ضعيف جدا لا يرتفع به والأقوى عندي رد قوله لطعن هذا الشيخ فيه مع
أني لم أقف له على مدح من غيره اه وفي التعليقة في التهذيب والاستبصار
في كتاب الخلع: الذي اعتمده في هذا الباب وأفتى به ان المختلعة لا بد
فيها من أن يتبع بالطلاق وهو مذهب جعفر بن سماعة والحسن بن محمد بن
سماعة وعلي بن رباط وابن حذيفة من المتقدمين ومذهب علي بن الحسين
من المتأخرين والظاهر أن ابن حذيفة هو هذا ولا يخفى دلالته على جلالته
(٤٠)

وكونه من الفقهاء وتضعيف ابن الغضائري أشير إلى ما فيه غير مرة اه‍.
١١١: الحسن بن الحر الأسدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال تابعي
روى عن أبي الطفيل اه.
١١٢: شاه الدين حسن الحساب للعتبة الشريفة الرضوية.
كان حيا سنة ٩٩٠.
يظهر أنه كان من العلماء ويتولى حسابات أوقاف المشهد الرضوي
وجدت له إجازة على ظهر بعض كتب الأربعين حديثا لتلميذه نور الدين
محمد بتاريخ ٢٧ ربيع الأول سنة ٩٩٠.
١١٣: الحسن بن حساس بن يحيى بن أبان بن الفيرزان أبو محمد الدهقان
الكوفي.
توفي سنة ٣٠٣.
في لسان الميزان قال أبو الحسن بن حماد الحافظ الكوفي مات سنة
٣٠٣ وكان الكلام فيه كثيرا وكان في الظاهر يظهر مذهب الإمامية كان
يرمي بغير ذلك في الدين بأمر عظيم وكان صاحب أدب وأخبار اه ولسنا
نعلم ما هو الأمر العظيم الذي كان يرمي به لنبدي رأينا فيه.
مشايخه وتلاميذه
في لسان الميزان روي عن هناد بن السري وجبارة بن المغلس
وإسماعيل بن موسى وعباد بن يعقوب والحلواني والأشج وغيرهم. وعنه أبو
العباس بن عقدة وأبو بكر الطليحي وابن مخلد وابن قانع وآخرون اه.
١١٤: الحسن بن الحسن بن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى ابن الحسن
السبط ابن علي بن أبي طالب ع.
في بحر الأنساب لمحمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي
النسابة يقال حبسه الرشيد نيفا وعشرين سنة حتى خلاه المأمون ومات
هارون وهو ابن ٦٣ سنة.
١١٥: الحسن المثلث ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب
ع يكنى أبا علي
توفي في حبس المنصور بالهاشمية في ذي القعدة سنة ١٤٥ وهو ابن
٦٨ سنة ذكره أبو الفرج الأصبهاني في المقاتل وغيره.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع: الحسن بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع المدني تابعي روى عن
جابر بن عبد الله وهو أخو عبد الله بن الحسن بن الحسن وإبراهيم لأبيهما
وأمهما أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ع توفي
قبل وفاة أخيه عبد الله ومثله في أصحاب الصادق ع إلى قوله
روى عن جابر بن عبد الله وقال مات سنة ١٤٥ بالهاشمية وهو ابن ٦٨
سنة اه.
وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين إن الحسن المثلث أمه فاطمة بنت
الحسين بن علي بن أبي طالب وكان متألها فاضلا ورعا يذهب في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مذهب الزيدية اه. وقال ابن أبي الحديد
في شرح النهج فيما حكاه عن الجاحظ وغيره من المفاخرة بين بني هاشم وبني
أمية كان الحسن المثلث متألها فاضلا ورعا يذهب في الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر مذهب أهله اه. وفي تاريخ بغداد الحسن بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب أمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب
وهو من أهل المدينة قال الحسن بن محمد بن يحيى العلوي قال جدي توفي
الحسن بن الحسن بن الحسن سنة ١٤٥ في ذي القعدة بالهاشمية في حبس
أبي جعفر وهو ابن ٦٨ سنة اه. وفي تهذيب التهذيب جعل عليه علامة
ق إشارة إلى أنه اخرج له ابن ماجة القزويني ثم قال: الحسن بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي أخو عبد الله أمه فاطمة
بنت الحسين له عند ابن ماجة حديث واحد فيمن بات وفي يده ريح غمر
وقال ابن سعد كان قليل الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقالت فاطمة
بنت الحسين لهشام لما سألها عن ولدها أما الحسن فلساننا اه‍.
أخباره مع السفاح
في تاريخ بغداد: قدم الأنبار على السفاح مع أخيه عبد الله بن
الحسن بن الحسن وجماعة من الطالبيين فأكرمهم السفاح وأجازهم ورجعوا
إلى المدينة. وفي مقاتل الطالبيين بسنده أنه لما تولى أبو العباس السفاح وفد
إليه عبد الله بن الحسن بن الحسن وأخوه الحسن بن الحسن بن الحسن
فوصلهما وخص عبد الله وواخاه وآثره حتى كان يتفضل بين يديه وفي تاريخ
بغداد في قميص بلا سراويل قال أبو الفرج وقال له ما رأى أمير المؤمنين
غيرك على هذه الحال ولكن أمير المؤمنين إنما يعدك عما ووالدا وقال له إني
قد كنت أحب أن أذكر لك شيئا فقال عبد الله ما هو يا أمير المؤمنين فذكر
ابنيه محمدا وإبراهيم وقال ما خلفهما ومنعهما أن يفدا إلى أمير المؤمنين مع
أهل بيتهما قال ما كان تخلفهما لشئ يكرهه أمير المؤمنين فصمت أبو العباس
ثم سمر عنده ليلة أخرى فأعاد عليه ثم فعل به ذلك مرارا ثم قال له غيبتهما
بعينك أما والله ليقتلن محمد على سلع وليقتلن إبراهيم على النهر العباب
فرجع عبد الله ساقطا مكتئبا فقال له أخوه الحسن بن الحسن ما لي أراك
مكتئبا؟ فأخبره فقال: هل أنت فاعل ما أقول لك قال ما هو قال إذا
سالك عنهما فقال عمهما حسن أعلم الناس بهما فقال وهل أنت محتمل ذلك
لي قال نعم فدخل عبد الله على أبي العباس كما كان يفعل فرد عليه ذكر ابنيه
فقال له عمهما أعلم الناس بهما فصمت عنه حتى افترقا ثم أرسل إلى الحسن
يسأله عنهما فقال يا أمير المؤمنين أكلمك على هيبة الخلافة أو كما يكلم
الرجل ابن عمه فقال بل كما يكلم الرجل ابن عمه فإنك وأخاك عندي بكل
منزلة قال إني اعلم أن الذي هاج لك ذكرهما بعض ما قد بلغك عنهما فأنشدك
الله هل تظن ان الله ان كان قد كتب في سابق علمه ان محمدا أو إبراهيم
وال من هذا الامر شيئا ثم اجلب أهل السماوات والأرض بأجمعهم على أن
يردوا شيئا مما كتب الله لمحمد وإبراهيم أكانوا راديه وان لم يكن كتب لمحمد
وإبراهيم ذلك فاجتمعا واجتمع أهل الأرض جميعا معهما على أن ينالا ما لم
يقدر لهما أينالانه فقال لا والله ما هو كائن الا ما كتب الله قال ففيم تنغيصك
على هذا الشيخ نعمتك التي أوليته وإيانا معه قال فلست بعارض لذكرهما
بعد مجلسي هذا ما بقيت فما ذكرهما حتى فرق الموت بينهما
اه. ورواه الخطيب في تاريخ بغداد نحوه.
(٤١)

أخباره مع المنصور
كان الحسن المثلث ممن قبض عليهم المنصور من بني الحسن بن علي
وحملهم إلى الهاشمية فماتوا بها في الحبس وقد اختلفت الرواية في القبض
عليهم فقيل قبض على عبد الله بن حسن وعلى إخوته معه وفيهم المترجم
وقيل قبض أولا على عبد الله بن حسن فحبس ثلاث سنين ثم قبض على
إخوته. في تاريخ بغداد لما ولى المنصور حبس الحسن بن الحسن بن الحسن
وأخاه عبد الله لأجل محمد وإبراهيم ابني عبد الله فلم يزالا في حبسه حتى
ماتا اه. وقال ابن الأثير في تاريخه في حوادث سنة ١٤٤ أن الحسن المثلث
كان ممن قبض عليهم المنصور من بني الحسن بن علي وحبسهم في المدينة
قال وقيل إن المنصور حبس عبد الله بن الحسن المثنى وحده وترك باقي أولاد
الحسن فبقي عبد الله محبوسا ثلاث سنين. وروى أبو الفرج في المقاتل
بسنده أنه لما حبس عبد الله بن الحسن آلى أخوه الحسن بن الحسن بن
الحسن أن لا يدهن ولا يكتحل ولا يلبس ثوبا لينا ولا يأكل طيبا ما دام
عبد الله على تلك الحال وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده والطبري وابن
الأثير في تاريخهما أن الحسن بن الحسن بن الحسن بقي قد نصل خضابه حزنا
على أخيه عبد الله وكان المنصور يقول ما فعلت الحادة أو ما فعل الحاد ومر
الحسن بن الحسن بن الحسن على إبراهيم بن الحسن وهو يعلف إبلا له فقال
أتعلف إبلك وعبد الله محبوس يا غلام أطلق عقلها فأطلقها ثم صاح في
أدبارها فلم يوجد منها بعير. وروى أبو الفرج باسناده كان حسن بن
حسن بن حسن ينزل منزلا بذي الأثل فحضر المدينة وعبد الله بن الحسن
محبوس فلم يبرحها ولبس خشن الثياب وغليظ الكرابيس وكان أبو جعفر
يسميه الحاد وكان عبد الله ربما استبطأ رسل أخيه حسن فيرسل إليه أنك
وولدك لآمنون في بيوتكم وانا وولدي بين أسير وهارب لقد مللت معونتي
فآنسني برسلك وكان ذلك إذا أتى حسنا بكى وقال بنفسي أبو محمد إنه لم
يزل يحشد الناس بالأئمة.
قال ابن الأثير: فلما أطال حبس عبد الله بن الحسن قال عبد
العزيز بن سعيد للمنصور أتطمع في خروج محمد وإبراهيم وبنو الحسن
مخلون والله للواحد منهم أهيب في صدور الناس من الأسد فكان ذلك سبب
حبس الباقين. وروى الطبري وابن الأثير انه لما حج المنصور سنة ١٤٤
أرسل مالك بن أنس ومحمد بن عمران بن طلحة إلى بني الحسن وهم في
الحبس يسألهم أن يدفعوا إليه محمدا وإبراهيم ابني عبد الله، فدخلا عليهم
وعبد الله قائم يصلي فأبلغاهم الرسالة، فقال الحسن بن الحسن بن الحسن
أخو عبد الله: هذا عمل ابني المشؤومة أما والله ما هذا عن رأينا ولا عن
ملأمنا ولا لنا فيه حيلة حكم. فقال له أخوه إبراهيم: علا م تؤذي أخاك
في ابنيه وتؤذي ابن أخيك في أمه. ثم فرع عبد الله من صلاته فقال: لا
والله لا أرد عليكما حرفا الحديث. وهذا الكلام مع ما تقدم من قوله:
لم يزل يحشد الناس بالأئمة، يدل على أنه كان في الباطن كارها لفعل أخيه
وبنيه. أو قال ذلك مداراة والله أعلم.
وروى الطبري في تاريخه بسنده أنه لما ذهب ببني حسن لقيهم
الحارث بن عامر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بالربذة، فقال:
الحمد لله الذي أخرجكم من بلادنا. فاشرأب له حسن بن حسن فقال له
عبد الله: عزمت عليك ألا سكت. وقال الطبري أيضا: كان أول من
مات منهم في الحبس عبد الله بن حسن فجاء السجان فقال ليخرج أقربكم
به فليصل عليه فخرج أخوه حسن بن حسن بن حسن بن علي ع
فصلى عليه.
من روى عنهم
قد عرفت أنه كان من أصحاب الباقر والصادق ع وفي
تهذيب التهذيب روى عن أبيه وأمه اه. وفي تاريخ بغداد سمع أمه فاطمة
بنت الحسين بن علي بن أبي طالب اه.
الذين رووا عنه
في تهذيب التهذيب عنه فضيل بن مرزوق وعبد بن الوسيم الجمال
وعمر بن شبيب المسلي اه. وفي تاريخ بغداد روى عنه عمر بن شبيب
المسلي اه.
١١٦: الحسن بن الحسن بن الحكم الحيري.
في معالم العلماء له المسند.
١١٧: الشيخ منتجب الدين أبي محمد الحسن بن أبي علي الحسن السبزواري
أو السانزوارى.
السبزواري نسبة إلى سبزوار بفتح السين المهملة وسكون الباء
الموحدة بعدها زاي وواو مخففة وألف وراء المدينة المشهورة في بلاد خراسان
التي كان أصل اسمها بيهق. وفي رياض العلماء: وأهلها معروفون بالتشيع
وقصة أبي بكر السبزواري معروفة وقال أيضا أنه يعرف تارة
بالسبزواري وأخرى بالسانزواري قال وذلك إما لكونهما لغتين فصيحتين
صحيحتين في النسبة إلى بلده سبزوار من بلاد خراسان، وسبزوار هي
اللغة الفصيحة وسانزوار لغة ردية وذلك كنوريز في بلدة تبريز اه.
والظاهر أن سانزوار بالنون من تصحيف النساخ فالبلدة تسمى سبزوار
وسابزوار بالباء لا بالنون قديما وحديثا كما أن من التصحيف أيضا وصفه في
نسخة من الرياض بالسرابشتوي.
والظاهر أيضا أنه الحسن بن أبي علي الحسن كما ترجمناه. فما في
فهرست منتجب الدين في النسخة المطبوعة في المجلد الثالث والعشرين
من البحار من أنه الحسن بن علي بن الحسن السبزواري تحريف وكذا ما في
أمل الآمل نقلا عن فهرست منتجب الدين من أنه الحسن بن أبي علي بن
الحسن السبزواري تحريف أيضا وترجمه في الرياض في أول كلامه بعين عبارة
الأمل ولكنه لما حكى إجازته عن خط يده كما يأتي ذكر اسمه الحسن بن أبي
علي الحسن باسقاط لفظة ابن بين أبي علي والحسن ولا يبعد ان يكون هو
الصواب فيكون اسمه الحسن بن الحسن أولا لأن ذلك منقول عن خط
يده ومكرر في الرياض مرتين ثانيا لأن مثل هذا يقع فيه الاشتباه كثيرا
كما شاهدناه فتذكر الكنية وبعدها الاسم فيزيد الناسخ لفظة ابن بينهما لظنه
سقوطها والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
في فهرست منتجب الدين فقيه صالح اه. وذكره في رياض العلماء
في موضعين فقال في أحدهما الشيخ الجليل الفاضل العالم من معاصري
الشيخ منتجب الدين بن بابويه صاحب الفهرست والشيخ حسن الدوريستي
واضرابهما وقد كان القاضي الأجل بهاء الدين أبو الفتوح محمد بن أحمد بن
(٤٢)

محمد المعروف بالوزيري من جملة تلامذة السبزواري هذا وله منه إجازة
ورأيت تلك الإجازة بخط السبزواري المجيز هذا على أول أحاديث
الحسن بن ذكروان الفارسي من أصحاب أمير المؤمنين ع في
مجموعة عتيقة جدا وهي الآن موجودة بأصبهان عند المولى ذو الفقار في
جوارنا. ثم أعلم أن المذكور في صدر أحاديث الحسن بن ذكروان هكذا:
حدثنا الشيخ الامام العالم منتجب الدين فريد العلماء أبو محمد الحسن بن
أبي علي الحسن السبزواري أدام الله توفيقه يوم الخميس ٢٣ من شهر ذي
الحجة الحرام سنة ٥٦٩ بالري قال أخبرنا الشيخ العالم زين الدين شمس
الطائفة هبة الله بن نافع بن علي الخ وكتب المجيز المذكور نفسه بخطه الشريف
على الهامش هكذا. سمع مني هذه الأحاديث وهي الأحاديث التي رواها
الحسن بن ذكروان الفارسي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
وهي خمسة عشر حديثا القاضي الامام الأجل بهاء الدين فخر الاسلام
زين الطائفة أبو الفتوح محمد بن أحمد بن محمد المعروف بالوزيري وأجزت
له أن يروي عني متى شاء وأحب وكتب الحسن بن أبي علي الحسن
السبزواري في صفر سنة ٥٧٠ وقال في الموضع الآخر بعد نقل كلام منتجب
الدين فهو من المتأخرين عن الشيخ الطوسي ولكنه غير الحسن بن الحسين
الشيعي السبزواري صاحب المؤلفات العديدة بالفارسية لأنه في عصر
السلاطين الصفوية اه.
١١٨: الحسن بن الحسن العلوي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا والهادي ع.
١١٩: الحسن بن أبي محمد الحسن الأطروش الملقب بالناصر الكبير ابن علي بن
الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
قال ابن الأثير: كان للناصر الأطروش من الأولاد الحسن وأبو
القاسم والحسين فقال يوما لابنه الحسن يا بني هاهنا شئ من الغراء نلصق
به كاغدا فقال لا إنما هاهنا بالخاء فحقد عليه ولم يوله شيئا وولى ابنيه أبا
القاسم والحسين وكان الحسن ينكر تركه معزولا ويقول أنا أشرف منهما لان
أمي حسنية وأمهما أمة وكان الحسن شاعرا وله مناقضات مع ابن المعتز ولحق
الحسن بابن أبي الساج فخرج معه يوما متصيدا فسقط عن دابته فبقي راجلا
فمر به ابن أبي الساج فقال له إركب معي على دابتي فقال أيها الأمير لا
يصلح بطلان على دابة اه أقول: يأتي في ترجمة الحسن بن علي
الأطروش الناصر الذي قال ابن الأثير إن هذا ابنه عن عمدة الطالب
والمجدي أن للناصر هذا خمسة أولاد زيد ومحمد وأبو القاسم جعفر
وأبو الحسن علي وأبو الحسين أحمد وليس في أولاده من اسمه
الحسن ولا الحسين ويأتي أيضا في ترجمة أبي الحسن علي بن الحسن الناصر
الكبير أنه هو الذي كان يعاتب أباه بقصائد وكان يناقض عبد الله بن المعتز
وأنه هو الذي ترك معزولا وأنه هو صاحب قصة الغراء المذكورة وأنه هو
الذي لحق بابن أبي الساج وانه يوشك أن يكون أبدل في عبارة ابن الأثير أبو
الحسن علي بالحسن وأبو الحسين أحمد بالحسين سهوا منه أو من النساخ فإذا
وجود صاحب الترجمة غير صواب وإنما ذكرناه لئلا يطلع أحد على عبارة ابن
الأثير فيظن اننا أهملناه سهوا والله الهادي.
١٢٠: الحسن المثنى أبو محمد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ع
وفاته
توفي سنة ٩٧
حكاه ابن حجر عن خط الذهبي وفي عمدة الطالب كان عبد
الرحمن بن الأشعث قد دعا إليه وبايعه فلما قتل عبد الرحمن توارى الحسن
حتى دس إليه الوليد بن عبد الملك من سقاه سما فمات وعمره إذ ذاك خمس
وثلاثون سنة وكان يشبه برسول الله ص اه. وفي هامش عمدة الطالب
المطبوع: أظن الصحيح سليمان بن عبد الملك مكان الوليد بن عبد الملك
لأنه توفي في زمنه سنة ٩٧ وقوله وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون فيه تقديم
وتأخير بل ينبغي أن يكون ثلاث وخمسون فإنه مات بعد موت والده بثمان
وأربعين سنة اه. وفي إرشاد المفيد قبض الحسن بن الحسن وله خمس
وثلاثون سنة اه. أقول: إذا صح أن وفاته كانت سنة ٩٧ كان ما
ذكره صاحب هذه الحاشية متوجها فان الوليد مات سنة ٩٦ فموته متقدم
على موت الحسن بسنة فكيف يتم انه سمه اما سليمان فإنه مات سنة ٩٩
بعد موت الحسن بسنتين وكون عمره خمسا وثلاثين سنة لا يتم ان كان مات
سنة ٩٧ فان الحسن ع توفي سنة ٥٨ على الأكثر أو سنة ٤٤ على
الأقل ومن سنة ٤٤ إلى سنة ٩٧ ثلاث وخمسون سنة ولم يعلم أنه ولد سنة
وفاة أبيه بل لعله ولد قبل ذلك بمدة وعلى هذا فيكون عمره يوم كربلا ١٧
سنة والله أعلم.
كنيته
في عمدة الطالب: يكنى أبا محمد
أمه
في عمدة الطالب وغيره: أمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن
عمرو بن جابر بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة بن زبان وكانت تحت
محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها
الحسن بن علي بن أبي طالب فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل
المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله ص فلم يبق في المدينة قيسي
إلا دخل تحتها ثم قال أمثلي يفتات عليه في ابنته فقالوا لا فلما رأى الحسن
ذلك سلم إليه ابنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع
قالت له يا أبت أين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي وابن بنت رسول
الله فقال إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا فلما صاروا في نخل المدينة إذا
بالحسن والحسين وعبد الله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها إلى
المدينة ولما كان غضب أبيها لأنها لم تخطب منه كان في لحوق الحسنين ع
وعبد الله بن جعفر به قضاء لحقه وإزالة لما في نفسه وكان كالخطبة
منه. وفي تاريخ ابن عساكر قال خليفة بن خياط أم الحسن بن الحسن
خولة بنت منظور بن زبان من بني فزارة وكان الحسن زوج أختها لأمها
وأبيها تماضر بنت منظور عبد الله بن الزبير ولما علم أبوها بزواجها قال مثلي
يفتات عليه بزواج بنته فقدم المدينة وركز راية سوداء في المسجد فلم يبق
قيسي في المدينة إلا دخل تحتها فقيل لمنظور أين تذهب تزوج إحدى بنتيك
الحسن بن علي والثانية عبد الله بن الزبير وملكه لحسن أمرها فامضى منظور
ذلك التزويج وفي ذلك يقول جفير العبسي:
(٤٣)

إن الندى من بني ذبيان قد علموا * والجود في آل منظور بن سيار
الماطرين بأيديهم ندى ديما * وكل غيث من الوسمي مدرار
تزور جاراتهم وهنا هديتهم فواضلهم * وما فتاهم لها سرا بزوار
ترضى قريش بهم صهرا لأنفسهم * وهم رضى لبني أخت وأصهار
اه وبنت منظور هذه زوجة عبد الله بن الزبير هي التي نزلت عليها
النوار زوجة الفرزدق حين نافرته إلى عبد الله بن الزبير ونزل هو على أولاد
عبد الله ففرق عبد الله بينهما فقال في ذلك الفرزدق:
أما بنوه فقد ردت شفاعتهم * وشفعت بنت منظور بن زبانا
ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
أقوال العلماء فيه
قال المفيد في الارشاد: وأما الحسن بن الحسن فكان جليلا رئيسا
فاضلا ورعا وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
في وقته اه. وفي تهذيب التهذيب: الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
والد الحسن المثلث كان أخا إبراهيم بن محمد بن طلحة لأمه وكان وصي
أبيه وولي صدقات علي في عصره ذكره البخاري في الجنائز وروى له النسائي
حديثا واحدا في كلمات الفرج قرأت بخط الذهبي مات سنة ٩٧ والذي في
صحيح البخاري في الجنائز لما مات الحسن بن الحسن بن علي ضربت امرأته
القبة على قبره الحديث وقد وصله المحاملي في أماليه من طريق جرير عن
مغيرة وقال الجعابي وحضر مع عمه كربلاء فحماه أسماء بن خارجة
الفزاري لأنه ابن عم أمه وذكره ابن حبان في الثقات اه.
وقال ابن عساكر الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد
الهاشمي المدني قدم دمشق وافدا على عبد الملك بن مروان وقال الزبير بن
بكار وكان وصي أبيه وولي صدقة جده علي بن أبي طالب في عصره اه‍.
والذي عندنا أن وصي الامام أبي محمد الحسن هو أخوه الإمام أبو عبد الله
الحسين ع ويأتي ان علي بن الحسين ع نازعه
في صدقة جده أمير المؤمنين ع ثم تركها له وكان ذلك تفضلا من
زين العابدين ع. وقال ابن عساكر: روى الطبراني ان
الحسن بن الحسن أوصى في مرض موته إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة وهو
أخوه لأمه اه. وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي عن العوالم
عن الاحتجاج عن ابن أبي يعفور عن الصادق ع ما يقتضي ذما
عظيما للحسن بن الحسن ولما كانت الرواية مرسلة لم يكن ليثبت بها ذم.
تزوجه بنت عمه
في عمدة الطالب: كان قد خطب إلى عمه الحسين ع
إحدى بناته فابرز إليه فاطمة وسكينة وقال يا ابن أخي إختر أيهما شئت
فاستحيا الحسن وسكت فقال الحسين قد زوجتك فاطمة فإنها أشبه الناس
بأمي فاطمة بنت رسول الله ص وقال البخاري بل اختار الحسن فاطمة بنت
عمه الحسين ع. وفي الأغاني: تزوج الحسن بن الحسن فاطمة
بنت الحسين في حياة عمه وهو ع زوجه إياها ثم روى بسنده أنه
خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين ص وسأله أن
يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين ع اختر يا بني أحبهما إليك
فاستحيا الحسن ولم يحر جوابا فقال له الحسين ع فاني قد اخترت
منهما لك ابنتي فاطمة فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله ص ثم
روى بسنده أن الحسن لما خيره عمه اختار فاطمة وكانوا يقولون إن امرأة
سكينة مردودتها لمنقطعة القرين في الجمال وكانت فاطمة زوجته هذه معه يوم
الطف قال الطبري وهي أكبر من سكينة.
وفي الأغاني أيضا بسنده: كان الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب خطب إلى عمه الحسين فقال له الحسين ع يا ابن أخي قد
كنت أنتظر هذا منك انطلق معي فخرج به حتى أدخله منزله فخيره في ابنتيه
فاطمة وسكينة فاختار فاطمة فزوجه إياها وكان يقال إن امرأة تختار على
سكينة لمنقطعة القرين في الحسن. وقال عبد الله بن موسى في خبره أن
الحسين خيره فاستحيا فقال له قد اخترت لك فاطمة لأنها أكثرهما شبها بأمي
فاطمة ع بنت رسول الله ص اه. ومن هذا الخبر يعلم تفسير قول
صاحب عمدة الطالب: فابرز إليه فاطمة وسكينة أي أدخله داره وأراه
إياهما وما هو إلا ولده. وقد روى أبو الفرج في الأغاني خبرا في تزوج
عبد الله بن عمر العثماني بفاطمة هذه بعد وفاة زوجها الحسن بن الحسن
وإرساله إليها وصيفا وهي تصك وجهها لا نراه إلا مكذوبا، ويؤيد لنا
كذبه أنه لم يرو في طبقات ابن سعد ولا أشير إليه روي فيه في تزويجها
بالعثماني خبر آخر. والمفيد في الارشاد ذكر ما يكذب ذلك فإنه قال أنه لما
مات ضربت زوجته فاطمة بنت الحسين بن علي ع على قبره
فسطاطا وكانت تقوم الليل وتصوم النهار فلما كان رأس السنة قالت لمواليها
إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط وسيأتي تفصيل ذلك في ترجمتها.
شهوده يوم الطف
شهد مع عمه الحسين ع يوم الطف قال الطبري وتبعه ابن
الأثير: استصغر الحسن بن الحسن بن علي فلم يقتل وقال ابن طاوس في
الملهوف كان الحسن بن الحسن المثنى قد واسى عمه في الصبر على ضرب
السيوف وطعن الرماح وكان قد نقل من المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق
فبرئ اه. وفي عمدة الطالب كان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه
الحسين ع وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به
رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري
دعوه لي فان وهبه الأمير عبيد الله بن زياد لي وإلا رأى رأيه فتركوه له فحمله
إلى الكوفة وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد فقال دعوا لأبي حسان ابن أخته
وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة اه وقال المفيد في الارشاد: كان
الحسن بن الحسن حضر مع عمه الحسين يوم الطف فلما قتل الحسين وأسر
الباقون من أهله جاء أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسارى وقال والله
لا يوصل إلى ابن خولة أبدا فقال عمر بن سعد دعوا لأبي حسان ابن أخته
ويقال أنه أسر وكان به جراح قد أشفى منها اه. وقوله دعوا لأبي حسان
ابن أخته لأن أمه فزارية كما مر وقد عرفت أنه كان في حياة عمه الحسين
ع رجلا وأنه زوجه ابنته فاطمة وقد مر في تاريخ وفاته أن المظنون
كون عمره يوم الطف ١٧ سنة ومن ذلك يعلم فساد قول الطبري وابن
الأثير أنه استصغر يوم الطف فلم يقتل.
أخباره
قال ابن عساكر: بلغ الوليد بن عبد الملك أن الحسن يكاتب أهل
العراق فكتب إلى عامله بالمدينة عثمان بن حيان المري أنظر الحسن بن
الحسن فاجلده مائة ضربة وقفه للناس يوما ولا أراني إلا قاتله. فلما وصله
(٤٤)

الكتاب، بعث إليه فجئ به والخصوم بين يديه. فقام إليه علي بن الحسين
فقال له: يا أخي تكلم بكلمات الفرج، يفرج الله عنك لا إله إلا الله
الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
الحمد لله رب العالمين، فلما قالها انفرجت فرجة من الخصوم، فرآه
عثمان فقال: أرى وجه رجل قد افتريت عليه كذبة. خلوا سبيله، وأنا
كاتب إلى أمير المؤمنين بعذره، فان الشاهد يرى ما لا يراه الغائب. وقيل
إن والي المدينة كان يومئذ هشام بن إسماعيل.
وروى أبو الفرج في الأغاني بسنده عن المدائني قال: عاتب عبد
الملك بن مروان الحسن بن الحسن ع على شئ بلغه من دعاء
أهل العراق إياه إلى الخروج معهم على عبد الملك فجعل يعتذر إليه ويحلف
له: فقال له خالد بن يزيد بن معاوية: يا أمير المؤمنين ألا تقبل عذر ابن
عمك وتزيل عن قلبك ما قد أشربته إياه أما سمعت قول أبي الطمحان
القيني:
إذا كان في صدر ابن عمك أحنة * فلا تتستر سوف يبدو دفينها
وإن حماة المعروف أعطاك صفوها * فخذ عفوه لا يلتبس بك طينها
وقال ابن عساكر: غضب عبد الملك بن مروان على آل علي وآل
الزبير فكتب إلى عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل بن الوليد أن أقم آل
علي يشتمون عليا وآل الزبير يشتمون عبد الله بن الزبير فأبى آل علي وآل
الزبير وكتبوا وصاياهم فركبت أخت لهشام إليه وكانت عاقلة فقالت يا هشام
أتراك الذي يهلك عشيرته على يده راجع أمير المؤمنين قال ما أنا بفاعل
قالت فإن كان ولا بد فمر آل علي يشتمون آل الزبير وآل الزبير يشتمون آل
علي فقال هذه أفعلها واستبشر الناس بذلك وكانت أهون عليهم وكان أول
من أقيم إلى جانب المنبر الحسن بن الحسن وكان رجلا رقيق البشرة عليه
يومئذ قميص كتان رقيق فقال له هشام: تكلم فسب آل الزبير فقال: إن
لآل الزبير رحما يا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى
النار. فقال هشام لحرسي عنده أضربه فضربه سوطا واحدا فقام أبو هشام
عبد الله بن محمد بن علي فقال انا دونه أكفيك أيها الأمير فقال
في آل الزبير وشتمهم ولم يحضر علي بن الحسين ولا عامر بن عبد الله بن
الزبير فهم هشام أن يرسل إليه فقيل له إنه لا يفعل أفتقتله فامسك عنه
وحضر من آل الزبير كفاءه وكان عامر يقول إن الله لم يرفع شيئا فاستطاع
الناس خفضه أنظروا إلى ما يصنع بنو أمية يخفضون عليا ويغرون بشتمه
وما يزيده الله بذلك إلا رفعة.
وفي عمدة الطالب وتاريخ ابن عساكر وإرشاد المفيد وبينها بعض
التفاوت بالزيادة والنقيصة واختلاف العبارة وأتمها لفظا عبارة العمدة ونحن
نجمع بين ما فيها قالوا عن الزبير بن بكار أنه روى أن الحسن بن الحسن
كان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع في عصره
ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين ع ثم سلمها إليه فلما
كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن علي أن يشركه فيها فأبى فاستشفع عمر
بالحجاج فبينما الحسن يساير الحجاج ذات يوم في موكبه في المدينة والحجاج
يومئذ أميرها قال الحجاج يا أبا محمد ان عمر بن علي عمك وبقية أهلك
فاشركه معك في صدقات أبيه فقال له الحسن والله لا أغير ما شرط علي فيها ولا
ادخل فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين ع قد شرط ان يتولى صدقاته
ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده وعمر هذا الملقب بالاطرف أمه الصهباء
بنت ربيعة التغلبية فقال له الحجاج إذا أدخله معك فنكص عنه الحسن
حين غفل وذهب من فوره إلى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا
لا يؤذن له فمر به يحيى بن الحكم وأمه وأم الحكم وهي أم مروان وأبوها
ثقفي فلما رآه عدل إليه فسلم عليه وسأله عن مقدمه وخبره وتحفى به ثم
قال إني سأنفعك عنده واستأذن لك عليه وأرفعك عنده وكان يحيى قد خرج
من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال يا يحيى لم رجعت؟ فقال
لأمر لم يسعني تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين، قال وما هو؟ قال هذا
الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له وإن له ولأبيه
ولجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا أذى.
فامر عبد الملك بادخاله فدخل فرحب به عبد الملك وأعظمه وأكرمه وأجلسه
معه على سريره وأحسن مساءلته. وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب فقال له
عبد الملك لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد، ويحيى بن الحكم في
المجلس فقال له يحيى وما يمنعه من ذلك يا أمير المؤمنين شيبته أماني أهل
العراق يرد عليه الوفد يمنونه الخلافة، فغضب الحسن من هذا الكلام وأقبل
على يحيى وقال له بئس الرفد رفدت ليس كما زعمت ولكنا قوم يسرع إلينا
الشيب ظنا منه أن يحيى قد غشه والواقع أنه قد نصحه، وعبد الملك
يسمع، فالتفت إليه عبد الملك فقال له هلم ما قدمت له، فذكر له حكاية
عمه عمر وان الحجاج يريد ان يدخله معه في صدقات جده، فقال عبد
الملك ليس له ذلك، وكتب إلى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن
الحسن في صدقات جده ولا يدخل معه من لم يدخله علي وكتب في آخر
الكتاب بهذه الأبيات:
أنا إذا مالت دواعي الهوى * وأنصت السامع للقائل
لا نجعل الباطل حقا ولا * نلط دون الحق بالباطل
نخاف أن تسفه أحلامنا * فنخمل الدهر مع الخامل
وختم الكتاب وسلمه إليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما. فلما خرج
من عند عبد الملك لحقه يحيى ابن أم الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره
فقال له الحسن بئس الله الرفد رفدت ما هذا الذي وعدتني ما زدت على أن
أغريته بي، فقال له يحيى أيها عنك والله ما عدوتك نصيحة ولا ألوتك رفدا
ولا يزال يهابك بعدها أبدا ولولا هيبته إياك ما قضى لك حاجة. وعمر
الأطرف هذا كان قد تخلف عن أخيه الحسين ولم يسر معه إلى الكوفة وكان
قد دعاه إلى الخروج معه فلم يخرج ويقال انه لما بلغه قتل أخيه الحسين
خرج في معصفرات له وجلس بفناء داره وقال أنا الغلام الحازم ولو أخرج
معهم لقتلت وكان أول من بايع عبد الله بن الزبير ثم بايع بعده الحجاج
ذكر ذلك كله صاحب عمدة الطالب. ومن كانت هذه سجيته فلا غرو أن
يروم نقض شرط أبيه أمير المؤمنين وإدخال نفسه في وقفه ظلما وعدوانا
ويستعين على ذلك بالحجاج ولا عجب إذا ساعده الحجاج على ذلك ورام
إدخاله قهرا حتى منعه عبد الملك بتدبير يحيى بن الحكم. ويحيى هذا مع أنه
أخو مروان وابن أم الحكم فقد كان له مواقف حسنة، منها هذا الموقف
الذي نفع فيه الحسن وسعى في قضاء حاجته وهذه الحكاية تدل على خبرة
ليحيى وحنكة وعقل. ومن مواقفه المحمودة أنه لما ولي أخوه مروان الخلافة
وكان يلقب خيط باطل أنشد يحيى:
لحا الله قوما أمروا خيط باطل * على الناس يعطي ما يشاء ويمنع
ومنها أنه سال أهل الكوفة الذين جاءوا بالسبايا والرؤوس ما
(٤٥)

صنعتم فأخبروه فقال حجبتم عن محمد ص يوم القيامة لن أجامعكم على
أمر أبدا ومنها أنه لما أدخل السبايا والرؤوس على يزيد كان عنده يحيى
هذا فقال:
لهام بجنب الطف أدنى قرابة * من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل
سمية أمسى نسلها عدد الحصى * وبنت رسول الله ليس لها نسل
فضرب يزيد في صدره وقال أسكت وفي رواية انه أسر اليه وقال
سبحان الله في هذا الموضع ما يسعك السكوت.
وفي الأغاني: نسخت من كتاب ابن حبيب قال ابن الأعرابي:
اصطحب العجير وشاعر من خزاعة إلى المدينة فقصد الخزاعي الحسن بن
الحسن بن علي ع وقصد العجير رجلا من بني عامر بن صعصعة
كان قد نال سلطانا فأعطى الحسن بن الحسن الخزاعي وكساه ولم يعط
العامري العجير شيئا فقال العجير:
يا ليتني يوم حزمت القلوص له * يممتها هاشميا غير ممذوق
محض النجار من البيت الذي جعلت * فيه النبوة يجري غير مسبوق
لا يمسك الخير إلا ريث يسأله * ولا يطاعم عند اللحم في السوق
فبلغت أبياته الحسن فبعث إليه بصلة إلى محلة قومه وقال له قد أتاك
حظك وان لم تتصد له. وفي الأغاني أيضا قال عبد الله بن محمد الجعفري
كان ابن هرمة كما حدثني أبي يشرب وهو وأصحاب له بشرف السيالة عند
سمرة بالشرف يقال لها سمرة جرانة فنفذ شرابهم فكتب إلى حسن بن
حسن بن علي يطلب نبيذا وكتب إليه بهذين البيتين:
إني استحيتك أن أفوه بحاجتي * فإذا قرأت صحيفتي فتفهم
وعليك عهد الله ان أنباته * أهل السيالة إن فعلت وإن لم
فلما قرأ حسن رقعته قال: وأنا على عهد الله إن لم أخبر به عامل
السيالة، آمني يطلب الدعي الفاعل نبيذا؟ وكتب إلى عامل السيالة أن
يجئ إليه فجاء لوقته فقال له إن ابن هرمة وأصحابه السفهاء يشربون عند
سمرة جرانة فأخرج فخدهم فخرج إليه العامل باهل السيالة وأنذر بهم ابن
هرمة فسبقهم هربا وتعلق هو وأصحابه بالجبل ففاتوهم وقال في حسن:
كتبت إليك أستهدي نبيذا * وأدلي بالجوار وبالحقوق
فخبرت الأمير بذاك غدرا * وكنت أخا مفاضحة وموق
ومر هذا الخبر في ترجمة إبراهيم في الجزء الخامس باختصار وفي
الأغاني بسنده أنه جاء عبد الله بن عمر بن عبد الله العقيلي إلى سويقة وهو
طريق بني العباس بعقب أيام بني أمية وابتداء خروج ملكهم إلى بني
العباس فقصده عبد الله والحسن ابنا الحسن فاستنشده عبد الله شيئا من
شعره فأنشده فقال له أريد أن تنشدني شيئا مما رثيت به قومك فأنشده أبياتا
من جملتها:
تقول إمامة لما رأت * نشوزي عن المضجع الأنفس
أبي ما عراك فقلت الهموم * منعن أباك فلا تلبسي
لفقد العشيرة إذ نالها * سهام من الحرب لم تباس
فصرعاهم في نواحي البلاد * تلقى بأرض ولم ترمس
كريم أصيب وأثوابه * من العار والذم لم تدنس
أفاض المدامع قتلى كرا * وقتلى ببكة لم ترمس
وقتلى بوج وباللابتين * من يثرب خير ما أنفس
وبالزابيين نفوس ثوت * وقتلى بنهر أبي فطرس
أولئك قوم تداعت بهم * نوائب من زمن متعس
أذلت قيادي لمن رامني * والزقت الرغم بالمعطس
فما أنس لا أنس قتلاهم * ولا عاش بعدهم من نسي
فبكى محمد بن عبد الله بن حسن فقال له عمه الحسن بن حسن بن
علي ع أتبكي على بني أمية وأنت تريد ببني العباس ما تريد فقال
والله يا عم لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا فما بنو العباس إلا أقل خوفا
لله منهم وإن الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم ولقد كانت للقوم
مكارم وفواضل ليس لأبي جعفر فوثب حسن وقال أعوذ بالله من شرك
وبعث إلى أبي عدي بخمسين دينارا وامر له عبد الله بن حسن بمثلها وأمر له
كل واحد من محمد وإبراهيم ابنيه بخمسين خمسين وبعثت إليه أمهما هند
بخمسين دينارا وكانت منفعته بها كثيرة فقال أبو عدي في ذلك:
أقام ثوي بيت أبي عدي * بخير منازل الجيران جارا
تقوض بيته وجلا طريدا * فصادف خير دور الناس دارا
وإني نزلت بدار قوم * ذكرتهم ولم أذمم جوارا
فقالت هند لعبد الله وابنيها منه أقسمت عليكم إلا أعطيتموه خمسين
دينارا أخرى فقد أشركني معكم في المدح فاعطوه خمسين دينارا أخرى عن
هند.
. وأورد ابن عساكر في تاريخه أخبارا له غير ما مر تتضمن أقوالا له
موجهة إلى شيعة جده الذين سماهم صاحب الكتاب بالرافضة على العادة
الشنيعة لا نشك في أنها مكذوبة عليه ساق إلى وضعها الهوى والغرض مثل
نسبتهم إلى الغلو وعيبهم بالتقية ونسبة أبوي النبي ص إلى أنهما ماتا على
الكفر وروى هذا الأخير عن ابن حجر في تهذيب التهذيب، ومثل إنكار
النص على أمير المؤمنين ع وإنكار دلالة من كنت مولاه فعلي مولاه
على ذلك وإن عليا ع لو كان منصوبا للخلافة لكان أول من ترك
أمر الله وأمر رسوله مع أن هارون ع يقول إن القوم استضعفوني
وكادوا يقتلونني وموسى ع يقول ففررت منكم لما خفتكم ولوط
ع يقول لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ومحمد ص
يعبد ربه سرا بمكة سنين خوفا من قومه ثم يهرب منهم ليلا إلى المدينة. إلى
غير ذلك مما علم مخالفته للواقع ولسيرة أهل البيت وطريقتهم فلذلك
أعرضنا عن نقله وأشرنا إليه إجمالا. وروى ابن سعد في الطبقات أكثر هذا
الذي رواه ابن عساكر. وروى صاحب الأغاني مزاحا له مع أشعب يجده
من أراده.
ما روي من طريقه
قال ابن عساكر: روى عن جده ان رسول الله ص قال من عال أهل
بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله ذنوبه. وبسنده عنه عن أبيه عن جده
ان رسول الله ص قال حيثما كنتم فصلوا علي فان صلاتكم تبلغني. وبسنده عنه
عن أبيه الحسن انه رأى رجلا وقف على البيت الذي فيه قبر رسول الله ص
يدعو ويصلي عليه فقال حسن للرجل لا تفعل فان رسول الله ص قال لا
تتخذوا بيتي عيدا ولا تجعلوا بيوتكم قبورا وصلوا علي حيثما كنتم فان
(٤٦)

صلاتكم تبلغني. وعن السيوطي في الجامع الكبير أنه فسر لا تجعلوا بيوتكم
قبورا لا تجعلوها لكم كالقبور فلا تصلوا فيها لان العبد إذا مات وصار في
قبره فلا يصلي. وعن محمد بن عبد الهادي المقدسي يشير بقوله فان
صلاتكم تبلغني إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل من
قربكم من قبري وبعدكم منه فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيدا كما قال ولا
تجعلوا قبري عيدا اه أقول ثبت عندنا متواترا عن أئمة أهل البيت
استحباب الصلاة والدعاء عند قبر النبي ص وعند قبور أئمة أهل البيت
ع فلا يلتفت إلى مثل هذا وقال ابن عساكر روى الحسن هذا
عن النبي ص أحاديث مرسلة اه.
من روى عنهم
قال ابن عساكر: روى عن أبيه وعن فاطمة بنت الحسين
وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب. وفي تهذيب التهذيب: روى عن أبيه
وعبد الله بن جعفر وغيرهما.
الذين رووا عنه
قال ابن عساكر روى عنه ابنه عبد الله وابن عمه الحسن بن محمد بن
الحنفية وغيرهم وفي تهذيب التهذيب عنه أولاده إبراهيم وعبد الله والحسن
وابن عمه الحسن بن محمد بن علي وحنان بن سدير الكوفي وسعيد بن أبي
سعيد مولى المهري وعبد الله بن حفص بن عمر بن سعد والوليد بن كثير
وغيرهم.
أولاده
في طبقات ابن سعد ولد حسن بن حسن ١ محمدا أمه رملة بنت
سعيد بن زيد ٢ وعبد الله بن حسن مات في سجن المنصور بالكوفة
٣ وحسن بن حسن بن حسن مات في سجن المنصور ٤ وإبراهيم بن
حسن مات في السجن أيضا مع أخيه ٥ وزينب بنت حسن تزوجها
الوليد بن عبد الملك بن مروان ثم فارقها ٦ وأم كلثوم بنت الحسن
وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي ٧ وجعفر بن حسن ٨ وداود
٩ وفاطمة أم القاسم وهي قسيمته ١٠ ومليكة وأمهم أم ولد تدعى
حبيبة فارسية ١١ وأم كلثوم بنت حسن لأم ولد اه. وفي عمدة
الطالب أعقب الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب من خمسة رجال
عبد الله المحض وإبراهيم الغمر والحسن المثلث وأمهم فاطمة بنت
الحسين بن علي ومن داود وجعفر وأمهما أم ولد رومية تدعى حبيبة اه.
١٢١: الحسن بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن زين العابدين علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
الأفطس لقب أبيه في التعليقة روى في الكافي عنه النص على أبي
محمد الحسن ع ثم استظهر كونه الحسن بن الحسن العلوي من
أصحاب الهادي ع. والرواية المشار إليها هي ما رواه الكليني في
الكافي عن محمد بن يحيى وغيره عن سعد بن عبد الله عن جماعة من بني
هاشم منهم الحسن بن الحسن الأفطس انهم حضروا يوم توفي محمد بن
علي بن محمد باب أبي الحسن ع يعزونه وقد بسط له في صحن
داره والناس جلوس حوله فقالوا قدرنا ان نكون حوله من آل أبي طالب
وبني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلا سوى مواليه وسائر الناس إذ نظر إلى
الحسن بن علي قد جاء مشقوق الجيب حتى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه
فنظر اليه أبو الحسن بعد ساعة فقال يا بني احدث لله شكرا فقد احدث فيك
امرا فبكى الفتى وحمد الله واسترجع فقال الحمد لله رب العالمين وانا أسال
الله تمام نعمه لنا فيك وانا لله وانا اليه راجعون فسألنا عنه فقيل هذا الحسن
ابنه وقدرنا له في ذلك الوقت عشرين سنة أو ارجع فيومئذ عرفناه وعلمنا انه
قد أشار اليه بالإمامة واقامه مقامه اه. ويمكن ان يستفاد من هذا الحديث
كون الحسن اماميا حسن الحال. وفي مقاتل الطالبيين ان محمد بن محمد بن
زيد لما اتفق عليه الطالبيون بعد موت محمد بن إبراهيم بن إسماعيل طباطبا
الحسيني وفرق عماله أيام أبي السرايا ولى الحسن بن الحسن الأفطس مكة
اه. والظاهر أن محمدا المتوفي هو أخو الحسن العسكري ع ويأتي
في ترجمة الحسن الأفطس أبيه ان المعروف ان اسمه الحسن وان بعضهم قال إن
اسمه الحسين ثم إن صاحب عمدة الطالب قال إن الحسن الأفطس أعقب من
خمسة رجال علي الحواري وعمر والحسين والحسن المكفوف فالمذكور في رواية
الكافي وفي مقاتل الطالبيين يمكن كونه الحسن المكفوف ويمكن كونه الحسين
أخاه وصحف بالحسن ولا يمكن ان يكون غيرهما لان الأفطس ليس له ولد
يسمى الحسن غير المكفوف ويأتي في ترجمة الحسن المكفوف ابن الحسن
الأفطس انه غلب على مكة أيام أبي السرايا وهو يؤكد كون المذكور في
مقاتل الطالبيين هو المكفوف لقوله انه ولي مكة أيام أبي السرايا لكن كونه
مكفوفا ربما ينافي توليته مكة الا ان يكون كف بعد ذلك ويأتي الحسن
المكفوف ابن الحسن الأفطس والحسن بن الحسين المعروف بابن الأفطس
وان الثاني يمكن كونه المكفوف وكونه تصحيف الحسين والله أعلم.
١٢٢: الحسن بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع الهاشمي المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٢٣: المولى حسن بن حسن المشهدي
في الرياض: فاضل عالم ماهر في العلوم الرياضية ولم اعلم عصره
ولكن رأيت في بلدة رشت من بلاد جيلان من مؤلفاته رسالة التعريفات في
علم الهيئة مختصرة ألفها للسيد روح الدين الأمير الموسوي الحسيني ابن
السيد عضد الدين الأمير عبد العظيم وتاريخ كتابة النسخة سنة ١٠٧١
وينقل فيها عن التذكرة للمحقق الطوسي وعن التحفة للعلامة الشيرازي
ونحوهما وقد وعد في أول هذه الرسالة بتأليف كتاب آخر في الهيئة ولعله وفي
بوعده ولما ذكر لفظ الأصحاب لا يستبعد عدم تشيعه ولعله غير الأمير أبو
الحسن الرضوي العامي فلاحظ اه. وحينئذ فتشيعه مشكوك وان كان
محتملا.
١٢٤: الحسن المكفوف ابن الحسن الأفطس ابن علي الأصغر ابن علي زين
العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
يأتي أن بعضهم يقول إن الأفطس هو الحسين بن علي لا الحسن في
عمدة الطالب كان ضريرا ولذا سمي المكفوف وأمه عمرية خطابية غلب
على مكة أيام أبي السرايا وأخرجه ورقاء بن زيد من مكة إلى الكوفة اه.
ومر الحسن بن الحسن الأفطس وقلنا أنه اما المكفوف أو مصحف الحسين
لأن الأفطس ليس له من اسمه الحسن إلا المكفوف وله الحسين ويأتي
الحسن بن الحسين المعروف بابن الأفطس وأنه أيضا اما المكفوف أو
مصحف الحسين وكون أبيه الأفطس اسمه الحسين هو أحد الأقوال ويأتي
(٤٧)

الحسين بن الأفطس وأن أمه عمرية وأنه ظهر بمكة أيام أبي السرايا فلا شك
أن يكون هو وهذا اشتبه أحدهما بالآخر.
١٢٥: الشيخ أبو محمد حسن بن حسولة بن صالحان القمي الخطيب بالجامع
العتيق.
من مشايخ الإجازة يروي عنه شاذان بن جبرائيل القمي ويروي هو
عن جعفر بن محمد الدوريستي
١٢٦: الأمير الشيخ حسن ابن الأمير حسين ابن الأمير آق بوقا أو آقبغا بن
أيلخان بن خربندا بن أرغون بن هولاكو المغلي الإيلخاني أو الإيلكاني
المعروف بالشيخ حسن الكبير.
توفي في بغداد سنة ٧٥٧ ونقل إلى النجف الأشرف فدفن هناك في
مقبرتهم الخاصة بهم في الصحن الشريف من جهة الشمال وآق بالمد يقال
فيه آق بوقا وآقبغا بضم الباء وحذف الواو وقلب القاف غينا كما يقال هولاكو
وهلاكو ومغل ومغول.
الإيلخانية عموما
لدينا تاريخ فارسي مخطوط نفيس اشتريناه من طهران سنة ١٣٥٣ في
سفرنا إلى زيارة الرضا ع قد ذهب شئ من أوله فجهل مؤلفه
وقد نقلنا منه فوائد كثيرة في هذا الكتاب وهو في ذكر الملوك والدول خاصة
يذكر في أول تاريخ كل دولة عدد ملوكها ومدة ملكهم إجمالا وهو مرتب على
ستة أبواب وكل باب على عدة فصول والموجود منه من أول الفصل الرابع
من الباب الأول وفي الموجود منه ذكر ملوك الدولة الغزنوية والغورية
والبويهية والسلجوقية والخوارزمشاهية والاتابكية والعلوية الإسماعيلية بمصر
والمغرب والأيوبية والباطنية والقراختائية بكرمان والمغولية والجوبانية
والإيلكانية والمظفرية والكرتية والسربدارية والتيمورية والقراقونيلو المعروفون
بالبارانية والأوزبكية والعثمانية والصفوية وانتهى فيها إلى الشاه طهماسب
الصفوي المعاصر له الذي سنة ٩٣٠ ومات سنة ٩٨٤ والنسخة
مكتوبة بقلم رحمة الله بن عبد الله الكاتب بتاريخ محرم الحرام سنة ١٠٣٨
وقدمنا التعريف بهذا الكتاب ليكون الناظر على بصيرة من أمره ونسميه عند
النقل منه بالتاريخ الفارسي المخطوط. وهؤلاء السلاطين الإيلخانية كانوا
من الشيعة وكان ملكهم في بغداد والموصل وآذربايجان واران ومغان وخراسان
وبلاد الروم والأرمن وهم ممن بنى مشهد أمير المؤمنين والحسين ع
وفي التاريخ الفارسي المخطوط المقدم ذكره و الإيلخانية ظهرت
دولتهم بعد ضعف دولة أولاد جنكيزخان وكان آخر ملك مستقل من أولاد
جنكيز هو السلطان أبو سعيد بهادرخان بن الجايتو خربندا بن أرغون
خان بن أبقاخان بن هلاكوخان بن تولي خان بن جنكيزخان ومن بعد
السلطان أبو سعيد لم يكن لهم استقلال في الملك فكان في كل جهة من بلاد
إيران ملك نظير ملوك الطوائف و هم ست طوائف وكلهم شيعة ملك
منهم أربعة وثلاثون ملكا في مدة ثلاثمائة وأربع وعشرين سنة وستة أشهر
فالطائفة الأولى الجوبانيون والطائفة الثانية الإيلخانيون ملك منهم
أربعة المترجم وابنه الشيخ أويس وابنه السلطان حسين ابن الشيخ
أويس واخوه السلطان أحمد ابن الشيخ أويس وكانت مدة ملكهم أربعا وستين
سنة والطائفة الثالثة المظفرية والطائفة الرابعة التركمانية والطائفة
الخامسة السربدارية والطائفة السادسة التيمورية ورجال كل هذه
الطوائف مذكورة في أبوابها وكان الإيلخانيون أمراء في عهد جنكيز وأولاده
مقربين عندهم ومنهم الأمير آق بوقا ابن الأمير أيلخان فكان في زمان
سلطنة كيخاتوخان له منصب أمير الأمراء وقتل في فتنة بايدرخان وابنه الأمير
حسن والد المترجم كان في زمان سلطنة أبو سعيد أميرا في خراسان وكان
متزوجا ابنة الأمير أرغون خان وتوفي في المحرم سنة ٧٢٢ أما المترجم فكان
في آخر عهد السلطان أبو سعيد حاكما على ديار بكر وأرضروم اه.
مقابر الإيلخانية في النجف
موقعها في جهة الشمال بين الطارمة الكبيرة التي من جهة الشرق
واواوين الصحن الشمالية وهذه ظهرت حينما أصلحت إدارة الأوقاف
العثمانية الصحن الشريف أيام إقامتنا بالنجف الأشرف وهي سراديب مبنية
جدرانها وأرضها بالكاشي الفاخر الذي لا نظير له في هذا الزمان أجمل بناء
وأتقنه وقد ذهب سقفها وبقيت جدرانها وقرأنا كتابتها وقد كتب على بعضها
هكذا المبرور شاهزاده سلطان بايزيد طاب ثراه توفي في شهر جمادى الأولى
سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة هلالية وعلى بعضها هذا ضريح الطفل
السعيد سلالة السلاطين شاهزاده شيخ أويس طاب ثراه وعلى بعضها
الله لا إله إلا هو هذا قبر الشاه الأعظم معز الدين عبد الواسع أنار الله
برهانه توفي في خامس عشر جمادى الأولى سنة تسعين وسبعماية وعلى
بعضها هذا قبر السعيدة مرحومة بابنده سلطان.
أقوال العلماء فيه
هو والد السلطان الشيخ أويس ابن الشيخ حسن صاحب تبريز
وبغداد المتوفى سنة ٧٧٦ المار ذكره في محله من هذا الكتاب.
وفي التاريخ الفارسي المخطوط المشار إليه آنفا لقب بالشيخ حسن
الكبير في مقابل الشيخ حسن الصغير الذي كان من الجوبانيين الذين ملكوا
قبل الايلخانيين اه. أقول وهو الأمير حسن ابن الأمير تيمورتاش ابن
الأمير جوبان وفي شذرات الذهب في وفيات سنة ٧٥٧ الشيخ حسن بن
أقبغا بن أيلكان بن خربندا بن أرغون بن هلاكو المغلي يعرف بحسن الكبير
تمييزا له عن حسن بن عرياس اه. أقول هو حسن بن حسين كما مر فنسبه
إلى جده أقبغا وعرياس هكذا في النسخة المطبوعة وهو مصحف
تيمورتاش فإنه حسن بن تيمور تاش كما هو مرسوم في التاريخ الفارسي
المخطوط ثم قال صاحب الشذرات وكان حسن الكبير ذا سياسة حسنة
وقيام بالملك أحسن قيام في ولايته وقع ببغداد الغلاء المفرط حتى بيع الخبز
بصنج الدراهم ونزح الناس عن بغداد ثم نشر العدل إلى أن تراجع الناس
إليها وكانوا يسمونه الشيخ حسن لعدله قال في الدرر وسنة ٧٤٩ توجه
إلى تستر ليأخذ من أهلها قطيعة قررها عليهم فاخذها وعاد فوجد نوابه في
بغداد في رواق العدل ببغداد ثلاث قدور مثل قدور الهريسة مملوءة ذهبا
مصريا وصوريا ويوسفيا وغير ذلك فيقال جاء وزن ذلك أربعين قنطارا
بالبغدادي. ولما توفي قام ابنه أويس مقامه اه. ومضت ترجمة أويس في
محله. وفي التاريخ الفارسي المخطوط كان المترجم في آخر عهد السلطان أبو
سعيد حاكما على ديار بكر وأرضروم وحيث أن علي باشا استولى على أرضروم
بعد ارباخان باتفاق من الجلائريين فجاء المترجم لمحاربته والتقى معه في ١٤
ذي الحجة سنة ٧٣٦ فغلبه المترجم وتزوج دلهادشاد خاتون بنت الأمير
دمشق ابن الأمير جوبان محبوبة السلطان أبو سعيد.
(٤٨)

وكان أبو سعيد قد تزوج امرأة بالكره من المترجم فتزوج المترجم
بدلهادشاد خاتون والدنيا دول وخرج عليه الأمير الشيخ حسن الجوباني
المعروف بالشيخ حسن الصغير وجرت بينهما محاربات كثيرة وأخيرا ذهب
المترجم إلى بغداد ودام له الحكم سبع عشرة سنة وفي زمانه خربت الكوفة
وتفرق أهلها وبقيت خرابا إلى اليوم اه.
١٢٧: الشيخ حسن بن الحسين بن أحمد بن محمد بن طحال المقدادي.
المقدادي في الرياض نسبة إلى المقداد بن الأسود الصحابي.
وفيه أيضا: قد ينقل عنه السيد عبد الكريم بن طاوس في فرحة
الغري بعض الأخبار والظاهر أنه ينقله من كتابه قال وسيجئ الشيخ أبو
عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي وهو والد الشيخ حسن هذا وله
أخ فاضل وهو الشيخ محمد بن الحسن بن طحال كما سيجئ قال وروى
ابن طاوس المذكور عن الحسين بن الحسين بن طحال المقدادي قال أخبرني
أبي عن أبيه عن جده وذكر حديثا يتضمن كرامة لأمير المؤمنين ع
وفيه فنهض علي بن طحال الحديث وهو يدل على أن جده الراوي للحديث
اسمه علي وهو جده الأعلى وأنه كان سادن الروضة الشريفة الغروية لقوله
فيها أن رجلا طلب منه أن يغلق عليه باب القبة ويدعه فرأى أمير المؤمنين
ع في المنام الحديث ويأتي تفاوت العبارات عن نسب أبيه في ترجمة
أبيه أنش.
١٢٨: الحسن بن الحسين الأنباري.
من أصحاب الرضا ع وليس له ذكر في كتب الرجال
ويستفاد تشيعه وقوة ديانته وتقواه مما رواه الكليني في الكافي في أبواب المعيشة
عن علي بن إبراهيم عن أبيه علي بن الحكم عن الحسن بن الحسين
الأنباري عن أبي الحسن الرضا ع قال كتبت اليه أربع عشرة سنة
استأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته اليه أذكر اني أخاف
على خيط عنقي وان السلطان يقول لي إنك رافضي ولست أشك أنك
تركت عمل السلطان للترفض فكتب إلي أبو الحسن ع قد فهمت
كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك فان كنت تعلم إنك إذا وليت
عملت في عملك بما أمر رسول الله ص ثم تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك
فإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء المؤمنين حتى تكون واحدا منهم كان
ذا بذا اه.
١٢٩: الحسن بن الحسين بن بابويه
سيجئ بعنوان الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي ابن أخي الصدوق وبعنوان حفيده الحسن حسكا بن
الحسين بن حسن المذكور.
١٣٠: الحسن بن شهاب الدين حسين بن تاج الدين اليزدي المعروف بابن
شهاب.
كان حيا سنة ٨٥٥
عالم فاضل له كتاب جامع التواريخ ألفه باسم السلطان محمد باي
سنقر بن شاهرخ بن تيمورلنك الكوركاني فرع من تأليفه في المحرم سنة
٨٥٥.
١٣١: أبو علي الحسن بن الحسين بن الحاجب الحلبي.
وصفه في أمل الآمل بالشيخ العفيف القارئ. وقال فاضل جليل
روى عنه أبو المكارم حمزة بن زهرة اه. وفي الرياض يعني بأبي المكارم
السيد حمزة بن زهرة الحلبي المشهور صاحب الغنية وغيره الذي كان أستاذ
ابن إدريس وابن شاذان جبرئيل القمي وعلى هذا فهذا الشيخ في طبقة
الشيخ الطوسي تقريبا.
١٣٢: الحسن بن الحسين بن الحسن الجحدري الكندي
في الخلاصة الجحدري بالجيم المفتوحة والحاء المهملة الساكنة
والراء.
قال النجاشي عربي ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتب
منها رواية الحسين بن محمد بن علي الأزدي أخبرنا أحمد بن محمد عن
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب والمنذر بن محمد
قالا حدثنا الحسين بن محمد بن علي الأزدي حدثنا الحسن بن الحسين بن
الحسن الجحدري الكندي عن جعفر بن محمد ع نسخة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسن بن الحسين المشترك بين
الجحدري الثقة وبين غيره ويمكن استعلام أنه هو برواية الحسين بن محمد
الأزدي عنه وعن الكاظمي أنه زاد رواية علي بن الحكم الثقة عنه وقيل إنه
روى عنه في باب المراء والخصومة من الكافي اه وليس ذلك في نسختين
عندي من كل من مشتركات الطريحي والكاظمي.
١٣٣: تاج الدين الحسن بن مجد الدين الحسين بن كمال الدين الحسن.
مات سنة ٧٤٧
في عمدة الطالب كان أقضى القضاة بالبلاد الفراتية.
١٣٤: شمس الاسلام أو شمس الدين أبو محمد الحسن المعروف بحسكا بن
الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي ثم الرازي جد الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست.
كان حيا سنة ٥١٠.
حسكا في الرياض بفتح الحاء والسين المهملتين والكاف المفتوحة
بعدها ألف لينة مخفف حسن كيا وكيا لقب له ومعناه بلغة أهل دار المرز من
جيلان ومازندران والري الرئيس أو نحوه من كلمات التعظيم ويستعمل في
مقام المدح اه وقال في موضع آخر كيا معناه بلسان أهل مازندران وطبرستان
المقدم ومر في ج ١٥ ص ٣٩٢ جعفر بن الحسين بن حسكة وفي الرياض
حسكة مخفف آخر من حسن كيا اه وفي عمدة الطالب أن جعفر بن محمد
السليق بن عبيد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب يلقب حسكة وهو يدل على أن حسكة مخفف آخر من
حسن كيا كما قاله صاحب الرياض ويمكن أن يكون لحسكة هنا معنى آخر
ومر عن أمل الآمل حسكة بن بابويه وان اسمه الحسن بن الحسين وقلنا
هناك انه حسكا لا حسكة وفي الرياض لا تظنن ان حسكا هذا هو عين
حسكة حتى يكون هذا جد الشيخ جعفر المشار اليه كما ظنه الشيخ المعاصر
في أمل الآمل فإنه من أقبح الظن لبعد الفاصلة الشديد وقد أوضحناه في
ترجمة حسكة بن بابويه نعم هما من سلسلة واحدة كما لا يخفى اه.
(٤٩)

أقوال العلماء فيه
جده الحسن هو أخو علي بن بابويه والد الصدوق فالصدوق ابن عم
أبيه في الرياض بعد ما ترجمه بما ذكرناه في صدر الترجمة قال: الفقيه الجليل
جد الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرس. والصدوق ابن عمه الأعلى
وهذه السلسلة كلهم فضلاء علماء فقهاء أجلاء ويأتي ترجمة ولده وسبطه
صاحب الفهرس وسائر أقربائه وقال الشيخ منتجب الدين علي بن
عبيد الله بن الحسن المذكور في فهرسه: الشيخ الامام الجد شمس الاسلام
الحسن بن الحسين بن بابويه القمي نزيل الري المدعو حسكا ثقة وجه.
وفي الرياض ما قاله الشيخ منتجب الدين في فهرسه من نسبه هو من
باب الاختصار والتحقيق ما أوردناه ثم قال واعلم أن بين بابويه جدهم
الأعلى وبين موسى أسام كثيرة أخرى على ما سمعته من الأستاذ
المجلسي أيده الله ولكن لم أعثر إلى الآن على باقي الوسائط اه وفي أمل
الآمل نقل ما مر من كلام الفهرست ثم قال قاله منتجب الدين علي بن
عبد الله بن المحسن المذكور وفي مجموعة الجباعي: الشيخ الامام شمس
الاسلام الحسن بن الحسين بن بابويه القمي نزيل الري المدعو حسكا فقيه
ثقة. وعن كتاب بشارة المصطفى أنه قال في حقه كما سيأتي الشيخ الامام
الفقيه الرئيس الزاهد العالم أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن الخ.
مشايخه
له عدة مشايخ في القراءة أو الرواية أو فيهما ١ الشيخ الطوسي
٢ سلار ٣ ابن البراج ٤ ابن حمزة ٥ الكراجكي ٦
عمه محمد بن الحسن ٧ السيد الزاهد أبو عبد الله الحسن بن زيد بن
محمد الحسني الجرجاني العصمي في الرياض أنه ممن يروي عنهم وفي
فهرست منتجب الدين: قرأ على شيخنا الموفق أبي جعفر قدس الله روحه
جميع تصانيفه بالغري على ساكنها السلام وقرأ على الشيخين سلار بن عبد
العزيز وابن البراج جميع تصانيفهما اه وفي مجموعة الجباعي قرأ على الشيخ
أبي جعفر جميع تصانيفه بالغري على ساكنه السلام وقرأ على الشيخ
سالار بن عبد العزيز وابن البراج جميع تصانيفهما اه. وفي الرياض وقد
قرأ على السيد ابن حمزة على ما سيأتي في ترجمة ولده الشيخ موفق الدين أبي
القاسم عبد الله بن الحسن. وروى
حسكا هذا عن الكراجكي. ويروي عن عمه أبي جعفر محمد بن الحسن بن الحسين عن والده أبي القاسم الحسن
ابن الحسين عن الصدوق قال ويظهر من بشارة المصطفى انه يروي عن
الشيخ الطوسي في شهر ربيع الاخر وجمادى الآخرة ورجب وشهر رمضان
من سنة ٤٥٥ املاء من لفظه بالمشهد المقدس الغروي. وقال وجدت
إجازة من الشيخ الطوسي بخطه على ظهر كتاب التبيان لهذا الشيخ وسائر
شركائه في قراءة التبيان المذكور عليه وهم الشيخ أبو الوفاء عبد الجبار بن
عبد الله بن علي الرازي والشيخ أبو عبد الله محمد بن هبة الله الوراق
الطرابلسي والشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ولد الشيخ
الطوسي سنة ٤٥٥.
تلاميذه
١ ولده موفق الدين أبو القاسم عبد الله أو عبيد الله بن الحسن في
الرياض أنه قرأ عليه ولده المذكور قال ويروي عنه ولده الشيخ عبيد الله بن
حسكا كما يظهر من كلام الشيخ المعاصر في أواخر وسائل الشيعة وقال أيضا
ويروي عنه ولده الشيخ أبو القاسم عبيد الله بن الحسن كما يظهر من بعض
أسانيد الأخبار التي وجدت بخط الشهيد وقد أوردها الشيخ نعمة الله بن
خاتون العاملي في إجازته للسيد حسن بن شدقم المدني اه ٢ عماد
الدين محمد بن أبي القاسم الطبري ففي مستدركات الوسائل يروي عنه
عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى معبرا عنه فيه بقوله الشيخ الامام
الفقيه الرئيس الزاهد العالم أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن الخ
ويظهر منه كثرة مشايخه وأنه صاحب تصنيف اه. وفي الرياض يروي عنه
محمد بن أبي القاسم الطبري في خانقائه ببلدة الري و غيرها كثيرا في كتاب
بشارة المصطفى ويقول في وصفه أخبرني الشيخ الامام الفقيه الرئيس
الزاهد العالم أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن في الري في شهر صفر
سنة ٥١٠ عن عمه أبي جعفر محمد بن الحسن عن أبيه الحسن بن
الحسين بن علي عن عمه الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه الخ قال وقال محمد بن أبي القاسم الطبري في بشارة
المصطفى أيضا وأخبرني الشيخ الفقيه الرئيس الزاهد أبو محمد الحسن بن
الحسين بن بابويه إجازة سنة ٥١٠ ونسخت من أصله وقابلت به مع ولده
الموفق أبي القاسم بالري وفي موضع آخر وقرأت على ولده في خانقائه بالري
قال وعلى هذا فالشيخ أبو القاسم الحسن السابق هو ولد الشيخ أبي محمد
الحسن هذا اه. أقول هو السابق في كتابه والآتي في كتابنا وليس هو ولد
أبي محمد الحسن هذا بل جده ومجرد التوافق في الكنية لا يوجب الاتحاد.
مؤلفاته
في فهرست منتجب الدين له تصانيف في الفقه منها: ١ كتاب
العبادات ٢ و كتاب الأعمال الصالحة ٣ وكتاب سير الأنبياء والأئمة
أخبرنا بها الوالد عنه اه ومثله في مجموعة الجباعي كما هي عادته إلا قوله
أخبرنا بها الوالد عنه.
١٣٥: الشيخ تاج الدين حسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي القاشاني نزيل
قاشان.
كان حيا سنة ٧٦٣.
نسبته
السرابشنوي في رياض العلماء أنه وقع لابن جمهور الأحسائي عند
ذكر مشايخه تاج الدين حسن السرابشنوي مضبوطا بضم السين المهملة
وفتح الراء ثم ألف بعدها باء موحدة مفتوحة وآخرها واو وفي هامشه أنه
منسوب إلى قرية بالعراق اسمها سرابشنو اه. وليس لهذه القرية ذكر في
معجم البلدان ولا سمعت بها في قرى العراق وفي الرياض أيضا أنه وجد له
إجازتين نسب نفسه في إحداهما السرانيوي وفي الأخرى
السراوسنوي قال والعجب أنه وقد وقع الاختلاف منه نفسه في
الإجازتين اللتين بخطه اه وإذا كانت نسبته وقعت بخطه فهي أقرب إلى
الصواب لكن الذي بخطه مختلف كما سمعت والقاشاني نسبة إلى قاشان
ويقال قاسان وكاشان وصاحب الرياض قال إنه نزيل قاسان فدل على أن
أصله ليس منها ولكنه نزلها.
أقوال العلماء فيه
عن ابن أبي جمهور الأحسائي في أوائل غوالي اللئالي أنه قال في حقه
الشيخ الكامل الأعظم الفقيه العامل الفاضل وفي رياض العلماء المولى
(٥٠)

حسن بن الحسين بن الحسن السرانيوي فاضل عالم فقيه جليل كامل.
وذكره صاحب الرياض في موضع آخر بعنوان الشيخ تاج الدين حسن
السرابشنوي وقال فاضل عالم جليل فقيه.
مشايخه
يروي إجازة عن العلامة الحلي كما صرح به المجاز في إجازته لولده
شرف الدين علي بن الحسن وصرح بها ابن أبي جمهور في الطريق السابع في
أول الغوالي وفي الرياض يظهر من أول غوالي اللئالي لابن أبي جمهور
الأحسائي أن هذا الشيخ يروي عن العلامة الحلي.
تلاميذه
في الرياض رأيت إجازة من هذا المولى لوالده زين الدين علي بن
الحسن على ظهر القواعد للعلامة وتاريخ الإجازة سنة ٧٦٣ وقد أوردت
الإجازة بتمامها في ترجمة ولده المذكور وذكر لولده ترجمة أخرى بعنوان المولى
شرف الدين علي بن تاج الدين حسن السرابشنوي وقال إنه يروي عن أبيه
ثم استظهر الاتحاد وإن اختلف اللقب كما يأتي في ترجمة ولده قال ورأيت
إجازة أخرى منه قدس سره بخطه الشريف على ظهر نهج البلاغة لبعض
تلامذته وتاريخها لعله ١٩ ذي الحجة سنة ٧٢٨ بالحلة السيفية وأولها: قرأ
علي هذا الكتاب المسمى بنهج البلاغة المولى المعظم ملك الصلحاء سيد
الزهاد والعباد. ولما ضاع بعض مواضع هذا الخط لم يعلم من هو المجاز كما
أنه ضاع من كلتا الإجازتين بعض مواضعهما اه.
١٣٦: الحسن بن الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
قال الخطيب في تاريخ بغداد روى عن أبيه اه. ومعلوم ان أبا جده
عطية كان يتشيع والولد على سر أبيه فهو مظنون التشيع.
١٣٧: الحسن بن الحسين بن حسن بن معانق.
في الرياض عالم فقيه من تلامذة العلامة الحلي رأيت نسخة من
الخلاصة للعلامة المذكور بخط هذا الشيخ الجليل تاريخ كتابتها سنة ٧٠٧
في حياة أستاذه العلامة المذكور.
١٣٨: السيد حسن النواب ابن السيد حسين سلطان العلماء الحسيني المرعشي.
أبوه هو صاحب حاشية المعالم المشهور المعروف بسلطان العلماء
وبخليفة سلطان.
والمترجم كان عالما فاضلا فقيها محدثا متكلما من تلامذة والده المذكور
تزوج بنت الشاه سليمان الصفوي أخت الشاه السلطان حسين واسمها
السيدة زبيدة بيگم وأم السيد حسن هذا بنت الشاه عباس الكبير الأول
ويعرف أولاده بالسادات السيانية لأنه وقف على ذريته مزارع في خارج
أصفهان تسمى سيان وجعل المتولي لها ابنه الميرزا محمد باقر الصدر وخلف
السيد حسن عشرة أولاد السيد حسين والسيد عبد الرحيم والسيد محمد
صادق والسيد محمد باقر والسيد محمد مهدي والسيد محمد نصير والسيد
محمد كاظم والميرزا هادي والميرزا أبو تراب والنواب الميرزا محمد باقر الصدر
الأول.
كتب لنا ترجمته هذه السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي نزيل قم.
١٣٩: الحسن بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
قتل مع أبي السرايا يوم القنطرة سنة ١٩٩.
روى عن أبيه الحسين وروى الصدوق في الخصال بسنده عنه وفي
مقاتل الطالبيين هو القتيل يوم قنطرة الكوفة في الحرب التي كانت بين هرثمة
وأبي السرايا وأمه أم ولد اه.
١٤٠: أبو سعيد أو أبو علي الحسن بن الحسين السبزواري البيهقي المعروف
بالشيعي.
كان حيا سنة ٧٥٣.
عالم فاضل متكلم عارف واعظ وفي الرياض الفاضل العالم الفقيه من
متأخري الأصحاب أمثال علي بن هلال الجزائري والشيخ علي الكركي وقد
يعبر في مؤلفاته عن نفسه بالحسن الشيعي السبزواري وكان في عصر
الشهيد وما قاربه فاني رأيت بخطه كتاب تكملة السعادات في كيفية
العبادات المسنونة تأليف الشيخ أبي المحاسن الجرجاني بالفارسية الذي ألفه
سنة ٧٠٢ وتاريخ كتابته بخط المترجم سنة ٧٤٧ قال ولا تظن اتحاده مع
الشيخ أبي محمد الحسن بن أبي علي السبزواري لكونه قريبا من عصر
منتجب الدين وهذا كان في عصر الشهيد وما قاربه قال وليس هذا هو
الحسن بن الحسين الكاشفي السبزواري المشهور اه.
مؤلفاته
١ بهجة المباهج فارسي في تلخيص مباهج المهج في مناهج الحجج
لقطب الدين الكيدري لخصه من الزوائد والمكررات في الرياض انه في
فضائل الأئمة ع ومعجزاتهم وأحوالهم ومواليدهم وانه زاد فيه
كثيرا من الاخبار قال وهذا الكتاب شائع ذائع متداول وقد رأيته في عدة
أماكن ولست أتيقن في اسم هذا التلخيص واسم الملخص منه ان الأول
هل هو بالنون أو الباء الموحدة وكذا الثاني والمشهور ان التلخيص بالباء
الموحدة والملخص منه بالنون يعني لفظة المباهج والصواب في اسم الكتاب
ما مر وفي غير الرياض أنه في طرائف أحوال النبي وأهل بيته ع
وفي روضات الجنات ان اسمه بهجة المناهج في تلخيص كتاب
مناهج النهج للامام قطب الدين الكيدري شارح نهج البلاغة وقد ضمنه
كثيرا مما لا يوجد فيه من الاخبار الصحاح اه فإذا هو تلخيص شرح نهج
البلاغة للقطب الكيدري فانظره مع قول صاحب الرياض السابق انه في
معجزات الأئمة وأحوالهم وقول غيره انه في طرائف أحوال النبي وأهل بيته
ع فلا شك انه وقع اشتباه في المقام ببعض كتبه الآتية ٢
ترجمة كشف الغمة لعلي بن عيسى الأربلي بالفارسية وأحال اليه في أول
كتابه راحة الأرواح ٣ راحة الأرواح ومؤنس الأشباح في أحوال النبي
والأئمة ع في الرياض انه ألفه للسلطان نظام الدين يحيى بن
الصاحب الأعظم شمس الدين خواجة كرامي أو كراني المتوفى سنة ٧٥٩
وهو معروف قال وفي بعض نسخه انه فرغ من تأليفه في ٥ ربيع الثاني سنة
٩٥٣ ولكن يظن أنه سهو والصواب سبعمائة بدل تسعمائة فان سبعمائة
موجود بخطه في آخر كتاب تكملة السعادات المشار اليه ٤ غاية المرام في
فضائل علي بن أبي طالب وذريته الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام في
الرياض جمعها من اخبار الشيعة وغيرهم بحذف الأسانيد اه وكان السيد
(٥١)

هاشم البحراني اخذ اسم كتابه غاية المرام منه ٥ المصباح المنير في فضائل
النبي وأهل بيته فارسي ٦ مصابيح القلوب في المواعظ والنصائح فارسي
مشهور في الرياض شرح فيه ستة وخمسين حديثا من الأحاديث النبوية وفي
غير الرياض ذكر فيه ترجمة ثلاثا وخمسين رواية نبوية في الآداب والحكم وفي
روضات الجنات ان فيه ترجمة ثلاث وخمسين رواية نبوية كلها في نوادر
الحكمة في ضمن ثلاثة وخمسين فصلا قال الا ان في نسخه التي رأيناها
اختلافا في الغابة من البداية إلى النهاية.
١٤١: الحسن بن الحسين السكوني.
قال النجاشي عربي كوفي ثقة له كتاب عن الرجال أخبرنا أحمد بن
محمد حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي
حدثنا حسن بن حسين السكوني به اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن الحسين انه
السكوني الثقة برواية جعفر بن عبد الله عنه.
١٤٢: الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي.
وقع في طريق الكشي في ترجمة حمزة بن بزيع يروي عنه علي بن عبد
الغفار المكفوف ويروي هو عن الرضا ع وهو غير مذكور في
الرجال وفي بعض النسخ الحسن بن الحسن.
١٤٣: الحسن بن الحسين بن طحال المقدادي.
مضى بعنوان الحسن بن الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال
المقدادي.
١٤٤: الحسن بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن حمدان التغلبي أبو
محمد الأمير المعروف بناصر الدولة وسيفها ذو المجدين.
قتل بمصر سنة ٤٦٥
وهو غير ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان أخي سيف الدولة
بل هو من أولاده كما قاله ابن الأثير في تاريخه وقال أنه كان يظهر التسنن من
بين أهله اه. والله أعلم بحاله وفي النجوم الزاهرة أنه آخر من بقي من
أولاد بني حمدان ملوك حلب وغيرها.
كنيته
كناه ابن الأثير أبو علي وكناه صاحب النجوم الزاهرة أبو محمد.
في تاريخ ابن عساكر تولى إمرة دمشق في أيام الملقب بالمستنصر
العلوي المصري بعد أمير الجيوش الدزبري سنة ٤٢٣ فلم يزل واليا
بها إلى أن قبض وسير إلى مصر أول رجب سنة ٤٤٠ اه.
وفي النجوم الزاهرة في سنة ٤٣٣ ولي دمشق بعد الدزبري ناصر
الدولة الحسن بن الحسين بن عبد الله بن حمدان فبقي واليا عليها إلى سنة
٤٤٠ فعزله المستنصر وقبض عليه واستقدمه إلى مصر اه.
أما ابن الأثير فقال في حوادث سنة ٤٣٣ ان الذي ولي إمرة دمشق
بعد الدزبري الحسين بن أحمد ثم لم يذكر في حوادث سنة ٤٤٠ عزل
المترجم عن دمشق ولكنه ذكر في حوادث سنة ٤٥٢ أن محمود بن مرداس
الكلابي ملك مدينة حلب وامتنعت القلعة عليه وارسل من بها إلى المستنصر
بالله صاحب مصر ودمشق يستنجدونه فامر ناصر الدولة الحسن (١) بن
الحسين بن حمدان الأمير بدمشق أن يسير بمن عنده من العساكر إلى حلب
يمنعها من محمود فسار إلى حلب فلما سمع محمود بقربه منه
خرج من حلب ودخلها عسكر ناصر الدولة فنهبوها ثم إن
الحرب وقعت بين محمود وناصر الدولة بظاهر حلب واشتد القتال بينهم
فانهزم ناصر الدولة وعاد مقهورا إلى مصر اه. وفي النجوم الزاهرة في
حوادث سنة ٤٥٠ قال وفيها ولى المستنصر الأمير ناصر الدولة على دمشق
فقام بها إلى أن أمره المستنصر أن يتوجه إلى حلب في سنة ٤٥٢ لقتال العرب
الذين استولوا عليها فتوجه إليها ودافع العرب بظاهرها فكانت بينهم وقعة
هائلة انكسر فيها ناصر الدولة المذكور وعاد جريحا واستولت العرب على أثقاله
وما كان معه اه. وهذا يدل على أن المستنصر بعد ان عزله عن دمشق
وقبض عليه واستقدمه إلى مصر سنة ٤٤٠ عاد فولاه دمشق ثانيا سنة ٤٥٠
وأمره بحرب ابن مرداس سنة ٤٥٢ فهزم وعاد إلى مصر وقال ابن الأثير انه
كان قد تقدم في مصر تقدما عظيما حتى صار أكبر قائد بمصر وفي النجوم
الزاهرة أنه لقب نفسه سلطان الجيوش وفيه في حوادث سنة ٤٦١ فيها خرج
ناصر الدولة بن حمدان من عند الوزير أبي عبد الله الماسكي وزير المستنصر
بمصر فوثب عليه رجل صيرفي وضربه بسكين فامسك الصيرفي وشنق في
الحال وحمل ناصر الدولة بن حمدان إلى داره جريحا فعولج فبرئ بعد مدة
وقيل إن المستنصر ووالدته كانا دسا الصيرفي عليه وقال في حوادث سنة
٤٦١ فلما عوفي ابن حمدان اتفق مع مقدمي المشارقة فحضر القاهرة
فاستنجد المستنصر باهل مصر فقاموا معه ونهبوا دور أصحاب ابن حمدان
وقاتلوهم فخاف ابن حمدان وأصحابه ودخلوا تحت طاعة المستنصر بعد أمور
كثيرة صدرت بين الفريقين. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٦٥ فيها
قتل ناصر الدولة أبو علي الحسن بن حمدان بمصر ونذكر هاهنا الأسباب
الموجبة لقتله وكان أول ذلك انحلال أمر الخلافة وفساد أحوال المستنصر
بالله العلوي وسببه أن والدته كانت غالبة على أمره ثم ذكر أنها أمرت الوزير
باغراء العبيد بالأتراك ففعل فتغيرت نياتهم وكان المستنصر قد استكثر من
العبيد ثم أن المستنصر ركب ليشيع الحجاج فاجرى بعض الأتراك فرسه
فوصل إلى جماعة العبيد وكانوا يحيطون بالمستنصر فضربه أحدهم فجرحه
فعظم ذلك على الأتراك ونشبت الحرب بينهم واجتمع الأتراك إلى مقدميهم
وقصدوا ناصر الدولة وهو أكبر قائد بمصر وشكوا إليه واستمالوا المصامدة
وكتامة ووقعت بينهم حروب وتجمع باقي العسكر من الشام وغيره إلى
الصعيد فصاروا مع العبيد خمسة عشر ألفا وساروا إلى الجيزة ثم عبر الأتراك
النيل إليهم مع ناصر الدولة بن حمدان فاقتتلوا فانهزم العبيد إلى الصعيد
وعاد ناصر الدولة والأتراك منصورين ثم أن العبيد اجتمعوا بالصعيد في
خمسة عشر ألف فارس وراجل فحضر مقدمو الأتراك إلى دار المستنصر لشكوى
حالهم فأمرت أم المستنصر من عندها من العبيد بالهجوم على المقدمين
ففعلوا وسمع ناصر الدولة الخبر فهرب إلى ظاهر البلد واجتمع الأتراك إليه
ووقعت الحرب بينهم وبين العبيد ومن تبعهم وحلف الأمير ناصر الدولة بن
حمدان أنه لا ينزل عن فرسه ولا يذوق طعاما حتى ينفصل الحال بينهم

(١) الذي في النسخة المطبوعة الحسين بن الحسن وهو تحريف. - المؤلف.
(٥٢)

فبقيت الحرب ثلاثة أيام ثم ظفر بهم ناصر الدولة وأكثر القتل فيهم ومن
سلم هرب فلما خلت الدولة للأتراك طمعوا في المستنصر وطلبوا الأموال
فخلت الخزائن واعتذر المستنصر بعدم الأموال فطلب ناصر الدولة العروض
فأخرجت إليهم وقومت بالثمن البخس وأما العبيد بالصعيد فإنهم أفسدوا
وقطعوا الطريق فسار إليهم ناصر الدولة في عسكر كثير فقاتلهم وقاتلوه
فانهزم ناصر الدولة منهم وعاد إلى الجيزة بمصر واجتمع إليه من سلم
من أصحابه وشغبوا على المستنصر واتهموه بتقوية العبيد ثم جهزوا جيشا
وصيروه إلى طائفة من العبيد فقتل تلك الطائفة فوهن الباقون وزالت دولتهم
وعظم أمر ناصر الدولة وقويت شوكته وتفرد بالامر دون الأتراك فعظم عليهم
ذلك وشكوه إلى الوزير وقالوا كلما خرج من الخليفة مال أخذ أكثره له
ولحاشيته ولا يصل إلينا منه إلا القليل فقال الوزير إنما وصل إلى هذا وغيره
بكم فلو فارقتموه لم يتم له أمر فاتفق رأيهم على مفارقة ناصر الدولة
وإخراجه من مصر فاجتمعوا وشكوا إلى المستنصر وسألوه أن يخرج عنهم
ناصر الدولة فأرسل إليه يأمره بالخروج ويتهدده إن لم يفعل فخرج من
القاهرة إلى الجيزة ونهبت داره ودور حواشيه وأصحابه فلما كان الليل دخل
ناصر الدولة مستخفيا إلى القائد المعروف بتاج الملوك شادي فقبل رجله وقال
له اصطنعني فقال إفعل فحالفه على قتل مقدم من الأتراك اسمه الدكز
والوزير الخطير وقال ناصر الدولة لشادي تركب في أصحابك وتسير بين
القصرين فإذا أمكنتك الفرصة فيهما فاقتلهما وعاد ناصر الدولة إلى موضعه
إلى الجيزة وفعل شادي ما أمره فركب الدكز إلى القصر فرأى شادي في جمعه
فأنكره وأسرع فدخل القصر ففاته ثم أقبل الوزير في موكبه فقتله شادي
وأرسل إلى ناصر الدولة يأمره بالركوب فركب إلى باب القاهرة فقال الدكز
للمستنصر إن لم تركب وإلا هلكت أنت ونحن فركب ولبس سلاحه وتبعه
خلق عظيم من العامة والجند واصطفوا للقتال فحمل الأتراك على ناصر
الدولة فانهزم وقتل من أصحابه خلق كثير ومضى منهزما على وجهه لا يلوي
على شئ وتبعه فل من أصحابه فوصل إلى بني سنبس فأقام عندهم
وصاهرهم وقوي بهم وتجهزت العساكر إليه ليبعدوه فساروا حتى قربوا منه
وكانوا ثلاث طوائف فأراد أحد المقدمين أن يفوز بالظفر وحده فعبر فيمن
معه إلى ناصر الدولة وحمل عليه فقاتله فظفر به ناصر الدولة فاخذه أسيرا
وأكثر القتل في أصحابه وعبر العسكر الثاني ولم يشعروا بما جرى على
أصحابهم فحمل ناصر الدولة عليهم ورفع رؤوس القتلى على الرماح فوقع
الرعب في قلوبهم فانهزموا وقتل أكثرهم وقويت نفس ناصر الدولة وعبر
العسكر الثالث فهزمه وأكثر القتل فيهم وأسر مقدمهم وعظم أمره ونهب
الريف وقطع الميرة عن مصر برا وبحرا فغلت الأسعار بها وقطع ناصر
الدولة الطريق برا وبحرا فراسل الأتراك من القاهرة ناصر الدولة في الصلح
فاصطلحوا على أن يكون تاج الملوك شادي نائبا عن ناصر الدولة بالقاهرة
يحمل المال إليه ولا يبقى معه لأحد حكم فلما دخل تاج الملوك القاهرة تغير
عن القاعدة واستبد بالأموال دون ناصر الدولة ولم يرسل إليه منها شيئا فسار
ناصر الدولة إلى الجيزة واستدعى إليه شادي وغيره من مقدمي الأتراك
فخرجوا إليه فقبض عليهم ونهب ناحيتي مصر وأحرق كثيرا منها فسير إليه
المستنصر عسكرا فكبسوه فانهزم منهم ومضى هاربا فجمع جمعا وعاد إليهم
فقاتلهم فهزمهم وقطع خطبة المستنصر بالإسكندرية ودمياط وكانا معه
وكذلك جميع الريف وأرسل إلى الخليفة ببغداد يطلب خلعا ليخطب له
بمصر وأرسل ناصر الدولة إلى المستنصر يطلب المال فرآه الرسول جالسا على
حصير وليس حوله غير ثلاثة خدم ولم ير الرسول شيئا من آثار المملكة فقال
له المستنصر أما يكفي ناصر الدولة أن أجلس في مثل هذا البيت على مثل
هذا الحصير فبكى الرسول وعاد إلى ناصر الدولة فاجرى له كل يوم مائة
دينار وعاد إلى القاهرة وحكم فيها وأذل السلطان وأصحابه وكان الذي حمله
على ذلك أنه كان يظهر التسنن من بين أهله ويعيب المستنصر وكان المغاربة
كذلك فأعانوه على ما أراد وقبض على أم المستنصر وصادرها بخمسين ألف
دينار وانقضت سنة ٤٦٤ وما قبلها بالفتن وبالغ ناصر الدولة في إهانة
المستنصر وفرق عنه عامة أصحابه وكان يقول لأحدهم انني أريد أن
أوليك عمل كذا فيسير إليه فلا يمكنه من العمل ويمنعه من العود وكان
غرضه بذلك أن يخطب للخليفة العباسي فاتفق الأتراك على قتل ناصر
الدولة وكان قد امن لقوته فتواعدوا ليلة على ذلك فلما كان السحر جاءوا
إلى باب داره وهي التي تعرف بمنازل العز وهي على النيل فدخلوا من غير
استئذان إلى صحن الدار فخرج إليهم ناصر الدولة في رداء لأنه كان آمنا
منهم فضربوه بالسيوف فسبهم وهرب يريد الحرم فلحقوه فضربوه حتى قتلوه
وقتلوا أخاه فخر العرب وأخاهما تاج المعالي وانقطع ذكر الحمدانية بمصر
بالكلية اه.
١٤٥: أبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبيد الله عبد الله بن عبد الرحمن بن
العلاء بن أبي صفرة بن المهلب العتكي المعروف بالسكري أبو سعيد
النحوي اللغوي.
ولد سنة ٢١٢ وتوفي سنة ٢٧٥ في خلافة المعتمد وقيل توفي سنة
٢٩٠ في خلافة المكتفي وفي نزهة الألباء والأول أصح قال الصولي كنا عند
أحمد بن يحيى ثعلب فنعي إليه السكري فقال:
المرء يخلق وحده ويموت يوم يموت وحده
والناس بعدك إن هلكت كمن رأيت الناس بعده
أقوال العلماء فيه
في التعليقة: أبو سعيد السكري مر في بكر بن محمد بن حبيب ما
يظهر منه حسن حاله بل وجلالته اه أقول ذكر النجاشي في ترجمة
بكر بن محمد بن حبيب أبي عثمان المازني ما صورته: قال أبو عبد الله بن
عبدون رحمه الله: وجدت بخط أبي سعيد السكري مات أبو عثمان بكر بن
محمد رحمه الله سنة ٢٤٨ فهذا الذي أشار اليه صاحب التعليقة وقال إنه
يظهر منه حسن حاله بل جلالته ولا يخفى أنه لا يفيد شيئا من حسن الحال
ولا من الجلالة إذ غايته أنه اعتمد عليه ابن عبدون في تاريخ وفاة المازني
والرجل كان مؤرخا واسع الاطلاع يعتمد عليه في أمثال ذلك ولا يفيد نقل
ابن عبدون أكثر من هذا والظاهر أنه ليس من أصحابنا فليس من شرط
كتابنا وإنما ذكرناه لذكر صاحب التعليقة له بما سمعت فاحتجنا إلى ذكره
وبيان حاله وهو مذكور في فهرست ابن النديم في ثلاثة مواضع: ففي
أحدها السكري أبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله بن عبد الرحمن
بن العلاء السكري كتبت من خط أبي الحسن بن الكوفي حسن المعرفة باللغة
والأنساب والأيام مرغوب في خطه لصحته. وفي الأخرى السكري واسمه
الحسن بن سعيد اه. وهو تحريف من النساخ وصوابه الحسن أبو سعيد
وفي الثالثة أبو سعيد السكري واسمه الحسن بن الحسين. وفي معجم
الأدباء الحسن بن الحسين بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن العلاء بن أبي
صفرة المعروف بالسكري أبو سعيد النحوي اللغوي الراوية الثقة المكثر
(٥٣)

وكان ثقة صادقا يقرئ القرآن انتشر عنه من كتب الأدب ما لم ينتشر عن
أحد من نظرائه وكان إذا جمع جمعا فهو الغاية في الاستيعاب والكثرة اه.
وذكره صاحب طبقات الوعاة ناقلا ترجمته عن ياقوت بعين ما مر سوى أنه
قال بعد ابن صفرة: ابن المهلب العتكي.
وفي نزهة الألباء: أبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن العلاء: كان ثقة دينا حاذقا وكان رواية البصريين اه.
وكثيرا ما يقول العلماء رأيت بخط أبي سعيد السكري قرأت بخط أبي سعيد
السكري.
أخباره
قال ياقوت في معجم الأدباء: حدث أبو الكرم خميس بن علي
الخوزي النحوي الحافظ الواسطي في أماليه قال قدم أبو سعيد الحسن بن
الحسين السكري بغداد فحضر مجلس أبي زكريا الفراء وهو يومئذ شيخ
الناس بها فأملى الفراء بابا في التصغير قال فيه العرب تقول هو الهن
وتصغيره الهني وتثنيته في الرفع الهنيان وفي النصب والجر الهنيين وأنشد عليه
قول القتال الكلابي:
يا قاتل الله صلعانا تجئ بهم * أم الهنيين من زند لها واري
فامسك أبو سعيد حتى إذا انقضى المجلس ولم يبق فيه أحد سوى
الفراء تقدم أبو سعيد حتى جلس بين يديه وقال له أكرمك الله أنا رجل
غريب وقد مر شئ أتأذن لي في ذكره فقال أذكره فقال إنك قلت هو الهن
وتثنيته في الرفع الهنيان وفي النصب والجر الهنيين وهذا جميعه كما قلت ثم
أنشدت قول الكلابي:
يا قاتل الله صلعانا تجئ بهم * أم الهنيين من زند لها واري
وليس هكذا أنشدناه أشياخنا قال الفراء ومن أشياخك قال أبو عبيدة
وأبو زيد والأصمعي قال الفراء وكيف أنشده أشياخك قال زعموا أن الهنبر
بوزن الخنصر ولد الضبع وان القتال قال:
يا قاتل الله صلعانا تجئ بهم * أم الهنيبر من زند لها واري
على التصغير ففكر الفراء ساعة وقال: أحسن الله عن الإفادة بحسن
الأدب جزاءك. قال ياقوت هكذا وجدت هذا الخبر في أمالي الخوزي وهو
ما علمت من الحفاظ إلا أنه غلط فيه من وجوه وذلك أن السكري لم يلق
الأصمعي ولا أبا عبيدة و لا أبا زيد وإنما روى عمن روى عنهم كابن حبيب
وابن أبي اسامة والخزار وطبقتهم ثم إن السكري ولد سنة ٢١٢ وأبو عبيدة
مات سنة ٢١٩ وأبو زيد مات سنة ٢١٥ والأصمعي مات سنة ٢١٣ أو
٢١٥ فمتى قرأ عليهم وهذه الجماعة المذكورة هم في طبقة الفراء لان الفراء
مات سنة ٢٠٧ ولعل هذه الحكاية عن غير السكري وأوردها خميس عنه
سهوا وأوردتها انا كما وجدتها اه.
مشايخه
قال ياقوت سمع يحيى بن معين وأبا حاتم السجستاني والعباس بن
الفرج الرياشي ومحمد بن حبيب والحارث بن أبي أسامة وأحمد بن الحارث
الخزار وخلقا سواهم.
تلاميذه
قال ياقوت أخذ عنه محمد بن عبد الملك التاريخي.
مؤلفاته
قال ابن النديم له من الكتب ١ كتاب أنساب بني عبد المطلب
كتاب كبير ٢ كتاب الوحوش جود في تأليفه ٣ كتاب النبات رأيت
منه شيئا يسيرا بخطه وعمل أشعار جماعة من الفحول وقطعة من القبائل
وقال أيضا الذي عمل من العلماء أشعار الشعراء فجود وأحسن أبو سعيد
السكري فممن عمل شعره من الشعراء ٤ شعر امرئ القيس ٥
شعر النابغة الذبياني ٦ شعر النابغة الجعدي ٧ شعر الحطيئة ٨
شعر لبيد ٩ شعر دريد بن الصمة ١٠ الأعشى ١١ مهلهل
١٢ متمم بن نويرة ١٣ أعشى باهله ١٤ الزبرقان بن بدر ١٥
بشر بن أبي حازم ١٦ المتلمس ١٧ الشماخ ١٨ ذو الرمة ١٩
قيس بن الخطيم ٢٠ تميم بن أبي مقبل ٢١ ابن أحمر العقيلي ٢٢
أشعار اللصوص ٢٣ أشعار هذيل ٢٤ شعر هدبة بن خشرم ٢٥
شعر الأعشى ٢٦ مزاحم العقيلي ٢٧ الأخطل ٢٨ زهير فقصر
٢٩ وعمل شعر أبي نواس وتكلم على معانيه وغرضه نحو ألف ورقة ولم
يتم وإنما عمل مقدار ثلثيه قال ورأيته بخط الحلواني وكان قريب أبي سعيد
٣٠ كتاب الأبيات السائرة ٣١ كتاب المناهل والقرى رأيته بخطه
٣٢ شعر شبيب بن البرصاء ٣٣ المرار الفقعسي ٣٤ أبو الطمحان
القيني ٣٥ سالم بن وابصة ٣٦ العباس بن عتبة بن أبي لهب ٣٧
معن بن أوس ٣٨ الراعي ٣٩ عبد الرحمن بن حسان ٤٠ ابنه
سعيد بن عبد الرحمن ٤١ عبد الله بن قيس الرقيات ٤٢ جران العود
النميري ٤٣ الحادرة ٤٤ خداش بن زهير ٤٥ الكميت وزاد
فيه على غيره ممن جمعه ٤٦ هلال بن مياس ٤٧ شعر أبي النجم عمله
وجوده ٤٨ شعر رؤبة عمله وجوده ٤٩ الأخطل عمله فجوده ٥٠ الفرزدق عمله فجوده
ولم يعمل شعر جرير ٥١ نقائض جرير
والفرزدق عملها فجودها ٥٢ أسماء أشعار القبائل ٥٣ شعر زيادة بن
معروف ٥٤ أشعار بني ذهل ٥٥ أشعار بني شيبان ٥٦: أشعار
بني أبي ربيعة ٥٧ أشعار بني يربوع ٥٨ أشعار طي ٥٩ أشعار
بني كنانة ٦٠ أشعار بني ضبة ٦١ أشعار فزارة ٦٢ أشعار بجيلة
٦٣ أشعار بني القين ٦٤ أشعار الفند ٦٥ أشعار بني يشكر
٦٦ أشعار بني حنيفة ٦٧ أشعار بني محارب ٦٨ أشعار الأزد
٦٩ أشعار بني نهشل ٧٠ أشعار بني عدي ٧١ أشعار أشجع
٧٢ أشعار بني تميم ٧٣ أشعار بني نمير ٧٤ أشعار بني عبد ود
٧٥ أشعار بني مخزوم ٧٦ أشعار بني سعد ٧٧ أشعار بني أسد
٧٨ أشعار بني الحارث ٧٩ أشعار الضباب ٨٠ أشعار فهم
٨١ أشعار مزينة وعدوان اه.
١٤٦: الحسن بن الحسين العرني النجار.
العرني بالعين المهملة والراء منسوب إلى عرينة كجهينة قبيلة
ويأتي ما يدل على وصفه بالأنصاري

(١) الذي في النسخة المطبوعة أبو سعيد عبد الله بن الحسن بن الحسين بن عبد الرحمن وهو تحريف
من النساخ فقدم عبد الله وحقه التأخير. - المؤلف -.
(٥٤)

قال النجاشي مدني له كتاب عن الرجال عن جعفر بن محمد ع
أخبرنا أحمد بن علي والحسين بن عبد الله قالا حدثنا محمد بن علي بن
تمام أبو الحسين الدهقان حدثنا علي بن محمد الجوجائي عن أبيه حدثنا
يحيى بن يحيى بن زكريا بن شيبان عن الحسن بكتابه اه. وفي ميزان
الاعتدال الحسن بن الحسين العرني الكوفي عن شريك وجرير قال أبو
حاتم لم يكن بصدوق عندهم كان من رؤساء الشيعة وقال ابن عدي لا
يشبه حديثه حديث الثقات وقال ابن حبان يأتي عن الاثبات بالملزقات
ويروي المقلوبات. ومن مناكيره عن جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن
علقمة عن عبد الله مرفوعا ما أنا والدنيا إنما مثل الدنيا كراكب في ظل
شجرة في يوم صائف ثم راح وتركها قال ابن حبان رواه المسعودي عن
عمرو بن مرة عن إبراهيم قال والمسعودي لا تقوم به حجة. ورواه قائد
الأعمش عبيد الله بن سعيد عن الأعمش فقال عن حبيب بن أبي ثابت عن
أبي عبد الرحمن السلمي وقال ابن الأعرابي أنبأنا الفضل بن يوسف الجعفي
أنبأنا الحسن بن الحسين الأنصاري في مسجد حبة العرني أنبأنا معاذ بن
مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد عن ابن عباس إنما أنت منذر قال
النبي ص أنا المنذر وعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون رواه ابن جرير
في تفسيره عن أحمد بن يحيى عن الحسن عن معاذ ومعاذ نكرة فلعل الآفة
منه. الحسن بن الحكم الحيري حدثنا حسن بن الحسين عن عيسى بن
عبد الله عن أبيه عن جده قال رجل لابن عباس سبحان الله إني لأحسب
مناقب علي ثلاثة آلاف قال أولا تقول إنها إلى ثلاثين ألفا أقرب.
الحسن بن الحكم الحيري: حدثنا حسن بن حسين العرني حدثنا
حسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن
الحسين بن علي عن النبي ص قال يصلي المريض قائما فإن لم يستطع صلى
قاعدا فإن لم يستطع أن يسجد أوما وجعل سجوده أخفض من ركوعه فإن لم
يستطع أن يصلي قاعدا صلى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة فإن لم يستطع
صلى مستلقيا جاعلا رجليه مما يلي القبلة أخرجه الدارقطني وهو حديث منكر
وحسين بن زيد لين أيضا اه. وفي لسان الميزان: وقال ابن عدي منكر
الحديث عن الثقات ويقلب الأسانيد اه. والذهبي نصبه غير منكور فلعل
الآفة منه في جعله هذه الأحاديث منكرة ولا نكارة فيها وقد أخرجها أجلاء
العلماء والمحدثين كالطبري والدارقطني إنما اشتمل بعضها على فضائل لعلي
لا يستطيع سمع الذهبي ان يسمعها فلا غرو إن كانت منكرة عنده. وفي
أنساب السمعاني والحسن بن الحسين العرني كوفي. وقد علم مما مر أنه
يروي عن الحسن بن الحكم الحيري ويحيى بن زكريا بن شيبان والفضل بن
يوسف الجعفي وأحمد بن يحيى ويروي عن الحسين بن زيد وعيسى بن
عبد الله ومعاذ بن مسلم والظاهر أن الحسين بن زيد هو جدنا الحسين ذو
الدمعة فإنه من أصحاب الصادق ع. وقول الذهبي انه لين. بلى
والله هو ممن يلين قلبه لذكر الله وقد سمي ذا الدمعة وذا العبرة لكثرة بكائه
من خشية الله فهو لين عند الذهبي لا يقبل حديثه حتى يكون قويا مثل
عمران بن حطان مادح عبد الرحمن بن ملجم على قتله عليا ع
ومثل عمر بن سعد قاتل الحسين ع اللذين روى عنهما قومه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن الحسين العرني
برواية يحيى بن زكريا عنه اه. وقد علم مما مر أنه يروي عن جماعة غيره.
١٤٧: الحسن بن الحسين العلوي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وفي النقد
يحتمل أن يكون هذا والذي ذكرناه بعنوان الحسن بن الحسن العلوي
واحدا.
١٤٨: الشيخ ثقة الدين الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه
في فهرست منتجب الدين فقيه صالح اه هكذا في النسخة
المطبوعة وفيما حكاه في الرياض عن الفهرست وكأنه سقط اسم موسى بين
الحسين وبابويه لأنه هو الآتي في الترجمة التي بعد هذه كما صرح به في
الرياض فاما أن يكون صاحب الفهرست ترك موسى اختصارا أو سقطت
من النساخ.
١٤٩: أبو محمد الحسن بن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب قال الشيخ أبو نصر البخاري نزل مكة وقال الشيخ
أبو الحسن العمري كان مدنيا مات بأرض الروم وكان محدثا اه.
١٥٠: الشيخ أبو القاسم الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي.
هو ابن أخي الصدوق لان الصدوق هو محمد بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه وصرح بذلك في الرياض وقال كان من فضلاء عصره
وعلمائه وفقهائه وكان والده وعمه الصدوق وابن عمه ابن الصدوق وأولاده
هو وأحفاده إلى زمان منتجب الدين كانوا كذلك أي من فضلاء عصرهم
وعلمائه وفقهائه أقول ومرت ترجمة ابن ابنه حسن الملقب حسكا ابن
الحسن بن حسين هذا قال يروي عن عمه الصدوق كما إن والده أيضا
يروي عن أخيه الصدوق ويروي عنه ولده الشيخ أبو جعفر محمد بن
الحسن بن الحسين كما يظهر من سند بعض الأخبار التي هي بخط الشهيد
وقد حكاه الشيخ نعمة الله الخاتوني العاملي في إجازته للسيد ابن شدقم
المدني ويظهر منه أيضا ان الصدوق كان من أقربائه وإن المترجم هو جد
جد منتجب الدين صاحب الفهرست فان صاحب الفهرست هو علي بن
عبد الله بن الحسن حسكا ابن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه أقول ويروي عن المترجم أبو سعيد محمد بن
أحمد بن الحسين النيسابوري الخزاعي.
قال وسيجئ الشيخ ثقة الدين الحسن بن الحسين بن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه نقلا عن فهرست منتجب الدين والحق اتحاده مع
هذا الشيخ مع أن منتجب الدين لم يذكر موسى في فهرسته وهو لم يذكر
هذا العنوان فيما سيجئ من كتابه ولا فيما مضى منه قال ولهذا الشيخ يعني
المترجم ولدان فاضلان أحدهما الشيخ أبو جعفر محمد بن أبي القاسم
الحسن بن الحسين والآخر الشيخ الرئيس أبو عبد الله الحسين بن أبي
القاسم الحسن وسيجئ ترجمتاهما اه.

(١) توهم طابع الكتاب إنها ترجمة مستقلة وهي من تتمة الترجمة السابقة.
(٢) في لسان الميزان بفتح الرازي اه‍. فما في بعض النسخ من كتابته يزيد بالياء قبل الزاي
تصحيف. - المؤلف -
(٥٥)

١٥١: الحسن بن الحسين بن علي الدوريستي نزيل قاسان.
في رياض العلماء كان أحد الأفاضل الأفراد المعروفين بالدوريستي
ورأيت بخطه إجازته لتلميذه الشيخ مرشد الدين أبي الحسين علي بن الحسين
على ظهر المجلد الأول من كتاب المبسوط للشيخ الطوسي وتاريخها سنة
٥٨٤ ويظهر منه أنه يروي المبسوط عن الشيخ الرئيس عبيد الله بن
الحسن بن الحسين بن بابويه عن أبيه عن الشيخ الطوسي المصنف قدس الله
أرواحهم والشيخ الرئيس عبيد الله المذكور هو والد الشيخ منتجب الدين
صاحب الفهرس اه. للمترجم إجازة للمولى الأجل مجد الدين أبي العلاء
بتاريخ ٥٧٦
١٥٢: الشيخ حسن بن حسين بن علي الصغير العاملي من أمراء جبل عامل.
توفي ليلة أربع من جمادى الأولى سنة ١٠٦٦ على ما ذكره الشيخ
محمد بن مجير العنقاني العاملي في تاريخه المختصر لحوادث القرن العاشر إلى
الحادي عشر في جبل عامل والشيخ هنا علامة على الامارة لا على العلم.
١٥٣: الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت
أبو محمد النوبختي الكاتب البغدادي.
ولد أول سنة ٣٢٠ وتوفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة يوم الجمعة سنة
٤٠٢ حكاه الخطيب في تاريخ بغداد وفي ميزان الذهبي توفي سنة ٤٥٢.
والنوبختي ضبط في آل نوبخت.
في تاريخ بغداد: قال لي الأزهري، كان النوبختي رافضيا ردئ
المذهب سالت البرقاني عن النوبختي فقال كان معتزليا وكان يتشيع إلا أنه
تبين أنه صدوق وكان يذكر أن ابن مبشر الواسطي أقعده في حجره لما سمع
منه. حدثني أحمد بن محمد العتيقي أنه كان ثقة في الحديث ويذهب إلى
الاعتزال وتوفي سنة ٤٠٢ اه. ونسبته إلى الاعتزال باعتبار توافق الشيعة
والمعتزلة في بعض الأصول المعروفة وقد وقع لكثير منهم نسبة جماعة من
علماء الشيعة إلى الاعتزال بهذا الاعتبار، فتفطن. وذكره السمعاني في
الأنساب وقال: كان معتزليا رافضيا ردئ المذهب إلا أنه صدوق صحيح
السماع اه. وفي ميزان الذهبي: الحسن بن الحسين بن علي بن أبي سهل
أبو محمد النوبختي عن القاضي المحاملي سماعه صحيح لكنه رافضي
معتزلي مات سنة ٤٥٢ اه!. وفي لسان الميزان: قال العتيقي حدث عن
ابن مبشر الواسطي، وكان يذهب إلى الاعتزال، ثقة في الحديث وقال
البرقاني: كان معتزليا وكان يتشيع إلا أنه تبين أنه صدوق اه.
مشايخه وتلاميذه
في تاريخ بغداد حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي
والقاضي المحاملي وكان سماعه صحيحا حدثني أبو بكر البرقاني والأزهري
والطناجيري وأبو القاسم التنوخي اه. وفي تاريخ بغداد أيضا في ترجمة
علي بن هارون المنجم أنه روى عنه الحسن بن الحسين النوبختي وفي
أنساب السمعاني: سمع أبا الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وأبا
عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم
الأزهري وأبو الفرج الطناجيري وأبو القاسم التنوخي وأبو القاسم بن
الحلال اه. ومن الغريب أن يكون هذا الرجل بهذه المكانة من الفضل
ومن اجلاء علماء الشيعة يذكره غير الشيعة في كتبهم ولا يكون له في كتب
الشيعة ذكر.
١٥٤: الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
في مروج الذهب: وهو المعروف بابن الأفطس ظهر في أيام المأمون
بالمدينة قال وقيل إنه دعا في بدء أمره إلى ابن طباطبا فلما مات ابن طباطبا دعا
إلى نفسه والقول بإمامته وسار إلى مكة فاتى الناس وهم بمنى وعلى الحاج
داود بن عيسى بن موسى الهاشمي فهرب داود ومضى الناس إلى عرفة
ودفعوا إلى مزدلفة بغير انسان عليهم من ولد العباس وقد كان ابن الأفطس
وافى الموقف بالليل ثم صار إلى المزدلفة والناس بغير امام فصلى بالناس ثم
مضى إلى منى فنحر ودخل مكة وجرد البيت مما عليه من الكسوة الا
القباطي البيض فقط اه. أقول: يدل كلامه على أن الأفطس اسمه
الحسين بالياء لا الحسن مكبرا ويأتي الخلاف في ذلك في ترجمة الأفطس ومر
في الحسن بن الحسن بن علي الأصغر ان الحسن الأفطس أعقب من خمسة
رجال علي الحواري وعمر والحسين والحسن المكفوف وعبد الله فالمذكور هنا اما
المكفوف أو الحسين وصحف بالحسن.
١٥٥: الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق
ع.
وصفه صاحب بحر الأنساب النجفي بنقيب الدينور.
١٥٦: الحسن بن الحسين اللؤلؤي.
قال النجاشي: كوفي ثقة كثير الرواية له كتاب مجموع نوادر اه.
ثم ذكر في ترجمة محمد بن أحمد بن يحيى أن محمد بن الحسن بن الوليد
يستثني من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة وعد من جملتهم
ما ينفرد به الحسن بن الحسن اللؤلؤي ثم قال النجاشي قال أبو
العباس بن نوح وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد في
ذلك كله وتبعه أبو جعفر بن بابويه على ذلك إلا في محمد بن عيسى بن عبيد
فلا أدري ما رأيه فيه لأنه كان على ظاهر العدالة والثقة اه. وفي التعليقة
الظاهر من هذا الكلام ان الذين استثناهم ليسوا بثقات سوى محمد بن
عيسى وقيل قول ابن نوح فلا أدري ما رأيه فيه يدل على أنه لم يعلم من
الاستثناء الضعف وفيه ما لا يخفى اه. أقول لا ريب ان الاستثناء
يدل على الضعف وابن بابويه تبع ابن الوليد على هذا الاستثناء إلا في ابن
عيسى فلم يعلم ابن نوح ما رأي ابن بابويه فيه فإنه كان على ظاهر العدالة
والثقة فدل على أن الباقي لم يكونوا على ظاهر العدالة والثقة وقال الشيخ في
رجاله فيمن لمن يرو عنهم ع الحسن بن الحسين اللؤلؤي يروي
عنه محمد بن أحمد بن يحيى وضعفه ابن بابويه اه. وفي الفهرست
الحسن بن علي الكلبي له روايات والحسن بن الحسين له روايات رويناها
عن أحمد بن عبدون عن الأنباري عن حميد عن إبراهيم بن سليمان عنهما
اه. وفي منهج المقال: والظاهر أنه أحد المذكورين اه. يعني الحسن بن
الحسين العلوي والحسن بن الحسين اللؤلؤي. وفي الخلاصة الحسن بن
الحسين اللؤلؤي كوفي روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى. قال النجاشي انه
ثقة كثير الرواية له كتاب وقال الشيخ الطوسي رماه ابن بابويه بالضعف
وقال النجاشي كان محمد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمد بن
أحمد بن يحيى ما رواه عن جماعة وعد من جملتهم ما تفرد به الحسن بن
الحسين اللؤلؤي وتبعه أبو جعفر بن بابويه على ذلك اه. واقتصار العلامة
(٥٦)

على مجرد نقل التوثيق والتضعيف يدل على التوقف وفي النقد يظهر من
كلام النجاشي والشيخ في الفهرست عند ترجمة أحمد بن الحسن بن الحسين
اللؤلؤي أن الحسن بن الحسين اللؤلؤي رجلان فالتمييز بينهما في الأخبار
مشكل إلا أنه يمكن أن يفهم من كلامهما أن الراوي واحد وهو المذكور في
كتب الرجال اه. والذي أشار إليه صاحب النقد هو ما مر في ترجمة أحمد
ابن الحسن بن الحسين اللؤلؤي من أنه ليس بابن المعروف بالحسن بن
الحسين اللؤلؤي فدل على أن والد احمد غير المترجم ولكنه لم يعلم أن والد
احمد له رواية ولو فرض فالاطلاق ينصرف إلى المترجم ولا يحتاج إلى تمييز.
وحكاية الاستثناء وتضعيف ابن بابويه تأتي الإشارة اليهما في محمد بن
عيسى ومحمد بن أحمد. التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن الحسين اللؤلؤي
الثقة برواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه وزاد الكاظمي ورواية إبراهيم
ابن سليمان عنه وفي نسخه من مشتركات الطريحي زيادة ورواية موسى بن
القاسم عنه وعن جامع الرواة أنه نقل رواية سعد بن عبد الله ومحمد بن عبد
الجبار وموسى بن القاسم ومحمد بن علي بن محبوب وأحمد بن أبي زاهر
وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسن الصفار وموسى بن جعفر بن
وهب وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن الحسين بن الصقر ومحمد بن حسان
ومحمد بن عقيل ومحمد بن عمران وجعفر بن عبد الله العلوي وعلي بن محمد
عنه. وروايته هو عن الفضيل بن عثمان وعلي بن عيسى وعلي بن الحسين
وأبي أحمد عمر بن الربيع وإبراهيم بن علي الرافقي ومحمد بن الحسن
المكفوف اه.
١٥٧: الشيخ حسن ابن الشيخ حسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن
عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة البحراني.
من أهل أوائل المائة الثالثة عشرة في كتاب أنوار البدرين في علماء
البحرين أنه كان لأبيه ستة أولاد علماء فضلاء هو أشهرهم انتقل من
البحرين بعد وفاة أبيه سنة ١٢١٦ إلى أبو شهر وصار له اعتبار عظيم امام
في الجمعة والجماعة والقضاء وبها توفي ودفن في بيته وقبره مزور مشهور. له
مصنفات ١ رسالة عملية في الطهارة والصلاة مبسوطة ٢ مناسك
الحج ٣ شرح منظومة والده في الأصول الخمسة المسماة بشارحة الصدور
ودافعة المحذور وهو شرح حسن جيد ٤ رسالة في الصوم اه.
١٥٨: الشيخ نجم الدين أبو خليفة الحسن بن الحسين بن محمد بن حمدان
الحمداني.
قال منتجب الدين في فهرسته فقيه صالح اه. فأطال في العنوان
واقتصر على كلمتين في البيان وفي الرياض لعله من أقرباء الحمداني المشهور
فلاحظ.
١٥٩: عز الدين الحسن بن الحسين بن محمد بن العود الحلي فقيه الشيعة
ذكره عبد الرزاق الفوطي في كتابه مجمع الآداب ومعجم الألقاب كما
في النسخة التي بخط المؤلف الموجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق ولكن
ترجمته قد ذهبت من الهامش فلم يعلم من حاله شئ سوى أنه من فقهاء
الشيعة. والتعبير عنه بفقيه الشيعة يدل على مرتبة له في الفقه عالية
وشهرة واسعة فإنهم يعبرون بمثل ذلك عن المفيد وأمثاله من المشاهير. ولنا
ابن العودي النيلي ذكرناه في الجزء الثالث عشر ثم أعدنا ذكره في الجزء
السابع عشر في المستدركات ومن المحتمل أن يكون هو هذا وإن زيادة الياء في
العودي تحريف والصواب ابن العود لا ينافيه وصفه بالنيلي لان النيل نهر
حفره الحجاج بنواحي الحلة وآثاره باقية إلى اليوم والله أعلم ولنا أبو القاسم
نجيب الدين بن الحسين بن العود الأسدي الحلي ترجم في نجيب الدين
ولعله أخو هذا أو من أقاربه.
١٦٠: الشيخ حسن بن الحسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن
أبي جامع الحارثي الهمداني العاملي النجفي.
توفي سنة ١١٣٠
ذكره السيد عبد الله ابن السيد نعمة الله الجزائري في ذيل إجازته
الكبيرة فقال: كان عالما فاضلا أديبا جامعا للفنون مهذبا وقورا كثير
الصمت هينا لينا يروي عن أبيه وأخيه الشيخ علي الساكن ببلدة خلف آباد
وقدم علينا الحويزة مرارا وكنت ألازمه ليلا ونهارا فكان يفاوضني في المسائل
ويلقمني من فضله كل نائل وينهاني عن التقليد ويفيدني في كل طارف
وتليد ويأمرني بالنظر في الأخبار ويلاطفني ملاطفة الوالد الشفيق على الولد
البار اه.
١٦١: الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ حسين بن مطر الأسدي الشهير بابن
مطر الجزائري.
كان حيا سنة ٨٤٩
يوجد في بعض المواضع ذكر أبيه بلفظ حسن مكبرا والصواب أنه
حسين مصغرا وفي بعض المواضع الاقتصار على وصفه بالأسدي وفي بعضها
على وصفه بالجزائري وفي بعضها الجمع بينهما وهو الصواب والمعروف في
اسم جده أنه مطر وذكره صاحب الرياض في موضع بعنوان حسن بن
الحسين بن مطر الأسدي وفي موضع آخر نقلا عن ابن أبي جمهور في غوالي
اللئالي بعنوان حسن بن حسين بن مطهر الجزائري كما ستعرف ظانا أنهما
رجلان والصواب أنه رجل واحد وان اسم جده مطر لا مطهر ومطهر
تصحيف.
أقوال العلماء فيه
قال ابن أبي جمهور في كتابه غوالي اللئالي في حقه الشيخ العلامة
الامام المحقق المدقق جمال الدين حسن ابن الشيخ المرحوم حسين بن مطر
الجزائري. وفي رياض العلماء في موضع منه الشيخ حسن بن الحسين بن
مطر الأسدي: رأيت خطه الشريف على ظهر الدروس للشهيد وله
تعليقات على هوامشه أيضا وكانت النسخة ملكه وأظن أنه من مشاهير
العلماء فلاحظ وفي هامش بعض مواضعها كان الفراع من مطالعة هذا
الشيخ في ٢٤ المحرم سنة ٨٢٨ وكان تاريخ الفراع من مطالعتها كلها سنة
٨٤٩ وفي موضع آخر من الرياض الشيخ جمال الدين حسن ابن الشيخ
حسين بن مطهر الجزائري فاضل عالم كامل يروي عن ابن فهد الحلي
ويروي عنه الشيخ جمال الدين حسن بن عبد الكريم الشهير بالفتال أستاذ
ابن جمهور الأحسائي كذا يظهر من أول غوالي اللآلئ لابن جمهور
المذكور.
(٥٧)

مشايخه
منهم أحمد بن فهد الحلي يروي المترجم عنه إجازة.
تلاميذه
يروي عنه إجازة الشيخ علي بن هلال الجزائري ويروي عنه أيضا
جمال الدين حسن بن عبد الكريم الشهير بالفتال خادم الروضة الغروية.
مؤلفاته
لم يوجد له غير تعليقات بخطه على كتاب الدروس وكانت النسخة
ملكه فكان يطالع فيها من سنة ٨٢٨ إلى ٨٤٩ ويعلق عليها الحواشي
تدريجا وهي النسخة التي رآها صاحب الرياض كما مر.
١٦٢: الحسن بن الحسين بن نوبخت.
مر بعنوان الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي
سهل بن نوبخت.
١٦٣: السيد حسن الحسيني.
عالم فاضل له كتاب الإرث فارسي وجدنا منه نسخة عتيقة في قم لا
يعرف عصره.
١٦٤: السيد حسن الحسيني الطبسي ثم الحيدرآبادي الملقب بصدر جهان.
وصفه في رياض العلماء بالمولى الأجل الصدر الأمير وقال كان من
أجلة العلماء في عصره وكان مبجلا في حيدرآباد عند الملك قطبشاه ومن
مؤلفاته الرسالة الصدرية بالفارسية ألفها للسلطان المذكور وتعرض لأقاويل
الخاصة والعامة عندنا منها نسخة وهي رسالة جيدة نافعة مشتملة على أبواب
أكثر الحيوانات على ترتيب حروف المعجم.
١٦٥: الشيخ حسن بن حسين بن يحيى بن محمد من آل الحر العاملي الجبعي.
ولد سنة ١٢٣٧ وتوفي سنة ١٢٩٨ أو ١٢٩٧.
ذكره صاحب جواهر الحكم فقال: كان شهما جليلا كاتبا بليغا
وأطنب في مدحه ثم قال والعجب من الشيخ علي السبيتي صاحب كتاب
الجوهر المجرد في شرح قصيدة علي بك الأسعد حينما عد آل الحر وأهل
الفضل في جبع لما مر على سوح هذا الشيخ اجتاز كأنما مر على أرض سبخة
أو بر أقفر حاشا إنصافه لكنني رأيته وقد غالى في مدح بعض الناس الحديثين
وبالغ وأطنب عداه اللوم ولعله عن سهو اه. وله مجموعة جمع فيها
شعره وذكره الشيخ سعيد الحر في كتابه مهذب الأقوال فقال الشيخ حسن بن
حسين بن يحيى بن محمد الحر ابن أخت مؤلف الكتاب وابن عمه ونقل له
أشعارا كثيرة نختار منها ما يلي فمن شعره قوله مشطرا بيتا مفردا للفقيه
الشيخ عبد الله آل نعمة العاملي الجبعي:
حتا م تطلب بالملام هجوعي * وأرى أوار الوجد بين ضلوعي
يا لائمي كف الملام وخلني * فالقلب قلبي والدموع دموعي
وقوله مفتخرا بقومه:
وسائلي عن ندى قومي فقلت له * هم الأولى لعيون المجد أحداق
أكارم نجب غر مآثرهم * لجيد شخص العلى والمجد أطواق
محسدون أباة الضيم سؤددهم * لبيت أموالهم فقر وإملاق
لا عيب فيهم سوى الصنع الجميل كما * أودى بخالص عود الند أحراق
وله من أبيات:
رياض المنى أبلى محاسنها القحط * فحتام بالأمجاد ريب الردى يسطو
أبى الدهر إلا وضع من كان ساميا * ورفع الذي من حقه الوضع والحط
وما ذاك إلا أن أشطان غدره * بكل حمول للخطوب لها ربط
حمى مورد الآمال عن كل ماجد * وأسقته منها السم أصلاله الرقط
نضى عضب غدر للكرام الأولى رقوا * واسطر مجد في جباه العلى خطوا
وفت بالعلى أم الفخار لشرطنا * لأن الوفا منا لها عندنا شرط
فان يمنعوا عنها حياض موارد * فما عيب موسى حين هم به القبط
برغم العدى ما أنجب المجد سؤددا * ولا مفخرا إلا ونحن له سمط
وان يقبض المقدور بسط أكفنا * فجل الذي في كفه القبض والبسط
فكم غمرتنا من عطاياه نعمة * له الحمد لا كف لذاك ولا غبط
وله مضمنا:
تبدل يسر هذا الدهر عسرا * وصار العدل في الآفاق غدرا
وصرت بدولة الأشرار عبدا * وكنت بدولة الأبرار حرا
وله:
لسنا نعاتب أهل البغي حين بغوا * بصنعهم سفها يوما بما صنعوا
إذ ليس يخفض عند الله من خفضوا * يوما ولا يرفع الرحمن من رفعوا
سيان سلمهم فينا وحربهم * إن فرقوا جمعهم يوما وإن جمعوا
فكيف نهجر إخوانا ذوي رحم * لنحونا سنن الاخلاص قد شرعوا
فاستبق أهل ولاء بل ذوي رحم * بخالص الود من علياك قد طمعوا
لهم آخاء وآمال موثقة * وخالص الود في ربع الوفا زرعوا
وله مخاطبا الشيخ عبد الله البلاغي:
تأبى البلاغة أن تعطي القياد لمن * لم يسلك الدهر يوما في مسالكها
لذاك القت عصى التسيار راتعة * بساحة الشهم عبد الله مالكها
وعرضت شكاة لرئيس العشائر علي بك الأسعد وصادف أنه عرض
مثلها للمترجم فمنعه ذلك عن عيادته ثم زال ذلك عنهما فقال المترجم بديها:
تراني مذ عرى المولى شكاة * لها أحشاء أهل الود مرضى
فؤادي ليس يفتر من خفوق * ولا الطرف المسهد ذاق غمضا
شركتك في الشكاة وذاك اني * أرى حسن الوفاء لديك فرضا
وهاك أبا النجيب مقال صدق * عسى علياك عن ذا الخل ترضى
وقال رحمه الله:
يا قبح الله الوداد إذا أتى * من مثل محلول الوداد مراء
كم يدعي حسن الوفاء ولا يفي * فاعجب لدعوى من ملول ناء
وقال:
بطشتم بايد سنت الغدر سنة * وحللتم في الدين أمرا محرما
وصلتم بكف ما تعودت الندا * ترى الغدر عدلا و القطيعة مغنما
ملكنا فكان الرفق والصفح دأبنا * ولما ملكتم وبل جوركم همى
فلا تفرحوا يا عصبة البغي بالذي * ملكتم فعين الدين قد قطرت دما
وإن يك ثلما ما أتيتم فإنما * به ركن دين الحق جهرا تهدما
(٥٨)

فكيدوا عنادا ما استطعتم فكيدكم * سيلقى له كيدا أمر وأعظما
ونظم بيتا في الطيف فشطره فقال:
وعصبة غدر نحونا قد تقدمت * ولم تك من أهل الحجى والتقدم
تروم عنادا حربنا وجدالنا * بحربة وحشي وعضب ابن ملجم
وله رحمه الله:
نحن الذين بأفق المكرمات لنا * شموس مجد وأقمار وهالات
كم للمكارم في أبياتنا سور * وكم لنا في جباه المجد آيات
إن رام بعض أعادينا منازلة * في نبذة من معالينا فقل هاتوا
وقال هذا التاريخ لوفاة صديقه الحاج خليل إبراهيم من أعيان صور
لينقش على ضريحه وذلك سنة ١٢٨٦.
مضى خليل الوفا خدن الصلاح إلى * دار النعيم بأمر جل آمره
لجنة الخلد لما ثار عن ثقة * وواكف العفو والغفران عامره
ناداه رضوان ما ألممت من لمم * أبشر فربك بالتاريخ غافره
وله رحمه الله في عرض اقتضاه المقام مع مراعاة جناس التقفي:
وإخوان صدق شط عني مزارهم * ولكنهم في ناظري والحشى حلوا
لبعدكم مرت علي مطاعمي * فبالوصل منكم ما أمر النوى حلوا
وكنا فتلنا للمودة حبلها * فما راعني إلا وحبل الوفا حلوا
لئن غيبوا عن ناظري وترحلوا * فهم في سويداء الفؤاد لقد حلوا
بحرمة أيام التداني بقربكم * عهودي لديكم والوداد لنا خلوا
ولا تألفوا السلوان والصد انني * أرى العسل الماذي يفسده الخل
يمينا بمن سن المودة والوفا * وعيشكم إني لكم ذلك الخل
وله رحمه الله مع ملازمة قياس القافية:
رقيتم للعلى مذ قام ينشدكم * فخاركم فوق هامات العلى سودوا
فكم ليال بكم بيض دجنتها * والدهر أكثر أيام له سود
كم منكم عضب فهم قد تجرد في * ولا هم حيث لا عضب ولا عود
بحرمة العهد والود القديم إلى * عاداتكم بالوفا يا منيتي عودوا
فان وصلتم فعودي يانع نضر * وإن هجرتم فلم يورق لنا عود
وقال:
عضب لريب زماني كنت أذخره * أرجوه ان ناب خطب أو عرت نوب
مذ أعوز الأمر ذاك العضب جرد في * ضربي ونابتني الأسواء والعطب
وله:
عندي شواهد عدل في محبتكم * أقلها ما حكاه مدمعي القاني
ما سرني في أويقات اللقا زمن * إلا رأيت زمان الهجر أبكاني
إن كان ذنب فان العفو شأنكم * وكم وكم قد غفرتم زلة الجاني
وله:
أهيل البغي أبغوا ما استطعتم * وكيدوا كيدكم فالله واق
فإنكم أفاع لاسعات * وإن لنا المهيمن خير راق
وله:
سننتم فروض الحب بيني وبينكم * فهلا أذنتم بالسلو لمهجتي
كلفت بكم فانهل للهجر مدمعي * وكاد يسيل الدمع ناظر مقلتي
وقال يعاتب صديقه الشيخ عباس القرشي النجفي:
علا م أراك عباسا وكم قد * عهدتك في عبوس الدهر باسم
فكم من موسم بالأنس زاه * فقم واغنم لذاذات المواسم
ألست ترى كؤوس الصفو تجلى * وروض ودادنا طلق المباسم
وصفوا العيش يعطينا رحيقا * وأصبح عاطر التسنيم ناسم
وواشي السوء غاب وشط عنا * كواه الياس كيا بالمياسم
وأرسل إليه القرشي كتابا وأبياتا ذكرت في ترجمته.
١٦٦: الشيخ حسن حلاوة
يأتي بعنوان الشيخ حسن ابن الحاج علي حلاوة.
١٦٧: الشيخ حسن الحلي
يأتي بعنوان الحسن بن محمد القيم الحلي.
١٦٨: الحسن بن حماد البكري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٦٩: الحسن بن حماد الطائي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٧٠: الحسن أو الحسين بن حماد بن عديس.
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن الحسين عنه عن حمران بن
حمران في آخر كتاب الحج من الاستبصار ورواية أحمد بن محمد عن جعفر
عنه في أواخر باب حكم الجناية من التهذيب ورواية أبي مالك الحضرمي
عنه عن أبي عبد الله ع في باب من يسجد فتقع جبهته على موضع
مرتفع من الاستبصار وإن أبدله في التهذيب بالحسين بن حماد وأيضا نقل
رواية موسى بن سعدان عنه ورواية حميد بن زياد عنه عن إسحاق بن
عمار. ولم يذكر في كتب الرجال وعن جامع الرواة أيضا أنه استظهر اتحاده
مع الحسن بن عديس الآتي من أصحاب الرضا ع وهو غير بعيد
١٧١: أبو محمد الحسن بن حمزة الأقساسي المعروف بعز الدين الأقساسي هو غير
أبي محمد الحسن بن حمزة الطبري المرعشي الآتي
من أجلة سادات وشرفاء وعلماء الكوفة وكان شاعرا ماهرا ولاه
الناصر بالله العباسي نقابة السادات.
١٧٢: السيد الميرزا حسن خان الحسيني الفسوي الفارسي الطبيب ابن الميرزا
حسن ابن الأمير مجد الدين محمد ابن الأمير صدر الدين السيد علي خان
المدني صاحب السلافة.
ولد سنة ١٢٣٧ وتوفي في رجب سنة ١٣١٦.
فاضل طبيب مؤلف له تاريخ فارس نامه ناصري فارسي كبير في
تاريخ فارس شيراز ونواحيها مطبوع وله خريطة فارس سنة ١٢٨٩.
(٥٩)

١٧٣: الشيخ الجليل الحسن بن حمزة الحلبي.
في أمل الآمل كان عالما فاضلا فقيها جليل القدر وفيه باب ما بدئ
بابن: ابن حمزة اسمه الحسن اه. وفي الرياض الظاهر أن مراده به
المترجم فاعتقد ان ابن حمزة المشهور هو المترجم وهو سهو ظاهر لان ابن
حمزة المشهور هو الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن حمزة
المشهدي الطوسي صاحب كتاب الوسيلة والواسطة وهو الذي قوله مذكور
في كتب الفقه لا سيما في مسالة صلاة الجمعة بل لا يعرف المترجم بهذا
الاسم فقد اشتبه الحال على الشيخ المعاصر صاحب أمل الآمل اه ومر
في ج ٦ ما ينبغي ان يراجع.
١٧٤: أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي المرعشي بن عبيد الله أو عبد الله بن
محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
الطبري المعروف بالمرعشي.
توفي سنة ٣٥٨.
المرعشي بميم مضمومة وراء مفتوحة وعين مهملة مشددة مفتوحة
وشين معجمة نسبة إلى جده علي المرعش ومر وجه تلقيبه بذلك في ج ١٥
وليس نسبة إلى مرعش بفتح الميم وسكون الراء وتخفيف العين
البلد المعروف قطعا. وقال ابن داود في رجاله المرعشي بفتح الميم
وكسر العين المهملة اه. فإن كان نسبة إلى مرعش البلد المعروف فهو
أولا ليس بصواب لتصريح النسابين وغيرهم بأنه نسبة إلى علي المرعش
لا إلى البلد ثانيا إن اسم البلد بفتح العين كما في القاموس ومعجم
البلدان فهذا من أغلاط رجال ابن داود وقال الشهيد الثاني في حواشي
الخلاصة: وجدت بخط الشهيد: قال النسابة: مرعش هو علي بن
عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر والمرعشية منسوبون إليه
وأكثرهم بالديلم وطبرستان.
اختلاف الكلمات في نسبه
في أنساب السمعاني عن أحمد بن علي العلوي النسابة ان علي المرعش
هو ابن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب فاسقط محمدا بين عبد الله والحسن. والشيخ في رجاله جعله
الحسن بن محمد بن حمزة وتبعه ابن داود في رجاله وقال الشهيد الثاني في
حاشية الخلاصة: في كتاب ابن داود الحسن بن محمد بن حمزة والصواب
ما هنا يعني الحسن بن حمزة لموافقته لكتب الرجال والنسب اه. والأمر
كما قال. وكذا لكتاب النصوص للثقة الجليل علي بن محمد بن علي الحزاز
كما في التعليقة.
أقوال العلماء فيه
هو من مشايخ المفيد وابن الغضايري موصوف في كتب الرجال بأجمل
الصفات وكان مع ذلك شاعرا أديبا وعده ابن شهرآشوب في المعالم في
شعراء أهل البيت المقتصدين من السادات فقال الحسن بن حمزة المرعشي
الطبري وقد وصفه في عمدة الطالب بالنسابة المحدث وفي مستدركات
الوسائل السيد العظيم الشأن المعدود من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها وقال
النجاشي الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أبو محمد الطبري
يعرف بالمرعشي كان من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها قدم بغداد ولقيه شيوخنا
في سنة ٣٥٦ ومات في سنة ٣٥٨ وقال الشيخ في الفهرست الحسن بن حمزة
العلوي الطبري يكنى أبا محمد كان فاضلا أديبا عارفا فقيها زاهدا ورعا
كثير المحاسن وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال
الحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن عبد الله إلى آخر ما مر إلى أن قال
المرعشي الطبري يكنى أبا محمد زاهد عالم أديب فاضل روى عنه التلعكبري
وكان سماعه أولا منه سنة ٣٢٨ وله منه إجازة بجميع كتبه ورواياته أخبرنا
جماعة منهم الحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمد بن محمد بن
النعمان وكان سماعهم منه سنة ٣٥٤ اه وفي الخلاصة الحسن بن حمزة بن
علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع أبو محمد الطبري يعرف بالمرعشي من
اجلاء هذه الطائفة وفقهائها كان فاضلا دينا عارفا زاهدا ورعا كثير المحاسن
أديبا وروى عنه التلعكبري وكان سماعه منه أولا سنة ٣٢٨ وله منه إجازة
بجميع كتبه ورواياته قال الشيخ الطوسي أخبرنا جماعة منهم الحسين بن
عبيد الله وأحمد بن عبدون ومحمد بن محمد بن النعمان وكان سماعهم منه
سنة ٣٦٤ وقال النجاشي مات رحمه الله سنة ٣٥٨ وهذا لا يجامع قول
الشيخ الطوسي رحمه الله اه. فإذا كان مات سنة ٣٥٨ فكيف يكون
سماعه سنة ٣٦٤ وقال الشهيد الثاني في الحاشية ما نقله المصنف عن الشيخ
الطوسي يعني من أن سماعهم منه كان سنة ٣٦٤ وجدناه بخط ابن
طاوس في نسخة كتاب الشيخ وفي كتاب الرجال للشيخ رحمه الله وفي نسخة معتبرة
أن سماعه منه سنة ٣٥٤ وفي كتاب الفهرست له رحمه الله أنه كان سنة
٣٥٦ وعليها يرتفع التناقض بين التاريخين اه. فان ما حكاه العلامة عن
الشيخ من أن السماع كان سنة ٣٦٤ مستند إلى نسخة ابن طاوس المستندة
إلى نسخة كتاب الشيخ المغلوطة إما من سبق قلم الشيخ أو من الناسخ
ولكن في النسخة المعتبرة لكتاب الشيخ أنه كان سنة ٣٥٤ قبل وفاة
التلعكبري بأربع سنين ويبقى التفاوت بين قول الشيخ في كتاب الرجال
وكان سماعهم منه سنة ٣٥٤ وقوله في الفهرست سماعا منا وإجازة في سنة
٣٥٦ وقول النجاشي لقيه شيوخنا سنة ٣٥٦ والجواب أنهم سمعوا منه
كلهم أو بعضهم سنة ٣٥٤ ثم سمعوا منه كذلك لما قدم بغداد سنة ٣٥٦
ومن الغريب ما في رجال ابن داود فإنه نقل عن النجاشي موته سنة ٢٥٨ وعن
رجال الشيخ أنه سمع منه الحسين بن عبيد الله وابن عبدون والمفيد سنة ٢٥٤ ثم
قال وبينهما تهافت مع أنه لا تهافت ولا تنافي بينهما أصلا وكأنه لما نظر ما ذكر في
الخلاصة من التنافي بين تاريخ السماع والموت توهم انه المذكور هنا فحكم بالتهافت
وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذين قالوا إن فيه أغلاطا. وفي التعليقة لا
يخفى أن ما ذكر في شان الحسن بن حمزة فوق مرتبة التوثيق سيما حكاية
الزهد والورع. وعد من الحسان وفي الوجيزة حسن كالصحيح وفيه ما
أشرنا إليه في ثعلبة بن ميمون على انا قد أشرنا في صدر الكتاب إلى أن
الفقاهة تشير إلى الوثاقة وكذا كونه من مشايخ الإجازة وكونه فاضلا دينا
اه. وقول أبي علي في رجاله ان ذلك لا يتعدى العدالة والوثاقة غير العدالة
لأنه يعتبر في الوثاقة الضبط فان الصفات المذكورة تفيد أعلى من الضبط
وفي رجال بحر العلوم الحسن بن حمزة بن علي بن عبد الله بن محمد بن
الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني
ويعرف بالطبري والمرعشي وجه من وجوه السادة الأطياب وشيخ من أعاظم
مشايخ الأصحاب ذكره علماء الرجال ونعتوه بكل جميل وعظموه غاية
التعظيم والتبجيل قالوا كان عالما فاضلا فقيها عارفا زاهدا ورعا دينا أديبا كثير
المحاسن من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها له كتب قدم بغداد ولقيه جميع
(٦٠)

شيوخنا منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد
والحسين بن عبيد الله الغضايري وأحمد بن عبدون وكان سماعهم منه سنة
٣٥٤ وأبو محمد هارون بن موسى التلعكبري وكان سماعه منه أولا سنة
ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه إجازة عامة لجميع كتبه ورواياته هذا هو
المجتمع مما قاله النجاشي والشيخ في كتابيه وحكاه عنهما العلامة وابن
داود وهذه الصفات التي ذكروها والنعوت التي عددوها هي أصول
المناقب وأمهات الفضائل ويلزمها العدالة المعتبرة في صحة الحديث فإنها
الملكة الباعثة على ملازمة التقوى وترك ما ينافي المروة ومن وصف بالزهد
والديانة والورع يعلم وجود ملكة التقوى فيه ويتأكد بانضمام باقي النعوت
الجميلة والمزايا الجليلة وأما المروة فانتفائها عند التحقيق لنقصان في العقل
أو عدم مبالاة بالشرع والثاني مناف للتقوى فينتفي ثبوتها والأول يقتضي
سقوط المحل وضعة المنزلة وانحطاط الرتبة كما هو معلوم بمقتضى العادة وفي
أدنى النعوت المذكورة ما يسقط به احتمال ذلك وأما الضبط فالأمر فيه هين
عند من يجعله من لوازم العدالة كالشهيد الثاني ومن وافقه فإنهم عرفوا
الصحيح بما اتصل سنده إلى المعصوم بنقل العدل عن مثله في جميع الطبقات
وأسقطوا قيد الضبط من الحد وعللوه بالاستغناء عنه بالعدالة المانعة عن نقل
غير المضبوط وأما من جعله شرطا زائدا وهم الأكثر فقد صرحوا بان الحاجة
إليه بعد اعتبار العدالة للأمن من غلبة السهو والغفلة الموجبة لكثرة وقوع
الخلل في النقل على سبيل الخطا دون العمد والمراد نفي الغلبة الفاحشة
الزائدة على القدر الطبيعي الذي لا يسلم منه أحد غير المعصوم وهو أمر
عدمي طبيعي ثابت بمقتضى الأصل والظاهر معا والحاجة إليه بعد اعتبار العدالة
ليست إلا في فرض نادر بعيد الوقوع وهو أن يبلغ كثرة السهو والغفلة حدا
يغفل معه الساهي عن كثرة سهوه وغفلته أو يعلم ذلك من نفسه ولا يمكنه
التحفظ مع المبالغة في التيقظ وإلا فتذكره لكثرة سهوه مع فرض العدالة
يدعوه إلى التثبت في مواقع الاشتباه حتى يامن من الغلط وربما كان
الاعتماد على مثل هذا أكثر من الضابط فإنه لا يتكل على حفظه فيتوقف
بخلاف الضابط المعتمد على حفظه وهذا كالذكي الحديد الخاطر فإنه يتسرع
إلى الحكم فيخطئ كثيرا واما البطئ فلعدم وثوقه بنفسه ينعم النظر غالبا
فيصيب وليس الداعي إلى التثبت منحصرا في العدالة فان الضبط في نفسه
أمر مطلوب مقصود للعقلاء معدود من الفضائل والمفاخر وكثير من الناس
يتحفظون في أخبارهم ويتوقفون في رواياتهم محافظة على الحشمة وتحرزا عن
التهمة وحذرا من الانتقاد وخوفا من ظهور الكساد ومتى وجد الداعي إلى
الضبط من عدالة أو غيرها فالظاهر حصوله إلا أن يمتنع وليس إلا في الفرد
البعيد النادر الخارج عن الطبيعة واصل الخلقة ومثل ذلك لا يلتفت إليه و لا
يحتاج نفيه إلى التصريح والتنصيص ولعل هذا هو السر في اكتفاء البعض
بقيد العدالة وإسقاط الضبط وكذا في عد علماء الدراية لفظ العدل والعادل
من ألفاظ التوثيق فقد صح بما قلناه أن حديث الحسن صحيح لا حسن ولا
حسن كالصحيح كما في الوجيزة وغيرها ويؤيده ما نقل عن الشهيد الثاني
طاب ثراه من توثيق مشاهير المشايخ والفقهاء من عصر الكليني إلى زمانه فان
الحسن داخل في هذا العموم لأنه كما عرفت من مشايخ المفيد وابن
الغضايري وغيرهما من مشايخ الشيخ الطوسي وقد عاصر الكليني أيضا
وروى عن بعض مشايخه كأحمد بن إدريس وعلي بن إبراهيم ومن في طبقتهما
بل ومن هو أعلى طبقة منهما كعلي بن محمد بن قتيبة الذي يروي عنه
أحمد بن إدريس كما يعلم من طريق الشيخ إلى الفضل بن شاذان ومن هذا
يعلم علو السند بدخول الحسن فيه وذلك بسقوط واسطة أو أكثر وهذا
أيضا من محاسنه العلية فان علو السند في الحديث من مزاياه الجلية وطبقته
من أواخر السادسة إلى أوائل الثامنة اه. وذكر ابن شهرآشوب في معالم
العلماء من جملة شعراء أهل البيت المقتصدين من السادات الحسن بن حمزة
المرعشي الطبري اه. وهذا قرينة على أن مراده بالحسن بن حمزة العلوي
الذي ذكره في كتاب المناقب.
مشايخه
مر عن بحر العلوم أنه روى عن ١ أحمد بن إدريس ٢
وعلي بن إبراهيم ومن في طبقتهما ٣ وعن علي بن محمد بن قتيبة.
تلاميذه
منهم ١ التلعكبري ٢ وابن الغضائري ٣ وابن عبدون
٤ والمفيد كما مر.
مؤلفاته
قال النجاشي: له كتب منها ١ كتاب المبسوط في عمل يوم وليلة
٢ كتاب الأشفية في معاني الغيبة ٣ كتاب المفتخر ٤ كتاب في
الغيبة ٥ كتاب جامع ٦ كتاب المرشد ٧ كتاب الدر ٨ كتاب
تباشير الشريعة أخبرنا بها شيخنا أبو عبد الله وجميع شيوخنا رحمهم الله اه.
وقال الشيخ في الفهرست له كتب وتصانيف كثيرة منها كتاب المبسوط وكتاب
المفتخر وغير ذلك أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا منهم
الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله
وأحمد بن عبدون عن أبي محمد الحسن بن حمزة العلوي سماعا منه وإجازة
في سنة ٣٥٦ وفي المعالم الحسن بن حمزة العلوي الطبري المرعشي له
تصانيف كالمبسوط والمفتخر في الغيبة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن حمزة الجليل الفقيه
الفاضل الزاهد برواية التلعكبري عنه ورواية الحسين بن عبيد الله
الغضائري عنه وأحمد بن عبدون عنه ومحمد بن محمد بن النعمان عنه اه.
١٧٥: السيد حسن بن حمزة بن محسن الحسيني الموسوي النجفي.
كان حيا سنة ٨٦٢.
في رياض العلماء: فاضل عالم فقيه جليل يروي عن جماعة من
الأفاضل منهم المولى العلامة زين الدين علي بن الحسين الحسن بن
محمد الأسترآبادي إجازة لما قرأ عليه تحرير العلامة الحلي وتاريخ الإجازة يوم
الخميس ٤ ربيع الأول سنة ٨٢٠ قال وقد رأيت إجازة منه قد كتبها بخطه
لتلميذه السيد المرتضى جلال الدين عبد علي بن محمد بن أبي هاشم بن
زكي الدين يحيى بن محمد بن علي بن أبي هاشم الحسيني على ظهر كتاب
تحرير العلامة تاريخها أول ربيع الثاني سنة ٨٦٢ وأوردها صاحب الرياض
في ترجمة المجاز وتاريخ بعض آخر من إجازاته سنة ٨٣٦ وقد كتب بخطه
أيضا على ظهر تلك النسخة هكذا: في الحديث عن رسول الله ص لم يزل
جبرئيل ينهاني عن ملاحاة الرجال كما ينهاني عن شرب الخمرة وعبادة الأوثان
واخبرني الشيخ قاسم... الدين عن شيخنا أبي عبد الله المقداد بن السيوري
(٦١)

المشهدي النجفي وكتب العبد الحسن بن حمزة بن محسن الحسيني انتهى
وعلى هذا فيروي هذا السيد عن الشيخ المقداد المشهور بواسطة واحدة
اه. وفي الرياض أيضا في ترجمة شيخه المولى زين الدين علي المذكور ما
صورته: وقد رأيت نسخة من تحرير العلامة في تبريز وقد قرأها عليه تلميذ
هذا المولى وهو السيد حسن بن حمزة بن محسن الحسيني وكتب هذا المولى
بخطه الشريف عليها له إجازة بتاريخ يوم الخميس ٤ ربيع الأول سنة ٨٢٠
وقد أوردنا تلك الإجازة بتمامها في ترجمة السيد حسن المذكور الا انا لم
نجدها في ترجمة السيد حسن ولم يزد فيها على ما مر شيئا.
١٧٦: السيد حسن بن حمزة الهاشمي.
في الرياض كان من أجلة علمائنا وينقل عنه السيد حيدر الآملي في
كتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول وظني أنه من مشايخه ويروي عنه
بلا واسطة فالظاهر أنه من معاصري الشيخ فخر الدين ولد العلامة لأن
السيد حيدر المذكور يروي عن الشيخ فخر الدين المزبور اه.
١٧٧: الشيخ حسن الحوماني
مر بعنوان حسن بن أمين بن حسن بن خليل العاملي.
١٧٨: الشيخ حسن الحويزي.
عالم فاضل له حاشية على حاشية ملا عبد الله في المنطق رأيت نسختها
في كرمانشاه سنة ١٣٥٢ بخط آقا علي أكبر بن محمد تقي من أحفاد الوحيد
البهبهاني.
١٧٩: الحسن بن حي
يأتي بعنوان الحسن بن صالح بن حي.
١٨٠: الشيخ حسن بن حيدر الفارس الصعبي.
توفي سنة ١٢٣٥ في قرية البابلية ودفن بها وقد قيل في تاريخ وفاته:
حسن مضى والصالحات أمامه * أرخ لدى حسن شفاعة حيدر
هو جد آل الفضل الأعلى وكان من أمراء جبل عاملة حكام الشقيف.
١٨١: الشيخ الامام شرف الدين الحسن بن حيدر بن أبي الفتح الجرجاني.
متكلم فقيه صالح قاله منتجب الدين.
١٨٢: الحسن بن خالد بن محمد بن علي البرقي أبو علي أخو محمد بن خالد.
كذا ترجمه النجاشي. وقال: كان ثقة له كتاب نوادر اه. ويأتي أن
أخاه هو محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي، فكان
عبد الرحمن سقط سهوا أو اقتصر على النسبة إلى الجد. وقال الشيخ في
الفهرست: الحسن بن خالد البرقي أخو محمد بن خالد يكنى أبا علي له
كتب أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن
أبي عبد الله عن عمه الحسن بن خالد اه. وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم
يرو عنهم ع فقال: الحسن بن خالد البرقي أخو محمد بن
خالد أبو علي اه. وفي معالم العلماء: الحسن بن خالد البرقي أخو
محمد بن خالد. من كتبه تفسير العسكري من إملاء الإمام ع مائة
وعشرون مجلدة اه. وينبغي أن يكون الشيخ لم يطلع على رواية المترجم
للتفسير عن العسكري أو لم يثبت ذلك عنده فلذلك عده ممن لم
يرو عن أحدهم ع وعدم اطلاعه على ما اطلع عليه ابن شهرآشوب
بعيد. واستظهر صاحب الذريعة أن المراد بالعسكري الذي أملى
هذا التفسير على المترجم هو الإمام علي الهادي لأنه يلقب بصاحب العسكر
وبالعسكري كولده الحسن وليس المراد به الحسن العسكري وذلك لان
المترجم كان أصغر من أخيه محمد بن خالد وأكبر من أخيهما الفضل كما
يظهر من الترتيب الذكري في قول النجاشي في محمد بن خالد له أخوة
يعرفون بأبي علي الحسن بن خالد وأبي القاسم الفضل بن خالد ومحمد بن
خالد صحب ثلاثة من الأئمة ع كما صرح به الشيخ في رجاله
الكاظم المتوفي ١٨٣ والرضا المتوفي ٢٠٣ والجواد المتوفي ٢٢٠
ومنه يظهر أنه لم يرو عن الهادي أو لم يدرك عصر إمامته أما المترجم فلكونه
أصغر منه فالظاهر بقاؤه بعده وإدراكه عصر الهادي ع وملازمته
له من لدن إمامته ٢٢٠ إلى وفاته ٢٥٤ حتى يتمكن من كتابة ١٢٠
مجلدا من املائه. والظاهر عدم إدراك المترجم عصر الحسن العسكري ع
المتوفي ٢٦٠ لان أخاه محمدا كان سنة وفاة الكاظم ع
١٨٣ في حدود العشرين كي يصح عده من أصحابه فيكون سنة
وفاة الجواد ع ٢٢٠ في حدود الستين فلذلك لم يرو عن الهادي
ع أما المترجم فلكونه أصغر منه بسنتين أو أزيد فإنما يمكن بقاؤه
بعده عادة إلى نحو ٣٥ سنة أي إلى سنة وفاة الهادي ع أما بقاؤه
إلى عصر الحسن العسكري ع وكتابته من إملائه ١٢٠ جزءا ففي
غاية البعد إنتهى ملخصا.
ونقول إذا فرض أن محمد بن خالد حين وفاة الكاظم ع
ابن عشرين سنة وأخوه الحسن أصغر منه ولم يعلم مقدار التفاوت بينهما في
السن فلا يحتاج إمكان بقائه إلى عصر الهادي إلى كل هذا التطويل ويمكن
أن يكون التفاوت بينهما ستين سنة وحينئذ فيمكن إدراك المترجم عصر
الحسن العسكري وروايته ١٢٠ جزءا من املائه مع ظهور العسكري في
الإمام الحسن لا في أبيه علي الهادي وإن صح اطلاق العسكري عليهما. ثم إن هذا
التفسير أهو غير تفسير العسكري المشهور المطبوع؟ أم المطبوع بعض منه؟
استظهر صاحب الذريعة أنه غيره وإن المطبوع ليس بعضا منه وإن الذي
عده ابن شهرآشوب من كتب الحسن بن خالد لقد فقد ولم يبق من مجلداته
عين ولا أثر ككثير من كتب أصحابنا التي لم تبلغنا إلا أسماؤها، بل لم
تبلغنا أسماؤها، وذلك لان المصرح به في أول المطبوع أنه إملاء أبي محمد
الحسن العسكري على أبي يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبي
الحسن علي بن محمد بن سيار من أهل استراباد وكان أبواهما خلفاهما
عنده فكتباه من إملائه مدة إمامته قريبا من سبع سنين
من ٢٥٤ إلى ٢٦٠ ثم روياه بعد عودهما إلى أسترآباد لأبي الحسن
محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي وليس فيه إشارة إلى رواية الحسن بن
خالد البرقي له ولا إلى أنه كان مشاركا لهما في السماع من الامام مع ما
مر من بعد بقاء المترجم إلى عصر الحسن العسكري ع. وقال
المحقق الداماد في كتابه المسمى شارع النجاة كما حكاه عنه صاحب
المستدركات أن المطبوع غير الذي رواه المترجم لأن الأول رواه محمد بن
القاسم وهو ضعيف الحديث عن رجلين مجهولين والثاني رواه المترجم وهو
ثقة بالاتفاق وذكر الميرزا حسين النوري في خاتمة المستدرك ص ٦٦١ ان
التفسير المطبوع هو بعض من التفسير الذي رواه المترجم ونقول أما بقاء
المترجم إلى عصر الإمام الحسن العسكري فقد عرفت أنه لم يثبت ما ينافيه
(٦٢)

وأما أنه ليس في سند المطبوع إشارة إلى مشاركة المترجم لرواييبه في روايته أو
سماعه ففيه ان عدم ذكر المشاركة لا يوجب عدمها فظهر أن بقاء المترجم
إلى عصر الإمام الحسن العسكري لا مانع منه كما لا مانع من اتحاد
التفسيرين ولكن ذكر الشيخ للمترجم فيمن لم يرو عن أحدهم ع
يوجب الريب في نسبة كتاب التفسير الذي ذكره ابن شهرآشوب إلى
العسكري ع وتفسير العسكري المطبوع قد طعن فيه كثير من
العلماء ولتحقيق حاله موضع آخر.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن أنه ابن خالد الثقة
برواية أحمد بن أبي عبد الله عن عمه الحسن بن خالد.
١٨٣: السيد ميرزا حسن الخراساني الرضوي.
توفي سنة ١٢٧٨ في المشهد الرضوي ودفن في المسجد الذي خلف
الرأس الشريف.
عالم فاضل قرأ في أصفهان على أخيه السيد محمد القصير الخراساني
الرضوي وعلى الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم ثم عاد إلى وطنه
خراسان إلى أن توفي.
١٨٤: الحسن بن خرزاذ القمي.
خرزاذ ضبطه العلامة في الخلاصة بالخاء المعجمة المضمومة والراء
المشددة والزاي والذال المعجمة بعد الألف وضبطه ابن داود بالخاء
المعجمة فالراء الساكنة فالزاي فالذال المعجمة.
قال النجاشي الحسن بن خرزاذ قمي كثير الحديث له كتاب أسماء
رسول الله ص وكتاب المتعة ويقال انه غلا في آخر عمره وأخبرنا
محمد بن محمد حدثنا جعفر بن محمد حدثنا محمد بن الوارث السمرقندي حدثنا
أبو علي الحسن بن علي القمي حدثنا الحسن خرزاذ بكتابه وذكره
الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال الحسن
ابن خرزاذ قمي اه. وفي النقد يحتمل ان يكونا واحدا اه. وذلك
بان يكون أصله من كش وسكن قما ولا منافاة بين كونه من أصحاب الهادي
وعدم روايته عنه. وروى الكشي في ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى انه ما
روى أحمد قط عن ابن المغيرة ولا عن حسن بن خرزاذ ولا عن بنان. وفي
التعليقة الظاهر أنه لحكاية الغلو وفيه ما فيه ويروي عنه محمد بن أحمد بن
يحيى ولم يستثن ففيه شهادة على الاعتماد بل الوثاقة اه. والأمر كما قال من
أن الظاهر أن عدم الرواية عنه لحكاية الغلو وقوله وفيه ما فيه
إشارة إلى ما عرف عن القميين من أنهم يعدون ما ليس بغلو غلوا. وفي لسان الميزان
ذكره الطوسي في رجال الشيعة ممن روى عن الصادق رحمه الله تعالى وغيره
اه. لكنه سماه الحسين وهو تصحيف.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن خرزاذ برواية أبي
علي الحسن بن علي القمي عنه اه. وعن جامع الرواة أنه ذكر الحسن بن
خرزاذ مرتين مرة كما ذكره النجاشي ناقلا ذلك عنه وأنه روى عنه أبو علي
الحسن بن علي القمي ومرة كما ذكره الشيخ في رجاله ناقلا ذلك عنه ثم نقل
رواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه عن الحسن بن راشد في أواخر باب تلقين
المحتضر من التهذيب اه.
١٨٥: الشيخ حسن الخليعي.
وجدنا له في بعض المجاميع رثاء في الحسين ومدحا في أمير المؤمنين
ع ويأتي الشيخ أبو الحسن علي بن عبد العزيز الخليعي فلعله ابنه
أو لعل ما في المجموعة تحريف صوابه أبو الحسن الخليعي. كان شاعرا أديبا
وشعره من أجود الشعر وقال يرثي الحسين ع:
أي عذر لمهجة لا تذوب * وحشا لا يشب فيها لهيب
وابن بنت النبي بالطف مطروح * لقي والجبين منه تريب
حوله من بني أبيه شباب * صرعتهم أيدي المنايا وشيب
يا ابن أزكى الورى نجارا على * مثلك يستحسن البكا والنحيب
يا بني أحمد إلى مدحكم قلب * الخليعي مستهام طروب
وله في أمير المؤمنين ع:
سارت بأنوار علمك السير * وحدثت عن جلالك السور
والمادحون المحبرون غلوا * وبالغوا في ثناك واعتذروا
واحكم الله في إمامتك الآيات * واستبشرت بك العصر
وذكر المصطفى فاسمع من * القى له السمع وهو مدكر
وجد في نصحهم فما قبلوا * ولا استقاموا له كما أمروا
واختلفوا فيك أيها النبأ الأعظم * إلا من دله النظر
فمعشر آمنوا فزادهم الله * بيانا ومعشر كفروا
أقامك الله للعباد فلم * يقعدك عما أقامك البشر
يا راكبا ظهر هوجل سرح * لا يعتريها اين ولا ضجر
يطير عن شدقها اللغام باجواز * الفيافي كأنه شرر
يحثها قاصدا مزار فتى * به تنال النجاة والظفر
بلغه عن عبده السلام وقل * والدمع من مقلتيك منهمر
يا شاهدا لا يغيب عن بصري * وغائبا عنه يخسأ البصر
علك يوم المعاد متكلي * وأنت لي عدة ومدخر
في يوم تبلى الورى فيدرى من * الصادق منهم والكاذب الأشر
يوم يقول الاله جهرا قفوهم * واسألوهم لدي واختبروا
فمن يكن عارفا بحيدرة * فليعف عن جرمه وما يزر
ومن يكن جاحدا إمامته * من الورى مستقره سقر
يا من به تفخر المدائح في * ما طرزت في نظامها الحبر
بك الخليعي يستجير ولن * يمس من يستجيرك الضرر
خير مديح وخير ممتدح * ودر لفظ تعنو له الدرر
١٨٦: الحسن بن خنيس الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر أن بعضهم
جعله الحسن بن حبيش وبعضهم قال هما اثنان فراجع ترجمة الحسن بن
حبيش.
١٨٧: السيد حسن الخوئي.
توفي سنة ١٣٢٢ ودفن بوادي السلام.
كان عالما فاضلا ولا نعلم من أحواله شيئا.
(٦٣)

١٨٨: الحسن بن داود صاحب الرجال
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن داود.
١٨٩: الحسن الزاهد بن أبي هاشم داود ابن الأمير أبي أحمد القاسم بن أبي علي
عبيد الله بن طاهر بن أبي الحسن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر حجة
الله بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب.
لا نعلم من أحواله شيئا إلا وصف صاحب عمدة الطالب له بالزاهد
وفي صبح الأعشى كان لداود بن القاسم من الولد مهنا وهانئ والحسن
قال العتبي ولي هانئ ومهنا إمارة المدينة وكان الحسن زاهدا اه.
١٩٠: الحسن بن دبيس الأسدي
من أمراء بني أسد أصحاب الحلة السيفية وكان فارسا شجاعا ذكر
ابن الأثير في حوادث سنة ٤٠٩ ان سلطان الدولة بن بابويه ولى ابن سهلان
العراق فسار في خمسمائة فارس مع طراد بن دبيس يطلب مهارشا ومضرا
ابني دبيس لأن مضرا كان قد قبض قديما عليه بأمر فخر الملك فكان يبغضه
لذلك وأراد أن يأخذ جزيرة بني أسد منه ويسلمها إلى طراد فسار مضر
ومهارش عن المذار فتبعهما والحر شديد فكاد يهلك عطشا واشتغل بنو أسد
بجمع أموالهم وأبعادها وبقي الحسن بن دبيس فقاتل قتالا شديدا وقتل
جماعة من الديلم والأتراك ثم انهزموا ونهب ابن سهلان أموالهم اه ولسنا
نعلم من أحواله شيئا غير ذلك.
١٩١: الحسن الدربي أو ابن الدربي
يأتي بعنوان الحسن بن علي الدربي.
١٩٢: السيد حسن ابن السيد دلدار علي ابن السيد محمد معين الدين النصيرآبادي
النقوي اللكهنوئي.
ولد بلكهنوء في ٢١ ذي القعدة سنة ١٢٠٥ وتوفي بها ١١ شوال سنة
١٢٦٠ عن ٥٤ سنة ودفن في حسينية أبيه غفران مآب في لكهنوء.
قال السيد علي نقي النقوي الهندي فيما كتبه إلينا: كان عالما فاضلا
تقيا ورعا مشغوفا بالعبادة محتاطا في الفتوى قرأ على أبيه وعلى أخيه السيد
محمد له من المؤلفات ١ حاشية على تحرير أقليدس ٢ رسالة في
تحقيق معنى إن شاء الله ٣ رسالة في أحكام الأموات ٤ تذكرة
الشيوخ والشبان في المواعظ ٥ الباقيات الصالحات في أصول الدين
مطبوع ٦ رشحة الفيض في التجويد فارسي مطبوع اه ويأتي له أخ
اسمه السيد حسين.
١٩٣: الشيخ حسن الدمستاني
يأتي بعنوان الحسن بن محمد بن خلف.
١٩٤: الحسن بن دولة
هو الحسن بن علي بن محمد بن الفرات ودولة أمه.
١٩٥: المولى حسن الديلماني الجيلاني
في الرياض الديلمان بفتح الدال المهملة وسكون المثناة التحتية
وفتح اللام والميم بعدها ألف ونون نسبة إلى ديلمان من بلاد جيلان ويقال
لها الآن تليجان والجيلاني والجيلي بمعنى واحد إذ الألف والنون قد
يحذفان في النسبة وهو بكسر الجيم وسكون المثناة التحتية نسبة إلى جيلان
معرب كيلان بالكاف العجمية بلاد معروفة في أرض الديلم
في الرياض حكيم صوفي كان مدرسا بالجامع الكبير العباسي
بأصبهان في العلوم الحكمية ولم يكن له نصيب في العلوم الدينية محبا لزمرة
الحكماء والصوفية ويذب عنهم في توجيه أقوالهم هو من المعاصرين لنا
وتوفي بعد ما أختل دماغه اه.
١٩٦: الحسن بن ذكوان الفارسي صاحب أمير المؤمنين ع.
ويوجد في بعض المواضع ذكوان والظاهر أنه تحريف. في رياض
العلماء في ترجمة الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي ان
المترجم من أصحاب أمير المؤمنين علي ع وله أحاديث مسندة قال
في الرياض: يظهر من سند أحاديث الحسن بن ذكوان الفارسي من
أصحاب أمير المؤمنين ع على ما وجدته بخط الدرزبري
الوزيري الفاضل المشهور من تلاميذ منتجب الدين الخ وفي الرياض أيضا
في ترجمة الشيخ أبي محمد الحسن ابن الشيخ أبي علي الحسن السبزواري
السانزواري ان القاضي بهاء الدين أبا الفتوح محمد بن أحمد بن محمد
الوزيري كان من تلاميذ السبزواري المذكور وله منه إجازة رأيتها بخط
المجيز على أول أحاديث الحسن بن ذكوان الفارسي من أصحاب أمير
المؤمنين ع في مجموعة عتيقة جدا قال ثم الموجود في صدر
أحاديث الحسن بن ذكوان هكذا حدثنا الشيخ الامام العالم منتجب الدين
فريد العلماء أبو محمد الحسن بن أبي الحسن السبزواري أدام الله توفيقه يوم
الخميس ٢٣ من ذي الحجة سنة ٥٦٩ بالري وكتب المجيز على الهامش
هكذا سمع مني هذه الأحاديث وهي الأحاديث التي رواها الحسن بن ذكوان
الفارسي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وهي خمسة عشر
حديثا الخ.
١٩٧: الحسن بن راشد
وقع في عدة مواضع معبرا به عن جماعة بعضهم من العلماء والشعراء
وبعضهم من الرواة الأول الحسن بن راشد المذكور في أمل الآمل وفي
مقابلة مصباح الطوسي كما يأتي وهو الحلي صاحب الجمانة وصاحب الأشعار
في أهل البيت ع الثاني الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد
الحلي والظاهر أنه الأول الثالث الحسن بن محمد بن راشد الحلي وهو
الأول كما جزم به صاحب الرياض الرابع الحسن بن محمد بن راشد
مصنف كتاب مصباح المهتدين والظاهر أنه الأول كما جزم به في الرياض
أيضا كما ستعرف الخامس الحسن بن راشد والد الشيخ مفلح الصيمري
البحراني وربما يشتبه البحراني بالحلي كما أنه وقع الكلام في اتحاد الحسن بن
راشد الحلي مع الحسن بن محمد بن راشد وعندنا ابن راشد البحراني بدون
اسم وهو الحسن بن راشد والد مفلح الصيمري البحراني وتتكلم عن كل
واحد مفصلا فيما يأتي إنشاء الله تعالى. أما الذين يطلق عليهم الحسن بن
راشد من الرواة فخمسة كما يأتي أنش.
١٩٨: الحسن بن راشد.
في معالم العلماء له كتاب ويمكن أن يكون هو الطفاوي الآتي لأنه هو
الذي له كتاب من بين من يأتي.
(٦٤)

١٩٩: الحسن بن راشد.
في معالم العلماء له الراهب والراهبة ويمكن كونه المتقدم بان يكون في
موضع صرح باسم الكتاب وفي موضع أجمله.
٢٠٠: الحسن بن راشد البحراني
يأتي بعنوان الحسن بن راشد بن صلاح الصيمري البحراني وهو والد
الشيخ مفلح الصيمري.
٢٠١: الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد الحلي.
كان حيا سنة ٨٣٠ لأنه فيها قابل نسخة مصباح الطوسي كما
ستعرف. فما في الطليعة من أنه توفي سنة ٨٣٠ لا يكاد يصح بل وفاته
بعدها. ليس هو بمخزومي
جميع من ترجمه اقتصر على قوله الحسن بن راشد
والحسن بن راشد الحلي ولكن في مسودة الكتاب والظاهر انا أخذناه من الطليعة الحسن بن
راشد بن عبد الكريم المخزومي الحلي والظاهر أنه مأخوذ من القصيدة
اللامية التي ذكرناها في ترجمة الحسن من آل عبد الكريم المخزومي وذكرها
صاحب الطليعة في ترجمة الحسن بن راشد الحلي وسبب استفادته ان ابن
راشد هو المخزومي المذكور قوله في تلك القصيدة.
لها حسن المخزوم عبدكم أب * لآل أبي عبد الكريم سليل
ولكن حسن المخزومي هذا ليس المراد به الحسن بن راشد لاختلاف
النسبة واسم الأب وعدم وجود ما يدل على الاتحاد ولأن شعر تلك القصيدة
منحط عن نفس الحسن بن راشد بل فيها ما يدل على أن ناظمها من العوام
وابن راشد من العلماء كما يأتي في ترجمة الحسن بن عبد الكريم
المخزومي.
هو حلي وليس ببحراني
فيما كتبه إلينا صاحب الذريعة أنه رأى على ظهر بعض نسخ الجمانة
البهية في نظم الألفية الشهيدية للمترجم أنها للحسن بن محمد بن راشد
البحراني ولكن لا وثوق بذلك بعد تصريح ناظم الجمانة نفسه بأنه نظمها
في الحلة السيفية كما يأتي عند ذكر مؤلفاته الدال على أنه حلي لا بحراني
واحتمال بعضهم أن يكون بحرانيا سكن الحلة لا يعول عليه إذ لو كان
كذلك لنص عليه المترجمون فقالوا البحراني الحلي كما هي العادة فما كتب على
ظهر تلك النسخة الظاهرة أنه من سبق القلم. والحسن بن محمد بن راشد
البحراني لا وجود له ولم يذكره أحد إنما يوجد ابن راشد البحراني وهو
الحسن بن راشد بن صلاح الصيمري البحراني والد الشيخ مفلح الصيمري
كما مر ويأتي في محله:
أقوال العلماء فيه
واختلافهم في التعبير عنه
وهل الحسن بن راشد الحلي واحد أو اثنان؟.
كتب إلينا صاحب الذريعة وذكر ذلك في ذريعته أيضا ج ٥ ص ١٣١
أنه عثر على نسخة من كتاب الجمانة البهية في نظم الألفية الشهيدية
للمترجم منقولة عن نسخة بخط الشيخ حسام الدين بن عذافة النجفي
أستاذ السيد حسين بن حيدر بن قمر الكركي العاملي المجاز من الشيخ
البهائي ونسخة ابن عذافة منقولة عن نسخة بخط الشيخ إبراهيم
الكفعمي العاملي ووصف الكفعمي الناظم في صدر نسخة الجمانة التي
كتبها بخطه بما لفظه: الشيخ الامام العالم الفاضل نادرة الزمان الشيخ تاج
الدين الحسن بن راشد وذكر الكفعمي ان الناظم يروي الألفية عن شيخه
الفاضل المقداد السيوري وهو يرويه عن مصنفه الشهيد وكتب الكفعمي
على نسخته صورة تقريض الفاضل المقداد على الجمانة البهية وهو في غاية
البلاغة والجودة اه. وفي أمل الآمل الحسن بن راشد فاضل فقيه شاعر
أديب له شعر كثير في مدح المهدي وسائر الأئمة ع ومرثية في
الحسين ع وأرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء وأرجوزة في تاريخ
القاهرة وأرجوزة في نظم ألفية الشهيد وغير ذلك اه. وذكره صاحب
رياض العلماء في موضوعين من كتابه فذكره أولا بقوله: الشيخ تاج الدين
الحسن بن راشد الحلي الفاضل العالم الشاعر من أكابر الفقهاء وهو من
المتأخرين عن الشهيد بمرتبتين تقريبا والظاهر أنه معاصر لابن فهد الحي
ورأيت بعض أشعاره في مدح الأئمة ع وغيرهم في بلدة أردبيل
في مجموعة بخط بعض الأفاضل وكانت من كتب السيد نور الدين العاملي
أخي صاحب المدارك ورأيت فيها أيضا قصيدة له في الرد على من ذكر في
تاريخ له مدح معاوية وسائر ملوك بني أمية وكانت القصيدة بخط الشيخ
محمد بن علي بن الحسن الجباعي جد الشيخ البهائي وفي مجموعة أخرى
بخط الشيخ عبد الصمد ولد الشيخ محمد الجباعي المذكور اه. ويا ليته
كتب تلك القصيدة ولكنه لم يهتم بها ولم ينقلها ولا شيئا منها قال وظني أنه
بعينه الشيخ حسن بن محمد بن راشد الآتي صاحب كتاب مصباح المهتدين
في أصول الدين. وقد رأيت صورة خط الشيخ حسن بن راشد هذا في آخر
كتاب المصباح الكبير للشيخ الطوسي بهذه العبارة بلغت المقابلة بنسخة
مصححة وقد بذلنا الجهد في تصحيحه وإصلاح ما وجد فيه من الغلط إلا
ما زاع عنه البصر وحسر منه النظر وفي المقابل بها بلغت مقابلة بنسخة
صحيحة بخط الشيخ علي بن أحمد المعروف بالرميلي وذكر أنه نقل نسخته
تلك من خط علي بن محمد السكون وقابلها بها بالمشهد المقدس الحائري
الحسيني وكان ذلك في ١٧ شعبان المعظم عمت ميامنه من سنة ٨٣٠ كتبه
الفقير إلى الله الحسن بن راشد قال ولعل هذا تاريخ كتابة الحسن بن
راشد وقال أنه رأى نسخة من قواعد العلامة في جملة كتب الفاضل الهندي
بأصبهان بخط الحسن بن راشد الحلي وانه يظهر منها انه كان من تلاميذ
العلامة الحلي وقال رأيت في مجموعة كلها من مؤلفات الشيخ محمد بن
علي بن محمد الجرجاني الفاضل المشهور وكلها بخط المؤلف قصيدة في
مدح مولانا أمير المؤمنين ع من منظومات الشيخ حسن بن راشد
الحلي هذا وقد كتب في صدرها هذه العبارة للمولى الامام الأعظم البحر
الهمام الأعلم جامع فضيلتي المعقول والمنقول مستخرج مسائل الفروع من
الأصول شيخ مشايخ الفقهاء المجتهدين وخاتمهم ورئيس الأئمة المتكلمين
وعالمهم مولانا تاج الملة والحق والدين الحسن بن راشد أسبغ الله تعالى عليه
ظلاله وأدام عليه فضله وفضائله موشحا نسيبا وفي آخره يمدح أمير
المؤمنين ع اه والجرجاني هذا هو غروي المسكن وكان من تلاميذ
العلامة الحلي وقد شرح مبادئ الأصول لأستاذه المذكور في حياة أستاذه
وفرع من الشرح سنة ٦٩٧ فان صح ان قصيدة الحسن بن راشد الحلي
(٦٥)

كانت بخط الجرجاني صح ان يقال إن كليهما من تلاميذ العلامة وانهما
متعاصران وكلام صاحب الرياض ظاهر كالصريح في أن القصيدة بخط الجرجاني
وانها من أصل المجموعة التي هي من مؤلفات الجرجاني وذكره صاحب
الرياض ثانيا بقوله الحسن بن محمد بن راشد المتكلم الفاضل الجليل الفقيه
الشاعر المعروف بابن راشد الحلي كان من أكابر العلماء وهو متأخر الطبقة
عن الشهيد ثم قال وقد رأيت في أسترآباد من مؤلفاته كتاب مصباح
المهتدين في أصول الدين جيد حسن المطالب وتاريخ كتابة النسخة سنة
٨٨٣ والمراد انها ليست بخط المؤلف قال والحق عندي اتحاده مع الشيخ
تاج الدين حسن بن راشد الحلي السابق إذ عصرهما متقارب والنسبة إلى
الجد شائعة ورأيت في بعض المواضع انه ينقل ابن راشد هذا طريق الفال
بالمصاحف عن خط الشيخ علي بن الظاهر المعاصر للشهيد قال ورأيت في
أصبهان نسخة من حاشية اليمني على الكشاف وهي كبيرة تامة في مجلد
وهي بتمامها بخط الشيخ حسن بن محمد بن راشد الحلي وتاريخ كتابتها
١٧ ربيع الأول سنة ٨٢٤ وخطه الشريف لا يخلو من جودة وعلى تلك
النسخة حواش كثيرة جيدة نفيسة وأظن أكثرها من إفاداته اه هذا ما وصل
الينا من كلمات العلماء في الحسن بن راشد الحلي ومنها يظهر ان الحسن بن
راشد الحلي واحد وبقي الكلام على قول صاحب الرياض انه من المتأخرين
عن الشهيد بمرتبتين تقريبا والظاهر أنه معاصر لابن فهد أما معاصرته لابن
فهد المتوفى سنة ٨٤١ فكأنه استفاد من مقابلته المصباح سنة ٨٣٠ وأما تأخره
عن الشهيد بمرتبتين فكأنه استفاده من معاصرته لابن فهد الذي هو تلميذ
المقداد السيوري والمقداد تلميذ الشهيد ويدل عليه ما مر عن الكفعمي من أن
الحسن بن راشد صاحب الجمانة يروي ألفية الشهيد عن المقداد
والمقداد يرويها عن الشهيد لكن يبقى الجمع بين كونه من تلاميذ العلامة
الحلي كما استظهره صاحب الرياض من نسخة القواعد التي رآها بأصبهان
بخط الحسن بن راشد الحلي كما مر وكما يدل عليه وجود قصيدة الحسن بن
راشد بخط الجرجاني الذي هو من تلاميذ العلامة كما مر أيضا وبين كونه من
تلاميذ المقداد السيوري الذي هو تلميذ الشهيد الذي هو تلميذ ولد العلامة
فان تتلمذه على العلامة يوجب أن يكون متقدما على الشهيد بمرتبتين
وتتلمذه على تلميذ الشهيد يقتضي ان يكون متأخرا عن الشهيد بمرتبتين
وهو تناقض ثم إن العلامة توفي سنة ٧٢٦ وتتلمذه عليه يقتضي عادة ان لا
يكون عمره عند وفاة العلامة أقل من عشرين سنة وهو قد صرح في نظم
الألفية كما يأتي بأنه نظمها بالحلة السيفية سنة ٨٢٥ وصرح عند ذكر مقابلة
المصباح بأنها كانت سنة ٨٢٠ والله أعلم كم عاش بعد ذلك فيكون عمره
أزيد من ١٢٠ سنة فيكون من المعمرين ولو كان كذلك لنبه عليه مترجموه
وزاد صاحب الذريعة أن الجرجاني وصف الناظم بأوصاف عظيمة لا تليق
إلا بمثل العلامة الحلي وقد مر نقلها عن الرياض وان الوحيد البهبهاني
ذكر في حاشية منهج المقال في ترجمة علي بن محمد بن علي الخزاز القمي ص
٢٣٨ ان الجرجاني كان جد المقداد فكيف يكون هذا الثناء العظيم من مثل
الجرجاني لتلميذ سبطه مع قرب احتمال عدم إدراك السبط عصر جده
فضلا عن تلميذ السبط وان الشيخ حسن بن راشد الحلي أرخ وفاة شيخه
المقداد السيوري في ٢٦ جمادى الثانية سنة ٨٢٦ كما وجد بخطه على نسخة
قواعد الشهيد فكيف يكون من تلاميذ العلامة المتوفى سنة ٧٢٦ فلا بد
من القول بان تلميذ العلامة غير تلميذ المقداد أو القول بان تتلمذه على
العلامة غير صحيح وان صاحب الرياض أخطأ في استفادته ذلك من نسخة
القواعد التي كتبها وأخطأ في كون القصيدة هي بخط الجرجاني وإنما
وجدها في مجموعته فتوهم انها بخطه وداخلة في مؤلفه وليست كذلك وهذا
هو الأقرب فإنه لو كان للعلامة تلميذ بهذه الجلالة وبهذه الأوصاف العظيمة
التي نقلها صاحب الرياض وهو غير الحسن بن راشد تلميذ المقداد لكان
مشهورا معروفا مذكورا في الكتب لا سيما مع كونه شاعرا وله أشعار في مدح
أمير المؤمنين ع وذلك يزيد في شهرته فالغالب على الظن وقوع
الاشتباه من صاحب الرياض في ذلك والله أعلم وكيفما كان فالحسن بن
راشد الحلي الشاعر صاحب المراثي في الحسين ومدائح أهل البيت ع
هو صاحب الجمانة.
أخباره
في مجموعة الجباعي: حكي عن الشيخ تاج الدين الحسن بن راشد
الحلي أنه قال وجدت ولم اختبره: إذا أردت ان تعلم كم مضى من ساعات
النهار فقم في الشمس مستويا واجمع قدميك جميعا واستدبر الشمس وقس
بقدميك طول ظلك الذي وقع على الأرض فإن كان طوله خمسة وعشرين
قدما فقد مضى من النهار ساعتان وان كان طوله اثني عشر قدما فقد مضى
منه ثلاث ساعات وإن كان طوله سبعة اقدام فقد مضى منه أربع ساعات
وان كان طوله ستة اقدام فقد مضى منه خمس ساعات وان كان طوله خمسة
اقدام فهو نصف النهار وان كان بعد نصف النهار طول ظلك تسعة اقدام
فقد مضى من النهار ثمان ساعات من آخره وان كان طول ظلك اثني عشر
قدما فقد مضى من النهار عشر ساعات من آخره وان كان طول ظلك ستة
وعشرين قدما فقد مضى من النهار احدى عشرة ساعة وان كان ظلك على
قدر طول الشمس فتلك اثنتا عشرة ساعة ثم قال وقال الحسن بن راشد
نقلت من خط السيد فخار بن معد أنه قال محمد بن يزيد بن مسلمة بن عبد
الملك بن مروان يصف الحلبة وذكر أسماء الخيل:
تجلى الأغر وصلى الكميت * وسلى فلم يذمم الأدهم
واتبعها رابع تاليا * وأين من المنجد المتهم
وما ذم مرتاحها خامسا * وقد جاء يقدم ما يقدم
وسادسها العاطف المستجير * يكاد لحيرته يحرم
وخاب المؤمل فيما يخيب * وعن له الطائر الأشأم
وجاء الحظي لها ثامنا * فاسهم حصته المسهم
خذا سبعة واتى ثامنا * وثامنة الخيل لا تسهم
وجاء اللطيم لها تاسعا * فمن كل ناحية يلطم
يخب السكيت على أثرها * وعلياه من قنبه أعظم
على ساقة الخيل يعدو بها * مليما وسائسه ألوم
إذا قيل من رب ذا لم يجب * من الحزن بالصمت مستعصم
مشايخه
مر أن صاحب الرياض عد من مشايخه العلامة ومر وجه النظر في
ذلك وفي الطليعة أنه قرأ على الفخر ابن العلامة ولم يذكر مستنده ولا يكاد
يصح لما ستعرف من أنه من تلاميذ السيوري والسيوري من تلاميذ
الشهيد والشهيد من تلاميذ الفخر وقال الكفعمي أنه يروي الألفية عن
شيخه المقداد السيوري والمقداد يرويها عن شيخه الشهيد اه هذا بناء على أن
تلميذ المقداد هو الحلي لا البحراني.
(٦٦)

مؤلفاته
١ أرجوزة في تاريخ الملوك والخلفاء ٢ أرجوزة في تاريخ القاهرة
٣ أرجوزة في نظم ألفية الشهيد اسمها الجمانة البهية في نظم الألفية
الشهيدية وهذه الثلاث هي التي مرت عن أمل الآمل ومر انه يوجد من
الجمانة نسخة كتبت عن نسخة بخط الشيخ حسام الدين بن عذافة
النجفي وهو نقلها عن نسخة بخط الشيخ إبراهيم الكفعمي وقال
الكفعمي انه نقلها عن نسخة بخط المصنف وانه كان عليها تقريض أستاذه
المقداد السيوري بخطه وكتب الكفعمي التقريض على ظهر نسخته بخطه
أيضا وأول هذه الأرجوزة قوله:
قال الفقير الحسن بن راشد * مبتدئا باسم الاله الماجد
وفي الفوائد الرضوية ان تاريخ نظم الجمانة سنة ٨٢٥ وعدد أبياتها
٦٥٣ كما يدل عليه قوله:
وهذه الرسالة الألفية * نظمتها بالحلة السيفية
في عام خمس بعد عشرين مضت * ثم ثمان من مئات انقضت
ست مات وثلاث ضبطا * وبعدها خمسون تحكي سمطا
وأسال الأفاضل الأئمة * أئمة الدين هداة الأمة
ان يستروا منها بذيل العفو * ما وجدوا من خلل أو هفو
فإنه من شيمة الإنسان * بل كل منسوب إلى الإمكان
ويسألوا الله بفضل منهم * العفو لي فالله يعفو عنهم
٤ مصباح المهتدين في أصول الدين رآه صاحب رياض العلماء في
استراباد وقال إنه جيد حسن المطالب وتاريخ كتابة النسخة سنة ٨٨٣
٥ حواش على حاشية اليمني على الكشاف رآها أيضا صاحب الرياض
بخطه على نسخة حاشية اليمني وهذان الأخيران ذكرهما صاحب الرياض في
ترجمة الحسن بن محمد بن راشد الذي جزم باتحاده مع المترجم ٦ مختصر
بصائر الدرجات وجدناه في مسودة الكتاب ولا نعلم الآن من أين نقلناه.
شعره
له نفس طويل في الشعر كما تدل على ذلك قصائده الآتية ونسب إليه
الجباعي جد الشيخ البهائي في مجموعته هذين البيتين:
نعم يا سيدي أذنبت ذنبا * حملت بفعله عبئا ثقيلا
وها أنا تائب منه مقر * به لك فاصفح الصفح الجميلا
وعندي مجموعة نفيسة مخطوطة فيها قصيدتان لصاحب الترجمة
الحسن بن راشد الحلي إحداهما في رثاء الحسين ومدح أمير المؤمنين
ع والثانية في رثاء الحسين ع.
القصيدة الأولى
لم يشجني رسم دار دارس الطلل * ولا جرى مدمعي في اثر مرتحل
ولا تكلف لي صحبي الوقوف على * ربع الحبيب ارجي البرء من عللي
ولا سالت الحيا سقيا الربوع ولا * حللت عقد الدموع العين في الحلل
ولا تعرضت للحادي اسائله * عن هذه الخفرات البيض في الكلل
ولا أسفت على دهر لهوت به * مع كل طفل كعود البانة الخضل
وافي الروادف معسول المراشف * مصقول السوالف يمشي مشية الثمل
يتيه حسنا ويثني جيد جارية * دلا ويمزج صرف الود بالملل
ترمي لواحظه عن قوس حاجبه * بأسهم من نبال الغنج والكحل
ان قلت جسمي يبلى في هواك أسى * من الجفاء وممض الصد قال بلي
أو قلت برء سقامي منك في قبل * أجاب لا ترج هذا البرء من قبلي
كان غرته من تحت طرته * صبح تغشاه ليل الفاحم الرجل
أو طفلة غادة خود خدلجة * كالشمس لكنها جلت عن الطفل
في طرفها دعج في ثغرها فلج * في خدها ضرج من غير ما خجل
إذا انثنت بين أزهار الخمائل في * خضر الغلائل أو حمر من الحلل
تخال غصنا وريقا ماس منعطفا * أو ذابلا قد تروى من دم البطل
ولا صبوت إلى صرف مصفقة * صهباء صافية من خمر قرطبل
ولم يهج حزني برق تألق من * نجد ولا ناظر يعزى إلى ثعل
ولا النسيم سرى في طي بردته * نشر الخزامى وعرف الشيخ والنفل
ما لي وللغيد والخل البعيد * وللعيش الرغيد الذي ولى ولم يؤل
وللغواني التي بانت ونسأل * عنهن المغاني وللغزلان والغزل
لي شاغل عن هوى الغيد الحسان أو * البيض الملاح بذكر الحادث الجلل
مصاب خير الورى السبط الحسين شهيد * الطف نجل أمير المؤمنين علي
الفارس البطل ابن الفارس البطل ابن * الفارس البطل ابن الفارس البطل
سليل حيدر الهادي وفاطمة الزهراء * أفضل سبطي خاتم الرسل
الجوهر النبوي الأحمدي أبو * الأئمة السادة الهادين للسبل
سبط النبي حبيب الله أشرف من * يمشي على الأرض من حاف ومنتعل
به يجاب دعا الداعي وتقبل * اعمال العباد ويستشفى من العلل
لله وقعة عاشوراء ان لها * في جبهة الدهر جرحا غير مندمل
طافوا بسبط رسول الله منفردا * في الطف خال من الخلان والخول
أبدوا خفايا حقود كان يسترها * من قبل خوف غرار الصارم الصقل
فقاتلوه ببدر ان ذا عجب * إذ يطلبون رسول الله بالذحل
لم انسه في فيافي كربلاء وقد * حام الحمام وسدت أوجه الحيل
في فتية من قريش طاب محتدها * تغشى القراع ولا تخشى من الأجل
من كل مكتهل في عزم مقتبل * وكل مقتبل في حزم مكتهل
قرم إذا الموت أبدى عن نواجذه * ثنى له عطف مسرور به جذل
خواض ملحمة فياض مكرمة * فضاض معظمة خال من الخلل
أبت له نفسه يوم الوغى شرفا * ان لا تسيل على الخرصان والأسل
إن طال أو صال في يومي عطا وسطا * فالغيث في خجل والليث في وجل
قوم إذا الليل أرخى ستره انتصبوا * في طاعة الله من داع ومبتهل
حتى إذا استعرت نار الوغى قذفوا * نفوسهم في مهاوي تلكم الشعل
جبال حلم إذا خف الوقور رست * اسناخها وبحور العلم والجدل
في عثير كالدجى تبدو كواكبه * من القواضب والعسالة الذبل
غمام نقع زماجير الرجال له * رعد وصوب الدما كالعارض الهطل
حتى إذا آن حين السبط وانفصمت * عرى الحياة ودالت دولة السفل
رموا بأسهم بغي عن قسي ردى * من كف كفر رماها الله بالشلل
فغودروا في عراص الطف قاطبة * صرعى بحد حسام البغي والدخل
سقوا بكأس القنا خمر الفنا فغدا * الحمام يشدو ببيت جاء كالمثل
لله كم قمر حاق المحاق به * وخادر دون باب الخدر منجدل

(١) الطفل بفتح الطاء الناعم.
(٢) الطفلة بفتح الطاء المرأة الناعمة. - المؤلف -.
(٦٧)

نجوم سعد بأرض الطف آفلة * واسد غيل دهاها حادث الغيل
وأصبح السبط فردا لا نصير له * يلقى الحمام بقلب غير منذهل
يشكو الظما ونمير الماء مبتذل * تعل منه وحوش السهل والجبل
صاد يصد عن الماء المباح ومن * وريده مورد الخطية الخطل
كان صولته فيهم إذا حملوا * عليه صولة ضرغام على همل
فلا ترى غير مقتول ومنهزم * من فوق سابقة مكلومة الكفل
مصيبة بكت السبع الشداد لها * دما ورزء عظيم غير محتمل
وفادح هد أركان العلى ودهى * غرار صارم دين الله بالفلل
مترب الخد دامي النحر منعفر * الجبين بحر قضى ظام إلى الوشل
والطاهرات بنات الطهر احمد قد * خرجن من حلل الأستار والكلل
لم انس فاطمة الصغرى وقد برزت * والسبط عنها بكرب الموت في شغل
أبي أبي كنت ظل اللائذين وملجأ العائذين وأمن الخائف الوجل
أبي أبي كنت نورا يستضاء به * إلى الطريق الذي ينجي من الزلل
أبي أبي أظلمت من بعدكم طرق * الهدى وربع المعالي عاد وهو خلي
أبي أبي من لدفع الضيم نأمله * إذا حواك الثرى واخيبة الأمل
وأقبلت زينب الكبرى ومقلتها * عبرى بدمع على الخدين منهمل
يا جد هذا أخي عار تكفنه الرياح * من نسجها في مطرف سمل
يا جد هذا أخي ظام وقد صدرت * عن نحره البيض بعد العل والنهل
أخي أخي من يرد الضيم عن حرم * الهادي النبي فقد أمست بغير ولي
أخي بمن اتقي كيد العدى وعلى * من اعتمادي وتعويلي ومتكلي
أخي أخي قد كساني الدهر ثوب أسى * يحول صبغ الليالي وهو لم يحل
أخي أخي هذه نفسي لكم بدل * لو كان يقنع صرف الدهر بالبدل
يا قوم هذا ابن خير الخلق كلهم * وأفضل الناس في علم وفي عمل
هذا لعمري هو الحق المبين ومن * بحبه منهج الحق المبين جلي
هذا ابن فاطمة هذا ابن حيدرة * له مقام كما قد تعلمون علي
باعوا بدار الفنا دار البقا وشروا * نار اللظى بنعيم غير منتقل
يا حسرة في فؤادي لا انقضاء لها * يزول أحد ورضوى وهي لم تزل
بنات احمد بعد الصون في كلل * اسرى حواسر فوق الأينق الذلل
والرأس أمسى سنان وهو يحمله * على سنان أصم الكعب معتدل
أقسمت بالمشرفيات الرقاق * وبالجرد العتاق وبالوخادة الذلل
وكل أبلج طعم الموت في فمه * يوم الكريهة أحلى من جنى العسل
لقد نجا من لظى نار الجحيم غدا * في الحشر كل موال للإمام علي
مولى تعالى مقاما ان يحيط به * وصف وجل عن الأشباه والمثل
لولا حدود مواضيه لما انتصبت * ولا استقامت قناة الدين من ميل
سل يوم بدر واحد والنضير * وصفين وخيبر والأحزاب والجمل
وسل به العلماء الراسخين ترى * له فضائل ما جمعن في رجل
قل فيه واسمع به وانظر اليه تجد * ملء المسامع والأفواه والمقل
زوج البتول أخي الهادي الرسول مزيل * الأزل مختار رب العرش في الأزل
يا من يرى أنه يحصي مناقب أهل * البيت طرا على التفصيل والجمل
لقد وجدت مكان القول ذا سعة * فان وجدت لسانا قائلا فقل
أو لا فسل عنهم الذكر الحكيم تجد * في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
إليكم يا بني الزهراء قافية * فاقت على كل ذي فكر ومرتجل
حلية حلوة الألفاظ رائقة * أحلى من الأمن عند الخائف الوجل
بكرا مهذبة يزهى البسيط بها * على طويل عروض الشعر والرمل
حسناء من حسن طالت وقصر عن * احسانها شعراء السبعة الطول
يرجو فتى راشد طرق الرشاد بها * يوم المعاد ولا يخشى من الزلل
صلى عليكم إله العرش ما انتظم * النوار عند انتشار الطل في الطلل
القصيدة الثانية
أسمر رماح أم قدود موائس * وبيض صفاح أم لحاظ نواعس
وسرب جوار عن عن أيمن الحمى * لنا أم جوار نافرات شوامس شوامس
في حب القلوب سواكن * وأمثالها بين الشعاب كوانس
أوانس إلا انهن جاذر * جاذر إلا أنهن أوانس
كواعب أتراب نواعم نهد * عقائل أبكار غوان موائس
حسان يخالسن الحليم وقاره * عفائف راجي الوصل منهن آيس
وتلك التي من بينهن جلت لنا * محيا تجلت من سناه الحنادس
كشمس تعالت عن اكف لوامس * وأين من الشمس الأكف اللوامس
غريرة سرب أم عزيزة معشر * غزيرة حسن للقلوب تخالس
عليها رقيب من ضياء جبينها * ومن عرفها والحلي واش وحارس
إذا سفرت والليل داج وداجن وداجر * بدا الكون من لألائها وهو شامس
وان جردت بيض الظبا من جفونها * لفتك يخشاها الكمي المغامس
قلوب الأسود الصيد صيد لحاظها * وها خدها مما تقنص وارس
منعمة لم تلبس الوشي زينة * ولكن أحبت ان تزان الملابس
ولا قلدت درا يقاس بثغرها * لحسن ولكن كي يذم المقايس
على مثل ما زرت عليه جيوبها * يناقش قلب طرفه وينافس
ومن مثل ما لاثت عليه خمارها * تخامر ألباب الرجال الوساوس
ومن مثل ما يرتج تحت برودها * يروح ويغدو ذو الحجى وهو بالس
غرست بلحظي الورد في وجناتها * ولم اجن ان اجن الذي انا غارس
نعمت بها والراح يجلو شموسها * على أنجم الجلاس بدر مؤانس
شهي اللمى غدب المراشف فاحم * السوالف مرتج الروادف مائس
طويل مناط العقد طفل أزاره * وزناره ضدان مثر وبائس
له من أخي الخنساء قلب يضمه * شمائل تنميها إلى اللطف فارس
دموعي واهوائي لجامع حسنه * طلائق في شرع الهوى وحبائس
يطوف بصرف يصرف الهم كاسها * مصفقة قد عتقها الشمامس
على كل عصر قد تقدم عصرها * لها فوق راحات السمات مقابس
عروس تحلى حين تجلى بجوهر * الحباب وتهوى وهي شمطاء عانس
على روضة فيحاء فياحة الشذا * حمائمها بعض لبعض يدارس
ترف عليها السحب حتى كأنها * بزاة قنيص والرياض طواوس
فمن فاختيات الغمام خيامنا * ومن سندسيات الرياض الطنافس
إذ الدهر سمح والشبيبة غضة * وميدان لهوي افيح الظل آنس
فمذ ريع ريعان الشباب وآن ان * يوافي النذير المستحث المخالس
وقد كاد دوح العمر تذوي غصونه * وولى مع العشرين خمس وسادس
واسفر ليل الجهل عن فلق الهدى * وبانت لعيني الأمور اللوابس
نضوت رداء اللهو عن منكب الصبا * قشيا كما تنضى الثياب اللبائس
وروضت مهر الغي بعد جماحه * بسائس حلم حبذا الحلم سائس
وأعددت ذخرا للمعاد قصائدا * تعطر منها في النشيد المجالس
بمدح الإمام القائم الخلف الذي * بمظهره تحيا الرسوم الدوارس
إمام له مما جهلنا حقيقة * وليس له فيما علمنا مجانس

(١) بفتح الطاء أي ناعم. - المؤلف -.
(٦٨)

وروح علا في جسم قدس يمدها * شعاع من الأعلى الإلهي قابس
ومعنى دقيق جل عن أن تناله * يد الفكر أو تدنو إليه الهواجس
تساوى يقين الناس فيه ووهمهم * فأعظمهم علما كمن هو حادس
إذا العقل لم يأخذ عن الوحي وصفه * يظل ويضحى تعتريه الوساوس
وسر سماوي ونور مجسد * وجوهر مجد ذاته لا تقايس
له صفوة المجد الرفيع وصفوه * ومحض المعالي والفخار القدامس
فخار لو أن الشمس تكسى سناءه * لما غيبتها المظلمات الدوامس
تولد بين المصطفى ووصيه * ولا غرو ان تزكو هناك الغرائس
سيجلو دجى الدين الحنيف بعزمة * هي السيف لا ما أخلصته المداعس
ويدركنا لطف الاله بدولة * تزول بها البلوى وتشفى النسائس
إمامية مهدية أحمدية * إذا نطقت لم يبق للكفر نابس
وميزان قسط يمحق الجور عدلها * إذا نصبت لم يبق للحق باخس
يشاد بها الاسلام بعد دثوره * ويضحى ثناها في حلى العز رائس
ويجبر مكسور ويياس طامع * ويكسر جبار ويطمع آئس
إذا ما تجلى في بروج سعوده * علينا انجلت عنا النجوم الأناحس
كأني بأفواج الملائك حوله * مسومة يوم الصياح مداعس
كأني بميكائيل تحت ركابه * يناجيه إجلالا له وهو ناكس
كأني بإسرافيل قد قام خلفه * وجبريل من قدامه وهو جالس
كأني به في كعبة الله قاتنا * يواهسه رب العلى ويواهس
كأني به من فوق منبر جده * لبردته عند الخطابة لابس
كأني بطير النصر فوق لوائه * ومن تحته جيش لهام عكامس
خضم من الفتح المبين رعيله * تضيق به الفتح القفار الأمالس
له زجل كاليم عب عبابه * يصك صماخ الرعد منه الهساهس
هدير قروم يرهب الموت باسها * وزأر ليوث أفلتتها الفرائس
تظللها عند المسير نسورها * ويقدمها عند الرحيل الهقالس
تؤم وصي الأوصياء ودونه * ملائكة غير وشوس أحامس
غطاريف طلاعون كل ثنية * فليس لهم عن ذروة المجد خالس
مغاوير يسامون في كل مازق * وجوه المنايا فيه سود عوابس
كرام أهانوا دون دين محمد * نفوسهم وهي النفوس النفائس
فوارس في يوم القراع قوارع * أسود لاشلاء الأسود فوارس
وموضونة زغف وجرد سلاهب * وبيض مصاليت وسمر مداعس
وضرب كما تهوى الظبا متدارك * وطعن كما تهوى القنا متكاوس
يجد لهم ذكر الطفوف صواهل * سوابح في بحر الوغى تتقامس
كما جدد الأحزان شهر محرم * فناح لرزء السبط رطب ويابس
أبثك يا مولاي بلواي فاشفها * فأنت دواء الداء والداء ناخس
تلاف عليل الدين قبل تلافه * فقد غاله من علة الكفر ناكس
فخذ بيد الاسلام وانعش عثاره * فحاشاك ان ترضى له وهو تاعس
أمولاي لولا وقعة الطف ما غدت * معالم دين الله وهي طوامس
ولولا وصايا الأولين لما اجترت * على السبط الشهر الحرام العنابس
أحاطوا به يا حجة الله ظاميا * وما فيهم إلا الكفور الموالس
وأبدت حقودا قبل كانت تكنها * حذار الردى منهم نفوس خسائس
وطاف به بين الطفوف طوائف * بهم أطفئت شهب الهدى والنبارس
بغوا وبغوا ثارات بدر وبادروا * وفي قتل أولاد النبي تجاسسوا
فقام بنصر السبط كل سميدع * وثيق العرى عن دينه لا يدالس
مصابيح للساري مجاديح للحجى * مساميح في اللأواء والأفق تارس
صناديد أقيال مناجيد سادة * مذاويد ابطال كماة أشاوس
بهاليل ان سيموا الردى لم يسامحوا * وان سئلوا بذل الندى لم يماكسوا
إذا غضبوا دون العلا فسياطهم * شفار المواضي واللحود المحابس
لبيض مواضيهم وسمر رماحهم * مغامد من هام العدى وقلانس
وصالوا وقد صامت صوافن خيلهم * وصلت لوقع المرهفات القوانس
وقد جر فوق الأرض فضل ردائه * غمام الردى والنقع كالليل دامس
سحائب حتف وبلها الدم والظبا * بوارق فيها والقسي رواجس
فلما دعاهم ربهم للقائه * أجابوا وفي بذل النفوس تنافسوا
وقد فوقت أيدي الحوادث نحوهم * سهام ردى لم ينج منهن تارس
فاضحوا بيوم الطف صرعى لحومهم * تمزقها طلس الذئاب اللغاوس
وأكفانهم نسج الرياح وغسلهم * من الدم ما مجت نحو قوالس
وقد ضاق بالسبط الفضا ودنا القضا * وظل وحيدا للمنون يغامس
وعترته قتلى لديه وولده * ظمايا وريب الدهر بالعهد خائس
نضا عزمة علوية علوية * وقد ملئت بالمارقين البسابس
وكر ففروا مجفلين كأنه * هزبر هصور والأعادي عمارس
وإذ كرهم باس الوصي وفتكه * فردوا على أعقابهم وتناكسوا
فألقوه مهشوم الجبين على الثرى * وفي كل قلب هيبة منه واجس
وأعظم ما بي شجو زينب إذ رأت * أخاها طريحا للمنايا يمارس
تقول أخي يا واحدي شمت العدى * بنا واشتفى فينا العدو المنافس
أخي اليوم مات المصطفى ووصيه * ولم يبق للاسلام بعدك حارس
أخي من لأطفال النبوة يا أخي * ومن لليتامى ان مضيت يؤانس
وتستعطف القوم اللئام وكلهم * له خلق عن قولها متشاكس
تقول لهم بقيا عليه فإنه * كما قد علمتم للميامين خامس
ولا تعجلوا في قتله فهو الذي * لدارس وحي الله محي ودارس
ايا جد لو شاهدته غرض الردى * سليب الردا تسفي عليه الروامس
وقد كربت في كربلاء كرب البلا * وقد غلبت غلب الأسود الهمارس
يصد عن الورد المباح مع الصدى * ومن دمه تروى الرماح النوادس
وأسرته صرعى تنوح لفقدهم * منازل وحي عطلت ومدارس
ونسوته اسرى إلى كل فاجر * بغير وطا تحدى بهن العرامس
الا يا ولي الثار قد مسنا الأذى * وعاندنا دهر خؤون مدالس
وأرهقنا جور الليالي وكلنا * فقير إلى أيام عدلك بائس
متى ظلم الظلم الكثيفة تنجلي * ويبسم دهري بعد إذ هو عابس
ويصبح سلطان الهدى وهو قاهر * عزيز وشيطان الضلالة خانس
لا بذل في إدراك ثارك مهجتي * فما أنا بالنفس النفيسة نافس
فدونكها يا صاحب الأمر مدحة * منقحة ما سامها العيب لاقس
مهذبة حلية راشدية * إذا أغرق الراوي بها قيل خالس
لآلئ في جيد الليالي قلائد * جواهر إلا انهن نفائس
عرائس في وقت الزفاف * نوائح نوائح في وقت العزاء عرائس
قرعت بمدحيكم بني الوحي ذروة * رقاب بني حواء عنها نواكس
وأحرزت غايات الفخار وأرغمت * خدود رجال دونها ومعاطس
وأدركت من قبل الثلاثين رتبة * مؤملها بعد الثمانين يائس
بجد وجد لا بجد ووالد * وان كرمت من والدي المغارس

(١) الأمالس جمع أمليس وهي الفلاة ليس بها نبات - المؤلف -.
(٦٩)

عليكم من الله السلام صلاته * وتسليمه ما اهتز اخضر مائس
وله كثير فيهم يسميها الحليات الراشديات.
٢٠٢: الحسن بن راشد بن صلاح الصيمري البحراني.
الصيمري نسبة إلى الصيمرة في معجم البلدان: صيمرة بالفتح
ثم السكون وفتح الميم ثم راء موضع بالبصرة على فم نهر معقل وفيها
عدة قرى تسمى بهذا الاسم والصيمرة بلد بين ديار الجبل وديار
خوزستان والمترجم هو والد الشيخ مفلح الصيمري البحراني والشيخ مفلح
كان تلميذ ابن فهد الحلي وابن فهد توفي سنة ٨٤١ ولم يعلم أنه كان من
العلماء أولا ولعله لذلك لم يذكره الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته التي
ذكر فيها جملة من علماء البحرين وذكر الشيخ مفلح الصيمري وابنه الشيخ
حسين بن ملفح ولم يذكر والده الحسن بن راشد ولو كان من
العلماء لذكره ولكنه يمكن ان يكون تركه سهوا أو عمدا لأنه ليس مبنى كتابه
على الاستقصاء بدليل انه ترك كثيرا من مشاهير البحرين على أنه وجد في
نسخة من تلك الرسالة مفلح بن الحسن بن رشيد وفي نسخة أخرى
الحسن بن راشد ووجدت إجازة من الشيخ مفلح بخطه لناصر بن إبراهيم
البويهي بتاريخ سنة ٨٧٣ وكتب اسمه فيها مفلح بن حسن بن رشيد بن
صلاح الصيمري وعلى تقدير ان يكون والد الشيخ مفلح من العلماء فهو
معاصر للحسن بن راشد الحلي وللبحراني المتقدمين بل يحتمل اتحاده مع
البحراني ووالد الشيخ مفلح هو الحسن مكبرا كما في جميع المواضع فما في
أمل الآمل من أنه مفلح بن الحسين بالياء غلط.
٢٠٣: الحسن بن راشد الطفاوي
الطفاوي نسبة إلى طفاوة بضم الطاء المهملة بعدها فاء وألف
وواو وهاء كذا ضبطه العلامة في إيضاح الاشتباه والسمعاني في الأنساب
وقال العلامة في الخلاصة الطفاويون منسوبون إلى خبال بن منبه ومنبه هو
ابن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
ومسكنهم البصرة وأمهم الطفاوة بنت جرم بن ربان ولدت بخبال حربا
وشريا وسنانا اه‍. وقوله منسوبون إلى خبال أي أنهم من ولده وإلا فهم
منسوبون إلى أمهم الطفاوة.
قال النجاشي الحسن بن راشد الطفاوي ضعيف له كتاب نوادر
حسن كثير العلم أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي عن
الطفاوي به اه‍ وفي الخلاصة كان الحسن ضعيفا في الرواية وقال ابن
الغضائري الحسن بن راشد الطفاوي البصري أبو محمد يروي عن الضعفاء
ويروون عنه وهو فاسد المذهب ولا اعرف له سببا اصلح فيه إلا روايته كتاب
علي بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم وقد رواه عنه غيره والظاهر أن هذا
هو الذي ذكرناه وان الناسخ اسقط الراء من أول اسم أبيه اه يعني ان
الظاهر أن هذا هو الحسن بن راشد الطفاوي المتقدم وان الناسخ اسقط
الراء من راشد فتوهم انه الحسن بن أسد الطفاوي وانما هو الحسن بن راشد
الطفاوي.
التمييز
في التعليقة طبقة الحسن بن راشد الثقة والطفاوي واحدة أو متقاربة
بحيث يشكل التمييز من جهة الطبقة إلا أن يقال المطلق ينصرف إلى الجليل
المشهور.
٢٠٤: الحسن بن راشد مولى آل المهلب البغدادي أبو علي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع فقال:
الحسن بن راشد يكنى أبا علي مولى لآل المهلب بغدادي ثقة وذكره في
أصحاب الهادي ع فقال الحسن بن راشد يكنى أبا علي بغدادي
اه. وفي التعليقة الظاهر أنه أبو علي بن راشد الوكيل الجليل وسيشير إليه
المصنف في ترجمته اه. بل هو المتيقن وبه جزم في منهج المقال فقال في باب
الكنى: لا يخفى ان اسم أبي علي بن راشد الحسن وقد تقدم من رجال
الجواد والهادي ع اه. وفي الخلاصة باب الكنى أبو علي بن
راشد كان وكيلا مقام الحسين بن عبد ربه مع ثناء وشكر له وفي منهج المقال
بعد نقل عبارة الخلاصة المذكورة ما لفظه: أو مقام علي بن الحسين بن عبد
ربه لاختلاف في ذلك على أن الترك أقرب من الزيادة قال الشيخ الطوسي
في كتاب الغيبة من الممدوحين أبو علي بن راشد أخبرني ابن أبي جيد عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن محمد بن عيسى قال كتب أبو
الحسن العسكري ع إلى الموالي ببغداد والمدائن والسواد وما يليها
قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه ومن قبله من
وكلائي وقد أوجبت في طاعته طاعتي وفي عصيانه الخروج إلى عصياني
وكتبت بخطي وروى محمد بن يعقوب رفعه إلى محمد بن الفرج قال كتبت
اليه أسأله عن أبي علي بن راشد وعن عيسى بن جعفر وعن ابن بند فكتب
إلي ذكرت ابن راشد رحمه الله فإنه عاش سعيدا ومات شهيدا ودعا لابن بند
والعاصمي وابن بند ضرب بالعمود وقتل ابن عاصم ضرب بالسياط على
الجسر ثلاثمائة سوط ورمي به في الدجلة اه. وقال الكشي: في علي بن بلال وأبي علي بن
راشد وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال كتب علي ع إلى علي بن بلال في سنة ٢٣٢
بسم الله الرحمن الرحيم احمد الله وأشكر طوله وجوده واصلي على محمد
النبي وآله صلوات الله ورحمته عليهم ثم اني أقمت أبا علي مقام الحسين بن
عبد ربه فائتمنته على ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد وقد اعلم
انك شيخ ناحيتك فأحببت إفرادك واكرامك بالكتاب بذلك فعليك بالطاعة
له والتسليم اليه جميع الحق قبلك وان تحض موالي على ذلك وتعرفهم من
ذلك ما يصير سببا إلى عونه وكفايته فذلك موفور وتوفير علينا ومحبوب لدينا
ولك به جزاء من الله واجر فان الله يعطي من يشاء ذو الاعطاء والجزاء
برحمته وأنت في وديعة الله وكتبت بخطي واحمد الله كثيرا. محمد بن مسعود
حدثني محمد بن نصير حدثني أحمد بن محمد بن عيسى قال نسخة الكتاب
مع ابن راشد إلى جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن
والسواد وما يليها احمد الله إليكم ما انا عليه من عافيته وحسن عائدته واصلي
على نبيه وآله أفضل صلواته وأكمل رحمته ورأفته واني أقمت أبا علي بن
راشد مقام الحسين بن عبد ربه ومن كان قبله من وكلائي وصار في منزلته
عندي ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي وارتضيته
لكم وقدمته في ذلك وهو أهله وموضعه فصيروا رحمكم الله إلى الدفع اليه
ذلك والى ان لا تجعلوا له على أنفسكم علة فعليكم بالخروج عن ذلك
والتسرع إلى طاعة الله وتحليل أموالكم والحقن لدمائكم وتعاونوا على البر والتقوى
واتقوا الله لعلكم ترحمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تموتن الا وأنتم مسلمون
فقد أوجبت في طاعته طاعتي والخروج إلى عصيانه عصياني فالزموا الطريق
يأجركم الله ويزيدكم من فضله فان الله بما عنده واسع كريم متطول على عباده
رحيم نحن وأنتم في وديعة الله وحفظه وكتبته بخطي والحمد لله كثيرا وفي كتاب
(٧٠)

آخر وانا آمرك يا أيوب بن نوح ان تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي وان
يلزم كل واحد منكما ما وكل به وامر بالقيام فيه بأمر ناحيته فإنكم إذا
انتهيتم إلى كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي وآمرك يا أبا علي
بمثل ما آمرك به يا أيوب ان لا تقبل من أحد من أهل بغداد والمدائن شيئا
يحملونه ولا تلي لهم استيذانا علي ومر من اتاك بشئ من غير أهل ناحيتك
ان يصيره إلى الموكل بناحيته وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب
وليعمل كل واحد منكما ما امرته به اه. وفي منهج المقال أيضا: وليعلم ان
في اختيار الشيخ رحمه الله يعني من رجال الكشي في رواية أحمد بن
محمد بن عيسى أيضا مقام علي بن الحسين بن عبد ربه كما في كتاب الغيبة
وفي ترجمة علي بن الحسين بن عبد الله أيضا ما ينبه على ذلك اه‍.
٢٠٥: الحسن بن راشد مولى بني العباس.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
الخلاصة قال ابن الغضائري الحسن بن راشد مولى المنصور أبو محمد روى
عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع ضعيف في روايته اه.
وفي النقد يحتمل ان يكون الذي ذكره الشيخ في أصحاب الصادق وانه مولى
بني العباس هو الذي ذكره ابن الغضائري ثم قال وفي رجال الشيخ عند
ذكر أصحاب الكاظم ع الحسين بن راشد مولى بني العباس
بغدادي قال ويحتمل ان يكون الحسين هذا هو الحسن وذكره بعنوان الحسين
من اشتباه الناسخ اه. وفي رجال ابن داود في القسم الثاني الحسن بن
راشد مولى بني العباس ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
وقال ابن الغضائري ضعيف جدا وقال البرقي كان وزير المهدي ثم
قال ابن داود أقول إني رأيته بخط الشيخ أبي جعفر في كتاب الرجال
حسين بن راشد مولى بني العباس اه. وفي بعض كتب أهل العصر فيمن
أدرك الكاظم من أصحاب الصادق ع حسن بن
راشد مولى بني العباس وكان وزير المهدي وموسى وهارون اه.
وفي منهج المقال الذي وجدته في أصحاب الصادق ع من رجال
الشيخ حسن بن راشد مولى بني العباس كوفي نعم في رجال الكاظم
حسين بن راشد مولى بني العباس بغدادي قال وكيف كان فلا ريب ان
الذي من رجال الصادق ع الحسن بن راشد معلوم ذلك من كتب
الحديث والرجال وسند الروايات كما يأتي وفي الخلاصة: القاسم بن
يحيى بن الحسن بن راشد مولى المنصور روى عن جده ومعلوم كذلك في
خصوص القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد مع التصريح في الرجال بأنه
مولى المنصور قال والظاهر أن مولى المنصور هو الذي ذكره الشيخ انه مولى
بني العباس وانه الذي يروي عن الكاظم ع أيضا قال والحق
حمل ما في أصحاب الكاظم ع من رجال الشيخ على السهو من
الشيخ وهو أقرب من وقوع السهو منه ومن غيره في مواضع وان الحسين في
مقامين سهو كما في رجال الكاظم والتهذيب في آخر باب الآذان فالظاهر أنه
من رجالهما أي الصادق والكاظم ع. وفي الفهرست
الحسن بن راشد له كتاب الراهب والراهبة أخبرنا به ابن أبي جيد عن
محمد بن الحسن عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه عن أحمد بن أبي عبد الله
عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد اه. والمراد به مولى
المنصور لما عرفت من التصريح بان الحسن بن راشد جد القاسم بن يحيى
هو مولى المنصور ومر عن المعالم الحسن بن راشد له كتاب الراهب والراهبة
فجعل له ترجمة مستقلة وفي التعليقة في كشف الغمة عن الحسين بن راشد
قال ذكرت زيد بن علي فتنقصته عند أبي عبد الله ع فقال لا تفعل
رحم الله زيدا الحديث وفيه الحسين مكررا فلا داعي لحمل ما في رجال
الكاظم على السهو سيما بعد وجدان الحسين في كتب الحديث ولا سيما بعد
وجدانه بخط الشيخ ولا يبعد ان يكون أخا الحسن وربما يومئ إلى التغاير
كون ما في رجال الصادق ع كوفيا وما في رجال الكاظم ع
بغداديا اه. ثم إن صاحب التعليقة تنظر في تضعيف الراوي عن
الصادق ع بان في الكافي والتهذيب في الحسن بإبراهيم بن هاشم
عن ابن أبي عمير عن الحسن بن راشد عن الصادق ع وقد أكثر
من الرواية عنه وفيه إشعار بوثاقته لما عرف من أن ابن أبي عمير لا يروي الا
عن ثقة وهو كثير الرواية وأكثر رواياته مقبولة إلى غير ذلك من امارات
الاعتماد والقوة وتضعيفه ليس الا من قول ابن الغضائري وقد علم حال
تضعيفاته بأنه لا يوثق بها وحكاية وزارة المهدي لو صحت لا تمنع من الوثاقة
وللصدوق في مشيخة الفقيه طريق إلى الحسن بن راشد مولى المنصور فقد
قال: وما كان فيه عن الحسن بن راشد فقد رويته عن أبي رضي الله عنه
عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعا
عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد ورويته عن محمد ابن علي ماجيلويه
رحمه الله عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم ابن يحيى عن
جده الحسن بن راشد اه. وقد عرفت ان الحسن بن راشد الذي هو جد
القاسم بن يحيى هو مولى المنصور وحكي في مستدركات الوسائل عن شارح
المشيخة ان الذي في مشيخة الفقيه هو الطفاوي وليس ذلك بصواب بل هو
مولى المنصور وكذا حكي عن شرح المجلسي الأول الفارسي على الفقيه ما
يدل على أن المذكور في مشيخة الفقيه هو الطفاوي وليس بصواب لما
سمعت. وفي احتجاج الطبرسي باسناده إلى محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري انه كتب إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه يسأله عن
التوجه للصلاة يقول على ملة إبراهيم ودين محمد ص فان بعض أصحابنا
ذكر انه إذا قال على دين محمد ص فقد أبدع لأنا لم نجده في شئ
من كتب الصلاة خلا حديثا واحدا في كتاب القسم بن محمد عن جده
الحسن بن راشد ان الصادق ع قال للحسن كيف التوجه فقال
أقول لبيك وسعديك فقال له الصادق ع ليس عن هذا أسألك
كيف تقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما قال
الحسن أقوله فقال الصادق ع إذا قلت ذلك فقل على ملة إبراهيم
ودين محمد ص ومنهاج علي بن أبي طالب ع والائتمام بال محمد
ع حنيفا مسلما وما انا من المشركين فأجاب ع التوجه
كله ليس بفريضة والسنة المؤكدة فيه التي كالاجتماع الذي لا خلاف فيه
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما على ملة إبراهيم
ودين محمد ص وهدى علي أمير المؤمنين ع وما انا من المشركين ان
صلاتي الآية أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم الخبر فتحصل ان الحسن بن راشد اسم لخمسة من الرواة الأول
والثاني اللذان ذكرهما ابن شهرآشوب مع احتمال الاتحاد مع الباقي
الثالث أبو علي الحسن بن راشد البغدادي مولى آل المهلب الثقة الوكيل
الجليل من أصحاب الجواد والهادي ع الرابع الحسن بن
راشد الطفاوي الذي اختلفت النسخ في أبيه بين راشد واسد وضعفه
النجاشي وابن الغضائري مع قول النجاشي ان كتابه حسن كثير العلم
الخامس الحسن بن راشد مولى بني العباس المظنون اتحاده مع مولى
المنصور وان كونه مولى بني العباس باعتبار انه مولى المنصور هذا ان لم يكن
(٧١)

مولى المنصور اسمه الحسين وقد عرفت ان الراجح وثاقة مولى بني العباس.
التمييز
في منهج المقال: الفرق في الحسن بن راشد بين الثقة والضعيف بالمرتبة
والكنية أي فالمكنى بأبي علي ثقة وبأبي محمد ضعيف وبالمروي عنه
فالراوي عن الصادق والكاظم ع ضعيف وعن الجواد والهادي
ع ثقة اه. وقد عرفت ما يمكن ان يوثق به الراوي عن
الصادق ع وفي مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسن بن
راشد المشترك بين ثقة وغيره ويمكن استعلام انه أبو علي مولى آل المهلب
الثقة برواية القاسم بن يحيى عنه وهو جده وروايته هو عن الجواد ع
وانه ابن راشد الطفاوي برواية علي بن السندي عنه وروايته هو عن
أبي عبد الله وأبي الحسن ع وحيث يعسر التمييز فالوقف اه.
وفيه ما عرفته من أن الحسن بن راشد الذي هو جد القاسم بن يحيى هو
مولى المنصور لا مولى آل المهلب وكنيته أبو محمد لا أبو علي ولم أر من نبه
على ذلك وفي مستدركات الوسائل أن الجد للقاسم بن يحيى هو مولى بني
العباس أو مولى المنصور الذي ذكره الشيخ في رجال الصادق وفي كتاب
لبعض المعاصرين لا يوثق به عن مشتركات الطريحي والكاظمي أنهما ميزا
الحسن بن راشد أبو علي البغدادي برواية علي بن مهزيار عنه ولم أجد ذلك
في نسختين عندي من مشتركات الطريحي والكاظمي وعن جامع الرواة أنه
نقل رواية محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن راشد عن العسكري
ع في باب الرجل يوصي بماله في سبيل الله من الفقيه وباب نوادر
الوصايا وروايته عنه عن العسكري ع في باب الوصية لأهل
الضلال ورواية علي بن مهزيار عنه عن جعفر بن محمد بن يقطين وأنه نقل
أيضا رواية الحسن بن إسماعيل بن صالح الصيمري عن الحسن بن راشد
عن حماد بن عيسى في باب قسمة الغنائم من زكاة التهذيب ورواية علي بن
الريان بن الصلت عن الحسن بن راشد عن بعض أصحابه عن مسمع عن
أبي عبد الله ع في باب دخول الحمام من التهذيب.
٢٠٦: الحسن بن رباط البجلي الكوفي.
قال النجاشي الحسن بن رباط البجلي كوفي روى عن أبي عبد الله
ع وإخوته إسحاق ويونس وعبد الله له كتاب رواية الحسن بن
محبوب أخبرنا الحسين بن عبيد الله فيما أجازه عن ابن حمزة عن ابن بطة قال
حدثنا الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا الحسن بن محبوب عن
الحسن بن رباط اه. وقال الشيخ في الفهرست الحسن الرباطي له أصل
رويناه عن ابن جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن الحسن بن محبوب عن الحسن الرباطي وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع الحسن بن رباط وفي أصحاب الصادق ع
الحسن بن رباط البجلي الكوفي وفي المعالم الحسن الرباطي له أصل.
وقال الكشي: ما روي في بني رباط. قال نصر بن الصباح كانوا أربعة
إخوة الحسن والحسين وعلي ويونس كلهم أصحاب أبي عبد الله ع
ولهم أولاد كثيرون من حملة الحديث اه. وفي التعليقة بين ظاهر ما ذكره
النجاشي وما ذكره نصر تناف فالنجاشي جعل إخوته ثلاثة إسحاق ويونس
وعبد الله ونصر جعلهم أربعة الحسن والحسين وعلي ويونس مع أنه سيجئ
عبد الله بن رباط عن النجاشي ورجال الصادق ع وإسحاق ليس
له ذكر في الرجال في غير هذا الموضع كما أن الحسين الذي ذكره نصر أيضا
كذلك وعلي الذي ذكره نصر له أيضا ذكر كما سيجئ في موضعه اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن رباط برواية
الحسن بن محبوب عنه وزاد الكاظمي ورواية محمد بن سنان عنه وعن جامع
الرواة انه نقل رواية الحكم بن مسكين عنه.
٢٠٧: علاء الدين الحسن بن شاه مازندران رستم بن علي بن شهريار بن قارن.
من ملوك الديلم ملك بعد أبيه رستم قال ابن الأثير في حوادث سنة
٥٦٠ في هذه السنة ٨ ربيع الأول توفي شاه مازندران رستم بن علي بن
شهريار بن قارن ولما توفي كتم ابنه علاء الدين الحسن موته أياما حتى
استولى على سائر الحصون والبلاد ثم أظهره فلما ظهر خبر وفاته ظهر إيثاق
صاحب جرجان ودهستان المنازعة لولده في الملك ولم يرع حق أبيه عليه فإنه
لم يزل يذب عنه ويحميه إذا التجأ إليه ولكن الملك عقيم ولم يحصل من
منازعته على شئ غير سوء السمعة وقبح الأحدوثة اه. ولا نعلم من
أحواله شيئا غير ذلك.
٢٠٨: السيد الأمير الحسن أو أبو الحسن الرضوي القايني مولدا وأصلا المشهدي
مسكنا ومدفنا.
في رياض العلماء مات قريبا من عصرنا في المشهد الرضوي ودفن فيه
القايني نسبة إلى قاين بفتح القاف وبعد الألف مثناة تحتية مكسورة ونون
قصبة قوهستان وقوهستان اسم للناحية.
اسمه الحسن أو أبو الحسن في الرياض بعد ما عنونه بالأمير أبي الحسن
القايني وذكره كذلك في
باب الكنى قال لكن يظهر من إجازته للمولى محمد يوسف الدهخوارقاني أن
اسمه الحسن لا أبو الحسن وأنه الأمير الحسن الرضوي القايني وكذا صرح
في ديباجة ترجمته لرسالة العقائد للبهائي وكذا من إجازة تلميذه المولى حسين
النيسابوري للمولى نوروز علي التبريزي.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء السيد الأجل الأمير حسن الرضوي هو والد أميرزا
شاه المعاصر لنا الساكن بالمشهد الرضوي كان فاضلا عالما جليلا نبيلا وقال
في موضع آخر فاضل عالم فقيه محدث ورع زاهد صالح وقال في حقه تلميذه
المولى الحاج حسين النيسابوري ثم المكي في إجازته المشار إليها آنفا شيخنا
السيد العالم البارع الجليل الأوحد الأمير حسن الرضوي القايني عامله الله
سبحانه بلطفه ومتع الأنام بعمره اه.
مشايخه
في الرياض يروي عن جماعة منهم الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني
على ما يظهر من إجازة تلميذه الحاج حسين النيسابوري للمولى نوروز علي
التبريزي وقد كتبها في أيام حياة أستاذه هذا السيد وتاريخها سنة ١٠٥٦ وقرأ
على الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني وعلى سائر أفاضل عصره.
(٧٢)

تلاميذه
في الرياض كان له تلامذة فضلاء ومن جملتهم المولى الحاج حسين
النيسابوري ثم المكي ومنهم المولى محمد يوسف الدهخوراقاني التبريزي
وقال يروي عنه الأستاذ الفاضل الخراساني قدس سره.
مؤلفاته
في الرياض من مؤلفاته ١ ترجمة رسالة الاعتقاد للبهائي
بالفارسية وقد ألفها الأمير الجليل حسن خان حاكم هراة واصل الرسالة
مختصرة في الغاية وله فوائد وتحقيقات ومؤلفات منها ٢ حاشية على
أصول الكافي.
٢٠٩: الحسن بن الرواح البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
٢١٠: حسن بن روزبهان الشيرازي
عالم فاضل له كتاب اسمه أخلاق شمسي كتبه باسم شمس الدولة
محمد بعد ملاحظته الكتاب المسمى أخلاق محسني ورتبه على أربعة عشر بابا
طبق عدد المعصومين ع واقتصر في الباب الأول على أخلاق هذا
السلطان وصفاته وليس هو أخا الفضل بن الروزبهان الأصفهاني الراد على
العلامة الحلي
٢١١: الحسن الروندي أو ابن الروندي يكنى أبا محمد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وذكره بعد
ذلك في أصحاب الرضا ع بلفظ الحسين الروندي يكنى أبا محمد
والظاهر أن الروندي بدون ألف ولذلك ذكر في كتب المتأخرين بعد
الحسن بن الرواح فما في بعض النسخ من رسمه الراوندي بألف اشتباه.
٢١٢: الحسن بن الزبرقان القمي أبو الخزرج.
قال النجاشي الحسن بن الزبرقان أبو الخزرج قمي له كتاب أخبرنا
أحمد بن علي بن نوح حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا محمد بن جعفر بن بطة
حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عنه وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم
ع باسم الحسين بالياء فقال: الحسين ابن الزبرقان روى عنه
البرقي وذكره الشيخ في الفهرست باسم الحسين بالياء فقال الحسين بن
الزبرقان يكنى أبا الخزرج له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عنه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن الزبرقان برواية
أحمد بن محمد بن خالد عنه.
٢١٣: الحسن بن الزبير الأسدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢١٤: الحسن بن زرارة بن أعين الشيباني الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وروى
الكشي بسند صحيح أن الصادق ع أرسل إلى زرارة: ولقد أدى
إلي إبناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله وكلأهما ورعاهما وحفظهما
بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين الحديث ويأتي بتمامه مسندا في ترجمة زرارة
إن شاء الله تعالى فحديثه من الحسان. وعن جامع الرواة أنه نقل رواية
هشام بن سالم عنه في باب المهور من الكافي والتهذيبين وذلك أيضا إمارة على
حسنه وفي لسان الميزان الحسن بن زكريا بن أعين مجهول قاله مسلمة بن
قاسم اه. وكان زكريا مصحف زرارة.
٢١٥: السيد حسن الزنوزي.
نسبة إلى زنوز من أذربايجان كان عالما فاضلا محدثا نسابة له تآليف
شريفة في التاريخ والتراجم والرجال ومن آثاره كتاب رياض الجنة في
مجلدات وهو من الكتب الوحيدة في التاريخ والجغرافيا ونسخة مخطوطة
معدودة منها نسخة في مكتبة الوزارة الخارجية بطهران ومنها نسخة ببلدة
خوي من بلاد آذربايجان وكان هذا السيد من تلاميذ العلامة الملا عبد النبي
الطسوجي المعروف الذي يروي عن المولى المجلسي بواسطة واحدة وهو
المولى رفيع الجيلاني نزيل المشهد الرضوي هكذا كتب إلينا السيد شهاب
الدين المعروف باقا نجفي التبريزي نزيل قم.
٢١٦: أبو علي الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن
أبي إبراهيم محمد ممدوح المعري بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق
المؤتمن بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع الحسيني الإسحاقي النقيب
توفي سنة ٦٢٠ عن العبر وفي الشذرات وفي لسان الميزان مات سنة
٦٤٠ وله ٥٦ سنة.
وبنو زهرة مر إجمال الكلام عنهم ج ٩.
ذكره صاحب العبر في أسماء من غبر وصاحب شذرات الذهب في
أخبار من ذهب في وفيات سنة ٦٢٠ فقالا أبو علي الحسن بن زهرة الحسيني
النقيب رأس الشيعة بحلب وعزهم وجاههم وعالمهم كان عارفا بالقرآن
والعربية والأخبار والفقه على رأي القوم أي الشيعة وكان متعينا للوزارة
وأنفذ رسولا إلى العراق وغيرها واندكت وانتكبت بموته الشيعة اه.
وفي لسان الميزان الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة إنتهى نسبه إلى
الحسين بن إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق كان أديبا فاضلا ولي نقابة
الطالبين بحلب في بيت رياسة ويعرف فقه الامامية والقراءة وغير ذلك
مات سنة ٦٤٠ وله ٥٦ سنة اه. والمترجم هو من أبناء عم الشريف أبي
المكارم حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمد صاحب الغنية يجتمعان في
زهرة الأول. وفي المنقول في أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٧٢ عن در الحبب
للرضي الحنبلي أنه عد من هذا البيت أعني بني زهرة جماعة كانوا نقباء حلب
وتعرض لتشيع واحد منهم هو نقيبها ورئيسها وعالمها الحسن بن زهرة بن
الحسن بن زهرة من أهل هذا البيت اه.
وفي تاج العروس ج ٣ ص ٣٤٨ ٢٤٩ في مادة زهرة أبو علي
الحسن بن زهرة بن الحسن بن أبي الحسن زهرة بن أبي
المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد الحراني وهو المنتقل إلى حلب ابن احمد
الحجازي بن محمد بن الحسين وهو الذي وقع إلى حران بن إسحاق بن محمد
المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع الحسيني الإسحاقي الجعفري النقيب سمع
بحلب من النقيب الجواني والقاضي أبي المحاسن بن شداد وكتب الإنشاء
(٧٣)

للملك الظاهر غازي بن الناصر صلاح الدين وتولى نقابة حلب ترجمه
الصابوني في تتمة إكمال الاكمال وولداه أبو المحاسن عبد الرحمن وأبو
الحسن علي سمعا الحديث مع والدهما وحدثنا بدمشق اه.
٢١٧: الحسن الزيات البصري.
روى عبد الله بن مسكان عنه عن أبي جعفر ع في عدة
مواضع من الكافي كما عن جامع الرواة وليس له ذكر في كتب الرجال وعن
السيد صدر الدين محمد العاملي الأصفهاني في حواشيه على منتهى المقال أنه
استفاد كونه إماميا ذا قرب ومرتبة عند الباقر ع مما رواه الكليني
في الكافي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن
عيسى عن عبد الله بن مسكان عن الحسن الزيات البصري قال دخلت على
أبي جعفر ع أنا وصاحب لي وإذا هو في بيت منجد عليه ملحفة
وردية وقد خفف لحيته واكتحل فسألناه عن مسائل فلما قمنا قال لي يا حسن
قلت لبيك قال إذا كان غد فائتني أنت وصاحبك فقلت نعم جعلت فداك
فلما كان من الغد دخلت عليه فإذا هو في بيت ليس فيه إلا حصير وإذا عليه
قميص غليظ ثم أقبل على صاحبي فقال يا أخا أهل البصرة إنك دخلت
علي أمس وأنا في بيت المرأة وكان أمس يومها والبيت بيتها والمتاع متاعها
فتزينت لي على أن أتزين لها كما تزينت لي فلا يدخل قلبك شئ فقال له
صاحبي جعلت فداك قد كان والله دخل في قلبي شئ أما الآن فقد والله
أذهب الله ما كان وعلمت أن الحق فيما قلت اه.
٢١٨: الحسن بن زياد.
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن أحمد بن عبدون عن
الأنباري عن حميد عن إبراهيم بن سليمان بن حيان عنه اه. وذكر الشيخ
في رجاله الحسن بن زياد في أصحاب الرضا ع وفي بعض النسخ
الحسين بالياء ولكن أكثر النسخ الحسن بغير ياء فيحتمل أن يكون هو
صاحب الكتاب ويحتمل كون صاحب الكتاب أحد الصياقلة الآتين وفي
المعالم الحسن بن زياد له كتاب اه.
٢١٩: الحسن بن زياد البصري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٢٢٠: الحسن بن زياد الصيقل.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع ويأتي في
رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن زياد الصيقل أبو
محمد كوفي والظاهر أنهما واحد وفي التعليقة: في الروضة عن ابن مسكان
عن الحسن الصيقل عن الصادق ع أن ولي علي لا يأكل إلا
الحلال لان صاحبه كان كذلك وإن ولي فلان لا يبالي أحلالا أكل أم حراما
لأن صاحبه كان كذلك الحديث. وعن السيد صدر الدين محمد العاملي
الأصفهاني أنه استفاد مدحه مما رواه الكليني في باب الكذب من الكافي عن
علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان
عن الحسن الصيقل قال قلت لأبي عبد الله ع انا قد رويناه عن
أبي جعفر ع في قول يوسف ع أيتها العير إنكم لسارقون
فقال ع والله ما سرقوا وما كذب يوسف وقال إبراهيم ع
بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون فقال والله ما فعلوا وما
كذب إبراهيم فقال أبو عبد الله ع ما عندكم فيها يا صيقل قلت
ما عندنا فيها إلا التسليم الحديث وتوجيه ذلك أنهم سارقون بسرقتهم
يوسف ع وفعل كبيرهم له معلق على كونهم ينطقون أي أن
كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم.
التمييز
في مشتركات الكاظمي: يعرف الحسن بن زياد الصيقل المجهول
حاله برواية إبراهيم بن سليمان بن حيان عنه اه. وفي رجال أبي علي في
التهذيب والاستبصار عبد الله بن مسكان عن الحسن بن زياد الصيقل عن
أبي عبد الله ع وعن جامع الرواة أنه نقل في ترجمة الحسن بن زياد
الصيقل رواية جماعة عنه منهم عبد الله بن مسكان ويونس بن عبد الرحمن
وابان بن عثمان والمثنى الحناط وجعفر بن بشير وعلي بن عبد الله بن غالب
القيسي والحسن بن بقاح وحسين بن عثمان وحماد بن عثمان وعبد الكريم
ابن عمرو ومحمد بن سنان وفي أغلبها تسميته بالحسن بن زياد الصيقل.
٢٢١: الحسن بن زياد الصيقل الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فيحتمل كونه
أبا محمد الآتي فيكون من رجالهما ع ويحتمل كونه أبا الوليد
الآتي.
٢٢٢: الحسن بن زياد الصيقل أبو محمد الكوفي.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع الحسن بن زياد
الصيقل أبو محمد كوفي ويحتمل كونه المتقدم.
٢٢٣: الحسن بن زياد الصيقل يكنى أبا الوليد مولى كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وللصدوق في
مشيخة الفقيه طريق إليه وهو محمد بن موسى المتوكل عن علي بن الحسين
السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن يونس بن عبد
الرحمن عن الحسن بن زياد الصيقل قال الصدوق وهو كوفي مولى وكنيته
أبو الوليد اه. والسند في غاية الاعتبار وفي التعليقة قال جدي المجلسي
الأول الحسن بن زياد الصيقل ذكره الشيخ مرتين كالمصنف يعني
الصدوق فيحتمل تعددهما وسهوهما ولم يذكر فيه إلا أنه من أصحاب الباقر
والصادق ع وكنى أحدهما بأبي الوليد والآخر بأبي محمد والمصنف
كناهما بأبي الوليد ويظهر من المصنف أن كتابه معتمد الأصحاب ويظهر مع
كثرة رواياته مع سلامة الجميع حسنه وعنهم ع: اعرفوا منازل
الرجال منا على قدر روايتهم عنا وربما يمدحون الرجل بأنه كثير الرواية
اه. وفي مستدركات الوسائل يمكن استظهار توثيقه من رواية يونس عنه
وحماد بن عثمان وفضالة بن أيوب وأبان بن عثمان وهؤلاء الأربعة من
أصحاب الاجماع ويروي عنه كثيرا الجليل عبد الله بن مسكان وجعفر بن
بشير الذي عدت روايته من إمارات الوثاقة والجليل الحلبي ومحمد بن سنان
ومثنى بن الوليد الحناط وعلي بن الحكم وحسين بن عثمان وعبد الكريم بن
عمرو الذي يروي عنه ابن أبي نصر اه. وفي لسان الميزان الحسن بن زياد
الكوفي أبو الوليد الصيقل عن أبي جعفر الباقر وجعفر الصادق وعنه
يونس بن عبد الرحمن وعبد الله بن مسكان ذكره الطوسي في رجال الإمامية
اه.
(٧٤)

٢٢٤: الحسن بن زياد الضبي مولاهم الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع والظاهر أنه
هو والعطار الآتي واحد وفي لسان الميزان الحسن بن زياد الضبي مولاهم
الكوفي العطار عن جعفر الصادق ذكره الطوسي في الامامية اه.
٢٢٥: حسن بن زياد الطائي.
يأتي في ترجمة الحسن بن زياد العطار قول النجاشي وقيل حسن بن
زياد الطائي وعن جامع الرواة أنه نقل رواية أبان عنه في باب العقود على
الإماء من التهذيب وهو ما رواه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
عيسى عن أبان عن الحسن بن زياد الطائي قلت لأبي عبد الله ع
إني كنت رجلا مملوكا فتزوجت بغير إذن مولاي ثم أعتقني الله بعد فاجدد
النكاح فقال: اعلموا أنك تزوجت قلت نعم قد علموا فسكتوا ولم يقولوا
شيئا قال ذلك إقرار منهم أنت على نكاحك اه.
٢٢٦: الحسن بن زياد العطار مولى بني ضبة.
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ع وقيل
حسن بن زياد الطائي له كتاب أخبرنا إجازة الحسين بن عبيد الله حدثنا ابن
حمزة حدثنا ابن بطة عن الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى حدثنا
محمد بن أبي عمير عن الحسن بن زياد العطار بكتابه اه. وفي رجال الشيخ
في أصحاب الباقر ع الحسن بن زياد العطار وفي الفهرست
الحسن العطار له أصل رويناه عن ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن عمير اه وقال الكشي في رجاله:
جعفر وفضالة بن أبان عن الحسن بن زياد العطار عن أبي عبد الله ع
قال قلت إني أريد أن أعرض عليك ديني وإن كنت في حسباني ممن
قد فرع من هذا قال هاته قلت فاني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وان محمدا عبده ورسوله وأقر بما جاء امامي فرض الله طاعته من عرفه
كان مؤمنا ومن جهله كان ضالا ومن رد عليه كان كافرا ثم وصفت الأئمة
ع حتى انتهيت اليه فقال ما الذي تريد أتريد ان أتولاك على هذا فاني أتولاك على
هذا اه. وروى الصدوق في المجالس نحوه وفي منهج
المقال: واعلم أن كون الحسن بن زياد واحدا وهو العطار كما يستفاد من
كلام بعض معاصرينا بعيد جدا وفي بعض الأسانيد أبو القاسم الصيقل
يعني فيها الحسن بن زياد العطار أبو القاسم الصيقل قال وفي بعضها أبو
إسماعيل الصيقل وهو يؤيد عدم الاتحاد أيضا اه. وفيه أيضا عند بيان
طرق الصدوق في الفقيه: والى الحسن الصيقل وهو الحسن بن زياد أيضا
فالحسن بن زياد الصيقل ان كان هو العطار كما زعم بعض مشايخنا فهو ثقة
والا فهو مهمل اه. وفي التعليقة لعل مراده ببعض معاصرينا وبعض
مشايخنا مولانا احمد الأردبيلي فإنه نقل عنه انه يقول باتحادهما اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن زياد العطار الثقة
برواية محمد بن أبي عمير عنه ورواية أبان بن عثمان عنه وزاد الكاظمي
ورواية علي بن رئاب عنه وزاد في رجال أبي علي ورواية عبد الكريم بن
عمرو ويونس بن عبد الرحمن كما في مشيخة الفقيه اه. ولكن الذي في
مشيخة الفقيه كما مر رواية يونس عن الحسن بن زياد الصيقل لا العطار
وكأنه بنى على اتحادهما وليس بثابت وفي منهج المقال: قال جدي المجلسي
الأول إذا أطلق الحسن بن زياد فالظاهر أنه العطار فان الظاهر الغالب
إطلاق الصيقل مقيدا به كما يظهر من التتبع التام اه.
٢٢٧: الحسن بن زيد بن جعفر الحسيني.
ولد سنة ٧١٥ وتوفي بحلب في شعبان سنة ٨٠٣ وقد قارب التسعين
كذا قال في الرياض انه رآه بخط بعض أفاضل عصره وفي الرياض فاضل
عالم جليل.
٢٢٨: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب المدني أبو محمد أمير
المدينة.
وفاته
توفي بالحجاز سنة ١٦٨ وعمره ٨٠ سنة كما في عمدة الطالب وقيل
٨٥ كما في تقريب ابن حجر وغيره وفي تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن
سعد قال حسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا محمد
مات بالحاجر وهو يريد مكة من العراق في السنة التي حج فيها المهدي سنة
١٦٨ وبسنده عن أبي حسان الزيادي قال سنة ١٦٨ فيها مات الحسن بن
زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا محمد بالحاجر على خمسة
أميال من المدينة وهو ابن ٨٥ وصلى عليه علي بن المهدي قال وذكر محمد بن
خلف بن وكيع القاضي ان الحسن بن زيد مات ببغداد ودفن في مقابر
الخيزران وذلك خطا إنما مات بالحاجر وهو يريد الحج وكان في صحبة
المهدي ودفن هناك قال خليفة مات سنة ١٦٨ وكذا قال ابن سعد وابن
حبان وأبو حسان الزيادي زاد بالحاجر على خمسة أميال من المدينة وهو ابن
٨٥ سنة وصلى عليه علي بن المهدي اه.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال:
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني. وفي عمدة
الطالب: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا محمد
أمه أم ولد يقال لها زجاجة وتلقب رقرقا والعقب من أبيه فيه كان أمير المدينة
من قبل المنصور الدوانيقي وعمل له على غير المدينة أيضا وكان مظاهرا لبني
العباس على بني عمه الحسن المثنى وهو أول من لبس السواد من العلويين
وبلغ من السن ثمانين سنة وتوفي على ما قال ابن الخداع بالحجاز سنة ١٦٨
وأدرك زمن الرشيد ولا عقب لزيد إلا منه وأعقب أبو محمد
الحسن بن زيد بن الحسن من سبعة رجال اه. ثم ذكر الاختلاف
في السيدة نفيسة التي بمصر إنها ابنته أو أخته وصحح أنها أخته ولكن
الذهبي في ميزانه وابن حجر في تهذيب التهذيب قالا إنها ابنته وعن تقريب
ابن حجر الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد المدني
صدوق وكان فاضلا ولي إمرة المدينة للمنصور مات سنة ١٦٨ وهو ابن ٨٥
سنة اه. وفي المشجر الكشاف لأصول السادة الأشراف المطبوع بمصر:
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أحد من روى عنه مالك في
الموطأ قال الحاكم: كان أميرا بالمدينة من قبل المنصور الدوانيقي ويكنى أبا
محمد إلى أن قال وأدرك زمن المنصور والمهدي والهادي والرشيد وفيه
يقول الشاعر:
(٧٥)

إلى حسن بن زيد بات نضوي * يجوب السهل وهنا والأكاما
إلى رجل أبوه أبو المعالي * وأول مؤمن صلى وصاما
أأشتم أن أحبك يا ابن زيد * وأن أهدي التحية والسلاما
وقد سلفت علي له أياد * تعيش الروح منا والعظاما
وكان هو المقدم من قريش * ورأس العز منها والسناما
وخيرهم لجار أو لصهر * بتسكين الكلالة والذماما
وكان أشدهم عقلا وحلما * وأبرحهم إذا ازدحم الزحاما
وقد كان في البيتين الأولين غلط اهتدينا لصوابه ونظن أن في
الأخيرين أغلاطا لم نهتد لصوابها فرسمناها كما وجدناها. وفي تاريخ
بغداد: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي
المديني كان أحد الأجواد وولاه أبو جعفر المنصور المدينة خمس سنين ثم
غضب عليه فعزله واستصفى كل شئ له وحبسه ببغداد فلم يزل محبوسا
حتى مات المنصور وولي المهدي فأخرجه من محبسه ورد عليه كل شئ ذهب
له ولم يزل معه. ثم روى بسنده أنه كان أول ما عرف به شرف الحسن بن
زيد أن أباه توفي وهو غلام حدث وترك دينا على أهله أربعة آلاف دينار
فحلف الحسن بن زيد أن لا يظل رأسه سقف بيت إلا سقف مسجد أو
سقف بيت رجل يكلمه في حاجة حتى يقضي دين أبيه. فلم يظل رأسه
سقف بيت حتى قضى دين أبيه وفي شذران الذهب في سنة ١٦٨
مات السيد الأمير أبو محمد الحسن بن زيد ابن السيد الحسن بن
علي بن أبي طالب شيخ بني هاشم في زمانه وأمير المدينة
للمنصور ووالد السيدة نفيسة وخافه المنصور فحبسه ثم أخرجه المهدي
وقربه ولم يزل معه حتى مات معه بطريق مكة عن ٨٥ سنة روى عن أبيه
وخرج له النسائي قال في المغني ضعفه ابن معين وقواه غيره اه. وفي ذيل
المذيل للطبري حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب ع
وكان الحسن بن زيد يكنى أبا محمد وولد الحسن بن زيد محمدا والقاسم وأم
كلثوم بنت حسن تزوجها أبو العباس السفاح وعليا وزيدا وإبراهيم
وعيسى وإسماعيل وإسحاق الأعور وعبد الله وكان حسن بن زيد عابدا
فولاه أبو جعفر المدينة فوليها خمس سنين ثم تعقبه فغضب عليه فعزله
واستصفى كل شئ له فباعه وحبسه فكتب محمد المهدي وهو ولي عهد أبيه
إلى عبد الصمد بن علي سرا إياك إياك ولم يزل محبوسا حتى مات أبو جعفر
فأخرجه المهدي وأقدمه عليه ورد عليه كل شئ ذهب له ولم يزل معه حتى
خرج المهدي يريد الحج في سنة ١٦٨ ومعه حسن بن زيد وكان الماء في
الطريق قليلا فخشي المهدي على من معه العطش فرجع من الطريق ولم
يحج تلك السنة ومضى الحسن بن زيد يريد مكة فاشتكى أياما ثم مات
بالحاجر فدفن هناك سنة ١٦٨ اه وفي صبح الأعشى أن المنصور ولى
جعفر بن سليمان على المدينة ثم عزله في سنة ١٥٠ وولى مكانه الحسن بن
زيد بن الحسن ثم عزله في سنة ١٥٥ اه. ويقال إن سبب عزل المنصور له
وحبسه ومصادرته وشاية المعروف بابن أبي ذئب به فلما أطلق الحسن وجاء
إلى المدينة أرسل إلى ابن أبي ذئب بهدايا ولم يجازه بمثل عمله، هكذا في
كتاب لبعض أهل العصر لا أعتمد على ضبطه فليراجع. وفي غاية
الاختصار: ومنهم أعني آل زيد السيد الجليل الحسن والي المدينة كان
الحسن هذا جليلا نبيلا سريا فاضلا ولاه المنصور المدينة قال فيه الشاعر:
إذا أمسى ابن زيد لي صديقا * فحسبي من مودته نصيبي
مات في آخر أيام المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور وله ٨٥ سنة
اه. وفي ميزان الذهبي: الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
العلوي أبو محمد المدني أمير المدينة ذكره ابن حبان في الثقات وقال يحيى
ضعيف الحديث وقال ابن عدي أحاديثه معضلة وأحاديثه عن أبيه أنكر مما
روى عن عكرمة وقد ولي المدينة للمنصور خمس سنين ثم عزله وصادره ثم
سجنه فلما ولي المهدي أطلقه وأكرمه وأدناه مات سنة ١٦٨ وله ٨٥ سنة
وكان شيخ بني هاشم في زمانه أخرج النسائي له حديثا أن النبي ص احتجم
وهو صائم وهذا هو والد الست نفيسة اه. وفي تهذيب التهذيب الحسن بن
زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ذكره ابن حيان في الثقات وقال
الزبير بن بكار كان فاضلا شريفا ولإبراهيم بن علي بن هرمة فيه مدائح
روى له النسائي حديثا واحدا: احتجم ص وهو صائم وهو والد السيدة
نفيسة وقال ابن معين ضعيف وقال العجلي مدني ثقة وقال ابن سعد كان
عابدا ثقة ولما حسبه المنصور كتب المهدي إلى عبد الصمد والي المدينة بعد
الحسن أن أرفق بالحسن ووسع عليه ففعل فلم يزل مع المهدي حتى خرج
المهدي للحج سنة ١٦٨ وهو معه فكان الماء في الطريق قليلا فخشي المهدي
على من معه العطش فرجع ومضى الحسن يريد مكة فاشتكى أياما ومات
وقال نحو ذلك ابن حبان اه.
أخباره
في الأغاني بسنده إنه لما استخلف المنصور ألح في طلب محمد بن
عبد الله بن الحسن والمسالة عنه وعمن يؤويه فدعا بني هاشم رجلا رجلا
فسألهم عنه فكلهم يقول يا أمير المؤمنين إنك قد عرفته يطلب هذا الشأن
قبل اليوم فهو يخافك على نفسه ولا يريد خلافا ولا يحب معصية إلا
الحسن بن زيد فإنه أخبره خبره فقال والله ما آمن وثوبه عليك وانه لا ينام
عنك فسر رأيك فيه قال الراوي فأيقظ من لا ينام اه. ومن أخباره ما في
عمدة الطالب انه لما جئ برأس إبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى إلى
المنصور ووضع في طشت بين يديه والحسن بن زيد بن الحسن بن علي واقف
على رأسه عليه السواد فخنقته العبرة والتفت إليه المنصور وقال أتعرف من
هذا فقال نعم:
فتى كان يحميه من الضيم سيفه * وينجيه من دار الهوان اجتنابها
فقال المنصور صدقت ولكن أراد رأسي فكان رأسه أهون علي
ولوددت أنه فاء إلى طاعتي اه. فكان الحسن بن زيد أخذته عاطفة الرحم
القريبة في تلك الحال وإلا فقد مر أنه أغرى المنصور بمحمد بن عبد الله
أخي إبراهيم. ومن أخباره ما في كتاب وفاء الوفا باخبار دار المصطفى عن
فائد مولى عبادل أنه لما كان زمن حسن بن زيد وهو أمير على المدينة استعدى
بنو محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب على آل عقيل في قناتهم التي في
دورهم الخارجة في المقبرة وقالوا إن قبر فاطمة ع عند هذه
القناة فاختصموا إلى حسن فدعاني حسن فسألني فأخبرته عن عبيد الله بن
أبي رافع ومن بقي من أهلي وعن حسن بن علي وقوله ادفنوني إلى جنب أمي
ثم أخبرته عن منقد الحفار وعن قبر الحسن أنه رآه مطابقا بالحجارة فقال
حسن بن زيد أنا على ما تقول وأقر قناة آل عقيل اه.
(٧٦)

أخباره مع إبراهيم بن علي
ابن هرمة
مر شئ منها في ترجمة ابن هرمة ج ٤ وفي الأغاني بسنده عن ابن
ربيح راوية ابن هرمة قال: أصابت ابن هرمة أزمة فقال لي في يوم حار
إذهب فتكار حمارين إلى ستة أميال ولم يسم موضعا فركب واحدا وركبت
واحدا ثم سرنا حتى صرنا إلى قصور الحسن بن زيد ببطحاء ابن أزهر
فدخلنا مسجده فلما مالت الشمس خرج علينا مشتملا على قميصه فقال
لمولى له أذن فاذن ولم يكلمنا كلمة ثم قال له أقم فأقام فصلى بنا ثم أقبل على
ابن هرمة فقال مرحبا بك يا أبا إسحاق حاجتك؟ قال نعم بأبي أنت وأمي
أبيات قلتها وقد كان عبد الله وحسن وإبراهيم بنو حسن بن حسن وعدوه
شيئا فاخلفوه فقال هاتها فقال:
أما بنو هاشم حولي فقد قرعوا * نبل الضباب التي جمعت في قرن
فما بيثرب منهم من أعاتبه * إلا عوائد أرجوهن من حسن
الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن
قال: حاجتك؟ قال: لابن أبي مضرس علي خمسون ومائة دينار
فقال لمولى له يا هيثم اركب هذه البغلة فائتني بابن أبي مضرس وذكر حقه فما
صلينا العصر حتى جاء به فقال له مرحبا بك يا ابن أبي مضرس أمعك ذكر
حقك على ابن هرمة قال نعم قال فامحه فمحاه ثم قال يا هيثم بع ابن أبي
مضرس من تمر الخانقين بمائة وخمسين دينارا وزده على كل دينار ربع
دينار وكل ابن هرمة بخمسين ومائة دينار تمرا وكل ابن ربيح بثلاثين دينارا
تمرا فانصرفنا من عنده فلقيه محمد بن عبد الله بن حسن بالسيالة وقد بلغه
الشعر فغضب لأبيه وعمومته فقال أي ماض بظر أمه أنت القائل على هن
وهن فيما مضى وهن قال لا والله ولكني الذي أقول لك:
لا والذي أنت منه نعمة سلفت * نوجو عواقبها في آخر الزمن
لقد اتيت بأمر ما عمدت له * ولا تعمده قولي ولا سنني
فكيف امشي مع الأقوام معتدلا * وقد رميت برئ العود بالابن
ما غيرت وجهه أم مهجنة * إذا القتام تغشى أوجه الهجن
قال وأم الحسن بن زيد أم ولد اه. ومن هنا يعلم أن ابن هرمة كان
ينافق مع الطرفين فإذا مدح الحسن بن زيد عرض بأبناء عمه عبد الله
وحسن وإبراهيم أبناء الحسن المثنى لان بينهم وبينه شئ وإذا مدح
محمد بن عبد الله بن حسن عرض بالحسن بن زيد بان أمه أمة قال: فلما
قال ابن هرمة هذا الشعر في حسن بن زيد يعني الذي فيه على هن وهن
فيما مضى وهن قال عبد الله بن حسن والله ما أراد الفاسق غيري وغير
أخوي حسن وإبراهيم وكان عبد الله يجري على ابن هرمة رزقا فقطعه عنه
وغضب عليه فاتاه يعتذر فنحي وطرد فسال رجالا أن يكلموه فردهم فيئس
من رضاه واجتنبه وخافه فمكث ما شاء الله ثم مر عشية وعبد الله على زريبة
في ممر المنبر ولم تكن تبسط لاحد غيره في ذلك المكان فلما رأى عبد الله
تضاءل وتقنفذ وتصاغر وأسرع المشي فكان عبد الله رق له فامر به فرد عليه
فقال يا فاسق يا شارب الخمر على هن وهن تفضل الحسن علي وعلى أخوي
فقال بأبي أنت وأمي ورب هذا القبر ما عنيت إلا فرعون وهامان وقارون
أفتغضب لهم فضحك وقال والله ما أحسبك الا كاذبا وأمر بان ترد عليه
جاريته اه.
والحسن بن زيد المترجم كان يعادي ابن عمه عبد الله وإخوته وأولاده
كما مر في جوابه عنهم للمنصور فلذلك قبل من ابن هرمة أن يقول فيهم ما
قال. وروى هذه القصة الخطيب في تاريخ بغداد بتفاوت عما في
الأغاني فروى بسنده عن راوية ابن هرمة قال بعث إلي ابن
هرمة في وقت الهاجرة صر إلى فصرت إليه فقال اكتر حمارين إلى أربعة
أميال من المدينة أين شئنا فقلت هذا وقت الهاجرة وأرض المدينة سبخة
فامهل حتى نبرد قال لا لان لابن جبر الحناط علي مائة دينار قد منعتني
القائلة وضيقت على عيالي فاكتريت حمارين فركبنا فمضيت معه حتى انتهينا
إلى الحمراء قصر الحسن بن زيد فصادفناه يصلي العصر فاقبل على ابن هرمة
فقال ما جاء بك في هذا الوقت والحر شديد فقال لابن جبر الحناط علي مائة
دينار قد منعتني القائلة وضيقت على عيالي وقد قلت شعرا فاسمعه مني قال
قل فأنشأ يقول:
أما بنو هاشم حولي فقد رفضوا * نيلي الصباب التي جمعت في قرن
فما بيثرب منهم من أعاتبه * إلا عوائد أرجوهن من حسن
الله أعطاك فضلا من عطيته * على هن وهن فيما مضى وهن
فقال يا غلام إفتح باب تمرنا فبع منه بمائة دينار واحضر ابن جبر
الحناط وليكن معه ذكر دينه وماله على ابن هرمة فحضر فاخذ منه ذكر دينه
فدفعه إلى ابن هرمة وسلم إلى ابن جبر مائة دينار وقال يا غلام بع بمائة دينار
أخرى وادفعها إلى ابن هرمة يستعين بها على حاله فقال له ابن هرمة يا
سيدي مر لي بحمل ثلاثين حمارا تمرا لعيالي قال يا غلام افعل ذلك فانصرفا
من عنده فقال لي ويحك لرأيت نفسا أكرم من هذه النفس أو راحة أندى من
هذه الراحة فانا لنسير على السيالة إذا غامز قد غمز ابن هرمة فالتفت إليه
فإذا هو عبد الله بن حسن بن حسن فقال يا دعي الأدعياء أتفضل علي وعلى
أبي الحسن بن زيد فقال والله ما فعلت هذا اه. وفي الأغاني بسنده عن
محمد بن جعفر الصادق ع قال دخلت مع أبي على المنصور بالمدينة
وهو جالس في دار مروان فلما اجتمع الناس قام ابن هرمة فقال يا أمير
المؤمنين جعلني الله فداءك شاعرك وصنيعتك إن رأيت أن تأذن لي في
الإنشاد قال هات فأنشده قوله فيه سرى ثوبه عنك الصبا المتخايل حتى
إنتهى إلى قوله:
له لحظات عن حفافي سريره * إذا كرها فيها عقاب ونائل
فأم الذي آمنت آمنة الردى * وأم الذي خوفت بالثكل ثاكل
فقال له المنصور أما لقد رأيتك في هذه الدار قائما بين يدي عبد
الواحد بن سليمان تنشده قولك فيه:
وجدنا غالبا كانت جناحا * وكان أبوك قادمة الجناح
فقطع ابن هرمة حتى ما قدر على الاعتذار فقال له المنصور أنت
رجل شاعر طالب خير وكل ذلك يقوله الشاعر وقد أمر لك أمير المؤمنين
بثلاثمائة دينار فقام إليه الحسن بن زيد فقال يا أمير المؤمنين إن ابن هرمة
رجل منفاق متلاف فان رأى أمير المؤمنين أن يأمر له بها ويجري عليه ما
يكفيه ويكفي عياله فعل فقال افعلوا ذلك به وإنما فعل به الحسن بن زيد
هذا لأنه كان مغضبا عليه لقوله يمدح عبد الله بن حسن:

(١) لا يخفى وقوع الاختلاف بين رواية تاريخ بغداد هذه ورواية الأغاني السابقة في هذا البيت
ومعناه على كلا الروايتين غير ظاهر ولا شك انه قد وقع فيه تحريف والقرن الجعبة -.
(٢) مر البيتان في ترجمته ج ٥ بتفاوت عما هنا ولعل ما هنا أصوب. - المؤلف -.
(٧٧)

ما غيرت وجهه أم مهجنة * إذا القتام تغشى أوجه الهجن
اه. أي ان ابن هرمة كان غاضبا على الحسن بن زيد ولذلك مدح
خصمه عبد الله بن حسن وعرض بالحسن بن زيد لأن أم الحسن أمة قاسم
كان في كان مغضبا عليه راجع إلى ابن هرمة ولقوله تعليل لغضب ابن هرمة
أي يدل على أن ابن هرمة كان غاضبا على الحسن قوله هذا. ووجدت
في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ما صورته:
لما ولي الحسن بن زيد المدينة دخل عليه إبراهيم بن علي بن هرمة
فقال له الحسن يا إبراهيم لست كمن باع له دينه رجاء مدحك أو خوف
ذمك فقد رزقني الله تعالى بولادة نبيه ص الممادح وجنبني المقابح وإن من
حقه علي أن لا أغضي على تقصير في حق وجب وأنا أقسم لان أتيت بك
سكران لأضربنك حدا للخمر وحدا للسكر ولأزيدن لموضع حرمتك بي
فليكن تركك لها لله عز وجل تعن عليه ولا تدعها للناس فتوكل إليهم
فنهض ابن هرمة وهو يقول:
نهاني ابن الرسول عن المدام * وأدبني بآداب الكرام
وقال لي اصطبر عنها ودعها * لخوف الله لا خوف الأنام
وكيف تبعدي عنها وحبي * لها حب تمكن في العظام
أرى طيب الحلال علي خبثا * وطيب النفس في خبث الحرام
وكان إبراهيم منهوما في الخمر وجلده خثيم بن عراك صاحب شرطة
المدينة لرباح بن عبد الله الحارثي في ولاية أبي العباس السفاح اه‍.
أخباره مع ابن المولى
وهو محمد بن عبد الله بن مسلم ابن المولى مولى الأنصار وكان شاعرا
مجيدا من مخضرمي الدولتين في الأغاني أخبرني عمي حدثنا الحزنبل عن
عمرو بن أبي عمرو قال بلغني أن الحسن بن زيد دعا بابن المولى فاغلظ له
وقال تشبب بحرم المسلمين وتنشد ذلك في مسجد رسول الله ص وفي
الأسواق والمحافل ظاهرا فحلف له بالطلاق أنه ما تعرض لمحرم قط ولا
شبب بامرأة مسلم ولا معاهدة قط قال فمن ليلى هذه التي تذكر في شعرك
فقال له امرأتي طالق إن كانت الاقوسي هذه سميتها ليلى لأذكرها في
شعري فان الشعر لا يحسن إلا بالتشبيب فضحك الحسن ثم قال إذا كانت
القصة هذه فقل ما شئت. وفي الأغاني: قال الحزنبل حدثني عمرو بن أبي
عمرو عن أبيه قال حدثني مولى للحسن بن زيد قال قدم ابن المولى على
المهدي وقد مدحه بقصيدته التي يقول فيها:
وما قارع الأعداء مثل محمد * إذا الحرب أبدت عن حجول الكواعب
فتى ماجد الأعراق من آل هاشم * تبجج منها في الذرى والذوائب
أشم من الرهط الذين كأنهم * لدى حندس الظلماء زهر الكواكب
إذا ذكرت يوما مناقب هاشم * فإنكم منها بخير المناصب
ومن عيب في أخلاقه ونصابه * فما في بني العباس عيب لعائب
وإن أمير المؤمنين ورهطه * لأهل المعالي من لؤي بن غالب
أولئك أوتاد البلاد ووارثو النبي * بأمر الحق غير التكاذب
ثم ذكر فيها آل أبي طالب فقال:
وما نقموا إلا المودة منهم * وإن غادروا فيهم جزيل المواهب
وأنهم نالوا لهم بدمائهم * شفاء نفوس من قتيل وهارب
وقاموا لهم دون العدى وكفوهم * بسمر القنا والرهفات القواضب
وأن أمير المؤمنين لعائد * بانعامه فيهم على كل تائب
إذا ما دنوا أدناهم وإذا هفوا * تجاوز عنهم ناظرا في العواقب
شفيق على الأقصين أن يركبوا الردى * فكيف به في واشجات الأقارب
فوصله المهدي بصلة سنية وقدم المدينة فانفق وبنى داره ولبس ثيابا
فاخرة ولم يزل كذلك مدى حياته ثم دخل على الحسن بن زيد وكانت له
عليه وظيفة في كل سنة فأنشده قوله يمدحه:
هاج شوقي تفرق الجيران * واعتراني طوارق الأحزان
وتذكرت ما مضى من زماني * حين صار الزمان شر زمان
يقول فيها يمدح الحسن بن زيد:
ولو أن امرأ ينال خلودا * بمحل ومنصب ومكان
أو ببيت ذراه يلصق بالنجم * قرانا في غير برج قران
أو بمجد الحياة أو بسماح * أو بحلم في علا ثهلان
أو بفضل لناله حسن الخير * بفضل الرسول ذي البرهان
فضله واضح برهط أبي القاسم * رهط اليقين والايمان
هم ذوو النور والهدى ومدى الأمر * وأهل البرهان والعرفان
معدن الحق والنبوة والعدل * إذا ما تنازع الخصمان
وابن زيد إذا الرجال تجاروا * يوم حفل وغاية ورهان
سابق مغلق مجيز رهان * ورث السبق من أبيه الهجان
فلما أنشده إياها دعا به خاليا ثم قال له يا عاض كذا من أمه إذا
جئت إلى الحجاز تقول لي هذا و أما إذا جئت إلى العراق تقول:
وان أمير المؤمنين ورهطه * لرهط المعالي من لؤي بن غالب
أولئك أوتاد البلاد ووارثوا النبي * بأمر الحق غير التكاذب
فقال له أتنصفني يا ابن الرسول أم لا فقال نعم فقال: ألم أقل وإن
أمير المؤمنين ورهطه ألستم رهطه فقال دع هذا ألم تقدر أن ينفق شعرك
ومديحك الا بتهجين أهلي والطعن عليهم والاغراء بهم حيث تقول:
وما نقموا إلا المودة منهم * وإن غادروا فيهم جزيل المواهب
وإنهم نالوا لهم بدمائهم * شفاء نفوس من قتيل وهارب
فوجم ابن المولى وأطرق ثم قال يا ابن الرسول إن الشاعر يقول
ويتقرب بجهده ثم قام فخرج من عنده منكسرا فامر الحسن وكيله أن يحمل
اليه وظيفته ويزيده فيها ففعل فقال ابن المولى والله لا أقبلها وهو علي ساخط
فاما ان قرنها بالرضا فقبلتها وأما ان أقام وهو علي ساخط البتة فلا، فعاد
الرسول إلى الحسن فأخبره فقال قل له قد رضيت فاقبلها ودخل على الحسن
فأنشده قوله فيه:
سالت فأعطاني وأعطى ولم أسل * وجاد كما جادت غواد رواعد
فاقسم لا أنفك أنشد مدحه * إذا جمعتني في الحجيج المشاهد
إذا قلت يوما في ثنائي قصيدة * تثنت بأخرى حيث تجري القصائد
خبره مع المنذر بن
عبد الله ومصعب الزبيري
روى الخطيب في تاريخ بغداد أنه لزم المنذر بن عبد الله الحرامي دين
(٧٨)

فخرج إلى الحسن بن زيد فقعد على طريقه إلى صيعته وقال أيها الأمير إسمع
مني شيئا قلته قال الحسن الحق يا أبا عثمان نسمع منك على مهل فانا
عجلان فكسر ذلك المنذر بن عبد الله حتى هم ان يرجع ثم ذكر كلا وعيالا
فتحامل حتى اتاه فرفعه معه على فراشه وبسطه بالحديث: وحضر الغداء
فجعل يناوله بيده ثم قال أسمعنا ما قلت يا أبا عثمان فأنشده:
يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان
من زمان ألح ليس بناج * منه من لا يجيره الخافقان
من ديون تنوبنا فادحات * بيد الشيخ من بني ثوبان
فجزاه خيرا ودعا بقرطاس فكتب صكا كاذن الفأرة وختم عليه وناوله
إياه إلى ابن ثوبات فخرج به لا يظن به خيرا حتى دفعه اليه فقرأه ابن ثوبان وقال
سألني الأمير أن أنظرك بمالي إلى ميسرتك وقد فعلت وأمر لك بمائة دينار
وهذه هي: قال وذكر إسماعيل بن الحسن بن زيد إن هذه القصة
لمصعب بن ثابت الزبيري لا للمنذر بن عبد الله. قال المؤلف ويمكن كونهما
قصتين وحصل بينهما توارد خاطر في بعض الشعر أو أخذ أحدهما من الآخر
فروى بسنده عن إسماعيل بن الحسن بن زيد قال كان أبي يغلس بصلاة
الفجر فاتاه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وابنه عبد الله بن مصعب
يوما حين انصرف من صلاة الغداة وهو يريد الركوب إلى ما له بالغابة فقال
إسمع مني شعرا قال ليست هذه ساعة ذلك أهذه ساعة شعر قال أسألك
بقرابتك من رسول الله ص إلا سمعته فأنشده لنفسه:
يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان
من زمان ألح ليس بناج * منه من لم يجرم الخافقان
من ديون حفزننا معضلات * من يد الشيخ من بني ثوبان
في صكاك مكتبات علينا * بمئين إذا عددن ثمان
بأبي أنت ان أخذن وأمي * ضاق عيش النسوان والصبيان
فأرسل إلى ابن ثوبان فسأله فقال على الشيخ سبعمائة وعلى ابنه مائة
فقضى عنهما وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك.
خبره مع محمد بن عبد العزيز
في تاريخ بغداد بسنده عن أبي سلمة قال: كنت ببغداد عند باب
الذهب فقيل الحسن بن زيد يخرج من السجن ينازع محمد بن عبد العزيز
وكان الجمحي على قضاء مدينة أبي جعفر فامر أن ينظر بينهما أمره المنصور
بذلك فجاء الحسن بن زيد وجاء محمد بن عبد العزيز فجلس إلى جانبه في
مجلس الحكم فاقبل الحسن بن زيد على ابن المولى فقال إجلس بيني وبين
هذا الرجس وكره أن يلتزق به فاقبل أخ لمحمد بن عبد العزيز يقال له
سندلة على الحسن بن زيد فقال أيها يا ابن أم رقرق وذلك أن أمه تلقب
رقرقا كما مر في أول الترجمة يا ابن عم من يزعم أن في السماء إلها وفي
الأرض إلها ولاك أمير المؤمنين فكفرت نعمته وأردت الخروج عليه يا معشر
الملأ هل ترون وجه خليفة فاقبل عليه الحسن بن زيد فقال مثلي ومثلك كما
قال الشاعر:
وليس بنصف أن أسب مجاشعا * بابائي الشم الكرام الخضارم
ولكن نصفا لو سببت وسبني * بنو عبد شمس من مناف وهاشم
فتركهم الجمحي ساعة يتنازعون ثم أقبل عليهم فقال دعونا منكم
هات يا ابن عبد العزيز ما تقول قال أصلح الله القاضي جلدني مائة وشقق
قضاياي وعلقها في عنقي وأقامني على البلس فقال ما تقول يا حسن قال
أمرني أمير المؤمنين بذلك قال حجتك فأخرج كتابا من كمه وقال هذا
حجتي قال هاته قال ما كنت لأدفع حجتي إلى غيري ولكن ان أردت
ان تنسخه فانسخه ثم اعاده إلى كمه اه.
خبره مع إسحاق بن إبراهيم
ابن طلحة
روى أبو الفرج في الأغاني بسنده أن الحسن بن زيد دعا إسحاق بن
إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله بن معمر التيمي أيام كان بالمدينة إلى ولاية
القضاء فأبى عليه فحبسه وجاء بنو طلحة فانسجنوا معه وبلغ ذلك
الحسن بن زيد فأرسل إليه فاتاه فقال إنك تلاججت علي وقد حلفت أن لا
أرسلك حتى تعمل لي فابرر يميني ففعل فأرسل الحسن معه جندا حتى جلس
في المسجد للقضاء والجند على رأسه فجاءه داود بن سلم فوقف عليه
فقال:
طلبوا الفقه والمروءة والحلم * وفيك اجتمعن يا إسحاق
فقال ادفعوه فدفعوه فتنحى عنه فجلس ساعة ثم قام من مجلسه
فأعفاه الحسن بن زيد من القضاء وأرسل إلى داود بن سلم بخمسين
دينارا.
خبره مع محمد بن حمزة الأسلمي
كان أبو عاصم محمد بن حمزة الأسلمي قد هجا الحسن بن زيد
بقوله:
له حق و ليس عليه حق * ومهما قال فالحسن الجميل
وقد كان الرسول يرى حقوقا * عليه لغيره وهو الرسول
فلما ولي الحسن المدينة أتاه الأسلمي متنكرا في زي الأعراب فقال:
ستأتي مدحتي الحسن بن زيد * وتشهد لي بصفين القبور
قبور لم تزل مذ غاب عنها * أبو حسن تعاديها الدهور
قبور لو بأحمد أو علي * يلوذ مجيرها حمي المجير
هما أبواك من وضعا فضعه * وأنت برفع من رفعا جدير
فقال من أنت؟ قال أنا الأسلمي قال إذا حياك الله وبسط له رداء
وأجلسه عليه وأمر له بعشرة آلاف درهم.
خبره مع داود بن سلم
روى أبو الفرج في الأغاني بسنده أنه كان الحسن بن زيد قد عود
داود بن سلم مولى بني تيم إذا جاءته غلة من الخانقين أن يصله فلما مدح
داود بن سلم جعفر بن سليمان بن علي وكان بينه وبين الحسن بن زيد
تباعد شديد أغضبه ذلك وقدم الحسن من حج أو عمرة فدخل عليه
داود بن سلم مسلما فقال له الحسن أنت القائل في جعفر:
وكنا جدبنا قبل تأمير جعفر * وكان المنى في جعفر أن يؤمرا
حوى المنبرين الأزهرين كليهما * إذا ما خطا عن منبر أم منبرا
كان بني حواء صفوا أمامه * فخير من أنسابهم متخيرا

(١) في لسان العرب ومن دعائهم أرانيك الله على البلس وهي غرائر بشهر عليها من ينكل به.
المؤلف.
(٧٩)

فقال داود نعم جعلني الله فداكم فكنتم خيرة اختياره وأنا القائل:
لعمري لئن عاقبت أوجدت منعما * بعفو عن الجاني وإن كان معذرا
لأنت بما قدمت أولى بمدحه * وأكرم فخرا إن فخرت وعنصرا
هو الغرة الزهراء من فرع هاشم * ويدعو عليا ذا المعالي وجعفرا
وزيد الندى والسبط سبط محمد * وعمك بالطف الزكي المطهرا
وما نال منها جعفر غير مجلس * إذا ما نفاه العزل عنه تأخرا
بحقكمو نالوا ذراها وأصبحوا * يرون به عزا عليكم ومفخرا
فعاد له الحسن بن زيد إلى ما كان عليه ولم يزل يصله ويحسن إليه إلى
أن مات قال أبو يحيى الزهري راوي الحديث: يعني بقوله وإن كان معذرا
أن جعفرا أعطاه بأبياته الثلاثة ألف دينار فذكر أن له عذرا في مدحه إياه
بجزالة إعطائه.
خبره مع أبي السائب
في الأغاني بسنده عن أبي الزناد قال كنت ليلة عند الحسن بن زيد
ببطحاء ابن أزهر على ستة أميال من المدينة حيال ذي الحليفة نصف الليل
جلوسا في القمر وأبو السائب المخزومي معنا وكان ذا فضل وكان مشغوفا
بالسماع والغزل بين أيدينا طبق عليه فريك فنحن نصيب منه. والحسن
يومئذ عامل المنصور على المدينة فأنشد الحسن قول داود بن سلم وجعل يمد
به صوته ويطربه.
فعرسنا ببطن عريتنات * ليجمعنا وفاطمة المسير
أتنسى إذ تعرض وهو باد * مقلدها كما برق الصبير
ومن يطع الهوى يعرف هواه * وقد ينبيك بالأمر الخبير
على إني زفرت غداة هرشي * فكاد يريحهم مني الزفير
فاخذ أبو السائب الطبق فوحش به إلى السماء فوقع الفريك على
رأس الحسن بن زيد فقال له ما لك ويحك أجننت فقال له أبو السائب
أسألك بالله وبقرابتك من رسول الله ص الا ما أعدت إنشاد هذا الصوت
ومددته كما فعلت فما ملك الحسن نفسه ضحكا وردد الحسن الأبيات
لاستحلافه إياه. وقد ظهر سوء فعل المترجم بوشايته ببني عمه وبحبس
المنصور له ظهر صدق من أعان ظالما بلي به.
الذين روى عنهم
في تاريخ بغداد حدث عن أبيه وعن عكرمة مولى ابن عباس
وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وفي تهذيب التهذيب روى
عن أبيه وابن عمه عبد الله بن الحسن وعكرمة ومعاوية بن عبد الله بن جعفر
وغيرهم. الذين رووا عنه
في تاريخ بغداد روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار ومالك بن أنس
وابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم وزاد في التهذيب التهذيب
وأبو أويس وابنه إسماعيل بن الحسن ووكيع وغيرهم وزاد الذهبي في ميزانه
وزيد بن الحباب.
٢٢٩: الحسن بن زيد العلوي.
من قواد الحسن بن زيد بن محمد الملقب بالداعي الكبير أرسله لما
ملك الداعي طبرستان ففتح الري وطرد عنها عامل الطاهرية واستخلف بها
رجلا من العلويين يقال له محمد بن جعفر وانصرف منها كما يأتي في ترجمة
الداعي سميه الحسن بن زيد.
٢٣٠: الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبو محمد الجعفري.
ولد سنة ٢٥١ وتوفي في خروجه من وادي القرى مع الحاج إلى الري
في الطريق في شهر ربيع الآخر سنة ٣٤٤ رواه في تاريخ بغداد مسندا كان
فاضلا محدثا في تاريخ بغداد من أهل وادي القرى قدم بغداد وحدث بها
عن أبيه وعن جعفر بن محمد القلانسي الرملي وعبيد الله بن رماحس
القيسي حدثنا عنه أبو حسن بن رزقويه أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا
أبو محمد الحسن بن زيد الجعفري حدثنا جعفر بن محمد القلانسي وساق
السند إلى النبي ص أنه قال بسم الله الرحمن الرحيم اسم الله الأعظم ما
بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العين وبياضها. وبسنده عن
محمد بن العباس الخزاز عن المترجم قال وكان ينزل وادي القرى وسمعنا
منه في سويقة أبي الورد في جمادى الأول سنة ٣٤١.
تنبيه
ذكر بعضهم الحسن بن أبي القاسم زيد بن محمد الشهير بأبي
الحسن بن أبي القاسم البيهقي فريد خراسان وهو سهو وصوابه أبو الحسن
علي بن أبي القاسم زيد كما ذكرناه في ج ٦ ص ٢٩٧ و ٣٠٥ ونبهنا عليه هنا
لئلا يرى أحد ما ذكره هذا البعض فيظن اننا أهملناه
٢٣١: الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل حالب الحجارة ابن الحسن أمير المدينة
الجواد بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالداعي إلى الحق
وبالداعي الكبير وبالداعي الأول.
في تاريخ رويان لمولانا أولياء الله الآملي أنه ولد بالمدينة المنورة ونشا بها
وتوفي يوم الاثنين ٣ رجب سنة ٢٧٠ في مدينة آمل وكان قد بنى لنفسه قبة
فدفن فيها وكانت باقية إلى زمان المؤلف أولياء الله في أوائل المائة التاسعة.
وفي رياض العلماء توفي يوم السبت ٢٣ رجب سنة ٢٧٠ وفي تاريخ الطبري
توفي سنة ٢٧٠ أما في رجب وأما في شعبان وفي مسودة الكتاب ولا أعلم
الآن من أين نقلته إن قبره بجرجان بقرية تدعى شناخرة. فانظر مع قول
أولياء الله ان قبره بمدينة آمل والظاهر أن المدفون بجرجان هو أخوه محمد بن زيد
كما يأتي في ترجمته فوقع الاشتباه بينهما. ولم يعقب الحسن بن زيد.
ونسبته بالكيفية المذكورة هي المستفادة من عمدة الطالب وتاريخ
الطبري وفهرست ابن النديم وغيرها وفي بعض نسخ مروج الذهب وتاريخ
ابن الأثير وتاريخ الخلفاء للسيوطي المطبوعة ما يخالف ذلك وهو تحريف من
النساخ أو من بعض المؤلفين.
وقبل الإفاضة في ترجمته يناسب أن نشير إلى الدول العلوية التي
ظهرت في الاسلام التي هذه الدولة من جملتها.
الدول والامارات العلوية التي
ظهرت في الاسلام
كان علي ع والعلويون بعده يرون أنفسهم ويراهم أكثر
الناس أحق بالخلافة والامارة بعد الرسول ص من كل من تسمى بها للقرابة
(٨٠)

واستجماع خلال الخير فيهم مع انفرادهم بقرب النسب وما كان من النص
عليهم بها يوم الغدير فلذلك كانوا يطالبون بها ويسعون للحصول عليها
كلما سنحت الفرصة لذلك فأول من طالب منهم بذلك الامام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب ع فلم يجد ناصرا.
أول دولة علوية خلافة علي
ع ثم بويع بالخلافة بعد الثلاثة فكانت هذه أول دولة علوية ظهرت في
الاسلام وفيها يقول الشريف الرضي:
لنا الدولة الغراء ما زال عندها * من الظلم واق أو من الجور منصف
بعيدة صوت في العلا غير رافع * بها صوته المظلوم والمتحيف
ثم تغلب بنو أمية على ملك الاسلام واساؤوا إلى العلويين ونالوهم
بالأذى فنازع معاوية أمير المؤمنين عليا ع الأمر وكان من جراء
ذلك حرب صفين وتسمى بإمرة المؤمنين بعد حيلة الحكمين ثم نازع
الحسن بن علي وخذله أهل العراق فاضطر إلى الصلح على شروط لم يف
معاوية بشئ منها ثم قتل الحسن بالسم ثم قتل الحسين بن علي لإبائه بيعة
يزيد الخمير السكير اللاعب بالقرود والطنابير ثم استخف هشام بن عبد
الملك بزيد بن علي بن الحسين واستضامه فقال ما كره قوم
حد السيوف إلا ذلوا فخرج بالكوفة فقتل وصلب أربع سنين ثم أحرق
وخرج ابنه يحيى بالجوزجان فقتل ثم جاءت دولة بني العباس فكان
العلويون يرون أنفسهم أحق منهم بالخلافة ويراهم الناس كذلك لكونهم
أقرب منهم إلى الرسول ص وامتيازهم عنهم بسوى ذلك فأول من خرج
منهم على العباسيين محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى لان المنصور كان قد
بايعه بالخلافة وبايعه أكثر الهاشميين في دولة بني أمية خلا الإمام جعفر بن
محمد الصادق فخرج محمد على المنصور وقتل بالمدينة وخرج بعده أخوه
إبراهيم بالعراق وقتل ثم خرج الحسين صاحب فخ فقتل بالحجاز ولم
يتعرض بقية الأئمة الاثني عشر للخلافة بعد قتل الحسين وصلح الحسن
ع ومع ذلك لم يسلموا من أذى بني العباس لما كانوا يرون من
ميل الناس إليهم فاستدعى المنصور الإمام جعفر الصادق ع من
الحجاز إلى العراق مرارا وأراد قتله فنجاه الله منه وحبس الرشيد الإمام موسى
الكاظم ع ثم قتله بالسم وقتل ولده المأمون الإمام علي بن
موسى الرضا ع بعد ما بايعه بولاية العهد.
دولة الأدارسة الحسنيين
بالمغرب والأندلس
وهم نحو ١٨ شخصا ومدة ملكهم نحو ٧٠ سنة وجدهم إدريس بن
عبد الله بن الحسن المثنى هرب في أيام الرشيد إلى شمال أفريقية كما في
ترجمته فأسس هناك دولة في عهد دولة بني العباس أيام قوتها في عصر الرشيد
فلما بلغ الرشيد خبره قلق لذلك كثيرا وأرسل إليه من سمه فمات وكانت
امرأته حاملا فولدت ذكرا سموه إدريس باسم أبيه وتناسلت ذريته وقامت
لهم دولة في شمال أفريقية ثم في أواخر ملك الأمويين بالأندلس والعجب
أن الرشيد وقبله المنصور لم ينقل عنهما أنهما اهتما لعبد الرحمن الأموي
الذي هرب إلى الأندلس في أول دولة بني العباس وأسس بها
دولة استمرت نحو ٢٨٤ سنة من سنة ١٣٨ إلى ٤٢٢
ولا أرسلوا من تحيل لسمه فيظهر أن خوفهم من العلويين لميل الناس إليهم
كان أشد من خوفهم من الأمويين ففي تاريخ الخلفاء للسيوطي: ثم وهت
الدولة الأموية بالمغرب سنة ٤٠٦ وقامت الدولة العلوية الحسنية فولى الناصر
علي بن حمود سنة ٤٠٧ ثم قتل سنة ٤٠٨ وقام أخوه المأمون القاسم وخلع
سنة ٤١١ وقام ابن أخيه يحيى بن الناصر علي بن حمود ولقب المستعلي وقتل
بعد سنة وأربعة أشهر اه. وتسمى القاسم وابن أخيه يحيى بالخلافة ثم
ملك إدريس بن علي بن حمود ثم يحيى بن إدريس ثم محمد بن القاسم بن
حمود ولم يتسم بالخلافة ثم بايعوا الحسن بن يحيى بالخلافة ثم مات فبايعوا
إدريس بن يحيى بالخلافة ثم بويع ابن عمه محمد بن إدريس بن علي
ثم بويع الحسن بن إدريس ومحمد بن القاسم بالخلافة ثم مات محمد فولي
ابنه القاسم ولم يتسم بالخلافة ثم مات محمد بن إدريس فملك بعده
إدريس بن يحيى وانقضى ملك العلويين من الأندلس سنة ٤٤٧ وصار فيها
أشباه ملوك الطوائف ثم استولى عليها يوسف بن تاشفين صاحب مراكش
وتعاقبت عليها الدول حتى ملكها الإسبانيون في عهد الدولة العثمانية
وأجبروا أهلها على التنصر أو الخروج منها أو القتل فلم يبق بها مسلم
وحولت مساجدها كنائس وبقيت كذلك إلى اليوم.
دولة آل طباطبا الحسنية
بالكوفة واليمن
في سنة ١٩٩ ظهر بالكوفة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يدعو إلى
الرضا من آل محمد وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن
منصور وبعد أشهر مات محمد فجأة فقيل إن أبا السرايا سمه لأنه علم أنه
لا حكم له معه وبايع محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب وضرب أبو السرايا الدراهم في الكوفة وفتح البصرة والمدائن
وأرسل عمالا إلى الحجاز واليمن وانتشر الطالبيون في البلاد وفي سنة ٢٠٠
قتل أبو السرايا وفي سنة ٢٠١ مات محمد صاحبه. كذا ذكره ابن الأثير.
وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: فصل في دولة بني طباطبا العلوية الحسنية
قام منهم بالخلافة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم طباطبا سنة ١٩٩ وقام
باليمن في هذا العصر الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن طباطبا ودعي
له بإمرة المؤمنين ومات سنة ٢٠٨ وقام ابنه المرتضى محمد ومات سنة ٣٢٠
وقام أخوه الناصر ومات سنة ٢٣ وقام ابنه المنتجب الحسين ومات سنة ٢٩
وقام أخوه المختار القاسم وقتل سنة ٤٤ وقام اخوه الهادي محمد ثم الرشيد
العباس ثم انقرضت دولتهم اه. وفي كون الهادي مات سنة ٢٠٨ وابنه
المرتضى سنة ٣٢٠ ما يلفت النظر فإنه يقتضي أن يكون ملك ١١٢ سنة
وهو غريب ولو كان لنبه عليه فيوشك أن يكون الصواب ٣٠٨ بدل ٢٠٨ أو
٢٢٠ بدل ٣٢٠ والله أعلم. ثم استمرت هذه الدولة التي قامت على
المذهب الزيدي إلى هذا العصر.
الدولة العلوية الفاطمية
في شمال إفريقية
وظهرت الدولة العلوية الفاطمية في شمال أفريقية ومصر في عهد أخذ
الدولة العباسية بالضعف ولم يجد العباسيون سلاحا يحاربونها به أقوى من
(٨١)

القدح في نسبها لما كان الناس عليه من الميل إلى العلويين والنفرة من
العباسيين بما كان يظهر منهم من الموبقات والظلم والغشم ولم يكن
العباسيون يطمعون في الاستيلاء على ملك العلويين بقدحهم في نسبهم
لكنهم كانوا يريدون الاحتفاظ بما في أيديهم خوفا عليه من العلويين
واستمرت هذه الدولة سائدة نحوا من ٢٧١ سنة من سنة ٢٩٦ إلى ٥٦٧.
الدولة العلوية بطبرستان
وظهرت دولة علوية مستقلة بطبرستان وبلاد الديلم ملك فيها
الداعي إلى الحق الملقب بالداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني صاحب
الترجمة ظهر سنة ٢٥٠ ثم أخوه الملقب بالداعي الصغير محمد بن زيد وقتل
سنة ٢٨٨ ثم الملقب بالناصر الكبير والملقب بالناصر الصغير وغيرهم
وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي أن الدولة الطبرستانية تداولها ستة رجال ثلاثة
من بني الحسن ثم ثلاثة من بني الحسين أولهم الداعي إلى الحق الحسن بن
زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسين بن زيد الجواد بن الحسن بن
الحسين بن علي بن أبي طالب بالري والديلم ثم قام أخوه القائم بالحق محمد
وقتل سنة ٢٨٨ فقام حفيده المهدي الحسن بن زيد بن القائم بالحق ثم لم
يذكر الثلاثة الحسينيين ووقع منه خطا في نسب الحسن بن زيد وصوابه ما مر
وساعد على ظهور هذه الدولة ضعف الخلفاء العباسيين واختلافهم وتشتت
أمرهم وما ظهر من جور العمال وعسفهم فخرج هؤلاء السادات إلى
طبرستان وحاربوا المستولين عليها وطردوهم وظهرت منهم شهامة وشجاعة
وأقاموا عمود الحق والعدل وأحبهم أهل تلك البلاد وبايعوهم على الكتاب
والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الدولتان الحسنية والحسينية
بالحجاز
وظهرت دولة حسنية بالحجاز في مكة المكرمة ودولة حسينية بالحجاز
أيضا في المدينة المنورة. وذلك لما كثر خروج العلويين على الملوك ومطالبتهم
بما يرونه ويراه الناس حقا لهم فارضوهم بامارتي مكة والمدينة ليأمنوا غائلتهم
وأول من ملك مكة من الحسنيين جعفر بن محمد بن الحسين أو
الحسن بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن
عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب
ع وذلك في أواسط المائة الرابعة من الهجر على ما في خلاصة
الكلام في أمراء البلد الحرام واستمرت إمارة الحسنيين على مكة المكرمة إلى
هذا العصر وكان آخر من ملكها منهم الشريف حسين بن علي الذي أقيم
ملكا على الحجاز باسم ملك العرب ثم ولده الملك علي ولم تطل مدته ثم
استولى السعوديون على ملك الحجاز إلى هذا الوقت وهو سنة ١٣٦١ ثم إن
الحسنيين بمكة تظاهروا بالتسنن بعد خطوب جرت فدام ملكهم على مكة
والحسنيين تظاهروا بالتشيع في جميع أدوارهم فزال ملكهم ودون تاريخ أمراء
مكة في كتاب خلاصة الكلام إلى زمن إمارة الشريف عون الذي رأيناه
وشاهدناه عام ١٣٢٠ بمكة المكرمة وانتهى التاريخ في الكتاب المذكور إلى
سنة ١٣٠١ أما الحسينيون فلم يدون تاريخهم ولكن ذكروا استطرادا في كتب
التاريخ وذكرنا من وصلت ترجمته الينا منهم في محله من هذا الكتاب وأول
من ملك المدينة من الحسينيين فيما يظهر من صبح الأعشى الشريف طاهر
الملقب بالمليح ابن محمد الملقب بمسلم بن طاهر بن الحسن بن طاهر بن
يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن
علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب في صبح الأعشى لحق
طاهر بالمدينة الشريفة فقدمه بنو الحسين على أنفسهم واستقل بإمارتها سنين
وتوفي سنة ٣٨١ واستمرت امارتها فيهم إلى سنة ٨٨٦ فكان أميرها فيصل
الجمازي كما في وفاء الوفاء ولا يحضرني الآن متى زالت إمارتهم عنها.
الدولة المرعشية في آمل
ومازندران
كان أهلها سادات حسينيين من نسل الحسن المرعشي بن الحسين
الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
ملك منهم ١٤ رجلا أولهم يدعى قوام الدين وآخرهم السيد مراد
ملكوا من سنة ٧٦٠ إلى ٩٨٩ وذلك نحو ٢١٩ سنة تخللها ملك لغيرهم
نحو ٤٩ فكانت مدة ملكهم نحو ١٧٠ سنة.
الدولة الكيائية بكيلان والديلم
وظهرت ببلاد كيلان والديلم دولة علوية هي دولة الكيائية نسبة إلى
كيا بكسر الكاف وفتح المثناة التحتية وهي كلمة تعظيم بلسان الديلم معناها
السيد أو ما يشبه ذلك كان يلقب بها أولئك السادات وربما أضافوا إليها
كلمة كار فقالوا كاركيا وكان ظهور هذه الدولة في أوائل المائة الثامنة.
الدولة الصفوية بإيران
وهي دولة بلغت في القوة والعظمة درجة عالية ونشرت العلوم
والمعارف وأكرمت العلماء وأهل الدين وحافظت على شعائر الدين الاسلامي
ملك منها عشرة ملوك أولهم إسماعيل بن حيدر وآخرهم طهماسب الثاني
ابن حسين وهم من السادات العلوية ينتهي نسبهم إلى الإمام الكاظم
موسى بن جعفر ع ومدة ملكهم نحو من ٢٣٣ سنة من سنة
٩٠٦ إلى ١١٣٩.
دولة الموالي
وظهرت دولة الموالي آل فلاح الموسويين المشعشعيين في خوزستان في الحويزة
ونواحيها وكان ابتداؤها من سنة ٨٥٠ وانتهت سنة ١٠٢٩ وذلك نحو
١٧٩ سنة وعاصرت الملوك الصفوية وبسطوا عليها سيطرتهم وذكرنا رجال
هذه الدولة كلا في محله من هذا الكتاب.
دول وإمارات أخرى
وقد قامت دول وإمارات أخرى في العالم الاسلامي ليس هنا مكان
استقصائها.
وحيث انتهينا من الكلام إجمالا على الدول والامارات العلوية التي
ظهرت في الاسلام، فلنعد إلى ترجمة من نحن بصدد ترجمته وهو الحسن بن
زيد الملقب بالداعي الكبير.
أمه
في عمدة الطالب أمه آمنة بنت عبد الله بن عبيد الله الأعرج بن
الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
أقوال العلماء فيه
كان الحسن بن زيد الداعي مع شرف نسبه وكرم حسبه عالي الهمة
(٨٢)

شجاعا حازما ثاقب الرأي متواضعا جوادا كريما عارفا بمواقع الكلام متعطفا
على العلويين محسنا إليهم كثير البر بهم ظهر بطبرستان سنة ٢٥٠ وطرد عنها
الطاهرية وجرت له معهم خطوب وحروب ثم حاربه يعقوب بن الليث
الصفار المتغلب على خراسان وجرت له معه أيضا حروب وخطوب واستقر
ملكه بطبرستان عشرين سنة إلا قليلا وأظهر فيها مذهب أهل البيت في
الأصول والفروع ودعا إلى الرضا من آل محمد ووفد عليه الشعراء فأجازهم
أمثال أبي مقاتل الضرير نصر بن نصر الحلواني وأبي الغمر وغيرهما وفي تاريخ
رويان لمولانا أولياء الله الآملي الذي كان حيا سنة ٨٠٥ ما تعريبه: أنه
كان رجلا متفردا في أنواع الفضائل النفسانية مولده في مدينة الرسول ص
ونشا ونما هناك عديم المثيل في الشجاعة والثبات وقوة القلب وتدبير الحرب
جوادا كريما بحيث أنه حضر عنده يوما أبو الغمر الشاعر في آمل وقد
اقتصد الداعي فأنشد أبو الغمر هذين البيتين:
إذا كتبت يد الحجام سطرا * أتاك بها الأمان من السقام
فحسمك داء جسمك باحتجام * كحسمك داء ملكك بالحسام
فامر له بعشرة آلاف درهم وأبو الغمر اسمه هارون بن محمد وكان
كاتب الحسن بن زيد ذكره ابن النديم في الفهرست وقال ابن الأثير في
الكامل في حوادث سنة ٢٧٠ فيها توفي الحسن بن زيد العلوي صاحب
طبرستان في رجب وكانت ولايته ١٩ سنة و ٨ أشهر و ٦ أيام وكان الحسن
جوادا امتدحه رجل فأعطاه عشرة آلاف درهم يشير إلى ما مر عن أبي
الغمر، وكان متواضعا لله تعالى حكي عنه أنه مدحه شاعر فقال: الله
فرد وابن زيد فرد فقال بفيك الحجر يا كذاب هلا قلت الله فرد وابن
زيد عبد ثم نزل عن مكانه وخر ساجدا لله تعالى وألصق خده بالتراب
وحرم الشاعر اه. وفي تاريخ رويان وتاريخ طبرستان أنه بعد ما هزم
الداعي سليمان بن علي بن طاهر واستولى على بلاد طبرستان سنة ٢٥٢
أنشده في ذلك اليوم أبو مقاتل الضرير نصر بن نصر الحلواني الشاعر
قصيدة مطلعها الله فرد وابن زيد فرد فقال له الداعي بفيك التراب هلا
قلت الله فرد وابن زيد عبد وقام عن كرسيه ومرع وجهه بالتراب وجعل
يقول مكررا: الله فرد وابن زيد عبد وأمرنا باخراج الشاعر مضروبا وبعد
أيام أتى هذا الشاعر وأنشأ هذه الأبيات:
أنا من عصاه لسانه في شعره * ولربما ضر اللبيب لسانه
هبني كفرت أما رأيتم كافرا * نجاه من طغيانه إيمانه
فلم يرض عنه فلما كان يوم المهرجان وهو اليوم السادس والعشرين
من اسفنديار أنشأ هذه القصيدة:
لا تقل بشرى ولكن بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان
فقال له الداعي لم لا قلت:
غرة الداعي ويوم المهرجان * لا تقل بشرى ولكن بشريان
حتى لا تبتدئ شعرك بلا فقال الشاعر: أيها السيد أفضل الذكر لا
إله إلا الله وأوله حرف النفي فقال الداعي أحسنت أحسنت أيها الشاعر
اه. ومن جوده ما وجدته في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته
وهو انه أهدى إليه كاتبه أبو الغمر في بعض الأعياد سهمين كتب عليهما
نصر من الله وفتح قريب وكتب معهما هذه الأبيات.
أهديت للداعي إلى الحق * سهمي فتوح الغرب والشرق
زجاهما النصر وريشاهما * ريشا جناحي طائر الصدق
صدق جرى إذ قال مهديهما * هما بشيرا دعوة الحق
فاجازه بعشرة آلاف درهم اه. قال ابن الأثير وكان عالما بالفقه
والعربية مدحه شاعر فقال:
لا تقل بشرى ولكن بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان
فقال له كان الواجب أن تفتتح الأبيات بغير لا فان الشاعر المجيد
يتخير لأول القصيدة ما يعجب السامع ويتبرك به ولو ابتدأت بالمصراع الثاني
لكان أحسن فقال له الشاعر ليس في الدنيا كلمة أجل من قول لا إله إلا
الله وأولها لا فقال له أصبت وأجازه اه. ولكن في معاهد التنصيص روي
أنه دخل عليه ابن مقاتل الضرير في يوم مهرجان وأنشده:
لا تقل بشرى ولكن بشريان غرة الداعي ويوم المهرجان
فتطير منه الداعي وقال أعمى يبتدئ بهذا يوم المهرجان وأمر ببطحه
وضربه خمسين عصا وقال إصلاح أدبه أبلغ في ثوابه اه. ويأتي عند ذكر
أخباره تمام القصيدة. وفي رياض العلماء وقيل وجه التطير الاتيان بيوم
المهرجان في المطلع وهو آخر أيام النشوء والنماء وجعله مقرونا بغرة الداعي
وفيه سماجة اه‍.
المهرجان والنوروز
ويناسب هنا بيان معنى المهرجان والنوروز فنقول المهرجان بكسر
الميم عيد من أعياد الفرس ومعناه محبة الروح وكان يحتفل به في دولة بني
العباس حتى من غير الفرس كما يحتفل بعيد النوروز وهو يوم انتقال الشمس
إلى برج الحمل في ٨ آذار على الحساب الشرقي ومعناه اليوم الجديد ويقال
نيروز لكثرة الاستعمال وليس أصل ذلك من بني بويه كما يتوهم فبنو بويه
كان ظهور دولتهم في أواسط المائة الرابعة وظهور الداعي كان في
أواسط الثالثة وهذا لا يخلو من غرابة بان يحتفل بأعياد الفرس
في دول الاسلام اما النيروز فهو وإن كان من أعياد الفرس أيضا إلا
أن الشيعة تروي فيه عن أحد أئمة أهل البيت ع أنه عيد
ضيعته العرب وحفظته العجم لذلك يحتفلون به إلى اليوم لا سيما
الإيرانيون. وفي السدق وهو ليلة الوقود عند المجوس وفي النيروز والمهرجان
يقول بديع الزمان الهمذاني في بعض رسائله: وما أنزل الله بالسدق برهانا
ولا شرف نيروزا ولا مهرجانا وفي مروج الذهب قال وفي خلافة المستعين
وذلك في سنة ٢٥٠ ظهر ببلاد طبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن
إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب فغلب عليها
وعلى جرجان بعد حروب كثيرة وقتال شديد وما زالت في يده إلى أن مات
سنة ٢٧٠ وخلفه أخوه محمد بن زيد قال وكان الحسن بن زيد ومحمد بن
زيد يدعوان إلى الرضا من آل محمد اه‍. ثم قال وظهر في هذه السنة وهي سنة
٢٥٠ بالري محمد بن جعفر بن الحسن ودعا للحسن بن زيد صاحب
طبرستان اه. وفي فهرست ابن النديم عند ذكر الزيدية قال: الداعي إلى
الحق الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي طاحب طبرستان ظهر بها في سنة ٢٥٠ ومات بطبرستان مملكا عليها سنة
٢٧٠ وقام مكانه الداعي إلى الحق اخوه محمد بن زيد وملك الديلم اه.
وفي رياض العلماء السيد الجليل الداعي حسن بن زيد بن محمد بن
(٨٣)

إسماعيل حالب الحجارة ابن حسن بن زيد بن الحسن المجتبى ع
كان من أجلاء قدماء علماء وسادات الشيعة وولاة الامامية وأمرائهم وكان
يعرف بالداعي بايعه أهل طبرستان يوم الثلاثاء ٢٥ شهر رمضان سنة ٢٥٠
وتوفي يوم السبت ٢٣ رجب سنة ٢٧٠ وكان على مذهب الشيعة عارفا بالفقه
والعربية فلاحظ باقي أحواله من كتب الرجال والتواريخ اه. ثم قال ولا
يخفى أن المرتضى والمجتبى كانا من مشاهير مشايخ ابن شهرآشوب ونظائره
وأظن أن هذا الداعي من أجدادهما فلاحظ أحوالهما اه.
أخباره
مرت له أخبار مستطرفة عند ذكر أقوال العلماء فيه ومن أخباره ما
ذكره ابن الأثير في الكامل قال: حكي عنه أنه غنى عنده مغن بأبيات
الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب التي أولها:
وأنا الأخضر من يعرفني * أخضر الجدة من بيت العرب
فلما وصل إلى قوله:
برسول الله وابني عمه * وبعباس بن عبد المطلب
غير البيت فقال لا بعباس بن عبد المطلب فغضب الحسن وقال يا
ابن اللخناء تهجو بني عمنا بين يدي وتحرف ما مدحوا به لئن فعلتها مرة
ثانية لأجعلنها آخر غنائك اه وورد عليه أبو مقاتل الرازي كما في بعض
المواضع وفي مروج الذهب أبو مقاتل نصر بن نصر الحلواني الضرير شاعر
الجبال أي جبال حلوان فمدحه واخذ جوائزه ومرت له اخبار معه ومن
أخباره معه ما في معاهد التنصيص عند ذكر قبح الابتداء ان ابن مقاتل
الضرير أحد شعراء الجبال أنشد الداعي إلى الحق العلوي الثائر بطبرستان
قصيدة مطلعها موعد أحبابك بالفرقة غد فقال له بل موعد أحبابك ولك
المثل السوء اه. ومن هذا وما مر من أخباره معه يعلم أن ابن مقاتل مع
كونه شاعرا مطبوعا كان غير عراف بمواقع الكلام. وفي مروج الذهب عند
ذكر أخبار المتقي: حدث محمد بن عبد الله الدمشقي قال لما نزل المتقي
الرقة قال لي في بعض الأيام أطلب لي رجلا أخباريا يحفظ أيام الناس انفرج
إليه في خلواتي فسالت عن رجل بهذا الوصف فأرشدت إلى رجل بالرقة
كهل فاتيته به فلما خلا وجهه دعا به فوجد عنده ما أراد فكان معه أيام مقامه
بالرقة فلما أنحدر كان معه في الزورق فلما صار إلى نهر سعيد بين الرقة
والرحبة أرق المتقي ذات ليلة فقال للرجل ما تحفظ من أشعار المبيضة
واخبارها فمر الرجل في أخبار آل أبي طالب إلى أن صار إلى أخبار
الحسن بن زيد وأخيه محمد بن زيد بن الحسن وما كان من أمرهما ببلاد
طبرستان وذكر كثيرا من محاسنهما وقصد أهل العلم والأدب إياهما وما قالت
الشعراء فيهما فقال له المتقي أتحفظ شعر أبي المقاتل نصر بن نصر الحلواني
في محمد بن زيد الحسني قال لا يا أمير المؤمنين لكن معي غلام لي قد حفظ
بحداثة سنه وحدة مزاجه وغلبة الهمة لطلب العلم والأدب عليه ما لم أحفظ
من أخبار الناس وأيامهم وأشعارهم قال احضره فأحضره من زورق آخر
فوقف بين يديه فقال له صاحبه أتحفظ قصيدة أبي المقاتل في ابن زيد وربما
أوهم قوله أتحفظ شعر أبي المقاتل في محمد بن زيد الخ ان القصيدة في
مدحه لكن ابن الأثير كما سمعت قال إنها في الحسن بن زيد وكذا غيره قال
نعم قال المتقي أنشدنيها فابتدأ ينشده إياها وفيها أغلاط في النسخة لم نهتد
لصوابها.
لا تقل بشرى وقل لي بشريان * غرة الداعي ويوم المهرجان
خلقت كفاه موتا وحياة * وحوت أخلاقه كنه الجنان
فهو فصل في زمان بدوي * وابن زيد مالك رق الزمان
فهو للكل بكل مستقل * بالعطايا والمنايا والأماني
أوحد قام بتشييد المباني * فيه استنبط أجناس المعاني
مسرف في الجود من غير اعتذار * وعظيم البر من غير امتنان
وهو من أرسى رسول الله فيه * وعلي ذو العلى والحسنان
سيد عرق فيه السيدان * والذي يكبر عن ذكر الحصان
مختف فكرته في كل شئ * فهو في كل محل و مكان
يعرف الدهر على ما غاب عنه * فيرى المضمر في شخص العيان
تنتئي ألفاظنا عنه ولكن * هو بالأوصاف في الأذهان داني
أخرجت ألفاظه ما في الخفايا * وكفاه الدهر نطق الترجمان
كافر بالله جهرا والمثاني * كل من قال له في الخلق ثاني
وإذا ما أسبغ الدرع عليه * وانكفت يمناه بالسيف اليماني
بعثت سطوته في الموت رعبا * أيقن الموت بان الموت فاني
يحدق الأبطال بالالحاظ حتى * يترك المقدام في شخص الجبان
ملك الموت يناديه أجرني * منك كم تغزو بضرب وطعان
لا تكلفني فوق الوسع وأرفق * فلقد ملكك الله عناني
يا شقيق القدر المحتوم كم قد * رضت بالضيم عمادا وحران
لك يومان فيوم من لبان * يقتنى يوم ارون أو ريان
انجزت كفاك وعدا ووعيدا * وأحاطت لك بالدنيا اليدان
فإذا ما أروت اليمنى حباء * همت اليسرى بارواء السنان
جدتا في النفع والضر بدارا * فهما في كل حال ضرتان
أرخت كفاك في الآفاق حتى * ما تلاقى بسواك الشفتان
قدمتك المدح الغر وصالت * لك أيضا في أعاديك الهجان
أنت لا تحوى بمعقول كتاب * لك شان خارج عن كل شان
لك أثقال أياد مثقلات * عجزت عن حملهن الثقلان
إنما مدحك وحي وزبور * والذي ضمت عليه الدفتان
هاكها جوهرة تبرية تو * لي وجوه الموت تكفين الحنان
يا إمام الدين خذها من إمام * ملكت أشعاره سبق الرهان
واستمع للرمل الأول ممن * كشف المحنة من غير امتحان
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن * ستة أجزاؤها غد الوزان
كرة الآفاق لا تطلع إلا * صارت الريح لها كالصولجان
حليت في صنعة الألفاظ مما * يرتجيه كل ذي عفو وجاني
أنت تحكي جنة الخلد طباعا * والقوافي فيك كالحور الحسان
وابق للشعر بقاء الشعر والشكر * مع الدهر فنعم الباقيان
عمر رضوي بل ثبير وشام * وارام وشماريخ ابان
شهد الله على ما في ضميري * فاستمع لفظي ترجيع أذان
حسنات ليس فيها سيئات * مدحة الداعي اكتبا يا كاتبان
فلم يزل المتقي كلما مر به بيت استعاده ثم أمر الغلام بالجلوس فلما
كان في اليوم الذي لقيه فيه ابن سيرار الكاتب سمعه ينشد هذا البيت
لا تقل بشرى وقل لي بشريان فقال له الغلام وقد كان انس به يا أمير
المؤمنين دامت البشرى فقل لي بشريان وقد كان انشده أولا القصيدة لا تقل
بشرى وأنشده هذا الوجه دامت البشرى فقل لي وذكر له خبر أبي
المقاتل مع الداعي فوالله ما زال المتقي يقول لا تقل بشرى ولا يختار في ذلك
(٨٤)

الوجه غير ذلك فقال له الرقي والغلام والله لتطيرنا لأمير المؤمنين من
اختياره انشاد هذا البيت على هذا الوجه فكان من امره ما ذكرنا اه‍. يعني
من سمل توزون التركي إياه وخلعه ومن اخباره ما ذكره صاحبا تاريخ
طبرستان وتاريخ رويان قالا نقل ان الداعي كان يوما يمشي في أزقة آمل
فوجد مكتوبا على حائط: القرآن غير مخلوق فمن قال إنه مخلوق فهو كافر
فقرأه الداعي وذهب ثم عاد ولما كان ذلك على خلاف عادته فلما رآه الناس
محوا تلك الكتابة فتبسم الداعي فقال نجوا والله من السيف اه. ومن
محاسن اخبار الداعي الدالة على عظيم حلمه وكمال عقله ما في تاريخ
طبرستان قال ذكروا ان الداعي الكبير الحسن بن زيد جلس يوما للعطاء
فجاء رجل من بني عبد شمس فسألوه من اي فخذ أنت فقال من أولاد
معاوية ففحصوا عنه فإذا به من ذرية يزيد فأراد السادات قتله فمنعهم
الداعي وأعطاه عطاءه وارسل معه من يحفظه حتى خرج من طبرستان اه.
ولكن صاحب عمدة الطالب والقاضي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة
نسبا هذه القصة بوجه أبسط إلى الداعي الصغير محمد بن زيد الحسني كما
يأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.
تعميره قبر أمير المؤمنين علي
ع بالنجف
يدل بعض الأخبار التي ذكرها ابن طاوس في فرحة الغري انه أول
من بنى عليه حائطا بعد بناء الرشيد له وبعد عمل داود العباسي عليه
صندوقا كما مرت الإشارة إليه في الجزء الثالث من هذا الكتاب ثم أمر
بعمارته وعمارة الحائر بكربلاء أخوه محمد بن زيد الداعي الصغير وبنى على
المشهد العلوي حصنا فيه سبعون طاقا كما يأتي في ترجمته أنش.
خبر استيلائه على طبرستان
وهي مازندران في قول ياقوت ولا باس بذكر مقدمة لذلك ذكرها
مولانا أولياء الله الآملي في تاريخ رويان فقال ما تعريب حاصله أنه لما بويع
الرضا ع بولاية العهد وكان له أحد وعشرون أخا مع عدة من
أولاد اخوته وبني عمه الحسنيين والحسينيين توجهت أنظارهم إلى ذلك
ووصلوا إلى الري ونواحي العراق وقومس فلما غدر المأمون بالرضا وقتله
بالسم خابت آمالهم ولما بلغهم ذلك التجأوا إلى جبال الديلم وطبرستان
وإلى الري ونهاوند فبعضهم استشهد هناك وبقي مزاره إلى الآن وبعضهم
توطن هناك إلى أن آل الامر إلى المتوكل الذي كان ظلمه للسادات متجاوزا
الحد فهربوا منه واتخذوا مساكن في الجبال وفي طبرستان وحيث أن اصفهبد
مازندران وملوك باوند الذين أسلموا من قديم الزمان كانوا يتشيعون ولهم
عقيدة حسنة في السادات ولم يكونوا في وقت من الأوقات على غير مذهب
الشيعة رأى هؤلاء السادات أن مقامهم بتلك البلاد أحسن من كل مكان
ثم أن المتوكل قتل ووقع الاختلاف بين أولاده وخرج عليهم السادات من
الأطراف أمثال يحيى بن عمر الحسيني الذي خرج بالكوفة وقتل والسادات
الذين كانوا معه توجهوا إلى الديلم وطبرستان ولم يزل السادات في محنة تامة
مع ملوك بني أمية وبني العباس في مدة لا تقل عن مائتي سنة وهم إلى ذلك
التاريخ يتحملون الظلم والجور ولم يكن لأولئك الملوك همة سوى استئصال
السادات العلويين وكان بينهم جماعة أمثال الحجاج الثقفي والمنصور
الدوانيقي والمتوكل قد أخذوا على أنفسهم قتل كل سيد يعثرون عليه حتى
ينقطع نسلهم ولكن الحق بارك في نسل آل محمد ص.
يريد الجاحدون ليطفؤوه * ويأبى الله إلا أن يتمه
ومع كل هذا الاستيلاء الذي كان من بني أمية وبني العباس فلا تجد
في جميع المعمورة مائة نفس من الأمويين والعباسيين مشهوري النسب وكلا
البيتين بسبب شؤم الظلم قد انقطع ولم يبق منه أثر كان لم يغن بالأمس
وبنو علي وبنو فاطمة مع وجود الظلم والقتل لهم وإرادة الملوك استئصالهم
مدة مائتي سنة أو أكثر فهم اليوم بحمد الله على وجه الأرض من المشرق إلى
المغرب لا تجد بقعة خالية من جماعة من مشاهير السادات كل منهم مقبل
شفاه ومسقط جباه سلاطين العالم. قال النبي ص: كل حسب ونسب
ينقطع إلا حسبي ونسبي وبالجملة في هذا العهد اختلفت أحوال الملوك
العباسية والسادات كثروا في طبرستان وظلم محمد بن أوس حاكم طبرستان
قد تجاوز الحد فالتجأ الناس إلى السادات وملكوهم عليهم وأول سيد ملك
طبرستان الداعي الكبير اه.
سبب استيلائه على طبرستان
في تاريخ الطبري وكامل ابن الأثير في حوادث سنة ٢٥٠ ظهر
الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع بطبرستان وكان سبب ظهوره أن محمد بن
عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين والي العراق لما ظفر
بيحيى بن عمر وهو يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع الذي خرج بالكوفة وقتله
أقطعه المستعين من صوافي السلطان بطبرستان قطائع منها قطيعة قرب ثغري
طبرستان مما يلي الديلم وهما كلار وشالوس وكان بحذائهما أرض تحتطب منها
أهل تلك الناحية وترعى فيها مواشيهم ليس لأحد عليها ملك إنما هي
موات وهي ذات غياض وأشجار وكلأ فوجه محمد بن عبد الله بن طاهر
نائبه جابر بن هارون النصراني أخا كاتبه بشير بن هارون لحيازة ما أقطع
وكان عامل المستعين على خراسان وطبرستان والري والمشرق كله يومئذ
محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين وعامل
طبرستان كلها يومئذ سليمان بن عبد الله بن طاهر بن الحسين خليفة
محمد بن طاهر المذكور العامل العام وهو أيضا عم محمد بن طاهر
المذكور وأخو محمد بن عبد الله بن طاهر والي العراق وكان الغالب على أمر
سليمان رجل اسمه محمد بن أوس البلخي وقد فرق محمد هذا أولاده في
مدن طبرستان وجعل كل واحد منهم واليا على مدينة وهم أحداث سفهاء
فتأذى بهم الرعية وشكوا منهم ومن أبيهم ومن سليمان سوء السيرة ثم إن
محمد بن أوس دخل بلاد الديلم وهم مسالمون لأهل طبرستان فسبى منهم
وقتل فساء ذلك أهل طبرستان فلما قدم جابر بن هارون لحيازة ما أقطعه
محمد بن عبد الله عمد فحاز فيه ما اتصل به من أرض موات يرتفق بها
الناس وفيما حاز الموات الذي يقرب كلار وشالوس وكان في تلك الناحية
يومئذ اخوان مطاعان فيها لهما باس ونجدة يضبطانها ممن رامها من الديلم
مذكوران باطعام الطعام وبالافضال وهما محمد وجعفر ابنا رستم فأنكرا ما
فعل جابر من حيازة الموات الذي هو مرفق لأهل تلك الناحية وغير داخل
فيما أقطعه محمد بن عبد الله فاستنهضا. من أطاعهما لمنع جابر من حيازة
ذلك الموات فخافهما جابر فهرب منهما فلحق بسليمان بن عبد الله وخاف
محمد وجعفر من عامل طبرستان فراسلوا جيرانهم من الديلم يذكرونهم
(٨٥)

العهد الذي بينهم ويذكرونهم ما فعله محمد بن أوس بهم من السبي والقتل
فاتفقوا على المعاونة والمساعدة على حرب سليمان وابن أوس وغيرهما ثم
أرسل ابنا رستم ومن وافقهما إلى رجل من الطالبيين المقيمين يومئذ كانوا
بطبرستان اسمه محمد بن إبراهيم كان بطبرستان يدعونه إلى البيعة له فامتنع
عليهم وقال لكنني أدلكم على رجل منا هو أقوم بهذا الأمر مني فدلهم على
الحسن بن زيد صاحب الترجمة وهو بالري فوجهوا إليه عن رسالة
محمد بن إبراهيم إليه من يدعوه إلى طبرستان فشخص إليها فأتاهم وقد
صارت كلمة الديلم وأهل كلار وشالوس ورويان على بيعته واحدة فبايعوه
كلهم وطردوا عمال ابن أوس عنهم فلحقوا بسليمان وابن أوس وهما بمدينة
سارية وانضم إلى الحسن بن زيد أيضا حوزية جبال طبرستان وجماعة من
أهل السفح خلا ما مكان من سكان جبل فريم فان رئيسهم قارن بن
شهريار كان ممتنعا بجبله وأصحابه فلم ينقد للحسن بن زيد حتى مات
حتف أنفه مع موادعة كانت بينهما في بعض الأحوال محاببة ومصاهرة كفا من
قارن بذلك من فعله عادية الحسن بن زيد اه.
فتح الداعي مدينة آمل
وهي من مدن طبرستان قال البلاذري فيما حكي عنه كور طبرستان
ثمان كور وعد منها سارية وآمل وقال سارية بها ينزل العامل في
أيام الطاهرية وكان العامل قبل ذلك في آمل وجعلها أي سارية أيضا
الحسن بن زيد ومحمد بن زيد العلويان دار مقامهما وبين سارية وآمل ١٨
فرسخا اه. قال الطبري وابن الأثير بعد ذكر ما تقدم نقله عنهما. ثم
زحف الحسن بن زيد وقواده نحو مدينة آمل وهي أقرب المدن إليهم لأنها
أول مدن طبرستان مما يلي كلار وشالوس وأقبل ابن أوس من سارية إليها
يريد دفعه عنها فالتقى جيشاهما في بعض نواحي آمل ونشبت الحرب بينهم
فاقتتلوا قتالا شديدا وخالف الحسن بن زيد وجماعة ممن معه موضع المعركة
إلى آمل فدخلوها فلما بلغ ذلك ابن أوس وهو مشغول بحرب من يقاتله من
أصحاب الحسن بن زيد لم يكن له همة إلا النجاة بنفسه فهرب ولحق
بسليمان بسارية فلما استولى الحسن على آمل كثف جيشه وغلظ أمره وأتاه
كل طالب نهب وفتنة فأقام بامل أياما حتى جبى الخراج من أهلها واستعد
اه.
فتح الداعي مدينة سارية
كان سليمان بن عبد الله بن طاهر عامل طبرستان كلها مقره بمدينة
سارية ويقال لها ساري أيضا وكان محمد بن أوس البلخي المستولي على أمر
سليمان مقيما معه بمدينة ساري ولما خرج منها إلى آمل وحارب الداعي
وهزمه الداعي رجع إلى ساري كما مر فاجتمع هو وسليمان بها. قال
الطبري وابن الأثير ثم أن الحسن بن زيد بعد ما دخل آمل وكثف جيشه
وأقام بها أياما وجبى خراجها واستعد نهض بمن معه نحو سارية مريدا
سليمان بن عبد الله فخرج سليمان وابن أوس بمن معهما من جيوشهما
فالتقى الفريقان خارج مدينة سارية ونشبت الحرب بينهم فسار بعض قواد
الحسن نحو سارية مخالفا الوجه الذي فيه القتال فدخلها فلما سمع سليمان
الخبر انهزم هو ومن معه كما جرى في آمل وذهب إلى جرجان وترك أهله وعياله
وثقله وكل ما له ولجنده بسارية واستولى الحسن وأصحابه على ذلك جميعه
فاما الحرم والأولاد فجعلهم الحسن في مركب وسيرهم إلى سليمان بجرجان
وأما المال فكان قد نهب وتفرق فاجتمع للحسن بن زيد أمر طبرستان كلها
قال ابن الأثير: وقيل إن سليمان انهزم اختيارا لان الطاهرية كلها كانت
تتشيع فلما أقبل الحسن بن زيد إلى طبرستان تاثم سليمان من قتاله لشدته في
التشيع وقال:
نبئت خيل ابن زيد أقبلت حينا * تريدنا لتحسينا الأمرينا
يا قوم إن كانت الأنباء صادقة * فالويل لي ولجمع الطاهريينا
أما أنا فإذا اصطفت كتائبنا * أكون من بينهم رأس المولينا
فالعذر عند رسول الله منبسط * إذا احتسبت دماء الفاطميينا
فلما التقوا انهزم سليمان اه.
فتح الداعي الري
قال الطبري وابن الأثير: فلما اجتمعت طبرستان للحسن وجه إلى
الري جندا مع رجل من أهله يقال له الحسن بن زيد أيضا فملكها وطرد
عنها عامل الطاهرية وقال الطبري أنه لما دخلها هرب منها عاملها فاستخلف
بها رجلا من الطالبيين اسمه محمد بن جعفر وانصرف عنها فاجتمعت
للحسن بن زيد مع طبرستان الري إلى حد همذان. وورد الخبر بذلك على
المستعين ومدبره يومئذ وصيف التركي وكاتبه أحمد بن صالح بن شيرزاد
واليه خاتم المستعين ووزارته. فوجه إسماعيل بن فراشة في جمع إلى همذان
وأمره بالمقام بها وضبطها أن يتجاوز إليها خيل الحسن بن زيد وذلك أن ما
وراء عمل همذان كان إلى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر وبه عماله
وعليه الذب عنه فلما استقر بمحمد بن جعفر الطالبي المقام بالري ظهرت
منه أمور كرهها أهل الري فوجه محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر
قائدا من عنده يقال له محمد بن ميكال وهو أخو الشاه بن ميكال في جمع
من الجند إلى الري فالتقى هو ومحمد بن جعفر الطالبي خارج الري فاسر
محمد بن جعفر وانهزم جيشه ودخل ابن ميكال الري فأقام بها فوجه
الحسن بن زيد عسكرا عليه قائد يقال له واجن فلما صار إلى الري خرج
إليه محمد بن ميكال فاقتتلوا فانهزم ابن ميكال والتجأ إلى مدينة الري فاتبعه
واجن وأصحابه حتى قتلوه وصارت الري إلى أصحاب الحسن بن زيد فلما
كان يوم عرفة من هذه السنة ٢٥٠ ظهر بالري أحمد بن عيسى بن
علي بن حسين الصغير ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وإدريس بن
موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي
ابن أبي طالب فصلى أحمد بن عيسى باهل الري صلاة العيد ودعا
للرضا من آل محمد فحاربه محمد بن علي بن طاهر فهزمه أحمد بن
عيسى فصار إلى قزوين اه. وفي مروج الذهب: وظهر في هذه السنة
وهي سنة ٢٥٠ بالري محمد بن جعفر بن الحسن ودعا للحسن بن زيد
صاحب طبرستان وكانت له حروب بالري مع أهل خراسان من المسودة
فاسر وحمل إلى نيسابور إلى محمد بن عبد الله بن طاهر فمات في محبسه
بنيسابور. وظهر بعده بالري أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ودعا إلى الرضا من آل محمد وحارب محمد بن
طاهر وكان بالري فانهزم عنها وسار إلى مدينة السلام ودخلها العلوي اه.
فالطبري وابن الأثير قالا إن محمدا الطاهري سار بعد الهزيمة إلى قزوين
والمسعودي قال إنه سار إلى مدينة السلام وهما قالا إن الحسن بن زيد المرسل
من قبل الداعي هو الذي استخلف محمد بن جعفر على الري والمسعودي
قال إنه ظهر بها يدعو إلى الحسن بن زيد.
(٨٦)

استعادة ابن طاهر طبرستان
وهروب الحسن بن زيد
ذكرنا أن عامل طبرستان قبل استيلاء الداعي عليها كان سليمان بن
عبد الله بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي خليفة ابن أخيه
محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين وأنه عند استيلاء الداعي
على طبرستان هرب سليمان إلى جرجان إلى عند ابن أخيه محمد بن طاهر
قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٥١ في هذه السنة رجع
سليمان بن عبد الله بن طاهر من جرجان أرسله محمد بن طاهر إلى
طبرستان بجمع كثير وخيل وسلاح فتنحى الحسن بن زيد عن طبرستان
ولحق بالديلم فدخلها سليمان فكتب سليمان إلى ابن أخيه محمد بن طاهر
بدخوله طبرستان فقرئ كتابه ببغداد وكتب المستعين نسخة إلى بغا الصغير
بفتح طبرستان على يدي محمد بن طاهر وهزيمة الحسن بن زيد وان
سليمان بن عبد الله دخل سارية على حال من السلامة وأنه ورد عليه إبنان لقارن
ابن شهريار وهما مازيار ورستم في خمسمائة رجل وإن أهل آمل أتوه منيبين
مظهرين الندم يسألون الصفح فلقيهم بما أرادوا ونهى أصحابه عن القتل
والنهب والأذى و نهض بعسكره على تعبية مستقريا للقرى والطرق وورد
كتاب أسد بن جندان إلى سليمان بن عبد الله يخبره بهزيمة علي بن عبد الله
الطالبي المسمى بالمرعشي فيمن كان معه وهم أكثر من ألفي رجل
ورجلين من رؤساء الجيل في جمع عظيم ودخل أسد مدينة آمل قال الطبري
وفيها ورد كتاب محمد بن طاهر على المستعين بهرب الحسن بن زيد عند
مصيره إلى المحمدية وإحاطة عسكره بها وإنه عند دخوله المحمدية وكل
بالمسالك والطرق وبث أصحابه. قال وفيها أيضا ورد كتاب من محمد بن
طاهر على المستعين يذكر فيه انهزام الحسن بن زيد منه وانه لقيه في زهاء
ثلاثين ألفا فجرت فيما بينه وبينه حرب وأنه قتل من أعيان أصحاب الحسن
٣٠٠ ونيفا وأربعين رجلا فامر المستعين أن تقرأ نسخة كتابه في الآفاق.
وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٥٢ وفيما وجدت مع ابن أخ
لمحمد بن علي بن خلف العطار كتب من الحسن بن زيد فكتب بخبره إلى
المعتز فكتب بحمله إلى سامراء ثم أن الطبري وابن الأثير لم يذكرا ما جرى
للحسن بن زيد بعد خروجه من طبرستان وإنما قالا في حوادث سنة ٢٥٥
فيها سار مفلح الصيمري إلى طبرستان فحارب الحسن بن زيد العلوي
فانهزم الحسن ولحق بالديلم ودخل مفلح آمل وأحرق منازل الحسن بن زيد
وسار إلى الديلم في طلبه ثم عاد عن طبرستان بعد أن دخلها وهزم
الحسن بن زيد وذلك أن موسى بن بغا كان في الري فكتبت إليه قبيحة أم
المعتز تسأله القدوم لما رأت اضطراب الأتراك فكتب موسى إلى مفلح يأمره
بالانصراف فلما أتاه الكتاب رجع قال الطبري فعظم ذلك على قوم كانوا
معه من رؤساء أهل طبرستان ممن كان هاربا قبل مقدم مفلح عليهم من
الحسن بن زيد لما كانوا قد رجوا من مقدمه عليهم وكفايتهم أمر الحسن بن
زيد والرجوع إلى منازلهم وأوطانهم وذلك أن مفلحا كان يعدهم أتباع
الحسن بن زيد حيث توجه حتى يظفر به أو يخترم دونه ويقول لو رميت
قلنسوتي في أرض الديلم ما اجترأ أحد منهم أن يدنو منها فلما رأى القوم
انصرافه عن الوجه الذي توجه له من غير عسكر للحسن بن زيد ولا أحد
من الديلم صده سألوه عن السبب الذي صرفه عما كان يعدهم به من اتباع
ابن زيد فجعلوا يكلمونه وهو كالمسبوت لا يجيبهم بشئ فلما أكثروا عليه
قال ورد علي كتاب الأمير موسى أن لا أضع كتابه من يدي حتى أقبل إليه
وقدم مفلح على موسى بالري تاركا طبرستان على الحسن بن زيد اه.
فكان ذلك فرجا أتى الحسن بن زيد من حيث لا يحتسب وإذا أراد الله أمرا
هيا أسبابه ثم لم يتيسر لموسى ومفلح الرجوع إلا بعد قتل المعتز وبيعة
المهتدي. ثم ذكر ابن الأثير في حوادث هذه السنة وذكره الطبري في حوادث
سنة ٢٥٦ ان سليمان بن عبد الله بن طاهر قدم من خراسان وولي ببغداد
والسواد وهو ما كان يتولاه أخوه عبيد الله بن عبد الله وقدم معه محمد بن
أوس البلخي وهذان هما اللذان حاربهما الحسن بن زيد وأخرجهما من
طبرستان: فقال ابن الرومي في ذلك:
من عذيري من الخلائق ضلوا * في سليمان عن سواء السبيل
عوضوه بعد الهزيمة بغداد * كان قد أتى بفتح جليل
من يخوض الردى إذا كان من * فر أثابوه بالجزاء الجميل
يعني هزيمة سليمان من الحسن بن العلوي.
عود الري إلى الداعي
قال الطبري وزيد ابن الأثير في حوادث سنة ٢٥٦ فيها غلب جيش
الحسن بن زيد الطالبي على الري في شهر رمضان ثم ذكر ابن الأثير في
حوادث سنة ٢٥٧ أنه فيها فارق عبد العزيز بن أبي دلف الري من غير
خوف وأخلاها فأرسل إليها الحسن بن زيد العلوي صاحب طبرستان
القاسم بن علي العلوي المعروف بدليس فغلب عليها فأساء السيرة في
أهلها جدا وقلع أبواب المدينة وكانت من حديد وسيرها إلى الحسن بن زيد
وبقي كذلك نحو ثلاث سنين اه وهذا ما يدل على أنه بعد ما استولى
عليها سنة ٢٥٦ كما مر أخذت منه ووليها عبد العزيز لكنه لم يذكر ذلك.
ملك الداعي جرجان
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٥٧ في هذه السنة قصد الحسن بن
زيد العلوي صاحب طبرستان جرجان واستولى عليها وكان محمد بن طاهر
أمير خراسان لما بلغه ذلك قد جهز العساكر فانفق عليها أموالا كثيرة وسيرها
إلى جرجان لحفظها فلما قصدها الحسن لم يقوموا له وظفر بهم وملك البلد
وقتل كثيرا من العساكر وغنم هو وأصحابه ما عندهم اه. وقال الطبري
وابن الأثير في حوادث سنة ٢٥٨ فيها كانت وقعة بين أصحاب موسى بن
بغا وأصحاب الحسن بن زيد العلوي فانهزم أصحاب الحسن اه. وقالا في
حوادث سنة ٢٥٩ ان يعقوب بن الليث الصفار دخل نيسابور وعاملها
محمد بن طاهر لان عبد الله السجزي كان ينازع يعقوب بسجستان فقوي
عليه يعقوب فهرب إلى محمد بن طاهر فأرسل يعقوب يطلبه فلم يسلمه ابن
طاهر فدخل يعقوب نيسابور وقبض على محمد بن طاهر وأرسل إلى الخليفة
يذكر تفريط ابن طاهر في عمله ويذكر غلبة العلويين على طبرستان قال ابن
الأثير وقيل كان سبب ملك يعقوب نيسابور ضعف محمد بن طاهر أمير
خراسان فسار إلى نيسابور وكتب إلى محمد بن طاهر يعلمه أنه قد عزم على
قصد طبرستان ليمضي ما أمره به الخليفة في الحسن بن زيد المتغلب عليها
وإنه لا يعرض لشئ من عمله فلما وصل إلى نيسابور قبض عليه.
أخذ الداعي مدينة قومس
وهي التي يقول فيها أبو تمام:
يقول في قومس صحبي وقد أخذت * منا السرى وخطا المهرية القود
(٨٧)

أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا * فقلت كلا ولكن مطلع الجود
في معجم البلدان قومس بالضم ثم السكون وكسر الميم معرب
كومس كورة كبيرة تشتمل على مدن وقرى ومزارع وهي في ذيل جبل
طبرستان وقصبتها دامغان وهي بين الري ونيسابور اه. قال الطبري وابن
الأثير في حوادث سنة ٢٥٩ فيها غلب الحسن بن زيد على قومس ودخلها
أصحابه اه.
حرب الداعي مع يعقوب
ابن الليث الصفار
قال ابن الأثير كان الحسن بن زيد يسمى يعقوب بن الليث السندان
لثباته وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٦٠ فيها واقع يعقوب بن
الليث الحسن بن زيد الطالبي فهزمه ودخل طبرستان وسببه ما مر من هرب
عبد الله السجزي إلى نيسابور فلما ملك يعقوب نيسابور كما تقدم هرب
عبد الله إلى الحسن بن زيد بطبرستان فسار يعقوب فلما صار إلى قرب سارية
لقيه الحسن بن زيد فبعث إلى الحسن ان يبعث إليه بعبد الله ويرجع عنه
فإنه إنما جاء لذلك لا لحربه فأبى الحسن تسليمه إليه فاذنه يعقوب بالحرب
فالتقى عسكراهما فانهزم الحسن ومضى نحو الشرز وأرض الديلم ودخل
يعقوب سارية ثم تقدم منها إلى آمل فجبى أهلها خراج سنة ثم شخص من
آمل نحو الشرز في طلب الحسن بن زيد حتى صار إلى بعض جبال
طبرستان فأدركته فيه الأمطار وتتابعت عليه نحوا من أربعين يوما فانتصر الله
للحسن بن زيد من هذا الظالم المعتدي بتلك الأمطار وإن لله جنودا منها
المطر فلم يتخلص من موضعه ذلك إلا بمشقة شديدة وكان قد صعد
جبلا لما رام النزول عنه لم يمكنه ذلك إلا محمولا على ظهور الرجال وهلك
عامة ما معه من الظهر ثم رام الدخول خلف الحسن بن زيد إلى الشزر
فانتهى إلى الطريق الذي أراد سلوكه إليه فوقف عليه وأمر أصحابه
بالوقوف. ثم تقدم أمامهم يتأمل الطريق ثم رجع إليهم فامرهم
بالانصراف وقال لهم إن لم يكن طريق غير هذا فلا طريق إليه وكان نساء
أهل تلك الناحية قلن للرجال دعوه يدخل فإنه إن دخل كفيناكم أمره
وعلينا أسره لكم فلما خرج من حدود طبرستان عرض رجاله ففقد منهم
أربعين ألفا وذهب أكثر ما كان معه من الخيل والإبل والبغال والأثقال
وكتب إلى الخليفة كتابا يذكر فيه مسيره إلى الحسن بن زيد وأنه سار من
جرجان إلى طميس فافتتحها ثم سار إلى سارية وقد أخرب الحسن بن زيد
القناطر ورفع المعابر وعور الطريق وعسكر الحسن بن زيد على باب سارية
متحصنا بادوية عظام وقد مالأه صاحب الديلم فزحف باقتدار فيمن جمع
إليه من الطبرية والخراسانية والقمية والجبلية والجزرية فهزمته وقتلت عدة
لم يبلغها بعهدي عدة وأسرت سبعين من الطالبيين وذلك في رجب وسار
الحسن بن زيد إلى الشرز ومعه الديلم اه. والعجب لهذا وأمثاله الذين إنما
ملكوا ما ملكوا بجدي الطالبيين محمد ص ووصيه ع
ومع ذلك يفخرون بتعديهم على ولدهما وأسرهم أبناءهما ويتقربون بذلك إلى
بني العباس:
ليس هذا لرسول الله * يا أمة الطغيان والبغي جزا
وقال الطبري وابن الأثير في حوادث ٢٦١ فيها رجع الحسن بن زيد
من ارض الديلم إلى طبرستان واحرق شالوس لما كان من ممالأة أهلها
ليعقوب واقطع ضياعهم للديالمة.
حرب الداعي مع الخجستاني
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٦٢ ان بني شركب كانوا ثلاثة إخوة
إبراهيم وأبو حفص يعمر وأبو طلحة منصور بن مسلم وأسنهم إبراهيم وكان
إبراهيم قد أبلى بين يدي يعقوب بن الليث الصفار عند مواقعه الحسن بن
زيد بجرجان فقدمه لما استولى يعقوب على نيسابور وخلع يعقوب على إبراهيم
فحسده أحمد بن عبد الله الخجستاني وكان الخجستاني من أصحاب محمد بن
طاهر فلما استولى يعقوب على نيسابور وطرد عنها محمد بن طاهر ضم أحمد
إليه فاحتال الخجستاني على إبراهيم فقتله وسار يعقوب إلى سجستان سنة
٢٦١ وتخلف عنه الخجستاني واستولى على نيسابور أول سنة ٢٦٢ ثمن سار
الخجستاني إلى هراة لمحاربة أبي حفص يعمر الذي كان قد استولى عليها
فقتل يعمر بمؤامرة من بعض قواده المسمى عبد الله بن بلال فاجتمع إلى
طلحة جماعة من أصحاب أخيه فقتلوا ابن بلال ومن حفر حفرة لأخيه وقع
فيها وساروا إلى نيسابور فاستولى عليها فسار إليهم الخجستاني من هراة في
اثني عشر ألف عنان فنزل على ثلاث مراحل من نيسابور ووجه أخاه العباس
إليها فقتله أبو طلحة وعاد أحمد إلى هراة. ثم إن أبا طلحة ضيق على أهل
نيسابور فكاتبوا الخجستاني فجاء إلى نيسابور فدخلها وسار عنها أبو طلحة
إلى الحسن بن زيد فأمده بجنود فعاد إلى نيسابور فلم يظفر بشئ وسار
الخجستاني إلى محاربة الحسن بن زيد لمساعدته أبا طلحة فاستعان الحسن
باهل جرجان فأعانوه فحاربهم الخجستاني فهزمهم وذلك في رمضان سنة
٢٦٥ وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٦٦ فيها أوقع الخجستاني
بالحسن بن زيد بجرجان على غرة من الحسن فهرب منه الحسن فلحق
بامل وغلب الخجستاني على جرجان وأطراف طبرستان وذلك في جمادي
الآخرة منها ورجب وكان الحسن لما سار طبرستان إلى جرجان استخلف
بسارية الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن حسين الأصغر العقيقي
اه.
سبب استيلائه على
طبرستان بوجه أتم
في تاريخ رويان لمولانا أولياء الله ما حاصل ترجمته:
ذكر خروج الداعي الكبير: ذكروا أنه في عهد محمد بن أوس كان قد
بلغ ظلمه لأهل رويان الغاية والناس في كل وقت يتظلمون منه إلى السادات وفي
تاريخ طبرستان لما كثر ظلم محمد بن أوس في طبرستان التجأ الناس هناك
إلى عدل سادات أهل البيت من سكان طبرستان الذين فروا إليها من جور
بني العباس اه. وفي تاريخ رويان: وكان في مقاطعة كجور سيد
اسمه محمد بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن
زيد بن الحسن بن علي أمير المؤمنين ع وكان ذا ورع وزهد وديانة
فجاء الناس من رساتيق رويان وانتشروا في القرى والرساتيق حتى وصلوا إلى
كجور إلى عند السيد محمد المذكور وتظلموا إليه من جور أصحاب محمد بن
أوس وقالوا له نحن فررنا بأرواحنا إليكم من ظلم هؤلاء الجماعة وآمنا
بكم ونريد سيدا من آل محمد ص نجعله حاكما علينا يحكم فينا بالعدل
والإنصاف ويسير بسيرة محمد وعلي ع ونريد أن نبايعك ليندفع
عنا ببركاتك هذا الظلم فقال لهم أنا لست أهلا لذلك ولكن لي صهر أختي
في داره شجاع ذو كفاية رأى كثيرا من الحروب والوقايع وهو ساكن في مدينة
الري فإن كان ما تقولونه حقا فانا أرسل إليه فيأتي إلى هنا
وبامدادكم
(٨٨)

وقوتكم يكون ما تريدون والمراد بهذا الرجل الداعي الكبير الحسن بن
زيد بن إسماعيل حالب الحجارة ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
أمير المؤمنين وكان رئيس هؤلاء الجماعة عبد الله بن وندا أوميد فتعاهد مع
السيد محمد وفي الحال كتبوا صورة هذا العهد والميثاق وأرسلوه إلى الري إلى
الحسن بن زيد فلما قرأه حرص على الخروج وهو إنما كان مقيما لأجل ذلك
وكتب الجواب في الحال وأرسله مع قاصد فلما وصل القاصد إلى رويان فشا
هذا الحديث وعلم به علي بن أوس أخو محمد بن أوس حاكم تلك
البلاد فأرسل إلى عبد الله بن سعيد ومحمد بن عبد الكريم من مشاهير
تلك البلاد ليسألهما عن هذا الأمر فخاف عبد الله بن سعيد وخرج إلى
رستاق أستان ولم يذكرا ما فعله محمد بن عبد الكريم وكأنه سقط من
النسخة.
مجئ الداعي إلى سعيدآباد
والبيعة له
ثم جاء كتاب من الحسن بن زيد مع قاصد أني دخلت بلدة سعيد
آباد فيلزم أن يأتي إلى الأشراف فاجتمع أشراف تلك الولاية فيهم عبد الله
ابن سعيد ومحمد بن عبد الكريم مع تمام رؤساء قلعة كلار وجاءوا إلى سعيدآباد وفي
يوم الثلاثاء ٢٥ من شهر رمضان بايعوه في سعيدآباد على إقامة كتاب الله
وسنة رسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إرسال الداعي كتبه
ودعاته إلى البلدان
وكتب الداعي ومن معه إلى أهل شالوس ونيروس وأرسلوا الدعاة
وبات الداعي تلك الليلة عند عبد الله بن سعيد وانتقل في اليوم الثاني إلى
كورشيد على ساحل البحر واجتمع عليه الناس واتصل الخبر بعلي بن
أوس فلم يقر له قرار في تلك الليلة حتى ذهب سريعا إلى أخيه محمد بن
أوس. وتوجه الحسن بن زيد إلى جهة كجور فاجتمع سادات تلك النواحي
وأهل تلك البلاد مع محمد بن إبراهيم وجاءوا لاستقبال الحسن بن زيد وفي
يوم الخميس ٢٧ رمضان سنة ٢٥٠ وصل الحسن بن زيد إلى كجور وفي يوم
العيد صلى بهم صلاة العيد وصعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة
بفصاحته العلوية وأنذر الناس بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
إرسال الداعي دعاته
إلى شالوس
وأرسل محمد بن العباس وعلي بن نصر وعقيل بن مبرور إلى
شالوس إلى عند الحسين بن محمد المحمدي الحنفي يدعونه إلى كتاب الله
وسنة رسوله فأجابهم وجاءوا إلى المسجد الجامع وأخذوا البيعة على أهل تلك
الديار فهرب أتباع محمد بن أوس بدون خيل ولا سلاح وذهب بعضهم إلى
جعفر بن شهريار بن قارن من آل باوند وبعضهم ذهب إلى بادوستان ولما
فرع الحسن بن زيد من تلك الناحية جاء إلى ناتل وأخذ البيعة على أهلها.
الحرب بين الداعي
وابن أوس في بايدشت
ثم توجه الحسن إلى بايدشت التي كانت في ذلك الوقت معمورة وعلى
مقدمة جيشه محمد بن رستم بن وندا أوميد بن شهريار من ملوك كلار
ورستمدار وعلى مقدمة عسكر محمد بن أوس محمد بن أخشيد فالتقى
العسكران في بايدشت فكر محمد بن رستم على مقدمة محمد بن أوس وقتل
رئيسها محمد بن أخشيد وأرسل إلى الداعي وأقام الداعي في بايدشت
وأرسل الداعي محمد بن حمزة إلى الديلم يطلب المدد فأجابوه إلى ذلك
وبعد أيام وصل إليه أميدوار بن لشكرستان ووبهان بن سهل وفاليزبان
وغيرهم مع ٦٠٠ رجل إلى بايدشت.
مجئ كتب أمراء البلاد
إليه بالطاعة
وفي ذلك اليوم جاءته كتب أمراء بلاد طبرستان مثل بادوستان
ومصمغان وخورشيد وغيرها يظهرون له فيها المحبة والولاء والطاعة فقوي
قلبه بذلك.
فتح آمل
وحرب ابن أوس
فأرسل الداعي محمد بن حمزة والحسين بن أحمد في عشرين فارسا
ومائتي راجل مقدمة له وتوجه إلى آمل فعبأ محمد بن أوس جيشه وخرج من
البلد مع خواصه وغلمانه فالتقى بمقدمة الحسن بن زيد خارج المدينة
ووقعت الحرب بينهم فثبت الداعي إلى أن انهزم محمد بن أوس وغنم
الداعي ما في عسكره وكان ذلك في يوم الاثنين ٢٣ شوال سنة ٢٥٠ ودخل
الداعي مدينة آمل وقتل جماعة من كبرائها كانوا مخالفين له وذهب إلى المصلى
ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه بالاتفاق.
تفريق الداعي عماله
على الأمصار
وأرسل الداعي محمد بن عبد العزيز عاملا إلى رويان وأرسل
جعفر بن رستم إلى كلار ومحمد بن أبي العباس إلى شالوس حكاما عليها
فقال أهل آمل إنا نريد محمد بن إبراهيم حاكما علينا وهو الذي دل أهل
طبرستان على الحسن بن زيد والحسن زوج أخته كما تقدم فأرسل إليه وأتى
به من رويان وأقامه حاكما على آمل.
المراسلة بينه وبين الاصفهبد
وأقام الداعي في آمل سبعة أيام ثم ذهب إلى ترجى وأقام فيها
ثلاثة أيام ثم ذهب منها إلى جمنو فجاءه في جمنو كتاب من الاصفهبد
قارن بن شهريار ملك الجبال من آل باوند يظهر فيه الموالاة والمصافاة ويقول
إن أردت المدد أرسلت إليك فكتب إليه الداعي يقول إن كان ما تقوله حقا
فاحضر إلينا فاجابه الأصفهبد المصلحة أن تأتوا إلينا فعلم الداعي كذبه
واحتياله.
حرب سليمان بن عبد الله
ابن طاهر مع الداعي
وكان سليمان بن عبد الله بن طاهر في ساري فأرسل جندا مع قائد له

(١) هكذا في تاريخ رويان ترجى بالراء وفي المنقول عن تاريخ طبرستان توجى بالواو ولا ذكر لها
في معجم البلدان. - المؤلف -.
(٨٩)

اسمه أسد إلى ترجى لحرب الداعي فلما بلغ ذلك الداعي خرج من ترجى
وخالف أسدا في الطريق وسار ليلته كلها قاصدا مدينة ساري فوصل الخبر
إلى سليمان بان الداعي ترك ترجى وهرب فما كان وقت الصبح إلا
وسمع التكبير والصلوات في ساري ورفع عليها علم الداعي فتهيأ للهرب
ودخل ساري وجعلوا يقتلون كل من وجدوه من أتباع سليمان وأحرقوا دار
الامارة وفي ذلك الوقت وصل الخبر بان الحسين بن زيد أخا الحسن بن زيد
وصل إلى شلمبة دماوند والتحق به اصفهبد بادوسبان وكذلك التحق به
رؤساء لارجان وقصران.
معاودة الحرب بين
الداعي وسليمان
وبعد ما هرب سليمان كما تقدم سافر إلى استراباد ولم يتمكن من الإقامة في
مكان آخر وأراد الداعي الذهاب إلى آمل لكن لما كان الديالمة قد غنموا
غنائم كثيرة وتفرقوا واشتغلوا بضبط غنائمهم قال له أصفهبد بادوسبان
المصلحة أن تبقى في جمنو حتى يأتيك خبر سليمان. وبعد أيام وصل
سليمان بعسكر كثير والتقى مع الداعي فهزم الداعي وهربت الديلم وقتل
في ذلك اليوم كثير من أهل كلار قتلهم محمد بن أوس وانتهت الهزيمة
بالداعي في تلك الليلة مع عدة أنفس إلى آمل، وفي الصباح توجه إلى
آمل فوصلها ليلا وأخذ من أهل شالوس عشرة آلاف درهم. واتفق ملك
الجبل قارن بن شهريار مع سليمان على المجئ إلى آمل وبعد أيام جاء إلى
الداعي مدد من ديلمان وكيلان فجاء الداعي من شالوس إلى خواجك
وجاء سليمان مع قارن إلى بايدشت وذهب الداعي إلى لاويجة وعسكر
هناك. وأرسل جماعة من السادات أو أرسل جيشا مع بعض السادات
فأوقعوا بعسكر قارن ليلا وكسروه ونهبوا أمواله وقتل أخوه جعفر بن شهريار
مع ثلاثين شخصا من المعروفين. وجاء الداعي إلى آمل واستراح بها ١٢
يوما أو ١٥ يوما وعين اصفهبد بادوسبان قائدا للجيش فجمع سليمان جيشا
من خراسان وجاء إلى مدد قارن وعزم على التوجه إلى ساري وكان الداعي
قد رخص جيشه فتفرقوا وبقي وحده في آمل مع جماعة معدودين فجاء من
آمل إلى شالوس فبلغه فيها خبر وفاة وهسودان الديلمي حاكم تلك المنطقة
وانضم اليه أربعة آلاف فارس من أصحاب وهسودان فتوجه بهم إلى
مازندران فالتقى مع سليمان في جمنو على ساحل البحر
فانهزم سليمان وذهب الداعي إلى ساري وأسر أولاد وعيال وغلمان
سليمان وأخذ أمواله وخزائنه وذهب سليمان إلى استراباد وكتب إلى
محمد بن حمزة العلوي وإلى الداعي يلتمس إطلاق أولاده وعياله فاجابه
الداعي إلى ذلك وأطلق له أولاده ونساءه وأرسلهم إليه وفي هذا الوقت
اصطلح قارن بن شهريار مع الداعي بتوسط أصفهبد بادوسبان وأرسل قارن
أولاده سرخاب ومازيار خفية إلى الداعي يطلب الصلح فتصالحا وكان ذلك
كله سنة ٢٥٢ واقام الداعي في آمل.
كتاب الداعي إلى
عمال مملكته
وكتب الداعي إلى جميع عماله في مملكته كتابا هذه صورته قد رأينا أن
تأخذ أهل عملك بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله وما صح عن أمير المؤمنين
وإمام المتقين علي بن أبي طالب ع في أصول الدين وفروعه
وباظهار تفضيله بعد النبي ص على جميع الأمة وتنهاهم أشد النهي عن
القول بالجبر والتشبيه ومكابرة الموحدين القائلين بالعدل والتوحيد وعن
التحكك بالشيعة وعن الرواية في تفضيل أعداء الله وأعداء أمير المؤمنين
وتأمرهم بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وبالقنوت في الصلوات الخمس
وخمس تكبيرات على الميت وترك المسح على الخفين وبالحاق حي على خير
العمل في الأذان والإقامة وأن تجعل الإقامة مثنى مثنى ومن خالف أمرنا
فليس منا. وقد أعذر من أنذر. وفي تاريخ رويان: ونحذر من تعدى
أمرنا فليس لمن خالف أمرنا ورأينا إلا سفك دمه وانتهاك محارمه وقد أعذر
من أنذر والسلام
حرب سليمان بن طاهر مرة
ثالثة مع الداعي
ثم جمع سليمان بن طاهر مرة أخرى عسكرا من خراسان وتوجه إلى
ساري فتوجه إليه السيد حسن العقيقي من بني أعمام الداعي فهزمه
العقيقي ولحقه إلى كركان. فلم يطمع بعد ذلك سليمان بطبرستان وذهب
إلى خراسان فهاب الناس الداعي بعد ذلك وعدوه ملكا اه. وفي مروج
الذهب في حوادث سنة ٢٥٣ فيها أوقع الحسن بن زيد الحسني
بسليمان بن عبد الله بن طاهر فأخرجه عن طبرستان اه‍.
حرب الداعي مع أولاد
قارن ومعه
ثم عصى على الداعي أولاد قارن سرخاب ومازيار فحاربهما فانهزما
ثم عصى عليه الأصفهبد وكان المراد به قارن وحارب الداعي في الجبال
ووقعت بينه وبينه عدة وقائع أخربت تلك الولايات.
التحاق السادات بالداعي
والتحق بالداعي السادات من جميع الأطراف ولما كان ينظرهم بعين
الشفقة والعطف اجتمع عليه سادات كثيرة وكان إذا ركب يركب في ركابه
٣٠٠ سيد ممن يحمل السيف ويضرب به.
مدح الناصر الكبير
للداعي
والناصر الكبير أبو محمد الحسن بن علي في هذا الوقت كان منضما إلى
الداعي وهو المعروف بناصر الحق وله في حق الداعي مدح كثير من جملته
هذان البيتان:
كان ابن زيد حين يغدو بقومه * كبدر سماء حوله أنجم زهر
فيا بؤس قوم صحبتهم خيوله * ويا نعم قوم نالهم جوده الغمر
وفي تاريخ رويان في هذا الوقت قتل الخليفة المعتز واضطرب أمر بني
العباس وخرج في البصرة وسواد واسط العلوي صاحب الزنج وكثرت في
خراسان الأوباش والعيارون وأدبر أمر الطاهرية وبسبب اشتغال الناس بهذه
الأمور ثبت أمر الداعي وصار ملكا في طبرستان ولم يتفق لأحد هناك مثل ما
اتفق له. ومن جملة العيارين في خراسان يعقوب بن الليث الصفار فقبض
على محمد بن عبد الله بن طاهر وصار هو حاكم خراسان والخليفة بسبب
اضطراب الأمور كتب له عهدا على خراسان.
(٩٠)

أخبار الداعي
مع يعقوب بن الليث الصفار
ثم أن أهل طبرستان ارسلوا إلى يعقوب بن الليث فاحضروه إلى
ساري فهرب منه السيد حسن العقيقي وجاء إلى آمل إلى عند الداعي وتتبع
الليث آثاره فلم يستطع الداعي الإقامة بامل فجاء إلى رويان فجاء يعقوب
وراءه فذهب الداعي إلى كلار فلم تمكنه الإقامة فيها فذهب إلى شير فأرسل
يعقوب إلى شير يتهددهم ليقبضوا على الداعي وكان هناك رجل يقال له
كوكبان كان رئيس تلك البلدة فاصر على أن يحمي الداعي ولم يسلمه فأغار
يعقوب على شيرجان واقام يعقوب في كجور وجبى منهم خراج سنتين حتى
فقد الخبز من رويان واقام يعقوب إبراهيم بن مسلم الخراساني أميرا على
رويان وشالوس واقام يعقوب بامل فصار أهل رويان وشالوس ضدا
للخراساني وأحرقوا عليه داره وقتلوه فلما بلغ الخبر إلى يعقوب عاد من آمل
إلى رويان ولم يدع في رويان حسنا ولا قبيحا قتل الأنفس واخرب الدور
وقطع الأشجار ثم جاء إلى كلار من طريق كندستان ثم من كلار إلى رويان
فهلكوا بما وضع عليهم من المكوس ووقعت على رؤوسهم صاعقة وأصابهم
ألف محنة ثم جاء إلى نائل وجبى منهم خراج سنتين وحكم في طبرستان
أربعة أشهر ثم ذهب إلى خراسان من طريق قومس اه. وفي مروج
الذهب ولما واقع الصفار الحسن بن زيد الحسني بطبرستان وذلك في سنة
٢٦٠ وقيل سنة ٢٥٩ وانكشف الحسن بن زيد وامعن يعقوب في الطلب
وكانت معه رسل السلطان قد قصدوه بكتب ورسالة من المعتمد وهم
راجعون في طلب الحسن بن زيد قال له بعضهم لما رأى من طاعة رجاله وما
كان منهم في تلك الحرب ما رأيت أيها الأمير كاليوم قال له الصفار واعجب
منه ما أريك إياه ثم قربوا من الموضع الذي كان فيه عسكر الحسن بن زيد
فوجدوا البدر والكراع والسلاح والعدد وجميع ما خلفه العسكر حين الهزيمة
على حاله لم يلتبس أحد من أصحابه منه بشئ ولا دنوا اليه معسكرين
بالقرب منه من حيث يرونه بالموضع الذي خلفهم فيه الصفار اه. وفي
تاريخي طبرستان ورويان قال ثم إن الداعي ارسل جستان بن وهسودان مع
أحمد بن عيسى وقاسم بن علي إلى العراق والري وقزوين وابهر وزنجان
ففتحوا هذه الولايات وأطاعته أهلها وصار الديلم حكام تلك البلاد ثم جمع
الداعي رجال كلار ورويان وطبرستان مع الديالمة وعسكر العراق وقومس
وطبرستان وغيرهم واسرع السير نحو يعقوب فلما وصل إلى كركان وجاءه
أخوه محمد بن زيد اتى اليه الخبر ان الكفار قصدوا دهستان فذهب الداعي
لجهاد الكفار فقتل منهم ألفين وغنم غنائم كثيرة فقسمها بين الديلم واقام
محمد بن زيد بكر كان حاكما عليها وعاد الداعي إلى طبرستان.
تأديب الداعي المفسدين
من الديلم
واقام الداعي بامل إلى أن أساء الديلم السيرة ونهبوا وسرقوا فاشتكى
منهم أهل نيشابور فنصحهم الداعي مرارا فلم يقبلوا فامر الداعي فقطع
أيدي وأرجل ألف منهم من أهل الفساد وهرب منهم ألف وذهبوا إلى رستم
ابن قارن أو أبيه أو ابنه ملك الجبال فأقام لهم العلوفة.
خلاف قارن على الداعي
وخالف قارن الداعي وذهب إلى قومس وقبض على السيد قاسم
نائب الداعي وأرسله إلى هزار جريب فتوفي هناك.
مخالفة العقيقي على
الداعي وقتله
ودعا السيد حسن العقيقي نائب الداعي في ساري أهلها إلى بيعته
فخاف من الداعي فاتفق مع قارن ملك الجبال الأصفهبد فجاء محمد بن
زيد من كركان وحارب العقيقي إلى أن قبض عليه وقيده وصفده وأرسله إلى
الداعي حسن بن زيد إلى آمل فتشفع فيه أكابر وسادات آمل فلم يشفعهم
وأمر بضرب عنقه وأن يلقى في سرداب ويسد بابه.
استيلاء قارن على قومس
واستولى الأصفهبد المسمى بقارن بن شهريار على قومس
وأرسل إليها نوابه وعماله واستقرت سلطنة الداعي على الصورة
الآتية فكان هو في آمل وأخوه محمد بن زيد في كركان إلى
أن اعتل الداعي فأراد أن يركب على فرسه فلم يستطع وكان في آمل جماعة
يظهرون له الطاعة وفي الباطن هم على خلاف ذلك فتمارض الداعي
وأظهر خبر وفاته فاظهر هؤلاء الجماعة الخلاف فخرج الداعي من داره
وأمر بقتلهم في الجامع ورماهم في مقصورة في الجانب الشرقي من المسجد
وأهل آمل إلى الآن يزورون تلك المقصورة ويسمونها مقبرة الشهداء.
وفاة الداعي
ثم أمر الداعي أن يبنى له قبة ومقبرة في محلة تسمى براست گوى
فدفن فيها وهي باقية إلى الآن وقال مولانا أولياء الله في أيام طفولتي وإن
كانت تلك العمارة أشرفت على الخراب لكن رأيت صندوقا عتيقا هناك وفي
وسط حائط القبة طريق ملتف يصعد منه إلى السطح وقد وقف سبعين قرية
في نواحي آمل غير البساتين والضياع والحمامات اه.
مؤلفاته
في فهرست ابن النديم وللحسن من الكتب كتاب الجامع في
الفقه كتاب البيان كتاب الحجة في الإمامة اه.
شعر يحتمل انه له
وجدنا في مجموعة الأمثال التي أشرنا إليها في الجزء الأول من هذا
الكتاب هذه الأبيات منسوبة إلى الحسن بن زيد ويحتمل أنه المترجم وهي:
منال الثريا دون ما أنا طالب * فلا لوم إن عاصت علي المذاهب
إذا ما كساك الدهر ثوبا من الغنى * فعجل بلاه فالليالي سوالب
ولا تغترر ممن صفا لك وده * فكم غص بالماء المصفق شارب
٢٣٢: أبو عبد الله الحسن بن زيد بن محمد الحسني الجرجاني العصمي.
وصفه صاحب الرياض في ترجمة الحسن حسكا بن الحسين بن بابويه
بالسيد الزاهد وقال إنه ممن يروي عنه حسكا المذكور.
٢٣٣: الأمير حسن بن زيري بن قيس بن ثابت بن نعير الحسيني أمير المدينة وباقي
نسبه مر في ثابت بن نعير.
ذكره ضامن بن شدقم في كتابه فقال: كان بطلا شجاعا صاحب مكر
وحيل. قيل أنه أفلس ذات يوم فدخل الحرم النبوي وكسر قفل باب
(٩١)

الخزينة النبوية واخذ منها مالا جزيلا وكان يتولى الامارة بسيفه حتى أنه دخل
على أميرها جماز بن وميان فاخذه وأردفه خلفه على ناقته وخرج به من المدينة
حتى أوصله إلى قومه ورجع إليها أميرا بسيفه قاله في الزهرة.
٢٣٤: الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن صاحب المعالم ابن الشيخ زين الدين
الشهيد الثاني بن علي بن أحمد بن محمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن
صالح تلميذ العلامة ابن شرف أو مشرف العاملي النحاريري الجبعي
مولده ووفاته
ولد بجبع في ٢٧ شهر رمضان ٩٥٩ وتوفي مفتتح المحرم سنة ١٠١١
في جبع وقبره بها معروف مشهور زرته غير مرة لكنه مشرف على
الاندراس والدثور كغيره من قبور عظماء العلماء العامليين في تلك المقبرة
الشريفة التي حظها بعد مماتهم كحظهم في حياتهم. أما تاريخ مولده
فقد ذكره ولد ولده الشيخ علي ابن الشيخ محمد في كتابه الدر المنثور فقال:
وبخطه الشريف عندي ما صورته: مولد العبد الفقير إلى عفو ربه وكرمه
حسن بن زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي عفى الله عن
سيئاتهم وضاعف حسناتهم في العشر الأخير من شهر الله الأعظم شهر
رمضان سنة ٩٥٩ قال وبخطه أيضا ما لفظه: وبخط والدي رحمه الله بعد
ذكر تاريخ بعض إخواني ما هذا لفظه ولد أخوه حسن أبو منصور جمال
الدين عشية الجمعة ٢٧ شهر رمضان المعظم سنة ٩٥٩ والشمس في ثالث
الميزان والطالع العقرب اه. وأما تاريخ وفاته ففي أمل الآمل رأيت بخط
السيد حسين بن محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي ما صورته:
توفي العلامة الفهامة الشيخ حسن ابن الشيخ زين الدين العاملي قدس الله
روحيهما في المحرم سنة ١٠١١ في قرية جبع اه. ووقع هنا اشتباهات
أحدها قول صاحب حدائق المقربين أنه توفي بالنجف فإنه لا ريب في
أن وفاته كانت بجبع ثانيهاد ما في السلافة قال أخبرني من أثق به أن
والده السعيد لما توفي كان عمر ولده المترجم ١٢ سنة وذلك في سنة ٩٦٥
وما في خلاصة الأثر من أنه ولد سنة ٩٥٤ تقريبا قال فاني رأيت في تاريخ
الشلي إن والده مات سنة ٩٦٥ وكان عمره إذ ذاك ١٢ سنة فيكون
مولده على هذا سنة ٥٤ كما ذكرته اه‍. وبما تقدم عن خطه وخط والده
تكون قد قطعت جهيزة قول كل خطيب إذ لا يعقل أن يكون أحد أعرف
بتاريخ ولادته من أبيه ومنه وإذا فالصواب أنه كان عند شهادة أبيه ابن سبع
سنين أو ست سنين للخلاف في شهادة أبيه أنها كانت سنة ٩٦٥ أو ٩٦٦
ثالثها ما في أمل الآمل أنه كان عند قتل أبيه ابن أربع سنين قال كذا
وجدت التاريخ ويظهر من تاريخ قتل أبيه ما ينافيه وإن عمره كان حينئذ
سبع سنين اه. وذلك أن شهادة أبيه كانت سنة ٩٦٦ على أحد القولين
وولادته هو سنة ٩٥٩ كما مر ولا حاجة إلى تأييد بعضهم ذلك بأنه يروي
عن أبيه وابن السبع قابل للرواية دون ابن الأربع مع إنه يمكن ان يجيزه وهو
صغير بالرواية إذا كبر رابعها ما في اللؤلؤة من أن عمره ٥٢ سنة و ٣
أشهر بعد ما صحح ولادته ووفاته كما ذكرنا وهو اشتباه بعد السنة الأولى
كاملة مع أنه لم يمض منها إلا ثلاثة أشهر ونص هو على ذلك ومن عد السنة
الأخيرة كاملة أيضا مع إنه لم يمض منها إلا يوم واحد.
نسبته
النحاريري وقعت هذه النسبة في كلام والده ولا يعلم إلى أي
شئ هي ووقع في شعر لبعض تلاميذ والده وهو الشيخ شمس الدين محمد
الحياني العاملي المهاجر إلى النجف وطوس نسبة إلى بني حيان القرية المعروفة
في جبل عامل ذكر لأرض النحارير ولعلها قرية كانت بتلك المواضع
وخربت وكان منها أبو الشهيد الثاني أو جده يقول فيها:
ولا كنت عن أرض النحارير نائيا ولا عن بني حيان ما ساعد الأجل
نقش خاتمه
وجد طبع خاتمه الشريف على ظهر نسخة من الفقيه قد استنسخها في
الغري لنفسه وبالغ في مقابلتها بالنسخ الكثيرة وأظهر في خاتمة كل من
أجزائها الأربعة تضجرا شديدا من اختلاف أساس الفقه ونظام الحديث في
ذلك الزمان وشكاية من رداءة خطوط نساخ الكتاب ونقش ذلك الخاتم
المبارك بيت من الشعر وهو:
بمحمد والآل معتصم * حسن بن زين الدين عبدهم
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل كان عالما فاضلا عاملا متبحرا محققا ثقة ثقة فقيها
وجيها نبيها محدثا جامعا للفنون أديبا شاعرا زاهدا عابدا ورعا جليل القدر
عظيم الشأن كثير المحاسن وحيد دهره أعرف أهل زمانه بالفقه والحديث
والرجال واجتمع بالشيخ بهاء الدين في الكرك لما سافر إليها وكان ينكر كثرة
التصنيف مع عدم تحريره وكان حسن الخط جيد الضبط عجيب الاستحضار
حافظا للرجال والأخبار والأشعار وشعره حسن كاسمه والجيد منه كثير
ومحاسنه أكثر وقد نقلت من خطه في بعض مجاميعه ما ذكرته من شعره
ورأيت أكثر شعره ومؤلفاته بخطه وكان يعرب الأحاديث الشكل في
المنتقى عملا بالحديث الذي رواه الكليني وغيره عن أبي عبد الله ع
: اعربوا حديثنا فانا قوم فصحاء ولكن للحديث احتمال آخر اه.
والاحتمال الآخر هو ما عن شراح الأحاديث وهو أن يكون المراد إظهار
الحروف وإبانتها بحيث لا تشبه بمقارباتها أو الأمران معا وكان والد البهائي
من تلاميذ والد المترجم فالمترجم والبهائي في عصر واحد وذكره حفيده
الشيخ علي بن محمد بن الحسن في كتاب الدر المنثور وأثنى عليه ثناء بليغا
فقال بلغ من التقوى والورع أقصاهما ومن الزهد والعبادة منتهاهما
ومن الفضل والكمال ذروتهما واسناهما وكان لا يجوز أكثر من
قوت أسبوع أو شهر الشك مني فيما نقلته عن الثقات لأجل القرب إلى
مساواة الفقراء والبعد عن التشبه بالأغنياء اه. وفي رياض العلماء:
الفقيه الجليل والمحدث الأصولي الكامل النبيل المعروف بصاحب المعالم ذو
النفس الطاهرة والفضل الجامع والمكارم الباهرة هو مصداق قوله ص الولد
سر أبيه بل هو أعلم ومظهر المثل السائر ومن يشابه أبه فما ظلم كان رضي
الله عنه علامة عصره وفهامة دهره وهو وأبوه وجده الأعلى وجده الأدنى وابنه
وسبطه قدس الله أرواحهم كلهم من أعاظم العلماء اه. وقال السيد
مصطفى بن الحسين التفريشي في نقد الرجال الحسن بن زين الدين بن
علي بن أحمد العاملي رضي الله عنه وجه من وجوه أصحابنا ثقة عين صحيح
الحديث ثبت واضح الطريقة نقي الكلام جيد التصانيف مات سنة ١٠١١
له كتب منها كتاب منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان اه. وفي

(١) توهم بعضهم أن الشهيد الثاني اسمه علي وزين الدين لقبه وليس كذلك بل اسمه زين الدين
وعلي اسم أبيه كما وجدناه بخطه. - المؤلف -
(٢) هكذا في النسخة المطبوعة والظاهر أنه تصحيف والصواب السلافة. - المؤلف -
(٩٢)

السلافة شيخ المشايخ الجلة ورئيس المذهب والملة الواضح الطريق والسنن
الموضح الفروض والسنن يم العلم الذي يفيد ويفيض وخضم الفضل
الذي لا ينضب ولا يغيض المحقق الذي لا يراع والمدقق الذي راق
فضله وراع المتفنن في جميع الفنون والمفتخر به الآباء والبنون قام مقام والده
في تمهيد قواعد الشرائع وشرح الصدور بتصنيفه الرائق وتأليفه الرائع فنشر
للفضائل حللا مطرزة الأكمام وأماط عن مباسم أزهار العلوم لثام الأكمام
وشنف الأسماع بفرائد الفوائد وعاد على الطلاب بالصلات والعوائد وأما
الأدب فهو روضه الأريض ومالك زمام السجع منه والقريض والناظم
لقلائده وعقوده والمميز عروضه من نقوده وسأثبت منه ما يزدهيك إحسانه
وتصبيك خرائده وحسانه اه. وهذه سنة جرى عليها أهل ذلك العصر في
التسجيع في التراجم ووصف الشخص بما فيه وبما ليس فيه فان وصف
صاحب المعالم بما يرجع إلى العلم والفضل لا يعدو الحقيقة مهما بولغ فيه أما
وصف شعره بما وصفه به فلا ينطبق على شئ من الحقيقة وكان يكفيه أن
يقول الشاعر أوله شعر منه قوله. أو ما يشبه هذا ومثل هذا الوصف الذي
وصف به شعره لو قيل في شعر أبي تمام أو البحتري أو المتنبي وأمثالهم لم
يكن تقصيرا. وفي اللؤلؤة أما صاحب المدارك وخاله المحقق المدقق الشيخ
حسن ففضلهما أشهر من أن ينكر ولا سيما الشيخ حسن فإنه كان فاضلا
محققا وكان ينكر كثرة التصنيف مع عدم تحريره ويبذل جهده في تحقيق ما
ألفه وتحريره وهو حق حقيق بالاتباع فان جملة من علمائنا وإن أكثروا التصنيف الا
أن مصنفاتهم عارية عن التحقيق كما هو حقه والتحبير مشتملة على
المكررات والمجازفات والمساهلات وهو أجود تصنيفا وأحسن تحقيقا وتأليفا
ممن تقدمه اه. ويأتي قوله أن تصانيفه على غاية من التحقيق والتدقيق وفي
روضات الجنات: أمره في العلم والفقه والتبحر والتحقيق وحسن السليقة
وجودة الفهم وجلالة القدر وكثرة المحاسن والكمالات أشهر من أن
يذكر وأبين من أن يسطر اه. ويكفي في علو شانه ما كتبه شيخه الأردبيلي في
آخر وصية كتبها له فعبر عن المترجم بأنه مولاه وأنه كتبها له امتثالا لأمره
ورضاه. فإنه حكي أن الشيخ حسن لما عزم على الرجوع لبلاده طلب من
أستاذه الأردبيلي شيئا يكون تذكره له ونصيحة فكتب له بعض الأحاديث
وكتب في آخرها: كتبه العبد أحمد لمولاه لأمره ورضاه اه وفي مقدمات
المقاييس عند ذكر الكنى والألقاب: ومنها أبو منصور للشيخ الفاضل الفقيه
المحدث الأديب الوجيه المحقق المدقق المتبحر النبيه العابد الزاهد الرباني
جمال الدين حسن ابن الشهيد الثاني رفع الله درجته وأعلى منزلته وكان
معاصرا للبهائي وأصغر منه بست سنين تقريبا واجتمع معه في الكرك
ومات قبله بما يقرب من عشرين سنة وعمره ٥٢ سنة وحكى البهائي بعض
المطالب عنه في مصنفاته وكتب حاشية على اثني عشريته ومات والده وهو
صغير ابن أربع سنين أو أكثر وتلمذ على تلامذة أبيه وغيرهم وروى عنهم
واستفاد منه جماعة كثيرة من الفضلاء ورووا عنه اه. وفي رجال بحر
العلوم الحسن ابن شيخنا الشهيد الثاني زين الدين بن علي بن أحمد الشامي
العاملي الجبعي. علم التحقيق والتدقيق الجامع بين الرأي الوثيق واللفظ
الرشيق أوحد زمانه علما وعملا وفضلا وأدبا وأرفعهم ذكرا وشأنا وحسبا
ونسبا حقق الفقه والحديث والأصول والرجال أحسن تحقيق وبيان وصنف
فيها أيضا التصانيف الجيدة الحسان التي تزدري بقلائد العقيان وعقود الدر
والمرجان وأحسنها كتاب معالم الدين وملاذ المجتهدين وكتاب منتقى الجمان
في الأحاديث الصحاح والحسان وقد خرج من الأول مقدمته الموضوعة في
الأصول المتلقاة في الأقطار بالقبول والمعتني بشرحها وتعليقها كثير من
العلماء الفحول وقليل من الفروع ينبئ عن فقه كثير وعلم غزير ومن الثاني
وهو المنتقى الذي بلغ في ضبط الحديث سندا ومتنا أعلى مرتقى تمام
العبادات وهو كتاب نفيس عظيم الشأن عديم النظير في مصنفات العلماء
الأعيان وهو مع ما فيه من المحاسن والفوائد الكثيرة المتعلقة بضبط الأسانيد
والمتون يختص بالفرق بين ما هو صحيح عند الجميع وما هو صحيح عند
المشهور القائلين بالاكتفاء في التعديل بتزكية العدل الواحد حيث وضع للأول
علامة صحي اي صحيحي بناء على أن الصحيح عنده صحيح عند الكل
وللثاني صحر اي الصحيح عند المشهور لا عنده ولا ريب ان الفرق بين
النوعين مهم على كلا القولين فان مرجعه اما إلى الفرق بين الصحيح وغير
الصحيح والفائدة فيه ظاهرة أو الصحيح والأصح وهو امر مطلوب في مقام
الترجيح لان الأصح مقدم على الصحيح وقد ذكر شيخنا المذكور جماعة من
معاصريه والمتأخرين عنه ونعتوه بما هو أهل له اه.
اشتباه من صاحب خلاصة الأثر
وفي خلاصة الأثر: حسن بن زين الدين الشهيد العاملي الشهير
بالشامي نزيل مصر من حسنات الزمان وأفراده ذكره الخفاجي في ريحانته
وقال في وصفه: ماجد صيغ من معدن السماح وابتسمت في جبينه غرة
الصباح إلى آخر ما قاله وذكر من شعره قوله:
مصر تفوق على البلاد بحسنها * وبنيلها الزاهي ورقة آسها
من كان ينكر فالتحاكم بيننا * في روضة والجمع في مقياسها
وهو يقرب من قول القائل:
إن مصر لأطيب الأرض عندي * ليس في حسنها البديع قياس
فإذا قستها بأرض سواها * كان بيني وبينك المقياس
اه وفي ذلك اشتباه من وجوه أولا أن المترجم لم ينزل مصر ولم
يدخلها ثانية انه لم يشتهر بالشامي وإن كان من بلاد الشام ثالثا ان
المترجم ليس ممن يوصف بما وصفه به صاحب الريحانة ولا يوصف إلا بما
يوصف به أجلاء العلماء رابعا أن ما ذكره صاحب الريحانة هو شخص
آخر شامي نزل مصر معاصر لصاحب الريحانة فتوهم المحبي أنه المترجم
للاشتراك في الاسم والنسبة. ففي الريحانة حسن بن الشامي ماجد الخ ما
مر ثم قال اللطف حشو أهابه والفضل لا يلبس غير جلبابه
لو مثل اللطف جسما * لكان للطف روحا
إذا نزل بدار ارتحلت الهموم وارتضع من أخلاقه أخلاق بنت الكروم
فمما أنشدنيه من أبياته ونزه سمعي في ربى مقطعاته قوله. وذكر البيتين.
مذاقه الفقهي
هو لا يعمل الا بالحديث الصحيح أو الحسن ويعد بين الفقهاء
من أكابر المحققين ومن أهل السلائق المعتدلة في الغاية والأنظار الصائبة
ومن نماذج مذاقه في الفقه ما ذكره في مناسك الحج عند ذكر النية
حيث قال: طال في بيانها كلام المتأخرين وخلا منها حديث أهل البيت ع
رأسا وكذلك قدماء فقهائهم الذين لم يتجاوزوا المأثور عنهم فيما دونوه
من الأحكام الشرعية ولم يجنحوا إلى مضاهاة أهل الخلاف في توليد المسائل.
وقال عند ذكر الطواف: ثم يقف بإزاء الحجر الأسود مستقبلا له جاعلا
أول جزء منه مما يلي الركن اليماني محاذيا لأول كتفه الأيمن ولو ظنا على
(٩٣)

المعروف في كلام متأخري الأصحاب ولا باس بالتزام ما ذكروه خروجا من
خلافهم فأحاديث أئمتنا ع خالية عن التعرض لهذا التحرير
ظاهرة في نفي المضايقة بهذا المقدار ثم قال: ويراعي في آخر الشوط السابع
الختم بما بدأ به فيحاذي بأول بدنه أول جزء من الحجر على نحو ما ذكر في
الابتداء والحال هاهنا نظير ما قلنا هناك من عدم الدليل على اعتبار هذا
التضييق لكنه المعروف في كلامهم ولا باس بوفاتهم ولم يتعرض للزوم
الانحراف عند فتحتي الحجر أصلا مما ضيق به المتأخرون بدون دليل وقال
عند ذكر مواقيت الاحرام ومن كان منزله دون هذه المواقيت إلى مكة أحرم
منه والمعروف في كلام الأصحاب شمول هذا الحكم لأهل مكة فيكون
إحرامهم بالحج من منازلهم مع أن النص الوارد بالحكم لا يتناولهم وفي
حديثين من مشهوري الصحيح ما يخالف ذلك أحدهما عن عبد
الرحمن بن الحجاج عن أبي عبد الله ع قلت له إني أريد الجوار
فكيف أصنع قال إذا رأيت هلال ذي الحجة فاخرج إلى الجعرانة فاحرم منها
بالحج والثاني عن سالم الحناط قال كنت مجاورا بمكة فسألت أبا عبد الله
ع من أين أحرم بالحج قال من حيث أحرم رسول الله ص من
الجعرانة والعجب من عدم التفات الأصحاب إلى هذين الحديثين مع
انتفاء المنافي لهما من الأخبار وصحة طريقهما اه.
رأيه في حجية الأخبار
المعروف عنه أنه كان لا يرى حجية غير الصحيح والحسن ولذلك
صنف منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان وكذلك ابن أخته
السيد محمد صاحب المدارك وذلك لاعتبار العدالة في الراوي التي لا تجتمع
مع مخالفة الحق قال صاحب اللؤلؤة بعد ما وصفه بما مر إلا أنه مع السيد
محمد قد سلكا في الأخبار مسلكا وعرا ونهجا عسرا أما السيد محمد صاحب
المدارك فإنه رد أكثر الأحاديث من الموثقات والضعاف باصطلاحه وله
فيها اضطراب كما لا يخفى على من راجع كتابه المدارك فيما بين أن يردها
تارة وما بين أن يستدل بها أخرى يدور في ذلك مدار غرضه وأما خاله
الشيخ حسن فان تصانيفه على غاية من التحقيق والتدقيق إلا أنه بما اصطلح
عليه في كتاب المنتقى من عدم صحة الحديث عنده إلا ما يرويه العدل
المنصوص عليه بالتوثيق بشهادة ثقتين عدلين فرمز له بصحي وللصحيح
على المشهور بصحر قد بلغ في الضيق إلى مبلغ سحيق وأنت خبير بانا
في عويل من أصل هذا الاصطلاح الذي هو إلى الفساد أقرب من الصلاح
حيث أن اللازم منه لو وقف عليه أصحابه فساد الشريعة فإنه متى كان
الضعيف باصطلاحهم مع إضافة الموثق إليه كما جرى عليه في المدارك ليس
بدليل شرعي مع أن ما عداهما من الصحيح والحسن لا يفيان لهما إلا
بالقليل من الأحكام فالأم يرجعون في باقي الأحكام الشرعية ولا سيما
أصولها ولهذا ترى من جملة منهم لضيق الخناق خرجوا من اصطلاحهم في
مواضع عديدة وتستروا باعذار غير سديدة وإذا كانت الحال هذه في أصل
هذا الاصطلاح فكيف الحال في اصطلاح صاحب المنتقى وتخصيصه
الصحيح بما ذكره ما هذه إلا غفلة ظاهرة والواجب إما الأخذ بهذه الأخبار
كما هو عليه متقدمو علمائنا الأبرار أو تحصيل دين غير هذا الدين
وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها ولعدم الدليل على
جملة من أحكامها ولا أراهم يلتزمون شيئا من الأمرين اه. وأراد
بالاصطلاح تقسيم الخبر إلى أقسامه المشهورة من الصحيح والضعيف
والحسن والموثق وذلك لان الاخبارية
عندهم أن جميع ما في الكتب الأربعة
حجة بل ترقوا إلى انها قطعية السند وحينئذ فلا حاجة إلى هذا الاصطلاح
المستحدث الذي هو من اصطلاح غيرنا ولهذا قال بعض متطرفيهم هدم
الدين مرتين إحداهما يوم ولد العلامة الحلي الذي اخترع هذا الاصطلاح.
ولا يخفى أن الجماعة الذين خرجت هذه الأخبار من تحت أيديهم وهم
أصحاب الكتب الأربعة التي يدعون صحة جميع ما فيها أو قطعية سندها
طالما ردوا الخبر بضعف السند كما في التهذيب وغيره فالقول بقطعية سندها
أو صحتها كلها مجازفة وتنويع الخبر إلى أنواعه المعروفة ليس فيه أدنى ضرر
بل منفعته واضحة ليتميز حال الخبر عند من يريد الاستدلال به
وله بعد ذلك حرية اجتهاده فبعضهم يرى أن ضعف السند ينجبر
باشتهار العمل به وبعضهم كالشهيد الثاني ينكر ذلك حتى أنه قال
في بعض مؤلفاته أن انجبار الخبر الضعيف بالشهرة ضعيف
منجبر بالشهرة وبعضهم لا يرى حجية غير الصحيح وهو ما رواه العدل
ويعتبر في العدالة التوثيق بعدلين وينسب ذلك إلى الشهيد الثاني بناء على أن
التوثيق من باب الشهادة والحق أن الحجة من الخبر ما حصل الوثوق
بصدوره جريا على عادة الناس فيما بينهم وإن الشارع لم يخترع في ذلك حكما
جديدا بل أقر طريقة العرف والوثوق يحصل بكون الخبر صحيحا أي رواه
العدل إن لم يخالف المشهور وبكونه موافقا للمشهور وإن ضعف سنده
فالصحيح المخالف للمشهور ليس بحجة والضعيف الموافق له حجة وكذلك
الحسن والموثق وتوثيق أهل الرجال ليس من باب الشهادة لاثبات العدالة بل
من باب تحصيل الوثوق وإلا فهؤلاء المعدلون لم يعاشروا الرواة وإنما عولوا
على الظنون ولو كان من باب الشهادة لم يمكن من توثيق أحد لاعتبار
المعاشرة في الشهادة والاستناد إلى الحسن دون الحدس ولا يوجد واحد من
الموثقين هو كذلك والاستناد إلى توثيق العلامة وأمثاله لا ينفع شيئا للعلم
بأنه أخذ توثيقه من كلام من تقدمه كالنجاشي وغيره فهو لا يزيد عنا في
ذلك شيئا وتبع الشهيد الثاني في الاقتصار على الصحيح ولده صاحب المعالم
لكنه أضاف إليه الحسن وابن بنته صاحب المدارك ولذلك صنف الأول كتابا
في الأخبار لم يتجاوز فيه العبادات أسماه منتقى الجمان في الأحاديث
الصحاح والحسان وهو المشار إليه في كلام صاحب اللؤلؤة والطريقة
الوسطى أعدل فلا جميع الأخبار حجة ولا الصحيح فقط. وأما ما هول
به صاحب اللؤلؤة من أنه في عويل من أصل هذا الاصطلاح وزعمه أنه إلى الفساد
أقرب من الصلاح فليخفف من عويله وتهويله وغلوائه فما هذا الاصطلاح
إلا عين الصلاح وزعم الزاعم أنه أقرب إلى الفساد عين الفساد لما عرفت
وزعمه أن اللازم منه فساد الشريعة لو ترك الضعيف والموثق فقد تركهما من
ذكره ولم تفسد الشريعة ووفت الأحاديث الصحيحة بمعظم الشريعة لا
بالقليل منها فالشريعة جلها ضروري أو إجماعي وما لم يكن كذلك فيه
أحاديث صحيحة لا يبقى بعد العمل بها إلا أقل قليل لا يلزم من الرجوع
فيه إلى الأصول الثابتة بالأدلة القطيعة شئ من الفساد أما قوله أن جملة
منهم لضيق الخناق خرجوا من اصطلاحهم في مواضع عديدة وتستروا
باعذار غير سديدة فكأنه يريد بذلك جعلهم الخبر الضعيف ينجبر بالشهرة في
الفتوى أو الرواية أو غير ذلك والعذر فيه سديد ليس عنه من محيد لما عرفت
من أن المدار في قبول الخبر على حصول الاطمئنان والوثوق وهو يحصل بمثل
ذلك وما قال صاحب المنتقى قد ساقه إليه الدليل ولم يقله تشهيا وإبطاله لا
يكون إلا بابطال دليله لا بهذه التهويلات التي لا ترجع إلى محصل نحن في
عويل من هذا الاصطلاح هو إلى الفساد أقرب من الصلاح يلزم فساد
الشريعة يلزم تحصيل دين آخر وشريعة أخرى وأمثال هذه الكلمات فان
(٩٤)

المتبع هو الدليل ولم يستطع الاخبارية تصحيح جميع هذه الأخبار ولا إثبات
أنها قطعية وأقل ما في قولهم هذا إن الذين خرجت من تحت أيديهم هذه
الأخبار كالشيخ والصدوق بل والكليني يردون جملة منها بضعف السند
وبغير ذلك فإذا كان هذا حالهم مع قرب عهدهم فكيف بنا مع بعد عهدنا
فما ذكره صاحب اللؤلؤة ومن على رأيه ما هو إلا غفلة ظاهرة. وأما زعمه
أن متقدمي علمائنا الأبرار كانوا يأخذون الأخبار كلها ففيه أولا أنه لا
يلزمنا تقليدهم وهم غير معصومين من الخطا وثانيا إنهم كانوا يردون
بعضها بضعف السند وغيره وأما انه يلزم بقاء بعض الأحكام بغير دليل
فقد عرفت فساده.
نسبته إلى صاحب المدارك
وأخيه نور الدين علي
كان الشيخ حسن خال صاحب المدارك وكان السيد نور الدين علي
أخو صاحب المدارك لأبيه أخا الشيخ حسن لامه وما يوجد في بعض نسخ
أمل الآمل المخطوطة من أنه أخو صاحب المدارك لأمه اشتباه وإنما أخوه
لأمه هو نور الدين علي أخو صاحب المدارك كما ذكرنا ولعله كان كذلك في
أصل النسخة ثم أصلح وذلك أن أباه الشهيد الثاني كان قد مات له أولاد
كثيرون صغارا فكان لا يعيش له ولد ذكر وذلك هو الذي حداه على تأليف
مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والأولاد إلى أن ولد له الشيخ حسن أخيرا
وكان السيد علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي والد صاحب المدارك
متزوجا ابنة الشهيد الثاني أخت الشيخ حسن من أبيه وأمها غير أم الشيخ
حسن فولد له منها صاحب المدارك ولذا يعبر صاحب المدارك عن الشهيد
الثاني في المدارك بجدي ولما قتل الشهيد الثاني تزوج علي المذكور زوجته أم
الشيخ حسن فكان الشيخ حسن ربيبه فولد له منها السيد نور الدين أخو
صاحب المدارك لأبيه وأخو الشيخ حسن لأمه فالشيخ حسن خال صاحب
المدارك وأخو أخيه السيد علي نور الدين لأمه.
أخباره مع صاحب المدارك
في أمل الآمل كان هو والسيد محمد بن علي بن أبي الحسن العاملي صاحب
المدارك كفرسي رهان شريكين في الدروس عند مولانا احمد الأردبيلي ومولانا
عبد الله اليزدي والسيد علي بن أبي الحسن وغيرهم اه وقال صاحب الدر
المنثور وغيره كان هو والسيد محمد صاحب المدارك ابن أخته كفرسي رهان
ورضيعي لبان وكانا متقاربين في السن والسيد محمد أكبر فبقي الشيخ حسن
بعده بقدر تفاوت ما بينهما في السن تقريبا وكتب على قبر السيد محمد
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وما بدلوا تبديلا ورثاه بأبيات كتبها على قبره وهي:
لهفي لرهن ضريح صار كالعلم * للجود والمجد والمعروف والكرم
قد كان للدين شمسا يستضاء به * محمد ذو المزايا طاهر الشيم
سقى ثراه وهناه الكرامة والريحان * والروح طرا بارئ النسم
ثم قال والحق ان بينهما فرقا في دقة النظر يظهر لمن تأمل مصنفاتهما وأن
الشيخ حسن كان أدق نظرا وأجمع لأنواع العلوم وكانا مدة حياتهما إذا اتفق
سبق أحدهما إلى المسجد وجاء الآخر يقتدي به في الصلاة بل كان كل منهما
إذا صنف شيئا عرضه على الآخر ليراجعه فيتفقان فيه على ما يوجب التحرير
وكذا إذا رجح أحدهما مسالة وسئل عنها الآخر يقول ارجعوا إليه فقد كفاني
مؤونتها اه. قال في اللؤلؤة: ما ذكره في فضل جده الشيخ حسن على
السيد محمد جيد في محله كما لا يخفى على من تأمل مصنفاتهما اه وبالجملة لم
يسمع بمتعاصرين مثلهما في تآخيهما وتصافيهما وتساويهما كانا كفرسي رهان
متصافيين شريكين في الدرس عند والد صاحب المدارك والمولى عبد الله
اليزدي والأردبيلي وكان كل منهما يقتدي بالآخر في الصلاة فمن سبق إليها
اقتدى به الآخر ومن سبق إلى الدرس حضر الآخر حلقة درسه واشتركا في
بعض التلاميذ. ويظهر من المحكي عن الدر المنثور أن تتلمذهما على المولى
عبد الله اليزدي وهو صاحب حاشية ملا عبد الله المشهورة في المنطق كان في
جبل عاملة حين وردها وأنه صنف الحاشية هناك وإنهما قرآ على المولى
عبد الله المذكور المنطق والرياضيات وقرأ عليهما الفقه والحديث وغيرهما
ولكن في روضات الجنات أن قراءتهما على ملا عبد الله اليزدي وقراءته
عليهما كانتا في النجف الأشرف والله أعلم ومن أخباره مع صاحب المدارك
ما ذكره السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية قال حدثني
أوثق مشايخي أن السيد الجليل محمد صاحب المدارك والشيخ المحقق الشيخ
حسن المعالم قد تركا زيارة المشهد الرضوي على ساكنه السلام خوفا من أن
يكلفهما الشاه عباس الأول بالدخول عليه مع أنه كان من أعدل سلاطين
الشيعة فبقيا في النجف الأشرف ولم يأتيا إلى بلاد العجم احترازا من ذلك
اه. وأنا أظن إن كنت لا أعلم أن ذلك لا صحة له وإن حدث الجزائري
بذلك أوثق مشايخه فهو لم يره ولم يسمعه منهما بل حكاه له من لا نعلم حاله
ولو صح ذلك لكان إلى القدح أقرب منه إلى المدح وإلى إعوجاج السليقة
أقرب منه إلى استقامة الطريقة وليس شئ من الورع يوجب ذلك ويقتضيه
وقد صاحب الشاه عباس من لم يكن دونهما في التقوى والورع الشيخ
البهائي والسيد الداماد وغيرهما ولكن الناس اعتادوا المبالغة في الفضائل بما
يغير حقائقها وهذان الإمامان لم يتشرفا بزيارة المشهد الرضوي في ذلك
الوقت مع بعد الشقة وعادا لبلادهما فجعل الناقل لذلك هذا السبب.
أخبارهما مع الأردبيلي
بعد ما قرأ هو وصاحب المدارك في جبل عامل عند السيد علي والد
صاحب المدارك سافرا معا إلى العراق وقرءا على الأردبيلي. وفي روضات
الجنات أن سفرهما إلى العراق كان في حدود سنة ٩٩٣ في عصر المولى أحمد
الأردبيلي فقرءا عند الأردبيلي بعض المتون الأصولية والفقهية وعن أكثر
الكتب انهما لم يبقيا في النجف الا مدة قليلة سنتين أو
أكثر بقليل ووجد مجلدان من جمهرة ابن دريد عليهما خط الشيخ حسن
بما صورته صار هذا الكتاب في نوبة العبد المفتقر إلى الله
سبحانه حسن بن زين الدين بن علي العاملي عامله الله بلطفه
ملكه بالابتياع الشرعي بالمشهد المقدس الغروي في أوائل شهر رمضان
سنة ٩٨٣ اه وهو يدل على أن قدومهما النجف كان قبل ذلك التاريخ
الذي ذكره في الروضات مع أن ذلك تاريخ وفاة أستاذهما الأردبيلي وقد نص
الشيخ علي سبط الشيخ حسن في الدر المنثور أنه لما رجع الشيخ حسن إلى
البلاد صنف المعالم والمنتقى قبل وفاة ملا احمد اه. فكون ورودهما إلى
العراق بذلك التاريخ غلط قطعا وعن حدائق المقربين انهما لما قدما العراق
سالا المولى الأردبيلي أن يعلمهما ما له دخل في الاجتهاد فأجابهما إلى ذلك
وعلمهما أولا شيئا من المنطق وأشكاله الضرورية ثم أرشدهما إلى قراءة أصول
الفقه وقال إن أحسن ما كتب في هذا الشأن هو شرح العميدي على تهذيب
العلامة غير أن بعض مباحثه لا دخل له بالاجتهاد وقراءتها تضييع للعمر
(٩٥)

فكانا يقرءان عليه ويتركان تلك المباحث قال وعندنا نسخة من شرح
العميدي وهي التي كانا قرأها على الأردبيلي وعليه حواش بخط الأستاذ
والتلميذ مشتملة على غاية التحقيق وليس في تلك النسخة شئ من هذه
المباحث الغير النافعة اه. ونقل ان شيخهما المذكور كان عند قراءتهما
عليه مشغولا بشرح الارشاد فكان يعطيهما اجزاءه ويقول أنظرا في عبارته
وأصلحا منها ما شئتما فاني أعلم ان بعض عباراته غير فصيح ويقال انهما طلبا
من الأردبيلي ان يذكر لهما نظره في كل مسالة يخالف رأيه فيها رأي
صاحب الكتاب ويترك ما عداه فكانا يقرءان في اليوم الواحد ما يقرأه
سواهما في أيام فكان طلبة العجم يسخرون منهما لذلك فيقول لهم الأردبيلي
قريبا يذهبان إلى بلادهما ويؤلفان من الكتب ما تقرأون فيه فكان كذلك
فإنهما لما رجعا إلى بلادهما ألف الشيخ حسن المعالم والسيد محمد المدارك
ووصلت نسختاهما إلى العراق قبل وفاة الأردبيلي وصار الكتابان معول طلبة
العرب والعجم في القراءة.
مشايخه
كان شريك ابن أخته صاحب المدارك في المشايخ الذين قرءا كلاهما
عليهم في جبل عامل والعراق ورويا عنهم الشيخ أحمد بن سليمان
العاملي النباطي السيد علي والد صاحب المدارك وله منه إجازة بتاريخ
٩٨٤ السيد علي الصائغ المدفون بقرية صديق قرب تبنين والظاهر أن
ذلك قبل ذهابهم للعراق فقد حكى صاحب الدر المنثور عن جماعة من
مشايخه وغيرهم ان الشهيد الثاني كان له اعتقاد تام في السيد علي الصائغ
هذا وانه كان يرجو من فضل الله ان رزقه الله ولدا ان يكون مربيه ومعلمه
السيد علي الصائغ فحقق الله رجاءه وتولى السيد علي الصائغ والسيد
علي بن أبي الحسن رحمهما الله تربيته إلى أن كبر وقرأ عليهم خصوصا على
السيد علي الصائغ هو والسيد محمد صاحب المدارك أكثر العلوم التي
استفاداها من والده من معقول ومنقول وفروع وأصول وعربية ورياضي
اه. الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي والد الشيخ البهائي وله منه
إجازة بتاريخ سنة ٩٨٣ وهؤلاء الأربعة كلهم من تلاميذ أبيه المولى احمد
الأردبيلي المولى عبد الله اليزدي قرأ عليه المنطق والرياضيات في جبل
عامل وقرأ عليهما الفقه والحديث وغيرهما وقيل إن ذلك كان في النجف كما
مر ويروي أيضا عن هؤلاء المذكورين عن أبيه ما عدا اليزدي فلا رواية
للمترجم عنه وما عدا الأردبيلي فإنه لا يروي عن أبيه وعد في الرياض من
مشايخه في الرواية السيد نور الدين علي بن فخر الدين الهاشمي العاملي عنه
عن والده الشهيد الثاني قال على ما يظهر من بعض إجازات الشيخ
جعفر بن كمال الدين البحراني ويروي بالإجازة عن أبيه الشهيد الثاني
والظاهر أنه اجازه وهو صغير لأنه كان عمره عند شهادة أبيه سبع سنين كما
مر.
تلاميذه
له تلاميذ كثيرون منهم نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن
عيسى بن حسن العاملي الجبيلي ثم الجبعي وهو الذي خمس قصيدة له في
كشكول البحراني ومنهم الشيخ عبد اللطيف بن محيي الدين العاملي وفي أمل الآمل
رأيت جماعة من تلامذته وتلامذة السيد محمد وقرأت على بعضهم
ورويت عنهم عنه مؤلفاته وسائر مروياته منهم جدي الآتي الشيخ عبد
السلام بن محمد الحر العاملي عم أبي ونرويها أيضا عن الشيخ حسين بن
الحسن الظهيري العاملي عن الشيخ نجيب الدين علي ابن محمد بن مكي
اه. ومن تلاميذه السيد نجم الدين بن محمد الموسوي السكيكي يروي
عنه إجازة ولا يعلم أقرأ عليه أم لا وممن يظن أنه من تلاميذه الشيخ
موسى بن علي الجبعي بخطه نسخة التحرير الطاووسي في الخزانة الرضوية
كتبه سنة ١٠١١ وهي سنة وفاة المؤلف ومن تلاميذه الشيخ أبو جعفر محمد
والشيخ أبو الحسن علي لهما منه إجازة بتاريخ ٩٩٠.
مؤلفاته
له مؤلفات جيدة نقية سديدة فائقة على سائر التصانيف وأكثرها غير
تام وفي الرياض قد رأيت أكثر مؤلفاته بخطه وخطه غاية في الجودة والحسن
ورأيت المعالم في الأصول وما خرج من الفروع بخطه الشريف ونسخة
أخرى قد قرئت عليه وعليها حواش منه كثيرة اه ١ منتقى الجمان في
الأحاديث الصحاح والحسان لم يخرج منه غير العبادات في مجلدين ابان فيه
عن فوائد جليلة وجعل له مقدمة مفيدة واقتصر فيه على ايراد هذين
الصنفين من الاخبار على طريقة كتاب الدر والمرجان للعلامة الحلي وذلك
لأنه كان لا يعمل بالظاهر بغيرهما وكذلك كانت طريقة زميله صاحب
المدارك وذكر من رأى نسخته بخطه انه كان يعرب أحاديثه بالشكل للرواية
السابقة ٢ معالم الدين وملاذ المجتهدين برز منه جزء في أصول الفقه يعرف
بمعالم الأصول صار عليه المعول في التدريس من عصره إلى اليوم بعد ما
كان التدريس في الشرح العميدي على تهذيب العلامة والحاجبي والعضدي فرغ
منه ليلة الأحد ٢ ربيع الثاني سنة ٩٩٤ طبع عدة مرات وعليه حواش
وتعليقات كثيرة منها حاشية لولده الشيخ محمد وحاشية لسلطان العلماء
وحاشية لملا صالح المازندراني وحاشية لملا ميرزا محمد المعروف بالمدقق
الشيرواني وهذه الحواشي مطبوعة على هامش الأصل وحاشية للشيخ محمد
تقي الاصفهاني كبيرة مطبوعة وحاشية لشيخنا الشيخ محمد طه نجف
النجفي مطبوعة إلى غير ذلك وعلق عليه الفقير مؤلف الكتاب حاشية أيام
اشتغالي بقراءته وجزء منه في الفقه يعرف بمعالم الفقه مطبوع وصل فيه إلى
المطلب الثالث في الطهارة من الاحداث ٣ التحرير الطاووسي في الرجال
وذلك أن السيد جمال الدين أحمد بن موسى بن طاوس الحسني ألف كتابا في
الرجال كما مر في ترجمته جمع فيه ما في الأصول الخمسة الرجالية رجال
النجاشي وفهرست الطوسي ورجاله والضعفاء لابن الغضائري وكتاب
الاختيار من كتاب الكشي للشيخ الطوسي وكان ابن طاوس قد حرر كتاب
الاختيار وهذب اخباره متنا وسندا ووزعها في كتاب حل الاشكال على
التراجم فلما ظفر صاحب المعالم بكتاب حل الاشكال ورآه مشرفا على التلف
انتزع منه ما حرره ابن طاوس ووزعه في أبوابه من كتاب الاختيار خاصة
وسماه التحرير الطاووسي فالتحرير الطاووسي عبارة عن جمع ما حرره ابن
طاوس وهذبه من كتاب الكشي خاصة دون ما عداه وايداعه في كتاب
واحد مسمى بهذا الاسم وقد أضاف اليه المترجم في المتن والحواشي فوائد
كثيرة وقال كان أكثر مواضعه قد أصابه تلف فتعبت في تحريره تعبا عظيما
جدا وتركت بعض مواضعه لعدم تيسر تحريره كما حكاه في الرياض فرع منه
ضحى يوم الأحد ٧ جمادي الأولى سنة ٩٩١ ٤ شرح ألفية الشهيد محمد بن
مكي المشتملة على ألف واجب في الصلاة في الرياض على ما وجدته بخط
الفاضل الهندي على ظهر المعالم ٥ مناسك الحج عندي نسخة منه وجدتها في
جبل عامل وقد غيرها تعاور الدخان عليها ونقص منها أوراق من أولها
وآخرها ويظهر انه صنفه في طريق مكة وافتتحها بآداب السفر وثنى باعمال
المدينة المنورة عكس المتعارف من ذكر اعمال المدينة آخرا واعتذر عن ذلك
(٩٦)

بأنه زارها قبل مكة المكرمة. وطريقته في هذه المناسك ان يذكر الحكم
ودليله من الأخبار الصحيحة أو الحسنة ٦ الاثنا عشرية في الطهارة والصلاة
وبعضهم قال إنها في الصلاة ولم يذكر الطهارة لأنه قال في أولها هذه رسالة
في فقه الصلاة وابتدأ فيها بذكر الطهارة فمن جعلها في الطهارة والصلاة
لاحظ اشتمالها عليهما ومن جعلها في الصلاة لاحظ عنوانها وان المقصد
الأصلي منها الصلاة والطهارة شرط كباقي الشروط فرع منها يوم الأربعاء
٢٦ جمادي الأولى سنة ٩٨٩ وشرحها جماعة منهم الشيخ البهائي والشيخ
نجيب الدين علي بن محمد بن مكي والسيد نجم الدين بن محمد الموسوي
السكيكي والشيخ محمد بن المصنف والأمير فضل الله التفريشي والشيخ
فخر الدين الطريحي و السيد شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني ٧
رسالة صغيرة في عدم جواز تقليد الميت رأيتها مع رد تلميذه الشيخ عبد
اللطيف بن محيي الدين العاملي ٨ مشكاة القول السديد في الاجتهاد
والتقليد ٩ حواشي الكافي ١٠ حواشي الفقيه ١١ حواشي التهذيب ١٢
حواشي الاستبصار وهذه الأربعة كلها تعليقات غير مدونة ١٣ حواشي
الخلاصة غير مدونة ١٤ حواشي شرح اللمعة لوالده غير مدونة أيضا وهذه
الحواشي ذكرها صاحب الرياض ١٥ حاشية على المختلف مبسوطة في مجلد ١٦
شرح اللمعة مبسوط هكذا في مسودة الكتاب وهو غير حواشي شرح
اللمعة ١٧ كتاب الإجازات ١٨ إجازة كبيرة معروفة أجاز بها السيد نجم
الدين ابن السيد محمد الحسيني العاملي وولدي المترجم أبا جعفر محمد والد
الشيخ علي وأبا الحسن علي فيها فوائد كثيرة وتحقيقات لا توجد في
غيرها ونقل منها صاحب أمل الآمل في كتابه كثيرا وهي غير كتاب
الإجازات المتقدم ١٩ شرح إعتقادات الصدوق ابن بابويه نسبه اليه الشيخ
عبد النبي الكاظمي العاملي في تكملة الرجال ٢٠ جواب المسائل المدنيات
الأولى ٢١ جواب المسائل المدنيات الثانية ٢٣ جواب المسائل المدنيات الثالثة
سأله عن الثلاث السيد محمد بن جويبر المدني ترتيب مشيخة من لا
يحضره الفقيه ابتدأ به في النجف وفرع منه في رمضان سنة ٩٨٢ ٢٤ ديوان
شعر كبير جمعه تلميذه الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي العاملي.
شعره
له أشعار كثيرة جمعت في ديوان كما عرفت فمن شعره قوله كما في آمل
الآمل:
عجبت لميت العلم يترك ضائعا * ويجهل ما بين البرية قدره
وقد وجبت احكامه مثل ميتهم * وجوبا كفائيا تحقق امره
فذا ميت حتم على الناس ستره * وذا ميت حتم على الناس نشره
وقد غلبت عليه الفقاهة في البيت الثاني وقوله كما في أمل الآمل:
ولقد عجبت وما عجبت * لكل ذي عين قريره
وأمامه يوم عظيم * فيه تنكشف السريرة
هذا ولو ذكر ابن آدم * ما يلاقي في الحفيره
لبكى دما من هول ذا * لك مدة العمر القصيره
فاجهد لنفسك في الخلا * ص فدونه سبل عسيره
وقوله من قصيدة طويلة في الحكمة والموعظة كما في أمل الآمل
وسماها النفحة القدسية لايقاظ البرية:
تحققت ما الدنيا عليك تحاوله * فخذ حذر من يدري بمن هو قاتله
ودع عنك آمالا طوى الموت نشرها * لمن أنت في معنى الحياة تماثله
ولا تك ممن لا يزال مفكرا * مخافة فوت الرزق والله كافله
ولا تكترب من نقص حظك عاجلا * فما الحظ ما تبغيه بل هو آجله
وحسبك حظا مهلة العمر ان تكن * فرائضه قد تممتها نوافله
فكم من معافى مبتلى في يقينه * بداء دوي ما طبيب يزاوله
وكم من قوي غادرته خديعة * ضعيف القوى قد بان فيه تخاذله
وكم من سليم في الرجال ورأيه * بسهم غرور قد أصيبت مقاتله
وكم في الورى من ناقص العلم قاصر * ويصعد في مرقاه من هو كامله
فيغري ويغوي وهو شر بلية * يشاركه فيها عتي يشاكله
وقوله من قصيدة كما في أمل الآمل:
والحازم الشهم من لم يلف آونة * في غرة من مهنا عيشه الخضل
والغمر من لم يكن في طول مدته * من خوف صرف الليالي دائم الوجل
والدهر ظل على اهليه منبسط * وما سمعنا بظل غير منتقل
وهذه سنة الدنيا وشيمتها * من قبل تحنو على الأوغاد والسفل
فاشدد بحبل التقى فيها يديك فما * يجدي بها المرء الا صالح العمل
واركب غمار المعالي كي تبلغها * ولا تكن قانعا منهن بالبلل
فذروة المجد عندي ليس يدركها * من لم يكن سالكا مستصعب السبل
وان عراك العنا والضيم في بلد * فانهض إلى غيره في الأرض وانتقل
وان خبرت الورى ألفيت أكثرهم * قد استحبوا طريقا غير معتدل
ان عاهدوا لم يفوا بالعهد أو وعدوا * فمنجز الوعد منهم غير محتمل
يحول صبغ الليالي عن مفارقهم * ليستحيلوا وسوء الحال لم يحل
وقوله يرثي الشيخ محمد بن محمد الحر المتوفى سنة ٩٨٠ كما في أمل الآمل
هكذا في النسخة المطبوعة ونسخة مخطوطة وفي الرياض سنة ٩٨٥
وكأنه سهو:
عليك لعمري ليبك البيان * فقد كنت فيه بديع الزمان
وما كنت أحسب ان الحمام * يعالج جوهر ذاك اللسان
رمتنا بفقدك أيدي الخطوب * فخف له كل رزء وهان
لئن عاند الدهر فيك الكرام * فما زال للحر فيه امتحان
وان بان شخصك عن ناظري * ففي خاطري حل في كل آن
فأنت وفرط الأسى في الحشا * لبعدك عن ناظري ساكنان
وحق لأعيننا بالبكاء * لنحو افتقادك صرف العنان
فيا قبره قد حويت امرءا * له بين أهل النهى اي شان
رضيع الندى فهو ذي لحمة * من الجود مثل رضيع اللبان
سقاك المهيمن ودق السلام * وساق السحاب له أين كان
وفي أمل الآمل قال الشيخ حسن كتب إلي الشيخ محمد الحر بهذه
الأبيات يطلب كتابا:
يا سيدا جاز الورى في العلا * إذ حازها في عنفوان الشباب
طاب ثناه وذكا نشره * إذ ظهر العنصر منه وطاب
يسال هذا العبد من منكم * وطولكم ارسال ذاك الكتاب
لا زلت محفوظا لنا باقيا * مر الليالي أو يشيب الغراب
قال فكتبت اليه في الجواب:
يا من أياديه لها في الورى * فيض تضاهي فيه ودق السحاب
(٩٧)

ويا وحيد الدهر أنت الذي * تكشف عن وجه المعاني النقاب
من ذا يجاريك بنيل العلا * وقد علا كعبك فوق الرقاب
ها خلك الداعي له مهجة * فيها لنار الشوق اي التهاب
ينهي إليك العذر ان لم تكن * تحوي يداه الآن ذاك الكتاب
لا زلت في ظل ظليل ولا * أفلح من عاداك يوما وخاب
ومن شعره قوله:
لحسن وجهك للعشاق آيات * ومن لحاظك قد قامت قيامات
يا ظالما في الهوى حكمت مقلته * في مقتلي فبدت منها جنايات
تفديك نفسي هل للهجر من أمد * يقضى وهل لاجتماع الشمل ميقات
ما العيش الا ليال بالحمى سلفت * يا ليتها رجعت تلك اللييلات
ساعات وصل بطيب الوصل رائقة * تجمعت عندنا فيها المسرات
نامت صروف الليالي عن تقلبها * بنافكم قضيت فيها لبانات
سقيا لها من سويعات نضن بها * إذ صفوة العمر هاتيك السويعات
ما كنت أحسب ان الدهر يسلبها * وانه لحبال الوصل بتات
ولم أكن قبل آن الهجر معتقدا * ان الحبيب له بالوصل عادات
كم قد شكوت له وجدي عليه فلم * يسمع ولم تجد لي تلك الشكايات
وكم نثرت عقود الدمع مرتجيا * لعطفه وهو ثاني العطف مغتات
كيف احتيالي فيمن لا يرققه * ذاك الصريح ولا هذي الإشارات
ظبي من الإنس في جنات وجنته * تفتحت من زهور الروض وردات
يصطاد باللحظ منا كل جارحة * وكل قلب به منا جراحات
يا لائمي بالهوى جهلا بمعذرتي * دع عنك لومي فما تجدي الملامات
ان الملامة ليست لي بنافعة * من بعد ما عبثت في الصبابات
حان الرحيل من الدنيا فقد ظهرت * من المشيب له عندي امارات
يا ضيعة العمر لم أعمل لآخرتي * خيرا ولا لي في دنياي لذات
وقوله في تقريض كتاب المسالك لوالده وهي سبعة ابيات لم نجد
منها غير هذين البيتين:
لولا كتاب مسالك الأفهام * ما بان طرق شرائع الاسلام
كلا ولا كشف الحجاب مؤلف * عن مشكلات غوامض الاحكام
وقوله:
سقوني في الهوى كأسا * معاني حسنهم راحه
ولي في مهجتي أصل * لوجد أين شراحه
وقوله:
اختلف الأصحاب في محنتي * وما الذي أوجب لي البلوى
فقيل طول الناي والبعد عن * نيل المنى من وصل من اهوى
وقيل لا بل صدغه لم يزل * بالسحر يرمي القلب بالأسوا
وقيل سهما لحظة إذ رنا * لم يخطيا من جسدي عضوا
وقيل ضعف الطرف والخصر إذ * عليه قلب الصب لا يقوى
وقيل بل كل له مدخل * فيها وعندي انه الأقوى
وكل شخص يتمثل في شعره بصنعته ولما كانت صناعة المترجم الفقه
تمثل بها وكان رجل حدادا فتمثل في شعره بصنعته فقال:
مطارق الشوق في قلبي لها اثر * يطرقن سندان قلب حشوه الفكر
ونار كور الهوى في القلب موقدة * ومبرد الحب لا يبقي ولا يذر
وقوله: ولقد نذرت صيام يوم لقائهم * مع أنه من أكبر الأعياد
نفسي فداء أحبة في حبهم * ذهب الزمان وما بلغت مرادي
لكنني متمسك بهدايتي * لولاء أصحاب الكسا الأمجاد
أهل النبوة والرسالة والهدى * للخلق بعد الشرك والالحاد
أعني النبي المصطفى المبعوث من * أم القرى بالحق والارشاد
والطاهر الحبر الامام المرتضى * زوج البتول أخا النبي الهادي
والبضعة الزهراء والحسنين * سادات الورى بهم وبالسجاد
ومحمد وبجعفر وبكاظم * ثم الرضا ومحمد والهادي
والعسكري ونجله المهدي من * نرجوه يروي غلة الأكباد
يا آل احمد حبكم لي منهج * خلف عن الاباء والأجداد
وهي طويلة وله كما في كشكول البحراني:
قف بالديار وسلها عن أهاليها * عسى ترد جوابا إذ تناديها
واستفهمن من لسان الحال ما فعلت * أيدي الخطوب وما ذا أبرمت فيها
فسوف تنبيك ان القوم قد رحلوا * ولم تكن بلغت منهم أمانيها
وغادرتها صروف الدهر خالية * قد هدمت اسفا منها مغانيها
وناب عن عزها ذل الكآبة إذ * تغيرت بعد ما بانوا معانيها
وله من قصيدة أوردها صاحب السلافة وقال إنها من محاسن شعره
ويظهر انه قالها في العراق يتشوق إلى وطنه في جبل عامل:
فؤادي ظاعن اثر النياق * وجسمي قاطن ارض العراق
ومن عجب الزمان حياة شخص * ترحل بعضه والبعض باقي
وحل السقم في جسمي فأمسى * له ليل النوى ليل المحاق
وصبري راحل عما قليل * لشدة لوعتي ولظى اشتياقي
وفرط الوجد أصبح بي خليطا * ولما ينو في الدنيا فراقي
وتعبث ناره في الروح حينا * فيوشك ان تبلغها التراقي
واظماني النوى وأراق دمعي * فلا أروى ولا دمعي براقي
وما عيش امرئ في بحر غم * يضاهي كربه كرب السياق
يود من الزمان صفاء يوم * يلوذ بظله مما يلاقي
سقتني نائبات الدهر كأسا * مريرا من أباريق الفراق
وفاض الكاس بعد البين حتى * لعمري قد جرت منه سواقي
وليس لداء ما القى دواء * يؤمل نفعه غير التلاقي
وله من قصيدة أوردها صاحب السلافة أيضا وكأنه قالها في العراق
أيضا يتشوق إلى أوطانه في جبل عامل وحق له ذلك إذا قايس بين جبع
ونسيمها العليل ورياضها الناضرة وبين النجف ورياح سمومها ورمالها
المحرقة:
طول اغترابي بفرط الشوق أضناني * والبين في غمرات الوجد القاني
يا بارقا من نواحي الحي عارضني * إليك عني فقد هيجت أشجاني
فما رأيتك في الآفاق معترضا * الا وذكرتني أهلي وأوطاني
كم ليلة من ليالي البين بت بها * ارعى النجوم بطرفي وهي ترعاني
ويا نسيما سرى من حيهم سحرا * في طيه نشر ذاك الرند والبان
(٩٨)

أحييت ميتا بأرض الشام مهجته * وفي العراق له تخييل جثمان
يا لائمي كم بهذا اللوم تزعجني * دعني فلومك قد والله أغراني
لا يسكن الوجد ما دام الشتات ولا * تصفو المشارب لي الا بلبنان
في ربع انسي الذي حل الشباب به * تمائمي وبه صحبي وخلاني
كم قد عهدت بهاتيك المعاهد من * اخوان صدق لعمري اي اخوان
وكم تقضت لنا بالحي أزمنة * على المسرة في كرم وبستان
يا جيرة الحي قلبي بعد بعدكم * في حيرة بين أوصاب وأشجان
باق على العهد راع للذمام فما * يسوم عهدكم يوما بنسيان
وان بكت مقلتي بعد الفراق دما * فمن تذكركم يا خير جيران
وله من أخرى أوردها صاحب السلافة أيضا والبحراني في كشكوله:
أبهضني حمل النصب * وغالني فرط التعب
امر حالات النوى * علي دهري قد كتب
لا تعجبوا مني سقمي * ان حياتي لعجب
عاندني الدهر فما * يود لي الا العطب
وما بقاء المرء في * بحر هموم وكرب
لله أشكو زمنا * في طرقي الختر نصب
فلست أغدو طالبا * الا ويعييني الطلب
لو كنت أدري علة * توجب هذا أو سبب
كأنه يحسبني * في سلك أصحاب الأدب
أخطأت يا دهر فلا * بلغت في الدنيا ارب
كم تالف الغدر ولا * تخاف سوء المنقلب
غادرتني مطرحا * بين الرزايا والنوب
من بعد ما ألبستني * ثوب عناء ووصب
في غربة صماء ان * دعوت فيها لم أجب
وحاكم الوجد على * جميل صبري قد غلب
ومؤلم الشوق له * قلبي المعنى قد وجب
وكل أحبائي قد * أودعتهم وسط الترب
فلا يلمني لائم * ان سال دمعي وانسكب
واليوم نائي أجلي * من لوعتي قد اقترب
إذ بان عني وطني * وعيل صبري وانسلب
ولم يدع لي الدهر من * راحلتي سوى القتب
لم ترض يا دهر بما * صرفك مني قد نهب
لم يبق عندي فضة * انفقها ولا ذهب
واسترجع الصفر الذي * من قبل كان قد وهب
وزاد البحراني:
تبت يداه مثلما * تبت يدا أبي لهب
كل ابن أنثى هالك * وسوف يأتي من حدب
قد أحصيت اعماله * وكاتب الحق كتب
لم يغن عنه ولد * كلا ولا جد وأب
ولم يكن ينفعه * في الحشر الا ما كسب
وله من قصيدة أوردها البحراني في كشكوله:
لله كم ليلة في العمر لي سلفت * العيش في ظلها أصفى من العسل
والجد يسمو بمطلوبي فما ذهبت * من بعدها برهة حتى تنكر لي
كم غر من قبلنا قوما فما شعروا * الا وداعي المنايا جاء في عجل
وكم رمى دولة الأحرار من سفه * بكل خطب مهول فادح جلل
وظل في نصرة الأشرار مجتهدا * حتى غدوا دولة من أعظم الدول
وتلبس الحر من أثوابها حللا * من البلايا وأثوابا من العلل
وذروة المجد فيها ليس يدركها * من لم يكن سالكا مستصعب السبل
وكن عن الناس مهما اسطعت معتزلا * فراحة النفس تهوى كل معتزل
تقاعدت عن هوى الأخرى عزائمهم * وفي اتباع الهوى حوشوا من الكسل
ومن شعره ما ذكر بحر العلوم في رجاله وقال إنه وجده بخط السيد
الحسيب النسيب الأديب السيد نصر الله الحائري نقلا عن بعض المجاميع:
يا راكبا عج بالغري وقف على * تلك الربوع مقبلا أعتابها
وقل ابن زين الدين أصبح بعدكم * قد ألبسته يد الشجون ثيابها
عبثت به الأشواق ثمة أنشبت * فيه الصبابة بعدكم مخلابها
ودعت لواعجه الشديدة جفنه * يوم الفراق إلى البكا فأجابها
فدموعه ان رام حبس طليقها * غلبت عليه فلا يطيق غلابها
وله كما في مجموعة الشيخ نصر الله ابن الشيخ إبراهيم بن يحيى
العاملي:
جاء الحبيب الذي أهواه من سفر * والشمس قد اثرت في وجهه اثرا
عجبت كيف تحل الشمس في قمر * والشمس لا ينبغي ان تدرك القمرا
ومن منثور كلامه ما قرض به كتاب فرقد الغرباء وسراج الأدباء
للشيخ حسن الحانيني فقال:
الحمد لله وحده. وقفت على مودعات هذه الأوراق التي لا يعرف
حقيقتها الا الحذاق فوجدت جداول عباراتها تتدفق بمحاسن الآداب
ورياض معانيها تتضوع بنشر الفضل العجاب وكنوز فوائدها تتعهد باعطاء
الاثراء لمن أملق في فنها من اولي الألباب ورموز مقاصدها تشهد بالارتقاء في
صنعها إلى أعلى درجات الأدباء والكتاب فالله تعالى يحيي بفضل منشئها
ما مات من آثار الفضل ويمده من جوده الوافر وكرمه الواسع بهبات الإنعام.
٢٣٥: الشيخ جمال الدين حسن بن زين الدين بن فخر الدين علي ابن الشيخ احمد
ابن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي العاملي.
ذكره الشيخ شرف الدين الشهيدي في اجازته للفاضل التبريزي
ووصفه بزين الأتقياء وفخر العلماء وزبدة الفضلاء المؤتمن جمال الدين حسن
روى عنه بواسطة ابنه شمس الدين علي ويروي الشيخ جمال الدين حسن
عن أبيه زين الدين عن أبيه فخر الدين عن أبيه الشيخ احمد ابن الشيخ نور
الدين علي بن عبد العال عن شيخه محمد بن محمد بن داود ابن عم الشهيد
عن الشيخ ضياء الدين ابن الشهيد عن أبيه الشهيد.
٢٣٦: الشيخ حسن بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني
العاملي الجبعي.
توفي سنة ١١٠٤ كما في كتاب شهداء الفضيلة.
في أمل الآمل عالم فاضل صالح معاصر سكن أصبهان إلى الآن قرأ
على عمه وغيره اه. وعمه هو الشيخ علي ابن الشيخ محمد.
(٩٩)

٢٣٧: السيد حسن بن زين العابدين بن راجو بن حامد الحسيني البخاري
الهندي.
ذكره صاحب مجالس المؤمنين ص ٢٢٣ وذكر في المجلس الثاني من
كتابه ص ٦٣ عند ذكر البخارية انهم طائفة كبيرة من السادات توطنوا في
بلاد الهند في ملتان ولاهور ودهلي وغيرها وان جدهم الاعلى السيد جلال
جاء من العراق إلى بخارى ولما رأى أن الإقامة فيها هي بغاية الشدة توجه
منها إلى كابل فوجد أهلها مثل أهل بخارى فتوجه إلى الهند والتزم التقية
ومن أولاده السيد راجو جد المترجم وهذا ترك التقية واثنى صاحب المجالس
على حفيده المترجم وقال كان كثير التأمل في تحقيق مذهب الأئمة الأطهار
وشديد التوغل في تزييف مذاهب الاغيار فلذلك أرسلت اليه أسئلة من
نواحي السند وپور إلى لاهور قال وانا أوردها هنا مع أجوبتها.
السؤال الأول ما الدليل على أن مذهب الشيعة هو مذهب الإمام جعفر
الصادق ع الجواب كما اننا نعلم أن مذهب علماء
الشافعية هو مذهب الإمام الشافعي ومذهب الحنفية هو مذهب الامام أبي
حنيفة كذلك نعلم بنقل أصحاب جعفر ومجتهدي وعلماء الاثني عشرية ان
مذهبهم هو مذهب الإمام جعفر الصادق وكون غيرهم لا يعلمون مذهب
جعفر أو يقولون لا ندري ان مذهب جعفر هو مذهب الشيعة الاثني عشرية
أم لا لا يضر بمذهب الشيعة شيئا كما أن قول الحنفية نحن لا نعلم مذهب
الشافعي لا يضر بمذهب الشافعي وبالعكس. وأيضا اعترف سعد الدين
التفتازاني من أكابر علماء السنيين في حاشية مختصر الأصول للعضدي عند
ذكر الخلاف بين الصحابة في جواز بيع أمهات الأولاد بان مذهب الشيعة
هو مذهب علي بن أبي طالب وانهم لما نقلوا عنه جواز بيع أمهات الأولاد
علمنا أن مذهبه ذلك.
السؤال الثاني ان غير الشيعة أيضا يدعون ان مذهبنا مذهب
جعفر الصادق لان أبا حنيفة كان تلميذ جعفر فإذا هذا الاختلاف من أين
جاء الجواب ان غير الشيعة لا يدعون هذه الدعوى ولهذا ذكر في بعض
كتبهم ان أبا الحسن الأشعري في سنة كذا كان مروج مذهب السنيين
وعلي بن موسى الرضا في سنة كذا كان مروج مذهب الشيعة الاثني عشرية
ولا يخفى ان من كان تلميذ شخص لا يلزم ان يكون على مذهبه ألا ترى
أبا حنيفة كان تلميذ مالك ومذهبه غير مذهبه وأحمد بن حنبل كان تلميذ
الشافعي ومذهبه غير مذهبه وأبو الحسن الأشعري كان تلميذ أبي علي
الجبائي المعتزلي وأيضا تتلمذ أبي حنيفة على جعفر الصادق انما كان برواية
بعض الأحاديث عنه وأبو حنيفة كان يعمل بالقياس وكان الصادق ينكر
عليه ذلك وذلك مذكور في حياة الحيوان للدميري.
السؤال الثالث أفي مذهب الشيعة مجتهدون أم لا فإن كان فيه
مجتهدون فمذهب المجتهد ليس مذهب الإمام جعفر والمجتهد قد يخطئ
وقد يصيب والمذهب الذي فيه احتمال الخطا لا يمكن أن يكون صوابا
الجواب المجتهدون في مذهب الاثني عشرية كثيرون لكن لا يلزم ان
يكون مذهب المجتهد مذهب الامام بل أصل المذهب منسوب إلى الامام
والمجتهد بقدر فهمه واستعداده يجتهد في ذلك المذهب كما أن غير الشيعة
ينسبون مذهبهم إلى واحد من الأربعة المعروفين ويقولون انه امام ومجتهد
المذهب ويسمون المجتهدين في ذلك المذهب مثل المزني وأبي يوسف القاضي
ومحمد بن الحسن الشيباني مجتهدين في المذهب ولا ينسبون المذهب إلى
هؤلاء وإذا لم يكن الامر كذلك ينبغي ان لا تكون أصول مذاهب غير
الشيعة منحصرة في أربعة بل كانت تتجاوز الأربعة الآلاف ومن هنا يظهر
انه لا يلزم من اجتهاد مجتهدي الشيعة في فهم كلام الامام سواء أكان خطا
أم صوابا احتمال الخطا في أصل مذهب الامام والحال انه قد قام البرهان
في علم الكلام على اثبات عصمته وانه لا يمكن وقوع الخطا في أقواله وأفعاله
بخلاف الأئمة الأربعة فان كلا منهم قد يخالف الثاني وكثير من أصحابهم
قد يخالفونهم ومبنى اجتهاد مجتهدي الشيعة على النصوص لا على القياس
والاستحسان.
السؤال الرابع باي دليل يقول الشيعة مذهبنا حق الجواب
الدليل على ذلك ما تقرر من أن مذهب الشيعة الاثني عشرية هو مذهب
أهل البيت وعترة الرسول ص وقد ثبتت عصمة أهل البيت بالأدلة العقلية
والنقلية مع قول الرسول ص: اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي
أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ولا دليل على صحة مذهب
غيرهم.
السؤال الخامس الأئمة الاثنا عشر إما ان يكون لكل منهم
مذهب على حدة أو للجميع مذهب واحد وعلى الحالين فكيف نسب
المذهب إلى الإمام جعفر واشتهر به الجواب انه للجميع مذهب واحد
ولكن حيث إن بعض الأئمة الذين كانوا في زمن بني أمية بواسطة الاشتغال
بقتال أهل البغي والضلال والبعض بسبب الخوف من الأعداء لم يجدوا مجالا
لتفصيل مذهبهم جهارا إلى الناس وتعليمهم إياه ومعظم الوقائع والحوادث
لم يتمكنوا من بيانها للمكلفين وانما تيسر لهم بيان البعض من كليات المسائل
وقليل من جزئياتها فلا جرم لم يشتهر المذهب باسمهم وحيث كان الإمام جعفر
الصادق في زمان خلفاء بني العباس ولم يكن الخوف من بني أمية بل
كان قدماء العباسيين شيعة في الباطن لا جرم كان يعلم الناس ويرشدهم
جهارا ويحدث الناس وأصحابه يضبطون احكام حوادث المكلفين فلذلك
سمي مذهب الشيعة باسمه وفي كتب التواريخ ان الراوين عنه في الكوفة
وبغداد وغيرهما يزيدون على سبعين ألفا اه.
تنبيه
ذكر أبو علي في رجاله الحسن بن سابور أبو عبد الله الصفار ناقلا عن
ابن الغضائري وهو اشتباه منشأوه غلط النسخة التي كانت عنده وانما هو
الحسين بالياء ابن شاذويه.
٢٣٨: الحسن بن سبرة البغدادي
له كتاب قاله ابن شهرآشوب في معالم العلماء.
٢٣٩: آقا حسن السبزواري.
توفي سنة ١٢٩٢.
كان فقيها حكيما وقرأ على الميرزا الشيرازي وعلى الحاج ملا هادي
السبزواري صاحب المنظومة له من المؤلفات ١ المراصد العقلية في
الحكمة الآهية ٢ رسالة في أصول الفقه ٣ وله كتاب آخر غاب عنا
اسمه.
٢٤٠: المولى حسن السبزواري.
كان حيا سنة ١٠٨٦.
(١٠٠)

وصفه صاحب الذريعة بالقارئ الشاعر الخطيب بمشهد الرضا ع
في عصر الشاه سليمان الصفوي له من المؤلفات ١ أبواب البيان
فارسي في الخطب والمواعظ ألفه في سنة ١٠٨٦ ٢ مطالع الأسرار في
شرح مشارق الأنوار.
٢٤١: الشيخ تاج الدين حسن السرابشنوي.
مر بعنوان الحسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي.
٢٤٢: الحسن بن السري العبدي الأنباري يعرف بالكاتب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٤٣: الحسن بن السري الكاتب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي الفهرست
الحسن بن السري الكاتب له كتاب رويناه عن أبي جيد عن ابن الوليد عن
الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن
السري اه.
٢٤٤: الحسن بن السري الكاتب الكرخي.
قال النجاشي الحسن بن السري الكاتب الكرخي وأخوه علي رويا
عن أبي عبد الله ع له كتاب رواه عنه الحسن بن محبوب أخبرناه
إجازة الحسين عن ابن حمزة عن ابن بطة عن الصفار قال حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن السري اه. وقال
الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن سري الكرخي
اه. وفي الخلاصة الحسن بن السري الكاتب الكرخي ثقة واخوه علي رويا
عن أبي عبد الله ع اه. وفي رجال ابن داود الحسن بن السري
العبدي الأنباري الكاتب الكرخي واخوه علي ق خج ست كش ثقتان
اه. اي ان الشيخ في الرجال والفهرست ذكره في أصحاب الصادق ع
والكشي قال هو واخوه ثقتان ولكن الكشي لم يذكره وانما أراد
النجاشي فأبدله بالكشي وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذي قالوا إن
فيه أغلاطا. وقد جعل الثلاثة واحدا وهو صواب. ثم إن الموجود في
نسخة رجال النجاشي المطبوعة خال من التوثيق وكذلك جل النسخ
الموجودة بأيدي الناس ومعلوم ان العلامة في الخلاصة يتبع النجاشي في
التوثيق ويعتمد عليه وهو يدل على أن التوثيق كان موجودا في نسخته من
النجاشي وابن داود صرح كما سمعت بوجوده فيها. وفي منهج المقال بعد
نقل عبارة الخلاصة السابقة قال وزاد النجاشي له كتاب إلى آخر ما مر ثم
قال وهذا منهما اي النجاشي والعلامة ظاهرة في اتحاد الكرخي والكاتب كما
لا يخفى اه. وفي النجاشي ان النجاشي أيضا وثقه وسيذكر في أخيه علي
ان التوثيق غير موجود في كلامه بالنسبة اليهما وان العلامة في الخلاصة وابن
داود نقلا توثيقهما على وجه يظهر منه كونه من النجاشي بل صرح العلامة
في الخلاصة بان عليا قال النجاشي انه ثقة ونذكر هناك عن النقد عدم
وجدانه في اربع نسخ من رجال النجاشي التي كانت عنده اه. ومن ذلك
يعلم خلو جل النسخ من رجال النجاشي التي عن التوثيق وربما كان موجودا في
بعضها التي كانت عند العلامة وابن داود الا ان عدم وجوده في جل النسخ
يوجب عدم الوثوق بما حكاه العلامة وابن داود منه فلا تبقى له قيمة
وصاحب النقد حكى عن الخلاصة وابن داود توثيقه ثم قال ولم أجد توثيقه
في غير كتابيهما اه. وفي التعليقة ورواية الحسن بن محبوب عنه تشير إلى
الاعتماد والقوة ولعل جعفر بن بشير أيضا يروي عنه اه. أقول
للصدوق في مشيخة الفقيه طريق إلى الحسن بن السري وهو مما يقوي
الاعتماد عليه. وطريقه اليه محمد بن الحسن عن الحسن بن متيل الدقاق
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عنه وفي مستدركات
الوسائل هؤلاء كلهم من الاجلاء ووجوه الطائفة اه. وفي بصائر
الدرجات رواية ربما دلت على ذمه قال: محمد بن عيسى عن النضر بن
سويد عن أبي داود عن إسماعيل بن أبي فروة عن سعد بن أبي الإصبع قال
كنت جالسا عند أبي عبد الله ع فدخل الحسن بن السري
الكرخي فقال أبو عبد الله ع فجاراه في شئ فقال ليس هو
كذلك ثلاث مرات ثم قال أترى من جعله الله حجة على خلقه يخفى عليه
شئ من أمورهم. وروى في بصائر الدرجات عن محمد بن عبد الجبار عن
اللؤلؤي عن إسماعيل بن أبي فروة عن سعد بن أبي الإصبع مثله وأجاب
الشيخ عبد النبي الكاظمي في تكملة الرجال عن ذلك بضعف السند.
الثلاثة واحد
الظاهر أن الثلاثة واحد الحسن بن السري العبدي الأنباري المعروف
بالكاتب والحسن بن السري الكاتب والحسن بن السري الكرخي للاشتراك
في وصف الكاتب والرواية عن الصادق ع بين الكرخي والأنباري
والاشتراك في رواية الصفار عن ابن عيسى عن الحسن والكاتب الكرخي
فمع انضمام هذه القرائن بعضها إلى بعض يطمئن بالاتحاد وان كان كل
واحد منها لا يفيد ذلك وفي التعليقة ومما يشير إلى الاتحاد ما سيجئ في
علي بن السري العبدي وعلي بن السري الكرخي لبعد تحقق أخوين هكذا
اه. وجزم بالاتحاد ابن داود في رجاله حيث قال كما مر الحسن بن السري
العبدي الأنباري الكاتب الكرخي فجمع بين الجميع في عنوان واحد
وصاحب النقد لم يذكر غير الحسن بن السري الكاتب الكرخي فربما دل
ذلك على الاتحاد عنده.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن السري برواية
الحسن بن محبوب وعبد الله بن مسكان عنه والظاهر اتحاده مع الكرخي الثقة
اه. وزاد الكاظمي أيضا باب الحسن بن السري المشترك بين العبدي
والكرخي الثقة ويعرف انه الأول برواية الحسن بن محبوب عنه وانه الثاني
برواية الحسن بن محبوب أيضا مع احتمال الاتحاد كما هو الظاهر اه. وعن
جامع الرواة انه نقل رواية جعفر بن بشير وابان بن عثمان ويونس بن عبد
الرحمن وإبراهيم بن إسحاق ومحمد بن سنان عنه اه.
٢٤٥: الحسن بن سعيد البجلي الأحمسي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٤٦: الحسن بن سعيد الحلي
يأتي بعنوان الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي.
٢٤٧: الحسن بن سعيد بن مهران مولى علي بن الحسين ع الكوفي
الأهوازي.
أبو محمد كنية أخيه الحسين لا كنيته
كناه العلامة وابن داود أبا محمد وفي النقد لم أجد ذلك في كتب
(١٠١)

الرجال بل هو كنية أخيه الحسين كما يظهر من النجاشي هذا إذا كان ما
ذكره النجاشي الحسين كما في النسخ التي عندنا وان كان الحسن فكنيته أبو
محمد كما في الخلاصة ورجال ابن داود اه. أقول في نسخة رجال
النجاشي المطبوعة الحسين ويظهر انه كذلك في جميع النسخ كما يظهر مما
سمعته من النقد فإذا أبو محمد كنية الحسين لا الحسن.
حاله مع أخيه الحسين
لما كانا مشتركين في كتبهما الثلاثين والطريق اليهما في هذه الكتب
واحد كما يأتي عن الفهرست فمن الرجاليين من اكتفى بترجمة الحسين ومنهم
من ترجمهما معا فالنجاشي اقتصر على ترجمة الحسين ولم يذكر ترجمة للحسن
لان ترجمته فهمت من ترجمة أخيه الحسين لكن صاحب منهج المقال ذكر
ذلك عن النجاشي في ترجمة الحسن لا الحسين فعلى هذا يكون النجاشي
اقتصر على ترجمة الحسن الا ان الظاهر كما عرفت اقتصاره على ترجمة الحسين
والشيخ في الفهرست وغيره ترجمهما معا.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في الفهرست فقال الحسن بن سعيد بن حماد بن
سعيد بن مهران من موالي علي بن الحسين ع الأهوازي أخو الحسين ثقة
روى جميع ما صنفه اخوه عن جميع شيوخه وزاد عليه بروايته عن زرعة عن
سماعة فإنه يختص به الحسن. والحسين انما يرويه عن أخيه زرعة والباقي
هما متساويان فيه وسنذكر كتب أخيه إذا ذكرناه والطريق إلى روايتهما
واحد. وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع فقال
الحسن بن سعيد بن حماد مولى علي بن الحسين كوفي أهوازي هو الذي
أوصل علي بن مهزيار وإسحاق بن إبراهيم الحضيني إلى الرضا ع
حتى جرت الخدمة على أيديهما وفي أصحاب الجواد ع فقال الحسن
والحسين ابنا سعيد الأهوازي من أصحاب الرضا ع واما في في
الحسن والحسين الأهوازيين الحسن والحسين ابنا سعيد بن حماد مولى
علي بن الحسين ص وكان الحسن بن سعيد هو الذي ادخل
إسحاق بن إبراهيم الحضيني وعلي بن الريان بعد إسحاق إلى الرضا ع
وكان سبب معرفتهم لهذا الأمر ومنه سمعوا الحديث وبه عرفوا
وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني وغيرهم حتى جرت الخدمة على
أيديهم وصنفا الكتب الكثيرة ويقال ان الحسن صنف خمسين مصنفا وسعيد
يعرف بدندان اه. وفي الخلاصة الحسن بن سعيد بن حماد بن مهران مولى
علي بن الحسين ع كوفي أهوازي يكنى أبا محمد هو الذي أوصل
علي بن مهزيار وإسحاق بن إبراهيم الحضيني إلى الرضا ع حتى
جرت الخدمة على أيديهما ثم أوصل بعد إسحاق بن الريان وكان سبب
معرفة الثلاثة بهذا الامر ومنه سمعوا الحديث وبه عرفوا وكذلك فعل
بعبد الله بن محمد الحضيني وصنف الكتب الكثيرة ويقال ان الحسن صنف
خمسين مصنفا وسعيد كان بدندان وشارك الحسن أخاه الحسين في كتبه
الثلاثين وكان شريك أخيه في جميع رجاله الا في زرعة بن مهران الحضرمي
وفضالة بن أيوب فان الحسين كان يروي عن أخيه عنهما وكان الحسن ثقة
وكذلك الحسين اخوه اه. وفي التعليقة انه حمل قول العلامة زرعة بن مهران
الحضرمي على السهو فإنه زرعة بن محمد الحضرمي ولنا سماعة بن مهران
واشتهارهما بالوقف صار منشا للغفلة اه. ويأتي عن النجاشي انه زرعة بن محمد
والعلامة انما ينقل عبارة النجاشي. وفي التعليقة أيضا قوله ان الحسين
كان يروي عن أخيه عن زرعة وربما يروي عن غير أخيه عنه مثل النضر بن
سويد وقوله الا في زرعة وفضالة بن أيوب في النقد كأنه ليس بمستقيم لأنا
وجدنا كثيرا في كتب الاخبار بطرق مختلفة الحسين بن سعيد عن زرعة
وفضالة قال البهبهاني والسوراني أيضا معترف به كما سيجئ عن النجاشي
عنه في فضالة الا انه يدعي انه غلط لان الحسين لم يلق فضالة وفي تلك
الترجمة عن رجال الشيخ فضالة بن أيوب وروى عنه الحسين بن سعيد
وقال النجاشي الحسن بن سعيد بن حماد بن مهران مولى علي بن الحسين ع
أبو محمد الأهوازي شارك أخاه الحسن في الكتب الثلاثين المصنفة
وانما كثر اشتهار الحسين أخيه بها وكان الحسين بن يزيد السوراني يقول
الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله الا في زرعة بن محمد الحضرمي
وفضالة بن أيوب فان الحسين كان يروي عن أخيه عنهما. خاله جعفر بن
يحيى بن سعد الأحول من رجال أبي جعفر الثاني ع وهي ثلاثون
كتابا ١ كتاب الوضوء ٢ الصلاة ٣ الزكاة ٤ الصوم ٥
الحج ٦ النكاح ٧ الطلاق ٨ العتق والتدبير والمكاتبة ٩
الايمان والنذور ١٠ التجارات والإجارات ١١ الخمس ١٢
الشهادات ١٣ الصيد والذبائح ١٤ المكاسب ١٥ الأشربة ١٦
الزيارات ١٧ التقية ١٨ الرد على الغلاة ١٩ المناقب ٢٠
المثالب ٢١ الزهد ٢٢ المروة ٢٣ حقوق المؤمنين وفضلهم
٢٤ تفسير القرآن ٢٥ الوصايا ٢٦ الفرائض ٢٧ الحدود
٢٨ الديات ٢٩ الملاحم ٣٠ الدعاء أخبرنا بهذه الكتب غير
واحد من أصحابنا من طرق مختلفة كثيرة فمنها ما كتب إلي به أبو العباس
أحمد بن علي بن نوح السيرافي رحمه الله في جواب كتابي اليه والذي سالت
تعريفه من الطرق إلى كتب الحسين بن سعيد الأهوازي رضي الله عنه
فقد روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي وأبو
جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي والحسين بن الحسن بن ابان وأحمد بن
محمد بن الحسن بن السكن القرشي البردعي وأبو العباس أحمد بن محمد
الدنيوري فاما ما عليه أصحابنا والمعول عليه ما رواه عنهما أحمد بن محمد بن
عيسى أخبرنا الشيخ الفاضل أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان
البزوفري فيما كتب إلي في شعبان سنة ٣٥٢ قال حدثنا أبو علي الأشعري
أحمد بن إدريس بن أحمد القمي حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن
الحسين بن سعيد بكتبه الثلاثين كتابا وأخبرنا أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى
العطار القمي حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر الحميري وسعد بن عبد الله
جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى واما ما رواه أحمد بن خالد البرقي فقد
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني سنة ٣٥٢ بالبصرة قال حدثنا أبو
جعفر محمد بن جعفر بن بطة المؤدب حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي
عن الحسين بن سعيد بكتبه جميعا. وأخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن
هشام القمي المجاور قال حدثنا علي بن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه
عن جده أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن سعيد بكتبه. واما
الحسين بن الحسن بن ابان القمي فقد حدثنا محمد بن أحمد الصفواني حدثنا

(١) الذي في النسخة المطبوعة الحسين بن سعيد ثم قال شارك أخاه الحسن ولم يذكر للحسن ترجمة
مستقلة كما مر والذي في جملة من كتب الرجال منها منهج المقال جعل العنوان الحسن بن
سعيد كما عرفت.
(٢) لما كانت الكتب مشتركة بين الحسين بن سعيد وأخيه الحسن فراويها عن أحدهما راويها عن
الآخر ولذلك قال بعد هذا والمعول عليه ما رواه عنهما. - المؤلف -.
(١٠٢)

ابن بطة عن الحسين بن
الحسن بن ابان وانه اخرج إليهم بخط الحسين بن سعيد وانه كان ضيف أبيه ومات بقم فسمعته منه قبل موته. وأخبرنا
علي بن عيسى بن الحسين القمي وحدثني محمد بن علي بن المفضل بن تمام
ومحمد بن أحمد بن داود وأبو جعفر بن هشام قالوا حدثنا وأخبرنا محمد بن
الحسن بن أحمد بن الوليد عن الحسين بن الحسن ابان عن الحسين بن
سعيد. واما أحمد بن محمد بن الحسن بن السكن القرشي البردعي فقد
حدثني أبو الحسن علي بن بلال بن معاوية بن أحمد المهلبي بالبصرة قال
حدثني عبيد الله بن الفضل بن هلال الطائي بمصر حدثنا أحمد بن محمد بن
الحسن بن السكن القرشي البردعي عن الحسين بن سعيد الأهوازي بكتبه
الثلاثين كتابا في الحلال والحرام. واما أبو العباس الدينوري فقد أخبرنا
الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة بن علي الحسيني الطبري فيما كتب الينا ان
أبا العباس أحمد بن محمد الدينوري حدثهم عن الحسين بن سعيد بكتبه
وجميع مصنفاته عند منصرفه من زيارة الرضا ع أيام جعفر بن
الحسن الناصر بامل طبرستان سنة ٣٠٠ وقال حدثني الحسين بن سعيد
الأهوازي بجميع مصنفاته قال ابن نوح وهذا طريق غريب لم أجد له ثبتا
الا قوله رضي الله عنه فيجب ان يروى كل نسخة من هذا بما رواه صاحبها
فقط ولا يحمل رواية على رواية ولا نسخة على نسخة لئلا يقع فيه اختلاف
اه. وفي فهرست ابن النديم: الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان من
أهل الكوفة من موالي علي بن الحسين من أصحاب الرضا أوسع أهل زمانهما
علما بالفقه والآثار والمناقب وغير ذلك من علوم الشيعة وهما الحسن والحسين
ابنا سعيد بن حماد بن سعيد وصحبا أيضا أبا جعفر بن الرضا وللحسين من
الكتب ١ كتاب التفسير ٢ التقية ٣ الايمان والنذور ٤ الوضوء
٥ الصلاة ٦ الصيام ٧ النكاح ٨ الطلاق ٩ الأشربة
١٠ الرد على الغالية ١١ الدعاء ١٢ العتق والتدبير اه. وفي
المعالم الحسن بن سعيد بن حماد الأهوازي ثقة وفي لسان الميزان الحسن بن
سهل بن مهران الأهوازي من أهل عساكر مكرم روى عن أحمد بن منصور
باسناد صحيح خبرا منكرا وعنه الإسماعيلي في معجمه الحديث المذكور
اه. ومن المحتمل قريبا ان يكون هو المترجم وزيادة سهل من سبق القلم
والله أعلم.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسن بن سعيد المشترك بين
ثقة وغيره ويمكن استعلام انه الأهوازي الثقة برواية من روى عن أخيه
الحسين وهم أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري وأبو جعفر
أحمد بن محمد بن خالد البرقي والحسين بن الحسن بن ابان وأحمد بن
محمد بن الحسن القرشي وأبو العباس أحمد بن محمد الدينوري وروايته هو
عن جميع شيوخ أخيه الحسين مع زيادة تختص به وهي الرواية عن زرعة عن
سماعة وفضالة بن أيوب فان الحسين روى عن أخيه عنهما وفي بعض الأخبار
عن علي بن الريان عن الحسن على الاطلاق والظاهر أنه هو هذا
لأنه هو الذي أوصل علي بن الريان إلى الرضا ع وجرت الخدمة
على يده وحيث يعسر التمييز فالظاهر عدم الاشكال لان من عداه لا أصل
له ولا كتاب والله أعلم اه.
تنبيهان
الأول عن جامع الرواة أنه نقل رواية الحسن بن علي بن يوسف
عن الحسن بن سعيد اللخمي عن أبي عبد الله ع في باب فضل
البنات من كتاب العقيقة من الكافي والظاهر أنه الحسين بالياء بن سعيد بن
أبي الجهم القابوسي اللخمي الآتي لا الحسن مكبرا لما ستعرف من أن
الحسن بن سعيد اللخمي لا وجود له وانما هو الحسين.
الثاني في لسان الميزان مما زاده على ميزان الذهبي: الحسن بن
سعيد أبو علي المعتزلي عن الدبري قال أبو القاسم بن الطحان في ذيله
على تاريخ مصر لابن يونس ضعيف ورأيت في مصنفي الشيعة الإمامية
الحسن بن سعد بن سعيد بن أبي الجهم روى عن أبيه وعن ابن أخيه
محمد بن المنذر بن سعد وله كتاب في قراءات أهل البيت فيه أشياء أنكرت
عليه فلعله هذا اه والظاهر أنه اخذ ذلك من سند النجاشي إلى كتاب
سعيد بن أبي الجهم فإنه قال سعيد بن أبي الجهم القابوسي اللخمي له
كتاب في أنواع من الفقه والقضايا والسنن أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن
أبي الجهم حدثنا أبي حدثنا عمي الحسين بن سعيد حدثنا سعيد اه. فوقع
في كلامه خلل منه أو من النساخ من وجوه أولا ابدال الحسين بالحسن
فسعيد ليس له الا ولدان الحسين وبه يكنى والمنذر ثانيا اقحامه كلمة
سعد بين الحسين وسعيد والصواب تركها ولو صحت لكان ابن عمه لا ابن
أخيه ثالثا قوله محمد بن المنذر بن سعد وانما هو ابن سعيد رابعا قوله
وعن ابن أخيه وصوابه وعنه ابن أخيه فان ابن أخيه محمد بن المنذر يروي
عنه لا انه يروي عن ابن أخيه ويأتي الإشارة إلى هذا كله في الحسين بن أبي
الجهم القابوسي اللخمي.
٢٤٨: الشيخ حسن ابن الشيخ سعيد ابن الشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن
أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسين آل الحر العاملي الجبعي.
ولد في ٢٧ ذي القعدة سنة ١٢٥٠ وتوفي يوم الخميس ١٦ ذي الحجة
سنة ١٣٢٢.
ذكره الشيخ محمد آل مغنية في كتابه جواهر الحكم فقال: تقفى أثر
والده الا انه ما ساعده الوقت لادراك شاو أبيه ركين وقور صاحب رأي
وفكر على بابه الفخر والحلم اما الشرف والسؤدد فهو غريزي من لبن
أمهاتهم تغذوه اه وعين المترجم نائبا شرعيا عن قاضي صيدا بناحية
التفاح ثم عين عضوا في مجلس الدعاوى بصيدا مدة عشر سنوات وانا قد
رأيت المترجم وهو رجل بهي الطلعة ابيض اللحية قرأ في مدرسة الشيخ
عبد الله آل نعمة العاملي الجبعي الفقيه الشهير ورثاه السيد علي ابن السيد
طالب آل بدر الدين النباطي بقصيدة يقول فيها:
يا دهر قد أرديت خير عميد * وفتكت لكن بالعلا والجود
قد كان للعلياء أعظم كافل * ورث العلا عن طارف وتليد
ومشى بسيرة قومه من قبله الغر * الكرام الأنجبين الصيد
ملأ الزمان مناقبا ومآثرا * جلت عن الاحصاء والتحديد
صبرا ذويه فأنتم نور الهدى * ومنارة التسديد والتأييد
أنتم بنو الحر الكرام ومجدكم * سام تورث عن أب وجدود
أنتم ذوو الفضل العميم ومن هم * للعلم والارشاد بيت قصيد
ان غاب منكم نير فلا تنم * الأقمار تشرق في الليالي السود
لا زلتم غوث الأنام وملجأ * الجاني البئيس وامن كل طريد
(١٠٣)

٢٤٩: الحسن بن سعيد الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع في
موضعين.
٢٥٠: الحسن بن سفيان عن عمر بن عبد العزيز.
قال الذهبي في ميزانه: قال البخاري لم يصح حديثه اه. وفي
لسان الميزان: روى عنه يحيى بن زكريا بن سنان وابن عقدة وقال كان من
رجال الشيعة وله كتاب النوادر.
٢٥١: الحسن بن سفيان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع ويمكن كونه
الأول.
٢٥٢: المولى حسن ابن الشيخ سلام بن الحسن الجيلاني التيمجاني.
ولد حوالي سنة ١٠٩٣ وكان حيا سنة ١١٦٠.
في رياض العلماء فاضل عالم فقيه متكلم ماهر في جميع العلوم دقيق
الفطنة حاضر الجواب وهو من أفاضل معاصرينا أدام الله فيوضاتهم وكان في
النقليات من تلامذة المولى محمد علي الأسترآبادي وقرأ العقليات وغيرها على
الأستاذ المحقق والأستاذ الفاضل والأستاذ العلامة وهو الآن شيخ الاسلام
ببلاد جيلان إلى قزوين حين كان السلطان بها وكلفه بذلك المنصب طوعا أو
كرها والآن قرب عشرين سنة وهو متقلد لهذا المنصب الجليل ضاعف الله
قدره وله من العمر في عامنا هذا وهو سنة ١١٦٠ نحو من سبع وستين سنة
وقد قرأ عليه الأخ الفاضل الآميرزا محمد جعفر وغيره من الفضلاء وكان
الأخ يمدح فضله كثيرا وقد سمعت من الأستاذ العلامة قدس سره أيضا في
شانه فضلا وافرا وفطانة عظيمة وقد اتفق قبل هذا بسبع سنين ملاقاتي معه
في بلاد جيلان فوجدته كما سمعت وقد أصابه من الأمراض الجسمانية بل
المكاره الروحانية من معاداة أرباب جور تلك البلاد بحيث لا يتيسر له في
هذه الاعصار الإفادة والتدريس والتأليف ولكن له على أكثر الكتب في كثير
من الفنون تحقيقات هي تعليقات على هوامشها أدام الله بركاته اه.
٢٥٣: الشيخ حسن بن سليمان بن الحسن بن أحمد بن سليمان العاملي النباطي.
في أمل الآمل فاضل معاصر اه. وهو غير المتقدم لاختلاف أسماء
أجدادهما ولتأخر السابق عن عصر صاحب الأمل الذي ولد سنة ١٠٣٣
واقام في جبل عامل ٤٠ سنة وفي طوس ٢٤ سنة وتوفي سنة ١١٠٤.
٢٥٤: الشيخ حسن بن سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان العاملي النباطي.
كان عالما فاضلا وجدنا بخطه كتابا في الفقه من الطهارة إلى المواريث
مع استدلال مختصر وفي آخره انه فرع من مشقه نهار الثلاثاء ثالث جمادى
الأولى سنة ١٢١٢ اه.
٢٥٥: الحسن بن سليمان الحلي
يأتي بعنوان حسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلي العاملي.
٢٥٦: الشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلي
يأتي بعنوان حسن بن سليمان بن محمد بن خالد الحلي العاملي.
٢٥٧: الحسن بن سليمان بن الخير الأستاذ أبو علي النافعي بالنون أو اليافعي بالياء
الأنطاكي المقري.
قتل سنة ٣٩٩.
في ميزان الذهبي الحسن بن سليمان بن الحبر بدل الخير وهو
تصحيف الأستاذ أبو علي والنافعي بدل اليافعي شيخ الأقراء بالديار
المصرية قرأ بالروايات على أبي الفتح بن بدهن وأبي الفرج الشنبوذي وكان
من بحور العلم الا انه كان يظهر الرفض وكان أبو الفتح بن فارس لا
يرضاه في دينه قتله الحاكم العبيدي بمصر في سنة ٣٩٩ اه. وفي تاريخ
دمشق لابن عساكر الحسن بن سليمان بن الخير أبو علي الأنطاكي المقري
المعروف باليافعي سكن مصر وقرأ بدمشق وبغيرها على ابن بدهن وعلى ابن
الفرج محمد بن أحمد الشنبوذي وكان يؤدب أولاد الوزير جعفر بن
الفضل بن خنزابة وقال أبو عمرو الداني كان احفظ أهل عصره للقراءات
والغرائب من الروايات والشاذ من الحروف وكان مع ذلك يحفظ تفسيرا
كثيرا ومعاني واعرابا وعللا واختلاف الناس في ذلك ينص نصا بطلاقة لسان
وحسن منطق لا يلحق وكانت له إشارات يشير بها لمن قرأ عليه تفهم عنه في
الكسر والفتح والمد والقصر والوقف وربما كان يبتدئ بالمسألة من غير أن
يسال عنها وينص أقوال العلماء فيها ليرى حفظه وكان يظهر مذهب
الروافض ويشير إلى القول بالتشيع بسبب السلطان شاهدت منه ذلك
وذاكرت به فارس بن أحمد مر ابن فارس غير مرة وكان لا يرضاه في دينه
وبلغني أنه قال لمحمد بن علي ختم عليه القرآن يا أبا بكر انما اقرأ عليك
للرواية لا للدراية وسمعت فارس بن أحمد يقول وقد ذاكرته بأبي علي كان
أبو علي لا يقرأ بقراءته على الشنبوذي ما دام حيا فلما توفي قال قرأت على
الشنبوذي واسند عنه وقال أبو عمرو وقتل أبو علي يعني المترجم سنة ٣٩٩
قتله صاحب مصر اه. وفي غاية النهاية مختصر طبقات القراء الحسن بن
سليمان بن الخير أبو علي الأنطاكي النافعي أستاذ ماهر حافظ سكن مصر
قرأ على أبي الفتح بن بدهن وعليه يعتمد وعلى أبي الفرج الشنبوذي وأبي
القاسم الزعزاع صاحب ابن الأخرم وعلي بن محمد البرزندي ولما قدم
عرض على أبي بكر الاذفوي قال الداني. ثم ذكر ما مر عن الداني إلى قوله
والواقف ثم قال: أشار اي الداني إلى ضعفه وانه كان يترفض لأجل
مداخلته العبيديين قرأ عليه محمد بن أحمد بن سعد القزويني وموسى بن
الحسين المعدل وأحمد بن علي بن هاشم أبو عمرو الداني اه.
٢٥٨: الحسن بن سليمان المعروف بالشيعي.
ذكره أبو بكر محمد بن يحيى الصولي في كتاب الأوراق في أثناء ترجمة
يوسف بن القاسم قال حدثني الحسين بن يحيى الكاتب حدثني صالح بن
معاوية عن أبيه قال زوج يوسف بن القاسم ابنه احمد بابنة الحسن بن
سليمان ويعرف بالشيعي وكان من كتاب البرامكة فكتب إلى يحيى بن خالد
عرضت حاجة فكرهت أن أعدل بها عن الوزير فأبخسه مع معرفتي بمحبته
لرب نعمته والزيادة في صنيعته حظا ولزمني حق لا يمكن دفعه ولا تأخيره
وهو نقد مهر عن أحمد إلى ابنة الحسن بن سليمان فان رأى الوزير ان يوقع
مع ما استحققته من أرزاقي بشهرين فعل فاني أرجو ان أبلغ بذلك لعبده
احمد محبته وأنال بغيته إن شاء الله. ثم ذكر ان يحيى وقع اليه بما سأله من
المال وزيادة الضعف وامر له باستحقاقه لشهرين من مال السلطان ومثلها
من ماله بدون ان يكون ذلك سلفا على استحقاقه. ويوسف هذا وابنه احمد
(١٠٤)

من الشيعة وهم أهل بيت كثيرون ومرت ترجمة احمد في محلها.
٢٥٩: الشيخ حسن آل سليمان العاملي.
توفي في رجب سنة ١١٨٤.
وآل سليمان بيت علم وصلاح في جبل عامل من زمن بعيد إلى
اليوم وأحفادهم اليوم يسكنون قرية البياض في ساحل صور وكانوا قبل ذلك
في مزرعة مشرف وعندهم مكتبة يتوارثونها عن أجدادهم تحتوي على مجموعة
نفيسة من المخطوطات وبعض المطبوعات النادرة وقد ذهبت إلى القرية
المذكورة وبقيت فيها عندهم أياما وطالعت محتويات تلك المكتبة ونقلت منها
في هذا الكتاب. وجدهم الذي ينسبون اليه هو الشيخ سليمان بن محمد بن
أحمد بن سليمان العاملي المزرعي الذي وجدنا بخطه مقتل أمير المؤمنين علي
ع فرع منه ٢٥ صفر سنة ١٠٣٣ وعليه خاتمه بتاريخ ١٠٢٨
ويحتمل أن تكون نسبتهم إلى الشيخ سليمان بن محمد العاملي الجبعي تلميذ
الشهيد الثاني الذي كان حيا سنة ٩٥١ وأن يكون الشيخ سليمان المزرعي
من أحفاده بل يحتمل ان يكونا شخصا واحدا وأن يكون أصله من جبع ثم
انتقل إلى المزرعة اما الشيخ سليمان بن علي بن محمد بن محمد بن سليمان
المزرعاني الذي كان حيا سنة ١١٥٢ فهو من أحفاد الشيخ سليمان المزرعي
سمي باسم جدهم المشهور والمترجم كان عالما فاضلا أديبا شاعرا من
مشاهير علماء عصره وأساطين فضلائه قرأ في جبل عامل وفي العراق ذكره
بعض مؤرخي جبل عامل في ذلك العصر فقال في رجب سنة ١١٨٤ زادت
الجنان شرفا وزينت الحور العين لقدوم العالم الفاضل الاجل المؤتمن الشيخ
حسن سليمان قدس الله روحه ونور ضريحه اه.
وكان يسكن بلدة أنصار وقيل قلعة مارون في ساحل صور والظاهر أنه
كان يسكن أنصار ثم سكن قلعة مارون وكان في عصر الشيخ
ناصيف بن نصار شيخ مشايخ جبل عامل وعصر الشيخ عباس المحمد
حاكم صور الا انه كانت فيه حدة. وذكره صاحب جواهر الحكم في كتابه
وبالغ في الثناء عليه وقال بلغني ممن يوثق بنقله عن الثقات العارفين انه كان
يفضل في العلم على الشيخ علي الخاتوني والسيد أبي الحسن القشاقشي
سوى انه كان حاد الطبيعة فلم تحمد الناس صحبته وكان الخاتوني حسن
السلوك فقعد الشيخ حسن بن سليمان في بيته ولم يخالط الناس لشدة ثورة
طبعه نقلوا ان صاحب صور عباس بن محمد غضب على أحد ذوات بلاده
وحبسه وضيق عليه ففزع أهل المحبوس إلى الشيخ حسن آل سليمان في
قرية أنصار فركب الشيخ بنفسه إلى عباس فصادفه خارجا من صلاة الجمعة
فلم يدعه يسلم عليه وأهانه وعباس ساكت اجلالا له ثم سأله عن ذنبه
فأخبره انه لأجل المحبوس فطلب منه النزول في داره ليقضي له ما يأمر به
فلم يقبل وركب من فوره راجعا إلى بلده فغضب عباس وضيق على
المحبوس فكتب اليه الخاتوني يلتمس اطلاقه فاطلقه وسمعت ان لهذا الشيخ
جملة مصنفات اه.
ومن ذريته الشيخ خليل سليمان العاملي الصوري المعاصر الذي
هاجر معنا إلى النجف لطلب العلم ثم سكن كوت الامارة في العراق مدة
من الزمن وتوفي في النجف وقد وجدنا للمترجم أشعارا في بعض المجاميع
العاملية المخطوطة وبعضها رد على الشيخ عبد الحليم بن عبد الله النابلسي
الشويكي المتوفى سنة ١١٨٥ المعاصر لظاهر العمر وذكره المرادي في سلك
الدرر وقال إن له رسالة في الكلام رد بها على معاصره الشيخ أبي الحسن
العاملي الرافضي في تأليف له أودعه بعض الدسائس الرافضية. والشيخ أبو الحسن
هذا هو جد جد المؤلف وكان الشيخ عبد الحليم هذا من شعراء
ظاهر العمر والمترجم من شعراء ناصيف وعلماء عصره. في المجموع المشار
اليه ما صورته: للشيخ الفاضل والنحرير الكامل الشيخ حسن سليمان
مجيبا عبد الحليم الصفدي النابلسي ويذكر يوم طيربيخا وهو يوم كانت
فيه وقعة بين عسكر ناصيف وعسكر ظاهر العمر وكانت الغلبة لعسكر
ناصيف ويظهر ان الشيخ عبد الحليم قال قصيدة ضد العامليين فاجابه
المترجم بهذه القصيدة:
عني إليك فهل بلغت مزارها * وحللت في طلب الوصال ديارها
وشممت أيام الحياة أريجها * وخلعت في روق الشباب خمارها
واسمت لحظك في رياض جنانها * وقطفت فيما تدعي أزهارها
انى تفوز بها وقد ضربت على * هام المجرة عنوة أستارها
أين الثريا والسماك من الثرى * ان كنت ممن يستبين مدارها
دع عنك يا مغرور نخوة مبدع * لا يهتدي أبد الزمان منارها
لا تبلغن بك الحمية مبلغا * لا يرتدي أهلوه الا عارها
هي عزة لمن اهتدى ومذلة * لمن اعتدى متحملا أوزارها
كم حركت قدما أغرة معشر * فتبوءوا يوم القيامة نارها
ما أنت والتعريض بالنفر الأولى * امسى الكفاح شعارها ودثارها
من كل شريب النجيع وأشوس * يبتز من أسد الشري أعمارها
سل يوم طربيخا وقد هجم الردى * والحرب تقتدح الكماة شرارها
هل كان غيرهم يمج سنانه * حتفا ويردي في الوغى أشرارها
حتى أصابوا الخيل ثمة مغنما * وحملتم أبد الزمان شنارها
ونكصتم رغما على أعقابكم * تتطلبون من الربى أوكارها
ما خلت الا ان املاك السما * كانت كما كنا به أنصارها
في فيلق لا يستقر حمية * حتى يبيد من العدى فجارها
لا يبتغي الا الصوارم عصمة * في كل ملحمة يخوض غمارها
من كل مفتول السواعد أشوس * لا يرعوي حتى يسد عوارها
أقسمت لو أن المنية سلعة * ما سامها الأهم واختارها
لو كنت تفهم ما أقول منحتني * صفو المودة إذ حميت ذمارها
لا ألفينك ما حبيت معرضا * بهجاء قوم لا تشق غبارها
واليك شعرور الزمان هدية * تحيي النفوس إذا شممت عرارها
وله من قصيدة يمدح بها النبي ص:
كيف السلو عن القوم الذين حدا * حادي المنايا بهم يا سعد فارتحلوا
وخلفوا كل هامي الدمع مكتئب * في طي احشائه يوم النوى شعل
قوم أبى الله الا ان جارهم * في معقل العز ان حلوا وان رحلوا
يزينهم في البرايا ان جدهم * خير البرية من تمت به الرسل
يميزه عن جميع الخلق انهم * كل على جوده في الحشر يتكل
وانه المرتجى والخلق في عدم * والمرتجى والبرايا عمها الوهل
وما أطل على محتله شرفا * هام المجرة والمريخ أو زحل
يا خير من أمه العافون تحملهم * في وخدهن اليه الأينق الذلل
قد جزت كل فخار والبراق له * فرق الكواكب في مسراك منتقل
الية بالذي صفاك من دنس * حتى تهذب منك القول والعمل
لولاك ما خمدت نار الخليل ولا * نجا الكليم وقد ضاقت به الحيل
(١٠٥)

ولا تمنع في الطوفان من غرق * أبو البرية نوح وهو يبتهل
ولا تخلص من كيد اليهود له * صافي الطوية عيسى وهو ينتقل
ما في البرية الا أنت مدخر * وليس الا على جدواك متكل
من جود كفك ماء السحب مقتبس * ومن علومك علم اللوح مختزل
وله في رثاء الحسين ع:
ما ضر من كان ذا لب وتفكير * لو قطع النفس وجدا يوم عاشور
وكلف القلب حزنا لا يخامره * تكلف الصبر حتى نفخة الصور
خطب أقام عمود الشرك منتصبا * وشد اعضاد أهل الغي والزور
خطب غدا منه عرش الله منصدعا * وكور الشمس حزنا اي تكوير
لله يوم أقامت فيه قارعة * أهل الحفيظة والجرد المحاضير
من كل مقتلع الارواع مصطلم * الأشباح مفترس الأسد المغاوير
حامي الحقيقة مقدام الكتيبة * خواض الكريهة دفاع المقادير
صوام يوم هجير الصيف ملتزم * تلاوة الذكر قوام الدياجير
يوم ترامت إلى حرب الحسين به * أبناء حرب على جد وتشمير
وروت الأرض من نحر الحسين دما * وغادرته طريحا في الهياجير
يا للحماة حماة الدين من مضر * ويا ذوي الحزم والبيض البواتير
ومن شعر المترجم مؤرخا تذهيب القبة الشريفة الحيدرية من قبل
نادر شاه:
أنار موسى في طوى تشب أم * نور الوصي قد بدا بذا الأبد
نعم سناء قبة تلوح من * ظهر الغري كشهاب بل أشد
لقد غدت مذهبة بأمر من * تطأطأت له الملوك والعمد
وأصبحت كل الورى منقادة * لامره وجنده بلا عدد
أعني به شاه الزمان نادرا * لا زال للدين القويم مستند
لما سعى الخان العظيم الشأن في * مصالح البنا وتم ما قصد
أعذتها بالله مذ تشيدت * من شر كل حاسد إذا حسد
وقلت في عام البنا مؤرخا * نور حكى للشمس في برج الأسد
١١٣٣ هكذا في النسخة مع أن حروف التاريخ تبلغ ١١٤٥ ولو
فرضنا انه حسب ياء حكى ألفا باعتبار انها تنطق ألفا وان كانت العبرة بما
يكتب لا بما ينطق لبلغت ١١٣٦ ثم إن حكى متعد بنفسه فلا يصح تعديته
باللام.
٢٦٠: الشيخ حسن آل سليمان العاملي.
توفي في ٨ ذي الحجة سنة ١٠٢٣ في القصير.
هكذا وجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم من أحوال هذا الرجل شيئا
سوى انه يظهر كونه من العلماء والقصير من قرى جبل عامل.
٢٦١: الشيخ عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد بن خالد العاملي
الحلي.
كان حيا سنة ٨٠٢.
نسبته بالعاملي وجدتها في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين
اخذتها ولعل أصله كان عامليا ثم توطن الحلة ولم يوصف بالعاملي في أمل الآمل
ولا في رياض العلماء.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: الحسن بن سليمان بن خالد الحلي فاضل فقيه له
مختصر بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله يروي عن الشهيد اه. فحذف
من أجداده محمدا. وفي رياض العلماء الشيخ عز الدين الحسن بن
سليمان بن محمد بن خالد الحلي من أجلة تلامذة شيخنا الشهيد ويروي عنه
وعن السيد بهاء الدين علي ابن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني
وأمثالهما وهو محدث جليل وفقيه نبيه وقد وجدت بخط الشيخ محمد بن
علي بن حسن الجباعي تلميذ ابن فهد أن الحسن بن راشد قال في وصف
هذا الشيخ الصالح العابد الزاهد عز الدين اه. وفي مسودة الكتاب ولا
اعلم الآن من أين نقلته ما صورته: الشيخ حسن بن سليمان بن محمد بن
خالد الحلي فاضل فقيه كان من اجلاء تلاميذ الشهيد الأول ويروي عنه
إجازة ومعاصر لأحمد بن فهد الحلي واجازه الشهيد إجازة طويلة.
مشايخه
١ الشهيد محمد بن مكي العاملي الجزيني فقد عرفت انه تلميذه
ويروي عنه إجازة بتاريخ ١٢ شعبان سنة ٧٥٧ ٢ السيد بهاء الدين علي
ابن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النيلي ٣ الشيخ محمد بن
إبراهيم بن محسن المطاربادي ٤ رضي الدين علي ففي الرياض من
الغرائب ما وقع في موضع من كتاب منتخب البصائر من مؤلفات
المترجم ان السيد رضي الدين قال لي ان هذا الكتاب يعني كتاب تفسير
الآيات التي نزلت في آل محمد ص تأليف محمد بن العباس بن مروان الماهيار
عن فخار بن معد بطريقه اليه من الكتاب المذكور الخ قال ويلوح من سياق
كلامه ان المراد برضي الدين هو علي بن طاوس صاحب الاقبال ومن المعلوم
ان الشهيد متأخر الطبقة عنه بكثير فكيف يروي عنه تلميذه فلعل في
النسخة سقما أو المراد به غير ابن طاوس اه.
تلاميذه
١ الشيخ حسين بن محمد بن الحسن الحموياني في روضات
الجنات رأيت اجازته له بهذه الصورة: قرأ علي الشيخ العالم الموفق عز
الدين حسين بن محمد بن الحسن الحموياني الجزء الأول والثاني من كتاب
الخصال تصنيف الشيخ الفاضل السعيد المرحوم محمد بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه الفقيه القمي من أوله إلى آخره وأذنت له في روايته عني
عن شيخي العالم الشهيد ولي آل محمد أبي عبد الله محمد بن مكي الشامي
عن شيخه السيد عميد الدين بن عبد المطلب الأعرج الحسيني عن جده
السيد فخر الدين أبي الحسن علي عن شيخه السيد عبد الحميد بن فخار عن السيد أبي علي فخار عن
شيخه محمد بن إدريس عن الحسين بن رطبة
السوراوي عن الشيخ أبي علي الطوسي عن والده عن الشيخ المفيد محمد بن
محمد بن النعمان عن الشيخ الصدوق محمد بن بابويه فليروه عني لمن شاء
كيف شاء بهذا الطريق وبغيره من طرقي إلى مصنفه نفعه الله بما كتب وقرأ
ووفقه للعمل بما علم وانا اطلب منه ان يدعو لي عند قراءته له ونشر علمه
والإفادة به فقد روي في الحديث من دعا لأخيه المؤمن نودي من العرش
لك مائة ألف ضعف وكتب عبد الله حسن بن سليمان بن محمد في ٢٣ من
شهر المحرم سنة ٨٠٢ هجرية والحمد لله وحده ٢ السيد تاج الدين عبد
الحميد بن أحمد بن علي الهاشمي الزيني يروي عنه إجازة.
(١٠٦)

مؤلفاته
١ كتاب منتخب بصائر الدرجات أو مختصر بصائر الدرجات
لسعد بن عبد الله الأشعري القمي المعاصر للإمام الحسن العسكري ع
وذكر بعض المعاصرين ان له مختصر البصائر ومنتخب المختصر وفي
الرياض وقد أضاف إلى أصل البصائر مع الاختصار اخبارا اخر من كتب
عديدة اه. ثم حكى عن البحار أنه قال في أوله وكتاب منتخب البصائر
للشيخ الفاضل حسن بن سليمان تلميذ الشهيد قد انتخبه من كتاب
البصائر لسعد بن عبد الله بن أبي خلف وذكر فيه من الكتب الأخرى مع
تصريحه بأساميها لئلا يشتبه ما اخذه من كتاب سعد بغيره وقال في الفصل
الثاني من أول البحار وكتاب البياضي وابن سليمان كلها صالحة للاعتماد
ومؤلفاها من العلماء الأنجاد وتظهر منها غاية المتانة والسداد اه. وصاحب
الأمل كما مر سماه مختصر البصائر والمجلسي في فهرس البحار قال كتاب
منتخب بصائر الدرجات لسعد بن عبد الله بن أبي خلف قال في الرياض
والظاهر اتحاده مع الأول اه. ثم إن بصائر الدرجات اثنان أحدهما في
المناقب تأليف سعد بن عبد الله الأشعري القمي المتوفى سنة ٢٩٩ أو ٣٠١
في أربعة اجزاء كما صرح به الشيخ في الفهرست ثانيهما في المناقب أيضا
لكن المناقب الغريبة نظير ما في الخرائج للراوندي تأليف محمد بن الحسن
الصفار المتوفى سنة ٢٩٠ مطبوع مع نفس الرحمن في أربعة اجزاء وقيل في
جزءين والذي اختصره المترجم هو الأول كما صرح به صاحب الأمل وغيره
لكن صاحب رياض العلماء قال إن المترجم نفسه قال في أثناء كتاب منتخب
البصائر ان منتخب البصائر لسعد بن عبد الله وانه قال في كتاب الرجعة
يقول حسن بن سليمان بن خالد اني قد رويت في معنى الرجعة أحاديث من
غير طريق سعد بن عبد الله فانا مثبتها في هذه الأوراق ثم ارجع إلى ما رواه
سعد في كتاب مختصر البصائر الخ فلذلك قال لعل أصل كتاب البصائر
لمحمد بن الحسن الصفار والاختصار لسعد بن عبد الله والانتخاب لهذا
الشيخ اه. ولا يخفى ان هذا اجتهاد في مقابل النص فبصائر الدرجات
لسعد بن عبد الله بلا ريب بنص النجاشي والشيخ وغيرهما ومختصره
للمترجم والصفار له بصائر آخر وعبارة المترجم المذكورة في أثناء منتخب
البصائر التي قال إنها تدل على أن المنتخب لسعد لم ينقلها ولا شك ان ما
توهمه ليس بصواب وفهم ذلك منها وقع فيه خلل بلا ريب واما عبارة كتاب
الرجعة فالمراد به الامر بالرجوع إلى ما رواه سعد في الرجعة مما ذكر في مختصر
البصائر لأنه لم يذكر في كتاب الرجعة شيئا من روايات سعد وانما أحال فيها
إلى مختصر البصائر وهذا واضح ٢ كتاب المحتضر بالحاء المهملة والضاد
المعجمة في اثبات حضور النبي والأئمة ع عند المحتضر
في الرياض انه رد فيه على المفيد في تأويله الأخبار الواردة في ذلك بحملها
على الانكشاف التام اه. نسبه اليه في البحار ٣ كتاب الرجعة والرد
على أهل البدعة منه نسخة في كربلاء رأيتها في مكتبة الشيخ عبد الحسين
الطهراني ٤ رسالة أحاديث الذر قال في أولها رويت عن الشيخ الفقيه
الشهيد السعيد أبي عبد الله محمد بن مكي عن السيد عبد المطلب بن
الأعرج الحسيني عن الحسن بن يوسف بن المطهر عن أبيه عن السيد
فخار بن معد الموسوي عن شاذان بن جبرائيل عن العماد الطبري عن أبي
علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن أبيه إلى آخره ٥ رسالة تفضيل
محمد وآله ع على الأنبياء والملائكة نسبها اليه في الرياض وقال
عندنا منها نسخة تناقش فيها مع المفيد فيما قاله في كتاب أوائل المقالات ومع
الشيخ الطوسي في المسائل الحائرية حيث قالا فيهما بخلاف ذلك ووجد على
ظهر نسخة من نهاية العلامة عليها خط البهائي ما صورته بخط يشبه خط
البهائي: من كتاب تفضيل محمد وآله ع على الأنبياء والملائكة
منسوب إلى الشيخ حسن بن سليمان قد جاء عن مولانا زين العابدين ع
إياك ان تتكلم بما يسبق إلى القلوب انكاره وان كان عندك اعتذاره
فليس كل من تسمعه نكرا يمكنك ان توسعه عذرا ومنه أيضا ما جاء عنهم
ع ما كل ما يعلم ما يقال ولا كل ما يقال حان وقته ولا كل ما
حان وقته حضر اجله اه.
٢٦٢: الحسن بن سماعة بن مهران.
في منهج المقال الحسن بن سماعة واقفي وليس بالحسن بن محمد بن
سماعة كما يأتي في موضعه اه. وفي التعليقة: في الوجيزة انه هو ولعله
وهم اه. أقول المستند في أن سماعة جد الحسن بن محمد بن سماعة غير
سماعة والد الحسن بن سماعة بن مهران ما ذكره الكشي قال في الحسن بن
محمد بن سماعة والحسن بن سماعة بن مهران. حدثني حمدويه ذكره عن
الحسن بن موسى قال كان ابن سماعة. واقفيا وذكر ان محمد بن سماعة
ليس من ولد سماعة بن مهران له ابن يقال له الحسن بن سماعة بن مهران
اه. ولكنه يعبر بالحسن بن سماعة عن الحسن بن محمد بن سماعة نسبة
إلى الجد ويأتي توضيح ذلك في الحسن بن محمد بن سماعة انش.
٢٦٣: الحسن السمرقندي.
وصفه صاحب مكارم الأخلاق بالامام فذكر في الفصل الثالث
من الباب الحادي عشر نسخة للمحموم وقال هذه مجربة كان الإمام الحسن
السمرقندي يعتد بها ويداوم مكاتبتها جمعة وكأنه وجد لها اسناد اه.
٢٦٤: الشيخ عز الدين حسن السمناني.
في رياض العلماء كان من أجلة العلماء المقاربين لعهد العلامة وقد
أورده السيد علي بن عبد الحميد في رجاله في تلك الطبقة والسمناني
نسبة إلى سمنان وهي بلدة معروفة ببلاد خراسان اه.
٢٦٥: الحسن بن السندي.
في أمل الآمل. كان عالما فقيها صالحا يروي عن السيد رضي الدين
علي بن موسى بن طاوس اه. ويأتي في الحسن بن علي الدربي احتمال
اشتباه الحسن الدربي بالحسن السندي وفي رياض العلماء يظهر من آخر
الوسائل ان الشيخ تاج الدين حسن بن السندي يروي عن ابن شهريار
الخازن ويروي عنه السيد بن طاوس المذكور والظاهر اتحادهما فعلى هذا
الصواب عنه بدل عن في أمل الآمل.
٢٦٦: أبو محمد الحسن بن سهل بن عبد الله السرخسي أخو الفضل بن سهل.
توفي مستهل ذي الحجة سنة ٢٣٦ وقيل ٢٢٥ بمدينة سرخس في أيام المتوكل.
والسرخسي بفتح السين المهملة والراء وسكون الخاء المعجمة
بعدها سين مهملة نسبة إلى سرخس بلدة من بلاد خراسان.
أقوال العلماء فيه
كان الحسن عالي الهمة رفيع المنزلة ثاقب الرأي عاقلا مدبرا تولى
(١٠٧)

وزارة المأمون وكان جوادا ممدحا أديبا شاعرا عارفا بالنجوم جامعا لأسباب
الفضل والكمال ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع فقال
الحسن بن سهل أخو الفضل ذي الرياستين ويعرف الحسن بذي القلمين
اه. وفي التعليقة هو الذي اخذ في جملة من اخذ عند قتل الفضل عمه في
الحمام اه. وأقول الفضل أخو الحسن لا عمه والحسن لم يؤخذ يومئذ فما
ذكره من سهو القلم ان لم تكن النسخة مغلوطة. وقال ابن خلكان: أبو
محمد الحسن بن سهل بن عبد الله السرخسي تولى وزارة المأمون بعد أخيه
ذي الرياستين الفضل وحظي عنده وكان المأمون قد ولاه جميع البلاد التي
فتحها طاهر بن الحسين وكان عالي الهمة كثير العطاء للشعراء وغيرهم. وفي
الفخري استوزره المأمون بعد أخيه الفضل ومال اليه وتلافاه جبرا لمصابه
بقتل أخيه وتزوج ابنته بوران إلى أن قال كان الحسن بن سهل أعظم الناس
منزلة عند المأمون وكان المأمون شديد المحبة لمفاوضته فكان إذا حضر عنده
طاوله في الحديث وكلما أراد الانصراف منعه فانقطع زمان الحسن بذلك
وثقلت عليه الملازمة فصار يتراخى عن الحضور بمجلس المأمون ويستخلف
أحد كتابه كأحمد بن أبي خالد وأحمد بن يوسف وغيرهما اه. وكان
الفضل بن سهل واخوه الحسن بن سهل من صنائع آل برمك. ويحيى بن
خالد هو الذي اختار الفضل لخدمة المأمون في حياة الرشيد كما يأتي في ترجمة
الفضل وكان الحسن واخوه يتشبهان بالبرامكة في الجود والسخاء وحكى
الصدوق في العيون عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي في كتابه اخبار
خراسان ان الفضل بن سهل كان مجوسيا فاسلم على يدي يحيى بن خالد
وصحبه وقيل بل اسلم سهل والد الفضل على يد المهدي وفي تجارب
السلف ما ترجمته ان الفضل كان من أولاد ملوك الفرس. وأبوه سهل
كان مجوسيا وكان مقربا عند يحيى بن خالد وكان يحيى موكلا أموره اليه واسلم
سهل في أيام الرشيد وكان الأب والابن عالمين بالنجوم اه.
معرفته بالنجوم
مر عن تجارب السلف انه كان عالما بالنجوم ويدل خبر رواه الصدوق
في عيون أخبار الرضا ع ان الحسن بن سهل كان عالما بالنجوم.
فقد روى بسنده عن ياسر الخادم انه لما خرج المأمون والفضل بن سهل
والرضا ع من مرو طالبين العراق قال ياسر فلما كنا في بعض
المنازل ورد على ذي الرياستين الفضل بن سهل كتاب من أخيه الحسن بن
سهل اني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم فوجدت فيه انك
تذوق في شهر كذا يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار وارى ان تدخل أنت
والرضا وأمير المؤمنين الحمام في ذلك اليوم فتحتجم أنت فيه وتصب الدم
على بدنك ليزول نحسه عنك الحديث وفيه ان الفضل دخل الحمام فدخل
عليه قوم الحمام فقتلوه فيه كما أن أخاه الفضل أيضا كان عالما بالنجوم كما
يأتي في ترجمته وفي تاريخ الحكماء لابن القفطي ان سهل بن بشر الإسرائيلي
المنجم كان يخدم طاهر بن الحسين ثم الحسن بن سهل وان الحارث المنجم
كان منقطعا إلى الحسن بن سهل.
تشيعه
كان الحسن واخوه الفضل يتشيعان ونص على تشيع الفضل ابن
خلكان في تاريخه. واخوه الحسن كان على طريقته. وربما يدل على تشيع
الحسن ذكر الشيخ له في أصحاب الرضا ع كما مر.
واستدل بعضهم على تشيعه بأنه واخاه الفضل من صنائع البرامكة
والظاهر أن البرامكة كانوا يتشيعون، واستدلوا على تشيع البرامكة بما في
كتاب تجارب السلف من أن الرشيد سلم علويا إلى جعفر بن يحيى وأمره
بقتله فاطلقه فبلغ ذلك الرشيد فسال جعفرا عن العلوي، فقال محبوس،
فقال بحقي عليك؟ فقال بحقك لا احلف كاذبا قد أطلقته. فقال نعم ما
صنعت. فلما قام قال الرشيد: قتلني الله ان لم أقتلك انتهى.
ولكن هناك ما يناقض هذا وهو ما روي من أن يحيى البرمكي جاء
من الرقة من عند الرشيد إلى بغداد وامر السندي بن شاهك بسم الإمام الكاظم
ففعل، وانه هو الذي كان السبب في مجئ علي بن إسماعيل من
المدينة وسعايته بالكاظم ع حسدا لجعفر بن محمد بن الأشعث.
والله أعلم.
وحكى الصدوق في العيون عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي في
كتاب خراسان ان الفضل بن سهل هو الذي أشار على المأمون بان يجعل
الرضا ولي عهده فلما بلغ العباسيين ببغداد ساءهم ذلك وبايعوا إبراهيم بن
المهدي المغني فلما بلغ ذلك المأمون بعث إلى الفضل من قتله في الحمام
بسرخس ودس إلى الرضا ع سما فمات اه. اما قول الصدوق
في العيون: والصحيح عندي ان المأمون انما ولاه العهد وبايع له للنذر
الذي قد تقدم ذكره يعني نذره ان أظفره الله بالمخلوع ان يجعلها في أفضل
آل أبي طالب وان الفضل لم يزل معاديا ومبغضا له وكارها لامره لأنه كان
من صنائع آل برمك اه. فهو اجتهاد منه يمكن ان لا يكون أصاب فيه
فالمأمون ان كان ولاه العهد لذلك النذر فلا ينافي ذلك ان يكون الفضل
قوى عزمه وبعثه عليه وكون الفضل لم يزل معاديا للرضا كارها لأمره لم
يثبت وينافيه قول ابن خلكان انه كان يتشيع وكونه من صنائع آل برمك
يقوي تشيعه لما عرفت من أنهم كانوا يميلون إلى التشيع وقد روى الصدوق
نفسه ان الفضل بن سهل وهشام بن إبراهيم أخرجا يمينا مكتوبة بالعتق
والطلاق وما لا كفارة له انا جئناك لنقول كلمة حق وصدق وقد علمنا أن
الإمرة أمرتكم والحق حقكم على أن نقتل المأمون ونخلص لك الأمر
فشتمهما وقال لهما كفرتما النعمة فلا يكون لكما سلامة ولا لي ان رضيت بما
قلتماه فقالا أردنا ان نجربك وذهبا فأخبرا المأمون بذلك وقالا انهما جرباه
فقال المأمون وفقتما اه. ويمكن ان يكون هذا مما حدا بالمأمون على قتل
الفضل والله أعلم وشتم الامام لهما لما يعلم ما في ذلك من المفسدة عليه
وعليهما كما أشير اليه قوله فلا يكون لكما سلامة ولا لي فلا ينافي ذلك
تشيعهما. وتدل بعض الأخبار المتقدمة في سيرة الرضا ع من
القسم الثاني من الجزء الرابع من هذا الكتاب ان الحسن بن سهل كان
حاضرا حينما أراد المأمون البيعة للرضا ع وانه كان شريك أخيه
الفضل في كل ما يتعلق بذلك فقد ذكرنا هناك حكاية المفيد عن جماعة من
أصحاب الاخبار ورواة السير والآثار وأيام الخلفاء ان المأمون احضر
الفضل بن سهل فاعلمه بما قد عزم عليه من العقد للرضا ع
وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن بن سهل فاجتمعا بحضرته فجعل الحسن
يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في اخراج الامر من أهله عليه فقال له المأمون
اني عاهدت الله على انني ان ظفرت بالمخلوع أخرجت الخلافة إلى أفضل آل
أبي طالب، وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل على وجه الأرض فلما
رأى الحسن والفضل عزيمته على ذلك أمسكا عن معارضته فيه فأرسلهما إلى
الرضا ع فعرضا ذلك عليه فامتنع منه فلم يزالا به حتى أجاب
ورجعا إلى المأمون فعرفاه اجابته فسر بذلك اه. وهذا يدل على اشتراكهما
(١٠٨)

في السعي في بيعة الرضا ع. اما تعظيم الحسن ذلك على المأمون
فلعله كان من باب النصيحة له والنظر في العواقب لما يعلمه من كراهة
العباسيين ورجال الدولة لذلك لعلمهم انه لا يتم لهم مع الرضا ما يتم لهم
مع المأمون فلا ينافي تشيع الحسن أو انه أراد ان يستوثق من المأمون في ذلك
والله أعلم.
ثم إنه سيأتي ان المأمون ولى الحسن بن سهل ما افتتحه طاهر من كور
الجبال والعراق وفارس والأهواز سنة ١٩٨ وقدم الحسن وتسلم ذلك سنة
١٩٩ وان الحسن كان بالنهروان سنة ٢٠٠ وانه كان بالمدائن لما ذهب هرثمة
إلى خراسان في سنة ٢٠٠ أيضا وانه أول سنة ٢٠١ سار الحسن من المدائن
إلى واسط وتأتي أمور أخر تدل على أنه سنة ٢٠١ كان بالعراق وانه سنة
٢٠٢ كتب اليه المأمون بلبس الخضرة ومحاصرة بغداد وان بيعة الرضا ع
كانت سنة ٢٠١ فإذا الحسن كان بالعراق قبل بيعة الرضا ع
وعندها وبعدها وهو ينافي ما مر من أنه عندها كان في خراسان وانه
اجتمع مع أخيه الفضل بحضرة المأمون إلى غير ذلك الا ان يكون حضر من
العراق وعاد إليها والله أعلم.
رأيه الثاقب في إشارته
على المأمون
قد عرفت ان اتصال الفضل بالمأمون كان قديما في حياة الرشيد
وباتصاله به اتصل به أيضا اخوه الحسن وفي تاريخ ابن الأثير انه لما ابتدأ
الاختلاف بين الأمين والمأمون سنة ١٩٣ كان الفضل مع المأمون وهو من
أعظم أرباب الدولة عنده وكان يشير على المأمون المرة بعد المرة فيكون
الصواب في رأيه فزادت منزلته عنده حتى قال له المأمون مرة قد جعلت الأمر
إليك فقم به وكذلك اخوه الحسن كان يشير بالرأي على المأمون فيكون
الصواب فيه قال ابن الأثير لما امر الأمين بالدعاء على المنابر لابنه موسى سنة
١٩٤ وطلب من المأمون ان ينزل له عن بعض كور خراسان وأن يكون له
عنده صاحب بريد يكاتبه بالاخبار استشار المأمون خواصه وقواده فأشاروا
باحتمال هذا الشر والإجابة اليه خوفا من شر هو أعظم منه فقال لهم
الحسن بن سهل أتعلمون ان الأمين طلب ما ليس له قالوا نعم ويحتمل ذلك
لضرر منعه قال فهل تثقون بكفه بعد اجابته فلا يطلب غيرها قالوا لا قال
فان طلب غيرها فما ترون قالوا نمنعه قال فهذا خلاف ما سمعناه من قول
الحكماء: استصلح عاقبة امرك باحتمال ما عرض من مكروه في يومك ولا
تلتمس هدنة يومك باخطار ما أدخلته على نفسك في غدك واستشار الفضل
فأشار بمثله فامتنع المأمون من اجابته إلى ما طلب.
أخباره في خلافة المأمون
في سنة ١٩٥ ارسل الفضل بن سهل جيشا مع طاهر بن الحسين
الخزاعي إلى الري في أقل من أربعة آلاف وارسل الأمين جيشا مع علي بن
عيسى بن هامان في خمسين ألف فارس فهزم جيش الأمين وقتل قائده
علي بن عيسى وارسل طاهر رأسه إلى المأمون وفي سنة ١٩٦ بعث المأمون
هرثمة في جيش كثير إلى طاهر وكتب اليه يأمره بتسليم ما حوى من المدن
والكور إلى هرثمة ويتوجه هو إلى الأهواز ففعل. وفيها خطب للمأمون
بإمرة المؤمنين ولقب الفضل بن سهل ذا الرياستين رياسة الحرب والقلم
وولى الحسن بن سهل ديوان الخراج وفي سنة ١٩٨ استولى طاهر على بغداد
وقتل الأمين. وفيها استعمل المأمون الحسن بن سهل على ما كان افتتحه
طاهر من كور الجبال والعراق وفارس والأهواز والحجاز واليمن وكتب إلى
طاهر بتسليم ذلك اليه فقدم الحسن يبن يديه علي بن أبي طاهر سعيد
فدافعه طاهر بتسليم الخراج حتى وفي الجند ارزاقهم وسلم اليه العمل وقدم
الحسن سنة ١٩٩ وفرق العمال وامر طاهر ان يسير إلى الرقة وكتب المأمون
إلى هرثمة يأمره بالمسير إلى خراسان اه. فكان نصيب طاهر الحرمان مما
افتتحه وتسييره إلى الرقة وتسليم ذلك إلى الحسن بن سهل وكان هذا بتدبير
الفضل بن سهل قال ابن الأثير لما صرف المأمون طاهرا عما كان اليه من
الاعمال التي افتتحها ووجه الحسن بن سهل إليها تحدث الناس بالعراق ان
الفضل بن سهل قد غلب على المأمون وانه أنزله قصرا أحجبه فيه عن أهل
بيته وقواده وانه يستبد بالامر دونه فغضب لذلك بنو هاشم ووجوه الناس
واجترأوا على الحسن بن سهل وهاجت الفتن في الأمصار.
حرب أبي السرايا مع عساكر
الحسن بن سهل
في سنة ١٩٩ ظهر بالكوفة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن
إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع
المعروف بابن طباطبا يدعو إلى الرضا من آل محمد والقيم بأمره في
الحرب أبو السرايا السري بن منصور فبايع ابن طباطبا واخذ الكوفة وكان
العامل عليها للحسن بن سهل سليمان بن المنصور فلامه الحسن ووجه
زهير بن المسيب الضبي إلى الكوفة في عشرة آلاف فارس وراجل فهزمه ابن
طباطبا وأبو السرايا واستباحوا عسكره ثم مات ابن طباطبا فجأة فأقام أبو
السرايا مكانه غلاما اسمه محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع فوجه الحسن بن سهل عبدوس بن محمد
المروزي في أربعة آلاف فارس فخرج اليه أبو السرايا فقتل عبدوس ولم
يسلم من رجاله أحد بين قتيل وأسير وكان بواسط عبد الله بن سعيد
الحرشي واليا عليها من قبل الحسن بن سهل فانهزم من أصحاب أبي السرايا
إلى بغداد فلما رأى الحسن ان أصحابه لا يثبتون ارسل إلى هرثمة يستديعه
لمحاربة أبي السرايا وكان قد سار إلى خراسان مغاضبا للحسن فحضر بعد
امتناع وسار إلى الكوفة وسير الحسن إلى المدائن وواسط علي بن سعيد فوجه
أبو السرايا جيشا إلى المدائن فدخلها أصحابه وتقدم هو حتى نزل بنهر
صرصر وجاء هرثمة فعسكر بإزائه وسار علي بن سعيد إلى المدائن وقاتل
أصحاب أبي السرايا فهزمهم واستولى عليها وفي سنة ٢٠٠ هرب أبو السرايا
إلى قصر ابن هبيرة وسار هرثمة في طلبه فوجد جماعة من أصحابه فقتلهم
وبعث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل ثم إن أبا السرايا خرج من الكوفة في
ثمانمائة فارس حتى انتهى إلى السوس فاتاه الحسن بن علي المأموني وأمره
بالخروج من عمله وكره قتاله فأبى أبو السرايا الا قتاله فهزمه المأموني ومعه
محمد بن محمد بن زيد فظفر بهم حماد الكندغوش فاخذهم واتى بهم
الحسن بن سهل وهو بالنهروان فقتل أبا السرايا وبعث محمد بن محمد إلى
المأمون ولما فرع هرثمة من أبي السرايا لم يأت الحسن بن سهل واتى خراسان
فاتته كتب المأمون ان يأتي الشام أو الحجاز فأبى وقال لا ارجع حتى القى
أمير المؤمنين إدلالا منه عليه بنصيحته وأراد ان يعرف المأمون ان الفضل
يكتم عنه الاخبار فعلم الفضل بذلك فأفسد امره عند المأمون فلما دخل
عليه أهين وحبس ودسوا اليه من قتله وقالوا مات.
(١٠٩)

مخالفة علي بن أبي سعيد على
الحسن بن سهل
وفي سنة ٢٠٠ أيضا خالف علي بن أبي سعيد على الحسن بن سهل
فبعث المأمون بسراج الخادم وقال له ان وضع علي يده في يد الحسن أو
شخص إلي والا فاضرب عنقه فشخص إلى المأمون مع هرثمة بن أعين.
ما جرى بين الحربية
والحسن بن سهل
الحربية يظهر من كلام المؤرخين انهم فرقة من الجند ولا نعلم ما وجه
هذه النسبة والحربية محلة ببغداد قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة
٢٠٠ فيها كان الشغب ببغداد بين الحربية والحسن بن سهل وسبب ذلك ان
الحسن بن سهل كان بالمدائن حين شخص هرثمة إلى المأمون ولم يزل مقيما
بها إلى أن اتصل باهل بغداد والحربية ما صنعه المأمون بهرثمة فبعث
الحسن بن سهل إلى علي بن هشام وهو والي بغداد من قبله ان امطل الجند
من الحربية والبغداديين ارزاقهم ولا تعطهم وكانت الحربية حين خرج
هرثمة إلى خراسان وثبوا وقالوا لا نرضى حتى نطرد الحسن بن سهل وعماله
عن بغداد فطردوهم وصيروا إسحاق بن موسى بن المهدي خليفة للمأمون
ببغداد فدس الحسن إليهم وكاتب قوادهم حتى يثبوا من جانب عسكر
المهدي فحول الحربية إسحاق إليهم وجاء زهير بن المسيب فنزل في عسكر
المهدي وبعث الحسن بن سهل علي بن هشام في الجانب الآخر هو ومحمد بن
أبي خالد بن الهندوان المروروذي وقاتل علي بن هشام الحربية ثلاثة أيام
وبلغهم خبر هرثمة فأخرجوا علي بن هشام وقيل كان السبب في شغب
الأبناء ان الحسن بن سهل جلد عبد الله بن علي بن ماهان الجد فغضب
الأبناء كأنهم الحربية وخرجوا فلما بلغ الحسن بن سهل اخراج أهل
بغداد علي بن هشام سار الحسن من المدائن إلى واسط ذلك أول سنة
٢٠١.
حرب محمد بن أبي خالد وأولاده
مع الحسن بن سهل
وقدم عيسى بن محمد بن أبي خالد من الرقة من عند طاهر في هذه
الأيام فوافق أباه على قتال الحسن بن سهل فذهبا ومن معهما إلى قرب واسط
فلقيهما في طريقهما عساكر الحسن بن سهل فهزماها وكان زهير بن المسيب
مقيما باسكاف بني الجنيد عاملا للحسن على جوخى فركب اليه محمد واخذه
أسيرا وأرسله إلى بغداد. ثم وجه محمد ابنه هارون من دير العاقول إلى
النيل وبها نائب للحسن فهزمه هارون وتبعه إلى الكوفة ثم سار المنهزمون من
الكوفة إلى الحسن بواسط وسار محمد وهارون نحو واسط فسار الحسن عنها
ونزل خلفها وسار محمد إلى الحسن على تعبية فوجه اليه الحسن قواده وجنده
فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم أصحاب محمد وثبت حتى جرح جراحات
شديدة ونزل محمد بفم الصلح واتاهم الحسن فاقتتلوا فلما جنهم الليل ارتحل
محمد وأصحابه فنزلوا المبارك فأتاهم الحسن فاقتتلوا فلما جنهم الليل ارتحلوا
حتى اتوا جبل واشتدت جراحات محمد فحمله ابنه أبو زنبيل إلى بغداد
فمات بها وصار عيسى بن محمد مكان أبيه وقتل أبو زنبيل زهير بن المسيب
الذي كان اسره أبوه. وبلغ الحسن بن سهل موت محمد فسار إلى المبارك
وبعث جيشا فالتقوا بأبي زنبيل فهزموه وانحاز إلى أخيه هارون بالنيل فتقدم
جيش الحسن إليهم فاقتتلوا انهزم هارون وأصحابه فاتوا المدائن واجتمع بنو
هاشم والقواد فأرادوا منصور بن المهدي على الخلافة فأبى فجعلوه خليفة
للمأمون ببغداد والعراق وقالوا لا نرضى بالمجوسي ابن المجوسي الحسن بن
سهل ونطرده حتى يرجع إلى خراسان وقيل إن عيسى لما ساعده أهل بغداد
على حرب الحسن بن سهل علم الحسن انه لا طاقة له به فبعث اليه وبذل
المصاهرة ومائة ألف درهم والأمان له ولأهل بيته ولأهل بغداد وولاية اي
النواحي شاء فطلب كتاب المأمون بخطه فاجابه الحسن بن سهل إلى ذلك
وجرت بينهما مكاتبة واصطلحوا ورحل عيسى فدخل بغداد فرضي أهل
بغداد بما صالح عليه.
ما فعله الحسن بن سهل عند
بيعة الرضا ع
قال الطبري وابن الأثير لما بايع المأمون للرضا ع بولاية
العهد سنة ٢٠١ وكتب بذلك إلى الآفاق كتب الحسن بن سهل إلى
عيسى بن محمد بن أبي خالد يعلمه ان المأمون قد جعل علي بن موسى ولي
عهده من بعده وذلك أنه نظر في بني العباس وبني علي فلم يجد أحدا أفضل
ولا أورع ولا اعلم منه وانه سماه الرضا من آل محمد وأمره بطرح السواد
ولبس الخضرة وأمره ان يأمر من قبله من أصحابه والجند والقواد وبني هاشم
بالبيعة له وان يأخذهم بلبس الخضرة في أقبيتهم وقلانسهم واعلامهم
ويأخذ أهل بغداد جميعا بذلك فدعاهم عيسى إلى ذلك على أن يجعل لهم
رزق شهر والباقي إذا أدركت الغلة فأجاب بعض وامتنع بعض وقالوا لا
نبايع ولا نلبس الخضرة ولا نخرج هذا الأمر من ولد العباس وانما هذا
دسيس من الفضل بن سهل وهذا يدل على أن الفضل كان عند الناس انه
هو الذي حسن ذلك المأمون ثم بايعوا إبراهيم بن المهدي المغني في أول
سنة ٢٠٢.
ما جرى للحسن بن سهل بعد
بيعة إبراهيم المغني
قال الطبري في حوادث سنة ٢٠٢ ذكر ان الحسن بن سهل اتاه وهو
مقيم بالمبارك قرية بين واسط وفم الصلح كتاب المأمون يأمره بلبس
الخضرة وان يبايع لعلي بن موسى الرضا بولاية العهد من بعده ويأمره ان
يتقدم إلى بغداد حتى يحاصر أهلها فارتحل الحسن وكتب إلى حميد بن عبد
الحميد وهو عامله على قصر ابن هبيرة ان يتقدم إلى بغداد فيحاصرها من
ناحية أخرى ويأمره بلبس الخضرة ففعل قال الطبري وابن الأثير وكان مع
حميد من القواد سعيد بن الساجور وغيره فكاتبوا إبراهيم بن المهدي على أن
يأخذوا له قصر ابن هبيرة فكانوا يكتبون إلى الحسن بن سهل يخبرونه ان
حميدا يكاتب إبراهيم وكان حميد يكتب فيهم بمثل ذلك فكتب الحسن إلى
حميد يستدعيه فلم يفعل خاف ان يسير فيأخذ هؤلاء القواد ماله وعسكره
فلما ألح الحسن عليه سار اليه وكتب أولئك القواد إلى إبراهيم ان يرسل
إليهم عيسى بن محمد بن أبي خالد فأرسله إليهم فانتهبوا ما في عسكر حميد
وبلغ الخبر الحسن بن سهل وحميد عنده فقال له حميد ألم أعلمك بذلك
ولكنك خدعت ثم سار حميد إلى الكوفة فاخذ أموالا كانت له فيها وولى على
الكوفة العباس بن موسى بن جعفر العلوي وقد كان الحسن وجه حكيما
الحارثي حين بلغه الخبر إلى النيل فلما بلغ ذلك عيسى خرج إليهم فواقعهم
حكيم فهزموه ودخلوا النيل ثم توجهوا إلى الكوفة فخرج إليهم علي بن
محمد بن جعفر في عسكر فقاتلوهم فانهزم علي بن محمد ودخل الكوفة وجاء
(١١٠)

عيسى فنزل الحيرة وفي اليوم الثاني اقتتلوا إلى الليل ثم اقتتلوا في اليوم
الثالث ثم اصلح بينهم رؤساء أهل الكوفة على أن يخرج العباس وأصحابه
منها بالأمان ودخلها عيسى وأصحابه. وامر إبراهيم بن المهدي عيسى ان
يسير إلى ناحية واسط وامر آخرين من القواد بذلك فعسكروا قرب واسط
فكانوا يركبون حتى يأتوا عسكر الحسن بواسط كل يوم فلا يخرج إليهم أحد
وهم متحصنون بالمدينة ثم خرج إليهم الحسن وأصحابه فاقتتلوا قتالا شديدا
إلى الظهر وانهزم عيسى وأصحابه.
وزارة الحسن بن سهل للمأمون
بعد قتل أخيه الفضل
قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٠٢ فيها سار المأمون من
مرو إلى العراق لأن علي بن موسى اخبره بما فيه من الفتنة منذ قتل الأمين
وبما كان الفضل بن سهل يستر عنه من الاخبار وان أهل بيته والناس بايعوا
إبراهيم بن المهدي وان الحرب قائمة بين الحسن بن سهل وإبراهيم والناس
ينقمون عليك مكانه ومكان أخيه الفضل ومكاني ومكان بيعتك لي من بعدك
أقول وهذا وفاء من الإمام الرضا ع ونصيحة للمأمون وان
كان الفضل واخوه يتشيعان لأن المفسدة في ترك ذلك عظيمة فاثر الإمام الرضا
ع المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. قال الطبري
وابن الأثير فقال المأمون ومن يعلم ذلك قال وجوه العسكر فأخبروه لما امنهم
من الفضل بالبيعة لإبراهيم بن المهدي وان أهل بغداد سموه الخليفة السني
واتهموا المأمون بالرفض لمكان علي بن موسى منه وأعلموه بما هو عليه
الفضل من امر هرثمة بن أعين وان هرثمة انما جاءه لينصحه فقتله الفضل
وان طاهر بن الحسين قد أبلى في طاعته فأخرج من الأمر كله وجعل في زاوية
من الأرض بالرقة لا يستعان به في شئ وانه لو كان ببغداد لضبط الملك
فامر المأمون بالرحيل فلما اتى سرخس وثب قوم بالفضل بن سهل فقتلوه في
الحمام فقتلهم المأمون وبعث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل واعلمه ما
دخل من المصيبة بقتل الفضل وانه قد صيره مكانه فلم يزل الحسن بواسط
حتى أدركت الغلة وجبى بعض الخراج اه.
اخباره حين تزوج المأمون
ابنته بوران
في كتاب تجارب السلف تأليف هندوشاه بن سنجر بن عبد الله
النخشواني ما تعريبه ان المأمون خطب بوران بنت الحسن بن سهل فزوجه
إياها عمها الفضل بن سهل وعقد عليها غرة المحرم سنة ٢٠٢ اه وينبغي
ان يكون هذا العقد في خراسان وهي مع أبيها في العراق وقال الطبري وابن
الأثير في حوادث سنة ٢٠٢ فيها تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل
ثم ذكرا في حوادث سنة ٢١٠ انه في هذه السنة بنى المأمون ببوران ابنة
الحسن بن سهل اه. فدل ذلك على أن التزويج كان أولا مجرد الإملاك ثم
بنى بها بعد الإملاك بثمان سنين بعد ما جاء من خراسان إلى العراق وكان
بناؤه بها بفم الصلح قال ابن خلكان فم الصلح بفتح الفاء بعدها ميم
وكسر الصاد المهملة وبعد اللام الساكنة حاء مهملة وهي بلدة قريبة من
واسط كذا ذكره السمعاني وقال العماد الكاتب في الخريدة الصلح نهر كبير
يأخذ من دجلة بأعلى واسط عليه نواح كثيرة وقد علا النهر وآل امر تلك
المواضع إلى الخراب قال ابن خلقان والعماد بذلك اخبر من السمعاني لأنه
أقام بواسط زمانا طويلا متولي الديوان بها اه. وفي معجم البلدان الصلح
نهر كبير فوق واسط بينها وبين جبل عليه عدة قرى وفيه بنى المأمون ببوران
اه. فيظهر أن الصلح اسم للنهر وفم الصلح يمكن ان يكون هو مخرجه
من دجلة وعلى فمه قرية تسمى فم الصلح وبها دار الحسن قال الطبري في
حوادث سنة ٢١٠ شخص المأمون حين شخص إلى هنالك للبناء ببوران
راكبا زورقا حتى أرسى على باب الحسن وكان العباس بن المأمون قد تقدم
أباه على الظهر فتلقاه الحسن خارج عسكره في موضع قد اتخذ له على
شاطئ دجلة بني له فيه جوسق فلما عاينه العباس ثنى رجله لينزل فحلف
عليه الحسن ان لا يفعل فلما ساواه ثنى رجله الحسن لينزل فقال له العباس
بحق أمير المؤمنين لا تنزل فاعتنقه الحسن وهو راكب ودخلا جميعا منزل
الحسن ووافى المأمون في وقت العشاء وذلك في شهر رمضان من سنة ٢١٠
فأفطر هو والحسن والعباس وفي الليلة الثالثة دخل ببوران وفي تجارب
السلف وغيره انها ليلة الزفاف كانت حائضا فقالت يا أمير المؤمنين اتى امر
الله فلا تستعجلوه ففهم مرادها وهذا كان سبب تأخير دخوله بها إلى اليوم
الثالث وعد ذلك من فصاحتها وحسن كنايتها وأوقد في تلك الليلة شمعة
عنبر فيها أربعون منافي تور من ذهب فأنكر المأمون ذلك عليهم وقال هذا
سرف وهكذا كانت تنفق أموال الأمة في السرف والملاذ والشهوات وكم في
الأمة من يتيم أو فقير بيت جائعا ولا يجد القوت قال وذكر ان المأمون أقام
عند الحسن بن سهل سبعة عشر يوما وقيل أكثر يعد له في كل يوم
ولجميع من معه جميع ما يحتاج اليه وان الحسن خلع على القواد على مراتبهم
وحملهم ووصلهم وكتب الحسن رقاعا فيها أسماء ضياعه ونثرها على القواد
وعلى بني هاشم فمن وقعت في يده رقعة منها فيها اسم بعث فتسلمها وفي
الفخري انه جعل الرقاع في بطاطيخ من عنبر قال الطبري وكان مبلغ النفقة
عليهم خمسين ألف ألف درهم وامر المأمون غسان بن عباد عند منصرفه ان
يدفع إلى الحسن عشرة آلاف ألف من مال فارس واقطعه الصلح فحملت
اليه ففرقها في قواده وأصحابه وحشمه فلما انصرف المأمون شيعه الحسن ثم
رجع إلى فم الصلح وفي تجارب السلف ان الحسن بن سهل كان قد بنى
مدينة في الموضع المعروف بفم الصلح واقام فيها وبعد ما جاء المأمون إلى
بغداد ذهب إلى فم الصلح بجميع أهله وعسكره ونزل هناك فعمل له
الحسن بن سهل ولجميع عسكره دعوة عظيمة لم يرو ولم يسمع بمثلها جمعت
أنواع المآكل والمطاعم الشريفة الكثيرة التي عجز الناس عن حملها ويقال ان
المتوكل عمل دعوة عظيمة اجتمع عليها خلق كثير فلما جلسوا على السماط
قال المتوكل انظروا هل هنا أحد ممن رأى دعوة فم الصلح وكان هناك شيخ
طاعن في السن فقال انا رأيتها فقال له المتوكل كيف دعوتنا هذه بالنسبة إليها
فسكت الشيخ فقال المتوكل قل ما عندك ولا تخف فقال أقول مختصرا أو
مطولا فقال بل مختصرا فقال الشيخ يا أمير المؤمنين لما فرع الناس من
الطعام ذلك اليوم وذهبوا إلى مواضعهم بقي تل عظيم من القلوب
والكروش والريش وغيرها وتعفن وبقوا مدة ينقلونه على الدواب والجمال
ويلقونه في دجلة ووضعوا الصحون امام الناس وكلها من لحوم الدجاج
فندم المتوكل على هذا السؤال وأغلق الباب. وبالجملة كان مع المأمون لما
ذهب إلى فم الصلح أربعة آلاف ملاح يسيرون السفن. ومن هنا يعلم كم
كان عدد الخواص والخدم والعساكر الذين ركبوا في السفن وهؤلاء الجماعة
كلهم بقوا مدة في ضيافة الحسن بن سهل اه. وحكى ابن خلكان في تاريخه
وغيره انه فرش للمأمون في دار الحسن بن سهل حصير منسوج بالذهب فلما
وقف عليه نثرت على قدميه لآلئ كثيرة فقال قاتل الله أبا نواس كأنه شاهد
(١١١)

هذه الحال حين قال في وصف الخمر والحباب الذي يعلوها عند المزاج:
كان صغرى وكبرى من فواقعها * حصباء در على ارض من الذهب
قال: وأطلق له المأمون خراج فارس وكور الأهواز مدة سنة. وقالت
الشعراء والخطباء في ذلك فأطنبوا ومما يستظرف فيه قول محمد بن حازم
الباهلي:
بارك الله للحسن * ولبوران في الختن
يا ابن هارون قد ظفرت * ولكن ببنت من
فقال المأمون والله ما ندري خيرا أراد أم شرا اه. قال ابن الأثير
كان عندهما حمدونة بنت الرشيد وزبيدة أم الأمين وجدتها أم الفضل
والحسن بن سهل فلما دخل نثرت عليه جدتها ألف لؤلؤة من أنفس ما
يكون فامر المأمون بجمعه وأعطاه بوران وقال سلي حوائجك فأمسكت
فقالت جدتها سلي سيدك فقد امرك فسألته الرضا عن إبراهيم بن المهدي
فقال قد فعلت وسألته الاذن لزبيدة في الحج فاذن لها وألبستها زبيدة البدلة
اللؤلؤية اه. وفي كل ذلك عبرة وعظات من حوادث الدهر وفي تجارب
السلف ويقال ان البوراني المعمول من الكشك والباذنجان هو اختراع بوران
هذه اه. وفي دمشق طعام يصنع من اللحم والاسبيناغ يسمونه بوراني
ولعله منسوب إليها ومن اخباره في خلافة المأمون ما ذكره ابن القطفي في
تاريخ الحكماء في ترجمة جبرائيل بن بختيشوع انه لما ملك محمد الأمين وافى
جبرائيل فقبله أحسن قبول وأكرمه فلما كان من أمر الأمين ما كان وولي
المأمون كتب إلى بغداد بحبس جبرائيل وعالجه فبرئ في أيام يسيرة فوهب
له مالا وافرا وكتب إلى المأمون يعرفه خبر علته وكيف برئ على يد جبرائيل
وسأله في امره فأجابا بالصفح عنه اه.
اخبار المأمون الحسن بن سهل
بوفاة الرضا ع
قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٠٣ فيها مات علي بن
موسى الرضا ع بمدينة طوس قال ابن الأثير وقيل إن المأمون سمه
في عنب. وكتب المأمون إلى الحسن بن سهل يعلمه موته وما دخل عليه من
المصيبة بموته اه.
غلبة السوداء على الحسن بن سهل
قال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٠٣ فيها غلبت السوداء
على الحسن بن سهل فتغير عقله حتى شد في الحديد وحبس في بيت وكتب
قواد الحسن بذلك إلى المأمون فكتب ان يكون على عسكره دينار بن عبد الله
واعلمهم انه قادم على اثر كتابه وقال الطبري سبب ذلك أنه مرض مرضا
شديدا فادى ذلك إلى تغير عقله وفي الفخري ثم عرضت له سوداء كان
أصلها جزعه على أخيه فانقطع بداره ليتطبب واحتجب عن الناس الا انه
أعلى الخلق مكانة واستوزر المأمون أحمد بن أبي خالد فكان احمد في كل وقت
يقصد خدمة الحسن بن سهل وإذا حضر الحسن دار المأمون كان أعلى الناس
مكانة اه. وهذا يدل على أن الحسن بن سهل برئ من مرضه ولم يذكر
ماذا ولي من الاعمال سوى انهم قالوا إن المأمون لما بنى ببوران بنت
الحسن بن سهل سنة ٢١٠ سار من بغداد إلى فم الصلح إلى معسكر
الحسن بن سهل ومن يكون له معسكر لا بد أن تكون له امارة وقد بقي بعد
ما أصابته السوداء نحوا من ٣٣ سنة وفي الفخري لما انقطع الحسن بن سهل
بمنزله هجاه بعض الشعراء بقوله:
تولت دولة الحسن بن سهل * ولم أبلل لهاتي من نداها
فلا تجزع على ما فات منها * وأبكى الله عيني من بكاها
خبره مع طاهر بن الحسين
ذكر الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٠٥ ان المأمون ولى
طاهر بن الحسين خراسان وكان غسان بن عباد يتولى خراسان من قبل
الحسن بن سهل وهو ابن ابن عمه فلما استعمل طاهرا على خراسان كان
مصارما للحسن بن سهل وذلك أن طاهرا قبل خروجه إلى خراسان وولايته
لها ندبه الحسن بن سهل للخروج إلى محاربة نصر بن شبث فقال حاربت
خليفة وسقت الخلافة إلى خليفة وأؤمر بمثل هذا وانما كان ينبغي ان توجه
لها قائدا من قوادي فكان هذا سبب المصارمة بين الحسين وطاهر وخرج
طاهر إلى خراسان لما تولاها وهو لا يكلم الحسن بن سهل فقيل له في ذلك
فقال ما كنت لأحل عقدة عقدها لي في مصارمته اه.
خبره مع المنتصر وعمر بن مكين
في تجارب السلف: قيل إن عمر بن مكين كان عند المنتصر وهو ممن
كانت له امارة في أيام المتوكل وكان أحمد بن الخصيب الكاتب حاضرا فجاء
الحاجب وقال الحسن بن سهل على الباب وكان ذلك في آخر عمر الحسن
وعند تراجع أمره فقال أحمد بن الخصيب دع الرسوم الدارسة فقام عمر بن
مكين وقال يا أمير المؤمنين الحسن بن سهل له في ذمتي حقوق النعمة وفي
عنقي له منن كثيرة واليوم في دولة أمير المؤمنين لي قدرة على المكافاة، فان
رأى أمور المؤمنين ان يأذن له بالدخول إلى مجلسه وانا حاضر فقال المنتصر يا
أبا حفص بارك الله عليك وليكن الاحسان مع مثلك لتعرف قدره. وبعد
هذا كلما أراد الحسن ان يدخل علي في ليل أو نهار فلا يحجبه أحد فقبل عمر
الأرض وخرج واتى بالحسن بن سهل متكئا على يد عمر وسلم فأمره المنتصر
بالجلوس وقال له إجازة دخولك مع عمر بن مكين كلما أراد ان يأتي بك إلي
فقال الحسن بالله لم آت إلى باب أمير المؤمنين لطلب مال ولكن إرادة للنظر
اليه وقام فخرج معه عمر بن مكين فلما تواروا عن نظر الخليفة قال الحسن
لعمر هكذا فليشكر الشاكرون وعلى مثل عمر فلينعم المنعمون ثم قال باي
لسان اثني عليك فقال عمر الثناء مني عليك أوجب لأنك أنعمت علي
وأحسنت إلي في أصعب الأزمان علي جزاك الله خيرا ثم ارسل عمر ابنه
محمدا مع الحسن إلى منزله فجرى بينهما في الطريق الحديث عن شعر زرق
الشاعر وكان زرق قال في مدح الحسن قصيدة ومات زرق قبل ان ينشده
إياها فقال الحسن هل تحفظ شيئا منها قال نعم أنشدني فأنشده وقال له محمد
ان وزنها خارج عن كتاب الخليل:
قربوا جمالك للرحيل * غداة الخميس الا قربوك
خلفوك ثم مضوا مدلجين * مفردا بهمك ما ودعوك
من مبلغ الأمير أخا الملوك * مدحة محبرة في الوك
تزدهي كواسطة النظام * فوق نحر جارية تسبيك
يا ابن سادة زهر النجوم * أفلح الذين هم أنجبوك
ذو الرياستين أخوك النجيب * فيه كل مكرمة وفيك
أنتم إذا قحط العالمون * منتهى الغياث ومأوى الفريك
يا ابن سهل الحسن المستغاث * في الوغى إذا اصطدمت بالتريك
(١١٢)

ما لمن ألح عليه الزمان * مطمع بغيرك يا ابن الملوك
لا ولا لمضطرب الراغبين * مطلب سواك حاشى أخيك
لم يخب على حدثان الزمان * آملوك إذ وردوا قاصديك
قال محمد بن عمر: هذه القصيدة ستون بيتا ووزنها خارج عن كتاب
الخليل قرأتها على الحسن وهو يبكي وقال لماذا لم ينشدني إياها قلت لأنه
مرض ومات في مرضه ذلك فترحم عليه الحسن ثم قال: والله لا أكون أقل
من علقمة، فلم أفهم معنى ذلك، وقلت: جعلت فداك علقمة هذا من
هو؟ قال: هو علقمة بن علاثة أحد الأكابر مدح الحطيئة أباه بشعر ومات
قبل انشاده وهو:
لعمري لنعم المرء من آل جعفر * بحوران أمسى أعلقته الحبائل
فان تحي لا أملك حياتي وان تمت * فما في حياتي بعد موتك طائل
وما كان بيني لو لقيتك سالما * وبين الغنى الا ليال قلائل
فلما سمع علقمة هذه الأبيات اخذ من مال أبيه بقدر نصيب ولد
وأعطاه الحطيئة وانا لا أكون أقل منه ثم سألني هل لزرق وارث قلت نعم له
بنت صغيرة قال هل تعرف مكانها قلت نعم فقال ثروتي لا تفي بمرادي ثم
قال لخادم له ما بقي معك من نفقتنا قال عشرة آلاف دينار قال فائت بها
فجاء بها الخادم فقال خذ نصفها لك واعط نصفها لابنة زرق اه.
من طريف اخباره وحكمه
ما حكاه ابن خلكان قال خرج الحسن بن سهل مع المأمون يوما
يشيعه فلما عزم على مفارقته قال له المأمون يا أبا محمد ألك حاجة قال نعم يا
أمير المؤمنين تحفظ علي من قلبك ما لا أستطيع حفظه الا بك. وكتب
الحسن لرجل كتاب شفاعة فجعل الرجل يشكره فقال الحسن يا هذا علام
تشكرنا انا نرى الشفاعة زكاة مروءاتنا. وكان يملي كتاب شفاعة فكتب في
آخره انه بلغني ان الرجل يسال عن فضل جاهه يوم القيامة كما يسال عن
فضل ماله. وقال لبنيه يا بني تعلموا النطق فان فضل الإنسان على سائر
البهائم به وكلما كنتم بالنطق أحذق كنتم بالانسانية أحق اه.
كرمه وسخاؤه المفرط
يكفي في ذلك ما مر في تزويج المأمون بنته بوران من انفاقه على
المأمون وعسكره واتباعه في مدة ١٧ يوما خمسين ألف ألف درهم وتفريقه
العشرة آلاف درهم التي امر له بها المأمون في مجلس واحد. وحكى الطبري
عن أبي الحسن علي بن الحسين بن عبد الأعلى الكاتب أنه قال دخلت على
الحسن بن سهل يوما فقال له قائل ان علي بن الحسين ادخل ابنه الحسن
اليوم الكتاب فدعا لي وانصرفت فوجدت في منزلي عشرين ألف درهم هبة
للحسن وكتابا بعشرين ألف درهم وكان قد وهب لي من ارضه بالبصرة ما
قوم بخمسين ألف دينار ويأتي في اخباره مع الشعراء انه أجاز شاعرا على
أربعة ابيات من الشعر بعشرة آلاف درهم ومر في خبره مع المنتصر وعمر بن
مكين انه اعطى ابنة شاعر كان قد مدحه ومات قبل انشاده خمسة آلاف
دينار وأعطى محمد بن عمر الذي اخبره بها خمسة آلاف دينار.
اخباره مع الشعراء
قال ابن خلكان قصده بعض الشعراء وأنشده:
تقول حليلتي لما رأتني * أشد مطيتي من بعد حل
أبعد الفضل ترتحل المطايا * فقلت نعم إلى الحسن بن سهل
وفي رواية ازم مطيتي وأشد رحلي فاجزل عطيته وفي معجم
الشعراء للمرزباني في ترجمة أبي القاسم الأعمى معاوية بن سفيان الشاعر
الراوية البغدادي انه اتصل بالحسن بن سهل يؤدب أولاده فعتب عليه في
شئ فقال يهجوه:
لا تحمدن حسنا في الجود ان مطرت * كفاه غزرا ولا تذممه ان رزما
فليس يمنع ابقاء على نشب * ولا يجود لفضل الحمد مغتنما
لكنها خطرات من وساوسه * يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما
ويروي البيت الثالث للخوارزمي في الصاحب كما مر في ترجمة
الصاحب وفي الفخري: قالوا قدم رجل إلى باب الحسن بن سهل يلتمس
صلته وعارفته فاشتغل عنه مديدة فكتب اليه:
المال والعقل مما يستعان به * على المقام بأبواب السلاطين
وأنت تعلم اني منهما عطل * إذا تأملتني يا ابن الدهاقين
أما تدلك أثوابي على عدمي * و الوجه اني رئيس في المجانين
والله يعلم ما للملك من رجل * سواك يصلح للدنيا وللدين
فامر له بعشرة آلاف درهم ووقع في رقعته:
أعجلتنا فأتاك عاجل برنا * قلا ولو أنظرتنا لم يقلل
فخذ القليل وكن كأنك لم تسل * ونكون نحن كأننا لم نسأل
وفي تجارب السلف وجدت في بعض الأنقال ان شاعرا مدح بعض
الأجواد فأبطأ في جائزته فكتب اليه:
ما ذا أقول إذا رجعت وقيل لي * ماذا أصبت من الجواد المفضل
ان قلت أعطاني كذبت وان أقل * بخل الجواد بماله لم يجمل
فاختر لنفسك ما أقول فإنني * لا بد مخبرهم وان لم اسال
فبعث اليه بألف درهم وبالبيتين السابقين أعني أعجلتنا فأتاك عاجل
برنا الخ اه. وهذا هو الأنسب ليكون الجواب موافقا للخطاب في الوزن
والقافية ولعل الحسن تمثل بهما وهما لغيره ثم قال في تجارب السلف:
ومخدوم مولانا المعظم سلطان المحققين صدر الحق والملة والدين شيخ الورى
علم الهدى عبد اللطيف القصري مد الله ظلاله على الاسلام والمسلمين قال
في بعض الروايات ان دعبل بن علي الخزاعي قصد عبد الله بن طاهر والي
خراسان فوقف على بابه وأرسل اليه مع خادمه هذين البيتين:
جئتك مستشفعا بلا سبب * إليك الا بحرمة الأدب
فاقض ذمامي فإنني رجل * غير ملح عليك في الطلب
فبعث إلي باثني عشر ألف درهم وارسل اليه البيتين أعجلتنا فأتاك
عاجل برنا الخ اه. ويمكن ان يكون عبد الله بن طاهر تمثل بهما أيضا
وهما لغيره. وفي تجارب السلف أيضا قال يوسف الجوهري يمدح الحسن بن
سهل:
لو أن عين زهير شاهدت حسنا * وكيف يصنع في أمواله الكرم
إذا لقال زهير حسن يبصره * هذا الجواد على العلات لا هرم
ولأبي تمام قصيدتان في مدح الحسن بن سهل مرتا في ترجمة أبي تمام.
(١١٣)

٢٦٧: الحسن بن سهل بن نوبخت.
كان حيا سنة ٢٣٢.
نوبخت مر ضبطه في آل نوبخت ج ٥ ومر هناك قول ابن النديم
ان آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده ع والمترجم كان عارفا
بعلوم الأوائل ومن مشاهير المنجمين في أيام الواثق واحضره فيمن احضره
من المنجمين يوم موته سنة ٢٣٢ ذكره ابن العبري في تاريخه وذكره ابن
النديم في الفهرست وقال له من الكتب كتاب الأنواء وقال ابن القفطي في
اخبار الحكماء الحسن بن سهل بن نوبخت كان مشاركا في هذه العلوم اي
علوم الحكمة وآل نوبخت كلهم فضلاء لهم فكرة صالحة ومشاركة في
علوم الأوائل وللحسن بن سهل كتاب الأنواء اه. وذكر ابن النديم في
الفهرست حارث المنجم وقال كان منقطعا إلى الحسن بن سهل وكان
فاضلا يحكي عنه أبو معشر وله من الكتب كتاب الزيج اه. وفي
الذريعة: مراده الحسن بن سهل بن نوبخت المنجم المذكور في الفهرست
قبل ذلك بثلاث صفحات لا الحسن بن سهل السرخسي وزير المأمون الذي
ليس له ذكر في الفهرست أصلا.
٢٦٨: الحسن بن سهلان وزير سلطان الدولة البويهي
يأتي بعنوان الحسن بن مفضل بن سهلان.
٢٦٩: الحسن بن سيف بن سليمان التمار الكوفي.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن
سيف التمار الكوفي اه. وذكره النجاشي في أثناء ترجمة أبيه سيف فقال
وابنه الحسن بن سيف روى عن الحسن بن علي بن فضال اه. وفي
التعليقة هذا يشعر بمعروفيته اه. وفي الخلاصة في القسم الأول الحسن بن
سيف بن سليمان التمار قال ابن عقدة عن علي بن الحسن انه ثقة قليل
الحديث ولم أقف له على مدح ولا جرح من طرقنا سوى هذا والأولى فيما
ينفرد به حتى تثبت عدالته اه. والمراد بعلي بن الحسن الذي نقل ابن عقدة
عنه توثيقه هو ابن فضال وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة توقفه فيه
حتى تثبيت عدالته يقتضي اشتراط عدالة الراوي وهو الموافق لمذهبه في كتب
الأصول ولكنه يخالف كثيرا ما ذكره في رجال هذا القسم وعلى كل حال فلا
وجه لادخاله في هذا القسم وكذا ما بعده لمخالفته لما شرطه أولا اه. وفي
التعليقة: قد ظهر في إبراهيم بن صالح الجواب عن أمثال هذه
الاعتراضات وحاصل ما ذكره هناك ان القاعدة وان كانت عدم القبول عند
العلامة الا انه مع حصول قرائن يوثق بها على الوثاقة تقبل الرواية. قال
وفي الوجيزة انه ثقة وليس ببعيد لما ذكرناه في الفائدة الثالثة وهي التي ذكر
فيها امارات الوثاقة وأقول قد ذكرنا في غير موضع من هذا الكتاب ان
مدار قبول الرواية على الوثوق والاطمئنان ويكفي فيه هنا ما حكاه ابن عقدة
عن علي بن الحسن بن فضال من توثيقه.
٢٧٠: السيد حسن بن جعفر بن علي بن محمد رضا بن علي أكبر ابن السيد عبد الله
سبط المحدث السيد نعمة الله الجزائري الموسوي التستري.
توفي سنة ١٣٢٣.
عالم فاضل له كتاب تحفة الأحباء في احكام النجوم من منسوبات
الكواكب السبعة والبروج الاثني عشر فارسي.
٢٧١: مجد الدين حسن بن الحسين الطاهر من نسل زيد الشهيد.
ولد بالكوفة سنة ٥٧١ وتوفي ببغداد سنة ٦٤٥ ودفن في الكوفة
بالسهلة ذكره صاحب غاية الاختصار فقال ذو الجاه والمنزلة عند الخلفاء كان
سيدا جليلا محتشما فاضلا شاعرا مجيدا مكثرا ولد بالكوفة في سنة ٥٧١
وتنقل في الخدمات إلى أن بلغ ما بلغ تولى نقابة الطالبيين في شهر ربيع
الأول من سنة ٦٢٤ ومات في المحرم سنة ٦٤٥ ودفن في الكوفة بالسهلة
وكانت وفاته ببغداد وله أشعار كثيرة مدونة في مجلدات كثيرة فمنها ما كتب
به إلى المستنصر عند تكامل بناء المستنصرية وفتحها:
سمعا أمير المؤمنين * لمدحتي وثنائها
لك مكة وجميع ما * يأوي إلى بطحائها
بسقت بفرعك هاشم * فسموت في عليائها
إذ ذاك خير رجالها * شرفا وخير نسائها
وعمرت مدرسة أمرت * بسمكها وبنائها
أسرت عيون الناظرين * بحسنها وبهائها
ليست مدارس من مضى * في الحسن من نظرائها
ووسمت بالمستنصرية * منتهى أسمائها
سمة مقدسة لما * ضمنت حروف هجائها
فخلدت مثل خلودها * وبقيت مثل بقائها
وله من قصيدة أولها:
للورود حق فقضوا منه ما وجبا * واستعملوا الراح واللذات والطربا
الحال لا يقتضي مني مراقبة * الروض غض نضير والنسيم صبا
خاتمة الكتاب
وليكن هذا آخر الجزء الحادي والعشرين من كتاب أعيان الشيعة
وكان الفراع منه في أواخر سنة ١٣٦١ هجرية على يد مؤلفه الفقير إلى عفو
ربه الغني محسن الحسيني العاملي بمنزلي في دمشق الشام صينت عن طوارق
الأيام حامدا مصليا مسلما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وسلم تسليما ورضي الله عن أصحابه الصالحين والتابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصلحاء والعارفين من سلف منهم ومن غبر
إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام
عامله الله بفضله ولطفه وعفوه: هذا هو الجزء الثاني والعشرون من كتابنا
أعيان الشيعة وفق الله تعالى لإكماله تأليفا وطبعا ونفع به. ومنه نستمد
المعونة والهداية والتوفيق والعصمة والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٢٧٢: الحسن بن شاذان الواسطي
من أصحاب الرضا ع روى الكليني في روضة الكافي عن

(١) ص ٣٨٨ طبع مصر - المؤلف.
(١١٤)

محمد بن سالم بن أبي سلمة عنه عن أبي الحسن الرضا ع ما يدل
على أنه من أوليائهم ع قال شكوت إلى الرضا جفاء أهل واسط
وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقع بخطه ان الله تعالى
اخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام
سيد الخلق لقالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق
المرسلون وفي نسخة الحسين بدل الحسن.
٢٧٣: الحسن بن شجرة بن ميمون أبي أراكة.
ذكره النجاشي في ترجمة أخيه علي بن شجرة فقال روى أبوه عن أبي
جعفر وأبي عبد الله ع واخوه الحسن بن شجرة روى وكلهم
ثقات وجوه جلة اه. وزاد في الخلاصة أعيان ثم إن الذي في أكثر النسخ
ميمون بن أبي أراكة والصواب ميمون أبي أراكة لان أبا أراكة كنية ميمون
صرح به الشيخ في رجاله في ترجمة بشر بن ميمون من أصحاب الباقر ع
وهذا الاشتباه عند ذكر الاسم والكنية فيزاد بينهما ابن لظن انه
ساقط.
٢٧٤: الحسن بن شدقم المدني
يأتي بعنوان الحسن بن نور الدين علي بن الحسن بن شدقم.
٢٧٥: الشيخ حسن آل شرارة العاملي.
توفي في ٨ جمادى الأولى سنة ١٢٧١.
هكذا وجدنا في مسودة الكتاب اسمه وتاريخ وفاته ولا نعلم من
أحواله شيئا والظاهر أنه من العلماء من سكنة النجف الأشرف بالعراق فان
فيها جماعة من آل شرارة كما في جبل عامل.
٢٧٦: الحسن بن شرفشاه الحسيني الأسترآبادي الموصلي.
يأتي بعنوان الحسن بن محمد بن شرفشاه.
٢٧٧: الحسن بن شعيب المدائني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع. وفي التعليقة
سيجئ في محمد بن سنان رواية عن الحسن بن شعيب في كتب الغلاة
والرواية دالة على مذهبهم اه. اي ان الرواية مذكورة في كتب الغلاة
ومشتملة على الغلو.
٢٧٨: المولى حسن ويقال محمد حسن الشفتي الجابلاقي والد صاحب القوانين.
أصله من شفت من قرى رشت ثم سكن جابلاق من اعمال دار
السرور وكان عالما جامعا للكمالات له كأس السائلين نظير الكشكول قرأ
عليه ابنه صاحب القوانين في أول امره.
٢٧٩: الحسن بن شهاب بن زيد البارقي الأزدي الكوفي.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن
شهاب البارقي عربي وفي أصحاب الباقر ع الحسن بن شهاب بن
زيد البارقي الأزدي الكوفي روى عنه وعن أبي عبد الله ع
اه. وفي التعليقة الحسن بن شهاب يروي صفوان عن جميل عنه وفيها
إشعار بوثاقته وكذا في رواية ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عنه لما مر في
الفوائد اه.
التمييز
عن جامع الرواة انه يروي عنه جعفر بن بشير وابان بن عثمان اه.
وقد سمعت رواية جميل وعمر بن أذينة عنه في كلام التعليقة.
٢٨٠: الحسن بن شهاب الواسطي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي منهج
المقال في نسخة معتبرة الحسين.
٢٨١: السيد الميرزا الشيرازي الشهير.
يأتي بعنوان حسن بن محمود.
٢٨٢: المولى حسن الشيعي السبزواري.
مر بعنوان الحسن بن الحسين السبزواري البيهقي المعروف بالشيعي.
٢٨٣: أبو نزار الحسن بن أبي الحسن صافي بردون بن عبد الله بن نزار بن أبي
الحسن التركي الملقب ملك النحاة.
مولده ووفاته
ولد سنة ٤٨٩ بالجانب الغربي من بغداد بمحلة تعرف بشارع دار
الرقيق حكاه ابن عساكر في تاريخ دمشق عنه مشافهة وتوفي بدمشق يوم
الثلاثاء ٨ شوال ودفن يوم الأربعاء ٩ منه بمقبرة باب الصغير وكذا ارخ
ولادته ووفاته ابن خلكان وقال قد ناهز الثمانين. وبمقتضى تاريخ المولد
والوفاة يكون عمره ٨٩ لا انه ناهز الثمانين وكذا أرخ وفاته صاحب
شذرات الذهب لكنه قال توفي عن ٨٠ سنة ومن غريب الاشتباهات ما وقع
في كتاب الشيعة وفنون الاسلام فإنه حكى عن كشف الظنون ان فيه
الحسن بن صافي بردون التركي المتوفي سنة ٧٩٨ ثم قال ووهم في تاريخ
الوفاة كما وهم السيوطي في تاريخ مولده ووفاته حيث قال مات بدمشق سنة
٥٦٨ ومولده ٤٨٩ فإنه توفي سنة ٤٦٣ كما في الحلل السندسية وصححه ابن
خلكان اه. وفي ذلك عدة اشتباهات أولا ان صاحب كشف الظنون
قال عند ذكر كتابه في النحو انه توفي سنة ٥٦٨ وكذلك قال عند ذكر كل
كتاب من كتبه الآتية ذكر ذلك باللفظ العربي وبالرقم الهندي ولم يقل انه
توفي سنة ٧٩٨ أصلا ولعله حصل الاشتباه من قوله بعد ذلك عمدة
لأحمد بن صالح الزهري المتوفى سنة ٧٩٥ فتوهم انه تاريخ للحسن بن
صافي وأبدلت الخمسة بالثمانية ثانيا نسبة الوهم إلى السيوطي في تاريخ
مولده ووفاته مع أنه هو الصواب الموافق لما ذكره ابن خلكان من أنه ولد
٤٨٩ وتوفي ٥٦٨ ثالثا ورابعا وخامسا تصويب انه توفي
٤٦٣ ونسبته إلى الحلل السندسية وزعم أن ابن خلكان صححه وكلها
وهم في وهم فلم يذكر أحد انه توفي سنة ٤٦٣ لا صاحب الحلل السندسية
ولا غيره وابن خلكان لم يذكره أصلا فضلا عن أن يصححه فإنه لم يزد في
تاريخ المولد والوفاة شيئا على ما مر وانما نشا هذا التوهم من حاشية ذكرت
في ذيل الصفحة التي فيها ترجمة الحسن بن صافي من بغية الوعاة المطبوع
بمصر فظن أنها راجعة إلى ترجمة الحسن بن صافي مع أنه وضع لها رقم ١
على تاريخ ولادة ووفاة الحسن بن رشيق المذكور قبل ترجمة الحسن بن صافي
والحاشية هكذا: في الحلل السندسية انه توفي سنة ٤٦٣ وحكى ابن خلكان
ان هذا هو الصحيح فتوهم منها ان ذلك راجع لترجمة الحسن بن صافي
والحال انه راجع إلى ترجمة الحسن بن رشيق والعصمة لله وحده.
(١١٥)

أقوال العلماء فيه
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق وكان معاصرا له الحسن بن صافي
مولى حسين بن الأرموي اي صافي مولى حسين التاجر أبو نزار البغدادي
المعروف بملك النحاة. ذكر لي انه ولد في الجانب الغربي من بغداد ثم
انتقل إلى الجانب الشرقي منها إلى جور حرم الخلافة المعظمة وهناك قرأ
العلوم وتخرج وسمع الحديث وفتح له الجامع ودرس فيه ثم سافر إلى بلاد
خراسان وكرمان وغزنة ثم دخل الشام وقدم دمشق ثم خرج منها ثم عاد
إليها واستوطنها إلى أن مات بها يوم الثلاثاء ٩ شوال سنة ٥٦٨ ودفن بمقبرة
باب الصغير وكان صحيح الاعتقاد كريم النفس اه. وفي شذرات الذهب
في حوادث سنة ٥٦٨ فيها توفي ملك النحاة أبو نزار الحسن بن صافي
البغدادي الفقيه الأصولي المصنف في الأصلين والنحو وفنون الأدب
استوطن دمشق آخرا وتوفي بها عن ثمانين سنة وكان لقب نفسه ملك النحاة
ويغضب على من لا يدعوه بذلك وله ديوان شعر ومدح النبي ص بقصيدة
طنانة واتفق أهل عصره على فضله ومعرفته قال في العبر كان نحويا بارعا
وأصوليا متكلما وفصيحا مفوها كثير العجب والتيه قدم دمشق واشتغل بها
وصنف في الفقه والنحو والكلام وعاش ثمانين سنة وكان رئيسا ماجدا
اه. وكان شافعيا وسافر إلى خراسان والهند ثم سكن واسط مدة واخذ عنه
جماعة من أهلها ثم استوطن دمشق وصنف في الفقه كتابا سماه الحاكم
ومختصرين في الأصلين وتوفي بدمشق في شوال ودفن بباب الصغير اه.
وفي معجم الأدباء: الحسن بن أبي الحسن صافي أبو نزار النحوي وكان أبوه
صافي مولى الحسين الأرموي التاجر وكان لا يذكر اسم أبيه الا بكنيته لئلا
يعرف انه مولى وهو المعروف بملك النحاة قال وقال العماد الكاتب
صاحب الخريدة أقام ملك النحاة بالشام في رعاية نور الدين محمود بن
زنكي وكان مطبوعا متناسب الأحوال والافعال يحكم على أهل التمييز.
بحكم ملك فيقبل ولا يستثقل وكان يقول هل سيبويه الا من رعيتي
وحاشيتي لو عاش ابن جني لم يسعه الا حمل غاشيتي مر الشتيمة حلو الشيمة
يضم يده على المائة والمائتين ويمسي وهو منها صفر اليدين مولع باستعمال
الحلاوات السكرية واهدائها إلى جيرانه واخوانه مغرى باحسانه إلى خلصانه
وخلانه قال وقال السمعاني دخل أبو نزار بلاد غزنة وكرمان ولقي الأكابر
وتلقي مورده بالاكرام ولم يدخل بلاد خراسان وانصرف إلى كرامان وخرج
منها إلى الشام.
وفي تاريخ ابن خلكان: أبو نزار الحسن بن أبي الحسن صافي بن
عبد الله بن نزار بن أبي الحسن النحوي المعروف بملك النحاة ذكره العماد
الكاتب في الخريدة فقال كان من الفضلاء المبرزين وحكى ما جرى بينهما
من المكاتبات بدمشق وبرع في النحو حتى صار انحى أهل طبقته وكان فهما
فصيحا ذكيا الا انه كان عنده عجب بنفسه وتيه لقب نفسه ملك النحاة
وكان يسخط على من يخاطبه بغير ذلك وخرج عن بغداد بعد ٥٢٠ وسكن
واسط مدة واخذ عنه جماعة من أهلها أدبا كثيرا واتفقوا على فضله ومعرفته
قال وذكره أبو البركات بن المستوفي في تاريخ إربل فقال: ورد إربل وتوجه
إلى بغداد وسمع بها الحديث إلى أن قال وله أشياء حسنة وكان مجموع
الفضائل اه. وذكره صاحب خزانة الأدب في شواهد المبتدأ والخبر في
الشاهد ٥٣ وهو قول أبي نواس:
غير مأسوف على زمن * ينقضي بالهم والحزن
حيث أورده الرضي مثالا لاجراء غير قائم الزيدان مجرى ما قائم
الزيدان لكونه بمعناه قال وتخريج البيت على هذا أحد أقوال ثلاثة هو أحسنها
واليه ذهب ملك النحاة الحسن بن أبي نزار اه. والصواب أبو نزار
الحسن بن صافي. وفي بغية الوعاة: الحسن بن صافي بن عبد الله بن
نزار بن أبي الحسن أبو نزار الملقب بملك النحاة درس النحو في الجامع ثم
سافر إلى خراسان وكرمان وغزنة وعاد إلى الشام واستوطن دمشق إلى أن
مات وله ذكر في جمع الجوامع وفي طبقات الشافعية للسبكي الحسن بن
صافي بن عبد الله أبو نزار الملقب بملك النحاة هكذا كان يلقب نفسه قال
ابن النجار كان من أئمة النحاة غزير الفضل متفننا في العلوم.
أخباره
في معجم الأدباء: قال البلطي كان ملك النحاة قدم إلى الشام
فهجاه ثلاثة من الشعراء ابن منير والقيسراني والشريف الواسطي واستخف
به ابن الصوفي ولم يوفه قدر مدحه فعاد إلى الموصل ومدح جمال الدين
وجماعة من رؤسائها وقضاتها فلما نبت به الموصل قيل له لو رجعت إلى
الشام فقال لا ارجع إلى الشام الا ان يموت ابن الصوفي وابن منير
والقيسراني والشريف الواسطي ومات ابن منير والقيسراني في مدة سنة ومات
ابن الصوفي بعدهم بأشهر ثم حكى عن العماد أنه قال أذكره وقد وصلت
اليه خلعة مصرية وجائزة سنية فأخرج القميص الديبقي إلى السوق فبلغ
دون عشرة دنانير فقال قولوا هذا قميص ملك كبير أهداه إلى ملك كبير
ليعرف الناس قدره فيجلوا عليه البدر على البدار وليجلوا قدره في الأقدار ثم
قال انا أحق به إذا جهلوا لواحقه وتنكبوا فيه سبل الواجب وطرقه. قال:
ومن طريف ما يحكى عن ملك النحاة ان نور الدين محمودا خلع عليه خلعة
سنية ونزل ليمضي إلى منزله فرأى في طريقه حلقة عظيمة فمال إليها لينظر
ما هي فوجد رجلا قد علم تيسا له استخراج الخبايا ويقول له من غير إشارة
فلما وقف عليه ملك النحاة قال الرجل لذلك التيس في حلقتي رجل عظيم
القدر شائع الذكر ملك في زي سوقة أعلم الناس وأكرم الناس وأجمل الناس
فأرني إياه فشق ذلك التيس الحلقة وخرج حتى وضع يده على ملك النحاة
فلم يتمالك ملك النحاة ان خلع تلك الخلعة ووهبها لصاحب التيس فبلغ
ذلك نور الدين فعاتبه وقال استخففت بخلعتنا حتى وهبتها من طرقي،
فقال يا مولانا عذري في ذلك واضح لان في هذه المدينة زيادة على مائة تيس
ما فيهم من عرف قدري الا هذا التيس فجازيته على ذلك فضحك منه نور
الدين وسكت، قال: وحكي عنه انه كان يستخف بالعلماء فكان إذا ذكر
واحد منهم يقول كلب من الكلاب فقال رجل يوما فلست إذا ملك النحاة
انما أنت ملك الكلاب فاستشاط غضبا وقال اخرجوا عني هذا الفضولي.
ومن أخباره ما حكي في معجم الأدباء عن فتيان بن المعلم الدمشقي قال
رأيت أبا نزار في النوم بعد موته فقلت له ما فعل الله بك فقال أنشدته
قصيدة في الجنة فقبلها فتعلق بحفظي منها ابيات وهي:
يا هذه اقصري عن العذل * فلست في الحل ويك من قبلي
يا رب ها قد اتيت معترفا * بما جنته يداي من زلل
ملآن كف بكل ماثمة * صفر يد من محاسن العمل
فكيف أخشى نارا مسعرة * وأنت يا رب في القيامة لي
قال فوالله منذ فرغت من انشادها ما سمعت حسيس النار اه.
(١١٦)

تشيعه
ليس لدينا ما يدل على تشيعه سوى ما ذكره صاحب كشف الظنون
حيث قال في حرف العين عمدة في النحو لأبي نزار ملك الرافضة والنحاة
حسن بن صافي بردون التركي المتوفى سنة ٥٦٨ ثمان وستين وخمسمائة
اه. ولكن أشياء اخر تجدها في مطاوي ترجمته يظهر منها خلاف ذلك الا
أن تكون من باب المداراة والله أعلم.
مشايخه
في تاريخ دمشق ذكر لي انه سمع الحديث في الجانب الشرقي من
بغداد من ١ الشريف أبي طالب الزيني وقرأ علم المذهب يعني الفقه على
٢ الشيخ أبي احمد الأشنهي وقرأ علم أصول الدين على ٣ الشيخ أبي
عبد الله المغربي القيرواني وقرأ أصول الفقه على ٤ الشيخ أبي الفتح بن
برهان صاحب الوجيز والوسيط في أصول الفقه وقرأ علم الخلاف على
٥ الشيخ الامام أسعد المهيني وقرأ النحو على ٦ الشيخ أبي الحسن
علي بن أبي زيد محمد الأسترآبادي الفصيحي المتوفي ٥١٦ وهو
شيعي والفصيحي قرأ على الشيخ عبد القادر الجرجاني اه. وحكاه
ياقوت عن ابن عساكر الا انه نقص من النسخة المطبوعة ذكر القيرواني
الذي قرأ عليه أصول الدين وفي شذرات الذهب قال ابن شهبة تفقه على
احمد الأشنهي تلميذ المتولي وقرأ أصول الفقه على ابن برهان وأصول الدين
على أبي عبد الله القيرواني والخلاف على أسعد الميهني والنحو على الفصيحي
وبرع فيه اه.
تلاميذه
مر عن الشذرات انه اخذ عنه جماعة من أهل واسط ومر عن ابن
خلكان انه اخذ عنه جماعة من أهلها أدبا كثيرا.
مصنفاته
قال ابن عساكر ذكر لي أسماء مصنفاته وهي ١ الحاوي في علم
النحو مجلدتان ٢ العمدة أو العمد في النحو مجلدة ضخمة ٣ أسلوب
الحق في تعليل القراءات العشر وشئ من الشواذ مجلدتان وقد فات المعاصر
ذكره في مصنفات الشيعة ٤ المنتخب في علم النحو وهو كتاب نفيس
مجلدة ٥ المقتصد في علم التصريف مجلدة ضخمة ٦ التذكرة السفرية
انتهت إلى أربعمائة كراسة وفي بغية الوعاة السنجرية بدل السفرية وفي
كشف الظنون تذكرة ملك النحاة ٧ كراسة العروض أو كتاب مختصره
محرر ٨ مصنف في الفقه على مذهب الشافعي سماه الحاكم مجلدتان وفي
كشف الظنون الحاكم في أصول الفقه ٩ مختصر في أصول الفقه ١٠
مختصر في أصول الدين ١١ ديوان شعره وهذه كلها ذكرها ياقوت في
معجم الأدباء نقلا عن ابن عساكر عدا المنتخب وقال وهو كتاب نفيس بعد
ذكر العمد ١٢ المقامات حذا فيها حذو الحريري وهذه زادها ياقوت ولم
يذكرها ابن عساكر ١٣ المسائل العشر المتعبات إلى الحشر وهي عشر
مسائل استشكلها في العربية كما في بغية الوعاة.
أشعاره
له أشعار في الدرجة الوسطى نختار منها ما يلي. قال من جملة ابيات
قال ابن عساكر انه انشده إياها في مدح النبي ص:
لله اخلاق مطبوع على كرم * ومن به شرف العلياء والكرم
أغر أبلج يسمو عن مساجلة * إذا تذوكرت الاخلاق والشيم
سمت علاك رسول الله فارتفعت * عن أن يشير إلى انبائها قلم
يا من رأى الملأ الاعلى فراعهم * وعاد وهو على الكونين يحتكم
يا من له دانت الدنيا وزخرفت * الأخرى ومن بعلاه يفخر النسم
يا من أعاد جمال الحق متضحا * من بعد أن ظوهرت بالباطل الظلم
علوت عن كل مدح يستفاض فما * الجلال الا الذي تنحوه والعظم
وقال من جملة ابيات في مدحه ص:
هل سامع يا رسول الله أنت لمن * ولاؤه لك مروي ومنقول
بلغت من غاية الاكرام منزلة * عنها أعيد الأمين الروح جبريل
وقال يمدحه ص من جملة ابيات:
وموار رحل النضو منتصب القرا * تراه كما أمضيت سهما مسددا
يهز إلى اعلام يثرب همة * كما هز في يوم الحروب مهندا
إذا الملأ الأعلى تناجوا بذكره * وراموا هداه كان منه لهم هدى
إليك رسول الله يممت ناظما * قوافي ما يممن غيرك مقصدا
تفاوض عمن لم يزل متقربا * إليك بمدح لا يزال مخلدا
وحاشاك يا رب العلى ان ترده * بغير الذي سامى له وترددا
وقال من قصيدة:
لمن النار على مرفوعة * في يفاع حبل عاليها مغار
لأناس كرمت أعراقهم * وسما في ندوة الحي النجار
يا بني قحطان أنتم ليلة * ذات اسداف وعدنان النهار
ألكم أم لهم بالمصطفى * شمخة في الحي ان جد الحوار
بشهير في السماوات العلى * صيته يعلو له فيها النار
ولعمري انكم في نسب * غير أن الخوض في الباطل عار
قدموا للقوم ملكا في العلا * فالمعالي لكم ثوب معار
ويمينا بالمهارى شزبا * يأخذ القيصوم منها والعرار
فوقها كل طميح همه * ان يرى الكعبة يعلوها الستار
لو رآني ناطقا أفوهكم * لأنثنى منخذلا فيه انكسار
وقال يفتخر للعرب على العجم من قصيدة:
للعرب الفخر القديم في الورى * فاعرضي عن نبا الأعاجم
هم الذين سبقوا إلى الندى * فهو لديهم قائم المواسم
أشذ عن سمعي أحاديث ندا * كعب الندا وفرط جود حاتم
وانهم ان نهضوا لغارة * شدوا على أسد الشري الضراغم
ثلوا عروش الفرس في إملاقهم * وكفرهم بكل عضب صارم
وزحزحوا كسراهم عن ملكه * بالمشرفيات وباللهاذم
فنكس التيجان عن رؤوسها * ما راع من بطش ذوي العمائم
فقل لمهيار انتبه من رقدة * أضغاثها هازئة بحالم
بالعرب استوضح نهج سؤدد * وهم ندى العالم في المكارم
(١١٧)

أعطاهم الله العلا لأنهم * قوم النبي المصطفى من هاشم
فخرهم باق على الدهر به * ان كان فخر دارس المعالم
حصت خوافي العجم عن علائهم * وخذلوا بقصر القوادم
اثنى على بيانهم رب العلى * فهل لهذا المجد من مقاوم
وكل من يحتال لانتقامهم * يرفل في مرط حسود ظالم
فليبق من عاداهم مضللا * فما لداء حاسد من حاسم
هذا منتخب ما رواه ابن عساكر من شعره وأورده له ياقوت في معجم
الأدباء قوله:
حنانيك ان جاءتك يوما خصائصي * وهالك أصناف الكلام المسخر
فسل منصفا عن حالتي غير جائر * يخبرك ان الفضل للمتأخر
وفي معجم الأدباء قرأت فيما كتبه بواسط ولا أدري عمن سمعته لأبي
نزار النحوي:
أراجع لي عيشي الفارط * أم هو عني نازح شاحط
الا وهل تسعفني اوبة * يسمو بها نجم المنى الهابط
ارفل في مرط ارتياح وهل * يطرق سمعي هذه واسط
يا زمني عدلي فقد رعتني * حتى عراني شيبي الواخط
كم أقطع البيداء في ليلة * يقبض ظلي خوفها الباسط
أأرقب الراحة أم لا وهل * يعدل يوما دهري القاسط
ايا ذوي ودي اما اشتقتم * إلى امام جاشه رابط
وهل عهودي عندكم غضة * أم انا في ظني إذا غالط
ليهنكم ما عشتم واسط * اني لكم يا سادتي غابط
قال وأنشد له:
الخيش والبرم الكثير * منظوم ذلك والنثير
ودخان عود الهند والشمع * المكفر والعبير
ورشاش ماء الورد قد * غرقت به تلك النحور
ومثالث العيدان يسعد * جسها بم وزير
وتخافق النايات يغلق * بينها الطبل القصير
والشرب بالقدح الصغير * يحثه القدح الكبير
أحظى لدي من الأباعر * والحداة بها تسير
للعبد ان يلتذ في * دنياه والله الغفور
قال ومن شعره أيضا:
يا ابن الذين ترفعوا في مجدهم * وعلت اخامصهم فروع شمام
انا عالم ملك بكسر اللام * فيما أدعيه لا بفتح اللام
وأورد له ابن خلكان هذين البيتين:
سلوت بحمد الله عنها فأصبحت * دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها
على انني لا شامت ان أصابها * بلاء ولا راض بواش يعيبها
المهاجاة بينه وبين ابن منير
في معجم الأدباء قال أحمد بن منير يهجو ملك النحاة وكان قد كتب
أبو نزار إلى بعض القضاة العاصوي:
أيا ملك النحو والحاء من * تهجيه من تحت قد أعجموها
اتانا قياسك هذا الذي * تعجم أشياء قد أعربوها
ولما تصنعت في العاصوي * غدا وجه وجهك فيه وجوها
وقال قفا الشيخ ان الملوك * إذا دخلوا قرية أفسدوها
فبلغت أبياته ملك النحاة فاجابه بأبيات منها:
أيا ابن منير حسبت الهجا * مرتبة فخر فبالغت فيها
جمعت القوافي من ذا وذا * وأفسدت أشياء قد أصلحوها
وفي آخرها:
فقال قفا الشيخ ان الملوك * إذا أخطأت سوقة أدبوها
المهاجاة بينه وبين فتيان الأسدي
حكى ياقوت في معجم الأدباء بسنده عن فتيان الأسدي النحوي قال
عضت يد ملك النحاة سنور فربطها بمنديل عظيم فقال فيه فتيان:
عتبت على قط ملك النحاة * وقلت اتيت بغير الصواب
عضضت يدا خلقت للندى * وبث العلوم وضرب الرقاب
فاعرض عني وقال اتئد * أليس القطاط أعادي الكلاب
قال فبلغته الأبيات فغضب منها الا انه لم يدر من قائلها ثم بلغه انني
قلتها فبلغني ذلك فانقطعت عنه حياء مدة فكتبت اليه شعرا اعتذر اليه
فكتب في الجواب:
يا خليلي نلتما النعماء * وتسنمتما العلا والعلاء
ألمما بالشاغور والمسجد المعمور * واستمطرا به الأنواء
وامنحا صاحبي الذي كان فيه * كل تحية وثناء
ثم قولا له اعتبرنا الذي فهت * به مادحا فكان هجاء
وقبلنا فيه اعتذارك عما * قاله عنك الجاهلون افتراء
الشاغور محلة بدمشق.
٢٨٤: الحسن بن صالح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وفي منهج
المقال احتمال الاتحاد واضح يعني مع الحسن بن صالح بن حي الآتي وفي
التعليقة: في الصحيح عن محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن صالح ولم
تستثن روايته وفيه إشعار بحسن حاله بل بوثاقته ولعله هذا الرجل وكذا
كونه الأحول الآتي عن النجاشي وكون الكل واحدا اما اتحاده مع الثوري
الآتي فبعيد لبعد الطبقة بل كونه أحد الأولين أيضا لا يخلو من بعد اه.
واستبعاده كونه الثوري في غير محله لما ستعرف من أنه عاصر الكاظم ع
ولذلك جعل الميرزا احتمال الاتحاد واضحا كما مر.
التمييز
في مشتركات الكاظمي باب الحسن بن صالح ولم يذكره شيخنا هذا
مشترك بين مهملين وبين ابن حي الهمداني الثوري البتري اه.
٢٨٥: الحسن بن صالح الأحول
قال النجاشي كوفي له كتاب تختلف روايته أخبرنا أحمد بن عبد
(١١٨)

الواحد إجازة أخبرنا علي بن محمد بن الزبير القرشي حدثنا علي بن
الحسن بن فضال حدثنا العباس بن عامر عن الحسن بن صالح اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن صالح عنه اه.
٢٨٦: أبو عبد الله الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري.
مولده ووفاته
ولد سنة ١٠٠ كما في فهرست ابن النديم وحكاه في تهذيب التهذيب
عن وكيع وحكاه في ذيل المذيل عن يحيى بن معين وتوفي سنة ١٦٧ بالكوفة
ذكر وفاته بهذا التاريخ ابن الأثير والطبري في ذيل المذيل وصاحب شذرات
الذهب وغيرهم ممن يأتي فما في انساب السمعاني في النسخة المطبوعة انه
مات سنة ١٩٧ تصحيف وكتب ذلك بالرقم الهندي مع كون نسخة
الأنساب المطبوعة لا يعتمد على صحتها وفي فهرست ابن النديم مات مختفيا
سنة ١٦٨. وفي تهذيب التهذيب قال أبو نعيم الفضل بن دكين مات
سنة ١٦٩ ذكره البخاري في كتاب الشهادات من الجامع اه. وكذلك
حكى صاحب خلاصة تذهيب الكمال عن أبي نعيم أنه قال توفي سنة ١٦٩
كما يأتي وفي تهذيب التهذيب بعد نقل ما تقدم عن أبي نعيم ما لفظه قلت
الذي في تاريخ أبي نعيم وتواريخ البخاري وكتاب الساجي وتاريخ ابن قانع
سنة سبع بتقديم السين على الباء وكذا حكاه القراب في تاريخه عن أبي زرعة
وعثمان بن أبي شيبة وابن منيع وغيرهم اه. وفي ذيل المذيل كانت وفاته
بالكوفة سنة ١٦٧ وهو يومئذ ابن ٦٢ أو ٦٣ سنة ثم حكى عن ابن معين
انه ولد سنة ١٠٠ اه. وهو مأخوذ مما في الطبقات نقلا عن الفضل بن
دكين أو من صاحب الطبقات نفسه ان له يوم توفي ٦٢ أو ٦٣ سنة كما يأتي
ولا يخفى إذا كانت ولادته سنة ١٠٠ ووفاته سنة ١٦٧ كان عمره ٦٧ سنة
لا ٦٢ أو ٦٣.
نسبته
في طبقات ابن سعد هو حسن بن حي وهو صالح بن صالح وفي
ترجمة أخيه علي بن صالح واسم صالح حي بن صالح بن مسلم بن
حيان بن شفي بن هني بن رافع بن قملي بن عمرو بن ماتع بن صهلان بن
زيد بن ثور بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم من همذان
ويكنى أبا عبد الله اه. وعن المغني حيان بمفتوحة ومشددة مثناة من
تحت وشفي بمضمومة وفتح فاء وشدة نون وهني بمضمومة وفتح نون
وشدة ياء مصغران اه. وفي ميزان الذهبي الحسن بن صالح بن صالح بن
حي وقيل هو الحسن بن صالح بن صالح بن حي بن مسلم بن حيان اه.
وفي انساب السمعاني في لفظة الهمذاني قال: أبو عبد الله الحسن بن
صالح بن حي وفي الثوري قال هذه النسبة إلى بطن من همذان منهم
صالح بن صالح بن مسلم بن حي الثوري الهمداني من أهل الكوفة والد
علي والحسن ابني صالح اه. فإذا هو الحسن بن صالح بن صالح بن
مسلم بن حي. وفي ذيل المذيل الحسن بن صالح وصالح هو حي. ثم
قال قال العباس وسمعت يحيى يقول الحسن بن صالح هو حسن بن
صالح بن مسلم بن حيان والناس يقولون ابن حي وانما هو ابن حيان اه.
وعن البخاري يقال حي لقب اه. يعني حيا لقب صالح واليه يشير ما مر
عن الطبقات.
نسبته
الهمداني بفتح الباء وسكون الميم وبالدال المهملة والنون نسبة إلى
همدان قبيلة من اليمن نزلت الكوفة واما همذان بفتح الميم وبالذال المعجمة
فمدينة والثوري بفتح الثاء المثلثة وسكون الواو وبالراء نسبة إلى ثور
بطن من همدان وثور أيضا بطن من تميم.
أمه
في طبقات ابن سعد: قال هشام بن محمد أم علي وحسن ابني
صالح بن حي أم الأيسر ابنة المقدام بن مسلم بن حيان بن شفي بن هني بن
رافع بن قملي اه.
عصره
قد عاصر أربعة من الأئمة الباقر والصادق والكاظم والرضا ع
فقد كان عمره عند وفاة الباقر ١٤ سنة على الأقل وعند وفاة الصادق
٤٨ سنة وكان للكاظم عند وفاة المترجم ٣٩ سنة وللرضا عند وفاة المترجم
١٩ سنة.
مذهبه
كان زيديا بتريا كما يأتي عن الشيخ في التهذيب والبترية فرقة من
الزيدية قيل سموا بذلك نسبة إلى المغيرة بن سعيد فإنه كان يلقب بالأبتر
وقيل لان زيد بن علي قال لهم بترتم أمرنا بتركم الله لما خلطوا بولاية علي
ولاية غيره واليه تنسب الصالحية منهم كما يأتي وقد صرح الكشي بان البترية
تنسب إلى جماعة منهم الحسن بن صالح بن حي كما مر ذلك كله في ج
١٣.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال الحسن بن
صالح بن حي الثوري الكوفي صاحب المقالة زيدي اليه تنسب الصالحية
منهم وفي أصحاب الصادق ع فقال الحسن بن صالح بن حي أبو
عبد الله الثوري الهمذاني اسند عنه اه. وقال الشيخ في الفهرست
الحسن بن صالح بن حي له أصل رويناه عن ابن أبي جيد عن ابن الوليد
عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن
الحسن بن صالح وفي باب المياه من التهذيب ان الحسن بن صالح زيدي
بتري متروك بما يختص بروايته وفي التعليقة يظهر مما في الفهرست منضما إلى
ما في التهذيب ان الأصول لم تكن قطعية عند القدماء وفي ترجمة السكوني
وأحمد بن عمر الحلال ما يشيد أركانه اه. وفي الخلاصة الحسن بن
صالح بن حي الهمداني الثوري الكوفي من أصحاب الباقر ع
صاحب المقالة اليه تنسب الصالحية منهم اه. فترك كلمة زيدي واقتصر
على كونه من أصحاب الباقر ولم يذكر انه من أصحاب الصادق وكان ينبغي
ذكره وهو انما ينقل عبارة الشيخ والنجاشي ومر في ج ١٣ رواية الكشي ان
البترية أصحاب جماعة من الزيدية وعد منهم الحسن بن صالح بن حي وانهم
الذين دعوا إلى ولاية علي ثم خلطوها بولاية غيره ويرون الخروج مع بطون
ولد علي بن أبي طالب يذهبون في ذلك إلى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ويثبتون لكل من خرج من ولد علي عند خروجه بالإمامة. وفي فهرست
ابن النديم من متكلمي الزيدية الحسن بن صالح بن حي ولد سنة ١٠٠
(١١٩)

ومات متخفيا سنة ١٦٨ وكان من كبار الشيعة الزيدية وعظمائهم وعلمائهم
وكان فقيها وللحسن اخوان أحدهما علي بن صالح والاخر صالح بن صالح
هؤلاء على مذهب أخيهم الحسن اه. وفي المعالم الحسن بن صالح بن
حي له أصل. وعد ابن رستة في الأعلاق النفيسة الحسن بن صالح بن
حي من الشيعة وعن تقريب ابن حجر انه ثقة فقيه عابد رمى بالتشيع اه.
وفي المعارف لابن قتيبة عند ذكر أصحاب الحديث قال الحسن بن صالح
ابن حي يكنى أبا عبد الله وكان يتشيع وزوج عيسى بن يزيد بن علي ابنته
إلى آخر ما يأتي عن الطبقات اه. وفي الطبقات الكبير لمحمد بن سعد
كاتب الواقدي قال بعد ذكر علي بن صالح واخوه حسن بن حي وهو
صالح بن صالح ويكنى حسن أبا عبد الله وكان ناسكا عابدا فقيها. أخبرنا
الفضل بن دكين قال: ما رأيت حسن بن حي متربعا قط. قال وجاءه يوما
سائل فنزع جوربيه فأعطاه قال ورأيته في الجمعة واختفى ليلة الأحد
فاختفى سبع سنين حتى مات سنة ١٦٧ مستخفيا بالكوفة وعليها يومئذ روح
ابن حاتم بن قبيصة بن المهلب واليا للمهدي قال وكان حسن بن حي
متشيعا وزوج عيسى بن زيد بن علي بنته واستخفى معه في مكان واحد
بالكوفة حتى مات عيسى بن زيد مستخفيا. وكان المهدي قد طلبهما وجد
في طلبهما فلم يقدر عليهما حتى ماتا ومات حسن بن يحيى بعد عيسى بن
زيد بستة أشهر قال وسمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول رأيت حسن بن
صالح في الجمعة قد شهدها مع الناس ثم اختفى يوم الأحد إلى أن مات
وله يومئذ اثنتان أو ثلاث وستون سنة وكان ثقة صحيح الحديث كثيره وكان
متشيعا اه. وفي الطبقات أيضا في ترجمة أخيه علي أخبرنا الفضل بن دكين
قال علي وحسن ابنا صالح توأم ولدا في بطن وكان علي تقدمه بساعة فلم
اسمع حسنا يسميه باسمه قط كان يقول أبو محمد اه. وفي شذرات
الذهب في حوادث سنة ١٦٧ فيها توفي الحسن بن صالح بن حي الهمداني فقيه
الكوفة وعابدها روى عن سماك بن حرب وطبقته وقال أبو نعيم ما رأيت أفضل
منه اه. وفي حلية الأولياء ومنهم الاخوان التوأمان علي والحسن ابنا صالح
ابن حي رزقا علما وعبادة وقناعة وزهادة وفي انساب السمعاني: يروي
الحسن عن السدي وسماك بن حرب يروي عنه أهل العراق كان فقيها ورعا إلى
آخر ما يأتي عن ابن حبان اه. وفي المذيل للطبري صاحب التاريخ
والتفسير. كان رجلا ناسكا فاضلا فقيها من رجل كذا كان يميل إلى محبة أهل بيت
رسول الله ص ويرى انكار المنكر ما أمكنه انكاره وكان كثير الحديث ثقة
وكان فيما ذكر زوج ابنته عيسى بن زيد بن علي بن الحسين فامر المهدي بطلب
عيسى والحسن وجد في طلبهما قال ابن سعد سمعت الفضل ابن دكين يقول رأيت
الحسن بن صالح في الجمعة قد شهدها مع الناس ثم اختفى يوم الأحد إلى أن
مات ولم يقدر المهدي عليه ولا على عيسى بن زيد وكان اختفاؤه مع عيسى بن
زيد في موضع واحد سبع سنين ومات عيسى قبل الحسن بن صالح بستة أشهر
وكان الحسن بن حي من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته سنة ١٦٧ اه.
وقوله سبع سنين ينافي ما مر من أنه له يوم احتفى ٦٢ أو ٦٣ سنة ويؤيد ما
قيل إنه توفي سنة ١٦٩ والله أعلم وقال ابن الأثير في حوادث سنة ١٥١ فيها
مات علي بن صالح بن حي أخو الحسن بن صالح وكانا تقيين فيهما تشيع
وقال في حوادث سنة ١٧٦ فيها توفي الحسن بن صالح بن حي وكان شيعيا
عابدا اه. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ١٦٧ فيها توفي الحسن بن
صالح بن حي الهمداني فقيه الكوفة وعابدها روى عن سماك بن حرب وطبقته
وقال أبو نعيم ما رأيت أفضل منه وقال أبو حاتم ثقة حافظ متقن وقال ابن معين
يكتب رأي الحسن بن صالح يكتب رأي الأوزاعي هؤلاء ثقات قال وكيع
الحسن بن صالح يشبه بسعيد بن جبير كان هو وأخوه علي وأمهما قد جزأوا الليل
قال في العبر وهما توأم اخرج لهما مسلم اه. وفي خلاصة تذهيب الكمال وضع
له رمز بخ م عة علامة انه اخرج له البخاري ومسلم والأربعة اي مع
احمد ومالك وقال الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حيان ولقبه
حي بن شفي بضم المعجمة الهمداني الثوري أبو عبد الله الكوفي الفقيه أحد
الاعلام قال ابن معين والنسائي ثقة قال أبو زرعة اجتمع فيه حفظ واتقان
وفقه وعبادة وقال الثوري يرى السيف على الأئمة، قال يحيى بن بكير:
قلنا للحسن: صف لنا غسل الميت فما قدر عليه من البكاء قال أبو نعيم
توفي سنة ١٦٩ اه. فترى انه لم يقدح فيه بسوى انه يرى السيف وأرخه
سنة ٦٩ لا ٦٧ وفي ميزان الذهبي الحسن بن صالح بن صالح بن حي
الفقيه أبو عبد الله الهمداني الثوري أحد الاعلام قال ابن معين وغيره ثقة
وقال أحمد بن حنبل هو أثبت من شريك وقال أبو حاتم ثقة حافظ متقن
وقال أبو زرعة اجتمع فيه اتقان وفقه وعبادة وزهد وقال النسائي ثقة وذكره
يحيى فقال لم يكن بالسكة مثله وقال أبو نعيم حدثنا الحسن بن صالح
وما كان بدون الثوري في الورع والقوة والفقه خ ل وقال أبو نعيم كتبت
عن ثمانمائة محدث فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح وقال عبدة بن
سليمان اني أرى الله يستحي ان يعذب الحسن بن صالح وقال أبو نعيم ما
رأيت أحدا إلا وقد غلط في شئ غير الحسن بن صالح وقال ابن عدي لم
أجد له حديثا منكرا مجاوز المقدار وهو عندي من أهل الصدق وقال احمد
ثقة: وقال وكيع هو عندي امام فقيل له انه لا يترحم على عثمان فقال
أفتترحم أنت على الحجاج قال الذهبي: قلت هذا التمثيل مردود غير
مطابق اه. الميزان وفي تهذيب التهذيب عن أحمد: الحسن بن صالح
صحيح الرواية متفقه صائن لنفسه في الحديث والورع وعن يحيى بن معين
ثقة مأمون مستقيم الحديث وعنه: الحسن وعلي ابنا صالح ثقتان مأمونان
وقال وكيع حدثنا الحسن قيل من الحسن قال الحسن بن صالح الذي لو
رأيته ذكرت سعيد بن جبير وقال وكيع أيضا لا يبالي من رأى الحسن ان لا
يرى الربيع بن خيثم وعن أبي غسان: الحسن بن صالح خير من شريك
من هنا إلى خراسان. وقال ابن عدي: الحسن بن صالح قوم يحدثون عنه
بنسخ وقد رووا عنه أحاديث مستقيمة ولم أجد له حديثا منكرا مجاوزا المقدار
وهو عندي من أهل الصدق وقال العجلي كان حسن الفقه من أسنان
الثوري ثقة ثبتا متعبدا وكان يتشيع الا ان ابن المبارك كان يحمل عليه بعض
الحمل لمحل التشيع وقال ابن حبان كان الحسن بن صالح فقيها ورعا من
المتقشفة الخشن وممن تجرد للعبادة ورفض الرسالية على تشيع فيه مات وهو
مختف من القوم وقال ابن سعد كان ناسكا عابدا فيها حجة صحيح الحديث
كثيره ومرت عبارته وفيها هنا زيادة وقال أبو زرعة الدمشقي رأيت أبا
نعيم يقول قال ابن المبارك كان ابن صالح لا يشهد الجمعة وأنا رأيته شهد
الجمعة في أثر جمعة اختفى منها وقال الساجي الحسن بن صالح صدوق
وكان يتشيع وكان وكيع يحدث عنه ويقدمه وحكي عن يحيى بن معين انه

(١) هكذا في النسخة ويأتي مثله عن العبر وصوابه توأمان.
(٢) ليس في النسخة لفظة موجودة في تهذيب فإنه حكى عن يحيى بن سعيد أنه
قال ليس في السكة مثله وكأن المراد بالسكة الدراهم والدنانير اي لم تخرج السكة مثله
وذلك مجاز ويحتمل ان الصواب الكوفة بدل السكة. - المؤلف -
(١٢٠)

قال هو ثقة ثقة وقال الساجي وكان عبد الله بن داود الخريبي يحدث عنه
ويطريه ثم كان يتكلم فيه ويدعو عليه ويقول كنت أؤم في مسجد بالكوفة
فاطريت أبا حنيفة فاخذ الحسن بيدي ونحاني عن الإمامة قال الساجي
فكان ذلك سبب غضب الخريبي عليه وقال الدارقطني ثقة عابد وقال أبو
غسان مالك بن إسماعيل النهدي عجبت لأقوام قدموا سفيان الثوري على
الحسن اه. تهذيب التهذيب.
من ذمه
في ميزان الذهبي فيه بدعة تشيع قليل وكان يترك الجمعة قال زافر بن
سليمان أردت الحج فقال لي الحسن بن صالح ان لقيت الثوري فاقرئه مني
السلام وقل انا على الأمر الأول فلقيت سفيان فأبلغته قال فما بال الجمعة.
وقال خلاد بن يحيى قال سفيان: الحسن بن صالح سمع العلم ويترك
الجمعة وقال عبد الله بن إدريس الأودي ما انا وابن حي لا يرى جمعة ولا
جهادا وقال أبو نعيم ذكر ابن حي عند الثوري فقال ذاك يرى السيف على
الأمة يعني الخروج على الولاة الظلمة وقال خلف بن تميم كان زائدة
يستنيب من يأتي الحسن بن حي وقال أحمد بن يونس جالسته عشرين سنة
فما رأيته رفع رأسه إلى السماء ولا ذكر الدنيا ولو لم يولد كان خيرا
له يترك الجمعة ويرى السيف وقال ابن المثنى ما سمعت يحيى ولا
ابن يحيى يحدثان عن ابن حي بشئ قط وقال الفلاس حدث عنه
ابن مهدي ثم تركه وقال أبو نعيم دخل الثوري يوم الجمعة فرأى
الحسن بن صالح يصلي فقال أعوذ بالله من خشوع النفاق واخذ نعليه
فتحول إلى سارية أخرى. وقال وائدة: ابن حي هذا قد استصلب منذ
زمان وما يجد أحدا يصلبه قال الذهبي قلت يعني لكونه يرى السيف. قال
أبو صالح الفراء حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من امر الفتن فقال
ذاك يشبه أستاذه يعني ابن حي قلت ليوسف أما تخاف ان يكون هذا غيبة
فقال لم يا أحمق انا خير لهؤلاء من أمهاتهم وآبائهم انهى الناس ان يعملوا بما
أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ومن أطراهم كان أضر عليهم. وقال أبو معمر
الهذلي: كنا عند وكيع فكان إذا حدث عن الحسن بن صالح أمسكنا أيدينا
فلم نكتب فقال ما لكم لا تكتبون حديث حسن فقال له أخي بيده هكذا
يعني انه كان يرى السيف فسكت وكيع وذكر لابن إدريس صعق الحسن بن
صالح فقال تبسم سفيان أحب الينا من صعق الحسن وقال الفلاس سالت
ابن مهدي عن حديث حسن بن صالح فأبى ان يحدثني فقال قد كان ابن
مهدي يحدث عنه ثلاثة أحاديث ثم تركه اه. وفي تهذيب التهذيب قال
يحيى القطان كان الثوري سئ الرأي فيه. وقال خلاد بن زيد الجعفي
جاءني الثوري إلى هاهنا فقال: الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم
وفقه يترك الجمعة وقال بشر بن الحارث كان زائدة يجلس في المسجد يحذر
الناس من ابن حي وأصحابه قال وكانوا يرون السيف وقال علي بن الجعد
حدثت زائدة بحديث عن الحسن فغضب وقال لا حدثتك أبدا. وقال ابن
عيينة حدثنا صالح بن حي وكان خيرا من ابنيه وكان علي خيرهما وقال أبو
زرعة تكلم في حسن وقال الساجي وقد حدث أحمد بن يونس عنه عن جابر
عن نافع عن ابن عمر في شرب الفضيخ وهذا حديث منكر قال ابن حجر
الآفة فيه من جابر وهو الجعفي اه. فتلخص مما مر ان الرجل شيعي
زيدي يرى الخروج بالسيف ولذلك طلبه المهدي فاختفى والذي دلت عليه
كلمات أصحابنا أنه امام ثقة ثبت صدوق عالم فاضل حافظ متقن لم يعثر له
على غلطة ولا حديث منكر تقي عابد في الغاية ناسك فقيه حجة ورع
غاية لا الورع شديد الخوف من الله تعالى صحيح الحديث كثيره قانع زاهد
متقشف متخشن متجرد للعبادة ورفض الرياسة آمر بالمعروف ناه عن المنكر
صائن لنفسه مأمون مستقيم الحديث.
أما تقدم من القدح فيه فهو يرجع إلى أمور أحدها: التشيع
أو بدعة التشيع القليل كما قال الذهبي الذي لا يخلو من بدعة النصب ويحق
فيه قول الشاعر:
وعيرها الواشون اني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وقد صرح العجلي فيما سمعت ان ابن المبارك كان يحمل عليه لمحل
التشيع ثانيها وثالثها ترك الجمعة وانه يرى الخروج بالسيف اما ترك
الجمعة فقد كذبه أبو نعيم الفضل بن دكين فقال أنه رآه شهد الجمعة ثم
اختفى خوفا على نفسه من بني العباس وبقي مختفيا إلى أن مات واما الخروج
بالسيف فقد أجاب عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب فقال قولهم كان يرى
الخروج بالسيف على أئمة الجور وهذا مذهب للسلف قديم لكن استقر
الامر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشد منه ففي وقعة الحرة ووقعة
ابن الأشعث وغيرهما عظة لمن تدبر. وبمثل هذا الرأي لا يقدح في رجل قد
ثبتت عدالته واشتهر بالحفظ والاتقان والورع التام، والحسن مع ذلك لم
يخرج على أحد واما ترك الجمعة ففي جملة رأيه ذلك ان لا يصلي خلف
فاسق ولا يصحح ولاية الامام الفاسق فهذا ما يعتذر به عن الحسن وان
كان الصواب خلافه فهو امام مجتهد اه.
ومقاومة الظلم واجبة مع ظن النجاح من باب الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر الواجبين بضرورة دين الاسلام واستقرار الامر على ترك ذلك لا
يفهم له معنى فلو استقر الامر على ترك واجب لم يسقط وجوبه وكان تاركوه
مأثومين وإذا كان أهل وقعة الحرة لم ينجحوا لمخامرة بعضهم أو لغير ذلك لم
يسوع ذلك للناس ان يستقر امرهم على ترك الامر بالمعروف والنهي عن
المنكر ومقاومة الظلم وولاية الامام الفاسق غير صحيحة بقوله تعالى لا ينال
عهدي الظالمين والولاية عهد من الله بالاتفاق والا لم يكن صاحبها واجب
بالطاعة والفاسق ظالم لنفسه فلا تناله الولاية. فظهر خطا أحمد بن يونس في
قوله لو لم يولد كان خيرا له وتعليله ذلك بترك الجمعة وانه يرى السيف
مع اعترافه بأنه جالسه عشرين سنة فما رآه رفع رأسه إلى السماء حياء من الله
وخشوعا ولا ذكر الدنيا زهدا فيها رابعها انه لا يرى الجهاد فهذا يجاب
عنه بما أجاب به ابن حجر عن الثاني والثالث من أنه مذهب للسلف
قديم بعدم وجوب الجهاد مع الفاسق جهاد فتح ووجوبه للدفاع.
عفته وقناعته
في حلية الأولياء: كان لا يقبل من أحد شيئا فيجئ اليه صبيه وهو
في المسجد فيقول انا جائع فيعلله بشئ حتى يذهل الخادم إلى السوق فيبيع
ما غزلته مولاته من الليل ويشتري قطنا ويشتري شيئا من الشعير فيجئ به
فتطحنه ثم تعجنه فتخبز ما يأكل الصبيان والخادم وترفع له ولأهله لافطارهما
فلم يزل على ذلك رحمه الله. وفي الحلية أيضا بسنده عن الحسن بن صالح
انه سمع وهو يقول: ربما أصبحت وما عندي درهم وكان الدنيا كلها قد
صيرت لي وهي في كفي. وبسنده عن يحيى بن أبي بكير سمعت الحسن بن
صالح يقول لا تفقه حتى لا تبالي في يد من كانت الدنيا.
(١٢١)

اخباره مع عيسى بن زيد
مر عن الطبقات ان عيسى بن زيد كان متزوجا ابنة الحسن بن صالح
وان عيسى كان متواريا مع الحسن بن صالح في مكان واحد بالكوفة ولكن
أبا الفرج الأصبهاني قال في مقاتل الطالبيين ذكره في موضعين منه ان
عيسى بن زيد توارى بالكوفة في دار علي بن صالح بن حي أخي الحسن بن
صالح وتزوج ابنة له وولدت منه بنتا ماتت في حياته اه. ولعله توارى هو
والحسن بن صالح في دار علي بن صالح ولعله تزوج ابنة الحسن أيضا ولكن
أبا الفرج ذكر بعد ذلك ان عيسى قال تزوجت إلى هذا الرجل ابنته وهو لا
يعلم من أنا وقرائن الحال تشهد انه يعرفه فإنه من اتباعه وروى أبو الفرج
في المقاتل بسنده انه حج عيسى بن زيد والحسن بن صالح فسمعنا مناديا
ينادي ليبلغ الشاهد الغائب ان عيسى بن زيد آمن في ظهوره وتواريه فرأى
عيسى بن زيد الحسن بن صالح وقد ظهر فيه سرور بذلك فقال كأنك قد
سررت بما سمعت فقال نعم فقال عيسى والله لا مخافتي إياهم ساعة واحدة
أحب إلي من كذا وكذا. وبسنده ان حسن بن صالح وعيسى بن زيد كانا
بمنى فاختلفا في مسالة من السيرة فبينما هما يتناظران فيها جاءهما رجل فقال
قدم سفيان الثوري فقال حسن بن صالح قد جاء الشفاء فقال عيسى انا
أسأله عن هذا الموضع الذي اختلفنا فيه ومضى إلى سفيان فسأله فأبى ان
يجيبه خوفا على نفسه من الجواب لأنه كان فيه شئ على السلطان فقال له
حسن انه عيسى فتقدم اليه فقال نعم انا عيسى فقال احتاج إلى من يعرفك
فجاء بجناب بن قسطاس فقال نعم يا أبا عبد الله هذا عيسى بن زيد فبكى
سفيان فأكثر البكاء وقام من مجلسه فأجلسه فيه وجلس بين يديه واجابه عن
المسالة ثم ودعه وانصرف. وفي رواية أخرى لأبي الفرج ان ذلك كان
بمكة، وبسنده عن جعفر الأحمر قال كنت اجتمع انا وعيسى بن زيد
وحسن وعلي ابنا صالح بن حي في جماعة من الزيدية في دار بالكوفة فسعى
ساع إلى المهدي بأمرنا ودله على الدار فكتب إلى عامله بالكوفة بوضع
الارصاد علينا فاجتمعنا ليلة في تلك الدار فبلغه خبرنا فهجم علينا ونذر
القوم به وكانوا في علو الدار فتفرقوا ونجوا جميعا غيري فاخذني وحملني إلى
المهدي الحديث. وبسنده عن جعفر الأحمر قال اجتمعت انا وحسن وعلي
ابنا صالح بن حي وعدة من أصحابنا مع عيسى بن زيد فقال له الحسن بن
صالح متى تدافعنا بالخروج وقد اشتمل ديوانك على عشرة آلاف رجل فقال
له عيسى ويحك أتكثر علي العدد وانا بهم عارف اما والله لو وجدت فيهم
ثلاثمائة رجل اعلم أنهم يريدون الله عز وجل ويبذلون أنفسهم له ويصدقون
لقاء عدوه لخرجت قبل الصباح ولكن لا اعرف موضع ثقة يفي ببيعته لله عز
وجل ويثبت عند اللقاء فبكى حسن بن صالح حتى سقط مغشيا عليه.
وبسنده ان عيسى بن زيد انصرف من وقعة باخمرى بعد مقتل إبراهيم
فتوارى في دار ابن صالح بن حي وطلبه المنصور طلبا ليس بالحثيث فلما ولي
المهدي بلغه خبر دعاة له ثلاثة ابن علاق الصيرفي وحاضر مولى لهم وصباح
الزعفراني فظفر بحاضر وقرره ليدله على موضع عيسى فلم يفعل فقتله ثم
مات عيسى فقال صباح للحسن أما ترى هذا العذاب والجهد الذي نحن
فيه بغير معنى قد مات عيسى بن زيد وانما نطلب خوفا منه وإذا علموا انه
قد مات امنوه وكفوا عنا فدعني آتي هذا الرجل يعني المهدي فأخبره بوفاته
حتى تتخلص من طلبه لنا وخوفنا فقال لا والله لا نبشر عدو الله بموت ولي
الله ابن نبي الله ولا نقر عينه فيه ونشمته به فوالله لليلة يبيتها خائفا منه أحب
إلي من جهاد سنة وعبادة بها، ومات حسن بن صالح بعد عيسى بشهرين
فأخبر صباح الزعفراني المهدي بوفاته ودفع اليه ولديه احمد وزيدا ابني عيسى
فضمهما المهدي اليه في خبر طويل ذكر في غير هذا الموضع. وفي رواية
أخرى في مقاتل الطالبيين ان عيسى بن زيد صار إلى الحسن بن صالح بن
حي وعدة عنده فلم يزل على ذلك حتى مات في أيام المهدي فقال الحسن
لأصحابه لا يعلم بموته أحد فيبلغ السلطان فيسره بذلك ولكن دعوه بخوفه
ووجله منه واسفه عليه يموت ولا تسروه بوفاته فيامن مكره فلم يزل ذلك
مكتوما حتى مات الحسن بن صالح فصار إلى المهدي رجل فأخبره بموت
عيسى فقال ومتى مات فعرفه فقال ما منعك ان تعرفني قبل هذا قال منعني
الحسن بن صالح قال اما انك جئتني ببشارتين يجل خطرهما موت عيسى
والحسن بن صالح وما أدري بأيهما أنا أشد فرحا فسلني حاجتك، قال ولده
تحفظهم فوالله ما لهم من قليل ولا كثير. وكان الحسن بن عيسى بن زيد قد
مات في حياة أبيه وكان حسين متزوجا ببنت حسن بن صالح قاتاه احمد
وزيد ابنا عيسى فاجرى لهما رزقا الحديث.
ما جاء عنه من الحكم والمواعظ في حلية الأولياء حدثنا الحسن بن
صالح قال فتشنا الورع فلم نجده في شئ أقل منه في اللسان. وبسنده
عن الحسن بن صالح أنه قال: العمل بالحسنة قوة في البدن ونور في القلب
وضوء في البصر والعمل بالسيئة وهن في البدن وظلمة في القلب وعمى في
البصر. وبسنده عن الحسن بن صالح أنه قال: الليل والنهار يبليان كل
جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود ووعيد ويقول النهار: ابن آدم
اغتنمني فإنك لا تدري لعله لا يوم لك بعدي ويقول له الليل مثل ذلك.
وبسنده عن الحسن بن صالح ان الشيطان ليفتح للعبد تسعة وتسعين بابا
من الخير يريد به بابا من السوء.
بعض ما روي من طريقه
في حلية الأولياء بسنده عن الحسن بن صالح قال: بما أسلفتم في
الأيام الخالية قال سمعنا أنه الصيام. وبسنده عن الحسن بن صالح وساق
السند إلى رسول الله ص قال علقوا السوط حيث يراه أهل البيت. وبسنده
عن الحسن بن صالح وساق السند إلى ابن مسعود قال قال رسول الله ص
حرمة مال المسلم كحرمة دمه.
مشايخه
في حلية الأولياء: أسند علي والحسن ابنا صالح عن عدة من
التابعين وتابعي التابعين وأكثرهما حديثا وأشهرهما الحسن اه. وفي تهذيب
التهذيب روى عن أبيه وأبي إسحاق وعمرو بن محمد بن عقيل وإسماعيل
السدي وعبد العزيز بن رفيع ومحمد بن عمرو بن علقمة وليث بن أبي سليم
ومنصور بن المعتمر وسهيل بن أبي صالح وسلمة بن كهيل وسعيد بن أبي
عروبة اه. وقال في موضع آخر وقد روى عن عمرو بن عبيد
وإسماعيل بن مسلم وفي موضع آخر وقد حدث أحمد بن يونس عنه عن
جابر وهو الجعفي اه. ويفهم من حلية الأولياء انه يروي عن عبد الله بن
دينار وأبي يعقوب وقدان العبدي وحارثة بن محمد بن عمرة وإبراهيم
الهجري وبكير بن عامر وفي ميزان الذهبي روى عن سماك بن حرب
وقيس بن مسلم.
تلاميذه
مر عن الشيخ في الفهرست انه يروي عنه الحسن بن محبوب وفي
(١٢٢)

تهذيب التهذيب عنه ابن المبارك وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي والأسود بن
عامر شاذان ووكيع بن الجراح وابن الجراح بن مليح ويحيى بن آدم
وعبد الله بن الزبيري وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم الفضل بن دكين
وطلق بن غنام وقبيصة بن عقبة وأحمد بن يونس وعلي بن الجعد آخر
أصحابه اه. ويفهم من حلية الأولياء انه يروي عنه علي بن المنذر وأبو
غسان النهدي ويحيى بن أبي بكير وإسماعيل بن عمر البجلي وسويد بن
عمرو ويحيى بن فضيل ولعله ابن أبي بكير وسلمة العوصي وفي خلاصة
تذهيب الكمال عد فيمن يروي عنه إسحاق وفي مقاتل الطالبيين عند ذكر
عيسى بن زيد أنه روى عن حسن بن صالح.
مؤلفاته
في فهرست ابن النديم له من الكتب ١ كتاب التوحيد ٢ كتاب
امامة ولد علي من فاطمة ٣ كتاب الجامع في الفقه اه. والظاهر أنه
أصله الذي ذكره الشيخ في الفهرست وذكر سنده اليه كما مر ويحتمل كونه
هو الجامع في الفقه بعينه.
قوله في تحديد السكر
قال المرتضى في الانتصار: مما يشنع به على الامامية وظن أنه لا
موافق لهم فيه قولهم ان الماء إذا بلغ كرا لم ينجس بما يحله من النجاسات
وهذا مذهب الحسن بن صالح بن حي وقد حكاه عنه في كتابه الموضوع في
اختلاف الفقهاء أبو جعفر الطحاوي ثم قال والحجة في صحة هذا المذهب
الطريقة التي تقدمت الإشارة إليها دون موافقة ابن حي فان موافقة ابن حي
كمخالفته في أنها ليست بحجة وانما ذكرنا خلافه ليعلم ان الشيعة ما تفردت
بهذا المذهب كما ظنوا ثم إنه يحدد الكر بما بلغ ألفا ومائتي رطل بالمدني.
وذلك صريح في أن ابن حي ليس من الشيعة الإمامية.
٢٨٧: الحسن بن صالح الحلبي
مر بعنوان الحسن بن أحمد بن صالح الهمذاني السبيعي الحلبي.
٢٨٨: الشيخ حسن ابن الشيخ صالح ابن الشيخ مهدي ابن الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء النجفي.
توفي في حياة أبيه في ٢٢ شعبان سنة ١٣١٤ بالنجف الأشرف
وعمره ٣٤ أو ٣٥ سنة ولم يعقب. كان عالما فاضلا مشهورا بالعلم
والفضل ورعا تقيا ثقة حسن الاخلاق جيد التقرير قرأ على الشيخ الفقيه
الشيخ محمد حسين الكاظمي والمحقق الشيخ ملا كاظم الخراساني والمحقق
الشيخ ميرزا حبيب الله الرشتي والامام السيد ميرزا حسن الشيرازي وكان
ينوه به وقرأت عليه مع جماعة مدة في عوائد النراقي فرأيت من فضله وحسن
تقريره ومكارم أخلاقه شيئا كثيرا وكنت في أوائل ورودي إلى النجف
الأشرف سنة ١٣٠٨ نظمت قصيدة في تهنئة آل القزويني الشهيدين بزفاف
وصار للقصيدة وقع واستحسان في المجلس الذي تليت فيه من جميع
الحاضرين وكان المترجم حاضرا في ذلك المجلس وليس بيني وبينه سابق
معرفة فلما خرجنا من المجلس قال لي لك عندي نصيحة فقلت ما هي قال إن
لا تعود إلى نظم غير هذه القصيدة في مثل هذه المحافل لان ذلك
يشغلك عما هاجرت اليه من بلادك من طلب العلم لأنك متى عرفت بذلك
تبتلى ولا تقدر على رد الطالبين لهذا فقلت له نصيحتك مقبولة وجزيت
خيرا. وهذه القصيدة كانت قضية في واقعة لها سبب خاص وقد عملتها
وانا عازم على عدم العود إلى مثلها. ولما توفي جاءني أحد أبناء عمه وهو
الشيخ محمد حسين ابن الشيخ أمين وهو شريكنا في الدرس وطلب مني
قصيدة في رثائه لينسبها إلى نفسه فلم يمكنني رد طلبه وهي مدرجة في القسم
الأول من الرحيق المختوم ورثاه جملة من الشعراء كالسيد إبراهيم
الطباطبائي والسيد جعفر الحلي والشيخ محمد السماوي وغيرهم وقصيدتي
هي هذه:
أي المدامع لما غبت ما سفحا * وأي قلب عليك اليوم ما قرحا
لا يألف الطرف الا السهد بعدك * والفؤاد اقسم ان لا يألف الفرحا
هل يعلم الدهر من أردت مخالبه * ومن نحا بسهام الغدر حين نحا
وهل درى الزمن الغدار حين سطا * اي الذنوب اتاها اليوم واجترحا
انى أساء إليك الدهر وهو يرى * ميزان احسانه لولاك ما رجحا
يا نيرا غاب من بعد التمام ويا * بحرا تغيض عنا بعد ما طفحا
ان تمس بعد اقتراب الدار منتزحا * فما نأى ذكرك الزاكي ولا نزحا
أين الطباع كأزهار الربيع إذا * ما راشح الطل في أرجائها رشحا
عزم يفل حدود البيض مع خلق * سهل يحاكي نسيم الروض إذ نفحا
أعملت في العلم فكرا كم فتحت به * من مغلق أعجز الافهام فانفتحا
مددت للمجد كفا طالما لمست * كف الثريا وطرفا للسهى طمحا
بفطنة لأياس دون غايتها * مشي الضليع ونطق أخرس الفصحا
لأبكينك ما كر الجديد وما * ناح الحمام على الأغصان أو صدحا
قد كنت يا حسن حسن لزمان فمذ * أزمعت عنه رحيلا وجهه قبحا
كنا نؤمل ان تحيا بهمته * معالم الدين لو في عمره فسحا
سرى على نهج آباء له سلفوا * علما وحلما فما أعيا ولا رزحا
من كل قرم همام عيلم علم * ندب يرد جماح الدهر ان جمحا
ان جذ فرع من الدوح الذي اتخذت * أغصانه في ذرى العيوق منتدحا
فان جرثومة العلياء ثابتة * بصالح وذوي أرحامه الصلحا
قوم لهم شرف العلياء من قدم * دون الورى وبهم نهج الهدى اتضحا
صبرا على نوب الدنيا أبا حسن * فالصبر أفضل ما وصى به النصحا
ان النوائب لما قابلتك رأت * خلقا سجيجا وصدرا منك منشرحا
انا رأيناك في الأيام واحدها * بمثلك الزمن الخوان ما سمحا
وأنت للمجد دون الناس قطب رحى * وهل تدور بغير القطب منه رحى
فلم تزل كفك البيضا إذا انتجعت * ولم يزل زندك الواري إذا اقتدحا
لا زال رمس ثوى في طيه حسن * بوابل العفو مغبوقا ومصطبحا
ومن قصيدة الطباطبائي قوله:
لم يبق في الدهر شئ بعد ذا حسن * قد أزمع الحسن والاحسان والحسن
مضت بمؤتمن عمن مضى خلف * باق وحين مضى لم يبق مؤتمن
لا در در زمان قد أساء بما * قد نال من حسن يا قبح الزمن
وصاحب لي قد ألوي لطيته * اتبعته شجنا لو عاقه الشجن
أخفي عليه تباريحي واعلنها * وليس ينفعني سر ولا علن
حتى رميت بوجد غير مكتمن * والوجد يبرز أحيانا ويكتمن
من ينظر المرء في أيامه يره * كالغصن يذبل بعد النضرة الغصن
والدهر أول ما تمضي له محن * كذاك آخر ما تبقى له محن
ان الأنام وان طالت سلامتها * لا بد يقرنها في ميتة قرن
(١٢٣)

لا ينفع المرء مال يستعد به * ولا شجاعة ان اودى ولا جبن
لو كان مما يرد الحتف طعن قنا * لردت الحتف عنها بالقنا اليزن
أو كان مما يرد الموت ضرب ظبي * لردت الموت عنها بيضها اليمن
يمشي بنا اجل تلقاه غايته * وليس تنفعنا زغف ولا جنن
اودى الذي ملأ الأيام سابقة * وكان مذ كان وهو السابق الارن
ومن قصيدة الحلي قوله:
أصات ناعيك لكن بالشجى شرقا * بحيث لولا لسان الدمع ما نطقا
فلم يدع سامعا الا وعبرته * بصدره اعتلجت حتى بها اختنقا
ناع نعاك نعى الدنيا وزهرتها * والعم فيه غراب البين قد نعقا
آه عليك فما في الدهر من حسن * سواك حتى كان الحسن ما خلقا
لو كنت تفدى لهانت فيك أنفسنا * لكن فيك قضاء الله قد سبقا
مثل الشهاب هوت كف الزمان به * من بعد ما جاوز الجوزا على ورقى
بعدت عنا وما أدلجت راحلة * ولا انطلقت مع الحي الذي انطلقا
أكلما ناظري بالنوم قد خفقا * أبصرت طيف خيال منك قد طرقا
فمذ فتحت له باعي أعانقه * مضى وزود قلبي الهم والقلقا
لا طاب بعدك تعليل الرفاق إذا * بعدت يا سلوة الأحباب والرفقا
لأبكينك ما ناحت مطوقة * لفقد ألف باشراك الردى علقا
اي والذي خلق الإنسان من علق * حق لانسان عيني لو جرى علقا
عليك قد كنت أخشى من مفكرة * فتحت فيها رتاج العلم والغلقا
ما زلت في مشكلات العلم تشعلها * فأرسلت شعلة للقلب فاحترقا
ففي سبيل الهدى قلب به ذهبت * أيدي العلوم التي عالجتها فرقا
ما ان عشقت سوى بكر العلى ابدا * وقل من للمعالي الغر قد عشقا
أهلوك بالعلم قد حدوا على نسق * وأنت تابعت منهم ذلك النسقا
بجدهم كشف الله الغطاء وأنوار * الفقاهة فيهم ضوؤها ائتلقا
ولو سلمت لعادت غضة لكم * طرية تستجد النور والورقا
وجه فقدناه فيه للعلا سمة * يا ليتنا لا عرفناه ولا خلقا
يرى انتصارا إذا الموتور صابحه * وعادم الرزق ان يبصر به رزقا
كناقة الله قد كانت مباركة * زاد المقل وللظامي روى وسقا
وصالح ناصح للناس يرشدهم * وهم بقايا ثمود ضلة وشقا
تورث العلم من آبائه فضفت * عليه درع علا محبوكة حلقا
يقي الأنام بها من كل حادثة * وليس كالعلم يوما جنة ووقا
من ذا يساميه في خلق وفي خلق * والله هذب منه الخلق والخلقا
يزداد بشرا على ما فيه من ألم * كالمسك يزداد طيبا كلما سحقا
من آل جعفر لا زالت وجوههم * مثل المصابيح تجلو الليل ان غسقا
لم يذخروا غير كنز العلم في ورق * والناس تدخر الأموال والورقا
هم مرجع العلما في كل مشكلة * لم تبق يوما لها ذهنا ولا حذقا
ان فاه نطق أبي الهادي له استمعوا * كان وحيا به جبريل قد نطقا
رعاه رب السما من عالم علم * سما بعلياه حتى زاحم الافقا
قل للذي رام جهلا ان يطاوله * ينصب له سلما أو يتخذ نفقا
لا غرو ان عاد عنه من يسابقه * لخجلة تعتريه يمسح العرقا
بالبيض والصفر تهمي سحب أنمله * على البرية لا قطرا ولا ودقا
تستشرف الركب منه في مفاوزها * صدق المخيلة كالغيث الذي برقا
يحدون نحو أبي الهادي بقولهم * يا ناق سيري إلى ربع الندى عنقا
سقى الإله ضريحا حله حسن * سحاب عفو به يمسي الثرى غدقا
٢٨٩: الحسن بن صامت الطائي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٢٩٠: الحسن بن صدقة المدائني أخو مصدق بن صدقة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي الخلاصة
الحسن بن صدقة المدائني قال ابن عقدة أخبرنا علي بن الحسن ابن فضال قال الحسن بن
صدقة المدائني احسبه أزديا وأخوه مصدق رويا عن
أبي عبد الله وأبي الحسن ع وكانوا ثقات وفي تعديله بذلك نظر
والأولى التوقف اه. وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة: ضمير كانوا
ثقات لا مرجع له الا رجلان الحسن ومصدق فكأنه تجوز في الجمع والإشارة
بقوله بذلك يرجع إلى قول ابن عقدة ووجه النظر ما سيأتي من عدة في قسم
الضعفاء وان كان من الأجلة ومع ذلك لا ينبغي النظر ولا التوقف كما لا
يخفى ولا يجوز تعلق الإشارة بمجرد قوله وكانوا ثقات لأن ذلك تصريح
بالتوثيق لا مجال للنظر فيه بل النظر من جهة الموثق كما ذكرنا اه. ولا يبعد
ان يكون ضمير وكانوا ثقات راجعا إلى صدقة وابنيه وفي منهج المقال وقد
قيل بل للنظر فيه مجال لان الموثق قال احسبه الخ وعلى هذا يحتمل ان يكون
اخوه ثقة فلما وقف على الحسن بن صدقة حسبه إياه فوثقه وأيضا ظاهره ان
ابن عقدة هو الموثق وليس كذلك بل علي بن فضال كما هو فيما تقدم والامر
فيه سهل اه. وفي التعليقة في الوجيزة انه ثقة وليس ببعيد لما مر في الفوائد
اه. يعني من قبول توثيق ابن فضال وابن عقدة ومن ماثلهما والقول
الظاهر أن العلامة فهم ان التوثيق من ابن عقدة فلذلك توقف لعدم ثبوت
وثاقة الموثق عنده وكان الشهيد الثاني أقره على كون الموثق ابن عقدة وعلى
عدم ثبوت الوثاقة بقوله فلذلك قال لا ينبغي النظر ولا التوقف اي بل
ينبغي الجزم بعدم ثبوت الوثاقة بذلك ولكن الظاهر أن التوثيق
من ابن فضال وابن عقدة حاك وبنو فضال قد قبل الأصحاب رواياتهم
في الأحكام الشرعية فلتقبل في العدالة والوثاقة التي مبناها
على حصول الظن والاطمئنان كما بيناه في غير موضع ولو فرض كون
التوثيق من ابن عقدة فلا ينبغي التوقف في قبوله لكونه من الاجلاء
الثقات وان لم يكن اماميا لحصول الظن والاطمئنان بتوثيقه كتوثيق ابن
فضال الذي ليس اماميا كما أشار اليه المحقق البهبهاني فيما مضى من كلامه
في التعليقة ومن الغريب القول الذي حكاه الميرزا من أن للنظر فيه مجالا
لان الموثق قال احسبه الخ وتعليله باحتمال ان يكون التوثيق بناء على اعتقاد
ان مصدقا أخ لرجل ثقة فلما وقف على الحسن بن صدقة ظنه ذلك الرجل
فوثقه فان قوله احسبه يرجع إلى كونه أزديا فقط اما كون مصدق أخاه
فمجزوم به كالجزم بوثاقتهما ولو أردنا ان نعمل على مثل هذه الاحتمالات
البعيدة لم يسلم لنا شئ ولهذا قال البهبهاني في التعليقة قوله وعلى هذا الخ
لا يخفى بعده اه. بل لا يخفى الجزم ببطلانه وقال ابن داود الحسن بن
صدقة المدائني ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق والكاظم ع
وهو ثقة اه.
٢٩١: ميرزا حسن الملقب بصفي علي شاه النعمة اللاهي الاصفهاني.
مر بعنوان ميرزا حسن الاصفهاني الملقب بصفي علي شاه النعمة اللاهي.
(١٢٤)

٢٩٢: الحسن بن طارق بن الحسن.
في الرياض: من أجلة العلماء ويروي عن السيد أبي الرضا فضل الله
الراوندي ويروي عنه السيد عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن الحسيني
كما يظهر من سند حديث مذكور في أربعين الشهيد اه.
٢٩٣: الشيخ حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم بن حسين بن عباس بن
حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي الربعي النجفي.
توفي حدود ١٣٠٠.
كان من أهل العلم وهو والد الشيخ محمد جواد البلاغي العالم
المؤلف المشهور ولما توفي رثاه السيد إبراهيم الطباطبائي الشاعر المشهور
وعزى أخاه الشيخ حسين وولده الشيخ جواد بقصيدة في ديوانه من جملتها:
وعينك ما للعين بعدك مسرح * ولا لمزار بعدك من غب
إذا خطرت لي منك في القلب خطرة * تأوهت من كربي وحن لها قلبي
حنين صوادي العيس ضحوة خمسها * روامي بالاحداق للمنهل العذب
فقدتك فقد البدن مطرح جنبها * رواغي تحت الليل تخبط بالركب
فكم زفرة لي فيك تعقب زفرة * وسرب دموع يشرئب إلى سرب
بكيتك حتى قد قضى الدمع نحبه * عليك فهلا قد قضيت به نحبي
فللعين عين بالدموع سفوحة * وللغرب غرب يستهل على غرب
لقد كنت رحب الصدر جلدا على النوى * فمذ بنت لا قد بنت قد ضاق بي رحبي
وكنت على سلم مع الدهر برهة * فصرت مع الأيام فيك على حرب
فأين زعيم العجم والعرب أين من * دعي بفتى الفتيان في العجم والعرب
وأين ابن أم المجد طار إلى علا * شرافتها تعلو على الأنجم الشهب
وأين مصون العرض ما نيل عرضه * وباذل عرض المال بالنائل النهب
وأين الذي ان عطلت للعلى رحى * غدا قطبها ثم استدارت على القطب
ندبناك يا أزكى الرفاق وانما * ندبناك للندب الحسين أخي الندب
وما مات من أبقى لنا بعد فقده * فتى مثله ضربا شقيق الفتى الضرب
وكوكب فضل عز في الناس خدنه * فليس له ترب سوى النجم من ترب
جوادا متى بالجود يبسط راحة * يظل لها يغضي حياء حيا السحب
عزاؤكما والحادثات نوازل * على مذهب الامحال بالمنزل الخصب
ولا زال ممطورا من الروض ممرع * يرف على مثواك بالمندل الرطب
٢٩٤: الشيخ أبو علي حسن بن طاهر الصوري.
في رياض العلماء: فاضل عالم فقيه ذكره الشهيد في بحث قضاء
الصلوات الفائتة من شرح الارشاد ونسب اليه القول بالتوسعة في القضاء
بل نص على استحباب تقديم الحاضرة وقال إنه قد رد عليه الشيخ أبو
الحسن علي بن منصور بن تقي الحلبي وعمل مسالة طويلة تتضمن القول
بالتضييق والرد عليه في التوسعة فعلى هذا يكون اما معاصرا للشيخ أبو
الحسن سبط أبي الصلاح الحلبي المذكور أو متقدما عليه اه. ومما حكاه
الشهيد يعلم أنه كان من مشاهير الفقهاء المعتني باقواهم ثم إن الذي في
غاية المراد شرح الارشاد للشهيد كما في النسخة المطبوعة عند ذكر القول
بالتوسعة في قضاء الفوائت:
وهي أي التوسعة قول ابني بابويه وأبي الحسن بن طاهر الصوري حتى أنهم
نصوا على تقديم الحاضرة ونص أبو علي على استحبابه اه. وقال قبل ذلك
ومن الناصرين المضايقة الشيخ أبو الحسن علي بن منصور بن تقي
الحلبي عمل فيها مسالة طويلة تتضمن الرد على الشيخ أبي الحسن بن
طاهر الصوري في التوسعة اه. ومن ذلك قد يظن أن اسمه أبو الحسن
وان اسمه كنيته وفي الرياض انه رأى بعض المواضع المعتبرة نقلا عن شرح
الارشاد الشيخ أبو علي طاهر بن الحسن الصوري اه. فظهر من ذلك ان
بعضهم سماه أبو الحسن بن طاهر وبعضهم أبو علي طاهر بن الحسن
والصواب ان اسمه أبو علي الحسن بن طاهر وان ما في غاية المراد من
تسميته أبو الحسن بن طاهر سهو من الناسخ وان تكرر في موضعين فاسقاط
لفظة علي بين أبو والحسن يدل عليه قوله ونص أبو علي على استحبابه فإنه
يدل على وجود لفظة أبو علي قبل ذلك وكذلك نقل غير واحد عن الصوري
انه نص على الاستحباب وهم انما اخذوه من الشهيد فدل على أن
الصوري كنيته أبو علي واسمه الحسن اما حكاية صاحب الرياض انه وجد
الشيخ أبو علي طاهر بن الحسن فهو تحريف فانا لم نجد في نسخة الارشاد
وما حكي عنها مما وصل الينا الا الحسن بن طاهر وفي الجواهر الشيخ أبو
علي الحسن بن طاهر الصوري وفي مفتاح الكرامة الشيخ أبو علي بن
طاهر الصوري وهو لا ينافي كون اسمه الحسن بل يؤيده ولعل لفظة الحسن
سقطت من الناسخ بدليل وجودها في الجواهر وصاحبه انما ينقل عنه.
٢٩٥: السيد أبو محمد الحسن بن طاهر القايني الهاشمي
في الذريعة له الرسالة الباهرة في تفضيل السيدة فاطمة الزهراء
الطاهرة نقل عنها الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب في مناقبه حديث
فطرس الذي لاذ بمهد الحسين ع.
٢٩٦: أبو محمد الحسن بن طاهر المليح بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى
النسابة ابن الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين
الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أمير المدينة
وابن أميرها.
كان حيا سنة ٣٩٧
نسبه
هكذا ساق نسبه صاحب عمدة الطالب الا لفظة المليح فذكرها السيد
محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي في كتابه المشجر
الكشاف لأصول السادة الاشراف المطبوع بمصر وساق نسبه كما في عمدة
الطالب وزاد لفظة المليح وحكى السيد مرتضى الزبيدي صاحب تاج
العروس عن نزهة العيون لأبي الغنائم النسابة أنه قال في نسبه مسلم بن
المليح بدل طاهر وجعل كنيته أبا طاهر كما سيأتي وفي صبح الأعشى سماه
الحسين مصغرا ويظهر من كلامه الآتي انه الحسين بن طاهر بن محمد الملقب
بمسلم بن طاهر بن الحسن بن طاهر بن يحيى وما في العمدة والمشجر أقرب
إلى الصواب لأنهما من أهل هذا الشأن.
أقوال العلماء فيه
وقع في ترجمته في عمدة الطالب والمشجر المطبوعتين بعض الخلل
بسبب تحريف الناسخ وبعد ملاحظة ما فيهما وفي صبح الأعشى أمكننا

(١) في النسخة المطبوعة أبو الحسن بن علي والظاهر أن لفظة ابن زائدة وفي مفتاح الكرامة أبو
الحسين علي بن منصور.
(٢) في النسخة الحلي والظاهر أنه تصحيف. - المؤلف -.
(١٢٥)

معرفة ما هو القريب إلى الصواب.
في عمدة الطالب كان جده مسلم قطن بمصر وذهب ابن ابنه
الحسن بن طاهر إلى المدينة وتأمر بها وكان أبوه طاهر أميرا بالمدينة قد اختص
ابن عمه أبا علي بن طاهر والقى اليه مقاليد امره فلما توفي أبوه طاهر قام أبو
علي مقامه ثم بعد وفاة أبي علي قام مقامه ابناه هانئ ومهنا فامتعض
الحسن بن طاهر بن مسلم من ذلك وفارق الحجاز ولحق بالسلطان محمود بن
سبكتكين بغزنة واتفق ان قدم الباهرتي التاهرتي العلوي رسولا من مصر
واتهم بفساد الاعتقاد لما تحمله من رسالة الإسماعيلي وادعى عليه الحسن بن
طاهر بن مسلم الدعوى الدعوة في النسب فخلي بينه وبينه فقتله بحضور
السلطان ثم طلب تركته فلم يعط منها شيئا اه ومثله في المشجر
الا قوله كان جده مسلم قطن بمصر وذكر بدل قوله واختص ابن عمه أبا
علي بن طاهر واختص ابن عمه أبا علي حسن وهكذا
كانت تراق الدماء بالتهم الباطلة وبشهوات النفوس وبئسما صنع
المترجم فقتل علويا مثله طمعا في ماله فلم يعط منه شيئا فخسر الدنيا
والآخرة وقال السيد محمد مرتضى الزبيدي صاحب تاج العروس فيما علقه
بخطه على نسخة المشجر المذكور التي وجدت بخطه في دار الكتب المصرية حاشية
تعليقا على اسم المترجم ما لفظه: أبو محمد أمير المدينة وابن أميرها قدم
دمشق وهو شاب على الأمير بكحور النائب وكان أبوه إذ ذاك أمير المدينة
فاهدى له شعر رسول الله ص فوصله بأشياء فلما خرج تكلم بعض
الحاضرين كيف يكون هذا شعر رسول الله ص ولعله شعر أهل بيته
فتغير خاطر الأمير على الشريف فتألم لذلك فلما وصل اليه ثانيا قال أشتهي
ان ترد علي هديتي فأحضره فطلب ان تشعل نار على حجر فاحضر فوضع
الشعر وكان اربع عشرة شعرة على ذلك الحجر فلم يحترق فبكى الأمير وقال
يا حيائي من رسول الله ص وبالغ في اكرامه حتى أنه لما ركب مسك بركابه
وقبل رجله هكذا حكاه أبو الغنائم النسابة في نزهة العيون وعنه الذهبي في
مختصر التاريخ ولكنه قال في نسبه مسلم بن المليح بدل طاهر بل جعل كنيته
أبا طاهر فليراجع اه. والضمير في كنيته يحتمل رجوعه للمترجم
وللمليح. وفي صبح الأعشى عند ذكر امراء المدينة: منهم أبو جعفر
عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ومن
ولده جعفر حجة الله ومن ولده الحسن ومن ولد الحسن يحيى النسابة ومن
ولده طاهر بن يحيى ومن ولده الحسن بن طاهر وله من الولد طاهر بن الحسن
وخلف طاهر ابنه محمدا الملقب بمسلم ومن ولد مسلم طاهر أبو الحسين
فلحق طاهر بالمدينة الشريفة فقدمه بنو الحسين على أنفسهم واستقل بإمارتها
سنين وولي بعده ابنه الحسين بن طاهر وكنيته أبو محمد قال العتبي كان
موجودا سنة ٣٩٧ وغلبه على امارتها بنو عم أبيه أبي احمد القاسم بن
عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله وكان لأبي احمد
القاسم من الولد داود. ويكنى أبا هاشم وقال العتبي الذي ولي بعد طاهر بن
مسلم صهره وابن عمه داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر وكناه أبا علي
ثم قال وكان لداود بن القاسم من الولد مهنا وهانئ والحسن قال العتبي
ولي هانئ ومهنا وكان الحسن زاهدا اه. واختلفت كلماتهم هذه أولا
في اسمه فسماه صاحبا العمدة والمشجر الحسن مكبرا وسماه صاحب صبح
الأعشى الحسين مصغرا والظاهر أنه تصحيف فالأولان اعرف بهذا الشأن
ولعل التصحيف من النساخ ثانيا في نسبه فصاحبا العمدة والمشجر قالا
الحسن بن طاهر بن مسلم بن عبيد الله بن طاهر وزاد الثاني وصف طاهر
الأول بالمليح. وأبو الغنائم قال الحسن بن طاهر بن مسلم بن المليح أبي طاهر
ابن يحيى وصاحب صبح الأعشى لم يذكر عبيد الله والد مسلم أصلا وذكر بعد
مسلم طاهر بن الحسن بن طاهر بن يحيى ثالثا أبو علي الذي اختصه
طاهر أبو المترجم ثم ولي بعده ثم ولي ابناه هانئ ومهنا قال صاحب العمدة
انه ابن عمه أبو علي بن طاهر ولم يسمه وصاحب المشجر انه ابن عمه أبو
علي حسن والعتبي انه صهره وابن عمه داود بن القاسم بن عبيد الله بن
طاهر ويفهم من هذا ان أبا علي المذكور في عبارة العمدة هو داود هذا
ولكن صاحب المشجر سماه حسنا رابعا يدل كلام العمدة والمشجر
والعتبي ان الذي ولي بعد طاهر والد المترجم هو ابن عمه داود وان الذي
غلب المترجم على الامارة هما هانئ ومهنا ابنا داود وكلام صبح الأعشى
ان الذي ولي بعد طاهر ابنه المترجم وان الذي غلبه على الامارة أولاد
القاسم لا أولاد داود والله أعلم.
٢٩٧: الحسن بن طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر حجة الله بن عبيد الله
الأعرج بن الحسين الأصغر ابن ابن علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة ٣٢٩.
في صبح الأعشى: كانت الرياسة بالمدينة آخرا لبني الحسين بن علي
منهم أبو جعفر عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين
السبط بن علي بن أبي طالب. ومن ولده الحسن ومن ولد الحسن يحيى
الفقيه النسابة ومن ولده أبو القاسم طاهر بن يحيى ومن ولده الحسن بن
طاهر المترجم رحل إلى الاخشيد بمصر وهو يومئذ ملكها فأقام عنده
واقطعه الاخشيد ما يغل في كل سنة مائة ألف دينار واستقر بمصر.
٢٩٨: الميرزا حسن الطالقاني.
أحد علماء عصر ناصر الدين شاه القاجاري واحد مؤلفي كتاب نامه
دانشوران ناصري.
٢٩٩: الشيخ حسن بن طحال.
في رياض العلماء: من أكابر علمائنا وقد ينقل عن خطه السيد ابن
طاووس في كتاب جمال الأسبوع بعض الأخبار ولعله بعينه ولد الحسين بن
أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي فلاحظ ولم أجده في كتب رجال
الأصحاب اه. والظاهر أنه هو المذكور بعينه فنسب تارة إلى الجد الاعلى
فقيل الحسن بن طحال وحذف بعض أجداده تارة فقيل الحسن بن
الحسين بن طحال كما مر وذكر نسبه تاما فقيل الحسن بن الحسين بن أحمد بن
محمد بن علي بن طحال كما مر أيضا.
٣٠٠: الحسن بن الطيب بن حمزة الشجاعي.
الشجاعي لعله نسبة إلى بني شجاعة بضم الشين بطن من الأزد
كما في القاموس: قال النجاشي: غير خاص في أصحابنا رووا عنه له
كتاب ذوات الأجنحة أخبرنا محمد بن محمد عن الحسن بن داود حدثنا
الحسين بن علان حدثنا العاصمي عنه بهذا الكتاب اه.
(١٢٦)

التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن الطيب برواية
العاصمي عنه.
٣٠١: الحسن بن ظريف بن ناصح.
قال النجاشي: كوفي يكنى أبا محمد. ثقة سكن بغداد وأبوه قبل له
نوادر والرواة عنه كثير أخبرنا إجازة محمد بن محمد عن الحسن بن حمزة
حدثنا ابن بطة عن محمد بن علي اه. وذكره الشيخ في الفهرست فقال
الحسن بن ظريف بن ناصح له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن ظريف وذكر
في رجاله في أصحاب الهادي ع الحسين بن ظريف قال الميرزا
والظاهر أنه الحسن. وفي رجال ابن داود الحسن بن ظريف بن ناصح لم
ست كش كوفي ثقة مصنف سكن بغداد وأبوه قبل اه. ولم إشارة إلى أنه
لم يرو عن أحدهم ع وهو ينافي كونه من أصحاب الهادي
ع الا ان يكون آخر اسمه الحسين وست إشارة إلى الفهرست و
كش إشارة إلى الكشي ولم يذكره الكشي وصوابه النجاشي وهذا من
أغلاط رجال ابن داود الذي قالوا إن فيه أغلاطا والنجاشي وان لم يقل انه
مصنف لكنه قال له نوادر فكان مصنفا وفي المعالم الحسن بن ظريف بن
ناصح له كتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن انه ابن ظريف الثقة
برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه وزاد الكاظمي ورواية محمد بن علي
وعبد الله بن جعفر الحميري عنه اه واما رواية أحمد بن محمد عنه التي
ذكرها بعضهم في مميزاته فأحمد بن محمد هو أحمد بن أبي عبد الله محمد بن
خالد البرقي وعن جامع الرواة انه نقل رواية سعد بن عبد الله وعمران بن
موسى وسهل بن زياد وعلي بن عبدك الكوفي عنه اه.
٣٠٢: الشيخ حسن الظهيري العاملي
له مشاركة في مساجلة شعرية جرت في بعلبك بين عشرة علماء أدباء
تأتي في ترجمة الشيخ حسن بن علي الحانيني. والمسمى بالشيخ حسن من
الظهيريين اثنان الأول والد الشيخ حسين بن الحسن بن يونس بن
يوسف بن محمد بن ظهير الدين بن علي بن زين الدين بن الحسام العاملي
العيناثي وهذا لم نجد له ترجمة الا انه ذكر في سلسلة نسب ولده المذكور و
الثاني حفيده الشيخ حسن بن علي بن حسن بن يونس المترجم في أمل
الآمل ولا يبعد ان يكون هو الثاني ويأتي.
٣٠٣: الحسن بن عاصم.
روى الكليني عن ابنه الحسين عنه عن أبي إبراهيم ع في
باب التمشط من الكافي وعن ابنه الحسين عنه عن أبي عبد الله ع
في باب الكحل من الكافي.
٣٠٤: السيد حسن العاملي العيناثي.
في رياض العلماء كان من المشايخ والعرفاء والعلماء قال السيد
محمد بن محمد الحسيني العاملي العيناثي في كتاب الاثني عشرية في المواعظ
العددية: أخبرني بعض الأصدقاء ممن أثق بقوله ان سيدا من سادات قرية
عيناثا يقال له السيد حسن كان من أهل الكشف والكرامات وربما كان في
زماننا مشهورا في بلادنا وكان كلما عرض لاحد اليه يستشيره فيه فيكتب له
رقعة فيها لفظة ضمير لا يزيد عليها شيئا فيكتب السيد حسن تحت هذا
الضمير نويت على فعل كذا وكذا فإن كان فيه صلاح امره بفعله والا نهاه
عن ذلك وذكر وجه فساده اه. ثم قال صاحب الرياض: صدور هذه
الأمور لغير الأنبياء والأوصياء لا يخلو من إشكال عندي وهذا السيد الراوي
وان كان من الاجلاء لكن له ميل تام إلى كلام الصوفية كما يظهر من كتابه
المذكور وهذا أيضا من ذاك اه.
أقول: علم الغيب ليس لغير الله تعالى ولكن الأنبياء قد أطلعهم الله
تعالى على بعض المغيبات لإظهار المعجزة ولمصالح أخرى وهم قد اطلعوا
أوصياءهم عليها فعلم الغيب هو لله تعالى ولمن اطلعه الله عليه من عباده ولم
يثبت ان الأنبياء وأوصياءهم يعلمون جميع المغيبات بل ثبت خلافة اما من
يدعي الكشف من الصوفية وغيرهم ومن يدعي معرفة الضمير فكلها مخرقة
وحيل على ضعفاء العقول فيتفق ان أحدهم يخبر عن امر غائب فيصادف
وقوعه ويشتهر ذلك عنه خصوصا إذا اخبر به ذا دولة وشوكة فيعتقده وتسأله
الناس عما تريد فيجيب بقرائن الأحوال المستفادة من حالة السائل وبأجوبة
تحتمل وجوها فيصيب اتفاقا وإذا أخطأ التمس الناس له العذر أو تسامحوا
خطائه وقالوا ما أخطأ الا في هذه المرة.
٣٠٥: الشيخ حسن العاملي القزويني.
في اليتيمة الصغرى من علماء النجف.
٣٠٦: الشيخ حسن العاملي المجاور بالحائر.
ذكره الشيخ عبد النبي القزويني صاحب تتميم أمل الآمل الذي
صنفه بأمر شيخه بحر العلوم الطباطبائي فقال: كان فقيها نبيها أصوليا
تشرفت بخدمته في الحائر اه.
٣٠٧: الشيخ بدر الدين حسن العاملي المدرس بالمشهد الرضوي.
كان حيا سنة ١٠٥٦.
كان عالما جليلا مدرسا بالمشهد الرضوي وكان أستاذ الميرزا محمد
مقيم خازن دار الكتب للشاه عباس الصفوي. في الذريعة: التذكارات
لميرزا محمد مقيم كتابدار خازن دار الكتب العباسية للشاه عباس
الصفوي ابن الشاه صفي الذي ملك سنة ١٠٥٢ وتوفي سنة ١٠٧٨ دونها
من سنة ١٠٥٥ إلى سنة ١٠٦١ وأكثرها خطوط علماء ذلك العصر القاطنين
بأصفهان وشيراز وقم ومشهد الرضا وغيرها وقد كتب كل منهم مقدار ورقة
أو أكثر باستدعاء ميرزا محمد مقيم هذا ليكون تذكارا له مصرحين بذلك في
خطوطهم وهم نيف وثلاثون عالما جليلا منهم الشيخ بدر الدين حسن
العاملي المدرس بالمشهد الرضوي وكان أستاذ الميرزا محمد مقيم كتبه له بعد
رجوعه من سفر قندهار وفتحها في مشهد الرضا سنة ١٠٥٦ ثم ذكر جماعة
ممن كتب فيها.
٣٠٨: الحسن بن عباد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع ويدل كلام
الراوندي في الخرايج انه كان كاتب الرضا قال فيه روي عن الحسن بن عباد
وكان كاتب الرضا قال دخلت عليه وقد عزم المأمون بالمسير إلى بغداد
(١٢٧)

فقال يا ابن عباد ما ندخل العراق ولا نراه فبكيت وقلت آيستني ان آتي أهلي
وولدي قال اما أنت فستدخلها وانما عنيت نفسي الحديث.
٣٠٩: الحسن بن عباس بن الحريش الرازي أبو علي أو أبو محمد.
قال النجاشي روى عن أبي جعفر الثاني ع ضعيف جدا له
كتاب ثواب قراءة انا أنزلناه في ليلة القدر وهو كتاب ردئ الحديث مضطرب
الألفاظ أخبرنا إجازة محمد بن علي القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
عن الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه اه. وفي الفهرست
الحسن بن العباس بن الحريش الرازي له كتاب ثواب قراءة انا أنزلناه في
ليلة القدر أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار
عن أحمد بن إسحاق بن سعد عن الحسن بن عباس بن حريش الرازي وقال
الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع الحسن بن عباس بن
حريش الرازي وفي الخلاصة الحسن بن العباس بن الحريش بالحاء المهملة
والراء والياء المثناة تحت والشين المعجمة أبو علي روى عن أبي جعفر الثاني
ع ضعيف جدا وقال ابن الغضائر الحسن بن العباس بن
الحريش الرازي أبو محمد ضعيف جدا روى عن أبي جعفر الثاني ع
فضل انا أنزلناه في ليلة القدر كتابا مصنفا فاسد الألفاظ تشهد مخائله
على أنه موضوع وهذا الرجل لا يلتفت اليه ولا يكتب حديثه اه. وفي
التعليقة فيه ما مر في الفائدة الثانية يعني من عد القدماء ما ليس غلوا من
الغلو وقال جدي المجلسي الأول روى الكتاب الكليني وأكثره من
الدقيق لكنه مشتمل على علوم كثيرة ولما لم يصل اليه افهام بعض رده بأنه
مضطرب الألفاظ والذي يظهر بعد التتبع ان أكثر الأخبار الواردة عن الجواد
والهادي والعسكري ع لا يخلو من اضطراب تقية أو اتقاء لان
أكثرها مكاتبة ويمكن ان تقع في أيدي المخالفين ولما كان أئمتنا أفصح
فصحاء العرب عند الجميع فلو اطلعوا عليها لجزموا بأنها ليست منهم ولذا
لا يسمون غالبا ويعبر عنهم بالرجل والفقيه اه. قال وبالجملة الكليني مع أنه
قال في أو الكافي ما قال لم يذكر في باب شان انا أنزلناه وتفسيرها غير
روايته وكتابه وأيضا رواه محمد بن يحيى ومحمد بن الحسن مع أنه مر عنهما ما
مر في أحمد بن محمد بن خالد ورواه أحمد بن عيسى مع أنه صدر منه ما مر
في احمد وغيره وبالجملة هؤلاء القميون رووا عنه وقد أشرنا إلى الامر في
ذلك في إبراهيم بن هاشم وإسماعيل بن مرار اه. وفي معالم العلماء
الحسن بن العباس بن الحريش الرازي. لم يزد على ذلك وكان قد ذكر قبله
بأربعة وعشرين اسما الحسن بن العباس العريشي له كتاب ومن ذلك يظهر
وقوع الخلل في كلامه فالحسن بن العباس الحريشي صحف أحدهما بالآخر
وهو الحسن بن العباس بن الحريش الرازي على الظاهر وفي لسان الميزان
الحسن بن عباس بن جرير العامري الحريشي الرازي روى عن أبي جعفر
الباقر وعنه أبو عبد الله الرقي وأحمد بن إسحاق بن سعد وسهل بن زياد
ومحمد بن أحمد بن عيسى الأشعري ذكره ابن النجاشي في منصفي الامامية
وقال وهو ضعيف جدا له كتاب في فضل انا أنزلناه في ليلة القدر وهو ردي
الحديث مضطرب الألفاظ لا يوثق
به وقال علي بن الحكم ضعيف لا يوثق بحديثه وقيل إنه كان يصنع الحديث أخ. وفيه اشتباه من وجوه أولا هو
الحسن بن عباس بن الحريش وقد جعله الحسن بن عباس بن جرير العامري
الحريشي ثانيا انه روى عن أبي جعفر الثاني وهو الجواد ولم يرو عن الباقر
ع ثالثا قوله عنه أبو عبد الله الرقي صوابه البرقي ولم نجد
روايته عنه ولا رواية سهل بن زياد رابعا محمد بن أحمد بن عيسى صوابه
أحمد بن محمد بن عيسى.
٣١٠: الحسن بن العباس الحريشي.
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عنه وذكر في موضعين
فيمن لم يرو عنهم ع الحسن بن عباس الحريشي اه. ولولا
كون السابق روى عن الجواد وهذا مذكور فيمن لم يرو عنهم ع
لاحتمل الاتحاد وظاهر النقد الجزم بذلك فقال ذكره الشيخ في الرجال مرة
في باب أصحاب الجواد ومرة في باب من لم يرو عنهم ع اه.
ولئن كان كونه من أصحابه لا يقتضي روايته عنه فالنجاشي صرح بروايته
عن الجواد ع وفي منهج المقال وكيف كان فكلام الشيخ يقتضي
التعدد وفيه تأمل اه. وفي معالم العلماء الحسن بن العباس العريشي له
كتاب هكذا في عدة نسخ منه العريشي بالعين ويظن انه الحريشي هذا
وأبدل العريشي خطا والله أعلم.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن عباس بن
الحريش برواية أحمد بن محمد بن عيسى ثقة ورواية أحمد بن إسحاق بن
سعد عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن يحيى عن أحمد بن
محمد بن عيسى ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل جميعا عنه
عن أبي جعفر الثاني ع مرارا عديدة في الكافي والتهذيب اه.
٣١١: الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين أبي الجن ابن علي بن محمد بن
علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب أبو محمد الحسيني.
توفي بحلب سنة ٤٠٠ ثم حمل إلى دمشق ودفن بها.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق ولي القضاء بدمشق في خلافة الملقب
بالحاكم وكان أصلهم من قم فانتقل أبوه العباس إلى حلب وانتقل هو
واخوانه إلى دمشق ثم ارسله الحاكم رسولا إلى أمير حلب فقال ابن الدويرة
فيه لما قدمها:
رأى الحاكم المنصور غاية رشده * فأرسله للعالمين دليلا
اتى ما اتى الله العلي مكانه * فأرسل من آل الرسول رسولا
ثم إنه مات فرثاه الشعراء وقال فيه الشريف أبو الغنائم عبد الله بن
الحسن النسابة.
فروعك يا شريف شهدن حقا * بان الطاهرين لها أصول
على حال الرسالة في صلاح * فقدت وهكذا فقد الرسول
٣١٢: الحسن بن عباس بن خراش.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وفي منهج
المقال لا يبعد كونه ابن حريش المتقدم اه. بان يكون بالحاء المهملة
وحريش تصغير حراش.
(١٢٨)

٣١٣: الشيخ أبو عبد الله الحسن بن أبي الطيب العباس بن علي بن الحسن
الرستمي الاصفهاني.
في رياض العلماء: كان من مشايخ الشيخ منتجب الدين بن بابويه
ويروي عن أبي الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الزكواني عن أبي بكر
أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ عن محمد بن علي بن دحيم الخ كما يظهر
من سند بعض أحاديث الأربعين للشيخ منتجب الدين المذكور ولكن لم يورد
له ترجمة في كتاب الفهرست ولذلك قد يظن كونه من العامة اه.
٣١٤: الشيخ حسن بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي الربعي النجفي.
كان حيا سنة ١١٠٥.
قال سبطه الشيخ جواد البلاغي النجفي فيما كتبه الينا: كان من
العلماء العاملين الاعلام وقد وجدنا من آثاره الشريفة شرح الصحيفة
السجادية في مجلدين بخطه الشريف شرحا مزجيا ذكر في آخره انه كتبه في
المشهد المقدس الرضوي مبتدئا في غرة جمادى الأولى سنة ١١٠٥ وأتمه في
أواخر رجب من السنة المذكورة وهو شرح جيد يشف عن علم وفضل غزير
وأدب واعتدال سليقة وله كتاب تنقيح المقال في مسائل نفيسة من علمي
الأصول والرجال لم نره ولكن صاحب روضات الجنات ينقل عنه كثيرا
ووجدت له تعليقات رجالية وفقهية على كتاب الاستبصار وفي آخره إجازة
من الشيخ علي بن زين الدين بن محمد بن الحسن صاحب المعالم ابن زين
الدين الشهيد الثاني العاملي المعروف بالشيخ علي الصغير مقابل عمه وأستاذه
الشيخ علي ابن الشيخ محمد صاحب الدر المنثور ابن صاحب المعالم وتاريخ
الإجازة سنة ١١٠٢ كتبها له حين قرأ عليه الاستبصار.
٣١٥: الحسن بن العباس المعروفي
له مكاتبة إلى الرضا ع يرويها عنه إسماعيل بن مراد
مذكورة في باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث من الكافي وهو مجهول.
٣١٦: السيد حسن ابن السيد عبد الحسين الحسيني النجفي الشهير بالطالقاني.
كان حيا سنة ١١١٦.
عالم فاضل فقيه كامل ورع تقي صالح من تلاميذ الشيخ الفقيه
الشيخ قاسم بن محمد بن جواد الشهير بابن الوندي الكاظمي يروي عنه
إجازة ابن أخيه السيد منصور ابن السيد محمد الطالقاني قال في اجازته له انه
يروي عن شيخه الشيخ قاسم المذكور عن السيد نور الدين علي عن أخيه
السيد محمد صاحب المدارك وتاريخ الإجازة يوم ٢٤ صفر سنة ١١١٦.
٣١٧: الحسن بن عبد الحميد الكوفي عن أبيه.
في لسان الميزان لا يدري من هو روى عنه محمد بن بكير حديثا
موضوعا في ذكر علي اه.
٣١٨: الحسن بن عبد الرحمن
عن جامع الرواة انه نقل رواية سلمة بن الخطاب في الكافي عن
الحسن بن عبد الرحمن تارة وعن الحسين بن عبد الرحمن أخرى عن علي بن
أبي حمزة عن أبي بصير واستظهر كون الحسين بن عبد الرحمن سهوا لعدم
وجوده في كتب الرجال اه. ويحتمل كونه أحد الآتيين لاتحاد الطبقة.
٣١٩: الحسن بن عبد الرحمن. الأنصاري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٣٢٠: الحسن بن عبد الرحمن الحماني.
روى الكليني في الكافي في باب النهي عن القول بالجسم والصورة عن
محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن الحماني
عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع ولا ذكر له في كتب الرجال.
٣٢١: القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي.
توفي حدود سنة ٣٦٠.
والرامهرمزي بالراء والألف والميم المفتوحة والهاء المضمومة والراء
الساكنة والميم المضمومة والزاي في أنساب السمعاني هذه النسبة إلى رامهرمز
وهي احدى كور الأهواز من بلاد خوزستان.
أقوال العلماء فيه
في فهرست ابن النديم ابن خلاد الرامهرمزي وهو أبو محمد
الحسن بن عبد الرحمن القاضي حسن التاليف مليح التصنيف يسلك طريقة
الجاحظ قال لي ابن سوار الكاتب انه شاعر وقد كان سمع الحديث ورواه
اه. وفي انساب السمعاني القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن
خلاد الرامهرمزي كان فاضلا مكثرا من الحديث ولي القضاء ببلاد الخوز
ورحل قبل التسعين ومائتين وكتب عن جماعة من أهل شيراز ذكره أبو
عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس وقال بلغني
انه عاش برامهرمز إلى قرب الستين والثلاثمائة اه. وذكره ياقوت في
معجم الأدباء ونقل ترجمته عن محمد بن إسحاق النديم ثم قال وكان
القاضي الخلادي من أقران القاضي التنوخي وقد مدح عضد الدولة أبا
شجاع بمدائح وبينه وبين الوزير المهلبي وأبي الفضل بن العميد مكاتبات
ومجاوبات ثم قال فيما حكاه عن زيادة تاريخ السلامي الآتي إليها الإشارة
قال وكان أبو محمد الخلادي ملازما لمنزله قليل البروز لحاجته وقيل له في
ذلك فروى عن أبي الدرداء نعم صومعة الرجل بيته يكف فيه سمعه وبصره
وروى عن ابن سيرين أنه قال العزلة عبادة وقال خلاؤك اقنى لحيائك وقال
عز الرجل في استغنائه عن الناس والوحدة خير من جليس السوء وانشد
لابن قيس الرقيات:
اهرب بنفسك واستأنس بوحدتها * تلق السعود إذا ما كنت منفردا
ليت السباع لنا كانت معاشرة * واننا لا نرى ممن نرى أحدا
ان السباع لتهدا في مرابضها * والناس ليس بهاد شرهم ابدا
وهذا قبل ان يصير إلى ابن العميد وفي اليتيمة للثعالبي:
ابن خلاد القاضي الرامهرمزي هو أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد
من أنياب
الكلام وفرسان الأدب وأعيان الفضل وأفراد الدهر وجملة القضاة الموسومين
بمداخلة الوزراء والرؤساء وكان مختصا بابن العميد تجمعهما كلمة الأدب
ولحمة العلم وتجري بينهما مكاتبات بالنثر والنظم وهكذا كانت حاله مع
الوزير المهلبي اه.
(١٢٩)

المكاتبة بينه وبين الوزير المهلبي.
في معجم الأدباء بينه وبين الوزير المهلبي مكاتبات ومجاوبات منها ما
نقلته من مزيد التاريخ لأبي الحسن محمد بن سليمان بن محمد الذي زاده
على تاريخ السلامي في ولاة خراسان قال حدثني عبد الله بن إبراهيم قال لما
استوزر أبو محمد المهلبي كتب اليه أبو محمد الخلادي في التهنئة: بسم الله
الرحمن الرحيم الحمد لله مانح الجزيل ومعود الجميل ذي المن والبلاء
الجسيم:
الآن حين تعاطى القوس باريها * وابصر السمت في الظلماء ساريها
الآن عاد إلى الدنيا مهلبها * سيف الخلافة بل مصباح داجيها
أضحى الوزارة تزهى في مواكبها * زهو الرياض إذا جادت غواديها
تاهت علينا بميمون نقيبته * قلت لمقداره الدنيا وما فيها
موفق الرأي مقرون بغرته * نجم السعادة يرعاها ويحميها
معز دولتها هنئتها فلقد * أيدتها بوثيق من رواسيها
تهنئة مثلي من أولياء الوزير أطال الله بقاءه. الدعاء وأفضله ما صدر
عن نية لا يرتاب بها ولا يخشى مذقها وكان غيب صاحبه أفضل من مشهده
فهنا الله الوزير كرامته وأحلى له ثمرة ما منحه واحمد بدأه وعاقبته ومفتتحه
وخاتمته حتى تتصل المواهب عنده اتصالا في مستقبله ومستأنفه يوفي على
متقدمه بمنه. وكتابي هذا أيد الله الوزير من المنزل برامهرمز وانا عقيب علة
ومحنة ولولا ذلك لم أتأخر عن حضرته اجلها الله مهنئا ومسلما فان رأى
الوزير شرفني بجواب هذا الكتاب فكتب اليه المهلبي جوابه بسم الله
الرحمن الرحيم وصل كتابك يا أخي أطال الله بقاءك وادام عزك وتأييدك
ونعماءك المتضمن نفيس الجواهر من بحار الخواطر الحاوي ثمار الصفاء من
منبت الوفاء وفهمته ووقع ما أهديته من نظم ونثر وخطاب وشعر موقع
الري من ذي الغلة والشفاء من ذي العلة والفوز من ذي الخيبة والأوب من
ذي الغيبة وما ضاءت بي حال الا وأنت الأولى بسرورها والاغبط بحبورها
إذ كنت شريك النفس في السراء ومواسيها في الضراء. وتكلفت الإجابة
عما نظمت على كثرة من الشغل الا عنك وزهد في المطاولة الا فيك والعذر
في تقصيرها عن الغاية واضح ودليل العجلة فيها لائح وأنت بمواصلتي
بكتبك وأخبارك وأوطارك مسؤول.
والجري على عادتك المأثورة وسيرتك المشكورة مأمول. وانا والله على
أفضل عهدك وأحسن ظنك وأوكد ثقتك ومشتاق إليك:
مواهب الله عندي لا يوازيها * سعي ومجهود وسعي لا يدانيها
لكن أقصى المدى شكري لأنعمه * وتلك أفضل قربى عند مؤتيها
والله اسال توفيقا لطاعته * حتى يوافق فعلي امره فيها
وقد أتتني ابيات مهذبة * ظريفة جزلة رقت حواشيها
ضمنتها حسن أوصاف وتهنئة * أنت المهنى بباديها وتاليها
ودعوة صدرت عن نية خلصت * لا شك فيها أجاب الله داعيها
وأنت أوثق موثوق بنيته * وأقرب الناس من حال نرجيها
فثق بنيل المنى في كل منزلة * أصبحت تعمرها عندي وتبنيها
واقتصر صاحب اليتيمة عند ذكر هذه المكاتبة على ذكر الشعر فقط
خطابا جوابا.
المكاتبة بينه وبين أبي الفضل محمد بن الحسين بن العميد
ذكر صاحب اليتيمة في ترجمة ابن العميد جماعة قال إن كلا منهم كان
يختص بابن العميد ويداخله وينادمه حاضرا ويكاتبه ويجاوبه ويهاديه نثرا
ونظما وعد منهم ابن خلاد القاضي ثم قال: وما اخرج من المكاتبات
بالشعر التي دارت بينه وبين ابن خلاد القاضي اهدى ابن خلاد إلى ابن
العميد شيئا من الأطعمة و كتب اليه في وصفها وابن العميد إذ ذاك في عقب
مرض عرض له فكتب إلى ابن خلاد قصيدة أولها:
قل لابن خلاد المفضي إلى امد * في الفضل برز فيه اي تبرير
يفدي اهتزازك للعلياء كل فتى * مؤخر عن مدى الغايات محجوز
ما ذا أردت إلى منهوض نائبة * مدفع عن حمى اللذات ملهوز
هززت بالوصف في احشائه قرما * ما زال يهتز في فيها غير مهزوز
لم يترك فيه فحوى ما وصفت له * من الأطايب عضوا غير محفوز
أهديت نبرمة أهدت لآكلها * كرب المطامير في آب وتموز
قال الثعالبي: نبرمة هكذا في النسخة ولست أعرفها وأظن أنها شئ
يجمع من الحبوب ويدق ويعجن بحلاوة:
ما كنت لولا فساد الحس تأمل في * جنس من السمن في دودشاب شهريز
هل غير شتى حبوب قد تعاورها * جيش المهاريس أو نخر المناخير
رمت الحلاوة فيها ثم جئت بها * تحذي اللسان بطعم جد ممزوز
لو ساعدتك بنو حواء قاطبة * عليه ما كان فيهم غير ملموز
أوقعت للشعر في أوصافها شغلا * بين القصائد تروى والأراجيز
لا احمد المرء أقصى ما يجود به * إذا عصرناه أصناف الشواريز
ما متعة العين من خد تورده * يزهى عليك بخال فيه مركوز
مستغرب الحسن في توشيع وجنته * بدائع بين تسهيم وتطريز
يوفي على القمر الموفي إذا اتصلت * يسراه بالكاس أو يمناه بالكوز
أشهى إليك من الشيراز قد وضحت * في صحن وجنتها خيلان شونيز
وقد جرى الزيت في مثنى أسرتها * فضارعت فضة تغلي بابريز
ماذا السماح بتقريظ وتزكية * وقد بخلت بمذخور ومكنوز
ومنها:
لا غرو ان لم ترح للجود راحته * فالبخل مستحسن في شيمة الخوزي
قال الثعلبي هكذا في النسخة وأظن أنه لم ترح للجود رائحة فاجابه
ابن خلاد بقصيدة منها:
يا أيها السيد السامي بدوحته * تاج الأكاسر من كسرى وفيروز
اتى قريضك يزهى في محاسنه * زهو الربى باشرت أنفاس نيروز
يا حسنه لو كفينا حين يبهجنا * خطب النبارم فيه والشواريز
أقررت بالعجز والألباب قد حكمت * به علي فقدك اليوم تعجيزي
جوز قريضي في بحر القريض فكم * من قائل عد قوالا بتجويز
ان عدت في حلبة تجري بها طمعا * اني لأشجع من عمرو بن جرموز
انا لمن معشر حطوا رحالهم * لما استبيروا على اسطمة الخوز
لا تعرف الكشم والطرذين يوم قرى * ولا الغبوق على لحم وخاميز
واهدى ابن خلاد اليه كتابا في الأطعمة وابن العميد ناقة من علة
كانت به فكتب إلى ابن خلاد قصيدة منها:
(١٣٠)

فهمت كتابك في الأطعمة * وما كان نولي ان افهمه
فكم هاج من قرم ساكن * وأوضح من شهوة مبهمه
وارث في كبدي غلة * من الجوع نيرانها مضرمه
فكيف عمدت به ناقها * جوانحه للطوى مسلمه
خفوق الحشى ان تصخ تستمع * من الجوع في صدره همهمه
تتيح له شرها موجعا * وتغري به نهمة مؤلمه
فأين الإخاء وما يقتضيه * منك بأسبابنا المبرمة
وأين تكرمك المستفيض * فينا إذا غاضت المكرمة
وهلا أضفت إلى ما وصفت * شيئا نهش لان نطعمه
يمد الصديق اليه يدا * إذا ما رآه ويشجي فمه
وأين شواريزك المرتضاة * إذا ما تفاضلت الأطعمة
وأين كواميخك المجتباة * دون الأطايب بالتكرمة
وهل أنت راض بقولي إذا * ذكرت دعوه فما ألأمه
إذا المرء أكرم شيرازه * فلا أكرم الله من أكرمه
وكيف ارتقابي بقيا امرئ * إذا ليم أعتب بالنبرمه
فإن كان يجزيك نعت الطعام * إذا الجوع ناب أذاه فمه
إذا جعت فاعمد لمسموطة * بجوذابة الموز مستفرمه
متى قستها بالمنى جاءتا * سواء كما جاءت الابلمه
وبز السراييل عن أفرخ * تخال بها فلذ الاسنمه
تهب النفوس إلى نيئها * كان النفوس بها مغرمه
فلا الفم ان ذاقه مجه * ولا الطبع ان زاره استوخمه
ودونك وسطا أجاد الصناع * تلفيق شطريه بالهندمه
وعالى على دفه هيدبا * كثيفا كما تحمل المقرمه
سدي من تتائف نيرت بهن * فأضحت نسائجها ملحمه
فمن صدر فائقة قد ثوت * ومن عجز ناهضة ملقمه
ودنر بالجوز اجوازه * ودرهم باللوز ما درهمه
وقاني بزيتونها والجبن * صفائح من بيضة مدعمه
فمن أسطر فيه مشكولة * ومن أسطر كتبت معجمه
وفوف بالبقل اعطافه * فوافى كحاشية معلمه
موشى تخال به مطرفا * بديع التفاويف والنمنمه
إذا ضاحكتك تباشيره * أضاءت له المعدة المظلمة
وهاك خبيصا إذا ما اقترحت * على العبد انعامه انعمه
إذا سار في ثغرة سدها * أو انساب في خلل لأمه
فان شئت فأخل به مفردا * وان شئت فادع اليه لمه
وإياك تهدم ما قد بناه * هدما وتنقض ما أبرمه
فإن لم تجد ذاك يجدي عليك * إذا ما سغبت فقل لي لمه
تعد من الجود وصف الطعام * ولست تقول بان تطعمه
وتحظر ما قد أحل الإله * ضرارا وتطلق ما حرمه
فهل نزلت في الذي قد شرعت * على أحد آية محكمه
وهل سنة فيه ما ثورة * رواها لأشياخهم علقمة
وقلت تواصوا بصبر جميل * فأين ذهبت عن المرحمه
ومن عجب حاكم ظالم * يرجى ليحكم في مظلمه
فاجابه ابن خلاد بقصيدة منها:
هلم الصحيفة والمقلمه * وادن المحيبرة المفعمه
لأكتب ما جاش في خاطري * فقد عظم الخوض في النبرمه
وعجل علي بهذي وذي * فاني من الخوض في ملحمه
الا حبذا ثم يا حبذا * كتابي المصنف في الأطعمة
كفانا به الله ما راعنا * بعلة سيدنا المؤلمة
أطاب الحديث له في الطعام * ففتق شهوته المبهمة
وعاد بأوصافه للغداء * وطاب لنا شكر من سلمه
ومن يشكر الله يعطى المزيد * كما قال الأعمش عن خيثمة
ايا ذا الندى والحجى والعلا * ومن أوجب الدين ان نعظمه
لئن كان نبرمتي أفسدت * ولم تأت صنعتها محكمه
فسوف يزورك شيرازنا * فنقسم بالله ان تكرمه
يميس بشونيزة كالعروس * تخطر في الحلة المسهمه
وبيطلة وسط مسموطة * وجواذبه عندها محكمه
ويزهى الخوان بتقديمه * عليه ويحمد من قدمه
ويرمز اخواننا دونه * كان تحاورهم زمزمه
وفي معجم الأدباء في ترجمة الخلادي عن زيادة تاريخ السلامي المار
إليها الإشارة كتب أبو الفضل محمد بن الحسين بن العميد إلى القاضي أبي
محمد الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم أيها القاضي الفاضل أطال الله
بقاءك وادام عزك ونعماءك من أسر داءه وستر ظماءه بعد عليه ان يبل من
غلته وقد غمرني منذ قرأت كتابك إلى الشريف أيده الله شوق استجذب
نفسي واستفزها ومد جوانحي وهزها ولا شفاء الا قربك ومجالستك ولا
دواء الا طلعتك ومؤانستك ولا وصول إلى ذلك الا بزيارتك
واستزارتك فان رأيت أن تؤثر أخفهما عليك وتعلمني آثرهما لديك وتقدم ما ألبسته في
ذلك فعلت فاني أراعيه أشد المراعاة وأتطلعه في كل الأوقات واعد على
الفوز به الساعات. فاجابه الخلادي: بسم الله الرحمن الرحيم قرأت
التوقيع أطال الله بقاء الأستاذ الرئيس فشحذ الفطنة وآنس الوحدة والبس
العزة وأفاد البهجة وقلت كما قال رؤبة لما استزاره أبو مسلم صاحب
الدعوة:
لبيك إذ دعوتني لبيكا * أحمد ربي سابقا اليكا
فاما الإجابة عن أفصح بيان خط بأكرم بنان وأوضح للزهر المؤنق
مالك لرقاب المنطق فما انا منها بقريب وهيهات انى لي التناوش من مكان
بعيد لكني على الأثر ولا أتأخر عن الوقت المنتظر إن شاء الله تعالى.
قال ثم صار الخلادي إلى أبي الفضل بن العميد فلما فتشه شاهد منه
علما غزيرا وقبس أدبا كثيرا وقال الخلادي ان أعجب الأستاذ معرفتي
صحبته وتعلقت به وأقمت عنده وبين يديه وكتب الخلادي إلى منزله
برامهرمز: بسم الله الرحمن الرحيم وردت من الأستاذ على ضياء باهر
وربيع زاهر ومجلس قد استغرق جميع المحاسن وحف بالأشراف والأكارم
وجلساء أقران اعداد عام كأنهم نجوم السماء من طالبي رخو المعاطف
وصلب المكاسر جامع إلى شرف الحسب دينا وظرفا والى كرم المحتد حرمة
وفضلا وكاتب حصيف وشاعر مفلق وسمير آنق وفقيه جدل وشجاع بطل:
كرام المساعي لا يخاف جليسهم * إذا نطق العوراء غرب لسان
إذا حدثوا لم تخش سوء استماعهم * وان حدثوا أدوا بحسن بيان
ووضعنا الزيارة حيث لا يزري بنا كرم المزور ولا يعاب الزور يجد
الأستاذ عندي كل يوم مكرمة وميرة تطويان مسافة الرجاء وتتجاوزان غايات
(١٣١)

الشكر والثناء والبشر والدعاء فزاد الله في تبصيره حقوق زواره وتيسيري
لشكر مباره.
تشيعه
يمكن ان يستفاد تشييعه من تأليفه كتاب الريحانتين الحسن والحسين
ع كما يأتي عند ذكر مؤلفاته ويمكن تأييده باختصاصه بابن
العميد كما مر عن اليتيمة وان علله بأنه تجري بينهما كلمة الأدب ولحمة
العلم فان الظاهر أنها تجمعهما أيضا لحمة المذهب وباختصاصه بالوزير
المهلبي وباتصاله بعضد الدولة. مؤلفاته
ذكرها ابن النديم ونقلها ياقوت عن ابن النديم لكنه وقع بينهما
اختلاف قال ابن النديم: له من الكتب ١ ربيع المقيم في اخبار
العشاق ٢ الفلك في مختار الاخبار والاشعار ٣ مثال النبي ص ٤
كتاب الرجحان بين الحسن والحسين عليهما وعلى أهلهما السلام هكذا في
نسخة الفهرست المطبوعة وفي معجم الأدباء نقلا عن الفهرست كتاب
الريحانتين الحسن والحسين ولا شك ان أحدهما تصحيف الآخر فصحف
الريحانتين بالرجحان والظاهر أن الصواب ما في المعجم فان الرجحان بين
الحسنين ان فرض حصوله فالتأليف فيه بارد والله أعلم ٥ امام التنزيل
في علم القرآن ٦ النوادر والشوارد ٧ أدب الناطق ٨ الرتي
الرثاء والتعازي ٩ رسالة السفر ١٠ كتاب الشيب والشباب
١١ أدب الموائد ١٢ المناهل والأعطان والحنين إلى الأوطان. وكتاب
الشيب والشباب وأدب الموائد لم يذكرهما ياقوت وذكر بدلهما ١٣ مباسطة
الوزراء ١٤ الفاصل بين الراوي والواعي مع أنه ينقل عن ابن النديم.
أشعاره
مر جملة منها في مكاتباته مع ابن العبد والوزير المهلبي ومن شعره قوله
في عضد الدولة البويهي من قصيدة كما في اليتيمة:
جادت عراصك مزنة يا دار * وكساك بعد قطينك النوار
فلكم أرقت بعقويتك صبابة * ماء المدامع والجوانح نار
ولقد أديل من الجهالة والصبا * زمن على زنة العقول عيار
يقول في مديحها:
كر الفرار بيمنه وسعوده * فعلت به لذوي الحجى أقدار
عمرت من الأدب الفقيد دياره * ودنا من الكرم البعيد مزار
والفقه والنظر المعظم شانه * ظهرا وناضل عنهما أنصار
عادت إلى الدنيا بنوها واغتدت * تبني القوافي يعرب ونزار
وسمت إلى فصل الخطاب وأهله * والقائلين بفضله ابصار
آب الحصين وعنتر ومهلهل * والاعشيان واقبل المرار
والنابغان وجرول ومرقش * وكثير ومزرد وضرار
وسما جرير والفرزدق والذي * يعزى الصليب اليه والزنار
وغدا حبيب والوليد ومسلم * والآخرون يقودهم بشار
واتى الخليل وسيبويه ومعمر * والأصمعي ولم يغب عمار
نشرت بفنا خسرو أربابها * كالأرض ناشرة لها الأمطار
أحيا الأمين أبو شجاع ذكرهم * فنما القريظ وعاشت الاشعار
قال الثعالبي: ومن ملح ابن * خلاد قوله في نفسه:
قل لابن خلاد إذا جئته * مستندا في المسجد الجامع
هذا زمان ليس يحظى به * حدثنا الأعمش عن نافع
وقوله وقد طولب بالخراج:
يا أيها المكثر فينا الزمجره * ناموسه دفتره والمحبره
قد أبطل الديوان كتب السحرة * والجامعين وكتاب الجمهره
هيهات لن يعبر تلك القنطرة * نحو الكسائي وشعر عنترة
ودغفل وابن لسان الحمرة * ليس سوى المنقوشة المدوره
وقوله:
غناء قليل ما لك ومحمد * إذا اختلفت سمر القنا في المعارك
تجمل بمال واغد غير مذمم * بمشراط حجام ومنوال حائك
ومن شعره في الغزل قوله:
يا من لصب قلق * بات يراعي الفلكا
جار له مسلط * يجور فيمن ملكا
يهزؤ من عاشقه * يضحك منه ان بكى
رثاؤه
في اليتيمة: لما توفي ابن خلاد رثاه صديق له بقصيدة في نهاية الحسن
أولها:
همم النفوس قصارهن هموم * وسرور أبناء الزمان غموم
وسعادة الإنسان رهن شقاوة * يوما وطالع يمنه مشئوم
ومغبة الدنيا على استحلالها * مر وعقد وفائها مذموم
وسنيحها برح وخصب ربيعها * جدب وناصع عيشها مسموم
لا سعدها يبقى ولا لاواؤها * يفنى ولا فيها النعيم مقيم
محسودها مرحومها ورئيسها * مرؤوسها و وجودها معدوم
وبقاؤها سبب الفناء ووعدها * ايعادها وودادها مصروم
اما الصحيح فإنه من خوف ما * يعتاده من سقمه لسقيم
وسليمها طي السلامة دائبا * يرنو إلى الآفات وهو سليم
وغنيها حذر الحوادث والردى * في ظل اكناف اليسار عديم
سيان في حكم الحمام وريبه * عند التناهي جاهل وعليم
اودى ابن خلاد قريع زمانه * بحر العلوم وروضها المرهوم
لو كان يعرف فضله صرف الردى * لانحاز عنه ونابه مثلوم
عظمت فوائد علمه في دهره * فمصابه في العالمين عظيم
إقليم بابل لم يكن الا به * فاليوم ليس لبابل إقليم
انى اهتدى ريب المنون لسائر * فوق النجوم محله المرسوم
ظلم الزمان فبز عنه كماله * ومن العجائب ظالم مظلوم
لا تعجبن من الزمان وغدره * فحديث غدرات الزمان قديم
لو كان ينجو ماجد لتقية * نجى ابن خلاد التقى والخيم
لكنه امر الاله وحكمه * وقضاؤه في خلقه المحتوم
روض من الآداب غض زهره * ركد الهجير عليه فهو هشيم

(١) في الفهرست العلل وفي المعجم نقلا عن الفهرست الفلك ولا شك ان أحدهما تصحيف
الآخر ولا يبعد ان يكون الصواب الفلك لمناسبة موضوع الكتاب.
(١٣٢)

وحديقة لما تزل ثمراتها * تحف الملوك أصابهن سموم
شمامة الوزراء حلو حديثه * تحف لهم دون النديم نديم
ريحانة الكتب من ألفاظه * يتعلم المنثور والمنظوم
اما العزاء فما يحل بساحتي * والصبر عنك كما علمت ذميم
وإذا أردت تسليا فكأنني * فيما أردت من السلو مليم
فعليك ما غنى الحمام تحية * ومع التحية نضرة ونعيم
٣٢٢: الحسن بن عبد الرحمن الرؤاسي.
عن جامع الرواة انه نقل رواية جعفر بن محمد بن مالك عن
الحسن بن عبد الرحمن الرؤاسي عمن حدثه عن بشير الدهان عن أبي
عبد الله ع في باب فضل الغسل من التهذيب اه.
٣٢٣: الحسن بن عبد الرحمن الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويظن كونه
ابن عبد الرحمن الأنصاري الكوفي السابق.
٣٢٤: الميرزا حسن القمي ابن المولى عبد الرزاق بن علي بن الحسين اللاهجي
الجيلاني الأصل ثم القمي المولد والمسكن.
توفي سنة ١١٢١ في قم ودفن في مقبرة الشيوخ.
كان عالما فاضلا متكلما حكيما وفي رياض العلماء عالم حكيم صوفي
من المعاصرين قرأ على والده ببلدة قم اه. وأبوه صاحب الشوارق.
مؤلفاته
١ رسالة في الألفة أو ألفة الفرقة في الكلام واختيار ما هو أحسن
الأقوال من أقاويل الحكماء والمتكلمين ٢ جمال الصالحين أو السالكين
فارسي في فضل الآداب والاعمال ومحاسن الاخلاق والافعال من العبادات والعادات
واعمال السنة والآداب المستحسنة كذا في الذريعة وقال إنه مرتب
على مقدمة واثني عشر بابا وعدها وبعضهم قال إنه في الأدعية وفي الرياض
انه في اعمال السنة بالفارسية معروف ٣ مختصر جمال الصالحين ٤
شمع اليقين في معرفة الحق واليقين فارسي في أصول الدين بسط الكلام فيه
في الإمامة مطبوع ٥ زواهر الحكم يبحث فيه في علم الحكمة وحقيقة
النفس وفي أصول الدين رأينا منه نسخة مخطوطة قد ذهب أولها وآخرها في
طهران في مكتبة شريعتمدار الرشتي ٦ مصابيح الهدى ومفاتيح المنى في
الحكمة ٧ روائع الكلم وبدائع الحكم ٨ آيينه حكمت مرآة
الحكمة ٩ جواب الاعتراض على اقدام الحسين ع على
الشهادة مع عدم الأنصار كتبه سنة ١٠٩٥ ١٠ تزكية الصحبة أو تأليف
المحبة ذكره في الرياض ١١ ترجمة رسالة كشف الريبة عن احكام الغيبة
للشهيد الثاني إلى الفارسية وقد لخصها ثم زاد عليها بعض التحقيقات
١٢ رسالة مشتملة على بعض مسائل الغيبة ١٣ اثبات الرجعة
١٤ ابطال التناسخ بثلاثة براهين ١٥ أصول الدين فارسي ١٦
التقية.
٣٢٥: السيد حسن بن عبد الرسول بن الحسن الحسيني الزنوري الخوئي.
ولد بخوي سنة ١١٧٢ وكان حيا إلى ما بعد سنة ١٢٠٥.
كان عالما فاضلا مؤلفا ترجم نفسه في كتابه بحر العلوم كما نقل عنه
فقال إنه ولد بخوي سنة ١١٧٢ وقرأ أولا على المولى محمد شفيع والد
هخوارقاني التبريزي ثم قرأ خمس سنين عند الشيخ عبد النبي الطسوجي
وفي سنة ١١٩٥ هاجر إلى العتبات وقرأ على الوحيد البهبهاني والسيد ميرزا
مهدي الشهرستاني والسيد علي صاحب الرياض وفي سنة ١٢٠٣ تشرف
بالمشهد الرضوي وقرأ سنتين على الميرزا مهدي الشهيد وفي سنة ١٢٠٥
ذهب إلى أصفهان وبقي بها برهة وبعدها عاد إلى بلدة خوي واشتغل
بتأليف كتاب بحر العلوم بالتماس حسين قلي خان الدنبلي له من المؤلفات
١ بحر العلوم فارسي ملمع كبير في سبعة مجلدات فيها من فوائد كل
علم بغير ترتيب نظير الكشكول ألفه بالتماس حسين قلي خان الدنبلي كما
مر. في الذريعة عن المولى علي المحدث الواعظ التبريزي الشهير بخياباني
انه أفيد كتاب رآه ٢ رياض الجنة في ثمانية مجلدات مشحون بالفوائد
التاريخية وغيرها.
٣٢٦: الحسن بن عبد السلام.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري إجازة أجازها له على يد إسماعيل بن يحيى العبسي وكان يروي
عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ونظرائهما كتب القميين
اه. وفي التعليقة كونه شيخ الإجازة يشير إلى الوثاقة وروايته عن الأجلة
يشير إلى القوة.
٣٢٧: الحسن بن عبد الصمد بن محمد بن عبد عبيد الله الأشعري.
قال النجاشي شيخ ثقة من أصحابنا القميين روى أبوه عن حنان عن
أبي عبد الله ع له كتاب نوادر اه. وفي بعض النسخ الحسين
والذي في أكثرها الحسن.
٣٢٨: الشيخ أبو سعيد الحسن بن عبد العزيز بن الحسين القمي.
قال منتجب الدين بن بابويه في الفهرس فقيه صالح.
٣٢٩: الشيخ أبو محمد الحسن بن عبد العزيز بن محسن الجيهاني العدل بالقاهرة.
في فهرس منتجب الدين بن بابويه: فقيه قرأ على الشيخ الموفق أبي
جعفر الطوسي والشيخ ابن البراج رحمهم الله اه.
٣٣٠: الشيخ حسن بن عبد علي النجفي.
من علماء النجف في عصر صاحب اليتيمة الصغرى القريب من
عصرنا سكن طويريج.
٣٣١: الحسن بن عبد الكريم البحراني.
ذكره الشيخ سليمان بن عبد الله بن علي بن الحسن أحمد بن يوسف
ابن عمار الماحوزي البحراني في رسالته في تاريخ علماء البحرين التي ترجم
فيها نيفا وثلاثين رجلا أحدهم المترجم فعلم من ذلك أنه من علماء البحرين
ولا نعلم من حاله شيئا سوى ذلك.
٣٣٢: الشيخ حسن بن عبد الكريم بن الحسن بن
عبد الكريم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد الكرجي القزويني.
توفي شهيدا سنة ٥٥٩.
(١٣٣)

يفهم من كتاب شهداء الفضيلة انه من بيت فضل وسؤدد وانه هاجر
في شبابه من قزوين إلى همذان لطلب العلم فقتل في فتنة وقعت بهمذان سنة
٥٥٩ وقال أخذنا تاريخ شهادته من ضيافة الاخوان اه. وهو اسم كتاب في
علماء قزوين وان جده الحسن وأبا جده عبد الكريم كلهم مضوا شهداء.
٣٣٣: الشيخ حسن بن عبد الكريم بن الحسن المعروف بأبي زرعة بن علي بن
إبراهيم بن علي بن أحمد الكرجي القزويني.
قتل بأبهر سنة ٥٢٩.
هو جد الحسن بن عبد الكريم المتقدم وقال صاحب شهداء
الفضيلة انه من الطائفة المعروفة بالكرجية ووصفه بالمحدث الجليل وقال
حديث علمه قديم ونبا فضله القديم بين أبناء الفضل في كل قرن حديث
ثم بالغ في الثناء عليه بالمحاسن الجمة والعلم والفضل وقال إنه من أعيان
الفرقة الناجية وأعاظم الأصحاب مات شهيد الاباء والشهامة قتله الملاحدة
بأبهر سنة ٥٢٩ كذا ذكر تاريخ شهادته في ضيافة الاخوان اه. وضيافة
الاخوان اسم كتاب في ترجمة علماء قزوين ولعل جميع ما ذكره في حقه منقول
منه ولا نعلم من أحواله شيئا ولا رأينا من ذكره غيره ولكننا قد نشك في
انطباق ما ذكر من الصفات عليه مثل من أعيان الفرقة الناجية وأعاظم
الأصحاب فإنه ممن يوصف به مثل المفيد والمرتضى والطوسي وأمثالهم
ونقول ذلك لما رأيناه من كثير من المترجمين انهم يكيلون الثناء ويطلقون
الأوصاف جزافا.
٣٣٤: الشيخ جمال الدين حسن بن عبد الكريم الشهير بالفتال خادم الروضة
الشريفة الغروية.
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن عبد الكريم.
٣٣٥: الحسن من آل عبد الكريم المخزومي.
كان حيا سنة ٧٧٢ كما يفهم من قوله في قصيدته الآتية:
لسبع مئين بعد سبعين حجة * وتنتين ايضاح لها ودليل
ولا يبعد كونه حليا لمعارضته قصيدة الشهيفيني الحلي كما ستعرف له
قصيدة يمدح بها النبي والوصي ويرثي الحسين ص وظن
صاحب الطليعة انه للحسن بن راشد الحلي فأوردها في ترجمته وقال إنه
عارض بها الشهيفيني والذي رأيناه في مجموعة الفاضل الشيخ محمد رضا
الشبيبي التي نسخت له انها وجدت في مجموعة عراقية فيها شعر جماعة من
شعراء الشيعة وهي قصيدة طويلة في المجموعة نسبتها إلى الحسن المخزومي
من آل عبد الكريم وانه نظمها سنة ٧٧٢ احتمل الناسخ ان يكون المراد به
الحسن بن راشد ولكن نسبتها إلى الحسن بن راشد لا وجه لها أولا لبعد
الطبقة فابن راشد من أهل المائة التاسعة وهذا من أهل الثامنة وان أمكن
على بعد اجتماعهما في عصر واحد ثانيا لاختلاف النسبة والاباء مع عدم
ما يدل على الاتحاد ثالثا لأنها منحطة عن شعر الحسن بن راشد رابعا
لان فيها ما يدل على أن ناظمها من العوام لقوله فيها لها حسن المخزوم
عبدكم أب فان تعبيره عن المخزومي بالمخزوم يدل على أنه إلى العامية
أقرب وابن راشد كان من العلماء وأول القصيدة:
فروع قريضي في البديع أصول * لها في المعاني والبيان أصول
وصارم فكري لا يفل غراره * ومن دونه العضب الصقيل كليل
سجية نفسي انه لي سجية تميل * إلى العلياء حيث أميل
فلا تعدلي يا نفس عن طلب العلا * ويا قلب لا يثنيك عنه عذول
ففي ذروة العلياء فخر وسؤدد * وعز ومجد في الأنام وسول
خليلي ظهر المجد صعب ركوبه * ولكنه للعارفين ذلول
جميل الصفات المرء زهد وعفة * وأجمل منها ان يقال فضيل
فلا رتبة الا وللفضل فوقها * مقام منيف في الفخار أثيل
فلله عمر ينقضي وقرينه * علوم وذكر في الزمان جميل
تزول بنو الدنيا وان طال مكثها * وحسن ثناء الذكر ليس يزول
فلا تتركن النفس تتبع الهوى * تميل وعن سبل الرشاد تميل
يقول فيها في مدح النبي والوصي * ورثاء الحسين ص
فيا خير مبعوث بأعظم منة * وأكرم منعوت عنته أصول
تقاصر عنك المدح من كل مادح * فما ذا عسى فيما أقول أقول
لقد قال فيك الله جل جلاله * من المدح مدحا لم ينله رسول
لانت على خلق عظيم كفى بها * فما ذا عسى بعد الإله نقول
مدينة علم بابها الصنو حيدر * ومن غير ذاك الباب ليس دخول
امام برى زند الضلال وقد روى * زناد الهدى والمشركون خمول
ومولى له من فوق غارب احمد * صعود به للحاسدين نزول
فكسر أصنام الطغاة بصارم * بدت للمنايا في شباه نمول
تصدق بالقرص الشعير لسائل * ورد عليه القرص وهو أفول
وقائعه في يوم أحد وخيبر * لها في حدود الحادثات فلول
وبيعة خم والنبي خطيبها * لها في قلوب المبغضين نصول
فيا رافع الاسلام من بعد خفضه * وناصب دين الله حيث يميل
أعزيك بالسبط الشهيد فرزؤه * ثقيل على أهل السماء جليل
دعته إلى كوفان شر عصابة * عصاة وعن نهج الصواب عدول
فلما اتاهم واثقا بعهودهم * أمالوا وطبع الغادرين يميل
إلى أن قال في الحسين ع:
له النسب الوضاح كالشمس في الضحى * ومجد على هام السماء يطول
لقد صدق الشيخ السعيد أبو العلا * علي ونال الفخر حيث يقول
فما كل جد في الرجال محمد * ولا كل أم في النساء بتول
يعني الشهيفيني فان هذا البيت له من قصيدة.
ثم قال المترجم:
فيا آل طه الطاهرين رجوتكم * ليوم به فصل الخطاب طويل
مدحتكم أرجو النجاة بمدحكم * لعلمي بكم ان الجزاء جزيل
فدونكم من عبدكم ووليكم * عروسا ولكن في الزمان نكول
أتت فوق أعواد المنابر نادبا * لها رنة محزونة وعويل
لسبع مئين بعد سبعين حجة * وثنتين ايضاح لها ودليل
لها حسن المخزوم عبدكم أب * لآل أبي عبد الكريم سليل
وهي طويلة.
٣٣٦: الحسن بن عبد الله.
قال المفيد في الارشاد الحسن بن عبد الله من الزهاد وكان اعبد أهل زمانه
وكان يتقيه السلطان لجده في الدين واجتهاده وكان من أصحاب أبي
إبراهيم موسى بن جعفر ع واهتدى بهديه ولزم منهاج الأئمة
(١٣٤)

بتعليمه واظهار كرامته اه. والظاهر أنه إشارة إلى ما رواه الكليني في
الكافي بسنده عن رجل واقفي يسمى محمدا قال كان لي ابن عم يقال له
الحسن بن عبد الله وكان زاهدا وكان من اعبد أهل زمانه وكان يتقيه
السلطان لجده واجتهاده وربما استقبل السلطان بكلام صعب لفظه يأمره
بالمعروف وينهاه عن المنكر وكان السلطان يحتمله لصلاحه ولم يزل هذه حالته
حتى كان يوم من الأيام إذ دخل عليه أبو الحسن موسى ع وهو في
المسجد فأومأ اليه فاتاه فقال يا حسن ما أحب إلي ما أنت فيه وأسرني به الا
انه ليس لك معرفة فاطلب المعرفة قال جعلت فداك وما المعرفة قال اذهب
فتفقه واطلب الحديث إلى أن قال وكان الرجل معنيا بدينه فلم يزل
يترصد أبا الحسن فخرج إلى ضيعة له فلقيه في الطريق فقال له جعلت فداك
اني احتج عليك بين يدي الله تعالى فدلني على المعرفة ثم ذكر ان الكاظم
ع أراه كرامة وانه لزم الصمت والعبادة فكان لا يراه أحد يتكلم
بعد ذلك اه.
٣٣٧: الحسن بن عبد الله أو عبيد الله.
عن جامع الرواة انه نقل رواية أبي علي الأشعري عن الحسن بن
عبيد الله عن الحسن بن موسى الخشاب في باب ما جاء في الأئمة الاثني
عشر من الكافي ورواية عبيس بن هشام عن الحسن بن عبد الله عن
محمد بن حكيم عن أبي الحسن ع في باب صيام يوم الشك من
التهذيب ولكن نقل عن الباب المذكور من الاستبصار والكافي ابدال
الحسن بن عبد الله بالخضر بن عبد الملك.
٣٣٨: السيد ركن الدين الحسن بن عبد الله بن أحمد الحسيني النسابة نقيب الاشراف.
كان حيا سنة ٨٧٣.
له كتاب مشجر في الأنساب منه نسخة مخطوطة في المكتبة المباركة
الرضوية وهو وان لم يذكر اسمه في أولها الا أنه قال عند ذكر بعض الأنساب
وكتبه الحسن بن عبد الله احمد الحسيني النسابة المشهور بالسيد ركن الدين
نقيب الاشراف وذلك في شهر محرم الحرام سنة ٨٧٣ والحمد لله وحده
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما
وهو من الشيعة كما يظهر من قوله في الكتاب المذكور في علي بن ناصر انه
نقيب المشهد المعروف بالغري سلام الله على مشرفه وما ذكره في ترجمة
المرتضى والرضي وغير ذلك وقوله في الحسن العسكري ع: صلوات الله
عليه وسلامه وذكر فيه ان من مناقبه ان محمد المهدي نسله والمخلوق
منه وولده المنسوب اليه وبضعته المنفصلة عنه إلى آخر ما ذكره وذكر في أوله
ما صورته: هذا ما ألفته للولد المبارك المولى النقيب الطاهر الماجد الفاخر
المرتضى افتخار آل العباسية السادات الاشراف تاج آل عبد مناف آل
المرسلين أبو الطيب طاهر نفعه الله به وأسعده في داريه وضمنت هذا
المشجر المبارك نسب سيدنا ونبينا محمد المصطفى ص
وأشراف أهل بيته ونسب خلفاء بني العباس وخلفاء مصر الفاطميين وجماعة
من قريش وأكثر المهاجرين وبعض انساب عدنان وقحطان إلى آخر ما ذكره
والظاهر أن المؤلف له الكتاب ليس بابنه وان عبر عنه بالولد المبارك لان مثل
هذا التعظيم لم تجر به عادة من المصنفين في حق أولادهم وانما أراد انه بمنزلة
ولده في هامش صفحة ١١ من الكتاب ما صورته بلغ اكتابها إلى هنا وانا
محمد بن منصور الحسيني الفارسي رضي الله عنهما.
٣٣٩: حسن بن عبد الله الأخلاطي الحسيني.
توفي بمصر أول جمادى الآخرة سنة ٧٩٩ وقد جاوز الثمانين.
الأخلاطي نسبة إلى أخلاط بلد بأرمينية وفي القاموس خلاط بلد
أرمينية ولا تقل أخلاط. في شذرات الذهب في حوادث سنة ٧٩٩ فيها
توفي إبراهيم بن عبد الله وسماه الغساني في تاريخه حسن بن عبد الله قال
الغساني المذكور حسن بن عبد الله الأخلاطي الحسيني كان منقطعا في منزله
ويقال انه كان يصنع اللازورد ويعرف الكيمياء واشتهر بذلك وكان يعيش
عيش الملوك ولا يتردد لاحد وكان ينسب إلى الرفض لأنه كان لا يصلي
الجمعة ويدعي من يتبعه انه المهدي وكان أول امره قدم حلب اي من بلاد
العجم التي نشا بها فنزل بجامعها منقطعا عن الناس فذكر للظاهر انه
يعرف الطب معرفة جيدة فاحضر إلى القاهرة ليداوي ولده فلم ينجح
فاستمر مقيما بمنزله على شاطئ النيل إلى أن مات في أول جمادى الآخرة وقد
جاوز الثمانين وخلف موجودا كثيرا ولم يوص بشئ فنزل قلمطاي الدويدار
الكبير فاحتاط على موجوده فوجد عنده جام ذهب وقوارير فيها خمر وزنانير
للرهبان ونسخة من الإنجيل وكتبا تتعلق بالحكمة والنجوم والرمل وصندوق
فيه فصوص مثمنة على ما قيل اه. اما نسبته إلى صنعة اللازورد ومعرفة
الكيمياء فلعلها نشأت من انقطاعه في بيته وعيشه عيشة الأغنياء مع عدم
تردده إلى أحد واما عدم صلاته الجمعة ان صح فيمكن ان يكون لعدم
اجتماع شروطها عنده حسب مذهبه واما نسبة دعوى المهدوية فيه إلى اتباعه
فالله اعلم بصحتها ولا تصعب الدعاوى الباطلة في حقه بعد نسبته إلى الرفض في تلك الاعصار وقوله انه نشا ببلاد العجم ينافي نسبته إلى
خلاط التي هي من بلاد أرمينية. واما قوارير الخمر فلعله كان يعدها للمداواة لأنه
كان يعرف بالطب. واما زنانير الرهبان فلعلها مثل دعوى المهدوية فيمكن
ان يكونوا رأوا ما يشبهها فظنوه إياها ووجود نسخة من الإنجيل عنده لا تدل
على ذم والله أعلم بحاله لكن يجب ان لا يعزب عن البال ان من ظن فيه
التشيع كثرت فيه التقولات في تلك الأزمان وما ضارعها.
٣٤٠: الحسن بن عبد الله الأرجاني.
يأتي بعنوان الحسين بالياء.
٣٤١: الميرزا حسن ابن الحاج عبد الله الأردبيلي.
توفي في ٢٤ المحرم سنة ١٢٩٤ بأردبيل وحمل إلى الحائر الحسيني
فدفن فيه.
كان عالما فاضلا فقيها فر من تجارة والده إلى الحائر وقرأ على السيد
إبراهيم القزويني صاحب الضوابط حتى برع وألف في الفقه الاستدلالي
كتابا سماه ثمار الفرار مشيرا بذلك إلى أن فراره من تجارة والده أثمر له
تأليفه هذا الكتاب وهو مشتمل على الفقه بتمامه من أول كتاب الطهارة إلى
آخر الديات ورزق ثلاثة وخمسين ولدا من صلبه وله يوم توفي ١٥ ابنا منهم
ثلاثة علماء وتسع بنات كذا في الربيعة.
٣٤٢: الشيخ عز الدين حسن بن عبد الله بن حسن التغلبي.
في رياض العلماء في ترجمة الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر
المشهور ما صورته: أورد السيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النجفي
الحسيني في كتاب مقتله الموسوم بالدر النضيد في تعازي الامام الشهيد قصة
(١٣٥)

رؤيا تتعلق بابن الحجاج وهي انه حكى الشيخ الصالح عز الدين حسن بن
عبد الله بن حسن التغلبي ان الشيخين الصالحين علي بن محمد الزرزور
السوراوي ومحمد بن قارن السيبي الخ.
٣٤٣: السيد بدر الدين الحسن ابن السيد أبي الرضا عبد الله بن الحسين بن علي
الحسيني المرعشي.
في فهرس منتجب الدين صالح ورع.
٣٤٤: أبو محمد الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان التغلبي العدوي الحمداني
الملقب ناصر الدولة صاحب الموصل أخو سيف الدولة.
توفي في ربيع الأول سنة ٣٥٨ عن نحو ستين سنة ودفن بتل توبة
شرقي الموصل.
مر الكلام على بني حمدان عموما في ترجمة أبي فراس الحارث بن سعيد
الحمداني والمترجم كان من أشهر أمرائهم كان أميا بالموصل ونواحيها جليلا
ممدحا ذائع الصيت وهو أخو سيف الدولة وأكبر منه سنا وله مكانة عظيمة
في دولة بني العباس.
تشيعه
في مجالس المؤمنين: تشيعه وجميع سلسلته مستغن عن البيان وكان في
خدمة الشيخ الأجل محمد بن محمد بن النعمان المفيد يستفيد أصول الدين
وفروعه ويزيد في اعزاز الشيخ واكرامه وصنف الشيخ باسم ناصر الدولة
رسالة في الإمامة كما ذكرناه في المجلس الخامس عند تفصيل كتب المفيد
اه. ولكن الذي ذكره في كتب المفيد هو كتاب الرسالة إلى الأميرين أبي
عبد الله وأبي طاهر ابني ناصر الدولة في مجلس جرى في الإمامة اه.
سمو أخلاقه
ومن أخلاقه العالية ما حكاه الثعالبي في خاص الخاص قال سخط
ناصر الدولة أبو محمد الحمداني على كاتب له فأمره بلزوم منزله وأجرى عليه
مشاهرته فقيله في ذلك فقال إن الملوك يؤدبون بالهجران ولا يعاقبون
بالحرمان.
أخباره
قال ابن الأثير في حوادث ٣١٤ فيها أفسد الأكراد والعرب بأرض
الموصل وطريق خراسان وكان عبد الله بن حمدان يتولى الجميع وهو ببغداد
وابنه ناصر الدولة بالموصل فكتب اليه أبوه يأمره بجمع الرجال والانحدار
إلى تكريت ففعل وسار إليها فوصلها في شهر رمضان واجتمع بأبيه واحضر
العرب وطالبهم بما أحدثوا في عمله الخبر.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣١٧ فيها منتصف المحرم وقعت فتنة
بالموصل فركب أمير الموصل الذي لقب بعد بناصر الدولة ليسكن الناس فلم
يسكنوا ولا كفوا ثم دخل بينهم ناس من العلماء وأهل الدين فأصلحوا
بينهم. قال وفيها أقر المقتدر بالله ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء
عبد الله بن حمدان على ما بيده من اعمال باقردى وبازبدا وعلى اقطاع أبيه
وضياعه. وفيها في شعبان ظهر بالموصل خارجي يعرف بابن مطر وقصد
نصيبين فسار اليه ناصر الدولة بن حمدان فقاتله فأسره وفيها قلد نحرير
الصغير اعمال الموصل فسار إليها فمات بها في هذه السنة ووليها بعده ناصر
الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان في المحرم من سنة ٣١٨ وفي حوادث
سنة ٣١٨ قال فيها في ربيع الأول عزل ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن
حمدان عن الموصل ووليها عماه سعيد ونصر وولي ناصر الدولة ديار ربيعة
ونصيبين وسنجار والخابور ورأس عين ومعها من ديار بكر ميافارقين وارزن
ضمن ذلك بمال مبلغه معلوم فسار إليها.
خبره مع مؤنس المظفر
كان مؤنس هذا من امراء بني العباس وقوادهم من الموالي قال ابن
الأثير في حوادث سنة ٣٢٠ فيها في المحرم سار مؤنس المظفر إلى الموصل
مغاضبا للمقتدر فكتب الحسين بن القاسم الوزير إلى سعيد وداود ابني
حمدان والى ابن أخيهما ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان يأمرهم
بمحاربة مؤنس وصده عن الموصل فاجتمع بنو حمدان في ثلاثين ألفا فانهزم
بنو حمدان وعاد اليه ناصر الدولة فصار معه واقام مؤنس في الموصل تسعة
أشهر ثم انحدر إلى بغداد وفي تجارب الأمم لابن مسكويه ج ٥ ص ٢٣٣
ان مؤنسا لما استوحش من المقتدر وعزم على الانصراف إلى الموصل كتب
الحسين بن القاسم وزير المقتدر إلى داود وسعيد ابني حمدان والحسن بن
عبد الله بن حمدان ناصر الدولة بمحاربته ودفعه عن الموصل. وفي صلة
عريب لكامل ابن الأثير: ونفذت كتب الوزير عن المقتدر إلى جميع من
بالغرب من القواد كبني حمدان وصاحب دمشق وصاحب مصر وولاة ديار
ربيعة والجزيرة وآذربيجان وأرمينية والشامية باخذ الطرق على مؤنس ومن
معه ومحاربتهم ثم إن مؤنسا فكر في امره فلم يجد أوثق عنده ولا أشكر ليده
من بني حمدان وفي تجارب الأمم فامتنع داود بن حمدان من قتال مؤنس لاحسانه
اليه احسانا عظيما جدا فما زال أهله به حتى غيروا رأيه على تكره شديد.
وفي صلة عريب ان داود ارسل رسولا إلى مؤنس عنه وعن رؤساء بني
حمدان بأنهم شاكرون لنعمته ولا يدرون كيف الخلاص مما وقعوا فيه فان
أطاعوا سلطانهم كفروا نعمة مؤنس إليهم وان أطاعوا مؤنسا نسبوا إلى
الخلع وسألوه العدول عن بلدهم فأجابهم مؤنس قد كنت ظننت بكم غير
هذا فإذا خالفتم الظن فليس إلى العدول عنكم سبيل وأرجو ان احساني
إليكم سيكون من أنصاري عليكم وخذلانكم غير صارف لفضل الله عني
وباكر مؤنس السير فالتقت مقدمته مع مقدمة بني حمدان فقتل من مقدمة بني
حمدان جماعة واسر نحو ثلاثين رجلا ووقع القتال بين عسكر مؤنس وعسكر
بني حمدان وكان مع مؤنس ٨٤٣ فارسا و ٦٣٠ راجلا وكان بنو حمدان في
عساكر عظيمة فانكسر عسكر بني حمدان وأبو السرايا إلى بغداد مستنجدين
وانحاز الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة المترجم إلى جبال
معلثايا واجتمع اليه بها بعض غلمانه وغلمان أهله فسار اليه بعض
أصحاب مؤنس فهزمه وفرق جمعه وعبر الحسن إلى الجانب الغربي هاربا
مفلولا ثم استأمن إلى مؤنس لما ضاقت به الأرض وانقطع رجاؤه من امداد
السلطان فامنه مؤنس وفرح بقدومه وقال له نحن في ضيافتك منذ سبعة
أشهر على كره لك فشكره الحسن اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة
٣٢١ فيها اجتمعت بنو ثعلبة إلى بني أسد القاصدين إلى ارض الموصل ومن
معهم من طئ فصاروا يدا واحدة على بني مالك ومن معهم من تغلب
وقرب بعضهم من بعض للحرب فركب ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن
حمدان في أهله ورجاله ومعه أبو الأغر بن سعيد بن حمدان للصلح بينهم
(١٣٦)

فتكلم أبو الأغر فطعنه رجل من حزب بني ثعلبة فقتله فحمل عليهم ناصر
الدولة ومن معه فانهزموا وقتل منهم وملكت بيوتهم واخذ حريمهم
وأموالهم ونجوا على ظهور خيولهم وتبعهم ناصر الدولة إلى الحديثة.
قتل ناصر الدولة عمه سعيد بن حمدان والد أبي فراس
قال ابن مسكويه في تجارب الأمم وابن الأثير في حوادث سنة ٣٢٣
فيها قتل ناصر الدولة أبو محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان عمه أبا العلاء
سعيد بن حمدان وسبب ذلك أن أبا العلاء ضمن الموصل وديار ربيعة سرا وخلع
عليه وكان بها ناصر الدولة ابن أخيه أميرا فسار عن بغداد في خمسين غلاما من
غلمانه واظهر انه متوجه ليطلب من ابن أخيه ما عليه من مال الضمان للخليفة
ولما عرف ابن أخيه خبر موافاته خرج من الموصل مظهرا انه خرج لتلقيه
واعتمد ان يخالفه في الطريق فلا يراه فوصل أبو العلاء ودخل دار ابن أخيه وسال
عنه فقيل إنه خرج إلى لقائك فقعد ينتظره فلما علم ناصر الدولة بحصوله في
الدار انفذ جماعة من غلمانه فقبضوا عليه وقيدوه ثم انفذ جماعة غيرهم فقتلوه ولما
قتل ناصر الدولة عمه أبا العلاء واتصل الخبر بالراضي عظم ذلك عليه وامر أبا
علي بن مقلة الوزير بالمسير إلى الموصل والايقاع بناصر الدولة قال ابن
مسكويه في تجارب الأمم: ذكر ان أبا الحسن علي بن عيسى كتب إلى ناصر
الدولة عن الراضي بالانفراج عن ضمانه وان لا يحمل شيئا إلى الحضرة من
ماله وان يمنع من حمل الميرة إلى بغداد فاخذ أبو علي بن مقلة الوزير خط
علي بن عيسى بذلك وأشهد عليه وبعث بالكتاب إلى الراضي فبعث
الراضي فحمل علي بن عيسى إلى الوزير أبي علي فلم يأذن بدخوله عليه
واعتقله في حجرة من داره وصادره على خمسين ألف دينار فيقال ان طليبا
الهاشمي كان قال لعلي بن عيسى عن الراضي ان يكاتب
ناصر الدولة
ويتوسط بينهما على أن يحمل ناصر الدولة إلى الراضي سرا سبعين ألف دينار في نجوم وشرط عليه ناصر الدولة ان
يحميه ويقره على ضمانه ولا يقبل زيادة عليه فحمل بعض تلك النجوم
واخر الباقي وانكر الخليفة كل ما جرى وذكر انه لم يصل اليه شئ فدل
ذلك على فساد الأمور وان الوسطاء كانوا يحتالون للحصول
على الأموال والخليفة لا علم له وسار الوزير إلى الموصل بالعساكر
وخلف ابنه أبا الحسين وكيلا عنه في الوزارة وتدبير الأمور وكان قبل
شخوصه اطلق أبا الحسن علي بن عيسى وأخرجه إلى ضيعته بالصافية.
ولما قرب الوزير أبو علي من الموصل رحل عنها ناصر الدولة ودخل بلد
الزوزان وتبعه الوزير إلى جبل التنين ثم عاد عنه واقام بالموصل يجبي
مالها ويستلف من التجار فجمع منها أربعمائة ألف دينار ولما طال مقامه بها
احتال سهل بن هاشم كاتب ناصر الدولة فبذل لأبي الحسين ابن الوزير أبي
علي ونائب أبيه في الوزارة ببغداد ليكتب إلى أبيه يستدعيه فكتب اليه ان
الأمور بالحضرة قد اختلفت وان تأخرت لم نأمن من حدوث ما يبطل به
أمرنا فانزعج الوزير لذلك واستعمل على الموصل علي بن خلف بن طناب طباب
على أعمال الخراج بالموصل وديار ربيعة وقلد ماكرد الديلمي
اعمال المعاون بها وتقدم بتوفية التجار ما استسلفه منهم وانحدر إلى بغداد
وكان قبل ان ينحدر من الموصل كتب إلى ولده بإزالة التوكيل عن علي بن
عيسى وان يكتب اليه أجمل خطاب ويخيره بين الانصراف إلى مدينة السلام
والمقام بالصافية ففعل وسبب ذلك ان الوزير أبا علي كان كتب إلى ناصر
الدولة يدعوه إلى الطاعة ويبذل له الأمان فقال للرسول ليس بيني وبين هذا
الرجل يعني ابن مقلة عمل ولا اقبل ضمانه لأنه لا عهد له ولا وفاء ولا
ذمة ولا اسمع منه شيئا الا ان يتوسط علي بن عيسى بيني وبينه ويضمن لي
عنه فهذا الذي دعا الوزير إلى الاحسان إلى علي بن عيسى. فلما فارق
الوزير الموصل عاد ناصر الدولة إليها من الزوزان وحارب ماكرد الديلمي
فانهزم ناصر الدولة ثم عاد وجمع عسكرا آخر فالتقوا على باب الروم من
أبواب نصيبين فانهزم ماكرد إلى الرقة وانحدر منها في الفرات إلى بغداد
وانحدر أيضا ابن طباب طناب واستولى ناصر الودلة على الموصل وديار
ربيعة وكتب للخليفة يسأله الصفح وان يضمن البلاد فأجيب إلى ذلك
واستقرت البلاد عليه اه. قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس كان
أبو ثابت الخبيبي العلاء بن عمرو هو وأهل بيته أعداء لأهل هذا البيت بني
حمدان فظافر ماكرد الديلمي بنصيبين وجمع عشيرته فسار إليهم الأميران
ناصر الدولة وسيف الدولة وأبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان
أخو أبي فراس فأوقعوا بهم وقتل العلاء وهرب ماكرد وفي ذلك يقول
أبو فراس في رائيته الطويلة:
أذاق العلاء التغلبي ورهطه * عواقب ما جرت عليه الجرائر
استيلاء ناصر الدولة على أردبيل وأذربيجان
يظهر من ديوان أبي فراس ومن ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس
ان ناصر الدولة استولى على أردبيل وأذربيجان بواسطة ابن عمه الحسين بن
سعيد أخي أبي فراس قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس سار أبو
عبد الله الحسين بن أبي العلاء سعيد بن حمدان إلى آذربيجان بمجموعة وبها
رستم بن سارية الساري فلقيه في جموعه فهزمه الحسين واستقامت له
آذربيجان اه. وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته المشهورة:
وكان أخي ان يسع ساع بمجده * فلا الموت محذور ولا السم ضائر
فان جد أو كف الأمور بعزمه * تقل هو موتور الحشى وهو واتر
أزال العدى عن أردبيل بوقعة * صريعان فيها عادل ومساور
وجاز أراضي أذربيجان بالقنا * وأدى اليه المرزبان مسافر
اخذ أذربيجان من ناصر الدولة
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٢٦ فيها تغلب لشكري بن مرد على
آذربيجان وكان بها يومئذ ديسم بن إبراهيم الكردي فهزمه لشكري وامتنع
عليه أهل أردبيل وأرسلوا إلى ديسم يعرفونه الحال وواعدوه يوما يخرجون فيه
إلى قتال لشكري ويأتي من ورائه ففعل وانهزم لشكري أقبح هزيمة ثم جمع
عسكرا وسار نحو ديسم فانهزم ديسم وقصد وشمگير بالري فسير معه
عسكرا وكاتب عسكر لشكري وشمگير بأنهم معه ومتى رأوا عسكره صاروا
معه على لشكري فظفر لشكري بالكتب فلما قرب منه عسكر وشمگير سار
إلى بلاد الأرمن قاصدا الموصل فنهب أرمينية وسبى ثم إن أرمنيا كمن له
كمينا في مضيق فقتله وعاد عسكره وولوا عليهم ابنه لشكرستان وأرادوا
قصد بلاد طرم الأرمني ليدركوا ثارهم فمنعهم طرم وقتل الكثير وسار
لشكرستان ومن سلم معه إلى ناصر الدولة بن حمدان بالموصل فأقام بعضهم
عنده وانحدر بعضهم إلى بغداد فسير الذين أقاموا عنده مع ابن عمه أبي
عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان إلى ما بيده من أذربيجان لما أقبل نحوه
(١٣٧)

ديسم ليستولي عليه وكان أبو عبد الله من قبل ابن عمه ناصر الدولة على
معاون أذربيجان فقصده ديسم وقاتله فلم يكن لابن حمدان به طاقة ففارق
أذربيجان واستولى عليها ديسم.
أخبار ناصر الدولة مع الراضي
قال ابن مسكويه وابن الأثير في حوادث سنة ٣٢٧ في هذه السنة في
المحرم سار الراضي بالله وبجكم ومعهما قاضي القضاة إلى الموصل وديار
ربيعة لان ناصر الدولة بن حمدان أخر المال الذي عليه من ضمان البلاد
التي بيده فاغتاظ الراضي عنه بسبب ذلك فلما بلغوا تكريت أقام الراضي
بها وانفذ بجكم إلى الموصل في الجانب الشرقي من دجلة فتلقته زوارق
انفذها ناصر الدولة فيها دقيق وشعير وحيوان هدية إلى الراضي فاخذها
بجكم وفرق ما فيها على حاشيته وأصحابه وعبر فيها إلى الجانب الغربي
فلقيه ناصر الفولة بالكحيل على ستة فراسخ من الموصل فاقتتلوا أشد القتال
فانهزم أصحاب بجكم ثم حمل بجكم بنفسه على ناصر الدولة حملة صادقة
فانهزم هو وأصحابه وساروا إلى نصيبين وتبعهم بجكم فلما بلغ نصيبين سار
ابن حمدان إلى آمد وكتب بجكم إلى الراضي بالفتح فسار من تكريت في
الماء يريد الموصل وظهر ابن رائق من استتاره واستولى على بغداد فكتب
الراضي إلى بجكم بذلك فعاد عن نصيبين فسار ناصر الدولة من آمد إلى
نصيبين فاستولى عليها وعلى ديار ربيعة وتسلل أصحاب بجكم إلى بغداد
وانفذ ابن حمدان قبل ان يتصل به خبر ابن رائق بطلب الصلح ويعجل
خمسمائة ألف درهم ففرح بجكم وجاءه الفرج بان ابتدأ بنو حمدان بطلب
الصلح وكان فكر في تسليم الموصل والانحدار إلى بغداد لدفع ابن رائق
فركب من وقته وأنهى ذلك إلى الراضي فامتنع الراضي لشدة غيظه على
ناصر الدولة فعرفه ان الصواب في اجابته والمبادرة إلى بغداد فأجاب اليه
وانفذ بجكم من يومه بالخلع واللواء إلى ناصر الدولة القاضي ابن أبي
الشوارب ليستحلف ناصر الدولة ويقبض مال التعجيل فاستحلفه ورجع
بالمال وانحدر الراضي وبجكم إلى بغداد وقال أبو بكر الصولي في كتاب
الأوراق كان الراضي قبل خروجه يذكر أمر نهوضه فنشير عليه ان لا يفعل
فلم يقبل وكرهت العامة خروج السلطان إلى الموصل لمحبتهم لناصر الدولة
وعنايته بانفاذ الدقيق إليها ولبره بالاشراف وما تصدق على الضعفاء بسر من
رأى وبغداد ولكفاية أخيه سيف الدولة على الناس امر الثغور والغزو وعنايته
بغزو الصائفة وغيرها ووردت كتب ناصر الدولة إلى الراضي وإلى بجكم
يضمن لهما أكثر مما ظن أنه يبذله له وأشرت عليه بالرجوع فلم يقبل.
أخبار ناصر الدولة مع ابن رائق
كان أبو بكر محمد بن رائق قد ملك الشام من الإخشيدية في خلافة
الراضي وفي سنة ٣٢٩ عاد من الشام إلى بغداد في خلافة المتقي وصار أمير
الامراء وأمير الامراء بمنزلة القائد الاعلى للجيوش قال ابن الأثير وسبب
ذلك ان الأتراك البجكمية لما ساروا إلى الموصل لم يروا عند ابن حمدان ما
يريدون فساروا نحو الشام إلى ابن رائق وكان فيهم من القواد تورون وغيره
فأطمعوه في العود إلى العراق ثم وصلت اليه كتب المتقي يستدعيه
فاستخلف على الشام وسار عنها فلما وصل إلى الموصل تنحى عن طريقه
ناصر الدولة بن حمدان فتراسلا واتفقا على أن يصطلحا وحمل اليه ابن حمدان
مائة ألف دينار.
وفي مروج الذهب: لما أفضت الخلافة إلى المتقي غلب على الامر أبو
الوفاء تورون التركي واشتد امر البريديين بالبصرة وصار لهم جيشان جيش
في الماء في الشذوات والطيارات والسماريات والدبادب وهذه أنواع من
المراكب يقاتل فيها صغار وكبار وجيش في البر عظيم فانحدر تورون إلى
واسط لحرب البريديين وكانوا ملكوا واسط فكانت بينهم سجالا والمتقي لا
امر له ولا نهي اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٠ ان أبا عبد الله
البريدي استولى على بغداد وارسل أخاه أبا الحسين.
هرب المتقي إلى الموصل واستجارته بسيف الدولة وناصر الدولة
ومعه ابن رائق والوزير ابن مقلة في المرة الأولى
قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: قد ذكرت من الاخبار
التي أوردها أبو فراس في شعره ما حدثني به الثقات ممن شاهد تلك الأحوال
وان كانت مآثر ابني حمدان ومن تبعهما من بنيه لا تحتاج إلى إقامة دليل وانا
الآن أذكر بمشاهدتي ومشاهدة أهل هذا العصر وذكره أبو فراس. سيف
الدولة وناصر الدولة وما فعلاه عند استجارة المتقي بهما وذلك أن البريديين
لما هزموا محمد بن رائق وفتحوا بغداد ونهبوا دار الخلافة خرج المتقي
ومحمد بن رائق والوزير ابن مقلة هاربين فتلقاهم سيف الدولة بتكريت
بالتكريم وحمل إلى جميعهم ما عمهم من الأموال وغير ذلك وسار بهم إلى
أخيه ناصر الدولة فأجار المتقي وقاما بنصرته وقد كان يروي خطبة لأمير
المؤمنين ع: كأني ببني العباس على ظهور الأفراس يستنجدون
العرب وسائر الناس وقد غلبهم غلب عليهم عبيد بني أغنام غصبوهم
الكرامة فما يجبرهم الا هم. فكان سيف الدولة يقول صدق أمير المؤمنين
ص لقد جهدت في المتقي وفي ابنه ان يركبا العماريات
والمهاري فأبيا الا ظهور دوابهما ثم سار بهم إلى الموصل فقام ناصر الدولة
بنصرته فسماه ناصر الدولة وقال الشاعر:
من كان شرفه فيما مضى لقب * فناصر الدين ممن شرف اللقبا
دعوك ناصرهم لما نصرتهم * واعجز العجم ما حاولت والعربا
وسار سيف الدولة بين يديه إلى أن هزم البريديين وفتح بغداد فسماه
سيف الدولة اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٠ انه لما استولى
البريديون على بغداد هرب الخليفة المتقي وابن رائق من بغداد وكان المتقي
قد انفذ إلى ناصر الدولة يستمده على البريديين فأرسل أخاه سيف الدولة
علي بن عبد الله بن حمدان نجدة له في جيش كثيف فلقي المتقي وابن رائق
بتكريت خدمة عظيمة وسار معه إلى الموصل ففارقهما ناصر الدولة إلى
الجانب الشرقي كأنه خاف على نفسه من ابن رائق وتوجه نحو معلثايا
وترددت الرسل بينه وبين ابن رائق حتى تعاهدا واتفقا فحضر ناصر الدولة
ونزل على دجلة بالجانب الشرقي.
قتل ابن رائق
فعبر اليه الأمير أبو منصور بن المتقي وابن رائق يسلمان عليه فنثر
الدنانير والدراهم على ولد المتقي فلما أرادوا الانصراف من عنده ركب ابن
المتقي وأراد ابن رائق الركوب فقال له ناصر الدولة تقيم اليوم عندي
لنتحدث فيما نفعله فاعتذر ابن رائق بابن المتقي فالح عليه ابن حمدان
فاستراب به وجذب كمه من يده فقطعه وأراد الركوب فشب به الفرس
فسقط فصاح ابن حمدان بأصحابه اقتلوه فقتلوه وألقوه في دجلة وارسل ابن
حمدان إلى المتقي يقول إنه علم أن ابن رائق أراد ان يغتاله ففعل به ما فعل
(١٣٨)

فرد عليه المتقي ردا جميلا وأمره بالمسير اليه فسار ابن حمدان إلى المتقي فخلع
عليه ولقبه ناصر الدولة وجعله أمير الامراء وخلع على أخيه أبي الحسن علي
ولقبه سيف الدولة. وقال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: لما حصل
ابن رائق بالموصل دبر على ناصر الدولة ليقتله فسبقه ناصر الدولة بالفتكة
وامر به فضربه عبد الله بن أبي العلى ضربة خر منها ميتا. وكان ابن رائق
قتل عمارة العقيلي وجماعة من بني نمير فقال في ذلك أبو فراس وهو صبي
لقد علمت قيس بن عيلان اننا * بنا يدرك الثار الذي قل طالبه
وانا نزور الملك في عقر داره * ونفتك بالقرم الممنع جانبه
وانا فتكنا بالأغر ابن رائق * عشية دبت بالفساد عقاربه
أخذنا لكم بالثار ثار عمارة * وقد نام لم ينهض إلى الثار صاحبه
اه. وقال أبو فراس في رائيته * الطويلة يذكر قتل ابن رائق:
ولما طغى علج العراق ابن رائق * شفى منه لا طاع ولا متكاثر
إذا العرب العرباء تنسي عمارة * فمنا له طاو على الثار ذاكر
قال ابن الأثير: في حوادث سنة ٣٣٠ ولما قتل ابن رائق هرب الجند
من أبي الحسين البريدي لأنه لما استولى على بغداد أساء السيرة فنفرت منه
قلوب الجند وغيرهم ثم تحالف تورون التركي وتوشتكين على عكس
البريدي فأخبره توشتكين بذلك فسار تورون ومعه جملة من الأتراك إلى
الموصل فقوي بهم ابن حمدان واستعمل ناصر الدولة على اعمال الخراج
بديار مضر وهي الرها وحران والرقة علي بن طياب فحارب خليفة ابن رائق
وقتله واستولى عليها.
عود المتقي إلى بغداد
قال ابن الأثير وانحدر ناصر الدولة هو والمتقي إلى بغداد فلما قاربوها
هرب أبو الحسين البريدي منها إلى واسط ودخل المتقي بغداد ومعه بنو
حمدان في جيوش كثيرة اه. ويدل شعر أبو فراس الآتي ان الجيش كان
عشرين ألفا. والى هذه الوقائع يشير أبو فراس الحارث بن سعيد بن
عبد الله الحمداني ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة في قصيدته العصماء
الرائية الطويلة البالغة زيادة على ٢٤٠ بيتا التي يذكر فيها مفاخر قومه
وعشيرته بقوله:
وفينا لدين الله عز ومنعة * ومنا لدين الله سيف يناصر
هما وأمير المؤمنين مشرد * أجاراه لما لم يجد من يجاور
ورداه حتى ملكاه سريره * بعشرين ألفا بينها الموت سافر
وساسا أمور المسلمين سياسة * لها الله والاسلام والدين شاكر
هما عمرا بالمتقي دار ملكه * وللضرب وقع بالجماجم عاثر
لقد أنجداه حيث لم يبق منجد * وقد آزراه حيث قل المؤازر
وفي تجارب الأمم وخلع المتقي على ناصر الدولة وأخيه وطوقا بطوقين
وأربعة أسورة ذهبا وعلى أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان بطوق واحد
وسوارين ذهبا.
الحرب بين بني حمدان والبريدي
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٠ لما هرب أبو الحسين البريدي إلى
واسط ووصل بنو حمدان والمتقي إلى بغداد فخرج بنو حمدان عن بغداد نحو
واسط وكان أبو الحسين قد سار من واسط إليهم ببغداد فأقام ناصر الدولة
بالمدائن وسير أخاه سيف الدولة وابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن
حمدان أخا أبي فراس في الجيش إلى قتال أبي الحسين بفرسخين واقتتلوا
عدة أيام وكان تورون والأتراك مع ابن حمدان فانهزم سيف الدولة ومن معه
إلى المدائن وبها ناصر الدولة فردهم وأضاف إليهم من كان عنده من الجيش
فعاودوا القتال فانهزم أبو الحسين البريدي واسر جماعة من أعيان أصحابه
وقتل جماعة وعاد أبو الحسين منهزما إلى واسط وعاد ناصر الدولة إلى بغداد
وبين يديه الاسرى على الجمال ثم إن سيف الدولة انحدر بأصحابه ومعه
الجيش اه‍. وفي تجارب الأمم ان المتقي لقب أبا الحسن علي بن
عبد الله بن حمدان لما فتح هذا الفتح سيف الدولة وانفذ اليه خلعا.
اصلاح ناصر الدولة العيار ببغداد
ولما عاد ناصر الدولة إلى بغداد نظر في العيار فرآه ناقصا فامر باصلاح
الدنانير فضرب دنانير سماها الابريزية عيارها خير من غيرها فكان الدينار
بعشرة دراهم فبيع هذا الدينار بثلاثة عشر درهما.
ناصر الدولة وعدل البجكمي.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٣١ كان عدل حاجب بجكم فلما
قتل بجكم صار عدل مع ابن رائق فلما قتل ناصر الدولة ابن رائق كما مر
صار عدل في جملة ناصر الدولة فسيره ناصر الدولة مع علي بن خلف بن
طياب إلى ديار مضر والشام الذي كان بيد ابن رائق وكان بالرحبة من جهة
ابن رائق رجل اسمه مسافر بن الحسن فلما قتل ابن رائق استولى مسافر على
الناحية فأرسل اليه ابن طياب عدلا في جيش ففارق الرحبة من غير قتال
وملكها عدل وكاتب من ببغداد من البجمكية فاتوه مستخفين فقوي بهم
واستولى على طريق الفرات وبعض الخابور ثم إن مسافرا جمع جمعا وسار إلى
قرقيسيا فأخرج منها أصحاب عدل وملكها ثم إن عدلا ملك بلاد الخابور
ثم سار يريد نصيبين لعلمه ببعد ناصر الدولة عن الموصل فاتصل خبره
بالحسين بن سعيد بن حمدان فجمع الجيش وسار اليه إلى نصيبين فلقيه عدل
في جيشه فاستأمن أصحاب عدل إلى ابن حمدان الا نفرا يسيرا فأسره ابن
حمدان واسر معه ابنه فسمل عدلا وسيرهما إلى بغداد فشهر هو وابنه فيها
اه. وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته المشار إليها آنفا يذكر أخاه
الحسين:
وكان أخي ان رام امرا بنفسه * فلا الخوف موجود ولا العجز حاضر
له يوم عدل موقف بل مواقف * رددن الينا العز والعز نافر
غداة يصب الجيش من كل جانب * بصير بضرب الخيل بالخيل ماهر
بكل حسام بين حديه شعلة * بكل غلام حشو درعيه خادر
على كل طيار الضلوع كأنه * إذا انقض من علياء فتخاء كاسر
وفي مرآة الجنان لليافعي في حوادث سنة ٣٣١: فيها قلل ناصر
الدولة بن حمدان رواتب المتقي واخذ صناعته وصادر العمال وكرهه الناس
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣١ أيضا فيها تزوج الأمير أبو منصور بن
المتقي بابنة ناصر الدولة بن حمدان وكان الصداق ألف ألف درهم والحمل
مائة ألف دينار وفي مرآة الجنان وزوج ابنته بابن المتقي على مائة ألف دينار.
وفيها قبض ناصر الدولة على الوزير أبي إسحاق القراريطي ورتب مكانه أبا
العباس أحمد بن عبد الله الأصبهاني وكان أبو عبد الله الكوفي يدبر الأمور
(١٣٩)

وكان ناصر الدولة ينظر في قصص الناس وتقام الحدود بين يديه ويفعل ما
يفعل صاحب الشرطة.
خروج ناصر الدولة وأخيه من العراق إلى الموصل.
في مرآة الجنان لليافعي في حوادث سنة ٣٣١: فيها هاجت الامراء
بواسط على سيف الدولة فهرب وسار اخوه ناصر الدولة إلى الموصل فنهبت
داره ونزح خلق كثير من بغداد من تتابع الفتن والخوف إلى الشام ومصر
اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣١ لما كان سيف الدولة مقيما
بواسط بعد انحدار البريديين عنها كان تورون وخجنحج يتحكمان عليه ثم إن
ناصر الدولة انفذ إلى أخيه مالا ليفرقه في الأتراك فأسمعاه المكروه وثاراته
فأخفاه عنهما وسيره إلى بغداد ثم كبسوه ليلا فهرب إلى بغداد واما ناصر
الدولة فإنه لما بلغه الخبر برز ليسير إلى الموصل فركب المتقي اليه وسأله
التوقف فاظهر له الإجابة ثم سار إلى الموصل ونهبت داره وكانت امارته
ببغداد ثلاثة عشر شهرا وخمسة أيام اه. ولحق به اخوه سيف الدولة وقال
ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: فلما غدرت الأتراك بالأميرين
وأصعدا إلى ديارهما كاتبهما الخليفة بالرجوع فأبيا وقال الخليعي يمدح ناصر
الدولة
الله ربك دع بغدادهم لهم * واحفظ بلادك واحم الدين والثغرا
فما افتقرت إلى امر تدبره * حتى يكون الامر إليك مفتقرا
وفي مروج الذهب ان المتقي كاتب ناصر الدولة وسيف الدولة ان
ينجدوه ويستنقذوه مما هو فيه ويفوض اليهما الملك والتدبير.
ارسال ناصر الدولة عامله على طريق الفرات وديار مضر والعواصم
وحمص.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٢ فيها استعمل ناصر الدولة ابن
حمدان أبا بكر محمد بن علي بن مقاتل على طريق الفرات وديار مضر وجند
قنسرين والعواصم وحمص وأنفذه إليها من الموصل ومعه جماعة من القواد ثم
استعمل بعده في هذه السنة ابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان على ذلك
فلما وصل إلى الرقة منعه أهلها فقاتلهم فظفر بهم واحرق من البلد قطعة
واخذ رؤساء أهلها وسار إلى حلب.
استيلاء ناصر الدولة على أذربيجان.
قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس سار أبو عبد الله الحسين
ابن أبي العلاء سعيد بن حمدان إلى أذربيجان بمجموعة فهزم صاحبها
واستقامت له أذربيجان اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٢ ان
ناصر الدولة سير ابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان ليستولي
على أذربيجان وكان الروس قد خرجوا إلى مدينة بردعة وملكوها فجمع
محمد بن المرزبان أمير تلك البلاد الناس لحربهم فحاربهم مرارا وانكسر إلى أن
غلبهم أخيرا والتجأ من بقي إلى حصن شهرستان فحاصرهم فيه فاتاه
الخبر بوصول الحسين بن سعيد بن حمدان إلى سلماس فترك على الروسية
من يحاصرهم وسار إلى حمدان فاقتتلوا ثم نزل الثلج فتفرق أصحاب ابن
حمدان ثم اتاه كتاب ناصر الدولة يخبره بموت تورون وانه يريد الانحدار إلى
بغداد ويأمره بالعود اليه فرجع اه. ولكن ابن الأثير ذكر بعد ذلك ان
تورون مات سنة ٣٣٤ في المحرم وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته المقدم
إليها الإشارة:
وكان أخي ان يسع ساع بمجده * فلا الموت محذور ولا السم ضائر
فان جد أو كف الأمور بعزمه * تقل موتور الحشى وهو واتر
أزال العدى عن أردبيل بوقعة * صريعان فيها عادل ومساور
وجاز أراضي أذربيجان بالقنا * وأدى اليه المرزبان مسافر
خروج المتقي من بغداد إلى ناصر الدولة بالموصل في المرة الثانية
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٢ فيها صعد المتقي إلى الموصل لان
محمد بن ينال الترجمان وأبا الحسين بن مقلة الترجمان كانا قد سعيا بتوزون
إلى المتقي وخوفاه منه فعزم على الاصعاد إلى ابن حمدان فانفذ المتقي إلى
ناصر الدولة بن حمدان يطلب منه جيشا ليصحبوه إلى الموصل فأنقذهم مع
ابن عمه أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان فلما وصلوا إلى بغداد خرج
المتقي إليهم في حرمه وأهله ووزيره وأعيان بغداد وانحدر سيف الدولة
وحده إلى المتقي بتكريت فأرسل المتقي إلى ناصر الدولة يستدعيه ويقول له
لم يكن الشرط معك الا ان تنحدر الينا فانحدر اليه إلى تكريت وركب
المتقي اليه فلقيه بنفسه وأكرمه واصعد المتقي إلى الموصل واقام ناصر الدولة
بتكريت وسار توزون نحو تكريت فالتقى هو وسيف الدولة بن حمدان تحت
تكريت بفرسخين فاقتتلوا ثلاثة أيام ثم انهزم سيف الدولة وغنم تورون
والاعراب سواده وسواد أخيه ناصر الدولة وعادا من تكريت إلى الموصل
ومعهما المتقي وشغب أصحاب توزون عليه فعاد إلى بغداد وعاد سيف
الدولة انحدر فالتقى هو وتوزون بحربى فانهزم سيف الدولة مرة ثانية وتبعه
توزون ولما بلغ سيف الدولة إلى الموصل سار عنها هو واخوه ناصر الدولة
والمتقي ومن معهم إلى نصيبين ودخل توزون الموصل فسار المتقي إلى الرقة
وتبعه سيف الدولة وارسل المتقي إلى توزون يذكر انه استوحش منه لاتصاله
بالبريدي فان آثر رضاه يصالح سيف الدولة وناصر الدولة ليعودا إلى بغداد
فتم الصلح وعقد الضمان على ناصر الدولة لما بيده من البلاد ثلاث سنين
كل سنة بثلاثة آلاف وستمائة ألف درهم وعاد تورون إلى بغداد واقام المتقي
عند بني حمدان بالموصل ثم ساروا عنها إلى الرقة فأقاموا بها اه. وفي مروج
الذهب فخرج المتقي إلى الموصل فلما بلغ توزون ذلك رجع إلى بغداد
وقصد بني حمدان فكان التقاؤهم بعكبرا فكانت بينهم سجالا ثم كانت
بتوزون عليهم فرجع إلى بغداد ثم جمعوا له أيضا ورجعوا اليه فتركهم حتى
قربوا إلى بغداد فخرج عليهم فلقيهم فهزمهم بعد مواقعات كانت بينهم
وسار هو حتى دخل الموصل وخرج عنها إلى مدينة بلد فصالحوه على مال
حملوه اليه فرجع إلى بغداد وسار المتقي إلى نصيبين ورجع عنها إلى الرقة
فنزلها وذلك سنة ٣٣٢.
إرادة المتقي العود إلى بغداد.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٢ وفيها ارسل المتقي إلى تورون يطلب
العود إلى بغداد لأنه رأى من بني حمدان تضجرا به فلقي تورون رسوليه
بغاية الرغبة فاستوثقا من تورون وحلفاه بمحضر القضاة والعدول وغيرهم
وكتبوا خطوطهم وقال في حوادث سنة ٣٣٣ كان المتقي قد كتب إلى
الاخشيد محمد بن طغج متولي مصر يشكو حاله ويستقدمه اليه اتاه من مصر
فلما وصل إلى حلب سار عنها أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان وكان
ابن مقاتل بها الذي ولاه ناصر الدولة قبل الحسين بن حمدان فلما علم
برحيله عنها اختفى فلما قدمها الاخشيد ظهر اليه فأكرمه الاخشيد واستعمله
على خراج مصر وانكسر عليه ما بقي من المصادرة التي صادره بها ناصر
الدولة ومبلغه خمسون ألف دينار وسار الاخشيد إلى الرقة
(١٤٠)

وحمل إلى المتقي هدايا عظيمة والى وزيره وأصحابه واجتهد بالمتقي
ليسير معه إلى مصر والشام فلم يقبل وأشار عليه بالمقام مكانه ولا
يرجع إلى بغداد وخوفه من توزون فلم يفعل وفي مروج الذهب
واتصلت كتب توزون بالمتقي وتواترت رسله يسأله الرجوع إلى الحضرة
وأشهد توزون القضاة والفقهاء والشهود وأعطى العهود والمواثيق بالسمع
والطاعة للمتقي وانفذ اليه كتب القضاة والشهود بما بذل من الايمان وأعطى
من العهود وأشار بنو حمدان على المتقي ان لا ينحدر وخوفوه من توزون
وحذروه امره فإنه لا يأمنه على نفسه فأبى الا مخالفتهم والثقة بما ورد عليه
من توزون أقول وهذا ينافي ما مر عن ابن الأثير من أن المتقي رأى من
بني حمدان تضجرا به ثم قال المسعودي وقد كان بنو حمدان انفقوا على المتقي
نفقة واسعة عظيمة طول مقامه عندهم واجتيازه بهم يكثر وصفها باكثار
المخبرين لنا بتحديدها اه.
رجوع المتقي إلى بغداد
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٣ فسار المتقي إلى بغداد فلما
وصل إلى هيت ارسل من جدد اليمين على توزون وحضر توزون فلقيه
بالسندية ونزل فقبل الأرض وقال ها قد وفيت بيميني ثم سمله فأعماه
فصاح وصاح من عنده من الحرم والخدم فامر توزون بضرب الدبادب لئلا
تظهر أصواتهم وهيهات ان يكون وفي يمينه.
ما جرى لناصر الدولة في خلافة المستكفي.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٣ أيضا فيها سار توزون ومعه
المستكفي من بغداد يريدان الموصل وقصدا ناصر الدولة لأنه كان قد حمل
المال الذي عليه من ضمان البلاد واستخدم غلمانا هربوا من توزون وكان
الشرط بينهم انه لا يقبل أحدا من عسكر توزون وترددت الرسل في الصلح
فاصطلحوا وانقاد ناصر الدولة لحمل المال وعاد المستكفي وتوزون إلى
بغداد. وقال في حوادث سنة ٣٣٤ فيها مات توزون ببغداد وكان ابن
شيرزاد بهيت فعزم على عقد الامارة لناصر الدولة بن حمدان فاضطربت
الأجناد وعقدوا الرياسة عليهم لابن شيرزاد وصار يخاطب بأمير الامراء وزاد
الأجناد زيادة كثيرة فضاقت عليه الأموال فأرسل إلى ناصر الدولة يطالبه
بحمل المال ويعده برد الرياسة اليه فانفذ له خمسمائة ألف درهم وطعاما
كثيرا ففرقها في عسكره فلم يؤثر فظلم الناس في تقسيط الأموال واستعمل
على تكريت الفتح الشكري فسار إلى ناصر الدولة بالموصل وصار معه فأقره
على تكريت.
الحرب بين ناصر الدولة ومعز الدولة.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٤ فيها سير معز الدولة عسكرا
فيهم موسى قيادة وينال كوشة إلى الموصل في مقدمته فلما نزلوا عكبرا أوقع
ينال كوشة بموسى قيادة ونهب سواده ومضى هو ومن معه إلى ناصر الدولة
وكان قد خرج من الموصل نحو العراق ووصل ناصر الدولة إلى سامراء
ووقعت الحرب بينه وبين أصحاب معز الدولة بعكبرا فلما سار عن بغداد
لحق ابن شيرزاد وهو أمير الامراء بناصر الدولة وعاد إلى بغداد مع
عسكر لناصر الدولة فاستولوا عليها ودبر ابن شيرزاد الأمور بها نيابة عن
ناصر الدولة وناصر الدولة يحارب معز الدولة ثم سار ناصر الدولة من
سامراء إلى بغداد فأقام بها فلما سمع معز الدولة الخبر سار إلى تكريت فنهبها
لأنها كانت لناصر الدولة وعاد الخليفة معه إلى بغداد فنزلوا بالجانب الغربي
ونزل ناصر الدولة بالجانب الشرقي ولم يخطب للمطيع ببغداد ثم وقعت
الحرب بينهم ببغداد وانتشرت اعراب ناصر الدولة بالجانب الغربي فمنعوا
أصحاب معز الدولة من الميرة والعلف فغلت الأسعار على الديلم وكان
السعر عند ناصر الدولة رخيصا كانت تأتيه الميرة في دجلة من الموصل ومنع
ناصر الدولة من المعاملة بالدنانير التي عليها اسم المطيع وضرب دنانير
ودراهم على سكة سنة ٣٣١ وعليها اسم المتقي واستعان ابن شيرزاد
بالعيارين والعامة على حرب معز الدولة فكان يركب في الماء وهم معه يقاتل
الديلم وفي بعض الليالي عبر ناصر الدولة في ألف فارس لكبس معز الدولة
فلقيهم اسفهدوست فهزمهم وكان من أعظم الناس شجاعة وضاق الامر
بالديلم حتى عزم معز الدولة على العود إلى الأهواز وقال نعمل معهم حيلة
هذه المرة فان أفادت والا عدنا فرتب ما معه من المعابر بناحية التمارين
وامر وزيره أبا جعفر الصيمري واسفهدوست بالعبور ثم اخذ معه باقي
العسكر واظهر انه يعبر في قطربل وسار ليلا ومعه المشاعل على شاطئ دجلة
فسار أكثر عسكر ناصر الدولة بإزائه ليمنعوه من العبور فتمكن الصيمري
واسفهدوست من العبور فعبروا وتبعهم أصحابهم فلما علم معز الدولة بعبور
أصحابه عاد إلى مكانه فعلموا بحيلته فلقيهم ينال كوشة في جماعة أصحاب
ناصر الدولة فهزموه واضطرب عسكر ناصر الدولة وملك الديلم الجانب
الشرقي وأعيد الخليفة إلى داره في المحرم سنة ٣٣٥ واستقر معز الدولة
ببغداد واقام ناصر الدولة بعكبرا وارسل في الصلح بغير مشورة من الأتراك
التوزونية فهموا بقتله فسار عنهم مجدا نحو الموصل ثم استقر الصلح بينه
وبين معز الدولة في المحرم سنة ٣٣٥. وفي مروج الذهب قال إن المستكفي
قبض عليه أحمد بن بويه الديلمي وسمل عينيه وذلك أن الحرب لما طالت
بين أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان وكان في الجانب الشرقي وبين
أحمد بن بويه الديلمي وكان في الجانب الغربي والمستكفي معه اتهم الديلمي
المستكفي بمسالمة بني حمدان ومكاتبتهم باخباره واطلاعهم على أسراره مع ما
كان تقدم له في نفسه فسمل عينيه وولى المطيع وأعمل الديلمي الحيلة
فاظهر انه يريد السفر بالديلم فحملهم في السفن مع بوقات ودبادب في
الليل وألقاهم في مواضع كثيرة من الشارع إلى الجانب الشرقي فتوجهت له
على بني حمدان الحيلة فخرجوا نحو الموصل من بعد احداث كثيرة بين
الأتراك وبينهم ببلاد تكريت واستوثق الامر لأحمد بن بويه الديلمي اه.
وهذا يخالف ما ذكره ابن الأثير من وجوه أولا ان ابن الأثير ذكر ان
الذي سمل المستكفي هو المطيع لا ابن بويه فقال ولما بويع المطيع سلم اليه
المستكفي فسمله ثانيا انه ذكر كما مر ان الذي كان مع معز الدولة لما كان
يحارب ابن حمدان هو المطيع لا المستكفي ثالثا انه ذكر ان سبب قبض
ابن بويه على المستكفي ان علم القهرمانة صنعت دعوة عظيمة حضرها
جماعة من قواد الديلم والأتراك فاتهمها معز الدولة انها فعلت ذلك لاخذ
البيعة عليهم للمستكفي وان يزيلوا معز الدولة لا لأنه اتهمه بمراسلة بني
حمدان والله أعلم ويدل كلام آخر للمسعودي ان معز الدولة لما كان يحارب
ناصر الدولة ببغداد كان معه المستكفي وان المطيع وهو الفضل بن المقتدر
كان في ذلك الوقت مختفيا ببغداد ولم يكن قد ولي الخلافة حيث قال كان
المستكفي حين ولي الخلافة طلب الفضل بن المقتدر لما كان بينهما من العداوة
فهرب الفضل وقيل إنه هرب إلى أحمد بن بويه الديلمي معز الدولة
منتصرا وأحسن إليه أحمد ولم يظهره فلما مات توزون ودخل الديلمي إلى
بغداد وخرج الأتراك عنها سار إلى ناصر الدولة وانحدر معه فكان بينه وبين
(١٤١)

ابن بويه الديلمي من الحرب ما قد اشتهر وانحاز الديلمي إلى الجانب
الغرب ومعه المستكفي. والمطيع مختف ببغداد والمستكفي يطلبه أشد
الطلب.
حرب تكين وناصر الدولة.
قال ابن الأثير ولما هرب ناصر الدولة من الأتراك ولم يقدروا عليه
اتفقوا على تأمير الشيرازي وقبضوا على ابن قرابة وعلى كتاب ناصر الدولة
ومن تخلف من أصحابه وقبض ناصر الدولة على ابن شيرزاد. ولم يلبث
ناصر الدولة بالموصل بل سار إلى نصيبين ودخل تكين والأتراك الموصل
وساروا في طلبه فمضى إلى سنجار فتبعه تكين إليها فسار ناصر الدولة من
سنجار إلى الحديثة فتبعه تكين وكان ناصر الدولة قد كتب إلى معز الدولة
يستصرخه فسير الجيوش اليه فسار ناصر الدولة من الحديثة إلى السن
فاجتمع هناك بعسكر معز الدولة وفيهم وزيره أبو جعفر الصيمري وساروا
بأسرهم إلى الحديثة لقتال تكين فالتقوا بها واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم تكين
والأتراك بعد ان كادوا يستظهرون فلما انهزموا تبعهم العرب من أصحاب
ناصر الدولة فأدركوهم وأكثروا القتل فيهم وأسروا تكين وحملوه إلى ناصر
الدولة فسلمه فأعماه وحمله إلى قلعة من قلاعه فسجنه بها اه. وقال
ابن خالويه: كانت الأتراك البجكمية مع ناصر الدولة الحسن بن عبد الله
ابن حمدان لما غزا من نواحي سمسياط حتى نزل على حصني ورتنيس
فافتتحهما فكبسوه في الليل فعبر إلى أصحابه وكانوا ألفي فارس فاجتمعت
العجم مع الأتراك فلم يفلت منهم أحد واخذ رئيسهم تكين الشيرازي
فسمله وفي ذلك يقول أبو فراس في قصيدته الرائية:
واوطأ حصني ورتنيس خيوله * وقبلهما لم يقرع النجم حافر
فأب باسراها تغني قيودها * وتلك غوان ما لهن مزاهر
وأطلقها فوضى على بطن قلز * حواذر في أشباحهن المحاذر
وصب الأتراك نقمة منعم * رماه بكفران الصنيعة غادر
في معجم البلدان: ورتنيس بالفتح ثم السكون وفتح التاء وكسر
النون ثم ياء وسين مهملة حصن في بلاد سميساط وقيل إنه من قرى حران
كانت به وقعة لسيف الدولة بن حمدان قال أبو فراس:
واوطأ حصني ورتنيس خيوله * وقبلهما لم يقرع النجم حافر
وفيه أيضا قلز بكسر أوله وتشديد ثانيه وكسره أيضا وآخره زاي مرج
ببلاد الروم قرب سميساط كانت لسيف الدولة بن حمدان قال فيه أبو
فراس بن حمدان:
وأطلقها فوضى على مرج قلز * حواذر في أشباحهن المحاذر
وفي اعمال حلب بلد يقال له كلز أظنه غيره وقال في كلز أظنها قلز
الذي تقدم ذكرها وهذه قرية من نواحي عزاز بين حلب وأنطاكية اه.
وكان في عبارته نقصا فإنه قال هو مرج ثم قال كانت لسيف الدولة فلعل
الأصل كانت لسيف الدولة فيه وقعة ولكن ظاهر ما في الديوان ان الوقعة
كانت لناصر الدولة لا لسيف الدولة. قال ابن الأثير وسار ناصر
الدولة والصيمري إلى الموصل فنزلوا شرقيها وركب ناصر الدولة إلى خيمة
الصيمري فدخل اليه ثم خرج من عنده إلى الموصل ولم يعد اليه فحكى عن
ناصر الدولة أنه قال ندمت حين دخلت الخيمة فبادرت وخرجت وحكي عن
الصيمري أنه قال لما خرج ناصر الدولة من عندي ندمت حيث لم اقبض
عليه اه.
الخلاف بين معز الدولة وناصر الدولة ثانيا.
قال ابن الأثير في سنة ٣٢٦ اظهر معز الدولة انه يريد ان يسير إلى
الموصل فترددت الرسل بينه وبين ناصر الدولة واستقر الصلح وحمل المال إلى
معز الدولة فسكت عنه.
عصيان جمان على ناصر الدولة.
قال وفي سنة ٣٣٧ سار معز الدولة من بغداد إلى الموصل قاصدا
لناصر الدولة فلما سمع ناصر الدولة بذلك سار عن الموصل إلى نصيبين
ووصل معز الدولة فملك الموصل وأراد ان يملك جميع بلاد ناصر الدولة
فاتاه الخبر من أخيه ركن الدولة ان عساكر خراسان قد قصدت جرجان
والري ويستمده فاضطر إلى مصالحة ناصر الدولة واستقر الصلح على أن
يؤدي ناصر الدولة عن الموصل وديار الجزيرة كلها والشام كل سنة ثمانية
آلاف ألف درهم ويخطب في بلاده لعماد الدولة وركن الدولة ومعز الدولة
بني بويه.
محاولة اغتيال نجا منها ناصر الدولة.
في كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي أبي علي محسن بن القاضي أبي
القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي قال قد جرى في عصري انه لما
خرج معز الدولة إلى الموصل في سنة ٣٣٧ وانهزم ناصر الدولة من بين يديه
أنفذني مولاي لأكون بحضرة معز الدولة وحضرة أبي جعفر الصيمري كاتبه
وأوصل كتبه اليهما فسمعت حاشية الصيمري يتحدثون انه جاء ركابي من
ركابية معز الدولة وقال له أيها الأمير ان قتلت لك ناصر الدولة اي شئ
تعطيني قال له ألف دينار قال فائذن لي ان امضي واحتال في اغتياله فاذن له
فمضى إلى أن دخل عسكره وعرف موضع مبيته من خيمته ورصد الغفلة
حتى دخلها ليلا وناصر الدولة نائم وبالقرب من مرقده شمعة مشتعلة وفي
الخيمة غلام نائم فعرف موضع رأسه من المرقد ثم أطفأ الشمعة واستل
سكينا طويلا ماضيا كان في وسطه واقبل يمشي في الخيمة ويتوقى ان يعثر
بالغلام وهو يريد موضع ناصر الدولة
فإلى ان وصل اليه انقلب ناصر الدولة من جانبه الذي كان نائما عليه إلى الجانب الآخر فزحف في الفراش فصار
رأسه و جسده على الجانب الآخر في المخاد والفراش بينه وبين الموضع الذي
كان فيه وبلغ الركابي الفراش وهو لا يظن الا انه فيه فوجا الموضع بالسكين
بجميع قوته وعنده انه قد أثبتها في صدر ناصر الدولة وتركها وخرج من
تحت اطناب الخيمة وسار إلى معز الدولة واخبره انه قتل ناصر الدولة وطالبه
بالجعالة فقال اصبر حتى ترد جواسيسي بصحة الخبر وبعد يومين ورد
الجواسيس وأخبروا بسلامة ناصر الدولة وذكروا له خبر السكين فاحضر معز
الدولة الركابي وسلمه إلى أبي جعفر محمد بن أحمد الصيمري الهلالي وقال له
اكفني امر هذا الركابي فان من تجاسر على الملوك لم يجز ان آمنه على نفسي
فغرقه الصيمري سرا اه.
بعض اخبار ناصر الدولة.
قال ابن الأثير في سنة ٣٣٧ قصد المرزبان محمد بن مسافر صاحب
آذربيجان الري وهي لركن الدولة فراسله ناصر الدولة يعده المساعدة ويشير
عليه ان يبتدئ ببغداد. وفي سنة ٣٤٢ هرب ديسم بن إبراهيم عن
أذربيجان وكان قد استولى عليها وسار إلى ناصر الدولة بالموصل يستنجده
فلم ينجده.
(١٤٢)

عودة الاختلاف بين معز الدولة وناصر الدولة
في سنة ٣٤٥ خرج روزبهان بن ونداذ خرشيد الديلمي على معز
الدولة فخرج معز الدولة من بغداد لقتاله فلما بلغ ناصر الدولة ذلك سير
العساكر من الموصل مع ولده أبي المرجا جابر لقصد بغداد والاستيلاء عليها
ثم إن معز الدولة أسر روزبهان وسير سبكتكين إلى أبي المرجا بن ناصر الدولة
وكان بعكبرا فلم يلحقه لأنه لما بلغه الخبر عاد إلى الموصل وفي سنة ٣٤٦
تجهز معز الدولة وسار نحو الموصل لقصد ناصر الدولة وبذل له مالا وضمن
البلاد منه في كل سنة بألفي درهم وحمل اليه مثلها فعاد معز الدولة بسبب
خراب بلاده ثم إن ناصر الدولة في سنة ٣٤٧ منع حمل المال فسار اليه معز
الدولة ومعه الوزير المهلبي ففارقها ناصر الدولة إذا قصده أحد سار عن
الموصل واستصحب معه جميع الكتاب والوكلاء ومن يعرف أبواب المال
ومنافع السلطان وربما جعلهم في قلاعه وكان يأمر العرب بالإغارة
على العلاقة ومن يحمل الميرة فكان الذي يقصد بلاد ناصر الدولة يبقى محصورا
مضيقا عليه فلما قصده معز الدولة هذه المرة فعل ذلك به فضاقت الأقوات
على معز الدولة وعسكره وبلغه ان بنصيبين من الغلات
السلطانية شيئا كثيرا فسار عن الموصل نحوهما فلما توسط
الطريق بلغه ان أولاد ناصر الدولة أبا المرجا جابر وهبة الله بسنجار في
عسكر فسير إليهم عسكرا فلم يشعر أولاد ناصر الدولة بالعسكر الا وهو
معهم فعجلوا عن اخذ أثقالهم وانهزموا ونهب عسكر معز الدولة ما تركوه
ونزل في خيامهم فعاد أولاد ناصر الدولة إليهم وهم غارون فوضعوا السيف
فيهم فقتلوا وأسروا وأقاموا بسنجار وسار معز الدولة إلى نصيبين ففارقها
ناصر الدولة إلى ميافارقين ففارقه أصحابه وعادوا إلى معز الدولة مستأمنين
فلما رأى ناصر الدولة ذلك سار إلى أخيه سيف الدولة بحلب وكان أصحاب
ناصر الدولة في حصونه ببلد الموصل والجزيرة يغيرون على أصحاب معز
الدولة بالبلد فيقتلون فيهم ويأسرون منهم ويقطعون الميرة عنهم ثم راسل
سيف الدولة معز الدولة في الصلح فامتنع معز الدولة من تضمين ناصر
الدولة مرة بعد أخرى فضمن سيف الدولة البلاد منه بألفي ألف درهم وتسعمائة ألف درهم
واطلاق من أسر من أصحابه بسنجار وغيرها وكان
ذلك في المحرم سنة ٣٤٨ وعاد معز الدولة إلى العراق ورجع ناصر الدولة
إلى الموصل اه. وقال السري الرفا يمدح سيف الدولة ويذكر موافاة أخيه
ناصر الدولة اليه بحلب ودخول الديلمي الموصل من قصيدة
محلك مثل الغاب ليس يرام وجارك مثل النجم ليس يضام
يقول فيها مشيرا إلى ناصر الدولة
رأى من أخيك الشام أكرم شيمة * وأصدق برق في المحول يشام
تلا قسما في موقف ظن أنه * تلاقى عليه يذبل وشمام
تحيت بريا القرب منه جوانح * وبل بماء الوصل منه اوام
هي الدولة الغراء شمر منكما * لضيم عداها ناصر وحسام
أرى الخائن المغرور نام بأرضكم * كان المنايا الحمر عنه نيام
تسنم اعلام الديار وأنتم * لمن حل فيها غارب وسنام
فشق على الماضين من عظمائكم * وهم رمم في تربها وعظام
منازل مرفوع لحاضركم بها * قباب وللبادي الأغر خيام
تحن إلى القوم الذين ترحلوا * وترجف بالقوم الذين أقاموا
تهلل منها الغيث وهي عوابس * واسفر منها الصبح وهي ظلام
فعودوا ليحتل الندى في خلالها * ويرحل لؤم حلها ولئام
ولا تمكنوه من ذمام سيوفكم * فليس له عند السيوف ذمام
فلا صلح حتى تستطار سواعد * وتسقط أيد في اللقاء وهام
وحتى ترود الشرق ذات هماهم * يصرفها ساري الهموم همام
وتذكى على الهرماس نار قبيلة * لحمرتها في الخافقين ضرام
وتشرق من شرقي دجلة بالقنا * ضحاضح أنتم سيلها وأكام
وتقرب من آجامها الأسد عنوة * فتقتحم الآجام وهي كرام
وتلفحه ريح الأراقم انها * سموم على أعدائها وسمام
فتغبر من تلك الفجاج مواقف * وتحمر من تلك المياه جمام
وان أحفظت منكم اسود حفائظ * فردوا القنا والبيض وهي حطام
فان سجال الدهر في الناس قبلكم * ولا عار نقص مؤلم وتمام
فطورا لكم في العيش رحب منازل * وطور لكم بين السيوف زحام
وأنتم على أكباد قوم حرارة * وبرد على أكبادنا وسلام
وفي معجم البلدان الفنيدق من اعمال حلب كانت به عدة وقعات
وهو الذي يعرف اليوم بتل السلطان بينه وبين حلب خمسة فراسخ وبه كانت
وقعات الفنيدق بين ناصر الدولة بن حمدان وبني كلاب من بني مرداس في
سنة ٤٥٢ فأسره بنو كلاب اه. وناصر الدولة توفي كما مر سنة ٣٥٨ فلا
بد ان يكون التاريخ مغلوطا ولعل صوابه ٣٥٢ والله أعلم قال ابن الأثير وفي
سنة ٣٥٣ سار معز الدولة من بغداد إلى الموصل وملكها لان ناصر الدولة
كان قد استقر الصلح بينه وبين معز الدولة على ألف ألف درهم يحملها
ناصر الدولة كل سنة فلما حصلت الإجابة من معز الدولة بذل زيادة ليكون
اليمين أيضا لولده أبي تغلب فضل الله الغضنفر معه وان يحلف معز الدولة
لهما فلم يجب إلى ذلك وتجهز معز الدولة وسار إلى الموصل فلما قاربها سار
ناصر الدولة إلى نصيبين ووصل معز الدولة إلى الموصل وملكها وسار يطلب
ناصر الدولة فلما قارب معز الدولة نصيبين فارقها ناصر الدولة وملكها معز
الدولة ولم يعلم اي جهة قصد ناصر الدولة فخاف ان يخالفه إلى الموصل
فعاد عن نصيبين نحو الموصل وكان أبو تغلب ابن ناصر الدولة قد قصد
الموصل وحارب من بها من أصحاب معز الدولة وكانت الدائرة عليه
فانصرف بعد أن احرق سفن معز الدولة واقام معز الدولة ببرقعيد فبلغه ان
ناصر الدولة نزل جزيرة ابن عمر فرحل إلى الجزيرة فلم يجد بها ناصر
الدولة وسال عنه فقيل إنه بالحسنية ولم يكن كذلك وانما كان قد جمع أولاده
وعساكره وسار نحو الموصل فأوقع بمن فيها من أصحاب معز الدولة وقتل
واسر كثيرا وفي الاسرى امراء معز الدولة وملك جميع ما خلفه معز الدولة
من مال وسلاح وغيره وحمل جميعه مع الاسرى إلى قلعة كواشي فلما سمع
معز الدولة ذلك سار يقصده فرحل ناصر الدولة إلى سنجار فلما بلغ ذلك
معز الدولة عاد إلى نصيبين فسار أبو تغلب ابن ناصر الدولة إلى الموصل
فنزل بظاهرها فلما سمع بذلك معز الدولة سار إلى الموصل ففارقها أبو تغلب
واقام عند الزاب وراسل معز الدولة في الصلح فاجابه لأنه علم متى فارق
الموصل عادوا وملكوها ومتى أقام بها لا يزال مترددا وهم يغيرون على
النواحي وعقد عليه ضمان الموصل وديار ربيعة والرحبة وما كان في يد أبيه
بمال قرره واطلاق من عنده من الاسرى ورحل معز الدولة إلى بغداد وفي
تجارب الأمم ان أبا بكر بن قرابة وهو رجل له جاه وسعة مال لكنه مخلط
فال امره إلى أن أسر وصودر حتى لم يبق له بقية واضطر إلى أن يخدم ناصر
الدولة أبا محمد بن حمدان برزق مائة دينار في كل شهر اه.
(١٤٣)

اخباره مع أخيه سيف الدولة
كان ناصر الدولة أسن من سيف الدولة ولكن سيف الدولة كان ابعد
صيتا وارفع منزلة ومات سيف الدولة في حياة أخيه ناصر الدولة قبله بسنتين
لان سيف الدولة مات سنة ٣٥٦ وناصر الدولة سنة ٣٥٨. وفي أعلام النبلاء
: قال في المختار من الكواكب المضية ان ناصر الدولة أكبر سنا من
سيف الدولة واقدم منزلة عند الخلفاء وكان سيف الدولة كثير التأدب معه
وجرت بينهما يوما وحشة فكتب اليه سيف الدولة:
لست أجفو وان جفوت ولا أترك * حقا علي في كل حال
انما أنت والد والأب الجافي * يجازى بالصبر والاحتمال
وقال الثعالبي أنشدني غير واحد لسيف الدولة في أخيه ناصر الدولة
أبي محمد:
رضيت لك العليا وقد كنت أهلها * وقلت لهم بيني وبين أخي فرق
ولم يك بي عنها نكول وانما * تجافيت عن حقي فتم لك الحق
ولا بد لي من أن أكون مصليا * إذ كنت ارضى ان يكون لك السبق
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٤٧ انه لما هرب ناصر الدولة من
معز الدولة سار إلى أخيه سيف الدولة بحلب فلما وصل خرج اليه ولقيه
وبالغ في اكرامه وخدمه بنفسه حتى أنه نزع خفه بيديه ثم راسل معز الدولة
وأصلح الحال كما ذكرناه في أخبار ناصر الدولة مع معز الدولة وهذا يدل على
سمو اخلاق سيف الدولة وفي تاريخ اليافعي المسمى بمرآة الجنان: كان
اخوه سيف الدولة يتأدب معه لسنه ومنزلته عند الخلفاء وكان هو كثير المحبة
لسيف الدولة.
قبض ابن ناصر الدولة عليه ووفاته
فلما توفي سيف الدولة حزن عليه ناصر الدولة وتغيرت أحواله
وضعف عقله فبادره ولده أبو تغلب الغضنفر عمدة الدولة فحبسه في حصن
السلامة ومنعه من التصرف وقام بالمملكة ولم يزل ناصر الدولة معتقلا إلى أن
مات اه. وفي شذرات الذهب نقلا عن العبر نحوه وقال ابن الأثير في
الكامل في حوادث سنة ٣٥٦ فيها قبض أبو تغلب بن ناصر الدولة على أبيه
وحبسه في القلعة لأنه كان قد كبر وساءت أخلاقه وضيق على أولاده وأصحابه
وخالفهم في أغراضهم للمصلحة فضجروا منه وكان فيما خالفهم فيه انه لما
مات معز الدولة عزم أولاده على قصد العراق واخذه من بختيار فنهاهم وقال
لهم ان معز الدولة قد خلف مالا يستظهر به ابنه عليكم فاصبروا حتى
يتفرق ما عنده من المال ثم اقصدوا وفرقوا الأموال فإنكم تظفرون به لا محالة
فوثب عليه أبو تغلب فقبضه ورفعه إلى القلعة ووكل به من يخدمه ويقوم
بحاجاته وما يحتاج اليه فخالفه بعض اخوته وانتشر امرهم وصار قصاراهم
حفظ ما في أيديهم واحتاج أبو تغلب إلى مداراة عز الدولة بختيار وتجديد
ضمان البلاد ليحتج به على اخوته اه. وهذه ثمرة سوء التدبير ومخالفة كبير
السن والاخذ بالرأي الفطير ومن أين يمكنهم اخذ بغداد وعضد الدولة وأبوه
لهم بالمرصاد وهم أقوى منهم واثقب رأيا قال ابن الأثير وكان أبو تغلب وأبو
البركات وأختهما جميلة أولاد ناصر الدولة من زوجته فاطمة بنت احمد
الكردية وكانت مالكة امر ناصر الدولة وكان قد اقطع ولده حمدان مدينة
الرحبة وماردين وغيرهما فاتفقت فاطمة مع ابنها أبي تغلب وقبضوا ناصر
الدولة فابتدأ ناصر الدولة يدبر في القبض عليهم فكاتب ابنه حمدان يستدعيه
ليتقوى به فظفر أولاده بالكتاب فخافوا أباهم وحملهم خوفه على نقله إلى
قلعة كواشي وعاش ناصر الدولة شهورا ومات في ربيع الأول سنة ٣٥٨
ودفن بتل توبة شرقي الموصل اه. وكان ذلك سبب الخلاف والحرب بينهم
كما ذكر في تراجمهم وفي ذلك عبرة توجب الحذر من تفضيل بعض الأولاد
لئلا يتحاسدوا وترشد إلى أن أصل البلاء من النساء.
مدائحه
للسري الرفا الموصلي فيه عدة مدائح منها قوله من قصيدة:
ما ضر وسني المقلتين لو أنها * ردت على الصب الرقاد الشاردا
سفرت له فأرته بدرا طالعا * وتمايلت فأرته غصنا مائدا
وتبسمت فجلت له عن واضح * متألق يجلو الظلام الراكدا
حتى إذا وقفت لتوديع النوى * في موقف يدني الجوى المتباعدا
نثرت رياح الشوق في وجناتها * من نرجس فوق الخدود فرائدا
لحظت ربيع ربيعنا آمالنا * فغدت ركائبنا اليه قواصدا
يحملن للحسن بن عبد الله في * حر الحديث ماثرا ومحامدا
بدع إذا انتظم الثناء عقودها * كانت لأعناق الملوك قلائدا
قل للأمير أبي محمد الذي * أضحى له المجد المؤثل حامدا
اما الوفود فإنهم قد عاينوا * قبل الربيع بك الربيع الوافدا
يغشون من شرق البلاد وغربها * بالموصل الزهراء أروع ماجدا
خشعت له ان بان عنها صادرا * وتبسمت لما اتاها واردا
فكأنما حل الربيع ربوعها * فكسا السهولة والحزون مجاسدا
اجرت يداه بها الندى فكأنما * اجرى بساحتها الفرات الباردا
ملك إذا ما كان بادئ نعمة * ألفيته عجلا إليها عائدا
متفرد من رأيه بعزائم * لو انهن طلعن كن فراقدا
وخلائق كالروض في رأد الضحى * تدني اليه أقاصيا وأباعدا
يستنصرون على الزمان إذا اعتدى * من لا يزال على الزمان مساعدا
جذلان ليس عن المكارم صابرا * يقظان ليس عن الكريهة حائدا
خلق يسر الناظرين ومنطق * ابدا يفيد السامعين فوائدا
ان أصبحت تزهى بك الدنيا فقد * أصبحت للدنيا شهابا واقدا
وبسطت آمال العفاة بها فقد * حمدوا نداك مصادرا ومواردا
ولبست مجدك بالصوارم والقنا * والنجم ليس تراه الا صاعدا
أدركت ما حاولت منه وادعا * فعلوت من يرجو لحاقك جاهدا
وغدوت ركنا في الخطوب لتغلب * ويدا لها في المكرمات وساعدا
وقال السري الرفا أيضا فيه وقد نجا من سم دس اليه في الشراب:
صنائع الله لا نحصي لها عددا * فنحمد الله حمدا دائما ابدا
كفت يد الدهر إذ مدت إلى ملك * ما زال يبسط بالجدوى إلي يدا
سلامة لبس المجد السرور بها * من بعد ما حشيت احشاؤه كمدا
قل للعدو الذي اخفى عداوته * وجاء يهدي اليه الحتف مجتهدا
لو ساعدتك الليالي لم تدع وزرا * للمكرمات ولم تترك لها عضدا
سم الشراب ليدني الحتف من أسد * إذ لم ينل بظباه الصارم الأسدا
فنال منه كما نال النبي وقد * أخفوا له في الشواء الغدر والحسدا
يفدي الأمير المرجى معشر عجزوا * عن عقد ما حل أو عن حل ما عقدا
هي السعود التي كنا نؤملها * ردت صروف الليالي عيشة رغدا
تجددت لك أثواب الحياة بها * فالبس برغم العدا أثوابها الجددا
وقال السري الرفا لناصر الدولة وقد عزم على المسير إلى العراق:
(١٤٤)

سر سرك الله فيما أنت منتظر * فقد جرى بالذي تهوى لك القدر
وأظفرتك بما أملت أربعة * النصر والفتح والاقبال والظفر
لم يعل نجمك في أعلى مطالعه * حتى غدت أنجم الأعداء تنتشر
وكيف يبعد امر أنت طالبه * والله طالبه والبدو والحضر
يا ناصر الدولة استعجل اجابتها * فقد دعتك وما في صفوها كدر
ملك تجدد لم يدم السنان له * عزا ولم يتحل الصارم الذكر
باب السعادة مفتوح لداخله * وأنت داخله والسادة الغرر
فالملك مبتسم والامر منتظم * والدهر من دولة الأوغاد يعتذر
فما انتظارك والآفاق ناظرة * إليك والحضرة الغراء تنتظر
وقد نجا البدر إذ طاف الكسوف به * وزال عن مشتهيه الخوف والحذر
وقال السري الرفا يهنئ ناصر الدولة بعيد الأضحى ويذكر شغب
الأتراك:
أعاد الله عيدك بالسرور * وفي الحال الجليلة والحبور
ولا زالت سعودك طالعات * بما تهواه من عيش نضير
دفاع الله عنك أعم فضلا * وأحلى في القلوب وفي الصدور
أناصر دولة الاسلام صبرا * فان الصبر من عزم الأمور
كبا الأعداء إذ راموك جهلا * فقلنا للجباه وللثغور
هبوط لا يمكن من صعود * وموت لا يقرب من نشور
منانا ان تعمر ألف عام * وتصرف عنك احداث الدهور
وان تلقى العدا في النحر صرعى * بحد ظباك دامية النحور
وقال السري الرفا يمدح الأميرين ناصر الدولة وسيف الدولة من
قصيدة:
ورب رام أصاب قلبي باللحظ * غداة الفراق حين رمى
إذا دجا الليل كان لي قمرا * وان بدا الصبح كان لي صنما
قد قلت والليل خافض علما * للركب والصبح رافع علما
عما قليل يعود موردنا * عذبا وتغدو همومنا همما
سيف الامام الذي نصول على الدهر * إذا الدهر صال أو عرما
وناصر الدولة التي شملت * بالعدل عرب الأنام والعجما
تكامل العلم فيه واكتملت * آراؤه قبل يبلغ الحلما
يستنجد السيف في الخطوب إذا * راح سواه يستنجد القلما
صبح من العدل ما انتحى بلدا * الا جلا الظلم عنه والظلما
كم من مخوف سما له حسن * بالسيف حتى اعاده حرما
في جحفل غصت الفجاج به * وان من وطئه الثرى ألما
إذا غدا خافق البنود غدت * جند المنايا لجنده خدما
كان في البر من سوابغه * بحر حديد يموج ملتطما
وسد أفق السماء قسطله * فخيل دون السماء منه سما
طلعت فيه على العراق فكم * وفرت وفرا وكم حقنت دما
قد قلت إذا أشرق الهدى فعلا * وانهد ركن الضلال فانهدما
لا يغرس الشر غارس ابدا * الا اجتنى من غصونه ندما
إليك حثث ركابها عصب * تخوض بحر الظلام حين طمى
رأوا رياض الندى مدبجة * فدبجوا في فنائها الكلما
٣٤٥: حسن بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة أخيه محمد بن عبد الله
فقال: وذكر ابن الجعابي ان له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروي
عنه اه. ومحمد اخوه أيضا من الشيعة كما يأتي في بابه.
٣٤٦: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم
العسكري.
ولد يوم الخميس ١٦ شوال سنة ٢٩٣ وتوفي يوم الجمعة ٧ ذي الحجة
سنة ٣٨٢ وقيل ٣٨٧.
والعسكري في انساب السمعاني بفتح العين وسكون السين
المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى مواضع وأشياء
وأشهرها المنسوب إلى عسكر مكرم وهي بلدة من كور الأهواز يقال لها
بالعجمية لشكرة مكرم والذي ينسب اليه البلد هو مكرم الباهلي وهو أول
من اختطها من العرب فنسبت البلدة اليه. وفي معجم البلدان عسكر
مكرم بضم الميم وسكون الكاف وفتح الراء وهو مفعل من الكرامة بلد
منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جعونة بن الحارث بن نمير بن
عامر بن صعصعة وقال حمزة الأصبهاني رستقباد اسم مدينة من مدن
خوزستان خربها العرب في صدر الاسلام ثم اختطت بالقرب منها المدينة التي
كانت معسكر مكرم بن معزاء الحارث صاحب الحجاج وقيل بل مكرم مولى
كان للحجاج كانت هناك قرية قديمة فبناها مكرم ولم يزل يبني ويزيد حتى
جعلها مدينة وسماها عسكر مكرم.
أقوال العلماء فيه.
في معجم الأدباء: وجدت في تاريخ أصفهان من تأليف الحافظ أبي
نعيم قال: الحسن بن عبد الله بن سعيد بن الحسين أبو أحمد العسكري
الأديب أخو أبي علي قدم أصبهان مرارا أول قدمة قدمها سنة ٣٤٩ وقدمها
أيضا سنة ٣٥٤ وكان قدم أصبهان قديما وسمع من الفضل بن الخصيب
وسمع منه أبي وابن زهير وغيرهما اه. وهنا ذكر ان جده سعيد بن الحسين
ومر أنه سعيد بن إسماعيل. وفي انساب السمعاني: أبو أحمد الحسن بن
عبد الله بن سعيد العسكري منسوب إلى عسكر مكرم صاحب التصانيف
الحسنة المليحة أحد أئمة الأدب وصاحب الاخبار والنوادر واخوه أبو علي
محمد بن عبد الله بن موسى العسكري عبدان وأبو احمد صاحب كتاب
المواعظ والزواجر قدم أصبهان مع أبي بكر بن الجعابي سنة ٣٤٩ وقدم أصبهان
أيضا سنة ٣٥٤ هكذا قال أبو بكر بن مردويه. وفي معجم البلدان
نسب إلى عسكر مكرم قوم من أهل العلم منهم العسكريان أبو أحمد
الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم اللغوي العلامة
اخذ عن ابن دريد وأقرانه وقد ذكرت اخباره في كتاب الأدباء والحسن بن
عبد الله بن سهل أبو هلال العسكري وقد ذكرته أيضا في الأدباء وفي معجم
الأدباء: الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم
العسكري أبو أحمد اللغوي العلامة. ثم قال طال تطوافي وكثر تسالي عن
العسكريين أبي احمد وأبي هلال فلم الق من يخبرني بجلية خبر حتى وردت
دمشق في سنة ٦١٢ في جمادى الآخرة ففاوضت الحافظ تقي الدين
إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي النضاري المصري أسعده
الله بطاعته فيهما فذكر لي ان الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن
إبراهيم السلفي الأصبهاني لما ورد إلى دمشق سئل عنهما فأجاب فيهما
(١٤٥)

بجواب لا يقوم به الا مثله من أئمة العلم وأولي الفضل والفهم فسألته ان
يفيدني في ذلك ففعل متفضلا فكتبته على صورة ما أورده السلفي واخبرني بذلك
عن السلفي جماعة قال أبو طاهر السلفي دخل إلي الشيخ الأمين أبو محمد هبة
الله بن أحمد بن الأكفاني بدمشق سنة ٥١٠ وجرى ذكر أبي احمد العسكري
فذكرت فيه ما يحتمل الوقت وأنشدت في الصاحب الكافي له شعرا (١).
خاله سيدي فاشتغلت به بعد نهوضه وقيامه وأضفت اليه والى ذكر الشيخ أبي
احمد زيادة تعريف ليقف على جلية حاله كأنه ينظر اليه من وراء ستر لطيف
فليعلم ان الشيخ أبا احمد هذا كان من الأئمة المذكورين بالتصرف في أنواع
العلوم والتبحر في فنون الفهوم ومن التصنيف وكان قد سمع ببغداد
والبصرة وأصبهان وغيرها من شيوخ في عداد شيخيه أبي القاسم البغوي
وابن أبي داود السجستاني وأكثر عنهم وبالغ في الكتابة وبقي حتى علا به
السن واشتهر في الآفاق بالدراية والاتقان وانتهت اليه رئاسة التحديث
والإملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان ورحل الاجلاء اليه للاخذ عنه
والقراءة عليه وكان يملي بالعسكر وتستر ومدن ناحيته ما يختاره من عالي
روايته عن متقدمي شيوخه. وقال ابن خلكان: أبو أحمد الحسن بن
عبد الله بن سعيد العسكري أحد الأئمة في الآداب والحفظ وهو صاحب
اخبار ونوادر وله رواية متسعة وله التصانيف المفيدة.
تشيعه
في الرياض: الحسن بن عبد الله بن سعيد من مشايخ الصدوق يروي
عن عمر بن أحمد بن حمدان القشيري كذا يظهر من شارة المصطفى
لمحمد بن أبي القاسم الطبري ولم أجده في كتب رجال الأصحاب لكن قال
ابن طاوس في كتاب كشف المحجة قال أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن
سعيد العسكري في كتاب الزواجر والمواعظ في الجزء الأول منه من نسخة
تاريخها ذو القعدة سنة ٤٧٣ ما هذا لفظه وصية أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب ع لولده ولو كان من الحكمة ما يجب ان يكتب بالذهب
لكانت هذه وحدثني بها جماعة فحدثني علي بن الحسن بن إسماعيل حدثنا
الحسن بن أبي عثمان الادمي أخبرنا أبو حاتم المكتب يحيى بن حاتم بن
عكرمة حدثني يوسف بن يعقوب بأنطاكية حدثني بعض أهل العلم قال لما
انصرف علي ع من صفين إلى قنسرين كتب إلى ابنه الحسن بن
علي ع من الوالد الفان المقر للزمان. وحدثنا أحمد بن عبد العزيز
حدثنا سليمان بن الربيع الهندي حدثنا كادح بن رحمة الزاهد حدثنا
صباح بن يحيى المري وحدثنا علي بن عبد العزيز الكوفي المكتب حدثنا
جعفر بن هارون بن زياد حدثنا محمد بن علي بن موسى الرضا ع
وحدثنا علي بن محمد بن إبراهيم حدثنا جعفر بن عنبسة حدثنا
عباد بن زياد حدثنا عمرو بن أبي المقدام عن أبي جعفر الباقر ع
. وحدثنا محمد بن علي بن داهر الرازي حدثنا محمد بن العباس
حدثنا عبد الله بن طاهر عن أبيه عن الصادق ع. واخبرني
أحمد بن عبد الرحمن بن فضال القاضي حدثنا الحسن بن محمد بن أحمد بن
جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
حدثنا جعفر بن محمد الحسني حدثنا الحسن بن عبدك عن
الأصبغ بن نباتة المجاشعي قال كتب أمير المؤمنين ع إلى ابنه محمد
انتهى ملخصا قال والظاهر أن المراد به هو هذا الشيخ اه. أقول لا
ينبغي الارتياب في أن شيخ الصدوق هو المترجم لتوافق الاسم واسم الأب
والجد وموافقة الطبقة فالصدوق توفي ٣٨١ وكفى بكونه شيخا للصدوق
دليلا على تشيعه ويرشد اليه روايته عن ابن دريد وتشوق الصاحب بن عباد
إلى رؤيته كما يأتي.
معرفته وسعة اطلاعه
في معجم الأدباء قال أبو أحمد العسكري المترجم في كتاب شرح
التصحيف من تصنيفه وقد ذكر ما يشكل ويصحف من أسماء الشعراء فقال
وهذا باب صعب لا يكاد يضبطه الا كثير الرواية غزير الدراية قال أبو
الحسن علي بن عبدوس الأرجاني وكان فاضلا متقدما وقد نظر في كتابي
هذا فلما بلغ إلى هذا الباب قال لي كم عدة أسماء الشعراء الذين ذكرتهم
قلت مائة ونيف فقال إني لأعجب كيف استتب لك هذا فقد كنا ببغداد
والعلماء بها متوفرون وذكر أبا إسحاق الزجاج وأبا موسى الحامض وأبا بكر
الأنباري واليزيدي وغيرهم فاختلفنا في اسم شاعر واحد وهو حريث بن
مخفض وكتبنا اربع رقاع إلى أربعة من العلماء فأجاب كل واحد منهم بما
يخالف الآخر فقال بعضهم منخفض بالخاء والضاد المعجمتين وقال بعضهم
محفص بالحاء والصاد غير معجمتين وقال آخر ابن محفض فقلنا ليس لهذا
الا أبو بكر ابن دريد فقصدناه في منزله وعرفناه ما جرى فقال ابن دريد أين
يذهب بكم هذا مشهور هو حريث بن محفض بالحاء غير المعجمة مفتوحة
والفاء مشددة والضاد منقوطة هو من بني تميم ثم من بني مازن ابن عمرو بن
تميم وهو القائل:
ألم تر قومي ان دعوا لملمة * أجابوا وان أغضب على القوم يغضبوا
هم حفظوا غيبي كما كنت حافظا * لقومي أخرى مثلها ان تغيبوا
بنو الحرب لم تقعد بهم أمهاتهم * وآباؤهم آباء صدق فانجبوا
وتمثل الحجاج بهذه الأبيات على منبره فقال أنتم يا أهل الشام كما قال
حريث بن محفض وذكر هذه الأبيات فقام حريث بن محفض فقال انا والله
حريث بن محفض قال فما حملك على أن سابقتني قال لم أتمالك إذ تمثل الأمير
بشعري حتى أعلمته مكاني. ثم قال أبو الحسن بن عبدوس فلم يفرج عنا
غيره قال أبو أحمد اجتمع يوما في منزلي بالبصرة أبو رياش وأبو الحسين بن
لنكك فتقاولا فكان فيما قال أبو رياش لأبي الحسين أنت كيف تحكم على
الشعر والشعراء وليس تفرق بين الزفيان والرقبان فأجاب أبو الحسين ولم يقنع
ذاك أبا رياش وقاما على شغب وجدال قال أبو أحمد: فاما الرقبان بالراء
والقاف وتحت الباء نقطة فشاعر جاهلي قديم يقال له أشعر الرقبان واما
الزفيان بالزاي والفاء وتحت الياء نقطتان فهو من بني تميم من بني سعد بن
زيد مناة بن تميم يعرف بالزفيان السعدي راجز كثير الشعر وكان على عهد
جعفر بن سليمان وهو الزفيان بن مالك بن عوانة القائل:
وصاحبي ذات هباب دمشق * كأنها بعد الكلال زورق
قال وذكر أبو حاتم آخر يقال له الزفيان وانه كان مع خالد بن الوليد
حين اقبل من البحرين فقال:
تهدى إذا خوت النجوم صدورها * ببنات نعش أو بضوء الفرقد

(١) الذي في النسخة المطبوعة وأنشدت للصاحب الكافي لله شعرا فظننا ان يكون الصواب ما
ذكرناه.
(٢) في القاموس: ناقة دمشق اي سريعة. - المؤلف -.
(١٤٦)

خبره مع الصاحب بن عباد
ذكره ياقوت في معجم الأدباء وابن خلكان في وفيات الأعيان وهو ان
الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس الوزير كان يتمنى لقاء
أبي احمد العسكري ويكاتبه على مر الأوقات ويستميل قلبه فيعتل
بالشيخوخة والكبر إذا عرف انه يعرض بالقصد اليه والوفود عليه فلما يئس
منه احتال في جذب السلطان إلى ذلك الصوب وقال ابن خلكان أنه قال
لمخدومه مؤيد الدولة بن بويه ان عسكر مكرم قد اختلت أحوالها واحتاج
إلى كشفها بنفسي فاذن له في ذلك فكتب اليه حين قرب من عسكر مكرم
كتابا يتضمن نظما ونثرا ومما ضمنه من المنظوم قوله:
ولما أبيتم ان تزوروا وقلتم * ضعفاء فما نقوى على الوخدان
اتيناكم من بعد ارض نزوركم * وكم منزل بكر لنا وعوان
نسائلكم هل من قرى لنزيلكم * بملء ء جفون لا بملء ء جفان
وقال ابن خلكان انه لما اتى عسكر مكرم توقع ان يزوره أبو أحمد فلم
يزوره فكتب اليه بما مر قال ياقوت فلما قرأ أبو أحمد الكتاب اقعد تلميذا له
فأملى عليه الجواب عن النثر نثرا وعن النظم نظما وبعث به اليه في الحال
وكان في آخر جواب أبياته وقد حيل بين العير والنزوان وهو تضمين الا
ان الصاحب استحسنه ووقع ذاك منه موقعا عظيما وقال لو عرفت ان هذا
المصراع يقع في هذه القافية لم أتعرض لها وكنت قد ذهلت عنه وذهب علي
وقال ابن خلكان فجاوبه أبو أحمد عن النثر بنثر مثله وعن الأبيات بالبيت
المشهور:
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان
فلما وقف الصاحب على الجواب عجب من اتفاق هذا البيت له وقال
والله لو علمت أنه يقع له هذا البيت لما كتبت اليه على هذا الروي وهذا
البيت لصخر بن عمرو بن الشريد أخي الخنساء من جملة ابيات مشهورة قال
ياقوت ثم إن أبا احمد قصده وقت حلوله بعسكر مكرم ومعه أعيان أصحابه
وتلامذته في ساعة لا يمكن الوصول اليه الا لمثله واقبل عليه بالكلية بعد ان
أقعده في ارفع موضع من مجلسه وتفاوضا في مسائل فزادت منزلته عنده
واخذ أبو أحمد منه بالحظ الأوفر وأدر على المتصلين به كانوا يأخذونه إلى أن
توفي وبعد وفاته أيضا فيما أظن ولما نعي اليه انشد فيه:
قالوا مضى الشيخ أبو أحمد * وقد رثوه بضروب الندب
فقلت ما من فقد شيخ مضى * لكنه فقد فنون الأدب
وروى ياقوت في معجم الأدباء هذا الخبر بنحو آخر فقال: ثم
وجدت ما أنبأني به أبو الفرج بن الجوزي عن ابن ناصر عن أبي زكريا
التبريزي وعن أبي عبد الله بن الحسن الحلواني عن أبي الحسن علي بن المظفر
البندنيجي قال كنت اقرأ بالبصرة على الشيوخ فلما دخلت سنة ٣٧٩ إلى
الأهواز بلغني حال أبي احمد العسكري فقصدته وقرأت عليه فوصل فخر
الدولة والصاحب بن عباد فبينما نحن جلوس نقرأ عليه وصل اليه ركابي
ومعه رقعة ففضها وقرأها وكتب على ظهرها جوابها فقلت أيها الشيخ ما هذه
الرقعة فقال رقعة الصاحب كتب إلي:
ولما أبيتم ان تزوروا وقلتم * ضعفنا فما نقوى على الوخدان
الأبيات الثلاثة المتقدمة قلت فما كتبت اليه في الجواب قال قلت:
أروم نهوضا ثم يثني عزيمتي * تعوذ أعضائي من الرجفان
فضمنت بيت ابن الشريد كأنما * تعمد تشبيهي به وعناني
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان
ثم نهض وقال لا بد من الحمل على النفس فان الصاحب لا يقنعه
هذا وركب بغلة وقصده فلم يتمكن من الوصول إلى الصاحب لاستيلاء
الحشم فصعد تلعة ورفع صوته بقول أبي تمام:
ما لي أرى القبة الفيحاء مقفلة * دوني وقد طالما استفتحت مقفلها
كأنها جنة الفردوس معرضة * وليس لي عمل زاك فأدخلها
فناداه الصاحب ادخلها يا أبا احمد فلك السابقة الأولى فتبادر اليه
أصحابه فحملوه حتى جلس بين يديه فسأله عن مسالة فقال أبو أحمد الخبير
صادفت فقال الصاحب يا أبا احمد تغرب في كل شئ حتى في المثل السائر
فقال تفالت عن السقوط بحضرة مولانا وانما كلام العرب سقطت اه.
قوله تفالت عن السقوط اي اتيت بما يتفال به وهو صادفت متجاوزا عن
السقوط الذي يتشاءم به وهذا يدل على شدة اهتمام الصاحب بالعلم
والأدب واحترام أهله وبين هذه الروايات ما لا يخفى من التنافي فياقوت قال إنه
احتال في جذب السلطان إلى ذلك الصوب وهو يدل على أنه جاء مع
السلطان إلى عسكر مكرم ولم يذكر من هو السلطان الذي احتال في جذبه
إلى ذلك الصوب أهو مؤيد الدولة بن بويه أم اخوه فخر الدولة فقد وزر
الصاحب لكل منهما وابن خلكان يقول إنه احتال على مؤيد الدولة بان
عسكر مكرم اختلت أحوالها ويريد كشفها بنفسه وهذا يدل على أنه سافر
إليها وحده وياقوت يقول إنه كتب اليه حين قرب منها وابن خلكان يقول إنه
كتب اليه بعد ما دخلها وتوقع انه يزوره فما زاره وياقوت يقول إنه
استشهد بمصراع من شعر صخر وابن خلكان بالبيت كله والرواية الثانية
لياقوت تدل على أنه جاء مع فخر الدولة ويمكن رفع التنافي بأنهما واقعتان فجاء
أولا وحده في زمن مؤيد الدولة وجاء ثانيا مع فخر الدولة والابيات التي
كتبها الصاحب واجابه عنها أبو أحمد كانت في احدى المرتين وفي المرة
الأخرى كانت مكاتبة أخرى واشتبه الرواة فأوردوا الأبيات في كلتا المرتين
ومرت القصة في ترجمة الصاحب.
مشايخه
ذكرهم السلفي فيما حكاه عنه ياقوت ١ أبو القاسم البغوي ٢
ابن أبي داود السجستاني ٣ أبو محمد عبدان الأهوازي ٤ أبو
بكر بن دريد ٥ نفطويه ٦ أبو جعفر بن زهير ونظراؤهم ٧
محمد بن جرير الطبري كما يفهم مما يأتي ٨ أبو نعيم الاصفهاني قال
السلفي روى أبو أحمد عن أبي نعيم الاصفهاني الحافظ وقد روى أبو نعيم
عن أبي احمد كثيرا ٩ العباس بن الوليد بن شجاع كما يأتي ١٠
الفضل بن الخطيب كما مر ١١ عمر بن حمدان القشيري كما مر ١٢
علي بن الحسن بن إسماعيل ١٣ أحمد بن عبد العزيز ١٤ علي بن
عبد العزيز الكوفي المكتب ١٥ علي بن محمد بن إبراهيم التستري
١٦ محمد بن علي بن داهر الرازي ١٧ أحمد بن عبد الرحمن بن
فضال القاضي كما مر عند ذكر تشيعه.
(١٤٧)

تلاميذه
ذكرهم السلفي فيما حكاه عنه ياقوت فقال من متأخري أصحابه
الذين رووا عنه الحديث ومتقدميهم أيضا فاني ذكرتهم على غير رتبهم كما
جاء لا كما يجب ١ أبو عباد الصائغ التستري ٢ ذو النون بن محمد
٣ الحسين بن أحمد الجهرمي ٤ ابن العطار الشروطي الأصبهاني ٥ أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر الأصبهاني
المعروف باليزدي ٦ أبو
الحسين علي بن أحمد بن الحسن البصري المعروف بالنعيمي الفقيه الحافظ
٧ أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقرئ الأهوازي نزيل دمشق
الا انه قد انقلب عليه اسمه فيقول في تصانيفه: أخبرنا أبو أحمد
عبد الله بن الحسن بن سعيد النحوي بعسكر مكرم قال أخبرنا محمد بن
جرير الطبري وغيره وهو الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري لا
عبد الله بن الحسن وقد روى عنه ٨ أبو سعد أحمد بن محمد بن
عبد الله بن الخليل الماليني ٩ وأبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد شيخا
أبي بكر الخطيب الحافظ البغدادي وخلق سواهم لا يحصون كثرة لم أثبت
أسماءهم احترازا من وهم ما واحتياطا لبعد العهد براويات تلك الديار
١٠ عبد الله الاصفهاني والد أبي نعيم كما مر ١١ أبو نعيم
الاصفهاني. ومن اقران أبي نعيم ١٢ أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد
الرحمن الوداعي ١٣ وعبد الواحد بن أحمد بن محمد الباطرقاني ١٤
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن ربجويه الأصفهانيون ١٥ القاضي أبو
الحسن علي بن عمر بن موسى الايزجي ١٧ أبو سعيد الحسن بن علي بن
بحر السقطي التستري قال وروى عنه ممن هو أكبر من هؤلاء سنا واقدم
موتا ١٨ أبو محمد خلف بن محمد الواسطي ١٩ أبو حاتم محمد بن
عبد الواحد الرازي المعروف باللبان وهما من حفاظ الحديث. وروى عنه
٢٠ الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي بخراسان بالإجازة وكذلك
٢١ القاضي أبو بكر بن الباقلاني المتكلم بالعراق اه. ٢٢ أبو
الحسن علي بن المظفر البندنيجي كما مر في خبره مع الصاحب ٢٣
الصدوق محمد بن علي بن بابويه كما مر عند ذكر تشيعه ٢٤ ابن زهير كما
مر.
من روى عنه بالواسطة
في معجم الأدباء وقع حديثه لي عاليا من طرق عدة فمن ذلك حكاية
رأيتها الآن معي في جزء من تخريجي بخطي وهي ما أخبرنا الشيخ أبو
الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي ببغداد حدثنا الحسن بن
علي بن أحمد التستري من لفظه بالبصرة حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد
العسكري املاء بتستر حدثنا العباس بن الوليد بن شجاع بأصبهان حدثنا
محمد بن يحيى النيسابوري حدثنا محمد بن عمرو بن مكرم حدثني عتبة بن
حميد قال قال بشر بن الحارث لما ماتت أخته: إذا قصر العبد في طاعة ربه
سلبه أنيسه.
مؤلفاته
١ كتاب صناعة الشعر ٢ كتاب الحكم والأمثال ٣ راحة
الأرواح ٤ الزواجر والمواعظ ٥ تصحيح الوجوه والنظائر ٦
مجالس من أماليه في معجم الأدباء أخبرنا أبو الحسين بن الطيوري
ببغداد حدثنا أبو سعيد السقطي بالبصرة أخبرنا أبو أحمد الحسن بن
عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري املاء سنة ٣٨٠
بتستر فذكر مجالس من أماليه هي عندي ٧ فوائد له قال ياقوت وقرأت
على أبي علي أحمد بن الفضل بن شهريار بأصبهان عن السقطي هذا فوائد
عن أبي احمد وغيره
من مروياته
في معجم الأدباء حدث ابن نصر حدثني أبو أحمد العسكري بالبصرة
قال كان أبو جعفر المجوسي عامل البصرة رجلا واسع النفس وكان يتعاهد
الشعراء ويراعيهم مثل العصفري والنهرجوري وغيرهم وهم يهجونه وكان
هذان خصوصا من أوضاعهم وقد رأيت النهرجوري قال فلما مات أبو
الفرج رثاه النهرجوري بقوله:
يا ليت شعري وليت ربتما * صحت فكانت لنا من العبر
هل أرينا شوثنا وأمته * راكبة حوله على البقر
يقدمهم أربعون لبسهم * مع حلية الحرب حلية النمر
وأنت فيهم قد ابترزت لنا * كالشمس في نورها أو القمر
قد نكحوا الأمهات واتكلوا * على عتيق الأبوال في الطهر
وأصبحوا أشبه البرية بالظرف * وأولى بكل مفتخر
ثم قال شوثن عند المجوس يجري مجرى المهدي ويزعمون انه يخرج
وقدامه أربعون بفسا، على كل منهم جلد النمر فيعيدون دين البوار ٣،
فقلت يا أبا احمد هذه بالهجاء أشبه منها بالمرثية بكثير قال هكذا قصد
النهرجوري لا بارك الله فيه وقد عاتبته وقلت له ما استحق أبو الفرج هذا
منك فقال ما تعدين مذهبه الذي يعترف به.
٣٤٧: الحسن بن عبد الله بن ابن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال
العسكري اللغوي.
كان حيا سنة ٣٩٥. وفي كتاب الشيعة وفنون الاسلام جعل ذلك
تاريخ وفاته وهو سهو ففي معجم الأدباء واما وفاته فلم يبلغني فيها شئ
غير اني وجدت في آخر كتاب الأوائل من تصنيفه: وفرغنا من املاء هذا
الكتاب يوم الأربعاء لعشر خلت من شعبان سنة ٣٩٥ والعسكري نسبة
إلى عسكر مكرم ومرت في الذي قبله.
أقوال العلماء فيه
كان عالما لغويا أديبا شاعرا نحويا فقيها محدثا عزيز النفس وفي معجم
البلدان نسب إلى عسكر مكرم قوم من أهل العلم منهم العسكريان أبو أحمد
الحسن بن عبد الله بن سعيد المتقدم والحسن بن عبد الله بن سهل بن
سعيد بن يحيى بن مهران أبو هلال العسكري وهو تلميذ أبي أحمد بن عبد
الله الذي قبله وقد ذكرته أيضا في الأدباء وفي معجم الأدباء قال أبو طاهر
السلفي سالت الرئيس أبا المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي بهمذان
عنه فاثنى عليه ووصفه بالعلم والفقه معا وقال كان يتبزز اي يبيع البز
احترازا من الطمع والدناءة والتبذل وذكر فيه فصلا هو في سؤالاتي عنه
وكان الغالب عليه الأدب والشعر اه. وكان مع علمه وفضله ضيق الحال
يتكسب ببيع البز ترفعا عن الاحتياج إلى الناس ويدل على ضيق حاله شعره
الآتي.

(١) كنه أولا أبو جعفر وهنا وفيما يأتي أبو الفرج فكأنه وقع اشتباه في أحدهما ثم كيف يكون عامل
البصرة مجوسيا.
(٢) لعله نفسا.
(٣) لعله النور أو النار. - المؤلف -.
(١٤٨)

تشيعه
ليس بيدنا ما يدل على تشيعه سوى قول صاحب كتاب الشيعة وفنون
الاسلام: ان أبا هلال العسكري من الشيعة قال كما حققته في حواشي
الطبقات للسيوطي فراجع اه. وليته أشار إلى شئ من هذا التحقيق ولم
يحل على شئ مخزون وربما اكلته الأرضة في الخزانة وليته لم يطل فيمن تشيعه مشهور
ويختصر فيمن تشيعه غامض ولم نجد من ذكر تشيعه غيره ويدل على تلمذه على أبي احمد
العسكري المذكور قبله الذي أثبتنا تشيعه فيما مر وكونه ابن أخته كما ستعرف. اما
صاحب الذريعة فلم يذكر شيئا من مؤلفاته في كتابه مما يدل على أنه لم يعلم تشيعه.
مشايخه
في معجم الأدباء عن أبي طاهر السلفي ان المترجم هو تلميذ أبي احمد
الحسن بن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل بن زيد بن حكيم العسكري
اللغوي العلامة المتقدم وافق اسمه واسم أبيه وهو عسكري أيضا فربما
اشتبه به فإذا قيل الحسن بن عبد الله العسكري الأديب فهو أبو هلال قال
ياقوت: وذكر غير السلفي ان أبا هلال كان ابن أخت أبي احمد المذكور.
تلاميذه
في معجم الأدباء عن أبي طاهر السلفي من جملة ما روى عن أبي
هلال أبو سعد السمان الحافظ بالري وأبو الغنائم بن حماد المقري املاء.
مؤلفاته
في معجم الأدباء عن السلفي له في اللغة ١ كتاب وسمه
بالتلخيص مفيد ٢ كتاب صناعتي النظم والنثر وهو أيضا كتاب مفيد
جدا قال ياقوت وله من الكتب بعد ما ذكره السلفي ٣ جمهرة الأمثال
مطبوع مع أمثال الميداني ٤ معاني الأدب ٥ كتاب من احتكم من
الخلفاء إلى القضاة ٦ التبصرة وهو كتاب مفيد ٧ شرح الحماسة
٨ كتاب الدرهم والدينار ٩ المحاسن في تفسير القرآن خمس مجلدات
١٠ العمدة ١١ فضل العطاء على العسر ١٢ ما تلحن فيه
الخاصة ١٣ اعلام المعاني في معاني الشعر ١٤ الأوائل ١٥ ديوان
شعره ١٦ الفرق بين المعاني ١٧ نوادر نوارد الواحد والجمع وزاد
صاحب بغية الوعاة ١٨ رسالة في العزلة والاستئناس بالوحدة.
أشعاره
في معجم الأدباء عن أبي القاسم بن حماد المقري أنشدني أبو هلال
الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري لنفسه:
قد تعاطاك شباب * وتغشاك مشيب
فاتى ما ليس يمضي * ومضى ما لا يؤوب
فتأهب لسقام * ليس يشفيه طبيب
لا توهمه بعيدا * انما الآتي قريب
قال ومما أنشدنا القاضي أبو أحمد الموحد بن محمد بن عبد الواحد
الحنفي بتستر: أنشدنا أبو حكيم أحمد بن إسماعيل العسكري أنشدنا أبو
هلال الحسن بن عبد الله بن سهل اللغوي لنفسه بالعسكر وهو يدل على
ضيق حاله:
إذا كان مالي مال من يلقط العجم * وحالي فيكم حال من حاك أو حجم
فأين انتفاعي بالأصالة والحجى * وما ربحت كفي على العلم والحكم
ومن ذا الذي في الناس يبصر حالتي * فلا يلعن القرطاس والحبر والقلم
قال ومما أنشدنا القاضي أبو أحمد الحنفي بتستر قال أنشدنا أبو حكيم
اللغوي أنشدنا أبو هلال العسكري لنفسه وهو يدل على ضيق حاله
أيضا:
جلوسي في سوق أبيع واشتري * دليل على أن الأنام قرود
ولا خير في قوم تذل كرامهم * ويعظم فيهم تذلهم ويسود
ويهجوهم عني رثاثة كسوتي * هجاء قبيحا ما عليه مزيد
قال ومما أنشدناه أبو غالب الحسين بن أحمد بن الحسين القاضي
بالسوس أنشدنا المظفر بن طاهر بن الجراح الأسترآبادي أنشدني أبو هلال
الحسن بن عبد الله بن سهل اللغوي العسكري لنفسه:
يا هلالا من القصور تدلى * صام وجهي لمقلتيه وصلى
لست أدري أطال ليلي أم لا * كيف يدري بذاك من يتقلى
لو تفرغت لاستطالة ليلي * ولرعي النجوم كنت مخلى
قال ياقوت رأيت البيت الثاني والذي بعده في بعض الكتب منسوبين
إلى خالد الكاتب والله أعلم ثم قال أبو هلال العسكري في تفضيل الشتاء
على غيره من الأزمنة:
فترت صبوتي واقصر شجوي * واتاني السرور من كل نحو
ان روح الشتاء خلص روحي * من حرور تشوي الوجوه وتكوي
برد الماء والهواء كان قد * سرق البرد من جوانح خلو
ريحه تلمس الصدور فتشفي * وغماياته وغماماته تصوب فتروي
لست انسى منه دماثة دجن * ثم من بعده نضارة صحو
وجنوبا يبشر الأرض بالقط * ر كما بشر العليل ببرو
وغيوما مطرزات الحواشي * بوميض من البروق وخفو
كلما أرخت السماء عراها * جمع القطر بين سفل وعلو
وهي تعطيك حين هبت شمالا * برد ماء فيها ورقة جو
وترى الأرض في ملاءة ثلج * مثل ريط لبسته فوق فرو
فاستعار العرار منها لباسا * سوف يمني من الرياح بنضو
فكان الكافور موضع ترب * وكان الجمان موضع قرو
وليال أطلن مدة درسي * مثلما مددن في عمر لهوي
مر لي بعضها بفقه وبعض * بين شعر اخذت فيه ونحو
وحديث كأنه عقد رأي * بت أرويه للرجال وتروي
في حديث الرجال روضة انسى * بات يرعى باهل نبل وسرو
ومما يدل على شدة ضيق حاله ما حكاه ياقوت عن بعضهم أنه قال:
وأحسن ما قرأت على كتاب * بخط العسكري أبي هلال
فلو اني جعلت أمير جيش * لما قاتلت الا بالسؤال
فان الناس ينهزمون منه * وقد ثبتوا لأطراف العوالي
(١٤٩)

أقول يمكن كون البيتين الأخيرين اللذين وجدهما هذا القائل بخط
أبي هلال على ظهر كتاب هما لأبي هلال ويمكن كونهما لغيره استشهد بهما
استشهادا.
٣٤٨: الشيخ حسن ابن الشيخ الفقيه الامام الشيخ عبد الله بن علي بن حسين بن
عبد الله الكبير بن علي بن نعمة الملقب بالمشطوب العاملي الجبعي.
توفي بحمص في ربيع الثاني سنة ١٣١٢.
كان عالما فاضلا كريم الاخلاق قرأ على أبيه في جبع وأمه رشتية وهو واحد
أبيه ركبه الدين في حياة أبيه لعدم مهارته في علم الاقتصاد حتى أدى الحال
إلى مضايقته من بعض الديانين واضطر والده إلى تكليف بعض العامليين
بجمع ما يفي به دينه:
ولو سئل الناس التراب لأوشكوا * إذا قيل هاتوا ان يملوا ويمنعوا
وبعد وفاة والده بمدة باع ممتلكاته في جبع واشترى أرضا في البازورية
لكنه لم يحكم امرها فاستعادها أهلها وذهب ثمنها.
٣٤٩: الشيخ حسن بن عبد الله بن علي الهشترودي التبريزي.
توفي في كرند راجعا من زيارة العتبات بالعراق سنة ١٣٠٤ ودفن
بها.
الهشترودي نسبة إلى هشترود اي ثمانية انهار اسم قرية من قرى
تبريز فيها ثمانية انهار.
كان عالما فاضلا أدرك درس الشيخ مرتضى الأنصاري وكتب تقرير
بحثه له من المؤلفات ١ التقريرات لبحث أستاذه المذكور في مجلد كبير
وجد بخطه وفيه من الأصول مباحث الاجتهاد والتقليد ومن الفقه شرحا
على الشرائع. الصلاة والزكاة والصوم كلها غير تامة وبعض فروع النذر
والوقف. ٢ محن الأبرار في ترجمة عاشر البحار.
٣٥٠: الحسن بن عبد الله الفتال الحسيني النجفي.
كان حيا سنة ٩٠٢.
في رياض العلماء فاضل عالم جليل وقد رأيت خطه الشريف في بعض
المواضع وكان تاريخه سنة ٩٠٢.
٣٥١: الحسن القويري بن عبد الله الأزرق بن محمد المعمر بن أبي طاهر احمد
الحربي بن الحسين غضارة بن عيسى مؤتم الأشبال بن زيد الشهيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب سمي القويري لكثرة قراءته للقرآن.
٣٥٢: الشيخ حسن ويقال محمد حسن بن عبد الله بن محمد باقر بن علي أكبر بن
رضا المامقاني النجفي.
ولد في مامقان في ٢٢ شعبان سنة ١٢٣٨ وتوفي في النجف في ١٨
المحرم يوم السبت سنة ١٣٢٣ عن ٨٥ سنة ودفن فيها في مقبرته المعروفة
بمحلة العمارة وبنيت على قبره قبة وأرخ وفاته بعض الشعراء بقوله:
على قائم العرش لا في التراب أرخ يقوم ضريح الحسن
والمامقاني نسبة إلى مامقان بلدة صغيرة جنوب تبريز بينهما نحو
خمسة فراسخ.
هو أحد مشاهير علماء النجف في عصره المدرسين المقلدين عند الترك
والفرس وكان أصوليا فقيها زاهدا ورعا حلو النادرة ظريف العشرة على
خلاف ما يظهر من بعض حالاته من الحدة والغضب حتى أنه كان ينسب
إلى حدة الطبع والحقيقة انه كان على جانب عظيم من سجاحة الطبع وكرم
الاخلاق وانما كان يستعمل ذلك في مقام الردع والزجر حيث تقتضيه
المصلحة وكان متواضعا دخل يوما إلى دار آل الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء في عشر المحرم وانا حاضر فوجد المجلس غاصا فجلس في آخريات
الناس فتبادر أهل المجلس واتوا به إلى الصدر وكان في أول امره فقيرا فلما رأس
درت عليه الأموال الغزيرة فكان يصرفها على الطلاب والمحتاجين ويرضى
بمعاش الزاهدين ويلبس ما تقل قيمته من الثياب على عادة الكثيرين من
رؤساء العلماء في العراق اجتمعت به في النجف عدة مجالس فكان لطيف
العشرة جدا وكان لين العريكة سهل الجانب زاهدا في حطام الدنيا
وزخارفها جامعا بين رتبتي العلم والعمل مشفقا على الفقراء والضعفاء خشنا
في ذات الله حتى أنه كان ينسب إلى حدة الطبع وليس كذلك كما مر.
مبدأ امره إلى نهايته
مقتطف جله مما كتبه الميرزا محمد علي الأوردوبادي وبعضه مما كتبه
غيره. ولد في مامقان كما عرفت وانتقل به أبوه إلى كربلاء وهو ابن شهرين
فأقام بها إلى سنة ١٢٤٧ ثم توفي أبوه بها في الطاعون العظيم في تلك السنة
وعمره يومئذ ٨ سنين و ٣ أو ٤ أشهر فكفله صاحب الفصول ونصب له قيما
وجعل يعين له المعلمين في جميع أدوار تعلمه إلى أن عين له الشيخ عبد
الرحيم من وجوه تلاميذه ليعلمه المطول في علم البيان وبقي كذلك إلى أن
توفي صاحب الفصول سنة ١٢٥٥ وعمره يومئذ ١٧ سنة فخرج من كربلاء
إلى النجف وسكن في الصحن الشريف في الحجرة التي فوق باب مدرسة
الصحن وبقي فيها إلى سنة ١٢٥٨ وكانت رياسة العلماء في ذلك الوقت
للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وجاء زوار من أهل مامقان وأرادوا
أخذه إلى بلادهم فامتنع من ذلك فأخبروا صاحب الجواهر بالامر فزاره في
حجرته لما عرف انه ابن الشيخ عبد الله وكان أبوه من العلماء وكان بينه وبين
صاحب الجواهر سابق معرفة وألزمه بالذهاب معهم لاضطراب العراق بعد
وقعة نجيب باشا فذهب معهم في تلك السنة إلى تبريز ثم إلى مسقط رأسه
مامقان ثم عاد إلى تبريز وقطنها وسكن مدرسة صفر علي المعروفة المعمورة
إلى اليوم مكبا على تحصيل العلوم والمعارف عند فضلائها كالشيخ عبد
الرحيم البروجردي من تلاميذ صاحب الجواهر وغيره وبقي في تبريز إلى
سنة ١٢٦٦ ثم سافر منها إلى قفقاسيا لقلة ذات يده في غرة ذي القعدة
الحرام من تلك السنة فنزل قلعة ششه ثم خرج إلى نخجوان في ٢٣ المحرم
سنة ١٢٦٧ ثم إلى كنجة في رجب من تلك السنة ثم رجع إلى تبريز واقام
بها أزيد من سنة ثم عاد إلى العراق فورد النجف في حدود سنة ١٢٧٠ فقرأ
على الشيخ مرتضى الأنصاري في الفقه أزيد من تسع سنين وعلى تلميذه
السيد حسين الكوهكمري المعروف بالسيد حسين الترك في الأصول وبعد
وفاة الشيخ مرتضى سنة ١٢٨١ صار يقرأ على السيد في العلمين وهو أكبر
أساتيذه وكان مدة قراءته عليه يعيد درسه على جماعة من الطلاب فلقب
بينهم بالمقرر واخذ أيضا على الملا علي بن الميرزا خليل الطبيب واخذ عن
(١٥٠)

اجلاء علماء العرب منهم الشيخ راضي ابن الشيخ محمد الفقيه
النجفي الشهير والشيخ مهدي ابن الشيخ جعفر الجناجي النجفي
والشيخ علي ابن الشيخ جعفر المذكور وبقي يقرأ على السيد حسين الترك إلى أن
اتاه مرضه المعروف في أواخر عمره فانفصل عنه واستقل بالتدريس ولما
توفي السيد حسين سنة ١٢٩٩ وانتقلت الرياسة العلمية في الترك إلى الملا
محمد الإيرواني كان المترجم من جملة المراجع والمعظمين عند أهل العلم
وكان قد استقل بالتدريس والإمامة في أيام مشايخه المقدم ذكرهم ولما توفي
الإيرواني بعد الثلاثمائة وصارت المرجعية الكبرى للميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي صارت للمترجم زيادة وفيرة من المرجعية و التقليد في كثير من
بلاد الترك في أذربيجان وقفقاسيا وجل فضلائهم ملتفون حوله ويرجعون اليه
ويحضرون درسه وتجلب اليه الحقوق من تلك البلاد وأمره على الترقي يوما
فيوما ولما توفي الميرزا الشيرازي سنة ١٣١٢ قلده الأتراك في القوقاس وغيرها
والفرس وجبيت اليه الأموال وقسم منهم قلد معاصره الملا محمد الشرابياني
من علماء الترك وفي سنة ١٣٢٢ سافر لزيارة الرضا ع فاستقبل في
كل بلد دخله بالاكرام والاعظام ولما ورد طهران أقام في بلدة الشاه عبد
العظيم فجاء السلطان مظفر الدين شاه القاجاري لزيارته وعاد إلى النجف
فاستقبل استقبالا عظيما وفي غرة المحرم الحرام من سنة ١٣٢٣ مرض بمرض
الاسهال وتوفي في ١٨ منه من تلك السنة ومدحه في حياته السيد جعفر
الحلي وغيره ولما توفي رثاه جماعة من الشعراء كالسيد مهدي البغدادي
والشيخ عبد الرحيم السوداني وآخرون غيرهما اه.
بعض اخباره
جرى يوما في مجلس كان فيه وانا حاضر ذكر ابن أبي الحديد فقال:
يقال إنه شيعي واظهر الاعتزال تقية فقلت هذا ما لا يكون إذ لم يسمع ولم
يعقل ان عالما اتقى في مؤلفاته فأودعها خلاف عقيدته وهو قد صرح بمذهبه
في كتابه وأشعاره فقال هو كذلك. وكان يتفقد بعض العلويات في
النجف بشئ من البر على يد بعض طلبة الترك فأراد الواسطة السفر لبلاده
فذاكره ان يكون ذلك على يدي واجب ان يكون الكلام بحضوري فقال
آتي انا والسيد إلى داركم قال الشيخ لا بل نحن نذهب إلى داره لان في
مجئ السيد إلى دارنا غضاضة عليه وكان في النجف رجل يسمى الشيخ
إبراهيم الكاشي فجعل يطوف على مجالس العلماء بالنجف ويعطل الدروس
مظهرا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وانما كان به جنون أو قريبا منه فجاء
إلى درس الميرزا حسين ابن الميرزا خليل وصعد المنبر وجعل يتكلم فترك
الميرزا الدرس وتفرق التلاميذ فعل ذلك عدة أيام وجاء إلى درس الشيخ
محمد طه نجف ففعل مثل ذلك حتى حمل من مجلس الدرس إلى بيته ثم جاء
إلى مجلس درس المامقاني وفعل كما كان يفعل فلم يترك الشيخ الدرس
وصاح بأعلى صوته بكنيد جروه فجروه إلى خارج المسجد ولم يعد بعدها
وكان صاحب نادرة وحديث ممتع. حضرت يوما في مجلس هو فيه فقال لي
انا كنت فقيرا وكنت إذا حصلت على الخبز والجبن أعد ذلك اليوم يوم عيد
فلما تزوجنا العلوية صرنا نأكل شلة الماش وغيرها. وكان قد تزوج
علوية عربية. ومن نوادره انه كان في مجلس درسه بجامع صاحب الجواهر
فناقشه بعض الطلبة وجادله وإذا بسقاء ضاع له حمار ينادي في الزقاق يا من
رأى حمارا ابيض فقال للطالب اسكت لئلا يتوهم انك ضالته فيأخذك
فسكت وضحك الحاضرون.
مشايخه
علم مما مر ان له عدة مشايخ ١ الشيخ عبد الرحيم من وجوه
تلاميذ صاحب الفصول ٢ الشيخ عبد الرحيم البروجردي من تلاميذ
صاحب الجواهر ٣ الشيخ مرتضى الأنصاري ٤ السيد حسين الترك
٥ الملا علي ابن الميرزا خليل ٦ الشيخ راضي الفقيه النجفي
٧ و ٨ الشيخ مهدي والشيخ علي ولدا الشيخ جعفر.
تلاميذه
منهم ١ الشيخ إبراهيم السلياني ٢ السيد مصطفى النخجواني
٣ الميرزا أبو القاسم الأوردوبادي ٤ الشيخ محمد علي الكنجي ٥
السيد علي النخجواني ٦ الميرزا فرج الله التبريزي ٧ السيد ميرزا أبو
الحسن التبيريزي من زعماء تبريز ٨ الشيخ عبد الله ولد المترجم ويروي
عنه إجازة ٩ الشيخ أبو القاسم ولده الأكبر وغيرهم.
مؤلفاته
١ بشرى الوصول إلى اسرار علم الأصول كبير في ثمان مجلدات
يعبر فيها عن الشيخ مرتضى الأنصاري بشيخنا المحقق وعن السيد حسين
الترك ببعض من تأخر. وقد كان يمكن الوصول إلى اسرار علم الأصول
واجهاره في مجلد واحد أو مجلدين بعبارات واضحة سهلة وحذف ما لا لزوم
له ولكن جماعة من العلماء في عصرنا من الفرس أطالوا في علم الأصول
وبعدوا الشقة على الطلاب وبقي كثير من مؤلفاتهم في زوايا الاهمال لم يطبع
ولم ينشر وان طبع فهو قليل الفائدة وأول من اختصر التاليف والتدريس في
الأصول منهم شيخنا وأستاذنا الشيخ ملا كاظم الخراساني لكن كفايته صعبة
العبارة ٢ حاشية على مكاسب الشيخ مرتضى الأنصاري في البيع في
مجلدين مطبوعة ٣ ذرائع الأحلام في شرح شرائع الاسلام في الفقه عدة
مجلدات ستة في الطهارة طبعت في مجلدين ضخمين وستة في الصلاة
ومجلدة في الزكاة والخمسة ومجلدة في الصوم وهو أول ما كتبه وكتاب الصيد
والذباحة تقرير بحث شيخيه الشيخ مرتضى والسيد حسين إلى مسالة ان
ذكاة الجنين ذكاة أمه واحكام القضاء إلى مسالة سماع الشهادة بالملك القديم
تقرير بحثيهما أيضا واحياء الموات غير تام واللقطة ناقص ٤ كراريس
رجالية تقرر بحث الحاج ملا علي بن ميرزا خليل ٥ اجزاء في الصوم
تقرير بحث أستاذه في تبريز الشيخ عبد الرحيم البروجردي ٦ أصالة
البراءة.
٣٥٣: السيد حسن ابن السيد عبد الله بن محمد رضا شبر الحسيني.
عالم فاضل كان غاية في الصلاح والتقى والورع والعبادة ومكارم الأخلاق
قرأ على أبيه له مصنفات منها تتمة شرح نهج البلاغة لوالده.
٣٥٤: السيد رضي الدين الحسن ابن السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد بن علي
الأعرج العلوي الحسيني.
في رياض العلماء: كان من مشايخ أصحابنا ومن تلامذة الشيخ فخر
الدين ولد العلامة على ما يظهر من رسالة أسامي المشايخ لبعض تلامذة
الشيخ علي الكركي وهذا السيد ابن أخي السيد عميد الدين ابن أخت
العلامة اه.
ثم ذكر ترجمة أخرى فقال: السيد أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن محمد بن
علي الأعرج الحسيني فاضل عالم فقيه كامل يروي عن الشيخ فخر الدين
(١٥١)

ولد العلامة ويروي عنه المولى زين الدين علي الأسترآبادي كذا يظهر من
أول غوالي اللآلي لابن أبي جمهور الأحسائي وقال فيه في وصفه السيد
المرتضى الأعظم والامام المعظم سلالة آل طه ويس اه. والمذكور في
الترجمتين هو شخص واحد.
٣٥٥: أبو محمد الحسن الشاعر بن عبد الله الشيخ بن محمد بن القاسم بن إبراهيم
طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب.
ذكره صاحب عمدة الطالب ووصفه بالشاعر وذكر انه يقال له المنتجد
وبه يعرف ولده اه. ولا نعلم من أحواله شيئا غير هذا.
٣٥٦: الحسن بن عبد الملك الأودي
يأتي الحسين بالياء.
٣٥٧: الشيخ رشيد الدين الحسن بن عبد الملك بن عبد العزيز المسجدي المقيم
بقرية رامن من اعمال الري.
رامن في معجم البلدان بليدة بينها وبين همذان سبعة فراسخ اه.
ويوجد في بعض النسخ رامز وهو تصحيف قال منتجب الدين بن بابويه في
الفهرس فقيه صالح اه.
الشيخ حسن بن عبد النبي بن علي بن أحمد بن محمد العاملي النباطي ابن أخي
الشهيد الثاني.
في أمل الآمل: كان فاضلا فقيها عالما أديبا شاعرا منشئا من تلاميذ
الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني اروي عن عمي الشيخ محمد بن علي بن
محمد الحر عنه وأبوه الشيخ عبد النبي أخو الشيخ زين الدين الشهيد الثاني
اه. وقال في ترجمة أبيه انه يروي عنه ولده الشيخ حسن بن عبد النبي.
٣٥٨: الحسن بن عبد الواحد العين زربي أبو محمد.
في انساب السمعاني العين زربي بفتح العين المهملة والياء الساكنة
بعدها النون والزاي المفتوحة والراء الساكنة هذه النسبة إلى عين زربة وهي
من بلاد الجزيرة مما يقرب من الرها وحران اه. في التعليقة الحسن بن عبد
الواحد الزربي أبو محمد يأتي في ترجمة محمد بن الحسن الطوسي ما يشير إلى
نباهته بل جلالته اه. ويشير بذلك إلى ما في الخلاصة عن الحسن بن
مهدي السليقي من أنه تولى غسل الشيخ الطوسي مع الحسن بن عبد
الواحد العين زربي والشيخ أبي الحسن اللؤلؤي اه.
٣٥٩: أبو علي بن عبدوس.
يأتي بعنوان الحسن بن محمد بن عبدوس.
٣٦٠: الحسن بن عبيد الله بن سعيد بن زيد بن حكيم العسكري.
مر بعنوان الحسن بن عبد الله مكبرا.
٣٦١: الحسن بن عبيد الله بن سهل
ذكره ابن داود في رجاله ناقلا عن رجال الشيخ انه ذكره فيمن لم يرو
عنهم ع وقال له كتاب المتعة مهمل ويأتي ان الذي في رجال
الشيخ هو الحسين بالياء من رجال الهادي ع روى عنه ابن حاتم
ولم يذكر ان له كتاب المتعة.
٣٦٢: الحسن بن عبيد الله القمي.
في الخلاصة يرمى بالغلو وذكره الشيخ في رجال الهادي ع
باسم الحسين بالياء ويأتي.
٣٦٣: الحسن بن عديس.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع ومر في
الحسن بن حماد بن عديس استظهارا اتحاده مع هذا وفي لسان الميزان
الحسن بن عديس الكوفي عن إسحاق بن عمار قال علي بن الحكم كان من
مشايخ الشيعة وكان مخلطا اه. وعن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن
سماعة عن جعفر بن سماعة والحسن بن عديس عن ابان عن عبد الرحمن
البصري في باب احكام الطلاق من التهذيب. ورواية الحسن بن سماعة
عن جعفر بن سماعة والحسن بن عديس عن ابان عن عبد الرحمن البصري
في باب المخالف يطلق امرأته ثلاثا من الاستبصار وانه نقل أيضا رواية
الحسن بن محمد عن الحسن بن عديس عن إسحاق بن عمار في باب
المواقيت من أبواب الزيادات وانه استظهر كون الحسن بن عديس الذي
روى عنه الحسن بن محمد هو الحسن بن حماد بن عديس المتقدم.
٣٦٤: الشيخ حسن العذاري الحلي من أهل هذا العصر.
يأتي بعنوان حسن بن محمد القيم الحلي.
العذاري نسبة إلى العذار صقع بنواحي الحلة.
٣٦٥: الحسن العرني من بجيلة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع.
٣٦٦: الحسن بن العشرة.
مضى بعنوان الحسن بن أحمد بن يوسف بن علي الكركي
المعروف بابن العشرة.
٣٦٧: السيد حسن العصار الخراساني.
توفي حوالي سنة ١٣٥٩.
عالم فاضل مؤلف له عدة تواليف لم تحضرنا الآن أسماؤها رأيناه في
المشهد المقدس الرضوي عام ١٣٥٣ وكان جاور مدة في المدينة المنورة
ومؤلفاته مذكورة في مجلة الرضوان
٣٦٨: الحسن العطار
في المعالم له أصل والظاهر أنه الحسن بن زياد العطار المتقدم.
٣٦٩: السيد حسن العطار البغدادي
مر بعنوان السيد حسن الأصم البغدادي العطار.
٣٧٠: الشيخ حسن العطار البغدادي.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحائري فقال نادرة الفلك الدوار
الشيخ حسن العطار ووصفه في مقام آخر بالأديب الكامل اه. وهو عالم
فاضل معاصر للسيد نصر الله الحائري وقد ارسل اليه السيد نصر الله هذه
الأبيات:
عيناي ما رأتا حسن * من بعد مولانا حسن
(١٥٢)

هيهات يلقى مثله * وهو الوحيد بذا الزمن
إذ كان نور ربى العلا * وسواه خضراء الدمن
رب الحماسة والسماحة * والصباحة واللسن
شوقي اليه أقام لكن * التجلد قد ظعن
وذوت رياض مسرتي * إذ ماء انسي قد أسن
جاب الاله لنا بصبح * لقاه ديجور الحزن
وقال السيد نصر الله يهنئه بختان ولده:
هنئت يا انسان عين الزمان * وشمس أفق المجد في ذا الختان
فقد غدا عند الورى يومه * ليمنه غرة وجه الزمان
يوم به حلق طير الهنا * وجال طرف السعد مرخي العنان
٣٧١: الحسن بن العطار
هو الحسن بن زياد العطار المتقدم كما عن جامع الرواة وغيره.
٣٧٢: الحسن بن عطية الحناط المحاربي الدغشي الكوفي أبو ناب مولى.
الحناط بائع الحنطة والمحاربي نسبة إلى محارب قبيلة
والدغشي نسبة إلى دغش بفتح فسكون اسم رجل كما في لسان العرب
وتاج العروس وفي الثاني قال ابن حبيب في طئ الضباب بن دغش بن
عمرو بن سلمة بن عمرو اه.
قال النجاشي الحسن بن عطية الحناط كوفي مولى ثقة وأخواه أيضا
محمد وعلي كلهم رووا عن أبي عبد الله ع وهو الحسن بن عطية
الدغشي المحاربي أبو ناب من ولده علي بن إبراهيم بن الحسن روى عن أبيه
عن جده ما رأيت أحدا من أصحابنا ذكر له تصنيفا اه. اي لعلي بن
إبراهيم اما جده فمن المصنفين والا لم يذكره النجاشي وقال الشيخ في
الفهرست الحسن بن عطية الحناط له كتاب رويناه عن ابن عبدون عن أبي
طالب الأنباري عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه وذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع في ثلاثة مواضع فقال الحسن بن عطية
المحاربي الدغشي أبو ناب الكوفي ثم قال بعد عدة أسماء الحسن بن عطية
الحناط الكوفي ثم في آخر باب الحاء الحسن بن عطية أبو ناب الدغشي أخو
مالك وعلي اه. وقال الكشي: ما روي في أبي ناب الدغشي الحسن بن
عطية وأخويه علي ومالك ابني عطية قال محمد بن مسعود سالت علي بن
الحسن عن أبي ناب الدغشي قال هو الحسن بن عطية وعلي بن
عطية ومالك بن عطية اخوة كوفيون وليسوا بالأحمسية فان في الحديث
مالك الأحمسي الأحمس بطن من بجيلة اه. وفي الخلاصة الحسن بن
عطية الحناط بالحاء المهملة المحاربي الكوفي مولى ثقة
وأخواه أيضا محمد وعلي كلهم رووا عن أبي عبد الله ع وهو
الحسن بن عطية الدغشي بالدال المهملة والغين المعجمة والشين المعجمة
اه. وقال ابن داود في رجاله: الحسن بن عطية الحناط ق جخ ست
كوفي ثقة اي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
في الفهرست كوفي ثقة ثم قال الحسن بن عطية الدغشي بالدال المهملة
والغين والشين المعجمتين أبو ناب الكوفي ق جخ ثقة اي ذكره الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق ع وقال ثقة قال وذكر بعض الأصحاب
انه هو الحناط الذي قبله وفيه نظر لان الشيخ ذكرهما في كتاب الرجال
مختلفي النسبة وفصل بينهما وذكر الأول في الفهرست دون الثاني وهذا يدل
على تغايرهما اه. وكان مراده ببعض الأصحاب العلامة في الخلاصة لكنه
تبع في ذلك النجاشي والنجاشي عند العلماء اعرف بالرجال من الشيخ
وسواء أكانا واحدا أم اثنين فالحناط لم يوثقه الشيخ في الفهرست والدغشي لم
يوثقه في رجال الصادق ع وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذي
قالوا إن فيه أغلاطا ولذلك قال الميرزا من أين وكيف يستفاد توثيقهما جميعا
اه. وعن المحقق الشيخ محمد ابن الشيخ حسن سبط الشهيد الثاني أنه قال
في الظن ان مراد الشيخ من هذا القول ليس التعدد بل المراد ان الحسن بن
عطية المحاربي هو ابن عطية الحناط كما قاله النجاشي ولا يبعد ان يكون
الشيخ اخذه من كتب المتقدمين بصورته والنجاشي فهم الاتحاد والشيخ
التعدد أو الاتحاد الا ان ذكره مرة أخرى في آخر الباب لا وجه له غير أن
تكرار الاسم في كتابه كثير اه. وفي النقد يظهر من رجال الشيخ ان
الحسن بن عطية ثلاثة ويظهر من كلام ابن داود انه رجلان والظاهر أنهم
واحد كما يظهر من النجاشي والكشي اه. أقول الصواب انه رجل
واحد كما دل عليه كلام النجاشي وظهر من الكشي واحتمال التعدد لذكر
الشيخ له في رجاله مرتين لا يعول عليه فقد علم من تتبع رجال الشيخ انه
يذكر الرجل الواحد بعناوين مختلفة حسب ما يجده في كتب المتقدمين وفي
أسانيد الاخبار وليس مراده من ذلك التعدد وأكبر شاهد على ذلك ذكره
الدغشي هنا مرتين مع أنه واحد على كل حال وفي التعليقة لعل ذكره في
آخر الباب اضهارا لكونه أخا مالك وعلي. ثم إن الشيخ في رجاله ذكر في
باب الحسين. الحسين بن عطية الحناط السلمي الكوفي ثم ذكر الحسين بن
عطية الدغشي المحاربي الكوفي وذكر في باب علي. علي بن عطية السلمي
مولاهم الحناط الكوفي قال الميرزا وهذا أيضا ناظر إلى التغاير اه. وقال
المحقق الشيخ محمد المار ذكره عدم ذكر النجاشي الحسين أكبر شاهد على
اضطراب الشيخ في أمثال هذه المقامات اه. وفي المعالم الحسن بن عطية
الخياط له كتاب وقد وصفه بالخياط بالخاء المعجمة والمثناة التحتية وغيره ذكره
بالحاء المهملة والنون.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن عطية الثقة برواية
أحمد بن ميثم عنه وزاد الكاظمي ورواية ابن أبي عمير عنه ويروي عنه ابنه
إبراهيم كما يفهم مما مر عن النجاشي. وعن جامع الرواة انه زاد ابن أبي
نجران وصفوان والحسن بن علي بن فضال وسهل بن زياد ويزيد بن إسحاق
عنه وروايته عن زرارة وهشام بن احمر.
٣٧٣: الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي.
توفي سنة ١٨١.
في ميزان الاعتدال: الحسن بن عطية العوفي عن أبيه وعنه ابناه
حسين ومحمد وأخواه عبد الله وعمر وسفيان الثوري وحكام بن سلم قال
البخاري ليس بذاك وقال أبو حاتم ضعيف اه. وعطية أبوه معروف
بالتشيع والولد على سر أبيه ويؤيده غمز البخاري فيه وتضعيف أبي حاتم
له. وفي تهذيب التهذيب الحسن بن عطية بن جنادة العوفي روى عن
أبيه وجده وعنه أخواه عبد الله وعمرو وابناه محمد والحسين وسفيان الثوري
وابن إسحاق وغيرهم قال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال ابن حبان في
الثقات أحاديثه ليست بنقية له عند أبي داود حديث واحد في لعن النائحة
والمستمعة قلت وقال البخاري ليس بذاك وقال ابن قانع مات سنة ١٨١
وكذا أرخه ابن حبان في الضعفاء وزاد منكر الحديث فلا أدري البلية منه أو
(١٥٣)

منهما اه. وفي تاريخ بغداد يروي عنه ابن الحسين.
٣٧٤: الميرزا حسن العظيمابادي
توفي حدود ١٢٦٠.
مر في ج ٢١ بعنوان حسن بن أمان الله الدهلوي العظيم آبادي
وذكرنا له بثلاث مؤلفات ثم وجدنا زيادة عليها ٤ أنوار الشريعة ٥
ترجمة حياة النفس في حظيرة القدس من العربية إلى الفارسية مطبوع
والأصل للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
٣٧٥: الحسن العقيقي
اسمه الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
٣٧٦: الحسن بن علوان الكلبي مولاهم أبو محمد.
ذكره النجاشي في ترجمة أخيه الحسين وعبارته هكذا: الحسين بن
علوان الكلبي مولاهم كوفي عامي واخوه الحسن يكنى أبا محمد ثقة رويا عن
أبي عبد الله ع وليس للحسين كتاب والحسن أخص بنا وأولى
روى الحسين عن الأعمش وهشام بن عروة للحسين كتاب تختلف رواياته
أخبرنا إجازة محمد بن علي القزويني قدم علينا سنة ٤٠٠ قال أخبرنا أحمد بن
يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن هارون
ابن مسلم عنه به اه. والموجود في جميع النسخ أولا
وليس للحسين كتاب وثانيا وللحسين كتاب وفي الموضعين الحسين بالياء فهو
كذلك في النسخة المطبوعة وفي جميع كتب الرجال التي نقل أصحابها عن
النجاشي وفي النقد قوله للحسين كتاب كذا في النسخ التي عندنا وهي
أربعة اه. فالعبارتان متنافيتان والظاهر وقوع سبق من قلم النجاشي فأراد
ان يكتب أولا الحسن فكتب الحسين أو من أول ناسخ نسخ كتابه وتبعه من
جاء بعده ويمكن ان يكون سبب توهم الناسخ انه وجد والحسن أخص
بنا بعد وليس للحسن كتاب فظن أن الصواب وليس للحسين كتاب
لأنه لو كان وليس للحسن لقال وهو أخص بنا لان المتعارف انه إذا كرر اسم
مظهر ان يؤتى به ثانيا بلفظ الضمير وكيف كان فسيلق الكلام يدل على أنه
ليس للحسن كتاب وان الكتاب للحسين لأنه لو كان له كتاب لكان العنوان
به أولى من أخيه العامي ولكن لما كان كتاب النجاشي موضوعا للمؤلفين
خاصة والحسن ليس مؤلفا افتتح العنوان بالحسين لأنه مؤلف وذكر الحسن
تبعا وعن ابن عقدة أنه قال: الحسن كان أوثق من أخيه واحمد عند أصحابنا
وربما ظهر منه انه كذلك عند الزيدية وربما دل على أن الحسن زيدي فيكون
خبره موثقا وفي التعليقة قيل إن الحسن هو الكلبي النسابة وربما قيل إنه
الحسين وكلاهما وهم بل هو هشام بن محمد بن السائب اه. وفي معالم العلماء
في النسخة المطبوعة الحسن بن علي الكلبي والحسن بن حسين لهما روايات
وفي نسخة مخطوطة مقابلة الحسن بن الحسين له روايات وكلاهما لا ينطبق
على ما في كتب الرجال اما الأولى فلأن الذي في كتب الرجال الحسن بن
علوان لا الحسن بن علي والمشترك معه في أن له روايات هو اخوه الحسين لا
الحسن بن الحسين واما الثانية فلأنه ترك فيها الحسن بن علوان وذكر
الحسن بن الحسين والموجود في كتب الرجال الحسن بن علوان واخوه الحسين
والصواب ان يقال الحسن بن علوان الكلبي والحسين اخوه لهما روايات.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علوان الثقة
برواية هارون بن مسلم عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية أحمد بن صبيح
عنه في باب فرض الصيام من التهذيب وتدل الرواية المتقدمة في خبره مع
الصادق ع انه يروي عنه سماعة بن مهران.
٣٧٧: الحسن بن علوية أبو محمد القماص.
القماص بائع القمص جمع قميص قال الكشي في ترجمة يونس بن
عبد الرحمن وجدت بخط محمد بن شاذان بن نعيم في كتابه: سمعت أبا
محمد القماص الحسن بن علوية الثقة يقول سمعت الفضل بن شاذان
الحديث اه. وفي التعليقة لعله أخو أحمد بن علوية الاصفهاني الذي مر
اه. والطبقة لا تأباه فان الحسن رأى الفضل بن شاذان والفضل روى عن
الجواد ع والجواد توفي سنة ٢٢٠ وأحمد بن علوية توفي سنة ٣٢٠
ونيف وفي سنة ٣١٢ كان قد تجاوز المائة.
٣٧٨: الحسن بن علي.
ينصرف عند الاطلاق إلى الحسن بن علي بن فضال.
٣٧٩: الحسن بن علي.
في لسان الميزان روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع
في وفاة النبي ص روى عنه عبد الواحد بن سليمان قال ابن أبي
حاتم سئل أبو زرعة عنه فقال لا اعرفه اه. ويمكن كونه الحسن بن
علي بن أبي المغيرة الزبيدي أو الحسن بن علي الأحمري فكلاهما يروي عن
الباقر ع والله أعلم.
٣٨٠: الحسن بن علي الآرابادي.
من مشايخ القطب الراوندي سعيد بن هبة الله كذا في مستدركات
الوسائل.
٣٨١: السيد حسن ابن السيد علي آل إبراهيم العاملي الكوثراني.
توفي في رمضان سنة ١٣٢٩ بقرية أنصار عن عمر زاد على الثمانين
وحضرت جنازته.
كان عالما فاضلا صالحا مؤثرا للعزلة قليل الخلطة للناس وكان لا
يزور أحدا من العلماء القادمين الا نادرا على خلاف المعتاد في جبل عامل.
قرأ في صغره في قرية طيردبا ثم توجه إلى العراق فقرأ على الشيخ الفقيه
الشيخ محمد حسين الكاظمي وغيره واقام في النجف الأشرف مدة طويلة
وتزوج بابنة الشيخ المذكور ثم عاد إلى وطنه في جبل عامل فأقام بقرية
النميرية نحوا من خمس عشرة سنة ثم تزوج بكريمة الشيخ
سلمان العسيلي وبعد وفاة الشيخ سلمان الذي كان مقيما بقرية أنصار
اجتمع أهلها وطلبوا السيد ليقيم عندهم فأقام مدة أحيا بها المدرسة التي
كان أنشأها العسيلي وكانت مبرات أهالي الشقيف تتوارد على طلاب تلك
المدرسة ثم أفل نجمها. زرته في أنصار قبل ذهابي للعراق فدخل مجلسه
رجل فناوله السيد وسادة ليتكئ عليها فأبى، فقال له السيد: قيل إن
حديث لا يأبى الكرامة الا لئيم وارد في الوسادة. وقد زار العراق أيام
إقامتنا بالنجف وكان على جانب من طهارة القلب وسلامة النفس كان أبوه
(١٥٤)

من أعاظم العلماء في جبل عامل كما يذكر في بابه وله عدة أولاد نجباء
فضلاء نبغ منهم ولداه السيد محمد والسيد مهدي.
٣٨٢: أبو محمد الحسن بن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسين بن الزبير الغساني
المصري الأسواني الملقب بالقاضي المهذب.
توفي بمصر قال ياقوت في ربيع الآخرة وقال ابن خلكان في رجب سنة
٥٦١.
هو أخو القاضي الرشيد أحمد بن علي المار ترجمته في الجزء ٩ ومر
هناك بيان النسبة بالغساني والأسواني. ولقب بالقاضي المهذب كما لقب
اخوه بالقاضي الرشيد. وكان قاضيا فاضلا عالما نسابة شاعرا أديبا
استقضاه الملك الصالح طلائع بن رزيك وزير الفاطميين في معجم الأدباء
كان كاتبا مليح الخط فصيحا جيد العبارة وكان أشعر من أخيه الرشيد وكان
قد اختص بالصالح بن رزيك وزير المصريين وقيل إن أكثر الشعر الذي في
ديوان الصالح انما هو عمل المهذب ابن الزبير وحصل له من الصالح مال
جم ولم ينفق عنده أحد مثله وكان القاضي عبد العزيز بن الجناب المعروف
بالجليس هو الذي قرظه عند الصالح حتى قدمه فلما مات الجليس شمت به
ابن الزبير ولبس في جنازته ثيابا مذهبة فنقص بهذا السبب واستقبحوا فعله
ولم يعش بعد الجليس الا شهرا واحدا اه. وذكره ابن خلكان في أثناء ترجمة
أخيه احمد وقال كانا وحيدين في نظمهما ونثرهما وللقاضي المهذب كل معنى
حسن وأول شعر قاله سنة ٥٢٦ وذكره العماد الكاتب في كتاب السيل
والذيل وهو أشعر من الرشيد والرشيد اعلم منه في سائر العلوم.
تشيعه
يعلم تشيعه مما يأتي في شعره ومن كونه من قضاة الخلفاء المصريين
لكن لا يدرى انه إسماعيلي أو اثنا عشري ومر في أخيه احمد عن نسمة
السحر انه إسماعيلي وكونه من قضاة الخلفاء المصريين لا يقتضي كونه
إسماعيليا.
مؤلفاته
في معجم الأدباء صنف كتاب الأنساب وهو كتاب كبير أكثر من
عشرين مجلدا كل مجلد عشرون كراسا رأيت بعضه فوجدته مع تحقيقي هذا
العلم وبحثي عن كتبه غاية في معناه لا مزيد عليه يدل على جودة قريحة
مؤلفه وكثرة اطلاعه الا انه حذا فيه حذو أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري
وأوجز في بعض اخباره عن البلاذري الا انه ذكر رجلا ممن يقتضي الكتاب
ذكره لا يتركه حتى يعرفه بجهده من ايراد شئ من شعره وخبره وكان قد
مضى إلى بلاد اليمن في رسالة من بعض ملوك مصر واجتهد هناك في
تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد حتى صح له تأليف هذا
الكتاب اه. وقال ابن خلكان في ترجمة أخيه احمد: وله ديوان شعر
ولأخيه القاضي المهذب أبي محمد الحسن ديوان شعر أيضا.
أشعاره
أورد له صاحب الطليعة أشعارا في أمير المؤمنين علي ع وفي
أهل البيت ع لكنه لم يذكر من أين نقلها قال ومن شعره في أمير
المؤمنين ع قوله:
أمير المؤمنين وخير ملجا * يسار إلى حماه وخير حامي
كأني ان جعلت إليك قصدي * قصدت الركن بالبيت الحرام
وخيل لي باني في مقامي * لديه بين زمزم والمقام
أيا مولاي ذكرك في قعودي * ويا مولاي ذكرك في قيامي
وأنت إذا انتبهت سمير فكري * كذلك أنت انسي في منامي
وحبك ان يكن قد حل قلبي * وفي لحمي استكن وفي عظامي
فلو لا أنت لم تقبل صلاتي * ولولا أنت لم يقبل صيامي
عسى اسقي بكأسك يوم حشري * ويروى حين أشربها اوامي
وانعم في الجنان بخير عيش * بفضل ولاك والنعم الجسام
صلاة الله لا تعدوك يوما * وتتبعها التحية بالسلام
وقوله من أخرى في أهل البيت ع:
خيرة الله في العباد ومن * يعضد ياسين فيهم طاسين
والأولى لا تقر منهم جنوب * في الدياجي ولا تنام عيون
ولهم في القرآن في غسق الليل * إذا طرب السفيه حنين
وبكاء ملء العيون غزير * فتكاد الصخور منه تلين
وفي معجم الأدباء: أنشدني أبو طاهر إسماعيل بن عبد الرحمن
الأنصاري المصري بمصر في سنة ٦١٢ قال أنشدني أبو محمد الحسن بن
علي بن الزبير مطلع قصيدة:
أعلمت حين تجاور الحيان * ان القلوب مواقد النيران
وعلمت ان صدورنا قد أصبحت * في القوم وهي مرابض الغزلان
وعيوننا عوض العيون أمدها * ما غادروا فيها من الغدران
ما الوجد هز فنانهم بل هزها * قلبي لما فيه من الخفقان
وتراه يكره ان يرى اظعانهم * فكأنما أصبحن في الاظعان
وأورد له ابن خلكان هذين البيتين وكأنهما من هذه القصيدة:
وترى المجرة والنجوم كأنها * تسقي الرياض بجدول ملآن
لو لم تكن نهرا لما عامت بها * ابدا نجوم الحوت والسرطان
وأورد له أيضا من قصيدة:
وما لي إلى ماء سوى النيل غلة * ولو أنه استغفر الله زمزم
وفي معجم الأدباء: كان اخوه الرشيد لما مضى إلى اليمن وادعى
الخلافة كما ذكر في ترجمته نمي خبره إلى المعروف بالداعي فقبض عليه وهم
بقتله فكتب المهذب هذا إلى الداعي بقصيدته المشهورة يمدحه ويستعطفه
حتى أطلقه وهي:
يا ربع أين ترى الأحبة يمموا * هل أنجدوا من بعدنا أم اتهموا
رحلوا وقد لاح الصباح وانما * بسري إذ جن الظلام الأنجم
وتعوضت بالانس روحي وحشة * لا أوحش الله المنازل منهم
لولاهم ما قمت بين ديارهم * حيران استاف الديار والثم
أمنازل الأحباب أين هم وأين * الصبر من بعد التفرق عنهم
يا ساكني البلد الحرام وانما * في الصدر مع شحط المزار سكنتم
يا ليتني في النازلين عشية * بمنى وقد جمع الرفاق الموسم
فأفوز ان غفل الرقيب بنظرة * منكم إذا لبى الحجيج وأحرموا
اني لأذكركم إذا ما أشرقت * شمس الضحى من نحوكم فاسلم
(١٥٥)

لا تبعثوا لي في النسيم تحية * اني أغار من النسيم عليكم
اني امرؤ قد بعت حظي راضيا * من هذه الدنيا بحظي منكم
فسلوت الا عنكم وقنعت الا * منكم وزهدت الا فيكم
ورأيت كل العالمين بمقلة * لو ينظر الحساد ما نظرت عموا
ما كان بعد أخي الذي فارقته * ليبوح الا بالشكاية لي فم
هو ذاك لم يملك علاه مالك * كلا ولا وجدي عليه متمم
أقوت مغانيه وعطل ربعه * ولربما هجر العرين الضيغم
ورمت به الأهوال همة ماجد * كالسيف يمضي عزمه ويصمم
يا راحلا بالمجد عنا والعلا * أترى يكون لكم الينا مقدم
يفديك قوم كنت واسط عقدهم * ما ان لهم مذ غبت شمل ينظم
لك في رقابهم وان هم أنكروا * منن كأطواق الحمام وانعم
جهلوا فظنوا بعدك مغنم * لما رحلت وانما هو مغرم
فلقد أقر العين ان عداك قد * هلكوا ببغيهم وأنت مسلم
لم يعصم الله ابن معصوم من * الآفات واخترم اللعين الأخرم
واعتضت بعدهم بأكرم معشر * بدأوا لك الفعل الجميل وتمموا
فلعمر مجدك ان كرمت عليهم * ان الكريم على الكرام مكرم
اقيال باس خير من حملوا الفنا * وملوك قحطان الذين هم هم
متواضعون ولو ترى ناديهم * ما اسطعت من اجلالهم تتكلم
وكفاهم شرفا ومجدا انهم * قد أصبح الداعي المتوج منهم
هو بدر تم في سماء علاهم * وبنو أبيه بنو رويع أنجم
ملك حماه جنة لعفاته * لكنه للحاسدين جهنم
اثني عليك بما مننت وأين من * أوصاف مجدك يا مليكا أعظم
فاغفر لي التقصير فيه وعده * مع ما تجود به علي وتنعم
مع انني سيرت فيك شواردا * كالدر بل أبهى لدى من يفهم
تعدو وهوج الذاريات رواكد * وتبيت تسري والكواكب نوم
وإذا المآثر عددت في مشهد * فبذكرها يبدأ المقال ويختم
وإذا بدا الراوون ان يحكوا بها * صلى عليك السامعون وسلموا
وكفى برأي امام عصرك ناقضا * ما أحكم الأعداء فيك وأبرموا
وفي معجم الأدباء أيضا كان لما جرى لأخيه الرشيد ما جرى من اتصاله
بالملك صلاح الدين يوسف بن أيوب عند كونه محاصرا بالإسكندرية قبض
شاور على المهذب وحبسه فكتب إلى شاور شعرا كثيرا يستعطفه فلم ينجع
حتى التجأ إلى ولده الكامل أبي الفوارس شجاع بن شاور ومدحه باشعار
كثيرة وهو في الحبس حتى قام بأمره واستخرجه من حبسه وضمه اليه
واصطنعه فمن ذلك قوله من قصيدة:
أيا صاحبي سجن الخزانة خليا * نسيم الصبا ترسل إلى كبدي نفحا
فان تحبساني في النجوم تجبرا * فلن تحبسا مني له الشكر والمدحا
وكتب اليه:
وما كنت أخشى قبل سجنكما على * دموعي ان يقطرن خوف المقاطر
وما لي من أشكو اليه إذا كما * سوى ملك الدنيا شجاع بن شاور
ومما قاله فيه:
إذا أحرقت في القلب موضع سكناها * فمن ذا الذي من بعد يكرم مثواها
وان نزفت ماء العيون لحرها * فمن اي عين تأمل العيس سقياها
وما الدمع يوم البين الا لآلئ * على الرسم في رسم الديار نثرناها
وما اطلع الزهر الربيع وانما * رأى الدمع أجياد الغصون فحلاها
ولما ابان البين سر صدورنا * وأمكن فيها الأعين النجل مرماها
عددنا دموع العين لما تحدرت * دروعا من الصبر الجميل نزعناها
ولما وقفنا للوداع وترجمت * لعيني عما في الضمائر عيناها
بدت صورة في هيكل فلو اننا * ندين بأديان النصارى عبدناها
وما طربا صغنا القريض وانما * جلا اليوم مرآة القرائح مرآها
وليلة امسى في ظلام شيبتي * سراي وفي ليل الذوائب مسراها
تارج أرواح الصبا كلما سرى * بأنفاس ريا آخر الليل رياها
ومهما أدرنا الكاس بات جفونها * من الراح تسقينا الذي قد سقيناها
ولو لم يجد يوم الندى في يمينه * لسائله غير الشبيبة أعطاها
فيا ملك الدنيا وسائس أهلها * سياسة من قاسى الأمور وقاساها
ومن كلف الأيام ضد طباعها * فعاين أهوال الخطوب فعاناها
عسى نظرة تجلو بقلبي وناظري * صداه فاني دائما اتصداها
قال ياقوت ومن شعره أيضا:
ولئن ترقرق دمعه يوم النوى * في الطرف منه وما تناثر عقده
فالسيف اقطع ما يكون إذا غدا * متحيرا في صفحتيه فرنده
ومنه أيضا:
لقد طال هذا الليل بعد فراقه * وعهدي به قبل الفراق قصير
فكيف أرجي الصبح بعدهم وقد * تولت شموس بعدهم وبدور
ومنه أيضا:
يعنفني من لو تحقق ما الهوى * لكان إلى من قد هويت رسولي
بنفسي بدر لو رآه عواذلي * على الحب فيه قاد كل عذول
ومنه أيضا:
اقصر فديتك عن لومي وعن عذلي * أو لا فخذ لي أمانا من ظبي المقل
من كل طرف مريض الجفن ينشدني * يا رب رام بنجد من بني ثعل
ان كان فيه لنا وهو السقيم شفا * فربما صحت الأجسام بالعلل
وقال يرثي صديقا له وقد وقع المطر يوم موته:
بنفسي من ابكى السماوات فقده * بغيث ظنناه نوال يمينه
فما استعبرت الا أسى وتأسفا * والا فما ذا القطر في غير حينه
وله أيضا:
لا ترج ذا نقص ولو أصبحت * من دونه في الرتبة الشمس
كيوان أعلا كوكب موضعا * وهو إذا أنصفته نحس
وله أيضا:
فدع التمدح بالقديم فكم عفا * في هذه الآكام قصر داثر
إيوان كسرى اليوم عند خرابه * خير لعمرك منه خص عامر
٣٨٣: الحسن بن علي بن أبي جامع
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي جامع.
(١٥٦)

٣٨٤: الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني.
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن أبي حمزة سالم البطائني.
٣٨٥: الحسن بن علي بن أبي رافع واسم أبي رافع اسلم.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وفي
تهذيب التهذيب: الحسن بن علي بن أبي رافع المدني مولى رسول الله ص
روى عن جده وقيل عن أبيه عن جده وعنه بكير بن الأشبح والضحاك بن
عثمان قال النسائي وذكره ابن حبان في الثقات اه. وآل رافع تشيعهم
معروف.
٣٨٦: الشيخ أبو علي الحسن بن علي بن أبي طالب الفرزادي هموسة.
الفرزادي لا اعرف إلى اي شئ هذه النسبة وهموسة في الرياض
انها في النسخ بالسين المهملة وفي بعض المواضع بالشين المعجمة وعلى
الجملة فالظاهر أنها بالهاء المفتوحة وتشديد الميم وسكون الواو وفتح السين
وآخرها الهاء اه. ويدل كلامه على أنه ضبطها بالحدس والألفاظ لا تضبط
بالحدس وعلى كل حال لم نعرف معناها ذكره في الرياض وقال كان من
مشايخ الشيخ منتجب الدين بن بابويه صاحب الفهرس ويروي عنه قراءة
عليه وهو يروي عن السيد المسترشد بالله أبي الحسين يحيى بن الحسين بن
إسماعيل الحسني الحافظ كما يظهر من اسناد بعض أحاديثه كتاب الأربعين
وحكاياته للشيخ منتجب الدين المذكور ولكنه لم يورد له ترجمة في كتاب
الفهرس وهو غريب ولذلك قد يظن كونه من مشايخ العامة وان كان
الراوي عنه والمروي عنه من الخاصة قال ثم إن النسخ مختلفة في اسم هذا
الرجل ففي بعضها كما أوردناه في صدر الترجمة وفي بعضها هكذا أبو الحسن
ابن علي بن هموسة الفرزادي ولعل الأخير من سهو الناسخ واسقاطه قال
وسيجئ ترجمة الشيخ أفضل الدين محمد بن أبي الحسن بن هموسة
الوراميني فلا يبعد كونه ولده على النسخة الأخيرة أو هو من أقربائه وبالجملة
فهموسة لقب علي بن أبي طالب جده وعلى أي حال فما ذكرناه أيضا دليل
على كون الشيخ أبي الحسن هذا من مشايخ الخاصة اه. أقول لا يبعد
ان يكون الصواب انه أبو علي الحسن بن أبي الحسن علي بن أبي طالب هموسة
الفرزادي وأن يكون الصواب في اسم أفضل الدين انه محمد بن أبي الحسن
علي بن أبي طالب هموسة فيكون أخا المترجم والله أعلم وعدم ذكر منتجب
الدين له يحتمل ان يكون من سهو والله أعلم.
٣٨٧: الميرزا حسن علي بن الميرزا أبي طالب بن محمد تقي بن محمد كاظم ابن
المولى عزيز الله ابن المولى محمد تقي المجلسي الأول الاصفهاني.
عالم فاضل يروي إجازة عن ابن عمه الميرزا حيدر علي بن عزيز الله
ابن تقي بن محمد كاظم.
٣٨٨: الشيخ حسن ابن الشيخ علي بن أبي طالب النجفي.
من فضلاء وشعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ومن
شعره قوله مهنئا له بتزويج ولده السيد رضا ومؤرخا ذلك:
ضحكت ثغور الزهر والأنوار * وبدت عليها حلة الأنوار
والماء يعدو راكضا في زحفه * بين الرياض كطالب للثار
وتمايلت في الروض أغصان له * مرت عليها نسمة الأسحار
وأرى البلابل غردت فغناؤها * فيه الغنا عن نغمة الأوتار
صدح الهزار مجاوبا قمريها * والعندليب مجاوبا لهزار
فرحا بتزويج ابن أكرم سيد * نجل النبي وحيدر الكرار
السيد المهدي والمولى الذي * عدم النظير بسائر الاعصار
فالله صيره بكل صفاته * متأسيا بجدوده الأطهار
حبر روينا العلم عنه وانه * بحر طما من زاخر الأبحار
فاليمن مقرون له بيمينه * واليسر مقرون له بيسار
لو أن مدحي فيه كان بكل ما * تحوي بحور الشعر من أشعار
ووضعت خدي تحت وطئ نعاله * من حقه ما قمت بالمعشار
خذها خدلجة إليك زففتها * بكرا تفوق خرائد الابكار
فاضرب لها مائة بألف مهرها * من درهم ان شئت أو دينار
يا قطب دائرة العلوم بأسرها * يا مركز العليا وكل فخار
اني أهنئكم بكل بشارة * وبشارة تترى على التكرار
بزفاف رب الفضل نجلك من رقى * أوج العلى في عزة ووقار
لله من عرس به سر الورى * في سائر الآفاق والأقطار
حتى ملائكة السماء فإنهم * قد أظهروا البشرى بلا انكار
والسعد أرخه بيوم زواجه * سر النبي سروركم والباري
٣٨٩: الحسن بن علي بن أبي عثمان الملقب سجادة.
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن أبي عثمان حبيب.
٣٩٠: الشيخ أبو محمد أو أبو علي الحسن بن علي أو ابن عيسى بن أبي عقيل
العماني الحذاء.
نسبته
العماني نسبته إلى عمان بضم العين وتخفيف الميم بعدها ألف
ونون في انساب السمعاني هي من بلاد البحر أسفل البصرة وفي معجم
البلدان اسم كورة على ساحل بحر اليمن والهند في شرقي هجر اه. أما
عمان بالفتح والتشديد فبلد بالشام معروف وليس هو منسوبا اليه وفي
رجال بحر العلوم الشائع على السنة الناس العماني بالضم والتشديد وهو
خطا اه. وفي رياض العلماء العماني بضم العين المهملة وتشديد الميم
وبعدها ألف لينة وفي آخرها نون نسبة إلى عمان وهي ناحية معروفة يسكنها
الخوارج في هذه الاعصار بل قديما وهي واقعة بين بلاد اليمن وفارس
وكرمان قال وما أوردناه في ضبط العماني هو المشهور الدائر على السنة العلماء
والمزبور في كتب الفقهاء ولكن ضبطه بعض الأفاضل بضم العين المهملة
وتخفيف الميم ثم ألف ونون وهو غريب اه. بل الغريب خلافه مما ذكره
وشهرته على الألسن ان صحت فلا أصل لها واي عالم ضبطها في كتابه
بالتشديد وان وجد فهو خطا واليها ينسب أزد عمان وورد ذلك في الشعر
الفصيح ولو شدد الميم لاختل الوزن والحذاء في انساب السمعاني هذه
النسبة إلى حذو النعل وعملها اه. والله أعلم لما ذا نسب إلى ذلك ابن أبي
عقيل والسمعاني في الأنساب قال في رجل انه ما حذا قط ولا باعها ولكنه
نزل في الحذائين فنسب إليهم وفي آخر انه كان يجلس إلى الحذائين فاشتهر
بالحذاء وكان مؤدب هارون الرشيد.
كنيته
كناه النجاشي أبا محمد وكناه الشيخ أبا علي كما ستعرف وهما من
معاصريه والشهيد في شرح الارشاد في بحث ماء البئر كناه أبا علي وفي
رجال ابن داود الحسن بن علي بن أبي عقيل وذكر الشيخ انه الحسن بن
(١٥٧)

عيسى أبو علي وهو الأشبه اه. وفي الرياض ان اختلاف الكنية في كلامي
الشيخ والنجاشي امره سهل لاحتمال تعددها اه. ويحتمل ان يكون هو
الحسن بن علي أو الحسن بن عيسى بن علي وحصل في عبارة الشيخ سبق
قلم منه أو خطا من النساخ فأبدل ابن علي بأبي علي كما يقع كثيرا. وفي
الرياض حمله على أن أبو محمد أو أبو علي من سهو النساخ بعيد جدا لكثرة
ورودهما في كتب الرجال اه. ويرفع البعد ان أصله رجل واحد وتبعه
الباقون.
نسبه
جعل النجاشي أباه عليا وجعل الشيخ أباه عيسى كما ستعرف وهما من
معاصريه ويمكن ان يكون أحدهما نسبه إلى الأب والاخر إلى الجد والنسبة
إلى الجد شائعة ويمكن ان يكون هو الحسن بن
عيسى بن علي أو الحسن بن علي بن عيسى فنسبه أحدهما إلى الأب والاخر إلى الجد وبذلك يرتفع التنافي
بين جعله ابن علي وابن عيسى وقال ابن داود الحسن بن علي أبو محمد
وذكر الشيخ انه الحسن بن عيسى أبو علي وهو الأشبه وفي رياض العلماء
الحق في نسبه ما قاله النجاشي من أن اسم أبيه علي لان النجاشي أبصر في
علم الرجال حتى من الشيخ الطوسي مع أن ابن شهرآشوب مع عظم شانه
قد وافق النجاشي فيه والظاهر أن عيسى كان جده وكانت النسبة اليه من
باب النسبة إلى الجد ويحتمل على بعد ان يكون عيسى في كلام الشيخ
تصحيف علي اه. ويظهر من الرياض في موضع آخر احتمال ان يكون
جده أبو عقيل اسمه عيسى حيث قال الحسن بن أبي عقيل عيسى الحذاء
العماني اه. ولكن ستعرف قوة الظن بان أبا عقيل اسمه يحيى.
جده أبو عقيل.
في رجال بحر العلوم أبو عقيل لم اظفر له بشئ في كلام
الأصحاب لكن السمعاني في كتاب الأنساب ذكر ان المشهور بذلك جماعة
منهم أبو عقيل يحيى بن المتوكل الحذاء المدني نشا بالمدينة ثم انتقل إلى
الكوفة وروى عنه العراقيون منكر الحديث مات سنة ١٦٧ وهذا الرجل
مشهور بين الجمهور وقد ذكره ابن حجر وغيره وضعفوه والظاهر أنه للتشيع
كما هو المعروف من طريقتهم ويشبه ان يكون هذا هو جد الحسن بن عقيل
بشهادة الطبقة وموافقة الكنية والصنعة ولا ينافيه كونه مدنيا بالأصل
لتصريحهم بانتقاله من المدينة إلى الكوفة واحتمال انتقاله أو انتقال أولاده من
الكوفة إلى عمان اه.
عصره
هو من قدماء الأصحاب ويعبر فقهاؤنا عنه وعن ابن الجنيد محمد بن أحمد
بالقديمين وهما من أهل المائة الرابعة. وفي رجال بحر العلوم هما من
كبار الطبقة السابعة السابقة خ ل وابن أبي عقيل أعلى منه طبقة فان ابن
الجنيد من مشايخ المفيد وهذا الشيخ من مشايخ شيخه جعفر بن محمد بن
قولويه كما علم من كلام النجاشي اه. وابن قولويه توفي سنة ٣٦٨ والمفيد
توفي سنة ٤١٣ ولكن ذكروا في أحوال ابن الجنيد ان له جوابات مسائل معز
الدولة ومعز الدولة أحمد بن بويه توفي سنة ٣٥٦ فلا يبعد ان يكونا
متعاصرين. وفي رياض العلماء الظاهر أن ابن أبي عقيل من المعاصرين
للكليني ولعلي بن بابويه القمي إذ الظاهر أن مراد النجاشي بقوله في سنده
إلى المترجم عن أبي القاسم جعفر بن محمد هو ابن قولويه وهو يروي عن
الكليني ومراده من محمد بن محمد هو المفيد اه. وقال في موضع آخر ان
المترجم يروي عنه المفيد بواسطة جعفر بن قولويه فكان من المعاصرين
للكليني اه. وفي مقدمات المقاييس كان معاصرا للكليني وأجاز كتبه
بالمكاتبة لابن قولويه اه.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي الحسن بن علي بن أبي عقيل أبو محمد العماني الحذاء
فقيه متكلم ثقة له كتب في الفقه والكلام منها كتاب المتمسك بحبل آل
الرسول مشهور في الطائفة وقلما ورد الحاج من خراسان الا طلب واشتري
منه وسمعت شيخنا أبا عبد الله المفيد يكثر الثناء على هذا الرجل.
أخبرنا الحسين عن أحمد بن محمد ومحمد بن محمد عن أبي القاسم جعفر بن
محمد قال كتبت إلى الحسن بن أبي عقيل يجيز لي كتاب المتمسك وسائر كتبه
وقرأت كتابه المسمى كتاب الكر والفر على شيخنا أبي عبد الله وهو كتاب في
الإمامة مليح الوضع مسالة وقلبها وعكسها اه. وما في نسخة منهج
المقال المطبوعة من قوله أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمد قد صحف فيه عن
بابن فالحسين هو ابن الغضائري وأحمد بن محمد هو ابن يحيى العطار
ونسخة صاحب الرياض من كتاب النجاشي كانت قد صحف فيها عن
بابن فاشتبه عليه الحال وقال إن مراده من الحسين بن أحمد بن محمد غير ابن
الغضائري لأنه الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم اه. وهو خطا فاحش
سببه ابدال عن بابن وفي الفهرست الحسن بن عيسى أبو علي المعروف بابن
أبي عقيل العماني له كتاب وهو من جلة المتكلمين امامي المذهب فمن كتبه
كتاب المتمسك بحبل آل الرسول في الفقه وغيره كبير حسن وكتاب الكر
والفر في الإمامة وغير ذلك اه. وذكره في الفهرست في باب الكنى فقال
الحسن بن أبي عقيل العماني صاحب كتاب الكر والفر من جلة المتكلمين
امامي المذهب وله كتب اخر منها كتاب المتمسك بحبل آل الرسول في الفقه
وغيره كبير حسن اسمه الحسن بن عيسى يكنى أبا علي المعروف بابن أبي
عقيل وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال
الحسن بن أبي عقيل العماني له كتب اه. وقال ابن شهرآشوب في المعالم
الحسن بن عيسى بن أبي عقيل العماني المتكلم له كتب المتمسك بحبل آل
الرسول ع في الفقه كبير. الكر والفر في الإمامة اه. وقال
العلامة في الخلاصة الحسن بن علي بن أبي عقيل أبو محمد العماني هكذا
قال النجاشي وقال الشيخ الطوسي الحسن بن عيسى أبو علي المعروف بابن
أبي عقيل العماني وهما عبارة عن شخص واحد يقال له ابن أبي عقيل
العماني الحذاء فقيه متكلم ثقة له كتب في الفقه والكلام منها كتاب المتمسك
بحبل آل الرسول كتاب مشهور عندنا ونحن نقلنا أقواله في كتبنا الفقهية
وهو من جلة المتكلمين وفضلاء الامامية اه. وقال ابن داود في رجاله
الحسن بن علي بن أبي عقيل أبو محمد العماني الحذاء وذكر الشيخ انه
الحسن بن عيسى أبو علي وهو الأشبه ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو
عنهم ع وفي الفهرست ورجال النجاشي من أعيان الفقهاء وجلة
متكلمي الإمامية له كتب منها كتاب المتمسك بحبل آل الرسول وكتاب
الكر والفر في الإمامة وغيرهما اه. وقال ابن إدريس في أول كتاب الزكاة
من السرائر: والحسن بن أبي عقيل العماني صاحب كتاب المتمسك بحبل
آل الرسول وجه من وجوه أصحابنا ثقة فقيه متكلم كثيرا كان يثني عليه
شيخنا المفيد وكتابه كتاب حسن كبير وهو عندي قد ذكره شيخنا أبو جعفر في
الفهرست وثنى عليه ثم ذكره ابن إدريس أيضا في باب الربا من السرائر
وعده في جلة أصحابنا المتقدمين ورؤساء مشايخنا المصنفين الماضين والمشيخة
الفقهاء وكبار مصنفي أصحابنا وفي المعتبر عده فيمن اختار النقل عنه من
(١٥٨)

أصحاب كتب الفتاوى وممن اشتهر فضله وعرف تقدمه في نقد الاخبار
وصحة الاختيار وجودة الاعتبار. وفي كشف الرموز ذكره في جملة من اقتصر
على النقل عنهم من المشايخ الأعيان الذين هم قدوة الامامية ورؤساء
الشيعة وفي الوجيزة الحسن بن أبي عقيل الفاضل المشهور ثقة وفي رجال بحر
العلوم: قلت حال هذا الشيخ الجليل في الثقة والعلم والفضل والكلام
والفقه اظهر من أن يحتاج إلى البيان وللأصحاب مزيد اعتناء بنقل أقواله
وضبط فتاواه خصوصا الفاضلين المحق وتلميذه العلامة ومن تأخر عنهما
وهو أول من هذب الفقه واستعمل النظر وفتق البحث عن الأصول
والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى وبعده الشيخ الفاضل ابن الجنيد وهما من
كبار الطبقة السابقة السابعة خ ل إلى آخر ما مر اه. وذكره صاحب
رياض العلماء في موضعين متقاربين من كتابه كما وقع منه في كثير من
التراجم لكون كتابه كان باقيا في المسودة لم يبيضه فقال في أولهما الشيخ أبو
محمد الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني الحذاء الفقيه الجليل والمتكلم
النبيل شيخنا الأقدم المعروف بابن أبي عقيل والمنقول أقواله في كتب علمائنا
هو من أجلة أصحابنا الإمامية مع أن أهل عمان كلهم خوارج ونواصب
لكن الظاهر أنهم سكنوا بها بعد الثمانمائة وجاءوا من بلاد المغرب وسكنوا
بها على ما ينقل من قصة قتل أباضي في بلاد المغرب في جوف بيته من غير
قاتل والحكاية مذكورة في بحار الأنوار وقال في ثانيهما الشيخ الجليل الأقدم
أبو محمد ويقال أبو علي الحسن بن علي بن أبي عقيل عيسى الحذاء العماني
الفقيه الجليل المتكلم النبيل المعروف بابن أبي عقيل النعماني كان من أكابر
علمائنا الامامية والمنقول قوله في كتبهم الفقهية اه. وفي مجالس المؤمنين ما
ترجمته الحسن بن علي بن أبي عقيل العماني كان من أعيان الفقهاء وأكابر
المتكلمين له مصنفات في الفقه والكلام منها كتاب المتمسك بحبل آل
الرسول وذلك الكتاب له اشتهار تام بين هذه الطائفة الإمامية وكان إذا
وردت قافلة الحاج من خراسان يطلبون تلك النسخة ويستكتبونها أو
يشترونها ثم نقل كلام النجاشي اه. وذكر في أمل الآمل في ثلاثة مواضع
فقيل في الأول الحسن بن أبي عقيل العماني أبو محمد عالم فاضل متكلم فقيه
عظيم الشأن ثقة وثقه العلامة والشيخ والنجاشي ويأتي ابن علي وابن عيسى
وهو واحد ينسب إلى جده له كتب اه. وفي الثاني الحسن بن علي بن أبي
عقيل العماني أبو محمد هكذا قال النجاشي وقال الشيخ الطوسي الحسن بن
عيسى بن أبي عقيل العماني وهما عبارة عن شخص واحد إلى آخر عبارة
الخلاصة السابقة ثم ذكر كلام النجاشي وابن داود وفي الثالث الحسن بن
عيسى أبو علي المعروف بابن أبي عقيل العماني له كتب وذكر كلام
الفهرست المتقدم اه. وعن بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته
المعمولة في ذكر أسامي المشايخ أنه قال: ومنهم الحسن بن أبي عقيل
صاحب التصانيف الحسنة منها كتاب المتمسك وهو من القدماء اه. وقال
المحقق الشيخ أسد الله التستري الكاظمي في مقدمة كتابه المقاييس عند
ذكر ألقاب العلماء: ومنها العماني للفاضل الكامل العالم العامل العلم
المعظم الفقيه المتكلم المتبحر المقدم الشيخ النبيل الجليل أبي محمد أو أبي علي
الحسن بن أبي عقيل جعل الله له في الجنة خير مستقر وأحسن مقيل وكان
المفيد يكثر الثناء عليه وله كتب في الفقه وغيرها منها كتاب المتمسك بحبل
آل الرسول وهو كتاب كبير حسن مشهور في الفقه كما ذكره السروي أو في
غيره أيضا كما صرح به الشيخ تكرارا ويعبر عنه بالمتمسك والمستمسك ومنه
تنقل أقواله ولم أجده اه.
أقواله النادرة في المسائل الفقهية
في رياض العلماء: من أغرب ما نقل عنه في الفتاوى ما حكاه
الشهيد في الذكرى في بحث القراءة في الصلاة من أن من قرأ في صلاة
السنن في الركعة الأولى ببعض السورة وقام في الركعة الأخرى ابتدأ من
حيث قرأ ولم يقرأ بالفاتحة وهو غريب ولعله قاسه على صلاة الآيات اه.
وحكى عنه الشهيد في شرح الارشاد القول بعدم انفعال ماء البئر بمجرد
الملاقاة اه. مع أن المعروف بين القدماء انفعاله بمجردها وطهره نزح المقدر
وكان هذا مبني على ما يأتي عنه من عدم انفعال الماء القليل بمجرد الملاقاة أو
على أن ماء البئر ملحق بالنابع فلا ينجس بالملاقاة ولو قلنا بنجاسة القليل بها
كما هو رأي المتأخرين. ومن المعروف عنه انه يقول بعدم انفعال الماء
القليل بمجرد ملاقاة النجاسة. ونقله عنه متواتر. وفي مجالس المؤمنين
للقاضي نور الله ما تعريبه هو أول من قال من مجتهدي الامامية موافقا لقول
مالك من أئمة المذاهب الأربعة بعدم نجاسة الماء القليل بمجرد ملاقاته
النجاسة ولا يخطر ببالي ان أحدا يوافقه من مجتهدي الامامية في هذه المسالة
سوى السيد الاجل الحسيب الفاضل النقيب الأمير معز الدين محمد الصدر
الاصفهاني فإنه ألف في ترويج مذهب ابن أبي عقيل رسالة مفردة ودفع
الاعتراضات التي أوردها العلامة في المختلف وغيره على أدلة أخرى على
تقوية قول ابن أبي عقيل قال وهذا الضعيف مؤلف هذا الكتاب في أوان
مطالعته لكتاب المختلف قرأت هذه الرسالة وتأملتها وألفت رسالة في هذا
المعنى اه. وفي الرياض قد وافقه بعد عصر القاضي المذكور في عصرنا
هذا المولى محمد محسن الكاشاني وبالغ في ذلك واليه مال الأستاذ المحقق في
شرح الدروس وتحقيق الحق في هذه المسالة على ذمة بحث الطهارة من كتابنا
الموسوم بوثيقة النجاة اه.
٣٩١: الحسن بن علي بن أبي المغيرة الزبيدي الكوفي
الزبيدي بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية والدال
المهملة نسبة إلى زبيد بلدة من بلاد اليمن والزبيدي بضم الزاي وفتح الباء
وسكون المثناة التحتية نسبة إلى زبيد في انساب السمعاني قبيلة قديمة واسمه منبه بن
مصعب وهو زبيد الأكبر واليه ترجع قبائل زبيد ومن ولده منبه بن ربيعة وهو زبيد
الأصغر قال ابن الكلبي انما قيل لهم زبيد لان منبها الأصغر قال من زبد لمن
رفده فاجابه أعمامه كلهم بنو زبيد الأكبر نحن فقيل لهم جميعا زبيد اه.
وعبارة الأنساب المطبوع مغلوطة ونقلناها كما وجدناها وزدنا لفظة نحن
وفي لسان العرب زبده يزبده زبدا أعطاه ورضخ له من مال والزبد بسكون
الباء الرفد والعطاء اه. والظاهر أن ما قاله منبه لقومه هو من هذا
القبيل. والظاهر أيضا ان المترجم منسوب إلى القبيلة لا إلى البلد ويدل
عليه كلام العامة في ايضاح الاشتباه فإنه قال الزبيدي بضم الزاي قال
النجاشي ثقة هو وأبوه روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وهو
يروي كتاب أبيه عنه وله كتاب مفرد أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن
عثمان حدثنا جعفر بن محمد الشريف الصالح حدثنا عبيد الله بن أحمد بن
نهيك حدثنا سعيد بن صالح عن الحسن بن علي وفي الفهرست الحسن بن
علي بن أبي المغيرة له كتاب رويناه عن ابن عبدون عن الأنباري عن حميد
عن ابن نهيك عنه اه. ويأتي بعنوان الحسن بن علي بن المغيرة. وفي لسان
الميزان الحسن بن علي بن أبي المغيرة الزبيدي الكوفي سمع الكثير ورحل
وروى عن أبي جعفر الباقر والحارث بن المغيرة البصري وغيرهما روى عنه
عبد الله بن أحمد بن نهيك وسعيد بن صالح ذكره الطوسي في مصنفي
(١٥٩)

الشيعة الإمامية وأفرد له خبرا منكرا رواه عن الحارث عن الباقر فيه ان في
طين قبر الحسين بن علي شفاء من كل داء وامنا من كل خوف اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي بن أبي
المغيرة برواية سعيد بن صالح عنه ورواية ابن نهيك عنه وزاد الكاظمي
وروايته هو عن أبيه ومر عن لسان الميزان روايته عن الحارث بن المغيرة.
٣٩٢: الحسن بن علي بن أحمد يكنى أبا محمد
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
ابن همام روى عنه ابن نوح اه. وفي التعليقة سيجئ في الحسين بن
أحمد بن إدريس عن رجال الشيخ في من لم يرو عنهم ع انه
روى عنه ابن بابويه وسيجئ عنه أيضا الحسين بن علي بن أحمد
روى عنه ابن بابويه وسنذكر انه يروي عنه مترضيا ويحتمل الاتحاد أو كون
هذا أخا ذاك والأول أقرب كما لا يخفى على المطلع لأحوال رجال الشيخ لا
سيما فيما لم يرو عنهم ع عموما والمتأمل في ترجمة الحسن بن
أحمد بن إدريس خصوصا اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية ابن نوح عنه وروايته
هو عن ابن أبي همام.
٣٩٣: الحسن بن علي بن أحمد الصائغ
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع.
٣٩٤: الحسن بن علي بن أحمد العاملي الحانيني
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمود.
٣٩٥: الحسن الأصم بن علي بن أحمد العابدين علي بن محمد الثائر بن موسى
الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع
في عمدة الطالب رئيس الطالبيين بنسع ونسع بكسر النون صدر
وادي العقيق.
٣٩٦: الحسن بن علي بن أحمد أبو علي الفارسي النحوي.
مر بعنوان الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد
ابن سليمان بن ابان الفارسي
تنبيه
أبو علي الفارسي النحوي اسمه الحسن بن أحمد بن عبد الغفار كما
ذكره كل من ترجمه ومرت ترجمته كذلك في محلها ولكن صاحب الرياض
سماه الحسن بن علي بن أحمد بن عبد الغفار وتبعه بعض المعاصرين وتبعناه
نحن في الكنى قبل الاطلاع على كلمات من ترجمه وبعد الاطلاع عليها لم
نجد أحدا وافق صاحب الرياض في ذلك فاعلم هذا حتى لا تتوهم إذا
اطلعت على ترجمته في الرياض اننا أهملناه.
٣٩٧: الشيخ الامام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد بن علي الماهابادي.
في فهرست منتجب الدين علم في الأدب فقيه صالح ثقة متبحر له
تصانيف منها ١ شرح النهج ٢ شرح الشهاب ٣ شرح اللمع
٤ كتاب في رد التنجيم ٥ كتاب في الاعراب ٦ كتاب تنزيه الحق
عن شبه الخلق ٧ ديوان نظمه ٨ ديوان نثره أخبرني بجميع تصانيفه
ورواياته عنه الشيخ الأديب أفضل الدين الحسن بن فادار القمي امام اللغة
اه. ومثله في مجموعة الجباعي الا انه اقتصر على الحسن بن علي بن أحمد ولم
يذكر قوله أخبرني الخ وفي الرياض الشيخ الأجل الامام العلامة سبط الشيخ
الأفضل أحمد بن علي الماهابادي وقد مر في ترجمته انه وأباه وجده كانوا من العلماء
المتبحرين ويروي عنه الشيخ الأديب أفضل الدين الحسن بن فادار القمي ولعله
هو يروي عن الشيخ أبي علي ولد الشيخ الطوسي ونظرائه قال والمراد باللمع
كتاب اللمع لابن جني في النحو وقد شرحه جده المذكور أيضا كما سبق في
ترجمته والمراد بالنهج هو نهج البلاغة على الظاهر والمراد بالشهاب هو شهاب
الاخبار للقاضي القضاعي وقد شرحه جماعة أخرى من علمائنا أيضا اه.
وفي روضات الجنات في ذيل ترجمة الحسن بن علي بن أحمد النهرواني الشاعر
عن كتاب تلخيص الآثار عند ذكر ماهاباد انها قرية كبيرة قرب قاشان أهلها
شيعة إمامية منها الحسن بن علي بن أحمد الملقب أفضل الدين الماهابادي كان
بالغا في علم الأدب الغاية عديم النظير في زمانه يقصده الناس من الأطراف
اه. وفي الذريعة يروي المترجم عن أبيه عن جده أحمد بن علي اه. ومر
ان منتجب الدين من تلاميذه ومنتجب الدين ولد سنة ٥٠٤ فالمترجم من
أهل المائة الخامسة إلى السادسة.
٣٩٨: الشيخ حسن بن علي بن أحمد بن محمد بن أبي جامع العاملي النجفي.
في رسالة ابن أخيه الشيخ علي بن رضي الدين بن علي بن أحمد التي
بعثها إلى صاحب أمل الآمل وفيها تراجم آل أبي جامع ان والد المترجم
الشيخ علي خرج من النجف إلى الدورق وتوطنها ثم انتقل إلى الحويزة
ومات بها ثم انتقل أولاده إلى شوشتر ومنهم المترجم وقد جرت عليه مصائب
يطول شرحها فر من اجلها إلى الهند وسكن حيدرآباد إلى أن توفي فيها وان
له إجازة من والده المذكور ولإخوته الثلاثة عبد اللطيف وفخر الدين ورضي
الدين وانه يروي عن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن صاحب المعالم وذكره
الشيخ جواد آل محي الدين في ملحق أمل الآمل فقال: هو أصغر اخوته
الأربعة الشيخ عبد اللطيف والشيخ رضي الدين والشيخ فخر الدين
المذكورين في محالهم وصاحب الترجمة قد جرت عليه مصائب يطول شرحها
على ما ذكره ابن أخيه الشيخ علي بن رضي الدين وسافر إلى الهند وسكن
حيدرآباد إلى أن توفي فيها اه. وفي رياض العلماء الحسن بن علي بن أبي
جامع فاضل عالم فقيه وكان من تلامذة الشيخ محمد بن خاتون العاملي
الساكن في بلاد الهند في حيدرآباد ورأيت من مؤلفاته بعض الفوائد اه.
والظاهر أنه هو المترجم وفي بعض مكتوبات آل محيي الدين الذين هم آل
أبي جامع ما صورته ومن علماء آل أبي جامع الشيخ حسن ابن الشيخ علي
إجازة الشيخ محمد ابن الشيخ حسين ابن الشهيد الثاني وفاته في أوائل القرن
الحادي عشر.
٣٩٩: أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن محمد الملقب وكيع بن خلف بن
حيان بن صدقة بن زياد الضبي البغدادي الأصل المصري التنيسي المولد
والوفاة المعروف بابن وكيع التنيسي الشاعر المشهور.
توفي بتنيس يوم الثلاثاء ٢٣ جمادى الأولى سنة ٣٩٣ ودفن بها في
المقبرة الكبرى في القبة التي بنيت له.
والتنيسي نسبة إلى تنيس بكسر التاء المثناة الفوقية وتشديد النون
(١٦٠)

المكسورة وسكون المثناة التحتية وسين مهملة آخر الحروف مدينة بمصر
بالقرب من دمياط قال ابن خلكان أصله من بغداد ومولده بتنيس.
أقوال العلماء فيه.
في اليتيمة ج ١ ص ٣٨١: أبو محمد الحسن بن علي بن وكيع
التنيسي شاعر بارع وعالم جامع قد برع في ابانه على أهل زمانه فلم يتقدمه
أحد في أوانه وله كل بديعة تسحر الأوهام وتستعبد الافهام فمن ملح شعره
وغرائب قوله في قصيدة مربعة الخ وذكره في تتمة اليتيمة ج ١ ص ٢٩ بعنوان
ابن وكيع التنيسي واقتصر على ذكر شئ من أشعاره وقال ابن خلكان:
أبو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف بن حيان بن
صدقة بن زياد الضبي المعروف بابن وكيع التنيسي الشاعر المشهور أصله
من بغداد ومولده بتنيس ذكره أبو منصور الثعالبي في يتيمة الدهر وقال في
حقه شاعر إلى آخر ما مر ثم قال وذكر مزدوجته المربعة وهي من جيد النظم
وأورد غيرها وله ديوان شعر جيد وله كتاب بين فيه سرقات أبي الطيب
المتنبي سماه المنصف وكان في لسانه عجمة ويقال له العاطس ثم أورد طرفا
من شعره ثم قال ولابن وكيع في كل معنى حسن وكانت وفاته يوم الثلاثاء
لسبع بقين من جمادى الأولى سنة ٣٩٣ بمدينة تنيس في المقبرة الكبرى في
القبة التي بنيت له رحمه الله تعالى ووكيع بفتح الواو وكسر الكاف وسكون
المثناة التحتية بعدها عين مهملة وهو لقب جده أبي بكر محمد اه.
تشيعه
يدل على تشيعه ما ذكره أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد قال
أنشدت لابن وكيع الشاعر في أمير المؤمنين ص هذه الأبيات:
قالوا علي لما ذا لست تمدحه * فقلت أصبحت في ذا الفعل معذورا
صرفت مدحي إلى من نزر مدحته * يعده الناس اسرافا وتكثيرا
ولم أطق مدح من فاقت فضائله * قدر المدائح منظوما ومنثورا
ومن جواد قريضي ان بعثت به * في مدحه من علاه عاد محسورا
أأزعم الغيث يحيي الأرض وابله * أم أزعم البدر قد عم الورى نورا
ما قلت ذاك وذا بالفضل مشتهر * ولا اتيت بفضل كان مستورا
متى صرفت اليه الشعر أمدحه * شهرت من وصفه ما كان مشهورا
وظلت اتعب فيمن ليس يرفعه * مدحي وانشر مدحا كان منشورا
سارت مآثره بالفضل ظاهرة * فما ترى لمديح فيه تأثيرا
وأصبح الوصف منه لاستفاضته * كاللفظ كرر في الاسماع تكريرا
يعد جهدي تقصيرا بمدحته * ولست ارضى بجهد عد تقصيرا
مؤلفاته
١ ديوان شعره ٢ المنصف في سرقات المتنبي.
أشعاره
في اليتيمة من شعره قوله:
سلا عن حبك القلب المشوق * فما يصبو إليك ولا يتوق
جفاؤك كان عنك لنا عزاء * وقد يسلي عن الولد العقوق
وقوله:
ابصره عاذلى عليه * ولم يكن قبل قد رآه
فقال لي لو هويت هذا * ما لامك الناس في هواه
قل لي إلى من عدلت عنه * فليس أهل الهوى سواه
فظل من حيث ليس يدري * يأمر بالحب من نهاه
وقوله
ان كان قد بعد اللقاء فودنا * باق ونحن على النوى أحباب
كم قاطع للوصل يؤمن وده * ومواصل بوداده يرتاب
وقوله:
قد رضينا من الغزال الكحيل * بغرور العداة والتعليل
وهجرنا سواه وهو منيل * وهويناه وهو غير منيل
فكثير البغيض غير كثير * وقليل الحبيب غير قليل
هلك العزم بين شوق صحيح * انا فيه وبين صبر عليل
لا تعب من هويت بالبخل اني * لا أحب الحبيب غير بخيل
يجمل البخل بالملاح وان كان * بغير الملاح غير جميل
وقوله:
ألست ترى وشي الربيع المنمنما * وما رصع الربعي فيه ونظما
فقد حكت الأرض السماء بنورها * فلم أدر في التشبيه أيهما السما
فخضرتها كالجو في حسن لونه * وأنوارها تحكي لعينيك أنجما
فمن نرجس لما رأى حسن نفسه * تداخله عجب بهما فتبسما
وابدى على الورد الجني تطاولا * فاظهر غيظ الورد في خده دما
وزهر شقيق نازع الورد فضله * فزاد عليه الورد فضلا وقدما
وظل لفرط الحزن يلطم خده * فاظهر فيه اللطم جمرا مضرما
ومن سوسن لما رأى الصبغ كله * على كل أنوار الرياض نقسما
وألوان منثور تخالف شكلها * فظل بها شكل الربيع متمما
وقوله:
خلعت في حبه عذاري * وطاب لي العيش باشتهاري
ان ابد في حبه خضوعا * فليس ذل الهوى بعار
من روحه في يدي سواه * فهو حقيق بان يداري
وقوله:
متى وعدتك في ترك الهوى عدة * فاشهد على عدتي بالزور والكذب
أما ترى الليل قد ولت عساكره * وأقبل الصبح في جيش له لجب
وجد في اثر الجوزاء يطلبها * في الجور ركض هلال دائم الطلب
كصولجان لجين في يدي ملك * أدناه من كرة صيغت من الذهب
فقم بنا نصطبح صفراء صافية * كالنار لكنها نار بلا لهب
عروس كرم أتت تختال في حلل * صفر على رأسها تاج من الحبب
وقوله:
قم فاسقني والخليج مضطرب * والريح تنثني ذوائب القضب
والجو في حلة ممسكة * قد طرزتها البروق بالذهب
وقوله:
جوهري الأوصاف يقصر عنه * كل وصف لكل ذهن دقيق
(١٦١)

شارب من زبرجد وثنايا * لؤلؤ فوقها فم من عقيق
وقوله: حبذا زور اتاني * طارقا بعد اجتنابه
شق جنح الليل بدر * لاح من ثني نقابه
طربت نفسي اليه * والى طيب اقترابه
طرب الشيخ إذا * ذكر أيام شبابه
وقوله في قصيدة:
أسفر عن بهجته الدهر الأغر * وابتسم الروض لنا عن الزهر
ابدى لنا فصل الربيع منظرا * بمثله تفتن الباب البشر
عاينه طرف السماء فانثنى * عشقا له يبكي بأجفان المطر
فالأرض في زي العروس فوقها * من أدمع القطر نثار من درر
أما ترى الورد كخدي كاعب * أخجلها فرط حياء وخفر
كأنما الخمر عليه نفضت * صباغها أو هي منه تعتصر
وانظر إلى التاريخ في بهجته * يلوح في افنان هاتيك الشجر
مثل دنانير نضار احمر * أو كعقيق خرطت منه اكر
وانظر إلى المنثور في ميدانه * يرنو إلى الناظر من حيث نظر
كجوهر مختلف ألوانه * أسلمه سلك نظام فانتشر
يا لائما يعذلني في طربي * حسبك قد أكثرت من هذا الهذر
الجهل ينبوع مسرات الفتى * والعقل ينبوع الهموم والفكر
يا طيب ذي الدنيا لنا منزلة * لو لم نكن نزعج منها بسفر
وقوله:
صوره خالقه جامعا * لكل شئ حسن بارع
وكل حسن من جميع الورى * مختصر من ذلك الجامع
وقوله:
زارني في دجى الظلام البهيم * قمر بات مؤنسي ونديمي
بحديث كأنه عودة الصحة * في الجسم بعد ياس السقيم
وقوله:
لا تلفين مصاحبا * من لا يزين من الصحاب
فالثوب ينفذ صبغه * فيما يليه من الثياب
وقوله في ثقيل:
ما السقم في سفر والدين مع عدم * يوما بأثقل منه حين يلقاني
ما لي عليه معين حين أبصره * غير الصدود وتغميضي لا جفاني
وقوله:
لا ووعد الوصل باللحظ * على رغم الرقيب
واختلاس القبلة * الحلوة من خد الحبيب
ما سوى الراح لداء * الهم عندي من طبيب
وقوله:
يا من إذا لاحت محاسن وجهه * غفرت بدائعها جميع ذنوبه
النجم يعلم أن عيني في الدجا * معقودة بطلوعه وغروبه
ان كان في تعذيب قلبي راحة * لك فاجتهد بالله في تعذيبه
وقوله:
ازهد إذا الدنيا أنالتك المنى * فهناك زهدك من شروط الدين
فالزهد في الدنيا إذا ما رمتها * فأبت عليك كعفة العنين
وقوله:
لا تحسدن صديقا * على تزايد نعمه
فان ذلك عندي * سقوط نفس وهمه
وقوله:
وجلنار بهي * ضرامه يتوقد
يحكي فصوص عقيق * في قبة من زبرجد
وقوله:
اقبل والعذال يلحونني * فكلهم قال من البدر
فقلت ذا من طال في حبه * منكم لي التعنيف والزجر
قالوا جهلنا فاغتفر جهلنا * فليس عن ذا لامرئ صبر
عذرك في الحب له واضح * وما لنا في لومنا عذر
وقوله:
بما بعينيك من فتون * ومن فتور بها وسحر
وبالعذار الذي تولى * خلع عذاري وبسط عذري
جدلي بالصفح عن ذنوبي * أو لا فعاقب بغير هجر
وقوله:
اضحك للكاشحين جهرا * ولي ضمير عليك يبكي
عيني التي أوقعت فؤادي * يا عين ما ذا لقيت منك
وقوله:
واحربي من جفون ظبي * أقام عذري به عذاره
اسقم جسمي بسقم طرف * حيرني في الهوى احوراره
هذا اختياري فأبصروه * شاهد عقل الفتى اختياره
وله مقطعات في الخمر وغيره ذكرناها للفظها وكرهناها لمعناها كقوله:
لا تقبلن من الرشيد كلامه * وإذا دعاك أخو الغواية فاقبل
واشرب مزعفرة القميص سلافة * من صبغة صنعة البردان أو قطر بل
كأس إذا رمت الهموم بسهمها * لم يخط نافذه سواء المقتل
تحلو وتعذب في النفوس كأنها * كبت العدو ورغم انف العذل
حمراء يرحب كل صدر ضيق * معها ويفتح كل باب مقفل
لا سيما من كف طاوية الحشى * ترنو بناظرتي خذول مطفل
وكقوله:
كتبت وفرط شوقي قد عناني * وقد بعد اللقاء على التداني
وما في البيت لي ثان فكن لي * جعلت فداك يا مولاي ثاني
فعندي ما يجاوز كل وصف * وما يرضي الخليل إذا اتاني
(١٦٢)

خروف اظهر الشواء فيه * تألقه فليس له مداني
غلالة باطن منه لجين * وظاهره غلالة زعفران
وكاس مثل عين الديك صرف * لها حبب كمنظوم الجمان
يطوف بشمسها قمر منير * تمكن طالعا في غصن بان
وان أحببت مسمعة اتتنا * محدقة بأصناف الأغاني
تطلق هم سامعها ثلاثا * بتحريك المثالث والمثاني
فهذا عندنا ولدون هذا * لعمرك ما كفاك وما كفاني
فزرنا لاعدمتك من صديق * تتم لنا بزورته الأماني
وكقوله:
جانبت بعدك عفتي ووقاري * وخلعت في طرق المجون عذاري
لا تكثرن علي ان أخا الحجا * برم بقرب الصاحب المهذار
خوفتني بالنار جهدك دائبا * ولججت في الارهاب والإنذار
خوفي كخوفك غير اني واثق * بجميل عفو الواحد القهار
أقررت اني مذنب ومحرم * تغذيب ذي جرم على الاقرار
انظر إلى زهر الربيع وما جلت * فيه عليك طرائف الأنوار
أبدت لنا الأمطار فيه بدائعا * شهدت بحكمة منزل الأمطار
ما شئت للأزهار في صحرائه * من درهم بهج ومن دينار
وجواهر لولا تغير حسنها * جلت عن الأثمان والاخطار
من ابيض يقق واصفر فاقع * مثل الشموس قرن بالأقمار
فاشرب معتقة كان نسيمها * مسك تضوعه يد العطار
احكامها في العقل ان هي حكمت * احكام صرف الدهر في الأحرار
يرضي على الاقدار شاربها الذي * ما زال ذا سخط على الاقدار
لا سيما من كف أغيد شادن * يسبي العقول بطرفه السحار
فضل الغصون لأنها من غرسنا * عند التأمل وهو غرس الباري
قد غيب الزنار دقة خصره * حتى ظنناه بلا زنار
متنصر قويت على اسلامنا * بالحسن منه حجة الكفار
ذا العيش لا نعت المهامة والفلا * وسؤال رسم الدار والأحجار
لا فرج الرحمن كربة جاهل * يبكي على الاطلال والآثار
وكقوله من ابيات:
في فتية كلهم كريم * وخير من يصحب الكرام
أئمة كلهم عليم * بكل ما فعله أثام
لكنني فيهم على ما * وصفت من فضلهم امام
وعندنا شادن غرير * في لحظ أجفانه سقام
للحسن قدامه جيوش * للصبر قدامها انهزام
يخف في حبه التصابي * كمثل ما يثقل الملام
ذا العيش فافطن له وبادر * من قبل ان يفطن الحمام
وانعم فعام السرور عندي * يوم ويوم الهموم عام
وكقوله من قصيدة:
يسعى بها جؤذر غرير * في لحظ أجفانه احورار
يحسن منى الوقار الا * فيه فما يحسن الوقار
أغار مني عليه حتى * عليه من نفسه أغار
كل جمال ترى فمنه * إذا تأملت مستعار
يا جامع الحسن كل حسن * للناس من شرطك اختصار
ومن بديع شعره قوله:
علل فؤادك فالدنيا أعاليل * لا يشغلنك عن اللهو الأباطيل
ولا يصدنك عن امر هممت به * من العواذل لا قال ولا قيل
فخير يوميك يوم أنت فيه إذا * ميزت في الناس محمود ومعذول
وان أتوك فقالوا كن خليفتنا * فقل لهم انني عن ذاك مشغول
فان ذلك امر مع نفاسته * ونبله بفناء العمر موصول
وارض الخمول فلا يحظى بلذته * الا امرؤ خامل في الناس مجهول
ولا تبع عاجل الدنيا بأجل ما * ترجو فذلك أمر شانه الطول
منتخب من قصيدة له مربعة
رسالة من كلف عميد * حياته في قبضة الصدود
بلغه الشوق مدى المجهود * ما فوق ما يلقاه من مزيد
جا عليه حاكم الغرام * فدق ان يدرك بالأوهام
فلو اتاه طارق الحمام * لم يره من شدة السقام
إذا التقى في مسمعيه العذل * وقيل من دون المراد القتل
قال لهم لوم المحب جهل * ان الهوى يغلب فيه العقل
ما العذر في السلوة عن غزال * منقطع الاقران والاشكال
تستخلف الشمس لدى الزوال * ضياء خديه على الليالي
ظبي سلوي عنه مثل جوده * خياله اكذب من موعوده
أجفانه أسقم من عهوده * أرادفه أثقل من صدوده
اما وخصر ضعفه كصبري * له ووجه حسنه كشعري
له عذار قام لي بعذري * لا تبت من شوقي اليه دهري
وا لهفتي من خده الأسيل * إذا انجلى عن صفحتي صقيل
واحربي من طرفه الكحيل * من منصفي ومن مديلي
من مقلة كالصارم البتار * الحاظها امضى من المقدار
تحكم في لبي وفي اصطباري * نظير حكم الدهر في الأحرار
واعلم باني ان رددت شافعي * هذا ولم يرجع بأمر نافع
فليس ذا بحاسم مطامعي * كم طالب جد بجد المانع
أقصى رجائي منك نيل الود * وقبلة تشفي غليل الوجد
يا جائرا أفرط في التعدي * منك إليك في الهوى استعدي
منتخب من مزدوجة له في ذم الفصول الثلاثة ومدح فصل الربيع
يا سائلي عن أطيب الدهور * وقعت في ذاك على الخبير
عندي في وصف الفصول الأربعة * مقالة تغني اللبيب مقنعه
فصل الصيف
اما المصيف فاستمع ما فيه * من فطن يفهم سامعيه
فصل من الدهر إذا قيل حضر * اذكرنا بحره نار سقر
تبصر فيه النبات مقشعرا * والأرض تشكو حره المضرا
نهاره مقسم بين قسم * جميعا يعاب عندي ويذم
أوله فيه ندى مبغض * كأنه على القلوب يقبض
حتى إذا ما طردته الشمس * وفرحت بان يزول النفس
فتحت النار له أبوابها * وشب فيها ما لك شهابها
حر يحيل الأوجه الغرانا * حتى ترى الروم بها حبشانا
(١٦٣)

يعلو به الكرب ويشتد القلق * وتنضج الأبدان منه بالعرق
ثم يعيد الماء نارا حاميه * تزيد في كرب القلوب الظاميه
حتى إذا عنا انقضى نهاره * وأرخيت من ليله أستاره
تحركت في جنحه دواهي * سارية وأنت عنها ساهي
من عقرب يسعى كسعي اللص * سلاحها في ابر كالشص
وحية تنفث سما قاتلا * تزود الملدوع حتفا عاجلا
فلا تقل ان جاء يوما اهلا * فلعنة الله عليه فصلا
فصل الخريف
حتى إذا زال اتى الخريف * فصل بكل سوءة معروف
أهوية تسرع في كل الجسد * وهو كطبع الموت يبسا وبرد
فارضة قرعاء من نباته * يخشى على الأجسام من آفاته
لا يمكن الناس اتقاء شره * من اختلاف برده وحره
تبصره مثل الصبي الأرعن * في كثرة التغيير والتلون
أحسن ما يهدي لك النسيما * يقلبه في ساعة سموما
وهو على المعدود من ذنوبه * خير من الصيف على عيوبه
فصل الشتاء
حتى إذا ما اقبل الشتاء * جاءتك منه غمة غماء
اقبل منه أسد مزير * له وعيد وله تحذير
يأتيك في ابانه رياح * ليس على لاعنها جناح
حراكها ليس إلى سكون * تضر بالأسماع والعيون
يحدث من أفعالها الزكام * هذا إذا ما فاتك الصدام
ثم يليها مطر مداوم * كأنه خصم لنا ملازم
يقطعنا بعضا عن الطريق * وعن قضاء الحق للصديق
وربما خر عليك السقف * وان عقا عنك اتاك الوكف
هذا وكم فيه من المغارم * وكثرة الإنفاق للدراهم
في ملبس يدفع شر برده * يكف عنا منه غرب حده
ملابس تعيي الجليد حملا * كأنما يحمل منها ثقلا
حتى إذا ملت إلى الرقاد * نمت على فرش من القتاد
ان البراغيث عذاب مزعج * لكل ما قلب وجلد تنضج
لا يستلذ جنبه المضاجعا * كأنما أفرشته مباضعا
قبح فصلا فوق ما ذممته * لو أنه يظهر لي لقتلته
حتى إذا ما هو عنا بانا * وزال عنا بعضه لا كانا
فصل الربيع
جاء الينا زمن الربيع * فجاء فصل حسن الجميع
لبرده وحره مقدار * لم يكتنف حدهما الاكثار
عدل في أوزانه حتى اعتدل * وحمد التفصيل منه والجمل
نهاره من أحسن النهار * في غاية الاشراق والاسفار
وليله مستلطف النسيم * مقوم في أحسن التقويم
لبدره فضل على البدور * في حسن إشراق وفرط نور
هذا وكم يجمع من أمور * اسراف مطريها من التقصير
فيه تظل الطير في ترنم * حاذقة باللحن لم تعلم
هذا وفيه للرياض منظر * يفشي الثرى من سرها ما يضمر
من نرجس ابيض كالثغور * كأنه مخانق الكافور
وروضة تزهر من بنفسج * كأنها ارض من الفيروزج
قد لبست غلالة زرقاء * فكايدت بلونها السماء
يضحك فيها زهر الشقيق * كأنه مداهن العقيق
وارم بعينيك إلى البهار * فإنه من أحسن الأنوار
كأنه مداهن من عسجد قد * سمرت في قضب الزبرجد
دونك هذه صفة الزمان * مشروحة في أحسن التبيان
فاصغ نحو شرحها كي تسمعا * ولا تكن لحقها مضيعا
وارض بتقليدي فيما قلته * فإنني أدري بما وصفته
ولا تعارضني في هذا العمل * فإنني شيخ الملاهي والغزل
من مزدوجة في وصف دعوة تصنع:
يا باعثا لدعوتي غلامه * وعاتبا من تركنا إلمامه
إذا أردت ان تزار في غد * فلا تغال في الطعام واقصد
وعمد إلى ما انا منه واصف * فإنني بالطيبات عارف
ابعث فخذ عشرا من الرقاق * تلذها نواظر الأحداق
ارقها الصانع حتى خفت * ولطفت أجسامها ومدت
حتى أتت في صورة البدور * أو مثل جامات من البلور
حتى إذا فرغت منها متقنا * ولم ير العائب فيها مطعنا
فاعمد إلى مدور من البصل * فإنه أكبر أعوان العمل
حتى إذا أحكمته تقطيعا * وقلت قد جودته صنيعا
خلطته باللحم خلطا جيدا * ولم تزل تخلطه مرددا
حتى إذا أنت أجدت فعله * ثم جمعت في الرقاق شمله
صيرته يا ذا العلا السنيه * شابورة ليست لها سميه
ثمت أغل الشيرقق المقشرا * من فوقه حتى تراه احمرا
مكتسيا حلته الخمريه * من بعد ما عهدتها فضية
فلست في فعلك ذا مبذرا * كلا ولا في حقنا مقصرا
هذا ما نقلناه مما أورده الثعالبي من شعره وتركنا بعضه وأورد له ابن
خلكان قوله:
لقد شمت بقلبي * لا فرج الله عنه
كم لمته في هواه * فقال لا بد منه
قال وانشد بعض الفقهاء نصر بن مقلد القضاعي الشيرزي قول ابن
وكيع المذكور:
لقد قنعت همتي بالخمول * وصدت عن الرتب العالية
وما جهلت طيب طعم العلاء * ولكنها تؤثر العافية
فأنشد لنفسه على البديهة:
بقدر الصعود يكون الهبوط * فإياك والرتب العالية
وكن في مكان إذا ما سقط * ت تقوم ورجلاك في العافية
وفي تتمة اليتيمة أنشدني الشيخ أبو الحسن مسافر بن الحسن أيده الله
تعالى قال أنشدني أبو الحسن محمد بن الحسين العثماني قال قال أنشدنا
(١٦٤)

القاضي بن البساط البغدادي لابن وكيع التنيسي وهو أحسن ما قيل في
مدح السفر:
تغرب على اسم الله والتمس الغنا * وسافر ففي الاسفار خمس فوائد
تفرح نفس والتماس معيشة * وعلم وآداب ورتعة ماجد
فان قيل في الاسفار ذل وغربة * وتشتيت شمل وارتكاب شدائد
فللموت خير للفتى من مقامه * بدار هوان بين ضد وحاسد
وأنشدني الشيخ أبو بكر أيده الله قال أنشدني أبو يعلي سعيد بن أحمد
الشروطي بالرملة لابن وكيع:
يحسن النحو في الخطابة والشعر * وفي لفظ سورة وكتاب
فإذا ما تجاوز النحو هذي * فهو شئ من المسامع ناب
وله أيضا:
ان شئت ان تصبح بين الورى * ما بين شتام ومغتاب
فكن عبوسا حين تلقاهم * وخاطب الناس باعراب ٤٠٠:
الحسن بن علي الأحمري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع روى عن معاوية بن وهب وغيره وروى عنه
عنبسة بن عمرو وذكره في رجال الصادق ع في موضعين فقال
الحسن بن علي الأحمري.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي الأحمري
برواية عنبسة بن عمرو عنه وروايته هو عن معاوية بن وهب. ٤٠١:
الخواجة نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي
ولد سنة ٤٠٨ وقتل ١٠ رمضان سنة ٤٨٥.
ذكرناه في ج ١ من هذا الكتاب في عداد وزراء السلجوقية الشيعة
ولسنا نعلم الآن ماخذه ولا بد ان نكون اخذناه مصدر معتمد مع اننا فتشنا
الآن على ماخذه فلم نجده.
أقوال العلماء فيه
قال ابن الأثير في الكامل: كان عالما دينا جوادا عادلا حليما كثير
الصفح عن المذنبين طويل الصمت ومجلسه عامر بالقراء والفقهاء وأئمة
الدين وأهل الخير والصلاح امر ببناء المدارس في سائر الأمصار والبلاد
اجرى لها الجرايات العظيمة وأملى الحديث ببغداد وخراسان وغيرها وكان
يقول اني لست من أهل هذا الشأن ولكني أحب ان اجعل نفسي على قطار
نقلة حديث رسول الله ص وكان إذا سمع المؤذن امسك عن كل ما هو فيه
وبدأ بالصلاة وإذا غفل المؤذن امر الاذان واسقط المكوس والضرائب وكان
الوزير عميد الملك الكندري حسن للسلطان طغرل لعن الرافضة فأمره بذلك
فأضاف إليهم الأشعرية ولعن الجميع وفي هذا نظر لان الكندري شيعي
بنص ابن كثير فلا بد ان يكون وقع هنا اشتباه فلهذا فارق كثير من الأئمة
بلادهم كامام الحرمين وأبي القاسم القشيري وغيرهما فلما ولى ألب أرسلان
السلطنة اسقط نظام الملك ذلك جميعه وأعاد العلماء إلى أوطانهم وكان إذا
دخل عليه القشيري وأبو المعالي الجويني يقوم لهما ويجلس في مسنده وإذا
دخل عليه أبو علي القارمذي يقوم اليه ويجلسه في مكانه ويجلس بين يديه
فقيل له في ذلك فقال إن هذين وأمثالهما إذا دخلوا علي يثنون علي بما ليس في
فيزيدني ذلك عجبا وتيها وهذا الشيخ يذكر لي عيوب نفسي وما انا فيه من
الظلم فتنكسر نفسي وارجع عن كثير مما انا فيه ومن هنا يعلم أن من
يتزلفون إلى الحكام بالثناء عليهم بالباطل ينقصون عندهم ومن صدقهم
القول عظم في أعينهم قال: وقال نظام الملك كنت أتمنى ان يكون لي قرية
خالصة ومسجد اتفرد فيه لعبادة ربي ثم بعد ذلك تمنيت ان يكون لي قطعة
ارض أتقوت بريعها ومسجد اعبد الله فيه واما الآن فأتمنى ان يكون لي
رغيف كل يوم ومسجد اعبد الله فيه. وكانت عادته ان يحضر الفقراء
طعامه ويقربهم اليه ويدنيهم قيل كان ليلة يأكل الطعام وبجانبه اخوه أبو
القاسم وبالجانب الاخر عميد خراسان والى جانب العميد انسان فقير
مقطوع اليد فرأى نظام الملك العميد يتجنب الاكل مع المقطوع فقرب
المقطوع اليه واكل معه وأخباره كثيرة قد جمعت لها المجاميع السائرة في البلاد
اه. وفي مختصر تاريخ آل سلجوق بعد ذكر فتوحات ملك شاه السلجوقي
قال وهذه السعادة كلها انما تيسرت بسعادة الوزير الكبير خواجة بوزرك قوام
الدين نظام الملك أبي علي الحسن بن علي بن إسحاق رضي أمير المؤمنين
الوارف الظل الوافر الفضل وكانت وزارته للدولة حلية كأنما خلقه الله
للملك والجلالة وكان الاقبال له معلما والطفر مسخرا قد مشى في ركابه
سلطان العرب مسلم بن قريش وقبل حافر مركوبه وكانت ملوك الروم وغزنة
وما وراء النهر في ظل حمايته وكانت ملوك الأطراف يقبلون كتفه ويتشرفون
بلبس خلعه وكانوا انجادا له وجر الجحافل الثقيلة وبقي في الوزارة ثلاثين
سنة قال وكانت علامة نظام الملك الحمد لله على نعمه وكان مؤيدا موفقا
مخصوصا من الله بالنصر والدهماء ساكنة في أيامه وأهل الدين والعلم راتعون
في انعامه وفي أيامه نشا للناس أولاد نجباء وتوفر على تهذيب الأبناء الاباء
ليحضروهم في مجلسه فإنه كان يرشح كل أحد لمنصب يصلح له بمقدار ما
يرى فيه من الرشد والفضل ومن وجد في بلده قد تميز في العلم بنى له
مدرسة ووقف عليها وقفا وجعل فيها دار كتب وكأنما عناه أبو الضياء
الحمصي بقوله:
وما خلقت كفاك الا لأربع * وما في عباد الله مثلك ثاني
لتجريد هندي واسداء نائل وتقبيل أفواه واخذ عنان
وظهر من تدبيره في سياسة الممالك ما قاله سليمان بن عبد الملك
عجبت لهؤلاء الأعاجم ملكوا ألف سنة فلم يحتاجوا الينا ساعة وملكنا مائة
سنة لم نستغن عنهم ساعة وفي عصره نشأت طبقات الكتاب الجياد وفرعوا
المناصب وولوا المراتب ولم يزل باب بابه مجمع الفضلاء وملجأ العلماء وكان
نافذا بصيرا ينقب عن أحوال كل منهم ويسأل عن تصرفاته وخبرته ومعرفته
ومن تفرس فيه صلاحية الولاية ولاه ومن رآه مستحقا لرفع قدره رفعه ومن
رأى الانتفاع بعلمه رتب له ما يكفيه حتى ينقطع إلى إفادة العلم وربما سيره
إلى إقليم خال من العلم. تولى الوزارة والملك قد اختل والدين قد تبدل
بأواخر دولة الديلم وأوائل دولة الترك وقد خربت الممالك بين اقبال هذه
وادبار تلك فأعاد الملك إلى النظام وعمر الولايات وكانت العادة جارية
بجباية الأموال وصرفها إلى الأجناد فرأى أن الأموال لا تحصل من البلاد
لخرابها ولا يصح منها ارتفاع فاقطعها الأجناد فتوفرت دواعيهم يدلون بنسبه
ويستطيلون لأنهم ذوو قرابته فقصر أيديهم وساس جمهورهم بتدبيره وربما قرر لجندي

(١) يروي هذا البيت هكذا.
تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد - مؤلف -.
(١٦٥)

ألف دينار في السنة ووجه نصفه على بلد من الروم ونصفه على وجه في
أقصى خراسان وكان ينظر في الأوقاف والمصالح ويرتب عليها الأمناء ويشدد في
امرها ويكلها إلى الآمنة ووظف على ملوك الأطراف حمولا لخزانة السلطان وقرر
معهم الحضور إلى الخدمة والوصول بالعساكر حتى ملأ الخزائن بالمال والبلاد
بالعساكر ونشا له أولاد فأوطأ عقبهم ولما وفر الأموال على الخزانة والعسكر
جعل فيها للعلماء وأصحاب الحقوق نصيبا وصير احسان السلطان بين أهل العلم
ميراثا فلا جرم تذللت له المصاعب وتيسرت له المطالب ودانت له
المشارق والمغارب اه.
ابتداء حاله ومجمل اخباره
قال ابن الأثير في الكامل كان من أبناء الدهاقين بطوس فزال ما كان
لأبيه من مال وملك وتوفيت أمه وهو رضيع فكان أبوه يطوف به على
المرضعات فيرضعنه حسبة حتى شب وتعلم العربية وسر الله فيه يدعوه إلى
علو الهمة والاشتغال بالعلم فتفقه وصار فاضلا وسمع الحديث الكثير ثم
اشتغل بالاعمال السلطانية ولم يزل الدهر يعلو به ويخفض حضرا وسفرا
وكان يطوف بلاد خراسان ووصل إلى غزنة في صحبة بعض المتصرفين ثم
لزم أبا علي بن شاذان متولي الأمور ببلخ لداوود والد السلطان ألب أرسلان
فحسنت حاله معه وظهرت كفايته فلما حضرت ابن شاذان الوفاة أوصى به
الملك ألب أرسلان وعرفه حاله فولاه شغله ثم صار وزيرا له إلى أن ولي
السلطنة بعد عمه طغرلبك واستمر على الوزارة وظهرت منه كفاية عظيمة
وآراء سديدة قادت السلطنة إلى ألب أرسلان فلما توفي ألب أرسلان قام
بأمر ابنه ملكشاه وهذا اجمال يأتي تفصيله. وقيل إن ابتداء امره انه كان
يكتب للأمير تاجر صاحب بلخ وكان الأمير يصادره في كل سنة ويقول له قد سمنت
يا حسن ويدفع اليه فرسا ومقرعة ويقول هذا يكفيك فلما طال عليه ذلك
اخفى ولديه فخر الملك ومؤيد الملك وهرب إلى جغري بك داود والد ألب
أرسلان فوقف فرسه في الطريق فسال الله فرسا يخلصه عليه فلقيه تركماني تحته فرس
جواد فأعطاه إياه واخذ فرسه وقال له لا تنس هذا يا حسن قال فقويت نفسي
وعلمت انه ابتداء سعادة فسار إلى مرو ودخل على داود فسلمه إلى ولده ألب
أرسلان وقال هذا حسن الطوسي فاتخذه والدا لا تخالفه وكان الأمير تاجر لما
سمع بهربه تبعه إلى مرو فقال لداود هذا كاتبي ونائبي وقد اخذ أموالي فقال له
داود حديثك مع محمد يعني ألب أرسلان فلم يتجاسر على خطابه
ورجع. وفي مختصر تاريخ آل سلجوق نقلا عنه قال كنت في مبدأ أمري في
خدمة الأمير بيجير اسفهسلار خراسان فأشخصني اليه من موضع
كنت متوليا له وانا متوجه نحوه الأمل منكسر القلب على فرس حرون هزيل
يتعبني سيره وانا في ضر شديد من ركوبه فبينما انا سائر إذ ظهر من صدر
البرية تركماني على فرس يجري جري الماء رهوان فتمنيت ان أكون راكبا
مثله فتقرب التركماني مني واختلط بالموكلين بي وكلمهم ثم التفت إلي وقال هل
لك ان تقايض فرسك بفرسي فحسبت انه يهزأ بي وقلت له يجوز مع ما انا فيه
من هذه المحنة ان لا تستهزئ بي فنزل في الحال عن فرسه وأعطانيه واخذ
فرسي واليوم منذ ثلاثين سنة أتمنى لقاءه واسال عنه ولا أجده.
اخباره مع ألب أرسلان
السلجوقي وابنه ملكشاه.
قد عرفت ان ألب أرسلان استوزره قبل ان يلي السلطنة: ولما ولي
السلطنة بعد عمه طغرل استمر نظام الملك على وزارته. في مختصر تاريخ
آل سلجوق تأليف عماد الدين محمد الاصفهاني واختصار الفتح بن علي
البنداري الاصفهاني لما ورد ألب أرسلان الري بعد وفاة عمه ومعه وزيره
نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي تلقاه عميد الملك أبو
نصر محمد بن منصور الكندري وزير طغرل وأول وزراء السلجوقية واجلسه
على السرير فغار نظام الملك واحتال في قبضه فلما كان سنة ٣٥٩ زار عميد
الملك نظام الملك وترك بين يديه منديلا فيه خمسمائة دينار فلما انصرف سار
أكثر العسكر في خدمته فتخوف السلطان من عاقبة ذلك فقبض على
الكندري وقتله واستوى بذلك امر نظام الملك وقال ابن الأثير في حوادث
سنة ٤٥٦ سمع ألب أرسلان السلجوقي ان قتلمش وهو سلجوقي أيضا
عصى عليه وخرج لحربه فأرسل اليه ينكر عليه فعله فقال
نظام الملك لألب أرسلان قد جعلت لك من خراسان جندا ينصرونك
ولا يخذلونك ويرمون دونك بسهام لا تخطئ وهم العلماء
والزهاد فقد جعلتهم بالاحسان إليهم من أعظم أعوانك وليس نظام الملك
السلاح واقتتلوا فانهزم قتلمش واستولى القتل والأسر على عسكره فأراد
السلطان قتل الاسرى فتشفع فيهم نظام الملك فعفا عنهم وأطلقهم ووجد
قتلمش ميتا فبكى السلطان لموته وعظم عليه فقده فسلاه نظام الملك اه.
وكم تدل هذه الأخبار على ما لنظام الملك من المحاسن. قال وفيها سار
السلطان لغزو الروم وجمع من العساكر ما لا يحصى وجعل مكانه في عسكره
ولده ملكشاه ونظام الملك وزيره فسار إلى قلعة فيها جمع كثير من الروم
وساروا منها إلى قلعة سرماري فملكوها وبالقرب منها قلعة أخرى ففتحها
ملكشاه وأراد تخريبها فنهاه نظام الملك وقال هي ثغر للمسلمين وشحنها
بالرجال والذخائر والأموال والسلاح وسار ملكشاه ونظام الملك إلى مدينة
مريم نشين وهي مدينة حصينة وعندها نهر كبير فأعد نظام الملك لقتالهما ما
يحتاج اليه من السفن وغيرها وواصل قتالهما ليلا ونهارا وجعل العسكر
عليها يقاتلون بالنوبة فضجر أهلها ووصل المسلمون إلى سورها ونصبوا عليه
السلالم وصعدوا إلى أعلاه لان المعاول كلت عن نقبه لقوة حجره ودخل
ملكشاه ونظام الملك البلد ثم استدعاهما ألب أرسلان وفرح بالفتح اه.
المدرسة النظامية
وقال في حوادث سنة ٤٥٧ فيها ابتدئ بعمارة المدرسة النظامية
ببغداد وهي مدرسة عمرها نظام الملك هذا فنسبت اليه وقال في حوادث
سنة ٤٥٩ فيها في ذي القعدة فرغت عمارة المدرسة النظامية وتقرر التدريس
بها للشيخ أبي إسحاق الشيرازي ولما اجتمع الناس لحضور الدرس طلب
فلم يوجد لأنه لقيه صبي فقال له كيف تدرس في مكان مغصوب فتغيرت
نيته عن التدريس بها ولم يبق ببغداد من لم يحضر غير الوزير فلما ايس الناس
من حضوره قال بعضهم لا يجوز ان ينفصل هذا الجمع الا عن مدرس
فأشير بابن الصباع صاحب كتاب الشامل فجلس للدرس ولما بلغ الخبر
نظام الملك لم يزل يرفق بأبي إسحاق حتى درس وكانت مدة تدريس ابن
الصباع عشرين يوما. وفي مختصر تاريخ آل سلجوق فيها طلق ألب
أرسلان زوجته بنت ملك الكرج وزوجها لنظام الملك وزيره وقال ابن الأثير
في حوادث سنة ٤٦٢ فيها تزوج عميد الدولة بن جهير بابنة نظام الملك

(١) مر عن ابن الأثير ان اسمه تاجر ولا شك ان ما ذكر هنا من أن اسمه بيجير أقرب إلى
الصواب. - المؤلف -.
(١٦٦)

بالري وعاد إلى بغداد. وعميد الدولة هو وزير الخليفة ابن فخر الدولة
أبي نصر محمد بن محمد بن جهير وزير الخليفة أقول وفي ذلك يقول
علي بن الحسن بن الفضل الملقب بابن صردر قال ابن الأثير كان يلقب
بابن صربعر وكان نظام الملك قال له أنت ابن صردر لا صربعر فبقي ذلك
عليه يقول في هذه القصيدة:
كفاك نظام الملك أكبر همه * واتعب في إرائة السر والجهرا
همام إذا ماهز في الخطب رأيه * فلا عجب ان يخجل البيض والسمرا
إذا هو امضى نعمة قد تعنست * تخير أخرى من مواهبه بكرا
ومن رأيه الميمون عقد حباله * بحبلك حتى قد شددت به ازرا
لئن كنت المشتري في سمائه * علوا لقد قارنت في أفقه الشعرى
فأصبحتما كالفرقدين تناسبا * فأكرم بذا حموا وأكرم بذا صهرا
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٦٣ فيها قصد ملك الروم بلاد
المسلمين فبلغ ألب أرسلان الخبر وهو بمدينة خوي فسير الأثقال مع زوجته
ونظام الملك إلى همذان وسار هو بخمسة عشر ألف فارس فصادفت مقدمته
عند خلاط مقدم الروسية في نحو عشرة آلاف واقتتلوا فانهزمت الروسية
وانفذ السلطان بالسلب إلى نظام الملك وأمره ان يرسله إلى بغداد ولما تقارب
العسكران ارسل السلطان إلى ملك الروم يطلب المهادنة فقال لا هدنة الا
بالري ثم حملوا على الروم فانزل الله نصره على المسلمين وانهزم واسر
ملكهم اسره غلام لكوهرائين وكان هذا الغلام قد عرضه كوهرائين على نظام
الملك فرده استحقارا له فاثنى عليه كوهرائين فقال نظام الملك عسى ان يأتينا
بملك الروم أسيرا استهزاء به فكان كذلك وفي حوادث سنة ٤٦٤ ان
الخليفة كان غاضبا على ايتكين السليماني لأنه قتل أحد المماليك الدارية
فأرسله السلطان شحنة إلى بغداد وكان نظام الملك يعني بالسليماني فلم
يقبل الخليفة. وفيها ان الخليفة القائم بأمر الله ارسل عميد الدولة بن جهير
يخطب ابنة ألب أرسلان لولي العهد المقتدي بأمر الله فأجيب إلى ذلك وكان
جهير الوكيل في قبول النكاح ونظام الملك الوكيل من جهة السلطان في
العقد. قال وفيها سير السلطان ألب أرسلان وزيره نظام الملك في عسكر
إلى بلاد فارس ففتح قلعة فضلوان وجاء به أسيرا فاطلقه السلطان. وفي
سنة ٤٦٥ قتل ألب أرسلان وكان أوصى بالسلطنة لابنه ملكشاه وكان
المتولى تحليف العسكر له نظام الملك وتولى نظام الملك وزارة ملكشاه وكان
ألب أرسلان يثق بنظام الملك كل الثقة حكى ابن الأثير انه كتب اليه بعض
السعاة سعاية في نظام الملك وذكر ما له في ممالكه من الرسوم والأموال
وتركت على مصلاة فقرأها ثم سلمها إلى نظام الملك وقال له ان صدقوا
فهذب أخلاقك وأصلح أحوالك وان كذبوا فاغفر لهم زلتهم وأشغلهم بما
يشتغلون عن السعاية. ولما بلغ قاورت بك وفاة أخيه ألب أرسلان سار
طالبا للري ليستولي عليها فسبقه إليها ملكشاه ونظام الملك والتقى قاروت
وملكشاه فانهزم قاورت ثم قبض عليه وخنق. وامتدت أيدي العسكر إلى
أموال الرعية وقالوا ما يمنع السلطان ان يعطينا الأموال الا نظام الملك فذكر ذلك
نظام الملك للسلطان وبين له ما في هذا الفعل من الوهن وخراب
البلاد وذهاب السياسة ففوض الامر اليه وقال افعل ما تراه مصلحة فأنت
الوالد وحلف له واقطعه اقطاعا زائدا على ما كان من جملته طوس مدينة نظام
الملك وخلع عليه ولقبه ألقابا من جملتها اتابك ومعناه الأمير الوالد فظهر من
كفايته وشجاعته وحسن سيرته ما هو مشهور فمنه ان امرأة ضعيفة استغاثت
اليه فوقف يكلمها فدفعها بعض حجابه فأنكر ذلك وصرفه عن حجبته.
وذكر في حوادث سنة ٤٦٦ ان ملكشاه سار يريد سمرقند ففارقها صاحبها
وانفذ يطلب المصالحة ويضرع إلى نظام الملك في اجابته إلى ذلك فأجيب
اليه. وفي حوادث سنة ٤٦٧ انه لما توفي القائم وبويع المقتدي كان ممن
بايعه مؤيد الملك ابن نظام الملك. قال وفيها جمع نظام الملك والسلطان
ملكشاه جماعة من أعيان المنجمين وجعلوا النيروز أول نقطة من الحمل وكان
النيروز قبل ذلك عند حلول الشمس نصف الحوت. وفي حوادث سنة
٤٦٨ ان نظام الملك قصد أبا الحسن بن أبي طلحة الداودي عبد الرحمن بن
محمد راوي صحيح البخاري فجلس بين يديه فوعظه وفي مختصر تاريخ آل
سلجوق انه في سنة ٤٦٨ ارسل المقتدي القاضي محمد البيضاوي بصحبة
مؤيد الدولة إلى والده نظام الملك لاخذ البيعة على صاحب غزنة ففعل وقال
ابن الأثير في حوادث سنة ٤٧٠ كان فيها فتنة بين أهل سوق المدرسة وسوق
الثلاثاء بسبب الاعتقاد الشافعية والحنابلة وكان مؤيد الملك بن نظام
الملك ببغداد فأرسل إلى العميد والشحنة فحضروا ومعهم الجند فضربوا
الناس فقتل بينهم جماعة وانفصلوا. وفيها توفيت ابنة نظام الملك زوجة
عميد الدولة ابن جهير نفساء بولد مات من يومه ودفنا بدار الخلافة ولم تجر
بذلك عادة لاحد فعل ذلك اكراما لأبيها وجلس الوزير فخر الدولة ابن
جهير وابنه عميد الدولة للعزاء ثلاثة أيام وفي حوادث سنة ٤٧١ عزل فخر
الدولة أبو نصر بن جهير من وزارة الخليفة المقتدي وسبب ذلك ما مر من
الفتنة بين الشافعية والحنابلة فنسب أصحاب نظام الملك ما جرى إلى الوزير
فخر الدولة والى الخدم وكتب محمد بن علي بن أبي الصقر الواسطي الفقيه
الشافعي إلى نظام الملك انتصارا للشافعية:
يا نظام الملك قد حل ببغداد النظام * وبقي القاطن فيه مستهان مستضام
وبها أودى له قتلى غلام وغلام * والذي منهم تبقى سالما فيه سهام
يا قوام الدين لم يبق ببغداد مقام * عظم الخطب وللحرب اتصال ودوام
فمتى لم تحسم الداء أياديك الحسام * ويكف القوم في بغداد قتل وانتقام
فعلى مدرسة فيها ومن فيها السلام * واعتصام بحريم لك من بعد حرام
فلما سمع نظام الملك ما جرى من الفتن وقصد مدرسته والقتل
بجوارها مع أن ابنه فيها عظم عليه وأعاد كوهرائين إلى شحنكية العراق
وحمله رسالة إلى الخليفة بالشكوى من بني جهير وسال عزل فخر الدولة وامر
كوهرائين باخذ أصحاب بني جهير
وايصال المكروه إليهم فسمع بنو جهير الخبر فسار عميد الدولة إلى نظام الملك ليستعطفه وسلك الجبال وتجنب
الطريق خوفا ان يلقاه كوهرائين فيناله ووصل كوهرائين بغداد وأبلغ الخليفة
رسالة نظام الملك فامر فخر الدولة بلزوم منزله ووصل عميد الملك إلى
المعسكر السلطاني ولم يزل يستصلح نظام الملك حتى رضي وزوجه ابنة بنته
وعاد إلى بغداد فلم يرد الخليفة أباه إلى وزارته وأمرهما
بملازمة منازلهما واستوزر أبا شجاع محمد بن الحسين
ثم إن نظام الملك راسل الخليفة في إعادة بني جهير إلى الوزارة فأعيد عميد
الدولة إلى الوزارة وأذن لأبيه فخر الدولة في فتح بابه وذلك في صفر سنة
٤٧٢ وفيها سعى خمارتكين وكوهرائين إلى السلطان في قتل ابن علان
اليهودي ضامن البصرة وكان ملتجئا إلى نظام الملك وبينهما وبين نظام الملك
عداوة فامر السلطان بتغريقه فغرق وانقطع نظام الملك عن الركوب ثلاثة
أيام وأغلق بابه ثم أشير عليه بالركوب فركب وعمل للسلطان دعوة عظيمة
وعاتبه على فعله فاعتذر اليه. وفي سنة ٤٧٣ اسقط ملكشاه من العسكر
سبعة آلاف لم يرض حالهم فقيل إن نظام الملك قال له ان هؤلاء ليس
فيهم من له صنعة غير الجندية فإذا أسقطوا لم نأمن ان يقيموا رجلا منهم
(١٦٧)

ويقولون ان هذا السلطان ويخرج عن أيدينا اضعاف ما لهم من الجاري إلى أن
نظفر بهم فلم يقبل السلطان قوله فمضوا إلى أخيه تكش فقوي بهم واظهر
العصيان فندم السلطان على مخالفة وزيره حيث لم ينفع الندم وفيها أو في سنة
٤٧٧ لما خرج على ملكشاه اخوه تكش بخراسان وخرج لحربه ومعه نظام
الملك اجتاز بمشهد علي بن موسى الرضا بطوس فزاره فلما خرج قال لنظام
الملك باي شئ دعوت قال دعوت الله ان ينصرك فقال اما انا فقلت اللهم
انصر أصلحنا للمسلمين وفيها تسلم مؤيد الدولة بن نظام الملك تكريت
من صاحبها المهرباط. وفي سنة ٤٧٤ ارسل الخليفة أبا نصر بن جهير إلى
أصبهان يخطب بنت السلطان لنفسه فامر السلطان نظام الملك ان يمضي معه
إلى أمها فمضى وتم ذلك. وفيها ارسل السلطان إلى بغداد باخراج أبي
شجاع الذي وزر للخليفة بعد بني جهير فأرسله الخليفة إلى نظام الملك وسير
معه رسولا وكتب معه إلى نظام الملك كتابا بخطه يأمره بالرضا عن أبي
شجاع فرضي عنه واعاده إلى بغداد. وفي سنة ٤٧٥ مات جمال الملك
منصور بن نظام الملك مسموما وسبب موته ان مسخرة كان لملك شاه يعرف
بجعفرك كان يحاكي نظام الملك ويذكره في خلواته مع السلطان فبلغ ذلك
جمال الملك وكان واليا ببلخ فسار مجدا إلى والده والسلطان وهما بأصبهان
فقتل جعفرك فاحضر السلطان عميد خراسان وقال أيما أحب إليك جمال
الملك أم رأسك فقال بل رأسي قال لئن لم تعمل في قتله لأقتلنك فاجتمع
بخادم إبله يختص بجمال الملك فقال له ان السلطان يريد قتل جمال الملك
ولان تقتلوه سرا اصلح لكم من أن يقتله السلطان جهرا ويسلب نعمتكم
فظن أن ذلك صحيح فسمه في كوز فقاع فمات فلما علم السلطان بقتله قال
لنظام الملك انا ابنك وأنت أولى من صبر واحتسب وجلس اخوه مؤيد
الملك للعزاء ببغداد وحضر فخر الدولة بن جهير وابنه عميد الملك معزيين
وارسل الخليفة اليه في اليوم الثالث فاقامه من العزاء. قال وفيها ورد بغداد
الشريف أبو القاسم البكري المغربي الواعظ وكان أشعريا وكان قد قصد
نظام الملك فأحبه ومال اليه وسيره إلى بغداد وأجرى عليه الجراية الوافرة
فوعظ بالمدرسة النظامية وكان يذكر الحنابلة ويعيبهم وفيها ارسل الخليفة أبا
إسحاق الشيرازي إلى ملكشاه ونظام الملك برسالة تتضمن الشكوى من
عميد العراق فأكرمه السلطان ونظام الملك وجرى بينه وبين امام الحرمين أبي
المعالي الجويني مناظرة بحضرة نظام الملك وأجيب إلى كف يد عميد العراق
وفي سنة ٤٧٦ عزل ابن جهير عن وزارة الخليفة وطلب السلطان ونظام
الملك ارسال بني جهير وأهلهم ونساءهم إلى السلطان فأرسلوا وصادفوا منه
ومن نظام الملك الاكرام والاحترام. وفيها سمل أبو المحاسن بن أبي الرضا
وكان أبوه قد قرب من ملكشاه كثيرا وأبوه يكتب بالطغراء فقال أبو المحاسن
لملك شاه سلم إلي نظام الملك وأصحابه وانا اسلم إليك منهم ألف ألف دينار
وعظم عنده أموالهم وذخائرهم فبلغ ذلك نظام الملك فعمل سماطا
عظيما وأقام عليه مماليكه وهم ألوف من الأتراك وخيلهم وسلاحهم على حيالهم
وقال للسلطان اني خدمتك وأباك وجدك ولي حق الخدمة وقد بلغك أخذي
لعشر أموالك وصدق وانا آخذه لهؤلاء الغلمان الذين جمعتهم لك وأصرفه
في الصدقات والصلات والوقوف التي أعظم ذكرها وشكرها واجرها لك
وجميع ما أملكه بين يديك وانا اقنع بمرقعة وزاوية فامر السلطان بسمل عيني
أبي المحاسن وحبسه بقلعة ساوة وبلغ أباه الخبر فاستجار بدار نظام الملك
فسلم وبذل مائتي ألف دينار وعزل عن الطغراء ورتب مكانه مؤيد الملك بن
نظام الملك قال المؤلف في هذه القصة عدة عبر ١ ان من حفر لأخيه
حفرة أوقعه الله فيها ٢ الوشاية وخيمة العاقبة ٣ الطمع يجر إلى
الدمار ٤ الأمور التي قال النظام ان اجرها لمخدومه يتمنى مخدومه
السلامة من وزرها ٥ لو كان يقنع بمرقعة وزاوية لما طلب الوزارة ٦
رؤية النظام في النوم الآتية تكشف عن اعمال السلطان والوزير الخيرية قال
وفيها توفي أبو إسحاق الشيرازي مدرس النظامية فرتب مؤيد الملك بن نظام
الملك بدله أبو سعد عبد الرحمن بن المأمون المتولي فأنكر ذلك نظام الملك
وقال كان يجب ان تغلق المدرسة بعد أبي إسحاق سنة، وهذا نوع من
السياسة أو دال على أن المدارس لم يكن الغرض منها وجه الله وفي سنة
٤٧٩ دخل ملكشاه بغداد ومعه نظام الملك وارسل السلطان هدايا كثيرة إلى
الخليفة وارسل من الغد نظام الملك إلى الخليفة خدمة كثيرة فقبلها وزار
السلطان ونظام الملك مشهد موسى بن جعفر وقبر معروف وابن حنبل وأبي حنيفة
وغيرها من القبور المعروفة فقال ابن زكرويه الواسطي يهنئ نظام
الملك بقصيدة منها:
زرت المشاهد زورة مشهودة * ارضت مضاجع من بها مدفون
فكأنك الغيث استهل بتربها * وكأنها بك روضة ومعين
فازت قداحك بالثواب وأنجحت * ولك الإله على النجاح ضمين
وطلب نظام الملك إلى دار الخلافة ليلا فمضى في الزبزب وعاد من
ليلته ومضى السلطان ونظام الملك إلى الصيد في البرية فزار المشهدين مشهد
أمير المؤمنين علي ومشهد الحسين ع وعاد السلطان إلى بغداد
ودخل إلى الخليفة فخلع عليه ولما خرج لم يزل نظام الملك قائما يقدم أميرا
أميرا إلى الخليفة وخلع الخليفة على نظام الملك ودخل نظام الملك إلى
المدرسة النظامية وجلس في خزانة الكتب وطالع فيها كتبا وسمع الناس عليه
بالمدرسة جزء حديث واملى جزءا آخر. وفيها ورد الشريف أبو
القاسم علي بن أبي يعلى الحسني الدبوسي إلى بغداد ورتب مدرسا بالنظامية
بعد أبي سعد المتولي وفي سنة ٤٨٠ زفت ابنة السلطان ملكشاه إلى الخليفة
وحضر نظام الملك فمن دونه وكل منهم معه من الشمع والمشاعل الكثير وفيها
توفي أمير الحاج أبو منصور قتلغ ولما مات قال نظام الملك مات اليوم ألف
رجل وفي سنة ٤٨٢ ملك السلطان ملكشاه ما وراء النهر ووصل اليه وهو
بأصبهان رسول ملك الروم ومعه الخراج المقرر عليه فاخذه نظام الملك
معهم إلى ما وراء النهر وحضر فتح البلاد فلما وصل إلى كاشغر أذن له نظام
الملك في العود إلى بلاده وقال أحب ان يذكر عنا في التواريخ ان ملك الروم
حمل الجزية وأوصلها إلى باب كاشغر لينهي إلى صاحبه سعة ملك السلطان
ليعظم خوفه منه ولا يحدث نفسه بخلاف الطاعة قال ابن الأثير وهذا يدل
على همة عالية تعلو على العيوق وفي حوادث سنة ٤٨٤ عزل الوزير أبو
شجاع من وزارة الخليفة وكان سببه ان يهوديا يقال له أبو سعد بن سمحا
كان وكيل السلطان ونظام الملك فلقيه انسان يبيع الحصر فصفع اليهودي
صفعة أزالت عمامته عن رأسه فاخذ الرجل وسئل عن السبب في فعله
فقال هو وضعني على نفسه فسار كوهرائين ومعه ابن سمحا اليهودي
إلى العسكر يشكيان من الوزير باتفاق منهما ونقل عنه أيضا إلى السلطان
ونظام الملك انه يقبح أفعالهم حتى أنه لما ورد الخبر بفتح سمرقند قال وما هذا
مما يبشر به كأنه قد فتح بلاد الروم هل اتى الا إلى قوم مسلمين موحدين
فاستباح منهم ما لا يستباح من المشركين فلما وصل كوهرائين وابن سمحا
وشكيا من الوزير إلى السلطان ونظام الملك أرسلا إلى الخليفة في عزله
(١٦٨)

وارسل الخليفة إلى السلطان ونظام الملك يستدعي ابن جهير ليستوزره فسير
اليه فاستوزره وركب اليه نظام الملك فهناه بالوزارة في داره. وفيها وصل
السلطان ومعه نظام الملك إلى بغداد وابتدأ نظام الملك والامراء الكبار بعمل
دور لهم يسكنونها إذا قدموا بغداد فلم تطل مدتهم بعدها وتفرق شملهم
بالموت والقتل وغير ذلك في باقي سنتهم ولم تغن عنهم عساكرهم وما جمعوا
شيئا فسبحان الدائم الذي لا يزول امره وفي آخر هذه السنة مرض نظام
الملك ببغداد فعالج نفسه بالصدقة فكان يجتمع بمدرسته من الفقراء
والمساكين من لا يحصى وتصدق عنه الأعيان والامراء من عسكر السلطان
فعوفي وارسل له الخليفة خلعا نفيسه. وفيها توفي أبو طاهر عبد الرحمن بن
محمد الفقيه الشافعي ومشى أرباب الدولة السلطانية كلهم في جنازته الا
نظام الملك فإنه اعتذر بعلو السن وأكثر البكاء عليه.
مقتل نظام الملك
قال ابن الأثير قتل في سنة ٤٨٥ عاشر رمضان بالقرب من نهاوند
وكان هو والسلطان بأصبهان وقد عاد إلى بغداد فلما كان بهذا المكان بعد
إفطاره خرج في محفته إلى خيمة حرمه فاتاه صبي ديلمي من الباطنية في
صورة مستميح أو مستغيث فضربه بسكين كان معه فقضى عليه وهرب
فعثر بطنب خيمة فأدركوه فقتلوه وبقي وزير السلطان ثلاثين سنة سوى ما
وزر للسلطان ألب أرسلان صاحب خراسان أيام عمه طغرلبك قبل ان
يتولى السلطنة وكان سبب قتله انه ولى حفيده عثمان رياسة مرو وارسل
السلطان إليها شحنة من أكبر مماليكه فجرى بينه وبين عثمان منازعة فحملت عثمان
حداثة سنة وطمعه بجده على أن قبض عليه وأهانه ثم أطلقه فشكى ذلك إلى
السلطان فأرسل السلطان إلى نظام الملك رسالة مع جماعة من أرباب دولته يقول له
ان كنت شريكي في الملك والسلطنة فلذلك حكم وان كنت نائبي فيجب
ان تلزم حد التبعية والنيابة فهؤلاء أولادك قد استولى كل واحد منهم على
ولاية كبيرة ولم يقنعهم ذلك حتى تجاوزوا امر السياسة ففعلوا كذا وكذا
وارسل معهم بعض خواصه وقال له تعرفني ما يقول فربما كتم هؤلاء شيئا
فأبلغوا نظام الملك الرسالة فقال لهم قولوا للسلطان ان كنت ما علمت اني
شريكك في الملك فاعلم فإنك ما نلت هذا الامر الا بتدبيري أما يذكر حين قتل
أبوه وقمعت الخوارج عليه من أهله وغيرهم فلما قدت الأمور اليه وفتحت
له الأمصار اقبل يتجنى لي الذنوب ويسمع في السعايات قولوا له عني ان
ثبات تلك القلنسوة معذوق بهذه الدواة ومتى أطبقت هذه زالت تلك وأشياء
من هذا القبيل فلما خرجوا من عنده اتفقوا على كتمان ما قاله عن السلطان
وان يقولوا له ما مضمونه العبودية والتنصل ومضى العين الذي معهم إلى
السلطان فاعلمه ما جرى وبكروا إلى السلطان وهو ينتظرهم فقالوا له من
الاعتذار ما كانوا اتفقوا عليه فقال بهم انه لم يقل هذا وانما قال كيت وكيت
فأشاروا بكتمان ذلك رعاية لحق نظام الملك وسابقته فوقع التدبير عليه حتى
تم عليه من القتل ما تم. ومات السلطان بعده بخمسة وثلاثين يوما
فانحلت الدولة ووقع السيف وكان قول نظام الملك شبه الكرامة له اه.
ويظهر من ذلك ان الصبي الباطني كان قد دسه السلطان لقتله وبذلك
صرح صاحب مختصر تاريخ آل سلجوق فإنه قال إنه قتل غيلة بسكين
ملحد ثم قال وكان ما جرى عليه من الاغتيال تجويزا من السلطان مضمرا
وامرا مبيتا مدبرا.
مدائحه
قال علي بن الحسن الشهير بصردر يمدحه عن لسان بعض الرؤساء
من قصيدة:
ومن نظام الملك لي جنة * حصينة ما مثلها واقي
نعم الحمى ان عرضت خطة * قد لفها الليل بسواق
لا يهجم السخط على حلمه * ان عثر الأخمص بالساق
ولا يهز الكبر اعطافه * وهو على طود العلا راق
في لفظه والخط مندوحة * عن صارم الحدين ذلاق
أبلج مصباح سنا نوره * لسنة البدر باشراق
ذو بهجة غراء ميمونة * زينها ديباج اخلاق
يحل ما يبديه من بشره * عقد لسان الهائب اللاقي
أبوابه للوفد مفتوحة * كأنها أجفان عشاق
مسافة العلياء ان أقصيت * فهو بها عمر بن براق
والعيس عيس فإذا زرنه * فإنها أسباب أرزاق
ليس يخيب الظن فيه ولا * يعود راجيه باخفاق
أضحت صروف الدهر مأمورة * للحسن القرم بن إسحاق
أوامر تملؤها طاعة * أهل أقاليم وآفاق
ما بين جيحون فقالي قلا * وبين اشام واعراق
في كل يوم بأراضي العدى * سجل دم بالطعن مهراق
مثل بني الأصفر اودى بهم * أروع يردي كل مراق
ذاق مليك الروم من صابها * ما لم يكن قبل بذواق
والشمس لا يمنعها بعدها * من فعل انماء واحراق
وتقدم ان صردر أيضا مدحه في ضمن قصيدة.
ومن مدحه من الشعراء طاهر بن الحسين أبو الوفاء البندنيجي
الهمذاني قال ابن الأثير كان شاعرا أديبا وكان يمدح لا لعرض الدنيا ومدح
نظام الملك بقصيدتين كل واحدة منهما تزيد على أربعين بيتا إحداهما ليس
فيها نقطة والأخرى جميع حروفها منقوطة.
مراثيه
قال ابن الأثير وأكثر الشعراء من مراثيه فمن جيد ما قيل فيه قول
شبل الدولة مقاتل بن عطية:
كان الوزير نظام الملك لؤلؤة * يتيمة صاغها الرحمن من شرف
عزت فلم تعرف الأيام قيمتها * فردها غيرة منه إلى الصدف
قال ورأى بعضهم نظام الملك بعد قتله في المنام فسأله عن حاله فقال
كان يعرض علي جميع عملي لولا الحديدة التي أصبت بها يعني القتل اه.
٤٠٢: الحسن بن علي بن أشناس
يأتي بعنوان الشيخ أبو علي الحسن بن إسماعيل بن محمد بن أشناس
البزار.

(١) يشير إلى قول الشاعر:
قد لفها الليل بسواق عرم * ليس براعي إبل ولا غنم
* ولا بجزار على ظهر وضم
(٢) عمر بن براق من العدائين المشهورين بالعدو والسبق. - المؤلف -.
(١٦٩)

٤٠٣: الحسن بن علي أبو عمرو الأطرابلسي.
يظهر تشيعه مما ذكره ابن عساكر في تاريخه قال قال بعض الاطرابلسيين
حين ضربه لا ومولى زرافة ظلما وعدوانا فكتب إلى ابنه
لئن كنت ظلما رميت ببدعة * وعضضني ناب حديد من الدهر
فاني على دين محمد * وصاحبه في الغار أعني أبا بكر
وأهدي سلاما كلما ذر شارق * على عمر الفاروق في السر والجهر
رفيقاه في المحيا قسيماه في الأذى * ضجيعاه بعد الموت في ملحد القبر
وأهوى ابن عفان الذي سبح الحصى * بكفيه أكرم بالشهيد أبي عمرو
وكم لعلي من مناقب جمة * إذا ذكرت أوفت على عدد القطر
نجوم بدور أيهم يقتدى به * ففيه هدى الضلال في المسلك الوعر
بهم عز دين الله بعد خموله * بأحد لدى الحرب العوان وفي بدر
اما والذي يبقيك للعز آخذا * بضبعيه معقود له راية النصر
وحق منى والمشعرين ألية * وزمزم والبيت المكرم والحجر
وما قربوا يوم الجمار غدية * من البدن عيد النحر تهدى إلى نحر
لقد نقل الواشون عني مقالة * مزورة لم تجر يوما على فكري
فقالوا به ما اسال الله سيدي * على ما به ابلى جزيلا من الاجر
وما ذاك الا انني فت معشرا * فلم يلحقوا شاوي ولم يعنقوا أثري
ومن يك ذا علم فلا بد ان يرى * له حاسد يطوي بكشح على غدر
فقل لي أبا عبد الاله محمد * عداك الردى والحر يهتز للحر
أما كان في حكم المروءة والوفا * مراعاة ذي ود قديم أخي شكر
فإن كان ذا ذنب جزيتم بذنبه * أو العفو ان العفو أجمل بالحر
اما آن للمكروب تفريج كربه * اما آن ان يفدى الأسير من الأسر
أسير سرى في ارضه وبلاده * لعمرك ذا خطب عظيم من الامر
أروح وأغدو خائفا مترقبا * وتمشي النصارى آمنين من الكفر
فما الميت ميت مستريح بموته * ولكن مقام في بلاد على صغر
فان كنت ترضى بالذي بي من الأسى * صبرت ولا شئ امر من الصبر
٤٠٤: الحسن بن علي الأطروش
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن
عمر بن علي بن الحسين بن علي..
٤٠٥: الحسن بن علي الأقساسي.
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن حمزة.
٤٠٦: الميرزا حسن بن علي أكبر المحيط الكرماني الطبيب.
من تلاميذ الطبيب الحاج كريم خان المتوفى سنة ١٢٨٨ ترجم إلى
الفارسية كتاب أستاذه المذكور المسمى جوامع العلاج في الطب
٤٠٧: الحسن بن علي بن باري
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن محمد بن باري الكاتب.
٤٠٨: الحسن بن علي بن بقاح.
في الخلاصة: بقاح بالباء الموحدة والقاف المشددة والحاء المهملة
اه. قال النجاشي كوفي مشهور صحيح الحديث روى عن أصحاب أبي
عبد الله ع له كتاب نوادر اه. وفي الفهرست في ترجمة معاذ بن
ثابت الجوهري ما يدل على أنه حسن بن علي بن يوسف ويعرف بابن
بقاح.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن علي بن فضال ومحمد بن
الحسين. وإسحاق بن بنان والحسن بن علي الكوفي والحسن بن متيل وعلي بن
الحسن الميثمي وأبي جعفر والحسن بن الحسين اللؤلؤي ومحمد بن علي
وعبد الله بن إسحاق العلوي عنه وروايته عن زكريا بن جعفر ومعاذ
الجوهري ومحمد بن سليمان ومحمد بن عبد الله بن هلال اه.
٤٠٩: الحسن بن علي ابن بنت الياس
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن زياد الوشاء الخزار المعروف بابن بنت
الياس.
٤١٠: الشيخ نصير الدين أبو محمد الحسن بن علي بن علي بن بهلول القمي
قال منتجب الدين بن بابويه في الفهرست واعظ صالح ووصفه
بالامام.
٤١١: المولى حسن علي التستري.
يأتي بعنوان حسن علي بن عبد الله بن الحسين التستري.
٤١٢: الحسن بن علي بن جابر الهبل.
في البدر الطالع للشوكاني في ترجمة السيد يحيى بن الحسين بن الإمام
المؤيد بالله محمد المتوفى ١٠٩٠ قال وله تلامذة نبلاء منهم الشاعر
المشهور الحسن بن علي بن جابر الهبل وكان يعني يحيى متظاهرا بالرفض
ومشى على طريقته تلامذته اه.
٤١٣: الحسن بن علي بن أبي عثمان الملقب سجادة أبو محمد.
قال النجاشي الحسن بن علي بن أبي عثمان الملقب سجادة كوفي
ضعفه أصحابنا وذكر ان أباه علي بن أبي عثمان روى عن أبي الحسن موسى
ع له كتاب نوادر أخبرناه إجازة الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر بن سفيان عن أحمد بن
إدريس قال حدثنا الحسين بن عبيد الله بن
سهل في حال استقامته عن الحسن بن علي بن أبي عثمان سجادة اه. وفي
الفهرست الحسن بن علي بن أبي عثمان الملقب بسجادة له كتاب أخبرنا به
عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن أبي
عبد الله عن الحسن بن علي بن أبي عثمان وذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الجواد والهادي فقال الحسن بن علي بن أبي عثمان السجادة غال
اه. وعن ابن الغضائري الحسن بن علي بن أبي عثمان أبو محمد الملقب
بسجادة القمي ضعيف وفي مذهبه ارتفاع اه. وفي التعليقة في الخصال
وصفه بالعابد أيضا وفي أمالي الصدوق واسم أبي عثمان حبيب اه. وروى
الكشي فيه ذما عظيما يخرجه عن شرط كتابنا وذكرناه لذكر أصحابنا له.
التمييز
يروي عنه الحسين بن عبيد الله بن سهل كما مر عن النجاشي
وأحمد بن محمد بن خالد البرقي كما مر عن الفهرست وعن جامع الرواة انه
نقل رواية محمد بن عبد الله بن أبي عثمان عنه أيضا.
(١٧٠)

٤١٤: الحسن بن علي أبو محمد الحجال.
قال النجاشي من أصحابنا القميين ثقة كان شريكا لمحمد بن
الحسن بن الوليد في التجارة له كتاب الجوامع في أبواب الشريعة كبير وسمي
الحجال لأنه دائما كان يعادل الحجال الكوفي الذي يبيع الحجل فسمي
باسمه أخبرنا شيخنا أبو عبد الله رحمه الله قال حدثنا جعفر بن محمد حدثنا
الحسن بن علي أبو محمد الحجال بكتابه اه. وهذان اللذان كانا شريكين
في التجارة من اجلاء العلماء والرواة وهو يدل على ما كان عليه سلفنا من
العمل وعدم الاتكال للاستغناء عن الناس.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي أبو محمد
الحجال الثقة برواية جعفر بن محمد بن قولويه عنه.
٤١٥: الشيخ جمال الدين الحسن بن علي بن الحسن بن أحمد بن محمود العاملي
الكونيني الشهير بالحانيني وبالتقي.
توفي سنة ١٠٣٥ كما في خلاصة الأثر وقبره في قرية حانين إلى جانب
الطريق خارج القرية من شرقيها وقد زرت قبره سنة ١٣٤٨ و ١٣٥٠.
الكونيني نسبة إلى كونين بفتح الكاف وسكون الواو وكسر النون
بعدها مثناة تحتية ساكنة ونون والحانيني نسبة إلى حانين بحاء مهملة وألف
ونون مكسورة ومثناة تحتية ساكنة ونون قريتان من قرى جبل عامل أصله من
كونين ثم سكن حانين ومات بها.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: الشيخ حسن بن علي بن أحمد العاملي الحانيني كان
فاضلا عالما ماهرا أديبا شاعرا منشئا فقيها محدثا صدوقا معتمدا جليل القدر
قرأ على أبيه وعلى جماعة من العلماء منهم الشيخ نعمة الله بن أحمد بن
خاتون والشيخ مفلح الكونيني والشيخ إبراهيم الميسي ولد المحقق الشيخ
علي بن عبد العالي الميسي والشيخ أحمد بن سليمان واستجاز من الشيخ
حسن ابن الشهيد الثاني ومن السيد محمد بن أبي الحسن الموسوي صاحب
المدارك بعد ما قرأ عليهما فأجازاه اه. وفي خلاصة الأثر: حسن بن علي بن حسن بن
أحمد بن محمود العاملي الكونيني الشهير بالحانيني من أهل
الفضل والأدب جم الفائدة كان شاعرا مطبوعا كثير النظم له فيه الباع
الطويل وكان مقيما ببلدة حانين من ضواحي صفد وأفتى مرة في حياة
الشهاب احمد الخالدي المقدم ذكره وهو صاحب تاريخ الخالدي المطبوع في
بيروت في هذا العصر وقد وقفت له على أشعار كثيرة في مجموع جمع
صاحبه فيه المدائح التي مدح بها الأمير فخر الدين بن معن وكانت وفاته سنة
١٠٣٥ اه. ومن ذلك يعلم أنه تولى الإفتاء في امارة فخر الدين
المعني وذكره صاحب جواهر الحكم فقال إن آل الحانيني أصلهم من مكة
المكرمة وآخرهم الشيخ حسن الحانيني المشهور بالتقي كان آخر أيامه أول
أيام ناصيف بن نصار كان منقطعا لله في العبادة والزهادة له سرب في
الأرض يخلو فيه لعبادة ربه اه. وهذا لا يكاد يتم فان الحانيني توفي سنة
١٠٣٥ كما مر وناصيف استشهد سنة ١١٩٥ فبين وفاتيهما ١٦٠ سنة فكيف
يكون آخر أيامه أول أيام ناصيف وهو الذي كان يضرب بسجدته المثل فيقال
سجدة كسجدة الحانيني يقال إنه تعدى عليه بعض الظلمة فسجد سجدة
أطال فيها فما رفع رأسه حتى بلغه هلاكه وهي مشهورة في جبل عامل وفي
التعليق على أسماء قرى جبل عامل ينسب إلى حانين الشيخ حسن الحانيني
ووالده الشيخ علي والشيخ عبد العزيز بن علي اه. ووجدنا على كتاب في
النحو بخط الشيخ علي بن عبد العالي الميسي من أحفاد المحقق الشيخ
علي بن عبد العالي الميسي فرع منه سادس ربيع الآخر سنة ١٠٢٢ أنهاه أيده
الله تعالى قراءة من أوله إلى آخره في مجالس آخرها سادس ربيع الاخر سنة
١٠٢٢ وكتب الفقير حسن بن علي الحانيني عفا الله عنه وعلى كتاب اخر في
النحو أوله مقدمة في العربية تأليف الشيخ الأجل العالم الفاضل أبي
عبد الله بن المنيرة الشيرازي رحمه الله تعالى بخط الشيخ علي المذكور فرع
منه سنة ١٠١٩ أنهاه أيده الله تعالى قراءة وفهما وسؤالا عما أشكل عليه
فأجبته على قدر وسعي وطاقتي فاخذه واعيا وتلقاه مراعيا بلغه الله مراده
وذلك في مجالس آخرها يوم الثلاثاء تاسع عشر شوال سنة ١٠١٩ وكتب
الفقير حسن بن علي الحانيني عفا الله عنه اه والظاهر أنه صاحب
الترجمة ومنه يعلم أن الشيخ علي هذا من تلاميذه وقد علمت مشايخه مما مر
عن أمل الآمل.
مؤلفاته
في أمل الآمل له كتب منها ١ حقيبة الأخيار وجهينة الاخبار في
التاريخ ٢ نظم الجمان في تاريخ الأكابر والأعيان ٣ رسالة سماها
فرقد الغرباء وسراج الأدباء قال رأيتها بخطه وعلى ظهرها انشاء لطيف بخط
الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني يتضمن مدحه ومدح كتابه اه. وقد رأى
هذا التقريظ صاحب شهداء الفضيلة في كتاب مخطوط لبعض علماء العجم
وهذه صورته. الحمد لله وحده وقفت على مودعات هذه الأوراق التي لا
يعرف حقيقتها الا الحذاق فوجدت جداول عباراتها تتدفق بمحاسن الآداب
ورياض معانيها تنضوع بنشر الفضل العجاب وكنوز فوائدها
تتعهد باعطاء الاثراء لمن املق في فنها من
اولي الألباب ورموز مقاصدها تشهد بالارتقاء في صنعتها إلى أعلى درجات
الأدباء والكتاب فالله تعالى يحيى بفضل منشئها ما مات من آثار الفضل
ويمده من جوده الوافر وكرمه الواسع بهبات الإنعام اه. وفيما كتبه عبد الله
مخلص المقدسي في الجزء ٣ من المجلد ١٨ من مجلة المجمع العلمي بدمشق
انه يوجد نسخة هذا الكتاب في مكتبة آل المغربي التي كانت بطرابلس الشام
ونقلت إلى دمشق كتبها علي بن أحمد الأكرم بالقدس سنة ١٠٨٠ اي بعد
وفاة المؤلف ب‍ ٤٥ سنة قال وهي مقامة على طراز مقامات الحريري لكنها
أطول واجمع للنكت العلمية والأدبية ٤ رسالة في النحو ٦ ديوان
شعر يقارب سبعة آلاف بيت ٧ إغاثة المؤمنين توجد منه نسخة في
الخزانة الرضوية من موقوفات خواجة شير أحمد بن خواجة عميد الملك التوني
المعاصر للشاه عباس الأول لم يذكر فيها اسم المؤلف ولكن كتب عليها
الواقف بخطه انها تأليف الشيخ حسن الحيائي واستظهر صاحب الذريعة
انه المترجم والله أعلم وغير ذلك.

(١) هكذا في النسخ ولكن الظاهر أنه نعمة الله علي بن أحمد وإن ابن نعمة الله لقب علي.
(٢) في الأصل ببلدة بيت حانيني وهو تصحيف. - مؤلف -.
(٣) ذكر الشيخ محمد هادي الأميني في مجلة المكتبة انه عثر على مجموعة فيها أرجوزتان تناولتا
تاريخ مصر أولاهما لأبي عبد الله بدر الدين محمد بن بهادر بن عبد الله بن يوسف المنهاجي
الخطيب بجامع السيدة نفيسة بمصر من علماء القرن العاشر الهجري فرغ من نظمها سنة
٩٥٦ وجاء في آخرها ما نصه: والحمد لله وحده علقها لنفسه الفقير حسن بن علي بن
أحمد بن محمد الحانيني الكونيني يوم الاثنين في السادس من رمضان المبارك سنة ٩٨٢ وذلك
بقرية عيناثا العاملية. وثاني الأرجوزتين للحسن بن راشد وهي أيضا بخط حسن بن علي بن أحمد
الحانيني كتبها سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة. " ح ".
(١٧١)

أشعاره
ليست بمكان من المتانة وان كثرت وقاربت سبعة آلاف بيت كما قاله
في أمل الآمل وأورد له في أمل الآمل من قصيدة يرثي بها شيخه صاحب
المدارك قوله:
هو الحزن فابك الدار ما نظم الشعرا * أديب وما طرف الدجى رمق الشعرى
واني كالخنساء قد طال نوحها * وقد عدمت من دون أمثاله صخرا
فقل لغراب البين يفعل ما يشا * فمن بعد شيخي لا أخاف له غدرا
شريف له عين الكمال مريضة * علاها دخان الغين فهي به عبرى
أأنسى أميرا في الفؤاد لأجله * مديد عذاب ما وجدت له قصرا
قال المؤلف ووجدت له شعرا * على ظهر كتاب مخطوط منه قوله:
ضم الزمان شتيت الهم والألم * لخفض كل رفيع من ذوي الكرم
ومن يميزه حال يشير بها * فوق السماء بخلق طاهر الشيم
يسود الدهر قوما في جباههم * لمع السواد من العصيان واللمم
ولست ممن غدا يشكو لضائقة * شكوى الجريح من الآلام والسقم
انا الذي ما اتى هم له خطر * الا رفعت له كالمفرد العلم
وما اختصمت انا والدهر في زمن * الا احتكمت بفخري لا إلى حكم
ولم أقل لفراق الألف من قلق * مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
وقوله:
عش في الزمان وحيد أما حييت ولا * تطلب مودة خل في المهمات
فربما خذل الإنسان صاحبه * حال المضيق وأوقات الملمات
وقد رأيت من اللائي وثقت بهم * حالا يكون بها أس العداوات
وقوله:
إذا ما امرؤ رام الصديق حقيقة * فقد رام شيئا فوق هام الكواكب
على أن في لفظ الصديق تجوزا * ومعناه معدوم بصدق التجارب
وقوله:
تجنب صديقا حاله حال جملة * أتت خبرا فهو العدو بلا شك
وكن حذرا ممن يروم تعلقا * فيخفض إذ هذا إلى وعلى يحكي
وكأنه أراد مباراة قول القائل:
تجنب صديقا مثل من واحذر الذي * يكون كاي بين عرب واعجم
فان قرين السوء يعدي وشاهدي * كما شرقت صدر القناة من الدم
وفي خلاصة الأثر: وقفت له على أشعار كثيرة في مجموع جمع فيه
صاحبه المدائح التي مدح بها الأمير فخر الدين بن معن فانتقيت بعضا منها
من ذلك قوله من قصيدة مدح بها الأمير المذكور مطلعها:
لنا في هوى ذات الوشاح مقاصد * وفي خالها للعاشقين مراصد
على حبها نحيا ونحشر في الهوى * ونحن على ميثاقها نتعاهد
يقد قلوب الأسد مائس قدها * وللصيد منها في الجفون مصائد
أعارت شريد الريم حسن تلفت * كما قد اعارتها العيون الأوابد
موردة الخدين دعجاء طفلة * برهرهة خمصانة البطن ناهد
فريدة حسن هام عند جمالها * وطيب شذاها مستقيم وفاسد
تعلمت البيض البواتر فتكها * ومن لينها سمر الرماح موائد
اسال دم العشاق سيف لحاظها * على وجنتيها والغرام مساعد
أذاب على الخدين ورد شقائق * بأكنافه ذوب الشبيبة جامد
مهاة متى القت عقارب صدغها * تشكل منها في القلوب أساود
فتاة كان الصبح فوق جبينها * وبدر الدجى من جيبها متصاعد
كان هلال الصوم واضح طوقها * ومن خلفه نظم النجوم قلائد
كان خفوق البرق قلب عشيقها * إذا لامه بين المحافل زاهد
كان سنا أوصافها مدح كامل * وبسط ثناه والأنام شواهد
قال وهي طويلة جدا فلنكتف منها بهذا المقدار اه.
ووجدنا مجموعة كتب في آخرها: كتبه العبد الفقير محمد صادق بن
إبراهيم بن محمد الحريري الحرفوشي لأجل حاج الحرمين الشريفين الحاج
محمد سلمه الله تعالى في غرة جمادى الثانية من شهور سنة ١١٠١ ومما جاء
فيها من شعر الشيخ حسن الحانيني قوله:
يا قاهر الجبابرة * وكاسر الأكاسرة
بالمصطفى والمرتضى * مع النجوم الزاهرة
اغفر لنا ما قد مضى * ونجنا في الآخرة
وقوله:
ترى قبري يكون باي ارض * واي محلة فيها ترابي
وما بعد الممات يكون حالي * إذا حضر الملوك وما جوابي
لقد أثقلت ظهري بالخطايا * ونفسي في عذاب من حسابي
عسى المولى يجود لنا بعفو * ويمحو ما تحرر في كتابي
وله مراسلة إلى ابن أخته الشيخ لطف الله جوابا لكتاب منه:
خليلي ان رمت السرور فغن لي * بأوصاف لطف الله فهي جمال
فتى رقمه فيه انتظام جداول * على الفضة البيضاء فهي مثال
اتانا كتاب من رسوم يمينه * تقاصر عنه في المجال رجال
هو السحر ممزوجا بكأس مذاقه * يروقها الرواق فهي حلال
يتيه على الدنيا بآية فضله * وتفصيله للسامعين جلال
وقال في عيناثا:
مقامي بعيناثا مقام ابن مريم * لدى عصبة تنفي مقام ابن مريم
قطعت بها عمرا نشا بين عصبة * كرام وجمع في دلال ومغنم
فوا اسفا لو كان للصبر موضع * ووا حر قلبي قد عفا بالتندم
يذكرني هذا النكاد اوينة * مضت بين أحلاف الوفا والتقدم
فأصبح سكرانا بغير مدامة * أزج فؤادي في سعير التلوم
وما ضاقت الأرض الفجاج على امرئ * غدا بين قوم امرهم غير مبهم
فما الأرض عيناثا ولا الناس أهلها * جميعا وقلبي ليس فيها بمغرم
لمثلي يقضي العمر ما لعبت به * خيول الأذى بين الأسى والتكتم
وفي حلبة العيوق فسكل همتي * يصول بمجد ماله من مهدم
ونفسي على هام السماك نزولها * لها بازدياد المجد صولة ضيغم
مسلمة أقوالنا عند غيرنا * ونحن إذا شئنا له لم نسلم
لئن كنت ارضى ان أكون قضيته * ركبت وجيد المقت عن كل مسلم كذا.
(١٧٢)

وعثر الفاضل الشيخ سليمان ظاهر العاملي النباطي على مساجلة
شعرية بين رهط من الأدباء العامليين وغيرهم فنشرها في مجلة العرفان ج ٥
م ١٤ ص ٤٨٩ وقال إني مثبتها برمتها لا لبراعة ما فيها من نثر ولا لما حوته
من بلاغة شعر بل لمكان ما فيها من عبرة وذكرى لأيام خلت كان فيها ظل
العلم منبسطا على ذينك البلدين جبل عامل وبعلبك قال ونقلتها عن
مجموعة كتبت سنة ١١٠١ بخط السيد نور الدين علي بن أبي الحسن
الحسيني العاملي قال جامع المساجلة:
يقول راجي عفو ذي المنن، نور الدين علي بن أبي الحسن، انه مما
اتفق من فلتات الزمان، وفريدات هذا الأوان، بعد ان ساعدت المقادير،
وارتفعت على خلاف العادة المحاذير، ان جمعتنا جوامع الالتزام وألفتنا
اسلاك الانسجام في رواب قد رق بليلها وراق أصيلها، وطابت بها
النفوس، وتولعت بكل مانوس فتجارينا بذكر الشعر والأدب، وما اتفق في
مطاويه من الظرائف والنخب حتى عد بعضه من الاعجاز، أو السحر
المجاز، فانبعثت عليه الخواطر والفكر، ودعت اليه دواعي الفكاهة
والسمر، حتى أن كلا من الحاضرين، واجلاء الأدباء والمنادمين صار ينظم
ارتجالا، ويجيد مقالا، وكان رئيسهم الذي هو فريد الفنون وفي هذا الشأن
غاية ما يكون، مولى الشعر والآداب، وجليل الفضلاء والأنجاب، ذو
الجمال والمجد الرباني مولانا الشيخ حسن الحانيني متعنا الله بطول
أيامه، ولطائف ألفاظه وأقلامه، فابتدأهم بنظم أول هذه القصيدة،
ولهذا جاءت بالبراعة فريدة، وسلك الجماعة على منواله واقتفوا اثر
سجاله، وذلك ببلدة بعلبك العلية، التي لها بخصائص الفضل أهلية،
فقال أيده الله وحماه وحرسه ورعاه الشيخ حسن الحانيني:
حبيب قلبي له في الجسم نيران * ومدمعي دونه في الخد جيحان
الشيخ محمد الحريري الدمشقي وهو محمد بن علي بن أحمد
الحرفوشي الحريري الكركي:
وحر شوقي إلى لقياه متصل * مع أنه في صميم القلب قطان
الشيخ بهاء الدين العفيفي ولا نعرف من حاله شيئا:
وفكرتي في هواه لا يسكنها * الا الوصال وسري فيه اعلان
الشيخ محمد الحريري:
وكيف لا وهو فرد في الجمال وما * حكاه في حسنه انس ولا جان
الشيخ حسن الظهيري وهو الحسن بن علي بن الحسن بن يونس بن يوسف بن
محمد بن ظهير الدين الآتي ترجمته:
وقده اهيف كالرمح معتدل * والطرف منه لأهل العشق فتان
السيد محمد العباسي ولا نعرف من أحواله شيئا:
والوجه منه يفوق البدر منزلة * ووجنتاه لنا خمر وريحان
الشيخ عبد الرضي ولا نعرف من أحواله شيئا:
يميس في برده كالغصن في ميد * كما تثنى بحسو الراح سكران
السيد احمد الحسيني الحسني لعله أخو الميرزا حبيب الله المتقدمة
ترجمته:
والخمر من ريقه تصفو مشاربه * لكن من رشفه لم يبر انسان
الشيخ محمد الحريري:
وخصره مثل جسمي في نحافته * والردف من تحته يحكيه كثبان
قد ضاع في خده حب القلوب لذا * غدا وكل فؤاد منه حيران
فلي تجمع في روضات وجنته * ورد وآس وعناب ورمان
لما رنا وانثنى كالصبح غرته * فقلت لا شك هذا الظبي رضوان
الشيخ حسن:
نظرته لأرى نحسي وطالعه * وفي حشاي من التبريح ألوان
ففر انسان عيني نحو وجنته * وقد منها من الخدين نعمان
الشيخ بهاء الدين العفيفي:
لم انسه ورضاب الثغر ينشدنا * سم الخياط مع الأحباب ميدان
الشيخ محمد الحريري:
لله أيامنا في جلق وبه * تمايلت في رياض الوصل أغصان
أيام قد جاد دهري والزمان بها * سارت كما سار بالأحباب أظعان
ونحن في دعة والشمل مجتمع * وطرف عاذلنا بالسكر وسنان
فجاء من بعد ذا التفريق أبعدنا * وصل وفي القلب أوصاب وأشجان
الشيخ علي الحلبي ولا نعرف شيئا من أحواله:
ودعته وضرام الشوق في كبدي * وقد بدا منه للتفريق أحزان
الشيخ محمد الحريري:
فقلت والدمع في الخدين منحدر * زيادة المرء في دنياه نقصان
السيد نور الدين الحسيني لعله أخو صاحب المدارك:
قد جاد لي بوصال بعد طول جفا * علمت أن زماني فيه خوان
قد كنت احذر ما لاقيت وا أسفا * لو كان لي من صروف الدهر أعوان
محمد بن حماد ولا نعرف شيئا من أحواله:
أطمعت نفسي وقلت للدهر يجمعنا * ودون ذلك أهوال وأهوان
تجرع الصبر تدرك بعده فرجا * فللمحبين اسرار وكتمان
٤١٦: الأمير أبو علي الحسن بن فخر الدولة أبي
الحسن علي بن ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه.
ولد في رجب سنة ٣٧٧ كذا ذكره ابن الأثير في الكامل فقال فيها ولد
الأمير أبو علي الحسن بن فخر الدولة ثم ذكر في حوادث سنة ٣٧٨ انه فيها
في رجب توفي الأمير أبو علي بن فخر الدولة اه. وعليه فيكون عمره سنة
واحدة ومثله لا يستحق ان يوصف بالأمير ولا يعبر عنه بهذه العبارات بل
يقال مثلا ان أريد ذكره في التاريخ فيها ولد لفخر الدولة مولود سماه
الحسن فعاش سنة ومات أو نحو ذلك فلعله وقع في المقام خلل فليراجع.
.
٤١٧: السيد الجليل أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الحسيني.
في رياض العلماء فاضل عالم فقيه شاعر كان معاصرا للكفعمي وينقل
عنه الكفعمي في بعض مجاميعه نظما في بعض المسائل العويصة في الميراث
اه. والظاهر أن مراده ان للمترجم نظما في بعض المسائل العويصة في
(١٧٣)

الميراث
وينقل الكفعمي عنه ذلك النظم أو ان له منظومة في الميراث والكفعمي ينقل في بعض مجاميعه من تلك المنظومة نظما في المسائل العويصة
في الميراث والله أعلم.
تنبيه
في نسخة ديوان المتنبي المطبوع في بيروت عام ١٣١٧ ما صورته وقال
يمدح أبا العشائر الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن حمدان وفي نسخة
عندي من ديوان المتنبي مخطوطة قديمة لعلها ترجع إلى القرن الخامس أو
الرابع ما صورته وقال يمدح أبا العشائر الحسن بن علي بن الحسين بن حمدان
العدوي التغلبي ولكن الصواب انه الحسين مصغرا لا الحسين مكبرا لان
المتنبي سماه في أشعاره التي يمدحه بها الحسين والشعر شاهد لا يقبل الجرح
لأنه على وزن مخصوص قال المتنبي:
ما لي لا أمدح الحسين ولا * ابذل مثل الود الذي بذله
وقال فيه أيضا:
أعلى قناة الحسين أوسطها * فيه واعلى الكمي رجلاه
وقال فيه أيضا:
وكل وداد لا يدوم على الأذى * دوام ودادي للحسين ضعيف
وقد ترجمناه في الحسين وذكرنا هذا هنا لئلا يرى أحد ما في الديوان
فيتوهم اننا أهملناه.
٤١٨: الشيخ بدر الدين الحسن بن علي الحسن الدستجردي.
قال منتجب الدين في الفهرست صالح اه. وفي الرياض هذا
الشيخ كان من مشاهير العلماء والصلحاء وكان من أهل دستجرد من بلوك
جهرود في ولاية قم وقد جاء منها إلى قم وتوطن بها اه.
٤١٩: الحسن بن علي بن الحسن الحسين الدينوري العلوي.
يظهر مما ذكره الشيخ في رجاله في ترجمة زيد بن محمد بن جعفر
المعروف بابن أبي الياس انه من مشايخ الإجازة حيث قال روى عنه
الحسن بن علي بن الحسين الدينوري العلوي وروى عنه علي بن الحسين بن
بابويه اه. وابن بابويه هذا هو والد الصدوق فهو في طبقته.
٤٢٠: الشريف الحسن بن علي بن أبي الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي نقيب
الاشراف بحلب.
وباقي نسبه يأتي في الحسن بن محمد بن علي بن الحسن.
ولد ٦٤٠ وتوفي ٧١١ وقد جاوز السبعين.
في الدرر الكامنة: اثنى عليه ابن حبيب وهو أخو حمزة والد علاء
الدين الآتي ذكره اه. وفي رياض العلماء كان معاصرا للعلامة ومن أجلة
سلسلة السيد ابن زهرة اه. ويأتي الحسن بن محمد بن علي بن الحسين
بن زهرة الذي قتل عام ٧٣٢ والظاهر أنه عم هذا ويأتي الحسن بن محمد بن
إبراهيم بن زهرة والحسن بن محمد بن الحسن بن الحسن بن محمد بن زهرة
وآل زهرة من اجل بيوتات العلم والشرف سكنوا حلب في العصور السالفة
وكان منهم اجلاء العلماء والنقباء وقبورهم بحلب ظاهرة مشهورة في جبل
الجوشن ولا تزال ذريتهم إلى اليوم في الفوعة من نواحي حلب أهل وجاهة
وجلالة عندهم نسخة نسب جليلة مصدقة من أكابر النقباء والعلماء، ومنهم
في العراق وآذربيجان، وتراجم علمائهم ونقبائهم تجدها في أثناء مجلدات
هذا الكتاب.
٤٢١: الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي.
له كتاب قم بالفارسية وهو ترجمة لتاريخ قم العربي للحسن
بن محمد بن الحسن الشيباني القمي كما سيأتي في ترجمة الحسن بن محمد المذكور
ويأتي هناك عن رياض العلماء ان الحسن بن محمد المذكور له كتاب تاريخ
قم قال وقد عول عليه الأستاذ المجلسي في البحار وقال إنه لم يتيسر لنا أصل
الكتاب وانما وصل الينا ترجمته وقد أخرجنا بعض اخباره في كتاب السماء
والعالم اه. ثم قال صاحب الرياض رأيت نسخة من هذا التاريخ
بالفارسية في بلدة قم وهو كتاب كبير جدا كثير الفوائد في مجلدات يحتوي
على عشرين بابا ويظهر منه أن مؤلفه بالعربية هو الشيخ حسن بن محمد
المذكور ثم ترجمه الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي بالفارسية
بأمر الخواجة فخر الدين إبراهيم ابن الوزير الكبير الخواجة عماد الدين
محمود بن الصاحب الخواجة شمس الدين محمد بن علي الصفي في سنة
٨٦٥ وفي مستدركات الوسائل: وهذا الكتاب مشتمل على عشرين بابا
والذي وصل الينا منه ثمانية أبواب ويظهر من فهرست أبوابه ان فيه فوائد
جليلة خصوصا الباب ١١ منه الذي ذكر انه يذكر فيه ٢٠١ شخصا من
اخيار قم والباب ١٢ منه الذي ذكر انه يذكر فيه أسامي علماء قم
ومصنفاتهم ورواياتهم وهم ٢٦٦ رجلا إلى تاريخ التصنيف الذي كان
سنة ٣٧٨ انتهى فبين تصنيف الأصل وترجمته إلى الفارسية نحو من
٤٦٧ سنة ولكن سيأتي في ترجمة الحسن بن محمد المذكور ان تاريخ تأليف
الأصل سنة ٣٣٥ ومن محتويات هذا الكتاب ذكر الحمامات والمساجد في قم
والخراج الديواني والمزارع والقرى والتوابع وغير ذلك وتراجم من نزل من
العلويين ومن نزلوها من العرب من الأشعريين وولادات الأئمة ع
وتراجم علمائها وأخيارها وغير ذلك وقد رأيت جزءين من هذا
التاريخ الفارسي المترجم عن العربي في سفري إلى زيارة الرضا ع
سنة ١٣٥٣ إحداهما في طهران في مكتبة سبهسالار والثانية في قم ورأيت
جزءا منه في مكتبة الحسينية بالنجف لا أدري الآن انه من الأصل العربي أو
من الترجمة ونقلت من النسخة الطهرانية فكتبت بخطي في مسودة الكتاب
بعد ما نظرتها ما صورته: الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي
له تاريخ قم رأيت منه نسخة مخطوطة بمكتبة سبهسالار في طهران صنفه
باسم الخواجة عماد الدولة والدين محمود بن الصاحب السعيد الخواجة
شمس الدولة والدين محمد بن علي صفي وذكر من جملة أسباب تصنيفه له
ان عبد الله حمزة بن حسن الاصفهاني صنف كتاب تاريخ أصفهان ولم يشرع
في شرح اخبار قم وقال أخي أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن الكاتب لما
وصلت إلى بلدة قم فحصت كثيرا عن كتاب في اخبار قم فلم
أجد اه. وفي هذا خلل ظاهر فان المؤلف بأمره الترجمة الفارسية ليس
الخواجة محمود بل ولده الخواجة إبراهيم كما عرفت ولعل اسمه سقط منا
حين النقل والمذكور في سبب التصنيف من أن حمزة الاصفهاني صنف تاريخ
أصفهان ولم يتعرض لاخبار قم الظاهر أنه بيان لسبب تصنيف الأصل
العربي لا الترجمة الفارسية ويدل على ذلك ان أبا القاسم أخو مؤلف الأصل
لا أخو المترجم.
٤٢٢: جلال الدين الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد
ابن علي بن أحمد بن علي بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن
يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن
علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
(١٧٤)

كان معاصرا لصاحب عمدة الطالب المتوفي سنة ٨٢٨ وبامره صنف
عمدة الطالب وكان يسكن جزيرة بني مالك. قال صاحب العمدة في أولها
في حقه. والتمس مني أعز الناس علي وأكرمهم لدي وهو المولى الأعظم
والماجد الأكرم مرتضى ممالك الاسلام مبين مناهج الحلال والحرام ناظم درر
المواهب في سلوك الرغائب ومقلد جيد الوجود بوشاح المناقب ملاذ قروم آل
بني أبي طالب في المشارق والمغارب مفيض لجج الحقائق بجواهر المطالب
على الأباعد والأقارب الغني عن الأطناب في الألقاب بكمال النفس وعلو
الجناب
تجاوز قدر المدح حتى كأنه * بأحسن ما يثنى عليه يعاب
المؤيد بكواكب العز والتمكين نور الحقيقة والطريقة والدين زيدت
فضائله وإفضاله إلى أن قال ثم أهديته إلى الحضرة العلية علما مني بأنه
نعم الهدية فما أجود ذلك المجلس الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب وما أجدر
هذاك المحفل المنيف بان يحقق لديه الانتساب اه. ثم ذكره في أثناء
الكتاب فقال جلال الدين الحسن الكريم كان يلبس الصوف وفضائله كثيرة
اه.
٤٢٣: السيد أبو المكارم بدر الدين حسن النقيب بن
نور الدين علي النقيب بن الحسن بن علي بن شدقم بن ضامن بن شمس الدين محمد بن عرمة بن
ثوية بن مكيثة أو نكيثة بن شبامة بن أبي عمارة حمزة بن علي بن عبد
الواحد بن مالك بن أبي عبد الله الحسين بن المهنا الأكبر بن داود بن
هاشم بن أبي احمد القاسم بن نقيب المدينة المنورة عبيد الله الأول وفي
الذريعة ابن القاسم نقيب المدينة بن عبيد الله ابن أبي القاسم طاهر
المحدث بن يحيى النسابة بن الحسين بن جعفر الحجة بن عبيد الله
الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
. مولده ووفاته
ولد بالمدينة المنورة سنة ٩٤٢ وتوفي بالدكن من بلاد الهند في ١٤ صفر
سنة ٩٩٩ عن ٥٧ سنة ودفن هناك ثم نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه
إلى المدينة المنورة فدفنه بالبقيع ولكن سيأتي عن الذريعة انه في المجلد الثاني
من كتابه زهر الرياض عند ذكر جعفر الحجة قال إلى عامنا هذا سنة ١٠٨٨
واحتملنا هناك ان يكون التاريخ من غير المؤلف لأنه على هذا يكون عمره
إلى ذلك الحين ١٤٦ سنة وفي موضع من الذريعة كان حيا سنة ١٠٨٤
والصواب ما مر.
نسبه الشريف
ما ذكرناه في نسبه هو من أتم ما عثرنا عليه وقد اخذناه من إجازة
السيد محمد صاحب المدارك له المنقولة في الرياض وهو الذي استوفى ذكره
إلى أمير المؤمنين علي ع ولا بد ان يكون اخذه منه شفاها فهو
إذا أصح ما يقال في نسبته فان الناس اعرف بأنسابهم لكن مع ذلك فيه بعض
النقصان عن غيره ولعله من النساخ وذكر بعضه حفيده السيد ضامن بن
شدقم بن علي بن حسن المترجم في كتابه تحفة الأزهار الذي رأيناه في طهران
وانتهى فيه إلى عبد الواحد وهو أيضا من اعرف الناس بنسبه لأنه حفيده
وفي الذريعة ابدل حسن الثاني بالحسين الشهيد وذكر صاحب المدارك في
أجداده ثوية وأسقطه السيد ضامن وصاحب المدارك سمى أحد أجداده
نكيثة بالنون وضامن سماه مكيثة بالميم ولا شك انه صحف أحدهما بالاخر
وفي الرياض بعد ما أورد نسبه هو المذكور في بعض المواضع المعتبرة وفي
بعض رسائل هذا السيد الحسن بن علي بن الحسن بن شدقم. وفي أثناء
الجواهر النظامية: قال جامع هذه الأحاديث المباركة الحسن بن علي
بن شدقم ثم قال صاحب الرياض: وهذه الاختلافات مبنية على الاختصار
الشائع فلا يتوهم التعدد اه.
وآل شدقم جماعة من أشراف المدينة الحسينيين فيهم العلماء والفضلاء
والأدباء والنقباء ذكرنا جملة منهم في طي هذا الكتاب
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل السيد حسن بن علي بن الحسن بن علي بن شدقم
الحسيني المدني فاضل عالم جليل محدث شاعر أديب اه. وذكره صاحب
رياض العلماء في موضعين من كتابه وذلك لان كتابه بقي في المسودة فكان
يذكر ترجمة الرجل الواحد في موضعين أو أكثر ليجمع بينهما
عند التبييض فلما لم يساعده الوقت على تبييضه وبقي في المسودة
جاء من نقله بعده فأبقى التراجم بحالها فصار للرجل الواحد
ترجمتان أو أكثر قال في أحد الموضعين السيد بدر الدين حسن ابن السيد نور
الدين علي بن الحسن بن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد بن عرمة
الحسيني المدني. كان من أجلة العلماء الصلحاء الامامية وكان معاصرا
للشيخ البهائي وسافر إلى الهند ويروي عن والد الشيخ البهائي وقال في
الموضع الآخر السيد الجليل أبو المكارم بدر الدين حسن ابن السيد السند
الشريف الحسيب النسيب نور الدين الحسن بن علي إلى آخر ما مر في
العنوان كان سيدا جليلا فاضلا عالما فقيها محدثا مؤرخا وهو المعروف بابن
شدقم المدني وقد يطلق على أبيه أيضا وكان ولده السيد زين الدين علي بن
الحسن بل والده السيد نور الدين علي أيضا من مشاهير أكابر العلماء
الامامية قال والظاهر أن المترجم كان من حكام المدينة أو متوليا للحضرة
المقدسة النبوية أو نحو ذلك كما يشعر به بعض كلمات مدح الشيخ نعمة
الله المجيز له الآتية اه. وقال السيد علي خان المدني في سلافة العصر ما
صورته مع بعض اختصار وحذف لبعض الأسجاع: السيد حسن بن
شدقم الحسيني المدني واحد السادة. واحد الساسة. وثاني الوسادة في
دست الرئاسة القدر علي والحسب سني والخلق كالاسم حسن والنسب
حسيني جمع إلى شرف العلم عز الجاه دخل الديار الهندية في عنفوان أهله
وأربابه وأملكه أحد ملوكها ابنته وأصبح هو رئيس الرؤساء وكان من أحسن
ما قدره من حزمه وبره ارساله في كل عام إلى بلده جملة وافره من طريف
ماله وتالده فاصطفيت له به الحدائق الزاهية وشيدت له القصور العالية ولما
مات الملك أبو زوجته انقلب باهله إلى وطنه مسرورا وتقلب في تلك التي
انتشى في تلك الديار بكؤوسها لم يجد عنها في وطنه خلفا ولم ترضى أنفته ان
يرى في وجه جلالته كلفا فاثنى عاطفا عنانه ودخل الديار الهندية مرة ثانية
فعاد إلى أبهة عظمته الفاخرة وبها انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة اه.
وذكره حفيده السيد ضامن بن شدقم في كتابه تحفة الأزهار الذي رأيناه في
طهران في موضعين في أحدهما مختصرا وفي الثاني مطولا ونحن ننقل ما ذكره
في الموضعين معا محافظة على معرفة أحواله قال السيد ضامن في أحد
الموضعين من كتابه ما صورته: السيد حسن المؤلف، ابن السيد علي
النقيب الحسيني المدني مولده بالمدينة سنة ٩٤٢ وبها نشا قرأ على والده واخذ

(١) لما كان كتاب ضامن بن شدقم المسمى بتحفة الأزهار بمنزلة التتميم لكتاب جده المترجم
المسمى (زهر الرياض) عبر عنه عند ذكره بالمؤلف في غير موضع من كتابه.
- المؤلف -.
(١٧٥)

عنه أكثر العلوم وقطف أزهار الفضائل من أهل الكمالات وفاق على أمثاله
ورقى أعلى درجات الكمال مع تقوى وعفاف وصيانة وزهد وورع وعبادة
تابعا لآثار آبائه حسن الاخلاق عذب الكلام لين الجانب سريع الرضا بعيد
الغضب يكرم جليسه ويقبل عذر من جنى عليه يتألف أصحابه بالمودة
ويقضي حوائجهم ويعينهم بماله وجاهه عند الشدة تولى منصب النقابة بعد
والده ثم عزفت نفسه عنها فخلع نفسه منها تورعا منه وزهدا ثم إنه اختار
السفر بعد المشورة والاستخارة فسافر من المدينة المنورة ثاني شعبان سنة
٩٦٢ سيأتي ان سفره سنة ٩٦٦ قاصدا سلطان الدكن واحمدآباد
السلطان حسين نظامشاه بن برهان نظام شاه فانعم عليه بأجزل النعم
الجسام ثم رحل إلى شيراز فأقام بها مدة مشتغلا بالعلوم ثم توجه إلى زيارة
ثامن الأئمة الرضا ع وفي ذي القعدة سنة ٩٦٤ قابل الشاه
طهماسب بن إسماعيل الأول الصفوي فاجرى عليه النعم الجسام ثم طلبه
السلطان حسين نظامشاه فاجابه لذلك فلما وصل إلى الهند امر السلطان
أركان الدولة والأعيان باستقباله ثم زوجه أخته فتح شاه المنذورة.
وقال السيد ضامن في الموضع الثاني من كتابه.
السيد حسن المؤلف بن علي بن حسن بن علي بن شدقم بن
ضامن بن محمد بن عرمة بن مكيثة بن شبانة بن حمزة بن علي بن عبد الواحد
الحسيني المدني.
مولده سنة ٩٤٢ بالمدينة المنورة وبها نشا قرأ على والده العلوم واغتنم
باكتسابه أكثر الفضائل وقارن بعلومه كل عالم وفاضل وفاق على أقرانه وتفرد
بالمعارف عن أهل زمانه في عفافه وصيانته وصلاحه وبلاغته وفصاحته نظم
وألف ودرس فمن تصانيفه زهر الرياض وزلال الحياض أربعة مجلدات وغيره
تولى النقابة بعد والده ثم استعفى منها ودخل الهند ثاني شعبان سنة ٩٦٢
وافدا على سلطانها حسن حسين نظام شاه ابن نظام شاه ثم جذبه
الشوق إلى تقبيل أعتاب أجداده الأئمة الأبرار وقابل سلطان العراقين الشاه
طهماسب الموسوي الحسيني فأعزه وأكرمه ثم توجه إلى زيارة الإمام علي بن
موسى الرضا ع وقرأ على عدة مشايخ وذكرهم وحصل علوما شتى
فلما اشتهر علمه وفضله وعلو رتبته وكمال عقله سمع به السلطان حسين
شاه بن برهان نظام شاه فأرسل اليه يطلبه لتزويج كريمته المنذورة من والدها
فلما وصل إلى قريب البلاد امر أعيان وزرائه باستقباله وقابله بأحسن اللقاء
وانعم عليه بأجزل العطاء ثم زوجه بأخته المنذورة له من والده وكان المترجم
على الزهد والورع والعفاف والتمس من السلطان العفو عن الرعايا وعدم
اخذ العشور والمكوس ثم إن السلطان حسين نظام شاه مات فعاد المترجم
بأولاده وأمهم وجدتهم بيبي آمنة ثم عاد إلى الهند بأم زوجته بيبي آمنة بعد
موت زوجته فتح شاه بالمدينة المنورة وأوقفت آمنة بيبي للسيد حسن وأولاد
بنتها في كل عام على الدوام اثني عشر ألفا من الذهب الجديد غير ما ترسل
إليهم من الصلات والهدايا من السلطان وأركان الدولة وذلك في زمن
سلطانها شاه مرتضى بن حسين نظام شاه بن نظام شاه ثم عاد إلى الهند
واقام بها تمام عمره على ما سبق من جميع الحالات المعهودة حتى أنه كان إذا
دخل على السلطان نزل عن سريره واجلسه إلى جنبه وكذلك كان أبوه
حسين شاه ولم يتعلق بأمور الدولة والديوان وتوفي رحمه الله بأرض الدكن
ودفن بها ١٤ صفر ٩٩٩ ثم نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه وقبر مع
زوجته في البقيع وعمره إذ ذاك ٥٧ سنة ووقف في المدينة المنورة بجزء العالية
نخلا كثيرا يخرج مغله على حجتين كل عام عنه وعن زوجته وأوقف أوقافا
عديدة منها بيت لا يسكنه الا من يقرئ القرآن أو طالب علم وللبيت
أوقاف أخرى نخيل وأوقف أوقافا على نعوش والتها اه. وقال صاحب
المدارك في اجازته له المنقولة في الرياض وبعد فإنه لما اتفق لهذا الضعيف
حج بيت الله الحرام وزيارة النبي والأئمة عليه وعليهم أفضل السلام
وتشرفت بالاجتماع بعلي حضرة المولى الاجل الأكرم السيد
الأمجد الأعظم ذي النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية والاخلاق
الطاهرة الإنسية خلاصة السادة الأخيار وصفوة العلماء الأبرار السيد
الحسيب النسيب الحسن بن السيد الجليل النبيل الكبير نور الدين علي
المشهور بابن شدقم فوجدته ممن صرف همته العلية في تحصيل شطر من
العلوم الشرعية والأدبية ويجري في أثناء مباحثتي له كثير من المباحث العلمية
والفروع الشرعية وطلب من هذا الضعيف إجازة ما يجوز لي روايته
فاستخرت الله تعالى وأجزت له أدام الله تعالى تأييده وأجزل من كل خير
حظه ومزيده ان يروي عني جميع كتب علمائنا الماضين وفقهائنا السابقين
الذين اشتملت عليهم إجازة جدي العلامة الشهيد الثاني قدس الله سره للشيخ الجليل حسن بن عبد الصمد الحارثي قدس سره
خصوصا الكتب
الأربعة وساق الكلام إلى أن قال فليرو المولى الاجل ذلك وغيره مما يدخل
تحت روايتي لمن شاء وأحب تقبل الله تعالى منه بمنه وكرمه وكتب هذه
الأحرف بيده الفانية الفقيرة إلى عفو الله تعالى محمد بن علي بن أبي الحسن
يوم الأحد ١٧ المحرم الحرام من شهور سنة ٩٨٧ اه. وقال الشيخ
حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي في اجازته للمترجم على ما في
الرياض وبعد فلما من الله تعالى علي سنة ٩٨٣ بالتشرف بحج بيت الله
الحرام وزيارة أشرف أنبيائه وأطائب عترته عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم
السلام وكان مما تزينت به بعد ذلك الشرف وتأنيت به عن تجشم التكلف
والكلف ان أنزلني في بيته المولى الاجل الأكرم والشريف الأمجد الأعظم
الكريم العرق العريق الكرم القديم العلي العالي القدم غصن الشجرة
العلوية بل ثمرة تلك الأغصان الحسينية الأمير الكبير السيد السند الخطير
حسن بن علي بن حسن المشهور بابن شدقم فبالغ في الاحسان والاكرام
وتجاوز الحد العرفي في التلطف والإنعام حتى كان كما قال بعضهم.
ونكرم جارنا ما دام فينا * وتتبعه الكرامة حيث سارا
ثم إنه استجازني أدام الله توفيقه وسهل إلى بلوع آماله طريقه وكأني
بإجابته قد سلمت القوس إلى باريها ورددت المياه إلى مجاريها لان أصول
العلوم منهم وقد ردت إليهم وروايتها انما صدرت عنهم وقد خلفت عليهم
فقد أجزت له تقبل الله اعماله وبلغه في الدارين آماله ولأولاده الثلاثة
السيد محمد والسيد علي والسيد حسين ولأختهم أم الحسين متعه الله بطول
بقائهم ومتعهم بطول بقائه ويسر إلى أعلى المعالي ارتفاعهم وارتقاءهم مع
جميع ما اجازه لي في إجازته شيخنا الأعظم الأفخم الأوحد الأمجد الأكرم الأعلم
جمال المجتهدين ووارث علوم اللائمة الهادين زين الدنيا والدين قدس الله
روحه الزكية وجمع بينه وبين أحبائه في المرتبة العلية المراد به الشهيد الثاني
وأجزت لهم أيضا أدام الله غوثهم وأهطل غيثهم جميع ما ألفته وأنشأته من
منثور ومنظوم ومعقول ومنقول فليرووا ذلك كما شاؤوا ملاحظين شرائط
الرواية بين أهل الدراية. قال ذلك بلسانه ورقم ببناه فقير رحمة ربه الغني
حسين بن عبد الصمد الحارثي ١٩ ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة
أعلاه في مكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما اه. وقال الشيخ نعمة
(١٧٦)

الله بن خاتون العاملي في اجازته للمترجم على ما في الرياض وبعد فان
السيد الجليل النبيل الامام الرئيس الأنور الأطهر الأشرف المرتضى المعظم
بدر الدولة والدين شرف الاسلام والمسلمين اختيار الإمام وافتخار الأيام
قطب الدولة ركن الملة عماد الأمة عين القرة عمدة الشريعة رئيس رؤساء
الشيعة قدوة الأكابر ذا الشرفين كرم الطرفين سيد امراء السادة شرقا وغربا
قوام آل الرسول ص أبو المكارم بدر الدين الحسن بن السيد السند
الشريف وساق نسبه على نحو ما مر في صدر ترجمته ثم قال أدام الله معاليه
وأهلك أعاديه الذي هو ملك السادة ومنبع السعادة كهف الأمة سراج الملة
طود الحلم والدراية قس اللسن والإنابة علم الفضل والافضال مقتدى
العترة والآل سلالة من نخل النبوة وفرع من أصل الفتوة وعضو من أعضاء
الرسول وجزء من اجزاء البتول متعه الله بأيامه الناضرة ودولته الزاهرة بجاه
عصبته الطاهرة وأصوله الفاخرة وفق الله محبه وداعيه نعمة الله علي بن
أحمد بن محمد بن علي بن خاتون العاملي لزيارة بيت الله الحرام وزيارة قبر
نبيه والأئمة من ولده عليه وعليهم الصلاة والسلام فاتفق إذ ذاك الاجتماع
بحضرته السنية وسدته العلية وكان ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة
الحرام في حدود سنة ٩٧٧ وعقد بيني وبينه الإخاء في ذلك اليوم المبارك الذي
وقع فيه النص من سيد الأنام على الخصوص بالاخاء في ذلك المقام والتمس
من الفقير يومئذ ان يكتب له شيئا مما أخبرناه الأشياخ فكتبت له ثم شيئا
نزرا على حسب الحال والحل والترحال والاشتغال بهنات وكدورات فرج الله
شدائدها ووعدته بكتابة جامعة عند الوصول إلى الأوطان وفراغ البال والآن
فقد حان أوان ما كان فليصرف القلم عنانه إلى ما سبق الوعد به ولولا ذلك
وحقوق للمولى علي وتفضلات سالفة وآنفة لم يقدر على تأدية شكرها لكثرتها
لم أكن من أهل هذه البضاعة ولم يسغ لي الدخول في هذه الصناعة وحيث لا
مناص ولا خلاص فأقول راجيا من الله سبحانه حصول المأمول سائلا منه
ان يجعله من السيد في محل القبول وبه المستعان وعليه التكلان: اني قد
أجزت له ما وصل إلي من الطريقة المكرمة والسلسلة المعظمة مما اخذته
عمن عاصرني من العلماء وأجازني من الفضلاء بعد ما أوصيه بما أوصي إلي
بتقوى الله في السر والعلن ومراقبته فيما ظهر وبطن من معقول ومنقول على
اختلاف أنواعهما وتعدد انحائهما وتكثرها بالأسانيد إلى مصنفيها رضوان الله
عليهم أجمعين فمنهم مولانا الامام الشيخ السعيد أبو عبد الله الملقب بالشهيد
شمس الدين محمد بن مكي العاملي قدس الله سره وبحضرة القدس سره
بعدة طرق أحدها عن الشيخ الجليل المعظم خاتمة المجتهدين ورئيس
المحققين وقدوة المدرسين ذي المآثر والمفاخر أبي الحسن علي ابن الشيخ
الزاهد العابد الحسين بن عبد العالي أعلى الله شانه ورفع
في الجنان مكانه عن شيخه الجليل أبي الحسن علي بن هلال
الجزائري ثم ذكر من مشايخه إلى أن قال وأجزت له دام الله توفيقه ان يروي
جميع ما صنفه وألفه شيخنا الامام المذكور عاليا الشيخ علي بن عبد العالي
سقى الله ضريحه صوب الغمام عني عنه بلا واسطة وعن والدي عنه رحمهما
الله تعالى ثم ذكر جملة من طرقه إلى مشايخه ثم قال وبالجملة فقد أجزت له
سهل الله له فعل الخيرات رواية جميع كتب علمائنا الماضين وسلفنا
الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين فمتى صح له طريق للفقير فهو مسلط
على روايته مأذون له في نقله إلى من شاء وأحب ثم أورد خمسة أحاديث
بأسانيدها وأجاز له روايتها ثم قال وأوصيه ونفسي العاصية بتقوى الله في
السر والعلن ومراقبته تبارك وتعالى فيما ظهر وبطن وفقه الله تعالى توفيق
العارفين والتمست منه ان يذكرني في خلواته وجلواته وعقيب صلواته
خصوصا عند البيت الحرام والمشاعر العظام وفي حضرة الرسالة وآله البررة
الكرام فان ذلك هو غاية المرام وكتب العبد الفقير نعمة الله علي بن أحمد بن
محمد بن علي بن خاتون العاملي عاملهم الله جميعا بعفوه وصفحه في يوم الأحد
١٣ من شهر شوال سنة ٩٨٣ من الهجرة الطاهرة اه. وفي الرياض
العجب توقف الأستاذ مد ظله في أوائل البحار في تشيع هذا السيد مع
ظهور تشيعه كما بيناه حيث قال في أثناء عد كتب غيرنا وزهرة الرياض وزلال
الحياض من تأليف السيد الفاضل الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني
والظاهر أنه كان من الامامية وهو تاريخ حسن مشتمل على اخبار
كثيرة اه. قال صاحب الرياض وقد تملكت من كتبه يعني المترجم
كتاب فهرست معالم العلماء لابن شهرآشوب وعليه خط هذا السيد
وتصحيحه ومكان على ظهره بخطه الشريف هكذا: صار بالابتياع الشرعي
ملكا لفقير رحمة الله تعالى الحسن بن علي بن الحسن بن شدقم الحسيني
المدني عفا الله تعالى عنهم وكان ذلك ببلدة احمدآباد صانها الله تعالى عن
الكدر بتاريخ شعبان سنة ٩٩٦ اه. وقال في ترجمته وانما أطنبنا في
ترجمة هذا السيد بذكر مشايخه وإجازاته ليعلم ان هذا السيد من أجلة علماء
الشيعة وان كان قد يظن غيره اه. ومن أجوبته العلمية ما وجدناه في
مجموع مخطوط في المكتبة المباركة الرضوية وصورته. سؤال في الحديث
اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك
على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم انك حميد مجيد قيل ما
وجه تشبيه الصلاة عليه بالصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم والقاعدة ان
المشبه به أفضل من المشبه وهو ص أفضل الأنبياء بلا شك. أجاب
السيد السند الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني دام فضله بقوله:
الظاهر يدل على المساواة والتفاضل مستفاد من أثر آخر وكون المشبه به
أفضل ليست كلية وقوله عز من قائل انا أوحينا إليك إلى آخره الدال على
المساواة في الايحاء فقط مانع من أفضلية المشبه به انتهى.
مشايخه
في تحفة الأزهار انه قرأ على ١ والده السيد علي بن الحسن بن
علي بن شدقم بن ضامن وعلى ٢ جمال الدين محمد بن علي التولائي
البصري وعلى ٣ السيد حسن بن علي الحسيني الموسوي في المعقول وعلى
٤ السيد محمد بن أحمد السديدي الحسيني الجمازي في القراءات السبع
وفي النحو والصرف وعلى ٥ الشيخ حسين الهمذاني في قزوين. ويحتمل
ان يكون هو والد البهائي وعلى ٦ الشيخ محمد البكري الصديقي بمكة
المشرفة ٧ وملا عناية الله ٨ والشاه نعمة الله في يزد وشيراز وحصل بها
علوما شتى اه. وفي أمل الآمل يروي عن ٩ الشيخ حسين بن عبد
الصمد العاملي ١٠ وعن الشيخ العلامة نعمة الله بن أحمد بن خاتون
العاملي جميعا عن الشهيد الثاني اه. وفي رياض العلماء يروي هذا السيد
عن جماعة من الأفاضل منهم الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن
خاتون العاملي ومنهم الشيخ حسين بن عبد الصمد
الحارثي والد الشيخ البهائي وتلميذ الشهيد الثاني
ومنهم ١١ السيد محمد بن علي بن أبي الحسن
الموسوي العاملي صاحب المدارك وهؤلاء المشايخ الثلاثة قد أجازوه في
إجازات منفردة ومدحوه فيها قال وقد نقل هو طائفة من مشايخه في أول

(١) هكذا في النسخة والظاهر أنها احمد نكر مراعاة للسجع. - المؤلف -.
(١٧٧)

كتابه المسمى بالجواهر النظامشاهية أو النظامية فقال عند ذكر طرقه في
الرواية: أخبرنا به شيخنا العلامة المحدث المتقن الشيخ حسين بن عبد
الصمد الحارثي الجبعي رضي الله عنه بمكة المشرفة يوم الغدير عام ٩٨٣
بمنزلي إجازة عن الشيخ العلامة امام المحدثين وخاتم المجتهدين زين الملة
والدين الشهيد الثاني رحمه الله وجعل الجنة مثواه عن شيخه الشيخ علي بن
عبد العالي الميسي وعن الشيخ الفاضل أحمد بن خاتون. وأخبرنا شيخنا
العلامة الشيخ نعمة الله عن والده الشيخ العلامة أحمد بن خاتون
المذكور في يوم الغدير سنة ٩٧٧ بمكة المشرفة زادها الله شرفا إجازة عن
المحقق المدقق امام الشيعة وناصر الشريعة وقامع أهل البدع الشنيعة نادرة
الزمان والدرة اليتيمة الثمينة في الأوان نور الملة والدين علي ابن الشيخ
الفاضل حسين بن عبد العالي الكركي رحمة الله تعالى عن شيخه علي بن
هلال الجزائري عن الشيخ الصالح الورع الزاهد أحمد بن فهد عن الشيخ
علي بن الخازن الحائري عن الامام الهمام شيخ الاسلام قدوة المدققين
وعمدة المحققين شمس الدين محمد بن مكي رفع الله درجته كما شرف
خاتمته عن جماعة من العلماء رضوان الله عليهم أجمعين نحو من أربعين
رجلا من العامة والخاصة منهم السادة الفضلاء والاشراف النبلاء السيد
عميد الدين وأخوه ضياء الدين ابنا السيد أبي الفوارس محمد بن علي
الأعرجي الحسيني العبيدلي والسيد النسابة محمد بن القاسم بن معية الحسني
الديباجي والسيد الجليل أبو طالب أحمد بن زهرة الحسيني الصادقي والسيد العالم
نجم الدين مهنا بن سنان الحسيني المدني حليف ديوان القضاء بالمدينة المنورة
والشيخ العلامة سلطان المحققين قطب الملة والدين محمد الرازي والشيخ الامام
ملك الأدباء رضي الدين علي بن أحمد المعروف بالمزيدي والشيخ المحقق زين
الدين علي بن طراد المطارابادي كلهم عن الامام الحبر البحر المحقق ملك
الحكماء وسلطان الفضلاء ومعتمد الفقهاء وملاذ العلماء أستاذ الكل في الكل العلامة
جمال الدنيا والدين الحسن بن يوسف بن المطهر طيب الله مضجعه وأسكنه الجنة
مع أئمته الطاهرين عن جم غفير من العلماء خاصة وعامة منهم والده سديد
الدين يوسف والشيخ المحقق أبو القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد الحلي
والسيدان العالمان علي وجمال الدين احمد ابنا موسى الفاضلان الكبيران
رضي الدين بن طاوس الحسنيان قدس الله أرواحهما والشيخ المعظم ناصر
مذهب أهل البيت بيده ولسانه مقيم الحجج على أعدائهم بقلمه وسنانه
الوزير الكبير خواجة نصير الدين الطوسي رحمه الله تعالى وغيرهم من السيد
فخار بن معد الحسيني الموسوي عن الفقيه شاذان بن جبرائيل القمي ساكن
مدينة رسول الله ص نزيل مهبط وحي الله عن الشيخ أبي القاسم العماد
الطبري عن الشيخ أبي الحسن علي عن أبيه شيخ الطائفة على الاطلاق محيي
المذهب أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي نور الله برهانه وضاعف عليه
بره واحسانه وأسكنه جنانه مع محمد ص عن السيد الإمام وارث علوم
الأولين والآخرين درة تاج أولاد سيد المرسلين أنموذج الفقهاء والأصوليين
سلطان الأدباء والبيانيين عماد أهل التأويل والمحدثين ذي المجدين المرتضى
علم الهدى علي بن الحسين الحسيني الموسوي قدس الله نفسه ونور رمسه
عن الشيخ الكل الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد رحمه الله
عن الشيخ جعفر بن قولويه عن الشيخ الثقة المحدث أبي جعفر محمد بن
يعقوب الكليني الحديث. وقال على ما في الرياض في صدر رسالة
أخرى له أخبرنا به شيخنا العلامة الرحلة المتقن الشيخ حسين بن عبد
الصمد الحارثي الهمداني الجبعي رضي الله عنه بمكة المشرفة شرفها الله عام
٩٨٣ يوم الغدير بعد عقد الإخاء إجازة بمنزلي عن الشيخ الامام المحدث
الشهيد الثاني زين الملة والدين رحمه الله وجعل الجنة مثواه عن شيخه الشيخ
علي بن عبد العالي الميسي والشيخ الفاضل أحمد بن خاتون. وأخبرنا أيضا
شيخنا العلامة الشيخ نعمة الله عن والده أحمد بن خاتون المذكور يوم الغدير
بعد الإخاء بمكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما عام ٩٧٧ ثم ساق السند
عن المحقق الكركي إلى آخر ما ذكر في الإجازة الأولى بنحو من ألفاظه عن
المفيد عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصدوق اه.
وقال في الرياض هنا وفي ترجمه نعمة الله بن أحمد بن خاتون: يبقى
الاشكال في رواية نعمة بن أحمد بن خاتون العاملي عن الشهيد الثاني مع
كونه اي ابن خاتون من تلاميذ الشيخ علي الكركي لان الشهيد علي
الكركي بواسطة وتارة بواسطتين فلعله غير هذا الشيخ لكن صاحب الأمل
لم يترجم له منفردا ثم احتمل ان يكون ابن خاتون يروي عن الشيخ علي
الميسي وان صاحب الأمل سها فجعله راويا عن الكركي قال ولكن بالبال
ان هذا الشيخ عمر طويلا فلا إشكال اه. وأقول الاشكال من أصله
مرتفع سواء أكان ابن خاتون عمر طويلا أم قصيرا فان الثلاثة الشهيد الثاني
ونعمة الله بن خاتون والشيخ علي الكركي متعاصرون ولا يمتنع ان يروي
ابن خاتون تلميذ الكركي عن الشهيد الثاني الراوي عن الكركي بواسطة أو
واسطتين لأنه لم يلقه وأوضح دليل على ذلك ان الشهيد الثاني تلميذ
الشيخ علي الميسي والميسي معاصر للكركي فالميسي توفي سنة ٩٣٣ والكركي
توفي سنة ٩٣٧ وبذلك تسقط نسبة السهو إلى صاحب الأمل بل هو من
صاحب الرياض.
مؤلفاته
١ الجواهر النظامية من حديث خير البرية أو الجواهر النظامشاهية
ألفه لأجل نظامشاه سلطان حيدرآباد مذكور في أمل الآمل وفي الرياض ان
كتابه الجواهر النظامشاهية مشتمل على اخبار كثيرة في أحوال الأئمة
ومحاسن الاخلاق والاعمال ونحوها من طرق أصحابنا ألفه لسلطان حيدر
آباد وكان امامي المذهب اه. وفي الذريعة: يظهر من حفيده السيد
ضامن في كتابه تحفة الأزهار ان جده ألف هذا الكتاب في سنة ٩٩٢ لنظام شاه
سلطان حيدرآباد ٢ زهر الرياض وزلال الحياض ذكره حفيده السيد
ضامن في تحفة الأزهار وقال إنه أربعة مجلدات وفي الرياض من مؤلفاته زهرة
الرياض وزلال الحياض في التاريخ وانه من مشاهير مؤلفاته مشتمل على
أحوال الأئمة ع وشرح ما يتعلق بالمدينة ونحو ذلك رأيت بعض
مجلداته وهو من أحسن الكتب وأنفسها كثير الفوائد اه. وهذا الكتاب
ينقل عنه حفيده السيد ضامن بن علي بن حسن المترجم في كتابه تحفة الأزهار
وزلال الأنهار الذي رأينا مجلداته في طهران في بقايا مكتبة الشيخ فضل الله
النوري الشهيد ونقلنا منه في هذا الكتاب كثيرا والظاهر أنه بخط المؤلف
ويعبر فيه عن جده المترجم بالسيد حسن المؤلف وقال المعاصر في الذريعة
عن زهر الرياض انه كبير في مجلدين مع قول حفيده كما مر انه في أربعة
مجلدات ويمكن ان يكون ذلك لكون المجلدات تتفاوت صغرا وكبرا وقال
المعاصر ان تأليف زهر الرياض كان سنة ٩٩٢ وقال أيضا ان المجلد الأول
منه في ذرية الحسن السبط والمجلد الثاني في ذرية أخيه الحسين ع
وانه عند ذكر جعفر الحجة قال إلى عامنا هذا سنة ثمان وثمانين وألف اه.

(١) هو شارح الشمسية والمطالع وصاحب المحاكمات.
- المؤلفات -
(١٧٨)

وهذا ينافي ما تقدم في تاريخ وفاته انها سنة ٩٩٩ فلعل هذا التاريخ من غير
المؤلف ٣ رسالة في اخبار الفضائل ذكرها صاحب الرياض ٤
الأسئلة الشدقمية سال عنها شيخه الشيخ حسين بن عبد الصمد واجابه
عنها.
شعره
في السلافة له شعر بديع فائق كأنما اقتطفه من أزهار تلك الحدائق
فمنه قوله حين انف عن مقامه في وطنه بعد عوده من الديار الهندية:
وليس غريب من ناى عن دياره * إذا كان ذا مال وينسب للفضل
واني غريب بين سكان طيبة * وان كنت ذا علم ومال وفي أهلي
وليس ذهاب الروح يوما منية * ولكن ذهاب الروح في عدم الشكل
قال وهو من قول البستي:
واني غريب بين بست وأهلها * وان كان فيها جيرتي وبها أهلي
وما غربة الإنسان في شقة النوى * ولكنها والله في عدم الشكل
قال وللمؤلف عفا الله عنه في المعنى:
واني غريب بين قومي وجيرتي * وأهلي حتى ما كأنهم أهلي
وليس غريب الدار من راح نائيا * عن الأهل لكن من غدا نائي الشكل
فمن لي بخل في الزمان مشاكل * ألف به من بعد طول النوى شملي
قال ومن شعر السيد المذكور:
لا بد للانسان من صاحب * يبدي له المكنون من سره
فاصحب كريم الأصل ذا عفة * تأمن وان عاداك من شره
٤٢٤: الشيخ أبو علي الحسن بن أبي البركات علي بن الحسن بن علي بن عمار.
كان حيا سنة ٥٠١.
عالم فاضل له جزء في فضائل علي ع فيه اثنا عشر حديثا
ينقل عنه السيد ابن طاوس في الباب الحادي والأربعين والمائة من كتاب
اليقين وقال إنه يروي عن والده أبي البركات علي بن الحسن بن عمار في
سنة ٥٠١.
٤٢٥: أبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش بن علي العسكري بن الحسن بن
علي الأصغر المحدث بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع الملقب بالناصر وبالناصر الكبير وبالناصر للحق
وبالأطروش صاحب الديلم.
ولد سنة ٢٢٥ بناء على ما يأتي من أن عمره ٧٩ سنة وتوفي في آمل
من بلاد طبرستان في ٢٥ أو ٢٣ شعبان سنة ٣٠٤ وسنه ٧٩ قاله ابن الأثير
وغيره: وله هناك مشهد معروف. وفي عمدة الطالب له من العمر ٩٩ سنة
وقيل ٩٥ ويوشك ان يكون صحف سبعون بتسعون وفي رياض
العلماء: مات ببلدة آمل من بلاد طبرستان وقبره الآن في قبة بها معروفة وقد
رأيته بها في منصرفي من مشهد الرضا ع مجتازا في تلك البلاد.
وفي الرياض أيضا: قد يظن أن الناصر هذا قد استشهد وليس كذلك انما
المستشهد الحسن بن قاسم وكان ختنه، قال: والعجب من النباكتي مع
اطلاعه على علم التواريخ وغيره من العلوم انه ذكر في تاريخه الفارسي ما
ترجمته انه في زمان المقتدر خرج الناصر للحق حسن بن علي في بلاد الديلم
وقتل اه. قال ولم أجد ذلك لسواه وقال في حرف النون انه معاصر
للصدوق بل المفيد وأمثالهما اه.
الصواب في نسبه
ما ذكرناه في نسبه هو الصواب المستفاد من كتب الأنساب كعمدة
الطالب وكتاب المجدي للشريف الامامي المعاصر للمرتضى كما في الرياض
حيث نسبه هكذا الحسن العلوي العمري النسابة الشيعي بن علي بن
عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وما في الرياض من أن ما في
العمدة يخالف ما في المجدي قد وجدنا في العمدة خلافه وما ذكرناه في نسبه
هو المطابق لما ذكره المرتضى في الناصريات وان كان في النسخة المطبوعة
تشويش في نسبه وفي رياض العلماء بعد ما ذكر نسبه كما ذكرناه قال واعلم أن
الذي نقلناه في صدر الترجمة من نسبه هو الصواب الموافق لكتب الأنساب
ويطابق ما في مجالس المؤمنين لقاضي نور الله اه. وقد وقع هنا عدة
اشتباهات ١ ما وقع في تاريخ ابن الأثير ورجال النجاشي وتبعه العلامة
في الخلاصة وكل أصحاب كتب الرجال التي بعده كالنقد ورجال الميرزا
وغيرها ونحن أيضا تبعناهم في ج ١٣ من حذف لفظ علي قبل عمر
والصواب اثباته وفي الرياض قد تفطن لذلك بعض من علق على رجال
النجاشي اه. ٢ ما في شرح النهج لابن أبي الحديد وتاريخ رويان من أنه
الحسن بن علي بن عمر فأسقطا الحسن بن علي ولعله من النساخ لظن
التكرير ٣ ما في مروج الذهب للمسعودي فإنه قال في موضع منه: ظهر
ببلاد طبرستان والديلم الأطروش وهو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن
أبي طالب وذلك في سنة ٣٠١ اه. وهذا خطا كما ترى فهو ليس من ذرية
محمد بن علي بن أبي طالب وليس في أجداده من اسمه محمد قطعا ويمكن
كونه سهو النساخ وفي موضع آخر اقتصر على الحسن بن علي أو الحسن بن
علي العلوي وفي موضع ثالث اقتصر على الحسن بن علي بن الحسن ٤ ما
في رياض العلماء في الجزء الخامس في الألقاب فإنه قال الناصر للحق هو أبو
محمد الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ثم قال إن ذلك هو الذي أورده المرتضى في
الناصريات اه. وهو مع مخالفته لما في جميع كتب النسب وغيرها القائلة انه
الحسن بن علي لا الحسن بن الحسين مخالف لما أورده هو في باب الأسماء كما
عرفت ومخالف لما في نسخة الناصريات الصحيحة نعم ربما يكون موافقا
لبعض النسخ المحرفة والمرتضى اعرف الناس بنسبه فلا يعقل ان يشتبه فيه
٥ ما في فهرست ابن النديم من جعل زيد بدل علي الأصغر وهو خلاف
ما يدل عليه كلام صاحب عمدة الطالب وغيره فإنه قال أعقب عمر
الأشرف من رجل واحد وهو علي الأصغر المحدث ولم يذكر في أولاد عمر
الأشرف من اسمه زيد.
والناصر الكبير لقب للمترجم واصل لقبه الناصر للحق صرح
بتلقيبه بذلك ابن النديم في الفهرست وسائر المؤرخين ولما كان هناك
شخص آخر لقب بالناصر بعد المترجم ولقب بالداعي أيضا وهو الحسن بن
القاسم الآتية ترجمته قيل في المترجم الناصر الكبير فرقا بينهما وربما يطلق
الناصر الصغير على كل من ولدي المترجم وهما أبو القاسم جعفر ناصرك
وأبو الحسين احمد صاحب جيش أبيه جد السيدين المرتضى والرضي لامهما
ويطلق الناصر الصغير على أبي محمد الحسن النقيب ببغداد ابن أحمد بن الناصر
(١٧٩)

الكبير كما في عمدة الطالب. وفي الرياض عن صاحب كتاب المجدي عن
شيخه أبي عبد الله بن طباطبا أنه قال: ان أبا جعفر محمد صاحب القلنسوة
ابن أبي الحسين احمد هو الناصر الصغير ملك بالديلم وطبرستان واما
الداعي والداعي إلى الحق فالمعروف ان الملقب به الحسن بن زيد كما مر
في ترجمته ثم لقب به اخوه محمد بن زيد وقيل للأول الداعي الكبير والداعي
الأول وللثاني الداعي الصغير فرقا بينهما ولكن يظهر من كثير من المؤرخين
ان الداعي يلقب به المترجم كما يلقب بالناصر فيقال الداعي إلى الله أو
الداعي فقط ففي فهرست ابن النديم الداعي إلى الله الامام الناصر للحق
الحسن بن علي بن الحسن الخ. وفي تجارب الأمم: في سنة ٣٠٢ خرج
الحسن بن علي العلوي وتغلب على طبرستان ولقب الداعي. وفي مروج
الذهب الحسن بن علي العلوي الداعي والأطروش فدل ذلك كله على أن
المترجم يلقب بالناصر وبالأطروش وبالداعي وان كان المعروف في ألقابه
الأولين كما أن الحسن بن القاسم الملقب بالناصر الصغير يلقب أيضا
بالداعي كما في بعض المواضع من مروج الذهب بل المشهور في لقبه الداعي
الصغير. وبذلك يندفع اعتراض ابن الأثير على ابن مسكويه قال ابن الأثير
في تاريخه: وقد ذكره يعني المترجم ابن مسكويه في تجارب الأمم فقال
الحسن بن علي الداعي. وليس به انما الداعي حسن بن القاسم وهو
ختن هذا على ما ذكرناه اه. فإنه يلقب أيضا بالداعي والأطروش
بضم الهمزة والراء وسكون الطاء والواو قال السمعاني هو من في أذنه أدنى
صمم اه. قال ابن الأثير كان سبب صممه انه ضرب على رأسه بسيف في حرب
محمد بن زيد فطرش اه. وفي مجالس المؤمنين كان في خدمة محمد بن زيد
وفي بعض الوقائع ضرب على رأسه فصار أصم واشتهر بالأطروش وفي
عمدة الطالب كان مع محمد بن زيد الداعي الحسيني بطبرستان فلما غلب
رافع على طبرستان اخذه وضربه ألف سوط فصار أصم اه. وفي الرياض
عن تعليق أبي الغنائم عن الحسن البصري عن أبي القاسم بن خداع النسابة
ان شبل بن تكين مولى باهلة النسابة اخبره ان رافع بن هرثمة ضرب
الناصر الأطروش بالسياط حتى ذهب سمعه.
أقوال العلماء فيه
هو جد الشريفين المرتضى والرضي الأعلى لامهما فإنه أبو جد والدتهما
وهو صاحب المسائل الناصرية التي شرحها الشريف المرتضى قال في أولها
وبعد فان المسائل المنتزعة من فقه الناصر رضي الله تعالى عنه وصلت
وتأملتها وأجبت المسؤول من شرحها وبيان وجوهها وذكر من يوافق ويخالف
فيها وانا بتشييد علوم هذا الفاضل البارع كرم الله وجهه يعني الناصر
الكبير أحق وأولى لأنه جدي من جهة والدتي لأنها فاطمة بنت أبي محمد
الحسن بن أحمد أبي الحسين صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد
الحسن بن علي بن الحسن بن علي عمر بن علي السجاد زين العابدين بن
الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين صلوات الله عليه والطاهرين من
عقبه عليهم السلام والرحمة. والناصر كما تراه من أرومتي وغصن من
أغصان دوحتي وهذا نسب عريق في الفضل والنجابة والرياسة إلى أن
قال واما أبو محمد الناصر الكبير وهو الحسن بن علي ففضله في علمه وزهده
وفقهه اظهر من الشمس الباهرة وهو الذي نشر الاسلام في الديلم حتى
اهتدوا به بعد الضلالة وعدلوا بدعائه عن الجهالة وسيرته الجميلة أكثر من أن
تحصى واظهر من أن تخفى ومن أرادها اخذها من مظانها اه. وقال ابن
أبي الحديد في أول شرح النهج في حقه عند ذكر نسب الرضي أم الرضي
فاطمة بنت أحمد بن الحسن الناصر الأصم صاحب الديلم وهو أبو محمد
الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب شيخ
الطالبيين وعالمهم وزاهدهم وأديبهم وشاعرهم ملك بلاد الديلم والجيل
ويلقب بالناصر للحق وجرت له حروب عظيمة مع السامانية وتوفي
بطبرستان سنة ٣٠٤ وسنه ٧٩ سنة وانتصب في منصبه الحسن بن
القاسم بن الحسين الحسني ويلقب الداعي إلى الحق اه. والصواب انها
فاطمة بنت الحسن بن أحمد بن الناصر الكبير. والمسائل الناصرية المشار
إليها تدل على فقه الناصر وعلمه وهي منتزعة من فقهه كما سمعت من
الشريف المرتضى وهي بمنزلة الفتاوى وهي ٢٠٧ مسائل فيذكر الشريف
المرتضى المسالة ثم يبين الحق فيها ويستدل عليه استدلالا مفصلا فتارة
يوافق الناصر وتارة يخالفه واحتمال صاحب الرياض أن تكون الناصريات
لحفيده الناصر الصغير في غير محله فهي للناصر الكبير بلا ريب وصنف
بعض علماء الزيدية كتابا سماه الإبانة في فقه الناصر وحصل الاشتباه من
قولهم انه جد المرتضى والرضي من قبل الأم فتوهم انه الجد الأدنى وانما هو
الجد الاعلى وذكره النجاشي في رجاله فقال الحسن بن علي بن الحسن بن
عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو محمد الأطروش رحمه الله كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا
اه. ثم ذكرها وستأتي فحذف من أجداده علي بن الحسن وفي
الخلاصة في القسم الثاني الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد الأطروش كان يعتقد الإمامة وفي
الوجيزة الحسن بن علي بن الحسن الأطروش فيه مدح ويقال انه ناصر الحق
الذي اتخذه الزيدية اماما اه. وفي النقد بعد نقل كلام النجاشي وكأنه
الذي اتخذه الزيدية اماما وهو المعروف بناصر الحق اه. وفي التعليقة لعل
المدح كونه صنف في الإمامة كتبا أو ترحم النجاشي عليه وهو بعيد وان كان
هو من امارات الجلالة ويحتمل كونه يعتقد الإمامة لكن فيه ما فيه اه. اي ان
مجرد اعتقاد الإمامة لا يقتضي مدحا بالمعنى المراد في المقام. والمدح الذي
اراده صاحب الوجيزة هو قول النجاشي كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا
لا ريب في ذلك ويمكن ان يضاف اليه ترحمه عليه وقال فيه مدح اي نوع من
المدح ولم يقل ممدوح فذلك لا يدرجه في الحسان وكونه هو ناصر الحق واتخاذ
الزيدية له اماما لا ريب فيه لكنه لا يدل على دعواه الإمامة. ويروي عنه
الصدوق باسم الحسن بن علي الناصر وكلما ذكره قال قدس الله روحه
والمرتضى كلما ذكره في شرح المسائل الناصرية ترضى عنه أو ترحم عليه وربما
قال كرم الله وجهه ويأتي عن تاريخ طبرستان انه في آخر عمره ترك الحكم
وبنى مدرسة وصار يدرس في علمي الفقه والحديث وفي رياض العلماء:
السيد الجليل ناصر الدين الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر
الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أبو محمد
الأطروش الخارج بالديلم وطبرستان والملقب بالناصر وناصر الحق والناصر
الكبير لأنه جاء بعده ناصر آخر من أئمة الزيدية وفي بعض المواضع ان
الناصر هو ولده محمد وهو غلط، وكان خروجه في الديلم سنة ٣٠١ في
خلافة المقتدر العباسي الثامن عشر منهم في وزارة علي بن عيسى وقبل
الوزارة الثانية لابن الفرات إلى أن مات ببلدة آمل من بلاد طبرستان وكان
صاحب كتب ومؤلفات على طريقة الشيعة الإمامية وعلى طريقة الزيدية

(١) الذي في النسخة علي بن القاسم وهو خطأ والصواب الحسن بن القاسم لأنه هو الملقب
بالداعي الصغير وهو ختن الناصر الكبير.
المؤلف -
(١٨٠)

أيضا وقد أورد ترجمته جماعة من أصحابنا في كتب الرجال وهو جد السيد
المرتضى لامه وقد ألف السيد المرتضى المسائل الناصريات في تهذيب مسائل
الناصر اه. وفي مجالس المؤمنين ما تعريبه: حسن الأطروش بن علي بن
حسن بن علي بن عمر الأشرف ابن الإمام زين العابدين في سنة ٣٠١ خرج
ببلاد الديلم وملك أكثر بلاد طبرستان ولقب بناصر الحق واسلم على يده
أكثر أهلها ممن لم يسلم إلى ذلك الوقت وحيث كان متبحرا في فقه الزيدية
جدا صنف فيه عدة تصانيف ودان بذلك المذهب جمهور أهل تلك البلاد ثم
ببركة تشيع ملك تلك البلاد الحالي يعني محمد خان ملك جيلان في عصر
القاضي وتصرف السلاطين الصفوية في تلك البلاد دانوا جميعا الآن
بالمذهب الحق الاثني عشري وتوفي الناصر للحق في ٢٣ شعبان سنة ٣٠٤
اه. وفي الرياض: عد ابن شهرآشوب في أواخر فهرس معالم العلماء
الناصر العلوي من جملة الشعراء المجاهدين بمدح أئمة أهل البيت ع
في جملة الشعراء المترجم اه. أقول: لم أجده فيما عندي من نسخ
معالم العلماء وقال المسعودي في مروج الذهب: كان الحسن بن علي
الأطروش ذا فهم وعلم ومعرفة بالآراء والنحل وقد كان قد أقام في الديلم
والجيل سنين وهم كفار على دين المجوسية ومنهم جاهلية الجيل فدعاهم إلى
الله عز وجل فاستجابوا واسلموا الا قليلا منهم في مواضع من بلاد الجيل
والديلم في جبال شاهقة وقلاع وأودية ومواضع خشنة على الشرك إلى هذه
الغاية وبنى في بلادهم مساجد وقد كان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين
وشالوس وغيرهما من بلاد طبرستان وقد كان بمدينة شالش حصن منيع
وبنيان عظيم بنته ملوك فارس يسكن فيه الرجال المرابطون بإزاء الديلم ثم
جاء الاسلام فكان كذلك إلى أن هدمه الأطروش اه. وقال ابن الأثير في
الكامل: كان الأطروش زيدي المذهب شاعرا ظريفا علامة اماما في الفقه
والدين كثير المجون حسن النادرة حكي عنه انه استعمل عبد الله بن المبارك
على جرجان وكان يرمي بالابنة فاستعجزه الحسن يوما في شغل له وانكره
عليه فقال أيها الأمير انا احتاج إلى رجال اجلاد يعينوني فقال قد بلغني ذلك
اه. وفي المعالم الناصر للحق امام الزيدية له كتب كثيرة منها الظلامة
الفاطمية وفي عمدة الطالب: فاما أبو محمد الحسن الناصر الكبير
الأطروش وهو امام الزيدية ملك الديلم صاحب المقالة اليه ينتسب الناصرية
من الزيدية واقام بأرض الديلم يدعوهم إلى الله تعالى والى الاسلام اربع
عشرة سنة ودخل طبرستان في جمادى الأولى سنة ٣٠١ فملكها سنين وثلاثة
شهور ويلقب الناصر للحق واسلموا على يديه وعظم امره اه. وقال
الطبري في تاريخه: لم ير الناس مثل عدل الأطروش وحسن سيرته وإقامته
الحق اه. وقال ابن الأثير كان الحسن بن علي حسن السيرة عادلا ولم ير
الناس مثله في عدله وحسن سيرته وإقامته الحق. وقال ابن أبي الحديد في
شرح النهج فيما حكاه عن الجاحظ من مفاخرة بني هاشم وبني أمية: فمنا
الامراء بالديلم الناصر الكبير وهو الحسن الأطروش بن علي بن الحسن بن
عمر الأشرف بن زين العابدين وهو الذي أسلمت الديلم على يده ثم عدد
جماعة من العلويين ثم قال وهم الامراء بطبرستان وجيلان وجرجان
ومازندران وسائر ممالك الديلم ملكوا تلك الأصقاع ١٣٠ سنة وضربوا
الدنانير والدراهم بأسمائهم وخطب لهم على المنابر وحاربوا الملوك السامانية
وكسروا جيوشهم وقتلوا أمراءهم اه. وفي فهرست ابن النديم عن ذكر
الزيدية قال: الداعي إلى الله الامام الناصر للحق الحسن بن علي بن
الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب ع
على مذاهب الزيدية اه. وقال الشريف العمري النسابة في كتاب
المجدي على ما حكاه صاحب رياض العلماء: الحسن بن علي بن الحسن بن
علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع يكنى أبا محمد
وهو الناصر الكبير الأطروش صاحب الديلم الشاعر الفقيه المصنف له
كتاب الألفاظ وهو لام ولد قال والدي محمد بن علي النسابة ورد بلاد
الديلم سنة ٢٩٠ أيام المكتفي فأقام بهرسم ثم خرج إلى طبرستان في جيش
عظيم فحارب صعلوك الساماني سنة ٣٠١ وملك طبرستان وتوفي سنة ٣٠٥
في شعبان اه. وفي تاريخ رويان لمولانا أولياء الله الآملي: الناصر الكبير
أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي أمير
المؤمنين كان سيدا كبيرا فاضلا متفننا في جميع العلوم وصاحب رأي
وتصانيف وكان مصاحبا للداعي الكبير الحسن بن زيد والداعي الصغير
أخيه محمد بن زيد اه. وفي روضات الجنات عن الرياض في باب الألقاب
انه كان في خدمة عماد الدولة أبي الحسن علي بن بويه الديلمي المشهور وقد
نقل انه لما استشهد الناصر الكبير هذا هرب هو إلى خراسان واجتمع اليه
جماعة كثيرة من الديلم سنة ٣٠٢ وخرج فصار ملكا وهو أول ملوك الديالمة
اه. وهذا أولا ليس له أثر في رياض العلماء ثانيا ان الناصر مات
حتف انفه ولم يستشهد وقد نسب صاحب الرياض من قال إنه استشهد إلى
الوهم كما مر ثالثا ان وفاته كانت سنة ٣٠٤ قبل التاريخ الذي ذكره
بسنتين ويوشك ان يكون هذا اشتباها بشخص آخر.
هو امامي لا زيدي
قد سمعت قول النجاشي انه كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا.
ولكن ابن الأثير قال كما مر انه كان زيدي المذهب ومر قول صاحب عمدة
الطالب هو امام الزيدية صاحب المقالة اليه ينتسب الناصرية من الزيدية.
وقال في ولده أبي الحسن علي الأديب ابن الناصر انه كان يذهب مذهب الإمامية
الاثني عشرية ويعاتب أباه بقصائد ومقطعات وكان يهجو الزيدية
ويضع لسانه حيث شاء في اعراض الناس اه. فهذا ربما يفهم منه ان أباه
كان زيديا وكذلك شعر ولده أبي الحسين احمد المتقدم قد يدل على ذلك
كقوله:
يا أيها الزيدية المهملة * امامكم ذو آية منزله
فهو صريح في أنهم كانوا يعتقدون في الإمامة ومشعر بأنه كان زيديا
ومر وصف ابن شهرآشوب له بأنه امام الزيدية. والأصح انه امامي اثنا
عشري لقول النجاشي المتقدم فان التصنيف أدل على المذهب من القول
باللسان وقول ابن الأثير كان زيدي المذهب الظاهر أنه مستند إلى ما عرف
من اعتقاد الزيدية فيه الإمامة ولكن النجاشي اعرف بمذهبه لأنه لا بد ان
يكون رأى كتبه المصنفة في الإمامة الدالة أقوى من كل شئ على أنه كان
اماميا وقيل إن بعضهم توهم من قول النجاشي انه كان يعتقد الإمامة انه
يعتقدها لنفسه وهو توهم فاسد وفي رياض العلماء: والناصر الكبير هذا من
عظماء علماء الإمامية وان كان الزيدية أيضا يعتقدونه ويدرجونه في جملة
أئمتهم وقد يظن أنه زيدي وليس كذلك اه. وفي هامش رجال الميرزا
الوسيط هذا هو الذي اتخذه بعض الزيدية اماما وهو المعروف عندهم بناصر

(١) الذي في النسخة زيد بدل علي وعمر الأشرف ليس له ولد اسمه زيد بل نسله منحصر في
علي كما نص عليه في عمدة الطالب فلذلك جعلنا مكان زيد علي. - المؤلف -
(١٨١)

الحق اه. وفي النقد: وكأنه اتخذه الزيدية اماما وهو المعروف بناصر الحق
اه. وفي الرياض: ألف بعض علماء الزيدية كتابا في فقههم وسماه كتاب
الإبانة في فقه الناصر للحق المترجم وهو كتاب معروف عندهم وعليه شروح
وتعليقات من علمائهم وقد رأيتها اه. ويظهر مما حكاه في الرياض عن
الشيخ البهائي في رسالته المعمولة لاثبات وجود صاحب الزمان ع
انه كان يظهر خلاف عقيدة الإمامية مداراة واستصلاحا لرعيته قال في تلك
الرسالة: اعلم أن المحققين من علمائنا قدس الله اسرارهم يعتقدون ان
ناصر الحق رضي الله عنه كان تابعا في دينه للإمام جعفر الصادق ع
كما يظهر من تأليفه وانه لما كان يدعو الفرق المختلفة في المذاهب إلى
نصرته اظهر بعض الأمور التي توجب ائتلاف القلوب خوفا من أن ينصرف
الناس عنه كما اظهر الجمع بين الغسل والمسح في الوضوء وكما جمع بين
قنوت الامامية والشافعية كما تضمنته كتبه وكما اظهر التوقف والتردد في تحليل
المتعة وتحريمها حيث قال في بعض كتبه ان النكاح قد يوجب الميراث وهو ما
كان بولي وشاهدين وقد لا يوجبه وهو نكاح المتعة وقد كان الصحابة في
عصر النبي ص يتمتعون ثم ادعى بعض الناس انه ع حرمه يوم
خيبر ولم تجمع الأمة على أنه حلال ولا على أنه حرام والنكاح الذي لم تجمع
الأمة على تحليله فانا لا أحبه ولا آمر به والتوقف عند اختلاف الأمة هو
الصواب هذا كلامه وقال في كتابه المسمى بالمسترشد ان الأرض بمن عليها
لا تخلو طرفة عين من حجة قائم لعباده ولا تخلو ما دامت السماوات
والأرض ونقل في كتابه حديث لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته اما ظاهر
مشهور أو خائف مغمور المروي عن علي ع وكذا نقله علماء
الزيدية عن علي ع ثم قال لا تتعجب يا أخي من أنه كيف لم يدع
الإمامة لنفسه والحال ان أصحابه يعتقدون انه هو امام زمانه فانا قد وجدنا
كثيرا من الاتباع يثبتون لمتبوعهم أمورا هو برئ ممن دعاها كما زعم قوم ان
أمير المؤمنين ع هو فاطر السماوات والأرض وكلما تبرأ ع
من ذلك وقال انا عبد لخالق السماوات والأرض لم يقبلوا ذلك
وأصروا على اعتقادهم حتى أحرقهم بالنار فإذا اعتقد جماعة من العقلاء
الالاهية في علي ع فلا يتعجب من اعتقاد جماعة من العقلاء
الإمامة في ناصر الحق انتهى كلام البهائي قال ثم إن كلام الناصر في
مواضع من كتابه الناصريات الذي هو مائة مسالة مر انه ٢٠٧ مسائل
أصولا وفروعا وقد هذبه سبطه السيد المرتضى في كتابه المعروف بالمسائل
الناصريات يدل على موافقته لمذهب الزيدية في الأصول والفروع ولذلك يرد
السيد المرتضى في تلك المواضع كلامه ويبين المذهب الحق فيه اه.
اخباره
في كتاب خاص الخاص للثعالبي كان الناصر العلوي الأطروش إذا
كاتمه انسان فلم يسمعه يقول يا هذا زد في صوتك فان باذني بعض ما
بروحك اه. وفي تاريخ طبرستان الذي نقلنا عنه في المسودة وفي تاريخ
رويان لأولياء الله الآملي فتارة يكون اللفظ للأول وتارة للثاني وأخرى لهما ما
تعريبه: انه بعد قتل محمد بن زيد الداعي الصغير ومجئ إسماعيل بن أحمد
الساماني إلى طبرستان ذهب الناصر الكبير إلى ديلمان وطلب من
جستان بن وهسوذان الذي كان مرزبان الديلم المدد للطلب بثار الداعي
الصغير محمد بن زيد وجاء إلى كيلان ودعا أهل كيلان والديلمان إلى
نصرته فبايعه منهم خلق كثير ورجعوا عن المجوسية بيمن أنفاسه إلى الدين
المحمدي قيل بايعه منهم ألف ألف رجل وخرج في سنة ٢٨٧ في جمع كثير
إلى آمل والتقى بأحمد بن إسماعيل الساماني بموضع يقال له فلاس على
نصف فرسخ من آمل فانهزم الناصر وقتل جمع كثير من الديلم منهم كاكي
سلطان كيلان وفيروز أو فيروزان أمير ديلمان واستقرت طبرستان في ملك
السامانيين إلى أن هرب محمد بن هارون من إسماعيل بن أحمد والتجأ إلى
الناصر فعاد الناصر إلى حرب طبرستان وارسل إسماعيل عسكرا بقيادة
اصفهبد شهريار بن بادوسيان وملك الجبال اصفهبد شهروين أو شروين بن
رستم باوند وابن أخيه برويز صاحب لارجان والتقوا بتمنكا واستمرت
الحرب أربعين يوما وليلة وانتهى بظفر الناصر وهزيمة السامانيين فذهبوا إلى
مطير وبعد ما أقام الناصر عدة أيام أو عدة شهور في طبرستان عاد إلى كيلان
وكان السامانيون في كل سنة أو أقل أو أكثر يرسلون نوابهم واتباعهم وكانوا
مستولين على طبرستان وكان الاصفهبدات موافقين لهم إلى هذا الحين فخرج
جماعة من الرؤساء في المراكب إلى طبرستان وخربوا فيها واستأصلوا آل
سامان بالكلية وكان الناصر في مدة اربع عشرة سنة مشغولا في كيلان
بتحصيل العلوم وله شعر جيد في مراثي الداعي وغيره إلى أن عين محمد بن
صعلوك أميرا من قبل السامانيين على آمل ورويان فذهب أهالي فجم ومزر مع
تمام الديلم والجيل إلى الناصر ورغبوه في استخلاص طبرستان من أيدي
السامانية فتوجه الناصر إلى طبرستان وارسل ابنه أبا الحسين احمد إلى رويان
مقدمة له ليطرد عامل السامانيين عنها وكان اسمه مسيهم وذهب الناصر إلى
كلار فبايعه اصفهبد كلار وذهب من هناك إلى قرية كورشيد أو كوره
شيرد وفي الغد سار إلى شالوس وارسل ابن عمه السيد حسن بن قاسم
مقدمة له ليستخلص شالوس فجاء محمد بن صعلوك مع خمسة عشر ألف
مقاتل إلى بورود وهو نهر وهناك وقع المصاف بينه وبين السيد حسن بن
قاسم وكان السيد حسن شجاعا فهزم ابن صعلوك وواقعة بورود مشهورة
قتل فيها خلق كثير فيقال ان دم القتلى وصل إلى النهر حتى اتصل بالبحر وفي
الغد ذهب إلى شالوس وهدم سورها حتى سواه بالأرض وبعد يومين جاء
الناصر إلى آمل ونزل في دار الحسن بن زيد وسار في الناس بالعدل
والإنصاف وعفا عن المسيئين اه. وابن الأثير في تاريخه قال إن هرب محمد بن
هارون المتقدم اليه الإشارة كان سنة ٢٨٩ فقال في حوادث تلك السنة فيها
كانت وقعة بين إسماعيل بن أحمد وبين محمد بن هارون بالري فانهزم محمد
ولحق بالديلم مستجيرا بهم ودخل إسماعيل الري
اه. وقال المسعودي في مروج الذهب: ظهر ببلاد
طبرستان والديلم الأطروش وهو الحسن بن علي واخرج عنها المسودة وذلك
في سنة ٣٠١ وقد قيل إن دخول الأطروش إلى طبرستان كان في أول يوم
من المحرم سنة ٣٠١ وقال في موضع آخر ظهر ببلاد طبرستان والديلم
الأطروش سنة ٣٠١ وهو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أبي طالب
واخرج عنها المسودة الخ ما ذكره والأطروش ليس في أجداده من اسمه محمد
فاما ان يكون من سهو القلم أو من غلط النسخة المطبوعة وقال في موضع
آخر ان أسفار بن شيرويه سار إلى الديلم وملك الحصن الذي في وسط
قزوين وهو الحصن الذي كان للمدينة أولا في نهاية المنعة مما كانت الفرس
جعلته ثغرا بإزاء الديلم وشحنته بالرجال لان الديلم والجيل منذ كانوا لم
ينقادوا إلى ملة ولا استحبوا شرعا ثم جاء الاسلام وفتح الله على المسلمين
البلاد فجعلت قزوين للديلم ثغرا هي وغيرها مما أطاف ببلاد الديلم والجيل
وقصدها المطوعة والغزاة فرابطوا وغزوا ونفروا منها إلى أن كان من امر
(١٨٢)

الحسن بن علي العلوي الداعي والأطروش واسلام من ذكرنا من ملوك
الجيل والديلم على يديه والآن فقد فسدت مذاهبهم وتغيرت آراؤهم وألحد
أكثرهم وقد كان قبل ذلك جماعة من ملوك الديلم ورؤسائهم يدخلون في
الاسلام وينصرون من ظهر ببلاد طبرستان من آل أبي طالب مثل الحسن بن
محمد بن زيد الحسيني اه‍. وفي صلة عريب بن سعد القرطبي لتاريخ
الطبري في حوادث سنة ٣٠١ في هذه السنة بعد قتل أحمد بن إسماعيل ورد
الخبر بان رجلا طالبيا حسينيا خرج بطبرستان يدعو إلى نفسه يعرف
بالأطروش اه‍. وقال ابن الأثير في تاريخه في حوادث سنة ٣٠١ في هذه
السنة ورد على الأمير أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني صاحب خراسان
وما وراء النهر كتاب نائبه بطبرستان وهو أبو العباس صعلوك وكان يليها بعد
وفاة نوح يخبره بظهور الحسن بن علي العلوي الأطروش بها وتغلبه عليها
وانه اخرجه عنها فغم ذلك احمد وقتل احمد تلك الليلة قتله غلمانه ولكن
سيأتي عن تاريخي طبرستان ورويان انه لما بلغه ظهور الناصر تجهز لحربه بأربعين ألف
مقاتل فقتله غلمانه في الطريق وتفرق جمعه وقال في حوادث هذه السنة
أيضا: فيها استولى الحسن بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب على طبرستان وكان يلقب بالناصر وكان سبب ظهوره ان الأمير
أحمد بن إسماعيل استعمل على طبرستان أبا العباس عبد الله بن محمد بن
نوح فأحسن فيهم السيرة وعدل فيهم وأكرم من بها من العلويين وبالغ في
الاحسان إليهم وراسل رؤساء الديلم وهاداهم واستمالهم وكان الحسن بن
علي الأطروش قد دخل الديلم بعد قتل محمد بن زيد واقام بينهم نحو ثلاث
عشرة سنة يدعوهم إلى الاسلام ويقتصر منهم على العشر ويدافع عنهم ابن
جستان ملكهم فاسلم منهم خلق كثير واجتمعوا عليه وبنى في بلادهم
مساجد وكان للمسلمين بإزائهم ثغور مثل قزوين وسالوس وغيرهما وكان
بمدينة سالوس حصن منيع قديم فهدمه الأطروش حين
اسلم الديلم والجيل ثم إنه جعل يدعوهم إلى الخروج معه
إلى طبرستان فلا يجيبونه إلى ذلك لاحسان ابن نوح
إليهم فاتفق ان الأمير احمد عزل ابن نوح عن طبرستان وولاها سلاما فلم
يحسن سياسة أهلها وهاج عليه الديلم فقاتلهم وهزمهم واستقال من ولايتها
فعزله الأمير احمد وأعاد إليها ابن نوح فصلحت البلاد معه ثم إنه مات بها
واستعمل عليها أبو العباس محمد بن إبراهيم صعلوك فغير رسوم ابن نوح
وأساء السيرة وقطع عن رؤساء الديلم ما كان يهديه إليهم ابن نوح فانتهز
الحسن بن علي الفرصة وهيج الديلم عليه ودعاهم إلى الخروج معه فأجابوه
وخرجوا معه وقصدهم صعلوك على شاطئ البحر على يوم من سالوس
فانهزم صعلوك وقتل من أصحابه نحو أربعة آلاف رجل وحصر الأطروش
الباقين ثم امنهم على أنفسهم وأموالهم وأهليهم فخرجوا اليه فأمنهم وعاد
عنهم إلى آمل وانتهى إليهم الحسن بن القاسم الداعي العلوي وكان ختن
الأطروش فقتلهم عن آخرهم لأنه لم يكن امنهم ولا عاهدهم واستولى
الأطروش على طبرستان وخرج صعلوك إلى الري وذلك سنة ٣٠١ ثم سار
منها إلى بغداد وكان الأطروش قد اسلم على يده من الديلم الذين هم وراء
اسفيد رود إلى ناحية آمل وهم يذهبون مذهب الشيعة اه‍. وفي تجارب
الأمم في حوادث سنة ٣٠٢ فيها خرج الحسن بن علي العلوي وتغلب على
طبرستان ولقب الداعي فوجه اليه أخو صعلوك جيشا فلم يثبتوا له وانصرفوا
فعاد العلوي إليها اه‍. وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٣٠٢ فيها
تنحى الحسن بن علي الأطروش العلوي بعد غلبته على
طبرستان عن آمل بعد غلبته عليه وسار إلى سالوس فأقام بها
ووجه اليه صعلوك صاحب الري جيشا من الري فلقيهم الحسن وهزمهم
وعاد إلى آمل وقال الطبري إلى سالوس اه‍. فصاحب التجارب جعل
خروجه واستيلاءه على طبرستان سنة ٣٠٢ والصواب انه سنة ٣٠١ كما ذكره
الطبري وابن الأثير وجعل الذي وجه الجيش أخا صعلوك والصواب انه
صعلوك نفسه ويمكن ان يكون وجه الجيش مع أخيه وصاحب تاريخ
طبرستان سمى الحصن شالوس بالشين الفارسية التي تكتب بصورة الجيم
وتحتها ثلاث نقط وابن الأثير سماه سالوس بالسين المهملة ولعله كان
شالوس بالشين المعجمة فأبدله الناسخ وصاحب تاريخ طبرستان اعرف
بذلك وفي تاريخي طبرستان ورويان وقال الأخطل الشاعر يمدح
الحسن بن قاسم الذي يقال له الداعي الصغير الحسني ويذكر محاربة بورود
وترتيبه العساكر بأبيات ذكرت في ترجمته قالا فلما استقام امر الناصر الكبير
بامل رفع عبد الله بن الحسن العقيقي الاعلام البيضاء بساري. والتحق
بالناصر في آمل خلق كثير من أهل الدعوة فاستظهر الناصر كثيرا واقبل عليه
الكيل الجيل والديلم فخاف جستان بن وهسودان الذي كان حاكم
ديلمان وتمرد وبعد محاربات تصالح مع الناصر واسلم وانضم إلى الناصر
فقال الناصر في ذلك:
وجستان اعطى مواثيقه * وايمانه طائعا في الحفل
اتاني لامل بالديلمي * حروبا كبدر ويوم الجمل
وليس يظن به في الأمور * غير الوفاء بما قد بذل
فلما وصل خبر الناصر إلى بخارى خرج سلطانها أحمد بن إسماعيل
بأربعين ألف مقاتل قاصدا طبرستان فكان من قضاء الله ان قتله أحد
غلمانه في الطريق وتفرق جمعه وإذا أراد الله امرا هيا أسبابه فلو لم يقتل
الساماني غلمانه في الطريق ووصل إلى الناصر بأربعين ألف مقاتل لما كان
الناصر ليقوم لهم ولو لم يستعمل صعلوكا لما تمكن الناصر من بث دعوته
ولكن إذا أراد الله امرا هيا أسبابه ولما وصل الخبر إلى طبرستان إلى الناصر
استقر بامل وصالحه اصفهبد شروين أو شهروين ملك الجبال وأعطى
الناصر احكام السلطنة والأمر والنهي إلى ابن عمه السيد حسن بن قاسم
ورجحه على أولاده الصلبية وكان الناس يميلون إلى حسن بن القاسم أكثر
فإنه كان بغاية العفة وحسن السيرة وكان للناصر ولد اسمه أبو الحسين احمد
له ذكر في الشجاعة وكان امامي المذهب ومن جهة تقديم الناصر للحسن بن
قاسم وعدم التفاته إلى ولده قال ولده أبو الحسين احمد المذكور هذه الأبيات
في حق أبيه الناصر الكبير:
أيا عجبي من قرب أسباب مبعدي * وكثرة أعدائي وقلة مسعدي
إلى نهاية ٢٠ بيتا مرت في ترجمة احمد المذكور الثانية ج ١٣ ونسبا أيضا
إلى أبي الحسين أحمد بن الناصر الأبيات الخمسة اللامية الآتية في ترجمة أبي
الحسين علي بن الناصر الكبير. والصواب ان كلا من الأبيات الدالية
واللامية هي لأبي الحسن علي بن الناصر وانه هو الذي غضب من توليته
ولذلك سبب ذكر في ترجمة علي بن الحسن الناصر المذكور وان احمد لم
يغضب من تولية الحسن بن القاسم بل وافق أباه عليها وان المقطوعتين ليستا
له وسيأتي في ترجمة علي مزيد شرح لذلك انش.

(١) يأتي في ترجمة الحسن بن القاسم احتمال ان يكون هذا الشاعر شبه بالأخطل الشاعر الذي
كان في عصر الأمويين. - المؤلف -
(١٨٣)

قبح فعل الحسن بن القاسم مع الناصر وعفو الناصر عنه.
في تاريخ طبرستان قال الناصر للحسن بن قاسم يلزم ان تذهب إلى
كيلان وديلمان وتلين قلوب أهل تلك البلاد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
فلما توجه حسن بن القاسم إلى جهة كيلان ورويان وديلمان لم يفكر في أن
الناصر فعل معه ما لم يفعله مع أولاده وحمله الحرص في الدنيا على أن توطأ
مع رؤساء الديلم وأهل رويان وتلك النواحي فبايعوه وشرطوا عليه ان
يقبض على الناصر وبعد مدة رجع الحسن بن قاسم إلى آمل وجاء إلى
الناصر فتوهم الناصر منه وعلم أن الشيطان اخرجه عن الطريق فجلس
الناصر مع أصحابه وأراد ان يذهب إلى بايدشت فتبعه الحسن بن القاسم
وقبض عليه وكتفه وأرسله إلى قلعة لاريجان وذهب عسكره إلى دار الناصر
ونهبوا جميع أمواله واخرج أهله وعياله فعاب الناس ذلك على الحسن بن
قاسم ولما سمع ليلى بن النعمان الذي كان نائب الناصر في ساري بهذا الخبر
ذهب سريعا إلى آمل ودخل على الحسن بن القاسم ولامه كثيرا واخذ منه
خاتمه قهرا وذهب إلى قلعة لاريجان وارسل الخاتم علامة بتخليص الناصر
فأخرجوه من القلعة واتوا به ولما وصل الخبر إلى الحسن بن القاسم ركب
وجاء إلى قرية سيلة التي تبعد ثلاثة فراسخ عن آمل فجاء أهل آمل وراءه
وقالوا له ان كرم الناصر فوق هذا فلا بد ان يعفو عنك فرجع الحسن بن
قاسم فذهب إلى الناصر فعفا عنه وأذن له ان يذهب إلى كيلان وبعد مدة
طلب أبو الحسين أحمد بن الناصر صاحب الجيش من أبيه ان يعفو عن
الحسن وتشفع فيه فارجع الحسن من كيلان وزوجه الناصر ابنته وولاه على
كركان وارسل معه ابنه أبا القاسم جعفر بن الناصر فكانا في كركان إلى أن
جاء الترك مع ابنه ولما كان أبو القاسم جعفر بينه وبين الحسن بن القاسم
منافرة ترك الحسن وخرج وجاء إلى أبيه فقال له الحسن مخالف لك وكلما
يقوله في قلبه خلافه فلما فارق جعفر الحسن لم يستطع الحسن مقاومة الأتراك
فترك كركان وذهب إلى قلعة كجين وبقي فيها كل فصل الشتاء وحاصره
الترك فلما صعب الامر عليه خرج وحمل على الترك وخرج من بينهم وجاء
إلى آمل إلى عند الناصر في ذلك الوقت قد ترك الحكم واشتغل بالطاعة وبنى
مدرسة في آمل عند الموضع الذي هو الآن مشهده وكانت عامرة مدة أربعين
سنة وسكن هناك وعامل الناس على موجب الشرع وجاءه الناس من جميع
الأطراف لأجل استفادة العلوم وكانوا يستفيدون منه في علم الفقه والحديث
والشعر والأدب حتى توفي سنة ٣٠٤ اه‍. قال ابن الأثير وبقيت طبرستان
في أيدي العلوية إلى أن قتل الداعي وهو الحسن بن القاسم سنة ٣١٦.
أولاده
في عمدة الطالب اعقب من خمسة رجال ١ زيد ٢ أبو علي
محمد المرتضى ٣ أبو القاسم جعفر ناصرك ٤ أبو الحسن علي الأديب
المحدث ٥ أبو الحسين احمد صاحب جيش أبيه اه‍. وفي الرياض عن
كتاب المجدي ان الناصر له عشرة أولاد خمس بنات هن ميمونة ومباركة
وزينب وأم محمد وأم الحسن وخمسة ذكور وهم زيد لم يعقب وأبو علي محمد
وأبو القاسم جعفر وأبو الحسن علي المحدث وأبو الحسين احمد وقال ابن
الأثير كان له من الأولاد الحسن وأبو القاسم والحسين اه‍. ولكن الناصر
ليس في أولاده من اسمه الحسن ولا الحسين وانما أولاده أبو القاسم جعفر
الملقب ناصرك وأبو الحسن علي وأبو الحسين احمد كما ذكره النسابون في
عمدة الطالب والمجدي وغيرهما فكأنه وقع خطا منه أو من النساخ فأبدل أبو
الحسن علي بالحسن وأبو الحسين احمد بالحسين ويأتي في ترجمة ابنه أبي
الحسن علي بن الناصر لذلك مزيد شرح وبيان فراجع.
مشايخه وتلاميذه
لم يتيسر لنا العثور على اسم أحد من مشايخه ولا على أسماء كثير من
تلاميذه وإذا كان من المؤلفين كما ستعرف والمدرسين فلا بد ان يكون له مشايخ
وتلاميذ كثيرون. وفي الرياض في المجلد الخامس في الألقاب الناصر للحق
يروي عنه أبو المفضل الشيباني كما يظهر من بشارة المصطفى لمحمد بن أبي
القاسم الطبري اه‍. ومر ان الصدوق يروي عنه وانه في آخر عمره ترك
الحكم وبنى مدرسة وصار يدرس في علمي الفقه والحديث.
مؤلفاته
قال النجاشي كان يعتقد الإمامة وصنف فيها كتبا منها ١ كتاب في
الإمامة صغير ٢ كتاب الطلاق ٣ كتاب في الإمامة كبير ٤ فدك
والخمس ٥ الشهداء وفضل أهل الفضل منهم ٦ فصاحة أبي طالب
٧ معاذير بني هاشم فيما نقم عليهم ٨ انساب الأئمة ومواليدهم إلى
صاحب الامر ع اه‍. وقال ابن النديم في الفهرست له من
الكتب ٩ كتاب الطهارة ١٠ الأذان والإقامة ١١ الصلاة
١٢ أصول الزكاة ١٣ الصيام ١٤ المناسك ١٥ السير ١٦
الأيمان والنذور ١٧ الرهن ١٨ بيع أمهات الأولاد ١٩ القسامة
٢٠ الشفعة ٢١ الغصب ٢٢ الحدود اه‍. ثم قال هذا ما رأيناه
من كتبه وزعم بعض الزيدية ان له نحوا من مائة كتاب ولم نرها اه‍. وقد
عرفت ان من مؤلفاته ٢٣ كتاب المسترشد قال ولعله بعينه كتاب الإمامة
الصغير أو الكبير أو هو غيرهما اه‍. والمسترشد ذكره الشيخ البهائي كما مر
٢٥ كتاب الألفاظ حكاه في الرياض عن المجدي ولم يذكره المعاصر في
مؤلفات الشيعة ٢٦ الظلامة الفاطمية ذكره ابن شهرآشوب في المعالم كما
مر ٢٧ تفسير القرآن ذكره في الرياض وقال رأيت في بعض تفاسير
الزيدية فوائد كثيرة منقولة عنه ٢٨ الأمالي ذكره المعاصر في مصنفات
الشيعة وحكى عن الحميد الشهيد في الحدائق الوردية أنه قال إنه في الاخبار
وفيه كثير من فضائل العترة ٢٩ أصول الدين ذكره صاحب الرياض
ولعل المراد به كتابه في الإمامة. وفي الذريعة ينقل عنه أبو الفضل بن شهر
دروير في تفسيره كثيرا وفي الحدائق الوردية انه احتج في تفسيره بألف بيت
من الشعر.
أشعاره
في الرياض عن كتاب المجدي أنشدني الشريف أبو القاسم الحسيني
المسن بالبصرة رحمه الله للناصر الأطروش:
لهفان جم بلابل الصدر * بين الرياض فساحل البحر
يدعو العباد لرشدهم وهم * ضربوا على الآذان بالوقر
فخشيت ان القى الاله وما * أبليت في أعدائه عذري
في فتية باعوا نفوسهم * لله بالباقي من الاجر
ناطوا أمورهم برأي فتى * مقدامة ذي مرة شزر
(١٨٤)

٤٢٦: أبو منصور الحسن نقيب الحائر بن علي بن الحسن بن محمد المعمر بن أحمد
الزائد بن علي بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله
الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
في عمدة الطالب انه كان نقيب الحائر.
٤٢٧: جلال الدين الحسن بن علي الحسن بن محمد الحسيني.
كان يسكن جزيرة مالك وله بها عقب وله صنف صاحب عمدة
الطالب كتابه المذكور فقال في خطبته ما لفظه: التمس مني أعز الناس علي
وأكرمهم لدي وهو المولى الأعظم والماجد الأكرم مرتضى ممالك الاسلام
مبين مناهج الحلال والحرام ناظم درر المواهب في سلوك الرغائب ومقلد
جيد الوجود بوشائج المناقب ملاذ قروم آل بني طالب في المشارق والمغارب
مفيض لجج الحقائق بجواهر المطالب على الأباعد والأقارب الغني عن
الاطناب في الألقاب بكمال النفس وعلو الجناب:
تجاوز قدر المدح حتى كأنه * بأحسن ما يثنى عليه يعاب
المؤيد بكواكب العز والتمكين نور الحقيقة والطريقة والدين جلال
الدين الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن علي
ابن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد
المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي زين
العابدين المعصوم بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه زيدت
فضائله وإفضاله إلى أن قال ثم أهديته إلى الحضرة العلية علما مني بأنه نعم
الهدية فما أجود ذلك المجلس الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب وما أجدر هناك
المحل المنيف بان يحقق لديه الانتساب.
٤٢٨: جلال الدين أبو محمد الحسن بن أبي تغلب عميد الدين علي بن أبي عبد الله
الحسن بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي بن أبي تغلب علي بن الحسن
السوراوي بن محمد الحسن بن الفارس بن يحيى بن الحسين النسابة بن
أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زين الشهيد بن علي بن أبي
طالب ع.
وصفه في عمدة الطالب بالنقيب النسابة الفاضل الزاهد وقال كان ذا
كرم وشجاعة اه‍.
٤٢٩: الشيخ حسن بن علي بن حسن المعروف بابن النجار
ذكره صاحب رياض العلماء في موضعين وقال فاضل عالم فقيه وهو
من المعاصرين للمقداد السيوري ونظرائه وأظن أنه صاحب الحواشي
التجارية على قواعد العلامة في الفقه ولكن تنسب تلك الحاشية إلى الشهيد
فلاحظ اه‍. ولكنه جزم في موضع آخر بان الحواشي التجارية على القواعد
ليست للمترجم بل هي للشيخ جمال الدين أحمد بن النجار قال وقد رأيت
بخط ابن النجار المذكور المترجم نسخة من كتاب تحرير العلامة وكان تاريخ
الفراع من كتابتها ٢٥ ربيع الآخر سنة ٨٣٣ وقد قرأها على بعض أفاضل
السادات أيضا قال وقد يطلق ابن النجار على جمال الدين أحمد بن النجار
تلميذ الشهيد اه‍. أقول: صاحب الحواشي النجارية على القواعد هو
الشيخ جمال الدين احمد المذكور كما مر في ترجمته لا صاحب الترجمة ووجه
نسبتها إلى الشهيد انها من تقريراته وابن النجار صاحب الحواشي كان قبل
الثمانمائة.
٤٣٠: الشيخ حسن بن علي بن الحسن بن يونس بن يوسف بن محمد بن ظهير
الدين بن زين الدين بن الحسام الظهيري العاملي العينائي.
في أمل الآمل كان فاضلا عالما معاصرا سكن النجف ثم مات
في أصفهان اه‍.
٤٣١: أبو محمد بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني ابن زيد بن أبي الحسين
علي الملقب طلحة ابن الأمير محمد بن عبد الله الشهيد بن الحسن الأفطس ابن علي
الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان خليفة أبي عبد الله ابن الداعي على النقابة وكان
له أحد وعشرون ولد كل منهم اسمه علي لا يفرق بينهم الا بالكنى أعقب
منهم ثمانية بنين ويعرف بنو الحسن هذا ببني المدائني كانوا بالوقوف بالوقف
وبقيتهم الآن بالحلة وسوراء وسافر منهم حافظ الدين أحمد بن
جلال الدين عبد الله المدائني إلى الهند فغرق في البحر وله أولاد بمدينة تانا
من بلاد الهند من أم ولد اه‍. وذكره السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين
الحسيني النجفي في المشجر الكشاف لأصول الاشراف المطبوع بمصر بنحو
ذلك ولكنه كناه بأبي نصر ولقبه بعز الشرف وقال كان خليفة أبي عبد الله
الداعي.
٤٣٢: الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني الحلبي.
طبقته
هو من أهل المائة الرابعة معاصر للصدوق الذي توفي سنة ٣٨١
ويروي عن أبي علي محمد بن همام المتوفى سنة ٣٣٦.
أقوال العلماء فيه
هو فقيه محدث جليل القدر من متقدمي أصحابنا. وفي رياض
العلماء: الفاضل العالم الفقيه المحدث المعروف صاحب كتاب تحف العقول
، وقد اعتمد على كتابه التمحيص الأستاذ أيده الله في البحار والمولى
الفاضل القاساني في الوافي وقال الشيخ إبراهيم القطيفي في آخر كتاب
الوافية في الفرقة الناجية على ما حكاه القاضي نور الله في مجالس المؤمنين في
ترجمة أبي بكر الحضرمي الحديث الأول ما رواه الشيخ الفاضل العالم الفقيه
أبو محمد الحسن بن علي بن شعبة الحراني في الكتاب المسمى بالتمحيص عن
أمير المؤمنين ع الحديث وفي أمل الآمل أبو الحسن بن علي بن
شعبة فاضل محدث جليل له كتاب تحف العقول عن آل الرسول حسن كثير
الفوائد مشهور وكتاب التمحيص ذكره صاحب مجالس المؤمنين اه‍ وفي
الرياض الذي ذكره الشيخ إبراهيم القطيفي في كتاب الوافية وصاحب
المجالس ناقل عنه. قال وقال الأستاذ المجلسي في البحار: كتاب تحف
العقول عن آل الرسول تأليف الشيخ أبي محمد الحسن بن علي بن شعبة
وقال في الفصل الثاني من أول البحار أيضا وكتاب تحف العقول عثرنا منه
على كتاب عتيق ونقله دل على رفعة شان مؤلفه وأكثره في المواعظ والأصول
المعلومة التي لا تحتاج فيها إلى سند اه‍ وعن الشيخ علي بن الحسين بن
صادق البحراني في رسالته في الاخلاق أنه قال ما لفظه ويعجبني ان انقل في
هذا الباب حديثا عجيبا وافيا شافيا عثرت عليه في كتاب تحف العقول
(١٨٥)

للفاضل النبيل الحسن بن علي بن شعبة من قدماء أصحابنا حتى أن شيخنا
المفيد ينقل عنه كتاب لم يسمح الدهر بمثله الخ وقد علم من ذلك تقدمه
على المفيد وفي الذريعة هو يروي عن أبي علي محمد بن همام كما في أول كتابه
التمحيص حتى أن روايته عن ابن همام في أول التمحيص صارت منشا
تخيل بعض نسبة التمحيص إلى ابن همام مع أنه لصاحب تحف العقول وهو
من مشايخ الشيخ المفيد لقول ابن صادق البحراني المتقدم ان شيخنا المفيد
ينقل عنه اه‍ وفيه ان نقل المفيد عنه لا يدل على أنه من مشايخه كما لا يخفى
وانما يدل على تقدمه على المفيد كما مر.
تحف العقول
هو كتاب نفيس جامع مشهور مطبوع جمع فيه المترجم قسما وافيا من
المواعظ والحكم والآداب المأثورة عن النبي والأئمة الطاهرين ص ولم يذكر
شيئا من مواعظ صاحب الزمان ع لأنه لم يصل اليه منها قال في
خطبته انه جمع فيه من الفوائد البارعة والأخبار الرائعة ثم قال واتبعها بأربع
وصايا شاكلت الكتاب ووافقت معناه وأسقطت الأسانيد تخفيفا وايجازا وان
كان أكثره سماعا ولأن أكثره آداب وحكم تشهد لانفسها وهذه المعاني أكثر
من أن يحصيها حصر وأوسع من أن يقع عليها حظر اه‍ والأربع الوصايا
التي أشار إليها هي هذه ١ مناجاة موسى ع ٢ مناجاة
عيسى ع ٣ مواعظ المسيح ع في الإنجيل ٤ وصية المفضل بن عمر لجماعة الشيعة.
التمحيص
في روضات الجنات انه مختصر في ذكر اخبار ابتلاء المؤمن اه‍ وهو له
بلا ريب كما صرح به القطيفي في الوافية وصاحب الرياض كما مر والكفعمي في مجموع الغرائب ونقل عنه كثيرا وغيرهم ولم نجد من توقف في
ذلك قبل صاحب البحار ففي الرياض يظهر من كتاب البحار ان كتاب
التمحيص من مؤلفات غيره قال أيده الله: وكتاب التمحيص لبعض
قدمائنا ويظهر من القرائن الجلية انه من مؤلفات الشيخ الثقة الجليل أبي
علي محمد بن همام وقال في الفصل الثاني من أول البحار وكتاب التمحيص
متانته تدل على فضل مؤلفه وان كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله
وثقته مشهوران اه‍ ثم قال قوله ان كتاب التمحيص من مؤلفات غيره هو
عندي محل تأمل لأن الشيخ إبراهيم أقرب واعرف مع أن عدم ذكر كتاب
التمحيص في مؤلفات محمد بن همام في كتاب الرجال مع قرب عهدهم منه
يدل على أنه ليس له اه‍. أقول لم يذكر النجاشي ولا غيره من
الرجاليين التمحيص في مؤلفات محمد بن همام ولو كان له لما خفي عليهم
ولذكروه في مؤلفاته ومر عن الذريعة ان روايته عن ابن همام في أول
التمحيص صارت منشا لتوهم ان التمحيص لابن همام لا له وذلك لأنه قال
في أول كتاب التمحيص باب سرعة البلاء إلى المؤمن. حدثنا أبو علي
محمد بن همام الخ فظن من ذلك ان كتاب التمحيص لابن همام خصوصا
ان عادة المتقدمين ذكر المؤلف في أول سند أول حديث لكن هذا اجتهاد في
مقابل نص الثقات على أن التمحيص لابن شعبة فلا ينبغي التأمل في
ذلك.
٤٣٣: الشيخ حسن ابن الشيخ حسين بن عبد العالي الكركي.
كان حيا سنة ٩٧٢.
الكركي نسبة إلى كرح نوح وصاحب الرياض لبعده عن هذه
البلاد ظن أنه نسبة إلى كرك الشوبك.
والمترجم هو ولد المحقق الكركي الشهير وأبوه وان اشتهر بالشيخ
علي بن عبد العالي الا ان ذلك من باب النسبة إلى الجد والا فهو علي بن
حسين بن عبد العالي في الرياض فاضل عالم فقيه متكلم عظيم الشأن وهو
ابن الشيخ علي الكركي المشهور وخال السيد الداماد وكان من علماء دولة
الشاه طهماسب الصفوي ولم أجده في أمل الآمل وهو غريب لأنه مع شهرة
اسمه قد أورده نفسه اي صاحب أمل الآمل في الرسالة الاثني عشرية في
الرد على الصوفية ونسب اليه كتاب المقال في كفر أهل الضلال وينقل عنه
قال وتوهم كونه سبط الشيخ علي الكركي المشهور صاحب رسالة اللمعة في
الجمعة وغيرها باطل.
مؤلفاته
في الرياض له من المؤلفات ١ كتاب عمدة المقال في كفر أهل
الضلال يعني المتوصفة المتصوفة ألفه باسم الشاه طهماسب الصفوي وفرغ
من تأليفه في مشهد الرضا ع سنة ٩٧٢ ٢ كتاب في مناقب أهل البيت
ع ومثالب أعدائهم ذكره في كتاب عمدة المقال ٣
رسالة المنهاج القويم في التسليم في الصلاة ألفها في مشهد الرضا ع
سنة ٩٦٤ اه‍. ما في الرياض ٤ البلغة في اشتراط إذن السلطان
في شرعية صلاة الجمعة قال من رآها انها حسنة تدل على طول باعه وفهمه
فرع منها في أول شعبان سنة ٩٦٦ وكون من يفتي بهذا كذلك محل نظر
٥ شرح الارشاد على احتمال ففي الرياض نسب السيد الداماد في
حواشي شارع النجاة إلى خاله شرح الارشاد وينقل عنه بعض الفتاوى
فيمكن ان يريد به المترجم ويمكن ان يريد أخاه الشيخ عبد العالي ابن
الشيخ علي الذي له اللمعة في عدم عينية الجمعة.
٤٣٤: السيد ضياء الدين الحسن بن علي بن الحسين بن علوية الوراميني.
نسبة إلى ورامين بواو مفتوحة وراء مخففة وميم مكسورة ومثناة تحتية
ساكنة ونون بلدة من بلاد الري بينها وبين طهران منزل واحد.
قال منتجب الدين بن بابويه في الفهرست عالم واعظ صالح اه‍.
٤٣٥: الشيخ حسن علي ابن الشيخ حسين علي الهمذاني الحائري.
توفي بكربلاء سنة ١٣٢٧.
عالم فاضل له كتاب مشكاة الولاية مطبوع وله أنيس المحبين في نظم
جملة من غزوات أمير المؤمنين ع بالفارسية
٤٣٦: جلال الدين أبو محمد الحسن بن عميد الدين علي بن جلال الدين
الحسين بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي بن مجد الشرف أبي نصر
أحمد بن أبي الفضل علي بن أبي تغلب علي بن أبي محمد الحسن الأصم بن
الحسن الفارس النقيب بالكوفة بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر
الأشرف بن علي بن الحسين بن أبي طالب ع
وصفه صاحب بحر الأنساب السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين
علي الحسيني النجفي النسابة بالنقيب الزاهد الكريم.
٤٣٧: الشيخ حسن ابن الشيخ علي ابن الحاج حسين آل مروة العاملي.
توفي سنة ١٢٨٥ في حداثا من جبل عامل.
(١٨٦)

كان عالما فاضلا كاملا ورعا تقيا بارا زاهدا عابدا قرأ أولا على والده
مع جماعة فضلاء منهم الشيخ محمد علي بن يوسف آل عز الدين والشيخ
علي والشيخ حسن أولاد الشيخ محمد السبيتي ثم ارتحل معهم إلى جبع فقرأ
على الفقيه الامام الشيخ عبد الله آل نعمة وكان الشيخ عبد الله يثني عليه
كثيرا ويقول الشيخ حسن كالفضة المصفاة تخلف بعدة أولاد كلهم فضلاء
وهم الشيخ موسى والشيخ جعفر والشيخ محمد حسن. ووجد له في
مجموعة رأيتها عند ولده الشيخ محمد حسن تشطير هذه الأبيات:
أرى حمرا ترعى وتأكل ما تهوى * كان لها في ملكها جنة المأوى
وكلبا صفا من بارد الماء شربه * وأسدا ضواري تطلب الماء ما تروى
وأشراف قوم ما ينالون قوتهم * وقد بلغوا من ضرهم غاية البلوى
وسادات قوم ملكوا لعبيدهم * وانذال قوم تأكل المن والسلوى
ولم يبلغوا هذا بحد سيوفهم * ولا اقتحموا من دونه غارة شعوا
ولا ورثوه من بقايا جدودهم * ولكن قضاه عالم السر والنجوى
لحا الله دهرا صيرتني صروفه * أعاشر أوغادا كأني لهم اهوى
وقد صرت في هذا الزمان مواريا * أذل لمن يسوى ومن لم يكن يسوى
٤٣٨: السيد حسن ابن السيد علي ابن السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى
ابن السيد حيدر ابن السيد أحمد بن السيد إبراهيم الحسيني العاملي النجفي
من عائلة المؤلف.
كان جده السيد حسين هاجر من جبل عامل إلى العراق وصار من
رؤساء العلماء في عهد بحر العلوم الطباطبائي وتوفي هناك كما ذكر في ترجمته
وخلفه ولداه السيد علي أبو المترجم والسيد أبو الحسن وبعد وفاة السيد علي
خلفه ولده السيد حسن المترجم فكان من العلماء الفضلاء الأبرار
الأتقياء أصابه مرض الدق فجاء إلى جبل عامل لتغيير الهواء وتوفي في مدينة
صيدا ودفن فيها وولد له السيد علي وترجمته في بابه.
٤٣٩: السيد حسن المدرس ابن السيد علي الحسيني الاصفهاني.
توفي سنة ١٢٧٣.
عالم فاضل من تلاميذ صاحب الجواهر تتلمذ عليه الميرزا السيد محمد
حسن الشيرازي الشهير ويروي عنه إجازة السيد محمد باقر ابن زين
العابدين الموسوي الخوانساري صاحب روضات الجنات وتاريخ الإجازة
أول جمادى الأولى سنة ١٢٧٠ له ترجمة نجاة العباد بالفارسية ترجمه بأمر
أستاذه صاحب الجواهر.
٤٤٠: الشيخ شمس الدين أبو محمد الحسن بن علي الحسيني المرعشي المعروف
بالهمذاني نزيل بلدة خوارزم
قال منتجب الدين بن بابويه في الفهرست صالح ورع خير اه‍. وفي
الرياض خارزم لعلها خوارزم المشهورة اه‍. أقول الظاهر أن الواو في
خوارزم وخوانسار وخواجه تكتب ولا تقرأ.
٤٤١: الحسن بن علي الحضرمي.
في الفهرست له كتب وروايات أخبرنا بها أحمد بن عبدون عن أبي
عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري عن أبي الحسن علي بن يعقوب الكسائي
عن الحسن بن علي الحضرمي بجميع كتبه ورواياته. اه‍. وفي المعالم
الحسن بن علي الحضرمي له كتب وروايات.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي الحضرمي
برواية علي بن يعقوب عنه.
٤٤٢: الشيخ حسن ابن الحاج علي آل حلاوة القاقعاني موطنا ومولدا.
توفي ١٢ المحرم سنة ١١٨٣.
القاقعاني نسبة إلى قاقعية الجسر قرية من عمل الشقيف.
كان من العلماء الفضلاء وجد بخطه رسالة في الصوم للشيخ البهائي
كتبها بمكة المكرمة سنة ١١١٦ ووجد تملكه لكتاب المدارك وآل حلاوة عائلة
شهيرة في صور وقاقعية الجسر وغيرهما من جبل عامل. ومنهم العالم
الفاضل المعاصر الشيخ علي ابن الشيخ جواد حلاوة يسكن القاقعية.
٤٤٣: أبو محمد الحسن الشاعر ابن علي بن حمزة بن محمد بن محمد بن أبي القاسم
الحسن بن كمال الشرف محمد بن الحسن الأديب بن محمد بن علي
الزاهد بن محمد الأقساسي بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن
أبي طالب ع الحسيني العلوي الكوفي الأقساسي الشاعر المعروف
بابن الأقساسي.
توفي سنة ٥٩٣ بعد ما تجاوز الثمانين.
نسبته
الأقساسي نسبة إلى اقساس بفتح الهمزة وسكون القاف وسينين
مهملين بينهما ألف في معجم البلدان قرية بالكوفة أو كورة يقال لها اقساس
مالك نسبة إلى رجل من العرب يقال له مالك وينسب إلى هذا الموضع أبو
محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الأقساسي توفي سنة نيف
و ٤٧٠ بالكوفة وجماعة من العلويين ينسبون كذلك إليها اه‍. وفي انساب
السمعاني الأقساسي نسبة إلى اقساس وهي قرية كبيرة بالكوفة انتسب
إليها أبو محمد يحيى إلى آخر النسب المتقدم وفي الدرجات الرفيعة الأقساسي
نسبة إلى اقساس وهي قرية من قرى الكوفة، وأول من نسب إليها جد
المترجم محمد الأصغر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة ثم جرت هذه النسبة
على من بعده من أولاده اه‍. وكذلك يفهم من عمدة الطالب ان أول من
نسب إليها محمد الأصغر هذا حيث قال واما محمد الأصغر الأقساسي بن
يحيى بن ذي العبرة ونسبته إلى الاقساس قرية من قرى الكوفة قال
المؤلف لما كانت طائفتنا تنسب إلى الحسين ذي العبرة وكان في الاعصار
الأخيرة يطلق عليها قشاقش أو قشاقيش وكان أصلنا من العراق من الحلة
كان قد يظن أن قشاقش مصحف الأقساسي والله أعلم.
نسبه
ما ذكرناه في نسبه هو الذي استخلصناه من عمدة الطالب وهو
الصواب ووقع ما يخالفه في رياض العلماء والدرجات الرفيعة بترك بعض
أجداده وغير ذلك ففي رياض العلماء السيد أبو محمد الحسن بن علي بن
حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن زيد بن
علي بن الحسين زين العابدين الحسيني العلوي الأقساسي الكوفي المعروف
بابن الأقساسي الشاعر اه‍. وقد اسقط من أجداده ثلاثة بين حمزة ومحمد
واسقط الحسين بين يحيى وزيد هو أو النساخ فيحيى هو ابن الحسين وهو
حفيد زيد بلا ريب. وفي الدرجات الرفيعة: السيد أبو محمد الحسن بن
(١٨٧)

علي بن حمزة بن كمال الشرف أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد بن علي
الزاهد بن محمد الأصغر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع الملقب علم الدين الطاهر
النقيب الأقساسي اه‍. وهو موافق للرياض في ترك ثلاثة من أجداده لكنه
ذكر الحسين بين يحيى وزيد وجعل أبا القاسم كنية كمال الشرف محمد مع أنه
كنية ابنه الحسن وكمال الشرف يكنى أبا الحسن كما يفهم من عمدة
الطالب.
كنيته ولقبه
كنيته أبو محمد ولقبه علم الدين الطاهر النقيب الأقساسي كما مر
عن الدرجات ودعوى صاحب الرياض اتحاده مع عز الدين بن الأقساسي
تقتضي انه يلقب عز الدين أيضا ولكن تلك الدعوى لم تثبت.
أقوال العلماء فيه
وصفه صاحب عمدة الطالب بالشاعر وفي مستدركات الوسائل أبو
محمد الحسن بن حمزة الأقساسي من ولد الشهيد ابن الشهيد يحيى بن زيد
العالم الشاعر الأديب الشريف المعروف بابن الأقساسي اه‍. ويحيى ليس
هو ابن زيد بل هو ابن الحسين بن زيد كما مر نسبه إلى جده. وفي رياض
العلماء: كان من أجلة السادات والشرفاء والعلماء والأدباء والشعراء بالكوفة
يروي عنه الشيخ علي بن علي بن نما كما يظهر من مجموعة ورام وقال في
ترجمة الشيخ علي بن علي بن نما انه يروي عن أبي محمد الحسن بن علي بن
حمزة الأقساسي المعروف بابن الأقساسي قال والحق عندي اتحاد المترجم مع
السيد الاجل عز الدين ابن الأقساسي الكوفي وان ظن القاضي نور الله في
مجالس المؤمنين فقال ما ترجمته أبو محمد الحسن بن علي حمزة بن محمد بن
الحسن الحسيني المعروف بابن الأقساسي قال ابن كثير الشامي في تاريخه ان
مولده ومنشأه بالكوفة وكان شاعرا ماهرا ومن أهل بيت الأدب والرياسة
والمروة جاء إلى بغداد ومدح المتقي والمستنجد وابنه المستضئ وابنه الناصر
بعدة قصائد وقلده الناصر نقابة السادات في العراق وفوضها اليه وكان شيخا
مهيبا وجاوز عمره الثمانين وتوفي سنة ٥٩٣ اه‍. وفي الدرجات الرفيعة
كان جده كمال الشرف أبو القاسم محمد نقيبا ولاه الشريف المرتضى نقابة
الكوفة وامارة الحج فحج بالناس مرارا وأولاده اجلاء رؤساء وآباؤه سادة
معظمون واما السيد أبو محمد علم الدين المذكور فذكره ابن كثير الشامي
ثم نقل كلامه المتقدم ثم قال وولده السيد أبو عبد الله الحسين الملقب قطب
الدين كان سيدا جليلا عالما شاعرا تولى نقابة النقباء ببغداد الا انه لم يعقب
اه‍. وكان معاصرا لابن أبي الحديد قال في شرح النهج سالت قطب الدين
نقيب الطالبين أبا عبد الله الحسين بن الأقساسي رحمه الله الخ ووجدت في
مسودة الكتاب والظاهر أنه منقول من مجمع الآداب ومعجم الألقاب لابن
الفوطي ما صورته: علم الدين أبو محمد الحسن بن أبي الحسن علي بن أبي
يعلي حمزة بن الأقساسي العلوي الكوفي النقيب بالكوفة ذكره عماد الكتاب
في الخريدة وقال شاعر مجيد حسن الأسلوب ينطق شعره بحسبه وشرف
نسبه وتعبر ألفاظه عن غزارة علمه وكمال نسبه وانشد له:
جاد الكرام فلو لا ما ابتدأت به * كنا حسبنا الذي جاءوا هو الكرم
حتى اتيت بمعنى غير منتحل * في الجود لم تأته عرب ولا عجم
لولا اقتفاؤك فيما جئت من كرم * لما علمنا المعاني كيف تنتظم
قال وذكره شيخنا جمال الدين أحمد بن مهنا في المشجر وقال ولي نقابة
الكوفة في ذي القعدة سنة ٥٦٨ ثم ولي نقابة بغداد وعزل عنها سنة ٥٩٣
ولزم منزله إلى أن مات اه‍. والظاهر أنه هو المترجم بقرينة اتحاد اللقب
والكنية والأب والجد ويكون قد توفي في سنة عزله عن النقابة.
رفع توهم
في رياض العلماء لعله اي المترجم والد السيد أبي الحسن محمد ابن
السيد أبي محمد الحسن بن علي بن حمزة الذي كان نائب السيد المرتضى عدة
سنين وسيجئ ترجمته ثم استشكل تاريخ وفاة المترجم بأنه إذا كان والد
السيد أبي الحسن محمد المذكور وكان محمد هذا في عصر المرتضى وناب عن
المرتضى في امارة الحج والمرتضى توفي سنة ٤٣٦ فكيف تكون وفاة أبيه
المترجم سنة ٥٩٣ قال فالظاهر أنهما اثنان ولذلك لم يتعرض صاحب
المجالس لكون المترجم والد أبي الحسن محمد ولا لكون أبي الحسن محمد
ولد المترجم اه‍. فبنى هذا الاشكال على أن المترجم والد محمد نائب
المرتضى والمبني على الفاسد فاسد فنائب المرتضى كما في عمدة الطالب هو
كمال الشرف أبو الحسن محمد جد المترجم الاعلى لا والده حتى يتنافى
التاريخان وحتى يتعرض لذلك صاحب المجالس وقد نص صاحب الدرجات
فيما سمعت على أن نائب المرتضى هو جد المترجم كمال الشرف محمد
وللمترجم كما مر ولد اسمه الحسين وتأتي ترجمته في محلها انش وهو وأبوه
شاعران وكلاهما يعرف بابن الأقساسي ورأيت في بعض المواضع حكاية عن
ابن الأقساسي تتضمن شعرا له عندما سمع شعرا في وداع الامام الناصر
ولا أعلم الآن من أين نقلتها وحيث إن ابن الأقساسي يطلق على الأب
والابن وكلاهما شاعر فلا يعلم أن هذه الأبيات لأيهما ولكن ان كانت قيلت
في عصر الامام الناصر كما هو الظاهر فهي للأب لأنه معاصر للناصر اما
الابن فمعاصر لحفيده المستنصر فلذلك أوردناه هنا في ترجمة الأب وهذه
صورتها: سمع ابن الأقساسي قول بعضهم في وداع الامام الناصر
العباسي:
وحق أبي بكر الذي هو خير من * على الأرض بعد المصطفى سيد البشر
لقد احدث التوديع عند وداعنا * لواعجه بين الجوانح تستعر
فقال ابن الأقساسي:
وحق علي خير من وطئ الثرى * وأفخر من بعد النبي قد افتخر
خليفته حقا ووارث علمه * به شرفت عدنان وافتخرت مضر
ومن قام في يوم الغدير بعضده * نبي الهدى حقا فسائل به عمر
ومن كسر الأصنام لم يخش عارها * وقد طال ما صلى لها عصبة اخر
وصهر رسول الله في ابنته التي * على فضلها قد انزل الآي والسور
اليه عبد مؤمن لا يرى له * سوى حبه يوم القيامة مدخر
لأحزنني يوم الوداع وسرني * قدومك بالجلى من الأمر والظفر
٤٤٤: الحسن بن علي الحناط
ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ع وقال
رازي فاضل اه‍. هكذا أورده صاحب منهج المقال بالحاء المهملة والنون
بين الحضرمي والخزار ولكن ابن داود ضبطه بالخاء المعجمة والمثناة التحتية
كما يأتي.
(١٨٨)

٤٤٥: الشيخ حسن بن علي بن خاتون العاملي العيناثي
. في أمل الآمل فاضل صالح معاصر.
٤٤٦: حسن خان اعتماد السلطنة ابن الحاج علي خان حاجب الدولة
. من كبراء دولة إيران، له كتاب آيينه إسكندري مرآة إسكندري
في أحوال إسكندر إمبراطور روسية ذكر فيه أحوال إسكندر الثالث واستطرد لذكر
الثاني والأول. منه نسخة في المكتبة الرضوية تاريخ كتابتها ١٣١٣ ولا يدري ان ذلك
تاريخ تأليفها أم لا ولم نر النسخة لنحكم عليها.
٤٤٧: الشيخ حسن بن علي الخانقاهي.
وجد بخطه تحرير العلامة ووجد على ظهر النسخة إجازة بتاريخ ٧٦٩
وانهاء للقراءة بتاريخ ٧٥٧ ويحتمل كون انهاء القراءة كان من الكاتب وعليه
إجازة أخرى بتاريخ ٧٥٧ فعلم وجود الكاتب قبل ذلك التاريخ.
٤٤٨: السيد حسن ابن السيد علي الخرسان النجفي
. توفي سنة ١٢٦٥ وكانت وفاته في بغداد وحمل نعشه إلى النجف ودفن
في حجرة الخرسانيين في الصحن الشريف.
وآل خرسان بيت كبير في النجف الأشرف لهم شرف وجلالة
وفهم وعلم وفضل وسدانة.
والمترجم كان عالما فاضلا نبيلا رئيسا تخرج بأحد أبناء الشيخ جعفر
النجفي الشهير وله مؤلفات لم يتيسر لنا الاطلاع على أسمائها وللشيخ جابر
الكاظمي مرثية في المترجم ذكرت في ترجمته وقال الشيخ صالح حاجي الحلي
يرثيه أيضا مؤرخا عام وفاته:
لا تأمن الدهر بحال وان * أولاك حسناه وأبدى ابتسام
فالدهر ان اضحك ابكى وان * سرك عاما ساء عاما فعام
أما ترى كيف تجنى على * أكرم فرع من أصول كرام
فيا لسيف من سيوف الهدى * قد فله للدهر عضب حسام
وبدر تم غاله الخسف والبدر * كذا يخسف عند التمام
ان سار عن دار الردى راغبا * عنها فقد انزل دار السلام
قد طابت الجنة أرخت يا * للحسن الجنة طابت مقام
وقال الشيخ إبراهيم ابن الشيخ صادق العاملي مؤرخا وفاته:
ان الزكي المجتبى * حسن الفعال المؤتمن
كنز التقى علم الهدى * محيي الفرائض والسنن
تروي حديث فخاره * الوضاح أشراف الزمن
عن جده موسى بن جعفر * عن أبيه عن وعن
ألوى عن الدنيا التي * شحنت باضراب المحن
ومضى فقل لما تبو * أجنة المأوى وطن
قد أزلفت مذ ارخوا * جنة خلد للحسن
سنة ١٢٦٥. ٤٤٩: الحسن بن علي الخزار
. يأتي بعنوان الحسن بن علي بن زياد الخزار الوشاء.
٤٥٠: الحسن بن علي الخياط
ضبطه ابن داود بالخاء المعجمة والياء المثناة تحت ومر بعنوان
الحسن بن علي الحناط بالحاء المهملة والنون.
٤٥١: الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي صاحب الرجال.
ولد ٥ جمادى الآخرة سنة ٦٤٧ كما ذكره في كتاب رجاله حين
ترجم نفسه وما يوجد في نسخة مخطوطة من رجاله من أنه ولد سنة ٧٤٧
غلط قطعا وقد كانت مكتوبة ستمائة فأصلحت سبعمائة ووجدت في مسودة
الكتاب انه توفي سنة نيف و ٧٤٠ والظاهر اني نقلته من الطليعة ولم أجد
أحدا ارخ وفاته وفي التاريخ المذكور نظر فإنه ان صح يكون عمره نحو المائة
فيكون من المعمرين ولو كان لذكروه والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
عالم فاضل جليل فقيه صالح محقق متبحر يوصف في الإجازات
بسلطان الأدباء والبلغاء وتاج المحدثين والفقهاء كان معاصرا للعلامة الحلي
وشريكا له في الدرس عند المحقق جعفر بن سعيد والعلامة أكبر منه بسنة
وقد ذكر هو العلامة في رجاله واثنى عليه بما هو أهله ولكن العلامة لم يذكره
في خلاصته وهو قد اعترض على العلامة في رجاله باعتراضات ولم يصرح
باسمه بل عبر بعبارات ليس فيها تصريح باسمه وفي روضات الجنات يروي
عنه الشهيد بواسطة الشيخ علي بن المزيدي وابن معية وأمثالهما. وفي أمل
الآمل الحسن بن علي بن داود الحلي كان عالما فاضلا جليلا صالحا محققا
متبحرا من تلامذة المحقق نجم الدين الحلي يروي عنه الشهيد بواسطة ابن
معية قال الشهيد الثاني في اجازته للحسين بن عبد الصمد العاملي عند ذكر
ابن داود الشيخ الفقيه الأديب النحوي العروضي ملك العلماء والشعراء
والأدباء تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي صاحب التصانيف
الغزيرة والتحقيقات الكثيرة التي من جملتها كتاب الرجال سلك فيه مسلكا
لم يسلكه أحد من الأصحاب ومن وقف عليه علم جلية الحال فيما أشرنا اليه
وله من التصانيف في الفقه نظما ونثرا مختصرا ومطولا وفي العربية والمنطق
والعروض وأصول الدين نحو من ثلاثين مصنفا في غاية الجودة اه. ويأتي
تفصيل الكلام على كتاب الرجال وقال الشهيد في بعض إجازاته عند ذكره
الشيخ الامام سلطان الأدباء ملك النظم والنثر المبرز في النحو والعروض
اه. وذكره السيد مصطفى في نقد الرجال فقال: الحسن بن علي بن داود
من أصحابنا المجتهدين شيخ جليل من تلاميذ الامام المحقق نجم الدين
الحلي والامام المعظم فقيه أهل البيت والسيد جمال الدين أحمد بن طاوس له
أزيد من ثلاثين كتابا نظما ونثرا وله في علم الرجال كتاب حسن الترتيب الا
ان فيه أغلاطا كثيرة غفر الله له اه. وعن المحقق الكركي أنه قال في
اجازته للقاضي الصفي الحلي وعن الشيخ الامام سلطان الأدباء والبلغاء
تاج المحدثين والفقهاء تقي الدين الخ وفي مستدركات الوسائل العالم
الفاضل الأديب تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي المعروف بابن
داود صاحب التصانيف الكثيرة التي منها كتاب الرجال الخ وفي رياض
العلماء الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن داود الحلي الفقيه الجليل
(١٨٩)

رئيس أهل الأدب ورأس أرباب الرتب العالم الفاضل الرجالي النبيل
المعروف بابن داود صاحب كتاب الرجال وقد يعبر عنه بالحسن بن داود
اختصارا من باب النسبة إلى الجد وهذا الشيخ حاله في الجلالة أشهر من أن
يذكر وأكثر من أن يسطر وكان شريكا في الدرس مع السيد عبد الكريم بن
جمال الدين أحمد بن طاوس الحلي عند المحقق وغيره وله سبط فاضل وهو
الشيخ أبو طالب بن رجب وسيجئ ترجمته
اه. وذكر قبل ذلك ترجمة أخرى بعنوان الشيخ الحسن بن علي بن داود رئيس أهل الأدب فاضل عالم
جليل وله رسالة يروي فيها عن الأئمة ع ولم أتيقن عصره ولكن
ذكره السيد حسين المجتهد الحسيني العاملي في كتاب دفع المناواة عن
التفضيل والمساواة ونسب اليه الرسالة المذكورة وحمله على ابن داود صاحب
الرجال بعيد اه. أقول بل هو هو بعينه بدليل اتحاد الاسم واسم الأب
والجد واللقب. وقد ترجم هو نفسه في رجاله فقال الحسن بن علي بن
داود مصنف هذا الكتاب مولده خامس جمادى الآخرة من سنة ٦٤٧ وله
كتب الخ والظاهر أنه كان متميزا في الأدب والنحو والعروض كما يشعر
بذلك اقتصار الشهيد على وصفه بسلطان الأدباء وملك النظم والنثر
والتبريز في النحو والعروض وان وصفه بالامام فهو لم يبين ان إمامته في اي
شئ.
الكلام على كتاب الرجال
قد عرفت قول الشهيد الثاني انه سلك فيه مسلكا لم يسلكه أحد من
الأصحاب وفي أمل الآمل سلوكه في كتاب الرجال انه رتبه على الحروف
الأول فالأول في الأسماء وأسماء الآباء والأجداد وجمع جميع ما وصل اليه من
كتب الرجال مع حسن الترتيب وزيادة التهذيب فنقل ما في فهرستي الشيخ
والنجاشي والكشي وكتاب الرجال للشيخ وكتاب ابن الغضائري والبرقي
والعقيقي وابن عقدة والفضل بن شاذان وابن عبدون وغيرها وجعل لكل
كتاب علامة بل لكل باب حرفا أو حرفين وضبط الأسماء ولم يذكر من
المتأخرين عن الشيخ الا أسماء يسيرة ومر قول صاحب النقد ان
كتاب الرجال حسن الترتيب الا ان فيه أغلاطا
كثيرة وفي أمل الآمل قال وكأنه أشار إلى اعتراضاته على العلامة
وتعريضاته به ونحو ذلك مما ذكره ميرزا محمد في كتاب الرجال ونبه عليه
اه. أقول الأغلاط الكثيرة التي أشار إليها ليست هي ما ظنه صاحب
الأمل فان اعتراضاته على العلامة ربما كان مصيبا في أكثرها ولا يقال في
مثلها أغلاط سواء أكانت حقا أم باطلا بل المراد بالأغلاط انه كثيرا ما يذكر
الكشي ويكون الصواب النجاشي أو ينقل عن كتاب ما ليس فيه واشتباه
رجلين بواحد وجعل الواحد رجلين أو نحو ذلك من الأغلاط في ضبط
الأسماء وغير ذلك وقد بينها أصحاب كتب الرجال ومنهم صاحب النقد ولم
يتعرض لشئ مما ظنه صاحب الأمل وأشرنا إليها في مواضعها من كتابنا
هذا ونعم ما قال صاحب النقد من أن كتابه حسن الترتيب الا ان فيه
أغلاطا كثيرة غفر الله له فكتابه في الحقيقة ليس فيه شئ من الحسن زائد
على غيره بل هو دون غيره وليس فيه الا حسن الترتيب على حروف المعجم
في الأسماء وأسماء الآباء والأجداد فإنه أول من سلك هذا المسلك من
أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم وقال في أول كتابه وهذه لجة لم يسبقني
أحد من أصحابنا رضوان الله عليهم إلى خوض غمرها وقاعدة أنا أبو
عذرها وهو كما قال والرجاليون منا ومن غيرنا وان رتبوا كتبهم على حروف
المعجم الا ان ذلك الترتيب كان ناقصا فهم يذكرون حسن قبل حسان
وحسن بن علي قبل حسن بن أحمد وهو أول
من التفت إلى ذلك وتداركه من أصحابنا اما من
غيرنا فلست اعلم أول من فعل ذلك وهذا يدل على جودة قريحته وحسن
تفكيره ثم هو أول من رمز إلى أسماء الكتب والرجال في كتب الرجال من
أصحابنا وتبعه من بعده إلى اليوم طلبا للاختصار لكنه قد يوقع في الاشتباه
فلذلك تجنبناه ويحتمل ان يكون بعض الأغلاط التي وقعت في كتابه منشؤه
ذلك. فهو وان أحسن في ذلك الترتيب واتى بما لم يسبق اليه لكنه وقع في
تلك الأغلاط بسبب قلة المراجعة وامعان النظر واعتذر صاحب الرياض عنه
بان نقله من كتب الأصحاب ما ليس فيها ليس مما فيه طعن عليه إذ أكثر
ذلك نشا من اختلاف النسخ وزيادة المؤلفين في كتبهم بعد اشتهار بعض
نسخها بدون تلك الزيادة كما يشاهد في مؤلفات معاصرينا أيضا ولا سيما
كتب الرجال التي يزيد فيها مؤلفوها الأسامي والأحوال يوما فيوما ورأيت
نظير ذلك في فهرست منتجب الدين وفهرست الشيخ الطوسي ورجال
النجاشي وغيرها حتى اني رأيت في بلدة ساري نسخة من خلاصة العلامة
كتبها تلميذه في عصره وعليها خطه وفيها اختلاف شديد مع النسخ
المشهورة بل لم يكن فيها كثير من الأسامي والأحوال المذكورة في النسخ
المتداولة اه. وأقول الناظر في كتاب ابن داود يعلم أن منشا تلك
الأغلاط ليس هو اختلاف النسخ مع أن اختلاف النسخ ليس بالنسبة إلى
ابن داود وحده فلما ذا وقعت تلك الأغلاط الكثيرة في كتابه ولم تقع في كتب
غيره وفي رجال بحر العلوم عن كتاب ايجاز المقال للشيخ فرج الله الحويزي
أنه قال وقد طعن على كتابه بعض المتأخرين يريد صاحب النقد
ولعمري:
ما انصف الصهباء من * ضحكت اليه وقد عبس
قال بحر العلوم وكأني بلسان حال السيد الناقد يقول:
قد انصف الصهباء من * عنها يزيل من التبس
وفي مستدركات الوسائل ان الناس في هذا الكتاب بين غال ومفرط
ومقتصد فمن الأول الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي فقال في
كتاب درايته وكتاب ابن داود في الرجال مغن لنا عن جميع ما صنف في
هذا الفن وانما اعتمادنا الآن في ذلك عليه ومن الثاني المولى عبد الله
التستري فقال في شرحه على التهذيب في شرح سند الحديث الأول منه في
جملة كلام له ولا يعتمد على ما ذكره ابن داود في باب محمد بن أرومة لأن
كتاب ابن داود مما لم أجده صالحا للاعتماد لما ظفرنا عليه من الخلل الكثير
في النقل عن المتقدمين وفي تنقيد الرجال والتمييز بينهم ويظهر ذلك بأدنى
تتبع للموارد التي نقل ما في كتابه منها ومن الثالث جل الأصحاب اه
أقول قد عرفت ان أحسن ما وصف به هذا الكتاب هو كلام النقد ومنه
بعلم أن كلام ايجاز المقال جزاف من القول وكذا والد البهائي فإنه لا يغني
عن غيره أصلا وان كلام التستري ليس بعيدا عن الصواب وصاحب النقد
هو تلميذه.
مشايخه
١ المحقق الحلي ٢ السيد جمال الدين أحمد بن طاوس ٣
ولده السيد عبد الكريم بن طاوس ٤ مفيد الدين محمد بن جهيم
الأسدي كما صرح به عند ذكر طرقه في أول كتاب الرجال.
تلاميذه
يروي عنه ١ رضي الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى
المزيدي الحلي ٢ الشيخ زين الدين علي بن طراد المطارآبادي كما ذكره
(١٩٠)

الشهيد الثاني في اجازته ٣ ابن معية فقد عرفت ان الشهيد يروي عنه
بواسطة ابن معية.
مؤلفاته
ذكرها هو في ترجمته ولولا ذلك لضاعت أسماؤها كما ضاعت هي
نفسها فإنه لا يعرف منها اليوم غير كتاب الرجال قال منها في الفقه ١
تحصيل المنافع في الفقه في الرياض لعله شرح على الشرائع أو المختصر
النافع وسماه سبط الشيخ علي الكركي في رسالة اللمعة في تحقيق امر
الجمعة ايضاح المنافع اه‍. توجد نسخته في مكتبة السيد أسد الله بأصفهان
٢ التحفة السعدية ٣ المقتصر من المختصر ٤ الكافي ٥
النكت ٦ الرائع ٧ خلاف المذاهب الخمسة ٨ تكملة المعتبر لم
يتم ٩ الجوهرة في نظم التبصرة أولها:
الحمد لله الذي تقادما سلطانه وشأنه معظما
١٠ اللمعة في فقه الصلاة نظما ١١ عقد الجواهر في الاشتباه
والنضائر نظما ولكن صاحب الرياض قال إنه رآه في إيروان بخط الكفعمي
مصرحا في أوله باسم مؤلفه ولم يكن منظوما بل هو على نهج كتاب نزهة
الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر للشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد
المعاصر له ١٢ اللؤلؤة في خلاف أصحابنا لم يتم نظما ١٣ الرائض
في الفرائض نظما ١٤ عدة الناسك في قضاء المناسك نظما ١٥ كتاب
الرجال ومر الكلام عليه مفصلا قال وله في الفقه غير ذلك. ومنها في
أصول الدين وغيره ١٦ الدر الثمين في أصول الدين نظما ١٧
الخريدة الغدراء في العقيدة الغراء نظما ١٨ الدرج ١٩ احكام
القضية في أحكام القضية في المنطق ٢٠ حل الاشكال في عقد الاشكال
في المنطق ٢١ البغية في القضايا ٢٢ الإكليل التاجي في العروض
٢٣ قرة عين الخليل في شرح النظم الجليل لابن الحاجب في العروض
أيضا ٢٤ شرح قصيدة صدر الدين الساوي في العروض ٢٥ مختصر
الايضاح في النحو ٢٦ حروف المعجم في النحو ٢٧ مختصر اسرار
العربية في النحو انتهى ما ذكره في رجاله ٢٨ المنهج القويم رأيته في
مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ٢٩ منظومة في الكلام يأتي
ذكرها.
منظومته في الكلام
وجدنا له هذه المنظومة في الإمامة وهي حسنة الأسلوب جيدة النظم
سهلة الفهم ويمكن أن تكون الواقعة المذكورة فيها حقيقية ويمكن أن تكون
خيالية تصويرية وهي في الإمامة ولعلها احدى المنظومات المار ذكرها في
مؤلفاته قال فيها بعد الحمد والصلاة والشكر على نعمة مجاورة قبر أمير
المؤمنين ع:
وقد جرت لي قصة غريبه * قد نتجت قضية عجيبه
فاعتبروا فيها ففيها معتبر * يغني عن الاغراق في قوس النظر
حضرت في بغداد دار علم * فيها جبال نظر وفهم
في كل يوم لهم مجال * تدنو به الأوجال والآجال
لا بد ان يسفر عن جريح * بصارم الحجة أو طريح
لما اطمأنت بهم المجالس * ووضعت لاماتها الفوارس
واجتمع المدرسون الأربعة * في خلوة آراؤهم مجتمعه
حضرت في مجلسهم فقالوا * أنت فقيه وهنا سؤال
من ذا ترى أحق بالتقدم * بعد رسول الله هادي الأمم
فقلت فيه نظر يحتاج * ان يترك العناد واللجاج
وكلنا ذوو عقول ونظر * وفكرة صالحة ومعتبر
فلنفترض الآن قضى النبي * واجتمع الدني والقصي
وأنتم مكان أهل العقد * والحل بل فوقهم في النقد
فالتزموا قواعد الإنصاف * فإنها من شيم الاشراف
لما قضى النبي قال الأكثر * ان أبا بكر هو المؤمر
وقال قوم ذاك للعباس * وانقرضوا وقال باقي الناس
ذاك علي والجميع مدعي * ان سواه للمحال مدعي
فهل ترون انه لما قضى * نص على خليفة أم فوضا
ترتيبه بعد إلى الرعايا * ليجمعوا على الامام رأيا
فقال منهم واحد بل نصا * على أبي بكر بها وخصا
قال له الباقون هذا يشكل * بما عن الفاروق نحن ننقل
من أنه قال إن استخلفت * فلأبي بكر قد اتبعت
وان تركت فالنبي قد ترك * والحق بين الرجلين مشترك
وقال كانت فلتة بيعته * فمن يعد حلت لكم قتلته
وقول سلمان لهم فعلتم * وما فعلتم إذ له عزلتم
وقالت الأنصار نستخير * منا أميرا ولكم أمير
فلو يكون نص في عتيق * للزم الطعن على الفاروق
ثم على سلمان والأنصار * وليس ذا بالمذهب المختار
مع أنه استقال واستقالته * دلت على أن باختيار بيعته
لو أنها نص من الرسول * لم يك في العالم من مقيل
فاجتمع القوم على الإنكار * للنص والقول بالاختيار
فقلت لما فوضت الينا * أيلزم الأمة ان يكونا
أفضلهم أم ناقصا مفضولا * لا يستحق الحكم والتأهيلا
فاجتمعوا ان ليس للرعيه * الا اختيار أفضل البقيه
قلت لهم يا قوم خبروني * أعلى صفات الفضل بالتعيين
فقدموا السبق إلى الايمان * وهجرة القوم عن الأوطان
والسابقون الأولون وعدوا * بالقرب والمهاجرون سعدوا
وبالرضا قد خصصوا فكانوا * أحق من فضله القرآن
قلت لهم فهذه الفضيلة * من حازها من هذه القبيلة
قالوا علي زيدهم سلمان * ثم أبو ذر كذا عثمان
بعد أبي بكر سعيد حمزة * مقدارهم عمارهم وطلحة
ثم الزبير ثم عبد الرحمن * ثم ابن مسعود حليف القرآن
وعمر خبابهم صهيب * كذا بلال ليس فيهم ريب
قلت فمن اسبقهم قالوا علي * لأنه كان ربيب المرسل
قلت فما يكون ارفع الرتب * من بعدها قالوا قرابة النسب
فالسبق إذ تعضده القرابه * يفضل سبق سائر الصحابة
سالت من أقرب للرسول * قالوا علي حائز البتول
كذلك السبطان ثم جعفر * أقربهم منه وجمع اخر
قلت فما يكون بعد القرب * قالوا يكون فهم معنى الكتب
فقلت من اعلم بالقرآن * قالوا علي الصنو مع سلمان

(١) هذا البيت والذي قبله كانا مشوشين جدا في النسخة فأصلحنا هما اصلاحا بحسب ما ظننا انه
يقرب من الصواب. - المؤلف -.
(١٩١)

ثم ابن مسعود معاذ جابر * حذيفة والكل منهم ماهر
قلت فما بعد الكتاب قالوا * ان يعلم الحرام والحلال
قلت فمن أصحابها قالوا علي * معاذ سلمان ابن مسعود يلي
وجابر فهم بلا كلام * اعلم بالحلال والحرام
قلت فما بعد فقالوا المعرفة * بالحكم والقضاء أشرف
الصفة قلت فمن خص بها قالوا علي * معاذ أيضا وابن عباس يلي
قلت فبعد هذه فقالوا * من بعدها الجهاد والقتال
قلت فمن بذلك المشتهر * قالوا علي حمزة وجعفر
ثم الزبير كان ابن مسلمه * أبو دجانة ليوث الملحمه
ولا خلاف عندنا ان علي * ليس يقاس منهم بجحفل
قلت فما بعد الجهاد قالوا * لوجهه ان تنفق الأموال
وبعد هذا الزهد ثم الورع * وكلها في حيدر تجتمع
فقلت يا قوم أرى عليا * كررتم منصبه العليا
وكل شخص منهم قد حصلا * منها على البعض ومن بعض خلا
وذا يدل انها متفقه * فيه وفي أصحابه مفترقة
فهو بذاك من سواه أكمل * فهو أحق منهم وأفضل
فقال منهم واحد لم يقصدوا * الا انتصاب حاكم يجتهد
وليس شرطا ان يكون الأفضلا * منهم إذا القصد به قد حصلا
قلت له لكن ذا رد على من قال قد كان عتيق أفضلا
فكيف قلت إنه لا يعتبر * في الحاكم الفضل على باقي البشر
ولو يكون الفضل لا يؤثر * ما احتج في الشورى عليهم حيدر
ثم ذكر ما احتج به عليهم أمير المؤمنين ع من فضائله وسوابقه
إلى أن قال:
فلو يكون الفضل غير معتبر * ما كان قد ألزمهم بما ذكر
بل كان يكفيهم من الجواب * الفضل ليس أحد الأسباب
قلت دعوني من صفات الفضل * فأنتم من كلها في حل
نفرضها كأمة بين نفر * قد احدقوا من حولها وهم زمر
وافترق الناس فقال الأكثر * لواحد خذها فأنت أجدر
وقال باقيهم لشخص ثاني * ليس لها مولى سواك قاني
ثم رأينا الأول المولى * ينكر فيها الملك مستقيلا
يقول ليس لي بها من حق * وذا يقول أمتي ورقي
ويستغيث وله تألم * على الذي يغصبه ويظلم
وكل شخص منهما صديق * ليس إلى تكذيبه طريق
فما يقول الفقهاء فيها * شرعا أنعطيها لمدعيها
أم من يقول ليس لي بحق * بالله أفتونا بمحض الحق
بعيد هذا قالت الجماعة * سمعا لما ذكرتم وطاعة
ما عندنا في فضله تردد * وانه المكمل المؤيد
لكننا لا نترك الاجماعا * ولا نرى الشقاق والنزاعا
والمسلمون قط لم يجتمعوا * على ضلال فلهم تتبع
ثم الأحاديث عن النبي * ناطقة بنصه الجلي
قلت لهم دعواكم الاجماعا * ممنوعة إذ ضدها قد شاعا
واي اجماع هنالك انعقد * والصفوة الأبرار ما منهم أحد
مثل علي الصنو والعباس * ثم الزبير هم سراة الناس
ولم يكن سعد فتى عباده * ولا لقيس ابنه اراده
ولا أبو ذر ولا سلمان * ولا أبو سفيان والنعمان
أعني ابن زيد لا ولا المقداد * بل نقضوا عليهم ما شادوا
وغيرهم ممن له اعتبار * لم يقنعوا بها ولم يختاروا
فلا يقال إنه اجماع * بل أكثر الناس له أطاعوا
لكنما الكثرة ليس حجه * بل ربما في العكس كان أوجه
فالله قد اثنى على القليل * في غير موضع من التنزيل
فسقط الاجماع باليقين * الا إذا كابرتم في الدين
ونصكم كيف ادعيتموه * وعن قليل قد منعتموه
أليس قد قررتم ان النبي * مات بلا نص وليس مذهبي
لكنني وافقتكم إلزاما * ولم أقل بذلك التزاما
لأنني اعلم مثل الشمس * نص الغدير واضحا عن لبس
وأنتم أيضا نقلتموه * كنقلنا لكن رفضتموه
وعذركم ان لم يكن عنادا * إلفكم المنشأ والميلادا
ثم افترقنا ولهم مني خجل * لركة البحث ولي منهم وجل
لأنهم عند لزوم الحجة * يغيرون واضح المحجه
ويذهبون مذهب التشنيع * بالرفض والبغضة للجميع
أشعاره
من شعره قوله يرثي الشيخ محفوظ بن وشاح كما في أمل الآمل:
لك الله اي بناء تداعى * وقد كان فوق النجوم ارتفاعا
واي عزاء دعته الخطوب * فلبى ولولا الردى ما أطاعا
واي ضياء ثوى في الثرى * وقد كان يخفي النجوم التماعا
لقد كان شمس الهدى كاسمه * فأرخى الكسوف عليه قناعا
فوا اسفا ان ذاك اللسان * إذا رام معنى أجاب اتباعا
وتلك البحوث التي لا تمل * إذا مل صاحب بحث سماعا
فمن ذا يجيب سؤال الوفود * إذا عرضوا وتعاطوا نزاعا
ومن لليتامى ولابن السبيل * إذا قصدوه عراة جياعا
ومن للوفاء وحفظ الإخاء * ورعي العهود إذا الغدر شاعا
سقى الله مضجعه رحمة * تروي ثراه وتابى انقطاعا
وقوله من قصيدة ذكرها صاحب الحجج القوية في اثبات الوصية:
أفما نظرت إلى كلام محمد * يوم الغدير وقد أقيم المحمل
من كنت مولاه فهذا حيدر * مولاه لا يرتاب فيه محصل
نص النبي عليه نصا ظاهرا * بخلافة غراء لا تتأول
٤٥٢: الشيخ تاج الدين الحسن بن علي الدربي ويقال الحسن بن الدربي.
والدربي في رياض العلماء ضبطه بعض العلماء في نسخة من
أربعين الشهيد وغيرها بفتح الدال المهملة وسكون الراء ثم الباء الموحدة
أخيرا وضبطه بعضهم في سائر المواضع بضم الذال المعجمة ووقع في آخر
الوسائل السندي مكان الدربي ولعله من تصحيف الناسخ اه‍.

(١) هذا البيت والذي قبله كان محلهما هكذا قلت فمن أصحابها قالوا علي وسلمان ومعاذ وابن
مسعود وجابر فجعلنا ذلك نظما. - المؤلف -.
(١٩٢)

ذكره في أمل الآمل بعنوان الحسن بن الدربي وقال عالم جليل القدر
يروي عنه المحقق اه‍. ولكن صاحب الرياض حكاه عن الأمل بعنوان
الحسن بن علي الدربي وقال: من أجلة العلماء وقدوة الفقهاء من مشايخ
المحقق والسيد رضي الدين علي بن طاوس وقال في موضع آخر من أكابر
الفقهاء والعلماء وقد كان من أجلة مشايخ السيد فخار بن معد الموسوي
اه‍. ووصفه الشهيد في أربعينه بالشيخ الامام تاج الدين الحسن
الدربي ووصفه ابن داود في أول رجاله بالشيخ الصالح تاج الدين
حسن بن الدربي.
مشايخه
في الرياض يروي عن جماعة منهم ١ الشيخ محمد بن عبد الله
البحراني الشيباني ويروي عن ٢ عربي بن مسافر وعن ٣ أبي جعفر
محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني وعن ٤ ابن شهريار الخازن.
تلاميذه
١ المحقق الحلي ٢ السيد رضي الدين علي بن طاوس ويروي
عنه أيضا كما في الرياض ٣ فخار بن معد الموسوي.
٤٥٣: الحسن بن علي الديلمي.
قال الصدوق في الخصال انه مولى الرضا ع.
٤٥٤: الحسن بن علي بن رباط.
قيل إنه وقع في سند الفقيه في باب الشروط والخيار في البيع وعن
جامع الرواة انه نقل عن عبد الرحمن بن أبي نجران عنه عن أبي عبد الله
ع في باب قضاء الدين في كتاب المعيشة وليس له ذكر في كتب
الرجال وانما المذكور فيها علي بن الحسن بن رباط والحسن بن رباط أو
الحسن الرباطي وقد تقدم.
٤٥٥: الحسن بن علي الربعي مولى تيم الله بن ثعلبة كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
٤٥٦: الحسن بن علي بن زكريا البزوفري العدوي من عدي الرباب.
البزوفري نسبة إلى بزوفر في معجم البلدان بفتحتين وسكون الواو
وفتح الفاء قرية كبيرة من اعمال قوسان قرب واسط وبغداد اه‍.
ولد سنة ٢١٠ وتوفي يوم الاثنين ١٢ ربيع الأول سنة ٣١٨ وقيل
٣١٩.
في الخلاصة ضعيف جدا قاله ابن الغضائري روى نسخة عن
محمد بن صدقة عن موسى بن جعفر وروى عن خراش عن انس وأمره
أشهر من أن يذكر اه‍. وهذا الرجل قد ترجم في تاريخ بغداد وميزان
الاعتدال ولسان الميزان ورمي بالكذب والوضع وذكروا من رواياته ما يدل
على تشيعه ومنها ما يدل على خلافه وقد سمعت قول ابن الغضائري فيه
فأمره لا يخلو من غرابة ففي تاريخ بغداد الحسن بن علي بن زكريا بن
صالح بن عاصم بن زفر بن العلاء بن اسلم أبو سعيد المدوي البصري
سكن بغداد. ثم روى بسنده عن أبي احمد
محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ أنه قال رأيت مشايخنا وكهولنا قد كتبوا عنه لكن فيه نظر
يقال حبسه إسماعيل بن إسحاق القاضي انكارا عليه فيما كان يحدث به عن
مشايخه ثم حكى عن عبد الله بن عدي الحافظ قال أبو سعيد الحسن بن علي
العدوي يضع الحديث ويسرق الحديث ويلزقه على قوم آخرين ويحدث عن
قوم لا يعرفون وهو متهم فيهم وان الله لم يخلقهم وعامة ما حدث به الا
القليل موضوعات وكنا نتهمه بل نتيقنه انه هو الذي وضعها وقال الدارقطني
متروك كان يسمى الذئب وقال الحسين بن علي الصيمري أصله بصري سكن
بغداد كذاب على رسول الله ص وفي لسان الميزان قال مسلمة بن قاسم كان
أبو خليفة يصدقه في روايته ويوثقه قلت لم يسمع من أحد الأئمة ذلك اه‍.
الروايات التي كذبوه فيها
ثم حكى صاحب تاريخ بغداد من رواياته التي كذبه فيها ابن عدي
ما رواه بسنده عن انس عن رسول الله ص عليكم بالحدق السود فان الله
يستحي ان يعذب الوجه الحسن بالنار وفي رواية أخرى له عن النبي ص
عليكم بالوجوه الملاح والحدق السود فان الله يستحي ان يعذب وجها مليحا
بالنار ومنها ما رواه بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال قال النبي
ص الدال على الخير كفاعله فنسبوه إلى أنه سرقه وغيره رواه ومنها
عن ابن عدي حدثنا محمد بن صدقة حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن
جده عن الحسين مرفوعا ليلة أسري بي سقط إلى الأرض من عرقي فنبت
منه الورد ويظهر ان هذا الحديث من جملة أحاديث النسخة التي رواها
المترجم عن محمد بن صدقة عن موسى بن جعفر ع التي مر
ذكرها عن ابن الغضائري ومنها ما في الميزان عن ابن عدي عن المترجم
عن خراش عن مولاه انس مرفوعا عن تأمل امرأة وهو صائم فقد أفطر
ومنها في الميزان عن ابن عدي بسنده عن ابن عمر مرفوعا أحسن الله
خلق رجل وخلقه فتطعمه النار.
اخباره
في تاريخ بغداد بسنده عنه قال مررت بالبصرة فإذا الناس مجتمعون
في محل طحان فنظرت كما ينظر الغلمان فإذا بشيخ فقلت من هذا فقالوا:
هذا خراش بن عبد الله خادم انس بن مالك له مائة وثلاثون سنة فرجت
الناس ودخلت اليه وبين يديه جمعية يكتبون عنه والباقون نظارة فأخذت قلما
من يد رجل وكتبت هذه الثلاثة عشر حديثا في فضل علي وذلك في سنة
٢٢٢ وانا ابن ١٢ سنة.
رواياته في فضل علي ع
في ميزان الاعتدال عن ابن عدي بسنده عن أبي هريرة مرفوعا النظر
ا لي علي عبادة وروى بسنده عن شعبة مثله وعن الأعمش بهذا وفي الميزان
عن ابن عساكر في تاريخه بسند فيه أبو سعيد العدوي عن سلمان عن النبي
ص قال كنت أنا وعلي نورا يسبح الله ويقدسه قبل ان يخلق آدم بأربعة آلاف
عام اه‍. وليس له في النسخة المطبوعة من تاريخ ابن عساكر ترجمة
أصلا. وفي الميزان عن ابن حبان ان المترجم روى بسنده عن جابر أمرنا
رسول الله ص ان نعرض أولادنا على حب علي بن أبي طالب.

(١) في ميزان الاعتدال نقلا عن تاريخ بغداد ١٨٠ سنة.
(٢) هكذا في ميزان الاعتدال ولسان الميزان، وفي تاريخ بغداد في أسفل نعلي وهو تصحيف
فالأحاديث لا تكتب في أسفل النعال. - المؤلف -
(١٩٣)

رواياته في فضل الشيخين
أورد له الذهبي في ميزانه والخطيب في تاريخ بغداد رواياته في
فضلهما. مشايخه
في تاريخ بغداد: حدث ببغداد عن ١ عمر بن مرزوق ٢
عروة بن سعيد ٣ مسدد بن مسرهد ٤ هدبة بن خالد ٥
طالوت بن عباد ٦ كامل بن طلحة ٧ جويرية بن شرس ٨
عبد الله بن معاوية الجمحي ٩ شيبان بن فروخ ١٠ جبارة بن مغلس
١١ خراش بن عبد الله وغيرهم.
تلاميذه
قال روى عنه ١ أبو بكر مالك القطيني ٢ أحمد بن
جعفر بن سلم ٣ أبو القاسم بن النخاس ٤ أحمد بن إبراهيم بن
شاذان اه‍.
٤٥٧: حسن بن علي بن زهرة الحلبي.
مضى بعنوان حسن بن علي بن حسن بن زهرة.
٤٥٨: الحسن بن علي بن زياد الوشاء الخزاز البجلي الكوفي المعروف بابن بنت
الياس.
الوشاء بفتح الواو وتشديد الشين المعجمة بعدها ألف بائع الوشي
أو صانعه في انساب السمعاني وهو نوع من الثياب المعمولة من الإبريسم
والخزاز بائع الخز أو صانعه وهو نوع من الثياب.
قال النجاشي الحسن بن علي بن زياد الوشاء بجلي كوفي قال أبو عمرو
يكنى محمد الوشاء وهو ابن بنت الياس الصيرفي خزاز من أصحاب الرضا
ع وكان من وجوه هذه الطائفة روى عن جده الياس قال لما
حضرته الوفاة قال لنا اشهدوا علي وليست ساعة الكذب هذه الساعة
لسمعت أبا عبد الله ع يقول والله لا يموت عبد يحب الله ورسوله
ويتولى الأئمة فتمسه النار ثم أعاد الثانية والثالثة من غير أن أسأله أخبرنا
بذلك علي بن أحمد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن الوشاء اه‍. وفي الخلاصة الحسن بن علي بن زياد الوشاء بجلي كوفي قال
الكشي يكنى بأبي محمد الوشاء وهو ابن بنت الياس الصيرفي خزاز من
أصحاب الرضا ع وكان من وجوه هذه الطائفة اه‍. وهنا أمور
يلزم التنبيه عليها الأول ان ما نقله النجاشي عن أبي عمرو وهو الكشي
لم نجده في رجال الكشي وكذا قال صاحب منهج المقال وغيره نعم في ترجمة
يونس بن ظبيان كان الحسن بن علي الوشاء ابن بنت الياس يحدثنا الخ ولم يقل
يكنى بأبي محمد ولكن ذلك لا علاقة له بما ذكر هنا. ولا يخفى ان الموجود
بأيدي الناس هو اختيار رجال الكشي للشيخ الطوسي واما رجال الكشي
الأصلي فغير موجود فيمكن ان هذا كان موجودا في الأصل وغاب عن نظر
الشيخ عند اختياره لرجال الكشي والنجاشي انما نقله من الأصل لا من
اختيار الشيخ والله أعلم الثاني ان الذي في نسخة رجال النجاشي
المطبوعة ابن بنت الياس الصيرفي الخزاز خير من أصحاب الرضا وهو غلط
والصواب وهو ابن بنت الياس الصيرفي الخزاز من أصحاب الرضا كما مر في
ترجمة الياس الصيرفي ج ١٢ وأما لفظة خير فلا يبعد زيادتها أو كونها
تصحيفا فان قوله كان من وجوه هذه الطائفة يغني عن خير ولا يذكر معه
خير كما لا يخفى الثالث ان العلامة صحف كلمة خزاز بخيران تثنية خير
وجعلها إشارة إلى الحسن وجده الياس والصواب خزاز بدل خيران كما مر في
ترجمة الياس أيضا مفصلا فراجع. ثم قال النجاشي: أخبرني ابن شاذان
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى قال
خرجت إلى الكوفة في طلب الحديث فلقيت بها الحسن بن علي الوش فسألته
ان يخرج لي كتاب العلاء بن رزين القلا وابان بن عثمان الأحمر فأخرجهما إلي فقلت
له أحب ان تجيزهما لي فقال لي يا رحمك الله أو يرحمك الله وما عجلتك
اذهب فاكتبهما واسمع من بعد فقلت لا آمن الحدثان فقال لو علمت أن هذا الحديث
يكون له هذا الطلب لاستكثرت منه فاني أدركت في هذا المسجد تسعمائة شيخ
كل يقول حدثني جعفر بن محمد وكان هذا الشيخ عينا من عيون هذه الطائفة
وله كتب منها ١ ثواب الحج ٢ والمناسك ٣ والنوادر أخبرنا ابن
شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أحمد بن إدريس عن محمد بن
أحمد بن يحيى عن يعقوب بن يزيد عن الوشاء بكتبه وله ٤ مسائل الرضا
ع أخبرنا ابن شاذان عن علي بن حاتم عن أحمد بن إدريس عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء بكتابه مسائل الرضا ع
اه‍. وفي الفهرست الحسن بن علي الكوفي ويقال له الخزاز ويقال
له ابن بنت الياس له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن
ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء وفي التعليقة
قوله واسمع بعد فيه إشارة إلى أنهم كانوا يعتمدون بما في الأصول ولا
يروون حتى يسمعونه من المشايخ أو يأخذون منهم الإجازة ويظهر ذلك من
كثير من التراجم اه‍. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع
فقال الحسن بن علي الخزاز ويعرف بالوشا وهو ابن بنت الياس يكنى
أبا محمد وكان يدعي انه عربي كوفي له كتاب وذكره الشيخ في رجاله أيضا
في أصحاب الهادي ع فقال الحسن بن علي الوشاء اه‍. وفي
النقد: روى الشيخ في التهذيب في آخر باب الخمس عن ابن عقدة عن
محمد بن مفضل بن إبراهيم ان الحسن بن علي بن زياد الوشاء كان قد وقف
ثم رجع فقطع اه‍. وفي التعليقة أنه قال ذلك في آخر باب زيادات الزكاة
من التهذيب ويدل عليه ما رواه الصدوق في عيون أخبار الرضا ع
قال حدثني أبي رضي الله عنه حدثنا سعد بن عبد الله حدثنا أبو الحسن
صالح بن أبي حماد عن الحسن بن علي الوشاء قال كنت كتبت معي مسائل
كثيرة قبل ان اقطع على أبي الحسن الرضا ع وجمعتها في كتاب مما
روي عن آبائه ع وغير ذلك وأحببت ان أتثبت في امره واختبره
فحملت الكتاب في كمي وصرت إلى منزله واردت ان آخذ منه خلوة فأناوله
الكتاب فجلست ناحية وانا متفكر في طلب الاذن عليه وبالباب جماعة
جلوس يتحدثون فبينما انا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه إذا انا
بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب فنادى أيكم الحسن بن علي الوشاء ابن
بنت الياس البغدادي فقمت اليه وقلت انا الحسن بن علي فما حاجتك فقال
هذا الكتاب امرني مولاي بدفعه إليك فهاك فخذه فاخذته وتنحيت ناحية
فقرأته فإذا والله فيه جواب مسالة مسالة فعند ذلك قطعت عليه وتركت
الوقف اه‍. وحكي في التعليقة عن كشف الغمة رواية عنه تتضمن ارسال
الرضا ع اليه في خراسان بطلب الحبرة ثلاث مرات وكل مرة
يطلبها فلا يجدها فيرسل اليه بأنه لم يجدها وفي الثالثة يجدها في صندوق
(١٩٤)

فيقول أشهد انك امام مفترض الطاعة ويكون ذلك سبب دخوله في هذا
الامر اه‍. ولكن هذا ربما ينافي رواية العيون السابقة ان كان ما فيها قد
جرى بالمدينة ولكن لا تصريح فيها بأنه في المدينة وفي التعليقة أيضا عن
الكافي بسنده عنه اتيت خراسان وانا واقف وذكر انه كان معه ثوب وشئ لا
يعلم به فأرسل اليه الرضا عند وصوله ابعث إلي الوشي فقال ما عندي
وشي قال بلى هو في موضع كذا الحديث لكن ليس فيه كونه سبب دخوله في
هذا الامر ولا غرابة ولا استنكار في أن يجري الله تعالى أمثال ذلك على يدي
آل بيت محمد ص بعد ما اجرى مثله أو أعظم منه على يد آصف بن برخيا
وزير سليمان ع وما منكر ذلك الا منكر لقدرته تعالى وجاهل
بمقام أهل البيت ع وبعد ورود الرواية بوقفه ورجوعه يندفع ما ذكره
المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني فيما حكى عنه بالنسبة إلى ما نقل
عن التهذيب ان الحكم بوقفه يتوقف على كون هذا الكلام من الشيخ ولم يعلم
واحتمال كونه عن ابن عقدة الراوي أقرب ويحتمل كونه من الراوي
عن الوشاء وهو محمد بن المفضل ابن إبراهيم الذي وثقه النجاشي لكن ليس
بمجزوم به الا ان ينفى بالظهور وفيه ما فيه اه‍. مع أن ذلك أشبه
بالتمحل فسواء أكان ذلك من الشيخ أم من ابن عقدة المعروف علمه
وفضله أم من الراوي فهو مؤيد بالروايات الاخر ويدل عليه أيضا ما رواه
الشيخ في كتاب الغيبة: ويبطل ذلك أيضا اي قول الواقفة ما ظهر من
المعجزات على يد الرضا ع الدالة على صحة إمامته وهي مذكورة
في الكتب ولأجلها رجع جماعة عن القول بالوقف وعد جماعة ثم قال
وكذلك من كان في عصره مثل أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي
الوشاء وغيرهم ممن قالوا بالوقف ثم التزموا الحجة وقالوا بإمامته وامامة من
بعده من ولده فروى جعفر بن محمد مالك وذكر كيفية رجوع البزنطي إلى أن قال
وكذلك الحسن بن علي الوشاء كان يقول بالوقف فرجع وكان سببه وساق
الخبر وعن الفقيه روي عن الحسن بن علي الوشاء قال كنت مع أبي وانا غلام
فتعشينا عند الرضا ع ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم وولد فيها
عيسى بن مريم وفيها دحيت الأرض من تحت الكعبة
فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهرا اه‍.
وثاقته
للصدوق في مشيخة الفقيه طريق اليه صحيح ولم يصرح أهل الرجال
بتوثيقه ولكن يمكن ان يستفاد ضمنا من أمور ١ قول النجاشي المتقدم
كان من وجوه هذه الطائفة وقوله وكان عينا من عيون هذه الطائفة بل لعل
فيه ما يزيد على الوثاقة وفي منهج المقال: ربما استفيد توثيقه من استجازة
أحمد بن محمد بن عيسى منه ولا ريب ان كونه عينا من عيون هذه الطائفة
ووجها من وجوهها أولى بذلك... وفي التعليقة قوله عينا من عيون هذه
الطائفة فيه ما مر في الفائدة الثانية يعني من كونه يفيد مدحا معتدا به
اه‍. وفي عدة الرجال للمحقق السيد محسن الكاظمي عند ذكر ألفاظ
التوثيق ما لفظه كذا قولهم عين من عيون هذه الطائفة ووجه من وجوهها
وما كان ليكون عينا للطائفة تنظر بها بل شخصها وانسانها فإنه بمعنى العين
عرفا ووجها الذي به تتوجه ولا تقع الأنظار الا عليه ولا تعرف الا به فان
ذلك هو معنى الوجه في العرف الا وهو بالمكانة العليا وليس الغرض من
جهة الدنيا قطعا فيكون من جهة المذهب والأخرى اه‍. أقول كأنه
حمل العين على الباصرة أو على الذات أو على الإنسان كما يقال ما بها عين
اي أحد وفي مستدركات الوسائل والظاهر ما ذكره اي المحقق الكاظمي من
كونه استعارة من العين بمعنى الباصرة خصوصا إذا اقترن مع الوجه اه‍.
والأولى حمل العين على إرادة خيار الشئ وعن التقي المجلسي في شرح
مشيخة الفقيه أنه قال قولهم: هذا عين توثيق لأن الظاهر استعارة العين
بمعنى الميزان له باعتبار صدقه كما أن الصادق ع كان يسمى أبا
الصباح بالميزان لصدقه ويحتمل ان يكون بمعنى شمسها أو خيارها اه‍.
أقول الميزان لا يسمى في اللغة عينا وانما العين هو الميل في الميزان وفي
عدة الرجال قلت فرق بين لفظ الميزان والعين وكأنه لم يراع العرف والوجه
ما ذكرناه اه‍. واحتمال ان يكون المراد شمسها لا يحتمله من له انس
بالعرف واستعمالات العرب وهو يذكرنا بقراءة من قرأ من اخواننا
الأعاجم: بتخفيف الدال من أسدها وفسر الأسد هنا بالسبع، وانما هو في
المسالة وجوه أسدها بتشديد الدال والمتعين هنا أراد الخيار من العين كما مر
فان ذلك هو المفهوم منه عرفا في مثل المقام وهو مفيد للتوثيق بدون حاجة
إلى كل هذا التطويل الناشئ عن عدم الألف للاستعمالات العربية حتى
يؤخذ معنى اللفظ من كتب اللغة ويذكر كل ما ذكروه من معانيه وان لم
يوافق العرف في المورد الخاص وقال التقي المجلسي أيضا بل الظاهر أن
قولهم وجه توثيق لان دأب علمائنا السابقين في نقد الاخبار كان ان لا ينقلوا
الا عمن كان في غاية الثقة ولم يكن يومئذ مال ولا
جاه حتى يتوجهوا إليهم لهما بخلاف اليوم ولذا يحكمون بصحة خبره اه‍.
وفي عدة الرجال جعل الوجه بمعنى ما يتوجه اليه واضافته إلى الطائفة لأدنى
ملابسة اي ما تتوجه اليه الطائفة وهو كما ترى خلاف ما يعقل الناس انما
يعقلون ما ذكرناه اه‍. ونقول لما كان الوجه أشرف عضو في الإنسان عبر به
عما هو الأحسن وعن الخيار ومنشأ هذه التكلفات عدم الأنس
بالاستعمالات العربية فكون قولهم وجه وعين مفيدا للتوثيق لا يحتاج إلى
كل هذا. وعن الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي في رسالته في
الدارية ونعم ما قال: اما نحو شيخ الطائفة وعمدتها ووجهها ورئيسها
ونحو ذلك فقد استعمله أصحابنا فيمن يستغني عن التوثيق لشهرته ايماء إلى أن
التوثيق دون مرتبته اه‍. ٢ كونه شيخ إجازة لا سيما استجازة مثل
أحمد بن محمد بن عيسى منه كما في التعليقة وعن شرح الوافي لصاحب
مفتاح الكرامة من بحث أستاذه بحر العلوم ٣ رواية ابن أبي عمير الذي
لا يروي الا عن ثقة عنه. في التعليقة ومما يشير إلى وثاقته رواية ابن أبي
عمير عنه ٤ رواية الاجلاء عنه مثل يعقوب بن يزيد وأحمد بن محمد بن
عيسى والحسين بن سعيد وإبراهيم بن هاشم وأيوب بن نوح وأحمد بن
محمد بن خالد ومحمد بن عيسى وعبد الله بن الصلت ومحمد بن يحيى الخزاز
وعلي بن الحسن بن فضال ذكر ذلك في مستدركات الوسائل ٥ رواية
محمد بن أحمد بن يحيى عنه وعدم استثنائها ففي التعليقة ان في ذلك إشارة
إلى وثاقته ٦ تصحيح العلامة طريق الصدوق إلى أبي الحسن النهدي وهو
فيه وكذا إلى أحمد بن عائذ والى غيرهما ٧ ما في المسالك في كتاب التدبير
عنه ذكر رواية عنه ان الأصحاب ذكروها في الصحيح وكذا في حاشيته على
شرحه على اللمعة ٨ ما فيه من أسباب الجلالة والاعتماد والقوة مثل
رواية المشايخ عنه وروايته عنهم وكونه كثير الرواية مقبولها وذكر هذه الثلاثة
أيضا في التعليقة.
وقفه
اما وقفه فلم يرد الا في الروايات المتقدمة وفيها انه رجع عنه وعن
(١٩٥)

الفاضل الصالح في شرح أصول الكافي بعد ما نقل تلك الروايات أنه قال
ومن الأصحاب من انكر أصل وقفه وقدح في الروايات الدالة عليه بضعف السند
والله أعلم اه‍. وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا
من جبل عامل: لم أجد من علماء الرجال من رماه بالوقف بل عد النجاشي
إياه من وجوه هذه الطائفة يقتضي ان يكون من طائفتنا من أصله إذ الظاهر أنه
من طائفته التي هو منها والواقفية واضرابهم ليسوا من طائفتنا وليس ما
يدل على وقفه سوى هاتين الروايتين اي رواية العيون ورواية آخر باب
الخمس من التهذيب وعلى تقدير صحتهما فلا يبعد تنزيلهما على فسحة
النظر أو زيادة اليقين والبصيرة على نحو ما عرض لمؤمن الطاق وأضرابه
وهذا ليس قدحا بل هو المطلوب من المكلفين اه‍. وفي المعالم الحسن بن
علي الخزاز الوشاء الكوفي ابن بنت الياس البغدادي له كتاب. وفي لسان
الميزان الحسن بن علي بن زياد الكوفي الخزاز ذكره الطوسي في مصنفي
الشيعة الإمامية وذكر له أشياء منكرة اه‍. ولا يخفى ان الشيخ فيما مر لم
يذكر له شيئا منكرا أصلا.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي بن زياد الوشاء
الممدوح برواية يعقوب بن يزيد عنه ورواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه
ورواية صالح بن أبي حماد عنه وزاد الكاظمي رواية الحسين بن سعيد
وإبراهيم بن هاشم وأيوب بن نوح ومعلى بن محمد عنه. وعن جامع الرواة
انه زاد رواية أحمد بن محمد بن خالد وعبد الله بن الصلت وعلي بن محمد بن
يحيى الخزاز وموسى بن جعفر البغدادي وعلي بن الحسن بن فضال
وسهل بن زياد وإبراهيم بن إسحاق الأحمري وعبد الله بن أحمد بن خالد
التميمي وعبد الله بن موسى وموسى بن أبي موسى الكوفي وأبي جعفر
محمد بن الفضل بن إبراهيم الأشعري وصالح بن أعين وعلي بن معبد عنه
اه‍. وفي لسان الميزان روى عن حماد بن عثمان وأحمد بن عائذ والمثنى بن
الوليد ومنصور بن موسى وغيرهم روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى
ويعقوب بن زيد ومسلم بن سلمة وآخرون اه‍. ولا يخفى ان أصحابنا
الذين هم اعرف بحاله لم يذكروا بعض هؤلاء في مشايخه ولا في تلاميذه
والله أعلم.
٤٥٩: الحسن بن علي الزيتوني الأشعري أبو محمد.
قال النجاشي له كتاب نوادر أخبرنا محمد بن علي عن أحمد بن
محمد بن يحيى عن أبيه عن الحسن بن علي بكتابه اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي الزيتوني
برواية محمد بن يحيى عن أبيه عنه اه‍. وقيل روى عنه سعد بن عبد الله
وابن الوليد.
٤٦٠: الشيخ الامام نصرة الدين أبو محمد الحسن بن علي بن زيرك القمي.
في فهرس منتجب الدين بن بابويه واعظ صالح فقيه اه‍.
٤٦١: الحسن بن علي بن أبي سالم البطائني مولى الأنصار أبو محمد الكوفي.
قال الكشي في ترجمة شعيب العقرقوفي الحسن بن علي بن أبي حمزة
كذاب وقال الكشي أيضا: ما روي في الحسن بن علي بن أبي حمزة
البطائني. محمد بن مسعود سالت علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن
علي بن أبي حمزة البطائني فقال كذاب رويت عنه أحاديث كثيرة وكتبت عنه
تفسير القرآن كله من أوله إلى آخره الا اني لا استحل ان أروي عنه حديثا
واحدا وحكى لي أبو الحسن حمدويه بن نصير عن بعض أشياخه أنه قال
الحسن بن علي بن أبي حمزة رجل سوء اه‍. وقال النجاشي الحسن بن
علي بن أبي حمزة واسمه سالم البطائني قال أبو عمرو الكشي فيما أخبرنا به
محمد بن محمد عن جعفر بن محمد عنه قال قال محمد بن مسعود سالت
علي بن الحسن بن فضال عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني فطعن
عليه وكان أبوه قائد أبي بصير يحيى بن القاسم هو الحسن بن علي بن أبي
حمزة مولى الأنصار كوفي ورأيت شيوخنا رحمهم الله يذكرون انه كان من
وجوه الواقفة له كتب منها كتاب الفتن وهو كتاب الملاحم أخبرنا أبو
عبد الله بن شاذان عن علي بن أبي حاتم حدثنا محمد بن أبي حاتم حدثنا
محمد بن أحمد بن ثابت حدثنا علي بن الحسين بن عمرو الخزاز عن الحسن به
وله كتاب فضائل القرآن أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون عن أحمد بن
محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن يوسف بن يعقوب بن حمزة بن زياد الجعفي
القصباني يعرف بابن الحلا بعرزم حدثنا إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي
نصر عن الحسن به وكتاب القائم الصغير وكتاب الدلائل وكتاب المتعة
وكتاب الغيبة وكتاب الصلاة وكتاب الرجعة وكتاب فضائل أمير المؤمنين
ع وكتاب الفرائض اه‍. وفي الفهرست الحسن بن علي بن أبي
حمزة له كتاب أخبرنا به ابن عبدون عن الأنباري عن حميد
عن أحمد بن ميثم عن الحسن بن أبي حمزة وفيه أيضا الحسن بن علي بن
أبي حمزة له كتاب الدلائل وكتاب فضائل القرآن رويناهما بالاسناد الأول عن
حميد عن أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين عنه وأخبرنا ابن أبي
جيد عن ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أبي الصهبان عنه وفي
الخلاصة الحسن بن علي بن أبي حمزة واسم أبي حمزة سالم البطائني مولى
الأنصار أبو محمد واقفي: قال الكشي حدثني محمد بن مسعود وذكر ما
تقدم إلى قوله رجل سوء ثم قال قال ابن الغضائري انه واقف ابن واقف
ضعيف في نفسه وأبوه أوثق منه وقال علي بن الحسن بن فضال اني لأستحيي
من الله ان أروي عن الحسن بن علي وحديث الرضا فيه مشهور اه‍. وفي
التعليقة سيجئ في ترجمة أبيه ذكر هذا الكلام الذي رواه الكشي عن
علي بن فضال في ذمه على وجه يظهر انه بالنسبة إلى أبيه مع تصريح
الخلاصة بذلك قال جدي المجلسي الأول والطعون باعتبار مذهبه
الفاسد ولذا روى عنه مشايخنا لثقته في النقل اه‍. وللصدوق في الفقيه
طريق اليه وفي مستدركات الوسائل انه مرمي بالوقف والكذاب اما الأول
فغير مضر واما الثاني فبعيد غاية لوجوه ١ رواية أحمد بن أبي نصر
البزنطي الذي لا يروي الا عن ثقة عنه كما في التهذيب في باب التدبير وهو
من أصحاب الاجماع ٢ رواية الاجلاء واكثارهم عنه مثل الجليل
إسماعيل بن مهران السكوني ومحمد بن العباس بن عيسى وإبراهيم بن
هاشم والنوفلي وأحمد بن ميثم ومحمد بن الصهبان وصالح بن أبي حماد ٣
تلقي الأصحاب رواياته بالقبول وكفى شاهدا لذلك ان التفسير الذي ألفه
النعماني كله خبر اخرجه باسناده إلى الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين
ع في أنواع الآيات واقسامها وذكر الأمثلة لكل قسم منها والسند
ينتهي إلى إسماعيل بن مهران عنه عن أبيه الخ وذكر علي بن إبراهيم في
(١٩٦)

أول تفسيره والسيد الاجل علم الهدى اختصر تفسير النعماني ويعرف
برسالة المحكم والمتشابه والشيخ الجليل سعد بن عبد الله غير ترتيب الخبر
وجعله مبوبا وفرقه على الأبواب وقال في أوله بعد الخطبة روى مشايخنا عن
أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قال أمير المؤمنين ع إلى
آخر ما في تفسير النعماني مع زيادة بعض الأخبار وكيف يجتمع هذا مع رميه
بالكذب ولعل المراد كذبه في دعواه في صحة مذهبه واليه يشير قول ابن
الغضائري انه واقف بن واقف ضعيف في نفسه وأبوه أوثق منه وقول
المجلسي الأول المتقدم اه‍. وفي المعالم: الحسن بن علي بن أبي حمزة له
كتاب ثم بعده خمس تراجم: الحسن بن علي بن أبي حمزة له الدلائل.
فضائل القرآن ولا يخفى ان صاحب المعالم تبع في ذلك الشيخ في الفهرست
لأن عبارته عين عبارته وظاهر ذلك انهما رجلان سوى ان أهل الرجال لم
يذكروا الا واحدا وفي لسان الميزان: الحسن بن علي بن أبي حمزة واسم أبي
حمزة سالم البطائني الكوفي مولى الأنصار قال علي بن الحسين بن فضال كان
مطعونا عليه وله كتاب فضائل القرآن وكتاب الملاحم والفتن والفضائل
والفرائض روى عنه إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن
الصهبان وعلي بن الحسن بن عمرو الخزاز ذكره أبو جعفر الطوسي في
مصنفي الشيعة الإمامية اه‍.
تنبيه
وقع في طريق الصدوق في الفقيه في باب صوم السنة: الحسن بن
محبوب عن الحسن بن أبي حمزة عن أبي جعفر ع وفي بعض نسخه
الحسين بن أبي حمزة والظاهر أنه الصحيح فان الكليني روى هذه الرواية
بعينها عن ابن محبوب عن الحسين بن أبي حمزة عن أبي حمزة عن أبي جعفر
ع والحسن بن أبي حمزة ليس له ذكر في كتب الرجال وانما الموجود
فيها الحسين كما يأتي إن شاء الله تعالى والحسين أيضا لم يرو عن أبي جعفر الا
بتوسط أبيه أبي حمزة والظاهر سقوط أبي حمزة من قلم صاحب الفقيه أو
الناسخ وتصحيف الحسين بالحسن واحتمال ان يكون المراد بالحسن بن أبي
حمزة الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني من باب النسبة إلى الجد الشائعة
بعيد أولا لان الكليني أضبط ثانيا ان الحسن بن علي بن أبي حمزة من
رجال الكاظم وإرادة الجواد ع من أبي جعفر يبعده كون البطائني
واقفيا مع أن ادراكه لعصر الجواد غير معلوم.
التمييز
قد سمعت من النجاشي رواية علي بن الحسين بن عمرو الخزاز عنه
ورواية إسماعيل بن مهران عنه وسمعت من الفهرست رواية أحمد بن ميثم
عنه ورواية محمد بن أبي الصهبان عنه. وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية
محمد بن العباس عنه ورواية الجاموراني الرازي عنه ورواية الحسن بن يزيد
عنه ورواية أحمد بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن عبد الله الرازي
وإبراهيم بن هاشم عنه. وفي لسان الميزان روى عن عبد الرحمن بن أبي
هاشم وأحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن ميثم بن أبي نعيم اه‍. ولكن قد
عرفت أن أحمد بن ميثم يروي عن المترجم لا ان المترجم يروي عنه.
٤٦٢: الحسن بن علي بن سبرة.
في ايضاح الاشتباه سبرة بفتح السين المهملة واسكان الباء الموحدة
والراء المفتوحة. قال النجاشي له كتاب أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن ابن حمزة عن
ابن بطة قال حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عنه اه‍. وفي الفهرست
الحسن بن علي بن سبرة بغدادي له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن علي بن
سبرة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي بن سبرة
برواية أحمد بن محمد بن خالد عنه اه‍
٤٦٣: الحسن بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان البزوفري.
يأتي بعنوان الحسين بالياء.
٤٦٤: الشيخ بدر الدين الحسن بن علي بن سليمان بن أبي جعفر بن أبي
الفضل بن الحسن بن أبي بكر بن سلمان بن عباد بن عمار بن أحمد بن أبي بكر
بن علي بن سلمان بن منبه بن محمد بن عمارة بن إبراهيم بن
سلمان بن محمد بن محمد بن سلمان الفارسي صاحب رسول الله ص نزيل
اسناآباد بالسد من الري.
في فهرست منتجب الدين بن بابويه واعظ فصيح صالح اه‍. وفي
هذه الترجمة ما ينفي ما يقال إن سلمان لم يتزوج وقد عقد صاحب نفس
الرحمن في أحوال سلمان الباب الرابع عشر من كتابه في زوجاته وأولاده
والرد على من انكر ذلك.
٤٦٥: الحسن بن علي بن سليمان البحراني الستروي.
نسبة إلى سترة من قرى البحرين.
يروي عنه العلامة ويروي هو عن أبيه علي بن سليمان هكذا في
مستدركات الوسائل وفي اللؤلؤة وأنوار البدرين انه الحسين بالياء.
٤٦٦: الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني
مضى بعنوان الحسن بن علي بن حسن بن علي بن شدقم.
٤٦٧: الحسن بن علي بن شعبة الحراني
مضى بعنوان الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني.
٤٦٨: حسن علي بن المولى صالح أو محمد صالح صاحب حاشية المعالم وشرح
أصول الكافي ابن احمد المازندراني.
أمه بنت المجلسي الأول محمد تقي وأخت المجلسي الثاني محمد
باقر.
كان عالما فاضلا من بيت علم وفضل وقد ترجم أعيان أسرته
المجلسي في الفيض القدسي ولم يتيسر لي الاطلاع على الكتاب المذكور حال
التاليف.
٤٦٩: الحسن بن علي بن صالح بن سعيد الجوهري.
في لسان الميزان روى عن أبي جعفر محمد بن هارون الكلبي أحد
علماء الشيعة الإمامية وغيره وقال علي بن الحكم كان يذاكر بعشرة آلاف
(١٩٧)

حديث اه‍. وعلي بن الحكم من علماء الشيعة له كتاب في الرجال كان عند
ابن حجر.
تنبيه
في آثار الشيعة الإمامية ذكر الحسن بن علي بن صدقة وزير المسترشد
العباسي في عداد الوزراء الشيعة ولكننا لم نجد فيما ذكره المؤرخون ما يدل على تشيعه.
٤٧٠: الحسن بن علي الصيرفي
مر بعنوان الحسن بن علي بن زياد الوشاء.
٤٧١: ملا حسن علي آل شرف الدين الشوشتري.
كان حيا سنة ١٢٤٧.
وشرف الدين أحد أجداده وبه عرفت طائفته وهي طائفة علم في
مدينة تستر التي يقال لها الآن شوشتر.
أرسل الينا ترجمته الشيخ محمد مهدي بن محمد بن جعفر بن محمد
باقر بن حسن علي بن عبد الله بن محمد رضا بن شرف الدين المعاصر
والعهدة عليه فقال ما ترجمته: كان من أجلة أهل العلم والفضل في شوشتر
وكان في الزهد والتقوى فريد زمانه لكنه اختار العزلة والانزواء وليس لي
اطلاع كامل علي أحواله وتاريخ وفاته أيضا غير معلوم لكنه كان حيا سنة
١٢٤٧ قطعا خلف من الأولاد ملا احمد وملا محمد باقر اه‍.
٤٧٢: أبو علي الحسن بن علي الشيزري.
الشيزري بفتح الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية وفتح الزاي
وكسر الراء بعدها ياء بالنسبة نسبة إلى شيزر في انساب السمعاني هي مدينة
وقلعة حصينة بالشام قريبة من حمص اه‍.
في تاريخ ابن عساكر: قدم دمشق وحدث بها عن ابن خالويه
الهمذاني النحوي وروى عنه علي بن الخضر السلمي باسناده إلى علي بن أبي
طالب أنه قال قال رسول الله ص تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة قد عجنت
بماء الحيوان فينظر الخلائق إليها فيتعجبون منها وتكسى أيضا ألف حلة من
حلل الجنة مكتوب على كل منها بخط اخضر ادخلوا ابنة نبيي الجنة على
أحسن صورة وأحسن كرامة وأحسن منظر فتزف كما تزف العروس وتتوج
بتاج العز ويكون معها سبعون ألف جارية حورية عينية في يد كل جارية
منديل من إستبرق وقد زين لك تلك الجواري منذ خلقهن الله اه‍. ومن
ذلك قد يظن تشيعه.
٤٧٣: الحسن بن علي الضبي الشهير بابن وكيع التنيسي.
مضى بعنوان الحسن بن علي بن أحمد بن محمد.
٤٧٤: الحسن بن علي بن طاهر.
قد ذكرنا في غير موضع من هذا الكتاب قول المؤرخين ان الطاهرية
كلها كانت تتشيع وهذا منهم وأورد له المسعودي في مروج الذهب أبياتا قالها
لما مات محمد بن عبد الله بن طاهر والقمر مكسوف وهي:
كسف البدر والأمير جميعا * فانجلى البدر والأمير غميد
عاود البدر نوره بتجليه ونور الأمير ليس يعود
يا كسوفين ليلة الأحد النحس * أتاحتكما هناك السعود
واحد كان حده مثل حد السيف * والنار شب فيها الوقود
ولسنا نعلم من أحواله غير ذلك.
٤٧٥: الحسن بن علي الطبرسي أو الطبري
يأتي بعنوان الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبرسي
٤٧٦: الشيخ حسن بن علي العاملي التوليني.
نسبة إلى تولين بضم المثناة الفوقية وسكون الواو وكسر اللام وسكون
المثناة التحتية بعدها نون احدى قرى جبل عامل.
وجد توقيعه في صدر وثيقة كتبتها السيدة فاطمة أم الحسن بنت
الشهيد بهبة لأخويها تاريخها سنة ٨٢٣ بما صورته قد اتصل بي ثبوت هذه
الوثيقة بين الأماجد الطاهرين وعلمت ما حرر ورقم فيها بعلم اليقين
أجريت عليها الاثبات بالمشروع والمعقول وانا أفقر الورى حسن بن علي
التوليني.
حسن بن علي التوليني.
محل الخاتم
وذكرنا صورة الوثيقة في ترجمتها ومن ذلك يعلم أنه من اعلام علماء
الاثبات في ذلك العصر ان كان توقيعه عند كتابتها أو بعده ان كان كتب
بعد ذلك والله أعلم.
٤٧٧: الشيخ حسن بن علي بن عبد الحسين بن نجم السعدي الرباحي الدجيلي
اللملومي المحتد النجفي المولد والمسكن والمدفن الشهير بقفطان وفي بعض
المواضع ابن علي بن سهل المكنى بأبي قفطان.
مولده ووفاته ومدفنه
ولد في النجف سنة ١١٩٩ ولا ينافيه قول من قال حدود ١٢٠٠ فهو
مبني على التقريب وهذا على التحقيق وتوفي بالنجف سنة ١٢٧٩ عن عمر
يناهز الثمانين كما في الطليعة أو ١٢٧٧ وقد تجاوز التسعين كما كتبه الفاضل
الشبيبي في مجلة الحضارة أو ١٢٧٥ كما في بعض القيود وقد ذكرنا في ج ٥
ان ولده الشيخ إبراهيم ولد ١١٩٩ وتوفي ١٢٧٩ وكان ذلك منا
اعتمادا على ما في الذريعة وهو عين تاريخ ولادة ووفاة أبيه فإذا صح ما في
الطليعة يكون ما ذكر في تاريخ ولادة ووفاة الابن اشتباها بتاريخ ولادة ووفاة
الأب وقال الفاضل الشبيبي فيما كتبه في مجلة الحضارة ان وفاة ولده الشيخ
إبراهيم سنة ١٢٧٩ بعد وفاة أبيه بسنتين بناء على أن وفاة أبيه
١٢٧٧ وقال في موضع آخر ان أباه انتقل إلى النجف حدود ١٢٠٠
وولد الشيخ حسن في النجف هو وبقية اخوته وتوفي بعد وفاة الشيخ مشكور
الحولاي بست سنين وقد تجاوز التسعين اه‍. والشيخ مشكور توفي
١٢٧١ فإذا كان المترجم توفي بعده بست سنين تكون وفاة المترجم
١٢٧٧ وهو ينافي قول الطليعة انه توفي ١٢٧٩ وإذا كان أبوه ورد
النجف حدود ١٢٠٠ وولد هو بعد ذلك التاريخ قريبا منه بطل القول بأنه
ولد ١١٩٩ ويكون عمره نحو ٧٧ سنة على الأكثر فكيف يكون قد
تجاوز التسعين ولعل الصواب السبعين بدل التسعين وقد وجدنا في بعض
(١٩٨)

القيود ان الذي تجاوز التسعين هو الشيخ حسين لا الشيخ حسن ففي المقام
عدة أمور منها اشتباه ولادة ووفاة الشيخ إبراهيم بولادة ووفاة أبيه الشيخ
حسن ومنها الاختلاف في عمر المترجم انه تجاوز السبعين أو التسعين
ودفن المترجم له في الصحن الشريف العلوي عند الإيوان الكبير المتصل
بمسجد عمران كما في الطليعة.
نسبته
السعدي والرباحي نسبة إلى آل رباح فخذ من بني سعد العرب
المعروفين بالعراق وفي كتاب انساب القبائل العراقية بنو سعد بطن من
العرب منهم في الدجيل ومنهم في كربلاء وآل سعد قبيلة من بني منصور في
أذناب الفرات والدجلة اه‍. والدجيلي نسبة إلى الدجيل قرية بين
سامراء وبغداد في الجانب الغربي كان جدهم نجم منها كما يأتي
واللملومي نسبة إلى لملوم بوزن معصوم قرية بناحية السماوة أهلها
معروفون بالحذق في الملاحة.
آل قفطان
مر بعض الكلام عليهم في إبراهيم بن حسن ج ٥ وفي أحمد بن
حسن ج ٨ وفي بعض مخطوطات الفاضل الشبيبي كما في مجلة الحضارة: آل
قفطان بيت من بيوت الأدب والبلاغة والبيان منشؤهم في النجف وأصلهم
من آل رباح فخذ من بني سعد العرب المعروفين في العراق نبغ منهم جماعة
في الفقه والأدب وأشهر من عرفناه منهم الشيخ حسن المترجم ومن أبنائه
الشيخ إبراهيم والشيخ أحمد وكانت لآل قفطان مكتبة ثمينة في النجف
يرجع إليها طلبة العلم والأدب وكان إنشاؤها مما تقتضيه طبيعة مهنتهم
الوارقة وعني آل قفطان بالأدب والتاريخ والفنون وتمتاز مجاميع آل قفطان
باحتوائها على تاريخ الحوادث والوقائع التي وقعت في العراق في القرون
الثلاثة الأخيرة بعد الألف للهجرة وهي تواريخ مفيدة لمن يعنى بهذا الشأن
من العراقيين اه‍. وفي مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته: كان
جدهم نجم أهل السنة من سكنة الدجيل ثم انتقل إلى لملوم من مساكن
خزاعة وكان تاجرا وله شريك فتزوج شريكه امرأة وقبل أن تمضي سبعة
أيام دعاه إلى الخروج معه للتجارة فقيل له أين تمضي مع هذا المتقفطن
لكثرة ثيابه التي كانت عليه فسمي بأبي قفطان ثم أن نجما تشيع أيام توطنه
في لملوم وانتقل ولده الشيخ علي إلى النجف فولد له الشيخ حسن وأخاه
الشيخ محمد من أم والشيخ جعفر وإخوته من أم أخرى طفيلية من آل
حتروش اه‍. والشيخ حسن بمقتضى ما ذكر في العنوان هو حفيده لا ولده
الصلبي والمنقول عن طبقات الشيخ علي الجعفري المسمى بالحصون المنيعة
أن انتقاله من لملوم إلى النجف كان في حدود سنة ١٢٠٠ ه وفي النجف
ولد له الشيخ حسن.
أقوال العلماء فيه
في الطليعة: كان فاضلا شاعرا تقيا ناسكا محبا للأئمة الطاهرين
وأكثر شعره فيهم وله مطارحات مع أدباء زمانه وتواريخ في أغلب الوقائع
وتقاريظ.
وفي مجموعة الشبيبي نشا على حب العلوم فاخذ عن الميرزا القمي في
الأصول وعن صاحب الجواهر والشيخ علي بن الشيخ جعفر في الفقه له
تأليف فيه لم يخرج إلى المبيضة، وكان أديبا شاعرا وأعقب الشيخ إبراهيم
والشيخ أحمد والشيخ حسين والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي
وأصبح من مشاهير الفقهاء والأدباء وعن بعض مجاميعه أيضا على ما في مجلة
الحضارة أنه قال في حقه فقيه لغوي اتخذ الوراقة مهنة له في النجف وكان
جيد الخط والضبط وقد ورث ذلك عنه أبناؤه وأحفاده وأدرك عصر
الشيخ جعفر النجفي الكبير وعصر أولاده وأخذ عنهم وتفقه بهم
ثم اتصل بصاحب الجواهر وهو أكبر أساتذته في الفقه وقد اختص
به واليه أحال صاحب الجواهر وإلى ولده الشيخ إبراهيم تصحيح جواهره
ووراقتها حتى قيل لولاهما ما خرجت الجواهر لأن خط مؤلفها كان رديا جدا
لا يكاد يقرأ فكتبا أول نسخة منها عن خطه لأنهما بصيران به ثم صارا
يحترفان بكتابتها ويبيعانها على العلماء وطلاب العلم وأكثر النسخ المخطوطة
منها قبل أن تطبع كانت بخط القفطانيين ثم قال: كان الشيخ حسن كما
قلنا مليح الخط جيد الضبط وما أشبه خطوط بنيه لا سيما الشيخ إبراهيم
والشيخ أحمد بخطه حتى إنه يعسر التمييز بينهما. وعني آل قفطان بالأدب
والتاريخ والفنون كما مر وعرف الشيخ حسن خاصة بدرس قاموس
الفيروزبادي وقد جرد منه رسائل مفيدة في بعض الأصول اللغوية وغيرها
تأتي عند ذكر مؤلفاته وبالجملة كان أديبا صحيح الطبع سليم الذوق
اه‍. وقد قيل إن القاموس كتاب لغة وطب ورجال وغيرها وقد كان
الشيخ عباس نجم النجفي القارئ في عزاء سيد الشهداء ع
يحفظ حديثا في العزاء ويقرأه في المجالس وقد سمعناه منه في
النجف مرارا والمعلوم عند النجفيين أنه رتبه بعض آل قفطان ليلا على سطح
مسجد الكوفة وأظن أنه حديث مكالمة العباس ع مع حبيب بن
مظاهر ليلة العاشر من المحرم أو حديث أين ضلت راحلتك يا حسان وكان
يقرؤه غيره أيضا وقد أتى به بعض علماء جبل عامل وهو الشيخ موسى
شرارة معه من النجف ضمن مجموعة وسمعناه يقرأ في جبل عامل مرارا ولما
ذكرنا في رسالة التنزيه أمر هذا الحديث بلغنا أن القفطانيين في النجف
غضبوا من ذلك فقلنا للناقل نحن سمعنا ذلك من النجفيين المتواتر عندهم
أمر هذا الحديث ولم نأت به من عند أنفسنا وللمترجم تقريظ على كتاب
براهين العقول في شرح تهذيب الأصول للشيخ محمد بن يونس الحميدي
النجفي كتبه على النسخة بخطه.
مؤلفاته
١ رسالة سماها طب القاموس قال الفاضل الشبيبي في بعض
مجاميعه وهي رسالة لطيفة اقتبسها من القاموس وعناية الفيروزبادي كما لا
يخفى على من راجع قاموسه بالطب مشهورة عنه حتى عابوا عليه ذلك وقد
أشار الشيخ حسن في آخر هذه الرسالة على قرائها بعدم الاقتحام على
العلاج دون مراجعة الطبيب الحاذق ٢ رسالة سماها أمثال القاموس
٣ رسالة الأضداد ٤ رسالة المثلثات ٥ رسالة في الأفعال اللازمة
المتعدية في المعنى الواحد وهذه الرسائل الخمس كلها منتزعة من القاموس
٦ تعليقات مفيدة على نسخة من المصباح المنبر للفيومي نسخها بيده سنة
١٢٦٥ وقد فات المعاصر ذكر هذه الرسائل في حرفي الألف والتاء ٧
تأليف في الفقه لم يخرج إلى المبيضة.
أشعاره
من شعره قوله من قصيدة في مدح أمير المؤمنين ورثاء الحسين ع
(١٩٩)

وقال بعضهم إنها لأخيه الشيخ حسين لا له:
ما استطالت جموعهم يوم عرض * لكفاح إلا عليها استطالا
وطواهم طي السجل وطورا * لفهم فيه يمنة وشمالا
يغمد السيف في الرقاب وأخرى * يتحرى تقليدها الأغلالا
صالح الجيش أنم تكون له الأرواح * والناس تغنم الأموالا
قاتل الناكثين والقاسطين البهم * والمارقين عنه اعتزالا
كرع السيف في دماهم بما حادوا * عن الدين نزعة وانتحالا
من برى مرحبا بكف اقتدار * أطعمته من ذي الفقار الزيالا
يوم سام الجبان من حيث ولى * راية الدين ذلة وانخذالا
قلع الباب بعد ما هي أعيت * عند تحريكها اليسير الرجالا
ثم مد الرتاج جسرا فما تم * ولكن بيمن يمناه طالا
وله في الأحزاب فتح عظيم * إذ كفى المؤمنين فيه القتالا
حين سالت سيل الرمال باعلام * من الشرك خافقات ضلالا
فلوى خافقاتها بيمين * ولواه الخفاق يذري الرمالا
ودعا للبراز عمرو بن ود * يوم في خندق المدينة جالا
فمشى يرقل اشتياقا علي * للقاه بسيفه أرقالا
وجثى بعد أن برى ساق عمرو * فوق عمرو تضرما واغتيالا
ثم ثنى برأس عمرو فاثنى * جبرئيل مهللا اجلالا
فانثنى بالفخار من نصرة الدين * على الشرك باسمه مختالا
وبأحد إذ أسلم المسلمون * المصطفى فيه غدرة وانخزالا
فأحاطت به أعاديه وانثالت * عليه من الجهات انثيالا
عجبا من عصابة أخرته * بسواه لغيها استبدالا
أخرته من منصب أكمل الله * به الدين يومه إكمالا
ضرب الله فوق قبر علي * عن جميل الرواق منه جمالا
قبة صاغها القدير لأفلاك * السماوات شاهدا ومثالا
أرخت الشمس فوقها حلية النور * بهاء وهيبة وجلالا
وتسامى من نورها هدفي * رأسه خطة نراها هلالا
شعب من شعاعها ارتسمت في * فلك النيرات نورا تلالى
وضريح به تنال الآمال * وبه تدرك العفاة النوالا
يا أخا المصطفى الذي قال فيه * يوم خم بمشهد ما قالا
لو بعينيك تنظر السبط يوم الطف * فردا والجيش يدعو النزالا
حاربوه بعدة وعديدة * ضاق فيه رحب الفضاء مجالا
حلأوه عن المباح ورودا * وسقوه أسنة ونبالا
فتحامت له حمية دين * فتية سامروا القنا العسالا
ثبتوا للوغى فلله أقوام * تراهم عند الكفاح جبالا
وأفاضوا على الدروع قلوبا * من حديد كانت لهم سربالا
ليس فيهم إلا أبي كمي * يرهب الجيش سطوه حيث صالا
عانقوا الحور في القصور جزاء * لنحور عانقن بيضا صقالا
وغدا واحد الزمان وحيدا * في عدى كالكثيب حيث انهالا
مفردا يلحظ الأعادي بعين * وبعين يرنو الخبا والعيالا
شد فيهم وهم ثلاثون ألفا * في صفوف كالسيل لما سالا
ناصراه مثقف وحسام * ملك الموت حده الآجالا
ضاربا مهره ارائك نقع * فوقه مثل ما ضربن وصالا
وهوى الأخشب الأشم فمال * العرش والأرض زلزت زلزالا
ورأت زينب الجواد خليا * ذا عنان مرخى وسرج مالا
معلنا بالصهيل ينعى ويشكو * أمة بالطفوف ساءت فعالا
فأماطت خمارها من جوى الثكل * ونادت وا سيدا وا ثمالا
يا جواد الحسين أين حسين * أين من كان لي عمادا ظلالا
أين حامي حماي عقد جماني * من تسمنت في ذراه الدلالا
أين للدين من يقيم قناه * حيث مالت وينجح الآمالا
واستغاثت بربها ثم جرت * نحو أشلاء ندبها أذيالا
ثم أومت لجدخا والرزايا * أسدلت دون نطقها أسدالا
جد يا جد لو رأيت حسينا * أي هيجاء من أمية صالى
مستغيثا هل راحم أو مجير * يستقي لابنه الرضيع زلالا
فسقاه ابن كاهل وهو في حضن * أبيه عن الزلال نصالا
لو ترى السبط في البسيطة دامي * النحر شلوا مبددا أوصالا
عاريا بالعرى ثلاثا وتأبى * الوحش من هيبة له أن تنالا
حنطته وكفنته السوافي * غسلته دماؤها أغسالا
ورؤوساء على الرماح امالتها * رياح السما جنوبا شمالا
أضرموا النار في خبانا فتهنا * معولات بين العدى أعوالا
ما لهذا الحادي المعنف بالادلاج * لا ضجرة ولا إمهالا
فتشاكين حسرة والتياعا * وتباكين بالزفير وجالا
وتنادين بالحنين اتقاء * وتجاوبن بالدموع انهمالا
وله من حسينية وقيل إنها لأخيه الشيخ حسين أولها:
لمن الخبا المضروب في ذاك العرا * من كربلاء جرى عليه ما جرى
ما خلت إلا أنه غاب به * آساد غيل دونها أسد الشري
فتيان صدق من ذؤابة هاشم * نسبا من الشمس المنيرة أنوارا
شبوا وشب بسيفهم وأكفهم * ناران نار وغى ونار للقرى
شرف تفرع عن نبي أو وصي * أو بتول لا حديث يفترى
فأقام فيهم منذرا ومبشرا * ومحذرا في الله حتى أعذرا
بدر تحف به كواكب كلما * عاينتها عاينت صبحا مسفرا
وغدت تواسيه هناك عصابة * طابت مآثرها وطابت عنصرا
تكسوهم الحرب العوان ملابسا * مستشعرين بها النجيع الأحمرا
نصروا ابن بنت نبيهم فتسنموا * عزا لهم في النشأتين ومفخرا
لله يوم ابن البتول فإنه * اشجى البتولة والنبي وحيدرا
يوم ابن احمد والجنود محيطة * بخباه يدعو بالنصير فلا يرى
متصرفا في جمعهم بعوامل * عادت بجيشهم الصحيح مكسرا
باس وسيف أخرسا ضوضاءهم * لكن أمر الله كان مقدرا
فهوى على وجه الثرى روحي الفدا * لك أيها الثاوي على وجه الثرى
من مخبر الزهراء ان سليلها * عارا ثلاثا بالعرى لن يقبرا
وله:
سلي جبل الريان عن مدمعي الجاري * فان سؤال الجار ينبي عن الجار
حبست عليه العين طلقا تمده * بدمع كأفواه المزادة مدرار
مغان عهدناهن فردوس جنة * وروضة نوار وكعبة زوار
منازل منها للخليين عن هوى * حبائل أتراب كواعب ابكار
وأسدلن ليل الشعر لكن بافقه * دراري أقراط بها يهتدي الساري
أمولاي يا ابن العسكري إلى متى * على الدين من أعداك اسمال اطمار
(٢٠٠)

تعطف علينا بالأمان وبالمنى * ومن على الدين الحنيف باظهار
بيوم به وجه الشريعة أبلج * وفيه مقيل الشاة والأسد الضاري
وله في رثاء الحسين ع:
نفسي الفداء لسيد * خانت مواثقه الرعية
رامت أمية ذله * بالسلم لا عزت أمية
حاشاه من خوف المنية * والركون إلى الدنية
فأبى إباء الأسد * مختارا على الذل المنية
وحموه ان يرد الشريعة * بالعوالي السمهرية
فهناك صالت دونه * آساد غيل هاشميه
يا ابن النبي ابن الوصي * أخا الزكي ابن الزكية
لله كم في كربلاء * لك شنشنات حيدرية
باس يسر محمدا * ومواقف سرت وصيه
يوم ابن حيدر والمواضي * عن مغامدها عريه
يطفو ويرسب في الألوف * بمهجة حرى ظميه
ويرى أخاه وابن * والده على الرمضا رميه
ملك الشريعة سيفه * والماء تحت القعضبيه
وشأى السراة بعزمه * لم يثنها غير المشية
سلبت محاسنه القنا * إلا مكارمه السنيه
يا سادة ملكوا الشفاعة * والمعالي السرمدية
حسن وليكم ومن * في الحشر لم يصحب وليه
ان الخطايا أوبقته * وحبكم يمحو الخطية
وعليكم ما دام فضلكم * على الناس التحتية
وله في رثاء الحسين ع من قصيدة:
بعثت له والغدر في ميثاقها * عصب النفاق تحثه ان يقدما
حتى إذا وافاهم ساموه أمما * أن يخوض الحرب أو يستسلما
وفي مجموعة الشبيبي: ومن شعره نقلا عن خطه لما وقف على جدث
ولده حسين المتوفي سنة ١٢٦٦ ه في أسبوع زفافه:
ابني إني زرت قبرك باكيا * فبللت من فيض الدموع ثراه
عذرا إليك فقد هجرتك لا قلا * أو يهجر الأب قاليا إبناه
حتى تداول بين ناس قولهم * ما كان أقساه وما أجفاه
عين رأت غصن الشبيبة يانعا * لم تستطع عند الذبول تراه
إن كنت تسمع فوق قبرك رنة * أو عولة من واجد فانا هو
وعن بعض مجاميع الفاضل الشيبي من خط الشيخ حسن قفطان قوله
عاتبت الشيخ محمد حسن حيث لم يزرني مهنئا ولا معزيا
أراك تزور الناس غيري كأنما * عليك حرام ان تشرف لي دارا
ومنها يشير إلى وفاة ولده:
سرى نعشه فوق الرقاب وذكره * جميلا لأفواه الخلائق قد سارا
وما كنت أدري قبل لحدك أنه * يواري غصونا أو يغيب أقمارا
وله في رثاء الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء:
طالعت نعشك والقرين الفرقد * لا تعجبوا فالنعش فيه محمد
يا ظاعنا عنا وخلف جذوة * في قلب كل موحد تتوقد
أمحمد ومن الذي خلفته * فينا يغيث المستغيث وينجد
يا آل جعفر أنتم البحر الذي * هو للعوالم في العلوم المورد
لكم المساعي الغر والمدح التي * فيهن السنة الثناء تغرد
لا يستهل وليدكم إلا بما * فيه شعار الدين ساعة يولد
أثر المفاخر في سواكم مرسل * أبدا ومفخركم صحيح مسند
إن غاب عنا سيد منكم يقم * فينا بأعباء الإمامة سيد
بالرأي في فصل الخطاب مؤيد * بالوحي في علم الكتاب مسدد
ومن شعره نقلا عن بعض مجاميع الفاضل الشبيبي:
توسمت الديار فذكرتني * زمانا قد تقضى في رباها
إذا نظرت منازلكم عيوني * جرى منها على الوجنات ماها
على أن النوى لا ضير فيها * إذا هي جردت عما سواها
حننت إلى لقاك كذات طفل * ترجيه وقد قطعت رجاها
أحاذر أن تموت ولن تراني * وذل النفس إنك لا تراها
٤٧٨: السيد أبو إبراهيم حسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن قاسم بن
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة ٣٧٣.
في الدرجات الرفيعة: كان من أعاظم الأشراف بقزوين عظيم الشأن
وافر الجاه مقدما رئيسا ذا فضائل وكمالات عديدة إليه انتهت الرياسة في
تلك الديار وبه اقتدت السادة الأخيار كان قد عمر عمرا طويلا فاضر في
آخر عمره عند كبير سنه فاسف على ذهاب بصره وتألم لذلك كثيرا فجمع
مائة نفر من السادات والفضلاء الصالحين من أهل قزوين وأبهر وأعطى كلا
منهم راحلة وزادا وحج بهم معه ولما وصل المدينة المنورة رأى في منامه
قائلا يقول له ما هذا الأسف كله على ذهاب بصرك ولم يبق من عمرك ما
تتأسف معه على ذهاب البصر فاختر إما رجوع بصرك كما كان أو أن يكون
في أحد أولادك دعوة مستجابة دائما فاختار في منامه الاستجابة ورجع من
الحج بجميع من ذهب به ولما وصل إلى قزوين انتقل إلى جوار الله تعالى
وتوفي سنة ٣٧٣ ولم تزل الرياسة في أعقابه إلى اليوم اه‍.
٤٧٩: الشيخ حسن بن علي بن عبد العالي العاملي الكركي
مر بعنوان حسن بن علي بن حسين بن عبد العالي
٤٨٠: الشيخ جمال الدين حسن بن علي بن عبد الكريم الشهير بالفتال خادم
الروضة الشريفة الغروية.
الفتال لا أعلم هذه النسبة إلى أي شئ وقال بعض المعاصرين
الفتال من أسماء البلبل والفتل بالفتح شدوه لعل المترجم لقب به لطلاقة
لسانه اه‍. ويوصف بالفتال جماعة منهم محمد بن الحسن الفتال صاحب
روضة الواعظين والسيد حسن بن عبد الله الحسيني الفتال النجفي في القرن
العاشر والسيد رحمة الله الفتال النجفي تلميذ الشهيد الثاني.
اختلاف الكلمات في نسبه
نسبه في الرياض وكشكول البحارني وغيرهما الحسن بن عبد الكريم
(٢٠١)

وفي الذريعة ج ٤ الحسن بن علي بن عبد الكريم فالأول ان الظاهر نسبة إلى
الجد كما هو متعارف.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء فاضل عالم جليل القدر من مشايخ محمد بن أبي
جمهور الأحسائي وقد بالغ ابن أبي جمهور في أول غوالي اللآلي في
وصفه فقال الطريق الخامس عن شيخي ومرشدي ومعلمي طريق الصواب
ومنهاج معالم الأصحاب وهو الشيخ الفاضل العلامة المبرز على الأقران
المحرز للفوز بسائر الفنون على طول الأزمان علامة المحققين وخاتم
المجتهدين الامام الهمام والبحر القمقام جمال الملة والحد والدين حسن بن
عبد الكريم الشهير بالفتال اه‍. ووصفه الشيخ يوسف البحراني في
كشكوله بالشيخ الجليل المتبحر. وكان مع علمه متشرفا بخدمة الروضة
الشريفة العلوية كما يظهر من وصفه بذلك في كتب التراجم.
مشايخه وتلاميذه
يروي إجازة عن الشيخ جمال الدين عز الدين حسن بن الحسين
ابن مطر الجزائري الأسدي عن ابن فهد الحلي وتتلمذ له محمد بن علي بن
إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي صاحب غوالي اللآلي كذا يظهر من أول
غوالي اللآلي.
٤٨١: السيد شمس الدين الحسن بن علي بن عبد الله الجعفري.
في فهرست منتجب الدين فاضل صالح.
٤٨٢: المولى أبو الحسن حسن علي بن عبد الله بن الحسين التستري ثم
الأصفهاني.
وفاته
في سلافة العصر كما في النسخة المطبوعة توفي سنة ١٠٦٩ وكتب ذلك
بالعربي وهو معاصر له وفي أمل الآمل كما في نسخة عندي كتبت في عصر
المؤلف عن مخطوطة السلافة انه توفي سنة ١٠٦٩ وما في نسخة الأمل
المطبوعة نقلا عن السلافة وما في الرياض نقلا عن الأمل عن السلافة من أنه
توفي سنة ١٠٢٩ تحريف من النساخ قطعا لتقارب ما بين العددين في
الرسم الهندي الموجود في الأمل دون السلافة فإنه بالعربي كما مر ولما كانت
نسخة الأمل التي عند صاحب الرياض مغلوطة كالمطبوعة قال الظاهر أن في
تاريخ الوفاة سهوا لأنه كان موجودا إلى أواسط دولة الشاه عباس الصفوي
الثاني قلت والمذكور ملك سنة ١٠٥٣ ومات سنة ١٠٧٧ ولكن لا سهو في
تاريخ الوفاة لا من الأمل ولا من السلافة بل من بعض نساخ الأمل ولو
اطلع على السلافة لعرف الصواب وفي الذريعة في موضع انه توفي سنة
١٠٦٩ وفي موضع آخر سنة ١٠٧٥ وفي مستدركات الوسائل عن تاريخ
الأمير إسماعيل الخاتون آ بادي المعاصر له انه توفي سنة ١٠١٥ وانه ذكر في
تاريخ وفاته هذا المصراع علم علم بر زمين افتاد وأيضا وفاة مجتهد
الزمان ثم قال فما في الأمل من أنه توفي سنة ١٠٢٦ خطا وقد صرح به في
الرياض أيضا اه‍. ونقول أولا ان صاحب الأمل نقله عن السلافة
ثانيا الخطا من النساخ لا منه كما مر ثالثا ان التاريخ الثاني يبلغ
بحساب الجمل ١٠٦٨ فهو قريب مما في السلافة ومخالف للتاريخ الأول
البالغ ١٠٧٥.
أقوال العلماء فيه
ذكره صاحب السلافة في جملة أعيان العجم وأفاضلهم الذين هم من
أهل هذه المائة أي الحادية عشرة الذين لم يترجم لهم لان أكثرهم لم
يتعاط نظم الشعر العربي وإنما ذكرهم في آخر القسم الرابع الذي هو في
محاسن أهل العجم والبحرين والعراق متتالين بدون أن يفرد لكل واحد
ترجمة فقال بعد ذكر المولى عبد الله بن الحسين التستري:
منهم ابنه المولى حسن علي خلفه الصالح وقدوة كل فالح توفي سنة ١٠٦٩
اه‍. وفي أمل الآمل مولانا حسن علي بن مولانا عبد الله التستري يروي
عن أبيه وعن الشيخ البهائي كان فاضلا عالما صالحا وذكره صاحب سلافة
العصر واثنى عليه وذكر انه توفي سنة ١٠٦٩ نروي عن مولانا محمد باقر
المجلسي عنه اه‍. وفي رياض العلماء الفاضل العامل الكامل الفقيه
الأصولي المعروف في عصر الشاه صفي الصفوي والشاه عباس الثاني وكان
من القائلين باشتراط إذن السلطان العادل في صلاة الجمعة واحد المتعصبين
في ذلك مع أن والده من القائلين بعدم اشتراط ذلك والمواظبين عليها وكان
المترجم معظما عند السلاطين الصفوية وصار مدرسا بعد والده في المدرسة
التي بناها الشاه عباس الأول بأصبهان لأجل تدريس والده ولذلك تعرف
بمدرسة ملا عبد الله واستمر بعد موت والده على التدريس إلى وزارة خليفة
سلطان ثم عزله حين عزل أميرزا قاضي عن منصب شيخ الاسلام بأصبهان
وفوض تدريسها إلى المولى الأستاذ الفاضل لأنه كان من تلامذته مع أنه يقال إن
وقف السلطان بشرط أن يكون تدريسها لأولاد المولى عبد الله وقصة
عزله طويلة غريبة مشهورة وله أولاد وأحفاد عباد صلحاء مشتغلون
بتحصيل العلوم وإلى الآن موجودون معروفون اه‍. وفي مستدركات
الوسائل العالم التحرير الفقيه أبو الحسن المولى حسن علي التستري
الأصبهاني الفاضل الكامل المعروف في عصر الشاه صفي الصفوي والشاه
عباس الثاني مؤلف كتاب التبيان في الفقه ورسالة حسنة في صلاة الجمعة
اه‍. ويأتي عن الرياض أنه لم يرتض هذه الرسالة وان الفاضل القمي رد
عليها ومضمونها يدل على عدم حسنها فاستحسانه لها في غير محله وقال والده
المولى عبد الله في إجازته له بتاريخ أول ربيع الآخر سنة ١٠٢٠ أجزت
لولدي وفلذة كبدي المترقي من حضيض التقليد إلى أوج اليقين السالك
مسالك المتقين الصاعد مصاعد الاجتهاد أبو الحسن الشهير بحسن علي بعد
أن قرأ علي في فنون العلم كتبا كثيرة في فنون علوم الدين من الأصول
والفروع والحديث وبلغ مع صغر سنه أعلى المراتب وفاق في أوائل سنيه
بأسنى المطالب مد الله في عمره ووقاه جميع الشرور وجعلني فداه من كل
محذور ان يروي عني ما صح لي روايته من فنون العلوم وان يفيدها الطالبين
الراغبين فإنه أهل لذلك وأن يصلح من مؤلفاتي ما طغى به القلم.
ووصفه الأمير أبو القاسم الفندرسكي في إجازته الفارسية المختصرة بالعلامة
الفهامة مجتهد الزمان أيده الله تعالى. وقال القاضي عز الدين محمد في
إجازته له بتاريخ غرة ذي الحجة سنة ١٠٠٣ التمس مني الأخ الذكي
الألمعي العامل الكامل الفاضل سيد العلماء والأفاضل المترقي من رتبة
التقليد إلى رتبة الاجتهاد والاستدلال المحرز فضيلة السبق في مضمار
الفضل والكمال شمس فلك الإفادة وبدر سماء الإفاضة صاحب المزايا
والكمالات والمجد البهي مولانا حسن علي. وقال الشيخ البهائي في إجازته
له بتاريخ أوائل العشر الأوسط من ربيع الأول سنة ١٠٣٠: أجزت للولد
الأعز الفاضل الذكي الألمعي ذي الفطنة الوقادة والفطرة النقادة محرز قصب
السبق في مضمار الفضائل صاحب القدح المحلى بين الاقران والأماثل
(٢٠٢)

المترقي في معارج الفضل والكمال إلى أوج الترجيح والاستدلال شمس
الإفادة والإفاضة والمجد الجلي مولانا حسن علي.
مشايخه
١ والده الشيخ عبد الله ويروي عنه بتاريخ ١٠٢٠ ٢ الشيخ
البهائي في الرياض: قرأ على والده ويروي عنه وعلى جماعة من الفضلاء في
عصره ويروي عنهم وعن الشيخ البهائي ومر قول صاحب الأمل أنه يروي
عن أبيه وعن الشيخ البهائي ٣ القاضي محمد بن جعفر الأصفهاني
٤ الأمير أبو القاسم الحسيني الأسترآبادي الشهير بالأمير الفندرسكي
يروي عنهما إجازة. وإجازات والده والفندرسكي والقاضي والبهائي
مذكورة في مجلد الإجازات من البحار.
تلاميذه
في الرياض له كتب وفوائد ورسائل منها ١ كتاب التبيان في الفقه
حسن كاسم مؤلفه ومع أشكال لفظه فهو محتو على كثير من الفروع
والتحقيقات الأنيقة عندنا كتاب الطهارة منه وهو مشتمل على حواش منه
عديدة ولعله لم يخرج منه إلا هذا المقدار وعبارته أدق من عبارة قواعد
العلامة ودروس الشهيد. وله ٢ رسالة في عدم مشروعية الجمعة في
زمن الغيبة فارسية لم ارتضها وقد رد عليها الفاضل القمي أحسن رد وله
أيضا ٣ حاشية على القواعد الشهيدية حسنة ولعله لم يتمها إذ ما رأيته
هو على شطر أولها اه‍.
٤٨٣: الشريف أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الله العلوي
في الرياض من أجلة قدماء علمائنا وكان معاصرا للشيخ الصدوق
ويروي عنه الشيخ أبو الحسن محمد بن أحمد بن شاذان القمي في كتابه
المسمى بايضاح دفائن النواصب على ما يظهر من كتاب الاستبصار في النص
على الأئمة الأبرار للكراجكي اه‍.
٤٨٤: الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن
موسى بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عامر أبي جرادة بن ربيعة الحلبي
الملقب ثقة الملك المعروف بابن أبي جرادة وبابن العديم وباقي النسب مر
في إبراهيم بن محمد بن عمر.
ولادته ووفاته
ولد بحلب سنة ٤٩٢ وقيل غير ذلك ومات بمصر سنة ٥٥١ وله من
العمر ٥٩ سنة وقيل سنة ٥٥٥ والله أعلم.
كنيته
كناه القرشي صاحب طبقات الحنفية أبا عبد الله وكناه ياقوت في
معجم الأدباء أبا علي.
وآل أبي جرادة المعروفون ببني العديم شيعة حلبيون ورثوا
التشيع عن جدهم أبي جرادة عامر بن ربيعة صاحب أمير المؤمنين علي ع
ويعرفون ببني العديم وقد تكلمنا عليهم إجمالا في ترجمة إبراهيم بن
عمر ج ٥ من هذا الكتاب.
في معجم الأدباء: أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة
كان فاضلا كاتبا شاعرا أديبا يكتب النسخ طريقة أبي عبد الله بن مقلة
والرقاع طريقة علي بن هلال وخطه حلو جيد جدا خال من التكلف
والتعسف سمع أباه بحلب وكتب عنه السمعاني عند قدومه حلب وسار في
حياة أبيه إلى الديار المصرية واتصل بالعادل أمير الجيوش وزير المصريين
وأنس به ثم نفق بعده على الصالح بن رزيك وخدمه في ديوان الجيش ولم
يزل بمصر إلى أن مات بها في سنة ٥٥١ وفي شذرات الذهب في وفيات سنة
٥٥٥ فيها توفي ثقة الملك الحلبي الحسن بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة
سافر إلى مصر وتقدم عند الصالح بن رزيك وناب فيها اه‍. وعن طبقات
الحنفية للقرشي الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد الخ بن أبي جرادة
الحلبي أبو عبد الله بيت قضاة وفقهاء ولد بحلب سنة ٤٩٢ وقيل غير ذلك
وسمع وأفاد ومات في أيام الظاهر سنة ٥٥١ وله من العمر تسع وخمسون
سنة اه‍.
أشعاره
في معجم الأدباء: ومن شعره في صدر كتاب كتبه إلى أخيه عبد
القاهر في سنة ٥٤٦:
سرى من أقاصي الشام يسألني عني * خيال إذا ما راد يسلبني مني
تركت له قلبي وجسمي كليهما * ولم يرض إلا أن يعرس في جفني
وإني ليدنيني اشتياقي إليكم * ووجدي بكم لو أن وجد الفتى يدني
وابعث آمالي فترجع حسرا * وقوفا على ضن من الوصل أو ظن
فليت الصبا تسري بمكنون سرنا * فتخبرني عنكم وتخبركم عني
وليت الليالي الخاليات عوائد * علينا فنعتاض السرور من الحزن
ومن شعره كما في معجم الأدباء:
ما ضرهم يوم جد البين لو وقفوا * وزودوا كلما أودي به الكلف
تخلفوا عن وداعي ثمت ارتحلوا * واخلفوني وعودا ما لها خلف
وأوصلوني بهجر بعد ما وصلوا * حبلي وما أنصفوني لكن انتصفوا
فليتهم عدلوا في الحكم إذ ملكوا * وليتهم أسعفوا بالطيف من شغفوا
ما للمحب وللعذال ويحهم * خانوا وماتوا ولما عنفوا عنفوا
استودع الله أحبابا ألفتهم * لكن على تلفي يوم الندى ائتلفوا
عمري لئن نزحت بالبين دارهم * عني ما نزحوا دمعي وما نزفوا
يا حبذا نظرة منهم على عجل * تكاد تنكرني طورا وتعترف
سقت عهودهم غراء واكفة * تهمي ولو إنها من أدمعي تكف
أحبابنا ذهلت البابنا ومحا * عتابنا لكم الاشفاق والأسف
بعدتم فكان الشمس واجبة * من بعدكم وكان البدر منخسف
يا ليت شعري هل يحظى برؤيتكم * طرفي وهل يجمعن ما بيننا طرف
ومضمر في حشاه من محاسنكم * لفظا هو الدر لا ما يضمر الصدف
كنا كغصنين حال الدهر بينهما * أو لفظتين لمعنى ليس يختلف
فاقصدتنا صروف الدهر نابلة * حتى كان فؤادينا لها هدف
فهل تعود ليالي الوصل ثانية * ويصبح الشمل منا وهو مؤتلف
ونلتقي بعد ياس من أحبتنا * كمثل ما يتلاقى اللام والألف
وما كتبت على مقدار ما ضمنت * مني الضلوع ولا ما يقتضي اللهف
فان أتيت بمكنوني فمن عجب * وإن عجزت فان العذر منصرف
(٢٠٣)

ومن شعره قوله من أبيات كما في شذرات الذهب:
يفنى الزمان وآمالي مصرمة * ومن أحب على مطل وأملاق
واضعية العمر لا الماضي انتفعت به * ولا حصلت على شئ من الباقي
٤٨٥: الحسن بن علي عبد الله بن المغيرة البجلي مولى جندب بن عبد الله أبو
محمد.
قال النجاشي من أصحابنا الكوفيين ثقة ثقة له كتاب نوادر أخبرنا
محمد بن محمد وغيره عن الحسن بن حمزة عن ابن بطة عن البرقي عنه اه‍.
وذكر في ترجمة جده عبد الله بن المغيرة انه يروي كتاب جده المذكور في
أصناف الكلام عنه وفي الفهرست الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة له
كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن
محمد بن علي بن محبوب عن الحسن بن علي بن عبد الله راه. وفي المعالم
الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة له كتاب.
تنبيه
الحسن بن علي الكوفي حيث يطلق فهو المترجم وللصدوق في مشيخة
الفقيه إلى الحسن بن علي الكوفي وفي مستدركات الوسائل الحسن بن علي الكوفي
هو الثقة الجليل ابن عبد الله بن المغيرة كما قرر في محله اه‍. وفي التعليقة
الحسن بن علي بن عبد الله قال جدي المجلسي الأول: وثقه الصدوق
في الفقيه في باب لباس المصلي اه‍. قال هذا بناء على كونه الحسن بن علي
الكوفي فإنه الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة بلا ريب كما يظهر من
التتبع اه‍. وفي منهج المقال في شرح مشيخة الفقيه عند قوله وإلى
الحسن بن علي الكوفي قال وهو ابن علي بن عبد الله بن المغيرة كما صرح به
الصدوق في طريقه إلى روح بن عبد الرحيم اه‍. وقال الصدوق هناك وما
كان فيه عن روح بن عبد الرحيم فقد رويته عن جعفر بن علي بن
الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي عن جده الحسن بن علي الكوفي
الخ ومر في طريق الشيخ في الفهرست إلى ثابت بن شريح عن الحسن بن
متيل عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام اه‍. ومعلوم ان الذي
يروي عنه الحسن بن متيل ويروي هو عن عبيس بن هشام هو ابن عبد الله
المترجم ومر في جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله المغيرة الكوفي
انه هو وجعفر بن علي الكوفي وجعفر بن محمد الكوفي واحد وهو يشهد
لذلك ويأتي في عبد الله بن محمد الحجال الأسدي عن علي بن الحسن بن
علي الكوفي عن أبيه وهو أيضا يشهد لذلك وعن التقي المجلسي يشهد له
الاخبار في الكافي وغيره أقول حيث عبر في تلك بالحسن بن علي الكوفي
عن جده عبد الله بن المغيرة.
التمييز
في مشتركات الطريحي: يعرف الحسن بن علي بن عبد الله الثقة
برواية البرقي عنه ويفرق بينه وبين من سبق يعني ممن اسمه الحسن بن
علي بالقرينة ان وجدت ورواية محمد بن علي بن محبوب عنه اه‍. وفي
مشتركات الكاظمي يعرف الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الثقة ويعبر
عنه بالحسن بن علي الكوفي برواية البرقي عنه ويفرق بينه وبين من سبق
بالقرينة إن وجدت وبرواية محمد بن علي بن محبوب عنه وسعد بن عبد الله
وأبي علي الأشعري الذي يروي عنه محمد بن يعقوب الكليني اه‍. وعن جامع
الرواة أنه نقل رواية الحسن بن علي الكوفي الذي هو المترجم بعينه كما
عرفت عن أبيه وعن ابن فضال وعلي بن مهزيار وأحمد بن هلال
وعبد الله بن المغيرة والعباس بن عامر والحسين بن يزيد وعثمان بن عيسى
وعبيس بن هشام وانه يروي عنه ابنه علي بن الحسن وحفيده جعفر بن
علي بن الحسن الكوفي ومحمد بن يحيى وأبو علي الأشعري وأحمد بن محمد بن
خالد ومحمد بن الحسن الصفار والحسن بن متيل وثابت بن شريح الصفار
وسعد بن عبد الله ومحمد بن علي بن محبوب وعلي بن أسباط ومحمد بن عبد
الجبار وعبد الله بن جعفر الحميري اه‍. وذكر في مستدركات الوسائل فيمن
روى عن المترجم محمد بن أحمد بن يحيى.
٤٨٦: حسن بن علي العبدي
العبدي نسبة إلى عبد القيس: قبيلة في أنساب السمعاني: هذه
النسبة إلى عبد القيس في ربيعة بن نزار وهو عبد القيس بن أفصى بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار والمنتسب إليه مخير بين أن يقول
عبدي أو عبقسي اه‍.
ليس له ذكر في كتب الرجال وانما ذكر المفيد في الارشاد في سند
رواية في قضايا أمير المؤمنين ع أيام خلافته في الخنثى فقال:
وروى حسن بن علي العبدي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته
ويكفي لكونه من شرط كتابنا كونه عبديا فان عبد القيس معروفة بولاء علي
ع ويؤيده وجوده في سند هذا الحديث.
وعن جامع الرواة نقل ما يتضمن رواية علي بن الحسين العبدي وأبي
الحسن العبدي عن سعد بن طريف ويمكن ان يكون علي بن الحسين
العبدي الحسن بن علي العبدي غير أحدهما بالآخر كما يحتمل ذلك في أبي
الحسن العبدي.
٤٨٧: الحسن بن علي بن عبيدة
في أمل الآمل فاضل يروي عن أبي السعادات عن القاضي ابن قدامة
عن السيد الرضي.
٤٨٨: الحسن بن علي بن عثمان سجادة
قال ابن شهرآشوب في المعالم له كتاب اه‍. والموجود في الفهرست
وغيره الحسن بن علي بن أبي عثمان كما تقدم وفي لسان الميزان الحسن بن
علي بن عثمان الكوفي يلقب سجادة ذكره الطوسي في رجال الشيعة الإمامية
وكان غاليا روى عن أبي جعفر الجواد بن علي الرضا عنه أبو عبد الله البرقي
وقال ابن النجاشي ضعفه أصحابنا اه‍. وإنما ذكروا ذلك في ابن أبي
عثمان.
٤٨٩: أبو سعيد الحسن بن علي العدوي
في طريق الصدوق إلى أبي سعيد الخدري في مشيخة الفقيه قال وما
كان فيه عن أبي سعيد الخدري من وصية النبي ص لعلي التي أولها يا علي
إذا دخلت العروس بيتك فقد رويته عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق
الطالقاني عن أبي سعيد الحسن بن علي العدوي عن يوسف بن يحيى
الأصبهاني أبي يعقوب الخ.
٤٩٠: الحسن بن علي بن العديم
مر بعنوان الحسن بن عبد الله بن محمد.
(٢٠٤)

٤٩١: الحسن بن علي المعروف بابن العشرة
مر بعنوان الحسن بن أحمد بن يوسف بن علي الكركي المعروف بابن
العشرة.
٤٩٢: الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع
الفطس بالتحريك انبطاح وانتشار في قصبة الأنف.
الخلاف في اسمه
المعروف ان اسمه الحسن مكبرا وكذلك ذكره صاحب عمدة الطالب
وصاحب المشجر الكشاف لأصول الاشراف كما ذكر ابنه المتقدم كذلك ثم
قال صاحب العمدة: قال الشيخ أبو نصر البخاري: وبعض الناس يقول إن
الأفطس هو الحسين بن علي لا الحسن بن علي اه‍. ورسم في مروج
الذهب الحسين مصغرا فقال المسعودي عند ذكر ابنه الحسن: وظهر في أيام
المأمون الحسن بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
وهو المعروف بابن الأفطس وفي عمدة الطالب ان أباه علي الأصغر يكنى أبا
الحسين اه‍. وهو مؤيد كون الأفطس اسمه الحسين لا الحسن لان أباه لم
يعقب الا من ابنه الأفطس كما أن ابنه الحسن قد اختلف في اسمه فبعضهم
جعله الحسن مكبرا وبعضهم الحسين مصغرا كما مر في ترجمته.
تصحيح نسبه ورد القدح فيه
في عمدة الطالب: أعقب علي الأصغر بن زين العابدين ع من
ابنه الحسن الأفطس أمه أم ولد سندية مات أبوه وهو حمل وتكلم فتكلم
فيه النسابون فممن تكلم فيه أبو جعفر محمد بن معية النسابة صاحب
المبسوط وله في ذلك قطعة شعر منها:
أفطسيون أنتم * اسكتوا لا تكلموا
قال الشيخ أبو الحسن العمري علقت فيه عن ابن طباطبا الشيخ
النسابة قولا يقارب الطعن ولا يعتد بمثله وقال الشيخ أبو نصر البخاري:
كان بين الأفطس وبين الصادق كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشئ في
نسبه وقال أبو الحسن العمري عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد يعني
شيخ الشرف العبيدلي كتابا رأيته بخطه وسماه بالانتصار لبني فاطمة
الأبرار ذكر الأفطس وولده بصحة النسب وذم الطاعن عليهم قال الشيخ
أبو الحسن العمري وهم في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع قال وسالت
شيخي أبا الحسن بن كتيلة النسابة عن الأفطس فقال: اعزبني الأفطس إلى
الأفطس فإنه يكفيك ويكفيهم. هذا لفظه لم يزد عليه. قال وسالت
والدي أبا الغنائم الصوفي النسابة عنهم فذكر كلاما برأهم فيه من
الطعن. قال صاحب العمدة وفي كتاب أبي الغنائم الحسني: حدثني أبو
القاسم بن جذاع خداع: حدثنا عبد الله بن الفضل الطائي حدثنا ابن
أسباط عمن حدثه حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبي عبد الله الصادق ع
قالت اشتكى أبو عبد الله فخاف على نفسه فاستدعى ابنه موسى وقال يا موسى
اعط الأفطس سبعين دينارا وفلانا فدنوت منه وقلت تعطي
الأفطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك فقال يا سالمة تريدين ان أكون ممن
قال الله تعالى ويقطعون ما امر الله به ان يوصل قال وحكى أبو نصر
البخاري هذه الحكاية بتغيير قال سمعت جماعة يقولون إن الصادق ع
كان يوصي لجماعة من عشيرته عنه موته فأوصى للأفطس بن علي بن علي
بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت أتأمر له بذلك وقد قعد لك بخنجر
في البيت يريد ان يقتلك فقال أتريدين ان أكون ممن قال الله تعالى
ويقطعون ما امر الله به ان يوصل لأصلن رحمه وان قطع اكتبوا له بمائة
دينار قال البخاري وهذه شهادة قاطعة من الصادق ع انه ابن رسول الله
ص اه‍. وروى الكليني في فروع الكافي باسناده عن سالمة مولاة أبي
عبد الله ع قالت كنت عند أبي عبد الله ع حين حضرته الوفاة فأغمي عليه
فلما أفاق قال أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا وأعطوا
فلانا كذا وكذا وفلانا
كذا وكذا فقلت أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة فقال
ويحك اما تقرئين القرآن قلت بلى قال أما سمعت قول الله عز وجل الذين
يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب قال
ابن محبوب في حديثه بالشفرة يريد ان يقتلك فقال تريدين ان لا أكون من الذين
قال الله تعالى الذين يصلون ما امر الله به ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب
نعم يا سالمة ان الله تبارك وتعالى خلق الجنة وطيبها وطيب ريحها
ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم وشهد له الصادق ع بصحة النسب أيضا بقوله
للمنصور فيما يأتي تريد ان تسدي إلى رسول الله ص يدا تعفو عن ابن
عمك الحسن بن علي وذكر في المشجر جملة مما في العمدة ثم قال: وقيل إن
الصادق ع فرق مالا في بني فاطمة ولم يعط الحسن الأفطس شيئا
فقال الأفطس لم لم تعطني من هذا المال ألسنا من بني عمكم فقال الصادق
ع
أنتم لعمري من بني عمنا * ان عرف القوم لكم ذاكا
لكنني أدركت أشياخنا * تنكر أولاك وأخراكا
وقال إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم أو غيره شعرا:
أفطسيون أنتم * اسكتوا لا تكلموا
كان من قول جعفر * فيكم ما علمتم
قسم المال في ذويه * ولم يحظ منكم
أحد بالقليل منه * ولو كان درهم
هو طلق لنا حلال * وفيكم محرم
اخر الله جدكم * وأبونا مقدم
قال المؤلف ما نسب إلى الصادق ع من عدم اعطائه
وانشاده البيتين لم يعرف سنده ولعله موضوع عليه أو لعل الشعر لغيره
ونسب اليه اشتباها فلا يعارض ما مر عن الصادق من الشهادة بحصة نسبه
والابيات الميمية مع اختلاف في قائلها فصاحب العمدة ينسبها إلى ابن معية
وصاحب المشجر إلى إبراهيم المرتضى لا تعارض ذلك أيضا ولعل وفاة أبيه
وهو حمل أوقع بعض التوهم في نسبه وساعد عليه جرأته على الصادق ع
ولكن ما مر يكفي لتصحيح نسبه.
أخباره
في عمدة الطالب والمشجر قال أبو نصر البخاري خرج الأفطس مع
محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وبيده راية بيضاء وابلى ولم يخرج
معه أشجع منه ولا أصبر وفي المشجر ولا أبصر وكان يقال له رمح آل
أبي طالب لطوله وفي المشجر لطوله وطوله قال أبو الحسن العمري: كان
(٢٠٥)

صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء ولما قتل النفس الزكية محمد هذا
اختفى الحسن الأفطس فلما دخل جعفر الصادق ع العراق ولقي
أبا جعفر المنصور قال له يا أمير المؤمنين تريد ان تسدي إلى رسول الله ص
يدا قال نعم يا أبا عبد الله قال: تعفو عن ابن عمه وفي المشجر عن ابنه
الحسن بن علي بن علي فعفا عنه اه‍. وهذا يدل على مكارم اخلاق
الصادق ع وسعة حلمه ومحافظته على صلة الرحم أساء صاحبها
أم أحسن فهو يتشفع عند المنصور لمن حاول قتله ويوصي له بالمال عند موته
ويصل رحمه وان قطعها ولا غرو فهو امام أهل البيت في عصره ومن
اكتملت فيه كل فضيلة. ومما مر قد يشك في كونه من شرط كتابنا.
في عمدة الطالب والمشجر الكشاف: أعقب الحسن الأفطس وأكثر
عقبه من خمسة رجال علي الجزري الحوري وعمر والحسين والحسن
المكفوف وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة.
٤٩٣: الميرزا حسن بن الملا علي العلياري التبريزي
عالم فاضل من تلاميذ الملا محمد الشرابياني ويروي عنه إجازة.
٤٩٤: الحسن بن علي بن عيسى الأزدي المعاني أبو عبد الغني من أهل معان من
البلقاء.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق روى عن عبد الرزاق وروى عنه
جماعة وكان ضعيفا. وروى ابن عساكر من طريقه عن علي ع أنه قال
رسول الله ص خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي ما أكرم
النساء الا كريم ولا أهانهن الا لئيم وروى حديثا آخر عن أبي هريرة وقال
رواه الدارقطني وقال هو حديث منكر من حديث مالك تفرد به الحسن بن
علي أبو عبد الغني المعاني عن عبد الرزاق عنه وقال أبو أحمد بن عدي روى
الحسن المعاني عن عبد الرزاق أحاديث لا يتابعه أحد عليها في فضائل علي
وغيره وأبو عبد الغني هذا لم أر له من الحديث ولم يحدثنا عنه أحد بأكثر من
خمسة أحاديث وقال أبو نعيم روى عن مالك أحاديث موضوعة اه‍. وفي
ميزان الذهبي الحسن بن علي بن عيسى أبو عبد الغني الأزدي ويقال له
أيضا المعاني عن مالك وعبد الرزاق قال ابن حبان يضع الحديث على
الثقات لا تحل الرواية عنه بحال وقال ابن عدي له أحاديث لا يتابع عليها
في فضائل علي. حدثنا عمر بن سنان حدثنا الحسن حدثنا عبد الرزاق عن
أبيه عن ميناء ابن أبي ميناء عن عبد الرحمن بن عوف أنه قال ألا تسألوني
قبل ان تشوب الأحاديث الأباطيل قال رسول الله ص انا شجرة وفاطمة
أصلها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرها فلعله وضعه ميناء اه‍. ومن
ذلك قد يظن تشيعه بروايته فضائل علي ع ويظن ان تكذيبه
لروايته من ذلك ما لا تقبله عقولهم بحسب ما اعتادوه ويؤيده ان ميناء
شيعي كما يأتي في ترجمته والله أعلم.
٤٩٥: الحسن بن علي بن عيسى الجلاب الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٤٩٦: الحسن بن علي بن عيسى بن عبد الله رأس المذري بن جعفر الثاني بن
عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية يكنى أبا علي ويعرف بابن أبي
الشوارب.
في عمدة الطالب كان أحد شيوخ الطالبيين بمصر.
٤٩٧: أبو محمد الحسن بن علي بن فضال بن عمرو بن أيمن مولى تيم الله الكوفي.
توفي سنة ٢٢٤ قاله النجاشي وتبعه العلامة وغيره ومر ج ١٠ قول
النجاشي وتبعه العلامة ان أحمد بن أبي نصر البزنطي مات سنة ٢٢١ بعد
الحسن بن فضال بثمانية أشهر وبينا هناك انه مناف لتاريخ وفاة ابن فضال
وان صاحب المنهج احتمل ان يكون تاريخ وفاة ابن فضال اشتباها بوفاة
الحسن بن محبوب الذي ذكروا انه توفي آخر سنة ٢٢١.
نسبه
الذي ذكرناه في نسبه هو الذي ذكره النجاشي في رجاله وفي لسان
الميزان ابدل أيمن بانيس ولا شك انه صحف أحدهما بالآخر وفي فهرست
ابن النديم الحسن بن علي بن فضال التيملي بن ربيعة بن بكر مولى تيم
الله بن ثعلبة. ومثله في فهرست الشيخ الطوسي وكأنه اخذه منه ويمكن ان
يكون النجاشي نسبه إلى بعض أجداده وابن النديم نسبه إلى البعض الآخر
وتقدم في ابنه احمد انه ابن الحسن بن علي بن محمد بن فضال بن عمرو بن
أيمن فيكون قد سقط اسم جده محمد هنا ويدل على أن احمد هذا ابنه ما
سيأتي في رواية ابن داود في رجال الكشي من قوله فأخبرت أحمد بن
الحسن بن علي بن فضال بقول محمد بن عبد الله على أبي اما جده والد
فضال فهو عمرو بالواو وما مر في ابنه احمد من رسمه بغير واو الظاهر أنه
تحريف من النساخ.
نسبته
نسبه الأكثر التيملي نسبة إلى تيم الله بن ثعلبة ونسبه ابن حجر في
لسان الميزان التيمي نسبة إلى الجزء الأول.
كنيته
صرح النجاشي وغيره بأنه يكنى أبا محمد وانفرد ابن حجر فكناه أبا
بكر وكأنه اشتباه بابن بكر.
أقوال العلماء فيه
في فهرست ابن النديم عند ذكر فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم
قال ابن فضال أبو علي الحسن بن علي بن فضال التيملي بن ربيعة بن بكر
مولى تيم الله بن ثعلبة وكان من خاصة أصحاب أبي الحسن الرضا ع
اه. وقال الكشي: في الحسن بن علي بن فضال الكوفي. قال
أبو عمرو وقال الفضل بن شاذان اني كنت في قطيعة الربيع في مسجد
الزيتونة اقرأ على مقرئ يقال له إسماعيل بن عباد فرأيت يوما في المسجد
نفرا يتناجون فقال أحدهم ان بالجبل رجلا يقال له ابن فضال اعبد من
رأيت أو من سمعت به وانه ليخرج إلى الصحراء فيسجد السجدة فيجئ
الطير فيقع عليه فما يظن الا انه ثوب أو خرقة وان الوحش لترعى حوله فما
تنفر منه لما قد أنست به وان عسكر الصعاليك ليجيئون يريدون الغارة أو
قتال قوم فإذا رأوا شخصه طاروا في الدنيا حيث لا يراهم ولا يرونه قال أبو
محمد فظننت ان هذا رجل كان في الزمان الأول فبينا انا
(٢٠٦)

بعد ذلك بيسير قاعد في قطيعة الربيع مع أبي إذ جاء شيخ حلو
الوجه حسن الشمائل عليه قميص نرسي ورداء نرسي وفي رجله
نعل مخضر فسلم على أبي فقام اليه فرحب به وبجله فلما
ان مضى يريد ابن أبي عمير قلت من هذا الشيخ فقال
الحسن بن علي بن فضال قلت له هذا ذاك العابد الفاضل قال هو ذاك قلت
ليس هو ذاك قال هو ذاك قلت أليس ذاك بالجبل قال هو ذاك كان يكون
بالجبل قلت ليس ذاك قال ما أقل عقلك من غلام فأخبرته بما سمعته من
أولئك القوم فيه قال هو ذلك فكان بعد ذلك يختلف إلى أبي ثم خرجت
اليه بعد ذلك إلى الكوفة فسمعت منه كتاب ابن بكير وغيره من الأحاديث
وكان يحمل كتابه ويجئ إلى حجرتي فيقرأ علي فلما حج سد وسب أو سيد
وسب ختن طاهر بن الحسين وعظمه الناس لقدره وحاله وماله ومكانه
من السلطان وقد كان وصف له فلم يصر اليه الحسن فأرسل اليه أحب ان
تصير إلي فإنه لا يمكنني المصير إليك فأبى فكلمه أصحابنا في ذلك فقال ما لي
ولطاهر وآل طاهر لا أقربهم ليس بيني وبينهم عمل فعلمت بعدها ان مجيئه
إلي وانا حدث غلام وهو شيخ لم يكن الا لجودة النية الا لدينه وكان
مصلاه بالكوفة في المسجد عند الأسطوانة التي يقال لها السابعة ويقال انها
لها أسطوانة إبراهيم ع وكان يجتمع هو وأبو محمد عبد الحجال
وعلي بن أسباط وكان الحجال يدعي الكلام وكان من أجدل الناس
فكان ابن فضال يغري بيني وبينه في الكلام في المعرفة وكان
يحبني حبا شديدا وقال الكشي في موضع آخر: في الحسن بن
علي بن فضال الكوفي. حدثني محمد بن قولويه حدثنا سعد
ابن عبد الله القمي عن علي بن ريان عن محمد بن عبد الله بن زرارة بن
أعين قال كنا في جنازة الحسن بن علي بن فضال فالتفت إلي والى محمد بن
الهيثم التميمي فقال لنا ألا أبشركما فقلنا له وما ذاك قال حضرت الحسن بن
علي بن فضال قبل وفاته وهو في تلك الغمرات وعنده محمد بن الحسن بن
الجهم فسمعته يقول له يا أبا محمد تشهد فتشهد الحسن فعبر عبد الله
وصار إلى أبي الحسن ع فقال له محمد بن الحسن وأين عبد الله
فسكت عنه فقال له الثانية تشهد فتشهد فصار إلى أبي الحسن ع
فقال له محمد بن الحسن فأين عبد الله فقال له الحسن بن علي قد نظرنا في
الكتب فلم نجد فما رأينا لعبد الله شيئا وكان الحسن بن علي بن فضال
فطحيا يقول بعبد الله بن جعفر قبل أبي الحسن فرجع فيما حكى عنه في هذا
الحديث إن شاء الله تعالى اه. وقال الكشي أيضا في ترجمة عبد الله بن
بكير بن أعين: قال محمد بن مسعود عبد الله بن بكير وجماعة من الفطحية
هم فقهاء أصحابنا منهم ابن بكير وابن فضال يعني الحسن بن علي وعمار
الساباطي وعلي بن أسباط وبنو الحسن بن علي بن فضال علي وأخواه
يونس بن يعقوب ومعاوية بن حكيم وعد عدة من أجلة الفقهاء اه. وعد
الكشي في أصحاب الاجماع الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح
عنهم وتصديقهم والاقرار لهم بالفقه والعلم الحسن بن محبوب وقال وقال
بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن فضال وذكر
الكشي أيضا مع جماعة وقال رووا جميعا عن ابن بكير اه.
ما أورده الكشي في حقه ويظهر من بعض الأخبار ان بني
فضال كانوا معروفين بالعلم والثقة فقد قيل للعسكري ع
لما ظهرت الفطحية من بني فضال ما نصنع بكتبهم وبيوتنا ملأى منها فقال
خذوا ما رووا ودعوا ما رأوا وقال النجاشي الحسن بن علي بن فضال كوفي
يكنى أبا محمد بن عمرو بن أيمن مولى تيم الله لم يذكره أبو عمرو الكشي في
رجال أبي الحسن الأول قال أبو عمرو الكشي قال الفضل بن شاذان كنت
في قطيعة الربيع وذكر ما تقدم إلى قوله حبا شديدا ثم قال وكان الحسن
عمره كله فطحيا مشهورا بذلك حتى حضره الموت فمات وقد قال بالحق
رضي الله عنه أخبرنا محمد بن محمد حدثنا أبو الحسن بن داود حدثنا أبي
عن محمد بن جعفر المؤدب عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن
الريان قال كنا في جنازة الحسن فالتفت محمد بن عبد الله بن زرارة إلي والى
محمد بن الهيثم التميمي فقال لنا ألا أبشركما إلى آخر ما مر عن الكشي الا
أنه قال ثم عاد فقال له تشهد فتشهد وصار إلى أبي الحسن ع فقال
له وأين عبد الله يردد ذلك ثلاث مرات فقال الحسن قد نظرنا الخ ثم نقل
قول الكشي المتقدم انه كان فطحيا فرجع وفي النقد حكى النجاشي
والعلامة عن الكشي انه كان فطحيا فرجع من دون نقل ما حكيناه عنه من
قوله فيما حكى عنه في الحديث وفيه ما لا يخفى اه. اي انهما حكيا القول
بذلك عن الكشي مع أن الكشي اسند ذلك إلى الحكاية عنه في هذا
الحديث ولم يسنده إلى نفسه ثم قال النجاشي قال ابن داود في تمام الحديث
فدخل علي بن أسباط فأخبره محمد بن الحسن بن الجهم فاقبل علي بن
أسباط يلومه قال فأخبرت أحمد بن الحسن بن علي بن فضال بقول محمد بن
عبد الله فقال حرف محمد بن عبد الله على أبي وكان والله محمد بن عبد الله
أصدق لهجة من أحمد بن الحسن فإنه رجل فاضل دين ثم قال النجاشي
وذكره أبو عمرو في أصحاب الرضا خاصة قال الحسن بن علي بن فضال
مولى بني تيم الله بن ثعلبة كوفي اه. وما قاله من أن الكشي ذكره في
أصحاب الرضا الخ لم نجده فيه وعن التحرير الطاووسي بعد نقل رواية
علي بن الريان أنه قال أقول اني لم استثبت حال محمد بن عبد الله
بن زرارة وباقي الرجال موثقون اه. وقد عرفت قول علي بن الريان في حق
محمد بن عبد الله بن زرارة انه أصدق لهجة عنده من أحمد بن الحسن بن
علي بن فضال وشهادته له بأنه رجل فاضل دين وفي منهج المقال بعد نقل
عبارة التحرير الطاووسي السالفة قال وفيه توثيق محمد بن قولويه وعلي بن
الريان ويستفاد من كلام النجاشي في آخر رواية أبي الحسن بن داود توثيق
محمد بن عبد الله بن زرارة كما لا يخفى فالرجال كلهم موثقون بحمد الله
اه. وفي التعليقة المراد منه قوله والله الخ والظاهر أنه من كلام علي بن
الريان الثقة ويحتمل كونه من كلام ابن داود وكيف كان فهو مقبول معتمد
عليه اه. بل هو من كلام ابن الريان وقال الشيخ في الفهرست الحسن بن
علي بن فضال التيملي بن ربيعة بن بكر مولى تيم الله بن ثعلبة روى عن
الرضا ع وكان خصيصا به جليل القدر عظيم المنزلة زاهدا ورعا
ثقة في الحديث وفي رواياته اه. وعن بعض نسخ الفهرست ان فيه
الحسن بن علي بن فضال كان فطحيا يقول بامامة عبد الله بن جعفر ثم رجع
إلى امامة أبي الحسن ع عند موته ومات سنة ٢٢٤ وهو ابن
التيملي بن ربيعة اه. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع
فقال الحسن بن علي بن فضال مولى لتيم الرباب كوفي ثقة اه. وقال ابن
شهرآشوب في المعالم الحسن بن علي بن فضال التيملي ثقة كان خصيصا
بالرضا ع اه. وفي لسان الميزان الحسن بن علي بن فضال بن
عمرو بن أنيس التيمي مولاهم الكوفي أبو بكر روى عنه الفضل بن شاذان
وبالغ في الثناء عليه بالزهد والعبادة وكان من مصنفي الشيعة مات سنة
٢٢٤.
(٢٠٧)

التنبيه على أمور تتعلق بهذه الترجمة
قطيعة الربيع في معجم البلدان منسوبة إلى الربيع بن يونس
حاجب المنصور وهما قطيعتان إحداهما اقطعه إياها المنصور والأخرى المهدي
وكانت قطيعة الربيع بالكرخ مزارع الناس اه. والنجاشي قال مسجد
الربيع والكشي مسجد الزيتونة ولعله يسمى بالاسمين أو قتال قوم
في بعض نسخ الثاني في حواشي الخلاصة انه انسب بالعطف على الغارة
حيث لا يراهم ولا يرونه جعل النجاشي بدله فذهبوا بيسير في
نسخة الكشي المطبوعة بسنين والظاهر أنه تصحيف نرسى نسبة إلى
نرس بفتح النون وسكون الراء في معجم البلدان وفي القاموس نرس بلدة
بالعراق منها الثياب النرسية ولا عجب من بعض المعاصرين حيث ضبطه في
كتاب له بالنون المضمومة لأنه ليس في كتابه شئ مبني على الضبط
مخصر مستدق الوسط وهو حسن وفيه نسخة الكشي المطبوعة فحضر
بدل مخصر وهو تصحيف لان قوله جاء يغني عنه قلت من هذا الشيخ
الذي في نسخة الكشي المطبوعة: قلت لشيخي هذا رجل حسن الشمائل
من هذا رجل حسن الشمائل من هذا الشيخ والمظنون انه تحريف من
الطابع بادخال بعض الألفاظ التي مرت وهي شيخ حسن الشمائل وتحريفها
قلت ليس هو ذاك الخ عبارة النجاشي وتبعه العلامة في الخلاصة
هكذا: قلت ليس هو ذاك ذاك بالجبل قال هو ذاك كان يكون بالجبل قال
ما أغفل عقلك من غلام الخ قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة كذا
وجدت في جميع نسخ الكتاب وليس بجيد ثم نقل عبارة الكشي وقال وهو
الصحيح وكأنه سقط من نسخة المصنف لما نقل الخبر اه. بل سقط من
نسخة النجاشي وتبعه العلامة ما أقل عقلك في كتاب النجاشي
والخلاصة ما أغفل عقلك ولعله الصواب لجودة النية في رجال
النجاشي بدله لدينه ان أبشركما عن تعليقة الشهيد الثاني على
الخلاصة في هذا السند محمد بن عبد الله بن زرارة وحاله مجهول وفيه أيضا ان
المبشر غير معلوم كما لا يخفى فثبوت ايمانه بذلك غير واضح اه. وتبشير
محمد بن عبد الله برجوع ابن فضال عن الفطحية يدل على ايمان محمد
وحلف ابن الريان بكونه فاضلا دينا أصدق لهجة من أحمد بن الحسن توثيق
أو قريب منه والعجب من قوله ان المبشر غير معلوم كما لا يخفى فان المبشر
هو محمد بن عبد الله بن زرارة قطعا كما لا يخفى فان قوله في عبارة الخلاصة
كنا في جنازة الحسن من قول علي بن الريان وضمير فالتفت راجع إلى
محمد بن عبد الله وضمير إلي راجع إلى ابن الريان فابن الريان يروي عن
محمد بن عبد الله انهم لما كانوا في جنازة الحسن التفت إلى ابن الريان وابن
الهيثم وبشرهما وقد ظن ذلك صاحب النقد وكان ينبغي له ان يتيقن فقال
وكان فاعل قال في قوله قال فأخبرت وفاعل قال في قوله
قال وكان والله الخ علي بن الريان اه. والذي أوقع في الاشتباه
ان الكشي ساق السند إلى محمد بن عبد الله بن زرارة قال
كنا في جنازة الحسن فظن أن القائل كنا في جنازة الحسن
هو محمد بن عبد الله وان ضمير إلى راجع إلى محمد فلذلك
جعل الملتفت والمبشر غير معلوم ولكن النجاشي الناقل لعبارة
الكشي نقلها على وجه لا يحصل منها هذا الاشتباه فإنه ساق السند إلى
علي بن الريان قال كنا في جنازة الحسن فالتفت محمد بن عبد الله بن زرارة
إلي والى محمد بن الهيثم فقال ألا أبشركما الخ ثم تتمة الحديث التي نقلها
النجاشي عن ابن داود كما تقدم صريحة في أن المبشر هو محمد بن عبد الله
لقوله فأخبرت أحمد بن الحسن بقول محمد بن عبد الله فقال
حرف محمد بن عبد الله على أبي إذ هو صريح في أن
المبشر هو محمد بن عبد الله فكان النجاشي لما رأى عبارة الكشي
موهمة غيرها إلى ما هو أصرح منها يا أبا محمد تشهد فتشهد هكذا في
رجال النجاشي وفي رجال الكشي تشهد فشهد الله وكذلك في الخلاصة كما
في نسخة عندي مخطوطة قوبلت على نسخة ولد ولد المصنف وعن الشهيد
الثاني ان جميع ما عثر عليه من نسخ الخلاصة قد ذكر في لفظ الله بعد
فتشهد الأول دون الثاني اه. ولا يخفى ان فتشهد الله تعبير غير مستقيم
ولا يبعد ان يكون أصله فتشهد الحسن بجعل لفظة الله مكان الحسن
محمد بن الحسن بن الجهم يظهر من الحديث المتقدم انه كان فطحيا
علي بن أسباط كان فطحيا ولذلك لما اخبره ابن الجهم بما قال ابن فضال
من انكار امامة عبد الله الأفطح بن جعفر الصادق والاعتراف بامامة الكاظم
ع اقبل ابن أسباط على ابن الجهم يلومه لتعرضه لابن فضال
وقوله له تشهد حتى صرح بخلاف مذهب الفطحية وأحمد بن الحسن بن
محمد بن فضال المتقدم في ج ٧ وكان فطحيا أيضا ولذلك لما اخبره ابن
الريان بقول محمد بن عبد الله أنكره ونسب ابن عبد الله إلى أنه حرف على
أبيه وغير كلامه.
الخلاصة
قد ظهر مما تقدم وثاقة الحسن بن علي بن فضال وجلالته وانه رجع
عن الفطحية لكن تاريخ رجوعه مجهول وان دل قوله نظرنا في الكتب فما
وجدنا لعبد الله شيئا على أن رجوعه كان سابقا وبعد امر العسكري ع
بالاخذ بكتب بني فضال كما مر لم يبق مجال للتوقف عن
العمل برواياته وان جهل تاريخها انه قبل الرجوع أو بعده بل عدم قصورها عن
درجة الصحة حتى في مقام المعارضة مع الصحيح فان لها خصوصية من
الامر بالاخذ بها وقد اختلفت كلمات العلماء في روايته فابن إدريس ضعفها
وحكي عن صاحب المدارك في موضع من كتابه أنه قال وهذه الرواية
ضعيفة لان من جملة رجالها الحسن بن فضال وهو فطحي ولكنه في موضع
آخر قال إن روايته لا تقصر عن الصحيح وبعضهم عد حديثه موثقا والحق
ما عرفت من عدم قصور روايته عن الصحيح.
اشتباهات في المقام
قد وقع في المقام عدة اشتباهات ١ من الغريب ما عن كتاب الملل
والنحل ان الحسن بن علي بن فضال من القائلين بامامة جعفر الكذاب ومن
اجل أصحابهم و فقهائهم اه. ولا عجب ٢ عن الحاوي يظهر من
اعتماد محمد بن مسعود الثقة الصدوق على الحسن بن علي في تعديل الرجال
وتضعيفهم على ما يظهر مكررا من كتاب الكشي انه مأمون مقبول القول
عند الأصحاب اه. وهو اشتباه بعلي بن الحسن بن فضال فإنه هو الذي
أكثر محمد بن مسعود من النقل عنه على سبيل الاعتماد والاستناد في
التعديل والتضعيف كما يأتي في ترجمته. وان كان الحسن بن علي بن فضال
له كتاب في الرجال كما يأتي ٣ عن ابن إدريس أنه قال الحسن بن فضال
فطحي المذهب كافر ملعون وبنو فضال كلهم فطحية والحسن رأسهم في
الضلال وهي منه هفوة كبيرة سامحنا الله وإياه ٤ عن المحقق الأردبيلي انه
اعترض على العلامة في المنتهى في وصفه خبرا في طريقه الحسن بن فضال
بالصحة والحال أنه قال في الخلاصة انا أتوقف في روايته وليس ذلك في
الخلاصة عين ولا اثر ولعله اشتبه عليه الحال بما ذكره في حق ابنه أحمد بن
(٢٠٨)

الحسن ٥ في تكملة الرجال ما لفظه: وقع في بعض أسانيد الشيخ
رواية الحسن المذكور عن علي بن مهزيار وأنكرها في المتقى وحكم بسقوط
الواسطة وجعلها أحمد بن محمد أو محمد بن الحسين قال وانا لا استبعد
روايته عنه لقربهما زمانا لأنك قد علمت مما تقدم انه مات في أيام الكاظم
ع وعلي بن مهزيار على ما ذكره الشيخ والنجاشي من أصحاب
الرضا والجواد والهادي فلا يبعد ملاقاتهما اه. والصواب انه مات بعد
الرضا ع بثماني عشرة سنة على الأقل لان الرضا مات سنة ٢٠٦
على قول المكثر.
مؤلفاته
قال ابن النديم له من الكتب ١ كتاب التفسير ٢ كتاب
الابتداء والمبتدأ وسماه الشيخ في الفهرست ناقلا عن ابن النديم كتاب
الأنبياء والمبدأ كما سيأتي ولا شك انه وقع تصحيف في احدى العبارتين
وسماه ابن حجر كما يأتي الابتداء والمبتدأ وهو يرجح انه الصواب ٣
كتاب الطب وقال النجاشي له كتب ٤ الزيارات ٥ البشارات ٦
النوادر ٧ الرد على الغالية ٨ الشواهد من كتاب الله ٩ المتعة
١٠ الناسخ والمنسوخ ١١ الملاحم ١٢ الصلاة كتاب يرويه
القميون خاصة عن أبيه علي عن الرضا ع فيه نظر قيل لعل وجه
النظر ان رواية أبيه عن الرضا غير معهودة ١٣ كتاب الزهد قال
النجاشي أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن
أبيه حدثنا عبد الله بن محمد بن بنان عن الحسن بكتابه الزهد وفي التعليقة
قوله عبد الله بن محمد بن بنان لفظ ابن الثانية سهو من النساخ لان عبد الله
يلقب ببنان ١٤ كتاب الرجال قال النجاشي وأخبرنا ابن شاذان عن
علي بن حاتم عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عنه بكتابه
المتعة وكتاب الرجال اه. وقال الشيخ في الفهرست له كتب منها كتاب
الصلاة ١٥ وكتاب الديات وزاد ابن النديم كتاب التفسير وكتاب
الأنبياء والمبدأ وكتاب الطب وذكر محمد بن الحسن بن الوليد له كتاب
البشارات وكتاب الرد على الغالية أخبرنا بجميع رواياته عدة من أصحابنا
عن محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن وعن أبيه عن سعد بن
عبد الله والحميري عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن الحسن بن علي
ابن فضال وأخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن
الصفار بن محمد عبد الجبار عن الحسن عن علي بن فضال اه. وفي معالم
العلماء كتبه الصلاة. الديات التفسير. الأنبياء والمبدأ. الطب.
البشارات. الرد على الغالية اه. فذكر الأنبياء بدل الابتداء. وفي لسان
الميزان له كتاب الزيارات. وكتاب البشارات. وكتاب النوادر. وكتاب
الرد على الغالية. وكتاب التفسير. وكتاب الابتداء والمبتدأ ١٦ كتاب
أصفياء أمير المؤمنين ع نسبه اليه ابن شهرآشوب في معالم العلماء
مع ذكره كتاب الأصفياء لعلي بن فضال فذلك ان لم يكن بسبب اشتباه
أحدهما بالآخر فهما كتابان.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي بن فضال
الموثق برواية عبد الله بن محمد بن بنان عنه ورواية أحمد بن محمد بن عيسى
عنه ورواية محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب عنه ورواية محمد بن عبد
الجبار عنه ورواية محمد واحمد ابني الحسن عن أبيهما وروايته هو عن الرضا
ع اه. وعن الكاظمي انه زاد رواية أيوب بن نوح وأبي طالب
عبد الله ابن أبي الصلت عنه وليس ذلك في نسختين عندي من مشتركات
الكاظمي وعن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن علي بن عبد الله بن
المغيرة والحسن بن علي الكوفي ومعاوية بن حكيم والعباس بن معروف
والحسين بن سعيد ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم
وعلي بن محمد بن يحيى الخزاز ومحمد بن عبد الله بن زرارة وعلي بن
إسماعيل الميثمي وعمرو بن سعيد وبكر بن صالح والحسن بن علي الوشاء
وعلي بن أيوب وأبي علي بن أيوب وأحمد بن عبدوس ومحمد بن يحيى
ومحمد بن خالد الأشعري وسهل بن زياد والحسن بن الحسين اللؤلؤي
وسعد بن عبد الله وصالح بن أبي حماد وعلي بن مهزيار وعلي بن النعمان
والحسن بن محمد بن سماعة وموسى بن عمر ومحمد بن علي بن معمر
وعلي بن محمد بن الزبير ومنصور بن العباس وعلي بن حسان وجعفر بن
محمد وأحمد بن محمد بن أبي نصر والمعلى بن محمد وعلي بن أسباط
والحسن بن علي بن يوسف عنه وروايته عن عبد الله بن بكير وأبي إسحاق
وعلاء بن رزين وعلي بن عقبة وعبد الله إبراهيم وأبي جميلة اه. وفي لسان
الميزان روى عن موسى بن جعفر وابنه علي بن موسى وإبراهيم بن محمد
الأشعري ومحمد بن عبد الله بن زرارة وعلي بن عقبة وغيرهم روى عنه
الفضل بن شاذان وابناه احمد وعلي ولدا الحسن ومحمد بن عبد الله التميمي
وابن عقدة وآخرون اه. ومر ان ابنيه هما محمد واحمد لا احمد وعلي.
٤٩٨: أبو علي الحسن بن علي بن الفضل الراوزدي.
في رياض العلماء: من مشايخ شيخنا المفيد ويروي عن أبي الحسن
علي بن أحمد بن بشر العسكري كما يظهر من بشارة المصطفى لمحمد بن أبي
القاسم الطبري والظاهر أنه من الخاصة فلاحظ اه.
٤٩٩: أبو محمد الحسن بن علي القائد الكشي.
ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع فقال
الحسن بن علي القائد يكنى أبا محمد من أهل كش.
٥٠٠: الملا حسن الشهير بكوهر بن الملا علي القراجه داغي
عالم فاضل مؤلف قرأ على علماء الفرقة الكشفية الملقبة أيضا بالشيخية
واستجاز منهم فقرأ على رئيسهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي
واستجاز من السيد كاظم الرشتي فاجازه ولعله قرأ عليه فلذلك قد يظن أنه
على طريقتهم ولكن صاحب الذريعة يقول إنه كان من المتشرعة وكان يعتقد
موافقة أستاذه الشيخ احمد للمتشرعة في مسألتي المعاد والمعراج اه. والذي
يلوح من مجموع أحواله انه كان مائلا لعلماء الكشفية بدليل قراءته عليهم
واستجازته منهم وانتصاره للشيخ احمد الأحسائي ورده على الأسترآبادي
الذي رد عليه منكرا بعض أقاويلهم واعتقاداتهم بدليل توجيهه لكلمات
الشيخ احمد الأحسائي واعترافه بالعجز عن توجيه ما في شرح الزيارة
وبدليل رده على كريم خان واثبات ضلاله وإضلاله. قال الشيخ احمد
الأحسائي في حقه عند تقريض رسالة اللمعات الآتية: الابن الأعز العالم
الفاضل المؤمن الوفي وقال السيد كاظم الرشتي في حقه عند تقريضه الرسالة
المذكورة العالم المتقن والفاضل المؤتمن.
مؤلفاته
١ لمعات أنوار الهداية والرشاد في دقائق أحوال المبدأ والمعاد فرع
منها ٣ ذي القعدة سنة ١٢٣٩ وقرضها الشيخ أحمد بن زين الدين بتقريض
كتبه على ظهرها بذلك التاريخ وقرضها أيضا السيد كاظم الرشتي ٢
(٢٠٩)

شرح خطبه الرضا ع في التوحيد ٣ رسالة في الرد على
الآخوند ملا جعفر الأسترآبادي في رده على الشيخ أحمد بن زين الدين في
أحوال المبدأ والمعاد فرع منها ١٧ شوال سنة ١٢٤٢ وهذه الرسائل الثلاث
رأيناها بخطه في مجلد واحد بمدينة طهران ولم يتسع لنا الوقت لمراجعتها
٤ شرح كتاب حياة الأرواح للملا محمد جعفر الأسترآبادي على كلمات
الشيخ احمد الأحسائي في كتبه والرسالة السابقة مستخرجة منه ٥
البراهين الساطعة في المبدأ والمعاد ٦ رسالة في توجيه كلمات الشيخ احمد
الأحسائي واثبات موافقته للمتشرعة الا كلامه في شرح الزيارة فإنه اعترف
بالعجز عن توجيهه ٧ رسالة في اثبات انحراف الحاج كريم خان
وإضلاله ٨ رسالة في الصوم.
٥٠١: الحسن بن علي القمي.
ذكره ابن طاوس في كتاب فرج الهموم في الحلال وللحرام من علم
النجوم في جملة علماء النجوم على ما حكاه عنه في رياض العلماء فقال وممن
رأيته الحسن بن علي القمي.
٥٠٢: الحسن بن علي القمي
مضى بعنوان الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي.
٥٠٣: الشيخ أبو نصر الحسن بن علي القمي.
حكي عن الجزء الثاني من مجلة الشرق ان له كتاب البارع في احكام
النجوم والطوالع من الكتب الفارسية القديمة توجد نسخة ناقصة منه في
المكتبة الملية في برلين تاريخ كتابتها سنة ٨٠٦ وانه استظهر انه ألف حدود
سنة ٣٢٧ وربما احتمل ان يكون المؤلف هو نصير الدين محمد بن الحسن
القمي الطوسي وحصل تحريف في اسمه لان له كتاب البارع في التقويم
واحكام النجوم ويوجد في مكتبات برلين كما يظهر من فهرسها.
٥٠٤: الحسن بن علي الكركي المشهور بابن العشرة
مضى بعنوان الحسن بن أحمد بن يوسف بن علي الكركي المعروف
بابن العشرة.
٥٠٥: الحسن بن علي الكلبي.
قال الشيخ في الفهرست له روايات والحسن بن الحسين له روايات
رويناها عن ابن عبدون عن الأنباري عن حميد عن إبراهيم بن سليمان
عنهما اه. وفي منهج المقال تقدم الحسن بن علوان الكلبي فإن كان ذاك
فقد وثقه النجاشي اه. وهو احتمال بعيد.
٥٠٦: الحسن بن علي الكوفي
مضى بعنوان الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة.
٥٠٧: الحسن بن علي بن كيسان
عن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر
عنه عن الرجل ع في باب طلاق التي تكتم حيضها من الكافي
ورواية عبد الله بن جعفر عنه عن الصادق ع في آخر باب المهور
من التهذيب.
٥٠٨: الحسن بن علي اللؤلؤي.
في الفهرست له كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن
محمد بن يحيى عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب عنه وفي ترجمة محمد بن
زائد الخزاز من الفهرست رواية كتابه بسنده عن حميد عن الحسن بن علي
اللؤلؤي الشعيري وفي المعالم الحسن بن علي اللؤلؤي له كتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية محمد بن علي بن
محبوب عنه اه. وقد سمعت رواية حميد عنه.
٥٠٩: المولى الاجل ذو الكفايتين أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمد بن بادي أو
باري الواسطي الكاتب.
ولد سنة ٣٨٢ وتوفي سنة ٤٦٠
في الرياض كان من اجلاء مشايخ أصحابنا المعاصرين للشيخ
الطوسي ويروي عنه المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي
كما يظهر من صدر سند خمسة عشر حديثا للحسن بن ذكروان الفارسي
الذي كان في زمن الرسول ص ولكن لم يره فإنه كان له يوم قبض النبي ص
٢٢ سنة وكان على دين المجوسية يومئذ ثم أدركته السعادة الربانية بعد ذلك
فاسلم على يدي أمير المؤمنين علي ع الا انه وقع في صدر سند
الأحاديث المذكورة بعنوان الرئيس أبو الجوائز الحسن بن علي بن باري
فلاحظ كتب الرجال وهو يروي عن الشيخ أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد
الجرجائي كما يظهر من أواخر مجمع البيان للشيخ الطبرسي ويروي أبو الجوائز
هذا عن جماعة ويروي أيضا عن علي بن عثمان بن الحسين عن الحسن بن
ذكروان الفارسي المذكور كما يظهر من سند الأحاديث المذكورة ولكن في الأخير نظر
إذ يبعد رواية هذا الرئيس عن أمير المؤمنين علي ع بواسطتين وقد كان
بعده في صدرها هكذا حدث الاجل السيد المخلص سعد المعالي ذو الكفايتين
أبو الجوائز الحسن بن علي بن محمد بن باري الكاتب رحمه الله تعالى بالنيل في
ذي القعدة سنة ٤٥٨ في مشهد الكاظم ع قال حدثنا
علي بن عثمان بن الحسين صاحب الديباجي رحمه الله بتل
هوازي من اعمال البطيحة سنة ٣٨٩ ولي يومئذ سبع سنين (١)
قال كنت ابن ثماني سنين بواسط وقد حضرها الحسن بن ذكروان الفارسي
رحمه الله في سنة ٣١٣ أيام المقتدر بالله العباسي وقد بلغه خبره فاستدعاه إلى
بغداد ليشاهده ويسمع منه وكان لابن ذكروان حينئذ ٣٢٥ سنة وكان قد
عمي الحديث قال وهذه الأحاديث موجودة عندنا وقد استنسخناها من
نسخة في مجموعة عتيقة جدا بخط الوزيري الفاضل المشهور وتاريخ كتابتها
سنة ٥٧٤ وعليها إجازات الدوريستي والشيخ منتجب الدين صاحب
الفهرست والسانزواري الفاضل المعروف اه. وفي المستدركات الوزيري
هو القاضي بهاء الدين أبو الفتوح محمد بن أحمد بن محمد الوزيري في
فهرست المنتجب عدل ثقة صالح وفي الرياض كان من تلاميذ الدوريستي
والسانزواري والشيخ منتجب الدين وله منهم إجازة والسانزواري هو الشيخ
أبو محمد الحسن بن أبي علي الحسن السانزواري المعاصر للشيخ منتجب
الدين قال في حقه فقيه صالح وسانزوار بالنون هو بعينه سابزوار البلدة
المعروفة وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال الحسن بن علي بن محمد بن
بارئ أبو الجوائز الكاتب الواسطي سكن بغداد دهرا طويلا وعلقت عنه

(١) لعله سبعون سنة لقوله بعد ان كنت ابن ثماني سنين. - المؤلف -
(٢١٠)

اخبارا وحكايات وأناشيد رواها لي عن ابن سكرة الهاشمي وغيره ولم يكن
ثقة فإنه ذكر لي انه سمع من ابن سكرة وكان يصغر عن ذلك وكان أديبا
شاعرا حسن الشعر في المديح والأوصاف والغزل وغير ذلك ومما أنشدني
لنفسه:
دع الناس طرا واصرف الود عنهم * إذا كنت في أخلاقهم لا تسامح
ولا تبغ من دهر تظاهر رنقه * صفاء بنيه فالطباع جوامح
وشيئان معدومان في الأرض درهم * حلال وخل في الحقيقة ناصح
سمعت أبا الجوائز يقول ولدت سنة ٣٨٢ وغاب عني خبره بعد سنة
٤٦٠ اه. وفي تاريخ ابن خلكان أبو الجوائز الحسن عن علي بن محمد بن
بادي الكاتب الواسطي كان من الفضلاء سكن بغداد دهرا طويلا وذكره
الخطيب في تاريخه ونقل كلامه المتقدم. ثم قال ولأبي الجوائز تواليف حسان
وخط جيد وأشعار رائقة وقفت له على مقاطيع كثيرة ولم أر له ديوانا ولا
اعلم أدون شعره أم لا ومن أشعاره السائرة قوله:
براني الهوى بري المدى وإذا بني * صدودك حتى صرت امحل من أمس
فلست أرى حتى أراك وانما * يبين هباء الذر في الق الشمس
ومن شعره أيضا وفيه لزوم ما لا يلزم:
واحزني من قولها * خان عهودي ولها
وحق من صيرني * وقفا عليها ولها
ما خطرت بخاطري * الا كستني ولها
وكانت وفاته سنة ٤٦٠ وقال الخطيب غاب عني خبره في سنة ٤٦٠
قلت وقد صح ان وفاته كانت في سنة ٤٦٠ كما ذكرته اه. ابن خلكان.
وفي معجم الأدباء في ترجمة إبراهيم بن عبد الله النجيرمي: وجدت في
اخبار رواها أبو الجوائز الواسطي قال حدثني أبو الحسين بن أدين النحوي
الخ وفي ميزان الاعتدال الحسن بن علي بن علي بن محمد بن بارئ أبو
الجوائز الكاتب الواسطي سمع الأديب بن سكرة فيما زعم قال الخطيب كان
يصغر عن ذلك ولم يكن ثقة وكان من أعيان الشعراء علقت عنه بقي إلى
بعد الستين وأربعمائة اه. وفي لسان الميزان ذكر ابن السمعاني في ترجمة
أبي عبد الله البارع المقرئ ان أبا الجوائز هذا حدثه انه حج فرأى في
الطواف امرأة فعلقت بقلبه قال فلم أزل استمتع بالنظر إليها إلى أن رحلنا
فلم أدر أي طريق سلكت فكلفت بها وازداد وجدي فأشار علي بعض
اخواني ان أتزوج فامتنعت ثم أمرت امرأة أن تخطب لي فقالت لي بعد أيام
قد حصلت لك امرأة على وقف النعت الذي طلبت فعقدت عليها فلما زفت
إلي تأملتها فإذا هي صاحبتي فقضيت العجب من ذلك الاتفاق اه.
٥١٠: الأمير السيد حسن ابن الأمير السيد علي ابن الأمير السيد محمد باقر ابن
الأمير السيد إسماعيل الحسيني المنتهي نسبه إلى عبيد الله الأعرج بن الحسين
الأصغر بن السجاد ع الواعظ الاصفهاني الشهير بالسيد حسن
المدرس.
ولد سنة ١٢١٠ وتوفي بأصبهان سنة ١٢٧٣ ودفن بها.
كان عالما جليلا فقيها ورعا محققا مدققا حسن الاخلاق انتهى اليه امر
التدريس بأصفهان قرأ أولا في أصفهان على جملة من فضلائها ثم هاجر إلى
العراق فقرأ في كربلاء على شريف العلماء في الأصول ثم قرأ في النجف على
صاحب الجواهر في الفقه ثم عاد إلى كربلاء فقرأ على الحاج محمد إبراهيم
الكلباسي ثم عاد إلى أصفهان وقرأ بعد عوده إليها على الحكيم المولى علي
النوري وقرأ على الشيخ محمد تقي صاحب المعالم وكان أفضل تلامذته وقام
مقامه من بعده في التدريس فتزاحم عليه الطلاب وكان جيد البيان محققا
سليم الطبع بعيد غور الفكر وكان يؤم الناس في جامعه الذي بني باسمه
وتخرج به جماعة من المشاهير منهم السيد ميرزا محمد حسن الشيرازي
المشهور والميرزا أبو المعالي بن الكلباسي المتوفى سنة ١٣١٩ والميرزا محمد
هاشم الجهارسوقي الأصفهاني الخونساري والمولى محمد باقر الفشاركي
المتوفي في رجب سنة ١٣١٤ والمولى احمد السبزواري أستاذ الشيخ شريعة
الأصفهاني وغيرهم وذكره صاحب روضات الجنات وهو من المعاصرين له
باسجاعه وعبارته المعروفة ويمكن ان يستخلص منها انه من أعاظم فضلاء
زمانه عديم المثيل مستحق للوصف بكل جميل محقق في الأصول مسلم
تحقيقه ماهر في المعقول والمنقول ذو انظار لم يسبق إليها انتهى اليه امر
التدريس بأصفهان جل من قرأ عليه استفاد من يمن أنفاسه جيد البيان
حسن التفهيم والتعليم حسن الاخلاق قدسي الذات جميل الصفات كأنه
جبل على الرضا والتسليم واتى الله بقلب سليم ثم ذكر قراءته أولا على جملة
من فضلاء أصفهان ثم على شريف العلماء في الأصول وعلى صاحب
الجواهر في الفقه ثم على صاحب الإشارات ثم قال إنه قرأ في المعقول على
المعلم الرابع الذي داره بجوار داره وكان المراد به المولى على النوري ولكن
صاحب الروضات اكتفى في تعريفه بوصفه بالمعلم الرابع وانه جار المترجم
لصيق داره طلبا لان يستخرج اسمه بعلم الرمل أو النجوم وقال في حقه
تلميذ الميرزا محمد هاشم المقدم ذكره في اجازته للشيخ شريعة الأصفهاني
كان هذا السيد يعني المترجم أستاذي في الأصول والفقه تتلمذت عليه
قريبا من عشر سنين وقد كان متصرفا في أكثر مباحث الأصول بتصرفات
نفيسة بل الذي أراه انه كان في حسن السليقة وادراك متفاهم العرف أقرب
إلى المطالب من أستاذي الأعظم الشيخ مرتضى الأنصاري فإنه رحمه الله
وان كان أدق نظرا وأكثر تتبعا وأعظم علما منه الا ان الامر كما ذكرته اه.
ولعدم علمنا بمقدار معرفة هذا الشاهد في متفاهم العرف لا نستطيع الجزم
بما في هذه الشهادة. وفي الذريعة قال تلميذه الميرزا محمد هاشم الجهار
سوقي في اجازته لشيخ الشريعة الأصفهاني انه كان اشتغاليا فرجع وكتب
مستقلا في أصالة البراءة وبني عليها اه. ولا يدري انه كان اشتغاليا في
الشبهة البدوية أو في الشك في الاجزاء والشرائط في العبادة وفي مستدركات
الوسائل: السيد الجليل والعالم النبيل الذي اليه انتهت رياسة التدريس في
الفقه والأصول في أصفهان وكانت تشد اليه الرواحل لاستفادة العلوم
الشرعية من أطراف البلدان وما كانت الهجرة إلى العراق لتحصيل العلوم
الدينية متعارفة في طلبة أصفهان وفضلائهم قبل وفاته كتعارفها في غيرهم
وقد برز من مجلسه علماء فضلاء وفقهاء نبلاء جزاه الله تعالى عن الاسلام
خير الجزاء اه. يروي صاحب مستدركات الوسائل عن الالميرزا هاشم
الخوانساري الأصبهاني عن المترجم عن الآميرزا زين العابدين والد الآميرزا
هاشم اه.
مؤلفاته
١ جوامع الكلم في أصول الفقه أو جوامع الأصول ٢ رسالة
في أصالة الصحة ٣ رسالة في العدالة ٤ رسالة في العبادات فارسية
٥ رسالة في قاعدة لا ضرر ٦ مناسك الحج ٧ شرح المختصر
(٢١١)

النافع استدلالي مبسوط لم يتم خرج منه الطهارة وبعض الصلاة ٨
كتاب في أجوبة مسائل مختلفة ٩ رسالة في الأصول الجارية في الشك في
المكلف به ١٠ رسالة في أصل البراءة ولعلها التي قبلها.
٥١١: الحسن بن علي بن محمد الجوالقي من أهل نيسابور
في لسان الميزان سمع من أبي نصر أحمد بن محمد بن صاعد
والفرج بن طاهر الكرميني وغيرهم وعبد السلام بن يوسف القزويني أجاز لي
وكان يعرف التواريخ لأهل البيت ويميل إلى الاعتزال اه. ومن ذلك يظن
تشيعه وكثيرا ما يريدون بالاعتزال موافقة الشيعة في بعض الأصول
المعروفة.
٥١٢: الشيخ حسن بن علي بن محمد بن الحر العاملي المشغري والد صاحب
الوسائل.
ولد سنة ١٠٠٠ وتوفي في طريق خراسان سنة ١٠٦٢ ودفن بالمشهد
الرضوي.
والمشغري نسبة إلى مشغرى بفتح الميم وسكون الشين وفتح الغين
المعجمة والراء والألف من قرى جبل عامل وهي احدى القرى التي كثر
فيها العلماء وهي من مساكن آل الحر قديما.
في أمل الآمل: هو والد صاحب هذا الكتاب كان عالما فاضلا صالحا
ماهرا أديبا فقيها ثقة حافظا عارفا بفنون العربية والفقه والأدب مرجوعا اليه
في الفقه خصوصا المواريث قرأت عليه جملة من كتب العربية والفقه وغيرها
توفي في طريق المشهد في خراسان ودفن بالمشهد سنة ١٠٦٢ وكان مولده سنة
ألف سمعت خبر وفاته في منى وكنت حججت في تلك السنة وكانت الحجة
الثانية ورثيته بقصيدة طويلة منها:
فمنى كربلاء عندي وعيد النحر أضحى كيوم عاشوراء
لا تلمني على البكاء عسى ان يذهب اليوم بعض وجدي بكائي
٥١٣: الشيخ حسن بن علي بن محمد رضا بن محسن التستري أصلا الأصفهاني
الحائري الشهير بالشيخ حسن الكربلائي.
توفي في الكاظمية ١٧ ربيع الأول سنة ١٣٢٢ بمرض السل.
عالم فاضل جليل من أفاضل تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي وهو أصفهاني الأب خزاعي الأم ولد في كربلاء وكفل تعليمه
بعض الأجلة ثم أقام في المدرسة المعروفة بمدرسة أكبر خان وحصل فيها حتى
فاق اخوانه ثم هاجر إلى سامراء في عهد الميرزا الشيرازي وسمع من
أفاضلها حتى عد منهم وهاجر بعد وفاة الشيرازي إلى النجف الأشرف
وجاور هناك مدرسا مرغوبا فيه له تاريخ الدخانية فارسي ذكر فيه قضية
الدخانية الحادثة في سنة ١٣٠٩ من أول صدور امتيازه عن ناصر الدين شاه
القاجاري إلى زمان ارتفاعه ألفه بسامراء وفرع من تأليفه سنة ١٣١٠ وهو
كتاب مبسوط.
٥١٤: الحسن بن علي بن محمد المعروف بابن وكيع التنيسي
مضى بعنوان الحسن بن علي بن أحمد بن محمد.
٥١٥: تاج الدين أبو علي الحسن بن علي بن عميد الدين أبي علي محمد بن
عدنان بن عبد الله بن عمر المختار بن مسلم الأحول بن محمد بن محمد بن
عبيد الله الثالث ابن علي بن عبيد الله الثاني ابن علي الصالح بن عبيد الله
الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
في المشجر الكشاف لأصول السادة الاشراف المطبوع بمصر انه كان
عارض جيش المستنصر العباسي. ولا نعلم من أحواله شيئا غير ذلك.
٥١٦: السيد عز الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي المعروف
بابن الابزر الحسيني.
كان حيا سنة ٦٥٥.
في الرياض كان من اجلاء تلامذة الشيخ نجيب الدين يحيى بن
سعيد الحلي وقد اجازه بإجازة رأيتها بخطه الشريف على ظهر نهج البلاغة
وقد مدحه فيها وهذه صورتها: الحمد لله وصلواته على محمد وآله قرأ علي
كتاب نهج البلاغة من أوله إلى آخره السيد الاجل الأوحد العابد الصالح
العالم عز الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي المعروف بابن الابزر
الحسيني أعظم الله ثوابه وأعاد بركته قراءة صحيحة مهذبة تؤذن بعلمه
وتقضي بفهمه وأجزت له روايته عني عن السيد محيي الدين أبي حامد
محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي رحمة الله عليه عن الفقيه
محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني عن أبي الصمصام عن الحلواني عن
المصنف. وعن السيد المذكور عن السيد عز الدين أبي الحارث محمد بن
الحسن بن علي الحسيني عن القطب الراوندي عن السيدين المرتضى
والمجتبى ابني الداعي الحلبي عن أبي جعفر الدوريستي عن السيد مصنفه
رضي الله عنهم أجمعين فليروه متى شاء بشرط تجنب الغلط والتصحيف
وكتب يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد في ١٧ شعبان سنة ٦٥٥ هجرية
وصلى الله على محمد وآله اه.
٥١٧: الشيخ عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الطبري أو
الطبرسي المازندراني الآملي الأسترآبادي المعروف بعماد الدين الطبري
وبالعماد الطبري.
كان حيا سنة ٦٩٨.
والطبري والطبرسي بفتح الباء نسبة إلى طبرستان اي بلاد الطبر وهي
بلاد كثيرة قصبتها استراباد وفي الرياض انه عبر عن نفسه في مواضع من
كامله بالطبري وقد يصرح بأنه مازندراني.
اختلاف العبارة عنه
قد يعبر عنه بما قلناه وهو قد عبر عن نفسه في الكامل البهائي
بالحسن بن علي بن محمد بن الحسن وتارة بالحسن بن علي الطبري وأخرى
بالحسن بن علي.
متكلم فقيه معاصر للمحقق الطوسي والمحقق الحلي وأقواله منقولة في
كتب الفقه ويعبرون عنه فيها بالعماد الطبري وبعماد الدين الطبري وقد
نقل قوله الشهيد الثاني في رسالة الجمعة والشهيد الأول في بعض كتبه
وغيرهما وفي رياض العلماء هو فاضل عالم متبحر جامع دين كان من أفاضل
(٢١٢)

علماء طبرستان ومن المعاصرين للخواجة نصير الدين الطوسي وهذا الشيخ
الجليل الشأن موثوق به عند العلماء الأعيان وهو أحد القائلين بان وجوب
الجمعة موقوف على حضور السلطان العادل المبسوط اليد كما صرح به في
مطاوي كتابه اسرار الإمامة وكثيرا ما ينقل العلماء عن كتبه ومؤلفاته وقد
عول عليه السيد القاضي نور الله التستري وغيره ويروون عن كتبه في
الإمامة ويظهر من كتبه انه كان منكرا لطريقة الصوفية ومن ذلك ما أورده في
اسرار الإمامة من الطعن على الحلاج وبايزيد والشبلي والغزالي واضرابهم
وفي الروضات ان في بعض مصنفاته إشارة إلى نبذ من طرائف أحواله
ولطائف اخباره منها مناظرة له في سنة ٦٦٧ مع أهل بروجرد في تنزيه الله
تعالى عن التشبيه ومنها انه انتقل من قم إلى أصبهان سنة ٦٧٢ بأمر الوزير
بهاء الدين محمد الجويني واقام بها سبعة أشهر واجتمع اليه خلق كثير من
أهل أصبهان وشيراز وابرقوه ويزد وبلاد آذربيجان وقرأوا عليه في أنواع
المعارف الربانية وانتفع به أيضا السادات والأكابر والصدور إلى غير ذلك من
نوادر اخباره التي لا يسعها المقام اه. نعم لا يسعها المقام لان فيها فوائد
يمكن ان يستفيدها المطالع ويتسع للأمور التافهة التي أكثر منها في كتابه ولله
في خلقه شؤون.
التمييز
ليس هو والد صاحب مجمع البيان وان كان اسمه واسم والد صاحب
المجمع واحدا ونسبتهما واحدة لاختلاف الطبقة والجد فصاحب المجمع
اسمه الفضل بن الحسن بن الفضل وهذا اسمه الحسن بن علي وصاحب
المجمع مات سنة ٥٤٨ وهذا كان حيا سنة ٦٩٨ وفي الرياض الأظهر انه
من علماء تلك السلسلة اه. ولا دليل عليه. ولنا أيضا العماد الطبري
وهو محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الطبري الآملي الكجي صاحب
بشارة المصطفى وهو غير الطبرسي صاحب الاحتجاج وان شاركه في النسبة
لان اسمه أحمد بن علي بن طالب.
طبقته
في الرياض هو متأخر الطبقة عن أبي علي الطبرسي الذي مات سنة
٥٤٨ ومعاصر للخواجه نصير الدين الطوسي قال في اسرار الإمامة حكى لي
القطان الأصفهاني بأصفهان سنة ٦٧٥ الخ وقال فيه أيضا في بحث اثبات
وجود الصاحب ع فان قيل لا يمكن ان يعيش أحد من سنة ٢٥٥
إلى سنة ٦٩٨ وهذا يدل على أن زمان التصنيف كان في تلك السنة وذكر فيه
أيضا حكاية مجئ هلاكو إلى بغداد وهكذا يدل على معاصرته لنصير الدين
الطوسي ويدل عليه أيضا تأليفاته لبهاء الدين محمد الجويني المعاصر لنصير
الدين وذكر فيه أيضا ما يدل على تأخره عن جماعة من العلماء فقال وصنف
علماؤنا كتبا في معجزاتهم وخاصة ما ذكره عماد الدين الطوسي والسعيد بن بابويه وابن الراوندي وأبو جعفر الطوسي
وعلم الهدى
واضرابهم ولي أيضا تأليف في هذا الباب اه.
مؤلفاته
١ كامل السقيفة الشهير بالكامل البهائي لأنه ألفه للأمير خواجة
بهاء الدين محمد بن شمس الدين محمد الجويني المعروف بصاحب الديوان
في دولة المغول وهو بمنزلة وزير المالية في هذا العصر وكان مقره بأصبهان
وكان بيده حكومة إيران في دولتهم في الرياض وهو كتاب حسن بالفارسية
في الإمامة وما جرى في السقيفة سقيفة بني ساعدة ونحو ذلك وكان تأليفه
٦٧٥ كما صرح به في أوله وذكر انه ألفه في اثني عشرة سنة تقريبا لكنه ألف
في أثناء ذلك عدة كتب أخرى وقال في آخرة انه ألفه أولا بعبارات مشكلة
وألفاظ عويصة لكن لما رأى أن ذلك موجب لقلة الإفادة والاستفادة منه
بدلها بعبارات واضحة ليكون أعم فائدة في بلاد العجم وهو في مجلدين طبع
منه المجلد الأول وينقل عنه صاحب مجالس المؤمنين كثيرا بعد تصريح
صاحب الرياض بان كامل السقيفة هو الكامل البهائي لا يلتفت إلى قول
صاحب الروضات انهما اثنان ٢ كتاب اسرار الإمامة أو الاسرار في امامة
الأطهار وقد يقال اسرار الأئمة أيضا في الرياض رأيته في أردبيل وهذا الكتاب
ينقل عنه المتأخرون في كتبهم كثيرا وقد تعرض في آخرة لنقل الملل
والمذاهب والأديان ونقل شطرا من أحوال الحكماء أيضا جيد الفوائد ألفه سنة
٦٩٨ وهو غير رسالة اسرار الأئمة المختصرة التي عندنا قال ثم نسب
السيد الأمير حسين بن الحسن المجتهد الحسيني العاملي في كتاب دفع المناواة
عن التفضيل والمساواة كتاب اسرار الأئمة إلى الشيخ أبي علي الطبرسي وهو
سهو لما ذكرناه من أن تاريخ تصنيف ذلك الكتاب سنة ٦٩٨ ووفاة أبي علي
الطبرسي سنة ٥٤٨ اللهم الا ان يكون اسرار الإمامة غير اسرار الأئمة
والأول للمترجم والثاني لأبي علي الطبرسي أقول ولو فرض اتحاد الاسم أمكن
ان يكون لكل منهما كتاب بهذا الاسم قال والنسخة التي رأيتها في
أردبيل يلوح من أولها ان اسمه كتاب الاسرار في امامة الأطهار وعندنا
منه أيضا نسخة ولكن ديباجته تخالف ديباجة ما رأيناه في أردبيل في
الجملة ويمكن كون اسرار الإمامة غير اسرار الأئمة والأول للمترجم والثاني
للشيخ رجب البرسي قال ويؤيده ان جميع كتاب اسرار الأئمة موجود في
مطاوي فصول كتاب مشارق الأنوار أقول لا تأييد في ذلك لجواز ان
يكون نقلها عنه قال ويلوح من كتاب اسرار الأئمة انه آخر مصنفاته وانه
ألفه عند كبره وضعف بصره اه. ٣ كتاب معجزات النبي والأئمة
ع أشار اليه في كتاب اسرار الأئمة ٤ كتاب مناقب
الطاهرين في الرياض يظهر من الكامل البهائي انه فرع من تأليف مناقب
الطاهرين سنة ٦٧٣ وانه ألفه لخواجه بهاء الدين صاحب الديوان وهو في
ذكر أحوال النبي والأئمة الاثني عشر ومعجزاتهم بالفارسية ٥ الفصيح
في الرياض رأيت بأصبهان كتابا في فروع الفقه بتمامه بالفارسية على نهج
لطيف وأظن أنه من مؤلفاته ولعله كتاب الفصيح ٦ المنهج في فقه
العبادات من الصلاة والصوم والزكاة والخمس والأدعية والآداب الدينية
وغيرهما مما يحتاج اليه المكلف في السنة مجلد واحد ألفه لبهاء الدين الجويني
المذكور ٧ الأربعون البهائي في تفضيل علي ع ألفه أيضا
للجويني وهو أربعون حديثا والظاهر أنه فارسي وكان تأليف الثلاثة قبل تأليف
الكامل البهائي على ما صرح به في أول الكامل ٨ تحفة الأبرار في أصول الدين
فارسي وخاصة في أحوال النبي والأئمة المعصومين صلوات الله عليه وعليهم ألفه
بالتماس بعض الأبرار وعربه الشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي
الحلي كذا في الروضات ولكن في الرياض انه عربه الشيخ نجف
ابن سيف النجفي الحلي ٩ العمدة في أصول الدين وبعض فروعه
بالفارسية في الرياض وهو مشتمل على قسمين الأول في أصول
الدين والثاني في الفرائض والنوافل قال وقد ينسب هذا الكتاب إلى
الشيخ أبي علي الطبرسي المفسر المشهور ١٠ كتاب كبير في الإمامة في
الرياض قال في أسرار الأئمة بعد نقل أخبار المهدي وما يناسبها ما لفظه:
(٢١٣)

ولي في هذا الفن كتاب كبير ألفته بالري والغري فان أردت فاطلبه وقال
أيضا في ذلك الكتاب أنه ألف أولا كتابا مبسوطا في الإمامة بالفارسية ولعل
مراده غير الكامل البهائي لأنه قد أشار اليه أولا في هذا المقام من الديباجة
فقال إنه ألف مجلدا كبيرا في أحوال أصحاب السقيفة وهو الكامل
البهائي ثم ذكر هذا الكتاب ١١ كتاب جوامع الدلائل والأصول في
امامة آل الرسول بالعربية في الرياض أشار اليه في أواسط الكامل البهائي
وقد ينقل عنه في الكامل بعض الوقائع الحادثة سنة ٦٥٦ ١٢ نقض
المعالم لفخر الدين الرازي في الأصولين ألفه في أثناء تأليفه الكامل البهائي
وفرع منه يوم فراغه من الكامل ١٣ معارف الحقائق في الروضات
عندنا تلخيص منه لبعض أفاضل معاصريه ١٤ الكفاية في الإمامة
ألفه في أصبهان أيام اقامته بها ١٥ بضاعة الفردوس ١٦ عيون
المحاسن ١٧ نهج الفرقان إلى هداية الايمان في الفقه ينقل عنه صاحب
الذخيرة في مسالة صلاة الجمعة وهذه الأربعة الأخيرة مذكورة في روضات
الجنات في الرياض قد ينسب اليه كتاب لوامع الأنوار بالفارسية في الفضائل
ومعجزات الأئمة ع وأظن أنه سهو بل هو للزواري المعاصر
للشاه طهماسب الصفوي صاحب التفسير الفارسي المشهور.
٥١٨: أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أبي طالب ع وهو
ابن الحنفية.
في عمدة الطالب كان عالما فاضلا ادعته الكيسانية اماما وأوصى إلى
ابنه علي فاتخذته الكيسانية اماما بعد أبيه اه.
٥١٩: أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الحوري بن علي بن علي الحوري بن الحسن
الأفطس بن علي الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسن بن علي بن أبي
طالب ع.
في عمدة الطالب انه كان نقيبا رئيسا بابة.
٥٢٠: السيد حسن بن علي بن محمد بن علي بن علي بن محمد بن علي الحسيني
المعروف جده بصاحب الخاتم.
كان حيا سنة ٦٠٠.
في الرياض فاضل عالم من علمائنا المتأخرين وقد نقل السيد هبة
الله بن أبي محمد الحسن الموسوي في كتاب المجموع الرائق من أزهار
الحدائق من خط هذا السيد رسالة جمل العلم والعمل للسيد المرتضى
وتاريخ خطه الشريف نهار الجمعة من شهور سنة ٦٠٠.
٥٢١: الحسن بن علي بن محمد بن الفرات.
كان أبوه وزير المقتدر وزر له ثلاث مرات وبه كان يكنى فيقال أبو
الحسن بن الفرات وجاء ذكره في تجارب الأمم ج ٥ في حوادث سنة ٣١١
انه استتر مع اخوته أولاد أبي الحسن بن الفرات لما أشاع الخبر في بغداد في
وزارة أبي الحسن بن الفرات بان حامد بن العباس الذي كان وزير المقتدر
قبل أبي الحسن بن الفرات وجاء من واسط فلما وصل بغداد قبض ابن
الفرات على أسباب حامد فاستتر حامد ان استتاره انما كان برأي المقتدر
حتى يتوثق منه ويأخذ خطه بما بذلك ان يضمن به ابن الفرات والمحسن
وكتابهما وأسبابهما ليسلم الجماعة اليه لان العادة الشنيعة كانت جارية بان
يسلم الوزير المعزول إلى الوزير الجديد فيسجنه ويعذبه ليستخرج منه
الأموال والودائع لخزانة الخليفة الخاصة فلما شاع هذا ولم يكن له أصل خاف
ابن الفرات وأولاده فاستتر المحسن والفضل والحسين والحسن أولاد أبي
الحسن بن الفرات وحرمهم وجاء ذكره أيضا في الجزء المذكور في حوادث
سنة ٣١٢ ان الوزير أبا العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي وزير المقتدر
قبض على الحسن بن أبي الحسن بن الفرات اه. ويظهر من تجارب الأمم
انه يقال له الحسن بن دولة وان دولة أمه ففي الكتاب المذكور ج ٥ في
حوادث سنة ٣١١ ان علي بن عيسى الذي كان وزير المقتدر جئ به إلى أبي
الحسن بن الفرات لمناظرته على الأموال فخرج في تلك الحال الحسن بن
دولة بن أبي الحسن بن الفرات فقام له علي بن عيسى وقبل رأسه وعينه
فاستكبر ذلك ابن الفرات وقال له لا تفعل يا أبا الحسن هذا ولدك وفي ج ٥
من الكتاب المذكور في حوادث سنة ٣١٥ عند ذكر مناظرة علي بن عيسى
وزير المقتدر لأبي العباس أحمد بن عبيد الله الخصيبي الوزير الذي كان قبله
أنه قال له لأية حال ضربت دولة وابنها بحضرتك فعلم من هذا ان دولة
كانت أم الحسن وآل الفرات كانوا شيعة باتفاق المؤرخين.
٥٢٢: برهان الدين الحسن بن علي بن صدر الدين محمد حاجب أمير الحاج ابن
المطهر بن يعلى بن عوض بن علي بن زين بن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله
جعفر بن أحمد السكين بن جعفر بن محمد بن زيد الشهيد.
في هامش عمدة الطالب المطبوع من أولاد السيد أبي الحسن علي بن
أبي عبد الله جعفر بن أحمد السكين سادات الدشتكي من توابع دار العلم
شيراز وهم علماء محدثون.
٥٢٣: الحسن بن علي بن محمد الأكبر الثائر ابن موسى الجون بن عبد الله
المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب انه أمير السبرين.
٥٢٤: آقا حسن علي بن آقا محمد هادي.
عالم فاضل يروي إجازة عن الميرزا حيدر علي المتوفي سنة ١٢٢٠ من
أحفاد المجلسي الأول.
٥٢٥: الشيخ حسن علي بن محمود التبريزي الأصل الطهراني المولد والمنشأ نزيل
المشهد الرضوي.
توفي ٤ رمضان سنة ١٣٢٥.
عالم فاضل فقيه ورع قرأ في سامراء على الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي الشهير وكتب تقريرات درسه من أول البيع إلى آخر الخيارات.
٥٢٦: الشيخ حسن بن علي بن محمود العاملي.
في أمل الآمل ابن خال والد المؤلف فاضل فقيه صالح معاصر اه.
٥٢٧: الحسن ابن السيد الأمير علي بن المرتضى أبو محمد العلوي الحسيني.
توفي شعبان سنة ٦٣٠ عن ٨٦ سنة.
في شذرات الذهب في حوادث سنة ٦٣٠ فيها توفي الحسن ابن السيد
الأمير علي بن المرتضى أبو محمد العلوي الحسيني آخر من سمع من ابن
(٢١٤)

ناصر يروي عنه كتاب الذرية الطاهرة توفي في شعبان عن ٨٦ سنة وسماعه
في الخامسة من عمره قاله في العبر اه.
٥٢٨: الحسن بن علي بن المغيرة
في معالم العلماء له كتاب ومضى بعنوان الحسن بن علي بن أبي
المغيرة.
٥٢٩: الحسن بن علي بن مهران.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن سهل عنه في باب
الفيروزج من كتاب الزي والتجمل من الكافي ورواية إبراهيم بن يحيى بن
أبي البلاد في باب الإبط من كتاب الزي من الكافي اه.
٥٣٠: الحسن بن علي الناصر
في التعليقة يروي عنه الصدوق قائلا قدس الله روحه اه. وهو
الناصر للحق المتقدم جد السيدين المرتضى والرضي.
٥٣١: أبو علي الحسن بن علي بن نصر بن عقيل العبدي الواسطي المنعوت
بالهمام.
توفي سنة ٥٩٦.
في الطليعة: كان فاضلا أديبا شاعرا مختصا بالملك الأمجد صاحب
بعلبك رحل اليه ومدحه وأكرمه اه. وفي فوات الوفيات: مدح طائفة
بالشام والعراق واقام بدمشق وكان شيعيا روى عنه القوصي واتصل بخدمة
الأمجد صاحب بعلبك توفي سنة ٥٩٦ ذكره العماد الكاتب في الخريدة ومن
شعره رحمه الله:
ذما معي قلبي وليلى في الهوى فكلاهما بالطيف نم واخبرا
إذ أيقظ الرقباء فرط وجيبه بين الضلوع وذاك أشرق إذ سرى
وقال أيضا رحمه الله كما في الفوات:
أين من ينشد قلبا * ضاع يوم البين مني
تاه لما راح يقفو * اثر الظبي الاغن
سكنا البيد فعلمي * فيهما لا رجم ظن أن
هذا في لظى حز * ن وذا في روض حسن
نح معي شوقا إلى * البانة يا ورق وغن
كلنا قد علم الحب * بنا عاشق غصن
ومن شعره قوله في أهل البيت ع كما في الطليعة:
يا بني طه ونون والقلم * حبكم فرض على كل الأمم
من يداينكم ولولاكم لما * خلق اللوح ولا أجري القلم
أنتم أكرم ان عد الورى * أنتم اعلم ماش بقدم
أنتم للدين اعلام إذا * غاب منكم علم لاح علم
فوض الله إليكم امره * فحكمتم حسبما كان حكم
فبكم تفخر املاك العلى * إذ لكم أضحت عبيدا وخدم
وقوله في مقصورته العلوية كما في الطليعة:
ويوم عاد المرتضى الهادي وقد * كان رسول الله حم واشتكى
فمس صدر المصطفى بكفه * فكاد ان يحرقها فرط الحما
قال النبي الحمد لله لقد * عافاني الله تعالى وبرى
شبهة عيسى فصد قومه * كفر وقالوا ضل فيه واعتدى
فجاءه الوحي بتكذيبهم * وقال ما كان حديثا يفترى
من زالت الحمى عن الطهر به * من ردت الشمس له قبل العشا
من صوب الطارق من سمائه * لبيته ليلا وكل قد رأى
قال وهي طويلة تناهز الخمسمائة بيت وقوله كما في الطليعة:
يا سادتي يا بني علي * يا آل طه وآل صاد
من ذا يوازيكم وأنتم * خلائف الله في البلاد
أنتم نجوم الهدى اللواتي * يهدي بها الله كل هاد
لولا هداكم إذا ضللنا * والتبس الغي بالرشاد
لا زلت في حبكم أوالي * عمري وفي بغضكم أعادي
ما ان تزودت غير حبي * إياكم وهو خير زاد
وذاك ذخري والبراء ممن * يشناكم في الورى اعتقادي
وهي طويلة.
٥٣٢: الحسن بن علي بن النعمان مولى بني هاشم.
قال النجاشي أبوه علي بن النعمان الأعلم ثقة ثبت له كتاب نوادر
صحيح الحديث كثير الفوائد أخبرني ابن نوح عن البزوفري حدثنا أحمد بن
إدريس عن الصفار عنه بكتابه اه. وفي الفهرست الحسن بن علي بن
النعمان له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة
عن أحمد بن أبي عبد الله والصفار جميعا عنه اه. وذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الهادي ع فقال الحسن بن علي بن النعمان كوفي اه.
وفي الخلاصة الحسن بن علي بن النعمان مولى بني هاشم أبو علي بن النعمان
الأعلم ثقة ثبت اه. وفي منهج المقال قد قيل إن ما في الخلاصة ورجال
النجاشي يحتمل عود التوثيق فيهما إلى الأب وربما يستفاد توثيقه من وصف
كتابه بأنه صحيح الحديث وفيهما نظر إذ الاحتمال مرفوع بسوق العبارة لان الكلام
في الحسن لا أبيه وتوثيقه يأتي في محله وأيضا لا ريب ان قول النجاشي في
هذا السياق له كتاب الخ يراد به الحسن وعبارة الخلاصة بعض من عبارة النجاشي
ثم لا يخفى ان وصف الكتاب بكونه صحيح انما يقتضي الحكم بصحة حديثه
إذا علم أنه من كتابه لا الحكم بصحة حديثه مطلقا كما هو مقتضى التوثيق على أن
ظاهر الجماعة كالعلامة الحكم بصحة حديثه مطلقا اه. وربما أيد
رجوع التوثيق إلى الأب بأنه عين ما ذكره النجاشي في توثيق الأب حيث
قال كان ثقة وجها ثبتا صحيحا واضح الطريقة وفيه ان فيه زيادة على هنا
فدل على أنه غيره زيادة على ما هنا فدل على أنه غيره وفي التعليقة كون
ظاهر الجماعة ذلك فيه شئ وقال المحقق الشيخ محمد من عادة النجاشي
انه إذا وثق الأب مع الابن لا يعيد التوثيق عند ذكر الأب في كثير من
الرجال على ما رأيت اه. أقول لا ينبغي الريب في رجوع التوثيق إلى
الابن واحتمال رجوعه إلى الأب وسوسة لا محل لها والنجاشي قد وثق الأب
في محله وزاد على التوثيق ووصف كتابه بأنه صحيح الحديث ليس الا لوثاقة
رواته فالتفرقة بين صحة حديث الكتاب ووثاقة راويه نوع من الوسواس
أيضا وللصدوق في مشيخة الفقيه طريق اليه رجاله ثقات وفي المعالم
(٢١٥)

الحسن بن علي بن النعمان له كتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي بن النعمان
الثقة برواية الصفار عنه ورواية أحمد بن أبي عبد الله عنه وزاد الكاظمي
ورواية عمران بن موسى عنه اه. وزاد بعضهم فيما ذكره الكاظمي من
مميزاته رواية الحسن بن عمران بن موسى ومحمد بن أحمد بن يحيى وسعد بن
عبد الله عنه اه. ولا يوجد ذلك في نسختين عندي من المشتركات وعن
جامع الرواة انه زاد رواية محمد بن علي بن محبوب ومحمد بن مسلم
وسهل بن زياد عنه اه.
٥٣٣: الحسن بن علي بن نعيم بن سهل بن ابان.
في التعليقة سيجئ في خليفة ابن الصباح ما يشير إلى معروفيته
وشهرته اه. والذي سيجئ قول الشيخ في رجاله ان خليفة سمع الحسن
هذا فان سماعه منه يكشف عن كونه من مشايخ الحديث المعروفين
المشهورين.
٥٣٤: الحسن بن علي الهمداني أبو محمد.
في النقد في التهذيب في باب الوصية لأهل الضلال انه مطعون اه.
وفي ميزان الاعتدال الحسن بن علي الهمداني روى عنه إسماعيل ابن بنت
السدي لا يدري من ذا جاء بحديث منكر عن إسماعيل عن حميد بن القاسم عن حميد بن
عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عبد الرحمن في قوله تعالى
السابقون السابقون قال هم عشرة من قريش أولهم اسلاما علي بن أبي
طالب اه. وفي ميزان الاعتدال قال العقيلي مجهول لا يتابع على حديثه
هذا ولا يعرف الا به. وذكره ابن حبان وابن شاهين في الثقات زاد ابن
حبان روى عنه عبد الوارث اه. ويحتمل اتحاده مع الأول.
٥٣٥: الحسن بن علي بن الوجناء النصيبي.
كان في عصر الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح أحد النواب
الأربعة. روى الشيخ في كتاب الغيبة عن محمد بن النعمان والحسين بن
عبيد الله عن محمد بن أحمد الصفواني قال وافى الحسن بن علي بن الوجناء
النصيبي سنة ٣٠٧ ومعه محمد بن الفضل الموصلي وكان رجلا شيعيا غير أنه
كان ينكر وكالة أبي القاسم بن روح ره ويقول إن هذه الأموال تخرج في
غير حقوقها فقال الحسن بن علي بن الوجناء لمحمد بن الفضل يا ذا الرجل
اتق الله فان صحة وكالة أبي القاسم كصحة وكالة أبي جعفر محمد بن عثمان
العمري وقد كانا نزلا ببغداد على الزاهر وكنا حضرنا للسلام عليهما وكان
قد حضر هناك شيخ لنا يقال له أبو الحسن بن ظفر وأبو القاسم بن الأزهر
فطال الخطاب بين محمد بن الفضل وبين الحسن بن علي فقال محمد بن
الفضل للحسن من لي بصحة ما تقول وتثبيت وكالة الحسين بن روح،
فقال الحسن بن علي بن الوجناء أبين لك ذلك بدليل يثبت في نفسك وكان
مع محمد بن الفضل دفتر كبير فيه ورق طلحي مجلد بأسود فيه حساباته
فتناول الدفتر الحسن وقطع منه نصف ورقة كان فيه بياض وقال لمحمد بن
الفضل ابروا لي قلما واتفقا على شئ بينهما لم أقف انا عليه واطلعا عليه أبا
الحسن بن ظفر وتناول الحسن بن علي بن الوجناء القلم وجعل يكتب ما
اتفقا عليه في تلك الورقة بذلك القلم المبري بلا مداد ولا يؤثر فيه حتى ملأ
الورقة ثم ختمه وأعطاه لشيخ كان مع محمد بن الفضل اسود يخدمه وانفذ
بها إلى أبي القاسم الحسين بن روح ومعنا ابن الوجناء لم يبرح وحضرت
صلاة الظهر فصلينا هناك ورجع الرسول فقال لي امض فان الجواب يجئ
وقدمت المائدة في الأكل إذ ورد الجواب في تلك الورقة مكتوب بمداد عن
فصل فصل فلطم محمد بن الفضل وجهه ولم يتهنأ بطعامه وقال لابن الوجناء
قم معي فقام معه حتى دخل على أبي القاسم بن روح وبقي يبكي ويقول يا
سيدي أقلني أقالك الله فقال أبو القاسم يغفر الله لنا ولك إن شاء الله.
٥٣٦: الحسن بن علي الوشاء
مر بعنوان الحسن بن علي بن زياد الوشاء.
٥٣٧: الحسن بن علي بن ورصند النحلي.
النحلي بفتح النون وسكون الحاء المهملة نسبة إلى قرية من قرى
بخارى يقال لها النحل والنحلي بكسر النون وسكون الحاء المهملة نسبة
إلى نحلين قرية من قرى حلب ذكر ذلك كله السمعاني في الأنساب ويمكن
كون المترجم منسوبا إلى إحداهما لكن قول ابن حزم الآتي كان من أهل
نفطة قد ينافي ذلك.
ذكره ابن حزم في كتاب الفصل عند ذكر فرق الشيعة فقال: ومنهم
طائفة تسمى النحلية نسبوا إلى الحسن بن علي بن ورصند النحلي كان من
أهل نفطة من عمل قفصة وقسطيلية من كور إفريقية ثم نهض هذا الكافر
إلى السوس في أقاصي بلاد المصامدة فاضلهم وأضل أمير السوس أحمد بن
إدريس بن يحيى بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب فهم هنالك كثير سكان في ربض مدينة السوس يعلنون بكفرهم
خلاف صلاة المسلمين إلى آخر ما ذكره من ترهاته ومر تمام كلامه في الجزء
الأول من هذا الكتاب. وفي لسان الميزان: الحسن بن علي بن ورصند
النحلي ذكره ابن حزم فقال كان من كبار الروافض فدخل قفصة فاضل
أهلها وعلمهم صلاة لا تشبه صلاة المسلمين قال وكان ممن افتتن به أميرها
أحمد بن إدريس بن يحيى بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي قال وكان يقول إن الإمامة في ولد الحسن خاصة اه. وأقول أن
ابن حزم في تعصبه وتنصبه وما ظهر منه من الجهل في كتابه الفصل لا تشبه
اعماله اعمال المسلمين ومن جهله قوله وعلمهم صلاة لا تشبه صلاة
المسلمين، والشيعة الذين نبزهم بالروافض جريا على السجية الردية
والشنشنة الأخزمية صلاتهم مأخوذة خلفا عن سلف عن أئمة أهل البيت
الطاهر عن جدهم الرسول ص فكل صلاة لا تشبهها خارجة عن صلاة
المسلمين وليس في الشيعة من يقول بانحصار الخلافة في ولد الحسن وإذا
كان ابن حزم من أصل أموي فليس عجيبا منه نصب العداوة لأهل البيت
وشيعتهم وقد أوضح ابن خلكان حال ابن حزم بقوله: كان ابن حزم كثير
الوقوع في العلماء المتقدمين لا يكاد يسلم أحد من لسانه فنفرت عنه القلوب
واستهدف لفقهاء وقته فتمالأوا على بغضه وردوا قوله واجمعوا على تضليله
وشنعوا عليه وحذروا سلاطينهم من فتنته ونهوا عوامهم عن الدنو اليه
والاخذ عنه فأقصته الملوك وشردته عن بلاده وفيه قال أبو العباس بن
العريف كان لسان ابن حزم وسيف الحجاج شقيقين وانما قال ذلك لكثرة

(١) في نسخة لسان الميزان المطبوعة ابن وصيد البجلي وهو تصحيف.
(٢١٦)

وقوعه في الأئمة اه. فإذا كان هذه حال ابن حزم مع أهل نحلته وحالهم
معه فما ظنك بالشيعة والله يجزي كلا بعمله.
٥٣٨: أبو محمد الحسن نقيب البصرة بن أبي القاسم اللغوي علي نقيب البصرة ابن
يحيى بن أحمد الضرير ابن زيد بن الحسين غضارة ابن عيسى مؤتم
الأشبال ابن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب أبو محمد نقيب البصرة بعد أبيه وهو صاحب الدار
بخزاعة.
٥٣٩: المولى حسن علي اليزدي الكثنوي الحائري.
توفي سنة ١٢٩٧.
مؤلفاته
عالم فاضل له من المؤلفات ١ أنوار الشهادة مقتل فارسي مطبوع
٢ أنوار الهداية وسراج الأمة مجموع أحاديث في المواعظ والاخلاق
مطبوع ٣ الموائد ٤ أنوار الهدى.
٥٤٠: الحسن بن علي بن يقطين بن موسى مولى بني هاشم وقيل مولى بني أسد.
قال النجاشي كان فقيها متكلما
روى عن أبي الحسن والرضا ع وله كتاب مسائل أبي الحسن موسى ع أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن حاتم حدثنا
محمد بن أحمد بن ثابت حدثنا الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح حدثنا
صالح مولى علي بن يقطين عن الحسن بن علي بن يقطين اه. وفي
الخلاصة عنونه كالنجاشي وقال كان ثقة فقيها متكلما روى عن أبي الحسن
موسى والرضا ع اه. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا
ع الحسن بن علي بن يقطين ثقة اه. وفي الفهرست الحسن بن
علي بن يقطين بغدادي له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن علي بن يقطين
اه. وهكذا في نسخة مخطوطة عندي من الفهرست كان على أصلها خط
الشهيد الثاني وقوبلت معه وكذلك في كتب الرجال التي نقلت عن
الفهرست ولكن في النقد كما في نسختين نقلا عن الفهرست له مسائل
الكاظم ع وكان فقيها متكلما اه. فزاد كان فقيها مولى بني
هاشم وكان فقيها متكلما وعن الحاوي عن الفهرست: مولى بني هاشم
وكان فقيها متكلما وهي من عبارة النجاشي لا من عبارة الفهرست والعجب أن
الميرزا في الرجال الكبير لم ينقل عبارة الفهرست ولا نقلها في المتوسط وفي
معالم العلماء الحسن بن علي.
ابن يقطين البغدادي له كتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن علي بن يقطين
برواية صالح مولى علي بن يقطين عنه وزاد الكاظمي وبرواية أحمد بن
محمد بن عيسى عنه اه. وقد سمعت من الفهرست رواية أحمد بن
محمد بن أبي عبد الله عنه وعن جامع الرواة انه زاد رواية منصور بن العباس
وأحمد بن هلال وأحمد بن الحسين وعلي بن سليمان بن رشيد وجعفر بن
عيسى والحسين بن سعيد وسلمة بن الخطاب وسهل بن زياد وأحمد بن
محمد بن إبراهيم الأرمني عنه اه. وفي مشتركات الكاظمي في التهذيب عن
الحسن بن علي بن يقطين قال سألت أبا الحسن الأول وهو من مواضع سهو
القلم لان الحسن يروي عن الرضا ع لا غير ويقع في كتابي
الشيخ أيضا عن أخيه الحسين سألت أبا الحسن الأول وهو غلط لان
الواسطة بينه وبين أبي الحسن الأول أبوه علي اه. فانظره مع قول النجاشي
روى عن أبي الحسن والرضا ع وله مسائل أبي الحسن موسى
ع وقول العلامة روى عن أبي الحسن موسى والرضا.
٥٤١: الحسن بن علي بن يوسف
هو الحسن بن علي بن بقاح المتقدم.
٥٤٢: الشيخ عز الدين الحسن ابن الشيخ أبي الحسن علي بن يوسف المعروف بابن
العشرة.
مر في ج ٢١ بعنوان عز الدين الحسن بن أحمد بن يوسف بن علي
وذكرنا هناك انه يروي عن أحمد بن فهد وفي الذريعة عز الدين بن علي بن
يوسف المعروف بابن العشرة يروي إجازة عن الشيخ أحمد بن محمد بن فهد
الحلي وأول الإجازة الحمد لله المنقذ من الحيرة والغواية وتاريخها ١٢ شعبان
سنة ٨٤٠ أوردها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله المطبوع اه. ولكن
هذه الإجازة بهذه الخصوصيات التي أوردها البحراني في كشكوله المطبوع ج
١ ص ٣٩٦ ٣٩٩ هي لوالد الحسن المذكور لا للحسن فقال فيها ص
٣٩٧ س ٤ وكان المولى الفقيه العالم العامل العلامة محقق الحقائق
ومستخرج الدقائق الفاضل الكامل زين الاسلام والمسلمين عز الملة والحق
أبو الحسن علي بن يوسف المعروف بابن العشرة التمس من عبده إجازة ما
رويناه الخ فالعجب كيف توهم صاحب الذريعة انها للابن وهي للأب الا
أن تكون عبارة الكشكول مغلوطة والله أعلم.
٥٤٣: الحسن بن عمار
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال عامي
اه. ويأتي ظهور اتحاده مع الحسن بن عمارة.
٥٤٤: أمين الدولة أبو طالب الحسن بن عمار الكتامي قاضي طرابلس الشام
وحاكمها.
توفي في رجب سنة ٤٦٤.
بنو عمار الذين منهم المترجم كانوا شيعة وكانوا سادات كتامة
وشيوخها واصلهم من بلاد المغرب وجاءوا منها إلى مصر مع الفاطميين ثم
جاءوا إلى طرابلس الشام وكانوا قضاتها وحكامها وبقيت بأيديهم نحوا من
٨٠ سنة من أواسط القرن الخامس الهجري إلى سنة ٥٠٢ حين اخذها منهم
الفرنج في الحروب الصليبية وكانت مدة ملكهم لها في عهد دولة الفاطميين
بمصر وكانت عندهم دولة الفاطميين بمصر وكانت عندهم في طرابلس مكتبة
عظيمة فيها نحو مائة ألف مجلد اما بدر بن عمار ممدوح المتنبي فلم يكن
منهم، وكان أهل طرابلس الشام في ذلك العصر إمامية اثني عشرية. اما
ان المترجم له كان اثني عشريا أو إسماعيليا فغير معلوم. وفي دائرة المعارف
الاسلامية: يظهر ان أسرة عمار وفدت على مصر من بلاد المغرب مع
الخلفاء الفاطميين وقد ذكر الحسن بن عمار سيد كتامة حوالي نهاية القرن
(٢١٧)

الرابع الهجري كواحد من أصحاب المناصب الرفيعة في مصر كما أعدم أحد
أفراد هذه الأسرة وكان قاضيا للإسكندرية بتهمة الخيانة عام ٤٨٧ ه. قال
ويذكر اسم بني عمار مقرونا بمدينة طرابلس في أوج عظمتها. وكما كانت
حلب في عهد سيف الدولة الحمداني مركزا للشعر كذلك كانت طرابلس في
عهد القاضي الحسن بن عمار مركزا ممتازا للحركة العلمية اه. وكان ابن
الخياط الدمشقي معاصرا لآل عمار وله في جلال الملك وفخر الملك عدة
قصائد موجودة في ديوانه المطبوع وامارة المترجم على طرابلس استمرت إلى
دولة المستنصر الفاطمي المصري الذي كان يلي مصر سنة ٤٢٩ وتوفي سنة
٤٨٧ اما مبدأ امارة المترجم على طرابلس فغير معلوم ويمكن ان يكون هو
أول من جاء من مصر إليها والظاهر أن ولايته لها كانت من قبل
الفاطميين. والمترجم هذا غير امين الدولة أبو محمد الحسن بن عمار
الكتامي الآتي وان كان كل منهما يلقب امين الدولة لان هذا يكنى أبا طالب
وذاك يكنى أبا محمد وهذا توفي سنة ٤٦٤ وذاك كان حيا سنة ٣٥١ وقيل
ذلك لا بد أن تكون سنه نحو ٣٠ سنة فلو كانا واحدا لكان عمره يزيد عن
١١٣ سنة ولو كان كذلك لكان من المعمرين ولذكر فيهم. والآتي كان
بمصر وكان في عصر الحاكم بأمر الله ولم يعلم مجيئه إلى طرابلس والمترجم
كان بطرابلس ولم يدرك عصر الحاكم الذي بويع بالخلافة سنة ٤٨٧ بعد
وفاة المترجم بثلاث وعشرين سنة ويمكن ان يكون المترجم من أحفاد الآتي
والمترجم كان قاضي طرابلس بنص كافة المؤرخين ويشكل الجمع بين ذلك
وبين تولي القاضي عبد العزيز بن البراج قضاءها فان ابن البراج توفي سنة
٤٨١ بعد ما ولي قضاء طرابلس عشرين سنة فمبدأ ولاية ابن البراج سنة
٤٦١ قبل وفاة المترجم بثلاث سنين واستمرت إلى سنة ٤٨١ مع أنه يأتي
عن تاريخ ابن القلانسي انه في سنة ٤٦٢ استولى على طرابلس قاضيها
ابن عمار وهو يدل على أنه كان قاضيا قبل سنة ٤٦٢ وكان بنو عمار قضاتها
وحكامها من ذلك التاريخ إلى ما بعد وفاة ابن البراج ويمكن ان لا تكون
ولاية ابن البراج قضاءها متصلة بوفاته بل كانت قبل ولاية بني عمار وبذلك
يرتفع الاشكال قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٦٤: في هذه السنة توفي
القاضي أبو طالب بن عمار قاضي طرابلس وكان قد استولى عليها واستبد
بالامر فيها فلما توفي قام مكانه ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن بن عمار
اه. ومثله بعينه في تاريخ أبي الفداء واسم جلال الملك علي بن محمد بن
عمار وتوفي سنة ٤٩٢ فقام مكانه اخوه أبو علي فخر الملك عمار بن
محمد. وفي دائرة المعارف الاسلامية: أبو طالب أمين الدولة الحسن بن
عمار قاضي طرابلس الشيعي استولى على أعنة الحكم حوالي منتصف القرن
الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي بعد وفاة الحاكم الفاطمي مختار
الدولة ابن بزال واستقل عن الخلافة القائمة في مصر وقد ازدهرت المدينة في
عهده وأصبحت مركزا للحياة الفكرية في بلاد الشام وأنشأ مدرسة كبيرة
ومكتبة يقال إنها كانت تضم ما يربو على مائة ألف مجلد وبعد وفاته خلفه
ابن أخيه جلال الملك أبو الحسن علي بن محمد بن عمار إلى أن توفي عام
٤٩٢ فخلفه اخوه أبو علي فخر الملك عمار بن محمد اه. وقوله بعد وفاة
الحاكم الفاطمي اي الحاكم من قبل الفاطميين المصريين وكان هو حاكم
طرابلس قبل المترجم له وقد توفي بطرابلس ورثاه ابن الخياط كما في ديوانه
وفي مجلة الثقافة التي كانت تصدر في بلاد جاوا انه كان في طرابلس الشام
مكتبة نحوي ما يزيد على مائة ألف كتاب ومن هذه المكتبة انتشر العلم في
انحاء المدينة حتى قال المؤرخون ان طرابلس صارت جميعها دار علم وفي
هذه المكتبة مائة وثمانون رجلا لا عمل لهم الا نسخ الكتب يتناولون مقابل
صناعتهم مرتبات ولها أناس مخصصون للبحث عن الكتب وشرائها لجمعها
في هذه المكتبة والفضل الأعظم بل الفضل الأول في هذا لأبي طالب
الحسن بن عمار اه. وعن تاريخ ابن القلانسي انه في سنة ٤٦٢ استولى
على طرابلس قاضيها ابن عمار وكان بين علي بن المقلد وبين ابن عمار
صاحب طرابلس مودة وكيدة وسببه انه كان له مملوك يسمى رسلان وكان
زعيم عسكره فبلغه عنه ما يكره فقال اذهب عني وأنت آمن على نفسك
فقصد ابن عمار إلى طرابلس وسأله ان يسال مولاه في ماله وحرمه فسأله
فامر باطلاقهم وكان قد اقتنى مالا كثيرا فلما خرج الرسول بالمال والحريم
لحقه ابن المقلد فظن أنه قد بدا له فقال غدرت بعبدك ورغبت في ماله
فقال لا والله ولكن لكل امر حقيقة حطوا عن البغال أحمالها فحطوا فقال
أبصروا عليها فنظروا فإذا في قدور النحاس خمسة وعشرون ألف دينار ومن
المتاع ما يساوي مثلها وزيادة فقال ابن المقلد للرسول أبلغ ابن عمار سلامي
وعرفه بما ترى لئلا يقول رسلان اني اخذت ماله ثم إن ابن المقلد زار ابن
عمار واقام عنده مدة اه.
وعن ناصر الدين بن الفرات المصري في تاريخه في حوادث ٦٨٨ عند
ذكر أخبار طرابلس الشام: ثم تغلب عليها قاضيها امين الدولة أبو طالب
الحسن بن عمار ولم يزل بها إلى أن توفي سنة ٤٦٤ وكان ابن عمار هذا
رجلا عاقلا فقيها سديد الرأي وكان شيعيا من فقهائهم وكانت له دار علم
بطرابلس فيها ما يزيد على مائة ألف كتاب وقفا. وفي النجوم الزاهرة ج ٥
ص ٨٩ في حوادث سنة ٤٦٤ فيها توفي القاضي أبو طالب امين الدولة
ابن عمار الحاكم على طرابلس الشام والمتولي عليها وكان كريما كثير الصدقة
عظيم المراعاة للعلويين مات في نصف شهر رجب اه.
دار العلم بطرابلس وكتبها
وعن كتاب الإنصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن أبي
العلاء المعري ص ٥٥٧ عن القاضي كمال الدين عمر بن العديم ان أبا
العلاء رحل إلى دار العلم بطرابلس للنظر في كتبها قال واشتبه عليه ذلك
بدار العلم ببغداد ولم يكن بطرابلس دار علم في أيام أبي العلاء وانما جدد
دار العلم بها القاضي جلال الملك أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن
عمار في سنة ٤٧٢ وكان أبو العلاء قد مات قبل جلال الملك في سنة ٤٤٩
ووقف ابن عمار بها من تصانيف أبي العلاء كتاب الصاهل والساحج
والسجع السلطاني والفصول والغايات والسادن واقليد الغايات ورسالة
الاغريض اه واعترضه الباحث المنقب لدكتور مصطفى جواد البغدادي
المعاصر فيما كتبه في مجلة العرفان ج ٢ م ٣٣ ص ١٤٩ بان قوله جدد دار
العلم يدل على أنها كانت فتلفت ثم جددت فهو بقوله جدد دون أنشأ قد
أجاب نفسه بنفسه قال ورأيت في تاريخ ناصر الدين بن الفرات المصري في
حوادث سنة ٦٨٨ ما يؤيد هذا حيث قال إن القاضي أبا طالب الحسن بن
عمار أمين الدولة كان له دار علم بطرابلس فيها ما يزيد على مائة ألف
كتاب وقفا. فهو صريح في أن دار العلم كانت من انشاء امين الدولة

(١) الذي في النجوم الزاهرة في حوادث سنة ٤٦٤ هكذا: وفيها توفي عبد الله بن محمد بن عثمان
القاضي أبو طالب أمير الدولة الحاكم علي طرابلس الخ ولا شك انه وقع تحريف في هذه
العبارة وإن أمير صوابه امين ويمكن ان يكون عثمان تصحيف عمار أما الباقي فالله يعلم ما
صوابه.
- المؤلف -
(٢١٨)

الحسن بن عمار المعاصر لأبي العلاء وهو لا يعارض تجديد جلال الملك لها
فأمين الدولة أنشأها وجلال الملك جددها اه بمعناه قال المؤلف
وصاحب كتاب الإنصاف والتحري لا بد ان يكون نقل قوله جدد دار العلم
عن غيره وحمله على أن معناه أنشأها ولم يتفطن لان معناه انها كانت وهو
جددها فلذلك اعترض على ابن النديم بما اعترض. وابن العديم اعرف
منه بأحوال أبي العلاء. وإذا كان في عصر أبي العلاء مكتبة فيها مائة ألف
مجلد في بلد قريب من بلده لم يكن ليفوته النظر في كتبها والاستفادة منها.
مؤلفاته
له من المؤلفات كتاب جراب الدولة قال ابن خلدون في مقدمته وجد
بخط أحمد بن محمد بن عبد الحميد عمل بما يحمل إلى بيت المال ببغداد أيام
المأمون من جميع النواحي نقلته من جراب الدولة: غلات السواد.
كسكر. كور دجلة. حلوان. الأهواز. فارس وذكر الارتفاع لمملكة
المأمون بأسرها اه. ثم إن جراب الدولة كما يسمى به كتاب المترجم يلقب
به رجل هزلي ظريف له كتاب ظرافي هزلي يسمى ترويح الأرواح
وقد وقع من ذلك اشتباه لبعض المؤرخين فعن ناصر الدين بن الفرات
المصري في تاريخه الآنف الذكر ان المترجم له هو الذي صنف كتاب ترويح
الأرواح ومفتاح السرور والأفراح المنعوت بجراب الدولة. قال الدكتور
مصطفى جواد فيما علقه على ذلك في مجلة العرفان ان جراب الدولة اسم
لكتاب ألفه المترجم في اقتصاديات الدولة الاسلامية وشؤونها الأخرى ولقب
لأحمد بن محمد بن علوية من أهل سجستان قال ياقوت في معجم الأدباء انه
يلقب جراب الدولة ويكنى أبا العباس وكان طنبوريا أحد الظرفاء والطياب
كان في أيام المقتدر وأدرك دولة بني بويه فلذلك سمى نفسه جراب الدولة
لأنهم كانوا يفتخرون بالتسمية بالدولة وكان يلقب بالريح أيضا وله كتاب
ترويح الأرواح ومفتاح السرور والأفراح لم يصنف في فنه مثله اشتمالا على
فنون الهزل والمضاحك اه. فابن الفرات المصري اشتبه عليه اسم كتاب
المترجم بلقب مؤلف ترويح الأرواح للمترجم مع أنه لغيره ونعت الكتاب
بجراب الدولة مع أنه لقب مؤلفه وانما المنعوت بجراب الدولة هو كتاب
للمترجم وهو غير ترويح الأرواح.
٥٤٥: امين الدولة أبو محمد الحسن بن عمار الكتامي.
كان حيا سنة ٣٨١
في ذيل تجارب الأمم للوزير أبي شجاع ظهير الدين محمد بن الحسين
الروذراوري في حوادث سنة ٣٨٢ قال: وتقدم أبو محمد الحسن بن عمار وكان
شيخ كتامة وسيدها ويلقب بأمين الدولة وهو أول من لقب في دولة
المغاربة الفاطميين ونفذت أوامره في الخزائن والأموال اطلاقا وعطاء واستولى
أصحابه وقلت مبالاتهم وكان ذلك في دولة الحاكم الفاطمي وأشاروا
عليه بقتل الحاكم فلم يعبأ به استصغارا لسنه لأنه كان ابن خمس عشرة
سنة وكان العزيز عند وفاته أوصى إلى ارجوان الخادم بابنه الحاكم فكتب
ارجوان إلى منجوتكين وكان في بلاد الشام أنفذه العزيز إليها فعزم على
المسير إلى مصر وسار إلى الرملة فبلغ ذلك ابن عمار فاظهر ان ابن
عمار قد عصى على الحاكم وارسل اليه جيشا فالتقوا بالرملة وانهزم
منجوتكين ثم قبض عليه واتي به إلى ابن عمار فأبقى عليه واصطنعه
استمالة للمشارقة ورتب ابن عمار جماعة في دهليزه للايقاع بأرجوان إذا
دخل داره وكان لأرجوان عيون على ابن عمار فأخبروه بذلك فاركب جماعة
من الغلمان يتبعونه وجاء إلى دار ابن عمار فلما أحس بالشر رجع وحماه
الغلمان ودخل قصر الحاكم باكيا وثارت الفتنة وركب الحسن بن عمار في
كتامة وغيرها إلى الصحراء وارسل إليهم ارجوان خمسمائة فارس فهرب ابن
عمار واستتر ولم يزل ارجوان يتلطف للحسن بن عمار حتى اخرجه من
استتاره واعاده إلى داره واجراه على رسمه في اقطاعاته واشترط عليه إغلاق
بابه واستحلفه على لزوم الطريقة المستقيمة اه. وقال ابن الأثير في حوادث
سنة ٣٥١ ان المعز ارسل جيشا إلى رمطة من بلاد الروم مع الحسن بن عمار
فحصروها وضيقوا عليها وقال في حوادث سنة ٣٥٢ ان الروم ارسلوا إلى
ملك القسطنطينية يستنجدونه فأمدهم بأربعين ألف مقاتل وبلغ ذلك احمد
أمير صقلية فأرسل يستمد المعز فأمده ووصل المدد إلى صقلية وسار بعضهم
إلى الذين يحاصرون رمطة فكانوا معهم ووصل الروم بجموعهم إلى صقلية
فجعل الحسن بن عمار طائفة من عسكره على رمطة يمنعون من يخرج منها
وبرز بالعساكر للقاء الروم والتحم القتال وعظم الامر على المسلمين فحمل
بهم الحسن بن عمار أميرهم وحمي الوطيس وحرضهم على القتال فقتل
منويل مقدم الروم وانهزموا أقبح هزيمة وغنم المسلمون منهم ما لا يحد وكان
في جملة الغنيمة سيف هندي مكتوب عليه هذا سيف هندي وزنه مائة
وسبعون مثقالا طالما ضرب به بين يدي رسول الله ص فأرسل إلى المعز
اه. والحسن بن عمار هذا المذكور كلام ابن الأثير هو أبو محمد المترجم لا
أبو طالب السابقة ترجمته لان أبا طالب توفي سنة ٤٦٤ وهذا كان موجودا
سنة ٣٥١ كما مر فلو كان هو أبا طالب لكان عمره قد زاد على ١١٣ سنة
فيكون من المعمرين ولو كان كذلك لذكر فيهم فتعين ان يكون هذا غير ذاك
كما مرت الإشارة اليه وعن تاريخ ابن القلانسي انه ذكر فيه حوادث سنة
٣٦٥ امين الدولة الحسن بن عمار وانه كان من اجل كتاب العزيز وذكره
أيضا في حوادث سنة ٣٨٦ فقال أبو محمد الحسن بن عمار كان شيخ كتامة
وسيدها ولقب بأمين الدولة وهو أول من لقب في دولة مصر وقال إنه لما توفي
العزيز بالله الفاطمي وولي الامر بعده ولده أبو علي المنصور الحاكم بأمر الله
وكان صغير السن فاستولى ابن عمار هذا على الامر وبسط يده في الاطلاق
والعطاء والصلات بالأموال والثياب والحباء وكان في القصر عشرة آلاف
جارية وخادم فبيع منهم من اختار البيع وأعتق من سال العتق ووهب من
الجواري لمن أحب وآثر وانبسطت كتامة وتسلطوا على العامة ومدوا أيديهم
إلى حرمهم وأولادهم وغلب الحسن بن عمار على الملك وكتامة على الأمور
حتى هم بقتل الحاكم. وقال في حوادث سنة ٣٨٧ فيها ألب برجوان الناس
على الحسن بن عمار وقتاله حتى اضطر للنجاة بنفسه ونهبت خزائنه وأمواله
لكن برجوان أظهره من استتاره بعد ما اخذ عليه العهود ان لا يؤلب على
الحاكم وعليه وأن يغلق باب داره ففعل اه.
٥٤٦: الحسن بن عمارة
في الخلاصة من أصحاب الباقر ع عامي اه. ولم يذكر
الحسن بن عمار المتقدم مع أن الظاهر أنه هو بعينه فكأنه وجد اسمه ابن
عمارة في رجال الشيخ أو غيره ولم يجد ابن عمار وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع الحسن بن عمارة عامي وفي النقد لا يبعد ان
يكون هذا والحسن بن عمار المذكور سابقا واحدا اه. وقال الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن عمارة عامي وفي
أصحاب السجاد ع الحسن بن عمارة الكوفي وفي أصحاب
(٢١٩)

الصادق ع الحسن بن عمارة بن المضرب أبو محمد البجلي الكوفي
اسند عنه وقال البرقي فيمن أدرك الصادق من أصحاب الباقر ع
الحسن بن عمارة كوفي اه. وفي منهج المقال لا يبعد ان يكون الجميع
واحدا. وفي التعليقة الحسن بن عمارة روى أحمد بن محمد بن أبي نصر عن
أبان بن عثمان وفيه إشعار بالاعتماد عليه وعن المنتهى ان قول الشيخ
يكشف عن الاعتماد عليهما اه.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية أبي مالك الجهني عن الحسن بن
عمارة في باب تلقين المحتضر من التهذيب ورواية ابن محبوب عنه في باب
الوديعة من التهذيب وباب فضل الزراعة من الكافي.
٥٤٧: أبو الحسين الحسن بن عمرو الشيعي المرزوي.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد في مواضع من كتابه فجعله في بعضها
الحسن بن عمرو بالواو وفي بعضها الحسن بن عمر بدون واو ففي ترجمة
بشر بن غياث المريسي ج ٧ قال أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل
حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا الحسن بن عمرو الشيعي المروزي قال
سمعت بشر بن الحارث يقول جاء موت هذا الذي يقال له المريسي وانا في
السوق فلو لا انه موضع شهرة لكان موضع شكر وسجود والحمد لله الذي
اماته هكذا قولوا اه. وبشر بن الحارث هو الذي يقال له بشر الحافي وفي
ترجمة بشر بن الحارث الحافي ج ٧ ذكر رواية في سندها أخبرنا عثمان بن أحمد
الدقاق حدثنا أبو الحسين الحسن بن عمرو الشيعي المروزي سمعت
بشر بن الحارث الخ وفي ترجمة حفص بن غياث الكوفي ج ٨ قال أنبأنا
علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا
الحسن بن عمر الشيعي قال سمعت بشرا يعني ابن الحارث يقول
قال حفص بن غياث لو رأيت اني أسر بما انا فيه لهلكت اه. ففي الأولين
جعله ابن عمرو بالواو وفي الثالث ابن عمر بدون واو ولا شك انه صحف
أحدهما بالآخر لأنهما شخص واحد وقد علم من المواضع الثلاثة انه يروي
عنه عثمان بن أحمد الدقاق ويروي هو عن بشر الحافي.
٥٤٨: الحسن بن عمرو بن منهال بن مقلاص الكوفي.
قال النجاشي الحسن بن عمرو بن منهال بن مقلاص كوفي ثقة
هو وأبوه أيضا وله كتاب نوادر أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر
عن حميد عن أحمد بن ميثم عنه وفي الفهرست الحسن بن عمرو بن منهال
له روايات رواها حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه اه. وفي المعالم
الحسن بن عمرو بن منهال له روايات.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن عمرو بن منهال
الثقة برواية أحمد بن ميثم عنه ويفرق بينه وبين ابن عطية الذي يروي عنه
أيضا أحمد بن ميثم بالقرينة.
٥٤٩: الحسن بن عمران بن شاهين.
في موضع من ابن الأثير سماه الحسين وهو تصحيف.
فتل سنة ٣٧٢ قتله اخوه أبو الفرج.
أبوه عمران بن شاهين هو الذي ينسب اليه مسجد عمران بالنجف في
شمال المشهد الشريف العلوي وكان عمران قد عصى على عضد الدولة
وامتنع منه فلم يقدر عليه قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٦٩ في هذه السنة
توفي عمران بن شاهين فجأة في المحرم بعد ان طلبه الملوك والخلفاء وبذلوا
الجهد في اخذه وأعملوا الحيل أربعين سنة فلم يقدرهم الله عليه ومات
حتف انفه فلما مات ولي مكانه ابنه الحسن فتجدد لعضد الدولة طمع في
اعمال البطيحة فجهز العساكر مع وزيره المطهر بن عبد الله وأمدهم
بالأموال والسلاح وسار المطهر في صفر فلما وصل شرع في سد أفواه الأنهار
الداخلية في البطائح فضاع فيها الزمان والأموال وجاءت المدود وبثق
الحسن بن عمران بعض تلك السدود فاعانه الماء فقلعها وكان المطهر إذا سد
جانبا انفتحت عدة جوانب ثم جرت بينه وبين الحسن وقعة في الماء استظهر
عليه الحسن وكان المطهر سريعا قد ألف المناجزة ولم يألف المصابرة فشق
ذلك عليه وكان معه في عسكره أبو الحسن محمد بن عمر العلوي الكوفي
فاتهمه بمراسلة الحسن واطلاعه على أسراره وخاف المطهر ان تنقص منزلته
عند عضد الدولة ويشمت به أعداؤه فقتل نفسه بان قطع شرايين ذراعه
ورئي باخر رمق فقال إن محمد بن عمر أحوجني إلى هذا ثم مات وحمل إلى
بلده كازرون فدفن فيها وارسل عضد الدولة من حفظ العسكر وصالح
الحسن بن عمران على مال يؤديه واخذ رهائنه اه. وليس أشد حمقا ممن
يقتل نفسه مخافة ان تنقص منزلته عند أميره نعوذ بالله من الخذلان وفي
تجارب الأمم انه كان رجل يعرف بعبد العزيز بن محمد الكراعي كان أول
امره وضيعا ثم اتصل بمحمد بن بقية فارتفع به وكان منه أيام عصيان ابن
بقية بواسط سوء أدب كثير ثم تنكر له ابن بقية فقبض عليه ونكبه فلما قبض
بختيار على ابن بقية استخدمه ولما هرب بختيار هرب معه وصار إلى البطائح
فاحتال عليه عضد الدولة بان رتب جماعة من وجوه البصرة فكاتبوه
وأظهروا له الولاء وانهم يسلمونه البصرة فاغتر بذلك وخرج واخرج معه
الحسن بن عمران بن شاهين وسائر عسكره وقال للحسن لي بالبصرة أولياء
قد كاتبوني والبصرة في أيدينا فاغتر الحسن بن عمران وخرج مع عسكره
فثار بهم أهل مطارآباد وانهزم الحسن بن عمران بعد ان ملكت عليه قطعة
وافرة من سفنه ورجاله واسر الكراعي وقتل اه.
كيفية قتله
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٢ في هذه السنة قتل الحسن بن
عمران بن شاهين صاحب البطيحة قتله اخوه أبو الفرج واستولى على
البطيحة وكان سبب قتله انه حسده على ولايته ومحبة الناس له فاتفق ان
أختا لهما مرضت فقال أبو الفرج لأخيه الحسن ان أختنا مشفية فلو عدتها
ففعل وسار إليها ورتب أبو الفرج في الدار نفرا يساعدونه على قتله فلما دخل
الحسن الدار تخلف عنه أصحابه ودخل أبو الفرج معه وبيده سيفه فلما خلا
به قتله ووقعت الصيحة فصعد إلى السطح واعلم العسكر بقتله ووعدهم
الاحسان فسكتوا وبذل لهم المال فأقروه في الامر وكتب إلى بغداد يظهر
الطاعة ويطلب تقليده الولاية وكان متهورا جاهلا اه.
٥٥٠: الحسن بن عمر بن يزيد.
عمر بدون واو وذكر الواو في بعض النسخ الظاهر أنها زيادة
من النساخ.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وفي رجال ابن
(٢٢٠)

داود الحسن بن عمر بن يزيد واخوه الحسين ضاجخ ثقتان اه.
والمحكي عن نسخ رجال الشيخ انه ليس فيها توثيق للحسن وان الموجود
فيها التوثيق للحسين وفي النقد لم أجد التوثيق في رجال الشيخ وغيره. وفي
منهج المقال ربما يوجد بعده بياض بقدر كلمة وقول ابن داود ربما أوما إلى أن
البياض موضع ثقة اه. فتوثيق الشيخ لم يتحقق وتوثيق ابن داود لا عبرة
به بعد ان كان يعلم مأخذه مع كثرة الأغلاط في كتابه.
٥٥١: الحسن بن عنبس بن مسعود بن سالم بن محمد بن شريك أبو محمد
الرافقي.
توفي سنة ٤٨٥ أو ٤٨٦ عن مائة سنة أو أكثر.
في لسان الميزان كان شيعيا غاليا قرأ على الشيخ المفيد ولقي القاضي
عبد الجبار وعمر مائة سنة أو أكثر قال الكراجكي اجتمعت به بالرافقة
ورأيت له حلقة عظيمة يقرأون عليه مذهب الإمامية مات سنة ٤٨٥ ويقال
سنة ٤٨٦ ومن شيوخه الصقورائي وأبو جعفر بن بابويه وكانت له خصوصية
بالصاحب بن عباد اه‍. والعجب أنه لا ذكر له في رجال أصحابنا.
٥٥٢: الحسن بن عنبسة الصوفي
توفي سنة ٢٥١ وفيه نظر يأتي.
عنبسة في الخلاصة بالعين المهملة المفتوحة والنون الساكنة والباء
الموحدة والسين المهملة اه. وهو في الأصل من أسماء الأسد.
قال النجاشي: كوفي له كتاب نوادر أخبرنا أحمد بن عبد الواحد
حدثنا علي بن حبشي حدثنا حميد بن زياد عن الحسن بن عنبسة به وسيجئ
عن النجاشي أيضا الحسين بن عنبسة الصوفي وكأنه تصحيف وفي الفهرست
الحسن بن عنبسة الصوفي له نوادر رويناها عن ابن عبدون عن الأنباري عن
حميد عنه وفي رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع الحسن بن
عنبسة العوفي روى عنه حميد بن زياد وهو من تحريف النساخ والصواب
الصوفي بدل العوفي وفي المعالم الحسن بن عنبسة الصوفي له نوادر وفي ميزان
الاعتدال الحسن بن عنبسة لا اعرفه ضعفه ابن قانع اه. وفي لسان الميزان
وقد عرفه ابن قانع وأرخ وفاته وكذا ذكره أبو القاسم بن منده فيمن مات
سنة ٢٥١ اه. والظاهر أنه غير الصوفي لان الصوفي يروي عنه حميد بن
زياد وحميد توفي سنة ٣١٠.
الخاتمة
تم الجزء الثاني والعشرون من كتاب أعيان الشيعة في شهر ربيع
الأول سنة ١٣٦٢ هجرية على يد مؤلفه الفقير إلى عفو ربه الغني محسن
الحسيني العاملي بمنزلي في دمشق الشام صينت عن طوارق الأيام حامدا
مصليا مسلما ويليه الجزء الثالث والعشرون أوله الحسن بن محمد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين ومن غبر منهم إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام
صانها الله تعالى عن طوارق الأيام:
هذا هو الجزء الثالث و العشرون من كتابنا أعيان الشيعة نسأله
تعالى التوفيق لاكماله والعصمة والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٥٥٣: الشيخ حسن صادق ابن الشيخ عبد الحسين صادق.
ولد سنة ١٣٠٥ وتوفي سنة ١٣٨٧ في النبطية ودفن فيها.
درس في جبل عامل ثم في النجف الأشرف حيث أقام هناك ما يزيد
على العشرين سنة ثم عاد إلى جبل عامل فسكن بلدة النبطية واسند اليه
منصب مفتي صيدا الجعفري.
وهو من بيت علمي عريق تسلسل فيه الشعر منذ الجد الاعلى الشيخ
إبراهيم يحيى حتى أحفاده المعاصرين وقد مرت في طيات هذا الكتاب
تراجم العديد من رجاله.
شعره
له ديوان شعر مطبوع سمي سفينة الحق جمع الكثير من شعره وان
لم يجمعه كله، نأخذ منه ما يلي:
قال في ذكرى المولد النبوي:
لا نعلم اليوم، أين الغد مرسانا * لكن نسير، وباسم الله مسرانا
سفينة الحق حيث الشعب يخفرها * هيهات يهدم منها الدهر بنيانا
فكن لها أنت ربانا يسيرها * بحكمة ويدين الامر ان دانا
لا تشركن بها فالشرك يحبطها * ويستعيد لها أزمان أزمانا
وما رميت ولكن الاله رمى * لولا يد الله ما كان الذي كانا
تمهدت عقبات غير هينة * هاضت قوادم طلاع ثنايانا
خطت بنا الخطوة الفسحاء مؤذنة * بالفتح ان سلمت فيها نوايانا
هذا خيالك حيانا فأحيانا * فكيف لو شخصت مرآك عينانا
يا عاهل الشرق والذخر المعد له * وحده، بوركت إنجيلا وقرآنا
لا يصلح الجمع ان ثنيت واحده * هل يسبق اثنين في الاعداد وحدانا؟
تابع جهودك فالأيام مقبلة * واشحذ شبا الحزم للوقت الذي حانا
يا سامر الحي زدني فيهم سمرا * وبالهدى سيد الكونين مولانا
ذا يوم مولده الميمون طالعه * قد استنارت به آفاق دنيانا
نور من الله وضاء تحدر في * صلب الأطاهر بطنانا وظهرانا
أعشى سنا حبر بصرى مذ تنوره * هدى، وعاهل غمدان وسلمانا
وملهم فيه قد كانت فراسته * وحيا، وكانت من الآيات فرقانا
رجاء الوجود فلاكا حيث لا بشر * الا تماثل خلقا فيه شيطانا
فكان لاهوت قدس في مفازته * وكان صفوة خلق الله انسانا
عمى تلثم فيه الكون فانفجر الشر * ك الكثيف به وانهال طغيانا
فما ترى فيه الا الجاحدين وجو * د الحق والعابدين الله أوثانا
فراح يصهر قلبا في هدايتهم * حينا، وفي سجات الذكر أحيانا
حتى اطار لذكر الله ساجعة * الأذان موقرة للكفر آذانا
ذلت جبابرة البيت الحرام له * وللنبي استهان الله هامانا
والروم قيصرها استخذى له * وبنو ساسان كسرى انوشروانهاهانا

(١) مما استدركناه على الكتاب (ح).
(٢٢١)

جاءت تعاليمه الغراء كافلة * لنا سعادة أولانا وأخرانا
فلو تمسك فيها المسلمون لما * ترى لغيرهم في الأرض سلطانا
وما استضاء بنور العلم، من جهل * الهادي ومنه استنار الكون عرفانا
تغنيك شمس الضحى عن أن تقيم لها * على سنا نورها الوهاج، برهانا
وقال يرثي الملك غازي:
قد عقدنا الآمال فيك فساحا * يا عراق العرب استمر كفاحا
لا يلن منك للخطوب جماح * بل ألنها شكيمة وجماحا
واحتقب نفثة بصدرك غصت * لهوات الفضا بها أتراحا
واحتفظ ان يثيرها لاعج الوجد * دموعا عما تجن فصاحا
منك أولى بالدمع تلك القوارير * تجاوين بالماسي نياحا
تعلم الليث مشبلا كيف يضرى * دون عريسه ويحمي البطاحا
فتنمر للخطب واطبع شعار * الحزن بيضا مشحوذة ورماحا
فهو من قد علمت يا صخرة الوادي * فكم كبشة انتحاك نطاحا
أمة تملك المقادير ان * هاجت أعاصير واختلفن رياحا
لا تغالي بان تحلق فوق النسر * عزا ان ترخص الأرواحا
ليلة الرافدين فيك أبا فيصل * ليل في الشرق ساء صباحا
ما دملنا من الفؤاد جراحا * بك حتى قد غص فيك جراحا
ايه فرخ النسور من هاشم البطحاء * وأقرى الورى واندى راحا
زملاء الوحي المبين بهذا * أفصح الذكر والحديث صراحا
وحماة الوغى إذ ثار نقع * ودجا أسفرت وجوها صباحا
لوشيكا نراك بالتاج معصوبا * ويمناك للجراز وشاحا
وترى الطائرات فوقك صفا * حائمات والعاديات ضباحا
وترى الفيلق العراقي يستعرض * من وجهك السنا الوضاحا
باسمك الملك مرصد وترى * ساسته المخلصين عربا قحاحا
وقال:
احباي ما لي بالسلو يدان * أيلوي بكم عن حبنا الملوان
شددت بكم أزري وظني كله * تكونون لي عونا على الحدثان
حنينا إليكم لا يزال وانكم * قسوتم فما من رحمة وحنان
ضمنت لكم قلبي فما لسواكم * نصيب به فاستوثقوا بضماني
واني أرى البرق الشامي خافقا * فيولع منه القلب بالخفقان
إذا ما ملأت العين منه ملأتها * من الدمع ممزوجا بأحمر قان
وليل كأني فيه انسان مقلة * وغيهبه الجفنان ينطبقان
كأني لنسريه خدين فتارة * أرى طائرا أو واقعا متداني
كان السهى فيه السهاد لناظري * وفيه كلا جفني منعقدان
تنفس عن صبح عليل نسميه * بعرف شذى مرج الخيام حباني
وراحت به الورقاء تبدي حنينها * شجاها أليف نازح وشجاني
خلا أنها حنت لألف وعندها * جناح اليه محسن الطيران
وبيني وبين الألف هجر مضاؤه * امض لقلبي من شفار سنان
وقال في أهل البيت:
يا آل بيت المصطفى ودكم * فرض علينا وهو من وده
فأي لا أسألكم أفصحت * عنه وما بلغ من عهده
جعلتكم ذخري وأعددتكم * لحاضر اليوم ومن بعده.
وقال في ذكرى عاشوراء:
يا آل بيت محمد انا عبدكم * قرت بذلك ان قبلت عيوني
بل عبد عبدكم وكل مشايع * لكم تولاكم ولاء يقين
اني فطرت على محبتكم وقد * شابت بحمد الله فيه قروني
ما ان ذكرت مصابكم وذكرت تنعاب * الغراب على ربي جيرون
وترنم الطاغي يزيد وقوله * فلقد قضيت من النبي ديوني
ألا تخبطني الأسى وتقرحت * مني العيون وجن فيه جنوني
أتعاقب الأيام تنسيني وقوف * عقائل للوحي بين يدي اخس لعين
حسرى كما شاء العدو قد ارتدت * ثوب المذلة ضافيا والهون
وقال:
رويحات العشيات أسعدينا * ومن نشر الأحبة زودينا
شممنا طيب عرفهم بمجرى * هبوبك ضاعفيه وارحمينا
تعلة واجد فرغت يداه * فراح بكل عارفة ضنينا
مررت على الربوع فعاودتني * خواطر ذكريات من سنينا
ذكرت وما نسيت بها زمانا * نعمنا فيه بالظبيات حينا
خطرن سوانحا أغصان بان * قدودا والظباء العفر عينا
لبسن محبر الأطراف وشيا * وزججن الحواجب والعيونا
أدلن الصدع فوق لجين خد * وشبكنا بمعقصه الجبينا
إذا انا ما سلمت بهن قلبا * فاني سالم شرفا ودينا
لئن انستك عادية الليالي * هوانا يا بثينة ما نسينا
تقول وتذرف العبرات سحا * على خد وتمسحها يمينا
رمى البين المشتت من رمانا * بجمرته ولاقى ما لقينا
أجارتنا ثقي بالله حسبي * وحسبك فهو أرحم راحمينا
فبي مثل الذي بك غير أني * أسر الامر فيه وتعلنينا
إذا ما الليل مد رواق سجف * من الظلماء والتحف السكونا
وأسفرت الكواكب زاهرات زهرات * فيبهج حسن منظرها العيونا
عطفت بناظري لبنات نعش * أمثل حالة فيها وفينا
بعيشك يا كواكب خبرينا * بما هو عندك الخبر اليقينا
أهل كان ابتعادك عن تقال * فلسنا سر ذلك مفصحينا
تناسبنا جميعا في الرزايا * فهن بما ابتلين به بلينا
٥٥٤: الحسن بن عياش الأسدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٥٥: الحسن بن عيسى بن أبي عقيل العماني
مر بعنوان الحسن بن علي أو ابن عيسى بن أبي عقيل العماني.
٥٥٦: الشيخ حسن بن عيسى الطوسي النجفي
توفي بالنجف سنة ١٣٢١ عالم فاضل له مؤلف في الفقه استدلالي في
تسعة مجلدات من أول الطهارة إلى آخر التيمم.

(١) الخيام بلدة في جبل عامل.
(٢٢٢)

٥٥٧: الشيخ سراج الدين حسن بن عيسى القرشي المعروف بالشيخ فدا حسين
اليماني الأصل اللكهنوئي
ولد سنة ١٢٧٨
من علماء الهند تلميذ المفتي مير عباس ويروي بالإجازة عن الميرزا
حسين النوري وتاريخ الإجازة ١٣ شعبان سنة ١٣١٥ له ١ إعلام الورى
لفوائد دهائي سرى ٢ الافتخار بمكاتيب الكبار ٣ اليم العجاج في
أسانيد السراج ٤ اكمال المنة في نقض منهاج السنة ٥ الأوائل العلوية
في الحكمة العربية ٦ الغاية في رد القول بلا نهاية ٧ عزاء الهنود
وإقامتهم لعزاء الحسين ع ٨ الاعتذار عما يعمل من رسوم
العزاء في تلك البلاد والأمصار ٩ سبيكة اللجين ١٠ عبرة العين أو
عبرات العين ١١ الاستشعار فيما سنح لي من الفلسفة الالاهية من نوادر
الأفكار ١٢ الإنسان الأول.
٥٥٨: الشيخ سراج الدين حسن المعروف بالشيخ فدا حسين اليماني
اللكهنوئي.
مر بعنوان حسن بن عيسى القرشي المعروف بالشيخ فدا حسين.
٥٥٩: أفضل الدين الحسن بن قادار القمي
من مشايخ منتجب الدين بن بابويه ووصفه منتجب الدين في
الفهرست بالشيخ الأديب امام اللغة وذكر انه يروي عن أفضل الدين
الحسن بن علي بن أحمد الماه آبادي كما مر في ترجمة الحسن بن علي المذكور ولم
يعقد له صاحب الفهرست ترجمة مستقلة وانما ذكره في أثناء ترجمة الماه آبادي
المذكور وفي الرياض قال مير منشي في رسالته مفاخر قم وما فيها ان
حسن بن قادار من مشايخ بلدة قم وكان أديبا ولم يكن في زمانه مثله في
الاطلاع على اللغة وكان من أسانيد علم اللغة وقد جعله ابن بابويه يعني
منتجب الدين امام اللغة اه.
٥٦٠: الأمير حسن بن فارس بن ناصيف بن نصار بن علي الصغير.
هو حفيد الشيخ ناصيف النصار أمير جبل عاملة الشهير وشيخ
مشايخها وكان أبوه الشيخ فارس الناصيف قد تولى الامارة في جبل عامل
أيضا.
٥٦١: الشيخ حسن الفتوني العاملي النباطي
في أمل الآمل كان فاضلا فقيها صالحا صدوقا معاصرا للشهيد
اه وفي رياض العلماء رأيت خطه الشريف على ظهر نسخة من كتاب
مسائل الشهيد محمد بن مكي وكان خطه متوسطا اه.
٥٦٢: الحسن بن فخر الدولة
مر بعنوان الحسن بن علي بن الحسن بن بويه.
٥٦٣: الحسن بن فضلة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٥٦٤: الشيخ عز الدين الحسن بن الفضل.
في الرياض كان من أجلة علماء الإمامية وفقهائهم يروي عنه
الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن الجزيني ابن عم الشهيد على ما يظهر
من إجازة الشيخ شمس الدين المذكور للشيخ علي بن عبد العالي الميسي
المعروف ولا يبعد عندي كون هذا الشيخ من علماء جبل عامل فلاحظ ثم إن
النسخة التي عندنا من تلك الإجازة يستفاد منها ان ابن المؤذن المذكور
يروي عنه ويحتمل غلط الكاتب ويكون ابن المؤذن المذكور يروي عن
الشيخ جمال الدين ابن الحاج علي وهو يروي عن الشيخ عز الدين هذا
اه.
٥٦٥: حسن بك الفضل الصعبي ابن الشيخ فضل بن حسن بن حيدر بن
فارس بن أحمد بن علي بن فارس بن أحمد بن علي بن بهاء الدين الملقب
بصعب.
كان حيا ١٢٧٧
هو من امراء جبل عامل من الصعبية حكام النبطية له ذكر في
حوادث سنة الستين التي جرت فيها الحادثة بين الدروز والنصارى سنة
١٨٦٠ ميلادية وكان الصعبية من جملة من حمى النصارى في ذلك العهد
وهو والد نعيم بك ومحمود بك وفضل بك المعروفين قال الدكتور شاكر
الخوري في كتابه مجمع المسرات عند ذكر حادثة الستين انهم كانوا في النبطية
عند حسين بك الأمين حاكم النبطية وهو ابن عم المترجم فجاءهم من
أخبرهم بان أهل الشوف مرادهم ان يكسبوا النبطية فرجوا من حسين بك
الأمين أن يرسل معهم من يوصلهم إلى صيدا فأرسل معهم خمسة عشر
خيالا بقيادة المترجم قال وبينما نحن نسير في سهل الغازية رأينا خيالا آتيا
من جهة صيدا فخفنا كثيرا خشية أن يكون عينا علينا للدروز الذين في
الغازية وبالحقيقة كان كذلك وعند ما رآه المتأولة الشيعة اصطفوا امامنا
وفي وسطهم حسن بك الفضل المترجم فتقدم ذلك الخيال وسلم على
البيك وقال له أبشرك أن زحلة اخذت فاجابه البيك إنه تعالى يعطي النصر
لمن يشاء فتوجه الخيال إلى الغازية اه وبذلك يعلم أن سلامتهم بسبب
المترجم ومن معه.
٥٦٦: الشيخ رضي الدين بن نصر الحسن ابن الشيخ امين الدين أبي علي
الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب مكارم الأخلاق.
توفي في سبزوار ليلة عيد الأضحى سنة ٥٤٨ ونقلت جنازته إلى
المشهد المقدس الرضوي ودفن في موضع يعرف بقتل كاه.
أقوال العلماء فيه
والده صاحب مجمع البيان وكان هو ساكنا في المشهد المقدس
الرضوي فانتقل إلى سبزوار سنة ٥٢٣ ومات بها في التاريخ المذكور فنقلت
جنازته إلى المشهد المقدس كما مر وفي أمل الآمل الحسن بن الفضل بن
الحسن الطبرسي كان فاضلا محدثا له كتاب مكارم الأخلاق اه. وفي
رياض العلماء الفاضل الكامل النبيه الفقيه المحدث الجليل صاحب كتاب
مكارم الأخلاق ومعالم الأعلاق يروي عن والده ويروي عنه الشيخ مهذب
الدين حسين بن الحسن صاحب كتاب مشكاة الأنوار من أجلة العلماء
ومشاهير الفضلاء اه وقال المجلسي في مقدمات البحار وكتاب مكارم الأخلاق
في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار ومؤلفه قد اثنى عليه جماعة
من الأخيار اه.
وفي مستدركات الوسائل رضي الدين أبو نصر الحسن بن امين الدين
أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي الفاضل الكامل الفقيه النبيه المحدث
الجليل صاحب كتاب مكارم الأخلاق الجامع لمحاسن الافعال والآداب
الشائع بين الأصحاب يروى عنه مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج بن
(٢٢٣)

ردة النيلي ويروي هو عن والده امين الدين الفضل صاحب مجمع البيان
اه
مؤلفاته
كتاب مكارم الأخلاق ومعالم الأعلاق وهو كتاب نفيس نافع
مشهور حسن الترتيب كثير الجمع طبع في مصر عدة مرات وطبع في إيران
لكن الطبعة المصرية وقع فيها تحريف كما ستعرف ويظهر من الكلام الآتي
على كتابه الآخر ان مكارم الأخلاق اشتهر وانتشر في عصر مؤلفه وفي
الرياض ألف مكارم الأخلاق في حياة والده كما يظهر من مواضع من ذلك
الكتاب اه.
توهم البعض ان مكارم الأخلاق لأبيه في الرياض قال الأستاذ أيده
الله في أول بحار الأنوار: وكتاب مكارم الأخلاق وينسب إلى الشيخ أبي علي
الطبرسي وهو غير صواب بل هو تأليف أبي نصر الحسن بن فضل ابنه كما
صرح به ولده في كتاب مشكاة الأنوار والكفعمي فيما ألحق بالدروع الواقية
وفي البلد الأمين اه وفي الرياض أيضا صرح الكفعمي في الفصل
السادس والعشرين من مصباحه أيضا بأنه من مؤلفات الشيخ رضي الدين
ابن الشيخ أبي علي الطبرسي قال ويظهر من بعض المواضع انه في أصل
الدروع الواقية أيضا صرح بان كتاب مكارم الأخلاق تأليف رضي الدين
أبي نصر ابن الإمام امين الدين أبي علي الفضل اه وممن صرح بان
كتاب مكارم الأخلاق له صاحب أمل الآمل كما مر.
تحريف مكارم الأخلاق
في الطبعة المصرية
أول ما طبع هذا الكتاب طبع في مصر في مطبعة محمد عبد الواحد
الطوبي وعمر حسين الخشاب في شعبان سنة ١٣٠٣ وانتشر واشتهر وكثر
الاقبال عليه ثم أعيد طبعه مرارا فطبع في مطبعة بولاق وفي مطبعة احمد
البابي الحلبي سنة ١٣٠٦ لكنه حرف في جميع الطبعات تحريفا قبيحا وغير
تغييرا شنيعا ولم يخش محرفه الله وقارا كأنه لا يرجو جنة ولا يخاف نارا واتبع
في ذلك سنة من قال الله تعالى فيهم يحرفون الكلم عن مواضعه ولما كانت
نسخ هذا الكتاب المخطوطة كثيرة منتشرة في العراق وإيران وغيرهما واطلع
عليه جماعة من العلماء والفضلاء عرفوا تحريفه الشنيع وتبديله الفظيع وألقوا
ذلك على نظر الامام الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي فامر بإعادة طبعه
عن نسخته الأصلية خاليا من ذلك التحريف والتغيير فطبع في طهران سنة
١٣١٤ وجمع لأجل ذلك ست نسخ خطية وقام بتصحيحه بعض الفضلاء
المسمى بالشيخ محمود بن ملا صالح البروجوي وأشار إشارة اجمالية إلى
مواضع التحريف والتعبير والتبديل في الطبعة المصرية كما يلي:
أولا كلما وقع في الكتاب ذكر الصلاة على النبي ص لا يذكر معه
وآله وان ذكرهم أضاف إليهم صحبه.
ثانيا كلما كان في الكتاب التسليم على أحد أئمة أهل البيت ع
تركه وأهمله أو أبدله بالترضية.
ثالثا عبر عن أسماء أئمة أهل البيت ع في مواضع كثيرة
ببعض العلماء أو بعض الحكماء أو بعض الصالحين أو نحو ذلك ولم يصرح
بأسمائهم الشريفة.
رابعا ابدل اسم فاطمة الزهراء في عدة مواضع بعائشة واسم علي
بغيره.
خامسا غير أسماء الرواة من أصحابنا بقوله عن بعض أو عن
رجل.
سادسا حذف من الكتاب كلما دل من الأحاديث النبوية على فضيلة
لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وولده وشيعته أو فضل
الزهراء أو فضل الحسين ع وتربة قبره.
سابعا الحق في مواضع شتى جملة من الأقاويل وما هي الا أباطيل.
ثامنا زاد في مواضع عديدة روايات منقولة من صحيح البخاري
ومسلم والترمذي ومن الشمائل الترمذية قال وأشرت إلى بعض المحذوفات
من الكتاب والى بعض الملحقات به وعينت محلها ورمزت إلى الباب بحرف
ب والى الفصل بحرف ف كما يلي:
الأمور المحذوفة من الكتاب
ب ٢ ف ٣ في السواك حذف ما روي عن الصادق وعن الكاظم
ع في السبحة من طين قبر الحسين ع.
ب ٧ ف ١ في الاكل والشراب حذف ما روي عن أبي الحسن
موسى ع.
ب ٧ ف ٩ بعد ذكر العسل حذفت اخبار طين قبر الحسين ع تقرب من عشرين سطرا.
ب ٧ ف ١٠ في العناب والغبيراء حذفت الروايات المروية عن
الصادق والرضا ع.
ب ٧ ف ١١ في الهندبا والكراث حذف هنا روايات كثيرة.
ب ٨ ف ٨ في الختان حذف جملة من كتابة عبد الله بن جعفر الحميري.
ب ٩ ف ١ في السفر حذفت رواية أبي أيوب في نحوسة يوم
الاثنين.
ب ٩ ف ٥ في حفظ المتاع حذف ما نقل من مسموعات أبي
البركات في طين قبر الحسين ع.
ب ٩ ف ٥ في حفظ المتاع حذفت رواية أبي نواس والحق في
موضعها في أعقاب الفرائض حذفت روايات في تسبيح فاطمة ع
وفي طين قبر الحسين ع وحرف بعض ما ترك وحذفت
رواية هلقام بن أبي هلقام وزيد أسطر في موضعها في تعقيب الفجر
حذف كلما ورد في تسبيح فاطمة ع والسبحة من تربة الحسين
ع وزيد أشياء في موضعها.
ب ١٠ ف ٣ في الصلاة على النبي ص حذفت رواية أبي بصير
وألحق سطر في موضعها في الاستغفار والبكاء حذفت رواية إسماعيل بن
سهل ورواية أخرى بعدها. وحذف ما نقل في البكاء على مصابهم ع
وفي بكاء فاطمة ع.

(١) في تعليقه على ما جاء في الطبعة الأولى لهذا الجزء من (الأعيان) قال أستاذ يعقوب سركيس
ان لكتاب مكارم الأخلاق طبعة أخرى تسبق طبعة السيد الشيرازي طبعت في إيران في ٢٣
ربيع الأول سنة ١١٣١ اي قبل هذه الطبعة بثلاث سنوات.
(٢٢٤)

ب ١٠ ف ٤ في الاستخارة حذف صلاة القرعة في المصحف وما
نقل من تهذيب الأحكام ورواية أمير المؤمنين ع في صلاة
الحاجة حذف ما روي عن الرضا ع إذا أحزنك امر شديد في
نوادر الصلوات حذف صلاة المكروب وصلاة الاستغاثة بالبتول وحذف
صلاة الغياث عن أبي عبد الله ع صلاة الجائع حذف رواية أبي
عبد الله في جوع فاطمة ع صلاة الضالة ودعاؤها حذف
رواية جابر الأنصاري عند رؤية الهلال حذف أسامي الأئمة ع
جميعا في موضعين.
ب ١٠ ف ٥ قصة عبد الله بن سلام في مواضع منها وفي الدعاء
حذف والحاق في العطاس حذف رواية تسنيم عن صاحب الزمان
ع.
ب ١١ ف ٢ في الاستشفاء بالقرآن حذف ما روي عن الصادق
في حق فاطمة ع لاحتباس البول حذف رواية حمران في
نفيس الخادم للبرص والجذام حذف ما روي عن أبي عبد الله في طين
قبر الحسين ع.
دعاء للمريض حذف ما نقل من مسموعات أبي البركات في طين
قبر الحسين ع الصلاة لجميع الأمراض حذف رواية محمد بن
الحسن الصفار.
ب ١١ ف ٥ في الاحراز حذف الحرز الأول المنسوب إلى أمير
المؤمنين ع وما علمته فاطمة ع سلمان.
ب ١٢ ف ٣ وصية النبي ص لعلي حذف منها جميع ما يدل على
فضل علي وولده وشيعته.
الأمور المزادة في الكتاب
وليست منه
ب ١ ف ٥ في فراسته ص زيد ما روي عن حفصة إلى كلمة
قالت عائشة قريبا من أربعة أسطر.
ب ٣ ف ١ في كيفية دخول الحمام زيد قيل خرج من الحمام الخ
قريبا من ثلاثة أسطر.
ب ٧ ف ٧ في ماء السماء زيادة عمر بن الخطاب بعد كلمة أمير
المؤمنين في الماء البارد زيادة حديث أبي هريرة نقلا عن صحيحي
البخاري ومسلم.
ب ٧ ف ٨ في اللحوم زيادة حديث أبي عبيدة عامر بن الجراح
نقلا عن الشمائل في لحم الدجاج زيادة حديث أبي موسى الأشعري
بطوله نقلا عن صحيحي البخاري ومسلم في لحم الحبارى زيادة حديث
سفينة نقلا عن صحيح الترمذي في الثريد زيادة حديث أبي موسي.
ب ٧ ف ١٠ في فضل عائشة نقلا من الترمذي في الفواكه زيادة
حديث أبي هريرة نقلا من الشمائل الترمذية قريبا من سبعة أسطر.
ب ٧ ف ١١ في الثوم زيادة حديث رسول ص نقلا من صحيحي
البخاري ومسلم في الباذنجان زيادة ولأبي بكر بالصديقية فيما نقل من
الفردوس.
ب ٧ ف ١٢ في الملح زيادة بنت أبي بكر الصديق بعد اسم
عائشة في المنقول من الفردوس.
ب ٧ ف ١٣ في الخل زيادة ما نقل من صحاح البخاري ومسلم
والترمذي في حديث عائشة. وما نقل عن الحكيم الترمذي في منافع الخل
في الزيت اسناد رواية الصادق إلى عمر بن الخطاب نقلا من
الصحيحين. في اللبن. زيادة حديث انس بن مالك نقلا من صحيح
البخاري وحذف رواية يحيى بن عبد الله ووضعه مكانها.
ب ٨ ف ١ في التزويج اسناد الحديث إلى عبد الله بن مسعود مع
زيادة نقلا من صحيح البخاري وزيادة رواية سعيد بن جبير نقلا من
صحيح البخاري.
ب ٨ ف ٣ في الخطب اسناد خطبة النبي ص إلى انس بن مالك مع
زيادة أسطر.
ب ١٠ ف ٢ في أعقاب الفرائض زيادة أسطر في موضع دعاء
هلقام. بعد دعاء الاضطجاع. زيادة دعاء أبي بكر يقرب من اثني عشر
سطرا. بعد صلاة الفجر، زيادة أسطر في موضع تسبيح فاطمة.
ب ١٠ ف ٣ في التكبير زيادة رواية الأعمش عن أبي هريرة قريبا من
أحد عشر سطرا في الصلاة على النبي ص زيادة أسطر في موضع رواية أبي
بصير. في الاستغفار والبكاء. زيادة ما روي عن عبد الله بن مسعود فلقد
قال عز من قائل: أفمن يمشي مكبا على وجهه اهدى أم من يمشي سويا
على صراط مستقيم انتهى هذه هي أمانة النقل وأمانة الطبع نقلناها ليعلم ما
تفعله العصبية ورقة الدين.
ترجمة مكارم الأخلاق إلى الفارسية
في الرياض اشتهر بين الناس نسخ مكارم الأخلاق بالفارسية ويقال
انه ترجمة المؤلف نفسه ولم يثبت ورأيت الانتخاب والملخص منه بالفارسية
ولعل الترجمة لغيره اه.
٢ من مؤلفاته كتاب آخر على نمط مكارم الأخلاق ابسط منه لم يتم
في الرياض قال ولده الشيخ أبو الفضل علي بن الحسن في أول كتابه مشكاة
الأنوار ان أبي أبا نصر الحسن بن الفضل لما جمع كتاب مكارم الأخلاق
واستحسنه أهل الآفاق ابتدأ بتصنيف كتاب جامع لسائر الأقوال ولمحاسن
الأحوال واختار في ذلك المعنى كثيرا من الاخبار المروية المنتقاة من مشاهير
كتب أصحابنا رضي الله عنهم ولم يتيسر له اتمامه وأدركه حمامه ثم سألني
جماعة من المؤمنين الراغبين في اعمال الخيرات ان أؤلف هذا الكتاب إلى
آخر ما سيجئ في ترجمته اه.
بطلان نسبة جامع الأخبار اليه
في أمل الآمل ينسب اليه جامع الأخبار وربما ينسب إلى محمد بن
محمد الشعيري لكن بين النسختين تفاوتا اه وفي الرياض بعد نقل ذلك
عن الأمل قال إن صاحب الأمل نفسه صرح في بعض رسائله بأنه له وهنا
لم يجزم وعلى اي حال ان كان المراد منه النسخ المشهورة فهو سهو ظاهر لأن
مؤلفه يقول في باب تقليم الأظفار في الفصل الرابع والستين قال محمد بن
(٢٢٥)

محمد مؤلف هذا الكتاب قال أبي في وصيته إلي قلم أظفارك الخ ثم قال
ومن الغرائب ان بعضهم توهم من آخر تلك العبارة المتقدمة انه من
مؤلفات الصدوق وغفل عن أولها فان اسم الصدوق محمد بن علي وأغرب منه
قول بعضهم ان مؤلفه والد المترجم أعني الشيخ أبا علي الطبرسي وهذا لاشتراكهما في
لقب الطبرسي أي فطن انه للابن ثم اشتبه الابن بالأب للاشتراك في اللقب. قال
فوجه الاشتباه في أنه للمترجم ما ذكره ولده في أول مشكاة الأنوار كما مر من أن
أباه لما جمع كتاب مكارم الأخلاق واستحسنه الناس ابتدأ بتصنيف كتاب
جامع الخ فظن أنه هو جامع الأخبار لما ذكره في وصفه انه جامع الأقوال
والاخبار اه وقد أقام صاحب الذريعة قرائن كثيرة على كون تأليف
جامع الأخبار في أواخر القرن السادس وانه يستفاد من بعض نسخه ان جد
المؤلف كان اسمه عليا واحتمل قويا ان يكون هو الشيخ برهان الدين
محمد بن أبي الحارث محمد بن أبي الخير علي بن أبي سليمان ضفر بن علي
الحمداني القزيويني الذي ترجمه منتجب الدين في فهرسته والله أعلم.
٥٦٧: الحسن بن الفقيه
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء: له كتاب في أسامي أمير
المؤمنين ع اه في الذريعة: الظاهر أنه من المعاصرين له.
٥٦٨: الشيخ حسن الفلوجي الحلي
يأتي بعنوان الحسن بن محمد صالح الفلوجي الحلي.
٥٦٩: الحسن بن فناخسرو الديلمي
في تجارب الأمم في حوادث سنة ٣٢٢ انه كان ببغداد ونظر في
الشرطة بها.
٥٧٠: الحسن بن الفيرزان الديلمي
كان الديلم كلهم شيعة كما ذكرناه في غير هذا الموضع من الكتاب.
وكان في الديلم رجل يقال له ما كان بن كالي وآخر يقال له
وشمگير بن زياد من أمرائهم فقتل ما كان في حرب لهما مع أبي علي بن محتاج
وهرب وشمگير وذلك سنة ٣٢٩ وكان ابن محتاج من قبل نصر بن أحمد
الساماني صاحب خراسان قال ابن مسكويه في تجارب الأمم: كان
الحسن بن الفيرزان ابن عم ما كان وصنيعته وكان قريبا منه في الشجاعة الا
انه كان شرسا متهورا زعر الاخلاق فلما قتل ما كان التمس منه وشمگير ان
يدخل في طاعته فلم يفعل ثم اطلق لسانه فيه وقال هو الذي اسلم ما كان
إلى القتل وخذله ونجا بنفسه فأفسد ما بينه وبين وشمگير بذلك فقصده
وشمگير وهو بسارية فانصرف عنها وسار إلى ابن محتاج ودخل في طاعته
واستنهضه على وشمگير فقبله وساعده على قصد وشمگير فلقيه بظاهر سارية
واتصلت الحرب بينهما أياما إلى أن ورد الخبر على ابن محتاج بوفاة نصر بن أحمد
الساماني صاحب خراسان فصالح وشمگير واخذ ابنا يقال له سالار
رهينة وانصرف إلى جرجان وجذب الحسن بن الفيرزان معه وهو غير طيب
النفس بما فعله وأراد منه ان يتم الحرب ثم يستخلف الحسن فلما لم يفعل
ابن محتاج ذلك انجذب الحسن بن الفيرزان معه على هذا الحقد ودبر ان
يطلب غرته في طريقه ويفتك به فلما صار إلى الحد بين اعمال جرجان
وخراسان وثب الحسن على ابن محتاج وأوقع بعسكره ليقتله فأفلت منه وقتل
حاجبه وانتهب سواده واسترجع رهينة وشمگير أعني ابنه سالار وعاد إلى
جرجان فاستولى عليها وعلى اعمال الدامغان وسمنان والقلعة التي كان
يعتصم بها وكان وشمگير صار إلى الري فملكها فلما فعل الحسن بن محتاج
ما فعل عاد إلى مواصلة وشمگير وبدأه بالمجاملة ورد عليه ابنه الذي كان
رهينة عند ابن محتاج وأراد بذلك ان يستظهر على الخراساية به ان عاودوا
حربه فتسلم وشمگير ابنه وحاجزه في الجواب ولم يصرح له بما ينقض شرائط
ابن محتاج عليه ثم إن ركن الدولة بن بويه قصد الري وحارب وشمگير
فانهزم وشمگير واستأمن أكثر رجاله إلى ركن الدولة وصار إلى طبرستان
فاغتنم الحسن بن الفيرزان ضعف وشمگير فسار اليه واستأمن إلى الحسن
بقية أصحابه وانهزم وشمگير إلى خراسان فلما حصل بها رأى الحسن بن
الفيرزان ان يواصل أبا علي ركن الدولة وينحاز اليه فراسله ورغب في
مواصلته فاجابه إلى ذلك وتمت المصاهرة بينهما بوالدة الأمير علي بن ركن
الدولة أعني فخر الدولة وهي بنت الحسن بن الفيرزان اه
٥٧١: مشرف الدولة الأمير أبو علي حسن بن بهاء الدولة فيروز.
وقيل خاشاذ بن عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه
الديلمي.
ولد في ذي الحجة سنة ٣٩٣ وتوفي في ربيع الأول وقيل الآخر سنة
٤١٦ وعمره ٢٣ سنة و ٣ أشهر و ١٤ يوما ومدة ملكه ٥ سنين وشهر و ٢٥
يوما كذا في النجوم الزاهرة وقال ابن الأثير عمره ٢٣ سنة و ٣ أشهر وملكه
٥ سنين و ٢٥ يوما وكانت والدته في قيد الحياة وتوفيت سنة ٤٢٥ اه
وفي مجالس المؤمنين ملك بغداد خمس سنين و ٢٥ يوما.
أقوال العلماء فيه
قال إن الأثير كان كثير الخير قليل الشر عادلا حسن السيرة وفي
النجوم الزاهرة كان شجاعا مقداما جوادا الا انه كان يميل إلى الشيعة على
عادة آبائه وأجداده ميلا ليس بذاك وينصر السنيين في بعض الأحيان وكل
ملوك بني بويه كانوا على ذلك غير أنهم كانوا يميلون في الباطن للشيعة والله أعلم
بحالهم اه وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٤١٦ فيها توفي
شرف الدولة السلطان أبو علي ابن السلطان بهاء الدولة ابن السلطان عضد
الدولة الديلمي ولي مملكة بغداد وكان يرجع إلى دين وتصوف وحياء عاش
٢٣ سنة و ٣ أشهر وكانت مدة ملكه خمسة أعوام اه.
اخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤١١ في هذه السنة في ذي الحجة
عظم امر أبي علي مشرف الدولة بن بهاء الدولة وخوطب بأمير الامراء ثم
ملك العراق وأزال عنه أخاه سلطان الدولة وكان سببه ان الجند شغبوا على
سلطان الدولة ومنعوه من الحركة وأرادوا ترتيب أخيه مشرف الدولة في الملك
فأشير على سلطان الدولة بالقبض عليه فلم يمكنه ذلك وأراد سلطان الدولة
الانحدار إلى واسط فقال الجند اما ان تجعل عندنا ولدك أو أخاك مشرف
الدولة فراسل أخاه بذلك فامتنع ثم أجاب بعد معاودة ثم إنهما اتفقا
واجتمعا ببغداد واستقر بينهما انهما لا يستخدمان ابن سهلان وفارق سلطان الدولة
بغداد وقصد الأهواز واستخلف أخاه مشرف الدولة على العراق فلما وصل سلطان
الدولة إلى تستر استوزر ابن سهلان فاستوحش منه مشرف الدولة فانفذ سلطان
الدولة وزيره ابن سهلان ليخرج أخاه مشرف الدولة من العراق
(٢٢٦)

فجمع مشرف الدولة عسكرا كثيرا منهم أتراك واسط وأبو الأغر دبيس بن
علي بن مزيد ولقي ابن سهلان عند واسط فانهزم ابن سهلان وتحصن بواسط
وحاصره مشرف الدولة وضيق عليه فغلت الأسعار حتى بلغ الكر من
الطعام ألف دينار قاسانية واكل الناس الدواب حتى الكلاب فلما رأى ابن
سهلان ادبار أموره سلم البلد واستخلف مشرف الدولة وخرج اليه وخوطب
حينئذ مشرف الدولة بشاهنشاه وكان ذلك في آخر ذي الحجة ومضت الديلم
الذين كانوا بواسط في خدمته وساروا معه فحلف لهم وأقطعهم واتفق هو
واخوه جلال الدولة أبو طاهر فلما سمع سلطان الدولة ذلك سار عن الأهواز
إلى أرجان وقطعت خطبته من العراق وخطب لأخيه ببغداد آخر المحرم سنة
٤١٢ ولما سمع سلطان الدولة بذلك ضعفت نفسه فسار إلى الأهواز في
٤٠٠ فارس فاجتمع الأتراك الذين بالأهواز وقاتلوا أصحاب سلطان الدولة
ونادوا بشعار مشرف الدولة. ولما خطب لمشرف الدولة بالعراق طلب
الديلم منه ان ينحدروا إلى بيوتهم بخوزستان فاذن لهم وامر وزيره أبا غالب
بالانحدار معهم فقال له ان فعلت خاطرت بنفسي ولكن أبذلها في خدمتك
ثم انحدر في العساكر فلما وصل إلى الأهواز نادى الديلم بشعار سلطان
الدولة وهجموا على أبي غالب فقتلوه قال وفي سنة ٣١٣ اصطلح سلطان
الدولة واخوه مشرف الدولة وحلف كل واحد منهما لصاحبه فكان الصلح
بسعي من أبي محمد بن مكرم ومؤيد الملك الرخجي وزير مشرف الدولة
على أن يكون العراق جميعه لمشرف الدولة وفارس وكرمان لسلطان الدولة
قال وفيها في شهر رمضان استوزر مشرف الدولة أبا الحسين بن الحسن
الرخجي ولقب مؤيد الملك وامتدحه مهيار وغيره وكانت تعرض عليه
الوزارة فيأباها فلما قتل أبو غالب ألزمه بها مشرف الدولة فلم يقدر على
الامتناع قال وفي سنة ٤١٤ قبض مشرف الدولة على وزيره مؤيد الملك
الرخجي في شهر رمضان وكانت وزارته سنتين وثلاثة أيام وكان سبب عزله
ان الأثير الخادم تغير عليه لأنه صادر ابن شعيا اليهودي على مائة ألف دينار
وكان متعلقا بالأثير فسمى وعزله واستوزر بعده أبا القاسم الحسين بن
علي بن الحسين المغربي. قال وفيها قدم مشرف الدولة إلى بغداد ولقيه
القادر بالله في الطيار وعليه السواد ولم يلق قبله أحد به من ملوك بني بويه.
قال وفي سنة ٤١٥ تأكدت الوحشة بين الأثير عنبر الخادم ومعه الوزير ابن
المغربي وبين الأتراك فاستأذن الأثير والوزير ابن المغربي الملك مشرف الدولة
في الانتزاج إلى بلد يأمنان فيه على أنفسهما فقال أنا أسير معكما
فساروا جميعا ومعهم جماعة من مقدمي الديلم إلى السندية وبها قرواش
فأنزلهم ثم ساروا كلهم إلى أوانا فلما علم الأتراك ذلك عظم
عليهم وانزعجوا منه وأرسلوا المرتضى وأبا الحسن الزينبي وجماعة من
قواد الأتراك يعتذرون ويقولون نحن العبيد فكتب إليهم أبو القاسم المغربي
انني تأملت ما لكم من الجامكيات فإذا هي ستمائة ألف دينار وعملت دخل
بغداد فإذا هو أربعمائة ألف دينار فان أسقطتم مائة ألف دينار تحملت
بالباقي فقالوا نحن نسقطها فاستشعر منهم أبو القاسم المغربي فهرب إلى
قرواش فلما ابعد خرج الأتراك فسألوا الملك والأثير الانحدار معهم فأجابهم
إلى ذلك وانحدروا جميعهم. قال وفي هذه السنة تزوج السلطان مشرف
الدولة بابنة علاء الدولة بن كاكويه وكان الصداق خمسين ألف دينار وتولى
العقد المرتضى.
٥٧٢: الحسن بن قارون
قارن بالراء أو بالزاي. من أصحاب الرضا ع.
للصدوق طريق اليه في الفقيه وهو حمزة بن محمد العلوي رضي الله
عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن قارون والحسن هذا غير
مذكور في الرجال وفي مستدركات الوسائل يهون الخطب انه لم يرو عنه
الأخير واحد في الفقيه في باب الحد الذي يؤخذ فيه الصبيان بالصلاة رواه
عن أبي الحسن الرضا ع اه.
٥٧٣: المولى حسن القاري السبزواري المجاور بمشهد الرضا ع.
عالم فاضل قارئ معاصر للشاه سليمان الصفوي له كتب ١ كتاب
الخطب بالعربية والفارسية ٢ شرح مشارق الأنوار ٣ تبصرة القراء
فارسي في التجويد.
٥٧٤: الحسن بن القاسم من أصحاب الرضا ع.
قال الكشي في رجاله: ما روي في الحسن بن القاسم من أصحاب
الرضا ع. حمدويه حدثنا الحسن بن موسى حدثني الحسن بن
القاسم قال حضر بعض ولد جعفر ع الموت فأبطأ عليه الرضا ع
فغمني ذلك لابطائه على عمه محمد ثم جاء فلم يلبث ان قام
قال الحسن فقمت معه فقلت جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها
تقوم وتدعه فقال أين تدفن فلانا يعني الذي هو عندهم صحيح فوالله ما
لبثنا ان تماثل المريض ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا قال الحسن
الخشاب فكان الحسن بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقول به اه
وذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة وقال روى الكشي بعد ان
حكى قصة ذكرناها في الكتاب الكبير ان الحسن بن القاسم كان يعرف الحق
ويقول به بعد ذلك وقال الشهيد الثاني فيما علقه على الخلاصة بعد ذكر
القصة: لا يخفى انها على تقدير سلامة سندها لا تدل على أزيد من اثبات
أصل الايمان وهو غير كاف في قبول الرواية اه. وفي التعليقة في البلغة
والوجيزة انه ممدوح ولم أجد وجهه وما في رجال الكشي لا دلالة فيه زيادة
على أصل الايمان وعده مدحا في أمثال المقامات فيه ما فيه اه وعن
جامع الرواة انه نقل رواية أحمد بن محمد بن سعيد عن الحسن بن القاسم
في باب علامة أول شهر رمضان من التهذيب ثم استظهر كون روايته عنه
مرسلة لبعد زمانهما كثيرا اه وذلك لأن الظاهر أن أحمد بن محمد بن
سعيد هو ابن عقدة.
٥٧٥: الحسن بن القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن
إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب كان بالمدينة سيدا رئيسا.
٥٧٦: الحسن بن القاسم المعروف بالداعي الصغير الحسني.
قتل سنة ٣١٦ كما في تاريخ ابن الأثير وغيره وفي تاريخ رويان كان
قتل الداعي الصغير سنة ٣١٦ ودفن في محلة علي آباد في دار ابنته وكان من
يوم ظهوره إلى يوم وفاته ١٢ سنة اه وفي عمدة الطالب ملك الداعي
الصغير طبرستان إلى سنة ٣٠٦ ثم قتله مرداويج بامل اه.
هكذا في النسخة المطبوعة وهي غير مضمونة الصحة والظاهر أنه
سقط لفظ عشر من النسخة لاتفاق المؤرخين على أن قتله كان سنة ٣١٦
(٢٢٧)

وفي مجالس المؤمنين ظهر سنة ٣٠٤ ولقب بالداعي الصغير وفي يوم الثلاثاء
١٤ رمضان سنة ٣١٦ جاء إلى آمل وفي عصر يوم الثلاثاء ٢٧ رمضان وقع
القتال بينه وبين أسفار بن شيرويه فقتل بيد شبيه ابن زياد.
الخلاف في نسبه
قيل إنه الحسن بن القاسم بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن
القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ع وقيل إنه شجري وانه الحسن بن القاسم بن الحسن بن
علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن
الحسن بن زيد الأمير بن الحسن بن علي أبي طالب ع.
قال صاحب عمدة الطالب والأول هو الذي صححه أبو الحسن
العمري والثاني عليه أبو نصر البخاري والناصر الكبير الطبرستاني وكان
النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني ويقول العجم اخبر بحاله
والله أعلم اه والثاني هو الذي ذكره أولياء الله الآملي في تاريخ رويان
وهو المذكور في تاريخ طبرستان أيضا وفي مجالس المؤمنين.
الملقبون بالداعي
الذين لقبوا بالداعي أو الداعي إلى الحق من العلويين ثلاثة اشخاص
أو أربعة واحد منهم يعرف بالداعي الكبير واثنان يعرف كل واحد منهما
بالداعي الصغير وكلهم حسنيون من ذرية الحسن السبط ع
فالداعي الكبير هو الحسن بن زيد وقد تقدم والداعيان الصغيران أحدهما
المترجم والثاني محمد بن زيد أخو الداعي الكبير ومر في ترجمة الناصر الكبير
الحسن بن علي انه يظهر من كثير من المؤرخين ان الداعي يلقب به الناصر
الكبير أيضا لكن المعروف في لقبه الناصر كما أن الحسن بن القاسم كما يلقب بالداعي الصغير يلقب
بالناصر الصغير فتفطن ويظهر أيضا ان أبا
جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر يلقب بالداعي أيضا كما مر في ج
٦. ويظهر من تاريخ طبرستان ان الداعي أيضا يلقب به أبو جعفر بن أبي
الحسين أحمد بن الناصر الكبير ويعرف الداعي هذا بصاحب القلنسوة أيضا
وقد مر ذلك في ج ٦ وفي تاريخ طبرستان ما تعريبه اعلم أن الداعيين الكبير
والصغير المشهورين كلاهما حسني لان الداعي الكبير من أولاد إسماعيل بن
الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع والداعي
الصغير من أولاد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع والقاسم وإسماعيل اخوان والداعي محمد بن زيد الذي هو
أخو الداعي الكبير يسمى أيضا بالداعي الصغير اه.
أقوال العلماء فيه
كان الداعي الصغير الحسن بن القاسم المترجم شجاعا ظاهر الرجولة
حازما عادلا وهذا الذي دعا الناصر الكبير الحسن بن علي إلى توليته الامر
بعده وترك أولاده وكان الداعي الصغير متزوجا ابنة الناصر الكبير وكان مع
الناصر الكبير في أكثر وقائعه وحروبه كما يأتي في اخباره ويأتي في اخباره عن ابن
الأثير انه كان يأمر أصحابه بالاستقامة ويمنعهم عن ظلم الرعية وشرب الخمور
وانهم كانوا يبغضونه لذلك. وفي تاريخ طبرستان ورويان انه كان حسن السيرة في
الغاية ولم ير أهل طبرستان في عهد أحد الراحة التي رأوها في عهده. وعدله
وانصافه كان زائدا على السادات المتقدمين قالا وعمر الداعي الصغير في آمل
عدة مدارس وسار في الناس سيرة حسنة وكان يصرف أوقاته على النحو
الآتي فيوما يجلس للمناظرة في علم الفقه والنظر وآداب الشريعة ويوما يجلس
للقضاء ويوما يجلس لاحكام المظالم ويوما لتدبير الملك والاقطاعات ويوم
الجمعة يجلس للنظر في أحوال المحبوسين وقضايا أهل الجرائم ولا يستنيب
في ذلك أحدا من الناس أبدا وكان يحترم أهل العلم والفضل والبيوتات
القديمة ويعزهم ولم يأخذ من أهل العلم والفضل خراجا قط وكان أهل العلم
في وقته في راحة اه.
اخباره
مر في ترجمة الناصر الكبير ان المترجم قتل المحصورين من أصحاب
صعلوك لأنه لم يكن امنهم وان الناصر ارسل ابن عمه المترجم إلى شالوس
ليستخلصها من السامانيين ن فوقع المصاف بينه وبين محمد بن صعلوك عامل
السامانيين على تلك البلاد عند نهر يقال له بورود فهزمه المترحم وهي وقعة
مشهورة قتل فيها خلق كثير حتى وصلت الدماء إلى ذلك النهر واختلطت
بماء البحر وفي تاريخ طبرستان وتاريخ رويان قال الأخطل الشاعر يمدح
المترجم ويذكر محاربة بورود وترتيبه العساكر:
واتيت معجزة ببورود الذي * أجريت فيه من الدماء سيولا
قاتلت صعلوك اللعين بفتية * بزوا الديالم نجدة وعقولا
قدمت منهم كل سام طرفه * يلقى إذا لقي العدو جهولا
فعبرتهم نهرا يعب عبابه * ليطالبوا للمؤمنين نبولا
حتى إذا فروا بحيث نبابهم * كيد العداوة ولولوا تهويلا
وتزلزلت اقدامهم في الكفر إذ * صدقوا اللقاء فقتلوا تقتيلا
خلوا معسكرهم وما ذخروا به * وخوادما وجواشنا وخيولا
فاجتاحها خيل الاله وأحرقت * تلك الخيام فعطلت تعطيلا
ومر أيضا في ترجمة الناصر انه اعطى احكام السلطنة والأمر والنهي
المترجم ورجحه على أولاده الثبيان وان الناس كانوا يميلون إلى المترجم أكثر
فإنه كان بغاية العفة وحسن السيرة وان أحد أولاد الناصر وهو أبو الحسن
علي وقيل أبو الحسين احمد والصواب الأول امتعض من ذلك وقال أبياتا
يعاتب بها أباه وينسبه فيها إلى التقصير في حقه بتقديمه المترجم عليه وعدم
التفاته اليه ومرت الأبيات في ترجمة احمد المذكور الثانية ج ١٣ وقال في ذلك
أبياتا أخرى تأتي في ترجمة أبي الحسن علي بن الناصر وان الصواب كون
المقطوعتين لأبي الحسن علي الأديب بن الناصر فراجع.
ومن اخباره ما ذكره ابن الأثير في حوادث سنة ٣٠٩ ان ليلى بن
النعمان الديلمي كان أحد قواد أولاد الأطروش العلوي وان الحسن بن
القاسم الداعي استعمله على جرجان سنة ٣٠٨ وان الأجناد كثروا على
ليلى بن النعمان لكثرة من استأمن اليه في حروبه فضافت الأموال عليه فسار
نحو نيسابور بأمر الحسن بن القاسم الداعي فوردها في ذي الحجة سنة
٣٠٨ واقام بها الخطبة للداعي ثم حاربه السامانيون فقتل سنة ٣٠٩ كما يأتي
تفصيل ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى.
غدر المترجم بالناصر
وعفو الناصر عنه
ذكر صاحبا تاريخي طبرستان ورويان حكاية تدل على شدة حلم

(١) كأنه شاعر يلقب بالأخطل تشبيها الذي كان في عصر بني أمية.
(٢) في نسخة اقدام أهل الكفر. - المؤلف -
(٢٢٨)

الناصر وسوء مجازاة المترجم له وهذه الحكاية مرت في ترجمة الناصر ونحن
نقلناها هناك عن تاريخ طبرستان وننقلها هنا عن تاريخ رويان وربما كان بين
المنقولين فرق قال ارسل الناصر الكبير الحسن بن القاسم إلى طرف كيلان
ليأتي بملوك كيلان وديلمان إلى أمل فيظهروا الطاعة وكان هؤلاء الملوك
والامراء في ذمتهم أموال وقصروا في أدائها فاتفقوا مع الحسن بن القاسم
وبايعوه وشرطوا عليه ان يقبض على الناصر الكبير ويأخذ منه القبالات التي
عليهم فلما وصلوا إلى آمل ذهب الحسن بن القاسم إلى المصلى ولم
يذهب إلى الناصر وذهب في بعض الأيام مع أصحابه إلى الناصر
فخاف منه الناصر وخرج من باب آخر وركب وأراد ان يذهب إلى هناك إلى
قلعة لارجان ونهب عسكر الحسن بن القاسم دار الناصر وحرمه
إلى أن ركب الحسن بن القاسم وحمل على جماعة بالرمح ليتخلوا عن الحرم
فلم يقدر وأنزلوه عن جواده وقامت الحرب فلام أهل آمل عسكر الناصر
وقالوا أنتم قوم تفعلون مثل هذا مع امامكم لا يوجد في الدنيا أردأ منكم
وذهب ليلى بن النعمان مع عوام البلد إلى دار الحسن بن القاسم وأغلظوا له
في الكلام واخذوا خاتمه من إصبعه قهرا وأرسلوه إلى لارجان وأحضروا
الناصر فقام الحسن بن القاسم وذهب إلى ميلة فذهب الناس اليه وأحضروه
إلى عند الناصر فلم يتغير عليه ولم يسوءه وقال قد عفوت عنه وأذن له ان
يذهب إلى كيلان وبعد مدة شفع فيه أبو الحسين أحمد بن الناصر واتى به إلى
الناصر فزوجه الناصر بنته وولاه على كركان وبعث معه ابنه أبا القاسم
جعفر بن الناصر فكان كلاهما في كركان إلى أن جاء الترك مع ولده وكان أبو
القاسم جعفر نافرا من الحسن بن القاسم فتركه وذهب إلى ساري فلم
يستطع الحسن بن القاسم مقاومة الأتراك فذهب إلى قلعة كجين على حدود
استراباد وحاصره الأتراك كل الشتاء حتى أن بعض الناس سقطت أيديهم
وأرجلهم من شدة البرد وهذه القلعة باقية من عهد شابور ذي الأكتاف فلما
اشتد الحصار على الحسن بن القاسم خرج من القلعة مع عدة أنفس وحمل
على صف الترك فأفرجوا له فخرج وجاء إلى عند الناصر اه‍ وستعرف
ان الناصر جعله ولي عهده وقدمه على أولاده فانظر الفرق بين ما فعله
الناصر الكبير هذا مع الحسن بن القاسم من العفو والاحسان وما فعله
الداعي الكبير الحسن بن زيد مع الحسن بن محمد العشيقي ابن خالته حين
ولاه الداعي سارية فلبس السواد وخطب للخراسانية وامنه بعد ذلك ثم
اخذه وصرب عنقه صبرا ودفنه بمقابر اليهود كما مر في ترجمة الحسن بن زيد
وإساءة العقيقي مع الحسن بن زيد ربما تستوجب ذلك في عرف الملوك
والامراء لكن الغرض بيان الفرق بين الداعي والناصر في العفو.
تولية الحكم بعد الناصر الكبير وما جرى له إلى أن قتل
لما توفي الناصر الكبير الحسن بن علي سنة ٣٠٤ انتصب المترجم له في
منصبه ويظهر من جملة من المؤرخين ان ذلك كان بوصية من الناصر الكبير
وقد صرح به صاحب تاريخ طبرستان اما صاحب تاريخ رويان فلا يدل
كلامه على أن ذلك كان بوصاية من الناصر الكبير ولعل وصايته اليه كانت
لما رأى فيه من الكفاءة وجعل أبا الحسين أحمد بن الناصر صاحب الجيش
شريكا معه في الحكم ولعله بقي على قيادة الجيش كما كان زمان أبيه الناصر
ولما سلم أبو الحسن احمد الحكم إلى الداعي الصغير امتعض من ذلك أبو
القاسم جعفر بن الناصر وجرت بسببه حروب بينه وبين الحسن
ابن القاسم كما ستعرف وكان أبو القاسم جعفر هذا مباينا لأبيه
وتقدم في ترجمة أبيه جوابه البذئ الذي اجابه به وكان أحد أسباب
تنحيته عن الحكم وسيأتي في ترجمته انه هجا أباه والزيدية وبئسما فعل
وفي تاريخ طبرستان ما ترجمته: لما حضرت الناصر الكبير الوفاة ارسل
ولده أبو الحسين احمد صاحب الجيش الذي كان امامي المذهب إلى كيلان
واحضر الحسن بن القاسم المعروف بالداعي الصغير الذي كان صهر الناصر وجعل
الحكم والسلطنة لهما فاعترض أبو القاسم جعفر بن الناصر الكبير على أخيه وقال
لأي شئ تعطي ملكي وميراثي إلى الغير فتحرمني منه وتحرم نفسك فاجابه أخوه
أبو الحسن وقال أليس أبي الذي هو أعرف مني ومنك جعله ولي عهده وانا
وان كنت في أول الأمر متنفرا منه لكن لما علمت أنه في هذا العمل أولى
وأنسب رجعت اليه فأنت أيضا يلزم ان ترضى بذلك فلم يسمع اخوه
وغضب وفي تاريخ رويان لما توفي الناصر الكبير ارسل ولده أبو الحسين احمد
صاحب الجيش إلى كيلان فاحضر الحسن القاسم المعروف بالداعي الصغير
صهر الناصر وأعطاه السلطنة فغضب أبو القاسم جعفر بن الناصر من أخيه
وقال لأي شئ تعطي ملكنا المورث لنا إلى الغير وتحرم نفسك وتحرمني منه
قالا معا: وذهب إلى الري إلى عند محمد بن صعلوك وطلب منه عسكرا
وجاء إلى آمل وخطب باسم صاحب خراسان وضرب السكة باسمه وجعل
شعاره السواد ورايته سوداء فهرب الداعي الصغير حسن بن قاسم إلى
كيلان وبقي هناك سبعة أشهر واستولى على الخراج باستقصاء فحصل على
الرعية ضيق وجمع عسكرا من الكرد والكيل والديلم وجاء إلى آمل واظهر
العدل والإنصاف وبنى دارا في مصلى البلد وامر السادات ان يبنوا دورا
هناك حتى لا يحصل منهم ضيق على أهل البلد وصالحه اصفهبد شروين
أو شهروين ملك الجبال واصفهبد شهريار. وبعد ذلك عزم أبو الحسين
أحمد بن الناصر الكبير على مقاومته ونفر منه وذهب إلى كيلان وانضم إلى
أخيه أبي القاسم جعفر بن الناصر وحين جاء الداعي الصغير إلى آمل جمع
أهل خراسان عسكرا وجاءوا إلى طبرستان فصار الداعي في شدة من
الجانبين فهرب والتجأ إلى اصفهبد محمد بن شهريار فقبض عليه اصفهبد
وأوثقه وأرسله إلى الري إلى علي بن وهسودان وهو نائب الخليفة المقتدر
فأرسله علي المذكور إلى قلعة الموت التي كان مقام آبائه بها فحبس هناك فلما
قتل علي بن وهسودان غيلة تخلص الداعي وجاء إلى كيلان وفي تاريخ رويان
وجاء ولدا الناصر وهما أبو الحسين احمد وأبو القاسم جعفر بعسكر من الكيل
والديلم إلى جرجان ووقعت لهم عدة مصاف مع الأتراك وجمع الداعي
الصغير عسكرا وجاء إلى آمل ومنها إلى ساري ثم إلى استراباد وجاء ولدا
الناصر فلم يلبثا ان انهزما وقتل خلق كثير من أكابر الكيل والديلم من
جملتهم استندار هروسندان ابن تندار وكان مع أولاد الناصر وفي تاريخ
طبرستان انه جاء ولدا الناصر إلى آمل وجاء الداعي من كيلان ووقعت بينه
وبينهما المحاربة وانهزم أولاد الناصر وقتل خلق كثير من الكيل والديلم قالا
معا وذهب أبو القاسم جعفر بن الناصر إلى دامغان ومنها إلى الري ثم صار
إلى كيلان فأرسل الداعي إلى أبي الحسين احمد صاحب الجيش انا عبد لك
وأنت أعطيتني الملك وليس لي معك خصومة لكن أخوك يقلقني فأقابله بالمثل
وطلب الصلح فقبل أبو الحسين احمد وتصالحا وأقاما معا مدة بكركان
وحاربوا الأتراك كثيرا ثم استقر أبو الحسين احمد في كركان والداعي في آمل
وحكما طبرستان مدة على هذا النحو أحدهما في آمل والآخر في كركان وبقي
أبو القاسم جعفر في كيلان. ثم بعد مدة تغير أبو الحسين احمد على الداعي
الصغير وارسل إلى أخيه جعفر فجمع عسكرا من كيلان وجاء هو بعسكر
من كركان واتفقا وجاء إلى مصلى آمل وحاربا الداعي الصغير فانهزم الداعي
(٢٢٩)

واقام الاخوان في آمل وحكما وظلما الناس ثم توفي أبو الحسين احمد في آخر
رجب سنة ٣١١ وتوفي أبو القاسم جعفر في ذي القعدة سنة ٣١٢ فبايع
الناس أبا علي محمد بن أبي الحسين أحمد بن الناصر وكان ما كان ابن كاكي
أمير كيلان أبا زوجة أبي القاسم جعفر بن الناصر وله منها ولد اسمه
إسماعيل فاخذ ما كان ابن بنته إسماعيل المذكور وجاء إلى آمل وقبض على
أبي علي محمد بن أحمد بن الناصر وأرسله إلى كركان إلى عند أخيه أبي
الحسين بن كاكي فحبسه هناك ثم إن أبا علي محمد ضرب أبا الحسين بن
كاكي ليلة بخنجر في بطنه فشقها فمات قيل كانا في مجلس لهو وشرب فعربد
عليه أبو علي فقتله وقيل بل سكر ابن كاكي ليلة وأراد قتل أبي علي فسبقه
أبو علي فقتله وبايعه الناس وملك طبرستان ثم إنه وقع عن جواده فمات
فبايع الناس بعده أخاه أبا جعفر المعروف بصاحب القلنسوة فحكم مدة ثم
جاء ما كان ابن كاكي إلى رويان واتفق مع الداعي الحسن بن القاسم فقوي
به الداعي وكان أسفار بن شيرويه نائب أبي جعفر صاحب القلنسوة في
ساري وكان الاصفهبدات قد اتفقوا مع أبي جعفر المذكور وكان الداعي
الحسن بن القاسم قد جاء من آمل إلى أطراف الري بطريق لارجان مع
خمسمائة نفر وعلم أسفار بضعف حالة الداعي فجاء مع الاصفهبد بعسكر
إلى آمل ووقع المصاف بينهم وبين الداعي خارج مدينة آمل فرجع هؤلاء
الخمسمائة عن الداعي فخاف وذهب مع نفر من خواصه إلى جهة آمل
وكان مرداويج بن زياد على مقدمة عسكر أسفار وكان استندار هروسندان
الذي قتله الداعي في حربه مع أولاد الناصر خال مرداويج هذا فلحق
مرداويج الداعي وطعنه من خلفه فقتله واخذ بثار خاله قال وبعد هذا
اضطرب امر السادات وفي كل عدة شهور وسنين يخرجون في كيلان
وديلمان الا في مازندران ورويان فلا يدعونهم يخرجون وسبب اضطراب
أمورهم انهم تركوا قانون آبائهم وأجدادهم في السعي في صلاح المسلمين
فساء اعتقاد الملوك والاصفهبدات فيهم فضعفت حالهم وقوى ملك آل بويه
واستولوا على البلاد إلى أن صاروا بالتدريج سلاطين عظاما اه‍.
وفي عمدة الطالب لما توفي الناصر الكبير أرادوا ان يبايعوا ابنه أبا
الحسين أحمد بن الحسن فامتنع من ذلك وكانت ابنة الناصر تحت أبي محمد
الحسن بن القاسم الداعي الصغير فكتب اليه أبو الحسين أحمد بن الحسن
الناصر واستقدمه وبايعه فغضب أبو القاسم جعفر ناصرك ابن الناصر وجمع
عسكرا وقصد طبرستان فانهزم الداعي ابن الناصر يوم النيروز سنة ٣٠٦
وسمى نفسه الناصر واخد الداعي بدماوند وحمله إلى الري إلى علي بن
وهسوذان فقيده وحمله إلى قلعة الديلم فلما قتل علي بن وهسوذان خرج
الداعي وجمع الخلق وقصد جعفر بن الناصر فهرب إلى جرجان وتبعه
الداعي فهرب ابن الناصر واجلى إلى الري وملك الداعي الصغير طبرستان
إلى سنة ٣٠٦ ثم قتله مرداويج بامل اه‍ هكذا في النسخة المطبوعة
والعبارة غير مستقيمة ويظهر من مراجعة ما مر عن تاريخي طبرستان ورويان
ان فيها سقطا وصوابها فانهزم الداعي الحسن بن القاسم وظهر جعفر بن
الناصر أو أحمد بن الناصر يوم النيروز الخ أو نحو ذلك والله أعلم.
قال المسعودي في مروج الذهب وقد اتينا على خبر أبي محمد
الحسن بن القاسم الحسني الداعي واستيلائه على طبرستان ومقتله وما كان
من الجيل والديلم في أمره في كتابنا اخبار الزمان وقال في موضع آخر منه:
والحسن بن القاسم الحسني الداعي وافى الري وذلك في سنة ٣١٠ في
جيوش كثيرة من الجيل والديلم ووجوههما فأخرج عساكر أحمد بن
إسماعيل بن أحمد وصاحبه عنها واستولى عليها وعلى قزوين وزنجان وقم
وأبهر وغير ذلك مما اتصل بالري فكتب المقتدر إلى نصر بن أحمد بن
إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان ينكر عليه ذلك ويقول انك أهملت امر
الرعية وأضعفت البلد حتى دخلته المبيضة وألزمه اخراجهم عنه فوقع
اختيار نصر صاحب خراسان على انقاذ رجل من أصحابه بالجيل يقال له
أسفار بن شيرويه واخرج معه ابن النساخ وهو أمير من امراء خراسان في
جيش كثير ليحارب من مع الداعي وما كان ابن كاكي من الديلم لما بين الجيل
والديلم من الضغائن والتنافر فسار أسفار بن شيرويه الجيلي فيمن معه من الجيوش
إلى حدود الري فكانت الوقعة بين أسفار بن شيرويه الجيلي وبين ما كان بن
كاكي الديلمي فاستأمن أكثر أصحاب ما كان وقواده إلى الجيلي فحمل عليهم ما كان
في نفر يسير من غلمانه سبع عشرة حملة وصمدت له عساكر خراسان فولى ما كان
ودخل بلاد طبرستان وانهزم الداعي بين يديه وما كان على حاميته فلحقته خيول
خراسان والجيل والديلم والأتراك فيهم أسفار بن شيرويه ومضى ما كان لكثرة
الخيول وانحاز الداعي وقد لحق بقرب بلاد طبرستان إلى ناحية هنالك وقد تخلى
عنه ما كان ومن معه من الأنصار فقتل هنالك ولحق ما كان بالديلم واستولى
أسفار على بلاد طبرستان والري وجرجان وقزوين وزنجان وأبهر وقم وهمذان
والكرج ودعا لصاحب خراسان وكثرت جيوشه فتجبر وطغى وكان لا يدين
بملة الاسلام وعصى صاحب خراسان والمقتدر فسير اليه المقتدر جيشا فهزمه
وسار صاحب خراسان من بخارى لحرب أسفار فوصل نيسابور فأشار على
أسفار وزيره بمصالحته فصالحه ورجع صاحب خراسان ثم إن مرداويج بن
زيار أحد أصحاب أسفار قتل أسفارا وعظمت شوكته وتفسير مرداويج معلق
الرجال ثم قتله بجكم التركي غيلة فامر الجيل والديلم عليهم أخاه وشمگير
اه‍. وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣١٤ انه فيها استولى نصر بن أحمد
الساماني على الري في جمادى الآخرة ثم استعمل عليها محمد بن علي
صعلوك وسار نصر إلى بخارى ودخل صعلوك الري فأقام بها إلى أوائل
شعبان سنة ٣١٦ فمرض فكاتب الحسن الداعي وما كان بن كالي في القدوم
عليه ليسلم بالري اليهما فقدما عليه فسلم الري اليهما وسار عنها فلما بلغ
الدامغان مات اه‍. وقال في حوادث سنة ٣١٦: في هذه السنة قتل
الحسن بن القاسم الداعي العلوي وقد ذكرنا استيلاء أسفار بن شيرويه
الديلمي على طبرستان ومعه مرداويج فلما استولوا عليها كان الحسن بن القاسم
بالري واستولى عليها واخرج منها أصحاب السعيد نصر بن أحمد الساماني
واستولى على قزوين وزنجان وأبهر وقم وكان معه ما كان بن كالي الديلمي فسار
نحو طبرستان والتقوا هم واسفار عند سارية فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم الحسن
وما كان بن كالي فلحق الحسن فقتلك وكان انهزام معظم أصحاب الحسن على تعمد
منهم للهزيمة وسبب ذلك أنه كان يأمر أصحابه بالاستقامة ويمنعهم عن ظلم
الرعية وشرب الخمور وكانوا يبغضونه لذلك ثم اتفقوا على أن يستقدموا
هروسندان أحد رؤساء الجيل وكان خال مرداويج ووشمگير ليقدموه
عليهم ويقبضوا على الحسن الداعي وينصبوا أبا الحسين أحمد بن
الأطروش ويخطبوا له وكان هروسندان مع احمد الطويل بالدامغان بعد موت

(١) كان شعار بني العباس السواد في لباسهم وراياتهم ومن خالفهم يسمون المبيضة والمقدر لم
يعظم عليه ان يكون جل البلاد بيد السامانيين والبويهيين وغيرهم وانما عظم عليه ان يكون
شخص علوي له امارة في بقعة من الأرض يقيم فيها العدل فحرض عليه السامانيين حتى
قتلوه. - المؤلف -.
(٢٣٠)

صعلوك فوقف احمد على ذلك فكتب إلى الحسن الداعي يعلمه فاخذ حذره
طعاما ولم يعلموا انه قد اطلع على ما عزموا عليه وكان قد وافق خواص
أصحابه على قتلهم وأمرهم بمنع أصحاب أولئك القواد من الدخول فلما
دخلوا داره قابلهم على ما يريدون ان يفعلوا وما أقدموا عليه من المنكرات
التي أحلت له دماءهم ثم امر بقتلهم عن آخرهم واخبر أصحابهم الذين
ببابه بقتلهم وأمرهم بنهب أموالهم فاشتغلوا بالنهب وتركوا أصحابهم وعظم
قتلهم على أقربائهم فنفروا عنه فلما كانت هذه الحادثة تخلوا عنه حتى قتل
ولما قتل استولى أسفار على بلاد طبرستان والري وجرجان وقزوين وزنجان
وأبهر وقم والكرج ودعا لصاحب خراسان السعيد نصر بن أحمد واقام
بسارية واستعمل على آمل هارون بن بهرام وكان هارون يحتاج ان يخطب لأبي
جعفر العلوي اه‍.
تنبيه
في تجارب الأمم ان فخر الدولة بن بويه لما هرب من عضد الدولة
التحق بالديلم ولجأ إلى الداعي العلوي المستولي على ذلك الصقع وذكر هذا
في حوادث ٣٦٩ ج ٦ ص ٤١٦ وليس المراد به الداعي الكبير الحسن بن
زيد لأنه قبل هذا التاريخ والمترجم أيضا قبل هذا التاريخ فلينظر.
٥٧٧: السيد الحسن كيا بن القاسم بن محمد الحسيني
كيا بكسر الكاف وتخفيف الياء كلمة تعظيم بلسان أهل طبرستان
في فهرست منتجب الدين صالح محدث فقيه قرأ على الجد شمس الاسلام
رحمه الله.
٥٧٨: الشيخ حسن القبيسي العاملي الكوثراني
توفي سنة ١٢٥٨
والقبيسي بالقاف المضمومة والباء الموحدة المفتوحة والمثناة التحتية
الساكنة والسين المهملة اما نسبة إلى القبيسة التي في طريق العراق مقابل
هيت أو إلى رجل يسمى قبيس بدليل وجود عين قبيس قرب النبطية
التحتا والكوثراني نسبة إلى الكوثرية بلفظ النسبة الكوثر قرية من عمل
الشومر.
كان عالما فاضلا مشهورا بالعلم والفضل والتقوى من تلاميذ السيد
مهدي بحر العلوم الطباطبائي وكانت له مدرسة في الكوثرية تخرج فيها
جماعة من علماء جبل عامل كالسيد علي آل إبراهيم والشيخ عبد الله نعمة
الشهيرين والشيخ علي ابن الشيخ محمد السبيتي الكفراوي اللغوي الشهير
وحمد البك حاكم بلاد بشارة وغيرهم وفي بعض التواريخ العاملية المخطوطة
انه جاء من العراق إلى بلاد الشقيف من جبل عامل سنة ١٢١٣ وحج في
سنة ١٢٢٨ ذهب في البحر ورجع في البر.
٥٧٩: الشيخ رضي الدين حسن بن قتادة
ذكره صاحب عمدة الطالب فقال قال الشيخ رضي الدين
حسن بن قتادة للحسين الرسي النسابة سالت الشيخ جلال الدين عبد
الحميد بن فخار بن معد الموسوي النسابة الخ فظهر من ذلك أنه يروي عنه
الحسين الرسي النسابة ويروي هو عن عبد الحميد وذكر في موضع آخر
السيد رضي الحسين بن قتادة الحسيني المدني له مشجرة في النسب ينقل عنها
صاحب عمدة الطالب ويمكن كونهما واحدا.
٥٨٠: الحسن بن قدامة الكناني الحنفي
في الخلاصة قدامة بالقاف المضمومة
قال النجاشي: روى عن أبي عبد الله ع وكان ثقة وتأخر
موته أخبرنا ابن شاذان عن علي بن حاتم قال حدثنا محمد بن حمد بن ثابت
حدثنا محمد بن الحسين الحضرمي عن الحسن بن قدامة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن قدامة الثقة برواية
محمد بن الحسين الحضرمي عنه.
٥٨١: الشيخ حسن قفطان
مضى بعنوان الحسن بن علي بن عبد الحسين.
٥٨٢: نظام الدين حسن القمي النيسابوري
يأتي بعنوان نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمي النيسابوري
المعروف بالنظام الأعرج.
٥٨٣: الحاج حسن القيم الحلي.
يأتي بعنوان الحسن بن محمد القيم الحلي.
٥٨٤: المولى حسن الكاشي الأصل الآملي المولد والمنشأ مادح أهل البيت
ع.
ويدل على أن أصله من كاشان ومولده ومنشأه ومسكنه في آمل قوله
الذي نقله صاحب الرياض عن تذكرة دولتشاه بالفارسية مسكن كاشي
اگر در خطه أمل بود ليكن از جد وپدر نسبت بكاشان ميرسد.
وتعريبه. ان كان مسكن الكاشي في خطة آمل فان أباه وجده من
أهل كاشان.
عصره
هو من أهل أواخر المائة السابعة أو أوائل الثامنة معاصر للعلامة
الحلي. وحكى صاحب الرياض عن تذكرة دولتشاه أنه قال فيها لم يعلم أن
وفاته كانت في أي تاريخ فاورد عليه انه كان في دولة السلطان محمد
خربندا وكان من معاصري العلامة فلا وجه لما قاله وأقول هذا يدل
على تعيين عصره ولا يدل على تاريخ وفاته فما قاله له وجه.
محل قبره
في الكاظمية قرب القبر المنسوب إلى السيد المرتضى قبر يعرف عند
الناس بقبر الحسن الكاشي يحتمل ان يكون قبره وقال بعض المعاصرين من
علماء الكاظمية، قبر الكاشي على المشهور في حجرة هي وراء الشباك
المفتتح على السوق العتيق بالكاظمية قريبا من المقبرة المشهورة للسيد المرتضى
وبعد خراب السوق سنة ١٣٥٣ وقعت الحجرة بتمامها في الجادة اه‍ ولما
كنت متشرفا بزيارة الكاظمية عام ١٣٥٣ أخبرت ان الحسن الكاشي كان
على قبره في الكاظمية قبة خارج باب الصحن القبلي وانها أزيلت لتوسيع
الطريق. ولكن في رياض العلماء كما سيأتي انه مات بمدينة سلطانية وقبره
الآن فيها معروف وزرته بها اه‍ وفي مجالس المؤمنين قبره واقع في جانب

(١) هذه تسمى الكبيسة " ح ".
(٢) كلمة مغولية وكثير من الناس يتوهم انها (خدابنده) عبد الله حتى أنها في الرياض مرسومة خدابنده وليس كذلك. - المؤلف -
(٢٣١)

القبلة من مدينة سلطانية وامر السلطان صاحب قران ببناء قبة عليه وعمل
حديقة حولها والآن قبره مزار أهل تلك الديار اه‍ ويمكن ان يكون
المسمى بحسن الكاشي اثنين والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
هو من مشاهير شعراء الفرس ومن شعراء مجلس الشاه محمد خربندا
ايلجايتو. وفي الرياض: المولى حسن الكاشي عالم فاضل محقق مدقق
شاعر منشئ ماهر جليل القدر عظيم الشأن وهو والشيخ علي الكركي بل
والعلامة الحلي سواء في نشر مذهب الشيعة إذ كان له حق عظيم على الناس
في هدايتهم وتعليمهم المذهب الحق ودعوتهم اليه ولذلك يعاديه غير الشيعة
قديما وحديثا إلى الآن بل يقولون إنه بدء حدوث التشيع في الدولة الصفوية
أو في زمان السلطان ايلجايتو اه‍ ووصفه له بالمحقق المدقق لم يظهر ما
يؤيده من تأليف يدل على ذلك أو غيره ولا أظنه الا من العبارات المعتادة
التي تجري على أقلام المترجمين بدون تحقيق نعم هو شاعر مشهور من شعراء
الفرس ثم حكى صاحب الرياض عن دولتشاه السمرقندي في تذكرته أنه قال
ما ترجمته انه كان من خواص شيعة علي ع وانه لم يتكلم
بلطافة كلامه أحد من الناس وانه كان عالما فاضلا وانه كان من أهل الخوف
من الله تعالى وانه لم ينظم شعرا في غير مدائح الأئمة وذكر مناقبهم ولم
يشتغل بمدح الملوك وقصائده في المناقب لها شهرة عظيمة وفي روضات
الجنات: حسن الكاشي الأصل الآملي المولد والمنشأ صاحب العقود السبعة
في مدح أمير المؤمنين ع بالفارسية التي ذكر جملة منها صاحب
مجالس المؤمنين كان معاصرا للعلامة الحلي ومن شعراء مجلس السلطان محمد
المعروف بشاه خربندا وله حكايات لطيفة ومباحثات طريفة مع غيرنا
تشهد بعلو منزلته وارتفاع درجته وصحة عقيدته وذكره الفاضل الاريب
دولتشاه ابن علاء الدولة السمرقندي في كتابه الموسوم بالتذكرة الدولتشاهية
وهي على سبع طبقات من التراجم لشعراء العرب والعجم ووصفه بالفضل
والتقوى والورع والولاية الثابتة اه‍. وحكى صاحب الرياض
والروضات عن تذكرة دولتشاه أنه قال ما تعريبه: قيل إن مولانا حسن
الكاشي لما رجع من حج بيت الله الحرام وزيارة النبي ص بالمدينة توجه إلى
العراق لزيارة قبر أمير المؤمنين علي ع فلما دخل الحضرة الشريفة
انشد قصيدته التي أولها:
اي ز بود وآفرينش * بيشواي أهل دين
وي ز عزة مادح * بازوي تو روح الأمين
ثم ذكر ما حاصله انه رأى أمير المؤمنين ع في المنام فأمره
ان يذهب إلى تاجر بالبصرة اسمه مسعود بن أفلح ويقول له ان يدفع اليه
الألف الدينار التي نذرها عن سفينة له ان وصلت إلى عمان سالمة وقد
وصلت فدفعها اليه وحلف له انه لم يعلم بهذا النذر أحد وخلع عليه خلعة
فاخرة وأولم وليمة لسائر فقراء البلد اه‍.
والعوام في هذه البلاد الشامية يذمون من يسمونه حسن كاش ومردن
علي ولعلهم يريدون هذا الرجل في أول الأمر اما الآن فلا يعقلون ما
يقولون.
مؤلفاته
في رياض العلماء لم أقف له على تأليف وله قصائد سبع فارسية في مدح
أمير المؤمنين ع تعرف بهفت بند ملا حسن الكاشي جيدة
مشهورة بين العوام والخواص اه‍ ومر انه ذكر جملة منها صاحب مجالس
المؤمنين وغيره ولكن ذكر غير صاحب الرياض ان له كتاب الإنشاء مشتمل
على العلم والأدب والشعر والحكم وقال بعض المعاصرين انه رآه بهذا
الوصف وفي كشف الظنون ديوان حسن الكاشي فارسي.
٥٨٥: الحسن بن كثير الكوفي البجلي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي ارشاد
المفيد حدثني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا أبو
نصر حدثنا محمد بن الحسين حدثنا اسود بن عامر حدثنا حنان حيان
ابن علي عن الحسن بن كثير قال شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي الحاجة
وجفاء الاخوان فقال بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا ثم امر غلامه
فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم وقال استنفق هذه فإذا نفذت فاعلمني
اه‍ وفي كشف الغمة روى هذه الرواية في الحسن بن كثير مرة وفي
الأسود بن كثير أخرى وفي الوجيزة حكم بكونه ممدوحا وفي النقد روى المفيد
في ارشاده بطريق ضعيف ان أبا جعفر ع أعطاه سبعمائة درهم
وقال استنفق هذه فإذا نفذت فاعلمني اه‍.
٥٨٦: الشيخ حسن الكربلائي
مر بعنوان حسن بن علي بن محمد رضا بن محسن.
٥٨٧: الحسن الكرماني
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
العياشي.
٥٨٨: السيد حسن الكشميري الحائري
توفي يوم الأحد في ٥ صفر سنة ١٣٢٩.
عالم فاضل تخرج بالملا محمد تقي الهراتي وبالاخوند ملا محمد حسين
الأردكاني في كربلاء وأم في الحضرة الحسينية الشريفة، خلف السيد مصطفى
والسيد محسن والسيد محمد علي يسكنون كربلاء.
٥٨٩: السيد حسن ابن السيد كلبعابد بن كلبحسين ابن ولي محمد حسين الجائسي
اللكهنوئي.
ولد ٦ ربيع الأول سنة ١٢٨٢ وتوفي يوم الخميس ٨ ربيع الثاني سنة
١٣٤٨.
في كتيب السيد علي نقي النقوي الهندي: كان معدودا في الطراز
الأول من علماء الهند معروفا باستحضار المسائل الفقهية وحفظ الفروع
المتشتتة قرأ على خاله السيد مصطفى عماد العلماء وعلى السيد محمد حسين
ابن السيد بنده حسين وهاجر للعراق سنة ١٣٠٢ فبقي فيها مدة
ثم رجع إلى الهند ثم سافر مرارا لزيارة المشاهد المشرفة في العراق وإيران.
وانتقلت اليه الرئاسة بعد خاله المذكور وأسس عدة مؤسسات
لترويج الشريعة منها مدرسة دار العلوم من بيت المال لكنه لم ينجح
في امرها وتعطلت بعد يسير من الزمن وكان وحده يقيم الجمعة في
لكهنؤ يصلي خلفه الألوف له ترجمة مقدمات عماد الاسلام في الكلام
هداية العوام في المسائل الفقهية اجزاء من تفسير القرآن بلغة اردو خلف

(١) الذي في نسخة الروضات خداي بنده وصوابه خربندا كما مر في الحاشية السابقة.
(٢٣٢)

ولده الفاضل السيد كلبحسين مشهور بحسن الخطابة.
٥٩٠: الفقيه حسن كما جال
وجدت له شهادة على شراء السيد ناصر كيا
ابن السيد رضا كيا التيمجاني في سنة ٨٩٢ كتاب تفسير القرآن لأبي الفضل الديلمي وذكر اسمه
بهذه العبارة الفقيه حسن كماجال.
٥٩١: الشيخ حسن العاملي الكوثراني.
توفي سنة ١٢٢٦.
كان من علماء جبل عامل ولا نعلم من أحواله شيئا وهو غير الشيخ
حسن القبيسي العاملي الكوثراني المتقدم لأن ذاك توفي سنة ١٢٥٨.
٥٩٢: الميرزا حسن كوهر
من علماء عصر الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
المتوفى سنة ١٢٦٢ وكان بصحبته لما حضر إلى بغداد لمناظرة داعية علي محمد
الملقب بالباب مؤسس مذهب البابية في عهد نجيب باشا فحضر لمناظرته
علماء النجف وعلماء كربلاء بطلب من نجيب باشا فكان ممن حضر من
علماء كربلا المترجم.
٥٩٣: الشيخ حسن كيوان النجفي
توفي في ٣ رجب سنة ١٢٧١.
ذكره صاحب اليتيمة الصغرى فقال من علماء النجف من طائفة
معروفة.
٥٩٤: الحسن بن مالك القمي.
قال العلامة في الخلاصة من أصحاب أبي الحسن الثالث ع
ثقة اه‍ وذكره ابن داود في رجاله في باب الحسين بالياء وقال إنه اشتبه
على بعض أصحابنا فأثبته في باب الحسن وليس كذلك انما هو الحسين بن
مالك اه‍ وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة: في بعض نسخ
كتاب الرجال للشيخ الحسين بن مالك بالياء واختاره ابن داود ونسب ما
هاهنا إلى الاشتباه والذي وجدته بخط السيد ابن طاوس من رجال الشيخ
رحمه الله الحسن بغير ياء كما ذكره المصنف اه‍ وفي منهج النقد انه بالياء
قال وكذا في التهذيب في باب الوصايا وفي باب الرجوع عن النكاح وما في
الخلاصة اشتباه اه‍.
٥٩٥: الشيخ حسن المامقاني
مضى بعنوان الحسن بن عبد الله بن محمد باقر بن علي أكبر بن رضا
المامقاني.
٥٩٦: الحسن بن متويه السندي.
في ايضاح الاشتباه متويه بضم الميم وشديد التاء المنقطة فوقها
نقطتين المضمومة واسكان الواو والياء المنقطة تحتها نقطتين والسندي
بالسين المهملة والنون اه‍ وفي الرياض متويه على وتيرة سيبويه وقولويه
واضرابهما من الحاق ويه في آخر الكلمة الفارسية وقد سبق الخلاف في ذلك
اه‍ ثم إن العلامة في ايضاح الاشتباه لم يزد على ضبط متويه والسندي
شيئا.
وفي الرياض الحسن بن متويه السندي من قدماء العلماء ذكره العلامة
في كتاب ايضاح الاشتباه والشيخ فرج الله الحويزاوي عنه في رجاله من غير
تعرض لقدح ولا مدح بل لم يعلم كونه من علماء أصحابنا قال ثم المذكور في
النسخ التي رأيناها من ايضاح الاشتباه انما هو الحسين مصغرا الا ان الشيخ
فرج الله المذكور أورده نقلا عنه مكبرا وصرح بذلك فأوردناه نحن هنا أيضا
كذلك أقول في نسخة عندي من ايضاح الاشتباه كتبت عن نسخة ولد
ولد المصنف الحسن مبكرا وكذلك هو في النسخة المطبوعة بهامش الفهرست
الحسن مكبرا. قال ولعله والد الشيخ فخر الدين أحمد بن الحسين بن متويه
الأصفهاني المعروف بابن متويه مترجم الصحيفة الإدريسية من السريانية إلى
العربية الذي كان في زمن الصدوق بل المفيد اه‍.
٥٩٧: الحسن بن متيل الدقاق القمي.
متيل قال ابن داود بضم الميم وتضعيف التاء المفتوحة والياء
المثناة تحت وفي تكملة الرجال انه حكي عن ضوابط الأسماء ضبطه كذلك
ولكن في الخلاصة بالميم المفتوحة والتاء المثناة
فوقها المشددة والياء المثناة تحت.
قال النجاشي الحسن بن متيل وجه من وجوه أصحابنا كثير الحديث
له كتاب نوادر اه‍ ومثله عن بعض نسخ الفهرست ولا وجود له في
نسخة عندي من الفهرست منقولة عن نسخة عليها خط الشهيد الثاني
والشيخ البهائي وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
فقال الحسن بن متيل القمي روى عنه ابن الوليد وصحح العلامة طريق
الصدوق إلى جعفر بن ناجية وهو فيه وقال الميرزا في منهج المقال وهو الحق
انش أقول وذلك لقول النجاشي انه وجه من وجوه أصحابنا كثير
الحديث فإنه مفيد للتوثيق بل أزيد منه وفي تكملة الرجال يروي عنه ابن
بابويه بواسطة محمد بن الحسن بن الوليد ووصفه بالدقاق كما في المجلس
الخامس والتسعين من أماليه ووصفه في مشيخة الفقيه بالدقاق والظاهر أنه
هو هذا ورأيت في المشيخة الحسن بن متيل وفي موضع آخر الحسن بن متيل
الدقاق بواسطة ابن الوليد وفي كل هذه المواضع وقع رواية الحسن بن متيل
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب فتعين الاتحاد وعن مزار التهذيب عن
ابن الوليد عن الحسن بن متيل الدقاق وغيره من الشيوخ اه‍ ففهم منه انه
من شيوخ الإجازة وجلالة شانهم معروفة حتى قيل إنهم لا يحتاجون إلى
التوثيق وفي التكملة عن الطريحي أنه قال: حاله اي الحسن غير متضح
لكن العلامة صحح طريقه وهو اعلم اه‍ وقد عرفت ما هو الحق.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن متيل الممدوح
الموثوق به برواية ابن الوليد عنه.
٥٩٨: أبو علي الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب السراد البجلي
مولاهم.
توفي آخر سنة ٢٢٤ عن ٧٥ أو ٦٥
سنة ذكره الشيخ في الفهرست فقال الحسن بن محبوب السراد ويقال له
الزراد ويكنى أبا علي مولى لبجيلة كوفي ثقة روى عن أبي الحسن الرضا ع
وروى عن ستين رجلا من أصحاب أبي عبد الله ع وكان
جليل القدر ويعد في الأركان الأربعة في عصره له كتب كثيرة منها
المشيخة والحدود والديات والفرائض والنكاح والطلاق والنوادر نحو
ألف ورقة. وزاد ابن النديم التفسير وله العتق رواه أحمد بن
محمد بن عيسى وغير ذلك أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدة من
(٢٣٣)

أصحابنا عن أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن أبيه عن
سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق ومعاوية بن حكيم وأحمد بن
محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب وأخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد
عن الصفار عن أحمد بن أحمد بن محمد ومعاوية بن حكيم والهيثم ابن أبي
مسروق كلهم عن الحسن بن محبوب وأخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن
الصلت عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن جعفر بن عبد الله عن
الحسن بن محبوب. وأخبرنا بكتاب المشيخة قراءة عليه أحمد بن عبدون عن
علي بن محمد بن الزبير عن الحسين بن عبد الملك الأودي عن الحسن بن
محبوب وله كتاب المزاح أخبرنا به ابن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن
حميد بن زياد عن يونس بن علي العطار عن الحسن بن محبوب اه‍ وفي
التعليقة قوله عن الحسين بن عبد الملك هكذا هنا وربما ورد كذلك في
كتب الأحاديث أيضا والظاهر أنه أحمد بن الحسين ووقع سقط كما
يظهر من ملاحظة ترجمة احمد اه‍ وقال العلامة في الخلاصة كوفي
ثقة عين فزاد على الشيخ كلمة عين، ولما كان يتبع في التوثيق وغيره
النجاشي والشيخ غالبا لم نلتزم بنقل كلامه الا حيث يكون فيه زيادة ولا
أعجب من الذين يضمون توثيقه إلى توثيق النجاشي أو الشيخ أو غيرهما
ليجعلوا بذلك التوثيق من عدلين فإنه بعد العلم بتبعيته في التوثيق لغيره
وانه لا سبيل له إلى معرفة الوثاقة الا اتباع غيره لم يبق لتوثيقه قيمة واعجب
منه الاعتداد بمثل توثيق المجلسي وأمثاله وقال الشيخ في رجاله في أصحاب
الكاظم ع الحسن بن محبوب السراد ويقال له الزراد مولى ثقة وفي
أصحاب الرضا ع الحسن بن محبوب السراد مولى لبجيلة كوفي
ثقة. وفي فهرست ابن النديم الحسن بن محبوب السراد وهو الزراد من
أصحاب مولانا الرضا ومحمد ابنه وله من الكتب كتاب التفسير كتاب
النكاح كتاب الفرائض والحدود والديات اه‍ وفي معالم العلماء أبو علي
الحسن بن محبوب السراد أو الزراد الكوفي مولى بجيلة روى عن الكاظم
وعن الرضا ع كتبه. المشيخة. معرفة رواة الاخبار. الحدود.
الديات. الفرائض. النكاح. الطلاق. النوادر نحو ألف ورقة.
التفسير. المزاح. العتق اه‍ فظهر مما مر انه من أصحاب الكاظم كما في
رجال الشيخ ومن أصحاب الرضا كما في فهرسته وفهرست ابن النديم ومن
أصحابهما كما في المعالم ومن أصحاب الجواد ع كما في فهرست
ابن النديم وقال الكشي: ما روي في الحسن بن محبوب علي بن محمد
القتيبي حدثني جعفر بن محمد بن الحسن بن محبوب نسبة جده الحسن بن
محبوب انه الحسن بن محبوب بن وهب بن جعفر بن وهب وكان وهب عبدا
سنديا مملوكا لجرير بن عبد الله البجلي زرادا فصار إلى أمير المؤمنين ع
وسأله ان يبتاعه من جرير فكره جرير ان يخرجه من يده فقال الغلام
حر قد أعتقته فلما صح عتقه صار في خدمة أمير المؤمنين ص
ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة ٢٢٤ وكان من أبناء خمس وسبعين سنة
وكان آدم شديد الأدمة انزع سباطا خفيف العارضين ربعة من الرجال
يجمع من وركه الأيمن أحمد بن علي القمي السلولي حدثني الحسن بن خرذاذ
عن الحسن بن علي بن النعمان عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت لأبي
الحسن الرضا ع ان الحسن بن محبوب الزراد اتانا برسالة قال
صدق لا تقل الزراد بل قل السراد ان الله تعالى يقول وقدر في السرد.
قال نصر بن الصباح: ابن محبوب لم يكن يروي عن ابن فضال بل هو اقدم
من ابن فضال وأسن وأصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن ابن
أبي حمزة وسمعت انا أصحابنا ان محبوبا أبا حسن كان يعطي الحسن بكل
حديث يكتبه عن علي بن رياب درهما واحدا اه‍ وفي التعليقة قوله:
وأصحابنا يتهمون الخ مر في أحمد بن محمد بن عيسى انه توقف عن الرواية
عنه لذلك ثم تاب عن ذلك. ولعل سبب التهمة ان وفاة أبي حمزة كانت
سنة ١٥٠ وبملاحظة سن الحسن وسنة وفاته يظهر ان تولد الحسن كان قبل
وفاة أبي حمزة بسنة والظاهر أن هذا منشا التهمة وربما يظهر من ترجمة أحمد بن
محمد بن عيسى ان تهمته لروايته عنه في صغر سنه وعلى تقدير صحة
التواريخ ظاهر ان روايته عن كتابه وغير خفي ان هذا ليس بفسق ولا منشا
للتهمة بل لا يجوز الاتهام بأمثاله لا سيما مثل الحسن الثقة الجليل وكذا
الحال في الاخذ في صغر السن ولذلك ندم احمد وتاب على أن الظاهر من
أحوال أكثر المشايخ الرواية من الكتاب وورد النص بذلك عن الأئمة
ع اه‍ وقال الكشي أيضا: تسمية الفقهاء من أصحاب أبي
إبراهيم وأبي الحسن الرضا ع اجمع أصحابنا على تصحيح ما يصح
عن هؤلاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه والعلم وعد منهم الحسن بن
محبوب ثم قال وقال بعضهم مكان الحسن بن محبوب الحسن بن علي بن
فضال اه‍ وفي فهرست ابن النديم قال محمد بن إسحاق هؤلاء مشايخ
الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة ذكرتهم على غير ترتيب إلى أن قال
كتاب الحسن بن محبوب السراد وهو الوارد من أصحاب الرضا ع
ومحمد ابنه من بعد، ثم قال: الحسن بن محبوب السراد وهو الزراد من
أصحاب مولانا الرضا ومحمد ابنه وله من الكتب كتاب التفسير. النكاح.
الفرائض. والحدود والديات اه‍ وقال ابن إدريس في مستطرفات
السرائر كتاب المشيخة تصنيف الحسن بن محبوب السراد صاحب الرضا
ع وهو ثقة عند أصحابنا جليل القدر كثير الرواية أحد الأركان
الأربعة في عصره وكتاب المشيخة معتمد اه‍ ولم يذكره النجاشي مع أنه
صاحب مصنفات وهو غريب مع أنه قد ذكره في رجاله فيما يقرب من
عشرين موضعا استقصاها المولى عناية الله القهبائي في كتابه مجمع الرجال
على ما حكي عنه وذكر كتابه المشيخة مكررا في عدة مواضع من رجاله.
وفي لسان الميزان الحسن بن محبوب أبو علي مولى بجيلة روى عن جعفر
الصادق ذكره الطوسي في رجال الشيعة اه‍.
مؤلفاته
ظهر مما مر ان له ١ المشيخة ٢ الحدود ٣ الديات ٤
الفرائض ٥ النكاح ٦ الطلاق ٧ النوادر ٨ التفسير ٩ العتق
١٠ معرفة رواة الاخبار ١١ المزاح.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محبوب الثقة
برواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه ورواية معاوية بن حكيم عنه والهيثم بن
أبي مسروق وجعفر بن عبيد الله عنه ويونس بن علي العطار عنه ورواية
الحسن بن عبد الملك عنه وزاد الكاظمي ورواية محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عنه وعلي بن مهزيار وموسى بن القاسم والعباس بن معروف عنه.
وبروايته هو عن شهاب بن عبد ربه اه‍ وزاد في رجال أبو علي عن
الفقيه رواية إبراهيم بن هاشم عنه ورواية سهل بن زياد عنه وبروايته هو
عن علي بن أبي حمزة البطائني وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية
عبد الله بن محمد بن عيسى وأحمد بن أبي عبد الله البرقي والحسن بن

(١) لا يخفى انه في الطبعة الأوروبية الحق شئ من ترجمة البرقي سهوا بترجمة الحسن بن محبوب
وكذا في الطبعة المصرية - المؤلف -.
(٢٣٤)

محمد بن سماعة وعمرو بن عثمان وعلي بن الحسن بن فضال وعلي بن
إسماعيل الميثمي ومحمد بن إسماعيل وموسى بن عمر بن يزيد وأحمد بن
الحسين بن عبد الملك الأودي أو الأزدي وأيوب بن نوح والسندي بن الربيع
وابن أبي عمير وصالح بن السندي والحسن بن محمد الابزاري وعلي بن
مرداس وعبد العظيم بن عبد الله الحسني ومحمد بن الحسن وجعفر بن عثمان
والحسن اللؤلؤي وأحمد بن الحسن وعبد الله بن الصلت عنه ورواية ابن
جمهور عن أبيه عنه وانه نقل فيه رواية محمد بن يعقوب عنه في باب مولد
النبي ص من الكافي قال وهو مرسل لأن أكثر ما يروى عن ابن محبوب
يروى بوساطة عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى أو أحمد بن
محمد بن خالد أو علي بن إبراهيم عن أبيه كما يظهر بالتتبع اه‍. وفي
لسان الميزان روى عن جعفر الصادق والحسن بن صالح بن حي
وجعفر بن سالم وحنان بن سدير وصالح بن زرارة وعبادة بن صهيب في
آخرين روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى ومعاوية بن حكيم ويونس بن علي
العطار ومحمد بن سيرين وابن أبي الخطاب وآخرون اه‍.
٥٩٩: السيد حسن ابن السيد محسن بن حسن الأعرجي الكاظمي
توفي في طريق الحج بعد وفاة أبيه السيد محسن وكانت وفاة أبيه سنة
١٢٢٩ وفي الذريعة ١٢٢٧ فليراجع.
وأبوه هو صاحب المحصول المعروف بالمحقق البغدادي الكاظمي أو
المقدس الكاظمي.
قرأ على أبيه حتى بلغ الغاية وكان جامعا بين العلم والعمل وكان
لأبيه ثلاثة أولاد أحدهم هو وثانيهم السيد كاظم المتوفى سنة ١٢٤٦
وثالثهم السيد علي المتوفى في حياة أبيه وقد جعل الله نسل أبيه منه لا من
أخويه فهو والد العالم السيد مهدي والفقيه السيد فضل والهمام السيد محمد
فنسله من هؤلاء الثلاثة كثر الله نسلهم له جامع الجوامع في شرح الشرائع
خرج منه خمسة مجلدات أو أربعة مجلدات من أول الطهارة إلى كتاب الحج.
٦٠٠: الشيخ حسن ابن الشيخ محسن الدجيلي.
١ مما استدركناه على مسودات الكتاب ح ولد في حدود سنة ١٣١٠ في النجف الأشرف وتربى في حجر أبيه
الشيخ محسن الدجيلي وقرأ جملة من العلوم الأدبية والعربية عليه ثم درس
على علماء عصره كالمرحوم الشيخ جعفر الشيخ راضي والشيخ علي ابن
الشيخ باقر الجواهري وميرزا حسين النائيني.
له حاشية على كتاب كفاية الأصول وله منظومة في علم المنطق
على متن التهذيب، من شعره قوله في رثاء الحسين ع
هي النفس رضها بالقناعة والزهد * وقصر خطاها بالوعيد وبالوعد
وجانب بها المرعى الوبيل ترفعا * عن الذل واحملها على منهج الرشد
فما هي الا اية فيك أودعت * لترقى بها أعلى ذرى الحمد والمجد
وما علمت الا يد الله كنهها * وان وصفت بالقول في الجوهر الفرد
ففجر ينابيع العلوم وغذها * من المهد بالعلم الصحيح إلى اللحد
وحب الهداة الغر من آل احمد * هم الأمن في الأخرى من الفزع المردي
هم عصمة اللاجي وهم باب حطة * وهم ابحر الجدوى لمستمطر الرفد
هم سفراء الله بين عباده * ولائهم فرض على الحر والعبد
فأولهم شمس الحقيقة حيدر * وآخرهم بدر الهدى الحجة المهدي
فلا تقبل الاعمال الا بحبهم * وبغض معاديهم على القرب والبعد
وليس لهذا الخلق عن حبهم غنى * كما لا غنى في الفرض عن سورة الحمد
عمى لعيون لا ترى شمس فضلهم * فضلت بليل الجهل عن سنن القصد
تعيب لهم فضلا هو الشمس في الضحى * وكيف تعاب الشمس بالمقل الرمد
ويكفي من التنزيل آية انما * وقل لا لاثبات الولاية والود
وذا خبر الثقلين يكفيك شاهدا * وبرهان حق قامعا شبهة الجحد
رمتهم يد الدهر الخئون بحادث * جسيم الا شلت يد الزمن النكد
وقامت عليهم بعد ما غاب احمد * عصائب غي أظهرت كامن الحقد
وقد نقضت عهد النبي بآله * الهداة وقل الثابتون على العهد
وأعظم خطب زلزل العرش وقعه * وأذهل لب المرضعات عن الولد
غداة ابن هند اظهر الكفر طالبا * بثارات قتلاه ببدر وفي أحد
ورام بان يقضي على دين احمد * ويرجع دين الجاهلية والوأد
فقام الهدى يستنجد السبط فاغتدى * يلبيه في عزم له ماضي الحد
وهب رحيب الصدر في خير فتية * لها النسب الوضاح من شيبة الحمد
يشب على حب الكفاح وليدهم * ولم يبد ريحان العذار على الخد
ولو يرتقي المجد السماكين لارتقوا * اليه بأطراف المثقفة اللد
إذا شبت الحرب العوان تباشروا * وصالوا على أعدائهم صولة الأسد
اسود وغى فيض النجيع خضابهم * وطيبهم نقع الوغى لاشذى الند
كان القنا والمرهفات لديهم * إذا اشتبكت هيفاء مياسة القد
رجال يرون الموت تحت شبا الظبا * ودون ابن بنت الوحي أحلى من الشهد
فراحوا يحبون المواضي بأنفس * صفت فسمت مجدا على كل ذي مجد
وقد أفرغوا فوق الجسوم قلوبهم * دروعا بيوم للقيامة ممتد
ولما قضى حق المكارم والعلا * ببيض المواضي والمطهمة الجرد
وخطوا لهم في جبهة الدهر غرة * من الفخر في يوم من النقع مسود
تهاووا على وجه الصعيد كواكبا * وقد أكلتهم في الوغى قضب الهند
ضحى قبلتهم في النحور وقبلوا * عشيا نحور الحور في جنة الخلد
ولم يبق الا قطب دائرة العلى * يدير رحى الهيجاء كالأسد الورد
وحيدا أحاطت فيه من كل جانب * جحافل لا تحصى بحصر ولا عد
يصول بماضي الشفرتين وعزمه * أحد مضاء من شبا الصارم الهندي
ويطوي به طي السجل كتائبا * يضيق بها صدر الأهاضب والوهد
فدى لك فردا لم يكن لك ناصر * سوى العزم والبتار والسلهب النهد
وقفت لنصر الدين في الطف موقفا * يشيب له الطفل الذي هو في المهد
وأرخصت نفسا لا توازن قيمة * بجملة هذا الكون للواحد الفرد
ترد سيول الجحفل المجر والحشا * لفرط الظما والحر والحرب في وقد
بعضب الشبا ماض كان فرنده * سنا البرق في قط الكتائب وقد
وتحسب في الهامات وقع صليله * بكل كمي دارع زجل الرعد
فيكسو جسوم الدارعين مطارفا * من الضرب حمرا ان تعرى من الغمد
ولما دنا منه القضا شام سيفه * وليس لما قد خطه الله من رد
هوى للثرى نهب الأسنة والظبا * بغلة قلب لم تذق بارد الورد
هوى فهوى ركن الهداية للثرى * وأمسى عماد المجد منفصم العقد

(١) مما استدركناه على مسودات الكتاب " ح ".
(٢٣٥)

وقام عليه الدين يندب صارخا * ويلطم في كلتا يديه على الخد
مخافة ان تدنو اليه عداته * صريعا فعادوا عنه مرتعشي الأيدي
فيا غيرة الاسلام أين حماته * وذي خفرات الوحي مسلوبة البرد
تجول بوادي الطف لم تلف مفزعا * تلوذ به من شدة الضرب والطرد
وتستعطف الأنذال في عبراتها * فتجبه بالله في السب والرد
برغم العلى والدين نهدى أذلة * فمن ظالم وغد إلى ظالم وغد
٦٠١: أبو محمد الحسن بن أبي إبراهيم المحسن بن الحسين الحراني بن عبيد الله بن
محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان يلقب الطبر وكان يحفظ القرآن ويتفقه ويلبس
الصوف ثم خلعه ومال إلى السيف وأخذ حران هو واخوته وجرت لهم
عجائب اه‍.
٦٠٢: الحسن بن محسن الملقب بمصبح الحلي.
توفي سنة ١٣١٠.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا اخذ صنعة الشعر عن الكوازين الشيخ
صالح والشيخ حمادي وعن الشيخ حمادي بن نوح واقام بالنجف يطلب
العلم عشرين سنة ولم يكن يعرف في صباه بقرض الشعر وانما زاوله شيخا
وله ديوان شعر في نحو ستمائة صفحة جمعه بنفسه ونسخه بخطه ومن شعره
يعاتب من يتعاطى الأفيون:
قد كنت آمل ان ألقاك مجتهدا * مسلم الفضل بين العرب والعجم
أعزز علي بان ألقاك مكتسبا * ثوب البطالة عريانا من الهمم
وله:
أصبحت في الدهر لا أستطيع نيل منى * ولا أنست بتشريق وتغريب
يا قاتل الله احداث الزمان فلا * تزال دون بني الأيام تغري بي
وهو أحد الأدباء الذين قرضوا رحلة الحاج محمد حسن كبة البغدادي
إلى الحجاز المنظومة المسماة بالرحلة المسكية وهم خمسة عشر أديبا المترجم
أحدهم.
٦٠٣: الشيخ حسن بن محمد.
كان حيا سنة ١٢٢٢.
عالم فاضل جامع له حاشية على معالم الأصول وله كتاب أنوار
البصائر في عدة علوم من النحو والمنطق والأصول والفقه والدراية والكلام
وغيرها في اثني عشر مجلدا فرع من المجلد الأول الذي هو في الحكمة في
الأمور العامة في أصفهان غرة شوال سنة ١٢٢٢ وجدناها بخطه في مكتبة
الشيخ علي المدرس في طهران سنة ١٣٥٣ وفات المعاصر ذكر أنوار البصائر
في مؤلفات الشيعة.
٦٠٤: الشيخ عز الدين حسن بن شمس الدين محمد بن إبراهيم بن الحسام
العاملي الدمشقي.
في أمل الآمل كان فاضلا فقيها جليلا قرأ على الشيخ فخر الدين
محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي ورأيت له إجازة عامة بخط
الشيخ فخر الدين بن العلامة على ظهر كتاب القواعد لأبيه تاريخها سنة
٧٥٣ وقد اثنى عليه فيها فقال قرأ علي مولانا الشيخ الأعظم الامام المعظم
شيخ الطائفة مولانا الحاج عز الحق والدين الحسن بن الشيخ الامام السعيد
شمس الدين محمد بن إبراهيم بن الحسام الدمشقي اه‍.
٦٠٥: المولى حسن بن محمد بن إبراهيم بن محتشم الأردكاني.
توفي سنة ١٣١٥.
كان أديبا فاضلا وهو أستاذ السيد كاظم اليزدي في الأدبيات له شرح
قصيدة السيد الحميري العينية.
٦٠٦: الشيخ حسن بن محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم الهمذاني السكاكيني
الدمشقي الشهيد
قتل على التشيع بدمشق ١١ أو ٢١ جمادى الأولى ٧٤٤.
في الرياض هو ووالده من أكابر علماء الشيعة وستجئ ترجمة والده
وأما ولده هذا فقد استشهد لأجل تشيعه اه‍ وفي الدرر الكامنة
حسن بن محمد بن أبي بكر السكاكيني كان أبوه فاضلا في عدة علوم متشيعا
من غير غلو وستأتي ترجمته فنشأ ولده هذا غاليا في الرفض فثبت عليه ذلك
عند القاضي شرف الدين المالكي بدمشق فحكم بزندقته وبضرب عنقه
فضربت بسوق الخيل ١١ جمادى الأولى سنة ٧٤٤ اه‍ وفي الرياض بعد
نقل ذلك نسبة القول بغلط جبرائيل وغيره إلى ابن السكاكيني من مفتريات
الشهود عليه تعصبا وعنادا اه‍ وفي المستدركات ان ذلك من مفترياتهم
وأكاذيبهم الشائعة بينهم اه‍ وهكذا كانت تذهب الدماء هدرا بالتعصب
والعداوات وشهادات الزور واحكام القضاة الجائرة لا سيما في دمشق فكم قتل
فيها من مؤمن بالله ورسوله وبكل ما جاء به من عند ربه موال لأهل بيته
معظم لأصحابه منزه لأزواجه لأنه شهد عليه عند القاضي بأمور تبرأ منها
الشيعة ويبرأ منها المشهود عليه فحكم القاضي بإباحة دمه ولم تقبل توبته وان
حكم قاض آخر بقبولها تعصبا وعنادا ومحاداة لله ورسوله وأهل بيته والمطالع
للدرر الكامنة يرى من ذلك الشئ الكثير وما هي الا تاريخ لعصر واحد
وهي المائة الثامنة فما ظنك بباقي العصور وكذا المطالع لغيرها لكنه لم يذكر
فيها الشهيد الأول محمد بن مكي مع أنه في المائة الثامنة.
ومما يدل على كذب هذه الشهادات وان أصحابها انما شهدوا بها بغضا
وعداوة انها تتضمن فيما نقله ابن حجر في ترجمة هذا الرجل قذف أمهات
المؤمنين ونسبة جبرائيل إلى الغلط في الرسالة ولا يوجد بين جميع فرق
الشيعة في جميع الأعصار والأدوار والبلدان والأقطار من يعتقد بشئ من
ذلك وما هو الا محض افتراء على الشيعة كما بيناه في المقدمات ومن نسب
إليهم ذلك فليأتنا بما يدل عليه من كلام واحد منهم ان كان من الصادقين.
والعجب ممن يتولى ساب علي بن أبي طالب على المنابر ومكفره وهو أحد
أعيان الصحابة واحد الخلفاء الأربعة ومن كان يقتل من لا يبرأ منه ومن
دينه ويقول عنه انه كفر كفرة صلعاء وينتحل له الاعذار ويستحل دماء
المسلمين ويحكم بزندقتهم لأجل التشيع ولا شئ أعجب من أن الذين
قذفوا أم المؤمنين عائشة كانوا من الصحابة منهم حسان بن ثابت فلم يحكم
النبي ص بكفرهم ولم يستحل دماءهم بل أقام عليهم حد القاذف بعد ثبوت
براءتها وقبل توبتهم والشيعة تعلن لجميع الملأ انها تعتقد انه لا يجوز أن تكون
زوجة النبي زانية وانه يجب تنزيه جميع أزواج الأنبياء عن ذلك فلا
يقبل منهم وتلصق هذه التهمة بهم ان هذا لعجيب.
(٢٣٦)

٦٠٧: الشيخ حسن بن محمد بن أبي جامع العاملي.
في أمل الآمل كان فاضلا فقيها صالحا صدوقا معاصرا للشهيد
السعيد اه‍.
٦٠٨: الحسن بن محمد بن أبي طلحة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وفي الوسيط
ذكره بعض الأصحاب في رجال الكاظم ع. ٦٠٩: الشيخ سراج الدين حسن بن بهاء الدين محمد بن أبي المجد السرابشنوي.
من تلاميذ العلامة الحلي وجدت له إجازة من شيخه العلامة على
ظهر الخلاصة بخط العلامة بتاريخ غاية جمادى الأولى سنة ٧١٥.
٦١٠: الحسن بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد أبي علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال يكنى أبا
محمد روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ٣٢٣ وما بعدها وكان ينزل
بالرميلة ببغداد وله منه إجازة اه‍ وفي التعليقة كونه شيخ إجازة يشير
إلى الوثاقة اه‍.
٦١١: الحسن بن محمد بن أحمد الحذاء النيسابوري يكنى أبا محمد
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري وله منه إجازة اه‍ وفي التعليقة كونه شيخ إجازة يشير إلى
الوثاقة اه‍
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسن بن محمد المشترك
بين ثقة وغيره ويمكن استعلام انه ابن محمد بن أحمد برواية التلعكبري عنه
والمايز القرينة ومع عدمها فلا إشكال لاشتراكهما في معنى هو عدم التوثيق
اه‍ أقول وعلى ما هو الأرجح من أن شيخية الإجازة تشير إلى الوثاقة
بل كون مشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التوثيق فلا إشكال للاشتراك في
الوثاقة.
٦١٢: الحسن بن محمد بن أحمد الصفار البصري أبو علي.
قال النجاشي شيخ من أصحابنا ثقة روى عن الحسين بن سماعة
ومحمد بن تسنيم و عباد الرواجني ومحمد بن الحسين ومعاوية بن حكيم له
كتاب دلائل خروج القائم ع وملاحم. ما رأيت هذا الكتاب بل
ذكره أصحابنا وليس بمشهور أيضا اه‍ هكذا في رجال النجاشي وفيما
حكاه أصحاب كتب الرجال عن النجاشي روى عن الحسن وفي مشتركات
الطريحي روى عنه الحسن كما يأتي.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف محمد بن أحمد الصفار الثقة برواية
الحسن بن سماعة عنه ورواية محمد بن تسنيم عنه وعباد الرواجني عنه
ومحمد بن الحسن عنه ومعاوية بن حكيم عنه اه‍ هكذا في نسختين
عندي انه برواية هؤلاء عنه والذي مر عن النجاشي انه يروي عن هؤلاء لا
انهم يروون عنه والذي في مشتركات الكاظمي كما في نسختين عندي انه
يعرف بروايته عن هؤلاء وهو الصواب انش.
٦١٣: أبو محمد الحسن الشاعر بن محمد بن أحمد بن محمد بن زيد بن عيسى بن
زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
لا نعلم من أحواله شيئا سوى وصف صاحب عمدة الطالب له
بالشاعر ولعله الذي ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت
المقتصدين بعنوان أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الحسيني
ويشير إلى ذلك وصف صاحب العمدة له بالشاعر ويأتي الحسن بن محمد بن
أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو
محمد العلوي والظاهر أنه غير المترجم وان اشتركا في الكنية لاختلاف الآباء
زيادة ونقصا ولا يمكن الحمل على النسبة إلى الجد الشائعة لان النقصان وقع
في كلام صاحب العمدة وهو نسابة لا يمكن أن يسقط شيئا من الآباء وانما
يمكن ذلك في كلام الرجاليين.
٦١٤: الحسن بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب أبو محمد العلوي.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد بهذه النسبة وهو غير المتقدم قبله
لاختلاف الآباء ووصف المتقدم بالشاعر دون هذا وان اتحدا بالكنية قال
الخطيب: حدث عن حجر بن محمد السامي عن رجاء بن سهل الصنعاني
عن أبي البختري القاضي كتاب مولد علي بن أبي طالب ومنشئه وبدء ايمانه
وتزويجه فاطمة رواه عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وقال كان أسور
اه‍.
٦١٥: الحسن بن محمد بن أحمد بن نجا الأربلي الفيلسوف عز الدين الضرير.
ولد بنصيبين سنة ٥٨٦ وتوفي في شهر ربيع الآخر بدمشق سنة ٦٦٠
عن ٧٤ سنة ودفن بسفح قاسيون.
عن الذهبي أنه قال: كان بارعا في العربية والأدب رأسا في علوم
الأوائل وكان منقطعا في منزله بدمشق يقري المسلمين وأهل الكتاب
والفلاسفة وله حرمة وافرة الا انه كان رافضيا تارك الصلاة قذرا قبيح
الشكل لا يتوقى النجاسات ابتلي مع العمى بقروح وطلوعات وله شعر
خبيث الهجو وكان ذكيا جيد الذهن حسن المحاضرة جيد النظم ولما قدم
القاضي شمس الدين بن خلكان ذهب اليه فلم يحفل به فتركه القاضي
واهمله روى عنه الدمياطي شيئا من شعره وأدبه وتوفي في ربيع الاخر سنة
٦٦٠ ولما قرب خروج الروح تلا ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
ثم قال صدق الله العظيم وكذب ابن سينا ومولده بنصيبين سنة ٥٨٦
اه‍ وذكره الصفدي في نكت الهميان ووصفه بالرافضي الفيلسوف.
وذكره الكتبي في فوات الوفيات ونقلا بعض ما مر عن الذهبي وقالا: وله
حرمة وافرة وكان يهين الرؤساء وأولادهم بالقول وكان مجرما تارك الصلاة
وكان مخلا بالصلوات. فوات يبدو منه ما يشعر بانحلاله وكان يصرح
بتفضيل علي وكان حسن المناظرة والجدال له نظم وهو خبيث الهجو روى
عنه من شعره وأدبه الدمياطي وابن أبي الهيجاء وغيرهما وقال عز الدين بن
أبي الهيجاء لازمت العز الضرير يوم موته فقال هذه البنية قد تحللت
انحلت وما بقي يرجى بقاؤها واشتهي ارزا بلبن فعمل له واكل منه فلما
أحس بشروع خروج الروح منه قال قد خرجت الروح من رجلي ثم قال
قد وصلت إلى صدري فلما أرادت المفارقة بالكلية تلا هذه الآية ألا يعلم
من خلق وهو اللطيف الخبير ثم قال صدق الله العظيم وكذب ابن سينا ثم
مات اه‍ وفي هذه الترجمة من أمور المتناقضة ما لا يكاد يخفى على ذي
(٢٣٧)

بصيرة فان قولهم كان مجرما تارك الصلاة أو مخلا بالصلوات يبدو منه ما
يشعر بانحلاله وقول الذهبي كان لا يتوقى من النجاسات يناقض قوله له
حرمة وافرة وكيف يكون وافر الحرمة إلى حد يهين الرؤساء وأولادهم بالقول
ويحتملون ذلك منه من يكون تارك الصلاة منحل العقيدة لا يتوقى من
النجاسات في بلد اسلامي مثل دمشق ولو كان كذلك لنبذ وهجر ولم تكن له
حرمة وقد بلغ من وفور حرمته ان يزوره القاضي ابن خلكان فلا يحفل به
ويغلب على الظن ان الرجل كان يصلي في خفاء اتقاء على نفسه فنسب إلى
ترك الصلاة وكان ضريرا ربما تصيب بدنه أو ثيابه نجاسة لا يراها فنسب إلى
عدم التوقي من النجاسات ويناقض ذلك أيضا تلاوته الآية عند خروج
روحه وقوله صدق الله العظيم وكذب ابن سينا فإنه صريح في اعتقاده بالله
تعالى وبكتابه وفي تدينه وانه صحيح العقيدة ووصف الذهبي والصفدي له
بالرفض على العادة السيئة المتبعة لتفضيله عليا ع فيه شئ من
النصب. ولكن البلاء قد جاءه من قبل هؤلاء لتفضيله عليا وقذارة الظاهر
لا تضر مع طهارة الباطن وزراءة الشكل ليست شيئا مع جمال الفعل وقبح
المنظر يحتمل مع حسن المختبر وابتلاؤه مع العمى بالقروح والطلوعات لعله
الخير آجل اراده الله به كما ابتلي الأنبياء ع في الدنيا وكما ابتلي
أيوب ع.
شعره
قال الصفدي أنشدني العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال
أنشدني الشيخ علاء علي بن خطاب الباجي قال أنشدني لنفسه عز الدين
حسن الضرير الأربلي دو بيت:
لو كان لي الصبر من الأنصار * ما كان عليك هتكت أستاري
ما ضرك يا أسمر لو بت لنا * في دهرك ليلة من السمار
وبالسند المذكور له دو بيت:
لو ينصرني على هواه صبري * ما كنت ألذ فيه هتك الستر
حرمت على السمع سوى ذكرهم * ما لي سمر سوى حديث السمر
ومن شعره دو بيت:
ان اجف تكلفا وفى لي طبعا * أو خنت عهوده عهودي يرعى
يبغي لي في ذاك دوام الأسر * هذا ضرر تحسبه لي نفعا
ومن شعره:
فهم ليسعى بيننا بالتباعد * توهم واشينا بليل مزارنا
فعانقته حتى اتحدنا تلازما * فلما اتانا ما رأى غير واحد
قال الكتبي: قال القاضي كمال الدين بن العديم لما اسمع هذين
البيتين: مسكه مسكة أعمى، وقال الصفدي: لأنه امسكه امساكة
أعمى. ومن شعره:
ذهبت بشاشة ما عهدت من الجوى * وتغيرت أحواله وتنكرا
وسلوت حتى لو سرى من نحوكم * طيف لما حياه طيفي في الكرى
ومنه:
قم يا نديم إلى الإبريق والقدح * هات الثلاث وسل ما شئت واقترح
وغن ان غادرتني الكاس مطرحا * وأنت يا صاح صاح غير مطرح
عليك سقي ثلاث غير مازجها * وما عليك إذا مني ومن قدحي
اني لأفهم في الأوتار ترجمة * ما ليس يفهمه النساك في السبح
قال الصفدي الرابع مضمن. ومن شعره في العماد بن أبي زهران:
تعمم بالظرف من ظرفه * وقام خطيبا لندامنه
قال السلام على من... * و... و... لاخوانه
فردوا جميعا عليه السلام * وكل يترجم عن شانه
وقال يجوز التداوي بها * وكل عليل بأشجانه
فأفتى بحل... و... * فقيه الزمان ابن زهرانه
وقال فيه وكان لقبه شجاع الدين فنقل إلى عماد
شجاع الدين عمدتا * فهلا كنت شمستا
خطيبا قمت سكرانا * وبالزكرة عممتا
وقوله:
وكاعب قالت لأترابها * يا قوم ما أعجب هذا الضرير
هل تعشق العينان ما لا ترى * فقلت والدمع بعيني غزير
ان كان طرفي لا يرى شخصها * فإنها قد صورت في الضمير
وقوله:
قالوا عشقت وأنت أعمى * ظبيا كحيل الطرف المى
وحلاه ما عاينتها * فنقول قد شغفتك وهما
وخياله بك في المنام * فما أطاف ولا ألما
من أين ارسل للفؤاد * ولا تراه العين سهما
فأجبت اني موسوي * الشق انصاتا وفهما
اهوى بجارحة السما * ع ولا أرى ذات المسمى
قال الكتبي وشعر العز الأربلي كله جيد اه‍.
٦١٦: أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم ع.
ذكره صاحب عمدة الطالب ولا نعلم من أحواله شيئا وكان له ولد
كان قاضي المدينة ونقيبها في عمدة الطالب فمن ولد الحسن بن محمد بن
أحمد بن هارون. ابن الحسن قاضي المدينة ونقيبها اه‍ هكذا في النسخة
المطبوعة فيجوز ان يكون اسمه سقط من النسخة وهو فلان ابن الحسن
ويجوز ان يكون اسمه الحسن وابن زائدة على كل حال فقد أصبح اسمه
مجهولا.
٦١٧: الحسن بن محمد بن أخي محمد بن رجاء الخياط.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
٦١٨: الحسن بن محمد الأسترآبادي
يأتي بعنوان الحسن بن محمد الأسترآبادي.
٦١٩: المولى تاج الدين حسن بن غياث الدين محمد الأسترآبادي الجرجاني.
كان حيا سنة ٩٣٥.
عالم فاضل يروي عنه إجازة المولى شاه علي بن شمس الدين محمد
اليزدي وتاريخ الإجازة ٩٣٥.
٦٢٠: السيد ركن الدين حسن بن محمد الأسترآبادي الحسني.
توفي سنة ٧١٧.
(٢٣٨)

عالم فاضل نحوي في كشف الظنون صنف ثلاثة شروح على الكافية
كبير وهو المسمى بالبسيط ومتوسط وهو المسمى بالوافية وهو المتداول
وصغير. وعلى المتوسط حاشية للسيد المحقق الشريف علي بن محمد
الجرجاني ولم يكملها فكملها ولده محمد وحاشية أخرى لمحمد بن عبد الله
المريني ولسراج الدين محمد بن عمر الحلبي المتوفي في أوائل سلطنة السلطان
محمد الفاتح وشرح إسماعيل بن علي ابيات شواهد المتوسط وسماه كشف
الوافية اه‍.
٦٢١: الحسن بن محمد الأسدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٦٢٢: الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس مولى جعفر المتوكل
المعروف بابن الحمامي البزار أو البزاز.
ولد في شوال سنة ٣٥٩ وتوفي ليلة الأربعاء ٣ ذي القعدة سنة
٤٣٩.
اختلاف النسخ في لقبه
ففي بعضها البزار وفي أخرى البزاز والبزار بفتح الباء الموحدة
والزاي المشددة بعدها ألف وراء. في انساب السمعاني هذا اسم لمن يخرج
الدهن من البزور أو يبيعه اه‍ والبزاز بالزاي قبل الألف وبعدها في
انساب السمعاني من يبيع البز وهو الثياب اه‍ وأشناس في الرياض
المشهور انه بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة ونون وألف وسين مهملة
لكن وجدت بخط بعض الأفاضل في صحيفة المترجم لفظ أشناس مضبوطا
بفتح الهمزة اه‍ أقول لا يبعد كونه بفتح الهمزة لأن الظاهر أنه
مأخوذ من لفظ فارسي بمعنى المعرفة.
الاختلاف في التعبير عنه
هذا الشيخ تختلف العبارة عنه كثيرا فتارة يترجم كما ذكرناه وهو أتم
ما يقال في ترجمته وهو المذكور في الاقبال لابن طاوس وفي صدر الصحيفة
الكاملة وتارة يقال الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس وأخرى
الحسن بن إسماعيل بن أشناس وثالثة الحسن بن أشناس ورابعة الحسن بن
إسماعيل المعروف بابن الحمامي وغير ذلك والجميع واحد والنسبة إلى الجد
متعارفة فالتراجم المذكورة كلها صحيحة. وفي الرياض بعد ما ترجمه كما يأتي
عنه قال قد يعبر عن هذا الشيخ بالحسن بن إسماعيل بن أشناس
وبالحسن بن أشناس وبالحسن بن محمد بن أشناس والمقصود في الكل واحد
فلا تظنن التعدد اه‍ ولكن صاحب أمل الآمل ترجمه الحسن بن علي بن
أشناس والظاهر أنه تحريف صوابه أبو علي الحسن بن أشناس. وفي
الرياض وقع في صدر اسناد بعض النسخ المنسوبة اليه هكذا أخبرنا أبو
الحسن محمد بن إسماعيل ابن أشناس البزاز قراءة عليه فاقر به قال أخبرنا
أبو المفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الشيباني الخ ويقال ان
الصواب أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل ولكن الحق انه والد المترجم
اه‍ وفي الرياض أيضا وقع في عبارة المزار الكبير لمحمد بن المشهدي
هكذا عن الشيخ الطوسي عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن أشناس
البزاز عن محمد بن أحمد بن يحيى القمي عن محمد بن علي بن رنجوبه
القمي عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري. قال قال أبو علي
الحسن بن أشناس وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ان أبا
جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري اخبره الخ ولا يبعد كون عن
بعد إسماعيل تصحيف ابن وعلى هذا فهو والد المترجم ثم الظاهر أن في
الكلام سقطا آخر ولا يعلم أن فاعل قال الأول من هو اه‍ أقول
الظاهر أنه ابن المشهدي قال وفي موضع منه هكذا قال أبو علي الحسن بن
أشناس وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي الخ.
أقوال العلماء فيه
هو من علماء أصحابنا المشهورين ومصنفيهم من مشايخ الشيخ
الطوسي ويروي عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني وقد صدر به
بعض اسناد الصحيفة الكاملة ولهذا تنسب إليه نسخة من الصحيفة الكاملة
لأنه يرويها عن أبي المفضل مما دل على اعتناء العلماء بشأنه وكفى في جلالته
ان يكون من مشايخ الشيخ الطوسي وذكره ابن طاووس في الاقبال كثيرا
ووقع المترجم في سند رواية كتاب مقتضب الأثر فان أبا محمد عبد الله بن
جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد العياشي الدوريستي
يروي الكتاب المذكور عن جده محمد بن موسى عن جده جعفر بن محمد
عن الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن عياش بن إبراهيم بن أيوب
الجوهري. وفي الرياض الشيخ أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن
محمد بن أشناس البزار الفقيه المحدث الجليل المعروف بابن أشناس وتارة
بابن أشناس البزار كان من اجلاء هذه الطائفة ومن المعاصرين للشيخ
الطوسي ونظرائه بل يروي عنه الشيخ الطوسي وابن أشناس هذا هو
الراوي للصحيفة الكاملة بنسخة مخالفة للصحيفة المشهورة في بعض
العبارات وفي الترتيب وفي عدد الأدعية ونحو ذلك وصحيفته بخطه موجودة
الآن عند بعض الأعاظم ورأيت نسخة عتيقة من صحيفته في بلدة أدرنة من
بلاد الروم وأخرى بتبريز وأظن أنها كتبت في حوالي عصره وهو في درجة
الشيخ الصدوق أبي منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري المعدل
الذي يروي أيضا عن أبي المفضل الشيباني على ما في سند نسخ الصحيفة
المشهورة وقال ابن إدريس في بحث ميراث المجوس من كتاب السرائر ان
أصل كتاب إسماعيل بن أبي زياد السكوني العامي عندي بخطي كتبته من
خط ابن أشناس البزار وقد قرئ على شيخنا أبي جعفر وعليه خطه إجازة
وسماعا لولده أبي علي ولجماعة رجال غيره اه‍ وفي أمل الآمل
الحسن بن علي بن أشناس كان عالما فاضلا وثقه السيد علي بن طاووس في
بعض مؤلفاته اه‍ ولم يذكر غيره ان اسمه الحسن بن علي بل كلهم قالوا إن
اسمه الحسن بن محمد فيوشك ان يكون الصواب أبو علي الحسن بن
أشناس كما مر مع أنه قد ذكره في كتابه اثبات الهداة بالنصوص والمعجزات
بعنوان الحسن بن إسماعيل بن أشناس وذكر صاحب الآمل أيضا ترجمة
بعنوان أبو علي الحسن بن إسماعيل المعروف بابن الحمامي وقال فاضل
جليل عده العلامة في اجازته من مشايخ الشيخ الطوسي ولم يستبعد صاحب
الرياض ان يكون هو المترجم وأقول بل هو المترجم بغير شك لما ستعرف
من تصريح الخطيب بأنه يعرف بابن الحمامي وصاحب الآمل لما كان يأخذ
كثيرا من التراجم من الإجازات اشتبه عليه الحال فظن أن ابن الحمامي
الذي اخذه من إجازة العلامة غير ابن أشناس البزار فذكر لهما ترجمتين وهما
واحد وجعله في الترجمة الثانية ابن علي وهو ابن محمد. وفي تاريخ بغداد
الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس مولى جعفر المتوكل ويكنى أبا علي
ويعرف بابن الحمامي البزار سمع الحسن بن محمد بن عبيد العسكري
وعمر بن محمد بن سنبك وعبيد الله بن محمد بن عابد الخلال وأبا الحسن بن
(٢٣٩)

لؤلؤ وخلقا من هذه الطبقة كتبت عنه شيئا يسيرا وكان سماعه صحيحا الا
انه كان رافضيا خبيث المذهب وكان له مجلس في داره بالكرخ يحضره ويقرأ
عليهم مثالب الصحابة والطعن على السلف وسألته عن مولده فقال في شوال
سنة ٣٥٩ ومات ليلة الأربعاء ٣ ذي القعدة سنة ٤٣٩ ودفن صبيحة تلك
الليلة في مقبرة باب الكناس اه‍ وذكره الذهبي في ميزانه فقال الحسن بن
محمد بن أشناس المتوكلي الحمامي يروي عن عمر بن سنبك ثم ذكر بعض
ما قاله الخطيب. والذم بحب أهل البيت وتفضيلهم ورفض عدوهم لا
يعود الا على قائله وفي نسخة الميزان المطبوعة شئ الحق بترجمته ليس هو
منها ولم ينقلها صاحب لسان الميزان.
مشايخه
١ أبو المفضل الشيباني ٢ أحمد بن محمد بن عبد الله بن
الحسين بن عياش الجوهري ٣ أبو محمد عبد الله بن محمد الدعلجي ٤
الشيخ المفيد في أمل الآمل انه يروي عنه ٥ الحسن بن محمد بن عبيد
العسكري ٦ عمر بن محمد بن سنبك ٧ عبيد الله بن محمد بن عابد
الخلال ٨ أبو الحسن بن لؤلؤ.
تلاميذه
١ الشيخ الطوسي ٢ جعفر بن محمد بن أحمد العياشي الدوريستي
٣ الخطيب البغدادي صاحب تاريخ بغداد.
مؤلفاته
١ كتاب عمل ذي الحجة ذكره ابن طاووس في الاقبال وينقل عنه
في الاقبال كثيرا وقال إنه وجد نسخة عتيقة منه بخط مصنفه تاريخها سنة
٤٣٧ وقال في عمل المباهلة انه من أصل كتاب الحسن بن إسماعيل بن
أشناس يعني نسخة أصل الكتاب الذي بخط المؤلف التي كانت عنده وليس
المراد من الأصل المعنى الاصطلاحي وكذلك ذكر عند الكلام على عيد
الغدير ٢ الكفاية في العبادات ٣ كتاب الاعتقادات ٤ كتاب الرد على
الزيدية ذكر هذه الثلاثة الأخيرة صاحب أمل الآمل.
٦٢٣: السيد حسن ابن السيد محمد بن إسماعيل الموسوي الساروي.
توفي حدود ١٣٥١ عالم فاضل له كتاب التحفة الغروية في الفوائد
القرآنية تجويد فارسي.
٦٢٤: الحسن بن محمد بن أشناس.
مضى بعنوان الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس.
٦٢٥: تاج الدين الحسن بن شرف الدين محمد الأصفهاني الفلاورجاني المعروف
بملا تاجا.
توفي سنة ١٠٨٥.
والفلاورجاني نسبة إلى فلاورجان من قرى أصبهان.
أقوال العلماء فيه
كان عالما فاضلا مؤلفا وهو والد الفاضل الهندي صاحب كشف اللثام
يروي عنه ولده المذكور ويروي هو عن المولى حسن علي التستري عن أبيه
المولى عبد الله التستري وحكى صاحب روضات الجنات في ترجمة ولده
الفاضل الهندي محمد بن الحسن عن إجازة السيد ناصر الدين أحمد بن
محمد بن روح الأمين الحسيني المختاري للميرزا إبراهيم القاضي الأصفهاني
وقد ذكر فيها ان الفاضل الهندي محمد بن الحسن يروي عن والده العلامة
تاج أرباب العمامة وقال صاحب الروضات أيضا رأيت في آخر إجازة للسيد
حسين ابن السيد حيدر العاملي الكركي ما صورته وأجزت له وفقه الله ان
يروي عني حديث قاضي الجن فاني رويته بطرق متعددة منها ما حدثني به
المولى الجليل الفاضل النبيل مولانا تاج الدين حسن بن شرف الدين
الفلاورجاني الأصفهاني قال حدثنا المولى الفاضل المحقق مولانا جمال الدين
محمود الشيرازي عن جلال الدين محمد بن أسعد الدواني الشيرازي الخ
اه‍ قال والمراد بتاج الدين حسن هو المترجم.
مشايخه
١ المولى حسن علي التستري ٢ جمال الدين محمود الشيرازي.
تلاميذه
١ محمد بن الحسن الفاضل الهندي ٢ السيد حسين ابن السيد
حيدر العاملي الكركي.
مؤلفاته
له من المؤلفات ١ البحر المواج في تفسير القرآن فارسي كثير الفائدة
قاله صاحب الروضات ٢ رسالة في زوجتي عثمان ٣ شرح على
الكافية.
٦٢٦: السيد حسن ابن السيد محمد الأمين ابن السيد علي ابن السيد محمد الأمين
ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد احمد ابن السيد
إبراهيم الحسيني العاملي ابن عم المؤلف.
توفي في حدود سنة ١٢٩١.
كان عالما فاضلا كاملا مهذبا خير أولاد أبيه علما وفضلا ونجابة ونبلا
وصلاحا وتقى احضر له أبوه الشيخ جعفر آل مغنية فعلمه علم العربية
والبيان وغيرهما ولو بقي لكان خليفة أبيه رأيته وانا في سن الطفولة أمه
الحاجة سكنة بنت الحاج حسن شيث كانت من فضليات النساء ولد لها من
عمنا المذكور السيد مرتضى والسيد رضا والسيد حسن صاحب الترجمة
وكلهم ماتوا في حياتها وحياة أبيهم وكانت وفاة السيد حسن محزنة جدا
خطب له أبوه كريمة الشيخ الفقيه الشيخ محمد علي عز الدين وليلة زفافه توفي
فجأة قبل ان يدخل بها وسافرت أمه بعد وفاة بعلها وأولادها إلى العراق
مرتين زارت في الأولى مشهد الرضا ع وفي الثانية جاورت في
النجف الأشرف حتى توفيت وجاورتنا هناك مدة طويلة فكانت تقضي
نهارها صائمة وأكثر ليلها قائمة تدعو وتصلي وتتضرع وتبكي إلى الفجر
فتذهب إلى الحضرة الشريفة وتعود عند الضحى ثم تذهب بعد الظهر إلى
الحضرة المشرفة فتبقى حتى تصلي المغرب والعشاء فتعود وتفطر وتنام شيئا
من الليل وتقوم قبل الفجر فتصلي النوافل وتدعو وتتضرع وتبكي إلى الفجر
كان هذا دابها في جميع السنة حتى أنها كانت تصوم أشهر الصيف كلها فضلا
عن غيرها حتى لحقت بربها ودفنت في جوار أبي السبطين ص
وكانت لا تفوتها الزيارات المخصوصة في كربلاء مهما تمكنت ولا تنسى بعلها
وأولادها من الصدقات والخيرات في ليالي القدر من شهر رمضان بقدر
(٢٤٠)

استطاعتها رحمها الله تعالى رحمة واسعة.
٦٢٧: السيد حسن ابن السيد محمد الأمين ابن السيد أبي الحسن موسى بن
حيدر بن أحمد بن إبراهيم الحسيني العاملي نزيل قم عم والد المؤلف.
كان من فحول العلماء المجتهدين وأعاظم الفضلاء المبرزين سافر مع
أخيه جدنا السيد علي بن محمد الأمين من جبل عاملة إلى العراق وقرأ في
النجف على صاحب مفتاح الكرامة والسيد علي صاحب الرياض والفقيه
الشيخ جعفر النجفي والمحقق الشيخ أسد الله التستري ويمكن ان يكونا
حضرا درس بحر العلوم الطباطبائي ثم رجع اخوه جدنا إلى جبل عاملة
وسافر هو إلى بلاد إيران فسكن سلطاناباد مدة ثم غادرها إلى قم واستوطنها
وتوفي فيها وصار له فيها جاه عظيم وقبول زائد ودرس فيها وأفاد وله
كرامات يتناقلها أهل تلك البلاد وتزوج هناك وولد له بقم السيد حسين
وبنت توفيت بالنجف رأيتها وهي عجوز كبيرة لا تعرف كلمة من العربية
وتوفيت ونحن بالنجف وتوفي ولده السيد حسين بقم. ورأيت بقم سنة
١٣٥٣ سيدين أخوين عالمين فاضلين تقيين نجيبين يؤمان في بعض مساجد
قم ذكرا لي ان أمهما من ذرية المترجم وذكرا لي من أحواله أمورا غابت عن
ذاكرتي وولد للسيد حسين ابن المترجم السيد مرتضى وبنت واحدة هي
زوجة الشيخ عبد النبي الإيرواني تسكن النجف الآن جاءت مع أخيها
السيد مرتضى إلى النجف وتوفي أخوها بالنجف حدود ١٣٠٠ وتأتي ترجمته
في بابها انش.
٦٢٨: الحسن بن محمد بن بابا القمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي والعسكري ع
وقال إنه غال وروى الكشي فيه ذما كثيرا يخرجه عن الدين فهو ليس من
شرط كتابنا وذكرناه لذكر أصحابنا الرجاليين له الذين ذكروه لبيان عدم
قبول روايته. وظاهر منهج المقال وغيره ان بابا بالموحدتين حيث ذكروه
بين الحسن بن محمد الأسدي والحسن بن محمد بن جهور ولكن ابن داود
قال الحسن بن محمد بن بابا بالمثناتين تحت.
٦٢٩: الميرزا حسن بن محمد باقر الأصفهاني نزيل طهران الملقب بصفي علي الشاه
نعمة اللهي.
ولد سنة ١٢٥١ وتوفي في طهران في حدود سنة ١٣١٦
كان عالما فاضلا مؤلفا له ١ تفسير صفي علي شاه فارسي منظوم
مطبوع ٢ اثبات النبوة الخاصة مطبوع ذكر تصانيفه في أوله ولم نطلع عليه
لنذكرها كلها.
٦٣٠: السيد جمال الدين الحسن بن محمد باقر بن عبد المطلب الحسيني العلوي
العريضي البشروي الخراساني المولد الكربلائي السكن.
كان حيا سنة ١٢٤٧
عالم فاضل مؤلف له كتاب أصول جوامع العلم وهي الأربعة الواردة
في الحديث المروي في الكافي ١ معرفة الرب ٢ معرفة النفس ٣ معرفة
الاحكام ٤ معرفة ما يخرجك عن الدين من الشرك وسائر الصفات
والاخلاق الرذيلة ويطلق عليه جوامع العلم أيضا ألفه سنة ١٢٤٠ وله
الفوائد الحائرية في فقه الامامية وهي شرح على الباب الثالث من كتاب
أصول جوامع العلم المذكور وقد وقف نسخة الشرح على أولاده سنة ١٢٤٧
والمترجم هو الذي كتب الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي في جوابه
رسالة العلم المطبوعة ضمن جوامع الكلم ووصفه فيها بقوله سيدنا السيد
حسن الخراساني.
٦٣١: الشيخ حسن بن محمد باقر القره باغي.
عالم فاضل من قدماء تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له تجويد
القرآن وله عدة رسائل توجد بخطه لم تصلنا أسماؤها فرع من بعضها سنة
١٢٦٠.
٦٣٢: السيد حسن ابن السيد محمد باقر ابن الميرزا مهدي ابن السيد محمد باقر
الموسوي الحائري.
كان عالما فاضلا مؤلفا من تلاميذ الملا كاظم الخراساني له شرح
اللمعة وله تقرير بحث أستاذه المذكور في تمام الأصول وأكثر مباحث الفقه.
٦٣٣: الحسن بن محمد بن بندار القمي.
في رجال أبو علي: في المجمع في ترجمة محمد بن أورمة هكذا قد
حدثني الحسن بن محمد بن بندار القمي رحمه الله وناهيك مدحا استناد ابن
الغضائري إلى قوله وترجمه عليه قال وظهر من النجاشي انه من الشيوخ
المعتبرين من بلدة قم اه‍ قال أبو علي والظاهر أنه والد الحسين بن
الحسن بن بندار الآتي اه‍ ولا يخفى اضطراب هذه العبارة فإنه لم يبين
من الذي قال قد حدثني الخ وسوقها يدل على أن قائلها ابن الغضائري
وليس لها اثر في ترجمة ابن أورمة فلينظر ذلك.
٦٣٤: السيد حسن ابن السيد محمد تقي ابن السيد رضا ابن السيد مهدي بحر
العلوم.
توفي عام الطاعون سنة ١٢٩٨ عالم فاضل مصنف.
تنبيه
٦٣٥: أبو محمد أو أبو جعفر الحسن بن محمد بن جعفر التميمي النحوي المعروف
بابن النجار.
ترجمه صاحب رياض العلماء ولا وجود له.
في رياض العلماء أبو محمد الحسن بن محمد بن جعفر التميمي
النحوي من كبار مشايخ المفيد كما يظهر من ارشاد المفيد يروي عن
هشام بن يونس النهشلي ولم أجدهما في كتب رجال الأصحاب لكن قد نسب
السيد عبد الكريم بن طاوس في كتاب فرحة الغري اليه كتاب تاريخ الكوفة
وينقل عن كتابه هذا أنه قال أخبرنا أبو بكر الدارمي عن إسحاق بن يحيى
عن أحمد بن صبيح عن صفوان عن الصادق ع اه‍ وعبارة
فرحة الغري كما في الذريعة هكذا ذكر أبو جعفر الحسن بن محمد بن جعفر
التميمي المعروف بابن النجار في كتابه تاريخ الكوفة وهو الكتاب الموصوف
بالمنصف قال أخبرنا أبو بكر الدارمي الخ اه‍ ولكن الموجود في ارشاد
المفيد أخبرني أبو الحسن محمد بن جعفر التميمي النحوي قال حدثني
محمد بن القاسم المحاربي البزاز حدثنا هشام بن يونس النهشلي الخ وفي هذا
مخالفة لما في الرياض من وجهين أحدهما ان الراوي عنه المفيد هو
محمد بن جعفر لا ابنه الحسن ثانيهما ان الراوي عن هشام بن يونس هو
محمد بن القاسم لا محمد بن جعفر ولا ابنه الحسن ويبدو من ذلك ان نسخة
فرحة الغري التي اعتمد عليها صاحب الرياض كانت مغلوطة وكذلك
نسخة الارشاد وانه وضع فيها أبو محمد الحسن بن محمد بن جعفر بدل أبو
الحسن محمد بن جعفر أولا لما وجدناه في الارشاد كما عرفت ثانيا
عدم ذكر الحسن بن محمد بن جعفر المعروف بابن النجار في كتب الرجال
(٢٤١)

ثالثا ان أبا بكر الدارمي هو أحمد بن محمد السري المعروف بابن أبي
دارم والمكنى بأبي بكر الكوفي الذي اجازه التلعكبري سنة ٣٣٠ كما مر في
ترجمته فهو معاصر للتلعكبري المتوفي سنة ٣٨٥ وإذا كان الحسن راويا عن
الدارمي فهو في ذلك العصر أيضا والحال ان أباه من مشايخ الناشي المتوفى
سنة ٤٥٠ فالابن اما معاصر لتلميذ أبيه أو متأخر عنه مع أن الابن المعاصر
للتلعكبري متقدم على النجاشي تلميذ أبيه بكثير وإذا كان الحسن من مشايخ
المفيد المتوفى سنة ٤١٣ فكيف يكون أبوه من مشايخ النجاشي المتوفى سنة
٤٥٠ رابعا ان المعروف بابن النجار في تلك الطبقة هو ابن الحسن
محمد بن جعفر بن محمد التميمي النحوي الكوفي المتوفى سنة ٤٠٢ وهو
المذكور ترجمته في كتب الرجال والمذكور ان له تاريخ الكوفة كما يأتي في
ترجمته فيغلب على الظن ان الحسن بن محمد المنسوب اليه تاريخ الكوفة
الموصوف بالمنصف لا وجود له وان الكتاب المذكور هو لمحمد بن جعفر لا له
وانه هو الراوي عنه المفيد وهو شيخ النجاشي وفي الرياض رأيت
المنصف بأردبيل ولعل مؤلفه ابن النجار العامي المشهور.
٦٣٦: قوام الدين الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن أبي سعد بن
الطراح الشيباني الصاحب.
ولد في ربيع الأول ٦٥٥ وتوفي في المحرم ٧٢٠ أو ٧٣٥.
في الدرر الكامنة: كان له أخ اسمه فخر الدين المظفر له وجاهة عند
التتار وكان اي الحسن ينوب عن السلطنة في بعض العراق وراسله
الأشرف خليل وارسل له توقيعا وخاتما وعلما وتقرر الحال انه إذا دخل
السلطان ارض العراق يقدم عليه لحينه فلم يتفق للأشرف دخول العراق ثم
قدم قوام الدين في أيام سلار والجاشنكير واحضر معه التوقيع والعلم والخاتم
فأكرم مورده وقرر له على الصالح بدمشق راتب ثم قدم القاهرة فذكر أبو
حيان انه اجتمع به واخبره انه أول من تشيع من أهل بيتهم قال ولم يكن
غاليا في ذلك وكان ظريفا كريم العشرة وله معرفة بالنحو واللغة والنجوم
والحساب والأدب وله إغفال الاصلاح على ابن السكيت وفات المعاصر
ذكره في مصنفات الشيعة ومن نظمه قوله:
غدير دمعي في الخد يطرد * ونار وجدي في القلب تتقد
ومهجتي في هواك اتلفها الشوق * وقلبي أودى به الكمد
وعدك لا ينقضي له أمد * ولا لليل المطال منك غد
ولما طرق غازان الشام رجع معه إلى العراق وكانت وفاته بها سنة
٧٢٠ اه‍. وفي فوات الوفيات للكتبي: الحسن بن محمد بن جعفر بن
عبد الكريم بن أبي سعد الصاحب قوام الدين بن الطراح قال أثير الدين هو
من بيت رياسة وحشمة وعلم وحديث وله معرفة بنحو ولغة ونجوم وحساب
وأدب وغير ذلك وكان فيه تشيع يسير وكان حسن الصحبة والمجاورة وكان
لأخيه فخر الدين المظفر بن محمد تقدم عند التتار قدم علينا قوام الدين إلى
القاهرة ثم سافر إلى الشام ثم كر منها راجعا إلى العراق مع غازان وكنت
سألته ان يوجه لي شيئا من اخباره وشيئا من شعره فوجه إلي بذلك وكتب لي
من شعره بخطه غدير دمعي في الخد يطرد الأبيات السابقة قال ومنه
أيضا:
لقد جمعت في وجهه لمحبه * بدائع لم يجمعن في الشمس والبدر
حباب وخمر في عقيق ونرجس * وآس وريحان وليل على فجر
قال وكتب إلي أخي أبو محمد المظفر يعاتبني على امتناعي عنه وهو
الذي رباني وكفلني بعد الوالد فقال:
لو كنت يا ابن أخي حفظت اخائي * ما طبت نفسا ساعة بجفائي
وحفظني حفظ الخليل خليله * ورعيت لي عهدي وحسن وفائي
خلفتني قلق المضاجع ساهرا * أرعى الدجى وكواكب الجوزاء
ما كان ظني ان تحاول هجرتي * أو ان يكون البعد منك جزائي
فكتب اليه الجواب:
ان غبت عنك فان ودي حاضر * رهن بمحض محبتي وولائي
ما غبت عنك لهجرة تعتدها * ذنبا علي ولا لضعف وفائي
لكنني لما رأيت يد النوى * ترمي الجميع بفرقة وتنائي
أشفقت من نظر الحسود لوصلنا * فحجبته عن أعين الرقباء
٦٣٧: الحسن بن محمد العقيقي بن جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين
الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
قتل سنة ٢٦٦
في عمدة الطالب أعقب جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين
الأصغر من ثلاثة رجال أحدهم محمد العقيقي يقال لولده العقيقيون ثم قال
ومنهم الحسن بن محمد العقيقي وهو ابن خالة الداعي الكبير الحسن بن زيد
الحسني أمه بنت أبي صعارة الحسين بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسين
الأصغر وكان الداعي قد ولاه سارية فلبس السواد وخطب للخراسانية وأمنه
بعد ذلك ثم اخذه بعد ذلك وضرب عنقه صبرا على باب جرجان ودفنه في
مقابر اليهود بسارية اه‍ وهكذا يكون جزاء من كفر النعمة ووالى العدو
وعادى الولي ولكن الطبري في تاريخه وتبعه ابن الأثير قال خلاف ذلك فإنه
قال في حوادث سنة ٢٦٦ فيها دعا الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن
حسين الأصغر العقيقي أهل طبرستان إلى البيعة له وذلك أن الحسن بن زيد
عند شخوصه إلى جرجان كان استخلفه بسارية فلما كان من امر الخجستاني
وامر الحسن ما كان بجرجان وهرب الحسن منها اظهر العقيقي بسارية ان
الحسن قد أسر ودعا من قبله إلى بيعته فبايعه قوم ووافاه الحسن بن زيد
فحاربه ثم احتال له الحسن حتى ظفر به فقتله اه‍ وفي تاريخي طبرستان
وروياران ان السيد حسن العقيقي نائب الداعي الكبير في ساري كان قد
دعا أهلها إلى بيعته فخاف من الداعي واتفق مع قارن ملك الجبال
الاصفهبد فجاء محمد بن زيد الداعي الصغير أخو الداعي الكبير من
كركان وحارب العقيقي إلى أن قبض عليه وقيده وصفده وأرسله إلى الداعي
الحسن بن زيد إلى آمل فتشفع فيه أكابر سادات آمل فلم يشفعهم وامر
بضرب عنقه وان يلقى في سرداب ويسد بابه اه‍.
٦٣٨: الحسن بن محمد بن جمهور العمي أبو محمد.
قال النجاشي بصري ثقة في نفسه ينسب إلى بني العم من تميم يروي
عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ذكر أصحابنا ذلك وقالوا كان أوثق من أبيه
وأصلح له كتاب الواحدة أخبرنا أحمد بن عبد الواحد وغيره عن أبي طالب
الأنباري عن الحسن بالواحدة اه‍ وربما يوجد في بعض النسخ الحسين
بدل الحسن لكن في أكثر النسخ الحسن بن محمد بن جوهر القمي له كتاب
الواحدة اه‍ فأبدل جمهور بجوهر والعمي بالقمي وكأنه تصحيف وفي
ارشاد المفيد روى أبو محمد الحسن بن محمد بن جمهور قال قرأت على أبي

(١) مقتضى ما مر انه اخوه لا ابن أخيه.
(٢٤٢)

عثمان المازني بعث النبي براية منصورة الأبيات المتقدمة في الجزء الثالث
من هذا الكتاب ومنه يعلم أن المازني من مشايخه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محمد بن جمهور
برواية أبي طالب الأنباري عنه اه‍ وعن جامع الرواة انه نقل رواية
محمد بن همام عنه في التهذيب.
٦٣٩: الشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقي.
في الرياض شيخ جليل كبير يروي عنه القطب الراوندي وهو يروي
عن الشيخ جعفر بن محمد بن العباس الدوريستي عن أبيه عن الصدوق
وكذا يظهر من كتاب قصص الأنبياء للقطب المذكور ولم أقف له على مؤلف
والحديقي لعله بالحاء المهلة المفتوحة اه‍.
٦٤٠: الشيخ موفق الدين الحسن بن محمد بن الحسن المدعو خواجة أبي.
الساكن بقرية راشدة سنست من الري وبها توفي ودفن.
في فهرس منتجب الدين فقيه صالح ثقة قرأ على المفيد أميركا ابن أبي
اللجيم اه‍.
٦٤١: المولى كمال الدين أو جمال الدين حسن ابن المولى شمس الدين محمد بن
الحسن الأسترآبادي المولد النجفي المسكن.
أقوال العلماء فيه
كان حيا سنة ٨٩١.
ذكره صاحب رياض العلماء في أربعة مواضع من كتابه ثلاثة في الجزء
الثاني وموضع في أواخر الجزء الثالث فذكره أولا بالعنوان الذي ذكرناه ثم
ذكره في المواضع الثلاثة بعنوان كمال الدين الحسن بن محمد بن الحسن
النجفي ونحن نذكر هنا خلاصة ما في المواضع الأربعة بعد حذف المكرر
مهما أمكن فتارة قال من أجلة المتأخرين عن المقداد السيوري من أصحابنا
وأخرى كان من أكابر علماء متأخري أصحابنا وثالثة كان من أجلة العلماء
والفقهاء والمفسرين وكان متأخرا عن المقداد السيوري ولكن ليس من
تلامذته كما لا يخفى وقال في الموضع الرابع لعله من تلامذته وقال يلوح من
كتابه معارج السؤول الآتي ذكره ميله إلى التصوف ويظهر من أوائل المجلد
الأول منه انه ألفه في زمن الشيخوخة وهو من القائلين بعدم مشروعية صلاة
الجمعة في زمن عدم حضور الإمام العادل وقد كان والده أيضا من العلماء
وقد ينص عنه والظاهر أنه من تلامذة أبيه وقد صرح في آخر معارج
السؤول بان اسمه كمال الدين حسن بن محمد بن الحسن النجفي اه‍
وفي مستدركات الوسائل العالم المحقق الجامع كمال الدين الحسن بن
محمد بن الحسن الأسترآبادي النجفي اه‍
مؤلفاته
١ معارج السؤول ومدارج المأمول في رياض العلماء انه في شرح
خمسمائة آية من القرآن الكريم وهي آيات الاحكام على أحسن وجه وأبسطه
بل هو أكبر جميع الكتب المؤلفة في آيات الاحكام قال وقد يعرف بكتاب
تفسير اللباب أيضا وفي موضع آخر المشتهر بكتاب اللباب فلا تتوهم التعدد
وهو كتاب ضخم في مجلدين كبيرين رأيتهما في أصفهان عند الفاضل الهندي
وقال في موضع آخر رأيت منه نسختين بأصبهان عند الفاضل الهندي وكان
تاريخ اتمام تأليفه عصر يوم السبت ١٨ جمادى الآخرة سنة ٨٩١ وقال في
موضع آخر ان تاريخ الفراع من تأليف المجلد الأول سنة ٨٩١ وقال
والعجب أن الفاضل الهندي كان يقول لي لم اعرف اسم مؤلفه ولا عصره
ويقول إنه يحتمل عندي ان يكون تفسير آيات الاحكام لابن المتوج مع أنه
صرح في آخر احدى النسختين بان المؤلف كمال الدين حسن بن محمد بن
حسن النجفي وكتب على ظهر النسخة الثانية ان هذا الكتاب الموسوم
بتفسير اللباب من مؤلفات كمال الدين حسن النجفي وقال في موضع آخر
رأيت ثلاث نسخ منه بأصفهان وعندنا منه نسخة وقال في موضع آخر والنسخة التي رأيتها كان تاريخ كتابتها سنة ٩٥١ وألفه بعد كنز العرفان
وقد حذا بهذا الكتاب حذو المقداد في كنز العرفان في ترتيبه وزاد عليه بفوائد
نفيسة جليلة كثيرة وصرح في أوله بأنه اخذه من كتاب المقداد السيوري كنز
العرفان ولكن هو أبسط وأفيد من كنز العرفان بما لا مزيد عليه وهو كتاب
جليل كثير النفع في الفقه والتفسير جامع في معناه حسن كثير الفوائد
استخرجه من تفسيره المعروف بعيون التفاسير في تفسير القرآن وقد ينقل عن
هذا الكتاب سبط الشيخ علي الكركي في شرح اللمعة في تحقيق امر صلاة
الجمعة اه‍ وفي مستدركات الوسائل له كتاب معارج السؤول ومدارج
المأمول المشتهر بكتاب اللباب والظاهر أنه أحسن ما ألف في تفسير آيات
الاحكام اه‍ أقول لو كان أحسن ما ألف في آيات الاحكام لاشتهر
كما اشتهر غيره فإنه لم يشتهر مع تعدد نسخه نقول هذا حدسا وتخمينا لا
جزما ويقينا إذ لا يجوز الحكم على مجهول كما أن قول صاحب المستدركات ما
كان الا من باب الحدس فإنه لم يره.
٢ شرح الفصول النصيرية في الكلام في مستدركات الوسائل وهو
شارح فصول الخواجة نصير الدين شرحها شرحا مزجيا لطيفا بليغا موجزا
فيه من الفوائد والنكات ما لا يوجد الا فيه فرع من شرح الفصول سنة
٨٧٠ قال فقول ابن العودي في ترجمة أستاذه الشهيد الثاني بعد ذكر جملة من
شروحه المزجية كالروضة والروض وغيرها: وأما رغبته في شروح المزج فإنه
لم رأها لغيرنا وليس لأصحابنا منها حملته الحمية على ذلك ومع ذلك فهي في
نفسها شئ حسن إلى آخر ما قال ناشئ من قصور الباع فان تاريخ الفراغ
من الروضة سنة ٩٥٧ وبينه وبين تاريخ شرح الفصول ٨٧ سنة اه
وصاحب المستدركات مع محافظته على ضبط قلمه غالبه قد نسبه إلى قصور
الباع ولا يناسب في مثله التعبير بقصور الباع فان شرحه على الفصول يجوز
ان يكون غير مشتهر في ذلك العصر ولا منتشر في الأقطار فلم يطلع عليه
ابن العودي فالأنسب به كان ان يقول وكأنه لم يطلع عليه وقال المعاصر في
كتاب مصنفات الشيعة: المولى كمال الدين الحسن بن محمد بن الحسن
الأسترآبادي النجفي له شرح الفصول النصيرية في الكلام فرغ منه سنة
٨٧٦ كتبه لسلطان الحويزة كمال الدين عبد المطلب بن محسن بن محمد
المهدي بن فلاح المشعشعي الموسوي الحويزي كذا نقل بعضهم قال والظاهر أنه
خطا لان السيد عبد المطلب توفي قبل الألف وقام مقامه ولده الأكبر
السيد مبارك المتوفي سنة ١٠٢٥ وابنه الأصغر هو السيد خلف المتوفي سنة
١٠٧٤ وبين تاريخ الفراع من التاليف وموت السيد مطلب المذكور قريب
من مائة وثلاثين سنة من أن السيد محمد الذي هو الجد الاعلى للسيد عبد
المطلب توفي سنة ٨٦٦ قبل تاريخ التاليف بأربع سنين ولعل السيد حيدر
والد عبد المطلب لم يكن موجودا يومئذ فضلا عنه ولعله كتبه باسم السيد
محسن بن محمد الذي تولى الحكومة بعد وفاة والده السيد محمد في التاريخ
المذكور كما ذكر في تاريخ الغياثي وتوفي السيد محسن سنة ٩٠٥ اه‍ ٣
(٢٤٣)

كتاب عيون التفاسير في تفسير القرآن الكريم ذكره صاحب الرياض وقال إنه
استخرج منه كتاب آيات الاحكام كما مر.
٦٤٢: عز الشرف أبو القاسم الحسن بن
جمال الشرف محمد بن الحسن بن الأقساسي العلوي الكوفي النقيب.
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب كان كاتبا حسن الكتابة من
كلامه: والله يقوي عزمه بالحفظ والهداية ويصحبه في سفره وحضره
بالحراسة والرعاية فبذلك صلاح المسلمين وقيام عمود الدين وله من
رسالة...
٦٤٣: الشيخ حسن ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر ابن الشيخ باقر
توفي فجأة في ١٥ المحرم سنة ١٣٤٥ عن عمر يزيد عن الثمانين.
كان عالما فاضلا له حلقة درس وله مؤلف في الفقه رأيناه في النجف
أيام إقامتنا وعاشرناه وكان حسن الاخلاق لطيف العشرة وكان في تلاميذه
رجل كلما قرر هو طلبا يقول له التلميذ شيخنا ما فهمت فيعيد له التقرير إلى أن
قال له يوما هل فهمت فقال نعم فقام الشيخ قائما وجعل يفتش على
الرفوف كأنه يطلب شيئا فقال له التلميذ على اي شئ تفتش فقال أفتش
على تربة لأسجد عليها سجدة الشكر حيث قال هذا التلميذ اليوم قد
فهمت وكان شريكتا في الدرس عند شيخنا الشيخ محمد طه نجف وكان
الشيخ قد ألف كتابا ناقش فيه صاحب الجواهر والد المترجم له سماه
الإنصاف فحكى الشيخ يوما انه رأى صاحب الجواهر في المنام فاعتذر اليه
من مناقشته له في كتاب الإنصاف فقال صاحب الجواهر اللهم أظهره ثلاث
مرات اي الكتاب فقال المترجم له المراد اللهم اظهر صاحب الزمان المهدي
لنتخلص من هذه المؤلفات. وذكر يوما أمامه قول أحد الأئمة ع
كلوا الشلجم ولا تخبروا به أعداءنا فقال نعم لئلا يشمتوا بكم فهو
مأكول الفقراء. وذكر يوما أمامه حديث ما افتقر بيت فيه خل فقال من
يكتفون بالخل لا يفتقرون إلى شئ وكان له ولدان نجيبان توفيا في أيام
شبابهما.
٦٤٤: الحسن بن محمد الصالح بن الحسن بن الحسين المتهجد بن عيسى بن
يحيى بن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع
.
ولد في صفر سنة ٣٢٩
في تاريخ دمشق لابن عساكر: ولي قضاء دمشق ثم حلب لسعد
الدولة بن سيف الدولة بن حمدان وكان عالما زاهدا وعرض عليه الرزق على
القضاء فلم يقبل وكانت ضيافته على الملقب بالعزيز في كل شهر مائة دينار
اه‍ ومقتضى ما في عمدة الطالب ان الملقب بالصالح هو المترجم لا أبوه
وان جد أبيه الحسين يلقب بالأحول ولم يذكر انه يلقب بالمتهجد فإنه قال
واما الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة فمن ولده أبو محمد
الحسن قاضي دمشق ابن أبي عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين
الأحول بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع ووقع في نسخة تاريخ دمشق
المطبوعة الحسن بن زيد وهو تصحيف صوابه الحسين.
٦٤٥: الحسن بن محمد بن الحسن السكوني الكوفي يكنى أبا القاسم.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة ٣٤٤ وليس له منه إجازة
اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محمد بن الحسن
السكوني برواية التلعكبري عنه.
٦٤٦: الحسن بن محمد المؤم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي الصالح بن
عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن أبي طالب ع
العلوي الكوفي.
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق والمؤم هكذا في النسخة
المطبوعة ولم نعرف معناها والظاهر أنها محرفة فالنسخة غير مأمونة الغلط قال
ابن عساكر ذكر أبو الغنائم النسابة انه اجتمع به في دمشق وكان قد عمر ومما
حدثني به أنه قال كنت بالكوفة وانا صبي بالمسجد الجامع وجاء القرامطة
بالحجر وكان أهل الكوسة قد رووا عن أمير المؤمنين ع أنه قال
كأني بالأسود الديداني من أولاد حام قد دلى الحجر الأسود من القنطرة
السابعة من مسجدي فلما دخلوا المسجد قال القرمطي يا رحمة قم
فقام اسود ديداني من أولاد حام كما ذكر أمير المؤمنين ع وأعطاه
الحجر وقال اطلع إلى سطح المسجد ودل الحجر فاخذه وطلع وجاء يدليه من
القنطرة الأولة وكان انسانا دفعه إلى الثانية وكان كلما أراد ان يدليه من قنطرة
مشى إلى قنطرة أخرى حتى وصل إلى القنطرة السابعة فدلاه منها فكبر
الناس لقول أمير المؤمنين ع وتصحيح قوله اه‍.
٦٤٧: الشيخ المفيد أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي
الطوسي.
كان حيا سنة ٥١٥ كما يظهر من أسانيد بشارة المصطفى على ما قيل.
أقوال العلماء فيه
هو ولد الشيخ أبي جعفر بن الحسن الطوسي فقيه الشيعة المعروف
بالشيخ وبشيخ الطائفة تتلمذ على أبيه وروى عنه ويلقب بالمفيد وبالمفيد
الثاني مقابل المفيد الأول محمد بن محمد بن النعمان وفي أمل الآمل كان عالما
فاضلا فقيها محدثا جليلا ثقة وفي فهرست منتجب الدين: الشيخ الجليل
أبو علي ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي فقيه ثقة
عين قرأ على والده جميع تصانيفه أخبرنا الوالد عنه اه‍ وعن المقدس
التقي وكأنه المجلسي الأول: الحسن بن محمد بن الحسن أبو علي نجل
شيخ الطائفة كان ثقة فقيها عارفا بالاخبار والرجال واليه ينتهي أكثر إجازاتنا
عن شيخ الطائفة اه‍ وفي معالم العلماء الحسن بن أبي جعفر محمد بن
الحسن الطوسي له المرشد إلى سبيل المتعبد اه‍ وسقط لفظ محمد من النسخ
والصواب اثباته وفي رياض العلماء الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن الشيخ أبي
جعفر محمد بن الحسن علي الطوسي الفقيه المحدث الجليل العلم العامل الكامل
النبيل مثل والده وهو ابن الشيخ الطوسي وصاحب الأمالي وغيره المعروف بأبي
علي الطوسي ويعرف أحيانا بالمفيد أيضا وكان شريكا في الدرس مع الشيخ أبي
الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي والشيخ أبي محمد الحسن بن الحسين بن
(٢٤٤)

بابويه القمي والشيخ أبي عبد الله محمد بن هبة الله الوراق الطرابلسي عند
قراءة كتاب التبيان على والده الشيخ الطوسي كما رأيته في إجازة للشيخ
الطوسي بخطه الشريف لهم على ظهر كتاب التبيان المذكور وكان قدس سره
خال السيد موسى والد السيدين ابني طاووس أعني رضي الدين علي وجمال
الدين احمد كما صرح به رضي الدين علي بن طاووس المذكور في الاقبال
وغيره من كتبه اه‍ ولكن صاحب الذريعة قال إنه ليس مراده الجد
والخال بلا واسطة واقام على ذلك شواهد وقوله انه صاحب الأمالي فيه
تجوز فان الأمالي من تصنيف والده وهو يروي اخبارها عنه كما يأتي وعن
رسالة بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي في ذكر أسامي مشايخ الأصحاب
أنه قال: ومنهم الشيخ أبو علي بن أبي جعفر محمد الطوسي يروي عن أبيه
وعن الشيخ المفيد وقد شرح نهاية والده. وفي مستدركات الوسائل أبو علي
الحسن بن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي العالم الكامل
المحدث النبيل صاحب الأمالي الدائر بين سدنة الاخبار ويعبر عنه تارة بأبي
علي أو أبي علي الطوسي وأخرى بالمفيد أو المفيد الثاني وقال السيد عبد
الكريم في فرحة الغري نقل من خط السيد علي بن غرام الحسيني رحمه الله
وسألته انا عن مولده فقال سنة ٥٧٧ وتوفي رضي الله عنه سنة ٦٧٠ أو
٦٧١ وقال لي رأيت رياضا النوبية جارية أبي نصر محمد بن علي الطوسي
أقول وكانت أم ولده واسمه الحسن باسم جده أبي علي يعني المترجم
الخ اه‍ آخر ما نقل من المستدركات وفي لسان الميزان الحسن بن محمد بن الحسن بن
علي الطوسي أبو علي بن أبي جعفر سمع من والده وأبي
الطيب الطبري والخلال والتنوخي ثم صار فقيه الشيعة وامامهم بمشهد علي
رضي الله عنه سمع منه أبو الفضل ابن عطاف وهبة الله السقطي ومحمد بن
محمد النسفي وهو في نفسه صدوق مات في حدود الخمسمائة وكان متدينا
كافا عن السب اه‍.
قوله بوجوب الاستعاذة عند القراءة في الصلاة وغيرها.
حكي عنه القول بوجوب الاستعاذة عند القرآن في الصلاة وغيرها
نظرا للامر بها في الكتاب العزيز ولكن الاجماع قائم على الاستحباب وقد
حكاه والده في كتاب الخلاف.
الكلام على الأمالي أو المجالس
نسب بعضهم إلى المترجم الأمالي أو المجالس حكى صاحب الرياض
عن أول البحار أنه قال: وكتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي
علي الحسن ابن شيخ الطائفة قدس الله روحيهما ثم قال في الفصل الثاني بعد
نقل كتب الشيخ الطوسي: وأمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من أماليه
وأكثر الناس يزعمون أنه امالي الشيخ وليس كذلك كما ظهر لي من القرائن
الجلية لكن امالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار والاشتهار وان كان
امالي الشيخ عندي أصح وأوثق اه‍ قال المؤلف لم أجد هذا الذي حكاه
صاحب الرياض عن أول البحار في الجزء الأول من البحار المطبوع لا في الفصل
الأول ولا في الفصل الثاني وانما اقتصر في الفصل الأول منه على ذكر الأمالي
في ضمن كتب شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ولم يذكر لولده أبي علي
الحسن كتابا لا باسم الأمالي ولا باسم المجالس فكان ذلك كان في نسخة البحار
المخطوطة ثم أسقطه المجلسي فلهذا لم يوجد في المطبوعة ثم إن نسخة الأمالي
المطبوعة بطهران سنة ١٣١٣ في ثمانية عشر جزءا صغارا يكون مجموعها
حجم جزء واحد فان عدد صفحات مجموعها ٣٣٣ صفحة هي امالي الشيخ
الطوسي والد المترجم لا امالي المترجم وانما روى اخبارها المترجم عن أبيه
كما مر كما هو موجود في أول السند لكل حديث ففي الحديث الأول هكذا:
حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله
بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص قال حدثنا
الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله في
شهر ربيع الأول من سنة ٤٥٥ قال املى علينا أبو عبد الله محمد بن
النعمان رحمه الله الخ وفي بعضها ان روايته لها عن أبيه كانت سنة ٤٥٦
وفي بعضها سنة ٤٥٧ وفي أول الجزء التاسع ما صورته: أخبرنا الشيخ الأجل
المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله بمشهد
مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص في جمادي
الأولى سنة ٥٠٩ قال حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن
الحسن بن علي الطوسي رضي الله عنه في صفر سنة ٤٥٦ قال أخبرنا الشيخ
السعيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رحمه الله وفي أول الجزء
السابع حدثنا الشيخ السعيد الامام المفيد أبو علي الحسن ابن محمد بن الحسن
الطوسي قراءة عليه بمشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص
في رجب سنة ٤٥٩ قال أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن
الحسن بن علي الطوسي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه أفضل الصلاة والسلام
في شعبان سنة ٤٥٠ وفي بعض أحاديثه هكذا: وعنه حدثنا السعيد الوالد أو
عنه عن والده الخ أو وعنه قال حدثنا شيخي أو عنه عن شيخه الخ والمراد
بشيخه والده وهكذا إلى آخرها ويفهم من ذلك ان هذه الأمالي للشيخ الطوسي
نفسه ورواها عنه ولده المترجم في المشهد العلوي ورواها المترجم لبعض
تلاميذه في المشهد العلوي أيضا وهو الذي يقول حدثنا أبو علي الحسن
بن محمد بن الحسن الطوسي ولم يعلم من هو وروايته لها عن أبيه في سنين
بعضها سنة ٤٥٥ وبعضها سنة ٤٥٦ وبعضها سنة ٤٥٧ وبعضها ٤٥٩
وتوهم انها لولده نشا من تصدير أحاديثها باسم الشيخ أبي علي ابن الشيخ
الطوسي وهذا التصدير انما كان من بعض تلاميذه الذي رواه لها أبو علي
عن أبيه جريا على العادة المتبعة للقدماء من ذكرهم في أول الكتاب اسم
الشيخ الذي سمعوه منه وان لم يكن مصنفه وتوجد جملة من النسخ لتلك الأجزاء
الثمانية عشر ليس في أوائلها اسم الشيخ أبي علي ابدا بل في أول
أكثرها حدثنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المفيد
وفي أول بعضها أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله وفي الجزء الرابع
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن مخلد في ذي الحجة سنة ٤١٧
في داره درب السلولي وهكذا سائر الأجزاء مبدوءة باسم واحد من مشايخ
الشيخ الطوسي فعلم أن القائل حدثنا في أوائلها هو الشيخ الطوسي. وقد
علم مما ذكرناه ان الأمالي المتداول هو للشيخ الطوسي لا لولده فإن كان
يوجد آمال أخرى لولده كما يدعيه صاحب البحار فذاك والا فهذا المتداول لا
علاقة للمترجم به الا انه يرويه عن أبيه ووجود آمال أخرى للمترجم لم
يتحقق بل المظنون انه لا وجود له ودعوى صاحب البحار وجوده لعله رجع
عنها كما يرشد اليه عدم وجودها في الجزء الأول المطبوع كما مر ويوجد
للشيخ الطوسي مجالس غير هذه الأمالي مطبوعة معها وليس فيها ذكر للشيخ
أبي علي ولد الشيخ بل هي مبدوءة. قوله حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن
الحسن بن علي بن الحسن الطوسي وسواء أكان القائل حدثنا هو الشيخ أبو
علي أم غيره فالمجالس هي لأبيه لا له.
(٢٤٥)

مشايخه
١ والده قرأ عليه وروى عنه إجازة بتاريخ ٤٥٥ ومشافهة ٢
يروي عن الشيخ المفيد كما عن رسالة بعض تلاميذ المحقق الكركي ولكن
في الرياض ان روايته عنه بلا واسطة محل تأمل وفي المستدركات هو في محله
فان وفاة المفيد سنة ٤١٣ وأبو علي يظهر من مواضع من بشارة المصطفى انه
كان حيا سنة ٥١٥ فلو روى عنه لعد من المعمرين الذي دأبهم الإشارة اليه
٣ وعن سلار بن عبد العزيز الديلمي صاحب المراسم ٤ ويروي عن
الشيخ محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال عن محمد بن معقل العجلي
عن محمد بن أبي الصهبان الخ كما يظهر من بشارة المصطفى لتلميذه
محمد بن أبي القاسم الطبري قال ولعل روايته عن ابن الصقال هذا
بالواسطة ٥ أبو الطيب الطبري ٦ الخلال ٧ التنوخي والثلاثة
الأخيرون ذكرهم صاحب الميزان كما مر ولسنا نعلم من هم على التحقيق.
تلاميذه
في الرياض يروي عنه جماعة كثيرة من العلماء منهم ١ الشيخ عماد
الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم القمي الطبري صاحب بشارة
المصطفى في تواريخ مختلفة كلها بمشهد علي ع ومنها سنة ٥١١ قال
ويظهر من كتاب المناقب لابن شهرآشوب ومن آخر كتاب الجامع للشيخ نجيب
الدين انه يروي عن المترجم جماعة كثيرة من أعيان العلماء والشيوخ منهم ٢
السيد أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي ٣ وأبو الرضا فضل الله بن
علي بن الحسين القاساني ٤ وعبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي
وليس المراد به صاحب التفسير المشهور وان اتحد عصرهما لان اسم أبي
الفتوح المفسر الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي وحمله على
أخيه ممكن لكن يبعده عدم اتحاد كنيتهما ٥ والشيخ أبو الفتوح أحمد بن علي الرازي ٦ و ٧ ومحمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري
٨ ومحمد بن الحسن الشوهاني ٩ وأبو علي الفضل بن الحسن بن
الفضل الطبرسي صاحب مجمع البيان ١٠ وأبو جعفر محمد بن علي بن
الحسن الحلبي ١١ ومسعود بن علي الصوابي ١٢ والحسين بن
أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي ٣ وعلي بن شهرآشوب
المازندراني السروي والد صاحب كتاب المناقب ١٤ الحسين بن هبة
الله بن رطبة السوراوي ١٥ محمد بن إدريس الحلي على المشهور من أن
ابن إدريس يروي عن خاله الشيخ أبي علي هذا تارة بلا واسطة وتارة
بالواسطة. وفي الرياض يروي عنه ابن شهرآشوب بواسطة واحدة.
مؤلفاته
١ الأمالي نسبه اليه صاحب أمل الآمل وغيره وقد عرفت انه لأبيه
وهو يرويه عنه ولم يتحقق وجود آمال له غيره ان لم يتحقق العدم ومر الكلام
على ذلك مفصلا ٢ شرح النهاية لوالده في الفقه نسبه اليه في الأمل أيضا
٣ كتاب نسبه إليه الشهيد الثاني في رسالة الجمعة ٤ المرشد إلى سبيل
المتعبد نسبه إليه ابن شهرآشوب ويحتمل كونه شرح النهاية ٥ الأنوار
ذكره بعض أفاضل عصر المجلسي فيما كتبه إلى المجلسي كما في آخر
البحار.
٦٤٨: الحسن بن محمد بن الحسن بن فاقة أبو يعلى الرزاز.
ولد في ٤ صفر سنة ٣٥٦ وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ٤٤٢.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال سمع أبا بكر بن مالك القطيعي
وأبا محمد بن ماسي والقاضي أبا الحسن الحراحي كتبت عنه وكان يتشيع
وسماعه صحيح وسألته عن مولده فقال ولدت لأربع خلون من صفر سنة
٣٥٦ أخبرني ابن فاقة ثم ذكر حديثا مسندا عن عائشة ان رسول الله ص
كان يقبل وهو صائم مات ابن فاقه في شهر ربيع الآخر من سنة ٤٤٢
اه‍ وفي لسان الميزان الحسن بن محمد بن فاقة الرزاز عن أبي بكر
القطيعي شيعي مذموم وسماعه جيد اه‍ ثم ذكر تاريخ مولده ووفاته عن
الخطيب وظاهره ان الكلام الأول منقول عن ميزان الاعتدال كما هي عادته
فينقل أولا كلام الميزان وفي آخره انتهى ثم يتبعه بما عنده من زيادة لكن ليس
لذلك أثر في الميزان ولعله سقط من النسخة المطبوعة.
٦٤٩: الشيخ حسن بن محمد بن الحسن القمي صاحب تاريخ قم.
النسخ مختلفة في اسم جده ففي بعضها الحسن وفي بعضها الحسين
والأول أكثر.
ذكره صاحب رياض العلماء في موضعين من كتابه فقال في مجموعها
انه كان من أكابر قدماء علماء الأصحاب ومن اجلاء القميين ومن قدماء
علمائهم ومن معاصري الصدوق ويروي عن الحسين بن علي بن بابويه
أخي الصدوق بل يروي عن الصدوق أيضا له كتاب تاريخ بلدة قم ألفه
للصاحب بن عباد وأورد فيه بعض الأخبار عن الأئمة الأطهار وقد عول
عليه الأستاذ المجلسي رحمه الله في البحار فقال في أول البحار وكتاب تاريخ
بلدة قم كتاب معتبر لم يتيسر لنا أصل الكتاب وانما وصل الينا ترجمته وقد
أخرجنا بعض اخباره في كتاب السماء والعالم وينقل عنه في مجلد المزار من
البحار وغيره اه‍ وفي الشجرة الطيبة الحديث الذي رواه في مزار البحار
عن تاريخ قم للحسن بن محمد القمي هو باسناده عن الصادق ع قال إن
لله حرما وهو مكة ولرسوله حرما وهو المدينة ولأمير المؤمنين ع حرما
وهو الكوفة ولنا حرما وهو قم وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من
زارها وجبت له الجنة قال ذلك ولم تحمل بموسى أمه اه‍ قال صاحب
الرياض واعلم اني رأيت نسخة من هذا التاريخ بالفارسية في بلدة قم وهو
كتاب كبير جدا كثير الفوائد في مجلدات يحتوي على عشرين بابا ويظهر منه
ان مؤلفه بالعربية هو الشيخ حسن بن محمد المذكور وسماه كتاب قم وقد
كان في عهد الصاحب بن عباد وألف هذا التاريخ له وقد ذكر في أوله كثيرا
من أحوال الصاحب وخصاله وفضائله ثم ترجمه الحسن بن علي بن
الحسن بن عبد الله القمي بالفارسية بأمر الخواجة فخر الدين إبراهيم ابن
الوزير الكبير الخواجة عماد الدين محمود ابن الصاحب الخواجة شمس
الدين محمد بن علي الصفي في سنة ٨٦٥ قال ولهذا المؤرخ الفاضل أخ
فاضل وهو أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن الكاتب القمي كما يظهر من
ذلك الكتاب يعني تاريخ قم وأكثر فوائد هذا الكتاب وما يتعلق بأحوال
خراج قم وبعض أحواله مأخوذ منه قال وسيجئ في باب الميم محمد بن
الحسن القمي وظني انه والد هذا الشيخ قال ويظهر من رسالة الأمير
المنشئ في أحوال قم ومفاخرها ومناقبها ان صاحب هذا التاريخ هو الأستاذ
أبو علي الحسن بن محمد بن الحسين الشيباني القمي وقد يقال إنه العمي
بفتح العين المهملة فهو غيره اه‍ وفي الشجرة الطيبة: أبو علي
الحسن بن محمد بن الحسين الحسن الشيباني العمي قال حمد الله المستوفي
في كتاب نزهة القلوب: مصنف تاريخ قم حسن بن محمد بن حسن
(٢٤٦)

الشيباني ألفه سنة ٣٣٥ وترجمه إلى الفارسية حسن بن علي بن حسن بن عبد
الملك القمي سنة ٨٦٥ توجد من الترجمة نسخة مخطوطة في مدرسة سبهسالار
في طهران اه‍ ولكن مر في ترجمة الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك
القمي ان تاريخ تأليف الأصل سنة ٣٧٨ أقول فتلخص ان تاريخ قم
العربي هو للمترجم وقيل إنه في غاية الجودة والإحاطة. ومر في ترجمة
الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي ان تاريخ تأليفه سنة ٣٧٨
وترجمته بالفارسية للحسن بن علي المذكور سنة ٨٦٥ فبين التاليف والترجمة
نحو من ٤٨٧ وقد ذكرنا في ترجمة الحسن بن علي المذكور اننا وجدنا في
الترجمة الفارسية ان من جملة أسباب تصنيف المترجم لتاريخ قم ان أبا
عبد الله حمزة بن حسن الأصفهاني صنف كتاب تاريخ أصفهان ولم يذكر
اخبار قم وان المترجم قال قال أخي أبو القاسم علي بن محمد بن الحسن
الكاتب لما وصلت إلى بلدة قم فحصت كثيرا عن كتاب في اخبار قم فلم
أجد اه‍ ثم اني وجدت في مسودة الكتاب ما صورته الحسن بن محمد
القمي له تاريخ قم منه نسخة في مكتبة الحسينية بالنجف اه‍ ولست
اعلم أنها نسخة الأصل العربي أو الترجمة وكيف كان فالترجمة الفارسية
نسخها موجودة كما مر في ترجمة الحسن بن علي الآنف الذكر اما الأصل
العربي فقد سمعت انه لم يكن عند المجلسي وفي مستدركات الوسائل يظهر
من منهاج الصفوي للسيد أحمد بن زين العابدين انه كان عنده قال وقد نقل
عن أصل الكتاب آقا محمد علي ابن المحقق البهبهاني في حواشي نقد
الرجال اه‍ ومر في ترجمة الحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي
ما له تعلق بالمقام وفي حاشية الذريعة ان تاريخ قم المطبوع ترجمته الفارسية
قد ألف أصله المؤرخ النسابة الحسن بن محمد بن الحسن القمي سنة ٣٧٨
باسم الوزير الصاحب بن عباد وأطراه في أوله بسبع صفحات اه‍.
٦٥٠: تاج الدين أبو سعد الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون بن أبي
المعالي بن أبي سعد الكاتب الحمداني التغلبي من نسل سيف الدولة بن
حمدان.
ولد في صفر سنة ٥٤٧ وتوفي بالمدائن في ١١ المحرم سنة ٦٠٨ وحمل
إلى بغداد فدفن بمقبرة موسى بن جعفر بباب التبن في مقابر قريش.
في معجم الأدباء كان من الأدباء العلماء الذين شاهدناهم زكي
النفس طاهر الاخلاق عالي الهمة حسن الصورة مليح الشيبة ضخم الجثة
كث اللحية طويلها طويل القامة نظيف اللبسة ظريف الشكل وهو ممن
صحبته فحمدت صحبته وشكرت أخلاقه وكان قد ولي عدة ولايات عاينت
منها النظر في البيمارستان العضدي وكانت هيبته فيه ومكانته منه أعظم من
مكانة أرباب الولايات الكبار لان الناس يرونه بعين العلم والبيت القديم في
الرئاسة ثم ولي عند الضرورة كتابة السكة بالديوان العزيز ببغداد برزق
عشرة دنانير في الشهر وسألته فقلت هذا حمدون الذي تنسبون اليه أهو
حمدون نديم المتوكل ومن بعده من الخلفاء فقال لا نحن من آل سيف
الدولة بن حمدان بن حمدون من بني تغلب هذا صورة لفظه وكان من المحبين
للكتب واقتنائها والمبالغين في تحصيلها وشرائها وحصل له من أصولها المتقنة
وأمهاتها المعينة ما لم يحصل للكثير ثم تقاعد به الدهر وبطل عن العمل
فرأيته يخرجها ويبيعها وعيناه تذرفان بالدموع كالمفارق لأهله الأعزاء
والمفجوع بأحبائه الأوداء. فقلت له هون عليك أدام الله أيامك فان الدهر
ذو دول وقد يصحب الزمان ويساعد. وترجع دولة العز وتواعد،
فتستخلف ما هو أحسن منها وأجود. فقال حسبك يا بني هذه نتيجة خمسين
سنة من العمر أنفقتها في تحصيلها وهب أن المال يتيسر والأجل يتأخر
وهيهات فحينئذ لا أحصل من جمعها بعد ذلك الا على الفراق الذي ليس
بعده تلاق. وانشد بلسان الحال:
هب الدهر أرضاني واعتب صرفه * وأعقب بالحسنى وفك من الأسر
فمن لي بأيام الشباب التي مضت * ومن لي بما قد مر في البؤس من عمري
ثم أدركته منيته ولم ينل أمنيته، وكان حريصا على العلم فجمع من
اخبار العلماء وصنف من اخبار الشعراء وألف كتبا كان لا يجسر على
أطهارها خوفا مما طرق اليه مع شدة احتراز. وبالجملة فعاش في زمن سوء
وخليفة غشوم جائر كان إذا تنفس خاف ان يكون على نفسه رقيب يؤدي به
إلى العطب وهو كان آخر من بقي من هذا البيت القديم والركن الدعيم ولم
يخلف الا ابنة مزوجة من ابن الدوامي وما أظنها معقبة أيضا وكان مع
اغتباطه بالكتب ومنافسته ومناقشته فيها جوادا بإعارتها ولقد قال لي يوما وقد
عجبت من مسارعته إلى اعارتها للطلبة: ما بخلت بإعارة كتاب قط ولا
اخذت عليه رهنا. ولا اعلم أنه مع ذلك فقدت كتابا في عارية قط فقلت
الأعمال بالنيات وخلوص نيتك في اعارتها لله حفظها عليك. وكتب بخطه
الرائق الكتب الكثيرة الكبار والصغار المروية وقابلها وصححها وسمعها على
المشايخ وروى شيئا من مسموعاته يسيرا وكان مؤيد الدين محمد بن محمد
القمي نائب الوزارة ببغداد قد خرج إلى ناحية خوزستان حيث عصى سنجر
مملوك الخليفة بها حتى قبض عليه وعاد به وفي صحبته عز الدين نجاح
الشرابي فخرج الناس لتلقيه عند عوده في محرم سنة ٦٠٨ وكان تاج الدين
فيمن خرج لتلقيه وكان عبلا ترفا معتادا للدعة والراحة ملازما لعقر داره
وكان الحر شديدا و الوقت صائفا فلما انتهى إلى المدائن اشتد عليه الحر
وتكاثف حتى أفضى به إلى التلف فمات رحمه الله في الوقت المقدم ذكره
بالمدائن بينه وبين بغداد سبعة فراسخ فحمل إلى بغداد ودفن بمقبرة
موسى بن جعفر بباب التبن رحمه الله ورضي عنه اه‍.
مشايخه
في معجم الأدباء كان ممن لقي من المشايخ ١ أبو بكر محمد بن
عبيد الله الزاغوني ٢ النقيب أبو جعفر أحمد بن محمد بن العباس المكي
٣ أبو حامد محمد بن الربيع الغرناطي مغربي قدم عليهم ٤ أبو
المعالي محمد بن محمد بن النحاس العطار ٥ والده أبو المعالي بن حمدون
٦ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان المعروف بابن البطي
وجماعة بعدهم كثيرة منهم ٧ ابن كليب الحراني ٨ ابن بوش
وغيرهم.
٦٥١: الشريف شمس الدين الحسن بن بدر الدين محمد بن
الحسن بن محمد بن علي الحسن بن حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد الحراني بن
أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق ع
الحسيني الحلبي نقيب الاشراف بحلب.
توفي ٧٦٦ في الدرر الكامنة الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسن
ابن زهرة الحسيني الحلبي شمس الدين بن بدر الدين نقيب الاشراف بحلب
وكان أمير طبلخانات ثم عزل ومات في سنة ٧٦٦ أرخه ابن حبيب وسيأتي
ذكر جده بدر الدين اه‍ وفي كشف الظنون نفائس الدرر في
(٢٤٧)

فضائل خير البشر لحسن بن محمد الحسيني النساب الحلبي المتوفى سنة ٧٦٦
ذكره في طبقات الأنساب العشرة اه‍ وعن ابن الوردي انه ذكر في ذيل
مختصر أبي الفدا فقال الأمير شمس الدين حسن بن السيد بدر الدين
محمد بن زهرة وذكره في حوادث ٧٤٧ فقال فيها ورد البريد بتولية السيد
علاء الدين علي بن زهرة الحسيني نقابة الاشراف بحلب مكان ابن عمه
الأمير شمس الدين وأعطي هذا امارة الطبلخانات بحلب اه‍ وفي
شهداء الفضيلة بعد ذكر الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن زهرة
الشهيد جد المترجم قال تخرج عليه حفيده شمس الدين الحسن بن محمد
كما صرح به العسقلاني في ج ٢ من الدرر الكامنة وذكر في الحاشية عن
العسقلاني أنه قال ما ملخصه شمس الدين حسن بن محمد بن بدر الدين
الحسن ولد حدود سنة ٧١٠ وسمع من جده وحدث ودرس بالجوزية توفي
في ربيع الأول سنة ٧٧٠ عن ستين سنة اه‍ وليس لهذا اثر في الدرر
الكامنة فإنه ذكر ترجمته وأرخ وفاته كما ذكرنا وكأنه اشتباه بشخص آخر والله أعلم.
٦٥٢: كمال الدين حسن بن محمد بن الحسن النجفي.
مر بعنوان كمال الدين حسن بن شمس الدين محمد بن الحسن
الأسترآبادي النجفي.
٦٥٣: السيد ميرزا حسن المنجم باشي رئيس المنجمين ابن ميرزا محمد حسين
ابن ميرزا بديع الزمان الأصفهاني.
ولد في ١٦ ربيع الثاني سنة ١٢١٢ وتوفي سنة ١٢٨٩.
كان منجما ماهرا حتى لقب برئيس المنجمين ذكره اخوه السيد محمد
باقر في كتابه زيج أصفهان والتنجيم في هذه الاعصار يقتصر على ذكر الأهلة
والخسوف والكسوف وما إلى ذلك.
٦٥٤: المولى نظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري المعروف
بالنظام النيسابوري وبالنظام الأعرج صاحب شرح النظام المشهور في
الصرف وتفسير النيسابوري المعروف.
من أهل أواسط المائة التاسعة كان حيا بعد ٨٥٠.
في روضات الجنات: أصله وموطن أهله وعشيرته مدينة قم ونشا في
نيسابور وتوطنها وأمره في الفضل والأدب والتبحر والتحقيق وجودة القريحة
أشهر من أن يذكر وكان من كبراء الحفاظ والمفسرين وهو من علماء رأس
المائة التاسعة قريب من عصر السيد الشريف الجرجاني وجلال الدين
الدواني وابن حجر العسقلاني وتاريخ فراغه من بعض مجلدات تفسيره الآتي
ذكره كان فيما بعد ٨٥٠ اه‍ ويظهر انه كان ماهرا في جل العلوم فهو
حكيم في الحكماء مفسر في المفسرين حافظ للقرآن نحوي صرفي في النحويين
والصرفيين رياضي في الرياضيات أهمها الحساب والهيئة منجم في المنجمين
مؤلف في جميع هذه العلوم مؤلفات مشهورة مشهور بذلك بين علماء أهل زمانه
كما أشار اليه في خطبة كتاب التفسير بقوله: وإذ وفقني الله تعالى
لتحريك القلم في أكثر الفنون المنقولة والمعقولة كما اشتهر بحمد الله تعالى
ومنه فيما بين أهل الزمان وكان علم التفسير من العلوم بمنزلة الإنسان من
العين والعين من الإنسان وكان قد رزقني الله تعالى من ابان الصبا وعنفوان
الشباب حفظ لفظ القرآن وفهم معنى الفرقان.
تشيعه
لا شك ان ظاهر حاله في كتابه في التفسير عدم التشيع الا ان يكون
ذلك لنوع من المداراة حكي عن المجلسي في شرح الفقيه انه استشهد
بقرائن على تشيعه مما ذكره في تفسيره وقد تصفحت شرح الفقيه بجميع
اجزائه تصفحا ما فلم يقع نظري على ذلك وغاب عني فمن وجده فيلحقه
بهذا المقام ومما وقع عليه نظري في تفسيره المذكور مما قد يدل على ذلك ما
ذكره في تفسيره سورة الفاتحة بقوله كان علي بن أبي طالب يقول يا من ذكره
شرف للذاكرين وكان مذهبه الجهر بها اي البسملة في جميع الصلوات
وقد ثبت هذا منه تواترا ومن اقتدى به لن يضل قال ص اللهم أدر الحق
معه حيث دار اه‍ واستشهد صاحب الروضات لتشيعه بكون أصله من
بلدة قم المعروف أهلها بالتشيع وبأنه لما ذكر المحقق الطوسي في شرحه
لتذكرته قال الأعلم المحق والفيلسوف المحقق أستاذ البشر واعلم أهل البدو
والحضر نصير الملة والدين محمد بن محمد بن محمد الطوسي قدس الله نفسه
وزاد في حظائر القدس انسه ولم يعهد مثل هذا الكلام من أمثاله في حق علماء الشيعة ولكن القوشجي ذكر نحوه في حق
النصير الطوسي في أول
شرحه على التجريد فقال المولى الأعظم والحبر المعظم قدوة العلماء
الراسخين أسوة الحكماء المتألهين نصير الحق والملة والدين محمد بن محمد
الطوسي قدس الله نفسه وروح رمسه والقوشجي عدم تشيعه معلوم ويمكن
ان يستشهد لتشيعه بقوله في خطبة الرسالة الجملية: على نبيه المختار وآله
وعترته الأطهار الأخيار وقوله في خطبة توضيح التذكرة ثم على آله الذين
اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
مؤلفاته
١ تفسيره المسمى غرائب القرآن ورغائب الفرقان ويعرف بتفسير
النيسابوري مطبوع بإيران في ثلاثة مجلدات ضخام، وطبع في مصر على
هامش تفسير الرازي والهند ألفه سنة ٧٢٨ بإشارة أستاذه قطب الدين
محمد بن مسعود الشيرازي قال في أوائله ولم امل فيه الا إلى مذهب أهل السنة
والجماعة فبينت أصولهم ووجوه استدلالاتهم بها وما ورد عليها واما في
الفروع فذكرت استدلالات كل طائفة بالآية على مذهبه من غير تعصب
ومراء ولقد وفقت لاتمامه في مدة خلافة علي ولو لم يكن ما وقع في أثنائه من
الاسفار الشاسعة لكان يمكن اتمامه في مدة خلافة أبي بكر اه‍ وفي
روضات الجنات هو من أحسن التفاسير وأجمعها للفوائد قريب من تفسير
مجمع البيان كما وكيفا ٢ أوقاف القرآن على حذو ما كتبه السجاوندي
مطبوع مع التفسير ٣ لب التأويل نظير تأويلات المولى عبد الرزاق
الكاشي مطبوع مع التفسير أيضا ٤ توضيح التذكرة وهو شرح على تذكرة
الخواجة نصير الدين الطوسي في الهيئة في كشف الظنون صنفه للمولى نظام
الدين علي بن محمود اليزدي فرع من تأليفه غرة ربيع الأول سنة ٧١١ ٥
تعبير التحرير وهو شرح تحرير المجسطي لأبي الريحان محمد بن أحمد البيروني
ذكره في كشف الظنون وقال سماه تعبير التحرير وفي الذريعة انه شرح على
تحرير المجسطي تأليف المحقق الطوسي في ٣٥٠ ورقة ٦ شرح الشافية في
التصريف لابن الحاجب مطبوع في إيران عدة مرات معروف بشرح النظام
كان يدرس في النجف وهو شرح مزجي ٧ الشمسية رسالة
في علم الحساب يقال منها اخذ البهائي خلاصته ولم يثبت ٨
الجملية في بيان ان الجمل نكرات أم لا ٩ البصائر في مختصر تنقيح المناظر في
الذريعة نسخة منه كانت في مدرسة فاضل خان
في المشهد الرضوي كما في فهرستها وهي ٣٧ ورقة فيها أشكال ودوائر اه‍
(٢٤٨)

وفي كشف الظنون تنقيح المناظر لأولي الابصار والبصائر للمحقق كمال
الدين أبي الحسن الفارسي وفي الذريعة هو شرح كتاب المناظر والمرايا
المنسوب إلى أبي علي محمد بن الحسين بن الحسن بن سهل بن هيثم البصري
المولد المصري المسكن والوفاة شرحه بإشارة أستاذه قطب الدين الشيرازي
وأضاف اليه خاتمة وذيلا ولواحق ثم إن معاصر الشارح ومشاركه في التتلمذ
على قطب الدين الشيرازي
وهو المترجم اختصر التنقيح وسماه البصائر في
اختصار تنقيح المناظر واصل كتاب المناظر لاقليدس الصوري والمحقق
الطوسي حرر مناظر أقليدس اه‍ ملخصا ١٠ الزيج العلائي. في
كشف الظنون صححه تلامذته بعد وفاته وهو فارسي على عشرة أبواب ألفه
لعلاء الدولة.
٦٥٥: أبو محمد الحسن النقيب بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي عبد الله
الحسين المحدث بن أبي علي داود بن أبي تراب علي النقيب بن عيسى بن
محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب ع.
في عمدة الطالب كان رئيسا عظيم القدر بنيسابور وكانت اليه نقابة
النقباء بخراسان اه‍.
٦٥٦: الحسن بن محمد الحضرمي ابن أخت أبي مالك الحضرمي.
قال النجاشي ثقة له كتب منها رواية هارون بن مسلم بن سعدان
أخبرنا إجازة محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن عبد الله بن
جعفر قال حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان عن الحسن بن محمد وأخبرنا
أحمد بن محمد الجندي حدثنا أبو علي بن همام الكاتب حدثنا عبد الله بن
جعفر وروايات هذا الكتاب كثيرة اه‍ وفي رجال ابن داود لم يرو عنهم
ع ثقة اه‍ وفي منهج المقال في النسخة المطبوعة سقط لفظ
ثقة في المنقول عن النجاشي لكنها موجودة في الوسيط وفي جميع نسخ رجال النجاشي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محمد الحضرمي
برواية هارون بن مسلم عنه وزاد الكاظمي وكذا بروايته عن زرعة ورواية
العباس بن معروف عنه اه‍. وعن جامع الرواة انه نقل رواية
إسماعيل بن سهل عنه ورواية يعقوب بن يزيد عنه.
٦٥٧: الحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المرعشي الطبري يكنى أبا
محمد
هكذا أورده الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع أعني
بزيادة لفظة محمد بن الحسن وحمزة وتبعه ابن داود والصواب الحسن بن حمزة
بحذف كلمة محمد كما مر هناك.
٦٥٨: الحسن بن محمد الحنفية
يأتي بعنوان الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب.
٦٥٩: الحسن بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عمر الطيالسي التميمي أبو محمد
ذكره النجاشي في ترجمة أخيه عبد الله فقال كما يأتي عبد الله بن أبي
عبد الله محمد بن خالد بن عمر الطيالسي أبو العباس التميمي رجل من
أصحابنا ثقة سليم الجنبة وكذلك اخوه أبو محمد الحسن وقال العلامة في
الخلاصة الحسن بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عمر الطيالسي أبو
العباس التميمي أبو محمد ثقة وقال ابن داود الحسن بن محمد بن خالد
الطيالسي أبو العباس التميمي لم يرو عنهم ع ثقة اه‍ وعن
الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة أنه قال اقتصر ابن داود من الكنيتين على
أبي العباس وهو أجود اه‍ والصواب ان كنيته أبو محمد وأبو العباس كنية
أخيه عبد الله كما صرح به النجاشي وجمع العلامة بين الكنيتين من سهو
القلم واقتصار ابن داود على أبي العباس ليس بصواب فهو لا يكنى بأبي
العباس أصلا وقول الشهيد الثاني انه أجود عجيب. وفي التعليقة حكم
خالي المجلسي الثاني بتوثيقه وكذا في البلغة واعترضه تلميذه الشيخ
عبد الله السماهيجي بأنه وثقه شيخنا تبعا لشيخنا المجلسي وفيه نظر لان
كتب الرجال المعتمدة خالية عنه غير رجال ابن داود فإنه ذكره ونقل توثيقه
عن رجال الشيخ فيمن لم يرو عنهم ع وليس له ذكر هناك قال
وكم له من أمثال هذه النقولات غير الثابتة اه‍ قال وإذا لاحظت ما
ذكرناه علمت أنه غفل عن حقيقة الحال والله العاصم في كل حال اه‍
فقول السماهيجي ان شيخه وثقه تبعا للمجلسي ليس بصواب
لوجود التوثيق في رجال النجاشي كما مر وبذلك يظهر بطلان قوله ان
كتب الرجال المعتمدة خالية عنه غير رجال ابن داود وابن داود لم
ينقل توثيقه عن رجال الشيخ فإنه لا يقصد بوضع علامة لم وحدها
انه موجود فيمن لم يرو عنهم ع من رجال الشيخ وإنما
يقصد بذلك انه ممن لم يرو عنهم ع وإذا أراد وجوده في رجال
الشيخ أعقب رمز لم برمز جخ فليتفطن لذلك فنسبة الخطا في هذا
المقام إلى رجال ابن داود هي من الخطا.
٦٦٠: أبو عبد الله أو أبو العباس الحسن بن محمد الخثعمي ويقال انه احمد
ذكره ابن خلكان في أواخر ترجمة المهلب بن أبي صفرة فقال وجدت له
هذين البيتين وهما:
احملاني ان لم يكن لكما عقر * إلى جنب قبره فاعقراني
وانضحا من دمي عليه فقد كان * دمي من نداه لو تعلمان
وفي كتاب معجم الشعراء تأليف المرزباني انهما لأحمد بن محمد
الخثعمي وكنيته أبو عبد الله ويقال أبو العباس ويقال انه الحسن وكان يتشيع
ويهاجى البحتري اه‍ وحكى قبل ذلك عن الخريدة نسبة البيتين
للشريف أبي محمد الحسن بن محمد بن علي بن أبي الضوء العلوي الحسيني
نقيب مشهد باب التبن ببغداد من جملة قصيدة.
٦٦١: الشيخ حسن بن محمد بن خلف الدمستاني
يأتي بعنوان حسن بن محمد بن علي بن خلف بن إبراهيم.
٦٦٢: الحسن بن محمد الداعي بالخير
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
حميد وفي الفهرست الحسن بن محمد الداعي بالخير له نوادر رويناها عن ابن
عبدون عن الأنباري عن حميد عنه.
(٢٤٩)

٦٦٣: الحاج حسن ابن الحاج محمد دبوق العاملي
توفي سنة ١٣٥٩.
كان شاعرا أديبا ناثرا مع أنه لا يعرف النحو والصرف وانما يعرب
الكلام بالسليقة وأنشأ جريدة كان يحررها بأجود تحرير.
ومن شعره مهنئا رشيد نخلة عندما أفرج عنه بعد الاعتقال:
ان يسجنوك فلا جهل منزلة * لا يعقل الليث الا خوف سطوته
أو يفرجوا عنك اعظاما لما جهلوا * فالمرء يعنى على مقدار همته
وله مودعا الشيخ خليل مغنية:
ودادك في قلبي مقيم مع الوفا * وان كنت في غرب وكنت بمشرق
وانا تفارقنا فهل أنت يا ترى * مقيم على عهدي إلى حين نلتقي
وقال:
من آل إسرائيل بي غادة * اعطافها كالغصن في لينها
أثقل من عاذلها ردفها * وخصرها ارق من دينها
وقال مراسلا ابن عمه الشيخ محمد دبوق:
أنت من قد حسن الظن به * فتغافل عن صروف الزمن ٦٦٤: الحسن بن محمد الدمستاني البحراني
يأتي بعنوان الحسن بن محمد بن علي خلف بن إبراهيم بن ضيف
الله.
٦٦٥: أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي
المعروف بالديلمي اسم أبيه
اقتصر بعضهم في اسم أبيه على أبي الحسن وبعضهم سماه محمدا ولم
يذكر أبا الحسن وبعض قال الحسن بن أبي الحسن محمد فجعل كنية أبيه أبا
الحسن واسمه محمدا وبعضهم قال الحسن بن أبي الحسن بن محمد وعنونه في
الرياض مرة الحسن بن أبي الحسن محمد وأخرى الحسن بن أبي الحسن بن
محمد وعنونه صاحب أمل الآمل الحسن بن محمد الديلمي قال صاحب
الرياض لعله كان في نسخة صاحب الآمل لفظة ابن بعد أبي
الحسن ساقطة فظن أن أبا الحسن كنية والده محمد فاسقط الكنية رأسا ولعله
سهو وأقول هذا تخرص على الغيب قال وفي صدر نسخ ارشاده وكذا في
بعض المواضع منه قال الحسن بن أبي الحسن بن محمد وفي بعض المواضع
منه الحسن بن محمد الديلمي أقول الصواب انه الحسن بن أبي الحسن
محمد وأبو الحسن كنية أبيه واسم أبيه محمد اما محمد بن أبي الحسن بن محمد
فزيادة ابن قبل محمد من سهو النساخ ومثله يقع كثيرا فحين يرى الناظر
الحسن بن أبي الحسن محمد يسبق إلى ذهنه زيادة ابن قبل محمد.
طبقته
كلامهم في طبقته مضطرب ففي رياض العلماء هو من المتقدمين على
الشيخ المفيد أو من معاصريه قلت والمفيد توفي سنة ٤١٣ فيكون من
أهل المائة الرابعة أو أوائل الخامسة. وفي الرياض أيضا وقد نسب
الكراجكي في كنز الفوائد وصاحب كتاب تأويل الآيات الباهرة في العترة
الطاهرة كتاب التفسير إلى الحسن بن أبي الحسن الديلمي ويروي عنه
بعض الأخبار لا سيما في أواخر كتابه قال والظاهر أن مراده المترجم اه‍
والكراجكي توفي ٢ سنة ٤٤٩ وفي الرياض أيضا انه في المجلد الثاني من كتابه
ارشاد القلوب ينقل عن العلامة في الألفين فيكون متأخرا عن العلامة الذي
توفي سنة ٧٢٦ وفي الرياض أيضا انه ينقل في الجزء الأول من ارشاد
القلوب عن كتاب ورام فهو متأخر عن ورام المعاصر للسيد ابن طاوس بل
هو جد ابن طاوس أقول والظاهر أن مراده بابن طاوس أحمد بن
موسى بن جعفر بن طاوس المتوفى سنة ٦٧٣ وقال أيضا وجدت في كتب من
تقدم على العلامة بكثير روايته عن كتاب حسن بن أبي الحسن الديلمي هذا
منهم ابن شهرآشوب في المناقب أقول وابن شهرآشوب توفي سنة ٥٨٨
وفي الروضات ان في الجزء الثاني من ارشاد القلوب نقل ابيات في المناقب
عن الحافظ الشيخ رجب البرسي مع أنه من علماء المائة التاسعة وقال إن
المترجم اما معاصر للعلامة أو الشهيد الأول واما متأخر عنهما بقليل لرواية
صاحب عدة الداعي عنه بعنوان الحسن بن أبي الحسن الديلمي أقول وابن
فهد توفي سنة ٨٤١ وهو متقدم على البرسي يقينا وفي الذريعة للمعاصر ان
المترجم معاصر لفخر المحققين ابن العلامة الحلي المتوفى سنة ٧٧١ كما يظهر
من كتابه غرر الاخبار عند ذكر اختلاف ملوك المسلمين شرقا وغربا بعد
انقراض دولة بني العباس سنة ٦٥٦ وان اختلافهم العظيم اثر ضعفا شديدا
في المسلمين وتقوية للكفار إلى أن قال فللكفار اليوم دون المائة سنة قد
أباحوا المسلمين قتلا ونهبا اه‍ واستفاد من ذلك ان تأليف غرر الاخبار
كان بعد انقراض دولة بني العباس بما يقرب من مائة سنة فيكون في أواسط
المائة الثامنة وسواء أدل كلامه على ذلك أم لم يدل فهو يدل على أن تأليفه
كان بعد انقراض دولة بني العباس فيكون بعد أواسط المائة السابعة
والاضطراب في هذه الكلمات ظاهر لا يحتاج إلى بيان الا ان يقال إن الجزء
الثاني ليس من تأليفه كما احتمله في الروضات وقبله صاحب الرياض
واستشهد الأول لذلك بان خطبة الكتاب تدل على أنه محتو على خمسة
وخمسين بابا كلها في الحكم والمواعظ وتتم الأبواب الخمسة والخمسين بتمام
الجزء الأول مع أن الجزء الثاني ليس فيه الا اخبار المناقب ويرشد اليه ما
ستعرف من اسمه الدال على أنه في المواعظ خاصة و لكن هذا الوجه لا يرفع
الاشكال لما عرفت من تأليفه غرر الاخبار في أواسط المائة الثامنة ونقله في
الجزء الأول عن ورام ونقل ابن شهرآشوب عنه ورواية صاحب عدة الداعي
عنه ورواية الكراجكي عنه ويمكن ان يكون الحسن بن أبي الحسن الديلمي
اثنين فيرتفع الاشكال من رأس ولعل المنسوب اليه كتاب التفسير كما يأتي
غير صاحب ارشاد القلوب كما جزم به المعاصر في الذريعة والله أعلم ومع
ذلك فالظاهر أنه لا يرتفع الاشكال فان تاريخ ٦٧٣ لا يكاد يجتمع مع
تاريخ ٨٤١ وكذلك تاريخ ٤١٣ لا يكاد يجتمع مع تاريخ ٥٨٨ الا ان يلتزم
بان معاصرته لبعض من ذكر غير صواب والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
هو عالم عارف عامل محدث كامل وجيه من كبار أصحابنا الفضلاء في
الفقه والحديث والعرفان والمغازي والسير وفي أمل الآمل الحسن بن محمد
الديلمي كان فاضلا محدثا صالحا له كتاب ارشاد القلوب مجلدان وفي
الرياض الشيخ العارف أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الديلمي العالم
المحدث الجليل المعروف بالديلمي صاحب ارشاد القلوب وغيره وينقل
المجلسي وصاحب الوسائل عن كتابه ارشاد القلوب كثيرا معتمدين عليه
وقال المجلسي في البحار الشيخ العارف أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي

(١) هكذا في نسخة الرياض ولم يعلم أن الراوي عنه من هو منهما - المؤلف -.
(٢٥٠)

وقال أيضا كتاب ارشاد القلوب كتاب نظيف مشتمل على اخبار متينة غريبة
وكتاب اعلام الدين وغرر الاخلاء نقلنا منهما قليلا من الاخبار لكون أكثر
اخبارهما مذكورة في الكتب التي هي أوثق منهما وان كان يظهر من الجميع
ونقل الأكابر عنها جلالة مؤلفها اه‍.
من سوانحه في منازل السالكين
ما ذكره في ارشاد القلوب قال: اني كنت في شبيبتي إذا دعوت
بالدعاء المقدم على صلاة الليل ووصلت إلى قوله اللهم إني ان ذكرت الموت
وهول المطلع والوقوف بين يديك نغصني مطعمي ومشربي وأغصني بريقي
وأقلقني عن وسادي ومنعني رقادي. اخجل حيث لا أجد هذا كله في
نفسي فاستخرجت له وجها يخرجه عن الكذب فائتمرت في نفسي اني أكاد
ان يحصل عندي ذلك فلما كبرت السن وضعفت القوة وقربت ساعة النقلة
إلى دار الوحشة والغربة ما بقي يندفع هذا عن الخاطر فصرت ربما أرجو ان
لا أصبح إذا أمسيت ولا أمسي إذا أصبحت ولا إذا مددت خطوة ان اتبعها
بأخرى ولا إذا كان في فمي لقمة ان أسيغها فصرت أقول: إلهي اني إذا
ذكرت الموت وهول المطلع والوقوف بين يديك إلى قوله ومنعني رقادي ثم
أقول ونغص علي سهادي وابتزني راحة فؤادي إلهي وسيدي ومولاي مخافتك
أورثتني طول الحزن ونحول الجسد وألزمتني عظيم الهم ودوام الكمد
واشتغلتني عن الأهل والولد أحس بدمعة ترقى من آماقي وزفير يتردد بين
صدري والتراقي سيدي فبرد حزني ببرد عفوك ونفس غمي وهمي ببسط
رحمتك ومغفرتك فاني لا أقر الا بالخوف منك ولا أعز الا بالذل لك ولا
أفوز الا بالثقة بك والتوكل عليك يا ارحم الراحمين اه‍ وليته لم يقرن
هذا الدعاء الذي اخترعه بالدعاء الصادر من معادن العلم والحكمة
والفصاحة والبلاغة.
مؤلفاته
١ ارشاد القلوب إلى الصواب المنجي من عمل به من اليم العقاب
مطبوع في مجلدين وقد عرفت وقوع الشك في أن الجزء الثاني من تأليفه وهو
من أشهر مؤلفاته ويعرف بارشاد الديلمي وللسيد علي صدر الدين ابن
معصوم المعروف بالسيد علي خال الشيرازي تقريض على ارشاد القلوب
وهو:
هذا كتاب في معانيه حسن * للديلمي أبي محمد الحسن
أشهى إلى المضني العليل من الشفا * وألذ للعينين من غمض الوسن
وله فيه أيضا:
إذا ضلت قلوب عن هداها * فلم تدر العقاب من الثواب
فأرشدها جزاك الله خيرا * بارشاد القلوب إلى الصواب
٢ غرر الاخبار ودرر الآثار في مناقب الأطهار وحديث الكسا
المشهور المذكور في منتخب الطريحي مذكور فيه وقيل إنه يظهر منه انه ألفه
في أواسط المائة الثامنة ٣ اعلام الدين في صفات المؤمنين ٤ الأربعون
حديثا وينسب إليه كتاب التفسير لكن الظاهر أنه لغيره وهو الحسن بن أبي
الحسن الديلمي لأنه ينقل عن تفسيره الكراجكي المتوفى سنة ٤٤٩ كما مر في
ج ٢٠ وفي الذريعة ينقل ابن شهرآشوب في مناقبه بعض الأحاديث عن
كتاب الحسن بن أبي الحسن الديلمي ولعله هذا التفسير.
شعره
من شعره في الحكمة قوله كما في روضات الجنات:
صبرت ولم اطلع هواي على صبري * وأخفيت ما بي منك عن موضع السر
مخافة ان يشكو ضميري صبابتي * إلى دمعتي سرا فتجري ولا أدري
وقوله كما في الروضات أيضا:
لا تنسوا الموت في غم ولا فرح * فالموت ذئب وعزرائيل قصاب
٦٦٦: الحسن بن محمد بن راشد الحلي
قد مضى بعنوان الحسن بن راشد الحلي فراجع.
٦٦٧: الشيخ حسن بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ جعفر صاحب
كشف الغطاء.
توفي في أصفهان ٦ ربيع الثاني سنة ١٣٣٦ وحمل إلى النجف ودفن
فيها.
كان عالما فاضلا ولسنا نعلم من أحواله شيئا.
٦٦٨: الميرزا حسن ابن الميرزا محمد زمان ابن الميرزا محمد جعفر المهدي الرضوي
وباقي النشب في محمد جعفر.
ولد في ٤ صفر سنة ١٠٤٣ كما وجد بخطه على ظهر رجال ابن داود
الذي وقفه والده ولا نعلم تاريخ وفاته.
في أمل الآمل السيد الجليل ميرزا حسن بن محمد زمان الرضوي
المشهدي فاضل عالم محقق جليل القدر معاصر له كتاب في الاستدلال لم يتم
اه‍ وفي الشجرة الطيبة كان من أجلة علماء المشهد المقدس الرضوي
معاصر لصاحب الوسائل وهو أحد العلماء الذين كتبوا خطوطهم لميرزا
محمد مقيم خازن دار الكتب العباسية للشاه عباس ابن الشاه صفي في مجموعة
سماها التذكارات دونها من سنة ١٠٥٥ إلى سنة ١٠٦١ وهم نيف وثلاثون
عالما جليلا من علماء ذلك العصر في أصفهان وشيراز وقم والمشهد الرضوي
كتب كل واحد منهم مقدار ورقة أو أكثر باستدعاء محمد مقيم المذكور
ليكون تذكارا له وهو نظير ما يكتبه اليوم زائر ودور الكتب في دفاتر
الزيارة.
٦٦٩: الحسن بن محمد بن زهرة الحسيني الحلبي بدر الدين.
يأتي بعنوان الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن زهرة.
٦٧٠: الحسن الفقيه بن محمد الشبيه بن زيد النسابة بن علي بن الحسين ذي
الدمعة بن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
هكذا وصفه صاحب عمدة الطالب بالفقيه ولا نعلم من أحواله شيئا
غير ذلك.
٦٧١: الحسن بن محمد بن زيد الحسيني
يظهر من مروج الذهب انه ممن ظهر ببلاد طبرستان حيث قال إن
الديلم والجيل الآن قد فسدت مذاهبهم وقد كان قبل ذلك جماعة من ملوك
الديلم ورؤسائهم يدخلون في الاسلام وينصرون من ظهر ببلاد طبرستان
(٢٥١)

من آل أبي طالب مثل الحسن بن محمد بن زيد الحسيني اه‍.
٦٧٢: الشيخ أبو علي الحسن بن محمد السبزواري البيهقي.
عالم فاضل مؤلف له كتاب مصابيح القلوب في الموعظة فارسي مرتب
على ثلاثة وخمسين فصلا ذكره صاحب كشف الظنون ونسبه اليه ووصفه
بالشافعي وقال وهو على ما رأيته من كتب الشيعة أو مدسوس اه‍ وقوله
أو مدسوس ناشئ عن مرض في النفوس فأي غرض يتعلق بالدس في
كتاب موعظة.
٦٧٣: الشيخ حسن ابن الشيخ محمد السبيتي العاملي الكفراوي.
توفي سنة ١٢٨٩.
السبيتي بلفظ المصغر أصله السبتي نسبة إلى سبته من بلاد المغرب
لان أصلهم منها جاءوا من عهد غير بعيد إلى بلاد صفد ثم انتقلوا منها إلى
خرائب ارزيه ثم إلى كفرة وتوطنوها إلى اليوم.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا يتعاطى الطب ذكره الشيخ محمد آل
مغنية في كتابه جواهر الحكم فقال قرأ مع أخيه الشيخ علي وخاله الشيخ
محمد علي عز الدين في جبل عاملة عند الشيخ حسن مروة ثم عند السيد علي آل إبراهيم
ثم توجه إلى العراق فاستقام مدة مديدة يشتغل واخوه الأكبر
الشيخ علي بعاملة يمده بالدراهم ثم عاد إلى بلاده عالما فاضلا محققا مدققا
من العلماء الابدال المبرزين لم يلف مثله في عاملة في جودة القريحة وحدة
الفطنة وشدة الذكاء وفي النحو سيبويه زمانه ومع فضله وغزارة علمه كان
ريض النفس كريم الاخلاق كرمه يحاكي الغيث عند انسجامه وكان أبي
النفس ما تنازل للدنيا ولا سلمها زمام قيادة عالي الهمة شريف النفس عفيفا
وقورا مهيبا جليلا ألوفا مناصحا باذلا كريما متلافا ومهما كانت القضايا
وعظمت فهو حلال مشكلاتها كشاف معضلاتها كم وكم من وافد عليه
خرج من عنده موفورا وكم وكم أغاث ورد الظلامة عن أقوام وارجع الحق
للآخرين وكان يتعاطى الطبابة وظهرت له فيها إصابات غريبة دلت على
معرفته وجود قريحته وشفي على يده جماعة من عضال الداء وسمعته بصور
قال عن مريض ان مرضه انتقل إلى درجة لا يمكن معها الصحة ولا يعيش
أكثر من عشرين يوما فكان كما قال ولما توفي حضرت جنازته واجتمع فيها
خلق كثير وكان يوما مشهودا اه‍ سافر إلى العراق مع خاله الشيخ محمد
علي آل عز الدين وذكره اخوه الشيخ علي ابن الشيخ محمد السبيتي في بعض
مجاميعه انه ارسل إلى أخيه وخاله المذكورين أيام اشتغالهما بالعراق بكتاب
فيه نثر وشعر وذلك في ١٦ شوال سنة ١٢٦٣ قال وفي تلك السنة كانت
الحرب بين عرب عنزة بين محمد السمير ونايف الشعلان ومن جملة القصيدة
قوله:
الا هل ترجع الأيام دهرا * ولو نفسي تفيض على البشير
ودون مناي ظن ليس يصحو * وجمع الشمل في كف القدير
فما هجهجت عن بالي هموما * جهلت لها المساء من البكور
تمسك بالوصي أبي حسين * وبالسبطين شبر مع شبير
وارسل اليه العلامة ابن عم * والدي السيد كاظم ابن السيد احمد
الحسيني العاملي بهذه القصيدة من * العراق إلى جبل عاملة:
يا أيها الخل الذي بفخاره * وبمجده قد طاول الأفلاكا
والماجد الندب الذي مهما تكل * يوما اليه من الأمور كفاكا
المخلص النائي إذا استغنيت * والداني إليك إذا الملح لحاكا
والصادق الود الذي بصفائه * ووفائه أعيا الورى ادراكا
الحافظ العهد الذي أملكته * ودي على طول المدى املاكا
المجتبى الحسن الفعال ومن إذا * خطب عراك بنفسه واساكا
اني لأمنحك المحبة والوفا * ابدا وان عذبتني بنواكا
ما ذقت طارقة النوى في هجرتي * وأبيك الا حين شط حماكا
أبغي الأنيس فلا أرى لي مؤنسا * الا التردد حيث كنت أراكا
خل يحن إليك مذ فارقته * لولا عوائقه سرى مسراكا
يا ليت شعري يا أخي هل الذي * يوم الوداع شجا أخاك شجاكا
هيهات لست أرى كقلبي رقة * وصفا وان كنت الجدير بذاكا
تنسى السلام وما بلغت أخي إلى * دار السلام فما الذي أنساكا
ما ذاك الا ان أسباب الهوى * كانت ظواهر لم تنط بحشاكا
هذا ولم ترد الشام فكيف لو * وافيتها ولك الخليط هناكا
سرعان ما تسلو الخليل فعاذر * من قال ما أجفاك ما أجفاكا
لكنني واخائك المحفوظ لا * أسلوك لا أجفوك لا أنساكا
فعسى الاله كما قضى بالناي من * بعد النوى يقضي لنا بلقاكا
وسقى المهيمن عهدك الماضي وان * أظمى الفؤاد مضيه وسقاكا
وعليك بل وعلى البلاد وأهلها * مني السلام بقدر ما أهواكا
فعمد الشيخ حسن إلى الصدور فحذفها وجعل لها صدورا غيرها
وجعلها هي الجواب فقال:
يا ماجدا ساد الورى بكماله * وبمجده قد طاول الأفلاكا
والسيد الندب الكريم متى ترد * يوما اليه من الأمور كفاكا
والحافظ الواعي إذا أنسيت * والداني إليك إذا الملح لحاكا
والعالم الحبر الذي بسنائه * وصفاته أعيا الورى ادراكا
الكاظم الغيظ الوفي ومن إذا * خطب عراك بنفسه واساكا
لا ابتغي خلا سواك ولا هوى * ابدا وان عذبتني بنواكا
ما كنت أدري بالصبابة والهوى * وأبيك الا حين شط حماكا
وأروم طيفك في المنام فلا أرى * الا التردد حيث كنت اراكا
صب يؤرقه النوى من بعدكم * لولا عوائقه سرى مسراكا
قسما بخالص عهدنا ان الذي * يوم الوداع شجا أخاك شجاكا
تالله لست أرى لغيرك موثقا * وصفا وان كنت الجدير بذاكا
ما ساءني ان قلت ما بلغ المدى * دار السلام فما الذي أنساكا
فرعيت عهدي لا أرى أسبابه * كانت ظواهر لم تنط بحشاكا
وتقول مقصدك الشام فهل إذا * وافيتها ولك الخليط هناكا
ترعى مواثيق العهود وعاذل * من قال ما أجفاك ما أجفاكا
قسما بصادق ودك المحفوظ لا * أجفوك لا أسلوك لا أنساكا
فعسى الزمان كما قضى بالبعد من * بعد اللقا يقضي لنا بلقاكا
وعليك بل وعلى الأولى نقضوا الولا * مني السلام بقدر ما أهواكا
وأرسل اليه مع هذا الجواب هذه الأبيات:
أيا سيدا أدنى ماثره الوفا * وأكرم من تنمى اليه المكارم
لكم قصبات السبق في كل موقف * وما أنتم الا البحور الخضارم
فلا غرو ان قلدتني بفرائد * لها القلم الجاري بكفك ناظم
عداك عتابي لم أكن عنك ساليا * ولم اتخذ خلا سواك ينادم
(٢٥٢)

ولست كمن ضاعت حقوقي لديهم * فعهدك محفوظ وودك دائم
وما ضرني من قال عني انني * جفوت وهل من السن الناس سالم
فاجابه السيد بهذه الأبيات:
هواي مع الركب الشامي مصعد * جنيب وجسمي بالعراق مقيد
أقول لألف أمه كنت آنسا * به وحسام البين عني مغمد
لك الخير اني سرت عنه وليس لي * سواك أخ بر على الدهر مسعد
رحلت وللأحشاء مني تلهف * عليك وآماق تجود وترفد
فيا أيها الخل الذي سار ظاعنا * تغور به الوجناء طورا وتنجد
أتدري رعاك الله اني بعد ما * ترحلت عني مستهام مسهد
أخو فكر أرعى النجوم كأنني * عليها رقيب والخلائق هجد
أروح بهم ثم أغدو بمثله * وجمر الغضى في مهجتي يتوقد
وان فؤادي مذ تناءيت موثق * لديك وجسمي بالغريين مصفد
حليف ضنا لم تبق فيه بقية * سوى نفس في صدره يتردد
وخفف ما بي من جوى وصبابة * كتاب اتى بالدر منك منضد
تناط بأمثال اللآلي فصوله * وألفاظه منها على السمع أعود
فنظم يروح ابن العميد بحسنه * عميدا وفرسان البلاغة شهد
وغير عجيب ان ناظم عقده * على مثله منا الخناصر تعقد
ولا بغريب ان ناسج برده * جواد بميدان الفصاحة أوحد
أخو فطنة كالسيف والسيف صارم * وذو فكر كالبحر والبحر مزبد
اما وعهود للتصافي قديمة * وميثاقها عندي وثيق مؤكد
وعقد إخاء شده الله بيننا * وبينك يبلى الدهر وهو مجدد
لئن عاد لي دهري بقربك ثانيا * فتلك المنى والعود يا رب احمد
هنالك عني تنجلي كل كربة * رمتني على عمد بها للنوى يد
وأغدو وأمسي ناعم البال في أخ * على الدهر لي منه حسام مهند
فلا زال ماكر الزمان موفقا * لنهج الهدى والحق يهدي ويرشد
٦٧٤: الحسن بن محمد السراج
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم
ع وقال روى عنه حميد وفي الفهرست الحسن بن محمد السراج له نوادر رويناها عن ابن
عبدون عن الأنباري عن حميد عن ابن نهيك عنه اه. وفي المعالم
الحسن بن السراج له نوادر.
٦٧٥: الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي
من مشايخ الصدوق قال في الباب ٢٦ من العيون حدثنا الحسن بن
محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي سنة ٣٥٤ الخ ويروي الصدوق عن شيخه
الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي هذا عن علي بن إبراهيم المفسر القمي
ويروي الهاشمي هذا عن فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي صاحب
التفسير ويروي الهاشمي أيضا عن والد أبي قيراط جعفر بن محمد المتوفى
٣٠٨.
٦٧٦: الحسن بن محمد السكاكيني الدمشقي
مر بعنوان الحسن بن محمد بن أبي بكر.
٦٧٧: الحسن بن محمد بن سماعة أبو محمد أو أبو علي الكندي الصيرفي الكوفي
توفي ليلة الخميس ٥ جمادي الأولى سنة ٢٦٣ بالكوفة وصلى عليه
إبراهيم بن محمد العلوي ودفن في جعفي.
نسبته
الكندي الظاهر أنه نسبة إلى محلة بالكوفة تعرف بكندة لا إلى
القبيلة بدليل ما يأتي عند ذكر مؤلفاته عن النجاشي عن حميد بن زياد انه كان ينزل
كندة فان الظاهر أن المراد بكندة المحلة كما قالوا نظير ذلك في المتنبي كما أن
جعفي اسم للمحلة.
كنيته
كناه العلامة أبا محمد كما يأتي وذكر النجاشي في أول كلامه الآتي انه يكنى
أبا محمد وفي آخره انه يكنى أبا علي وصرح الشيخ فيما يأتي عن كتاب رجاله
في رجال الكاظم ع انه يكنى أبا علي.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي الحسن بن محمد بن سماعة أبو محمد الكندي الصيرفي
من شيوخ الواقفة كثير الحديث فقيه ثقة وكان يعاند في الوقف ويتعصب.
أخبرنا محمد بن جعفر المؤدب حدثنا أحمد بن محمد حدثني أبو جعفر
أحمد بن يحيى الأودي قال دخلت مسجد الجامع لأصلي الظهر فلما صليت
رأيت حرب بن الحسن الطحان وجماعة من أصحابنا جلوسا فملت إليهم
فسلمت عليهم وجلست وكان فيهم الحسن بن سماعة فذكروا امر
الحسين بن علي ع وما جرى عليه ثم من بعده زيد بن علي وما
جرى عليه ومعنا رجل غريب لا نعرفه فقال يا قوم عندنا رجل علوي بسر
من رأى من أهل المدينة ما هو الا ساحر أو كاهن فقال ابن سماعة بمن
يعرف قال علي بن محمد بن الرضا فقال له الجماعة وكيف تبينت ذلك منه
قال كنا جلوسا معه على باب داره وهو جارنا بسر من رأى نجلس اليه في
كل عيشة نتحدث معه إذ مر قائد من دار السلطان معه خلع ومعه جمع كثير
من القواد و الرجالة والشاكرية وغيرهم فلما رآه علي بن محمد وثب إليه وسلم
عليه وأكرمه فلما ان مضى قال لنا هو فرح بما هو فيه وغدا يدفن قبل الصلاة
فعجبنا من ذلك وقمنا من عنده وقلنا هذا علم الغيب وتعاهدنا ثلاثة ان لم
يكن ما قال إن نقتله ونستريح منه فاني في منزلي وقد صليت الفجر إذ
سمعت جلبة فقمت إلى الباب فإذا خلق كثير من الجند وغيرهم يقولون
مات فلان القائد البارحة سكر وعبر من موضع إلى موضع فوقع واندقت
عنقه فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وخرجت احضره وإذا الرجل كما قال أبو
الحسن ميت فما برحت حتى دفنته ورجعت فتعجبنا جميعا من هذه الحالة
وذكر الحديث بطوله فأنكر الحسن بن سماعة ذلك لعناده فاجتمعت الجماعة
الذين سمعوا هذا معه فوافقوه وجرى من بعضهم ما ليس هذا موضعا
لإعادته.
له كتب منها النكاح الطلاق الحدود الديات القبلة السهو الطهور
الوقت الشراء البيع الغيبة البشارات الحيض الفرائض الحج الزهد الصلاة
الجنائز اللباس أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان حدثنا علي بن حاتم حدثنا
محمد بن أحمد بن ثابت قال رويت كتب الحسن بن محمد بن سماعة عنه
وقال لنا أحمد بن عبد الواحد قال لنا علي بن حبشي حدثنا حميد بن زياد قال
سمعت من الحسن بن محمد بن سماعة الصيرفي وكان ينزل كندة كتبه
المصنفة وهي على هذا الشرح وزيادة كتاب زيارة أبي عبد الله ع
وقال حميد توفي أبو علي ليلة الخميس لخمس خلون من جمادي الأولى سنة
(٢٥٣)

٢٦٣ بالكوفة وصلى عليه إبراهيم بن محمد العلوي ودفن في جعفي اه
وفي الخلاصة الحسن بن محمد بن سماعة أبو محمد الكندي الصيرفي الكوفي
واقفي المذهب الا انه جيد التصانيف نقي الفقه حسن الانتقاء كثير الحديث
فقيه ثقة وكان من شيوخ الواقفة يعاند في الوقف ويتعصب وليس
محمد بن سماعة أبوه من ولد سماعة بن مهران مات الحسن بن
محمد بن سماعة ليلة الخميس لخمس خلون من جمادي الأولى
سنة ٢٦٣ بالكوفة الخ ما مر عن النجاشي اه وفي الفهرست
الحسن بن محمد بن سماعة الكوفي واقفي المذهب الا انه جيد التصانيف
نقي الفقه حسن الانتقال الانتقاء له ثلاثون كتابا منها القبلة. الصلاة.
الصيام. الشراء والبيع. الفرائض. النكاح. الطلاق. الحيض وفاة أبي
عبد الله. مر عن النجاشي زيارة أبي عبد الله. الطهور. السهو.
المواقيت. الزهد. البشارات. الدلائل. العبادات. الغيبة. ومات ابن
سماعة سنة ٢٦٣ في جمادي الأولى وصلى عليه إبراهيم العلوي بن محمد
ودفن في جعفي أخبرنا بكتبه ورواياته أحمد بن عبدون عن أبي طالب
الأنباري عن حميد بن زياد النينوي عن الحسن بن محمد بن سماعة وأخبرنا
أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال
عن الحسن بن محمد بن سماعة اه وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الكاظم ع فقال الحسن بن محمد بن سماعة واقفي مات سنة
٢٦٣ يكنى أبا علي له كتب ذكرناها في الفهرست اه وقال الكشي حدثني
حمدويه حدثني الحسن بن موسى قال كان ابن سماعة واقفا وذكر ان محمد
بن سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران له ولد يقال له الحسن بن سماعة بن
مهران واقفي اه وفي النقد عن الكشي له ابن يقال له الحسن بن
سماعة واقفي وفي بعض النسخ له ابن يقال له الحسن بن سماعة بن مهران واقفي
وفي منهج المقال في كتاب الحج من التهذيب في باب نزول مزدلفة في طريق
صحيح عن محمد بن سماعة بن مهران فتأمل اه وفي فهرست ابن
النديم عند ذكر اخبار فقهاء الشيعة وأسماء ما صنفوه من الكتب:
الحسن بن محمد بن سماعة وله من الكتب ١ كتاب القبلة ٢ الصلاة
٣ الصيام اه وفي التعليقة مر في الحسن بن حذيفة ما يدل على كونه من
فقهاء القدماء وفي باب الوكالة من الكافي وغيره وكذا في التهذيب يظهر
اعتدادهم بقوله وسيجئ في علي بن الحسن الطاطري وصفه بالحضرمي
أيضا وقوله ليس أبوه من ولد سماعة بن مهران قلت هو من ولد سماعة بن
موسى بن زويد بن نشيط الحضرمي على ما سيجئ في ترجمة محمد بن
سماعة بن موسى ومضى أيضا في ترجمة أخيه جعفر بن محمد بن سماعة
وله أخ آخر تقدم بعنوان إبراهيم بن محمد بن سماعة وأخو جده المعلى بن
موسى الكندي سيأتي وفي النقد يفهم من الكشي ان الحسن بن سماعة غير
الحسن بن محمد بن سماعة هذا إذا كان ما نقله الكشي من أن محمد بن
سماعة ليس من ولد سماعة بن مهران صحيحا وربما يفهم من كلام
النجاشي عند ترجمة سماعة بن مهران ومحمد بن سماعة
ان محمد بن سماعة كان من ولد سماعة بن مهران كما روى الشيخ حديثا في باب نزول المزدلفة
من التهذيب وفيه محمد بن سماعة بن مهران اه وفي التعليقة الظاهر أنه
غفلة وتوهم إذ كلام النجاشي فيها ظاهر فيما قاله في الخلاصة لا تأمل فيه
ورواية التهذيب على تقدير سلامتها عن الاشتباه لا تقتضي ان يكون
محمد بن سماعة بن مهران والد الحسن اه وما يمكن ان يتوهم منه كون
محمد بن سماعة من ولد سماعة بن مهران هو قول النجاشي في سماعة انه
يكنى أبا محمد ونزل من الكوفة كندة ووصفه بالحضرمي واستفادة ذلك منه
غفلة وتوهم كما قال ولولا أن قائله ممن يعتني بارائه ما استأهل نقلا ولا ردا.
وفي المعالم الحسن بن محمد بن سماعة الكوفي واقفي به ثلاثون كتابا حسانا
منها: الطهور. الصلاة على ترتيب كتب الفقه. وفاة أبي عبد الله
ع.
الزهد. البشارات. الدلائل. العبادات. الغيبة. وفي لسان
الميزان الحسن بن محمد بن سماعة الكوفي أبو محمد الكندي الصيرفي ذكره
ابن النجاشي في مصنفي الشيعة وقال مات سنة ٢٦٣ اه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محمد بن سماعة
الموثق برواية محمد بن أحمد بن ثابت عنه ورواية حميد بن زياد عنه ورواية
علي بن الحسن بن فضال عنه اه وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية
محمد بن حمدان الكوفي وجعفر بن محمد الكوفي ومحمد بن عبد الجبار والرزاز
وأبي علي الأشعري والحسين بن محمد ومحمد بن علي وعلي بن إبراهيم عنه.
٦٧٨: الحسن بن محمد بن سهل النوفلي
قال النجاشي ضعيف له كتاب حسن كثير الفوائد جمعه وقال ذكر
مجالس الرضا ع مع أهل الأديان أخبرناه أحمد بن عبد الواحد قال
حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور العمي عنه به اه وفي التعليقة سنذكر
في الحسن بن محمد النوفلي الهاشمي انه المصنف لمجلسه ع مع
أهل الأديان وسيذكر المصنف عن النجاشي ذلك في الحسين أي
الحسين بن محمد بن الفضل ونذكر هناك انه مكبر فيظهر ان المصنف ابن
محمد بن الفضل الثقة الجليل الآتي ويشير اليه قوله روى عن الرضا ع
نسخة وانه رواها عنه الحسن بن محمد بن جمهور العمي فالظاهر
اتحاد ابن محمد بن سهل مع ابن محمد بن الفضل ويشير إليه مضافا إلى ما
مر النسبة إلى نوفل ولعل سهل مصحف سعيد أو يكون أحد أجداده ولم
يذكر في نسبه الآتي أو يكون جده الأمي واما التضعيف فلعله لما وجد في
كتابه مما لا يلائم مذاقه ولعله لا ضرر فيه وبالجملة المقام لا يخلو من غرابة
واحتياج إلى زيادة تثبت فتثبت اه وابن داود قال أولا الحسن بن
محمد بن سهل النوفلي قال النجاشي ضعيف اه مع أن النجاشي
لم يذكر الا الحسن.
٦٧٩: أبو العلاء الحسن بن محمد بن سهلويه الديلمي.
يظهر مما ذكره الوزير أبو شجاع محمد بن الحسين ظهير الدين
الروذراوري في ذيل تجارب الأمم انه كان من أصحاب التقدم في الدولة
البويهية وانه كان رسول فخر الدولة ابن بويه إلى الطائع العباسي لطلب
العهد بالسلطنة واللواء وزيادة اللقب على العادة المتبعة في ذلك الزمان قال
في ص ٩٧ من الذيل: في سنة ٣٥٤ شرف فخر الدولة من حضرة الطائع
لله بالخلع السلطانية والعهد واللواء وزيادة اللقب وسلم جميع ذلك إلى أبي
العلاء الحسن بن محمد بن سهلويه رسول فخر الدولة وذلك أنه لما توفي
مؤيد الدولة وانتصب فخر الدولة في موضعه شرع أبو عبد الله بن سعدان
في اصلاح ما بين صمصام الدولة وبينه وكاتب الصاحب أبا القاسم بن عباد
في ذلك وتردد بينهما ما انتهى إلى ورود أبي العلاء بن سهلويه للسفارة في
التقرر وتنجز الخلع السلطانية لفخر الدولة فأكرمه أبو عبد الله بن سعدان
(٢٥٤)

إكراما بالغ فيه وأقام له من الأنزال وحمل إليه من الأموال ما جاوز به حد
مثله واتصلت مدة مقامه من المكاتبات ما دل على إظهار المشاركة بين
الجندين في كل تدبير وتقرير وتجديد السنة التي كانت بين الاخوة عماد
الدولة وركنها ومعزها من الاتفاق والألفة وسدى الصاحب في ذلك قوله
وألحم وأسرج فيه عزمه وألجم اه وهو وان لم يوصف في كلام الذيل بأنه
ديلمي لكن الظاهر من اتصاله بال بويه وتسمية جده سهلويه انه ديلمي
والديلم كانوا شيعة.
٦٨٠: السيد أبو الفضائل ركن الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن شرفشاه
العلوي الحسيني الأسترآبادي نزيل الموصل ويقال الحسن بن شرفشاه نسبة
إلى جده.
توفي سنة ٧١٧ كما في كشف الظنون أو ٧١٨ كما عن طبقات
الشافعية للأسنوي أو ٧١٥ في ١٤ صفر كما عن ذيل تاريخ بغداد لابن رافع
وفي الدرر الكامنة انه توفي سنة ٧١٥ وله سبعون سنة وعن طبقات الشافعية
لابن قاضي شهبة انه توفي بالموصل في المحرم سنة ٧١٥ وقيل ٧١٨ عن
نيف وسبعين سنة وقيل جاوز الثمانين اه.
أقوال العلماء فيه
كان تلميذ المحقق الطوسي الخواجة نصير الدين ومن أخص أصحابه
ومثله في التحقيق وكان علامة في العلوم العقلية والنقلية وفي بغية الوعاة
الحسن بن محمد بن شرفشاه العلوي الأسترآبادي أبو الفضائل السيد ركن
الدين قال ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد قدم مراغة واشتغل على مولانا
نصير الدين وكان يتوقد ذكاء وفطنة وكان المولى قطب الدين حينئذ في ممالك
الروم فقدمه النصير وصار رئيس الأصحاب بمراغة وكان يجيد درس الحكمة
وكتب الحواشي على التجريد وغيره وكتب لولد النصير شرحا على قواعد العقائد
ولما توجه النصير إلى بغداد سنة ٦٧٢ لازمه فلما مات النصير في هذه
السنة اصعد إلى الموصل واستوطنها ودرس بالمدرسة النورية بها وفوض اليه
النظر في أوقافها وشرح مقدمة ابن الحاجب بثلاثة شروح أشهرها المتوسط
وتكلم في أصول الفقه واخذ على السيف الآمدي ثم فوض اليه تدريس
الشافعية بالسلطانية ومات في ١٤ صفر سنة ٧١٥ وذكره الأسنوي في
طبقات الشافعية وقال شرح الحاجبية ومات سنة ٧١٨ وقال الصفدي كان
شديد التواضع يقوم لكل أحد حتى السقاء شديد الحلم وافر الجلالة عند
التتار شرح مختصر ابن الحاجب والشافعية في التصريف وعاش بضعا
وسبعين سنة اه وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٧١٨ فيها توفي
السيد ركن الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن شرفشاه العلامة المفنن
الحسيني الأسترآبادي الشافعي اخذ عن النصير الطوسي وحصل وتقدم
وكان الطوسي قد جعله رئيس أصحابه بمراغة يعيد درس الجلة ثم انتقل إلى
الموصل ودرس بالنورية بها وشرح مختصر ابن الحاجب شرحا متوسطا وشرح
الحاجبية ثلاثة شروح المتوسط أشهرها وشرح الحاوي في أربعة مجلدات فيه
اعتراضات على الحاوي حسنة وتوفي في هذه السنة في المحرم عن نيف
وسبعين سنة بالموصل وقيل توفي سنة ٧١٥ اه وفي الدرر الكامنة
في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني الحسن بن شرفشاه الحسيني
الأسترآبادي ركن الدين عالم الموصل كان من كبار تلامذة النصير الطوسي
وكان مبجلا عند التتار وجيها متواضعا حليما يقال إنه كان يقوم لكل أحد
حتى للسقاء وتخرج به جماعة من الفضلاء وله شرح المختصر والمقدمتين جميع
ذلك لابن الحاجب وشرح الحاوي شرحين وكان يقال مع ذلك أنه كان لا
يحفظ القرآن اه اي لا يحفظه عن ظهر القلب وهذا يدل على أن حفظه
كذلك كان شائعا. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٧١٥ فيها توفي
السيد ركن الدين حسن بن شرفشاه الحسيني
الأسترآبادي صاحب
التصانيف كان علامة متكلما نحويا مبالغا في التواضع يقوم لكل أحد حتى
للسقا وكانت جامكيته في الشهر ألفا وثمانية دراهم وتوفي بالموصل في المحرم
وقد شاخ اه ويأتي شرفشاه بن عبد المطلب الحسيني الأفطسي الأصبهاني وشرفشاه بن محمد الحسيني الأفطسي
النيسابوري ولعله ابن
أحدهما وفي كتاب الفلاكة والمفلوكين السند ركن الدين الحسن بن محمد
بن شرفشاه العلوي الحسيني الأسترآبادي تلميذ النصير الطوسي له عدة
مصنفات منها شرح أصول ابن الحاجب وشرح مقدمته في النحو وشرح
الحاوي شرحين وكان له درارات وجوامك كل يوم ستون درهما كان يعيد
دروس النصير الطوسي في الحكمة قال الشيخ شهاب الحسباني ومن خطه
نقلت وكان في دينه رقة توفي سنة ٧١٨ بالموصل اه ولعل رقة الدين
التي نسبها إليه هي التشيع.
تلاميذه
في روضات الجنات: من جملة تلامذته الشيخ تاج الدين علي بن
عبد الله بن أبي الحسن الأردبيلي التبريزي ترجمه صاحب بغية الوعاة
اه.
مؤلفاته
١ نهج الشيعة ألفه باسم السلطان أويس بهادرخان ٢ شرح
قواعد العقائد النصيرية لأستاذه الخواجة نصير الدين الطوسي كتبه لولد
أستاذه المذكور أيام حياة أستاذه وتتلمذه عليه بمراغة ٣ الشرح الكبير على
الكافية في النحو لابن الحاجب المسمى بالبسيط ٤ شرح متوسط على
الكافية اسمه الوافية وهو أشهر شروحه عليها ٥ شرح صغير على الكافية
٦ شرح مختصر ابن الحاجب في الأصول شرحه شرحا متوسطا ٧ شرح
الشافية في التصريف ٨ شرح الحاوي في أربعة مجلدات مر عن الشذرات
ان فيه اعتراضات على الحاوي حسنة ٩ شرح الحاوي الثاني ذكره صاحب
الفلاكة كما مر ١٠ حواشي التجريد وغيره ١١ أسئلة سألها شيخه المقدم
ذكره وأجاب عنها.
٦٨١: الشيخ حسن بن محمد صالح الفلوجي الحلي
كان عالما عابدا مدرسا وله منزلة عظيمة عند عموم المسلمين في الحلة
من جميع الطوائف ذكره السيد حيدر في كتابه الذي ألفه في الحاج محمد
صالح كبة وآل كبة فقال العالم العامل والفاضل الكامل والورع التقي
الشيخ حسن الحلي بن محمد صالح الفلوجي اه قرأ عليه في العلوم
العربية الشيخ حمادي بن نوح الحلي والسيد حيدر الحلي والميرزا جعفر
والميرزا صالح أبناء السيد مهدي القزويني كما في ديوان الشيخ حمادي
المذكور وفيه يقول الشيخ حمادي من قصيدة:
من منهم الحبر شيخي الحسن * المنهل لب العلوم تدريسا
وبث في قومه هدايته * رفعت قومه به الروسا
٦٨٢: حسن بن محمد الطوسي الفردوسي صاحب الشاهنامة
مر بعنوان أبو القاسم الفردوسي الطوسي ج ٧ ومر هناك الخلاف في
(٢٥٥)

اسمه واسم أبيه ولم يذكر في الأقوال هناك ان اسم أبيه محمد لكنه يفهم من
كلام كشف الظنون حيث قال شاه نامه فارسي منظوم مشهور لأبي
القاسم حسن بن محمد الطوسي المتخلص بفردوسي اه ومر أيضا في ج
٢١ بعنوان الحسن بن إسحاق بن شرفشاه الطوسي الوزاني أبو القاسم
الفردوسي. في كشف الظنون قال في الشاهنامة لم اترك مما طالعت من
اخبار ملوك العجم حديثا الا نظمته وها انا بعد ٦٥ سنة انقضت من
عمري حتى شيخت في نظم هذا الكتاب في مدة ٣٠ سنة آخرها سنة ٣٨٤
وهو مشتمل على ستين ألف بيت وجعلته تذكرة للسلطان أبي القاسم
محمود بن سبكتكين اه والشاهنامة التي فرع منها سنة ٣٨٤ هي
الصغرى اما الكبرى ففرع منها سنة ٤٠٠ كما مر واستفيد من كلامه هذا ان
مولده سنة ٣١٥ لأنه يدل على أنه فرع منها سنة ٣٨٤ وانه كان عمره يومئذ
٦٥ سنة وحينئذ فما مر في ج ٢١ انه ولد سنة ٣٢٣ أو ٣٢٤ غير صواب
لأنه اعرف بمولده من كل أحد وفي كشف الظنون قد نقل الشاهنامة الفتح
بن علي البنداري الأصبهاني إلى العربي نثرا للملك المعظم عيسى بن
العادل أبي بكر الأيوبي وأتم ترجمته في سنة ٦٧٩.
٦٨٣: الحسن بن محمد بن عبد الصمد بن أبي الشخباء أبو علي العسقلاني الملقب
بالمجيد ذو الفضلين
توفي سنة ٤٨٢ معتقلا بمصر في خزانة البنود ذكر ذلك علي بن بسام
في كتاب الذخيرة.
في معجم الأدباء: أحد البلغاء الفصحاء الشعراء له رسائل مدونة
مشهورة قيل إن القاضي الفاضل عبد الرحيم بن البيساني منها استمد وبها
اعتد وأظنه كتب في ديوان الرسائل للمستنصر صاحب مصر لان في رسائله
جوابات إلى الفساسيري الا ان أكثر رسائله اخوانيات وما كتبه عن نفسه
إلى أصدقائه ووزراء وأمراء زمانه اه وقد نقل له صاحب معجم الأدباء
عدة رسائل تدل على تقدمة في صناعة النثر وحسبك ان يكون القاضي
الفاضل الكاتب المشهور يستمد من رسائله وسننقل نموذجا منها بعد هذا
وذكر ابن بسام موته محبوسا كما سمعت ولم يذكر سبب ذلك وكيف كان فهو
من نوابغ كتاب الدولة الفاطمية بمصر ومجيدي شعرائها.
تشيعه
يمكن ان يستفاد تشيعه مما اشتمل عليه كتابه الآتي إلى صارم الدولة
بن معروف حيث استشهد فيه بأبيات فيها هذا البيت:
سينطق بالثناء على علي * وعترته المنابر صامتات
وقال في آخره: ويتقدون بالحضرة السامية في خوض الرهج
وارخاص المهج وتحمل الأعباء في موالاة أصحاب العباء ومن قوله في
كتاب آخر سيأتي والله تعالى يسهل من ألطافه الخفية ما يجمع الشمل ويقرب
الدار ويدني المزار بمحمد وآله الأئمة الأطهار.
شئ من نثره
أورد له ياقوت في معجم الأدباء نثرا كثيرا نقتطف منه فقرات نوردها
فيما يلي: من كتاب إلى صديق له:
لما حديث ركاب مولاي اخذ صبري معه
وصحبه قلبي وتبعه:
فعجبت من جسم مقيم سائر * كمسير بيت الشعر وهو مقيد
وبقيت بعده أقاسي أمورا تخف الحليم واما الوحشة فقد اصطبحت
منها كأسا مترعة وتجرعت من صابها امر جرعة ورأيت فؤادي إذا مر ذكر
مولاي يكاد يخرج من خدره ويرغب في مفارقه صدره حنينا يجدده السماع
وزفرة تدمي في عذارها وتطلع في الترائب شرارها:
إداري شجاها كي تخلي مكانها * وهيهات القت رحلها واطمأنت
واما ما أعاني بعد مسيره فأشياء منها عبث الألم ومنها اضطراري إلى
كثرة مكابر من اعلم ذحل سرائره واختلاف باطنه وظاهره وتكلف اللقاء له
بصفحة مستبشرة والله يعلم نفور طباعي ممن رآه أهل الأدب من الأدب
غفلا لكن السياسة تقتضي اعتماد ما ذكرت وان كان موردا غير عذب
وثقيلا على العين والقلب:
ولربما ابتسم الفتى وفؤاده * شرق الضلوع برنة وعويل
ومنها انعكاس كثير من الآمال وارتشاف الصبابة الباقية من الحال
بجوائح مصرية وشامية وفوادح أرضية وسمائية ولا أشكو بل اسلم له مذعنا
وارى فعله كيف تصرفت الأحوال جميلا حسنا:
ومن لم يسلم للنوائب أصبحت * خلائقه طرا عليه نوائبا
والله تعالى المسؤول ان يهذب لي من قرب مولاي ما ياسو هذه الكلوم
فجميع الحوادث إذا قربت الخطوة تمسي غير مذكورة.
وكتب إلى أبي الفرج الموفقي جوابا عن رقعة: وصلت رقعة مولاي
فكانت بشهادة الله صبح الآداب ونهارها وثمار البلاغة وازدهارها قد
توشحت بضروب من الفضل تقصر قاصية المدى وتجري به في مضمار
الأدب مفردا:
فكان روض الحزن تنثره الصبا * ما طفت من قرطاسها أتصفح
فاما ما تضمنته من وصفي فقد صارت حضرته السامية فتسامح في
الشهادة بذلك فلتراجع نقدها تجدني لا استحق من ذلك الاسهاب فصلا
ولا أعد لكلمة واحدة منه اهلا فالله ينهضني بشكر هذا الإنعام الذي يقف
عنده الثناء ويضلع ويحصر دونه الخطيب المصقع:
هيهات تعيي الشمس كل مرامق * ويعوق دون مناله العيوق
ومن كلامه يهنئ اتسز بكسر الغزي.
وكان ذلك لثمان ساعات مضين من يوم الاثنين في العشر الأخير من
جمادى الآخرة سنة ٤٦٩.
الذين قال لهم الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا
حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا
رضوان الله والله ذو فضل عظيم. قد ارتفع الخلاف بين الكافة ان
الله ذخر للدولة الفاطمية من الحضرة العلية المنصورة الجيوشية
خلد الله سلطانها من حمى سوادها ونصر اعلامها وحفظ سريرها
ومنبرها بعد ان كان الأعداء الذين ارتضعوا در انعامها وتوسموا بشرف
أيامها فطردت يد الاصطناع إملاقهم وأثقلت قلائد الاحسان أعناقهم
خفروا ذمم الولاء وكفروا سوابغ الآلاء ففجأتهم الحوادث من كل طريق
(٢٥٦)

ونعب بهم غرائب الشتات والتفريق واستباحتهم يد الشدائد واتى الله بنيانهم
عن القواعد. ولم تزل النفوس منذ طرق اتسز بن اوق اللعين هذه البلاد
وانجم فيها أنجم الفساد وتعدى حدود الله وكلماته وتعرض لمساخطه
ونقماته عالمة بان املاء الحضرة العلية مد الله ظلها على الكافة لم يكن عن
استعمال رخصة في هذه الحال ولا سكون إلى عوارض من الاغفال والاهمال
بل هو امر ركب فيه متن التدبير واتبع فيه قوله تعالى فأمليت للذين كفروا
ثم اخذتهم فكيف كان نكير. وحين قدمته المطالع المردية إلى القاهرة
مؤملا انفصام عروة الله المتينة وأفول ما توقد من شجرة مباركة زيتونة
سكنت النفوس إلى أن الحضرة العلية ثبت الله مجدها ستجرد له من عزماتها
الباقية ما يعجل دماره وتنتضي له من آرائها الكاملة ما يعفي آثاره وحين
توالت الأنباء بانكسار اللعين وما منحته الحضرة من النصر المبين وولى
المخذول على ادباره علم أن لله عناية بالدولة الزاهرة وتحقق ان له سبحانه
رعاية بالملة الطاهرة والله المحمود على ما منح الأمة من هذه النعمة
والمسؤول أن يشد ببقاء الحضرة العلية قواعد الاسلام ويستخدم لها السيوف
والأقلام حتى لا يبقى على الأرض مفحص قطاة الا وقد دوخته سنابك
خيولها ولا مسقط نواة إلا وقد ركزت فيه صدور رماحها ونصولها فقد دفعت
خطبا جسيما ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وكان فضل الله عليك عظيما
فاما العبد المملوك فقد تلاعبت به أيدي الاقدار وقذفته العطلة في هوة بعيدة
الأقطار وهو يعد نفسه ويمنيها ان مراحم الحضرة تسعد كساد بضاعته نفاقا
واضطراب حاله انتظاما واتساقا وسكون ريحه خفوقا وغروب حظه شروقا
إن شاء الله تعالى:
وكتب إلى بعض اخوانه:
أغب كتاب مولاي حتى أضرم نارا في الفؤاد وحالف بين جفني والسهد
ثم وافى بلفظه الرائق العذب * وأغنى عن الزلال البرود
وقرأته متنزها * في روضه وغديره
جمل البلاغة كلها * تختال بين سطوره
فالدر في منظومه * والسحر في منثوره
والله تعالى يسهل من ألطافه الخفية ما يجمع الشمل ويقرب الدار
ويدني المزار بمحمد وآله الأئمة الأطهار واما حالي بعده وتأسفي على الفائت
من أخلاقه التي هي من الحس أدق ومن الماء أصفى وأرق فحال صب
حولف بين طرفه وسهاده وحرم لذيذ رقاده واما عتبه علي لتأخر كتبي عنه
فهو يعلم انني إذا واصلت أو أغببت انه سمير خاطري وان غاب عن
ناظري:
يا غائبا عن ناظري * وخاطرا في خاطري
لا تخش مني جفوة * فباطني كالظاهر
والله يعلم اني لم أغفل كتابه صرما وهجرا فإنه من العين بمكان السواد
ومن الصدر بموضع الفؤاد وكتابه هو فسحة للصدر ومنية ما يطلب من
الدهر ولرأيه علوه في امضائه إلي ووفوده علي.
وكتب إلى ابن المغربي يهنئه بالفتوح: أطال الله بقاء سيدنا الوزير
الاجل ما سطع الصبح بعموده وهمهم السحاب برعوده:
نعتده ذخر العلا وعتادها * ونراه من كرم الزمان وجوده
الدهر يضحك من بشاشة بشره * والعيش يطرب من نضارة عوده
فقد البس الله الدهر من مناقب الحضرة السامية ما اخرس اللائمة
وأفاض على الكافة من آلائها ما تملك به رق المآثر ويعجز عنه كل ناظم
وناثر يقصر عنه لسان البليغ ويفضل عن مقلة الناظر فما ينفك خلد الله أيامه
يذود عن الدولة برأي صائب وحسام قاضب:
ما زال قائد كتبة وكتيبة * باصيل رأي منصل وفؤاد
شبهان من قلم ومن صمصامة * شهرا ليوم ندى ويوم جلاد
وما وقفت في هذا المقام موقفا وحشيا ولا وقع عندها موقعا أجنبيا بل
اقتفت آثار اسلاف خفقت عليها ألوية المعالي وبنودها ووسمت بأسمائهم
جباه الممالك وخدودها:
كتاب ملك يستقيم برأيهم * أود الخلافة أو اسود صباح
بصدور أقلام يرد إليهم * شرف الرياسة أو صدور رماح
كان العبد خدم المجلس السامي بخدمة التهنئة بما فتح الله تعالى من
الظفر بالعدو الذي أطاع شيطانه واتبع ما أسخط الله وكره رضوانه
وجرى الله على جميل عادته زلزلة اطواده واستئصال احزابه واجناده الذين غدت
الرماح تستقي مياه نحورهم والسيوف تنهب ودائع صدورهم:
ما طال بغي قط الا غادرت * فعلاته الاعمار غير طوال
فتح أضاء به الزمان وفتحت * فيه الأسنة زهرة الآمال
وأرجو ان يكون التوفيق قضى بوصولها وأذن في قبولها:
فيمتد ظل ويثري مقل * بصوب من العارض المستهل
أيعجز فضلك عن خادم * وأنت بأمر الورى مستقل
وكتب إلى صارم الدولة بن معروف وكأنه من امراء الفاطميين
أطال الله بقاء الحضرة الصارمية يجري القدر على حسب أهويتها ويعقد
الظفر بعزائم ألويتها وتحلى بذكرها ترائب الأيام العاطلة وتنجز بكرمها
عدات الحظوظ المماطلة ما أصحب الجامح وأضاء السماك الرامح:
وما سجلت في مفرق الأرض ذيلها * خوافق ريح للسحاب لواقح
إذا رفض الناس المديح وطلقوا * بنات العلا زفت اليه المدائح
فالحمد لله الذي جعل الحضرة السامية عقال الخطوب العوارم ونظام
المحاسن والمكارم يعتدها الزمن نسيب أصائله وزهر خمائله وشموس مشارقه
وتيجان مفارقه فيجب على كل من ضم على اليراعة بنانه وأطلق في ميدان
البراعة عنانه ان لا يخلي مجلسه من مدح معروضة وخدم مفروضة:
عسى منة تقوى على شكر منة * وهيهات أعيا البحر من هو راشف
ولو كنت لا تولي يدا مستجدة * إلى أن توفي شكر ما هو سالف
حميت حريم المال من سطوة الندى * وغاضت وحاشاها لديك العوارف
وكم عزمة في الشكر كانت قوية * فاضعفها احسانك المتضاعف
رعى الله من عم البرية عدله * فانصف مظلوم وأومن خائف
فكم أهل بلد هدته نصر الله عزائمها بعد الضلال وحر استنقذته
من حبائل الاقلال ومرهق خففت عنه وطأة الزمن المتثاقل وطريد بوأته من
حرمها امنع المعاقل:

(١) هذا البيت قد جعل في الأصل نثرا محرفا وظننا ان صوابه كما ذكرناه. - المؤلف -.
(٢٥٧)

منازل عز لو يحل ابن مزنة * بها لسلا عما له من منازل
فيا صارما يعطي وينسى عطاءه * ولم نر سيفا ذا وفاء وناكر
يكاد يفيض البرق من وجناته * إذا ما اتاه سائل بوسائل
إذا هو عرى سيفه من غموده * وأفضى بفضفاض من السرد ذائل
وقد صبغ النقع النهار بصبغة * ترى ناصلا فيها بياض المناصل
رأيت متون الخيل تحمل ضيغما * مرير مذاق الكيد حلو الشمائل
يلذ له طعم الكماة كأنما * جرى الشنب المعسول فوق العواسل
وكم أخرست أطرافها من غماغم * لأقرانه واستنطقت من ثواكل
من القوم لم تترك لهم عند كاشح * طوال ردينياتهم من طوائل
وما ذبلت يوما خميلة عزة * إذا زرعت فيها كعوب الذوابل
أوائل مجد لم يزل فاخرا بها * تميم بن مر أو كليب بن وائل
فحرس الله محاسن الحضرة السامية التي جباه الأنام بها موسومة ولا
زالت الدولة الفاطمية تحمد عزائمها:
كأنك حين ضل الناس عنها * هديت إلى رضا هادي هذي الرعاة
ستنطق بالثناء على علي * وعترته المنابر صامتات
فقاد له إلى بغداد قودا * تخلي لجمها جنب الفرات
عليها كل داني الحلم ثبت * سفيه السيف من بعد الثبات
كأنهم وهم لحم المنايا * يقيدون الحياة من الممات
يسابقون إلى العدو الأعنة فتطعن عزائمهم قبل الأسنة ويقتدون
بالحضرة السامية في خوض الرهج وارخاص المهج وتحمل الأعباء في موالاة
أصحاب العباء ولا سلب الله هذا الثغر وأهله ما وهب لهم من انعامه الذي
يتهافت إليهم متناسقا ويعيد غصن مجدهم ناضرا باسقا.
شعره
لا يبعد أن تكون الأبيات المتقدمة التي ضمنها نثره هي من نظمه
وأورد له ياقوت أبياتا من جملتها:
اخذت لحاظي من جنا خديك * أرش الذي لاقيت من عينيك
غضي جفونك وانظري تأثير ما * صنعت لحاظك في بنان يديك
لسلكت في فيض الدموع مسالكا * قصرت بها يد عامر وسليك
٦٨٤: الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
قتل صبرا سنة ١٦٩.
في مروج الذهب قد كان تفرق اخوة محمد وولده في البلدان يدعون
إلى إمامته فتوجه ابنه علي بن محمد إلى مصر وسار عبد الله إلى خراسان وسار
ابنه الحسن إلى اليمين فحبس فمات في الحبس ومضى اخوه يحيى إلى الري
ومضى اخوه إدريس إلى المغرب ولكنه قال عند ذكر مقتل الحسين صاحب
فخ في خلافة موسى الهادي: واسر الحسن بن محمد بن عبد الله بن
الحسن بن علي وضرب عنقه صبرا وفي شذرات الذهب في حوادث سنة
١٦٩ فيها قتل الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسن الذي خرج أبوه زمان
المنصور اه.
٦٨٥: أبو محمد الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر الكابلي بن محمد
النفس الزكية بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
قتله طئ في ذي الحجة سنة ٢٥١ في عمدة الطالب كان أحد اجواد
بني هاشم المعدودين ويكنى أبا محمد قتله طئ في ذي الحجة سنة ٢٥١ وقال
ابن الشعراني النسابة المعروف بابن سلطين قتل الحسن أيام المعتز اه.
٦٨٦: أبو علي الحسن بن محمد الأعور بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن الحسين
القعدد بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ابن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
ذكره صاحب عمدة الطالب ولم يذكر من أحواله شيئا وقال ولده
بشيراز.
٦٨٧: الحسن بن محمد بن عبد المطلب الأصفهاني.
عالم فاضل له كتاب في بيان كيفية دعاء الخواجة نصير الدين الطوسي
وسنده. واننا في غنية بما ورد من الأدعية عن أئمة أهل البيت ع
بالأسانيد الصحيحة عن دعاء ذكره الخواجة نصير الدين الطوسي
ويغلب على الظن انه من انشائه.
٦٨٨: أبو علي الحسن بن محمد بن عبدوس الشاعر الواسطي.
توفي يوم الجمعة ٥ صفر سنة ٦٠١ وصلي عليه بالمدرسة النظامية
ودفن في مشهد موسى بن جعفر ع.
عن عيون السير لعلي بن انجب المعروف بابن الساعي قال: أبو علي
الحسن بن عبدوس شاعر من أهل واسط قدم بغداد واستوطنها وكان أديبا
فاضلا ذا معرفة بالنحو واللغة ومجيدا في شعره اجادة ظاهرة فالحق بشعراء
ديوان الناصر لدين الله الخليفة وكان يورد المدائح في الهناءات ومن شعره
هذه الأبيات:
مراتع القلب بين الخصر والخفر * ونزهة العين بين الغنج والحور
كم لي اكتم وجدا قد عرفت به * نعم عشقت وما في العشق من خطر
من شاء فليدرع عذرا يعوذ به * من الوشاة فاني غير معتذر
قل ما تشاء فاني غير سامعه * لقد شككت مع البرهان في الخبر
فالعذل كالرقم فوق الماء صورته * موهومة النفع بل محسوسة الضرر
فلو رأيت بعين من كلفت به * عرفت يا عمرو من أنكرت من عمر
مهفهفا من بني الأتراك لو طلعت * بوجهه الشمس لم يحتج إلى القمر
ارق من دمعي الجاري لفرقته * يكاد يجرح بالالحاظ والنظر
لو جمشته الأماني راقدا لبدا * في وجهه اثر من ذلك الأثر
ودعته فتداعى من مكلله * طل على الورد عن سحب من الخفر
ومد كفا شممنا من مقبلها * نشر الرياض صباح الغيم والمطر
فقلت ما قال قيس يوم فرقته * لبنى فخاف بموسى صخرة الخضر
ثم اعتنقنا فلو لا الدمع لالتهبت * نار الصبابة بين الماء والحجر
وكدت ألثمه لولا مراقبتي * واشي الزفير وخوفي لوعة الوغر
فسرت تحملني الآمال طائرة * إلى الخليفة أهدي الشعر للسور
وقال كانت وفاة ابن عبدوس الشاعر ه‍ في يوم الجمعة ٥ صفر من
سنة ٦٠١ وصلى عليه بالمدرسة النظامية ودفن في مشهد موسى بن جعفر
ع اه وقال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة ٦٠١ فيها

(١) الذي كان في النسخة (بين الحضر والحضر) فظن أن صوابه كما ذكرناه - المؤلف -.
(٢٥٨)

في صفر توفي أبو علي الحسن بن محمد بن عبدوس الشاعر الواسطي وهو من
الشعراء المجيدين واجتمعت به بالموصول وردها مادحا لصاحبها نور الدين
أرسلان شاه وغيره من المقدمين وكان نعم الرجل حسن الصحبة والعشرة
اه.
٦٨٩: السيد حسن ابن السيد محمد ابن السيد عبود ابن السيد محمد ابن السيد
احمد ابن السيد عبد العزيز ابن السيد احمد الموسوي النجفي.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا قرأ على الميرزا الشيرازي والشيخ محمد
حسين الكاظمي والشيخ محمد طه نجف ولم يقع الينا شئ من شعره.
٦٩٠: الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد الملقب بالبارع الدباس.
قد ذكر في ج ١٢ ان البارع الدباس اسمه الحسين بالياء ثم وجدنا في
مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق اسمه مرسوما الحسن بدون ياء فذكرنا
ترجمته في الحسين وأشرنا اليه هنا.
٦٩١: أبو الطيب الحسن ابن الأمير أبي الحسن محمد الأشتر ممدوح المتنبي ابن
عبيد الله الثالث بن علي بن عبيد الله
الثاني ابن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب كان واسع الحال عظيم الجاه والمروة قال الشيخ أبو
الحسن العمري حدثني محمد بن مسلم بن عبيد الله قال كان عمي حسن
يغتسل في الحمام بماء الورد بدلا من الماء اه.
٦٩٢: الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع وهو الجواني.
روى الكليني في الكافي في باب النص على أبي الحسن الثالث ع
انه من شهود الوصية وكتب شهادته بخطه.
٦٩٣: أبو محمد السيد حسن بن محمد العطار البغدادي.
من شعراء بغداد وهو أحد الشعراء الثمانية عشر الذين قرضوا
القصيدة الكرارية للشيخ محمد بن فلاح الكاظمي التي نظمها
سنة ١١٦٦.
٦٩٤: عز الدين الحسن بن محمد بن عقيل بن زيد العلوي الخجندي.
ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب ومعجم الألقاب ولم نستطع معرفة
شئ من أحواله من ذلك الكتاب ولا غيره.
٦٩٥: الحسن بن محمد العقيقي.
مضى بعنوان الحسن بن محمد بن جعفر بن عبد الله.
٦٩٦: السيد جمال الدين أو عز الدين أبو محمد الحسن ابن السيد بدر الدين
أبي عبد الله محمد بن علاء الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن
أبي علي الحسن بن أبي الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي
إبراهيم محمد الحراني النقيب ممدوح المعري بن أبي علي أحمد بن أبي
جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم إسحاق المؤتمن ابن الإمام
أبي عبد الله جعفر الصادق ع.
كان حيا سنة ٧٢٣
لقبه العلامة في اجازته عز الدين كما يأتي وصاحبا أمل الآمل ورياض
العلماء جمال الدين مع أنهما ينقلان عن إجازة العلامة والذي يلقب عز الدين
هو اخوه احمد.
في أمل الآمل: السيد جمال الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن
إبراهيم بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي كان عالما فاضلا جليل
القدر من تلامذة العلامة اه. وفي رياض العلماء: السيد الجليل جمال
الدين أبو محمد الحسن ابن السيد بدر الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن
محمد بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن
إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق ع الحسيني الحلبي كان فاضلا
من أجلة السادات الفضلاء ومن أكابر العلماء المعروفين بابن زهرة الذي
كان اجازه العلامة وأجاز أخاه السيد عز الدين أبا طالب احمد وأباهما أبا
عبد الله محمدا وعمهما السيد علاء الدين أبا الحسن علي بن إبراهيم وابن
عمهما شرف الدين أبا عبد الله الحسين بن علي بن إبراهيم بإجازة طويلة
معروفة وصاحب أصل الإجازة هو عم المذكور ثم حكى كلام صاحب
الأمل المتقدم ثم قال لم أتحقق كونه من تلامذة العلامة ولكن اجازه العلامة
وقد وصف العلامة السيد جمال الدين هذا في تلك الإجازة بقوله بعد ذكر
والده: وولديه الكبيرين المعظمين وبالجملة هذا السيد كان من سلسلة
السيد أبي المكارم بن زهرة الفقيه فعلى هذا يصير نسبه كما أوردناه اه.
والظاهر أن مراد صاحب الأمل بكونه من تلامذة العلامة كونه تلميذه في
الرواية لأنه لم يقرأ عليه كما ذكره في الرياض. وإجازة العلامة هذه مذكورة
في البحار في مجلد الإجازات ص ٢١ وهي بتاريخ ٢٥ شعبان سنة ٧٢٣
وهي لخمسة من بني زهرة علاء الدين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن
محمد عم المترجم وهو الأصل في الإجازة الحسين بن علاء الدين
المذكور أخو علاء الدين ووالد المترجم وهو محمد بن إبراهيم أخو
المترجم وابن أخي علاء الدين وقال العلامة في تلك الإجازة: ورد الامر
الصادر من المولى الكبير إلى أن قال علاء الملة والحق والدين أبي الحسن
علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي
المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب إلى آخر ما مر
وانشد بعد ذكر نسبهم إلى أمير المؤمنين علي ع هذا البيت:
نسب تضاءلت المناسب دونه * وضياؤه كصباحه في فجره
ثم قال وقد أجزت له أدام الله أيامه ولولده المعظم والسيد المكرم
شرف الملة والدين أبي عبد الله الحسين ولأخيه الكبير الأمجد والسيد المعظم
الممجد بدر الدين أبي عبد الله محمد ولولديه الكبيرين المعظمين أبي طالب
احمد امين الدين وأبي محمد عز الدين حسن عضدهما الله تعالى بدوام أيام
مولانا ان يروي هو وهم عني جميع ما صنفته من العلوم العقلية والنقلية أو
أنشأته أو قرأته أو أجيز لي روايته أو سمعته الخ ولا بد من التنبيه على أمور
الأول وقع في تاج العروس المطبوع إسحاق بن محمد المؤتمن صوابه أبو
محمد المؤتمن ففي المشجر الكشاف يكنى إسحاق أبا محمد ولكن في إجازة
العلامة كناه أبا إبراهيم الثاني في نسخة الرياض كما سمعت ابن علي بن
محمد بن أحمد والذي في إجازة العلامة وغيرها ابن علي بن أبي سالم محمد بن
أبي إبراهيم محمد بن أحمد وهو الصواب وكان حذف محمد الثاني في الرياض
من الناسخ لظن التكرار الثالث الذي في إجازة العلامة كما في نسخة
البحار المطبوعة علاء الدين أبي الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي
الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي الخ وهو خطا ولعله من
(٢٥٩)

النساخ فان محمدا والد إبراهيم هو ابن الحسن لا ابن أبي الحسن وزهرة
يكنى أبا الحسن لا أبا المحاسن الرابع سمعت ان صاحب الأمل جعله
الحسن بن محمد بن إبراهيم وتبعه صاحب الرياض ومقتضى ما في إجازة
العلامة كونه الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم كما ذكرناه في العنوان وأن يكون
صاحبا الأمل والرياض حذفا اسم جده علي الخامس الذي يظهر
من مراجعة كتب التراجم والتواريخ ان المسمين بحسن من بني زهرة
خمسة.
١ الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن
محمد ممدوح المعري بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر
الصادق ع المتوفى ٦٢٠ أو ٦٤٠ ومرت ترجمته في ج ٢١.
٢ الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن
علي بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن محمد الحراني بن أحمد بن
محمد بن الحسين بن إسحاق بن الصادق ع المتوفى ٧١١ ومرت
ترجمته في ج ٢٢.
٣ الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن
زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن محمد الحراني بن
أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن الصادق ع المتوفى ٧٦٦
وقد تقدم.
٤ جده الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن زهرة بن الحسن
بن زهرة الخ ما مر المقتول ٧٣٢ وقد تقدم.
٥ الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد المترجم.
٦٩٧: الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن أبي الضوء العلوي الحسيني
نقيب مشهد الكاظمين ع.
توفي سنة ٥٣٧ ببغداد.
كان نقيب مشهد الامامين الكاظمين ع ببغداد المعروف بمشهد
باب التبن وكان شاعرا مجيدا ذكره ابن خلكان في أواخر ترجمة المهلب بن أبي
صفرة حين ذكر قصيدة زياد الأعجم التي في رثاء المهلب وفيها هذان
البيتان:
فإذا عبرت بقبره فاعقر به * كوم الهجان وكل طرف سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها * فلقد يكون أخا دم وذبائح
فقال اخذ بعض الشعراء معنى هذين البيتين فقال:
احملاني ان لم يكن لكما عقر * إلى جنب قبره فاعقراني
وانضحا من دمي عليه فقد كان * دمي من نداه لو تعلمان
قال وصاحب هذين البيتين هو الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن
علي بن أبي الضوء العلوي الحسيني نقيب مشهد باب التبن ببغداد وهما من
جملة قصيدة يرثي بها النقيب الطاهر والد عبد الله ذكر ذلك العماد الكاتب
في كتاب الخريدة وقال أيضا ان الشريف أبا محمد المذكور توفي سنة ٥٣٧
ببغداد رحمه الله تعالى قال ثم بعد وقوفي على ما ذكره العماد في الخريدة
وجدت هذين البيتين في كتاب معجم الشعراء تأليف المرزباني لأحمد بن
محمد الخثعمي وكنيته أبو عبد الله ويقال أبو العباس ويقال انه الحسن وكان
يتشيع ويهاجي البحتري اه.
٦٩٨: بدر الدين الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن علي بن زهرة بن
علي بن محمد بن محمد بن الحماني بن أحمد الحجازي بن محمد بن
الحسين بن إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق ع.
قتل غيلة في المحرم سنة ٧٣٢.
هو جد شمس الدين حسن بن محمد المتقدم ذكره ابن حجر في الدرر
الكامنة فقال حسن بن محمد بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي بدر الدين
نقيب الاشراف بحلب وناظر المرستان بها قتل غيلة في المحرم سنة ٧٣٢
وتقدم ذكر حفيده شمس الدين اه واما باقي نسبه فأخذناه من تاج
العروس حيث قال شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن
حمزة بن علي بن زهرة الخ فرجحنا ان يكون هو ابن محمد بن علي المذكور
وتقدم ذكر حفيده الحسن بن محمد بن الحسن وفي شهداء الفضيلة كان عالما
جليلا أحد أعيان عصره من مشايخ الحديث وممن تخرج عليه حفيده شمس
الدين الحسن بن محمد كما صرح به العسقلاني في ج ٢ من الدرر الكامنة ثم
ذكر في الحاشية ما مر في حفيده المذكور وأقول ليس لما ذكره اثر في الدرر
الكامنة كما مر في ترجمة الحفيد.
٦٩٩: فخر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن علي بن الحسين العلقمي الحاجب.
توفي يوم الجمعة ٢٠ ذي الحجة سنة ٦٥٠.
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب من بيت الرياسة والحجابة والتقدم
والكتابة قال أبو طالب في تاريخه: وفي جمادى الآخرة سنة ٦٣٤ استحجب
فخر الدين الحسن بن العلقمي صهر أستاذ الدار محمد علي ابنته وجعل
أسوة بحجاب المناطق وكان كيسا فاضلا متواضعا كريم المحضر وتوفي يوم
الجمعة العشرين من ذي الحجة سنة ٦٥٠ وحمل إلى مشهد علي ع
وحضر عز الدين مرشد عنه مؤيد الدولة معزيا عن الخليفة.
٧٠٠: الشيخ حسن بن محمد بن علي بن خلف بن إبراهيم بن ضيف الله بن
حسن بن صدقة البحراني الدمستاني.
توفي في بلدة القطيف يوم الأربعاء ٢٣ ربيع الأول سنة ١١٨١.
والدمستاني نسبة إلى دمستان بكسر الدال المهملة وفتح الميم
وسكون السين المهملة بعدها مثناه فوقية وألف ونون قرية من قرى البحرين
أصله منها ثم جاء إلى القطيف وتوفي فيها.
أقوال العلماء فيه
كان عالما فاضلا فقيها محدثا رجاليا محققا مدققا ماهرا في علمي
الحديث والرجال أديبا شاعرا قال في حقه صاحب أنوار البدرين: العالم
الفاضل العلامة المحقق الفهامة التقي النقي الأديب كان من العلماء الأعيان
ذوي الاتقان والايقان وخلص أهل الولاء والايمان زاهدا غابدا تقيا نقيا
ورعا شاعرا ناثرا مخلصا في محبة أهل البيت ع وله أشعار كثيرة
في المراثي اه.
اخباره
قال صاحب أنوار البدرين: كان مع ما هو عليه من العلم والفضل
يعمل بيده ويشتغل لمعيشته وعياله حدثني الثقة الشيخ احمد ابن الشيخ صالح
(٢٦٠)

انه وردت مسائل من علماء أصفهان إلى علماء البحرين بواسطة حاكم
البحرين من قبل دولة إيران فأرسل الحاكم تلك المسائل إلى علماء البحرين
ليجيبوا عنها ومن جملة من ارسل إليهم صاحب الترجمة فجاء الرسول إلى
دمستان وهي قرية صغيرة وأهلها فقراء وأكثر ارضها تسقى بالدلاء فسال
عن الشيخ فدل عليه فرأى رجلا رث الهيئة يستقي بالدلاء لأرضه التي فيها
بعض الزرع والنخيل فظن أنهم يهرأون به فغضب وضربهم فسمع الشيخ
ذلك فجاء إلى الرسول واخبره انه هو المراد سؤاله وكان عنده صبية تساعده
فأرسلها فجاءت بدواة وكتب الجواب بدون مراجعة كتاب فعجب الرسول
من ذلك لما يعهده في علماء إيران من الأبهة والجلالة اه.
مشايخه وتلاميذه
في أنوار البدرين: يروي عن الفاضل المتكلم الشيخ عبد الله بن
علي بن أحمد البلادي أحد مشايخ صاحب الحدائق ويروي عنه ولده الشيخ
احمد قراءة وإجازة كما ذكره الفاضل الشيخ عبد المحسن اللويمي الأحسائي
اه.
مؤلفاته
١ انتخاب الجيد من تنبيهات السيد وهو منتخب كتاب تنبيه
الأريب في ايضاح رجال التهذيب للسيد هاشم البحراني في تمييز رجال
التهذيب رأيت نسخته في كرمنشاه فرع من تأليفها ٨ جمادى الأولى
١١٧٣ وهو كتاب فريد في بابه من أحسن ما كتب فيه وفي أنوار البدرين
فيه فوائد جليلة وتنبيهات جميلة في علم الرجال لا توجد في غيره اه
وهو انتخاب لذلك الكتاب لا لكتاب التنبيهات في الفقه ٢ منظومة في
أصول الدين تحفة الباحثين في أصول الدين نظمها لابنه الشيخ احمد ورتبها
على خمسة مباحث من جملتها:
حمدا لواجب الوجود الاحدي * القادر العدل الحكيم الصمد
وبعد فالراجي لعفو ذي المنن * فتى أبي الفضل محمد الحسن
فهاكها تحفة كل باحث * في خمسة من غرر المباحث
٣ منظومة في نفي الجبر والتفويض ٤ أرجوزة في اثبات الإمامة
والوصية ٥ أرجوزة في التوحيد تزيد على مائة بيت وهي غير تحفة الباحثين
المتقدمة ٦ رسالة في التوحيد غير الأرجوزة ٧ رسالة في استحباب الجهر
بالتسبيح في الأخيرتين وفي أنوار البدرين رسالة في الجهر والاخفات ولا سيما
في الاخرتين مفيد جيد ٨ أوراد الأبرار في ماتم الكرار وهو المشهور في
بلاد البحرين بالاسفار يقرأ في الليالي الثلاث من ليلة تسع عشرة إلى احدى
وعشرين بعد كل سفر منه قصيدة من شعره والشواهد التي فيه أكثرها من
شعره أيضا لكنه لم يكمله فأكمله الشيخ محمد آل عصفور والد الشيخ حسين المشهور ٩ ديوان شعر كبير.
أشعاره
له شعر كثير بعدد حروف الهجاء وفي كتاب أنوار البدرين له مراث
جليلة مشهورة تقرأ في المجالس الحسينية ومن أشهرها القصيدة
المشهورة المربعة المشتملة على نظم المقتل التي أولها:
احرم الحجاج عن لذاتهم بعض الشهور * وانا المحرم عن لذاته كل الدهور
أقول ومن شعره قوله في رثاء الحسين ع:
أتغتر من أهل الثناء بتمجيد * وانك من عقد العلى عاطل الجيد
فقم لاقتحام الهول في طلب العلى * بسمر القنا والبيض والقطع للبيد
ألم تر ان السبط جاهد صابرا * بانصاره الصيد الكرام المذاويد
فثابوا إلى نيل الثواب وقصدوا * صدور العوالي في صدور الصناديد
وجادوا بأسنى ما يجود به الورى * وليس وراء الجود بالنفس من جود
فأوردهم مولاهم مورد الرضا * هنيئا لهم فازوا بأعظم مورود
وظل وحيدا واحد العصر ما له * نصير سوى ماض واسمر املود
على سابق لم يحضر الحرب مدبرا * وما زال فيها طاردا غير مطرود
يمينا بيمناه التي لم يزل بها * شواظ حتوف أو منابع للجود
لقد شاد في شان الشجاعة رفعة * وشاد علا أركانها اي تشييد
أيا علة الايجاد أنتم وسيلتي * إلى الله في انجاح سؤلي ومقصودي
عرفت هداكم بالدليل إفاضة * من المبدع الفياض من غير تقليد
فأخرجت من قاموس تيار فضلكم * جواهر اخبار صحاح الأسانيد
وأرسيت آمالي بجودي جودكم * فانجح بها حيث استقرت على الجودي
فها حسن ضيف لكم يسال القرى * وما الضيف عن باب الكرام بمصدود
فمنوا بادخالي غدا في جواركم * واصلي وفرعي والدي ومولودي
وله في رثاء الحسين ع:
من يلهه المرديان المال والأمل * لم يدر ما المنجيان العلم والعمل
من لي بصقيل الباب قد التصقت * بها الرذائل والتاطت بها العلل
قد خالطت عقلهم احكام وهمهم * وخلط حكمهما في خاطر خطل
خذ رشد نفسك من مرآة عقلك لا * بالوهم من قبل ان يغتالك الاجل
فالعقل معتصم والوهم متهم * والعمر منصرم والدهر مرتحل
مطى الأنام هي الأيام تحملهم * إلى الحمام وان حلوا أو ارتحلوا
لا يولد المرء الا فوق غاربها * يحدو به للمنايا سائق عجل
يا منفق العمر في عصيان خالقه * أفق فإنك من خمر الهوى ثمل
تعصيه لا أنت في عصيانه وجل * من العقاب ولا من منه خجل
أنفاس نفسك أثمان الجنان فهل * تشري بها لهبا في الحشر يشتعل
تشح بالمال حرصا وهو منتقل * وأنت عنه برغم منك تنتقل
ما عذر من بلغ العشرين ان هجعت * عيناه أو عاقه عن طاعة كسل
ان كنت منتهجا منهاج رب حجى * فقم بجنح دجى لله تنتقل
ألا ترى أولياء الله قد هجرت * طيب الكرى في الدياجي منهم المقل
يدعون ربهم في فك عنقهم * من رق ذنبهم والدمع منهمل
نحف الجسوم فلا يدرى إذا ركعوا * قسي نبل هم أم ركع نبل
خمص البطون طوى ذبل الشفاه ظمى * عمش العيون بكى ما غبها الكحل
يقال مرضى وما بالقوم من مرض * أو خولطوا خبلا حاشاهم الخبل
تعادل الخوف فيهم والرجاء فلم * يفرط بهم طمع يوما ولا وجل
ان ينطقوا شكروا أو يسكتوا فكروا * أو يغضبوا غفروا أو يقطعوا وصلوا
أو يظلموا صفحوا أو يوزنوا رجحوا * أو يسألوا سمحوا أو يحكموا عدلوا
ولا يلم بهم من ذنبهم لمم * ولا يميل بهم عن وردهم ميل
ولا يسيل لهم دمع على بشر * الا على معشر في كربلا قتلوا
ركب برغم العلى فوق الثرى نزلوا * وقد أعدلهم في الجنة النزل
تنسي المواقف اهليها مواقفهم * بصبرهم في البرايا يضرب المثل
(٢٦١)

ذاقوا الحتوف بأكناف الطفوف * على رغم الأنوف ولم تبرد لهم غلل
أفدي الحسين صريعا لا صريخ له * الا صرير نصول فيه تنتصل
والطعن مختلف فيه ومؤتلف * والنحر منعطف والعمر منبتل
أليس ذا ابن علي والبتور ومن * بجده ختمت في الأمة الرسل
تنبيه
ذكرنا فيمن بدئ بابن ج ٦ ان ابن راشد البحراني هو الحسن بن
محمد بن راشد وكان ذلك اعتمادا على ما كتبه الينا صاحب الذريعة حين
سألناه عن ابن راشد البحراني الذي وجدنا له الرسالة الجوابية في علم
الكلام ولم نعرف اسمه فأجابنا بان اسمه الحسن بن محمد بن راشد البحراني
ناسبا ذلك إلى صاحب الرياض والى نسخة من الجمانة البهية في نظم
الألفية الشهيدية كتب على ظهرها انها للحسن بن محمد بن راشد البحراني
ثم لما راجعنا الرياض وجدنا انه لم يذكر فيه الحسن بن محمد بن راشد
البحراني ولا الحسن بن راشد البحراني أصلا وانما ذكر فيه الحسن بن
راشد الحلي والحسن بن محمد بن راشد الحلي واستظهر فيه انهما
واحد واما الجمانة فقد صرح ناظمها بأنه نظمها في الحلة فإذا هو
حلي لا بحراني فما على ظهر بعض نسخها من أنه بحراني من سبق القلم
اما ابن راشد البحراني صاحب الرسالة الجوابية فليس بيدنا ما نعرف
به اسمه ولذلك ذكرنا له ترجمة مستقلة في المستدركات ج ١٧ وحيث كان
الحسن بن محمد بن راشد البحراني لا وجود له كان ينبغي ان لا نذكره
ونكتفي بذكر ابن راشد البحراني في المستدركات لكن حيث ذكرنا في ج ٦
كما مر ان اسمه الحسن بن محمد بن راشد اقتضى التنبيه.
٧٠١: الحسن بن دعبل محمد بن علي بن رزين الخزاعي
روى عن أبيه دعبل خبرا طويلا لما قال أبوه القصيدة التي أولها
: مدارس آيات خلت من تلاوة وقصد بها الرضا روى ذلك عنه القاضي
التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة والخبر مشهور.
٧٠٢: الشيخ حسن ابن الشيخ محمد علي سلطان الحائري
من علماء الحائر الحسيني في صدر المائة الثالثة بعد الألف كذا في
مجموعة الشبيبي.
٧٠٣: السيد حسن الحكيم بن محمد الحكيم بن علي بن عبد العزيز بن فخر
الدين بن كمال الدين بن الاجل الهادي بن محمد بن الرضا بن الحسين بن
رزق الله بن محمد بن عبد الله بن المهنا الأكبر
قاله في الزهرة اي زهرة الرياض ذكر ذلك ضامن بن شدقم في
كتابه تحفة الأزهار ولم ينقل من أحواله شيئا.
٧٠٤: عز الدين حسن بن محمد بن علي بن عبد الحسين بن معتوق بن نائل
الحائري الكاتب
ذكره ابن الفوطي وذهبت ترجمته فتلفت من النسخة التي بخط
المؤلف.
٧٠٥: أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب عبد مناف المعروف
أبوه بابن الحنفية
توفي سنة ١٠١ وقيل سنة ١٠٠ وقيل سنة ٩٥ وقيل ٩٩ وفي الطبقات
الكبير لابن سعد قال محمد بن محمد بن عمر الواقدي توفي الحسن بن
محمد في خلافة عمر بن عبد العزيز ولم يكن له عقب.
أمه
في الطبقات الكبير لابن سعد أمه جمال بنت قيس بن مخزمة بن
المطلب بن عبد مناف بن قصي.
صفة لباسه
في الطبقات الكبير لابن سعد بسنده عن أنيس أبي العريان قال رأيت
على الحسن بن محمد قميصا رقيقا وعمامة رقيقة اه.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع وفي شذرات
الذهب في حوادث سنة ١٠١ فيها وقيل في سنة ٩٥ توفي الحسن بن
محمد بن الحنيفة الهاشمي العلوي وكان من عقلاء قومه وعلمائهم اه
ومثله في مرآة الجنان وفي الطبقات الكبير لابن سعد الحسن بن محمد بن
الحنفية وهو ابن علي بن أبي طالب كان الحسن يكنى أبا محمد وكان من
ظرفاء بني هاشم وأهل العقل منهم وكان يقدم على أخيه أبي هاشم
في الفضل والهيئة اه وفي تهذيب التهذيب الحسن بن محمد بن علي بن أبي
طالب الهاشمي أبو محمد وأبوه يعرف بابن الحنفية قال الزهري حدثنا
الحسن وعبد الله ابنا محمد وكان الحسن أرضاهما في أنفسنا وفي رواية وكان
الحسن أوثقهما. وقال محمد بن إسماعيل الجعفري حدثنا عبد الله بن
سلمة بن اسلم عن أبيه عن حسن بن محمد قال وكان حسن من أوثق
الناس عند الناس وعن عمرو بن دينار ما كان الزهري الا من غلمان
حسن بن محمد وقال ابن حبان كان من علماء الناس بالاختلاف قال خليفة
مات سنة ٩٩ أو مائة وقيل غير ذلك في وفاته اه وفي تاريخ دمشق
الحسن بن محمد بن علي بن أبي طالب أبو محمد الهاشمي قال خليفة بن
خياط في الطبقة الثانية من أهل المدينة وقال يحيى بن معين هو من تابعي أهل المدينة ومحدثيهم وقال الإمام أحمد هو مدني تابعي
ثقة وقال عبد الواحد
كان ينزل علينا بمكة فإذا أنفقنا عليه ثلاثة أيام أبي أن يقبل بعد هذا لأنه
هاشمي.
اخباره
في مروج الذهب: حبس عبد الله بن الزبير الحسن بن محمد
بن الحنفية بحبس عارم وهو حبس موحش مظلم وأراد قتله فعمل الحيلة حتى
تخلص من السجن وتعسف الطريق على الجبال حتى اتى منى وبها أبوه
محمد بن الحنفية وفي ذلك يقول كثير:
تخبر من لاقيت انك عائذ * بل العائذ المظلوم في سجن عارم
ومن ير هذا الشيخ بالخيف من منى * من الناس يعلم أنه غير ظالم
سمي رسول الله وابن وصيه * وفكاك أغلال وقاضي مغارم
نسبة الارجاء اليه
في شذرات الذهب ومرآة الجنان روي أنه صنف كتابا في الارجاء ثم
ندم عليه اه وفي طبقات ابن سعد هو أول من تكلم في الارجاء ثم
روى بسنده عن زاذان وميسرة انهما دخلا على الحسن بن محمد بن علي
(٢٦٢)

فلاماه على الكتاب الذي وضع في الارجاء فقال لزاذان يا أبا عمر لوددت
اني مت ولم اكتبه اه وفي تهذيب التهذيب قال سلام بن أبي مطيع عن
أبي أيوب انا تبرأ من الارجاء ان أول من تكلم فيه رجل من أهل المدينة
يقال له الحسن بن محمد ثم قال ابن حجر قلت الارجاء الذي تكلم
الحسن بن محمد فيه غير الارجاء الذي يعيبه أهل السنة المتعلق بالايمان
وذلك اني وقفت على كتاب الحسن بن محمد المذكور اخرجه ابن أبي عمر
العدني في كتاب الايمان له في آخره قال حدثنا إبراهيم بن عيينة عن عبد
الواحد بن أيمن قال كان الحسن بن محمد يأمرني ان اقرأ هذا الكتاب على
الناس اما بعد فانا نوصيكم بتقوى الله فذكر كلاما كثيرا في الموعظة والوصية
بكتاب الله واتباع ما فيه وذكر اعتقاده ثم قال في آخره ونوالي الشيخين
ونجاهد فيهما لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما ونرجئ من
بعدهما ممن دخل في الفتنة فنكل امرهم إلى الله إلى آخر الكلام قال فمعنى
الارجاء الذي تكلم فيه الحسن انه كان يرى عدم القطع على احدى
الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونه مخطئا أو مصيبا وكان يرى أنه يرجئ
الامر فيهما واما الارجاء الذي يتعلق بالايمان فلم يعرج عليه فلا يلحقه
بذلك عاب والله أعلم اه. وفي تاريخ دمشق: قال مصعب بن
عبد الله كان الحسن أول من تكلم في الارجاء وقال الإمام أحمد هو أول من
وضع الارجاء وقال عثمان بن إبراهيم بن حاطب أول من تكلم في
الارجاء الحسن بن محمد كنت حاضرا يوم تكلم وكنت مع عمي في حلقته
وكان في الحلقة جحدب وقوم معه فتكلموا في علي وعثمان وطلحة والزبير
فأكثروا والحسن ساكت ثم تكلم فقال قد سمعت مقالتكم ولم أر شيئا أمثل
من أن يرجا علي وعثمان وطلحة والزبير فلا نتولى ولا نتبرأ منهم ثم قام
فقمنا فقال لي عمي يا بني ليتخذن هؤلاء هذا الكلام اماما قال عثمان فقال
به سبعة رجال يقدمهم جحدب من تيم الرباب ومنهم حرملة التيمي فبلغ
أباه محمد بن الحنفية ما قال فضربه بعصا فشجه وقال لا تتول أباك
عليا اه.
وفي حاشية العتب الجميل للمؤلف: الذي عابه بالارجاء مغيرة بن
مقسم وهو من غلاة النواصب ممن يحمل على أهل البيت الطاهر فلا يرضيه
الا تخطئة علي وذمه وفسر ارجاءه القول في أهل الفتنة بعدم اعلانه ذم من
نازع عليا وقال في متن الكتاب وقد مات الحسن هذا عام ٩٩ وهل يستطيع
مثله ان يقول الحق في أهل الفتنة في تلك الأيام قال: وإذا كان الدمشقيون
بعد ذلك العصر بمدد طويلة قد عصروا انثيي المحدث النسائي صاحب
السنن وضربوه بالنعال فكان ذلك سبب موته شهيدا فعلوا به ذلك لتصنيفه
كتاب خصائص الإمام علي ع وقوله في معاوية ما قال فكيف
يكون حال الحسن بن محمد لو قال صريح الحق إذ ذاك قال والارجاء بمعنى
السكوت عن أهل الفتنة وهم الذين حاربوا عليا مذهب كثير من المتأخرين
مع أنه لم يبق ما يخافونه لو صرحوا بالحق ولم يعبهم أحد بذلك فكان من
عاب الحسن بذلك لا يرضيه الا ان يكون الحسن ناصبيا بحتا ويأبى الله له
ذلك. هذا وقد روى عنه زاذان وميسرة أنه قال وددت اني مت ولم اكتبه
يعني كتابه في الارجاء اه. وفي تاج العروس المرجئة طائفة من
المسلمين يقولون الايمان قول بلا عمل كأنهم قدموا القول وأرجأوا العمل
اي اخروه لأنهم يرون انهم لو لم يصلوا ولم يصوموا لنجاهم ايمانهم اه
وقد ظهر ان الحسن ليس من هؤلاء لان كتابه في الارجاء الذي رآه ابن
حجر صريح في خلاف ذلك وهو برئ مما في الكتاب أيضا لأنه تمنى ان
يكون مات ولم يكتبه.
ما اثر عنه من الحكم
في تاريخ دمشق كان يقول إن أحسن رداء ارتديت به رداء الحلم هو
والله عليك أحسن من بردي حبرة وقال فإن لم تكن حليما فتحالم وكان يقول
من أحب حبيبا لم يعصه ثم يقول:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه * عار عليك إذا فعلت شنيع
لو كان حبك صادقا لأطعته * ان المحب لمن أحب مطيع
ويقول:
ما ضر من كانت الفردوس منزله * ما كان في العيش من بؤس واقتار
تراه يمشي حزينا جائعا شعثا * إلى المساجد يسعى بين اطمار
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب روى عن أبيه وابن عباس وسلمة ابن الأكوع
وأبي هريرة سعيد وعائشة وجابر بن عبد الله وغيرهم. وعنه عمرو بن دينار
وعاصم بن عمر بن قتادة والزهري وابان بن صالح وقيس بن مسلم وعبد
الواحد بن أيمن وجماعة اه.
٧٠٦: أبو محمد الحسن بن أبي هاشم محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله
بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
في تاريخ قم ما تعريبه ان أباه أبا هاشم أول من نزل قم من ولد
الحسن المثنى وولد المترجم بها ثم ذهب المترجم إلى البصرة وجعله معز
الدولة نقيبا بها وتوفي هناك وبقيت أعقابه فيها.
٧٠٧: الشيخ حسن ابن الشيخ محمد علي آل عز الدين العاملي الحنويهي.
توفي في عصرنا.
كان عالما كاملا قرأ على أبيه ولازم طلب العلم مدة طويلة.
٧٠٨: عز الدين أبو عبد الله الحسن بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي بن
أبي تغلب علي بن الحسن الأصم السوراوي بن أبي محمد الحسن الفارس
النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة بن حمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي
العبرة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
وصفه في عمدة الطالب بالنقيب العالم الزاهد النسابة.
٧٠٩: الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم الحسيني الزيدي الكوفي
الأقساسي.
الزيدي نسبة إلى جده زيد الشهيد والاقساسي نسبة إلى قرية
بسواد الكوفة تسمى اقساس مالك أصله منها.
في تاريخ دمشق قدم دمشق وكان أديبا شاعرا دخل دمشق في المحرم
سنة ٣٤٧ ونزل في الحريميين وكان شيخنا مهيبا نبيلا حسن الوجه والشيبة
بصيرا بالشعر واللغة يقول الشعر من أجود آل أبي طالب خطا وأحسنهم
خلقا وكان يعرف بالاقساسي نسبة إلى موضع نحو الكوفة اه وفي مجمع
الآداب ومعجم الألقاب لعبد الرزاق بن الفوطي كما في النسخة التي بخط
المؤلف الموجودة في دار الكتب الظاهرية بدمشق ما صورته: عز الدين أبو
القاسم الحسن بن محمد بن علي بن الأقساسي العلوي النقيب بالكوفة سافر
الكثير وكان قد تأدب وكتب مليحا وله جماعة من الأصحاب قرأت بخطه
(٢٦٣)

إلى ابن نباتة السعدي:
ان العراق ولا أغشك ثلة * قد نام راعيها فأين الذيب
بنيانها نهب الخراب وأهلها * سوط العذاب عليهم مصبوب
ملكوا وسامهم الدنية معشر * لا العقل راضهم ولا التهذيب
كل الفضائل عندهم مهجورة * والحر فيهم كالسماح غريب
اه والظاهر أنه هو المترجم ووصفه صاحب عمدة الطالب
بالأديب فقال أبو القاسم الحسن الأديب ابن جعفر محمد بن علي الزاهد بن
محمد الأصغر الأقساسي بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد ابن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
٧١٠: الشيخ حسن بن محمد علي بن حسين بن محمود بن محمد امين ابن الشيخ
احمد الكجائي النهمني الكهدمي الكيلاني.
ولد سنة ١٢٠٣ وكان حيا سنة ١٢٤٥.
والكجائي نسبة إلى قرية كجاي من قرى كهدم من بلاد كيلان
والنهمني نسبة إلى نه من اي تسعة امنان وهو اسم لقرية كجاي ويأتي
سبب تسميتها بذلك والكيلاني نسبة إلى كيلان ويقال جيلان وهو قطر
رشت ومازندران.
كان عالما فاضلا له ارشاد المتعلمين في آداب التعليم والتعلم فارسي
ألفه في الحائر الحسيني سنة ١٢٥٤ وذكر فيه ان جده الشيخ احمد كان شيخ
الشيخ البهائي وان قرية كجاي تسمى نه من تسعة أمنان لأن فيها
قرآنا وزنه تسعة أمنان على المشهور وهو بخط أمير المؤمنين علي
ع قال وكان لجدي السادس عشر زراقة بالقاف أو زرافة
بالفاء حاجب المتوكل فإنه لما سمع من مؤدب ولده ما قاله
الإمام الهادي ع ورأى استجابة دعائه على هلاك المتوكل صار من
خلص شيعته وسأله تعليم ذلك الدعاء فعلمه إياه ونحله ذلك القرآن فانتقل
بعده إلى ولده أبي الحسن بن زرافة ومنه إلى أولاده بطنا بعد بطن إلى أن
وصل إلى جدي الشيخ احمد المذكور ثم إلى أولاده حتى وصل إلي في هذا
التاريخ سنة ١٢٤٥ هكذا حكى صاحب الذريعة عن كتاب ارشاد المتعلمين
الذي رآه وقد روى السيد علي بن طاووس خبر زرافة هذا في كتاب مهج
الدعوات مسندا لكنه يدل على أن زرافة كان يتشيع قبل ذلك لا انه تشيع لما
رأى استجابة دعاء الامام كما يفهم من كلام المترجم المنقول في الذريعة
المتقدم. وحاصل ما رواه صاحب المهج من خبر زرافة ان زرافة هذا كان شيعيا
وكان المتوكل يحظي وزيره الفتح بن خاقان ويقربه فأراد يوما أن يظهر للناس
منزلته عنده فامر الناس جميعا ان يخرجوا بأحسن زينة من الاشراف والوزراء
والامراء وغيرهم وان لا يركب أحد الا هو والفتح فخرجوا وكان يوما قائظا
شديد الحر وفيهم الإمام علي الهادي فشق عليه ما لقيه من الحر والزحمة قال
زرافة فأقبلت اليه وقلت له يا سيدي يعز والله علي ما تلقى من هذه الطغاة
واخذت بيده فتوكا علي فقال يا زرافة ما ناقة صالح عند الله بأكرم مني أو
قال بأعظم قدرا مني وكان لولدي مؤدب يتشيع وكنت احضره عند الطعام
فحضر تلك الليلة فذكرت له قول أبي الحسن علي الهادي ما ناقة صالح عند
الله بأعظم قدرا مني وكان يأكل فرفع يده وقال بالله انك سمعت هذا اللفظ
منه فحلفت له اني سمعته منه فقال لي اعلم أن المتوكل لا يبقى في ملكه
أكثر من ثلاث أيام ويهلك فانظر في أمرك فقلت من أين لك ذلك فقال أما
قرأت القرآن في قصة صالح قال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير
مكذوب فوالله ما جاء اليوم الثالث حتى هجم المستنصر ومعه بغا ووصيف
والأتراك على المتوكل فقتلوه وقطعوه والفتح بن خاقان جميعا قطعا حتى لم
يعرف أحدهما من الآخر فلقيت الإمام الهادي ع وأخبرته بقول
المؤدب فقال صدق انه لما بلغ مني الجهد رجعت إلى كنوز نتوارثها من آبائنا
هي أعز من الحصون والسلاح واللجين وهو دعاء المظلوم على الظالم
فدعوت به عليه فأهلكه الله فقلت يا سيدي ان رأيت أن تعلمنيه فعلمنيه
وهو اللهم إني وفلانا عبدان عبيدك الدعاء وليس فيه حكاية القرآن
المشكوك صحتها.
٧١١: الحسن بن محمد بن علي عز الدين العراقي المعروف بأبي احمد الشاعر المشهور نزيل حلب.
توفي بحلب ١٧ المحرم سنة ٨٠٣ في أعلام النبلاء عن المنهل الصافي الحسن بن محمد بن علي عز الدين
العراقي المعروف بأبي احمد الشاعر المشهور نزيل حلب قال ابن خطيب
الناصرية كان من أهل الأدب وله النظم الجيد وكان خاملا وينسب إلى
التشيع وقلة الدين قال المؤلف لعل قلة الدين التي نسب إليها هي
التشيع بزعمهم ثم قال: وكان يجلس مع العدول للشهادة بمكتب داخل
باب النيرب رأيته ولم اكتب عنه شيئا ونظمه فائق فمنه ما رأيته بخطه:
ولما اعتنقنا للوداع عشية * وفي كل قلب من تفرقنا جمر
بكيت فأبكيت المطي توجعا * ورق لنا من حادث السفر السفر
جرى درر مع ابيض من جفونهم * وسالت دموع كالعقيق لنا حمر
فراحوا وفي أعناقهم من دموعنا * عقيق وفي أعناقهم منهم در
قال وله مؤلف سماه الدر النفيس من أجناس التجنيس يشتمل على
سبع قصائد يمدح بها قاضي القضاة برهان الدين أبا إسحاق إبراهيم بن
جماعة الكناني منها ما رأيته بخطه وهي القصيدة الأولى:
لولا الهلال الذي من حيكم سفرا * ما كنت أعني إلى مغناكم سفرا
ولا جرى فوق خدي مدمعي دررا * حتى كان جفوني ساقطت دررا
يا أهل بغداد لي في حيكم قمر * بمقلتيه لعقلي في الهوى قمرا
يثني من القد غصنا اهيفا نضرا * إذا انثنى في الحلى يسبي الذي نظرا
لم يغن عن حسنهم بدو ولا حضر * الا إذا قيل هذا الحب قد حضرا
أفدي غزالا غريرا كم سبى نفرا * من الأنام وكم من عاشق نفرا
ريم اتى في معانيه على قدر * لو رام قلبي ان يسلوه ما قدرا
كم حل من عقد صبري بالغرام عرى * حتى السقام بجسمي في هواه عرا
لو لم يكن قلبه قد قد من حجر * ما كان عني لذيذ النوم قد حجرا
قال صاحب المنهل والقصيدة أطول من ذلك استوعبها القاضي علاء
الدين ابن خطيب الناصرية بتمامها ثم قال ابن خطيب الناصرية وله عدة
قصائد في مدح النبي ص مرتبة على حروف المعجم توفي بحلب ١٧ المحرم
سنة ١٨٠٣ اه.
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٣٠٨ فيها توفي عز الدين
الحسن بن محمد بن علي العراقي المعروف بأبي احمد الشاعر المشهور نزيل
حلب قال ابن خطيب الناصرية ونقل ما نقله صاحب المنهل مع اختصار.
٧١٢: الحسن بن محمد بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري الجبعي
في أمل الآمل ابن عم مؤلف هذا الكتاب فاضل صالح فقيه عارف
بالعربية قرأ على أبيه وغيره.
(٢٦٤)

٧١٣: السيد حسن بن المير محمد علي بن محمد بن مرتضى بن محمد بن صدر
الدين بن نصير الدين ابن المير صالح المدرس الطباطبائي اليزدي.
عالم فاضل من تلاميذ صاحب الجواهر له مؤلف في الفقه استدلالي
في عدة مجلدات.
٧١٤: الشيخ عز الدين الحسن بن شمس الدين محمد بن علي المهلبي الحلي
توفي سنة ٨٤٠.
المهلبي في رياض العلماء نسبة إلى الملهب بن أبي صفرة والحلي
نسبة إلى الحلة السيفية اه وما في بعض نسخ أمل الآمل من ابدال الحلي
بالحلبي تصحيف.
في أمل الآمل فاضل عالم محقق له كتاب الأنوار البدرية في رد شبه
القدرية رأيته في الخزانة الموقوفة الرضوية اه وفي الرياض ان الموجود في
نسخ الكتاب ان اسمه الأنوار البدرية لكشف شبه القدرية. وفيه أيضا:
الشيخ الأجل عز الدين الحسن بن الشيخ شمس الدين محمد بن علي
المهلبي الحلي الفاضل العالم المتكلم الجليل الشاعر المحقق المعروف بالمهلبي
وهو ليس بالمهلبي الشاعر ولا بالمهلبي الوزير لتقدمهما وتأخره كما ستعرف
قال وقد رأيت في آخر بعض نسخ كتابه الأنوار البدرية في وصفه هكذا
الشيخ العالم العامل الفاضل الكامل الزاهد العابد المحقق المدقق أفضل
العلماء المتبحرين عماد الاسلام والمسلمين المتوج بعون عناية رب العالمين عز
الملة والحق والدين حسن بن السعيد المرحوم شمس الدين محمد بن علي
المهلبي اه قال وهو صاحب كتاب الأنوار البدرية لكشف شبه القدرية
وهو غير كتاب الأنوار المضية الذي هو من مؤلفات الشيخ أبي علي محمد بن
همام من القدماء. تم ذكر انه رأى كتاب الأنوار البدرية في مواضع اخر غير
الخزانة الرضوية منها ببلاد سجستان وان عنده منه نسخة قال ورأيت في عدة
من نسخه انه ألفه في داره بالمحلة السيفية سنة ٨٤٠ ضحوة يوم السبت ٦
جمادي الآخرة وكان الباعث على تأليفه كما صرح به في أوله امر الشيخ الأجل
الفاضل جمال الدين أبي العباس احمد ولعل المراد به أحمد بن فهد
الحلي المتوفى سنة ٨٤١ قال وموضوع هذا الكتاب رد على كتاب
ليوسف بن مخزم المنصوري الأعور الواسطي الذي رد فيه على الامامية وكان
قريبا من السبعمائة للهجرة فرد عليه أحسن رد وهو كتاب لطيف في الغاية
وقد بالغ في تتبع الكتب وايراد الحجج والتزم في ايراد الأدلة بما ثبت من
طريق الخصم نقله عن الرسول ص وقال الأستاذ المجلسي في أول البحار
وكتاب الأنوار البدرية في رد شبه القدرية للفاضل المهلبي ثم قال وكتاب
الأنوار البدرية مشتمل على بعض الفوائد الجليلة وقال وقد ألف الشيخ نجم
الدين خضر ابن الشيخ شمس الدين محمد بن علي الرازي الجلودي نسبة
والنجفي مسكنا في رد كتاب يوسف الأعور المذكور كتابا سماه التوضيح
الأنور بالحجج الواردة لدفع شبهة الأعور ألفه سنة ٨٣٩ بالحلة السيفية
أيضا لكن كتابه أفيد وأحسن من كتاب المهلبي كما لا يخفى على من طالعهما
ووازنهما اه وذكر في ترجمة الشيخ خضر المذكور ان كتاب الأنوار البدرية
في رد شبه القدماء. ثم ذكر انه رأى كتاب الأنوار البدرية في رد شبه
القدرية للشيخ الجليل عز الدين حسن بن شمس الدين محمد بن علي
المهلبي الحلي ألفه سنة ٨٤٠ وهو كتاب لطيف نفيس ألفه في الرد على كتاب
الشيخ يوسف بن مخزوم المنصوري العامي الذي يرد فيه على الشيعة
اه.
٧١٥: المولى حسن بن محمد علي اليزدي الحائري.
عالم فاضل مؤلف كان أرشد تلاميذ السيد محمد الطباطبائي المعروف
بالمجاهد المتوفى أستاذه المجاهد سنة ١٢٤٢ له من المؤلفات ١ مهيج
الأحزان ٢ تجويد القرآن ٣ المغتنم في الفقه فرع من طهارته سنة
١٢٤٢ ٤ اكمال الاصلاح وهو ترجمة لاصلاح العمل إلى الفارسية
والأصل تأليف شيخه السيد المجاهد قال فيه ما معناه ان اصلاح العمل كان
من فتاوى السيد الأستاذ ولم تكن له رسالة فارسية فأمرني بترجمته إلى
الفارسية اه فإذا هو رسالة عملية ٥ مصباح طريق الاصلاح وهو
مختصر من اكمال الاصلاح لأنه كان كأصله ذا فروع غريبة ومسائل كثيرة
فاختصره.
٧١٦: الحسن بن محمد بن عمران
في منهج المقال قد يستفاد من رجال الكشي انه كان وصي زكريا
بن آدم ويأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى اه والرواية المشار إليها هي ما رواه
محمد بن إسحاق والحسن بن محمد قالا خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة
أشهر نحو الحج فتلقانا كتابه ع في بعض الطريق فإذا فيه ذكرت
ما جرى من قضاء الله في الرجل المتوفى رحمه الله إلى أن قال وذكرت الرجل
الموصى اليه ولم تعد فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت يعني
الحسن بن محمد بن عمران اه وفي التعليقة محمد بن إسحاق هذا أخو
احمد المشهور وابن عم زكريا وكلهم كانوا وكلاء الناحية المقدسة ويحتمل ان
يكون الحسن بن محمد بن عمران بن عبد الله الأشعري فيكون من أولاد
عمهم والمستفاد من الرواية ان أحدا ممن له خصوصية بهم ع
ارسل اليه ع مكتوبا اخبره به بوفاة زكريا ووصيته إلى رجل وورد
جواب ذلك منه ع اليه والظاهر من قوله اتانا كتاب الخ ان المخبر
اما محمد أو الحسن المذكورين والظاهر أنه محمد واما الحسن فلما كان
المكتوب متعلقا بوصايته والجواب متضمن لها بل لعل فيها تقريرها أشركه
بقوله اتانا كتاب واما الجواب والخطاب فإلى محمد وربما يستفاد وثاقته أيضا
إذ الظاهر أن وصية زكريا كانت متعلقة بأمور وكالته لهم ع
وبالنسبة إلى ما كان تحت يده من أموالهم كما هو ظاهر ويشير اليه اخباره
ع بوصايته ومدح الوصي له وقوله في الجواب لم تعد فيه رأينا
وعلى هذا فكيف يجعل الوصي من ليس بثقة لا سيما الجليل القدر مثله
وخصوصا بعد ملاحظة انهم ع ما كانوا يجعلون الفاسق وكيلا
بالنسبة إلى أمورهم على أنه يظهر منها تقريره وامضاؤه ما فعله اه.
٧١٧: معين الدين الحسن بن محمد بن عمر الجويني.
توفي سنة ٦٤٣ في رمضان وقد قارب الستين.
في شذرات الذهب في حوادث سنة ٦٤٣ فيها توفي معين الدين
الصاحب الكبير أبو علي الحسن ابن شيخ الشيوخ صدر الدين محمد بن عمر
الجويني في رمضان وقد قارب الستين ولي عدة مناصب وتقدم عند صاحب
مصر فأمره على جيشه الذين حاصروا دمشق فاخذها وولى وعزل وعمل
(٢٦٥)

نيابة السلطنة فبغته الاجل بعد أربعة أشهر ووجد ما عمل اه ولا شك
أن كل انسان يجد ما عمله حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ويمكن أن يستفاد
تشيعه مما مر.
٧١٨: الحسن بن محمد بن الفضل المسكني.
في فهرس منتجب الدين باني الرباط والمساجد بها صالح خير
اه.
٧١٩: الحسن بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب أبو محمد.
قال النجاشي ثقة جليل روى عن الرضا ع نسخة وعن
أبيه عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع له كتاب كبير قال ابن
عياش حدثنا عبد الله بن أبي زيد حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور عنه به
اه وفي الخلاصة ثقة جليل روى عن الرضا ع نسخة وعن
أبيه عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع وعمومته كذلك
إسحاق ويعقوب وإسماعيل وكان ثقة اه وقال الشهيد الثاني في حواشي
الخلاصة وقد تقدم الحكم بأنه ثقة فلا حاجة لإعادته والموجب لتكرار
المصنف ان النجاشي ذكره في موضعين وذكر أول كلام المصنف في الأول
وآخر كلامه في الآخر فجمع المصنف بينهما فأوجب التكرار اه واعترضه
صاحب منهج المقال بأنه لم يذكره في موضعين وانما ذكر أخاه الحسين كما يأتي
في بابه وقال عن أبيه انه كان ثقة لا عنه اه والامر كما قال.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محمد بن الفضل
الثقة برواية الحسن بن محمد بن جمهور عنه وروايته هو عن الرضا ع
حيث لا مشارك.
٧٢٠: الشيخ حسن بن الشيخ محمد القابجي الكاظمي
توفي في المشهد الرضوي سنة ١٣٤٥ ودفن في دار السيادة.
كان من تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي الشهير نزيل
سامراء وبقي في سامراء بعد وفاة الميرزا إلى سنة ١٣١٨ ثم سافر إلى طهران
ثم إلى المشهد الرضوي وتوفي هناك في التاريخ المذكور.
٧٢١: السيد حسن بن محمد القايني
توفي قبيل سنة ١٣٠٠.
وصفه صاحب الذريعة بالعالم الجليل وقال له الابداع في أصول الفقه
اه ولا نظن فيه شيئا من الابداع بل كله اتباع وان كنا لم يره ولكن
من قاس ما لم يره بما رأى أدى اليه ما رآه ما نأى
وليت هؤلاء الذين أفنوا أعمارهم في أصول الفقه وألفوا فيه خطر
ببالهم يوما ان يصدروا مؤلفا مهذبا مختصرا خاليا من الفضول واضح العبارة
ليريحوا الناس من عباراتهم الأعجمية المعقدة وآرائهم العقيمة ولا يصرفوا
جواهر أعمارهم فيما لا ينفعهم ولا ينفع سواهم.
٧٢٢: الحسن بن محمد أبو علي القطان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه وقال العلامة في القسم الأول قال ابن عقدة قال علي بن الحسن انه ثقة
الكلام فيه كالسابق اه اي كالكلام في الحسن بن سيف بن سليمان
التمار الذي ذكره قبل هذا بلا فصل وحكى عن ابن عقدة عن علي بن
الحسن انه ثقة ثم قال ولم أقف له على مدح ولا جرح من طرقنا سوى هذا
والأولى التوقف فيما ينفرد به حتى تثبت عدالته فالكلام في القطان كالكلام
في التمار.
٧٢٣: الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط
في التعليقة الظاهر من كتاب كمال الدين جلالته اه.
٧٢٤: الشيخ حسن ابن الملا محمد القيم الحلي الشاعر المشهور.
ولد في بغداد سنة ١٢٧٦ وتوفي سنة ١٣١٩ أو قبلها بسنة.
كان أديبا شاعرا مجيدا من أسرة كانوا قواما في بعض المشاهد فلذلك
لقب بالقيم وكان يحذو حذو مهيار في شعره ويعارض قصائده ويتحرف
بتطريز الأحزمة والمناطق كغيره من أهل بيته ويجلس اليه في دكانه أدباء
وقته. وكان أبوه أيضا شاعرا خفيف الروح اخذ المترجم عن السيد حيدر
الحلي والشيخ حمادي بن نوح وغيرهما رأيته بالنجف أيام إقامتنا بها لطلب
العلم وقد أنشدت له قصيدة تهنئة في عرس السيد حسن القزويني وقد كان
شعره مجموعا لكنه احترق سنة ١٣٣٥ في واقعة الأتراك بالحلة ولم يبق منه
غير ما كان محفوظا أو مثبتا في المجاميع فمن شعره قوله في رثاء الحسين
ع:
ان تكن جازعا لها أو صبورا * فلياليك حكمها ان تجورا
ربما استكثر القليل فقير * وغني قد استقل الكثيرا
فكان الفقير كان غنيا * وكان الغني كان فقيرا
نذرت ان تسئ فعلا فأمست * في بني المصطفى تقضي النذورا
يوم عاشور الذي قد أرانا * كل يوم مصابه عاشورا
يوم حفت بابن النبي رجال * يملؤون الدروع باسا وخيرا
عمروها في الله ابيات قدس * جاوزت فيه بيته المعمورا
ما تعرت بالطف حتى كساها الله * في الخلد سندسا وحريرا
لم تعثر أقدامها يوم امسى * قدم الموت بالنفوس عثورا
بقلوب كأنما الباس يدعوها * بقرع الخطوب كوني صخورا
رفعت جرد خيلهم سقف نقع * ألف الطير في ذراه الوكورا
عشقوا الغادة التي انشقتهم * من شذاها النقع المثار عبيرا
فتلقوا سهامها بصدور * تركوهن للسهام جفيرا
فجثوا أنجما وغابوا بدورا * وهووا أجبلا وغاضوا بحورا
من صريع مرمل غسلته * من دماه السيوف ماء طهورا
عفر الترب منهم كل وجه * علم البدر في الدجى أن ينيرا
يوم امسى الحسين منعفر الخدين * فيه ونحره منحورا
افتدي منه مخدرا صار يحمي * بشبا السيف من نساه الخدورا
ليس تدري محبوكه الدرع ضمت * شخصه في ثيابه أم ثبيرا
أعدت السيف كفه في قراها * فغدا في الوغى يضيف النسورا
صار سدرا لجسمه ورق البيض * ونقع الهيجا له كافورا
ونساء كادت بأجنحة الرعب * شظايا قلوبها ان تطيرا
(٢٦٦)

لو يروم القطا المثار جناحا * لاعارته قلبها المذعورا
يا لحسري القناع لم تلق الا * آثما من أمية أو كفورا
أوقفوها على الجسم اللواتي * صرن للبيض روضة وغديرا
وعارض قصيدة مهيار التي أولها:
لمن الطلول كأنهن رقوم * تصحو لعينك تارة وتغيم
بهذه القصيدة فقال:
عطن بذات الرمل وهو قديم * حنت بواديه الخماص الهيم
وتذكرت بالأنعمين مرابعا * خضر الأديم ونبتهن عميم
أيام مرتبع الركائب باللوا * خضل وماء الواديين جميم
ومن العذيب تخب في غلس الدجى * للمدلجين مسومات كوم
والركب يتبع ومضة من حاجر * فكأنه بزمامها مخطوم
سل أبرق الحنان عن أحبابنا * هل حيهم بالأجرعين مقيم
والثم ثرى الدار التي بجفوننا * يوم الوداع ترابها ملثوم
واحلب جفونك ان طفل نباتها * عن ضرع غادية الحيا مفطوم
عجبا لدار الحي انتجع الحيا * وأخو الغوادي جفني المسجوم
ومولع باللوم ما عرف الجوى * سفها يعنف واجدا ويلوم
فأجبته والنار بين جوانحي * دعني فرزئي بالحسين عظيم
أنعاه مفطور الفؤاد من الظمى * وبنحره شجر القنا محطوم
جم المناقب منه يضرب للعلى * عرق باعياص الفخار كريم
لباس محكمة القتير مفاضة * يندق فيها الرمح وهو قويم
يعدو وحبات القلوب كأنها * عقد بسلك قناته منظوم
فمضى بيوم كان في سمر القنا * قصد وفي بيض الظبا تثليم
ثاو بظل السمر تشكر فعله * في الحرب مصرعه بها معلوم
فدماؤه مسفوكة وحريمه * مهتوكة وتراثه مقسوم
عجبا رأى النيران بابن قسيمها * بردا خليل الله إبراهيم
وابن النبي قضى بجمرة غلة * منها يذيب الجامدات سموم
وكريمة الحسبين بابن زعيمها * هتفت عشية لا يجيب زعيم
فتعج بالحادي ومن أحشائها * جمعت شظايا ملؤهن كلوم
وله في رثاء الحسين ع:
باي حمى قلب الخليط مولع * وفي اي واد كاد صبرك ينزع
إذا أنكرت منك الديار صبابة * فقد عرفتها أدمع منك همع
وقفنا بها لكنها اي وقفة * وجدنا قلوبا قد جرت وهي أدمع
مضت ومضى القلب المشوق يؤمها * فلا نايها يدنو ولا القلب يرجع
فأرسلت دمعي فيهم حيث اسرعوا * وودعت قلبي فيهم حيث ودعوا
ترجع ورقاء الصدا في عراصها * فتنسيك من بالايك باتت ترجع
جزعت ولكن لا لمن بان ركبهم * ولولاك يوم الطف ما كنت اجزع
قضت فيك عطشى من بني الوحي عصبة * سقتها العدى كأس الردى وهو مترع
بيوم أهاجوا للهياج عجاحة * تقنع وجه الشمس من حيث تطلع
وما خسرت تلك النفوس بموقف * يحافظ فيه المجد وهي تضيع
فيا لوجوه في ثرى الطف غيبت * ومن نورها ما في الأهلة يطلع
فيا منجد الاسلام ان عز منجد * ويا مفزع الداعي إذا عز مفزع
حسامك من ضرب الرقاب مثلم * ورمحك من طعن الصدور مصدع
فما خضت بحر الحتف الا وقد طغى * بهام الأعادي موجه المتدفع
إذا حسرت سود المنايا لثامها * فللشمس وجه بالغبار مقنع
فجمعت شمل الدين وهو مفرق * وفرقت شمل الشرك وهو مجمع
إذا لم تفدهم خطبة سيفك اغتدى * خطيبا على هاماتهم وهو مصقع
بنفسي جسما قد حمى جانب العلى * عشية لا تحمي سيوف وأدرع
وقفت وقد حملت ما لو حملنه * الجبال الرواسي أصبحت تتصدع
بحيث الرماح السمهريات تلتوي * عليك وبيض المشرفيات تلمع
تشيع ذكر الطف وقفتك التي * بقيت لديها عاريا لا تشيع
إذا لم تضيع عهد دمع جفوننا * عليك فعهد الصبر منا مضيع
تروي القنا الخطار وهي عواطش * وتشبع ذوبان الفلا وهي جوع
أموقع يوم الطف أوقعت حرقة * لها كل آن بين جنبي موضع
سأبكيك دهري ما حييت وان مت * فلي مقلة عبرى وقلب مروع
وفي حذوه حذو مهيار يقول:
تقول لي في ذكركم قرايحي * هذا أوان الشعر يا مهياره
وهذا البيت من قصيدة غزلية أولها:
قد حملت نشرك يا معطاره * صبا بنجد طيبت عراره
سرت برياك فظن صاحبي * قد فض دارين لنا عطاره
رأت نساء الحي برق حاجز * يزجي إلى خبث نقى عشاره
حسبنه خلف البيوت ضرما * فقمن ليلا يقتبسن ناره
زر على السحب بنجد جيبه * وحل في تهامة ازراره
يا هل حرست طنبا لغلمة * تحرس في نجم القنا اقماره
خمرن وجها لو تراه لبست * شمس الضحى من خجل خماره
وبالخبا ريا الشباب سجفها * تمنع عنه قومها من زاره
تشير لي خلف الخبا بمعصم * فعمته قد فصمت سواره
لو ينتضي موتورهم من لحظها * سيفا لرد مدركا أوتاره
اوادر كوافي الطعن رمح قدها * عافوا القنا واعتقلوا خطاره
احبب بليل مية وقد غدا * يقضي أخو اللهو بها أوطاره
يستاف طورا في ورود خدها * وتارة يلثم جلناره
حتى إذا كف الصباح لطمت * وجه الدجى وخرقت أقماره
أرخت عن الواشي لها غدائرا * سودا أقال ليلها نهاره
يا من رأى لي بالكناس ناشئا * يعقد فوق بانة زناره
عاقر في وردية مازجها * خدا أرى في كاسها احمراره
وله متغزلا أيضا:
هب بجرعاء الحمى فشوقا * برق كثغر مية تألقا
وساق من نجد عشار ديمة * مدت لروض الواديين عنقا
من لأخي صبابة أعادها * غورية نام بها وارقا
آنس نار بارق تضرمت * من جانب الغور فخر صعقا
فيا سقى ربيعه منابتا * بذي الغضى لو نفعت فيا سقى
من لفتاة عوذتها قومها * بسحرها لا بالتميم والرقى
كل فتى يسل دون خدرها * سيفا أخا جفونها مذلقا
ومعلم يهز أخت قدها * سمراء عن طعن تمج علقا
وله أيضا في الغزل:
أعن بانة الوادي ترنح هيفها * معاطف منها ليس يصحو نزيفها
(٢٦٧)

وترتج عن كثبان رملة عالج * من السرب اكفال ثقيل خفيفها
فتبصر من أعطافهن غصونها * وتوجد في أردافهن حقوفها
نظرنا فضرجنا الخدود وطالما * أدرن عيونا ضرجتنا سيوفها
ضعائف يصرعن القوي وانه * لاقطع حدا في السيوف رهيفها
يريني هلال الأفق شكل سوارها * فقيرا وتبدي لي الثريا شنوفها
وله متغزلا:
قد عن لي بالرقمتين من الحمى * طنب لقومك بالرماح مسردق
وطرقت خدرك والنجوم تروعني * فأخالها مقل العواسل ترمق
فسرقتها من بين قومك نظرة * لم تدر من بين الأسنة تسرق
لأقرب من لمياء لابن صبابة * ورقيب كلتها السنان الأزرق
ما أعتقت رقي وليس لمية * بمعرس الحيين رق يعتق
لو أن طفل الليل أدرك فرعها * ما شاب منه بالصباح المفرق
حيتك بالطيف الطروق وحبذا * لك من فتاة الحي طيف يطرق
رقت حواشي الليل في تدليسه * زورا تكاذب بالوداد وأصدق
فنعمت منه بلثم خد بله * ماء الشباب ودمعي المترقرق
وله يرثي شابا:
أهالوها على قمر منير * ثرى فياحة بشذى العبير
بها نشرت مرفرفة الغوادي * مطارف بهجة الروض النضير
يدبجها الحيا بسقيط طل * فتكسى حلية الدر النثير
برغمي ان تبيت رهين لحد * يضمك والسماح ثرى القبور
مضيت موفرا كرم المساعي * أسير المجد فكاك الأسير
وما قدرت ان تلج المنايا * عليك عرينة الليث الهصور
وما قدرت تغمر منك عودا * صليبا عند احداث الدهور
لقد حطمتك فحل مخاصميه * تلجلجهم بشقشقة الهدير
وله متغزلا:
هل ابتسمت عن لؤلؤ لم يثقب * عشية جالت بالوشاح المذهب
ومذ أرسلت من جانب الصدع وفرة * فقد ألفت ما بين أفعى وعقرب
ومذ فاقت التشبيه قلت فما أتت * بجيد غزال لا ولا عين ربرب
أتت من محياها بشمس منيرة * ومن شعرها المسود جاءت بغيهب
تحارب عن قد وعن لمح ناظر * برمح رديني وسيف مجرب
وله في الغزل:
فيكن يا ظبيات حاجر * سهرت قلوب لا محاجر
وله متغزلا:
مهى يستعير الريم لفتة جيدها * سقت من دم العشاق ورد خدودها
بغرتها ساري الكواكب يهتدي * ويخبط في المسرى بليل جعودها
فهل وقفة من جانب الحي انها * بمنعطف الجزعين ملعب غيدها
يضم كعابا ليس ارماح قومها * بأوجع طعنا من رماح قدودها
يزرون سجفا لو تطيق بنو الهوى * لزرت حواشيه بحبل وريدها
عذاب الثنايا من جمان ثغورها * تنظم في الأعناق سمط عقودها
ففي جيدها ما راق نظما بثغرها * وفي ثغرها ما راق نظما بجيدها
وله في الغزل:
أورث فؤادك في لظى وجناتها * من بعد ما جرحته في لحظاتها
باتت بقلبك حرقة من خدها * فالنار أبرد من لظى حرقاتها
فتمايل الأغصان من ميلانها * وتلفت الغزلان من لفتاتها
وله وقد عيب عليه لقصر قامته:
قالوا قصير وله همة * ما قصرت عن كل امر عسير
قلت وقد أخبرتهم معلنا * لو أنهم أصغوا لقول الخبير
قد يخطئ الرمع على طوله * وقد يصيب السهم وهو القصير
ووجدنا في بعض المجاميع العراقية هذه الأبيات منسوبة للشيخ حسن
الحلي ويمكن ان يكون هو المترجم ويمكن ان يكون هو الحسن بن محمد
صالح الفلوجي الحلي الذي تقدم:
فؤاد بأسياف الأسى يتقطع * وجسم بأثواب الضنا متلفع
وبي ألم لو تستقل بحمله * الجبال الرواسي أوشكت تتصدع
ولست وان أضناني السقم جازعا * أبى الله اني أستكين وأجزع
ولكنني والحمد لله حازم * أعز إذ أذل الشجاع السميذع
أصول بسيف الصبر في حومة الأسى * فاقطع أعناق الرزايا وأجدع
وكم فادح صعب المراس لقيته * بصدر من البيداء أفضى وأوسع
وما زلت مذ دبت على الأرض أخمصي * أقارع خيل الحادثات واردع
وما انفك دهري بالرزايا ينوشني * ويطرقني بالحادثات ويقرع
وما عابني خلي سوى انني امرؤ * إذا ما أساء الخل لا أتتبع
ولا يزدهيني حب بيضاء ناهد * ولا يطبيني الشادن المتصنع
ولا تتمشى بي إلى الدون شيمتي * ولو كنت في روض الخصاصة أرتع
أرى العيش في ظل القناعة عزة * ولا عز الا للذي يتقنع
خليلي ما لي والزمان فإنه * بنقصان قدري دائما يتولع
ولي فطنة تسمو على كل فطنة * وقلب من الشهب اللوامع ألمع
وحظي منه في الحضيض وانما * مقامي من هام السماكين ارفع
لئن أمكنت منه الليالي وأحكمت * صنعت به ما ليس في الدهر يصنع
ورويت رمحي منه لست براحم * وان قيل رفقا قلت للحلم موضع
ووجدنا في مسودة الكتاب هذه الأبيات منسوبة للشيخ حسن
العذاري الحلي ويمكن كونه المترجم ويحتمل غيره
: واما ومن برأ الجفون صوارما * ولقد مثل الصعدة السمراء
انا قد فتنت وفتنتي قمر المهى * وسواد خال الوجنة الحمراء
قرشية مضرية ماعن في * أردانها ردن من الفحشاء
مذ كنت ذرا كان رأيي حبها * وعلى سواها ما انطوت احشائي
أترى يليق بمن يبيت مسهدا * يشكو الظما ويرى غدير الماء
عانقتها ورشفت العس ثغرها * فذهبت في شغل عن الصهباء
لو عاذلي عرف الغرام بحقه * ترك الملام وكان من سمرائي
٧٢٥: السيد كمال الدين الحسن بن محمد بن محمد الآوي الحسيني
في الرياض الآوي بالألف الممدودة نسبة إلى آوة وهي بلدة

(١) هذه الأبيات ليست للمترجم ولا للفلوجي وانما هي من قصيدة طويلة للشيخ احمد ابن الشيخ
حسن الحلي المعروف بالنحوي.
(٢) هذه الأبيات للعذاري لا للقيم. " ح ".
(٢٦٨)

معروفة بقرب ساوة من بلاد عراق العجم ويقال لها آبة بالباء الموحدة أيضا
اه.
من مشايخ السيد تاج الدين محمد بن أبي القاسم بن معية الديباجي
الحسيني كما في مستدركات الوسائل نقلا عن إجازة صاحب المعالم الكبيرة
للسيد نجم الدين العاملي قال فيها صاحب المعالم عند تعداد مشايخ ابن
معية والسيد السعيد المرحوم كمال الدين الرضى الحسن بن محمد الآوي
الحسيني والموجود في نسخة المستدركات المطبوع اللاوي وكأنه تصحيف وفي
أمل الآمل السيد كمال الدين الحسن بن محمد الآوي الحسيني فاضل جليل
القدر يروي عنه ابن معية ويأتي ابن محمد بن محمد ثم قال السيد كمال
الدين الحسن بن محمد بن محمد الآوي الحسيني كان عالما فاضلا جليلا
يروي عنه ابن معية اه. وفي رياض العلماء هذا السيد هو بعينه سبط
السيد رضي الدين محمد بن محمد الآوي المشهور أستاذ ابن طاوس ونظرائه
بل لعله سبطه لبعد الرتبة وقد حذف بعض الأسامي اختصارا اه.
٧٢٦: الشيخ حسن بن محمد بن محمد بن أبي جامع العاملي
مر بعنوان حسن بن محمد بن أبي جامع.
٧٢٧: الشيخ أصيل الدين أبو محمد الحسن بن نصير الدين أبي جعفر محمد بن أبي
الفضل محمد بن الحسن الطوسي.
توفي في صفر سنة ٧١٥.
أقوال العلماء فيه
في الدرر الكامنة: كان أصيل الدين بن الخواجة نصير الدين
محمد بن محمد الطوسي كبير القدر عند المغل وولي نظر الأوقاف والرصد
اه وقال السيد تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني في أوائل
كتابه غاية الاختصار في البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار ما لفظه:
ذكر الباعث الذي حداني على هذا الكتاب انه لما وردت إلى مدينة السلام
صحبة الحضرة السلطانية المراد به غازان سلطان المغول ورأيت المولى
الوزير الأعظم الصاحب الكبير المعظم ملك أفاضل الحكماء قدوة أماثل
العلماء مختار الملوك عضد الوزراء أصيل الحق والدين نصير الاسلام
والمسلمين الذي انشر ميت الفواضل ونشر طي الفضائل واقام مراسيم
العلوم في عصر كسدت فيه سوقها وانهض معقدات المحاسن بعد ما عجزت
عن حمل أجسامها سوقها وذب عن الأحرار في زمان هم فيه أقل من القليل
وملأ أيديهم من حبائه باياد واضحة الغرة والتحجيل وحقن من وجوههم ما
دونه إراقة دمائهم وحرس عليهم وقد شارفوا زوالها بقية دمائهم وأفاء عليهم
ظل رأفة لا ينقل وخفض لهم جناح رحمة فما فتئ يتفضل عليهم ويتطول
كلما ازداد رفعة وتمكينا زاد تواضعا ولينا وكلما بلغ من الشرف غاية رفع
للتواضع راية النجم الذي بلغ السماء علوا شافهته بأسرارها كواكبها وفرع
الأفلاك سموا فحدثته باخبارها مشارقها ومغاربها الذي اخذ علم النجوم
بالارتقاء إليها والاقتراب لا بالحساب والتخت والتراب فلذلك إذا حدث
عنها كان جهينة اخبارها وعيينة اسرارها وإذا حكم عليها بأمر كان محمي
العقل من الفسخ محروس الحكم من النسخ فهو معدن ايضاح عواقب
الأمور مدخر للاخبار بما انطوى عليه خفايا المقدور ولعمر الله ان في ألمعيته
الثاقبة وآرائه السديدة الصائبة غنى للمسترشدين عما يخبر به من علم النجوم
ولكن كيف يطلع على الاسرار العلوية من مقره تحت التخوم فهو كما قلت
فيه أعز الله نصره:
يا ابن النصير وما الزمان مسالمي * الا وأنت على الزمان نصيري
سألوك في علم النجوم لو أنهم * قد وفقوا سألوك في التدبير
العالم الذي جثم أشياخ العلم بين يديه لاقتباس الفوائد واقتناص
الشوارد وشاربه ماطر وعذاره ما بقل ولا اخضر فكان القائل عناه بقوله:
بلغ العلاء بخمس عشرة صحبة * ولداته إذ ذاك في أشغال
الذي ما ظلم لأنه أشبه أباه فلم يغادر من نهاه شيئا الا حواه وصل
طريف مجده بتليده وشاد قديم شرفه بسؤدد جوده فهو كما قال التهامي:
حزت العلاء ولادة وإفادة وأعنت طارف رتبة بتليدها
أبو محمد الحسن بن مولانا الامام الأعظم امام العلماء وقدوة الفضلاء
وسيد الوزراء فريد دهره علما وفضلا وقريع عصره جلالة ونبلا نصير الحق
والدين ملاذ الاسلام والمسلمين أبي جعفر محمد بن أبي الفضل الطوسي
قدس الله روحه ونور ضريحه حضرت مجلسه الأرفع الأسمى ومثلث
بحضرته الجليلة العظمى فشنف مسامعي بمفاوضات اوعبت منها درا
ووعيت بيانا كالسحر ان لم يكن سحرا فادتنا شجون الحديث إلى الاخبار
والأنساب فأعربت مفاوضته عن علم جم وفضل باهر وفهم واطلاع كافل
باضطلاع ولقد والله ردني في أشياء كنت واهما فيها من علم النسب والاخبار
ولست أمدحه بهذا القول:
ألم تر ان السيف ينقص قدره * إذا قيل هذا السيف امضى من العصا
ولكني حكيت الواقع فقال لي في أثناء المفاوضة أريد ان تضع لي كتابا
في النسب العلوي يشتمل على انساب بني علي لأقف منه على بيوت
العلويين فأجبته بالسمع والطاعة وبذلت له استنفاد الوسع والاستطاعة
وشرعت فيه بهمة كلما رامت النهوض أقعدتها الشواغل وعزيمة كلما توسلت
إلى القضاء في ارهافها خابت عنده الوسائل وتراخت المدة دون نجازه في
العاجل فأوجبت ضيقا في ذلك الخلق الرحب وكان كلما اضطرمت الحفيظة
بين جنبيه سكنها بارسال نوع لطيف من العتب إلى أن بلغ اجله الكتاب
وحده العتاب اه.
اخباره
يظهر مما ذكره المؤرخون في حوادث سنة ٦٩٩ ان المترجم كان مع
غازان أمير التتار حينما فتحوا دمشق فعن تاريخ مغلطاي انه بعد ما جاء
رسول التتار إلى دمشق بالأمان حمل إلى خزانة غازان ثلاثة آلاف ألف دينار
وستمائة ألف دينار وقال الصفدي وإلى شيخ الشيوخ الذي نزل بالعادلية ما

(١) نسبنا في ج ١٤ من هذا الكتاب غاية الاختصار إلى تاج الدين بن محمد بن حمزة بن
عبد الله بن محمد بن محمد بن عبد المحسن بن الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن
الحسن بن أبي المكارم حمزة وانه توفي ٩٢٧ وأخطأ الطابع فذكرها ٩٢٠ والصواب ٩٢٧ ثم
ظهر لنا ان مؤلف الغاية هو السيد تاج الدين المذكور هنا كان حيا سنة ٧٠٠ لا المذكور في
ج ١٤ وانهما رجلان. ولذلك ذكرنا لمؤلف الغاية ترجمة مستقلة في مستدركات ج ٢٢
وأوضحنا تعدد الرجايز هناك بما لا مزيد عليه. - المؤلف -
(٢٦٩)

قيمته ستمائة ألف درهم والى الأصيل بن نصير الدين الطوسي مائة ألف
درهم اه والظاهر أنه كان مجبرا على صحبة غازان كما أجبر أبوه على
صحبتهم لما أطلقوه من يد الباطنية الذين كانوا حبسوه في قلعة الموت كما أنه
كان لا يقدر على رد المائة الألف الدرهم التي أنعم بها عليه غازان وفي مجمع
الآداب أصيل الدين الحسن بن مولانا نصير الدين الطوسي طلب منه
بعضهم فرسا فانفذ اليه من مراكبه فرسا وانفذ له من ملابسه اه.
مؤلفاته
حكي في رياض العلماء عن ابن رافع في ذيل تاريخ بغداد ان لولد
المحقق الطوسي شرحا على قواعد العقائد لوالده ولم يعلم من هو من أولاد
المحقق الطوسي ولعله المترجم.
٧٢٨: السيد نجيب الدين أبو محمد الحسن بن
محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن القاسم بن موسى بن عبد الله بن موسى الكاظم
ع.
في فهرس منتجب الدين فقيه دين مقرئ قرأ على السيد الاجل
المرتضى ذي الفخرين المطهر اه.
٧٢٩: عز الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن محمد العلوي الفقيه نائب النقابة
ذكره صاحب مجمع الآداب ومعجم الألقاب وذهبت ترجمته.
٧٣٠: الشيخ بدر الدين حسن بن الشيخ شمس الدين محمد بن الشيخ الفقيه
شمس الدين محمد بن الشيخ الفقيه شمس الدين محمد بن يونس
رأينا له إجازة من الشيخ أحمد بن محمد بن خاتون العاملي والد نعمة
الله علي ولكنه لم ينسبه فيها ولم نعلم من أحواله شيئا غير ما ذكر فيها وقد
ذكر عقيب ذكر إجازة المحقق الكركي للشيخ احمد المذكور وقال إنه أجاز
الشيخ حسن بمثل ما اجازه به المحقق الكركي وهذه صورتها: بعد حمد الله
على جزيل نواله والصلاة على سيدنا محمد النبي وآله يقول أفقر عباد الله
وأحوجهم إلى عفوه أحمد بن خاتون تاب الله عليه توبة نصوحا وكان عن
هفواته وزلاته صفوحا: لما شرفني الحق جل جلاله بان منحني مخدومنا
وسيدنا وشيخنا خاتمة المجتهدين وامام المحدثين وعمدة الفقهاء المدرسين
الشيخ زين الملة والحق والدين نور الاسلام والمسلمين علي بن عبد العالمي
أعلى الله شانه واعز أركانه وزين الدنيا بدوام دولته وخلد السعد على
الاسلام بتخليد سعادته الالتفات إلى عبده بان جعل عبده مشمولا ببركاته
ومنغمرا في أبحر نعماته فمنحني بهذه الإجازة الشريفة والمرتبة العالية المنيفة
وان لم أكن اهلا لذلك لكن تكرما وتفضلا عمت بركته وأبدت سعادته
وخلدت دولته فشاع لذلك سمع بين المحبين وتعلق بأذيال هذه الرتبة
من الفقهاء والمدرسين وكان ممن حاز هذه الرتبة السنية والمرتبة العلية الوالد
العزيز الشيخ بدر الدين حسن ابن الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ
الفقيه شمس الدين محمد بن يونس كثر الله في الاخوان أمثاله وبلغه في
الدين والدنيا آماله فسال من هذا العبد الفقير الحقير المعترف بالقصور
والتقصير ان أجيزه ما منحني به امامي المذكور وأطلق له الاذن بما أذن لي فيه
المسطور فاستخرت الله تعالى مع اعترافي بالعجز والتقصير ولكن سمعت ما
ورد في الحديث رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وما أحقني بوصف
القائل:
وقد تسجع الورقاء وهي حمامة * وقد تنطق الأوتار وهي جماد
وقد أجزت له أدام الله توفيقه وسهل إلى الخيرات طريقه ان يروي
عني جميع ما تضمنته الإجازة المذكورة من كتب الأصحاب وروايات
الأحاديث والعمل بفتاوى شيخنا المنشئ للإجازة أدام الله سرورنا بدوام
أيامه ووفقه وإيانا لعمل الخير في بدئه وختامه مشترطا عليه ما اشترطه علي
من ملازمة التقوى وعدم اتباع الهوى وترك التهجم في الفتوى وعدم
الاعتماد على نسخة الا بعد الوثوق بصحتها فان التهجم على الفتوى يوجب
الارتباك في الهلكة حتى قيل من ترك قول لا أدري أصيبت مقاتله وهذه
وصيتي اليه والله خليفتي عليه وهو حسبي ونعم الوكيل وكتب أفقر عباد الله
وأحوجهم إلى عفوه وكرمه أحمد بن خاتون يوم الأحد سابع عشر جمادي
الأولى من شهور سنة اربع وثلاثين وتسعمائة من الهجرة على مشرفها أفضل
الصلاة والسلام وعلى آله الأماجد الكرام حامدا لله تعالى مصليا على رسوله
محمد وآله ومسلما.
٧٣١: الحسن بن محمد المدائني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
٧٣٢: القاضي فخر الدين أبو علي الحسن بن محمد المشكوي.
في فهرس منتجب الدين فقيه دين اه.
٧٣٣: الشيخ حسن بن محمد معصوم القزويني الحائري الشيرازي.
توفي في شيراز سنة ١٢٤٠ ونيف وحمل إلى الحائر الحسيني ودفن فيه
بجنب قبر أستاذه البهبهاني.
عالم فاضل شاعر أديب واعظ جامع للمعقول والمنقول مشتهر بالمهارة
في فن الأصول مروج للاحكام من تلاميذ الآقا البهبهاني له من المصنفات
١ مصابيح الهداية في شرح بداية الهداية للشيخ محمد بن الحسن بن الحر
العاملي لم يتم ٢ تنقيح المقاصد الأصولية في شرح ملخص الفوائد
الحائرية كلاهما له ٣ كشف الغطاء في الاخلاق و اشتهر بالغرة الغراء ٤
تلخيص الفوائد الحائرية أو ملخص الفوائد السنية و منتخب الفرائد الحسينية
بمنزلة الشرح على فوائد أستاذه والشرح المتقدم هو لهذا التلخيص ٥
رياض الشهادة في ذكر مصائب السادة يشتمل على ثلاثين مجلسا ٦
مختصره المسمى بنور العين وهو والد الأديب الفاضل الحاج محمد حسين
المتخلص بحسيني له عدة مجلدات في الاشعار المثنوية.
٧٣٤: الشيخ جمال الدين أبو منصور حسن بن محمد بن مكي العاملي الجزيني ابن
الشهيد.
في أمل الآمل فاضل فقيه محقق جليل يروي عن أبيه وقد أجاز له
ولأخيه رضي الدين أبي طالب محمد ولأخيه ضياء الدين أبي القاسم علي.
٧٣٥: الشيخ حسن بن محمد مهدي الشاه عبد العظيمي
توفي حدود ١٢٩٢
من قدماء تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له كتاب ذخائر الأصول
من تقرير بحث أستاذه المذكور وهو في مقدمة الواجب واجتماع الأمر والنهي
والتعادل والتراجيح والاجتهاد والتقليد فرع منه سنة ١٢٦٢.
(٢٧٠)

٧٣٦: الشيخ حسن ابن الشيخ محمد ابن الشيخ موسى ابن الشيخ عيسى ابن الشيخ
حسين ابن الشيخ خضر الجناجي النجفي.
هو قسيم آل الشيخ جعفر الكبير صاحب كشف الغطاء في قعدد
النسب فجده الشيخ حسين هو أخو الشيخ جعفر الكبير والدهما معا الشيخ
خضر وكان للشيخ محمد والد المترجم ثلاثة أولاد المترجم والشيخ جعفر
والشيخ محسن وقد ذكرنا الأخيرين في بابيهما اما المترجم فلا نعرف من
أحواله شيئا الا ان لأخيه الشيخ جعفر قصيدة يهنئ بها الشيخ محسن بعرس
أخيه الشيخ حسن كما ذكر في ترجمة الشيخ جعفر في ج ١٦ يقول فيها:
زاه كليل زف في ديجوره * شمس لنجل أخي السداد محمد
الماجد الحسن الزكي ومن رقى * رتبا تسامت فوق هام الفرقد
ملك تربى في حجور أماجد * من غيرهم سبل الهدى لم تنشد
٧٣٧: الشيخ حسن ابن الشيخ محمد بن نصار الجزائري النجفي.
الجزائري نسبة إلى الجزائر قطر معروف من اعمال العراق بين
البصرة والقرنة والجزائرية بخوزستان يقال لهم ذلك باعتبار الأصل.
كان من تلاميذ السيد مهدي بحر العلوم وكان عالما فاضلا أديبا وهو
ليس من آل نصار الذين منهم الشيخ راضي نصار الذي كان في عصر
الطباطبائي أيضا فان أولئك عبسيون من آل عبس قبيلة في بادية السماوة
على الفرات وأبو المترجم كان من فقهاء عصره ويأتي في بابه انش ومن
شعر المترجم قوله في ابلال بحر العلوم الطباطبائي من علته:
تعاليت عن مثل وما زلت ترتقي * مراقي لا يرقى إلى مثلها مثل
وانى يضاهي من له الذات صورت * من الفضل بل من ذاته صور الفضل
ومن قد دنا من ساحة اللطف فاكتسى * جلابيب قدس ليس يدركها العقل
فأنت مع الأملاك في مركز العلى * وما عندنا الا مثالك والشكل
ورثت من الآباء ما قد ورثته * وكنت له اهلا كما هم له أهل
حويت مزايا المكرمات كما حووا * وهيهات يخلو الفرع مما حوى الأصل
فلا غرو ان دانت لك الناس واقتدى * بك العالمون العاملون وان قلوا
ومن عجب ان تعتري لك علة * وأنت شفاء العالمين إذا اعتلوا
وقال فيه أيضا وقد نقه السيد من علة:
مولاي يا ابن المصطفى * عافاك من عنك عفا
انظر إلى القن وان * أصبح من أهل الجفا
واعف عن التقصير إذ * لم أك من أهل الوفا
لكن عذري واضح * لدي كريم انصفا
وبعد ذا يا سيدي * انه وحق المصطفى
ما خلت داء يعتري * جسما برؤياه الشفا
قلت لقوم عجبوا * لما اختفيت مدنفا
لا تعجبوا فإنما * البدر إذا تم اختفى
فاظهر علينا قبل ان * يظهر بالدين العفا
واسمح لعبد فقره * أوقفه على شفا
لا يرتجى سوى فتى * حاز الندى والشرفا
يا سيدي غيرك من * له يكون مسعفا
لولا نداك لاغتدى * على الهلاك مشرفا
أولاك ربي نعمة * ما طاف عبد بالصفا
وقال فيه أيضا:
بارتك في المجد أمجاد فما لحقوا * ومن يباريك سدت دونه الطرق
هموا بما لم ينالوه فأقعدهم * عجز فما فتقوا شيئا ولا رتقوا
لا يستطاع له علم ولا عمل * ولا يضاهى له خلق ولا خلق
لم يدر ما العلم لولا علمه أحد * ولم يثق بعرى الاسلام من يثق
تلقاه حين يفيد العلم طالبه * بحرا يفيد اللئالي حين يندفق
يغض فضل حياء طرفه كرما * وفي الوغى لصفوف الشوس يخترق
يحيا به من اماتته ضرورته * ويبدل الأمن من أودى به الفرق
من لا يرى الأمن الا في حماه ومن * لم تطو الا اليه البيد والشقق
هو السفير لما في الخلق من نعم * بيمنه وبفضل منه قد رزقوا
يا أيها الخلف المهدي من خلف * الأنواء منه بنان هيدب غدق
كم أجدب العام مغبرا فازهره * ندى لكفيك مثل الغيث مندفق
يكفيك انك قد فقت الورى وعلى * تعظيم قدرك أرباب العلى اتفقوا
وان آباءك الأطهار ما افتخرت * الا بحبهم الرسل الأولى سبقوا
أولاهم الله ما شاؤوا وما طلبوا * من فضله واجتباهم قبلما خلقوا
لا يقبل العقل فعلا غير فعلهم * ولا يعي السمع الا ما به نطقوا
ما أزهرت قط لولاهم بساكنها * ارض ولا اخضر من أشجارها ورق
حذوت حذوهم في المكرمات وعن * منهاجم لم تحد يوما بك الطرق
سمعا فديتك شكوى لست أظهرها * الا لأكرم مأمول به أثق
مولاي اخنى علي الدهر واتسع * الخرق المهول وابلى جسمي القلق
وقد بليت بأقوام متى انفتحت * أبواب لقياك سدوها وما رفقوا
فاسمع شكاية من أعيت مذاهبه * وفيه لم يبق مما نابه رمق
عليك مني سلام الله ما طلعت * شمس وما لاح نجم أو بدا شفق
٧٣٨: الحسن بن محمد النوبختي أبو محمد.
ذكره بهذا العنوان ابن شهرآشوب في المعالم وقال فيلسوف امامي له
الآراء والديانات وعد كتبه البالغ عددها ثمانية ولكن النجاشي والشيخ في
الفهرست وابن النديم في الفهرست ذكروه بعنوان الحسن بن موسى
أبو محمد النوبختي وذكروا هذه الكتب في مؤلفاته مع غيرها ولذلك
استظهر صاحب أمل الآمل ان يكون الحسن بن محمد اشتباها والصواب
الحسن بن موسى وفي الرياض لا حاجة إلى القول بالاشتباه إذ
النسبة إلى الجد شائعة فلعل أحدهما اسم جده اه وفي النسخة المطبوعة
في طهران من المعالم الحسن بن موسى وفي نسخة عندي مخطوطة مقابلة
الحسن بن محمد وما ذكره في الرياض من شيوع النسبة إلى الجد صحيح الا
ان الظاهر في المقام حصول الاشتباه والصواب الحسن بن موسى.
٧٣٩: الحسن بن محمد النهاوندي أبو علي.
قال النجاشي متكلم جيد الكلام له كتب منها النقض على سعد بن
هارون الخارجي في الحكمين وكتاب الاحتجاج في الإمامة وكتاب الكافي في
فساد الاختيار ذكر ذلك أصحابنا في الفهرستات.
٧٤٠: أبو محمد الحسن بن محمد بن هارون بن إبراهيم بن عبد الله بن يزيد بن
حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي المعروف بالوزير المهلبي.
ولد ليلة الثلاثاء ٢٦ المحرم سنة ٢٩١ بالبصرة وتوفي يوم السبت ٢٤
شعبان وقيل ٢٧ منه سنة ٣٥٢ وقيل سنة ٣٥١ في طريق واسط وحمل إلى
(٢٧١)

بغداد فوصل إليها ليلة الأربعاء ٥ شهر رمضان من السنة المذكورة ودفن في
مقابر قريش في مقبرة النوبختية:
أقوال العلماء فيه.
كان من أحسن الناس أخلاقا وفضلا وأدبا وشعرا ومن أكملهم عقلا
وسياسة وزر لمعز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه الديلمي ذكره صاحب
اليتيمة فقال كان من ارتفاع القدر واتساع الصدر ونبل الهمة وفيض الكف
وكرم الشيمة على ما هو مذكور مشهور وأيامه معروفة في وزارته لمعز الدولة
وتدبيره أمور العراق وانبساط يده في الأموال مع كونه غاية في الأدب والمحبة
لأهله وكان يترسل ترسلا مليحا ويقول الشعر قولا لطيفا يضرب بحسنه
المثل ولا يستحلى معه العسل يغذي الروح ويجلب الروح كما قال بعض أهل
العصر:
بأبي من إذا أراد سراري * عبرت لي أنفاسي عن عبير
وسباني ثغر كدر نظيم * تحته منطق كدر نثير
وله طلعة كنيل الأماني * أو كشعر المهلبي الوزير
اه وذكره ابن خلكان فقال كان وزير معز الدولة أبي الحسين
أحمد بن بويه الديلمي تولى وزارته يوم الاثنين ٢٧ جمادى الأولى سنة ٣٣٩
وكان من ارتفاع القدر واتساع الصدر وعلو الهمة وفيض الكف على ما هو
مشهور به وكان غاية في الأدب والمحبة لأهله ومحاسنه كثيرة اه وذكره
ياقوت في معجم الأدباء بترجمة طويلة لكن سقط أولها من النسخة
المطبوعة. وفيها قال إبراهيم بن هلال الصابي كان أبو محمد يخاطب
بالأستاذية وفي مرآة الجنان كان من رجال الدهر عزما وحزما وسؤددا وعقلا
وشهامة ورأيا اه ومثله في شذرات الذهب مع زيادة وكان فاضلا شاعرا
فصيحا حليما جوادا اه وقال ابن الأثير كان الوزير المهلبي كريما فاضلا
ذا عقل ومروءة فمات بموته الكرم اه وفي فوات الوفيات: كان ظريفا
نظيفا قد اخذ من الأدب بحظ وافر وله همة كبيرة وصدر واسع وكان جامعا
لخلال الرئاسة صبورا على الشدائد.
تشيعه
يدل عليه قول ابن الأثير الآتي: وخاف المهلبي ان يقيم على تشدده
في امرهم فينسب إلى ترك التشيع ويرشد اليه دفنه في مقابر قريش التي هي
مدافن الشيعة قديما وحديثا تبركا بجوار قبري الكاظمين ع.
حاله قبل توليه الوزارة
ذكر صاحب اليتيمة نقلا عن مشايخه وذكر ابن خلكان في تاريخه ان
الوزير المهلبي كان قبل اتصاله بمعز الدولة في شدة عظيمة من الضرورة
والضائقة فسافر مرة ولقي في سفره مشقة صعبة واشتهى اللحم فلم يقدر
على ثمنه فقال ارتجالا:
ألا موت يباع فاشتريه * فهذا العيش ما لا خير فيه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي * يخلصني من العيش الكريه
إذا أبصرت قبرا من بعيد * وددت لو انني مما يليه
الارحم المهيمن نفس حر * تصدق بالوفاة على أخيه
وكان معه رفيق من أهل الأدب يقال له عبد الله الصوفي وقيل أبو
الحسن العسقلاني فاشترى له لحما بدرهم وطبخه وأطعمه وتفارقا وتنقلت
بالمهلبي الأحوال وتولى الوزارة ببغداد لمعز الدولة فقال:
رق الزمان لفاقتي * ورثى لطول تحرقي
وأنالني ما ارتجي * واجار مما اتقي
فلأصفحن عما اتاه * من الذنوب السبق
حتى جنايته بما * صنع المشيب بمفرقي
وضاقت الأحوال برفيقه وبلغه وزارة المهلبي فقصده وكتب اليه رقعة
فيها:
الأقل للوزير فدته نفسي * مقال مذكر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضنك عيش * الا موت يباع فاشتريه
فلما نظر فيها تذكره وهزته أريحية الكرم على حكم من قال:
ان الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا من كان يألفهم في المنزل الخشن
وأمر له بسبعمائة درهم ووقع في رقعته مثل الذين ينفقون أموالهم
في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله
يضاعف لمن يشاء ثم دعا به فخلع عليه وقلده عملا يرتفق به قال الثعالبي
ونظير البيتين قول بعضهم:
قل للوزير أدام الله دولته * أذكرتنا أدمنا والخبز خشكار
إذ ليس في الباب بواب لدولتكم * ولا حمار ولا في الشط طيار
اتصاله بمعز الدولة
كان في أول امره كاتبا عند معز الدولة قبل استيلائه على بغداد ثم
وزر له قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٤ انه سار معز الدولة يريد بغداد
والاستيلاء عليها فلما وصل إلى باجسرى اختفى المستكفي وابن شيرزاد أمير
الامراء وقدم أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي صاحب معز الدولة إلى بغداد
فاجتمع بابن شيرزاد وبالمستكفي فاظهر المستكفي السرور بقدوم معز
الدولة.
تولية الوزارة لمعز الدولة
في فوات الوفيات كان كاتب معز الدولة بن بويه ولما مات الصيمري
قلده معز الدولة الوزارة مكانه وقربه وأدناه واختص به وعظم جاهه عنده
وكان يدبر امر الوزارة للمطيع من غير تسمية بالوزارة ثم جددت له الخلع
من دار الخلافة بالسواد والسيف والمنطقة ولقبه المطيع بالوزارة ودبر
الدولتين. وفي معجم الأدباء خرج معز الدولة ووزيره أبو جعفر الصيمري
إلى الموصل لقتال ناصر الدولة فاستخلف الصيمري المهلبي وأبا الحسن
طاراد بن عيسى على الأمور بمدينة السلام إلى أن عاد ثم خرج الصيمري
إلى البطيحة لطلب عمران بن شاهين واستناب بحضرة معز الدولة أبا محمد
وحده في سنة ٣٣٨ فخدم أبو محمد معز الدولة خدمة خففت به عنه وخف
على قلبه فقبله ومال إليه وقربه وبلغ أبا جعفر ذلك فثقل عليه فتطلب لأبي
محمد الذنوب وتمحل ما أنكره عليه وأطلق فيه لسانه بالوقيعة والتهدد وبلغ
أبا محمد ذلك فقلق واستشعر النكبة والهلاك لأنه لم يطمع من معز الدولة في
نصرته عليه وعصمته منه فما راعه إلا ورود كتاب الطائر بوفاة الصيمري
(٢٧٢)

فجلس له في العزاء وأظهر له الحزن الشديد ولزم منزله واستدعاه معز
الدولة وأمره بالحضور وتمشية الأمور إلى أن يقلد من يرى تقليده الوزارة
وترشح للوزارة جماعة وسماهم قال ووسط أحدهم وهو أبو علي الحسن بن
محمد الطبري والدة معز الدولة وبذل مائتي ألف درهم عاجلة على سبيل
الهدية بمطالبة معز الدولة فحمل منها مائة وثمانين ألف درهم وقال قد بقي
بقية يسيرة إذا ظهر أمري حملتها فقال معز الدولة لا افعل إلا بعد استيفاء
المال فعلم الطبري أنه خدع وندم على ما حمله ثم حضر الجماعة المترشحون
الخاطبون وكل منهم يعتقد انه المختار المقلد وجلسوا في خركاه ينتظرون
الإذن ثم أوصل القوم ووقفوا على مراتبهم ودخل أبو محمد بعدهم وقام في
أخرياتهم فلما تكامل الناس أسر معز الدولة إلى أبي علي الحسن بن إبراهيم
الخازن قولا لم يسمع فمشى إلى أبي محمد المهلبي وقبل يده وخاطبه
بالأستاذية على ما كان أبو جعفر يخاطب به وحمله إلى الخزانة فخلع عليه
القباء والسيف والمنطقة قال أبو إسحاق الصابي فوالله لقد رأيت الناس على
طبقاتهم ممن أسميناه ومن يتلوهم من الجند وغيرهم والسعيد منهم من وصل
إلى يده فقبلها وعاد أبو محمد إلى حضرة معز الدولة فخاطبه بالتعويل عليه
في تقلد وزارته وتدبير دولته وشكره أبو محمد شكرا أطال فيه وخرج منصرفا
إلى داره فقدم له شهري بمركب ذهب وسار أبو محمد سبكتكين الحاجب بين
يديه والقواد والناس وذلك لثلاث بقين من جمادى الأولى سنة ٣٣٩ ثم
جددت له الخلع من دار الخلافة بالسواد والسيف والمنطقة فأثقله هذه الخلع
وكان ذا جثة والزمان صيف وقد مشى في تلك الصحون الكثيرة فسقط عند
دخوله إلى حضرة المطيع لله ووقع على ظهره فأقيم وظن أنه يحصر لما جرى
فقال يا أمير المؤمنين:
خرسنوه وما دروا ما خراسان * بلبس القباء والمؤرخين
ثم أكثر الشكر فاستحسنت منه هذه البديهة على تلك الصورة وركب
إلى داره وجميع الجيش معه وحجاب الخلافة وحجاب معز الدولة بين يديه
اه وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٩ في هذه السنة توفي أبو جعفر
محمد بن أحمد الصيمري وزير معز الدولة واستوزر معز الدولة أبا محمد
الحسن بن محمد المهلبي في جمادى الأولى وكان يخلف الصيمري بحضرة معز
الدولة فعرف أحوال الدولة والدواوين فامتحنه معز الدولة فرأى فيه ما يريد
من الأمانة والكفاية والمعرفة بمصالح الدولة وحسن السيرة فاستوزره ومكنه
من وزارته فأحسن السيرة وأزال كثيرا من المظالم خصوصا بالبصرة فان
البريديين كانوا قد أظهروا فيها كثيرا من المظالم فأزالها وقرب أهل العلم
والأدب وأحسن إليهم وتنقل في البلاد لكشف ما فيها من المظالم وتخليص
الأموال فحسن اثره رحمه الله تعالى اه.
جملة من اخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٣٩ ان عمران بن شاهين بعد مسير
الصيمري عنه زاد قوة وجرأة فانفذ معز الدولة إلى قتاله روزبهان من أعيان
عسكره فكسره عمران وغنم جميع ما معه وطمع أصحاب عمران في
السلطان فصار إذا اجتاز بهم أحد من أصحاب السلطان يطلبون منه الخفارة
وانقطع الطريق على البصرة الا على الظهر فشكا الناس ذلك إلى معز الدولة
فكتب إلى المهلبي بالمسير إلى واسط لهذا السبب وكان بالبصرة فاصعد إليها
وأمده معز الدولة بالقواد والأجناد والسلاح وأطلق يده في الإنفاق فزحف
إلى البطيحة وضيق على عمران وسد المذاهب عليه فانتهى إلى مضايق لا
يعرفها الا عمران وأصحابه وأحب روزبهان ان يصيب المهلبي ما أصابه من
الهزيمة ولا يستبد بالظفر والفتح وأشار على المهلبي بالهجوم على عمران فلم
يقبل منه فكتب إلى معز الدولة يعجز المهلبي ويقول إنه يطاول لينفق
الأموال فكتب معز الدولة بالعتب والاستبطاء فترك المهلبي الحزم وهجم
بجميع عسكره على عمران وكان قد جعل الكمناء في تلك المضايق فخرج
الكمناء على المهلبي وأصحابه ووضعوا فيهم السلاح فقتلوا وغرقوا وأسروا
وتأخر روزبهان ليسلم عند الهزيمة فسلم والقى المهلبي نفسه في الماء فنجا
سباحة واسر عمران القواد والأكابر فاضطر معز الدولة إلى مصالحته وقال في
حوادث سنة ٣٤٠ في هذه السنة رفع إلى المهلبي ان رجلا يعرف بالبصري
مات ببغداد وهو مقدم العزاقرية يدعي ان روح أبي جعفر محمد بن علي بن
أبي العزاقر قد حلت فيه وانه خلف مالا كثيرا كان يجبيه من هذه الطائفة
وان له أصحابا يعتقدون ربوبيته وان أرواح الأنبياء والصديقين حلت فيهم
فامر بالختم على التركة والقبض على أصحابه وعلى الذي قام بأمرهم بعده
فلم يجد الا مالا يسيرا ورأى دفاتر فيها أشياء من مذاهبهم وكان فيهم غلام
شاب يدعي ان روح علي بن أبي طالب حلت فيه وامرأة يقال لها فاطمة
تدعي ان روح فاطمة حلت فيها وخادم لبني بسطام يدعي انه ميكائيل فامر
بهم المهلبي فضربوا ونالهم مكروه ثم إنهم توصلوا بمن القى إلى معز الدولة
انهم شيعة علي بن أبي طالب فامر باطلاقهم وخاف المهلبي ان يقيم على
تشدده في امرهم فينسب إلى ترك التشيع فسكت عنهم اه أقول
محمد بن علي بن أبي العزاقر كانت قد ظهرت منه مقالات ردية وخرجت
فيه توقيعات من امام أهل البيت ع فتبرأ منه أصحابنا وصلبه
السلطان ببغداد.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٤١ في هذه السنة سار يوسف بن
وجيه صاحب عمان إلى البصرة فحضرها واستمد القرامطة فأمدوه بجمع
كثير فبلغ الخبر إلى الوزير المهلبي وقد فرع من الأهواز والنظر فيها فسار
مجدا في العساكر إلى البصرة فدخلها قبل وصول يوسف إليها وشحنها
بالرجال وأمده معز الدولة بالعسكر وما يحتاج اليه وتحارب هو وابن وجيه
أياما ثم انهزم ابن وجيه وظفر المهلبي بمراكبه وما معه من سلاح وغيره،
وقال أيضا في هذه السنة من ربيع الأول ضرب معز الدولة وزيره أبا محمد
المهلبي بالمقارع مائة وخمسين مقرعة ووكل به في داره ولم يعزله من وزارته
وكان نقم عليه أمورا ضربه بسببها. وقال في حوادث سنة ٣٤٥ في هذه
السنة خرج روزبهان بن ونداد خرشيد الديلمي على معز الدولة وسار إلى
الأهواز في رجب وبها الوزير المهلبي فأراد محاربة روزبهان فاستأمن من
رجاله جماعة إلى روزبهان فانحاز المهلبي عنه اه وقال في حوادث سنة
٣٤٧ انه فيها تجهز معز الدولة لحرب ناصر الدولة ومعه وزيره المهلبي وقال
في حوادث سنة ٣٥٠ في هذه السنة في المحرم مرض معز الدولة وامتنع عليه
البول ثم كان يبول بعد جهد دما ويتبعه البول والحصى والرمل فاشتد جزعه
وقلقه واحضر الوزير المهلبي والحاجب سبكتكين فاصلح بينهما ووصاهما بابنه
بختيار، وقال في حوادث سنة ٣٥١ ان الوزير المهلبي أشار على معز الدولة
ان يكتب على مساجد بغداد لعن الله الظالمين لآل محمد بدل ما كان
يكتب.
مكارم أخلاقه
ومن مكارم أخلاقه العجيبة ما في معجم الأدباء قال هلال:
حدثني
(٢٧٣)

جدي أبو إسحاق الصابي قال صاع أبو محمد دواة ومرفعا وحلاهما حلية
كثيرة مشرقة وكانت ذراعا وكسرا في عرض شبر وكذلك كانت آلاته عظاما
حتى أن مخاد دسته مثل مساند الدمسوت إلى ما يجري هذا المجرى من آلات
الاستعمال وقدمت الدواة بين يديه في مرفعها وأبو احمد الفضل بن
عبد الرحمن الشيرازي قائم وانا إلى جانبه فتذاكرنا سرا حسن الدواة
وجلالتها وعظمها ثم قال لي ما كان أحوجني إليها لأبيعها واتسع بثمنها قلت
واي شئ يعمل الوزير قال يدخل في حرامه وسمع أبو محمد ما جرى بيننا
بالاصغاء منه الينا وذهب ذلك علينا فاجتمعت مع أبي احمد من غد فقال لي
عرفت خبر الدواة قلت لا قال جاءني البارحة رسول الوزير ومعه الدواة
ومرفعها ومنديل فيه عشر قطع ثيابا حسابا وخمسة آلاف درهم وقال الوزير
يقول انا عارف بأمرك في قصور المواد عنك وتضاعف الؤت عليك وأنت
تعرف شغلي وانقطاعي به عن كل حق يلزمني وقد آثرتك بهذه الدواة لما
ظننته من استحسانك إياها اليوم عند مشاهدتك لها وحملت معها ما تجدد به
كسوتك وتصرفه في بعض نفقتك وانصرف الرسول وبقيت متحيرا متعجبا
من اتفاق ما تجارينا به أمس وحدوث هذا على اثره وتقدم أبو محمد بصياغة
دواة أخرى على شكلها ومرفع مثلها مرفعها فصيغت في أقرب مدة ودخلنا
إلى مجلسه وقد فرع منها وتركت بين يديه وهو يوقع منها ونظر أبو محمد إلي
والى أبي احمد ونحن نلحظها فقال هيه من منكما يريدها بشرط الاعفاء من
الدخول فخجلنا وعلمنا انه كان قد سمع قولنا وقلنا بل يمتع الله مولانا
وسيدنا الوزير بها ويبقيه حتى يهب ألفا مثلها قال ياقوت بعد نقل ذلك
اللهم أنت جدد الرحمة والرضوان عليه في كل ساعة بل لحظة بل لمحة وعلى
كل نفس شريفة وهمة عالية انك العلي تحب معالي الأمور وأشرافها وتبغض
سفاسفها اه‍.
عطفه على الفقراء
في معجم الأدباء: تحدث أبو الحسين هلال بن المحسن قال حدث
القاضي أبو بكر بن عبد الرحمن بن خزيمة قال كنت مع الوزير المهلبي
بالأهواز فاتفق ان حضرت عنده في يوم من شهر رمضان والزمان صائف
والحر شديد ونحن في خيش بارد فسمع صوت رجل ينادي على الناطف
فقال أما تسمع أيها القاضي صوت هذا البائس في مثل هذا الوقت
والشمس فوق رأسه وحرها تحت قدميه ونحن نقاسي في مكاننا هذا البارد
ما نقاسيه من الحر وامر باحضاره فرأى شيخا ضعيفا عليه قميص رث وهو
بغير سراويل وفي رجله تاسومة مختلقة وعلى رأسه مئزر ومعه نبيخة فيها
ناطف لا تساوي خمسة دراهم فقال له ألم يكن لك أيها الشيخ في طرفي
النهار مندوحة عن مثل هذا الوقت فتنفس وقال ما أهون على الراقد سهر
الساهد وقال:
ما كنت بائع ناطف فيما مضى * لكن قضت لي ذاك أسباب القضا
وإذا المعيل تعذرت طلباته * رام المعاش ولو على جمر الغضا
فقال له الوزير أراك متأدبا فمن أين لك ذلك فقال إني أيها الوزير من
أهل بيت لم يكن فيهم من صناعته ما ترى واسر اليه انه من ولد معن بن
زائدة فأعطاه مائة دينار وخمسة أثواب وجعل ذلك رسما له في كل سنة
اه‍.
مزاحه
في معجم الأدباء: حدث إبراهيم بن هلال قال كان أبو محمد المهلبي
يناصف العشرة أوقات خلوته ويبسطنا في المزح إلى ابعد غاية فإذا جلس
للعمل كان امرءا وقورا، ومهيبا ومحذورا آخذ في الجد الذي لا يتخونه
نقص ولا يتداخله ضعف فاتفق ان صعد يوما من طياره إلى داره وقد حقنه
البول وما كان يعتريه من سلسه فقصد بعض الاخلية فوجده مقفلا وكذلك
كانت عادته جارية في اخلية داره حفظا لها عن الابتذال فأبى ان يدعو
الفراش ويحضر المفتاح فقال لي متنادرا على نفسه:
فهبك طعامك استوثقت منه * فما بال الكنيف عليه قفل
فقلت لعمري انه موضع عجب وإذا وقع الاحتياط في الأصل فقد
استغني عنه في الفرع فضحك وقال أوسعتنا هجاء فقلت وجدت مقالا فقال
اسكت يا فاعل يا صانع قال أبو إسحاق: وأجلسني معز الدولة لأكتب بين
يديه وأبو محمد المهلبي قائم فحجبني عن الشمس فقال كيف ترى هذا الظل
فقلت ثخين فقال وا عجبا أحسن وتسئ وضحك اه‍.
السرف والبذخ
في معجم الأدباء: حدث القاضي أبو علي التنوخي قال شاهدت أبا
محمد المهلبي قد ابتيع له في ثلاثة أيام ورد بألف دينار فرش به مجالس
وطرحه في بركة عظيمة كانت في داره ولها فوارات عجيبة يطرح الورد في
مائها وينفضه وبعد شربه عليه وبلوغه ما أراد منه انهبه اه‍ فانظر إلى
فساد الزمان وأهله: المهلبي يبتاع له في ثلاثة أيام ورد بألف دينار لا لشئ
فيه فائدة الا اللهو ومعصية الله بالشرب عليه وربما يكون في المملكة أو في
جملة من اخذت منه هذه الألف الدينار من لا يقدر على القوت:
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تنازعها الذؤبان والرخم
وفي فوات الوفيات: كان من ظرف الوزير المهلبي انه إذا أراد أكل
شئ من ارز بلبن وهريس وحلوى رقيق وقف إلى جانبه الأيمن غلام معه
نحو من ثلاثين ملعقة زجاجا مجرورا وإلى جانبه الأيسر غلام فيأخذ الملعقة
من الغلام الذي على يمينه ويأكل بها لقمة واحدة ثم يدفعها إلى الغلام الذي
على يساره لئلا يعيد الملعقة إلى فمه مرة ثانية اه‍.
اخباره مع أبي الفرج الأصبهاني
في فوات الوفيات: كان أبو الفرج الأصبهاني وسخا في ثوبه ونفسه
وفعله فواكل الوزير المهلبي على مائدة وقدمت سكباجة وافقت من أبي
الفرج سعلة فندرت من فمه قطعة بلغم وقعت في وسط الصحن فقال
المهلبي ارفعوا هذا وهاتوا من هذا اللون في غير هذا الصحن ولم يبن في
وجهه استكراه ولا داخل أبا الفرج حياء ولا انقباض ولما كثر على الوزير
استمرار ما يجري من أبي الفرج جعل له مائدتين إحداهما كبيرة عامة
والأخرى لطيفة خاصة يؤاكله عليها من يدعوه إليها وعلى صنعه ما كان
يصنعه بأبي الفرج ما خلا من هجوه قال أبو الفرج:
أبعين مفتقر إليك نظرتني * فأهنتني وقذفتني من حالق
لست الملوم انا الملوم لأنني * أنزلت آمالي بغير الخالق
قال ويروى ان هذين البيتين للمتنبي رواهما له الكندي اه‍.
(٢٧٤)

ما كتبه الصاحب لابن العميد مما يتعلق بالمهلبي
في اليتيمة ما لفظه ما اخرج من كتاب الروزنامجة للصاحب إلى ابن
العميد مما يتعلق بملح أحبار المهلبي فصل وردت أدام الله عز مولانا
العراق فكان أول ما اتفق لي استدعاء مولاي الأستاذ أبي محمد أيده الله
وجمعه بين ندمائه من أهل الفضل وبيني إلى أن قال فانصرفت وقد ورد
الخبر بمضي أبي الفضل صاحب البريد رضي الله عنه ورحمه وانسا اجل
مولانا ومد فيه فساعدت القوم على الجلوس للتعزية عنه لما كان يعرف من
الحال بيني وبينه:
صلة غدت في الناس وهي قطيعة * عجبا وبر راح وهو جفاء
فما مكثت ان جاءني رسول الأستاذ أبي محمد أيده الله يستدعني فعرفته
عذري وحسبته يعفيني فعاودني بمن استحضرني ثم ذكر انه استدعاه إلى
مجلس الشرب والغناء وأورد ما لا نحب ذكره من أفعال هؤلاء الامراء
الذين أفسدوا دينهم واتبعوا شهواتهم وقد انقضت أيام لذاتهم القصيرة ولقوا
جزاء اعمالهم. ثم قال وشاهدت من حسن مجلسه وخفة روح أدبه وانشاده
للصنوبري وطبقته ما طاب به الوقت وهشت له النفس وشاكل رقة ذلك
الهوى وعذوبة ذلك اللمى فانصرفت عنه وجعلت ألقاه في دار الامارة وهو
على جملة من البر والتكرمة حتى عرفت خروجه إلى بستان بالياسرية لم ير
أحسن منه ولا أطيب من يومه فيه لا اني حضرته ولكني حدثت بما جرى له
فكتبت اليه شعرا:
قل للوزير أبي محمد الذي * من دون محتده السهى والفرقد
من أن سما هبط الزمان وريبه * أو قام فالدهر المغالب يقعد
في ابيات اخر تركتها لأنني أصون كتابي عن أن يشتمل على مثلها.
قال فاستطاب هذا الشعر واعجب به واستدعاني من غده فحضرت وابنا
المنجم في مجلسه وقد أعدا قصيدتين في مدحه فمنعهما من النشيد لاحضره
فأنشدا وجودا. ثم ذكر من حضور مجالس اللهو والغناء والشراب ما ننزه
كتابنا عن ذكر مثله.
اخباره مع الشعراء
في معجم الأدباء: قال أبو علي التنوخي حضرت أبا محمد في وزارته
وقد دفع اليه شاعر رقعة صغيرة فقرأها وضحك وامر له بألف درهم وطرح
الرقعة فقرأتها وإذا فيها:
يا من اليه النفع والضر * قد مس حال عبيدك الضر
لا تتركن الدهر يظلمني * ما دام يقبل قولك الدهر
وفي معجم الأدباء: قال حدث أبو النجيب شداد بن إبراهيم
الجزري الشاعر الملقب بالمظاهر قال كنت كثير الملازمة للوزير أبي محمد
المهلبي فاتفق اني غسلت ثيابي وانفذ إلي يدعوني فاعتذرت بعذر فلم يقبله
وألح في استدعائي فكتبت اليه:
عبدك تحت الحبل عريان * كأنه لا كان شيطان
يغسل أثوابا كان البلى * فيها خليط وهي أوطان
ارق من ديني ان كان لي * دين كما للناس أديان
كأنها حالي من قبل ان * يصبح عندي لك احسان
يقول من يبصرني معرضا * فيها وللأقوال برهان
هذا الذي قد نسجت فوقه * عناكب الحيطان انسان
فانفذ لي جبة وقميصا وعمامة وسراويل وكيسا فيه خمسمائة درهم
وقال قد أنفذت لك ما تلبسه وتدفعه إلى الخياط ليصلح لك الثياب على ما
تريد فان كنت غسلت التكة واللالكة عرفني لأنفذ عوضهما اه‍.
شهادة الحجلة
في معجم الأدباء: حدث أبو علي التنوخي قال كان أبو محمد المهلبي
يكثر الحديث على طعامه وكان طيب الحديث وأكثره مذاكرة بالأدب
وضروب الحديث على المائدة لكثرة من يجمعهم عليها من العلماء والكتاب
والندماء وكنت كثيرا ما احضر فقدم اليه في بعض الأيام حجل فقال لي
اذكرني هذا حديثا ظريفا وهو ما أخبرني به بعض من كان يعاشر الراسبي
الأمير عامل خوزستان قال كنت آكل معه يوما وعلى المائدة خلق عظيم
فيهم رجل من رؤساء الأكراد المجاورين لعمله وكان ممن يقطع الطريق ثم
استأمن فامنه إذ قدم حجل فالقى الراسبي منه واحدة إلى الكردي كما
تلاطف الرؤساء مؤاكليهم فاخذها الكردي وجعل يضحك فتعجب
الراسبي من ذلك فقال ما سبب هذا الضحك وما جرى ما يوجبه فقال خبر
كان لي فقال أخبرني به فقال شئ ظريف ذكرته لما رأيت هذه الحجلة قال
فما هو كنت أيام قطع الطريق وانا وحدي إذ استقبلني رجل
وحده فصحت عليه فاستسلم فأخذت ما معه وطالبته ان يتعرى ففعل
ومضى لينصرف فخفت ان يلقاه في الطريق من يستفزه علي فاطلب وانا
وحدي فاؤخذ فقبضت عليه وعلوته بالسيف لأقتله فقال يا هذا اي شئ
بيني وبينك اخذت ثيابي ولا فائدة لك في قتلي فكتفته ولم التفت إلى قوله
وأقبلت أقنعه بالسيف فالتفت كأنه يطلب شيئا فرأى حجلة قائمة على الجبل
فصاح يا حجلة اشهدي لي عند الله تعالى اني اقتل مظلوما فما زلت أضربه
حتى قتلته وسرت فلما رأيت هذه الحجلة ذكرت حماقة هذا الرجل فضحكت
فانقلبت عينا الراسبي في رأسه حردا وقال لا جرم والله ان شهادة الحجلة
عليك لا تضيع اليوم في الدنيا قبل الآخرة وما آمنتك الا على ما كان منك
من إفساد السبيل فاما الدماء فمعاذ الله ان اسقطها عنك يا ابن الفاعلة
بالأمان وقد اجرى الله على لسانك الاقرار عندي يا غلمان اضربوا عنقه
فبادر الغلمان اليه بسيوفهم حتى تدحرج رأسه على المائدة وجرت جثته وأتم
الراسبي غداءه اه‍.
تغير معز الدولة عليه ووفاته
في معجم الأدباء لما كانت سنة ٣٥١ لهج معز الدولة بذكر عمان
وحدث نفسه باخذها فامر المهلبي بالخروج إليها فدافعه ووضع عليه من
يزهده فيها فلم يزدد الا لجاجا وكان أبو محمد أغضب حاشية معز الدولة
فإنه ألزمهم تقسيطا في نفقة البناء الذي استحدثه من غير أن يخرج بأحد
منهم إلى عسف فاحفظهم فعله فبعثوا معز الدولة على اخراجه فلما ألح عليه
ضمن له ان يستخرج من هؤلاء جملة كبيرة يستعين بها في هذا الوجه فمكنه
من ذلك بعد ان شرط عليه اخذ العفو وتجنب الاجحاف فقبض على جماعة
واخذ منهم ألفي ألف درهم منها خمسمائة ألف درهم من أبي علي الحسن بن
إبراهيم النصراني الخازن ومعز الدولة على نهاية العناية بأمره والثقة بأنه لا
مال له واظهر أبو علي الفقر وسوء الحال وانه اقترض المال الذي أداه من
(٢٧٥)

الناس فشق ذلك على معز الدولة وظنه حقا واعتل أبو علي عقيب ذلك
ومات فاعتقد معز الدولة ان أبا محمد قتله لما عامله به واقبل عليه يلومه
ويحلف له انه يقيده به فلم يلتفت أبو محمد إلى ذلك وبادر إلى دار أبي علي
وقبض على خادم له صغير كان يختصه وثيق به ومناه ووعده فدله على دفين
كان لأبي علي في الدار فاستخرج منه عدة قماقم فيها نيف وتسعون ألف
دينار وحملها إلى معز الدولة وقال له هذا قدر أمانة خازنك الذي ظننت اني
قتلته باليسير الذي اخذته لك منه وما فيه درهم من ماله وانما اقترضه من
أولادك وحرمك وغلمانك وشنع عليك ثم تتبع أسبابه واخذ منهم تمام مائتي
ألف دينار وقدر أبو محمد ان معز الدولة يمكنه من الحاشية الباقين ويعفيه من
الخروج فلم يفعل وجد به جدا شديدا في الانحدار فانحدر في جمادى
الآخرة من سنة ٣٥٢ وتمادت أيامه بالبصرة للتأهب والاستعداد وامتنع
العسكر المجرد من ركوب البحر فبلغ معز الدولة ذلك فاتهمه بأنه بعث
العسكر على الشغب فكاتبه بالجد والإنكار عليه في توقفه وإلزام المسير ووجد
أعداؤه طريقا للطعن عليه واغتنموا تنكر معز الدولة عليه وأقاموا في نفسه
انه انحدر من مدينة السلام وهو لا يعتقد العود إليها وانه سيغلب على
البصرة كما تغلب البريديون وان العسكر الذي معه والعشائر هناك على
طاعة له وعظموا عنده أمواله فتدوخ معز الدولة بأقاويلهم وعرف أبو محمد
ذلك فاطلق لسانه فيهم وخرق الستر بينه وبينهم وتطابقت الجماعة في
المشورة على معز الدولة بالقبض عليه والاعتياض من أمواله عما يقدر
حصوله من عمان وجعلوه على ثقة من أنهم يسدون مسده فمال إلى قولهم
وكتب إلى أبي محمد يعفيه من الاتمام إلى عمان ورسم له الانكفاء إلى مدينة
السلام وعلم أبو محمد بالحال ووطن نفسه على الصبر وركوب أصعب
المراكب فيه وان يدخل فيما دخل فيه القوم ويتولى هو مصادرة نفسه
وأصحابه وخصومه وأعدائه وكان مليا بذلك فهجمت عليه علته التي مات
منها وتردد بين إفاقة ونكسة إلى أن وردت الكتب باليأس منه فانفذ معز
الدولة حينئذ أحد ثقاته على ظاهر العيادة له وباطن الاستظهار على ماله
وحاشيته فألفاه في طريقه محمولا في محفة كبيرة مملوءة بالفرش الوثيرة ومعه
فيها من يخدمه ويعلله ويتناوب في حملها جماعة من الحمالين فلما انتهى إلى
زاوطا قضى نحبه ومضى لسبيله وسقط الطائر بمدينة السلام ذلك فصودرت
الجماعة ووقع السرف في الاستقصاء عليهم فلم يظهر لأبي محمد مال
صامت ولا ذخيرة باطنة وبانت لمعز الدولة نصيحته وبطلان التكثيرات عليه
وقد كان يصل اليه من حقوق الرقاب في ضياعه وما يأخذه من اقطاعه
ويستثني به على عماله مال كثير يستوفيه جهرا من غير أن توقع فيه أمانة
ويصرف جميعه في مؤونته ونفقاته وصلاته وهباته وإلى هدايا جليلة كان
يتكلفها لمعز الدولة في أيام النواريز والمهاريج وعطف معز الدولة على
الجماعة يطالبهم بالضمانات التي ضمنوها فاحتجوا بوفاته ووعدوا بالبحث
عن ودائعه وتدافعت الأيام واندرج الامر فكان الذي صح من مال أبي
محمد ومال حرمه وأولاده وأسبابه خمسة آلاف ألف درهم فيها الصامت والناطق
والباطن وأثمان الغلات وارتفاع الأملاك والأموال وأموال جماعة من التجار
اخذت بالتأويلات وكانت وفاته سببا لصيانته عن عاجل ابتذالهم له وصيانتهم
عن آجل بلواهم به وكانت مدة وزارته ثلاث عشرة سنة وثلاثة أشهر
ووفاته في يوم السبت لثلاث ليال بقين من شعبان سنة ٣٥٢ وفي
معجم البلدان أيضا: قال أبو علي التنوخي كنت في سنة ٣٥٢ ببغداد
فحضر أول يوم من شهر رمضان فاصطحبت انا وأبو الفتح عبد
الواحد بن أبي علي الحسين بن هارون الكاتب في دار أبي الغنائم الفضل ابن
الوزير أبي محمد المهلبي لتهنئته بالشهر عند توجه أبيه إلى عمان وبلغ أبو
محمد إلى موضع من انهار البصرة يعرف بعلي آباذ ففترت نيته عن الخروج
إلى عمان واستوحش معز الدولة منه وفسد رأيه فيه واعتل المهلبي هناك ثم
امره معز الدولة بالرجوع عن علي آباذ وان لا يتجاوزه وقد اشتدت علته
والناس بين مرجف بأنه يقبض عليه إذا حصل بواسط أو عند دخوله إلى
بغداد وقوم يرجفون بوفاته وخليفته إذ ذاك على الوزارة ببغداد أبو الفضل
العباس بن الحسين بن عبد الله وأبو الفرج محمد بن العباس بن الحسين
فجئنا إلى أبي الغنائم ودخلنا اليه وهو جالس في عرضي داره التي كانت
لأبيه على دجلة على الصراة عند شباك على دجلة وهو في دست كبير عال
جالس وبين يديه الناس على طبقاتهم فهنأناه بالشهر وجلسنا وهو إذ ذاك
صبي غير بالغ الا انه محصل فلم يلبث ان جاء أبو الفضل وأبو الفرج
خليفتنا أبيه فدخلا اليه وهناه باشلشهر فأجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن
يساره على طرف دسته في الموضع الذي فيه فضلة المخاذ إلى الدست ما
تحرك لأحدهما ولا انزعج ولا شاركاه في الدست واخذا معه في الحديث
وزادت مطاولتهما وأبو الفضل يستدعي خادم الحرم فيساره فيمضي ويعود
ويخاطبه سرا إلى أن جاءه بعد ساعة فساره فنهض فقال له أبو الفرج إلى أين
يا سيدي فقال أهني من يجب تهنئته وأعود إليك وكان أبو الفضل زوج زينة
ابنة أخت أبي الغنائم من أبيه وأمه تجني فحين دخل واطمأن قليلا وقع
الصراخ وتبادر الخدم والغلمان ودعي الصبي وكان يتوقع ان يرد عليه خبر
موت أبيه لأنه كان عالما بشدة علته فمسكه أبو الفرج وقال اجلس اجلس
وقبض عليه وخرج أبو الفضل وقد قبض على تجني أم الصبي ووكل بها
خدما وختم الأبواب ثم قال للصبي قم يا أبا الغنائم إلى مولانا يعني معز
الدولة فقد طلبك وقد مات أبوك فبكى الصبي وسعى اليه وعلق بدراعته
وقال يا عم الله الله في يكررها فضمه أبو الفضل اليه واستعبر وقال ليس
عليك باس ولا خوف الفرج في زبزبه وجلس أبو الفضل في زبزبه واجلس
الغلام بين يديه وأصعدت الزبازب تريد معز الدولة بباب الشماسية فقال
أبو الفتح بن الحسين بن هارون ما رأيت مثل هذا قط ولا سمعت لعن الله
الدنيا أليس الساعة كان هذا الغلام في الصدر معظما وخليفتنا أبيه بين يديه
وما افترقا حتى صار بين أيديهما ذليلا حقيرا ثم جرى من المصادرات على
أهله وحاشيته ما لم يجر على أحد اه‍ وفيما مضى من اخبار هذا الوزير
وهذا الملك وغيرهما ما فيه معتبر بل هو عبرة العبر. وقال ابن الأثير في
حوادث سنة ٣٥٢ في هذه السنة سار الوزير أبو محمد المهلبي وزير معز
الدولة في جمادى الآخرة في جيش كثيف إلى عمان ليفتحها فلما بلغ البحر
اعتل واشتدت علته فأعيد إلى بغداد فمات في الطريق في شعبان وحمل
تابوته إلى بغداد فدفن بها وقبض معز الدولة أمواله وذخائره وقبض على أهله
وأصحابه وحبسهم فاستعظم الناس ذلك واستقبحوه وكانت مدة وزارته ١٣
سنة و ٣ أشهر ونظر في الأمور بعدها أبو الفضل العباس بن الحسين
الشيرازي وأبو الفرج محمد بن العباس بن فسانجس من غير تسمية لأحدهما
بوزارة اه‍.
نثره
ما اخرج في اليتيمة من فصوله القصار:
القلب لا يملك بالمخاتلة، ولا يدرك بالمجادلة، له انعام كثير
الشهود، وإفضال غزير المدود، لم يعلم في اي حتف تورط، واي شئ
(٢٧٦)

تابط، محامد أقر بها الراضي والغضبان، وأوضحها الدليل والبرهان،
كيس البيع رابح الشراء، حسن الاخذ والعطاء، يؤذي صدره ويمنعه
النفث، ويجرح خاطره ويعوقه عن البث، لما أجاب أطاب، وتفسح في
رحاب الصواب قد ألنت عريكة الدهر له، وكففت غرب الزمان عنه،
يفور غيظا ويتميز حقدا ويتلظى غضبا ويزيد حنقا، قد قام بيني وبين وصلك
حاجز من فعلك قد ابتذلت جديد وده، واستحللت حرام صده، حلف
يمين بر شهد بها تصديقي واستيقنتها نفسي، قد ترامت به البلدان
والاسفار، ونبت عنه الأوطان والأوطار وضاقت به الأعطان والأقطار،
تركت قلبه طافحا بوجده، ودمعه سافحا على خده، قد امرته ان يجعل
رأيك سراجه، ورسمك منهاجه، وقد شربت وشلا من وده. ولبست
سملا من عهده، لأكشفنه لكل ليل بارد ونهار واقد، اكفف عن لحم
يكسبك بشما وفعل يعقبك ندما، مستثقل من كراه، ثمل من عناه. لست
غفلا عن الدهر فتنكر نوائبه ولا مطيقا له فتدفع مصائبه، قد تناسخت
الأيام قواه، وشذبت الحوادث هواه، تبدي وجه المطابق والموافق، وتخفي
نظر المسارق والمنافق، لو أن البرق فطنته والريح جنبته والسد سوره لتغشاه
حسي واستخرجه طلبي، ولما خذلته أنصاره وقطعته أرحامه وقعدت عنه
أشياعه أوليته من حمايتي عضدا ومن عنايتي مددا، وجدته أمد يدا من باعه
وابسط قعودا من قيامه، مكن موضع رجلك قبل مشيك، وتأمل عاقبة
فعلك قبل سعيك، عصارة لؤم في قرارة خبث، غصن مهصور بالموت
معصور بالتراب، قد خفف همه بالشكوى وحل حزنه بالبكا، كما حذيت
النعل بالنعل وقد الشراك على المثل. يعدل عن النص إلى الخرص وعن
الحس إلى الهجس، في حكمه صارم فصل، وفي يده خادم عدل سديد
المذاهب سعيد المناقب نجيح المطالب، دلاه في إقامة ممهدة الحشايا وحركة
وطيئة المطايا، دفعه إلى شفير واطلعه على حقير، استدعى حضوري
خاليا، واستدنى مجلسي مكرما، واستوفى مقالي مصغيا، وأعطاني معروفه
مسمحا ونزل على مسألتي مسهلا، وقضى حاجتي مجملا، وصرفني بالنجاح
عجلا، طيب المغرس زاكي المنبت نضير المنشأ رفيع الفرع لذيذ الثمر،
متقلب بين استقبال شباب واستقلال حال وشرخ قصف وفتاء ظرف،
وجدت فيه مصطنعا وبه مستمتعا، قد وفر همه على مطعم يجوده ومرقد
يمهده انا اتذمهم من استئصال مثلك، واهب جرمك لفضلك، من ضاف
الأسد قراه أظفاره، ومن حرك الدهر أراه اقتداره، وجدت فيه مع علو
سنه واخذ الأيام من جسمه بقية حسنة ومتعة حلوة، التصرف أسنى وأعلى
والتسليم عفى وأصفى ومهما اخترت من الأمرين امرا فعنايتي تحرسك فيه
ونظري يمكنك منه.
ومن منثور كلامه ما في خاص الخاص للثعالبي قال: وقع الوزير
المهلبي في رقعة أبي علي الحامي اليه: قرأت هذه الرقعة التي هي أدق من
السحر وارق من دموع الهجر وأطيب من الغنى بعد الفقر وأدل على فضلك
من الصبح على الشمس فمرحبا بها وبكاتبها وما ذا عليه لو يكون مكانها.
وكتب إلى أبي عثمان الخالدي: وصلت القصيدة وأعجبتني براعة حسنها مع
قصر رويها فان الوزن القصير على الهاجس أضيق من المجال الضنك على
الفارس.
حكمه المنثورة
قال الثعالبي في خاص الخاص: قال أبو محمد المهلبي الوزير من
تعرض للمصاعب ثبت للمصائب وله: من حنث في ايمانه واخل بأمانته
فإنما ينكث على نفسه وله لو لم يكن في تهجين رأي المفرد وتبيين عجز
تدبير الأوحد الا ان الاستلقاح وهو أصل كل شئ لا يكون الا بين اثنين
وأكثر الطيبات اقسام تؤلف وأصناف تجمع لكفى بذلك ناهيا عن
الاستبداد وامرا بالاستمداد اه‍.
أشعاره
مر بعضها عند ذكر اخباره ونذكر هنا باقي ما وصل الينا منها.
الغزل
في معجم الأدباء: قال الصاحب بن عباد أنشدني الأستاذ أبو محمد
المهلبي لنفسه:
قال لي من أحب والبين قد جد * وفي مهجتي لهيب الحريق
ما الذي في الطريق تصنع بعدي * قلت أبكي عليك طول الطريق
وقال ابن خلكان وغيره كان لمعز الدولة مملوك تركي في غاية الجمال
يدعى الجامدار فبعث سرية لمحاربة بعض بني حمدان وجعل المملوك المذكور
مقدم الجيش فقال فيه الوزير المهلبي:
طفل يرق الماء في * وجناته ويرق عوده
ويكاد من شبه العذارى * فيه ان تبدو نهوده
ناطوا بمعقد خصره * سيفا ومنطقة تئوده
جعلوه قائد عسكر * ضاع الرعيل ومن يقوده
وكذا كان فإنه ما نجح في تلك الحركة وكانت الكرة عليهم. قال
ومن شعره النادر في الرقة قوله:
الا يا منى نفسي وان كان حتفها * ومعناي في سري ومغزاي في جهري
تصارمت الأجفان لما صرمتني * فما تلتقي الا على عبرة تجري
وقوله كما في المعجم واليتيمة وفي خاص الخاص انها في مملوك
مطرب:
يا هلالا يبدو فيزداد شوقي * وهزاز يشدو فيزداد عشقي
زعم الناس ان رقك ملكي * كذب الناس أنت مالك رقي
وفي معجم الأدباء قرأت بخط المحسن بن إبراهيم الصابي أنشدني
والذي قال أنشدني الوزير أبو محمد المهلبي لنفسه:
إذا تكامل لي ما قد ظفرت به * من طيب مسمعة أو ظرف ندمان
وقهوة لو تراها خلت رقتها * ديني وحافز من أن شئت غناني
فما أبالي بما لاقى الخليفة من * بغي الخصي وعصيان ابن حمدان
وقد صدق فان هؤلاء الوزراء كسائر أرباب الدولة لم يكن لهم هم
الا قضاء شهواتهم ولا يبالون بشئ من أمور المسلمين كما أن من تسمى
باسم الخلافة في عصرهم هو كذلك إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا
وفي معجم الأدباء عن محمد بن عبيد الله بن سكرة الهاشمي من ولد المهدي
العباسي أنه قال خرجت إلى الأهواز قاصدا للوزير أبي محمد الحسن بن
محمد المهلبي مادحا له فلما وصلت اليه أنشدته:
قفي حيث انتهيت من الصدود * ولا تتعمدي قتل العميد
فقد وهواك وهو اجل حلفي * حميت نظيرتيك من الهجود
(٢٧٧)

هجرت مقيمة وظعنت غضبى * فحربت الحديد على الحديد
فراق ظعينة وفراق رأي * يكرهما علي فراق جود
ثلاث ما اجتمعن على ابن حب * صدود في صدود في صدود
وانصرفت فلما كان من الغد استدعاني وقال اسمع وأنشدني لنفسه في
غلام عليه ثوب احمر:
اتاني في قميص اللاذ يمشي * عدولي يلقب بالحبيب
فقلت له بما استحسنت هذا * لقد أقبلت في زي عجيب
فقال الشمس أهدت لي قميصا * بديع اللون من شفق الغروب
فثوبي والمدام ولون خدي * قريب من قريب من قريب
وانما أبدع في هذا المعنى ديك الجن فقال:
أيا قمرا تبسم عن اقاح * ويا غصنا يميس مع الرياح
جبينك والمقلد والثنايا * صباح في صباح في صباح
وقال أيضا:
ومزر بالقضيب إذا تثنى * وتياه على البدر التمام
سقاني ثم قبلني وأومى * بطرف سقمه يشفي سقامي
فبت به خلا الندمان اسقى * مدما في مدام في مدام
وقال الصوري:
ويوم يكلله بالشموس * صفاء الهوى في صفاء الهواء
بشمس الدنان وشمس الجنان * وشمس القيان وشمس السماء
قال الصاحب فيما حكاه صاحب اليتيمة عن كتاب الروزنامجة كان فيما
أنشدني الوزير المهلبي لنفسه في غلام:
خطط مقدمة ومفرق طرة * فكان سنة وجهه محراب
وريت في كشف الذي القى به * فتعطل النمام والمغتاب
وعن محاضرات الراغب قال الصاحب ابن عباد حضرت الوزير
المهلبي يوما وقد جاءه خادم عن المطيع وفي يده رقعة وفيها غنى لنا بيتان
وهما:
عرج على القفص وحاناتها * وسقنا في وسط جناتها
وعلل النفس ولو ساعة * فإنما الدنيا بساعاتها
فاجعلها أربعة ابيات فقال لي تفضل فقلت:
فالروح في الراح إذا اتبعت * بهاكها يا صاح أو هاتها
وقينة تصبي بأصواتها * تأخذ من أطيب أوقاتها
ما اخرجه صاحب اليتيمة
من شعره في الغزل
فمن ذلك قوله:
أراني الله وجهك كل يوم * صباحا للتيمن والسرور
وامتع ناظري بصحيفتيه * لأقرأ الحسن من تلك السطور
وقوله:
يا منى نفسي ويا حسبي من حسب وطيب
سابقي بالوصل موتي * أو مشيي ومغيبي
فهو للفتيان في الدنيا * بمرصاد قريب
وله في غلام اسمه غريب:
رعا الرحمن قوما ملكوني * رشا قصر بلغت به المرادا
وسموه مع القربى غريبا * كنور العين سموه سوادا
وقوله:
يا شادنا جدد حبي له * من بعد حب سالف ساج
بلحية قد أوصلت جمة * مثل اتصال الطوق بالتاج
وله في غلام ناقة من علته:
نهض العليل فقلت حين بدا كغصن مائل
طلع الهلال لليلة * بضياء بدر كامل
وقوله:
لولا تسليي بارتكاضي * في البعد والقرب والتلاقي
ودفعي الهم بالأماني * فارقت روحي مع الفراق
وقوله:
ينأى فاشتط وانوى له * تنقص الداني على النائي
حتى إذا أبصرته ذبت في * يديه ذوب الملح في الماء
وقوله:
لي حبيب ألوذ فيه بأوصاف * وفحواه فوق ما أصف
كالبدر يعلو والشمس تشرق * والغزال يعطو والغصن ينعطف
وقوله:
ان كنت أزمعت الرحيل * فان عزمي في الرحيل
أو كنت قاطنة أقمت * وان منعت لذيذ سؤولي
كالنجم يصحب في المسير * ولا يزول لدى النزول
ما اخرجه صاحب اليتيمة من شعره في جاريته تجني.
من ذلك قوله:
مرت فلم تثن طرفها تيها * يحسدها الغصن في تثنيها
تلك تجني التي جننت بها * أعاذني الله من تجنيها
وقوله:
رب ليل لبست فيه التصابي * وخلعت العذار والعذل عني
في محل تحله لذة العيش * ويجنى شروره من تجني
وقوله:
لي صديق في وده لي صدوق * وبرعي الحقوق مني حقيق
يا تجني كتمت ثم بدا لي * أنت ذاك الصديق لي والرفيق
كلما سرت من فراقك ميلا * مال من مهجتي إليك فريق
فحياتي مصروفة في طريق * للمنايا على فيها طروق
وقوله:
منية سابقت ورود البشير * ومواف أوفى على التقدير
(٢٧٨)

يا عروسا زفت إلي فأهديت * إليها رقي مكان المهور
بالتملي وبالرجا والسرور * يا حياتي والمنزل المعمور
قد لعمري وفيت لي وسأجزيك * وفاء بالشرط بعد النذور
وقوله:
لقد واظبت نفسي على الحب في الهوى * بانسانة ترعى الهوى وتواظب
صفا لي منها العيش والشيب شامل * كما كان يصفو والشباب مصاحب
ما قاله في عمه أبي عيينة وصاحبته دنيا.
في اليتيمة عن الصابي ان أبا عيينة المهلبي الذي استفرع نسيبه في
صاحبته دنيا من عمومة الوزير المهلبي وكان المهلبي يحفظ أكثر أشعاره
ويتأسف على ما فاته من زمانه فمن ذلك قوله:
أنت وصلت مفاخري باب * حاز الفخار وطاول العليا
وأجاب داعيه وخلفني * وحديثه فكأنما يحيا
وتلوت عمي في تغزله * وشربت ريا من هوى ريا
فكأنني هو في صبابته * وكأنها في حسنها دنيا
وقوله لما تقلد الوزارة
لقد ظفرت والحمد لله منيتي * بما كنت اهوى في الجهارة والنجوى
وشارفت مجرى الشمس فيما ملكته * من الأرض واستقرت في الرتبة العليا
وعاينت من شعر العينيي حلة * تعاون فيها الطبع والمهجة الحرى
فحركني عرق الوشيجة والهوى * لعمي واطت بي إلى الرحم القربى
فيا حسرتا ان فات وقتي وقته * ويا حسرة تمضي وتتبعها أخرى
ويا فوز نفسي لو بلغت زمانه * وبغيته دنيا وفي يدي الدنيا
فمكنته من أهل دنيا وأرضها * ففاز بما يهوى وفوق الذي يهوى
الصفات
قال يصف الصيد:
رب ليل قطعت فيه خماري * بغزال كأنه مخمور
ومصاد سرحت فيه ونصر * بازياري مظفر منصور
بصفور مثل النجوم إذا * انقضت وعصف كأنهن صقور
وقال يصف الرياض والثلج
الورد بين مضمخ ومضرج * والزهر بين مكلل ومتوج
والثلج يهبط كالنثار فقم بنا * نلتذ بابنة كرمة لم تمزج
طلع البهار ولاح نور شقائق * وبدت سطور الورد تلو بنفسج
فكان يومك في غلالة فضة * والنبت من ذهب على فيروزج
وقال في نحو ذلك:
يوم كان سماءه * شبه الحصان الأبرش
وكان زهرة روضه * فرشت بأحسن مفرش
فسماؤه دكن الخزوز * وأرضه خضر الوشي
وقال كما في معجم الأدباء:
ويوم كان الشمس والغيم دونها * حجاب به صينت فما يتهتك
عروس بدت في زرقة من ثيابها * يجللها فيها رداء ممسك
وقال كما في فوات الوفيات:
تطوي بأوتارها الهموم كما * يطوى دجى الليل بالمصابيح
ثم تغنت فخلتها سمحت * بروحها خلعة على روحي
الحماسة
قال كما في اليتيمة:
عزمي وعزم عصابة ركاضة * موصولة الالجام بالاسراج
كالنبل عامدة إلى أهدافها * والطير قاصدة إلى الأبراج
في الحساد
قال كما في اليتيمة:
وذي حسد لو حل بي ما يريده * لأصبح مفجوعا بفيض بناني
ولم اعطه جهلا ولكن سحائبي * تعم ذوي الاخلاص والشنان
وقال كما في معجم الأدباء:
قضيت نحبي فسر قوم * حمقى لهم غفلة ونوم
كان نومي علي حتم * وليس للشامتين يوم
شكوى الزمان
قال:
أشكو إلى الله احداثا من الزمن * يبرينني مثل بري القدح بالسفن
لم يبق بالعيش لي الا مرارته * إذا تذوقته والحلو منه فني
يا نفس صبرا والا فاهلكي جزعا * ان الزمان على ما تكرهين بني
لا تحسبي نعما سرتك صحبتها * الا مفاتيح أبواب إلى الحزن
قال ابن خلكان: ومن المنسوب اليه في وقت الإضافة من الشعر ما
كتبه إلى بعض الرؤساء وقيل إنهما لأبي نواس:
ولو اني استزدتك فوق ما بي * من البلوى لاعوزك المزيد
ولو عرضت على الموتى حياة * بعيش مثل عيشي لم يريدوا
وفي معجم الأدباء حدث أبو محمد المهلبي قال كنت أيام حداثتي
وقصر حالي وصغر تصرفي اسكن دارا لطيفة ونفسي مع ذلك تنازع في
الأمور العظيمة الا ان الجد قاعد والمقدور غير مساعد فأصبحت يوما وقد
جاء المطر وازدادت الحجرة اظلاما وصدري بها ضيقا فقلت:
انا في حجرة تجل عن الوصف * ويعمى البصير فيها نهارا
هي في الصبح كالظلام وفي الليل * يولي الأنام عنها فرارا
انا فيها كأنني جوف بئر * اتقي عقربا واحذر فارا
وإذا ما الرياح هبت رخاء * خلت حيطانها تميد انتثارا
رب عجل خرابها وأرحني * من حذاري فقد مللت الحذارا
وقال كما في فوات الوفيات
: الجود طبعي ولكن ليس لي مال * وكيف يصنع من بالقرض يحتال
فهاك خطي فخذه منك تذكرة * إلى اتساع فلي في الغيب آمال
الاخوانيات
قال لأبي إسحاق الصابي كما في اليتيمة:
(٢٧٩)

برد مصيفك وافرشه بميثرة * فإنني لمقام الخل ارتحل
الذكري وان أضحى ويعجبني * ان تستريح وان تكتنك الظلل
وله كما في معجم الأدباء
: أمثلي يا أخي وقسيم نفسي * يفارق عهده عند الفراق
ويسلو سلوة من بعد بعد * وينسبه الشقيق إلى الشقاق
فاقسم بالعناق وتلك أشفى * وأوفى من يميني بالعتاق
لقد ألصقت بي طلبا قبيحا * تجافى جانباه عن التصاق
وكتب الوزير المهلبي إلى الصاحب بن عباد
: لما وضعت صحيفتي * في بطن كف رسولها
قبلتها لتمسها * يمناك عند وصولها
وتود عيني انها * اقترنت ببعض فصولها
حتى ترى من وجهك * الميمون غاية سولها
ما اخرج في اليتيمة من شعره في وصف كتب ابن العميد.
فمن ذلك قوله:
وصل الكتاب طليعة الوصل * بغرائب الافضال والفضل
فشكرته شكر الفقير إذا * أغناه رب المال بالبذل
وحفظته حفظ الأسير وقد * ورد الأمان له من القتل
وله في مثل ذلك:
ورد الكتاب مبشرا * قلبي بأضعاف السرور
ففضضته فوجدته * ليلا على صفحات نور
مثل السوالف والخدود * البيض زينت بالشعور
بنظام لفظ كالثغور * وكالعقود على النحور
أنزلته في القلب منزلة * القلوب من الصدور
وقوله:
طلع الفجر من كتابك عندي * فمتى للقاء يبدو الصباح
ذاك ان تم لي فقد عذب العيش * ونيل المنى وريش الجناح
وقوله:
ورد الكتاب فديته من وارد * فله بقلبي من حياتي مورد
فرأيت درا عقده متنظم * في كل فصل منه فصل مفرد
ما اخرج في اليتيمة من فصوله المردفة بأبيات الشعر.
فصل رأيته فصيح الإشارة لطيف العبارة:
إذا اختصر المعنى فشربة حائم * وان رام اسهابا اتى الفيض بالمد
فصل قد نظرته فرأيته جسما معتدلا وفهما مشتعلا:
ونفسا تفيض كفيض الغمام * وظرفا يناسب صفو المدام
فصل قد عمهم بنعمه وغمرهم بشيمه:
وغزاهم بسوابغ من فضله * جعلت جماجمهم بطائن نعله
فصل كان قلبه عين وكان جسمه سمع:
وكان فطنته شهاب ثاقب * وكان نقد الحدس منه يقين
فصل قد لاقت مناهجه وراقت مباهجه:
وقصر يوم الصيف عندي وليلة الشتاء * سرور منه رفرف طائره
فصل قد اغتيل كمينه واجتيح عرينه:
ودارت عليه رحى وقعة * تظل الحجارة فيها طحينا
فصل قد أدبته بزجرك وهذبته بهجرك:
وان لمست منه يعاد معاده * وعصر جفاه الشرب ان يتعهدا
فصل قد ضيعه الجملة ومنعه المهلة:
واصلاه حر جحيم الحديد * تحت دخان من القسطل
فصل مضطرب اللسان منتفض البيان
: قليل مجال الرأي فيما ينوبه * نزول على حكم النوى والتودع
فصل من تعرض للمصاعب فليتثبت للمصائب:
ومن خاف ان الهم يملك نفسه * فأولى به ترك العلا والجسائم
فصل وصلة متينة وقاعدة مكينة:
وأرحام ود دونها الرحم التي * تدانت وجلت ان يطول بها الظن
فصل انه جريح سيفك وطريح خيفك:
ومن أن تلافاه رضاك اعاشه * ومن موته ان دام سخطك حائن
فصل قد كثرت فتوقه واتسعت خروقه:
وفات مداواة التلاقي فساده * وأعيت دلالات الخبير بكاهله
فصل قد خبا قبسه وكبا فرسه:
وصبا ذووه إلى جناب عدوه * وتقطعت أقرانه وعلائقه
فصل ربما وفي ضنين وهفا أمين:
فللرجل الوافي جميل جزائه * وللناصح الهافي جميل التجاوز
فصل قد حل بربع مانوس وملك محروس:
يدبره ملك ماهر * بهضم القوي وجبر الضعيف
فصل لئن فخر بعز لم يحضره وبيت لم يعمره:
فان عصير الثمار الثجير * وان نفي الحديد الخبث
فصل قتل الإنسان ظلم وقتل قاتله حكم:
والسيف يبدي الجور في حالة * ويبذل الإنصاف في أخرى
فصل استقر بساحة خضرة واستبد بعيشة نضرة:
وغدا ابن داية عندهم كمه * وابتز سوق صياحه خرس
فصل عادل المكيال وازن المثقال:
يجير على سلطانه حكم دينه * ويبعد في حق البعيد أقاربه
فصل فإنهم بشدة تجهمهم وسرعة تهجمهم:
تركوا المكيدة والكمين لجهرهم * والنبل والارماح للاسياف
(٢٨٠)

فصل قد علقت منه بحبل منهوك وستر مهتوك:
وقلب شديد لا يلين لخلة * ولا يتلافاه الرقي والتلطف
فصل أوحشت عني ابعادا لك وانعطافا عنك:
وهل يباعد عذب الماء ذو غصص * أو ينثني عن لذيذ الزاد منهوم
الحكم والمواعظ
قال كما في اليتيمة:
يا عارفا بالداء مطرح السؤال عن الدواء
العلم عندي كالغذاء فهل نعيش بلا غذاء
وقال:
لو توسطت إذا لم تترك * وكففت القلب عن بعض الإرب
كان أرجى لك في العقبى من أن * تملأ الدلو إلى عقد الكرب
وقال:
هب البعث لم يأتنا نذره * وجاحمة النار لم تضرم
أليس بكاف لذي فكرة * حياء المسئ من المنعم
وقال:
يا من يسر بلذة الدنيا * ويظنها خلقت لما يهوى
لا تكذبن فإنها خلقت * لينال زاهدها بها الأخرى
وقال:
بعثت إلى رب البرايا رسالة * توسل لي منها دعاء مناصح
فجاء جوابي بالإجابة وانجلت * بها كرب ضاقت بهن الجوانح
مدحه
في فوات الوفيات: قال أبو إسحاق الصابي كنت يوما عند الوزير
المهلبي وقد اخذ ورقة وكتب فيها فقلت بديها:
له يد أبدعت جودا بنائلها * ومنطق دره في الطرس ينتشر
فحاتم كامن في بطن راحته * وفي أناملها سحبان يستتر
رثاؤه
لما مات رثاه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر المشهور
بقوله:
يا معشر الشعراء دعوة موجع * لا يرتجى فرج السلو لديه
عزوا القوافي بالوزير فإنها * تبكي دما بعد الدموع عليه
مات الذي امسى الثناء وراءه * وجميل عفو الله بين يديه
هدم الزمان بموته الحصن الذي * كنا نفر من الزمان اليه
وتضاءلت همم المكارم والعلى * وانبت حبل المجد من طرفيه
عمري لئن قادته أسباب الردى * مثل الجواد يقاد في شطنيه
فليعلمن بنو بويه انها * فجعت به أيام آل بويه
٧٤١: الحسن بن محمد بن هارون بن عمران الهمذاني.
قال العلامة في الخلاصة وابن داود في رجاله: وكيل اه‍ وفي
منهج المقال الحسن بن محمد على أصح النسختين من الخلاصة اه‍
وأشار بذلك إلى ما في بعض نسخ الخلاصة من أنه الحسن أبو محمد بن
هارون ويأتي واستفاد العلامة وابن داود وكالته مما ذكره النجاشي في ترجمة
محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمذاني بل يستفاد مما ذكر فيها انه وكيل
الوكلاء قال في تلك الترجمة بعد ما ذكر جماعة من الوكلاء وكانوا يرجعون في
هذا إلى أبي محمد الحسن بن هارون بن عمران الهمذاني وعن رأيه يصدرون
وتأتي الرواية في الحسن بن هارون بن عمران.
٧٤٢: أبو محمد الحسن بن محمد بن الوجناء النصيبي.
روى الصدوق في كمال الدين انه ممن رأى المهدي ع في الغيبة
الصغرى روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن أحمد بن علي الرازي عن
علي بن عائذ الرازي عن الحسن بن وجناء النصيبي عن أبي نعيم محمد بن أحمد
الأنصاري وذكر خبرا يدل على أن الأنصاري رأى صاحب الزمان
ع.
٧٤٣: الشيخ حسن بن محمد ولي الأرومي.
الأرومي نسبة إلى أرومية بضم الهمزة والراء ولاية واسعة من
مملكة إيران.
عالم فاضل له ترجمة الجزء الثالث عشر من البحار باسم السلطان
محمد شاه القاجاري المتوفي ١٢٦٤ مطبوع.
٧٤٤: الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام.
السر من رائي
المعروف بالفحام وبابن الفحام
توفي بسر من رأى سنة ٤٠٨ أو ٤٥٨.
ذكره في رياض العلماء في باب الأسماء بالعنوان المذكور وقال كان من
مشايخ الشيخ الطوسي وقد عده بعض الأفاضل من مشايخ النجاشي قال
ولم أجد له ترجمة في كتب الرجال ويعرف بالفحام وبأبي محمد الفحام وبابن
الفحام وذكره في باب الكنى فقال أبو محمد الفحام هو الشيخ أبو محمد
الحسن بن محمد بن يحيى بن داود الفحام السر من رائي وكان من مشايخ
الشيخ الطوسي والنجاشي وفي تاريخ بغداد: الحسن بن محمد بن يحيى أبو
محمد المعروف بابن الفحام من أهل سر من رأى كان ثقة على مذهب
الشافعي وكان يرمى بالتشيع ومات بسر من رأى سمعت أبا الفضل بن
السامري يقول مات ابن الفحام في سنة ٤٠٨ وفي لسان الميزان الحسن بن
محمد بن يحيى أبو محمد المقري المعروف بابن الفحام الفقيه الشافعي قال
الخطيب كان يرمى بالتشيع مات سنة ٤٥٨ هكذا في نسخة اللسان المطبوعة
وفي نسخة تاريخ الخطيب المطبوعة ٤٠٨ كما مر ويمكن سقوط ٥٠ من
نسخة تاريخ الخطيب المطبوعة قال ونقل الذهبي في طبقات القراء انه صنف
كتابا في انكار غسل الرجلين في الوضوء وكتابا في الآيات النازلة في أهل البيت
ثم أشار إلى انكار ذلك وانه التبس على ناقله بابن الفحام آخر شيعي
يكنى أبا الحسن واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن خلف المعروف بابن أبي
المعتمر الرقي نزيل دمشق ويأتي في محله اه‍ وسواء أكان اشتبه المترجم
بابن الفحام الآخر أم لم يشتبه فالمترجم شيعي بلا ريب اما انه هو مؤلف
الكتابين المذكورين أو غيره فالله اعلم.
(٢٨١)

مشايخه
يفهم من الرياض في باب الأسماء وباب الكنى انه يروي عنه جماعة
١ أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبيد الله المنصوري عن علي بن
محمد العسكري كما يظهر من امالي الشيخ الطوسي قال لكن رواية الشيخ
الطوسي عن العسكري بواسطتين لا تخلو من غرابة ثم قال وأبو الحسن
محمد بن أحمد المذكور هو الذي يروي عنه التلعكبري ذكره أصحاب الرجال
لكن زادوا بعد عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور: عباسي هاشمي
٢ عم أبيه عمر بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور وكان
خدنا للإمام علي بن محمد النقي ع. في الرياض انه وجد ذلك
بخط بعض الأفاضل ٣ عمه عمر بن يحيى الفحام عن إسحاق بن
عبدوس وعن عمه عمر بن يحيى عن أبي بكر محمد بن سليمان بن عاصم
٤ أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علي الرئيس عن أبي عبد الله عبد
الرحمن بن عبد الله الصيمري ٥ أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله
الهاشمي المنصوري السرمرائي ٦ أحمد بن محمد بن بطة عن أبي السري
سهل بن يعقوب بن إسحاق الملقب بأبي نواس المؤذن. وفي موضع آخر من
الرياض قال يروي عن أبي الطيب أحمد بن محمد بن بويطة ٧ أبو الطيب
محمد بن الفرخان الدوري عن محمد بن فرات الدهان وذكر روايته عنه أيضا
الخطيب في تاريخ بغداد ٨ أو الفضل محمد بن هاشم الهاشمي صاحب
الصلاة بسر من رأى عن أبيه هاشم بن القاسم عن محمد بن زكريا
الجوهري ٩ أبوه عن أبي محمد العسكري كما يظهر من الخرائج والجرائح
للقطب الراوندي ١٠ محمد بن عيسى بن هارون وفي موضع آخر هكذا
محمد بن عيسى عن هارون عن أبي عبد الصمد إبراهيم بن عبد الصمد بن
محمد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن الصادق ع وذكر في تاريخ
بغداد روايته عن جماعة غير ما مر ١١ أحمد بن علي بن يحيى بن حسان
السامري ١٢ إسماعيل بن محمد الصفار ١٣ محمد بن عمرو الرزاز
١٤ أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش في تاريخ بغداد انه قرأ عليه
القرآن.
تلاميذه
١ الشيخ الطوسي ٢ النجاشي. وفي تاريخ بغداد حدثني عنه
٣ أبو سعد السمان الرازي ٤ ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري
وغيرهما.
٧٤٥: الحسن الحراني بن محمد موسى الجون بن عبد الله المحض بن موسى
الجون بن عبد الله المحضن بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن
أبي طالب ع.
الحراني نسبة إلى حران بلدة بالجزيرة لان جدهم انتقل إليها ذكره
النسابون ولم يذكروا من أحواله شيئا.
٧٤٦: السيد أبو محمد الحسن بن أبي الحسن محمد الأكبر العالم النسابة ابن أبي
الحسين يحيى النسابة ابن الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج بن
الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
الدنداني أو الدهدائي النسابة المعروف بأبي محمد العلوي وبابن أخي طاهر
وفي الميزان ولسانه ابن أخي أبي طاهر.
توفي يوم الاثنين في ١٨ ربيع الأول سنة ٣٥٨ ببغداد ودفن بمنزله
بمحلة سوق العطش. سيأتي عن عمدة الطالب وصفه بالدنداني وفي مسودة الكتاب ولا
اعلم الآن من أين نقلته هو المعروف بالدهدائي اه‍ ولست اعلم هذه
النسبة إلى اي شئ ووقع هنا اشتباهان الأول ما في ميزان الاعتدال
وتبعه صاحب لسان الميزان حيث ذكرا زيدا في أجداده قبل زين العابدين
وهو خطا كما يعلم من مراجعة عمدة الطالب ولم يذكره النجاشي في أجداده
ولا العلامة في الخلاصة ولا غيرهما من الرجاليين الثاني ما يوجد من ذكر
عبد الله مكبرا في أجداده بدل عبيد الله مصغرا وهو خطا أيضا كما يعرف
من كتب الأنساب فان الحسين الأصغر وان كان له ولدان عبد الله
وعبيد الله الا ان جعفر الحجة من نسل عبيد الله مصغرا لا عبد الله
مكبرا.
أقوال العلماء فيه
في عمدة الطالب هو الدنداني النسابة المعروف بابن أخي طاهر راوي
كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة ولا عقب له
اه‍ وقال النجاشي الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن
عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
أبو محمد المعروف بابن أخي طاهر روى عن جده يحيى بن الحسن وغيره
وروى عن المجاهيل أحاديث منكرة رأيت أصحابنا يضعفونه له كتاب
المثالب وكتاب الغيبة وذكر القائم ع أخبرنا عنه عدة من أصحابنا
كثيرة بكتبه ومات في شهر ربيع الأول سنة ٣٥٨ ودفن في منزله بسوق
العطش اه‍ وذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ع كما
ترجمه النجاشي: ثم قال: صاحب النسب ابن أخي طاهر روى عنه
التلعكبري وسمع منه سنة ٣٢٧ إلى سنة ٥٥ يكنى أبا محمد وله منه إجازة
أخبرنا عنه أبو الحسين ابن أخي أبي جعفر النسابة وأبو علي بن شاذان من
العامة اه‍ وفي الخلاصة بعد نقل كلام النجاشي قال: قال ابن
الغضائري انه كان كذابا يضع الحديث مجاهرة ويدعي رجالا غربا لا
يعرفون ويعتمد مجاهيل لا يذكرون وما تطيب الأنفس من روايته الا فيما
يرويه من كتب جده التي رواها عنه غيره وعن علي بن أحمد بن علي
العقيقي: من كتبه المشهورة ثم قال والأقوى عندي التوقف في روايته مطلقا
اه‍ وفي رجال ابن داود ترجمه كالنجاشي ثم قال: صاحب النسب ابن أخي
طاهر أبو محمد ذكره الشيخ في من لم يرو عنهم ع وقال ابن
الغضائري كان كذابا يضع الحديث مجاهرة وفي الفهرست انه من العامة
وقال النجاشي ضعفه أصحابنا روى عن المجاهيل اه‍ ونقله عن
الفهرست انه من العامة من أغلاط كتابه الذي قيل عنه ان فيه أغلاطا كثيرة
فالعامي ابن شاذان لا هو وفي التعليقة هو أبو محمد العلوي الذي أكثر
الصدوق من الرواية عنه مترضيا مرتحما وقد استجاز منه أيضا ورأيت أنه
شيخ إجازة التلعكبري أيضا وانه اخبر جماعة كثيرة من أصحابنا عنه بكتبه
فيظهر من ذلك كله انه من المشايخ الاجلاء ومر في الفوائد ان مشايخ
الإجازة لا يحتاجون إلى توثيق بل هم ثقات لا سيما ان يكون المستجيز مثل
الصدوق واما التضعيف فقد أشرنا إليه في الفوائد عند قولهم ضعيف اه‍
وتضعيف ابن الغضائري والقميين لا يعتمد عليه اما ابن الغضائري فقل ان يسلم
منه أحد واما القميون فكانوا يرون ما ليس بقدح قدحا وهم وغيرهم يقدحون في
الرجل بروايته عن الضعفاء والمجاهيل ومعلوم ان ذلك قدح في الرواية لا في
الراوي وفي رياض العلماء الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى كان من
(٢٨٢)

مشايخ المفيد ويروي عن جده يحيى عن إبراهيم بن علي والحسن بن يحيى جميعا عن
نصر بن مزاحم كذا يظهر من بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري
والحق انه بعينه الشريف أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي المذكور
في كتاب إعلام الورى للطبرسي وقال إنه يروي عن جده بل هو بعينه
الشريف أبو محمد العلوي اه‍ وفي منهج المقال في باب الكنى عن كتاب
الاحتجاج: حدثني أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسني أخبرنا أبو علي
الحسن ابن الشيخ الطوسي محمد بن الحسن عن أبيه أخبرنا جماعة عن
التلعكبري أخبرنا محمد بن همام أخبرنا علي السيوري أخبرنا أبو محمد
العلوي من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال وتقدم يحيى أبو
محمد العلوي اه‍ وفي رجال أبي علي ليس ذاك يحيى لان ذاك في درجة
التلعكبري كما مضى وهذا يروي عنه التلعكبري بواسطتين كما سمعت
وليس هو الحسن بن محمد بن يحيى لأنه يروي عنه التلعكبري بغير واسطة
اه‍ فظهر من ذلك ان كون الشريف أبي محمد العلوي حيث يطلق يراد
به المترجم محل نظر وفي تاريخ بغداد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن
جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو
محمد المعروف بابن أخي طاهر العلوي مدني الأصل سكن بغداد في مربعة
الخرسى وحدث بها عن جده يحيى بن الحسن وغيره قال لنا أبو علي بن
شاذان مات أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي يوم الاثنين لاثنتي
عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة ٣٥٨ اه‍.
بعض ما روي من طريقه
في تاريخ بغداد: أخبرنا الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن
إسحاق بن محمد القطيمي حدثني أبو محمد العلوي الحسن بن محمد بن
يحيى صاحب كتاب النسب حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصنعاني حدثنا عبد
الرزاق بن همام أخبرنا سفيان الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر قال
قال رسول الله ص علي خير البشر فمن امترى فقد كفر قال الخطيب: هذا
حديث منكر لا اعلم رواه سوى العلوي بهذا الاسناد وليس بثابت
اه‍. وهنا هاج بالذهبي هائج النصب فقال: روى بقلة حياء عن
إسحاق الدبري عن عبد الرزاق باسناد كالشمس علي خير البشر وعن
الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن محمد عن عبد الله بن الصامت عن
أبي ذر مرفوعا قال علي وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم الدين قال فهذان
دالان على كذبه وعلى رفضه عفا الله عنه ثم قال وليس العجب من افتراء
هذا العلوي بل العجب من الخطيب فإنه قال في ترجمته بعد نقل الحديث:
هذا حديث منكر ما رواه سوى العلوي بهذا الاسناد ثم قال فإنما يقول
الخطيب ليس بثابت في مثل خبر القلتين وخبر الخال وارث لا في مثل هذا
الباطل الجلي نعوذ بالله من الخذلان. ولولا أنه متهم لازدحم عليه
المحدثون فإنه معمر روى عن إبراهيم بن عبد الله الصنعاني عن عبد الرزاق
بسند الصحيحين حديث شيخه الفرسنجي العوسجي وهو في مجلس
نفي الجهة لابن عساكر اه‍ وما ذا ينكر الذهبي من أن يكون علي خير
البشر بعد رسول الله ص وأن يكون هو وذريته يختمون الأوصياء وهم أحد
الثقلين لا يفترقان حتى ورود الحوض وهل وجد الذهبي له ولذريته في
فضلهم مشابها أو مدانيا لولا قلة الحياء نعوذ بالله من الخذلان.
مشايخه
الذين يروي عنهم ١ جده يحيى بن الحسن وروى عنه كتاب
الأنساب كما مر وهو أول كتاب صنف في نسب الطالبيين ٢ إسحاق بن
إبراهيم الدبري اليماني الصنعاني قال الخطيب حدث عنه وعن غيره من
أهل اليمن ٣ إبراهيم بن عبد الله الصنعاني ذكر روايته عنه الذهبي كما
مر ٤ شيخ الشرف العبيدلي النسابة ٥ الشريف أبو الحسن علي بن أحمد
العقيقي ذكر روايته عنه صاحب عمدة الطالب كما مر ووجدت في
مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته انه يروي عن ٦
إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن مولانا الصادق ع وانه يروي
أيضا عن ٧ أبي محمد إبراهيم الرافعي النسابة وانه يروي عن ٨
الحاكم أبي عبد الله الحافظ النيسابوري فراجع.
تلاميذه
في تاريخ بغداد حدثنا عنه ١ ابن رزوقويه ٢ وابن الفضل
القطان ٣ وأبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر بن المسلمة ٤ ومحمد بن أبي
الفوارس ٥ وأبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ٦
ومحمد بن إسحاق بن محمد القطيعي.
مؤلفاته
١ المثالب ٢ الغيبة وذكر القائم ذكرهما النجاشي كما مر ٣
الباب الأنساب أو الألباب في الأنساب أو لباب الأنساب وهذا الكتاب
أشار اليه الشيخ في رجاله والخطيب في تاريخ بغداد الا انهما لم يصرحا
باسمه كما مر عنهما.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن محمد بن يحيى
برواية التلعكبري عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية الحسين بن عبيد الله
وأحمد بن عبدون وأبي بكر الدوري وأبي علي بن شاذان عنه. وانه نقل أيضا
رواية معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي ونسبه
بعض المعاصرين إلى السهو لان المراد من الحسن بن محمد في هذا السند هو
ابن الفضل السابق كما يشهد به كون ما بعده عن أبيه وهذا ليس له أب
يروي عنه وانما الذي يروي عن أبيه هو ابن الفضل النوفلي اه‍.
٧٤٧: السيد حسن ابن عمنا السيد محمود ابن السيد علي ابن السيد محمد الأمين
ابن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد إبراهيم ابن السيد
احمد الحسيني العاملي الشقرائي المنتهي نسبه الشريف إلى الحسين ذي
الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
مولده ووفاته ومدفنه وماتمه
ولد سنة ١٢٩٩ في قرية عيترون التي كان قد انتقل إليها والده من
شقراء وتوفي في شهر جمادي الآخرة سنة ١٣٦٨ بمدينة بيروت وصلى عليه
هذا الفقير في الجامع العمري الكبير وشيع تشييعا حافلا من جميع الطبقات
ونقل نعشه إلى قرية خربة سلم من بلاد جبل عامل التي كان قد توطنها
أخيرا وخرج لتشييع نعشه من بيروت ما لا يقل عن مائة سيارة مع ما انضم
إليها في الطريق ولما مر النعش بصيدا كان قد خرج لتشييعه عامة أهلها من
جميع الطبقات يتقدمهم المحافظ ورجال الحكم والإكليروس والوجهاء
فاستقبلوا النعش إلى خارج المدينة وحمل على الأكف حتى أوصلوه إلى آخر
المدينة من الجهة الأخرى وكذلك أهل الغازية وما جاورها وخرج أهل صور
كافة إلى البص وباقي القرى التي مر بها النعش في الطريق وأدت له التحية
(٢٨٣)

العسكرية الجيوش التي كانت مرابطة في الطريق بمناسبة حوادث فلسطين كما
حضر إلى خربة سلم جموع كثيرة من قرى جبل عامل القريبة والنائية. وفي
اليوم السابع من وفاته أقيم له مأتم حافل مهيب تبارى فيه الشعراء والخطباء
وألقيت فيه الخطب البليغة والقصائد الرنانة التي قلما القي ما يشابهها في
مأتم وكثير منها كان غاية في البراعة والبلاغة والمتانة والرصانة وسنأتي على ما
يستجاد منها في آخر الترجمة.
وفي آخر أيام حياته كنت عنده فقال إني قد يئست من الحياة ثم
التفت إلى أولاده فقال لهم هذا عمكم مكان أبيكم فكونوا بأمره ولا تخالفوه
وأوصى إلي بما أهمه.
وكانت وفاته فاجعة كبيرة أثرت في نفسي اثرا كبيرا وأحدثت لي حزنا
عميقا لم يحدثه فقد غيره من قريب أو حميم فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه في
أعلى عليين مع أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
ترجمة أحواله
كان عالما فاضلا فقيها بارعا محققا مدققا حاد الفهم سريع الانتقال
ذكيا مسلم الفضيلة والفقاهة مرجوعا اليه في فصل القضايا والاحكام وكان
أديبا شاعرا متميزا في حسن نظمه ورصانة شعره وقوته وانسجامه ظاهر
التميز ليس فيه ليت ولا لو يميل كثيرا إلى مجالس الشعر والأدب.
قرأ أولا في شقراء في مدرسة أخيه السيد علي ابن السيد محمود نحوا
من ست سنين ثم هاجر إلى العراق سنة ١٣١٦ فقرأ فيها على هذا العاجز
في علمي الأصول والفقه في السطوح وبقي يقرأ علي فيهما حتى خرجت من
النجف سنة ١٣١٩ وطلب مني ان اختار له من يقرأ عليه في بعض الكتب
الفقهية فأرشدته إلى رجل كنت أظن قدرته على ذلك فقرأ عنده يوما واحدا
وعاد إلي غير راض عن تدريسه فقلت له نعم ما صنعت وعلمت من ذلك
فطنته وذكاءه فأرشدته إلى غيره وسكن معي في دار واحدة نحوا من ثلاث
سنوات كان فيها مكبا على التحصيل والدرس والتدريس وقرأ أيضا على
الشيخ احمد ابن الشيخ علي من آل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وعلى
الشيخ علي ابن الشيخ باقر حفيد صاحب الجواهر ثم سافرت إلى الشام سنة
١٣١٩ وبقي هو في النجف نحوا من عشر سنين يحضر دروس الخارج
ويقرأ عليه الطلاب رجل قراءاته في هذه المدة على الشيخ علي الجواهري
الآنف الذكر والشيخ ملا كاظم الخراساني والسيد كاظم اليزدي وغيرهم
وعاد إلى جبل عامل سنة ١٣٣٠ وأراد السكنى في مسقط رأسه عيثرون
فذهب إليها فلم تستقر به الدار ثم وقعت فتنة فخرج منها إلى شقراء وبقي
فيها عدة سنين قرأ عليه فيها جماعة واستفادوا من علمه منهم الشيخ محمد
جواد الشري قبل ذهابه للعراق ثم انتقل إلى خربة سلم بطلب من أهلها
فأكرموا وفادته وقاموا بما وجب عليهم من حقه حيا وميتا جزاهم الله خير
الجزاء وتوطنها إلى حين وفاته.
مؤلفاته
١ مجلد في الطهارة لم يتم ٢ رسالة في رد الوهابية ٣ منظومة في
الرضاع سماها فصيلة اليراع في مسائل الرضاع ٤ منظومة في الاجتهاد
والتقليد وسنورد المنظومتين في آخر الترجمة انش.
شعره
اما شعره ففي الطبقة العالية ونورد منه هنا ما وصل الينا ومنه تعلم
صدق ما قلناه وبعضه لم يصلنا.
الغزل
قال:
يكلفني كتم الصبابة منصبي * ويطغى الهوى في مهجتي فأبوح
حكت شجني ورق الحمام فكلما * تغني أغني أو تنوح أنوح
وقال:
لي جسم أظناه ذكر المغاني * وفؤاد أصماه حب الغواني
وضلوع من الغرام تثقفن * فها هن كالقسي حواني
وقال:
رافل أنت في برود التصابي * بعد ان جزت عنفوان الشباب
تركتك العين الكواعب مرمى * لنبال الأجفان والأهداب
سلبتك النهى فلست تبالي * لنعيم عقباك أم لعذاب
في تلاع العذيب آرام رمل * باديات في صورة الاعراب
بارزات لم تالف الخدر لكن * حجبت من جمالها بحجاب
الربيع والشيب والشباب
هذا الربيع بعنفوان شبابه * يختال كالحسناء في جلبابه
يفتر ثغر الأقحوان إذا بكت * في روضه الزاهي عيون سحابه
والورد سيد زهره فمتى بدا * سجدت ملوك الدهر في أعتابه
يبدو إذا انفتقت كمائمه كما * يبدو أسيل الخد بعد حجابه
وإذا تمثلت الشباب ترقرقت * عيني ولج الدمع في تسكابه
ووددت لو ودعت نفسي عندما * ودعته وذهبت حين ذهابه
مذ حل بازي الشيب فوق مفارقي * سار الشباب مودعا بغرابه
ولقد أحال ضيا الصباح دجنة * لما انجلى ليلي بضوء شهابه
المديح
قال في مدح النبي ص:
طلبوا شاوه فعادوا حيارى * وسكارى وما هم بسكارى
لمعت من سناه لمعة قدس * غشيتهم فأغشت الأبصارا
واستطالت فسدت الأفق حتى * ضربت دون مجده الأستارا
فكيف لا يعجز الورى نعت مولى * طبقت معجزاته الأمصارا
فهي شهب بل دونها الشهب حصرا * ومقاما ورفعة وفخارا
وهي كالصبح كلما ازددت منه * نظرا زاد في الفضاء انتشارا
للنبي الأمي اسرار فضل * أظهرت باحتجاجها الأسرارا
لم يطر لاقتناصها الفكر الا * قد رأيناه واقعا حيث طارا
لو زففنا اليه شمس المعالي * وجعلنا شهب السماء نثارا
وسبكنا من النضار مقالا * أو سبكنا من المقال نضارا
وأصبنا بمدحه كل مرمى * ما أصبنا من مدحه المعشارا
وقال في مدح أمير المؤمنين علي ع:
فرقان مدحك يجلو ظلمة الريب * وآية الصدق تمحو آية الكذب
تأبى علي القوافي ان أردت سوى * ثناك لكن له ينقاد كل أبي
كالشمس مجدك يرنو وهو مرتفع * عن المنال لو أن الشمس لم تغب
فما سناك عن النائي بمبتعد * ولا علاك من الداني بمقترب
(٢٨٤)

ما رام طائر فكر نحوه صعدا * الا هوى واقعا عنه إلى صبب
لو جال ما جال فكر المرء مرتقبا * إليك من سبب عال إلى سبب
وجاء بالشعر درا واستعان على * تبيان فضلك بالأنباء والكتب
ستنطق الخرس من أقلامه فاتت * بالمعجزين بديع النظم والخطب
ورام داني علاك ارتد منقلبا * نكسا على الرأس أو نكسا على العقب
مناقب لك قد سارت شواردها * في كل أفق مسير الأنجم الشهب
لم يحرز القوم ما أحرزت من قصب * ولم ينالوا وان وجدوا سوى النصب
ما القوم كفؤك في علم ولا عمل * ولا فخار ولا مجد ولا حسب
ولدت في البيت بيت الله فارتفعت * أركانه بك فوق السبعة الحجب
وتلك منزلة لم يؤتها بشر * بلى ومرتبة طالت على الرتب
ورحت تدرج في حجري ندا وعلا * ما بين أكرم أم في الورى وأب
صحبت احمد قبل الناس كلهم * ولم تكن عنه في حال بمنقلب
صحبته وهو مغلوب فكنت له * في كل حادثة كالعين والهدب
كأول الناس بالكرار آخرهم * فخرا وبدؤهم بالفخر كالعقب
أضاف مجدا إلى مجد أبيه به * إضافة الذهب الإبريز للذهب
ولم تزل عين خير الرسل ناظرة * اليه تلكؤه من أعين النوب
ومذ ترعرع أدناه وقربه * منه وانزله بالمنزل الخصب
بحجره ضمه في يوم مسغبة * مخففا عن أبيه وطأة السغب
وكان يقطف من أزهار حكمته * ما شاء من اثر غض ومن أدب
قد طهرته يد الباري فلا دنس * به يلم ولا ريب من الريب
ما عفرت تربة الأصنام جبهته * كغيره لا ولم يذبح على النصب
ساوى النبي وواساه بمحنته * ولم يكن حبله عنده بمنجذب
ما عد من سنه الا كانمله * حتى أصاب الذي بالعد لم يصب
ونال أعلى مراقي الفضل وارتفعت * عليه اعلامه خفاقة العذب
وحينما صدع الهادي بدعوته * للناس لباه قبل الناس للطلب
أعطاه من نفسه ما لم يكن أحد * يعطاه من أحد في سالف الحقب
وراح يكشف عنه كل داجية * من الخطوب ويجلو قسطل الكرب
وقام من دونه بالسيف مصطليا * نار الوغى غير هياب ولا نكب
ويوم ندب ذوي القربى لنصرته * هل غيره من ذوي القربى بمنتدب
لم يحفوا بوعيد لا ولا عدة * لشر منقلب أو خير منقلب
شتان بين مجيب للنداء ومن * أصمه الغي لم يسمع ولم يجب
ويوم ضجت ثنايا مكة ودوت * شعابها بصدى الضوضاء والشغب
وبات كل قبيل من قبائلها * يراقب الصبح ان يبصر سنا يثب
واجمع القوم ان يلقوا نبيهم * عند انبساط السنا في هوة العطب
من في فراش رسول الله بات وقد * مدت اليه يد الرامين عن كثب
رامت قريش به كيدا فكادهم * بالمرتضى وبه ان يرمهم يصب
وقاه بالنفس والأعداء راصدة * تستنهض الموت بين السمر والقضب
فانزل الله من يشري بمدحته * ومن شرى نفسه لله لم يخب
من مثله وبه باهى ملائكة * ومن له مثل ذاك الموقف العجب
كم غمرة خاض يوم الشعب دونهم * وكم أنالهم في الشعب من إرب
وكم له من يد بيضاء أخرجها * من غير سوء ولم تضمم من الرهب
غرما وجدك من أدى أمانته * ومن تحمل عنه مغرم الطلب
أم من باظعانه قد سار منفردا * ولم يكن لسوى الماضي بمصطحب
قد حاطهن بعزم غير منثلم * لدى الكفاح وباس غير منثلب
كفاه فخرا مؤاخاة النبي له * يوم المؤاخاة بين الصحبة النجب
لو لم يكن خيرهم ما كان دونهم * لذلك الشرف الاعلى بمنتخب
على علي رحى الاسلام دائرة * وهل تدور رحا الا على قطب
كم كربة عن رسول الله فرجها * بمقول ذرب أو صارم درب
سائل عتاة قريش يوم نفرهم * للحرب من ردهم بالويل والحرب
خفوا لبدر سراعا غير أنهم * ناؤوا بثقل المواضي والقنا السلب
مالت بهم خيلاء طالما ظهرت * عليهم في ظهور الخيل والنجب
أغراهم انهم جم عديدهم * عند التصادم جم المال والاهب
سرعان ما ضربوا فيها قبابهم * حتى هوت نكس الأعماد والطنب
ريعوا بأغلب نظار على شوس * رفت عليه بنود النصر والغلب
تقسموا فغدا للسيف بعضهم * حظا وبعضهم للاسر والهرب
من آب منهم فبالخسران اوبته * ومن علا هامه الصمصام لم يؤب
لا تعجبن إذا أردى الكمي ولم * يسلبه فالليث لا يلوي على السلب
قد أحصيت عدة القتلى فكان له * نصف ونصف لباقي الذادة الغلب
وأسال بأحد سراياهم وقد نسلت * إلى الكفاح كمن ينحط من حدب
ودار كأس الردى والسمر قد خطرت * والبيض غنت على الادراع واليلب
وفر من فر عن نصر النبي وقد * ضاق الخناق وشدت عقدة اللبب
من غيره فرق الجيش اللهام ومن * سواه أودى بكبش الفيلق اللجب
قد ضارب القوم حتى عاد صارمه * كضده رافلا في بردة الشجب
وآب كالأعزل الشاكي فقلده * بمصلت غير ناب الحد خير نبي
لم يدخر لسواه ذو الفقار ولم * تخمد بغير شباه جمرة العرب
تراه عند اشتداد الامر مبتهجا * لم تذهب الحلم منه سورة الغصب
واسال بعزور والرهط الذين سعوا * من حوله في ظلام الحالك الاشب
راموا على غرة قتل النبي وما * راموا سوى قتل وحي الله والكتب
من حال من دون ما راموا وصدهم * عن قصدهم غير ذلك الباسل الحرب
أذاق عزور كأس الحتف مترعة * والجا النفر الباقين للهرب
وكر ثانية في صحبه فقضى * عليهم بشبا عزم وذي شطب
القى على حصنهم والملتجين له * قذائفا من شظايا الخوف والرعب
آل النضير وان شيدت حصونهم * ليسوا من النبع ان عدوا ولا الغرب
واسال به فارس الأحزاب يوم سرا * وحوله عصب تأوي إلى عصب
تقحم الخندق المشهور وهو على * مطهم يعقد الآذان بالذنب
كالطير مرتقبا والسيل منحدرا * يعلو على الهضب أو يهوي عن الهضب
ستون عاما قضاها في الحروب ولم * توجس حشاشته خوفا ولم تجب
ان شب عن طوقه عمرو وشاب ولم * يشب عن طوقه عمرو ولم يشب
قد جال إذا جال والابطال محجمة * كأنهم وهم الاشهاد في الغيب
كم قد دعا معلنا في المسلمين ألا * مبارز منكم يلقى المنية بي
فلم يكن بينهم الا أبو حسن * وهم ثلاثة آلاف بمنتدب
هناك قد وقف الاسلام اجمعه * والكفر اجمعه في موقف عجب
ليثان كرا وصالا والعجاج بنى * عليهما قببا مسدولة الحجب
والناس من عسكري هذا وذاك رنت * اليهما وأدارت طرف مرتقب
فلم يكن غير رد الطرف ناظره * حتى بدت لعلي آية الغلب
أقام عمرا على ساق واثكله * بأختها فمشى زحفا على الركب
وافاه عند اللقا كالطود منتصبا * فخر كالطود لكن غير منتصب
لوقع صارمه في الخافقين صدى * يمشي مع الدهر من حقب إلى حقب
(٢٨٥)

هبت عليه من الكرار عاصفة * ذرته ذرو سوافي الريح للكثب
بقتله نال دين الله بغيته * واحرز السبق واستولى على القصب
واستوسق الامر للاسلام وانقلبت * عساكر الشرك عنه اي منقلب
وقال في مؤلف هذا الكتاب عند عودته من العراق وإيران سنة
١٣٥٣:
لمعت من سناك لمعة قدس * في كلا الأمتين عرب وفرس
قرأت منك فارس علم رسطو * ووعت يعرب فصاحة قس
سرت رغم السبعين تطوي وهادا * بوهاد ووعس ارض بوعس
مفردا من سوى صلاح وهدي * اعزلا من سوى يراع وطرس
تتلقى صعب الأمور بصعب * من صعاب على الحوادث شمس
من أباة شم الأنوف نماهم * هاشم للفخار لا عبد شمس
لم تزدك السبعون الا نشاطا * في طلاب العلى وشدة باس
كاد علم الرجال يدرس لولا * ان تداركته ببحث ودرس
قد أعدت الماضين قبل معاد * ونشرت الفانين من طي رمس
وأصبت المرمى البعيد برأي * لم يطش سهمه وقوة حدس
فاستوى حاضر لدينا وماض * وتجلت في اليوم صورة أمس
ان يوما صباحه عنك يجلى * لهو يوم اجتماع بدر وشمس
مزج العلم بالسياسة قوم * قد بنوا علمهم على غير اس
حبس الدين أنفسا عن هواها * وهواها ان لا يكون بحبس
فأرادوا ان يطمسوه ولكن * قد أبى الله ان يصاب بطمس
حملوا حملة الذئاب عليه * وفروا لحمه بناب وضرس
سودوا الصحف بالقبيح ونالوا * من رجال بيض الصحائف ملس
منهم الخير ان أصيبوا بخير * ومن الدين ان أصيبوا ببؤس
أمروا باجتناب رجس فقالوا * كيف يقضي دين بتنجيس رجس
لم يكن قصدهم بذلك الا * ان يدينوا بدين خبل وتعس
قد وصلنا حبل الوفاء بحبل * ومزجنا كأس الصفاء بكأس
ورمينا قلب العدو بسهم * واتقينا سهم العدو بترس
أولسنا فرعين من خير أصل * وجنى دوحتين من خير غرس
جلت في حلبة الفخار وجالوا * فظفرتم لكن بسعد ونحس
بالأجل الاجل فزت وفازوا * حين جاروك باخلاس الأخس
التقريض
قال مقرضا ملحمة الغدير للشاعر المبدع بولس سلامة بهذه الأبيات
نظمها وهو على فراش الموت وهي:
تشابه الامر لا أدري أبولس قد * اهدى لنا الشعر أم اهدى لنا الدررا
وهل أراد عليا في مدائحه * ونجله أم أراد الشمس والقمرا
كل امام وكل سيد علم * تجري الصلاة عليه أينما ذكرا
فليهنأ بولس فيما جاء من مدح * فيها ارتقى وبها قد أعجز الشعرا
وقال في تقريض كتابنا الروض الاريض في حكم منجزات المريض:
سبرت الفقه بابا ثم بابا * وميزت الصحيح من المريض
فما وقعت يداي على كتاب * بعلم الفقه كالروض الاريض
المراسلات والعتاب
ارسل اليه اخوه السيد محمد هذه الأبيات وقد جاء ليزوره فوجده
نائما:
سعينا كي نزوركم جميعا * فلم يوجد سوى عبد الحسين
وعبد حسين ثانية وموسى * حليف المجد صدقا غير مين
وكان القصد أنتم لا سواكم * فحال النوم بينكم وبيني
ومن رام النمير فلم يجده * كفاه الترب ضربا باليدين
فان جئتم فيا اهلا وسهلا * والا فاستنيبوا غير ذين
فاجابه بقوله:
مثال علاك في قلبي وعيني * على الحالين من قرب وبين
أرى سنة الكرى تدني إليكم * فكيف تحول بينكم وبيني
وأنت القصد دون الناس طرا * ولا موسى ولا عبد الحسين
المراسلات بيننا وبينه
كتب إلي من النجف بهذه الأبيات بعد معاتبتي له على بعض
الأمور:
عذلت فما ألفيت للعذل موضعا * وعنفت من امسى بحبك مولعا
سعيت على لحب الطريق فان أصب * فقد فزت أو اخطي فعذرا لمن سعى
أكان قياد الناس طوع أوامري * فأهملت من امسى لامري طيعا
ألست ترى ان الخديعة دأبهم * وما خلق الإنسان الا ليخدعا
ترى الشهد تعطيه حلاوة لفظهم * ولكنه سم غدا فيه منقعا
فقلت في جوابها:
عذلتك إذ لم ألف للعذر موضعا * وأوشك حبل الصبر ان يتقطعا
ومن يتخذ ظهر التواني مطية * فاحر به ان لا ينال ويمنعا
وما رجل الدنيا سوى ذي عزيمة * إذا اختبرت كانت من السيف أقطعا
يرى الحزن سهلا والبعيد مقاربا * إذا رامه والشامس الصعب طيعا
ومن أوسع الأبواب قرعا تفتحت * له وإذا ما مل بالخسر اقلعا
وان تمس في حبي مدى الدهر مولعا * تجدني مدى دهري بحبك أولعا
وان كان دأب العالمين خديعة * لها خلقوا قدما فكن أنت أخدعا
ومن يك سم منقع شاب شهده * فبالشهد منك السم ألعقه منقعا
ومن كان امر الناس طوع يمينه * فما فخره ان كان في الامر أسرعا
وشتان من امسى بلحب طريقه * على مهل يمشي ومن سار مسرعا
وجاءتني منه أيضا هذه الأبيات عقيب نهيي إياه عن القراءة على من
لا ترتضى أخلاقه:
عذيري من أخي رأي مصيب * وفهم خارق حجب الغيوب
أراني من مقالته عجيبا * كذاك الدهر يأتي بالعجيب
مقال قال للحسرات هبي * إلى قلبي وللاحشاء ذوبي
يرى الحسنات من أردى فعالي * وينظمهن في سلك الذنوب
رأيت السهم يخطئ من بعيد * ولست أراه يخطئ من قريب
ومن يأتي أخو الأسقام يوما * إذا كان السقام من الطبيب
يعنفني على كسب المعالي * وأخذي من معادنها نصيبي
(٢٨٦)

وطيي في تطلبها الفيافي * وكسري سورة الأسد المهيب
وكم لي في الدياجي من مسير * يقصر خطوة الفرس النجيب
فيا من عزمه كالسيف ماض * لدى اللزبات في اليوم العصيب
ومن أخلاقه تزهو كروض * أصيب بعارض الغيث الصبيب
طليق في السماح إذا تبدت * سنو المحل بالوجه القطوب
له حلم كشامخة الرواسي * وطبع مثل معتل الجنوب
اودك في البعاد وفي التداني * وفي حال الحضور وفي المغيب
ولست مداهنا أبدي مقالا * وأخفي ضده فعل المريب
عهدتك لا تميل إلى صدودي * وتغضي عين صفحك عن عيوبي
وتلقاني إذا ما ضاق امر * علي بذلك الصدر الرحيب
فكيف تروم هجراني وبعدي * واسلامي لطارقة الخطوب
وشعري وصلة لرضاك عني * وان الصفح من شيم اللبيب
فقلت في جوابها:
صبوت وهمت من بعد المشيب * بنازلة على سفح الكثيب
وقد ذهبت بلبك شمس حسن * تقول إذا بدت للشمس غيبي
تميس كغصن أسلحة وترنو * إليك بمقلة الظبي الربيب
لها قد القضيب وأين منها * غداة تمايلت قد القضيب
وطرف فاتر اللحظات يوحي * باسرار الغرام إلى القلوب
جرى ماء الشباب بوجنتيها * كجري الماء في الغصن الرطيب
ارتك الليل اطلع بدر تم * على غصن رطيب في كثيب
وعبقت المنازل مذ تثنت * ببرد غير مزرور الجيوب
وما مرت عليها الريح الا * تارج نشرها من غير طيب
دمي من غير ما جرم أحلت * ووصلي حرمت من غير حوب
ولو جادت بوصلي بعض يوم * لنغصه محاذرة الرقيب
رأت رأسي يلوح الشيب فيه * فصدت حين لاح لها مشيبي
وقد كان الشباب شفيع ذنبي * فأمسى الشيب من أدهى ذنوبي
وما ان شبت من كبر ولكن * هموم شيبت قبل المشيب
أدلس بالخضاب بياض شيبي * وما اربي من الشيب الخضيب
يروقك حين تنظره صباحا * وينصل لونه عند الغروب
رمى جسمي جفاها بالشحوب * وقلبي بالبلابل والوجيب
وقال الناس لو تبغي طبيبا * وكيف وممرضي امسى طبيبي
وذي رحم نصحت فكان نصحي * لديه يعد من بعض الذنوب
رأى فيما يرى قولي ثقيلا * واني جئت بالامر الغريب
كذاك الحق محمله ثقيل * وقد ينبو عن الصدر الرحيب
إذا ما الداء كان دواه مر * المذاق فأي ذنب للطبيب
جذبت بضبعه عن وطئ دحض * وعن اجراء جامحة شبوب
وليس بغير رأي العين قولي * ولست أقول رجما بالغيوب
وقال رأيت احساني قبيحا * فيا لله للامر العجيب
وقال السهم يخطئ من بعيد * ولست أراه يخطئ من قريب
لعمر أبيك ما هذا بسهم * ولكن قول ذي نصح أريب
شفيق والتجارب حنكته * فأدرك ما تحجب بالمغيب
وقال على اكتسابي للمعالي * وأخذي من معادنها نصيبي
تعنفني وتوسعني ملاما * فلست أراك ذا رأي مصيب
رأى شبها توهمه نضارا * وآلا ظنه ري القلوب
ومرعى انبتته يد الغوادي * على دمن المنازل وهو موبي
يروق الناظر قبل اختيار * وليس بذلك المرعى الخصيب
وقال لقد عهدتك ذا وداد * وتغضي عين صفحك عن عيوبي
ولو أغضيت عن امر أراه * بعين العقل من أدهى الخطوب
لكنت مداهنا وعلمت اني * عدو لابس ثوب الحبيب
وارسل نظمه كالدر يزهو * فيبهر كل ذي لسن أديب
قواف كاللئالي لم تغادر * لقس في الفصاحة من نصيب
وصاع فرائدا لم تبق ذكرا * لأحمد والوليد ولا حبيب
وذاك ذريعة لرضاي عنه * عداك اللوم ما انا بالغضوب
وان أغضب فلم أغضب لنفسي * ولست اليوم عندي بالمريب
وودي خالص لك لم يشبه * صدود في الحضور وفي المغيب
فقابل واستدم بالشكر نصحي * فان الشكر من شيم اللبيب
وجاءتني منه هذه القصيدة أيضا من النجف الأشرف:
أمباري الرشا الغرير * ومحاكي الغصن النضير
رفقا بقلب متيم * يطوى على نار السعير
أيرق لي وفؤاده * قد قد من صم الصخور
بالنفس جدت له وكم * قد ضن بالنزر الحقير
قلبي أسير لحاظه * يا من يمن على الأسير
يعييه حمل حليه * ويضره لمس الحرير
يبدو الهلال بوجهه * ويغيب في ليل الشعور
يا غيث رو ربوعه * بعهاد عارضك المطير
كم من سرور هزني * فيه فملت من السرور
ألهو بأبلج وجهه * يزهو على البدر المنير
متعاطيين من المدامة * بالكبير وبالصغير
ويديرها عذب اللمى * واللحظ منه ذو فتور
لا تحسبن مدامة * لكنها طبع المدير
حسبي بمحسن جنة * من حادث الدهر العسير
جار الدخيل المستجير * ومطلق العاني الأسير
المقتني غرر الثنا * والمرتقي فوق الأثير
رب الفضائل والندى * والمجد والشرف الخطير
يا سائلا عن فضله * مني سقطت على الخبير
جود كشئبوب الحيا * يهمي وعلم كالبحور
ويرى بفطنته الذكية * ما تحجب بالستور
يبدي الضمير كأنما * هو عالم ما في الضمير
قسما بوافر فضله * وبعلمه الطامي الغزير
ما في الأنام نظيره * حاشاه جل عن النظير
لا تطلبن لحاقه * والو العنان عن المسير

(١) الشبه بفتحتين النحاس الأصفر.
(٢) النضار الذهب.
(٣) الآل السراب.
(٤) المتنبي.
(٥) البحتري.
(٦) أبو تمام الطائي " المؤلف ".
(٢٨٧)

هل حك ناصية السهى * بالكف ذو الباع القصير
من هاشم البطحاء اه‍ * ل الفضل والشأن الكبير
الراكبون إلى الوغى * وهم الأسود على الصقور
والنازلون من العلى * بين الترائب والنحور
فهم الذين مديحهم * بالذكر جاء وبالزبور
يكفيهم ما جاء في * تفضيلهم يوم الغدير
يا من فرائد نظمه * أمست قلائد في النحور
ما مثل نظمك للفرزدق * في القديم ولا جرير
يزهو فيحسب انه * قطع من الروض النضير
لا زلت في برد المسرة * رافلا عمر الدهور
فأجبته بقولي:
يا دار مية بالسدير * حياك فيض حيا مطير
ولقيت معتل النسائم * في العشية والبكور
دار الأحبة أنت لا * طرقتك نائبة الدهور
وملاعب الرشا الاغن * ومطلع البدر المنير
لله كم اطلعت من * قمر على غصن نضير
كم ليلة بك قد مضت * كانت شفاء للصدور
حيث الحبيب مواصل * والروض مبتسم الثغور
والغصن بات مضاجعي * والبدر قد امسى سميري
والأرض فاخرت السما * بسنا الأهلة والبدور
والغصن يرقص والحمام * شدت لتصفيق الغدير
فكأننا في جنة * ما بين ولدان وحور
أشبيهة البدر المنير * وشقيقة الظبي الغرير
أيحل في شرع الهوى * قتل امرئ عف الضمير
قلبي أسير عندكم * الله في القلب الأسير
وعلى العذيب جاذر * يفتكن بالليث الهصور
أمست وحظ الصب منها * اللمح من خلف الستور
شقي الفؤاد بها وفاز * الطرف بالنزر اليسير
هذا ينعم في الجنان * وذا يعذب في السعير
سبحان مسعدا ذا ومشقي * ذاك من رب قدير
يا ناظما غر القصائد * كالقلائد في النحور
ومجليا في حلبة * البلغاء جل عن النظير
فت الكهول وأنت في * عصر الشاب بلا نكير
ونشرت في الآفاق ذكرا * نشره نشر العبير
ووردت مشرعة العلوم * ففزت بالعذب النمير
ورددت من يبغي بلوغ * مداك ذا طرف حسير
وبعثت نظما قد سما * حسنا على الدر النضير
يكسى بأثواب الفصاحة * والبلاغة لا الحرير
فنفى الهموم جميعها * وملى القلوب من السرور
وأعادني ثلج الجوانح * منه ذا طرف قرير
وجاءتني منه هذه القصيدة أيضا من النجف الأشرف:
لحاني ولم ينظر إلى الوجه والفم * كان عذولي عن معانيهما عمي
أقول له لما ألح بعذله * فحتى متى في ضلة والى كم
ألم تر خديه ولؤلؤ ثغره * كورد ودر يانع ومنظم
تجلى كبدر والمدام بكفه * جلاها كشمس والكؤس كأنجم
وليست حمياه سوى الريق أصبحت * تدار علينا في زجاج وفي فم
فقد صح ان الخمر والريق واحد * ويرمي الذي ثناهما بالتوهم
سوى ان شرب الراح صار محرما * ورشف رضاب الثغر غير محرم
تعشقته تركي لحظ وانه * غدا عربي القرط والحجل أعجمي
عجبت له كالغصن ناحل خصره * ويحمل من رد فيه ركني يلملم
واعجب من ذا انه خشف رملة * يصيد بعينيه حشاشة ضيغم
غدا حجله ذا ثروة وسواره * ولكنما الزنار في زي معدم
لقد صرت من فرط الصبابة ناحلا * ولم يبق مني حبه غير أعظم
فكيف سلوي عن هواه وحبه * أقام مقام اللحم مني والدم
ففي الخال قلبي مسلم وهو كافر * وكيف يراعي كافر حق مسلم
عذيري من ورد بخديه يانع * تطرد من آس العذار المنمنم
تلقى دمي خداه مذ كان طله * لذلك قد شيبا بحمرة عندم
حلفت بمن حج الحجيج لبيته * ولبوا وطافوا بالحطيم وزمزم
لقد بلغت هام السماكين همتي * وقالت على هذا الأنام تقدم
تكلفني قطع الفيافي ووصلها * على سابق من عزمتي ومطهم
وتوردني في غمرة بعد غمرة * لدى كل مجر في الحروب عرمرم
وتنشدني أما ونيت عن العلى * مقالة مشحوذ العزيمة لهذم
فإن لم تمت تحت السيوف مكرما * تمت وتلاقي الذل غير مكرم
تحاول ان ترقى مراقي محسن * وهل يرتقى نجم السماء بسلم
فتى تنجلي من هديه كل بهمة * ويكشف من آرائه كل مبهم
تصوب دماء كفه يوم ابؤس * كما انها تجري ندا يوم أنعم
إذا كهم العضب الصقيل فعزمه * لدى الروع مصقول الشبا لم يكهم
يلف على طود من الحلم برده * وينشر عن بحر من العلم مفعم
يرد الذي يبغي مداه بمقلة * قريحة أجفان وقلب مكلم
يريش نصولا من نوافذ فكرة * ويرمي ضمير الغيب منها باسهم
تقدم سبقا للعلى وهو آخر * فأعظم به آخر متقدم
فكم مسمع من ذكره متقرط * وجيد محلى من نداه ومعصم
غدا كفه والخلق والنظم كالحيا * ونشر الكبا واللؤلؤ المتنظم
أصون مديحي عن سواه تكرما * ولكنني ان امتدحه أكرم
أبا باقر أصبحت كهفا لذي الورى * فدم للورى يا كهفه وابق واسلم
فأجبته بقولي:
أدارهم الأولى بكاظمة أسلمي * سقيت من الغر الغوادي بمرزم
فكم فاخرت فيك الربوع سماءها * بما أطلعته من بدور وأنجم
على حين لا ورد الخدود ممنع * جناه ولا عهد الحمى بمذمم
يقول لي العذال تيمك الهوى * ولا خير عندي في هوى لم يتيم
وأغيد مصقول العوارض ناعم * كثير التجني والدلال منعم
لقد كاد يخفى دقة منه خصره * ويدمى للطف خده بالتوهم
أحل دمي في الحب وهو محرم * وحرم وصلي وهو غير محرم
وجرد من بين الجفون مهندا * لك الله راع الله في دم مسلم
ولما التقينا وامتلى منه ناظري * وناجاه طرفي قبل نطق من الفم
(٢٨٨)

تكلم منه الخد والخد صامت * فيا عجبا من صامت متكلم
أتتني على بعد المزار رسالة * كدر بأجياد الحسان منظم
لمن خالط الأحشاء والقلب حبه * وأمسى خليط اللحم والعظم والدم
وخير ابن عم واصل غير قاطع * حري بأوصاف العلى والتقدم
رقى في مراقي العز ارفع رتبة * ونال مقاما لا ينال بسلم
يمد إلى كسب الفضائل باعه * ولو أصبحت ما بين أنياب ضيغم
شكرت له ما ساقه من مديحه * إلي كذاك الشكر فرض لمنعم
وجاءتني منه أيضا هذه الأبيات:
ايا ابن الأولى شادوا بناء فخارهم * بايد طويلات وألسنة لد
وبيض صقيلات إذا انتضيت لهم * لضرب ارتك البرق من خلل الرعد
ألست برأس العز درة تاجه * وفي عقد جيد الفخر واسطة العقد
تمنيت لقياكم على بعد غاية * فال تلاقينا إلى غاية البعد
أكان اقترابي منكم سبب النوى * ووصلي حبل الود داع إلى الصد
فيا مهجتي انى تكلم مهجتي * ويا عضدي كيف انثنيت عن الزند
ومجدك ما صافي الهوى بمرنق * لدي ولا وجه الوداد بمسود
فودي ودي غير منفصم العرا * وعهدي على ما كنت تعلمه عهدي
إذا أنت لم تنصف أخاك وجدته * حريا بان يبدي من اللوم ما يبدي
وان كان يحظى ذو النميمة عندكم * بشئ فلا يحظى وعيشكم عندي
هويت ربي نجد لأنكم بها * وما غرضي لولاكم في ربي نجد
عذرتكم فالناس للناس آفة * وداء الجفاء يسري وعلته تعدي
فأجبته بقولي:
أيا عضد العليا ويا ساعد المجد * ووارثه عفوا عن الأب والجد
كتبت وقلبي بالهموم مكلم * ودمعي كفيض السحب يجري على الخد
وقد كنت أرجو أن تكون مساعدي * على نائبات كالكف للزند
فكنت مع الأيام عونا على امرئ * صفا لك في حال الدنو وفي البعد
أتنسبني ظلما إلى الصد والجفا * ولم أك حلفا للجفاء وللصد
وما قلة الإنصاف طبعي وشيمتي * لعمري ولا النمام ذو حظوة عندي
وكتبت اليه بهذين البيتين:
لنا مجلس في الروض قد طاب انسه * ولكنه يحتاج ان توجدوا فيه
فهبوا سراعا وأصحبوا من أردتم * إلى مجلس يحكي الجنان وتحكيه
فأجاب بما صورته:
يمثلكم قلبي على القرب والنوى * غداة تجلى شخص انسانكم فيه
ويا حبذا ربع حللتم بسفحه * لذاك غدا يحكي الجنان وتحكيه
الرثاء
وقال في أنصار الحسين ع:
وردوا على الهيجا ورود الهيم * ورأوا عظيم الخطب غير عظيم
وتنازعوا كأس المنية بينهم * في غير ما لغو ولا تأثيم
يتسابقون إلى الهجوم كأنهم * خلقوا ليوم تسابق وهجوم
وكأنهم والحرب تزفر نارها * من شرهم في جنة ونعيم
وكأنما بيض الظبا بيض الدمى * لاقتهم برحيقها المختوم
تروي حديث الموت عن عزماتهم * بيض الصفاح على القضا المحتوم
من كل اصيد قد نماه اصيد * وكريم قوم ينتمي لكريم
في بأسهم حظ وفي أموالهم * للسائل العافي وللمحروم
يستعجلون البذل قبل أوانه * ويسارعون لدعوة المظلوم
نثروا كما نظموا الجماجم والطلى * فتشابه المنثور بالمنظوم
وجدوا الحياة مع الهوان ذميمة * والموت في العلياء غير ذميم
وتقدموا للموت قبل امامهم * ولقد يجوز تقدم المأموم
وقال في رثاء الملك فيصل بن الحسين ملك العراق:
لم يمت فيصل ولا مات مجده * عهده في الحياة والموت عهده
لم يمت فيصل وفي الملك غاز * مستقل وذلك الجند جنده
ملك ترمق الجزيرة منه * قمرا طوق الجزيرة سعده
فهو من فيصل وفيصل منه * كحسام هذا وذاك فرنده
أيها الشرق لا ترعك الليالي * فالليالي أماه والدهر عبده
جل فقد المليك مذ جل شانا * كل من جل شانه جل فقده
قد دهته في الغرب أم الدواهي * حيث في الشرق قد تعاظم مجده
قربته لكي تنال مناها * ومناها عند الحقيقة بعده
فهي مطبوعة على الغدر تجري * في سبيل الوداد والقصد ضده
ومتى أظهرت مودة شخص * فتيقن بأنها لا توده
حمل البرق نعيه وهو صوت * هائل طبق البسيطة رعده
طار في الخافقين منه وميض * وورى في جوانب الأفق زنده
لا أرى البرق وهو مسلول نصل * يسلب الليل درعه أو يقده
أترى نوره استحال ظلاما * عندما للحشى تحول وقده
نزع الدهر من يد العرب سيفا * قاطعا ما نبا ولا كل حده
وطواه لا بل طواها برمس * ضم أصل الفخار والعز لحده
لو بغلب الرجال يفدى لقامت * بفداه نزاره ومعده
أو ببيض الظبا وسمر العوالي * رد عنه الردى لكنا نرده
سيروه في الفلك والبحر طام * فطما فوق زاخر البحر رفده
عجبا كيف نحمل الفلك بحرا * جزره يغرق البحار ومده
لم يقف نعشه عن السير الا * ريثما جلل المهند غمده
أهو النعش أم هو العرش سار * والى الأرض أم إلى النجم قصده
قد تلقته من بنات النعامى * حوم نجدها العراق ونجده
رفعته للنجم حيث عليه * عرشه قد سما وعلق بنده
جددت عهده بعلياه لكن * أين للميت ان يجدد عهده
رد للأرض إذ تولد منها * كل حي منها إليها مرده
لو بغير التراب قد شق لحد * لامرئ شق في الكواكب لحده
لست أدري أجنده هو أولى * بعظيم العزاء هو وفده
شيموه بالعين والقلب يدمى * ماق هذي وذا تسعر وجده
عز حيا وعز ميتا كما قد * عز من قبله أبوه وجده
وله قصيدة في رثاء الفقيه الامام السيد أبو الحسن الأصفهاني مرت في
ترجمته في ملحق بعض الأجزاء السابقة.
(٢٨٩)

شكوى الزمان
قال:
صفحة تنطوي وتنشر أخرى * هكذا يفتح الكتاب ويقرا
كلما بان للنواظر سطر * منه اخفى عن النواظر سطرا
قد نظمنا نظم القوافي ولكن * رب عجز منا تقدم صدرا
ولئيم قد عاش عيشا رغيدا * وكريم قد مات جوعا وفقرا
وذنابى على الرؤوس تعالت * واستطالت عزا وجاها وقدرا
وقال:
ما ملكت نواصي البلاد * بقوة الاعداد والعتاد
وانما بمالها قد ملكت * ما للقلوب العمي من قياد
يجري على انعكاسها أمورنا * يا ليتها تجري على اطراد
رمنا صلاحا فأبت قادتنا * الا سلوك منهج الفساد
وقال مشطرا:
بلاء ليس يشهده بلاء * مقام الأكرمين بدار هون
وأعظم منه في الدنيا عناء * عداوة غير ذي حسب ودين
يبيحك منه عرضا لم يصنه * على ما فيه من داء دفين
فترتع منه في عرض مباح * ويرتع منك في عرض مصون
الاغراض المختلفة
قال في الحرب العالمية الثانية:
ورد عليه تزاحم وخصام * تطوى وتنشر حوله الاعلام
تجري الدماء علي ضفاف غديره * ويشام فيه على الحسام حسام
نهز الغواة بدلوه وتوهموا * فيه الحياة إذا الحياة حمام
تتطاير الأرواح من أجسامهم * دون المنال وتركد الأجسام
صبغت بمحمر النجيع رماحهم * وسيوفهم والهضب والآكام
هوت النسور وانها من صنعهم * كالصاديات وما بهن اوام
وأشد ما علت الغمام كأنها * في الجو من فوق الغمام غمام
طلعت على شرق البلاد وغربها * ثوب صغار خطوبهن جسام
هدرت شقاشقها وهن مدافع * ودجت غياهبها وهن قتام
القت على الأرض القنابل مثلما * قد ألقيت عن فلكها الاجرام
في كل ناحية يشب ضرامها * حتى البحار بها يشب ضرام
طالت ليالي بؤسها وشقائها * حتى كان شهورها أعوام
بعثت عزائمها وهن عواصف * فإذا الحصون المحكمات رمام
واستنطقت عند اللقاء قواضبا * خرسا كلام شفارهن كلام
صالت مهاجمة وصال مدافعا * حتى تفانت اتصل وسهام
كل يقربه اللجاج إلى الردى * ما في الهجوم ولا الدفاع سلام
في الحرب كل جريمة لو لم تكن * بحرابها تتمحض الاجرام
أترى من المسؤول عن تبعاتها * ومن الذي حاقت به الآثام
كم دولة غلبت على سلطانها * وقضت على عليائها الأيام
وقفت عقاب الجو دون منالها * وتطامنت لجلالها الاعلام
زالت وزال جلالها وملوكها * فكأنها وكأنهم أحلام
ورقت على الأعواد أقوام هم * بنفوسهم وسيوفهم أقوام
أفعالهم أحسابهم فهم بها * لا بالعظام الباليات عظام
ذهب الطوال معاصما وذوابلا * واستبسلت من بعدها الأقزام
وسطت على الأسد الظباء وأنشبت * بالصقر أظفار الحمام حمام
تعلو وتنحط الشعوب وشرها * شعب يباح عرينه ويضام
أعداؤه لم تنطبق أجفانهم * سهرا عليه وأهله قد ناموا
أيصان ملك أهله في غرة * أقصى مناهم راحة وجمام
شغلوا عن الآجام وهي خلية * من أسدها فأبيحت الآجام
يتنازعون الكاس فيما بينهم * جام تراق لهم وتملأ جام
صغرت نفوسهم وان كانت لهم * جثث كما شاء النعيم ضخام
لو لم تكن تلك النفوس هزيلة * في ذاتها لم تسمن الأجسام
من لم يكن من نفسه في عصمة * لا الرمح يعصمه ولا الصمصام
يلتام صدع الجسم ان عالجته * يوما وصدع النفس لا يلتام
والجبن أقبح ما يشان به الفتى * يفنى الجبان به ويبقى الذام
ما اعجل الاقدام من اجل ولا * عنه لعمرك اخر الاحجام
ومسيطرين على الورى لا دينهم * دين ولا احكامهم احكام
نبذوا العهود قديمها وجديدها * واتوا بما لم يأته الاسلام
قوادهم سفهاؤهم وقضاتهم * جهالهم وشرارهم حكام
ضربوا الحصار وضيقوا رحب الفضا * فالخلق كالطير الظماء حيام
فالبحر والبر الفسيح كلاهما * متعذر المنهاج ليس يرام
عم الضلال فهل ترى من بارز * الا عليه للضلال وسام
عم البلاء فلا ترى من مورد * الا عليه للبلاء زحام
طبعت على الظلم الأنام فكلهم * متظلمون وكلهم ظلام
الخلق كلهم قبيل واحد * وهم وان بعد المدى أرحام
فالعرب كالأعجام الا انهم * نطقوا بما لم تنطق الاعجام
يتنازعون على حطام زائل * ومتاع دنيا شيب فيه سمام
فإذا تجلى عن حياتهم الغطا * علموا بان حياتهم أوهام
حسد تأصل داؤه فكساهم * برد السقام وما هناك سقام
اورى زناد الحقد فيما بينهم * واستامهم ما لم يكن يستام
ما بالهم قد أصبحوا لا قربهم * قرب ولا ذاك الذمام ذمام
يتنازعون على حياة كلها * تعب وكل شؤونها آلام
شح الغني بماله فتألبت * فئة عليه أضرها الاعدام
عاث الزمان بشملهم فتفرقوا * أرأيت عقدا بت منه نظام
انا بالحقيقة ان نطقت مؤاخذ * وعلى السكوت إذا سكت آلام
وجاءه مرسوم بالقضاء فاستعفى منه وقال:
عرش لبنان لست أرضاه عرشا * لا وعلياك وهو يرجى ويخشى
لا أرى شهبه الطوالع شهبا * لا ولا رقشه اللواسع رقشا
ميت أبصروه بالوهم حيا * ورأوا نعشه فخالوه عرشا
لم يكونوا عمش العيون ولكن * صيرتهم مطامع النفس عمشا
لست أدري والصبح باد لما ذا * قد سرى من سرى بفيفاء غطشا
ضمني والآباء برد نقي * طرز الحزم صفحتيه ووشى
قد لمست الدنيا بكف نزيه * لم تؤثر به الحوادث خدشا
(٢٩٠)

قيل لي خصك الوزير بأمر * رد من رامه بمقلة أعشى
فعلى ما تركته وعليه * مهج القوم حومت وهي عطشى
قلت رام الوزير نصحا فلما * لم يصادق محله عاد غشا
أو يغشاني الضلال وفجري * بالهدى ساطع إذا الليل يغشى
أنا بيت القصيد في كل معنى * وبمدحي آياته الغر تنشى
وقال:
تنكر بعد عرفان فصدا * وأصبح منه سبط الخلق جعدا
وأولاني الهوى زمنا فلما * رآني قد وثقت به استردا
كلانا بالسرى شرع ولكن * سرى عكس الهوى وسريت طردا
ومن لي بالوصال وكل يوم * أراه لابسا للحرب بردا
متى ما تلقه تلقى كميا * يهز الرمح أو ينضي الفرندا
سطا في يوم مأمنه وروع * ليؤمن خائفا ويريع ضدا
ولست ترى سوى حزم وعزم * هما أمضى شيا وأرق حدا
وما حملت يداه قنا وقضبا * ولا نقل السلاح ولا أعدا
إلا م وفي م ننشر صحف عتب * ونطوي العمر وهجرانا وبعدا
ونعرض عن أمور لو نظرنا * نظرنا عندها الخطب الأشدا
لقد كادت معالمنا السوامي * تخر قبابها هدما وهدا
فلو نطقت لكان النطق ذما * لنا ولمن مضى شكرا وحمدا
هلم نسر على نهج قويم * يبلغنا مني وينيل قصدا
ونشرب من حميا الوصل كأسا * يكون مزاجها حبا وودا
ونجمع شملنا بعد افتراق * ونجعل بيننا للامر حدا
فما أعمارنا الا عورا * ويوشك للعواري ان تردا
وما الدنيا سوى ضحضاح آل * بقاع خاله الظمآن وردا
لها خلقا عدو ذي نفاق * يريك بشاشة ويسر حقدا
وقال هذه القصيدة وجمع فيها أغراضا مختلفة وجعلها في مخاطبة بلبل
يغني على شجرة في داره وهي من بديع الشعر:
لحنت لكن على الأوتار والعود * شعري وقلت لأيام الصبا عودي
ما الشعر غير أناشيد ملحنة * وما الحياة سوى تلك الأناشيد
يا بلبل الدوح هل غنيت في فنن * كما أغني وهل غردت تغريدي
وهل ذكرت حبى با كنت تالفه * كما ذكرت وهل رددت ترديدي
ساجلتني والغنا يحلو مساجلة * على الهوى بين غريد وغريد
يا بلبل الدوح ما في الدوح مأمنة * قد ينصب الفخ بين الأغصن الميد
ما في ارتفاعك منجاة ولو بلغت * علياك عليا سليمان بن داود
صوب وصعد فريح الموت ان عصفت * ليست ترد بتصويب وتصعيد
يا بلبل الدوح دع عنك التنقل من * فرع لفرع ومن عود إلى عود
اهبط إلي ولا تحذر ففي كنفي * ترعى الظباء مع الضرغام والسيد
لعلنا نذهب الداء الذي عجزت * عنه الأطباء من هم وتنكيد
يا بلبل الدوح كم أرنو إليك وكم * ترنو إلي بطرف غير مردود
أشدو وتشدو وما المغزى بمتحد * مقصودك الألف والعلياء مقصودي
فنحن ضدان الا ان فطرتنا * في الحب فطرة اخلاص وتوحيد
يا بلبل الدوح عصر الشيب عصر نهى * وعهده عهد اصلاح وتجديد
على ضياء هداه قد سريت كما * بيضت أوراق صحفي بعد تسويد
عددت أيامي البيض التي سلفت * مع الشبيبة من أيامي السود
يا بلبل الدوح عين الجد لو شملت * جبان قوم كسته ثوب صنديد
ان فاتني الجد ما خلقي وما خلقي * بمجديين ولا بأسي ولا جودي
يا بلبل الدوح ان الناس قد عبدوا * هواهم والهوى من شر معبود
لانت ملامسهم لكن قلوبهم * أقسى واصلب من صم الجلاميد
لا تمسكن بوعد من وعودهم * أدنى سجاياهم خلف المواعيد
يا بلبل الدوح قل للدوح كم غمزت * منك السواجع قبلي غض املود
وكم بظلك ركب قد أناخ وما * أناخ حتى لا زماع السرى نودي
هبوا سراعا كان القوم ما نزلوا * في ظل دوح ولا عاجوا على بيد
ألم تر الدول اللاتي قد انقرضت * وبددتها الليالي اي تبديد
دارت عليها رحى الأيام فانقلبت * عروشها بعد احكام وتشييد
زالت وزال بناها واغتدت خبرا * حتى كان لم يكن حي بموجود
ما كان نمرود في ماضي الزمان سوى * فرد وفي اليوم أضحى ألف نمرود
فصيلة اليراع في مسائل الرضاع
بسم الله الرحمن
الرحيم: لله حمدي وعلى الهداة * محمد وآله صلاتي
وللرضاع قلمي قد انبرى * إذ عمت البلوى به بين الورى
نظمت فيه موجزا ما ملا * ولا بما قصدته اخلا
يميز القشر من اللباب * ويرشد الطالب للصواب
سميته فصيلة اليراع * للبحث عن مسائل الرضاع
نظمته كيما يكون ذخري * يوم المعاد ويحط وزري
مقدمة في المحرمات النسبية
ما حلل الشرع وما الشرع حظر * الا لجلب النفع أو دفع الضرر
قد شرع التزويج والنكاحا * لكنه ما اطلق السراحا
سبعة أصناف من الأنساب * قد حرمت في محكم الكتاب
تحريمها قد جاء في الشرائع * موافقا لمقتضى الطبائع
الأم والبنت بكل رتبه * من غير تخصيص يداني النسبة
والأخت في المرتبة المتصلة * بما له تضاف لا المنفصلة
وبنت أخت وهي حتى السافلة * في آية التحريم حكما داخله
وعمة وان بها تعلو الرتب * على مراقي الارتفاع في النسب
والقصد في ارتفاعها ان تنسبا * لاصله الواشج جدا أو أبا
وهكذا الخالة مثل العمة * ما اختلف الحكم هنا وثمه
وينتهي المقصود في بنت الأخ * من العناوين التي لم تنسخ
وحكمها ان ترتفع أو تنزل * متحد على اختلاف المنزل
وما سواهن من الأقارب * محلل فضلا عن الأجانب
حكم المشتبه
وعند ما يشتبه الحرام * بغيره ويحصل الايهام
تجتنب الأطراف في المحصور * ليحرز الكف عن المحظور
وذاك جاد في رضاع ونسب * فترك كل طرف منه وجب
وان لم يكن في عدد لم يحصر * فما على مرتكب من ضرر
الا إذا ما كان عزم الفاعل * من أول الأمر على التناول
(٢٩١)

الضابطة
يحرم بالرضاع ما قد حرما * من نسب على الذي قد رسما
من ذاك ما يمنع شرعا بمنع * من ذا وما الأمران الا شرع
حكم الشروط الثابتة والمشكوكة
وكل شرط ثابت في الشرع * لا بد من احرازه للمنع
ويلحق المشكوك بالمعلوم * فقدانه في عدم التحريم
وكل شئ لم يكن مقررا * من جانب الشرع ولا محررا
فليس باللازم ان يحصلا * وان يكن في نفسه محتملا
والنص في اطلاقه ما ضاقا * عن نفيه ذرعا ولا خناقا
الشروط
لا ينشر الرضاع ما لم يقع * بالمص من حلمة ثدي المرضع
فالشرب لا يكفي بدون المص * ولا الوجود لانصراف النص
من لبن عن الوقاع الحل * منبعث مع ولد أو حمل
بحيث لم يخرج بما يخرجه * عن اسمه المطلق إذ تمزجه
فعن سفاح لم يكن بناشر * شرعا ولا من حائل أو عاقر
والارتضاع في حياة الظئر * لا بد منه في حصول النشر
لقوله ارضعنه في الآية * وتلك للعارف اي آية
والكون في الحولين للرضيع * معتبر فيه لدى الجميع
بان يتم القدر المحرما * من الرضاع قبل ان ينفطما
وفي اعتبار ذاك في ابن المرضعة * قولان والرجحان مع من منعه
عدد الرضعات المحرمة
وليس يكفي مطلق الرضاع * للنشر بالنص وبالاجماع
والنشر فيما انبت اللحم وشد * عظم الرضيع ثابت من غير رد
عليه قد دار زمان وعدد * بمقتضى الحصر به فيما ورد
لكنه في غالب الأحيان * لم ينكشف للحس والعيان
لذلك الشارع عنه كشفا * في وضعه الحدين حتى يعرفا
والعدد الكاشف عن ذاك الأثر * من عدد الرضعات خمس وعشر
وليس دون العدد المذكور * من موجب للنشر في المشهور
واللازم استكمال كل رضعة * بكل ما تبلغ حتى الجرعه
ويعرف الاكمال بامتناعه * عن التقام الثدي وارتضاعه
وان يجئ العدد المقدر * على التوالي إذ هو المؤثر
بحيث لا يفصل ما بين العدد * رضاع أخرى للحديث المعتمد
فالفصل بالمأكول والمشروب * لا يوجب الاخلال بالمطلوب
مدة الرضاع المحرم
والنشر في الزمان أدنى مدته * رضاع يوم كامل وليلته
والماء والدواء في خلاله * لا يقضيان قط باختلاله
ولا اليسير من غذا وزاد * ما لم يكن يغني عن المعتاد
اشتراط وحدة الظئر والفحل
لا يحصل النشر بما قد حدا * من زمن أو عدد قد عدا
الا بان تتحد الظئر كما * يتحد الفحل بكل منهما
بين رضيع ورضيع آخر * قد زيد شرط للرضاع الناشر
فالمنع ما بينهما يشترط * بوحدة الفحل وفيها يربط
على اتحاد الفحل مبني النشر * بين الرضيعين هنا لا الظئر
لو أرضعت واحدة شخصين * لغيرها من لبني فحلين
فليس من نشر ولا امتناع * بينهما في ذلك الرضاع
سيان مع وحدته التعدد * من جانب المرضع والتوحد
ما يحرم بالرضاع
وبعد تنقيح المناط الكافي * وصونه عن كل ما ينافي
لم يبق في قوس التجلي منزع * لكل ما فرع أو يفرع
الظئر والرضيع أم وابنم * كل على صاحبه محرم
وولد تلحقه وتتبع * حتى الرضاعي عليها يمنع
والأصل بانفعاله ما انفعلا * أصلا ولا عن عهده تحولا
ولا حواشيه استمدت منعا * ولا استفادت خلقا وطبعا
ويحرم الرضيع مع من تبعه * من ولده على أصول المرضعة
فذاك من أولادها قد حازا * اخوة ما تركت جوازا
ويثبت المنع مع التولد * منها بلا شرط هنا مقيد
وشرط من ينمي لها بالجعل * من قبل الشرع اتحاد الفحل
الا على قول ضعيف المبنى * قد زاد بالاعراض عنه وهنا
معتبر أمومة المراضع * كافية في سائر المواضع
سواء الولد من الوقاع * لديه والولد من الرضاع
والمنع لم يعلق بحبل الوصل * ما بين أصل منهما واصل
ولا على الحاشيتين كتبا * ما يوجب التحريم والتجنبا
أصوله على فروع المرضعة * من جهة النص غدت ممتنعة
والقول في تحليلها للقاعدة * ليس بشئ للنصوص الواردة
والمنع لا يسري لغير النسبي * من ولدها على المقال الأصوب
ولم تكن ممنوعة الأولاد * على حواشيه ولا الأحفاد
وربما يحصل في بعض الصور * تشبث للمنع في بادي النظر
فيما إذا ما الطرفان اقتربا * منه وممن أرضعته نسبا
ووجهه واه على ما يأتي * فلا تصح فيه فتوى المفتي
وعن حواشيها الرضيع امتنعا * ومن عن الرضيع قد تفرعا
والحل ما بين الحواشي منهما * من كل ما يزيله قد سلما
واصله باق مع الحواشي * منها بلا منع ولا تحاشي
وموضع الفحل من الرضيع * كموضع الأصل من الفروع
منتظم في عدد الآباء * هذا وذا في عدد الأبناء
والأصل لفحل عليه حملا * بكل قسيمة علا أو سفلا
واخوة الرضيع والأصول * عليهم لا تحرم الفحول
ولم يزل حكم أصول الفحل * من اخوة الرضيع حكم الحل
وقس على أصوله الفروعا * كل عليها لم يكن ممنوعا
وما طري منع على الأصلين * ولا أصيبا بنوى وبين
تمنع أولاد الرضيع مطلقا * على فروع الفحل مما لصقا
فولد ولد الفحل لا تمتنع * قطعا على فروع من يرتفع
لكن أحفاد الرضيع طرا * ممنوعة على الفروع الأخرى
(٢٩٢)

من غير فرق بين من يتصل * بمبدأ المنع ومن ينفصل
اما الذي من جانب الفحل فلا * يحرم الا من به قد وصلا
واخوة الفحل على المرتضع * داخلة في جملة الممتنع
لكن عداها الحكم بالتحريم * على الحواشي منه والاروم
وحكم أولاد الرضيع حكمه * يعمها في المنع ما يعمه
ما جاء على خلاف الأصل
على خلاف الأصل في الرضاعة * فيما رووا وقرروا اتباعه
تحرم ولد الفحل للنص على * أب الرضيع مطلقا وان علا
كما يحرم الرضاع سابقا يحرم لاحقا
يحرم الرضاع ما يسبقه * من النكاح كالذي يلحقه
فسابق العقد به يرتفع * ولاحق العقد به يندفع
لو رضعت من أمه زوجته * أو أرضعتها بنته أو أخته
أو بنت أخت أو أخ أو زوج أخ * من لبن الزوج النكاح ينفسخ
كذاك لو أرضعت الكبيرة * من زوجتيه الزوجة الصغيرة
فبالرضاع تبطل الزوجية * وتنتفي علاقة الحلية
والحكم في هاتين بالمنع اختلف * بعد فساد العقد من كل طرف
فحرم الكبرى عليه ابدا * ولا يصح العقد لو تجددا
وتحرم الصغرى عليه أيضا * فيما إلى كبراهما قد أفضى
أو كان من لبانه رضاعها * وفي الحالتين يجب امتناعها
ومنعها مؤيد كالأولى * أبى عليها الشرع ان يزولا
وان تجرد منهما الرضيعة * فلم تكن بذاتها ممنوعة
لكن على الزوجين ان يستبدلا * عقدا عن العقد الذي قد بطلا
ما يتوهم فيه التحريم
فهذه مسائل الرضاع * بكل ما فيها من الأوضاع
قد فصلت بأكمل التفصيل * وحللت بأحسن التحليل
والقول في منع سواها باطل * وان يكن من الفحول القائل
قد نزل النص على العموم * وألحق اللازم بالملزوم
فأوجب التحريم فيما لزما * لكل عنوان غدا محرما
وما درى ان الذي قد نزله * لم يستفد منه عموم المنزلة
فان مضمون الحديث المتفق * عليه في الاسلام ما بين الفرق
ان الرضاع شانه شان النسب * فيما به يحرم لا في ما وجب
بحيث لو أدرج في عنوانه * لكان في الحرمة من أقرانه
ولم يرد في ذلك الحل سوى * جعلهما كواحد في المستوى
للعهد ال في النسب المحمول * عليه لا للجنس والشمول
وليس غير السبعة المقررة * معهودة في الشرعة المطهرة
اما الذي تحريمه قد حصلا * من غير هاتيك العناوين فلا
فلا تقايس لازما للسبع * من العناوين بها في المنع
ما وقع فيه الخلاف
هنا فروع في محل الابتلاء * حرمها بعض وبعض حللا
منشؤها التعميم والتخصيص * فيما عليه تحمل النصوص
وأمرها دار على الزوجين * بالحل والمنع على الوجهين
وحيث قد بان الصحيح وظهر * فما على غير الصحيح من اثر
لو أرضعت اخوتها الحليلة * وان يكن من لبن البعولة
أو أرضعت أولادهم لم تمتنع * عن بعلها وحلها لم يرتفع
ولم تزل عصمتها بحالها * على رضاع عمها وخالها
وعمه وخاله لو رضعا * منها عليها بعلها ما منعا
ومثل خال خالة والعمة * كالعم في بقاء تلك العصمة
وقس على جميع ما قد ذكرا * أولادهم أنثاهم والذكرا
بحيث كل منهم لو يرضع * منها عليها بعلها لا يمنع
ومن رضاع اخوة الحليل * لم يعترض منع على التحليل
كذاك لو يرضع منها الحفدة * ما رد عن تحليلها الشرع يده
الشهادة على الرضاع
ويثبت الرضاع بالشهود * بكل ما فيه من الحدود
بشرط ان تفصل الشهادة * وتذكر الشروط في الإفادة
من دون إغماض ولا إغلاق * حتى من الاجمال والاطلاق
ولم تفز بالنجح والقبول * الا إذا كانت من العدول
وتقبل النساء كالرجال * فيه على الأصح في المقال
ويكتفى برجلين أو رجل * وامرأتين اي هذين حصل
وأربع من النساء تقبل * قطعا وفيما دونها تأمل
حكم الصداق عند تحريم الزوجة
لا يبرأ الزوج من الصداق * في مورد التحريم والفراق
الا إذا كان ارتضاع الصغرى * بسعيها من دون علم الكبرى
لأنها قد سببت بفعلها * ما أوجب انقطاعها عن بعلها
والحكم في الافعال وضعا ما وضع * وان يكن عنها العقاب قد رفع
والفسخ منها قد اتى لا منه * لذاك نختار السقوط عنه
اما إذا لم تكن الصغرى السبب * ولم يكن بفعلها المنع وجب
فكامل المهر عليه باق * ولم يكن في الحكم كالطلاق
وتمنع الكبرى الصداق أجمعا * ان كانت المنشأ في ما وقعا
بشرط ان لا يحصل البناء * بها والا استصحب البقاء
وهل على من سبب التغريما * وأوجب الفرقة والتحريما
ان يرجع الغارم فيما يغرم * أم لا لان البضع لا يقوم
لأنه ليس من الأموال * فلم يجب ضمانه بحال
وجهان منقولان عن أهل النظر * أقواهما للرجوع دفعا للضرر
فهاك احكام الرضاع المنزلة * مشروحة ما شذ عنها مسالة
منظومة له في الاجتهاد والتقليد
يجري اليراع باسمه تعالى * مفتتحا بذكره المقالا
منخفض الرأس لسامي مجده * منطلقا لسانه بحمده
مصليا على الهداة البررة * محمد والعترة المطهرة
معتمدا للقصد بحر الرجز * معبرا عنه بلفظ موجز
وجوب الاجتهاد كفاية لا عينا
شريعة الله وان طال المدى * باقية والخلق لم يترك سدى
المصطفى قام بها في عهده * وآل بيت المصطفى من بعده
(٢٩٣)

كنا بهم نهدي وكنا نرجع * عند المهمات لهم ونفزع
حتى إذا غاب الإمام القائم * غيبته الكبرى وحار العالم
وانقطعت سفارة النواب * وانطمست معالم الأبواب
تعين الاخذ بكل ما قضى * به الكتاب والدليل المرتضى
والاخذ مفروض عن الكفاية * لظاهر الآيات والرواية
فيسقط الامر عن الكل متى * قام به البعض وبالفرض اتى
اما مع الترك فكل يحمل * مغبة الترك وكل يسال
وفرضه عينا على الأنام * يستوجب الاخلال بالنظام
والاحتياط فيه عسر وحرج * فما علينا ان تركنا من حرج
فانتظمت مصالح العباد * من غير اخلال ولا فساد
هذا لتحصيل المعاش يسعى * وذا لاحكام الإله يرعى
لذاك شان ولهذا شان * لولاهما لم يحصل العمران
الدين والدنيا هما ركنان * عليهما قام بناء الباني
شروط المفتي والقاضي
والشرط فيمن يتولى الفتوى * وينشئ الحكم لفصل الدعوى
ان يبني الامر على القواعد * ويجعل العقل له كالرائد
يمشي على ضوء الدليل المحكم * مستمسكا بعروة لم تفصم
مستفزعا بالبحث عنه وسعه * مستخرجا من كل أصل فرعه
مرتديا بالعدل والنزاهة * مرتويا من سلسل الفقاهة
عن قوة راسخة في النفس * قدسية من فيض روح القدس
الرشد والبلوغ من صفاته * والعقل والايمان من سماته
ومنصب الإفتاء والقضاء * في غاية البعد عن النساء
للصون أعددن وللتحجب * فأين منهن ارتقاء المنصب
على اعتبار هذه الأمور * قد نقل الاجماع عن كثير
وبانصراف الاذن عمن جردا * منها دليل الحكم قد تأكدا
ويلزم الفحص إلى أن يسفرا * صبح الهدى للمجتلي أو يعذرا
حتى إذا عميت السبيل * ولم يكن هاد ولا دليل
القى إلى العقل زمام الامر * منقطعا ملتمسا للعذر
ومن على النهج القويم قد سلك * أصاب أو أخطأ لا يخشى الدرك
والأصل عن نهج الدليل لم يحد * في مورد الشك إذا الشرط فقد
والأثر المطلوب في حكم العدم * أفتى به المفتي أو القاضي حكم
عدم جواز التقليد في الأصول
والامر بالتقليد والرجوع * للغير مقصور على الفروع
لان ما دل من النصوص * جار على الاحكام بالخصوص
عنه أصول الدين والعقائد * خارجة بمقتضى القواعد
لأنها قائمة البنيان * على أساس العلم والبرهان
العلم فيها مورد الاحكام * ومصدر الايمان والاسلام
فلم تكن بسائر الشؤون * رافلة بحلة الظنون
لا فرق بين مبدأ ومقصد * ومورد في حكمها ومورد
تلك الأصول الباسقات للعلى * من حقها في الدين ان لا تجهلا
يعتبر العلم بها فحسب * لأنه السهم الذي لا ينبو
به يناط لا بها التكليف * فالكاشف المطلوب لا المكشوف
وجوب معرفة الخالق
من البديهي الذي قد سلما * وجوب شكران الذي قد أنعما
دفعا لما يخشى من الاضرار * في هذه الدار وتلك الدار
وكل ذي عقل بأدنى نظر * يرى عليه نعما لم تحصر
ولم تكن منه ولا من صنعه * لأنها خارجة عن وسعه
والشكر ذو مراتب مختلفة * موقوفة على حصول المعرفة
فليس شان الملك المطاع * في الشكر شان الجند والاتباع
وكيف يطريه وكيف يصفه * ان حاول الشكر ان من لا يعرفه
والعقل لا يحكم بالبراءة * والأمن من مغبة المساءة
الا إذا استيأس بعد الطلب * من مدرك للحكم أو من سبب
بحيث لم يبصر هناك نارا * بضوئها بهدى ولا منارا
والأصل بعد البحث والتنقيب * يدفع عنا كلفة الوجوب
ويستقل العقل بالسلامة * من خطر العقاب والملامة
وقيل يجري الأصل فيما أمكنا * لجاعل الاحكام ان يبينا
وهاهنا لا يمكن البيان * من جهة الدور فلا أمان
هذا وان كان خلاف الأقوى * مطابق لما عليه الفتوى
لا تقليد في مدارك الأحكام
ولم تكن مدارك الأحكام * منظومة في ذلك النظام
ما طاف في احيائها من قلدا * ولا إلى تحصيلها مد يدا
في صفحة التقليد لم تكتب ولا * نص بها في الشرع قد تكفلا
قد اجمع الكل على حيادها * عن خطة التقليد وابتعادها
لان ما دل من النصوص * جار على الاحكام بالخصوص
والمنع ما بينهم مسلم * والأصل مع فقد الدليل العدم
يجري على العموم لا العلم الأثر * فليس للعلم سوى محض النظر
والعلم بالذات دليل مستقل * على سواه لا عليه نستدل
لو صح ان يجعل سد السبلا * وأوجب الدور أو التسلسلا
قد جعلت بجعله الحجية * كسائر اللوازم الذاتية
والجعل للطرق من الشرع وقع * قطعا فلا يصغى لمنع من منع
بفضلها يتسع النطاق * فلا يضيق بامرئ خناق
وان تفت مصلحة يعوض * عنها فما سفسطة المعترض
والجعل لا يكون للممنوع * عقلا ولا لواجب الوقوع
وانما الجعل لكل ممكن * على جواز الفعل والترك بني
فالعلم إذ ذاك عن الجعل أبى * لأنه من قسم ما قد وجبا
قد ظهرت صحته من نفسه * ظهور مشبوب السنا من شمسه
لا اجتهاد ولا تقليد
في الضروريات
ولست محتاجا إلى التنبيه * على خروج المورد البديهي
(٢٩٤)

ولا خروج المورد الضروري * ولا اليقيني من الأمور
من حيث إن الناس فيها شرع * لا تابع فيهم ولا متبع
لا يجوز للمجتهد تقليد المجتهد
وليس بالجائز ان يقلدا * مجتهد في عمل مجتهدا
فإنه ليس من العوام * ولا من الجهال بالاحكام
شبهة الاحراز والتطبيق
وشبهة الاحراز والتطبيق * من شبهة الموضوع لا الطريق
مكلف برفعها المأمور * بالفعل إذ تشتبه الأمور
في كل امر لم يكن من شانه * ان يسال الشارع عن بيانه
اما إذا كان به كفيلا * وكان عن بيانه مسؤولا
كما إذا النص ابتلى بضده * أو حصل اللبس لأجل فقده
أو أجمل النص ولا مبين * لمقصد الشرع ولا معين
فجائز هناك اعمال النظر * والاخذ بالرأي إذا الرأي استقر
وساع للعالم ان يجتهدا * فيه وللجاهل ان يقلدا
التجزي
لا فرق في الحكم وفي التحقق * بين تجز واجتهاد مطلق
كلاهما بشاهد الوجدان * سيان في الوقوع والإمكان
عليهما ينطبق الدليل * سواء المعقول والمنقول
وليس للمنع عن التجزي * من حجة ولا دليل مجزي
والدور بالحل وبالنقض ارتفع * وهل يكون مستحيلا ما وقع
والنهي مصروف إلى العقائد * فلا يعم سائر الموارد
وان يكن عم فقد تخصصا * ومن شمول المنع قد تخلصا
فذو التجزي داخل في الحد * منتظم بسلك ذاك العقد
فصح ان يقدح في زناده * ويبني الامر على اجتهاده
وصح للجاهل ان يتبعه * وان يؤم للورود مشرعه
بشرط ان يعد فيمن عرفا * احكامهم ونهجهم قد اقتفى
شرط الحياة في المجتمه
واشترطوا الحياة في المجتهد * عند ابتداء عمل المقلد
من غير إشكال بهذا الشرط * أصلا ولا عن نهجه تخطي
ولم تكن طريقة الاخباري * ما بينهم من مطمح الأنظار
لان قول العلماء معتبر * في رأيه نقلا لمضمون الخبر
فالاخذ بالفتوى عن الأموات * لديه كالاخذ عن الرواة
فاختلف الموضوع في الحكمين * فلم يكن تخالف في البين
وبعضهم قد قال باعتباره * في مبدأ التقليد واستمراره
وحيث لم يوجد دليل كافي * فاقرب القولين قول النافي
تقليد الأعلم
يختار من يشاؤه المقلد * فيما إذا تعدد المجتهد
عند تساوي الكل في العرفان * من غير تفضيل ولا رجحان
والحكم بالتخيير حكم مستمر * في كل حال فالعدول لا يضر
وقال بعض يبطل استمراره * لشبهة استصحاب ما يختاره
لكنما الشك به مسبب * عن غيره فغيره المستصحب
اما إذا تفاوتوا فالأعلم * ما بينهم هو الذي يقدم
من حيث إن الاخذ بالمرجوح * مستقبح في النظر الصحيح
والاخذ ممن قال بالتجويز * دور وما للدور من مجيز
الا إذا كان الجواز مسندا * بنفسه لغير رأي المقتدى
بان تكون سيرة قطعية * يبنى عليها الحكم في القضية
أو كان ذو التقليد من فطرته * منعقد القلب على صحته
أو رخص الأعلم باتباعه * فيخرج الامر عن امتناعه
حقيقة التقليد
حقيقة التقليد تطبيق العمل * على مقال الغير من دون خلل
وليس منه الاخذ بالقول بلا * فعل وان كان البنا ان يفعلا
ولا انعقاد القلب بالتصميم * على اتباع نهجه المرسوم
ومطلق الوفاق غير مجدي * ما لم يكن تطبيقه عن قصد
لو تحول رأي المجتهد
عن رأيه الأول لو تحولا * ذو الرأي واختار سواه بدلا
فالعمل السابق مرعي الأثر * ماض ولم يفسد بتغيير النظر
الا إذا بان بوجه قاطع * ان الذي مر خلاف الواقع
وتلحق الاعمال في المستقبل * بحكمه الأخير لا بالأول
هذا على تقدير ان يكونا * طريق كل منهما مظنونا
اما إذا كان الذي تقدما * من حكمه بالقطع قد تهدما
فلا ارتياب في فساد السابق * ونقضه قطعا بحكم اللاحق
وكل ما قد بنيت آثاره * على الدوام يثبت استمراره
فكل معمول به فيما سبق * باق ومعمول به فيما لحق
كالأثر الجاري على التأييد * من صيغ الايقاع والعقود
وكل امر ما له استقرار * بذاته ليس له استمرار
وربما يعطي ببعض الصور * حكم البقاء لبقاء الأثر
وفعله الأول عند العرف * لصدق عنوان الوقوع يكفي
وكلما يأتي يكون بالتبع * لان ما قد حقق الصدق وقع
فليس فيما هاهنا لما سبق * حكم وحكم آخر لما لحق
الا الذي جد من الأمور * فإنه يلحق بالأخير
وهكذا الباقي من الأعيان * يكون مشمولا لحكم الثاني
ما المراد بالأعلم
والأعلم الأوصل للحقيقة * ولو بحسن الذوق والسليقة
ووفرة اطلاعه وفضله * تنبي عن المطلوب عند جهله
وكم لهم للكشف عن معناه * عبارة والحق ما قلناه
الاحتياط
الاحتياط راجح مستحسن * سالكة من كل خوف يامن
حتى مع التكرار والإعادة * توصليا كان أم عباده
والقصد للفعل مع الرجاء * كاف لنيل القرب والحياء
والجزم بالنية لا يعتبر * عقلا ولا دل عليه أثر
تارك الاجتهاد والتقليد والاحتياط
من أهمل الطرق فلم يقلد * سواه في الرأي ولم يجتهد
(٢٩٥)

ولا على نهج احتياط قد سرى * مستدفعا بالاحتياط الضررا
فالعمل الصادر منه عاري * عن كل ما صح من الآثار
الا إذا وافق قصد الشارع * في ظاهر الاحكام أو في الواقع
ما يثبت به الاجتهاد وشروطه
تثبت بالبنية الشروط * عند اشتباه الامر والمشروط
اثنان في موارد الشهادة * أقلها والخير في الزيادة
ولم تفز بالنجح والقبول * الا إذا كانت من العدول
عن خبرة تشهد لا عن رجم * بالغيب من دون حصول العلم
بشرط ان ينتفي المعارض * لها والا حصل التناقض
وبالشياع حين لا يبقى معه * لسامع شك بما قد سمعه
وشاهد الوجدان خير شاهد * يجري عليه الحكم في الموارد
تستسلم النفس له وتذعن * ويطمئن جاشها وتسكن
ما تحرز به الفتوى
وتحرز الفتوى بكل ما سبق * أدلى به العقل أو الشرع نطق
وبالتلقي من فم المفتي ومن * مبلغ من الثقات مؤتمن
ومن كتاب صح عنه يعتمد * عليه للاخذ وللفتوى يعد
العدالة
العدل من لم يأت بالكبائر * عمدا ولم يصرر على الصغائر
عن قوة بها اتقى المحرما * واجتنب الآثام الا اللمما
معتصما من طارق العصيان * بذمة الاسلام والايمان
يجري عليه الحكم والتكليف * ويحسن الإنذار والتخويف
ولم تهن أركان تلك القوة * بما ينافي مقتضى المروة
الا على وجه بعيد في النظر * عليه لا يحسن تطبيق الخبر
انى وفي المباح لا يصاب * دين بتدنيس ولا يعاب
كبائر الآثام فيما لم ينص * عليه بالذات وبالذكر يخص
قد أحصيت بالبحث والتتبع * على اختلاف شانها في اربع
بكل ذنب موجب للنار * أو داخل في حيز الإنذار
أو كان مما أكبر الشرع أشد * أو ما به شهادة المرء ترد
ضوابط يمتاز ما قد كبرا * بهن عند الجهال مما صغرا
تلك العناوين بها تستعلم * موارد الذنوب إذ تستبهم
اما الذي نص على استعظامه * فغير محتاج إلى استعلامه
يدخل في حكم الكبير اعتزلا * عنهن أو في ضمنهن دخلا
ويلحق المشكوك بالصغير * عند حصول اللبس لا الكبير
فلم تكن بفعله تنهدم * عدالة المرء ولا تنثلم
الا إذا عليه بالفعل أصر * أو قد نوى العود بوجه معتبر
ومن أتى ما ينقض العدالة * ويقتضي عن حكمها انتقاله
ولم يكن براجع لربه * خوفا ولا بتائب من ذنبه
فإنه يحكم بالمروق * عن منهج العدل وبالفسوق
وترجع العدالة المنفية * ان بقيت قوته النفسية
إذا عن الفعل القبيح نزعا * وتاب عما قد جنى وارتجعا
ويعرف العدل بحسن الظاهر * من غير فتتيش عن السرائر
وحسبه الاطراء بالجميل * والخير في الحي وفي القبيل
مراثيه
قال الشيخ سليمان ظاهر يرثيه ويعزي عنه مؤلف الكتاب وأبناء
الفقيد:
اللعين عذر ان يجف معينها * وشرعة طه غاب عنها معينها
وعنها تخلى ابن الأمين وانه * كابائه آل الأمين أمينها
وما عن قلى عنها تخلى وقد طوى * الليالي والأيام وهو خدينها
رعى سربها حيث الرعاة لسربها * قليل بعين ليس تغفو جفونها
وما زال وضاحا بنور جبينه * كمنفلق الصبح المنير جبينها
ولكن من سود الرزايا بدائها * اليه مشت تحت الضراء منونها
فجذات يمين العلم في سيف غدرها * وما ان رعت قربى النبي يمينها
ويا ليتها شلت وبان ولم تصب * وتينا لقلب ابن النبي وتينها
كان الرزايا قد تالين حلفة * بان تشتفي من آل طه ضغونها
وما ان رأت الا بتفريق شملهم * تبر على مر الدهور يمينها
كان لها فيهم ديونا ولم تكن * لتقضي بغير الغدر فيهم ديونها
لهم مثلث في كل فج ومرصد * على ضغن حمر الرزايا وجونها
وما شحذ البيض الرقاق بواترا * إلى غير أبناء النبي قيونها
وللناس من عذب المشارع مورد * ولكن لابناء النبي اجونها
على أنهم ما كان الا إليهم * إذا اشتكت الدنيا اعتلالا ركونها
وما الحسن المفقود فردا وانما * قريش به مفقودة وبطونها
وان ندوات العلم غصت بشجوها * فان أنين الثاكلات أنينها
وكابد أدواء لو أن أخفها * أصاب رواسي الهضب ناءت متونها
ولو أنها لم تتخذ من ضلوعه * كمينا للاقى كل هول كمينها
ولاذت بها كالمستجير وبينت * له طعنة هيهات ينجو طعينها
وعالجها بالصبر حينا ومن ترى * يرد مناياه إذا حان حينها
وكاد عليه من أباطح مكة * يدك صفاها زفرة وحجونها
ولا بدع ان مادت جوانب عامل * أسى وتداعى سهلها وحزونها
فقد كان في علم وحلم وحكمة * وثاقب رأي ألمعي يصونها
وفي لجج الأهواء فهو لها إذا * طغت وارجحنت بالخطوب سفينها
وما العلماء العاملون لامة * أباح حماها الجهل الا حصونها
مشى نعيه في كل قطر وبلدة * ففاضت بمحمر الدموع عيونها
ومهما غلت تلك الدموع فإنه * قليل عليه ان يذال مصونها
وهل أيكة الا وكادت كآبة * على الحسن الزاكي تجف غصونها
شجا حسنا ان هان بالدين عصبة * ترى ان دنياها الدنية دينها
وناشئة ساءت باحكام شرعها * وقد صدفت عن وازعيه ظنونها
وأقصى أمانيها بمحدود عيشها * بأيامها خفض الحياة ولينها
وأما حياة الخلد فهي لديهم * أساطير لم يمح الشكوك يقينها
على أنها كالشمس ساطعة السنا * لو أن بصيرا منهم يستبينها
نمى حسنا أزكى البرية محتدا * وهم لشروح المكرمات متونها
ولم يتخذ الا تقى الله حلية * إذا زين اللبات يوما ثمينها
وما قيمة الأنساب مهما شات علا * إذ لم تكن تقوى الاله تزينها
وما اجتمعت الا اليه على هوى * وعن مقة بكر المعالي وعونه
ا ولم يحفل الدنيا وسيان عندها * هجان بنيها واللئيم هجينها
وكم من مساع للأنام بها وقد * تساوى لديهم غثها وسمينها
(٢٩٦)

وما هي في التحقيق الا رواية * وما صرع الألباب الا مجونها
وكيف لها يهوى الحكيم وقد غدا * سواء بها عز الحياة وهونها
وما شان دنيا في سبيل اصطفائها * تنازعها مأمونها وأمينها
وطائعها لاقى من الخسف ضعف ما * تجرعه من قبله مستعينها
تضيق بصدر المالكين ولم تضق * بساكنها هند البلاد وصينها
على أن عقبى كل نفس قرارة * يطول بها تهجاعها وسكونها
على الحسن الثاوي بأكرم بقعة * يغاديه من غر الغوادي هتونها
يحيى وحيدا في ثراه كأنما * به أغلقت من بعد لي رهونها
كان غوالي المسك ساطعة الشذى * ونافح جنات المهيمن طينها
وتنظم من حصباء قبر له انطوى * تنافس فيه لؤلؤ البحر عينها
فيا لثرى فيه انطوى يوم طيه * أبي قريش ذو الفقار بطينها
عزيز علينا ان يوارى بحفرة * كثير على مر الليالي قطينها
تكاد على المحدود من جنباتها * تحطم من شمس القرون قرونها
على أنها فيه لا طيب حفرة * وأنى وقد سامى النجوم دفينها
سيكثر من غر القوافي على الذي * أقيم به صرح القوافي حنينها
لها رقة الماء الزلال وانما * لحون الحمام الساجعات لحونها
وان تظلم الدنيا على حسن أسى * ففي محسن تنجاب عنها دجونها
اما علوم العصر طرا قد انتهت * اليه وألقت بالزمام فنونها
وفيه قد اعتزت شريعة احمد * و نيطت به احكامها وشؤونها
وعاملة لولا فضائل محسن * وغر مساعيه لجن جنونها
ففيه لها السلوان عن كل راحل * ولولاه لم يلف السلو حزينها
ولولا بنوه لاستمرت تقيمها * وتقعدها أحزانها وشجونها
يمينا لابناء الأمين لعامل * جبال حلوم لا يخف رصينها
وأدراعها في كل خطب ولم يكن * يفل على مس الخطوب حصينها
وكل على ادراكها شاو غاية * يقصر عنها السابقون ضمينها
فصبرا فما فيكم إذ حل فادح * تخف له الأحلام الا ركينها
ولا زال من غر الملائك مهديا * إلى حسن لطف الاله أمينها
وقال الشيخ خليل مغنية يرثيه * ويعزي عنه مؤلف الكتاب:
نظمت درر مدائحي بعلاكا * ورجعت أنثره أسى برثاكا
بيني وبين الشعر جفوة تارك * ما ان رجعت لنظمه لولاكا
فإذا مدحت فأنت وجهة مدحتي * وإذا رثيت فما عنيت سواكا
ذي نكبة نزلت بعليا هاشم * هوجاء روع وقعها الأملاكا
أبكت بفعلتها النبي محمدا * ورمت بفتكتها الوصي أباكا
هذا النظيم مدامع من ناظر * في هامة الشرف الرفيع رآكا
وبقية من فكرة منهوبة * أودى بها الناعي غداة نعاكا
ساد الذهول فذاك يسال من نعى * ويخاف هذا ان يكون عناكا
ووقفت وقفة عارف ان الردى * ما راح يقصد مذ رمى الاكا
في ذمة الأيام سهم صائب * أنت المراد به وما أخطاكا
ما كنت أول راحل لكنما * قد حل رزؤك إذ سما معناكا
في كل قطر ماتم ومناحة * يبكي عظيما في الخطوب دهاكا
هذي وفودك للحمى سباقة * جاءت تدير شؤونها بحماكا
نظر الردى للناس نظرة ناقد * ورآك واحدهم علا فطواكا
أسرعت بالترحال حيث تعلقت * آمال نفسك بالنعيم هناكا
وأنفت من هذي الدنى أذانها * تذوي الزهور وتنعش الأشواكا
وتحل جاهلها محلة عارف * هذا يؤخر والمقدم ذاكا
يا أيها الساري رويدك بالخطى * ترك الجميع بدهشة مسراكا
لاذ الأنام من المصاب بعيلم * جعل المحل لقدره الأفلاكا
يا حجة الاسلام كل شاخص * في ناظريه كليهما لبقاكا
أما الكمال فأنت بدر سمائه * يجلو الدجى عنها بهي سناكا
أعوام عمرك كلها فواحة * بالطيب ما مس المعيب رداكا
في صفحة التاريخ ذكرك خالد * تتلى بها آي الثنا لعلاكا
فلم يخلد في الطروس ماثرا * فيها يشع ضياؤها وضياكا
وتقاك أنوار الصباح صفاؤه * مثل سرى في المتقين تقاكا
وإذا رآك الطرف أغضى هيبة * وأفاض من نور الهدى مرآكا
والله أعلم حيث يجعل عهده * عهد به في المسلمين حباكا
وقال بعض العامليين يرثيه ويعزي عنه مؤلف الكتاب وأبناء الفقيد
واخاه:
لا الرزء كم فمي ولا الناعي نعى * حسبي وحسبك ان أقول وتسمعا
انا في الأسئار وأنت فيه فأينا * أقوى على الشكوى وأفصح مدمعا
يا غائر العينين في قلب الثرى * أحكمت درسك شاعرا ومشرعا
سبعون عاما من سنيك تصرمت * ملأى الليالي خشية وتضرعا
تمسي وتصبح لا يراك رقيبها * الا إلى أسبابه متطلعا
لو تفصح الأيدي التي عفرتها * بتراب قبرك لاستحالت أدمعا
وبكت على مثواك أكرم من قضى * خمسين عاما في ذويه مضيعا
يا أيها الحسن الزكي ألم تمت * حتى رأيت ديار قومك بلقعا
عاث الغريب بها ولم يك أولا * ومشى الخراب لها ولم يك أفظعا
ان العدو هو الذي عاف الحمى * فعفا واهمل صرحه فتزعزعا
دانت بلادك للهوان فأسلمت * للعابثين كيانها فتضعضعا
عنها ستنام حماتها ورعاتها * فغدت لشذاذ البرية مرتعا
كم صفحة حبرت كان ولم يزل * وجه الزمان بها الأغر الأنصعا
تدعو بلادك للحياة مجاهدا * وتحث قومك للجهاد مقرعا
لكن صوتك قد تلاشى في الأولى * لم يسمعوا الا العبيط الارقعا
لو أنصفوا لم يمش غيرك قائدا * فيهم ولم يك غير بيتك مفزعا
كم ذا هززت بني أبيك محاذرا * ان لا تكون بهم رماحك شرعا
هيهات فات الصم ان يتحسسوا * من فيك ما يهب الحجارة مسمعا
قوم أبوا الا الخضوع لمن غدا * جهد التفوق فيه ان يتنطعا
أو من يروع إذا تنزى ثعلبا * وينق ان صعد المنابر ضفدعا
ايه أبا الشرف الصميم تصدعت * أركانه ما شئت ان تتصدعا
كنت الحريص على الصلات تشده * طوعا إليك حذار ان يتقطعا
يا ويح هذا المجد أفلت حبله * وانحط من علياه أجذم اقطعا
تتساءل الأيام بعد هبوطه * عمن يقيه أو يقول له: لعا
كنت الأشم الأنف وحدك بيننا * واندق بعدك كل انف أجدعا
ما كان قلب أخيك موسى واحدا * بالرزء فيك ولا أشد تفجعا
موسى أبا الصبر الجميل تقصفت * صم الصياخد تحت رزئك اضلاعا
ما ودع الحسن الأمين بلاده * لكن أحسن كل شئ ودعا
ليت الدموع وقد توارى خلفها * أوحت إلى الربان ان لا يقلعا
من ذا يبلغ جفن هاشم عبرتي * ويصب في شفتيه كاسي المترعا
ويبث شقراء الحبيبة لوعة * كابدت منها ما يقض المضجعا
(٢٩٧)

ويطوف حول بيوت هاشم ناشدا * للشمس بعد اولي الفضائل مطلعا
اني لأبصر كل وجه معرق * فيها يطالعني بهيما اسفعا
حتى كان النور لم يك واحدا * منهم تولد بينهم وترعرعا
أواه يا شقراء بالله أصدقي * أفقدت أقمار الدجنة أجمعا
أين الذي نصب الضيافة والذي * شحذ اليراعة هل فقدتهما معا
شقراء يا بلد الصباحة ما الذي * ازرى بها فلبست هذا البرقعا
يا مطلع الأقمار كيف لفظتهم * فجفوا سماءك آفلا ومودعا
من ذا يعزيني فلست بواجد * غيري أمض بما لقيت وأوجعا
أأبا محمد والشام خليقة * بك أن تكون لرائديها المرجعا
يا عاقدا للحق فوق جبينه * تاجا بحبات القلوب مرصعا
آمنت أنك بعد طه لم تكن * الا خليفته البطين الأنزعا
شقراء منبتك الأصيل تظلمت * لك ان دهى فيها المصيف المربعا
حتى إذا فارقت أهليها غدت * عطنا وبيا لن يقر ويهجعا
يا أيها الباكون بالله اذكروا * في مصر وجها بالدموع مقنعا
يتنقص الأيام وهي تزيده * في كل يوم للأحبة مصرعا
غفرانك اللهم لم يبق الأسى * للصبر في قوس التجمل منزعا
وقال السيد موسى أخو الفقيد يرثيه:
بين سحب الحيا وسحب الدموع * قد مشينا في موكب التشييع
معصرات تمدها معصرات * من فؤاد وار وبرق لموع
قد شهدنا الطوفان والفلك تجري * وهي نعش في موجها المدفوع
فكانا من برقها في سيوف * وكانا من ودقها في دروع
أعجلتنا ونحن نمشي الهوينا * فمشينا مشي البطئ السريع
حالفتنا على الوفاء فسارت * في ركاب الزكي للتوديع
وإلى رمسه حثثنا ولكن * لقطيع مشرد عن قطيع
لو تراني وقد وقفت عليه * خاشع الطرف كيف كان خشوعي
اسال الذاهبين أين استهلوا * أيها الذاهبون هل من رجوع
واجيل الالحاظ وهي دوام * في مجال من البكاء وسيع
وأطيل الشكوى وما أنا شاك * غير تفريق شملنا المجموع
صدعته يد الحوادث حتى * لم نجد رائبا لتلك الصدوع
يا فقيد الايمان والعلم والفضل * معا والتقى وفرط الخشوع
نم مهنا فما الوساد وسادي * يوم بنتم ولا الهجوع هجوعي
وعلى رمسك الطهور سلام * وبودي لو كان بين ضلوعي
وقال السيد عبد المطلب الأمين ولد مؤلف الكتاب:
مهج مرن على الأسى وعلى الصدا * قم عز فاطمة وعز محمدا
قم عز هاشم والحسين وزينبا * وعلي بالحسن الزكي وبالندى
ذكر الفواطم يوم غبت بكربلا * جثمان جدك بالعراء موسدا
فبكين واستعبرن هذي سنة * قد شاءها التاريخ ان تتجددا
يقضي الحسين بكل عصر ظاميا * ويزيد يحكم في الرقاب مسودا
ولكل عصر ثورة وضحية * ومجازر فيها حسين استشهدا
عماه يا قمر الندي وانسه * قد اظلم النادي وبدرك ما بدا
ذاك الحديث العذب تهزأ بالطلي * كاساته أو بالهزار مغردا
وجدي عليك كفيض علمك زاخر * هتان دمعي فيك ما سمع الندا
خل الدموع وشأنها كم دمعة * حلت أسار القلب مما قيدا
جمعت فأوعت فالبلاغة نفحة * من فيضها والشعر منها أرفدا
لا تنكروا في الدمع غصة شاعر * كم شاعر سكب الدموع تمردا
لهفي على الخلق الوديع وحكة * الشاعرية من معازفها صدا
وشمائل هي والربيع توائم * سكر الشذا من عرفها وندى الندا
هي في شفاهك حكمة علوية * وعلى لسانك رحمة تسع الهدى
الشعر بعض اقاحها وورودها * والعلم ينهل من علاها الموردا
صور من المثل العلية كنتها * بخل الزمان بمن بهن تفردا
ومضت حياتك كالشعاع نقاوة * وكخفقة الشفق الندي توردا
وكبسمة العذراء طهرا نيرا * وكشدوة الحادي المجلجل إذ شدا
نسج العفاف برودها فبدت لنا * بيضاء ما مس الخبيث بها الردا
وسما الاباء بها إلى كنف السما * فعلا النجوم بها وجاز الفرقدا
ورضيت بالحرمان لم تسلك إلى * سبل الدنية غاية أو مقصدا
عرش الكرامة ما رضيت بغيره * عرشا فكنت به المليك السيدا
قل للأولى باعوا بأرخص ما اقتنوا * ثوب الكرامة واستكانوا للعدى
ما كان أحوجهم وهم في غيهم * لشعاع روحك ناقدا ومفندا
عماه طال بنا السرى في مهمة * ثمل الضلال به فجن وعربدا
دنيا على الخب اللئيم رحيبة * وعلى الكريم السمح ضاق بها المدى
الري والشبع الحرام لمتخم * ولمهجة العافي المجاعة والصدا
عماه لو ملك المحب لك الفدا * هان الفداء له وعز المفتدي
وقال السيد امين احمد الحسيني يرثيه ويعزي عنه مؤلف الكتاب
وأولاد الفقيد واخاه:
أدمع العين جرت محمرة * عن فؤاد ذائب محترق
يا لها من نكبة في الدين قد * تركت قلب الهدى في قلق
عمت الغرب على انحائه * مثلما عمت جهات المشرق
عاملا خصت وعمت غيره * بالأسى من مشئم أو معرق
والعقول العشر ضلت نهجها * واغتدت من امرها في مازق
نكبة قد نزلت ارزاؤها * بالامام الحسن البر التقي
بحر علم زاخر بدر هدى * غيث جود هامر مندفق
مذ رأى أن غمر الناس البلا * واضمحل الدين واستولى الشقي
زم عن هذي الدنا مرتحلا * ودعا يا نفس بالله الحقي
فاصطفاه ربه مرتقيا * فهو نعم المصطفى والمرتقي
خيف ان تغلق أبواب الهدى * والورى تمسي بجهل مطبق
كيف والمحسن من أبوابه * باب رشد وهدى لم يغلق
لم تكن غاليت فيه ان تقل * مثله في خلقه لم يخلق
حاملا أثقاله مجتهدا * وسواه حمله لم يطق
وثق الخلق بفضل حازه * بسوى هدي له لم تثق
فعليه علقت آمالها * بسواه ابدا لم تعلق
لا تقسه بسواه فمتى * ربوه قيست بطود في الرقي
ومتى قيس هجين ضالع * يوم سبق بالجياد السبق
فجياد الخيل يوما ان جرت * في مجاري حلبة لم تلحق
وضياء الشمس لا يمنعه * عارض معترض في الأفق
قصبات السبق قد أحرزها * في ميادين العلى لم يسبق
فهو نور الله في الأرض به * ابدا يجلى ظلام الغسق
(٢٩٨)

بغية الطالب مصباح الهدى * منتهى التقوى ونهج المتقي
بحر علم زاخر لا يختشى * قبضه عن ناهل أو مستقي
وبه التاريخ والفقه انجلى * نهجه بالاجتهاد المطلق
لا نرى بين الورى مشبهة * لا ورب البيت رب الفلق
ملأ العالم علما وهدى * بيراع ولسان ذلق
ضاع في الارجاء طيبا عرفه * قم تضوع عرفه وانتشق
أنتم آل الأمين النجبا * معدن الفضل غنى للمملق
ولنا عمن فقدنا سلوة * غر أبناء كرام الخلق
احمد ثم علي هاشم * سلكوا نهج العلى في نسق
وبموسى سلوة عن صنوه * ساعد زين بأبهى مرفق
حجة الله عزاء أنتم * خلف عمن مضى فيمن بقي
رمسه حياك وسمي الرضا * عنك لم يبرح ولم ينطلق
وقال السيد امين المقدم الذكر وتليت في سابع الوفاة:
أي رزء وافت به الأنباء * من اساه كادت تمور السماء
نغص العيش والحياة شجاه * فعلى هذه الحياة العفاء
وتعامى على العقول هداها * ما درت ما الهدى ولا الاهتداء
ثلمة في الاسلام ليس لها سد * ورزء هانت به الارزاء
مذ أصات النعي بالحسن الزاكي * فعز العزا وعم البلاء
فبكاه الهدى وشرعة طه * وعلى مثله يحق البكاء
لا تقل ليته وقل ليت نفسي * ونفوس الورى لديه الفداء
طود حلم وبحر علم وجود * لظوامي القلوب منه ارتواء
عثرة للزمان بكر فيها * ضاق منها على الأنام الفضاء
كاد يقضى على البرية حزنا * وعلى شرعة النبي القضاء
روعت قلب محسن وذويه * بل هم والأنام فيها سواء
فعزاء يا حجة الله فينا * ولكم بعده يطول البقاء
أين من كان في الأنام وفيا * حينما قل في الأنام الوفاء
خصه الله ربه بصفات * قد تعالت فما إليها ارتقاء
جامع أكمل الصفات وأعلا * ها فقل في صفاته ما تشاء
عفة في تواضع حسن خلق * وجلال وعزة وإباء
وسقى الله رمسه فيض عفو * ما تبدت للناظرين ذكاء
وقال الأستاذ إبراهيم فران:
أمة كنت حصنها في البلاء * هي أحرى بموجعات الرثاء
وزمان شرفته لجدير * مذ تواريت بالأسى والبكاء
كنت في ثغره ابتسامة طهر * وعلى وجهه رفيق بهاء
كنت فيه قصيدة في فم الحق * تسامت كغر آي السماء
أسبغ الله فوقها روحه السامي * فجاءت قدسية الايحاء
تدع الفن والجمال حسيرين * بدنيا من المعاني الوضاء
يا لواء الهدى تألق بالنور * لصرعى الضلالة العمياء
أين منه صفاء نفسك يجلو * كربة العالمين في الباساء
أين منه جلال علمك ياسو * قلبه عند سورة الادواء
أين منه مضاء عزمك يحكي * صولة الأسد في المضا والضراء
يا سليل الأطهار من عترة الزهراء * أعظم بعترة الزهراء
المنيرين حالكات الليالي * بسنا المجد من دم الشهداء
والمثيرين في الوجود على الظلم * أعاصير ثورة الكبرياء
أشرعوا راية الشهادة حمراء * فكانوا في الأرض معنى الفداء
واعزوا الحياة في كل جيل * هزه منهم رفيع النداء
هم وقاء النفوس من عمه الياس * وفي الهوى وذل الشقاء
هم شفاء القلوب من وهن الجبن * إذا ما استبيح قدس الاباء
هم دليل الورى إلى ذروات العز * ريان من سلاف البقاء
يا سليل الأطهار قم وتحدث * عن فلسطين مسرح الارزاء
عن جهاد مزيف في حماها * يتندى منه جبين الحياء
ضيعتها شعوب يعرب في ليل * اصطدام الأطماع والأهواء
ضيعتها غداة لم ترع عهدا * لضحايا بدر ولا كربلاء
لهف نفسي على تراث شعوب * مزقته عواصف البغضاء
أقلقت مضجع المرأة منها * سورة الحقد واعتساف القضاء
عزة النفس أين تبدو وهل يبقى * لدينا منها سوى الأشلاء
والاباء العصي أين تولى * وانطفأ نور وجهه الوضاء
كلمات غدت كاطلال سعدى * حومت فوقها طيور الشقاء
موحشات عدت عليها ومارقت * عواد من البلى والفناء
تشتكي لوعة الأسى ببيان * لم تجده قرائح الشعراء
يا أبا الهاشمين أكرم بمن ير * عون عهد الاباء للأبناء
هم لنا منك مورد الشوق كالسبطين * كانا من خاتم الأنبياء
فزعت بعدك الأماني والآمال * تسعى لسيد العلماء
محسن القول والفعال عماد الدين * راقي مدارج العلياء
سدة الاجتهاد أعظم به حبرا * وبند الجهاد والإفتاء
بين جنبيه للعلوم خضم * مترامي الأطراف رحب الفضاء
زاخر جللت حواشيه الزهراء * روح الشريعة الغراء
لجج الحق فيه والحكمة الغراء * تترى صخابة الأصداء
في ثنايا هديره روعة يخطر * فيها جلال وحي السماء
وقال الشيخ محمد علي ناصر:
نعاه لي الناعي فبت لما بيا * اقلب طرفي موجع القلب باكيا
ولما رأيت الدمع جفت شؤونه * لما نالني استبكيت عني القوافيا
وما كل ثاو يجمل الحزن والبكا * على فقده أو ان نجيد المراثيا
نعم يجمل الحزن الطويل لراحل * دعا لرشاد أو بنى المجد عاليا
قضى الحسن الزاكي ففي كل مهجة * جراحات لا نلفي لها الدهر آسيا
لقد كان للدين الحنيف مؤيدا * ونورا لضلال المحجة هاديا
وقد عاش عمرا لم تدنس رداءه * بأدناسها الدنيا تقيا وزاكيا
قضى عمره يدعو إلى الدين والعلى * فأرضى بذاك الله ثم المعاليا
وما مات حتى خلد الدهر ذكره * جميلا على مر الجديدين باقيا
طواه الردى عضبا مع الحق صارما * وبحرا خضما بالمعارف طاميا
تسربل برد الفخر طول حياته * فلم يلف إلا بالمفاخر حاليا
وكان لدين الله كهفا وحاميا * بعصر ضلال لم يجد فيه حاميا
ترفع عن أطماع دنيا بدت له سرابا تراءى في المفاوز نائيا
رأى انها تمضي كأحلام نائم * وبالشر لا تزداد الا تماديا
فراح إلى الأخرى لينعم تاركا * لنا سيرة كالمسك ينفح ذاكيا
عيينا فلم نعرف لداء أصابه * دواء وهل نلفى من الموت شافيا
(٢٩٩)

ولو يفتدى هان الفداء بما غلا * وعز لو أن الموت يقبل فاديا
تردى ثياب الموت من بعد ما ارتدى * من الحمد ثوبا طاهر الذيل ضافيا
مضى طاهر الاردان خير مشيع * وأكرم ميت بات في الترب ثاويا
رثيت حياة ملؤها الفضل والتقى * وخير فتى يهدي إلى الله داعيا
وأورع من أدى أمانة ربه * وقد مات مرضيا وقد بات راضيا
وعزيت حبر الأمة المحسن الذي * بعلياه لا يزداد الا تساميا
إذا ما جرى في حلبة الفضل باحثا * يحوز بميدان الرهان الجوازيا
وان رام حلا للمشاكل كاتبا * تفجر ينبوعا من العلم صافيا
واما ذكرنا سعيه وجهاده * شكرنا له فيما أفاد المساعيا
وعزيت من آل الأمين أفاضلا * وخيرة شبان تضاهي الدراريا
عزاء بني المجد التليد فإننا * بدار نرى فيها المنايا أمانيا
وان لكم في جدكم خير أسوة * ومن ذا الذي يبقى فيفني اللياليا
سقى الله قبرا نام فيه موسدا * أبو أحمد غيثا من المزن هاميا
ولا زال طيب الخلد ينفح رائحا * عليه جزاء لا يمل وغاديا
وقال الشيخ محيي الدين شمس الدين من قصيدة:
يا صفوة الأمجاد من عمرو العلى * عمرو العلى لك في أسى وتفجع
لله يومك ما امضى فإنه * لم يبق للباساء من متوقع
القى على الآفاق في رأد الضحى * ليلا وقال لشمسها لا تطلعي
فغدا الأنام لعظم ما قد نابهم * من دهشة في وهدة المتسكع
يتضورون كأنما احشاؤهم * مما ألم بهم تحز بمبضع
صدعت ذراك يد المنون فصدعت * قلب الهدى والدين اي تصدع
لفت لواء المجد وهو مرفرف * فبكى الجلال وقال يا عين أدمعي
يتهافتون على سريرك ولها * حمر الدموع بلوعة وتوجع
حملوا به العلم المبجل والهدى * والدين والتقوى وعزم الأروع
والحلم والخلق الكريم وقدوة * العلماء في زهد وحسن تورع
حملوا به الحسن الزكي المجتبى * وابن البتولة ذا المقام الأرفع
من كان للشرع الشريف عماده * ومناره الهادي بليل اسفع
نظروا فما وجدوا نظيرك فيهم * ان حل خطب كان أعظم مرجع
يزهو به النادي بيوم تفاخر * ويبذ كل مفوه أو مصقع
مترفع عما يشين نزاهة * بسوى التقى والفضل لم يتلفع
غير الامام المحسن العلم الذي * هو للشريعة خير كهف امنع
علامة الدنيا وخير مقدم * حيث الأنام تجمعت في مجمع
فلنا السلو به على طول المدى * من بعد فقدك يا اجل مشيع
وبمفخر الجيل المثقف احمد السامي * وصنويه البدور الطلع
أشبالك الغر الأباة فإنهم * آساد غيل أروع من أروع
وقال السيد علي إبراهيم الحسيني:
عثر الزمان فلم يفد قولي نعا * ومضى بفخر الدين والدنيا معا
فكان سر الروح فيه مخصص * أضفى الجلال على الصفات ووزعا
سر يحار العبقري بفهمه * ويراه في ثوب الغموض ملفعا
ان حل في شخص زكا وتألقت * آياته وبكل فضل أبدعا
ويشيع بالنفس الجمال فلا ترى * فيها لغير الأريحية موضعا
عجبا لامر الفكر تصرعه الرؤى * ويحب دوما ان يطل فيصرعا
ما انفك يجري في مجال متعب * يسعى فيعجز بالطريق إذا سعى
شكلين يبصر في جمال رائع * والطيب حل بواحد فتضوعا
للروح دنيا من جمال غامض * حسب المفكر ان يحس ويخشعا
هل ينفع الكلم البليغ بماتم * عرض المآسي والمصائب أجمعا
واتى بها دهياء تعصف بالحمى * وتحيل ربع الألمعية بلقعا
فقد الأئمة بالأمين مبرزا * مثلا فريدا للفضائل مرجعا
مثلا فريدا في الحياة ترفعت * أطماعه عنها فكان الأرفعا
أحيا المبادئ في جهاد مخلص * ورعى الأنام فلم يضيع ما رعى
ما ذا يحدث شاعر ومن الوفا * للشعر ان تهمي البلاغة أدمعا
عفوا أمير القول لم يبق الأسى * جلدا لتستوحي البليغ الأروعا
حسب القوافي الخالدات شواردا * نظمت روض الفن فيها أينعا
والعلم يكفيه رسائلك التي * أبقتك حيا لن تغيب لترجعا
لهفي على غر الوجوه تتابعوا * سرعى ومن قصد السعادة أسرعا
كانوا الأهلة للبلاد وعهدهم * بالعدل والخيرات فيهم امرعا
لما رأوا قيم الحياة تبدلت * تخذوا باكناف المهيمن مجمعا
وقال الشاعر بولس سلامة يرثيه ويشير إلى الأبيات المتقدمة التي قالها
فيه:
ذكرتني يا صفوة الأكرمين * وأنت في كف المنايا رهين
على سرير ان فولاذه * وصدرك المئناف يخفي الأنين
شيمة أهل البيت ان يصبروا * بجدهم أمثولة الصابرين
جمع آي الخلق في صدره * وزفها نورا إلى العالمين
شطر أضاء الكون لألاؤه * وشطره الأوفى نصيب البنين
يا موئل التقوى ولو وزعت * لاستيقظ الايمان في الملحدين
عشت رفيع الرأس لم تحنه * الا امام الهدى في الساجدين
كجدك السجاد سبط العلي * زين التقى والزهد والعابدين
يلقى هشاما غير مستسلم * كالشمس علوي السني والجبين
يا أهل بين المصطفى طيبكم * يزداد فوحا بازدياد السنين
نهلتم الحكمة من نبعها * ومن أمير الضاد والمؤمنين
نزل بعد الوحي تنزيله * نثر اللآلي في البيان الرصين
يزيدها كر المدى جدة * وكلما تقادمت تستبين
فاعجب لارث من كنوز النهى * فيه النصارى تزحم المسلمين
يا ذاهبا اقفر منه الحمى * وحل يمنا في ثرى الراقدين
بهظت ميزان العلى راجحا * برا فمالت كفة الخيرين
وهللت روح الشهيد الذي * بالطف ما بين الرضى والحنين
حفاوة الأسد بأشبالها * شريفة عادت لمجد العرين
علا م سكب الدمع ان ترتحل * في غربة جارت على المبعدين
أهواؤها شر وأفراحها * وهم وصدر الحق فيها طعين
ينعم فيها الذئب أو جاهل * يبقى برغم النفس ماء وطين
روحك جازت سدرة المنتهى * ورصعت برديك شمس اليقين
شربت من كأس الرحيق التي * أدارها الساقي على الخالدين
جبريل لم ينكر عبيق الشذا * وطالما كان الرفيق الخدين
تنسم المعراج والمصطفى * ومنحنى بدر وسيفا متين
فقرب السبط إلى ربه * وعز في دار النعيم الأمين
وقال الشاعر عبد الحسين عبد الله:
(٣٠٠)

حبست عليك الدمع استلهم الشعرا * فحيرتني في الخطب أيهما أحرى
إذا جئت استوحي القوافي تساقطت * على مدمع يجري على كبد حرى
كأني بين الدمع حين لحمتها * وقفيت أبياتي عبرت بها بحرا
وفي الشعر عبر الدمع للقلب سلوة * فيا طالما أطفأت في حرها جمرا
بخطبك لا دمعي ولا الشعر نافع * فأيهما استنجدت لا ألهم الصبرا
مصائب هذا الدهر كثر وشرها * سهام من الأيام تستهدف الحرا
طواك الردى سيفا من الحق مصلتا * ولف بك الاخلاق والحجة الكبرى
مشيت على السبعين تفتر زهرة * وتنقض في أفق العلى والابا حضرا
تضرت وجوه من جلال وهيبة * ووجهك بالايمان يزهو ولا يضرى
وضل ذوو فضل وبيعت ضمائر * وأعرضت لم تقبل وكم عرضوا سعرا
أبت لك نفس الحر من آل هاشم * كغيرك ان ترضى لذي سلطة امرا
إذا العلم لم يصحب نفوسا أبية * رأيت ديار العلم من أهلها قفرا
مشى الجبل المحزون في الخطب واجما * وقد نشر الناعي بانحائه الذعرا
فقد كنت في سود الليالي منارة * له وبيوم الحادثات أبا برا
تخفف بلواه وتأسو جراحه وتكشف * عنه الضيم ما اسطعت والضرا
وتغضب والأيام جارت صروفها * وجيش العدا في ارضنا ممعنا غدرا
نكاد بغالي النفس نمشي إلى الوغى * ونقذف فيها القوم قنبلة حمرا
ويؤلمك الشعب الذي نام للأذى * وما حركته نكبة تصدع الصخرا
ونادت فلسطين فأوقر سمعه * والقى على عينيه من دونها سترا
رأيتك تبغي الخير في كل مقصد * كأنك لا تدري ولا تعرف الشرا
حياة من الاصلاح والخير صفحة * تظل على الأيام عابقة عطرا
بها ينتحي طرق الهدى كل ضائع * ويلمح من أضوائها الشمس والبدرا
غشين خضم العلم تكشف سره * فلم تبعد المرمى ولم تخطئ السرا
وما كل سار فاز بالقصد والمنى * ولا كل غواص به يدرك الدرا
لئن كان عمر المرء بالفضل والتقى * فأنت برغم الموت أطولهم عمرا
ماثرك الغراء ما لي وحصرها * ومن يستطع ان يحصر الأنجم الزهراء
عسى هذه الفتيان من آل هاشم * تسير على نهج خططت به سطرا
ومن منهم أولى بمجد ورفعة * وبالخطة المثلى وبالشيم الغرا
وقفت حيال القبر أرثيك خاشعا * وغالبت أحزاني فانظمها شعرا
إذا الشعر لم يبلغ مداك بيانه * وقصر عن معناك أسألك العذرا
فما جئت في شعري أوفيك حقه * علي ولا أسدي إليك به شكرا
عرفتك تأتي الخير عفوا وشيمة * فلا تبتغي حمدا عليه ولا أجرا
ولكنني أرثيك للعلم والتقى * وابكي بك الاخلاق والنبل والطهرا
وقال الشاعر موسى الزين شرارة:
قدر رمى ما أخطأ العلياء * بسهامه والشرعة الغراء
ابكى رسول الله في جناته * وأبا تراب وروع الزهراء
يا ليته أخطى الزكي وليته * منا أصاب القلب والاحشاء
يا راحلا عنا وكان لكلنا * كهفا لدى الجلى وكان رجاء
ان انس لا انسى حنانا وارفا * فياتنا وأياديا بيضاء
أيام كنا بين أهلينا وفي * أوطاننا وديارنا غرباء
أيام صحنا لا نريد بأرضنا * أو في ديار جدودنا دخلاء
فإذا بنا نمشي وكل ذنوبنا * بغض العدو لأهلنا أعداء
فوقفت وقفة هاشمي مخلص * وقمعت تلك الفتنة العمياء
ورفعت للاخلاص رغم عدوه * وهو الدخيل الأجنبي لواء
كنت الملاذ وكان وجهك ان دجا * ليل الخطوب هداية وسناء
كنت الغضنفر نجدة وحمية * عند الشدائد والحسام مضاء
اشبهت جدك جرأة وصراحة * ومروءة وشجاعة وإباء
اني أرى الدنيا وقد وارى الثرى * ذاك المحيا ظلمة سوداء
يدمي فؤادي ان شعرا طالما * لعلاك صاع النيرات ثناء
وبخلقك السامي وهديك والعلى * ملأ البوادي بهجة وغناء
يمسي على رغمي حزينا راثيا * وغناه يمسى أدمعا وبكاء
رحماك هبني من رحيقك قطرة * علوية لأقول فيك رثاء
أو من جناحك ريشة يسمو بها * شعري فيصبح للقريض سماء
يا دهر ما لك للعلى وبني العلى * ابدا تكن الحقد والبغضاء
ولحرب آل محمد دون الورى * تزجي الخطوب وتحشد الارزاء
ألأنهم نور وطرفك أرمد * والنور يؤذي المقلة الرمداء
أعلنت حربك حاشدا لقتالهم * نوبا تخر لها الجبال عياء
يا ليتها كانت يمينك مذ رمت * قلب الهداية والهدى شلاء
لم تشف حقدك كربلاء وأوجه * بذت ذكاء رونقا وبهاء
وضياغم من هاشم وردوا الردى * عذبا على ظما وعافوا الماء
هادن وكن حرا برغمك مرة * احرارنا والصيد والنبلاء
وقال الأديب احمد حجازي:
يومان لم يبقيا صبرا ولا جلدا * ولا حجى فينير السبل أو رشدا
يوم به قصرت منا صوالجة * عن دفع عاد على حق الحياة عدا
وفيه أصبحت التيجان كاسفة * ولم تعد لخطب طارئ عددا
واي تاج من التيجان رصعه * عز وقد بات رأيا قاصرا ويدا
ويوم قوض ركب المجتبى حسن * مغادرا شمل دين المصطفى بددا
إلى ظلال بها الأبرار راتعة * وخير عقبى بها الرحمن قد وعدا
إلى جوار سفير الله احمد من * لولاه ما سطعت تالله شمس هدى
شدت أواصر قرباه بنبعته * فزاد حظا على حظ له عقدا
وقد تخلق من اسمى خلائقه * فكان من خير من أسدوا الحياة يدا
علم خلا من تهاويل مروعة * وطهر نفس بها ما ان ترى اودا
ومن شمائل أمثال النسيم وقد * جر الذيول على الأوراد غب ندى
وما حكته ليوث الغاب في شمم * ولا إباء إذا ما غيلها قصدا
يبدد الحيرة الرعناء ما دهمت * بنور رأي عن الايحاء ما بعدا
كأنما الغيب مكشوف لديه فلا * يضل قصدا سويا فيه أو رشدا
طيف الحياة بمهد طاب مضجعه * على حداء به ركب الحياة حدا
كنت الهناء وما طالت لذاذته * لذاذة دونها السلسال يوم صدى
ورجع أغرودة لذت وقد نصتت * أذن الحياة بها شادي الوجود شدا
يا من ظعنت ولم تدنس مازره * والعصر حاشا فرادى فيه قد فسدا
لو ينظم الدمع وهو القلب ذاب أسى * شعرا بيومك ما وفى الذي قصدا
ان ضم جسمك لحد طاب من نزل * فان شخصك بالاحشاء قد لحدا
وقال السيد محمد نجيب فضل الله الحسني من قصيدة:
عصفت بهاشم والفواطم صرخة * فإذا البلاد نواكس الاعلام
وتناولت كف المنية همة * شهدت لها الأحرار بالاقدام
(٣٠١)

كرمت بك الاخلاق فهي شريعة * للواردين ولج بحر طامي
شرف كعرنين الصباح إذا انتمى * غطى بسؤدده على الأيام
علم وهدي ألفا وتآخيا * ولرب علم طائش الأحلام
أدب كينبوع الصفا لما جرى * ضحكت له الأزهار في الأكمام
في المحض من عمرو العلى من عصبة * مفطومة عن زلة الاقدام
كنت المفيد بنا وكنت المرتضى * علم الهدى بالنقض والابرام
أمعارج الاسراء في ساداتنا * جددت فينا هزة الآلام
كنا نراها في الندي إذا احتبت * شهبا تطالع من متون غمام
مشت الخطوب الهوج تعثر بالحمى * مثل الجياد جرت بغير زمام
اشفع عساك مشفع في أمة * مسودة الجبهات بالآثام
ابني علي والمصاب عواصف * هبت فهزت راسخ الاعلام
راعت أبا العلماء في مأساتها * ولها انحنى ظهر الأشم السامي
عهد الخطوب بمتن خاتمه الهدى * ما كان بالمحني للأيام
ما نحن والتاريخ لولا محسن * الا جناح للمريش الرامي
أبقية الماضين من عليا الحمى * صبرا على جرح الزمان الدامي
لبني الزمان بك السلو على المدى * إذ أنت حامي حوزة الاسلام
وقال الشاعر تحسين شرارة من قصيدة:
ويح قلبي على ضفاف التنائي * كم يقاسي من حرقة الاشتهاء
فإذا ما أفاق من جنة العجب * ومن وهم لوثة الخيلاء
لم يجد غير دمعه يتهادى * من ماقي الأسى وياس الرجاء
أيها الراحل العظيم وهل لي * من بياني ما فيه يرضي وفائي
أتمنى لو أستطيع ولكن * لا أرى في غير جهد العياء
لنثرت الدموع من قلبي الدامي * فالقى بهن أسمى الرثاء
صنت نفسي عن الخداع وشعري * عن كذاب الرؤى ووحي الرياء
ونظمت القريض اتلوه في الناس * خلودا بأنبل الآراء
لم يكن غير صورة لشعوري * ولسانا لعزتي وإبائي
وسجل الخلود للصيد في العرب * وصوت المآثر الغراء
يا عظيم الرجال يا حجة الدين * تأمل ويا مضاء المضاء
هل ترى في الوجوه غير انقباض * أو ترى في العيون غير البكاء
وإذا بانطفاء شعلتنا الكبرى * ضياء البصائر العمياء
يا عظيم الرجال آمنت بالبعث * حياة بعد الردى والفناء
هات ما أروع الحديث إذا ما * سال سحرا من منهل العلياء
هل رأيت الردى الذ وأشفى * من حياة في موطن للشقاء
هذه أمة ويا ضيعة النعت * أضاعت ماثر الاباء
وتخلت عن نفسها فتخلى الله * عنها في زحمة الباساء
ها هي اليوم في ظلام لياليها * تعاني توالي الارزاء
لم يعد في النفوس غير بقايا * من شعور تسير للانتهاء
أين يا عرب ذلك الأمل السامي * وترنيمة الأماني الوضاء
أين ولت بل أين وحدتنا الكبرى * تراث الأجداد للأبناء
أين مهد المسيح حيث أضاء الله * نور الهدى ونور الفداء
حيث اسرى بعبده سيد الرسل * جميعا وخاتم الأنبياء
أيها الراحل العظيم وأشفى * زفراتي أودعتها احشائي
أنت اسمى من أن تشيع بالدمع * واسمى من الأسى والبكاء
أنت في صفحة الزمان خلود * وحياة للناس رغم الفناء
تتحدى الأيام أعمالك الغر * وتبقى في الكون رمز البقاء
وقال الشيخ حسين قصفة:
نجد على طريق حين جدوا * جدود قبلنا ولها استعدوا
طريق للمسير بلا مرد * وليس لحكم فاتحها مرد
نسير بها على أعواد جرد * كان لنا من الأعواد جرد
جياد ما لها في السير وخد * لها لمنازل الأجداث وخد
مطايانا التي نغدو عليها * فليس لغير داعي الموت تبدو
يفاجئا الردى في كل يوم * وتفجعنا الخطوب وتستبد
هو الموت الذي راع البرايا * وليس يفوته شيب ومرد
يطارد جمع هذا الخلق طرا * على ظهر البسيطة وهو فرد
فبينا المرء في زهو ولهو * يميل مع الهوى والعيش رغد
نراه قد هوى ووهت قواه * ومال مع الردى وحواه لحد
رمى سهما وقال لمن رماه * إذا أطلقت سهما لا يرد
فأذكى في فؤاد الدين نارا * واحدث ثلمة ليست تسد
واصمى يعربا وبني نزار * كذلك غالبا معها معد
بكاه الدين والمحراب لما * توارى عنهما وطواه لحد
بكته مدامع العلما وجادت * عليه بدمعها والدمع ورد
هوى من كان للعلياء ركنا * وطودا للمكارم لا يهد
هوى من كان للابصار نورا * وبحرا ما له في العلم حد
قضى الحسن الذي عجت وناحت * عليه فاطم وبكاه جد
تعطل حشد مجلسه وكانت * اليه رحال اربعنا تشد
وخلد من بقايا الذكر فينا * مآثر لا تعد ولا تحد
ولولا محسن فينا لكنا * نرى الدنيا بأوجهنا تسد
هو المولى الجليل وكل نور * لنور العلم منه يقد
وبحر من بحور العلم طام * ولكن ما له جزر ومد
واحمد من رقى أوج المعالي * وهاشم من له عز ومجد
وبعدهما العلي وليس عندي * لهم ان عدت الافراد ند
أنطلب سقي ترتبته وكنا * إذا بخل الغمام اليه نعدو
فلا زالت ملثات الغوادي * تروح على ضريحك ثم تغدو
وقال السيد مصطفى نور الدين:
لغير اليوم تدخر الدموع * وقد منع الهجوع فلا هجوع
وفيه قد قضى حسن فأمست * بلاقع مذ قضى هذي الربوع
وباتت بعده مقل المعالي * مؤرقة وأدمعها نجيع
وأركان الشريعة قد تداعت * ومال عمادها السامي الرفيع
وغابت شمسها في بطن لحد * فهل بعد الغياب لها طلوع
مضى من كان في الدنيا منارا * وجو بنانه غيث مريع
مضى عنا وغادرنا بحزن * وقد طويت على الجمر الضلوع
أبعد ابن الأمين لها كفيل * وبان ثمالها وذوي الربيع
إذا عض الزمان بنيه يوما * اليه يفزع العاني المروع
أو احتشدت بساحته خصوم * فلا مال يفيد ولا شفيع
(٣٠٢)

يجاهر بالحقيقة لا يبالي * فيرضي الله لو سخط الجميع
فلا ينفك يهمي في ثراه * من الغفران هتان هموع
وقال السيد حسين نور الدين:
عثر الحمام بحجة الاسلام * سبط الرسول فكل قلب دام
عثر الحمام فلا لعا من عاثر * بدعامة الشرف الرفيع السامي
متخطيا آجام آساد الحمى * هذي لعمري غاية الاقدام
فرمى به قلب الرسول فليته * أخطأ ولم يخطئ فؤاد الرامي
فلقد فرى قلب الشريعة والهدى * واتى على بحر العلوم الطامي
يا راحلا عنا بكل فضيلة * ومخلفا حزنا مدى الأعوام
لو كنت تفدي بالنفوس من الردى * لفدتك منا نفس كل همام
انا فقدنا فيك أعظم سيد * وأجل من يمشي على الاقدام
قسما بمجدك وهي أعظم حلفة * ما ذقت بعدك لذة بمنام
دمعي شرابي مذ نايت عن الحمى * وتأوهي حزنا عليك طعامي
لله يومك ما امض فليتني * ما كنت أو ما كان في الأيام
واروك شمس هداية وتراجعوا * يتخبطون ولا حين ظلام
يتألمون بأدمع محمرة * ما للسماء تجلببت بقتام
لغة الجميع مدامع وإشارة * لم يلف فيهم ناطق بكلام
من بعده للمشكلات يحلها * من للفتاوى الغر والاحكام
من للأيامى واليتامى بعد ما * ذهب الزمان بكافل الأيتام
كانت ينابيع الندى راحاته * وهباته تقضي على الاعدام
عرفت يداه بالسخاء ولم تكن * مجهولة في النقض والابرام
قد كان يحيي ليلة متبتلا * لله خشية عثرة بآثام
حتى إذا طلع الصباح تزاحمت * في بابه الوفاد اي زحام
هطلت كجود يديه في يوم الندى * سحب غزار في ثراه هوام
وقال السيد محمد نجيب فضل الله الحسني:
دمعة الثاكل في أجفانه * رعفة القلب وذوب الحدق
ما دها هاشم حتى صدعت * صدعة في مجدها لم ترتق
اي نفس حرة حاز الردى * ممعنا في فتكه لم يشفق
اخذ السجاد من محرابه * فخبأ نور الصلاح المشرق
لم يمت من كان فينا خالدا * ذكره في مغرب أو مشرق
أدب جم وعلم زاخر * وندى غمر مخيف الغرق
يا بني عمرو العلى أنتم بها * حين سوبقتم كرام السبق
بيتكم أول بيت قد حوى * أفضل الخلق وأعلى الخلق
لكم حسن العزا عن حسن * وجميل الصبر بالباقي التقي
فهما بدران بدر قد خبا * نوره الزاهي وبدر قد بقي
محسن العلم ومصباح الهدى * والإمام ابن الإمام المطلق
هو للعرب والعجم غدا * قدوة يهدي لاهدي الطرق
وقال الشيخ محمد خاتون:
فل الحديد فقلت وا * عجباه ما فل الحديد
والليث صيد فقلت وا * ويلاه كيف الليث صيد
قالوا قضى العلم الصحيح * أجبت والرأي السديد
قالوا التقى فأجبت لكن * لم يمت ذكر حميد
دمعت له عين البتول * وجده السبط الشهيد
حمدا الفعال وأوما * للخلد ذا قصر مشيد
قالا لمثلك مثله * والله يفعل ما يريد
ما السعد في طول البقا * بل خالد الذكر السعيد
أو عاقل يرضى الحياة * بذي الدنا رهن القيود
اني لأرثي مفردا * أجداده فوق الجدود
فهم إذا ذكر الندى * أرباب مكرمة وجود
لم يذكر الناس الحجى * الا وهم بيت القصيد
لما قضى غنى الضلال * وطاب للبطل النشيد
فعلا صراخ الحق ان * خفف فما هذا يفيد
إذ في العرين غضنفر * تقويض ما تبغي يجيد
وبه الشبول وعزمها * قد صب من صافي الحديد
وقال الشيخ إبراهيم بري من قصيدة:
خلستك أنياب المنون * وأنت في عصر المشيب
ورمت جبينك بالشحوب * فاه من ذاك الشحوب
داء به عز الدواء * وضاع ادراك الطبيب
ان تنا عن مرأى العيون * فأنت في مهج القلوب
ربيت في حجر التقى * أعظم بذلك من ربيب
فشربت إكسير الطهارة * والعفاف مع الحليب
ووراء نعشك قد مشى * الأقوام في جمع مهيب
جاءوا لتشييع الحمى * والعلم والأدب الخصيب
في شخص من قد حاز من * علم الورى أوفى نصيب
يهدي إلى النهج القويم * وللخلاص من الذنوب
وقال الأستاذ احمد أبو سعيد:
مت هل مت أم رغبت الذهابا * من دنى لا تلوح الا سرابا
كنت ترجو الحياة والعيش عز * كيف تحيا والعز ولى وغابا
شردونا وأمعنوا في أذانا * وسقونا من الردى أكوابا
ورمونا بالحادثات فتهنا * وغدونا في ارضنا أغرابا
مت رباه كل يوم مصاب * أفيدري الحمام من ذا أصابا
رزأ الدين والصلاح وغال الشعر * وا سيداه والآدابا
قد نزلت الديوان والليل يضفي * فوقه من ثيابه جلبابا
اسال الدار أين يا دار أين السيد * المفتدي أطال الغيابا
غصت الدار لم ترد جوابا * فالدموع الغزار كانت جوابا
يا عظيما في روحه وعظيما * في هداه ما أكثر الاعجابا
نبعة هاشمية وخصال * سمقت رفعة وعزت جنابا
يندب الشعب واحدا كان إرثا * للمعالي وكان للحق بابا
كنت رشدا للتائهين وذخرا * للمساكين والتقى المهابا
تعبد الله لا تريد ثوابا * في التقى انما رضا واحتسابا
جدك المصطفى تبارك من جد * طوى الشهب واستظل السحابا
انها النكبة التي تملأ الأمة * حزنا والخافقين اضطرابا
فاسترح في ثراك انا على * اثرك ماضون نستحث الركابا
وقال الشيخ إبراهيم سليمان من قصيدة:
لم يمت انه برغم المنايا * خالد الذكر دائم التمكين
(٣٠٣)

يسر الله للحياة رجالا * خلدوا في العلى برغم المنون
كل يوم يبدو لدينا جديد * من مزاياهم كغيث هتون
تتبدى الحياة في جانبيهم * صورا فذة ذوات فنون
وذكاء وعفة وشعور * وسمو ورقة وحنين
سفر حق وطود علم وحلم * أسد رابض باسمي عرين
تستشف النفوس من خلقك السامي * سموا تذيعه في سكون
تشفع القول بالفعال فتبدو * رائعا تمزج الشديد بلين
جلل ان أرى المجالس تخلو * من سناها كالعلم بين الظنون
لست شخصا نراه بالعين لكن * أنت ملء القلوب ملء العيون
أنت في أجمل الصفات تجلى * خالدا في سماء بيت الأمين
وهذه القصيدة لم نعرف ناظمها:
مضى الركب ركب الدين يسرع بالوخد * تشيعه الألباب فاقدة الرشد
تواكبه من عزة وجلالة * مواكب حفت بالجلال والمجد
إلى خير زلفى في نعيم ظلاله * نوافح لطف من رضا الواحد الفرد
دنا فتدلى من سرادق نعمة * أعدت لأهل الفضل والشكر والحمد
ضريح التقى أمسيت غمدا لمرهف * من الفضل لم يفلل فبوركت من غمد
ضريح النهى أصبحت خير خميلة * عبير هداها راح يهزأ بالورد
ضريح الهدى أودعت أمنية المنى * بعهد به الآمال منثورة العقد
مغانيك متن في ثنايا شروحه * معان شذاها دونه ارج الند
أبا الفضل ان الأرض بعض هباءة * بعاصفة هو جاء جياشة الحقد
وليس بها رغد وليس بها هنا * وهل بهباء من هناء ومن رغد
لئن تك جثمانا حجبت إلى مدى * فنفسك لم تحجب عن الخير والرشد
وان تك قد غيبت في قيد أذرع * فليس لافق النفس عندك من حد
ولست بمغبون ولا أنت واجد * ولم تك تجني من هداك سوى الجهد
أمانيك ما فاتت قصاراك مرة * ولم تك يوما بالمنى زائف الزهد
فيا خلقا من دونه رقة الصبا * ويا عزمة من دونها مرهف الحد
فقدناك فقد الزهر طيب عرفه * فقدناك فقد الفقر رفد أول الرفد
مضيت بعهد شؤمه عم يعربا * فابئس بعهد فيه قوضت من عهد
به أصبحت أسد العرين ثعالبا * وقد ظفرت فيه الثعالب بالأسد
اولي الفضل والبيت الأمين على الهدى * رزيتكم جلت بفقد أبي الرشد
ومن حقكم ان تجزعوا ان وقعها * يكاد يذيب الصلد لو كان بالصلد
وليس عجيبا ان تخف حلومكم * وان تك أرسى من ثيبر ومن أحد
اجل ان ركب المجتبى بات ضاربا * قبابا تعالت بالرفيق من الخلد
تلقاه أصحاب اليمين بغبطة * كغبطة صب من حبيب على وعد
وقال السيد نور الدين الإيراني مؤرخا عام وفاته:
قضى حجة الاسلام من بعد ما قضى * بنشر الهدى حق الفرائض والسنن
حكيما كريم الخلق ارخ وهاديا * أمينا على وحي الهدى قوض الحسن
٧٤٨: الشيخ حسن ابن الشيخ محمود أو داود الخادم بمشهد الرضا ع
في رياض العلماء كان من مشاهير علماء دولة الشاه طهماسب
والشاه عباس الأول الصفويين وكان في غاية العلم والفضل والتقوى والورع وكان
والده أيضا كذلك كما سيجئ في ترجمته. وقد نجا المترجم من ورطة غلبة
الأوزبك على الروضة المقدسة الرضوية وتوجه إلى العراق وتوطن بها وكان
معززا عند الشاه عباس المذكور ومرافقا له في أكثر الاسفار وبعد دفع
الأوزبكية وغلبة الشاه المذكور على بلاد خراسان جعله رئيس خدام تلك
الروضة المقدسة وصار نائبا عن الشاه في رئاسة الخدام وبيده مفاتيح الروضة
كليددار كذا حكاه صاحب تاريخ عالم آرا اه‍.
٧٤٩: السيد أبو محمد معز الدين الميرزا حسن ويقال محمد حسن ابن الميرزا
محمود ابن الميرزا إسماعيل ويقال محمد إسماعيل ابن السيد فتح الله
بن عابد بن لطف الله بن محمد مؤمن الحسيني الشيرازي.
نزيل النجف الأشرف ثم سامراء.
الشهير بالميرزا الشيرازي
مولده ووفاته ومدفنه.
ولد في شيراز سنة ١٢٣٠ وتوفي أول ليلة الأربعاء ٢٤ شعبان سنة
١٣١٢ بسامراء وحمل إلى النجف ودفن في المدرسة التي كان أنشأها ناصر
علي خان الأفغاني المقيم في لاهور قرب باب الصحن الشريف العلوي
الشمالي المعروف بباب الطوسي على يسار الداخل إلى الصحن ويمين الخارج
منه وعمل على قبره صندوق وفوقه شباك من الشبه الأصفر واخرج له شباك
كبير من الحديد على الفضاء الذي يدخل منه إلى الصحن الشريف ليكون
قبره ظاهرا للمارة وحمل في كثير من الطريق على الأعناق فكلما قارب نعشه
بلدا خرج أهلها إلى مسافة وحملوه على الرقاب وعند الخروج منها يحملونه
أيضا مسافة وكنا يومئذ بالنجف فبعض أهل النجف وصل إلى خان الحماد
وبعضهم إلى خان المصلى وبعضهم إلى وادي السلام فخرجنا للقاء جنازته
فيمن خرج إلى وادي السلام وشهدنا تشييعه العظيم ووصلت جنازته إلى
النجف يوم الثلاثاء الثلاثين من شعبان عند العصر وبقي إلى ليلة الأربعاء
غرة شهر رمضان ودفن تلك الليلة وكان قد ضعف في آخر أيامه وانقطع عن
الدرس والصلاة جماعة ومرض أياما قلائل وتوفي وكان يوم وفاته يوما عظيما
كثرت فيه الحسرات وسالت العبرات وأقيمت له مجالس الفاتحة في جميع مدن
العراق وإيران وغيرها من بلاد الشيعة ورثاه الشعراء بالقصائد الكثيرة واقام
له مجالس الفاتحة في النجف من العلماء شيخنا الشيخ محمد طه نجف
والشيخ ميرزا حسين الخليلي والشيخ ملا كاظم الخراساني وغيرهم. هذا
عدا ما أقيم له من مجالس الفاتحة في جميع الأقطار.
وصفه
كان اماما عالما فقيها ماهرا محققا مدققا رئيسا دينيا عاما ورعا تقيا
راجح العقل ثاقب الفكرة بعيد النظر مصيب الرأي حسن التدبير واسع
الصدر منير الخلق طليق الوجه صادق النظر أصيل الرأي صائب الفراسة
قوي الحفظ على جانب عظيم من كرم الاخلاق يوقر الكبير ويحنو على
الصغير ويرفق بالضعيف والفقير أعجوبة في أحاديثه وسعة مادته وجودة
قريحته آية في ذكائه ودقة نظره وغوره أديبا يحب الشعر وانشاده ويجيز عليه
ولذلك قصده الشعراء من سائر البلاد عربا وعجما وراجت بضاعة الأدب
في أيامه وانتهت اليه رئاسة الإمامية الدينية العامة في عصره وطار صيته
واشتهر ذكره ووصلت رسائله التقليدية وفتاواه إلى جميع الأصقاع وقلد في
جميع الأقطار والأمصار في بلاد العرب والفرس والترك والهند وغيرها.
وكان في عصره من أكابر العلماء المجتهدين المقلدين من العرب والفرس
والترك أمثال الشيخ محمد حسين والشيخ محمد طه نجف والسيد حسين
الكوهكمري والشيخ آقا رضا الهمذاني والشيخ ملا كاظم الخراساني والشيخ
حسن المامقاني والملا محمد الشرابياني والميرزا لطف الله والملا محمد الإيرواني
(٣٠٤)

والشيخ زين العابدين المازندراني الحائري والميرزا حسين ابن الميرزا خليل
الطهراني والسيد كاظم اليزدي وغيرهم لكن جمهور الناس كان مقلدا له.
وبلغ من الرئاسة وجلالة الشأن مبلغا لم يكن لاحد من الامراء
والملوك في أيامه. وجبيت اليه الأموال من أقصى الصين وما وراء النهر فما
دون ذلك فكان ينفقها في وجوهها سخي النفس بها ومات ولم يخلف لأولاده
عقارا ولا ثروة وكان كثير الرفق بالطلاب والحنو عليهم حسن العشرة معهم
جزيل الاحترام والضيافة لهم يشاور أكابرهم ويشركهم في آرائه وافر العطاء
ينفق الأموال في وجوهها ويعول ألوفا من الناس في سائر البلاد منهم
أربعمائة أو أكثر من طلاب العلم والعلماء وله وكلاء في الأطراف يرسل
إليهم دفاتر بأسماء العلماء الذين في نواحيهم ليبثوا فيهم العطاء وله عناية
بالمجاورين في المشاهد الشريفة ويعول سرا جماعات من أهل البيوتات ومن
التجار اخنى عليهم الدهر فينفق عليهم بدون ان يعلم بذلك أحد فلما توفي
فقدوا ذلك وضاقت بهم الحال ووصفه كثير ممن ترجموه أو ذكروا اسمه في
مؤلفاتهم بالمجدد مشيرين بذلك إلى الحديث المعروف إن الله يبعث لهذه
الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. وألف الشيخ آقا بزرگ
الطهراني كتابا مستقلا في ترجمته.
مبدأ امره وكيفية تحصيله ومنتهى امره
نشا في مدينة شيراز وكان من أهل بيت يلون الامر في ديوان دولة
فارس في شيراز ثم ترك العمل في ديوان شيراز واشتغل بطلب العلم وبعد ما
قرأ العلوم الآلية وشطرا من السطوح واستغنى عن القراءة في شيراز خرج
إلى أصفهان سنة ١٢٤٨ أو ١٢٤٣ وهي دار العلم يومئذ فقرأ على الشيخ
محمد تقي صاحب حاشية المعالم مدة قليلة وبعد وفاة المذكور في هذه السنة
اختص بالسيد حسن البيدابادي الشهير بالمدرس وشهد المذكور بفضله ولما
يبلغ العشرين وحضر درس الملا محمد إبراهيم الكلباسي أيضا وأكثر اخذه
عن المدرس.
ثم توجه إلى العراق فورد النجف سنة ١٢٥٩ وكان عازما على
الرجوع إلى بلاد إيران اكتفاء بما حصله في أصفهان ولكنه لما ورد النجف
ولقي الشيخ مرتضى الأنصاري وكانت الرحلة اليه وحضر درسه وجد نفسه
محتاجا إلى ما عنده فعزم على البقاء في النجف.
وسمع في النجف من صاحب الجواهر في آخر أيامه ونص على
اجتهاده في كتاب كتبه إلى والي فارس ومن الشيخ مشكور الحولاوي ومن
الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب أنوار الفقاهة ومن السيد علي
التستري وسمع في كربلاء من صاحب الضوابط ولكن عمدة قراءته
ومعظمها على الشيخ مرتضى الأنصاري فلازم درسه من ذلك التاريخ إلى
سنة ١٢٨١ التي توفي فيها الأنصاري وهو نحو ٢٢ سنة فقها وأصولا واكب
على النظر في مطالبه ففهمها وحذقها وتوغل فيها وزاد عليها حتى صار من
أشهر المدرسين والمقرئين وتهافت عليه الناس وكان من وجوه تلاميذه بل
أوجهم وصار يشار اليه بين تلاميذه وينوه الشيخ بفضله ويعظمه في مجلس
الدرس ويرى فيه مخايل الرئاسة وسمو المرتبة في العلم والفضل وإذا تكلم
في أثناء الدرس يصغي إلى كلامه ويأمر الحاضرين بالسكوت قائلا ان جناب
الميرزا يتكلم وأشار غير مرة إلى اجتهاده لأنه لم يكن يصرح باجتهاد أحد كما
يقال كما أنه كان يعظم شيخه الأنصاري كلما ذكر.
ولما توفي الأنصاري تساءل الناس عن أفضل تلاميذه ليقلدوه فاجتمع
أفاضل تلاميذه من العرب والعجم في دار الميرزا حبيب الله الرشتي قال
الميرزا حسن الآشتياني فاتفقنا على تقديم الميرزا الشيرازي المترجم
وكان بينهم يومئذ الآقا حسن النجمابادي والميرزا عبد الرحيم النهاوندي
والميرزا الرشتي والآشتياني وهم وجوه تلاميذ الأنصاري فقدموه في الدرس
والصلاة وصاروا يرشدون الناس اليه وجعل يترقى ويتقدم.
اما الترك فقدموا السيد حسين الكوهكمري المعروف بالسيد حسين
الترك وأرشدوا أبناء جلدتهم إلى تقليده.
ما جرى له مع الشاه ناصر الدين.
في سنة ١٢٨٧ زار الشاه ناصر الدين القاجاري العتبات المقدسة في
العراق وكان الوالي على بغداد مدحت باشا الشهير فلما قصد الشاه كربلاء
خرج لاستقباله علماؤها جميعهم إلى المسيب فسلم عليهم وهو راكب
ومضى ولما ورد النجف الأشرف خرج أيضا لاستقباله علماؤه بعضهم إلى
خان الحماد في منتصف الطريق وبعضهم إلى خان المصلى على ثلاثة فراسخ
من النجف فسلم عليهم راكبا أيضا ومضى فلما دخل النجف حضر جميع
العلماء لزيارته الا المترجم فلم يخرج لاستقباله ولم يزره فأرسل إلى كل واحد
مبلغا من النقود فقبله وارسل إلى المترجم فلم يقبل فأرسل الشاه وزيره حسن
خان اليه يعاتبه ويطلب منه ان يزوره فأبى فقال له الوزير لا يمكن ان يجئ
ملك إيران إلى النجف ولا يراك فهل تترقب ان يجئ الشاه لزيارتك فقال
له انا رجل درويش ما لي وللملوك فقال هذا لا يمكن ولما ألح عليه قال
اجتمع معه في الحضرة الشريفة العلوية فاجتمعا هناك وصافحه الشاه وقال
له تفضل وزر لنزور بزيارتك فتلا المترجم الزيارة وتابعه الشاه وافترقا
وزادت منزلة المترجم بذلك علوا عند الشاه وعند كافة الناس وكان ذلك
أول ما ظهر من مخايل كياسته وبعد نظره في الأمور.
ادراره العطاء وحجه
ولما كانت سنة ١٢٨٨ صار قحط وغلاء في النجف وسائر البلاد
فتعهد الناس وطلاب العلوم في البلد وأدر عليهم العطاء ولم يطل ذلك حتى
جاء الرخاء. وحج بيت الله الحرام في حدود تلك السنة عن طريق نجد.
هجرته إلى سامراء
خرج من النجف إلى سامراء للمجاورة فيها في شعبان سنة ١٢٩١
ووصلها في ٢١ منه وأمضى فيها ٢١ سنة.
سبب هجرته إليها
قيل إن سبب ذلك أنه لما صار الغلاء في النجف سنة ١٢٨٨ وصار
يدر العطاء على أهلها كما مر ثم جاء الرخاء عن قريب جعل الناس يكثرون
الطلب عليه وجعل بعض أعيان النجف يفتل في الذروة والغارب لينفر
الناس منه فتضايق من ذلك وخرج إلى كربلاء في رجب سنة ١٢٩١ ثم
توجه إلى الكاظمية فسامراء ودخلها في شعبان من تلك السنة واقام فيها أياما

(١) يراد بالعلوم الآلية النحو والصرف وعلوم البلاغة والمنطق ونحوها وبالسطوح القراءة على
الشيوخ في الكتب المقتصر فيه على تفسير عبارة الكتاب ويقابلها قراءة الخارج وهي الدروس
التي لا تكون في كتاب مخصوص بل يلقي الشيخ مسائل العلم على الترتيب ويحقق كل مسألة
على حيالها ويستدل عليها ويرد المردود من الأقوال والأدلة فيها ويناقشه التلاميذ فيها ويبدي
كل رأيه وهكذا - المؤلف -.
(٣٠٥)

ثم عزم على الإقامة فيها وارسل على كتبه وأثاثه وتبعه أصحابه.
وقيل إن سبب هجرته انه تضايق من وجود بعض الفرق الجاهلة
فيها اي الزكرت والشمرت والذي يغلب على الظن ان السبب الوحيد
الباعث له على الهجرة امر وراء ذلك هو أدق واسمى وابعد غورا مما يظن
وهو إرادة الانفراد لانحياز سامراء وبعدها عن مجتمع العلماء ومن يدعي
العلم فيتم له فيها ما لا يتم له في غيرها والقرب من الخاصة فيه العناء
والتعب وفي البعد عنهم الراحة واجتماع الامر وقد قال أمير المؤمنين ع
في عهده إلى الأشتر انه ليس أشد مؤونة على الوالي من الخاصة
وربما يكون ما يحدث في النجف من الطائفتين وما حدث من بعض الأعيان
مقويا للعزم على الهجرة اما ان يكون هو السبب الوحيد فلا وربما يكون من
مقويات العزم أيضا إرادة عمران البلد وتسهيل أمور الزائرين الوافدين إليها
ورفع ما كان يقع عليهم من المشقات.
فعمرت سامراء به وصارت إليها الرحلة وتردد الناس إليها وأمها
أصحاب الحاجات من أقطار الدنيا وعمر فيها الدرس وقصدها طلاب
العلوم وشيد فيها المدارس والدور ولكنها بعد وفاته عادت إلى سيرتها الأولى
كما ستعرف واما مدرسة النجف فلم تتأثر بخروجه إلى سامراء بل بقيت
عامرة حافلة بالطلاب والدروس فيها قائمة ومجالس الدروس عامرة كثيرة
منتشرة ذلك لان الذين خرجوا معه إلى سامراء جماعة معدودون وجمهور
الطلاب والعلماء ومعظمهم بقي في النجف والطلاب تقصدها من جميع
الأقطار ولا تقصد سامراء حتى أحصيت طلاب النجف باثني عشر ألفا فيما
يقال لكن ادرار النفقات والمشاهرات من سامراء لا ينقطع عن النجف.
عمران سامراء في عهده
كانت سامراء قبل سكناه فيها بمنزلة قرية صغيرة فلما سكنها عمرت
عمرانا فائقا وبنيت فيها الدور والأسواق وسكن فيها الغرباء ومن يطلب
المعايش وكثر إليها الوافدون وصار فيها عدد من طلاب العلم والمدرسين لا
يستهان به.
وكانت في أكثر الأوقات لا تزال محتشدة بالوافدين والزائرين حتى
اضطر إلى الحجاب الا في أوقات مخصوصة يأذن فيها للناس إذنا عاما
وللخواص منهم إذنا خاصا وكان لا يخرج من داره الا لزيارة المشهد وصلاة
الجماعة وللحمام في أوقات مخصوصة وأهل درسه يقرأون عليه في داره.
وقد رأيته في سامراء مرتين الأولى سنة ١٣٠٨ فوردناها وهي تعج
عجيجا بالزائرين والقاصدين والدخول عليه لا يكون الا باذن وإذا كثر
الزائرون خرج إلى دهليز داره فيوضع له كرسي ويجلس عليه في ثياب زهيدة
الثمن ويأذن للناس إذنا عاما فيدخلون عليه ويسلمون وينصرفون ومن
كانت له حاجة أو استفتاء أفضى بها اليه والثانية سنة ١٣١١ دخلت اليه
في داره مع جماعة وكان جالسا في صحن الدار على طنفسة وسألته عن مسالة
فالتفت إلى الحاضرين وسال كلا منهم عنها ثم أجابني عنها وهذه كانت
عادته مع كل من يسأله وكانت المسالة ان من نذر وتردد المنذور بين أمرين
فقال يستخرج بالقرعة.
اعماله العمرانية في سامراء
بنى فيها مدرسة كبيرة فخمة لطلاب العلم فيها إيوان كبير وغرف جمة
ولها ساحة واسعة وبنى سوقا كبيرا بمال بذله بعض أغنياء الهند ولم يكن
في سامراء جسر وكان الناس يعبرون في القفف من غربي دجلة إلى الجانب
الشرقي الذي فيه المدينة وكذلك الدواب والأحمال وكان أصحاب القفف
يشتطون في الأجرة ويلقى منهم الزوار اذى كثيرا فبنى جسرا محكما على دجلة
من السفن بالطريقة المتبعة في العراق تسهيلا للعبور ورفقا بالزوار والواردين
وكانت نفقته ألف ليرة عثمانية ذهبا وسلمة للدولة تتقاضى هي أجوره رجاء
لدوامه وبنى عدة دور للمجاورين وبقيت هذه الاعمال قائمة مدة حياته
وبعد وفاته بمدة قليلة بطلت كل هذه الاعمال ولم يوجد من يقوم مقامه في
إدارة شؤونها ونزع الشيطان بينهم وتفرقوا أيدي سبا وتعطلت المدرسة وفي
السنين الأخيرة أشرفت على الخراب وكذلك السوق واما الحسر فما زال أهل البلد
يسعون في خرابه لأنه يضر بمنفعتهم المالية حتى خرب وعادوا إلى
سيرتهم الأولى.
ولا بد هنا من القول بان الشيعة رغما من سخائهم في سبيل الخير
وتميزهم بذلك لا يكون لاعمالهم الخيرية الأثر الكافي في الدوام والاستمرار
ويكون عمر تلك الأعمال مقرونا بأعمار القائمين عليها من العلماء الأبرار
ولعل الأثر في ذلك لعدم احكام أسباب دوامها.
ومع ما بذله المترجم من الجهود في عمران سامراء ودفع المشقات عن
الزوار والاحسان إلى أهل سامراء الأصليين وما أسداه من البر إليهم وما أدر
عليهم عمرانها وكثرة تردد الناس إليها من الرزق لم يتم له ما اراده وعادت
البلدة بعد وفاته إلى سيرتها الأولى.
بل في أواخر أيام وجوده كثر التعدي حتى وصل اليه وكان ذلك
بتحريك ممن لهم الحكم وممن يمت إليهم إذ تيقنوا انها ستنقلب عن حالها إلى
حال أخرى فهيج ذلك من نفوسهم فوقعت عدة تعديات على الطلاب
والمجاورين وعليه والحاكمون يظهرون المدافعة في الظاهر ويشجعون في
الباطن فوقع لأجل ذلك اضطراب شديد وفتن وتعد على النفوس والأموال
وغيرها وسافر لأجل ذلك إلى سامراء فقهاء النجف وعلماؤه وطلبوا اليه
الخروج منها فأبى ولم تطل المدة حتى مرض وتوفي.
استغاثة السيد جمال الدين
الأسدآبادي المتقمص بالأفغاني به
لما نفي من إيران
لما نفى الشاه ناصر الدين القاجاري السيد جمال الدين الأسدآبادي
الحسيني من إيران ووصل بغداد ارسل إلى المترجم وهو في سامراء كتابا يذم
فيه الشاه ويبالغ في سبه وشتمه ويستنجد بالمترجم عليه وقد ذكرنا الكتاب
في ترجمة السيد جمال الدين في حرف الجيم من هذا الكتاب وكنا يومئذ في
النجف ولم نسمع ان المترجم فاه في ذلك بكلمة لأنه كما قال القائل:
سارت مشرقة وسرت مغربا شتان بين مشرق ومغرب
فسخ امتياز الدخان
سلطان الدين أقوى من كل سلطان
في سنة ١٣١٢ وهي سنة وفاته وقيل سنة ١٣٠٩ اعطى الشاه ناصر
الدين القاجاري امتياز حصر التوتن والتنباك لشركة انكليزية فشاع ان
المترجم أفتى بتحرم التدخين بهما ولا بد ان يكون أفتى بذلك وان كانت
صورة الفتوى لم تنتشر بين الناس فترك جميع أهل إيران التدخين وكسرت
كل نارجيلة وكل آلة تستعمل للتدخين في بلاد إيران حتى أن نساء قصر
(٣٠٦)

الشاه كسروا كل نارجيلة في القصر والشاه لا يعلم بذلك فطلب من خادمه
اصلاح نارجيلة والاتيان بها على العادة فذهب الخادم وعاد وابطا حضور
النارجيلة فأمره باحضارها فذهب وعاد بدونها حتى فعل ذلك ثلاث مرات
وفي المرة الثالثة غضب الشاه وانتهره فاجابه الخادم عفوا لم يبق في القصر
نارجيلة واحدة وكلها كسرها الخانمات وقلن ان الميرزا الشيرازي حرم
التدخين وحتى ان بعض الفسقة كانوا في المقهى فكسروا نارجيلاتهم لما
سمعوا ان الميرزا حرم التدخين فقال لهم بعض الجالسين أنتم ترتكبون كل
منكر ولا تتورعون عن محرم وتفعلون هذا لأنكم سمعتم ان الميرزا حرم
التدخين فقالوا اننا نفعل المعاصي ولنا امل بالرسول وآل بيته ان يشفعوا لنا
إلى الله في غفران ذنوبنا والميرزا اليوم هو نائبهم وحامي شرعهم ومؤديه إلى
الناس فنحن نأمل ان يشفع لنا عندهم فإذا أغضبناه فمن الذي يشفع لنا
وهكذا ترك عشرون مليونا في إيران التدخين عملا بأمر الميرزا الشيرازي
لأنه بلغهم انه حرم التدخين فاضطر الشاه إلى فسخ الامتياز مع الشركة
الإنكليزية ودفع ما خسرته بسبب ذلك.
فقايس بين هذا وبين ما جرى للدولة الفرنسية حين أرادت تجديد
امتياز حصر الدخان في سوريا ولبنان وساء ذلك البطريرك الماروني في لبنان
وعلاقته بالفرنسيين وثيقة فأرسل برقية من فلسطين التي هي تحت الانتداب
الانكليزي إلى دولة فرنسا يطلب فيها عدم تجديد الامتياز ولم يستطع ارسالها
من سوريا أو لبنان اللذين كانا تحت الانتداب الفرنسي لكن الفرنسيين لم
يلتفتوا إلى ذلك ومضوا في تجديد امتيازهم.
وقد ألف أحد تلاميذه الشيخ حسن علي الكربلائي في ذلك رسالة.
ما جرى بعد وفاته في امر التقليد
كان في حياته جماعة من أكابر العلماء ولكل منهم مقلدون ولكن جمهور
الناس مقلد له كما مر فلما توفي تفرق مقلدوه فرقا وتوزعوا بين المجتهدين
السابقين فزاد مقلدة البعض وقلد بعض من لم يكن مقلدا واشتهر من كان
غير مشتهر. وكان في النجف رجل صحاف من العجم اسمه الحاج باقر
يجلد الكتب ويصلحها فقلنا له ونحن جماعة من باب المطايبة أنت يا
حاج باقر لمن قلدت فقال قلدت السيد كاظم اليزدي فقلنا ولما ذا: فقال لما
توفي الميرزا رفع كل واحد من العلماء بيرقا اما السيد كاظم فذهب إلى
مسجد السهلة وانزوى فلذلك قلدته.
جملة مما صدر منه من الأقوال والافعال والاعمال الحكيمة الدالة على
رجحان عقله وحسن تدبيره واخلاص نيته وبعد نظره.
منها خروجه من النجف واستيطانه سامراء وبناؤه فيها المدارس
والأسواق على ما مر شرحه ومنها بناؤه الجسر في سامراء كما شرحه أيضا
ومنها بره واكرامه لأهل سامراء لكنهم جحدوا أخيرا النعمة وجرت منهم
أمور لا تحمد وكان لهم من يشجعهم على ذلك سرا كما مرت الإشارة اليه
ومنها تعيينه المشاهرات السرية الكثيرة لأهل البيوتات الذين يحسبهم
الجاهلون أغنياء من التعفف وللمفلسين من التجار الاجلاء ولا يعلم بذلك
أحد الا بعد وفاته ومنها تعيينه المشاهرات للطلاب في خارج سامراء لا
سيما من يتوسم فيهم الرقي وقد بلغني ان الشيخ ملا كاظم الخراساني
المحقق المؤلف المدرس الشهير لم يزل يقبض المشاهرات منه وهو في النجف
والمترجم في سامراء حتى توفي المترجم ومنها انه كان يقصده كل محتاج
ولا يرجع من عنده خائبا ومنها ان الواردين إلى سامراء من متوقعي البر
كانوا يصلون إليها فيزورونه ويعلم بوصولهم ولا يتكلمون معه بشئ حتى
تمضي لهم أيام فبعضهم أيام قليلة كأسبوع أو دونه وبعضهم قد يمضي لهم
شهر ثم يأذن لهم في الذهاب فيذهبون لعلمهم من العادة الجارية ان الحوالة
تتبعهم وجملة منهم يستدينون في مدة مقامهم فإذا ذهبوا أحالوا عليه فيدفع
حوالتهم فقيل له في ذلك انك لو أذنت لهم في الانصراف ثاني يوم ورودهم
لتوفر ما يستدينونه فقال لو فعلت هذا لأتاني أضعافهم فلا أستطيع القيام
بحوائجهم اما بهذه الحال فلا يأتيني غالبا الا شديد الحاجة ومنها انه كان
لا يدفع لهم في سامراء بل تأتيهم الحوالة إلى الكاظمية ليلة ورودهم على
يد وكيله فيها وهم يعلمون ذلك ولا يطلبون منه في سامراء لعلمهم انه لا
يمكن وهذا التدبير لدفع الحاحهم في طلب الزيادة فإنهم إذا وصلوا الكاظمية
لم يعودوا ومنها انه كان يكتب حوالاته في ورقة لا تتجاوز قدر الكف
ويوقعها ويختمها ولا يدع فيها مكانا لكتابة شئ وكلها بخط يده الجميل
فقيل له في ذلك فقال الزيادة على هذا اسراف وإذا ملئت لم يبق محل لأن
يزيد فيها أحد شيئا ومنها انه كان متواضعا مقتصدا في لباسه ومعاشه
وسائر أموره وكان يصرف على نفسه وعياله من حاصل املاك له موروثة ولا
يصرف مما يأتيه من الأموال شيئا الا ما يضطر اليه بل يصرف الجميع على
الفقراء والطلاب والمصالح الخيرية ومنها ما حدثني به بعض المطلعين
على أحواله انه كان يجمع ثقاب الكبريت التي يشعل بها تتن السبيل نهارا
ويشعله بها ليلا من السرج لئلا يشعل ثقابا جديدة ومنها انه كان يسال
عن العلماء والطلاب الذين هم خارج سامراء ويتعرف أحوالهم من القادمين
عليه فكان يعرف أحوالهم كأنهم معه حتى إذا سئل عن أحدهم لا يحتاج إلى
أن يسال أحدا ومنها انه كان إذا استفتي في مسالة يلتفت إلى الحاضرين
في مجلسه من أهل العلم فيسألهم واحدا واحدا ما رأيك في هذه المسالة وفي
ذلك فائدتان إحداهما ضم آرائهم إلى رأيه لعله يستفيد منهم شيئا لم يكن
يكن بباله والثانية معرفة أقدارهم في العلم لأنه قد يحتاجها إذا سئل
عنهم ومر اني سألته عن مسالة ففعل مثل ذلك ومنها انه كان إذا بلغه
عن بعض أهل العلم ما يوجب القدح فيه ترك السؤال عنه من الوافدين لا
يزيد على ذلك ومنها انه سئل كتابة شهادة بالاجتهاد لبعض من اشتهر
بالفضل فأبى فقيل له هل تشك في اجتهاده فقال لا ولكن ليس كل مجتهد
يجاز ولا كل مجتهد يجيز كأنه كان ضعيف العقل ومنها انه طلب منه أحد
أبناء عمنا شهادة بالاجتهاد فقال له اكتبها ولا تزد على الواقع فان الزيادة
على الواقع تضيع الواقع فقال لي فكتبتها كما قال فوقعها وأمضاها وقوله
الزيادة على الواقع تضيع الواقع من أبلغ الحكم وأنفعها.
ومنها أنه ما وردت عليه مسالة أو أراد الخوض في بحث الا وكتب
تلك المسالة وما يمكن ان يقال فيها من نقض وابرام قبل ان يجيب عنها أو
يباحثها فكانت تجمع تلك الأوراق من مجلسه في كل أسبوع وتلقى في دجلة
ولا ندري لما ذا لم تكن تحفظ ولو حفظت لاستفاد منها الناس بعده ولعل
الأوراق التي كانت تلقى في دجلة كانت في غير المسائل العلمية.
مشايخه
١ الشيخ محمد تقي الأصفهاني صاحب حاشية المعالم ٢ السيد
حسن البيدابادي الشهير بالمدرس ٣ الملا محمد إبراهيم الكلباسي ٤
(٣٠٧)

صاحب الجواهر ويروي عنه إجازة ٥ الشيخ حسن صاحب أنوار
الفقاهة ٦ الشيخ مشكور الحولاوي النجفي ٧ السيد علي التستري
٨ صاحب الضوابط ٩ الشيخ مرتضى الأنصاري ومعظم قراءته عليه وجل استفادته منه.
تلاميذه
تخرج به عدد كبير من الأئمة الاعلام وربى خلقا كثيرا منهم جماعة من
المجتهدين رأسوا بعده حتى قيل إنه اتفق له من هذا القبيل ما لم يتفق
لشيخه الشيخ مرتضى الأنصاري ولكن ذلك غير معلوم فالذين تخرجوا
بالأنصاري من فحول العلماء يعسر عدهم مع امتياز الأنصاري بكثرة
التاليف وذلك لان الأنصاري لم يكن له من مشاغل الرئاسة ما كان
للمترجم التي صدته عن التاليف وكان لا يحضر حلقة درس المترجم الا
المحصلون الكبار ولذلك كثر المقررون لدرسه على الطلاب الآخرين
المتوسطين وغيرهم ويحكى انه كان يقول إن حوزة درسنا أحسن من حوزة
درس شيخنا الأنصاري وذلك لان الأنصاري كان أهل درسه من جميع
الطبقات ومع ذلك كان لدرسه أيضا مقررون لا يقلون عن مقرري درس
المترجم ان لم يزيدوا وهذه أسماء من وصلت الينا أسماؤهم من تلاميذه
مرتبة على حروف المعجم:
١ السيد إبراهيم الدامغاني وهو من قدماء تلاميذه وقد ألف من تقرير
بحثه مجلدين أحدهما في الفقه والاخر في الأصول ٢ السيد إبراهيم
الدورودي الخراساني ٣ الميرزا إبراهيم الشيرازي ٤ الميرزا إبراهيم
المحلاتي ٥ ملا أبو طالب السلطان آبادي ٦ الميرزا أبو الفضل كلنتر
الطهراني ٧ الشيخ إسماعيل الترشيري ٨ السيد إسماعيل الشيرازي
ابن عم المترجم ٩ السيد إسماعيل الصدر ١٠ الشيخ إسماعيل
المحلاتي المجاور بالنجف ١١ الشيخ باقر أو محمد باقر الاصبهاناتي ١٢
الشيخ باقر بن علي بن حيدر الشروقي ١٣ الميرزا حبيب الله الخراساني
١٤ السيد حسن الصدر ١٥ الشيخ حسن علي الطهراني المتوفي في
طوس ١٦ الشيخ حسن الكربلائي ١٧ الشيخ حسن ابن الشيخ محمد القابجي
الكاظمي ١٨ الشيخ حسن بن محمد مهدي الشاهعبد العظيمي ١٩
الميرزا حسين السبزواري ٢٠ المحدث الشهير الميرزا حسين النوري ٢١
الشيخ آقا رضا الهمذاني ٢٢ الشيخ شريف الجواهري ٢٣ الشيخ
عباس ابن الشيخ حسن ٢٤ الشيخ عباس ابن الشيخ علي كلاهما من آل
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء ٢٥ الشيخ عبد الجبار الجهرمي ٢٦
السيد عبد المجيد الكروسي ٢٧ الشيخ عبد النبي الطهراني ٢٨ الشيخ
علي الخيقاني النجفي ٣٠ الشيخ علي الرشتي اللاري ٣١ الشيخ علي
الروزردي ٣٢ الملا فتح علي السلطان آبادي ٣٣ الميرزا فضل الله
الفيروزآبادي ٣٤ الشيخ فضل الله النوري الطهراني ٣٥ الآخوند ملا
كاظم الهروي الخراساني ٣٦ السيد كاظم اليزدي ٣٧ الميرزا محسن
المحلاتي ٣٨ السيد محمد الأصفهاني ٣٩ الشيخ محمد تقي الآقا نجفي
٤٠ الميرزا محمد تقي بن الحاج نجفعلي الشيرازي خلفه في سامراء ٤١
الملا محمد تقي القمي ٤٢ الحاج محمد حسن كبة البغدادي ٤٣ الشيخ
محمد حسن الناظر بن الملا محمد علي الطهراني ٤٤ السيد محمد شرف
البحراني نزيل لنجة ٤٥ الميرزا محمد ابن فضل الله الفيروزآبادي ٤٦
السيد محمد الهندي ٤٧ الميرزا مهدي الشيرازي ابن أخت الشيخ محمد
تقي ٤٨ الشيخ هادي المازندراني الحائري وغيرهم ممن يعسر عدهم.
مؤلفاته
هي قليلة لاشتغاله بالتدريس وأمور الرئاسة والعمدة هي الثاني وهي
هذه ١ كتاب في الطهارة إلى الوضوء ٢ رسالة في الرضاع ٣ كتاب من
أول المكاسب إلى آخر المعاملات ٤ رسالة في اجتماع الأمر والنهي ٥
تلخيص إفادات أستاذه الأنصاري في الأصول من أوله إلى آخره ٦ رسالة
في المشتق مطبوعة ٧ حاشية على نجاة العباد وعلى حاشية الشيخ مرتضى
لعمل المقلدين مطبوعة معها ٨ تعليقة على معاملات الآقا البهبهاني
بالفارسية لعمل المقلدين مطبوعة.
ما جمع من فتاواه
وتقريرات أبحاثه
اصطلح العلماء في عصرنا وما قاربه على أن يقرر بعض التلاميذ
المتميزين ما يلقيه الشيخ في درسه الخارجي على بقية التلاميذ بعد فراع
الشيخ من الدرس ليقر ذلك في أذهانهم وليفهم بعضهم ما فاته فهمه أثناء
الدرس وكان الملا محمد الشرابياني يقرر درس أستاذه السيد حسين الترك
حتى عرف بالملا محمد المقرر وجملة منهم يكتب ما قرره الشيخ في الدرس
ويدونه كتابا كما فعل الميرزا أبو القاسم الطهراني فدون ما كان يلقيه شيخه
الشيخ مرتضى الأنصاري في كتاب طبع وعرف بالتقريرات ودون غيره
كثيرون ما كان يلقيه مشايخهم وكذلك جملة من تلاميذ المترجم فعلوا مثل
هذا وأول من فعل ذلك قبل عصرنا صاحب مفتاح الكرامة فدون درس
أستاذه بحر العلوم الطباطبائي في الحديث حينما كان يدرس في كتاب الوافي
وهذا تعداد ما دون من فتاوى المترجم وأبحاثه ١ مائة مسالة من فتاواه
الفارسية جمعها الشيخ فضل الله النوري مطبوعة ٢ مجموعة من فتاواه
بالعربية عندي نسخة منها ٣ بحثه في الأصول من أوله إلى آخره دونه
الشيخ علي الروزدري ببسط واف ٤ بحثه في الأصول دونه السيد محمد
الأصفهاني بنمط متوسط ٥ بحثه في الأصول والفقه دونه السيد إبراهيم
الدامغاني في مجلدين ٦ بحثه في الأصول دونه الشيخ حسن بن محمد
مهدي الشاهعبد العظيمي وسماه ذخائر الأصول ٧ تقارير من أبحاثه
للشيخ باقر حيدر ٨ تعريب معاملات الوحيد البهباني للشيخ حسن علي
الطهراني مطبقا لها على آراء أستاذه المترجم وذكر بعض المعاصرين جملة من
مؤلفات تلاميذه وفيهم من الاجلاء الفحول وادعى انها كلها من تقرير
أبحاثه ونرى أن في ذلك هضما لحقوقهم وليس كل من استفاد من أستاذ
وألف ينسب ما في تأليفه إلى أستاذه ولعل بعض المؤلفات السابقة هي من
هذا القبيل.
مراثيه
رثاه الشعراء بكثير من المراثي لتتلى
في مجالس الفاتحة وكل قصيدة تتلى في مجلس عالم يكون في آخرها بالطبع تعزيه له وتنويه به على العادة
وتعزيه لولده السيد علي آقا فممن رثاه الفقير مؤلف الكتاب بقصيدة تليت
في مجلس شيخنا الشيخ محمد طه نجف من جملتها:
سطا فما أخطأ الأكباد والمهجا * خطب أحال صباح العالمين دجى
رزء به ثلم الاسلام وانطمست * اعلامه وبه باب الهدى رتجا
غداة ألوت بركن الدين نازلة * من الردى جللت وجه السما رهجا
طود هوى بعد ما حك السماء على * لو ارتقى اعصم في سفحه زلجا
(٣٠٨)

فان تكن ارضنا رجت فلا عجب * وان تكن شمها مادت فلا حرجا
وعيلم غيض لما عب زاخره * وكم تهيبه الخواض ان يلجا
ونير طالما كنا بطلعته * نجلو الظلام إذا الليل البهيم سجا
محمد الحسن الحبر الذي سمكت * له مفاخره فوق السما درجا
أحيا معالم دين الله ما تركت * فيها هدايته أمتا ولا عوجا
باهى الخضارم علما والغمام ندى * والثاقبات هدى والراسيات حجى
ما اظلمت في وجوه الرأي مبهمة * الا أنار بها من رأيه سرجا
ولا استجار به المكروب إذا نزلت * به الشدائد الا أدرك الفرجا
اليوم عقمت الآمال وانقطعت * عرى المطالب حتى خاب كل رجا
من للوفود الأولى زجوا رواحلهم * لباب جودك لا يبغون منعرجا
من مرمل يبتغي من كربه فرجا * رأى يمينك تهمي بالندى فرجا
أو من يروم على أعدائه فلجا * ألفاك حصنا منيعا في الورى فلجا
يا طالب العرف أكدى غيثه فأقم * ان شئت أو دونك الأسحار والدلجا
ويا يتامى الورى اللاتي نعمت به * ذوي ربيعك فاقتاتي اسى وشجى
من للعلوم التي أوضحت منهجها * يحمي حماها وينفي الهرج والمرجا
وكنت في وجه هذا الدهر غرته * حتى مضيت فأمسى كالحا سمجا
لئن غدت بعدك الأيام مظلمة * فالخلد امسى إلى لقياك مبتهجا
وذا ثناؤك في آذاننا شنفا * يبقى وذكرك في آنافنا ارجا
وحجة الله فينا ان مضت فلقد * أبقى الاله لنا من بعدها حججا
هذا محمد قد أحيا بهمته * ميت العلوم ومنهاج الهدى نهجا
ذو مقول صادق ما هز صارمه * الا رأيت له التسديد والفلجا
ما أعمل الفكر في ايضاح مبهمة * الا وأبصرت صبح الحق منبلجا
يمشي على مثل ضوء الشمس في حجج * ما خالط الشك فيها لا ولا اختلجا
مناصل من صميم القول كم فرجت * لبس الهوى عن صريح الحق فانفرجا
تعز للنكبة الجلى وان عظمت * فالشبل في غاب ذاك الليث قد درجا
هذا علي على نيل العلى طبعت * أخلاقه وبغير الفضل ما لهجا
مطهر النفس من عيب يدنسه * كان ريح الصبا مع خلقه امتزجا
أنعم به خلفا يرجى لخير أب * به اقتدى وعلى منواله نسجا
حيا الحيا جدثا حل الهمام به * مبكرا في نواحيه ومدلجا
ومن قصيدة السيد جعفر الحلي التي تليت في مجلس الميرزا حسين
الخليلي قوله:
بمن يقيل عثارا بعدك الزمن * ومن سواك على الاسلام يؤتمن
انى تقوم لدين الله قائمة * وليس فيها الامام السيد الحسن
لا صح بعدك جنب لان مضجعه * ولا رأى الصبح طرف زاره الوسن
ما سرت وحدك في نعش حملت به * بل أنت والعدل والتوحيد مقترن
تحركوا بك ارقالا ولو علموا * ان السكينة في تابوتهم سكنوا
تابوت طالوت ما كانت سكينته * سواكم لو وعاها من له أذن
أنأمل منك بالجدوى مختمة * لك ارتقت ورقاب طوقها منن
مضيت أطهر من ماء السماء ردا * إذ كل ثوب من الدنيا به درن
قد كنت كالسيف لكن هاشمي شبا * يفل ما طبعته الهند واليمن
ورأيك الرمح ان ثقفت صعدته * بهزة دق منها الأسمر اللدن
كم بت تسهر والاسلام في سنة * مطاعنا عنه من لو أهملوا طعنوا
وكم حميت ثغور المسلمين وهم * ما بين أنياب خمص الأسد لو فطنوا
قدت السلاطين قود الخيل إذ جنبت * وما سوى طاعة الباري لها رسن
من للوفود التي تأتي على ثقة * بان واديك فيه العارض الهتن
إليك قد يمموا من كل قاصية * بالبر والبحر تجري فيهم السفن
يلقون في حيك الزاهي عصيهم * كأنهم بمحاني أهلهم سكنوا
فينزلون على خصب إذا نزلوا * ويظعنون بشكر منك ان ظعنوا
فلا ببذلك ماء الوجه مبتذل * ولا بمنك تنكيد ولا منن
كان آباء أيتام الورى تركوا * لهم كنوزا بسامراء تختزن
تسعى إليهم برزق فيه ما تعبوا * كالعشب تتعب في ارزاقه المزن
قد كادت الفتنة العميا تحل كما * بعد النبي فشت بالأمة الفتن
حتى اتى النص ان الدين رتبته * موروثة لحسين ان قضى الحسن
العيلم العلم العلامة الورع * الحبر الهزبر الخطيب المصقع اللسن
اليه دين الهدى القى مقالده * وانه بمقاليد الهدى قمن
يسر اعماله والله يعلنها * فكان لله منه السر والعلن
لولاه ما كفكف الاسلام مدمعه * ولا رقى للمعالي مدمع هتن
تعز يا حجة الاسلام في خلف * لمن فقدناه فيه يطرد الحزن
علي المتجلي في فضائله * كالشمس اقلع عنها العارض الدجن
تفطن العلم من املاء والده * طفلا فأصبح وهو الحادق الفطن
اومى اليه أبوه حين قيل له * بمن يقيل عثارا بعدك الزمن
ومن قصيدة السيد إبراهيم الطباطبائي قوله:
من صاح بالدين والدنيا الا اعتبرا * جرى المقدر محتوما خذا وذرا
ان عرس الركب ليلا في معرسه * لا ينحر البدن حتى ينحر البدرا
يا صفقة الدين قد صحت على علم * أضحى به علم الاسلام منكسرا
لو كان يحمي من الاقدار مقتدر * لرد باسك عنك الحتف والقدرا
من للممالك يرعاها رعايته * بناظر في خفايا السر قد نظرا
قد عز شخصك في الأوهام مشبهه * كان شخصك في الأحلام طيف كرى
هذا محمد محمول له جسد * واروا به صحف إبراهيم والسورا
ثنوا بقبرك صدر الرمح مناطرا * صم الأنابيب والصمصامة الذكرا
يا موحش النفر الباقي لوحدته * ومؤنس النفر الماضي له سمرا
ان العلوم إذا لاحظت أودية * أحله الله منها الورد والصدرا
ونقل الشيخ علي الجعفري من ذرية صاحب كشف الغطاء في بعض
مسوداته أبياتا من عدة قصائد قيلت في رثائه لم يسم قائليها ولم يتيسر لنا
حين التحرير معرفة أسمائهم فنقلنا ما ذكره منها كما ذكره قال منها وهي
طويلة:
نعيت امام المسلمين وكهفها * وندباله قامت تعج النوادب
نعيت فتى قد طبق الكون رزؤه * مشارق منه اظلمت ومغارب
قال ومنها:
أعن النواظر غيبت شمس الهدى * والليل عاد على البرية سرمدا
خلفت شرع محمد في ثكلة * فكأنما فقد النبي محمدا
قد كان فيك الليل صبحا أبيضا * فغدا النهار عليك ليلا اسودا
قد كنت ترجع للنواظر نورها * لو كنت تتخذ النواظر ملحدا
قال ومن أخرى:
مصابك طبق الدنيا مصابا * ورزؤك هون النوب الصعابا
إذا وردوا نداك رأوك بحرا * ولو وردوا سواه رأوا سرابا
(٣٠٩)

ملأت بذكرك الآفاق حمدا * ونحن اليوم نملؤها انتحابا
بسامراء غبت وليس بدعا * ففيها قبلك المهدي غابا
عن المهدي نبت لنا وهذا * أبو المهدي عنك اليوم نابا
وأبو المهدي هو الشيخ محمد طه نجف فيظهر انها تليت في مجلسه.
أولاده
له ولدان من أجلة العلماء أحدهما الميرزا محمد توفي في حياته ورثاه
الشعراء والثاني السيد علي آقا ممن يشار إليهم بالبنان من الرؤساء المقلدين
توفي في النجف قبل سنين قليلة وتأتي ترجمته في بابها انش.
٧٥٠: أبو علي الحسن بن محمود بن الحسن الخجندي الأصل الموصلي المولد
السنجاري المنشأ المعروف بابن الحكاك.
توفي سنة ٦٠٤ عن ٨٣ سنة.
والخجندي نسبة إلى خجندة بضم الخاء وفتح الجيم واسكان
النون ودال مهملة وهاء بلدة بما وراء النهر قيل وتعرف اليوم بخوقند من
تركستان.
كتب ترجمته الدكتور مصطفى جواد البغدادي إلى مجلة العرفان ولم
يذكر ماخذه فقال: كان يتولى أشراف ديوان سنجار في أيام عماد الدين
زنكي بن مودود بن زنكي بن آقسنقر والاشراف قديما كالتفتيش في زماننا،
وكان شيخا ظريفا أديبا شاعرا شيعي المذهب، توفي في سنة اربع وستمائة
عن ثلاث وثمانين سنة، ومن شعره قوله:
رهبان دير سعيد بت عندهم * في ليلة نجمها حيران مرتبك
فجاء راهبهم يسعى وفي يده * مدامة ما على شرابها درك
كالشمس مشرقها كأس ومغربها * فم النديم وكف الساقي الفلك
ما زلت أشربها حتى زوت نشبي * عني كما زويت عن فاطم فدك
من كف أغيد تحكي الشمس طلعته * في خده الورد والنسرين مندعك
وقوله من قصيدة يمدح بها أرسلان شاه بن مسعود صاحب الموصل:
زار الحبيب فمرحبا بمزاره * وبدت لنا الأنوار من أنواره
وكسا الرياض مطارفا موشية * نسج العهاد على يدي آذاره
ضحكت به الأزهار ضحك مسرة * بين المروج على بكى أمطاره
تجلو نواظرنا نضارة نبته * فتردد الابصار في أبصاره
غرس الزمان ربيعة ونثاره * في موسم التعريس من أزهاره
فلذاك أصبحت الرياض أنيقة * تختال زهوا في لباس نثاره
يا سعد حدق في الحدائق واسعدا * امل الرفيق على قضا أوطاره
وانهض إلى راح كان شعاعها * قبس يكف الطرف لمح شراره
عانية كدم الذبيح ونشرها * كالمسك يفغم من عياب تجاره
ما ذا يصدك عن تناول قهوة * تنفي عن المخمور فرط خماره
؟ وتكف كف الهم عن متلدد * حيران يخبط في دجى أفكاره
ومر النديم على الصباح يديرها * جهرا فطيب العيش في اجهاره
من كف ممشوق القوام مهفهف * يرنو بطرف الرئم عند نفاره
فالليل من أصداغه والصبح ضوء * جبينه والبدر من ازراره
اهدى اليه شعاعها في صدغه * قوس السحاب على ضياء نهاره
وحبا أساوره معاصم عسجد * فازدان معصمه بحس سواره
وقوله:
أيها المستحل قتلي بطرف * هو امضى من الحسام الصقيل
ما سمعنا من قبل ان المنايا * كامنات في كل طرف كحيل
٧٥١: الشيخ حسن بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
وضبط لفظ مغنية في حسن بن مهدي ذكره حفيده الشيخ محمد مغنية
في كتابه جواهر الحكم ونفائس الكلم وقال إنه قرأ في النجف الأشرف وأقر
بفضله الشيوخ الاعلام ثم عاد إلى جبل عامل وقرأ عليه جماعة وألف وكان
في التقى أويس زمانه وكان له ولدان الشيخ علي والشيخ حسين فأرسلهما إلى
العراق لطلب العلم وتوفي في غيابهما قبل فتنة الجزار التي كانت سنة
١٢٠٧.
٧٥٢: الشيخ حسن آل محيي الدين العاملي النجفي.
توفي في حدود سنة ١٢٥٠
قال الشيخ جواد محيي الدين في ملحق أمل الآمل كان عالما فاضلا كثير
الإحاطة باللغة قرأ على الشيخ قاسم محي الدين وقرأ عنده شيخ مشايخنا
المعاصرين العلامة المؤتمن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر في
المقدمات وكان زاهدا في الدنيا محبا للخمول.
٧٥٣: أبو إسماعيل تاج الدين الحسن بن المختار العلوي البغدادي.
توفي سنة ٦٥٣.
ذكر ابن الفوطي في الحوادث الجامعة في حوادث سنة ٦٣٧ ما يدل
على أنه كان عارضا للجيش فإنه ذكر انه لما توفي الأمير قشتمر الناصري
جلس ولده الأمير مظفر الدين محمد في داره للعزاء وحضر في اليوم الرابع
عارض الجيش فاقامه من العزاء وضفر شعره وغطى رأسه ومضى به إلى
الديوان فخلع عليه وقال في حوادث سنة ٦٤٠ عند ذكر بيعة المستعصم ان
الناس وقفوا صفوفا بين يدي الشباك وبين أيديهم العارضان تاج الدين
الحسن بن المختار العلوي وفخر الدين أحمد بن الدامغاني ثم ذكر في حوادث
هذه السنة عند ذكر تغيير ثياب العزاء انه استدعي الوزراء والامراء وخلع
على الجميع وكان ممن استدعي العارضان تاج الدين الحسن بن المختار وفخر
الدين أحمد بن الدامغاني وخلع عليهما وقال في حوادث سنة ٦٤٥ فيها قلد
تاج الدين الحسن بن المختار نقابة الطالبيين فعين ولده علم الدين إسماعيل
في نقابة مشهد أمير المؤمنين ع اه‍.
٧٥٤: الحسن بن المختار القلانسي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويأتي في أخيه
الحسين عن النجاشي ان الحسن هذا يكنى أبا محمد وانه روى عن الصادق
والكاظم ع.
٧٥٥: الشيخ بدر الدين الحسن بن مخزوم الطحان.
لا نعلم من أحواله شيئا سوى ما حكي عن الكفعمي في كتابه فرج
الكرب أنه قال له البديعية مخمس لبديعية الشيخ صفي الدين الحلي، فعلم
من ذلك أنه كان أديبا شاعرا. وعن صاحب الرياض انه رجح احتمال
كونه من أصحابنا لكني لم أجد له ترجمة في الرياض.
(٣١٠)

٧٥٦: السيد حسن المدرس
مر بعنوان حسن بن إسماعيل.
٧٥٧: السيد حسن بن مرتضى بن أحمد بن مير حسين بن مير سامع بن مير غياث
الطباطبائي الزواري اليزدي الحائري المعروف بالنحوي.
توفي في كربلاء سنة ١٣١٥ وتاريخه غفر له.
كان عالما فاضلا له ١ اقصد المنهاج في ليلة المعراج فارسي ٢
أرجوزة في البديع في أربعة وسبعمائة بيت أولها:
بحمد كل حامد نخص من * بفضله علي بالوجود من
٣ أرجوزة في البيان في ٧٣٤ بيتا أولها:
حمدا لفرد خالق الإنسان علمه البيان من احسان
٤ السرائر المستبصرة في نظم التبصرة.
٧٥٨: فخر الدين حسن بن علاء الدين المرتضى بن فخر الدين حسن بن جمال
الدين محمد بن الحسن بن أبي زيد علي بن علي كياكي بن عبد الله بن علي بن
إبراهيم بن إسماعيل المنقدي بن جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين
الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان ملك الري له ولد واخ وعموم وهم ملوك الري
اه‍.
٧٥٩: الحسن بن مسكان
في التعليقة قال المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني انه في
آخر السرائر عند ذكر رواية الحسين بن عثمان عن ابن مسكان اسم ابن
مسكان الحسن وهو ابن أخي جابر الجعفي عريق في ولايته لأهل البيت
ع اه‍ وفي الرجال الحسين فيحتمل ان يكون الحسن سهوا
اه‍ ويأتي تمام الكلام في الحسين.
٧٦٠: الحسن بن المسيب العقيلي.
كان بنو المسيب العقيليون هؤلاء شيعة وكانوا امراء الموصل ونواحيها
منهم الاخوة الثلاثة المقلد بن المسيب واخوه علي بن المسيب وأخوهما
الحسن بن المسيب صاحب الترجمة ومنهم قرواش بن المقلد بن المسيب
وغيرهم.
في ذيل تجارب الأمم في حوادث سنة ٣٨٧ ونحوه في تاريخ ابن الأثير
في حوادث تلك السنة انه في هذه السنة قبض المقلد بن المسيب على أخيه
علي بالموصل وفي الحال سلم فرسين جوادين إلى غلامين من البادية وأرسلهما
إلى زوجته اي زوجة المقلد يأمرها باخذ ولديه قرواش وبدران واللحاق
بتكريت قبل ان يسمع اخوه الحسن الخبر فيقبض على ولديها ويقول لها ان
أحمد بن حماد صديقي وهو يدفع عنكم وكانت في حلة على أربعة فراسخ من
تكريت فكد الغلامان فرسيهما ركضا وتقريبا فوصلا في يومهما إلى الحلة
فأنذرا المرأة فركبت فرسا وأركبت ولديها فرسين وهما يومئذ صغيران وساروا
في الليل إلى تكريت فدخلوها وعرف الحسن بن المسيب حال القبض على
أخيه علي من غلام اسرع اليه من الموصل فاسرع إلى حلة أخيه المقلد
ليقبض على ولديه وأهله فلم يجدهم واجتمع عند المقلد بالموصل زهاء
ألفي فارس وقصد الحسن حلل العرب بأولاد أخيه علي وحرمه يستغيثون
ويستنفرون فاجتمع معه نحو عشرة آلاف وراسل المقلد وقال إنك قد
احتجزت بالموصل فإن كان لك قدرة على الخروج فاخرج فأجابه بأنه خارج
وسار في أثر الرسول واخرج معه أخاه عليا في عمارية وقرب من القوم حتى لم
يبق بينهم الا منزل واحد بإزاء العلث وجد المقلد في امر الحرب واختلفت
آراء وجوه العرب فبعض دعوه إلى الصلح وبعض حضوه على الحرب وكان
في القوم غريب ورافع ابنا محمد بن مقن فظهر من رافع حرص
على الحرب وخالفه غريب وقال له ما قولك هذا بقول ناصح أمين
ولا ناصر معين فان كنت في هذا الرأي عليه فقد أخفرت الأمانة
وأظهرت الخيانة وان كنت معه فقد سعيت في تفريق الكلمة وهلاك العشيرة
والمقلد ساكت إذ قيل له هذه أختك رهيلة بنت المسيب تريد لقاءك
فإذا هي في هودج على بعد فركب المقلد حتى لقيها وتحادثا طويلا ولا
يعلم أحد ما جرى بينهما الا انه حكي فيما بعد انها قالت له يا مقلد قد
ركبت مركبا وضيعا وقطعت رحمك وعققت ابن أبيك فراجع الأولى بك
وخل عن الرجل واكفف هذه الفتنة ولا تكن سببا لهلاك العشيرة ولم تزل به
حتى الآن في يدها ووعدها باطلاق علي وامر في الحال بفك قيده ورد عليه ما
اخذ منه ومثله معه وعاد علي إلى حلته والمقلد إلى الموصل فاجتمع العرب
إلى علي وحملوه على مباينة المقلد فامتنع وقال إن كان أساء أولا فقد أحسن
آخرا فلم يزالوا به حتى قصد الموصل وكان المقلد قد سار عنها لحرب علي بن
مزيد فلما بلغه الخبر كر راجعا واجتاز في طريقه بحلة أخيه الحسن فخرج
اليه الحسن ورأى كثرة عسكره فخاف على أخيه علي منه فقال له دعني
اصلح ما بينك وبين أخيك ورفق به حتى استوقفه وسار في الوقت إلى علي
من غير أن يرجع إلى حلته فوصل اليه آخر النهار وقد اجهد نفسه وفرسه
وقال لعلي ان الأعور يعني المقلد قد اتاك بحده وحديده وأنت غافل
وأشار عليه بافساد عسكر المقلد فان قبلوا حاربه والا صالحه فكتب إليهم
فظفر المقلد بالكتب فزحف بعسكره إلى الموصل فخرج اليه أخواه علي
والحسن ولاطفاه حتى صالحاه ودخل البلد وعلي عن يمينه والحسن عن شماله
وناوش العرب بعضهم بعضا طلبا للفتنة فخرج الحسن وأرهب قوما وحسم
الفتنة ثم خاف علي فهرب من الموصل ليلا وتبعه الحسن وترددت الرسل
بينهما وبين المقلد فاصطلحوا على أن يدخل أحدهما البلد في غيبة الآخر
وبقوا كذلك إلى سنة ٣٨٩ ومات علي سنة ٣٩٠ وقام الحسن في الامارة
مقامه فجمع المقلد بني خفاجة واظهر طلب بني نمير وأبطن الحيلة على أخيه
وعرف الحسن خبره فهرب إلى العراق وتبعه المقلد فلم يدركه فمضى الحسن
إلى زاذان واعتصم بالعرب النفاضة.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩٠ فيها قتل المقلد بن المسيب
العقيلي وكان ولده قرواش غائبا وكانت أمواله وخزائنه بالأنبار فخاف نائبه
الجند فراسل أبا منصور قراد بن اللديد وقال انا اجعل بينك وبين قرواش
عهدا وأقاسمك على ما خلفه أبوه وتساعده على عمه الحسن ان قصده
فاجابه إلى ذلك وحمى الخزائن والبلد إلى أن وصل قرواش فقاسمه على المال
ثم إن الحسن بن المسيب جمع مشايخ عقيل وشكا قرواشا إليهم وما صنع
مع قراد فقالوا له خوفه منك حمله على ذلك فبذل من نفسه الموافقة له
والوقوف عند رضاه وسفر المشايخ بينهما فاصطلحا واتفقا على أن يسير
الحسن إلى قرواش شبه المحارب ويخرج هو وقراد لقتاله فإذا لقي بعضهم
بعضا عادوا جميعا على قراد فأخذوه فسار الحسن وخرج قرواش وقراد لقتاله
فلما تراءى الجمعان جاء بعض أصحاب قراد اليه فاعلمه الحال فهرب على
فرس له وتبعه قرواش والحسن فلم يدركاه اه‍.
(٣١١)

٧٦١: الميرزا حسن خان مشير الدولة.
من امراء إيران في عصرنا له كتاب تاريخ إيران القديم الفارسي في
مجلدين كبار بالقطع الكبير مطبوع بالحرف في طهران بمطبعة المجلس بنفقة
شركة المطبوعات الإيرانية يحتوي الجزء الأول منه على ٩٠٦ صفحات
والجزء الثاني على ١٩٥٢ صفحة أهداني نسخة منه رئيس وزراء إيران علي
خان الملقب فروغي لما كنت بطهران سنة ١٣٥٣.
٧٦٢: الحسن بن مصبح الحلي
مر بعنوان الحسن بن محسن الملقب بمصبح الحلي.
٧٦٣: الحسن بن مصعب البجلي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
روى عنه ابن أبي عمير في الصحيح وفيه إشعار بوثاقته ويأتي مصغرا يروي
عنه ابن أبي عمير فيحتمل الاتحاد لا سيما بملاحظة حال الشيخ في الرجال
وكونه أخاه ولعله الأظهر لوروده في الأخبار مكبرا ومصغرا وعلى تقدير
الاتحاد فليلاحظ ترجمة الحسين أيضا اه‍.
٧٦٤: فخر الدولة أبو المظفر الحسن بن هبة الدين أو هبة الله المطلب البغدادي.
توفي سنة ٥٧٨.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٥٧٨ فيها مات فخر الدولة أبو المظفر
الحسن بن هبة الله المطلب كان أبوه وزير الخليفة واخوه أستاذ الدار فتصوف
هو من زمن الصبا وبنى مدرسة ورباطا ببغداد عند عقد المصطنع وبنى
جامعا بالجانب الغربي منها وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٥٧٢ في
هذه السنة في جمادى الأولى أقيمت الصلاة في الجامع الذي بناه فخر
الدولة بن المطلب بقصر المأمون غربي بغداد وقال ابن الفوطي في الحوادث
الجامعة في حوادث سنة ٦٢٦ فيها في رجب رتب عماد الدين أبو بكر
محمد بن يحيى السلامي المعروب بابن الجمير مدرسا بالمدرسة النظامية وأقر
على تدريسه بمدرسة فخر الدولة ابن المطلب بعقد المصطنع وقال في حوادث
سنة ٦٣١ فيها توفي محمد بن يحيى بن فضلان درس بعد أبيه بمدرسة فخر الدولة
بن المطلب وقال في حوادث سنة ٦٤٧ فيها نقل فخر الدولة
الحسن بن المطلب من مدفنه بالإيوان الذي في جامعه على شاطئ دجلة
حيث وقع حائطه إلى مشهد موسى بن جعفر ع نقله النواب الذين
ينظرون في وقوفه وأرادوا نقله إلى موضع في الجامع فلم يجوز الفقهاء ذلك
وذلك بعد نيف وستين سنة من موته اه‍.
٧٦٥: الشيخ حسن بن مطهر الأسدي.
في الرياض كان من أجلة علمائنا المتأخرين وقال بعض الفضلاء في
رسالة ذكر أسامي المشايخ: ومنهم الشيخ حسن بن مطهر الأسدي الزاهد
الورع وقد اخذ من الشيخ أحمد بن فهد اه‍.
٧٦٦: الحسن بن المطهر العلامة الحلي.
يأتي بعنوان الحسن بن يوسف بن علي بن محمد بن المطهر.
٧٦٧: الشيخ حسن الشهير بالمطوع الجرواني الأحسائي.
في رياض العلماء فاضل عالم جليل يروي عن الشيخ شهاب الدين
أحمد بن فهد بن إدريس المضري الأحسائي عن ابن المتوج البحراني ويروي
عنه القاضي ناصر الدين الشهير بابن نزار فهو في درجة ابن فهد الحلي كذا
يظهر من أول غوالي اللألي لابن جمهور الأحسائي وقال فيه في وصفه هكذا
يروي يعني القاضي ناصر الدين المذكور عن أستاذه الشيخ التقي الزاهد
جمال الدين حسن الشهير بالمطوع الجرواني الأحسائي وقال في موضع آخر
انه يروي عن شيخه الشيخ الفقيه الزاهد حسن الشهير بالمطوع الجرواني.
٧٦٨: الشيخ عز الدين الحسن بن مظاهر.
هو والد الحاج زين الدين على تلميذ فخر الدين بن العلامة قال فخر
الدين في حقه في إجازته لولده المذكور الشيخ الامام السعيد عز الدين
حسن بن مظاهر.
٧٦٩: أبو علي الحسن بن المظفر الضرير النيسابوري المحتد الخوارزمي المولد.
توفي في ٤ شهر رمضان سنة ٤٤٢.
ذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال: الحسن بن المظفر النيسابوري
أبو علي أديب نبيل شاعر مصنف ذكره أبو أحمد محمود بن أرسلان في تاريخ
خوارزم فقال مات أبو علي الحسن بن المظفر الأديب الضرير النيسابوري ثم
الخوارزمي في الرابع من شهر رمضان سنة ٤٤٢ واثنى عليه ثناء طويلا زعم
فيه انه كان مؤدب أهل خوارزم في عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم
والمشار اليه منهم وهو شيخ أبي القاسم الزمخشري قبل أبي مضر وله نظم
ونثر وذكر ان له ولدا اسمه عمر وكنيته أبو حفص أديب فقيه فاضل وله
شعر منه:
سبحان من ليس في السماء ولا * في الأرض ند له وأشباه
أحاط بالعالمين مقتدرا * أشهد ان لا إله إلا هو
وخاتم المرسلين سيدنا * أحمد رب السماء سماه
أشرقت الأرض يوم بعثته * وحصحص الحق من محياه
قال ومات أبو حفص هذا في شعبان سنة ٥٣٢ اه‍ وفي قوله انه
شيخ الزمحشري نظر فان الزمحشري ولد سنة ٤٦٧.
تشيعه
ذكره صاحب الطليعة من شعراء الشيعة وقال ومن شعره قوله:
سبحان من ليس في السماء ولا الأبيات الأربعة المتقدمة وزاد فيها هذه
الأبيات الثلاثة ولم يذكر المأخذ وهي:
اختار يوم الغدير حيدرة * اخاله في الورى وآخاه
وباهل المشركين فيه وفي * زوجته يقتفيهما ابناه
هم خمسة يرحم الأنام بهم * ويستجاب الدعا ويرجاه
ولا يخفى ان كلام ياقوت السابق دال على أن الأبيات الأربعة الأولى
التي ذكر صاحب الطليعة بعدها هذه الأبيات الثلاثة هي لولده عمر أبي
حفص لا له مع أنه اقتصر على الأربعة ولم يذكر معها الثلاثة فإن كان
صاحب الطليعة وجد الثلاثة من تتمتها كانت دالة على تشيع عمر لا أبيه
ويمكن ان يستفاد منها تشيع أبيه لكون الولد على سر أبيه ويمكن ان يؤيده
كونه نيسابوري المحتد والغالب على أهل نيسابور في ذلك العصر التشيع
والله أعلم.

(١) العقد بلسان أهل العراق اليوم يطلق على الزقاق فكأنه هو المراد هنا - المؤلف -.
(٣١٢)

مؤلفاته
قال ياقوت: وجدت للحسن بن المظفر من التصانيف ١ تهذيب
ديوان الأدب ٢ تهذيب اصلاح المنطق ٣ ذيله على تتمة اليتيمة وقال لم
أقف على اسمه ٤ ديوان شعره مجلدتان ٥ ديوان رسائله ٦ محاسن من
اسمه الحسن ٧ زيادات اخبار خوارزم.
نثره
نقل ياقوت عنه أنه قال في آخر الكتاب الذي وصل به تتمة اليتيمة:
قال الحسن بن المظفر النيسابوري مؤلف الكتاب نيسابوري المحتد
خوارزمي المولد وممن كان عارفا بنفسه غير مفتون بنظمه ونثره فإنه سلك
طريق أبي منصور الثعالبي فيما أورده من شعره في آخر كتاب تتمة اليتيمة
فاورد نبذا مما يستحسن من كلامه ويستبدع من نظامه.
قال فمن نثره الساذج رقعة له: عرف الله الشيخ الرئيس بركة شهر
رمضان ووفقه من طاعته لما يكتسب به العفو ولولا العذر الواقع من
الوصول لقصدت مجلسه أعلاه الله بالتهنئة والتسليم وقضاء حقه العظيم
هذا أدام الله تمكينه وعهدي به يعدني من جملة عياله ويخصني كل وقت
بافضاله فليت شعري لم عدل إلى الفطام من ذلك الإنعام فإن كان نسيان
فقد جاءه ذكري وان كان هجران فحاشاه من هجري. وله من أخرى:
الشيخ يسترق الأحرار بعوائد فضله وبواديه حتى لا حر بواديه.
شعره
قال ياقوت ومن نظمه:
اهلا بعيش كان جد موات * أحيا من اللذات كل موات
أيام سرب الإنس غير منفر * والشمل غير مروع بشتات
عيش تحسر ظله عنا فما * أبقى لنا شيئا سوى الحسرات
ولقد سقاني الدهر ماء حياته * والآن يسقيني دم الحيات
لهفي لأحرار منيت ببعدهم * كانوا على غير الزمان ثقاتي
قد زالت البركات عني كلها * بزيال سيدنا أبي البركات
ركن العلى والمجد والكرم الذي * قد فات في الحلبات اي فوات
فارقت طلعته المنيرة مكرها * فبقيت كالمحصور في الظلمات
أمسي وأصبح صاعدا زفراتي * لفراقه متحدرا عبراتي
قال وانشد فيه لنفسه:
جبينك الشمس في الأضواء والقمر * يمينك البحر في الأوراء والمطر و
ظلك الحرم المحفوظ ساكنه * وبابك الركن والقصاد والحجر
وسيبك الرزق مضمون لكل فم * وسيفك الاجل الجاري به القدر
أنت الهمام بل البدر التمام بل السيف * الحسام الجراز الصارم الذكر
وأنت غيث الأنام المستغاث به * إذا أغارت على أبنائها الغير
قال وانشد لنفسه:
أريا شمال أم نسيم من الصبا * اتانا طروقا أم خيال لزينبا
أم الطالع المسعود طالع ارضنا * فاطلع فيها للسعادة كوكبا
قال أبو علي الضرير رأيت ابن هودار في المنام بعد موته فقلت له في
الطيف:
لقد تحولت من دار إلى دار * فهل رأيت قرارا يا ابن هودار
لا بل وجدت عذابا لا انقطاع له * مدى الليالي وربا غير غفار
ومنزلا مظلما في قعر هاوية * قرنت فيها بكفار وفجار
فقل لأهلي موتوا مسلمين فما * للكافرين لدى الباري سوى النار
٧٧٠: الحسن بن معالي بن مسعود بن الحسين أبو علي الحلي المعروف بابن الباقلاني
أو الباقلاوي النحوي.
هكذا في بغية الوعاة وشرح النهج وفي معجم الأدباء الحسن بن أبي
المعالي ويمكن كونه من تحريف النساخ ولد سنة ٥٦٨ وتوفي يوم السبت ٢٥
جمادى الأولى سنة ٦٣٧.
في معجم الأدباء هو أحد أئمة العربية في العصر سمع من أبي الفرج
ابن كليب وغيره وقرأ العربية على أبي البقاء العكبري واللغة على أبي
محمد بن المأمون وقرأ الكلام والحكمة على الامام نصير الدين الطوسي
وانتهت اليه الرئاسة في هذه الفنون وفي علم النحو واخذ فقه الحنفية عن
أبي المحاسن يوسف بن إسماعيل الدامغاني الحنفي ثم انتقل إلى مذهب
الإمام الشافعي وكان ذا فهم ثاقب وذكاء وحرص على العلم وكان كثير
المحفوظ وكتب الكثير بخطه ذا وقار مع التواضع ولين الجانب لقيته سنة
٦٠٣ وكان آخر العهد به اه‍ وفي بغية الوعاة شيخ العربية في وقته
ببغداد قال ابن النجار والقفطي قدم بغداد في صباه وقرأ النحو على أبي
البقاء العكبري ومصدق الواسطي وأبي الحسن بابويه واللغة على أبي
محمد بن المأمون والفقه على يوسف بن إسماعيل الدامغاني الحنفي وقرأ
الكلام والحكمة على النصير الطوسي وبرع في هذه العلوم وصار المشار
اليه المعتمد على ما يقوله أو ينقله وسمع الحديث من أبي الفرج بن كليب
وجماعة وكتب بخطه كثيرا وانتهت اليه الرئاسة في علم النحو والتوحد فيه
وبلوع مرتبة المتقدمين وكان له همة عالية وحرص شديد على العلم وتحصيل
الفوائد مع علو سنه وضعف بصره وله فهم ثاقب وذكاء حاذق وادراك
للمعاني الدقيقة مع كثرة محفوظه وحسن طريقه وتواضع وكرم اخلاق انتقل
إلى مذهب الشافعي باخره.
تشيعه
يمكن ان يستفاد تشيعه من قراءته الكلام والحكمة على النصير
الطوسي وكونه من أهل الحلة المعروفين بالتشيع ولا ينافي ذلك قراءته فقه
الحنفية وانتقاله إلى مذهب الشافعي وربما يؤيد تشيعه ما في شرح النهج ان
الطبري روى عن عائشة انها كانت تقول لو استقبلت من أمري ما
استدبرت ما غسل رسول الله ص الا نساؤه ثم قال ابن أبي الحديد: قلت
حضرت عند محمد بن معد العلوي في داره ببغداد وعنده حسن بن معالي
الحلي المعروف بابن الباقلاوي. وهما يقرءان هذا الخبر وغيره من الأحاديث
من تاريخ الطبري فقال محمد بن معد لحسن بن معالي ما تراها قصدت بهذا
القول قال حسدت أباك على ما كان يفتخر به من غسل رسول الله ص
فضحك محمد فقال هبها استطاعت ان تزاحمه في الغسل، هل تستطيع ان
تزاحمه في غيره من خصائصه اه‍ وفيه أيضا دلالة على أن العلماء كانوا
يشتغلون في مجالسهم بقراءة الكتب والمذاكرة لا بما يشتغل به بعض

(١) العبارة في الأصل الظاهر أنها مغلوطة وظننا ان يكون صوابها هكذا. - المؤلف -.
(٣١٣)

المنسوبين إلى العلم في هذا الزمان من لغو الكلام.
٧٧١: الحسن بن معاوية
في التعليقة مر في إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ما يظهر منه
معروفيته بل نباهته اه‍ وهو قول النجاشي في إسماعيل بن محمد بن
إسماعيل انه قدم العراق وسمع أصحابنا بها منه مثل أيوب بن نوح
والحسن بن معاوية الخ.
٧٧٢: الحسن بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
كان عبد الله بن جعفر يفد على معاوية وولد له مولود وهو عند
معاوية فطلب معاوية ان يسميه باسمه معاوية. في عمدة الطالب بذل له
معاوية على ذلك مائة ألف درهم وقيل ألف ألف درهم فولد معاوية بن عبد الله بن جعفر عبد الله بن معاوية بن
عبد الله بن جعفر ويقال له
عبد الله المعاوي تمييزا له عن جده عبد الله ومحمدا ويزيد وعليا وصالحا
والحسن المترجم ومن الغريب ان صاحب عمدة الطالب لم يذكر الحسن
هذا معهم مع شهرته اما يزيد فيمكن ان يكون معاوية اشترى اسمه من
جده أو من أبيه لا بد ان يكون ذلك كذلك وان كنت لم أر الآن من ذكره
والا فلا اسم أبغض إلى آل أبي طالب من اسم يزيد وإذا كان معاوية
اشترى اسمه من عبد الله بن جعفر بمائة ألف درهم أو بمليون درهم وكان
كل عشرة دراهم تساوي دينارا والدينار نحو نصف ليرة عثمانية ذهبية
فحقيق به ان يشتري اسم يزيد بثمن غال وما ينفعه شراء هذه الأسماء التي
أصبحت خزيا على من سمي بها.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ١٤٥ انه كان في من خرج مع
محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى. وفي مقاتل الطالبيين الحسن بن
معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أمه وأم اخوته يزيد وصالح ابني
معاوية فاطمة بنت الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وأمها أم ولد
وخرجوا جميعا مع محمد بن عبد الله ابن الحسن المثنى واستعمل
محمد بن عبد الله الحسن بن معاوية على مكة فلما قتل محمد اخذه أبو
جعفر فضربه بالسوط وحبسه فلم يزل في الحبس حتى مات أبو جعفر
فاطلقه المهدي ثم روى بسنده انه دخل عيسى بن موسى على المنصور فقال
ألا أبشرك قال بما ذا قال ابتعت وجه دار عبد الله بن جعفر من حسن ويزيد
وصالح بني معاوية بن عبد الله بن جعفر فقال له اما والله ما باعوك إياها الا
ليقووا بثمنها عليك فخرج حسن ويزيد مع محمد بن عبد الله قال المؤلف:
فانظر إلى أي حد بلغت العداوة ببني العباس لآل أبي طالب. عيسى بن
موسى يبشر المنصور بأنه ابتاع وجه دار عبد الله بن جعفر كأنه لا يرضيهم
ان يكون لآل أبي طالب دار يسكنونها لها وجه إلى الطريق. وبسنده عن
محمد بن إسحاق بن القاسم بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ان محمد بن
عبد الله بعث الحسن والقاسم بن إسحاق إلى مكة واستعمل الحسن على مكة
والقاسم على اليمن. وبسنده عن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن عبد الله
بن جعفر قال أراد بنو معاوية بن عبد الله بن جعفر وكانوا خرجوا مع محمد بن
عبد الله ان يظهروا بعد قتله فقال أبي للحسن بن معاوية لا تظهروا جميعا
فانا ان فعلنا اخذك جعفر بن سليمان من بيننا وجعفر يومئذ على المدينة فقال
لا بد من الظهور فقال له فان كنت فاعلا فدعني أتغيب فإنه لا يقدم عليك
ما دمت متغيبا قال لا خير في عيش لست فيه فلما ظهروا اخذ جعفر بن
سليمان الحسن فقال له أين المال الذي اخذته بمكة وكان أبو جعفر قد كتب
إلى جعفر بن سليمان ان يجلد حسنا ان ظفر به فلما سأله عن المال قال
أنفقناه فيما كنا فيه وذاك شئ قد عفا عنه أمير المؤمنين وجعل جعفر بن
سليمان يكلمه والحسن يبطئ في جوابه فقال له جعفر أكلمك ولا تجيبني
قال ذلك يشق عليك لا أكلمك من رأسي كلمة ابدا فضربه أربعمائة سوط
وحبسه فلم يزل محبوسا حتى مات أبو جعفر وقام المهدي فاطلقه واجازه.
وبسنده انه لما ضرب جعفر بن سليمان الحسن بن معاوية قال أين كنت
فاستعجم عليه فقال له علي وعلي ان اقلعت عنك ابدا أو تخبرني أين كنت
قال كنت عند غسان بن معاوية مولى عبد الله بن حسن فبعث جعفر إلى
منزل غسان فهرب منه فهدم داره ثم جاء بعد فامنه ولم يكن الحسن عند
غسان انما كان عند نفيس صاحب قصر نفيس ولم يزل حسن بن معاوية في
حبس جعفر بن سليمان حتى حج أبو جعفر فعرضت له حمادة بنت معاوية
فصاحت به يا أمير المؤمنين الحسن بن معاوية قد طال حبسه فانتبه له وقد
كان ذهل عنه فسار به معه حتى وضعه في حبسه ولم يزل محبوسا حتى ولي
المهدي. ثم روى بسنده ان الحسن بن معاوية قال لأبي جعفر وهو في
السجن وقد اتاه نعي أخيه يزيد بن معاوية يستعطفه على ولده:
ارحم صغار بني يزيد انهم * يتموا لفقدي لا لفقد يزيد
وارحم كبيرا سنه متهدما * في السجن بين سلاسل وقيود
ولئن اخذت بجرمنا وجزيتنا * لنقتلن به بكل صعيد
أوعدت بالرحم القريبة بيننا * ما جدكم من جدنا ببعيد
قال المؤلف لو خوطب بهذا الشعر صخر للان ولكن المخذول
كان قلبه أقسى من الصخر فلم يعطفه قول حمادة أخت الحسن وتوسل
النساء الأخوات مما يلين أقسى القلوب بل كان سببا في اخذه مكبلا
ووضعه في حبسه، ولا شك انه أشد وأشق من حبس جعفر. ولم يكتف
بحبسه أولا حتى امر بضربه أربعمائة سوط جزاء لما فعله جد الطالبيين يوم
بدر مع جده العباس وجزاء لما فعله جدهم عند خلافته مع ولد العباس:
اما علي فقد أدنى قرابتكم * عند الولاية ان لم تكفر
النعم أينكر الحبر عبد الله نعمته * أبوكم أم عبيد الله أم قثم
٧٧٣: قوام الدين أبو علي الحسن نقيب النقباء ابن شرف الدين أبو تميم معد بن
الحسن بن معد بن أبي البركات سعد الله نقيب سامرا ابن الحسين بن
الحسن بن أحمد بن موسى الأبرش بن محمد بن موسى بن إبراهيم
المرتضى بن موسى الكاظم ع.
توفي في عنفوان شبابه في بغداد سنة ٦٣٦.
في عمدة الطالب والمشجر الكاشاف ذكر نسبه كما مر ووصف فيهما
بنقيب النقباء الا انه في المشجر الكشاف ذكر الحسن بن معد مكررا ووصف
الثاني بأبي أعثم وفي العمدة لم يذكره الا مرة واحدة وكذا في الحوادث
الجامعة كما يأتي ولعل الناسخ توهم التكرير فحذف الثاني ومن ذلك قد
يحتمل ان يكون ما في الحوادث الجامعة الآتي ترجمة للثاني لا للأول والله أعلم
. وفي الحوادث الجامعة لابن الفوطي في حوادث سنة ٦٣٦ فيها توفي
النقيب الطاهر أبو علي الحسن بن النقيب الطاهر أبي تميم معد ناب عن أبيه
في أشراف المخزن بيت المال في الأيام الناصرية فلما توفي والده سنة
٦١٧ مضى الموكب اليه في جمع من الحجاب والدعاة وفي صدرهم عارض
الجيش سعيد بن عسكر الأنباري إلى داره بالمقتدية في اليوم الثالث من وفاة
(٣١٤)

والده واقامه من العزاء وعرفه ان الخليفة قد قلده ما قلد أباه فركب إلى دار
الوزارة فخلع عليه خلعة النقابة وكان عمره يومئذ خمسا وعشرين سنة حين
بقل عذاره وكان له رواء ومنظر حسن وصورة جميلة ولم يزل على نقابته
وأشراف المخزن إلى سنة ٦٢٣ فعزل عن أشراف المخزن ثم عزل سنة ٦٢٤
عن النقابة ثم أعيد إلى أشراف المخزن سنة ٦٢٦ وعزل عنه سنة ٦٢٩ ولم
يستخدم بعدها وانتقل من المقتدية واقام بالكرخ عند أنسابه إلى أن توفي في
عنفوان شبابه وذكر في حوادث سنة ٦٤٠ عند ذكر المستنصر انه قلد نقابة
العلويين أبا علي الحسن بن معد الموسوي وقلد بعده قطب الدين أبا عبد الله
الحسين بن الأقساسي إلى آخر أيامه اه‍.
٧٧٤: المولى حسن المعلم الهمذاني
في رياض العلماء فاضل عالم حكيم صوفي المشرب من مؤلفاته رسالة
في الحكمة فارسية سماها غذاء العارفين ألفها سنة ٨٤٨ للسلطان ناصر
الحق ملك مازندران والظاهر أنه من الامامية والملك المذكور من الزيدية
اه‍.
٧٧٥: السيد نصير الحسن بن معية
ذكرنا في موضع آخر من الكتاب ان معية أمهم وفي كتاب شهداء
الفضيلة ما لفظه في عمدة الطالب: ومن بني معية السيد نصير الدين
الحسن أحد رجال العلويين بالعراق ووجوههم كان قبلة أهل الفتوة نيابة
عن شيخنا السيد تاج الدين محمد ومال اليه الناس وامتثل امره الخاص
والعام ومات قتيلا بطريق الكوفة توجه زائرا للمشهد الغرو في بعض مواسم
الزيارة فخرج عليه في الليل جماعة قطاع الطريق ورموهم بالنشاب فاصابته
نشابة وحمل إلى المشهد جريحا فتوفي هناك وترك بنتين لا غير اه‍ قال
المؤلف لم نجد هذا الذي ذكره في عمدة الطالب في النسخة المطبوعة عند
ذكره لبني معية ولا ندري من أين نقله ولعله وجده بنسخة مخطوطة وسقط
ذلك من النسخة المطبوعة نعم ذكر صاحب عمدة الطالب من آل معية أبا
الطيب الحسن وقال قتله بنو أسد.
٧٧٦: الشيخ حسن أو الشيخ حسين من آل مغنية العاملي.
مغنية بميم مضمومة وغين معجمة ساكنة ونون مكسورة ومثناة
تحتية مشددة وهاء.
كان عالما جليلا رأيت في مكتبة آل خاتون في جويا كتابا مخطوطا قديما
لا أتذكر الآن تاريخ كتابته بالتحقيق الا انه كتاب قديم يرجع تاريخ كتابته
إلى ما يزيد على مائة سنة ذكر كاتبه اني كتبته بأمر الشيخ حسن أو الشيخ
حسين مغنية وهذا يدل على جلالة قدر الآمر وكونه عالما جليلا ولسنا نعلم
من أحواله غير ذلك وآل مغنية من بيوتات العلم الشهيرة في جبل عامل وقد ذكر
الشيخ محمد بن مهدي آل مغنية من يسمى بحسن وحسين من علماء آل
مغنية في كتابه جواهر الحكم فيوشك ان يكون هذا أحدهم قال والعهدة
عليه ان جدنا الاعلى علي بن حسن تخلف بمحمد ومحمد تخلف بمحمود
ومحمود تخلف بحسن قرأ في الغري ثم عاد إلى وطنه طيردبا وتخرج عليه
جماعة وله تصانيف رسائل في الفقه وتخلف بولدين علي وحسين ذهبا إلى
النجف لطلب العلم ثم عاد علي إلى جبل عامل فاخذه الشيخ مقبل من
الامراء آل علي الصغير إلى قرية الحلوسية واما اخوه حسين فجاء إلى جبل
عامل إلى طيردبا وتوفي بها.
٧٧٧: الحسن بن المغيرة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
٧٧٨: أبو محمد الحسن بن مفضل بن سهلان الرامهرمزي الملقب عميد أصحاب
الجيوش وزير سلطان الدولة بن بويه.
ولد برامهرمز في شعبان سنة ٣٦١ وقتل سنة ٤١٤ قتله بنكير بن
عياض قاله ابن الأثير في الكامل وفي مجالس المؤمنين عن ابن كثير الشامي
في تاريخه انه استشهد سنة ٤٦٠ اه‍ ولكن النسخة غير مأمونة الغلط مع
مخالفة ذلك لما يحكي عن ابن كثير انه توفي سنة ٤١٢ وهو الذي حكاه في
المجالس عن تاريخ الوزراء فقال في سنة ٤١٢ اتفق جلال الدولة الذي كان
حاكما في البصرة مع أخيه مشرف الدولة واخذا ابن سهلان وقتلاه اه‍.
كان من أعيان الرجال ونبهائهم وتولى وزارة سلطان الدولة ابن بويه
ويدل بعض الأخبار الآتية انه كان فيه عسف وخرق ومكر ودهاء وعن
تاريخ الوزراء ان ابن سهلان انتظم في سلك وزراء الديلم ولم يكن يغفل
دقيقة واحدة عن دقائق المكر والتزوير ووقع في عدة مرات بسببه بين سلطان
الدولة وأخيه مشرف الدولة حرب ونزاع وفي آخر الامر اصطلحا وقررا ان
لا يستوزر واحد منهما ابن سهلان وأن يكون مشرف الدولة نائبا عن أخيه في
عراق العرب وأن تكون مملكة فارس والأهواز مخصوصة بسلطان الدولة
وبناء على هذا القرار توجه سلطان الدولة من عراق العرب إلى الأهواز فلما
وصل تستر خالف هذا القرار فاستوزر ابن سهلان وارسل معه عسكرا
لحرب مشرف الدولة فلما وقعت المحاربة انهزم ابن سهلان وذهب إلى واسط
فحاصره مشرف الدولة حتى ضاق به القوت واكل هو وأصحابه الكلاب
والسنانير فخرج ابن سهلان من القلعة ووقع على يدي مشرف الدولة
اه‍ ثم ذكر انه اتفق هو واخوه جلال الدولة على قتله سنة ٤١٢ كما
مر.
بناؤه سورا على المشهدين
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٠٠ فيها مرض أبو محمد بن سهلان
فاشتد مرضه فنذر ان عوفي بنى سورا على مشهد أمير المؤمنين علي ع
فعوفي فامر ببناء سور عليه فبني في هذه السنة تولى بناءه أبو إسحاق
الأرجاني اه‍ وفي مجالس المؤمنين عن تاريخ ابن كثير انه كان وزير
سلطان الدولة وهو الذي بنى سور الحائر الحسيني اه‍. وعن كتاب
المنتظم لابن الجوزي في حوادث سنة ٤٠٧ أنه قال في ربيع الآخر خلع على
أبي محمد الحسن بن الفضل المفضل بن سهلان الرامهرمزي خلع الوزارة
من قبل سلطان الدولة وهو الذي بنى سور الحائر بمشهد الحسين وقال في
وفيات سنة ٤١٤ الحسن بن فضل مفضل ابن سهلان أبو محمد
الرامهرمزي وزر لسلطان الدولة وبنى سور الحائر من مشهد الحسين ع
في سنة ٤٠٣ اه‍ ولا تنافي بين الكلامين والجمع بينهما يقتضي انه
بنى سور المشهدين وكون بعضهم ذكر أحدهما ولم يذكر الآخر لا يوجب نفي
الآخر لا سيما ان التاريخ مختلف فبناء سور المشهد الغروي سنة ٤٠٠ وبناء
سور الحائر سنة ٤٠٣ ولا سيما ان ابن الأثير عين الذي تولى البناء.
والظاهر أن بناء السور كان على الحضرة الشريفة وما حولها من البيوت لدفع
غائلة الغزو ونحوه لا على الحضرة خاصة كما قد يشعر به التعبير بلفظ
المشهد وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٠٦ فيها قبض سلطان الدولة على
وزيره فخر الملك أبي غالب وقتل ولما قبض فخر الملك استوزر سلطان
(٣١٥)

الدولة أبا محمد الحسن بن سهلان فلقب عميد أصحاب الجيوش وكان
مولده برامهرمز في شعبان سنة ٣٦١ وقال في حوادث سنة ٤٠٨ فيها قدم
سلطان الدولة بغداد وكان مقامه بفارس: وفيها هرب ابن سهلان من
سلطان الدولة إلى هيت واقام عند قرواش وولى سلطان الدولة موضعه أبا
القاسم جعفر بن أبي الفرج بن فسانجس. وقال في حوادث سنة ٤٠٩ في
هذه السنة عرض سلطان الدولة على الرخجي ولاية العراق فقال ولاية
العراق تحتاج إلى من فيه عسف وخرق وليس غير ابن سهلان وانا أخلفه هنا
فولاه سلطان الدولة العراق فسار من عند سلطان الدولة وقد مر في
حوادث سنة ٤٠٨ انه هرب إلى هيت ولم يذكر انه عاد إلى سلطان الدولة
ولا ان سلطان الدولة أين كان لما سار من عنده ولعله كان في شيراز ففي
الكلام نقص ظاهر قال فلما كان ببعض الطريق ترك ثقله والكتاب
وأصحابه وسار جريدة في خمسمائة فارس مع طراد بن دبيس الأسدي
يطلب مهارش ومضر ابني دبيس وكان مضر قد قبض قديما عليه بأمر فخر
الملك فكان يبغضه لذلك وأراد ان يأخذ جزيرة بني أسد منه ويسلمها إلى
طراد فلما علم مضر ومهارش قصده لهما سارا عن المذار فتبعهما والحر شديد
فكاد يهلك هو ومن معه عطشا فكان من لطف الله به ان بني أسد اشتغلوا
بجمع أموالهم وابعادها وبقي الحسن بن دبيس فقاتل قتالا شديدا وقتل من
الديلم والأتراك ثم انهزموا ونهب ابن سهلان أموالهم وصان حرمهم
ونساءهم فلما نزل في خيمته قال الآن ولدتني أمي وبذل الأمان لمهارش
ومضر وأشرك بينهما وبين طراد في الجزيرة ورحل وانكر عليه سلطان الدولة
فعله ذلك ولعل هذا من عسفه وخرقه الذي وصفه به الرخجي قال
ووصل إلى واسط والفتن بها قائمة فأصلحها وقتل جماعة من أهلها وورد
عليه الخبر باشتداد الفتن ببغداد فسار إليها فدخلها أواخر شهر ربيع الآخر
فهرب منه العيارون ونفى جماعة من العباسيين وغيرهم ونفى أبا عبد الله بن
النعمان فقيه الشيعة وهو الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ولعل
هذا من جملة عسفه وخرقه ولعل المصلحة اقتضت ذلك كما فعل عميد
الجيوش الحسين بن أستاذ هرمز كما يأتي في ترجمته قال وانزل الديلم
أطراف الكرخ وباب البصرة ولم يكن قبل ذلك فأفسدوا ثم إن أبا محمد بن
سهلان أفسد الأتراك والعامة فانحدر الأتراك إلى واسط فلقوا بها سلطان
الدولة فشكوا اليه فسكنهم ووعدهم الاصعاد إلى بغداد واصلاح الحال
واستحضر سلطان الدولة ابن سهلان فخافه ومضى إلى بني خفاجة ثم اصعد
إلى الموصل فأقام بها مدة ثم انحدر إلى الأنبار ومنها إلى البطيحة فأرسل
سلطان الدولة إلى البطيحة رسولا يطلبه من الشرابي فلم يسلمه فسير إليها
عسكرا فانهزم الشرابي وانحدر ابن سهلان إلى البصرة فاتصل بالملك جلال
الدولة وقال في حوادث سنة ٤١١ فيها اتفق سلطان الدولة واخوه مشرف
الدولة واجتمعا ببغداد واستقر بينهما انهما لا يستخدمان ابن سهلان وفارق
سلطان الدولة بغداد وقصد الأهواز واستخلف أخاه مشرف الدولة على
العراق فلما وصل سلطان الدولة إلى تستر استوزر ابن سهلان فاستوحش
مشرف الدولة فانفذ سلطان الدولة وزيره ابن سهلان ليخرج أخاه مشرف
الدولة من العراق فجمع مشرف الدولة عسكرا كثيرا ولقي ابن سهلان
فانهزم ابن سهلان وتحصن بواسط وحاصره مشرف الدولة وضيق عليه
فغلت الأسعار حتى بلغ الكر من الطعام ألف دينار قاسانية واكل الناس
الدواب حتى الكلاب فلما رأى ابن سهلان ادبار أموره سلم البلد
واستخلف مشرف الدولة وخرج اليه ثم قال وقبض على ابن سهلان كحل
وقال في حوادث سنة ٤١٤ فيها قتل أبو محمد بن سهلان قتله بنكير بن
عياض عند ايذج اه‍ وايذج كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان.
والوزير ابن سهلان هو الذي صنف برسمه الشريف المرتضى علم الهدى
كتاب الأنصار فيما انفردت به الإمامية في المسائل الفقهية قال في أوله: اني
محتمل ما رسمته الحضرة السامية الوزيرية العميدية أدام الله سلطانها وأعلى
ابدا شانها ومكانها من بيان المسائل الفقهية التي يشنع فيها على الشيعة الإمامية
الخ وقول بعضهم انه صنف برسم عميد الجيوش الحسين بن أستاذ
هرمز قد بينا فساده في ترجمة الذكور.
٧٧٩: الحسن بن مقاتل.
روى الصدوق في علل الشرائع عنه عن زرارة عن الصادق ع
حديث بدو النسل من آدم ع والرد على من يقول إن
آدم كان يزوج بنيه بناته وفي ذلك الحديث: غير أن جيلا من هذا الخلق
الذي ترون رغبوا عن علم أعلى بيوتات نبيهم ص واخذوا من حيث لم
يؤمروا باخذه فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل الحديث.
٧٨٠: الشيخ حسن الملك.
من شعراء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي من الطبقة
الأخيرة وله فيه مدائح منها قوله:
نور المحيا وضوء الشمس متفق * لو لم يوارسنا أنوارها الغسق
كف تجود على كل الأنام ندى * منه الأنام بإذن الله قد رزقوا
فيض العلوم حكى البحر المحيط فار * باب الفضائل في أمواجه غرقوا
مسك أضيع لنا أم طيب نفحته * هيهات ما المسك لولا نشره العبق
ركن التقى كعبة الوفاد باب غنى * لها ذوو الحاج في كف الرجا طرقوا
بدر الهداية شمس الفضل طلعته * لم يخف أنواره صبح ولا غسق
حاز الهدى والندى والفتك يتبعه * نسك المسيح وهذا كيف يتفق
نادى العلوم فامته ملبية * كل لكل بأمر الله يستبق
ما أبهمت من علوم الدين مسالة * الا بها فاه منه منطق ذلق
ولا أدلهم علينا ليل معضلة * الا وأوضحها من رأيه فلق
من مثله جده طه النبي ومن * لولاه في الكون هذا الخلق ما خلقوا
مذ غاب قائمنا المهدي امره * فالحق متضح والغي ممتحق
قد قام يصدع في حكم به حكم * في الخلق لم يثنه خوف ولا رهق
وسل صارم ايمان أصاب به * قلب النفاق فما امسى به رمق
لذاك سمي بالمهدي حيث به * من سره سر علم ليس يفترق
إذا ارتقى خاطبا أعواد منبره * خلت السيول من الآكام تندفق
جلى سباقا وكم راموا اللحوق وقد * جدوا ولكن غبارا منه ما لحقوا
هذا هو الفخر فخر قد سعدت به * في النشأتين على رغم الأولى حنقوا
خذها مملكة للرق من ملك * ما شانها ابدا زور ولا ملق
حسناء من حسن تهدى إلى حسن * الأخلاق من طاب منه الخلق والخلق
وقال يمدحه أيضا:
تجلى لنا نور على الشمس يظهر * ونور محيا دونه الطرف يحسر
فمن نوره تهدى الأنام من العمى * ومن فضله تحيا القلوب وتبصر
وفي كنهه في الخافقين تشاجر * أهذا هو المهدي أم بعد يظهر
فمن فيضه هذه العلوم ترونها * لدى الخلق في هذي المدارس تنشر
فكم من علوم دارسات ابنتها * بها كاد مكفوف النواظر يبصر
(٣١٦)

وأودعت في أذن الأصم فرائدا * فعاد أصم القوم يملي ويخبر
وأبرزت من بحر الذكاء جواهرا * فأغنيت ذا جهل فلم يبق معسر
وأجريت منها للبرية ابحرا * بها عاد روض العلم يزهو ويزهر
وانبطت من عين الحياة مناهلا * بها يرد الظامي اللهيف ويصدر
ونورت في بحر الظلام أدلة * بها وجه هذا الدين بالحق مسفر
وشتان ان البحر ينفذ ماؤه * وها بحرك الطامي يفيض ويزخر
وان البحار السبع في هيجانها * وفي مدها عن بحر علمك تقصر
الا ان هذا الدين فيه قوامه * وفيه إذا انهارت مبانيه يعمر
تدين ملوك الأرض طوعا لامره * وتقصر عن أدنى علاه وتصغر
لقد شرف الأفواه من لثم كفه * وأصبح فيه الفخر يسمو ويفخر
فهل حسن ينهي عديد فضائل * لها الخلق طرا ليس تحصى وتحصر
فلو ان سحبان الفصيح مشاهد * فصاحته أعياه ما منه يبصر
فلا زال ربع الأنس يزهو بأنسه * ولا زال منه الفضل للخلق يغمر
وانشائها فيكم واني مقصر * ومن شيم السادات للعبد تعذر
وقال يمدحه أيضا:
مولى على طرف الثمام نواله * في الناس بين مقسم وموزع
والناس من عظم المهابة خشع * فتراهم من سجد أو ركع
السيد الحسني والشهم الذي * في وصفه تاه اللبيب الألمعي
الصبح يقصر عن تبلج وجهه * والشمس تخجل من بدو المطلع
تجري العلوم مفاضة من سيبه * فكأنها من سيب بحر مترع
يا أيها المهدي يا من هديه * للناس عند الخوف امنع مفزع
ولاك قائمنا فكنت وكيله * فلغير بابك ما لنا من مرجع
لولا وجودك قائما من بعده * بالامر قام لرعي حق ما رعي
عجبا لنا نخشى الزمان وأنت ما * بين الأنام بمنظر وبمسمع
فاقبل على التقصير واعف فإنه * طبع خلقت له بغير تطبع
أهديتها ورجاي يا مولاي ان * ذا اليوم تقبلني وتقبل ما معي
٧٨١: الحسن بن المنذر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع مع أخيه
الحسين.
٧٨٢: الحسن بن منصور.
روى الكشي في ترجمة سلمان الفارسي عن نصر بن الصباح البجلي
أبو القاسم قال حدثني إسحاق بن محمد البصري حدثنا محمد بن عبد الله بن
مهران عن محمد بن سنان عن الحسن بن منصور قال قلت للصادق ع
كان سلمان محدثا قال نعم قلت من يحدثه قال ملك كريم قلت فإذا
كان سلمان كذا فصاحبه اي شئ هو قال اقبل على شانك اه‍ وروي
في أحد الصحاح الستة عن بعض الصحابة أنه قال ما معناه كنت احدث اي
تحدثني الملائكة حتى اكتويت فلما اكتويت انقطع عني.
٧٨٣: جلال الدين الحسن بن منصور بن محمد بن المبارك المعروف بابن شواق
الأسنائي المصري.
ولد في رمضان ٦٣٢ وتوفي سادس جمادى الآخرة ٧٠٦.
والأسنائي نسبة إلى أسنا بلد بصعيد مصر.
ذكره صاحب الطالع السعيد فقال: كان رئيس الذات والصفات
حسن الاخلاق كريما في نهاية الكرم جوادا يخجل جوده الديم حليما في الحلم
علم أوضح للسارين من علم شاعرا أديبا عاقلا لبيبا تنتمي اليه أهل الأدب
وتنسل اليه الفضلاء من كل حدب واسع الصدر رحب الذراع كريم القدر
كثير الاتضاع وكان بنو السديد بأسنا تحسده وتعمل عليه حتى أوصلوا شرا
اليه وعلموا عليه بعض العوام فرماه بالتشيع. ولما حضر بعض الكشاف إلى
أسنا حضر اليه شخص يقال له عيسى بن إسحاق واظهر التوبة من الرفض
وقال إن شيخهم ومدرسهم فيه القاضي جلال الدين المذكور، فصودر
واخذ ماله ولما وصل إلى القاهرة اجتمع بالصاحب تاج الدين محمد ابن
الصاحب فخر الدين ابن الصاحب بهاء الدين فأعجبه وطلب منه ان يفطر
عنده شهر رمضان فامتنع وقال: في مثل هذا الشهر يفطر عندي جماعة.
واخبرني الفقيه العدل جلال الدين محمد بن الحكيم عمر انه في تلك السفرة
عرض عليه ان يكون في ديوان الإنشاء فلم يفعل وقال: لا تركت أولادي
يقال لهم والدكم خدم. وعرض عليه ان يكون شاهد ديوان السلطان حسام
الدين لاجين قبل ان يكون ملكا فلم يفعل. ورأيته وقد افتقر وهو لا يأكل
وحده وإذا لم يكن عنده أحد طلب من يأكل معه، والناس ينتابونه
ويقصدونه. وكان ريض الاخلاق حكي لي بعض أصحابنا انه في الصيف
أغلق بابه وطلع إلى السطح وإذا بشخص من الفلاحين طرق الباب فكلمه
فقال انزل، فظن أن ثم امرا مهما فنزل وفتح الباب، فقال له: علم
الدين ابنك جاء إلى الساقية وسيب المهر على الوجمة يعني جرن الغلة
فقال: ما ذا الا ذنب عظيم، اربط المهر وأغلق الباب. وطلع ولم ينزعج.
وله نظم رائق ونثر فائق ومن مشهور شعره ما أنشدني ابنه وغيره من
أصحابه القصيدة الحائية التي أولها:
كيف لا يحلو غرامي وافتضاح * وانا بين غبوق واصطباح
مع رشيق القد معسول اللمى * أسمر فاق على سمر الرماح
جوهري الثغر ينحو عجبا * رفع المرضى لتعليل الصحاح
نصب الهجر على تمييزه * وابتدا بالصد جدا في مزاح
فلهذا صار أمري خبرا * شاع في الآفاق بالقول الصراح
يا أهيل الحي من نجد عسى ان * تجبروا قلب أسير من جراح
كم خفضتم قد صب حازم * ما له نحو حماكم من براح
فلئن أفرطتموا في هجره * ورأيتم بعده عين الصلاح
فهو راج لولا آل العبا * معدن الاحسان طرا والسماح
قلدوا امرا عظيما شانه * فهو في أعناقهم مثل الوشاح
أمناء الله في السر الذي * عجزت عن حمله أهل الصلاح
هم مصابيح الدجى عند السرى * وهم أسد الشري عند الكفاح
تشرق الأنوار في ساحاتهم * ضوؤها يربو على ضوء الصباح
أهل بيت الله إذ طهرهم * فجميع الرجس عنهم في انتزاح
آل طه لو شرحنا فضلهم * رجعت منا صدور في انشراح
أنتم أعلى وأغلى قيمة * من قريضي وثنائي وامتداح
جدكم أشرف من داس الحصى * في مقام وغدو ورواح
وأبوكم بعده خير الورى * فارس الفرسان في يوم الكفاح
وارث الهادي النبي المصطفى * ما على من قال حقا من جناح
لو يقاس الناس جمعا بكم * لرجحتم جمعهم كل رجاح
بابني الزهراء يرجو حسن * بكم الخلد مع الحور الصباح
قد اتاكم بمديح نظمه * كجمان الدر في جيد الرداح

(١) هذا بعكس قول القائل:
ويوم كظل الرمح قصر ظله * دم الزق عنا واصطكاك المزاهر
(٣١٧)

فاسمعوا يا خير آل ذكرهم * ينعش الأرواح مع مر الرياح
وعليكم صلوات الله ما * غشيت شمس الضحى كل الضواح
وسرى ركب وغنى طائر * ألف النوح بتكرار النواح
وأخبرني الفقيه العدل حاتم بن النفيس الأسنائي انه تحدث معه في
شئ من مذهب الشيعة فحلف له انه يحب الصحابة ويعظمهم ويعترف
بفضلهم، قال: الا اني اقدم عليا عليهم. وهذه مقالة سبقه إليها جماعة
من أهل العلم ونقلت عن بعض الصحابة والامر فيها أخف من غيره
اه‍ وذكره ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة فقال نشا
رئيسا فاضلا كاملا وذكر نحوا مما في الطالع السعيد باختصار.
٧٨٤: تاج الملك ذو السعادتين أبو غالب الحسن بن منصور ط وزير سلطان الدولة
ابن بويه
ولد بسيراف سنة ٣٥٢ وكان حيا سنة ٤١٣.
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٠٩ فيها ولى سلطان الدولة بن بويه
وزارته ذا السعادتين الحسن بن منصور ومولده بسيراف سنة ٣٥٢ وفي ديوان
مهيار أنه قال يمدح الوزير تاج الملك أبا غالب الحسن بن منصور ويهنئه
بالوزارة وأنفذها اليه وهو بواسط بعد ظفره بأبي محمد بن سهلان وعرض
بذكر الحرب التي جرت بينهما وحصوله في ربقته وذلك سنة ٤١٣ وهذا يدل
على أنه حصل حرب بينه وبين الحسن بن المفضل بن سهلان المار ذكره آنفا
الذي كان وزير سلطان الدولة قبله لكن ما مر عن الديوان يدل على أن هذه
التهنئة بوزارة غير وزارته لسلطان الدولة لان وزارته كانت سنة ٤٠٩ وهذه
التهنئة سنة ٤١٣ بعد تقلده تلك الوزارة بأربع سنين والذي يهنأ بالوزارة
يهنأ بها فور تقلدها لا بعد أربع سنين فيدل على أنها وزارة أخرى غير وزارة
سلطان الدولة وهذه القصيدة التي هناه بها مهيار هي من عيون الشعر تبلغ
٦١ بيتا ولا باس ان نختار شيئا منها قال:
قضى دين سعدى طيفها المتاوب * ونول الا ما أبى المتحوب
فمثلها لا عطفها متشمس * ولا مسها تحت الكرى متصعب
تحيي نشاوى من سرى الليل ألصقوا * جنوبا بجلد الأرض ما تتقلب
الا ربما أعطتك صادقة المنى * مصادقة الأحلام من حيث تكذب
ويوم كظل السيف طال قصيره * على حاجة من جانب الرمل تطلب
بعثت لها الوجناء تقفو طريقها * امام المطايا تستقيم وتنكب
أعد نظرا واستان يا طرف ربما * تكون التي تهوى التي تتجنب
فما كل دار أقفرت دارة الحمى * ولا كل بيضاء الترائب زينب
ولائمة في الحظ تحسب انه * بفضل احتيال المرء والسعي يجلب
وقد كنت ذا مال مع الليل سارح * علي لو أن المال بالفضل يكسب
لعل بعيدا ما طلت دونه المنى * سيحكم تاج الملك فيه فيقرب
ولا لوم ان لم يأتني البحر انما * على قدر ما أسعى إلى البحر أشرب
إذا استقبل الامر البطئ برأيه * يبين من أولاه ما يتعقب
ويوم بلون المشرفية ابيض * ولكنه مما يفجر أصهب
إذا أسفرت ساعاته تحت نقعه * عن الموت ظلت شمسه تنتقب
صبرت له نفسا حبيبا بقاؤها * إلى المجد حتى جئت بالنصر يجنب
وكم دولة شاخت وأنت لها أخ * وأخرى تربيها وأنت لها أب
ينام عزيزا كهلها وغلامها * وأنت عليها المشبل المتحدب
أرى الوزراء الدارجين تطلبوا * على فضلهم ما نلته فتخيبوا
نهبت الذي جاراك راكب بغيه * إلى حينه والبغي للحين مركب
وأهيب فينا من قطوبك بشره * وما كل وجه كالح يتهيب
فلا زلت تلقى النصر حيث طلبته * بجدك يعلو أو بسيفك يضرب
إلى أن ترى ظهر البسيطة قبضة * بكفيك يلقى مشرقا منه مغرب
٧٨٥: أبو طالب الحسن بن مهدي
قال ابن شهرآشوب في المعالم له المفتاح.
٧٨٦: السيد ناصر الدين الحسن بن مهدي الحسيني المامطيري.
في فهرس منتخب الدين فاضل.
٧٨٧: الحسن بن مهدي السليقي وفي نسخة السيلقي.
السيلقي يمكن كونه من قولهم رجل مسلق كمنبر ومحراب وشداد
بليغ كما في القاموس وفي تاج العروس لسان مسلق حديد ذلق ويمكن كونه
منسوبا إلى السليقة اي الطبيعة والسليق كامير في تاج العروس بطن من
العلويين وهم بنو الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الخطيب الحسني وبطن
آخر من بني الحسين ينتهون إلى محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن
الحسين الأصفر لقب بالسليق قال أبو نصر البخاري لسلاقة لسانه وسيفه
اه‍ فيمكن أن تكون النسبة اليه ويبعده انه لو كان المترجم علويا
لوصف بذلك مع أنه لم يصفه به أحد ويمكن كونه منسوبا إلى درب السلقي
بالكسر من قطيعة الربيع في تاج العروس هكذا ضبطه الخطيب في تاريخه
ونقله الحافظ في التبصير واليه نسب إسماعيل بن عباد السلقي اه‍
والسيلقي ان صح فلعله من قولهم ناقة سيلق أي سريعة.
هو من تلاميذ الشيخ الطوسي وتولى غسله في التعليقة سيجئ في
ترجمة محمد بن الحسن الطوسي ما يشير إلى نباهته وجلالته اه‍ وأشار
بذلك إلى ما ذكره العلامة في الخلاصة من قوله قال الحسن بن مهدي
السيلقي توليت أنا والشيخ أبو محمد الحسين بن عبد الواحد والشيخ أبو
الحسن اللؤلؤي غسله في تلك الليلة ودفنه يعني الشيخ الطوسي.
٧٨٨: الشيخ حسن ابن الشيخ مهدي بن محمد بن علي بن حسن بن حسين بن
محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
ولد سنة ١٢٢٧ وتوفي بالنجف الأشرف سنة ١٢٦٧.
ذكره اخوه الشيخ محمد في كتابه جواهر الحكم ودرر الكلم فقال:
كان فاضلا بارعا برا تقيا عالما فكها كاتبا منشئا جزلا رقيق الحاشية واحد
عصره في مكارم الأخلاق وكرم النفس له في الكتابة الباع الأطول يجتمع
اليه أهل الأدب ويناظرهم وفي الكتابة والنثر لا يبارى أدركت آخر أيامه
وكنت أشاهده يباحث الطلبة وله على الكل الغلبة واسمع من الفضلاء
والأدباء والشعراء الثناء البليغ عليه قرأ على والده حتى أخذ من الفضل أوفى
نصيب ثم توجه إلى العراق في حياة والده سنة ١٢٦٤ فلما وصل الموصل
جاءه خبر وفاة والده فأقام في النجف الأشرف ثلاث سنين ثم وافاه حمامه
وعمره يقارب الأربعين وتخلف بولدين أحدهما الشيخ علي وهو والد
(٣١٨)

شيخنا الفقيه المعاصر الشيخ حسين مغنية الشهير والآخر الشيخ
مصطفى.
٧٨٩: الشيخ حسن بن مهريز العاملي الجعبي
في أمل الآمل كان فاضلا صالحا عارفا بالقراءات والتجويد معاصرا
للشهيد الثاني.
٧٩٠: الحسن بن مهيار الديلمي
في دمية القصر للباخرزي المطبوع بحلب، ترجمته بعد ترجمة أبيه
مهيار بن مرزويه الكاتب بما نصه: ابنه الحسن بن مهيار أنشدني الأديب
سليمان الهزواني له:
يا نسيم الريح من كاظمة * شد ما هجت البكا والترحا
الصبا ان كان لا بد الصبا * انها كانت لقلبي اروحا
يا نداماي بسلع هل أرى * ذلك المغبق والمصطحبا
اذكرونا بعض ذكرانا لكم * رب ذكرى قربت من نزحا
وارحموا صبا إذا غنى بكم * شرب الدمع ورد القدحا
اه‍ ما ذكر في المطبوع بحلب ولا يخفى ان هذه الأبيات مع تغيير
يسير موجودة في ضمن قصيدة لمهيار في ديوانه أولها:
من عذيري يوم شرقي الحمى من هوى جد بقلبي مزحا
فكيف نسبها الهزواني إلى ابنه ثم إن هذه الأبيات من أجود الشعر فلو
كانت لابن مهيار لكان شاعرا مفلقا لا يعقل ان لا يكون مكثرا ثم إن
الأستاذ عباس اقبال الآشتياني الأستاذ في دار المعلمين في طهران أخبرني يوم
كنت هناك سنة ١٣٥٣ ان المطبوع بحلب ليس هو دمية القصر المشهورة
فلينظر ذلك.
٧٩١: الحسن بن موسى الأزدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه اه‍.
٧٩٢: عز الدين أبو محمد الحسن بن سعد الدين موسى بن جعفر بن محمد بن
أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن
سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع
المعروف بابن طاوس الحسني.
توفي سنة ٦٥٤.
السيد الجليل هكذا وجدته في مسودة الكتاب والظاهر اني نقلته من
مجمع الآداب ومعجم الألقاب لابن الفوطي ولعله لم يذكر في أحواله غير
كلمة السيد الجليل وليست عندي الآن نسخة مجمع الآداب لأراجعها
وذكره صاحب عمدة الطالب ولم يذكر من أحواله شيئا.
٧٩٣: الحسن بن موسى بن جعفر ع.
قيل إنه وقع في طريق الصدوق في باب غسل يوم الجمعة أمه أم ولد
وقال المفيد في الارشاد بعد ذكره وغيره من أولاد الكاظم ع: ان
لكل واحد من ولد أبي الحسن موسى ع فضلا ومنقبة اه‍.
٧٩٤: الحسن بن موسى بن سالم الحناط الكوفي أبو عبد الله مولى بني أسد ثم بني
والبة
الحناط في ايضاح الاشتباه بالحاء المهملة والنون اه‍ وفي
بعض النسخ الخياط بالخاء المعجمة والمثناة التحتية.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وعن أبيه عن أبي عبد الله ع
وعن أبي حمزة عن معمر بن يحيى وبريد وأبي أيوب ومحمد بن مسلم
وطبقتهم له كتاب أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا ابن حمزة حدثنا ابن
بطة عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن
بكتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الحسن بن
موسى الحناط الكوفي وقال في الفهرست الحسن بن موسى له أصل أخبرنا
به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن أبي عمير عن الحسن بن موسى اه‍ ويأتي بعنوان الحسين بن موسى
فراجع وفي التعليقة رواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته وروايته عن
الاجلاء إلى قوته وكونه صاحب أصل إلى مدح اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن موسى الحناط
برواية ابن أبي عمير عنه وزاد الكاظمي وبروايته هو عن أبيه عن أبي
عبد الله ع وعن أبي حمزة عن معمر بن يحيى وبريد وأبي أيوب ومحمد بن مسلم وطبقتهم اه‍.
٧٩٥: الحسن بن موسى الخشاب
قال النجاشي من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث له
مصنفات منها كتاب الرد على الواقفة وكتاب النوادر وقيل إن له كتاب الحج
وكتاب الأنبياء أخبرنا محمد بن علي القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى
حدثنا أبي حدثنا عمران بن موسى الأشعري عن الحسن بن موسى وفي
الفهرست الحسن بن موسى الخشاب له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن
موسى وقال الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع الحسن بن
موسى الخشاب وذكره فيمن لم يرو عنهم ع فقال الحسن بن موسى الخشاب روى عنه الصفار اه‍ وفي المعالم الحسن بن موسى
الخشاب له كتاب وفي التعليقة روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى ولم يستثن
روايته وهو شاهد على ارتضائه بل وعلى وثاقته ومضى في ترجمة أحمد بن
الحسن الميثمي ما يظهر منه اعتماد حمدويه والكشي والعلامة في الخلاصة
عليه واعتدادهم بقوله في نسبة الوقف إلى احمد المذكور ومضى في الحسن بن
محمد بن سماعة اعتماد الكشي وحمدويه عليه وكثيرا ما يعتمدان على
الحسن بن موسى ويستندان إلى قوله والظاهر أنه الخشاب ومر في ترجمة
الحسن بن القاسم أيضا ما يشير إلى ذلك وقول النجاشي من وجوه أصحابنا
مر انه مشير إلى الوثاقة لا سيما مع الاتصاف بالشهرة وكثرة العلم والحديث
وقوله له مصنفات مر حاله في الفوائد ومما يشير إلى الوثاقة أيضا رواية القميين
عنه مثل عمران بن موسى ومحمد بن الحسن الصفار اه‍ وأقول قول
النجاشي من وجوه أصحابنا مشهور كثير العلم والحديث ان لم يزد على
التوثيق لا يقصر عنه ولكن من لا يعتمد الا على التوثيق الصريح كصاحب
المدارك والشهيد الثاني لا يكتفي بذلك ولذا قال صاحب المدارك ان
(٣١٩)

الحسن بن موسى الخشاب غير موثق ولا ممدوح مدحا يعتد به اه‍ وهو
تشدد غير لازم مضافا إلى أن هذا ان لم يكن توثيقا فهو مدح عظيم وفي
لسان الميزان الحسن بن موسى الخشاب روى عن الحسن بن علي العسكري
رحمهما الله تعالى وعنه محمد بن الحسن الصفار ذكره الطوسي في رجال
الامامية.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن موسى الخشاب
الممدوح برواية محمد بن الحسن الصفار عنه وزاد الكاظمي ورواية محمد بن
أحمد بن يحيى عنه اه‍ ومر عن النجاشي رواية عمران بن موسى
الأشعري عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن علي بن محبوب
وحميد بن زياد وعلي بن إبراهيم بن هاشم وأبيه وسعد بن عبد الله وسهل بن
زياد والحسن بن عبيد الله وعبد الله بن المغيرة وعبد الله بن محمد وأحمد بن
محمد بن عيسى وأحمد بن محمد وأحمد بن أبي زاهر ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عنه وروايته عن غياث بن إبراهيم وأحمد بن عمر وعلي بن حسان
وسليمان الصيداوي وأحمد بن محمد بن أبي نصر اه‍
٧٩٦: الحسن بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله
المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان سيدا شريفا اه‍.
٧٩٧: أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي ابن أخت أبي سهل بن نوبخت.
النوبختي مر ضبطه في إبراهيم بن إسحاق.
توفي سنة ٣١٠.
أقوال العلماء في حقه
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال
الحسن بن موسى النوبختي ابن أخت أبي سهل أبو محمد متكلم ثقة وفي
الفهرست الحسن بن موسى النوبختي ابن أخت أبي سهل بن نوبخت يكنى أبا
محمد متكلم فيلسوف وكان يجتمع اليه جماعة من نقلة كتب الفلسفة مثل أبي
عثمان الدمشقي وإسحاق بن ثابت وغيرهم وكان إماميا حسن الاعتقاد ونسخ
بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات كثيرة في الكلام والفلسفة وغيرهما وذكرها وقال
النجاشي الحسن بن موسى أبو محمد النوبختي شيخنا المتكلم المبرز على نظرائه
في زمانه قبل الثلاثمائة وبعدها له على الأوائل كتب كثيرة وفي معالم ابن
شهرآشوب الحسن بن موسى النوبختي أبو محمد فيلسوف ماهر وذكر كتبه
وفي الخلاصة متكلم فيلسوف وكان اماميا حسن الاعتقاد ثقة شيخنا
المتكلم إلى آخر كلام النجاشي. وذكره ابن النديم في فهرسته في متكلمي
الشيعة الإمامية فقال: الحسن بن موسى النوبختي وهو أبو محمد الحسن بن
موسى ابن أخت أبي سهل بن نوبخت متكلم فيلسوف كان يجتمع اليه
جماعة من النقلة لكتب الفلسفة مثل أبي عثمان الدمشقي وإسحاق وثابت
وإسحاق بن ثابت وغيرهم وكانت المعتزلة تدعيه والشيعة تدعيه ولكنه
إلى حيز الشيعة ما هو لان آل نوبخت معروفون بولاية علي وولده ع
في الظاهر فلذلك ذكرناه في هذا الموضع أي في متكلمي الشيعة الإمامية
قال وكان جماعة للكتب قد نسخ بخطه شيئا كثيرا وله مصنفات
وتأليفات في الكلام والفلسفة وغيرها اه‍ وفي كتاب الشيعة وفنون
الاسلام الفيلسوف المبرز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة اه‍
والصواب قبل الثلاثمائة وبعدها كما قاله النجاشي. وفي لسان الميزان
الحسن بن موسى النوبختي أبو محمد من متكلمي الإمامية وله تصانيف كثيرة
جدا وذكره الطوسي في رجال الامامية اه‍.
مؤلفاته
ما ذكره ابن النديم والنجاشي
معا منها
قال ابن النديم له من الكتب ١ الآراء والديانات ولم يتمه وقال
النجاشي كتاب كبير حسن يحتوي على علوم كثيرة قرأت هذا الكتاب على
شيخنا أبي عبد الله رحمه الله يعني المفيد وفي الذريعة قد نقل ابن الجوزي
أبو الفرج عبد الرحمن بن علي المتوفى سنة ٥٩٧ في كتابه تلبيس إبليس
المطبوع عن الآراء والديانات هذا كثير اه‍ ويظهر من تاريخ وفاته
المتقدم ان كتابه هذا أول كتاب ألف في ذلك لان كل من صنف في ذلك
فهو متأخر عنه كأبي منصور عبد القادر بن طاهر البغدادي المتوفى ٤٢٩
وأبي بكر الباقلاني المتوفى ٤٠٣ وابن حزم المتوفى ٤٥٩ وابن فورك
الأصفهاني المتوفى ٤٥١ والشهرستاني المتوفى ٤٤٨ ٢ الرد على
أصحاب التناسخ ٣ التوحيد الكبير ٤ التوحيد الصغير كذا قال النجاشي
واقتصر ابن النديم على التوحيد وحدوث العالم وكذلك ابن شهرآشوب في
المعالم ٥ الإمامة ولم يتمه وقال النجاشي والشيخ في الفهرست وابن
شهرآشوب الجامع في الإمامة ٦ نقض كتاب أبي عيسى في الغريب المشرقي
وفي الفهرست والمعالم القريب بدل الغريب وقال النجاشي الرد على أهل
التعجيز وهو نقض كتاب أبي عيسى الوراق.
ما انفرد ابن النديم بذكره
٧ اختصار الكون والفساد لأرسطاطاليس ٨ الاحتجاج لعمر بن
عباد ونصرة مذهبه وذكر الشيخ في الفهرست مصنفاته كما ذكرها ابن النديم
الا أنه قال الرد على أصحاب التناسخ والغلاة وكذلك قال ابن شهرآشوب
في المعالم.
ما انفرد النجاشي بذكره
٩ كتاب فرق الشيعة أقول ويسمى الفرق والمقالات أيضا
عندنا منه نسخة مخطوطة وبلغنا انه طبع في إسلامبول والنجف ولم نره
وفي مستدركات الوسائل قد اعتمد عليه جل من كتب في هذا الفن واعتمد
عليه الشيخ المفيد في كتاب العيون والمحاسن ١٠ كتاب الرد على فرق
الشيعة ما خلا الامامية ١١ كتاب الموضح في حروب أمير المؤمنين ع
وفي المعالم الواضح في الخارجين على أمير المؤمنين ع في
الحروب الثلاثة ويأتي ان صاحب كشف الظنون مزج اسمه مع الأنساب
فقال الأنساب الموضح وظني انه اشتباه ١٢ كتاب الخصوص والعموم
١٣ كتاب الأرزاق والآجال والأسعار وما في الذريعة من ابدال الأسعار

(١) نسختنا هذه تكرم فامر بنسخها لنا العلامة الشيخ فضل الله الزنجاني سنة ١٣٤٣ وكتب الينا
معها بما صورته: لاحظت هذه النسخة على سبيل الاستعجال وصححت بعضا من أغلاطها
ولم تسنح لي الفرصة للمراجعة والتصحيح الكامل وكتابة جملة ملاحظات لي على مطالبها
ولولا اشتغالي ببعض تحريرات منها كتاب (علم الكلام وتاريخه في الاسلام) لكنت أتعرض
لما في الكتاب مما يخالف الصحيح من معتقدات الفرقة المحقة ولاجل تصحيح النسخة يمكن
مراجعة ا (الفصول المختارة من المجالس والعيون) للسيد المرتضى والمجلسي نقل هذا
الفصل من كتاب الفصول في المجلد التاسع من البحار ملخصا لها (اه‍) - المؤلف -.
(٣٢٠)

بالاعمار ليس بصواب ١٤ كتاب كبير في الجزء ١٥ مختصر الكلام في
الجزء ١٦ الرد على المنجمين ١٧ الرد على أبي علي الجبائي في
رده على المنجمين فان أبا علي تجاهل في رده على المنجمين ١٨ النكت على
ابن الراوندي ١٩ الرد على من أكثر المنازلة ٢٠ الرد على أبي الهذيل
العلاف في أن نعيم أهل الجنة منقطع ٢١ الانسان أو الأنساب غير هذه
الجملة وهذا ذكره الشيخ في الفهرست أيضا وابن شهرآشوب في المعالم وعن
كتاب كشف الحجب الأنساب الموضح في الخارجين على أمير المؤمنين ع
في الحروب الثلاثة وارى انه قد مزج اسم كتابين لكتاب واحد
فالأنساب كتاب على حدة والموضح كتاب على حدة وقد جعلهما اسما واحدا
٢٢ الرد على الواقفة ٢٣ الرد على أهل المنطق ٢٤ الرد على ثابت
ابن قرة ٢٥ الرد على يحيى بن اصفح في الإمامة ٢٦ جواباته لأبي
جعفر بن قبة رحمه الله ٢٧ جوابات أخرى لأبي جعفر أيضا ٢٨
شرح مجالسه مع أبي عبد الله ابن مملك رحمه الله ٢٩ حجج طبيعية
مستخرجة من كتب ارسطاليس في الرد على من زعم أن الفلك حي ناطق
٣٠ المرايا وجهة الرؤية فيها ٣١ خبر الواحد والعمل به ٣٢
الاستطاعة على مذهب هشام وكان يقول به ٣٣ الرد على من قال
بالرؤية للباري عز وجل ٣٤ الاعتبار والتمييز والانتصار ٣٥ النقض
على أبي الهذيل في المعرفة ٣٦ الحجج في الإمامة مختصر ٣٧ النقض
على جعفر بن حرب في الإمامة ٣٨ مجالسه مع أبي القاسم البجلي
البلخي ظ جمعه ٣٩ التنزيه وذكر متشابه القرآن ٤٠ الرد على
أصحاب المنزلة بين المنزلتين في الوعيد ٤١ الرد على المجسمة
٤٢ الرد على الغلاة ٤٣ مسائله للجبائي في مسائل شتى اه‍
ما ذكره النجاشي ٤٤ الرصد على بطليموس كما عن السيد ابن
طاوس في فرج الهموم ان نسخته كانت عنده والرصد وان كان في
العرف عبارة عن آلات ترصد بها الكواكب وليس كتابا الا ان هذا الرصد
يدل كلام ابن طاوس على أنه كتاب ولعله ذكر فيه ما يستفاد من الرصد من
أحوال الكواكب ٤٥ نقض كتاب العثمانية للجاحظ ٤٦ نقض امامة
المروانية له ٤٧ نقض مسائل العثمانية له وهذه الثلاثة ذكرها المسعودي
في مروج الذهب فإنه بعد ما ذكر كتاب الجاحظ المترجم بكتاب العثمانية
وكتاب امامة المروانية وكتاب مسائل العثمانية قال وقد نقضت على ما ذكرنا
من كتبه ككتاب العثمانية وغيره و قد نقضها جماعة من متكلمي الشيعة كأبي
عيسى الوراق والحسن بن موسى النوبختي. وغيرهما من الشيعة.
بعض ما حكي عن كتاب
الآراء والديانات
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ان الحسن بن موسى النوبختي
وهو من فضلاء الشيعة قد نقل عن هشام بن الحكم التجسيم في كتاب
الآراء والديانات وقال قبل ذلك والمتعصبون لهشام بن الحكم من الشيعة في
وقتنا هذا يزعمون أنه لم يقل بالتجسيم المعنوي وانما قال إنه جسم لا
كالأجسام على معنى انه بخلاف العرض الذي يستحيل ان يتوهم منه فعل كما
كان يقوله قدماء رجال الشيعة ونفوا عنه معنى الجسمية وانما أطلقوا هذه
اللفظة لمعنى انه شئ لا كالأشياء وذات لا كالذوات فامرهم سهل لان
خلافهم في العبارة وقال أيضا: حكى الحسن بن موسى النوبختي عن أهل
الرواق من الفلاسفة ان الجوهر الالاهي سبحانه روح ناري عقلي ليس له
صورة لكنه قادر على أن يتصور باي صورة شاء ويتشبه بالكل وينفذ
في الكل بذاته وقوله لا بعلمه وتدبيره اه‍ وقال المسعودي في مروج الذهب
وقد رأيت أبا القاسم البلخي ذكر في كتاب عيون المسائل والجوابات وكذلك
الحسن بن موسى النوبختي في كتابه المترجم بالآراء والديانات مذاهب الهند
وآراءهم والعلة التي من اجلها أحرقوا أنفسهم في النيران وقطعوا أجسامهم
بأنواع العذاب فما تعرضنا لشئ مما ذكراه اه‍.
٧٩٨: الحسن بن موفق
قال النجاشي كوفي شيخ من أصحابنا قليل الحديث ثقة له كتاب
نوادر أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد عن
أحمد بن ميثم قال حدثنا الحسن بن موفق وفي الفهرست الحسن بن موفق له
روايات رواها حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه اه وفي المعالم
الحسن بن موفق له روايات.
التمييز
يعرف برواية أحمد بن ميثم عنه كما مر عن النجاشي والشيخ.
٧٩٩: الشيخ حسن الميانجي.
الميانجي نسبة إلى ميانه في معجم البلدان ميانه بكسر أوله وقد
يفتح وبعد الألف نون بلد بأذربيجان معناه بالفارسية الوسط لأنه متوسط
بين مراغة وتبريز والنسبة اليه ميانجي.
عالم فاضل له تلخيص السابع والثامن من مجلدات البحار.
٨٠٠: الشيخ عز الدين أبو محمد الحسن بن ناصر بن إبراهيم الحداد العاملي.
عالم فاضل أكثر الكفعمي النقل عنه في تأليفاته وذكره في حاشية البلد
الأمين وذكر ان له كتاب طريق النجاة ونقل فيها عنه حديثا عن الباقر ع
في فضل سورة القدر وعده من ماخذ البلد الأمين كما في آخره.
٨٠١: الحسن بن نبهان بن علي بن هبة الله بن عبد الله بن كامل بن نبهان التنوخي
أبو علي الكاتب شرف الدين.
ولد في رمضان سنة ٦٤٦ بالكرك.
ذكره ابن حجر وقال ولد بالكرك بالتاريخ المذكور وتعاني صناعة
الكتابة وولي عدة جهات وسمع جامع الترمذي من إسماعيل بن أبي اليسر
والرشيد بن أبي بكر العامري وذكره البرزالي في معجمه فقال من شيوخ
الكتاب المتصرفين معروف بالأمانة وكان يشهد على القضاة وفيه ديانة
وصيانة وكان جد أبيه قاضي مصر من قبل الفاطميين اه فإن كان المراد
بالكرك كرك نوح ظن تشيعه لكون أهلها في ذلك العصر شيعة ولكون جد
أبيه من قضاة الفاطميين وان كان المراد به كرك الشوبك ظن ذلك لكون
جد أبيه من قضاتهم والله أعلم.
٨٠٢: الشيخ حسن النجم آبادي الطهراني النجفي
توفي في النجف الأشرف سنة ١٢٨٤ أو ١٢٨٥
والنجمابادي نسبة إلى نجم آباد اي عمارة نجم بلد بنواحي
طهران

(١) هكذا في جميع النسخ ومعناه انه كان يقول بمذهب هشام في الاستطاعة وفي الذريعة وما كان
يقول به وليس بصواب - المؤلف -.
(٢) كان في النسخة النخعي بدل النوبختي - المؤلف -.
(٣٢١)

عالم فاضل فقيه من بيت جليل قرأ في النجف على صاحب الجواهر
ثم على الشيخ مرتضى الأنصاري وكان من أفاضل تلاميذه وكان يتوقع له
الرئاسة العلمية بل قيل إنه أفضل تلاميذ الأنصاري في الفقه بل بالغ
بعضهم فقال إنه أفقه أهل زمانه وأورعهم كان عالما متبحرا وفاضلا متقدما
أعجوبة في الفقه يجله جميع الأفاضل ويذعن له كل الامائل مع أنه لم يتجاوز
سن الكهول ورغب اليه الفضلاء ان يخلف أستاذه الأنصاري بعد وفاته فأبى
وأحال ذلك إلى عهدة الميرزا الشيرازي اه‍. وهذه مبالغات تعودها
أكثر أهل هذا الزمان ومن المستبعد صحة الحكم على رجل بأنه أفقه أهل زمانه
والفقهاء منتشرون في بلاد يعسر الاطلاع فيها على جميعهم ومعرفة
درجاتهم وله ابن فاضل يدعى الشيخ باقر في طهران.
٨٠٣: السيد بدر الدين الحسن بن نجم الدين.
في أمل الآمل عالم فاضل يروي عن السيد ضياء الدين وعميد الدين
والشيخ فخر الدين جميعا عن العلامة اه‍.
٨٠٤: الحسن بن نجم الحلي الأسدي أمير الحلة.
كان حيا سنة ٦٩٥.
رأينا في بغداد سنة ١٣٥٢ قصائد على حروف المعجم لمحمد بن
الحسن بن كحيل الكردي الحلي المعروف بابن نعيم بخط الناظم في مدح
هذا الأمير في مجموع فرع منه سنة ٦٩٥.
٨٠٥: الشيخ حسن بن نجم المدني.
عالم فاضل ذكره الشيخ احمد الجزائري في اجازته ووصفه بالشيخ
الجليل وقال إنه يروي عن الشهيد الأول محمد بن مكي ويروي عنه الشيخ
زين الدين جعفر بن الحسام.
٨٠٦: الشيخ حسن النحوي الزيدي.
من فقهاء الزيدية له كتاب التذكرة الفاخرة في فقه العترة الطاهرة وهو
كتاب فقه مبسوط وجدت منه نسخة بخط قديم في مجلد ضخم في خزانة
كتب الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي الشهير وفي آخر الكتاب ذكر قصة
الأرغفة عن أمير المؤمنين ع وبعد نقل القصة ما لفظه: وهذه
منقولة لفظا من نسخة الزيادات وقال عن النسخة انها منقولة عن نسخة
السماع التي كتب عليها هذه الصورة: سمعته عن أبي الوفاء الخراساني
والحسن البغدادي في قرية أدون سنة ٣٩٦ وعليها حواش كثيرة وفي آخر
الحواشي ما لفظه وافق الفراع من رقم هذه الحواشي المباركة قبل العصر يوم
الاثنين الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ٧٨١ بخط مالكه عبد
الرحمن بن عطية بن محمد بن علي بن قاسم بن علي بن إبراهيم بن عطية وفي
ظهر النسخة صورة شرائها من مالكها مع الشهود في سنة ٩٩٦.
٨٠٧: الشيخ حسن النحوي الحلي النجفي.
مر في ج ٨ ترجمة الشيخ احمد ابن الشيخ حسن الحلي النجفي المعروف
بالنحوي وبالشاعر وانهم من بيوت العلم والأدب وان بقيتهم إلى اليوم في
النجف يعرفون ببيت الشاعر والمترجم لعله والد الشيخ احمد المذكور وهو
فاضل أديب شاعر ومن شعره قوله:
أوميض برق في الدجى يتوقد * أم ضوء فرقك قد بدا أم فرقد
قلبي يذوب عليك من فرط الأسى * لكنه مما به يتجلد
ومن العجائب ان دمعي لم يزل * يجري وقلبي ناره لا تخمد
عجبا لفاتر لحظة في فتكه * يستل ابيض وهو جفن أسود
لولا جوارح لحظة كانت على * عطفيه ورقاء الحمام تغرد
٨٠٨: الشيخ حسن بن الندي البحراني.
عالم فاضل من تلاميذه العلامة المجلسي محمد باقر بن محمد تقي
الأصفهاني ويروي عنه إجازة وكتب له المجلسي الإجازة بخطه في آخر
أصول الكافي بعد قراءته ذلك الكتاب عليه ونسخة الكتاب بخط المجاز.
٨٠٩: شرف الدين أبو القاسم الحسن بن نصر بن علي بن أحمد بن محمد بن
الناقد.
توفي ليلة الأربعاء ٩ شهر رمضان سنة ٦٠٤ ودفن في تربتهم في
مشهد موسى بن جعفر ع.
يظهر من مراجعة الحوادث الجامعة لابن الفوطي وغيرها من كتب
التاريخ ان بني الناقد كانوا طائفة كبيرة في بغداد وكان أصلهم من التجار ثم
ترقوا وتولوا عدة مناصب جليلة في دولة الخليفة الناصر العباسي وابنه
المستنصر منهم شمس الدين أبو الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد وهو أول
من ترقى منهم ولي استاذية الدار في دولة المستنصر وهي بمنزلة وزارة البلاط
اليوم ثم جعل نائب الوزارة ولقب نصير الدين ومنهم أبو الفضل بن
الناقد أحد حجاب المناطق بالديوان ومنهم جمال الدين أبو الحسن
عبد الله بن الناقد أخو نصير الدين احمد استنابه اخوه المذكور في وكالة
الخليفة على بعض الأمور ثم ولي صدارة المخزن وهو بيت المال ومنهم
عز الدين عبد الرحمن بن الناقد توفي سنة ٦٦١ في دولة المغول ومنهم
المترجم. فيما كتبه الدكتور مصطفى جواد البغدادي إلى مجلة العرفان ولم
يذكر ماخذه ما صورته: شرف الدين أبو القاسم الحسن بن نصر بن
علي بن أحمد بن محمد الناقد صدر المخزن كان من بيت معروف بالولايات
والتقدم والرئاسة ربي في ظل خدمة الامام الناصر لدين الله العباسي وشمله
انعامه من الطفولة فسما قدره وتولى الولايات وتنقل في الخدمات الشريفة
فرتب أولا حاجب باب النوبي في المحرم سنة ٥٨٦ وحجابة باب النوبي أحد
أبواب دار الخلافة مرتبة عالية قريبة من استاذية الدار فكان على ذلك إلى أن
توفي والده في ١٨ جمادى الآخرة سنة ٥٩٢ وكان يتولى صدرية المخزن
فجعل الحسن عوضه نقلا من حجابة باب النوبي فبقي على ذلك إلى سنة
٥٩٤ ثم نقل إلى نيابة الوزارة للناصر لدين الله ورد اليه النظر في دواوين
الدولة كلها ورسم لأرباب الاعمال مراجعته في سائر الأمور فعزل أبا الحرم
مكي بن الدياهي عن صدرية ديوان الزمام وولى عوضه أبا البدر محمد بن
أمسينا الواسطي وقلد أبا الفضل القاسم بن يحيى الشهرزوري قضاء القضاة
في داره وخلع عليه وركب إلى الديوان في الأعياد وجلس للهناء على عادة
نواب الوزارة وحضر بباب الحجرة بدار الخلافة حيث يخلع على عظماء
أرباب الدولة العباسية في المواسم التي اعتاد نواب الوزارة
الحضور فيها ولم يزل ساميا وأمره نافذا إلى صفر سنة ٥٩٧ ففوضت فيها
الأمور الديوانية إلى أبي الحسن نصير الدين ناصر بن مهدي العلوي الرازي
فجعل هذا الشريف نائب الوزارة وبقي الحسن بن الناقد متوليا للمخزن
خاصة إلى أن عزل عنه يوم الخميس ١٤ جمادى الأولى سنة ٥٩٨ ووكل به
من يراقبه ولم يستخدم بعد ذلك إلى أن توفي ليلة الأربعاء ٩ شهر رمضان
سنة ٦٠٤ ودفن في تربة لبني الناقد في مشهد موسى بن جعفر ع اه‍.
(٣٢٢)

٨١٠: الحسن بن النضر
روى الكشي في ترجمة أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي انه خرج
كتاب من صاحب الناحية فيه مدح ودعاء لأبي حامد إلى أن قال وكتب
رجل من اجل اخواننا يسمى الحسن بن النضر بما خرج في أبي حامد وأنفذه
إلى ابنه من مجلسنا يبشره بما خرج اه ومرت الرواية في ترجمة أحمد بن
إبراهيم المذكور. وقال صاحبا الوجيزة والبلغة انه ممدوح ويظهر من الكافي
في خبر صحيح انه من وكلاء الناحية المقدسة اه وفي التعليقة في الكافي
في باب مولد الصاحب ع رواية يظهر منها جلالته وحسن خاتمته
بل وكالته للناحية أيضا كما صرح به في الوجيزة والبلغة فيشير هذا إلى وثاقته
اه‍ والخبر المشار اليه هو ما رواه الكليني في الكافي في باب مولد
الصاحب ع عن علي بن محمد عن سعد بن عبد الله ان
الحسن بن النضر وأبا صدام وجماعة تكلموا بعد مضي أبي محمد
ع فيما في أيدي الوكلاء وأرادوا الفحص فجاء الحسن بن النضر
إلى أبي صدام فقال إني أريد الحج فقال له أبو صدام اخره
هذه السنة فقال له الحسن اني أفزع في المنام ولا بد لي من الخروج
وأوصى إلى أحمد بن يعلى بن حماد إلى أن قال فقال الحسن لما
وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها فجاءني بعض الوكلاء بثياب ودنانير
وخلفها عندي ثم جاء آخر بمثلها وآخر حتى كبسوا الدار ثم جاءني أحمد بن
إسحاق بجميع ما كان معه فتعجبت فوردت علي رقعة الرجل إذا مضى من
النهار كذا وكذا فاحمل ما معك فرحلت وحملت ما معي وفي الطريق صعلوك
يقطع الطريق في ستين رجلا فاجتزت عليه وسلمني الله منه فوافيت العسكر
فوردت علي رقعة ان احمل ما معك فلما بلغت الدهليز إذا فيه اسود قائم
فقال أنت الحسن بن النضر قلت نعم قال ادخل فدخلت الدار وإذا بيت
عليه ستر فنوديت منه يا حسن بن النضر احمد الله على ما من عليك ولا
تشكن فود الشيطان انك شككت واخرج إلي ثوبين وقيل لي خذهما
فستحتاج اليهما فاخذتهما وخرجت قال سعد وانصرف الحسن بن النضر
ومات في شهر رمضان وكفن في الثوبين اه‍ والظاهر أن الحسن بن النضر هذا هو الحسن بن
النضر القمي الآتي الذي روى الصدوق في كمال
الدين انه ممن رأى الصاحب ع فذكر في تلك الرواية جملة ممن رآه
من غير الوكلاء إلى أن قال ومن قم الحسن بن النضر اه ولا ينافي ذلك
قول أصحاب الوجيزة والبلغة والتعليقة انه وكيل فان المراد من نفي الوكالة
العامة والذي يمكن ان يقال بدلالة الرواية عليه هو الوكالة الخاصة. وفي
التعليقة ان الحسن بن النضر رجلان أحدهما ما ذكره الكشي وما أشرنا اليه
عن الكافي والوجيزة والبلغة وثانيهما التفليسي الأرمني الذي روى الرواية
عن الرضا ع وهو الذي وصف الشهيد الثاني روايته بالصحة
والظاهر أنهما متقاربان في الاعتبار وظهور الوثاقة اه‍ وأقول ليس في
التفليسي الأرمني ما يثبت الوثاقة سوى تصحيح الشهيد الثاني روايته ورواية
ابن أبي نصر عنه اما تصحيح الشهيد روايته فستعرف في ترجمة الأرمني ان
الظاهر كون ذلك مبنيا على اتحاده مع الذي ذكره الكشي ولا دليل عليه واما
رواية ابن أبي نصر عنه فربما تؤيد الوثاقة ولا تثبتها فدعوى تقاربهما في
الاعتبار وظهور الوثاقة ليست في محلها وفي رجال أبي علي العجب من
الفاضل الجليل مولانا عناية الله انه حكم باتحاد هذا الجليل الذي ذكره
الكشي مع أبي عون الأبرش اه‍ والحاصل ان الحسن بن النضر
يطلق على جماعة منهم أبو عون الأبرش ومنهم الذي ذكره الكشي
ومنهم القمي الذي روى الصدوق رؤيته صاحب الزمان والظاهر
اتحادهما ووثاقتهما ومنهم الأرمني ومنهم التفليسي والظاهر اتحادهما كما
يأتي وقد حكم الشهيد الثاني بصحة رواية في سندها الأرمني كما يأتي ومر ما
فيه ويظهر مما يأتي عن المحقق الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني في شرح
الاستبصار في ترجمة الأرمني امكان اتحاد الأرمني مع الذي ذكره الكشي
واعترضه في التعليقة بان الذي نقل الكشي انه من الأجلة كان في زمان
العسكري لمعاصرته مع المراغي فلو كان هو الأرمني الراوي عن الرضا لكان
أدرك خمسا من الأئمة الرضا والجواد والهادي والعسكري والصاحب ولا
يخلو عن بعد اه‍.
٨١١: الحسن بن النضر أبو عون الأبرش
في منهج المقال انه الحسن بن النضر أو نصر اه‍ وذكره الشيخ في
رجاله في أصحاب العسكري ع وقال العلامة في الخلاصة روى
الكشي من طرق ضعيفة انه مذموم وأشار بذلك إلى ما رواه الكشي عن
أحمد بن كلثوم السرخسي قال حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري
حدثني محمد بن الحسن بن شمون وغيره قال خرج أبو محمد ع في
جنازة أبي الحسن ع وقميصه مشقوق فكتب اليه أبو عون الأبرش
قرابة نجاح بن سلمة من رأيت أو بلغك من الأئمة ع شق ثوبه
في مثل هذا فكتب اليه أبو محمد ع يا أحمق وما يدريك ما هذا قد
شق موسى على هارون. وروى الكشي أيضا عن أحمد بن علي قال حدثني
إسحاق حدثني إبراهيم بن الخضيب الأنباري قال كتب أبو عون الأبرش
قرابة نجاح بن سلمة إلى أبي محمد ص ان الناس قد استوهنوا
من شقك على أبي الحسن ع فقال يا أحمق ما أنت وذاك قد شق
موسى على هارون ع ان من الناس من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا
ويموت مؤمنا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ومنهم من يولد
مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت كافرا وانك لا تموت حتى تكفر ويتغير عقلك فما
مات حتى حجبه ولده عن الناس وحبسوه في منزله من ذهاب العقل
والوسوسة وكثرة التخليط والرد على أهل الإمامة وانكشف عما كان عليه
اه‍.
٨١٢: الحسن بن النضر الأرمني
في التعليقة ربما يظهر كون الأرمني هو التفليسي الآتي لأنه روى
أحمد بن محمد عن الحسن التفليسي قال سألت أبا الحسن ع عن
ميت وجنب اجتمعا ومعهما من الماء ما يكفي أحدهما قال إذا اجتمع سنة
وفرض بدئ بالفرض وظاهر ان المراد من الفرض غسل الجنابة الثابت وجوبه من القرآن والسنة غسل الميت الثابت وجوبه
من السنة وعنه اي عن
أحمد بن محمد المذكور عن الحسن بن النضر الأرمني قال سألت أبا الحسن
الرضا ع عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت ومعهم جنب
ومعهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهما أيهما يبدأ به قال يغتسل الجنب ويدفن
الميت لان هذا فريضة وهذا سنة والرواة كثيرا ما كانوا يروون الرواية
بالمعنى وببعض تغيير غير مضر وغير خفي ان ما نحن فيه منه وان الروايتين
متحدتان وان الأرمني هو التفليسي مع ما في الوصفين من التقارب اي
وصف التفليسي والأرمني لكون تفليس قرية من بلاد أرمينية قال ويومي
اليه اي إلى الاتحاد ملاحظة ترجمة الفضل بن أبي قرة ويتايد بملاحظة ترجمة
شريف بن سابق اه‍ وذلك لأنهم ذكروا في ترجمة الأول انه الفضل بن
(٣٢٣)

أبي قرة السمندي وسمند بلد من آذربيجان انتقل إلى أرمينية وفي ترجمة
الثاني انه شريف بن سابق التفليسي روى عن الفضل بن أبي قرة
السمندي. وقال الشهيد الثاني في روض الجنان في شرح قول العلامة ولو
اجتمع جنب ومحدث وميت وعندهم من الماء ما يكفي أحدهم يختص
الجنب بالماء ويتيمم المحدث وييمم الميت لصحيحة الحسن الأرمني عن الرضا
ع في القوم يكونون في السفر وذكر الرواية. فوصف روايته
بالصحة وقال المحقق الشيخ محمد في شرح الاستبصار في سند الرواية
الحسن بن النضر الأرمني وهو بهذا الوصف مجهول الحال والذي في الرجال
الحسن بن النضر بغير الوصف وقد نقل العلامة في الخلاصة عن الكشي انه
من أجلة اخواننا والذي رأيناه في الكشي أحمد بن إبراهيم أبي حامد المراغي
لا ما قاله العلامة بطريق الرواية وعلى كل حال فالرجل لا يلحق حديثه
بالصحيح فما في شرح جدي قدس سره للارشاد من وصف الخبر بالصحة
هو اعلم بوجهه اه‍ أقول الظاهر أن وصف الشهيد الثاني حديثه
بالصحة مبني على اتحاده مع الذي ذكره الكشي ولا شاهد عليه بل الظاهر أن
ذلك هو القمي ويظهر من عبارة الشيخ محمد المتقدمة انه على تقدير اتحاد
الأرمني مع الذي ذكره الكشي لا يلحق حديثه بالصحيح وفيه ما عرفت في
الحسن بن النضر ثم إن الذي في الاستبصار الحسن بن النضر الأرمني فذكر
الحسن مكبرا والذي في التهذيب الحسين بن النضر الأرمني فذكر الحسين
مصغرا ولا يبعد ان يكون الذي في التهذيب من سبق القلم أو تحريف
النساخ والله أعلم.
٨١٣: الحسن بن النضر التفليسي
ليس له ذكر في الرجال بهذا العنوان وانما ذكر فيها الحسن التفليسي
كما مر ولكن مر استظهار ان الحسن التفليسي هو الحسن بن النضر الأرمني
فيكون الحسن التفليسي هو ابن النضر أيضا.
٨١٤: الحسن بن النضر القمي
روى الصدوق في كمال الدين انه ممن رأى الصاحب ع
ومر ذكر ذلك في ترجمة الحسن بن النضر وانهما واحد.
٨١٥: الحسن بن نعمان
في منهج المقال انه في بعض طرق الكافي وليس في كتب الرجال بهذا
العنوان والذي يظهر لي انه المعروف بالحسين بن نعيم مصغرين لأنه واقع
موقعه أو اخوه والله أعلم اه‍.
٨١٦: الحسن بن نعيم بن ملاعب بن عبد الوهاب العيناثي السكيكي العاملي
السكيكي الظاهر أنه نسبة إلى سكيك قرية في آخر الجولان من
جهة الغرب هي اليوم خراب مررت بها فرأيت قبورها لا تزال مبنية بناء
يدل على أن خرابها من مدة قريبة فيظهر ان أصله منها وبقرب قرية شقراء
من جبل عامل واد يسمى وادي السكيكي كأنه منسوب إلى رجل منها.
في مجموعة الشيخ محمد بن علي بن حسن حسين بن محمد بن
صالح العاملي الجبعي اللويزاني جد والد الشيخ البهائي التي رأيناها في
طهران بخط المؤلف وتاريخ بعض كتاباته فيها سنة ٨٦١ وما قاربها كما
ذكرناه في ترجمته ما صورته يروي حسن بن نعيم بن ملاعب بن عبد الوهاب
العيناثي السكيكي رسالة سلار عن منصور بن حسين بن محمد بن شيحة
عن الشيخ يحيى باسناده اه‍ ولعل المراد به يحيى بن سعيد ابن
عم المحقق ويحتمل غيره.
٨١٧: الشيخ جلال الدين الحسن بن نمى الحلي
في أمل الآمل كان فاضلا جليل القدر من مشايخ الشيخ الشهيد
محمد بن مكي العاملي.
٨١٨: الشيخ حسن بن نوح.
من علماء الشيعة رأى صاحب الذريعة في بعض مكتبات النجف
كتاب تاريخ كتابته ١٢٦٧ كتب عليه انه المجلد السادس من كتاب الأزهار
وهو مجلد ضخم وفي أثنائه قال صاحب كتاب الأزهار حسن بن نوح لطف
الله بهما وهو في امامة أمير المؤمنين ع مشتمل على ٦٢ جزءا كل
جزء ١٦ صفحة نقل في نحو جزءين من أوله بعض المناظرات للإسماعيلية
ونحو من ٦٠ جزءا منه في اثبات امامة أمير المؤمنين علي ع وفي
آخره قال المؤلف قد بينا في هذا الكتاب من الاحتجاج على اثبات الوصية
لأمير المؤمنين ع ما في فصل منه كفاية ففي ثلاثة اجزاء منه
قضاياه المشتملة على معجزاته وفي جملة منها خطب من نهج البلاغة.
واحتجاجه على أهل الشورى بزيادة عما في سائر الكتب مأخوذة من الجزء
الثاني من المفاخر والمآثر لحاتم بن إبراهيم بن الحسين الحامدي وحكم
مذكورة في غرر الحكم للآمدي واخرج مناقبه وفضائله من كتب أهل السنة
كتابا كتاريخ المؤيد القرشي الشافعي صاحب حماة من مناقبه في الغزوات
غزوة غزوة. والمصابيح للبغوي. ومشارق الأنوار للصنعاني. ومجالس
الحكمة لهبة الله بن موسى بن داود. ومطالع الأنوار شرح مشارق الأنوار.
وما ورد في تفاسيرهم من الفضائل سورة سورة على ترتيب سور القرآن.
كمعالم التنزيل للحسين بن مسعود البغوي. والكشاف للزمخشري. وشفاء
الصدور لمحمد بن الحسن النقاش. وأنوار التنزيل للبيضاوي والجزء الأخير
من تفسير أبي إسحاق أحمد بن محمد السليمي والبسيط لعلي بن أحمد
الواحدي. والتهذيب لمحسن بن كرامة الجشمي البيهقي. وينقل كثيرا عن
الحدائق الوردية وعيون الأخبار وهما لأبي عبد الله الفقيه حميد بن أحمد
بن محمد بن عبد الواحد المحلي الزيدي وغير ذلك وفي آخر الكتاب كثير من
مناقب الزهراء والحسنين ع اه‍ ويمكن اتحاد هذا مع الذي
بعده كما يأتي هناك والله أعلم.
٨١٩: الشيخ حسن بن نوح بن يوسف بن محمد بن آدم الهندي البهروجي
هو من علماء الإسماعيلية في الذريعة ان الدكتور ايوانف الهندي
المولود سنة ١٣٠٥ قال في فهرست كتب الإسماعيلية المطبوع في لندن سنة
١٢٥٢ ان كتاب الأزهار ومجمع الأنوار الملقوطة من بساتين الاسرار ومجامع
فواكه الروحانية والثمار تأليف الشيخ حسن بن نوح بن يوسف بن محمد بن
آدم الهندي البهروجي هو في سبعة مجلدات صغار يوجد عندي
الأول والثاني والثالث منه أوله الحمد لله الذي علم بالقلم علم
الإنسان ما لم يعلم وقال إن سادس مجلداته في النصائح
والاخلاق اه‍ وربما يظن من توافق اسم المترجم واسم كتابه لاسم
المتقدم قبله واسم كتابه انهما شخص واحد لكن ينافي ذلك ان كتاب المترجم
في سبعة مجلدات صغار والسادس منها في النصائح والاخلاق وذاك قد
اشتمل المجلد السادس منه على ٦٢ جزءا في بعضها خطب من نهج البلاغة
وحكم قصيرة ومع ذلك فالاتحاد غير بعيد بان يكون من قال إن مجلداته
(٣٢٤)

سبعة اطلع على سبعة منها فظنها جميع مجلداته وأن يكون السادس منها هو ما
اشتمل على خطب من نهج البلاغة وحكم قصيرة فصح بان توصف انها في
النصائح والاخلاق والمجلد الذي كتب عليه انه المجلد السادس لعل تلك
الكتابة من غير المؤلف أو ان يكون المؤلف قد قسم اجزاء كتابه إلى سبع
مجلدات باعتبار ان كل جزء منها ١٦ صفحة فتكون ٧ مجلدات صغار والله أعلم
.
٨٢٠: السيد حسن بن نور الدين الحسيني الشفتي
عالم فاضل يروي إجازة عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والد
البهائي ويروي عنه إجازة السيد حسين بن روح الله الطبسي الشهير
بصدر جهان.
٨٢١: السيد حسن بن نور الدين الحسيني المسقطي العاملي.
في أمل الآمل كان فاضلا صالحا فقيها يروي عن شيخنا الشهيد
الثاني إجازة اه‍.
٨٢٢: السيد حسن نور الدين العاملي
توفي سنة ١٢٣٤ في قرية النبطية
كان من العلماء الفضلاء قرأ في جبل عامل وفي العراق وجاء من
العراق إلى جبل عامل سنة ١٢١٣ هو والشيخ حسن القبيسي وحجا معا
سنة ١٢٢٨ ذهبا بحرا وعادا برا ثم توفي بالتاريخ المذكور هكذا في بعض
التواريخ العاملية القديمة المخطوطة وليس هو المتقدم الراوي عن الشهيد
الثاني فان الشهيد الثاني استشهد سنة ٩٦٦.
٨٢٣: الشيخ حسن النهاوندي
عن مجمع الفصحاء أنه قال حسن النهاوندي كان من علماء هذه
الدولة وأهل الذوق فيها يعني دولة القاجارية وكان في مدينة نهاوند ينادم
محمود ميرزا ويقوم بحق تعليمه.
٨٢٤: الشيخ حسن ابن الشيخ هادي الأسدي الكاظمي يرتقي نسبه إلى حبيب بن
مظاهر الأسدي.
توفي حوالي سنة ١٢٢٦
كان من اجلاء العلماء سمع من الشيخ يوسف البحراني ومن الآقا
محمد باقر البهبهاني والظاهر أنه هو الشيخ حسن بن هادي الكاظمي متولي
مدرسة الشيخ امين بالكاظمية التي حكم بصحة وقفها الشيخ إبراهيم
الجزائري النجفي بتاريخ ١٢٢٣ وقد رأينا ورقة الوقفية بالكاظمية سنة
١٣٥٢ عام تشرفنا بزيارة العتبات الشريفة وعليها خطوط العظماء من علماء
ذلك العصر كما مر في ترجمة الشيخ إبراهيم الجزائري المذكور ج ٥ من هذا
الكتاب وقد قال الشيخ أسد الله صاحب المقابيس في حق المترجم فيما كتبه
في تلك الورقة: شيخنا الشيخ حسن هادي دام ظله. وهذا التعبير يدل
على أنه كان من أكابر العلماء.
٨٢٥: السيد حسن ابن السيد هادي ابن السيد محمد علي أخي السيد صدر الدين ابن
السيد صالح ابن السيد محمد ابن السيد إبراهيم الشهير بشرف الدين بن
زين العابدين بن نور الدين علي أخي صاحب المدارك ابن علي بن حسين بن
محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين بن الحسن عباس بن
محمد بن عبد الله بن أحمد بن حمزة الأصغر ابن سعد الله بن حمزة
الأكبر ابن محمد أبي السعادات بن أبي الحارث محمد بن عبد الله بن محمد بن
أبي الحسن علي بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي
الطيب طاهر بن الحسين القطعي ابن موسى أبي سبحة بن إبراهيم الأصغر
الملقب بالمرتضى ابن الإمام موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع العاملي الأصفهاني الكاظمي
الشهير بالسيد حسن الصدر
ولد بالكاظمية يوم الجمعة عند الزوال ٢٩ شهر رمضان سنة ١٢٧٢
وتوفي ليلة الخميس بعد غروب الشمس حادي عشر ربيع الأول سنة ١٣٥٤
في بغداد وحمل نعشه ضحوة يوم الخميس على الرؤوس إلى الكاظمية فدفن
في مقبرة والده السيد هادي في حجرة من حجرات صحن الكاظمية وشيعه
خلق كثير من خارج الكاظمية من بغداد وغيرها إلى محل دفنه من العلماء
والأعيان والاشراف ورئيس الوزراء وسائر الوزراء وممثل الملك.
وهو من عائلة شرف وعلم وفضل نبغ منهم جماعة واصلهم من جبل
عامل من قرية شدغيث التي هي الآن خراب ومن قرية معركة
كلتاهما في ساحل صور وهاجر جدهم السيد صالح إلى العراق ثم أصفهان
في فتنة الجزار وبقي بعض ذريته في أصفهان وبعضهم في الكاظمية وبقي
باقي عائلتهم في جبل عامل إلى اليوم وهو من ذرية السيد إبراهيم الملقب
بشرف الدين لا من ذرية السيد صدر الدين وإن اشتهر بصدر الدين ونشا
هو في الكاظمية.
كان عالما فاضلا بهي الطلعة متبحرا منقبا أصوليا فقيها متكلما مواظبا
على الدرس والتأليف والتصنيف طول حياته رأيناه وعاصرناه في العراق
وكان مدة إقامتنا في النجف مقيما في سامراء ورأيناه عند تشرفنا بزيارة
المشاهد الشريفة في العراق عام ١٣٥٢ وكان طريح الفراش فزرناه في
داره. وجمع مكتبة حافلة بأنواع الكتب من مخطوط ومطبوع قرأ العلوم
الالية من النحو والصرف والبيان والمنطق في الكاظمية على علمائها وقرأ فيها
بعض متون أصول الفقه وبعض كتب الفروع إلى سنة ١٢٨٨ فهاجر إلى
النجف فقرأ فيها الحكمة العقلية والكلام والفقه والأصول على مشاهير
العلماء في تلك الفنون وفي سنة ١٢٩٧ وهي سنة الطاعون في النجف خرج
منها إلى سامراء فالتحق بالميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وكان المذكور
قد هاجر إليها سنة ١٢٩١ كما مر في ترجمته وكان قد هاجر معه وبقي
سنتين ثم عاد إلى النجف فلما جاء طاعون النجف عاد إلى سامراء فبقي فيها
إلى سنة ١٣١٢ التي توفي فيها الميرزا الشيرازي وبقي فيها بعد وفاته إلى سنة
١٣١٤ ثم عاد إلى الكاظمية.
مشايخه
١ الشيخ باقر ابن الشيخ محمد حسن ياسين المتوفى ١٢٩٠ قرأ عليه
النحو والصرف ٢ السيد باقر ابن السيد حيدر الحسني المتوفى ١٢٩٧ قرأ
عليه أيضا في النحو والصرف ٣ الشيخ احمد العطار المتوفى ١٢٩٩ قرأ
عليه علوم البلاغة ٤ الشيخ محمد ابن الحاج كاظم الكاظمي المتوفى
١٣١٤ ٥ الميرزا باقر بن زين العابدين السلماسي المتوفى ١٣٠١ قرأ
عليه المنطق ٦ الحكيم الميرزا باقر الشكي المتوفى ١٢٩٠ ٧ الشيخ
محمد تقي الكلبايكاني المتوفى ١٢٩٣ قرأ عليهما الحكمة العقلية والكلام ٨
الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ٩ الميرزا حبيب الله الرشتي ١٠
الشيخ محمد حسين الكاظمي ١١ الملا محمد الإيرواني ١٢ الملا علي ابن
(٣٢٥)

الميرزا خليل الطهراني ١٣ السيد مهدي القزويني وهؤلاء قرأ عليهم
الأصول والفقه على بعض الفقه وعلى بعض الفقه والأصول.
مؤلفاته
أصول العقائد
١ الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية للشيخ جعفر الفقيه النجفي
٢ اثبات الرجعة ٣ النصوص المأثورة في المهدي ع.
أصول الفقه
٤ اللباب في شرح رسالة الاستصحاب للشيخ مرتضى الأنصاري وهذه
تحتاج إلى اختصار لا إلى شرح ٥ حواشي الرسائل له ٦ تعارض
الاستصحابين ٧ اللوامع الحسنية في الأصول الفقهية ٨ حدائق الوصول
إلى علم الأصول لم يتم وكتاب واحد تام خير من هذه.
الفقه
٩ سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد لم يتم ١٠ سبيل النجاة في
فقه المعاملات بدون استدلال ١١ الدر النظيم في مسالة التتميم أي تتميم
ماء الكر بالماء النجس ١٢ تبيين الإباحة في مشكوك ما لا يؤكل لحمه
للمصلين ١٣ لزوم ما فات في سنة الفوات ١٤ الغرر في نفي الضرار
والضرر ١٥ كشف الالتباس في قاعدة الناس أي القاعدة المستفادة من
حديث الناس مسلطون على أموالهم ١٦ تبيين الرشاد في لبس السواد على
الأئمة الأمجاد فارسية ١٧ الغالية لأهل الأنظار العالية في تحريم حلق
اللحية فارسية ١٨ حجية الظن في أفعال الصلاة ١٩ حكم الشكوك
الغير المنصوصة ٢٠ جواز الجمع بين الصلاتين سفرا وحضرا من
صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد وموطأ مالك وغيرها ٢١ تبيين
مدارك السداد للمتن والحواشي من نجاة العباد في الطهارة والصلاة ٢٢
نهج السداد في حكم أراضي السواد ٢٣ تحصيل الفروع الدينية في فقه
الامامية بدون استدلال في الطهارة والصلاة ٢٤ المسائل المهمة مطبوع
٢٥ رسالة في رواية الاخفات في التسبيحات في الأخيرتين ٢٦ تحية أهل
القبور بالمأثور ٢٧ آداب الحج واسراره.
الحديث وعلومه
٢٨ نهاية الدراية في شرح وجيزة البهائي في دراية الحديث مطبوع
٢٩ النصوص المأثورة في المهدي ع ٣٠ شرح وسائل الشيعة
لابن الحر العاملي برز منه عدة مجلدات ولم يتم ٣١ هداية النجدين وتفصيل الجندين
في شرح حديث الكافي في جنود العقل وجنود الجهل ٣٢
فصل القضا في الكتاب المشتهر بفقه الرضا أثبت فيه أنه كتاب التكليف
لابن أبي العزاقر المعروف بالشامغاني وليس للرضا ع ٣٣ إبانة
الصدور في موقوف ابن أذينة المشهور في ارث ذات الولد من الرباع.
علم الرجال والتراجم
٣٤ مختلف الرجال لم يتم ٣٥ ذكرى المحسنين في ترجمة المحقق
السيد محسن الأعرجي مطبوعة مع وسائله ٣٦ الانتخاب القريب من
التقريب فيمن نص ابن حجر في التقريب على تشيعهم مع رواية أهل السنة
عنهم وتعيين من اخرج أحاديثهم والجوامع التي أخرجت فيها ٣٧
الحواشي الرجالية على تلخيص الرجال ٣٨ حاشية رجال أبي علي ٣٩
تكملة أمل الآمل ٤٠ بغية الوعاة في طبقات مشايخ الإجازات في ضمن
إجازة مبسوطة ٤١ عيون الرجال الرواة للحديث الموثقين بالتعدد ٤٢
اللمعة المهدية إلى الطرق العلية ٤٣ تحقيق حال محمد بن إسماعيل بن
بزيع.
التاريخ
٤٤ نزهة أهل الحرمين في تواريخ المشهدين بالنجف وكربلاء
مطبوع ٤٥ مجالس المؤمنين في وفيات الأئمة المعصومين ٤٦ تأسيس
الشيعة الكرام لعلوم الاسلام إلى المائة الثامنة ٤٧ الشيعة وفنون الاسلام
مختصر منه مطبوع ٤٨ وفيات الأعلام من الشيعة الكرام مرتب على
الطبقات لم يتم ٤٩ كشف الظنون عن خيانة المأمون في سمه للرضا
ع ٥٠ نموذج محاسن الوسائل في معرفة الأوائل وهو اختصار لمحاسن
الوسائل للسبكي ٥١ عدة من خرج إلى حرب الحسين ع وانهم
ثلاثون ألفا على الأقل. وواحد تام من التي لم تتم خير.
الجدل والمناظرة
٥٢ قاطعة اللجاج في ابطال طريقة أهل الاعوجاج الاخبارية ٥٣
البراهين الجلية في حال ابن تيمية ٥٤ رسالة في الرد على الوهابية مطبوعة
٥٥ رسالة في المطاعن من بعض خصومنا على بعض.
الأخلاق والعرفان
٥٦ احياء النفوس بآداب السيد علي بن طاوس ملتقط من كلماته
في مصنفاته ٥٧ سبيل الرشاد أو سبيل الصالحين في السلوك وبيان طريق
العبودية مختصر مطبوع ٥٨ تعريف الجنان في حقوق الاخوان لم يتم.
الأدعية والزيارات والعبادات
٥٩ مفتاح السعادة وملاذ العبادة في اعمال السنة لم يتم.
المناقب
٦٠ مناقب الآل المستخرجة من الجامع الصغير للسيوطي على
ترتيب الحروف ٦١ مناقب آل الرسول من طريق الجمهور.
النحو
٦٢ خلاصة النحو
الكتب
٦٣ فضل الكتب ٦٤ الآثار الباقية من مصنفات الفرقة الناجية لم
يتم ولم يذكره المعاصر في مصنفات الشيعة.
هذا ما وقفنا عليه من أسماء مصنفاته بعضها فيما كتبه هو في ترجمته
التي اطلعنا عليها بعد عشرين سنة من كتابتها ويمكن أن يكون أكمل ما لم
يكمل منها وبعضها فيما ذكره غيره ممن ترجمه.
ملاحظات في كتاب الشيعة
وفنون الاسلام
١ ص ١٠ تاريخ وفاة سعيد بن جبير سنة ٦٤ صوابه ٩٤ ولعل
الخطا من الطابع.
(٣٢٦)

٢ ص ١١ السدي الكبير ذكر تفسيره النجاشي والشيخ الطوسي في
الفهرست. لم يذكره النجاشي ولا الشيخ.
نص على تشيعه ابن قتيبة في المعارف. ولم نجده فيه.
٣ ص ١٢ حمزة بن حبيب قال ابن النديم في الفهرست إنه من
أصحاب الصادق. ولم يذكر ابن النديم في الفهرست إنه من أصحاب
الصادق ع.
٤ أول من صنف في القراءات أبو عبيد القاسم بن سلام. مع أنه
أول من صنف في غريب القرآن لا في القراءات.
٥ ص ١٣ زيد الشهيد كانت شهادته سنة ١٣٢ الصواب ١٢٢
ولعل الخطا من الطابع.
٦ ص ١٤ ذكر السيوطي في طبقات النحاة أن أول من كتب في
احكام القرآن القاسم بن أصبغ. ولم يذكر السيوطي في طبقات النحاة أن
القاسم بن أصبغ أول من كتب في احكام القرآن بل قال إنه صنف كتاب
احكام القرآن.
٧ نص ياقوت في معجم الأدباء على أن أول من صنف في غريب
القرآن أبان بن تغلب. مع أن ياقوتا انما نقل ذلك عن الشيخ الطوسي فلا
يصح عده ممن نص عليه.
٨ ص ١٥ إن المصنفين في غريب القرآن بعد ابان جماعة من
الشيعة منهم أبو جعفر الرؤاسي مع أن الرؤاسي ألف في معاني القرآن كما
ذكره ابن النديم لا في غريب القرآن.
٩ ومنهم أبو عثمان المازني. ولم يذكر أحد للمازني كتابا في غريب
القرآن كالخطيب في تاريخ بغداد والسيوطي في البغية وابن النديم في
الفهرست.
١٠ أول من صنف كتاب معاني القرآن أبان بن تغلب نص على
كتابه هذا النجاشي. والذي ذكره النجاشي تفسير غريب القرآن لا معاني
القرآن.
١١ ص ١٦ أول من صنف في نوادر القرآن علي بن الحسن بن
فضال. قال ابن النديم في الفهرست وكتاب الشيخ علي بن إبراهيم بن
هاشم في نوادر القرآن شيعي كتاب علي بن الحسن بن فضال من الشيعة
كتاب أبي النضر العياشي من الشيعة اه.
ومع كون كتاب علي بن إبراهيم ليس في نوادر القرآن وكون الذي
حكاه الشيخ في الفهرست عن ابن النديم أنه زاده كتاب اخبار القرآن
ورواياته لا نوادر القرآن. ليس في كلام ابن النديم دلالة على أن ما بعده
في نوادر القرآن فإنه قال ما صورته: الكتب المؤلفة في فضائل القرآن
وعد جملة منها ثم قال وكتاب علي بن إبراهيم في نوادر القرآن كتاب علي بن
الحسن بن فضال كتاب أبي النضر العياشي. وهو ظاهر في أن كتاب ابن
فضال في فضائل القرآن لا أقل من عدم الظهور مع أن كتاب العياشي في
التفسير لا في الفضائل ولذلك لم يذكر الشيخ في الفهرست ولا النجاشي في
مؤلفات علي بن الحسن بن فضال نوادر القرآن بل ذكرا أن له كتاب
التفسير.
١٢ كان السياري يكتب للطاهر. صوابه لآل طاهر ولعل الخطا
من الطابع.
١٣ أحمد بن محمد السياري له كتاب نوادر القرآن. مع أنه لم يذكر
أحد أن له نوادر القرآن بل ذكروا أن له كتاب النوادر ولا دلالة فيه على أنه
نوادر القرآن بل ظاهره خلافه.
١٤ ص ١٧ قال ابن النديم أول من صنف في متشابه القرآن
حمزة بن حبيب أحد السبعة من أصحاب الصادق. وليس في فهرست ابن
النديم أنه من أصحاب الصادق كما مر.
وأول من صنف في مقطوع القرآن وموصوله حمزة بن حبيب أحد
السبعة من أصحاب الصادق. وليس في فهرست ابن النديم أنه من
أصحابه كما مر.
أول من صنف في مجاز القرآن الفرا يحيى بن زياد. ولم نجد أحدا
ذكره في مؤلفات الفرا بعد التتبع.
١٥ ص ١٨ صنف منا جماعة في فضائل القرآن منهم محمد بن
خالد البرقي. وكتابه في التفسير لا في الفضائل. وأحمد بن محمد السياري
كان في زمن الطاهر. صوابه آل طاهر كما مر ولعل الخطا من الطابع.
وعلي بن إبراهيم. وليس له كتاب في فضائل القرآن بل له التفسير والناسخ
والمنسوخ.
١٦ ص ٢٠ سعيد بن المسيب كان امام القراء بالمدينة. ولم أجد
ذلك بعد مزيد الفحص.
١٧ ص ٢٢ يحيى بن القاسم أبو بصير الأسدي وكان مقدما في
الفقه والتفسير وله فيه مصنف معروف ذكره النجاشي وأوصل اسناده إلى
رواية التفسير مات في حياة الصادق ع المتوفى سنة ١٤٨ والذي
ذكره النجاشي أن له كتاب يوم وليلة وذكر سنده اليه ولم يذكر هو ولا غيره
أن له مصنفا في التفسير وذكر الجميع أنه توفي سنة ١٥٠ وصرح الشيخ في
أصحاب الصادق أنه توفي بعد الصادق ع.
١٨ ص ٢٣ أبو طالب التيمي كان أحد أئمة علم التفسير وله
كتاب تفسير القرآن وليس في كتب الرجال أنه أحد أئمة علم التفسير انما
ذكروا أن له كتاب التفسير. وعد من المصنفين في التفسير في المائة الثالثة
علي بن الحسن بن فضال وإبراهيم بن محمد الثقفي وعلي بن إبراهيم
وعلي بن الحسين بن بابويه ومحمد بن الحسن بن الوليد وفرات بن إبراهيم
وابن دول القمي وسلمة بن الخطاب. مع أنه ليس كلهم في المائة الثالثة بل
أكثرهم في الرابعة كما صرح به هو نفسه في بعضهم.
١٩ ذكر وفاة إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي سنة ٣٨٣
مع أنها سنة ٢٨٣ ولعل الخطا من الطابع.
٢٠ ص ٢٤ سلمة بن الخطاب صاحب كتاب التفسير عن أهل
البيت. مع أن الذي ذكره النجاشي أن له كتاب تفسير سورة ياسين فقط.
محمد بن إبراهيم الكاتب النعماني هو الراوي لما املاه أمير المؤمنين
ع في أنواع علوم القرآن عندنا منه نسخة. وقد ذكره المجلسي في
١٩ النجار ص ٩٥ وهو مطبوع منتشر.
(٣٢٧)

٢١ الشيخ المفيد له كتاب في أنواع علوم القرآن. مع أن الذي
ذكره أهل الرجال أن له كتاب البيان في تأليف القرآن ولم يعلم أنه في أنواع
علوم القرآن.
٢٢ ص ٢٨ ذكر النجاشي كتاب حديث الجاثليق لسلمان
الفارسي وكتابا لأبي ذر كالخطبة. ولم نجد النجاشي ذكرهما.
٢٣ ص ٢٩ عهد أمير المؤمنين ع للأشتر قال النجاشي
وهو كتاب معروف. ولا أثر لذلك في كتاب النجاشي.
٢٤ ص ٣٠ ربيعة بن سميع قال النجاشي أنه من كبار التابعين
وليس ذلك في كتاب النجاشي.
٢٥ ص ٣٢ عبد المؤمن بن القاسم بن قيس بن محمد.
الصواب ابن فهد بدل ابن محمد ولعل التحريف من الطابع.
٢٦ ثور بن أبي فاختة. هو ثوير بالتصغير ويأتي مكبرا. له عن
الباقر ع كتاب مفرد ولم نطلع على من ذكره.
٢٧ ص ٣٣ س ١٣ وتسعين.
صوابه وتسعة وتسعين. ٢٨ ص ٣٦ الحاكم النيشابوري أبو عبد الله محمد بن عبد الله
حكي عن ابن شهرآشوب في معالم العلماء في باب الكنى أنه عده في مصنفي
الشيعة وأن له الأمالي وكتابا في مناقب الرضا. والذي ذكره في معالم العلماء
الظاهر أنه غيره ففيه أبو عبد الله النيشابوري الشيخ المفيد من كتبه الأمالي
ومناقب الرضا ع اه ولقبه المعروف به الحاكم ولم يذكره.
٢٩ ص ٣٧ أول من دون علم الرجال محمد بن خالد البرقي من
أصحاب الكاظم ع بل هو من أصحاب الكاظم والرضا والجواد
ع وتكرير ذكره لم يظهر وجهه.
٣٠ ص ٣٨ ثم صنف بعد محمد بن خالد البرقي عبد الله بن
جبلة الكناني مات سنة ٢١٠ وكونه بعده غير معلوم.
٣١ أبو جعفر اليقطيني صنف كتاب الرجال كما في رجال النجاشي
وفهرست ابن النديم. مع أن ابن النديم لم يذكر له الا كتاب الأمل
والرجاء.
٣٢ محمد بن بطة له كتاب أسماء مصنفي الشيعة. مع أنه ليس
كتابه في ذكر جميع المصنفين بل فيمن رآهم.
٢٣ ص ٣٩ س ١٢ رجال المفضل. صوابه أبي المفضل. رتبه
على حروف المعجم. ليس في كتاب النجاشي أنه مرتب على حروف
المعجم س ١٧ ثلاث ومائة. صوابه ثلاثين ومائة وتكرر هذا الغلط ص
٦٨ س ١٧ ٧٨ صوابه ٧٧ س ٨ من الفصل الثامن. صوابه من الفصل
التاسع.
٢٩ ص ٤٠ س ٢ وطبقاتهم وأصحاب الحديث بها. صوابه
وطبقات أصحاب الحديث بها.
٣٠ ص ٤١ صنف في الفقه قبل أبي حنيفة القاسم بن محمد بن
أبي بكر وسعيد بن المسيب. مع أنه لم يذكر أحد انهما ألفا في الفقه.
٣١ ص ٤٣ عند ذكر الجوامع الكبار في الفقه عد كتاب شرائع
الايمان لمحمد بن المعافى لأبي جعفر مولى الإمام الصادق ع الخ.
والعبارة غير ظاهرة المعنى فالظاهر أنها مغلوطة.
٣٢ ص ٤٤ صنف أبو هاشم بن محمد بن الحنفية كتبا في
الكلام ولما حضرته الوفاة دفع كتبه إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
كما في معارف ابن قتيبة. مع أن ابن قتيبة لم يذكر أن تلك الكتب كانت في
الكلام.
٣٣ ص ٤٥ وهما أي عيسى بن روضة وأبو هاشم متقدمان
على واصل بن عطاء المعتزلي. مع أن تقدمهما عليه غير معلوم لأن واصل
توفي سنة ١٨١.
٣٤ ص ٤٦ قيس الماصر كانت اليه الرحلة من الأطرف في علم
الكلام. مع أنه لم يذكر أحد انها كانت اليه الرحلة.
٣٥ الأحول محمد بن علي بن النعمان الملقب شيطان الطاق تعلم
الكلام من زين العابدين ع. مع أنه من أصحاب الكاظم
والصادق ولم يدرك زين العابدين ع.
٣٦ ص ٤٧ حمران بن أعين تعلم الكلام من الإمام زين العابدين
ع مع أنه من أصحاب الباقر والصادق ع فإن كان
تعلم فمنهما.
٣٧ يونس بن يعقوب قال له الصادق ع تجري بالكلام
على الأثر فتصيب مع أنه قال ذلك لحمران بن أعين لا ليونس فراجع حديث
يونس الطويل في الكافي في باب الاضطرار إلى الحجة ولم يعرف أن
يونس بن يعقوب من أهل الكلام بل في ذلك الحديث أن الصادق ع
قال له يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته قال يونس فيا لها من
حسرة الحديث.
٣٨ ص ٤٨ إسماعيل بن إسحاق بن نوبخت صاحب كتاب
الياقوت ومر أن اسمه إبراهيم لا إسماعيل اشتبه في اسمه صاحب الرياض
وتبعه المصنف في موضعين.
٣٩ ص ٥٠ علي بن أحمد الكوفي عده ابن النديم من مشاهير
المتكلمين. مع أن ابن النديم لم يذكر أنه من المتكلمين فضلا عن أن يكون
من مشاهيرهم وانما قال من الامامية من أفاضلهم وذكر الشيخ والنجاشي
أنه خلط واظهر مذهب المخمسة اه.
٤٠ عبد الله بن محمد البلوي ذكره ابن النديم في متكلمي
الشيعة. مع أنه ليس في فهرست ابن النديم أنه من المتكلمين وانما قال كان
واعظا فقيها عالما وكذا الشيخ والنجاشي وغيرهم.
٤١ الجعفري عبد الرحمن بن محمد من اعلام متكلمي الإمامية
وشيوخهم ذكره ابن النديم في متكلمي الشيعة. مع أن ابن النديم ذكره
بعنوان قوم من الشيعة متفرقون لا يعرف مذاهبهم وعد أبا طالب الأنباري
والجعفري وقال له كتاب الإمامة فدل على أنه كان متكلما اما كونه من اعلام
متكلمي الإمامية فلم نجده لأحد.
٤٢ ص ٥٢ ظاهر أحد أئمة الكلام ذكره ابن النديم وغيره من
أهل الفهارس وكان ظاهر هذا غلاما لأبي الجيش المظفر بن الخراساني
(٣٢٨)

والذي ذكره ابن النديم هكذا: أبو الجيش بن الخراساني واسمه المظفر وله
من الكتب... غلام أبي الجيش وهو... ولا ذكر له في كتب رجال
الشيعة لا في الفهارس ولا في غيرها.
٤٣ أبو الصقر الموصلي ناظر علي بن عيسى الرماني وأفحمه وحكى
مجلس مناظرته المفيد في العيون والمحاسن. والذي في العيون والمحاسن ابن
الصقر لا أبو الصقر وليس فيه أنه أفحمه بل قال المفيد أن ابن الصقر تكلم
على هذا الفصل بكلام لم ارتضه فليراجع.
٤٤ وفاة المفيد سنة ٤٠٩ والذي ذكره النجاشي والعلامة في
الخلاصة أنه توفي سنة ٤١٣.
٤٥ ص ٥٦ هشام بن الحكم أول من أفرد بعض مباحث علم
أصول الفقه بالتصنيف صنف كتاب الألفاظ ومباحثها وهو أهم مباحث هذا
العلم. مع أنهم ذكروا في مؤلفاته كتاب الألفاظ فقط وكونه في مباحث
الألفاظ لا شئ يدل عليه.
٤٦ ص ٥٧ المبرز على نظرائه قبل الثلاثمائة الحسن بن موسى
النوبختي. والذي قاله النجاشي المبرز على نظرائه قبل الثلاثمائة وبعدها
اه وتوفي سنة ٣١٠.
٤٧ ص ٦٦ كتاب أسماء الجبال والمياه والأودية لحمدون أستاذ
تغلب وابن الاعرابي. والصواب لابن حمدون بدل لحمدون. وثعلب بدل
تغلب وليس هو أستاذ ابن الاعرابي فلم يذكر ذلك أحد وانما قالوا أن ثعلب
قرأ عليه قبل ابن الاعرابي أي قبل أن يقرأ على ابن الاعرابي.
٤٨ كتاب الأديرة والإعمار في البلدان والأقطار لأبي الحسن
السميساطي من علماء المائة الثالثة. وليس هو من علماء المائة الثالثة بل
الرابعة قال النجاشي عند ذكر مؤلفاته: مختصر تاريخ الطبري وزاد عليه
من سنة ٣٠٣ إلى وقته
وتمم كتاب تاريخ الموصل من أول سنة ٣٢٢ إلى وقته اه وله رسائل إلى سيف الدولة وقال ابن النديم أنه حي في عصرنا ومراده
زمن تصنيف فهرسته وهو سنة ٣٧٧.
٤٩ قال ابن النديم قرأت بخط أحمد بن الحارث الخزاعي الموجود
في فهرسته الخزاز بدل الخزاعي.
٥٠ ص ٦٨ الواقدي ولد سنة ١٠٣ ثلاث ومائة ومات سنة ٢٠٧
وله ٧٨ سنة والصواب ولد سنة ١٣٠ وأن عمره ٧٧ سنة فإنه إن كان ولد
سنة ١٠٣ وتوفي سنة ٢٠٧ يكون عمره ١٠٤ وقد تكرر هذا الغلط في
صفحة ٣٩.
٥١ ص ٧٦ أبو هلال العسكري المتوفي سنة ٣٩٥ مع أن ذلك
تاريخ فراغه من كتاب الأوائل كما في معجم الأدباء لا تاريخ وفاته.
٥٢ ص ٨٠ ابن دريد عده ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت
المجاهدين فيهم. والصواب المجاهرين بالراء ولفظ فيهم لا محل له وقد
ذكره بالراء في ص ١٠٩.
٥٣ ص ٨٢ أول من وضع المقامات أحمد بن فارس. مع أن ابن
فارس لم يضع المقامات وانما ذكر مسائل في الفقه اقتبس منها الحريري
الاستشهاد بالفقه في احدى مقاماته وأول من وضع المقامات بديع الزمان كما
نص عليه المؤلف ص ٩٥ ومنه اخذ الحريري.
٥٤ أول من كتب لرسول الله ص خالد بن سعيد بن العاص مع انا
لم نجد من ذكره في كتابه فضلا عن أن يكون أول من كتب له وانما ذكروا
أنه أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم.
٥٥ ص ٨٧ ٨٨ محمد بن أحمد الوزير أبو سعد العميدي قال
ياقوت مات ٤٣٣ وفي كشف الظنون مات سنة ٤٢٣ عند ذكره تنقيح
البلاغة أقول هذا سهو من كشف الظنون أو من النساخ لأن ياقوتا ذكر
أن تنقيح البلاغة قرئ عليه سنة ٤٣١ وسماه في كشف الظنون محمد بن أحمد العمري وهو تصحيف العميدي.
٥٦ ص ٨٨ ذكره اي محمد بن أحمد
الوزير أبو سعد العميدي
منتجب الدين في فهرس المصنفين من الشيعة أقول في الذريعة: لا وجه
لما جزم به من اتحاد الوزيري المترجم في فهرس منتجب الدين مع أبي سعد العميدي
مؤلف تنقيح البلاغة لان منتجب الدين انما يذكر في فهرسته
العلماء المتأخرين عن الشيخ الطوسي المتوفى ٤٦٠ وبعض من فاته من
معاصريه وفي كل حرف يذكر المعاصرين أو المقاربين لعصر الشيخ الطوسي
أولا ثم المتأخرين عنهم اما الوزيري هذا فقد ذكره في النصف الأخير من
حرف الميم فيظهر انه من المتأخرين عن الشيخ الطوسي والمقاربين لعصر
منتجب الدين أو من معاصريه اهبل ان ما وصفه به منتجب الدين من
العدل الصالح الثقة ليس مما يوصف به متولي ديوان الترتيب وديوان الإنشاء
كما لا يخفى لو فرض انه عدل صالح ثقة بل يوصف بأنه كاتب منشئ ماهر
بارع في نظم الدواوين وترتيبها وشبه ذلك وهذا كني بأبي سعد ولم يكن به
ذاك وذاك لقب بهاء الدين ولم يلقب به هذا.
٥٧ ص ٨٨ ابن العميد محمد بن الحسين ترجمته في كتب أصحابنا
وغيرها مفصلة. مع أنه ليس له في كتب أصحابنا ترجمة سوى ان الشيخ في
الفهرست ذكر في ترجمة أحمد بن إسماعيل سمكة انه قرأ عليه ابن العميد
فراجع.
٥٨ ص ٨٩ جعفر بن محمد بن فطير وحكاية رجل معه زعم أنه
رأى مناما قال وقد نقلتها بالواسطة عن تاريخ ابن كثير من طبقات القاضي
المرعشي بالفارسي أقول لا يخفى انه وقع خلل في الترجمة ومخالفة
للأصل الفارسي فراجع.
٥٩ ص ٩٠ إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الياقوت
في الكلام. مر مكررا انه إبراهيم لا إسماعيل.
٦٠ عبيد الله بن عبد الله بن طاهر قال الخطيب كان فاضلا أديبا قال
وكان متشيعا حكاه عن الخطيب ضياء الدين في نسمة السحر أقول قوله
وكان متشيعا من قول صاحب نسمة السحر لا من كلام الخطيب فقوله
حكاه عن الخطيب الخ ليس بصحيح.
٦١ ص ٩١ س ١٥ لفذة. صوابه لغدة.
٦٢ إبراهيم بن أبي جعفر. صوابه ابن أبي حفص.
٦٣ ص ٩٢ وهو ابن إسماعيل صاحب كتاب الياقوت. مر مكررا
انه إبراهيم لا إسماعيل.
٦٤ ص ٩٨ محمد بن أحمد الوزير أبو سعيد العميدي المتوفى سنة
٤٢٣ ثلاث وعشرين وأربعمائة وقال ياقوت مات سنة ٤٣٣ ثلاث وثلاثين
(٣٢٩)

وأربعمائة والأصح في وفاته ما ذكرناه أقول مر ان الأصح خلافه وهو أبو
سعد لا أبو سعيد.
٦٥ حسام الدين المؤذني لم يترجم الا في كتب أصحابنا. مع انا لم
نجد له ترجمة في كتب أصحابنا بل ستعرف في الذي بعده ان صاحب
الرياض لم يستبعد اتحاده مع الكاشي الذي ظن أنه من غيرنا.
٦٦ ص ٩٩ شرح المفتاح للشيخ عماد الدين يحيى بن أحمد
الكاشي في رياض العلماء كان من مشايخ أصحابنا جامعا لفنون العلم ذكره
بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي مشايخ
الشيعة ولم اعرف تواريخه اه‍ بحروفه وأقول لم يصفه صاحب رياض
العلماء بالكاشي والذي وصفه به صاحب كشف الظنون قال في الرياض
الشيخ عماد الدين يحيى بن أحمد الشارح للمفتاح من مشايخ أصحابنا كما
صرح به بعض تلامذة الشيخ علي الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي
المشايخ ولكن ظني انه من علماء العامة وقدسها هذا الفاضل في ذلك بل لا
يبعد كونه بعينه المؤذني المشهور شارح المفتاح فلاحظ اه فعبارة الرياض
مغايرة للعبارة التي قال إنه نقلها بحروفها.
٦٧ ص ١٠٢ كتاب صناعة الشعر في العروض والقوافي للخالع
والذي في معجم الأدباء وبغية الوعاة صناعة الشعر بدون في العروض
والقوافي وظاهره انه في غير العروض. وقال في نسبته الرافعي. وصوابه
الرافقي.
٦٨ ص ١٠٣ الشريف محمد بن أحمد الطباطبائي الأصفهاني كان
تولده سنة ٣٢٢ وأقول في معجم الأدباء ومعاهد التنصيص مولده
بأصبهان وبها مات سنة ٣٢٢ فهو تاريخ للوفاة لا للتولد كما توهم صاحب
نسمة السحر وتبعه المصنف.
٦٩ ص ١٠٧ وأبا فراس المتوفى سنة ٣٢٠ مع أن هذه سنة ولادته لا
سنة وفاته.
٧٠ ص ١٠٨. الناشي علي بن عبد الله ذكر قصيدته التي اخذ منها
المتنبي ابن خلكان أقول لم يذكر ابن خلكان منها غير بيتين.
٧١ ص ١٠٩ الزاهي علي بن إسحاق قال ابن شهرآشوب وهو
من المجاهرين في مدح أهل البيت أقول انما عده في شعراء أهل البيت
المجاهرين لم يزد على ذلك والمصنف هنا ذكر المجاهرين بالراء وفي صفحة
٨٠ قال المجاهدين فيهم بالدال.
٧٢ ص ١١٠ سبط ابن التعاويذي محمد بن عبيد الله قال
السمعاني سألته عن مولده فقال سنة ٤٧٦ وتوفي سنة ٣٥٥ أقول هذا
تاريخ وفاة جده المبارك كما يظهر من انساب السمعاني وهو الذي سأله
السمعاني عن مولده اما سبطه فتوفى سنة ٥٨٤ والتوهم وقع من صاحب
نسمة السحر وتبعه المصنف.
٧٣ ص ١٢٥ في فهرست مصنفي الشيعة لأبي العباس النجاشي
أبو حرب عطاء بن أبي الأسود الدؤلي أقول لم أجد ذلك في كتاب
النجاشي بعد مزيد التتبع لا في الأسماء ولا في الكنى.
٧٤ ص ١٣٧ ملك النحاة الحسن بن صافي في كشف الظنون
توفي سنة ٧٩٨ ووهم في تاريخ الوفاة كما وهم السيوطي في تاريخ تولده
ووفاته قال مات سنة ٥٦٨ ومولده سنة ٤٨٩ فإنه توفي سنة ٣٦٣ كما في
الحلل السندسية وصححه ابن خلكان أقول وقع هنا عدة اشتباهات من
المؤلف أولا ان صاحب كشف الظنون قال في باب العين وفي عدة
مواضع منه انه توفي سنة ٥٦٨ ولم يقل انه توفي سنة ٧٩٨ ثانيا تاريخ
السيوطي لمولده ووفاته ليس فيه وهم بل هو الصواب الموافق لما ذكره ابن
خلكان حيث قال مولده سنة ٤٨٩ وتوفي سنة ٥٦٨ ثالثا جعل وفاته سنة
٤٦٣ وهم فإنه لم يذكره أحد ولا صححه ابن خلكان ونسبته إلى الحلل
السندسية وهم أيضا والظاهر أنه نشا مما كتب في هامش بغية الوعاة المطبوع
حاشية على ترجمة الحسن بن رشيق في الصفحة التي فيها ترجمة الحسن بن
صافي فقال: في الحلل السندسية انه توفي سنة ٤٦٣ وحكى عن ابن
خلكان ان هذا هو الصحيح اه وذلك في حق الحسن بن رشيق فتوهم
المؤلف انه في حق الحسن بن صافي ومنه نشا توهم انه صححه ابن
خلكان.
٧٥ ص ١٣٨ يحيى بن أبي طي أحمد بن ظاهر قال ياقوت أحد من
يتأدب ويتفقه على مذهب الإمامية في كشف الظنون اخبار الشعراء السبعة
لابن أبي طي يحيى بن حميدة الحلبي المتوفى سنة ٣٣٥ رتب على الحروف
اه‍ وأظنه وهم والصحيح ان تولده سنة ٥٧٥ اه‍ أقول الصواب
ظافر بدل ظاهر وليس ليحيى هذا ذكر في معجم الأدباء. والذي في كشف
الظنون اخبار الشعراء السبعة لابن أبي طي يحيى بن حميدة الحلبي المتوفى
سنة ٦٣٠ اخبار الشعراء لأبي بكر محمد بن يحيى الصولي المتوفى سنة ٣٣٥
رتب على الحروف اه فقد سقط من الكلام بعض عبارة كشف الظنون
ثم قوله وأظنه وهم الخ لا يرتبط بالمقام ولم يعلم إلى اي شئ مرجعه.
هذا ما خطر ببالنا من الملاحظات عند النظر في ذلك الكتاب
والعصمة لله وحده.
٨٢٦: الحسن بن هارون.
كان كاتبا عند علي بن بليق أحد الامراء في خلافة القاهر العباسي
ذكر ابن الأثير في حوادث سنة ٣٢٢ ما يدل على انحرافه عن بني أمية.
٨٢٧: الحسن بن هارون.
في منهج المقال روى عنه ابن مسكان والظاهر أنه ليس سوى الآتيين
اه‍.
٨٢٨: الحسن بن هارون بياع الأنماط.
في التعليقة روى عنه ثعلبة بن ميمون ويظهر من روايته عدم كونه
مخالفا ولعله أحد المذكورين ولا يبعد ان يكون الكل واحدا كما لا يخفى على
المطلع بحال رجال الشيخ يعني من ذكره الرجل الواحد بعناوين مختلفة
حسب وروده في الاخبار وغيرها ورواية ابن مسكان عنه تومي إلى اعتداد به
لأنه ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه اه‍.
٨٢٩: الحسن بن هارون بن خارجة الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٣٠: الحسن أبو محمد بن هارون بن عمران الهمذاني.
ذكر النجاشي في ترجمة محمد بن علي بن إبراهيم بن محمد الهمذاني انه
من وكلاء الناحية فذكر ان لمحمد هذا ولدا يسمى القاسم كان وكيل الناحية
(٣٣٠)

وكان في وقته بهمذان معه أبو علي بسطام بن علي والعزيز بن زهير وثلاثتهم
وكلاء في موضع واحد بهمذان وكانوا يرجعون في هذا إلى أبي محمد
الحسن بن هارون بن عمران الهمذاني وعن رأيه يصدرون ومن قبله عن
رأي أبيه أبي عبد الله هارون وكان أبو عبد الله وابنه أبو محمد وكيلين اه‍
واختلفت نسخ الخلاصة ففي بعضها كما مر وفي بعضها الحسن بن محمد بن
هارون وهو الموافق لكتاب ابن داود ومر في محله وفي نسخة عندي من
الخلاصة مصححة الحسن بن أبو محمد بن هارون ولما هو المعلوم من ضبط
النجاشي الاعتماد عليه أكثر.
٨٣١: الحسن بن هارون الكندي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٣٢: الحسن بن هارون الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٣٣: الحسن أو الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري أبو عبد الله.
حيان بالمثناة التحتية كما في الخلاصة وقد اختلفت النسخ في اسمه
بين الحسن والحسين.
قال النجاشي الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري أبو
عبد الله كان هو وأبوه وجهين في الواقفة وكان الحسن ثقة في حديثه ذكره أبو
عمرو الكشي في جملة الواقفة وذكر فيه ذموما وليس هذا موضع ذكر ذلك له
كتاب نوادر كبير أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن حبشي عن حميد
قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة به اه‍ وقال الكشي: في ابن أبي
سعيد المكاري. حدثني حمدويه حدثنا الحسن بن موسى قال كان ابن أبي
سعيد المكاري واقفيا. حدثني حمدويه حدثني الحسن بن موسى قال رواه
علي بن عمر الزيات عن ابن أبي سعيد المكاري قال دخل على الرضا
ع
فقال له فتحت بابك للناس وقعدت تفتيهم ولم يكن أبوك يفعل هذا
قال ليس علي من هارون باس فقال له لطفا الله نور قلبك وادخل الفقر
بيتك ويلك أما علمت أن الله أوحى إلى مريم ان في بطنك نبيا فولدت
مريم عيسى ع فمريم من عيسى وعيسى من مريم وانا من أبي
وأبي مني فقال له أسألك عن مسالة فقال له ما اخالك تسمع مني ولست من
غنمي سل فقال رجل حضرته الوفاة فقال ما ملكته قديما فهو حر وما لم
يملك بقديم فليس بحر فقال ويلك أما تقرأ هذه الآية والقمر قدرناه منازل
حتى عاد كالعرجون القديم فما ملك ذلك الرجل قبل الستة الأشهر فهو
قديم وما ملك بعد الستة الأشهر فليس بقديم. قال فخرج من عنده فنزل
به من الفقر والبلاء ما الله به عليم. إبراهيم بن محمد بن العباس حدثني
أحمد بن إدريس القمي حدثني محمد بن أحمد عن إبراهيم بن هاشم عن
داود بن محمد النهدي عن بعض أصحابنا قال دخل ابن المكاري على الرضا
ع فقال له أبلغ من قدرك ان تدعي ما ادعى أبوك فقال له ما لك
أطفأ الله نورك وادخل بيتك من الفقر أما علمت أن الله جل وعلا أوحى
إلى عمران اني أهب أهلك ذكرا فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى فعيسى من مريم
ومريم من عيسى وذكر مثله وذكر فيه انا وأبي شئ واحد وقال الكشي أيضا:
في ابن السراج وابن المكاري وعلي بن أبي حمزة حدثني محمد بن مسعود حدثنا جعفر
بن أحمد عن أحمد بن سليمان عن منصور بن العباس البغدادي قال حدثنا
إسماعيل بن سهل حدثني بعض أصحابنا وسألني ان اكتم اسمه قال كنت عند
الرضا ع فدخل عليه علي بن أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري فقال
له ابن أبي حمزة ما فعل أبوك قال مضى قال مضى موتا قال نعم قال ابن
السراج وابن المكاري قد والله أمكنك من نفسه قال ويلك وبما أمكنت أتريد
ان آتي بغداد وأقول لهارون انا امام مفترض الطاعة والله ما ذلك علي وانما
قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت امركم لئلا يصير
سركم في يد عدوكم الخبر ويأتي تمامه في علي بن أبي حمزة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسن بن أبي سعيد الموثق
برواية علي بن عمر الزيات عنه وروايته هو عن الرضا ع ومر عن
الكشي رواية الحسن بن محمد بن سماعة عنه وعن جامع الرواة انه نقل
رواية الحسين بن عمارة وعلي بن الحكم عنه في الكافي.
٨٣٤: السيد حسن ابن السيد هاشم بن محمد بن عبد السلام بن زين العابدين بن
عباس صاحب نزهة الجليس ابن علي بن نور الدين علي بن أبي الحسن
الموسوي العاملي.
عالم فاضل توفي بالنجف الأشرف في حياة أبيه وكان قد هاجر إليها
لطلب العلم وقبره بالقرب من ضريح الشيخ مرتضى الأنصاري وهو جد
السادة الأماثل في قرية دير سريان من قرى جبل عامل سكن ولده السيد
محمد هناك وتفرعوا منه ومن أحفاده السيد أبو الحسن في معركة واخوه السيد
عطاء الله في بيريش وأولادهم السيد علي وأخوهم السيد موسى وكان منهم
في معركة السيد محمد المعروف بالزمنطوط وله أولاد وهم السيد يوسف
والسيد هاشم والسيد امين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين
الطاهرين وسلم تسليما وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن
الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام صانها الله عن طوارق
الأيام الا بخير: هذا هو الجزء الرابع والعشرون من كتابنا أعيان
الشيعة أوله أبو نواس بن هاني الحكمي وفق الله لاكماله ومنه نستمد المعونة
والهداية والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٨٣٥: الحسن بن هانئ أبو علي الحكمي المعروف بأبي نواس الشاعر المشهور
مولده ووفاته ومدة عمره
ولد بالأهواز سنة ١٤٥ أو ١٤٠ أو ١٤١ أو ١٣٦ أو
١٤٨ أو ١٤٩ على اختلاف الأقوال بالقرب من الجبل وقيل بكورة
من كور خوزستان ولا تنافي بينهما فالأهواز هي خوزستان. في معجم
البلدان: الأهواز جمع هوز أصله حوز مصدر حاز لأنه ليس في كلام
الفرس حاء مهملة فإذا نطقوا بها جعلوها هاء وكان اسمها في أيام الفرس
خوزستان. والجبل المقطوع لم أجد تفسيره وقيل ولد بالبصرة والصحيح هو
الأول. وتوفي ببغداد سنة ١٩٥ أو ١٩٦ أو ١٩٧ أو ١٩٨ أو
١٩٩ أو ٢٠٠ وقال ابن منظور: قيل مات قبل دخول المأمون
بغداد بثمان سنين انتهى والمأمون دخل بغداد سنة ٢٠٢ فتكون وفاة أبي
نواس سنة ١٩٤ وقال جامع ديوانه انه توفي آخر سنة ١٩٩ أو أول سنة
٢٠٠ ودفن في مقابر الشونيزية على شاطئ نهر عيسى وعمره ٥٩ سنة بناء
على أن مولده ١٣٦ ووفاته ١٩٥ وقيل ٥٢ سنة وقيل ٥٥
(٣٣١)

والله أعلم. وفي فهرست ابن النديم: توفي في الفتنة قبل قدوم المأمون من
خراسان سنة ٢٠٠ وقال ابن قتيبة سنة ١٩٩ انتهى.
والفتنة بين الأمين والمأمون ابتدأت سنة ١٩٤ وانتهت سنة ١٩٨
فقوله انه توفي سنة ٢٠٠ وقول ابن قتيبة سنة ١٩٩ ينافي كونه توفي في
الفتنة. ثم إنه سيأتي عند ذكر تشيعه عن العيون وغيره ان أبا نواس رأى
الرضا خارجا من عند المأمون ومدحه والمأمون ارسل فاحضر الرضا من
الحجاز إلى خراسان سنة ٢٠٠ وبايع له بولاية العهد سنة ٢٠١ فإذا كان أبو
نواس قد لقي الرضا ومدحه وهو مع المأمون كما تدل عليه روايات الصدوق
وغيره الآتية لا بد ان يكون ذلك في خراسان بعد قتل الأمين فيكون قد
ذهب إلى خراسان بعد قتل الأمين وانحاز إلى المأمون وان لم يصرح بذلك
أحد من المؤرخين سوى ما تقتضيه هذه الروايات وإذا كان أبو نواس قد
مات ببغداد ودفن بالشونيزية فلا بد ان يكون عاد إليها مع المأمون ثم مات
بها وإذا كان عود المأمون لبغداد سنة ٢٠٢ يكون موت أبي نواس بعد هذا
التاريخ وهو مناف لجميع الأقوال المتقدمة الناصة على أنه توفي في بغداد سنة
٢٠٠ أو قبلها كما ينافيها ما دل على أن وفاته بعد رجوع المأمون إلى بغداد
وما دل على مدحه الرضا لأنه لا بد ان يكون سنة ٢٠٠ أو ٢٠١ ثم إن أبا
نواس كان معروفا بالانحياز إلى الأمين وذكر المؤرخون انه بقي معه إلى أن
قتل سنة ١٩٨ فذهاب أبي نواس إلى المأمون لا بد ان يكون بعد هذا
التاريخ وهو ينافي جميع الأقوال القائلة بان وفاته قبل هذا التاريخ ويأتي
عند الكلام على تشيعه قول ابن خلكان وفيه اي في الرضا يقول وله ذكر
في شذور العقود سنة احدى أو اثنتين ومائتين فان أراد أنه قال هذا الشعر
بذلك التاريخ نافى أيضا ما قيل إن وفاته قبل هذا التاريخ ويأتي عند الكلام
على الزيادة والنقيصة في شعره ما يدل على أنه بقي إلى زمان رجوع المأمون
لبغداد ومنافاته لذلك ظاهرة فأقوال المؤرخين والرواة في وفاة أبي نواس وفي
لقائه الرضا والمأمون ومجئ الرضا إلى خراسان فيها تناف ظاهر فلا بد اما
من كون هذه الروايات غير صحيحة أو كون تلك الأقوال في تاريخ وفاته
غير صحيحة. ولما كانت هذه الروايات قد رواها الثقات بأسانيدهم
الصدوق وغيره تعين عدم صحة تلك التواريخ والله أعلم.
سبب وفاته
قيل في سبب وفاته انه هجا بني نوبخت. عن ابن منظور في الجزء
الثاني من كتابه أخبار أبي نواس الذي لا يزال مخطوطا انهم داسوا بطنه
حتى مات. قال وحدث بعض بني نوبخت فقال: شنع علينا الناس في
قتل أبي نواس وذلك باطل ولكن تحدثوا ان أبا نواس مازح علي بن أبي سهل النوبختي
ولم يكن يجري مجرى عبد الله بن سليمان النوبختي والعباس أخيه فقال أبو نواس:
أبو الحسين كنيته بحق * فان صحفت قلت أبو الخشين
فوثب عليه فهرب أبو نواس فلحقه علي فصرعه وبرك عليه فاخذ من
تحته واعتل بعد ذلك علته التي مات فيها فعاده بنو نوبخت وتوفي بعد ثلاثة
أيام من علته فبعثوا بأكفانه وقيل إن إسماعيل بن أبي سهل سمه لأنه كان
قد هجاه وذكره بالقول الفاحش فلم يقتله السم الا بعد أربعة أشهر
أقول يشبه ان يكون هذا إلى الحدس منه إلى الحس وأوصى إلى زكريا
العشاري ودفن بالتل المعروف بتل اليهودي على شاطئ نهر عيسى في مقابر
الشونيزي.
نسبه
في تاريخ بغداد عن عبد الله بن سعد الوراق هو الحسن بن هانئ بن
صباح بن عبد الله بن الجراح بن هنب بن دده بن غنم بن سليم بن حكم بن
سعد العشيرة بن مالك بن عمرو بن الغوث بن طئ بن أدد بن شبيب بن
عمر بن سبيع بن الحارث بن زيد بن عدي بن عوف بن زيد بن هميع بن
عمر بن يشجب بن عريب بن ريد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن
يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح قال وقيل
هو الحسن بن هانئ بن الصباح مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والي
خراسان انتهى وقال ابن منظور في اخبار أبي نواس هو الحسن بن
هانئ بن عبد الأول بن الصباح بن الجراح بن عبد الله بن حماد بن أفلح بن
زيد بن هنب بن دده بن غنم بن سليمان بن حكم بن سعد العشيرة بن
مالك انتهى وسعد العشيرة سمي بذلك لأنه لم يمت حتى ركب معه من
ولده وولد ولده مائة رجل وفي تاريخ دمشق وهيب بدل هنب وهو
تصحيف. وقال ابن خلكان انه الحسن بن هانئ البصري مولى الحكم بن
سعد العشيرة انتهى وفي لسان الميزان هو الحسن بن هانئ بن جناح بن
عبد الله بن الجراح يكنى أبا علي الحكمي انتهى وكان جناح تصحيف
صباح. قال ابن خلكان روي أن الخصيب صاحب ديوان الخراج بمصر
سال أبا نواس عن نسبه فقال أغناني أدبي عن نسبي فامسك عنه.
القدح في نسبه
قال ابن منظور قال أبو عمرو خرجت مع الأصمعي بالبصرة فمررنا
بدار فقال كان فيها طراز حائك وكان فيها انسان فارسي تزوج امرأة فولدت
غلاما ثم تعلم الصبي ابن الحائك القرآن ثم قال الشعر وخرج إلى بغداد
وادعى اليمن وتولاهم فسألته عنه فقال هو أبو نواس وانما ادعى جاء وحكم
في آخر امره وهما قبيلتان من اليمن وذكر انه مولى لهم لان منهم بالبصرة
قوما فذكر ان جده مولى أولئك انتهى. واستدل بعض لخطله في دعوته
بقوله للخصيب كما مر: أغناني أدبي عن نسبي، ولا دليل فيه لجواز ان
يريد الاختصار في الجواب. وقال ابن منظور أيضا كان أبو نواس دعيا
يخلط في دعوته فمن ذلك قوله يهجو عرب البصرة:
الا كل بصري انما العلى * مكمهة سحق لهن جرين
فان تغرسوا نخلا فان غراسنا * ضراب وطعن في النحور سخين
وان أك بصريا فان مهاجري * دمشق ولكن الحديث شجون
مجاور قوم ليس بيني وبينهم * أواصر الا دعوة وظنون
إذا ما دعا العريف باسمي أجبته * إلى دعوة مما علي تهون
ثم هجا اليمن في هذه القصيدة بقوله:
لازد عمان بالمهلب نزوة * إذا افتخر الأقوام ثم تلين
وبكر ترى ان النبوة أنزلت * على مسمع في الرحم وهو جنين

(١) لا يخفي ما في هذه العبارة من الاضطراب.
(٢) المكمهة الغراس الكثير.
(٣) سحق بالظم اي طويلة.
(٣) الجرين التمر المجذود أو المكان الذي يوضع فيه.
(٤) مسمع كمنبر أبو قبيلة من ربيعة - المؤلف -.
(٣٣٢)

وقالت تميم لا نرى ان واحدا * كاحنفنا حتى الممات يكون
فما لمت قيسا بعدها في قتيبة * وفخر به ان الفخار فنون
وقال ابن منظور ان أبا نواس ادعى أولا انه من ولد رجل من تيم
اللات فقيل له انه مات ولا ولد له فاستحيا وهرب ثم ادعي للنزارية وانه
من ولد الفرزدق ثم انقلب على النزارية وادعى اليمانية وانه من جاء وحكم
واعتذر إلى هاشم بن حديج الكندي من هجائه له ومدحه فقال:
أهاشم خذ مني رضاك وان أبى * رضاك على نفسي فغير ملوم
فاقسم ما جاورت بالشم والدي * وعرضي وما مزقت غير أديمي
فعذت بحقوي هاشم فأعاذني * كريم أراه فوق كل كريم
وان امرأ أغضى على مثل زلتي * وان جرحت فيه لجد حليم
تطاول فوق الناس حتى كأنما * يرون به نجما امام نجوم
إذا امتازت الأحساب يوما باهلها * أناخ إلى عادية وصميم
إلى كل معصوب به التاج مقول * اليه أتاوى عامر وتميم
نسبته
الحكمي بفتح الحاء المهملة والكاف وبعدها ميم قال ابن خلكان
هذه النسبة إلى الحكم بن سعد العشيرة قبيلة كبيرة باليمن منها الجراح بن
عبد الله الحكمي أمير خراسان كان جد أبي نواس مولى الجراح هذا ونسبته
اليه انتهى ونحوه في خزانة الأدب ومقتضى ما مر في نسبه انه من ولد
الحكم بن سعد العشيرة لا من مواليه فتكون نسبته اليه صليبة.
كنيته
يكنى أبا علي ولكن غلب عليه أبو نواس بضم النون وفتح الواو
المخففة كغراب وفي شرح الشفا لعلي القاري: نواس بضم النون وفتح
الهمزة ويبدل انتهى وقال ابن منظور هو بضم النون وتخفيف الواو
ويروى بفتح النون وفتح الواو مخففة أيضا ولكنه ذكر في موضع آخر ان سفيان بن عيينة كان يقول لقد أحسن بصريكم
هذا أبو نواس وفتح النون
وشدد الواو وقال ابن خلكان: انما قيل له أبو نواس لذؤابتين كانتا له تنوسان
على عاتقيه انتهى ومثله في خزانة الأدب وفيها أيضا والذؤابة بهمزة بعد
الذال المضمومة الضفيرة من الشعر إذا كانت غير ملوية فان كانت ملوية
فهي عقيصة والذؤابة أيضا طرف العمامة وناس ينوس إذا تدلى وتحرك
والعاتق ما بين المنكب والعنق وهو موضع الرداء. وقيل إن خلفا الأحمر
كان له ولاء في اليمن وكان أميل الناس إلى أبي نواس فقال له يوما أنت من
اليمن فتكن باسم ملك من ملوكهم الاذواء فاختار له ذا نواس فكناه أبا
نواس بحذف صدره وغلبت عليه انتهى وقال جامع ديوانه قال أبو
الحسن الطوسي كان لخلف الأحمر ولاء في اليمن وكان من أميل خلق الله
إلى أبي نواس وهو الذي كناه بهذه الكنية انتهى وفي معاهد التنصيص
كان لخلف الأحمر ولاء في اليمن في الأشاعرة وكان عصبيا وكان من أميل
خلق الله إلى أبي نواس وهو الذي كناه بهذه الكنية لأنه قال له أنت من أهل اليمن
فتكن باسم من أسامي الذوين ثم أحصى له أسماءهم وخيره فقال ذو
جدين وذو كلال وذو يزن وذو كلاع وذو نواس فاختار ذا نواس فكناه أبا
نواس فصارت له وغلبت على أبي علي كنيته الأولى انتهى.
وقال ابن منظور: سئل عن كنيته ما أراد منها من كناه بها فقال نواس
وجدن ويزن وكلال وكلاع أسماء جبال لملوك حمير والجبل الذي لهم يقال له
نواس قال وسئل مرة أخرى فقال سبب تكنيتي ان رجلا من جيراني بالبصرة
دعا اخوانا له فأبطأ عليه واحد منهم فخرج من بابه يطلب من يبعثه اليه
فوجدني ألعب مع صبيان وكان لي ذؤابة في وسط رأسي فصاح بي يا حسن
امض إلى فلان جئني به فمضيت أعدو وذؤابتي تتحرك فلما جئت بالرجل
قال لي أحسنت يا أبا نواس لتحرك ذؤابتي فلزمتني هذه الكنية قال وسئل
مرة أخرى من كناك بأبي نواس فقال انا كنيت نفسي بذلك لأني من قوم لا
يشتهر فيهم الا من كان اسمه فردا وكانت كنيته لسبعة فكنيت بأبي نواس
انتهى وأراد بالسبعة الاذواء ملوك اليمن من قضاعة ذو يزن ذو رعين ذو
قائش ذو جدن ذو نواس ذو أصبح ذو كلاع.
أبوه وأمه
قال غير واحد من المؤرخين: كان أبوه من أهل دمشق من جند
مروان بن محمد الملقب بالحمار آخر ملوك بني أمية وأمه أهوازية تسمى
جلبان بجيم مضمومة ولام مشددة مفتوحة ومعناه وردة على غصن وكان
أبوه خرج من دمشق إلى الأهواز للمرابطة بها فرأى جلبان فتزوجها وأولدها
عدة أولاد منهم أبو نواس وأبو معاذ واسمه احمد وأخت لهما كانت عند فرج
القصار قال ابن منظور: كان أبو معاذ مؤدب أولاد فرج الرخجي وكان
عطلا من مذاهب أخيه أبي نواس لا يحسن شيئا الا انه يعيش بأنه أخ لأبي
نواس انتهى وقال ابن منظور أيضا: كان أبوه كاتبا لمسعود المادراني على
ديوان الخراج وقيل كان راعي غنم وكان اسمه هنى ولم يكن له ولد ولا
خلف غير أبي نواس فلما كبر أبو نواس وأدب غير
اسم أبيه من هنى إلى هانئ وقيل كان أبوه حائكا وقيل كان من جند
مروان إلى آخر ما مر قال وقيل إن أمه يقال لها شحمة من قرية من قرى
الأهواز تدعى بباب آذر وكانت تعمل الصوف وتنسج الجوارب والاخراج
وكان أبوه قد رآها على شاطئ نهر من انهار قرى الأهواز وهي تغسل
الصوف وقيل كانت تصنع الخيزران انتهى.
صفته
قال ابن منظور: كان أبو نواس حسن الوجه رقيق اللون ابيض حلو
الشمائل ناعم الجسم وكان في رأسه سماجة وتسفيط أي رأسه كالسفط
وكان الثغ بالراء يجعلها غينا وكان نحيفا وفي حلقه بحة لا تفارقه انتهى
وفي روضات الجنات عن بعض التواريخ كان حسن الوجه نحيف البدن في
حلقه بحة دائمة وفي قامته قصر وفي رأسه سماجة وبسبب ذلك كان لا ينزع
العمامة عن رأسه وكان نظيفا طريفا كثير المجون والخلاعة.
وقال وهو يصف نفسه:
في انقباض وحشمة فإذا * صادفت أهل الوفاء والكرم
أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم
أقوال العلماء فيه
كان أبو نواس متميزا في عدة علوم ولكن غلب عليه الشعر فغطى
على منزلته في العلم وكثر في شعره المجون فدنى منزلته بين الناس وستعرف
قول إسماعيل بن نوبخت ما رأيت قط أوسع علما من أبي نواس. كان أبو

(١) هو قتيبة بن مسلم الباهلي.
(٣٣٣)

نواس لغويا نحويا اتخذ اللغة والنحو عن أبي زيد الأنصاري سعيد بن أوس
النحوي وعن أبي عبيدة عامر بن المثنى واخذ النحو أيضا عن يونس بن
حبيب النحوي بالبصرة وعن خلف الأحمر ونظر في نحو سيبويه قال وارتقت
به همته فخرج إلى البادية فأقام بها سنة يتعلم اللغة والغريب وستعرف انه
كان ينتصف من تلاميذ يونس في النحو إذا جلس معهم في حلقته وانه لولا
المجون في شعره لاحتجوا به في كتبهم لأنه محكم القول لا يخطئ وان
الجاحظ ما رأى اعلم باللغة منه وكان مؤرخا اخذ التاريخ عن أبي عبيدة.
وكان راويا للحديث رواه عن عدة من المشايخ كما يأتي عند تعداد مشايخه
وذكر النجاشي في ترجمة فارس بن سليمان الأرجاني انه صنف كتاب مسند
أبي نواس. وروى عنه الحديث وغيره جماعة يأتي ذكرهم عند ذكر تلاميذه.
وكان قارئا للقرآن مجيدا حتى شهد له شيخه يعقوب الحضرمي انه اقرأ أهل البصرة
كما ستعرف ونظر في علم الكلام وكان متكلما جدلا كما يأتي. وكان
شاعرا مقدما اتفق الكل على تقديمه وناهيك في تقدمه في الشعر ومعرفته
الغريب ان الرشيد لما اختار الكسائي ليعلم الأمين النحو اختار معه أبو
نواس لينشد الأمين الشعر النادر ويحدثه الغريب كما سيأتي عند الكلام على
اخباره مع الأمين. ويكفيك في الدلالة على مكانته بين العلماء ان جماعة
منهم أفردوا اخباره ومسنده بالتأليف أمثال ابن الداية وأبي هفان وابن الوشاء
وابن عمار وآل المنجم والسميساطي، وان كتاب السميساطي في فضله
والرد على الطاعن في شعره كما يأتي عند الكلام على شعره. وممن أفرد
اخباره بالتصنيف عبد العزيز بن يحيى الجلودي ذكر النجاشي ان له كتاب
اخبار أبي نواس وممن أفرد اخباره بالتصنيف أيضا أحمد بن عبيد الله بن
محمد بن عماد الثقفي الكاتب ذكره ابن النديم ومنهم ابن منظور صاحب
لسان العرب له اخبار أبي نواس مطبوع وفات المعاصر ذكره في مؤلفات
الشيعة فان ابن منظور شيعي. ويأتي ان فارس بن سليمان صنف مسند أبي
نواس. وعده ابن شهرآشوب في المعالم من شعراء أهل البيت المقتصدين
من أصحاب الأئمة ع. وفي التعليقة: كان في زمن الرضا
ع ومدحه كثيرا وربما يظهر من مدائحه حسن عقيدته ويظهر ذمه مما يأتي
في سهل بن يعقوب الملقب بأبي نواس أيضا حيث قال الهادي ع
لسهل بن يعقوب: أنت أبو نواس الحق ومن تقدمك أبو نواس الغي
والباطل انتهى ولكن هذا الذم، الظاهر رجوعه إلى تعاطيه المجون
وهجاء الناس وغير ذلك لا إلى عقيدته وذكره المرزباني في النبذة المختارة من
كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة التي ذكر فيها ثمانية وعشرين شاعرا
وذكر أبا نواس الخامس والعشرين منهم فقال: أبو نواس الحسن بن هانئ
اما في فضله وشعره فمشهور واما في مذهبه فكان شيعيا إماميا حسن العقيدة
وهو القائل في علي بن موسى الرضا ع وقد عوتب في ترك مدحه:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا * في روي تأتي به وبديه
فلما ذا تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا اهتدي لمدح امام * كان جبريل خادما لأبيه
وفي تاريخ بغداد ولد بالأهواز ونشا بالبصرة واختلف في طلب
الحديث فسمع جماعة وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي واختلف إلى أبي
زيد النحوي فكتب عنه الغريب والألفاظ وحفظ عن أبي عبيدة معمر بن
المثنى أيام الناس ونظر في نحو سيبويه وانتقل إلى بغداد فسكنها إلى حين
وفاته. وقال ابن خلكان قال إسماعيل بن نوبخت ما رأيت قط أوسع علما
من أبي نواس ولا احفظ منه مع قلة كتبه ولقد فتشنا منزله بعد موته فما
وجدنا له الا قمطرا فيه جزاز مشتمل على غريب ونحو لا غير. وشهد له
الجاحظ بأنه اعلم الناس باللغة وأفصحهم لهجة وأحلاهم عبارة وابعدهم
عن الاستكراه في ألفاظه وفي تاريخ بغداد باسناد جل رجاله من أئمة الأدب
وعظمائهم قال أخبرني الحسين بن علي الصيمري حدثنا أبو عبيد الله
محمد بن عمران المرزباني حدثني الحكيمي حدثني ميمون بن هارون الكاتب
عن أبي عثمان الجاحظ قال ما رأيت اعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح
لهجة مع حلاوة ومجانية للاستكراه وزاد في نزهة الألباء وقال الشعر وكان
يستشهد بشعره انتهى والمراد الاستشهاد به في غير اثبات اللغة واحكام
النحو لأنهم لحنوه في قوله صغرى وكبرى وقال أيضا كما ستعرف عند
الكلام على تقديمه على الشعراء لا اعرف من كلام الشعراء كلاما هو أوقع
ولا أحسن من كلام أبي نواس في ابيات له. وفي شذرات الذهب في
حوادث سنة ١٩٦ فيها توفي أبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الأديب
شاعر العراق قال ابن الأهدل كان أبوه من جند مروان الصغير الأموي
فتزوج امرأة من الأهواز فولدت أبا نواس فلما ترعرع أصحبته أبا اسامة
الشاعر فنشأ على يديه وقدم به بغداد فبرع في الشعر وعداده في الطبقة
الأولى من المولدين وشعره عشرة أنواع وقد اعتنى بشعره جماعة فجمعوه
ولهذا يوجد ديوانه مختلفا واثنى عليه ابن عيينة وعلماء عصره بالفصاحة
والبلاغة وله نوادر حسان رائقة واقترح عليه الرشيد مرات ان ينظم له على
قضايا خفية يعرفها في داره ونسائه فيأتي على البديهة بما لو حضرها وعاينها لم
يزد على ذلك انتهى كلام ابن الأهدل قال صاحب الشذرات والحسن
أحد المطبوعين وكان كثير المجون انتهى والأمور التي ذكر ان الرشيد
اقترح عليه ان ينظم فيها ذكرها صاحب مرآة الجنان وغيره وهي أمور
غرامية مجونية لا يليق ذكرها مع الظن بأنه لا حقيقة لها وانما هي موضوعة
مخترعة اخترعها أصحابها ونسبوها إلى أبي نواس والله العالم. وفي تاريخ
دمشق قال ابن يونس الحسن بن هانئ الشاعر بصري سكن بغداد وقدم
مصر على الخصيب أمير مصر وحمل عنه ديوانه جماعة من أهل مصر. وفيه
قال الجماز كان أبو نواس يجلس معنا في حلقة يونس فينتصف منا في النحو. وفيه
.... كان أبوه من أهل دمشق من الجند من رجال مروان بن محمد فصار إلى
الأهواز فتزوج امرأة من أهلها يقال لها جلبان فولدت له أبا نواس واخاه أبا
معاذ ثم صار أبو نواس إلى البصرة فتأدب في مسجدها ولزم خلفا الأحمر
وصحب يونس بن حبيب الجرمي النحوي انتهى وفي خزانة الأدب:
أبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي
مولده بالبصرة سنة ١٤٥ وقيل سنة ١٣٦ وقيل ولد بالأهواز وقيل بكورة من
كور خوزستان سنة ١٤١ ومات ببغداد سنة ١٩٥ وقيل سنة ١٩٦ وقيل سنة
١٩٨ ونقل إلى البصرة وعمره سنتان ونشا بالبصرة ثم خرج إلى الكوفة وقدم
بغداد مع والبة بن الحباب الشاعر وبه تخرج وعرض القرآن على يعقوب
الحضرمي وأخذ اللغة عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة ومدح الخلفاء
والوزراء وشعره عشرة أنواع وهو مجيد في الكل وقال أبو عمرو الشيباني لولا أن
أبا نواس أفسد شعره بهذه الأقذار يعني الخمور وفي رواية لولا ما
اخذ فيه من الآفات لاحتججنا به في كتبنا لأنه كان محكم القول لا
يخطئ انتهى وهذا محمول على نوع من المبالغة لان أبا نواس ليس ممن
يحتج بشعره فقد لحنه النحويون في قوله:
كان صغرى وكبرى من فواقعها * حصباء در على أرض من الذهب
قالوا لان صغرى وكبرى مؤنث أصغر وأكبر وافعل التفضيل لا
(٣٣٤)

يستعمل الا مضافا أو معه ال أو بعده من جارة للمفضول الا ان يراد
الاستشهاد به في غير ذلك. وفي معاهد التنصيص قيل إنه ولد بالبصرة
ونشا بها ثم خرج إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ثم صار إلى بغداد وقيل إنه
ولد بالأهواز وقيل ولد بكورة من كور خوزستان ونقل إلى البصرة فنشأ
بها ثم انتقل إلى بغداد وقد زاد سنه على الثلاثين ولم يلحق بها أحدا من
الخلفاء قبل الرشيد وقال الأصمعي ما أروي لاحد من أهل هذا الزمان ما
أرويه لأبي نواس. وذكره الذهبي في ميزانه فقال أبو نواس الشاعر المفلق
اسمه الحسن بن هاني شعره في الذروة ولكن فسقه ظاهر وتهتكه واضح
فليس باهل ان يروى عنه له رواية عن حماد بن سلمة وغيره توفي سنة نيف
وتسعين ومائة انتهى أقول نعم ان أبا نواس لا ينبغي ان تقبل روايته
لظهور ما ينافي العدالة منه وأقله هجاء المؤمين ولكن الذهبي الذي يقبل
هو وشيوخه رواية المغيرة بن شعبة الذي شهد عليه ثلاثة بالزنا حسبة لله ولم
يصرح الرابع التصريح التام لما لمح له إلى ذلك فحد الثلاثة، ويقبل رواية
الوليد بن عقبة شارب الخمر والمصلي الصبح باهل الكوفة وهو سكران
ومروان بن الحكم ويسر بن أرطأة لكونهم قيل عنهم انهم صحابة وجميعهم
عدول وعمر بن سعد قاتل الحسين وعمران بن حطان مادح عبد الرحمن بن
ملجم واضرابهم لا ينبغي له ان يتوقف في رواية أبي نواس. وفي لسان
الميزان ارخ ابن الجوزي وفاته سنة ١٩٥ وقيل عاش إلى رأس المائتين وقيل
قبلها بسنة أو سنتين وهو الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الله بن الجراح
يكنى أبا علي الحكمي ولد بالأهواز ونشا بالبصرة وتأدب بأبي زيد وأبي عبيدة
وتلمذ لوالبة بن الحباب وكان شيخه أبو عبيدة يقول هو للمستحدثين
كامرئ القيس للمتقدمين واشتهر بالتقدم في وصف الخمر حتى كان لا
يوجد لاحد من أهل عصره شئ في وصف الخمر الا نسب لأبي نواس
وأكثر من النظم في المجون ولا سيما في الغلمان ويصرح بالفاحشة وزعم
ابن المعتمر انه لم يقع منه ذلك مع اشتهاره بالفسق وقال ابن الجوزي غلب
عليه اللهو فلا أحب ان أذكر شيئا من أفعاله المذمومة لأنه ذكر عنه التوبة في
آخر عمره ويقال انه عاش ستين سنة الا سنة انتهى وفي فهرست ابن
النديم: أبو نواس ويستغنى بشهرته عن استقصاء نسبه وخبره انتهى.
وعن كتاب تلخيص الآثار أنه قال عند ذكر بغداد ومنها أبو نواس الحسن بن
هانئ الشاعر المفلق كان نديما لمحمد بن زبيدة انتهى. وقال ابن منظور
حدث جماعة من الرواة ممن شاهد أبا نواس قالوا كان أقل ما في أبي نواس
قول الشعر وكان فحلا راوية عالما انتهى ولم يذكره صاحب الأغاني الا
عرضا فقال: اخبار أبي نواس وجنان خاصة إذ كانت اخباره قد أفردت وفي
نسخة قد ذكرت مقدما. قال محمد بن مكرم المعروف بابن منظور
الأنصاري صاحب لسان العرب في كتابه اخبار أبي نواس لم أجد لأبي نواس
ترجمة مفردة في نسخ الأغاني التي وقفت عليها وما أدري هل أغفل أبو الفرج
ذكره من كتابه أم أسقطت ترجمته من كتابه فمن ذكر على أن أبا الفرج ليس
ممن يجهل قدر أبي نواس في فضله ونبله وجده و هزله وسائر فنونه من صدقه
ومجونه وانه لطراز الكتب بل علم أهل الأدب انتهى. وقال ابن منظور
أيضا عن الجاحظ: انه لما كبر تأدب وصحب أهل المسجد والمجان واشتهر
بالكلام فقعد إلى أصحابه فتعلم منهم شيئا من الكلام ثم دعاه ذلك إلى
الزندقة ثم مجن في شعره وشخص إلى مدينة السلام فأقام بها وعاشر الملوك
فحط منه مجونه ووصفه خبث لسانه وكثرة شغبه وعبثه قال وكان ينادم ولد
المهدي ويلازمهم فلم يلف مع أحد من الناس غيرهم ثم نادم القاسم بن
الرشيد ولقي منه أشياء كرهها وكرهت له ففارقه ثم جلس أبو نواس إلى
الناشئ الراوية وقرأ عليه شعر ذي الرمة فاقبل الناشئ على أبيه هانئ
وقال له ان عاش ابنك هذا وقال الشعر ليقولنه بلسان مشقوق انتهى
وقوله ثم دعاه ذلك إلى الزندقة غير صواب فسيأتي ان شعره صريح في
صحة اعتقاده وقوله ان الناشئ اقبل على أبيه ينافي ما استظهرناه سابقا من أن
أباه كان قد توفي وهو صغير وقال ابن منظور في اخبار أبي نواس: كان
أبو نواس متكلما جدلا راوية فحلا رقيق الطبع ثاقب الفهم في الكلام
اللطيف ويدل على معرفته بالكلام قوله وذكر الأبيات الآتية عند ذكر اتباعه
طرائق جديدة في الشعر. واعلم أنه قد وقع لصاحب رياض العلماء سهو
في ترجمة أبي نواس فإنه نسب إلى تاريخ ابن خلكان في موضعين ان فيه ان
أبا نواس اخذ الأدب عن أبي عمرو الزاهد وتوفي سنة ٣٥٥ ثم استشكل
ذلك بان أبا نواس كان في زمن الرشيد والمأمون فكيف يبقى إلى هذا العصر
ولكن الذي قال عنه ابن خلكان انه اخذ الأدب عن أبي عمرو الزاهد هو
توزون جامع ديوان أبي نواس وهو الذي قال عنه انه توفي سنة ٣٥٥ لا أبو
نواس ذكر ذلك في آخر ترجمة أبي نواس فيظهر ان نسخته من تاريخ ابن
خلكان كانت ناقصة.
مبدأ امره
قد عرفت قول الخطيب وغيره انه ولد بالأهواز ونشا بالبصرة وقال
ابن خلكان ذكر محمد بن داود الجراح في كتاب الورقة ان أبا نواس ولد
بالبصرة ونشا بها ثم خرج إلى الكوفة مع والبة بن الحباب ثم صار إلى بغداد
وقال غيره انه ولد بالأهواز ونقل منها وعمره سنتان وقال ابن منظور نقلت
أبا نواس أمه إلى البصرة وهو ابن ست سنين قال ابن خلكان ان أبا نواس
أسلمته أمه إلى بعض العطارين وحكى ابن منظور عن الجاحظ انه لما شب
أسلمته أمه إلى براء يبري عود البخور انتهى ولا منافاة بينهما لان البخور
من أنواع الطيب.
اتصاله بوالبة بن الحباب
قال ابن خلكان ان أبا نواس لما أسلمته أمه إلى بعض العطارين رآه
أبو اسامة والبة بن الحباب فقال إني أرى فيك مخايل أرى ان لا تضيعها
وستقول الشعر فاصحبني أخرجك فقال له ومن أنت فقال أنا أبو اسامة
والبة بن الحباب فقال نعم انا والله في طلبك ولقد أردت الخروج إلى الكوفة
بسببك لآخذ عنك واسمع منك شعرك فصار أبو نواس معه فقدم به بغداد
فكان أول ما قاله من الشعر وهو صبي:
حامل الهوى تعب * يستخفه الطرب
ان بكى يحق له * ليس ما به لعب
تضحكين لاهية * والمحب ينتحب
تعجبين من سقمي * صحتي هي العجب
انتهى قال ابن منظور: كان ابتداء صلة أبي نواس بوالبة بن
الحباب الأسدي ان والبة جاء من الأهواز إلى البصرة إلى سوق العطارين
يشتري حوائج وبخورا فاشترى منه عودا هنديا وكان أبو نواس وهو غلام
يبري العود فاحتاج اليه في بري ذلك العود وتنقيته فحمله والبة إلى الأهواز
وقدم به الكوفة فشاهد منه أدباؤها أدبا جما قال وقيل في اجتماعه بوالبة غير
ذلك وهو ان النجاشي أبا بجير الأسدي والي الأهواز للمنصور احتاج
(٣٣٥)

إلى عطر يعمل له فلم يجد في الأهواز من يعلمه فبعث إلى البصرة فحمل
عطارين فيهم أستاذ أبي نواس وأبو نواس معه فكانوا يعملون في داره وقدم
عليه والبة بن الحباب الأسدي الشاعر وهو ابن عمه فرأى أبا نواس فاعجب
بظرفه فقال له اني أرى فيك مخايل فلاح وارى لك ان لا تضيعها وستقول
الشعر وتعلو فيه فاصحبني حتى أخرجك فقال له ومن أنت قال أبو اسامة
قال والبة قال نعم قال انا والله جعلت فداك في طلبك وقد أردت
الخروج إلى الكوفة والى بغداد من اجلك فمضى معه انتهى ثم فارقه
ورجع إلى البصرة قال ابن منظور: لما رجع أبو نواس من الكوفة إلى
البصرة وفارق والبة قيل له أرغبت عن والبة ومللت الكوفة فقال هي أجدى
وأطيب من أن تمل ووالبة ممن لا يرغب عنه ولكني نزعت إلى الأوطان
واشتقت إلى الاخوان انتهى ثم ذهب إلى بغداد وبعض المؤرخين يقول إنه
ذهب إلى بغداد مع والبة ولم تعلم مدة بقائه في البصرة ثانيا بعد عوده
إليها من الكوفة ولكن من المحقق ان وجوده عند العطار كان في زمن طفولته
ويظهر ان ذهابه مع والبة كان بعد ما ترعرع شيئا ما وان بقاءه في البصرة
ثانيا كان مدة طويلة طلب فيها العلم والأدب وروى الحديث يدل على ذلك
ان مشايخه الذين اخذ عنهم كانوا من أهل البصرة أمثال أبي عبيدة وخلف
الأحمر وحماد بن سلمة ويونس وأبي زيد الأنصاري وغيرهم وهؤلاء كلهم
بصريون وقد مر قول صاحب المعاهد ان ذهابه إلى بغداد كان بعد ما زاد
سنه على الثلاثين ومر ان عمره يوم ذهابه إلى البصرة أولا كان سنتين أو ست
سنين فإلى ان تجاوز الثلاثين يكون قد قضى بعض هذه المدة في البصرة وهو
أكثرها حتى تمكن من اخذ ما اخذه فيها عن العلماء وبعضها في الكوفة ومن
ذلك يعرف قصور عبارة ابن خلكان عند بيان أول امره. ويظهر ان أبا
نواس وهو عند العطار كان مائلا إلى غير تلك الصناعة ويطلب الشعراء
والأدباء ويسأل عنهم ويتعرف أحوالهم ويخالط العلماء والأدباء بالبصرة
ويستفيد منهم ما تسمح به حاله في ذلك الوقت بدليل قول لوالبة لما اخبره
باسمه انا والله في طلبك ولقد أردت الخروج إلى الكوفة بسببك لآخذ عنك
واسمع منك شعرك كما مر وانه انما تعاطى تلك الصنعة في صغر سنه فلما
ترعرع ونما ادراكه عافها وسمت نفسه إلى ما هو أعلى منها وقال ابن
منظور: نشا أبو نواس بالبصرة وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي فلما
حذق القرآن رمى اليه يعقوب بخاتمه وقال له اذهب فأنت اقرأ أهل البصرة
انتهى.
خروجه إلى البادية واخذه عن العرب
قال ابن منظور ثم سأله والبة ان يخرج إلى البادية مع وفد بني أسد
ليتعلم العربية والغريب فأخرجه مع قوم فأقام بالبادية سنة ثم قدم ففارق
والبة ورجع إلى بغداد انتهى والظاهر أن خروجه إلى البادية كان من
الكوفة بدليل سؤاله ذلك من والبة لكن قوله ففارق والبة ورجع إلى بغداد
يظهر منه ان خروجه إلى البادية كان من بغداد ثم رجع إليها ولعل والبة كان
في بغداد فسأله ذلك ويظهر من مجموع ما مر ان أبا نواس ربي يتيما لما مات
أبوه بالأهواز فانتقلت به أمه إلى البصرة وعمره سنتان أو ست سنين ومن هنا
وقع التوهم بأنه ولد بالبصرة فنشأ وترعرع بالبصرة فأسلمته أمه إلى عطار
بالبصرة وهذا هو الدليل على موت أبيه فإنه لو كان حيا لم تسلمه أمه إلى
العطار بل كان أبوه هو الذي يسلمه وهذا يدل على أن أباه كان فقيرا لم
يخلف ثروة وما هي ثروة جندي يهاجر من وطنه بدمشق إلى الأهواز فيرابط
بها لا سيما ان كان أصله راعيا أو حائكا وأمه فقيرة خاملة تغزل الصوف
وتنسجه جوارب واخراجا والا لم تتزوج بجندي غريب فقير ولكن أبا نواس
بفضل فطنته وذكائه وطلبه العلوم وجده في طلبها وروايته الحديث واخذه
عن العلماء من مشاهير علماء البصرة وغيرها ومعاناته اللغة والأدب والشعر
وعلو همته بخروجه إلى البادية وإقامته بها سنة يتعلم اللغة هذا وهو يتيم فقير
لا مربي له ولا مرشد انتقل من أجير عطار إلى تلميذ علماء وأدباء وشعراء ثم
إلى أستاذ علماء نبلاء ثم انتقل إلى معاشرة الخلفاء والملوك والامراء والوزراء
أمثال الرشيد والأمين والبرامكة والخصيب والي مصر وغيرهم فيمدحهم
ويأخذ جوائزهم وينال الحظوة عندهم ويتقدم على شعراء عصره ويكون
نديم الأمين طول خلافته كما في العمدة. ان رجلا كهذا لهو الرجل
العصامي الفذ. وهكذا العلم والفضل يرفع الوضيع والجهل يضع
الرفيع.
شاعريته
أبو نواس في طليعة الشعراء المحدثين بل هو مقدم على جميعهم
بشهادة جماعات من أكابر العلماء والأدباء وفحول الشعراء ونقدة الشعر بل
تجاوز بعضهم فجعله أشعر الناس وهو أكثر المحدثين تفننا وأبدعهم خيالا
مع رقة لفظ وبديع معنى وهو شاعر مطبوع برز في كل فن من فنون الشعر
وامتاز عن كل الشعراء بخمرياته وما ضارعها من مجونياته ومن تأمل شعره
ونظر ما فيه من الرقة والانسجام وعرف تصرفه في شتى المعاني وصياغته
العجيبة وابتكاره المعاني الغريبة وما في شعره من السهولة والامتناع والاخذ
بمجامع القلوب والتأثير في النفوس وغير ذلك من الأمور التي هي جماع
محاسن الشعر عرف ان تقديمه على جميع المحدثين ليس بحائد عن الصواب
وأنت ترى في شعره السهولة والانسجام والعذوبة والرقة وعدم التكلف
ملموسة محسوسة فهو يلقيه عفوا ويفيض به طبعه فيضا وهذا لا تكاد تراه
لشاعر غيره الا القليل اما هو فتغلب على شعره هذه الصفات حتى لا تكاد
تفارقه وناهيك بمن لم يقل الشعر حتى روى لستين امرأة من مشاهير
شاعرات العرب أمثال الخنساء وليلى وروى سبعمائة أرجوزة فضلا عن
المعروف وحفظ ألف مقطوع للعرب. قال ابن منظور: كان أبو نواس
يقول ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى
فما ظنك بالرجال واني لأروي سبعمائة أرجوزة ما تعرف انتهى. وفي
تاريخ بغداد عن إسحاق بن إسماعيل قال أبو نواس ما قلت الشعر حتى
رويت لستين امرأة من العرب منهن الخنساء وليلى فما ظنك بالرجال
انتهى. وقال ابن منظور: كان استأذن خلفا الأحمر في نظم الشعر فقال
لا آذن لك في عمل الشعر الا ان تحفظ ألف مقطوع للعرب ما بين أرجوزة
وقصيدة ومقطوعة فغاب عنه مدة وحضر اليه فقال قد حفظتها فقال أنشدها
فأنشده أكثرها في عدة أيام ثم سأله ان يأذن له في نظم الشعر فقال له لا آذن
لك الا ان تنسى هذه الألف كأنك لم تحفظها فقال له هذا امر يصعب علي
فاني قد أتقنت حفظها فقال له لا آذن لك الا ان تنساها فذهب إلى بعض
الديرة وخلا بنفسه واقام مدة حتى نسيها ثم حضر فقال قد نسيتها حتى كان
لم أكن حفظتها قط فقال له الآن انظم الشعر انتهى هكذا وردت هذه
القصة وفيها نظر وتأمل فالنسيان ليس امرا اختياريا وان وقع فلا يكون الا
بطول المدة لبعض ما حفظه لا لكله وما حفظ في الصغر لا ينسى ولو طالت
المدة وأبو نواس لما حفظها كان صغيرا. ثم إن الحفظ والنسيان وان أمكن ان
(٣٣٦)

يكون له فائدة وهو مرور المعاني على الذهن فيأتي بمثلها وبنسيان ألفاظها يأتي
بألفاظ غيرها فيكون ابعد عن النسبة إلى السرقة الا ان الحفظ مع عدم
النسيان ربما يكون نفع في القدرة على نظم الشعر. وحسبك من مكانته في
الشعر ان يتصدى جماعة من أئمة العلم والأدب لجمع شعره أمثال أبي بكر
الصولي وعلي بن حمزة وحمزة بن الحسن الأصبهاني وتوزون الطبري الذي لم
يؤلف مؤلفا غير جمع ديوانه وابن السكيت وأبي سعيد السكري بعد ما جمعه
راويته يحيى بن الفضل وجمع جماعة منهم المختار من شعره أمثال ابن الداية
وأبي هفان وابن الوشاء وابن عمار وآل المنجم والسميساطي كما يأتي عند
الكلام على شعره وكما اعتنى العلماء بجمع شعره اعتنوا بشرحه وتفسيره فقد
ذكروا ان أبا الفتح عثمان بن جني أحد أئمة العربية المتوفى سنة ٣٩٢
فسر أرجوزة أبي نواس ولعل المراد بها أراجيزه في الطرد فان له فيه تسعا
وعشرين أرجوزة صغارا فيها نعت الكلب والفهد والبازي والزرق والصقر
والفرس والديك وحمام يعفور وليث عفرين وهي موجودة في ديوانه وقد بلغ
من شغف الناس بشعره ان يعد صاحب خزانة الأدب من نعم الله عليه
وجود ديوان أبي نواس عنده كما يأتي عند الكلام على شعره وفيما سنورده من
نماذج أشعاره شهادة صادقة بما قلناه.
تقديمه على شعراء عصره
كفى أبا نواس منزلة سامية في الشعر تقديمه على جميع شعراء عصره
وفيه من فحول الشعراء المجلين في حلبة الشعر ما لا يحصى كثرة ولا يبارى
اجادة كيف لا وهو عصر الرشيد وابنيه الأمين والمأمون الذي راج فيه سوق
الشعر والأدب رواجا لم يماثله فيه عصر فقد اتسعت فيه المملكة الاسلامية
ودان لها الشرق والغرب ودرت الدنيا باخلافها على الخلفاء فكانوا يغدقون
العطايا على الشعراء ويجيزونهم بأسنى الجوائز ويصرفون قسما وافرا من بيوت
الأموال عليهم ويعرفون قدر الشعر حق معرفته ويخطبون مدائح الشعراء
ويترنحون لها ويقيمون لها وزنها واللهى تفتح اللهى. فممن قدمه
على جميع الشعراء المحدثين ابن السكيت ومكانه الرفيع بين أهل الأدب لا
ينكر. في تاريخ بغداد: قال ميمون بن هارون الكاتب سالت يعقوب بن
السكيت عما يختار لي روايته من أشعار الشعراء فقال إذا رويت من
الجاهليين لامرئ القيس والأعشى ومن الاسلاميين لجرير والفرزدق ومن
المحدثين لأبي نواس فحسبك انتهى. فقد قرنه بامرئ القيس والأعشى
من الجاهليين وبجرير والفرزدق من الاسلاميين ولم يقرنه بأحد من المحدثين
بل جعله متوحدا متفردا فيهم وحسبك بهذا الذي قاله ابن السكيت مدحا
وتقديما وممن قدمه على جميع الشعراء شيخه أبو عبيدة معمر بن المثنى
ومنزلته بين أهل العلم واللغة والأدب معروفة روى الخطيب في تاريخ
بغداد بسنده عن أبي عبيدة أنه قال كان أبو نواس للمحدثين مثل امرئ
القيس للمتقدمين وقال ابن منظور قال أبو عبيدة: أبو نواس في المحدثين
مثل امرئ القيس في المتقدمين فتح لهم باب هذه الفطن ودلهم على هذه
المعاني وأرشدهم إلى طريق الأدب والتصرف في فنونه. قال وكان أبو عبيدة
يقول ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه وحديثه امرؤ القيس في الأوائل
وأبو نواس في المحدثين وكان يقول شعراء اليمن ثلاثة امرؤ القيس
وحسان بن ثابت وأبو نواس انتهى فقرنه بامرئ القيس المقدم على جميع
الشعراء وقدمه على جميع المحدثين. وروى جامع ديوانه انه سئل أبو عبيدة
عن أشعر من أدرك فقال بشار وأبو نواس. وسئل فقيل له قد أكثر الناس
في أبي نواس فقال والله لولا تهتكه لفضح جميع الشعراء انتهى وقال ابن
منظور كان أبو عبيدة يقول يعجبني من شعر أبي نواس قوله:
بنينا على كسرى سماء مدامة * مكللة حافاتها بنجوم
فلو رد في كسرى بن ساسان روحه * أذن لاصطفاني دون كل نديم
وما ظنك بمن يحسده بشار على قصيدة من شعر وهل يكون الحسد
الا على شئ لا يكون للحاسد مثله قال ابن منظور حدث يحيى بن
الجون راوية بشار قال جاء أبو نواس إلى بشار فأنشده قصيدته اللامية التي
يصف فيها النخل فاستحسنها فلما خرج قال بشار لقد حسدت هذا الغلام
على هذا انتهى. وقرنه أبو الحسن الطوسي بامرئ القيس وحسان قال
جامع ديوانه قال أبو الحسن الطوسي: شعراء اليمن ثلاثة امرؤ القيس
وحسان وأبو نواس. وحكى ابن خلكان عن إسماعيل بن نوبخت أنه قال
هو في الطبقة الأولى من المولدين وقال جامع ديوانه: ما زال العلماء
والاشراف يروون شعر أبي نواس ويتفكهون به ويفضلونه على أشعار القدماء
وبذلك جاءت الروايات عنهم وكثرت انتهى وممن شهد بتقديمه ابن
خالويه النحوي قال ابن منظور في اخبار أبي نواس وقد ذكر عنه ابن خالويه
من تقريظه ما لم يقله أحد في حق أحد حتى أنه قال في شرحه لأرجوزته التي
أولها: وبلدة فيها زور لولا ما غلب عليه من الهزل لاستشهد بكلامه في
كتاب الله تعالى انتهى وشهد له سفيان بن عيينة وهو من الفقهاء
والمحدثين بأنه أشعر الناس.
روى الخطيب بسنده عن يعقوب بن داود قال كنا عند سفيان بن عيينة
فجاءه ابن مناذر فحدث وانشد فقال له سفيان يا أبا عبد الله ظريفكم هذا
أشعر الناس قال كأنك عنيت أبا نواس قال نعم قال يا أبا محمد فيم
استشعرته قال في شعره في هذه القصيدة:
يا قمرا أبصرت في مأتم * يندب شجوا بين أتراب
والابيات الآتية قال ابن منظور كان سفيان بن عيينة يقول لقد أحسن
بصريكم هذا أبو نواس حيث يقول: يا قمرا ابرزه ماتم البيت والذي
بعده ويتعجب من قوله: ويلطم الورد بعناب قال وحدث الحسين بن
الضحاك المعروف بالخليع قال انشد سفيان بن عيينة قول أبي نواس:
يبكي فيذري الطل من نرجس * ويلطم الورد بعناب
فتعجبت منه ثم قال بعد ان اطرق ساعة آمنت بالذي خلقه
انتهى. قال الثعالبي في خاص الخاص وإذا أعجب به سفيان مع زهده
وورعه فما الظن بغيره وروى الخطيب بسنده عن محمد بن مسعر قال كنا
عند سفيان بن عيينة فتذاكروا شعر أبي نواس فقال ابن عيينة أنشدوني شعره
فأنشدوه:
ما هوى الا له سبب * يبتدي منه وينشعب
فتنت قلبي محببة * وجهها بالحسن منتقب
تركت والحسن تأخذه * تنتقي منه وتنتخب
فاكتست منه طرائفه * واستزادت بعض ما تهب
فقال ابن عيينة آمنت بالذي خلقها وشهد له كلثوم بن عمرو
العتابي وهو من شاع ذكره بين الشعراء والعلماء بأنه أشعر الناس وانه لو
أدرك الجاهلية ما فضل عليه أحد وود ان بيتين له بجميع شعره. روى ابن
(٣٣٧)

عساكر في تاريخ دمشق قال قال العتابي أشعر الناس أبو نواس حيث
يقول:
ان السحاب لتستحيي إذا نظرت * إلى نداك فقاسته بما فيها
حتى تهم باقلاع فيمنعها * خوف العقوبة من عصيان منشيها
وروى الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بسنده عمن سمع كلثوم بن
عمرو العتابي يقول لرجل وتناظرا في شعر أبي نواس: لو أدرك الخبيث
الجاهلية ما فضل عليه أحد انتهى. وقال جامع ديوانه قال أبو هفان لما
تنسك العتابي نهى ان ينشد شعر أبي نواس فأظله شهر رمضان فدخل اليه رجل معه رقعة فيها:
شهر الصيام غدا مواجهنا * فليعقبن رعية النسك
أيامه كوني سنين ولا * تفني فلست بسائم منك
فكتب البيتين وقال وددت انهما لي بجميع ما قلته من طارفي وتليدي
فقال الرجل انهما لأبي نواس فمزق الرقعة ورمى بها. والجاحظ ومقامه في
البلاغة والأدب لا يدانى قرنه ببشار وشهد له كما مر بأنه ما رأى اعلم
باللغة ولا أفصح لهجة مع حلاوة ومجانبة للاستكراه منه وبانه لا يعرف ارفع
ولا أحسن من شعره وبان شعره يصل إلى القلب بغير إذن. في تاريخ
بغداد قال ميمون بن هارون قال لي إبراهيم بن المنذر قال الجاحظ لا اعرف
من كلام الشعر كلاما هو ارفع ولا أحسن من كلام أبي نواس: اية نار قدح
القادح وذكر الأبيات الآتية في المواعظ والحكم. وفي معاهد التنصيص
قال الجاحظ لا اعرف بعد بشار مولدا أشعر من أبي نواس انتهى وقال
جامع ديوان أبي نواس ان للجاحظ فصلا من كتاب ذكر فيه بشارا وأبا
نواس فقال واما بشار وأبو نواس فمعناهما واحد والعدة اثنان بشار حل من
الطبع بحيث لم يتكلف قط قولا ولا تعب من عمل شعر وأبو نواس حل من
الطبع بحيث يصل شعره إلى القلب بغير إذن انتهى. وممن جعله أشعر الناس
أبو العتاهية ومنزلته في الشعر لا تنكر روى ابن عساكر في تاريخ دمشق
انه قيل لأبي العتاهية من أشعر الناس فقال الشاب العاهر أبو نواس حيث
يقول:
أزور محمدا فإذا التقينا * تعاتبت الضمائر في الصدور
فارجع لم ألمه ولم يلمني * وقد قبل الضمير من الضمير
قال الراوي ثم لقيت أبا نواس فقلت له من أشعر الناس فقال الشيخ
الطاهر أبو العتاهية حيث يقول:
الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن
فقلت فمن أين اخذ هذا جعلت فداءك فقال من قول الله تعالى
اقترب للناس حسابهم فهم في غفلة انتهى وحسبك ان يود أبو
العتاهية ان يكون له بيت من شعر أبي نواس بجميع شعره وأن يكون له
ثلاثة ابيات بعشرين ألف بيت قالها ففي تاريخ بغداد بسنده عن أبي
العتاهية انه عاتب أبا نواس على مجونه فأنشأ أبو نواس يقول:
لن ترجع الأنفس عن غيها * ما لم يكن منها لها زاجر
قال أبو العتاهية فوددت اني قلت هذا البيت بكل شئ قلته.
وبسنده عن أبي العتاهية أنه قال قلت عشرين ألف بيت في الزهد وودت ان
لي مكانها الأبيات الثلاثة التي قالها أبو نواس:
يا نواسي توفر * وتعز وتصبر
ان يكن ساءك دهر * ان ما سرك أكثر
يا كبير الذنب عفو * الله من ذنبك أكبر
قال أبو مسلم كانت هذه الأبيات مكتوبة على قبر أبي نواس وفي
تاريخ بغداد بسنده عن مسلمة بن مهدي: لقيت أبا العتاهية فقلت من
أشعر الناس فقال جاهليا أم اسلاميا أم مولدا فقلت كل قال الذي يقول في
المديح:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وان جرت الألفاظ منا بمدحة * لغيرك انسانا فأنت الذي نعني
والذي يقول في الزهد:
وما الناس الا هالك وابن هالك * وذ نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق
قال مسلمة ولقيت العتابي فسألته عن ذلك فرد علي مثل ذلك وأورده
ابن منظور في أخبار أبي نواس نحوه الا أنه قال بدل مسلمة بن مهدي
مسلم بن بهرام وزاد فقلت هذا كله لأبي نواس فقال هو هو وقال ابن منظور
أيضا: كان أبو العتاهية يقول سبقني أبو نواس إلى ثلاثة ابيات وددت اني
سبقته إليها بكل ما قلته فإنه أشعر الناس فيها منها قوله:
يا كبير الذنب عفو * الله من ذنبك أكبر
وقوله:
من لم يكن لله متهما * لم يمس محتاجا إلى أحد
وقوله:
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق
ثم قال: قلت في الزهد ستة عشر ألف بيت وددت ان أبا نواس له
ثلثها بهذه الأبيات انتهى. وقال ابن منظور أيضا قال أبو مخلد الطائي
قال لي أبو العتاهية ان أبا نواس لا يخالفك فاسأله ان لا يقول في الزهد شيئا
فقد تركت له المديح والهجاء والخمر والرقيق وما فيه الشعراء وللزهد شوقي
فقلت لأبي نواس ان أبا إسحاق من قد عرفت في جلالته وتقدمه وقد أحب
ان لا تقول في الزهد شيئا فوجم أبو نواس عند ذلك وقال يا أبا مخلد قطعت
علي ما كنت أحب ان أبلغه من هذا ولقد كنت على عزم ان أقول فيه ما
يتوب به كل خليع وقد فعلت ولا أخالف أبا إسحاق فيما رغب اليه
انتهى ولولا معرفة أبي العتاهية بأن قول أبي نواس في الزهد يغطي على
قوله لما رغب اليه ان لا يقول فيه وقال الرشيد انه لا يعرف لمحدث أهجى
من قول أبي نواس:
وما روحتنا لتذب عنا * ولكن خفت مرزأة الذباب
شرابك في السحاب إذا عطشنا * وخبزك عند منقطع التراب
وكيف تنال مكرمة ومجدا * وخبزك محرز عند الغياب
وابطك قابض الأرواح يرمي * بسهم الموت من تحت الثياب
وشهد له المأمون ومكانته في العلم والأدب معروفة تارة بأنه أشعر
الشعراء الحاضرين في مجلسه ولا بد ان يكونوا أشعر أهل عصرهم
(٣٣٨)

وأخرى بأنه شيخ الشعراء وثالثة بأنه أشعر الناس في زمانه. في تاريخ بغداد
مسندا انه اجتمع عند المأمون ذات يوم عدة من الشعراء فقال أيكم
القائل:
فلما تحساها وقفنا كأننا * نرى قمرا في الأرض يبلغ كوكبا
قالوا أبو نواس قال فالقائل:
إذا نزلت دون اللهاة من الفتى * دعا همه في صدره برحيل
قالوا أبو نواس قال فالقائل:
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم
قالوا أبو نواس قال هو أشعركم إذا. وقال البيهقي في المحاسن
والمساوئ انشد أبو عبد الله الأسواري المأمون أبياتا أولها:
ثجاج مزن شج كأس رحيق * ريق المهفهف فيه أعذب ريق
فقال المأمون أحسنت ويحك فمن صاحب هذه الأبيات قلت فلان يا
أمير المؤمنين فقال أشعر والله منه في هذا المعنى شيخ الشعراء أبو نواس
حيث يقول:
كفي فلست لعاذل بمطيق * بلغ الهوى بي غاية التحقيق
قطع الهوى فرط الشباب بباطل * أيدي الزمان وألسن التصديق
وجداول موصولة بجداول * من صوب غادية ولمع بروق
تكسو مدامعه الدرياض عرائسا * من نرجس متكاثف وشقيق
باكرتها قبل الصباح بسحرة * قبل ابتكار مجرة العيوق
من كف أحور ذي عذار اخضر * يسبي القلوب بقده الممشوق
فكان ما في الكاس من إبريقه * نار تسلل من فم الإبريق
وتضوع مسكا في الزجاجة أذفرا * ذوب الشباب معصفرا بخلوق
قمر عليه من البدائع حلة * يسقيك كأس هوى وكأس رحيق
ما طاب عيش فتى يطيب بغيرها * لا سيما ان شجها بالريق
يغنيك عن ورد الرياض وزهرها * منه تورد خده المعشوق
وفي الكتاب المذكور عن أحمد بن القاسم قال كنت انا وعبد الله بن
طاهر عند المأمون فقال لعبد الله يا أبا العباس من أشعر الناس في زماننا
فقال أمير المؤمنين اعرف بهذا قال قل على كل حال قال الذي يقول:
أيا قبر معن كنت أول حفرة * من الأرض خطت للمكارم مضجعا
قال احمد فقلت أشعرهم الذي يقول:
اشبهت أعدائي فصرت أحبهم * إذ كان حظي منك حظي منهم
فقال المأمون أين أنتما عن قول أبي نواس:
يا شقيق النفس من حكم * نمت عن ليلي ولم أنم
وحكى ابن خلكان وغيره ان المأمون قال لو وصفت الدنيا نفسها لما
وصفتها بمثل قول أبي نواس: إذا امتحن الدنيا لبيب البيت المتقدم. وفي
تاريخ دمشق قال المأمون: بيتان من الشعر ما سبق قائلهما أحد ولا يلحقهما
أحد قول أبي نواس إذا امتحن الدنيا البيت السابق وقول شريح:
تهون على الدنيا الملامة انه * حريص على استخلاصها من يلومها
وقد جعله المأمون أشعر الشعراء في نعت الخمر. في معاهد
التنصيص قال ابن الاعرابي بعث إلي المأمون فسألني عن أشعر الشعراء في
نعت الخمر فأنشدته للأعشى ثم للأخطل فلم يحفل بشئ مما أنشدته ثم قال
يا محمد بن زياد أشعر الناس في نعتها الذي يقول:
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم
فعلت في اللب إذ مزجت * مثل فعل النار في الظلم
فاهتدى ساري الظلام بها * كاهتداء السفر بالعلم
وقرنه أبو تمام ببشار والسيد وقال إنهم أشعر الناس بعد الطبقة الأولى
في تاريخ دمشق قال أبو تمام أشعر الناس وأسهبهم في الشعر كلاما بعد
الطبقة الأولى بشار والسيد وأبو نواس، ومسلم بن الوليد بعدهم انتهى
وقال فيه أبو تمام انه اقدم معه من العراق أربعة ابيات لأبي نواس هي أحب
اليه من المال. في تاريخ دمشق: لما قدم أبو تمام من العراق قيل له ما
أقدمت في سفرتك هذه قال أربعمائة ألف درهم وأربعة ابيات شعر هي
أحب إلي من المال ثم أنشدها وهي لأبي نواس
: اني وما جمعت من صفد * وحويت من سبد ومن لبد
همم تصرفت الخطوب بها * فنزعن من بلد إلى بلد
يا ويح من حسمت قناعته * سبب المطامع من غد فغد
لو لم يكن لله متهما * لم يمس محتاجا إلى أحد
وزعم ابن خلكان ان أبا تمام حسده على قصيدته الميمية التي مدح بها
الأمين وأولها:
يا دار ما صنعت بك الأيام * لم يبق فيك بشاشة تستام
فوازنها أبو تمام بقصيدته التي أولها:
دمن ألم بها فقال سلام * كم حل عقدة صبره الالمام
وحلف أبو تمام ان يحفظ شعر مسلم بن الوليد وأبي نواس فبقي
شهرين حتى حفظ شعرهما. هذا هو المعقول من ندين أبي تمام اما ما في
الأغاني عن أحمد بن سعيد الجزيري ان أبا تمام حلف ان لا يصلي حتى
يحفظ شعر مسلم بن الوليد وأبي نواس فمكث شهرين كذلك حتى حفظ
شعرهما قال ودخلت عليه فرأيت شعرهما بين يديه فقلت له ما هذا فقال
اللات والعزى وانا أعبدهما من دون الله انتهى فمكذوب عليه أو وقع
فيه اشتباه من الراوي بان يكون قال له هما اللات والعزى إشارة إلى عكوفه
على حفظهما فظن الراوي تركه الصلاة ويؤيده ما ذكره ابن منظور قال سئل
حبيب بن أوس عن شعر أبي نواس كيف هو عنده فقال أبو نواس
ومسلم بن الوليد اللات والعزى وانا أعبدهما انتهى وقال فيه أبو حاتم
السجستاني كما في مرآة الجنان وغيره كانت المعاني مدفونة حتى اثارها أبو
نواس ولولا أن العامة استبذلت هذين البيتين لكتبتهما بماء الذهب وهما لأبي
نواس:
ولو اني استزدتك فوق ما بي * من البلوى لاعوزك المزيد
ولو عرضت على الموتى حياة * بعيش مثل عيشي لم يريدوا
وفي الشذرات عن أبي حاتم لو كتبتهما بالذهب لما كثر وفي معاهد
التنصيص قال ابن دريد سألت أبا حاتم عن أبي نواس فقال إن جد حسن
وان هزل ظرف وان وصف بالغ يلقي الكلام على عواهنه لا يبالي من حيث
(٣٣٩)

اخذه انتهى فوصفه بالقدرة التامة على النظم في جميع حالاته وكأنه أراد
بالأخير ما في كلامه من المجون وذكر الخمر. وشهد له الأصمعي وله في
نقد الشعر معرفة جيدة ومكانة سامية بأنه أشعر أهل زمانه. في تاريخ
دمشق قال الأصمعي قال لي الفضل بن الربيع من أشعر أهل زمانك يا
أصمعي فقلت أبو نواس حيث يقول:
أما ترى الشمس حلت الحملا * وقام وزن الزمان فاعتدلا
ومر قول الأصمعي انه لا يروي لاحد من أهل زمانه ما يرويه له وما
ذلك الا لاعجابه بشعره وتقديمه له على جميع أهل زمانه وقال ابن منظور:
كان الأصمعي يقول يعجبني من شعر الشاطر بيت واحد قد أجاد قالته
وهو:
ضعيفة كر الطرف تحسب انها * قريبة عهد بالإفاقة من سقم
واني لآتي الأمر من حيث يتقى * ويعلم سهمي حين انزع من ارمي
هكذا في النسخة مع أنهما بيتان. وممن شهد له بأنه أشعر الناس أو
من أشعر الناس ابن منظور قال بعضهم كانت عند ابن الاعرابي محمد بن
زياد صحيفة لا تفارق كمه فدخل المتهيا وترك صحيفته تلك في مجلسه
فنظرنا فيها فإذا فيها كثير من شعر أبي نواس في الخمر وقد كنا إذا ذكرنا أبا
نواس بحضرته استخف به فأعدنا عليه ذكره وعرف في وجوهنا وقوفنا على
ما في الصحيفة فقال أوقد قرأتم الصحيفة قلنا اجل وعجبنا من ازدرائك
بأبي نواس مع تدوينك شعره فقال إنه من أشعر الناس وما يمنعنا من رواية
شعره الا تبذله وسخفه فكتبنا ما في الصحيفة لامرين أحدهما ان نكون
راوية ابن الاعرابي والاخر لعلمنا ان ذلك من جيد شعره لأنه اختيار
ابن الاعرابي لنفسه وقال ابن منظور أيضا قال ابن الاعرابي يوما لجلسائه ما
أشعر ما قال أبو نواس في الخمر فقال بعضهم قوله:
إذا عب فيها شارب القوم خلته * يقبل في داج من الليل كوكبا
وقال آخر بل قوله:
كان كبرى وصغرى من فواقعها * حصباء در على ارض من الذهب
وقال آخر بل قوله:
فكان الكؤوس فينا نجوم * دائرات بروجها أيدينا
وقال آخر بل قوله:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها * لو مسها حجر مسته سراء
فقال ابن الاعرابي ان هذا كله لشاعر انفرد بالاحسان فيه وتقدم من
سبقه ومن تأخر عنه ولكن أشعر من هذا كله في قوله:
لا ينزل الليل حيث حلت * فدهر شرابها نهار
وفي تاريخ دمشق قال ابن الاعرابي أبو نواس أشعر الناس في قوله:
تغطيت من دهري بظل جناحه * فعيني ترى دهري وليس يراني
فلو تسال الأيام ما اسمي لما درت * وأين مكاني ما عرفن مكاني
وقال إنه ختم بشعره فما روى لشاعر بعده وما ذاك الا لأنه لا يرى
لشاعر بعده ما يراه له. في معاهد التنصيص قال ابن الاعرابي قد ختمت
بشعر أبي نواس فما رويت لشاعر بعده. وممن شهد له بأنه أشعر الناس من
المحدثين وانه لو قسم احسانه على جميع الناس لوسعهم وانه أشعر من
مسلم بن الوليد: البحتري. وحسبك بهذه الشهادة من مثل البحتري ففي
معاهد التنصيص قال أبو الغيث بن البحتري سالت أبي لما حضرته الوفاة
من أشعر الناس فقال أعن المتقدمين تسال أم عن المحدثين فقلت عن
المحدثين فقال يا بني لو قسم احسان أبي نواس على جميع الناس لوسعهم
الخبر وهذا دليل على شدة اهتمام أهل ذلك العصر بالشعر فابن
البحتري لم يجد عند وفاة أبيه أهم من أن يسأله عن أشعر الناس. وقال
جامع ديوان أبي نواس: حكى ابن الرومي قال حضرت مع البحتري منزل
عبيد الله بن عبد الله بن طاهر وقد سئل البحتري عن أبي نواس ومسلم
أيهما أشعر فقال أبو نواس أشعر فقال عبيد الله ان أبا العباس ثعلبا ليس
يطابقك على قولك ويفضل مسلما فقال البحتري ليس هذا من عمل ثعلب
ودويه من المتعاطين لعلم الشعر دون عمله انما يعلم ذلك من قد وقع في مسلك
طرق الشعر إلى مضايقه وانتهى إلى ضروراته فقال له عبيد الله وريت بك
زنادي يا أبا عبادة فلقد شفيت من برحائي وقد وافق حكمك في أبي نواس
حكم أخيك بشار في جرير والفرزدق فان دعبلا حدثني عن أبي نواس عن
والبة بن الحباب انه حضر بشارا وقد سئل عن جرير والفرزدق فقال جرير
أشعرهما لأنه يشتد متى شاء ويلين إذا شاء والفرزدق يشتد ابدا قيل له فان
يونس وأبا عبيدة يفضلان الفرزدق فقال ليس ذا من أعمل أولئك القوم انما
يعرف الشعر من يضطر إلى أن يقول مثله وان في الشعر ضروبا لم يحسنها
الفرزدق انتهى وشهد له ابن الجراح بأنه من أجود الناس بديهة وارقهم
حاشية وبالقدرة التامة على الشعر في كل حين. وشهد له المبرد بأنه أحذق
المحدثين في الشعر روى جامع ديوانه بسنده عن المبرد أنه قال ما تعاطى
قول الشعر أحد من المحدثين أحذق من أبي نواس فإنه شبب ومدح في
أربعة ابيات فقال:
تقول غداة البين احدى نسائهم * لي الكبد الحرى فسر ولك الصبر
وقد خنقتها عبرة فلدمعها * على خدها خد وفي نحرها نحر
وقالت إلى العباس قلت فمن إذا * وما لي عن العباس معدى ولا قصر
فهل يكلفن الا براحته الندى * وهل يزهون الا بأوصافه الشكر
قال فقوله على خدها خد من بديع القول الذي لم يسبق إلى مثله.
وفي خاص الخاص للثعالبي: قال هارون بن علي بن يحيى المنجم اجمع أهل العلم
بالشعر على أن أجود بيت للمحدثين في المدح قول أبي نواس:
وكلت بالدهر عينا غير غافلة * بجود كفك تاسو كلما جرحا
وقال غيره بل قوله:
أنت على ما بك من قدرة * فلست مثل الفضل بالواجد
ليس على الله بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد
قال ومما يجمع الظرف والاعجاب والاطراب قوله:
أربعة مذهبة * لكل هم وحزن
تحيا بها عين وروح * وفؤاد وبدن الماء
والبستان والقهوة * والوجه الحسن
وفضله جامع ديوانه في مقدمته على من قبله ومن في عصره ومن بعده
فقال: ان هذا الرجل مع افتتانه في تعاطي القريض وتأتيه بحسن القول في
(٣٤٠)

المدح والنسيب العذب والغزل الرقيق وتناوله ما استصعب على من رام
مرامه وطمع في أن يبلغ احسانه حتى اتى بما لم تأت به أحد قبله ولا في
عصره ولا من غبر بعده انتشر شعره حتى نسب أكثر الرواة له غير ما
هو له. وشهد له ابن مناذر بالإجادة والاحسان لما سمع قطعة من شعره قبل ان
يعرف انها له فلما عرف انه له لعنه وندم على مدحه شعره فدل ذلك على
شئ في نفسه وان استحسانه أولا كان في محله. في تاريخ بغداد بسنده عن
مسعود بن بشر قال لقيت ابن مناذر بمكة وكان عالما بالشعر زاهدا في الدنيا
فقلت له من أشعر الناس فذكر جريرا وأورد شيئا من شعره ثم ذكر أبو
العتاهية وأورد شيئا من شعره فقلت انا أنشدك أحسن مما أنشدتني فقال
هات فأنشدته:
ذكرتم من الترحال امرا فغمنا * فلو قد فعلتم صبح الموت بعضنا
زعمتم بان البين يحزنكم نعم * سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا
تعالوا نقارعكم لنعلم أينا * امضى قلوبا أم من أسخن أعينا
أطال قصير الليل يا رحم عندكم * فان قصير الليل قد طال عندنا
وما يعرف الليل الطويل وهمه * من الناس الا من ينجم أو انا
خليون من أوجاعنا يعذلوننا * يقولون لم تهوون؟ قلنا بذنبنا
فلو شاء ربي لابتلاهم بمثل ما * ابتلانا فكانوا لا علينا ولا لنا
يقومون في الأقوام يحكون فعلنا * صفاته ابشار وسخرية بنا
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد * هواكم لعل الفضل يجمع بيننا
أمير رأيت المال في نعماته * مهانا مذل النفس بالضيم موقنا
وللفضل اجرا مقدما من ضياغم * إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى
إليك أبا العباس من بين من مشى * عليها امتطينا الحضرمي الملسنا
قلائص لم تحمل حنينا على طلى * ولم تدر ما قرع الفنيق ولا الهنا
فقال أحسن والله صاحبك في التشبيب وأغرب علينا في صفته النعال
وتصييره إياها مطايا في هذا. قلت أبو نواس قال لعن الله أبا نواس وندم
على ما مدح من شعره. وقال ابن رشيق في العمدة: شبه قوم أبا نواس
بالنابغة لما اجتمع له من الجزالة مع الرشاقة وحسن الديباجة والمعرفة بمدح
الملوك انتهى وفضله ابن الرومي على جميع الناس بعد بشار روى ابن
المعتز في الاختيار عن ابن الخصيب عن أبي المنذر قال كان علي بن العباس
الرومي يزعم أنه ليس بعد بشار أشعر من أبي نواس وبشار أشعر الناس
جميعا ممن تقدم وتأخر وكثيرا ما يتبعه أبو نواس ويصب من قوالب معانيه
انتهى ويأتي عند ذكر رأيه في الشعراء ورأي بعضهم فيه قول العباس بن
الأحنف ان شعر أبي نواس أرق من الوهم وأنفذ من الفهم وأمضى من
السهم. وممن قدمه على جميع الشعراء العتبي قال ابن منظور: قيل للعتبي
من أشعر الناس قال أعند الناس أم عندي قيل عند الناس قال امرؤ القيس
قيل فعندك قال أبو نواس. وممن جعله أشعر المحدثين وجعل من لم يرو
شعره غير تام الأدب عبد الله بن محمد المعروف بابن عائشة قال ابن
منظور: سئل ابن عائشة من أشعر المحدثين فقال الذي يقول وهو أبو
نواس:
كان ثيابه اطلعن * من ازراره قمرا
يزيدك وجه حسنا * إذا ما زدته نظرا
بعين خالط التفتير * من أجفانها الحورا
ووجه سابري لو * تصوب ماؤه قطرا
وقد خطت حواضنه * له من عنبر طررا
وقال ابن منظور أيضا قال عبد الله بن محمد بن عائشة من طلب
الأدب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب. وجعل إبراهيم بن
العباس الصولي حفظ شعره عنوان الأدب ورائد الظرف وقال ابن منظور
قال إبراهيم بن العباس الصولي: إذا رأيت الرجل يحفظ شعر أبي نواس
علمت أن ذلك عنوان أدبه ورائد ظرفه وجعل أبو عمرو الشيباني إسحاق بن
مرار أشعر الناس في وصف الخمر ثلاثة هو أحدهم قال ابن منظور كان أبو
عمرو الشيباني يقول أشعر الناس في وصف الخمر ثلاثة الأعشى والأخطل
وأبو نواس. واعترف له سفيان الثوري من أهل الحديث بالتقدم على
من بعده. قال ابن منظور قال أبو ذكوان كنا عند الثوري فذكرت عنده أبا
نواس فوضع منه بعض الحاضرين فقال له الثوري أتقول هذا لرجل
يقول:
يخافه الناس ويرجونه * كأنه الجنة والنار
ويقول:
فما فاته جود ولا حل دونه * ولكن يصير الجود حيث يصير
ويقول:
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم
إلى ما سوى ذلك والله لقد لحق من قبله وفات من بعده. وشهد له
النظام بأنه جمع له الكلام فاختار أحسنه في خبر يرويه الخطيب البغدادي
عن جملة من أئمة أهل الأدب يرويه عن الصيمري عن المرزباني عن
محمد بن العباس هو اليزيدي امام النحو والأدب عن المبرد عن الجاحظ
عن النظام وقد انشد شعرا لأبي نواس في الخمر فقال: هذا الذي جمع له
الكلام فاختار أحسنه انتهى. وشهد له الشريف المرتضى في أماليه
بالتقدم في الشعر فإنه عند ذكر قوله:
فكأنها مصغ لتسمعه * بعض الحديث باذنه وقر
قال إنه أحسن في هذا البيت غاية الاحسان ثم قال: واني لاستحسن
القصيدة التي من جملتها هذا البيت لأنها دون العشرين بيتا وقد نسب في
أولها ثم وصف الناقة بأحسن وصف ثم مدح الرجل الذي قصد مدحه
واقتضاه حاجته كل ذلك بطبع يتدفق ورونق يترقرق وسهولة مع جزالة
انتهى وتأتي القصيدة عند ذكر اخباره مع الخصيب. وقد شهد له السيد
الرضي بالتقدم في الشعر بقوله في وصف قصيدة له:
كان أبا عبادة شق فاها * وقبل ثغرها الحسن بن هاني
وفضله أبو المنذر على جميع الشعراء بما في شعره من البديع قال ابن
المعتز في كتاب الاختيار من شعر المحدثين عن إبراهيم بن الخصيب عن أبي
المنذر قال فضل أبو نواس جميع الشعراء بما كان يأتي به من البديع وبالغ
أحمد بن يوسف الكاتب بان شعره في وصف الخمر لجودته يكاد يطغي
العلماء. قال جامع ديوانه قال أحمد بن يوسف الكاتب لقد وصف أبو نواس
الخمر بصفة لو سمعها الحسنان لها جرا إليها واعتكفا عليها يعني الحسن
البصري وابن سيرين انتهى وشهد له محمد بن صالح الكلابي بأنه غلب

(١) في الأصل الطويل بدل الصولي وهو تصحيف. - المؤلف -.
(٣٤١)

على أهل الأدب وقدموه على غيره. قال ابن منظور قال محمد بن صالح بن
بيهس الكلابي لما دخلت العراق صرت إلى مدينة السلام فسالت عمن بها
من الشعراء المحسنين فقيل لي غلب عليهم فتى من أهل البصرة يقال له
الحسن بن هانئ ويعرف بأبي نواس فسالت فتى من أهل الأدب هل تروي
لأبي نواسكم هذا شيئا قال أروي له أبياتا في الزهد وليس هو من طريقته
وهي: أخي ما بال قلبك ليس ينقى الأبيات الآتية فقلت له أحسن
والله قال أفلا أنشدك أحسن من هذا قلت بلى فأنشدني في رثاء محمد الأمين
طوى الموت ما بيني وبين محمد الأبيات الآتية فقلت بحق ما غلب
هذا على أهل الأدب وقدموه على غيره انتهى. هذا ما وقفنا عليه من
أقوال العلماء والأدباء في حقه وفي وصف شعره وناهيك بهذه الأقوال من
دلالة على قدر من قيلت في حقه ومكانته من الفضل فهؤلاء أئمة الأدب في
ارقى عصور الأدب وفحول الشعراء منهم من قدمه على جميع الشعراء
المحدثين كابن السكيت وأبي عبيدة والمبرد وابن المنجم وابن نوبخت وابن
عائشة. ومنهم من جعله أشعر الناس كالعتابي والجاحظ وأبي العتاهية وأبي
تمام والبحتري وابن الاعرابي والأصفهاني جامع ديوانه وأبي المنذر. ومنهم
من استثنى بشارا كابن الرومي وشاركهم في ذلك من الفقهاء والمحدثين
سفيان بن عيينة وسفيان الثوري ومن الملوك المأمون وأشار إلى موافقتهم في
ذلك بشار وأبو حاتم السجستاني وابن خالويه وابن الجراح والعباس بن
الأحنف والنظام وأبو الحسن الطوسي وهارون المنجم وأحمد بن يوسف
الكاتب والسيد والرضي وإبراهيم بن العباس الصولي وغيرهم. ومنهم من
جعله أحد ثلاثة هم أشعر الناس في وصف الخمر كأبي عمرو الشيباني فهل
يبقى بعد هذا مجال في تقديمه على الشعراء.
ما قاله عن نفسه
حكى جامع ديوانه عنه أنه قال: شعري أشبه شئ بشعر جرير قال
وحكي عن محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة عن اليزيدي
عبد الله بن محمد عن أخيه سمعت أبا نواس يقول: سفلت عن طبقة من
كان قبلي وعلوت على طبقة من جاء بعدي فانا نسيج وحدي انتهى وقال
ابن منظور: كان أبو نواس يقول عن نفسه سفلت عن طبقة من تقدمني
من الشعراء وعلوت عن طبقة من معي ومن يجئ بعدي فانا نسيج
وحدي.
اختياره أحسن الألفاظ وأبدع المعاني
مر قول النظام كان هذا الفتى جمع له الكلام فاختار أحسنه وقول أبي
حاتم كانت المعاني مدفونة حتى اثارها أبو نواس. وقال ابن منظور قال
بعضهم كان المعاني حبست عليه فاخذ منها حاجته وفرق الباقي على
الناس. قال وقال المكي ما زالت المعاني مكنوزة في الأرض حتى جاء أبو
نواس فاستخرجها.
اتباعه طرائق جديدة في الشعر
اتبع أبو نواس طرائق جديدة في الشعر ولم يتقيد بطريقة الجاهليين
والعرب الأقدمين بل ولا بطريقة المحدثين فجاء في شعره بأمور كثيرة تخالف
طريقة القدماء أو هم والمحدثين ومخالفة طريقة المتقدمين وان لم ينفرد بها أبو
نواس بل شاركه فيها غيره ممن تقدم عليه من المحدثين الا انه هو قد توسع
في ذلك كثيرا واتى بما لم يشاركه فيه من سبقه واتبعه عليه من لحقه وربما
قصر عنه وذلك من وجوه: أولا انه أكثر في شعره من ذم طريقة
الشعراء القدماء والمحدثين في وصف الفيافي والقفار والرمال وبكاء الديار
والاطلال ونعت الركاب والنياق والوحش والغزلان ومخاطبة الرفاق والخلان
وكان ذلك الذم منه تطرفا وتملحا فهو لاشتهاره بوصف الخمر يدعي انها
أحق بالوصف من الفيافي والقفار والركائب والوحش وأولى بالبكاء من
المنازل والاطلال وقد يمشي قليلا على طريقتهم في ذلك فمن شعره الذي
دعا فيه إلى ترك تلك الطريقة واتباع طريقة وصف الصهباء قوله:
لتلك أبكي ولا أبكي لمنزلة * كانت تحل بها هند وأسماء
حاشا لدرة ان تبنى الخيام لها * وان تروح عليها الإبل والشاء
وقوله:
سقيا لغير العلياء فالسند * وغير اطلال مي بالجرد
كأنه يشير إلى قول القائل:
يا دار مية بالعلياء فالسند
ويا صبيب السحاب ان كنت قد جد * ت اللوى مرة فلا تعد
لا تسقين بلدة إذا عدت * البلدان كانت زيادة الكبد
ان اتحرز من الغراب بها * يكن مفري منه إلى الصرد
بحيث لا تجلب الرياح إلى * أذنيك الا تصايح النقد
أحسن عندي من انكبابك بالفهر * ملحا به على الوتد
وقوف ريحانة على أذن * وسير كأس إلى فم بيد
يسقيكها من بني العباد رشا * منتسب عيده إلى الاحد
اشرب من كفه الشمول ومن * فيه رضايا تجري على برد
فذاك خير من البكاء على الربع * وانمى في الروح والجسد
وقوله من ابيات:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند * واشرب على الورد من حمراء كالورد
وقوله من ابيات:
لا تبك رسما بجانبي السند * ولا تجد بالدموع للجرد
ولا تعرج على معطلة * ولا اثاف خلت ولا وتد
ومل إلى مجلس على شرف * بالكرخ بين الحديق معتمد
ممهد صففت نمارقه * في ظل كرم معرش خضد
قد لحفتك الغصون أردية * فيومك الغض بالنعيم ندي
ثم اصطبح من أميرة حجبت * عن كل عين بالصون والرصد
محجوبة في مقيل حوبتها * تسعين عاما محسوبة العدد
لم تعرف الشمس انها خلقت * ولا اختلاف الحرور والصرد
وقوله:
يا واصف البيد والقفار ويا * ناعت أسرابها ومكاها
وواصف الربع والرياض وما * أشرف من نيتها وبهاها
أحسن من ذاك نبت صافية * تنزو إذا ما تدرعت ماها
وقوله:
اعرض عن الربع ان مررت به * واشرب من الخمر أنت أصفاها
(٣٤٢)

وقوله: أيا باكي الاطلال غيرها البلى * بكيت بعين لا يجف لها غرب
اتنعت دارا قد عفت وتغيرت * فاني لما سالمت من نعتها حرب
وقوله:
دع الاطلال تسفيها الجنوب * وتبكي عهد جدتها الخطوب
وخل لراكب الوجناء أرضا * تحث بها النجيبة والنجيب
ولا تأخذ عن الاعراب لهوا * ولا عيشا فعيشهم جديب
ذر الألبان يشربها أناس * رقيق العيش عندهم غريب
بأرض نبتها عشر وطلح * وأكثر صيدها ضبع وذيب
إذا راب الحليب فبل عليه * ولا تحرج فما في ذاك حوب
فأطيب منه صافية شمول * يطوف بكأسها ساق أريب
فهذا العيش لا خيم البوادي * وهذا العيش لا اللبن الحليب
فأين البدو من إيوان كسرى * وأين من الميادين الزروب
وقوله:
دع الربع ما للربع فيك نصيب * وما ان سبتني زينب ولعوب
ولكن سبتني البابلية انها * لمثلي في طول الزمان سلوب
وقوله:
عد عن رسم وعن كثب * واله عنه بابنة العنب
وقوله:
اعدل عن الطلل المحيل وعن هوى * نعت الديار ووصف قدح الازند
ودع العريب وخلها مع بؤسها * لمحارف ألف الشقاء مزند
واقصد إلى شط الفرات وعاطني * قبل الصباح وعاص كل مفند
صفراء تحكي التبر في حافاتها * عقد الحباب كلؤلؤ متبدد
فلا شربن بطارف وبتالد * بنت الكروم برغم انف الحسد
كرخية كصفاء وجه مشوقة * مرهاء ترغب عن سواد الإثمد
حسنت مكاتمة فبين جفونها * رقراق دمع فاض أو فكان قد
وتخاف تحدره فترفع جفنها * فالدمع بين تحدر وتصعد
وقوله:
صاح ما لي وللرسوم القفار * ولنعت المطي والأكوار
شغلتني المدام والقصف عنها * بقراع الطنبور والأوتار
فدعوني فذاك أشهى وأحلى * من سؤال التراب والأحجار
وقوله:
تداو من الصغيرة بالكبير * وخذها من يدي ساق غرير
ودعني من بكائك في عراص * وفي اطلال منزلة ودور
وقوله:
دعني من الناس ومن لؤمهم * وأحسن ابنة الكرم مع الحاسي
وابك على ما فات منها ولا * تبك على ربع باوطاس
وقوله:
قل لمن يبكي على رسم درس * واقفا ما ضر لو كان جلس
تصف الربع ومن كان به * مثل سلمى ولبينى وخنس
اترك الربع وسلمى جانبا * واصطبح كرخية مثل القبس
وقوله:
وعلى ذكرى حبيبي فاسقني * لا على ذكر محل قد درس
وقوله:
لست لدار عفت بوصاف * ولا على ربعها بوقاف
ولا أسلي الهموم في غسق الليل * بحاد في البيد عساف
لكن بوجه الحبيب أشربها * بين ندامى وبين آلاف
فذاك أشهى من الوقوف على * رسم لاسماء آية عاف
وقوله:
دع الوقوف على رسم واطلال * ودمنة كسحيق اليمنة البالي
وعج بنا نصطبح صفراء واقدة * في حمرة النار أو في رقة الآل
وعندها قمر في طرفه حور * في دله خفر في حسن تمثال
يسقيك من يده خمرا وناظره * سحرا ومن فمه سكرا على حال
فذاك اهنا من ربع وراحلة * ومن وقوف على رسم واطلال
وقوله:
سقيا لغير الخيام والطلل * وغير عيرانة من الإبل
عجبت من نعتها وناعتها * واي نعت يكون في الجمل
أحسن من نعته وناعته * نعتك كأسا جرت على عجل
فدع لذي ناقة مساكنه * وملعبا للضباب والورل
وقوله:
اله عما أنت طالبه * من جواب النؤي والطلل
ببنات الشمس لو منعت * نفسها من كف مبتذل
وقوله:
لقد جن من يبكي على رسم منزل * ويندب اطلالا عفون بجرول
فان قيل ما يبكيك قال حمامة * تنوح على فرخ بأصوات معول
تذكرني حيا حلالا بقفرة * وآخية شجت بفهر وجندل
ولكنني أبكي على الراح انها * حرام علينا في الكتاب المنزل
وقوله:
دع المعلى يبكي على طلله * وخل عوفا يقول في جمله
واغد على اللهو غير متئد * عنه فهذا أوان مقتبله
وقوله وفيها أيضا وصف النخل والتمر:
ما لي بدار خلت من أهلها شغل * ولا شجاني لها شخص ولا طلل
ولا رسوم ولا أبكي لمنزلة * للأهل عنها وللجيران منتقل
ولا قطعت على حرف مذكرة * في مرفقيها إذا استعرضتها فتل
بيداء مقفرة يوما فانعتها * ولا سرى بي فاحكيه بها جمل
ولا شتوت بها عاما فأدركني * فيها المصيف فلي عن ذاك مرتحل
ولا شددت بها من خيمة طنبا * جاري بها الضب والحرباء والورل
لا الحزن مني برأي العين اعرفه * وليس يعرفني سهل ولا جبل
لا انعت الروض الا ما رأيت به * قصرا منيفا عليه النخل مشتمل
فهاك من صفتي ان كنت مختبرا * ومخبرا نفرا عني إذا سألوا
نخل إذا جليت ابان زينتها * لاحت بأعناقها أعذاقها النخل
حتى إذا لقحت أرخت عقائصها * فمال منتثرا عرجونها الرجل
فبينما هي والأرواح تنفحها * شهرين بارحة وهنا وتنتحل
(٣٤٣)

أرخت عقودا من الياقوت مدمجة * صفرا وحمرا بها كالجمر يشتعل
فلم تزل بمدود الليل ترضعه * حتى تمكن في أوصاله العسل
يا طيب تلك عروسا في مجاسدها * لو كان يصلح منها الشم والقبل
خلالها شجر في فيئة نقد * لا يرهب الذئب فيها الكبش والحمل
ان جئت زائرها غناك طائرها * برجع ألحنة في صوتها هدل
من بلبل غرد ناداك من غصن * يبكي لبلبة اودى بها خبل
هذا فصفه وقل في وصفه سددا * مدت لواصفه في عمره الطول
ما بين ربع ولا رسم ولا طلل * أقوى وبيني في حكم الهوى عمل
ما لي وعوسجها بالقاع جانبها * أفعى يقابلها عن حجره ورل
اني امرؤ همتي والله يكلؤني * أمران ما فيهما شرب ولا اكل
حب النديم وما في الناس من حسن * كفي اليه إذا راجعته خضل
وقوله:
ابخل على الدار بتسليم * فما لديها رجع تسليم
وألعن غراب البين بغضا له * فإنه داعية الشوم
وعج إلى النرجس عن عوسج * والآس عن شيح وقيصوم
وقوله:
لا تبك ربعا عفا بذي سلم * وبز آثاره يد القدم
وعج بنا نجتلي مخدرة * نسيمها ريح عنبر ضرم
من كف ظبي أغن ذي غنج * أكمل من قرنه إلى القدم
وقوله:
أحب إلي من وخد المطايا * بموماة يتيه بها الظليم
ومن نعت الديار ووصف ربع * تلوح به على القدم الرسوم
رياض بالشقائق مونقات * تكنف نبتها نور عميم
ومجلس فتية طابوا وطابت * مجالسهم وطاب بها النعيم
تدار عليهم فيها عقار * معتقة بها يصبو الحليم
يحث بها كخوط البان ساق * له من قلبي الحظ الجسيم
لطرفي منه ميعاد بطرف * وفي قلبي بلحظته كلوم
وقوله:
راح الشقي على الربوع يهيم * والراح في راحي ورحت اهيم
وقوله:
دع الاطلال واجتنب الرسوما * فما راق بها يرقى الكلوما
ورح للراح والتمس المطايا * لها ان رحت ذا صدع وسيما
وقوله:
خل للأشقياء وصف الفيافي * واسقنيها سلافة بسلام
وقوله:
فهذا العيش لا وصف الفيافي * ولا نعت المنازل والرسوم
وقوله:
فهذا العيش كل العيش عندي * وهذا الوصف لا وصف المغاني
وقوله:
أحسن من وصف دارس الدمن * ومن حمام يبكي على فنن
ومن ديار عفت معالمها * ريحانة ركبت على أذن
وقهوة لا القذى يخالطها * تأتيك من معدن ومن عطن
من كف ظبي أغن ذي غنج * ابدع فيه طرائف الحسن
فتلك أشهى من نعت دعبلة * ومن صفات الطلول والدمن
وقوله:
سقيا لذا الوصف حيث كان ولا * سقيا لدار اقوت مغانيها
وقوله:
اترك الاطلال لا تعبا بها * انها من كل بؤس دانيه
وقوله:
دعني من الدار أبكيها وأرثيها * إذا خلت من حبيب في مغانيها
ذر الروامس تمحو كلما درست * آثارها ودع الأمطار تبكيها
ان كان فيها الذي اهوى أقمت بها * وان عداها فاني سوف أقليها
أمكنت عاذلتي في الخمر من إذن * يغني صداها جوابا من يناديها
يا ألبق الناس كفا حين يمزجها * وحين يشربها صرفا ويسقيها
ان كانت الخمر للألباب سالبة * فان عينك تجري في مجاريها
في مقلتيك صفات السحر ساطعة * باللفظ واحدة شتى معانيها
ومخطف الخصر في اردافه عمم * يميس في حلة رقت حواشيها
إذا نظرت اليه تاه عن نظري * فان تزيدت ذلا زادني تيها
وقوله:
لا تبك للذاهبين في الطعن * ولا تقف بالمطي في الدمن
وعج بنا نصطبح معتقة * من كف ظبي يسقيها فطن
تخبر عن طيبه محاسنه * مكحل ناظريه بالفتن
ما أمت العين منه ناحية * الا أقامت منه على حسن
حتى إذا ما الجمال تم له * والطرف قالا له كذا فكن
وقوله:
عاج الشقي على رسم يسائله * وعجت اسال عن خمارة البلد
يبكي على طلل الماضين من أسد * لا در درك قل لي من بنو أسد
ومن تميم ومن قيس ولفهما * ليس الأعاريب عند الله من أحد
لا جف دمع الذي يبكي على حجر * ولا صفا قلب من يصبو إلى وتد
كم بين ناعت خمر في دساكرها * وبين باك على نؤي ومنتضد
دع ذا عدمتك واشربها معتقة * صفراء تفرق بين الروح والجسد
من كف مضطمر الزنار معتدل * كأنه غصن بان غير ذي أود
أما رأيت وجوه الأرض قد نضرت * وافتر عيشك عن لذاتك الجدد
حاك الربيع بها وشيا وجللها * بيانع الزهر من مثنى ومن وحد
فاشرب وجد بالذي تحوي يداك لها * لا تذخر اليوم شيئا خوف فقر غد
يا عاذلي قد أتتني منك بادرة * فان تغمدها عفوي فلا تعد
لو كان لومك نصحا كنت اقبله * لكن لومك موضوع على الحسد
وقوله:
صفة الطلول بلاغة القدم * فاجعل صفاتك لابنة الكرم
إلى أن قال:
فعلا م تذهل عن مشعشعة * وتهيم في طلل وفي رسم
تصف الطلول على السماع بها * ان العيان أشد في العلم
(٣٤٤)

وإذا نعت الشئ متبعا * لم تخل عن خطا وعن وهم
وقال كما في الديوان ويظهر من البيت الأخير والذي قبله ان الخليفة
نهاه عن ذكر الخمر في شعره وحمله على وصف الاطلال والدمن:
أعر شعرك الاطلال والدمن القفرا * فقد طالما ازرى به نعتك الخمرا
دعاني إلى وصف الطلول مسلط * يضيق ذراعا ان أجوز له امرا
فسمعا أمير المؤمنين وطاعة * وان كنت قد جشمتني مركبا وعرا
ومن شعره الذي اتبع فيه طريقة غيره في بكاء الاطلال ووصف
الديار والقفار وهو قليل في شعره قوله:
لمن طلل عاري المحل دفين * عفا عهده الا خوالد جون
كما اقتربت عند المبيت حمائم * غريبات تمشي ما لهن وكون
ديار التي اما جني شفاهها * فيحلو واما مسها فيلين
وما أنصفت ماء الشحوب فظاهر * بوجهي واما وجهها فمصون
ودوية للريح بين فروجها * فنون لغات مشكل ومبين
رميت بها العيدي حتى تحجلت * نواظر فيها وانطوين بطون
وقوله:
قف بربع الظاعنينا * وابك ان كنت حزينا
واسال الدار متى * فارقت الدار القطينا
قد سألناها وتأبى * ان تجيب السائلينا
ثانيا انه اتى في شعره بألفاظ العلماء وأهل الفنون وعبارات الحكماء
والمنجمين والفلاسفة وأصحاب الطبائع فمن شعره الذي استعمل فيه
عبارات فلسفية حكمية فيها ألفاظ علمية قوله:
حتى بدت حركاتي * مخلوقة من سكون
قال ابن منظور قال النظام لما سمعت هذه الأبيات نبهتني لشئ كنت
غافلا عنه حتى وضعت كتابا في الحركة والسكون وعن الجاحظ في البيان
والتبيان أنه قال قد تحسن ألفاظ المتكلمين في مثل شعر أبي نواس:
وذات خد مورد * قوهية فضية المتجرد
تأمل العين منها * محاسنا ليس تنفد
فبعضها قد تناهى * وبعضها يتولد
والحسن في كل عضو * منها معاد مردد
فان النفاد والتناهي والتولد ومعاد ومردد
هي من ألفاظ العلماء
والعبارات التي فيها هي عبارات الفلاسفة والحكماء وقال ابن منظور: يدل
على معرفته بالكلام أشياء من شعره منها قوله وذكر الأبيات الأربعة قال
ومنها قوله:
يا عاقد القلب عني * هلا تذكرت حلا
تركت مني قليلا * من القليل اقلا
يكاد لا يتجزى * أقل في اللفظ من لا
أقول فهذه العبارات عبارات الفلاسفة والتجزي من كلماتهم
وقال ابن منظور أيضا حدث بعض آل نوبخت قال جاء النظام يوما فسألنا
عن منزل أبي نواس فقلنا له انه يسكن تلك الغرفة فاستأذن عليه وقال له
أنشدني قولك: تركت مني قليلا والبيت الذي بعده فأنشده فقال له النظام
أنت أشعر الناس في هذا المعنى، والجزء الذي لا يتجزأ منذ دهرنا الأطول
نخوض فيه ما خرج لنا فيه من القول ما جمعته أنت فيه في بيت واحد
قال ومنها قوله في امرأة اسمها حسن:
ان اسم حسن لوجهها صفة * ولا أرى ذا في غيرها اجتمعا
فهي إذا سميت فقد وصفت * فيجمع الاسم معنيين معا
أقول لعله إشارة إلى مسالة كلامية وهي ان الصفة هل هي عين
الموصوف أو غيره قال ومنها قوله فيما يتعلق بالحكمة:
قل لزهير إذا حدا وشدا * اقلل أو أكثر فأنت مهذار
سخنت من شدة البرودة حتى * صرت عندي كأنك النار
لا يعجب السامعون من صفتي * كذلك الثلج بارد حار
قال هذا شئ اخذه أبو نواس من مذهب حكماء الهند فإنهم يقولون إن
الشئ إذا أفرط في البرودة انقلب حارا وقالوا ان الصندل يحك منه
اليسير فيبرد فإذا أكثر منه سخن ومن استعماله ألفاظ المنجمين قوله:
ألم تر الشمس حلت الحملا * وقام وزن الزمان فاعتدلا
وغنت الطير بعد عجمتها * واستوفت الخمر حولها كملا
والشمس تنتقل إلى برج الحمل في أول فصل الربيع في الثامن من
آذار ويستوي حينئذ الليل والنهار ويعتدل الهواء وتغرد الأطيار بعد سكوتها
في فصل الشتاء واستكمال الخمر حولها لأنها عصرت في ذلك الوقت من تمر
أو زبيب صدفة لا لأن ذلك وقت عصرها وقوله من قصيدة:
مضى أيلول وارتفع الحرور * وأخبت نارها الشعرى العبور
ومن استعماله ألفاظ المنجمين قوله:
كأنها الشمس إذا صفقت * وبينها الكبش أو الحوت
ومن استعماله ألفاظ الفلاسفة والحكماء قوله:
فاتتك في صور تداخلها البلى * فأزالهن وأثبت الأشباحا
فان الصور والأشباح من ألفاظهم ومن استعماله ألفاظهم أيضا
قوله:
حتى إذا امرها تلاشى * وخلص السر والنجار
آلت إلى جوهر لطيف * عيان موجوده ضمار
فان التلاشي و الجوهر اللطيف من ألفاظهم. وذكر في شعره القضاء
والقدر فقال:
فوا حرباه من عيني * بلذتها جنت ضرري
فان عاتبتها عنه * أحالتني على القدر
فتخمصني فاسكت لا * احير القول كالحجر
وقوله في صفة الخمر:
لم تقم في الوهم الا * كذبت عين اليقين
فمتى تدرك ما لا * يتحرى بالعيون
ومن تشبيهاته البديعة في الخمر:
وندمان سقيت الراح صرفا * وستر الليل منسدل السجوف
صفت وصغت زجاجتها عليها * كمعنى دق في ذهن لطيف
(٣٤٥)

وقوله:
معتقة صاع المزاج لرأسها * أكاليل در ما لناظمها سلك
جرت حركات الدهر فوق سكونها * فذابت كذوب التبر أخلصه السبك
وقد خفيت من لطفها فكأنها * بقايا يقين كاد يذهبه الشك
ثالثا انه كان للشعراء الأقدمين ألفاظ محدودة وأساليب معينة
فتجاوزها أبو نواس. قال ابن رشيق في العمدة: وللشعراء ألفاظ معروفة
وأمثلة مألوفة لا ينبغي للشاعر ان يعدوها ولا ان يستعمل غيرها كما أن
الكتاب اصطلحوا على ألفاظ بأعيانها سموها الكتابية لا يتجاوزونها إلى
سواها الا ان يريد شاعر ان يتطرق باستعمال لفظ أعجمي فيستعمله في
الندرة وعلى سبيل الحظرة كما فعل الأعشى قديما وأبو نواس حديثا انتهى
وظاهره انه حصر تجاوز أبي نواس في استعمال لفظ أعجمي وهو غير صواب
فقد تجاوز بما هو أوسع من ذلك كثيرا.
رابعا التصرف في المعاني فقد تصرف أبو نواس في المعاني ما شاء
كما أشار اليه أبو حاتم السجستاني بقوله كما مر: كانت المعاني مدفونة حتى
اثارها أبو نواس. فمن تصرفه في المعاني قوله الذي جعله به ابن الاعرابي
أشعر الناس كما مر: تغطيت من دهري البيتان السابقان عند الكلام على
تقديمه على الشعراء فان كونه تغطي عن الدهر بظل جناح الممدوح فصار
يرى الدهر والدهر لا يراه والأيام لا تدري اسمه ولا مكانه فلا تناله
بصروفها ومحنها ومصائبها لهو من المعاني الغريبة الطريفة التي لم يسبق إليها
والكنايات البديعة التي تصرف فيها أحسن تصرف. ومن تصرفه في المعاني
قوله:
أقول للسقم كم ذا قد لهجت به * فقال لي مثل ما تهواه أهواه
حلفت للسقم اني لست أذكره * وكيف يذكره من ليس ينساه
ومن تصرفه في المعاني قوله:
براه الله من ذهب ودر * فأحسن خلقه لما براه
فلما خطه بشرا سويا * حذا حور الجنان على حذاه
وقوله:
صيغ هذا الناس من حما * وبراه الله من ذهب
عجبا لم يثنه حرج * دون قتلي عف عن سلبي
وقوله:
أصبني منك يا املي بذنب * تتيه على الذنوب به ذنوبي
ومن تصرفه في المعاني ما قاله فيمن دخلت لي مأتم كما في تاريخ
دمشق:
يا منسي المآتم أشجانه * لما اتاه في المعزينا
استقبلتهن بيمنى لها * فقمن يضحكن ويبكينا
حق لهذا الوجه ان يزدهي * من حزنه من كان محزونا
وقال في جارية تبكي ميتا كما في تاريخ دمشق:
كان صفاء الدمع في حمرة الخد * حكى الدر منثورا على ورق نضر
فيا نور عيني لو كففت عن البكا * وناديت من أبكاك قام من القبر
وقال في باكية في مأتم:
يا قمرا أبصرت في مأتم * يندب شجوا بين أتراب
ابرزه المأتم لي كارها * برغم دايات وحجاب
يبكي فيذري الطل من نرجس * ويلطم الورد بعناب
فقلت لا تبك قتيلا مضى * وابك قتيلا لك بالباب
لا زال موتا دأب أحبابه * ولا تزل رؤيته دابي
ومن ذلك قوله وقد رأى جارية خرجت من قصر فكلمها فقالت له
بهذا الوجه؟! فقال كما في تاريخ دمشق:
وقصرية أبصرتها فهويتها * هوى عروة الغوري والعاشق النهدي
فلما تدانى هجرها قلت واصلي * فقالت بهذا الوجه تبغي الهوى عندي
فقلت لها لو أن في السوق أوجها * تباع بنقد أو تباع سوى نقد
لبدلت وجهي واشتريت مكانه * لعلك ان تهوين ودي من بعد
فان كنت ذا قبح فاني شاعر * فقالت وان أصبحت نابغة الجعد
وقوله:
تنازعه القلوب إلى هواها * فتغتصب القلوب به القلوب
وقوله:
يا من حوى الحسن محضا * واهتز كالغصن غضا
لو أسخطتك حياتي * قتلت نفسي لترضى
ومن بديع تصرفه في المعاني قوله في وصف الخمر:
مدام تبدت في مقام مشرف * تلوح لنا أنوارها ثم تختفي
ولما شربناها ودب دبيبها * إلى موضع الاسرار قلت لها قفي
مخافة ان يسطو علي شعاعها * فيطلع جلاسي على سري الخفي
ومن تصرفاته في المعاني قوله:
أفنيت فيك معاني الشكوى * وصفات ما القى من البلوى
قلبت آفاق الكلام فما * أبصرتني أغفلت من معنى
واعد ما لا اشتكي غبنا * فأعود فيه مرة أخرى
فلو انما أشكو إلى بشر * لا راحني ظني من الشكوى
لكنما أشكو إلى حجر * تنبو المعاول منه أو أقسى
ظبي بمبكاه ومضحكه * فينا تنير وتظلم الدنيا
خامسا كثرة النكات في شعره فإنه كثيرا ما يأتي بالنكات النادرة
والنوادر المستملحة في شعره ويتصرف فيها تصرفات لا تكاد توجد لغيره
ويستشهد بالأمور الدينية في الغزل وغيره. في تاريخ بغداد قال حسن بن
الداية دخلت على أبي نواس في مرضه الذي مات فيه فقلت له عظني فرفع
رأسه إلي وأنشأ يقول:
تكثر ما استطعت من الخطايا * فإنك بالغ ربا غفورا
ستبصر ان وردت عليه عفوا * وتلقى سيدا ملكا كبيرا
تعض ندامة كفيك مما * تركت مخافة النار السرورا
فقلت له ويلك في مثل هذه الحال تعظني بمثل هذه الموعظة فقال
اسكت حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن انس عن رسول الله ص أنه قال
ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من متي انتهى. قال ابن
خلكان: ما أحسن ظن أبي نواس بربه حيث يقول وأورد الأبيات ثم قال
وهذا من أحسن المعاني وأغربها انتهى ويمكن القول بان هذه الأبيات
أقرب إلى حسن النكتة منها إلى حسن الظن بربه تعالى فان حسن الظن له
(٣٤٦)

أسلوب آخر غير هذا الأسلوب. ومن استشهاده بالأمور الدينية في غزله
ومجونه قوله:
كسر الجرة عمدا * وسقى الترب شرابا
قلت والاسلام ديني * ليتني كنت ترابا
وقوله:
اشرب وعق الوالدين * ولا تبقي من آثامه
وإذا حججت أحجج على * ظهر الغلام أو الغلامه
فالنار في شغل بمن * حجب الوصي عن الإمامة
سادسا تفننه في وصف الخمر فقد تفنن في ذلك بما لم يتهيأ في غيره
وأكثر منه كما ستعرف عند ذكر نموذج من خمرياته.
سابعا اكثاره من غزل المذكر الذي لم تكن تعرفه العرب.
ثامنا تعاجمه في شعره قال ابن منظور كان قبل ان ينتمي لليمن
ويدعي النزارية يتعاجم في شعره انتهى وانا أظن أن تعاجمه هذا من
جملة تفننه في الشعر لا ميلا إلى العجم فمن ذلك قوله:
فاسقنيها وغن صوتا * لك الخير أعجما
ليس في نعت دمنة * لا ولا جزر اشاما
وقوله: تدار علينا الراح الأبيات وقوله:
تراث أبي ساسان كسرى ولم تكن * مواريث ما أبقت تميم ولا بكر
الأوقات التي كان ينظم فيها أبو نواس الشعر
قال ابن منظور: كان أبو نواس يقول لا أكاد أقول شعرا جيدا حتى
تكون نفسي طيبة وأكون في بستان مونق وعلى حال ارتضيها من صلة أوصل
بها أو وعد بصلة وقد قلت وانا على غير هذه الحال أشعارا لا ارضاها.
تهذيبه شعره واسقاط ما لا يرضاه
قال ابن منظور: كان أبو نواس يعمل القصيدة ثم يتركها أياما ثم
يعرضها على نفسه فيسقط كثيرا منها ويترك صافيها ولا يسره كل ما يقذف
به خاطره. ولم يكن في الشعر بالبطئ ولا بالسريع بل كان في منزلة
وسطى.
رأيه في شعر نفسه
قال ابن منظور قال سليمان بن أبي سهل قلت لأبي نواس ما الذي
أستجيد من أجناس شعرك فقال أشعاري في الخمر لم يقل مثلها وأشعاري
في الغزل فوق أشعار الناس وهما أجود شعري ان لم يزاحم غزلي ما قلته في
الطرد. وقال ابن منظور أيضا قال أبو حاتم السجستاني سهل بن محمد
سئل أبو نواس عن شعره فقال إذا أردت ان أجد قلت مثل قصيدي:
أيها المنتاب عن عفره * لست من ليلي ولا سمره
وإذا أردت العبث قلت مثل قصيدي:
طاب الهوى لعميده * لولا اعتراض صدوده
فاما الذي انا فيه وحدي وكله جد فإذا وصفت الخمر. وقال ابن
منظور أيضا كان أبو نواس يقول لو أن شعرا يملأ الفم ما تقدمني أحد.
رأيه في الشعراء ورأي بعضهم فيه
في معاهد التنصيص: كان أبو نواس يعجبه شعر النابغة ويفضله على
زهير تفضيلا شديدا ثم يقول الأعشى ليس مثلهما وكان يتعصب لجرير على
الفرزدق ويقول هو أشعر ويأتم ببشار ويقول غزير الشعر كثير الافتنان
ويقول أدمنت قراءة شعر الكميت فوجدت قشعريرة ثم قرأت شعر الخزيمي
فتشققت علي حمى مبردة ثم قال يوما شعري أشبه بشعر جرير فقيل له فما
تقول في الأخطل قال امامي فقيل الفرزدق قال ذاك الأب الأكبر
انتهى. واجتمع أبو نواس مع العباس بن الأحنف في مجلس فقام
العباس في حاجة فسئل أبو نواس عن رأيه فيه وفي شعره فقال لهو ارق من
الوهم وانفذ من الفهم وأمضى من السهم ثم عاد العباس وقام أبو نواس
لحاجة فسئل العباس عن رأيه فيه وفي شعره فقال إنه لأقر للعين من وصل
بعد هجر ووفاء بعد غدر وانجاز وعد بعد ياس إلى أن قال وانصرف
العباس وبقي أبو نواس فسئل عن العتابي والعباس فقال العتابي يتكلف
والعباس يتدفف طبعا وكلام هذا سهل عذب وكلام ذاك متدفق كز وفي
شعر هذا ماء ورقة وحلاوة وفي شعر ذاك جساوة وفضاضة.
رأيه في العلماء
قال ابن خلكان في ترجمة أبي عبيدة معمر بن المثنى: كان أبو نواس
يتعلم من أبي عبيدة ويصفه ويشنا ويسب الأصمعي ويهجوه فقيل له ما
تقول في الأصمعي قال بلبل في قفص قيل له فما تقول في خلف الأحمر فقال
جمع علوم الناس وفهمها قيل فما تقول في أبي عبيدة فقال ذاك أديم طوي
على علم وذكر نحوه ابن منظور.
حسد الشعراء له
قال ابن منظور قال محمد بن عمر لم يكن شاعر في عصر أبي نواس الا
وهو يحسده لميل الناس اليه وشهوتهم لمعاشرته وبعد صيته وظرف لسانه
انتهى وكفى بذلك دليلا على تقدمه في الشعر.
تشيعه
قد عرفت ان ابن شهرآشوب في المعالم عده من شعراء أهل البيت
المقتصدين من أصحاب الأئمة ع وقال محمد بن مكرم المعروف
بابن منظور الأنصاري صاحب لسان العرب في كتابه اخبار أبي نواس ما
لفظه: ومن خلال أبي نواس المأثورة انه كان يميل مع أهل البيت سرا لا
يجسر على المجاهرة به وقد قيل له في اعراضه عن مدحهم لقد ذكرت كل
معنى في شعرك وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال
والله ما تركت ذلك الا اعظاما له وليس قدر مثلي ان يقول في مثله وانشد:
انا لا أستطيع مدح * امام كان جبريل خادما لأبيه
ومر عند ذكر أقوال العلماء فيه قول المرزباني اما في مذهبه فكان شيعيا إماميا
حسن العقيدة وهو القائل في علي بن موسى الرضا ع وقد عوتب
في ترك مدحه: قيل لي أنت أشعر الناس طرا الأبيات الثلاثة المتقدمة

(١) مر نسبته هذا الكلام إلى العباسي في أبي نواس سهوا والامر بالعكس.
(٣٤٧)

هناك وقال ابن خلكان في ترجمة الرضا ع وفيه يقول أبو نواس وذكر
الأبيات الثلاثة المتقدمة وزاد عليها بيتا مع بعض المخالفة في الباقي:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه
لك من جيد القريض مديح * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلا ما تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعهن فيه
قلت لا أستطيع مدح امام * كان جبريل خادما لأبيه
قال وكان سبب قوله هذه الأبيات ان بعض أصحابه قال له ما رأيت
أوقح منك ما تركت خمرا ولا طردا ولا معنى الا قلت فيه شيئا وهذا علي بن
موسى الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك الا اعظاما
له وليس قدر مثلي ان يقول في مثله ثم انشد بعد ساعة هذه الأبيات. قال
وفيه يقول أيضا وله ذكر في شذور العقود في سنة احدى أو اثنتين ومائتين
: مظهرون نقيات جيوبهم الأبيات الأربعة الآتية. وفي عيون أخبار
الرضا: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق
حدثنا علي بن هارون الحميري حدثنا علي بن محمد بن سليمان النويلي قال إن
المأمون لما جعل علي بن موسى الرضا ع ولي عهده وان الشعراء
قصدوا المأمون ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا ع وصوبوا رأي
المأمون في الاشعار دون أبي نواس فإنه لم يقصده ولم يمدحه ودخل إلى
المأمون فقال له يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني وما
أكرمته به فلما ذا ادخرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك فأنشأ
يقول:
قيل لي أنت أوحد الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه
لك من جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا اهتدي لمدح امام * كان جبريل خادما لأبيه
فقال له المأمون أحسنت ووصله من المال بمثل ما وصل به كافة
الشعراء وفضله عليهم وروى محمد بن أبي القاسم في كتابه بشارة المصطفى
قال: أخبرنا الشيخ محمد بن شهريار الخازن في ذي القعدة سنة ٥١٠
قراءة عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين ع عند باب العباس الدرويستي قال
حدثنا العباس الدرويستي بذلك المشهد المقدس في شعبان سنة ٤٥٨ وهو
متوجه إلى مكة للحج قال حدثني أبي محمد بن أحمد حدثني الشيخ السعيد
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه حدثني أبي عن علي بن إبراهيم عن
أبيه إبراهيم بن هاشم عن ياسر الخادم قال لما جعل المأمون علي بن موسى
الرضا ع ولي عهده وضربت الدراهم باسمه وخطب له على المنابر قصده
الشعراء من جميع الآفاق فكان في جملتهم أبو نواس الحسن بن هانئ فمدحه
كل شاعر بما عنده الا أبو نواس فإنه لم يقل فيه شيئا فعاتبه المأمون وقال له
يا أبا نواس أنت مع تشيعك وميلك إلى أهل هذا البيت تركت مدح علي بن
موسى مع اجتماع خصال الخير فيه فأنشأ يقول: قيل لي أنت أشعر الناس
طرا الأبيات وزاد فيها:
قصرت ألسن الفصاحة عنه * ولهذا القريض لا يحتويه
فدعا بحقة لؤلؤ فحشا فاه لؤلؤا انتهى. وفي العيون أيضا
حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب حدثنا علي بن
إبراهيم بن هاشم عن أبيه حدثنا أبو الحسن موسى الرضا ع ذات يوم
وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه أبو نواس فسلم عليه وقال يا
ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتا فأحب ان تسمعها مني فقال هات فأنشأ
يقول:
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
فالله لما بدا خلقا وأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر
فأنتم الملأ الاعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور
فقال له الرضا ع قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ثم قال يا
غلام هل معك من نفقتنا شئ فقال ثلاثمائة دينار فقال أعطها إياه ثم قال
لعله استقلها يا غلام سق اليه البغلة. ورواه صاحب كتاب بشارة
المصطفى بالسند الآتي عن ياسر الخادم مثله وزاد فدنا منه أبو نواس في
الدهليز وانه بعد انشاده قال له الرضا ع أحسن الله جزاءك. وفي
رياض العلماء: روى الحموئي في كتاب فرائد السمطين عن الحافظ أبي بكر
أحمد بن الحسين البيهقي عن الحاكم أبي عبد الله النيشابوري عن علي بن
محمد بن عيسى عن الصدوق عن الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام
المكتب إلى آخر السند والحديث السابقين وفي العيون أيضا حدثنا أبو نصر
محمد بن الحسن بن إبراهيم الكرخي الكاتب بايلاق حدثني أبو الحسن
محمد بن صفوان سفيان الغساني حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي
سمعت أبا العباس محمد بن يزيد المبرد يقول خرج أبو نواس ذات يوم من
دار فبصر براكب قد حاذاه فسال عنه ولم ير وجهه فقيل إنه علي بن موسى
الرضا فأنشأ يقول:
إذا أبصرتك العين من بعد غاية * وعارض فيك الشك أثبتك القلب
ولو أن قوما أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بك الركب
وفي رياض العلماء وروى الحموئي أيضا باسناده عن أبي بكر محمد بن
يزيد المبرد يقول خرج أبو نواس إلى آخر الحديث السابق. ومر عند الكلام
على تاريخ وفاته منافاة تاريخها لهذه الأخبار فلا بد من القول اما بعدم صحة
هذه الأخبار أو عدم صحة هذه التواريخ وانه لما كانت هذه الأخبار قد روتها
الثقات تعين الثاني والله أعلم. كما مر ان المؤرخين لم يذكروا مجئ أبي
نواس إلى خراسان وانه كان ملازما للأمين حتى مات فرثاه وذلك ينافي هذه الأخبار
فراجع. ثم إن ابن شهرآشوب في المناقب ذكر أنه قال هذه
الأبيات مع بعض زيادة وتغيير في أبيه الإمام موسى بن جعفر ع
قال عند ذكر سيرة الامام بن جعفر ولقيه أبو نواس فقال:
إذا أبصرتك العين من غير ريبة * وعارض فيك الشك أثبتك القلب
ولو أن قوما أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بك الركب
جعلتك حسبي في أموري كلها * وما خاب من أضحى وأنت له حسب
وعليه فيرتفع التنافي بين التاريخين لكن الأخبار الدالة على ملاقاة أبي
نواس للرضا وللمأمون بخراسان كثيرة يصعب ردها والله أعلم وأورد له ابن
شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات ويظهر انها في الإمام الباقر ع لأنه
أوردها عند ذكر سيرته ع فقد قال أبو نواس:
فهو الذي قدم الله العلي له * ان لا يكون له في فضله ثاني

(١) هذه الأبيات ذكرها ابن خلكان في ترجمة الرضا ولم يذكرها في ترجمة أبي نواس.
(٣٤٨)

وهو الذي امتحن الله القلوب به * عما يجمجمن من كفر وايمان
وان قوما رجوا ابطال حقكم * أمسوا من الله في سخط وعصيان
لم يدفعوا حقكم الا بدفعهم * ما انزل الله من آي وقرآن
فقلدوها لأهل بيت انهم * صنو النبي وأنتم غير صنوان
ولكن ابن شهرآشوب نفسه نسب في المعالم البيت الرابع إلى علي بن
محمد بن عمار البرقي فدل على أن الباقي له ومر عند الكلام على كثرة
النكات في شعره وخلطه الجد بالهزل قوله:
فالنار في شغل بمن * حجب الوصي عن الإمامة
ومما يشير إلى تشيعه قوله وقد قدم الكوفة واستطابها واقام بها مدة:
ذهبت بنا كوفان مذهبها * وعدمت عن أربابها صبري
ما ذاك الا اني رجل * لا استخف صداقة البصري
وأهل الكوفة معروفون بالتشيع وأهل البصرة بخلافه وأورد له ابن
شهرآشوب في المناقب ثلاثة ابيات في أمير المؤمنين ع أولها: قيل لي قل
في علي مدحا لم نطمئن من صحة نسبتها فتركناها وأورد له ابن شهرآشوب
في المناقب بعد الأبيات الأربعة الآتية التي أولها: يا رب ان عظمت
ذنوبي كثرة قوله:
متمسكا بمحمد وبآله * ان الموفق من بهم يستعصم
ثم الشفاعة من نبيك احمد * ثم الحماية من علي اعلم
ثم الحسين وبعده أولاده * ساداتنا حتى الامام المكتم
سادات حر ملجا مستعصم * بهم ألوذ فذاك حصن محكم
ولكن عدم ذكر غيره لهذه التتمة مع كونها ليست في قوة أشعاره
يوجب الظن بأنها قد ألحقت بأبياته الحاقا والله أعلم. وأورد له ابن شهرآشوب
في المناقب في سيرة أمير المؤمنين ع هذه الأبيات التي مزج فيها
الجد بالهزل:
ومدامة من خمر عانة قرقف * صفراء ذات تلهب وتشعشع
رقت كدين الناصبي وقد صفت * كصفا الولي الخاشع المتشيع
باكرتها وجعلت انشق ريحها * وامص درتها كدرة مرضع
في فتية رفضوا سوى آل الهدى * وعنوا بأروع في العلوم مشفع
وتيقنوا ان ليس ينفع في غد * غير البطين الهاشمي الأنزع
أبو نواس الحق وأبو نواس الباطل
روى الشيخ الطوسي في أماليه ان الإمام الهادي ع قال لسهل بن
يعقوب الكاتب المكنى بأبي نواس أنت أبو نواس الحق ومن تقدمك أبو
نواس الباطل انتهى وعن الكفعمي في حاشية المصباح عن سهل بن
يعقوب هذا ان الإمام الهادي ع كان يقول إذا سمع من يلقبني بأبي
نواس أنت أبو نواس الحق ومن تقدمك أو وذاك امام الغي والباطل ويأتي
ذلك في ترجمة سهل والظاهر أن ذلك لما كان يصدر من أبي نواس المترجم
من المجون ووصف الخمر وهجاء الناس لا لسوء في عقيدته وفي مجالس
المؤمنين مما نسب إلى أبي نواس الحسن بن هانئ قوله:
اني أحب أبا حفص وشيعته * كما أحب عتيقا صاحب الغار
وقد رضيت عليا قدوة العلما * وما رضيت بقتل الشيخ في الدار
كل الصحابة عندي أنجم زهر * فهل علي بهذا القول من عار
من طريف اخباره ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن
سليم بن منصور قال رأيت أبا نواس في مجلس أبي بكى بكاء شديدا فقلت
اني لأرجو ان لا يعذبك الله بعد هذا البكاء ابدا فأنشأ يقول:
لم أبك في مجلس منصور * شوقا إلى الجنة والحور
ولا من القبر وأهواله * ولا من النفخة في الصور
لكن بكائي لبكا شادن * تقيه نفسي كل محذور
ثم قال أما ترى الغلام الذي عن يمين أبيك انما بكيت لبكائه. ومن
طريف اخباره ما في تاريخ دمشق عن حسين بن مخلد قال دعا حائك أبا
نواس يوما ان يكون عنده فوعده ولم يقصر الحائك في الاحتفال وجاء أبو
نواس فإذا منزل طيب فاكل وشرب وكان الحائك يحب جارية قد شغف
بحبها فقال له يا سيدي قل في حبيبتي شعرا أسر به فقال له احضرها
لاصفها عن مشاهدة فأحضرها فإذا هي اسمج خلق الله سوداء شمطاء
دندانية يسيل لعابها على صدرها فقال له ما اسمها قال تسنيم فأنشأ يقول:
اسهر ليلي حب تسنيم * جارية في الحسن كالبوم
كأنما نكهتها كامخ * أو حزمة من حزم الثوم
حبقت من حبي لها حبقة * أفزعت منها ملك الروم
فقام الحائك يرقص ويصفق سائر يومه ويفرح ويقول شبهتها والله
بملك الروم.
ومن نوادره
ما عن محاضرات الراغب: رئي أبو نواس وهو يصلي في الجماعة
فقيل له ما هذا فقال أردت ان يرتفع إلى السماء خبر طريف. وقال أبو
السفاح قلت لأبي نواس الصلاة، فقال رويدا حتى تذهب حمياها قلت وما
حمياها قال الركعتان الأولتان لأنهما طاول.
ومن أخباره
في تاريخ دمشق قال سندي بن صدقة كنا على سطح بمصر ومعنا أبو
نواس فأقبلت رفقة يريدون الخصيب فاستدعى أبو نواس بدواة وكتب إلى
الخصيب:
قد استزرت عصبة فاقبلوا * وعصبة لم تستزرهم طفلوا
رجوك في تطفيلهم واملوا * وللرجاء حرمة لا تجهل
فابلهم خيرا فأنت الأفضل * وافعل كما كنت قديما تفعل
ومن أخباره ما في كشكول البهائي: حكي انه ذكر للرشيد قول أبي
نواس:
فاسقني البكر التي اعتجرت * بخمار الشيب في الرحم
فقال لمن حضره ما معناه فقال أحدهم ان الخمرة إذا كانت في دنها
كان عليها شئ مثل الزبد وهو الذي اراده وكان الأصمعي حاضرا فقال يا
أمير المؤمنين ان أبا علي رجل خطر وان معانيه لخفية فاسألوه عن ذلك
فاحضروه وسئل فقال إن الكرم يكون عليه شبيه بالقطن فقال الأصمعي ألم
أقل لكم ان أبا نواس أدق نظرا مما ذكرتم انتهى ومن أخباره كما في
(٣٤٩)

روضات الجنات انه خرج مع أصحابه إلى نزهة فمر بهم غلام من أهل
البادية يسوق غنما له فقال أبو نواس لأصحابه ألا اضحككم منه قالوا له
افعل فصاح به وقال:
أيا صاحب الشاء اللواتي يسوقها * بكم ذلك الكبش الذي قد تقدما
فاجابه الراعي على البديهة:
ابيعكه ان كنت تبغي شراءه * ولم تك مزاحا بعشرين درهما
فقال له أصحابه هو والله أشعر منك. ومن أخبار أبي نواس بمصر ما
رواه المرتضى في الأمالي بسنده عن إبراهيم بن الخصيب قال وقف أبو نواس
بمصر على النيل فرأى رجلا قد اخذه التمساح فقال:
أضمرت للنيل هجرانا ومقلية * منذ قيل لي انما التمساح في النيل
فمن رأى النيل رأى العين من كثب * فما أرى النيل الا في البواقيل
قال وقد أخطأ الصولي في تفسير بيت أبي نواس بان البواقيل سفن
صغار لان البواقيل جمع بوقال وهو آلة على هياة الكوز تعمل من الزجاج
وغيره قال وهذا مثل قول ابن الرومي:
وأيسر أشفافي من الماء انني * امر به في الكوز مر المجانب
وأخشى الردى منه على كل شارب * فكيف بأمنية على نفس راكب
وانما أراد انني لا امر بماء النيل الا إذا أردت شربه في كوز أو بوقال
وما أشبه ذلك وأظن أنه استمر عليه الوهم من جهة قوله فما أرى النيل
وصرف ذلك إلى أنه أراد النيل على الحقيقة وانما أراد ماء النيل وما علمت أن
السفن الصغار يقال لها بواقيل الا من قول الصولي هذا ولو كان ما ذكره
صحيحا من أن ذلك اسم لصغار السفن لكان بيت أبي نواس بما ذكرناه
أشبه وأليق وادخل في معنى الشعر وكيف يدخل شبهة في ذلك مع قوله
فمن رأى النيل رأي العين من كثب ومن رأى النيل في السفن فقد رآه من
كثب ومن رأى ماءه في الآنية على بعد فلا يكون رائيا له من كثب.
روايته الحديث
قد عرفت عند ذكر أقوال العلماء فيه وستعرف عند ذكر مشايخه انه
كان من رواة الحديث وروى عن عدة مشايخ.
ما روي من طريقه
في تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن كثير أبو عبد الله الصيرفي البابشامي
انه روي عنه عن أبي نواس الشاعر عن حماد بن سلمة يرفعه إلى انس بن
مالك حديثان مسندان إلى النبي ص أحدهما أنه قال لا يموتن أحدكم
حتى يحسن ظنه بالله فان حسن الظن بالله ثمن الجنة. ورواه ابن عساكر
من طرق متعددة وثانيهما أنه قال لكل نبي شفاعة واني اختبأت شفاعتي
لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة.
مداعبته مع مشايخ الحديث واللغة
من طريف حال أبي نواس ان يكون راويا للحديث وهو شاعر
مستغرق الشعر في المجون والتفنن في الغزل ووصف الخمر وما إلى ذلك
ومن هذا دأبه لا يميل إلى رواية الحديث لكن علو همته دعاه إلى الدخول في
كل فن والجمع بين ما لا يتناسب فتراه وهو يروي عن عدة مشايخ تزيد على
ثمانية يولع بافانين المجون والغزل ووصف الخمر ولم يترك أبو نواس الظرف
والمداعبة في شعره حتى في حال طلبه الحديث ومع أحد مشايخه فيه. روى
الخطيب في تاريخ بغداد عن ابن عائشة قال كنا على باب عبد الواحد بن
زياد أحد مشايخ أبي نواس في الحديث ومعنا أبو نواس فقال يعني عبد
الواحد ليسأل كل واحد منكم ثم قال اي لأبي نواس سل يا فتى فأنشأ
يقول:
ولقد كنا روينا * عن سعيد عن قتادة
عن سعيد بن المسيب * ان سعد بن عباده
قال من مات محبا * فله أجر الشهادة
فالتفت اليه عبد الواحد بن زياد وقال اعزب عني يا خبيث والله
لا حدثتك بشئ وانا أعرفك. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق مع تغيير
وزيادة قال: قال سليمان بن داود بينا نحن ذات يوم عند عبد الواحد بن
زياد وأبو نواس حاضر فقلنا لبعضنا ليختر كل واحد منك عشرة أحاديث
فاختاروا ولم يختر أبو نواس فقلنا يا فتى ما لك لا تختار فأنشدنا:
ولقد كنا روينا * عن سعيد عن قتادة
عن سعيد بن المسيب * ثم سعد بن عباده
وعن الشعبي والشعبي * شيخ ذو جلاده
وعن الأخيار يحكيه * وعن أهل الوفاة
ان من مات محبا * فله أجر الشهادة
فقال له عبد الواحد قم يا ماجن وبلغ ذلك مالك بن أنس
وإبراهيم بن يحيى فقالا عراقي غث ليس له تمام نسك ولا عقل ولا ظرف
فهلا اغتنم ظرفه فقال أبو نواس:
لعمرك ما العبد المؤدي ضريبة * بل العبد عبد الواحد بن زياد
فليس بذي دنيا ولا ذي ديانة * ولا ذي حجى في علمه وسداد
وحكى أن منظور هذا الخبر على نحو آخر فقال: أقبل أبو نواس إلى
مجلس عبد الواحد بن زياد بالبصرة وقد كثر عليه أصحاب الأحاديث
ليسألوه عنها فقال لهم ليسأل كل رجل منكم عن ثلاثة أحاديث وليمض
ففعل الناس ذلك حتى إنتهى إلى أبي نواس فقال يا غلام سل أنت فقعد
بين يديه وقال هاك الحديث فقال هات فأنشده:
ولقد كنا روينا * عن سعيد عن قتادة
عن زرارة بن أوفى * إن سعد بن عباده
قال من لاقى حبيبا * فاز منه بالسعادة
وإذا مات محبا * فله أجر الشهادة
والذي يجمع ألفين * على حسن الإرادة
بوقار وسكون * وتات للمراده
هو في ذاك حكيم * زعمت ذاك جراده
نية الفاسق فاعلم * هي خير من عباده
أترى ذاك صوابا * نتبع منه سداده
قد روى ذاك هشام * عن أبان عن جنادة

(١) الذي في الأصل فقيل له ولكن السياق ورواية تاريخ بغداد يدلان على أن القائل له عبد
الواحد ولذلك هجاه بالبيتين الآتيين.
(٢) جرادة امرأة بالبصرة تجمع بين الرجال والنساء - المؤلف -.
(٣٥٠)

فقال له عبد الواحد قم عليك لعنة الله والله لا أحدثك بعد ذلك ولا
أعرف وجهك فقام أبو نواس وقال والله لا أتيت مجلسك وأنت ترد الصحيح
من الأحاديث، وحكى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن عبيد الله بن
محمد بن عائشة قال اتيت إسحاق بن يوسف الأزرق يوما فلما رآني بكى
فقلت ما يبكيك فقال هذا أبو نواس قلت ما له قال يا جارية إئتيني
بالقرطاس فإذا فيه مكتوب:
يا ساحر المقلتين والجيد * وقاتلي منك بالمواعيد
توعدني الوصل ثم تخلفني * يا ويلة لي من خلف موعودي
حدثني الأزرق المحدث عن شمر * وعوف عن ابن مسعود
ما تخلف الوعد غير كافر * أو كافر في الجحيم مصفود
كذب والله علي وعلى التابعين وعلى أصحاب محمد ص ما حدثته والله
بهذا قط انتهى وهذا يدل على إن إسحاق هذا كان مغفلا. ومن طرائفه
التي ترتبط بعلم الحديث ما رواه الخطيب باسناده أنه لقي شعبة وهو من
رواة الحديث أبا نواس فقال له يا حسن حدثنا من طرفك فقال:
حدثنا الخفاف عن وائل * وخالد الحذاء عن جابر
ومسعر عن بعض أصحابه * يرفعه الشيخ إلى عامر
قالوا جميعا أيما طفلة * علقها ذو خلق طاهر
فواصلته ثم دامت له * على وصال الحافظ الذاكر
كانت لها الجنة مفتوحة * ترتع في مرتعها الزاهر
وأي معشوق جفا عاشقا * بعد وصال دائم ناضر
ففي عذاب الله بعدا له * نعم وسحق دائم ذاخر
فقال له شعبة إنك لجميل الأخلاق وإني لأرجو لك. فانظر إلى
الفرق بينه وبين إسحاق. وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن
عبيد الله بن محمد بن عائشة قال رأيت أبا نواس في مجلس عبد الواحد بن
زياد فقلت أرجو أن يكون صلح إلى أن قال فانصرفت إلى منزلي وإذا قد
سبقت برقعة وإذا فيها مكتوب:
لولا غزال كغصن بان * يجري مع الشمس في عنان
ما كنت أسعى إلى فقيه * مباعد الدار غير داني
أسمع من لفظه فصولا * عنها قد أغنيت بالقران
أنا بوصفي مقدمات * من الأباريق والقناني
أحذق مني بان أنادي * حدثنا ثابت البناني
وعن محاضرات الراغب: كان أبو نواس مولعا بأبي عبيدة النحوي
معمر بن المثنى فكتب يوما على أسطوانة كان يستند إليها أبو عبيدة:
صلى الاله على لوط وشيعته * أبا عبيدة قل بالله آمينا
لانت عندي بلا شك زعيمهم * منذ احتلمت وقد جاوزت ستينا
فلما رآه أبو عبيدة قال لبعض أصحابه ويحك إصعد فوقي وحكه
فتطأطأ له وصعد يحكه فلما ثقل عليه قال أوجز فقال حككته كله ولم يبق إلا
لوط فقال ويحك هذا هو المقصود. وفي مروج الذهب: كان أبو عبيدة يقعد في
مسجد البصرة إلى سارية من سواريه فكتب أبو نواس عليها في غيبته: صلى
الاله على لوط البيت فلما جاء أبو عبيدة إلى تلك السارية قال هذا فعل
الماجن أبي نواس حكوه وإن كان فيه صلاة على نبي. وقال ابن منظور قال
محمد بن هشام كنا عند أبي عبيدة في المسجد الجامع ومعنا أبو نواس إذ كتب
إنسان على دفتره شيئا وقد لحظ الأسطوانة فقال له أبو عبيدة ما هذا الذي
تكتب فنظرنا فإذا بيت قد قاله أبو نواس وهو: صلى الاله على لوط
البيت فقال أبو عبيدة هذا عمل الخبيث يعني أبا نواس وكنا أربعة أو
خمسة فقال أبو عبيدة لكيسان أيما أحب إليك أن تجبي لي فامحوه أو أجبي
لك فتمحوه أنت قال أجب لي أنت فانحني أبو عبيدة وحمل كيسان على
ظهره وقال له حكه قال كيسان فجعلت أحكه وهو يقول لي ويحك عجل لا
نفتضح عند الناس ثم قال لي قد فرغت قلت قد بقي لوط وحده فقال لي
أبو عبيدة وهل نهرب إلا من لوط حكه فحككته إنتهى ويظهر إن أبا
نواس كتبه في موضع عال لا تناله اليد حتى يصعب حكه. قال ابن
منظور: وقيل إن هذا البيت وجد في رقعة في مجلس أبي عبيدة وبعده بيت
آخر وهو فأنت عندي البيت المتقدم فاتهم بذلك أبا محمد اليزيدي
يحيى بن المبارك وأبا نواس فاعتذر إليه أبو نواس فقبل عذره ولم يعتذر
اليزيدي فقال أبو عبيدة لا فخرت عندي الرباب باني ذكرتها أبدا فكيف
أذكر عبدها وكان اليزيدي مولى لعدي الرباب إنتهى. ومن عبثه بأبي
عبيدة ما ذكره ابن منظور قال: جاء أبو نواس بناطف فألقاه على سارية أبي
عبيدة وجاء أبو عبيدة فاتكا على قفاه إلى السارية فلما انتصف النهار واشتد
الحر ذاب الناطف فسال على وجه أبي عبيدة وعينيه ولحيته وثيابه فقال
قبح الله الماجن الخبيث أبا نواس فان هذا من عمله قال وقال الجماز: كنا
في حلقة أبي عبيدة فوجدنا فيها رقاعا في كل رقعة منها مكتوب:
أمر الأمير باخذ أولاد الزنا فتفرقوا لا تؤخذوا فتعاقبوا
فقال أبو عبيدة من فعل هذا لعنه الله فقال أبو نواس لو علمت من
فعل هذا لأهجونه فضحك أبو عبيدة وقال: ومحترس من مثله وهو
حارس.
أخباره مع والبة بن الحباب
قال جامع ديوانه: خرج أبو نواس يوما مع والبة بن الحباب من
الكوفة يريدان الحيرة وهما يمشيان وأرجلهما تغرق في الرمل وقد جاعا فقال
أبو نواس:
يا ليت فيما بيننا ستة * أرغفة ما بينها وزه
فقال والبة:
من وز أرض الصين نؤتى بها * مشوية تتبعها رزه
فقال أبو نواس:
جواذبة تؤخذ من بعدها * خمر من الحيرية المزه
فقال والبة:
يديرها ساق وقد شابها * من ماء مزن جوف فافزه
فقال أبو نواس:
معه جوار كالمها زانها * نضم جمان مع نقابزه
فقال والبة:
وكلنا للبيض يهوى كما * كنير كان هوى عزه

(١) عمرو بن رسم خ.
(٢) التجبية ان يقوم الانسان قيام الراكع. - المؤلف -
(٣٥١)

فقال أبو نواس:
طاب لنا العيش ولكننا * أرجلنا في الرمل مرتزه
فقال والبة:
مع عرق منسكب حائل * يجري من النحر إلى الحزه
خبره مع حمدان بن زكريا الخزاز
قال جامع ديوان أبي نواس قال الهيثم الخثعمي الكوفي: قدم علينا
أبو نواس الكوفة يريد الحج فاستزرته فزارني فرأى عندي دفترا فيه شعر
حمدان بن زكريا الخزاز فنظر فيه فاستبرده فدعا بكوز ماء فصبه عليه وقال
هذا حق هذا الشعر فبلغ الخبر حمدان فجاءني رسوله برقعة فيها:
قل للنواسي لقد جاءني * منك لعمري خبر نادر
لولا فتى خثعم قرم الورى * صال عليك الأسد الخادر
فأربع على نفسك وانظر لها * فما عداك المثل السائر
أنت كما قد قيل فيما مضى * قد ذل من ليس له ناصر
فاجابه أبو نواس:
قولا لحمدان وما شيمتي * أن أهدي النصح له مخلصا
ما أنت بالحر فألحي ولا * بالعبد استعتبه بالعصا
فرحمة الله على آدم * رحمة من عم ومن خصصا
لو كان يدري أنه خارج * مثلك من إحليله لاختصى
الأبيات الآتية قال وقد روى النيبختيون خبر هذه الأبيات من
جهة أخرى قالوا حضر أبو نواس مع جماعة سطحا عاليا من سطوح بني
نيبخت يطلبون هلال الفطر وكان سليمان بن أبي سهل في عينيه سوء فقام
أبو نواس بإزائه ثم قال يا أبا أيوب كيف ترى الهلال من بعد وأنت لا تراني
من قرب فقال سليمان قد رأيتك تمشي القهقرى حتى تدخل في حر
جلبان. فاحفظ ذلك يا أبا نواس فقال في سليمان:
قل لسليمان وما شيمتي * أن أهدي له النصح مخلصا
الأبيات فاجابه سليمان بن أبي سهل قال:
إن ابن هاني سفلة خالص * ما وحد الله وما أخلصا
أغلى بذكري شعره واغتدى * بالقرض في أشباهه مرخصا
وكان في شعري وتغريده * لخوف من يأتيه قد قلصا
كالكلب هر الليث حتى إذا * أهوى إليه مخلبا بصبصا
وقال جامع ديوانه لما قال أبو نواس:
يا رئم هات الدواة والقلما * أكتب شوقي إلى الذي ظلما
من صار لا يعرف الوصال وقد * زاد فؤادي في حبه ألما
غضبان قد عزني هواه ولو * يسال مما غضبت ما علما
فليس ينفك منه عاشقه * في جمع عذر من غير ما اجترما
لو نظرت عينه إلى حجر * ولد فيه فتورها سقما
أظل يقظان في تذكره * حتى إذا نمت كان لي حلما
عارضه الخزاز فقال:
ان باح قلبي فطالما كتما * ما باح حتى جفاه من ظلما
وكيف يقوى على الجفاء فتى * قد مات أو كادوا أراه وما
أشك أن الهوى سيقتلني * من غير سيف ولا يريق دما
كيف احتيالي لشادن غنج * أصبح بعد الوصال قد صرما
ما قلت لما علا الصدود به * يا رئم هات الدواة والقلما
لكن سفحت الدموع من حزن * لما تمادى الصدود ثم نما
إن الرسول الذي أتاك بما * أتاك عني قد حرف الكلما
خبره مع أبي العتاهية
حكى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي
قال: اجتمع عندي أبو نواس وأبو العتاهية وكل واحد منهما لا يعرف
صاحبه فعرفت أبا العتاهية بأبي نواس فسلم عليه وجعل أبو نواس ينشد من
سفساف شعره فاندفع أبو العتاهية فأنشد فجعل أبو نواس يقول هذا والله المطمع
الممتنع فقال له أبو العتاهية هذا القول والله منك أحسن من كل ما أنشدت
كيف البيت الذي مدحت به الرشيد قال الربيع:
قد كنت خفتك ثم آمنني * من أن أخافك خوفك الله
قال لوددت أني كنت سبقتك إليه وزاد ابن الأنباري في روايته بعد
هذا البيت:
فعفوت عنا عفو مقتدر * حلت به نعم فألفاها
أخباره مع مسلم بن الوليد
قال جامع ديوانه: اجتمع أبو نواس يوما مع مسلم فتلاحيا فقال
مسلم ما أعلم لك بيتا يسلم من سقط فقال أبو نواس هات فقال قولك:
ذكر الصبوح بسحرة فارتاحا * وأمله ديك الصباح صياحا
لما ذا أمله ديك الصباح وهو يبشره بالصبوح الذي ارتاح إليه فكيف
يجتمع ارتياح وملل فقال أبو نواس أنشدني أنت أي شعرك شئت فأنشده
مسلم:
عاصى الشباب فراح غير مفند * وأقام بين عزيمة وتجلد
فقال أبو نواس: ناقضت ذكرت أنه راح والرواح لا يكون إلا
بالانتقال من مكان ثم قلت وأقام بين عزيمة وتجلد فجعلته منتقلا مقيما
وتشاغبا في ذلك ثم افترقا فقال أبو نضلة مهلهل بن يموت بن المزارع ابن
أخت الجاحظ: غلط مسلم في معارضته لأبي نواس لأنه إنما ارتاح للشرب
ولم يرتح لصوت الديك فلما أكثر مل استماع صياحه إنتهى. وقال ابن
منظور: اجتمع أبو نواس ومسلم بن الوليد في مجلس فقال مسلم لأبي
نواس والله ما تحسن الأوصاف فقال له أبو نواس لا والله ما أحسن أن
أقول:
سلت فسلت ثم سل سليلها * فاتى سليل سليلها مسلولا
والله لو رحمت الناس في الطرق لكان أحسن لك من هذا.
خبره مع الرقاشي واسمه الفضل بن العميد
قال جامع ديوانه: اجتمع أبو نواس يوما مع الرقاشي في مجلس
فتذاكرا الشعر فقال له أبو نواس لقد سبقتني إلى ابيات وددت انها لي بجميع
شعري قال وما هي قال قولك:
(٣٥٢)

نبهت ندماني الموفي بذمته * من بعد أتعاب طاسات وأقداح
فقلت خذ واسقني واشرب وغن لنا * يا دار مثواي بالقاعين فالساح
فما حسا ثانيا أو بعض ثالثة * حتى استدار ورد الراح بالراح
فقال له الرقاشي: لكنك أنت سبقتني ببيتين وددت أنهما لي بجميع
شعري فقال وما هما قال قولك:
ومستطيل على الصهباء باكرها * في فتية باصطباح الراح حذاق
فكل شئ رآه ظنه قدحا * وكل شخص رآه قال ذا ساقي
أخباره مع الرشيد
قال ابن منظور قال أبو نواس: أول اتصالي بالخلفاء أن الرشيد قال
ذات ليلة لهرثمة بن أعين أطلب لي رجلا يصلح للحديث وللمسر فخرج
هرثمة فسال فدل علي فأدخلني عليه فسألني الرشيد عن اسمي واسم أبي
فأخبرته ثم قال لي يا حسن أرقت في هذه الليلة فخطر ببالي هذان البيتان:
وقهوة كالعقيق صافية * يطير من حسنها لها شرر
زوجتها الماء كي تذل له * فامتنعت حين مسها ذكر
فقلت بديها:
كذلك البكر عند خلوتها * يظهر منها الحياء والخفر
حتى إذا ساسها مملكها * فما لها فيه ثم مزدجر
قال أحسنت والله وأمر لي بمال وكان سبب اتصالي به. وفي بعض
حكاياته معه إنه أمر له بعشرين ألف درهم. قال ابن منظور: كان إسحاق
الموصلي يتعصب لأبي نواس ويشيد ذكره ويجهر بتفضيله ويجلب له الرفد من
الرشيد ويحط من قدر الأصمعي لتنافس بينهما حتى أخذ أبو نواس المقام
الأول بين الندماء وبنى لنفسه في نهر طابق الدور التي لم يبن مثلها عظماء
الناس بينهما الأصمعي يستقرض من أصحابه حاجته من المال. قال وإنما
حصل أبو نواس على المكانة عند الرشيد بأنه كان إذا بكر إليه سال أبو
نواس خواص أهل بيت الرشيد عما يكون في نفسه أو يكون جرى له في
ذلك الوقت ثم ينشده أشعارا لطيفة في مطابقة ذلك فيطيب بها نفسا. قال
أبو نواس: ولقد كنت يوما معه بداره وعلمت من بعض خدمه إنه دخل
مقصورة جارية على غفلة منها فوجدها تغتسل وقت الظهر فلما رأته تجللت
بشعرها فأعجبه ذلك منها فلما دخل أبو نواس أنشده:
نضت عنها القميص لصب ماء * فورد وجهها فرط الحياء
وقابلت الهواء وقد تعرت * بمعتدل أرق من الهواء
ومدت راحة كالماء منها * إلى ماء معد في إناء
فلما أن قضت وطرا وهمت * على عجل إلى أخذ الرداء
رأت شخص الرقيب على التداني * فأسدلت الظلام على الضياء
وغاب الصبح منها تحت ليل * وظل الماء يقطر فوق ماء
فسبحان الاله وقد براها * كأحسن ما يكون من النساء
فقال الرشيد على سبيل الاستغراب أمعنا كنت قال لا وإنما شئ
خطر لي بالبال فقتله فضحك الرشيد ثم أمر له بجائزة وصرفه. قال ابن
منظور قال بعض المترجمين ممن يحيط علما بأحوال أبي نواس أن هذه
الحكايات من أبي نواس والرشيد موضوعات وإن أبا نواس ما دخل على
الرشيد قط ولا رآه وإنما دخل على محمد الأمين وما ملك أبو نواس عشرين
ألف نواة فكيف بعشرين ألف درهم إنتهى. أقول الرشيد ملك
سنة ١٨٠ ومات سنة ١٩٣ وأبو نواس مر إنه ولد سنة ١٣٦ على الأقل
و ١٤٩ على الأكثر وتوفي سنة ١٩٥ على الأقل و ٢٠٠ على الأكثر وعلى كل
حال فيكون قدد أدرك خلافة الرشيد ولا بد لمثله في تميزه بين الشعراء أن
يكون قد دخل على الرشيد. وملكه عشرين ألف درهم لا وجه لانكاره
فأمثاله من الشعراء كان ملوك بني العباس يغدقون لهم العطاء أما هذه
القضايا التي تنقل له مع الرشيد فقد أشرنا عند ذكر أقوال العلماء فيه أن
بعضها موضوع والحكاية الآنفة الذكر يمكن وقوعها والشعر الذي فيها قال
ابن منظور انه من جيد الشعر وقال القاضي عياض في الشفا قد أنكر الرشيد
على أبي نواس قوله:
وإن يك باقي سحر فرعون فيكمو * فان عصى موسى بكف خصيب
وقال له يا ابن اللخناء أنت المستهزئ بعصا موسى وأمر باخراجه
عن عسكره في ليلته إنتهى أقول الخصيب من موالي الرشيد ولاه
مصر لما قرأ فرعون المحكي في القرآن الكريم: أليس لي ملك مصر
فحلف ليولينها مولى من مواليه ولأبي نواس فيه مدائح كثيرة تأتي في أخباره
معه. وفي المحاسن والمساوي للبيهقي قيل أدخل الفضل بن يحيى أبا نواس
إلى عند الرشيد فقال له الرشيد أنت القائل:
عتقت في الدن حتى * هي في رقة ديني
أحسبك زنديقا قال يا أمير المؤمنين قد قلت ما يشهد لي بخلاف ذلك
قال وما هو قال قلت:
أية نار قدح القادح * وأي حد بلغ المازح
الأبيات الآتية في المواعظ والحكم فقال الفضل يا سيدي إنه يؤمن
بالبعث ويحمله المجون على ذكر ما لا يعتقده. ثم أنشد في مدح
الرشيد:
لقد زاد في رسم الديار بكائي * وقد طال تردادي بها وعنائي
كأني مريغ في الديار طريدة * أراها أمامي مرة وورائي
فلما بدا لي الياس عديت ناقتي * عن الدار واستولى علي عزائي
إلى بيت حان لا تهر كلابه * علي ولا ينكرن طول ثوائي
فما رمته حتى أتى دون ما حوت * يميني وحتى ريطتي وحذائي
فان تكن الصهباء أودت بتالدي * فلم تود لي أكرومتي وحيائي
وكاس كمصباح السماء شربتها * على قبلة أو موعد بلقاء
أتت دونها الأيام حتى كأنها * تساقط نور من فتوق سماء
ترى ضوءها من ظاهر البيت ساطعا * عليك ولو غطيتها بغطاء
تبارك من ساس الأمور بقدرة * وفضل هارونا على الخلفاء
نعيش بخير ما انطوينا على التقى * وما ساس دنيانا أبو الأمناء
أشم طوال الساعدين كأنما * يناط نجادا سيفه بلواء
فخلع عليه الرشيد ووصله بعشرة آلاف درهم والفضل بمثلها
إنتهى.
ومن مدائحه في الرشيد قوله:
حي الديار إذ الزمان زمان * وإذ الشباك لنا حرى ومعان
(٣٥٣)

يا حبذا سفوان من متربع * ولربما جمع الهوى سفوان
وإذا مررت على الديار مسلما * فلغير دار أميمة الهجران
أنا نسبنا والمناسب ظنه * حتى رميت بنا وأنت حصان
يقول في وصف الناقة:
لما نزعت عن الغواية والصبا * وخدت بي الشدنية المذعان
سبط مشافرها دقيق خطمها * وكان سائر خلقها بنيان
واحتازها لون جرى في جلدها * يقق كقرطاس هجان
وقال في مديحها:
وإلى أبي الأمناء هارون الذي * يحيا بصوب سمائه الحيوان
ومن إغراقه في المبالغة فيها قوله:
ملك تصور في القلوب مثاله * فكأنما لم يخل منه مكان
ما تنطوي عنه القلوب بفجرة * إلا يكلمه بها اللحظان
فيظل لاستنبائه وكأنه * عين على ما غيب الكتمان
حتى الذي في الرحم لم يك صورة * لفؤاده من خوفه خفقان
حذر امرئ نصرت يداه على العدى * كالدهر فيه شراسة وليان
يقول فيها:
هارون الفنا إئتلاف مودة * ماتت لها الأحقاد والأضغان
في كل عام غزوة ووفادة * تنبت بين حفاهما الأقران
حج وغزومات بينها الكرى * باليعملات شعارها الوخدان
يرمي بهن نياط كل تنوفة * في الله رحال بها ظعان
حتى إذا واجهن إقبال الصفا * حن الحطيم واطت الأركان
لأغر ينفجر الدجى عن وجهه * عدل السياسة حبه إيمان
يصلى الهجير بغرة مهدية * لو شاء صان أديمها الأكنان
لكنه في الله مبتذل لها * أن التقي مسدد ومعان
ألفت منادمة الدماء سيوفه * فلقلما تحتازها الأجفان
متبرج عريض الندى * حصر بلا من فم ولسان
للجود من كلتا يديه محرك * لا يستطيع بلوغه الاسكان
وقال يمدح الرشيد من قصيدة:
نفسي فداؤك يوم دابق منعما * لولا عواطف حلمه لم أطلق
حرمت من لحمي عليك محللا * وجمعت من شتى إلى متفرق
فاقذف برجلك في جناب خليفة * سباق غايات بها لم يسبق
يقول فيها في وصف الناقة:
أنا إليك من الصليت فداسم * طلع النجاد بنا وجيف الأينق
يتبعن مائرة الملاط كأنما * ترنو بعيني مقلة لم تفرق
خنساء ترنو جؤذرا بخميلة * وبها إليه صبابة كالاولق
حتى إذا وجدته لم تر عنده * إلا مجر أهابه المتمزق
ثم عاد إلى مدح الرشيد فقال:
أسدى لهارون الخرفة عنصر * محض تمكن في المصاص المعرق
ملك تطيب طباعه ومزاجه * عذب المذاق على فم المتذوق
يحميك مما تستر بفعله * ضحكات وجه لا يريبك مشرق
حتى إذا أمضى عزيمة رأيه * أخذت بسمع عدوه والمنطق
إني حلفت عليك جهد ألية * قسما بكل مقصر ومحلق
لقد اتقيت الله حق تقاته * وجهدت نفسك فوق جهد المتقي
وأخفت أهل الشرك حتى إنه * لتخافك التطف التي لم تخلق
وبضاعة الشعراء إن أنفقتها * نفقت وإن أكسدتها لم تنفق
أخباره مع الخصيب والي مصر
هو الخصيب بن عبد الرحمن وفي أمالي المرتضى ابن عبد الحميد
العجمي ثم المرادي وقال جامع ديوان أبي نواس: هو دهقان من أهل المذار
شريف الإباء وليس بابن صاحب نهر الخصيب ذاك عبد للمنصور يقال له
مرزوق الرازي ثم انتقل إلى الامارة إنتهى. والخصيب هذا كان واليا
على مصر من قبل الرشيد ومر سبب توليته إياه. وخرج أبو نواس إلى
الخصيب من بغداد إلى دمشق إلى فلسطين إلى مصر ومدحه بعدة قصائد ثم
هجاه على عادة الشعراء قال ابن منظور: لما قدم أبو نواس على الخصيب
بمصر أذن له وعنده جماعة من الشعراء فاستنشده فقال له هنا جماعة من
الشعراء هم أقدم مني وأسن فائذن لهم في الإنشاد فإن كان شعري نظير
أشعارهم أنشدت وإلا أمسكت فاستنشدهم الخصيب فأنشدوا مديحا في
الخصيب فلم تكن أشعارهم مقاربة لشعر أبي نواس فتبسم أبو نواس ثم
قال أنشدك أيها الأمير قصيدة هي بمنزلة موسى تتلقف ما يأفكون فأنشده
هذه القصيدة وابتدأها بالغزل لكن على غير العادة المألوفة وهي من غرر
الشعر فلذلك أوردناها بتمامها قال:
إجارة بيتنا أبوك غيور * وميسور ما يرجى لديك عسير
وان كنت لا خلما ولا أنت زوجة * فلا برحت دوني عليك ستور
وجاورت قوما لا تزاور بينهم * ولا وصل إلا أن يكون نثور
فما أنا بالمشغوف ضربة لازب * ولا كل سلطان علي قدير

(١) من إقامة المثنى مقام المفرد وهو كثير في كلام العرب ويأتي مثله في هذه القصيدة بقوله (عيني
اباغ) وانما هي عين اباغ وقوله الغوطتين وانما هي غوطة واحدة.
(٢) الخلم بالكسر الصديق والصاحب.
(٣) يريد بهم الأموات اي إذا لم تواته فلا يبالي باحتجابها عنه ولا بموتها.
(٤) اي حتى سلطان الحب والهوى وهذا البيت تعليل للبيت الذي قبله. وقد سلك أبو نواس
هنا مسلكا غير ما اعتاده الشعراء في غزلهم الذي يقدمونه امام المدح أو يكون مستقلا، على
عادته في التفنن وطول باعه فيه فهم يبالغون ان حبهم لن يزول وسلوانهم من المحال
مهما كانت الحال ويأتون في ذلك بعبارات وأساليب متنوعة كقول الشاعر:
هواها هوى لم يعرف القلب غيره * فلبس له قبل وليس له بعد
وقال البختري:
والله لا أسلو * ولو جهد الذي
يلحى وما عذر * المحب إذا سلا
وقال أيضا:
أيها الآمري بترك التصابي * رمت مني ما ليس في امكاني
ويقول أبو تمام:
اتطني أجد السبيل إلى العزا * وجد الحمام إذا إلي سبيلا
ويقول:
الحب أولى بقلبي في تصرفه * من أن يغادرني يوما بلا شجن
ويقول:
ولئن حسبت على البلى فلقد غدا * دمعي عليك إلى الممات حبيسا
وقال الحسين بن مطير من شعراء الحماسة:
وقد كنت أرجو ان تموت صبابتي * إذا قدمت أيامها وعهودها
فقد جعلت في حبة القلب والحشى * عهاد الهوى تولى بشوق يعيدها
ويقول الحمامي:
فيا حبها زدني جوى كل ليلة * ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
وقال الحماسي أيضا:
ولما بقيت ليبتعين جوى * بين الجوانح مصرع جسمي
وقال الحماسي أيضا:
ان التي زعمت فؤادك ملها * خلقت هواك كما خلقت هوى لها
وقال الحماسي أيضا: ولو أصبحت ليل ندب على العصا * لكان هوى ليلى جديدا أوائله
- وهذا باب واسع يطول الكلام باستقصائه حتى أن أبا نواس نفسه استعمل هذه الطريقة في
شعره فقال:
ونصيح قال لا تعجل * بهلك النفس خرقا
كدت من غيظ عليه * إذ لحاني اتفقا
ويك ان الحب لم يملك سوى رقي رقا
ولكنه هنا عدل عن الطريقة المألوفة وقال في حق المحبوبة التي أبوها غيور وميسورها عسير
انه لا أبالي بان يكون دونها ستور بل بان نواريها القبور فليس حبها ضربة لازب عليه ولا
سلطان حبها قادرا عليه وانه لا تضره غيرة أبيها ولا تعسر وصالها ما دام كذلك.
(٣٥٤)

وإني لطرف العين بالعين زاجر * فقد كدت لا يخفى علي ضمير
كما نظرت والريح ساكنة لها * عقاب بارساع اليدين ندور
طوت ليلتين القوت عن ذي ضرورة * أزيغب لم ينبت عليه شكير
فأوفت على علياء حين بدا لها * من الشمس قرن والضريب يمور
تقلب طرفا في حجاجي مغارة * من الرأس لم يدخل عليه ذرور
تقول التي من بيتها خف مركبي * عزيز علينا أن نراك تسير
أما دون مصر للغني متطلب * بلى إن أسباب الغنى لكثير
فقلت لها واستعجلتها بوادر * جرت فجرى في جريهن عبير
ذريني أكثر حاسديك برحلة * إلى بلد فيه الخصيب أمير
إذا لم تزر أرض الخصيب ركابنا * فأي فتى بعد الخصيب تزور
فتى يشتري حسن الثناء بماله * ويعلم إن الدائرات تدور
فما جازه جود ولا حل دونه * ولكن يصير الجود حيث يصير
فلم تر عيني سؤددا مثل سؤدد * يحل أبو نصر به ويسير
وأطرق حياة البلاد لحية * خصيبية التصميم حين تسور
سموت لأهل الجور في حال أمنهم * فاضحوا وكل في الوثاق أسير
إذا قام غنته على الساق حلية * لها خطوه عند القيام قصير
فمن يك أمسى جاهلا بمقالتي * فان أمير المؤمنين خبير
وما زلت توليه النصيحة يافعا * إلى أن بدا في العارضين قتير
إذا غاله أمر فاما كفيته * وأما عليه بالكفاة تشير
ثم قال يصف سفره إليه من بغداد إلى مصر:
إليك رمت بالقوم هوج كأنما * جماجمها تحت الرحال قبور
رحلن بنا من عقرقوف وقد بدا * من الصبح مفتوق الأديم شهير
فما نجدت بالماء حتى رأيتها * مع الشمس في عيني أباع تغور
وغمرن من ماء النقيب بشربه * وقد حان من ديك الصباح رسير
ووافين إشراقا كنائس تدمر * وهن إلى رعن المدخن صور
يؤممن أهل الغوطتين كأنما * ولم يبق من أجراحهن شطور
لها عند أهل الغوطتين ثئور * وأصبحن بالجولان يرضخن صخرها
وقاسين ليلا دون بيسان لم يكد * سنا صبجه للناظرين ينير
وأصبحن قد فوزن عن نهر فطرس * وهن عن البيت المقدس زور
طوالب بالركبان غزة هاشم * وفي الفرما من حاجهن شقور

(١) الزجر العيافة وهو ضرب من التكهن يقول انني اعرف ضمير الرجل من النظر في طرف
عينه.
(٢) هذا البيت والثلاثة بعده اقتضاب لامر جديد ولا ترتبط بما قبلها الا على وجه بعيد.
(٣) العقاب بالضم طائر معروف حاد البصر ولذلك قالت العرب ابصر من عقاب. وخص
وقت سكون الريح لأنه اهدأ لها (والأرساغ) جمع رسغ بالضم وهو الموضع المستدق فوق
الحافر ومفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم من كل دابة وظاهر للغويين انه لغير
الطير فجعله للطير من باب التشبيه (وندور) من ندر إذا سقط من جوف شئ أو من بين
أشياء وأراد هنا نهوضها بسرعة.
(٤) تصغير ازغب من الزغب محركه وهو أول ما يبدو من الريش.
(٥) الثكير صغار الريش بين كباره.
(٦) أشرفت.
(٧) العلياء رأس الجبل.
(٨) الضريب الثلج والجليد والصقيع.
(٩) الحجاج بالفتح ويكسر العظم الذي ينبت عليه الحاجب.
(١٠) الذرور الدواء الذي يدر في لعين (ومعنى) هذه الأبيات انه شبه حدة فكره ومعرفته
الضمير بنظره إلى وجه غره وعينيه بنظر العقاب المعروفة بحدة البصر حين فقدت القوت
لفرخها يومين فطارت وأشرفت على رأس جبل أول طلوع الشمس لأنه وقت طلبها لرزق
وجعلت تفتش على قوت لفرخها وتقلب طرفها في حجاجي عينيها الغائرتين في رأسها الذي
لم يدخل عليه ذرور لعدم حاجته اليه فإذا انضاف إلى حدة بصرها حاجة فرضها إلى القوت
الذي مضى عليه يومان بغير قوت كانت شديدة الحرص على وجدان القوت وجديرة بالعثور عليه
- المؤلف -
(١١) شبه رؤوسها التي سكنت تحت الرحال المشرفة عليها من شدة الاعياء بالقبور لان كلا منهما
ساكن لا يتحرك.
(١٢) عقرقوف قرية من نواحي دجيل بينهما أربعة فراسخ والى جانبها تل عظيم من تراب يرى من
خمسة فراسخ.
(١٣) يقال نجد كغني اي عرق من التعب والماء هنا العرق.
(١٤) عين اباغ بضم الهمزة واد وراء الأنبار على طريق الشام وليست بعين ماء. في معجم البلدان
حي عن أبي نواس أنه قال جهدت على أن تقع في الشعر عين اباغ فامتنعت علي فقلت
عيني اباغ.
(١٥) تغور اي تغرب هي والشمس في هذا الوادي لأنها لما كانت الوادي تلقاء غروب الشمس
جعلها تغرب فيها.
(١٦) من غمر نرسه بالتشديد إذا سقاه الغمر وهو الصغير القدم لضيق الماء.
(١٧) في معجم البلدان النقيب موضع بالشام بين تبوك ومعان (انتهى) أرى ان الذي في شعر أبي
نواس غير هذا فهو ماء بين تدمر والأنبار في طريق القاصد من العراق إلى الشام فأين هو من
تبوك ومعان.
(١٨) جمع كنيسة ويمكن ان يكون استعارها لأبنية تشبهها.
(١٩) هكذا في عدة نسخ من ديوان أبي نواس وديوان ابن عنين وغيرهما ولم نعثر على ما يؤيد
صحتها ولا ما بين المراد منها وربما احتمل أن تكون تصحيف المداخل وهضب مداخل
يشرف على جبل الريان الذي هو بالبلقاء وهو لبعد البلقاء عن طريق أبي نواس والذي أظنه
انه المداخن جمع مدخن وهو الذي يبني عاليا ليخرج منه الدخان ولهذا وصفها بالرعن.
(٢٠) الصور جمع أصور اي مائل يعني انها تميل بأعناقها إلى هذه المداخن العالية.
(٢١) الغوطة هي غوطة دمشق وثناها للضرورة كما ثنى عين اباغ فيما مر.
(٢٢) كنى بذلك عن سرعة سيرها فكأنها مغيرة لاخذ ثار.
(٢٣) اجراحهن جمع جرح اي التحمت جروحهن ولم يبق شطر منهن.
(٢٤) مضين وتجاوزن.
(٢٥) هو نهر أبي فطرس بضم الفاء والراء على اثني عشر ميلا من الرملة وسماه نهر فطرس
للضرورة.
(٢٦) جمع أزور اي مائل.
(٢٧) الفرما بلدة بمصر والشقور الحاجة اي لم يبق من حاجاتهن حاجة. - المؤلف -
(٣٥٥)

ولما أتت فسطاط مصر أجارها * على ركبها أن لا تزال مجير
من القوم بسام كان جبينه * سنا الفجر يسري ضوؤه وينير
زها بالخصيب السيف والرمح في الوغى * وفي السلم يزهو منبر وسرير
جواد إذا الأيدي كففن عن الندى * ومن دون عورات النساء غيور
له سلف في الأعجمين كأنهم * إذا استؤذنوا يوم السلام بدور
وإني جدير إذ بلغتك بالمنى * وأنت بما أملت منك جدير
فان تولني منك الجميل فأهله * وإلا فاني عاذر وشكور
وهذا من أكاذيب الشعراء، يقول هذا وفي نفسه:
فان تولني مالا سلمت من الهجا * وإلا فهجوي ما بقيت كثير
ومع إنه أولاه الجميل فلم يعذر ولم يشكر وهجاه كما يأتي. قال ابن
منظور: ولما قال أبو نواس:
ذريني أكثر حاسديك برحلة * إلى بلد فيه الخصيب أمير
قال له الخصيب إذن يكثر حسادها وتبلغ أملها وأمر له بألف دينار.
وقال يمدح الخصيب أيضا:
لم تدر جارتنا ولا تدري * إن الملامة إنما تغري
هبت تلومك غير عاذرة * ولقد بدا لك أوسع العذر
واستبعدت مصرا وما بعدت * أرض يحل بها أبو نصر
ولقد وصلت بك الرجاء ولي * مندوحة لو شئت عن مصر
وكذاك نعم السوق أنت لمن * كسدت عليه تجارة الشعر
أنت المبرز يوم سبقهم * أن الجواد بعرفه يجري
علم الخليفة أن نعمته * حلت بساحة طيب النشر
كاف إذا عصب الأمور به * ماضي العزيمة جامع الأمر
فانقع بسيبك غلة نزحت * بي عن بلادي وارتهن شكري
وقال يمدح الخصيب أمير مصر أيضا:
ذكر الكرخ نازح الأوطان * فصبا صبوة ولات أوان
ليس لي مسعد بمصر على الشوق * إلى أوجه هناك حسان
نازلات من السراة فكرخا * يا إلى الشط ذي القصور الدواني
إذ لباب الأمير صدر نهاري * ورواحي إلى بيوت القيان
واعتمالي الكؤوس في الشرب تسعى * مترعات كخالص الزعفران
يا ابنتي أبشري بميرة مصر * وتمني وأسرفي في الأماني
أنا في ذمة الخصيب مقيم * حيث لا تعتدي صروف الزمان
كيف أخشى علي غول الليالي * ومكاني من الخصيب مكاني
قد علقنا من الخصيب حبلا * أمنتنا طوارق الحدثان
كل يوم علي منه سماء * ثرة تستهل بالعقيان
وإذا هزه الخليفة للجلى * مضاها كالصارم الهندواني
قادني نحوك الرجاء فصدقت * رجائي واخترت حمد لساني
إنما يشتري المحامد حر * طاب نفسا لهن بالأثمان
وقال يمدح الخطيب أيضا وهي القصيدة التي مدحها المرتضى في
الأمالي بأحسن مدح كما مر في أقوال العلماء فيه:
يا منة أمنتها السكر * ما يقتضي مني لها الشكر
أعطتك فوق مناك من قبل * من قيل أن مرامها وعر
يثني إليك بها سوالفه * رشا صناعة عينه السحر
ظلت حميا الكاس تبسطنا * حتى تهتك بيننا الستر
في مجلس ضحك السرور به * عن ناجذيه وحلت الخمر
ثم قال في وصف الناقة:
ولقد تجوب بي الفلاة إذا * صام النهار وقالت العفر
شدنية رعت الحمى فاتت * ملء الحبال كأنها قصر
تثني على الحاذين ذا خصل * تعماله الشذران والخطر
أما إذا رفعته شامذة * فتقول رنق فوقها نسر
أما إذا وضعته خافضة * فتقول إرخي دونها ستر
وتسف أحيانا فتحسبها * مترسما يقتاده إثر
فإذا قصرت لها الزمام سما * فوق المقادم ملطم حر
فكأنها مصغ لتسمعه * بعض الحديث باذنه وقر
ثم تخلص إلى المدح فقال:
يرمي إليك بها ذوو أمل * عتبوا فاعتبهم بك الدهر
أنت الخصيب وهذه مصر * فتدفقا فكلاكما بحر
لا تقعدا بي عن مدى أملي * شيئا فما لكما به عذر
ويحق لي إذ صرت بينكما * أن لا يحل بساحتي فقر
قال ابن منظور: فقال له الخصيب إذن لا يخيب أملك ولا ينقطع
مرادك ثم أمر له بألف دينار أخرى قال وكان أهل مصر قد شنعوا على

(١) قال ابن منظور كان حلف ان لا يشربها الا بعد الاجتماع بمحبوبه فلما اجتمع به حلت
(انتهى). وهذا الوجه ذكره المرتضى في الأمالي وقل انه جار على مذهب العرب في تحريمهم
الخمر على نفوسهم إلى أن يأخذوا بثارهم كما قال قائلهم:
حلت الخمر وكانت حراما * وبلأي ما المت تحل
وذكر المرتضى وجها آخر وهو انه أراد ان طيب الموضع وتكامل السرور به صار مقتضيا لشربها.
(٢) قال الشريف المرتضى في الأمالي: صام وقف وذلك له بالامتداد والطول (وقال) من
القائلة وهي نصف النهار (والعفر) الظباء اللوائي في ألوانها حمرة يخالطها كدرة (انتهى).
(٣) الشدنية من الإبل منسوبة إلى شدن موضع باليمن يقال لمبكه ذو شدن.
(٤) الحاذين تثينة حاذ وهو مؤخر الفخذ (وتعماله) عمله (والشذران) رفع الناقة ذنبها من
المرح (والخطر) الاختيال.
(٥) قال المرتضى في الأمالي (شامذة) اي مبالغة في رفع ذنبها ويقال (رتق) الطائر إذا نشر
جناحيه طائرا من غير تحريك (انتهى).
(٦) نسف اي تدني رأسها من الأرض من اسف الطائر إذا طار قريبا من الأرض (والمترسم)
متتبع الرسم ومتأمله قال المرتضى: يقال اثر واثر وإثر ثلاث لغات - يعني بضم الهمزة
وفتحها وكسرها - قال وقد وهم الصولي في تفسير هذا البيت لأنه قال إن أبا نواس جمع الأثر
آثارا ثم جمع الآثار اثرا ثم خفف فقال اثر وليس يحتاج إلى ما ذكره مع ما أوردناه وانما ذهب
عليه أنه قال في الأثر إثر.
(٧) قال المرتضى في الأمالي عند ذكر قول ذي الرمة:
تصغي إذا شدها بالكور جانحة * حتى إذا ما استوى في غرزها تثب
(تصغي تميل رأسها كأنها تستمع ليست بنفور بل مؤدبة مقومة قال: وقد اخذ هذا المعنى أبو
نواس فأحسن نهاية الاحسان فقال يصف الناقة في مدحه للخصيب بن عبد الحميد (فكأنها
مصغ) (البيت) فلم يرض بان وصفها بالاصغاء حتى وصفها بالوقر وهو الثقل في الاذن
لان الثقيل السمع يكون اصغاؤه وميله إلى جهة الحديث أشد وأكثر (انتهى) - المؤلف -.
(٣٥٦)

الخصيب لزيادة في أسعارهم فقال أبو نواس دعني أيها الأمير أكلمهم قال
ذاك إليك فخرج حتى وافى المسجد الجامع وقد تواعدوا أن يجتمعوا فيه
فأنشد قوله من أبيات:
منحتكم يا أهل مصر نصيحتي * إلا فخذوا من ناصح بنصيب
فان يك باق أفك فرعون فيكم * فان عصى موسى بكف خصيب
ويقال إنه ارتجلها على المنبر فلما سمعوها تفرقوا وعاد إلى مجلس
الخصيب فامر له بألف دينار أخرى ويقال إن الرشيد قال له ألا قلت فباق
عصى موسى بكف خصيب فقاله هذا يا أمير المؤمنين أحسن ولكنه لم
يقع لي وعلى هذا فيكون الخصيب قد أجاز أبا نواس بثلاثة آلاف دينار في
ثلاث دفعات ومع ذلك فقد هجاه ولم يقع إلي سبب هجائه إياه قال:
خبز الخصيب معلق بالكوكب * يحمى بكل مثقف ومشطب
جعل الطعام على بنيه محرما * قوتا وحلله لمن لم يسغب
فإذا هم رأوا الرغيف تطربوا * طرب الصيام إلى آذان المغرب
أخباره مع الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك
كانت دولة الرشيد في يد البرامكة فقد استوزر الرشيد يحيى بن خالد
والد الفضل هذا وقال له قد قلدتك أمر الرعية فاحكم فيها بما ترى واعزل
من رأيت واستعمل من رأيت ودفع إليه خاتمه. وكان الأولى بالرشيد لو
كان يتقي الله أن يقول له فاحكم بالعدل وبتقوى الله. ثم نكب الرشيد
البرامكة وقتلهم لتشيعهم في الباطن على الصحيح ودفعهم القتل عن
بعض العلويين وتم تصديق قول: من أعان ظالما بلي به. وإذا كان يحيى
بهذه المنزلة من الرشيد يكون لولديه الفضل وجعفر أعلى منزلة في دولة
الرشيد وقد كانا كذلك ويكون أبو نواس يتقرب بالطبع إلى الفضل
ويمدحه لينال جوائزه وكان الفضل من كرام الدنيا واجواد أهل عصره فمن مدائح أبي
نواس في الفضل قوله من قصيدة:
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد * هواك لعل الفضل يجمع بيننا
وهذا المخلص مما عيب عليه فيه وهو محل العيب. يقول فيها:
إليك أبا العباس من دون من حشا * عليها امتطينا الحضرمي الملسنا
قلائص لم تسقط جنينا من الوجى * ولم تدر ما قرع الفنيق ولا الهنا
نزور عليها من حرام محرم * عليه بان يعدو بزائره الغنى
وفي أنوار الربيع: دخل أبو نواس على الفضل بن يحيى فأنشده
قصيدته التي أولها:
أربع البلى أن الخشوع لبادي * عليك وإني لم أخنك ودادي
فتطير الفضل من هذا الابتداء * فلما انتهى إلى قوله فيها:
سلام على الدنيا إذا ما فقدتمو * بني برمك من رائحين وغادي
استحكم تطيره واشمأز وقال نعيت إلينا أنفسنا فلم يمض إلا أسبوع
حتى نزلت بهم النازلة وقد قيل والله أعلم إن أبا نواس قصد التشاؤم
لهم وكان في نفسه من جعفر إنتهى.
أخباره مع الفضل بن الربيع وولديه العباس ومحمد
كان أبوه الربيع بن يونس بن محمد بن كيسان أبي فروة مولى
عثمان بن عفان لقيطا أو لغير رشدة فيما يقال وكان وزيرا للمنصور ثم
حاجبا لابنه محمد المهدي ثم وزيرا لابنه موسى الهادي ثم قتله الهادي وهو
غير الربيع بن الحسن بن عثمان الذي كان حاجبا للمهدي وابنه الفضل هذا
كان حاجبا للمنصور والمهدي والهادي والرشيد وكان شهما خبيرا بأحوال
الملوك وآدابهم فلما نكب الرشيد البرامكة استوزره بعدهم بعد ما كان حاجبه
قال ابن الطقطقي وكان أبو نواس من شعرائه المنقطعين إليه ومن مدائح أبي
نواس في الربيع وابنه الفضل وحفيده العباس قوله:
ساد الملوك ثلاثة ما منهم * أن حصلوا إلا أغر قريع
ساد الربيع وساد فضل بعده * وعلت بعباس الكريم فروع
عباس عباس إذا احتدم الوغى * والفصل فضل والربيع ربيع
وعن محاضرات الراغب أن الفضل بن الربيع غضب على أبي نواس
فقال أنت القائل:
يا أحمد المرتجى في كل نائبه * قم سيدي نعص جبار السماوات
فقال نعم فسال جماعة الفقهاء عنه فقال كل يحل دمه فقال أبو نواس
إن قلتم ذلك بعقولكم فقبحا لها وإن قلتم تخمينا فما أبعدكم من العقل هل
للسماء من يجبرها وهل بها كسر فاحتيج إلى أن تجبر. وفي تاريخ دمشق:
حبس الفضل أبا نواس في حبس له وكان السجان يقال له سعيد وكان
يعامله معاملة غليظة فكتب إلى الفضل:
أبا العباس زد رجلي قيودا * وثن علي سوطا أو عمودا
ووكل لي وبالأبواب حولي * من لأقوام شيطانا مريدا
واعف محاجري من شخص فدم * ثقيل جده يدعى سعيدا
فقد ترك الحديد علي ريشا * وأوقر ثقله قلبي حديدا
فلما وصلته الأبيات أطلقه وفي تاريخ بغداد كتب أبو نواس إلى
الفضل بن الربيع:
ما من يد في الناس واحدة * إلا أبو العباس مولاها
نام الثقات على مضاجعهم * فسرى إلى نفسي فأحياها
قد كنت خفتك ثم آمنني * من أن أخافك خوف الله
فعفوت عنا عفو مقتدر * حلت به نعم فألفاها
وقال يمدح الفضل بن الربيع من قصيدة:
وعظتك واعظة القتير * ونهتك أبهة الكبير
ورددت ما كنت استعر * ت من الشباب إلى المعير
صور إليك مؤنثا * ت الدل في زي الذكور
عطل الشوى ومواضع * الأزرار منها والنحور
أرهفن أرهاف الأعنة * والحمائل والسيور
مثل الظباء سمت إلى * روض صوادر من غدير
فالآن صرت إلى النهى * وبلوت عاقبة السرور
يا فضل جاوزت المدى * فجللت عن شبه النظير
أنت المعظم والمكبر * في العيون وفي الصدور
فإذا العقول تفاطنتك * عرضن في كرم وخير
وإذا العيون تأملتك * صدرن عن طرف حسير

(١) أراد بالملسن النعال.
(٢) العباس من أسماء الأسد. - المؤلف -
(٣٥٧)

ما زلت في عقل الكبير * وأنت في سن الصغير
حتى تعصرت الشبيية * واكتسيت من القتير
عف المداخل والمخارج * والغريزة والضمير
والله خص بك الخليفة * فاصطفاك على بصير
فإذا ألاث بك الأمور * كفيته قحم الأمور
من قاس غيركم بكم * قاس الثماد إلى البحور
وقال يمدح الفضل بن الربيع أيضا من أبيات:
قد عذب الحب هذا القلب ما صلحا * فلا تعدن ذنبا أن يقال صحا
أبقيت في لتقوى الله باقية * ولم أكن كحريص لم يدع مرحا
وحاجة لم تكن كالحاج واحدة * كلفتها العزم والعيرانة السرحا
يطلبن بالقوم حاجات تضمنها * بدر بكل لسان يلبس المدحا
لقد نزلت أبا العباس منزلة * ما أن ترى خلفها الأبصار مطرحا
وكلت بالدهر عينا غير غافلة * من وجود كفك تاسو كلما جرحا
وقال يمدح الفضل بن الربيع أيضا من أبيات:
مضى أيلول وارتفع الحرور * وأخبت نارها الشعرى العبور
فقوما فالحقا خمرا بماء * فان نتاج بينهما السرور
نتاج لا تدر عليه أم * بحمل لا تعد له الشهور
رأيت الفضل يأتي كل فصل * فقل له المشاكل والنظير
ولم تك نفسه نفسين فيه * ليفصل بين رأييه مشير
تقيلت الربيع ندى وبأسا * وحزما حين تحزبك الأمور
وقال يمدح الفضل بن الربيع أيضا من أبيات:
يا ربع شغلك إني عنك في شغل * لا ناقتي فيك لو تدري ولا جملي
يا فضل غاية خلق الله كلهم * إذا ضربنا بجود غاية المثل
كم قائل لك من داع وقائلة * نفسي فداء أبي العباس من رجل
يفديانك ما اسطاعا بجهدهما * ويسألان لك التأخير في الأجل
وقال يمدح الفضل بن الربيع أيضا ويساويه بالأمين لولا الخلافة وهو
يدل على سقوط نفس الأمين:
لعمرك ما غاب الأمين محمد * عن الأمر يعينه إذا شهد الفضل
ولولا مواريث الخلافة إنها * له دونه ما كان بينهما فضل
فان تكن الأجسام فيها تباينت * فقولهما قول وفعلهما فعل
وقال يمدح العباس بن الفضل بن الربيع من قصيدة:
نم بما كنت لا أبوح به * على لسان بالدمع منطيق
شوقا إلى حسن صورة أثرت * من سلسبيل الجنان بالريق
تشوب عزا بذلة فلها * ذل محب وعز معشوق
وردفها كالكثيب نيط إلى * خصر دقيق اللحاء ممشوق
أمشي إلى جنبها أزاحمها * عمدا وما بالطريق من ضيق
كقول كسرى فيما تمثله * من فرصة اللص ضجة السوق
وقال يمدح العباس بن الفضل أيضا من قصيدة:
هل منك للمكتوم إظهار * أم منك تغبيب وإنكار
وفتية ما مثلهم فتية * كلهم للقصف مختار
نادمتهم يوما فلما دجا * ليل وصاروا في الذي صاروا
قمت إلى مبرك عيدية * انتخب الفره وأختار
لا والذي أضنى لرضوانه * سارون حجاج وعمار
ما عدل العباس في جوده * رام بدفاعيه تيار
يا ابن أبي العباس أنت الذي * سماؤه بالجود مدرار
يرجو ويخشى حالتيك الورى * كأنك الجنة والنار
تقيلا منك أباك الذي * جرت له في الخير آثار
كأنه أبيض ذو رونق * أخلصه الصيقل بتار
من عصم الناس وقد اسنتوا * ومن هدى الناس وقد حاروا
كأنما أوجههم رقة * لخا من اللؤلؤ أبشار
وقال يمدح العباس المذكور أيضا ويعرض بالبرامكة وابتدأ مدحه
بشئ غير متعارف وأتى به سهلا ممتنعا بغير تكلف فقال:
الحمد لله ليس لي نشب * فخف ظهري وقل زواري
وأحسنت نفسي التعزي عن * شئ تولى ومتن أوطاري
فلست أخشى نفسي على طمع * أخاف منه دريكة العار
من نظرت عينه إلى فقد * أحاط علما بما حوت داري
خيري من البيت كامن وعلى * مدرجة الشانئين أسراري
إن انتجعت العباس ممتدحا * وسيلتي جوده وأشعاري
إني حري بان يبدلني * جود يديه يسرا باعسار
عن خبرة حيث لا مخاطرة * وبالدلالات يهتدي الساري
تلك المعالي إن كنت مفتخرا * لا شرف النوبهار والنار
وقال يمدح العباس بن الفضل أيضا من قصيدة وابتدأ ببكاء الدار
فقال:
الدار أطبق أخراس على فيها * وأعتاقها صمم عن صوت داعيها
ولي من الحين عين ليس يمنعها * طول الملامة أن تجري ماقيها
يا دمنة سلبت منها بشاشتها * وألبست من ثياب المحل باقيها
أبدت عواصي من دمع أطعن لها * لما رميت بطرفي في نواحيها
ثم أخذ في وصف الخمر فقال:
لأعطن على الصهباء عن دمن * لم يبق من عهدها إلا أثافيها
عاطيتها صاحبا صبابها كلفا * حربا لعائفها سلما لحاسيها
فأعنقت بي أمون فات غاربها * قود الزمام وقاد السوط هاديها
إلى أبي الفضل عباس وليس إلي * هذا ولا ذا دعت نفسي دواعيها
إن السحاب لتستحيي إذا نظرت * إلى نداه فقاسته بما فيها
حتى تهم باقلاع فيمنعها * خوف العقوبة في عصيان منشيها
بنى الربيع له والفضل فاحتشدا * غايات ملك رفيعات لبانيها
وشمراه فلما شمراه لها * جرى فقال كذا قالا له أيها
وقال يمدح العباس المذكور من أبيات:
لئن سميت عباسا * فما أنت بعباس
لدى الجود ولكنك * عباس لدى الباس
وبالفضل لك الفضل * أبا الفضل على الناس
وقال يمدح محمد بن الفضل بن الربيع وهي من غرر شعره:
لمن طلل ألم أشجه وشجاني وهاج الهوى أو هاجه لاوان

(١) العباس من أسماء الأسد وهو المراد هنا. - المؤلف -
(٣٥٨)

بل فازدهتني للصبا أريحية * يمانية ان السماح يماني
وخرق يجل الكاس عن منطق الخنا * وينزلها منه بكل مكان
تراه لما ساء الندامى ابن علة * وللشئ لذوه رضيع لبان
إذا هو لقى الكاس يمناه خانه * أماويت فيها وارتعاش بنان
تمنعت منه ثم أقصر باطلي * وصممت كالجاري بغير عنان
وعنس كمرادة القذاف ابتذلتها * لبكر من الحاجات أو لعوان
فلما قضت نفسي من السير ما قضت * على ما بلت من شدة وليان
أخذت بحبل من حبال محمد * أمنت به من نائب الحدثان
تغطيت من دهري بظل جناحه * فعيني ترى دهري وليس يراني
فلو تسال الأيام ما اسمي لما درت * وأين مكاني ما عرفن مكاني
أذل صعاب المشكلات محمد * فأصبح ممدوحا بكل لسان
يغبك معروف السماء وكفه * تجود بسح العرف كل أوان
وإن شبت الحرب العوان سما لها * بصولة ليث في مضاء سنان
فلا أحد أسخى بمهجة نفسه * على الموت منه والقنا متداني
خلفت أبا عثمان في كل صالح * وأقسمت لا يبني بناءك بان
أخباره مع الأمين
قال ابن منظور: كان الأمين معجبا بشعر أبي نواس محبا لمنادمته وفي
ديوانه أنه وصف الفضل بن الربيع أبا نواس للأمين وكان قد عرفه الأمين
أيام أبيه فلما أدخله عليه قام فأنشد:
يا دار ما فعلت بك الأيام * ضامتك والأيام ليس تضام
عرم الزمان على الذين عهدتهم * بك قاطنين وللزمان عرام
أيام لا أغشى لأهلك منزلا * الا مراقبة علي ظلام
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم * وأسمت سرح اللهو حيث أساموا
وبلغت ما بلغ أمرؤ بشبابه * فإذا عصارة كل ذاك أثام
وتجشمت بي هول كل تنوفة * هوجاء فيها جرأة أقدام
تذر المطي وراءها فكأنها * صف تقدمهن وهي أمام
وإذا المطي بنا يلغن محمدا * فظهورهن على الرجال حرام
قربننا من خير من وطئ الحصى * فلها علينا حرمة وذمام
رفع الحجاب لنا فلاح لناظر * قمر تقطع دونه الأوهام
ملك إذا علقت يداك بحبله * لا يعتريك البؤس والاعدام
ملك توحد بالمكارم والعلى * فرد فقيد الند فيه همام
فالبهو مشتمل ببدر خلافة * لبس الشباب بنوره الاسلام
ملك إذا اعتسر الأمور مضى به * رأي يفل السيف وهو حسام
داوى به الله القلوب من العمى * حتى أفقن وما بهن سقام
أصبحت يا ابن زبيدة ابنة جعفر * أملا لعقد حباله استحكام
فسلمت للأمر الذي ترجى له * وتقاعست عن يومك الأيام
فوصله بألف دينار وأمره بملازمة الدار وكان الناس قبل الفرزدق وأبي
نواس من الشعراء وغيرهم يقولون عن الناقة إذا بلغت بهم المقصود
لينحرنها قال ابن خلكان في ترجمة غيلان: الأصل في هذا المعنى قول
الأنصارية المأسورة بمكة وكانت قد نجت على ناقة لرسول الله ص: يا
رسول الله أني نذرت أن نجوت عليها أن أنحرها قال لبئسما جزيتها. وقال
ذو الرمة في بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري:
إذا ابن أبي موسى بلال بلغته فقام بغاس بين وصليك جازر
وأخذ هذا من قول الشماخ في عرابة الأوسي:
إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين
قال ابن خلكان: وتفسير هذا المعنى إنني لست أحتاج أن أرحل إلى
غيرك فقد كفيتني وأغنيتني فلما جاء أبو نواس غير هذا المعنى إلى ما هو
أحسن فحرم الركوب على ظهرها وأراحها من الكد في الأسفار فهو أتم في
المقصود لكونه أحسن إليها في قبالة إحسانها إليه حيث أوصلته إلى الممدوح
فقال:
وإذا المطي بنا بلغن محمدا فظهورهن على الرجال حرام
إنتهى وقد سبق أبا نواس إلى ذلك الفرزدق حيث يقول:
علام تلفتين وأنت تحتي * وخير الناس كلهم أمامي
متى تأتي الرصافة تستريحي * من الاسراع والدبر الدوامي
قال أبو نواس فكنت مائلا لقول الشماخ إلى أن سمعت قول الفرزدق
فتبعته وقلت:
أقول لناقتي إذ بلغتني * لقد أصبحت عندي باليمين
فلم أجعلك للغربان نحلا * ولا قلت أشرقي بدم الوتين
وقال يمدح الأمين وهو ولي عهد من قصيدة:
أقول والعيس تعروري الفلاة بنا * صعر الأزمة من مثنى ووحدان
لذات لوث عفرناة عذافرة * كان تضبيرها تضبير بنيان
يا ناق لا تسامي أو تبلغي ملكا * تقبيل راحته والركن سيان
مد الاله عليه ظل مملكة * يلقى القصي بها والأقرب الداني
أن يمسك القطر لا تمسك مواهبه * ولي عهد يداه تستهلان
هو الذي قدر الله القضاء له * ألان يكون له في فضله ثان
هو الذي امتحن الله القلوب به * عما تجمجم من كفر وإيمان
وإن قوما رجوا إبطال حقكم * أمسوا من الله في سخط وعصيان
لن يدفعوا حقكم إلا بدفعهم * ما أنزل الله من آي وبرهان
فقلدوها بني العباس أنهم * صنو النبي وأنتم غير صنوان
وإن لله سيفا فوق هامهم * بكف أبلج لا ضرع ولا وان
يستيقظ الموت منه عند هزته * فالموت من نائم فيه ويقظان
محمد خير من يمشي على قدم * ممن برا الله من أنس ومن جان
وعن محاضرات الراغب قال أبو نواس لما نهاه الأمين عن شرب
المدام:
أعاذل بعت الجهل حيث يباع * وأبرزت رأسا ما عليه قناع
نهاني أمير المؤمنين عن الصبا * وأمر أمير المؤمنين مطاع
ولهو لتأنيب الأمير تركته * وفيه للآه منظر وسماع
وقال ابن منظور لما عمل أبو نواس قصيدته التي أولها: ومستعبد
إخوانه بثرائه وتأتي في المواعظ والحكم وفيها يقول:
فوالله لا يبدي لساني بحاجة * إلى أحد حتى أغيب في قبري
فلا يطمعن في ذاك مني طامع * ولا صاحب التاج المحجب في القصر
(٣٥٩)

بلغت الأمين فبعث إليه وعنده سليمان بن أبي جعفر فقال له بعد
كلام أفحش فيه أنت تكتسب بشعرك أوساخ أيدي الناس اللئام وتقول
ولا صاحب التاج المحجب في القصر أما والله ولا نلت مني شيئا بعد
ذلك أبدا فقال له سليمان بن أبي جعفر أي والله.
رميه بالثنوية
قال سليمان: ثم هو مع هذا من كبار الثنوية فرقة من المجوس
يعبدون النار والظلمة وكان يرمى بذلك فقال الأمين وهل يشهد عليه
شاهد بذلك فاتاه سليمان بعدة نفر فشهدوا عليه أنه شرب في يوم مطير
فوضع قدحه تحت السماء في المطر فقالوا له ما تصنع بذلك ويحك قال أنتم
تزعمون أنه ينزل مع كل قطرة ملك فكم تراني أشرب الساعة من الملائكة
ثم شرب ما في القدح فغضب محمد وأمر به إلى السجن فذلك قول أبي
نواس: يا رب إن القوم قد ظلموني * وبلا اقتراف معطل حبسوني
وإلى الجحود بما عرفت خلافه * ربي إليك بكذبهم نسبوني
ما كان إلا الجري في ميدانهم * في كل خزي والمجانة ديني
لا العذر يقبل لي ويفرق شاهدي * منهم ولا يرضون حلف يميني
ما كان لو يدرون أول مخبا * في دار منقصة ومنزل هون
أما الأمين فلست أرجو دفعه * عني فمن لي اليوم بالمأمون
فبلغت أبياته المأمون فقال والله لئن لحقته لأغنينه غنى لا يؤمله فمات
قبل دخول المأمون بغداد إنتهى وما أشد جهل الأمين بتصديق نسبة
الثنوية إليه بهذه القصة إن ثبتت فنزول ملك مع كل قطرة لو فرض أنه
مروي وثابت ليس من ضروريات الدين حتى ينسب منكره إلى الخروج عن
الدين على أن قول أبي نواس كم تراني أشرب الساعة من الملائكة خارج
مخرج الظرف والمزاح الذي اعتاده أبو نواس في كل شئ لا يوجب قدحا في
عقيدة ولا خروجا عن ملة وهو نظير ما يحكى عن بعض العلماء انه سئل عن
القاء الحصاة من المسجد فقال لا باس به قيل له انه يقال إنها لا تزال تصبح
حتى تعاد إلى المسجد قال فدعها تصيح حتى تنشق بطنها انتهى. أفترانا
نحكم على هذا القائل بالكفر لقوله هذا كلا وقال ابن منظور: إنتهى إلى
محمد بن زبيدة ان أبا نواس شرب الخمر فحبسه ثلاثة أشهر ثم دعا به وأراد
قتله فأنشأ يقول وأجاد:
تذكر أمين الله والعهد يذكر * مقامي وأنشاديك والناس حضر
ونثري عليك الدر يا در هاشم * فيا من رأى درا على الدر ينثر
أبوك الذي لم يملك الأرض مثله * وعمك موسى الصفوة المتخير
وجدك مهدي الهدى وشقيقه * أبو أمك الأدنى أبو الفضل جعفر
ومن مثل منصوريك منصور هاشم * ومنصور قحطان إذا عد مفخر
فمن ذا الذي يرمي بسهميك في العلى * وعبد مناف والداك وحمير
تحسنت الدنيا بوجه خليفة * هو البدر إلا أنه الدهر مقمر
أمام يسوس الملك تسعين حجة * عليه له منه رداء ومئزر
يشير إليه الجود من وجناته * وينظر من اعطافه حين ينظر
أيا خير مأمول يرجى أنا أمرؤ * أسير زهين في سجونك مقبر
مضت لي شهور مذ حبست ثلاثة * كأني قد أذنبت ما ليس يغفر
فان كنت لم أذنب ففيم حبستني * وإن كنت ذا ذنب فعفوك أكبر
أقول لا بد من أن يكون السبب في حبسه غير هذا فالأمين
الذي يشرب الخمر لا يحبس نديمه لأنه بلغه أنه شربها. وقال ابن منظور
أيضا: لما وقع الخلاف بين الأمين والمأمون كان ذو الرياستين يخطب
بمساوئ الأمين وقد أعد رجلا يحفظ شعر أبي نواس فيقوم بين يديه
ويقول: ومن جلسائه رجل ماجن كافر مستهزئ متهكم يقول كذا وكذا
وينشد قوله:
ألا فاسقني خمرا وقل هي الخمر * ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
وينشد أيضا قوله:
يا أحمد المرتجى في كل نائبة * قم سيدي نعص جبار السماوات
وغير ذلك من قبائح شعره ومجونه ويذكر أهل العراق فيقول أهل
فسق وفجور وخمور وماخور ويلعنهم من يحضر المجلس من أهل خراسان
فكتب بذلك إلى محمد الأمين عيونه فجزع له وأمر بقتل أبي نواس فكلمه
فيه الفضل وغيره فاطلقه ولما أحضره للقتل أحضر الفقهاء بعد أن جمعوا له
كل من يحسده من الشعراء والفضلاء وغيرهم ثم قيل له ألست القائل يا
أحمد المرتجى في كل نائبة الخ قال بلى يا أمير المؤمنين قال كافر ثم قال
للفقهاء ما تقولون يا معشر الفقهاء والشعراء قالوا كفر يا أمير المؤمنين فقال
أبو نواس يا أمير المؤمنين إن كانوا قالوا هذا بعقولهم فما أنقصها وإن كانوا
قالوا بآرائهم فما جهلهم أيكون زنديقا مقر بان للسماوات جبارا؟ قال لا
والله ولقد صدقت قم فقام وأطلقه وقيل إنه قال له يا أمير المؤمنين اجمع كل
زنديق في الأرض فان زعموا ان في السماء إلها واحدا فاضرب عنقي ولكني
صحبت قوما جهالا لا يعرفون المزح والجد وأنا يا أمير المؤمنين الذي
أقول:
قد كنت خفتك ثم أمنني * من أن أخافك خوفك الله
وفي تاريخ بغداد بسنده عن أبي نواس قال دخلت على الأمين
فقال يا حسن بن هانئ إنك زنديق فقلت يا أمير المؤمنين وأنا أقول مثل
هذا الشعر:
أصلي صلاة الخمس في حين وقتها * وأشهد بالتوحيد لله خاضعا
وأحسن غسلا إن ركبت جنابة * وإن جاءني المسكين لم أك مانعا
وفي كل عام صوم شهر أقيمه * وما زلت للأنداد والشرك خالعا
وإني وإن حانت من الكاس دعوة * إلى بيعة الساقي أجبت مسارعا
فاشربها صرفا على لحم ماعز * وجدي كثير الشحم أصبح راضعا
فضحك وأمر لي بجائزة وانصرفت وذكر نحوه ابن منظور في أخبار
أبي نواس وزاد البيت الثالث قال القاضي عياض في شرح الشفا قال
القتيبي إن مما أخذ على أبي نواس وكفر فيه أو قارب قوله في محمد الأمين
وتشبيهه إياه النبي ص حيث قال:
تنازع الاحمدان الشبه فاشتبها * خلقا وخلقا كما قد الشراكان
إنتهى أقول لا شك أن في هذا سوء أدب من أبي نواس مع
النبي ص لكن الاسراع إلى التكفير بمثله أمر عظيم والعجب ممن يروي قصة
الغرانيق وإن الشيطان أجرى على لسانه ص في الأصنام: تلك الغرانيق
العلى وإن شفاعتهن لترتجى وإن النساء كانت تغني بين يديه وتضرب
بالدفوف حتى قال اسكتن فقد جاء رجل لا يحب الباطل وإنه ص سحر
وإنه سها في الصلاة ولا يأخذون على راويه ولا يرونه كفرا أو قريبا منه
(٣٦٠)

ويأخذون على شاعر في مدح خليفة هاشمي يحمل لقب إمارة المؤمنين.
ومن أخباره مع الأمين ما حكاه ابن منظور عن أبي نواس قال أمر الرشيد
الكسائي أن يختلف إلى محمد بعد ما ولاه العهد يعلمه النحو وإن
يحضرني إذا حضر لأنشد محمدا الشعر النادر وأحدثه الغريب وكان خادم من
قبل الرشيد موكلا بمحمد فجرى بين الخادم وبين محمد يوما كلام وأنا
حاضر فأمرني محمد بهجو الخادم فخفته إن هجوته أن يغتابني عند الرشيد
فيقتلني وإن لم أهجه خفت محمدا أن يقتلني فقلت للكسائي يا أبا الحسن ما
يحتال في هذا غيرك فاصلح بين الخادم ومحمد وبعث إلي محمد فصرت إليه
وقلت له بلغني إنك تهددني بالقتل قال نعم قال فما قلت في ذلك فحضرني
على المكان:
بك أستجير من الردى * وأعوذ من سطوات باسك
وحياة رأسك لا أعود * لمثلها وحياة رأسك
من ذا يكون أبا نواسك * إن قتلت أبا نواسك
فتبسم ثم قال لا يكون وأمر لي بتخت ثياب.
وكان للأمين زورقان يسير بهما في دجلة أحدهما على صورة الأسد
والآخر على صورة العقاب فقال فيهما أبو نواس:
سخر الله الأمين مطايا * لم تسخر لصاحب المحراب
فإذا ما ركابه سرن بحرا * سار في الماء راكبا ليث غاب
أسدا باسطا ذراعيه يعدو * أهرت الشدق كالح الأنياب
لا يعانيه باللجام ولا السوط * ولا غمز رجله في الركاب
عجب الناس إذ رأوك على صورة * ليث يمر مر السحاب
سبحوا إذ رأوك سرت عليه * كيف لو أبصروك فوق العقاب
ذات زور ومنسر وجناحين * تشق العباب
تسبق الطير في السماء إذا ما * استعجلوها بجيئة وذهاب
ملك تقصر المدائح عنه * هاشمي موفق للصواب
وكان له زورق ثالث على صورة الدلفين فقال فيه أبو نواس:
قد ركب الدلفين بدر الدجى * مقتحما للماء قد لججا
فأشرقت دجلة من نوره * واسفر الشطان واستبهجا
لم تر عيني مثله مركبا * أحسن إن سار وإن عرجا
إذا استحثته مجاذيفه * أعنق فوق الماء أو هملجا
خص به الله الأمين الذي * أضحى بتاج الملك قد توجا
وقال أيضا في الثلاثة من أبيات:
ألا ترى ما أعطي الأمين * أعطي ما لم تره العيون
ولم تكن تبلغه الظنون * الليث والعقاب والدلفين
وقال يمدح الأمين:
ألا يا حير من رأت العيون * نظيرك لا يحس ولا يكون
وفضلك لا يحد ولا يجارى * ولا تحوى حيازته الظنون
فأنت نسيج وحدك لا شبيه * نحاشيه عليك ولا خدين
خلقت بلا مشاكلة لشئ * فأنت الفوق والثقلان دون
كان الملك لم يك قبل شيئا * إلى أن قام بالملك الأمين
ومن جرأة أبي نواس أنه قال * يهزأ من الأمين ويتطير بتدبيره:
احمدوا الله كثيرا * يا جميع المسلمينا
ثم قولوا لا تملوا * ربنا أبق الأمينا
صبر الخصيان حتى * جعل التصبير دينا
فاقتدى الناس جميعا * بأمير المؤمنينا
وقال يمدح العباس بن عبيد الله بن أبي جعفر المنصور وهي مشتملة
على مقاصد متنوعة أجاد في جميعها فابتدأها بما ينحو الحكم والآداب فقال:
أيها المنتاب من عفره * لست من ليلي ولا سمره
لا أذود الطير عن شجر * قد بلوت المر من ثمره
فاتصل إن كنت متصلا * بقوى من أنت من وطره
خفت مأثور الحديث غدا * وغدا أدنى لمنتظره
خاب من أسرى إلى ملك * غير معلوم مدى سفره
فامض لا تمنن علي يدا * منك المعروف من كدره
وثنى يذكر الأصحاب فقال وابدع:
رب فتيان رباتهم * مسقط العيوق من سحره
فاتقوا بي ما يريبهم * إن تقوى الشر من حذره
ثم ذكر بني العم فقال:
وابن عم لا يكاشفنا * قد لبسناه على غمره
كمن الشنان منه لنا * ككمون النار في حجره
ثم تغزل فقال وأجاد:
ورضاب بت أرشفه * ينقع الظمآن من خصره
علنيه خوط أسلحة * لان متناه لمهتصره
ثم وصف البيد والقفار فقال:
ذا ومغبر مخارمه * تحسر الأبصار عن قطره
لا ترى عين البصير به * ما خلا الآجال من بقره
ثم وصف يبس النبات فقال:
ثم تذروه الرياح كما * طار قطن الندف عن وتره
ثم أخذ في المديح فقال:
ثم أدناني إلى ملك * يامن الجاني لدى حجره
كيف لا يدنيك من أمل * من رسول الله من نفره
فاسل عن نوء تومله * حسبك العباس من مطره
ملك قل الشبيه له * لم تقع عين على خطره
وإذا مج القنا علقا * وتراءى الموت في صوره
راح في ثنيي مفاضته * أسدا يدمى شبا ظفره

(١) كأنه أراد بالعفر الظباء ويكنى بها النساء اي الذي يتناوب معشوقته غيره لا تصاحبني ومنه
يعلم تفسير البيت الثاني.
(٢) قال ابن منظور هذا مثل يقول أنت جاف فانا أتركك ولا امنع منك من يريد
مواصلتك لأني ذقت مودتك وجربتها فوجدتها عذارا بمن أحبك جافيا لمن يريد ودك.
(٣) قال ابن منظور يقول خاب من اسرى ولا يعرف مقدار سفره إلى من يقصده يقول لست
كذلك ولكني اقصد من أثق باحسانه إلي واعلم بتعجيل اوبتي بما أحب منه.
(٤) الآجال جمع اجل وهو القطيع من بقر الوحش.
(٣٦١)

تتأتى الطير غدوته * ثقة بالشبع من جزره
يا كريم الخال من يمن * وكريم العم من مضره
قد لبست الدهر لبس فتى * أخذ الآداب عن غيره
فادخر خيرا تثاب به * كل مذخور لمدخره
قال ابن منظور: لما أنشد أبو عبد الله بن الأعرابي هذه القصيدة قال
أحسن والله لو تقدم هذا الشعر في صدر الاسلام لكان في صدر الأمثال
السائرة قال أبو الأصفر وكان من رواة أبي نواس: لما أنشدني أبو نواس هذه
القصيدة فلما بلغ إلى قوله:
وإذا مج القنا علقا * وتراءى الموت في صوره
راح في ثنيي مفاضته * أسدا يدمي شبا ظفره
تتأتى الطير غدوته * ثقة بالشبع من جزره
قلت له أحسنت والله وجاوزت الاحسان هذا والله ما لا يحسنه أحد
ولم يبلغه متقدم ولا يلحقه متأخر فلما أنشدني:
كيف لا يدنيك من أمل * من رسول الله من نفره
علمت أنه كلام ردئ موضوع في غير موضعه وإنه مما يعاب به لان
حق سيدنا رسول الله ص أجدر أن يضاف إليه ولا يضاف هو إلى أحد فلما
رأى ذلك في وجهي قال لي ويلك إنما أردت أن رسول الله ص من القبيل
الذي هو منه كما قال حسان بن ثابت:
وما زال في الاسلام من آل هاشم * دعائم عز لا ترام ومفخر
بهاليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير
فقال منهم كما قلت من نفره أي من النفر الذين العباس منهم فما
تعيب من هذا فعلمت أنه ضرب من الاحتيال ولكن قد أحسن المخرج منه
إنتهى وفي رواية علي القاري في شرح الشفا أن أبا نواس قال ما يعيب
هذا البيت إلا جاهل بكلام العرب. ومن غرر مدائحه في العباس بن
عبيد الله بن أبي جعفر قوله من أبيات:
غرد الديك الصدوح * فاسقني طاب الصبوح
واسقني حتى تراني * حسنا عندي القبيح
قهوة تذكر نوحا * حين شاد الفلك نوح
نحن نخفيها ويأبى * طيب ريح فتفوح
أنا في دنيا من العبا * س أغدو وأروح
هاشمي عبدلي * عنده يغلو المديح
علم الجود كتاب * بين عينه يلوح
بح صوت المال مما * منك يشكو ويصيح
صور الجود مثالا * فله العباس روح
فهو بالمال جواد * وهو بالعرض شحيح
وقال يمدح العباس هذا أيضا من أبيات قال جامع ديوانه وأنشدنيها
علي بن سليمان الأخفش عن جده عن أبي نواس:
حلت سعاد وأهلها سرفا * قوما عدى ومحلة قذفا
وكان سعدى إذ تودعنا * وقد اشرأب الدمع أن يكفا
فانظر إلى قوله وقد إشرأب الدمع ما أحلاه وأملحه وأعذبه:
رشا تواصين القيان به * حتى عقدن باذنه شنفا
وتنوفة تمشي الرياح بها * حسرى ويقسم ماؤها نطفا
كلفتها أجدا تخال بها * مرحا من الخيلاء أو صلفا
وهب الجديل لها مدارعه * والقمة العلياء والشعفا
قد قلت للعباس معتذرا * عن ضعف شكريه ومعترفا
لا تسدين إلي عارفة * حتى أقوم بشكر ما سلفا
وقال يمدح العباس أيضا من قصيدة:
يقولون في الشيب الوقار لأهله * وشيبي بحمد الله غير وقار
إذا كنت لا أنفك عن طاعة الهوى * فان الهوى يرمي الفتى ببوار
فها إن قلبي لا محالة مائل * إلى رشا يسعى بكأس عقار
كان بقايا ما عفا من حبابها * تفاريق شيب في سواد عذار
تردت به ثم إنفرى عن أديمها * تفري ليل عن بياض نهار
حلفت يمينا برة لا يشوبها * فجار وما دهري يمين فجار
لقد قوم العباس للناس حجهم * وساس برهبانية ووقار
وعرفهم أعلامهم وأراهم * منار الهدى موصولة بمنار
وأطعم حتى ما بمكة آكل * وأعطى عطايا لم تكن بضمار
وحملان أبناء السبيل تراهم * قطارا إذا راحوا أمام قطار
أبت لك يا عباس نفس سخية * بزبرج دنيانا وعتق نجار
وإنك للمنصور منصور هاشم * وما بعده من غاية لفخار
فجداك هذا خير قحطان واحدا * وهذا إذا ما عد خير نزار
إليك غدت بي حاجة لم أبح بها * أخاف عليها شامتا فاداري
فارخ عليها ستر معروفك الذي * سترت به قدما علي عواري
وقال يمدح الفضل بن يحيى البرمكي من قصيدة وقد عيب عليه
فيها قبح المطلع:
أربع البلى أن الخشوع لبادي * عليك وإني لم أخنك ودادي
وإن كنت مهجور الفنا فبما رمت * يد الدهر عن قوس المنون فؤادي
وإن كنت قد بدلت بؤسى بنعمة * فقد بدلت عيني قذى برقاد
سأرحل من قود المهارى شملة * مسخرة لا تستحث أبحادي
فكم حطمت من جندل بمفازة * وخاضت كتيار الفرات بوادي
رأيت لفضل في السماحة همة * أطالت لعمري غيظ كل جواد
ترى الناس أفواجا إلى باب داره * كأنهم رجلا دبى وجراد
فيوما لالحاق الفقير بذي الغنى * ويوما رقاب بوكرت بحصاد
تردى له الفضل بن يحيى بن خالد * بماضي الظبي يزهاه طول نجاد
أمام خميس أرجوان كأنه * قميص محوك من قنا وجياد
فما هو إلا الدهر يأتي بصرفه * على كل من يشقى به ويعادي
سلام على الدنيا إذا ما فقدتم * بني برمك من رائحين وغاد
بفضل بن يحيى أشرقت سبل الهدى * وآمن ربي خوف كل بلاد
فدونكها يا فضل مني كريمة * ثنت لك عطفا بعد عز قياد
خليلية في وزنها قطربية * نظائرها عند الملوك عتادي
وما ضرها أن لا تعد لجرول * ولا للفتى كعب ولا لزياد

(١) هذه القصيدة والتفسير الذي بعدها كان يجب وضعهما في اخباره مع الفضل بن يحيى المتقدمة
وأخرت إلى هنا سهوا. - المؤلف -.
(٣٦٢)

خليلية منسوبة في وزنها إلى الخليل بن أحمد مخترع العروض
وقطربية منسوبة في النحو إلى قطرب أحد علماء النحو وجرول هو
الحطيئة وكعب هو ابن زهير بن أبي سلمى صاحب بانت سعاد وزياد هو زياد
الأعجم وكلهم من مشاهير شعراء العرب وفي هذه القصيدة قبح
المطلع لأنه مما يتطير به ويجب على الشاعر أن يتجنب ذلك ولكن مثله قد
يقع من حذاق الشعراء غفلة فان الجواد قد يكبو والصارم قد ينبو أو لأمر
يريده الله. وفي أنوار الربيع: وأعلم أنه يجب على الناظم والناثر النظر في
أحوال المخاطبين والممدوحين والتجنب لما يكرهون سماعه ويتطيرون منه
خصوصا الملوك ومن يتصل بهم فإنهم أشد الناس تطيرا من المكروهات
وعثرة الناظم في ذلك لا تقال.
أخباره مع كلثوم بن عمرو العتابي
في مروج الذهب: حدث غوث بن المزرع حدثني خالد عن
عمرو بن بحر الجاحظ قال كان كلثوم العتابي يضع من قدر أبي نواس وهو
الذي يقول:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح * فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
وإن جرت الألفاظ منا بمدحة * لغيرك إنسانا فأنت الذي نعني
قال العتابي هذا سرقه من قول أبي الهذيل الجمحي:
وإذا يقال لبعضهم نعم الفتى * فابن المغيرة ذلك النعم
عقم النساء فلا يجئن بمثله * إن النساء بمثله عقم
قال لقد أحسن في قوله:
وما خلقت إلا لبذل أكفهم * وأقدامهم إلا لأعود منبر
قال سرقه من قول مروان بن أبي حفصة:
وما خلقت إلا لبذل أكفهم * وألسنهم إلا لتحبير منطق
فيوما يبارون الرياح سماحة * ويوما لبذ الحاطب المتشدق
فسكت الراوية ولو أتى بشعره كله لقال له سرقه.
أخباره مع بني نوبخت
كان بنو نوبخت ذوي مكانة عالية في بغداد وشان رفيع في الدولة
العباسية وكانوا مع تشيعهم المتسلسل في بيتهم موضع عناية ملوك بني
العباس كما كانوا موضع عناية الأمراء والوزراء والكتاب من أرباب الدولة
وذلك لما اتصفوا به من الكمال والفضل والمروءة والسخاء ومكارم الأخلاق
فكان فيهم العلماء والكتاب والشعراء وتولى بعضهم جليل الولايات
ومدحهم الشعراء أمثال البحتري. وكان أبو نواس ممن اتصل بهم ورتع في
خوانهم وبقي الأيام العديدة في بيوتهم وأكرموه وقدموه ومع ذلك لم يسلموا
من هجائه قال ابن منظور: كان أبو نواس يألف آل نوبخت ولا يفارقهم
بقي في بيت إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت أربعين يوما يأكل ويشرب
ولما خرج قال فيه:
خبز إسماعيل كالوشي * إذا ما شق يرفا
عجبا من أثر الصنعة * فيه كيف يخفى
إن رفاءك هذا * الطف الأمة اكفا
مثلما جاء من التنور * ما غادر حرفا
وله في الماء أيضا * عمل أبدع ظرفا
مزجه العذب بماء * البئر كي يزداد ضعفا
وقال يهجو إسماعيل أيضا:
على خبز إسماعيل واقية البخل * فقد حل في دار الأمان من الأكل
وما خبزه إلا كعنقاء مغرب * تصور في بسط الملوك وفي المثل
يحدث عنها الناس من غير رؤية * سوى صورة ما أن تمر ولا تحلي
وما خبزه إلا كليب بن وائل * ومن كان يحمي عزه منبت البقل
وإذ هو لا يستب خصمان عنده * ولا الصوت مرفوع بجد ولا هزل
فان خبز إسماعيل حل به الذي * أصاب كليبا لم يكن ذاك من ذل
ولكن قضاء ليس يسطاع رده * بحيلة ذي مكر ولا فكر ذي عقل
وفي ديوانه أنه قال يهجو ثقيلا يقال له روحا العمي ويلقب بالجبل
ولكن في مقدمة الديوان ذكر النيبختيون ان أبا نواس عنى بهذه الأبيات أبي
عبد الله بن سهل بن نيبخت وكذلك قال ابن منظور إنها في عبد الله هذا
فالظاهر أن جامع الديوان لما رأى في أول بيت منها التصرح بأنها في ثقيل
ظنه روحا العمي لان أبا نواس له فيه عدة أهاج مضافا إلى تلقيبه بالجبل
ولكن النوبختيين أعرف بمقاصد أبي نواس فعلموا أنها في عبد الله ولذلك
أجابه اخوه عنها وأجاب أبو نواس أخاه فلم يبق شك في أنها في عبد الله وهي:
ثقيل يطالعنا من أمم * إذا سره رغم أنفي ألم
لطلعته وخزة في الحشى * كوقع المشارط في المحتجم
أقول له إذ أتى لا أتى * ولا نقلته إلينا قدم
فقعدت خيالك لا من عمى * وصوت كلامك لا من صمم
فاجابه عنه أخوه فقال:
وذي ثروة من قبيح الشيم * صريح الدناءة مولى الكرم
بعينيه عن كل خير عمى * وبالأذن عن كل حسن صمم
خفي على أعين المكرمات * وأشهر في ريبة من علم
إذا رفعت للخنا راية * ألح على ساقه واعتزم
وإن نهض الناس للمكرمات * فما يحمل الساق منه القدم
ويعدو بحرفته للصديق * وإن حصنته دروع النعم
وينمى إلى حكم دعوة * وما أن له سبب في حكم
كان الوقاحة قدت له * على وجهه رقعة من أدم
أحب إلى الناس من قربه * حلول المشيب بهم والسقم
ولما تطرق أعراضنا * ولم يك في عرضه منتقم
كتبنا الهجاء على أخدعيه * بمندرج من أكف الخدم
فبلغت أبا نواس فقال من أبيات يذكر فيها أم إسماعيل بما ننزه كتابنا
عن ذكره من جملتها في أولادها:
فعشواء مضليل وأعشى مضلل * وأعور دجال عليه قبوح
سيبقى بقاء الدهر ما قلت فيكم * وأما الذي قد قلتموه فريح
وكان إسماعيل ضعيف البصر وأخوه سليمان أعور ولما ولي سليمان
الزاب قال يهجوه:

(١) أشار إلى استجدائه الناس.
(٣٦٣)

سيروا إلى أبعد منتاب * قد ظهر الدجال بالزاب
هذا ابن نيبخت له إمرة * صاحب كتاب وحجاب
وقال يهجو بني نيبخت عموما:
قد قشرت العصى ولم أعلق السير * وأعددت للهجاء لساني
فاحذروا صولتي وموقع شعري * واتقوا أن يزوركم شيطاني
يا نداماي يا بني نوبخت * لا يضيعن بينكم طليساني
مائتا درهم شراه ولكن * ليس ترضي أخاكم المائتان
إنما زرتكم لموضع ربح * لم أزركم لموضع الخسران
خبره وجماعة من الشعراء مع يحيى بن المعلى
قال جامع ديوانه: اجتمع أبو نواس والعباس بن الأحنف والحسين
الخليع وشاعر آخر لعله مسلم بن الوليد ومعهم فتى يقال له يحيى بن المعلى
فحضرت الصلاة فقام يحيى يصلي بهم فنسي الحمد وقرأ التوحيد ثمن ارتج
عليه في نصفها فقال أبو نواس:
أكثر يحيى غلطا * في قل هو الله أحد
وقال العباس:
قام طويلا ساهيا * حتى إذا أعيا سجد وقال الآخر:
يزحر في محرابه * زحير حبلى بولد
وقال الرابع:
كأنما لسانه * شد بحبل من مسد
خبره مع جماعة من الشعراء
قال جامع ديوانه: اجتمع وهو صغير مع حماد عجرد ومطيع بن
أياس ويحيى بن زياد ووالبة بن الحباب فقال ليكن منا اجتماع في دار
أحدنا فقال كل منهم أبياتا يدعوهم بها إلى داره ذكرها جامع الديوان
وتركناها فقال أبو نواس:
لا تطمعوا في شرابي * فتحصلوا في السراب
فدون خبزي ولحمي * والخمر شيب الغراب
ما ينسب إليه من الفسق والخلاعة والمجون والشرب
من نظر إلى عصر أبي نواس وما انتشر فيه من الفسق وشرب الخمر
والخلاعة والمجون لا يستبعد صدور مثل ذلك من أبي نواس مع معاشرته
ومخالطته للذين عرفوا بهذه الأمور فتلك الأعصار قد كان يصدر فيها من
الفسق والمجون ما ملأ بطون الكتب ويخجل المرء من نقله أو سماعه وإذا
كان الحاملون اسم الخلافة وإمارة المؤمنين يشربون الخمور ويتعاطون
الفجور وتغنيهم القيان وتعزف عليهم بالعود والطنبور فما ظنك بباقي
الرعية. ولا يلتفت إلى إنكار ابن خلدون ذلك في حق من تسموا بالخلافة
استنادا إلى أمور وهمية فإنه كانكار الشمس الضاحية كما أن نسبة أمثال ذلك
في الجملة إلى أبي نواس تكاد تكون متواترة بل قد نقلوا عنه من ذلك أمورا
يخجل المرء من سماعها أو قراءتها فضلا عن نقلها في كتاب لا سيما ابن
منظور الذي نقل عنه من أشياء مفرطة القبح والشناعة مع والبة بن الحباب
وغايره لكنه لا يمكننا الاعتقاد بصحة كل ما نسب إلى أبي نواس من ذلك
فان الرجل إذا اشتهر بشئ كثرت نسبة ما هو من نوع ذلك الشئ إليه
بالحق والباطل لا سيما مع معارضته ذلك بانقال تنافيه وقد مر عند ذكر أقوال
العلماء فيه ان ابن المعتمر أنكر وقوع ذلك منه ومر نقل ابن الجوزي أنه
تاب في آخر عمره والرجل مع ذلك كله صحيح العقيدة عارف بالله تعالى
خائف لعقابه راج لعفوه وثوابه ولا يبعد أن يكون ما يجري على لسانه مما فيه
مجون أو خلاعة خارجا مخرج الفكاهة والظرف الذي يتعاطاه الشعراء كثيرا
وقد رأينا في عصرنا هذا شاعر العراق بل جميع الآفاق يصف الخمرة وشربها
ويتغزل ببعض ما يتغزل به أبو نواس وهو في مقدمة العلماء العاملين
الأتقياء الورعين وقد أشار إلى ذلك في بعض موشحاته بقوله:
إنما حاولت نهج الظرفا * عفة النفس وفسق الألسن
ويدل على ذلك ما في تاريخ دمشق قال محمد بن أبي عمير سمعت أبا
نواس يقول والله ما فتحت سراويلي لحرام قط وساعد على هذه النسب إليه
إتيانه في شعره بالملح والنوادر حتى فيما يرجع إلى الدين فقد قال على ما في
تاريخ دمشق:
يلومني الناس يقولون تب * غرهم كثرة أوزاريه
في النار إما كنت أو جنة * ما ذا عليكم يا بني الزانية
مع إنه يقول في بعض شعره:
أبقيت في لتقوى الله باقية * ولم أكن كحريص لم يدع مرحا
مشايخه
أما مشايخه في الحديث فهم ١ حماد بن زيد ٢ عبد الواحد بن
زياد ٣ معتمر بن سليمان ٤ يحيى بن سعيد القطان ٥ أزهر
بن سعد السمان. في تاريخ بغداد إنه اختلف في طلب الحديث فسمع من
هؤلاء ٦ حماد بن سلمة من علماء اتلنحو في تاريخ بغداد في ترجمة
محمد بن إبراهيم بن كثير البابشامي نسبة إلى باب الشام محلة ببغداد كان
ينزلها رواية في سندها أبو نواس عن حماد بن سلمة وذكر روايته عن هؤلاء
الستة ابن عساكر في تاريخ دمشق ٧ خلف الأحمر قال ابن منظور انه
كان أكثر أستاذي أبي نواس تأديبا وتخريجا له ٨ يونس بن حبيب النحوي
ذكر تأدبه عليهما ابن عساكر ومر عن الجماز تتلمذه على يونس ٩ يعقوب
الحضرمي قرأ عليه القرآن ١٠ أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري النحوي
كتب عنه الغريب والألفاظ ١١ أبو عبيدة معمر بن المثنى أخذ عنه
التاريخ كما مر عن تاريخ الخطيب وخزانة الأدب ١٢ أبو أسامة والبة بن
الحباب الشاعر أخذ عنه الشعر والأدب كما مر عن ابن خلكان وخزانة
الأدب.
تلاميذه
١ محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي. في تاريخ بغداد في ترجمة
محمد المذكور رواية في سندها نبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير
الصيرفي ببغداد بباب الشام سنة ٢٧٣ قال نبأنا أبو نواس الحسن بن هانئ
وذكر روايته عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢ عبيد الله بن محمد العبسي ٣ محمد بن
جعفر غندر ٤ أحمد بن حمزة بن زياد الربعي
٥ عمرو بن بحر الجاحظ ٦ يعقوب بن زيد الفارسي ٧
محمد بن إدريس الإمام الشافعي ٨ عبدوس كان راويته كما في تاريخ
(٣٦٤)

دمشق. وجماعة سواهم وفي لسان الميزان روى عنه محمد بن إبراهيم بن كثير
وناس قليل.
ما أثر عنه من النثر
قال جامع ديوانه قال أبو حاتم: سمعت أبا عبيدة يقول استفحصت
غلامين في الصبا فزكنت فيهما بلوغ فيما ينتحلانه فجاءا كما زكنت بلغني ان
النظام يتعاطى تعلم الكلام فتلقاني وهو غلام على حمار يطير به فقلت له يا
غلام ما طبع الزجاج فالتفت إلي وقال يسرع إليه الكسر ولا يقبل الجبر ثم
بلغني أن أبا نواس يتعاطى قرض الشعر فتلقاني ما طر شاربه بعد فقلت
كيف فلان عندك فقال ثقيل الظل جامد النسيم فقلت زد فقال مظلم الهواء
منتن الفناء قلت زد قال غليظ الطبع بغيض الشكل قلت زد قال وخم
الطلعة عسر القلعة قلت زد قال ناتئ الجنباب بارد الحركات فخففت عنه
فقال زدني سؤالا أزدك جوابا فقلت كفى من القلادة ما أحاط بالعنق. وقال
يموت بن المزرع سمعت خالي الجاحظ يقول سمعت أبا نواس يقول وقد
ذكر رجلا ما بقي من بصره الا شفافه ومن حديثه إلا خرافة ومن جسمه إلا
خيال يستبينه المتفرس قال وكان في كلام أبي نواس ترسل إنتهى.
أنواع شعره
قال ابن خلكان عن إسماعيل بن نوبخت شعره عشرة أنواع وهو
مجيد في العشرة ١ نقائضه مع الشعراء ٢ المديح ٣ المراثي ٤
العتاب ٥ الهجاء ٦ الزهد ٧ الطرد ٨ الخمر ٩ الغزل
١٠ المجون وقال جامع ديوانه في مقدمته إن أنواع شعره إثنا عشر فعد
الخمر نوعين والنوع الثاني فيما بين الخمر والمجون عند الغزل نوعين غزل
المذكر وغزل المؤنث وبعد إسقاط هذين النوعين بعد الخمر نوعا واحدا
والغزل نوعا واحدا تبقى الأنواع عشرة ومن أنواع شعره الاعتذار وهذا لا
يدخل في الأنواع العشرة المذكورة فقد يشتمل على المديح وقد لا يشتمل
ومنها ذم الإخوان وهو داخل في الهجاء ومنها التعازي وتدخل في
الرثاء ومنها الصفات والتشبيهات والطرد داخل فيها ومنها الشيب
والشباب والطيف والخيال ومنها الشعر القصصي المسمى بالعنوان
ومنها الأمثال وغير ذلك.
جامعوا ديوانه
في مقدمة ديوانه المطبوع بمصر أن جامعه حمزة بن الحسن الأصبهاني
والظاهر أنه غلط لاتفاق الكل على أن جامعه علي بن حمزة الأصبهاني كما
ستعرف. قال ابن خلكان وقد اعتنى بجمع شعره جماعة من الفضلاء منهم
أبو بكر الصولي وعلي بن حمزة وإبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري المعروف
بتوزون فلهذا يوجد ديوانه مختلفا انتهى. ثم قال ابن خلكان وعلي بن
حمزة لم أقف له على ترجمة وتوزون أخذ الأدب عن أبي عمرو الزاهد وبرع فيه
إنتهى وتوزون اسمه إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري كان أديبا نحويا
ولم يصنف غير جمعه لشعر أبي نواس كذا قالوا في ترجمته. وفي معجم الأدباء
ان إبراهيم بن أحمد بن محمد توزون جمع شعر أبي نواس وإنها رواية مشهورة
بأيدي الناس إنتهى. وفي فهرست ابن النديم: ممن عمل شعر أبي
نواس على غير الحروف يحيى بن الفضل روايته وجعله عشرة أصناف ومن
العلماء أبو يوسف يعقوب بن السكيت وفسره في نحو ٨٠٠ ورقة وجعله
أيضا عشرة أصناف وعمله أبو سعيد السكري ولم يتمه ومقدار ما عمل منه
ثلثاه في مقدار ألف ورقة وعمله من أهل الأدب الصولي على الحروف
واسقط المنحول منه وعمله علي بن حمزة الأصفهاني على الحروف أيضا وعمل
يوسف بن الداية أخباره والمختار من شعره وعمل أبو هفان أخباره والمختار
من شعره وعمل ابن الوشاء أبو الطيب أخباره والمختار من شعره وعمل ابن عمار
أخباره والمختار من شعره وعمل أيضا رسالة في مساويه وسرقاته وعمل آل
المنجم أخباره ومختار شعره فيما عملوه من كتبهم أشعار المحدثين وقد مضى
ذكر ذلك وعمل أبو الحسن السميساطي أخبار أبي نواس والمختار من شعره
والانتصار له والكلام على محاسنه إنتهى والنجاشي قال إن السميساطي
هذا له كتاب فضل أبي نواس والرد على الطاعن في شعره وفي خزانة الأدب
ديوان شعره مختلف لاختلاف جامعيه فإنه اعتنى بجمعه جماعة منهم أبو بكر
الصولي وهو صغير ومنهم علي بن حمزة الأصبهاني وهو كبير جدا وكلاهما
عندي ولله الحمد على نعمه ومنهم إبراهيم بن أحمد الطبري المعروف بتوزون
ولم أره إلى الآن إنتهى.
عدد قصائده وأبياتها
قال جامع ديوانه في مقدمته إنه جمع ديوان شعره مشتملا من قصائده
وأراجيزه ومقطعاته على ألف وخمسمائة وأكثر ويضم من الأبيات ثلاثة عشر
ألف بيت وأكثر إنتهى
الزيادة والنقيصة في شعره
أما الزيادة فقد قال جامع ديوانه في مقدمته إنه نسب أكثر الرواة له
غير ما هو له فله بمصر قصائد لا يعرفها أهل العراق ثم قال ما حاصله إن
أبا نواس كان تعاطيه الشعر على غير طريق الشعراء لان جل أشعاره في
اللهو والغزل والمجون والعبث ووصف الخمر وأقل أشعاره مدائحه وليس
هذا طريق الشعراء الذين في زمانه وبعده فالحق الناس بشعره كل ما وجدوه
من جنسه قال وقد وجدت في نسخ شعره شعر شاعرين من شعراء إصبهان
وهما منصور بن بازان وعبدة بن زياد الجرجاني ولما ورد أحمد بن عثمان البري
إصفهان رئي أروى خلق الله لشعر أبي نواس جده وهزله فروى له أبياتا هي
مثبتة في نسخ شعر منصور بن بازان العتيقة قال وقد أدخل أهل العراق من
شعر أهل الجبل في عامة شعره الكثير خلاف ما ألحقوه من أشعار شعرائهم
ومما أضيف إليه من شعر العراقيين قول الحسين بن الضحاك الخليع حين
شرب مع إبراهيم بن المهدي فلاحاه على السكر فدعا بالنطع والسيف
وهو:
نديمي غير منسوب * إلى شئ من الحيف
كذا من يشرب الراح * مع التنين في الصيف
وقد نسبه الناس إلى أبي نواس وإنه كان قد لاحى الأمين على السكر
قال وروى يوسف النحاس المعروف بابن الداية المشهور بصحبة أبي نواس
إنه لما ورد المأمون بغداد راجعا من خراسان ضرب ابن عائشة الهاشمي
بالسياط فحبق تحت الضرب فقال فيه أبو نواس:
وجد ابن عائشة السياط جواعلا * للمرء في عجز العجاز لسانا
مع أن المأمون ورد بغداد بعد موت أبي نواس سنة ١٩٩ وأما
النقيصة في شعره فقد قال جامع ديوانه في مقدمته أيضا إنه استدل
محمد بن عبد الرحمن الثرواني من أشعاره على أنه كان بالعراق أشعار لم تثبت
(٣٦٥)

من ذلك مدائحه في جعفر بن يحيى البرمكي وليس في أيدي الناس منها
شئ قال وذكر المبرد في كتاب الروضة إنه كان قد مدح هاشم بن جديح
الكندي ولم يقع إلينا من مديحه له شئ وكذلك أرى حاله مع إسماعيل بن
صبيح وله في خالد بن مزيد الشيباني أيضا مدح مما دل عليه بعض أخباره
معه فكل هذا قد سقط عن الناس قال واستدللت على ذلك بان له البيت
والبيتين مما يدل على أن كل واحد من ذلك من قصيدة فمن ذلك بيت يرويه
له المبرد هو:
وجرب حتى لا يزال كأنما * يخاطبه من كل أمر عواقبه
ويروي له أيضا:
أغر من الغر الكرام ولاؤه * لهاشم فيه الدين والملك والفخر
يطيف به ليل من النقع راكد * على أن ضوء المشرفي له فجر
ويروي له أيضا:
وإذا ما السير قصر بي * دون جدواك التي تهب
كان تاميلك يأخذ لي * منك بالحق الذي يجب
ويروى له أيضا:
حالق شاربه يمشي * على الأرض مكبا
فهو كالذئب إذا ما * عاين الظلماء خبا
نسبة شعر غيره إليه
جرت العادة أن ينسب إلى كل من اشتهر بشئ ما هو من سنخه وإن
لم يكن له قال ابن منظور: كان أبو بحر عبد الرحمن بن أبي الهداهد شاعرا
مجيدا وكان لا يكاد يقول شيئا إلا نسب لأبي نواس وكذلك الحسين بن
الضحاك المعروف بالخليع وقد غلب على كثير من شعرهما فما هو لأبي بحر
وقد نسب لأبي نواس الأبيات التي أولها:
وشاطر ماجن الشمائل قد * خالط منه المجون تأنيثا
قال أبو عبد الله أحمد بن صالح بن أبي نصر أنشدنيها أبو بحر لنفسه
فقلت لهم إنهم يزعمون إنها لأبي نواس فقال لي أبو نواس بيني وبينك ولكنه
قد حظي أن ينسب إليه كل إجادة وملاحة إنتهى ومر شئ من ذلك.
معارضة شعره
نظرا لما له من المكانة عند الشعراء عارض جملة من قصائده مشاهير
الشعراء أمثال أبان بن عبد الحميد اللاحقي والحسين الخليع وابن المعتز
ودعبل وغيرهم.
منتخبات من شعره
هذه منتخبات من أنواع شعره المتقدم إليها الإشارة عدى المجون
نذكر من كل واحد منها نموذجا يكون مع باقي ما نقلناه من شعر شاهدا على
تقدمه في صناعة الشعر ويراد بها ما يعم الردود والمعارضات.
نقائضه مع الشعراء
قال جامع ديوانه: إن نقائضه المجردة عن الأخبار هي مع نيف
وأربعين شاعرا وشاعرة إنتهى ونختار من تلك النقائض والمعارضات ما
ننقله عن جامع ديوانه.
مع أبان بن عبد الحميد اللاحقي
قال روى العتبي ان أبان بن عبد الحميد اللاحقي أرسل رقعة إلى
الفضل بن يحيى وفيها:
أنا من بغية الأمير وكنز * من كنوز الأمير ذو أرباح
كاتب حاسب خطيب أديب * ناصح راجح على النصاح شاعر
مفلق أخف من الريشة * مما تكون تحت الجناح
لي في النحو فطنة واتقاد * أنا فيه قلادة بوشاح
ثم أروى من ابن سيرين للعلم * بقول منور الافصاح
ثم أورى من ابن سيرين للشعر * وقول النسيب والامداح
وطريف الحديث من كل فن * وبصير بترهات الملاح
كم وكم قد خبأت عندي حديثا * هو عند الملوك كالتفاح
فبمثلي تخلو الملوك وتلهو * وتناجي في المشكل الفداح
أيمن الناس طائرا يوم صيد * لغدو دعيت أو لرواح
أبصر الناس بالجوارح والخيل * وبالخرد الحسان الصباح
كل ذا قد جمعت والحمد لله * على إنني ظريف المزاح
لست بالناسك المشمر ثوبيه * ولا الماجن الخليع الوقاح
لو رمى بي الأمير أصلحه الله * رماحا ثلمت حد الرماح
ما أنا واهن ولا مستكين * لسوى أمر سيدي ذي السماح
لست بالضخم يا أميري ولا الفدم * ولا بالمجحدر الدحداح
لحية جعدة ووجه صبيح * واتقاد كشعلة المصباح
إن دعاني الأمير عاين * مني شمريا كالبلبل الصياح
فدعا به الفضل وأحسن جائزته وأمره بلزومه فكان يسعى في أبي
نواس عنده فقال أبو نواس ناقضا عليه قصيدته:
أنت أولى بقلة الحظ مني * يا مسمى بالبلبل الصياح
قد رأوا منه حين غنى لديهم * أخرس الصوت غير ذي إفصاح
ثم بالريش شبه النفس بالخفة * مما يكون تحت الجناح
فإذا الشم من شماريخ رضوى * عنده خفة نوى المسباح
لم يكن فيك من صفاتك شئ * غير خلق مجحدر دحداح
لحية ثطة ووجه قبيح * وانثناء عن النهي والصلاح
فيك ما يحمل الملوك على الخرق * ويرزي بالسيد الجحجاح
فيك تيه وفيك عجب شديد * وطماح يفوق كل طماح
بارد الطرف مظلم الكذب ذو خرق * معيد الحديث نزر المزاح
فالذي قلت فيك باق صحيح * والذي قلت ذاهب في الرياح
مع الحسين بن الضحاك الخليع وابن المعتز
قال حكى أحمد بن طاهر إن أبا نواس لما قال:
دع عنك لومي فان اللوم إغراء * ودواني بالتي كانت هي الداء
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها * لو مسها حجر مسته سراء
من كف ذات... *...

(١) المسباح كثيرا التسبيح الذي بعد تسبيحاته بالنوى.
(٣٦٦)

قامت بابريقها والليل معتكر * فلاح من وجهها في البيت لألأ
فأرسلت من فم الإبريق صافية * كأنما أخذها بالعين أغفاء
رقت عن الماء حتى ما يلائمها * لطافة وجفا عن شكلها الماء
فلو مزجت بها نورا لمازجها * حتى تولد أنوار وأضواء
دارت على فتية دار الزمان بهم * فما يصيبهم إلا بما شاؤوا
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة * حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفوان كنت امرأ حرجا * فان حظركه في الدين أزراء
عارضه الحسين بن الضحاك بقصيدة طويلة من جملتها:
بدلت من نفحات الورد بالآء * ومن صبوحك در الإبل والشاء
ففي غد لك من زهراء صافية * بطيرناباذ ماء ليس كالماء
راح الفرات عليها في جداوله * وباكرتها سحابات بانواء
ما زال يهملها كالمستخف بها * غض الشباب كناس غير نساء
يطري سواها إذا سميت مدافعة * عنها ويوسعها من كل أزراء
تمازج الروح في أخفى مداخلة * كما تمازج أنوار بأضواء
ما أطيب العيش لولا ذكر واحدة * فيها مفارقة بين الأحباء
هذا النعيم ولا عيش تكون به * هند برابية من بعد أسماء
قال فيروى إنه تحوكم في هذه القصيدة وقصيدة أبي نواس إلى ابن
ميادة بمكة شرفها الله تعالى فكان لا يأتي على بيت من هذه القصيدة إلا قال
جيد حتى أتى عليها كلها ثم استنشد قصيدة أبي نواس فلما بلغه قوله:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها * لو مسها حجر مسته سراء
قال إن هذا البيت يفي بقصيدة الخليع. وقد عارضها عبد الله بن
المعتز بهذه القصيدة:
أمكنت عاذلتي من صمت أباء * ما زاده النهي شيئا غير إغراء
أين التورع من قلب يهيم إلى * حانات قطر بل والعود والناء
وصوت فتانة التغريد ناظرة * بعين ظبي يريد الماء حوراء
جرت ذيول الثياب البيض حين مشت * كالشمس مسبلة أذيال لألاء
وقرع ناقوس ديري على شرف * مسبح في سواد الليل دعاء
وكاس حيرية شكت بمبزلها * أحشاء مشعرة بالقار حواء
أجرى الفرات عليها من سلاسله * شهرا تمشي على جرعاء ميثاء
وطاف يكلأها من كل قاطفة * راع بعين وقلب غير نساء
ثم استقرت ونار الشمس تلفحها * في بطن مختومة بالطين كلفاء
حتى إذا برد الليل البهيم لها * وبلها سحر منه بانداء
صب الخريف عليها ماء غادية * أقامها فوق طين بعد رمضاء
تلك التي أن تصادف قلب ذي حزن * تجزل عطيته من كل سراء
يسقيكها خنث الحقوين ذو هيف * كان أجفانه أفرغن من داء
لا يكره الغمز من كف ومن نظر * ولا يلاقي بصد وحي إيماء
وإنما صب سلسال المزاج على * سبيكة من بنات التبر صفراء
يا صاح إن كنت لم تعلم فقد طرحت * شرارة الحب في قلبي وأحشائي
أما ترى البدر قد قام المحاق به * من بعد إشراق أنوار وأضواء
وقد عست شعرات في عوارضه * تزري على عاشقيه أي إزراء
أعيت مناقشة إلا على حلم * فكل يوم يغاديها باحفاء
فاندب زبرجد خد صار من سبح * ونح وساعد عليه كل بكاء
يا ليت إبليس خلاني لندبته * ولم يصوب لالحاظي بأشياء
ما لي رأيت ملاح الناس قد كثروا * ولم يقدر بهم إبليس إغوائي
وكيف أفلح مع هذا وذاك وذا * أم كيف يثبت لي في توبة رائي
ومن الموازنة بين الأبيات التي اشترك أبو نواس وابن المعتز في معانيها
أو تقاربا في هاتين القصيدتين يظهر لك سبق أبي نواس وتفوقه قال أبو
نواس:
دع عنك لومي فان اللوم إغراء * وداوني بالتي كانت هي الداء
فقال ابن المعتز في معناه وقصر عنه:
أمكنت عاذلتي من صمت أباء * ما زاده النهي شيئا غير إغراء
وقال أبو نواس:
صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها * لو مسها حجر مسته سراء
فقال ابن المعتز في معناه ولم يلحقه:
تلك التي أن تصادف قلب ذي حزن * تجزل عطيته من كل سراء
وقال أبو نواس: من كف ذات *.........
فقال ابن المعتز في نظيره ولم يساوه:
يسقيكها خنث الحقوين ذو هيف كان أجفانه أفرغن من داء
وقال أبو نواس:
قامت بابريقها والليل معتكر * فلاح من وجهها في البيت لألاء
فقال ابن المعتز في شبهه ولم يدانه:
جرت ذيول الثياب البيض حين مشت * كالشمس مسبلة أذيال لألاء
وقال أبو نواس:
فأرسلت من فم الإبريق صافية * كأنما أخذها بالعين إغفاء
فقال ابن المعتز فيما يقاربه ولم يجاره:
وكاس حيرية شكت بمبزلها * إحشاء مشعرة بالقار جوزاء
وقال أبو نواس في مزجها بالماء:
رقت عن الماء حتى ما يلائمها * لطافة وجفا عن شكلها الماء
فقال ابن المعتز في شبيهه:
وإنما صب سلسال المزاج على * سبيكة من بنات التبر صفراء
مع دعبل الخزاعي
قال لما قال أبو نواس:
يا شقيق النفس من حكم * نمت عن ليلي ولم أنم
فاسقني البكر التي اختمرت * بخمار الشيب في الرحم
ثمة انصات الشباب لها * بعد ما جازت مدى الهرم
فهي لليوم التي بزلت * وهي ترب الدهر في القدم
عتقت حتى لو اتصلت * بلسان ناطق وفم

(١) آلاء ثمر شجر يدبغ به.
(٢) طير ناباذ اسم مكان. - المؤلف -.
(٣) حيرية امرأة منسوبة إلى قرية بالكوفة (ومشعرة بالثار) جعل القار بمنزلة الشعار لها
(والشعار) الثوب الذي يلي الحسد والمراد الذنان (وخوراء) صفة لحيرية.
(٤) حكم قبيلة ينتسب إليها أبو نواس. - المؤلف -
(٣٦٧)

لاحتبت في القوم مائلة * ثم قصت قصة الأمم
فرعتها بالمزاج يد * خلقت للسيف والقلم
في ندامى سادة زهر * أخذوا اللذات من أمم
فتمشت في مفاصلهم * كتمشي البرء في السقم
فعلت في البيت إذ مزجت * مثل فعل الصبح في الظلم
واهتدى ساري الظلام بها * كاهتداء السفر بالعلم
عارضها دعبل الخزاعي فقال:
عاذلي لو شئت لم تلم * فسمعي عنك كالصمم
وأدع سرح اللهو مغتديا * غير مستبط ولا سئم
وأقم بالسوس معتكفا * كاعتكاف الطير بالحرم
واشرب الراح التي حجبت * عن عيون الدهر في الخيم
لعناقيد مشكلة * كشعور الزنج في الحمم
فتهادتها ثمود إلى * قومها من وارثي إرم
وتخطتها العصور فلو * نطقت في الكاس بالكلم
لأجابت عن ولادتها * بلسان ناطق وفم
ثم أدت كلما شهدت * من قرون الناس والأمم
فاقتنتها فتية سمح * من أناس سادة هضم
فاستنارت في أكفهم * كسنا النيران في الأجم
تلك ما تحيا النفوس بها * فمتى أنزل بها أقم
في نواحي هيكل أرج * عاكفا فيه على صنم
نقشت بالحسن صورته * من ذرى قرن إلى قدم
مع مسلم بن الوليد
قال إن مسلما تلقاه رسول لأبي نواس إلى عنان ومعه رقعة فيها:
لا تأمنن على سري وسركم * غيري وغيرك أوطى القراطيس
أو طير فيروزج إني سأبعثه * قد كان صاحب تأليف وتدسيس
وكان هم سليمان ليذبحه * لولا قيادته في أمر بلقيس
فاخذ مسلم منه الرقعة وخرقها فانصرف الرسول إلى أبي نواس
فأخبره فقال أبو نواس:
لم يقو عندي على تخريق قرطاسي * إلا فتى قلبه من صخرة قاسي
إن القراطيس في قلبي بمنزلة * كموضع السمع والعينين والرأس
لولا القراطيس مات العاشقون معا * هذا بغم وهذا كم بوسواس
فليت إن إمام الناس سلطني * فلم أدع خارقا فيه بقرطاس
حتى أصبحه من حيث مأمنه * كأسا من الموت لم يسلم له حاسي
ما أعجب الخارق القرطاسي أقرأه * ياسا فخرقه من حيرة الياس
ما ذا عليك إذا أحببت كاتبه * ما كان في بطنه يا أحمق الناس
أليس قد مشقت فيه أنامله * وجاز أقلامه فيها بانقاس
فبلغت مسلما فعارضه بقوله:
يا من يلوم على تخريق قرطاس * كم مر مثلك في الدنيا على رأسي
الحزم تخريقه إن كنت ذا حذر * وإنما الحزم سوء الظن بالناس
فشق قرطاس من تهوى صيانته * فرب مفتضح في خط قرطاس
إذا أتاك وقد أدى أمانته * فاجعل كرامته في بطن أرماس
وشق قرطاس من تهوى وكن فطنا * كم ضيع السر في حفظ لقرطاس
فاجابه أبو نواس:
ما ذا أردت إلى تخريق قرطاسي * هل كان عندك في القرطاس من باس
سببت كاتبه من غير ما سبب * هل كان فيه سوى شكوى إلى ناسي
كتبت أشكو بلياتي فساءكم * ما يذكر الناس من شوق إلى ناس
المديح
قال يمدح رجلا كما مر في تاريخ دمشق ومر أن البيت الثاني في
الفضل بن الربيع:
أوجده الله فما مثله * لطالب ذاك ولا ناشد
ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد
وقال يمدح إبراهيم بن عبيد الله الحجبي:
خليلي هذا موقف من متيم * فعوجا قليلا وأنظراه بسلم
إذا شئت لم تكثر علي ملامة * وأعنف أحيانا فيكثر لومي
إذا كان إبراهيم جارك لم تجد * عليك بنات الدهر من متقدم
هو المرء لا يخشى الحوادث جاره * فخذ عصمة منه لنفسك تسلم
لقد حط جاري العبدري رحاله * إلى حيث لا نرقى الخطوب بسلم
وجدنا لعبد الدار جرثوم عزة * وعادية أركانها لم تهدم
إذا اشتغب الناس البيوت فإنهم * أولو الله والبيت العتيق المحرم
رأى الله عثمان بن طلحة أهلها * فكرمه بالمستعاذ المكرم
وأخطرتم دون النبي نفوسكم * بضرب يزيل الهام عن كل مجثم
يقول في صفة الناقة:
إليك ابن مستن البطاح رمت بنا * مقابلة بين الجديل وشدقم
مهارى إذا شرعن بحر تنوفة * كرعن جميعا في إناء مقسم
نفحن اللغام الجعد ثم ضربنه * على كل خيشوم نبيل المخطم
إلى ابن عبيد الله حتى لقينه * على السعد لم يزجر لها طير أشام
وقال يمدح إبراهيم بن عبيد الله الحجبي أيضا من قصيدة:
هل عرفت الربع أجلى * أهله عنه فزالا
رب ريم كان فيها * يملأ العين جمالا
في ظباء يتزاورن * فيمشين ثقالا
وفلاة ألبستها * ظلمة الليل جلالا
قد تبطنت بحرف * تقدم العيس العجالا
مال إبراهيم بالمال * يمينا وشمالا
لم يقل أفعل إلا * اتبع القول الفعالا
وقال يمدح هاشم بن جديح الكندي:
تطاول فوق الناس حتى كأنما * يرون به نجما أمام نجوم
إذا امتازت الأحساب يوما باهلها * أناخ إلى عادية وصميم
إلى كل معصوب به التاج مقول * إليه أتاوى عامر وتميم
ومن رقيق شعره المنسجم المطبوع السهل الممتنع الذي يدخل الأذن
بغير إذن قوله يخاطب عبد الملك بن إبراهيم من أهل البصرة:
يا ابن إبراهيم يا عبد الملك * واثقا أقبلت بالله وبك
أنت للمال إذا أمسكته * فإذا أنفقته فالمال لك
(٣٦٨)

وقال في رهبان دير حنة:
يا دير حنة من ذات الأكيراح * من يصح عنك فاني لست بالصاحي
يعتاده كل محفو مفارقه * من الدهان عليه سحق أمساح
لا يدلفون إلى ماء بباطية * إلا اغترافا من الغدران بالراح
لم يبق فيهم لرائيهم إذا حصلوا * خلاف ما خوفوه غير أشباح
الاعتذار
قال يعتذر إلى الرشيد وهو في حبسه من أبيات:
فلا يتعذرن عليك عفو * وسعت به جميع العالمينا
فاني لم أخنك بظهر غيب * ولا حدثت نفسي أن أخونا
وقال يعتذر إلى الأمين حين حبسه ثانيا:
تذكر أمين الله والعهد يذكر * مقامي وأنشاديك والناس حضر
ونثري عليك الدر يا در هاشم * فيا من رأى درا على الدر ينثر
أبوك الذي لم يملك الأرض مثله * وعمك موسى صنوه المتخير
وجداك مهدى الهدى وشقيقه * أبو أمك الأدنى أبو أفضل جعفر
وما مثل منصوريك منصور هاشم * ومنصور قحطان إذا عد مفخر
فمن ذا الذي بسهميك في الورى * وعبد مناف والداك وحمير
مضت لي شهور مذ حبست ثلاثة * كأني قد أذنبت ما ليس يغفر
فان كنت لم أذنب ففيم تعنتي * وإن كنت ذا ذنب فعفوك أكبر
وكتب إلى الأمين أيضا:
أرقت وطار عن عيني النعاس * ونام السامرون ولم يواسوا
أمين الله قد ملكت ملكا * عليك من التقى فيه لباس
ووجهك يستهل ندى فيحيا * به في كل ناحية أناس
كان الخلق في تمثال روح * له جسد وأنت عليه رأس
فديتك إن غم السجن باس * وقد أرسلت ليس عليك باس
وكتب إلى الأمين أيضا من أبيات:
من ذا يكون أبا نوا * سك إذ حبست أبا نواس
إن أنت لم ترفع له * رأسا فديت فنصف رأس
وكتب إلى الفضل بن الربيع من الحبس يذكر أنه زهد وتنسك مبالغة
في الظرافة:
أنت يا ابن الربيع ألزمتني النسك * وعودتنيه والخير عاده
فارعوى باطلي واقصر حبلي * وتبدلت عفة وزهاده
لو تراني ذكرت للحسن البصري * في حسن سمته أو قتادة
المسابيح في ذراعي والمصحف * في لبتي مكان القلاده
وإذا شئت أن ترى طرفة تعجب * منها مليحة مستفاده
فادع بي لا عدمت تقويم مثلي * وتفطن لموضع السجاده
تر أثرا من الصلاة بوجهي * توقن النفس إنها من عباده
لو رآها بعض المرائين يوما * لاشتراها يعدها للشهادة
ولقد طال ما شقيت ولكن * أدركتني على يديك السعادة
وكتب إلى عبد الله بن نعيم وكان أخوه كاتب الفضل بن الربيع:
حي الديار وأهلها أهلا * وأربع وقل لمفند مهلا
إني ندبت لحاجتي رجلا * صافي السماحة واحتوى النبلا
وسمت به الهمم العظام إلى الر * تب الجسام فباين المثلا
تلقى الندى في غيره عرضا * وتراه فيه طبيعة أصلا
كلم أخاك يكلم الفضلا * وليبلني حسنا كما أبلى
وإذا وصلت بعاقل أملا * كانت نتيجة قولك الفعلا
وكتب إلى جماعة كثيرين يتوسل بهم ويذكر انه قد تاب مما حبسه
لأجله الأمين يطول الكلام باستيفائهم منهم الحسين بن عيسى بن المنصور:
رفع الصوت ونادى * يا أبا عيسى الجوادا
كن عمادا يا ابن من كان * غياثا وعمادا
وتدارك جسدا قد * مات أو قد قيل كادا
قل له إن قال هل تاب * نعم تاب وزادا
واضمن التوبة عمن * كلما أطراك عادا
وكتب إلى عبيد الخادم مولى أم جعفر:
جعلت عبيدا دون ما أنا خائف * وصيرته بيني وبين يد الدهر
أشار إليه الناس من كل جانب * وقالوا أبو عمرو لها وأبو عمرو
فتى لا يحب الكسب إلا أحله * ولا الكنز من ثناء ومن شكر
وكتب إلى الحسين الخادم مولى هارون:
يا خليلي ساعة لا تريما * وعلى ذي صبابة فأقيما
ما مررنا بدار زينب الا * فضح الدمع سرنا المكتوما
تتجافى حوادث الدهر عمن * كان في جانب الحسين مقيما
قال لي الناس إذ هززتك للحاجة * ابشر فقد هززت كريما
فاسألنه إذا سالت عظيما * انما يسال العظيم العظيما
وكتب إلى الحسين هذا أيضا من ابيات:
أبلغ هديت إلى الامام رسالة * عني باني بعدها استعتب
وشهادتي اني حليف عبادة * فابلوا على الأيام ذاك وجربوا
الهجاء
لأبي نواس هجاء موجع وذم مقذع فهو متقدم في الهجاء تقدمه في
سائر أنواع الشعر وزاد في هجائه ما في طبع أبي نواس من الظرف واللطف
وما في كلامه من النكات والهزل فجاء هجاؤه ممزوجا بالهزل فزاد ذلك في
حسنه وحسن موقعه وأنت ترى انه لم يسلم من هجائه أحد فهجا الأمين
وهو شاعره وهزأ به وهجا البرامكة وهم وزراء الرشيد والمتحكمون في دولته
وهجا العباسة ابنة المهدي وهجا الخصيب وهجا الحسين الخادم حاجب
الرشيد ومولاه سليمان بن المنصور وكل ذلك دليل جرأته وهجا أبا عبيدة
وهو شيخه وهجا بني نوبخت مع احسانهم اليه وهجا أشجع السلمي
والنظام وأبا عبيدة وأبان بن عبد الحميد اللاحقي إلى غير ذلك مما سيمر
عليك وكان الكبراء يهابون هجاءه ويخشون منه. قال ابن منظور: صار أبو
نواس في حداثته إلى مجلس الهيثم بن عدي فجلس والهيثم لا يعرفه فلم
يستدنه ولم يقرب مجلسه فقام مغضبا وتبين الهيثم في وثبته الغضب فسال عنه
فخبر باسمه فقال انا لله هذه والله بلية لم أحسبها على نفسي قوموا بنا اليه
لنعتذر فصاروا اليه فدق الهيثم الباب عليه وتسمى له فقال ادخل فقال
الهيثم له المعذرة إلى الله ثم إليك ولا والله ما عرفتك وما الذنب الا إليك
حين لم تعرفنا نفسك فنقضي حقك فاظهر له قبول العذر فقال الهيثم انا
أستعيذك من قول يبقى منك في قال ما قد مضى فلا حيلة فيه ولكن لك
(٣٦٩)

الأمان فيما يستأنف قال وما الذي مضى جعلت فداك قال بيت مر قال
فتنشدنيه فامتنع أبو نواس عن انشاده فالح عليه الهيثم فأنشده:
إذ نسبت فتنشد عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب
وهذا البيت من قصيدة لأبي نواس في الهيثم بن عدي يقول فيها:
الحمد لله هذا أعجب العجب * الهيثم بن عدي صار في العرب
يا هيثم بن عدي لست للعرب * ولست من طئ الا على شغب
إذا نسبت عديا في بني ثعل * فقدم الدال قبل العين في النسب
كأنني بك فوق الجسر منتصبا * على جواد قريب منك في الحسب
حتى نراك وقد درعته قمصا * من الصديد مكان الليف والكرب
لله أنت فما قربى تهم بها * الا اجتلبت لها الأنساب من كثب
فعاد اليه الهيثم بن عدي حين بلغته الأبيات فقال له يا سبحان الله
أليس لقيتني وجعلت لي عهدا ان لا تهجوني فقال أبو نواس وانهم يقولون ما
لا يفعلون. وقال يهجوه أيضا:
أنت من طي ولكن * قبله نون وباء
وقال يهجو عدنان ويفتخر بقحطان وهي القصيدة التي أطال الرشيد
حبسه بسببها وهذه منتخبات منها:
ونحن إذ فارس تدافع بهرا * م قسطنا على مرازبها
بالخيل شعنا على لواحق * كالسيدان تعطي مدى مذاهبها
ويوم ساتيدما ضربنا بني الأصفر * والموت في كتائبها
إذ لاذ بزواز يوم ذاك بنا * والحرب تمري بكف حالبها
يذود عنه بنو قبيصة بالخطى * والبيض من قواضبها
حتى دفعنا اليه مملكة * ينحسر الطرف عن مواكبها
وفاظ قابوس في سلاسلنا * سنين سبعا وفت لحاسبها
فافخر بقحطان غير مكتئب * فحاتم الجود من مناقبها
ولا ترى فارسا كفارسها * إذ زالت الهام عن مناكبها
عمرو وقيس والاشتران وزيد * الخيل أسد لدى ملاعبها
بل مل إلى الصيد من اشاعثها * والسادة الغر من مهالبها
وحمير تنطق الرجال بما * اختارت من الفضل في مراتبها
احبب قريشا لحب احمدها * واعرف لها الجزل من مواهبها
ان قريشا إذا هي انتسبت * كان لنا الشطر من مناسبها
فأم مهدي هاشم أم موسى * الخير منا فافخر وسام بها
ان فاخرتنا فلا افتخار لها * الا التجارات من مكاسبها
فاهج نزارا وأبر جلدتها * وهتك الستر عن مثالبها
اما تميم فغير داحضة * ما سلسل العبد في شواربها
أول مجد لها وآخره * ان ذكر المجد قوس حاجبها
وقال يهجو تميما وأسدا ويفتخر بقحطان وفيها إشارة إلى كثير من
قصص العرب واخبار ذكرنا بعضها يقول فيها:
إذا ما تميمي اتاك مفاخرا * فقل عد عن ذا كيف اكلك للضب
تفاخر أبناء الملوك سفاهة * وبولك يجري فوق ساقك والكعب
فنحن ملكنا الأرض شرقا ومغربا * وشيخك ماء في الترائب والصلب
فلما أبى الا افتخارا بحاجب * هتمت ثناياه بجندلة الشعب
تفاخرنا جهلا بظئر نبينا * الا انما وجه التميمي من هضب
وضيعتم في العامريين ثاركم * بعمرو بن ضياء المصاب بلا ذنب
فكان هجاء الجعفري نكيركم * وقد لحبوا منه السنام عن الصلب
وأنتم شمتم بابن دارة سالم * فجازتكم الأيام نكبا على نكب
منعتم أخاكم عقبة وهو رامض * وحلأتموه ان يذوق من العذب
فمتم بأيديكم فلا مات غيركم * وغنى بكم أبناء دارة في الشرب
وقال يذم البصرة وخلطاءه بها:
اما من كنت بالبصرة * اصفي لهم الودا
ومن كانوا موالي * ومن كنت لهم عبدا
ومن قد كنت أرعاه * وان مل وان صدا
شربنا ماء بغداد * فانساناكم جدا
تبدلنا بها حورا * لالحان الغنا ادا
وأبهى منكم شكلا * وأحلى منكم قدا
فلا ترعوا لنا عهدا * فما نرعى لكم عهدا
ولما لم يكن بد * وجدنا منكم بدا
ولا تشكوا لنا فقدا * فما نشكو لكم فقدا
كلانا واجد في الناس * مما مله ندا
وقال يهجو هاشم بن خديج من قصيدة:
وردنا على هاشم مرصده * فبارت تجارتنا عنده
وما كان ايمانكم بالرسول * سوى قتلكم صهره بعده
وما كان قاتله في الرجال * بحمل لطهر ولا رشده
وقال يهجوه أيضا:
يا هاشم بن خديج ليس فخركم * بقتل صهر رسول الله بالسدد
أدرجتم في اهاب العير جثته * فبئس ما قدمت أيديكم لغد
ان تقتلوا ابن أبي بكر فقد قتلت * حجرا بدارة ملحوب بنو أسد
وطردوكم إلى الاجبال من اجا * طرد النعام إذا ما تاه في البلد
وقد أصاب شراحيلا أبو حنش * يوم الكلاب فما دافعتم بيد
ويوم قلتم لزيد وهو يقتلكم * قتل الكلاب لقد أبرحت من ولد
وكل كندية قالت لجارتها * والدمع ينهل من مثنى ومن وجد
الهى امرأ القيس بغانية * عن ثاره وصفات النؤى والوتد
وقال يهجوه أيضا:
أتشتم خير ذي حكم بن سعد * لقد لاقيت داهية نؤادا
سببت ابن الحديج فسب ظلي * لعمر أبيك لا استوفى وزادا
ولو في غير مصر سببت ظلي * لقلت ابن الخبيثة كن رمادا
وقال يهجو إسماعيل بن صبيح كاتب السر للأمين وولاؤه لبني أمية:

(١) أراد به محمد بن أبي بكر فقد قتله جد خديج بمصر.
(٢) حجر بالضم أبو امرئ القيس الشاعر ودارة ملحوب مكان.
(٣) اجا جبل لطئ.
(٤) شراحيل ويقال شر حبيل هو ابن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار الكندي (وأبو
حنش) هو عصم بن النعمان بن مالك بن غياث بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بنجيب
(والكلاب) كغراب وضع بين الكوفة والبصرة كانت فيه وقعة قتل فيها أبو حنش
شرحبيل. - المؤلف -
(٣٧٠)

الا يا امين الله كيف تحبنا * قلوب بني مروان والامر ما ندري
وما بال مولاهم لسرك واضعا * وما باله امسى يشارك في الامر
تبين امين الله في لحظاته * شنان بني العاصي وحقد بني صخر
وقال يهجو الفضل بن الربيع وهو في حبسه من ابيات:
على مركبي مني السلام وبزتي * وغدوات لهو قد فقدن مكاني
لحى الله من امسى يرشح نصره * بفك اسار منه عند يماني
وما لي وقحطان وبث مديحها * ونصبي لها نفسي بكل مكان
فان أمس لا تخشى لسيفي فتكة * فلا تأمنن يا فضل فتك لساني
واني لأرجو ان أراك كجعفر * ونصفاك فوق الجسر يقتسمان
وقال يهجو العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي:
قل لبني الأشعث لن تصلحوا * باللوم عندي امر عباس
حتى تردوه إلى ربه * يطبعه خلقا من الرأس
ألوم عباسا على بخله * كان عباسا من الناس
وانما العباس في قومه * كالثوم بين الورد والآس
وقال يهجو العباسة بنت المهدي:
الا قل لامين الله * وابن القادة الساسه
إذا ما ناكث سرك * ان تفقده رأسه
فلا تقتله بالسيف * وزوجه بعباسة
وقال يهجو إبراهيم بن النظام:
قولا لإبراهيم قولا هترا * غلبتني زندقة وكفرا
ان قلت ما تشرب قال خمرا * أو قلت ما تترك قال برا
أو قلت ما تقول قال شرا * أصلاه ربي لهبا وجمرا
وقال يهجو الفضل بن العميد الرقاشي:
رأيت قدور الناس سودا من الصلى * وقدر الرقاشيين زهراء كالبدر
تبين في محراثها ان عوده * سليم صحيح لم يصبه اذى الجمر
إذا ما تنادوا بالرحيل سعى بها * امامهم الحولي من ولد الذر
وقال يهجو الرقاشي أيضا:
قدر الرقاشي مضروب بها المثال * في كل شئ خلا النيران تبتذل
تشكو إلى قدر جارات إذا التقيا * اليوم في سنة ما مسني بلل
وقال يهجو الرقاشي أيضا:
أمات الله من جوع رقاشا * فلو لا الجوع ما ماتت رقاش
ولو أشممت موتاهم رغيفا * وقد سكنوا القبور إذا لعاشوا
وقال يهجو الرقاشي أيضا بأبيات منها هذا البيت وكفي به هجوا:
والله لو كنت جريرا لما * كنت باهجى لك من أصلكا
وقال فيه أيضا من ابيات:
قد اخذ الله من رقاش على * تركهم المجد بالمواثيق
وقال يهجو أشجع السلمي:
قل لمن يدعي سليما سفاها * لست منها ولا قلامة ظفر
انما أنت من سليم كواو * ألحقت في الهجاء ظلما بعمرو
وقال يهجو أبان بن الحميد اللاحقي مولى الرقاشيين:
صحفت أمك إذ * سمتك في المهد ابانا
صيرت باء مكان التاء * تصحيفا عيانا
قد علمنا ما أرادت * لم ترد الا اتانا
قطع الله وشيكا * من مسميك اللسانا
وقال يهجو أحمد بن يسار الجرجائي:
بما أهجوك لا أدري * لساني فيك لا يجري
إذا فكرت في عرضك * أشفقت على شعري
وقال يهجو عشيقته من ابيات:
أكثري أو فاقلي * قد مللناك فملي
ما إلى حبك عود * ما دعا الله مصلي
لم يكن مثلك لولا * سفه الرأي هوى لي
شخصها شخص قبيح * ولها وجه مولي
اشهدوا اني برئ * من هواها متخلي
وقال يهجو ثقيلا بصريا يقال له روحا العمي ويلقب بالجبل:
أيا جبل السماجة والذي * أرسى فلا يبرح
ويا من هو من ثهلان * لو حملته أفدح
لقد صورك الله * فما حلى ولا ملح
وقد طولت تفكيري * فما أدري لما تصلح
فما تصلح ان تهجى * ولا تصلح ان تمدح
فيا ليتك ان أمسيت * إذ أمسيت لا تصبح
ويا ليتك في اللجة * لا تحسن ان تسبح
وقال يهجوه:
لي صاحب أثقل من أحد * قرينه ما عاش في جهد
علامة البغض على وجهه * بينة مذ حل في المهد
لو دخل النار طفى حرها * فمات من فيها من البرد
وقال:
رأيت الفضل مكتئبا * يناغي الخبز والسمكا
فأسبل دمعه لما * رآني قادما وبكى
فلما ان حلفت له * باني صائم ضحكا
وقال:
شهدت البطاقي في مجلس * وكان إلي بغيضا مقيتا
فقال اقترح بعض ما تشتهي * فقلت اقترحت عليك السكوتا
وقال يهجو جعفر البرمكي:
لقد غرني من جعفر حسن بابه * ولم أدر ان اللؤم حشو اهابه
فلست وان أخطأت في مدح جعفر * بأول انسان... في ثيابه
(٣٧١)

وقال يهجو سعيد بن مسلم:
رغيف سعيد عنده مثل نفسه * يقبله طورا وطورا يلاعبه
ويخرجه من كمه فيشمه * ويجلسه في حجره ويخاطبه
وان جاءه المسكين يطلب فضله * فقد ثكلته أمه وأقاربه
يكر عليه السوط من كل جانب * وتكسر رجلاه وينتف شاربه
وقال يهجو محمد بن إسماعيل:
فتى لرغيفه قرط وشنف * وخلخالان من خرز وشذر
إذا فقد الرغيف بكى عليه * بكا الخنساء إذ فجعت بصخر
ودون رغيفه قلع الثنايا * وحرب مثل وقعة يوم بدر
ذم الاخوان
قال:
واخ إن جاءني في حاجة * كان بالانجاز مني واثقا
وإذا فاجاته في مثلها * كان بالرد بصيرا حاذقا
وقال:
وصاحب اخلف ظني به * والخير بالصاحب مظنون
جاملني بالقول حتى إذا * صار له مال وتمكين
اعرض عني لاويا شدقه * كأنه في الكنز قارون
أنكرتها منه فعاتبته * والنصح في الاخوان مضمون
فتاه إذ عاتبته شامخا * واصله في أهله دون
وقال:
ذهب الناس فاستقلوا وصرنا * خلفا في أراذل النسناس
في أناس نعدهم من عديد * فإذا فتشوا فليسوا بناس
كلما جئت ابتغي الفضل منهم * بدروني قبل السؤال بياس
ربكوا لي حتى تمنيت اني * مفلت عند ذاك رأسا برأس
وقال من ابيات:
فسد الخلائق كلهم * فانظر لنفسك من تؤاخي
وقال:
يا مادح القوم اللئام * وطالبا رفد الشحاح
أشغل قريضك بالنسيب * وبالفكاهة والمزاح
حدثت وجوه ليس تألم * غير أطراف الرماح
واكفت قوم ليس ينبط * ماءها غير المساحي
ما شئت من مال حمي * يأوي إلى عرض مباح
المرائي
قال يرثي الأمين:
طوى الموت ما بيني وبين محمد * وليس لما تطوي المنية ناشر
فلا وصل الا عبرة نستديمها * أحاديث نفس ما لها الدهر ذاكر
لئن عمرت دور بمن لا أوده * لقد عمرت ممن أحب المقابر
وكنت عليه احذر الموت وحده * فلم يبق لي شئ عليه أحاذر
وقال يرثي والبة بن الحباب أستاذه في الأدب:
فاضت دموعك ساكبه * جزعا لمصرع والبه
قامت بموت أبي اسامة * في الزقاق النادبه
قامت تبث من المكارم * غير قيل الكاذبة
فجعت بنو أسد به * وبنو نزار قاطبه
بلسانها وزعيمها * عند الأمور الحازبه
لا تبعدن أبا اسامة * فالمنية واجبه
كل امرئ تغتاله * منها سهام صائبه
كتب الفناء على العباد * فكل نفس ذاهبه
كم من أخ لك قد تركت * همومه بك ناصبه
قد كان يعظم قبل موتك * ان تنوب النائبه
وقال يرثي خلفا الأحمر قبل موته من ابيات وكان أستاذه فعرضها عليه
فاستجودها كما في الديوان:
اودى جماع العلم مذ اودى خلف * من لا يعد العلم الا ما عرف
قليزم من العياليم الخسف * فكلما تشاء منه تغترف
رواية لا تجتنى من الصحف
وقال يرثيه أيضا من قصيدة:
لما رأيت المنون آخذة * كل شديد وكل ذي ضعف
بت أعزي الفؤاد عن خلف * وبات دمعي ان لا يفض يكف
انسى الرزايا ميت فجعت به * امسى رهين التراب في جدف
لا يهم الحاء في القراءة بالخاء * ولا لامها مع الألف
ولا يعمي معنى الكلام ولا * يكون انشاده عن الصحف
وكان ممن مضى لنا خلفا * فليس منه إذ بان من خلف
التعازي
في تاريخ دمشق لما مات الرشيد وقام الأمين قال يعزي الفضل:
تعزا أبا العباس عن خير هالك * بأكرم حي كان أو هو كائن
حوادث أيام تدور صروفها * لهن مساو مرة ومحاسن
وفي الحي بالميت الذي غيب في الثرى * فلا أنت مغبون ولا الموت غابن
الغزل
قد ذبت غير حشاشة * في النفس تحبسها الأماني
يا من يلوم على الصبا * دعني فشأنك غير شاني
انى ترد علي قلبا * راح في غلق الرهان
قلبا إذا كلفته * غير الذي يهوى عصاني
ومضمخات بالعبير * نزلن من غرف الجنان
أقبلن من باب الرصافة * كالتماثيل الحسان
يحففن احور كالغزال * امر امرار العنان
يمشي بردف كالنقى * يختال تحت قضيب بان
لا يشغلنك غير ما * تهوى فكل العيش فاني
(٣٧٢)

وقال:
يا نظرة ساقت إلى ناظر * أسباب ما تدعو إلى حتفه
من حب ظبي حسن دله * يقصر الواصف عن وصفه
في البدر من صفحته لمحة * ولمحة في الظبي من طرفه
إذا مشى جاذبه ردفه * كأنما يمشي إلى خلفه
وقال:
ومعشوق الشمائل والدلال * كقرف الشمس في قد الغزال
تأزر بالملاحة وارتداها * وسربل بالكمال وبالجمال
ضيا شمس تفرع في قضيب * ودعص نقى ترجرج في اعتدال
له في خده خال مليح * بنفسي ذاك من خد وخال
وقال:
يا قضيبا في القوام * وهلالا في التمام
وبديعا في مثال * جل عن وصف الكلام
بأبي وشي انيق * منك في الخد الرخامي
قد سباني نور خد * كمصابيح الظلام
شفني منك قوام * فوق ارداف عظام
وكتمت الحب حتى * عيل صبري واكتتامي
الغزل والنسيب
قال من ابيات:
يا من لعين سربه * تفعل فعل الطربه
قد سلني حبك حتى * صرت مثل القصبه
أحببت ريما غنجا * ذا وجنة كالذهبه
فلست انسى قوله * من غمز كفي يا ابه
فليت حظي قبلة * منه شراء أو هبه
ولائم قلت له * لا تكثرن الجلبه
ان الذي أحببته * له علي الغلبة
وقال:
يا مجلسا ضم فتيانا غطارفة * حازوا البشاشة والإنعام والكرما
وجوههم فيه ريحان لمجلسهم * ولفظهم لؤلؤ في سلكه نظما
وقال:
للريم عيناه ولفتاته * وللغزال الجيد والنحر
والخصر قد أوهنه ردفه * فخطوه من ثقلة فتر
لو مس ميتا عاد حيا فلم * يضمه من بعده قبر
لو مر ذر فوق سرباله * يوما لادمى جلده الذر
وقال:
سائل عن الحب تخبر * فالحب صبر وسكر
إذا علقت غزالا * كأنه البدر يزهر
فلا عليك أقل * العذول أم فيه أكثر
اظهر هواك فمهما * أخفيته سوف يظهر
والله ما بلغ الحب * من جميل بن معمر
ولا من ابن ذريح * قيس وما كان قصر
بلوغه من فؤادي * لما غدا يتفطر
وقال:
فوا حرباه من عيني * بلذتها جنت ضرري
فيا من لم يكن للحب * فيه ميل ذي وطر
لو أنك ذقت أحيانا * مخلاة من الفكر
وأنت عليك مغضوب * وقلبك غير مصطبر
إذا لعلمت ان الحب * يأخذ اخذ مقتدر
وقال:
وكاس كعين الديك باتت تعلني * على وجه معبود الجمال رخيم
إذا قلت عللني بريقك أقبلت * مراشفه حتى يصبن صميمي
بنينا على كسرى سماء مدامة * مكللة حافاتها بنجوم
فلو رد في كسرى بن ساسان روحه * إذا لاصطفاني دون كل نديم
وقال:
مقرطقة لم يحنها سحب ذيلها * ولا نازعتها الريح فضل البنائق
تشارك في الصنع النساء وسلمت * لهن ضروب الحلي غير المناطق
ومطمومة لم تتصل بذؤابة * ولم تعتقد بالتاج فوق المفارق
كان مخط الصدع فوق خدودها * بقية انقاس بإصبع لائق
ندته بماء المزن حتى جرى لها * إلى مستقر بين أذن وعاتق
تجمع فيها الشكل والزي كله * فليس يوفي وصفها قول ناطق
وقال:
أقول لها وقد هجع الندامى * الا ردي فؤاد المستهام
فقالت من فقلت انا فقالت * متى أدخلت نفسك في الزحام
فقلت لها غلبت على فؤادي * لما أظهرت من دال ولام
فقالت لي هجعت رأيت خيرا * أراك رأيت هذا في المنام
وقال:
اني صرفت الهوى إلى قمر * لم يتحد العيون بالنظر
إذا تأملته تعاظمك * الاقرار في أنه من البشر
ثم يعود الإنكار معرفة * منك إذا قسته إلى الصور
مباحة ساحة القلوب له * يأخذ منها أطائب الثمر
ومن بديع غزله قوله:
لو نظرت عينه إلى حجر * ولد فيه فتورها سقما
وقال كما في تاريخ دمشق:
لم أجن ذنبا فان زعمت بان * أذنبت ذنبا فغير ما معمد
قد بطرف العين كف صاحبها * فلا يرى قطعها من السؤدد
وقال في جارية تسمى عنان:
عنان يا من تشبه العينا * أنت على الحب تلومينا
(٣٧٣)

حبك حب لا أرى مثله * قد ترك الناس مجانينا
وفي تاريخ دمشق قال بعض العلويين: كنت عند أبي نواس وهو
ينشد فاقبل اعرابي وهو متوكئ على ابن له فسمعه يقول:
ويلي على نجل العيون * النهد القب البطون
الناطقات من الضمير * لنا بالسنة الجنون
فقال له الأعرابي: أعد علي فأعاد عليه فقام وقال يا ابن أخي ويلك
أنت وحدك في هذا بل أنا وأنت وويل ابني هذا وويل هذه الجماعة وويل
جيراننا كلهم. وفي تاريخ دمشق: حكى أبو بكر الصولي عن ابن عائشة إنه
قال: رأيت أبا نواس يكلم امرأة في الغلس عند باب المسجد وكنت أعرفه
في مجالس الحديث والآداب فقلت له مثلك يقف هذا الموقف حق أو باطل
فاعتذر ثم كتب إلي ذلك اليوم:
إن التي أبصرتني * سحرا أكلمها رسول
أدت إلي رسالة * كادت لها نفسي تسيل
من فاتن العينين يتعب * خصره ردف ثقيل
متنكب قوس الصبا * يرمي وليس له رسيل
فلو ان أذنك بيننا * حتى تسمع ما يقول
لرأيت ما استقبحت من * أمري لديك هو الجميل
ومن شعره في الغزل قوله كما في تاريخ دمشق:
وفاتن بالنظر الرطب * يضحك عن ذي أشر عذب
خاليته في مجلس لم يكن * ثالثنا فيه سوى الرب
وقال لي والكاس في كفه * بعد التجني منه والعتب
تحبني قلت مجيبا له * أوفر ما جن من الحب
قال فتصبو قلت يا سيدي * وأي شئ منك لا يصبي
قال اتق ودع ذا الهوى * فقلت إن طاوعني قلبي
وله أيضا:
فديتك ليس لي عنك انصراف * ولا في الهوى منك انتصاف
وصالك عندي الشهد المصفى * وهجرك عندي السم الذعاف
وقائلة متى عهد التسلي * فقلت لها إذا شاب الغذاف
أطوف بقصركم في كل يوم * كان بقصركم خلق الطواف
ولولا حبكم ألزمت بيتي * وكان به اتساع وائتلاف
وأول شعره قاله أبو النواس وهو صبي قوله:
حامل الهوى تعب * يستخفه الطرب
إن بكى يحق له * ليس ما به لعب
تضحكين لاهية * والمحب ينتحب
كلما انقضى سبب * منك جاءني سبب
تعجبين من سقمي * صحتي هي العجب
وقال:
يا أيها الظبي الذي لحظاته * تصمي الفؤاد ألا ترق وترحم
هلا تفي فيكون فضلك غامرا * صبا بغير لقاك لا يتنعم
وقال:
يا ناظرا ما أقلعت نظراته * حتى تشحط بينهن قتيل
بكمال صورتك التي في مثلها * يتخير التشبيه والتمثيل
وقال:
وذات وجه كان البدر حل به * يهدي لك الورد والتفاح خداها
ومن رقائق شعره في الغزل هذه الأبيات وفي تاريخ بغداد أن عبد
الصمد بن المعذل قال له لقد أبدعت في قولك:
جريت مع الصبا طلق الجموح * وهان علي مأثور القبيح
رأيت ألذ عاقبة الليالي * قران العود بالنغم الفصيح
ومسمعة إذا ما شئت غنت * متى كان الخيال بذي طلوح
تزود من شاب ليس يبقى * وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح
وخذها من مشعشعة كميت * تنزل درة الرجل الشحيح
تخيرها لكسرى رائداه * لها حظان من طعم وريح
ألم ترني الجت اللهو عيني * ومص مراشف الظبي المليح
وأيقن رائدي إن سوف تنأى * مسافة بين جثماني وروحي
وقال من أبيات:
قد كسر الشعر واوات ونضده * فوق الجبين ورد الصدع بالفاء
عيناه تقسم داء في محاجرها * وربما نفعت في صولة الداء
وقال:
طفلة خود رواح * هام قلبي بهواها
قدها أحسن قد * فاسألوا من قد رآها
ما براها الله إلا * فتنة حين براها
ربما أغضيت عنها * بصري خوف سناها
هي همي ومنائي * ليتني كنت مناها
وقال:
فتنت قلبي محجبة * ووجهها بالحسن منتقب
خليت والحسن تأخذه * تنتقي منه وتنتخب
فاكتست منه طرائقه * واستزادت فضل ما تهب
قال:
خود يجور وشاحها * في طي مئزرها كثيب
وإذا تقوم لحاجة * تمشى بأعلاها قضيب
والوجه بدر مشرق * بالسعد ليس به ندوب
وقال:
يا خاليا نام عني * علمت قلبي النحيبا
ما مسك الطيب إلا * أصبحت للطيب طيبا
ترى الذي أنا فيه * من برح حبي ذنوبا
أقام دمعي على ما * يطوي الضمير رقيبا
وقال:
إني عشقت وما بالعشق من باس * ما مر مثل الهوى شئ على رأسي
ما لي وللناس كم يلحونني سفها * ديني لنفسي ودين الناس للناس
ما للعداة إذا ما زرت مالكتي * كان أوجههم تطلى بانقاس
الله يعلم ما تركي زيارتكم * إلا مخافة أعدائي وحراسي
ولو قدرت على الاتيان جئتكم * سعيا على الوجه أو مشيا على الراسي
(٣٧٤)

وقد قرأت كتابا من صحائفكم * لا يرحم الله إلا راحم الناس
وقوله:
لو كان فعلك مثل وجهك لم تكن * عني إليك شفاعة لا تشفع
وقال:
وظبي تقسم الآجال * بين الناس عيناه
وتوري البث والأشجان * في القلب ثناياه
ويحكي البدر وقت التم * للاعين خداه
تعالى الله ما أحسن * ما صوره الله
ولو مثل نفس الحسن * شخصا ما تعداه
بنفسي من إذا ما الناي * عن عيني واراه
كفاتي ان جنح الليل * يغشاني ويغشاه
وقال:
غريب الحسن ليس له ضريب * بعيد في مطالبه قريب
تفرد بالجمال بغير مثل * وأخلته المذمة والعيوب
تنازعه القلوب إلى هواها * فتغتصب القلوب به القلوب
له شمس تزيد بديع حسن * على خديه ليس لها غروب
تأمله العيون فحيث حلت * وخيم لحظها حسن غريب
فان أسرفن في نظر إليه * تبدت في سوالفه ندوب
قضيب حين يقبل في اعتدال * فان ولى فسائره كثيب
فيا من ليس يغفل عن صدود * وما لي في تعطفه نصيب
أرى للهجر منك لنا رقيبا * فما للوصل ليس له رقيب
وقال:
ما حطك الواشون من رتبة * عندي ولا ضرك مغتاب
كأنما أثنوا ولم يشعروا * عليك عندي بالذي عابوا
كأنما أنت وإن لم تكن * تكذب في الميعاد كذاب
إن جئت لم تأت وإن لم أجئ * جئت فهذا منك لي دأب
وقال:
لك وجه محاسن الخلق فيه * ماثلات تدعو إليه القلوبا
فإذا ما رأتك عين رأت حين * ترنو إليك حسنا غريبا
يا حبيبا شكوت ما بي اليه * فحكى حين صد ظبيا ربيبا
وتثنى موليا كهلال * فوق غصن يجر دعصا كثيبا
بأبي أنت لي شفاء وداء * وطبيب إذا عدمت الطبيبا
وقال:
فديت من تم فيه الظرف والأدب * ومن يتيه إذا ما مسه الطرب
ما طار طرفي إلى تحصيل صورته * إلا تداخلني من حسنها عجب
وردفه في قضيب فوقه قمر * نور خديه ماء الحسن ينسكب
نفسي فداؤك يا من لا أبوح به * علقت منك بحبل ليس ينقضب
كم ساعة منك خطتها ملائكة * أزهو على الناس بالذنب الذي كتبوا
وقال:
أيا من طرفه سحر * ومن مبسمه در
تجاسرت فكاشفتك * لما غلب الصبر
وما أحسن في مثلك * أن يهتك الستر
لئن عنفني الناس * ففي وجهك لي عذر
ودعني من مواعيدك * إذ ساعتك الدهر
ومن قولك آتيك * إذا صليت الظهر
فلا والله لا تبرح * حتى يبرم الأمر
فاما الهجر والذم * وأما الوصل والشكر
وقال:
بدر تم في قضيب مورق * من رأى بدرا على الأرض مشى
جل عنه اللحظ في وصفي له * فاغض الطرف عنه دهشا
وقال:
وعاري النفس من حلل العيوب * غدا في ثوب فتان ربيب
تفرد بالجمال وقال هذا * من الدنيا ولذتها نصيبي
براه الله حين برا هلالا * وخفف عنه منقطع القضيب
فيهتز الهلال على قضيب * ويهتز القضيب على كثيب
وقال:
وأهيف الخصر مهضوم الحشى غنج * يصبو اليه الذي قد صام أو عبدا
في طرفه حور في وجهه قمر * كأنه غصن بان جانب الأودا
والثغر در وخداه ووجنته * تبر أضاءت عليه الشمس فاتقدا
الحاجبان فمخطوطان من حمم * كان عطفهما نونان قد عقدا
يا قادح النار في قلبي بمقلته * وموثقي بحبال الحب مضطهدا
سقيا لوجهك يا من لج في قسم * أن لا ينول خيرا عاشقا أبدا
اظمات عبدك حتى ما به رمق * أما يحين له المسكين أن يردا
لولا شقاوة جدي ما شغفت بكم * ولا مددت إلى من لا ينيل يدا
ولا ضرعت إلى من ليس يرحمني * ولا عرفت البكا والشوق والسهدا
وقال:
ألا أن من أهواه ضن بوده * واعقبني من بعد ذاك بصده
فوا حزنا بعد المودة إنه * ليبخل عني بالسلام ورده
دعاني إليه حسنه وجماله * وسحر بعينيه وخال بخده
كان فرند المرهفات بخده * ويختال ماء الورد تحت فرنده
فلم أر مثلي صار عبدا لمثله * ولا مثله يوما أضر بعبده
خمرياته
نظم أبو نواس في وصف الخمر فأكثر وابدع في ذلك. ونحن ننقل
قسما من منظوماته في ذلك لما فيها من البلاغة والفصاحة وجودة الوصف لان
ذلك مما يستفاد منه وان كان في ذكر معنى فاسد وانما الأعمال بالنيات في
مروج الذهب حدث أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق المعروف بابن الوكيل
البغدادي انه رأى المستكفي في بعض الأيام وعنده جماعة من ندائمه وقد
تذاكروا الخمر فقال بعض من حضر إلى أن قال وقد اتى أبو نواس في
وصفها وصفة آلاتها وأحوالها بما يكاد يعلو به باب وصفها وقد وصف نورها
فقال:
فكأنه في كفه * شمس وراحته قمر
فعلت في البيت إذ مزجت * مثل فعل الصبح في الظلم
فاهتدى ساري الظلام بها * كاهتداء السفر بالعلم
إذا عب فيها شارب القوم خلته * يقبل في داج من الليل كوكبا
(٣٧٥)

ترى حيثما كانت من البيت مشرقا * ومن لم تكن فيه من البيت مغربا
وكان شاربها لفرط شعاعها * في الكاس يقرع في ضيا مقباس
فقلت له ترفق بي فاني * رأيت الصبح من خلل الديار
فقال تعجبا مني أصبح * ولا صبح سوى ضوء العقار
وقام إلى الدنان فسد فاها * فعاد الليل مصبوع الإزار
وصفراء بعد المزج حمراء دونه * كان شعاع الشمس يلقاك دونها
كان نارا بها محرشة * تهابها تارة وتخشاها
حمراء لولا انكسار الماء لاختطفت * نور النواظر من بين الحماليق
ينقض منها شعاع كلما مزجت * كالشهب تنقض في اثر العفاريت
عتقت في الدنان حتى استفادت * نور شمس الضحى وبرد الظلام
يجودها حتى عيانا يرى لها * إلى الشرف الاعلى شعاعا مطنبا
قال ابغني المصباح قلت له اتئد * حسبي وحسبك ضوؤها مصباحا
فسكبت منها في الزجاجة شربة * كانت لنا حتى الصبح صباحا
وقال في ابيات
بكر اللائم ينهاني * فأغرى ما استطاعا
وهو مضمون قوله دع عنك لومي فان اللوم إغراء وقال من
ابيات:
فأجابني والسكر يخفض صوته * والصبح يدفع في قفا الظلماء
وفي شذرات الذهب من لطيف شعره قوله بديها وهو ألطف بديهة
وأبدعها وقال ابن منظور كان الجاحظ يقول ما اعرف لأبي نواس شعرا
يفضل هذه القصيدة:
ودار ندامى عطلوها وأدلجوا * بها اثر منهم جديد ودارس
مساحب من جر الزقاق على الثرى * وأضغاث ريحان جني ويابس
حبست بها صحبي فجددت عهدهم * واني على أمثال تلك لحابس
ولم أدر منهم غير ما شهدت به * بشرقي ساباط الديار البسابس
أقمنا بها يوما ويوما وثالثا * ويوما له يوم الترحل خامس
تدار علينا الراح في عسجدية * حبتها بأنواع التصاوير فارس
قراراتها كسرى وفي جنباتها * مهى تدريها بالقسي الفوارس
فللراح ما زرت عليه جيوبها * وللماء ما دارت عليه القلانس
وقد اختلفوا في معنى أقمنا بها يوما الخ فقال ابن هشام في المعنى ان
الأيام ثمانية وقال الدماميني انها سبعة لان يوم الترحل ليس من أيام الإقامة
وقال ابن الأثير السائر: مراده انهم أقاموا أربعة أيام ويا عجبا له يأتي بمثل
هذا البيت السخيف على المعنى الفاحش قال الصفدي: أبو نواس اجل
قدرا من أن يأتي بمثل هذه العبارة بغير معنى طائل وهو له مقاصد يراعيها
ومذاهب يسلكها فان المفهوم منه ان المقام كان سبعة أيام لأنه قال وثالثا
ويوما آخر له اليوم الذي رحلنا فيه خامس وابن الأثير لو أمعن النظر في هذا
ربما كان يظهر له قال المؤلف لا معنى لاختلافهم في معنى أقمنا بها
البيت فإنه واضح ظاهر انهم أقاموا بها أربعة أيام خامسها يوم الترحل
كما قاله ابن الأثير وما حمله عليه الصفدي وصاحب المغني والدماميني لم يخطر
ببال أبي نواس ولكن العلماء متى وجهوا نظرهم إلى شئ توسعوا في التشقيق
وابداء الاحتمالات بما لا يحتمل وهم هنا لم يلتفتوا إلى أنه لو كان مراده انهم
أقاموا سبعة أو ثمانية لكان الكلام غير صحيح فاليوم الأخير لا يصح جعله
خامسا لليوم الذي بعد الثالث وهو الرابع وان جعل ابتداء حساب الخمسة
من اليوم الرابع فجعل أول الخمسة فان قولنا هذا اليوم خامس لليوم الفلاني
معناه ان اليوم الفلاني رابع وهذا خامس بعده بلا فاصل نعم يصح ان نقول
يوم الأربعاء مثلا خامس للأيام التي أولها السبت اي هو الخامس منها وهو لم
يقل ذلك ولا يصح ان نقول يوم الأربعاء خامس ليوم السبت وهذم واضح
وهو كما قالوا في بيت مجنون ليلى:
أصلي فما أدري إذا ما ذكرتها * اثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
انه كان يعد الركعات على أصابعه فوجد إصبعين مضمومين وثمانية
مفتوحة فلم يدر ان عده كان بالمضموم أو المفتوح والحقيقة ان مراده اني إذا
ذكرتها تاه عقلي فلا أدري كم صليت وجاء بالثماني لمراعاة القافية ولم يخطر
بباله شئ مما قالوه واما قول ابن الأثير انه اتى بمثل هذا البيت السخيف
على المعنى الفاحش فهو من السخافة فأبو نواس أراد ان يبين كثرة الأيام
فعدها واحدا بعد واحد ولو قال أقمنا بها أربعة أيام ورحلنا لما أفاد هذا المعنى
فهو نظير قوله تعالى فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين عاما فان الألف لها
شان في العدد بخلاف تسعمائة وخمسين. وقال ابن منظور قال الجاحظ نظرنا
في الشعر القديم والمحدث فوجدنا المعاني تقلب وبعض يأخذ من
بعض وقل معنى من معاني الشعر القديم تفرد بابداعه شاعر الا ورأيت من
الشعراء من زاحمه فيه واشتق منه شيئا غير قول عنترة من المتقدمين يصف
ذبابا خلا في دار عبلة وذلك قوله:
وقف الذباب بها فليس ببارح * غردا كفعل الشارب المترنم
هزجا يحك ذراعه بذراعه * قدح المكب على الزناد الأجذم
وقول أبي نواس من المحدثين:
قراراتها كسرى وفي جنباتها * مهى تدريها بالقسي الفوارس
فللراح ما زرت عليه جيوبها * وللماء ما دارت عليه القلانس
وفي تاريخ دمشق وجد بخط أبي نواس على حائط حجرة بمصر كان
يسكنها أيام كونه بمصر:
قم حي بالراح قوما * نووا صلاة وصوما
لم يطعموا لذة العيش * مذ ثلاثين يوما
ومن خمرياته قوله انشده جحظته كما في تاريخ دمشق:
هلا استعنت على الهموم * صفراء من حلب الكروم
ووهبت للعيش الحميد * بقية العيش الذميم
بمجالس فيها الأوانس * والمزاهر كالنجوم
يهدي التحية بينهم * نظر النديم إلى النديم
وقوله كما في تاريخ دمشق
ومدامة تنفي القذى عن وجهها * فالوهم ليس يحدها بصفات
ان شئت قلت شعاع نفسي دونها * لفواقع منها على الحانات
كان الزمان يذود عنها صرفه * فاتى بها عطلا من الآفات
وقوله وفيه وصف النخل وابتداء خروج الطلع إلى زمان صيرورته تمرا
وجنائه وقد أجاد فيه وهي مذكورة في ديوانه وأكثرها مذكور في تاريخ دمشق

(١) ويومين بعده.
(٣٧٦)

مع غلط في الموضعين أصلحناه بقدر الإمكان:
لنا خمر وليس بخمر كرم * ولكن من نتاج الباسقات
كرائم في السماء ذهبن طولا * ففات ثمارها أيدي الجناة
قلائص في الرؤوس لها فروع * تدر على اكف الحالبات
صحائح لا تعد ولا تراها * عجافا في السنين الماحلات
مسارحها المذار فبطن جوخى * إلى شاطي الأبلة فالفرات
تراثا عن أوائل أولينا * بني الأحرار أهل المكرمات
تذب بها يد المعروف عنا * وتصبر للحقوق اللازمات
فحين بدا لك السرطان يتلو * كواكب كالنعاج الراتعات
بدا بين الذوائب في ذراها * نبات كالأكف الطالعات
فشققت الأكف فخلت فيها * لألئ في السلوك منظمات
وما زال الزمان بحافيتها * وتلقيح الرياح اللاقحات
فعاد زمردا وامتد حتى * تخال به الكباش الناطحات
فلما لاح للساري سهيل * قبيل الصبح من وقت الغداة
بدا الياقوت وانتسبت اليه * بحمر أو بصفر فاقعات
فلما عاد آخرها جنيا * بعثت جناتها بمعقفات
وقلت استنزلوا فاستنزلوها * برفق من رؤوس السامقات
وقلت استعجلوا فاستعجلوها * بضرب بالسياط محدرجات
فضمن صفو ما يجنون منها * خوابي كالرحال مقيرات
ذوائب أمها جعلت سياطا * تحث فما تناهى ضاربات
فولدت السياط لها هديرا * كترجيع الفحول الهائجات
فلما قيل قد بلغت ولما * ويوشك ان تقر وان تواتي
نسجت لها غمائم من تراب * ومن ماء فجاءت محكمات
سترت الجو خوفا من أذاه * فباتت من أذاه آمنات
فلما قيل قد بلغت كشفنا * العمائم عن وجوه مشرقات
حساها كل أروع شيظمي * كريم الجد محمود مواتي
تحية بينهم أفديك خذها * وآخر قولهم أفديك هات
وفي تاريخ دمشق قال حسين بن الضحاك كنت أساير أبا نواس يوما
بالكوفة فمررنا بكتاب وإذا صبي يقرأ من سورة البقرة كلما أضاء لهم مشوا
فيه وإذا اظلم عليهم قاموا فقال اي معنى يستخرج من هذا في الخمر
فقلت ويحك ألا تتقي الله بكتاب الله فلما كان من الغد أنشدني:
وسيارة ضلت عن القصد بعد ما * ترادفهم جنح من الليل مظلم
فاصغوا إلى صوت ونحن عصابة * وفينا فتى من سكره يترنم
فلاحت لهم منا على الناي قهوة * كان سناها ضوء نار تضرم
إذا ما حسوناها أقاموا بظلمة * وان مزجت حثوا الركاب وامموا
وقال يصف مجلسا له مع أبي عيسى بن المنصور بالقصف بقوا فيه
أسبوعا كما قاله ابن منظور:
يا طيبنا بقصور القصف مشرقة * فيها الدساكر والأنهار تطرد
لما أخذنا بها الصهباء صافية * كأنها النار وسط الكاس تتقد
جاءتك من بيت خمار بطينتها * صفراء مثل شعاع الشمس ترتعد
فقام كالغصن قد شدت مناطقه * ظبي يكاد من التهييف ينعقد
فاستهلها من فم الإبريق فانبعثت * مثل اللسان جرى واستمسك الجسد
فلم نزل في صباح السبت نأخذه * والليل اجمعه حتى بدا الاحد
ثم ابتدأنا الطلابا ألهو من أمم * في نعمة غاب عنها الضيق والنكد
حتى بدت غرة الاثنين واضحة * والسعد معترض والطالع الأسد
وفي الثلاثاء أعملنا المطي بها * صهباء ما قرعتها بالمزاج يد
والأربعاء كسرنا حد سورتها * والكاس يضحك في تيجانها الزبد
ثم الخميس وصلناه بليلته * قصفا وتم لنا بالجمعة العدد
في مجلس حوله الأشجار محدقة * وفي جوانبه الأنهار تطرد
لا تستخف بساقينا لغرته * ولا يرد عليه حكمه أحد
عند الأمير أبي عيسى الذي كملت * أخلاقه فهي كالأوراق تنتقد
وقال:
جلت عن الوصف حتى ما يطالبها * وهم فتخلفها في الوصف أسماء
تقسمتها ظنون الفكر إذ خفيت * كما تقسمت الأديان آراء
وقال:
صفراء تسليك الهموم إذا بدت * وتعير قلبك حلة السراء
كتب المزاج على مقدم تاجها * سطرين مثل كتابة العسراء
نمت على ندمانها بنسيمها * وضيائها في الليلة الظلماء
وقال وفيها صفة النحل والعسل:
لا يصرفنك عن قصف وأصباء * مجموع رأي ولا تشتيت أهواء
واشرب سلافا كعين الديك صافية * من كف ساقية كالريم حوراء
تنزو فواقعها منها إذا مزجت * نزو الجنادب من مرج وافياء
ليست إلى النخل والأعناب نسبتها * لكن إلى العسل الماذي والماء
نتاج نحل خلايا غير مقفرة * خصت بأطيب مصطاف ومشتاء
ترعى أزاهير غيطان وأودية * وتشرب الصفو من غدر واحساء
فطس الأنوف مقاريف مشمرة * خوص العيون بريئات من الداء
تغدو وترجع ليلا عن مساربها * إلى ملوك ذوي عز وأحباء
كل بمعقله تمضي حكومته * في حزبه بجميل القول والراء
فاشرب هديت وغن القوم مبتدئا * على مساعدة العيدان والناء
لو كان زهدك في الدنيا كزهدك في * وصلي مشيت بلا شك على الماء
وقال:
ومختلس القلوب بطرف ريم * وجيد مهاة بر ذي هضاب
إذا امتحنت محاسنه فأبدت * غرائب حسنه من كل باب
تقاصرت العيون له وأغفت * عن اللحظات خاضعة الرقاب
يعللنا بصافية ووجه * كبدر لاح من خلل السحاب
وقال:
شمر ثيابك في قتلي وتعذيبي * فقد تسربلت ثوب الحسن والطيب
عيناي تشهد اني عاشق لكم * يا دمية صوروها في المحاريب
جربت منك أمورا صدعت كبدي * نعم وأودت بما تحت الجلابيب
افهم فديتك بيتا سائرا مثلا * من أول كان يأتي بالأعاجيب

(١) هكذا في الأصل وكأنه محرف ولعل صوابه يجد فيها.
(٢) الشاهقات خ.
(٣) مخذرفات.
(٤) اى فتخلف صفاتها أسماءها لان لها أسماء كثيرة. - المؤلف -.
(٣٧٧)

لا تحمدن امرأ من غير تجربة * ولا تذمنه الا بتجريب
وقهوة مثل عين الديك صافية * من خمر عانة أو من خمرة السيب
كان احداقها والماء يفرعها * في ساحة الكاس احداق اليعاسيب
يسعى بها مثل قرن الشمس ذو كفل * يشفي الضجيع بذي ظلم وتشنيب
كأنه كلما حاولت نائله * ذو نخوة قد نشا بين الأعاريب
يسطو علي بحسن لست أنكره * يا من رأى حملا يسطو على ذيب
وقال:
لا استزيد حبيبي من مواتاتي * وان عنفت عليه في الشكايات
قالوا ظفرت بمن تهوى فقلت لهم * الآن أكثر ما كانت صباباتي
وداهري سما في فرع مكرمة * من معشر خلقوا في الجود غايات
فقلت والليل يجلوه الصباح كما * يجلو التبسم عن غر الثنايات
وهاكها قهوة صهباء صافية * منسوبة لقرى هيت وعانات
الزه بحمياها وازجره * باللين طورا وبالتشديد تارات
حتى تغنى وما تم الثلاث له * حلو الشمائل محمود السجيات
يا ليت حظي من مالي ومن ولدي * اني أجالس لبنى بالعشيات
وقال:
وفتية كمصابيح الدجى غرر * شم الأنوف من الصيد المصاليت
دار الزمان بافلاك السعود لهم * وعاج يحنو عليهم عاطف الليت
نادمتهم قرقف الاسفنط صافية * مشمولة سبيت من خمر تكريت
في فيلق للدجى كاليم ملتطم * طام يجاريه من هوله النوتي
إذا بكافرة شمطاء قد برزت * في زي مختشع لله زميت
قالت من القوم قلنا من عرفتهم * من كل سمح بفرط الجود منعوت
حلوا بدارك مجتازين فاغتنمي * بذل الكرام وقولي كيفما شيت
فقد ظفرت بصفو العيش غانمة * كغنم داود من اسلاب جالوت
فاحيي بربحهم في ظل مكرمة * حتى إذا ارتحلوا عن داركم موتي
قالت فعندي الذي تبغون فانتظروا * عند الصباح فقلنا بل بها ايتي
هي الصباح يحل الليل صفوتها * إذا رمت بشرار كاليواقيت
رمي الملائكة الرصاد إذ رجمت * في الليل بالنجم مرار العفاريت
قلنا لها كم لها في الدن إذ حجبت * قالت قد اتخذت من عهد طالوت
كانت مخباة في الدن قد عنست * في الأرض مدفونة في بطن تابوت
كأنها بزلال المزن إذ مزجت * شباك در على ديباج ياقوت
يديرها قمر في طرفه حور * كأنما اشتق منه سحر هاروت
وعندنا ضارب يشدو فيطربنا * يا دار هند بذات الجزع حييت
حتى إذا الشيب فاجاني بطلعته * أقبح بطلعة شيب غير مبخوت
عند الغواني إذا أبصرت طلعته * آذن بالصرم من ود وتشتيت
فقد ندمت على كل ما كان من خطل * ومن إضاعة مكتوب المواقيت
أدعوك سبحانك اللهم فاعف كما * عفوت يا ذا العلى عن صاحب الحوت
وقال من أرجوزة:
يا أيها العاذل دع ملحاتي * والوصف للموماة والفلاة
دارسة وغير دارسات * وانف هموم النفس باللذات
بنات كسرى خير ما بنات * جلبن من هيت ومن عانات
محتجبات غير باديات * الا بان يجلبن بالطاسات
إلى أباريق مقدمات * يصغين للكؤوس راكعات
فهي إذا شجت على العلات * ببارد الماء من الفرات
تخال فيها ألسن الحيات * أو وقد نيران على الحافات
أفديك خذها من يدي وهات * عذبني حب غلاميات
ذوات اصداع معقربات * مقومات القد مهضومات
يمشين في قمص مزررات
وقال:
اسقمني والليل داج * قبل أصوات الدجاج
اسقني صهباء صرفا * لم تدنس بمزاج
ما رأت منذ عصور * نار ضوء للسراج
نتجت من كرم كسرى * قبل ابان النتاج
هي لدفع الهم * والأحزان من خير علاج
حبذا ذاك لقاحا * في أباريق الزجاج
وغزال من بني * الأصفر معصوب بتاج
شخصه مني بعيد * وهو مني كالمناجي
كلما أسقاك غنى * كل ضيق لانفراج
وقال:
وفتية كنجوم الليل أوجههم * من كل أغيد للغماء فراح
طرقت صاحب حانوت بهم سحرا * والليل منسدل الظلماء كالساج
ومر ذا فرح يسعى بمسرجه * فاستل غدرا لم تبرز لأزواج
مصونة حجبوها في مخدرها * عن العيون لكسرى صاحب التاج
يديرها خنث في لهوه دمث * من نسل اذبن ذو قرط ودواج
يزهى علينا بان الليل طرته * والشمس غرته واللون للعاج
وقال:
ذكر الصبوح بسحره فارتاحا * وأمله ديك الصباح صياحا
أوفى على شرف الجدار بسدفه * غردا يصفق بالجناح جناحا
بادر صباحك بالصبوح ولا تكن * كمسوفين غدوا عليك شحاحا
وخدين لذات معلل صاحب * يقتات منه فكاهة ومزاحا
نبهته والليل ملتبس به * وأزحت عنه نقابه فانزاحا
قال ابغني المصباح قلت له اتئد * حسبي وحسبك ضوؤها مصباحا
من قهوة جاءتك قبل مزاجها * عطلا فالبسها المزاج وشاحا
عمرت يكاتمك الزمان حديثها * حتى إذا بلغ السامة باحا
وقال:
جريت مع الصبا طلق الجموح * وهان علي مأثور القبيح
وجدت الذ عارية الليالي * قران النغم بالوتر الفصيح
ومسمعة إذا ما شئت غنت * متى كان الخيام بذي طلوح
تمتع من شباب ليس يبقى * وصل بعرى الغبوق عرى الصبوح
وخذها من معتقة كميت * تنزل درة الرجل الشحيح
تخيرها لكسرى رائدوه * لها حظان من طعم وريح
ألم ترني أبحت الراح عرضي * وعض مراشف الظبي المليح
واني عالم ان سوف تنأى * مسفه بين جثماني وروحي
وقال:
دع البساتين من ورد وتفاح * واعدل حديث إلى ذات الاكيراح
(٣٧٨)

اعدل إلى نفر دقت شخوصهم * من العبادة الا نضو أشباح
يكررون نواقيسا مرجعة * على الزبور بامساء وإصباح
يا طيبة وعتيق الراح تتحفهم * بكل نوع من الطاسات رحراح
يسقيكها مدمج الخصرين ذو هيف * أخو مدارع صوف فوق امساح
وقال:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هند * واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسا إذا انحدرت في حلق شاربها * اجدته حمرتها في العين والخد
فالخمر ياقوتة والكاس لؤلؤة * في كف جارية ممشوقة القد
تسقيك من يدها خمرا ومن فمها * خمرا فما لك من سكرين من بد
لي نشوتان وللندمان واحدة * شئ خصصت به من بينهم وحدي
وقال:
باكر صبوحك فهو خير عتاد * واخلع قيادك قد خلعت قيادي
لا تنس لي يوم العروبة وقعة * تودي بصاحبها بغير فساد
يوما شربت وأنت في قطربل * خمرا تفوق اردة المرتاد
لما وردناها نلم بشيخها * علج يحدث عن مصانع عاد
قلنا السلام عليك قال عليكم * مني سلام تحية ووداد
ما رمتم قلنا المدام فقال قد * وفقتم يا اخوتي لرشاد
عندي مدام قد تقادم عهدها * عصرت ولم يعلم بها أجدادي
فاكيل قلنا بعد خبر اننا * لا نشتري سمكا ببطن الوادي
وقال في ابيات:
واخترت اخوة صدق * من خير هذي العباد
شريف ابن شريف * جواد ابن جواد
فقلت لذوا بنفسي * أفديكم وفؤادي
وألهوا نهارا وليلا * إلى نداء المنادي
ونفروا الليل عنكم * بلذة وسهاد
وناقلوا الكاس ظبيا * ما يرتعي بالبوادي
لكن بديوان يحيى * بفيه لطخ مداد
تخاله ذا رقاد * وما به من رقاد
وقال من أبيات:
وأحور ذمي طرقت فناءه * بفتيان صدق ما ترى منهم نكرا
فاطلق عن أبوابه غير هائب * واطلع من ازراره قمرا بدرا
ومر امام القوم بسحب ذيله * يجادب منه الردف في مشيه الخصرا
وقال:
أدرها علينا قبل ان نتفرقا * وهات اسقنا منها سلافا مروقا
فقدهم وجه الصبح ان يضحك الدجى * وقدهم ثوب الليل ان يتمزقا
وقال:
حتى توافينا إلى مجلس * تضحك ألوان رياحينه
والنرجس الغض لدى ورده * والورد قد حف بنسرينه
وطاف بالكاس لنا شادن * يدميه مس الكف من لينه
يكاد من إشراق خديه أن * تختطف الابصار من دونه
الطرد
ويراد به ما يتعلق بالصيد والقنص. في ديوانه: اخبر الرواة ان أبا
نواس لم يقل في الطرد الا تسعا وعشرين أرجوزة وأربع قصائد فما زاد على
هذا العدد فهو منحول فمنها قوله ينعت الكلب في أرجوزة:
انعت كلبا ليس بالمسبوق * مطهما يجري على العروق
جاءت به الأملاك من سلوق * فالوحش لو مرت على العيوق
انزلها دامية الحلوق * ذاك عليه أوجب الحقوق
وقال ينعته أيضا من أرجوزة:
لما تبدى الصبح من حجابه * كطلعة الاشمط من جلبابه
وانسدل الليل إلى ما به * كالحبشي افتر عن أنيابه
هجنا بكلب طالما هجنا به * كان متنيه لدى اسلابه
متنا شجاع لج في انسيابه * تراه في الحضر أذاها هابه
يكاد من يخرج من اهابه * ترى سوام الوحش تجتوى به
وقال وهو ينعته أيضا من أرجوزة:
لما غدا الثعلب من وجاره * يلتمس الكسب على صغاره
عارضته في سنن امتيازه * بضرم يمرح في شواره
كان خلف ملتقى أشفاره * جمر غضى يدمن في استعاره
فانصاع كالكوكب في انحداره * لا خير للثعلب في ابتكاره
وقال وهو ينعته أيضا من قصيدة:
ربما أغدو معي كلبي * طالبا للصيد في صحبي
تلك لذاتي وكنت فتى * لم أقل من لذة حسبي
وقال ينعته أيضا في أرجوزة:
احكم في تأديبه صغيرا * حتى توفي الستة الشهورا
وعرف الايحاء والصفيرا * والكف ان تؤمئ أو تشيرا
فأمتع الله به الأميرا * ولا يزال فرحا مسرورا
مكرما في غبطة مبرورا * يزين المنبر والسريرا
وقال ينعته أيضا في أرجوزة:
لما غدا الثعلب في اعتدائه * والأجل المقدور من ورائه
صب عليه الله من أعدائه * سوط عذاب من سمائه
ترى لمولاه على جرائه * تحدب الشيخ على أبنائه
خضخض طبيبه على أمعائه * وشد نابيه على علبائه
كأنما يطلب في عنائه * دينا له لا بد من قضائه
ففحص الثعلب في دمائه * يا لك من غاد إلى حوبائه
وقال ينعته أيضا من أرجوزة:
يا رب خرق نازح جديب * اخضله السحاب بالصبيب
غزوته بمخطف وثوب * مضمر الكشحين كاليعسوب
رأى ظباء ذعر القلوب * نائية عن نظر المهيب
معتمدا لتيسها المهيب * فصكه بزوره الرحيب
صكا هوى منه إلى شعوب * كثائر أمكن من مطلوب
وقال ينعت البازي من أرجوزة:
لما رأيت الليل قد تشزرا * عني وعن معروف صبح اسفرا
(٣٧٩)

أعددت للبغثان حتفا ممقرا * ابرش بطنان الجناح اقمرا
كان عينيه إذا ما أثارا * فصان قيضا من عقيق احمرا
في هامة علياء تهدي منسرا * كعطفة الجيم بكف أعسرا
يقول من فيها بعقل فكرا * لو زادها عينا إلى فاء ورا
فاتصلت بالجيم كان جعفرا
وقال ينعت الفرس أيضا من أرجوزة:
قد اغتدي والليل في اهابه * أدعج ما جرد من خضابه
مدثر لم يبد من حجابه * كالحبشي انسل من ثيابه
بهيكل قوبل في أنسابه * مردد الأعوج في أصلابه
حتى إذا الصبح بدا من بابه * وكشرت أشداقه عن نابه
أطاعه الحوذان في أسرابه * قائده من ارن يشقى به
فلاح كالحاجب من سحابه * أو كالصنيع استل من قرابه
فانصاع كالأجدل في انصبابه * أو كالحريق في هشيم غابه
ملتهبا يستن في التهابه * كأنما البيداء من نهابه
وقال ينعت الفرس أيضا من أرجوزة:
قد اغتدي والصبح محمر الطرر * والليل تحدوه تباشير السحر
وفي تواليه نجوم كالشرر * بسحق الميعة ميال العذر
أقنى يظل طيره على حذر * يلذن منه تحت أفنان الشجر
الصفات
قال يصف السير والفلاة والناقة من قصيدة:
وتنوفة يجري السراب بها * شارفتها والظل قد مصحا
ببويزل تزداد جرأته * اضما إذا ماليته رشحا
ولقد ذعرت الوحش يحملني * متواتر التقريب قد قرحا
عتد يطير إذ هبطت به * وإذا رضيت بعقوة سبحا
وهب الجديل له ترائبه * وإعارة التحجيل والقرحا
يثني العجاج على مفارقه * بمعقب لم يعد ان وقحا
صفة النرد
في مروج الذهب أنشدني كشاجم لأبي نواس في النرد:
ومأمورة بالأمر تأتي بغيره * ولم تتبع في ذاك غيا ولا رشدا
إذا قلت لم تفعل وليست مطيعة * وافعل ما قالت فصرت لها عبدا
وانشد في الوصف بالطيب:
من شراب ألذ من نظر المعشوق * في وجه عاشق بابتسام
وله أيضا:
وألذ من انعام خلة عاشق * زارته بعد تمنع وشماس
التشبيه
من بديع تشبيهاته قوله:
ذاك الأمير الذي طالت علاوته * كأنه ناظر في السيف بالطول
وقال في غلام في عينه كوكب:
أحور المقلة من غير دعج * لو عداه عور العين سمج
تحسب النكتة في ناظره * درة بيضاء في قص سبج
قال ابن منظور فقال له يوسف النحاس المعروف بابن الداية: قاتلك
الله حببت والله بشعرك وظرفك العور إلى البشر ومن محاسن تشبيهاته قوله:
يبكي فيذري الطل من نرجس * ويلطم الورد بعناب
وقال وفيه تشبيه أربعة بأربعة:
هي الشمس إشراقا ودرة غائص * ومسكة عطار تصان وريم
وقال في الاتاقي:
كما اقتربت عند المبيت حمائم * غريبات تمشي ما لهن وكون
ومن بديع تشبيهاته قوله في الناقة:
وتسف أحيانا فتحسبها * مترسما يقتاده اثر
تشبيهات مختلفة
كان مخط الصدع فوق خدودها * بقية انقاس بإصبع لائق
له عقربا صدع على ورد خده * كأنهما نونان من كف ماشق
كان خديه في بياضهما * أشربتا وجنتاهما بدم
كان صدغيه في سوادهما * خطا على الوجنتين بالقلم
رياض بالشقائق مونقات * تكنف نبتها نور عميم
كان بها الأقاحي حين تضحي * عليها الشمس طالعة نجوم
أرى نرجسا غض القطاف كأنه * إذا ما منحناه العيون عيون
تشبيهاته في الخمر
كان سطورا فوقها حميرية * تكاد وان طال الزمان تبين
أراد بها الحباب:
وصفراء قبل المزج بيضاء بعده * كان شعاع الشمس يلقاك دونها
كان يواقيتا رواكد حولها * وزرق سنانير تدير عيونها
صفت وصفت زجاجتها عليها * كمعنى دق في ذهن لطيف
وقد خفيت من لطفها فكأنها * بقايا يقين كاد يذهبه الشك
وكان أقداح الزجاج إذا جرت * وسط الظلام كواكب الجوزاء
كأنها ولسان الماء يقرعها * نار تأجج في آجام قصباء
كان مازجها بالماء طوقها * منزوع جلدة ثعبان وأفعاء
أقول لها تحاكيا شبها * أيهما للتشابه الذهب
هما سواء وفرق بينهما * انهما جامد ومنسكب
كان صغرى وكبرى من فواقعها * حصباء در على ارض من الذهب
كان تركا صفوفا في جوانبها * تواتر الرمي بالنشاب من كثب
كأنها دمعة في عين غانية * مرهاء (١) رقرقها ذكر المصيبات
تنزو إذا مسها قرع المزاج كما * تنزو الجنادب أوقات الظهيرات
وتكتسي لؤلؤات من تعطفها * عند المزاج شبيهات بواوات
كأنها بزلال المزن إذ مزجت * شباك در على ديباج ياقوت
ثم شجت فأدارت * فوقها طوقا فدارا
كاقتران الدر بالدر * صغارا وكبارا
فإذا ما اعترضته * العين من حيث استدارا
خلتها في جنبات * الكأس واوات صغارا
فإذا علاها الماء ألبسها * حببا شبيه جلاجل الحجل

(١) المرهاء الخالية من الكحل. - المؤلف -
(٣٨٠)

حتى إذا سكنت جوامحها * كتبت بمثل أكارع النمل
سطرين من شتى ومجتمع * غفل من الإعجام والشكل
الشيب والشباب
يقولون في الشيب الوقار لأهله * وشيبي بحمد الله غير وقار
إذا كنت لا انفك في أريحية * إلى رشا يسعى بكأس عقار
حتى إذا الشيب وافاني بطلعته * أقبح بطلعة شيب غير مبخوت
عند الغواني إذا أبصرن طلعته * آذن بالصرم من ود وتشتيت
وادا عددت سني كم هي لم أجد * للشيب عذرا في النزول برأسي
كان الشباب مطية الجهل * ومحسن الضحكات والهزل
كان الجمال إذا ارتديت به * ومشيت أخطر صيت النعل
فالآن صرت إلى مقاربة * وحططت عن ظهر الصبار حلي
ضحك الشيب في نواحي الظلام * وارعوى عنك زاجر اللوام
شبت طفلا ولم يحن لي مشيب * غير أن الهوى رأى أن أشيبا شيب
رأسي الهوى على صغر * وليس شيبي من باطن الكبر
الطيف والخيال
وطيف سرى والهم ملق جرانه * علي وأقران الدجى لم تصرم
فقلت له اهلا وسهلا بزائر * ألم بنا والليل بالليل يرتمي
وقال:
إذا التقى في المنام طيفانا * عاد لنا الوصل كما كانا
يا قرة العينين ما بالنا * نشقى ويلتذ خيالانا
لو شئت إذ أحسنت لي في الكرى * أتممت احسانك يقظانا
يا عاشقين اصطلحا في الكرى * وأصبحا غضبى وغضبانا
كذلك الأحلام غرارة * وربما تصدق أحيانا
وقال:
قد قلت لما زارني طيفكم * اهلا بهذا الطيف إذ زارا
نفسي فدت طيفك من زائر * لو زرتني يقظان ما زارا
شعره القصصي
قال ابن منظور قال أبو الأصبغ ذؤيب بن ربعي: كنت انا
وصباح بن خاقان المنقري ويحيى الأرقط وعيسى بن غصين وابن الكهل
مولى بني تميم وعبيد العاشقين (١) ومعنا أبو نواس نتنزه بنهر الأبلة بالبصرة
فجاء اعرابي عليه عمامة كأنها فسطاط فاستثقله أبو نواس وهرب وقال في
ذلك وقال إنه أول شعر قاله ولكن مر عند ذكر الغزل ان أول شعر قاله هو
غير هذا:
كنت في قرة عين * مع عيسى بن غصين
وابن كهل وابن * خاقان النجيب الأبوين
والفتى الأرقط يحيى * وعبيد العاشقين
وابن ربعي الفتى السمح * الجواد الراحتين
عندنا الصهباء صرفا * في قوارير اللجين
وندامى سادة كلهم * زين لزين
وحديث كان أشهى * من اياب بعد بين
ونغني حين نلهو * لغريض وحنين
إذ اتى الله بأحد * أو كأحد مرتين
بفتى فظ غليظ * ساقه الله لحيني
حال من شقوة جدي * بين اخواني وبيني
ما كتبه على باب داره
في تاريخ دمشق كتب على باب داره:
في سعة الأرض وفي طولها * مستبدل بالخل والجار
فمن دنا منا فأهلا به * ومن تولى فإلى النار
الغريب
جل شعر أبي نواس سهل ممتنع واضح وقد ينحو به مناحي العرب
الأوائل ويستعمل غريب الألفاظ كقوله من قصيدة يرثي بها خلفا الأحمر:
لا تئل العصم في الهضاب ولا * شغواء تغذو فرخين في لجف (٢)
تحنو بجوشوشها على ضرم * كقعدة المنحني من الخرف (٣)
ولا شبوب باتت تورقه النثرة * منها بوابل قصف (٤)
ديدنه ذاك طول ليلته * حتى إذا انجاب حاجب السدف
غدا كوقف الهلوك ينهفت * القطقط عن منبتيه والكتف (٥)
واخدري صلب النواهق صلصال * امين الفصوص والوظف (٦)
ما ترك الموت من أولى شبحا * بادت بتلك القلال والشعف
وقوله من قصيدة يرثي بها أبا * البيداء الرياحي وكان راويته:
هل مخطئ حتفه عفر بشاهقة * رعى باخيافها شثا وطباقا (٧)
وقوله:
ولا نقنق حامي البضيع صمحمح * من الأكلات النار تاتج في الفحم (٨)
ولا اعصل النابين حامل مخطم * به حجن طورا وطورا به فقم (٩)
ومثل هذا كثير في ديوانه يجده المطالع فلا داعي إلى الاكثار منه.
الأمثال
واني لطرف العين بالعين زاجر * فقد كدت لا يخفى علي ضمير

(١) سمى بذلك لأنه كان في جواره رجلان أحدهما يعشق غلاما مملوكا والآخر يعشق جارية
مملوكة فلم يزل حتى ملكهما فسمي عبيد العاشقين. المؤلف.
(٢) لا تثل لا تنجو (والعصم) الوعول (والشغواء) العقاب (واللجف) موضع العقاب من
الجيل.
(٣) الجوشوش الصدر (والضرم) ككتف فرخ العقاب.
(٤) الشبوب الشاب من الثيران والغنم (والنثره) كوكبات فيها لطخ بياض كأنه قطعة سحاب
(والوابل القصف) المطر الشديد. المؤلف
(٥) الهلوك المرأة الفاجرة (وينهفت) يتساقط (والقطقطة) بالكسر صغار البرد.
(٦) الاخدري الحمار الوحشي (والنواهق) عظمان شاخصان في مجرى الدمع (والصلصال)
الحمار المصوت (والفصوص) ملتقى العظام (والوظف) جمع وظف) جمع وظيف وهو مستدق الذراع والساق.
(٧) الشث بالفتح نبت طيب الريح (والطباق) كرمان شجر.
(٨) النقنق كسمسم ذكر النعام (والبضيع) العرق بفتحتين (والصمصمح) الشديد.
(٩) الاعصل الناب المعوج والمراد الفيل وفي الديوان المطبوع اغطل وهو تحريف (والحجن) الاعواج (والفقم) الامتلاء. المؤلف
(٣٨١)

ليس على الله بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد
قد يطرف العين كف صاحبها * فلا يرى قطعها من السؤدد
ولو عرضت على الموتى حياتي * بعيش مثل عيشي لم يريدوا
لو كان لومك نصحا كنت اقبله * لكن لومك موضوع على الحسد
وإذا نعت الشئ متبعا * لم تخل عن خطا وعن وهم
الا رب ذي عينين لا تنفعانه * وهل تنفع العينان من قلبه أعمى
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة * حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
أنت للمال إذا امسكته * فإذا أتلفته فالمال لك
لا أذود الطير عن شجر * قد بلوت المر من ثمره
خفت مأثور الحديث غدا * وغدا أدنى لمنتظره
خاب من اسرى إلى بلد * غير معلوم مدى سفره
فادخر خيرا تثاب به * كل مذخور لمدخره
انما يشتري المحامد حر * طاب نفسا لهن بالأثمان
وإذا وصلت بعاقل املا * كانت نتيجة قولك الفعلا
ان في التعريض * للعاقل تفسير البيان
واراك قدام الصغار كبومة * عمياء وسط جماعة الغربان
من يامن الذيب على معزه * أهل لأن يخفره الذيب
انما يعرف الصبابة من بات * على سخطة من الأحباب
وغيرك الزمان وكل شئ * يصير إلى التغير والذهاب
كاهل النار ان نضجت جلود * أعيدت للشقاء لهم جلود
لقد قرطتني قرطا * سيبقى آخر الأبد
رأيت تداني الدار ليس بنافع * إذا كان ما بين القلوب بعيد
الصبر يحسن في مواضعه * ما للفتى المشتاق والصبر
قصد الفتى في كل ما رامه * ان يبلغ الغاية أو يعذرا
انا العبد المقر بطول رق * وليس عليك من عبد خلاف
لو كان من قال نار أحرقت فمه * لما تفوه باسم النار مخلوق
زل الحمار وكانت تلك منيته * في الطين ان حمار السوء موحول
انما يفتضح العاشق * في وقت الرحيل
ما الهجر الا بلاء * يشقى به العاشقونا
قالت جننت على رأيي فقلت لها * الحب أعظم مما بالمجانين
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه * وانما يصرع المجنون في الحين
كذلك الأحلام غرارة * وانما تصدق أحيانا
ومن غاب عن العين * فقد غاب عن القلب
للناس عيد عمهم واحد * وصار لي عيدان في عيد
ان العيون على القلوب إذا جنت * رجعت مضرتها على الأجساد
إلى أن قيل يا من في * النخالة يضرب الوتدا
تلاعب الحب بقلبي كما * تلاعب السنور بالفاره
لي صبوة وله السلو * إذا سهرت وغمضا
وقال فما على رجل * اسئ به فما انتقما
فسد الخلائق كلهم * فانظر لنفسك من تواخي
ولو أن بعضي رابني لقطعته * فكيف تراني للعدو أصير
الهى امرأ القيس تشبيب بغانية * عن ثاره وصفات النؤي والوتد
سيبقى بقاء الدهر ما قلت فيكم * واما الذي قد قلتموه فريح
انما أنت من سليم كواو * ألحقت بالهجاء ظلما بعمرو
أظنك من بقية قوم موسى * فهم لا يصبرون على طعام
لو دخل النار طفى حرها * فمات من فيها من البرد
فقال اقترح بعض ما تشتهي * فقلت اقترحت عليك السكوتا
لدوا للموت وابنوا للخراب * فكلكم يصير إلى ذهاب
وبالناس كان الناس قدما ولم يزل * من الناس مرغوب اليه وراغب
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل علي رقيب
وما الناس الا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق
وقد زادني تيها على الناس انني * أراني أغناهم وان كنت ذا فقر
صرت كالتين يشرب الماء فيما * قال كسرى بعلة الريحان
أو كما قيل إياك أعني * فاسمعوا يا معاشر الجيران
والخمر قد يشربها معشر * ليسوا إذا عدوا باكفائها
وجانب الشح ان الشح داعية * إلى البليات والأحزان والكرب
والدهر ليس يلاقي شعب منتظم * الا رماه بتفريق وازعاج
ولقد جزعت فلم أمت حزنا * ولقد فرحت فلم اطر فرحا
يا حبذا الجهر بأمر الصبا * ما كنت من ربك في ستر
مثل مبتاع بطرف * سبق الخيل حمارا
الأمثال في شطر بيت
لا تذخر اليوم شيئا خوف فقر غد * ان تقوى الشر من حذره
منك المعروف من كدره * وبالدلالات يهتدي الساري
ان الجواد بعرفه يجري * وآخر الداء العياء الكي
من ذا يعادل بالطرف البرادينا * ان العيان أشد في العلم
ان الشباب مطية الجهل * رب شهادات لدعوى زور
يا من رأى حملا يسطو على ذيب * لن ينطق اللهو حتى ينطق العود
ولا تدع لذة يوم لغد * متى أدخلت نفسك في الزحام
أراك رأيت هذا في المنام * كذا صروف ليالي الدهر ألوان
الآن حين تعاطى القوس باريها * رب جد جره اللعب
فما أبالي أطال الليل أم قصرا * لا يرحم الله الا راحم الناس
ما أضيق العذر لولا كثرة العلل * ولن ترى عاشقا الا على وجل
والياس يبطل لولا قوة الرجل * يا ميتة لم تك من بالي
الله عاتب في انتهار السائل * وقليلا ما تصدق الأحلام
رب قول تشفى به الأسقام * ما أضعف العبد عن مواليه
وكيف يخفى ما الدمع مبديه * هيهات تضرب في حديد بارد
كذاك الله يفعل ما يريد
شعره في الآداب والمواعظ والحكم
لله در الشيب من واعظ * وناصح لو قبل الناصح
يأبى الفتى الا اتباع الهوى * ومنهج الحق له واضح
فاعمد فاسم بعينيك إلى نسوة * مهورهن العمل الصالح
لا يجتلي الحوراء من خدرها * الا امرؤ ميزانه راجح
من اتقى فذاك الذي * سيق اليه المتجر الرابح
شمر فما في الدين أغلوطة * ورح لما أنت له رائح
وقال:
أيا رب وجه في التراب عتيق * ويا رب حسن في التراب رقيق
(٣٨٢)

ويا رب حزم في التراب ونجدة * ويا رب رأي في التراب وثيق
فقل لمقيم الدار انك ظاهر * إلى منزل نائي المحل سحيق
وما الناس الا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق
وقال:
ان يكن ساءك دهر * فلما سرك أكثر
يا كبير الذنب عفو * الله من ذنبك أكبر
أكبر العصيان في * أصغر عفو الله يصغر
ليس للانسان الا * ما قضى الله وقدر
ليس للمخلوق * تدبير بل الله المدبر
وقال:
أيها الغافل المقيم على اللهو (١) * ولا عذر في المعاد للاه (٢)
لا بأعمالنا نطيق خلاصا * يوم تبدو السمات فوق الجباه
غير اني على الإساءة والتفريط * راج لحسن عفو الاله
وقال كما في تاريخ دمشق:
لا أعير الدهر سمعا * ان يعيبوا لي حبيبا
لا ولا احفظ عندي * لللأخلاء العيوبا
قال وقال أبو شراعة للرياشي ان أبا العباس الأعرج قد هجاك
فقال:
ان الرياشي عباسا تعلم بي * حوك القصيد وهذا أعجب العجب
يهدي لي الشعر حينا من سفاهته * كالتمر يهدى لذات الليف والكرب
فقال الرياشي: ألا رددتم عليه أما سمعتم قول أبي نواس وذكر
البيتين وقال أبو نواس:
خل جنبيك لرام * وامض عنه بسلام
مت بداء الصمت خير * لك من داء الكلام
ربما استفتحت * بالمزح مغاليق الحمام
رب لفظ ساق * آجال فئام وفئام
انما العاقل من ألجم * فاه بلجام
فالبس الناس على * الصحة منهم والسقام
وعليك القصد ان * القصد أبقى للجمام
شبت يا هذا وما * تترك اخلاق الغلام
والمنايا آكلات * شاربات للأنام
وفي تاريخ دمشق ان بشار بن موسى الخفاف مر له حديث فقيل له
ان يحيى بن معين ينكر هذا الحديث فقال ترى ما شذ على يحيى من الحديث
من ربعه خمسه سدسه حتى بلغ عشره ثم قال تدرون ما كان يقول عندنا
ظريف يقال له الحسن بن هانئ وانشد هذه الأبيات ثم قال نعم الموعد
نلتقي انا ويحيى انتهى وقال أبو نواس وفيه ذم الكبر:
لا تفرع النفس من شغل بدنياها * رأيتها لم ينلها من تمناها
انا لننفس في دنيا مولية * ونحن قد نكتفي منها بادناها
حذرتك الكبر لا يعلقك ميسمه * فإنه ملبس نازعته الله
يا بؤس جلد على عظم مخرقة * فيه الخروق إذا كلمته تاها
يرى عليك به فضلا يبين به * ان نال في العاجل السلطان والجاها
مثن على نفسه راض بسيرتها * كذبت يا خادم الدنيا ومولاها
اني لامقت نفسي عند نخوتها * فكيف آمن مقت الله إياها
أنت اللئيم الذي لم تعد همته * ايثار دنيا إذا نادته لباها
يا راكب الذنب قد شابت مفارقه * أما تخاف من الأيام عقباها
في تاريخ بغداد: دخل أبو عمر الضرير على بعض الوزراء فاستخف
بحقه فكتب اليه إذا تفرغت للنظر في كتب جدك وجدت فيها قول
الحسن بن هانئ حذرتك الكبر البيت والذي بعده وإذا نشطت
للنظر في كتاب أحمد بن سيار إلى بعض الولاة رأيت فيه:
لا تشرهن فان الذل في الشره * والعز في الحلم لا في الطيش والسفه
وقل لمغتبط في التيه من حمق * لو كنت تعلم ما في التيه لم تته
وكتب على دفتر في دكان وراق كما في تاريخ دمشق:
سبحان من خلق الخلق * من ضعيف مهين
يسوقه من قرار * إلى قرار مكين
يحور شيئا فشيئا * في الحجب دون العيون
حتى بدت حركاتي * مخلوقة من سكون
وقال كما في تاريخ دمشق:
نموت ونبلى غير أن ذنوبنا * إذا نحن متنا لا تموت ولا تبلى
الا رب ذي عينين لا تنفعانه * وهل تنفع العينان من قلبه أعمى
وقال كما في تاريخ بغداد:
لو أن عينا وهمتها نفسها * يوم الحساب ممثلا لم تطرف
سبحان ذي الملكوت اية ليلة * مخضت صبيحتها بيوم الموقف
كتب الفناء على البرية ربها * فالناس بين مقدم ومخلف
وقال:
أخي ما بال قلبك ليس ينقى * كأنك لا تظن الموت حقا
الا يا ابن الذين فنوا وماتوا * اما والله ما ماتوا لتبقي
وما لك فاعلمن بها مقام * إذا استكملت آجالا ورزقا
وما لك غير ما قدمت زاد * إذا جعلت إلى اللهوات ترقى
وما أحد بزادك منك احظى * وما أحد بزادك منك أشقى
وقال:
وعظتك واعظة القتير * ونهتك أبهة الكبير
ورددت ما كنت استعت * من الشباب إلى المعير
وقال: أنت للمال إذا امسكته * فإذا أنفقته فالمال لك
وقال: كن مع الله يكن لك * واتق الله لعلك

(١) السهوخ.
(٢) لساه خ.
(٣) الجمام الراحة والسكون وفي البيان والتبين أورد البيت هكذا:
فالزم الصمت فان الصمت * أبقى للجمام
(٣٨٣)

لا تكن الا معدا * للمنايا فكأنك
ان للموت لسهما * واقعا دونك أو بك
فعلى الله توكل * وبتقواه تمسك
نحن نجري في أفانين * سكون وتحرك
في حلي سوف تبلى * وقيود سوف تفكك
وقال في القناعة والاستغناء عن الناس:
ومستعبد اخوانه بثرائه * لبست له كبرا ابر على الكبر
إذا ضمني يوما وإياه محفل * رأى جانبي وعرا يزيد على الوعر
أخالفه في شكله واجره * على المنطق المنزور والنظر الشزر
لقد زادني تيها على الناس انني * أراني أغناهم وان كنت ذا فقر
فوالله لا يبدي لساني بحاجة * إلى أحد حتى أغيب في القبر
فلا يطمعن في ذاك مني سوقة * ولا ملك الدنيا المحجب في القصر
فلو لم ارث فخرا لكان صيانتي * فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر
وقال:
عليك بالياس من الناس * ان الغنى ويحك في الياس
كم صاحب قد كان لي وامقا * إذ كان في حالات افلاس
أقول لو قد نال هذا الغنى * اقعدني حبا على الرأس
حتى إذا صار إلى ما اشتهى * وعده الناس من الناس
قطع بالقنطير (١) حبل الصفا * مني ولما يرضى بالفأس
وقال:
يا نفس خافي الله واتئدي * واسعى لنفسك سعي مجتهد
من كان جمع المال همته * لم يخل من غم ومن كمد
يا طالب الدنيا ليجمعها * جمحت بك الآمال فاقتصد
واراك تركب ظهر مطمعة * تطوي بها بلدا إلى بلد
لو لم تكن لله متهما * لم تمس محتاجا إلى أحد
فاقصد فلست بمدرك املا * الا بعون الواحد الصمد
والقصد أحسن ما عملت به * فاسلك سبيل الخير واجتهد
ولقل من يشجى بغصته * الا ذوو الآمال والعدد
ولرب ساع فات مطلبه * لم يؤت من حزم ولا جلد
ومشمر في الرزق خطوته * ظفرت يداه بمرتع رغد
أوما ترى الآجال راصدة * لتحول بين الروح والجسد
وإذا المنية أممت أحدا * لم تنصرف عنه ولم تحد
لو أن دون النفس واقية * لفديتها بالمال والولد
يا من أقام على خطيئته * سدت عليك مذاهب الرشد
منتك نفسك ان تتوب غدا * أوما تخاف الموت دون غد
الموت ضيف فاستعد له * قبل النزول بأفضل العدد
واعمل لدار أنت جاعلها * دار المقامة آخر الأمد
يا نفس موردك الصراط غدا * فتأهبي من قبل ان تردي
ما حجتي يوم الحساب إذا * شهدت على بما جنيت يدي
وقال:
ان مع اليوم فانظرن غدا * فانظر بما ينقضي مجئ غده
ما ارتد طرف امرئ بلذته * الا وشئ يموت من جسده
وقال:
متى ترضى من الدنيا بشئ * إذا لم ترضى منها بالمزاج
ألم تر جوهر الدنيا المصفى * ومخرجه من البحر الأجاج
وقال:
ما محل لعل طرفك لا يرتد * حتى تجوزه بمحل
يا نعيم الدنيا خلطت علينا * انا مستقبل وأنت مول
وقال:
كل على الدنيا له حرص * والجادثات وثوبها غفص
ليد المنية في تلمسها * عن ذخر كل نفيسة فحص
وكان من وارته حفرته * لم يبد منه لناظر شخص
تبغي من الدنيا زيادتها * وزيادة الدنيا هي النقص
وقال:
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس * وان تمتعت بالحجاب والحرس
فما تزال سهام الموت نافذة * في جنب مدرع منها ومحترس
أراك لست بوقاف ولا حذر * كالحاطب الخابط الشجراء في الغلس
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * ان السفينة لا تجري على اليبس
وقال:
طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه نشرا وطيا
وكانت في حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا
وقال:
الا تأتي القبور صباح يوم * فتسمع ما تخبرك القبور
فان سكونها حرك تنادي * كان بطون غائبها ظهور
وقال:
يا بني النقص والعبر * وبني الضعف والخور
وبني البعد في الطباع * على القرب في الصور
والشكول التي تباين * في الطول والقصر
احتساء من الحرام * وختما على الصرر
أين من كان قبلكم * من ذوي الباس والخطر
سائلوا عنهم المدائن * واستبحثوا الخبر
سبقونا إلى الرحيل * وانا على الأثر
من مضى عبرة لنا * وغدا نحن معتبر
ان للموت اخذة القصور إلى * تسبق اللمح بالبصر
فكأني بكم غدا * في ثياب من المدر
قد نقلتم من القصور * إلى ظلمة الحفر
حيث لا تضرب القباب * عليكم ولا الحجر
حيث لا تظهرون فيه * للهو ولا سمر
رحم الله مسلما * ذكر الله فازدجر
غفر الله ذنب من * خاف فاستشعر الحذر

(١) القنطير الداهية.
(٣٨٤)

وقال:
يا سائل الله فزت بالظفر * وبالنوال الهني لا الكدر
فارغب إلى الله لا إلى بشر * منتقل في البلى وفي الغير
وارغب إلى الله لا إلى جسد * منتقل من صبا إلى كبر
ان الذي لا يخيب سائله * جوهره غير جوهر البشر
ما لك بالترهات مشتغلا * أفي يديك الأمان من سقر
وقال:
لو صح عقلي قل أشباهي * اجل ولم اله مع اللاهي
أعوذ بالله وأسمائه * من عاجز التركيب تياه
لا تتناهى النفس عن غيها * ما لم يكن منها لها ناه
لله در الموت من خطة * فيها استوى الأحمق والداهي
انا لننساها وقد مرنت * منا باسماع وأفواه
أكثرت في الامر وتصريفه * ما الامر الا خشية الله
وقال:
كم ليلة قد بت ألهو بها * لو دام ذاك اللهو للاهي
حرمها الله وحللتها * فكيف بالعفو من الله
وقال:
كل ناع فسينعى * كل باك فسيبكى
كل مدخور سيفنى * كل مذكور سينسى
ليس غير الله يبقى * من علا فالله أعلى
ان شيئا قد كفينا * ه له نسعى ونشقى
ان للشر وللخير * لسيما ليس تخفى
كل مستخف بسر * فمن الله بمرأى
لا ترى شيئا على الله * من الأشياء يخفى
وقال:
ألم ترني أبحت اللهو نفسي * وديني واعتكفت على المعاصي
كأني لا أعود إلى معاد * ولا أخشى هنالك من قصاص
وقال:
أفنيت عمرك والذنوب تزيد * والكاتب المحصي عليك شهيد
كم قلت لست بعائد في سوءة * ونذرت فيها ثم صرت تعود
حتى متى لا ترعوي عن لذة * وحسابها يوم الحساب شديد
وكأنني بك قد اتتك منية * لا شك ان سبيلها مورود
وقال:
يا رب ذنب تئود المال قيمته * حر الشتاء صريح حيث ينتسب
لا يقرع المرء منه سنه ندما * ولا يزال به في القوم ينتصب
إذا تذكره اختالت مخاليه * حتى يخالطه من نخوة
غضب قد حررته بأيديها ملائكة * علي لا تنسخ الأيام ما كتبوا
وقال:
رضيت لنفسك سوآتها * ولم تال جهدا لمرضاتها
وحسنت أقبح اعمالها * وصغرت أكبر زلاتها
وكم من طريق لأهل الصبا * سلكت سبيل غواياتها
فأي دواعي الهوى عفتها * ولم تجر في طرق لذاتها
واي المحارم لم تنتهك * واي الفضائح لم تاتها
وهذه القيامة قد أشرفت * تريك مخاوف فزعاتها
وقد أقبلت بمواعيدها * وأهوالها فارع لوعاتها
وأني لفي بعض أشراطها * وآياتها وعلاماتها
تبارك رب دحا ارضه * واحكم تقدير أقواتها
وصيرها محنة للورى * تغر الغوي بغراتها
فما نرعوي لأعاجيبها * ولا لتصرف حالاتها
ننافس فيها وأيامها * تردد فينا بآفاتها
أما يتفكر احياؤها * فيعتبرون بأمواتها
وقال:
الموت منا قريب * وليس عنا بنازح
في كل يوم نعي * تصيح منه الصوائح
تشجى القلوب وتبكي * مولولات النوائح
حتى متى أنت تلهو * في غفلة وتمازح
والموت في كل يوم * في زند عيشك قادح
فاعمل ليوم عبوس * من شدة الهول كالح
ولا يغرنك دنيا * نعيمها عنك نازح
وبغضها لك زين * وحبها لك فاضح
وقال:
اصبر لمر حوادث الدهر * فلتحمدن مغبة الصبر
وامهد لنفسك قبل ميتتها * واذخر ليوم تفاضل الذخر
فكان أهلك قد دعوك فلم * تسمع وأنت محشرج الصدر
وكأنهم قد عطروك بما * يتزود الهلكى من العطر
وكأنهم قد قلبوك على * ظهر السرير وظلمة القبر
يا ليت شعري كيف أنت على * ظهر السرير وأنت لا تدري
أوليت شعري كيف أنت إذا * غسلت بالكافور والسدر
أوليت شعري كيف أنت إذا * وضع الحساب صبيحة الحشر
ما حجتي فيما اتيت وما * قولي لربي بل وما عذري
ان لا أكون قصدت رشدي أو * أقبلت ما استدبرت من أمري
يا سوأتا مما اكتسبت ويا * أسفي على ما فات من عمري
وقال:
أف للدنيا فليست لي بدار * انما الراحة في دار القرار
أبت الساعة الا سرعة * في بلى جسمي بليلي ونهاري
وقال:
كل امرئ في نفسه متكايس * متجبر متكبر متنافس
جهل ابن آدم لا إبلك نفسه * وهو المدبر والفقير البائس
لا بد من موت ففكر واعتبر * وانظر لنفسك وانتبه يا ناعس
(٣٨٥)

وقال:
يا أيها الرجل المعرض دينه * احراز دينك خير شئ تصطنع
والحق أجود ما قصدت سبيله * والله أجود من تزور وتنتجع
والله ارحم بالفتى من نفسه * فاعمل فما كلفت ما لم تستطع
طوبى لمن رزق القناعة لم يرد * ما كان في يد غيره فيرى ضرع
ولئن طمعت لتضرعن فلا تكن * طمعا فان الحر عبد ما طمع
انا لنلقى المرء نفسه * فيضيق عنه كل امر متسع
والمرء يمنع ما لديه ويبتغي * ما عند صاحبه فيغضب ان منع
وقال:
عدوك ذو العقل خير من * الصديق لك الوامق الأحمق
وما ساس امرا كذي شيبة * بصير بما ساس مستوثق
وما احكم الرأي مثل امرئ * يقيس بما قد مضى ما بقي
وصمتك من غير عي اللسان * أزين من هذر المنطق
وقال:
صد عن الحق اتباع الهوى * وزين الباطل طول الأمل
كان ما فات إذا ما مضى * حلم وما كان كان لم يزل
بادر فقد أصبحت في مهلة * بالعمل الصالح قبل الاجل
وكن على علم فان الفتى * يقدم يوما ما على ما عمل
وقال:
سهوت وغرني املي * وقد قصرت في عملي
ومنزلة خلقت لها * جعلت لغيرها شغلي
يظل الدهر يطلبني * وينحوني على عجل
فأيامي تقربني * وتدنيني إلى أجلي
وقال:
الناس من محسن له صفة * ومن مسئ يكفيكه عمله
والمرء ما عاش عامل نصب * لا ينقضي حرصه ولا أمله
يرجو أمورا عند مغيبة * جهلا ومن دون ما رجا اجله
وقال:
سكن يبقى له سكن * ما لهذا يؤذن الزمن
نحن في دار يخبرنا * ببلاها ناطق لحن
دار سوء لم يدم فرح * لامرئ فيها ولا حزن
كل حي عند ميتته * حظه من ماله الكفن
وقال:
أيا من بين باطية وزق * وعود في يدي غان مغني
إذا لم تنه نفسك عن هواها * وتحسن صونها فإليك عني
فاني قد شبعت من المعاصي * ومن إدمانها وشبعن مني
ومن أسوأ وأقبح من لبيب * يرى متطربا في مثل سني
وقال:
صل من صفت لك في الدنيا مودته * ولا تصل باخاء حبل حذاذ
يعوذ بالله ان أصبحت ذا عدم * وليس منك إذا تثري بمعتاذ
وقال من قصيدة:
كفى حزنا ان الجواد مقتر * عليه ولا معروف عند بخيل
ألم تر ان المال عون على التقى * وليس جواد معدم كبخيل كذا
وقال من قصيدة:
اصبر إذا عضك الزمان ومن * اصبر عند الزمان من رجله
من ذا الذي هذبت خلائقه * في ريثه ان اتى وفي عجله
حقوق الصحبة
قال:
حقوق الصحب والندمان خمس * فأولها التزين بالوقار
وثانيها مسامحة الندامى * وكم حمت السماحة من ذمار
وثالثها وان كنت ابن خير * البرية محتدا ترك الفخار
ورابعها فللندمان حق * سوى حق القرابة والجوار
إذا حدثته فاكس الحديث الذي * حدثته ثوب اختصار
وخامسها يدل به اخوه * على كرم الطبيعة والنجار
كلام الليل ينساه نهارا * له باقالته عند العثار
تلبيات الحج
أبو نواس مجيد في كل ما ينظم، في نظمه تلبيات الحج التي قلما يجيد
الشاعر في مثلها. قال أبو نواس حين حج كما في الديوان وتاريخ دمشق
وهي في الثاني أكثر:
إلهنا ما أعدلك * مليك كل من ملك
لبيك قد لبيت لك * لبيك ان الحمد لك
والملك لا شريك لك * ما خاب عبد سالك
أنت له حيث سلك * لولاك يا رب هلك
لبيك ان الحمد لك * والملك لا شريك لك
والليل لما ان حلك * والسابحات في الفلك
على مجاري المنسلك * كل نبي وملك
وكل من أهل لك * سبح أو صلى فلك
لبيك ان الحمد لك * والملك لا شريك لك
يا خاطئا ما أغفلك * اعمل وبادر اجلك
واختم بخير عملك * لبيك ان الحمد لك
والملك لا شريك لك
وقال كما في تاريخ دمشق وليس في الديوان منها الا ثلاثة ابيات:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة * ولا ان ما يخفى عليه يغيب
لهونا لعمر الله حتى تتابعت * ذنوب على آثارهن ذنوب
فيا ليت ان الله يغفر ما مضى * ويأذن في توباتنا فتتوب
أقول إذا ضاقت علي مذاهبي * وحل بقلبي للهموم ندوب
لطول جناياتي وعظم خطيئتي * هلكت وما لي في المتاب نصيب
وأغرق في بحر المخافة تائها * وترجع نفسي تارة فتتوب
(٣٨٦)

ويذكرني عفو الكريم عن الورى * فأحيا وأرجو عفوه فأنيب
فاخضع في قولي وارغب سائلا * عسى كاشف البلوى علي يتوب
قال أبو الفرج بن المعافى: استشهد ببعض هذه الأبيات طائفة من
النحويين في مواضع من فصول النحو. وفي تاريخ دمشق قال ثعلب
أحمد بن يحيى: دخلت على أحمد بن حنبل إلى أن قال: فقال اي ابن
حنبل مررت بالبصرة وجماعة يكتبون عن رجل الشعر وقيل لي هذا أبو
نواس وتخلفت الناس ورائي فلما جلست املى علي إذا ما خلوت الدهر
البيت انتهى ونظم حديث الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها
ائتلف وما تناكر منها اختلف فقال:
ان القلوب لاجناد مجندة * لله في الأرض بالأهواء تعترف
فما تعارف منها فهو مؤتلف * وما تناكر منها فهو مختلف
البديع في شعر أبي نواس
قال ابن رشيق في العمدة: قالوا أول من فتق البديع من المحدثين
بشار بن برد وابن هرمة وهو ساقة العرب وآخر من يستشهد بشعره ثم
اتبعهما مقتديا بهما كلثوم بن عمرو العتابي ومنصور النمري ومسلم بن الوليد
وأبو نواس انتهى.
حسن التخلص
قال:
وإذا جلست إلى المدام وشربها * فاجعل حديثك كله في الكاس
وإذا نزعت عن الغواية فليكن * لله ذاك النزع لا للناس
وإذا أردت مديح قوم لم تمن * في مدحهم فامدح بني العباس
وقال:
حل على وجهه الجمال كما * حل يزيد معالي الرتب
تجاهل العارف
كدنا على علمنا والشك نسأله * أراحنا نارنا أم نارنا الراح
ما عيب على أبي نواس
قال ابن منظور ان مسلم بن الوليد الملقب بصريع الغواني عاب على
أبي نواس قوله:
وأخفت أهل الشرك حتى أنه * لتخافك النطف التي لم تخلق
قال وهذا من الاغراق المستحيل في العقول. وعاب عليه قوله:
يجل ان تلحق الصفات به * فكل خلق لخلقه مثل
وقوله:
برئ من الأشياء ليس له مثل
فقال إنه تخطى من صفة المخلوق إلى صفة الخالق. وقال ابن منظور
أيضا لقي العتابي أبا نواس فقال يا أبا علي أما خفت الله تعالى في شعرك
حيث تقول:
وأخفت أهل الشرك حتى أنها * لتخافك النطف التي لم تخلق
فقال له أبو نواس: وأنت أما خفت الله حيث تقول:
ما زلت في غمرات الموت مطرحا * يضيق عني وسيع الرأي من حيلي
فلم تزل دائبا تسعى بلطفك لي * حتى اختلست حياتي من يدي أجلي
فقال العتابي قد علم الله وعلمت إن هذا ليس مثل قولك ولكنك
أعددت لكل قائل جوابا.
سرقات أبي نواس
قال ابن منظور: مما قيل عن أبي نواس إن الشعر إنما هو بين المدح
والهجاء وأبو نواس لا يحسنهما وأجود شعره في الخمر والطرد وأحسن ما فيهما
مأخوذ ليس له أقول دعوى إن أبا نواس لا يحسن المدح والهجاء دعوى
غريبة في بابها، وكيف يقال لا يحسن لمن يقول:
ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد
وأما هجاؤه فكاد أن يكون فيه منفردا وقد عرفت تفوقه في المدح
والهجاء عند ذكر ما اخترناه منهما. أما السرقات فقال ابن منظور في تتمة
كلامه السابق مثل قوله: وداوني بالتي كانت هي الداء أخذه من قول
الأعشى: وأخرى تداويت منها بها وقوله: إن الشباب مطية الجهل أخذه
من قول النابغة الجعدي: فان مطية الجهل الشباب وقوله:
لما تبدى الصبح من حجابه * كطلعة الأشمط من جلبابه
اخذه من قول أبي النجم * كطلعة الأشمط من كسائه.
قال ابن منظور: ولكن رزق أبو نواس في شعره إنسا وحمله الناس
وقدمه أهل عصره وإن له عللا لأشياء حسان لا يدفعها ولا يطرحها إلا
جاهل بالكلام أو حاسد.
ما قاله عند وفاته
وفيه ما يدل على حسن ظنه بالله تعالى
في تاريخ بغداد في ترجمة محمد بن إبراهيم بن كثير: أخبرنا هلال بن
محمد نبأنا إسماعيل بن علي نبأنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير قال
دخلنا على أبي نواس نعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له عيسى بن
موسى الهاشمي يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام
الآخرة وبينك وبين الله هنات فتب إلى الله فقال أبو نواس أسندوني فلما
استوى جالسا قال إياي تخوف بالله حدثني حماد بن سلمة عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال قال نبي الله ص لكل نبي شفاعة وإني اختبأت
شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة أفترى لا أكون منهم إنتهى
ولكن الخطيب قال إنه لم يرو عن محمد بن إبراهيم هذا إلا إسماعيل بن
علي الخزاعي وإسماعيل غير ثقة ورواه الشيخ في المجالس عن الحفار عن
إسماعيل بن علي الدعبلي عن محمد بن إبراهيم بن كثير مثله وفي تاريخ
بغداد بسنده عن الشافعي دخلنا على أبي نواس وهو يجود بنفسه فقلنا له ما
أعددت لهذا اليوم فقال:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظم
ا فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل * تجود وتعفو منة وتكرما
ولولاك لم يغو بإبليس عابد * وكيف وقد أغوى صفيك آدما
وبسنده عن علي بن محمد بن زكريا دخلت على أبي نواس وهو يكيد
بنفسه أي يجود بها فقال تكتب فقلت نعم فأنشأ يقول:
(٣٨٧)

دب في الفناء سفلا وعلوا * وأراني أموت عضوا فعضوا
ذهبت شرتي بجدة نفسي * فتذكرت طاعة الله نضوا
ليس من ساعة مضت بي إلا * نقصتني بمرها بي جذوا
لهف نفسي على ليال وأيا * م تقضت من قبل لعبا ولهوا
وأسانا كل الإساءة يا رب * فصفحا عنا إلهي وعفوا
وفي نزهة الألباء رواية ذلك عن محمد بن زكريا وفي تاريخ بغداد
بسنده عن محمد بن نافع أو رافع أنه وجدت رقعة تحت وسادته كتبها قبل
وفاته وفيها:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بان عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن * فمن الذي يرجو ويدعو المجرم
أدعوك رب كما أمرت تضرعا * فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا * وجميل عفوك ثم إني مسلم
وفي روضات الجنات عن بعض التواريخ حكى الجماز قال دخلت على
أبي نواس في مرض موته أعوده فقلت له إتق الله وتب فكم من محصنة
قذفت وسيئة اقترفت فقال لي صدقت يا أبا عبد الله ولكنني لا أفعل فقلت
ولم قال مخافة أن تكون توبتي على يديك يا ماص بظر أمه وذلك أشد علي
من عذاب الله قال ثم إن جماعة دخلوا عليه فقالوا ما أشد ما بك من الألم
فقال لهم: الذنوب وأرجو لها المغفرة إنتهى. وفي تاريخ دمشق قال
عيسى بن المهدي دخلت على أبي نواس وهو عليل فقلت كيف تجدك
فقال:
ينقص مني كل يوم شئ * والجسم مني ثابت وحي
والمرء يبلى نشره والطي * وكم عساه أن يدوم ألفي
وآخر الداء العياء الكي
وقال في مرض موته كما في الديوان وتاريخ دمشق عدى الأخير:
كن مع الله يكن لك * واتق الله لعلك
لا تكن إلا معدا * للمنايا فكأنك
إن للموت لسهما * واقعا دونك أو بك
فعلى الله توكل * وبتقواه تمسك
نحن نجري في تراكيب * سكون وتحرك
في حلي سوف تبلى * وقيود سوف تفكك
وقال في اليوم الخامس من مرضه كما في تاريخ دمشق عن عبدوس
رواية أبي نواس:
يا ناظرا يرنو بعيني راقد * ومشاهد للأمر غير مشاهد
منتك نفسك ضلة فأبحتها * طرق الحمام وضنت غير مراصد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى * درك الجنان بها وفوز العابد
ونسيت ان الله أخرج آدما * منها إلى الدنيا بذنب واحد
وقال في اليوم السادس كما في الكتاب المذكور عن المذكور: دب
في السقام سفلا وعلوا الأبيات الأربعة المتقدمة. قال عبدوس فلما
كان في اليوم الثامن جئت لأدخل فلقيني الغلام ومعه رقعة مختومة فسألته
عنه فقال أعظم الله أجرك في أبي نواس توفي وقد كان كتب إليك هذه
الرقعة قبل موته فقرأتها فإذا فيها:
شعر حي أتاك من لفظ ميت * صار بين الحياة والموت وقفا
لو تأملتني وأبصرت وجهي * لم تجد من مثال رسمي حرفا
نفس خافت وجسم نحيل * أرمضته الأسقام حتى تعفى
فجئت معه إلى منزل أبي نواس فإذا هو قد مات ونظرات فيما خلف
فإذا هو مقدار ثلاثمائة درهم وإذا بين مخدتيه رقعة مكتوبة فيها: يا رب إن
عظمت ذنوبي كثرة الأبيات الأربعة المتقدمة. فوقفت حتى جهزناه
وصلينا عليه ودفناه. وقال إسماعيل بن نوبخت مات عندي أبو نواس وكان
يختلف إليه طبيب اسمه سعيد فدخلت عليه يوما ومعي الطبيب فنظر إليه
ثم غمزني بعينه فقام وابتعد فقال لي إن الرجل ذاهب فلما رجعت قال ما ذا
قال لك الطبيب فقلت قال لا باس عليه وهو اليوم عندي أصلح فأنشأ
يقول:
سألتك بالمودة والجوار * وقرب الدار مع قرب المزار
بما ناجاك إذ ولى سعيد * فقد أوحشت من ذاك السرار
وفي غير تاريخ دمشق ثم قال وا ندماه على ما فرطت وا سوأتاه مما
قدمت ثم أنشد: دب في السقام الأبيات السابقة وقال في مرض موته
كما في ديوانه وهو دال على حسن عقيدته:
أراني مع الأحياء حيا وأكثري * على الدهر ميت قد تخرمه الدهر
فيا رب قد أحسنت عودا وبدأة * إلي فلم ينهض باحسانك الشكر
فمن كان ذا عذر لديك وحجة * فعذري إقراري بان ليس لي عذر
وفي حواشي مصباح الكفعمي نقلا عن كتاب لسان المحاضر والنديم
وبستان المسافر والمقيم جمع الشيخ علي بن محمد بن يوسف بن ثابت قال
روي أن بعضهم دخل على أبي نواس في مرضه الذي توفي فيه فقال له لو
أحدثت توبة يغفر لك لله بها فان حدث بك حدث لقيت والله وأنت تائب
فحول وجهه إلى الحائط ساعة ثم قال:
يا رب إني لم أزل * كمثل حال السحرة
حتى استلاذوا بعرى * الدين وكانوا كفرة
فوحدوا يوما وفازوا * بثواب البرارة
ولم أزل استشعر * الايمان يا ذا المقدرة
فاغفر فاني منك أو * لي منهم بالمغفرة
ثم أقام يسيرا فمات فرأيته بعد ذلك في منامي فقلت له ما صنع الله
بك فقال غفر لي بالأبيات التي قلتها عند الموت.
قال وروي أنه رئي في المنام بعد موته فقيل له ما فعل الله بك فقال
غفر لي ببيتين قلتهما وذكر البيتين. ومما يدخل في هذا الباب ويدل على
حسن عقيدته قوله كما في ديوانه:
أيا من ليس لي منه مجير * بعفوك من عذابك أستجير
أنا العبد المقر بكل ذنب * وأنت السيد المولى الغفور
فان عذبتني فبسوء فعلي * وأن تغفر فأنت به جدير
أفر إليكم منك وأين إلا * إليك يفر منك المستجير
وصيته
في روضات الجنات عن بعض التواريخ لم يسمه انه لما حضرته الوفاة
اخذ ورقة وكتب فيها بعد البسملة: هذا ما أوصى به المسرف على نفسه
المغتر باجله المعترف بذنبه الحسن بن هانئ وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله وإن ما جاء به كله حق وعلى ذلك عاش وعليه يموت وإنه
(٣٨٨)

لا يرجو الخلاص إلا بشفاعة محمد ص والاعتراف بذنوبه والثقة بعفو ربه.
وأوصى إلى أبي زكريا القشوري أن يتولى تجهيزه وقضاء دينه ثم مات من
يومه إنتهى وفي ديوانه أنه أمر أن يودع هذان البيتان في كفنه: يا رب
قد أحسنت البيتان المتقدمان.
ما صنعه بخاتميه عند وفاته
في ديوانه يروي أنه صاع خاتمين فنقش على أحدهما يشهد ابن
هانئ إن الله أحد وعلى الآخر:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فلما حضرته الوفاة تختم بهما في يمناه ويسراه إنتهى. وفي تاريخ
بغداد قال دعبل الشاعر كان لأبي نواس خاتمان من فضة وخاتم من عقيق
مربع عليه مكتوب:
تعاظمني ذنبي فلما قرنته * بعفوك ربي كان عفوك أعظما
والآخر حديد صيني مكتوب عليه لا إله إلا الله مخلصا فأوصى
عند موته أن تقلع وتغسل وتجعل في فمه.
ما أوصى بكتابته على قبره
في تاريخ بغداد بسنده عن أبي جعفر الآمدي قال لما حضر أبا نواس
الموت قال اكتبوا هذه الأبيات على قبري:
وعظتك أجداث صمت * ونعتك أزمنة خفت
وتكلمت عن أوجه * تبلى وعن صور سبت
وارتك قبرك في القبو * ر وأنت حي لم تمت
وفي تاريخ دمشق زيادة هذين البيتين:
لا تشمتن بميت * إن المنية لم تمت
ولربما انقلب الشمات * فحل بالقوم الشمت
هذا ولكن في معاهد التنصيص ما يدل على إن هذه الأبيات لأبي
العتاهية لا لأبي نواس حيث قال عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قال جاء
أبو العتاهية ومسلم وأبو نواس يوما إلى أبي فأنشده أبو العتاهية:
وعظتك أجداث صمت * ونعتك أزمنة خفت
وارتك قبرك في القبور * وأنت حي لم تمت
وتكلمت عن أعين * تبلى وعن صور شتت
وحكت لك الساعات * ساعات أتيات بغت
فلما كان بعد أيام عاد إليه مسلم وأبو نواس فأنشده مسلم حتى بلغ
قوله:
ينال بالرفق ما يعيا الرجال به * كالموت مستعجلا يأتي على مهل
فقال أبو عمرو أحسنت إلا أنك أخذت قول أبي العتاهية:
وحكت لك الساعات * ساعات أتيات بغت
فهذا صريح في أن الشعر لأبي العتاهية وظاهر ايصاء أبي نواس بكتابته
على قبره إنه لم يكن ليوصي بكتابة أبيات أبي العتاهية على قبره وهو أشعر
منه فلا بد أن يكون وقع خطا في أحد النقلين وفي نزهة الألباء رئي على
قبره مكتوب:
يا كبير الذنب عفو * الله من ذنبك أكبر
وفي ديوانه أنه أمر أن يكتب على قبره:
إلا إنما الدنيا عروس وأهلها * أخو دعة فيها وآخر لاعب
وذو ذلة فقرأ وآخر بالغنى * عزيز ومكظوظ الفؤاد وساغب
وبالناس كان الناس قدما ولم يزل * من الناس مرغوب إليه وراغب
وقال وكان ينبغي وضعه في المواعظ والحكم فاخر سهوا:
لدوا للموت وابنوا للخراب * فكلهم يصير إلى ذهاب
لمن نبني ونحن إلى تراب * نعود كما خلقنا من تراب
ألا يا موت لم أر منك بدا * قسوت فما تكف ولا تحابي
كأنك قد هجمت على حياتي * كما هجم المشيب على الشباب
وإنك يا زمان لذو صروف * وإنك يا زمان لذو انقلاب
وهذا الخلق منك على وفاز * وأرجلهم جميعا في الركاب
وموعد كل ذي عمل وسعي * بما أسدى غدا دار الثواب
تقلدت العظام من الخطايا * كأني قد آمنت من العقاب
ومهما دمت في الدنيا حريصا * فاني لا أوفق للصواب
سأسأل عن أمور كنت فيها * فما عذري هناك وما جوابي بآية
حجة أحتج يوم الحساب * إذا دعيت إلى الحساب
هما أمران فوز أو شقاء * ألاقي حين أنظر في كتابي
فاما أن أخلد في نعيم * وأما أن أخلد في عذاب
وقال:
سبحان علام الغيوب * عجبا لتصريف الخطوب
تعدو على قطف النفوس * وتجتني ثمر القلوب
حتى متى يا نفس * تغترين بالأمل الكذوب
يا نفس توبي قبل أن * لا تستطيعي أن تتوبي
واستغفري لذنوبك * الرحمن غفار الذنوب
ان الحوادث كالرياح * عليك دائمة الهبوب
والموت شرع واحد * والخلق مختلفو الضروب
والسعي في طلب التقى * من خير مكسبة الكسوب
ولقلما ينجو الفتى * بتقاه من لطخ العيوب
من المكذوب عليه
ومن المكذوب عليه بلا شبهة ما في شذرات الذهب عن الحصري إنه
قال في كتابه قطب السرور قال ابن نوبخت: توفي أبو نواس في منزلي
فسمعته يوم مات يترنم بشئ فسألته عنه فأنشدني:
باح لساني بمضمر السر * وذاك إني أقول بالدهر
وليس بعد الممات منقلب * وإنما الموت بيضة العمر
والتفت إلى من حوله فقال لا تشربوا الخمر صرفا فاني شربتها صرفا
فأحرقت كبدي ثم طفي إنتهى فان هذه الرواية مع تفرد راويها بها يردها
ما اتفق عليه الباقون من رواية ضدها عنه علي ان إسماعيل بن نوبخت كان
يعادي أبا نواس وقد هجاه أبو نواس باهاج كثيرة مرت في ترجمة إسماعيل
فلعله أراد الانتقام منه بما رواه عنه. أما ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد
بسنده عن الحسن بن أبي المنذر إنهم كانوا في حانة خمار مع أبي نواس قال
(٣٨٩)

ونحن في أطيب موضع فذكرنا الجنة وطيبها والمعاصي وما يحول عنه منها
وأبو نواس ساكت فقال:
يا ناظرا في الدين ما الأمر * لا قدر صح ولا جبر
ما صح عندي من جميع الذي * تذكر إلا الموت والقبر
قال فامتعضنا من قوله وأطلنا توبيخه وأعلمناه انا نتخوف صحبته
فقال ويلكم إني والله لاعلم بما تقولون ولكن المجون يفرط علي وأرجو أن
أتوب ويرحمني الله ثم قال: أية نار قدح القادح الأبيات المتقدمة في
المواعظ ثم قال هذا عمل الشيطان القى الزاهد بهذا الكلام ليفسد يومكم
فمع إنه رواية عن فاسق يقر على نفسه بشرب الخمر قد اعترف أبو نواس بان
عقيدته خلافه وإنما ساقه إليه المجون وإنه يرجو لنفيه التوبة والرحمة وأنشد
الأبيات الحائية الدالة على حسن العقيدة ومع ذلك خلط الجد بالهزل وقال
إنه من عمل الشيطان ليفسد عليكم يومكم.
رؤيته في المنام بعد الموت
في تاريخ دمشق: لما مات رئي في المنام فقيل له ما فعل الله بك فقال
غفر لي بأبيات قلتها في النرجس:
تأمل في نبات الأرض وانظر * إلى آثار ما فعل المليك
عيون من لجين ناظرات * وأحداق هي الذهب السبيك
على قضيب الزبرجد شاهدات * بان الله ليس له شريك
وفي معاهد التنصيص حكي عن عبد الله بن المعتز إنه قال رأيت أبا
نواس في المنام فقلت له لقد أحسنت في قولك:
جاءت بابريقها من بيت تاجرها * روحا من الخمر في جسم النار
فقال لا بل أحسنت في قولي:
يا قابض الروح من جسم أسى زمنا * وغافر الذنب زحزحني عن النار
وفي تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن نافع أنه رأى أبا نواس في المنام
بعد موته فقال له ما فعل الله بك؟ قال غفر الله لي بأبيات قلتها هي تحت
الوسادة فسال أهله هل قال شعرا قبل موته قالوا دعا بدواة وقرطاس وكتب
شيئا لا ندري ما هو فرفع وسادة فإذا برقعة فيها مكتوب:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة * فلقد علمت بان عفوك أعظم
الأبيات الأربعة المتقدمة ومر رؤية بعضهم له في المنام وقوله إن
الله غفر له بقوله من انا عند الله الأبيات وفي شرح الشفا لعلي القاري
قال إسحاق التمار رأيت أبا نواس فيما يرى النائم فقلت له ما فعل الله بك
قال غفر لي فأنكرت ذلك فقلت ألست أبا نواس؟ قال بلى غفر لي ربي
بأبيات قلتها وهي في البيت تحت رأسي فبكرت إلى ابنه فسألته عن الرقعة
فأدخلني الدار فرفعت الحصير فإذا رقعة مكتوب فيها بخطه يا رب إن
عظمت ذنوبي كثرة الأبيات.
هذا ما تيسر لنا جمعه من سيرة أبي نواس وقد لاقينا عناء شديدا فيما
أخذناه من ديوانه المطبوع فإنه كثير الغلط والتصحيف ولا توجد نسخة
أخرى صحيحة يمكن الاعتماد عليها وقد فسر ألفاظه معاصر في بعض
الطبعات فلم يكن تفسيره مجديا لأنه اعتمد على النسخة الأولى المغلوطة
لذلك احتجنا إلى مراجعة مراجع أخرى ومع ذلك فقد بقي بعض ما في
الديوان مستغلقا.
٨٣٦: الشيخ جمال الدين أبو عبد الله الحسن ابن الشيخ جمال الدين هبة الله بن رطبة
السوراوي.
كان حيا سنة ٥٦٠.
السوراوي نسبة إلى سورا بالقصر أو سوراء بالمد بضم أوله
وسكون ثانيه ثم راء وألف مقصورة أو ممدودة. في معجم البلدان. بالقصر موضع
بالعراق من أرض بابل وهي مدينة السريانيين قريبة من الحلة
المزيدية قال أبو جفنة القرشي:
وفتى يدير علي من طرف له * خمرا تولد في العظام فتورا
مما تخيرت التجار ببابل * أو ما تعتقه اليهود بسورا
قال وقد مده عبيد الله بن الحر في قوله:
ويوما بسوراء التي عند بابل * أتاني أخو عجل بذي لجب بحر
وبالمد موضع إلى جنب بغداد وقيل بغداد نفسها ويروى بالقصر ذكر
ابن الجواليقي إنه مما تلحن فيه العامة فتفتحه وهو بالضم إنتهى
ونهر سورا الذي يشبه به بياض الصبح في الأخبار هو نهر قرب الكوفة ولعله
منسوب إلى سورا التي بقرب الحلة.
إختلاف النسخ في اسمه
ذكره بعضهم الحسن مكبرا ومنهم الشهيد في إجازته لابن الخازن
الحائري وبعضهم الحسين مصغرا كما يأتي في الحسين والظاهر اتحادهما كما
في الرياض وأن أحدهما تصحيف الآخر لاتحاد الدرجة لروايتهما عن الشيخ
الطوسي والغلط من النساخ فأبدلوا الحسن بالحسين وذكر لهما صاحب الأمل
ترجمتين واحتمال ان أحدهما أخو الآخر ممكن لكنه بعيد.
جماعة منسوبون إلى ابن رطبة والى السوراوي
في الرياض: سيجئ جماعة منسوبون إلى ابن رطبة وإلى السوراوي
والظاهر أنهم من أقربائه وعشيرته منهم الشيخ حسين بن أحمد السوراوي
ولعله أخوه أو هو الحسن بعينه ومنهم نجيب الدين محمد السوراوي
إنتهى.
والده
في الرياض: إن والده الشيخ جمال الدين هبة الله بن رطبة أيضا من
العلماء ويروي عن الشيخ أبي علي ولد الشيخ الطوسي كما يروي عنه ولده
المترجم.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة
السورائي كان فاضلا فقهيا عابدا يروي عنه ابن إدريس له كتب
إنتهى. وفي الرياض: في أول سند كتاب سليم بن قيس هكذا
أخبرني الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسن هبة الله بن رطبة عن الشيخ
المفيد أبي علي عن والده فيما سمعه يقرأ عليه بمشهد مولانا السبط الشهيد أبي
عبد الله الحسين بن علي ص في المحرم من سنة ٥٦٠ فلعل
القائل أخبرني هو ابن إدريس إنتهى الرياض.
(٣٩٠)

مشايخه وتلاميذه
يروي عن الشيخ أبي علي بن الشيخ الطوسي شيخ الطائفة وعن
والده ويروي عنه ابن إدريس.
مصنفاته
يدل كلام الشهيد في إجازته لابن الخازن الحائري إن له مصنفات
لكن لم نجد من ذكر انه عثر على شئ منها قال الشهيد في الإجازة المذكورة
وبهذا الاسناد مصنفات الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة
السوراوي عن ابن إدريس عنه انتهى.
٨٣٧: الحسن بن هبة الله الهاشمي العباسي المعروف بابن الحبيبي أو الحتيتي
الهاشمي العباسي الحلبي
كان حيا سنة ٤٧٩.
الحبيبي بالحاء المهملة والمثناة التحتية بين بائين موحدتين كما في
أعلام النبلاء نقلا عن الزبد والضرب أو بين مثناتين من فوق كما في كامل
ابن الأثير ولا أدري هذه النسبة إلى أي شئ. يظهر من كامل ابن الأثير إنه
كان مقدم أهل حلب وأمرها إليه ويظهر من المحكي عن الزبد والضرب في
تاريخ حلب لرضي الدين محمد بن الحنبلي المتوفى سنة ٩٧١ الذي هو
مختصر زبدة الحلب لعمر بن أبي جرادة المتوفى سنة ٦٦٠ إن المترجم كان
حاكما بحلب بمشاركة غيره في إمارة مسلم بن قريش العقيلي ودولة
السلجوقية فلما قتل مسلم إنفرد المترجم بتدبيرها قال ابن الأثير في حوادث
سنة ٤١٩: لما قتل سليمان بن قتلمش شرف الدولة مسلم بن قريش أرسل
إلى ابن الحتيتي العباسي مقدم أهل حلب يطلب منه تسليمها إليه فانفذ
إليه واستمهله إلى أن يكاتب السلطان ملكشاه وأرسل ابن الحتيتي إلى
تتش صاحب دمشق يعده أن يسلم إليه حلب فسار تتش طالبا لحلب فعلم
سليمان بذلك فسار نحوه مجدا فوصل إلى تتش وقت السحر وتتش على غير
تعبية فلم يعلم به حتى قرب منه فعبى أصحابه وكان الأمير إرتق بن أكسب
مع تتش وكان منصورا لم يشهد حربا إلا وكان له الظفر وأبلى في هذه الحرب
بلاء حسنا وحرض العرب على القتال فانهزم أصحاب سليمان وثبت هو في
القلب فلما رأى انهزام عساكره أخرج سكينا وقتل نفسه وقيل بل قتل في
المعركة وكان سليمان لما قتل شرف الدولة في صفر من السنة الماضية لف
جثته في إزار وأنفذها إلى حلب على بغل وطلب تسليم البلد إليه في هذه
السنة في صفر أرسل تتش جثة سليمان في إزار إلى حلب ليسلموها إليه
وكما تدين تدان فاجابه ابن الحتيتي إنه يكاتب السلطان يعني ملكشاه
ومهما أمره فعل فحصر تتش البلد وأقام عليه وضيق على أهله وكان ابن
الحتيتي قد سلم كل برج من أبراجها إلى رجل من أعيان البلد ليحفظه
وسلم برجا فيها إلى إنسان يعرف بابن الرعوي ثم إن ابن الحتيتي أوحشه
بكلام أغلظ له فيه وكان هذا الرجل شديد القوة ورأى ما الناس فيه من
الشدة فدعاه ذلك إلى أن أرسل إلى تتش يستدعيه وواعده ليلة يرفع الرجال
إلى السور بالحبال والسلاليم ففعل وملك تتش المدينة واستجار ابن الحتيتي
بالأمير ارتق فشفع فيه وأما القلعة فكان بها سالم بن مالك بن بدران العقيلي
وهو ابن عم شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران فأقام تتش يحصر
القلعة سبعة عشر يوما فبلغه الخبر بوصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه
فرحل عنها وكان ابن الحتيتي قد كاتب ملكشاه يستدعيه ليسلم إليه حلب لما
خاف تاج الدولة تتش فسار إليه من إصبهان فلما قارب حلب رحل عنها
أخوه تتش وتسلم ملكشاه المدينة وسلم إليه سالم بن مالك القلعة فسلم
السلطان حلب إلى قسيم الدولة آقسنقر وأما ابن الحتيتي فإنه كان واثقا
باحسان السلطان ونظام الملك وزيره إليه فإنه استدعاهما فلما ملك
السلطان البلد طلب أهله أن يعفيهم من ابن الحتيتي فأجابهم إلى ذلك
واستصحبه معه وأرسله إلى ديار بكر فافتقر وتوفي بها إنتهى. وقال ابن
أبي جرادة في المحكي عن كتابه الزبد والضرب إنه لما قتل مسلم بن
قريش العقيلي إنفرد الشريف أبو علي الحسن بن هبة الله الهاشمي بتدبير
حلب وسالم بن مالك بالقلعة إنتهى ومنه يعلم إنه في عهد مسلم بن
قريش كان المترجم واليا على حلب من قبل مسلم فلما قتل إنفرد المترجم
بالحكم. وقد صرح بذلك أيضا في زبدة الحلب ففي أعلام النبلاء قال في
زبدة الحلب إن الشريف أبو علي بن الحبيبي العباسي هو الذي سلم مدينة
حلب لشرف الدولة مسلم بن قريش سنة ٤٧٣ واشتركا في حكمها
وكان الشريف أبو علي شيعيا فصارت المدينة فرقتين فرقة معه وفرقة مع
شرف الدولة مسلم ووقعت الوحشة بين أهل المدينة وتحاربوا سنة ٤٧٨
وقت مجئ تتش لحلب فملكها تتش بسبب إختلاف أهلها والشريف أبو علي هو
الذي عمر القلعة التي عند باب قنسرين المسماة بقلعة الشريف ولما
استجار الشريف أبو علي بالأمير ارتق وأجاره أتى الشريف إلى تتش ووقع
على أقدامه فعفا عنه وكانت قد انتهت عمارة قلعته فاتى إليها وتحصن بها
خوفا من أهل حلب لئلا يقتلوه إنتهى. وفي هذه الترجمة ما يلفت النظر
إليه فان ابن الحتيتي إذا كان كاتب ملكشاه يستدعيه ليسلم إليه حلب أو
يستأمره في شانها لما طلب منه سليمان بن قتلمش تسليمها فلما ذا أرسل إلى
تتش يعده تسليم حلب إليه. ثم لما ذا لما جاءه لم يسلمها إليه حتى حاصره
وحاربه وأخذها بخيانة بعض قواده ابن الحتيتي. ويظهر إن هذا الشريف
كان ميله مع ملكشاه وإنما استدعى أخاه تتش خديعة ليدفع بها غائلة
سليمان فلما جاء تتش وقتل سليمان وأمن الشريف غائلة سليمان امتنع
من تسليم البلد إلى تتش وانتظر مجئ ملكشاه ليسلمها له.
٨٣٨: الحسن بن هدية
يأتي بعنوان الحسين بن محمد بن موسى بن هدية.
٨٣٩: الحسن بن هذيل
ذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع وقال
روى عنه حميد.
٨٤٠: الحسن بن واقد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة هو
أخو عبد الله بن واقد اللحام الكوفي كما سيجئ وذكره ابن النديم في
فهرسته وقال إن له كتاب التفسير وكتاب الناسخ والمنسوخ.
٨٤١: الحسن بن الوجناء
مضى بعنوان الحسن بن محمد بن الوجناء.
٨٤٢: السيد حسن بن يحيى بن أحمد الأعرجي الحلي
كان حيا سنة ١٠٧٨.
(٣٩١)

ذكره السيد ضامن بن شدقم بن علي الحسيني المدني في كتابه ووصفه
بالسيد الجليل النبيل وقال إنه اجتمع به في شهر رجب سنة ١٠٧٨ بحائر
الحسين ع إنتهى وذكره صاحب نشوة السلافة ومحل الإضافة فقال
بعد ذكر والده الذي ذكر في بابه ما لفظه: ولده السيد حسن قام مقامه
وحفظ ذمامه وسد مسده حيث نثر ونظم ومن يشابه أباه فما ظلم وقد
اجتمعت معه لما ورد العراق وأنشدني من نظمه ما رق وراق فمن جيد شعره
هذه القصيدة يمدح بها الامام الثامن الضامن علي بن موسى الرضا ع
وهو يومئذ في إصفهان وأولها:
بكت جزعا والليل داجي الذوائب * وحنت إلى تلك الربى والملاعب
وتاقت إلى حي بفيحاء بابل * سقى الله ذاك الحي در السحائب
ولا زال منهلا بجرعائه الحيا * يفوف من أكنافه كل جانب
فلله مغنى قد نعمت بظله * أروح وأغدو لاهيا بالكواعب
حسان التثني آنسات خرائد * بعيدات مهوى القرط سود الذوائب
نواعم أطراف مريضات أعين * مصيبات سهم الطرف زج الحواجب
وظالمة الأرداف مظلومة الحشى * موردة الخدين عذراء كاعب
تجاذبني فضل الرداء وتنثني * تخوفني الاخطار عن ظن كاذب
وقد عاينت رحلي تشد نسوعه * عجالا وقد زمت لبين نجائبي
فقالت وأذرت مقلتاها مدامعا * على خدها مثل انهمال السواكب
أفي كل يوم لوعة وتفرق * وضر فقد ضاقت علي مذاهبي
أروح بعين من فراقك ثرة * وأغدو بقلب من أذى البين واجب
أما آن لي أن تنقضي لوعة النوى * ويأمن قلبي من زمان موارب
فقلت لها واستعجلتني بوادر * جرت من جفون بالدموع السوارب
أقلي العنا واستشعري الخير إنني * إلى نحو خير الخلق أزجي ركائبي
وللموت خير من مقام ببلدة * يحط بها قدري وتعلو مآربي
دعيني أجشمها إلى كل مجهل * يسف بها الخريت ترب المراقب
سواهم تفري كل قفر تنوفة * وليس بها إلا الصدا من مجاوب
صوادي غرثى لا تحل من السرى * وقطع الفيافي في نحوس المطالب
إلى أن ترى أعلام طوس وبقعة * حوت جسدا للطيب ابن الأطائب
علي بن موسى حجة الله في الورى * بعيد مدى العلياء زاكي المناسب
إمام الورى هادي الأنام بلا مرا * عظيم القرى رب التقى والمناصب
هو البحر بحر العلم والحلم والحجى * وبحر العطايا والندى والمواهب
نماه إلى العليا سراة أماجد * مناجيب من عليا لؤي بن غالب
علومهم تهدي الورى من دجى العمي * وآراؤهم مثل النجوم الثواقب
صناديد ورادون في كل ماقط * يطير له لب الكمي المحارب
إذا استعرت نار الهياج وأرعدت * فوارسها من كل قوم مواثب
وقد عقدت أيدي المذاكي عجاجه * من النقع تسمو فوق مجرى الكواكب
يروون أطراف الأسنة والظبا * نجيعا عبيطا من نخور الكتائب
بضرب يقد الهام عن مقعد الطلى * وطعن يرد السمر حمر الذوائب
هم آل بيت المصطفى معدن الوفا * غيوث سما الجدوى ليوث المقانب
بهم نهتدي من ظلمة الجهل والعمى * ونرجوهم عند اشتداد النوائب
فيا خير من سارت اليه بنو الرجا * فراحت بجدواه ثقال الحقائب
إليك حدوت الأرحبيات شزبا * على بعد مرماها وطي السباسب
أتت تتهادى من ديار بعيدة * تجوب الموامي داميات العراقب
وقد ساءني الدهر الخئون بصرفه * ومزقن قلبي فادحات المصائب
وشردنني من عقر داري ومنزلي * وكلفني بالرغم حمل المتاعب
أيحسن يا كهف النزيل بأنني * وقد ضمنت علياك نجح المآرب
أروح بظن من رجائك كاذب * وأغدو بكف من عطائك خائب
وأنت رجائي عند كل ملمة * وأنت غياثي في معادي وصاحبي
فخذها سليل المصطفى بنت فكرة * أبت غير غالي مدحكم كل خاطب
يرجى الحسيني الأعرجي حسن بها * نجاة من البلوى وسوء العواقب
فكن شافعي يا سيدي يوم فاقتي * إذا نشرت صحفي وعدت معائبي
عليك سلام الله ما عسعس الدجى * وما هزم إلا صباح جيش الغياهب
٨٤٣: الشيخ حسن بن يحيى بن الحر العاملي الجبعي
هو حسن بن حسين بن يحيى
٨٤٤: الحسن بن أبي زكريا يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي والد المحقق
الحلي نجم الدين أبي القاسم جعفر
في أمل الآمل: كان فاضلا عظيم الشأن يروي عنه ولده انتهى
وقال الشيخ يوسف البحراني في لؤلؤتي البحرين: كان من الفضلاء
المذكورين إنتهى ومر في ترجمة ولده المحقق جعفر بن الحسن ما كتبه
المترجم له إلى ولده المذكور من النثر البليغ الدال على مكانته في الأدب الذي
ينهاه فيه عن نظم الشعر. وفي الرياض: قيل في وصفه إنه فاضل شاعر
لكن في كونه شاعرا تأمل إذ قد مر في ترجمة ولده نهي والده له عن الشعر
وذمه إنتهى أقول تنهيه ولده عن الشعر لا ينافي كونه شاعرا فهو قد
خاف على ولده أن يتعاطى صنعة الشعر ويشتغل بذلك عما هو بصدده من
طلب العلم وهذا يقع من الشاعر وغيره وفي الرياض: يروي المترجم عن
والده يحيى عن عربي بن مسافر العبادي وقال الشهيد في أربعينه يروي
المحقق عن والده الحسن بن يحيى بن سعيد عن جده الشيخ أبي عبد الله
محمد بن إدريس عن عربي عن إلياس بن هشام الخ ولعل لفظة عن قد
سقطت بين كلمة جده وكلمة الشيخ أبي عبد الله لأن ابن إدريس ليس
بجد الشيخ حسن بن يحيى وإنما هو الجد الأمي للشيخ نجيب الدين
يحيى بن سعيد صاحب الجامع إنتهى الرياض وفي الروضات:
يروي والد العلامة عن أبيه يحيى الأكبر عن عربي بن مسافر كما نص عليه
الشهيد الثاني في إجازته الكبرى للشيخ حسين بن عبد الصمد.
٨٤٥: أبو محمد الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب النهرسابسي
الملقب بالكافي.
توفي بالكوفة سنة ٤٢١.
والنهرسابسي نسبة إلى نهر سابس بفتح النون وسكون الهاء وضم
الراء والألف والباء الموحدة المضمومة بين السينين المهملتين قرية بنواحي
الكوفة كما في انساب السمعاني وفي معجم البلدان: نهر سابس فوق واسط
بيوم عليه قرى. وفي القاموس سابس ككابل بلدة بواسط ونهر سابس
مضاف إليها.
ذكره ابن الأثير في حوادث سنة ٤٢١ فقال: فيها توفي أبو محمد
الحسن بن يحيى العلوي النهرسابسي الملقب بالكافي وكان موته بالكوفة
إنتهى ومقتضى تلقيبه بالكافي إنه من أهل الشأن والنباهة ولا نعلم من
(٣٩٢)

أحواله شيئا غير هذا والظاهر إنه هو والد المذكور. في أنساب السمعاني في
النهرسابسي حيث قال إن نهر سابس قرية بنواحي الكوفة منها السيد أبو
عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويعرف بالنهر
سابسي. ٨٤٦: الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ع
وصفه في عمدة الطالب بالزاهد وقال عن بعض أحفاده إنه كان يحفظ
القرآن وكذا آباؤه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع وهذه فضيلة
حسنة إنتهى.
٨٤٧: السيد حسن بن يحيى بن رضى بن أبي شبانة الحسيني
وجدنا بخطه كتاب الياقوت في الكلام لإبراهيم النوبختي فرع من
نسخه في ٣ صفر سنة ٩٧٨ وكتاب كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد.
٨٤٨: الحسن بن يحيى بن سعيد الحلي
مر بعنوان الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد.
٨٤٩: الحسن بن يحيى بن ضريس
في الرياض: هو من أجلة مشايخ الصدوق يروي عن أبيه يحيى بن
ضريس ولعله مذكور في كتب رجال الأصحاب إنتهى أقول ليس
له ذكر فيها.
٨٥٠: الحسن بن يحيى الطحان
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
حميد.
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف الحسن بن هذيل والحسن بن يحيى
المجهولين برواية حميد عنهما.
٨٥١: حسن بن يحيى المغيلي الملقب بالمستنصر ابن الناصر لدين الله علي بن حمود
وهو أحمد بن أبي العيش ميمون بن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن
إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
قال ابن الأثير عند ذكر جده علي بن حمود: وقيل في نسبه غير ذلك
مع اتفاق على صحة نسبه إلى أمير المؤمنين علي ع.
توفي سنة ٤٣٤.
في عمدة الطالب: دعي له بالخلافة في المغرب وقال ابن الأثير في
حوادث سنة ٤٠٧ إنه لما قتل يحيى بن علي والد المترجم كما يأتي في
ترجمته أتى أبو جعفر أحمد بن أبي موسى المعروف بابن بقية ونجا الخادم
الصقلبي وهما مدبرا دولة العلويين إلى مالقة وهي دار
مملكتهم فبايعا أخاه إدريس بن علي بالخلافة على أن يجعل حسن بن يحيى
المقتول مكانه بسبتة وسار حسن بن يحيى ونجا إلى سبتة وطنجة ثم مات
إدريس سنة ٤٣١ فأقام ابن بقية مكانه ابنه يحيى بن إدريس بمالقة فسار
إليها نجا الصقلبي من سبتة هو والحسن بن يحيى فهرب ابن بقية ودخلها
الحسن ونجا فاستمالا ابن بقية حتى حضر فقتله الحسن وقتل ابن عمه يحيى بن
إدريس وبايعه الناس بالخلافة ولقب بالمستنصر بالله ورجع نجا إلى سبتة وترك
مع الحسن المستنصر نائبا له يعرف بالشطيقي فبقي حسن كذلك نحوا من
سنتين ثم مات سنة ٤٣٤ فقيل إن زوجته ابنة عمه إدريس سمته أسفا على
أخيها يحيى إنتهى.
٨٥٢: الحسن بن يحيى بن القاسم كنون بن إبراهيم بن محمد بن القاسم الملقب
بالمأمون بن حمود وهو أحمد بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبد الله بن
عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه في عمدة الطالب بالشيخ الشاعر الضرير بمصر.
٨٥٣: أبو محمد الحسن بن يحيى النوبختي.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد في أثناء ترجمة إسحاق بن محمد بن أحمد
النخعي فقال وقع إلي كتاب لأبي محمد الحسن بن يحيى النوبختي من تصنيفه
في الرد على الغلاة وكان النوبختي هذا من متكلمي الشيعة الإمامية فذكر
أصناف مقالات الغلاة إلى أن قال وكان ممن جود الجنون في الغلو في عصرنا
إسحاق بن محمد المعروف بالأحمر إلى أن قال وعمل كتابا ذكر إنه كتاب
التوحيد فجاء فيه بجنون وتخليط لا يتوهمان فضلا عن أن يدل عليهما
إنتهى.
٨٥٤: الشيخ حسن اليزدي الرازي الحائري
هو حسن بن محمد علي اليزدي الحائري وكذلك حسن بن علي
اليزدي الكثنوي الحائري.
٨٥٥: الشيخ حسن بن يزيد السورائي
في الرياض: يروي عنه الشيخ أبو الحسن السورائي البزاز شيخ
النجاشي على ما قاله بعض العلماء من أصحاب التعاليق على رجال
النجاشي وأقول لم أر لهما في كتب رجال الأصحاب ترجمة ولا يحتمل
كونه الحسن بن هبة الله
السورائي المتقدم لكونه متأخرا عن الحسن بن يزيد
هذا بكثير إنتهى.
٨٥٦: الحسن بن يعقوب بن أحمد الأديب أبو بكر
توفي سنة ٥١٧.
في لسان الميزان: سمع من أبيه وعبد الغافر بن محمد قال ابن
السمعاني كان أستاذ أهل نيسابور في الأدب وكان غاليا في الاعتزال داعيا في
التشيع وله تصانيف مات سنة ٥١٧ وقد أجاز لي إنتهى. وقوله غاليا
في الاعتزال لا ينافي كونه داعيا في التشيع فان المراد بالاعتزال هنا موافقة
المعتزلة في بعض الأصول المعروفة لا موافقتهم في الإمامة وغيرها ومن هنا
نسبوا جماعة من الشيعة إلى الاعتزال حتى نسبوا السيد المرتضى رأس الشيعة
إلى ذلك.
٨٥٧: الحسن بن يوسف
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وما في رجال الميرزا
المطبوع من وضع علامة لم عليه وعلى الذي بعده خطا من الطابع.
(٣٩٣)

٨٥٨: الحسن بن يوسف
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وعن جامع
الرواة انه نقل رواية إسماعيل بن مهران عنه عن زكريا بن محمد ورواية
موسى بن عمير عنه عن نصر عن محمد بن هاشم ورواية سلمة والكرخي
وأحمد بن محمد بن عيسى عنه ثم استصوب ان الذي روى عنه هؤلاء الثلاثة
هو الحسين بن يوسف مصغرا لا الحسن مكبرا.
٨٥٩: السيد حسن ابن السيد يوسف ابن السيد إبراهيم الحسيني العاملي
الحبوشي المعروف بمكي.
ولد في قرية حبوش قرب النبطية ١٢٦٠ وتوفي في شهر رمضان
سنة ١٣٢٤ بقرية النبطية التحتا ودفن فيها بجنب داره وعمل على ضريحه
قبة.
كان عالما فاضلا متقنا محمود السيرة غاية في حسن الخلق وسخاء
النفس وعلو الهمة والسعي في قضاء حوائج المؤمنين والتواضع يخدم أضيافه
بنفسه. قرأ المقدمات في جبل عامل في مدرسة جبع ورئيسها الفقيه الشيخ
عبد الله آل نعمة الشهير فقرأ فيها العلوم الآلية عند أحد طلابها الشيخ
مهدي آل شمس الدين ثم لما غادر المذكور جبع غادرها معه إلى قريته مجدل
سلم من عمل جبل هونين في بلاد بشارة من جبل عامل ثم هاجر عام
١٢٨٧ إلى العراق إلى النجف الأشرف فقرأ السطوح (١) في الفقه
والأصول وحضر خارجا في الفقه درسي الشيخ محمد حسين الكاظمي
والشيخ محمد طه نجف وفي الأصول درسي الفاضل ملا محمد الشرابياني
والشيخ ملا كاظم الخراساني وإذا جاء إلى الكاظمية يحضر درس الفقيه
الشيخ محمد حسن آل يسين وكتب في الفقه والأصول تقريرات من دروس
أساتيذه ثم عاد إلى جبل عامل سنة ١٣٠٩ بعد مجيئنا إلى النجف بأقل من
سنة فدعاه أهل النبطية التحتا للإقامة عندهم فسكنها وابتنى بها دارا له
وأنشأ فيها مدرسة وبنى جامعها بناهما له المحسن الشهير الحاج حيدر جابر
من ماله الخاص ثم زيد في المدرسة واجتمع عنده طلاب كثيرون واستفادوا
منه وحج بعد مجيئه إلى جبل عامل بمدة قليلة بذل له الحاج محمد علي ابن
الحاج عباس رضا الدمشقي فحج معه وبعد رجوعه من الحج بنى المدرسة
ثم جاءه أجله فأصيب بفالج وسكتة دماغية عقيب حادث مؤلم ولم يطل
مرضه أكثر من اثني عشر يوما فخربت المدرسة شان مدارس جبل عامل
التي كثيرا ما يكون عمرها مقرونا بعمر صاحبها فجدد بناءها الحاج حسين
وأخوه يوسف أولاد الحاج إسماعيل ابن الحاج سليمان الزين وصرفا عليها
مبلغا وافرا من المال رجاء ان يعود إليها الطلاب فلم يتم ذلك لان المدارس
الدينية في جبل عامل أصبحت أثرا بعد عين. تخلف من الذكور بولد واحد هو
السيد محمد من أهل الفضل والذكاء والنبل.
مراثيه
رثاه شعراء جبل عامل وأدباؤه فقال الشيخ سليمان ظاهر:
راش الردى أسهما أردى بها الحسنا * هيهات تبصر وجها بعده حسنا
قد أنطقت كل دمع من محاجرنا * إذ أخرست منه ذاك المقول اللسنا
عين به اكتحلت طيب الكرى زمنا * اليوم أنسانها قد فارق الوسنا
وهي القلوب التي ارتادت فضائله * اليوم تنتحع الأحزان والشجنا
ودر فضل به زينت مسامعنا * عليه قد سال منا مدمعا هتنا
قضى وكم قد قضى فرضا ونافلة * وكم لنا أوضح الأحكام والسننا
نفس غلت بعد ما غالى الزمان بها * فكيف يرخصها سوم الردى ثمنا
يا راحلا رحلت بالصبر أنيقة * وظاعنا وبغير الدين ما ظعنا
كانت حياتك للأيام موعظة * واليوم أوعظ منها لابسا كفنا
عليك حزنا قلوب الناس قد عقرت * أن تعتر الناس في أحزانها البدنا
أخلصت سعيك في سر وفي علن * ولم تخالف خوافي سرك العلنا
ما خلت يضمر منك اللحد شخص نهى * ضميره غير سر الله ما ضمنا
لقد حملت على الجيد الذي بندى * آلائك الغر قد قلدته مننا
أعزز علينا بان نلقاك في جدث * ولم تكن ترتضي أفق السماسكنا
أعزز علينا وضرع المزن مفتقر * لفيض كفك نستسقي لك المزنا
وكل غادية للعفو رائحة * على ضريحك تزجي عارضا هتنا
وقال الشيخ أحمد رضا من قصيدة:
لعمري لقد جب الردى غارب الهدى * وجذا أصول العرف من حيث تفرع
وجر علينا الدهر أثواب غدره * فلم يبق في قوس التصبر منزع
أأطلب من بعد ابن يوسف سلوة * لقد أعجز السلوان من بات يطمع
فلا الدار من بعد النوى لي منزل * ولا مربع اللذات عندي مربع
أقلب طرفي في الديار فلا أرى * سوى مهجة حرى وقلب يوزع
فأين لسان الدين والحكمة التي * بنيرها ليل الجهالة يقشع
وأين البهاء الطلق والمقول الذي * بصارمه عنق المشاكل يقطع
وقفت حيال القبر أبكيه خاشعا * وما كنت قبل الآن في الخطب أخشع
أنادي وهذا القبر بيني وبينه * فلا ناطق إلا الصدى حين يرجع
ولا مسعد إلا حنين ولوعة * ولا مسعف إلا زفير وأدمع
ليبكك يا غوث الصريخ وغيثه * أبي غدا بالضيم والذل يقرع
ليبكك وفاد لجودك اسرعوا * يخب بهم داعي الرجاء ويوضع
سلام على الدار التي خف أهلها * وجد بهم حادي المنون فاسرعوا
سلام على الركب الذين تحملوا * وأزمع عنا الصبر ساعة أزمعوا
وحيا الحيا قبرا به الحسن الرضا * أقام وفيه الدين والرشد مودع
وللسيد علي فحص من قصيدة:
أن يحملوك أبا الهادي فما حملوا * إلا الهدى والنهى والمكرمات معا
أو يدفنوك على رغم فما دفنوا * إلا التقى والندى والزهد والورعا
وللشيخ إبراهيم حمام:
خطب دهى الاسلام فأقم وقعه * أذكى بقلب الدين حر أوار
أدمت فوادحه العيون وروعت * قلب الوصي ومهجة المختار
نزلت بحامية الهدى غوث الورى * زاد المقل وكعبة الزوار
ولوت بعيلم عامل وفخارها * وزعيمها في حلبة المضمار
من صفوة الغر الذين وجوههم * منها تضئ مطالع الأقمار
المرتدي بالفضل عز نظيره * حسن السجايا طيب الأخبار
كم حل عقدة مشكل في عامل * عقدت عراه أنامل الأقدار
ولكم له فيها مآثر لم تزل * بالحمد مشرقة كضوء نهار
يا وحشة الدنيا وقد عثر الردى * بمقيلنا في الدهر كل عثار
إن يرفعوك على السرير فإنما * رفعوا بنعشك حكمة الجبار

(١) يراد بالسطوح القراءة من الكتب وبالخارج القاء المطالب وتحقيقها من دون كتاب - المؤلف -
(٣٩٤)

أو يدفنوا بالرمس شخصك إنما * دفنوا به سرا من الأسرار
فعلى ثرى الحسن بن يوسف ديمة * بالعفو تسبق هاطل الأمطار
وللشيخ حسين الحوماني من قصيدة:
قضى حسن الأخلاق والسيد الذي * بدست العلى والمجد كان له الصدر
فلا الدهر يصفو مذ رحلت مقوضا * ولا العيش مذ فارقتنا ريق نضر
فكيف طويتم طود فضل بحفرة * بجانبه يستصغر البر والبحر
سقى الله قبرا ضم شخصك والتقى * وجاد عليه من مراحمه القطر
وللحاج محمد آل عبد الله:
حميت ذمار الجار بالهمة التي * تقاعس عن مقدارها الفليق المجر
نهضت بأعباء الرياسة صاعدا * إلى غاية ينحط عن شاوها النسر
سلكت حزون المشكلات وسهلها * وغيرك سهل المشكلات له وعر
ملكت زمام الأمر وانقادت الورى * إليك ولم يدخلك تيه ولا كبر
لويت عن الدنيا عنان مطامع * فكفك من لذاتها أبدا صفر
ولا قارعتك الحادثات بمعرك * يفت القوى إلا عليها لك النصر
ذكرتك أندى الناس في الجدب راحة * إذا ما توالت فيه أزمنة غبر
فقدتك طلاع الثنايا بمعضل * يتيه به من غيرك اللب والفكر
وللشيخ محمد حسين شمس الدين:
ثوى الحسن السامي فخارا وقد عفت * ربوع المعالي فهي قفراء بلقع
وكيف بدت يد الأقدار قادته مصعبا * وكان به صرف المقادير يدفع
ليوم فقدنا فيه غوث بني الورى * منار الهدى يوم من الحشر أروع
عجبت لقبر ضمه وعلومه * وجدواه من خط البسيطة أوسع
فبورك لحد فيه أكرم سيد * ثوى بل به سر المهيمن مودع
وللشيخ عارف الزين:
ذاك علامة الزمان ومن عز * نظيرا ما بيننا ومثيلا
عزة النفس والإباء أحلته * مقاما فوق السهى ومقيلا
كيف آراؤك القواضب كف * الدهر القت بصفحتيها فلو لا
كيف أزمعت عن مدارس فيها * كم على الحق قد أقمت دليلا
لك فيها جواهر لامعات * كم أبانت شرائعا وأصولا
لك فيها مسالك واضحات * كم بها أدرك الأنام وصولا
سرت نحو النعيم سيرا حثيثا * حيث جاورت والرسول الرسولا
عرفوا قدرك الذي قد تعالى * فحبوك التعظيم والتبجيلا
إن تفارق أبا محمد دارا * سوف تقصي شبانها والكهولا
فجميل الجميل بعدك باق * حفظته الأنام جيلا فجيلا
وقال السيد رضا ابن السيد علي الأمين:
غالت صروف الردى من هاشم علما * سامي الذرى وركينا رأسي الركن
وطبق الكون خطب حل في رجل * قد طوق الناس بالأفضال والمنن
لا العيش من بعده تحلو مشاربه * ولا تطيب لعين لذة الوسن
ولا الزمان الذي تزهو نضارته * لما مضى حسن بالمنظر الحسن
يا مزنة الجود في العام المحيل ويا * فرد الزمان عليك الدمع كالمزن
لك المآثر غر لا تزال بها * تحدو الركائب من شام إلى يمن
يا معدن الرشد يا بدر الهداية يا * بحر الفضائل يا علامة الزمن
دفنت والمكرمات اليوم في جدث * أدرجت والعرف والاحسان في كفن
لقد ألانت يد الأقدار منه فتى * صعب القياد لغير الله لم يلن
وللشيخ علي حلاوة من قصيدة:
لله نافذة القضاء الجاري * أودت بعين المجد حامي الجار
وأنهار فيها للهداية شامخ * ما كان لولا الموت بالمنهار
يا ناعي الحسن الزكي نعيت * للدين الحنيف مجدد الآثار
أنعاه للحدثان كان يرده * من عزمه بالصارم البتار
أنعاه للأسحار في غلس الدجى * يجلو دجاها منه بالأنوار
أنعاه للأيتام يكفل أمرهم * بيمين نيل بالجدى مدرار
وللشيخ محمود فخري من قصيدة:
خطب دهى الاسلام فادح وقعه * فلتبكين مقل الورى إسلامها
ملأ البلاد ماتما رزء عرا * كل البلاد عراقها وشامها
عجبا لنفس كان يرهبها الردى * كيف انثنت تعطي القضاء زمامها
كم أرهبت صرف الزمان بهمة * قد أوطات شهب السما أقدامها
كم شاد صرحا للهداية والتقى * وشريعة الهادي أقام نظامها
يستأصل الخطب الملم بعزمة * مستصغرا في النائبات عظامها
وإذا عرت نوب الزمان وأبهمت * جلى يثاقب رأيه ابهامها
إن يدفنوك ففي ضريحك أودعوا * الإيمان والتقوى معا وامامها
يا تربة الحسن الزكي بك انطوى * غيث الأنام وقاتل اعدامها
حياك من عفو الاله سحائب * وسقاك منهل الغيوث ركامها
وللسيد أحمد قنديل الموسوي من قصيدة:
يا راحلا والصبر يتبع ركبة * رفقا بأفئدة ملكت زمامها
ومقوضا ترك البرية بعده * تذرى المدامع شيخها وغلامها
جعلت مدامعها وحر زفيرها * حزنا عليك شرابها وطعامها
جادت ثراه من الرضا هتانة * لم يحك وكاف السحاب ركامها
٨٦٠: الحسن بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
قال المسعودي:
قتله بنو العباس بمكة في أيام المعتز وفي مقاتل الطالبيين انه قتل في أيام المعتز
في حرب كانت بين أخيه إسماعيل وبين أهل مكة أصابه سهم فقتله وأمه أم
سلمة بنت محمد بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن
بن حسن بن علي بن أبي طالب.
٨٦١: الشيخ حسن بن يوسف بن أحمد
مر في ج ٢١ ان صاحب الرياض رأى نسخة من شرح الفصول
النصيرية في الكلام للمقداد السيوري عليها خطه واجازته لبعض تلاميذه
بتاريخ ٨٥٦ وانه هو الشيخ عز الدين أبو المكارم الحسن بن أحمد بن
يوسف بن علي الكركي المعروف بابن العشرة وان الصواب الحسن بن أحمد بن يوسف لا الحسن بن
يوسف بن أحمد.
٨٦٢: الحسن بن يوسف بن إسحاق بن سعيد وقيل إسحاق بن إبراهيم بن ساسان
أبو سعيد الطرميسي مولى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
مات سنة ٣٢٣.
والطرميسي نسبة إلى طرميس بفتح الطاء قرية من قرى دمشق.
(٣٩٥)

في معجم البلدان: قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي حدث عن
هشام بن عمار وهلال بن أحمد بن سعر الزجاج قال كذا وجدته بخط ابن
أبي ذروان الحافظ سعر روى عنه أبو محمد عبد الله بن عبد الغفار بن ذكوان
وأبو بكر محمد بن مسلم بن محمد بن السمط وعبد الوهاب الكلابي كتب
عنه أبو الحسين الرازي قال مات سنة ٣٢٣ وكونه مولى علي بن الحسين
ع يشعر بكونه من شرط كتابنا.
٨٦٣: الشيخ حسن بن يوسف بن حسن بن علي البلادي البحراي.
عالم فاضل ذكره الشيخ يوسف البحراني في اللؤلؤة وقال كان فاضلا
وذكره صاحب أنوار البدرين وقال إنه فاضل من مشايخ الإجازة ووصفه
صاحب المستدركات بالعالم.
٨٦٤: الحسن بن يوسف المعروف بابن العشرة مضى بعنوان الحسن بن أحمد بن يوسف بن علي الكركي في ج ٢١
ومر هناك أيضا انه مذكور في كلام العلماء بعدة عناوين.
٨٦٥: الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن زين
الدين علي بن محمد بن مطهر الحلي المعروف بالعلامة الحلي والعلامة على
الاطلاق.
مولده ووفاته ومدفنه
ولد في ٢٩ شهر رمضان سنة ٦٤٧ كما ذكره هو نفسه في الخلاصة.
وفي الرياض أنه قال في جواب أسئلة السيد مهنا بن سنان المدني واما مولد
العبد فالذي وجدته بخط والدي قدس الله روحه ما صورته: ولد ولدي
المبارك أبو منصور الحسن بن يوسف بن مطهر ليلة الجمعة في الثلث الأخير
من الليل ٢٧ رمضان من سنة ٦٤٨ انتهى واشتباه سبع بتسع قريب.
وتوفي ليلة السبت ٢١ من المحرم سنة ٧٢٦ كما هو موجود بخط الشيخ بهاء
الدين محمد بن علي بن الحسن العودي العاملي الجزيني تلميذ الشهيد الثاني على
هامش نسخة عندي من الخلاصة قابلها الشيخ بهاء الدين المذكور على
نسخة الشيخ يحيى ابن الشيخ فخر الدين ابن العلامة المصنف عن ٧٨ سنة
وأربعة أشهر الا تسعة أيام وفي اللؤلؤة فيكون عمره ٧٧ سنة وثلاثة أشهر
تقريبا والصواب ما قلناه وعن خط الشهيد انه توفي يوم السبت ٢١ المحرم
سنة ٧٢٦ انتهى وكانت وفاته بالحلة المزيدية ونقل إلى النجف الأشرف
فدفن في حجرة عن يمين الداخل إلى الحضرة الشريفة من جهة الشمال
وقبره ظاهر معروف مزور إلى اليوم وفي توضيح المقاصد للشيخ البهائي ما
لفظه: الحادي والعشرون من المحرم فيه توفي الشيخ العلامة جمال الملة
والحق والدين الحسن بن المطهر الحلي قدس الله روحه وذلك في سنة ٧٢٦
وكانت ولادته في ٢٩ من شهر رمضان سنة ٦٤٨ انتهى وما في النقد كما
في نسختين من أنه توفي حادي عشر المحرم تحريف نشا من قراءة حادي
عشري المحرم حادي عشر المحرم ومثله في الرياض نقلا عن نظام الأقوال
فقال إنه توفي ليلة الحادي عشر من المحرم وفي الرياض أيضا انه
توفي هو والسلطان محمد خربندا الملقب بأولجايتو في سنة واحدة لان فخر
الدير النباكي المعاصر لهما ذكر في تاريخه الفارسي ان السلطان المذكور مات
سلخ رمضان سنة ست عشرة وسبعمائة انتهى وهذا سهو من صاحب
الرياض فالسلطان المذكور توفي في سنة ٧١٦ كما نقله عن تاريخ النباكي
وكما صرح به صاحب الشذرات اما العلامة فتوفي سنة ٧٢٦ كما صرح به
هو بعد ذلك لا سنة ٧١٦ كما أن ما في الدرر الكامنة من أنه ولد سنة
ستمائة وبضع وأربعين وتوفي في المحرم سنة ٧٢٦ أو في آخر سنة ٧٢٥
ناشئ من قلة التحقيق.
أقوال العلماء فيه
هو العلامة على الاطلاق الذي طار ذكر صيته في الآفاق ولم يتفق
لاحد من علماء الإمامية ان لقب بالعلامة على الاطلاق غيره. اما في هذا
الزمان فقد ابتذل لقب العلامة حتى أن بعض المعاصرين ألف كتابا وطبعه
ولقب بالعلامة بعض ما هو ما هو من العوام في الحقيقة. ويطلق عليه العلماء
أيضا آية الله وكثرت بهذا الزمان أيضا. برع في المعقول والمنقول وتقدم
وهو في عصر الصبا على العلماء الفحول وقال في خطبة المنتهى انه فرع من
تصنيفاته الحكمية والكلامية واخذ في تحرير الفقه من قبل ان يكمل له ٢٦
سنة سبق في فقه الشريعة وألف فيه المؤلفات المتنوعة من مطولات
ومتوسطات ومختصرات فكانت محط انظار العلماء من عصره إلى اليوم
تدريسا وشرحا وتعليقا فألف من المطولات ثلاثة كتب لا يشبه واحد منها
الآخر وهي المختلف ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وخلافاتهم وحججهم.
والتذكرة ذكر فيها خلاف علماء غير الشيعة وأقوالهم واحتجاجهم. ومنتهى
المطلب ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين وألف من المتوسطات كتابين لا يشبه
أحدهما الاخر وهما القواعد فكانت شغل العلماء في تدريسها وشرحها من
عصره إلى اليوم وشرحت عدة شروح. والتحرير جمع أربعين ألف مسالة
وألف من المختصرات ثلاثة كتب لا يشبه أحدها الآخر وهي إرشاد الأذهان
تداولته الشروح والحواشي أخصر وايضاح الاحكام أخصر منه والتبصرة
لتعلم المبتدئين أخصر منهما وفاق في علم أصول الفقه وألف فيه أيضا
المؤلفات المتنوعة من مطولات ومتوسطات ومختصرات كانت كلها ككتبه
الفقهية محط انظار العلماء في التدريس وغيره فألف من المطولات النهاية في
مجلدين كبيرين ومن المتوسطات التهذيب كان عليه مدار التدريس قبل المعالم
وشرح مختصر ابن الحاجب أعجب به الخاصة والعامة حتى قال ابن حجر
انه في غاية الحسن ومن المختصرات مبادي الأصول إلى علم الأصول وبرع
في الحكمة العقلية حتى أنه باحث الحكماء السابقين في مؤلفاته وأورد عليهم
وحاكم بين شراح الإشارات لابن سينا وناقش النصير الطوسي وباحث
الرئيس ابن سينا وخطاه وألف في علم أصول الدين وفن المناظرة والجدل
وعلم الكلام من الطبيعيات والالاهيات والحكمة العقلية خاصة ومباحثة
ابن سينا والمنطق وغير ذلك من المؤلفات النافعة المشتهرة في الأقطار من
عصره إلى اليوم من مطولات ومتوسطات ومختصرات وألف في الرد
على الخصوم والاحتجاج المؤلفات الكثيرة وتشيع بما اقامه من الحجج
السلطان محمد خربندا المغولي في قصة يأتي شرحها ولما سئل النصير
الطوسي بعد زيارته الحلة عما شاهده فيها قال رأيت خريتا ماهرا
وعالما إذا جاهد فاق عني بالخريت المحقق الحلي وبالعالم
المترجم وجاء المترجم في ركاب النصير من الحلة إلى بغداد فسأله في الطريق
عن اثنتي عشرة مسالة من مشكلات العلوم إحداها انتفاض حدود
الدلالات بعضها ببعض ولما طلب السلطان خربندا عالما من العراق من
علماء الإمامية ليسأله عن مشكل وقع فيه الاختيار عليه مما دل على تفرده في
عصره في علم الكلام والمناظرة فذهب وكانت له الغلبة على علماء مجلس
(٣٩٦)

السلطان في خبر تفصيله ومهر في علم المنطق وألف فيه المؤلفات الكثيرة
وتقدم في معرفة الرجال وألف فيه المطولات والمختصرات الا ان بعض
مؤلفاته فيه فقد ولم يعرف له غير الخلاصة وتميز في علم الحديث وتفنن في
التاليف فيه وفي شرح الأحاديث ولكن فقدت مؤلفاته في الحديث ومهر في
علم التفسير وألف فيه وفي الأدعية المأثورة وفي علم الاخلاق وتربى على يده
من العلماء العدد الكثير وفاقوا علماء الاعصار وهاجر اليه الشهيد الأول من
جبل عامل ليقرأ عليه فوجده قد توفي فقرأ على ولده تيمنا وتبركا لا حاجة
وتعلما ولذلك قال ولده استفدت منه أكثر مما استفاد مني وبالجملة فالعبارة
تقصر عن استيفاء حقه واستقصاء وصف فضله فلنكتف بهذا المقدار ولنذكر
ما قاله في ذلك العلماء. قال معاصره الحسن بن
داود في رجاله: الحسن بن يوسف بن مطهر الحلي شيخ الطائفة علامة وقته صاحب التحقيق والتدقيق
كثير التصانيف انتهت رياسة الإمامية اليه في المعقول والمنقول مولده سنة
٦٤٨. وقال الأمير مصطفى التفرشي في كتابه نقد الرجال: الحسن بن
يوسف بن علي بن مطهر أبو منصور الحلي ثم ذكر ما قاله ابن داود في حقه
ثم قال ويخطر ببالي ان لا أصفه إذ لا يسع كتابي هذا ذكر علومه وتصانيفه
وفضائله ومحامده وان كل ما يوصف به الناس من جميل وفضل فهو فوقه له
أزيد من سبعين كتابا في الأصول والفروع والطبيعي والالاهي وغيرها نور
الله ضريحه وضريح أبيه وابنه وجزاه الله تعالى أفضل جزاء المحسنين مات
ليلة السبت ١١ المحرم سنة ٧٢٦ ودفن بالمشهد المقدس الغروي على ساكنه
من الصلاة أفضلها ومن التحية اكملها انتهى وستعرف ان مؤلفاته أزيد
من مائة. وفي منهج المقال: الحسن بن علي بن مطهر أبو منصور العلامة
الحلي مولدا ومسكنا محامده أكثر من أن تحصى وأشهر من أن تخفى
انتهى.
وفي أمل الآمل: الشيخ العلامة جمال الدين أبو منصور الحسن بن
يوسف بن علي بن المطهر فاضل عالم علامة العلماء محقق مدقق ثقة فقيه
محدث متكلم ماهر جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة لا نظير له في
الفنون والعلوم العقليات والنقليات وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى
انتهى وفي رياض العلماء: الشيخ الأجل جمال الدين أبو منصور
الحسن ابن الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي قدس سره
الامام الهمام العالم العامل الفاضل الكامل الشاعر الماهر علامة العلماء
وفهامة الفضلاء أستاذ الدنيا المعروف فيما بين الأصحاب بالعلامة عند
الاطلاق والموصوف بغاية العلم ونهاية الفهم والكمال في الآفاق وكان ابن
أخت المحقق وكان آية الله لأهل الأرض وله حقوق عظيمة على زمرة
الامامية والطائفة المحقة الاثني عشرية لسانا وبيانا وتدريسا وتأليفا وقد كان
رضي الله عنه جامعا لأنواع العلوم مصنفا في اقسامها حكيما متكلما فقيها
محدثا أصوليا أديبا شاعرا ماهرا وقد رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي
تدل على جودة طبعه في أنواع النظم وكان وافر التصنيف متكاثر التاليف
اخذ واستفاد من جم غفير من علماء عصره من العامة والخاصة وتتلمذ عليه
واستفاد منه جمع كثير من فضلاء وقته من الخاصة بل ومن العامة كما يظهر
من إجازات علماء الطرفين. وعن بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي في
رسالته المعمولة لذكر أسامي المشايخ أنه قال ومنهم الشيخ البحر القمقام
والأسد الضرغام العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي
صاحب التصانيف الكثيرة والمؤلفات الحسنة التي تنيف على المئتين.
وقال المولى نظام الدين القرشي في كتابه نظام الأقوال: الحسن بن
يوسف بن علي بن المطهر الحلي جمال الدين يكنى أبا منصور قدس الله روحه
الشريف شيخ الطائفة وعلامة وقته صاحب التحقيق والتدقيق وكل من تأخر
عنه استفاد منه وفصله أشهر من أن يوصف له كتب كثيرة ذكرها في الخلاصة
ولد ٢٩ من شهر رمضان سنة ٦٤٨ وتوفي ليلة ١١ الصواب ٢١ من
المحرم سنة ٧٢٦ ودفن في المشهد المقدس الغروي على مشرفه السلام
انتهى وفي مجالس المؤمنين: العلامة جمال الدين حسن بن يوسف بن
علي بن المطهر الحلي حامي بيضة الدين. وماحي آثار المفسدين. وناشر
ناموس الهداية. وكاسر ناقوس الغواية. متمم القوانين العقلية. وحاوي
أساليب الفنون النقلية. محيط دائرة الدرس والفتوى. مركز دائرة الشرع
والتقوى. مجدد مآثر الشريعة المصطفوية. ومحدد جهات الطريقة
المرتضوية. مولد العلامة ومنشاوه في دار المؤمنين الحلة اخذ الكلام والفقه
والأصول العربية وسائر العلوم الشرعية عن فقيه أهل البيت الشيخ نجم
الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد وعن أبيه سديد الدين يوسف بن المطهر
الحلي واخذ العلوم الحكمية عن أستاذ البشر الخواجة نصير الدين محمد
الطوسي وعلي بن عمر الكاتبي القزويني الشافعي ومحمد بن محمد بن أحمد
الكيشي ابن أخت قطب الدين العلامة الشيرازي وغيرهم من علماء الخاصة
والعامة وانتهت اليه في زمانه رياسة الإمامية وله في ترويج مذهب أهل البيت
مساع جميلة. ونقل صاحب اللؤلؤة هذا الكلام بتغيير يسير عن كتاب
حياة القلوب وفي الروضات الظاهر أن الصواب محبوب القلوب الذي هو
في طرف من الملح والنوادر وأحوال العلماء والأكابر تأليف الشيخ قطب
الدين محمد الإشكوري أو الشكوري فإنه قال: الشيخ العلامة آية الله في
العالمين جمال الملة والدين الحسن بن يوسف إلى آخر ما مر. ووصفه تلميذه
الشيخ محمد بن علي الجرجاني في مقدمة شرحه لمبادي الوصول إلى علم
الأصول لشيخه المذكور بقوله شيخنا المعظم وامامنا الأعظم سيد فضلاء
العصر ورئيس علماء الدهر المبرز في فني المعقول والمنقول المطرز للواء علمي
الفروع والأصول جمال الملة والدين سديد الاسلام والمسلمين أبو منصور
حسن بن يوسف بن المطهر الحلي أدام الله ظله على كافة المسلمين لإفادة
الوافدين عليه والقاطنين لديه لمحمد وآله أجمعين وفي الرياض عن بعض
تلاميذ الشهيد في فائدته التي أورد فيها كيفية اخذ العلماء الامامية العلم من
زمن الشهيد إلى أن ينتهي إلى الله تعالى فقال إن الشهيد اخذ العلم عن
الشيخ فخر الدين وهو اخذ عن والده جمال الدين الحسن بن يوسف بن
المطهر وهو فريد العصر ونادرة الدهر له من الكتب المصنفة في العلوم
المختلفة ما لم يشتهر عن غيره لا سيما في الأصول الالاهية فإنه قد فاق فيها
الغاية وتجاوز النهاية وله في الفقه والتدريس كل كتاب نفيس أكبرها التذكرة
واصغرها التبصرة وما بين ذلك كالتلخيص والارشاد والتحرير والقواعد
ومنتهى المطلب ومختلف الشيعة وله في معرفة الرجال كتابان وله
في الأحاديث وأصول الفقه وسائر العلوم كتب وهو اخذ عن والده سديد الدين
يوسف الحلي وهو اخذ عن شيخه أبي القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد
الخ واعترضه في الرياض بان والده العلامة لم يأخذ عن المحقق والذي اخذ
عن المحقق هو العلامة نفسه انتهى وهو ابن أخت المحقق الحلي وخال
السيدين عميد الدين وضياء الدين. وفي الرياض اما جعل السيد عميد الدين
سبط العلامة كما اعتقده الشيخ نعمة الله بن خاتون في اجازته
للسيد ابن شدقم المدني فهو سهو ظاهر بل هو سبط والده انتهى.
(٣٩٧)

أقوال غيرنا فيه
في الدرر الكامنة لابن حجر العسقلاني: الحسن بن يوسف بن مطهر
الحلي جمال الدين الشهير بابن المطهر الأسدي يأتي في الحسين ثم قال
هناك: الحسين بن يوسف بن المطهر الحلي المعتزلي جمال الدين الشيعي
وأقول لعل وصفه بالأسدي اشتباه فلم نجد من وصفه بذلك من
أصحابنا وسماه تارة الحسن وتارة الحسين ورجح انه الحسين وهو اشتباه بل
هو الحسن بغير ياء قطعا ووصفه بالمعتزلي الشيعي وهذا مبني على موافقة
المعتزلة الشيعة في بعض الأصول المعروفة كما وقع لكثيرين في كثيرين والا
فأين الشيعي من المعتزلي ونقل مصحح النسخة المطبوعة من الدرر عن
هامش الأصل ان فيه الامامي شارح مختصر المنتهى وغيره العالم الكبير
انتهى قال: ولازم النصير الطوسي مدة واشتغل في العلوم العقلية فمر
فيها وصنف في الأصول والحكمة وكان صاحب أموال وغلمان وحفدة وكان
رأس الشيعة بالحلة واشتهرت تصانيفه وتخرج به جماعة وشرحه على مختصر
ابن الحاجب في غاية الحسن في حل ألفاظه وتقريب معانيه في فقه الامامية
وكان قيما بذلك داعية اليه وله كتاب في الإمامة رد عليه فيه ابن تيمية
بالكتاب المشهور وقد أطنب فيه وأسهب وأجاد في الرد الا انه تحامل في
مواضع عديدة ورد أحاديث موجودة وان كانت ضعيفة بأنها مختلفة وإياه عنى
الشيخ تقي الدين السبكي بقوله:
وابن المطهر لم تطهر خلائقه * داع إلى الرفض غال في تعصبه
ولابن تيمية رد عليه به * أجاد في الرد واستيفاء أضربه
قال: وله كتاب الاسرار الخفية في العلوم العقلية وبلغت تصانيفه مائة
وعشرين مجلدة فيما يقال ولما وصل اليه كتاب ابن تيمية في الرد عليه كتب
أبياتا أولها:
لو كنت تعلم كل ما علم الورى * طرا لصرت صديق كل العالم
الأبيات وقد اجابه الشمس الموصلي على لسان ابن تيمية ويقال
انه تقدم في دولة خربندا وكثرت أمواله وكان مع ذلك في غاية الشح وحج
في أواخر عمره وتخرج به جماعة في عدة فنون انتهى.
وفي كلام ابن حجر هذا مواقع للنظر وأمور محتاجة للشرح والاكمال
فهو قد انصف بعض الإنصاف في قوله ان ابن تيمية تحامل في مواضع
عديدة ورد أحاديث موجودة بأنها مختلقة لكنه ما انصف في قوله انها ضعيفة
فان فيها المتواتر والمستفيض وما روته الثقات وأودعته في كتبها الرواة.
والصواب ان ابن تيمية بلغ به التحامل إلى انكار متواتر الاخبار ومسلمات
التاريخ. وقد خطر بالبال عند قراءة ابيات السبكي التي نقلها هذه
الأبيات:
لا تتبع كل من ابدى تعصبه * لرأيه نصرة منه لمذهبه
بالرفض يرمي ولي الطهر حيدرة * وذاك يعرب عن أقصى تنصبه
كن دائما لدليل الحق متبعا * لا للذي قاله الاباء وانتبه
وابن المطهر وافى بالدليل فان * أردت ادراك عين الحق فائت به
ان السباب سلاح العاجزين * وبالبرهان ان كان يبدو كل مشتبه
والشتم لا يلحق المشتوم تبعته * لكنه عائد في وجه صاحبه
وابن المطهر قد طابت خلائقه * داع إلى الحق خال من تعصبه
ولابن تيمية رد عليه وما * أجاد في رده في كل أضربه
حسب ابن تيمية ما كان قبل جرى * له وعاينه من أهل مذهبه
في مصر أو في دمشق وهو بعد قضى * في السجن مما رأوه من مصائبه
مجسم وتعالى الله خالقنا * عن أن يكون له بالجسم من شبه
بذاك صرح يوما فوق منبره * بالشام حسبك هذا من معائبه
الله ينزل من فوق السماء كما * نزلت عن منبري ذا من عجائبه
قد شاهد ابن جبير ذاك منه على * مسامع الخلق أقصاه وأقربه
والابيات التي أرسلها العلامة إلى ابن تيمية وجوابها الذي أجاب به
الشمس الموصلي قد نقلها ابن عراق في تذكرته فيما حكاه عنه صاحب
مجالس المؤمنين فقال: قال الشيخ نور الدين علي بن عراق المصري في
تذكرته ان الشيخ تقي الدين بن تيمية كان معاصرا للشيخ جمال الدين
ويتكلم على الشيخ جمال الدين في غيابه فكتب اليه الشيخ جمال الدين:
لو كنت تعلم كلما علم الورى * طرا لصرت صديق كل العالم
لكن جهلت فقلت ان جميع من * يهوى خلاف هواك ليس بعالم
فكتب الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم الموصلي في
جوابه هذين البيتين:
يا من يموه في السؤال مسفسطا * ان الذي ألزمت ليس بلازم
هذا رسول الله يعلم كلما * علموا وقد عاداه جل العالم
قال المؤلف السفسطة هي من الشمس الموصلي فالعلامة يقول إن
ردك علي لجهلك بما أقول وعدم فهمك إياه على حقيقته فلو علمت كل ما
علم الورى ووصل اليه علمهم من الحق لكنت تذعن لهم ولا تعاديهم
لكنك جهلت حقيقة ما قالوا فنسبت من لا يهوى هواك منهم إلى الجهل فهو
نظير قول القائل:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني * أو كنت اعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني * وعلمت انك جاهل فعذرتكا
فأين هذا من نقضه السوفسطائي بان رسول الله ص يعلم كل ما
يعلمه الناس وقد عاداه جل الناس. ولما اطلعت على بيتي الموصلي خطر
بالبال هذان البيتان:
أحسنت في التشبيه كل معاند * لولي آل المصطفى ومقاوم
مثل المعاند للنبي محمد * والحق متضح لكل العالم
اما نسبته إلى غاية الشح فلا تكاد تصح ولا تصدق في عالم فقيه عظيم
عرف مذام الشح وقبحه فهو ان لم يكن سخيا بطبعه فلا بد ان يتسخى
بسبب علمه مع اننا لم نجد ناقلا نقلها غيره. وليس الباعث على هذه
النسبة الا عدم ما يعاب به في علمه وفضله وورعه وتقواه فعدل إلى العيب
بالشح الذي لم تجر عادة بذكره في صفة العلماء بل ولا بذكر الكرم والسخاء
غالبا.
وفي لسان الميزان ذكره بعنوان الحسين بالياء ابن يوسف بن المطهر
الحلي وقال عالم الشيعة وامامهم ومصنفهم وكان آية في الذكاء شرح مختصر
ابن الحاجب شرحا جيدا سهل المأخذ غاية في الايضاح واشتهرت تصانيفه
في حياته وهو الذي رد عليه الشيخ تقي الدين بن تيمية في كتابه المعروف
بالرد على الرافضي وكان ابن المطهر مشتهر الذكر حسن الاخلاق ولما بلغه
(٣٩٨)

بعض كتاب ابن تيمية قال لو كان يفهم ما أقول أجبته ومات في المحرم
سنة ٧٢٦ عن ٨٠ سنة وكان في آخر عمره انقطع في الحلة إلى أن مات
انتهى وما أحسن قوله لو كان يعلم ما أقول أجبته وهو صدر بيت ويظهر
انه من جملة ابيات وفي مرآة الجنان في حوادث سنة ٧٢٧ فيها مات بالحلة
ابن المطهر الشيعي حسن صاحب التصانيف عن ٨٠ سنة وأزيد
انتهى.
أخباره
من اخباره ما في رياض العلماء عن السيد حسين المجتهد في رسالة
النفحات القدسية ان المترجم أوصى بان يقضي عنه جميع صلاته وصيامه
مدة عمره وان يحج عنه مع أنه كان قد حج ونقل مثل ذلك عن الشيخ علي
الكركي.
اخباره مع السلطان الجايتو
ذكر التقي المجلسي في شرح الفقيه ان السلطان الجايتو محمد المغولي
الملقب بشاه خربندا (١) غضب على احدى زوجاته فقال لها أنت طالق ثلاثا
ثم ندم فسال العلماء فقالوا لا بد من المحلل فقال لكم في كل مسالة أقوال
فهل يوجد هنا اختلاف؟ فقالوا لا، فقال أحد وزرائه: في الحلة عالم يفتي
ببطلان هذا الطلاق، فقال العلماء ان مذهبه باطل ولا عقل له ولا لأصحابه ولا
يليق بالملك ان يبعث إلى مثله، فقال الملك أمهلوا حتى يحضر
ونرى كلامه فبعث فاحضر العلامة الحلي فلما حضر جمع له الملك جميع علماء
المذاهب فلما دخل على الملك اخذ نعله بيده ودخل وسلم وجلس إلى جانب
الملك فقالوا للملك ألم نقل لك انهم ضعفاء العقول فقال اسألوه عن كل ما
فعل فقالوا لما ذا لم تخضع للملك بهيئة الركوع فقال لان رسول الله ص لم
يكن يركع له أحد وكان يسلم عليه وقال الله تعالى فإذا دخلتم بيوتا فسلموا
على أنفسكم تحية من عند الله مباركة ولا يجوز الركوع والسجود لغير الله
قالوا فلم جلست بجنب الملك قال لأنه لم يكن مكان خال غيره قالوا فلم
اخذت نعليك بيدك وهو مناف للأدب قال خفت ان يسرقه بعض أهل المذاهب
كما سرقوا نعل رسول الله ص، فقالوا ان أهل المذاهب لم يكونوا
في عهد رسول الله ص بل ولدوا بعد المائة فما فوق من وفاته ص. كل هذا
والترجمان يترجم للملك كلما يقوله العلامة، فقال للملك: قد سمعت
اعترافهم هذا فمن أين حصروا الاجتهاد فيهم ولم يجوزوا الاخذ من غيرهم
ولو فرض انه اعلم؟! فقال الملك ألم يكن أحد من أصحاب المذاهب في
زمن النبي ص ولا الصحابة قالوا لا، قال العلامة: ونحن نأخذ مذهبنا
عن علي بن أبي طالب نفس رسول الله ص وأخيه وابن عمه ووصيه وعن
أولاده من بعده. فسأله عن الطلاق، فقال باطل لعدم وجود الشهود
العدول. وجرى البحث بينه وبين العلماء حتى ألزمهم جميعا فتشيع الملك
وخطب بأسماء الأئمة الاثني عشر في جميع بلاده وامر فضربت السكة
بأسمائهم وامر بكتابتها على المساجد والمشاهد. قال المجلسي والموجود
بأصبهان في الجامع القديم في ثلاثة مواضع بتاريخ ذلك الزمان وفي معبد
بيرمكران لنجان ومعبد الشيخ نور الدين النطنزي من العرفاء وعلى
منارة دار السيادة التي تممها السلطان المذكور بعد ما ابتدأ بها اخوه غازان كله
من هذا القبيل.
وكان من جملة القائمين بمناظرته الشيخ نظام الدين عبد الملك
المراغي أفضل علماء الشافعية فاعترف المراغي بفضله كما عن تاريخ الحافظ
ابروا من علماء السنة وغيره انتهى
ولاجل هذا السلطان صنف العلامة كتابي كشف اليقين وتاج
الكرامة. وحكى هذه القصة صاحب مجالس المؤمنين عن تاريخ الحافظ
آبرو وغيره وآبرو لفظ فارسي ترجمته بالعربية ماء الوجه قال حيث
وقع في نفس الجايتو محمد خربندا اتباع مذهب الإمامية امر باحضار
علمائهم فلما حضر العلامة وغيره من علماء هذه الطائفة تقرر ان يحضر من
قبل علماء السنة الخواجة نظام الدين عبد الملك المراغي الذي هو أفضل
علماء الشافعية بل أفضل علماء السنة مطلقا فحضر وتناظر مع العلامة في
الإمامة فاثبت العلامة مدعاه بالبراهين والأدلة القاطعة وظهر ذلك
للحاضرين بحيث لم يبق موضع للشك فقال الخواجة نظام الدين عبد الملك
قوة هذه الأدلة في غاية الظهور اما حيث إن السلف سلكوا
طريقا، والخلف لأجل الجام العوام ودفع تفرقة الاسلام أسبلوا السكوت
عن زلل أولئك ومن المناسب عدم هتك ذلك الستر انتهى قال صاحب
المجالس ان الحافظ آبرو نظرا لتعصبه لم يشأ ان يصرح بعجز الخواجة عبد
الملك عن الجواب بل قال: وقعت مناظرات كثيرة بين الشيخ جمال الدين
ومولانا نظام الدين عبد الملك فاحترمه مولانا عبد الملك احتراما عظيما وبالغ
في تعظيمه انتهى.
جوابه للسيد الموصلي
في مجالس المؤمنين: ان العلامة بعد ما فرع من هذه المناظرة في مجلس
السلطان محمد خربندا خطب خطبة برسم الشكر فحمد الله واثنى عليه
وصلى على النبي وآله وكان في المجلس سيد من أهل الموصل كان قد اسكته
العلامة في المناظرة اعترض عليه في هذه الخطبة فقال ما الدليل على جواز
الصلاة على غير الأنبياء فقال العلامة الدليل قوله تعالى الذين إذا أصابتهم
مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
فقال السيد اي مصيبة أصابت عليا وأولاده ليستوجبوا بها الصلاة؟ فذكر له
العلامة مصائبهم المشهورة، ثم قال: واي مصيبة أعظم عليهم من كونك
وأنت من أبنائهم تفضل عليهم من لا يستحق التفضيل فضحك الحاضرون
وخجل السيد ولله در القائل:
إذا العلوي تابع ناصبيا * لمذهبه فما هو من أبيه
وكان الكلب خيرا منه طبعا * لان الكلب طبع أبيه فيه
وحكى صاحب اللؤلؤة هذه الحكاية وأشار إلى هذه القصة نور الله في
صدر كتابه إحقاق الحق الذي ألفه بعد هذه الواقعة. قال القاضي نور الله
ما حاصله ان السلطان غياث الدين أولجايتو عدل عن المذهب الحنفي الذي
نشا فيه من الصغر إلى المذهب الشافعي فطلب علماء الإمامية وحضر عنده
العلامة ووقعت المناظرة. قال وحضر هذه المناظرة
خلق كثير من علماء
العامة كالمولى قطب الدين الشيرازي وعمر الكاتبي
القزويني وأحمد بن محمد الكيشي ورشيد الدين السيد الموصلي والمولى نظام
الدين عبد الملك المراغي انتهى.
ويأتي في حرف الطاء في ترجمة الأمير طرمطار (٢) المغولي ما يدل على أن
سبب تشيع أولجايتو غير هذا وهو وقوع الاختلاف بين أهل المذاهب أمامه
ونفرته منها وذكر الأمير المذكور له محاسن مذهب الشيعة. ويمكن ان يكون

(١) الجايتو خربته معناها السلطان الكبير المبارك بلسان المغول وكثير من لا كتاب يصحفها ويقول خدابنده وهو غلط - المؤلف -
(٢) مر في جزء سابق ان اسمه ترمتاش - المؤلف -
(٣٩٩)

حادث تطليقه زوجته ثلاثا وقع في أثناء اختلاف أهل المذاهب أمامه ثم
حصل مجئ العلامة وما جرى له مما مر فكان ذلك السبب الأصلي في ميله
إلى التشيع ثم قواه ما حصل من الأمير المذكور والله أعلم. وفي إحقاق الحق
وتبعه صاحب مستدركات الوسائل ما يدل على أن هذه المناظرة وقعت
ببغداد وان أولجايتو بعد ما تشيع حضر إلى العراق وزار قبر أمير المؤمنين
ع وامر باحضار علماء الفريقين وتناظروا أمامه وان خطبة العلامة
واعتراض السيد الموصلي عليه وجوابه كان كله بالعراق وكيفما كان فتشيعه
على يد العلامة امر مقطوع به مهما كان سببه وفي الروضات: رأيت في
بعض تواريخ العامة ذكر هذه القصة بهذه الصورة قال: ومن سوانح سنة
٧٠٧ اظهار خربندا شعار التشيع باضلال ابن المطهر انتهى.
قال في الروضات: وتقدم العلامة عند هذا السلطان على سائر علماء
حضرته مثل القاضي ناصر الدين البيضاوي والقاضي عضد الدين الإيجي
ومحمد بن محمود الآملي صاحب كتاب نفائس الفنون وشرح المختصر وغيره
والشيخ نظام الدين عبد الملك المراغي من أفاضل الشافعية والمولى بدر
الدين الشوشتري والمولى عز الدين الإيجي والسيد برهان الدين العبري
وغيرهم وكان في القرب والمنزلة عند السلطان المذكور بحيث كان لا يرضى
ان يفارقه في حضر ولا سفر بل نقل انه امر له ولتلاميذه بمدرسة سيارة من
الخيام المعمولة من الكرباس الغليظ تنتقل بانتقاله أينما سافر معه يدل على
ذلك ما وجد في آخر بعض مؤلفاته انه وقع الفراع منه في المدرسة السيارة
السلطانية في كرمانشاهان انتهى وقال لي بعض الإيرانيين ان كرمانشاه
اسم للمدينة وكرمانشاهان اسم للقرى المحيطة بها. وفي مدة اقامته في
صحبة السلطان المذكور ألف له عدة كتب مثل كتاب منهاج الكرامة وكتاب
كشف الحق ورسالة نفي الجبر ورسالة حكمة وقوع النسخ التي سأله عنها
السلطان وأكمل هناك الألف الأول من كتاب الألفين قال في مقدمة كشف
الحق: وامتثلت فيه مرسوم سلطان وجه الأرض الباقية دولته إلى يوم النشر
والعرض سلطان السلاطين خاقان الخواقين مالك رقاب العباد وحاكمهم
وحافظ أهل البلاد وراحمهم المظفر على جميع الأعداء المنصور من إله السماء
المؤيد بالنفس القدسية والرياسة الملكية الواصل بفكره العالي إلى أسنى
مراتب المعالي البالغ بحدسه الصائب إلى معرفة الشهب الثواقب غياث الحق
والدين الجايتو خربندا محمد خلد الله ملكه إلى يوم الدين وقرن دولته بالبقاء
والنصر والتمكين وجعلت ثواب هذا الكتاب واصلا اليه أعاد الله بركاته
عليه بمحمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. وقال في أول منهاج
الكرامة: فهذه رسالة شريفة ومقالة لطيفة إلى. ان قال: خدمت بها خزانة
السلطان الأعظم مالك رقاب الأمم ملك ملوك طوائف العرب والعجم
مولى النعم منبع الخير والكرم شهنشاه المعظم غياث الحق والملة والدين
أولجايتو خربندا محمد خلد الله سلطانه وثبت قواعد ملكه وشيد أركانه وأمده
بعنايته وألطافه وأيده بجميل اسعافه وقرن دولته بالدوام إلى يوم القيام قد
لخصت فيها خلاصة الدلائل وأشرت إلى رؤوس المسائل من غير تطويل
ممل ولا ايجاز مخل وسميتها منهاج الكرامة في معرفة الإمامة. وقال في آخر
الموجود من كتاب الألفين: فهذا آخر ما أردنا ايراده في هذا الكتاب وذلك
في غرة رمضان المبارك سنة ٧١٢ وكتب حسن بن مطهر ببلدة جرجان في
صحبة السلطان الأعظم غياث الدين محمد أولجايتو خلد الله ملكه.
وصنف في سفره ذلك الرسالة
السعدية. ولعله ألف في سفره ذلك الرسالة التي في جواب سؤالين سئل عنهما الخواجة رشيد الدين فضل الله الطبيب
الهمذاني وزير غازان الذي اجتمع به في ذلك السفر الآتي ذكرها في
مؤلفاته. قال في مقدمتها كما في النسخة التي رأيناها في طهران في مكتبة
الشيخ علي المدرس ما لفظه: يقول العبد الفقير إلى الله تعالى حسن بن
يوسف بن المطهر انني لما أمرت بالحضور بين يدي الدركاة المعظمة الممجدة
الايلخانية أيد الله سلطانها وشيد أركانها وأعلى على الفرقدين شانها وأمدها
بالدوام والخلود إلى يوم الموعود وكبت كل عدو لها وحسود وجدت الدولة
القاهرة مزينة بالمولى الأعظم والصاحب الكبير المخدوم المعظم مربي العلماء ومقتدي
الفضلاء أفضل المحققين رئيس المدققين صاحب النظر الثاقب والحدس الصائب أوحد
الزمان المخصوص بعناية الرحمن المميز عن غيره من نوع الإنسان ترجمان
القرآن الجامع لكمالات النفس المترقي بكماله إلى حظيرة القدس ينبوع
الحكمة العملية وموضع اسرار العلوم الربانية موضح المشكلات ومظهر
النكت الغامضات وزير الممالك شرقا وغربا وبعدا وقربا خواجة رشيد الملة
والحق والدين أعز الله أنصاره وضاعف أقداره وأيده بالألطاف وأمده
بالاسعاف وجدت فضله بحرا لا يساجل وعلمه لا يقاس ولا يماثل
وحضرت في بعض الليالي خدمته للاستفادة من نتايج قريحته فسئل في تلك
الليلة سؤالين مشكلين فأجاد في الجواب عنهما وأوردت في هذه الرسالة
تقرير ما بينه الخ والسؤال الأول انه من المعلوم ان النبي أعلى مرتبة من
الوصي وقد قال رب زدني علما كما حكاه عنه القرآن الكريم وقال أمير
المؤمنين ع: لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا والسؤال الثاني في
الجمع بين قوله تعالى وقفوهم انهم مسؤولون فوربك لنسألهم أجمعين
وقوله تعالى يومئذ لا يسال عن ذنبه انس ولا جان. وفي آخرها نقلها
من خط الشيخ الجليل النبيل محمد بن علي بن حسن الجباعي وهو نقلها من
خط مصنفهما بواسطة وقابله فيها صدر الدين محمد بن محب علي التبريزي
ثم نقل عن خطه دام ظله محمد علي بن محمد باقر الحسيني الآملي ١٧ ذي
القعدة سنة ١٠٣٧ انتهى وقد أسفنا جدا لعدم ذكرنا جواب السؤالين
والآن قد غاب عن ذاكرتنا ويمكن الجواب عن السؤال الأول بان قول أمير
المؤمنين ع لو كشف لي الغطاء الخ معناه بلوع أقصى درجات الايمان
بالله تعالى وأقصى ما يمكن من معرفة الله تعالى وقوله ص رب زدني علما يدل
على أن علمه قابل للزيادة وهو لا ينافي بلوغه أقصى درجة الايمان وأقصى ما
يمكن من معرفته تعالى. واما الجمع بين ما دل على سؤال العباد يوم القيامة
وما دل على عدم سؤالهم بان عدم السؤال هو عما يصدر منهم في ذلك
الموقف والسؤال عما صدر في دار الدنيا وقيل لا يسال سؤال استفهام لان
الله قد أحصى الاعمال وانما يسال سؤال تقريع. ورشيد الدين هذا هو
فضل الله الطبيب الهمذاني وزير غازان خان وأخيه الجايتو خربندا محمد
خان المغولي وصاحب الدركاة المذكور المراد به الجايتو الذي تشيع على يد
العلامة وكان اجتماعه بهذا الوزير في ذلك السفر الذي حضر فيه إلى عند
الجايتو كما مر.
رؤيته في المنام
من اخباره ما يحكى ان ولده رآه في المنام بعد موته فسأله عن حاله
فقال له لولا كتاب الألفين وزيارة الحسين لقصمت الفتوى ظهر أبيك
نصفين وتشبث بهذا المنام بعض العامة فيما حكاه المولى محمد امين
الأسترآبادي في أواخر الفوائد المدنية فقال إن العلامة الذي هو أفضل
علمائكم يقول هكذا فعلم أن مذهبكم باطل وقال إنه اجابه بعض الفضلاء
(٤٠٠)

بان هذا المنام لنا لا علينا فان كتاب الألفين يشتمل على ألف دليل لاثبات
مذهبنا وألف دليل لابطال مذهب غيرنا. كما تشبث بهذا المنام الملا محمد
امين الأسترآبادي الاخباري المذكور في فوائده بحمل ذلك المنام على تأليف
العلامة في أصول الفقه الذي لا يرتضيه الاخبارية. ونحن نقول: ان هذا
المنام مختلق مكذوب على العلامة وامارة ذلك ما فيه من التسجيع مع أن
العلامة اما مأجور أو معذور وتأليفه في علم أصول الفقه من أفضل
اعماله. ولا يستند إلى المنامات الا ضعفاء العقول أو من يروجون بها
نحلهم وأهواءهم.
مكاتبة بين القاضي البيضاوي والمترجم في مسالة أصولية فقهية
في الرياض: قد اشتهرت مكاتبة بين العلامة المترجم والقاضي
البيضاوي المعاصر له في مسالة أصولية تتعلق بكتاب قواعد الأحكام
للعلامة ولما كان فيها بعض الفوائد أوردتها هنا فأقول: ذكر جماعة من
العلماء منهم الآقا رضى القزويني في كتاب لسان الخواص صورة هذه
المكاتبة هكذا: خطاب القاضي للعلامة
نقل ان القاضي البيضاوي لما وقف على ما أفاده العلامة الحلي في
بحث الطهارة من القواعد بقوله ولو تيقنهما اي الطهارة والحدث وشك في
المتأخر فإن لم يعلم حاله قبل زمانهما تطهر والا استصحب كتب القاضي
بخطه إلى العلامة: يا مولانا جمال الدين أدام الله فواضلك أنت امام
المجتهدين في علم الأصول وقد تقرر في الأصول مسالة اجماعية هي ان
الاستصحاب حجة ما لم يظهر دليل على رفعه ومعه لا يبقى حجة بل يصير
خلافه هو الحجة لان خلاف الظاهر إذا عضده دليل صار هو الحجة وهو
ظاهر والحالة السابقة على حالة الشك قد انتقضت بضدها فإن كان
متطهرا فقد ظهر انه احدث حدثا ينقض تلك الطهارة ثم حصل الشك في
رفع هذا الحدث فيعمل على بقاء الحدث بأصالة الاستصحاب وبطل
الاستصحاب الأول وان كان محدثا فقد ظهر ارتفاع حدثه بطهارته المتأخرة
عنه ثم حصل الشك في ناقض هذه الطهارة والأصل فيها البقاء وكان
الواجب على القانون الكلي الأصولي ان يبقى على ضد ما تقدم
انتهى.
جواب العلامة للقاضي
فأجاب العلامة بقوله: وقفت على إفادة مولانا الامام أدام الله
فضائله وأسبغ عليه فواضله وتعجبت من صدور هذا الاعتراض عنه فان
العبد ما استدل بالاستصحاب بل استدل بقياس مركب من منفصلة مانعة
الخلو بالمعنى الأعم عنادية وحمليتين وتقريره انه ان كان في الحالة السابقة
متطهرا فالواقع بعدها اما ان يكون الطهارة وهي سابقة على الحدث أو
الحدث الرافع للطهارة فتكون الطهارة الثانية بعده ولا يخلو الامر منهما لأنه
صدر منه طهارة واحدة رافعة للحدث في الحالة الثانية وحدث واحد رافع
للطهارة وامتناع الخلو بين ان يكون السابقة الطهارة
الثانية أو الحدث ظاهرا ويمتنع ان يكون الطهارة السابقة والا كانت طهارة عقيب الطهارة فلا تكون
طهارة رافعة للحدث فإذا امتنع تقدمها على الحدث وجب تأخرها عنه وان
كان في الحالة السابقة محدثا فعلى هذا التقدير اما ان يكون السابق الحدث أو
الطهارة والأول محال والا كان حدث عقيب حدث فلم يكن رافعا للطهارة
والتقدير ان الصادر حدث واحد رافع للطهارة فتعين ان يكون السابق هو
الطهارة والمتأخر هو الحدث فيكون محدثا فقد ثبت بهذا البرهان ان حكمه في
هذه الحالة موافق للحكم في الحالة الأولى بهذا الدليل لا بالاستصحاب
والعبد انما قال استصحبه اي عمل بمثل حكمه انتهى كلام العلامة. ثم
أنفذه اليه إلى شيراز فلما وقف القاضي البيضاوي على هذا الجواب
استحسنه جدا واثنى على العلامة.
والوجه في ذلك ان العلامة في القواعد قال ولو تيقنهما متحدين
متعاقبين وفسر كاشف اللثام قوله متعاقبين بقوله اي كل طهارة من متعلق
الشك عقيب حدث لا طهارة أخرى وكل حدث منه عقيب طهارة لا حدث
آخر انتهى. وبذلك يرتفع اعتراض صاحب الرياض بان عبارته في
القواعد ليست صريحة في اختصاص الحكم بها لما كان لقوله متعاقبين فائدة
بل كان لغوا ولا حاجة إلى الجواب بان المتبادر من معنى الطهارة الرافعة ومن
معنى الحدث الناقض. ولكنه على هذا الفرض يكون الشك في أنه الآن
محدث أو متطهر انما هو في أول الأمر وقبل التأمل والا فإنه بعد التأمل
يقطع بأحدهما ويرتفع شكه وهذا ليس محط انظار العلماء بل محط انظارهم
ما إذا تيقن الطهارة والحدث وشك في السابق ولم يعلم الحالة السابقة أو
علمها والأقوى انه ان علم الحالة السابقة بنى على ضدها وان لم يعلمها
بنى على الحدث والتفصيل في محله.
العلماء في عصره
في الرياض: نقل انه كان في الحلة في عصر العلامة أو غيره أربعمائة
مجتهد في عصر واحد أو أربعون مجتهدا انتهى أقول: وجود أربعمائة
مجتهد في بلد واحد في عصر واحد مبالغ فيه الا ان يراد بالعصر القرن
وببالي انهم ذكروا انه وجد في عصر الشهيد جنازة أربعون مجتهدا.
تقسيمه الحديث إلى اقسامه المشهورة
اعلم أن تقسيم الحديث إلى اقسامه المشهورة كان أصله من غيرنا ولم
يكن معروفا بين قدماء علمائنا وانما كانوا يردون الحديث بضعف السند
ويقبلون ما صح سنده وقد يردونه لأمور أخر وقد يقبلون ما لم يصح سنده
لاعتضاده بقرائن الصحة أو غير ذلك ولم يكن معروفا بينهم الاصطلاح
المعروف في اقسام الحديث اليوم وأول من استعمل ذلك الاصطلاح العلامة
الحلي فقسم الحديث إلى الصحيح والحسن والموثق والضعيف والمرسل وغير
ذلك وتبعه من بعده إلى اليوم وعاب عليه وعلى سائر المجتهدين ذلك
الأخباريون لزعمهم ان جميع ما في كتب الاخبار صحيح مع أن نفس
أصحاب الكتب الأربعة قد يردون الرواية بضعف السند وبالغ بعض
متعصبة الاخبارية فقال هدم الدين مرتين ثانيتهما يوم احدث الاصطلاح
الجديد في الاخبار وربما نقل عن بعضهم جعل الثانية يوم ولد العلامة الحلي
وهذا كله جهل فاضح ساعد عليه تسويل إبليس وضعف التقوى فأصحابنا
لم يريدوا ان يكونوا محرومين من فائدة تقسيم الحديث إلى اقسامه ولا ان
يمتاز غيرهم بشئ عنهم فقسموا الحديث إلى اقسامه المشهورة وتركوا
للمجتهد الخيار فيما يختاره منها ان يكون مقبولا عنده فمن عابها بذلك هو
أولى بالعيب والذم.
مشايخه في القراءة والرواية
قرأ على جم غفير من علماء عصره من العامة والخاصة ١ والده
سديد الدين يوسف ويروي عنه إجازة ٢ خاله المحقق الحلي صاحب
(٤٠١)

الشرائع وكان خاله المحقق له بمنزلة الأب الشفيق وكان تتلمذ عليه أكثر من
سواه نهل من بحر علمه حتى ارتوى لا سيما في الفقه والأصول اللذين
امتاز فيهما عمن سواه ٣ المحقق الطوسي في العقليات والرياضيات
ونحوها ٤ كما الدين ميثم البحراني شارح نهج البلاغة ويروي عنه ٥
السيد جمال الدين أحمد بن طاوس ٦ اخوه السيد رضي الدين علي بن
طاوس وعلى جماعة أخرى ويروي عن خلق كثير من الخاصة والعامة منهم
من سبق ومنهم ٧ الشيخ محمد بن نما على ما قاله الشيخ إبراهيم
القطيفي في اجازته للأمير معز الدين محمد بن تقي الدين محمد الأصبهاني في
الرياض لكن عندي في ذلك نظر ومن غريب ما اتفق للقطيفي المذكور في
اجازته هذه قوله ان اسم العلامة جمال الدين محمد بن الحسن بن المطهر فإنه
قد سها وجعل اسم ولده الشيخ فخر الدين محمد اسمه وجعل لقبه لقب
والده ٨ الشيخ مفيد الدين محمد بن علي بن الجهم الحلي الأسدي ٩
السيد احمد العريضي في الرياض: وفيه كلام سبق انتهى وفي الرياض
أيضا قد يظهر من إجازة الشيخ محمد بن أحمد بن محمد الصهيوني للشيخ
علي بن عبد العالي الميسي المعروف ان العلامة يروي عن والده مصنفات
الخواجة نصير الدين الطوسي عنه وهو سهو كما لا يخفى اللهم الا ان يقال
له اليه طريق آخر بالواسطة كما قد يكون في طرق الإجازات لكن كان
الأولى حينئذ الإشارة إلى الطريق التي ليس فيها الواسطة انتهى.
ويروي عن المحقق جعفر بن سعيد وسلطان الحكماء نصير الدين محمد بن
الحسن الطوسي والسيدين الجليلين ابني طاوس علي واحمد ١٠ نجيب
الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي ابن عم
المحقق المعروف بيحيى بن سعيد صاحب الجامع ١١ حسن بن علي بن
سليمان البحراني الستروي وفي اللؤلؤة وأنوار البدرين: حسين بن علي.
هؤلاء مشايخه من علماء الشيعة اما من غيرهم فيروي عن ١٢ نجم
الدين عمر بن علي (١) الكاتبي القزويني الشافعي المعروف بتدبيران المنطقي
تلميذ المحقق الطوسي صاحب متن الشمسية في المنطق والتصانيف الكثيرة
وكان من أفضل علماء الشافعية واعلم أهل عصره بالمنطق والهندسة وآلات
الرصد عارفا بالحكمة كما عن إجازة العلامة لبني زهرة. وفي الروضات
غلط المحدث النيسابوري حيث عده في مواضع من رجاله من فضلاء
الشيعة ١٣ محمد بن محمد بن أحمد الكيشي المتكلم الفقيه ابن أخت
قطب الدين محمد العلامة الشيرازي ذكر تتلمذه عليه وعلى عمر بن علي
١ الكاتبي صاحب مجالس المؤمنين. وقال العلامة في اجازته الكبيرة المعروفة
لبني زهرة عند ذكره للأخير: وهذا الشيخ كان من أفضل علماء الشافعية
وكان من انصف الناس في البحث وكنت أقرأ عليه وأورد عليه اعتراضات
في بعض الأوقات فيفتكر تارة وفي بعض الأوقات يقول حتى نفكر في هذا
عاودني في هذا السؤال فأعادوه يوما ويومين وثلاثة فتارة يجيب وتارة يقول
هذا قد عجزت عن جوابه ١٤ الشيخ برهان الدين النسفي المصنف في
الجدل وغيره كثيرا ١٥ الشيخ جمال الدين حسين بن ابان النحوي
المصنف في الأدب ١٦ الشيخ عز الدين الفاروقي الواسطي من فقهاء
العامة ١٧ الشيخ تقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي الصباع الحنفي
الكوفي.
تلاميذه في القراءة والرواية
يروي عنه جماعة كثيرة جدا ١ السيد مهنا بن سنان المدني وتاريخ
الإجازة في المحرم سند ٧٠٢ بالحلة كما في رياض العلماء ٢ ولده فخر
الدين محمد قرأ عليه ويروي عنه إجازة ٣ و ٤ ابنا أخته السيد عميد
الدين والسيد ضياء الدين عبد الله الأعرجيين الحسينيين قرآ عليه ويرويان
عنه إجازة ٥ السيد الجليل أحمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن زهرة
الحلبي ٦ قطب الدين الرازي شارح الشمسية ٧ الشيخ رضي
الدين أبو الحسن علي بن أحمد المزيدي كما يظهر من الأسانيد والإجازات
وخاصة في بعض أسانيد الشهيد الثاني إلى الصحيفة الكاملة السجادية كما في
الرياض ٨ الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن طراد
المطاربادي ٩ السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن معية ١٠ السيد
تاج الدين حسن السرابشنوي ١١ الشيخ محمد بن علي الجرجاني شارح
المبادي لشيخه المذكور قرأ عليه ويروي عنه إجازة ١٢ الشيخ تقي الدين
إبراهيم بن الحسين بن علي الآملي وتاريخ الإجازة ٧٠٩ كما في الرياض.
وفي أمل الآمل قرأ على المحقق الطوسي في الكلام وغيره من العقليات وقرأ
عليه في الفقه المحقق الطوسي انتهى. قال صاحب الرياض وهو غير
واضح لأنه لم ينقل في شئ من الإجازات الا ان العلامة يروي عن المحقق
الطوسي اما العكس فلم يوجد في شئ منها انتهى أقول: المنقول ان
القطب الرازي قرأ على العلامة في الفقه وقرأ عليه العلامة في المعقول وكأنه
حصل الاشتباه بهذا.
مؤلفاته
ذكرها في الخلاصة وفي اجازته للسيد مهنا بن سنان المدني وهي في
الخلاصة غير مستوفاة بل ذكر منها ٥٧ كتابا سوى الخلاصة ثم قال وهذه
الكتب فيها كثير لم يتم نرجو من الله تعالى اتمامه ويوجد في بعض نسخ
الخلاصة زيادة في تعداد كتبه عن النسخ المشهورة وكأنه الحق بها الحاقا من
المؤلف أو غيره. والذي في الإجازة فيه زيادة عما في الخلاصة لكنه لم
يستوف جميع مؤلفاته وقد ذكر صاحب أمل الآمل: كشف اليقين وايضاح
مخالفة القوم وإجازة بني زهرة وأجوبة مهنا زيادة على ما في الخلاصة ثم قال
وكأنه ألف هذه الكتب بعد الخلاصة كما أن في بعض نسخ الخلاصة زيادة
عدد الكتب عما في النسخ المشهورة وكأنه ملحق منه أو من غيره. وفي
رياض العلماء: يقال إنه عند ابتدائه بالتأليف ٣٥ أو ٣٣ سنة وتاريخ تأليف
الخلاصة بعده بعشر سنين فكان جميع مؤلفاته المذكورة في الخلاصة قد ألفها
في ضمن عشر سنين والمؤلفات التي لم يذكرها في الخلاصة قد ألفت في
ضمن ٣٣ سنة وهو غريب لان ما ألف في ضمن عشر سنين أكثر بكثير مما
ألف بعد ذلك كما يرشد اليه قوله في الخلاصة كما مر: وهذه الكتب فيها
كثير لم يتم، مع أنه لا يمكن في مثل العلامة أن تكون شروعه في التاليف
بعد ما بلغ ٣٥ سنة وقبلها لم يؤلف شيئا انتهى أقول قد مر انه ذكر
في خطبة المنتهى انه فرع من تصنيفاته الحكمية والكلامية واخذ في تحرير
الفقه من قبل ان يكمل له ٢٦ سنة. وفي مجمع البحرين للطريحي عن
بعض الأفاضل انه وجد بخطه خمسمائة مجلد من مصنفاته غير خط غيره من
تصانيفه انتهى وهذا غير مستبعد لان له من المؤلفات فوق المائة على ما
قيل وان كان ما عثرنا على اسمه لا يتجاوز ٩٥ كما ستعرف وكثير منها
عدة مجلدات وفي الروضات عن كتاب روضة العابدين عن بعض شراح
التجريد ان للعلامة نحوا من ألف مصنف كتب تحقيق انتهى وينبغي ان
يحمل على المجلدات الصغيرة وبعض كتبه إذا قسمت مجلدات صغيرة تكون
عشرات. وفي الرياض قد اشتهر ان مؤلفات العلامة بلغت في الكثرة إلى

(١) في الروضات علي بن عمر. والصواب عمر بن علي. المؤلف
(٤٠٢)

حد لو قسمت على أيام عمره لكان لكل يوم ألف بيت اي ألف سطر كل
سطر خمسون حرفا قال وممن صرح بذلك الشيخ محمد بن خاتون العاملي في
أول شرح أربعين الشيخ البهائي ثم قال هذا قول من لا دربة له في تعداد
مؤلفاته فإنها لو حسبت مع المسامحة وعدم التدقيق وقسمت على مقدار عمره
من يوم بلوغه الحلم لما كان لكل يوم أكثر من مائتي بيت فالقول المذكور
إغراق وخرافة قال ونظيره ما قيل عن النووي من علماء غيرنا الذي كان له
مؤلفات كثيرة من أنها لو وزعت على أيام عمره لكان لكل يوم كراسان وهو
أيضا إغراق وخرافة انتهى وعن كتاب حدائق المقربين بعد نقل ما مر
من أنه كان لكل يوم كراس أنه قال هذا كلام بناء على الاغراق وكان يقول
استاذنا الآقا الخوانساري انا حسبنا تصانيفه التي بين أيدينا فصار لكل يوم
ثلاثون بيتا تخمينا وفي ترجمة المجلسي ان نصيب كل يوم من تصانيفه من
المهد إلى اللحد يزيد على ثلاثة وخمسين بيتا. وفي اللؤلؤة: لقد قيل إنه
وزع تصنيف العلامة على أيام عمره من ولادته إلى موته فكان قسط كل يوم
كراسا مع ما كان عليه من الاشتغال بالإفادة والاستفادة
والتدريس والاسفار
والحضور عند الملوك والمباحثات مع الجمهور ونحو ذلك من الاشغال وهذا
هو العجب العجاب الذي لا شك فيه ولا ارتياب. ونقل بعض متأخري
أصحابنا انه ذكر ذلك عند شيخنا المجلسي فقال ونحن بحمد الله لو وزعت
تصانيفنا على أيامنا كانت كذلك فقال بعض الحاضرين ان تصانيف مولانا
الآخوند مقصورة على النقل وتصانيف العلامة مشتملة على التحقيق
والبحث بالعقل فسلم له ذلك حيث كان الامر كذلك انتهى. وفي
الروضات ولكن المحقق الخوانساري كان لا يسلم هذا بالنسبة إلى العلامة
ويقول انا حسبنا مؤلفاته بالدقة فلم يبلغ قسط كل يوم منه ربع كراس.
وحاول صاحب الروضات على قاعدته في التعصب على العرب الذين ينتمي
إلى سيدهم ان يكون في هذا الأمر أشد من المجلسي نفسه الذي
سلم كما مر ان تصانيفه مقصورة على النقل وتصانيف العلامة مشتملة على
التحقيق وان تساوي بين مؤلفات العلامة ومؤلفات المجلسي بسبب ما في
الثانية من البيانات في تفسير الأحاديث وقال إنها لا تنقص عما ألفه العلامة
مما تبع فيه السلف من غير زيادة تحقيق في البين قال بل من طالع خلاصته
في الرجال ورأى أن عبارته عين عبارات النجاشي والشيخ فضلا عن معانيها
يظهر له ان سائر تصانيفه كذلك الا ان حقيقة ذلك غير مكشوفة الا على
أعين المهرة الحاذقين أمثاله طبعا ثم استشهد بكلام صاحب اللؤلؤة الآتي
عند ذكر ما عيب عليه في تأليفه. هذا حاصل كلامه بعد تهذيب عباراته
المعروفة. ونقول بيانات البحار جلها انقال من كتب اللغة ووقعت
أخطاء في جملة منها كما يظهر لمن تتبعها فلا تقاس بتحقيقات العلامة في الفقه
والأصول والكلام والردود والاحتجاجات واما ان العلامة يتبع السلف من
غير زيادة تحقيق فهو كلام من لا يريد ان يوصف بمعرفة ولا انصاف. واما
نقله في الخلاصة عين عبارة النجاشي والشيخ فذلك مبنى كتب الرجال وإذا
خالف رأيه رأيهما بين ذلك وهل جاء أحد بعد العلامة إلى اليوم ممن ألف في
الرجال لم يسلك هذا المسلك فالعيب به من غرائب التمحلات نعم وقع في
الخلاصة مؤاخذات نبه عليها الرجاليون وذكرناها في هذا الكتاب كما وقع
في غيرها من كتب الرجال لكن صاحبنا لم يعب بها بل عاب بما لا عيب
فيه. واما ان سائر مصنفاته كذلك اي انقال عن الغير كما ظهر له بمهارته
وحذقه فكفى بهذا الكلام شينا لقائله. ثم نقول تحدثا بنعمة الله
ونحن بحمده تعالى ان لم تساو مؤلفاتنا مؤلفات من ذكر في عددها فهي
تقاربها وفي أكثرها بحث وتمحيص واعمال فكر مع أنهم كانوا في سعة من
العيش وكثرة الخدم ونحن بالضد من ذلك والمجلسي كان عنده من الكتاب
من يكفيه ونحن نتولى كتابة ما نؤلفه بنفسنا تسويدا وتبييضا وتصحيحا عند
الطبع مع مباشرة امر المعاش.
ما عيب عليه في تأليف
في اللؤلؤة ما حاصله بعد حذف الأسجاع: كان لاستعجاله في
التصنيف وكثرة مؤلفاته يرسم كلما ترجح عنده وقت التاليف ولا يراجع ما
سبق له فيقع منه تخالف بين الفتاوى ولذلك طعن عليه بعض المتحذلقين
الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا وجعلوا ذلك طعنا في أصل
الاجتهاد وهو خروج عن مذهب الصواب والسداد وإن غلط بعض
المجتهدين على تقدير تسليمه لا يستلزم بطلان أصل الاجتهاد متى كان مبنيا
على دليل الكتاب والسنة إنتهى ونقول مخالفة العلماء فتاواهم السابقة
في كتبهم بتجدد اجتهادهم خارج عن حد الحصر وقد جعل له العلماء بحثا
خاصا في باب الاجتهاد والتقليد وليس العلامة أول من وقع منه ذلك.
وجعل بعض الاخبارية وذلك طعنا عليه خروج عن الإنصاف ونعم ما
أجاب به صاحب اللؤلؤة وهو من الأخباريين المعتدلين عن ذلك كما
سمعت.
تعداد ما وصل إلينا من أسماء مؤلفاته
موزعة على العلوم والفنون كل على حدة
كتب الفقه
١ منتهى المطلب في تحقيق المذهب. في الخلاصة: لم يعمل
مثله ذكرنا فيه جميع مذاهب المسلمين في الفقه ورجحنا ما نعتقده بعد إبطال
حجج من خالفنا فيه يتم إن شاء الله تعالى عملنا منه إلى هذا التاريخ وهو
شهر ربيع الآخر سنة ٦٩٣ سبعة مجلدات مطبوع وفي الإجازة خرج منه
العبادات تسعة مجلدات ٢ تلخيص المرام في معرفة الأحكام عندنا منه
نسخة ٣ غاية الأحكام في تصحيح تلخيص المرام وهو شرح على
تلخيص المرام. في الرياض ينقل الشهيد في شرح الارشاد وغيره عن شرح
التلخيص للعلامة ويعني به شرح العلامة نفسه على تلخيص المرام وظن
بعض أفاضل المعاصرين إنه كتاب غريب من مؤلفات العلامة غير مذكور
في الخلاصة ولا في إجازة السيد مهنا مع إنه مذكور في كليهما بعنوان غاية
الأحكام في تصحيح تلخيص المرام أقول لا وجود له في نسخة عندي
من الخلاصة مقابلة على نسخة ولد ولد المصنف ولا في إجازة السيد مهنا في
نسخة منها عندي وهو لم يذكره فيما نقله عن الإجازة وإنما ذكره فيما نقله عن
الخلاصة وفي الرياض عن حاشية المعالم الفقهية إن صاحب المعالم قال هذا
الكتاب غير مشهور وهو عندنا موجود ولم يتجاوز فيه العبادات اقتصر على
بيان الخلاف مجردا عن الدليل ٤ حاشية التلخيص. في الرياض عن
حاشية المعالم الفقهية أن للعلامة حواشي على كتابه التلخيص وإنه وافق في
تلك الحواشي المرتضى في جواز التطهير بالماء المضاف ويمكن أن تنكون تلك
الحواشي هي الشرح المذكور آنفا ٥ تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية
أربعة مجلدات في الفقه كله مطبوع في مجلد واحد. في الخلاصة
حسن جيد استخرجنا فيه فروعا لم نسبق إليها مع اختصار. وفي الذريعة
أحصيت مسائله فبلغت أربعين ألف مسالة وعليه عدة شروح ٦ مختلف
(٤٠٣)

الشيعة في أحكام الشريعة سبعة مجلدات. في الخلاصة: ذكرنا فيه خلاف
علمائنا خاصة وحجة كل شخص والترجيح لما نصير إليه مطبوع منه أو من
المنتهي جزء بخط المؤلف من موقوفات الخزانة الغروية كان استعارها السيد
محمد سعيد الحبوبي النجفي من الخازن وتوفي وهي عنده فوقعت في يد
بعض من ينتمي إلى العلم من أهل النجف وبقيت عنده ولم يرجعها إلى
الخزانة وأرانيها سنة ١٣٥٢ حين تشرفي بزيارة العتبات الشريفة مظهرا إنها
من كتبه ومفتخرا بذلك ٧ تبصرة المتعلمين في احكام الدين مطبوع
وعليه شروح كثيرة لأهل هذه الأعصار ولنا عليه شرح مختصر مطبوع معه
٨ تذكرة الفقهاء. في الخلاصة خرج منه إلى النكاح أربعة عشر جزءا
مطبوع في مجلد واحد كبير ٩ إرشاد الأذهان إلى أحكام الايمان. وفي
الذريعة مجلد حسن الترتيب مبلغ مسائله خمسة عشر ألف مسالة. وهو كثير
الحواشي ذكر منها صاحب الذريعة ٣٨ شرحا وحاشية لأهل العصر ومنها
نحو عشرين شرحا لمشاهير العلماء القدماء من جملتها تسعة شروح لعلماء
العامليين القدماء. ومن شروحه شرح يسمى الهادي إلى الرشاد. في
الرياض: لم أعلم مؤلفه وهو من أحسن الشروح ولعله ذكر المذكور في
الذريعة قال الهادي إلى الرشاد في شرح الارشاد للشيخ إبراهيم القطيفي
١٠ تسليك الأفهام في معرفة الأحكام مجلد وكأنه منه أخد الشهيد الثاني
اسم كتابه مسالك الأفهام ١١ تسبيل الأذهان إلى أحكام الايمان مجلد
١٢ مدارك الأحكام في الإجازة يخرج منه الطهارة والصلاة مجلد
منه اخذ صاحب المدارك اسم كتابه ١٣ قواعد الأحكام في معرفة الحلال
والحرام مجلدان كثير الشروح والحواشي مسائله ٦٦٠٠ مسالة. في الرياض عن
بعض تلاميذ المجلسي إنه أجود تصانيفه ألفه في عشر سنين وفرع منه سنة ٧٢٠
واشتغل بدرسه ببغداد إنتهى. وفي وصية العلامة لولده التي في آخر القواعد
ما يدل على أنه فرع منه بعد ان بلغ الخمسين ودخل في عشر الستين فيكون عمره
عند الفراع منه ٥١ سنة فإذا كانت ولادته سنة ٦٤٨ كان فراغه من تأليفه
سنة ٦٩٩ لا سنة ٧٢٠ وعلى القواعد شروح وحواش كثيرة منها شرح فخر
الدين ولد العلامة. وشرح السيد عميد الدين ابن أخت العلامة. وجامع
المقاصد للمحقق الكركي. وكشف اللئام للفاضل الهندي. وشرح المولى
عبد الله التستري. وحاشية الشهيد الأول. وحاشية الشهيد الثاني اسمها
نكت القواعد. ومفتاح الكرامة للسيد جواد العاملي. وشرح الشيخ جعفر
الجناجي النجفي ١٤ نهاية الأحكام في معرفة الأحكام ١٥ تهذيب
النفس في معرفة مذاهب الخمس ١٦ تنقيح قواعد الدين المأخوذة عن آل
يس ذكر الأخيرين في إجازته لمهنا بن سنان والظاهر إنهما في الفقه ١٧
المنهاج في مناسك الحاج ذكره في الخلاصة ١٨ رسالة في واجبات الحج
وأركانه من دون ذكر الأدعية والمستحبات ونحوها. في الرياض وهذه
الرسالة متأخرة عن المنهاج في مناسك الحاج على ما يظهر من الديباجة
١٩ المعتمد في الفقه. في الرياض نسبه إليه بعض العلماء ولعل الناسب
من تلامذته قال وقد نسبه إليه في حواشي الخلاصة على ما رأيت نسخة من
الخلاصة في بلدة ساري من بلاد مازندران وكان عليها بلاغات من العلامة
نفسه أقول المعتمد ينقل عنه جدي كثيرا في شرح منظومة بحر العلوم
وينقل عنه ابن فهد في المهذب البارع ٢٠ رسالة في واجبات الوضوء
والصلاة ألفها باسم الوزير ترمتاش ذكرها صاحب الرياض.
كتب أصول الفقه
٢١ النكت البديعة في تحرير الذريعة للسيد المرتضى ٢٢ غاية
الوصول وإيضاح السبل في شرح مختصر منتهى الوصول السؤل والأمل في علمي الأصول
والجدل لابن الحاجب ٢٣ مبادي الوصول إلى علم الأصول مطبوع ٢٤ نهج الوصول إلى علم
الأصول ٢٥ نهاية
الوصول إلى علم الأصول أربعة مجلدات عندي نسخة منه في مجلدين كبيرين
٢٦ تهذيب طريق الوصول إلى علم الأصول كما في كشف الظنون وفي
الخلاصة تهذيب الوصول صنفه باسم ولده فخر الدين مطبوع كان عليه
مدار التدريس في العراق وجبل عامل قبل المعالم وعليه شروح وحواش كثيرة
جدا مذكورة في الذريعة منها شرح يعرف بالعميدي كان عليه مدار
التدريس في العراق وجبل عامل قبل المعالم ولا أدري أهو شرح السيد عميد
الدين ابن أخت العلامة أم شرح السيد حسين العميدي النجفي شيخ
مشايخ السيد حسين بن حيدر الكركي والظاهر أنه الأول ومنها شرح
لأخيه السيد ضياء الدين ابن أخت العلامة وجمع الشرحين الشهيد الأول
في كتاب سماه جامع البين بين الشرحين وعمل والد البهائي كتابا سماه اصلاح جامع
البين ومنها شرح شمس الدين محمد الخضري المتوفي ٨١٠ تقريبا مذكور
في كشف الظنون ولم يذكره المعاصر لأنه ليس من الشيعة ومنها شرح
يسمى نهاية التقريب في شرح التهذيب عندي منه نسخة في مجلدين كبار
ذهب أوله وذكر صاحب الذريعة إن نهاية التقريب هو للشيخ عبد النبي بن
سعد الجزائري ومنها شرح للأمير جمال الدين محمد الأسترآبادي. في
الرياض نقلا عن الميرزا محمد أمين الأسترآبادي الأخباري في أواخر الفوائد
المدنية نقلا عن هذا الشرح إنه اشتهر بين العلماء إن تهذيب الأصول
للعلامة مختصر من مختصر الحاجبي المختصر من المنتهى للحاجبي المختصر
من أحكام الآمدي المختصر من محصول الفخر الرازي المختصر من معتمد
أبي الحسين البصري المتكلم المعتزلي المتوفي ٤٣٦ انتهى. وكان يومي
بطرف خفي إلى أن أصل علم الأصول من غير الشيعة وإن العلامة أخذ
منهم، ترويجا لرأي الاخبارية. ومع كون الحق حقيقا أن يتبع أينما وجد
فقد صنف في الأصول قبل العلامة الشيخ الطوسي المعاصر لأبي الحسين
البصري والمرتضى والشيخ المفيد المتقدمان على أبي الحسين البصري
٢٧ منتهى الوصول إلى علمي الكلام والأصول ذكره في إجازة السيد
مهنا في عداد كتب أصول الفقه ولولا ذلك لظن أنه في أصول الدين لذكر
الأصول فيه مع الكلام والكلام أنسب بأصول الدين.
كتب علم الكلام وأصول الدين والاحتجاج والجدل
٢٨ نظم البراهين في أصول الدين ٢٩ معارج الفهم في شرح
النظم في الكلام ٣٠ الأبحاث المفيدة في تحصيل العقيدة في الكلام وعليه
شرح للشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي وشرح لملا هادي السبزواري ٣١
نهاية المرام في علم الكلام ٣٢ كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد في
الكلام ٣٣ مناهج اليقين أو منهاج اليقين في أصول الدين وعليه شرح
لابن العتائقي موجود في الخزانة الغروية سماه الايضاح والتبيين ٣٤
تسليك النفس إلى حضرة القدس في نكات علم الكلام ودقائقه ٣٥ نهج
المسترشدين في أصول الدين مطبوع مع شرحه للمقداد السيوري ٣٦
كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد للنصير الطوسي في الكلام
مطبوع وله شرح منطقه خاصة سماه الجوهر النضيد في شرح
(٤٠٤)

منطق التجريد يأتي ٣٧ أنوار الملكوت في شرح الياقوت لإبراهيم
النوبختي في الكلام ٣٨ مقصد الواصلين أو مقاصد الواصلين في معرفة
أصول الدين ٣٩ منهاج الهداية ومعراج الدراية في الكلام ٤٠ كشف
الحق ونهج الصدق صنفه باسم السلطان الجايتو خربندا محمد غياث الدين
المغولي كما صرح به في خطبته وهو الذي رده الفضل بن الروزبهان ورد على
الفضل القاضي نور الله مطبوع ببغداد ولكن طابعه لم يحسن ترتيبه ٤١
النهج الحق ذكره بعض تلاميذ الشيخ على الكركي ويمكن أن يكون هو
الذي قبله فان صاحب البحار في مقدماته سماه نهج الحق وكشف الصدق
٤٢ الهادي ذكره بعض تلاميذ الكركي أيضا وصاحب الرياض لم أجده
في مؤلفاته ٤٣ واجب الاعتقاد في الأصول والفروع وعليه شرح للمقداد
السيوري وعندنا منه نسخة مخطوطة عليها شرح لعبد الواحد ابن الصقي
النعماني اسمه نهج السداد إلى شرح واجب الاعتقاد. في الرياض هي
رسالة صغيرة معروفة وعليها شروح عديدة وهي غير رسالة واجب الاعتقاد
الكبير لولده ٤٤ تحصيل السداد شرح واجب الاعتقاد المذكور مطبوع
معه ٤٥ منهاج الكرامة أو تاج الكرامة في إثبات الإمامة وسماه صاحب
كشف الظنون منهاج الاستقامة مطبوع مستقلا وعلى هامش بعض طبعات
الألفين صنفه باسم السلطان الجايتو محمد غياث الدين المغولي وهو الذي رد
عليه ابن تيمية بكتاب سماه منهاج السنة ورد على منهاج السنة السيد محمد
مهدي القزويني المعاصر بكتاب سماه منهج الشريعة في مجلدين مطبوع
٤٦ كتاب الألفين الفارق بين الصدق والمين ذكر فيه ألف دليل على
إمامة ضمير المؤمنين ع وألف دليل على إبطال شبه المخالفين ورتبه ولده
فخر المحققين محمد بن الحسن ولم يكن مرتبا. وليس الموجود في النسخ
المتداولة من الألف الثاني إلا يسير والظاهر إن ولده لم يظفر ببقيته أو إن
تأليفه لم يتم ففي آخر إحدى النسخ المطبوعة فهذا آخر ما أردنا إيراده في
هذا الكتاب من الأدلة الدالة على وجوب عصمة الامام وهو ١٠٣٨ دليلا
وهو بعض الأدلة فان الأدلة على ذلك لا تحصى وهي براهين قاطعة لكن
اقتصرنا على ألف دليل لقصور الهمم عن التطويل وذلك في غرة رمضان
المبارك سنة ٧١٢ وكتب حسن بن مطهر ببلدة جرجان في صحبة السلطان
الأعظم غياث الدين محمد أولجايتو خلد الله ملكه وكتب ولده فخر الدين
بعد هذا الكلام ما صورته: هذا صورة خط المصنف والدي قدس الله سره
وكتب هذا من النسخة بياضا ووافق الفراع منه في ١٧ ربيع الأول من سنة
٧٥٤ بالحضرة الشريفة الغروية صلوات الله على مشرفها والحمد لله وحده.
وكتب ولد فخر الدين بعد هذا الكلام: هذا صورة خط والدي أدام الله
أيامه ٤٧ الرسالة السعدية في الكلام مطبوعة صنفها باسم سعد الدين
الساوجي وزير غازان وأولجايتو وعندنا منها نسخة مخطوطة قال في
أولها: أوضحت في هذه الرسالة السعدية ما يجب على كل عاقل اعتماده في
الأصول والفروع على الاجمال ولا يحل لأحد تركه ولا مخالفته في كل حال
٤٨ التناسب بين الأشعرية وفرق السوفسطائية ٤٩ الباب الحادي
عشر في أصول الدين الحقه بمختصر مصباح المتهجد المسى بمنهاج الصلاح
الآتي في كتب الأدعية لان المختصر عشرة أبواب فالحق به الباب الحادي
عشر في أصول الدين مطبوع مع شرح المقداد السيوري عليه مرارا لا
تحصى وعليه شروح أنهاها صاحب الذريعة إلى ٢٢ شرحا ٥٠ استقصاء
النظر في القضاء والقدر وفي الخلاصة استقصاء البحث والنظر عندنا منه
نسخة وكأنها هي التي سماها بعضهم رسالة إبطال الجبر ألفها للشاه خربندا
الجايتو محمد لما سأله بيان الأدلة الدالة على أن للعبد اختيارا في أفعاله وإنه
غير مجبور عليها وألف بعض علماء الهند من غير الشيعة كتابا في رده فألف
القاضي نور الله كتابا في الرد على الرد سماه النور الأنور والنور الأزهر في
تنوير خفايا رسالة القضاء والقدر وزيف فيه اعتراضات الهندي على العلامة
الحلي ٥١ رسالة في خلق الأعمال ٥٢ منهاج السلامة إلى معراج
الكرامة مذكور في كشف الظنون ٥٣ رسالة تحقيق معنى الايمان ونقل
الأقوال فيه رآها صاحب الرياض في بلدة هراة وهي بخط بعض تلاميذ
الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي ٥٤ أربعون مسالة في أصول الدين
٥٥ إيضاح مخالفة السنة يمكن عده من كتب الاحتجاج والجدل لاشتماله
على بيان مخالفات لنص الكتاب والسنة ويمكن عده من كتب التفسير لما فيه
من تفسير الآيات وبيات مداليلها. في أمل الآمل. رأينا له نسخا منها
نسخة قديمة في الخزانة الموقوفة الرضوية سلك فيه مسلكا عجيبا والذي
وصل الينا منه هو المجلد الثاني وفيه سورة آل عمران لا غير.
آداب البحث
٥٦ رسالة في آداب البحث مختصرة.
كتب التفسير
٥٧ نهج الايمان في تفسير القرآن في الخلاصة ذكرنا فيه ملخص
الكشاف والتبيان وغيرهما والتبيان هو تفسير الشيخ الطوسي ٥٨ القول
الوجيز أو السر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز. ومر أن له إيضاح مخالفة
السنة يصلح أن يعد من كتب التفسير ومن كتب الاحتجاج والجدل وذكر
بعضهم إنه رأى له تلخيص الكشاف والظاهر إنه المتقدم.
كتب المعقول
٥٩ القواعد والمقاصد في المنطق والطبيعي والالاهي ٦٠
الأسرار الخفية في العلوم العقلية من الحكمة والكلام والمنطق مجلد يرد به
على الفلاسفة ألفه باسم هارون بن شمس الدين الجويني نسخته بخط
المؤلف في الخزانة الغروية ٦١ كاشف الأستار في شرح كشف الأسرار
مجلد ٦٢ الدر المكنون في علم القانون في المنطق ٦٣ المباحثات
السنية والمعارضات النصيرية ٦٤ المقاومات. في الخلاصة باحثنا فيه
الحكماء السابقين وهو يتم مع تمام عمرنا ٦٥ حل المشكلات من كتاب
التلويحات ٦٦ إيضاح التلبيس من كلام الرئيس في الخلاصة: باحثنا فيه
الشيخ ابن سينا في الخلاصة وفي إجازة مهنا كشف التلبيس وبيان سهو
الرئيس ٦٧ مراصد التدقيق ومقاصد التحقيق في المنطق والطبيعي
والالاهي ٦٨ المحاكمات بين شراح الإشارات ثلاثة مجلدات ٦٩
كشف الخفا من كتاب الشفا في الحكمة لابن سينا خرج منه مجلدات ٧٠
القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية في المنطق ٧١ الجوهر النضيد في
شرح منطق التجريد ٧٢ نهج العرفان في علم الميزان في المنطق ٧٣
إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد وهو شرح لكتاب حكمة العين
للكاتبي القزويني ذكره صاحب كشف الظنون فقال في حرف الحاء حكمة
العين للكاتبي القزويني المتوفى ٦٧٥ أوله: سبحانك اللهم يا واجب
الوجود ذكر فيه إن جماعة من الطلبة لما فرغوا من بحث الرسالة المسماة
بالعين في المنطق من تأليفه التمسوا منه ان يضيف إليها رسالة في الالاهي
والطبيعي فأجاب ثم قال ومن شروحه شرح جمال الدين حسن بن يوسف
(٤٠٥)

الحلي وهو شرح يقال أقول أوله الحمد لله ذي العز الباهر. وقال في حرف
العين عين القواعد في المنطق والحكمة للكاتبي القزويني المتوفى ٦٧٥ أوله
بعد حمد واهب الوجود ومن شروحه إيضاح المقاصد في شرح حكمة عين
القواعد أوله الحمد لله ذي العز الباهر وهو شرح يقال يقول: وبعده ما
صورته: قال ولي الدين جار الله العلامة من علماء الدولة العثمانية هذا
سهو من المؤلف كاتب حلبي لان إيضاح المقاصد شرح لحكمة العين لابن
المطهر الحلي الشيعي لا للعين إنتهى. فظهر من ذلك إن أصل الكتاب
اسمه عين القواعد وهو في المنطق فلما أضاف إليه الالاهي والطبيعي سماه
حكمة العين والعلامة شرح حكمة العين بشرح سماه إيضاح المقاصد من
حكمة عين القواعد ومن هنا توجه الاعتراض على كاتب جلبي بجعله
إيضاح المقاصد تارة شرحا لحكمة العين وأخرى للعين مع إنه عند جعله شرحا
للعين صرح بأنه شرح لحكمة العين ٧٤ تحرير الأبحاث في معرفة العلوم
الثلاثة المنطق والطبيعي والالاهي مجلد ٧٥ نهج العرفان في علم
الميزان مجلد ٧٦ بسط الإشارات مجلد وهو شرح إشارات ابن سينا
٧٧ تحصيل الملخص وكأنه شرح على ملخص فخر الدين الرازي في
الحكمة والمنطق ذكره في جواب المسائل المهنائية وقال إنه خرج منه مجلد
٧٨ الإشارات إلى معاني الإشارات مجلد وهو من شروحه على إشارات ابن
سينا. قال الشيخ البهائي في حواشي الخلاصة إن له شرح الإشارات وإنه عنده
بخطه فيمكن ان يكون هو هذا ويمكن أن يكون الذي قبله ٧٩ لب الحكمة
٨٠ النور المشرق في علم المنطق ٨١ إيضاح المعضلات من شرح
الإشارات وهو شرح لشرح النصير الطوسي على إشارات ابن سينا المسمى
بحل مشكلات الإشارات ٨٢ التعليم الثاني العام عدة مجلدات خرج
منه بعضها كما في بعض نسخ الخلاصة ٨٣ كشف المشكلات من كتاب
التلويحات مجلدان ٨٤ شرح حكمة الاشراق وهو غير شرح حكمة
العين.
كتب الأحاديث
٨٥ استقصاء الاعتبار في تحرير معاني الأخبار. في الخلاصة ذكرنا
فيه كل حديث وصل إلينا وبحثنا في كل حديث منه على صحة السند أو
ابطاله وكون متنه محكما أو متشابها وما اشتمل عليه المتن من المباحث
الأصولية والأدبية وما يستنبط من المتن والأحكام الشرعية وغيرها وهو كتاب
لم يعمل مثله وأشار إليه في المختلف في مسالة سؤر كل ما يؤكل لحمه بما دل
على إنه في غاية البسط ٨٦ مصابيح الأنوار ذكرنا فيه كل أحاديث
علمائنا وجعلنا كل حديث يتعلق بفن في بابه ورتبنا كل فن على أبواب ابتدأنا
فيها بما روي عن النبي ص ثم من بعد بما روي عن علي ع وهكذا إلى آخر
الأئمة ع ٨٧ الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح
والحسان مجلد ٨٨ النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح. وهذه الأربعة
ليس لها عين ولا أثر ولعله ألف من كل منها شيئا يسيرا ولم يتمها فذهبت بها
حوادث الأيام ٨٩ كتاب جامع الأخبار أو مجامع الأخبار. في الرياض
نسبه إليه بعض متأخري علماء جبل عامل في بعض مجاميعه ويروي عنه
بعض الأخبار المتعلقة بفضائل القرآن كما رأيته بخطه وتاريخ الكتابة سنة
١٠٦٣ قال: كتاب مجامع الأخبار لشيخنا العلامة قدس الله روحه الزكية
فلا يبعد حمل لفظ العلامة على شيخ له نعم أورد العلامة في أوائل كتاب
المختلف حديثا وقال إني أوردته في كتاب جامع الأخبار أقول بعد وجود
ذلك في المختلف وتبادر المترجم من إطلاق لفظ العلامة لا وجه لحمله على
شيخ له.
كتب الرجال
٩٠ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال مجلد مطبوع وقد اعتنى
بأقواله فيها كل من كتب في الرجال فنقلوها كلها في كتبهم مع أنه يقتصر
غالبا على ما في فهرست الشيخ ورجال النجاشي وقد يزيد عنهما ونحن في
هذا الكتاب لم نلتزم بذكر جميع ما فيها لما مر ووقع فيها من أغلاط تنبه لها
المتأخرون عنه ونبهنا عليها في هذا الكتاب ٩١ كشف المقال في معرفة
الرجال أكبر من الخلاصة ويحيل عليه فيها وفي إيضاح الاشتباه ولا وجود له
٩٢ إيضاح الاشتباه في أسماء الرواة مطبوع ورتبه على النهج المألوف جد
صاحب الروضات وزاد عليه أيضا علم الهدى ابن ملا محسن الكاشي وطبع
من فهرست الشيخ في أوروبا ٩٣ تلخيص الفهرست للشيخ الطوسي
بحذف الكتب والأسانيد.
كتب الأدعية
٩٤ الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمة الطاهرة. عن بعض نسخ
الخلاصة أنه في أربعة أجزاء ٩٥ منهاج الصلاح في اختصار المصباح وهو
مختصر مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ألفه بالتماس الوزير محمد بن محمد
القوقهدي ورتبه على عشرة أبواب ثم ألحق به الباب الحادي عشر في
أصول الدين كما مر في أصول الدين.
كتب النحو
٩٦ كشف المكنون من كتاب القانون وهو اختصار شرح
الجزولية في النحو ٩٧ بسط الكافية وهو اختصار شرح الكافية في النحو
٩٨ المقاصد الوافية بفوائد القانون والكافية. في الخلاصة جمعنا فيه بين
الجزولية والكافية في النحو مع تمثيل ما يحتاج إلى المثال ٩٩ المطالب
العلية في علم العربية.
جوابات المسائل
١٠٠ جوابات مسائل مهنا بن سنان المدني الأول ١٠١
جوابات مسائله الثانية ١٠٢ رسالة مختصرة في جواب سؤال السلطان
محمد خربندا عن حكمة النسخ في الأحكام الشرعية مذكورة في الرياض
١٠٣ رسالة في جواب سؤالين سال عنهما الخواجة رشيد الدين فضل الله
الطبيب الهمذاني وزير غازان خان بن أرغون المغولي ووزير أخيه أيلجاتيو
خان خربندا محمد بن أرغون. وهذه الرسالة رأيناها في طهران في مكتبة
الشيخ علي المدرس.
كتب الفضائل
١٠٤ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين مطبوع ١٠٥
جواهر المطالب في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع.
كتب منوعة
١٠٦ مختصر شرح نهج البلاغة والظاهر أنه شرح ابن ميثم
١٠٧ شرح الكلمات الخمس لأمير المؤمنين ع في جواب كميل بن
زياد.
(٤٠٦)

الإجازات
منها ١٠٨ إجازة طويلة مبسوطة لبني زهرة ومنها إجازة للسيد
مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني رأيتها في مجموعة فيها مسائل
مهنا المذكور الأولى والثانية وغيرها وله إجازات كثيرة غيرها.
كتب منسوبة إليه وليست له أو مشتبه أمرها
١ الكشكول فيما جرى على آل الرسول. في أمل الآمل إنه ينسب
إليه وفي الرياض وغيره أما نسبة كتاب الكشكول إليه فهو سهو ظاهر فإنه
ليس البتة من مصنفاته أما أولا فلان سياقه ليس على سياق مؤلفاته كما
لا يخفى على من تفحصها وتأمل فيها وأما ثانيا فلأنه في أول هذا أورد
تاريخ التاليف وقال إنه سنة ٧٣٥ فهو بعد وفاة العلامة بعشر سنين تقريبا
لان وفاته سنة ٧٢٦ وأما ثالثا فلأنه من مؤلفات السيد حيدر بن علي
العبيدلي الآملي الحسيني الصوفي الذي وصل إلى خدمة الشيخ فخر الدين
ولد العلامة وأضرابه وصرح بذلك القاضي نور الله في مجالس المؤمنين في
ترجمة ذلك السيد وغيره في غيره ٢ كتاب الأسرار في إمامة الأئمة
الأطهار. في الرياض رأيت بخط بعض الأفاضل نسبته إلى العلامة وهو
سهو واضح بل هو من مؤلفات الحسن الطبرسي أو غيره من العلماء
الطبرسيين كما مر في ترجمة الحسن الطبرسي تحقيق ذلك ٣ رسائل
الدلائل البرهانية في تصحيح الحضرة الغروية في الرياض نسبه إليه ميرمنشي
في رسالة تاريخ قم الفارسية وحكى عنه فيها إنه يروي بعض الأخبار عن
السيد عبد الكريم بن طاوس صاحب فرحة الغري وأظن أن تلك الرسالة
لغيره وإنه سها في تلك النسبة.
طرقه إلى كتب الحديث
قال في آخر الخلاصة: لنا طرق متعددة إلى الشيخ السعيد أبي جعفر
الطوسي رحمه الله وكذا إلى الشيخ الصدوق أبي جعفر بن بابويه وكذا إلى
الشيخين أبي عمرو الكشي وأحمد أبي العباس النجاشي ونحن نثبت ههنا
منها ما يتفق وكلها صحيحة فالذي إلى الشيخ الطوسي رحمه الله فانا نروي
جميع رواياته ومصنفاته وإجازاته عن والدي الشيخ يوسف بن علي بن مطهر
ره عن الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج السوراوي عن الفقيه
الحسن بن هبة الله بن رطبة عن المفيد أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن
الطوسي عن والده الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي. وعن
والدي عن السيد أحمد بن يوسف بن أحمد العريضي العلوي الحسيني عن
برهان الدين محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني نزيل الري عن
السيد فضل الله أبي علي الحسيني الراوندي عن عماد الدين أبي الصمصام
ذي القفار بن معبد الحسيني عن الشيخ أبي جعفر الطوسي. وعن والدي
أبي المظفر يوسف بن مطهر رحمه الله عن السيد فخار بن معد بن فخار
العلوي الموسوي عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي عن الشيخ أبي
القاسم العماد الطبري عن المفيد أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن
الطوسي عن الشيخ والده أبي جعفر الطوسي. والذي لي إلى الشيخ أبي
جعفر بن بابويه فانا نروي جميع مصنفاته وإجازته عن والدي رحمه الله عن
السيد أحمد بن يوسف بن أحمد بن العريضي الحسيني عن البرهان محمد بن محمد بن
علي الحمداني القزويني عن السيد فضل الله بن علي الحسيني
الراوندي عن العماد أبي الصمصام بن معبد الحسيني عن الشيخ المفيد
محمد بن محمد بن النعمان عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
ابن بابويه رحمه الله. وبهذا الاسناد عن أبي الصمصام عن النجاشي
بكتابه عن الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله. وبالاسناد عن أبي
هارون بن موسى التلعكبري رحمه الله عن أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد
العزيز الكشي رحمه الله بكتابه وقد اقتصرت من الروايات إلى هؤلاء
المشايخ بما ذكرت والباقي من الروايات إلى هؤلاء المشايخ وإلى غيرهم
مذكور في كتابنا الكبير من أراده وقف عليه هناك. وفي الرياض بعد نقل
هذه الطرق ما لفظه: أقول في رواية الشيخ الطوسي عن التلعكبري بلا
واسطة خطا لأنه لم يرو عنه إلا بالواسطة الواحدة كما يعلم من الإجازات
ومن فهرست الشيخ الطوسي نفسه ومن غير ذلك من المواضع إنتهى.
أشعاره
في الرياض: رأيت بعض أشعاره ببلدة أردبيل وهي تدل على جودة
طبعه في أنواع النظم. وفي الروضات أنه عثر على مجموعة نسب إليه فيها
قوله:
ليس في كل ساعة أنا محتا * ج ولا أنت قادر أن تنيلا
فاغتنم عسرتي ويسرك فاحرز * فرصة تسترق فيها الخليلا
قال وله أيضا كتبه إلى العلامة الطوسي في صدر كتاب وأرسله إلى
عسكر السلطان خربندا مسترخصا للسفر إلى العراق من السلطانية:
محبتي تقتضي مقامي * وحالتي تقتضي الرحيلا
هذان خصمان لست أقضي * بينهما خوف أن أميلا
ولا يزالان في اختصام * حتى نرى رأيك الجميلا
ومر له بيتان كتبهما إلى ابن تيمية.
وصيته لولده
كتب العلامة وصية لولده في آخر القواعد فقال: اعلم يا بني أعانك
الله تعالى على طاعته ووفقك لفعل الخير وملازمته وأرشدك إلى
ما يحبه ويرضاه وبلغك ما تأمله من الخير وتتمناه وأسعدك الله
في الدارين وحباك بكل ما تقر به العين ومد لك في العمر السعيد والعيش
الرغيد وختم أعمالك بالصالحات ورزقك أسباب السعادات وأفاض عليك
من عظائم البركات ووقاك الله كل محذور ودفع عنك الشرور إني قد لخصت
لك في هذا الكتاب لب فتاوى الأحكام وبنيت لك فيه قواعد شرائع
الاسلام بألفاظ مختصرة وعبارة محررة وأوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق
السداد وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين ودخلت في عشر الستين
وقد حكم سيد البرايا بأنها مبدأ اعتراك المنايا فان حكم الله تعالى علي فيها
بقدره وأنفذ ما حكم به على العباد الحاضر منهم والباد فاني أوصيك كما
افترضه الله تعالى علي من الوصية وأمرني به حين أدرك المنية بملازمة تقوى
الله تعالى فإنها السنة القائمة والفريضة اللازمة والجنة الواقية والعدة الباقية
وأنفع ما أعده الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار ويعدم عنه الأنصار
وعليك باتباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار
عن نواهيه وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسية وصرف أوقاتك في
اقتناء الفضائل العلمية والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال
والارتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهال وبذل المعروف ومساعدة
(٤٠٧)

الاخوان ومقابلة المسئ بالاحسان والمحسن بالامتنان وإياك ومصاحبة
الأرذال ومعاشرة الجهال فإنها تفيد خلقا ذميما وملكة رديئة بل عليك بملازمة
العلماء ومجالسة الفضلاء فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات وتثمر
لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات وليكن يومك خيرا من أمسك
وعليك بالصبر والتوكل والرضا وحاسب نفسك في كل يوم وليلة وأكثر من
الاستغفار لربك واتق دعاء المظلوم خصوصا اليتامى والعجائز فان الله تعالى
لا يسامح بكسر كسير وعليك بصلاة الليل فان رسول الله ص حث عليها
وندب إليها وقال من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنة وعليك بصلة
الرحم فإنها تزيد في العمر عليك بحسن الخلق فان رسول الله ص قال إنكم
لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم وعليكم بصلة الذرية العلوية
فان الله تعالى قد أكد الوصية فيهم وجعل مودتهم أجر الرسالة والارشاد
فقال تعالى قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى وقال رسول الله
ص إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا رجل
نصر ذريتي ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي
باللسان والقلب ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا وقال
الصادق ع إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيها الخلائق أنصتوا فان محمدا
ص يكلمكم فينصت الخلائق فيقوم النبي ص فيقول يا معشر الخلائق من
كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه فيقولون بآبائنا
وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا بل اليد والمنة والمعروف لله
ولرسوله على جميع الخلايق فيقول بل من آوى واحدا من أهل بيتي أو برهم
أو كساهم من عري أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه فيقوم أناس قد
فعلوا ذلك فيأتي النداء من عند الله يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم
إليك فاسكنهم من الجنة حيث شئت فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون
عن محمد وأهل بيته ص. وعليك بتعظيم الفقهاء وتكرمة
العلماء فان رسول الله ص قال من أكرم فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة وهو
عنه راض ومن أهان فقيها مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان
وجعل النظر إلى وجه العالم عبادة والنظر إلى باب العالم عبادة ومجالسة العالم
عبادة وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم والفقه في الدين فان أمير
المؤمنين ع قال لولده تفقه في الدين فان الفقهاء ورثة الأنبياء وإن طالب
العلم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الطير في الهواء
والحوت في البحر وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به وإياك
وكتمان العلم ومنعه عن المستحقين لبذله فان الله تعالى يقول الذين
يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وقال رسول الله ص إذا ظهرت البدع
في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله تعالى وقال ع
: لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها
فتظلموهم وعليك بتلاوة الكتاب العزيز والتفكر في معانيه وامتثال أوامره
ونواهيه وتتبع الأخبار النبوية والآثار المحمدية والبحث عن معانيها
واستقصاء النظر فيها وقد وضعت لك كتبا متعددة في ذلك كله هذا ما
يرجع إليك وأما ما يرجع إلي ويعود نفعه علي فان تتعهدني بالترحم في
بعض الأوقات وأن تهدي إلي ثواب بعض الطاعات ولا تقلل من ذكري
فتنسبك أهل الوفاء إلى الغدر ولا تكثر من ذكري فينسبك أهل العزم إلى
العجز بل أذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك واقض ما علي من الديون
الواجبة والتعهدات اللازمة وزر قبري بقدر الإمكان واقرأ عليه شيئا من
القرآن وكل كتاب صنفته وحكم الله تعالى بأمره قبل إتمامه فأكمله وأصلح
ما تجسد من الخلل والنقصان والخطأ والنسيان وهذه وصيتي إليك والله
خليفتي عليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
٨٦٦: عماد الدين حسن بن يوسف بن محمد الحلي القبيطاوي
لعله نسبة إلى القبيطاء وهو الناطف وجد بخطه كتاب فيه دعوات ونقل عنه
الشهيد محمد بن مكي كما في مجموعة الجبعي المكرر ذكرها.
٨٦٧: الشيخ الحسن بن يوسف بن هلال بن النعمان العاملي المناري.
رأى له صاحب الذريعة إجازة لولده الشيخ أبي الحسن موسى بن
الحسن مختصرة كتبها له بخطه على ظهر الشرائع تاريخها ٧٥٦ فدل ذلك على
إنه من العلماء والمناري نسبة إلى المنارة من قرى جبل عامل ولذلك
وصفناه بالعاملي وإن لم يوجد هذا الوصف فيما حكاه صاحب الذريعة وهو
معاصر للشيخ طومان بن أحمد العاملي المناري المتوفى حوالي سنة ٧٢٨.
٨٦٨: الحسن بن يونس الحميري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
٨٦٩: السيد حسون البراقي النجفي
اسمه الحسين بن أحمد بن إسماعيل.
٨٧٠: الشيخ حسون بن عبد علي الحلي
كان حيا سنة ١٢٩٢.
فاضل أديب لا نعلم من أحواله شيئا سوى أنه من جملة العلماء
والأدباء الذين قرضوا رحلة الحاج محمد حسن ابن الحاج محمد صالح كبة
البغدادي المنظومة المسماة بالرحلة المكية التي نظمها سنة ١٢٩٢ وهم خمسة
عشر شخصا فقرضوها بخمسة عشر تقريضا ما بين نظم ونثر ولست أدري
أكان تقريضه نظما أم نثرا وكان ذلك أيام إقبال الدنيا على ناظم الرحلة أما
بعد إدبارها عنه فلا يظن أنه لو نظم خيرا منها كان يقرضها هذا العدد وإن
كان بعد إدبارها قد صار من أفاضل العلماء وقبله من أغنياء التجار.
٨٧١: حسنويه بن الحسين الكردي البرزيكاني
توفي سنة ٣٦٩ بسرماج وهي كما في معجم البلدان قلعة حصينة بين
همذان وخوزستان في الجبال.
كان من أمراء الأكراد أصحاب الحول والطول والحزم والعزم
والشجاعة والسياسة والتدبير وكان ملكه بنواحي الدينور وهمذان وكان هو
وأهل بيته شيعة كما ذكرنا في ترجمة ابنه بدر. قال ابن الأثير في حوادث سنة
٣٦٩: كان حسنويه مجدودا حسن السياسة والسيرة ضابطا لأموره منع
أصحابه من التلصص وبنى قلعة سرماج بالصخور المهندمة وبنى بالدينور
جامعا على هذا البناء وكان كثير الصدقة بالحرمين إلى أن مات. وقال ابن
الأثير أيضا: كان حسنويه أميرا على جيش من البرزيكان يسمون البرزينية
وكان خالاه وندان وغانم ابنا أحمد اميرين على صنف آخر منهم يسمون
العيثانية فتوفي غانم سنة ٣٥٠ وتوفي وندان سنة ٣٤٩ فقام مقامه ابنه أبو
الغنائم عبد الوهاب إلى أن أسره الشاذنجان وسلموه إلى حسنويه فاخذ
قلاعه وأملاكه. وقال أيضا إنه لما مات حسنويه استأمن رجاله إلى عضد
(٤٠٨)

الدولة بن بويه وقال في حوادث سنة ٣٥٩: في هذه السنة جهز ركن
الدولة وزيره أبا الفضل بن العميد في جيش كثيف وسيرهم إلى بلد
حسنويه وكان سبب ذلك أن حسنويه بن الحسين الكردي كان قد قوي
واستفحل أمره لاشتغال ركن الدولة بما هو أهم منه ولأنه كان يعين الديلم
على جيوش خراسان إذا قصدتهم فكان ركن الدولة يراعيه لذلك ويغضي
على ما يبدو منه وكان يتعرض إلى القوافل وغيرها بخفارة فبلغ ذلك ركن
الدولة فسكت عنه فلما كان الآن وقع بينه وبين سهلان بن مسافر خلاف
أدى إلى أن قصده سهلان وحاربه وهزمه حسنويه فانحاز هو وأصحابه إلى
مكان اجتمعوا فيه فقصدهم حسنويه وحصرهم فيه ثم إنه جمع من الشوك
والنبات وغيره شيئا كثا وفرقه في نواحي أصحاب سهلان والقى فيه النار
وكان الزمان صيفا فاشتد عليهم الأمر حتى كادوا يهلكون فلما عاينوا الهلاك
طلبوا الأمان فأمنهم فاخذهم عن آخرهم وبلغ ذلك ركن الدولة فلم يحتمله
له فحينئذ أمر ابن العميد بالمسير إليه فتجهز وسار في المحرم ومعه ولده أبو
الفتح فلما وصل إلى همذان توفي بها وقام ولده مقامه فصالح حسنويه على
مال أخذه منه وعاد إلى الري إلى خدمة ركن الدولة.
تنبيه
توهم بعض الفضلاء إن حسنية اسم جارية أسلمت زمن
الرشيد العباسي وقال إنها كانت عالمة فاضلة مدققة بصيرة بالأخبار والآثار
الفارسية التي جمعها الشيخ أبو الفتوح الرازي الحسين بن علي بن محمد
الخزاعي صاحب التفسير المشهور في قصة مناظرتها في مسالة الإمامة في
مجلس الرشيد معروفة يظهر منها أنها في غاية الفضل إنتهى وهذا وهم
فأبو الفتوح وضع رسالة عن لسان جارية سماها حسنية ولا وجود لها،
بطريق ما يسمونه اليوم رواية. والرسالة بالعربية وترجمها إلى الفارسية الشيخ
إبراهيم الأسترآبادي الملقب كركين كما ذكرناه في ترجمته وهذا كما فعل السيد
علي بن طاوس صاحب الاقبال من وضعه كتاب الطرائف المعروف ونسبته إلى عبد
المحمود الذمي حتى اشتبه ذلك علي جماعة من الفضلاء فيما يقال ظنوا ان ذلك أمرا
واقعا وإن كتاب الطرائف لعبد المحمود المصدر باسمه الكتاب على أن
صاحب الرياض قال إن انتساب تلك الرسالة إلى أبي الفتوح لم يثبت
واحتمل أن تكون تلك الرواية مروية عن أبي الفتوح أيضا فوضع رسالة
بالفارسية على لسان من اسمه يوحنا على أنه كان نصرانيا وأسلم وفحص
عن المذهب الحق حتى عرفه واختاره. ثم إن صاحب الرياض في ترجمة
أبي الفتوح الحسين بن علي ضبط اسم حسنية بضم الحاء وسكون السين
المهملتين وكسر النون وفتح المثناة المشددة وبعدها هاء وإذا كان اسمها
مخترعا فما الذي أعلمه أن مخترعه اخترعه على هذا الضبط ولعله اخترعه
بفتح الحاء والسين.
نقد الكتاب
جاءنا من صاحب الذريعة حفظه الله ما صورته: ذكرتم في حرف
الباء ج ١٣ الآقا بزرگ المشهدي والآقا بزرگ الطهراني ثم المشهدي وهما
واحد قطعا وجزما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
ورضي الله عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم باحسان وتابعي التابعين
وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين. وبعد فيقول العبد الفقير إلى
عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم الأمين الحسيني
العاملي عفا الله عن جرائمه: هذا هو الجزء الخامس والعشرون من كتابنا
أعيان الشيعة وفق الله تعالى لاكماله أوله من اسمه حسون ثم من
اسمه حسين ومنه تعالى نستمد المعونة والتوفيق ونسأله العصمة من
الخطا والخطل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
٨٧٢: السيد حسون البراقي
اسمه حسين بن أحمد بن الحسين
٨٧٣: الشيخ حسون بن عبد الله بن مهدي الحلي.
وحسون كأنه تبديل حسين ولد سنة ١٢٥٠ وتوفي بالحلة سنة
١٣٠٥ ونقل إلى النجف الأشرف فدفن فيه. قال اليعقوبي: ورثاه عامة
شعراء الفيحاء، وربما رثاه بعضهم بقصيدتين أو ثلاث، وممن أجاد في
تأبينه ورثائه الشاعر الفحل الحاج حسن القيم المتوفى سنة ١٣١٨ ه‍ في
قصيدة نقلتها من ديوانه المخطوط مطلعها:
سار بالعالمين ركب الحمام * أم على النعش أنت كل الأنام
لم تكن في مثواك خامرها السكر * ولكن مطاشة الأحلام
يا سقيناه وهو غير محيل * درة الجفن قبل سقيا الغمام
ووقفنا لوث الإزار عليه * فعقرنا القلوب قبل السوام
ماجد يرتدي بسابقة المجد * ويعتم بالفخار القدام
ومنها:
وإذا الأرض هزها مصمئل * قال قري يا ارض في أحلامي
لم يزل ناشرا لنا كل فضل * خص آل النبي أزكى الأنام
فهم الوارثون أكرومة المجد * قديما من هاشم لا هشام
ينحرون البزل المصاعيب للوفد * ويكفون عيلة الأيتام
من عليه يزر للباس والبؤس * رداء المطعان والمطعام
أنت أنت الفرد الذي لم ينازعك * شريك على المساعي العظام
قد أقمت الفعل الجميل مع الناس * مقام الأرواح في الأجسام
انا قصرت في الرثا ولو اني * أفرع الشعر عن لسان النامي
لم يحرر الا وماء سواد * العين كان المداد في اقلامي
كان شاعرا أديبا خطيبا ذكره الشيخ محمد علي اليعقوبي فيما كتبه في
مجلة الاعتدال فقال: كان من أساطين الخطباء، ولمواعظه ونصائحه الأثر
البليع في قلوب سامعيه، ولعله كان العلم الفرد بين الذاكرين والقراء على
كثرة من اشتهر منهم في بلده، مقدما بين أدبائها، مبجلا لدى عظمائها،
لم تزل ألسن مشايخ الحلة ومعمريها تلهج بعاطر ذكره، وحسن سيرته،
وتطريه بكل تجلة وكرامة، وتثني على مكارم أخلاقه، وسجاحة طبعه،
وعظيم نسكه وصلاحه، وكان مكثرا من النظم مجيدا في أكثر ما نظم رقيق
الألفاظ سهل الأسلوب ولم يجمع شعره في حياته ولم يجمعه أحد بعد وفاته
فعاثت به أيدي الشتات ولم يوجد منه الا النزر القليل عند بعض سراة بلده
كال القزويني وغيرهم ممن كانوا يخطبون منه بنات أفكاره فيزفها إليهم بلا
مهر عند اقتضاء واجبات الحقوق.
ووصفه السيد حيدر في تقريضه لكتابه العقد المفصل بقوله: هو
(٤٠٩)

الذي تقتبس أشعة الفضل من نار قريحته وترتوي حائمة النهى والعقل من
ري رؤيته، ونعته ابن أخيه السيد عبد المطلب عند ذكره في مرثيته لعمه
السيد حيدر فقال: نادرة هذا الدهر، وفريد هذا العصر، انسان عين
الأدب، وواحده في النظام والخطب الخ... ومن بواعث الأسف الشديد
ان هذا الأديب والمفوه الخطيب لم يتعرض لذكره أحد، وتناساه حتى أبناء
بلده الأبرار، كما تنوسي عشرات الأدباء من أمثاله في القرن الثالث عشر.
أشعاره
له عدة قصائد مشهورة في رثاء أهل البيت ع ينشدها
الذاكرون في المحافل والمواسم الحسينية منها قافيته التي صدرها بقوله:
نشدتك ان جئت خبت النقا * فعرج به واحبس الاينقا
وسل عن فؤادي فعهدي به * بتلك المعاهد أمسى لقى
ومن قيدت قلبه الغانيات * فهيهات هيهات ان يطلقا
ومن لسع الحب أحشاءه * ففيه محالا تفيد الرقى
إلا م التجافي ولا ذنب لي * أما آن أن يسعفوا باللقا
سأسقيك يا ربعهم أدمعي * إذا لثراك الحيا ما سقى
فاها لأيامنا السالفات * وعيش لنا لم يزل مونقا
وهل يرتجي ذو حجى رد ما * به طائر البين قد حلاقا
ومنها يصف موقف السبط الشهيد يوم الطف:
غداة كتائب أهل الضلال * لحرب الحسين حداها الشقا
فثار لها موردا شوسها * حياض المنية في الملتقى
رأت منه باس أبيه الوصي * ببدر وذكرها الخندقا
فصار الرعيل يدق الرعيل * وفيلقهم يركب الفيلقا
وله من قصيدة ثانية ويخص فيها بالذكر العباس بن علي ع:
لو كنت تعلم ما في القلب من شجن * ما ذاق طرفك يوما طيب الوسن
ولو رأيت غداة البين وقفتنا * أذلت دمعك حزنا كالحيا الهتن
ناديت مذ طوح الحادي بظعنهم * وراح يطوي فيافي الأرض بالبدن
يا راحلين بصبري والفؤاد معا * رفقا بقلب محب ناحل البدن
ظللت في ربعكم أبكي لبعدكم * كما بكين حمامات على فنن
طورا أشم الثرى شوقا وآونة * أدعو فلا أحد بالرد يسعفني
يا سعد دع عنك ذكر الغانيات ودع * عنك البكاء على الاطلال والدمن
واسمع بخطب جرى في كربلاء على * آل النبي ونح بالسر والعلن
يوم به الدين قد هدت قواعده * وأصبح الشرك فيه ثابت الركن
وله في التشبيب:
يا راحلا رحل الكرى عن ناظري * لما نأى والجسم زاد نحولا
ومودعا لو مت قبل وداعه * أسفا لكان الموت فيه قليلا
صيرتني مضني الفؤاد مسهدا * واهي القوى باكي العيون عليلا
أرعى النجوم مؤرقا فتخالني * تحت الظلام على النجوم وكيلا
وأطارح الورق الهتوف بنوحها * مهما دعت فوق الأراك هديلا
وائن من ألم الفراق وناظري * مد الفرات بدمعه والنيلا
ويهزني شوقي إليك فأنثني * طربا كأني قد سقيت شمولا
يا نازحا عني وفي وسط الحشا * مني تبوأ منزلا ومقيلا
لو أستطيع ركبت سارية الصبا * لك لو وجدت لما أردت سبيلا
وهواك وهو لدي خير الية * قسم يجل بان يقال جليلا
ما مال قلبي مذ نايت لصاحب * كلا وإلا ألف الفؤاد خليلا
فمتى ليالينا تعود ويغتدي * ودي بود أحبتي موصولا
بالله بلغ يا نسيم أحبتي * شوقي فغيرك ما وجدت رسولا
وله:
لعمري ما لانت قناتي لغامز * ولا بي كبا طرفي لدى الجولان
ولا رجفت أحشاي قط بموقف * ولا خانني رمحي بيوم طعان
وله مراسلا بعض أحبابه:
ما شاقني ظبي أغر * يحكي بطلعته القمر
حلو الدلال مقرطق * غنج بعينيه حور
وإذا تثنى أورنا * يا عاشقيه خذوا الحذر
لو أن ناسك ديره * لجماله يوما نظر
لصبا وقال تبارك * الرحمن وما هذا بشر
كلا ولا شاق الحشا * زمن بوادي الجزع مر
حيث العواذل غيبت * عني ومن اهوى حضر
فترى الكؤوس كأنها * شهب تلألأ في سحر
قسما بحسنك وهو خير * الية من خير بر
مذ غبت حاربت الهنا * نفسي وسالمت الكدر
وجفت لذيذ رقادها * عيني وواصلت السهر
واها على زمن مضى * ماذا يكون لو استمر
كم نلت منك به المنى * ولكم قضيت به وطر
ومن قصيدته التي قرض فيها العقد المفصل قوله:
نعم انه العقد المفصل أشرقت * لألؤه فالكون منهن زاهر
اتى بأغاني دمية القصر فالورى * سكارى ولا ساق هنالك دائر
لو أن ابن أوس فيه سرح طرفه * لراح ومنه اللب ولهان حائر
فيا رائد الزهر الندي دونك اقتطف * بعينيك ما ترتاح فيه البصائر
فاقسم ما صاغت يد الفضل مثله * ولا جاء للدنيا كحيدر شاعر
يشير فتأتيه القوافي كأنه * مليك له غر القوافي عساكر
به الحلة الفيحاء طاولت السهى * فخارا وباهى الأولين الأواخر
وله من موشحة جارى فيها بالوزن موشحة: ليلة ليلى بوصل
عودي:
قد جاد بالوصل بعد الهجر * أغيد يزري بنور البدر
طاف على الصب بالأقداح * في ليلة غاب عنا اللاحي
فبت من خده تفاحي * ومن رضاب الثنايا خمري
أفديه من ذي دلال المى * من ردفه الخصر يشكو الهضما
حسبته بدر تم لما * بدا لنا تحت ليل الشعر
يا منزل الشوق من نعمان * سقيت من هاطل الأجفان
هل راجع فيك عيش ثان * وجامع فيك شملي دهري
الا اسقني قرقف الصهباء * تطفي أواري وتشفي دائي
ومذ بها طاف ظن الرائي * شمسا تجلت بكفي بدر
ومن غرامياته:
عج على بارق وحي الخياما * واقرئ النازلين فيها السلاما
(٤١٠)

كم ليال مضت بهم مشرقات * لم يكن مكثهن الا لماما
جمعتنا بكل وردي خد * يخجل الغصن حين يثني القواما
هو نور لكن لشقوة قوم * قال خلاقه له كن غلاما
وله قصيدة أخرى بائية يرثي بها السيد حيدر وهما مثبتتان في مقدمة
ديوان السيد المذكور. وله مقاطيع أخرى أثبتناها في الأصل وكان وقعدده في
الصناعتين الشيخ الجليل محمد بن حمزة المعروف بابن الملا وقد نشرنا له
ترجمة مفصلة في مجلة الحكمة الحلية المحتجبة.
٨٧٤: الشيخ أبو عبد الله الحسين
يطلق على أبي عبد الله الحسين بن جبير ويطلق على أبي عبد الله
الحسين بن الحسن بن الحسين المؤدب أستاذ محمد بن بندار والعجب
من صاحب الرياض حيث قال الشيخ الثقة أبو عبد الله الحسين
من أجلة علمائنا له كتاب الاعتبار في إبطال الاختيار يعني في الإمامة
نسبه إليه الشيخ حسن بن علي الكركي في كتاب عمدة المطلب ووثقه
وينقل عنه الاخبار ولم أعلم عصره ولعله هو الشيخ أبو عبد الله
الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن الخياط من مشايخ الشيخ
الطوسي كما سيأتي بل يحتمل كونه أبا عبد الله الحسين شيخ ابن بندار
المتقدم ولعل الأخير أظهر اه‍ مع أنه ترجم أبا عبد الله الحسين بن جبير
ونسب اليه كتاب الاعتبار وترجم أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن الحسين
المؤدب كما يأتي. وعذره في ذلك أنه كان يكتب في مسودة الكتاب ما يجده
أولا ثم يكتب غيره مما يجده ولا تتسع فرصته لمراجعة ما كتبه أولا فيقع منه
مثل هذا وهو في كتابه كثير.
٨٧٥: أبو عبد الله الحسين
ذكره ابن شهرآشوب في المعالم بهذا العنوان وقال له كتب منها اخبار
المحدثين، اخبار معاوية، الفضائل، الكشف. كما في نسخة مخطوطة
عندي قابلتها على عدة نسخ مخطوطة وكما في النسخة المطبوعة في طهران وفي
أمل الآمل في نسخة مخطوطة عندي منقولة عن نسخة الأصل مثله نقلا عن
ابن شهرآشوب ولا ذكر له في المطبوعة. وعن كشف الحجب انه ذكره
بعنوان أبي عبد الله الحسين الحسيني ونسب اليه الكتب المذكورة وقد مر
ذكره في الكنى ج ٧ ص ٩ بعنوان أبو عبد الله الحسني نقلا عن فهرست ابن
النديم وذكرنا هناك ان الشيخ في فهرسته ذكره كذلك نقلا عن ابن النديم
وحينئذ فالصواب انه أبو عبد الله الحسني لا أبو عبد الله الحسين وان ذكره
في باب الحسين خطا فاما ان يكون اسمه كنيته أو هو مجهول الاسم وان ما
في نسخ المعالم المخطوطة والمطبوعة من أن اسمه الحسين تحريف من النساخ
لا من ابن شهرآشوب فإنه ذكره في باب الكنى فقال: فصل فيمن عرف
بكنيته أبو عبد الله الحسني له كتب منها الخ فهو قد صرح بأنه يعرف بكنيته
مع أنه لو كان اسمه الحسين لوجب ذكره في باب الأسماء من حرف الحاء
مع أنه لم يذكره واحتمال انه ذكره في باب الكنى لكونه معروفا بكنيته وان كان
اسمه معروفا انه الحسين بعيد والأصل في ترجمته فهرست ابن النديم وكل هؤلاء
تابعون له وناقلون عنه وهو قد ذكره بين اثنين كلاهما يعرف بلقبه فقال:
قنبرة واسمه إسماعيل الحسيني أبو عبد الله البلوي واسمه عبد الله. وعادته
ان يذكر الكنية أولا ثم الاسم كما يظهر من تتبع كتابه فلو كان اسمه الحسين
لقال أبو عبد الله الحسين والتأمل في جميع ذلك يوجب القطع بأنه ليس
اسمه الحسين بل إنه يعرف بكنيته أبو عبد الله ويوصف بالحسني ويمكن ان
يكون صاحب الأمل اطلع على أنه ليس اسمه الحسين فضرب على ترجمته
المذكورة في الحسين ولذلك لم توجد في النسخة المطبوعة لكن كان عليه ان
يذكره في الكنى مع أنه لم يذكره فيها، واحتمال ان صاحب كشف الحجب
اطلع على اسمه في موضع آخر كما في الذريعة مقطوع بعدمه.
٨٧٦: السيد شرف الدين حسين
عالم فاضل يروي إجازة عن الشيخ البهائي وعن والد البهائي الشيخ
حسين بن عبد الصمد وتاريخ إجازة البهائي له سنة ١٠٣٠ كتبها له في ذيل
إجازة والده له.
٨٧٧: المولى الشيخ كمال الدين حسين
في الرياض فاضل عالم متكلم جليل قرأ عليه السيد النبيل الأمير جليل
الرضوي على ما صرح به ذلك السيد نفسه في حاشيته على تصديقات شرح
الشمسية المطالع فلاحظ مذهبه اه‍.
٨٧٨: الشيخ حسين آل عصفور
يأتي بعنوان الحسين بن محمد بن أحمد.
٨٧٩: الشيخ كمال الدين حسين الآملي.
من تلاميذ السيد ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الحسيني
الأسترآبادي مؤلف منهج المقال في معرفة الرجال وجدت له إجازة لتلميذه
المذكور على ظهر تلخيص الأقوال في معرفة الرجال وهو مختصر منهج المقال
المعروف بالوسيط بتاريخ أواسط المحرم سنة ١٠١٨ وصفه فيها بقوله الأعز
الفاضل التقي الورع المنقى اللوذعي خلاصة الأفاضل والمتورعين الشيخ
كمال الدين حسين الآملي اه‍.
٨٨٠: الحسين بن أبتر الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وذكر في
أصحاب الصادق ع الحسين بن أثير الكوفي كما يأتي ويحتمل انهما
واحد وان أبتر وأثير صحف أحدهما بالآخر.
٨٨١: الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب أو المكتب.
لم ينص على توثيقه سوى ان الصدوق أكثر من الرواية عنه مترضيا
مترحما وهو كاف في جلالته وفي الرياض الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن
هشام المكتب من أجلة مشايخ الصدوق ويروي عن أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان كما يظهر من كتب الصدوق ويعرف الحسين بالمكتب اه‍.
وفي لسان الميزان: الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدب روى عن أبي
الحسين محمد بن جعفر الأسدي وغيره قال علي بن الحكم في مشايخ الشيعة
كان مقيما بقم وله كتاب في الفرائض أجاد فيه وأخذ عنه أبو جعفر محمد بن
علي بن بابويه وكان يعظمه اه‍. وعلي بن الحكم من أجلاء أصحابنا له
كتاب في الرجال وكان هذا الكتاب عند ابن حجر ونقل عنه في لسان الميزان
كثيرا وأبو جعفر المذكور هو الصدوق.
التمييز
عن جامع الرواة والميرزا في حاشية المنهج رواية الصدوق عنه عن
إبراهيم بن هاشم ومحمد بن أبي عبد الله وغيره اه ومحمد بن أبي
عبد الله هو ابن جعفر الأسدي الذي في كلام ابن حجر.
(٤١١)

٨٨٢: الحسين بن إبراهيم البابي.
نسبة إلى باب الأبواب ثغر بالخزر وهي مدينة الدربند وفي ميزان
الاعتدال المطبوع الباقي وهو تصحيف.
في ميزان الاعتدال: الحسين بن إبراهيم البابي عن حميد الطويل عن
أنس بحديث موضوع تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر واليمين واليمنى
أحق بالزينة وحسين لا يدري من هو فلعله من وضعه وله حديث آخر رواه
ابن عدي عن عيسى بن محمد عنه عن حميد عن أنس قال قال رسول الله
ص لما عرج بي رأيت على ساق العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته
بعلي ونصرته بعلي وهذا اختلاق بين انتهى وفي لسان الميزان بعد نقله
قال ورواه ابن عساكر في ترجمة الحسن بن محمد بن أحمد بن هشام السلمي
بسنده اليه عن أبي جعفر محمد بن عبد الله البغدادي حدثني محمد بن
الحسن بباب الأبواب حدثنا حميد الطويل فذكر مثله وهو موضوع لا ريب
فيه لكني لا أدري من وضعه. وقال ابن عدي لما اخرجه هذا حديث باطل
والحسين مجهول وقد ذكره عياض من وجه آخر ورواه عن أبي الحمراء
انتهى. والذي رواه ابن عساكر في ترجمة الحسن بن محمد السلمي
المذكور من طريقه عن أنس عن الرسول ص: تختموا بالعقيق فإنه انجح
للأمر واليمنى أحق بالزينة. وجزمهم بوضعه مع تعدد طرقه لمخالفته لما
اعتقدوه من استحباب التختم باليسار ولكن الذي اتفقت عليه روايات أهل
البيت ع وفتوى فقهائهم هو استحباب التختم باليمين وهم
أحق بالاتباع من كل من سواهم والتعليل بان اليمنى أحق بالزينة انما هو
للإشارة إلى الرد عليهم فقد ثبت في الشرع أن اليمنى أشرفهما والتختم زينة
فتكون اليمنى أحق به. واما الحديث الثاني الذي جزم الذهبي على عادته
المعلومة بأنه اختلاق بين فمضمونه من الضروريات والبديهيات التي لا
تحتاج أن تكتب على ساق العرش فإنه لا يشك عاقل في أن الله تعالى أيد
الرسول ص ونصره بعلي الذي كان له المقام الاسمي في ذلك لا بمن تكرر
منه الفرار ولم يسمع له بقتيل ومن روايته مثل هذا الحديث قد يظن تشيعه.
٨٨٣: الحسين بن إبراهيم تاتانة.
النسخ في تاتانة مختلفة ففي بعضها بمثناتين فوقيتين بعدهما ألفان وبعد
الألف الثانية نون وفي بعضها بدل المثناتين موحدتان تحتيتان وفي بعضها
الحسين بن إبراهيم بن تاتانة ويوجد الحسن مكبرا ابن إبراهيم بن بإبانة أو
تاتانة وتقدم فيحتمل انهما شخص واحد والاختلاف بالتصغير والتكبير
تصحيف كالاختلاف بين تاتانة وبابانة وهو الظاهر ويحتمل أنهما أخوان. لم
يوثق. وفي التعليقة أكثر الصدوق من الرواية عنه مترضيا اه وهو بمنزلة
التوثيق وفي لسان الميزان ذكره أبو جعفر القمي في شيوخه وقال روى عن
إبراهيم بن هشام هاشم ظ فساق عنه أثرا مرفوعا عن أبي جعفر الباقر
رحمه الله اه.
٨٨٤: ملا حسين بن إبراهيم الجاويش الحلي المعروف بملا حسين الجاويش.
توفي سنة ١٢٣٧ تقريبا بالحلة ودفن في النجف.
في الطليعة: كان فاضلا أديبا وشاعرا لبيبا وناثرا حسن الأسلوب لا
يفتر عن مطارحة الأدباء ومذاكرتهم ولم تزل له قصيدة في المواقع التاريخية
وكان مع ذلك أكثر شعره في الأئمة الطاهرين فمن ذلك قوله من قصيدة
أولها:
هاج أحزان مهجتي وشجاها خطب من جل في الأنام عزاها
يقول فيها في حق أمير المؤمنين ع:
أيولى أمر الخلافة الا * من بنى أصلها وشاد علاها
سيد الأوصياء في كل عصر * تاجها عقدها منار هداها
ذاك مولى بسيفه وهداه * آية الشرك والضلال محاها
من رقى منكب النبي وصلى * معه في السماء لما رقاها
رد شمس الضحى وكلمه * الميت جهارا ببابل إذ أتاها
كم له في الكتاب آية مدح * خصصت فيه والنبي تلاها
ولكم صال في دجنة نقع * فجلا ليلها بفجر ضياها
ذو أياد فيها المنى والمنايا * فالورى بين حزنها ورجاها
يا امام الهدى ومن فاق فضلا * وسما قدرة وقدرا وجاها
جل معناك أن تحيط به الأفكار * هيهات حار فيه ذكاها
أنت خير الأنام طرا وأعلى * رتبة بعد سيد الرسل طه
ليس سر الغيوب مولاي الا * حكمة أنت كاشف لغطاها
حاش لله أن تضاهى بمخلوق * تعاليت رفعة أن تضاهى
بكم الأرض مهدت واستقامت * حيث كنتم في الذكر خط استواها
وبكم آدم دعا فتلقى * كلمات من ربه فتلاها
دونكم من حسينكم بكر فكر * حكت البدر بهجة وحكاها
٨٨٥: الشيخ حسين بن إبراهيم الجيلاني التنكابني.
عالم فاضل حكيم صوفي من تلاميذ المولى صدر الدين الشيرازي
المتوفى سنة ١٠٥٠. وفي الرياض: حكيم صوفي على مذهب الاشراقيين
فاضل عالم من تلاميذ المولى صدر الدين محمد الشيرازي والغالب عليه
الحكمة بل كان لا يعرف غيرها. واشتهر أنه لما سمع أن المولى الفاضل
القزويني يكفر الحكماء ومن يعتقد عقائدهم الفاسدة لم يدخل قزوين وقال
أنا محب للمولى ولكن لما كان اعتقاده هكذا أخاف أن يتأذى من دخولي
قزوين فلا أدخلها. فأرسل اليه المولى المذكور باني اكفر من يفهم كلام
الحكماء ثم يعتقد معتقداتهم وأما أنت فلا باس عليك. قال فكان قوله هذا
أشد علي من تكفيره إياي. ثم بعد ما وقعت الصحبة وتوثقت المحبة بينهما
التمس من المولى المذكور أن يصلي له ركعتي الهدية إذا مات قبله ثم سافر
المترجم إلى مكة المعظمة وأقام بها مدة واتفق أن رأوه عند الطواف يلصق
بطنه بالمستجار وبالأركان حسبما وردت الرواية باستحباب ذلك عن أئمة
أهل البيت فاتهموه بأنه يمس البيت الشريف بعورته فضربوه ضربا مبرح
حتى أشرف على الهلاك ثم خرج من مكة مريضا على تلك الحال خوفا منهم
قاصدا المدينة المنورة فمات بسبب ذلك الضرب شهيدا بين الحرمين ودفن
بالربذة عند قبر أبي ذر الغفاري. ولما سمع المولى المذكور بشهادته صلى له
الركعتين اللتين اشترطهما له اه.
قال المؤلف: هكذا يكون فعل هؤلاء الأشرار مع حجاج بيت
الله الحرام لكونهم من اتباع أهل البيت الطاهر يفعلون ذلك في المكان الذي
يامن فيه الطير والوحش ولا ذنب لهؤلاء الا حبهم أهل البيت الطاهر الذين
جعل الله ودهم اجر الرسالة وطالما وضع المكيون طبيخ العدس الجريش في
(٤١٢)

الشمس في حر الحجاز حتى ينتن ثم وضعوا شيئا منه في الحرم المكي
الشريف فإذا رأوا أحدا من حجاج الإيرانيين الشيعة قالوا هذا وضع العذرة
في الحرم الشريف وأروا ذلك الناس وأشموهم رائحته وانهالوا على ذلك
الحاج بالضرب حتى يفقدوه الحياة أو يكاد، وقد وقع ما هو أفظع من هذا
في زماننا ففي ١٧ ذي الحجة سنة ١٣٦٢ كان رجل أصفهاني من الذرية
الطاهرة النبوية حاجا مع والدته وأخته وبه أثر المرض فجاء يوما إلى الحرم
الشريف ومن الازدحام والمرض جاشت نفسه وتقيا فتلقى القئ بردائه
فشهد عليه بعض أهل صعيد مصر بأنه وضع العذرة على فيه وجاء لينجس
الكعبة المشرفة فقبض عليه وحكم عليه القاضي بالاعدام ونفذ فيه الحكم
في اليوم الثاني فذبح بين الصفا والمروة كما تذبح الشاة فيا للفظاعة ويا للعار
أن يذبح السيد الشريف الذي هو من الذرية الطاهرة المؤمن الموحد المهاجر
من بلاده لحج بيت الله الحرام والمنفق مئات الدنانير في هذا السبيل
والمتحمل أصعب المشاق في حرم يامن فيه الوحش والطير بهذه التهمة
السخيفة التي لا يصدقها من عنده ذرة من عقل وأن يكون من يظهر
الاسلام من الفرنجة لأسباب سياسية يحج آمنا مطمئنا. ولما بلغ ذلك
مسامع الدولة الإيرانية احتجت على هذا العمل الفظيع ومنعت رعاياها من
الحج حتى يكونوا آمني السرب فلم يحج في عام ١٣٦٣ أحد من الإيرانيين
وتبعهم في ذلك شيعة العراق فلم يحج أحد منهم في ذلك العام واستمر ترك
الإيرانيين الحج إلى عامنا هذا وهو عام ١٣٦٦ والله أعلم متى ينتهي ذلك.
ثم أن الحاكمين بذلك لما رأوا شناعة ما فعلوه وفظاعته ورأوا تنديد الناس
عموما بهم أرادوا أن يستروا قبحه بما تضحك منه الثكلى فاعلنوا أنه جاء في
ذلك العام ١٧ مجوسيا إلى مكة لينجسوا البيت والمقتول هو أحدهم. مع أن
المقتول كما قدمنا سيد شريف من أهل البيت الطاهر مسلم موحد وما ذا يجنيه
المجوس من تنجيس البيت وما الفائدة التي تعود عليهم من ذلك ليصرفوا
مئات الألوف من الدنانير لأجله وأي عاقل يقدم على ذلك من المجوس
ويعرض نفسه للخطر لغير نفع ولا جدوى ولكن هذا الزمان الفاسد لا
يستغرب أن يقع فيه مثل هذه العجائب والله نعم الحكم العدل. قال
صاحب الرياض: وللمترجم ولد من الطلبة اسمه الشيخ إبراهيم كان
شريكنا في الدرس ومات في عصرنا هذا بأصبهان.
مؤلفاته
في الرياض له ١ حاشية على الحاشية الخفرية لالاهيات شرح
التجريد ٢ رسالة مختصرة في اثبات حدوث العالم ولكن على طريقتهم وفي
الذريعة قال له اثبات حدوث العالم ووجوده بعد العدم الحقيقي مطبوع
ووجدت نسخة منه كتابتها سنة ١٠٦٩ فما في النسخة المطبوعة من أن
المؤلف فرع منه سنة ١٢١٩ غلط من الناسخ اه‍ ٣ رسالة في تحقيق
وحدة الوجود وتجلياته وتنزلاته على نهج قول أستاذه مركبا بين التصوف
والحكمة الاشراقية والمشائية ذكر ذلك صاحب الرياض أقول رأيت هذه
الرسالة في طهران سنة ١٣٥٣ ٤ تعليقات على كتاب الشفا للشيخ الرئيس
ذكرها صاحب الرياض وقال إلى غير ذلك من الرسائل والتعليقات.
٨٨٦: السيد حسين بن إبراهيم بن حسين بن زين العابدين بن علي بن علي
أصغر بن علي أكبر بن علي المعروف بسياه پوش الحسيني الموسوي البهبهاني
نزيل كربلاء.
ولد في بهبهان سنة ١٢١٥ وقتل سنة ١٣٠٠ آئبا من الحج في موضع
يسمى بئر الدرويش على مرحلة من المدينة المنورة خرج ليلا من خيمته
لقضاء الحاجة فضربه بعض اللصوص من الأعراب على رأسه فقضى عليه
ونقل إلى المدينة المنورة ودفن بجوار أئمة البقيع.
في كتاب شهداء الفضيلة: أحد أئمة كربلاء الموثوق بهم ومبرزي
علمائها نشا في بهبهان وقرأ على علمائها ثم هاجر إلى العراق فقرأ في النجف
إلى أن تاهل لحضور درس الشيخ مرتضى الأنصاري فقرأ عليه مدة حياته
واحرز منه شهادة الاجتهاد وبعد وفاته هاجر إلى كربلاء وتوطنها واشتغل
بالتدريس وكان يؤم في الصلوات الخمس في مسجده المعروف قرب مشهد
أبي الفضل العباس إلى أن حج وقتل بالتاريخ المتقدم وكان له مؤلفات
تلفت في واقعة حمزة بك في آخر العهد التركي لما أغاروا على دار خلفه
السيد كاظم وأحرقوها.
٨٨٧: الآقا حسين ابن آقا إبراهيم الخاتون آبادي المشهدي.
توفي مقتولا في عشر الستين بعد الألف ومائة كما في إجازة السيد
عبد الله الجزائري ولكن في تتمة أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني أنه
توفي سنة ١١٥٩ ونقل إلى المشهد المقدس الرضوي فدفن هناك ولم يشر إلى
قتله بل في آخر كلامه الآتي إشارة إلى نفي قتله.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان عالما ذكيا له رسالة في معنى اللطف وأخرى في
عدم مشروعية الجمعة ما أصاب فيها ولا أجاد حرفا واحدا. تعاشرت كثيرا
معه في المشهد ثم في قزوين إلى أذربيجان ثم في بلادنا لما قدم الينا توفي
مقتولا اه‍ هكذا في الإجازة التي رأيناها ولكن في كتاب شهداء الفضيلة
نقلا عن الإجازة المذكورة أنه عده من أفراد العلماء الراشدين ومن أوتاد
الأرض واعلام الدين. وفي تتميم أمل الآمل للقزويني: آقا حسين ابن آقا
إبراهيم المشهدي السابق الذكر كان ذا فضل باذخ وعلم شامخ متقنا للعلوم
مع ذهن وقاد وفهم نقاد كان شيخ الاسلام في العسكر النادري وأرسله
نادر شاه إلى مملكته لتمييز شيوخ الاسلام والقضاة وعزل غير المستحق ونصب المستحق
فدار في المملكة وورد تبريز وأنا هناك وكان حسن الصحبة
أكثر محاوراته في البحث عن المسائل العلمية وكان يجلسه نادر شاه على مائدته
فتاتي الأطعمة في صحاف الذهب فكان يطرح المأكولات منها على الخبز
ويأكل منه لحرمة الأكل في أواني الذهب والفضة فذكر ذلك للشاه فهم بقتله
إذا رآه يفعل ذلك فأخبره أحد أحبائه بذلك فلم يفعله في الليلة الثانية ورآه
نادر فلم يقتله فكان على منصبه إلى أن مات اه وكان العبارة الأخيرة إشارة
إلى الرد على الجزائري الذي ذكر أنه مات مقتولا كما مر.
٨٨٨: الحسين بن إبراهيم بن الخطاب.
توفي سنة ٥٥٢.
في لسان الميزان أنه روي عن أبي زكريا التبريزي هو شارح ديوان
الحماسة وأخذ عنه في الأدب وسمع من أحمد بن عبد القادر بن يوسف
وقدم في الديوان روى عنه ابن الجسار كان يتعاطى الترسل ويدعي التحقيق
بالبتري ولم يكن بذاك في الرواية ولا الدراية قال أبو الفضل بن شافع كان
له فضل وأدب وكان شديد الغلو في التشيع وادعى أكثر مما قرأ ومات سنة
٥٥٢.
(٤١٣)

٨٨٩: الأمير نصير الدين الحسين بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين
مسعود بن صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني.
توفي سنة ١٠٢٣
هو أخو جد صاحب السلافة الأمير محمد معصوم بن إبراهيم بن
سلام الله ذكره صاحب السلافة في ضمن جماعة من أعيان العجم لم يترجم
لهم بالخصوص فقال أعيان العجم وأفاضلهم الذين هم من أهل هذه المائة
يعني المائة الحادية عشرة كثيرو العدد متوفرو المدد غير أن أكثرهم لم
يتعاط نظم الشعر العربي اهتماما بما هو أهم منه ولعل لهم ترسلا وانشاء
بالعربية ولكني لم أقف عليه فمن أعظم فضلائهم وأكبر نبلائهم الذين لم
أترجم لهم في هذا الكتاب جدي الأمير محمد معصوم واخوه الأمير نصير
الدين حسين المتوفى سنة ١٠٢٣ وكانا يشبهان بالشريفين المرتضى والرضي
اه‍ وذكره صاحب أمل الآمل فقال كما في نسخة مخطوطة عندي منقولة
عن نسخة الأصل ومثلها المطبوعة الأمير نصير الدين الحسين بن إبراهيم بن
سلام الله الحسيني كان عالما فاضلا شاعرا أديبا ذكره صاحب السلافة وذكر
انه جده وأثنى عليه كثيرا وذكر انه هو وأخوه احمد السابق ذكره يشبهان
بالرضي والمرتضى وانه توفي سنة ١٠٢٣ اه‍ ونقل عين عبارته صاحب
الرياض ثم قال أقول وبقي ما بعده بياضا ولا يخفى وقوع الخلل في عبارة
الأمل ولعل صاحب الرياض كان يريد ان ينبه عليه فبقي محله بياضا ومحل
الخلل أولا ان صاحب السلافة الذي هو اعرف بحاله من كل أحد
يقول إنه لم يتعاط نظم الشعر العربي ولم يطلع له على نثر فيه فلذلك لم
يترجم له بالخصوص فكيف وصفه صاحب الأمل بأنه كان شاعرا أديبا
ثانيا هو أخو جد صاحب السلافة محمد بن معصوم لا جده ثالثا ان
أحمد بن محمد معصوم الذي سبق ذكره في كلام صاحب الأمل هو والد
صاحب السلافة السيد علي خان ابن أحمد بن محمد معصوم وهو ابن أخي
المترجم له لا اخوه واللذين قال عنهما صاحب السلافة انهما كانا يشبهان
بالمرتضى والرضي هما محمد معصوم واخوه حسين لا احمد وحسين
رابعا ان صاحب السلافة قدم المرتضى على الرضي وهو المناسب
وصاحب الأمل عكس.
٨٩٠: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن
الخياط.
في الرياض: فاضل عالم فقيه جليل معاصر للشيخ المفيد ونظرائه
ويروي عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ويروي الشيخ الطوسي
عنه. وكثيرا ما يعتمد على كتبه ورواياته السيد ابن طاووس وينقلها في
كتاب مهج الدعوات وغيره وقد ذكر العلامة أيضا هذا الشيخ في بعض
إجازاته اه‍ وفي أمل الآمل الحسين بن إبراهيم القمي المعروف بابن
الخياط فاضل جليل من مشايخ الشيخ الطوسي من رجال الخاصة ذكره
العلامة في اجازته اه‍ وفي الرياض بعد ايراد ما في الأمل قال الحق في
نسبه ما أوردناه ويؤيده بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي قال في رسالته
المعمولة في أسامي المشايخ ومنهم الشيخ أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن
علي القمي المعروف بابن الخياط يروي عن أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري اه‍.
٨٩١: الحسين بن إبراهيم القزويني.
في الرياض: كان من مشايخ الشيخ الطوسي ويروي عن ابن نوح
وعن محمد بن وهبان كما يظهر من كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ولم أجد له
ترجمة في كتب الرجال وفي لسان الميزان ذكره أبو جعفر الطوسي في مشايخه
وأثنى عليه وقال كان يروي عن محمد بن وهبان وذكره علي بن الحكم في
شيوخ الشيعة اه‍ وعلي بن الحكم وكتابه أشير اليه مرارا في هذا
الكتاب.
٨٩٢: السيد حسين بن إبراهيم القزويني شيخ بحر العلوم.
يأتي بعنوان السيد حسين بن إبراهيم بن محمد معصوم.
٨٩٣: السيد حسين ابن الأمير إبراهيم ويقال محمد إبراهيم ابن الأمير محمد
معصوم بن محمد فصيح بن أولياء الحسيني التبريزي القزويني.
توفي سنة ١٢٠٨ في قزوين وقبره فيها مزور معروف يتبرك به.
أقوال العلماء فيه
كان عالما جليلا علامة وهو من مشايخ السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي في الإجازة. وأطراه بحر العلوم في اجازته للسيد حيدر اليزدي
وغيرها فقال فخر السادة العلماء وزين الفضلاء الاجلاء طود العلوم الشامخ
وعماد الفضل الراسخ العالم الفاضل المتتبع والفقيه العارف المطلع انتهى
وقال في حقه صاحب مستدركات الوسائل: العالم الجليل والسيد النبيل
صاحب الكرامات الباهرة. وقال في حقه الشيخ عبد النبي القزويني في
تتمة أمل الآمل: البحر الخضم والطود الأشم الفاضل العالم أفقه الفقهاء
صاحب الفكر المستقيم والذهن القويم فاضل عديم المثيل جامع للأقوال
والأدلة مستنبط للمسائل حقق الأقوال بما لا مزيد عليه وليس علمه مقصورا
على الفقه بل هو متفنن بالاتقان صحبته من أول الشباب وفارقته وعمره
نحو خمس وثلاثين والآن قاربنا الخمس والستين ومكارمه لا تحصى
اه‍.
مشايخه
تلمذ على أبيه المتوفى سنة ١١٤٥ ثم على أخيه السيد محمد مهدي
ويروي عن أخيه أيضا وعن السيد نصر الله الحائري والشيخ حسين
الماحوزي والمولى محمد قاسم بن محمد رضا ابن المولى محمد سراب التنكابني
والشيخ محمد علي الجزيني تلميذ محمد بن الحسن بن الحر العاملي.
تلاميذه
منهم بحر العلوم الطباطبائي يروي عنه بالإجازة وتاريخ اجازته له
سنة ١١٩٣ أو ٩٤.
مؤلفاته
١ معارج الاحكام في شرح مسالك الأفهام وشرائع الاسلام في
مستدركات الوسائل انه كتاب كبير شريف له مقدمات حسنة نافعة اه‍
وفي تتميم أمل الآمل للشيخ عبد النبي القزويني له شرح مبسوط على كتاب
المسالك حقق فيه مسائله ونقح دلائله وهو كتاب فائق رائق ٢ مستقصى
الاجتهاد في شرح ذخيرة المعاد والارشاد ٣ الدر الثمين في الرسائل
الأربعين ٤ رفع الالتباس ٥ قصد السلوك ٦ ايضاح المحجة في
حل الظهر يوم الجمعة بالحجة وهو احدى الرسائل الأربعين التي جمعها في
الدر الثمين ٧ اختيار المذهب فيما يصحبه الإنسان من الذهب وهو
احدى الرسائل الأربعين التي يحويها الدر الثمين ٨ مواهب الوداد ٩
(٤١٤)

غاية الاختيار ١٠ رسالة في بيع الوقف وهي احدى الأربعين المشتمل
عليها الدر الثمين ١١ نظم البرهان منظومة وشرحها ١٢ تذكرة العقول
في أصول الدين ١٣ رسالة في حد الكراهة المعتبرة في الخلع ١٤ رسالة
في تحريم محارم الموقب ١٥ رسالة في العقد للمحرمة ١٦ رسالة في
الفرق بين القلنسوة والتكة من الحرير أو وبر الأرانب ١٧ رسالة في
الأحفاد مع وجود الأجداد ١٨ رسالة في حكم النبش ١٩ رسالة في
حكم الزنا بذات البعل ٢٠ رسالة في نكاح الكوافر ولعلها غاية الاختيار
السابقة في تتميم الأمل ان رسائل الأحفاد والنبش والزنا بذات البعل ونكاح
الكوافر كلها في غاية الحسن والاتقان ٢١ اللآلئ الثمينة في التراجم
عندنا منه قطعة نحو عشر ورقات نقلناها في طهران من نسخة في بقايا مكتبة
الشيخ فضل الله النوري ٢٢ رسالة في صلاة الجمعة ولعلها ايضاح
المحجة السابقة ٢٣ براهين السداد في شرح الارشاد كبير في عدة مجلدات
٢٤ مختصر جامع الرواة ٢٥ كتاب الاخلاق فارسي ٢٦ أجوبة
مسائله بالفارسية.
٨٩٤: الحسين بن إبراهيم بن محمد الهمداني.
وقع في طريق الكليني في باب الوصي يشتري من مال الميت شيئا
وليس له ذكر في كتب الرجال.
٨٩٥: الحسين بن إبراهيم بن موسى بن أحنف.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وفي لسان
الميزان الحسين بن إبراهيم بن موسى ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال
روى عن الكاظم رحمه الله تعالى اه‍.
٨٩٦: الحسين بن إبراهيم بن موسى بن جعفر.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
٨٩٧: الحسين بن إبراهيم بن هشام المكتب.
مر بعنوان الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام.
٨٩٨: الحسين بن إبراهيم الهمداني.
وقع في طريق الصدوق في الفقيه والشيخ في التهذيب في باب الوصي
يشتري من مال الميت شيئا ولا ذكر له في كتب الرجال ومر بعنوان
الحسين بن إبراهيم بن محمد الهمداني في طريق الكليني.
٨٩٩: الشيخ عز الدين حسين بن إبراهيم بن يحيى الأسترآبادي.
عالم فاضل فقيه زاهد ورع محقق مدقق من تلاميذه العلامة الحلي
ومعاصره الشيخ إبراهيم بن علوان ويروي أيضا عنهما بالإجازة وقد قرأ
المترجم الشرايع على العلامة الحلي وكتب له إجازة بخطه في ٢٨ صفر سنة
٧٠٨ وكتب إلينا الشيخ فضل الله الزنجاني شيخ الاسلام بزنجان ان نسخة
الشرائع هذه موجودة عنده بخطر صاحبها الشيخ محمد بن الحسين بن
علي بن القاسم الريني فرع من كتابتها في ذي الحجة سنة ٦٩٩ وصورة
الإجازة الموجودة على ظهر النسخة بخط العلامة هكذا:
قرأ علي الشيخ العالم الفقيه الفاضل الكبير الزاهد الورع المحقق
المدقق عين العلماء عز الملة والدين حسين بن إبراهيم بن يحيى الأسترآبادي
أدام الله توفيقه وتسديده وأجزل من كل علاء حظه ومزيده كتاب شرايع
الاسلام في مسائل الحلال والحرام من تصنيفات شيخنا العالم الأعظم
السعيد نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد قدس الله روحه
ونور ضريحه قراءة مهذبة وقد أجزت له رواية هذا الكتاب وغيره من
مصنفات الشيخ السعيد نجم الدين مصنفه رحمه الله عن المصنف وكذا
أجزت له رواية جميع كتب أصحابنا قدس الله أرواحهم بالطرق المتصلة مني
إليهم وفقه الله تعالى للخيرات وكتب حسن بن يوسف بن المطهر في ثامن
وعشرين صفر سنة ثمان وسبعمائة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا
محمد النبي وآله الطاهرين.
٩٠٠: السيد حسين بن الابزر الحسيني الحلي.
يأتي بعنوان الحسين بن كمال الدين بن الابزر.
٩٠١: الحسين أبو علي بن الفرج أبو قتادة.
يأتي في الحسين بن الفرج.
٩٠٢: السيد حسين بن أبي الحسن الحسيني العاملي الخادم بمشهد الرضا
ع.
كان حيا سنة ١٠٥٠.
في الرياض: كان من علماء عصر الشاه عباس الأول والشاه صفي
والشاه عباس الثاني ورأيت خطه الشريف على كتاب نزهة الناظر في الجمع
بين الأشباه والنظائر للشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد وتاريخه سنة ١٠٥٠
والله أعلم كم عاش بعده اه‍ ثم لم يستبعد اتحاده مع السيد حسين بن الحسين بن
أبي الحسن العاملي الجبعي الآتي وان كان المشهور في نسبه هو
الأول ولا ندري ما وجه عدم الاستبعاد.
٩٠٣: السيد حسين بن أبي الحسن بن حيدر الحسيني المدني.
عالم فاضل له كتاب طرب المجالس.
٩٠٤: الشيخ حسين بن أبي الحسن بن خلف الكاشغري الملقب بالفضل.
في الرياض له كتاب زاد العابدين ينقل عن كتابه ابن طاووس في
كتبه منها في رسالة المواسعة في قضاء الصلوات والظاهر أنه من الخاصة فان
في أسانيد بعض اخباره المروي عن علي عن رسول الله ص وقع أبو الفضل
جعفر بن محمد صاحب كتاب العروس اه‍.
٩٠٥: السيد حسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي.
في أمل الآمل كان عالما فاضلا فقيها جليلا مقدما معاصرا للشهيد
الثاني وكان ولده السيد علي من تلامذته وكان الشهيد الثاني صهره اه‍
هكذا ترجم في أمل الآمل كما في نسخة مخطوطة عندي وفي المطبوعة
حسين بن أبي الحسن حسين الخ وقال بعض المعاصرين انه هو حسين بن محمد بن الحسين بن
علي بن محمد بن أبي الحسن قال والنسبة إلى اعرف
الأجداد معروفة وكل هذه الأسرة تعرف ببني أبي الحسن وهذا الحسين هو
جد جد السيد نور الدين جد السادة الموسوية المعروفين بال نور الدين
وصدر الدين وشرف الدين اه‍ وفي رياض العلماء الحسين بن أبي الحسن
الموسوي الخ سيجئ بعنوان الحسين بن الحسين بن أبي الحسن الخ وان كان
المشهور في نسبه هو الأول ثم قال السيد حسين بن الحسين بن الحسن
الموسوي العاملي الجبعي من أجلة سادات العلماء وقال المعاصر في أمل
الآمل السيد حسين بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي الخ والظاهر اتحاده
(٤١٥)

مع ما نحن فيه اه‍. ومن ذلك يعلم أن المشهور انه حسين بن أبي
الحسن وان الموجود في نسخة الأمل المطبوعة من أنه حسين بن أبي الحسن
حسين كان موجودا في نسخة صاحب الرياض وعدم وجوده في المخطوطة
التي عندي لأنها منقولة عن المسودة وان قول الرياض حسين بن الحسين بن
الحسن صوابه ابن أبي الحسن ويبقى التعارض بين ما ذكر المعاصر وما في
الأمل ولعل المعاصر اخذ ذلك من كتب الأنساب فيكون أصوب والله أعلم
.
وله كتب الشهيد الثاني رسالة عدم جواز تقليد الميت.
٩٠٦: أوحد الدين الحسين بن أبي الحسين بن أبي الفضل القزويني.
ذكره منتجب الدين في الفهرست ووصفه بالشيخ الامام وقال فقيه
صالح ثقة واعظ وفي نسخة الحسين بن إبراهيم بن أبي الفضل القزويني.
٩٠٧: نصير الدين أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ الامام أبي الحسين قطب
الدين الراوندي.
يأتي بعنوان الحسين بن سعيد بن هبة الله بن الحسن.
٩٠٨: رشيد الدين الحسين بن أبي الحسين بن هموسة الوراميني.
ذكره الشيخ منتجب الدين في الفهرست ووصفه بالأديب وقال:
فاضل.
٩٠٩: الحسين بن أبي حمزة الثمالي.
يأتي بعنوان الحسين بن أبي حمزة ثابت بن دينار.
٩١٠: الحسين بن أبي الخضر الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة ممن روى عن الصادق رحمه الله تعالى
وغيره اه‍.
٩١١: الحسين بن أبي الخطاب.
ولد سنة ١٤٠.
قال الكشي في رجاله: ما روي في الحسين بن أبي الخطاب ذكر عن
محمد بن يحيى العطار ان محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ذكر انه يحفظ
مولد الحسين بن أبي الخطاب وانه ولد سنة ١٤٠ وأهل قم يذكرون
الحسين بن أبي الخطاب وسائر الناس يذكرون الحسين بن الخطاب اه‍.
٩١٢: الشيخ رضي الدين الحسين بن أبي الرشيد النيسابوري.
في فهرست منتجب الدين صالح ورع.
٩١٣: الحسين بن أبي السري العسقلاني أخو محمد بن أبي السري.
توفي سنة ٢٤٠.
في ميزان الذهبي ضعفه أبو داود وقال اخوه محمد لا تكتبوا عن
أخي فإنه كذاب وقال أبو عروبة الحراني هو خال أمي وهو كذاب قلت
حدث عن وكيع وضمرة وطائفة وعنه ق لعله ابن ماجة القزويني
والحسين بن إسحاق التستري وابن قتيبة العسقلاني مات سنة ٢٤٠ الطبراني
حدثنا الحسين بن إسحاق حدثنا الحسين بن أبي السري عن حسين الأشقر
عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا السبق
ثلاثة يوشع إلى موسى ويس إلى عيسى وعلي إلي اه‍ ومن ذلك قد يظن
تشيعه وتضعيفهم له ورميه بالكذب لعله لروايته مثل هذا الحديث.
٩١٤: السيد حسين بن أبي سعيد أو السيد حسين أبو سعيد البعلي.
يأتي بعنوان حسين بن الحسن.
٩١٥: الحسين بن أبي سعيد المكاري.
في بعض النسخ الحسن مكبرا وفي بعضها الحسين مصغرا ومضى
بعنوان الحسن بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري.
٩١٦: الحسين بن أبي العرندس الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ٩١٧: الحسين بن
أبي العلاء الخفاف.
يأتي بعنوان الحسين بن أبي العلاء خالد بن طهمان الخفاف.
٩١٨: القاضي أبو علي الحسين بن أبي العيش الجمحي.
في ديوان ابن الخياط أحمد بن محمد بن علي التغلبي المتوفى سنة ٥١٠
ما لفظه وقال يشكر القاضي أبا علي الحسين بن أبي العيش على جميل تقدم
له ويستزيده بطرابلس اه‍ ومن هذا قد يظن تشيع المترجم له فإنه ربما
ظهر منه انه كان قاضيا بطرابلس أو نواحيها وأهل طرابلس في ذلك العصر
كانوا كلهم أو جلهم شيعة لكنه يقول في تلك القصيدة:
وعليك حق رفع ما أسسته في مذهب الكرم الذي لم يرفض
وهو ربما يوجب التأمل في تشيعه وان كان معناه غير واضح والله أعلم
بحاله فمن تلك القصيدة قوله:
من كان مثل أبي علي فلينل * أفق السماء بهمة لم تخفض
أغنى وقد ابدى الندى واعاده * عن أن أقول له أطلت فاعرض
سبقت مواهبه الوعود وربما * جاد السحاب وبرقه لم يومض
وقف الحسين على السماح غرامه * ليس المحب عن الحبيب بمعرض
وله إذا وعد الجميل مكارم * لا يقتضيه بغيرهن المقتضي
محض العلاء صريحه في أسرة * جمحية النسب الصريح الامحض
ضرب الحمام عليهم فتقوضوا * وبناء ذاك المجد لم يتقوض
قوم لهم شرف الحطيم ومبتنى * العز المشيد في البطاح الاعرض
يحيى الثنا موتى الكرام وربما * مات اللئيم وروحه لم تقبض
قد كان خيم صرف كل ملمة * عندي فقال لها سماحك قوضي
ولحظتني فعرفت موضع خلتي * نظر الطبيب إلى العليل الممرض
لما رأيت الدهر يقصر همتي * عن غاية الأمد البعيد المركض
أنهضتني والسهم ليس بصائب * غرضا إذا الرامي به لم ينبض
والعضب ليس ببين تأثيره * والأثر حتى ينتضيه المنتضي
٩١٩: الحسين بن أبي غندر.
عن الايضاح غندر بضم المعجمة واسكان النون وفتح المهملة.
قال النجاشي كوفي يروي عن أبيه عن أبي عبد الله ع
ويقال هو عن موسى بن جعفر ع له كتاب أخبرناه محمد بن
محمد حدثنا جعفر بن محمد حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين بن سهل حدثنا أبي عن جده الحسين بن سهل حدثنا
أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه
عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر به اه‍.
(٤١٦)

التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين انه ابن أبي غندر
برواية صفوان بن يحيى عنه والمايز بينه وبين ابن أبي العلاء الذي يروي عنه
صفوان أيضا القرينة ان وجدت واتحد صفوان.
٩٢٠: الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي.
يأتي بعنوان الحسين بن ردة النيلي.
٩٢١: الشيخ رشيد الدين الحسين بن أبي الفضل بن محمد الراوندي المقيم
بقوهدة رأس الوادي من اعمال الري.
في فهرست منتجب الدين صالح مقري.
٩٢٢: السيد حسين بن أبي القاسم الموسوي الخوانساري.
يأتي بعنوان حسين بن أبي القاسم جعفر بن حسين.
٩٢٣: الشيخ الحسين بن أبي موسى بن محمد مولى آل محمد.
في فهرست منتجب الدين فقيه صالح.
٩٢٤: الحسين بن أثير الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وذكر في
أصحاب الباقر ع الحسين بن أبتر الكوفي كما مر ويحتمل انهما
واحد صحف أثير بأبتر أو بالعكس.
٩٢٥: الحسين بن أحمد بن ابان القمي.
في لسان الميزان: ذكره علي بن الحكم في شيوخ الشيعة وقال له
تصنيف في مناقب علي وكان شيخا فاضلا من مشايخ الامامية جليل القدر
ضخم المنزلة نزل عنده الحسين بن سعيد بن حماد بن سعيد بن مهران فأقام
في جواره في قم حتى مات رحمه الله تعالى اه وعلي بن الحكم هذا كان من
أكابر علماء الشيعة له كتاب في الرجال كان عند الحافظ ابن حجر ونقل منه
في لسان الميزان تراجم كثيرة لأكابر علماء الشيعة لم توجد في غيره ذكرناها في
أبوابها من هذا الكتاب وقد ذكر أصحابنا كتاب علي بن الحكم في كتبهم
الرجالية لكن لم ينقلوا عنه ترجمة واحدة من التراجم مما دل على عدم وجوده
عندهم لكنه وجد عند ابن حجر ثم أن الموجود في كتب الرجال الحسن بن
ابان وهو الذي نزل عنده الحسين بن سعيد بقم وقد تقدم والحسين بن
الحسن بن ابان ويأتي اما الحسين بن أحمد بن ابان فلا وجود له في كتب
الرجال فيوشك أن يكون المذكور في كلام علي بن الحكم هو الحسن مكبرا
ابن ابان لا الحسين لأنه كثيرا ما يشتبه أحدهما بالآخر ويكون ذكر احمد بين
الحسن وابان من سهو النساخ أو أن الحسن اسم أبيه احمد ونسب إلى جده
ابان وكيف كان فالظاهر أنه الحسن لا الحسين بقرينة نزول الحسين بن
سعيد عنده والله أعلم.
٩٢٦: أبو هاشم الحسين النسابة ابن أبي العباس احمد القاضي ابن أبي علي
إبراهيم بن محمد المحدث بن أبي الحسن المحدث صاحب الجوانية ابن محمد
الجواني ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه في عمدة الطالب بالنسابة وقال روى عنه شيخ الشرف
العبيدلي وهو الذي يعنيه إذا قال حدثني خالي.
٩٢٧: الحسين بن أحمد أبو القاسم
ذكره ابن حجر في لسان الميزان فيما زاده على ميزان الاعتدال وقال
ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة وقال روى عنه ابن أبي عمير وصفوان اه‍
ولا يوجد في كتب الشيخ الطوسي الرجالية رجل بهذا العنوان فلا بد ان
يكون وقع في البين تحريف واشتباه.
٩٢٨: الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة البوشنجي.
يأتي بعنوان الحسين بن أحمد بن المغيرة.
٩٢٩: الحسين بن أحمد بن إدريس القمي أبو عبد الله.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال
الحسين بن أحمد بن إدريس القمي الأشعري يكنى أبا عبد الله روى عنه
التلعكبري وله منه إجازة ثم ذكر فيهم أيضا الحسين بن أحمد بن إدريس
روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه وفي منهج المقال والظاهر أنه
الأول وفي التعليقة كونه من مشايخ الإجازة يشير إلى الوثاقة وسيجئ في
طريق الصدوق إلى داود الرقي وزكريا وغيرهما والصدوق قد أكثر من
الرواية عنه وكلما ذكره ترحم عليه وترضى وقال جدي المجلسي الأول
ترحم عليه عند ذكره أزيد من ألف مرة فيما رأيت من كتبه اه وهذا يشير
إلى غاية الجلالة وكثرة الرواية إلى القوة وكذا مقبولية الرواية ورواية الاجلاء
عنه إلى غير ذلك مما هو فيه مما مر في الفوائد وسيجئ في ترجمة الحسين
الأشعري احتمال توثيقه عن الخلاصة اه‍ فقد قال العلامة في الخلاصة
الحسين الأشعري القمي أبو عبد الله ثقة اه‍ وهو مردد بينه وبين ابن
محمد بن عمران وتوثيق مثل العلامة من المتأخرين وإن اعتد به المتأخرون
الا أنه في الحقيقة لا يزيد على ما نستفيده من أقوال القدماء وقرائن الأحوال
فالعلامة لم يعاشر هؤلاء ولم يكن عنده من القرائن ما ليس عندنا لكن جملة
من العلماء لما اعتبروا التوثيق من باب الشهادة اعتدوا بمثل توثيق العلامة
ونحن قد بينا في غير موضع أنه من باب تحصيل الوثوق بالراوي وإن جعله
من باب الشهادة نوع من الجمود. وكيف كان فلا يضر عدم النص على
توثيقه بعد ما مر وفي لسان الميزان الحسين بن أحمد بن إدريس القمي أبو
عبد الله ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة الإمامية وقال كان ثقة روى عن
أبيه عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي روى عنه علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه والتلعكبري وغيرهم اه مع أن الطوسي لم يوثقه كما
سمعت والبرقي لم يرو عنه وابن بابويه اسمه محمد بن علي لا علي.
التمييز
في مشتركات الطريحي يمكن استعلام أن الحسين هو ابن أحمد بن
إدريس برواية التلعكبري عنه وزاد الكاظمي رواية محمد بن علي بن بابويه
عنه.
٩٣٠: الحسين بن أحمد الأسترآبادي العدل أبو عبد الله.
في التعليقة كذا في الخصال فهو من مشايخ الصدوق.
٩٣١: الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن
إسماعيل الأرقط بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
قال ابن الأثير أنه ظهر في سنة ٢٥١ بناحية قزوين وزنجان فطرد
عمال طاهر عنها.
(٤١٧)

٩٣٢: الحسين بن أحمد الأشناني.
يأتي بعنوان الحسين بن أحمد بن محمد الأشناني.
٩٣٣: الحسين بن أحمد بن بكير الصيرفي البغدادي الثمار.
ولد سنة ٣٢٧ وتوفي ليلة الأحد ١٧ ربيع الآخر سنة ٣٨٨ وقيل سنة
٣٨٣ وقيل ٣٩٠ ذكر ذلك الخطيب في تاريخ بغداد.
قال ابن شهرآشوب في المعالم له عيون المناقب يعني مناقب أهل البيت
ع وفي تاريخ بغداد للخطيب: الحسين بن أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن بكير أبو عبد الله الصيرفي. ويوشك أن يكون هو هذا.
قال الخطيب وكان ثقة ثم قال قال لي أبو القاسم الأزهري: كنت احضر
عند أبي عبد الله بن بكير وبين يديه اجزاء كبار قد خرج فيها أحاديث فانظر
في بعضها فيقول لي أيما أحب إليك تذكر لي متن ما تريد من هذه الأحاديث
حتى أخبرك باسناده أو تذكر اسناده حتى أخبرك بمتنه فكنت أذكر له المتون
فيحدثني بالأسانيد من حفظه كما هي في كتابه وفعلت هذا معه مرارا كثيرة
وقال لي الأزهري كان أبو عبد الله بن بكير ثقة فحسدوه فتكلموا فيه. قلت
وممن تكلم فيه محمد بن أبي الفوارس فإنه ذكر أنه كان يتساهل في الحديث
ويلحق في أصول الشيوخ ما ليس فيها ويوصل المقاطيع ويزيد الأسماء في
الأسانيد اه.
مشايخه
قال الخطيب سمع إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو بن السماك
وأحمد بن سلمان النجاد وحمزة بن محمد الدهقان ومكدم بن أحمد القاضي
وجعفر الخلدي ومحمد بن عبد الله بن علم الصفار وأبا سهل بن زياد
القطان وأبا بكر الشافعي ومن بعدهم وفي ميزان الاعتدال سمع ابن
البختري.
تلاميذه
قال الخطيب روى عنه أبو حفص بن شاهين عمر بن أحمد وحدثنا
عنه القاضي أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم الأزهري وعلي بن المحسن
التنوخي وعبيد الله بن أبي الفتح وفي ميزان الاعتدال حدث عنه أبو
الحسين بن الغريق وسمعه ابن أبي الفتح يقول كتب عني الدارقطني وابن
إسماعيل الوراق هكذا في لسان الميزان ولكن في الميزان كتبت عن
الدارقطني.
٩٣٤: الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي.
في الرياض من مشايخ الصدوق يروي عن محمد بن يحيى الصولي كما
يظهر من كتبه.
٩٣٥: الحسين بن أحمد بن الحجاج.
يأتي بعنوان الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن الحجاج.
٩٣٦: الحسين بن أحمد بن الحسن الرقي.
في لسان الميزان فيما زاده على ميزان الذهبي: ذكره علي بن الحكم في
شيوخ الشيعة وقال شيخ صالح كثير الحديث روى عن عمه علي. روى
عنه أبو العباس بن عقدة وأثنى عليه اه وعلي بن الحكم من علماء الشيعة
له كتاب في الرجال كان عند ابن حجر كما ذكرناه في هذا الكتاب مرارا.
٩٣٧: السيد حسين بن أحمد بن الحسين بن إسماعيل بن زيني الحسني النجفي
المعروف بالسيد حسون البراقي المنتهي نسبه إلى زيد ابن الإمام الحسن
السبط ع.
ولد في النجف سنة ١٢٦١ أو ٦٢ وتوفي يوم الجمعة ١٠ رجب أو
شعبان سنة ١٣٣٢ بقرية اللهيبات من قرى الحيرة ونقل إلى النجف
الأشرف ودفن في داره بالنجف.
والبراقي نسبة إلى البراق احدى محال النجف الأشرف العمارة
والحويش والبراق والمشراق.
رأيته بالنجف الأشرف وكان له ولوع شديد بتدوين التاريخ والبحث
والتنقيب عن الأخبار والآثار والحوادث لكنه عامي المعرفة عامي العبارة
كتب عدة كتب في ذلك أفنى فيها عمره لم يطبع منها غير تاريخ الكوفة بعد ما
هذب وأضيف اليه ما يكمله وضاع باقيها وتفرق مع اشتماله على مادة
غزيرة كان يمكن استخراجها بعد تهذيبها وتحريرها فينتفع بها الناس فإنه قل
من يتفرع طول عمره لمثل ذلك. وكان اجتماعي به في الصحن الشريف
أيام إقامتي بالنجف لطلب العلم جاء يسألني عن قصيدتي الرائية في جواب
ابيات البغدادي في حق المهدي صاحب الزمان ع ليدون ذلك في
تاريخه فأعطيته إياها ثم أعادها إلي ولا شك أنه دون باقي القصائد التي
قيلت في هذا المعنى في ذلك العصر وهو يدل على مزيد اعتنائه بضبط
الحوادث. وذكر له الفاضل الشيخ محمد رضا الشبيبي النجفي الشهير
ترجمة مطولة في مجلة الاعتدال النجفية في الجزء ٣ من المجلد الأول نقتطف
منها ما يلي افتتحها بهذا البيت:
ما زلت تلهج بالتاريخ تكتبه * حتى رأيناك بالتاريخ مكتوبا
وقال إنه من مؤرخينا الذين خدموا تاريخ هذه البلاد وخططها اجمالا
أولع بالتاريخ فجلس إلى العلماء واختلف إلى
أندية المعمرين وكان يبادر إلى تدوين كل واقعة وعمر طويلا واشتغل بالتدوين منذ مراهقته فعظمت
مجموعة ما أحصاه من الوقائع التاريخية وكان محبا لجمع الكتب لا سيما
التاريخية وضعف حاله يمنعه من اقتنائها فعمد إلى استنساخ ما يحتاجه منها
حتى نسخ بعض المطبوعات فورق مكتبة صغيرة فيها جملة من الآثار المهمة
النادرة واستخرج حقائق تاريخية كثيرة من كتب الفقه والحديث والرجال
وطاف رقعة عريضة من سواد العراق وشاهد طائفة من الآثار القديمة وتتبع
كتب التاريخ الفارسية بغية الاستفادة مما دون فيها من تاريخ العراق وكانت
همته مصروفة إلى علم التاريخ لم يشارك في شئ سواه الا الأنساب والرجال
لاتصالهما به وكان ضيق العطن في اللغة العربية ولغته في أكثرها نمط وسط
بين العامية والفصحى وفي مؤلفاته كثير من الحشو والخطا في الاجتهادات
والاستنتاجات التاريخية والتشويش وسوء الترتيب والتبويب على أن ذلك لا
يغض من منزلة كتبه بالقياس إلى فوائدها الجليلة وكانت داره في النجف لا
تخلو من غروس مخضرة وشجرة ونخيلة وشويهة مرتبطة ووحشية مقتنصة
وطيور جميلة يتعهدها شيخ مشرق الوجه باسم الثغر نحيف إلى الطول
(٤١٨)

والسمرة وكان متبرما من أخلاق معاصريه حتى حمله ذلك على الانتزاح إلى
قرية اللهيبات من قرى الحيرة فسكنها سنة ١٣٢٠ على نكد من العيش
يستغل هو وأولاده ضيعة صغيرة تفاديا من الحاجة إلى اللئام وكان على
جانب من قوة الحافظة.
مؤلفاته
تربو على ثمانين مجلدا وفيها مادة تاريخية غزيرة على علاتها وأزاح في
بعضها الستار عن حقيقة كثير من القبور والمزارات المنتشرة في قرى السواد
المنسوبة إلى أولاد الأئمة ع وكذلك في الشام والحجاز وبين أن
الأصل في معظمها من عمل المرتزقة الذين يستغلون جهل العامة أورد ذلك
في مجموعة الحكايات احدى مجاميعه فمن مؤلفاته ١ بهجة المؤمنين في
أحوال الأولين والآخرين اربع مجلدات ضخمة وهو تاريخ عام انتهى به إلى
أيامه ٢ قلائد الدر والمرجان فيما جرى في السنين من طوارق الحدثان ٣
تاريخ الكوفة في مجلد واحد عول فيه على كتب نادرة أقول وقد حرره
وأضاف اليه أكثر المواضيع المهمة السيد محمد صادق ابن السيد حسن آل
بحر العلوم الطباطبائي وطبع في النجف ٤ براقية السيرة في تحديد الحيرة
٥ كتاب الحنانة والثوية فرع منه سنة ١٣٢٦ ٦ رسالة أخرى لطيفة في
تحقيق هذين الموضعين ٧ الجوهرة الزاهرة في فضل كربلاء ومن فيها من
العترة الطاهرة ٨ السيزة البراقية في رد صاحب النفحة العنبرية ٩ عقد
اللؤلؤ والمرجان في تحديد أرض كوفان ومن سكن فيها من القبائل والعربان
وهو من أمتع آثاره وأوعى ما كتب عن الكوفة ألم فيه بتاريخها القديم
والحديث إلى أواخر أيامه ١٠ اليتيمة الغروية في الأرض المباركة الزكية
وهو تاريخ للنجف ١١ النخبة الجلية في أحوال الوهابية يتضمن تاريخهم
١٢ كتاب قريش ١٣ كتاب بني أمية ١٤ أكبر المقال في مشاهير الرجال ١٥ منبع الشرف رسالة في مشاهير
علماء النجف ١٦ تغيير
الأحكام فيمن عبد الأصنام ١٧ كشف النقاب في فضل انساب السادة
الأنجاب ١٨ الهاوية في تاريخ يزيد بن معاوية ١٩ معدن الأنوار في
النبي وآله الأطهار ٢٠ البقعة البهية في مختصر تاريخ الكوفة الزكية ٢١
السر المكنون في الغائب المصون رد على من عين زمان ظهور المهدي ع
زاعما أننا في آخر الزمان ٢٢ ارشاد الأمة في جواز نقل الأموات إلى مشاهد
الأئمة ٢٣ كشف الأستار في أولاد خديجة من النبي المختار ٢٤ رسالة
في تاريخ الشيخ المفيد ٢٥ رسالة في السهو والنسيان هل حصلا من النبي
ص ٢٦ جلاء العين في الأوقات المخصوصة بزيارة الحسين ع ٢٧
الدرة البهية في تاريخ كربلاء والغاضرية ألفه سنة ١٣١٦ إلى غير ذلك وقد
حملت مؤلفاته في جملة كتبه لينادي عليها فتباع فداخلنا لذلك من الغم شئ
عظيم لعلمنا بما ستصير اليه حالها إذا احتوى عليها منتحلو الآثار وما
أكثرهم في هذه الديار اه.
وفيما كتبه لنا بعض فضلاء كاشان ونحن بطهران سنة ١٣٥٣ من
تراجم العلماء أن للسيد حسون البراقي كتابا في التاريخ إلى سنة ١٣١٨
ونسخته مخرومة من سنة ١٣١ إلى سنة ٤٤٩ والمجلد الأول منه إلى الآخر
موجود عند السيد حسن الصدر في الكاظمية وتوجد منه نسخة في خراسان
وأنا نقلت منها شرح حال بعض الرجال اه ٢٨ وله تعريب الباب
الثالث من تاريخ قم للحسن بن علي بن الحسن بن عبد الملك القمي
المشتمل على انساب بعض الطالبيين وغير ذلك فرع من تعريبه في ٢٠٨
١٣١٧ ٢٩ الدرة البهية في أحوال الروضة الحسينية الموسومة بكربلاء
والغاضرية ٣٠ التاريخ المجدول من الهجرة إلى عام التاليف سنة بعد سنة
في جداول لطيفة.
٩٣٨: الشيخ الحسين بن أحمد بن الحسين جد السيد ضياء الدين فضل الله بن علي
الحسني الراوندي لامه.
ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته وقال فقيه صالح محدث وقال
إنه جد السيد الإمام ضياء الدين فضل الله علي الحسيني الراوندي من قبل
الأم.
٩٣٩: الحسين مخيط أمير المدينة ابن أحمد بن الحسين بن داود بن القاسم بن
عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله
الأعرج بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ع.
في عمدة الطالب هو الأمير العابد الورع ولي المدينة سبعة أشهر وكان
مقيما بمصر ولقب بمخيط لأنه كان يبرئ المكلوب وكان كلما اتي بمكلوب
يقول ائتوني بمخيط وهي الإبرة فلقب بذلك وهو جد المخايطة بالمدينة وله
بالكوفة والغري بقية انتقلوا من المدينة اه‍.
٩٤٠: الحسين بن أحمد بن حمدان التغلبي عم سيف الدولة.
قتل سنة ٣٠٦.
في تاريخ ابن عساكر: كان من وجوه الأمراء وقدم دمشق في جيش
انفذه المكتفي لقتال الطولونية وقدمها مرة أخرى لقتال القرامطة في أيام
المكتفي وخلع عليه المقتدر وولاه ديار ربيعة سنة ٢٩٩ وغزا الصائفة سنة
٣٠١ ففتح حصونا كثيرة وقتل خلقا من الروم ثم خالف فبعث اليه المقتدر
عسكرا فظفروا به وأدخلوه بغداد فحبس ثم قتل سنة ٣٠٦.
٩٤١: السيد حسين بن أحمد بن حيدر بن إبراهيم الحسني البغدادي.
توفي في بغداد ١٨ جمادى الثانية سنة ١٣٢٠ وحمل إلى الكاظمية
فدفن مع اخوته في حسينيتهم.
كان عالما صالحا رأيناه في النجف الأشرف قرأ في الكاظمية وقرأ في
النجف على الشيخ مرتضى الأنصاري وسكن بغداد.
٩٤٢: الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان الهمذاني البغدادي الحلبي النحوي
اللغوي أبو عبد الله.
توفي بحلب في خدمة بني حمدان سنة ٣٧٠ قاله ياقوت وابن خلكان
وابن النديم وفي لسان الميزان مات بحلب سنة ٣٧١ وقيل في التي قبلها.
خالويه بخاء معجمة ولام وواو مفتوحتين ومثناة تحتية ساكنة وهاء
لفظ أعجمي والهمذاني بالذال المعجمة نسبة إلى همذان مدينة بإيران
أصله منها ثم دخل بغداد واقام فيها ثم حلب إلى أن مات بها. والموجود في
جميع ما اطلعنا عليه من الكتب الحسين بن أحمد لكن في الاقبال ابن خالويه
اسمه الحسين بن محمد ولعله من سبق القلم.
(٤١٩)

أقوال العلماء فيه
في اليتيمة أبو عبد الله الحسين بن خالويه أصله من همذان ولكن
استوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر في كل قسم من اقسام الأدب
والعلم وكانت اليه الرحلة من الآفاق وآل حمدان يكرمونه ويدرسون عليه
ويقتبسون منه وقال ابن خلكان أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي اللغوي
أصله من همذان ولكنه دخل بغداد وأدرك جلة العلماء بها
وانتقل إلى الشام واستوطن حلب وصار بها أحد أفراد الدهر إلى آخر ما مر
عن اليتيمة.
وفي معجم الأدباء: الحسين بن أحمد بن خالويه بن حمدان أبو
عبد الله اللغوي النحوي من كبار أهل اللغة والعربية أصله من همذان
ودخل بغداد طالبا العلم سنة ٣١٤ فلقي فيها أكابر العلماء وأخذ عنهم فقرأ
القرآن على الإمام ابن مجاهد وأخذ النحو والأدب واللغة عن أكابر العلماء
ببغداد وانتقل إلى الشام ثم إلى حلب واستوطنها وتقدم في العلوم حتى كان
أحد أفراد عصره وكانت الرحلة اليه من الآفاق واختص بسيف الدولة ابن
حمدان وبنيه وقرأ عليه آل حمدان وكانوا يجلونه ويكرمونه فانتشر علمه وفضله
وذاع صيته اه وقال أبو عمرو الداني في طبقات القراء فيما حكاه عنه
ياقوت كان ابن خالويه عالما بالعربية حافظا للغة بصيرا بالقراءة ثقة مشهورا
اه وزاد السيوطي في البغية وكان شافعيا والصواب أنه كان شيعيا ولعل
شافعيا تصحيف شيعيا وحسبك بسعة اطلاعه في اللغة أنه ألف كتابا في
الأسد ذكر له فيه خمسمائة اسم وألف كتابا في أسماء الأسد ذكر فيه ١٣٠
اسما وألف كتاب ليس في كلام العرب وكم يحتاج إلى اطلاع واسع من يريد
أن يحكم على لغة العرب أنه ليس فيها كذا وليس فيها كذا ولما سال سيف
الدولة جلساءه من العلماء عن اسم ممدود جمعه مقصور لم يعرفوه وعرفه هو
وحصره في اسمين كما يأتي.
وفي لسان الميزان: الحسن بن أحمد بن خالويه النحوي الهمذاني
الأصل نزيل حلب قال ابن أبي طي كان اماميا عالما بالمذهب قال وقد ذكر
في كتاب ليس ما يدل على ذلك. وقال الذهبي في تاريخه: كان صاحب
سنة، قال ابن حجر: قلت يظهر ذلك تقربا لسيف الدولة صاحب حلب
فإنه كان يعتقد ذلك وقد قرأ عليه أبو الحسن النصيبي وهو من الامامية كتابه
في الإمامة وله تصنيف في اللغة والفراسة وغيرهما اه.
وقال النجاشي: الحسين بن خالويه أبو عبد الله النحوي سكن
حلب ومات بها وكان عارفا بمذهبنا مع علمه بعلوم العربية واللغة والشعر
اه وفي التعليقة: ومع ذلك كان عالما بالروايات ومن رواتها بل ومن
مشايخها ومن مشايخ النجاشي ويقال له أبو عبد الله النحوي الأديب كما
سيجئ في عباس بن هشام وبالجملة الظاهر أنه من المشايخ الفضلاء.
وذكره صاحب الفلاكة والمفلوكين فقال الحسين بن أحمد بن حمدان بن
خالويه الهمذاني اللغوي المقري النحوي أبو عبد الله أحد العلماء المشهورين
والأدباء المصنفين قال ابن مكتوم كما نقلته من خطه وكان ابن خالويه على
إمامته في اللغة ضعيفا في النحو وعلله ضعيفا في التصريف وله في ذلك مع
أبي علي الفارسي وتلميذه أبي الفتح ابن جني حكايات معروفة ولأبي علي
الفارسي في تغليطه كتاب نقض الهادور ثم قال وأنت إذا وقفت على ضعفه
في العربية وقفت على سر الحكاية المشهورة عنه وانها ليست من هضم
النفس في شئ وهي قوله انا منذ خمسين سنة أتعلم النحو ما تعلمت ما
أقيم به لساني اه‍ وضعفه في العربية لم يقم عليه شاهد والحكاية المشار إليها
لا تخرج عن هضم النفس أو بيان سعة العربية وتوهمه أن أشجاه فعل ماض
في حكايته مع المتنبي الآتية لا تدل على ضعفه في العربية فالضعف فيها
يكون بجهل بعض احكامها لا بالاشتباه في كلمة الذي لا يرتبط بذلك وفي
نزهة الألباء كان من كبار أهل اللغة ولم يكن في النحو بذاك وفي فهرست
ابن النديم خلط المذهبين أي مذهب الكوفيين والبصريين في النحو. وفي
رياض العلماء أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي الامامي
الشيعي الهمذاني ثم الحلبي الفاضل العالم المفسر الأديب المتقدم المعروف
بابن خالويه النحوي كان معاصرا للزجاج النحوي وأبي علي الفارسي.
وعن الرافعي في تاريخه أنه قال أتى بغداد واستفاد من أعيان العلماء ثم أتى
حلب وتوطن فيها واشتهر بالفضل في الآفاق وكان معظما مكرما عند آل
حمدان وكانوا يستفيدون منه وعن ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد وقال كان
أحد أفراد الدهر في العلوم والأدب وكان اليه الرحلة من الآفاق وسكن
حلب فكان آل حمدان يكرمونه ومات بها.
تلقيبه بذي النونين
في لسان الميزان كان يقال له ذو النونين لأنه كان يكتب في آخر كتبه
الحسن بن خالويه فيطول النونين اه‍ وفي كتاب الفلاكة والمفلوكين قرأت
بخط العلامة ابن مكتوم انه كان يلقب بذي النونين لأنه كان يطولهما في خطه
وهما نون الحسن ونون ابن قال وقد رأيتهما طويلتين في آخر كتاب الجمهرة
بخطه وقد طولهما جدا كما ذكر عنه ووجد على نسخة من اصلاح المنطق
بخط أبي الحسن علي بن عبد الله بن أحمد البزار ما مثاله لما فرغت من هذا
الجزء كان أبو سعيد العطاردي حاضرا فقال على لساني:
قرأت ما فيه على الحسين * قراة صدق لم تشب بمين
مستفهما للشكل مرتين * فجاء كالمسك على لجين
أو كعذار فوق عارضين * حتى إذا ما تم لي باون
شرفني الأستاذ بالنونين.
ابن خالويه الآخر
لنا ابن خالويه آخر وهو علي بن محمد بن يوسف بن مهجور أبو
الحسن الفارسي المعروف بابن خالويه ذكره النجاشي ويأتي وفي الرياض كانا
متعاصرين.
أخباره
قال ياقوت: روي أن رجلا جاء إلى ابن خالويه وقال له أريد ان
أتعلم من العربية ما أقيم به لساني فقال أنا منذ خمسين سنة أتعلم النحو فما
تعلمت ما أقيم به لساني قال وقال ابن خالويه في أماليه سمعت ابن
الأنباري يقول اللئيم الراضع الذي يتخلل ويأكل خلاله وقال حدثنا نفطويه
عن أبي الجهم عن الفراء انه سمع اعرابيا يقول قضت علينا السلطان فقال
ابن خالويه السلطان يذكر ويؤنث والتذكير أعلى ومن أنثه ذهب به إلى
الحجة وحكى عن أبي عمر الزاهد أنه قال في معنى قوله ص إذا أكلتم
فرازموا أي أفصلوا بين اللقمة والطعام باسم الله تعالى وحكى عنه أبو بكر
الخوارزمي وهو من تلامذته أنه قال كل عطر مائع فهو الملاب وكل عطر
يابس فهو الكباء وكل عطر يدق فهو الالنجوج اه‍ وقال ابن الأنباري
(٤٢٠)

فيه خمس لغات الالنجوج واليلنجوج والالنجج واليلنحج والأنجوج اه‍
وفي أمالي المرتضى ما يدل على أنه يقال فيه الينجوج فقد أنشد:
يكتبين الينجوج في كبد * المشتى وبله أحلامهن وسام
أخباره مع سيف الدولة
في معجم الأدباء دخل يوما على سيف الدولة فلما مثل بين يديه قال
له اقعد ولم يقل اجلس قال ابن خالويه فعلمت بذلك اعتلاقه باهداب
الأدب واطلاعه على أسرار كلام العرب قال ياقوت قال ابن خالويه هذا
لأنه يقال للقائم اقعد وللنائم والساجد اجلس قال ابن خلكان علله بعضهم
بان القعود هو الانتقال من العلو إلى السفل ولهذا قيل لمن أصيب برجليه
مقعد والجلوس هو الانتقال من السفل إلى العلو ولهذا قيل لنجد جلساء
لارتفاعها وقيل لمن أتاها جالس وقد جلس ومنه قول مروان بن الحكم لما
كان واليا بالمدينة يخاطب الفرزدق:
قل للفرزدق والسفاهة كاسمها * ان كنت تارك ما أمرتك فاجلس
أي اقصد الجلساء وهي نجد قال ياقوت ذكر ابن خالويه في أماليه ان
سيف الدولة سال جماعة من العلماء بحضرته ذات ليلة هل تعرفون اسما
ممدودا وجمعه مقصور فقالوا لا فقال لي ما تقول أنت قلت انا اعرف اسمين
قال ما هما قلت لا أقول لك الا بألف درهم لئلا تؤخذ بلا شكر وهي
صحراء وصحارى وعذراء وعذارى. وعن تاريخ حلب لابن النديم أنه قال
بعد نقل الحكاية: فلما كان بعد شهر أصبت حرفين آخرين ذكرهما
الجرقي في كتاب التنبيه وهما صلفاء وصلافى الأرض الغليظة وخبراء
وخبارى وهي ارض فيها ندوة ثم بعد عشرين سنة وجدت حرفا خامسا
ذكره ابن دريد في الجمهرة وهي سبتاء وسباتى وهي الأرض الخشنة.
أخباره مع المتنبي
ذكرنا في ترجمة المتنبي ج ٨ ص ١٠٦ ان المتنبي وابن خالويه اجتمعا
في مجلس وتماريا في أشجع السلمي وأبي نواس أيهما أشعر ففضل ابن خالويه
أشجع لقوله في الرشيد:
وعلى عدوك يا ابن عم محمد * رصدان ضوء الصبح والاظلام
فإذا تنبه رعته وإذا غفا * سلت عليه سيوفك الأحلام
وفضل المتنبي أبا نواس لقوله في بني برمك:
لم يظلم الدهر إذ توالت * فيهم مصيباته دراكا
كانوا يجيرون من يعادي * منهم فعاداهم لذاكا
وأنهما اجتمعا في مجلس بحضرة سيف الدولة وتناظر ابن خالويه
اللغوي مع أبي الطيب اللغوي في ذلك المجلس فقوى المتنبي
حجة أبي الطيب اللغوي وضعف قول ابن خالويه فاخرج ابن
خالويه من كمه مفتاحا حديدا ليلكم به المتنبي فقال له
المتنبي اسكت ويحك فإنك أعجمي وأصلك خوزي فما لك وللعربية
فضرب وجه المتنبي بذلك المفتاح فاسال دمه فغضب المتنبي إذ لم
ينتصر له سيف الدولة وكان ذلك أحد أسباب فراقه سيف الدولة وذكرنا
هناك ان ما في صدر القصة من أن ابن خالويه أراد لكمه بالمفتاح لمجرد
انتصاره لأبي الطيب اللغوي بعيد فلا بد ان يكون أساء القول في ابن
خالويه حتى أهاج غضبه واخرج المفتاح ليضربه ولعله من سنخ قوله انك
أعجمي وأصلك خوزي. ونقلنا هناك عن لسان الميزان أنه قال له في
مجلس سيف الدولة لولا انك جاهل ما رضيت ان تدعى المتنبي ومعنى
المتنبي كاذب والعاقل لا يرضى ان يدعى الكاذب فاجابه باني لا أرضى
بهذا ولا أقدر على دفع من يدعوني به واستمرت بينهما المشاجرة إلى أن
غضب ابن خالويه فضربه بمفتاح فخرج من حلب إلى مصر. وهذا يؤيد
ان غضبه وضربه لم يكن لمجرد انتصاره لأبي الطيب اللغوي. وفي كتاب
الفلاكة والمفلوكين: يحكى ان أبا الطيب لما أنشد سيف الدولة ابن حمدان
قوله: وفاؤكما كالربع أشجاه كاسمه قال له ابن خالويه انما يقال شجاه
لا أشجاه توهمه فعلا ماضيا فقال له المتنبي اسكت فما وصل الامر إليك.
اخباره مع أبي علي الفارسي
في نزهة الألباء: يحكى انه اجتمع هو وأبو علي الفارسي فجرى بينهما
كلام فقال لأبي علي نتكلم في كتاب سيبويه فقال له أبو علي بل نتكلم في
الفصيح اه‍ كأنه يشير بذلك إلى أنه ضعيف في النحو قوي في اللغة
قال: ويحكى أنه قال لأبي علي كم للسيف اسما قال اسم واحد فقال له ابن
خالويه بل له أسماء كثيرة واخذ يعدها نحو الحسام والمخذم والقضيب
والمقضيب فقال له أبو علي هذه كلها صفات.
بعض رواياته
ذكر ابن طاووس في الاقبال انه روى مناجاة في شعبان عن أمير
المؤمنين والأئمة من ولده ع مذكورة في الاقبال ص
١٨١.
مشايخه
في معجم الأدباء أنه قرأ القرآن في بغداد على أبي بكر ابن مجاهد
والنحو والأدب على أبي بكر بن دريد وأبي بكر ابن الأنباري ونفطويه واخذ
اللغة عن أبي عمر الزاهد وسمع من محمد بن مخلد العطار وغيره وقرأ على
أبي سعيد السيرافي اه‍ وفي فهرست ابن النديم قرأ على أبي سعيد
السيرافي وخلط المذهبين وزاد في لسان الميزان انه سمع على أبي العباس بن
عقدة وغيره.
تلاميذه
١ المعافى بن زكريا الهزواني قال ياقوت اخذ عنه ٢ عبد المنعم بن
غلبون ٣ الحسن بن سليمان قال ياقوت رويا عنه ٤ أبو بكر الخوارزمي
قال ياقوت من تلامذته ٥ أبو الحسين النصيبي قال ياقوت كما مر قرأ عليه
كتابه في الإمامة ومثله قال النجاشي فيما يأتي ٦ الشيخ أبو الحسن محمد بن
عبد الله الشاعر الشهير بالسلامي وجدت اجازته له بخط المجيز على ظهر
شرحه لمقصورة ابن دريد والنسخة في الخزانة الغروية ٧ سعيد بن سعيد
الفارقي النحوي عن كتاب المقتضب للمبرد انه سمع بحلب من ابن
خالويه.
مؤلفاته
١ كتاب الأسد قال ياقوت ذكر له فيه خمسمائة اسم ٢ كتاب
أسماء الأسد ذكر فيه ١٣٠ اسما هكذا في مسودة الكتاب ذكرناهما كتابين
فكأنه في أحدهما ذكر له ١٣٠ اسما ثم زاد عليها في الكتاب الآخر فذكر له
٥٠٠ اسم ٣ اعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم منه نسخة في
(٤٢١)

المتحف البريطاني وأخرى في أياصوفيا وفي الرياض ان اسمه الطارقية في
اعراب سورة الطارق إلى آخر القرآن قال وقد رأيت نسخة عتيقة منه في
بلدة أردبيل تاريخ كتابتها سنة ٥٦١ وهو كتاب حسن الفوائد قال في أوله
قد ذكرت فيه اعراب ثلاثين سورة من المفصل وشرح أصول كل حرف
وتلخيص فروعه وذكر غريب ما أشكل منه مع تبيين مصادره وثنيته وجمعه
ليكون معونة على جميع ما يرد عليك من اعراب القرآن إن شاء الله تعالى
اه‍ قال وعندنا منه نسخة أيضا عتيقة جدا لكن فيها اعراب الاستعاذة
والبسملة وسورة الحمد وبعدها من سورة والطارق إلى آخر القرآن ويظهر
منه انه كان من علماء الشافعية ويروي فيه عن أبي سعيد الحافظ عن أبي بكر
النيشابوري عن الشافعي وهذا دليل على أن ابن خالويه صاحب الطارقية
غير المترجم له لأنه يبعد رواية المترجم له عن الشافعي بواسطتين ويدل على
المغايرة انه صرح في الطارقية بوجوب كذا قول آمين آخر الحمد اه‍
وفي كشف الظنون ان الحسين بن أحمد بن خالويه النحوي المتوفي سنة ٣٧٠
له اعراب ثلاثين سورة من الطارق إلى آخر القرآن والفاتحة بشرح أصول
كل حرف وتلخيص فروعه اه‍ وهو دال على أنه المترجم ٤ كتاب
القراءات كما قال ابن النديم وابن خلكان والسيوطي أو البديع في القراءات
كما قال ياقوت أو كتاب مستحسن القراءات والشواذ كما قال النجاشي ٥
السبع في القراءات السبع ذكره صاحب الروضات بعد ما ذكر كتاب القراءات
وقال وهو غير كتابه الذي سماه السبع في القراءات السبع أقول كان المراد
به شرحه على كتاب القراءات السبع لابن مجاهد أحمد بن موسى البغدادي
المقري كما في كشف الظنون ٦ اشتقاق خالويه ذكره ياقوت وكان المراد به
ان اشتقاق لفظ خالويه من أي شئ هو ٧ الاشتقاق ذكره ياقوت أيضا
وابن النديم وكان المراد به الاشتقاق الذي يذكره الصرفيون ٨ اشتقاق
الشهور والأيام ذكره النجاشي وكان المراد به ان أسماء الشهور والأيام من
أي شئ هي مشتقة وصاحب الذريعة جعل الثلاثة اسما لكتاب واحد وهو
خلاف الظاهر مع تصريح ياقوت بان اشتقاق خالويه غير الاشتقاق ٩
أسماء ساعات الليل ذكره الكفعمي في كتابه فرج الكرب وفرح القلب وقال إن
فيه ١٣٥ اسما ١٠ الجمل في النحو ١١ كتاب ليس مطبوع يقول فيه
ليس في كلام العرب كذا الا كذا قال ياقوت وهو كتاب نفيس وقال ابن
خلكان وهو يدل على اطلاع عظيم وقال ابن الأنباري وهو كتاب نفيس في
اللغة وفي بغية الوعاة عمل بعضهم كتابا سماه أليس استدرك فيه عليه
أشياء ومن جملة ما ذكره في كتاب ليس انه ليس في كلام العرب مؤنث
غلب على المذكر الا في ثلاثة أحرف في التاريخ (١) فيكتبون لثلاث مضين
وثلاث ان بقين باثبات ان الشرطية لعدم تيقن بقائها لجواز كون الشهر
ناقصا وكذا يكتب في النصف لخمس عشرة ليلة خلت لا لنصف خلا لأنك
لست على يقين من أنه النصف وتقول صمت عشرا يرد على الليالي لئلا
ينقص الشهر يوما ولا تقول عشرة ومعلوم ان الصوم لا يكون الا بالنهار
وتقول سرت عشرا بين يوم وليلة والثاني انك تقول الضبع العرجاء
للمؤنث والمذكر والثالث ان النفس مؤنثة فيقال ثلاثة أنفس على لفظ
الرجال ولا يقولون ثلاث أنفس الا إذا ذهبوا إلى لفظ نفس أو معنى نساء
١٢ المقصور والمدود ١٣ المذكر والمؤنث ١٤ شرح مقصورة ابن دريد
توجد نسخة منه في مكتبة آل المغربي بدمشق وتوجد منه نسخة في الخزانة
الغروية عليها إجازة المصنف بخطه للشيخ أبي الحسن محمد بن عبد الله
الشاعر الشهير بالسلامي المولود في كرخ بغداد سنة ٣٣٦ والمتوفي بها سنة
٣٩٣ وعليها أيضا إجازة سلامة بن محمد بن حرب لمحمد بن عبيد الله
العجمي سنة ٣٧٥ وعلى ظهرها ما صورته:
هذا ما وقفه السيد المعظم صدر الدين بن محمد ابن السيد شرف
الدين بن محمود بن الحسن بن خليفة الآوي وهو وقف عن عمه السيد
السعيد أحمد بن الحسن بن علي بن خليفة بموجب وصية صدرت عنه على
الحضرة الشريفة الغروية وان لا يخرج منها الا برهن يحفظ القيمة وكتب في
رجب سنة ٧٧٥ ١٥ الألقاب كما في معجم الأدباء وكشف الظنون
والالفات كما في فهرست ابن النديم وبغية الوعاة وابن خلكان ولا شك انه
صحف أحدهما بالآخر فجعلهما اثنين كما في الذريعة ليس بصواب ١٦
كتاب الآل قال النجاشي ومقتضاه ذكر امامة أمير المؤمنين ع
حدثنا بذلك القاضي أبو الحسين النصيبي (٢) وقال قرأته عليه بحلب وقال
ياقوت كتاب الآل ذكر في أوله ان الآل ينقسم إلى خمسة وعشرين قسما وذكر
فيه الأئمة الاثني عشر ومواليدهم ووفياتهم وغير ذلك وقال ابن خلكان له
كتاب لطيف سماه الآل وما قصر فيه وذكر فيه الأئمة الاثني عشر وتاريخ
مواليدهم ووفياتهم وأمهاتهم والذي دعاه إلى ذكرهم أنه قال في جملة اقسام
الآل وآل محمد بنو هاشم ١٧ شرح ديوان أبي فراس فيه فوائد جمة تتعلق
باخبار أبي فراس خصوصا وآل حمدان عموما ومن فوائده ان العنقفير المذكور
في شعر أبي فراس في قوله:
المانعين العنقفير بطعنهم * والثائرين بمقتل النعمان هي ابنة النعمان
بن المنذر وهذا لم يذكره غيره فان صاحب القاموس
اقتصر في تفسير العنقفير على أنه الداهية والمرأة السليطة وكذا صاحب تاج
العروس مع إحاطة صاحب القاموس والتزامه بذكر أمثال ذلك فيظهر انه لم
يطلع عليه ١٨ تصنيف في الفراسة ذكره ياقوت كما مر ١٩ اطرغش في
اللغة كما في بغية الوعاة وفهرست ابن النديم ولا نعرف معناه والنجاشي قال
كتاب حسن في اللغة ولم يسمه وفي الروضات المرغش وفي بعض المواضع
الاطراغش ولكون اسمه غير عربي ولا مشهور وقع فيه التصحيف ٢٠
كتاب الاخبار في الرياض نسبه اليه السيد حسين المجتهد في كتاب دفع
المناواة قال ولعله أحد كتبه الماضية أو هو كتاب الآل ٢١ شرح الأسماء
الحسنى في الرياض صرح به في كتاب الطارقية ٢٢ كتاب المبتدى ذكره
ابن النديم ٢٣ زنبيل المدور أو المدون مذكور في كشف الظنون ٢٤
كتاب العشرات مذكور في كشف الظنون.
أشعاره
من شعره قوله كما في معجم الأدباء:
الجود طبعي ولكن ليس لي مال * فكيف يبذل من بالقرض يحتال
فهاك خطي فخذه اليوم تذكرة * إلى اتساعي فلي في الغيب آمال
وقوله:
إذا لم يكن صدر المجالس سيدا * فلا خير فيمن صدرته المجالس
وكم قائل ما لي رأيتك راجلا * فقلت له من اجل انك فارس
وقوله:

(١) العبارة ناقصة في النسخة المطبوعة بمصر. - المؤلف -
(٢) الظاهر أن صوابه أبو الحصين وهو علي بن عبد الملك الرقي قاضى سيف الدولة وكونه رقيا
نصيبيا ممكن.
المؤلف.
(٤٢٢)

أيا سائلي عن قدر محبوبي الذي * كلفت به وجدا وهممت غراما
أبي قصر الأغصان ثم رأى القنا * طوالا فأضحى بين ذاك قواما
ومن شعره في وصف برد همذان كما في اليتيمة:
إذا همذان اعتادها القر وانقضى * برغمك أيلول وأنت مقيم
فعينك عمشاء وانفك سائل * ووجهك مسود البياض بهيم
وأنت أسير البرد تمشي بعلة * على السيف تحبو مرة وتقوم
بلاد إذا ما الصيف أقبل جنة * ولكنها عند الشتاء جحيم
٩٤٣: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خيران البغدادي.
من أهل أوائل أو أواسط المائة السادسة ووجدت في مسودة الكتاب
انه توفي في المائة الخامسة ولا أدري الآن من أين نقلته ولا وجه صحته.
يروي عنه الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن رستم
الطبري الآملي صاحب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى وفي الرياض من
مشايخ محمد بن أبي القاسم الطبري قال في بشارة المصطفى انه شيخ من
أصحابنا من بغداد ورد الينا زائرا وقال إنه يروي عن أبي عبد الله أحمد بن عيسى بن رشدين عن أبي عبد الله أحمد بن
محمد البصري المقري عن أبي
طالب عبد الله بن الفضل المالكي عن عبد الرحمن الأزدي المساح كذا
عن عبد الواحد بن زيد عن جارية روى عن علي ع. وفي لسان
الميزان: الحسين بن أحمد بن خيران ذكره يحيى بن الحسن بن البطريق في
رجال الشيعة وقال كان أديبا نحويا قارئا خبيرا بالقراءات كثير السماع وله
أرجوزة جيدة في النحو يقول فيها:
منزلة النحو من الكلام منزلة الملح من الطعام
وله رواية عن أحمد بن عيسى بن رشدين. روى عنه محمد بن
أحمد بن شهريار وذكره ابن رستم الطبري في كتاب بشارة المصطفى بشيعة
المرتضى اه‍ وفي بغية الوعاة: الحسين بن أحمد بن خيران البغدادي ثم
ذكر ما مر عن لسان الميزان ناقلا له عنه.
٩٤٤: الشيخ أبو جعفر الحسين بن أحمد بن ردة.
في أمل الآمل فاضل فقيه روى الشهيد عن محمد بن جعفر المشهدي
عنه اه‍ ويأتي الحسين بن ردة ويمكن كونه هو لان الانتساب إلى الجد
شائع وجزم صاحب الرياض بأنه غيره لأن هذا يروي الشهيد عن المشهدي
عنه والآتي يروي العلامة عن أبيه عنه ويروي هو عن ولد صاحب مجمع
البيان وعلى هذا فلا بد ان يكون في درجة العلامة لا ان يكون شيخ والده
كيف وهو يروي عن ولد صاحب المجمع اه‍ وأقول الشهيد عاصر
العلامة المتوفي ٧١٦ فإذا كان العلامة يروي عن أبيه عن المترجم له
يمتنع ان يروي الشهيد عن المشهدي عن المترجم اما ولد صاحب المجمع
فتوفي سنة ٥٤٨ فلا يمتنع ان يكون الراوي عنه شيخ ولد العلامة والله أعلم
ويأتي في الحسين بن ردة ما له تعلق بالمقام.
٩٤٥: السيد حسين بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي البحراني.
يأتي بعنوان حسين بن حسن بن أحمد بن سليمان.
٩٤٦: الحسين بن أحمد السوراوي
في أمل الآمل كان عالما فاضلا جليلا روى عنه السيد رضي الدين
علي بن موسى بن طاووس وفي الرياض من مشايخ ابن طاووس وكان من
أجلة علماء الإمامية وأكابر فقهاء هذه الطائفة يروي عن محمد بن أبي القاسم
الطبري وكان معاصرا لأحمد بن عبد القاهر الأصفهاني قال ابن طاووس في
الاقبال عند ذكر تفسير محمد بن الماهيار ما لفظه وأخبرني بذلك الشيخ
الصالح حسين بن أحمد السوراوي إجازة في جمادى الأخرى سنة ٦٠٧
٦٠٩ عن الشيخ السعيد أبي القاسم الطبري عن الشيخ المفيد أبي علي
الحسن ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي إلى آخر السند وقال في موضع آخر من
الاقبال أخبرني الشيخ العالم حسين بن أحمد السوراوي وكذا يظهر من جمال
الأسبوع وغيره لابن طاووس اه‍ وهو غير الحسين بن رطبة السوراوي
قطعا لان ابن رطبة يروي عنه عربي بن مسافر ويروي هو عن أبي علي ولد
الشيخ الطوسي والمترجم يروي عنه علي بن طاووس المعاصر للعلامة فابن
رطبة عصره متقدم والمترجم عصره متأخر.
٩٤٧: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني نزيل بغداد.
اختلاف عنوانه في كلامهم.
ذكره الشيخ في رجاله والنجاشي في ترجمة حماد بن عيسى بعنوان
الحسين بن أحمد. وذكره الشيخ في الفهرست في تراجم علي بن حاتم
القزويني وأحمد بن علي الفائدي والحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي
بعنوان الحسين بن علي وفي التعليقة انهما واحد أحدهما نسبة إلى الجد كما هو
الظاهر اه‍ أقول والامر كذلك بقرينة رواية أحمد بن عبدون عنهما
واتحاد عصرهما وكنيتهما وبلدهما وجدهما شيبان وغير ذلك مما يفهم مما يأتي في
أقوال العلماء فيهما فيكون أحدهما نسبة إلى الأب والآخر إلى الجد فهو
الحسين بن أحمد بن علي أو بالعكس.
أقوال العلماء فيه.
قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع الحسين بن
أحمد بن شيبان القزويني نزيل بغداد يكنى أبا عبد الله روى عنه التلعكبري
وله منه إجازة أخبرنا عنه أحمد بن عبدون في الرياض.
٩٤٨: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني.
عالم جليل فقيه امامي نبيل من مشايخ الشيخ المفيد ويروي عن
علي بن حاتم الثقة ذكره ابن طاووس في الدروع الواقية ونسب اليه كتاب
علل الشريعة وقال إنه يروي عنه أحمد بن عبدون وقد يعبر عنه فيه
بالقزويني وعن كتابه بالعلل أيضا وهو غير الشيباني صاحب تفسير نهج
البيان في كشف معاني القرآن لان ذاك اسمه محمد بن الحسن الشيباني
الامامي وقد ينقل في تفسيره عن الشيخ المفيد والشيباني صاحب التفسير كان
في عصر المستنصر العباسي وألف كتاب تفسيره باسمه والمستنصر هو
السادس والثلاثون من خلفاء بني العباس وزالت خلافتهم بولده المستعصم
والشيخ المفيد كان قبل ذلك بكثير وغير الشيباني الذي يروي المرتضى في
رسالة الناسخ والمنسوخ كثيرا من تفسيره والعجب أن أصحاب الرجال لم
يترجموا الحسين بن علي بن شيبان هذا مع أن الشيخ الطوسي قد ينقل عنه
بالواسطة في فهرسته كما في ترجمة الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي
ففيها أخبرنا أحمد بن عبدون عن الحسين بن علي بن شيبان القزويني عن
علي بن حاتم عنه. وفي الفهرست في ترجمة علي بن حاتم القزويني أخبرنا
بكتبه ورواياته أحمد بن عبدون عن أبي عبد الله الحسين بن علي الشيباني
القزويني سماعا سنة ٣٥٠ عن علي بن حاتم القزويني قال وابن حاتم يومئذ
(٤٢٣)

حي اه‍ ولم يستبعد صاحب الرياض اتحاده مع القاضي القزويني الذي
له كتاب وقد يروي ابن طاووس عن كتابه في كتاب اليقين. ويأتي في ترجمة
حماد بن عيسى عن النجاشي: قال أحمد بن الحسين هو ابن
الغضائري: رأيت كتابا فيه عبر ومواعظ إلى أن قال وترجمته مسائل
التلميذ وتصنيفه عن جعفر بن محمد بن علي الصادق ع وتحت
الترجمة بخط الحسين بن أحمد بن شيبان القزويني: التلميذ حماد بن عيسى
وهذا الكتاب له وهذه المسائل سال عنها جعفرا الصادق وأجابه وذكر
ابن شيبان ان علي بن حاتم أخبره بذلك عن أحمد بن إدريس اه‍.
وفي لسان الميزان الحسين بن أحمد بن سفيان الصواب شيبان
القزويني ذكره أبو جعفر الطوسي في رجال الشيعة وقال كان ثقة روى عنه
أحمد بن عبدون وغيره اه‍ وليس في كلام الشيخ انه ثقة.
وثاقته.
في التعليقة: كونه من مشايخ الإجازة يشير إلى الوثاقة ومر كونه شيخ
إجازة في أحمد بن علي الفائدي ومر آنفا ان للتلعكبري منه إجازة.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف برواية التلعكبري عنه ولما كان
التلعكبري يروي عنه وعن الحسين بن أحمد بن إدريس فحيث يعسر التمييز
فلا إشكال لاشتراكهما في عدم التوثيق اه‍ واشتراكهما في كونهما من
مشايخ الإجازة.
٩٤٩: أبو علي الحسين بن أحمد الصنوبري الحلبي.
كان معاصرا لسيف الدولة ويظهر انه من مشايخ ابن جني النحوي
ولا يبعد ان يكون هو ولد أحمد بن محمد بن الحسن ابن مرار الضبي الحلبي
الأنطاكي المعروف بالصنوبري الشاعر الشيعي المار ترجمته في الاحمدين في
يتيمة الدهر في ترجمة المتنبي: حكى ابن جني قال حدثني أبو علي
الحسين بن أحمد الصنوبري قال خرجت من حلب أريد سيف الدولة فلما
برزت من السور إذا أنا بفارس متلثم قد اهوى نحوي برمح طويل وسدده
إلى صدري فكدت اطرح نفسي عن الدابة فرقا فلما قرب مني ثنى السنان
وحسر لثامه فإذا هو المتنبي وأنشدني:
نثرنا رؤوسا بالاحيدب منهم * كما نثرت فوق العروس الدراهم
ثم قال كيف ترى هذا القول أحسن هو فقلت له ويحك قد قتلتني يا
رجل قال ابن جني فحكيت انا هذه الحكاية بمدينة السلام لأبي الطيب
فعرفها وضحك لها وذكر أبا علي من التقريظ والثناء بما يقال في مثله قال
وأنشدت أبا علي ليلا قصيدة أبي الطيب التي أولها: وا حر قلباه ممن قلبه
شبم فلما وصلت إلى قوله فيها:
وشر ما قنصته راحتي قنص * شهب البزاة سواء فيه والرخم
أعجب به جدا ولم يزل يستعيده حتى حفظه. ومعناه إذا تساويت
ومن لا قدر له في اخذ عطائك فأي فضل لي عليه اه‍ وقد أشرنا اليه في
ترجمة أحمد بن محمد الصنوبري ونبهنا على اشتباه فيه وقع لبعض أهل
العصر فراجع.
٩٥٠: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي.
يأتي بعنوان الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي.
٩٥١: الحسين بن أحمد بن ظبيان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
الفهرست الحسين بن أحمد له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير وصفوان
جميعا عنه وفي التعليقة رواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى الوثاقة وكذا رواية
صفوان وكونه صاحب كتاب إلى مدح ما وفي لسان الميزان الحسين بن
أحمد بن ظبيان ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال اخذ عن جعفر الصادق
رحمة الله عليه اه‍.
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف برواية ابن أبي عمير وصفوان عنه.
٩٥٢: الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
عمه عبد الله بن عامر عن ابن أبي عمير روى عنه الكليني وفي لسان
الميزان: الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري. ذكره علي بن الحكم في
شيوخ الشيعة وقال كان من شيوخ أبي جعفر الكليني صاحب كتاب الكافي
وصنف الحسين كتاب طب أهل البيت وهو من خير الكتب المصنفة في هذا
الفن روى عن عمه عبد الله بن عامر وغيره اه‍ وفي منهج المقال وكان
احمد سهو وانه محمد بن عامر كما يأتي في عمه عبد الله بن عامر عن النجاشي
وغيره فقد ذكر النجاشي عبد الله بن عامر بن عمران بن أبي عمر
الأشعري وان له كتابا يرويه الحسين بن محمد بن عامر عن عمه وأيضا في
المعلى بن محمد فقد ذكر النجاشي في المعلى بن محمد البصري انه يروي
عنه الحسين بن محمد بن عامر وأيضا الظاهر أنه المذكور في رجال النجاشي
بعنوان الحسين بن محمد بن عمران وانه ابن عامر بن عمران كما صرح به
النجاشي في عمه وبالجملة الرجل واحد وهو الحسين بن محمد بن عامر بن
عمران اه‍ وتكرر احمد في رجال الشيخ وكتاب علي بن الحكم يبعد
السهو ويمكن ان يكون أبوه يسمى احمد ومحمد ويمكن ان يكون له عم
يسمى محمد وله ولد اسمه الحسين.
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف برواية الكليني عنه وروايته عن عمه
عبد الله بن عامر.
٩٥٣: الميرزا حسين ابن الميرزا احمد ابن الميرزا عبد الرحيم القاضي الطباطبائي
التبريزي.
توفي سنة ١٣٠٠
ارسل الينا ترجمته السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي نزيل قم
ووصفه بالعلامة الزاهد الناسك العابد المتجهد المنزوي وقال له تأليف
شريفة منها تفسير سورة الفاتحة وتفسير سورة الإنعام لم يتم ورسالة في السير
والسلوك وفي غيرهما يروي عنه جماعة منهم والدي العلامة السيد شمس
الدين محمود النسابة الحسيني التبريزي المتوفى سنة ١٣٣٨ خلف ولدين
صالحين ورعين الميرزا علي القاضي نزيل النجف الأشرف والميرزا أحمد نزيل
تبريز.
(٤٢٤)

٩٥٤: الشيخ حسين ابن الشيخ احمد ابن الشيخ عبد الله بن أحمد الخزرجي
الدجيلي النجفي.
ولد في النجف سنة ١٢٤٨. وتوفي سنة ١٣٠٥ وكان زار مشهد
الكاظمين ع فمرض هناك وعاد إلى النجف مريضا فتوفي بين
بغداد وكربلاء عند القنطرة البيضاء على ثلاثة أميال من كربلاء وكان معه
ولده فحمل إلى النجف ودفن في الصحن الشريف.
والخزرجي نسبة إلى قبيلة عربية تسكن الدجيل تسمى خزرج
والدجيلي نسبة إلى الدجيل بلفظ التصغير بلد بين سامراء وبغداد لأن
جدهم الشيخ عبد الله هاجر منها إلى النجف ودجيل في الأصل اسم نهر،
وفي معجم البلدان: دجيل اسم نهر مخرجه من أعلى بغداد بين تكريت
وبينها دون سامراء فيسقي كورة واسعة وبلادا كثيرة منها أوانا وعكبرا
والخطيرة وصريفين وغيرها ثم تصب فضلته في دجلة ومن دجيل هذا مسكن
وينسب اليه أحمد بن الفرج الدجيلي من أهل بغداد ولي القضاء بدجيل
اه‍ وربما فهم من ذلك ان مجموع القرى التي على هذا النهر تسمى
دجيل ولعل هذا البلد الذي يسمى الآن الدجيل كان منها والله أعلم.
وآل الدجيلي فيما كتبه الشيخ محمد علي اليعقوبي في مجلة
الاعتدال النجفية أسرة عربية نبغ منها في النجف عدد لا يستهان به من حملة
العلم وأهل الفضل والأدب وترجع بالنسب إلى قبيلة خزرج القاطنة في
الدجيل البلد المعروف بين سامراء وبغداد وجدهم الأول الذي تفرغوا
منه في النجف بعد هجرته إليها من الدجيل هو جدهم الاعلى الشيخ
عبد الله بن أحمد الذي قدم النجف مهاجرا واستوطنها مجاورا على عهد
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في أوائل القرن الماضي وكان من
أخص ملازميه ونبغ في أواسط القرن المذكور ولده الشيخ احمد ومرت
ترجمته في الجزء التاسع وكان من شيوخ العلم والأدب ويقال ان له
ديوانا كبيرا لم نقف الا على بعض المقاطيع منه في المجاميع لكنه لم يذكر
منها شيئا وأعقب الشيخ أحمد عدة أولاد منهم الشيخ حسين المترجم كان
أنبه اخوته ذكرا وأشهرهم أدبا وعلما كان أكثر دراسته فقها وأصولا على
السيد حسين الطباطبائي آل بحر العلوم والشيخ جواد محيي الدين وله نظم
رائق جزل الألفاظ حسن المعاني الا انه لم يدونه في حياته ولم يجمع بعد وفاته
ا ه‍ وفيما كتبه الينا بعض الفضلاء من النجف ولا نتذكر الآن اسمه انه
اخذ عن الشيخ مهدي ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء وعن السيد علي الطباطبائي صاحب البرهان القاطع ومن نوادره انه
مرت سنة شديدة البرد ولم يكن عنده عباءة فكتب أبياتا وجاء بها إلى مجلس.
الدرس وألقاها إلى جنب شيخه الشيخ مهدي ولم يكتب اسمه فيها ظنا منه
انه يعرفها انها له وهي هذه:
يا واحدا والمساعي الغز قد جمعت * فيه وليس له ثان بنيل يد
وافى الشتاء بجيش البرد وأدرعت * له الخلائق بالأثواب لا الزرد
وبافتقادي كاف الكيس قد فقدت * عين العباءة مني منتهى الأبد
فاسمح بها واقمع البرد الذي نفذت * سهامه في الحشي يا بيضة البلد
فلما قرأها الشيخ مهدي ظن أنها للشيخ إبراهيم بن صادق العاملي
لأنه كان مشهورا بالشعر أكثر من المترجم فاشترى عباءة وأرسلها للعاملي
فلما علم المترجم بذلك أرسل إلى الشيخ مهدي ثانيا هذه الأبيات:
لا صارمي يوم القراع قد نبا * ولا جواد السبق مني قد كبا
قد مسني البرد فكنت اتقي * منه بثوب ولحاف وقبا
وقد شكوت حاله لعيلم * قد فاق أهل العصر جدا وأبا
فظن شعري مذ رآه رائقا * وفائق النظم لبعض الأدبا
اما درى ما في الحديث مسندا * عن النبي العربي المجتبى
أهل العبا كان حسين منهم * ما كان إبراهيم من أهل العبا
ومن شعره قوله:
زارتك سعدى والكواكب * عثرت بأذيال الغياهب
صدقتك موعد وصلها * ولطالما قد كان كاذب
من بعد ما هجد السمير * وهومت عين المراقب
امنت نميمة اثرها * عفته أطراف الذوائب
بتنا بحيث كؤوسنا * تهوي كما هوت الكواكب
ملأ السقاة بطونها * حمراء طيبة المشارب
راح تضئ كأنها * تبر من الاقداح ذائب
قد طاف فيها أغيد * احوى لذيل الدل ساحب
وسنان غنج جفونه * امضى من البيض القواضب
سقيا لهاتيك الأبا * طح والروابي والملاعب
قد عاد لي فيها الصبا * فكأنه ما كان ذاهب
ومن شعره قوله أيضا:
بحق الهوى ان كنت تعرفه حقا * أدرها وخذ نسكي فان الطلا أبقى
ولا تبتئس ان قيل تشقى بشربها * فقم هاتها صرفا ودعني بها أشقى
وبكر بها بكرا بكف مهفهف * أغن بماء الغنج أجفانه غرقى
معتقة صفراء تحسب لونها * صفاء أعار الورس لكنه أنقى
إذا فضها والليل داج يحيله * سنا من سناها يملأ الغرب والشرقا
تعاطيتها والليل أرخى سدوله * علي ومعتل النسائم قد رقا
وقد غفل الرواد عنا وهيمنت * لنا بفنون اللهو في سجعها الورقا
وله:
أمن البدور المشرقات خدود * ومن الليالي الحالكات جعود
ومن الحميا ما تدار من اللمى * معسولة ومن الثغور برود
ومن الشمائل شمال مبلولة * ومن القلوب جلامد وحديد
اني وان طرق المشيب عوارضي * واللهو عن سنن المشيب بعيد
لكن أعادت لي زمان شبيبتي * سعدي وأوراق للتداني عود
سمحت بزورتها ومربع أهلها * شيح الأبيرق والمزار زرود
من بعد ما هجد الوشاة وانما * اهنى الزيارة والوشاة هجود
صمت خلاخلها وجال وشاحها * فله على اعطافها ترديد
هيفاء مائسة القوام جذبتها * فتجاذبت ولوشيها تغريد
جيداء ما طالت عرى اقراطها * الا لأن هويهن بعيد
مهما يحركها النسيم تخالها * غصنا يحركه الصبا فيميد
وله أيضا مشطرا والأصل لبعضهم:
بليت باغيد غنج أغن * كحيل ناعس الأجفان ألمى
بنفسي افتديه لأي ذنب * يرى وصل المحب عليه ظلما
يعللني بهل وعسى وحتى * فيودع بالحشى التعليل كلما
(٤٢٥)

ويودعني التواصل والتداني * ويصرفني بليس ولم ولما
سأركب في محبته جوادي * وأقطع في الهوى حزما فحزما
فما العشاق في الأشواق الا * كراكب لجة اما واما
وله من قصيدة يرثي بها السيد حسين الكوهكمري المعروف بالسيد
حسين الترك ويعزي عنه الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محمد
حسن صاحب الجواهر:
رفقا بنفسك قد أسرفت في الطلب * مشى بك الشيب والآمال لم تشب
تمد منك بنان اللهو محتلبا * من الجديدين ضرعا غير محتلب
فهل تخط لك الآمال أو يدها * تمحو الذي خطت الأقلام في الكتب
إليك عن مورد الدنيا فواردها * على الظما صادر منها على العطب
فكم لها من صقيل المتن ذي شطب * بحده الحد بين الجد واللعب
أردت به كم أبي ماجد علم * معرس فوق هام السبعة الشهب
حتى مشت ليت لا تمشي إلى بطل * مادت له الأرض من صنعا إلى حلب
وما لها لا تميد الأرض من جزع * حتى تهيل رواسيها على الهضب
فان أوتادها هدت وليس لها * بعد الحسين بباقي الناس من ارب
من عدة كان يستسقي الغمام بها * مهما يغير جدب غرة الحقب
شاطرت أيوب في بلواه محتسبا * فنلت ما نال من اجر ومن رتب
يا راحل النعش لم ترحل مناقبه * عنا ومنقلبا في خير منقلب
قد سار نعشك مجلوا يجلله * نور تدلى له من سابع الحجب
صلى رعيل من الأملاك يحمله * والناس من خلفه كل يصيح أبي
كأنه وعيون الناس ترمقه * سحابة اقلعت عن ممحل جدب
واروه والدين تحت الأرض وانقلبوا * لا يعرفون لهم حكما من الكتب
حتى كأنهم واروا نبي هدى * تحت الصفائح أو واروا وصي نبي
الية بمراسيل مغلسة * تطوي الفدافد والأحقاف بالكتب
نقودهن رجال الله طالبة * ركن الحطيم رعاه الله من طلب
لولا أبو محسن عز العزاء لنا * فللهدى والتقى العلم والأدب
دعامة الدين ان مالت دعائمه * وحلية الدهر في أثوابه القشب
كأنما مخض الله السنين له * مخض الحليب فأضحى زبدة الحلب
أرى الورى تدعي علما بلا سبب * أنى يكون لهم علم بلا سبب
فاساله ان كنت لم تعرف حقيقته * فالمائز السبك بين الصفر والذهب
الممتطي في سباق العلم سلهبة * من الجياد العتاق الضمر العرب
فحازه قبل رجع الطرف وانبعثت * تحبو اليه بنو الدنيا على الركب
يجيب راجي نداه قبل دعوته * ورب ذي كرم يدعى فلم يجب
يعطي وما سمعت أذني كنائله * يثري ومن عقب يسري إلى عقب
بجده عرف الاسلام واتضحت * فيه شريعة طه سيد العرب
زانت جواهره جيد العلوم كما * تزينت غادة باللؤلؤ الرطب
إذا نظرت إليها تمتلي عجبا * وكم بها لدقيق الفكر من عجب
جواهر قد غدت سمطا منضدة * لكن بفكر فريد غير منثقب
صبرا أبا محسن السامي وتعزية * بفتية غلب تنمى إلى غلب
رأس البرية فخرا والورى ذنب * غدوا وشتان بين الرأس والذنب
ومن شعره قوله:
أين يممت يا مزاج مدامي * قال لبيك قلت لبيك ألفا
هاكها قلت هاتها قال خذها * من أغن يزيد في الراح لطفا
٩٥٥: أبو عبد الله الحسين بن أبي العباس احمد ابن عميد الدين أبي تغلب علي ابن
أبي محمد جلال الدين الحسن بن أبي تغلب عميد الدين علي بن عز الدين أبي
عبد الله الحسن بن عز الشرف محمد بن كمال الشرف بن أبي الفضل
علي بن أبي تغلب علي بن الحسن الأصم بن أبي الحسن محمد الفارس ابن
يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة ابن زيد
الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه صاحب عمدة الطالب بذي المال والكرم والشجاعة.
٩٥٦: الحسين النسابة نقيب الطالبيين ابن أبي الغنائم أحمد المحدث نقيب الكوفة
ابن أبي علي عمر أمير الحاج ابن يحيى المحدث ابن الحسين ذي الدمعة ابن
زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
توفي سنة ٢٦٠.
في عمدة الطالب كان أول نقيب ولي على سائر الطالبيين كافة وكان
عالما نسابة ورد العراق من الحجاز سنة ١٢٥١ اه‍ وهو سبط عبد
العظيم المدفون بالري له الغصون في شجرة بني ياسين في انساب آل
الرسول ص.
٩٥٧: الحسين بن أحمد بن عياش الحلبي.
توفي سنة ٥٠٨.
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في شيوخ الشيعة وقال كان فقيها
صنف كتاب الأنواع والاسجاع وكتاب الإمامة وأخذ عن العيزاري وغيره
وتفقه عليه جماعة مات سنة ٥٠٨ اه‍ وقد فات المعاصر ذكر الكتابين.
٩٥٨: الحسين بن أحمد بن عيسى الكوفي.
في لسان الميزان ذكره علي بن الحكم وقال كان من مصنفي الشيعة له
كتاب الحقائق روى عنه محمد بن العباس بن علي بن مروان اه‍ وعلي
ابن الحكم ذكرنا حاله وحال كتابه الذي ينقل عنه ابن حجر في غير موضع
من هذا الكتاب.
٩٥٩: الحسين بن أحمد بن غالب الحلي أبو علي المؤدب.
توفي سنة ٤٧٣ بالحلة.
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي وكان أحد الفقهاء الامامية قرأ على
ابن البراج وولي القضاء ثم عزل نفسه لمنام رآه وقال عاهدت الله بعده ان
لا احكم بين اثنين وجلس يقرئ الناس القرآن قال الكراجكي لقيته
فرأيت رجلا عظيم التاله كأنه جاور الآخرة ومات سنة ٤٧٣ بحلة اه‍.
٩٦٠: الشيخ أبو الطيب الحسين بن أحمد الفقيه.
ذكره صاحب الرياض في موضعين أحدهما مقتصرا على الحسين بن أحمد
والثاني بزيادة الفقيه فقال في الأول فاضل فقيه محدث ويروي الشيخ
حسين بن عبد الصمد الحارثي والد الشيخ البهائي عنه بعض الأخبار في
الاعمال المروية عند ضرائح الأئمة ع على ما نقله الأستاذ أيده
الله في أوائل مجلد المزار من بحار الأنوار ولا يبعد أن يروي والد البهائي
عن كتابه فلا يكون معاصرا له فلاحظ وقال في الثاني من أجلاء أصحابنا
وقد يروي الحسن بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي عن خطه بعض الأخبار
كما يظهر من أوائل مزار البحار ولم أعثر له على ترجمة في كتب
الرجال ولم أعلم عصره اه‍.
(٤٢٦)

٩٦١: الحسين بن أحمد القادسي.
يأتي بعنوان أحمد بن محمد بن حبيب أبو عبد الله البزار يعرف بابن
القادسي.
٩٦٢: الحسين بن أحمد المالكي.
في التعليقة كذا في بعض الروايات ولعله الحسن وقال السيد الداماد
الحسن مكبرا كذا ذكره الشيخ في رجال العسكري عن أحمد بن هلال
العبرتائي عنه الحسين بن محمد القطعي ومن في طبقتهما وحسبان انهما اخوان
لا مستند له وربما يزعم أنه ابن أخي الحسين بن مالك القمي من رجال
الهادي وان المالكي نسبة إلى مالك الأشعري القمي اه‍ كلام الداماد
المنقول في التعليقة. وفي لسان الميزان: الحسين بن أحمد المالكي ذكره
الطوسي في رجال الشيعة وقال روى عن محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين
روى عنه محمد بن همام واسند الطوسي عنه بسند له إلى أبي عبد الله جعفر
الصادق خبرا باطلا مع كونه معضلا قال قال رسول الله ص قال الله عز
وجل لولا انني استحي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يتوارى بها ولا
أكملت له الايمان الا ابتليته بضعف في قوته وقلة في رزقه فان حرج أعدت
عليه وان صبر باهيت به ملائكتي الا وقد جعلت عليا علما فمن تبعه كان
هاديا ومن تركه كان ضالا اه‍. وجزم ابن حجر ببطلانه ليس الا لما في
آخره مما هو كالمتواتر فجعله باطلا والباطل جعله باطلا.
٩٦٣: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المعروف بابن قارورة
البصري.
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء له كتب منها الفقه.
٩٦٤: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن أحمد الأشناني الداري البلخي.
والأشناني لعله نسبة إلى بيع الأشنان وبعض المعاصرين في كتاب
له صحفه فجعله بالثاء المثلثة نسبة إلى اثنان بلدة بالشام. وأين الشام من
بلخ والداري نسبة إلى دار وفي تلك النواحي عدة أماكن أول أسمائها
دار فلعله نسبة إلى أحدها.
من مشايخ الصدوق وصفه في معاني الأخبار بالفقيه العدل ببلخ وقال
في الخصال حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد الأشناني العدل ببلخ.
٩٦٥: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج الكاتب
المحتسب النيلي البغدادي شاعر العراق وصاحب المجون المشهور بابن
الحجاج.
وما يوجد في بعض المواضع من تسميته بالحسن مكبرا تصحيف.
توفي يوم الثلاثاء في ٢٧ جمادي الثانية وقيل لسبع بقين منها سنة ٣٩١
بالنيل وحمل تابوته إلى بغداد فدفن عند رجلي الامامين الكاظمين وكتب على
قبره بوصية منه: وكلهم باسط ذراعيه بالوصيد.
والمحتسب من ولي الحسبة الحسبة أو الاحتساب في الاسلام.
وهي عمل من قبل السلطان حدث في دولة بني العباس. ويروي أن عليا
أمير المؤمنين ع كان يدور في أسواق الكوفة ينهاهم عن بخس المكيال
والميزان وهو نوع من الحسبة المتعارفة والحسبة عن كتاب الرتبة في طلب
الحسبة لابن بسام ان علم الاحتساب يبحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد
في معاملاتهم التي لا يتم التمدن بدونها فيجرونهم على القانون والعدل
وينهونهم عن المنكر ويأمرونهم بالمعروف ويمنعونهم عن المشاجرات في
الأسواق وفي كشف الظنون: الاحتساب علم باحث عن الأمور الجارية
بين أهل البلد من معاملاتهم التي لا يتم التمدن بدونها من حيث اجرائها
على قانون العدل وعن سياسة العباد بنهي المنكر وامر المعروف. ثم قال فيه
كتاب نصاب الاحتساب ذكر فيه مؤلفه ان الحسبة في الشريعة تناول كل
مشروع بفعل الله سبحانه كالأذان والإقامة وأداء الشهادة ولذا قيل القضاء
باب من أبواب الحسبة وفي العرف مختص بأمور وذكرها إلى تمام خمسين
اه‍ وفي المنقول عن كتاب نصاب الاحتساب للسنامي ذلك الكتاب انه
ذكر فيه. إراقة الخمور. كسر المعازف. امر
الذباحة على الباب. امر الميزاب. امر الأوحال. منع الجلوس على الباب. منع ربط الدواب في
الأزقة. منع عمارة الحيطان في شئ من الشوارع. منع تطيير الحمام.
منع شغل الهواء بالجناح من الدار على الشارع. منع البغاء، منع كل من
الرجال والنساء من التشبه بالآخر. منع اتخاذ القبور الكاذبة. منع
التبرج. منع المطلسمة والمساحرين والكهان عن منكراتهم. منع الجراحين عن
الجب والاخصاء. منع اللعب بالنرد والشطرنج على الطريق وهكذا إلى تمام
أربعين بابا وقال في الباب الأربعين يؤمر الحداد ان يتخذ بين الطريق ودكانه
حجابا لئلا يتطاير الشرر إلى الطريق وفي الباب ٤٤ يحتسب بائع اللبن إذا
خلط الماء بلبنه وذكر في الكتاب الاحتساب على المفرط في تواضع الناس
والاحتساب على المتصوفة وغير ذلك. وفي القاموس وتاج العروس:
احتسب عليه انكر عليه قبيح عمله ومنه المحتسب يقال هو محتسب
البلد. ومن ذلك يعلم أن المحتسب هو بمنزلة رئيس البلدية اليوم لكن
وظيفته أوسع لأنها تتناول الأمور الدينية واليوم تقتصر على الأمور المدنية.
والنيلي نسبة إلى النيل بوزن فيل بلدة على الفرات بين بغداد
والكوفة والأصل فيه نهر حفره الحجاج في هذا المكان آخذ من الفرات
وسماه باسم نيل مصر والبلدة والنهر اليوم خراب (١) كان يسكن النيل ثم
سكن بغداد في محلة تدعى سوق يحيى وكأنه بعد سكناه بغداد كان يتردد إلى
وطنه الأصلي النيل فلذلك توفي هناك قال ياقوت سوق يحيى ببغداد بالجانب
الشرقي منسوبة إلى يحيى بن خالد البرمكي كانت اقطاعا له من الرشيد ثم
خربت عند ورود السلجوقية بغداد وهي محلة ابن الحجاج الشاعر وقد
ذكرها في أكثر شعره كقلوله:
خليلي اقطعا رسني وحلا * إزاري وانزعا عني شكالي
إلى وطني القديم بسوق يحيى * فقلبي عن هواه غير سالي
وقولا للسحاب إذا مرتك * الجنوب وعدت منحل العزالي
فجد في دار عرفان إلى أن * ترويها من الماء الزلال
على تلك الرسوم الا ومن لي * بشم ثرى معالمها البوالي
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ البهائي في توضيح المقاصد في ٢٧ من شهر جمادي
الثانية توفي الفاضل الأديب الحسين بن أحمد المشهور بابن الحجاج وكان من
أعاظم الشعراء الفضلاء وكان رحمه الله امامي المذهب متصلبا في التشيع.
وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين فقال
ابن الحجاج أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن الحجاج الكاتب المحتسب
البغدادي قرأ على ابن الرومي وكان من بلاد العجم اه‍. وفي أمل الآمل
الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب المحتسب البغدادي كان فاضلا

(١) هي اليوم قرية عامرة قرب بابل على بعد حوالي خمسة أميال من مدينة الحلة " ح ".
(٤٢٧)

شاعرا أديبا عده ابن شهرآشوب في معالم العلماء من شعراء أهل البيت وله
ديوان شعر كبير جدا عدة مجلدات وكان امامي المذهب ويظهر من شعره انه
من أولاد الحجاج بن يوسف الثقفي وهو ينافي كونه من بلاد العجم الا ان
يكون ولد فيها أو يكون ثقفيا بالولاء لا منهم أنفسهم كما يظهر من بعض الأخبار
اه‍ وفي الرياض فلذلك اشتهر بابن الحجاج إذ الحذف من باب
الاختصار شائع ويحتمل كون الحجاج جده القريب كما أن الحجاج بن
يوسف الثقفي جده البعيد فلذلك اشتهر بابن الحجاج اه‍ ولعل شعره
الذي قال عنه الشيخ البهائي انه يدل على أنه من ولد الحجاج الثقفي هو ما
أورده صاحب اليتيمة من قوله:
انا ابن حجاج اليه أبي * ينمى وقلبي من بني عذره
لم يخل جسمي في الهوى من ضني * قط ولا عيني من عبره
حبائب مثل حصى عكبرا * والرقبا مثل نوى البصرة
ويمكن ان يكون نسب القساوة إلى نفسه باعتبار نسبة أبيه إلى الحجاج
المشارك للحجاج الثقفي في الاسم لا انه من ولد الحجاج والله أعلم.
وقد اعتنى الشريف الرضي بابن الحجاج اعتناء كافيا فدل ذلك على
اعترافه بفضله وأدبه فكان من اعتنائه به ان جمع من ديوانه ما خلا عن
السخف والمجون وسماه الحسن من شعر الحسين ورثاه بعد موته وعقد له
صاحب اليتيمة فصلا خاصا فقال: الفصل السابع نذكر فيه محاسن أبي
عبد الله الحسين (١) بن أحمد بن الحجاج وغرائبه: هو وان كان في أكثر
شعره لا يستتر من العقل بسجف ولا يبني جل قوله الا على سخف فإنه من
سحرة الشعر وعجائب العصر وقد اتفق من رأيته وسمعت به من أهل
البصيرة في الأدب وحسن المعرفة بالشعر على أنه فرد زمانه في فنه الذي شهر
به وانه لم يسبق إلى طريقته ولم يلحق شأوه في نمطه ولم ير كاقتداره على ما
يريده من المعاني مع سلامة الألفاظ وعذوبتها وانتظامها في سلك الملاحة
والبلاغة وان كانت مفصحة عن السخافة مشوبة بلغات الخلديين (٢)
والمكدين وأهل الشطارة (٣) ولولا أن جد الأدب جد وهزله هزل كما قال
إبراهيم بن المهدي لصنت كتابي هذا عن كثير من كلام أهل المجون ولكنه
على علاته تتفكه الفضلاء والكبراء والأدباء بثمار شعره وتستملحه ويحتمل
المحتشمون فرط رفثه وقذعه ومنهم من يغلو في الميل إلى ما يضحك ويمتع
من نوادره ولقد مدح الملوك والامراء والوزراء والرؤساء فلم تخل قصيدة
فيهم من هزل وفحش وهو عندهم مقبول الجملة غالي مهر الكلام موفور
الحظ من الاكرام والإنعام مجاب إلى مقترحه من الصلات الجسام والاعمال
التي ينقلب منها إلى خير حال وكان طول عمره يتحكم على وزراء الوقت
ورؤساء العصر تحكم الصبي على أهله ويعيش في أكنافهم عيشة راضية وقد
أخرجت من ملحة الخالية من الفحش المفرط ما يستغرق وصف ابن
الرومي:
شرك العقول ونزهة ما مثلها * للمطمئن وعقلة المستوفز
ان طال لم يملل وان هي أوجزت * ود المحدث انها لم توجز
قال المؤلف: صاحب اليتيمة أكثر في كتابه من ذكر المجون ككثير
غيره واعتذاره عن ذلك بقول إبراهيم المغني هو عذر من سنخ الذنب.
وفي معجم الأدباء: الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد
المعروف بابن الحجاج الشاعر أبو عبد الله شاعر مفلق قالوا إنه في درجة
امرئ القيس لم يكن بينهما مثلهما وان كان جل شعره مجونا وسخفا وقد اجمع
أهل الأدب على أنه مخترع طريقة في الخلاعة والمجون لم يسبقه إليها أحد ولم
يلحق شأوه فيها لاحق قدير على ما يريده من المعاني الغاية في المجون مع
عذوبة الألفاظ وسلاستها وله مع ذلك في الجد أشياء حسنة لكنها قليلة
ويدخل شعره في عشرة مجلدات أكثره هزل مشوب بألفاظ المكدين والخلديين
والشطار ولكنه يسمعه أهل الأدب على علاته ويتفكهون بثمراته
ويستملحون بنات صدره المتهتكات ولا يستثقلون حركاتهن لخفتها وان
بلغت في الخفة غاية الغايات واني لا أقول كما قال أبو منصور
يعني الثعالبي لولا قول إبراهيم بن المهدي ان جد الأدب جد وهزله هزل
لصنت كتابي هذا عن مثل هذا المجون وحديث كله ذو شجون. وانما قال
ياقوت هذا لأن كتابه لم يتنزه فيه عن أقبح المجون في التراجم التي اشتملت
على ذلك. قال ولقد مدح الملوك والامراء والوزراء والرؤساء فلم يخل
شعره فيهم مع هيبة المقام من هزل وخلاعة فلم يعدوه مع ذلك من الشناعة
وكان عندهم مقبولا مسموعا غالي المهر والسعر وكان يتحكم على الأكابر
والرؤساء بخلاعته ولا يحجب عن الامراء والوزراء مع سخافته يستقبلونه
بالبشاشة والاكرام ويقابلون إساءته بالاحسان والإنعام وناهيك برجل يصف
نفسه بمثل قوله رجل يدعي النبوة في السخف الأبيات الآتية.
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة ٣٩١ فيها توفي ابن حجاج
الأديب أبو عبد الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن الحجاج البغدادي
الشيعي المحتسب الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره
كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه
وسلامة شعره من التكلف ويقال انه في الشعر في درجة امرئ القيس وانه
لم يكن بينهما مثلهما لان كل واحد منهما مخترع طريقة وله ديوان كبير يبلغ
عشرة مجلدات الغالب عليه الهزل والمجون والهجو والرفث وكان شيعيا غاليا
اه‍.
وقال صاحب معاهد التنصيص: كان من كبار الشيعة المغالين في
حب أهل البيت وفي تاريخ بغداد: الحسين بن أحمد بن الحجاج أبو عبد
الله الشاعر أكثر شعره في الفحش والسخف وقد سرد أبو الحسن الموسوي
المعروف بالرضي من شعره في المديح والغزل وغيرهما ما جانب السخف
فكان شعرا حسنا متخيرا اه‍ وابن الحجاج قد ساعده الحظ بوجوده في
دولة بني بويه المشاركين له في التشيع فقال ما شاء وما شاءت له بنيات نفسه
اه‍.
وقال ابن خلكان كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة
مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ومدح الملوك والأمراء والوزراء
والرؤساء ويقال أنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما
مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقة وكان من كبار الشعراء الشيعة.
وقال الدكتور علي جواد الطاهر في مقدمته لتحقيق ديوانه: أخذت
استشعر خطورة ابن الحجاج وأهمية شعره في تاريخ الأدب العربي، وفي
تاريخ المجتمع العباسي، أنه مصدر مجهول، ولا يحق لدارس لم يطلع عليه
أن يدعي العلم ببغداد في العصر البويهي.
كانت مكانة هذا الشاعر مرموقة في عصره، وكثيرا ما بيع الديوان

(١) في النسخة المطبوعة الحسن وهو من تحريف الطابع.
(٢) في هامش معجم الأدباء يعني البغداديين.
(٣) السراق.
المؤلف
(٤٢٨)

بخمسين دينارا إلى سبعين، ونسخه كثيرون وعملت منه المختارات
العديدة، وحسبك أن يكون منها ما عمله الشريف الرضي نقيب
الطالبيين.
أما شخصية الشاعر فعجيبة ولعلها أكثر من شخصية في رجل
واحد، انها تصلح فوق ما تصلح له أن تكون مدارا لدراسة نفسية
يستقصي صاحبها ما وراء السطور ويلمح الجد وراء الهزل ويحس بالمرارة في
الحلاوة.
وقال:
هيا له الشعر موردا حسنا ومهد للاتصال بأكابر رجال العصر كالمهلبي
وأبي الفضل وأبي الفرج، وحقق له منزلة مرموقة لدى الملوك البويهيين، عز
الدولة وعضد الدولة وصمصام الدولة وبهاء الدولة، وبوزراء هؤلاء الملوك
كابن سعد الله وسابور بن اردشير وعبد العزيز، وكانت له دالة اية دالة على
هؤلاء الوزراء.
أخباره
في تاريخ ابن خلكان ونحوه في مرآة الجنان أنه تولى حسبة بغداد مدة
وقيل أنه عزل بأبي سعيد الإصطخري الفقيه الشافعي. وله في عزله ابيات
مشهورة في اليتيمة وسأله مغني سيف الدولة المعروف بالهنكري أن يصنع
شعرا يغني به بين يدي صاحبه فقال من ابيات:
أميري يا من ندى كفه * يزيد على العارض الممطر
وشعر ابن حجاج يا سيدي * يغني به عبدك الهنكري
غناء وشعر لنا يجمعان * ما بين زلزل والبحتري
قال المؤلف الغناء محرم في مذهب أهل البيت ع
وكذلك في بعض المذاهب الاسلامية وفي بعضها يروون أن النبي
ص وحاشاه استمع إلى الغناء فلذلك يستحلونه وقد فشا الغناء في الدولتين
الأموية والعباسية بين جميع طبقات الناس لما استعمله من تسموا باسم
الخلافة حتى وصل إلى سيف الدولة ويا ليته اقتدى بمذهب أهل بيت نبيه كما
فشا غيره من المنكرات كشرب الخمر والمجون والخلاعة وغيرها وإذا كان من
يحمل لقب امارة المؤمنين يرتكبها فما ظنك بغيره:
إذا كان رب البيت بالطبل ضاربا * فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
وفي كتاب غاية الاختصار انهم قالوا إن الحاكم بأمر الله العبيدي
صاحب مصر كان يوجه في كل سنة ألف دينار إلى أبي عبد الله بن الحجاج
لأجل قصيدة مدحه بها اه.
اخباره مع ابن سكرة
كان محمد بن سكرة العباسي الشاعر أحد شعراء اليتيمة معاصرا
لابن الحجاج وقد نظم ابن سكرة قصيدة يفتخر بها على آل أبي طالب فرد
عليه الأمير أبو فراس الحمداني بقصيدته الميمية المشهورة المسماة بالشافية
ففضحه وقد نسب ابن الحجاج في ضمن قصيدته الفائية الآتية إلى ابن
سكرة أنه هجا الزهراء ع ومن ذلك يظهر نصب ابن سكرة
فلذلك عاداه ابن الحجاج وهجاه بهجاء مقذع منه الأبيات التي ذكرها
الثعالبي في اليتيمة في ترجمة ابن الحجاج ولم نشا أن نذكرها في كتابنا لما فيها
من ألفاظ لا يحسن ذكرها وقد هجاه أيضا في ضمن قصيدته الفائية الآتية
بأبيات هي مثل تلك فلذلك لم نذكرها وإذا كان ابن الحجاج يعادي ابن
سكرة لذلك فمن الطبيعي أن يعاديه ابن سكرة أيضا ولذلك لما سئل ابن
سكرة عن قيمة ديوان شعر ابن الحجاج قال قيمته بربخ، حكاه في
اليتيمة، والبربخ كقنفذ ما يوضع في الفخار لمجرى الكنيف والسائل انما
سأله عن قيمته الشعرية واشتماله على المجون والسخف لا علاقة له بذلك
فقد اجمع المترجمون على أن شعره من حيث الشاعرية في طبقة عالية ولم يمنع
امرأ القيس اشتمال شعره على وصف هتكه للفروج من أن يكون مقدم
شعراء الجاهلية.
منامات قيل إنها رؤيت في حقه
في رياض العلماء: قال السيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد النجفي
الحسيني في كتاب مقتله الموسوم بالدر النضيد في تعازي الامام الشهيد:
حكى الشيخ الصالح عز الدين حسن بن عبد الله بن حسن التغلبي أن
الشيخين الصالحين علي بن محمد الزرزور السوراوي ومحمد بن قارون
السيبي كانا يستهزئان بشعر أبي عبد الله الحسين بن الحجاج ويمنعان من
انشاد أشعاره ويزريان على من ينظر في ديوانه لما فيه من السخف والقبايح
والهجاء الفاضح وبقيا على ذلك برهة من الزمان فاتفق أن الشيخ شمس
الدين محمد بن قارون زار الإمام الحسين ع فرأى في منامه كأنه في
الحضرة الشريفة الحائرية وفاطمة ص والأئمة علي والحسنان
وزين العابدين والباقر والصادق ع هناك وعلي بن الزرزور
جالس غير بعيد عنهم ورأى نفسه قائما بين أيديهم ثم التفت فإذا أبو
عبد الله بن الحجاج مار في صحن الحضرة الشريفة بهيئة حسنة قال فقلت
لعلي بن الزرزور ألا تنظر إلى ابن الحجاج فقال دعني فاني لا أحبه فقالت
الزهراء من لا يحبه فليس منا وكذلك خرج الكلام من بين الأئمة
ع ولم أدر من قاله منهم ثم انتبهت فزعا مرعوبا مما فرط
مني في حق ابن الحجاج ثم نسيت هذا المنام كأني لم أره ثم توجهت مرة
أخرى للزيارة في الحائر فإذا بجماعة من الموالين في الطريق سائرين وهم
ينشدون أشعار ابن الحجاج وبينهم علي بن الزرزور فحين رأيته ذكرت المنام
فقلت لصاحب معي ألا اطرفك بشئ عجيب فقال هات فحكيت له المنام
ثم لحقنا القوم فدنوت من ابن الزرزور وسلمت عليه وقلت له لم أعهدك
تنكر على من ينشد شعر ابن الحجاج فما بالك اليوم تصغي إلى انشاده فقال
ألا أحدثك بما رأيت في حقه فقلت بلى فقص علي ذلك المنام الذي رأيته لم
ينقص منه حرفا واحدا وصاحبي يسمع ويتعجب فقلت انا قد رأيت كما
رأيت ووفقني الله حتى حكيت ذلك لصاحبي آنفا قبل أن اسمع كلامك
فالحمد لله الذي صدق رؤياي ورؤياك وعصمنا من الوقيعة في هذا المجال
المحب للآل قال ثم اني اجتمعت بعد ذلك بالشيخ محمد بن قارون في
الحضرة الحائرية وحكى لي هذه الحكاية وأراني المواضع التي رأى فيها الأئمة
والزهراء ع اه.
قال صاحب الرياض: وهذا موافق لما جرى له في أيام حياته مع
السيد المرتضى وهو أن السلطان مسعود بن بويه لما بنى سور المشهد الشريف
بالنجف دخل الحضرة الشريفة فوقف ابن الحجاج بين يديه وأنشده قصيدته
التي يقول فيها:
يا صاحب القبة البيضا على النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شفي
(٤٢٩)

فلما وصل إلى الهجاء الذي فيها والمجون مع ابن سكرة الهاشمي
الهاجي لآل محمد ع منعه الشريف المرتضى من اكمالها فرأى
ابن الحجاج في منامه تلك الليلة أمير المؤمنين عليا ع وهو يقول له
لا ينكسر خاطرك فقد بعثنا المرتضى يعتذر إليك فلا تخرج اليه ورأى
المرتضى تلك الليلة النبي ص والأئمة ع فلم يقبلوا عليه فعظم
ذلك عنده وقال لهم أنا عبدكم وولدكم ومواليكم فبم استحققت هذا قالوا
بما كسرت خاطر شاعرنا ابن الحجاج فتمضي اليه وتعتذر فمضى اليه وطرق
الباب فقال له ابن الحجاج يا سيدي الذي بعثك إلي امرني أن لا اخرج
إليك فدخل اليه واعتذر ومضى به إلى السلطان فقصا عليه القصة فأمره
بانشاد القصيدة فأنشدها وأنعم عليه وحباه.
مشايخه
مر قول ابن شهرآشوب أنه قرأ على ابن الرومي.
شعره
من يقرأ شعر ابن الحجاج يجده على أسلوبين مختلفين تمام
الاختلاف: الأول سائر على مألوف الشعر العربي في المتانة والفخامة في
اللفظ والصياغة وفي المعنى والموضوع، ويبدو ابن الحجاج فيه مثل
الآخرين.
الثاني: هذا الذي سماه السخف ولا يهاب الشاعر فيه ولا
يتحرج من ذكر أي شئ، من لفظ أو معنى مما لم يعتد التصريح باسمه
سائر الناس، ويتجنب الخوض فيه أهل الوجاهة والوقار.
وقد أكثر ابن الحجاج من هذا المذهب وعدد فنونه حتى ليبدو وكأنه
علم اعلامه، ومؤسس كيانه ورأس مدرسته وعلى هذا درج القدماء
وبه حكم الدارسون. وإن كنا نعلم أن للسخف مقدمات في العصور التي
سبقت ابن الحجاج، ونعلم أن ابن الحجاج لم يكن وحيدا في عصره، فقد
جاذبه أطراف هذا الضرب من الشعر معاصره ابن سكرة الهاشمي. وكان
يقال ببغداد: إن زمانا جاد بابن سكرة وابن الحجاج لسخي جدا.
لقد كان العصر يستسيغ ما يسمع، ولا يرى غضاضة في أن يرويه
وينقله، ولا يجد سببا لتحميل النص أكثر مما يحتمل، والكلمة أكثر مما
تطيق، كان المسالة ضحك واضحاك ليس غير، وكان هذا اللون من
الشعر داخل في دائرة المفهوم الحضاري.
ولدراسة شعر ابن الحجاج غير الفوائد التاريخية والاجتماعية
والنفسية فوائد أسلوبية ولغوية، وفيه غير قليل من العامية التي ما زالت
حية في العراق، وغير قليل من آثار الأدب الشعبي والأوساط العامة (١).
نظم ابن الحجاج في جميع مناحي الشعر فأكثر بل لعله لم يترك منحى
من مناحيه لم ينظم فيه فإنك ستعرف أن البديع الأسطرلابي رتب شعره على
١٤١ بابا كل باب في فن من فنون الشعر ودواوين الشعراء التي بأيدي
الناس وإن لم تصل أبوابها إلى العشر من هذا العدد الا أن هذه الفنون
الكثيرة مستخرجة من جملة ما اشتملت عليه الفنون المشهورة من المديح
والرثاء والهجاء والغزل والفخر وغيرها فقد اشتملت حماسة البحتري على
١٧٤ بابا وحماسة أبي تمام لم تزد أبوابها على ثمانية الا أن هذه الأبواب
الثمانية يمكن أن يستخرج منها أبواب كثيرة كالأبواب التي استخرجها
البحتري مثل حمل النفس على المكروه. الفتك. الاصحار للأعداء.
مجاملة الأعداء. الأنفة. ركوب الموت خشية العار وغير ذلك فهذه الأبواب
وإن تكثرت الا أن الأبواب المشهورة تحتوي على أكثرها أو جميعها.
وقد عرفت عند ذكر أقوال العلماء فيه قول الثعالبي أنه من سحرة
الشعر وعجائب العصر وإن أدباء عصر الثعالبي اتفقوا على أنه فرد زمانه في
فنه الذي شهر به وعرفت قول من يجعله في درجة امرئ القيس. وهو
شاعر مطبوع متميز بين شعراء عصره وشعره سهل ممتنع يدخل في الأذن
بغير إذن ويشبه شعره في الرقة والسهولة والعذوبة شعر أبي نواس وعنده في
الشعر مادة غزيرة تشبه مادة أبي نواس بل هو في كثير من حالاته يشبه أبا
نواس يشبهه في رقة شعره وسهولته وفي مجونه وفحشه وفي التظاهر بالفسوق
وشرب الشراب والسماع إن صح ما يحكى عنهما من ذلك ويظهر أنه كان
يقوله عفو الطبع وينشئه انشاء الساعة ولذلك كان كثيرا جدا حتى بلغ ديوان
شعره عشرة مجلدات ويكفي في حسن شعره وتفوقه أن يعتني به الشريف
الرضي فيختار منه مما خلا عن السخف والمجون ما يسميه الحسن من شعر
الحسين وان يعتني به البديع الأسطرلابي فيرتبه على ١٤١ بابا ويسميه درة
التاج كما سيأتي وقد غلب على شعره السخف والمجون كما عرفت وهذا باب
واسع وسبب كبير من الأبواب والأسباب الموجبة للاشتهار بين الناس
والقبول عندهم والارتزاق به كما أشار اليه بقوله:
وانما هزله * مجون يمشي به في المعاش أمري
وقوله يعتذر عن سخف شعره:
أنت تدري أنه يد * فع عن مالي وجاهي
فان الشعر الجيد المطبوع إذا اشتمل على مثل ذلك رغب فيه أكثر
الناس واستجموا به واستملحوه واحتملوا ما فيه من سخف ومجون حتى ولو
تعلق ذلك بهم وحتى أكابر الناس ورؤسائهم بل هؤلاء أميل إلى ذلك ممن
سواهم لا سيما في عصره الذي كثر فيه الفحش والمجون بين أكثر طبقات
الكبراء والشعراء والأدباء حاشا جماعة قليلة منهم أمثال الشريفين المرتضى
والرضي فكان هذا من معايب ذلك العصر ومناقصه والنفوس بطبعها ميالة
إلى أمثال هذه الأمور وقد وصفه بعض أصدقائه بأنه ما وقفت له قافية كناية
عن سهولة شعره وانسجامه. في اليتيمة: اهدى اليه صديق هدية وكتب
اليه:
زففتها طوعا إلى شاعر * ما وقفت قط له قافية
وقد أورد صاحب اليتيمة قسما وافرا من شعره في نحو من ٥٩ صفحة
وقال في آخره: ملح ابن حجاج لا تنتهي حتى ينتهي عنها وفيما أوردته منها
كفاية على أنها غيض من فيضها وقراضة من تبرها ولكن الكتاب لا يتسع
لأكثر من ذلك اه.
ديوان شعره اشتهر ديوان شعره
اشتهارا مفرطا ورغب الناس في اقتنائه قال
الثعالبي: بلغني أنه كثيرا ما بيع ديوان شعره بخمسين إلى سبعين دينارا.
وقال أيضا: وديوان شعره أسير في الآفاق من الأمثال وأسرى من الخيال.
وقال ابن الأثير ديوانه مشهور وقال ابن خلكان ديوانه كبير وأكثر ما يوجد في

(١) الدكتور الطاهر.
(٤٣٠)

عشرة مجلدات والغالب عليه الهزل وله في الجد أيضا أشياء حسنة اه وقد
انتخب منه الشريف الرضي ما خلا عن السخف والمجون وسماه
الحسن من شعر الحسين وانتخب البديع الأسطرلابي الشاعر هبة الله بن الحسن
المتوفي سنة ٥٣٤ مختارات من مجونه رتبها على ١٤١ بابا وجعل كل باب في
فن من فنون الشعر وقفاه وسماه درة التاج في شعر ابن الحجاج وانتخب من شعر ابن الحجاج (١).
أيضا جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة
المتوفي سنة ٧٦٢ ما سماه تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج.
وقد ذكر ذلك صاحب كشف الظنون ومر في اخباره قول ابن سكرة
لما سئل عن قيمة ديوان شعره: قيمته بربخ وإن هذا القول من ابن سكرة
مع العداوة بينهما للطريقة والصنعة غير قادح في حسن شعره. ووجدت في
مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ما صورته:
قيل لما بنى المستنصر بالله المستنصرية ببغداد امر أن يخرج ديوان ابن
الحجاج من خزانتها لما فيه من كثرة السخف فاتفق أن النقيب الطاهر قطب
الدين ابن الأقساسي مرض المرضة التي مات فيها وكان نديم المستنصر
فجاءه الخليفة عائدا وسأله عن حاله فقال يا أمير المؤمنين قد تيقنت انني لا
أنجو من هذه المرضة فهل يمكن أن تشتريني من الموت بمهما أمكن فقال
الخليفة لو أمكن ذلك ما ذخرنا عنك نفيسا فقال النقيب متمثلا بقول ابن
الحجاج:
هو الموت لا يثني الرشى عنك عزمه * ولا تشترى ساعاته بالدراهم
وهذا البيت من قصيدة يرثي بها أبا الفتح ابن العميد فاستحسنه
المستنصر وامر بإعادة شعره إلى خزانته والقصيدة طويلة يأتي منتخبها في
الرثاء.
ونحن نذكر أكثر ما عثرنا عليه من شعره مفرقا في الكتب التي اجمعها
له اليتيمة لكون ديوانه مفقودا كما فقد كثير مثله من نفائس العربية
والأدب. ونقسمه على أغراضه متجنبين ما ينافي الحشمة والأدب منه والله
الموفق.
وصفه شعره
قال:
فان شعري ظريف * من بابة الظرفاء
ألذ معنى وأشهى * من استماع الغناء
وقال:
بالله يا أحمد بن عمرو * تعرف للناس مثل شعري
لو جد شعري رأيت فيه * كواكب الليل تسري
وانما هزله مجون * يمشي به في المعاش أمري
وقال:
قرم إذا أنشدته * شعري البديع تهللا
فحسبت أن أبا عبادة * يمدح المتوكلا
وقال:
وشعري سخفه لا بد منه * فقد طبنا وزال الاحتشام
وهل دار تكون بلا كنيف * فيمكن عاقلا فيها المقام
وقوله:
وهذي القصيدة مثل العروس * موشحة بالمعاني الملاح
فلو انها جعلت خطبة * لكانت تحل عقود النكاح
ولا بد للشعر من سخفة * ولا بد للدار من مستراح
وقال:
يا سيدي هذي القوافي التي * وجوهها مثل الدنانير
خفيفة من نضجها هشة * كأنها خبز الابازير
وقال:
ويد تخرج العرايس في مد * حك بين الأقلام والادراج
فاستمعها مني ألذ وأشهى * من سماع الأرمال والأهزاج
حلقت في الطوال ذقن جرير * والأراجيز لحية العجاج
وقال:
تراني ساكتا حانوت عطر * فان أنشدت ثار لك الكنيف
وفي اليتيمة كتب اليه بعض الرؤساء:
يا أبا عبد الاله * بك أصبحت أباهي
غير أن السخف في شعرك * قد جاز التناهي
ولقد أعطيت من ذاك * ملاحات الملاهي
اقدم الآن على الفور * ولا تصغ لناهي
فاجابه:
سيدي شكرك عندي * مثل شكري لالهي
سيدي سخفي الذي قد * صار يأتي بالدواهي
أنت تدري أنه يدفع * عن مالي وجاهي
وصفه نفسه
قال يصف نفسه كما في اليتيمة من أبيات:
حدث السن لم يزل يتلهى * علمه بالمشايخ الكبراء
خاطر يصفع الفرزدق في الشر * ونحو... أم الكسائي
غير أني أصبحت أضيع في القوم * من البدر في ليالي الشتاء
رجل يدعي النبوة في السخف * ومن ذا يشك في الأنبياء
جاء بالمعجزات يدعو إليها * فأجيبوا يا معشر السخفاء
وقال من قصيدة:
اني فتى ذو لسان صارم ذكر * يأوي إلى طنبيه مجمع الكلم
كالهندواني الا أن صيقله * فكري وحامله يوم اللقاء فمي
الغزل
وله وقد عاده من يحبه:
لقد برك التشكي أمس مني * على جسد وأعضاء ضعاف
فلما عدتني قال التشكي * وقد ولى أتأذن في انصرافي

(١) في القاهرة وإسطنبول ولندن والنجف اجزاء متفرقة من مخطوط ديوانه. وفي المكتبة الوطنية
بباريس نسخة خطية، حققها الدكتور علي جواد الطاهر وقدم لها بدراسة عن ابن الحجاج
وشعره. ومنه نسخة خطبة في استكهولم وقد استعان بها الطاهر في تحقيقه لمختارات
الأسطرلابي.
(٤٣١)

ومن كان الحبيب له طبيبا * كسته ثوب صحتها العوافي
وله:
هجرتك لا أن البعاد أفادني * سلوا ولا اني بعهدك غادر
ولكن هو الدهر الذي كل كائن * لمدته فيه وإن طال آخر
وقال كما في أنوار الربيع:
قالت لقد أشمت بي حسدي * إذ بحت بالسر لهم معلنا
قلت انا قالت نعم أنت هو * قلت انا قالت والا انا
قلت نعم أنت التي صيرت * أجفانها قلبي حليف الضنا
قالت فلم طرفك فهو الذي * جنى على قلبك ما قد جنى
قلت فقد كان الذي كان من * طرفي فكوني مثل من أحسنا
قالت فما الاحسان قلت اللقى * قالت لقانا غير ما أمكنا
قلت فمنيني بتقبيلة * قالت أمنيك بطول العنا
قلت فما بحت بسر الهوى * قالت ولو بحت فما ضرنا
قلت فاني ميت هالك * قالت فمت فهو لقلبي منى
قلت حرام قتل نفس بلا * ذنب فقالت ذاك حل لنا
من يعشق العينين مكحولة * بالسحر لا يامن أن يفتنا
وقال:
طاقة آس جنيت منها * بلحظتي نرجسا ووردا
أرضاه مولى وليس برضى * مولاي بي في هواه عبدا
وقال:
لا در در الرجال ما ذا * يرون من خلة النساء
وانما هم اسود غاب * تصرعهم أعين الظباء
وقال:
فديت انسانا على هجره * ووصله تحسدني الناس
لما احتوى الورد على خده * ودب في عارضه الآس
مزجت كاسي من جنى ريقه * بمثل ما دارت به الكاس
وقال:
يا حبيب الفؤاد كن لي مجيرا * من عذاب الهوى وشدة كربي
إن تكن عالما بما فيك ألقاه * من الضر والسقام فحسبي
ليت جسم الذي يريد لك السوء * كجسمي وقلبه مثل قلبي
وقال في رمد:
انا الفداء لعين بعض أسهمها * مشكوكة بين أحشائي وفي كبدي
فيها سقام فتور لا خفاء به * تجدد السقم في قلبي وفي جسدي
كانت تعل فؤادي وهي سالمة * فكيف بي وهو يشكو علة الرمد
وقال:
فديت من مر في الرصافة بي * فقلت يا سيدي فلم يجب
واصفر غيظا علي وامتزجت * صفرة ذاك اللجين بالذهب
وقال:
فاقسم لا بياسين وطأها * ولا بالذاريات ولا الحديد
ولكن بالوجوه البيض مثل * الأهلة تحت أغصان القدود
وشرب الري من خمر الثنايا * وشم المسك من ورد الخدود
وتطفيتي مرار الوجد يوم * الفراق بمص رمان النهود
وبالخمر التي كانت لعاد * ولكن بعد محنتهم بهود
مدام في قديم الدهر كانت * تعد لكل جبار عنيد
مدام ليس لي فيها امام * أصلي خلفه غير الوليد
وفي تاريخ بغداد عن هلال بن الحسن التنوخي أنشدنا أبو عبد الله
الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب لنفسه:
نمت بسري في الهوى أدمعي * ودلت الواشي على موضعي
يا معشر العشاق ان كنتم * مثلي وفي حالي فموتوا معي
وفيه عنه أنشدنا أبو عبد الله بن الحجاج لنفسه:
يا من إليها من ظلمها المهرب * ردي فؤادي أقل ما يجب
ردي حياتي ان كنت منصفة * ثم إليك الرضاء والغضب
ملكت قلبي فلم فتكت به * سبحان من لا يفوته طلب
وقال أورده صاحب معجم البلدان:
قالوا غدا العيد فاستبشر به فرحا * فقلت ما لي وما للعبد والفرح
قد كان ذا والنوى لم تمس نازلة * بعقوتي وغراب البين لم يصح
أيام لم يخترم قربي البعاد ولم * يغد الشتات على شملي ولم يرح
فاليوم بعدك قلبي غير متسع * لما يسر وصدري غير منشرح
وطائر ناح في خضراء مونقة * على شفا جدول بالعشب متشح
بكى وناح ولولا أنه سبب * لكان قلبي لمعنى فيه لم ينح
في العمر من واسط والليل ما هبطت * فيه النجوم وضوء الصبح لم يلح
في العمر من واسط (١) والليل ما هبطت فيه * النجوم وضوء الصبح لم يلح
بيني وبينك ود لا يغيره * بعد المزار وعهد غير مطرح
فما ذكرتك والأقداح دائرة * الا مزجت بدمعي باكيا قدحي
ولا استمعت لصوت فيه ذكر نوى * الا عصبت عليه كل مقترح
الخمريات
مما يؤسف له انه شاع بين المسلمين في دولتي بني أمية وبني العباس
استعمال الشراب ونظم الاشعار فيه، ومن أعظم الأسباب في ذلك تجاهر
من تسموا باسم الخلافة بشربه والناس على دين ملوكهم وانكار ابن خلدون
ذلك كانكار وجود مكة. وقد نظم في وصف الخمر من يشربها ومن لا
يشربها لان النظم في وصفها قد صار من متممات الشاعرية كما أن النظم في
الغزل بما يعلم أن الشاعر بعيد عنه قد صار من متمماتها، لذلك لا
نستطيع الجزم بشربها من كل من نظم في وصفها فقد يكون من الشعراء
الذين يقولون ما لا يفعلون كما أشار اليه شاعر العصر السيد محمد سعيد
الحبوبي بقوله:
انما حاولت نهج الظرفا * عفة النفس وفسق الألسن
ولسنا نعلم أن ابن الحجاج من أي القسمين ونرجو ان لا يكون قد

(١) في معجم البلدان العمر بضم العين وسكون الميم دير النصارى وعمر واسط يسمى كسكر
المؤلف
(٤٣٢)

شاب ولاءه لأهل البيت ع بالموبقات ونحن ننقل من أشعاره في
الخمريات ما لا يحتشم من ذكره ونترك ما عداه.
قال يخاطب بعض الوزراء من قصيدة:
فديت بي يا سيدي وحدي * وعشت ألفي سنة بعدي
قد رحل النرجس فاشرب على * محاسن المنثور والورد
من لي بها عندك مشمولة * قد أصبحت معدومة عندي
يمزجها لي رشا أغيد * بريقة أحلى من الشهد
جنى من البستان لي وردة * أحسن من انجازه وعدي
فقال والوردة في كفه * مع قدح أذكى من الند
اشرب هنيئا لك يا عاشقي * ريقي من كفي على
خدي وقال يناقض ابن المعتز في قوله:
لا تدعني لصبوح * ان الغبوق حبيبي
الليل لون شبابي * والصبح لون مشيبي
فقال:
الصبح مثل البصير نورا * والليل في صورة الضرير
فليت شعري باي رأي * يختار أعمى على بصير
وقال:
يا خليلي صرفا لي شرابي * بين درتا والدير دير القباب (١)
أسفر الصبح فاسقياني وقد كان * من الليل وجهه في نقاب
وانظر اليوم كيف قد ضحك الزهر * إلى الروض من بكاء السحاب
ان صحوي وماء دجلة يجري * تحت غيم يصوب غير صواب
اتركاني ممن يعير بالشيب * وينعى إلي عهد الشباب
فبياض البازي أحسن لونا * ان تأملت من سواد الغراب
ولعمر الشباب ما كان عني * أول الراحلين من أحبابي
وقال:
يا صاحبي استيقظا من رقدة * تزري على عقل اللبيب الاكيس
هذي المجرة والنجوم كأنها * نهر تدفق في حديقة نرجس
وارى الصبا قد غسلت بنسيمها * فعلام شرب الراح غير مغلس
قوما اسقياني قهوة رومية * من عهد قيصر دنها لم يمسس
صرفا تضيف إذا تسلط حكمها * موت العقول إلى حياة الأنفس
الشيب والشباب
قال: اعصر شبيبتي قف لي قليلا * أناشدك المودة ان تحولا
فديتك يا شبابي أنت مالي * أراك مكلكلا نصفا عليلا
تولى حسنك المفقود عني * وحول رحله الا قليل
وقالوا الشيب يكسبه جلالا * معاذ الله بل خطبا جليلا
وقال:
بياض الشيب تكرهه الغواني * ويعجبها سواد في الشباب
المديح
شعره في أهل البيت
منه القصيدة المشار إليها سابقا في اخباره في مدح أمير المؤمنين
ع
وهي قوله بعد اختصار شئ منها:
يا صاحب القبة البيضا على النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شفي
زوروا أبا الحسن الهادي لعلكم * تحظون بالاجر والاقبال والزلف
زوروا الذي تسمع النجوى لديه فمن * يزره بالقبر ملهوفا لديه كفي
إذا وصلت إلى أبواب قبته * تأمل الباب تلقا وجهه وقف
وقل سلام من الله السلام على * أهل السلام وأهل العلم والشرف
اني اتيتك يا مولاي من بلدي * مستمسكا من حبال الحق بالطرف
لأنك العروة الوثقى فمن علقت * بها يداه فلن يشقى ولم يخف
وان شانك شان غير منتقص * وان نورك نور غير منكسف
وانك الآية الكبرى التي ظهرت * للعارفين بأنواع من الطرف
كان النبي إذا استكفاك معضلة * من الأمور وقد أعيت لديه كفي
وقصة الطائر المشوي عن أنس * جاءت بما نصه المختار من شرف
والخيل راكعة في النقع ساجدة * والمشرفيات قد ضجت على الحجف
بعثت أغصان بان في جموعهم * فأصبحوا كرماد غير منتسف
والموت طوعك والأرواح تملكها * وقد حكمت فلم تظلم ولم تحف
وبايعوك بخم ثم اكدها * محمد بمقال منه غير خفي
عافوك واطرحوا قول النبي ولم * يمنعهم قوله هذا أخي خلفي
هذا وليكم بعدي فمن علقت * به يداه فلن يخشى ولم يخف
لا خير في آل حرب ان فعلهم * أمست به ملة الاسلام في تلف
وذاك يأتي بما لم يأت ذاك وذا * مخالف للذي قد جاء في الصحف
فالبعض منهم يرى الشطرنج من أدب * فالبعض قد كان منه القول غير خفي
يقول إنه اله العرش ينزل في * زي الأنام بقد اللين والهيف
في زي أمرد نضو الخصر منهضم * الحشا طليق المحيا وافر الردف
على حمار يصلي في المساجد قد * أرخى ذوائبه منه على الكتف
يمشي بنعلين من تبر شراكهما * در ويخطر في ثوب من الصلف
والبعض لا يبتدي عند الصلاة ببسم * الله وهي أتت في مبدأ الصحف
وبعضهم قال في شرب المدام بان * لا حد فيه ولا اثم لمقترف
وعنده القول في أخذ الحريرة أو * وطئ الأجيرة رأي غير مختلف
أهكذا كان في عهد النبي جرى * فانبئنا عنه اما كنت ذا نصف
والبعض حلل لحم الكلب مرتئيا * مخالفا للذي يروي عن السلف
قل لابن سكرة ذي البخل والخرف * عن ابن حجاج قولا غير منحرف
يا من هجا بضعة الهادي لئن نشبت * كفاي منك على تمكين منتصف
قم ذكر ما لا يليق بنا ذكره من الهجاء المقذع لابن سكرة ثم قال:
سقى البقيع وطوسا والطفوف وسامرا * وبغداد والمدفون في النجف
من مهرق مغدق صب غدا سجما * مغدوق هاطل مستهطف وكف
خذها إليك أمير المؤمنين بلا * عيب يشين قوافيها ولا سخف
من القوافي التي لو رامها خلف * صفعت بالمائع الجاري قفا خلف
فاستجلها من فتى الحجاج بنت ثنا * تشق كل فؤاد كافر دنف
بحب حيدرة الكرار مفتخري * به شرفت وهذا منتهى شرفي

(١) دير بنواحي بغداد.
المؤلف
(٤٣٣)

وله أورده ابن شهرآشوب في المناقب:
انا مولى محمد وعلي * والإمامين شبر وشبير
انا مولى وزير احمد يا من * يد حبا ملكه بخير وزير
انا مولى الكرار يوم حنين * والظبا قد تحكمت في النحور
انا مولى لمن به افتتح الاسلام * حصني قريظة والنضير
والذي علم الأرامل في بدر * على المشركين جز الشعور
من مضت ليلة الهرير وقتلاه * جزافا يحصون بالتكبير
وله مقطعات تحتوي على البيت والبيتين والثلاثة في مدح أمير المؤمنين
ع أوردها ابن شهرآشوب في المناقب كقوله:
نفسي فداء علي من امام هدى * مجاهد في سبيل الله كرار
وقوله:
بالمصطفى وبصهره * ووصيه يوم الغدير
وقوله:
أفدي الذي رجعت له * شمس النهار كما مر
ودعا فطار به البساط * كما روينا في الخبر
وقوله:
انا مولاي علي ذو العلى * ليس مولاي فلانا ودلاما
اتوالى خاصف النعل الذي * لم يكن يأكل أموال اليتامى
وقوله:
وبالنبي المصطفى أقتدي * والعترة الطيبة الطاهرة
بالأنجم الزهر نجوم الهدى * وبالبحور الجمة الزاخرة
وقوله:
أبعد سبعين ما سوغتني ابدا * الا غرورا بتعليل المنى أملي
هيهات قد أبصرت عيني محجتها * في قصد أخراي فيما هو علي ولي
فمذهبي أن خير الناس كلهم * بعد النبي أمير المؤمنين علي
وقال كما في المناقب مشيرا إلى قول أمير المؤمنين ع ما معناه
ما زلت مظلوما من صغري كان عقيل إذا رمد يقول لا تذروني حتى تذروا
عليا فاذر وليس بي رمد:
وقديما كان البرئ يداوى * وسوى ذلك البرئ عليل
حين كانت تذر عين علي * كلما التاث أو تشكى عقيل
وقال في أمير المؤمنين ع أورده في المناقب:
فديت فتى دعاه جبرئيل * وهم بين الخنادق في انحصار
وعمرو قد سقاه الموت صرفا * ذباب السيف مشحوذ الغرار
دعا ان لا فتى الا علي * وان لا سيف الا ذو الفقار
وله في الزهراء ع ابيات يرد بها
على مروان بن أبي حفصة أوردها ابن شهرآشوب في المناقب:
أكان قولك في الزهراء فاطمة * قول امرئ لهج بالنصب مفتون
عيرتها بالرحى والحب تطحنه * لا زال زادك حبا غير مطحون
وقلت إن رسول الله زوجها * مسكينة بنت مسكين لمسكين
ست النساء غدا في الحشر يخدمها * أهل الحنان بحور الخرد العين
وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب مقطعات عند ذكر سير الأئمة
ع في جماعة من العلويين لم يسمهم منها وله أورده في سيرة أمير
المؤمنين ع فيمكن كونه في مدحه ع أو مدح علوي:
فأنت امامنا المهدي فينا * وليس لمن يخالفنا امام
وأنت العروة الوثقى أمرت * فليس لها من الله انفصام
وقوله أورده في سيرة زين العابدين ع والظاهر أنها في
غيره:
أنت الامام الذي لولا ولايته * ما صح في العدل والتوحيد معتقدي
وأنت أنت مكان النور من بصري * يا سيدي ومحل الروح من جسدي
أعيذ قلبك من واش يغلظه * بقل هو الله لم يولد ولم يلد
وقوله في أحد العلويين:
فأنتم أهل بيت كان فيه * بأمر الله يخدم جبرئيل
وليس على فخاركم مزيد * وليس إلى مرامكم سبيل
أبوك أبو أئمتنا علي * وأمك أم سادتنا البتول
فمن يرجو مداك وأنت ممن * إليهم كل مكرمة تئول
فكيف وليس يلقى مثل بيت * أبو السبطين فيه والرسول
وقوله في بعض العلويين أيضا:
إذا غاب بدر الدجى فانظر * إلى ابن النبي أبي جعفر
ترى خلقا منه يزري به * وبالفرقدين وبالمشتري
امام ولكن بلا شيعة * ولا بمصلى ولا منبر
وقوله في بعض الاشراف:
وأنت ابن الذي حملته يوم * البساط بأمره الريح العقيم
ومن ردت عليه الشمس فيهم * وقد اخذت مطالعها النجوم
بطاعتكم فروض الله تقضي * وحبكم الصراط المستقيم
وقوله فيمن ينسب إلى الرسول ص:
يا باني الشرف الذي * أوفى وعم وطبقا
سببا بأسباب النبي * وجبرئيل معلقا
وقوله فيمن هو سمي الرضا ع:
يا ابن من تؤثر المكارم عنه * ومعاني الآداب تمتاز منه
من سمي الرضا علي بن موسى * رضي الله عن أبيه وعنه
وقوله في مثل ذلك:
وسمي الرضا علي بن موسى * لك فعل يرضي صديقك عنكا
وقوله في أحد الاشراف:
اهلا وسهلا بالأغر * من الميامين الغرر
اهلا وسهلا بابن زمزم * والمشاعر والحجر
يا ابن الذي لولاه ما * اقتربت ولا انشق القمر
(٤٣٤)

يا ابن الذي نزلت عليه * المحكمات من السور
وابن الذي هو والنبي * محمد خير البشر
ومن استخار خلاف * ذلك أو رآه فقد كفر
وقوله في مدح أحد السادات:
يا سيدا أروي أحاديثه * رواية المستبصر الحاذق
كأنني أروي حديث النبي * محمد عن جعفر الصادق
وقوله أورده صاحب المناقب في سيرة زين العابدين ع
والطاهر انه في أحد الاشراف:
ابن من ينتهي إذا افتخر الناس * اليه افتخار عبد مناف
ابن طاها وهل اتى والحواميم * ونون وسورة الأعراف
وقال في يوم مهرجان من قصيدة جمعت وصف الخمرة والتوسل باهل
البيت ومدح الوزير أبي طاهر:
من شروط الصبوح في المهرجان * خفة الشغل مع خلو المكان
والعروس التي تزف إلى الأرطال * في ثوب صبغها الأرجواني
رسموا طين دنها وهو رطب * باسم كسرى كسرى أنوشروان
وترى سوسن الكؤوس عليها * كسوة من شقائق النعمان
والسماع الذي يملي على الاسماع * ما تشتهي بلا ترجمان
كل صوت من اقتراحات إسحاق * التي زينت كتاب الأغاني
والتي ليس للتأول فيها * مذهب غير طاعة الشيطان
واعدلا بي عن التي هدت النار * قواها وخنقت بالدخان
انني خشية من النار اخشى * كل شئ يمس بالنيران
لا تخافا على دقة كشحي * لا تكال الرجال بالقفزان
اسقياني فقد رأيت بعيني * في قرار الجحيم اين مكاني
انا حودابة وذهني صديد * تحت رجلي فرعون أو هامان
كل شئ قدمته لي فيه * رأس مال يأوي إلى الخسران
غير حبي أهل الحواميم والحشر * وطه وسورة الرحمن
خمسة حبهم إذا اشتد خوفي * ثقتي عند خالقي وأماني
قد تيقنت انهم ينقلون * من يدي مالك إلى رضوان
بهم قد امنت خوف معادي * وبهذا الوزير خوف زماني
يا أبا طاهر ولولاك ما كان * لبدر السماء في الأرض ثاني
لك يا سيدي دعا الفطر والأضحى * ويوم النيروز والمهرجان
مدائحه في غير أهل البيت
قال في كاتب:
وكاتب بارع بلاغته * تجلو علينا كلام سحبان
وخطه والكتاب في يده * ينثر درا امام مرجان
لو كان عند المأمون جوهره * أهداه أو بعضه لبوران
وقال:
يا باني المجد لما انهد معظمه * وراعي الجود لما أهمل الجود
ان يحسدوك على فعل خصصت به * فكل منفرد بالجود محسود
وقال:
أما ترى كيف حالي غير جارية * على المراد وامري غير منتظم
حتا م أدعوك والاعداء قد لهجوا * بأكل لحمي ولجوا في ولوغ دمي
وكم أنادي ولا تصغي إلي ولا * تلوي علي بالاء ولا نعم
يا راعي السرب يحميه ويمنعه * ان الذئاب قد استولت على الغنم
وقد علمت وخير العلم ما بعدت * عنه الشكوك ولم يحمل على التهم
اني فتى ذو لسان صارم ذكر * يأوي إلى طنبيه مجمع الكلم
كما الهندواني الا ان صيقله * فكري وحامله يوم اللقاء فمي
بلغت جهد زهير في المديح به * فابلغ بمجدك في أمري مدى هرم
نازعه في الجود حتى تستبد به * واملك عليه رهان المجد والكرم
وعافني بتلافي العتب من سقم * لم يبق مني سوى لحم على وضم
حتى أقول لريب الدهر كيف ترى * تعصب السادة الأحرار للخدم
وقال في عز الدولة بختيار البويهي:
فديت عز الدولة المرتجى * بمهجتي ان قبلت مهجتي
من أنا في عيلة احسانه * وفقر أهلي هو في عيلتي
ثيابه في سفطي بيتها * وخزه ماواه في سلتي
جراية أصبحت في رزقها * في كل يوم اجتبي غلتي
وكان جوفي بالخوى ماتما * فاليوم بيت العرس في معدتي
وقال:
سيدي والذي يقيك من السوء * يمينا من اوكد الايمان
لا جحدت النعمى لاكفر احسانك * عندي يا دائم الاحسان
انا في نزهة من العيش في ظلك * طول الحياة كالبستان
ذات زهر فيه البنفسج والنرجس * معه شقائق النعمان
وقال في شارب دواء:
يا من به تتباهى * مجالس الخلفاء
ومن تقصر عنه * مدائح الشعراء
يا سيدي كيف أصبحت * بعد شرب الدواء
خرجت منه تضاهي * في الحسن بدر السماء
في ثوب صحة جسم * مطرز بالشفاء
وقال في الصاحب بن عباد من ابيات:
يا أيها السيد الجليل * المرجو للحادث الجليل
كل مديح أجملت فيه * يقصر عن فعلك الجميل
وقال في ابن بقية:
يا بدر يا بدر التمام * بك أشرقت خلع الامام
يا من له الاسما العظام * بحرمة الاسما العظام
هب لي بقا ابن بقية * هبة تجدد كل عام
أنت الكريم فهب لنا * هذا الكريم من الكرام
فلقد علمت بدعوتي * اني على خبزي أحامي
(٤٣٥)

وقال في أبي تغلب فضل الله بن ناصر الدولة بن حمدان وقد توجه من
الموصل إلى بغداد وفيه حسن المخلص:
أفضض الدن واسقني يا نديمي * اسقني من رحيقه المختوم
ثم قل للشمال من أين يا ريح * تحملت روح هذا النسيم
أترى الخضر مربي فيك أم جزت * برضوان في جنان النعيم
أم تقدمت والأمير أبو تغلب * قد جد عزمه في القدوم
وقال في أبي الفضل الشيرازي لما تقلد الوزارة وعرض بأبي الفرح بن
فسانجس:
سعدك للحاسدين نحس * وهم ظلام وأنت شمس
ارفق عليهم فلن يعودوا * إليك حتى يعود أمس
فأنت تحت الظلام تسعى * وذاك تحت اللحاف
... وقال في أبي الحسن بن نصر من ابيات حذفنا ما فيها من سخف:
أبا الحسين بن نصر * ابشر بعز ونصر
فأنت في الصدر أحلى * من المنى جوف صدري
من أين مثلي حر * أو سفلة غير حر
وجملة القول اني * احدى عجائب دهري
قد در ضرعي على ما * ترى فلله دري
وقال في أبي الفضل الشيرازي:
الناس يفدونك اضطرارا * منهم وأفديك باختياري
وبعضهم في جوار بعض * وأنت حتى الممات جاري
فعش لخبزي وعش لمائي * وعش لداري وأهل داري
يا من باحسانه بلغت * السماء في العز واليسار
فاليوم قارون في غناه * عندي وكسرى ركاب داري
وقال في بختيار عز الدولة:
فديت وجه الأمير من قمر * يجلو القذى نوره عن البصر
فديت من وجهه يشككني * في أنه من سلالة البشر ان
زليخا لو أبصرتك لما * ملت إلى الحشر لذة النظر
ثم اخذ فيما ليس لنا نقله وقال في بعض بني حمدان:
فتى يغير المدح في داره * على صناديق وأكياس
ذقت ندى راحته مرة * فطعمه في جوف أضراسي
وقال يهنئ بختيار بالأضحى من قصيدة:
قم هاتها أصفى إذا رقرقت * في الكاس من دمعة مهجور
من يد عذراء لها وجنة * تحار فيها أعين الحور
وعنبرت أنفاسها نكهة * تبسم عن نفحة كافور
الليل والعشو يقولان لي * مذ أمس قولا غير مستور
أمسلم قلت نعم ظاهري * وباطني في الراح نسطوري
فاسعد بيوم العيد واجلس له * في خلوة جلسة مسرور
واشرب على ملك تمليته * موشح بالعز منصور
في قدح ازرق أو ساذج * ابيض مثل الثلج بلوري
واستجل مع ذاك وذا أوجها * صبيحة مثل الدنانير
كأنما عينك ما بينهم * تدور في زهرة منثور
وقال:
سيدي حشمتي عليك حرام * وبحكم الكريم تقضي الكرام
وارى مذ ملكتني ان مثلي * ابدا لا تفيدك الأيام
خادم ناصح وعبد محب * وصديق وصاحب وغلام
خمسة قد جمعتهم لك وحدي * لمعاني اختصاصهم والسلام
وقال من قصيدة في ابن العميد كل ما ورد منها في اليتيمة فحش الا
ثلاثة ابيات:
سرى متعرضا طيف الخيال * فسوق لا محالة بالمحال
ولكنني انتبهت فكان حزني * على ما فاتني أسوأ لحالي
كما لابن العميد جميع شكري * ودنيا ابن العميد جميعها لي
وقال من ابيات تركنا ما فيها من فحش:
عمرك الله يا ابن عمرو * عمر ثلاثين ألف نسر
وجهك عند الصباح شمسي * وأنت عند المساء بدري
مولاي ذا اليوم يوم سعد * أشرف عندي من ألف شهر
وقال:
حلفت لقد بلغت مدى المعالي * وأنت على تجاوزه قدير
فبحرك در لجته ثمين * وغيثك ماء مزنته طهور
وقال لبعض الرؤساء في يوم كان المطر يجئ فيه ساعة ثم ينجلي
الغيم وتطلع الشمس ثم يعود:
يا سيدي تفديك مهجة خادم * لك يستقل لك الفداء بنفسه
يفديك من جليت أول كربة * عنه ومن أدركت آخر حسه
انظر إلى اليوم الذي أشبهته * لو كان جنسك ناشئا من جنسه
يحكي نداك بغيثه فإذا انجلى * فكان وجهك ما انجلى من شمسه
وقال:
هو الشيخ لما صفا جوهر * الفضائل منه ولم يكدر
أضاف الزمان اليه ابنه * كما اقترن البدر بالمشتري
وقال لرئيس اختلف ابنه إلى الكتاب:
يا عارضا يروي الثرى غيثه * ومنهلا يشفي الصدا مورده
أقعدت في الكتاب من لم يكن * يضره انك لا تقعده
أنت أبوه فهو ينمى إلى * كتابة يوجبها محتده
ان شئت علمه وان شئت لا * لا بد أن تحكي أباه يده
وقال:
لا زلت يا عمرو أبي عمرو * أبقى على الدهر من الدهر
فتى إذا ما جاد لي بحره * أمرت من... على البحر
وان بدا لي وجهه طالعا * صفعت بالشمس قفا البدر
وقال في مدح صاعد:
ومهاة غريرة * عضة الحسن ناهد
فتنتني بمعصم * وبكف وساعد
(٤٣٦)

وبثغر منضد * شنب الريق بارد
ونسيم كأنه اشتق * من نشر صاعد
فهوز طيبا كذكره * في الثنا والمحامد
همة في العلى اقتدت * بالسهى والفراقد
وندى بخلت فيه * كف يحيى بن خالد
العتاب
قال يعاتب أبا الفضل أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن على قبوله
دعوى من ادعى عنده انه هجاه وأبو الفضل يومئذ بشيراز وابن الحجاج
ببغداد:
يا سامع الزور وبهتانه * ودافع الحق وبرهانه
انك انسان له موقع * من ناظري في جوف انسانه
عجبت من رأيك في الذي * أنكرني من بعد عرفانه
فكيف يخشى هجو من مدحه * فيك يرى أول ديوانه
ومن له في شعره مذهب * ذكرك منه نور بستانه
تمضي لياليه وأيامه * وسره فيك كاعلانه
ولست بالساكن في منزل * ينبو ولو يوما بسكانه
ولست ممن يخلط الكفر في * شكر أياديك باحسانه
ولا الذي يرهب في الحق من * سلطان ذي عز لسلطانه
قل للذي جهر في السعي بي * تجارة عادت بخسرانه
يا ذا الذي لا بد من صفعه * ألفا ومن تعريك آذانه
لا تغترر انك من فارس * في معدن الملك وأوطانه
لو حدثت كسرى بذا نفسه * صفعته في وسط إيوانه
وقال:
يا من يدي من خيره فارغة * مليت لبس النعمة السابغة
قد هشمت رأسي بأحجارها * ألفاظك الهاشمة الدامغة
فيا أبا قابوس في ملكه * رفقا أبيت اللعن بالنابغه
الهجاء
ووردت عليه رقعة خصم له بما يسوؤه فكتب على ظهرها أبياتا منها:
اني جعلت إجابتي في ظهرها * عمدا ليمكن فضها في المجلس
كانت كنيفا فائضا فزرعت في * ظهر الكنيف حديقة من نرجس
المنقول من اليتيمة
وقال في ثعلب النحوي صاحب كتاب الفصيح:
ان عاب ثعلب شعري * أو عاب خفة روحي...
في باب أفعلت * من كتاب الفصيح
وقال في مغن:
إذا تغنى سليم * عاق المسرة عني
وقال في بواب أعور حجبه عن رئيس:
سمعت فيمن مات أو من بقي * بمقبل بوابه أعور
واللوزة المرة يا سيدي * يفسد في الطعم بها السكر
وقال:
اني ابتليت بأقوام مواعدهم * تزيد فوق الذي ألقاه من محن
ومن يذق لسعة الأفعى وان سلمت * منها حشاشته يفزع من الرسن
وقال:
وأبرص من بني الزواني * ملمع أبلق اليدين
قلت وقد لج بي أذاه * وزاد ما بينه وبيني
يا معشر الشيعة الحقوني * قد ظفر الشمر بالحسين
و قال:
يا عبيد العصا أسأتم صنيعا * مذ ملكتم أعنة الأحرار
يا قصار الأيدي ديون المواعيد * لديكم طويلة الاعمار
يا صياما عن الندى ليت شعري * هل لكم موعد إلى الافطار
يا كبار الأحوال قد ألصقتكم * بالثرى رقة النفوس الصغار
وقال يهجو كما في اليتيمة وأسقطنا ما اشتمل على الألفاظ القبيحة
منها:
ولقد عهدتك تشتهي * قربي وتستدعي حضوري
وارى الجفاء بعد الوفا * مثل... بعد البخور
يا بغض تدخين الجشا * في الصوم من تخم السحور
يا ذلة المظلوم أصبح * وهو معدوم النصير
يا سوء عاقبة التعقد * عند تمشية الأمور
يا كل شئ متعب * متعقد صعب عسير
يا حيرة الشيخ الأصم * وحسرة الحدث الضرير
يا قعدة في دجلة * والريح تلعب بالجسور
يا قرحة السل التي * هدت شراسيف الصدور
يا أربعاء لا تدور * به محاقات الشهور
يا هذه الحيطان تنقض * بالمعاول والمرور
يا قرحة في ناظر * غلطوا عليها بالذرور
فتسلخت فيما يليها * في الجفون من البثور
يا خيبة الأمل الذي * امسى يعلل بالغرور
يا وحشة الموتى إذا * صاروا إلى ظلم القبور
يا ضجرة المحموم * بالغدوات من ماء الشعير
يا شؤم اقبال الشتاء * أضر بالشيخ الفقير
يا دولة الحزن التي * خسفت بأيام السرور
يا ضجة الصخب المصدع * ذي التنازع والشرور
يا عثرة القلم المرشش * بين أثناء السطور
يا ليلة العريان غب * عشية الليل المطير
يا نومة في شمس آب * على التراب بلا حصير
يا فجأة المكروه في * اليوم العبوس القمطرير
يا نهشة الكلب العقور * ونكهة الليث الهصور
يا عيش عان موثق * في القيد مغلول أسير
يا حدة الرمد الذي * لا يستفيق من القطور
يا حيرة العطشان وقت * الظهر في وسط الهجير
من لي بان تلقاك خيل * بني كلاب بلا خفير
وارى بعيني لحمك * المطبوخ في نار السعير
(٤٣٧)

في الأرض ما بين السباع * وفي السما بين النسور
وقال في الوزير المهلبي:
قيل إن الوزير قد قال شعرا * يجمع الجهل شمله ويعمه
ثم أخفاه فهو كالهر... * في زوايا البيوت ثم يطمه
وقال:
قوم برئت منهم * لأنهم مني برا
ما ان أرى مثلا لهم * ولا أرى اني أرى
وقال:
دعوت نداك من ظمأي اليه * فعناني بقيعتك السراب
سراب لاح يلمع في سباخ * فلا ماء لديه ولا شراب
وليس الليث من جوع بغاد * على جيف تحيط بها كلاب
وقال:
عذرت الأسد ان صليت بناري * مخاطرة فما بال الكلاب
وأزواج الحرائر لم يحابوا * لدي فكيف أزواج
... وقال في رجل دعاه إلى عرس ثم بدا له:
يا وقح الوجه جيد الحدقة * خست بوعدي وكنت غير ثقة
أين نصيبي من الطعام وما * طمعت في لعقة من المرقه
أشفقت مني وكان يقنعني * عندك ما ليس يوجب الشفقة
قطعة لحم في وزن خردلة * على رغيف كأنه ورقة
وقال في خصم له أعمى:
سمعتم قط أعجب من ضرير * يقدر ان يجور على بصير
ولو شاء الوزير ولم يزل لي * صلاحي في مشيئات الوزير
لالزمه العصى يمشي عليها * و علمه القرآن على القبور
وله فيه:
ان كان هذا الضرير يعنتني * بحجة مثل عينه غلقه
فوقع السوس في عصاه ولا * بورك في قسطه من الصدقة
وقال:
لا يحسن الاشراف من مقعد * كأنه ذرقة فروج
اقصر من يأجوج في قده * وقرنه أطول من عوج
وقال:
ازجر العين ان ترى * ازرق العين أشقرا
ما رأى البوم وجهه * قط الا تطيرا
وقال:
مروا إلى النهروان يعدون * مثل حمار بلا مكاري
كانوا شراة فصبحتهم * كف علي بذي الفقار
وقال في حسبته من قصيدة:
يا معشر الناس اسمعوا دعوة * دخالة بالنصح خراجه
من منكم طار على حسبتي * قطعت بالدرة أوداجه
وحجبه بواب لبعض الرؤساء مرات فقال:
قولا لمن احسانه لم يزل * شفاء علاتي وأوصابي
في علة تقطع أسبابها * من راحة الصحة أسبابي
أخفيت ما بي اليوم منها فما * تطلع الناس علي ما بي
وليس يشفيني سوى نهشة * من قطعة من كبد بواب
تبيت فيها وهي مشوية * بالنار أضراسي وأنيابي
فامنن بان تذبح لي واحدا * بالنعل في دوارة الباب
فنقطة من دم أوداجه * انفع لي من رطل جلاب
وقال في انسان طبري مات بالقولنج:
يا عضة الموت افغري * فاك لروح الطبري
حتى تمجيها على * علاتها في سقر
يا أيها الثاوي الذي * أفلح لو كان
... لمثل ذا اليوم يقال * من... فقد بري
في اليتيمة حصل مع رجل يكنى أبا الحسين في دار رجل بخيل
فالتمس أبو الحسين العشاء بعد الغداء فقال ابن الحجاج:
يا سيدي يا أبا الحسين * أنت رفيع بنقطتين
يا كلب الضرس لن يداوى * ضرسك الا بكلبتين
ويلك قل لي جننت حتى * تلتمس الخبز مرتين
في دار من خبزه عليه * ألف رقيب بألف عين
وحضر في دعوة رجل فاخر الطعام إلى المساء فقال:
يا صاحب البيت الذي * أضيافه ماتوا جميعا
حصلتنا حتى نموت * بدائنا عطشا وجوعا
ما لي أرى فلك الرغيف * لديك مشترفا رفيعا
كالبدر لا نرجو إلى * وقت المساء له طلوعا
ونظر اليه يذهب ويجئ في داره فقال:
يا ذاهبا في داره جائيا * بغير ما معنى ولا فائدة
قد جن أضيافك من جوعهم * فاقرأ عليهم سورة المائدة
وكان قد سال بعض الرؤساء أن يتكلم في امر كان له فوعده ثم
امسك وسكت فقال:
يا صنما يعبده شعري * بلا ثواب وبلا اجر
إن لم تكن دبا فخاطبهم * بلفظة تسمع في أمري
انطق بنفس قبل أن يحسبوا * انك من طين وآجر
ملح من نوادره في ذكر الصفع أوردها صاحب اليتيمة قال:
يا سخن العين التي لم تزل * تعيش في الناس بلا عقل
إن لم تزن نفسك مستأنفا * والخوف بين القول والفعل
حل بيافوخك مني الذي * يحل يوم العيد بالطبل
(٤٣٨)

لا تجهل اليوم على من له * معرفة بالعقل والجهل
فتى وإن زلت به نعله * اصفع خلق الله بالنعل
وقال:
رب مستصفع بنعلي * بين أجفانه شروط القوافي
كل نهب الطلي مباح حمى الرأس * حريب الآذان والأكتاف
فاتق الله في غضاريف أذنيك * وأعصاب اخدعيك الضعاف
وقال:
قد وقع المنع والحجاب معا * فكل من رام بابكم صفعا
وافيته طامعا لأدخله * ولم أكن قط احمد الطمعا
فواثبوني جهلا بمرتبتي * في حيث أشكو الصداع وأصلعا
لا تطلبوا بعدها مواصلتي * فان حبل الوصال قد قطعا
شكوى الزمان
قال:
أقسمت بالشفع وبالوتر * والنجم والليل إذا يسري
إني امرؤ قد ضقت ذرعا بما * أطوي من الهم على صدري
وقال:
لي في الشكية خطب غير مؤتشب * وفي العتاب إذا استشرحته سير
هل فيك اصغاء انصاف فاشرحه * أم صد منحرف عني فاختصر
وقال:
فقر وذل وخمول معا * أحسنت يا جامع سفيان
جامع سفيان كأنه جامع يجتمع * فيه الفقراء وأهل العاهات
وقال:
الحمد لله إن لي أملا * انا إلى الخص منه استند
وقال يخاطب ابن العميد:
فداؤك نفس عبد أنت مولى * له يرجوك يا خير الموالي
حديثي منذ عهدك بي طويل * فهل لك في الأحاديث الطوال
واني بين قوم ليس فيهم * فتى ينهي إلى الملك اختلالي
فلحمي ليس تطبخه قدوري * وحوتي ليس تقليه المقالي
وما لي قد خلت منه جيابي * وخبزي قد خلت منه سلالي
وكيسي الفارع المطروح خلفي * بعيد العهد بالقطع الحلال
أفكر في مقامي وهو صعب * وأصعب منه عن وطني ارتحالي
فبي مرضان مختلفان حالي * العليلة منهما تمسي بحالي
إذا عالجت هذا جف كبدي * وإن عالجت ذاك ربا طحالي
وقال:
خليلي قد اتسعت محنتي * على وضاقت بها حيلتي
عذرت عذاري في شيبه * وما لمت إن شمطت لمتي
إلى كم يخاسني دائما * زماني المقبح في عشرتي
تحيفني ظالما غاشما * وكدر بعد الصفا عيشتي
وكنت تماسكت فيما مضى * فقد خانني الدهر في مسكتي
إلى منزل لا يواري إذ * تحصلت فيه سوى سوأتي
مقيما أروح إلى منزل * كقبري وما حضرت ميتتي
إذا ما ألم صديقي به * على رغبة منه في زورتي
فرشت له فيه بسط الحديث * من باب بيتي إلى صفتي
ومعدته في خلال الكلام * تشكو خواها إلى معدتي
وقد فت في عضدي ما به * ولكن عليه علت علتي
وأغدو غدوا مليا بان * يزيد به الله في شقوتي
فاية دار تيممتها * تيمم بوابها حجبتي
وإن انا زاحمت حتى أموت * دخلت وإن خرجت مهجتي
فيرفعني الناس عند الوصول * إليهم وقد سقطت عمتي
وإن نهضوا بعد للانصراف * أسرعت في أثرهم نهضتي
وإن قدموا خيلهم للركوب * خرجت فقدمت لي ركبتي
وفي جمل الناس غلمانهم * وليس سوائي في جملتي
ولا لي غلام فأدعو به * سوى من أبوه أخو عمتي
وكنت مليحا اروق العيون * أيضا فقد قبحت خلقتي
يعرق خدي جفاف الهزال * وحاف الشناج على وجنتي
وقوسني الهم حتى انطويت * فصرت كأني أبو جدتي
وكان المزين فيما مضى * تكسر أمشاطه طرتي
ويا رب بيضاء رود الشباب * كانت تحن إلى وصلتي
فصارت تصد إذا أبصرت * مشيبي وتغضب من صلعتي
وقال:
ما حال من يأوي إلى منزل * ارفق منه المسجد الجامع
لا يرتوي العطشان فيه ولا * يلحق ما يقتاته الجائع
وسوقه كاسدة بينكم * لا مشتر فيها ولا بائع
وقال:
أتعشى بغير خبز وهذا * خبري منذ مدة في غدائي
فانا اليوم من ملائكة الدولة * وحدي أحيا بغير غذاء
آية لم تكن لموسى بن عمران * ولا غيره من الأنبياء
وقال:
هذا وأيام أكلي * عند الملوك الكبار
ما كنت أفطر الا * على كبود القماري
مشوية وقلايا * فاليوم سنور داري
إذا أرادت تعشى * تنغصت لي بفار
وقال بواسط وقد باع ثيابه:
يا سادتي قول ميت * في مثل صورة حي
لم يبق في الخرج شئ * أتأذنون بشي
وقال:
ما لي أرى بيت مالي حله زحل * وحسبه من بعيد أن يرى زحلا
فما نرى لا رأيت السوء في رجل * قد شب تحت خطوب الدهر واكتهلا
(٤٣٩)

زحل كوكب نحس. ورأى كلاب عز الدولة بختيار تطعم لحوم
الجداء فقال:
رأيت كلاب مولانا وقوفا * ورابضة على ظهر الطريق
فمن ورد له ذنب طويل * يعقفه ومهلوب خلوقي
تغدى بالجدا فوددت اني * وحق الله خركوش سلوقي
فيا مولاي رافقني بكلب * لآكل كل يوم مع رفيقي
أرى القصاب قد أضحى عدوي * لشؤم البخت والملحي صديقي
فلو اني افتصدت لما وجدتم * سوى الحلتيت داخل باسليقي
جفاني اللحم وهو شقيق روحي * فمن يعدي على ذاك الشقيق
كان اللحم في صوم النصارى * توهمني ابن عم الجاثليق
وأحسن ما رآه الناس لحم * جرايته تضاف إلى الدقيق
وقال في مثل ذلك:
يا سيد الناس عشت في نعم * تأوي إليها ممالك العجم
بديهتي في الخصام حاضرها * أشهر في الفيلقين من علم
والخط خطي كما تراه ولا الزهرة * بين القرطاس والقلم
هذا وخبزي حاف بلا مرق * فكيف لو ذقت ثردة الدسم
ما لي وللحم إن شهوته * قد تركتني لحما على وضم
وما لحلقي والخبز يجرحه * بالملح يشكو حزونة اللقم
وقال في مثل ذلك:
يا من رأى البدر حسن صورته * فبان في البدر موضع الحسد
نحن سنانير أهل دولتكم * فانصفونا من صاحب الغدد
والله لولاك لم يبت مرق * اللحم تروي شحومه ثردي
ولم يحور لي الدقيق ولا * كانت تحوز المسلقات يدي
وقال من قصيدة:
سيدي ما أظنه * بعد يدري بما جرى
ما درى أن عبده * فلسه قد تقشرا
عند قوم معروفهم * في قد صار منكرا
كنت كالمسك مرة * بالدنانير اشترى
فانا اليوم بعد ما * صرت شيخا كما ترى
وقال:
عجبت من الزمان واي شئ * عجيب لا أراه من الزمان
أتأخذ قوت جرذان عجاف * فتجعله لأوعال سمان
وفي اليتيمة أنه كان يكتب في حداثته لرئيس فتأخر عنه فكتب يسأله
عن حاله في تأخره فكتب اليه:
سالت يا مولاي عن قصتي * وما اقتضى بالرسم اخلالي
ليست بجسمي علة تشتكي * وانما العلة في حالي
وذاك داء لم تزل ضامنا * من سقمه برئي وابلالي
الاستجداء والطلب
كتب إلى بعض الوزراء وقد أراد عمارة مسناة داره:
خفي فما أنت بمعذوره * ولا على نصحك مشكوره
أذاك كم يصدع قلبي به * وانما قلبي قارورة
في كل شئ أنت يا هذه * مغموسة في غير مسروره
حتى مسناتي التي أصبحت * وهي خراب غير معموره
أيتها المرأة لا تقلقي * من قبل أن تستعملي الصورة
لي سيد أضحت عناياته * على مسناتي موفوره
ناهدته فيها على أنها * تجعل بالصاروج كافوره
مني أنا لاشي ومن سيدي * الآجر والصناع والنوره
وكتب إلى بعض الرؤساء يتلمس منه عمامة:
يا من له معجزات جود * توجب عندي له الإمامة
ما لي إذا ما الشمال هبت * قامت على رأسي القيامة
ودميت في القفا عيون * بالطول في موضع الحجامة
أظن هذا من اجل اني * في البرد امشي بلا عمامه
وقال لبختيار حين عاود الحضرة بعد هزيمة الأتراك وابن الحجاج
معه:
الحمد لله جاءت النعم * وانصرفت مع مجيئها النقم
واطلع البدر بعد غيبته * فانكشفت عن وجوهنا الظلم
فأي شئ تريد تعمل بي * فإنني منك لست احتشم
أريد مما افتتحته عملا * يثرد في دعناجه اللقم
وقال لسهل بن بشر يعرض بطلب مركوب:
يا ابن بشر يا سيدي يا ابن بشر * يا معيني على ملمات دهري
اي شئ تريد تعمل بي اليوم * فهذا أنا وأنت وشعري
انا في واسط أروح وأغدو * بين مد من الظنون وجزر
تارة يسنح الغنى لي فارجوه * وطورا أرى دلائل فقري
وكعابي التي يرضضها المشي * على من أحيلها ليت شعري
أنت تدري وحسب عبدك فيما * يرتجي منك قوله أنت تدري
وكتب إلى ابن قرة يقتضي مركوبا وعد به وهو على جناح السفر:
يا سيدي دعوة ذي رحلة * مقصر في الجري مسبوق
القوم قد صح بهم عزمهم * وضربوا بالطبل والبوق
وضمروا للسير أفراسهم * وفرسي الأشهب في زيقي
بل لي كميت ما رئي مثله * يا سيدي قط لمخلوقي
كأنني في متنه راكبا * دالية في رأس زرنوق
ما في فضل لا ولا فيه لي * لأنني وهو على الريق
وقال يتنجز شعيرا لدابته من ابن المعدل:
كميتي اصهل دوما فقال نعم * بالسمع يا سيدي وبالطاعة
نعم ولكن أين الشعير ترى * فقلت هو ذا يجيئك الساعة
قال فممن فقلت من رجل * قد صار في الجود حاتم الباعة
وقال وقد بعث اليه بالشعير:
كال لي ابن المعدل * بالقفيز المعول
(٤٤٠)

من شعير بلا تراب * نقي مغربل
ما رأى مثله فلان * قضيما لدلدل
وقال يطلب خيشا:
حتى متى تتركني في لظى * حر حزيران بلا خيش
وقال يستعين بأبي قرة على تطهير ابنه:
يا سيدي دعوة من لم تزل * تعديه بالجود على دهره
إن لي ابنا أمس خلفته * في منزلي كالفرخ في وكره
يبكي إذا ما عن ذكري له * وفي فؤادي النار من ذكره
والعزم بي قد جد يا سيدي * في شهرنا الأدنى على طهره
فقوني اني ضعيف القوى * على الذي أنويه في امره
فأنت ستر الله في وجه من * أصبح ذاك الطفل في ستره
وقال يستميح شرابا وأقبح بذلك:
أبا الحسين الزمان ذو دول * أسبابها عند علة العلل
والعيش كالصاب في مرارته * طورا وطورا أحلى من العسل
ودار هذي الحياة مذ بنيت * لم تخل من ساكن ومنتقل
والناس في طيبهم ونتنهم * ضدان مثل التفاح والبصل
وهم مليح وآخر وحش * ما بين رامشة (١) إلى جعل
فوجه هذا للسيف وحشته * ووجه ذاك المليح للقبل
وليس هذا وقت الخطاب على * جراية تقتضي ولا عمل
فابعث بقفصية (٢) تحدثنا * عن حرب صفين أو عن الجمل
ولا تجادل أخاك معتذرا * فلست ممن يقول بالجدل
وقال في مثله:
الا يا اخوتي وذوي ودادي * دعاء فتى اجابته مناه
زيادة دجلة والورد غض * قد استولى على قلبي هواه
فهذي ليس يفتنني سواها * وهذا ليس يفتنني سواه
وقال يتنجز رداء:
ويحك اسكت فضحتني يا رأسي * أنت بالضد من رؤوس الناس
أنت والله فارع القحف الا * من كنوز الخباط والافلاس
بك اقطع ففي ضماني رداء الشر * ب الأميري عن أبي العباس
ابيض الغزل فيه خط سواد * مثل خط الرئيس في القرطاس
وقال يتنجز دراهم:
يا قمرا في تمامه طلعا * هذا رسولي إليك قد رجعا
في غاية الحسن والدماثة والنعمة * والظرف والجميل معا
وهو يحب الصرار يفتقها * ويشتهي أن يجمش القطعا
فاحسم بختم القرطاس مطمعه * وامنع يديه عليه أن تقعا
واردده من همة بختمكه * كأنه بالفلوس قد صفعا
الرثاء
فتى كان من فرط الحياء كأنه * من البيض ربات الخدود النواعم
وتلقاه يوم الروع قد شد درعه * على باسل شثن اليدين ضبارم
قريب مدى العمر القضير كأنما * أرته نعيم العش أضغاث حالم
وتحت التراب الناس يبكون في الثرى * والا فأين الناس من عهد آدم
لمثلك فلتبك العيون بأربع * دما فائضا بعد الدموع السواجم
واقسم لولا حشمتي وتنكبي * طريقة مرتد عن الحق آثم
لكنت بشعري فيك حيا وميتا * أنوح وابكي مع نساء المآتم
ومما يسلي الحزن انك وارد * على فرح في جنة الخلد دائم
تجئ إذا صحف المظالم نشرت * ببيضاء غفل من سمات المظالم
وكنت إذا الفحشاء نادتك معرضا * أصم غضيض الطرف دون المحارم
بني هذه الدنيا ارتعوا في نعيمها * كما ترتعي في العشب غفل البهائم
فان المنايا تقتضيكم نفوسكم * تقاضي الحاح الغريم الملازم
أيا شامتا لما رأى البدر هاويا * وطرق المعالي دارسات المعالم
أتغتر بالموت الذي أنت نائم * وليل سراه عنك ليس بنائم
وتشمت إن أخرت عن شرب كأسها * وأنت غدا عن شربها غير سالم
هو الموت لا يثني الرشا عنك عزمه * ولا تشتري ساعاته بالدراهم
ولو كان هذا الموت تثنى تكرما * نوائبه دون الملوك الأكارم
لما نقلت احداثه وخطوبه * إلى عرب البطحاء ملك الأعاجم
ولا سلمت هذا السرير وأفرجت * أمية عن دار السلام لهاشم
أبا الفتح تأبى سلوتي عنك انني * جعلت عليك الحزن ضربة لازم
فما قصرت بي عن حقوقك جفوة * ولا أخذتني فيك لومة لائم
الآداب والحكم
قال وهي من الأمثال:
حذار من الخطب اليسير إذا بدا * فإنك إن أغفلته أشر الخطب
وما النار الا نشأة من شرارة * ورب كلام يستثار به الحرب
وقال:
إن كنت تحتقر العتاب تكبرا * فالفيل يعمل فيه قرص البرغش
وقال:
وما الشئ للمرء يحتاله * ولكنه للفتى يرزقه
وقال
: وليس الليث من جوع بغاد * على جيف تحيط بها كلاب
وقال:
وقد غمزوا مع العيدان عودي * ليختبروا الصحيح من المريب
فلان الخروع الخوار منا * وبان تكرم النبع الصليب
الأمثال في بيت
أتأخذ قوت جرذان عجاف * فتجعله لأوعال سمان
فلان الخروع الخوار منا * وبان تكرم النبع الصليب
واللوزة المرة يا سيدي * يفسد في الطعم بها السكر

(١) من الرمش وهو الطاقة من الريحان.
(٢) منسوبة إلى الفقص اسم مكان.
المؤلف
(٤٤١)

وكل شاة في غد * برجلها معلقة
ومن يذق لسعة الأفعى وان سلمت * منها حشاشته يفزع من الرسن
واربح الناس عندي في تجارته * محصل يشتري بالفضة الذهبا
الملح والنوادر
قال:
قد وقع الصلح على غلتي * فاقتسموها كارة كارة
لا يدبر البقال الا إذا * تصالح السنور والفأرة
وهذا مثل العوام يقولون في مصالحة السنور والفأر خراب بيت
العطار. وقال من قصيدة في قائد من الأتراك أراد اخذ داره:
ان أطفالي الذين تراهم * حول ناري في الليل مثل الفراش
لا ترمهم واقبل نصيحة رأيي * لك واحذر مغبة الغشاش
وقال وفيه مجون باحتشام وحذفنا ما فيه اقذاع:
جميع مالي صدقه * لاكسرن فستفه
فبس كم تهذيب يا * سندية مطلقه
أحب ان لا تشفقي * عدمت هذي الشفقة
وكل شاة في غد * برجلها معلقه
لا بد من أن يفتح * الزرفين جوف الحلقه
وقال:
أخشى على حسبتي العدو وفي الناس * لم ثلي أصادق وعدى
هر يراني وفي فمي غدد * والهر بالطبع يألف الغددا
وان تغافلت عنه غافصني * واستلب الكرش من يدي وغدا
يشير إلى الحسبة التي في يده بمنزلة الغدد التي هي اخس اللحم ومع
ذلك يزاحم عليها. وقال وقد سأله صديق عن حاله والعمال يصادرونه:
أيها السائل عن حالي * انا المضروب زيد
وانا المحبوس لكن * ليس في رجلي قيد
وقال:
وقائل هو رأس * العمال بين الناس
والرأس يصلح ان لم * ينفعك للرواس
هذا هو الحق والحق * ما به من باس
وكان بعض أصحاب الدواوين يطالبه بحساب ناحية قد كان وليها
فكتب اليه:
أيا من وجهه قمر منير * يضئ لنا وراحته السحاب
إذا حضر الحساب أعدت ذكري * وتنساني إذا حضر الشراب
أجبني بالقناني والمثاني * ووجهك انه نعم الجواب
وكلني في الحساب إلى اله * يسامحني إذا وضع الحساب
وفي اليتيمة: كان الوزير أبو الفضل والوزير أبو الفرج قد خلوا في
الديوان لعقوبة أصحاب الوزير المهلبي عقب موته وامرا بان تلوث ثياب
الناس بالنفط ان قربوا من الباب وكان المهلبي قد فعل مثل هذا فحضر ابن
الحجاج فحجب وخاف من النفط فانصرف وقال:
الصفع بالنفط في الثياب * ما لم يكن قط في حسابي
ليس يقوم الوصول عندي * مقام خيطين من ثيابي
يا رب من كان سن هذا * فزده ضعفا من العذاب
وكان ابن شيرزاد قد صارع السبع فقتله ثم عاد لمثله فكتب اليه ابن
الحجاج يقول:
يا من إلى مجده انقطاعي * ومن به أخصبت رباعي
قد زاد خوفي عليك جدا * وعظم الامر في ارتياعي
في كل يوم سبع جديد * ينفر من ذكره استماعي
تغدو اليه بلا احتشام * ولا انقباض ولا امتناع
وليس قتل السباع مما * يدرك بالختل والخداع
فلا تطر بعدها لسبع * مراسه غير مستطاع
ان صراع السباع عندي * حاشاك ضرب من الصراع
اعدل إلى الكاس والندامى * والأكل والشرب والسماع
بلى اجع لي السباع واطرح * خصمي في بركة السباع
فان عيشي في أن أراه * بين سباع الربى الجياع
وقلده الوزير ناحية فخرج إليها يوم الخميس وتبعه كتاب الصرف يوم الأحد
فكتب اليه:
يا من إذا نظر الهلال * إلى محاسنه سجد
وإذا رأته الشمس كادت * ان تموت من الحسد
يوم الخميس بعثتني * وصرفتني يوم الأحد
فالناس قد غنوا علي * كما رجعت إلى البلد
ما قام عمرو في الولاية * ساعة حتى قعد
وقال في مثل ذلك:
يا مالك الصدر لا خلوت من * الايراد ما عشت فيه والصدر
قلدتني ليلة وباكرني * كتاب صرفي المشوم في السحر
وقال في رجل سقطت امرأته من السطح فماتت:
عفا الله عنها انها يوم ودعت * اجل فقيد في التراب مغيب
ولو أنها اعتلت لكان مصابها * أخف على قلب الحزين المعذب
ولكن رأت في الأرض أفعى مجدلا
ثم ذكر ما لا يسوع نقله ثم قال:
فصارت حديثا شاع بين مصدق * تحققه علما وبين مكذب
سعى الطمع المردي إليها بحتفها * ومن يمتثل امر المطامع يعطب
فأعظم يا هذا لك الله ربها * وربك اجر الثكل في شاة أشعب
وخبر شاة أشعب يأتي ذكره وقال:
قد قنعنا فهات خبزا بلحم * انا من شدة الخوى في السياق
(٤٤٢)

وكتب إلى أبي أحمد بن ثوابة وقد شرب دواء مسهلا أبياتا جلها سخافة
يبدي فيها نصيحته له نصون كتابنا عن مثلها لكننا نذكر ثلاثة منها فقط:
يا أبا احمد بنفسي أفديك * وأهلي من سائر الاسواء
احترس انها نصيحة كهل * حنكته تجارب الآراء
غير اني أصبحت أضيع في القوم * من البدر في ليالي الشتاء
وتولى اقطاعا فخرج إليها فوجدها خربة فقال:
يا سيدي عبدك في الزيت * فر من الموت إلى الموت
حالي واقطاعي خراب فقد * فررت من بيتي إلى بيتي
وركب إلى بعض الرؤساء يهنيه بعيد النحر فلم يصادفه فكتب اليه
بأبيات تركنا ما فيها من فحش:
أيا من وجهه كالشمس توفي * فيمحق نوره بدر التمام
لعيد النحر أيام قصار * تلم بنا اجتيازا كل عام
وما قيل اقطعوها بالتهاني * وتكرار التحايا والسلام
وقد بكرت أمس على كميت * يقصر خطوه طول المقام
جريح الجنب من ضغط الحزام * قريح الفك من مضغ اللجام
فان انا لم أعد فالله أولى * بعذري ثم أنت بلا كلام
وكان له صديق ولذلك الصديق ابن يكنى أبا جعفر مستهتر بالفساد
فسأله ان يعاتبه ويشير عليه بالتزوج فقال:
إياك والعفة اياكا * إياك ان تفسد معناكا
في بيتين آخرين غاية في الظرف ونهاية في الفحش لا يسوع لنا نقلهما
ووردت عليه رقعة خصم له بما يسوءه فكتب على ظهرها أبياتا منها:
ان جعلت إجابتي في ظهرها * عمدا ليمكن فضها في المجلس
كانت كنيفا فائضا فزرعت في * ظهر الكنيف حديقة من نرجس
وعرضت له علة صعبة ثم صلح بعد الياس فكتب إلى بختيار:
يا سيدي عشت في نعيم * حلو الجنى دائم المسره
عبدك يشكو إليك حمى * قد سبكته الصفراء نقره
حمى لتنويرها وقود * يزيد في اليوم ألف سجره
قد حفرت تربة لصيدي * فكدت منها أصير صبره
علة سوء كانت تريني * نفسي فوق الفراش حسره
طالعني الموت من زوايا * برسامها ألف ألف مره
قد نصب الفخ لي ولكن * أفلت من فخه بشعره
وكتب اليه:
يا سيدي دعوة من قلبه * من خوف ما مر به يخفق
قد نصب الفخ لصيدي أبو * يحيى ولكن أفلت العقعق
في اليتيمة: كان ضمن فرائض الصدقات بسقي الفرات واستخلف
على نواحي فم النيل خليفة فكتب اليه:
الحمد لله وشكرا له * والله أهل الحمد والشكر
يا أيها الذئب الذي اخترته * خليفة ينظر في أمري
أوصيك بالأغنام شرا وهل * يوصى أبو جعدة بالشر
امش إليها مشية الليث أو * فاحمل عليها حملة الببر
ولا تدع في النيل من اثرها * الا بقايا الصوف والبعر
انظر إلى السكباج من شمها * أو مر مجتازا على القدر
فاقبض على لحيته واحترز * من حيلة في امرها تجري
أريد ان تحصي طاقاتها * وكل ما فيها من الشعر
اعمل بها لي عملا جامعا * مستظهرا فيه كما تدري
واحذر إذا وفيتها في غد * ان ينقص الكيل عن الحذر
حتى إذا جئتك سلمتها * بذلك الاحصا إلى حجري
أوصيك في القوم بهذا الذي * عقدته في السر والجهر
واضطرني جور زماني إلى * معيشة تزري على الحر
ن في اليتيمة انه اتخذ دعوة كبيرة في أيام عز الدولة ودعا إليها أقواما
شتى من رجال الدولة وقال:
قل للأمير المرتجى * من جاءني فقد نجا
من لم يجئ فذقنه * في... الذي استدعي فجا
وهي قصيدة تبلغ ١٥ بيتا لم نستطع ان ننقل منها غير هذين البيتين.
واراده الوزير على الخروج معه لقتال أهل البطيحة فقال من ابيات
تركنا مجونها:
يا سائلي عن بكاي حين رأى * دموع عيني تسابق المطرا
ساعة قيل الوزير منحدر * اسرع دمعي وفاض منحدرا
وقلت يا نفس تصبرين وهل * يعيش بعد الفراق من صبرا
شاورته والهوى يفتنه * والرأي رأي الصواب قد حضرا
اهوى انحداري والحزم يكرهه * وتارك الحزم يركب الغررا
لأنني عاقل ويعجبني * لزوم بيتي واكره السفرا
الخيش نصف النهار يعجبني * والماء بالثلج باردا خصرا
ولا أقود الخيل العتاق بلى * أسوق بين الأزقة البقرا
أحسن في الحرب من صفوفكم * غدا قعودي اصفف الطررا
هيهات ان احضر القتال وان * ترى بعينيك فيه لي اثرا
هذا اعتقادي وهكذا ابدا * أرى لنفسي فأنت كيف ترى
الاحتجاج على نفي الجبر
مشوبا بالمجون
قال:
يا قائلا بالجبر مهلا * أنكرت توحيدا وعدلا
وزعمت ما للعبد في * الحركات والسكنات فعلا
أأبوك شال برجل أمك * قل نعم أو لا فقل لا
وقد نسب اليه الصلاح الصفدي في شرح لامية العجم وغيره بيتين هو
برئ منهما ومن قائلهما وكان الذي ساقهم إلى نسبتهما له اشتمالهما على
السخف والمجون الذي أولع به الصفدي في شرح لامية العجم وعابه
الناس به فظنوا أنهما لابن الحجاج لاشتمال شعره على أمثاله كما نسب الناس
(٤٤٣)

كل شعر في العشق إلى المجنون.
ذكر له صاحب اليتيمة قطعا بعنوان:
ملح مما يتمثل به من
أحوال السلف
قال:
فاليوم قارون في غناه * عبدي وكسرى ركاب داري
وقال:
فيا أبا قابوس في ملكه * رفقا أبيت اللعن بالنابغة
وقال:
لو حدثت كسرى بذا نفسه * صفعته في وسط إيوانه
وقال:
ان زليخا لو أبصرتك لما * ملت إلى الحشر لذة النظر
وقال:
فأعظم يا هذا لك الله ربها * وربك اجر الثكل في شاة أشعب
قيل لاشعب هل رأيت اطمع منك قال نعم شاة كانت لي على سطح
فنظرت إلى قوس قزح فظنته حبل قت فأهوت اليه واثبة فسقطت من
السطح فاندقت عنقها.
وقال: غناء وشعر لنا يجمعا * ن ما بين زلزل والبحتري
وقال:
غدا أراه على عبل الشوى مرح * والخيل من حوله مثل الحصى عددا
في خلعة لو رآها يوم يلبسها * نمرود قبل وجه الأرض أو سجدا
وقال:
يا من إذا ما اختللت أيدني * ومن إذا ما ضعفت قواني
ابق لي اليوم ضعف ما بقيت * أمس نسور الحكيم لقمان
أقول صاحب النسور ليس هو لقمان الحكيم بل هو لقمان بن
عاد الكبير. وقال:
يا درة الملك ويا غرة * في وجه هذا الزمن الأدهم
تراب نعليك على ناظري * أعز من عيسى على مريم
وقال:
فتى له عزم إذا كلت السيوف * مثل المرهف الصارم
وراحة لو صفعت حاتما * تعلم الجود قفا حاتم
وقال:
كل خفيف الرجلين ثقل * خفة رجليه بالحديد
أذقه من غب ما جنا * ما ذاق يحيى من الرشيد
وقال:
واستوف عمر الدهر في نعمة * دون مداها موقف الحشر
مصيبة الحاسد في مكثها * مصيبة الخنساء في صخر
وقال:
يا من يعادي الهوى جهلا بموقعه * ولا يزال يعادي المرء ما جهلا
أما رأيت الهوى استولى بفتنته * على النبيين واستغوى بها الرسلا
فان شككت فسل زيدا بقصته * واورياء يقولا الحق ان سئلا
لم بت هذا طلاقا حبل زوجته * وذاك في وقعة التابوت لم قتلا
وقال:
مولاي يا من كل شئ سوى * نظيره في الحسن موجود
ان كنت أذنبت بجهلي فقد * أذنب واستغفر داود
ونحن نبرأ اليه تعالى مما تضمنته هذه الأبيات مما وافق فيه الناظم رأي
بعض المفسرين. وما أوهمته قصة زينب زوجة زيد بن حارثة قد بينا
الصواب فيه مفصلا في الجزء الأول من هذا الكتاب وما أوهمته قصة داود
ع قد أوضح الحق فيه السيد المرتضى رضي الله عنه في كتابه
تنزيه الأنبياء فراجعه. وقال:
ملك لو لم يكن من ملكه * غير دار وشحت بالنعم
لو رمى شداد فيها طرفه * زهدته بعدها في ارم
وقال وقد خرج هاربا من غرمائه:
هربت من وطني إلى بلد * قد صفر الجوع فيه منقاري
يقول قوم فر الخسيس ولو * كان فتى كان غير فرار
لا عيب لا عيب في الفرار فقد * فر نبي الهدى إلى الغار
وقال:
ان بني برمك لو شاهدوا * فعلك بالغائب والشاهد
ما اعترف الفضل بيحيى أبا * ولا انتمى يحيى إلى خالد
وقال:
هذا حديثي تنمى عجائبه * بكثرة القال فيه والقيل
أعجزني دفنه فشاع كما * اعجز قابيل دفن هابيل
وقال:
وفي شفيع إليك شرفني * ايجابه لي وزاد في قدري
نبهت منه لحاجتي عمرا * ولم أعول فيها على عمرو
في اليتيمة يريد بالشطر الأول قول بشار:
إذا أيقظتك حروب العداة * فنبه لها عمرا ثم نم
وبالشطر الثاني قول الآخر:
المستجير بعمرو عند كربته * كالمستجير من الرمضاء بالنار
الصفات
قال يصف بغلة:
تعرف لي أحسن من بغلة * جددت في البر بها عهدي
(٤٤٤)

تنساب كالماء على حافر * كأنه من حجر صلد
نابت عن الأشهب لما مضى * نيابة الكلب عن الفهد
وقال يصف الفرس الأدهم في ضمن ابيات قالها في أبي تغلب فضل
الله بن ناصر الدولة الحمداني وهي:
اسمع المدح الذي لو قيل في * أحد غيرك قالوا سرقا
جاء يستهديك مهرا أدهما * يركب الفارس منه غسقا
كالدجى تبصر من غرته * فوق اطباق دجاه فلقا
جل ان يلحق مطلوبا ومن * طلب الريح عليه لحقا
فتراه واقفا في سرجه * يتلظى من ذكاه قلقا
فإذا طار به المشي مضى * وهو كالريح يشق الطرقا
كالسحاب الجون الا انه * ليس يسقي الأرض الا عرقا
جمع الأمرين يعدو المرطى * في مدى السبق ويمشي العنقا
وقال يصف الفرس الذي أهداه له أبو تغلب الحمداني:
اليوم يوم سروري * بالموصلي الذنوب
من عند قرم كريم * جزل العطاء لبيب
آدابه جعلته * يعني بكل أديب
ركبت فيه القوافي * فجاد بالمركوب
ذو غرة يتلألأ * في حالك غربيب
لون الشباب عليه * مع غرة كالمشيب
صهيله جوف أذني * ولا غناء عريب
لولا اضطراري اليه * نزهته عن ركوبي
وقال:
كم من صديق يروق عيني * بالشكل والحسن واللباقة
ليس له في الجميل رأي * ولا بفعل القبيح طاقة
كأنه في القميص يمشي * فالوذج السوق في رقاقه
وقال يتشوق رئيسا ويصف رواقه:
لا والذي يا سيدي * يفني الأنام وأنت باقي
ما للخليفة مثل صحنك * والتدلي والرواق
دار غدت شرفاتها * توفي على السبع الطباق
فقبابها وكواكب * الجوزاء تسمو باتفاق
ولها حصون تشتكي * حيطانها بعد الفراق
ويضيع فيها الخضر وهو * يسير في ظهر البراق
لما دخلت أطوفها * ومشيت في طول الرواق
لم افنه حتى فنيت * وصار مثل القوس ساقي
دار بها يا سيدي * ما بي إليك من اشتياق
التخلص
ورد الزادرخت (١)
ثم اتى بعدها بأبيات لا يحسن نقلها ثم قال:
كما فتحت وحد السيف يدمى * من الأعناق قلعة اردمشت
وقال من ابيات تقدمت في مدح صاعد:
ونسيم كأنه اشتق * من نشر صاعد
ما جاء له من التضمين
أورده في اليتيمة
قال وقد كان غاب عن الحضرة مع الوزير ثم عاد فلما قرب توقف
عن الدخول:
أيا مولاي دعوة مستغيث * قد التهبت جوانحه بنار
أغثنا بالرحيل غدا فانا * من الشوق المبرح في حصار
وابرح ما يكون الشوق يوما * إذا دنت الديار من الديار
وقال:
قد قلت لما غدا مدحي فما شكروا * وراح ذمي فما بالوا ولا شعروا
علي نحت القوافي من معادنها * وما علي إذا لم تفهم البقر
وقال:
ولم أطرب إلى عذراء رود * بها عن وصل عاشقها نفار
ولا غرثى الوشاح كان ورد * الحياء بوجنتيها الجلنار
بنفسي كل مهضوم حشاها * إذا ظلمت فليس لها انتصار
ولكني طربت إلى خليل * سمحت ببذله ولي الخيار
فلما إن مضى في حفظ من لا * يضيعه وشط به المزار
ندمت ندامة الكسعي لما * غدت منه مطلقة نوار
فعيني ما تجف لها دموع * وقلبي ما يقر له قرار
وقال:
سيدي إن أقمت بعدك بالصغر * فقلبي علي غير مقيم
غير اني أقول بالرغم مني * فلعلي أكف باس همومي
من يكن يكره الفراق فاني * اشتهيه لوقفة التسليم

(١) هكذا في النسخة والمعروف الآن (الزندرخت) أي شجرة النساء وهو شجر يكثر في بلاد
الشام.
المؤلف
(٤٤٥)

وقال يخاطب ابن بقية وقد حجب عنه:
قد قلت لما حجبتموني * فاشتد من بابكم نفوري
إن دام هجرانكم على ذا * طويت من بيتكم حصيري
وقال وقد حجب مع جماعة من الكتاب:
قد قلت لما إن رجعت موليا * ومعي مدابير من الكتاب
نحن الذين لهم يقال وكلنا * فل العصا وطريدة الحجاب
قوم إذا قصدوا الملوك لمطلب * نتفت شواربهم على الأبواب
وقال:
يا زبزب اعبر بنا إلى ملك * توجه الله بالمهابات
يقول للريح كلما عصفت * هل لك يا ريح في مباراتي
وقال:
قالت وقد كشف الوداع * قناع حزن قد علن
وأذل بالجزع الفراق * قوى عزاء ممتهن
يا من محنت بفقده * حوشيت فيك من المحن
خلفتني والحزن بعدك * يا قريني في قرن
فإذا صبرت ضرورة * صبر الوقيذ على الوسن
فترى يطيق الصبر عنك * أو السلو أبو الحسن
طفل نشا وفؤاده * بك يا أباه مرتهن
كالفرخ يضعف قلبه * عن أن يودع بالحزن
فأجبتها وهي التي * استولت علي بلا ثمن
طلب المعاش مفرق * بين الأحبة والوطن
يا رب فاردد سالما * سكنا يحن إلى سكن
وكتب إلى رئيس يستهديه شيئا وهو مع بعض أصدقائه فلم يفعل:
يا سيدي جودك المشهور ما فعلا * أبيع بالرخص يا هذا أم ابتذلا
وا سوأتا من أناس ظلت أطمعهم * إن الذي التمسوه منك قد حصلا
حتى إذا عاد من أرسلته بيد * صفر وما كان عندي انه وصلا
قالوا لقينتهم غني عليه لنا * صوتا ضربنا له في شعره مثلا
ما زلت اسمع كم من واثق خجل * حتى بليت فكنت الواثق الخجلا
وقال:
انظر اليوم كيف قد ضحك الزهر * إلى الروض من بكاء السحاب
اتركاني ومن يعير بالشيب * وينعى إلي عهد الشباب
فبياض البازي أصدق حسنا * إن تأملت من سواد الغراب
وقال في ابن العميد يودعه ويصف الفرس ويذمه:
أيها السيد الذي طاب في المجد * فروعا كريمة وأصولا
لو مشى بي الشيخ الفرق (١) * لسابقتك سيرا إلى الوداع ذميلا
فتجاوزت خانقين وخلفت * ورائي على الطريق جلولاء
لكن الشيخ كان جذعا من الخيل * طريا فصار جذعا طويلا
كلما سار سال دمع ماقيه * ومن حق دمعه أن يسيلا
مستغيثا يصيح تحتي حنينا * مزوجا في طريقه وصهيلا
ابصر القت وهو يجري فغنى * بعد ما كاد عقله أن يزولا
ازجر العين أن تبكي الطلولا * إن في القلب من كليب غليلا
وقال يصف ضعف فرسه:
يسومني المشي مضطرا وليس له * المسكين بالمشي شبرا واحدا جلد
ما كلف الله نفسا فوق طاقتها * ولا تجود يد الا بما تجد
وقال أورده ابن خلكان:
قال قوم لزمت حضرة حمد * وتجنبت سائر الرؤساء
قلت ما قاله الذي أحرز المعنى * قديما قبلي من الشعراء
يسقط الطير حيث يلتقط الحب * وتغشى منازل الكرماء
والبيت الأخير لبشار.
نبذ من سرقاته أوردها
صاحب اليتيمة
قال:
شيخ فتى والشباب أكثرهم * قد علم الله غير فتيان
من قول كثير:
يا عز هل لك في شيخ فتى ابدا * وقد يكون شباب غير فتيان
وقال:
على اني أظنك سوف تنجو * بعرضك من يدي منجى الذباب
من قول ابن الزيات:
نجا بك لؤمك منجى الذباب * حمته مقاذيره أن ينالا
وقال:
وأحسن ما رأينا قط راحا * إذا كانت مطية كأس راح
من قول أبي تمام:
راح إذا ما الراح كن مطيها * كانت مطايا الشوق في الأحشاء
وقال:
سترت بظله من ريب دهري * فعز على النوائب أن تراني
من قول أبي نواس:
تسترت من دهري بظل جناحه * فعيني ترى دهري وليس يراني
وقال:
امشي بقلبي لا برجلي انما * تمشي بحيث هوى القلوب الأرجل
من قول اللجلاج:
وما زرتكم عمدا ولكن ذا الهوى * إلى حيث يهوي القلب تهوي به الرجل

(١) بتشديد القاف مبالغة من الفرق وهو الخوف.
المؤلف
(٤٤٦)

نبذ من معانيه المتكررة
أورده في اليتيمة
قال:
وفي فمي سكرة حلوه * قد نغصتها لوزة مره
وقال:
واللوزة المرة يا سيدي * يفسد في الطعم بها السكر
وقال:
كأنه وهو إلى جنبها * سكرة مع لوزة مره
وقال:
نبهت منه لحاجتي عمرا * ولم أعول منه على عمرو
وقال:
فما استجارت بعمرو مظلمة * بل حين جاءت اتتك يا عمر
فالشعر قد سار فيهما واتى * مع ذا بتفصيل ذلك الخبر
وقال في عكس المعنى:
ولم تنبه عمرا حاجتي * بل وقعت منك على عمرو
وقال:
فديت من لقبني مثلما * لقبته والحق لا يغضب
إن قلت يا عرقوب أطمعتني * قال فلم نفسك يا أشعب
وقال:
وعدتني وعدا وحاشاك أن * تروع منه روغة الذيب
ما كنت إذ أطمعتني أشعبا * فيه ولا أنت بعرقوب
قال المؤلف ومما تكرر من معانيه تشبيه الممدوح بالشمس والبدر
قال:
وجهك عند الصبح شمس * وأنت عند المساء بدري
وقال:
يا أبا طاهر ولولاك ما كان * لبدر السماء في الأرض ثاني
وقال:
فديت وجه الأمير من قمر * يجلو القذى نوره عن البصر
وقال:
سعدك للحاسدين نحس * وهم ظلام وأنت شمس
وقال:
وإن بدا لي وجهه طالعا * صفعت بالشمس قفا البدر
رثاء الشريف الرضي له
قال يرثيه على البديهة من قصيدة وكانت بينهما صداقة:
نعوه على ضن قلبي به * فلله ما ذا نعى الناعيان
رضيع ولاء له شعبة * من القلب فوق رضيع اللبان
كيتك للشرد السائرات * تعنق ألفاظها بالمعاني
وما كنت أحسب أن المنون * تفل مضارب ذاك اللسان
أين تسرعه للنضال * وهباته للطوال اللدان
تعنو الملوك له خيفة * إذا راع قبل اللظى بالدخان
وكم صاحب كمناط الفؤاد * عناني من يومه ما عناني
قد انتزعت من يدي المنون * ولم يغن ضمي عليه بناني
ليبك الزمان طويلا عليك * فقد كنت خفة روح الزمان
٩٦٦: الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب أبو عبد الله البزار يعرف بابن
القادسي.
ولد سنة ٣٥٦ وتوفي يوم الأحد ١٤ ذي القعدة سنة ٤٤٧.
القادسي بالدال المهملة المكسورة والسين المهملة في انساب
السمعاني نسبة إلى القادسية موضع على فرسخ من الكوفة بها كانت الوقعة
المشهورة.
كان عالما محدثا واسع الرواية مظنون التشيع وكان للحديث في تلك
الاعصار سوق رايجة وكان يملي في جوامع بغداد الحديث ويملي في ضمن
ذلك فضائل أهل البيت فلا يروق ذلك لمن يخالفه في الرأي من علماء بغداد
على العادة المألوفة من التعصب الشديد بين أصحاب المذاهب هناك حتى
بين الحنابلة ومن يوافقهم في أكثر الأصول فكذبوه وتعصبوا عليه وتوسلوا
إلى تكذيبه بما أمكنهم حتى منعوه من التحديث في الجوامع المختصة بغير
الشيعة أو التي يكثر فيها غيرهم مثل جامع المنصور وجامع المدينة وغيرهما
فجعل يحدث في المساجد المختصة بالشيعة كمسجد براثا ومسجد الشرقية
ولعله لم يكن شيعيا لكنه يحدث بما رواه من الفضائل التي لا يسعهم
تصديقها فمنعوه من التحديث في جوامعهم فالتجأ إلى الشيعة وحدث في
مساجدهم ولعله كان شيعيا في الباطن الله اعلم بحاله. وكان ممن تعصب
اليه الخطيب البغدادي صاحب التاريخ وابن خيرون وابن النرسي. وقال
في تاريخ بغداد: سمعته في جامع المدينة يقول حدثنا أحمد بن جعفر بن
حمدان بن مالك املاء وذكر سندا وحديثا فيمن رأى امرأة حسناء فأعجبته
ثم قال وكان قد مكث يملي في جامع المنصور مدة عن ابن مالك وأبي بكر بن
شاذان وغيرهما فحضرته يوم جمعة بعد الإملاء وطالبته بان يريني أصوله
فدفع إلي عن ابن شاذان وغيره أصولا كان سماعه فيها صحيحا ولم يدفع
إلي عن ابن مالك شيئا فقلت له أرني أصلك عن ابن مالك فقال انا لا
يشك في سماعي من ابن مالك اسمعني منه خالي هبة الله ابن سلامة المفسر
المسند كله فقلت له: لا تروين هاهنا شيئا الا بعد أن تحضر أصولك
وتوقف عليها أصحاب الحديث فانقطع عن حضور الجامع بعد هذا القول
ومضى إلى مسجد براثا فأملى فيه وكانت الرافضة تجتمع هناك وقال لهم قد
منعني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت ثم جلس في
مسجد الشرقية واجتمعت اليه الرافضة ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة
فأملى عليهم العجائب من الأحاديث الموضوعة في الطعن على السلف.
وقال لي يحيى بن الحسين العلوي: اخرج إلي ابن القادسي اجزاء كثيرة عن
ابن مالك فلم أر في شئ منها له سماعا صحيحا الا في جزء واحد وكانت
اجزاء عتق وقد غير أول كل جزء منها وكتب بخط طري وأثبت فيه سماعه
(٤٤٧)

وكان ابن القادسي قد حكي عنه أنه روى للشيعة أحاديث عن ابن
الجعابي. حدثني أبو الفضل أحمد بن الحسين بن خيرون قال اجتمعت مع
ابن القادسي وقلت له: ويحك بلغنا انك حدثت عن ابن الجعابي فمتى
سمعت منه فقال ما سمعت منه شيئا ولكني رأيته فقلت له في أي سنة
ولدت فقال في سنة ٣٥٦ فقلت إن ابن الجعابي مات في سنة ٥٥ قبل أن
تولد بسنة فقال لا أدري كيف هذا الا أن خالي أراني شيخا في سكة بباب
البصرة وقال لي هذا ابن الجعابي وذلك في سنة ٣٦٢ فلعله كان رجلا آخر
اه. وفي ميزان الاعتدال: الحسين بن أحمد القادسي عن أبي بكر بن
مالك القطيعي كذبه أبو الفضل بن خيرون وقال ابن النرسي: كان يسمع
لنفسه فيما لم يسمعه وكان له سماع صحيح منه جزء محمد بن يونس
الكديمي ولجزء القعنبي واجزاء من مسند أحمد سمعنا منه ثم حكى ما ذكره
الخطيب ملخصا. وفي انساب السمعاني من المشهورين بالنسبة إلى القادسية
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب القادسي حدث عن ابن
مالك وابن ماسي وأبي بكر المعيد وأبي الفضل الزهري وغيرهم وكانت له
سماعات جيدة وأنشد لنفسه:
نسأل الله تعالى منه * توفيقا وخاتمة بخير
قاله ابن ماكولا، وذكر الخطيب في حقه فصلا طويلا أنه كان حدث
من غير أصله فمنعته عن ذلك وطالبته بالأصل فلم يخرجه فقلت له لا تمل
هاهنا بجامع المنصور الا من الأصل فمضى إلى جامع براثا وأملى للرافضة
شيئا وقال لهم منعني النواصب من املاء فضائل أهل البيت اه.
ومن ذلك يظهر أن تكذيبهم له لروايته فضائل أهل البيت وما يرونه
طعنا على السلف وقد اعترف السمعاني بأنه كانت له سماعات جيدة
والخطيب قد اعترف بان سماعه صحيح في الأصول التي أراه إياها وانما نقم
عليه أنه لم يره أصله عن ابن مالك ولعله كان في أصله عن ابن مالك من
الفضائل أو غيرها ما لا يحتمله له الخطيب فلذلك امتنع عن اراءته أصله
وإن كان سماعه فيه صحيحا. وقول الخطيب أنه املى في مسجد الشرقية
لعجائب من الأحاديث الموضوعة تخرص منه على الغيب فهو لم يسمع منه
في مسجد الشرقية وما يدريه انها موضوعة. اما ما حكاه عن يحيى العلوي
من أنه غير أول الاجزاء العتق وأثبت سماعه فيها بخط طري فما الذي
يدعوه لذلك وله سماع صحيح باعترافهم فإن كان لذكر فضائل أهل البيت
ففضائلهم بالأحاديث الصحيحة قد ملأت بطون الدفاتر فلا يحتاج من يسند
إليهم الفضائل إلى الوضع وانما يحتاجه من يريد اسناد الفضل إلى من هو
فقير في فضله ولا يمتنع أن تكون تلك الأجزاء العتق قد سمعها من شيوخه
فاثبت سماعه لها بخط طري واحدا عن واحد اما قصة روايته عن ابن
الجعابي فالقادسي لم يكن معتوها حتى يروي مشافهة عن رجل مشهور مثل
ابن الجعابي وقد توفي قبل ولادته بسنة والذي حكي عنه انما هو روايته عن
ابن الجعابي والرواية تكون مشافهة وبالواسطة وهو قد انكر أن يكون سمع
منه شيئا وانما ذكر أن خاله أراه شيخا وقال هذا ابن الجعابي فلعله كان من
نسله ولكن الرجل لما روى ما لا تحتمله عقولهم ولا يطيقون أن يرويه أحد
توسلوا إلى تكذيبه بكل وسيلة ولو لم تكن صوابا والله العالم بسرائر خلقه.
٩٦٧: السيد ميرزا حسين المدرس الرضوي المشهدي ابن ميرزا
أحمد ابن الميرزا محمد حسين الملقب بقدس ابن الميرزا حبيب الله.
ولد ليلة ٧ المحرم سنة ١٢٥٨ وتوفي في صفر سنة ١٣٢٢ ودفن في دار
السعادة في المشهد المقدس الرضوي.
في الشجرة الطيبة: كان أبوه الميرزا احمد ذا صفات جليلة وملكات
جميلة في غاية التقدس ونهاية التقوى وأصر عليه جماعة بإقامة الجمعة
والجماعة ففعل لكنه كان مريضا مرضا مزمنا فلم يتمكن من إدامة القيام
بذلك وكان ميلاد هذا الأب في ١٠ شعبان سنة ١٢٣٧ ولم يكن له من
الذكور الا المترجم له وكان المترجم له عالما جليلا حبرا نبيلا في كمال
التقدس والتقوى له حظ وافر من العلوم الرياضية وسائر العلوم الغريبة وله
شوق إلى حل المشكلات من كل فن وجد وذوق في عدة مسائل ذكرها
البهائي في آخر خلاصة الحساب حيث قال قد وقع للحكماء الراسخين في
هذا الفن مسائل صرفوا في حلها أفكارهم ووجهوا إلى استخراجهم
انظارهم فما استطاعوا إليها سبيلا ولا وجدوا عليها مرشدا ودليلا فهي باقية
على عدم الانحلال فاعمل فكره فيها وتحمل الصعاب حتى حلها وكان له في
أوائل عمره رغبة تامة في جمع الكتب والنسخ المرغوبة وأصيب في آخر عمره
بمصائب فمات عدة من أولاده بمرض الوباء في يوم واحد فأهمل أموره
كالمكتبة وغيرها واختار عيش الدراويش حتى توفي. من مصنفاته ١
حاشية مبسوطة على القوانين ٢ حاشية على الفصول ٣ حاشية على
لاصة الحساب.
٩٦٨: الحسين بن أحمد بن محمد الصفار
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال روى عن أبي
طالب بن غيلان روى عنه ابن السمعاني اه‍.
٩٦٩: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة بن محمد بن محمد بن عثمان
النعالي الحمامي البغدادي الكرخي.
توفي سنة ٤٩٣.
في أنساب السمعاني النعالي بكسر النون وبالعين المهملة وآخرها
لم هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها وذكر جماعة ممن اشتهر بهذه النسبة
منهم جد المترجم أبو الحسن محمد بن طلحة وصرح بتشيعه وحفيده أبو
عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي الحمامي من أهل
الكرخ.
وفي لسان الميزان سمع الكثير من أبي عمر بن مهدي وأبي سعيد
الماليني ومحمود بن عمر العكبري وتفرد عنهم روى عنه ابن ناصر وابن
الزاغوني وخلق من آخرهم شهدة وتجنى (١) قال أبو عامر العبدري عامي
أمي لا يحسن يكتب ولا يقرأ رافضي لا يحل ان يحمل عنه حرف واحد ذكر
العبدري أيضا ان سماعه صحيح وقال شجاع الذهلي صحيح السماع خال
من الفهم وقال السمعاني سألت أبا الفرج إبراهيم بن سليمان عنه فقال لا
أروي عنه كان لا يعرف ما يقرأ عليه وقال ابن الأنماطي دلنا عليه أبو
الغنائم بن أبي عثمان فمضيت اليه فقرأت عليه الجزء الذي فيه اسمه
وسألناه عندك من الأصول شئ فقال كان عندي شدة بعتها لابن الطيوري

(١) عن كتاب المشتبه تجنى الوهبانية معمرة من طبقة شهد.
المؤلف
(٤٤٨)

وكان يعرف بالحافظ لأنه كان يحفظ ثياب الناس في الحمام اه‍ فاقرأ
واعجب لا يحل ان يروي عن موالي أهل البيت ومن يقدمهم على غيرهم
مع الاعتراف بأنه سمع الكثير وكان صحيح السماع وتحل الرواية عن قاتل
الحسين والخوارج.
٩٧٠: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي المجاور
بمشهد مولانا علي ع.
كان حيا سنة ٥٣٥.
اختلاف كلماتهم في العبارة عنه
في الرياض: اعلم أن هذا الشيخ يعبر عنه بانحاء من التعبيرات
اختصارا في النسب وقد نسبه صاحب الرياض في موضعين كما ذكرناه وفي
موضع ثالث الحسين بن طحال وفي موضع الحسين بن محمد بن طحال قال
ولعل الكل واحد إذ النسبة إلى الجد شائعة وفي أمل الآمل كما يأتي
الحسين بن أحمد بن طحال في موضع ثم قال الحسين بن طحال.
نسبته
والمقدادي في الرياض في موضع الظاهر أنه نسبة إلى المقداد بن
الأسود الصحابي المشهور وفي موضع آخر جزم بذلك.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال
لمقدادي كان عالما جليلا ثم قال: الحسين بن طحال المقدادي عالم فقيه
جليل وتقدم ابن أحمد بن طحال اه‍ وفي رياض العلماء الشيخ الأمين
الامام العالم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال
المقدادي رضي الله عنه المجاور بمشهد مولانا ع من أكابر علمائنا
ثم قال إنه وجد في أول سند الزيارة الجامعة من مزار الشيخ المفيد أو الشيخ
الطوسي أخبرنا الشيخ الأجل الفقيه العفيف أبو عبد الله الحسين بن أحمد
بن محمد بن طحال المقدادي الخ. وقال منتجب الدين في فهرسته
فقيه صالح.
مشايخه
١ أبو الوفاء عبد الجبار بن علي المقري الرازي في الرياض انه
يروي عنه عن الشيخ الطوسي على ما يظهر من كتاب ابن شهرآشوب
وفيه أيضا يظهر من سند أحاديث الحسن بن ذكوان الفارسي من
أصحاب أمير المؤمنين ع على ما وجدته بخط الدزبري الفاضل
المشهور من تلاميذ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست
ان الحسين بن طحال المقدادي يروي عن جماعة من العلماء منهم
أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي بالري في شعبان سنة ٥٠٣
٢ أبو علي الحسن بن الشيخ الطوسي كما في فهرس منتجب الدين انه قرأ
على الشيخ أبي علي الطوسي وفي أمل الآمل يروي عن الشيخ أبي علي
الطوسي عن أبيه ومرادهما بأبي علي الطوسي الحسن ابن الشيخ الطوسي محمد بن
الحسن وفي الرياض وجدت في أول سند الزيارة الجامعة الكبيرة في نسخة من مزار
الشيخ المفيد أو الشيخ الطوسي: أخبرنا الشيخ الأجل الفقيه العفيف أبو
عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طحال المقدادي المجاور بالغري بمشمد
مولانا الحسين بن علي ع (١) على باب القبة الشريفة في منتصف شعبان
سنة ٥٣٥ وأخبرنا أيضا الشيخ الأجل الفقيه أبو محمد الياس بن محمد
بن هشام أو همام الحائري في داره بالحائر على ساكنه السلام في منتصف شعبان
سنة ٥٣٨ قالا جميعا حدثنا الشيخ السعيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد
الطوسي عن أبيه عن الشيخ المفيد عن الصدوق الخ وفي موضع آخر من
الرياض يروي عن الشيخ أبي علي ولد الشيخ الطوسي بالمشهد الغروي في
الطرز الكبير الذي عند رأس الامام في العشر الأواخر من ذي القعدة سنة
٥٠٩ ٣ الشيخ الطوسي أبو جعفر محمد بن الحسن في الرياض بالبال انه
يروي عن الشيخ الطوسي بلا واسطة.
تلاميذه
١ ابن شهرآشوب في الرياض انه من مشايخ ابن شهرآشوب وفي
أمل الآمل روى عنه ابن شهرآشوب ٢ أبو محمد عربي بن مسافر العبادي
في الرياض انه يروي عنه كما في مزار محمد بن المشهدي ٣ الشيخ زين
الدين أبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون في الرياض يروي عنه
سنة ٥٢٠ على ما يظهر من سند كتاب سليم بن قيس الهلالي وفيه أيضا عن
خط الدزبري تلميذ منتجب الدين المتقدم: ويروي عن ابن طحال هذا
الشيخ زين الدين أبو القاسم هبة الله بن نافع بن علي اه‍ والظاهر أنه
هو أبو البقاء السالف الذكر ووقع تصحيف في أحد الموضعين بين أبو البقاء
وأبو القاسم ونما ونافع وفي موضع آخر من الرياض ويروي عنه الشيخان أبو
محمد عربي بن مسافر العبادي وأبو البقاء هبة الله بن نما بن علي بن حمدون
بالمشهد الغروي في الطراز الكبير الذي عند رأس الامام في العشر الأواخر
من ذي الحجة سنة ٥٣٩ كذا يظهر من المزار الكبير لمحمد بن جعفر
المشهدي. ويروي محمد بن جعفر المذكور عنه بتوسطهما اه‍.
أولاده
في الرياض ان له ولدين فاضلين وهما الشيخ محمد بن الحسين بن أحمد
بن طحال وسيجئ والشيخ حسن بن الحسين بن طحال وقد سبق
اه‍.
٩٧١: الحسين بن أحمد بن محمد القطان البغدادي.
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال امام عالم
فاضل من فقهاء الإمامية قرأ على الشريف المرتضى وعلى الشيخ المفيد وقدم
حلب سنة ٣٩٠ فاقرأ في جامعها ثم توجه إلى طرابلس فأقام عند رئيسها أبي
طالب محمد بن أحمد واقرأ أولاده وصنف الشامل في الفقه أربعة مجلدات
وكان موجودا سنة ٤٢٠.
٩٧٢: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن موسى بن هدية.
ذكره بحر العلوم في رجاله في مشايخ النجاشي صاحب الرجال وقال
هكذا نسبه في ترجمة علي بن مهزيار من غير تكنية وقال في محمد بن عبد
المؤمن المؤدب الحسين بن أحمد بن موسى وفي الحسن بن علي بن أبي عقيل

(١) بالغري متعلق بالمجاور وبمشهد متعلق باخبرنا
(٤٤٩)

الحسين بن أحمد بن محمد وفي محمد بن أرومة الحسين بن محمد بن هدية وفي
سعد بن عبد الله ومحمد بن أحمد بن يحيى الحسين بن موسى وفي محمد بن
الحسن الميثمي الحسين بن هدية وفي عبد العزيز بن يحيى الجلودي أبو
عبد الله بن هدية والكل واحد ورواياته كلها عن أبي القاسم جعفر بن
محمد بن قولويه اه‍.
٩٧٣: الحسين بن أحمد بن المغيرة أبو عبد الله البوشنجي.
البوشنجي في الخلاصة بضم الباء الموحدة وفتح الشين وإسكان
النون وفي معجم البلدان بوشنج بليدة من نواحي هراة.
قال النجاشي كان عراقيا مضطرب المذهب وكان ثقة فيما يرويه له
كتاب عمل السلطان أجازنا بروايته أبو عبد الله ابن الخمري الشيخ الصالح
في مشهد مولانا أمير المؤمنين ع سنة أربعمائة عنه وفي التعليقة أبو
عبد الله الحمزي اسمه شيبة كما يأتي في محمد ابن الحسن بن شمون اه‍
ولكن المذكور في تلك الترجمة مع أنه لم يعلم كونه أبو عبد الحميري أو
الخمري أو الحمزي ينافيه ما ذكره صاحب الرياض كما سيأتي في الحسين بن
جعفر ان أبا عبد الله بن الحمزي أو الخمري الخزار اسمه الحسين بن جعفر
وفي طريق النجاشي إلى محمد بن الحسن بن شمون أبو عبد الله الخمري
عن الحسين بن أحمد بن المغيرة الثلاج والظاهر أنه المترجم وفي لسان الميزان
ذكره ابن النجاشي في شيوخ الشيعة وقال كان عراقيا مضطرب المذهب وهو
ثقة فيما يرويه روى لنا عنه أبو عبد الله بن الخمري اه‍.
وفي الرياض يروي عنه الشيخ المفيد وهو يروي عن أبي احمد
حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي عن أبي عمرو محمد بن عمر الكشي
عن جعفر بن أحمد كما يظهر من بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم
الطبري ويروي عنه النجاشي أيضا لكن بتوسط أبي عبد الله الخمري وذكره
صاحب الرياض تارة بعنوان ابن أحمد بن المغيرة وتارة بعنوان ابن أحمد بن
أبي المغيرة والموجود في رجال النجاشي ابن المغيرة فاما ان لفظة أبي زائدة من
النساخ أو ناقصة منهم.
٩٧٤: الحسين بن أحمد بن المغيرة الثلاج.
وقع في طريق النجاشي إلى محمد بن الحسن بن شمون والظاهر أنه
البوشنجي المتقدم كما مر في البوشنجي.
٩٧٥: الحسين بن أحمد المنقري التميمي أبو عبد الله.
المنقري بكسر الميم واسكان النون.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله ع رواية شاذة لا تثبت
وكان ضعيفا ذكر ذلك أصحابنا رحمهم الله روى عن داود الرقي وأكثر له
كتاب (١) والرواية تختلف فيه أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الواحد وغيره عن علي
بن حبشي بن قوني حدثنا حميد بن زياد حدثنا القاسم بن إسماعيل
حدثنا عبيس بن هشام عن الحسين احمد بكتابه. وفي الخلاصة من أصحاب
أبي الحسن موسى ع روى رواية شاذة عن أبي عبد الله ع
لا تثبت وكان ضعيفا. وفي الفهرست الحسين بن أحمد المنقري له
كتاب رويناه عن ابن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد عن
القاسم بن إسماعيل عنه وقال الشيخ في كتاب رجاله في أصحاب الباقر
ع
الحسين بن أحمد المنقري وفي رجال الكاظم ع الحسين بن أحمد المنقري ضعيف وفي التعليقة يروي عنه ابن أبي عمير
وفيه شهادة على وثاقته ولعل ما حكاه النجاشي من التضعيف من اكثاره من
الرواية عن داود الرقي الذي قال النجاشي انه ضعيف جدا والغلاة تروي
عنه لكن ستعرف ان الأصح وثاقة داود الرقي. وفي لسان الميزان
الحسين بن أحمد المنقري ذكره الطوسي في رجال الصادق وقال روى عن
الصادق وولده روى عنه عبيس بن هشام كان من المصنفين وقال النجاشي
ذكر أصحابنا انه كان ضعيفا اه‍ ولا يخفى ان الشيخ لم يذكره في
أصحاب الصادق.
٩٧٦: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية.
مر بعنوان الحسين بن أحمد بن محمد بن موسى بن هدية.
٩٧٧: الحسين بن أحمد بن هلال
في تكملة الرجال هكذا وقع في بعض أسانيد أصول الكافي وفي مرآة
العقول هو مجهول والظاهر أنه تصحيف الحسين عن أحمد بن هلال.
٩٧٨: الحسين بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي بن الحسين بن القاسم بن
إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي
طالب أبو عبد الله الكوفي العلوي الحسيني.
توفي سنة ٣٣٩ فيما رواه الخطيب في تاريخ بغداد كما يأتي لكن ينافيه
ما يأتي عن ابن عساكر انه حدث بدمشق سنة ٣٤٧.
نسبه
ذكر الخطيب في تاريخ بغداد ترجمته كما مر سوى العلوي الحسيني
وفي تاريخ دمشق ترجم له هكذا الحسين بن أحمد بن يحيى بن الحسين بن
علي بن أبي طالب العلوي الحسيني (١).
أقوال العلماء فيه
قال الخطيب في تاريخ بغداد: قدم بغداد وحدث بها وكان أحد
وجوه بني هاشم وعظمائهم وكبرائهم وحلمائهم وصلحائهم وكان من
شهود الحاكم ثم ترك الشهادة وكان ورعا خيرا فاضلا فقيها ثقة صدوقا وكنا
سألناه ان يحدثنا فأبى علينا ثم حدث بالكوفة بشئ يسير ولم اسمع منه شيئا
اه‍ ثم روى بسنده عن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ قال سنة ٣٣٩
فيها مات الحسين بن أحمد (٣) بن القاسم العلوي الحسيني (٤) اه وفي
تاريخ دمشق: حدث بدمشق سنة ٣٤٧ وببغداد عن أبيه عن جده الهادي
إلى الحق يحيى بكتابه في الرد على من زعم أن بعض القرآن قد ذهب

(١) في جميع النسخ له كتب لكن قوله والرواية تختلف فيه وقوله بكتابه يدل على أنه كتاب واحد.
(٢) في السنة المطبوعة الحسني بدل الحسيني والظاهر أنه تصحيف لاتفاق تاريخي بغداد ودمشق
انه من ذرية الحسين عليه السلام.
المؤلف
(٣) الذي في النسخة المطبوعة ابن محمد وهو تحريف.
(٤) إلي في المطبوعة الحسني بدل الحسيني والظاهر أنه تصحيف.
المؤلف
(٤٥٠)

اه‍ ولا يخفى ما بين كلاميهما من الاختلاف أولا في نسبه كما سمعت
ويمكن ان يكون ابن عساكر اقتصر على النسبة إلى الجد ثانيا ابن عساكر
قال إنه حدث سنة ٣٤٧ والخطيب روى وفاته سنة ٣٣٩ والظاهر أنه وقع
تحريف من النساخ في أحد التاريخين وان الصواب في تاريخ الوفاة ٣٤٩ أو
في تاريخ التحديث ٣٣٧ ويدل عليه ان ابن عساكر حكى عن الخطيب
قدومه بغداد وتحديثه بها ولم يذكر التاريخ فهو قد اطلع على كلام الخطيب
فلو كان فيه منافاة لما ذكره لأشار إليها.
مشايخه
مر قول ابن عساكر حدث ببغداد عن أبيه وفي تاريخ بغداد حدث بها
عن أبيه وعن أبي إسحاق بن إبراهيم الحميري. وذكر الخطيب خبرا مسندا
عن المترجم عن أبيه وعن إسماعيل بن إبراهيم الفقيه ولعله هو أبو إسحاق
المتقدم وصوابه عن أبي إسحاق إبراهيم الحميري.
تلاميذه
في تاريخ بغداد روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو القاسم بن الثلاج
ثم اسند عن محمد بن العباس الخزاز عن المترجم فدل على أنه من تلاميذه
أيضا.
بعض رواياته
روى الخطيب بسنده عن المترجم عن أبيه وإسماعيل بن إبراهيم
الفقيه قالا حدثنا يحيى الهادي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه القاسم
عن أبي بكر بن أبي أويس عن حسين بن عبد الله بن ضمرة عن أبيه عن أبيه عن
جده عن علي بن أبي طالب ع عن رسول الله ص لا
نكاح الا بولي وشاهدين.
٩٧٩: الحسن الأحمسي
يأتي بعنوان الحسين بن عثمان الأحمسي البجلي.
٩٨٠: السيد حسين الأخلاطي
يأتي بعنوان حسين بن علي الأخلاطي.
٩٨١: الحسين عن أخيه عن أبيه.
هم الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه علي عن أبيه سيف.
٩٨٢: الحسين بن إدريس الأمير بن داود بن أحمد المسور بن عبد الله بن موسى
الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
وصفه صاحب عمدة الطالب بالحسين النسابة ولا نعلم من أحواله
شيئا غير هذا.
٩٨٣: الحسين الأرجاني
يأتي بعنوان الحسين بن عبد الله بن بكر أو بكير الأرجاني أو
البرجاني.
٩٨٤: حسين الأردبيلي.
توفي سنة ٩٥٠
ذكره صاحب كشف الظنون ووصفه بمولانا العلامة وقال إنه من علماء
الصفوية فعلم من ذلك تشيعه وقال إن له حاشية على شرح عضد الدين
عبد الرحمن بن أحمد الإيجي على مختصر الأصول لابن الحاجب ووصل إلى
ما وصل اليه الشريف وذكر وفاته سنة ٩٥٠.
٩٨٥: السيد نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن اردشير بن محمد الطبري.
كان حيا سنة ٦٧٧.
كان عالما فاضلا جليلا من تلاميذ الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد
الحلي ابن عم المحقق الحلي. ووصفه بعض مشايخه والظاهر أنه يحيى بن
سعيد المذكور كما ستعرف بالسيد الاجل الأوحد الفقيه العالم الفاضل
المرتضى في رياض العلماء رأيت في أصفهان نسخة من نهج البلاغة بخطه
اي المترجم تاريخ كتابتها آخر شهر صفر سنة ٦٧٧ بالحلة السيفية في مقام
صاحب الزمان ع وعليها خط الشيخ نجيب الدين المذكور وهو
خط جيد وصورة خطه الشريف: أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة وشرحا
لمشكله وغريبه نفعه الله وإيانا به بمحمد وآله ع وكتب يحيى بن
أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلي بالحلة حماها الله في صفر
سنة ٦٧٧ اه‍ وكان على ظهر تلك النسخة أيضا هكذا قرأ علي السيد الاجل
الأوحد الفقيه العالم الفاضل المرتضى نجم الدين أبو عبد الله الحسين بن
اردشير بن محمد الطبري اصلح الله اعماله وبلغه آماله بمحمد وآله كل هذا
الكتاب من أوله إلى آخره فكمل له الكتاب كله وشرحت له في أثناء قراءته
وبحثه مشكله وأبرزت له كثيرا من معانيه وأذنت له في روايته عني عن
السيد الفقيه العالم المقري المتكلم محيي الدين أبي حامد محمد بن
عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني الحلبي رضي الله عنه عن الشيخ الفقيه
رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني عن السيد أبي
الصمصام ذي الفقار بن معد الحسني المروزي عن أبي عبد الله محمد بن علي
العلواني عن السيد الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد
الموسوي. وعنه عن الفقيه عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن بن علي
الحسيني البغدادي عن قطب الدين أبي الحسين الراوندي عن السيدين
المرتضى والمجتبى ابني الداعي الحسني عن أبي جعفر الدوريستي عن السيد
الرضي فليروه عني متى شاء وأحب. سنة ٦٧٧ قال وقد ضاع بعض
المواضع من خطه الشريف والظاهر أن ما ضاع كان اسم الشيخ نجيب
الدين يحيى بن سعيد وان هذه الإجازة من الشيخ نجيب الدين المذكور
بخطه للسيد نجم الدين هذا وانه يروي عن السيد محيي الدين لتوافق
تاريخي ما كتب في آخرها وما كتب على ظهر النسخة اه‍ يعني ان تاريخ
ما كتب على ظهر نسخة النهج التي بخط السيد نجم الدين وما كتب في آخر
الإجازة واحد وهو سنة ٦٧٧ فيمكن ان يستفاد من ذلك ان الذي انهى
قراءة النسخة على يحيى بن سعيد هو السيد نجم الدين وان لم يصرح به وان
الذاهب من آخر الإجازة هو اسم يحيى بن سعيد وذلك لتوافق تاريخي
الإنهاء والإجازة مع عدم التصريح باسم القارئ المنهي وذهاب اسم المجيز
مع التصريح باسم المقروء عليه والمجاز.
٩٨٦: الملا حسين الأردكاني المعروف بالفاضل الأردكاني نزيل الحائر المقدس.
توفي سنة ١٣٠٢ وفي الذريعة ١٣٠٥ بالحائر ورثته الشعراء.
(٤٥١)

كان عالما محققا وفقيها متبحرا وأصوليا مؤسسا مرجعا في الاحكام
وملاذا للاسلام كان سوق العلم قائما في أيامه بالحائر وتخرج على يده جماعة
من العلماء كان قليل الاعتناء بالدنيا والرياسة ما رئي أقل اعتناء منه في علماء
عصره مع إقبال الرياسة عليه بكليتها زاهدا ناسكا روحانيا ربانيا ترابي
الاخلاق كريم الطبع هشا بشا كثير المداعبة وكلامه حكم وأمثال لا يحابي
أحدا يقول الحق ولا يخشى لومة لائم يروي عن عمه وأستاذه العالم الرباني
الآخوند ملا محمد تقي الأردكاني عن السيد باقر الرشتي.
٩٨٧: الصاحب عميد الجيوش أبو علي الحسين بن أبي جعفر أستاذ هرمز بن
الحسن الديلمي.
ولد سنة ٣٥٢ وتوفي ببغداد ليلة الجمعة ١٩ جمادى الأولى سنة ٤٠١
من سكتة لحقته وذلك في حياة والده لأن والده توفي سنة ٤٠٦ وكان عمره
٤٩ سنة وتولى تجهيزه والصلاة عليه ودفنه الشريف الرضي ودفن بمقابر
قريش الكاظمية اليوم كذا في تاريخ ابن الأثير وديوان الشريف الرضي
وفي ديوان مهيار ودفن في المشهد بباب التبن على صاحبه السلام وقد عمت
الفجيعة. ورثاه الرضي ومهيار الديلمي كما يأتي.
وعميد الجيوش لقبه به بهاء الدولة كما يأتي.
اختلاف النسخ في اسمه
في ذيل تجارب الأمم وفي تاريخ ابن الأثير رسم اسمه الحسن مكبرا
في عدة مواضع وفي النجوم الزاهرة وشذرات الذهب ومرآة الجنان رسم
اسمه الحسين مصغرا ولم يتيسر لنا معرفة الصحيح من ذلك فترجمناه هنا
وأشرنا اليه في الحسين كما مر.
أقوال العلماء فيه
قال ابن الأثير في حوادث سنة ٤٠١ كان أبوه أبو جعفر أستاذ هرمز
من حجاب عضد الدولة وجعل عضد الدولة عميد الجيوش في خدمة ابنه
صمصام الدولة فلما قتل اتصل بخدمة بهاء الدولة فلما استولى الخراب على
بغداد وظهر العيارون وانحلت الأمور بها ارسله إليها فاصلح الأمور وقمع
المفسدين وقتلهم وكانت ولايته ثمان سنين وأربعة أشهر وسبعة عشر يوما
اه‍ ولكنه ذكر كما سيأتي ان ولايته كانت سنة ٣٩٠ حين ولاه بهاء الدولة
الأهواز فإلى سنة وفاته وهي سنة ٤٠١ يكون قد مضى له ١١ سنة فإذا
أسقطنا منها سنة بسبب الكسر أو سنتين كان الباقي تسع سنين أو أكثر والله
العالم قال ومن محاسن اعمال عميد الجيوش انه حمل اليه مال كثير قد خلفه
بعض التجار المصريين وقيل له ليس للميت وارث فقال لا يدخل خزانة
السلطان ما ليس لها يترك إلى أن يصح خبره فلما كان بعد مدة جاء أخ
للميت بكتاب من مصر بأنه مستحق للتركة فقصد باب عميد الجيوش
ليوصل الكتاب فرآه يصلي على روشن داره فظنه بعض الحجاب فأوصل
الكتاب اليه فقضى حاجته فلما علم التاجر ان الذي اخذ الكتاب كان عميد
الجيوش عظم الامر عنده فاظهر ذلك فاستحسنه الناس ولما وصل التاجر إلى
مصر اظهر الدعاء له فضج الناس بالدعاء له والثناء عليه فبلغه الخبر فسره
ذلك اه‍.
وفي النجوم الزاهرة في حوادث سنة ٤٠١ فيها توفي أبو علي الأمير
عميد الجيوش واسمه الحسين بن أبي جعفر كان أبوه من حجاب عضد
الدولة بن بويه وجعل ابنه هذا برسم صمصام الدولة فخدم المذكور
صمصام الدولة وبهاء الدولة فولاه بهاء الدولة العراق فقدمها والفتن قائمة
فقتل وصلب وغرق حتى بلغ من هيبته انه اعطى غلاما له صينية فضة فيها
دنانير فقال خذها على رأسك وسر من النجمي إلى الماصر الاعلى فان
اعترضك معترض فاعطه إياها واعرف المكان فجاء الغلام وقد انتصف
الليل وقال مشيت الحد جميعه فلم يلقني أحد اه‍.
وفي تاريخ أبي الفدا في حوادث سنة ٤٠١ فيها توفي عميد الجيوش
أبو علي ابن أستاذ هرمز وكان أميرا من جهة بهاء الدولة على العسكر وعلى
الأمور ببغداد. وفي مرآة الجنان في حوادث ٤٠١ فيها توفي عميد الجيوش
أبو علي الحسين بن أبي جعفر وخدم بهاء الدولة وترقت مرتبته فولاه نائبا عنه
بالعراق فأحسن سياستها وأبطل عاشوراء الرافضة وأباد الحرامية والشطار
وصار عدله ذا اشتهار وفي عدله وهيبته حكايات ذكرها العلماء والأخيار
اه‍ ومشى على نهجه صاحب شذرات الذهب فقال في حوادث سنة
٤٠١ فيها توفي أبو علي عميد الجيوش الحسين بن أبي جعفر إلى آخر ما مر
عن اليافعي باختصار واليافعي صاحب مرآة الجنان رجل خرافي قد شحن
كتابه بخرافات نسبها إلى الأولياء لم يتفق مثلها للأنبياء والمرسلين ولا لأولي
العزم منهم لو جمعت لكانت جزءا كبيرا منها ما ذكره قبيل هذا ان فقيها
غضب عليه والي اليمن فأرسل خمسة عشر رجلا فضربوه بسيوفهم فلم
تقطع فيه ثم كرروا الضرب حتى المتهم أيديهم فلم يؤثر فيه فأخبروا الوالي
فامرهم بكتمانه وسئل الفقيه فقال كنت اقرأ سورة يس فلم أشعر بالضرب
وله عشرات الحكايات في كتابه من هذا القبيل ومن هذه حاله لا يستغرب
منه مثل هذا الكلام ان يسمي أيام الحزن على ابن بنت رسول الله ص
عاشوراء الرافضة وهي عاشوراء الرسول والزهراء وآل البيت الطاهرين
ع وانظر إلى ابن الأثير حين أشار إلى ذلك كيف قال
كما يأتي: ومنع السنية والشيعة من اظهار مذاهبهم.
صفاته وأحواله
لم يذكره الخطيب في تاريخ بغداد مع أنه بغدادي وتوفي قبل الخطيب
باثنتين وستين سنة.
كان عميد الجيوش أميرا عاقلا حازما عادلا مهيبا حسن التدبير حسن
السيرة قوي السياسة بعيد النظر مصيب الرأي عارفا بوجوه الحيلة وأمور
الحرب وقيادة الجيوش له مكانة في نفوس العامة والخاصة يعده الملوك
والامراء لمهام الأمور واصلاح ما فسد منها مما يعجز غيره عن اصلاحه لما
يعرفون من عقله وحزمه وحسن تدبيره وقدرته على ما لا يقدر عليه غيره
ويخطبون وده ويطلبون انحيازه إلى جانبهم ويستنجدونه عند ملماتهم
فينجدهم ويحافظون على رضاه ويخافون سخطه ويرسلونه عند حصول
المعضلات والفتن فيصلحها ويعيد الأمن إلى نصابه تولى عدة مناصب في
الدولة البويهية فاظهر حزما وكفاءة كل هذا ولم تتجاوز سنة ٤٩ سنة. جعله
عضد الدولة وهو العاقل المدبر البعيد النظر في خدمة ابنه صمصام
الدولة بمنزلة الوزير له يدبر أموره ويتولى شؤونه ولولا علمه بكفاءته لما
أوكل أمور ابنه وفلذة كبده اليه وكان هو وأبوه صاحبا دولة بني بويه في
عصرهما ومقدماها ويدل على عقله وحزمه وحسن تدبيره وقوة سياسته وعدله
وهيبته وبعد نظره وإصابة رأيه ومعرفته بوجوه الحيلة وأمور الحرب وقيادة
(٤٥٢)

الجيوش ومكانته في نفوس العامة والخاصة وانتداب الملوك والامراء له لمهام
الأمور واصلاح الفساد الذي يعجز عنه وخطبهم وده وطلبهم انحيازه إليهم
واستنجادهم به ما يأتي من اخباره.
وإذا كان عميد الجيوش قد تمكن من سياسة الملك وإقامة الهيبة في
ذلك الزمان الفاسد الذي تشعبت فيه أمور الولاة والحكام والامراء وقلت
هيبة السلطان كما يدل على ذلك ما سيأتي من الاخبار دل ذلك على رجاحة
عقله وسداد رأيه وقوة نفسه.
ومما يدل على عدله وحسن سيرته ما يأتي من أنه لما استعمله بهاء
الدولة على خوزستان عمرها وحمل لبهاء الدولة أموالا جليلة مع حسن سيرة
في أهلها وعدل بعد ما أفسد أحوالها غيره وصادر أهلها والى ذلك يشير مهيار
بقوله في مرثيته:
من للبلاد تضمها ورعية * أرضعتها الإنصاف بعد فطام
ومما يدل على إصابة رأيه وحسن تدبيره وبصيرته بعواقب الأمور
انحيازه إلى بهاء الدولة بعد ما كان في جانب خصمه.
ومن دلائل مكانته في قلوب العامة والخاصة ان بغداد زينت عند
قدومه كما مر وان الشريف الرضي تولى تجهيزه ودفنه والصلاة عليه كما مر
أيضا ويدل عليه أيضا اعتذار الرضي عن تلقيه له حين توجه من واسط إلى
بغداد لشكاة لحقته بكتاب خاص ضمنه أبياتا رائية تأتي فذلك يدل على أن
الرضي في مكانته وعلو نفسه كان عليه وعلى أمثاله ان يستقبلوه ويدل عليه
أيضا رثاؤه له ووصفه بعظيم الأوصاف ورثاء مهيار له ووصفه بمثل ذلك كما
يأتي.
وممن خطب وده من الملوك ابنا بختيار كما يأتي فأبى عقله وبصيرته
بالأمور موافقتهما وبهاء الدولة بعد ما كان يحاربه وينابذه أضافه إلى نفسه
وولاه واعتمد عليه في مهامه كما يأتي.
ليس هو الذي صنف له
المرتضى الانتصار
وجدت في بعض المواضع ولا أتذكره الآن ان الشريف المرتضى
صنف بأمره كتاب الانتصار فيما انفردت به الإمامية في المسائل الفقهية لقوله
في أوله اني محتمل ما رسمته الحضرة السامية الوزيرية العميدية الخ وهو
اشتباه لان قوله الوزيرية صريح في أن من رسم ذلك كان وزيرا والمترجم لم
يل الوزارة لاحد في وقت من الأوقات وانما ولي على العراق وخوزستان كما
يأتي فالعميدية وان صح نسبتها اليه لتلقيبه بعميد الجيوش لكن الوزيرية لا
يصح فيها ذلك والذي يغلب على الظن ان المراد به الحسن بن مفضل بن
سهلان الرامهرمزي المولود ٣٦١ والمتوفي ٤١٤ وزير سلطان الدولة
ابن بويه ولي وزارته سنة ٤٠٦ ولقب بعميد أصحاب الجيوش وبنى سورا
على مشهد أمير المؤمنين وابنه الحسين ع والمرتضى توفي
٤٣٦.
اخباره
كان أبوه أستاذ هرمز من حجاب عضد الدولة كما مر ولما مات عضد
الدولة سنة ٣٧٢ وتولى بعده على العراق ولده صمصام الدولة وعلى بلاد
فارس ولده الآخر شرف الدولة كان المترجم لا يزال في بغداد في خدمة
صمصام الدولة في رتبة النقابة والظاهر أنها من رتب امراء الجيوش إلى
سنة ٣٧٤ فذكر صاحب ذيل تجارب الأمم انه في هذه السنة كان المتولي
بعمان أستاذ هرمز والد المترجم من قبل شرف الدولة فما زال أبو بكر
محمد بن شاهويه يفتل له في الذروة والغارب حتى أمال أستاذ هرمز عن
شرف الدولة إلى صمصام الدولة وساعد على ذلك ان ولده أبا الحسن
علي بن أستاذ هرمز كان عند صمصام الدولة وقد جعله صمصام
الدولة نقيبا فخطب أستاذ هرمز بعمان لصمصام الدولة ففرح بذلك صمصام
الدولة واحضر المترجم وخلع عليه ونقله من رتبة النقابة إلى رتبة الحجبة ثم إن
شرف الدولة ملك العراق سنة ٣٧٦ وقبض على صمصام الدولة وحبسه
في قلعة بسيراف ولم يذكر المؤرخون ما جرى للمترجم بعد القبض على
صمصام الدولة من سنة ٣٧٦ إلى سنة ٣٧٨ التي توفي فيها شرف
الدولة وأطلق الموكلون بالقلعة بعد وفاته صمصام الدولة وملك بلاد فارس إلى سنة
٣٧٩ التي ملك بها اخوه بهاء الدولة العراق إلى سنة ٣٨١ وهو نحو من
أربع سنين أو أكثر ولم يجر له ذكر الا في حوادث سنة ٣٨١ كما يأتي انه
وصل أبو علي بن أستاذ هرمز إلى فارس وقرب من خدمة صمصام الدولة ولم
يذكر من أين أتى فوصل فأين كان المترجم في مدة هذه السنين الأربع وأين
كان عند القبض على صمصام الدولة أبقي في بغداد وانضاف إلى شرف
الدولة فلما مات شرف الدولة جاء من بغداد إلى فارس وقرب من خدمة
صمصام الدولة وكيف ينضاف إلى شرف الدولة مع سخط شرف الدولة على
أبيه أستاذ هرمز لما مر فيكون ساخطا عليه أيضا أم ذهب إلى فارس مستخفيا
لما ملك شرف الدولة بغداد فلما ولي صمصام الدولة فارس انضاف اليه
وولاه بعض النواحي ثم جاء إلى فارس وقرب من خدمة صمصام الدولة أو
جاء من بغداد إلى فارس ليس في كلام المؤرخين ما يعين شيئا من ذلك أو
غيره.
بقية اخباره مرتبة على السنين
في ذيل تجارب الأمم حوادث سنة ٣٨١ ان خلف بن أحمد بن
الليث بن الصفار صاحب سجستان كان قد ورد العراق أيام معز
الدولة وخلع عليه وولي سجستان وهادنه عضد الدولة فلما توفي عضد الدولة وملك
شرف الدولة ثم توفي وملك صمصام الدولة فارس جهز خلف جيشا مع
ابنه عمرو وملك كرمان فجهز اليه صمصام الدولة جيشا مع العباس بن أحمد
الحاجب فكانت الدائرة على عمرو وذلك في المحرم سنة ٣٨٢ وعاد
عمرو إلى سجستان فقتله أبوه ووصل أبو علي بن أستاذ هرمز إلى فارس
وقرب من خدمة صمصام الدولة فشرع في انفاذ أستاذ هرمز أبيه إلى كرمان
وقرر الامر معه واستعيد العباس وتوجه أستاذ هرمز. قال صاحب تجارب
الأمم في حوادث سنة ٣٨٣: فيها ورد الخبر باستيلاء أولاد بختيار على
القلعة التي كانوا محبوسين فيها وهي قلعة خرشنة فإنهم استمالوا حافظ
القلعة فافرج عنهم وأرسلوا إلى أهل النواحي المطيفة بالقلعة فاجتذبوا منهم
عدة كثيرة واجتمعوا تحت القلعة فأرسل صمصام الدولة أبا علي بن أستاذ
هرمز من شيراز في عسكر فلما قرب من القلعة تفرق من كان اجتمع
تحتها من الرجال وتحصن بنو بختيار والديلم فيها ونزل أبو علي عليها
وراسل أحد وجوه الديلم الذين في القلعة وأطمعه في الاحسان والزيادة في
المنزلة فاستجاب له وانزل اليه حبلا من أعلى القلعة ليرتقي به الرجال إلى
(٤٥٣)

بابها وكان على سن من الجبل فصعد بعض أصحابه فلما دنا من الباب
اضطربت يده على الحبل فوقع مترديا وأحجم الباقون فصب بين أيديهم
أموالا وبسط منهم آمالا وابتدر قوم منهم فصعدوا إلى القلعة واحد بعد
واحد وفتحوا الباب وملكوها وقبض على أولاد بختيار وكانوا ستة وكتب
بالفتح إلى صمصام الدولة اه‍ وقال صاحب تجارب الأمم في حوادث
سنة ٣٨٤ ان صمصام الدولة انهزم في حرب له مع عسكر بهاء الدولة وسار
إلى شيراز ومعه الصاحب أبو علي بن أستاذ هرمز وقال في حوادث سنة
٣٨٨: فيها سار بهاء الدولة من واسط إلى الموضع المعروف بالقنطرة
البيضاء وثبت أبو علي بن أستاذ هرمز بإزائه وجرت بين الفريقين وقائع كثيرة
اه‍ وذلك أن أبا علي الحسن بن أستاذ هرمز كان بالأهواز في مقابل
عسكر بهاء الدولة وصمصام الدولة كان بشيراز. قال واقام بهاء الدولة
شهرين أو أكثر يطلب مناجزة الديلم وهم يقصدون مدافعته وكان أبو
علي بن إسماعيل الملقب بالموفق يباشر الحرب ويتولى التدبير وهو من
أصحاب بهاء الدولة. ورتب أبو علي بن أستاذ هرمز حيلة فكشفها أبو
علي بن إسماعيل بألمعيته ودهائه وذلك أن أصحاب بهاء الدولة الموكلين
بالطرق ظفروا برجل معه زنبيل دستنبوا فحملوه إلى المعسكر فقال انا عابر
سبيل أتعيش بهذا المشموم فهددوه فاقر بأنه رسول الفرخان إلى الصاحب
أبي علي بن أستاذ هرمز بملطف معه فيه انا سائرون إليك من طريق كذا
وعند قرب وصولنا تصمد للقاء القوم فقلق بهاء الدولة لذلك قلقا شديدا
فأرسل بهاء الدولة إلى أبي علي بن إسماعيل وأراه الملطف فقال هذا محال
واحضر الرجل فوعده بالجميل فاصر على قوله الأول فضربه أشد الضرب
فاقر بان أبا علي بن أستاذ هرمز استدعاه وأعطاه هذا الملطف وقال تعرض
للوقوع في أيدي أصحاب بهاء الدولة واصبر للمكروه ان أصابك فاني
أحسن إليك فسكن بهاء الدولة قليلا ولكنه قال للحواشي ان القول الأول
هو الصحيح وان الضرب أحوج الرجل إلى القول الثاني. وفي ذيل تجارب
الأمم في حوادث سنة ٣٨٨ ٣٨٩. ان ابني بختيار وهما أبو القاسم اسبام
وأبو نصر شهفيروز خرجا على صمصام الدولة وكان أستاذ هرمز والد
المترجم مقيما بنسا فاجتمع اليه نسوة من نساء أكابر الديلم المقيمين
بخوزستان عند أبي علي ولده وكن يجرين مجرى الرجال في قوة الحزم وأصالة
الرأي والمشاركة في التدبير فقلن له أنت وولدك اليوم صاحبا هذه الدولة
ومقدماها ومعك مال وسلاح وانما يراد مثل ذلك للمدافعة عن النفس والجاه
فالصواب ان تفرق ما معك على الديلم الذين عندك وتمضي بهم إلى شيراز
وتسير صمصام الدولة إلى الأهواز ومتى لم تقبل هذه المشورة وثب هؤلاء
الديلم عليك ونهبوك وحملوك إلى ابني بختيار فغلب عليه حب المال وكان
الامر كما قالته النسوة وانحل أمر الصمصام الدولة بخروج ابني بختيار عليه
وكان المترجم بالأهواز فقال الجند لصمصام الدولة نسير بك إلى الأهواز
ونلحقك بأبي علي بن أستاذ هرمز وعسكرك المقيمين معه فلم يفعل وانتهى
امره بان أخذه أصحاب ابن بختيار وقتلوه في ذي الحجة سنة ٣٨٨.
وفي ذيل تجارب الأمم أنه في سنة ٣٨٩ دخل أبو علي بن أستاذ هرمز
في طاعة بهاء الدولة وشرح الحال في ذلك أنه جاء في تلك الحال التي كان
فيها المترجم يحارب عسكر بهاء الدولة كتاب له من ابني بختيار المذكورين
يذكران فيه سكونهما إليه وتعويلهما عليه ويبسطان أمله ويأمرانه باخذ البيعة
لهما على الديلم قبله والمقام على الحرب فلم يثق بوفائهما بعد قتله أخويهما.
قال وحقيق بمن قتل للملوك شقيقا أن يكون على نفسه شفيقا وبقي مترددا
في امره ثم رأى أن الدخول في طاعة بهاء الدولة أصوب فجمع وجوه الديلم
وشاورهم في ذلك فاجمع رأيهم على الاعتزاء إلى ابني بختيار والثبات على
حرب بهاء الدولة فلم يوافقهم على ذلك وقال إن وراثة هذا الملك قد انتهت
إلى بهاء الدولة وإن نحن عدلنا إلى من داره عنا نائية اضعنا الحزم والصواب
الدخول في طاعة بهاء الدولة بعد التوثق منه فامتنعوا وقالوا كيف نسلم
نفوسنا للأتراك وبيننا وبينهم ما تعلم فقال إذا كان هذا رأيكم فاني اسلم ما
معي من المال والعدة إليكم وانصرف بنفسي عنكم ثم وضع أكابرهم على
ما يقولونه ويفعلونه وانفذ إلى أبي علي بن إسماعيل المقدم عند بهاء الدولة
من يلتمس منه شرابا للعلة التي به فقال ابن إسماعيل لبهاء الدولة أنه ما
طلب شرابا ولكنه أراد أن يفتح لنا في مراسلته بابا فانفذ بهاء الدولة رسولا
يقول له قد كنت أنت والديلم معذورين قبل اليوم في محاربتي حين كانت
المنازعة بيني وبين أخي اما الآن فقد حصل ثاري وثاركم في أخي عند من
سفك دمه فاجابه المترجم بعد السمع والطاعة أن الديلم مستوحشون
والاجتهاد في رياضتهم واقع وسال انفاذ أبي احمد الطبيب لمعرفة قديمة كانت
بينهما فقال له المترجم قد علمت اصطناع صمصام الدولة إياي وما وسعني
الا الوفاء له وقد صارت طاعة هذا الملك لازمة لي وهؤلاء الديلم قد
استمرت بهم الوحشة واستحكمت بينهم وبين الأتراك الترات والذحول
وبلغهم أن الاقطاعات ستؤخذ منهم وتعطى للأتراك ومتى لم يظهر ما
تطمئن به نفوسهم لم ينقادوا فأعطاهم بهاء الدولة من الايمان بالتجواز عن
كل إساءة سابقة ما سكنت له نفوسهم وطلبوا أن يحلف لهم أبو علي بن
إسماعيل فامتنع فالزمه بهاء الدولة بذلك وصار المترجم إلى بهاء الدولة
واختلط العسكران وذلك سنة ٣٨٩ وقال قبل ذلك بيوم أو يومين قتل
الديلم أبا الفتح بن الفرج نقيب نقبائهم والنقيب مقدم العسكر
فاستدعى أبو علي بن إسماعيل أخاه سهلان من بغداد وجعله وسيطا معه
ليستميله فلما استقر معه للدخول في طاعة بهاء الدولة أعمل المترجم المكيدة
في امره بان قال للديلم هذا رجل شرير وهو خبير بأموركم فان اجتمع مع
ابن إسماعيل اظهر له أسراركم فاجمع رأيهم على قتله فقتلوه وإلى إصابة
رأيه وحسن تدبيره وبصيرته بعواقب الأمور يشير الشريف الرضي بقوله في
مرثيته:
لقد كان رأيك حل العقال * إذا طلع المعضل الكارب
وقد كان عندك فرج المضيق * إذا عض بالقتب الغارب
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩٠ فيها استعمل بهاء الدولة أبا علي
الحسن بن أستاذ هرمز على خوزستان وكانت قد فسدت أحوالها بولاية أبي
جعفر الحجاج لها فعمرها أبو علي ولقبه بهاء الدولة عميد الجيوش وحمل إلى
بهاء الدولة منها أموالا جليلة مع حسن سيرة في أهلها وعدل.
وقال ابن الأثير أيضا أنه في سنة ٣٩٢ اختلت الأحوال ببغداد وظهر
امر العيارين واشتد الفساد وقتلت النفوس ونهبت الأموال وأحرقت المساكن
فبلغ ذلك بهاء الدولة فسير إلى العراق لحفظه أبا علي بن أستاذ هرمز ولقبه
عميد الجيوش ووصل أبو علي إلى بغداد فأقام السياسة ومنع المفسدين
فسكنت الفتنة وأمن الناس اه وقد مر أنه لقبه عميد الجيوش سنة ٣٩٠.
وقال أيضا في سنة ٣٩٣ كانت الحرب بين أبي علي بن أبي جعفر أستاذ
(٤٥٤)

هرمز وبين أبي جعفر الحجاج وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نائبا عن بهاء
الدولة بالعراق فجمع وغزا واستناب بعده عميد الجيوش أبا علي فأقام أبو
جعفر بنواحي الكوفة ولم يستقر بينه وبين أبي علي صلح وكان أبو جعفر قد
جمع جمعا من الديلم والأتراك وخفاجة فجمع أبو علي أيضا جمعا كثيرا وسار
اليه والتقوا بنواحي النعمانية فاقتتلوا قتالا عظيما وأرسل أبو علي بعض
عسكره فاتوا أبا جعفر من ورائه فانهزم أبو جعفر فلما أمن أبو علي سار من
العراق إلى خوزستان وأتاه الخبر إن أبا جعفر قد عاد إلى الكوفة فرجع إلى
العراق وجرى بينه وبين أبي جعفر منازعات ومراجعات إلى أن آل الأمر إلى
الحرب فاستنجد كل واحد منهما ببني عقيل وبني خفاجة وبني أسد فبينا هم
كذلك أرسل بهاء الدولة إلى عميد الجيوش يستدعيه فسار اليه إلى خوزستان
لأجل أبي العباس بن واصل صاحب البطيحة.
وإلى ذلك يشير الشريف الرضي بقوله في مرثيته له:
فأين الفيالق مجرورة * وقد عضل اللقم اللاحب
وأين القنا كبنان الهلوك * بماء الطلى ابدا خاضب
كان السوابق من تحتها * دبى طائر أو قطا سارب
نزائع لا شوطها في المغار * قريب ولا غزوها خائب
فسرج وغى ماله واضع * وجيش علا ماله غالب
وكنت العميد لها والعماد * فضاع الحمى ووهى الجانب
وإلى ذلك أيضا يشير مهيار في مرثيته له بقوله:
سوم خيولك للثغور مريدها * واطمع وسم بالملك رخص مسام
واخلط بنومك مطمئنا حيث لم * يك مورد ليروم حط لجام
خلى لك الحسن السبيل وأخليت * منه عزائم رحلة ومقام (١)
لا سدد الخطي في طلب ولا * شحذت لمثلك شفرتا صمصام
من للجيوش وقد أصيب عميدها * ما البيت بعد عماده لقيام
لا سد ثغرتنا سواك مفوقا * الا امرؤ عن قوس رأيك رامي
يجري على سنن رآك نهجته * كالفتر معتمدا على الابهام
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩٣ أيضا: وفيها اشتدت الفتنة
ببغداد وانتشر العيارون والمفسدون فبعث بهاء الدولة عميد الجيوش أبا
علي بن أستاذ هرمز إلى العراق ليدبر أمره فوصل إلى بغداد فزينت له
وقمع المفسدين ومنع السنية والشيعة من اظهار مذاهبهم ونفى بعد ذلك ابن
المعلم فقيه الامامية واستقام البلد اه‍.
وربما يستغرب مستغرب اقدامه على نفي الشيخ المفيد فقيه الامامية
الجليل العظيم الشأن، ولكن إذا علم أن في ذلك مصلحة الشيخ المفيد
والشيعة وسائر المسلمين لم يستغرب ذلك فليس عضد الدولة الذي كان
يزور الشيخ المفيد في داره حيا ليقيم الأود وتحفظ هيبته البلد وكذلك منع
الطائفتين من اظهار مذاهبهم التي يؤول اظهارها إلى وقوع المنازعات
والمجادلات واشتعال نار الفتن وقد وقع مثل ذلك من الحسن بن المظفر بن
سهلان وزير سلطان الدولة البويهي كما مر في ترجمته فإنه اخرج الشيخ المفيد
من بغداد لتسكين الفتنة. وفي ديوان مهيار: قال يرثي الصاحب عميد
الجيوش أبا علي ابن أستاذ هرمز وكانت درست بوروده العراق معالم الفساد
وانتشرت الهيبة والكف عن أذية أهل الفضل والعفة بعد اظلال الفتن وغلبة
الدعارة والمخافة اه‍.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩٤ أنه فيها غلب أبو العباس بن
واصل على البطيحة ولما سمع بهاء الدولة بحاله وقوته خافه على البلاد فسار
من فارس إلى الأهواز لتلافي امره واحضر عنده عميد الجيوش من بغداد
وجهز معه عسكرا كثيفا وسيرهم إلى أبي العباس فاتى إلى واسط وعمل ما
يحتاج اليه من سفن وغيرها وسار إلى البطائح وفرق جنده في البلاد لتقرير
قواعدها وسمع أبو العباس بمسيره اليه فاصعد اليه من البصرة وأرسل يقول
له ما أحوجتك تتكلف الانحدار وقد أتيتك فخذ لنفسك ووصل إلى عميد
الجيوش وهو على تلك الحال من تفرق العسكر عنه فلقيه فيمن معه
بالصليق فانهزم عميد الجيوش ووقع من معه بعضهم على بعض ولقي عميد
الجيوش شدة إلى أن وصل إلى واسط وذهب ثقله وخيامه وخزائنه فأخبر
خازنه أنه قد دفن في الخيمة ثلاثين ألف دينار وخمسين ألف درهم فانفذ من
أحضرها فقوي بها.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٩٥ قد ذكرنا انهزام عميد الجيوش
من أبي العباس بن واصل فلما انهزم أقام بواسط وجمع العساكر عازما على
العود إلى البطائح وكان أبو العباس قد ترك بها نائبا له فلم يتمكن من المقام
بها ففارقها إلى صاحبه فأرسل عميد الجيوش إليها نائبا من أهل البطائح
فعسف الناس واخذ الأموال ولم يلتفت إلى عميد الجيوش فأرسل إلى
بغداد.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٩٦: في هذه السنة سير عميد
الجيوش عسكرا إلى البندنجيين وجعل المقدم عليهم قائدا كبيرا من الديلم
فلما وصلوا إليها سار إليهم جمع كثير من الأكراد فاقتتلوا فانهزم الديلم وغنم
الأكراد رحلهم ودوابهم وجرد المقدم عليهم من ثيابه فاخذ قميصا من رجل
سوادي وعاد راجلا حافيا ولم يكن مقامهم غير أيام قليلة.
وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٣٩٧: فيها جمع أبو جعفر
الحجاج جمعا كثيرا وأمده بدر بن حسنويه بجيش كثير فسار فحصر بغداد
وسبب ذلك أن أبا جعفر كان نازلا على قلج حامي طريق خراسان وكان
قلج مباينا لعميد الجيوش فتوفي قلج فجعل عميد الجيوش على حماية الطريق
أبا الفتح بن عناز مكانه وكان عدوا لبدر فحقد ذلك بدر فاستدعى بدر أبا
جعفر الحجاج وجمع له جمعا كثيرا وسيرهم إلى بغداد وكان علي بن مزيد
الأسدي قد عاد من عند بهاء الدولة بخوزستان مغضبا فاجتمع معهم فزادوا
على عشرة آلاف فنزلوا على فرسخ من بغداد وأقاموا شهرا وكان عميد
الجيوش عند بهاء الدولة لقتال أبي العباس بن واصل كما مر وببغداد أبو
الفتح بن عناز فحفظوا البلد وأتاهم خبر انهزام أبي العباس وقوة بهاء الدولة
ففت ذلك في أعضادهم فتفرقوا وراسل أبو جعفر في اصلاح حاله مع بهاء
الدولة فأجيب فحضر عنده بتستر فلم يلتفت اليه لئلا يستوحش عميد
الجيوش اه فتراه كيف اعرض عن أبي جعفر مع مكانته لئلا يستوحش
عميد الجيوش وهذا يدل على مكانة عميد الجيوش من بهاء الدولة وشدة
افتقاره اليه.

(١) هذا يدل على أنه اسمه الحسن لا الحسين.
(٤٥٥)

وقال الشريف الرضي يمدحه بأبيات أرسلها اليه لما توجه من واسط
إلى بغداد ضمن كتاب يعتذر فيه من تأخره عن تلقيه لشكاة لحقته وذلك في
المحرم سنة ٣٩٦ كما في الديوان قال:
أيا مرحبا بالغيث تسري بروقه * تروح بندي لا بكيا ولا نزرا
طلعت على بغداد والخطب فاغر * فعاد ذميما ينزع الناب والظفرا
أضاءت وعزت بعد ذل وروضت * كأنك كنت الغيث والليث والبدرا
تغاير أقطار البلاد محبة * عليك فهذا القطر يحسد ذا القطرا
وقلمت أظفار الخطوب فما اشتكى * نزيلك كلما للخطوب ولا عقرا
ومن ذا الذي تمسي من الدهر جاره * فيقبل للمقدار أن رابه عذرا
فيا واقفا دون الذي تستحقه * لو أنك جزت الشمس لم تجز القدرا
فعثرا لأعداء رموك ولا لعا * ونهضا على رغم العدو ولا عثرا
ويدل على ذلك أيضا قول مهيار الديلمي في مرثيته له:
عقل الزمان به ووقر نفسه * فالان عاد لشرة وعرام
بشراك يا ساعي الفساد وغبطة * ذهب المقدم يا بني الاجرام
عاد القوي على الضعيف مسلطا * ونما السفاه فدب في الأحلام
وقال ابن الأثير وفي سنة ٣٩٧ قتل أبو العباس بن واصل صاحب
البصرة وكان قد عظم امره فسار بهاء الدولة من فارس إلى الأهواز ليحفظ
خوزستان منه وكان في البطائح مقابل عميد الجيوش فلما فرع منه سار إلى
الأهواز وبها بهاء الدولة فملكها وعاد منها على صلح مع بهاء الدولة كما مر
ثم تجدد ما أوجب عوده إلى الأهواز بجيشه وبهاء الدولة مقيم بها فجرت بينه
وبينه خطوب وحروب انتهت بانهزام أبي العباس حتى وصل خانقين وبلغ
خبره إلى أبي الفتح بن عناز وهو في طاعة بهاء الدولة فحصره وأخذه وصار
به إلى بغداد فسيره عميد الجيوش إلى بهاء الدولة فلقيهم في الطريق قاصد
من بهاء الدولة يأمر بقتله فقتل.
وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة ٣٩٧: فيها امر بهاء الدولة
عميد الجيوش بالمسير إلى بلاد بدر بن حسنويه لأنه كان في نفسه عليه حقد
لما اعتمده في بلاده فجمع عسكرا وسار يريد بلاده فأرسل اليه بدر ما أقنعه
وصالحه واخذ منه ما كان اخرجه على تجهيز الجيش وعاد عنه. وقال في
حوادث سنة ٤٠١ وهي السنة التي توفي فيها المترجم فيها خطب
قرواش بن المقلد للعلوي المصري فأرسل القادر إلى بهاء الدولة يعرفه ذلك
فكتب بهاء الدولة إلى عميد الجيوش يأمره بالمسير إلى حرب قرواش وأطلق
له مائة ألف دينار ينفقها في العسكر فسار عميد الجيوش إلى حرب قرواش
فأرسل يعتذر وقطع خطبة العلوي وأعاد خطبة القادر. وقال ابن الأثير
أيضا في حوادث سنة ٤٠١: وفيها وقع حرب بين بني مزيد فاستنجد سند
الدولة أبو الحسن بن مزيد عميد الجيوش فانحدر اليه عجلا في زبزبه في
ثلاثين ديلميا ووصل الخبر إلى عميد الجيوش بهزيمة أبي الحسن بن مزيد وهو
منحدر فعاد اه‍.
واما أن الملوك والأمراء كانوا يعدونه لمهام الأمور واصلاح ما لا يقدر
على اصلاحه غيره فيدل عليه ما يأتي من أنه لما استولى الخراب على بغداد
وظهر العيارون وانحلت الأمور بها وقتلت النفوس ونهبت الأموال وأحرقت
المساكن بعثه بهاء الدولة إلى العراق لحفظه فأقام السياسة وقمع المفسدين
وسكن الفتنة وأصلح الأمور وأمن الناس.
مراثيه
تقدم أنه رثاه الشريف الرضي ومهيار الديلمي ومر بعض أبيات من
قصيدتيهما ومن قصيدة الشريف الرضي التي رثاه بها قوله:
كذا يهجم القدر الغالب * ولا يمنع الباب والحاجب
وقد كان سد ثنايا العدو * فمن أين أوضع ذا الراكب
وهابت جوانبه النائبات * زمانا وقد يقدم الهائب
طواك إلى غيرك المعتفي * وجاوز أبوابك الراغب
يفئ إليك من القاصيات * مراح المناقب والعازب
فيوم النهي مشرق شامس * ويوم الندى ماطر ساكب
فما ذا يشيد هتاف النعي * فيك وما يندب النادب
أمدت عليك القلوب العيون * فليس يرى مدمع ناضب
أرى الناس بعدك في حيرة * فذو لبهم حاضر غائب
كما اختبط الركب جنح الظلام * وقد غور القمر الغارب
ولما سبقت عيوب الرجال * تعلل من بعدك الغائب
ولم أر يوما كيوم به * خبا مثقب وهوى ثاقب
تلوم الضواحك فيه البكاة * ويعجب للباسم القاطب
ويدل كلامه في هذه القصيدة على أن للمرثي ولد أو قرابة يلقب
بالقوام ويمكن كونه الملك قوام الدين الذي للشريف الرضي فيه مدائح
كثيرة ورثاء وإن لم يكن من قرابة المرثي بل ربما دل كلامه ذلك على أن
الباقي أجل قدرا من المرثي وذلك يرجح كون المراد الملك قوام الدين حيث
يقول:
ولولا قوام الورى أصبحت * يرن على صدعها الشاعب
وباتت وقد ضل عنها الرعاء * محفلة ما لها حالب
وساق العدو أضاميمها * وما آب من طردها آيب
وما بقي الجبل المشمخر * فما ضرنا الجبل الواجب
وما ينقص الثلم في المضربين * إذا اهتز في القائم القاضب
بمثل بقائك غيث الأنام * يرضى عن الزمن العاتب
لهان علينا ذهاب الرديف * ما بقي الظهر والراكب
وفي هذه القصيدة ابيات من الحكم يناسب أن لا يخلو كتابنا منها
وهي قوله:
وهل نحن الا مرامي السهام * يحفزها نابل دائب
نسر إذا جازنا طائش * ونجزع إن مسنا صائب
ففي يومنا قدر لا بد * وعند غد قدر واثب
طرائد تطلبها النائبات * ولا بد أن يدرك الطالب
عواري من سلب الهالكين * يمد يدا نحوها السالب
لنا بالردى موعد صادق * ونيل المنى موعد كاذب
وقال مهيار الديلمي في مرثيته من قصيدة أولها:
يا مستضيم الملك أين الحامي * يا جدب ما فعل السحاب الهامي
ما للعراق عقيب صحته اشتكى * سقما يجاذب من ذيول الشام
(٤٥٦)

أأصيب بالشمس الضحى أم خولست * فيها الليالي البيض بدر تمام
أم هل هوى بأبي علي نجمها * رام تعود بالنجوم ترامي
قدر أصاب الصاحب ابن صلاحها * بيد فكانت أم كل سقام
بغريبة الالمام ما خطرت على * بال ولا سبقت إلى الأوهام
منها يخاطب الموت:
فلقد وصلت إلى المنيع المرتقى * ولقد حططت ذرى المنيف السامي
وغصبتنا من لم يفدنا مثله * جوب الملا وتعاقب الأعوام
وحيا مطرناه على ياس الثرى * من جوه وقطوب كل غمام
من لابن وحدته تقوض قومه * ومضى أبوه يا أبا الأيتام
ولدارك الفيحاء الا بابها * شرقا بضيق مواكب وزحام
ملكت على حراسها وتسليت * أبوابا من دافع ومحامي
منها في ذكر الأعداء:
مثلوا قعودا وسطها وقصارهم * بالأمس خطوه واصلين قيام
خطروا بها الخيلاء بعد مراتب * معدودة الخطوات بالاقدام
واسترسلوا بعد التحية واحتبوا * فصحاء بعد تطاول الاعجام
من كل مقصوص اللسان شكمته * قبل الردى من هيبة بلجام
درب يقول ولو سمعت للجلجت * شفتاه غدر التاء بالتمتام
يدعوك بالاصغار في اسمك ناقص * من قبل ذا يدعوك بالاعظام
يقول فيها:
زل الزمان غداة يومك زلة * لا تتقي خجلاتها بلثام
ومنها:
قبر خلطت مدامعي بترابه * ونداك فهو الآن بحر طامي
ووقفت أجزيك الثناء مؤبنا * يا لوعتي إن كان ذاك مقامي
واجله عن شق جيب أنه * فدى الجيوب عليه بالاعلام
ومنها يذكر انهما من أصل واحد فارسيان:
ولقد أعد إذا بكيتك صادقا * في الحافظين وواصلي الأرحام
أصلي واصلك في مقر واحد * وتفاوت الفرعين بالاقسام
وإذا تشجرت المناسب والتقى * الفخران كان أبوك من أعمامي
شرف وصلنا حبله في فارس * بالمحكمين مرائر الابرام
ومنها يذكر دفنه في مشهد الكاظمين ع:
فتحوا ضريحك في مساكن تربة * جاورتها فختمت طيب ختام
ونزلت في مضر وقومك غيرهم * بعد الممات بأشرف الأقوام
اني التفت فأنت في حرزين من * حرمي شهيد سيد وامام
أصبحت منهم بالنزول عليهم * يا رحب ما بوئت من اكرام
فإذا تزخرفت الجنان غدا لهم * صاحبتهم فدخلتمو بسلام
أراد بالشهيد الإمام موسى الكاظم وبالامام حفيده محمد الجواد
ع.
٩٨٨: المولى عز الدين حسين الأسترآبادي.
في الرياض: عالم متكلم منطقي لم اعلم عصره ولعله من علماء
الدولة الصفوية ورأيت في أردبيل من مؤلفاته رسالة مختصرة في ضبط
الاشكال الأربعة المنطقية واحكامها وقد ذكره بعض العلماء على ما وجدته
بخط عتيق أنه المولى العالم المتبحر النحرير في زمانه.
٩٨٩: الحسين بن إسحاق التاجر.
في طريق الصدوق إلى علي بن مهزيار مجهول.
٩٩٠: الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق ع.
ذكره صاحب غاية الاختصار ووصفه بالأمير الموقر وفي عمدة الطالب
واما الحسين بن إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق فوقع إلى حران وولده
بالرقة وحلب ومثله في كتاب المشجر الكشاف لأصول السادة الاشراف
تأليف السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسابة.
٩٩١: الحسين بن إسحاق الكوفي.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي في رجال الامامية وقال كان يقول
إنه لقي ألف شيخ أخذ عنهم حديث الأئمة روى عنه محمد بن يحيى
وأحمد بن إدريس وغيرهما اه‍.
٩٩٢: الحسين بن أسد البصري. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع فقال
الحسين بن أسد ثقة صحيح وذكره في رجال الهادي ع فقال
الحسين بن أسد البصري وذكره في رجال الرضا ع فقال
الحسين بن أسد بصري وقال ابن داود الحسين بن أسد البصري ذكره الشيخ
في رجال الهادي وقال ثقة صحيح الا أن ابن الغضائري قال يروي عن
الضعفاء وليس له شئ صالح الا كتاب علي بن إسماعيل بن شعيب وقد
رواه غيره اه‍ ولا يخفى أن الشيخ ذكر في الحسن بن راشد كما مر هناك لا
في الحسين بن أسد وهذا من أغلاط كتاب ابن داود الذي قالوا عنه أن فيه
أغلاطا وفي لسان الميزان الحسن بن أسد البصري ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقال اخذ عن علي بن محمد بن علي بن موسى وهو علي الثالث
رحمهم الله أجمعين اه‍ قوله وهو علي الثالث أي بالنسبة إلى زين العابدين
ع.
التمييز
عن جامع الرواة أنه يروي عنه سهل بن زياد وعلي بن مهزيار.
٩٩٣: الحسين بن القاضي أبي القاسم أسعد أو سعد بن الحسين الدهستاني.
عالم فاضل له كتاب جامع الحكايات في ذكر الفرج بعد الشدة من
الاخبار والآيات فارسي واستظهر صاحب الذريعة أنه ترجمة لكتاب الفرج
بعد الشدة للقاضي التنوخي لكن ما ذكره في خطبته ربما ينافي ذلك.
٩٩٤: الحسين بن إسماعيل أحد مشايخ أبي جعفر الطوسي
في لسان الميزان روى عن المرزباني وجماعة وأثنى عليه الطوسي ووثقه
(٤٥٧)

وروى عنه أيضا عمر بن محمد الصيرفي وذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة
اه ولم نعلم في أي موضع ذكره الطوسي.
٩٩٥: الحسين بن إسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن
عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي
النيسابوري يلقب فخر الحرمين
في لسان الميزان: ذكره ابن السمعاني وقال كان ذا جاه ومال ومنزلة
عالية في العلم وقال ابن أبي طي في كتاب الامامية كان اماميا في الأصول
والفروع وتعرف الحديث وكان يجلس للعامة ويحدث وقد خرج رجال
البخاري ورجال مسلم وكان أهل الحديث في زمانه يهابونه واجتهدوا في تلفه
فلم يقدروا الا على نسبته إلى التشيع فكان يحمد الله على ذلك اه‍
٩٩٦: الحسين بن إسماعيل الضميري
في لسان الميزان نسبة لقرية من قرى فارس ذكره الطوسي في رجال
الشيعة وقرظه وقال روى عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى قلت وساق له
عنه اثرا موضوعا اه ولا اثر لذلك في فهرست الشيخ الطوسي ولا في كتب
رجاله وينبغي ان يكون الذاكر له غير الطوسي.
٩٩٧: الحسين الأشعري القمي أبو عبد الله
ذكره العلامة في الخلاصة وقال ثقة وفي منهج المقال الظاهر أنه ابن
أحمد بن إدريس المتقدم لا ابن محمد بن عمران الآتي اه وفي التعليقة كونه
ابن أحمد لا يخلو من بعد لان النجاشي نص على توثيق ابن محمد واما ابن
أحمد فلم ينص على توثيقه مع أن ابن أحمد لعله أشهر وأكثر ورودا في
الاخبار من ابن محمد فكيف يترك الأول ويذكر الثاني موثقا.
٩٩٨: حسين الأشقر
يأتي بعنوان حسين بن حسن الأشقر الفزاري الكوفي
٩٩٩: السيد حسين الإشكوري النجفي أخو السيد أسد الله الإشكوري
توفي بالكاظمية ١٤ شوال سنة ١٣٤٩ ونقلت جنازته إلى النجف.
عالم فاضل ولا نعرف من أحواله شيئا.
١٠٠٠: الحسين بن إشكيب المروزي المقيم بسمرقند وكش
في الخلاصة إشكيب بالشين المعجمة الساكنة والكاف المكسورة والمثناة
التحتية والباء الموحدة اه ووضعت كسرة على همزة إشكيب في نسخة
صحيحة من رجال ابن داود. وذكره ابن داود ترجمتين إحداهما للحسين بن
اسكيب بكسر الهمزة والسين المهملة وقال إن الشيخ ذكره في رجال
العسكري وقال قيل إنه خادم القبر اه ولم نجد ذلك لغيره بل كلهم ذكروا
له ترجمة واحدة وذكروه بالشين المعجمة والذي قال عنه الشيخ انه خادم
القبر ذكره في رجال الهادي لا العسكري كما ستعرف وكان ابن داود أراد
رفع التنافي بين قولهم انه قمي خادم القبر وانه خراساني مقيم بسمرقند
وكش فجعلهما اثنين الأول أبوه بالسين المهملة والثاني بالشين المعجمة ولا
يخفى ان رفع التنافي بالتعدد لا يتوقف على ذلك مع منافاته لقول الكشي ان
الخراساني هو القمي خادم القبر فيكون قد سكن خراسان وسكن قما أو انه
رآه مرة بالمهملة ومرة بالمعجمة فظن التعدد مع أن القدماء خطوطهم خالية
من النقط غالبا.
وقال النجاشي الحسين بن إشكيب شيخ لنا خراساني ثقة مقدم ذكره
أبو عمرو في كتاب الرجال في أصحاب أبي الحسن صاحب العسكر ع
روى عنه (١) العياشي فأكثر واعتمد حديثه ثقة ثقة ثبت قال الكشي
هو القمي خادم القبر قال شيخنا قال لنا أبو القاسم جعفر بن محمد: كتاب
الرد على من زعم أن النبي ص كان على دين قومه والرد على الزيدية
للحسين بن إشكيب حدثني بهما محمد بن الوارث عنه وبهذا الاسناد كتابه
النوادر قال الكشي في رجال أبي محمد: الحسين بن إشكيب المروزي المقيم
بسمرقند وكش عالم متكلم مؤلف للكتب اه وفي منهج المقال بعد نقل
كلام النجاشي: ما نقله عن الكشي لم أجده فيما وصل إلي منه اه‍
أقول وليس في نسخة رجال الكشي المطبوعة ذكر للحسين بن إشكيب
ولا شئ مما نقل عن الكشي في حقه وقول الكشي هو خادم القبر في
التعليقة لعله خادم قبر الرضا ع وقيل خادم قبر النبي ص اه ويحتمل
انه خادم قبر أخت الرضا بقم وقول النجاشي قال شيخنا أراد به المفيد
وقوله قال لنا أبو القاسم جعفر بن محمد أراد به ابن قولويه شيخ المفيد وقال
الشيخ الطوسي في رجاله في رجال الهادي: الحسين بن إشكيب القمي
خادم القبر وفي رجال العسكري الحسين بن إشكيب المروزي المقيم
بسمرقند وكش عالم متكلم مصنف الكتب وفيمن لم يرو عن أحدهم ع
الحسين بن إشكيب المروزي فاضل جليل متكلم فقيه مناظر صاحب
تصانيف لطيف الكلام جيد النظر اه وحكى ابن داود عن الفهرست أنه قال
عالم فاضل مصنف متكلم قال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة لم
أجده في نسختين من الفهرست أصلا وفي منهج المقال وكذلك لم أجده أنا
أيضا في نسختين قال المؤلف وأنا لم أجده أيضا في نسخة صحيحة فهو من
أغلاط رجال ابن داود في الخلاصة الحسين بن إشكيب المروزي المقيم
بسمرقند وكش من أصحاب أبي محمد العسكري ثقة ثقة ثبت عالم متكلم
مصنف الكتب له كتب ذكرناها في الكتاب الكبير قال الشيخ الطوسي انه
فاضل جليل القدر متكلم فقيه مناظر صاحب تصانيف لطيف الكلام جيد
النظر ونحوه قال الكشي والنجاشي لم يرو عن الأئمة لكنه من أصحاب
العسكري ع قال الكشي هو القمي خادم القبر اه وقال الشهيد
الثاني فيما علقه بخطه على الخلاصة: قد اختلف كلام الجماعة في
الحسين بن إشكيب فالمصنف جعله بالشين المعجمة ومن أصحاب
العسكري ع وجعله مروزيا ونقل عن الكشي انه قمي خادم القبر
وقريب من كلام المصنف عبارة النجاشي فإنه جعله خراسانيا ونقل عن
الكشي انه من أصحاب العسكري ع واما الشيخ أبو جعفر
فذكره بنحو عبارة المصنف في باب من لم يرو عن الأئمة ع وفي
باب من يروي عن العسكري أيضا وذكر في باب من روى عن الهادي ع
الحسين بن إشكيب القمي خادم القبر وابن داود ذكر ان القمي
خادم القبر الحسين بن اسكيب بالسين المهملة وابن إشكيب بالمعجمة هو

(١) في النسخة المطبوعة روى عن العياشي والصواب روى عنه العياشي فان الموجود رواية
العياشي عنه لا روايته عن العياشي.
المؤلف
(٤٥٨)

الفاضل المذكور الخراساني ونقل عن الكشي كما نقله المصنف انه القمي
خادم القبر اه
وفي كتاب كمال الدين في الخبر السابع من الباب السادس
والأربعين: حدثنا أبي حدثنا سعد بن عبد الله عن علان الكليني حدثني
علي بن قيس عن غانم بن سعيد الهندي قال علان وحدثني جماعة عن
محمد بن محمد الأشعري عن غانم قال كنت أكون مع ملك الهند في قشمير
الداخلة ونحن أربعون رجلا نقعد حول كرسي الملك قد قرأنا التوراة
والإنجيل والزبور يفزع الينا في العلم فتذاكرنا يوما محمدا ص وقلنا نجده في
كتبنا فاتفقنا على أن اخرج في طلبه وابحث عنه إلى أن قال وخرجت إلى
بلخ والأمير بها ابن أبي شور فاتيته وعرفته ما خرجت له فجمع الفقهاء
والعلماء لمناظرتي فسألتهم عن محمد ص فقالوا هو نبينا وقد مات قلت ومن
كان خليفته قالوا فلان قلت انسبوه لي فنسبوه إلى قريش قلت ليس هذا بنبي
إن الذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمه وزوج ابنته وأبو ولده فقالوا للأمير
هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر فمر بضرب عنقه فقلت لهم انا متمسك
بدين ولا أدعه الا ببيان فدعا الأمير الحسين بن إشكيب فقال له يا حسين
ناظر الرجل فقال العلماء والفقهاء حولك فمرهم بمناظرته فقال له ناظره كما
أقول لك واخل به والطف له فخلا بي الحسين فسألته عن محمد ص فقال
هو كما قالوا لك غير أن خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب وهو زوج ابنته
فاطمة وأبو ولديه الحسن والحسين فقلت أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله وصرت إلى الأمير فأسلمت فمضى بي إلى الحسين ففقهني فقلت
له انا نجد في كتبنا انه لا يمضي خليفة الا عن خليفة فمن كان خليفة علي
قال الحسن ثم الحسين ثم سمى الأئمة واحدا واحدا الحديث.
١٠٠١: معز الدين حسين الأصفهاني القاضي بأصفهان المعروف بالقاضي معز
في الرياض فاضل كامل عامل مدقق نحرير كان من أجلة علماء عصر
الشاه عباس الأول الصفوي بل هو اعلم علماء عصره في جميع الفنون فائقا
عليهم في العلم الإلهي والطبيبي والرياضي وكان متدينا متصلبا في أمور
الدين وفيما يتعلق بالشرع وأحفاده إلى الآن بأصفهان وقصصه وتدينه في
زمن قضائه بأصبهان مشهورة متداولة منها حكاية آلوبالوبك والد
الوزير الجليل الشيخ علي خان ومنها قصته مع الشاه المذكور وتوجه في
سنة ١٠٢٠ مع المولى الفاضل السلطان حسين الندوشي اليزدي في خدمة
الصدر الجليل قاضي خان السيفي الحسيني القزويني في السفارة إلى ملك
الروم بأمر الشاه عباس الأول ولكن في بعض الإجازات وفي آخر الوسائل
وأمل الأمل أن اسمه معز الدين محمد وسيأتي ذلك في المحمدين قال والحق
أن مراد صاحب الأمل به هو هذا القاضي ثم إنه يروي عن جماعة منهم
الشيخ عبد العلي ابن الشيخ علي الكركي وفي الأمل انه يروي عن الشيخ
البهائي نظر بل هما يرويان عن الشيخ عبد العالي اه ويمكن أن يرويا عن
الشيخ عبد العالي ويروي هو وحده عن البهائي والله أعلم.
١٠٠٢: السيد القاضي الأمير حسين الأصفهاني المجاور بمكة المكرمة
في الرياض فاضل عالم جليل من مشايخ إجازة الأستاذ المجلسي
أدام الله فيضه وعليه اعتمد في صحة كتاب فقه الرضا ع قال أيده
الله في أوائل البحار وكتاب فقه الرضا أخبرني به السيد الفاضل المحدث
القاضي الأمير حسين طاب ثراه بعد ما ورد أصفهان قال قد اتفق في بعض
سني مجاورتي في جوار بيت الله الحرام أن اتاني جماعة من أهل قم حاجين
وكان معهم كتاب قديم يوافق تاريخه عصر الرضا ص وسمعت
الوالد رحمه الله أنه قال سمعت السيد يقول كان عليه خطه ص
وكان عليه إجازات جماعة كثيرة من الفضلاء وقال السيد حصل لي
العلم بتلك القرائن انه تأليف الامام ع فأخذت الكتاب وكتبته
وصححته فاخذ والدي قدس الله روحه هذا الكتاب من السيد واستنسخه
وصححه إلى آخر ما ذكره اه فهذا الكتاب لم يكن مشهورا قبل عصر
المترجم في المائة الحادية عشرة وهو أول من أظهره جاء به القميون من قم
إلى مكة لما كان مجاورا بها وقطع من القرائن انه تأليف الرضا ع
فنسخه وصححه واحضره معه من مكة إلى أصفهان فرآه المجلسيان
واستنسخاه وروياه عنه واشتهر بين الناس من ذلك الوقت واعتقد غير واحد
بصحته منهم معاصرنا الفاضل النوري صاحب مستدركات الوسائل ولكن
المعروف بين العلماء عدم حجيته نعم ما كان فيه مرويا عن الإمام الكاظم
ع جرى عليه حكم المراسيل وجرى ذكر هذا الكتاب مرة في
مجلس درس شيخنا وأستاذنا الشيخ آقا رضا الهمداني الفقيه المشهور مؤلف
مصباح الفقيه فقال أن الرضا ع روى لأهل نيسابور حديث
سلسلة الذهب فكتبه عنه مئات الألوف فلو كان هذا الكتاب من تأليفه لم
يمكن عادة أن يخفى أمره ولا يكون متواترا اه‍. ومر شرح حال هذا
الكتاب في سيرة الرضا ع من كتابنا هذا فراجع.
١٠٠٣: الحسين بن أعين
أخو مالك بن أعين في روضة الكافي في سند الحديث الذي قبل حديث القباب بحديثين
عن الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسين بن أعين أخي مالك بن أعين عن
أبي عبد الله ع ولا ذكر له في كتاب الرجال.
١٠٠٤: قطب الدين الحسين بن الأقساسي
يأتي بعنوان الحسين بن حسن بن علي
١٠٠٥: حسين بك الأمين الصعبي
توفي سنة ١٢٨٢ في قرية النبطية.
من الامراء الصعبية كان حاكما في النبطية ذكره الدكتور شاكر الخوري
في كتابه مجمع المسرات عند ذكره لحادثة الستين التي كانت بين الدروز
والنصارى عام ١٨٦٠ م الموفق عام ١٢٧٧ ه‍ فإنه بعد ما ذكر هربه مع
والده واخوته وباقي أقاربه وجملة من الناس إلى دير الزهراني قال وفي اليوم
الثاني حضر طلب لوالدي من حسين بك الأمين مدير النبطية التحتا لأنه
كان له به معرفة فتوجهنا مع هذا الجمع فأنزلنا حسين بك في دار بحارة
النصارى تخص رفول نمور من صيدا التي كانت خالية وقتئذ وكان يرسل
الطعام صباحا ومساء إلى جميع من معنا الذين كانوا نحوا من ثلاثمائة نفس
ثم قال وبقينا في النبطية مدة خمسة عشر يوما مع هذا الجمع الغفير الذي
كان منه قسم عظيم ينام في الحقل وتحت الأشجار وكان الطعام يقدم لهم
من حسين بك الأمين وجاءنا خبر من والدتي وإخوتي وأولاد عمي وغيرهم
انهم في جباع الحلاوة مع جملة من النصارى في بيت الشيخ علي الحر الذي
عمل هو والشيخ عبد الله نعمة مع النصارى معروفا لا يقدر فطلب والدي
(٤٥٩)

من حسين بك الأمين أن يرسل ويحضرهم فأرسل حسين بك خيالة من قبله
فاحضروا والدتي مع أقاربنا الذين كانوا هناك قال والنبطية كان يسكنها في
ذلك الوقت من المشايخ الصعبيين حسين بك الأمين وهو الحاكم وأخوه
سعد الدين وعمه الشيخ فضل الشهير وولده حسن الذي أولاده الآن نعيم
بك ومحمود بك اه وولده الثالث فضل بك.
قال وفي مدة وجودنا في النبطية كان يأتي إليها أهل الشوف من
المشايخ ومن جملتهم الشيخ حسين عساف من نيحا وكان صديقا لوالدي
فأخبره أن أهل الشوف عازمون على مطاردة أهل الإقليم في النبطية كما
جرى في جباع وأشار عليه بالخروج من النبطية فأخبر والدي بذلك حسين
بك الأمين ورجا منه أن يعطيه رجالا من المتأولة الشيعة ليوصلوا أهل
الإقليم إلى صيدا فأرسل حسين بك معنا خمسة عشر خيالا تحت قيادة ابن
عمه حسن بك الفضل فركبنا من النبطية عند غروب الشمس ومشينا ليلا
واسترحنا قليلا قبل الفجر في قرية اسمها البابلية ثم مشينا في السهل ومشت
المتأولة الشيعة امامنا وكنا جمهورا من الكهنة والشيوخ والنساء والأولاد
والرجال وبينما نحن في سهل الغازية إذ رأينا خيالا مقبلا من جهة صيدا
فعند رؤيته خفقت قلوب الجميع ظنا منهم أنه عين من قبل المجتمعين في
الغازية وفي الحقيقة كان ذلك وعند ما رآه المتأولة الشيعة اصطفوا امامنا
وفي وسطهم حسن بك الفضل فتقدم ذلك الخيال وسلم على البيك وقال له
أبشرك أن زحلة اخذت فاجابه البيك أنه يعطي النصر لمن يشاء فتوجه
الخيال إلى الغازية ثم قال والذين كانوا مشهورين من الشيعة والذين كانوا
حكاما من الشيعة في حادثة الستين هم حسين بك الأمين في النبطية وتامر
بك الحسين والشيخ فضل والشيخ يوسف نصر الله في دير الزهراني وبيت
الحر في جباع ومحمد علي شبيب بالمروانية وذكرنا هؤلاء بالخصوص لأنهم
حافظوا على أهل الإقليم الذين اجتمعوا عندهم وعاملوهم بالخير
والاحسان.
ثم قال إن مشايخ المتأولة الشيعة عملت كل معروف وإذا كان
بعض جهالهم تعدى بسلب أو خلافه فان المشايخ كانت تعاقبه وترجع
المسلوب وكانوا يصرفون من أموالهم الخاصة عليهم فلذلك يلزم أن تكون
النصارى مديونة بالمعروف والجميل لهم ولا ينسوا حسين بك الأمين والشيخ
فضل وولده حسن بك والشيخ علي الحر والشيخ عبد الله نعمة من جباع
والشيخ يوسف نصر الله من دير الزهراني ومحمد علي بك شبيب من
المروانية ولا أولادهم إلى من يأتي من نسلهم فيما بعد.
١٠٠٦: الشيخ حسين بن أويس ابن الشيخ حسن بن حسين بن اقبغا بن ايلكان
الايلخاني
توفي سنة ٧٨٤
كان ملكا على بغداد وتبريز وغيرهما من بلاد العراق.
١٠٠٧: الحسين بن أيوب
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به أحمد بن عبدون عن أبي
طالب الأنباري عن حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن
الحسين بن أيوب وفي المعالم الحسين بن أيوب له كتاب وفي لسان الميزان
الحسين بن أبي أيوب ذكره الطوسي في رجال الشيعة ومصنفيهم وقال كان
نحويا روى عنه الحسن بن محمد بن سماعة اه‍ والشيخ ذكره كما سمعت
بعنوان الحسين بن أيوب ولم يقل كان نحويا.
١٠٠٨: السلطان حسين ميرزا بايقرا ويقال بيقرا
يأتي بعنوان حسين بن منصور
١٠٠٩: الحسين بن بركة الحلبي
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة الإمامية له كتاب
النبراس في الرد على أهل القياس كان بعد ٤٧٠.
١٠١٠: الشيخ حسين البروجردي
ولد سنة ١٢٧٥ وتوفي في بروجرد في العشر الأخير من ربيع الأول
سنة ١٣٥٤ ونقل إلى قم ودفن في المقبرة الجديدة على شاطئ النهر في بقعة
مخصوصة به.
كان عالما محققا فقيها أصوليا ورأس في بلدة بروجرد وكان من أجلاء
تلامذة الشيخ ملا كاظم الخراساني ثم قرأ في سامرا على الميرزا محمد تقي
الشيرازي والسيد محمد الأصفهاني الفشاركي ثم رجع إلى بروجرد سنة
١٣٥٣ ودرس وصار مرجعا فيها إلى أن توفي بالتاريخ المتقدم.
١٠١١: الحسين البزاز
في كتاب لبعض المعاصرين روى الشيخ في التهذيب في باب ميراث
الأعمام وفي باب ابطال العول بسنده عن عبد الله بن بكير عن الحسين
البزار عن أبي عبد الله ع.
١٠١٢: الحسين بن بسطام بن سابور الزيات
قال النجاشي في ترجمة أخيه عبد الله: الحسين بن بسطام قال
أبو عبد الله بن عياش هو الحسين بن بسطام بن سابور الزيات له ولأخيه أبي
عتاب كتاب جمعاه في الطب كثير الفوائد والمنافع على طريقة الطب في
الأطعمة ومنافعها والرقى والعوذ قال ابن عياش أخبرناه الشريف أبو الحسين
صالح بن الحسين النوفلي قال حدثنا أبي حدثنا أبو عتاب والحسين جميعا به
اه‍ وفي لسان الميزان الحسين بن بسطام بن سابور الزيات ذكره ابن
النجاشي في رجال الامامية وذكر أن له تصنيفا في الطب اه‍
١٠١٣: الحسين بن بشار المدائني الواسطي مولى زياد الضبط والنسبة
في الخلاصة بشار بالباء الموحدة والشين المعجمة المشددة مدائني مولى
زياد من أصحاب الرضا ع اه وبشار بالموحدة والمعجمة هو
كذلك في أكثر الكتب وفي التعليقة أن في نسخته من التحرير الطاووسي
ابن يسار بالمثناة والمهملة قال ولعله من سهو النساخ اه‍ قلت وهو في نسخة
ارشاد المفيد المطبوعة ابن يسار بالمثناة التحتية والمهملة وفي التعليقة أيضا
قوله مدائني سيجئ في يونس بن عبد الرحمن أنه واسطي وواسط من توابع
المدائن اه‍. أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع فقال
(٤٦٠)

الحسين بن بشار
وذكره في رجال الرضا ع فقال الحسين بن بشار مدائني مولى زياد ثقة صحيح روى عن أبي الحسن موسى ع
وذكره في رجال الجواد ع فقال الحسين بن بشار وقال الكشي: في
الحسين بن بشار. حدثني
خلف بن حماد حدثنا أبو سعيد الادمي حدثني الحسين بن بشار قال لما مات موسى ع
خرجت إلى علي بن موسى ع غير مؤمن بموت موسى ولا مقر بامامة علي الا ان في نفسي ان أساله
وأصدقه فلما صرت إلى المدينة انتهيت اليه وهو بالصوى بالصراء (١)
فاستأذنت عليه ودخلت فأدناني وألطفني وأردت ان أسأله عن أبيه فبادرني
فقال يا حسين ان أردت ان ينظر الله إليك من غير حجاب وتنظر إلى الله
من غير حجاب فوال آل محمد ع ووال ولي الأمر منهم فقلت
انظر إلى الله عز وجل قال اي والله قال حسين فجزمت على موت أبيه
وامامته ثم قال لي ما أردت ان آذن لك لشدة الامر وضيقه ولكني علمت
الامر الذي أنت عليه ثم سكت قليلا ثم قال أنت خبرت بأمرك قال قلت
له اجل فدل هذا الحديث على ترك الوقف وقوله بالحق اه‍ ونظر الله اليه
ونظره إلى الله من غير حجاب كناية عن مزيد القرب والرحمة فهو كقوله
تعالى إلى ربها ناظرة لامتناع رؤية الله المقتضية للتجسيم وشدة الامر وضيقه
من جهة شدة الخوف والامر الذي هو عليه وعلمه هو الشك وقوله
أنت خبرت بأمرك خبرت مشددا أي أأخبرتك بأمرك الذي أنت عليه
من الشك بدون أن تسألني أو خبرت مخففا أي هل عرفت امرك وفي
الخلاصة الحسين بن بشار بالباء الموحدة والشين المشددة مدائني مولى
زياد من أصحاب الرضا ع قال الشيخ الطوسي انه ثقة صحيح
روى عن أبي الحسن ع وقال الكشي انه رجع عن القول بالوقف
وقال بالحق وأنا اعتمد على ما يرويه بشهادة الشيخين له الشيخ الطوسي
والكشي وان كان طريق الكشي إلى الرجوع عن الوقف فيه نظر لكنه
عاضد لنص الشيخ عليه اه‍ وقال الشيخ الثاني في حواشي الخلاصة:
في طريق حديث رجوعه أبو سعد الادمي وهو ضعيف على ما ذكره السيد
جمال الدين لكنه لم يذكر هنا اي في الخلاصة في البابين وخلف بن حماد
وقد قال ابن الغضائري أن امره مختلط ولكن وثقه النجاشي اه‍
وفي منهج المقال لا يخفى ان في الطريق أبا سعيد الادمي وهو ممن لا يقبل
قوله وخلف ابن حماد وقد قال ابن الغضائري ان امره مختلط ولكن وثقه النجاشي
إلا أن الوقف لا نعلمه إلا بهذا الحديث فتدبر اه‍ يعني ان
هذا الحديث ان دل على وقفه فهو دال على رجوعه فقبوله بالنسبة إلى أحدهما
دون الآخر تحكم وعن المحقق الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني أنه قال في
بعض تعليقاته على منهج شيخه: قلت لا يخفى ما في كلام جدي من النظر
اما أولا فلأن أبا سعيد الادمي هو سهل بن زياد وقد ذكره العلامة في قسم
الضعفاء واما ثانيا فلأن خلف بن حماد غير الذي ذكره النجاشي لان المذكور
فيه متقدم إذ يروي عن الإمام موسى وهذا خلف بن حماد الراوي عنه
الكشي والظاهر أنه خلف بن حامد كما في بعض نسخ الكشي والعجب من
شيخنا أيده الله انه في آخر الكلام وافق جدي في خلف بن حماد والحال ما
قلناه اه‍ وعده المفيد في الارشاد في أحوال الجواد ع ممن روى النص
على الرضا ع بالإمامة وفي التعليقة عن كشف الغمة عن الطبرسي
في ذكر الجواد ان الثقات من أصحابه رووا النص على إمامته وعد الجماعة
الذين ذكرهم المفيد ومنهم الحسين بن بشار اه‍ لكن المفيد لم يقل انهم
من الثقات كما سمعت وفي منتهى المقال سهت أقلام جملة من الاعلام في
المقام أولهم الشهيد الثاني في مقامين الأول حكمه بان أبا سعيد الادمي
غير مذكور في الخلاصة في البابين مع أن أبا سعيد وهو سهل بن
زياد مذكور في الخلاصة والفهرست وكتاب النجاشي وغيرها والثاني قوله
ان خلف بن حماد قال فيه ابن الغضائري امره مختلط وذلك لأن ذاك
من رجال الكاظم ع وهذا يروي عنه الكشي بلا واسطة وتبع
الميرزا الشهيد الثاني في ذلك كما مر وتبعهما الشيخ عبد النبي الجزائري
في الحاوي فحكم بكون خلف هو الذي ضعفه ابن الغضائري
وجزم بارسال الرواية قال لكون خلف المذكور من رجال الصادق ع
مع أنك سمعت تصريح الكشي بقوله حدثني وفي ترجمة ذريح قال
الكشي أيضا حدثني خلف بن حماد حدثني أبو سعيد الادمي والمحقق
الشيخ محمد حفيد الشهيد الثاني لما تقطن لما ذكرنا التجأ إلى الحكم
بكونه خلف بن حامد مع عدم وجود ابن حامد في شئ من الكتب أصلا
بل هو ابن حماد الذي ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
و كناه بأبي صالح وذكر انه من أهل كش وقد أكثر من النقل عنه
وكناه أيضا بأبي صالح في مواضع عديدة في ترجمة الحسين بن قياما وترجمة
سلمان الفارسي وترجمة عبد الله بن شريك فإذا خلف بن حماد اثنان
أحدهما الراوي عن الكاظم ع وهذا الذي قال فيه ابن الغضائري
امره مختلط والثاني الذي يرويه عنه الكشي بلا واسطة اه‍ مع بعض
التصرف وهذا مع أن رواية الكشي لا تدل على وقفه بل على شكه وانه
عازم على سؤال الرضا ع وتصديقه فيما يقول فظهر ان الرجل من
الثقات وحديثه صحيح لتوثيق الشيخ وتصحيحه حديثه مع عدم إشارة إلى
فساد مذهبه وذكره ابن داود في باب الحسن مكبرا فقال الحسن بن بشار
بالباء المفردة والشين المعجمة المدائني ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الكاظم والرضا م ضا جخ ثقة صحيح كان واقفا ثم رجع وم إشارة
إلى رجال الكاظم وضا إشارة إلى رجال الرضا وفيه خطا من وجهين
أولا ان اسمه حسين مصغرا لا حسن مكبرا ثانيا جعله كان واقفا ثم
رجع من كلام الشيخ مع أنه من رواية الكشي وقال الشهيد الثاني في حاشية
الخلاصة تعليقا على قول العلامة السابق انه من أصحاب الرضا ما صورته
هكذا ذكره الشيخ هنا في كتابه واما ابن داود فذكره من رجال الهادي ع
ووثقه ثم نقل عن ابن الغضائري ما يقتضي تضعيفه بعبارة مخصوصة
وتلك العبارة ما ذكرها ابن الغضائري الا عن الحسن بن راشد لا
عن الحسين والظاهر أن ابن داود هنا في موضعين جعله من رجال
الهادي ع ونقل عن ابن الغضائري تضعيفه اه‍ والعجب أن ابن
داود لم يذكر في كتابه الا ما مر نقله عنه وليس لهذا الكلام فيه عين ولا
أثر.
وفي لسان الميزان: الحسين بن بشار الواسطي ذكره الكشي
والطوسي في رجال الشيعة روى عن الكاظم وولده الرضا رحمة الله عليهما
وروى عنه محمد بن اسلم اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسين المشترك بين من يوثق

(١) الصوى جمع صوة بالضم وهو حجر يكون علامة في الطريق وما غلظ وارتفع من الأرض ولم
يبلغ ان يكون جبلا وذات الصوى موضع ولعله كان بالمدينة موضع يعرف بالصوي وفي
نسخة بالصراء وهو تصحيف الصوي أو بالعكس.
المؤلف
(٤٦١)

به غيره ويمكن استعلام انه ابن بشار الثقة برواية أبي سعيد الادمي
عنه اه‍ وفي منتهى المقال عن المشتركات زيادة رواية الحسين بن سعيد
ويعقوب بن يزيد عنه ولم أجد ذلك في نسختين عندي ولعله زيد في بعض
النسخ وفي كتاب لبعض المعاصرين نسبة هذه الزيادة إلى مشتركات
الكاظمي وحدها. وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية علي بن أحمد بن
أشيم وسهل بن زياد وعلي بن مهزيار ومحمد بن الوليد ومحمد بن الحسين بن
علان وأحمد بن محمد عنه اه‍ واما رواية محمد بن اسلم عنه كما مر عن
اللسان فلم أعثر عليها.
١٠١٤: الحسين بن بشر الأسدي.
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة الإمامية وقال إنه
كان محدثا فاضلا جيد الخط والقراءة عارفا بالرجال والتواريخ جوالا في
طلب الحديث اعتنى بحديث جعفر الصادق ورتبه على المسند وسماه جامع
المسانيد كتب منه ثلاثة آلاف (١) ومات ولم يتمه ووثقه الشيخ المفيد ومن
شيوخه محمد بن علي بن سليمان وحدث عن حبان بن منذر وغيره اه‍.
١٠١٥: الحسين بن بشر بن علي بن بشر الطرابلسي المعروف بالقاضي.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال كان
صاحب دار العلم بطرابلس وله خطب يضاهي بها خطب ابن نباتة وله
مناظرة مع الخطيب البغدادي ذكرها الكراجكي في رحلته وقال حكم له على
الخطيب بالتقدم في العلم اه‍ والخطيب البغدادي توفي سنة ٤٦٣ فهو
إذا من أهل القرن الخامس وإذا كان الكراجكي حكم له بالتقدم على
الخطيب في العلم فهو في منزلة في العلم عالية وهو في عصر القاضي ابن
البراج قاضي طرابلس ودار العلم المشار إليها هي من مؤسسات الشيعة
بطرابلس الشام التي أنتجت كثيرا من عظماء العلماء والفقهاء.
١٠١٦: الحسين البشنوي
يأتي بعنوان الحسين بن داود.
١٠١٧: الحسين بن بشير
عن جامع الرواة انه نقل روايته عن أبي عبد الله ع في
أواخر باب المساجد من التهذيب ورواية عبد الرحمن بن أبي نجران عنه في
نسخة وعن الحسين بن بشر في نسخة أخرى في أواخر باب الايمان والاقسام
من التهذيب.
١٠١٨: الشيخ حسين البصير الحلي.
يأتي بعنوان الحسين بن علي البصير.
١٠١٩: السيد حسن البغدادي.
من أهل أواسط أو أوائل المائة الثانية عشرة.
ذكره عصام الدين الموصلي في كتابه الروض النضر في ترجمة أدباء
العصر بقوله السيد حسين من غير نسبة بعد ذكر السيد حسن العطار كما
وجدناه في نسخة مخطوطة في مكتبة المحامي عباس عزاوي في بغداد وعصام
الدين هذا هو من معاصري السيد نصر الله الحائري المستشهد سنة ١١٥٥
والشيخ احمد النحوي المتوفي سنة ١١٨٣ وبذلك عرفنا انه من أهل أوائل أو
أواسط المائة الثانية عشرة وعرفنا بالقرائن انه بغدادي وانه من شرط كتابنا
وان لم نعرف شخصه على التابعين وقد مدحه عصام الدين في كتابه المذكور
باسجاع كثيرة على عادة ذلك العصر وما قبله من جملتها قوله كعبة أدب يملأ
الصدور وظل الكمال الظليل:
ألمعي حلو القائض يجازيك * بما تشتهيه ذو تبيان
له شعر اضوع من الطيب وأرق من مفاكهة الحبيب فمنه قوله مقرضا
على مرثية حسن بن عبد الباقي الموصلي ابن أخت عبد الباقي العمري في
الإمام الحسين بن علي ع التي أولها:
قد فرشنا لوطي تلك النياق
فقال في تقريضه: حبذا وخدة لتلك النياق * حيث وافت بكتبكم للعراق
حاملات من الخليل طروسا * هيجت نار لوعتي واشتياقي
فتناهبتها بفرط احترام * حال وضعي لها على الأحداق
ثم قبلتها لشدة شوق * كان مني لها وعظم احتراق
وفضضت الختام عن طيب مسك * وانتشقت الأريج اي انتشاق
شمت منها فرائدا ليس يحصي * مادح حصر وصفها في نطاق
أذكرتني لما حسوت طلاها * وحلا عذب طعمها في مذاقي
ثم ما زلت مولعا باحتساها * فاصطباحي بكأسها واغتباقي
يا لها من خليلة ذات حسن * طاب لثمي لها وطال اعتناقي
غادة لو رأت محاسنها الشمس * لما سارعت إلى الاشراق
أو رأى البدر وجهها لتوارى * من حياء به بسجف المحاق
أو رأى الغصن قدها يتثنى * لذوي عاريا عن الأوراق
حيث زفت إلى امام همام * سبط خير الورى على الاطلاق
سيد نجل سيد وامام * حل أوج الفخار باستحقاق
وأخي السيد الكريم المزكى * حسن الخلق طيب الاعراق
وسليل البتول بضعة طه * صاحب الحوض واللوا والبراق
زفها الماجد الأديب المجلي * في عراص العلى بيوم السباق
حسن الفضل واسع البذل مولى * لم يزل ناجي الجياد العتاق
اتحف السيد الشهيد بنظم * لاق للحور حلية الأعناق
رق لفظا وراق معناه فاعجب * بكلام بسحره هو راقي
ورثاء لو أن خنساء صخر * حاولت شاوه كبت في اللحاق
ان مثل الحسين يبكى عليه * لا على صخرها تسح المآقي
كيف لا وهو سيد قد بكته * كل عين بمدمع مهراق
ونعته الوحوش والإنس والجن * جميعا في سائر الآفاق
فجزاك الاله عن آل طه * خير أجر تلقاه يوم التلاقي
بجنان تسقيك خمرا طهورا * منه ولدانها بكأس دهاق
سيدي خذ إليك بكرا عروسا * مدحتها الأنام بالاتفاق
كاعب عيطل نتيجة مولى * حسن الاسم ذروة المجد راقي
جود كفيه عم جمع البرايا * فهو بحر الندى بلا إغراق

(١) بياض في الأصل وكان الساقط كلمة حديث أو نحوه. (المؤلف)
(٤٦٢)

برزت في البهاء تسحب ذيلا * تتهادى بحليها البراق
ليس تبغي سوى قبولك مهرا * ان حسن القبول خير صداق
وله يمدح أحمد باشا والي بغداد ويظهر من آخرها ان ذلك لما أهداه
ملك الفرس فيلا:
بغداد مكتنا وأحمد أحمد * والكل حول حماه طاب طوافه
مولى تلفع بالوزارة يافعا * بردا غدت تزهو به اعطافه
اهدى مليك الفرس اعظاما له * فيلا يروق بمثله اتحافه
فيل اعارته ألمها احداقها * فتلبست بسوادها أطرافه
فكأنه متعبد طول الدجى * يجفو لذيذ هجوعه ويعافه
اسرى به متصيدا في موكب * ما ان يحيط بنعته وصافه
يا من إذا قصد العدى بمفازة * فنسورها وسباعها أضيافه
جردت في الأكراد عصب جلادة * بيد التجارب راعهم ارهافه
واسلت بحرا من دماء نحورهم * في البرهام سراتهم اصدافه
١٠٢٠: حسين البقسماطي
قتل على التشيع يوم الثلاثاء ٩ رجب سنة ٩٤٢.
قال في شذرات الذهب وهو يتحدث عن أحد قضاة دمشق: ابن
يونس بدمشق ثبت عليه وعلى رجل يقال له حسين البقسماطي عند قاضي
دمشق انهما رافضيان فحرقا تحت قلعة دمشق بعد ان ربطت رقابهما وأيديهما
وأرجلهما في أوتاد والقي عليهما القنب والبواري والحطب ثم أطلقت النار
عليهما حتى صارا رمادا ثم القي رمادهما في بردى وكان ذلك يوم الثلاثاء
تاسع رجب قال ابن طولون وسئل الشيخ قطب الدين بن سلطان مفتي
الحنفية عن قتلهما فقال لا يجوز في الشرع بل يستتابان اه‍.
فانظر وتأمل في هذه القصة لتعلم ما وصلت اليه حالة المسلمين من
ارتكاب أفظع الكبائر وأبشعها وأشنعها باسم الدين وانظر في هذه الاعمال
الوحشية التي لا يرتكبها أوحش البرابرة لتعلم انها هي التي أوصلت
المسلمين إلى ما هم عليه اليوم ولئن احرق هذان الرجلان بنار الدنيا التي
تنقضي بعد قليل ويكون بعدها النعيم الدائم فلقد احرق فاعل ذلك بهما
والآمر به بنار الآخرة التي لا انقضاء لها.
١٠٢١: الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع
وينبغي ان يكون هو الحسين بن حمزة الليثي كما يأتي في الحسين بن أبي حمزة
الثمالي ثابت.
١٠٢٢: الحسين بن بندار
يأتي بعنوان الحسين بن الحسن بن بندار.
١٠٢٣: السلطان حسين بيقرا
يأتي بعنوان حسين بن منصور بيقرا ويقال بايقرا كما مر وكأنه هو
الأصل.
١٠٢٤: المولى حسين التبريزي
كان عالما فاضلا من علماء دولة الصفوية ذكره الشيخ عبد النبي
القزويني في تتمة أمل الآمل وقال في حقه الشيخ الأجل رئيس العلماء في
دولة الشاه حسين الصفوي المولى حسين التبريزي له ثلاث حواش على
الشافي في الإمامة درس الشافي ثلاث مرات وفي كل مرة يكتب عليه حاشية
اه‍.
١٠٢٥: الشيخ حسين التبنيني
يأتي بعنوان حسين العاملي التبنيني المشهور بابن سودون
١٠٢٦: المولى حسين التربتي السبزواري
توفي حدود ١٣٠٠.
كان عالما فاضلا أصله من تربت وسكن سبزوار وتوفي بها حدود
الثلاثمائة بعد الألف له كتاب الاجتهاد والتقليد كبير وفيه حقيقة الايمان
والكفر أيضا هكذا يستفاد من الذريعة.
١٠٢٧: السيد حسين الترك
يأتي بعنوان حسين بن محمد بن الحسن الكوهكمري.
١٠٢٨: الحسين بن تميم بن سعيد بن غالب القنسريني المعروف بابن السروجي.
توفي بنابلس سنة ٥١٨.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال رحل إلى
العراق وقرأ على أبي علي بن أبي جعفر الطوسي كتاب تهذيب الأحكام لأبيه
ومات بنابلس سنة ٥١٨.
١٠٢٩: الشيخ حسين التنكابني الحكيم.
من علماء دولة الشاه عباس الصفوي الأول وهو أحد العلماء الذين
كتبوا التذكارات لميرزا محمد مقيم كتابدار خازن دار الكتب العباسية للشاه
عباس بن الشاه صفي وهم نيف وثلاثون عالما كتبوا للخازن المذكور
باستدعاء منه مجموعة بخطوطهم ليكون ذلك تذكارا له فكتب كل واحد
منهم مقدار صفحة أو أكثر الا الشيخ علي صاحب الدر المنثور حفيد الشهيد
الثاني فإنه كتب عشرين صفحة فيها الأحاديث النافعة وممن كتب فيها من
مشاهير العلماء الشيخ بدر الدين حسن العاملي المدرس بالمشهد الرضوي
والمجلسي الأول وآقا حسين الخوانساري والمولى عبد الرزاق اللاهجي
وميرزا إبراهيم بن صدر الدين الشيرازي والشيخ حسين التنكابني الحكيم
والمولى عبد الله التوني وأخو المولى أحمد وغيرهم.
١٠٣٠: الحسين بن توليا التركي أبو جعفر.
توفي سنة ٦٢٠.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال سكن
شيراز وانقطع إلى أمرائها وانه الذي علم أسامة بن معبد وغيره ومات سنة
٦٢٠.
(٤٦٣)

١٠٣١: الحسين بن أبي حمزة الثمالي ثابت بن دينار.
في الفهرست الحسين بن أبي حمزة له كتاب رويناه عن عدة من
أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
صفوان عن ابن أبي عمير عنه وقال الكشي: في علي بن أبي حمزة الثمالي
والحسين بن أبي حمزة ومحمد أخويه وأبيه فقال كلهم ثقات فاضلون اه‍
وما يوجد في نسخة منهج المقال المطبوعة من ابدال أبيه بابنه في الموضعين
تصحيف قال العلامة في الخلاصة بعد ايراد كلام الكشي: وهذا سند
صحيح أعمل عليه واقبل روايته ورواية أخويه ثم قال وقال النجاشي أسماء
ولد أبي حمزة نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد ولم يذكر الحسين من عدد
أولاده وقال ابن عقدة: حسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي خال محمد ابن أبي
حمزة والحسين بن أبي حمزة الثمالي وان الحسين بن حمزة الليثي الكوفي هو
ابن بنت أبي حمزة الثمالي وقال النجاشي أيضا الحسين بن حمزة الليثي الكوفي هو
ابن بنت أبي حمزة الثمالي ثقة روى عن أبي عبد الله واسقط أبي بين الحسين
وحمزة وبالجملة هذا الرجل عندي مقبول الرواية ويجوز ان يكون ابن ابنة
أبي حمزة وغلب عليه النسبة إلى أبي حمزة بالبنوة انتهت الخلاصة وقال الشهيد
الثاني فيما علقه بخطه على الخلاصة لم يظهر من جميع ما ذكر ما ينافي ما شهد
به حمدويه الثقة الجليل للحسين بن أبي حمزة لان كلام النجاشي انما دل على
ذكر من قتل مع زيد والظاهر أنه غير مناف لغيرهم وكلام ابن عقدة يدل
على وجود ابن أبي حمزة الثمالي وان شارك غيره في الاسم وقول النجاشي ان
الحسين بن أبي حمزة الليثي هو ابن بنت أبي حمزة لا ينافي كون أبي حمزة له
ولد اسمه الحسين فظهر ان جميع ما ذكره لا يظهر له فائدة ولا منافاة وقوله
يجوز ان يكون الخ غير متوجه اه‍ وبخطه على قوله خال محمد الخ كذا
في نسخ الكتاب خال محمد والخ وفي كتاب ابن داود وخاله محمد بن أبي
حمزة وهو أجود لما تقدم من أن أبا حمزة له ولد اسمه محمد وهذا الحسين ابن
بنت أبي حمزة فيكون محمد خاله اه‍
قال المؤلف لا ينبغي الشك في أن الصواب خاله كما في رجال
النجاشي وان ابداله بخال من سهو القلم. ثم إن ظاهر عبارة النجاشي
المنقولة في الخلاصة هي حصر جميع أولاده لكنها ليست عين عبارة النجاشي
فان النجاشي ذكر ذلك في ثابت بن دينار وظاهره انه حكاية قول الجعابي
حيث قال كما مر في ترجمة ثابت بن دينار قال محمد بن عمر الجعابي ثابت بن
أبي صفية مولى المهلب وأولاده نوح ومنصور وحمزة قتلوا مع زيد اه‍
وهذه ظاهرة في حصر أولاده المقتولين مع زيد كما قال الشهيد الثاني وهب أنها
ظاهرة في حصر الجميع لكنها لا تأبى الحمل على إرادة حصر من قتل
مع زيد فلا تنافي، ثم إن العلامة لم يتوقف في وثاقته ليكون ما ذكره منافيا
لما شهد له بعد حمدويه وانما توقف في أنه ابن أبي حمزة أو ابن ابنته والحاصل
ان العلامة جعل الحسين بن حمزة الليثي والحسين بن أبي حمزة الثمالي
شخصا واحدا وهو ابن بنت أبي حمزة لا ابنه واستشهد لذلك بعدم عد
النجاشي الحسين مع أولاد أبي حمزة وبجعل ابن عقدة الحسين بن حمزة الليثي
والحسين بن أبي حمزة الثمالي كليهما ابن بنت أبي حمزة الثمالي وتكلف للجمع
بين قولهم الحسين بن أبي حمزة الثمالي وقولهم الحسين بن حمزة ابن بنت أبي
حمزة الثمالي بسقوط كلمة أبي بين الحسين وحمزة في عبارة النجاشي وبانه
غلب عليه النسبة إلى أبي حمزة بالبنوة وان كان ابن بنته فأجاب الشهيد الثاني
عن عدم عد الحسين في أولاد أبي حمزة بان الغرض ذكر من قتل مع زيد
وعن كلام ابن عقدة بأنه يدل على وجود الحسين بن أبي حمزة الثمالي ولا
ينافيه وجود ابن بنت لأبي حمزة يشاركه في أن اسمهما الحسين ثم إن عبارة
ابن عقدة المنقولة في الخلاصة الظاهر أن فيها زيادة من سهو القلم فهو يقول
الحسين بن أبي حمزة هو ابن ابنة الحسين بن أبي حمزة الثمالي وهو يقتضي ان
يكون أبو حمزة له ابن اسمه الحسين والحسين له بنت لها ابن اسمه الحسين
ابن أبي حمزة وهذا لم يقله أحد ولا يبعد أن تكون كلمتا الحسين بن زائدتين
بين ابنة وأبي وان الصواب الحسين بن أبي حمزة ابن ابنه أبي حمزة الثمالي ثم إن
ظاهر النجاشي والشيخ حيث لم يذكرا الحسين بن أبي حمزة الثمالي عدم وجوده
وان الموجود ابن بنته خاصة وهو الحسين بن حمزة الليثي وكذلك ابن داود لم
يذكر غير الحسين بن حمزة الليثي ثم قال وقال الكشي الحسين بن أبي حمزة
والأول أظهر وقد سمعت قول العلامة ولكن الكشي وابن عقدة صرحا
بوجود الحسين بن أبي حمزة ويأتي في خزيمة بن ثابت رواية الحسين بن أبي
حمزة عن أبيه أبي حمزة واحتمال كون ذلك من جهة غلبة نسبته اليه بالبنوة
بعيد والعجب من العلامة كيف احتمل سقوط كلمة أبي بين الحسين وحمزة
ليجعل الاثنين واحدا مع عدم وجودها في كلام ابن عقدة الذي نقله وفي
كلام النجاشي وقد أجاد صاحب النقد حيث نقل أولا كلام الكشي ثم
كلام النجاشي في الحسين بن حمزة الليثي ثم كلام ابن عقدة المنقول في
الخلاصة ثم قال ويفهم من كلامهم ان الحسين بن أبي حمزة الثمالي
والحسين بن حمزة الليثي رجلان فما يفهم من كلام العلامة قدس سره من أنهما
واحد ليس بشئ اه‍ وكيف كان فحيث انهما ثقتان لا يظهر
لاتحادهما وتعددهما اثر وفي لسان الميزان الحسين بن ثابت ابن بنت أبي حمزة
الثمالي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال اخذ عن الباقر
والصادق رحمة الله عليهما وروى عنه الحسن بن محبوب وغيره وكان زاهدا
صالحا اه‍ ولا يخفى ان الذي جعله الشيخ راويا عن الباقر والصادق
ع هو الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي كما مر فهو غير
الحسين بن ثابت لان ثابتا اسم أبي حمزة والظاهر أنه الحسين بن حمزة الليثي
كما مر أيضا والذي يروي عنه الحسن بن محبوب هو ابن أبي حمزة لا ابن
بنته كما يأتي.
التمييز
في مشتركات الطريحي يمكن استعلام ان الحسين هو ابن أبي حمزة
الثقة بروايته عن أبي عبد الله حيث لا مشارك وفي مشتركات الكاظمي باب
الحسين المشترك بين من يوثق به وغيره ويمكن استعلام انه ابن أبي حمزة الثقة
برواية الحسن بن محبوب عنه وإبراهيم بن مهزم عنه وبروايته هو عن أبي
عبد الله وأبي جعفر ع حيث لا مشارك اه‍ ومر
عن الفهرست رواية ابن أبي عمير عنه وقال بعض أهل العصر أنه يروي عن أبيه
أبي حمزة.
١٠٣٢: الحسين بن ثابت بن هارون البزاعي.
البزاعي نسبة إلى بزاعة في معجم البلدان سمعت من أهل حلب
من يقولها بالضم والكسر ومنهم من يقولها بزاعا وهي بلدة بين منبج
وحلب.
في لسان الميزان ذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة وقال رحل إلى
العراق سنة اربع واثنتين (١) وأربعمائة فتلقى الشريف المرتضى فاجازه

(١) هكذا في النسخة والظاهر أن صوابه اربع وثلاثين.
المؤلف
(٤٦٤)

وقرظه ووصفه بالعلم والفهم ونعته بالخطيب اه‍.
١٠٣٣: الخواجة حسين المعروف بالثنائي المشهدي.
من شعراء الفرس له ديوان شعر بالفارسية يبلغ خمسة آلاف بيت.
وفي كشف الظنون: ديوان ثنائي فارسي المعروف بخواجه حسين شيعي.
١٠٣٤: الحسين بن ثوير بن أبي فاختة سعيد بن حمران مولى أم هانئ بنت أبي
طالب.
مر في أبيه ثوير انه يقال ثور وثوير مصغرا ومكبرا وانه يقال سعيد بن
حمران وسعيد بن علاقة وسعيد بن جهمان ولعل جهمان وحمران صحف
أحدهما بالآخر ويفهم مما مر في أبيه ان مولى أم هانئ وصف لثوير في الخلاصة
الحسين بن ثور بالثاء المثلثة ابن أبي فاختة سعيد بن حمران مولى أم هانئ بنت
أبي طالب روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ثقة اه‍ وذكره الشيخ
في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال الحسين بن ثور وقال قبله الحسين بن
ثور بن أبي فاختة هاشمي مولاهم قال الميرزا والظاهر أنهما واحد على ما هو
المذكور في الخلاصة وفي التعليقة لا خفاء في اتحادهما. وقال النجاشي
الحسين بن ثور بن أبي فاختة سعيد بن حمران مولى أم هانئ بنت أبي طالب
روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ثقة ذكره أبو العباس في
الرجال وغيره قديم الموت له كتاب نوادر أخبرناه علي بن أحمد قال حدثنا
محمد بن الحسن عن سعد والحميري قالا حدثنا أحمد بن أبي عبد الله عن
محمد بن إسماعيل عن الحميري عن خيبري بن علي به وفي الفهرست
الحسين بن ثوير له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد ورواه لنا
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن الحسن عن أبيه عن سعد بن
عبد الله والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل عن
الخيبري عن الحسين بن ثوير اه‍ وفي لسان الميزان: الحسين بن ثوير
ابن أبي فاختة ذكره الطوسي والكشي في رجال الشيعة وقالا روى عن الباقر
والصادق رحمة الله عليهما وله كتاب النوادر وقال ابن النجاشي كان ثقة وقال
ابن عقدة هو قديم الموت اه‍ ولا يخفى ان الكشي لم يذكره وقديم الموت
الظاهر أنه من كلام النجاشي.
التمييز.
في مشتركات الطريحي باب الحسين المشترك بين من يوثق به وغيره
ويمكن اسعلام انه ابن ثور الثقة برواية خيبري بن علي عنه وزيد في
مشتركات الكاظمي رواية محمد بن إسماعيل بن بزيع عنه. ورأيت في
كتاب الغيبة للطوسي رواية يونس بن عبد الرحمن عنه.
١٠٣٥: الحسين بن ثوير أو ثور الحازمي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
التمييز.
عن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن راشد عنه عن أبي عبد الله
ع في باب زيارة الحسين ع من الكافي والتهذيب ورواية
محمد بن الحسين في باب التلقي والحكرة من التهذيب ورواية محمد بن
إسماعيل بن بزيع عنه في باب كيفية الصلاة وأبواب الزيادات من
التهذيب.
١٠٣٦: الشيخ حسين بن جابر بن عباس الخمايسي النجفي.
توفي في النجف في ١١٥٠
من أجلاء العلماء يروي عنه الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري
النجفي صاحب آيات الاحكام. وآل الخمايسي طائفة علمية كبيرة في
النجف.
١٠٣٧: الحسين بن جابر الكوفي بياع السابري.
في لسان الميزان ذكره الطوسي والكشي في رجال الشيعة وقالا اخذ
عن الباقر رحمه الله تعالى ثم رحل فاخذ عن الصادق رحمه الله تعالى ولازمه
وكان يكرمه اه‍ ولا اثر لذلك في كتب الطوسي وكتاب الكشي والله أعلم
باي شخص حصل هذا الاشتباه.
١٠٣٨: الحسين بن الجارود.
عن الكليني في الكافي في أواسط باب الفصل بين دعوى المحق
والمبطل في الأمانة بالاسناد عن الحسين بن سعيد عنه عن موسى بن بكر.
١٠٣٩: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن جبير.
جبير بالجيم والباء الموحدة والمثناة التحتية والراء مصغرا. وفي
الرياض بعد ما ذكره كما ضبطناه قال الموجود في أكثر المواضع حبر بالحاء
المهملة المكسورة والباء الموحدة والراء وفي بعضها بالجيم المفتوحة والباء
الموحدة مكبرا اه‍ والصواب انه بالجيم مصغرا أو مكبرا اما بالحاء
فتصحيف قال وأما علي بن يوسف بن جبير فهو بالجيم قطعا والباء الموحدة
والمثناة التحتية مصغرا.
أقوال العلماء فيه.
في موضع من الرياض: الشيخ الثقة أبو عبد الله الحسين من أجلة
علمائنا وثقه الشيخ حسن بن علي الكركي في عمدة المطلب وفي موضع آخر
الشيخ أبو عبد الله حسين بن جبير ويقال حبر المعروف بابن جبير فاضل عالم
كامل جليل يروي عن ابن شهرآشوب بواسطة واحدة وعن معالم الزلفى
للسيد هاشم البحراني أنه قال في حقه كما يأتي الشيخ الجليل والعالم النبيل
شيخ الطائفة ورئيسها الحسين بن جبير ثم إن صاحب الرياض قال في
موضع منه: الشيخ أبو عبد الله الحسين من أجلة علمائنا له كتاب الاعتبار
في ابطال الاختيار يعني في الإمامة نسبه اليه الشيخ حسن بن علي الكركي في
عمدة المطلب ووثقه ونقل عنه بعض الأخبار ولم اعلم عصره ثم احتمل ان
يكون هو أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن علي القمي المعروف بابن
الخياط أو الشيخ أبو عبد الله الحسين تلميذ محمد بن علي بن أحمد
بن بندار. وقال في موضع آخر الشيخ أبو عبد الله حسين بن جبير وعد من
مؤلفاته كتاب الاعتبار في بطلان الاختيار نسبه اليه جماعة منهم سبطه من
بنته الشيخ زين الدين علي بن يوسف بن جبير في كتاب نهج الايمان وكذا
الشيخ محمد بن الحر المعاصر في فهرس كتاب الهداية في النصوص
والمعجزات مع أنه لم يذكر له ترجمة في أمل الآمل ولعل المراد ببطلان
الاختيار هو بطلان اختيار الأمة لأنفسهم الامام اه‍ فهو في الموضع
الأول نسب اليه كتاب الاعتبار ولم يعرفه بعينه ولا عرف عصره واحتمل ان
يكون أحد رجلين وهو غيرهما ولو راجع ما ذكره في الموضع الثاني من أن
كتاب الاعتبار للحسين بن جبير لعرف انه هو المذكور في الموضع الأول الذي
له كتاب الاعتبار لكنه كان يكتب في المسودة ما يقع عليه نظره ولم يبيض
(٤٦٥)

كتابه ليجمع بين متفرقاته فحين كتب الموضع الثاني لم يقع نظره على ما كتبه
في الموضع الأول.
مؤلفاته
١ الاعتبار في بطلان الاختيار نسبه اليه جماعة منهم الشيخ
حسن بن علي الكركي في عمدة المطلب وفي الذريعة عمدة المقال الذي ألفه
للشاه طهماسب ومنهم سبطه علي بن يوسف بن جبير ومنهم الشيخ محمد بن
الحسن بن الحر العاملي كما مر ٢ نخب المناقب أو نخبة المناقب لآل أبي
طالب لأنه منتخب من مناقب ابن شهرآشوب.
وذكره الشيخ زين الدين أبو محمد علي بن محمد البياضي العاملي في
مقدمة كتابه الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم فيما حكي عنه فقال:
فائدة صنف الحسين بن جبير كتابا سماه نخب المناقب لآل أبي طالب اختصره
من كتاب الشيخ محمد بن شهرآشوب قال سمعت بعض الأصحاب يقول
وزنت من كتاب ابن شهرآشوب فكان تسعة أرطال قال ابن جبير في خطبة
نخب المناقب فكرت في كثرة ما جمع وأنه ربما يؤدي عظم حجمه إلى العجز
عن نقله بل ربما أدى إلى ترك النظر فيه والتصفح لجميعه لا سيما مع سقوط
الاهتمام في طلب العلم فأومئ إلى ذكر الرجال وادخل الروايات بعضها في
بعض فمن أراد الاسناد والرجال فعليه بكتاب ابن شهرآشوب المذكور فإنه
قد وضعها في ذلك المسطور والموجب لتركها خوف السامة من جملتها ولان
الطاعن في الخبر يمكنه في الطعن رجاله الا ما اتفق عليه الفريقان واختص
به المخالف من العرفان أو تلقته الأمة بالقبول فان الطاعن لا يمكنه مع
الانصاف ان يحول عنه ولا يزول الا ان يعاند الحق وينكر الصدق ولا غرو
لمن ميلته الدنيا إلى زخاريفها ان يحجبك فيما دلت عليه الأخبار ومعارفها
ولذلك انكر كثير من علماء الجمهور بعد عرفانه كثيرا من الأمور فقد ورد في
خبر الغدير أسانيد ملأت الطوامير قال ابن شهرآشوب قال جدي سمعت
الجويني يقول شاهدت مجلدا ببغداد في رواة هذا الخبر مكتوب عليه المجلدة
الثامنة والعشرون ويتلوها التاسعة والعشرون وغير ذلك من الطرق الموجودة
فيه والكتب المبنية عليه فلما لم يمكنهم الطعن في متنه مالوا لأجل دنياهم إلى
تأويله فارضوا ملوك الظلمة عن تحصيله فلذلك اسقط الله شانهم وسقط
عليهم ما شانهم:
لولا التنافس في الدنيا لما قرئت * كتب الخلاف ولا الإمضا ولا العهد
موتى الخواطر يفنون الدجى سهرا * يمارسون قياسا ليس يطرد
يحللون بزعم منهم عقدا * وبالذي حللوه زادت العقد
نعوذ بالله من قوم إذا غضبوا * فاه الضلال وإن حاققتهم حقدوا
اه‍ وفي الرياض: يروي عن كتابه نخب المناقب كثيرا الشيخ
علي بن سيف بن منصور في كتاب كنز جامع الفوائد وكثيرا ما ينقل السيد
هاشم البحراني في مؤلفاته عن كتاب نخب المناقب هذا قال وقد رأيت عدة
نسخ من كتاب نخب المناقب وعندنا منه نسختان قال وقال السيد هاشم
البحراني في أول معالم الزلفى: ذكر صاحب كتاب الحجج القوية في اثبات
الوصية لأمير المؤمنين ع عشرين كتابا في اثبات الوصية له ع وذكر
رجال مصنفيها ثم قال وذكر الشيخ الجليل والعالم النبيل شيخ الطائفة
ورئيسها الشيخ حسين بن جبير في كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب أنه لما
جمعه اجتمع عنده ألف كتاب من كتب الأصول فيها نص النبيين على
لوصيين وسنده إلى أمير المؤمنين وإلى الصادق وإلى الرضا ع
وذكر ذلك أيضا في كتاب بصائر الأنس مرويا برجاله وذكر أيضا مثله في
كتاب الأوصياء اه‍.
٣ نهج الايمان في الرياض قال الشيخ زين الدين البياضي في كتاب
الصراط المستقيم على ما نقله عنه الكفعمي في بعض مجاميعه أنه قد صنف
الحسين بن جبير كتاب نهج الايمان وذكر في ديباجته أنه جمعه بعد الوقوف
على ألف كتاب أو ما يقاربها. وفي الرياض أيضا أن السيد هاشم البحراني
في غاية المرام حكى عن الشيخ شرف الدين علي النجفي نسبة كتاب نهج
الايمان إلى الشيخ علي بن يوسف بن جبير قال وهذا ينافي ما نقلناه عن كتاب
الصراط المستقيم اه‍ أقول يوشك أن يكون وقع اشتباه بين نهج الايمان
ونخب المناقب فابن جبير قال في النخب أنه ألفه لما اجتمع عنده ألف كتاب
وأن يكون نهج الايمان لسبطه لا له وإن كان التعدد ممكنا والله أعلم.
١٠٤٠: الحسين بن جعفر بن الحسين الحسيني الشريف النسابة.
ولد سنة ٣١٠ وتوفي بمصر ولم نعلم سنة وفاته.
ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق وقال كان من أهل العلم والدين
والفضل وصنف كتابا في النسب سكن مصر واجتاز بدمشق ولقي بها بعض
الاشراف وكان مولده سنة ٣١٠ ومات بمصر.
١٠٤١: السيد حسين بن جعفر بن علي بن محمد رضا بن علي أكبر بن السيد
عبد الله سبط السيد نعمة الله الجزائري الموسوي التستري.
مر بعنوان حسن بن جعفر في مستدركات ج ٢١ وذلك لاختلاف
النسخ في اسمه.
١٠٤٢: عز الدين حسين بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي جعفر بن علي بن محمد
يعرف بابن الدواس الحلي.
في مجمع الآداب له نسب في بني طي ينتسب فيهم إلى بني قصيرة من
أكابر أهل الحلة قد ولي الأعمال وهو عارف بالأحوال وقد كان شهد عند
قاضي القضاة أبي العشائر وكتب عنه سنة سبع وستمائة.
١٠٤٣: أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد المخزومي الخزاز الكوفي المعروف
بابن الخمري أو الحمزي.
في الرياض كان من مشايخ النجاشي وقد يعبر عنه تارة بأبي عبد الله
الخمري وتارة بترك كنيته وهو يروي عن الحسين بن أحمد بن المغيرة
ومحمد بن هارون الكندي وأمثالهما ولم يعقد له أصحاب الرجال ترجمة برأسه
ولكن أورده الميرزا محمد الأسترآبادي في رجاليه الكبير والوسيط والسيد
الأمير مصطفى صاحب نقد الرجال أيضا في باب الكنى بعنوان أبي
عبد الله الخمري ولم يذكرا له اسما رأسا وقال النجاشي في ترجمة الحسين بن
أحمد بن المغيرة إن له كتاب عمل السلطان رواية أبي عبد الله بن الخمري
الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين ع اه وذكره بحر العلوم
في رجاله من مشايخ النجاشي صاحب الرجال وقال روى عنه هكذا في
ترجمة عبد الله بن إبراهيم بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب وقال في خلف بن عيسى أبو عبد الله الحسين بن الخمري وفي
الحسين بن أحمد بن المغيرة له كتاب عمل السلطان أجازنا روايته أبو
(٤٦٦)

عبد الله بن الخمري الشيخ الصالح في مشهد مولانا أمير المؤمنين ع سنة
٤٠٠ عنه وذكره في محمد بن الحسن بن شمون بعنوان أبو عبد الله
الخمري مترحما اه ولكن مر في الحسين بن أحمد بن المغيرة البوشنجي أن
أبا عبد الله الخمري أو الحمزي أو الحميري اسمه شيبة فلينظر ذلك.
١٠٤٤: السيد حسين بن أبي القاسم جعفر بن حسين الموسوي الخوانساري والد
جد صاحب الروضات.
توفي يوم الأحد ٨ رجب سنة ١١٩١ ببلدة خوانسار ودفن بها.
أقوال العلماء فيه
قال السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في بعض إجازاته: السيد
السند والعالم المؤيد والفاضل المسدد والفقيه الأوحد ذو الرأي الصائب
الدقيق والفكر الغائر العميق والأدب البارع الظاهر والمجد الشامخ الباهر
المتحلي بكل زين والمتخلي عن كل شين السيد حسين ابن السيد العلم العالم
والفاضل الكامل في العلوم والمكارم السيد أبي القاسم الموسوي
الخوانساري. ويعبر عنه صاحب مفتاح الكرامة بالامام السيد حسين.
ووصفه الميرزا القمي صاحب القوانين في إجازاته بالسيد المحقق والحبر
المدقق وغير ذلك من أوصاف المدح والتعظيم. وقال صاحب الروضات في
حقه: كان من أكابر المحققين الاعلام وأعاظم علماء الاسلام حسن التقرير
والإنشاء جميل الأخلاق في أعلى درجات الزهد والورع والتقوى والعبادة.
مشايخه
١ والده ومعظم قراءته عليه ويروي عنه إجازة ٢ المولى محمد
صادق بن عبد الفتاح التنكابني قرأ عليه ويروي عنه إجازة أيضا.
تلاميذه
١ الآقا محمد علي بن الآقا محمد باقر البهبهاني يروي عنه إجازة
٢ الميرزا أبو القاسم بن حسن الجيلاني القمي صاحب القوانين قرأ على
المترجم له عدة سنين ببلدة خوانسار وتزوج الميرزا أخته وبينهما عدة مكاتبات
ويروي عنه الميرزا إجازة وتاريخ الإجازة سنة ١١٧٧ بالغري ٣ بحر
العلوم الطباطبائي.
مؤلفاته
١ تعليقات على شرح اللمعة ٢ حواش على الذخيرة ٣
رسالة في الاجماع ٤ شرح دعاء أبي حمزة الثمالي ٥ شرح زيارة
عاشوراء ٦ أجوبة المسائل النهاوندية التي سأله عنها السيد علي
النهاوندي.
١٠٤٥: السيد حسين بن جعفر الموسوي اليزدي.
له كتاب مجموع في أشعار عشرة من أهل البيت ع قال في
أوله يقول المذنب الجاني حسين بن جعفر الموسوي اليزدي هذا كتاب لم
يسبقني أحد بمثله في أشعار عشرة من أهل العصمة ع ابتدأت
بسيدتي فاطمة ع ثم بسيدنا الحسن إلى آخر الأئمة ثم مولانا
علي بن محمد والعسكري ع فاني كلما تتبعت لم اظفر
بشعر منسوب اليهما وما نسب إلى أمير المؤمنين من الأشعار مجموع في ديوان
وقال في آخره تمت الأشعار في يوم الجمعة رابع شعبان سنة ١٣٣٠ والظاهر
أنه هو السيد حسين بن جعفر اليزدي الذي قال صاحب الذريعة إن له
كتاب الدين الذي رأى بعض الأحاديث منقولا عنه في مجموعة لبعض
المتأخرين.
١٠٤٦: الحسين الجعفي أبو أحمد الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠٤٧: الحسين الجعل المتكلم البصري.
يأتي بعنوان الحسين بن علي أبو عبد الله البصري يعرف بالجعل.
١٠٤٨: السلطان حسين بن جلال الدولة ابن القان أحمد بن أويس ابن الشيخ
حسن بن حسين بن آقبغا بن اليكان بن ابغا بن هولاكو.
توفي سنة ٨٣٥.
هو من سلاطين المغول المعروفين بالايلخانية أو الايلكانية الذين
دخلوا في الاسلام وتشيعوا لأهل البيت النبوي الطاهر ولا نعلم من أحواله
سوى هذا.
١٠٤٩: الشيخ حسين ابن الشيخ جمال الدين ابن الشيخ يوسف بن خاتون العاملي
العيناثي.
كان حيا سنة ١١٠٨
والصحيح في ترجمته أنه حسين بن جمال الدين بن يوسف كما في
نسخة مخطوطة من أمل الآمل وفي جميع المواضع التي جاء فيها ذكر اسمه وما
في نسخة الأمل المطبوعة من أنه حسين بن جمال الدين يوسف الظاهر أنه
سهو.
في أمل الآمل في نسخة مخطوطة الشيخ حسين بن جمال الدين بن
يوسف بن خاتون العاملي عالم فاضل محقق مدقق تقي ورع معاصر قرأ على
الفقير وأجزت له. له كتاب وسيلة الغفران في عمل شهر رمضان وقطعة
من شرح المختصر وفي النسخة المطبوعة الشيخ حسين بن جمال الدين
يوسف بن خاتون العاملي العيناثي فاضل عالم صالح فقيه معاصر اه‍ وكتابه
وسيلة الغفران جيد جامع رأيت عدة نسخ منه في جبل عامل ووجدت باخر
نسخة من منتهى المقال المشهور برجال ميرزا محمد ما صورته وافق الفراع
من نسخه ليلة السبت لثمان مضين من شعبان ١١٠٨ ثمان بعد الألف
ومائة من الهجرة النبوية وذلك برسم الشيخ الأجل الكامل العالم العامل
سلالة النجباء الأخيار ونتيجة الفضلاء الأطهار الشيخ حسين ابن الشيخ
جمال الدين ابن الشيخ يوسف بن خاتون أدام الله اجلاله وختم بالصالحات
اعماله وكتب بيده الفانية العبد الفقير نور الدين بن زين العابدين بن
حسين بن نور الدين بن إسماعيل بن محمد الحسيني الموسوي. وبنى المترجم
له مشهد شمع في ساحل صور وله في ذلك هذه الأبيات وهي منقوشة على
حجر في ذلك المشهد:
(٤٦٧)

حجرة بل نزهة للناظرين * غرفة مبنية للزائرين
في حمى شمعون زادت رفعة * إذ له فضل وسر مستديم
أيها الزوار طبتم أنفسا * فاقصدوها نعم دار المتقين
جاء في التاريخ عز كامل * ادخلوها بسلام آمنين
إلا أن هذا التاريخ مع ركته لا يوافق عصر المترجم إذ هذا التاريخ
يبلغ ألفا فقط والمترجم كان موجودا بعد الألف ومائة فلا بد أن يكون وقع
خطا في هذا التاريخ والله أعلم.
١٠٥٠: الحسين الجمال.
في روضة الكافي رواية بعد حديث الفقهاء والعلماء في طريقها
عبد الله بن سنان عن الحسين الجمال عن الصادق ع وفي التعليقة
لعله الحسين بن مهران أخو صفوان بن مهران الجمال وعن التهذيب في باب
الزيادات بعد باب الإجارات عن علي بن بلال عن الحسين الجمال.
١٠٥١: الحسين بن الجهم بن بكير بن أعين.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال ثقة ومر
بلفظ الحسن مكبرا وأنه روى عن الكاظم والرضا والظاهر الاتحاد وصحف
الحسن بالحسين ويحتمل التعدد.
١٠٥٢: الحسين بن الجهم الرازي
في منهج المقال الظاهر أنه الذي قبله فهو كأخيه روى عنهما اه
أقول بل الظاهر أنه الحسن مكبرا ابن الجهم الزراري بدل الرازي.
١٠٥٣: الشيخ حسين ابن الشيخ جواد ابن الشيخ تقي بن ملا كتاب الكردي
الحلواني النجفي.
كان من العلماء الفضلاء الفقهاء في القرن الثالث عشر أتم كتاب
والده شرح اللمعتين في الفقه.
١٠٥٤: الشيخ حسين الجوقيني.
استشهد ليلة الخميس ٧ جمادى الأولى سنة ١٣٢٧.
والجوقيني نسبة إلى جوقين قرية من قرى زنجان.
في كتاب شهداء الفضيلة: عالم جليل فقيه تصدى للقضاء وفصل
الخصومات في زنجان قتل في فتنة المشروطة من طلقة مسدس، ثم قال:
كتب الينا هذه الترجمة العلامة الشيخ محمد علي الأردوبادي من النجف
وقال هو في رثائه:
يهيج بالفؤاد خطب قد فشا * فاحلك الدهر غداة أغطشا
وضرب الشرينا جرانه * فعاث في الأوطان حتى نفشا
أدلى إلى الأمر الذنابى ضلة * فاضطربت عند طويه الرشى
فكم لهم على الهدى من صدمة * قد أحيت الكفر لهم فانتعشا
وأزهقت ظلما رجالات النهى * والدين حتى الربع منهم أو حشا
وذا إلى الحسين وافى طارق * فكان ما قد كان منه يختشى
وفاز في شهادة ابرادها * ضفى لها شخص المعالي ووشى
فاعتاض من طمر الحياة في الدنا * في الخلد برد عزة مزركشا
فلينهه الأخذ باعضاد العلى * ذلك فضل الله يعطى من يشا
والبندقي منه لم يجرح سوى الدين * وجثمان المعالي خدشا
وانضب البحر الخضم وقعه * فرد رواد الهدى واعطشا
فغاض منه العلم والمجد معا * وكان قد أحياهما فانتعشا
وقد سقاه الدين منه قرقفا * فما حسا كأسا لها الا انتشى
وكان يقضي الحق ما بين الورى * فلم يمله للهوى نيل الرشى
فامرح حسين الفضل في روض الجنان * مستباحا لك حيثما تشا
١٠٥٥: الحسين بن حبيب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان الحسين بن حبيب ذكره الكشي في رجال الشيعة فقال أخذ عن
الصادق وعاب مالكا في تركه الأخذ عن الكاظم فاعتذر اليه اه ولا أثر
لذلك في رجال الكشي المطبوع.
١٠٥٦: الحسين بن الحجاج الشاعر
مر بعنوان الحسين بن أحمد بن جعفر بن الحجاج.
١٠٥٧: الشيخ زين الدين حسين بن حديد الأسدي.
ذكره صاحب عمدة الطالب في أثناء ذكره لنسب نفسه ووصفه
بالشيخ الفاضل، وقال إنه أبو جده لأمه محمد بن حسين بن حديد الأسدي
بعد ما ذكر قصة لأبي المحاسن نصر الله بن عنين الدمشقي الشاعر المشهور
وهي أنه توجه إلى مكة المشرفة ومعه مال وأقمشة فخرج عليه بعض
العلويين فسلبوه وجرحوه فكتب إلى الملك العزيز بن أيوب صاحب اليمن
وقد كان أخوه الملك الناصر ارسل اليه ليقيم بالساحل الذي افتتحه من
أيدي الإفرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغبه في اليمن وحرضه على
الاشراف الذين فعلوا معه ما فعلوا بقصيدة أولها:
أعيت صفات نداك المصقع اللسنا * وجزت في الجود حد الحسن والحسنا
منها:
ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه * فما يساوي إذا قايسته عدنا
وإن أردت جهادا فارو سيفك من * قوم أضاعوا فروض الله والسننا
طهر بسيفك بيت الله من دنس * ومن خساسة أقوام به وخنا
ولا تقل انهم أولاد فاطمة * لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا
فرأى ابن عنين في النوم فاطمة الزهراء ع وهي تطوف
بالبيت فسلم عليها فلم تجبه فتضرع وتذلل وسال عن ذنبه الذي أوجب
عدم رد جواب سلامه فأنشدته الزهراء:
حاشا بني فاطمة كلهم * من خسة تعرض أو من خنا
وانما الأيام في غدرها * وفعلها السوء أساءت بنا
إذا اسا من ولدنا واحد * جعلت كل السب عمدا لنا
فتب إلى الله فمن يقترف * ذنبا بنا يغفر له ما جنى
وأكرم بعين المصطفى جدهم * ولا تهن من آله أعينا
فكلما نالك منهم عنا * تلقى به في الحشر منا هنا
(٤٦٨)

قال ابن عنين فانتبهت من منامي فزعا مرعوبا وقد أكمل الله عافيتي
من الجرح والمرض فكتبت هذه الأبيات وحفظتها وتبت إلى الله مما قلت
ونظمت هذه القصيدة:
عذرا إلى بنت نبي الهدى * تصفح عن ذنب مسئ جنى
وتوبة تقبلها من أخي * مقالة توقعه في العنا
والله لو قطعني واحد * منهم بسيف البغي أو بالقنا
لم أر ما يفعله شائنا * بل أره في الفعل قد أحسنا
قال صاحب العمدة: وقد اختصرت ألفاظ هذه القصيدة وهي
مشهورة رواها لي السيد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني
وجدي لأمي الشيخ فخر الدين أبو جعفر محمد ابن الشيخ الفاضل زين
الدين حسين بن حديد الأسدي كلاهما عن السيد السعيد بهاء الدين
داود بن أبي الفتوح عن أبي المحاسن نصر الله بن عنين صاحب الواقعة وقد
ذكرها البادراوي في كتاب الدر النظيم وغيره من المصنفين اه.
١٠٥٨: الحسين بن الحذاء الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
١٠٥٩: الشيخ حسين الحر.
يأتي بعنوان حسين بن حسن بن حسين.
١٠٦٠: الشيخ عز الدين حسين بن الحسام العاملي العيناثي.
يأتي بعنوان عز الدين حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف الخ.
١٠٦١: الحسين بن الحسن بن ابان.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
الحسين بن سعيد كتبه كلها روى عنه ابن الوليد وذكره في أصحاب
العسكري وقال أدركه ولم اعلم أنه روى عنه وذكر ابن قولويه أنه قرابة
الصفار وسعد بن عبد الله وهو اقدم منهما لأنه روى عن الحسين بن سعيد
وهما لم يرويا عنه اه‍ قوله قرابة الخ الظاهر أن مراده به أن عصره
يقرب عصرهما.
وقال النجاشي في ترجمة الحسين بن سعيد الأهوازي الآتية عند ذكر
طرقه إلى كتبه: ابن بطة عن الحسين بن الحسن بن ابان أنه اخرج إليهم
كتب الحسين بن سعيد بخطه وأنه أي الحسين بن سعيد كان ضيف أبيه
الحسن بن ابان ومات بقم فسمعته منه قبل موته. وذكره ابن داود في رجاله
في القسم الأول فقال: الحسين بن الحسن بن ابان ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب العسكري ع وقال ولم اعلم أنه روى عنه في طبقة
الصفار وسعد بن عبد الله وهو اقدم منهما لأنه روى عن الحسين بن سعيد
ولم يرويا عنه وقال في ترجمة محمد بن أورمة: محمد بن أورمة ضعيف روى
عنه الحسين بن الحسن بن ابان وهو ثقة ست وفي كلامه أمور أولا
قوله أنه في طبقة الصفار وسعد الدال على أنه في عصرهما مع أن الشيخ قال
أنه قرابتهما الدال على أن عصره قبل عصرهما قريبا منه ثانيا الشيخ نقل
ذلك عن ابن قولويه وهو جعله من قول الشيخ ثالثا قوله وهو ثقة ظاهره
أنه راجع إلى الحسين لا إلى ابن أورمة لأنه ضعفه وإن التوثيق موجود في
الفهرست مع أنه ليس له في الفهرست عين ولا أثر. ونسب بعض التوثيق
إلى ابن داود وأنه راجع إلى ابن أورمة والمراد أن الحسين روى عن محمد
حال كون محمد ثقة قبل أن يطعن عليه بالغلو وسواء أعاد التوثيق إلى
الحسين أم إلى محمد فهو لا قيمة له لأنه لم يطلع على أكثر مما اطلعنا مع
اضطراب عبارته وكونها غير واضحة المعنى ومن أين علم أن الرواية قبل
الطعن وهذا من أغلاط رجال ابن داود الذي قيل أن فيه أغلاطا ولذلك
قال صاحب النقد أن ابن داود ذكره في الموثقين ولم يوثقه وذكره في الضعفاء
عند ترجمة محمد بن أورمة ووثقه اه فذلك دليل الاضطراب والغلط في
كلامه وقال الشهيد الثاني فيما علقه بخطه على الخلاصة في ترجمة الحسين بن
سعيد الأهوازي ما لفظه الحسن بن أبان غير مذكور في كتب الرجال وابنه
الحسين كثير الرواية خصوصا عن الحسين بن سعيد وليس مذكورا أيضا
ورأيت بعض أصحابنا يعد روايته في الحسان بسبب أنه ممدوح وفيه نظر
واضح اه‍ وعن الشيخ عبد النبي الجزائري في الحاوي أنه عنى بذلك
البعض الشيخ علي الكركي في حاشية المختلف. قوله وليس مذكورا
أيضا فيه أن الشيخ ذكره في رجاله كما مر قوله وفيه نظر واضح أما لأنه لا
يرى كثرة روايته مدحا أو لأن ذلك يوجب عد روايته في الصحاح لا في
الحسان ولا يبعد أراد الثاني وعن البهائي في مشرق الشمسين أنه قال قد
يدخل في أسانيد بعض الأحاديث من ليس له ذكر في كتب الجرح والتعديل
بمدح ولا قدح غير أن أعاظم علمائنا المتقدمين قدس الله أرواحهم قد اعتنوا
بشأنه وأكثروا الرواية عنه وأعيان مشايخنا المتأخرين طاب ثراهم قد حكموا
بصحة روايات هو في سندها والظاهر أن هذا القدر كاف في حصول الظن
بعدالته ثم عد جماعة منهم الحسين بن الحسن بن أبان قال فان الرواية عنه
كثيرة وهو من مشايخ محمد بن الحسن بن الوليد والواسطة في ذلك بينه وبين
الحسين بن سعيد اه ويستفاد من الفهرست عند ذكر محمد بن أورمة أن
الحسين هذا شيخ ابن الوليد وكذا من النجاشي عند ذكر الحسين بن سعيد
ويستفاد منه أيضا أن الحسين بن سعيد شيخه وفي التعليقة يستفاد شيخيته
لابن الوليد من كثرة روايته عنه وفي التعليقة أيضا وصف العلامة والشهيد
حديثه بالصحة وهو كأحمد بن محمد بن يحيى وأحمد بن محمد بن الوليد يعد
حديثه في الصحيح ولعله من مشايخ الإجازة وبه جزم في الوجيزة وأنه شيخ
ابن الوليد كما استظهره غير واحد مع رواية الأجلة من القميين عنه مثل
سعد بن عبد الله وابن الوليد وغيرهما وهو كثير الرواية مقبولها وذلك مما يشير
إلى وثاقته.
وفي تكملة الرجال عن حواشي مشرق الشمسين للبهائي: الذي
يستفاد بعد التتبع التام أن ما يرويه شيخ الطائفة عن الحسين بن الحسن بن
أبان هو من كتب الحسين بن سعيد وأما هو فلا كتب له وهو وإن روى عن
ابن أورمة أيضا الا أن ذلك في غاية الندرة اه وعلى هذا فلا يضر وجوده في
السند على كل حال لأنه حينئذ يكون من مشايخ الإجازة اه وقال المحقق
الشيخ محمد ابن صاحب المعالم في شرح التهذيب: كان الوالد لا يرى حاله
يفترق عن حال محمد بن الحسن بن الوليد وأحمد بن محمد بن يحيى اه‍ وفي
النقد كثيرا ما يسمي العلامة وغيره الحديث صحيحا وهو في طريقه وهذا لا
يدل على توثيقه اه فظهر من مجموع ما مر وثاقته وجلالته وأن التأمل في
ذلك نوع من الوسوسة.
(٤٦٩)

التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسين بن الحسن المشترك بين
الحسن بن الحسن بن أبان المختلف في توثيقه وبين غيره ويمكن استعلام أنه
هو برواية ابن الوليد عنه وروايته هو عن الحسين بن سعيد.
١٠٦٢: الحسين بن الحسن الأشقر الفزاري الكوفي
توفي سنة ٢٠٨
هو من مشايخ الإمام أحمد بن حنبل قاله ابن حبان لم يذكره أصحابنا
وذكره غيرهم فمنهم من وثقه ومنهم من ضعفه ونحن نذكر كلام الفريقين
نقلا عن تهذيب التهذيب.
من وثقه منهم
ذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن الجنيد سمعت ابن معين ذكر
الأشقر فقال كان من الشيعة الغالية قلت فكيف حديثه قال لا باس به قلت
صدوق قال نعم كتبت عنه وفيه عن أحمد بن محمد بن هانئ قلت لأبي
عبد الله يعني ابن حنبل تحدث عن حسين الأشقر قال لم يكن عندي ممن
يكذب وذكر عنه التشيع فقال له العباس بن عبد العظيم أنه يحدث في
الشيخين وقلت أنا يا أبا عبد الله أنه صنف بابا في معائبهما فقال ليس هذا
باهل أن يحدث عنه وقال له العباس أنه روى عن ابن عيينة عن ابن طاوس
عن أبيه عن حجر المذري قال لي علي انك ستعرض على سبي الخ
فاستعظمه أحمد وانكره ونسبه إلى طاوس أخبرني أربعة من الصحابة أن
النبي ص قال لعلي اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فأنكره جدا وكأنه لم
يشك ان هذين كذب ثم حكى العباس عن علي بن المديني أنه قال هما
كذب ليسا من حديث ابن عيينة. ابن عدي ليس كل ما روي عنه الإنكار
فيه من قبله بل ربما كان من قبل من روى عنه اخرج له النسائي حديثا
واحدا في الصوم.
من ضعفه
قال البخاري مرة: فيه نظر ومرة: عنده مناكير.
أبو زرعة منكر الحديث. أبو حاتم: ليس بقوي. الجوزجاني: غال من الشتامين للخيرة
وفي ميزان الذهبي للمغيرة بدل للخيرة. ذكره العقيلي في الضعفاء قال
العقيلي في حديث مجئ علي ع برأس مرحب إلى النبي ص ولا
يتابع عليه ولا يعرف إلا به وقال في حديث السباق ثلاثة وفي سنده ابن
عيينة: لا أصل له عن ابن عيينة. ابن عدي له مناكير في بعضها البلاء
عندي من الأشقر. النسائي والدارقطني ليس بالقوي. الأزدي ضعيف.
أبو معمر الهذلي: الأشقر كذاب. أبو أحمد الحاكم ليس بالقوي عندهم.
وقد ظهر مما مر أنه ليس تضعيفه الا لتشيعه وروايته من فضائل علي
أمير المؤمنين ع ما لا تطاوعهم نفوسهم على تصديقه ويرونه منكرا
يشهد لذلك شهادة ابن حبان له بالوثاقة وابن معين بأنه صدوق وابن حنبل
له بالصدق ولما أحرج قال أنه ليس باهل أن يحدث عنه أي وإن كان
صادقا لأجل ما نسب اليه ثم اعتذر عنه ونسب نكارة حديثه إلى طاوس.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن شريك وزهير وابن حي الحسن بن
صالح وابن عيينة وقيس بن الربيع وهشيم وغيرهم.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب: روى عنه أحمد بن عبدة الضبي وأحمد بن حنبل
وابن معين والفلاس وابن سعد ومحمد بن خلف الحدادي وعبد الرحمن بن
محمد بن منصور الحارثي والكديمي وغيرهم.
١٠٦٣: السيد أبو محمد حسين بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي
البحراني الشهير بالعلامة الغريفي وبالشريف العلامة
توفي سنة ١٠٠١ كما في السلافة
والغريفي بالضم نسبة إلى غريفة تصغير غرفة. في أنوار
البدرين: المسمى بذلك قريتان من بلاد البحرين إحداهما بجنب
الشاخورة والأخرى من قرى الماحوز وهو منسوب إلى الأولى لأنها
مسكنه اه
أقوال العلماء فيه
في السلافة بعد حذف بعض أسجاعه التي كانت مألوفة في ذلك
العصر: ذو نسب شريف وحسب منيف بحر علم تدفقت منه العلوم انهارا
وبدر فضل عاد به ليل الجهالة نهارا شب في العلم واكتهل وجنى من رياض
فنونه إلا أن الفقه كان أشهر علومه وكان بالبحرين امامها الذي لا يباريه
مبار مع سجايا حميدة ومزايا فريدة وله نظم كثير كأنما يقد من الصخر اه‍.
وفي أمل الآمل كان فاضلا فقيها أديبا شاعرا ووصفه جامع ديوان الشيخ
جعفر الخطي بالشريف العلامة وقال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني فيما
حكى عن رسالته التي ألفها في علماء البحرين في حقه: أفضل أهل زمانه
وأعبدهم وأزهدهم كان متقللا في الدنيا وله كرامات وكان شاعرا مصقعا
وله كتب نفيسة منها كتاب الغنية في مهمات الدين عن تقليد المجتهدين لم
ينسج على منواله أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين فهو أبو عذر تلك
الطريقة وابن جلاها وله فيها اليد البيضاء ومن تأملها بعين الإنصاف أذعن
بغزارة مادته وعظم فضله ولم يكملها بل بلغ فيها إلى كتاب الحج وهو عندي
وفيه من الفوائد ما لا يوجد في غيره وقد زرت قبره وتبركت به ودعوت الله
عنده اه‍.
مشايخه
من مشايخه الذين قرأ عليهم الشيخ سليمان بن أبي شافير البحراني
ويظهر من السلافة كما يأتي أن من مشايخه الشيخ داود بن أبي شافير البحراني
وقال الشيخ سليمان في رسالته المتقدم ذكرها أنه كان للشيخ داود بن أبي
شافير مع المترجم مجالس ومناظرات وقال صاحب أنوار البدرين سمعت
شيخي الشيخ سليمان في رسالته المتقدم ذكرها أنه كان للشيخ داود بن أبي
شافير مع المترجم مجالس ومناظرات وقال صاحب أنوار البدرين سمعت
شيخي الشيخ سليمان يقول كان المترجم أفضل وأشد إحاطة بالعلوم وأدق
نظرا من الشيخ داود وكان الشيخ داود اسرع بديهة وأقوى في صناعة الجدل
فكان في الظاهر يكون الشيخ هو الغالب وفي الواقع الحق مع السيد فكان
الشيخ داود يأتي ليلا إلى بيت السيد ويعتذر منه ويذكر له أن الحق معه اه
مؤلفاته
ذكرها الشيخ سليمان الماحوزي في رسالته المار ذكرها ١ الغنية في
مهمات الدين عن تقليد المجتهدين مر وصف الشيخ سليمان الماحوزي
(٤٧٠)

له. وربما فهم من اسمه أن مؤلفه كان أخباريا كما هي طريقة أكثر علماء
البحرين وإذا كان كتابه هذا يغني عن تقليد المجتهدين وهو ليس بمجتهد فما
الذي يخرج عمل العوام بكتابه هذا عن التقليد ٢ شرح العوامل المائة
٣ شرح الشمسية ٤ رسالة في علم العروض والقافية وصفها صاحب
الرسالة بأنها مليحة ٥ حواش على الذكرى.
شعره
من شعره ما أورده صاحب السلافة والشيخ سليمان في الرسالة المار
ذكرها وهو:
قل للذي غاب مغاب الذي * قلت فقلت السن مني ضروس
لا تمتحنها تمتحن انها * دليه قد دليت من ضروس
بل وقناتي صعدة صعبة * تخبر اني الهزبري الشموس
ومن شعره المذكور في غير السلافة قوله:
الا من لصب قلبه عنه واجب * حرام عليه النوم والندب واجب
لواعج أحشاه استعرن توقدا * ومن دمع عينيه استعرن السحائب
يبيت على حر الكآبة ساهدا * تسامره حتى الصباح الكواكب
وقوله:
سرى الظعن من قبل الوداع بأهلينا * فهل بعد هذا اليوم يرجى تلاقينا
أيا حادي العيس المجد برحله * رويدا رعاك الله لم لا تراعينا
عسى وقفة تطفي غليل قلوبنا * فنقضي قبل الموت بعض أمانينا
لنا مع حمام الايك نوح متيم * ودمعة محزون ولوعة شاكينا
فكم ليد البرحاء فينا رزية * بها من عظيم الحزن شابت نواصينا
ولا مثل رزء اثكل الدين والعلى * وأضحت عليه سادة الخلق باكينا
مصاب سليل المصطفى ووصيه * وفاطمة الغر الهداة الميامينا
فلهفي لمقتول بعرصة كربلا * لدى فئة ظلما على الشط ظامينا
سقوا كملا كأس المنون فأصبحوا * نشاوى بلا خمر على الأرض ثاوينا
كأنهم فوق البسيطة أنجم * زواهر خروا من على الأفق هاوينا
فيا حسرة كيف السلو وما العزا * على سادة كانوا مصابيح نادينا
أيفرح قلبي والحسين مجدل * على الأرض مقتول ونيف وسبعونا
أيا آخذ الثار انهض الآن وانتدب * لاجدادك الغر الكرام موالينا
أغثنا فقد ضاقت بنا الأرض سيدي * وأنت المحامي يا ابن طه وياسينا
انظما وأنت العذب في كل منهل * ونظلم في الدنيا وأنت محامينا
وهي طويلة
مراثيه
في السلافة: لما بلغ شيخه الشيخ داود بن أبي شافير البحراني وفاته
استرجع وأنشد بديهة:
هلك الصقر يا حمام فغني * طربا منك في أعالي الغصون
ولما توفي رثاه الشيخ أبو البحر جعفر بن محمد الخطي الشاعر المشهور
بهذه القصيدة وهي أول ما قاله في الرثاء كما في ديوانه:
جذ الردى سبب الاسلام فانجذما * وهد شامخ طود الدين فانهدما
وسام طرف العلى غضا فاغمضه * وفل غرب حسام المجد فانثلما
الله أكبر ما أدهاك مرزية * قصمت ظهر التقى والدين فانقصما
أحدثت في الدين كلما لو أتيح له * عيسى بن مريم ياسوه لما التاما
كل يزير ثناياه أنامله * حزنا عليه ويدميها له ألما
وينثرون وسلك الحزن ينظمهم * على الخدود عقيق الدمع منسجما
لهفي على كوكب حل الثرى وعلى * بدر تبوأ بعد الابرج الرجما
ايه خليلي قوما واسعدا دنفا * أصاب احشاه رامي الحزن حين رمى
نبكي خضم علوم جف زاخره * وغاض طاميه لما فاض والتطما
نبكي فتى لم يحل الضيم ساحته * ولا أباح له عير الحمام حمى
ذو منظر يبصر الأعمى برؤيته * هدى وذو منطق يستنطق البكما
لو انصف الدهر أفنانا وخلده * وكان ذلك من أفعاله كرما
ما راح حتى حشا أسماعنا دررا * من لفظه وسقى أذهاننا حكما
كالغيث لم ينأ عن ارض ألم بها * حتى يغادر فيها النبت قد نجما
صبرا بنية فان الصبر أجمل بالحر * الكريم إذا ما حادث دهما
هي النوائب ما تنفك دامية * الأنياب منا وما منها امرؤ سلما
فكم تخطف ريب الدهر من أمم * فأصبحوا تحت اطباق الثرى رمما
لو أكرم الله من هذا الردى أحدا * لاكرم المصطفى عن ذاك واحتراما
فأبقوا بقاء الليالي لا يغيركم * دهر وشملكم ما زال منتظما
يا قبره لا عداك الدهر منسجم * من المدامع هام يخجل الديما
أولاده
خلف من الأولاد الحسن ومحمدا وعلويا المعروف بعتيق الحسين اما
الحسن فعقبه بالحلة والحائر واما محمد فعقبه في واديان احدى قرى البحرين
من توابع سترة ومنهم في جيروت واليه تنتمي سادات جيروت واما علوي
فعقبه بالبحرين والنجف وشيراز وبهبهان وبوشهر وغيرها. وهو صاحب
العقب الكثير ببلاد البحرين وبندر أبي شهر وطهران والنجف وكربلا
وبهبهان منهم الأسرة المعروفة بالبهبهانية بطهران منهم السيد عبد الله
البهبهاني الرئيس الشهير وولده السيد محمد المشهور الرئيس الآن بطهران.
١٠٦٤: الشريف أبو القاسم الحسين بن الحسن المعروف بابن أخي الكوكب
في الرياض من أكابر قدماء العلماء من رواة أصحابنا ولكن لم يذكره
علماء الرجال في كتبهم وقد رأيت ذكره في أول سند كتاب المتعة لأبي
عبد الله حسين بن عبد الله بن سهل السعدي وهو يرويه عن الشيخ أبي
علي أحمد بن إسماعيل السلماني قراءة عليه عن أبي عمرو وأحمد بن علي
الفائدي عن الشيخ حسين بن عبد الله بن سهل السعدي المذكور المؤلف
لكتاب المتعة المذكور.
١٠٦٥: السيد حسين ابن السيد حسن الأردبيلي
لا نعلم من أحواله شيئا إلا أننا وجدنا له هذين البيتين في مسودة
الكتاب فدلا على أنه شاعر وأنه من أهل العلم وهما:
إذا غاص في بحر التفكر خاطري * على درة من عاليات المطالب
حقرت ملوك الأرض في نيل ملكهم
ونلت العلى بالكتب لا بالكتايب
(٤٧١)

١٠٦٦: الحسين بن الحسن بن بابويه القمي
سيجئ بعنوان الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن
بابويه القمي
١٠٦٧: الحسين بن الحسن بن بندار الأنماطي
يأتي بعنوان الحسين بن الحسن بن علي بن بندار
١٠٦٨: الحسين بن الحسن بن بندار القمي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
سعد بن عبد الله روى عنه الكشي اه وزاد في التعليقة على وجه ظاهره
اعتماده عليه ثم قال والحسين هذا قمي وهو أخو محمد بن الحسن القمي
الذي هو نظير ابن الوليد اه وهو غير الحسين بن الحسن بن علي بن بندار
الآتي لان ذاك ولد سنة ٣٥١ وهذا يروي عنه سعد الذي توفي سنة ٣٠١ أو
٢٩٩.
١٠٦٩: السيد تاج الدين الحسين بن الحسن بن تاج الدين الحسيني الكيسكي
في فهرست منتجب الدين واعظ عالم وفي الرياض الصواب الكيلكي
كما مر في ترجمة السيد تاج الدين بن محمد بن الحسين بن محمد الحسيني
الكيلكي والظاهر أنه من أقربائه اه‍
١٠٧٠: الشيخ أبو المحاسن الحسين بن الحسن الجرجاني
في الرياض: فاضل عالم متكلم محدث مفسر معروف كان من
مشاهير الامامية ومن مؤلفاته كتاب جلاء الأذهان وجلاء الأحزان في تفسير
القرآن وهو تفسير حسن الفوائد كبير لكنه بالفارسية وقد أدرج فيه اخبار
الأئمة ع وروايات الامامية رأيت نسخة منه بأسترآباد وأخرى بتبريز وأخرى
برشت وأخرى بامل ولم اعلم عصره ولا يبعد كونه بعينه
تفسير كازر اه ومجلداته موجودة كلها في الخزانة الرضوية وكتبت احدى
نسخها سنة ٩٧٢ وفي بعض نسخه اسم المؤلف أبو المحاسن الحسيني بن
علي الجرجاني.
١٠٧١: الأمير السيد حسين بن بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين حسن بن
أيوب بن نجم الدين الأعرجي الحسيني الموسوي العاملي الكركي والد
الميرزا حبيب الله الموسوي العاملي الصدر بأصبهان.
أقوال العلماء فيه
هو غير السيد حسين بن ضياء الدين أبي تراب حسن بن أبي جعفر
محمد الموسوي العاملي الكركي الآتي وتوهم صاحب الرياض في أنهما واحد
كما يأتي تفصيله هناك في أمل الآمل: السيد حسين بن الحسن الموسوي
العاملي الكركي والد ميرزا حبيب الله السابق ذكره كان عالما فاضلا جليل
القدر له كتاب سكن أصفهان حتى مات اه هكذا في نسخة الأمل المطبوعة
وفي نسخة مخطوطة عندي ولكن في الرياض عند نقل عبارة الأمل قال بعد
قوله والد ميرزا حبيب الله: كان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن كثير
العلم والعمل سافر إلى أصبهان وتقرب عند الملوك حتى جعلوه صدر العلماء
والامراء وأولاده وأبوه وجده كانوا من الفضلاء يأتي ذكر بعضهم وتقدم ذكر
أخيه السيد أحمد وكانا معاصرين لشيخنا البهائي وقابلا عنده الحديث اه
وفي الرياض هو والد الميرزا حبيب الله المشهور الذي صار صدرا للسلاطين
الصفوية في عهد الشاه عباس الأول والشاه صفي والشاه عباس الثاني وتوفي
في أوائل سلطنته اه ولا يبعد أن يكون أدرك عصر الشاه عباس الأول
بدليل ادراك أخويه عصر البهائي وقراءة بعض أولاده على البهائي ويمكن أن
يكون أدرك عصر الشاه طهماسب وهو ابن خالة المحقق الكركي بنص
صاحب الرياض حيث قال أن السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر
الدين حسن هو ابن خالة الشيخ علي بن عبد العال الكركي.
أسرته
هو في بيت علم وفضل فأبوه السيد حسن وأولاده الميرزا حبيب الله
ابن السيد حسين والميرزا علي رضا ابن الميرزا حبيب الله المعين لمشيخة
الاسلام بأصفهان والميرزا مهدي بن حبيب الله الملقب باعتماد الدولة
والميرزا معصوم بن الاعتماد وابن أخيه الميرزا إبراهيم ابن السيد محمد
القاضي بطهران وغيرهم من فضلاء سلسلتهم كلهم علماء فضلاء
مذكورون في محالهم من هذا الكتاب وفي روضات الجنات وصفهم بالأعيان
الاجلاء ومر قول صاحب الرياض في أولاده وأبيه وجده انهم كانوا من
الفضلاء. وفي الرياض أيضا: كان له ثلاثة أولاد ميرزا حبيب الله والسيد
أحمد والسيد محمد والد الميرزا إبراهيم المعاصر أو جده وهو شيخ الاسلام
بطهران وتوفي في هذه الأوقات وله ولدان أحدهما السيد محمد مات في حياة
أبيه وله حظ ما في العلم والآخر ميرزا جعفر وهو مثل والده في عدم العلم
وهو الآن شيخ الاسلام بطهران نعم لهم كتب جياد اه وكيف يكون لهم
كتب جياد مع عدم العلم إلا أن يريد أن الكتب لأهل العلم منهم ثم
قال ولقد أعرب شيخنا المعاصر في أمل الآمل في قوله في حق الميرزا إبراهيم
المذكور أنه عالم فاضل جليل القدر وهو ابن أخي ميرزا حبيب الله العاملي أو
ابن عمه اه فان عد مثل هذا الرجل من العلماء يورث الوهن في حال سائر
من أوردهم ولذا قد نسبنا اليه كل من لا نعرفه وانفرد هو بنقله لا سيما في
شان معاصريه كي تكون العهدة عليه قال ونظير ذلك بل أغرب منه ايراده
ميرزا حبيب الله المذكور في عداد هؤلاء الرجال وقوله في حق ولده ميرزا
علي رضا كان فاضلا عالما محققا مدققا فقيها متكلما جليل القدر عظيم الشأن
شيخ الاسلام في أصبهان وقوله في حق حفيده محمد معصوم بن محمد مهدي
ابن ميرزا حبيب الله أنه كان عالما فاضلا جليل القدر عظيم الشأن اعتماد
الدولة في أصبهان فان عد هؤلاء من أجلة العلماء وادخالهم في هؤلاء
الرجال الكبراء وقاحة شنعاء لا سيما مع غاية المدح والاطراء ثم قال بعد
نقل كلام الأمل السابق لعمري لقد أفرط في أوصاف الولد وفرط في جميل
أوصاف الوالد اما حقيقة حال الوالد فقد أوردنا شطرا منها واما شرح حال
الولد فاشتهار قلة علمه يغني عن الذكر والبيان فان قصص جهالته في انحاء
العلوم سائرة مشهورة والحكايات الواقعة بينه وبين الميرزا قاضي على الألسنة
مذكورة واما قوله وأولاده كانوا فضلاء فمن أولاده بلا واسطة الوزير الكبير
ميرزا محمد مهدي كان له حظ في العلوم وتقلد بعد والده الصدارة في أوائل
سلطنة الشاه عباس ثم ترقى فصار في أواسط سلطنته وزيرا تسع سنين ثم
عزله الشاه سليمان ومات بعد العزل بمدة سنة ١٠٨٠ تقريبا والذي كان له
نصيب ما في العلم من أولاده هو الميرزا معصوم ولاه بعد وفاة عمه مشيخة
الاسلام بأصفهان لكنه مات قبل تصرفه في ذلك. اما الولد الآخر وهو
(٤٧٢)

الميرزا علي رضا فقد صار شيخ الاسلام بأصبهان بعد موت والده ثلاثين
سنة حتى مات في هذه الاعصار اما قوله وجده من الفضلاء فلم يعقد له
ترجمة بخصوصه نعم ذكره جده أي جد ميرزا حبيب الله الاعلى بدر
الدين حسن بن جعفر بن حسن بن نجم الدين الأعرجي الحسيني العاملي
الكركي أستاذ الشهيد الثاني اه. وستعرف أن صاحب الرياض أغرب في
خلطه بين المترجم والسيد حسين المجتهد الآتي أكثر مما نسبه من الأغراب
إلى صاحب الأمل والعصمة لله وحده قوله أنه فرط في وصف الوالد هو مبني
على أن الوالد هو الآتي فان لنا رجلين كليهما يسمى بالسيد حسين بن حسن
الموسوي العاملي الكركي الأول المترجم والثاني السيد حسين بن ضياء الدين
أبي تراب حسن بن أبي جعفر محمد الموسوي العاملي الآتي ترجمته وقد اشتبه
صاحب الرياض بينهما كما يأتي والظاهر أن الثاني كان أعلى مرتبة من المترجم
فلذلك عد صاحب الرياض الاقتصار على ما ذكره صاحب الأمل فيه
تفريطا مع أنه وصفه بجلالة القدر على احدى النسختين وبجلالة القدر
وعظم الشأن وكثرة العلم والعمل على النسخة الأخرى واما قوله أنه أفرط
في وصف الولد فلعله لعدم اطلاعه على أحوالهم وكيف كان فما مر عن
الرياض يدل على تفوق العامليين وعلو هممهم وذكائهم فهم يطلبون العلم
في هذه القرى الصغيرة في جبل عاملة مع عدم السعة ويذهبون إلى بلاد
الغربة إيران والعراق والهند فيصيرون من أهل المراتب العالية العلمية
ويتولون ارفع المناصب في الدولة الصدارة والوزارة ومشيخة الاسلام
وغيرها.
١٠٧٢: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن الحسين المؤدب.
كان حيا سنة ٤٩٩.
ذكره صاحب الرياض في موضعين من كتابه فقال فيهما ما حاصله
الشيخ الفقيه الصالح كان في عصر الرضي والمرتضى والظاهر أنه من أكابر
العلماء وعندنا نسخة من نهج البلاغة بخطه تاريخ كتابتها سنة ٤٩٩ فتكون
قد كتبت قريبا من وفاة السيد الرضي مؤلف النهج وقد عورضت بنسخة
مقروءة على الرضي وكان المترجم من تلاميذ وأسانيد الشيخ محمد بن
علي بن أحمد بن بندار قرأ علي ابن بندار نهج البلاغة سنة ٤٩٩ وكتب له
إجازة على آخر النصف الأول منه فقال قرأ علي هذا الجزء شيخي الفقيه
الأصلح أبو عبد الله الحسين رعاه الله وكتب محمد بن علي بن أحمد بن
بندار بخطه في جمادى الآخرة سنة ٤٩٩ هجرية عظم الله يمنها بمنه اه
ومراده بشيخه أبو عبد الله هو المترجم فيكون المترجم شيخ ابن بندار حيث إن
المتعارف عند القدماء قراءة الشيخ نفسه الكتاب على تلميذه وهي احدى
طرق الإجازات بل هي اكملها وأتمها اه‍ وهذا معنى كونه من تلاميذ
وأساتيذ ابن بندار ويحتمل اتحاده مع الذي بعده.
١٠٧٣: أبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة ابن الحسن الأعور الجواد بن محمد بن
عبد الله بن الأشتر بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن
أبي طالب.
في عمدة الطالب انه كان نقيب الكوفة بعد أخيه وكان له عقب
يعرفون ببني الأشتر انقرضوا بعد ان بقيت بقيتهم إلى المائة السادسة
١٠٧٤: السيد أبو عبد الله حسين ابن السيد
ضياء الدين أبي تراب حسن ابن السيد شمس الدين أبي جعفر محمد الموسوي العاملي الكركي القزويني ثم
الأردبيلي المعروف بالأمير السيد حسين المجتهد وقد يعرف بالأمير السيد
حسين المفتي ابن بنت المحقق الكركي.
توفي سنة ١٠٠١ بقزوين بالطاعون العظيم الذي وقع فيها ونقلت
جنازته بأمر الشاه عباس الأول إلى المشاهد المشرفة بالعراق فدفن فيها كذا
في تاريخ عالم آرا وهو ابن بنت المحقق الثاني الشيخ علي بن عبد العال
الكركي فقد كان له ثلاث بنات إحداها أمه والثانية أم الأمير محمد
باقر الداماد والثالثة أم السيد أحمد بن الحسين بن الحسن الموسوي
العاملي الكركي وكان نازلا منزلة جده عند الامراء والسلاطين.
أقوال العلماء فيه
وجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ما صورته:
كان من أكابر العلماء المحققين وأعاظم الفقهاء المبرزين جليل القدر عظيم
الشأن له في نصرة الحق والخشونة في ذات الله مواقف تذكر فتشكر وحقوقه
على هذا الدين لا تحصر ومقاماته العالية لا تستقصى جاء من جبل عاملة
إلى بلاد العجم فأصاب في الدولة الصفوية جاها كبيرا وحظا عظيما وكان
من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي وبقي إلى أوائل دولة الشاه عباس
الأول ولما توفي جده المحقق الكركي قام مقامه ونزل منزلته عند الامراء
والسلاطين وسكن قزوين زمانا ثم ارتحل إلى أردبيل بأمر الشاه عباس الأول
فكان شيخ الاسلام بها إلى حين وفاته وكان معروفا من بين علماء العرب
بطلاقة اللسان ورشاقة البيان وفائقا في العلم والجاه على خاله الشيخ عبد
العالي بن المحقق الثاني الذي قام مقام أبيه بعد وفاته ولم يذكره صاحب أمل
الآمل سهوا أو لتخيل اتحاده مع والد ميرزا حبيب الله المتقدم كما جزم به
صاحب الرياض وقال في حقه السيد محمد أشرف بن عبد الحسيب الموسوي
الكركي في كتابه فضائل السادات انه كان من مروجي مذهب الإمامية الحقة
في دولة الصفوية اه‍ ورأيت في بلدة كرمانشاه على ظهر نسخة من كتاب
دفع البدعة في حل المتعة ما صورته من فواضل فضائل وفرائد فوائد مظهر
الإفاضة والإفادة مفخر النقابة والنجابة ندرة أفاضل الاشراف زبدة الاكامل
من آل عبد مناف علامة العلماء فهامة الحكماء حائز قصب السبق في الفروع
والأصول مستخرج غرض المحصلين بالحاصل من المحصول سباق غايات
المنقول والمعقول مفيض ابكار الأفكار من قرائح العقول منقح غوامض
الدلائل محقق غفائل المسائل حلال مشكلات الدقائق كشاف غوامض
الحقائق رضي الزمان مرتضى الأوان وحيد الدهر فريد العصر روح
التحقيق من الجسد ذخيرة اليوم والغد قدوة النهى مغيث الورى ذو الحسبين
الشريف المرتضى أبو المعالي كمال الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي المكارم
ضياء الدين الحسن بن قدوة العارفين أمير العرفان واليقين أبي الفضائل
محمد الحسيني أيد الله إفاضاته وفتوحاته وخلد إفاداته وفيوضاته بمحمد وآله
اه‍.
وقال إسكندر بك في تاريخ عالم آرا في المجلد الأول عند ذكر علماء
دولة الشاه طهماسب ما تعريبه منهم الأمير السيد حسين الحسيني العاملي
ابن بنت خاتم المجتهدين الشيخ علي بن عبد العالي وكان قد جاء من جبل
عامل في عهد الشاه طهماسب وأقام مدة في أردبيل وصار شيخ الاسلام بها
وقام بأمر التدريس ومهام الشرع والقضاء وبعد ذلك جاء إلى حضرة الشاه
(٤٧٣)

وأظهر اجتهاده وصار منظورا اليه من قبل الشاه وكان صاحب نفس عالية
وفطرة سامية وطبع كامل وحافظة عظيمة وكان يتولى أحيانا فصل القضايا في
العسكر المنصور ويحضر في كل يوم إلى محكمته العلية جمع كثير فيحكم بينهم
وكان يكتب كتاب محكمته في الاسناد الشرعية بأمره في ألقابه سيد المحققين
وسند المدققين وارث علوم الأنبياء والمرسلين خاتم المجتهدين وان كان العلماء
في غيبته يتكلمون في هذا ولا يسلمون له بهذه الدعوى ولكن الفحول منهم
لا يجسرون على انكار ذلك عليه في حضوره ولا على مباحثته وكان فصيح
البيان مليح اللسان إلى الغاية وكان يتوسط عند الشاه في معضلات الأمور
التي لا يقدر أحد على حلها من أركان الدولة حتى الامراء من أبناء الملوك
فيقبل وساطته فيها وكانت امداداته تصل بكثرة إلى خلق الله تعالى وقال في
المجلد الثاني في حوادث سنة ١٠٠١ ما تعريبه فيها توفي خاتم المجتهدين
الأمير السيد حسين الحسيني العاملي الكركي والحق ان هذا السيد العالي
الشأن الرفيع المكان الذي هو ابن بنت المجتهد المرحوم الشيخ علي بن عبد
العالي كان معروفا بين علماء العرب والعجم بطلاقة اللسان وفصاحة البيان
مشهور الاجتهاد في بلاد العجم وله في الأصول والفروع الامامية
رسائل نفيسة وفي عصر الشاه طهماسب كانت حضرته منبع علماء وفضلاء
العرب والعجم وكان شيخ المحققين الشيخ عبد العالي ابن المرحوم المجتهد
الشيخ علي له مرتبة عالية في الاجتهاد وجميع العلماء مذعنون باجتهاده ومع
ذلك كان المترجم أعلى منه رتبة كان يلقب بسيد المحققين الخ ما مر ويكتب
ذلك في الصكوك ولا يستطيع احجد انكاره في حضوره وان أنكروه في غيابه
اه‍ والشيخ عبد العالي المذكور هو خال المترجم بلا شبهة واستظهار
صاحب الرياض انه ابن الشيخ علي الميسي ودعواه ان سياق كلامه يخالف
إرادة الكركي منه في غير محلها وقال صاحب الرياض: السيد المجتهد أبو
عبد الله حسين ابن السيد ضياء الدين أبي تراب الحسن ابن صاحب
الكرامات الزاهرة والمقامات الباهرة شمس الدين أبي جعفر محمد الحسيني
الموسوي العاملي الكركي ثم الأردبيلي الفقيه الفاضل الجليل الكامل
المعروف بالأمير السيد حسين المجتهد وقد يعرف بالأمير السيد حسين المفتي
والد الميرزا حبيب الله المشهور الذي صار صدرا للسلاطين الصفوية إلى آخر
ما مر في الترجمة السابقة ثم قال: وكان السيد حسين المذكور قد سافر من
جبل عامل إلى بلاد العجم وكان في عصر الشاه طهماسب الصفوي إلى
عصر الشاه عباس الأول وكان له ثلاثة أولاد ميرزا حبيب الله والسيد أحمد
والسيد محمد والد ميرزا إبراهيم أو جده إلى آخر ما مر ثم قال ولقد أغرب
شيخنا المعاصر في أمل الآمل إلى آخر ما مر أيضا ثم قال وبالجملة كان
السيد حسين المجتهد هذا على ما بالبال وسيجئ عن كتابه دفع المناواة ابن
أخت الشيخ عبد العالي ابن الشيخ علي الكركي المشهور فإنه كان للشيخ
علي بنتان تزوج إحداهما والد السيد الداماد والأخرى والد هذا السيد ومر
في ترجمة السيد بدر الدين حسن بن جعفر بن فخر الدين حسن بن نجم
الدين الأعرجي الحسيني العاملي الكركي انه كان من أجداد ميرزا حبيب
الله وانه كان ابن خالة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ثم إنه سكن مدة
في بلاد جيلان أيضا وألف بعض كتبه باسم سلطانها كما سيجئ وكان
مكرما عند الشاه طهماسب بعد وفاة الشيخ علي الكركي وكذا عند
الشاه عباس الأول وقد سكن قزوين مدة ثم جاء إلى أردبيل بأمر الشاه
وصار شيخ الاسلام بها إلى أن مات فيها وكان والده من مشايخ الشهيد
الثاني ومن أكابر العلماء بل من مشايخ
الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي وكان جده الأعلى السيد حسن
بن أيوب بن نجم الدين الأعرجي الحسيني من أعاظم الفقهاء من تلاميذ
الشهيد الأول وبالجملة كان السيد حسين المذكور من مشاهير الفضلاء وكان
معظما عند السلاطين الصفوية وغيرهم اه‍ وفي كلامه عدة ملاحظات
يبتني جلها على جعله صاحب الترجمة السابقة وصاحب هذه الترجمة رجلا
واحدا مع أنهما اثنان.
السيد حسين بن حسن العاملي الكركي اثنان لا واحد.
وذلك أن لنا رجلين كلاهما يسمى السيد حسين بن حسن الحسيني
الموسوي العاملي الكركي أحدهما السيد حسين بن بدر الدين حسن بن
جعفر المتقدمة ترجمته قبل هذه الترجمة وثانيهما الذي نحن الآن في ذكر
ترجمته وصاحب أمل الآمل ذكر الأول ولم يذكر الثاني كما أنه لم يذكر السيد
حسين بن حيدر الكركي مع كونهما من مشاهير العلماء وأصلهما من بلاده
ولكن الكمال لله وحده وصاحب الرياض ذكر الثاني وادخل في ترجمته بعض
ما هو من صفات الأول وأحواله بزعم انهما شخص واحد فخلط بين
الترجمتين والحال ان تعددهما من الواضحات التي لا تحتاج إلى شاهد وان
اشتركا في بعض الصفات ولولا أن زعم اتحادهما وقع من صاحب الرياض
الذي له شهرته في سعة الاطلاع لقبح بنا التعرض لإقامة الشواهد على
التعدد ويدل على التغاير أو ينص عليه أمور أولها ان الأول سكن
أصفهان حتى مات كما مر ولم يذكروا انه نقل إلى العتبات والثاني لم يكن
بأصبهان ولا مات بها بل مات بقزوين ونقل إلى العتبات كما مر أيضا
وثانيها ان الثاني ابن بنت الشيخ علي بن عبد العالي الكركي بنص
إسكندر بك في موضعين من كتابه وصرح به هو نفسه في كتاب دفع المناواة
كما يأتي والأول لم يذكر أحد انه ابن بنت الشيخ علي الكركي مع أنه مما
جرت العادة ان يذكر ولا يترك وانما ذكروا في أبيه انه ابن خالة الشيخ علي
الكركي ثالثها ان الأول حسين بن بدر الدين حسن بن جعفر الأعرجي
الحسيني الموسوي والثاني حسين بن ضياء الدين أبي تراب حسن بن أبي
جعفر محمد الموسوي فاختلفا في لقب الأب فالأول بدر الدين و الثاني ضياء
الدين وفي كنيته فالثاني يكنى أبا تراب وهذا لم تذكر له كنية وفي اسم
الجد فالأول اسم جده جعفر والثاني اسم جده محمد ويكنى بأبي جعفر وفي
النسب فالأول حسيني أعرجي موسوي والثاني موسوي والعادة جارية ان من
كان من ذرية الكاظم ع يقال له موسوي ولا يقال له حسيني ومن كان من ذرية الحسين
ع وليس من ذرية الكاظم يقال له
حسيني ومتى قيل الحسيني الموسوي أريد انه حسيني من قبل الأب موسوي
من طرف الأم والسادة الأعرجيون حسينيون لا موسويون وقد صرح بان
الأول أعرجي فدل على أنه موسوي من طرف الأم والثاني موسوي من قبل
الأب رابعها ان الأول لم يذكر له الا كتاب واحد مجهول الاسم أشار اليه
صاحب أمل الآمل والثاني ذكر له صاحب الرياض مؤلفات كثيرة كما يأتي
في ترجمته خامسها ان الطبقة مختلفة فالثاني من علماء عصر الشاه
طهماسب بن إسماعيل الأول المتوفى سنة ٩٨٤ والأول من علماء عصر الشاه
عباس الأول ابن خدابنده بن طهماسب المتوفى سنة ١٠٣٨ معاصر للبهائي
بشهادة قراءة بعض أولاده على البهائي كما في أمل الآمل هكذا في الروضات
وهذا ان أمكن المناقشة فيه بامكان ادراك كل منهما عصر طهماسب وعباس
الأول لأن بين وفاتيهما نحو من ٥٤ سنة والأول كان ولده صدرا للشاه
(٤٧٤)

عباس الأول فلا يمتنع ان يدرك أبوه عصر طهماسب وعباس الأول الا ان
الوجوه الأولى لا يمكن المناقشة فيها.
فبسبب توهم صاحب الرياض انهما شخص واحد وقع في كلامه عدة
أغلاط أولا انه جعل الثاني والد ميرزا حبيب الله مع أن والده هو الأول
ثانيا أنه قال عن المترجم انه جاء من جبل عامل وكان في عصر الشاه
طهماسب إلى عصر الشاه عباس الأول ومجيئه في عصر طهماسب قد ذكره
إسكندر بك اما بقاؤه إلى زمن عباس الأول فلم يذكره لكن عدم ذكره له لا
يدل على عدم صحته ويمكن ان يكونا معا أدركا عصرهما وكيف كان فهما
متعاصران ثالثا قال إن له ثلاثة أولاد مع أنهم أولاد الأول لا أولاده
رابعا الذين قال عنهم ان صاحب الأمل أغرب في وصفه بما وصفه به
هم من ذرية الأول من أولاده وأحفاده وهو جعلهم من ذرية الثاني المترجم
خامسا ان بدر الدين حسن بن جعفر أحد أجداد ميرزا حبيب الله وابن
خالة الشيخ علي الكركي هو والد الأول وهو قد جعله والد الثاني. ونحن
قد تابعناه في هذا الاشتباه قبل الاطلاع على حقيقة الحال فقلنا في ترجمة
السيد بدر الدين حسن المذكور انه والد السيد حسين المشهور بالمجتهد
المفتي بأصفهان مع أنه والد الأول لا والد المشهور بالمجتهد سادسا قوله
ان والده من مشايخ الشهيد الثاني والشيخ حسين بن عبد الصمد والحال ان
الذي هو من مشايخهما هو الأول لا الثاني سابعا قوله كان جده الاعلى
الحسن بن أيوب من تلاميذ الشهيد الأول والحال انه جد الأول لا جد
الثاني.
ما حكي عنه في كتاب سيادة الاشراف
نقل عن المترجم في كتابه سيادة الاشراف الذي أثبت فيه ان المنتسب
بالأم إلى هاشم هو هاشمي أنه قال: الطريق الثاني. الهاشمي من كان
أبوه الاعلى هاشميا والأب للام أب لتحقق معنى الأبوة فيه ولأن الأب
الاعلى ينقسم إلى كل من الأبوي والأمي ضرورة ان آدم أبو عيسى ع
والنبي ص أبو الحسنين ولا مانع بتوهم سوى توسط الأم وليس بمانع قطعا بل
تأثيرها في التولد أشد لانخلاقه في رحمها وحصول التغذية والتنمية له فيه
ويشهد له العادة بامكان تولد الولد من الأم من غير أب كما في عيسى ع
وانتفاء العكس ويؤيده ما ذكره العالم الرباني ميثم البحراني في بيان قول
مدينة العلم ع ولا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل وانما قال
ابن أمه دون ابن أبيه لان الوالد الحق هو الأم واما الأب فلم يصدر عنه غير
النطفة التي ليست بولد بل جزءا ماديا له ولهذا قيل ولد الحلال أشبه الناس
بالخال وإذا كان الرضا ع على ما صح عنه ص يغير الطباع بعد الولادة
والانفصال فكيف بما قبله عند الاتصال يؤيد ذلك ما رواه العز المحدث عنه
ص كل قوم فعصبتهم لأبيهم الا أولاد فاطمة فاني عصبتهم وأنا أبوهم
فانظر إلى أنه ص بعد ان حكم بأنه عصبتهم والعصبة هم الأقارب الذكور
من جهة الأب خصص جهة العصبة بالأبوة اه‍.
خبره مع الشاه إسماعيل الثاني ابن طهماسب
ننقله ملخصا من روضات الجنات ورياض العلماء نقلا عن رسالة
الملا نظر علي تلميذ البهائي في أحوال شيخه البهائي فنقول:
كان إسماعيل هذا في حياة والده محبوسا لأجل بعض تقصيراته في
قلعة كنك وفي الرسالة في قلعة قهقهة المعروفة في آخر ولاية قراداع من
آذربيجان ولعل قهقهة اسم البلد وكنك اسم القلعة ومعه معلمه الميرزا زين
العابدين وكان محبوسا معه الميرزا مخدوم الشريفي صاحب نواقض الروافض
وجماعة من علماء القلندرية أصحاب ميرزا مخدوم فبذلوا همتهم
في صرفه عن طريقة آبائه في الدين إلى طريقتهم فمال إليها ولما صارت
إليه السلطنة وجلس على سرير الملك بقزوين ضيق على علماء
الشيعة في بلاده خصوصا المترجم والأمير السيد علي الخطيب وعلماء
أسترآباد الشديدي الاخلاص في التشيع فكان يؤذيهم ويظهر لهم العداوة
واخرج بعضهم من معسكره وأمر بجمع كتب المترجم في صناديق والختم
عليها ونقلها إلى داره وأخرجه من داره وجعلها دار للنزول وأراد تغيير
الخطبة إلى غير طريقة الشيعة وأمر بالغاء ما جرت به العادة أمام مواكب
العلماء والاشراف وأرسل إلى المترجم بعض جلاوزته لمنع ذلك وتهدده بالقتل ان
لم يمتنع فأجاب بان الملك إن شاء قتلي فليفعل ليقول من يأتي بعدنا أن يزيدا
ثانيا قتل حسينا ثانيا فيناله من الذم ما نال يزيد فلما رجع الجلواز سأله ما ذا
أجابك فقال أجابني بامتثال أمر الشاه فقال له انه لا يجيب بمثل ذلك فأصدقني وتهدده
فقال لا أقدر أن أقابل الشاه بما أجابني به فلما ألح عليه أخبره بقوله فازداد
غيظا وحنقا. وكان المتعارف نقش أسماء الأئمة الأطهار على النقود فأراد محوها
بحجة انها تقع في أيدي من أيديهم نجسة واظهر العزم عليه في مجمع من
العلماء والوزراء والاشراف فسكتوا خوف فقال له المترجم انقش عليها ما لا
يضر معه الوقوع في يد أحد وهو بيت للمولى حيرتي الشاعر: هر كجا نقشي
است بر ديوار ودر فازداد غضبه عليه ولكنه ترك ما كان عزم عليه حيث لم
يتيسر له وعزم على قتل المترجم ولم يزل المترجم معه في عناء وشدة مدة
سلطنته وهي سنة وستة أشهر حتى أنه حبسه في حمام شديد الحرارة بقص
د اهلاكه ولكن الله تعالى لم يقدر قتله على يده وأراد ان يدس السم إلى
الشيخ عبد العالي ابن الشيخ علي الكركي والى المترجم فهرب الشيخ عبد
العالي إلى همذان ولم يتمكن المترجم من الهرب فبقي في قزوين خائفا على
نفسه متوكلا على الله متوسلا بأجداده أئمة الهدى واشتغل بتلاوة دعاء
العلوي المصري المجرب في دفع كيد الأعداء. فلما دخل شهر رمضان
ومضى منه ثلاثة أيام خرج الشاه ليلا إلى السوق متنزها مع معشوقته المعروفة
بحلواجي اوغلي واكل من البنج وغيره فاختنق وضاق نفسه في الطريق فلما
ارجعوه إلى داره خرج من انفه وفمه دم كثير ومات فاحضروا المترجم فامر
بتغسيله وتكفينه واخذ صناديق الكتب التي كان اخذها من بيته واقفلها ولم
تكن عنده فرصة لفتحها ولكن صاحب الرياض قال في موضع آخر ان
السلطان المذكور مات فجأة على فراشه في الليل من غير سبب ظاهر والله أعلم
. انتهى ما أردنا نقله من اخباره مع الشاه إسماعيل الثاني، ومع كثرة
ما شنعوا به على الشاه فيمكن ان يكون الحق بجانبه في منعه ما جرت به
العادة امام المواكب وربما يكون صادق النية في محو ما على الدراهم
والدنانير، وغير ذلك ربما يكون مكذوبا عليه أو مبالغا فيه أو اقتضته سياسة
الملك والله أعلم بحقيقة حاله.
مشايخه
في إجازة السيد حسين بن حيدر بن قمر الحسيني العاملي الكركي كما
في الروضات أن المترجم يروي بالإجازة عن جماعة ١ والده السيد حسن
٢ الفقيه المتكلم الشيخ محمد بن الحارث المنصوري الجزائري ٣
السيد أسد الله الحسيني التستري ٤ الشيخ علي بن هلال الكركي الشهير
(٤٧٥)

والده بالمنشار ٥ المولى عطاء الله الآملي ٦ السيد عماد الجزائري
٧ الشيخ الفقيه يحيى بن حسين بن عشرة البحراني شارح الرسالة
الجعفرية جميعا عن جده لامه المحقق الكركي بطرقه.
تلاميذه
١ السيد حسين بن حيدر بن قمر الحسيني العاملي فإنه قال في
إجازة له رآها صاحب الروضات: أروي جميع ما سلف قراءة وإجازة عن
سيد المحققين وسند المدققين وارث علوم الأنبياء والمرسلين السيد حسين ابن
السيد الرباني والعارف الصمداني السيد حسين الحسيني الموسوي ٢
الشيخ شمس الدين محمد ابن الشيخ ظهير الدين إبراهيم البحراني ففي
الرياض له تلاميذ أجلاء وعده منهم ٣ غياث الدين علي الطبيب بن
كمال الدين الحسين الكاشاني ولا بد أن يكون له تلاميذ كثيرون لم تصل
الينا أسماؤهم.
مؤلفاته
قال إسكندر بك: له تصانيف معتبرة في الفقه وحقية المذهب ورد
بدع المبتدعين اه وقد ذكر جل هذه المؤلفات صاحب الرياض وأكثرها
كان عنده أو رآه وجل ما نذكره في وصفها هو من كلامه ١ رفع البدعة
في حلية المتعة وهي رسالة طويلة الذيل حسنة الفوائد جدا ألفها لكمال
الدين الشيخ أويس قال مؤلف هذا الكتاب رأيت نسخة منها في كرمانشاه
قال في أولها ما صورته: وبعد فان الولد الأمجد والعضد الأسعد الفائق على
أقرانه والممتاز عن أشباهه من أهل زمانه بالذهن الوقاد والفهم النقاد
والنفس المطمئنة المستكينة والذات المتصفة بالوقار والسكينة صاحب الخصال
الشريفة النفسية والخلال المنيفة القدسية الجامع بين الكمالات الصورية
والمعنوية والمستكمل للسعادات العلمية والعملية المداوم في عنفوان الشباب
على اقتناء السعادات والمواظب من حين الشبيبة على ادخار الخيرات أويس
قرن هذا القرن في حميد الصفات وكميل وقته في جميل السمات كمال الدين
الشيخ أويس سعد جده وجد سعده سألني أن أجرد له رسالة في النكاح
المنقطع وايراد حجج مشروعيته ورد شبه الخصم المنقطع واستيفاء شقوق
الصيغ وصنوف الأحكام وما عسى يسنح من النوادر المناسبة للمقام لما سمع
مني بعض ما ورد فيه من الآثار الصحيحة والأخبار الصريحة فأجبت
مسئوله بحسب ما تقتضيه الحال ولم تمنع منه شواغل الاشغال بمداومة الحل
والترحال وسميتها برفع البدعة في حل المتعة وضمنتها فاتحة ومناهج وخاتمة
إلى آخر ما ذكره.
٢ اللمعة في أمر صلاة الجمعة صنفها للشاه طهماسب الصفوي
فرع من تأليفها في شهر رمضان سنة ٩٦٦ في حضرة الشاه صفي بأردبيل
ويظهر منها القول بوجوبها تخييرا بشرط كون الامام فقيها مجتهدا جامعا
لشرائط الفتوى ورد فيها على الشهيد الثاني لقوله في رسالته بوجوب الجمعة
عينا وشنع عليه ٣ رسالة في تحقيق معنى السيد والسيادة اسمها
الاشراف على سيادة الاشراف مشتملة على فوائد جمة وأثبت فيها أن
المنتسب إلى هاشم بالأم هو منهم ألفها باسم الوزير الأعظم شجاع الدين
الصفوي الحيدري الموسوي الحسيني والظاهر أنه كان وزيرا للشاه طهماسب
الصفوي ٤ النفحات القدسية في أجوبة المسائل الطبرسية لطيفة طويلة
الذيل مشتملة على فوائد جليلة فقهية ألفها سنة ٧٩٩ ٥ النفحات
الصمدية في أجوبة المسائل الأحمدية والظاهر أن السائل هو أحمد خان ملك
بلاد جيلان فإنه كثيرا ما ألف مؤلفات لذلك الملك وربما ظهر من الرياض
اتحادها مع التي قبلها لكن صاحب الروضات جعلهما اثنتين ٦ الاقتصاد
في ايضاح الاعتقاد في الإمامة أحال اليه في رفع البدعة وقال أن له عدة
مؤلفات في علم الكلام وأصول الدين ٧ تذكرة الموقنين في تبصرة
المؤمنين في أصول الدين ٨ التبصرة في المسائل الكلامية ٩ دفع
المناواة أو المنافاة عن التفضيل والمساواة في شان علي ع بالنسبة إلى سائر
أهل البيت ع حسن نافع مشتمل على أخبار غريبة ألفه باسم السلطان
أحمد خان ولعله ملك جيلان وصهر الشاه عباس الأول وفي ديباجة بعض
نسخه أنه ألفه للشاه طهماسب وللشاه عباس الأول والتغييرات في ديباجة
الكتب شائعة وفي آخره فرع من تسويده مؤلفه المذنب الجاني الحسين بن
الحسن الحسيني في ربيع الأول سنة ٩٥٩ ويروي فيه عن كتب عديدة غريبة
وصرح في عدة مواضع منه أن جده الشيخ علي شارح القواعد أي جده لأمه
ويظهر من الكتاب أن له ميلا إلى طريقة الصوفية ووعد في آخره بتأليف
كتاب في ايمان أبي طالب ولعله ألفه ١٠ رسالة في صلاة الجمعة نفى فيها
الوجوب العيني وقد مرت رسالة اللمعة في امر الجمعة ولعلها غيرها أو
كررت سهوا ١١ الرسالة الطهماسية في الإمامة حسنة الفوائد ١٢
رسالة في جواب من سأله عن طهارة بعض فرق الاسلام ١٣ شرح
روضة الكافي ١٤ كتاب نقض دعامة الخلاف أشار اليه في جملة من
مؤلفاته ١٥ صحيفة الأمان في الأدعية والاحراز ١٦ شرح الشرائع
١٧ حواش على عيون أخبار الرضا ع ١٨ تعليقات على
الصحيفة الكاملة السجادية ١٩ جوابات استفتاءات كثيرة ٢٠ رسالة
وجيزة في حكم بعض فرق الاسلام ٢١ تعليقات على هوامش كتب
كثيرة ٢٢ رسالة في نيات النائب في جميع العقود حسنة الفوائد ٢٣
رسالة في تعيين قاتل بعض الخلفاء ٢٤ المقدمة الأحمدية فيما لا بد منه في
الشريعة المحمدية في أصول الدين والطهارة والصلاة ٢٥ رسالة كبيرة في
التوحيد ألفها لبعض أركان دولة الشاه طهماسب ٢٦ رسالة في تفسير
قوله تعالى اليوم أحل لكم الطيبات الآية ٢٧ رسالة في كيفية استقبال
الميت وما يتعلق بالميت وفيها تحقيق القبلة وفوائد كثيرة أخرى.
١٠٧٥: المولى حسين ويقال محمد حسين بن المولى حسن الجيلاني اللنباني
الأصفهاني.
اللنباني نسبة إلى لنبان بالضم وسكون النون وبعدها باء موحدة
وآخره نون في معجم البلدان قرية كبيرة بأصبهان.
توفي سنة ١١٢٩ ودفن في تخت فولاذ في مقبرة الآقا حسين
الخونساري.
عالم فاضل يروي عنه المولى محمد تقي الأصفهاني المدعو بمولى يقتا.
مؤلفاته
١ شرح الصحيفة السجادية كبير فارسي ورمي باخذ شرحه من شرح
السيد علي خان الشيرازي المدني ووقع بينهما من الردود ما وقع ووجد على
شرح السيد عليخان بخطه في حواشيه مواضع انتحال هذا الشارح من
أول الكتاب إلى آخره في الرياض في ترجمة السيد عليخان ولما بالغ السيد
عليخان في الإنكار على المولى حسين وسبه أخذ المولى حسين ثانيا في رد
(٤٧٦)

كلام السيد علي خان في أكثر مواضع أخذ شرحه المذكور ٢ أصول
العقائد فارسي كبير.
١٠٧٦: الحسين بن الحسن الحسني الأسود.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال فاضل
يكنى أبا عبد الله رازي وفي التعليقة ترحم عليه في الكافي في باب مولد
علي بن الحسين ع.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية الكليني عنه في مواضع من الكافي
ورواية أبي الحسن محمد بن عمرو عنه في أبواب زكاة الفطرة من التهذيب
والاستبصار.
١٠٧٧: قطب الدين حسين بن مجد الدين حسن النقيب بن علم الدين الحسين
النقيب الطاهر الحسيني الزيدي من ذرية زيد الشهيد.
مات ببغداد في ربيع الآخر سنة ٦٨١ وصلي عليه عند الرباط الجديد
المجاور لمعروف الكرخي وحمل إلى الكوفة فدفن بداره.
في غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار
تأليف السيد تاج الدين محمد بن حمزة بن زهرة عند ذكر بني زيد الشهيد ما
لفظه: من أكابرهم القطب حسين بن مجد الدين حسن بن الحسين الطاهر
كان شابا جميلا مليحا سكن بغداد منتقلا إليها من الكوفة وتزوج عند بيت
عبد الحميد بابنة أبي طالب محمد بن عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد
فأولدها بنتا تزوجها علي بن عبد الكريم بن طاوس الحسني مات ببغداد الخ
ما مر.
١٠٧٨: الحسين بن الحسن بن الحسين المؤدب.
في الرياض من علماء الشيعة وعندنا بخطه نسخة من نهج البلاغة
وعليها فوائد منه بخطه أيضا وتاريخ كتابة تلك النسخة سنة ٤٩٩ أو ٤٦٩
فلاحظ أحواله في الإجازات ثم ذكر ترجمة أخرى للشيخ أبي عبد الله
المؤدب القمي وقال أنه يروي عن جعفر بن محمد الدوريستي ويروي عنه
القطب الراوندي ويحتمل كونه جد هذا أو هو بعينه لأنه في طبقته بملاحظة
عصر مشايخه وتلاميذه.
١٠٧٩: الشيخ الرئيس أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ أبي القاسم الحسن بن
الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي وجده أخو
الصدوق.
في الرياض كان من أكابر فقهاء الإمامية وعلمائهم وهو واخوه الشيخ
أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الحسن وأبوهما أبو القاسم الحسن وأكثر أولاد
المترجم وأحفاده إلى زمن الشيخ منتجب الدين كانوا كلهم من أفاضل علماء
الأصحاب. وأعظمهم الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرس وهو السبط
الأدنى للمترجم وهو غير الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه
الآتي لاختلاف الطبقة والآباء وقال الشيخ منتجب الدين في الفهرس
الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه فقيه صالح اه
وقال الصهرشتي في أواخر قبس المصباح بعد حديث الحقوق من كتاب من
لا يحضره الفقيه للصدوق ما هذا لفظه: وقرأته على ابن أخيه الشيخ
الرئيس أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه بالري سنة ٤٤٠ وقال في
موضع آخر منه سمعت الشيخ أبا عبد الله الحسين بن بابويه بالري سنة
٤٤٠ يروي عن عمه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصدوق وهو
الجد الأعلى للشيخ منتجب الدين ولا ينافيه عدم تصريحه بأنه جده لأنه لم
يصرح في ترجمة غيره من أجداده سوى واحد اه قوله قرأته على ابن أخيه
الصواب أنه سبط أخيه أي ابن ابنه وكذا قوله عن عمه صوابه عن عم أبيه
ويجوز أن يطلق الابن على ابن الابن والعم على عم الأب ولا يبعد أن يكون
المذكور في كلام الصهرشتي في المقامين هو الحسين بن الحسن بن علي الآتي
فيكون ابن أخي الصدوق والصدوق عمه.
١٠٨٠: الشيخ حسين ابن الشيخ حسن ابن الشيخ حسين بن محمد العاملي الجبعي
المعروف بالشيخ حسين المحمد.
ولد في ٢ ربيع الثاني سنة ١٢٦٦ وتوفي في ١٠ صفر سنة ١٣٣٣ أو
٣٤.
وهو من ذرية الشيخ محمد بن محمود العاملي المشغري الشاعر المعروف
وليس من آل الحر وانما بينهم وبين آل الحر خؤولة لا عمومة فنسبوا إليهم
للخؤولة ولذلك كان المترجم يكتب توقيعه حسين المحمد تحرجا من
النسبة إلى الحر مع اشتهاره بالشيخ حسين الحر وكان أبوه الشيخ حسن
شيخا وقورا كريما جوادا على ما في كتاب جواهر الحكم وأبوه أخو الشيخ
محمد بن حسين المذكور في حرف الميم. وكان المترجم عالما فاضلا كاملا
نقيا ورعا سخي الطبع غاية في حسن الخلق والشفقة ورقة الطبع دقيق النظر
كان ابن عمنا السيد علي بن السيد محمود يثني على علمه وفضله كثيرا لكن
عبارته لم تكن متناسبة مع علمه وفضله اجتمعنا به في النجف أقل من سنة
ثم سافر إلى وطنه جبع سنة ١٣٠٩ وأصيب بمرض عضال أصله شدة تأثر
طبعه من المؤثرات كالأشياء المحزنة والمهوعسة، واجتمعنا به في جبل عامل
ودمشق، كان معه في النجف رجل من أقاربه لا ينفك يؤذيه ويؤذي عامة
العامليين والظاهر أنه كان به فن من الجنون فذهب ذلك الرجل مرة إلى
إيران وقال لرجل أن يكتب له كتابا إلى النجف فيه أن فلانا توفي فلما حضر
الكتاب إلى النجف سر به جميع العامليين الا المترجم فإنه أخذ في البكاء
فقيل له أتبكي عليه وقد فعل معك ومعنا ما فعل أبعده الله فقال أنا أبكي
عليه لأجل ذلك شفقة عليه وبعد مدة حضر صاحب الكتاب فقيل له ما
حملك على ما فعلت قال أردت أن أعرف من الذي يشمت بموتي.
١٠٨١: الحسين بن الحسن الحسيني.
في التعليقة ترحم عليه في الكافي في باب مولد علي بن الحسين
ع.
١٠٨٢: ناصر الدولة أبو محمد الحسين بن الحسن بن حمدان الملقب ناصر الدولة
الثاني.
مر بعنوان الحسن بن الحسين بن عبد الله بن
الحسين بن عبد الله بن حمدان ولكن في تاريخ ابن الأثير ذكر بعنوان الحسين بن الحسن بن حمدان
(٤٧٧)

وفي تاريخ دمشق لابن عساكر بعنوان الحسين بن الحسن بن الحسين بن
الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي في ج ٢١ ص ٢٠٥.
١٠٨٣: الشيخ حسين بن الحسن بن خلف الكاشغري.
في الرياض من أجل علماء الأصحاب يروي عن منصور بن بهرام وله
كتاب زين العابدين ينقل عنه السيد ابن طاوس في رسالة المواسعة والمضايقة
في قضاء فوائت الصلاة ولم يتعين عندي عصره لكن سند الرواية التي رواها
على ما نقله ابن طاوس هكذا عن منصور بن بهرام عن محمد بن محمد بن
الأشعث الأنصاري عن شريح بن عبد الكريم وغيره عن جعفر بن محمد
صاحب كتاب العروس عن منذر عن أبي عروة عن قتادة عن خلاس عن
علي ع فهو من القدماء قال ففي هذا الاسناد إشكال لأن
جعفر بن محمد صاحب كتاب العروس ليس بمتقدم على حمد بن محمد بن
الأشعث وأيضا رواية صاحب كتاب العروس عن علي ع بأربع وسائط
بعيد جدا اه‍.
١٠٨٤: مؤيد الملك أبو علي الحسين بن الحسن الرخجي.
توفي سنة ٤٣٠.
والرخجي بالراء المضمومة والخاء المعجمة المشددة المفتوحة والجيم
نسبة إلى الرخجية في انساب السمعاني ومعجم البلدان هي قرية على نحو
فرسخ من بغداد وراء باب الازج.
وهو محتمل التشيع ولا قطع به في تاريخ ابن الأثير كان وزيرا لملوك
بني بويه ثم ترك الوزارة وقال في حوادث سنة ٤١٣ وفيها في شهر رمضان
استوزر مشرف الدولة أبا عبد الله الحسين بن الحسن الرخجي ولقبه مؤيد
الملك وامتدحه مهيار وغيره من الشعراء وبني مارستانا بواسط وأكثر فيه من
الأدوية والأشربة ورتب له الخزان والأطباء ووقف عليه الوقوف الكثيرة وكان
يعرض عليه الوزارة فيأباها فلما قتل أبو غالب وزير مشرف الدولة ألزمه بها
فلم يقدر على الامتناع قال وفيها اصطلح سلطان الدولة وأخوه مشرف
الدولة وكان الصلح بسعي من أبي محمد بن مكرم ومؤيد الملك الرخجي
وزير مشرف الدولة وقال في حوادث سنة ٤١٤ فيها قبض مشرف الدولة
على وزيره مؤيد الملك الرخجي في شهر رمضان وكانت وزارته سنتين وثلاثة
أيام وكان سبب عزله ان الأثير الخادم تغير عليه لأنه صادر ابن شعيا
اليهودي على مائة ألف دينار وكان متعلقا بالأثير فسعى وعزله. وفي حوادث
سنة ٤٣٠ فيها توفي مؤيد الملك أبو علي الحسين بن الحسن الرخجي وكان
وزيرا لملوك بني بويه ثم ترك الوزارة وكان في عطلته يتقدم على الوزراء اه
ولنذكر هنا أبياتا ننتخبها من قصيدة مهيار التي مدحه بها لما ولي الوزارة. في
ديوان مهيار ما صورته وقال يمدح سيد الوزراء مؤيد الملك أبا علي الرخجي
ويشكر انعامه في تقديمه واكرامه عقيب تقلده الوزارة بعد امتناعه من
الدخول فيها وما ظهر من آثاره في النظر بعد نكول من سبق من الوزراء
وأنشدها بحضرته في الدار بباب الشعير:
إذا عم صحراء الغمير جدوبها * كفى دار هند إن جفني يصوبها
وقد درست الا نشايا عواصف * من الريح لم يفطن لهن هبوبها
خليلي هذي دار انسي وربما * يبين بمشهود الأمور غيوبها
قفا نتطوع للوفاء بوقفة * لعل المجازي بالوفاء يثيبها
وعيرتماني زفرة خف وقدها * مليا وعينا أمس جفت غروبها
فان تك نفسي أمس في سلوة خبت * فقد رجع اليوم الهدى يستتيبها
تبسم عن بيض صوادع في الدجى * رقاق ثناياها عذاب غروبها
وكم دون هند رضت من ظهر ليلة * أشد من الأخطار فيها ركوبها
حمى الله بالوادي وجوها كواسيا * إذا أوجه لم يكس حسنا سليبها
إذا وصف الحسن البياض تطلعت * سواهم يفدى بالبياض شحوبها
ولله نفس من نهاها عذولها * ومن صونها يوم العذيب رقيبها
لكل محب يوم يظفر ريبة * فسل خلواتي هل رأت ما يريبها
وتعجب إن حصت قوادم مفرقي * وأكثر أفعال الزمان عجيبها
ومن لم تغيره الليالي بعده * طوال سنيها غيرته خطوبها
يعدد أقوام ذنوب زمانهم * فمن لي بأيام تعد ذنوبها
إذا أبلي أمست تماطل رعيها * فهل ينفعني من بلاد خصيبها
ومن أملي في سيد الوزراء لي * مطاعم يغني عن سواها كسوبها
علي ضواف من سوالف طوله * يجرر أذيال السحاب سحوبها
عوارف تأتي هذه اثر هذه * كما رافدت أعلى القناة كعوبها
أرى شبهة الأيام عادت بصيرة * ومذنبها قد جاء وهو منيبها
وذلت فأعطاها يد الصفح ماجد * إذا سيل تراك الذحول وهوبها
لك الله راعي دولة ريع سرحها * وراح امام الطاردين غريبها
نفضت وفاض الرأي حتى انتقدتها * وما كل آراء الرجال مصيبها
تسربل بأثواب الوزارة انها * لك انتصحت اردانها وجيوبها
وقد طالما منيتها الوصل معرضا * وباعدتها من حيث أنت قريبها
وقد ضامها قبل الولاة وقصرت * قبائلها عن نصرها وشعوبها
فداك وقد كانوا فداءك منهم * جبان يد التدبير فيها غريبها
رمى الناس عن قوس واعجب من رمى * يد أرسلت سهما فعاد يصيبها
أبى الله أن يشقي بك الله أمة * رأيت بها سقما وأنت طبيبها
فقد دانت الدنيا لرب محاسن * محاسن قوم آخرين عيوبها
إذا الشمس لم تطلع علينا وأمرنا * بكفك معقود فدام مغيبها
١٠٨٥: الحسين بن الحسن بن زيد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحسيني الجرجاني القصبي.
القصبي في أنساب السمعاني نسبة إلى واسط لأنه يقال لها واسط
القصب لأنها قبل أن يبني الحجاج بها كانت كلها قصبا.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: قدم دمشق وحدث بها ثم روى
بسنده عن ابن الأكفاني عنه سنة ٤٠٢ عن عبد الله بن عمر أن رسول الله
ص ذكر رمضان فقال لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فان
غم عليكم فاقدروا له. وقال كان هذا القصبي يحدث عن أبي القاسم
علي بن الحسين بن موسى العلوي المعروف بالمرتضى بأشياء من تصانيفه
على مذاهب الرافضة ولو أراد
الله به خيرا ما روى شيئا منها اه‍. ولو أراد الله خيرا بابن عساكر ما فاه بهذا ولعلم أن المرتضى لا يحيد في تصانيفه عن
الحق وعن الحجج الواضحة والبراهين الدامغة وعن علوم أجداده مفاتيح
باب مدينة العلم وأحد الثقلين ومثل سفينة نوح وباب حطة ولا يضرها إن
سماها نصبا منه مذاهب الرافضة وقد علم من ذلك أنه من تلاميذ الشريف
المرتضى. وفي الرياض السيد الزاهد أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن
(٤٧٨)

زيد بن محمد الحسيني الجرجاني القصبي كان من مشايخ الشيخ أبي محمد
الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي ويروي عن أبيه الحسن عن جده زيد عن أبي الطيب
الحسن بن أحمد كذا يظهر من بشارة المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري
فهو في درجة الشيخ الطوسي اه‍.
١٠٨٦: السيد حسين بن حسن بن شدقم المدني.
يأتي بعنوان حسين بن حسن بن علي بن شدقم.
١٠٨٧: حسين بن الحسن الظهيري.
يأتي بعنوان حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف.
١٠٨٨: الشيخ حسين بن الحسن العاملي المشغري
. كان حيا سنة ١٠٤٨.
في أمل الآمل: كان فاضلا صالحا جليل القدر شاعرا أديبا قرأ على
شيخنا البهائي وعلى الشيخ محمد بن الحسن بن الشهيد الثاني سافر إلى الهند
ثم إلى أصفهان ثم إلى خراسان وسكن بها حتى مات وكان عمي الشيخ
محمد بن علي بن محمد الحر العاملي المشغري يصف فضله وعلمه وفصاحته
وكرمه رأيت جملة من كتبه منها كتاب النكاح من التذكرة وعليه
خط شيخنا البهائي بالإجازة له روى عن عمي عنه اه‍ وذكره
صاحب الرياض في موضعين من كتابه فقال في أحدهما: كان رأس
العلماء العاملين ورئيس المحدثين في عصره وكان قريبا من عصرنا
رأيت خطه الشريف على ظهر نسخة من كامل ابن الأثير بتاريخ ١٠٢٧
ورأيت بعض المطالب من الكشاف بخطه الشريف بهراة في مجموعه كتبها
تذكرة للمولى محمد حسين المدرس الكاشي الهروي وخطه لا يخلو من جودة
وتاريخها أواخر رمضان أوائل العشر الخامس من المائة الحادية عشرة وقال في
الموضع الآخر الفاضل العلامة تلميذ الشيخ البهائي وغيره من تلاميذه
الشيخ عبد الكاظم الكاظمي ورأيت إجازة منه له بخطه تاريخها أوائل المائة
الحادية عشرة ثم نقل كلام أمل الآمل المتقدم واجازته للشيخ عبد الكاظم
الكاظمي أوردها صاحب الرياض في ترجمة المجاز كتبها بالمشهد الرضوي
أواخر ربيع الأول من أوائل السنة الحادية عشرة وفي الذريعة انه وجد خطه
على ظهر نسخة من استقصاء الاعتبار في شرح الاستبصار للشيخ محمد
حفيد الشهيد الثاني.
١٠٨٩: الشيخ حسين بن حسن بن عبد الله بن علي نعمة العاملي الجبعي ثم
الحبوشي.
توفي خلال الحرب العامة الأولى سنة ١٣٣٤.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا قرأ في جبل عامل في مدرسة السيد
حسن يوسف الحبوشي ثم هاجر إلى النجف فبقي فيها مدة ثم عاد إلى جبل
عامل وسكن قرية حبوش إلى أن توفي بها أثناء الحرب العامة الأولى ومن
شعره قوله مهنئا الشيخ احمد عارف الزين صاحب مجلة العرفان بزفافه:
قم ساق طاردة الهموم * واسق النديم إلى النديم
مشمولة كادت لرقتها * تهب مع النسيم
قد عتقت من عهد عاد * قبل في الزمن القديم
ومتى علاها الماء خلت * حبابها زهر النجوم
وأمل قوام مديرها * يا صاحب الصوت الرخيم
تم الهنا بقرآن بدر * المجد ذي الشرف القويم
العارف الفطن المقدم * والكريم ابن الكريم
يا ابن الأولى ورثوا المكارم * من قروم عن قروم
لم ينا حبك بالوشاة * ولا الملامة من لئيم
اني عقدت مودة * لك من فؤادي في الصميم
خذها إليك فرائدا * يهزأن بالعقد النظيم
واسلم ولا برحت بك * الأيام عاطرة النسيم
١٠٩٠: أبو عبد الله الحسين بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي.
كان حيا سنة ٣٨٦.
هو ابن أخي سيف الدولة علي بن عبد الله بن حمدان صاحب حلب
والجزيرة أبوه ناصر الدولة صاحب الموصل من امراء بني حمدان المعروفين
كان فارسا شجاعا أديبا شاعرا وبعد وفاة أبيه استولى بنو بويه على الموصل
وتفرق أولاده فكان المترجم في خدمة بني بويه في بغداد ثم عاد فاستولى
عليها هو وأخوه إبراهيم قال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٧٨ في هذه السنة
ملك أبو طاهر إبراهيم وأبو عبد الله الحسين ابنا ناصر الدولة بن حمدان
الموصل وسبب ذلك انهما كانا في خدمة شرف الدولة ابن عضد الدولة
ببغداد فلما توفي وملك بهاء الدولة استاذنا في الاصعاد إلى الموصل فاذن لهما
فاصعدا ثم علم القواد الغلط في ذلك فكتب بهاء الدولة إلى خواشاذه وهو
يتولى الموصل يأمر بدفعهما عنها فأرسل اليهما يأمرهما بالعودة فأجابا جوابا
جميلا وجدا في السير حتى نزلا بالدير الاعلى بظاهر الموصل وثار أهل
الموصل بالديلم والأتراك فنهبوهم وخرجوا إلى بني حمدان وخرج الديلم إلى
قتالهم فهزمهم المواصلة وبنو حمدان وقتل منهم خلق كثير واعتصم الباقون
بدار الامارة وعزم أهل الموصل على قتلهم والاستراحة منهم فمنعهم بنو
حمدان عن ذلك وسيروا خواشاذه ومن معه إلى بغداد وأقاموا بالموصل وكثر
العرب عندهم وقال في حوادث سنة ٣٨٠ ان أبا طاهر إبراهيم والحسين
ابني ناصر الدولة ابن حمدان لما ملكا بلاد الموصل طمع فيها باذ الكردي
وجمع الأكراد فأكثر وكاتب أهل الموصل فاستمالهم فاجابه بعضهم فسار
إليهم ونزل بالجانب الشرقي فضعفا عنه وراسلا أبا الذواد محمد بن المسيب
أمير بني عقيل واستنصراه فطلب منهما جزيرة ابن عمر ونصيبين وبلدا وغير
ذلك فأجاباه إلى طلبه وسار اليه أبو عبد الله الحسين وأقام أبو طاهر بالموصل
يحارب باذا فلما اجتمع أبو عبد الله وأبو الذواد سارا إلى بلد وعبرا دجلة
وصارا مع باذ على أرض واحدة وهو لا يعلم فاتاه الخبر وقد قارباه فأراد
الانتقال إلى الجبل لئلا يأتيه هؤلاء من خلفه وأبو طاهر من أمامه فاختلط
أصحابه وأدركه الحمدانية فناوشوهم القتال وأراد باذ الانتقال من فرس إلى
آخر فسقط واندقت ترقوته فاراده ابن أخته أبو علي بن مروان على الركوب
فلم يقدر فتركوه وانصرفوا واحتموا بالجبل ووقع باذ بين القتلى فعرفه بعض
العرب فقتله وحمل رأسه إلى بني حمدان وأخذ جائزة سنية وصلبت جثته على
دار الامارة فثار العامة فانزل وكفن وصلي عليه ودفن وسار أبو علي ابن
أخت باذ في طائفة من الجيش إلى حصن كيفا وهو لباذ فملكه مع حصون
أخرى كانت لخاله وسار إلى ميافارقين وسار اليه أبو طاهر وأبو عبد الله ابنا
حمدان ومعهما رأس باذ فوجداه قد احكم امره وتصافوا واقتتلوا وظفر أبو
علي واسر أبا عبد الله بن حمدان فأكرمه وأحسن اليه ثم أطلقه فسار إلى أخيه
(٤٧٩)

أبي طاهر وهو يحاصر آمد فأشار عليه بمصالحة ابن مروان فلم يفعل واضطر
أبو عبد الله إلى موافقته وسار إلى ابن مروان فواقعاه فهزمهما وأسر أبا عبد الله
أيضا فأساء اليه وضيق عليه إلى أن كاتبه صاحب مصر وشفع اليه فاطلقه
وذهب إلى مصر وتقلد منها ولاية حلب واقام بتلك الديار إلى أن توفي وقال
في حوادث سنة ٣٨٦ فيها عصى أهل صور على الحاكم وأمروا عليهم رجلا
ملاحا يعرف بالعلاقة وعصى أيضا المفرج بن دغفل بن الجراح ونزل على
الرملة وعاث في البلاد وكان مدبر دولة الحاكم ارجوان الخادم بوصية من أبيه
العزيز فأخرج ارجوان رجلا اسمه جيش بن الصمصامة في عسكر ضخم
فسار حتى نزل الرملة فاطاعه واليها وسير عسكرا إلى صور وعليهم أبو
عبد الله الحسين بن ناصر الدولة بن حمدان وكان معه فغزاها برا وبحرا
فأرسل العلاقة إلى ملك الروم يستنجده فسير اليه عدة مراكب مشحونة
بالرجال فالتقوا بمراكب المسلمين على صور فاقتتلوا وظفر المسلمون وانهزم
الروم وقتل منهم فلما انهزموا انخذل أهل صور وضعفت نفوسهم فملك
البلد أبو عبد الله بن حمدان ونهبه وقتل كثير من جنده وأخذ العلاقة أسيرا
فسيره إلى مصر فسلخ وصلب بها وأقام بصور اه‍ وفي اليتيمة: أنشدني
الحسين بن ناصر الدولة والظاهر أنه له:
لو كنت أملك طرفي ما نظرت به من بعد فرقتكم يوما إلى أحد
ولست اعتده من بعدكم نظرا لأنه نظر من مقلتي رمد
١٠٩١: أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي
البغدادي.
توفي سنة ٢٠١ أو ٢٠٢ ببغداد.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال من أهل الكوفة ولي ببغداد قضاء
الشرقية بعد حفص بن غياث ثم نقل إلى قضاء عسكر المهدي قيل
ليحيى بن معين كتبت عنه قال لا وقال يحيى كان ضعيفا في القضاء ضعيفا
في الحديث. أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال حسين بن الحسن
العوفي ضعيف. أخبرنا علي بن المحسن أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر
قال الحسين بن الحسن العوفي رجل جليل من أصحاب أبي حنيفة وكان
سليما مغفلا ولاه الرشيد أياما ثم صرفه. بسنده عن محمد بن سعد قال
الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي يكنى أبا عبد الله وكان
من أهل الكوفة وقد سمع سماعا كثيرا وكان ضعيفا في الحديث ثم قدم
بغداد فولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث ثم نقل من الشرقية فولي
قضاء عسكر المهدي في خلافة هارون ثم عزل فلم يزل ببغداد إلى أن توفي بها
سنة ٢٠١ أو ٢٠٢.
وفي ميزان الاعتدال الحسين بن الحسن بن عطية العوفي ضعفه
يحيى بن معين وغيره وقال ابن حبان يروي أشياء لا يتابع عليها لا يجوز
الاحتجاج بخبره وقال النسائي ضعيف توفي سنة ٢٠١ (١) وفي لسان الميزان
قال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال الجوزجاني واهي الحديث وقال ابن
سعد سمع سماعا كثيرا وكان ضعيفا في الحديث وذكره العقيلي في الضعفاء
ويفهم من ذلك أنه كان رجلا جليلا وليست جلالته الا لوفور علمه ولولا
ذلك لم يوله الرشيد القضاء وانه كان كثير الرواية للحديث سوى انه كان
مغفلا سليم الباطن ورمي بالضعف في نفسه والضعف في حديثه والضعف
في قضائه والمراد بالضعف في الحديث انه يهم فيه ويصحف كما يأتي انه
صحف خرز بجوز وأشيم الضبابي باتيم الصنعاني والضعف في نفسه ظاهر
في القدح في عدالته ويمكن ان يراد به ضعف الحديث واما ضعفه في قضائه
فبمثل ما حكم به من الحاق الولد بالخصي كما يأتي ان صح ذلك.
تشيعه
ليس بيدنا ما يدل على أنه من شرط كتابنا سوى انه حفيد عطية
العوفي المعروف بالتشيع وكون الولد على سر أبيه وربما يؤيده تضعيف القوم
له وكونه من أهل الكوفة المعروفين بالتشيع.
اخباره
جرأته على المهدي وتشدده في رد المظالم
روى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن أبي عمر الشغافي قال صلينا
مع المهدي المغرب ومعنا العوفي وكان على مظالم المهدي فلما انصرف المهدي
من المغرب جاء العوفي حتى قعد في قبلته فقام اي المهدي يتنقل فجذب
العوفي ثوبه فقال المهدي ما شانك قال شئ أولى بك من النافلة قال
وما ذاك قال سلام مولاك وهو قائم على رأسه أوطأ قوما الخيل وغصبهم
على ضيعتهم وقد صح ذلك عندي تأمر بردها وتبعث من يخرجهم فقال
المهدي يصح إن شاء الله فقال العوفي لا الا الساعة فقال المهدي: فلان
القائد. اذهب الساعة إلى موضع كذا وكذا فأخرج من فيها وسلم الضيعة
إلى فلان فما أصبحوا حتى ردت الضيعة على صاحبها.
ما نسب اليه من التصحيف
في تاريخ بغداد عن يحيى بن معين ان العوفي قال في حديث له:
جوز من جوز اليهود يريد خرز من خرز اليهود وفيه عن إبراهيم بن موسى
كنا عند العوفي قاضي بغداد فروى حديث الضحاك بن سفيان عن قصة أشيم
الضبابي قال كتب إلى النبي ص ان أورث امرأة وسكت ساعة ثم قال
اتيم الصنعاني قال صاحب لسان الميزان فصحف أشيم بالشين المعجمة
والمثناة التحتية بوزن جعفر باتيم الفوقية بدل الشين وصحف الضبابي بضاد
معجمة وبائين موحدتين بالصنعاني.
خبره مع زوجة الخصي
روى الخطيب في تاريخ بغداد انها جاءت امرأة إلى العوفي قاضي
هارون ومعها صبي ومعها رجل فقالت هذا زوجي وهذا ابني منه فقال له
هذه زوجتك قال نعم قال وهذا الولد منك قال اصلح الله القاضي انا
خصي فالزمه الولد فاخذ الصبي ووضعه على رقبته وانصرف فاستقبله
صديق له خصي والصبي على عنقه فقال له من هذا الصبي معك فقال
القاضي يفرق أولاد الزنا على الناس أو على الخصيان.
من اخباره
ما في تاريخ بغداد انه كان يجتمع في مجلسه قوم فيتناظرون فيدعو
بدفتر فينظر فيه ثم يلقي من المسائل ويقول لمن يلقي عليه أخطات وأصبت
من الدفتر كأنه كان قد كتب تلك المسائل وأجوبتها في الدفتر فمن أصاب

(١) من الغريب ما في لسان الميزان المطبوع عند نقل كلام ميزان الاعتدال انه توفي سنة أحدي
وخمسين وثلاثمائة.
المؤلف
(٤٨٠)

الجواب المكتوب قال له أصبت ومن أخطاه قال له أخطات.
من طريف اخباره
قال الخطيب كان العوفي طويل اللحية جدا كانت لحيته تبلغ إلى ركبته
وله في امر لحيته اخبار طريفة. قامت امرأة اليه فقالت عظمت لحيتك
فأفسدت عقلك وما رأيت ميتا يحكم بين الاحياء قبلك. قال فتريدين
ماذا؟ قالت وتدعك لحيتك تفهم عني. فقال بلحيته هكذا ثم قال تكلمي
يرحمك الله.
واشترى رجل من أصحاب القاضي العوفي جارية فغاضبته ولم تطعه
فشكا ذلك إلى العوفي فقال انفذها إلي حتى أكلمها فانفذها اليه فقال لها يا
عروب يا لعوب يا ذات الجلابيب ما هذا التمنع المجانب للخيرات
والاختيار للأخلاق المشنوءات فقالت له أيد الله القاضي ليس لي فيه حاجة
فمره يبعني فقال لها يا منية كل حكيم وبحاث على اللطائف عليم أما علمت أن
فرط الاعتياصات من الموموقات على طالبي المودات والباذلين لكرائم
المصونات مؤديات إلى عدم المفهومات فقالت له الجارية ليس في الدنيا
اصلح لهذه العثنونات المنتشرات على صدور أهل الركاكات من المواسي
الحالقات وضحكت وضحك أهل المجلس وكان العوفي عظيم اللحية
ولبعضهم في وصفها:
لحية العوفي أبدت * ما اختفى من حسن شعري
هي لو كانت شراعا * لذوي متجر بحر
جعل السير من الصين * الينا نصف شهر
هي في الطول وفي * العرض تعدت كل قدر
مشايخه
في تاريخ بغداد حدث عن أبيه وعن سليمان الأعمش ومسعر بن
كدام وعبد الملك بن أبي سليمان وأبي مالك الأشجعي.
تلاميذه
في تاريخ بغداد روى عنه ابنه الحسن وابن أخيه سعد بن محمد
وعمر بن شبه النمري وإسحاق بن بهلول التنوخي.
ومرت ترجمة ابنه الحسن بن الحسين بن عطية في ج ٢١ وترجمة أبيه
الحسن بن عطية في ج ٢٢.
١٠٩٢: الحسين بن الحسن العلوي.
روى عنه الكليني في الكافي في باب مولد الصاحب ع بلا
واسطة في الحديث الثلاثين قبل آخر الباب بحديث واحد.
١٠٩٣: السيد حسين بن الحسن العلوي الكوكبي.
هو الحسين بن الحسن المعروف بابن أخي الكوكب وقد تقدم.
١٠٩٤: عز الملك أبو عبد الله الحسين بن نظام الملك أبو علي الحسن بن علي
بن إسحاق الطوسي.
ذكرنا تشيع أبيه في محله استنادا إلى ما وجدناه في مسودة الكتاب وان
كنا لم نعثر إلى الآن على من صرح بتشيعه والولد على سر أبيه قال ابن الأثير
في حوادث سنة ٤٨٦: كان عز الملك أبو عبد الله الحسين بن نظام الملك
مقيما بخوارزم حاكما فيها وفي كل ما يتعلق بها واليه المرجع في كل أمورها
السلطانية فلما كان قبل ان يقتل أبوه حضر عنده فقتل أبوه ومات السلطان
فأقام بأصبهان إلى الآن فلما حصرها بركيارق وكان أكثر عسكره النظامية
خرج من أصبهان هو وغيره من اخوته فلما اتصل ببركيارق احترمه وأكرمه
وفوض أمور دولته اليه وجعله وزيرا له.
١٠٩٥: الميرزا حسين بن الميرزا حسن بن علي أصغر السبزواري.
ولد في قرية يقال لها آزاد منجير على فرسخين من سبزوار حدود سنة
١٢٦٨ وتوفي في سبزوار ليلة الثلاثاء ٢١ شوال سنة ١٣٥٣.
كتب الينا ترجمته تلميذه السيد عبد الله بن الحسن الموسوي
السبزواري والعهدة في كل ما نذكره فيها عليه فقال ما حاصله: قدم سبزوار
لتعلم العلوم الأدبية فاستكملها في أقل من خمس سنين ثم شرع في
الرياضيات من الحساب والهيئة ثم في العلوم الآلهية من الأصولين والفقه ثم
في العلوم العقلية والحكمة الآلهية عند الملا محمد ابن الحكيم الشهير الملا
هادي السبزواري صاحب المنظومة فقرأ عليه الاسفار الأربعة في الحكمة
العقلية لصدر الدين الشيرازي وذلك على قاعدة علماء العجم في الاعتناء
الشديد بعلم الحكمة من الطبيعيات والالاهيات ولما بلغ التاسعة عشرة من
عمره سافر إلى العراق إلى النجف الأشرف فحضر درس الميرزا حسن
الشيرازي الشهير ولما سافر الميرزا إلى سامرا سافر معه وقرأ عليه ثم رجع إلى
سبزوار سنة ١٣٠٠ واشتغل فيها بتدريس العلوم الالاهية وكان قوي الحافظة
غزير العلم كثير الفكر قليل الاكل والنوم كثير التدبير في الآيات الشريفة
القرآنية يستخرج منها درر المعاني العجيبة والنكات الغريبة وكان كثيرا ما
يتلو في خلواته أدعية الصحيفة السجادية وكان يقول اني أتعجب من تلك
الأدعية مع أن منشئها والداعي بها في مقام التضرع والسؤال والتخشع
والابتهال وهي مع ذلك تشتمل على مطالب عالية علمية ومباحث حكمية
مثل قوله ع في دعاء يا من تحل فهي بمشيئتك دون قولك مؤتمرة
وبإرادتك دون نهيك منزجرة حيث بين ع انه لا واسطة بينه وبين
فعله جل شانه الا ارادته منه ليس الا ايجاده كما في خبر صفوان:
وارادته عين علمه وحكمته.
مؤلفاته
١ رسالة في الطهارة ٢ رسالة في الصوم تشتمل على ما لا يكاد
يوجد في غيرها ٣ رسالة في النذر ٤ رسالة في اللباس المشكوك ٥
تعليقات على رسائل الشيخ مرتضى الأنصاري في الأصول ٦ رسالة في
الأمور العامة من علم الحكمة العقلية ٧ رسالة في معنى البداء ٨
منظومة في الحكمة الآلهية أولها:
سبحان من ألهم اسرار الحكم * أنفس الإنسان وابدع القلم
وبعد يا سلاك نهج المعرفة * لا علم في العلوم مثل الفلسفة
٩ رسالة في وجه الجمع بين عصمة الأئمة واعترافهم بالذنوب
سوى ما ذكره علي بن عيسى الأربلي وصدر الدين الشيرازي في شرح
أصول الكافي ١٠ رسالة في آية الخلافة وهاتان الأخيرتان كتبهما تلميذه
المذكور من تقريره.
وأنت ترى ان صرف نفيس العمر في مثل هذه المؤلفات التي لم تنشر
(٤٨١)

ولم تطبع ليعلم مقدار قيمتها عديم الجدوى وانه لو بذل الجهد في مؤلف
واحد وأتقن ونشر لكان انفع وأجدى.
١٠٩٦: الحسين بن الحسن بن علي بن بندار بن باد بن بويه أبو عبد الله الأنماطي
المعروف بابن احما الصمصامي.
ولد يوم الأحد ٣ ربيع الآخر سنة ٣٥١ ووجد في منزله ميتا يوم
الاثنين ١٣ شعبان سنة ٤٣٩.
قال الخطيب في تاريخ بغداد كتبت عنه وكان يسكن بالجانب الشرقي
في ناحية مربعة أبي عبيد الله وكان ينتحل الاعتزال والتشيع وكان ظاهر
الحمق بادي الجهل فيما ينتحله ويدعو اليه ويناظر عليه سمعته يقول ولدت
في يوم الأحد لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة ٣٥١ وكان أبي قميا
حدثنا الحسين بن الحسن الأنماطي من حفظه ثم ذكر حديثا مسندا إلى
سهل بن سعد انهم كانوا يؤمرون ان يضعوا ايمانهم على شمائلهم في
الصلاة. وجد أبو عبد الله الأنماطي في منزله ميتا يوم الاثنين الثالث عشر
من شعبان سنة ٤٣٩ ولم يشعر أحد بموته حتى وجد في هذا اليوم وقد اكل
الفأر انفه وأذنيه اه‍. وفي ميزان الاعتدال الحسين بن الحسين بن بندار
الأنماطي روى عن ابن ماسي قال الخطيب كان يدعو إلى التشيع والاعتزال
ويناظر عليه بجهل اه‍ قوله كانوا يؤمرون الخ اي كان الصحابة
يؤمرون بذلك في عهد الخليفة الثاني بعد فتح بلاد الفرس وسهل بن سعد
هذا هو الساعدي من الصحابة قوله كان ينتحل الاعتزال والتشيع مع منافاة
الاعتزال للتشيع منافاة ظاهرة يراد به الموافقة للمعتزلة في بعض الأصول
المعروفة مثل استحالة رؤية الباري تعالى وخلق القرآن وعدم مغايرة صفاته
تعالى لذاته الحسن والقبح العقليين واستحالة الظلم عليه تعالى وغير ذلك
وكونه ظاهر الحمق بادي الجهل فيما ينتحله الخ لم يأت عليه بدليل سوى انه
مخالف لنحلته وذلك مما يدل على حمق القائل وجهله وما الذي كان يمنعه من
اظهار حمقه وجهله للناس بمناظراته وهو من تلاميذه الآخذين عنه.
مشايخه
في تاريخ بغداد حدث عن عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن
ماسي والحسين بن علي التميمي النيسابوري وأبي حامد أحمد بن الحسين
المروزي ومحمد بن إسماعيل الوراق وأبي الحسين بن البواب المقرئ وأبي
الحسن الدارقطني اه‍
تلاميذه
منهم الخطيب البغدادي كما مر وأخذ الخطيب عنه مع تعصبه وذمه له
يدل على سعة روايته وجلالة شانه.
١٠٩٧: الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه القمي ابن أخي الصدوق
في الرياض يروي عن عمه الصدوق ويروي عنه الصهرشتي في قبس
المصباح وسبق الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه القمي سبط أخي الصدوق وبينا أن الحق اتحادهما ويظهر
من جمال الأسبوع لابن طاوس أن الحسين بن الحسن بن بابويه يروي عن
ماجيلويه عن البرقي اه قوله وبينا أن الحق اتحادهما لم يبين ذلك وكيف
يتحدان وهذا ابن أخي الصدوق و ذاك سبط أخيه كما نص هو عليه ومر أنه
لا يبعد كون الراوي عنه الصهرشتي هو هذا لا ذاك.
١٠٩٨: الشريف قطب الدين أبو عبد الله الحسين النقيب بن علم الدين الحسن
النقيب الطاهر بن علي بن حمزة بن كمال الشرف أبي الحسن محمد بن أبي
القاسم الحسن الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد
الأقساسي بن يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد المعروف بابن الأقساسي
توفي في ربيع الأول سنة ٦٤٥ ببغداد وحمل إلى الكوفة فدفن بمقبرة السهلة بوصية منه بذلك.
وصفه في عمدة الطالب بالسيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء
ببغداد اه أي نقباء العلويين وذكره عبد الرزاق بن الفوطي في الحوادث
الجامعة فقال كان أديبا فاضلا يقول شعرا جيدا بدرت منه كلمة في أيام
الخليفة الناصر على وجه التصحيف وهي أردنا خليفة جديد (١) فقال لا
يكفي حلقة لكن حلقتين وأمر بتقييده وحمله إلى الكوفة فحمل وسجن فيها
فلم يزل محبوسا إلى أن استخلف الظاهر فامر باطلاقه فلما استخلف
المستنصر بالله رفق عليه فقربه وأدناه ورتبه نقيبا وجعله من ندمائه وكان
ظريفا خليعا طيب الفكاهة حاضر الجواب اه. وذكره ابن الفوطي أيضا
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب كما في النسخة التي بخط المؤلف المحفوظة
بدار الكتب الظاهرية بدمشق فقال: قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن
علم الدين بن علي بن حمزة بن الأقساسي العلوي النقيب الأديب الطاهر
ذكره الحافظ محمد بن النجار في تاريخه وقال دخل قطب الدين بغداد مع
والده لما ولي النقابة على الطالبين وهو شاب وعاد إلى الكوفة ولما ولي الامام
الظاهر قدم بغداد ولما استخلف المستنصر بالله ولاه النقابة على الطالبيين بعد
عزل قوام الدين الحسين بن معد الموسوي وفي جمادى الأولى سنة ٦٣٤ تقدم
للنقيب قطب الدين بمشاهرة على الديوان مضافا إلى مشاهرته على النقابة
وهذا شئ خص به لم تجربه عادة من تقدم وللنقيب قطب الدين شعر كثير
ولم يزل على أجمل قواعده إلى أن توفي في شهر ربيع الأول سنة ٦٤٥ وحمل
إلى الكوفة فدفن بمقبرة السهلة بوصية منه بذلك اه‍
وكان المترجم معاصرا لابن أبي الحديد قال ابن أبي الحديد في شرح
النهج: سالت بعض من أثق به من شيوخ أهل الكوفة عما ذكره الخطيب
أبو بكر في تاريخه أن قوما يقولون أن هذا القبر الذي تزوره الشيعة إلى
جانب الغري هو قبر المغيرة بن شعبة فقال غلطوا في ذلك قبر المغيرة وقبر
زياد بالثوية من أرض الكوفة ونحن نعرفهما وننقل ذلك عن آبائنا
وأجدادنا. وسالت قطب الدين نقيب الطالبيين أبا عبد الله الحسين بن
الأقساسي رحمه الله تعالى عن ذلك فقال صدق من أخبرك نحن وأهلنا كافة
نعرف مقابر ثقيف إلى الثوبة وهي إلى اليوم معروفة وقبر المغيرة فيها ثم قال
أن شئت أن تتحقق أن قبر المغيرة في مقابر ثقيف فانظر إلى ما في كتاب
الأغاني لأبي الفرج علي بن الحسين في ترجمة المغيرة وأنه مدفون في مقابر

(١) كأنه قال أردنا حلقة حديد أو حليقة حديد بالتصغير وهي تصحيف خليفة جديد وذلك
يتضمن إرادة خليفة جديد غير الناصر فلذلك قال الناصر لا يكفي حلقة لكن حلقتين وأراد
حلقتي القيد وهذا من عواقب كثرة المزاح. المؤلف
(٤٨٢)

ثقيف ويكفيك قول أبي الفرج فإنه الناقد البصير والطبيب الخبير فوجدت
الامر كما قال.
وفي مجالس المؤمنين بعد أن ترجم أباه الحسين بن علي بن حمزة قال
السيد الاجل عز الدين بن الأقساسي الكوفي من أشراف ونقباء الكوفة
وكان صاحب فضل وأدب وقدرة تامة على نظم الشعر.
والظاهر أنه أراد به صاحب الترجمة وإن لم يصرح باسمه إلا أنه ذكره
بعد أبيه ووصفه بأنه شاعر وأنه في عصر المستنصر وليس في الاقساسيين فيما
اطلعنا عليه شاعر غيره وغير أبيه الذي كان في عصر الامام الناصر جد
المستنصر لكن ينافيه تلقيبه بعز الدين واستظهر صاحب الرياض أن عز
الدين بن الأقساسي هو أبوه كما ذكرناه في أبيه لكن ينافيه أن أباه يلقب
علم الدين لا عز الدين فلعله شخص ثالث والله أعلم.
ومن اخباره ما ذكره عبد الرزاق بن الفوطي المذكور في كتاب
الحوادث الجامعة فقال في حوادث سنة ٦٣٠ ما ملخصه أنه فيها في المحرم
قلد مجد الدين أبو القاسم هبة الله بن المنصوري الخطيب نقابة نقباء
العباسيين والصلاة والخطابة وخلع عليه فاخرة بعضها مذهب وسيف محلى
بالذهب وامتطى فرسا بمركب ذهب وأنعم عليه بدار وخمسمائة دينار وهو من
أعيان عدول بغداد وأفاضل المتصوفة يصحب الفقراء ويأخذ نفسه بالرياضة
والصوم الدائم والتخشن وكان الموفق عبد الغافر بن الفوطي من تلاميذه
فعمل فيه قصيدة طويلة ينتقده فيها ننتخب منها ما يلي:
ناديت شيخي من شدة الحرب * وشيخنا في الحرير والذهب
شيخي أين الذي يعلمنا الزهد * ويعتده من القرب
أين الذي لم يزل يعرفنا * فضل التعري بالجوع والتعب
أين الذي لم يزل يرغبنا * في الصوف لبسا له وفي الجشب
و أين من غرنا بزخرفه * حتى اعتقدناه زاهد العرب
وأين من لم يزل بادمعه * يخدعنا باكيا على الخشب
وأين من كان في مواعظه * يصول زجرا عن كل مجتنب
ويقسم الغمر أنه رجل * ليس له في الوجود من ارب
لو كانت الأرض كلها ذهبا * اعرض عنها اعراض مكتئب
شيخي بعد الذم الصريح لما * أبيته جئته على طلب
ما كان مال السلطان مكتسبا * لمؤمن سالم من العطب
شيخي بعد التفضيل منتقيا * ثوبا قصيرا مجاوز الركب
اختلت في ملبس ذلاذله * تسحب من طولها على الترب
لو كنت والله زاهدا ورعا * لم ترض دنيا الغرور باللعب
لا يغترر بعد ذا أخو ثقة * بمحسن في جميل مطلب
وليتعظ مدعي تقربه * بحال شيخي المفتون وليتب
فكتب النقيب قطب الدين الحسين بن الأقساسي إلى النقيب مجد
الدين المذكور أبياتا كالمعتذر عنه والمسلي له يقول في أولها:
إن صحاب النبي كلهم * غير علي وآله النجب
مالوا إلى الملك بعد زهدهم * واضطربوا بعده على الرتب
وكلهم كان زاهدا ورعا * مشجعا في الكلام والخطب
فاخذ فيها عليه ماخذ فيما يرجع إلى ذكر الصحابة والتابعين وتصدى
له جماعة وعملوا قصائد في الرد عليه وبالغوا في التشنيع عليه حتى أن قوما
استفتوا عليه الفقهاء ونسبوه إلى أنه طعن في الصحابة والتابعين ونسبهم إلى
قلة الدين فأفتاهم الفقهاء بموجب ما صدرت به الفتيا اه. واجماله الامر
بقوله بموجب ما صدرت به الفتيا يدل على أن ما صدرت به فظيع لا يحسن
التصريح به
وذكر في حوادث سنة ٦٣٣ وصول الملك الناصر داود بن عيسى
بن أبي محمد بن أيوب إلى بغداد في المحرم وأنه خرج إلى لقائه النقيب الطاهر
قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن الأقساسي. قال وفي سلخ ربيع الأول
وصل الأمير ركن الدين إسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل إلى
بغداد وخرج إلى لقائه النقيب الطاهر الحسين بن الأقساسي فلقيه بظاهر
البلد ودخل معه إلى باب النوبي. وذكر في حوادث سنة ٦٣٤ أنه فيها في ٣
رجب قصد الخليفة مشهد موسى بن جعفر ع فلما عاد ابرز ثلاثة
آلاف دينار إلى أبي عبد الله الحسين بن الأقساسي نقيب الطالبين وأمره أن
يفرقها على العلويين المقيمين في مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
والحسين وموسى بن جعفر ع. وفي حوادث سنة ٦٣٥ إنه عمل
العزاء لابنه بدر الدين لؤلؤ في دار زوجها الأمير علاء الدين الطبرسي
الدويدار الكبير وحضر النقيب الطاهر الحسين بن الأقساسي وموكب
الديوان واقامه من العزاء وفي حوادث سنة ٦٣٧ قال وفيها حضر الأمير
سليمان بن نظام الملك متولي المدرسة النظامية مجلس أبي الفرج عبد
الرحمن بن الجوزي وهو مجلس وعظ فطاب وتواجد وخرق ثيابه وكشف
رأسه وأشهد الواعظ والجماعة أنه اعتق جميع مماليكه ووقف أملاكه وخرج
عن جميع ما يملك فكتب إليه النقيب الطاهر أبو عبد الله الحسين بن
الأقساسي قصيدة طويلة يقول فيها:
يا ابن نظام الملك يا خير من * تاب ومن لاق به الزهد
يا ابن وزير الدولتين الذي * يروح للمجد كما يغدو
يا ابن الذي أنشأ من ماله * مدرسة طالعها سعد
قد سرني زهدك في كل ما * يرغب فيه الحر والعبد
بان لك الحق وأبصرت ما * أعيننا عن مثله رمد
وقلت للدنيا إليك ارجعي * ما عن نزوعي عنك لي بد
ما لذ لي بعدك حتى استوى * في في منك الصاب والشهد
شيمتك الغدر كما شيمتي * حسن الوفاء المحض والود
لا الخشن العيش له متعة * فيك ولا من عيشه رغد
عزمك في الزهد يثير القوى * يعضده التوفيق والرشد
وأنت في بيت كما تشتهي * كالخيس فيه الأسد الورد
لا يقصد الناس إلى دورهم * لكن إلى منزلك القصد
وخدمة الناس لها حرمة * وكل ما تفعله يبدو
والناس قد كانوا رقودا وقد * أيقظتهم فانتبه الضد
وقسمت فيك ظنون الورى * وكلهم للقول يعتد
فبعضهم قال يعود الفتى * وبعضهم قد قال يرتد
وقد اتى تشرين وهو الذي * اليه عين العيش تمتد
ما يسكن البيت وقد جاءه * الا مريض مسه الجهد
وكل ما يفعله حيلة * منه ونصب ماله حد
(٤٨٣)

فقلت لا والله ما رأيه * هذا ولا فيكم له ند
وانما هذا سليمان قد * صفا له في زهده الورد
مثل سليمان الذي أعرضت * يوما عليه الضمر الجرد
فعاف أن يدخلها قلبه * والهزل لا يشبهه الجد
ليهنك الرشد إلى كل ما * يضل عنه الجاهل الوغد
أسقطت من جيش أبي مرة * وأكثر الناس له جند
وقمت لله بما يرتجى * بمثله الجنة والخلد
فاصبر فما يدرك غايات ما * يطلب الا الحازم الجلد
وهذا يدل على تفوق ابن الجوزي في الوعظ وفي حوادث سنة ٦٤٠
عند ذكر سيرة المستنصرة أنه قلد نقابة العلويين قطب الدين أبا عبد الله
الحسين بن الأقساسي إلى آخر أيامه. وأنه في رجب منها استدعى جماعة من
أرباب المناصب إلى دار الوزارة منهم نقيب الطالبين قطب الدين الحسين بن
الأقساسي وخلع عليهم وفي حوادث سنة ٦٤٢ أنه تقدم الخليفة
المستعصم بارسال طيور من الحمام إلى اربع جهات لتصنف أربعة
أصناف. إلى مشهد حذيفة بن اليمان بالمدائن. ومشهد العسكري بسر
من رأى. ومشهد مسجد ظ غني بالكوفة. والقادسية. ونفذ مع كل
عدة من الطيور عدلان ووكيل. وكتب بذلك سجل شهد فيه العدول على
القاضي بثبوته عنده وسميت هذه الأصناف باليمانيات. والعسكريات.
والغنويات. والقادسيات. ونظم النقيب الطاهر قطب الدين الحسين بن
الأقساسي في ذلك أبياتا وعرضها على الخليفة أولها:
خليفة الله يا من سيف عزمته * موكل بصروف الدهر يصرفها
إن الحمام التي صنفتها شرفت * على الحمام التي من قبل نعرفها
والقادسيات أطيار مقدسة * إذ أنت يا مالك الدنيا مصنفها
وبعدها غنويات تنال بها * غنى الحياة وما يهوى مؤلفها
والعسكريات اطيار مشرفة * وليس غيرك في الدنيا يشرفها
ثم الحمام اليمانيات ما جعلت * الا سيوفا على الأعداء ترهفها
لا زلت مستعصما بالله في نعم * يهدي لمجدك أسناها وألطفها
ثم سال أن يقبض منها من يد الخليفة فأجاب سؤاله واحضره بين
يديه وقبضه فلما عاد إلى داره نظم أبياتا أولها:
امام الهدى أوليتني منك أنعما * رددن علي العيش فينان اخضرا
والحضرتني في حضرة القدس ناظرا * إلى خير خلق الله نفسا وعنصرا
وعليت قدري بالحمام وقبضها * مناولة من كف أبلج ازهرا
رفعت بها ذكري وأعليت منصبي * فحزت بها عزا ومجدا على الورى
حمام إذا خفت الحمام ذكرتها * فصرت بذاك الذكر منها معمرا
ويقول في آخرها:
قضى الله أن يبقى اماما معظما * مدى الدهر ما لاح الصباح وأسفرا
فدم يا أمير المؤمنين مخلدا * على الملك منصور الجيوش مظفرا
وفي حوادث سنة ٦٤٤ أنه في هذه السنة وصلت الطيور من عبادان
وخشبات (١) وسبق النقيب الطاهر قطب الدين أبو عبد الله بن الأقساسي
من سطح الشرابي فنظم العدل موفق الدين القاسم بن أبي الحديد المدائني
كاتب الإنشاء قصيدة يمدح فيها الخليفة ويقول فيها:
سبق النقيب من البلاد بأسرها * جبليها وجنوبها وشمالها
لا واسط أجدت عليه وانما * ضرته بلدة اربل بجبالها
والموصل الفيحاء مات جماعة * فيها مع الغرباء في اطلالها
ملك الحمائم ما بحشو قلوبها * شوق إلى دار النقيب وحالها
اني لأعذرها وقد ولت إلى * سنجار تطلب خمسها من مالها
لم تلق في سطح النقيب غذاءها * ابدا سوى أنواره نزالها
كم هذه الخلوات اني خائف * من بردها وزكامها وسعالها
ما كان يغلط طائر لك مرة * فيجئ عاشرها لدى ارسالها
الله أكبر أن هذي عبرة * لم يقتدر أحد على أمثالها
لو صور الله البروق حمائها * لك لم تر الايماض في أفعالها
وسواك لو جعل الدجاج مسابقا * سبقتك طائرة على ارسالها
ثم قال فيه أبياتا منها:
ارسل الطاهر النقيب طيورا * لسباق فلم يفز بمراد
وطيور المولى الشرابي جاءت * وطيور النقيب في كل وادي
ما حداها على التأخر الا * طلب الخمس من طباق الزاد
فلما حضر النقيب في البدرية يوم الجمعة على عادته سلمت القصيدة
اليه وأمر بايرادها.
١٠٩٩: الحسين بن الحسن الناصر الأطروش بن علي بن الحسن بن عمر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب
كان أبوه الحسن قد ظهر بطبرستان سنة ٣٠١ فملكها ولقب بالناصر
ولاه أبوه ولم يول أخاه لأنه أجابه بجواب بذئ استاء منه.
١١٠٠: السيد حسين بن حسن المؤلف لزهرة الرياض وزلال الحياض في
الأنساب بن علي بن شدقم الحسيني المدني
وباقي النسب تقدم في أبيه حسن ج ٢٣
ولد ٦ جمادى الأولى سنة ٩٧٨ بالمدينة المنورة وتوفي بالحويزة في أواخر
المائة العاشرة أو أوائل الحادية عشرة ونقل إلى مشهد الحسين ع
فدفن فيه.
مر في أحوال والده أن السيد حسين أصغر اخوته وأن صاحب المدارك
أشركه مع أبيه في اجازته.
وذكره السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتابه تحفة الأزهار في
الأنساب فقال كان له في الفقه مطالعة واليه في البحث مراجعة بتحقيق
وتدقيق قاله في الزهرة يعني زهرة الرياض سافر في زمن والده إلى ديار الهند
وأتى بجنازة والده إلى المدينة المنورة ثم سافر إلى ديار العجم وافدا على

(١) في القاموس وتاج العروس (خشبات محركة موضع وراء عبادان) على بحر فارس يطلق فيها
الحمام غدوة فتأتي بغداد العصر وبينها وبين بغداد أكثر من مائة فرسخ نقله الصاغاني اه‍. المؤلف
(٤٨٤)

سلطانها الشاه عباس الأول الموسوي الحسيني ثم إلى الحويزة ومات بها ثم
نقل إلى مشهد جده الحسين ع وذكره السيد ضامن في كتابه المذكور في
موضع آخر فقال قال جدي علي قدس سره ولادته ٦ جمادي الأولى عام
٩٧٨ بالمدينة الشريفة في دار والده وتوفيت والدته بعد وضعها له بستة أيام
أو سبعة وبها نشا وعلى أخيه في أكثر العلوم قد قرأ واكتسب أحسن الفضائل
فعرج على كل مقارن ومماثل وباحث كل نحرير عالم وفاضل وحل مشكلات
عبارات العلماء الأفاضل فسطعت أنوار فضائله على الاقران والأمثال وأذعن
له أهل الأدب والكمال سافر إلى ديار العجم بقصد الاستفادة والنقل من
ذوي الكمال والفضل منهم محمد بهاء الدين بن حسين بن عبد الصمد
الجبعي العاملي والسيد الشريف مير محمد باقر الداماد الأسترآبادي وغيرهما
من العلماء العظام والفضلاء الفخام فخبروا بأوصاف كماله الشاه عباس
ابن الشاه محمد خدابنده فطلبه إلى مجلسه العالي فانعم عليه بنعم جزيلة
وعين له مقررات كثيرة فمنها ألف وخمسمائة تومان دفعة واحدة وفي كل زمن
مائتي تومان غير مؤونة السنة كاملة فلم يقبل من ذلك شيئا وذلك حيث طلبه
في المجلس فجلس بينهما السيد الشريف الحسيب النسيب هاشم الحسني
العجلاني فقال المترجم ليس هذا المجلس بمجلسي فقال الشاه أن هذا
حسني ومن نسل ملوك مكة المشرفة فقال لا ريب في حسبه ونسبه فإن كان
من نسل الملوك فامي بنت نظام شاه سلطان الدكن وحيدر آباد وثانيا أن
لذوي العلم رفعة قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء وقال رسول الله
ص النظر إلى وجه العالم عبادة والنظر إلى باب العالم عبادة ومجالسة العلماء
عبادة وقال ص من أهان عالما فقد أهان ألف نبي ومن أهان ألف نبي فكأنما
أهان الله ومن أهان الله مات كافرا ومن مات كافرا خلد في النار ثم نهض
من المجلس وتوجه إلى السيد مبارك بن مطلب بن المحسن بن محمد المهدي
الحيدري الحسيني الموسوي ملك الحويزة والأهواز فقابله بالعز والاكرام و
الاجلال والاعظام وامده بالنعم الجسام وعين له مائتي تومان في كل عام
وكل يوم خمسين محمدية على التمام غير المئونة اليومية واقام عنده على عز
واجلال واحترام وكان يأتيه بذاته في كل نهار ثم توجه إلى البصرة قاصدا
وطنه فلزمه الفالج ولم يجد له بها معالج فرجع إلى الحويزة وتوفي قبل وصوله
في أثناء طريقه ثم أن الشيخ محمد بن أحمد الضرير البحراني نقله بوصية منه
إلى مشهد جده الحسين ع وقبره بالقرب من الضريح الشريف وكان
الشيخ محمد هذا من جملة خدامه وخلف أربعة بنين حسن وأحمد وإدريس
وموسى وابنتين.
١١٠١: الحسين بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب ان الحسن الأفطس أعقب من خمسة رجال علي
الحوري وعمر والحسين والحسن المكفوف وعبد الله ثم قال واما الحسين بن
الأفطس وأمه على ما قال أبو الحسن العمري عمرية هي بنت خالد بن أبي
بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وقال أبو نصر البخاري أمه أم ولد
وكان قد ظهر بمكة أيام أبي السرايا من قبل محمد الديباج بن جعفر الصادق
ثم دعا لمحمد بن إبراهيم طباطبا وأخذ مال الكعبة قال الشيخ أبو نصر
البخاري وبعض الناس يقول إن الأفطس هو الحسين بن
علي لا الحسن بن علي قال وفيه يطعنون لقبح سيرته وسوء صنيعه بحرم الله ولم يكن حميد
السيرة في وقته اه ومر في الحسن المكفوف ابن الحسن الأفطس أن أمه
عمرية خطابية وأنه غلب على مكة أيام أبي السرايا فيوشك أن يكون حصل
اشتباه بينه وبين هذا والله أعلم وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٠٠ في
هذه السنة في المحرم نزع الحسين ابن الحسن الأفطس كسوة الكعبة وكساها
كسوة أخرى انفذها أبو السرايا من الكوفة من القز وتتبع ودائع بني العباس
واتباعهم واخذها وذكر عنه وعن أصحابه أفعالا غير مرضية ثم قال إنه لما
بلغه قتل أبي السرايا ورأى تغير الناس عليه لسوء سيرته وسيرة أصحابه جاء
إلى محمد بن جعفر الصادق وكان شيخا محببا إلى الناس لحسن سيرته وكان
يروي العلم عن أبيه والناس يكتبون عنه فقال له هلم نبايع لك بالخلافة
فامتنع فلم يزل به ابنه علي والحسين بن الحسن الأفطس حتى غلباه على رأيه
وبايعا له بالخلافة ثم ذكر أشياء قبيحة عن المترجم وعن علي هذا وان
محمد بن جعفر طلب الأمان من رئيس الجند المرسل إلى مكة فامنه وخلع
نفسه اه‍.
١١٠٢: الشيخ حسين بن حسن بن علي بن نجم السعدي الرياحي الشهير بقفطان
النجفي. عالم فاضل كان أبوه الشيخ حسن واخوته الشيخ إبراهيم والشيخ
احمد والشيخ محمد والشيخ علي والشيخ مهدي كلهم علماء فضلاء ذكروا في
محالهم من هذا الكتاب.
١١٠٣: السيد حسن بن الحسن الغريفي.
مضى بعنوان الحسين بن الحسن بن أحمد الغريفي.
١١٠٤: الحسين بن الحسن الفارسي.
ذكره الشيخ في الفهرست فيمن لم يرو عنهم ع وقال قمي
له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد
بن أبي عبد الله عن الحسين بن الحسن الفارسي.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه.
١١٠٥: الحسين بن الحسن القاساني.
في لسان الميزان: ذكره ابن أبي طي في رجال الامامية وقال سمع
ورحل وجمع معجم شيوخه وهو مفيد.
١١٠٦: الحسين بن الحسن الكندي.
عن جامع الرواة انه روى علي بن الحكم عنه عن أبي عبد الله
ع
في أواخر باب كيفية الصلاة من التهذيب وباب المداراة من باب
الكفر والايمان من الكافي.
١١٠٧: الحسين بن الحسن بن محمد.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عن أحدهم ع وقال
روى عنه محمد بن علي بن الحسين بن بابويه اه‍ وابن بابويه هذا هو
الملقب بالصدوق وفي لسان الميزان: الحسين بن الحسن بن محمد ذكره
الطوسي في رجال الشيعة وقال كان من الثقات وأثنى عليه أبو جعفر بن
بابويه وقال كان بصيرا بالعلم اه‍ وأبو جعفر بن بابويه هو الصدوق
فإن كان مراده المترجم فالشيخ الطوسي لم يوثقه والصدوق لم يثن عليه بما
(٤٨٥)

ذكره وان كان مراده الآتي بعد هذا فالشيخ لم يوثقه وانما قال كان فقيها عالما
ويمكن استفادة التوثيق من ذلك ولكن الصدوق لم يقل فيه ما ذكره.
التمييز
يمكن تمييزه برواية الصدوق عنه وحكي عن المشتركات تمييزه بذلك
ولم أجده.
١١٠٨: السيد حسين بن حسن بن محمد الأمين بن أبي الحسن موسى بن حيدر بن أحمد
بن عم والد المؤلف.
كان أبوه السيد حسن سافر من العراق إلى بلاد العجم وتوطن قما كما
ذكرناه في ترجمته وولد له هناك صاحب الترجمة وكان عالما فاضلا وتوفي أيضا
ببلاد العجم عن ولده السيد مرتضى وبنت واحدة هي زوجة الشيخ عبد
النبي الإيرواني.
١١٠٩: الحسين بن الحسن بن محمد بن موسى بن بابويه.
هو موافق للصدوق في تعدد النسب فالصدوق هو محمد بن علي بن
حسين بن بابويه ومقتضى ما يأتي عن رجال الشيخ ان علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه خاله ان يكون ابن أخت والد الصدوق والصدوق ابن
خاله وابن عمه وهذا الرجل لم يذكره الميرزا في رجاله الكبير واقتصر على
ذكر الحسين بن الحسن بن محمد كما مر ولكن ذكره في الوسيط نقلا عن
رجال ابن داود وكذا صاحب النقد اقتصر على الأول وذكر هذا نقلا عن
رجال ابن داود وقال إنه لم يجده في رجال الشيخ بهذه الصفة وانما وجد
الأول فقط وكذلك الشيخ عناية الله فيما حكي عنه في كتاب مجمع الرجال
ومن ذلك يظهر انه غير موجود في أكثر نسخ رجال الشيخ ولذلك لم يطلع
عليه الكثيرون فنسبوه إلى رجال ابن داود لكن عن نسخة مصححة من
رجال الشيخ انه ذكره فيمن لم يرو عنهم ع وقال كان فقيها عالما
روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ومحمد بن الحسن بن
الوليد وعلي بن محمد ماجيلويه وغيرهم روى عنه جعفر بن علي بن أحمد
القمي ومحمد بن أحمد بن سنان ومحمد بن علي مليية (١) وحكى ابن داود في
رجاله عن رجال الشيخ انه ذكره فيمن لم يرو عنهم ع وقال كان
فقيها عالما روى عن خاله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه اه‍
مقتصرا على ذلك اختصارا وعن ابن طاوس في جمال الأسبوع ان الحسين
ابن الحسن بن بابويه يروي عن ماجيلويه عن البرقي وهو ينطبق على هذا.
وفي منتهى المقال قال المحقق الشيخ سليمان قد أظفرنا الله بكتاب قديم
جمعه بعض قدماء الشيعة وهو علي بن الحسين بن علي المؤدب ابن الصباغ
وعليه إجازة الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن سعيد الحلي وفيه حديث
صورة اسناده هكذا حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن
محمد بن موسى بن بابويه رضي الله عنه قال حدثنا خالي علي بن الحسين ثم
ساق حديثا طويلا فيه دعاء الكاظم ع حين حبسه الرشيد ثم قال
ولم أقف على هذا الكتاب اه‍ ومر عن لسان الميزان في الذي قبله ما
يمكن ان يكون أراد به هذا.
التمييز
يمكن تمييزه بروايته عن خاله وابن الوليد وماجيلويه وبرواية جعفر
القمي وابن سنان ومحمد بن علي وعنه كما مر وعن جامع الرواة انه نقل
رواية محمد بن إسماعيل وأحمد بن محمد ومجد بن علي بن محبوب أيضا عنه
وروايته عن بكر بن صالح ومحمد بن سنان وجعفر بن بشير.
١١١٠: الشيخ حسين بن حسن بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
ذكره الشيخ محمد آل مغنية في كتابه جواهر الحكم ونفائس الكلم
وقال: كان عالما فاضلا ورعا تقيا برا صالحا ارسله أبوه إلى العراق مع أخيه
الشيخ علي وتوفي أبوهما وهما في العراق وبعد وفاته حضرا إلى البلاد بعد
نكبة الجزار التي كانت سنة ١٢٠٧ وتخلف بعدة أولاد وهم محمد ومصطفى
وعلي وحسن اما محمد فنبغ على حداثة سنه وتخلف بولدين احمد ويوسف
وتخلف يوسف بولد واحد توفي بقرية عثرون طلبه أهلها ليعرفهم الحلال
والحرام واحمد تخلف بموسى ومحمد وعلي وحسين كلهم عوام والى تاريخ سنة
١٣٠٠ لم يبق منهم أحد وأولادهم أهل كد وفلاحة واما مصطفى فكان
ورعا متفقها خشنا في ذات الله لا تأخذه في الله لومة لائم أدركت من أدركه
كان مكبا على تحصيل علوم الطب والفلسفة والكيميا والفلك وبعض علوم
غريبة ودأبه الوحدة والعبادة وتخلف بولدين حسين وعلي ماتا عن عدة أولاد
ومات علي الثالث عقيما وحسن تخلف بعدة أولاد كلهم عوام والى الآن لم
يبق من نسله أحد من الذكور اه‍.
١١١١: السيد حسين أبو سعيد ابن السيد حسن الموسوي البعلي آل المرتضى
المعروف بالحسيني وفي بعض المواضع السيد حسين بن أبي سعيد حسن.
توفي بدمشق سنة ١٢٥٨ ودفن بمقبرة باب الصغير.
شاعر أديب من سادات بعلبك آل المرتضى الكرام. كان يتردد كثيرا
إلى جدنا السيد علي بن محمد الأمين ويمدحه ويمدح الأمير الشيخ محمد
الناصيف. ورأينا له مجموعة شعرية في بعلبك فيها مدايح جدنا المذكور
ومدايح آل نصار من امراء جبل عامل وآل حرفوش وبعض امراء دمشق.
كان المترجم له مرة عند الشيخ محمد الناصيف في جبل عامل وهو ابن الأمير
الشيخ ناصيف بن نصار وذلك بعد أن امنهم عبد الله باشا الخزندار ورد
إليهم امارة بلادهم بعد أن أصابتهم النكبة من قبل الجزار فأرسل هذه
القصيدة إلى الجد ونسبها إلى الشيخ محمد الناصيف وهي:
حيا الحيا شقرا وحل رباعها * خصب يعم وهادها ويفاعها
وأتاحها الرحمن جل جلاله * ابدا من النعم الوساع وساعها
وأصار أيام السرور بأسرها * وقفا على تلك الطلول وساعها
بلد سمت كل البلاد وحلة * مدت إلى نيل المحامد باعها
جل الذي جمع المحاسن كلها * فيها وزين بالجمال صقاعها
اشتاقها وأود لو القي العصا * فيها واسكن ما حييت رباعها
كيما أجاور سيدا سادت به * إذ حل فيها عاملا وضياعها
وفتى إذا ضن الحيا وكفت ندى * كفاه أو يكفي نداه جياعها
أعني علي الاسم والقدر الذي * نشر العلوم بها ومد شراعها

(١) هكذا جدت هذه الكلمة في كتاب لبعض المعاصرين لا يعتمد عليه ولم أجدها في غيره ولم
يتيسر لي معرفتها ولعلها تحريف ماجيلويه - المؤلف.
(٤٨٦)

وهدى إلى نهج الهدى أهل الهدى * منها وقاد إلى الرشاد رعاعها
فرع الخضارمة الذين تقمصوا * قمص العلا وتدرعوا ادراعها
عقدت على تخصيصه أهل النهى * بالفضل من دون الورى اجماعها
ما نازلته كماة فضل مرة * الا وألزمها وكان شجاعها
وفوارس الآداب ما عرضت له * تبغي مقارعة وهاب قراعها
سل عكة عنه وسل علماءها * في البهجة الفيحا وسل اتباعها
اعلي يا ابن الأكرمين ومن له * وجه يفيض على الشموس شعاعها
لله درك ما جدا حملت به * أم العلاء وأوسعته رضاعها
قسما بمن أولاك كل فضيلة * دون الأنام وفي الأنام اشاعها
اني إليك لشيق وحشاشتي * حرى لبعدك كابدت أوجاعها
ولدي أضياف تتوق نفوسهم * للقاك يا سيف العلا وذراعها
ابدا تشد إلى لقاك مطيهم * تبغي المسير ولم أزل مناعها
ووعدتهم منك القدوم وانهم * قبلوا الوعود وحاولوا انجاعها
فامتن علينا بالزيارة راكبا * يا ابن النبي من المطي سراعها
انعش بقربك أنفسا من نزعها * للقاك لاقت يا علي نزاعها
واسلم ولا تنفك يا رب العلي * نزالها دون الورى طلاعها
وقال يمدحه أيضا و كان الجد ارسل اليه كتابا وقصيدة من جبل عامل
فاجابه عن الكتاب واستمهله بجواب القصيدة لاشتغاله بمهمات سفر الحج
فلما عاد من الحج إلى الشام كتب اليه هذه القصيدة:
سلام كنشر الروض أو عاطر الند * على ماجد في الفضل منقطع الند
فتى صاغه الباري من الفضل والنهى * وحلى به الآداب تحلية العقد
وألبسه بردا من الفضل لم يزل * يزر على التقوى ويطوى على الزهد
أخو راحة وطفاء اندى من الحيا * وذو همة امضى من الصارم الهندي
وذو طلعة أبهى من البدر كاملا * وذو مقول أحلى وأشهى من الشهد
به افتخرت شقرا على ارض عامل * وأضحت به تزهو على جنة الخلد
اتاني قريض منه ما حل دونه * لبيد ولا منه دنا طرفة العبدي
وطيد المباني يسلب اللب رقة * فريد المعاني يؤذن الهم بالطرد
هو الروض حياه الحيا فتفتحت * كمائمه عن أقحوان وعن ورد
وما كان تأخيري لرد جوابه * جفاء ولا ميلا إلى جانب الصد
وكيف أجاري سيدا أحرز العلى * وغذي من ألبانها وهو في المهد
لذلك أغفلت الجواب ولم أزل * أعلله بالمطل طورا وبالوعد
اليه الوفا ينمى إذا خفر الورى * ذمام الوفا غدرا ومالوا عن العهد
به جمع الله العلوم وخصه * بكل كمال منه كالسيد المهدي
نماه إلى المختار من آل هاشم * كرام سمت أبياتهم في ذرى المجد
هم القوم ما منهم وسل عنهم الورى * سوى عالم يهدي إلى منهج الرشد
وكل كريم الراحتين نواله * شبيه الغوادي يعجل الوفد بالرفد
مساعيهم في الناس بيض وانها * كمثل النجوم الزهر تأبى على العد
وجدنا العلى عقدا وآل قشاقش * كما انعقد الاجماع واسطة العقد
علي لقد حزت المعالي فقل لمن * يحاولها اقصر عن الكدح والكد
فان العلى حظي واني ورثتها * بأجمعها عن خير هذا الورى جدي
علي وأيم الله ان صبابتي * لرؤياك في الأحشاء دائمة الوقد
فما شوق يعقوب ليوسف إذ ناى * كشوقي لكم كلا ولا وجده وجدي
فلست أرى يطفي لهيب جوانحي * ويرمي فؤادي غير قربك بالبرد
إذا جاد لي هذا الزمان بقربكم * غفرت له ما كان من ذنبه عندي
واني في مدحي علاكم مقصر * وان كنت قد أفرغت في مدحكم جهدي
فأنت فتى الدنيا وسيد أهلها * وأولى بني الأيام بالمدح والحمد
وأصبحت ذا يسر فإن كان عندكم * قريض فاني الآن ابتاع بالنقد
ولا زلت في عيش هنئ ونعمة * على الرغم من انفي حسودك والضد
عليك سلام الله يا ابن نبيه * وبالرغم مني ان اسلم من بعد
وهو القائل فيه أيضا من قصيدة لم يحضرني منها غير هذا البيت:
فالفضل اجمعه باجماع الورى * وقف على الفضلاء آل قشاقش
وارسل معها أيضا هذه القصيدة في معناها عن لسان الشيخ
المذكور:
مولاي من يهواك في حبكم * صيره بعدك مثل الخلال
من وحشة يشكو وحر الجوى * ولا قوى يقوى بها للوصال
لم يستطع صبرا ولا سلوة * فهل إلى لقياكم من منال
يا ماجدا قد حاز سبق العلى * وفاق أرباب النهى والكمال
قد زارني شرواكم ماجد * كان إلى قصدك شد الرحال
ثنيته عن عزمه راجيا * عفوا عن المذنب في كل حال
كم مجلس بتنا نشاوى به * من طيب ذكراكم وحسن الخلال
فجد علينا كالحيا عاجلا * في يوم عيد أنت فيه الهلال
ان عقود الشعر يا سيدي * صيغت إلى جيدك جيد الكمال
جاءت ولا تبغي جوابا لها * بعد الدعا غير دنو الوصال
فلا تبع شعرا بشعر فما * بيع قريض بقريض حلال
واسلم ودم يا خير هذا الورى * تهدي إلى الارشاد أهل الضلال
تطلع يا بدر التقى والحجى * في دارة السعد وبرج الجمال
وقال يمدح الأميرين الشيخ محمد الناصيف وأخاه الشيخ فارس
الناصيف ولدي الأمير الشيخ ناصيف ابن الأمير الشيخ نصار العاملي
والشيخ محمد والشيخ سلمان بن محمود المعروف بأبي حمد:
أجلت في نخبة الأيام أفكاري * اجل وسرحت في ذا الخلق انظاري
فلم أجد غير أبناء ابن نصار * للسيف والضيف والمستصعب الطاري
المعشر الغر والقوم الذين هم * الحياة للخلق لا صوب الحيا الجاري
تراهم فترى اساد ملحمة * وكاشفي كربتي ضر واعسار
كل المحامد أضحت في محمدهم * الماجد الفذ والعاري من العار
رب الكمال الذي الرحمن أنشأه * من الجمال تعالى الخالق الباري
طلاع نجد المعالي وابن بجدتها * نجل الفتى شبل ناصيف بن نصار
وفارس الفيلقين الندب اسبقهم * لفيل كل علا والمطعم القاري
الثابت العهد والمعطي الوفود غنى * والصادق الوعد والمناع للجار
والطيب الصنع والمحمود سيرته * وذكره بين اخيار وأشرار
ما زال يشري المعالي فهي قائلة * ما لي سوى فارس الناصيف من شاري
وصاحب القلعة الشماء ماجدهم * محمد خير مطعان ومنحار
محمود خلق واخلاق كوالده الضاري * أبي حمد والشبل كالضاري
فتى تسربل سربال العلا وجرى * لنيلها سابقا في كل مضمار
أضحى به المجد مرفوعا دعائمه * دون الورى وبه زند العلا واري
ومنهم الندب سلمان الذي شهدت * بفضله الناس من باد ومن قاري
(٤٨٧)

كالليث والغيث في يومي وغى وندى * يقري الجياع ويروي كل بتار
وثم اقمار تم منهم سطعت * أنوارها واهتدى في ضوئها الساري
اخبارهم في المعالي لست أحصرها * وكيف حصر الفتى أمواج تيار
أماجد رفع الرحمن قدرهم * واظهر الفضل منهم اي اظهار
وسادة لم يزل في الكون ذكرهم * يروي فينفح منه عرف أزهار
ما مسك دارين أذكى منه منتشقا * في كل قطر من الأقطار أو دار
نزلت فيهم غداة الدهر أصبح بي * مطوحا عن لوا أهلي وعن داري
وأحسنوا الصنع بي حتى حسبتهم * أهلي وقل لأهلي الصدق تذكاري
أفاض نعمته الرحمن خالصة * عليهم وحباهم طول اعمار
وصير الله في برج العلا ابدا * سعودهم ذات إشراق وابدار
١١١٢: الشيخ حسين بن حسن الميسمي.
يروي عنه إجازة الشيخ أبو الحسن الشريف العاملي المتوفى ١١٣٨
كما في الذريعة.
١١١٣: الشيخ حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف بن محمد بن ظهير الدين بن
علي بن زين الدين بن الحسام الظهيري العاملي العيناثي الجبعي.
في نسختي الأمل المطبوعة والمخطوطة وتبعه صاحب الرياض محمد بن
ظهير الدين وعلي بن زين الدين ولكن في الذريعة ظهير الدين محمد وزين
الدين علي ولعله هو الصواب في أمل الآمل شيخنا كان فاضلا عالما ثقة
صالحا زاهدا عابدا ورعا فقيها ماهرا شاعرا قرأ عنده أكثر فضلاء
لمعاصرين بل جماعة من المشايخ السابقين عليهم وأكثر تلامذته صاروا
فضلاء علماء ببركة أنفاسه قرأت عنده جملة من كتب العربية والفقه وغيرهما
من الفنون ومما قرأت عنده أكثر كتاب المختلف وألف رسائل متعددة وكتابا
في الحديث وكتابا في العبادات والدعاء له شعر قليل وهو أول من أجازني
وكان ساكنا في جبع ومات بها رحمه الله اه‍ وفي الوسائل نروي الكتب
المذكورة عن جماعة منهم الشيخ الجليل الثقة الورع أبو عبد الله الحسين بن
الحسن بن يوسف بن ظهير الدين العاملي إجازة وهو أول من أجازني سنة
١٠٥١ وفي الرياض فاضل عالم فقيه كامل من أجلاء تلامذة المولى محمد
امين الأسترآبادي المحدث المشهور قرأ عليه بمكة المعظمة ومن مؤلفاته
رسالة في السؤال عن بعض المسائل المعضلة من الأصلية والفرعية عندنا
منها نسخة وهو من أسباط الشيخ ظهير الدين بن الحسام العيناثي المعروف
وآل ظهير هذا كانوا من علماء عصرهم اه‍ وقال في موضع آخر يروي
عنه أخوه الشيخ ظهير الدين علي كما يظهر من إجازة الشيخ أحمد بن نعمة
الله العاملي وفي الذريعة جوابات المسائل الظهيرية الواردة من الشيخ
حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف بن ظهير الدين بن محمد بن زين
الدين علي بن الحسام الظهيري العاملي العيناثي أستاذ صاحب الوسائل
والمجيز له سنة ١٠٥١ والجوابات هذه للمولى محمد امين الأسترآبادي
المتوفي بمكة سنة ١٠٣١ تزيد على مائتي بيت أولها المأمول منكم تأليف
كتاب وجيز في الفقه فاجابه ان الاقتفاء بالعلماء قدس سرهم في هذا الباب
أولى وكانت عادتهم الاكتفاء بتأليف الأحاديث أو تذييل كل باب بشرح
الأحاديث وقد اخترت الثانية في حاشية كتاب الكافي وذكرت فيها ما لم
يذكره مصنفه من الأحاديث وفيه الكفاية إن شاء الله تعالى اه‍ والمولى
محمد أمين الأسترآبادي المذكور كان من الاخبارية لذلك يرى لزوم
الاقتصار على جمع الأحاديث وشرح ما يلزمه الشرح منها ويمكننا ان
نستفيد ان المترجم الذي هو تلميذه كان على رأي الاخبارية أيضا ومما
يعجب منه قوله ان العلماء كانت عادتهم الاكتفاء بتأليف الأحاديث وشرحها
كأنه لا يرى المفيد والمحقق والعلامة وأمثالهم من العلماء الذين ينبغي
الاقتفاء بهم والرسالة التي أشار إليها صاحب الرياض بقوله رسالة في
السؤال عن بعض المسائل المعضلة من الأصلية والفرعية ذكرها صاحب
الذريعة بعنوان جوابات المسائل الفقهية وقال عدها صاحب الرياض من
تصانيف المترجم له وقال سأله عنها الناس وهي من مسائل الطهارة والصلاة
والزكاة ونحوها وقد اثنى عليه فيها أستاذه المذكور ثناء بليغا يظهر منه حسن
اعتقاده فيه إلى الغاية إلى قوله وعندنا من تلك الرسالة نسخة اه‍ ويظهر
منه ان ذلك من كلام صاحب الرياض مع أنه لا اثر له في كلامه المتقدم
نقله.
وذكر صاحب الرياض ترجمة بعنوان الشيخ عز الدين حسين بن
الحسام العيناثي العاملي وقال إنه سيجئ بعنوان عز الدين حسين بن
علي بن زين الدين بن الحسام العاملي العيناثي مع أنه لم يذكر سوى
الترجمة إلى ذكرناها في العنوان وقال فاضل عالم فقيه وهو داخل في سند
إجازات العلماء ومن ذلك إجازة الشيخ نعمة الله ابن الشيخ جمال الدين أبي
العباس أحمد بن شمس الدين محمد بن خاتون العاملي للسيد ابن شدقم
المدني وقال فيها ان والده يعني الشيخ جمال الدين أبا العباس احمد المذكور
يروي عن شيخه عز الدين الحسين بن الحسام العيناثي العاملي وهو يروي
عن أخيه ظهير الدين محمد بن الحسام عن شمس الدين محمد الشهير
بالعريضي عن السيد حسن بن أيوب الشهير بابن نجم الاطراوي العاملي
عن الشهيد ورأيت بعض إجازات الشيخ عز الدين حسين هذا وتاريخها
سنة ٨٥٦ ويروي عن أخيه ظهر الدين محمد كما عرفت قال وهو بعينه
الشيخ حسين بن علي بن زين الدين بن الحسام العاملي العيناثي الذي يروي عنه
اخوه ظهير الدين بن علي إذ هذا يروي عن أخيه وذاك اخوه يروي عنه
ويأتي في ترجمة أخيه ان أباهما وعمهما أيضا من العلماء وان أخاه المذكور
يروي عن أبيه علي بن زين الدين بن الحسام عن عمه جعفر بن الحسام
اه‍.
١١١٤: السيد حسين بن حسين أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي.
مر بعنوان حسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي.
١١١٥: أبو الحسن الحسين بن الحسين بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر
الصادق ع.
في تاريخ قم للحسن بن محمد بن الحسن القمي ما ترجمته أنه أول من
ورد قما من السادات الحسينية فولد له بها أبو الحسن علي ومن علي بن
الحسين أبا الحسن المترجم شرب الخمر وقصد يوما دار أحمد بن إسحاق
وروي عن مشايخ قم أن أبا الحسن المترجم شرب الخمر وقصد يوما دار
أحمد بن إسحاق الأشعري في حاجة وكان أحمد وكيل الوقف فلم يأذن له
ومنعه عن مكالمته فرجع أبو الحسن مغموما مهموما فحج أحمد بن إسحاق
بعد ذلك فلما وصل إلى سر من رأى طلب الإذن على الحسن العسكري فلم
يأذن له فتحير من ذلك وجاء إلى باب داره وبكى كثيرا وقال ما هو ذنبي
حتى منعت من الدخول فاذن له الامام ع فلما دخل قال له يا أحمد
لما ذا لم تأذن لولدي ومنعته عن دخول دارك فبكى أحمد وقال لم أمنعه الا لأنه
(٤٨٨)

يشرب الخمر فقال له الامام صدقت ولكن يلزم أن تعرف حق السادات
العلوية وتحترمهم ولا تحتقرهم فلما رجع أحمد إلى قم جاء أبو الحسن مع
جماعة لزيارته فلما رآه أحمد قام اليه وأكرمه وأعزه وأجلسه في صدر المجلس
فتعجب أبو الحسن من ذلك وسأله عن سبب تغيره عما كان عليه فحكى له
ما جرى فقال أبو الحسن حيث أن الامام أوصى باحترامي فلا ينبغي أن
أقضي عمري بغير رضا الله واني تبت عما كنت عليه وقام إلى منزله وكسر
أواني الشراب وصار معتكفا بالعبادة في جميع أوقاته حتى توفي ودفن قريبا من
قبر السيدة فاطمة بنت موسى بن جعفر ع.
١١١٦: الحسين بن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه القمي.
في لسان الميزان ذكره ابن بابويه في الذيل وقال كان من بيت فضل
وعلم وهو وجه الشيعة في وقته اه‍ ولا يدري من هو صاحب الذيل.
١١١٧: الأمير السيد حسين الحسيني.
يروي إجازة عن المجلسي محمد باقر وصفه فيها بنجل السادة العظام
والصدور الأفاضل الكرام كذا في الذريعة.
١١١٨: السيد حسين الحسيني الحائري.
كتب لنا ترجمته السيد شهاب الدين النسابة التبريزي فقال كان عالما
نبيلا سافر إلى الهند سنة ١٢٢٣ ونزل بلدة عظيم آباد وهو من تلامذة الميرزا
مهدي الشهرستاني وصهره على بنته وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد وذكرته في
كتابي المشجر اه.
١١١٩: السيد رفيع الدين حسين الحسيني الرضوي أبا واما واللنگرودي موطنا.
كان حيا سنة ٩٧١
في الرياض فاضل عالم فقيه من علماء دولة الشاه طهماسب الصفوي
رأيت من مؤلفاته في بلدة رشت رسالة في الحبوة حسنة الفوائد الفها
للسلطان خان احمد حاكم جيلان فرع منها ١٤ شوال سنة ٩٧١
١١٢٠: السيد حسين الحسيني العميدي.
في أمل الآمل فاضل فقيه له شرح الارشاد للعلامة رأيته بخطه في
خزينة الكتب الموقوفة بمشهد الرضا ع اه‍ وفي الرياض لعله من
نسل السيد عميد الدين عبد المطلب ابن أخت العلامة.
١١٢١: الحاج السيد حسين الحسيني القزويني.
كان رئيس بلدة قزوين ومفزعها في الأمور الشرعية فقيها نبيها توفي
بقزوين في شهر رمضان سنة ١٣٥٢ وينتهي نسبه إلى السيد حسين السيفي
القزويني أستاذ بحر العلوم وله تأليف وكان من تلامذة الآخوند ملا كاظم
الخراساني وعين الشريعة وغيرهما يروي عنه جماعة منهم السيد شهاب الدين
الحسيني النجفي النسابة وهو يروي عن شيخه شيخ الشريعة.
١١٢٢: النقيب الطاهر أبو علي الحسين قوام الدين الحسيني الموسوي.
ولد سنة ٥٩٤ بالكرخ وتوفي بعد سنة ٦٢٩ ودفن بداره في الكرخ.
ذكره السيد تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب
حلب في كتابه غاية الاختصار في اخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار
فقال عند ذكره بيت إبراهيم بن الكاظم: ومنهم النقيب الطاهر أبو علي
الحسين قوام الدين كان سريا جميل الصورة كريم الاخلاق وسيع الصدر
نبيلا جليلا تولى النقابة وأشراف المخزن بيت المال فيما أظن في الأيام
المستنصرية ثم كفت يده والزم داره فلزمها إلى أن انتقل إلى جوار ربه وقيل
في موته غير ذلك والله أعلم وقال ابن انجب: أخبرني قوام الدين أن مولده
سنة ٥٩٤ بالكرخ ولما مات أبوه قلد ما كان يتقلده من نقابة الطالبيين
وأشراف المخزن وكان عمره إذ ذاك ٢٣ سنة حين بقل عذاره فلم يزل على
سداد من أموره إلى أن عزل من أشراف المخزن ثم أعيد وتم امره على ذلك
إلى أن عزل في الأيام المستنصرية عن الجميع في سنة ٦٢٩ ولم يخدم فلزم
داره بالكرخ إلى أن انتقل ودفن بداره في الكرخ اه.
١١٢٣: الحسين بن الحصين الأهوازي
في لسان الميزان: ذكره الطوسي في رجال الشيعة اه ولا اثر لذلك
في كتب الطوسي ويوشك أن يكون تحريفا للحسين بن سعيد الأهوازي.
١١٢٤: الحسين بن الحكم.
في التعليقة عن الكافي في باب الشك: علي بن إبراهيم عن محمد بن
عيسى عن يونس عنه: كتبت إلى العبد الصالح ع اخبره أني
شاك وقد قال إبراهيم ع رب أرني كيف تحيي الموتى واني أحب أن
تريني شيئا فكتب ع أن إبراهيم ع كان مؤمنا وأحب أن يزداد ايمانا
وأنت شاك والشاك لا خير فيه وكتب انما الشك ما لم يأت اليقين فإذا جاء
اليقين لم يجز الشك وكتب أن الله عز وجل يقول وما وجدنا لأكثرهم من
عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين قال نزلت في الشكاك اه وفي التعليقة
الظاهر من روايته هذه الرواية رجوعه وزوال شكه اه‍.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن سهل عنه عن أبي جعفر
الثاني ورواية محمد بن عيسى عنه عن العبد الصالح.
١١٢٥: الحسين بن الحكم الحيري.
اما منسوب إلى الحيرة أو إلى الحير وهو الحائر الحسيني.
روى الذهبي في ميزانه عنه عن الحسن بن الحسين العرني عن
الحسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن
الحسين بن علي عن علي عن النبي ص ومن ذلك قد يظن أو يعتقد تشيعه
وروى عنه الذهبي أيضا عن الحسن بن الحسين عن عيسى بن عبد الله.
وفي لسان الميزان: الحسن بن الحكم عن الحسن بن أبي الحسين عن
حسين بن زيد عن جعفر الصادق قال ابن القطان لا يعرف كذا ذكره شيخنا
في الذيل والصواب أنه الحسين بضم أوله وزيادة التحتانية الساكنة وشيخه
هو الحسن بن الحسين العرني وشيخ العرني الحسين بن زيد بفتح الزاي قال
وقد ساق صاحب الميزان الحديث المشار اليه هنا في ترجمة العرني فكأنه وقع
فيه لابن القطان تصحيف في ثلاثة أسماء متوالية اه‍ ويمكن كونه السابق.
(٤٨٩)

١١٢٦: الشيخ شرف الدين الحسين بن جمال الدين حماد بن أبي الخير الليثي
الواسطي.
وصفه السيد عبد الكريم بن طاوس في اجازته لولده كمال الدين أبو
الحسن علي بن الحسين بن حماد بالامام الزاهد بقية المشيخة شرف الدين
الحسين بن حماد الخ وهو غير الحسين بن كمال الدين علي بن شرف الدين
الحسين بن جمال الدين حماد الآتي فان ذلك حفيد هذا وقد يشتبه أحدهما
بالآخر.
١١٢٧: الحسين بن حماد بن ميمون العبدي مولاهم الكوفي أبو عبد الله.
قال النجاشي الحسين بن حماد بن ميمون العبدي مولاهم كوفي أبو
عبد الله ذكر في رجال أبي عبد الله ع له كتاب يرويه داود بن
حصين وإبراهيم بن مهزم. أخبرنا أحمد بن محمد عن أحمد بن سعيد حدثنا
القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم حدثنا عبيس بن هشام حدثنا داود بن
حصين عن الحسين وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر الحسين بن حماد
وفي أصحاب الصادق الحسين بن حماد بن ميمون العبدي الكوفي ثم في آخر
الباب الحسين بن حماد كوفي وفي الفهرست الحسين بن حماد له كتاب رويناه
عن أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن حميد عن القاسم بن
إسماعيل عنه اه والظاهر أن الكل واحد وفي التعليقة حكم خالي
المجلسي بكونه ممدوحا لأن للصدوق طريقا اليه وروى عنه البزنطي وفيه
أشعار بوثاقته وعبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان عنه وفيه أشعار
بالاعتماد عليه لا سيما بملاحظة رواية الأجلة عنه مثل إبراهيم بن مهزم
وعبيس بن هشام وداود وغيرهم. وفي مستدركات الوسائل يروي عنه ابن
أبي عمير والبزنطي ولا يرويان الا عن ثقة وابان بن عثمان وهؤلاء من
أصحاب الاجماع ومن الاجلاء عبد الله بن مسكان كثيرا والحسن بن
محمد بن سماعة وأبو مالك الحضرمي وموسى بن سعدان وحميد بن زياد
وعبد الصمد الذي روى أحمد بن محمد بن عيسى عنه ومعلوم تشدده في
الرواية وإبراهيم بن مهزم وعبيس بن هشام وداود بن حصين وعبد
الكريم بن عمرو وعد الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة مع أن وجود
البزنطي في الطريق كاف للحكم بصحة حديثه اه. وفي لسان الميزان:
الحسين بن حماد الظاهري مجهول اه والذي رأيته في كتاب ابن أبي حاتم
الحسين بن حماد الطائي ثم رأيت في الميزان ملحقا بعد قوله الظاهري أو
الطائي وفي رجال الشيعة للطوسي الحسين بن حماد الكوفي عن أبي جعفر
الباقر رحمه الله تعالى فكأنه هو انتهى لسان الميزان وليس هو لأن ذاك عبدي
من عبد القيس وهذا طائي.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسين بن حماد برواية القاسم بن
إسماعيل عنه وزاد الكاظمي رواية داود بن حصين وإبراهيم بن مهزم وعن
جامع الرواة زيادة رواية الحسن بن محمد بن سماعة وابن أبي عمير وأبان بن
عثمان وموسى بن سعدان وحميد بن زياد عنه. وقد علم مما سبق أنه يروي
عنه عبيس بن هشام والبزنطي وعبد الله بن مسكان وأبو مالك الحضرمي
وعبد الصمد وعبد الكريم بن عمرو.
١١٢٨: الشيخ حسين ابن الشيخ حمادي آل محيي الدين.
قال الشيخ جواد في كتيبه ومنهم اي آل أبي جامع الشيخ حسين ابن
الشيخ حمادي المذكور ابن أبي جامع فاضل محصل تقي صالح توفي في أواخر
القرن الثالث عشر.
١١٢٩: النقيب الحسين بن حمدان.
له كتاب الدلائل نسبه اليه الكفعمي في مجموع الغرائب ونقل عن
الكتاب المذكور حديثا في ليلة الغار يدل على تشيعه.
١١٣٠: الحسين بن حمدان
في الذريعة ج ٤ ص ٢٣٠ أن من جملة مصادر كتاب تفريج الكربة
للسيد محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي النجفي هو كتاب سيرة المهدي
للحسين بن حمدان اه ويحتمل قريبا أن يراد به الحسين بن حمدان الحضيني
الجنبلاني الآتي ويحتمل غيره والله أعلم.
١١٣١: الحسين بن حمدان بن خصيب الخصيبي أو الحضيني الجنبلائي أبو عبد الله.
. توفي في ربيع الأول سنة ٣٥٨.
نسبته
في الخلاصة الحضيني بالحاء المهملة المضمومة والضاد المعجمة
والنون بعد الياء وقبلها اه وقال ابن داود الخصيبي بالخاء المعجمة
والصاد المهملة والياء المثناة تحت والباء المفردة كذا رأيته بخط الشيخ أبي
جعفر وبعض أصحابنا قال الحضيني بالحاء المهملة والضاد المعجمة والياء
المثناة تحت والنون اه فيكون نسبة إلى جده خصيب والجنبلائي بجيم
مضمومة ونون ساكنة وباء موحدة مضمومة ولام وألف ونون نسبة إلى
جنبلاء بالمد بليدة بين واسط والكوفة والنسبة اليه جنبلائي بالهمزة قبل ياء
النسبة ويوجد جنبلاني بالنون كما ينسب إلى صنعاء صنعاني.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله فاسد
المذهب له كتب منها كتاب الاخوان المسائل تاريخ الأئمة. الرسالة تخليط.
وقال الشيخ في الفهرست الحسين بن حمدان بن خصيب له كتاب أسماء
النبي ص وأسماء الأئمة وذكره في كتاب رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
فقال الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني يكنى أبا عبد الله روى
عنه التلعكبري وسمع منه في داره بالكوفة سنة ٣٤٤ وله منه إجازة. وعن
ابن الغضائري إنه قال الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله
كذاب فاسد المذهب صاحب مقالة ملعونة لا يلتفت اليه. وفي الخلاصة
الحسين بن حمدان الجنبلاني الحضيني أبو عبد الله كان فاسد المذهب كذابا
صاحب مقال ملعون لا يلتفت اليه وقال ابن داود الحسين بن حمدان
الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله مات في شهر ربيع الأول سنة ٣٥٨ قال
النجاشي كان فاسد المذهب. وفي التعليقة كونه شيخ إجازة يشير إلى
الوثاقة ولعل ما في الخلاصة من ابن الغضائري وفيه ما فيه اه‍ أقول لا
يبعد أن يكون أصل ذمه من ابن الغضائري الذي لم يسلم منه أحد فلذلك
لم يعتن العلماء بذمومه وتبعه النجاشي فوصفه بفساد المذهب والتخليط وتبعه
صاحب الخلاصة والقدماء كانوا يقدحون بفساد المذهب والتخليط لأشياء
جناح الميمنة فاستقبلهم الحسين بارك الله عليه وأحسن جزاءه بوجهه
(٤٩٠)

كانوا يرونها غلوا وهي ليست كذلك ولذلك لم يقدح فيه الشيخ بل اقتصر
على رواية التلعكبري عنه واستجازته منه وفي الرياض فاضل عالم محدث من
القدماء اه وفي لسان الميزان: الحسين بن حمدان بن الخصيب الخصيبي
أحد المصنفين في فقه الامامية ذكره الطوسي والنجاشي وغيرهما وله من
التاليف: أسماء النبي. وأسماء الأئمة. والاخوان والمائدة وروى عنه أبو
العباس بن عقدة وأثنى عليه وقيل أنه كان يؤم سيف الدولة وله أشعار في
مدح أهل البيت وذكر ابن النجاشي أنه خلط وصنف في مذهب النصيرية
واحتج لهم قال وكان يقول بالتناسخ والحلول اه ومن الغرائب في هذا
الكلام قوله وصنف في مذهب النصيرية واحتج لهم فان ظاهره نسبة ذلك
إلى قول النجاشي وهو كذب عليه صريح لما سمعت من كلامه الذي ليس
لذلك فيه عين ولا اثر وليس ذلك كلاما مستأنفا لقوله بعده قال وكان يقول
بالتناسخ والحلول مع أنه كذب في نفسه سواء أنسب إلى النجاشي أم لا وما
كان سيف الدولة ليأتم به وهو يقول بذلك ولا غرابة في افتراء هؤلاء
النسب الباطلة إلى العلماء فقد قال صاحب الشذرات أنه شهد بدمشق على
الشيخ محمد بن مكي العاملي وهو من أعاظم العلماء العاملين بانحلال
العقيدة واعتقاد مذهب النصيرية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك من
القبائح فقتل مع أنه انما قتل على التشيع كما صرح به محمد بن علي الحسيني
الدمشقي في ذيل تذكرة الحفاظ المطبوع.
مؤلفاته
١ الاخوان ٢ المسائل ٣ تاريخ الأئمة ٤ الرسالة ٥ أسماء
النبي ص ٦ أسماء الأئمة وفات المعاصر ذكرهما ويحتمل كون الثاني تاريخ
الأئمة المذكور في كلام النجاشي ٧ المائدة ويحتمل كونه كتاب المسائل
المذكور في كلام النجاشي ٨ كتاب الهداية في الفضائل في الرياض ذكره
اي المترجم شيخنا المعاصر صاحب الأمل في كتاب الهداة في النصوص
والمعجزات ونسب اليه الكتاب المذكور قال ويروي عن كتابه هذا ابن
طاوس في أوائل الاقبال وعبر عنه بالحسين بن حمدان الخطيب ولعله من
غلط الناسخ وقال الأستاذ في أوائل البحار وكتاب الهداية في تاريخ الأئمة
ع ومعجزاتهم للشيخ حسين بن حمدان الحضيني مشتمل على
اخبار كثيرة في الفضائل والمعجزات في الرياض نسبه اليه المعاصر في كتاب
الهداة المذكور آنفا وتارة يقول كتاب الفضائل ولعلهما متحدان وهما غير
كتاب الهداية في الفضائل لكن قال في موضع آخر منه وكتاب الروضة في
الفضائل المنسوب إلى ابن بابويه اه والتعدد ممكن ٩ كتاب في أحوال
أصحاب الأئمة ع واخبارهم قال صاحب الرياض أنه عنده.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بأنه ابن حمدان
برواية التلعكبري عنه.
١١٣٢: أبو علي الحسين بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن منصور بن لقمان
التغلبي العدوي عم سيف الدولة.
قتل في جمادى الأولى سنة ٣٠٦ قتله المقتدر العباسي في بغداد. في
شذرات الذهب أنه ذبح في حبس المقتدر بأمره وفي صلة تاريخ الطبري
لعريب القرطبي أنه مات في الحبس وقد قيل أنه قتل اه.
ذكر نسبه كما ذكرناه المسعودي في مروج الذهب ومر ما يعرف به تمام
نسبه في ترجمة أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون. وفي
تاريخ ابن عساكر كما في النسخة المطبوعة كما يأتي الحسين بن أحمد بن حمدان
التغلبي ولم يذكره غيره فيما عثرنا عليه بل كلهم قالوا الحسين بن حمدان فاما
أن تكون لفظة أحمد زائدة من النساخ أو أن يكون أحمد هو حمدان كما ذكرناه
في حمدان ولفظة ابن زائدة.
أحواله
كان أميرا شجاعا مهيبا فارسا فاتكا كريما كما يستفاد من اخباره الآتية
وكان خلفاء بني العباس يعدونه لكل مهم وهو الذي قبض هارون بن
عبد الله الشاري بعد ما استفحل أمره فندبه المعتضد لقتاله وأتى به أسيرا إلى
المعتضد وندبه المكتفي لحرب القرامطة واستئصال شافتهم فكان له في ذلك
المقام المحمود وندبه المكتفي أيضا لقتال الطولونية بدمشق وولاه المقتدر
الحرب بقم وقاشان فاظهر كفاءة وأرسله المقتدر لحرب القرامطة وكاتبه
المقتدر في انجاد أمير جند قنسرين لما حاصره بنو تميم فاسرى إليهم
واستأصلهم كما يأتي تفصيل ذلك كله.
وقال أبو عبد الله الحسين بن خالويه النحوي في شرح ديوان أبي
فراس سمعت من غير واحد أنه كان في خزائن الحسين بن حمدان نيف
وعشرون طوقا من ذهب لنيف وعشرين فتحا بالمشرق والمغرب والحسين
نازل الأسد ثلاث مرات فقتله إحداهن بين يدي المعتضد وكان أحسن ما
فعله إنه قتله ومسح سيفه في جلده ورده إلى غمده وسار في عرض الناس ولم
يلتفت إلى الخليفة ولا احتفل به وقال كما يأتي وخبره في قتله العباس بن
الحسن وفاتكا المعتضدي مشهور وزحفه إلى دار الخلافة واحراقه بابها
معروف اه.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر الحسين بن أحمد بن حمدان التغلبي عم
سيف الدولة كان من وجوه الأمراء.
أخباره
قال ابن عساكر قدم دمشق في جيش انفذه المكتفي لقتال الطولونية
وقدمها مرة أخرى لقتال القرامطة في أيام المكتفي وخلع عليه المقتدر وولاه
ديار ربيعة سنة ٢٩٩ وغزا الصائفة سنة ٣٠١ ففتح حصونا كثيرة وقتل خلقا
من الروم ثم خالف فبعث اليه المقتدر عسكرا فظفروا به وادخل بغداد
فحبس ثم قتل سنة ٣٠٦ وعن تاريخ الاسلام للذهبي أنه قدم الشام لقتال
الطولونية في جيش من قبل المكتفي وقدم دمشق لحرب القرامطة أيام المقتدر
ثم ولاه ديار ربيعة فغزا وافتتح حصونا وقتل خلقا من الروم ثم خالف
فسجن ثم قتل سنة ٣٠٦ اه‍. وقال الطبري أنه في سنة ٢٨٢ لما طلب
المعتضد حمدان بن حمدون والد المترجم فلم يحضر اليه وجه اليه المعتضد
الجيوش وكان ابنه الحسين بن حمدان في قلعة بموضع يعرف بدير الزعفران
من أرض الموصل فلما رأى الحسين أوائل العسكر مقبلين طلب الأمان فأومن
وصار الحسين إلى المعتضد وسلم القلعة فامر بهدمها اه. ومن وقائع
الحسين بن حمدان وقعة هارون بن عبد الله الشاري وكان خرج بنواحي
الموصل سنة ٢٨٣ فندبه المعتضد لقتاله فقاتله وأسره وجاء به إلى المعتضد.
قال ابن خالويه لما استفحل أمر هارون الشاري وغلب على الأعمال وهزم
جيوش السلطان وكان بنو حمدان في بقية النكبة التي نكبهم بها المعتضد
فأشار بدر على المعتضد بانفاذ الحسين بن حمدان فانفذه ومعه جيوش كثيرة
(٤٩١)

وسار إلى هارون فأوقع به وقتل رجاله وأسره وسار به متوجها إلى المعتضد
وخالفه موشكير إلى الموصل فلم ير الحسين بها وكتب للمعتضد بهزيمته
ومطابقته للشاري فغلظ ذلك على المعتضد فامر بقتل أبيه حمدان بن حمدون
وكان محبوسا في حبس المعتضد فسأله بدر التوقف وقدم الحسين بالشاري
فاشتد سرور المعتضد وحكمه في ثلاث حوائج فسال اطلاق أبيه فاطلق
وإزالة الإتاوة عن بني تغلب فأزيلت واثبات خمسمائة فارس منهم يضمون
اليه فاثبتوا وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة:
واقبل بالشاري (١) يقاد أمامه * وللقد (٢) في كلتا (٣) يديه ظفائر
أماط عن الاعراب ذل اتاوة * تساوى (٤) البوادي عندها والحواضر
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٨٣ فيها سار المعتضد إلى الموصل
بسبب هارون الشاري فوصل إلى تكريت واقام بها واحضر الحسين بن
حمدان التغلبي وسيره في طلب هارون بن عبد الله الخارجي في جماعة من
الفرسان والرجالة فقال له الحسين ان انا جئت به فلي ثلاث حوائج عند أمير
المؤمنين قال له اذكرها قال إحداهن اطلاق أبي وحاجتان اذكرهما بعد مجيئي
به فقال له المعتضد لك ذلك فانتخب ثلاثمائة فارس وسار بهم ومعهم
وصيف بن موشكير فقال له الحسين تأمره بطاعتي فأمره بذلك وسار بهم
الحسين حتى انتهى إلى مخاضة في دجلة فقال الحسين لوصيف ولمن معه
لتقفوا هناك فإنه ليس له طريق ان هرب غير هذا فلا تبرحن من هذا
الموضع حتى يمر بكم فتمنعوه عن العبور واجئ انا أو يبلغكم اني قتلت
ومضى حسين في طلب هارون فلقيه وواقعه وقتل بينهما قتلى وانهزم هارون
واقام وصيف على المخاضة ثلاثة أيام فقال له أصحابه قد طال مقامنا ولسنا
نأمن ان يأخذ حسين الشاري فيكون له الفتح دوننا والصواب ان نمضي في
آثارهم فأطاعهم ومضى وجاء هارون منهزما إلى موضع المخاضة فعبر وجاء
حسين في اثره فلم ير وصيفا وأصحابه في الموضع الذي تركهم فيه ولا عرف
لهم خبرا فعبر في اثر هارون وجاء إلى حي من احياء العرب فسال عنه
فكتموه فتهددهم فاعلموه انه اجتاز بهم فتبعه حتى لحقه بعد أيام وهارون في
نحو مائة رجل فناشده الشاري ووعده فأبى حسين الا محاربته فحاربه فالقى
الحسين نفسه عليه فاخذه أسيرا وجاء به إلى المعتضد فانصرف المعتضد إلى
بغداد وخلع على الحسين بن حمدان وطوقه وخلع على اخوته وادخل هارون
على الفيل وامر المعتضد بحل قيود حمدان بن حمدون والتوسعة عليه
والاحسان اليه ووعد باطلاقه. وفي مروج الذهب انه في سنة ٢٨٣ نزل
المعتضد تكريت وسار الحسين بن حمدان في الأولياء لحرب هارون الشاري
فكانت بينهم حرب عظيمة كانت للحسين بن حمدان عليه فاتى به المعتضد
أسيرا بغير أمان ومعه أخوه ثم خلع المعتضد على الحسين بن حمدان خلعا
شرفه بها وطوقه بطوق من ذهب وخلع على جماعة من فرسانه ورؤساء
أصحابه وأهله وشهرهم في الناس كرامة لما كان من فعلهم وحسن بلائهم
ثم امر بالشاري فاركب فيلا وخلفه اخوه على جمل فالج وهو ذو السنامين
وسيرهم في اثر الحسين بن حمدان وأصحابه ثم دخل المعتضد في اثره
اه‍ وفي هذه السنة أعني سنة ٢٨٣ سير المعتضد بدرا المعتضدي ومعه
بنو حمدان وفيهم المترجم لحرب بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي.
قال ابن خالويه: كان لبكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي صاحب
وكان صاحب الحسين بن حمدان وضافه وقد شاهد الحسين في وقائعه وكان
يكثر ذكره فلما سار بدر المعتضدي ومعه بنو حمدان إلى الجبل لحرب بكر بن
عبد العزيز وكان أبو جعفر محمد بن الغمر بن أحمد بن حمدون ابن عم
الحسين طليعة للحسين فاسر فظن الحسين انه قد قتل فالتقى العسكران
والحسين منفرد بأصحابه وانهزم جيش السلطان ولم يمهل بكر صاحبه ان قال
ما أغنى عنهم الحسين فلما استولى بكر على العسكر خرج الحسين ينادي يا
لثارات أبي جعفر محمد بن الغمر حتى وقع على سواد بكر فاحتوى عليه
ووجد أبا جعفر مقيدا فاستنفذه فالتقاه بكر واشتد القتال وتبارزوا فكشفه
الحسين وتمكن منه ورفع السيف عنه فلم يمهل صاحبه ان ذكره ما كان
يصفه به وفي ذلك يقول أبو فراس:
وصدق في بكر مواعيد ضيفه * وثور بابن الغمر والنقع ثائر
أذل بني عبد العزيز بوقعة * كثيرة ما القى القنا المتشاجر
يريد به بكر بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي ويريد بضيفه صاحب
بكر الذي كان يكثر ذكر الحسين بن حمدان لأنه كان قبل ذلك ضيفا عند
الحسين وورد الكتاب من بدر إلى المعتضد في صدر النهار يخبره بهزيمة
عسكره فامر باخراج مضاربه وتلاه في آخر النهار كتاب الحسين يخبره بالفتح
وهزيمة بكر بن عبد العزيز فرد مضاربه فقال الشاعر:
أقمت عمود الدين دين محمد * وقد مال أو كادت تميل جوانبه
وأقررت رب الملك في دار ملكه * وذكرته ما كان يزعم صاحبه
وأقررت بابن الغمر عين ربيعة * وقد كثرت بين البيوت نوادبه
أراد برب الملك بكر بن عبد العزيز فإنه رفع السيف عنه ورده إلى
ملكه وفي سنة ٢٩٠ ظهر بالشام خارجي من القرامطة يعرف بالشيخ واسمه
يحيى فحاصر دمشق وضيق على أهلها ثم قتل على باب دمشق فاجتمع
أصحابه على أخيه الحسين وسمى نفسه احمد وهو المعروف بصاحب الشامة
لأنه اظهر شامة في وجهه وزعم أنها آيته قال ابن الأثير ودعا الناس فاجابه
أكثر أهل البوادي وغيرهم ثم كتب أهل الشام ومصر إلى المكتفي يشكون
ما يلقون من القرمطي فتأهب وخرج بالجند إلى الشام وقدم بين يديه أبا
الأغر في عشرة آلاف رجل فكبسهم صاحب الشامة قريبا من حلب فقتل
منهم خلقا كثيرا وسلم أبو الأغر ثم تحارب صاحب الشامة وبدر مولى ابن
طولون فانهزم القرمطي وقتل من أصحابه خلق كثير ومضى من سلم منهم
نحو البادية فوجه المكتفي في اثرهم الحسين بن حمدان وغيره من القواد.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٩١ ان الحسين بن حمدان كان أكثر
الناس اثرا في حرب صاحب الشامة. وكتب محمد بن سليمان الكاتب كاتب
الجيش إلى المكتفي يثني على الحسين بن حمدان وعلي بني شيبان فإنهم
اصطلوا الحرب وهزموا القرامطة وأكثروا القتل فيهم والأسر حتى لم ينج
منهم الا قليل اه‍ وهذا اجمال لما فصله الطبري حيث ذكر في حوادث
سنة ٢٩١ خبر الظفر بالقرمطي وان محمد بن سليمان كاتب الجيش كتب
إلى الوزير بالفتح وذكر الكتاب بطوله ومن جملته: فلما رأى بعضنا بعضا
حمل الكردوس الذي كان في ميسرتهم فقصد الحسين بن حمدان وهو في

(١) وجاء بهارون خ
(٢) وللقيد خ.
(٣) يمنى خ.
(٤) تسامى خ.
(٥) هذا يدل على أن احمد هو حمدان. (المؤلف)
(٤٩٢)

وبموضعه من سائر أصحابه برماحهم فكسروها في صدورهم فانفلوا عنهم
وعاود القرامطة الحمل عليهم فاخذوا السيوف واعترضوا ضربا للوجوه
فصرع من الكفار الفجرة ستمائة فارس في أول وقعة واخذ أصحاب
الحسين خمسمائة فرس وأربعمائة طوق فضة وولوا مدبرين مغلولين
واتبعهم الحسين فرجعوا عليه فلم يزالوا حملة وحملة وفي خلال ذلك يصرع
منهم الجماعة بعد الجماعة حتى أفناهم الله عز وجل فلم يفلت منهم الا أقل
من مائتي رجل اه‍ وفي الكتاب تفصيلات كثيرة فعل فلان كذا وفلان
وهو مما يدل على تسافل أمور الدولة فلم تجر العادة في كتب الفتوح بمثل هذا
التطويل والفضول وقال ابن خالويه لما عظم امر صاحب الشامة بالشام
والمهينمة معه وهم من كلب فاجتمعت معه العرب وهزم العساكر فنهض
اليه المكتفي حتى نزل بالرقة وجهز العساكر وانهض اليه الحسين بن حمدان
فلحقه في أرض السماوة فأوقع به فهزمه وقتل رجاله وعاد وانحل بعدها
امره حتى انهزم منفردا وأخذ في طريق الفرات مختفيا
فاخذ وكان دليل الحسين في السماوة جلهمة الكلبي فعدل بهم عن الماء
عصبية لقومه فامر بضرب عنقه وسار يطلب الماء فلحقه بعد ان هلك خلق
كثير من أصحاب فقال بعض أصحاب الحسين:
لله ما أدرك منا جلهمه * أدرك ثار قومه المهينمة
وقال عمارة الكلبي:
اما ورب المسجد المسجف * والمسجد الأقصى وآي المصحف
لولا الحسين يوم وادي فندف * وخيله ورجله لم تشتف
نفس أمير المؤمنين المكتفي
وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة:
وشن على ذي الخال خيلا تناهيت * سماوة كلب فيئها وعراعر (١)
اضقن عليه البيد وهي فضافض * وأضللنه عن قصده وهو خابر
قال ابن الأثير: في سنة ٢٩٢ وجه المكتفي محمد بن سليمان إلى
حدود مصر لحرب هارون بن خمارويه بن أحمد بن طولون وسار حتى دنا من
مصر.
قال ابن خالويه وسار أبو علي الحسين بن حمدان وأبو سليمان داود بن
حمدان المزرفن وأبو الوليد سليمان بن حمدان الحرون وأبو جعفر محمد بن
الغمر بن أحمد بن حمدون وسائر قواد السلطان مع محمد بن سليمان إلى
مصر لحرب الطولونية وأحسن كل منهم الأثر وضرب الحسين صاحب
جيشهم فقتله وهزم الجيش ودخل مصر وضرب أبو جعفر وسط الرجالة
حتى سقط فرسه وقلد الحسين امر مصر فكرهها وفي ذلك يقول أبو فراس:
وأجلت له عن فتح مصر سحائب * من الطعن سقياها المنايا الحواضر
تخالط فيها الجحفلان كلاهما * فغبن القنا عنها ونبن البوائر
وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة ٢٩٣ ان زكرويه بن
مهرويه القرمطي بعد ما قتل ابنه صاحب الشامة انفذ رجلا اسمه
عبد الله بن سعيد فتسمى نصرا ليعمي امره وقال ابن الأثير قيل إن المنفذ
كان ابن زكرويه فاستغوى جماعة من كلب واستولوا على بصرى وأذرعات
والبثنية وقصد دمشق فدافعهم أهلها فقصدوا طبرية فانفذ الخليفة المكتفي
الحسين بن حمدان وجماعة من القواد في طلبهم فورد دمشق وقد دخل أعداء
الله طبرية فلما اتصل خبره بهم عطفوا نحو السماوة وتبعهم الحسين يطلبهم
في برية السماوة وهم يتنقلون من ماء إلى ماء ويغورونه حتى لجأوا إلى مائين
يعرف أحدهما بالدمعانة والاخر بالحبالة بالحالة وانقطع الحسين من
اتباعهم لعدم الماء وعادة إلى الرحبة واسرى القرامطة مع نصر إلى هيت
فصبحوها وأهلها غافلون لتسع بقين من شعبان مع طلوع الشمس فنهبوا
ربضها وامتنع أهل المدينة بسورهم فسير المكتفي إليهم محمد بن إسحاق بن
كنداجيق إلى هيت فهربوا منه إلى المائين فتبعهم فوجدهم قد غوروا المياه
فانفذ اليه من بغداد الأزواد والروايا وكتب إلى الحسين بن حمدان بالنفوذ من
جهة الرحبة إليهم ليجتمع هو ومحمد بن إسحاق على الايقاع بهم فلما أحس
الكلبيون باقبال الجيش إليهم وثبوا بنصر فقتلوه قتله رجل منهم يسمى
الذئب بن القائم وسار برأسه إلى الخليفة متقربا بذلك ومستأمنا لمن بقي
منهم فأجيب إلى ذلك وقيل بل جاء برأسه إلى محمد بن إسحاق وبقي على
المائين بقية منهم ممن له بصيرة في دينهم فكتب الخليفة إلى الحسين بن
حمدان يأمره بمعاودتهم واجتثاث أصلهم. فأرسل زكرويه إلى القرامطة
ومناهم النصر وواعدهم الكوفة يوم النحر سنة ٢٩٣ فوافوها في ثمانمائة
فارس فأوقعوا بمن لقوه من أهل الكوفة وقاتلهم أهلها فخرجوا عنها واستمد
أهل الكوفة الخليفة فأمدهم بعسكر وجرت بينهم وقعة في موضع يعرف
بالصوان فكانت الغلبة على عسكر الخليفة. ثم فتك القرامطة بالحاج سنة ٢٩٤
فجهز المكتفي الجيوش لحرب القرامطة فاسر زكرويه بعد ما جرح ومات بعد خمسة
أيام وانهزم جماعة من أصحابه إلى الشام وأخذوا طريق الفرات فأوقع بهم
الحسين بن حمدان فقتلوهم جميعا وأخذوا جماعة من النساء والصبيان وذلك
في جمادي الآخرة من هذه السنة. وفيها وجه الحسين بن حمدان من طريق
الشام رجلا يعرف بالكيال مع ستين رجلا من أصحابه إلى السلطان كانوا
استأمنوا اليه من أصحاب زكرويه وفيها كانت وقعة بين الحسين بن حمدان
عم سيف الدولة وبين اعراب من بني كلب وطئ واليمن وأسد وغيرهم
اه‍ وفي صلة تاريخ الطبري لعريب ان هذه الوقعة كانت بين
الحسين بن حمدان واعراب كلب والنمر واسد وغيرهم كانوا خرجوا عليه
فهزموه حتى بلغوا به باب حلب اه‍.
وفي تجارب الأمم انه في سنة ٢٩٦ كان التدبير يقع من محمد بن
داود بن الجراح مع الحسين بن حمدان على إزالة أمر المقتدر ونصب
عبد الله بن المعتز مكانه وواطا على ذلك جماعة من القواد والكتاب والقضاة
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٩٦ فيها اجتمع القواد والقضاة والكتاب
مع الوزير العباس بن الحسن على خلع المقتدر والبيعة لابن المعتز وأرسلوا
إلى ابن المعتز فأجابهم على أن لا يكون فيه سفك دم وكان
الرأس في ذلك العباس بن الحسن وابن الجراح وأحمد بن يعقوب
القاضي ومن القواد الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف وقال
الطبري واطا محمد بن داود بن الجراح جماعة من القواد على الفتك
بالمقتدر والبيعة لعبد الله بن المعتز وكان العباس بن الحسن على مثل
رأيهم وقال الطبري وابن الأثير ان الوزير لما رأى امره صالحا مع المقتدر بدا

(١) سماوة مفعول تناهبت وكلب مبتدأ وفيئها خبر وعراعر ماء لكلب بناحية الشام.
(٤٩٣)

له في ذلك فوثب به الآخرون فقتلوه وكان الذي تولى قتله منهم الحسين بن
حمدان وبدر الأعجمي ووصيف وذلك في ٢٠ ربيع الأول وفي تجارب الأمم
فركب يوما العباس بن الحسن يريد بستانه المعروف ببستان الورد فاعترضه
الحسين بن حمدان وعلاه بالسيف وقتله وكان إلى جانب فاتك المعتضدي
يسايره فصاح بالحسين منكرا عليه فعطف عليه الحسين وقتله واضطرب
الناس اه‍.
وفي مروج الذهب: بويع المقتدر وعلى وزارته العباس بن الحسن إلى أن
وثب الحسين بن حمدان ووصيف بن سوارتكين وغيرهما من الأولياء على
العباس بن الحسن فقتلوه وفاتكا معه وذلك في يوم السبت لإحدى عشرة
ليلة بقيت من ربيع الأول سنة ٢٩٦ اه‍ وفي تكملة تاريخ الطبري
لعريب: كان الحسين بن حمدان يحلف مجتهدا انه سمع العباس وزير المقتدر
يكفر ويستخف بحق الرسول ص وانه قال في بعض ما جرى من القول قد
كان أجيرا لخديجة ثم جاء منه ما رأيت قال فاعتقدت قتله من ذلك الوقت
واعتقد غيره من القواد فيه مثل ذلك واجتمعت القلوب على بعضه فحينئذ
وثب به القوم فقتلوه وكان الذي تولى قتله بدر الأعجمي والحسين بن
حمدان ووصيف بن سوارتكين اه‍ قال ابن الأثير وركض الحسين بن
حمدان إلى الحلبة ظانا ان المقتدر هناك يلعب بالكرة فيقتله فلم يصادفه لأنه
كان هناك فبلغه قتل الوزير فركض دابته فدخل الدار وغلقت الأبواب فندم
الحسين حيث لم يبدأ بالمقتدر وخلع المقتدر من الغد وبويع لابن المعتز.
وعاد الحسين بن حمدان بكرة إلى دار الخلافة فقاتله الخدم والغلمان والرجالة
من وراء السور عامة النهار فانصرف عنهم آخر النهار فلما جنه الليل سار عن
بغداد باهله وكل ماله إلى الموصل لا يدري لم فعل ذلك وفي تكملة تاريخ
الطبري لعريب انه في هذا اليوم كانت بين الحسين بن حمدان وبين غلمان
الدار التي كان بها المقتدر حرب شديدة من غدوة إلى انتصاف النهار قال ابن
الأثير: وكان ابن المعتز ارسل إلى المقتدر يأمره بالانتقال من دار الخلافة
لينتقل هو إليها فاجابه بالسمع والطاعة وسأله الإمهال إلى الليل. ولما هم
المقتدر بالانتقال عن الدار قال من معه بعضهم لبعض لا نسلم الخلافة من
غير أن نبلي غدرا فذهبوا إلى الدار التي فيها ابن المعتز فهرب الذين مع ابن
المعتز على وجوههم وقالوا ان الحسين بن حمدان عرف ما يريد ان يجري
فهرب من الليل وهذه مواطاة بينه وبين المقتدر وكان هذا سبب هربه قال
ابن الأثير: وكان في هذه الحادثة عجائب إلى أن قال: ومنها أن ابن
حمدان على شدة تشيعه وميله إلى علي ع وأهل بيته يسعى في البيعة
لابن المعتز على انحرافه عن علي وغلوه في النصب اه‍.
ويظهر من ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس ان الحسين بن حمدان
احرق باب دار الخلافة حين حاصرها وحاربه غلمان المقتدر فإنه قال:
وخبره في قتله العباس بن الحسين وزير المقتدر وفاتكا المعتضدي الأمير
مشهور وزحفه إلى دار الخلافة واحراقه بابها معروف وفي ذلك يقول أبو
بسام:
يا وزراء احترسوا بعدها * فمثلها ليس بمأمون
وأين لليث وأقرانه * فتك ابن حمدان بن حمدون
وقال:
بهرام شونيز هذه الأمة * انقذها سيفه من الظلمة
لله در الحسين من ملك * مبرز في جلالة الهمة
لم يعط عباس إذ طغى وبغى * عليه فيما اراده الصمه
حتى علاه بمرهف خذم * ميد في قحف رأسه كمه
ويظهر ذلك أيضا من شعر أبي فراس حيث يقول من قصيدته الرائية
الطويلة:
وعمي الذي اردى الوزير وفاتكا * وما الفارس الفتاك الا المجاهر
أذاقهما كأس الحمام مشيع * مشاور غارات الزمان مساور
يطيعهم ما أصبح العدل فيهم * ولا طاعة للمرء والمرء جائر
لنا في خلاف الناس عثمان أسوة * وقد جرت البلوى عليه الجرائر
وسار إلى دار الخلافة عنوة * فحرقها والجيش بالدار دائر
المراد بالوزير العباس بن الحسن وبفاتك المعتضدي قال ابن الأثير
وسيرت العساكر من بغداد في طلب الحسين بن حمدان فتبعوه إلى الموصل ثم
إلى بلد فلم يظفروا به فعادوا إلى بغداد فكتب الوزير إلى أخيه أبي الهيجاء
عبد الله بن حمدان وهو الأمير على الموصل يأمره بطلبه فسار اليه إلى بلد
ففارقها الحسين إلى سنجار واخوه في اثره فدخل البرية فتبعه اخوه عشرة أيام
فأدركه فظفر أبو الهيجاء واسر بعض أصحابه واخذ منه عشرة آلاف دينار
وعاد عنه إلى الموصل ثم انحدر إلى بغداد فلما كان فوق تكريت أدركه أخوه
الحسين فبيته فقتل منهم قتلى وانحدر أبو الهيجاء عبد الله إلى بغداد وارسل
الحسين إلى ابن الفرات وزير المقتدر وهو علي بن محمد بن الفرات يسأله
الرضا عنه فشفع فيه إلى المقتدر بالله ليرضى عنه فرضي عنه ودخل الحسين
بغداد فرد عليه اخوه ما اخذ منه واقام الحسين ببغداد إلى أن ولي قم فسار
إليها واخذ الجرائد التي فيها أسماء من أعان على المقتدر فغرقها في دجلة
وقال في حوادث هذه السنة أيضا أي سنة ٢٩٦ فيها سير القاسم بن سيما
وجماعة من القواد في طلب الحسين بن حمدان فساروا حتى بلغوا قرقيسيا
والرحبة فلم يظفروا به فكتب المقتدر إلى أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وهو
الأمير بالموصل يأمره بطلب أخيه الحسين فسار هو والقاسم بن سيما فالتقوا
عند تكريت فانهزم الحسين فأرسل أخاه إبراهيم بن حمدان يطلب الأمان
فأجيب إلى ذلك ودخل بغداد وخلع عليه وعقد له على قم وقاشان فسار
إليها وصرف عنها العباس بن عمرو اه‍ وقال الطبري فيها أي سنة
٢٩٦ وجه القاسم بن سيما مع جماعة من القواد والجند في طلب حسين بن
حمدان بن حمدون فشخص لذلك حتى صار إلى قرقيسيا والرحبة والدالية
وكتب إلى أخي الحسين عبد الله بن حمدان بن حمدون بطلب أخيه فالتقى
هو وأخوه بموضع يعرف بالأعمى بين تكريت والسودقانية بالجانب الغربي
من دجلة فانهزم عبد الله وبعث الحسين يطلب الأمان فاعطي ذلك ولسبع
بقين من جمادي الآخرة وافى الحسين بن حمدان بغداد فنزل باب حرب ثم
صار إلى دار السلطان من غد فخلع عليه وعقد له على قم وقاشان اه‍.
وفي تجارب الأمم في حوادث سنة ٢٩٦: فيها كوتب أبو الهيجاء
عبد الله بن حمدان في قصد أخيه الحسين ومحاربته وأمد بالقاسم بن سيما في
أربعة آلاف فاجتمعا ولقيا الحسين فانهزما وانحدر إبراهيم بن حمدان
لاصلاح أمر أخيه الحسين فأجيب إلى ما التمس وكتب للحسين أمان وصار
إلى الحضرة ونزل في الصحراء من الجانب الغربي ولم يدخل دار السلطان
وقلد اعمال الحرب بقم وحملت اليه الخلع فلبسها ونفذ إلى قم وانصرف
(٤٩٤)

عنها العباس بن عمرو اه‍ وفي كلام هؤلاء المؤرخين اختلافات أحدها
أن مسكويه في تجارب الأمم يقول إن الذي قتل العباس بن الحسن الوزير
هو الحسين بن حمدان علاه بالسيف وقتله وغيره يقول أن الذي تولى قتله
الحسين بن حمدان وبدر الأعجمي ووصيف ثانيها أن ابن الأثير يقول إن
الذي انهزم في حرب تكريت هو الحسين والطبري يقول إن الذي انهزم هو
عبد الله وكذلك مسكويه صاحب تجارب الأمم يقول إن عبد الله وابن سيما
انهزما ثالثها أن مسكويه يقول إن الحسين بن حمدان نزل في الصحراء ولم
يدخل دار السلطان وكأنه خاف الغدر والطبري يقول إنه صار إلى دار
السلطان وابن الأثير يقول إنه دخل بغداد وهو محتمل للامرين رابعها ما
في كلام ابن الأثير من التنافي فان كلامه الأول يدل على أن أبا الهيجاء تواقع
وحده مع أخيه مرتين مرة له ومرة عليه وذهب في الثانية إلى بغداد وأن أخاه
تشفع بابن الفرات فشفع له فدخل بغداد وولي على قم وكلامه الثاني يدل
على أنه واقع أخاه مع ابن سيما فهرب أخوه وأرسل أخاه إبراهيم يطلب
الأمان فأجيب فدخل بغداد وولي قم وفي ذلك من التنافي ما لا يخفى والذي
يلوح أن الحسين لما خرج من بغداد أرسلت العساكر في طلبه إلى الموصل ثم
إلى بلد فلم يظفروا به فعادوا ثم طلب إلى أخيه أن يطلبه فسار في طلبه إلى
بلد ثم إلى سنجار ثم إلى البرية فظفر أبو الهيجاء وأسر بعض أصحاب أخيه
وأخذ منه عشرة آلاف دينار وجدها في رحله وهرب أخوه ثم بيته أخوه فوق
تكريت وانحدر أبو الهيجاء إلى بغداد ليبين عذره في حرب أخيه وليسلم
العشرة آلاف دينار التي أخذها منه إلى السلطان ثم عاد إلى الموصل ثم سير
ابن سيما ومن معه في طلب الحسين فلم يظفروا به فاضطر المقتدر إلى أن
يكتب لأخيه ثانيا بطلبه مع ابن سيما فانهزم الحسين وأرسل أخاه إبراهيم إلى
الوزير ابن الفرات فاصلح أمره مع الخليفة ودخل بغداد وولي على قم ومن
أخبار الحسين بن حمدان وهو يتولى الحرب بقم ما في تجارب الأمم في
حوادث سنة ٢٩٧ أن سبكرى كان متغلبا على فارس فورد عبد الرحمن بن
جعفر الشيرازي كاتب سبكرى بغداد وقرر أمر سبكرى مع السلطان على
شئ يحمله عن فارس ثم عاد إلى صاحبه فورد الخبر بان الليث بن علي
خرج من سجستان فدخل فارس وخرج عنها سبكرى فندب مؤنس الخادم
للشخوص إلى فارس فسار ووجد سبكرى برامهرمز وسار الليث إلى ارجان
ليلقى مؤنسا فبلغ الليث أن الحسين بن حمدان قد سار من قم إلى البيضاء
فخاف أن تؤخذ منه شيراز فوجه أخاه مع قطعة من جيشه إلى شيراز
ليحفظها وأخذ هو دليلا يدله على طريق مختصر قريب إلى البيضاء ليوقع
بالحسين بن حمدان فاخذ به الدليل في طريق الرجالة وهو طريق صعب
ضيق فتلفت دوابه ورجاله فقتل الدليل وعدل عن الطريق فخرج إلى
خوابذان وقد وصل إليها مؤنس فلما أشرف الليث على عسكر مؤنس قدر
أنه عسكر أخيه الذي انفذه إلى شيراز فكبر أصحابه فخرج اليه مؤنس
فأوقع به وأخذه أسيرا وهذا ثمرة العجلة وعدم التدبر وأشار قواد مؤنس
عليه بالقبض على سبكرى فقال إذا صار الينا في غد قبضنا عليه وكان
سبكرى يركب كل يوم من مضربه إلى مؤنس فيسلم عليه فوجه اليه مؤنس
سرا أن يسير مسرعا إلى شيراز فسار فلما أصبح مؤنس وتعالى النهار قال يا
قوم ما جاءنا سبكرى اليوم فأرسلوا يتعرفون خبره فأخبروا أنه سار إلى
شيراز من أول الليل فعاد باللوم على قواده وقال من جهتكم شاع الخبر وسار
مؤنس ومعه الليث راجعا إلى بغداد وانصرف الحسين إلى قم ولما حصل
سبكرى بشيراز كان معه قائد يقال له القتال فسعى القائد إلى سبكرى
بكاتبه عبد الرحمن بن جعفر وأعلمه أنه في جنبة السلطان وأنه قد أحلف
قواده كلهم للسلطان وليس يتعذر عليه متى شاء أن يورد كتابا من السلطان
بالقبض عليه ففزع سبكرى وقبض على عبد الرحمن واستكتب مكانه رجلا
يعرف بإسماعيل بن إبراهيم التيمي فحمله إسماعيل على الخلاف فاحتال
عبد الرحمن من محبسه وكتب إلى ابن الفرات بخبره وبخلاف سبكرى على
السلطان فكتب ابن الفرات إلى مؤنس وقد صار إلى واسط كتابا يقول فيه
أن كنت فتحت فقد أغلقت وإن كنت قد أسرت فقد أطلقت ولا بد من أن
تعود فتحارب سبكرى فعاد مؤنس إلى الأهواز وأخذ سبكرى في ملاطفة
مؤنس ومهاداته وبذل عنه مؤنس سبعة آلاف ألف فلم يرض بذلك ابن
الفرات حتى بلغ تسعة آلاف ألف فلم يقنع ابن الفرات الا بثلاثة عشر
ألف ألف وأبى سبكرى أن يزيد على عشرة آلاف ألف فاغتاظ الوزير من
تمانن سبكرى واتهم مؤنسا بالميل اليه وأرسل محمد بن جعفر العبرتائي
لحرب سبكرى فواقعه على باب شيراز فانهزم سبكرى إلى بم فتبعه إليها
فهزمه ودخل مفازة خراسان وأسر القتال وورد كتاب أحمد بن إسماعيل
باسره سبكرى فكتب اليه بحمله إلى الحضرة فحمله إلى بغداد هكذا ذكر
مسكويه في تجارب الأمم وليس في كلامه ذكر للحسين بن حمدان ولكن
كلام ابن خالويه وشعر أبي فراس يدلان على خلاف ذلك.
قال ابن خالويه: وافتتح الحسين فارسا وقتل السبكرى وأسر الفتاك
القتال وبذل له أهل فارس ثلاثمائة ألف دينار لمقامه بها وترك الموصل
وديار ربيعة فأبى ذلك وفي ذلك يقول أبو فراس:
ولما طغى الفتاك وأفتل امره (١) * حذاه العوالي احوذي مغاور
وقاد إلى ارض السبكرى جحفلا * يسافر فيه الطرف حين يسافر
تناسى به الفتاك في القد فتكه (٢) * ودارت برب الجيش في الدوائر
وفي سنة ٢٩٨ ولي الحسين بن حمدان ديار بكر وربيعة ذكره في
شذرات الذهب وغيره فيكون قد بقي في ولاية الحرب بقم نحوا من سنتين
أو أقل ثم بقي في ولاية ديار بكر وربيعة إلى سنة ٣٠٣.
قال ابن خالويه حاصرت بنو تميم ذكا ابن... أمير جند قنسرين
والعواصم واستباحت الأموال فكاتب المقتدر الحسين بن حمدان في انجازه
فاسرى إليهم من الرحبة حتى أناخ عليهم بخناصرة فاخذ منهم أربعمائة
رئيس رأس قسرا وحملهم في غرائر الشعر على جمالهم وانصرف فلم يلق
ذكا فمات أكثرهم بالحبوس ببغداد إلى أن سال في باقيهم فيهم الأغر
السلمي فأطلقوا ولم تسكن تميم بعدها الشام وقال شاعرهم:
اصلح ما بين تميم وذكا * أبلج يشكي بالرماح من شكا
يبذرق (٣) الجيش إذا ما سلكا * كأنه سليكة بن السلكا
وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة:
أذل تميما بعد عز وطالما * أذل بنا الباغي وعز المجاور
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٠٣ في هذه السنة خرج الحسين بن

(١) ولما طغى القتال واقتال امره خ
(٢) تناسى به القتال في العدو قتله خ.
(٣) الذي في النسخة يبذل وظننا أن صوابه يبذرق. المؤلف
(٤٩٥)

حمدان بالجزيرة عن طاعة المقتدر وسبب ذلك أن الوزير علي بن عيسى طالبه
بمال عليه من ديار ربيعة وهو يتولاها فدافعه فأمره بتسليم البلاد إلى عمال
السلطان فامتنع وكان مؤنس الخادم غائبا بمصر لمحاربة عسكر المهدي
العلوي صاحب إفريقية فجهز الوزير رائقا الكبير في جيش وسيره إلى
الحسين بن حمدان وكتب إلى مؤنس يأمره بالمسير إلى ديار الجزيرة لقتال
الحسين بعد فراغه من أصحاب العلوي فسار رائق إلى الحسين بن حمدان
وجمع لهم الحسين نحو عشرين ألف فارس وسار إليهم فلما رأوا كثرة جيشه
علموا عجزهم لأنهم كانوا أربعة آلاف فارس فانحازوا إلى جانب دجلة
ونزلوا بموضع ليس له طريق إلا من وجه واحد وجاء الحسين فنزل عليهم
وحصرهم ومنع الميرة عنهم فأرسلوا اليه يبذلون أن يوليه الخليفة ما كان بيده
ويعود عنهم فلم يقبل وحاصرهم وقاتلهم إلى أن عاد مؤنس من الشام فلما
سمع العسكر بقربه قويت نفوسهم وضعفت نفوس الحسين وأصحابه
فخرج العسكر اليه ليلا وكبسوه فانهزم وعاد إلى ديار ربيعة وسار العسكر
فنزلوا على الموصل وسمع مؤنس الخبر فجد في المسير نحو الحسين فلما قرب
منه راسله الحسين يعتذر وترددت الرسل بينهما فلم يستقر حال.
وفي تجارب الأمم أنه لما صار رائق إلى الحسين بن حمدان أوقع به
الحسين وصار رائق إلى مؤنس واتصلت كتب علي بن عيسى الوزير إلى
مؤنس بالاسراع نحو الحسين فجد مؤنس في المسير ولما قرب من الحسين
جاءه هارون كاتب الحسين وجرت بينه وبينه خطوب كتب بها مؤنس إلى
علي بن عيسى وذكر أن هارون أوصل اليه كتابا من الحسين يتضمن خطابا
طويلا قد افتتحه وختمه وكرر القول في فصوله أن السبب في خروجه عما
كان عليه من الثقة والطاعة عدول الوزير أيده الله عما كان عليه في أمره إلى
ما أوحشه وأنه لم يف له بضمانات ضمنها له وذكر أنه قد اجتمع له من
قبائل العرب ورجال العشيرة ثلاثون ألف رجل وانه سال الرسول عما حمله
الحسين من الرسالة اليه فذكر أنه يسأله المقام بحران إذ كانت تحمل عسكره
وأن يكاتب الوزير أعزه الله في أمره ويسأله صرفه عما يتقلده من الاعمال
وتركه مقيما في منزله وتقليد أخيه ديار ربيعة وأنه عرفه أن هذا متعذر غير
ممكن فان عزم على اللقاء فبالله يستعين على كل من خالف السلطان أعزه
الله وجحد نعمته وأن انقاد للحق وسلك سبيله فنزع عما هو عليه كان ذلك
أشبه به وإن أبى وأقام على حاله من التعزز والمخرقة لقيه بمضر بأسرها
وصان رجال السلطان مع وفور عددهم من التعرض لطغامه لا لنكول عنه
منه لكن لاستهانته بأمره وانه وكل بكاتبه هذا وانه لا يأذن له في الانصراف
الا بعد أن يعرف خبر الحسين قال ابن الأثير فرحل مؤنس نحو الحسين
حتى نزل بإزاء جزيرة ابن عمر ورحل الحسين نحو أرمينية مع ثقله وأولاده
وتفرق عنه عسكره وصاروا إلى مؤنس وفي تجارب الأمم أنه ورد كتاب
مؤنس بأنه قد صار اليه من امراء الحسين وغلمانه وثقاته ووجوههم
سبعمائة فارس وانه خلع على أكثرهم ونفذ ما كان معه من الخلع والمال قال
ابن الأثير ثم أن مؤنسا جهز جيشا في اثر الحسين فتبعوه إلى تل فاقان
فوجدوها خاوية على عروشها فجدوا في اتباعه فأدركوه فقاتلوه فانهزم من
بقي معه من أصحابه واسر هو وابنه عبد الوهاب وجميع أهله وقبض أملاكه
وفي تجارب الأمم أنه قبض على أملاك بني حمدان بأسرهم قال ابن الأثير
وعاد مؤنس إلى بغداد على الموصل والحسين معه فاركب على جمل هو وابنه
وعليهم البرانس واللبود الطوال وقمصان من شعر أحمر وحبس الحسين وابنه
عند زيدان القهرمانة وقبض المقتدر على أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وعلى
جميع اخوته وحبسوا وكان قد هرب بعض أولاد الحسين بن حمدان فجمع
جمعا ومضى نحو آمد فأوقع بهم مستحفظها وقتل ابن الحسين وأنفذ رأسه
إلى بغداد اه‍ وفي تجارب الأمم أن في المقبوض عليهم من اخوة الحسين بن
حمدان الذين دخل بهم مؤنس مع الحسين إلى بغداد اخواه أبو الهيجاء
عبد الله بن حمدان والد سيف الدولة وأخوهما إبراهيم بن حمدان وقال ابن
الأثير في حوادث هذه السنة أي سنة ٣٠٣ أيضا فيها أغارت الروم على
الثغور الجزرية وقصدوا حصن منصور وسبوا من فيه وكانت الجنود متشاغلة
بأمر الحسين بن حمدان وفي صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد القرطبي
أنه في سنة ٣٠٣ عظم أمر الحسين بن حمدان بنواحي الموصل فانفذ السلطان
رائقا الكبير ومعه وجوه القواد فحارب الحسين بن حمدان وهو في نحو خمسة
عشر ألفا وقد مر عن ابن الأثير أنه جمع نحو عشرين ألفا فقتل رائق من
قواد ابن حمدان جماعة ووجه الحسين بن حمدان إلى ابن رائق جماعة يسأله أن
يأخذ له الأمان وإنما أراد أن يشغله بهذا عن محاربته ومضى الحسين مصعدا
ومعه الأكراد والاعراب وعشر عماريات فيها حرمه وكان مؤنس الخادم قد
انصرف من الغزاة وصار إلى آمد فوجه القواد والغلمان في أثر الحسين فلحقوه
وقد عبر بأصحابه وأثقاله واديا وهو واقف يريد العبور في خمسين فارسا
ومعهم العماريات فكابرهم حتى أخذوه أسيرا وسلم عياله واخذ ابنه أبو الصقر
أسيرا فلما رأى الأكراد هذا عطفوا على العسكر فنهبوه وهرب ابنه حمزة وابن
أخيه أبو الغطريف ومعهما مال ففطن بهما عامل آمد وهو سيما غلام نصر
الحاجب فاخذ ما معهما من المال وحبسهما ثم ذكر أن الغطريف مات في الحبس
فاخذ رأسه وكان الظفر بحسين بن حمدان يوم الخميس للنصف من شعبان
ورحل مؤنس يريد بغداد ومعه الحسين بن حمدان واخوته على مثل سبيله
وأكثر أهله فصير الحسين على جمل وابنه الذي كان قد هرب من مدينة
السلام أبو الصقر قد حمل بين يديه على جمل وعليه قباء ديباج وبرنس وكان
قد امتنع من وضع البرنس على رأسه فقال له الحسين ألبسه يا
بني فان أباك البس البرانس أكثر هؤلاء الذين تراهم. ونصبت القباب
بباب الطاق وركب أبو العباس محمد بن المقتدر وبين يديه نصر
الحاجب ومعه الحربة وخلفه مؤنس وعلي بن عيسى الوزير وأخوه
الحسين خلف جملة عظيمة عليهم السواد في جملة الجيش ولما صار الحسين
بسوق يحيى قال له رجل من الهاشميين الحمد لله الذي أمكن منك فقال له
الحسين والله لقد امتلأت صناديقي من الخلع والألوية وأفنيت أعداء الدولة
وانما أصارني إلى هذا الخوف على نفسي وما الذي نزل بي الا دون ما سينزل
بالسلطان إذا فقد من أوليائه مثلي وبلغ الدار ووقف بين يدي المقتدر ثم
سلم إلى نذير الحرمي فحبسه في حجرة من الدار. وفي آخر شهر رمضان
ادخل خمسة نفر أسارى من أصحاب الحسين فيهم حمزة ابنه ثم قبض على
عبد الله وإبراهيم ابني حمدان وحبسا في دار غريب الخال وهو خال
المقتدر ثم أطلقا اه‍ وقد مر عن التجارب انهما قبضا معه وكان اطلاق أبي
الهيجاء واخوته سنة ٣٠٥ وبقي الحسين بن حمدان محبوسا إلى سنة ٣٠٦
فقتل في الحبس وفي ذيل تاريخ الطبري لغريب أن علي بن محمد بن الفرات
كان قد تضمن عنه قبل القبض عليه أن يغرم للسلطان مالا عظيما يقيم به
الكفلاء فعورض في ذلك وقيل له انما يريد الحيلة على الخليفة فامسك اه‍.
وفي شذرات الذهب في سنة ٣٠٣ عسكر الحسين بن حمدان والتقى هو
ورائق فهزم رائقا فسار لحربه مؤنس الخادم فحاربه وتمت لهما خطوب ثم
أخذ مؤنس يستميل امراء الحسين فتسرعوا اليه ثم قاتل الحسين فاسره
(٤٩٦)

واستباح أمواله وادخل بغداد على جمل وأعوانه ثم قبض على أخيه أبي
الهيجاء عبد الله بن حمدان وأقاربه اه‍ وقال في حوادث سنة ٣٠٦ فيها ذبح
الحسين بن حمدان التغلبي في حبس المقتدر بأمره اه‍.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة ٣٠٦ فيها قبض على الوزير أبي
الحسن بن الفرات قيل لأنه أخر اطلاق ارزاق الفرسان محتجا بضيق الأموال
وطلب من المقتدر اطلاق مائتي ألف دينار من بيت المال الخاصة فتنكر
له وقبض عليه وقيل كان سبب قبضه أن المقتدر قيل له ان ابن الفرات يريد
ارسال الحسين بن حمدان إلى ابن أبي الساج ليحاربه وإذا صار عنده اتفقا
عليك ثم إن ابن الفرات قال للمقتدر في ارسال الحسين إلى ابن أبي الساج
فقتل ابن حمدان في جمادى الأولى وقبض على ابن الفرات في جمادى الآخرة
اه‍
مدحه
في ديوان السري الرفا: وقال يمدح الحسين بن حمدان ولعل المراد به
المترجم فإنه قد عاصره لان المترجم قتل سنة ٣٠٦ والسري مات سنة ٣٦٠
فمدحه له غير ممتنع لكنه يقول في القصيدة كما يأتي: هذا الحسين أبا
الحسين والمترجم يكنى أبا علي ويمكن أن يكون للمترجم ولد اسمه الحسين
فكناه به ليستقيم الوزن وإن كانت كنيته المشهورة أبا علي ومعاني القصيدة
تدل على أنها في المترجم والله أعلم وأول القصيدة:
عنت تحاوره بطرف احور * يوم النوى وبورد خد أحمر
غصن تعالى في كثيب اعفر * ليل تداجى في صباح مسفر
يقول في مخلصها:
عطفت علي بصوب ماء وصالها * عطف الحسين على رجاء المقتر
ملك أدل الوفد جود يمينه * حتى تغور في العلاء الأكبر
تحكي يميناه يميني عابد * ويقول إن لم احكه لم اعذر
وكذا الفتى ان لم يذكر سيفه * وفعاله بصلاته لم يذكر
يلقى العدو بسيفه وجبينه * ويقول ليس يكون ما لم يقدر
اي القلوب ازاره سطواته * عن سطوة منه فلم يتفطر
أم اي وهم رام كنه صفاته * متحيرا فيه فلم يتحير
عجل الرماح إلى الأعادي مسعر * تأبى سوى طعن الشجاع المسعر
وإذا ارتقى درج العلى قالت له * أوفيت أقصى المرتقى فتصدر
يقظ إذا اتقدت عزائم رأيه * اخمدن رأي الناكب المتجبر
يا أيها الآمال أنت صوائب * هذا الحسين أبو الحسين فاقصري
حطي رحالك بين خمس يمينه * فلقد تقوم مقام سبعة ابحر
١١٣٣: الحسين بن حمدة أو حمزة
على اختلاف النسخ ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع
١١٣٤: شهاب الدين الحسين أمير المدينة ابن الأمير أبي عمارة حمزة المهنا بن أبي
هاشم داود ابن الأمير القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة ابن
الحسن بن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي
زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه في عمدة الطالب بأنه أمير المدينة ولا نعلم من أحواله شيئا
سوى ذلك.
١١٣٥: الحسين بن حمزة الليثي الكوفي ابن بنت أبي حمزة الثمالي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال اسند
عنه وقال النجاشي الحسين بن حمزة الليثي الكوفي ابن بنت أبي حمزة الثمالي
ثقة ذكره أبو العباس في رجال أبي عبد الله ع وخاله محمد بن أبي
حمزة ذكره أصحاب كتب الرجال له كتاب أخبرنا محمد بن محمد حدثنا
الحسن بن حمزة عن ابن بطة عن الصفار حدثنا أحد بن محمد بن عيسى عن
ابن أبي عمير عن الحسين به وقال ابن داود في رجاله: الحسين بن حمزة
الليثي الكوفي ابن بنت أبي حمزة الثمالي بالثاء المثلثة المضمومة وخاله
محمد بن أبي حمزة روى عنه أيضا كذا رأيته بخط الشيخ أبي جعفر الطوسي
رحمه الله وقال الكشي الحسين بن أبي حمزة والأول اظهر اه‍ وهذا منه بناء
على اتحاد الحسين بن حمزة والحسين بن أبي حمزة كما في الخلاصة وقد مر في
الحسين بن أبي حمزة ثابت أن الصواب التعدد وفي بعض الروايات
التصريح بالحسين بن أبي حمزة الثمالي كما يأتي في خزيمة بن ثابت وفي لسان
الميزان الحسين بن حمزة ذكره الكشي والطوسي في رجال الشيعة قال الكشي
اخذ عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى اه‍ وقد عرفت أن الذي ذكره
الكشي هو الحسين بن أبي حمزة لا الحسين بن حمزة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين أنه ابن حمزة الليثي
الثقة برواية ابن أبي عمير عنه.
١١٣٦: الشيخ حسين ابن الشيخ حميد ابن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر
مات بالسل سنة ١٢٩٠
في مجموعة الشبيبي من وجوه الفقهاء أخذ عن الشيخ مرتضى
الأنصاري ثم عن السيد حسين الكوه كمري اه
١١٣٧: الحسين بن حنظلة
عن جامع الرواة أنه نقل رواية عبد الله بن محمد الشامي عنه عن
أحدهما ع في باب الشوي والكباب من الكافي.
١١٣٨: القاضي سديد الدين الحسين بن حيدر بن إبراهيم
في فهرست منتجب الدين فاضل.
١١٣٩: السيد حسين ابن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي الأصبهاني
كان حيا سنة ٩٨١ أو بعدها على بعض الاحتمالات.
والكركي نسبة إلى كرك نوح من بلاد بعلبك ووصفه بالعاملي
توسع كما في كل من نسب إلى الكرك.
(٤٩٧)

في الرياض الفاضل العالم النبيل المعروف بالسيد حسين المفتي كان
المفتي بأصبهان وهو من مشايخ السيد الداماد رأيت نسخة من رسالة الجمعة
للشهيد الثاني كتب عليها بخطه إجازة للداماد ولم أجده في أمل الآمل ولعله
مذكور فيه بتغيير ما. ورأيت تلخيص الخلاف للشيخ الطوسي من ممتلكات
هذا السيد وعليه خطه. قرأ على الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني. رأيت
نسخة من تهذيب الحديث قرأها عليه واجازه فيها بإجازة بالغ فيها بمدحه
تاريخها
بمكة المعظمة سنة ١٠٢٩ ورأيت من مؤلفاته رسالة في الصلاة تاريخ كتابتها ٩٨١ وقال الأستاذ المجلسي في صدر أربعينه أخبرني والدي العلامة
عن السيد الحسيب النسيب الفاضل السيد حسين ابن السيد حيدر الحسيني
الكركي المفتي بأصبهان طاب ثراه عن الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن
مكي بن عيسى بن الحسن العاملي قال ويروي السيد حسين المفتي عن
الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله كما صرح به في الأربعين المذكور وتأتي
ترجمة سبط السيد حسين بن شهاب الدين بن حسين بن محمد بن حسين بن
حيدر العاملي الكركي اه‍ وعند ذكر صاحب الرياض اجازته للسيد الداماد
قال وحينئذ يشكل كونه بعينه السيد حسين بن حيدر بن علي بن قمر
الحسيني العاملي الكركي الآتي الذي كان السيد الداماد من مشايخه لا هو
من مشايخ الداماد فلعلهما اثنان اه‍ واستجازة التلميذ من الشيخ وبالعكس
وإن كانت قد وقعت لكنهم ينبهون عليها وهنا لم ينبه أحد على ذلك فالتعدد
محتمل والاتحاد محتمل وكون رسالته في الصلاة كتبت سنة ٩٨١ وإجازة سبط
الشهيد الثاني له سنة ١٠٢٩ وإجازة الداماد له سنة ١٠٣٨ لا منافاة فيه إذ
التفاوت بنحو ٤٨ أو ٥٧ سنة وبناء على التغاير يمكن أن يكون قد حصل
اشتباه في نسبة المشايخ والمؤلفات. ولا وجود له في أمل الآمل.
الخاتمة
وليكن هذا آخر الجزء الخامس والعشرين من كتاب أعيان الشيعة
وفرع منه مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني
العاملي نزيل دمشق الشام في سنة ١٣٦٦ هجرية بمنزله في محلة الأمين من
مدينة دمشق الشام صانها الله عن طوارق الأيام حامدا مصليا مسلما.
ويليه الجزء السادس والعشرون أوله السيد حسين بن حيدر المرعشي
التبريزي وفق الله تعالى لاكماله آمين.
(٤٩٨)